You are on page 1of 138

‫الثورة األمريكية‬

‫ثورة حدثت بين عامي ‪1765‬م و‪1783‬م بين‬


‫الوطنيين األمريكيين والمستعمرات البريطانية‬

‫كانت الثورة األمريكية ثورة للمستعمرين حدثت بين‬


‫عامي ‪ 1765‬و‪ .1783‬هزم الوطنيون األمريكيون في‬
‫المستعمرات الثالث عشرة البريطانيين في حرب الثورة‬
‫الكبرى (‪ )1783-1775‬بمساعدة فرنسا‪ ،‬ظافرين‬
‫باالستقالل من بريطانيا العظمى ومؤسسين الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫الثورة األمريكية‬

‫‪ ‬‬

‫المستعمرات الثالثة عشرة‪ ‬‬ ‫المكان‬


‫الواليات المتحدة‪ ‬‬ ‫البلد‬
‫‪ 22‬مارس ‪ 1763‬‬ ‫التاريخ‬
‫‪  ،1775‬و‪ 1765‬‬ ‫تاريخ البدء‬
‫‪ 1783‬‬ ‫تاريخ االنتهاء‬
https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D( ‫تعديل مصدري‬
8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A
7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D
https://ar.( ‫ تعديل‬- )9%8A%D8%A9&action=edit&section=0
wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A
B%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D
9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9&veactio
)n=edit
 

1776 ‫ يونيو‬28 ‫لوحة "إعالن االستقالل األميركي" للفنان جون ترمبل يظهر فيها مؤلفو الوثيقة يقدمون خطتهم لالستقالل إلى الكونغرس يوم‬
‫روح الثورة‬

‫رفع المستعمرون األمريكيون شعار «ال ضريبة دون‬


‫تمثيل» ممهدين الجتماع «ستامب أكت كونغرس» عام‬
‫‪ .1765‬رفضوا سلطة البرلمان البريطاني الذي فرض‬
‫الضرائب عليهم لعدم وجود ممثلين لديهم في تلك‬
‫الهيئة الحاكمة‪ .‬تصاعدت االحتجاجات باضطراد حتى‬
‫مذبحة بوسطن عام ‪ 1770‬وحرق غاسبي في رود‬
‫آيالند عام ‪ ،1772‬تلتها حادثة حفلة شاي بوسطن في‬
‫ديسمبر عام ‪ .1773‬رد البريطانيون بإغالق ميناء‬
‫بوسطن وسّن سلسلة من القوانين العقابية التي ألغت‬
‫فعلًي ا حقوق مستعمرة ماساتشوستس باي في الحكم‬
‫الذاتي‪ .‬احتشدت المستعمرات األخرى خلف‬
‫ماساتشوستس‪ ،‬وأنشأت مجموعة من القادة الوطنيين‬
‫األمريكيين حكومتها الذاتية في أواخر عام ‪ 1774‬في‬
‫كونغرس المستعمرات (القاري) لتنسيق مقاومتهم ضد‬
‫بريطانيا؛ احتفظ المستعمرون اآلخرون بوالئهم للتاج‬
‫الملكي البريطاني‪ ،‬وكانوا ُي عرفون باسم الموالين أو‬
‫المحافظين‪.‬‬

‫اندلعت التوترات في معركة بين ميليشيا الوطنيين‬


‫والجنود النظاميين البريطانيين حين حاولت قوات‬
‫الملك جورج تدمير اإلمدادات العسكرية للمستعمرات‬
‫في ليكسينغتون وكونكورد في ‪ 19‬أبريل ‪ .1775‬تطور‬
‫الصراع بعد ذلك إلى حرب‪ ،‬قاتل فيها الوطنيون (والحًق ا‬
‫حلفاؤهم الفرنسيون) البريطانيون والموالون في الحرب‬
‫الثورية‪ .‬شكلت كل من المستعمرات الثالث عشرة‬
‫كونغرس إقليمًي ا تولى السلطة خلًف ا للحكومات‬
‫االستعمارية السابقة‪ ،‬وقمع الموالين‪ ،‬وجّند جيش‬
‫المستعمرات (القاري) الذي يقوده جورج واشنطن‪ .‬أعلن‬
‫كونغرس المستعمرات (القاري) أن الملك جورج طاغية‬
‫سحق «حقوق المستعمرين كإنجليز»‪ ،‬وأعلن أن‬
‫المستعمرات هي واليات حرة مستقلة في ‪ 2‬يوليو‬
‫‪ .1776‬اعترفت قيادة الوطنيين بالفلسفات السياسية‬
‫لليبرالية والجمهورية ورفض الملكية واألرستقراطية‪،‬‬
‫وأعلنت أن كل الرجال متساوون لدى الوالدة‪.‬‬

‫أجبر جيش المستعمرات (القاري) القوات العسكرية‬


‫البريطانية على االنسحاب من بوسطن في مارس‬
‫‪ ،1776‬لكن في ذلك الصيف سيطر البريطانيون على‬
‫نيويورك وميناءها االستراتيجي‪ ،‬الذي بقي تحت‬
‫سيطرتهم طوال مدة الحرب‪ .‬حاصرت البحرية الملكية‬
‫الموانئ وسيطرت على مدن أخرى لفترات وجيزة‪،‬‬
‫لكنهم فشلوا في إبادة قوات واشنطن‪ .‬حاول الوطنيون‬
‫غزو كندا خالل شتاء ‪ 1776-1775‬غير أنهم لم‬
‫ينجحوا في ذلك‪ ،‬لكنهم أسروا الجيش البريطاني في‬
‫ساراتوغا في أكتوبر ‪ .1777‬ثم دخلت فرنسا الحرب‬
‫كحليف للواليات المتحدة بجيش وبحرية ضخمة‪.‬‬
‫انتقلت بعدها الحرب نحو الواليات الجنوبية‪ ،‬حيث أسر‬
‫تشارلز كراونوالز جيًش ا في تشارلستون في كاروالينا‬
‫الجنوبية في أوائل عام ‪ ،1780‬لكن فشل في تجنيد ما‬
‫يكفي من المتطوعين المدنيين الموالين للسيطرة الفعالة‬
‫على األراضي‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬أسرت قوة أمريكية فرنسية‬
‫مشتركة جيًش ا بريطانًي ا آخًر ا في يوركتاون في خريف‬
‫عام ‪ ،1781‬وسبب هذا الحدث نهاية الحرب على نحو‬
‫فعال‪ .‬أنهت معاهدة باريس‪ ،‬التي ُو قعت في ‪ 3‬سبتمبر‬
‫‪ ،1783‬الصراع رسمًي ا وأكدت على انفصال األمة‬
‫الجديدة تماًم ا عن اإلمبراطورية البريطانية‪ .‬حصلت‬
‫الواليات المتحدة على ملكية جميع األراضي تقريًب ا‬
‫شرق نهر المسيسبي جنوب البحيرات الكبرى‪ ،‬مع‬
‫احتفاظ بريطانيا بكندا‪ ،‬وفلوريدا بحيازة إسبانيا‪.‬‬

‫كان سّن دستور الواليات المتحدة أحد النتائج الهامة‬


‫للثورة‪ُ ،‬م شكاًل حكومة وطنية فدرالية قوية نسبًي ا‬
‫تضمنت السلطة التنفيذية والقضائية الوطنية‬
‫والكونغرس المؤلف من مجلسين تشريعيين يمثالن‬
‫الواليات في مجلس الشيوخ والسكان في مجلس‬
‫النواب‪ .‬نتج عن الثورة أيًض ا هجرة قرابة ‪60,000‬‬
‫موالي إلى األقاليم البريطانية األخرى‪ ،‬بشكل أخص‬
‫أمريكا الشمالية البريطانية (كندا)‪.‬‬
‫تمهيد‬

‫‪ :1651-1748‬بذور الثورة األولى‬

‫مع بداية عام ‪ ،1651‬نظرت الحكومة البريطانية في‬


‫مسألة تعديل العالقات التجارية في المستعمرات‬
‫األمريكية‪ ،‬ومرر البرلمان قوانين المالحة في ‪ 9‬أكتوبر‬
‫لتزويد المستعمرات المزروعة في الجنوب بسوق تصدير‬
‫مربح‪ .‬حظرت القوانين زراعة التبغ على المنتجين‬
‫البريطانيين وشجعت بناء السفن في ذات الوقت‪،‬‬
‫خصوًص ا في نيو إنغالند‪ .‬احتج البعض على أن التأثير‬
‫االقتصادي كان ضئياًل على المستعمرين‪ ،‬لكن الخالف‬
‫السياسي كان أكثر حدة مما أثارته القوانين‪ ،‬إذ كان‬
‫التجار األكثر تأث ا مباشرًة أكثر نشاًط ا سياس ا‪]3[]2[]1[.‬‬
‫ًي‬ ‫ًر‬
‫انتهت حرب كينغ فليب عام ‪ ،1678‬والتي خاضتها‬
‫مستعمرات نيو إنغالند دون أي مساعدة عسكرية من‬
‫إنكلترا‪ ،‬األمر الذي ساهم في تطوير هوية ذاتية مميزة‬
‫منفصلة عن تلك التي لدى الشعب البريطاني‪ .‬لكن الملك‬
‫تشارلز الثاني صمم على وضع نيو إنغالند تحت حكم‬
‫إدارة أكثر مركزية في الثمانينيات من القرن السابع عشر‬
‫في سبيل تنظيم العالقات التجارية بشكل أكثر فاعلية‪.‬‬
‫عارض مستعمرو نيو إنغالند بشدة محاوالته‪ ،‬لذا ألغى‬
‫التاج الملكي البريطاني امتيازاتهم االستعمارية‪ .‬وضع‬
‫خليفة تشارلز الملك جيمس الثاني اللمسات األخيرة‬
‫على هذه الجهود في عام ‪ ،1686‬مؤسًس ا سيادة نيو‬
‫إنغالند‪ .‬أثار حكم السيادة االستياء الشديد في جميع‬
‫أرجاء نيو إنغالند؛ أغضب تطبيق قوانين مالحة غير‬
‫مألوفة وتقليص الديمقراطية المحلية المستعمرين‪ .‬رغم‬
‫ذلك‪ ،‬تشجع سكان نيو إنغالند بعد تغيير الحكومة في‬
‫إنكلترا‪ ،‬إذ رأوا أن تنازل جيمس الثاني عن الحكم كان‬
‫فعااًل ‪ ،‬وأطاحت االنتفاضة الشعبية بحكم السيادة في‬
‫‪ 18‬أبريل ‪ .1689‬أعادت الحكومات االستعمارية‬
‫سيطرتها في أعقاب الثورات‪ ،‬ولم تقم الحكومات‬
‫السيادة‪]5[]4[.‬‬ ‫المتتابعة بأي محاولة الستعادة‬

‫‪ :1762‬فرض الضرائب وسحبها‬


‫أكد رئيس الوزراء جورج غرينفيل في عام ‪ 1762‬على‬
‫أن إجمالي عائدات مصلحة الجمارك في الواليات‬
‫المتحدة يبلغ ألًف ا أو ألفي جنيه سنوًي ا‪ ،‬وأن خزينة‬
‫الدولة اإلنكليزية كانت تدفع ما بين سبعة وثمانية آالف‬
‫جنيه سنوًي ا لتحصيلها‪.‬‬

‫‪ :1767‬قوانين تاونشيد وقوانين الشاي‬


‫في عام ‪ ،1767‬أقر البرلمان قانون تانونشيد الذي فرض‬
‫رسوًم ا على عدد من السلع األساسية‪ ،‬بما في ذلك الورق‬
‫والزجاج والشاي‪ ،‬وُأ نشأ مجلس الجمارك في بوسطن‬
‫لتنفيذ القوانين التجارية بشكل أكثر صرامة‪ُ .‬ف رضت‬
‫الضرائب الجديدة على اعتقاد أن األمريكيين يعترضون‬
‫فقط على الضرائب الخارجية مثل الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬احتج األمريكيون ضد دستورية القانون ألن‬
‫الغرض منه كان زيادة اإليرادات وليس تنظيم التجارة‪.‬‬
‫رّد المستعمرون بتنظيم مقاطعات جديدة للبضائع‬
‫البريطانية‪ .‬كانت هذه المقاطعات أقل فعالية‪ ،‬إذ كانت‬
‫سلع تاونشيد ُت ستخدم على نطاق واسع‪]6[.‬‬

‫بداية العداوات العسكرية‬


‫ُأ علن عن قيام والية ماساتشوستس في حالة تمرد في‬
‫فبراير عام ‪ ،1775‬وتلقت الحامية البريطانية أوامر‬
‫بنزع سالح المتمردين واعتقال قادتهم‪ ،‬ما أدى إلى‬
‫اندالع معارك ليكسينغتون وكونكورد في ‪ 19‬أبريل‬
‫‪ .1775‬حاصر الوطنيون بوسطن وطردوا المسؤولين‬
‫الملكيين من جميع المستعمرات‪ ،‬وأمسكوا زمام‬
‫السيطرة عن طريق تأسيس الكونغرس اإلقليمي‪ .‬تبع‬
‫ذلك معركة بونكر هيل في ‪ 17‬يونيو ‪ .1775‬كان نصًر ا‬
‫بريطانًي ا‪ ،‬لكن بثمن غاٍل ‪ :‬حوالي ‪ 1000‬ضحية بريطانية‬
‫من حامية تبلغ حوالي ‪ ،6000‬مقارنًة بـ ‪ 500‬ضحية‬
‫أمريكية من قوة أكبر بكثير‪ .‬كانت الحرب التي نشبت‬
‫في بعض النواحي تمرًد ا تقليدًي ا‪.‬‬

‫في شتاء عام ‪ ،1775‬غزا األمريكيون كندا تحت قيادة‬


‫الجنرالين بينداكت أرنولد وريتشارد مونغوموري‪ُ .‬أ سر‬
‫معظم األمريكيين الذين لم يموتوا أو ماتوا بالجدري‪.‬‬

‫في مارس عام ‪ ،1776‬أجبر جيش المستعمرات‬


‫(القاري) البريطانيين على إخالء بوسطن‪ ،‬وذلك بقيادة‬
‫جورج واشنطن كقائد للجيش الجديد‪ .‬أحكم الثوار اآلن‬
‫سيطرتهم الكاملة على المستعمرات الثالث عشرة وكانوا‬
‫جاهزين إلعالن االستقالل‪ .‬بقي هناك الكثير من‬
‫الموالين‪ ،‬لكن ال سلطة لهم بعد اآلن بحلول يوليو‬
‫‪ ،1776‬وهرب كل المسؤولين الملكيين‪.‬‬

‫السياق‪ :‬الُم ستعمرات البريطانَّي ة الثالثة عشر‬


‫حوالي عام ‪1775‬‬

‫الِن طاق الُج غرافي‬

‫خريطة للمستعمرات البريطانية الثالثة عشر في أمريكا الشمالية حوالي عام ‪.1775‬‬

‫َت شَّكلت الُم ستعمرات البريطانَّي ة الثالثة عشر (اإلنجليزَّي ة‬


‫األصل) بين بداية القرن السابع عشر والُث لث األول من‬
‫القرن الثامن عشر‪ ،‬على امتداد عدة مئات من‬
‫الكيلومترات على طول ساحل المحيط األطلسي (انظر‬
‫الخريطة)‪ .‬وتمّي زت جغرافيتها وسّكانها واقتصادها‬
‫ومؤسساتها باالختالفات‪ .‬كانت االتصاالت بين‬
‫المستعمرات بطيئة وصعبة في كثير من األحيان‪ :‬كانت‬
‫الطرق الموجودة في حالة سيئة ولم يكن هناك سوى‬
‫الجسور‪]7[.‬‬ ‫القليل من‬

‫تعداد السكان‬

‫بين ‪ 1710‬و ‪ ،1770‬تضاعف عدد سكان المستعمرات‬


‫الثالثة عشر عشرة أضعاف‪ .‬بحلول عام ‪ ،1770‬كان‬
‫إجمالي عدد السكان حوالي ‪ 2.2‬مليون‪ ]8[.‬منذ‬
‫تأسيسها‪ ،‬شهدت المستعمرات نمًو ا ديموغرافًي ا قوًي ا‬
‫مرتبًط ا بالهجرة ولكن أيًض ا بمعدل مواليد مرتفع‪ .‬كانت‬
‫الكثافة السكانَّي ة منخفضة نسبًي ا‪ .‬بالنسبة للجزء األكبر‪،‬‬
‫كان المستوطنون يعيشون في الّر يف وترّكز السكان‬
‫على الساحل حيث كانت المدن الرئيسَّي ة‪ ،‬وكانت‬
‫فيالدلفيا األكثر اكتظاًظ ا بالسكان (حوالي ‪45000‬‬
‫نسمة في ‪ ،)]9[1780‬متجاوزة بوسطن أو نيويورك‪.‬‬

‫المجتمع‬

‫كان المجتمع االستعمارّي األمريكّي متنوًع ا‪ :‬إلى جانب‬


‫الغالبَّي ة البريطانَّي ة عاش األّلمان والسويسريون‬
‫والهولنديون واأليرلنديون واالسكتلنديون‬
‫واالسكندنافيون والفرنسّي ون [‪ ،]10‬خاصة في‬
‫المستعمرات الشمالَّي ة والوسطى‪ .‬بالنسبة للمؤرخ فرناند‬
‫بروديل‪ ،‬كان هذا المزيج الِع رقي ُي فّض ل االنّف صال عن‬
‫بريطانيا العظمّى ‪ ]11[.‬كما تنوعت الُم مارسات الدينَّي ة‪:‬‬
‫فبينما كانت الُنخب بروتستانتَّي ة‪ ،‬تم تقسيمهم إلى عدة‬
‫تيارات‪ .‬اليهود والكاثوليك‪ ،‬الذين أثاروا عدم الّث قة‪،‬‬
‫شكلوا األقليات الدينَّي ة الرئيسَّي ة‪ .‬عشَّي ة الثورة‬
‫األمريكَّي ة‪ ،‬كان المستوطنون من أصل أوروبّي ينتمون‬
‫إلى مجُم وعات اجتماعَّي ة ُم ختلفة‪ .‬إذا كان النَّظ ام‬
‫الحاكم واإلقطاعّي غائًب ا تقريًب ا عن الُم ستعمرات الثالثة‬
‫عشر [‪ ،]12‬فقد كان هناك تسّلسل هرمي آخر قائم على‬
‫ملكَّي ة األرض والثروة‪ .‬تتكون النخبة من الحكام‬
‫والمزارعين وكبار التَّج ار وُم الك السفن‪ .‬ثم كانت هناك‬
‫فئة من الِح رفيين وُم مثلي الُم الك والمزارعين وصغار‬
‫التَّج ار‪ُ :‬ت مثل هذه الطبقات المتوسطة ‪ ٪40‬من إجمالي‬
‫السكان‪]13[.‬‬

‫احتل البحَّا رة والُم ستأجرون والخدم أسفل السلم‬


‫االجتماعّي ‪ .‬كان الخدم المتعاقدون (ُي طلق عليهم‬
‫«ُم تعّه دون» في فرنسا الجديدة) من الطبقة الدنيا‬
‫بيد‪]14[:‬‬
‫البّي ضاء التي كانت حالتها قريبة من حالة الّع‬
‫كانوا ُس جناء ونساء وأطفال ُأ رسلوا طوعًي ا أو قّس رًي ا‬
‫لتعبئة العالم الجديد والعمل في الزراعة‪.‬‬

‫منذ الحقبة االستعمارَّي ة‪ ،‬اتسعت الفجوات‬


‫االجتماعَّي ة‪ ]13[.‬وأظهرت المجموعات المختلفة من‬
‫المّس توطنين مصالح ُم تباينة أّش علت توّت رات بل وثورات‬
‫في البلدات والريف‪ .‬كانت الُنخب المّس تنيرة معنية‬
‫بالحفاظ على النظام االجتماعّي وحماية ممتلكاتهم‪.‬‬
‫عانى الُم ستوطنون اآلخرون أكثر من اإلجراءات‬
‫الضريبَّي ة البريطانَّي ة وعدم المساواة في األراضي‪ .‬تم‬
‫تأجيج التوّت رات االجتماعَّي ة من خالل عمل بعض الُد عاة‬
‫وتَّم نقلها الي أماكن التواصل االجتماعّي في المناطق‬
‫الحضرَّي ة‪ :‬كانت الحانات والُنزل أماكن للمعلومات‬
‫والنقاش واالجتماع‪ .‬لعبت الصحافة أيًض ا دوًر ا نشًط ا‬
‫في التخمير الّث وري‪.‬‬
‫كانت األهمَّي ة العددَّي ة لألميركيّي ن األفارقة ملحوظة‪:‬‬
‫بين ‪ 1750‬و ‪ ،1780‬زاد عددهم من ‪ 236.000‬إلى‬
‫‪ ]15[.575.000‬وترّكز معظم السود في المستعمرات‬
‫الجنوبية وكانوا عبيًد ا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تعيش أقلَّي ة من‬
‫السود المحررين في المدن‪ .‬في حدود األراضي‬
‫األمريكية لعام ‪ ،1790‬يقدر عدد الهنود الحمر بما‬
‫شخص‪]16[.‬‬ ‫يتراوح بين ‪ 100000‬و ‪200000‬‬

‫هانا أرندت [‪ ،]17‬بناًء على شهادات الرّح الة األوروبّي ين‬


‫في ذلك الوقت‪ ،‬تقدر أنه إذا كان الّف قر موجوًد ا في‬
‫الواليات المّت حدة‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن البؤس الُم تكرر‬
‫في أوروبا لم يكن موجوًد ا عملًي ا‪ .‬بالنسبة لها‪ ،‬فإن هذه‬
‫النقطة ُت فسر جزئًي ا سبب اختالف الثورة األمريكَّي ة عن‬
‫‪]18[.1789‬‬ ‫الثورة الفرنسَّي ة عام‬
‫الحكومة‬

‫كان لكل مستعمرة وضعها السياسّي الخاص الذي يعتمد‬


‫على تاريخها‪ .‬كانت هناك عادة ثالث فئات‪ :‬كانت‬
‫الُم ستعمرات المستأجرة تنظمها مواثيق منحها الملك‬
‫لشركات الشحن الخاصة؛ هذا هو الحال بالنسبة لوالية‬
‫رود آيالند وكونيتيكت‪ .‬ترتكز أسس مستعمرات المالك‬
‫على مبادرة شخصَّي ة عظيمة‪ ،‬اللورد المالك؛ هم ثالثة‬
‫في العدد‪ ،‬بنسلفانيا وماريالند وديالوير‪ .‬اختار‬
‫المواطنون محافظهم هناك‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬الثماني األخرى هي‬
‫مستعمرات التاج (أو المستعمرات الملكَّي ة) استفادت من‬
‫دستور صاغته السلطة الملكَّي ة‪.‬‬

‫ُي مارس الحكام السلطة التنفيذَّي ة نيابة عن الملك‬


‫ولديهم القوات المسلحة‪ .‬وساعدهم ضباط الجمارك أو‬
‫حتى محققو اإليرادات الملكَّي ة‪ ]19[.‬لمجلس المحافظين‬
‫سلطات قضائية وإدارية وتشريعية‪ .‬تعادل الغرفة العليا‪،‬‬
‫كان لها دور استشارّي ‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬كان لكل مستعمرة جمعَّي ة‬
‫بحث وحل المشكالت المحلَّي ة‪ ،‬وكذلك ميزانية‬
‫الميليشيا ومعداتها‪ ،‬بموافقة المجلس‪ .‬يمكنها إرسال‬
‫وكالء لتقديم االلتماسات والطلبات إلى لندن‪ .‬سمحت‬
‫اجتماعات بلدة ماساتشوستس للمستوطنين بممارسة‬
‫شكل من أشكال الديمقراطَّي ة المباشرة‪ .‬سمحت بعد‬
‫المنطقة االستعمارَّي ة وضخامتها لألمريكيين بالحصول‬
‫نسبي‪]20[.‬‬ ‫على حكم ذاتي محلي‬

‫في لندن‪ ،‬كانت السياسة االستعمارَّي ة مسؤولية المجلس‬


‫الملكّي السيادّي ومجلس التجارة والمزارع‪ .‬بشكل‬
‫ملموس‪ ،‬فإن الشخصَّي ات التي تدير الشؤون‬
‫االستعمارَّي ة هي اللورد األول للخزانة (رئيس الوزراء)‬
‫ووزير الدولة لشؤون الجنوب (االسم السابق لوزارة‬
‫الخارجَّي ة‪ .‬مكان البرلمان في هذا النظام ُم حدد بشكل‬
‫سيئ‪ ،‬لكنه يصوت لصالحه‪ .‬القوانين التي تحكم تجارة‬
‫المملكة‪ ،‬وبالتالي لها الحق في تحديد الرسوم الجمركَّي ة‬
‫ستعمرات‪]21[.‬‬
‫للُم‬

‫كانت القوة الحقيقَّي ة في كثير من األحيان في أيدي‬


‫مجموعات اجتماعَّي ة واقتصادَّي ة مختلفة؛ المزارعون‬
‫المستقلون في المناطق الريفَّي ة في نيو إنجالند‪،‬‬
‫والتجار والحرفيون في المدن الساحلية الرئيسَّي ة‪،‬‬
‫وُم الك األراضي الكبار الُم تنافسون في والية نيويورك‪،‬‬
‫الذين عاملوا مزارعيهم بطريقة شبه إقطاعَّي ة‪ ،‬والُت جار‬
‫المرتبطون بالتجارة اإلنجليزَّي ة في المحيط األطلسي‬
‫في مدينة نيويورك‪ ،‬وعائلة بن (التي عينت الحاكم)‬
‫ومجموعة من عائالت الكويكرز الثرَّي ة في والية‬
‫بنسلفانيا‪ ،‬ومزارعي العبيد في فيرجينيا وكارولينا‬
‫الشمالية وكارولينا الجنوبية‪ ،‬الذين لم يكن للبيض‬
‫لهم‪]22[.‬‬ ‫الفقراء حقوق سياسية‬
‫االقتصاد‬

‫شكلت المستعمرات الثالثة عشرة كًال مزدهًر ا اقتصادًي ا‬


‫في الشمال‪ ]23[،‬عاشت نيو إنجالند على الحرف‬
‫والتجارة البحرَّي ة وصيد األسماك‪ .‬كان تجار بوسطن‬
‫يتاجرون مع جزر الهند الغربَّي ة‪ :‬فقد قاموا بتصدير‬
‫األخشاب والدقيق واألسماك وزيت الحوت والُس كر‬
‫والدبس والطافيا‪ ]24[.‬حفزت هذه التجارة إنتاج المعادن‬
‫والنسيج‪ ،‬وكذلك سمحت بتطوير أحواض بناء السفن‬
‫التّق طير‪]25[.‬‬ ‫ومعامل‬

‫في المستعمرات المركزَّي ة [‪ ]26‬كانت الزراعة متنوعة‬


‫وكانت تربية الحيوانات منتشرة في كل مكان‪ .‬تتميز‬
‫المستعمرات في الجنوب [‪ ]27‬بمناخ شبه استوائي‬
‫رطب‪ ،‬حيث عاشت أساًس ا على الزراعة التجارَّي ة‬
‫الديناميكَّي ة (بشكل رئيسي التبغ والنيلي وصادرات‬
‫الحبوب)‪ .‬استخدم المزارعون العمالة العبودَّي ة الذين‬
‫عملوا في المزارع الكبيرة‪ .‬عاشت الطبقة األرستقراطَّي ة‬
‫البيضاء في هذه العقارات وبنيت قصور جميلة‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬لم يكن نظام الزراعة هو نفسه الذي سيستمر حتى‬
‫الحرب األهلية‪ ،‬وسيتم استيراد األخير من قبل المالكين‬
‫الفرنسيين الفارين من ثورات العبيد في عام ‪1798‬‬
‫[المرجع‪ .‬من الضروري]‪ .‬كان الجنوب في الغالب ريفًي ا‪،‬‬
‫وكانت المدن قليلة ومتباعدة (تشارلستون وبالتيمور‬
‫ونورفولك)‪.‬‬

‫األسباب الهيكلَّي ة‪ :‬العالقات االستعمارَّي ة‬


‫مع بريطانيا العظمى‬

‫اإلمبريالَّي ة البريطانَّي ة‬

‫بعد حرب السنوات السبع‪ ،‬بدأت السلطات البريطانَّي ة‬


‫في التفكير في اإلمبراطورَّي ة البريطانَّي ة في أوجها‪ .‬بين‬
‫عامي ‪ 1770‬و ‪ ،1782‬كان المحافظون في السلطة‬
‫يحلمون بتعزيز الهيمنة االستعمارَّي ة وتعزيز‬
‫المركزَّي ة‪ ]28[.‬لقد سعى مؤيدو الحمائية إلى تطبيق‬
‫النظام التجاري بصرامة من خالل تعزيز االحتكار‬
‫التجارّي ‪ ،‬وتشجيع شركات الشحن‪ ،‬ومكافحة تجارة‬
‫التهريب‪ .‬واجه حزب المحافظين معارضة من‬
‫اليمينّي ين‪ ،‬الذين كانوا يؤيدون التجارة الحرة‪ ،‬وكذلك‬
‫معارضة التجار األمريكيين‪ .‬في أمريكا‪ ،‬كانت القوانين‬
‫المحلية‪ ،‬التي تصدرها المجالس ويقرها الملك‪ ،‬أدنى من‬
‫حيث المبدأ من القوانين البريطانَّي ة التي أقرها البرلمان‬
‫البريطانّي ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم تتردد المجالس االستعمارَّي ة‬
‫في التعدي على صالحيات الحكام باستخدام حقهم في‬
‫التدقيق‪ .‬في مواجهة صعود «نظام التجمع» [‪ ،]29‬سعت‬
‫لندن إلى تعزيز سلطتها بعد عام ‪ ]30[.1763‬ثم خشيت‬
‫المدينة من توسع المستعمرات الثالثة عشر إلى الغرب‬
‫[‪ ]31‬مما قد يؤدي إلى عدم توازن ويؤدي إلى االستقالل‪.‬‬
‫التقاضي االقتصادي‬

‫تميز اقتصاد الُم ستعمرات بالنزعة التجارَّي ة والحصرَّي ة‪:‬‬


‫من خالل هذا النظام‪ ،‬كانت بريطانيا العظمّى تعتزم‬
‫االحتفاظ بأكبر قدر ممكن من المعادن الثمينة[‪]32‬‬

‫وحماية الصناعة والحرف اليدوية البريطانَّي ة‪ .‬تم تنظيم‬


‫العالقات التجارَّي ة من خالل قوانين المالحة‪ :‬حيث‬
‫قامت المستعمرات بتصدير المواد الخام على متن‬
‫السفن البريطانَّي ة‪ .‬تمت معالجتها في بريطانيا العظمّى‬
‫ثم بيعها في الخارج‪ .‬الُم نتجات الُم صنعة في‬
‫المستعمرات لم يتم تصديرها بل كان يجب أن تأتي‬
‫بعض البضائع من المدينة‪ ]33[.‬في المقابل‪ ،‬كان على‬
‫المستعمرات األمريكَّي ة شراء المنتجات البريطانَّي ة‬
‫فقط‪ ]32[.‬كان على السفن األجنبَّي ة التي كانت تتاجر مع‬
‫المستعمرات أن تمر عبر ميناء بريطانّي لدفع الرسوم‬
‫الجمركَّي ة‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬أدى البعد عن المدينة وفساد مسؤولي‬
‫الجمارك في أمريكا إلى نوع من التراخي في تحصيل‬
‫الضرائب‪ ]34[.‬حتى أن السفن األمريكَّي ة عبرت شمال‬
‫األطلسي بشكل غير قانوني ألغراض التجارة‪ .‬سرعان‬
‫ما أثار هذا االنحراف عن المذهب التجاري وهذه‬
‫الُم نافسة األمريكَّي ة قلق التجار البريطانيين‪ .‬أثار التطور‬
‫االقتصادّي للمستعمرات الثالثة عشر عداًء معيًنا بين‬
‫التجار المستعمرين ورأسماليي العاصمة‪]35[.‬‬

‫استنكر المستوطنون األمريكيون‪ ،‬وخاصة التجار من‬


‫نيو إنجالند‪ ،‬احتكار حركة بعض السلع مثل الشاي‪ .‬كما‬
‫أعربوا عن أسفهم للنقص المزمن في المال واعتمادهم‬
‫على االئتمان البريطانّي‬
‫‪]36[.‬‬
‫ُظ هور الهوية األمريكَّي ة‬

‫غالًب ا ما شعرت النخبة االقتصادَّي ة األمريكَّي ة بأنها قريبة‬


‫من العاصمة وسعت إلى محاكاة الطبقات العليا التي‬
‫تعيش في بريطانيا‪ .‬أرسلت هذه العائالت الكبيرة‬
‫أبناءها للدراسة في بريطانيا العظمّى ‪ ]37[.‬كان لديهم‬
‫مصلحة في البقاء في حضن المدينة‪ ،‬بسبب النظام‬
‫التجارّي والنظام الذي يضمنه‪.‬‬

‫كانت الطبقات الوسطى أقل ارتباًط ا ببريطانيا‪ .‬شعر‬


‫المستعمرون المولودون في أمريكا بأنهم بريطانيون أقل‬
‫وأقل أيًض ا‪ ،‬على الرغم من تنوع المستعمرات وسكانها‪،‬‬
‫أدت السياسة اإلمبريالَّي ة البريطانَّي ة إلى والدة «وطنية‬
‫استعمارية» انقلبت على المدينة[‪ ]38‬وتشكيل الهوية‬
‫األمريكَّي ة‪ .‬منذ القرن السابع عشر‪ ،‬أكدت المستعمرات‬
‫نفسها أخيًر ا كجزيرة للتسامح الديني النسبي [‪ ]39‬الذي‬
‫يتناقض مع الوضع األوروبي‪ .‬كان التطلع إلى السعادة‬
‫والنجاح الفردي‪ ،‬المرتبط بالحراك االجتماعي والفرص‬
‫التي توفرها مساحة أمريكا الشمالَّي ة الشاسعة‪ ،‬أحد‬
‫الناشئة‪]40[.‬‬ ‫أسس هذه الهوية األمريكَّي ة‬

‫ومع ذلك‪ ،‬كانت الخالفات بين المستوطنين وبين‬


‫المستوطنات عديدة للغاية‪ .‬كانت الخالفات حول حدود‬
‫المستوطنات متكررة‪ .‬داخل نفس المستعمرة‪ ،‬تباعدت‬
‫المصالح‪ .‬في ماساتشوستس‪ ،‬عارض سكان بوسطن‬
‫المزارعين في الجزء الغربي من المستعمرة‪ ]41[.‬كان‬
‫المستوطنون متقاضين ولم يتوقفوا عن اتخاذ‬
‫اإلجراءات القانونية‪ ]42[.‬هذا االضطراب لم يمنع قضية‬
‫االستقالل من اكتساب مكانة حيث اعتقد المستوطنون‬
‫أن تراجع الفضيلة كان بسبب القمع البريطانّي ‪ .‬اعتقد‬
‫جون ديكنسون أن المصلحة الخاصة قد أغرقت‬
‫ة‪]43[.‬‬
‫اإلنجليز في التدجين وخفض الروح المعنوَّي‬
‫تأثير التّن وير‬

‫في نهاية القرن الثامن عشر‪ ،‬كانت فيالدلفيا «المركز‬


‫الحقيقي لعصر التنوير الثوري» [‪ ،]44‬وال سيما تحت‬
‫قيادة العالم بنجامين فرانكلين (‪ .)1790-1706‬كانت‬
‫المدينة‪ ،‬إلى جانب بوسطن‪ ،‬مركز النشر الرئيسي‬
‫للمستعمرات الثالثة عشر‪ ،‬ولعبت جريدة بنسلفانيا‬
‫جازيت (‪ )1723‬دوًر ا مهًم ا خالل الثورة األمريكَّي ة‪.‬‬
‫كانت الجمعَّي ة الفلسفَّي ة األمريكَّي ة عبارة عن حلقة‬
‫نقاش أسسها بنجامين فرانكلين‪ .‬قرأ أهل النخبة وآباء‬
‫الثورة األمريكَّي ة فالسفة أوروبيين مثل جون لوك‪،‬‬
‫تشارلز دي مونتسكيو هوغو غروتيوس‪ ،‬سيزار بيكاريا‬
‫[‪ ،]45‬هنري هوم أو توماس هوبز‪ .‬أثرت نظريات‬
‫الفيلسوف البريطانّي جون لوك على الفاعلين في الثورة‬
‫األمريكَّي ة أكثر من غيرها‪ :‬فكرة العقد االجتماعي‬
‫تضمنت الحق الطبيعي للشعب في خلع قادته‪ .‬من‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬وجد المؤرخون القليل من آثار الفكر‬
‫الروسي في أمريكا‪ ]46[.‬اعتمد آباء الثورة األمريكية‬
‫على تحليل مونتسكيو للدستور البريطانّي ‪ ،‬ولكن أيًض ا‬
‫على النصوص البريطانَّي ة (المثول أمام المحكمة‪ ،‬وثيقة‬
‫الحقوق) لصياغة دساتير الواليات والبالد‪.‬‬

‫كانت الجمهورية أحد المبادئ األيديولوجَّي ة السائدة في‬


‫المستعمرات عشية الثورة‪ .‬انتقد المستعمرون الفخامة‬
‫المتفاخرة للمحكمة واقترحوا فضيلة جمهورَّي ة‪ .‬نمت‬
‫فكرة أن الرجال لديهم واجب مدني للقتال من أجل‬
‫بلدهم‪.‬‬

‫صعود المعارضة‬
‫شهدت السنوات ‪ 1774-1763‬صعود المعارضة‬
‫االستعمارَّي ة للمطالبات البريطانَّي ة‪ ،‬والتي تميزت بسلسلة‬
‫من القوانين المالَّي ة‪ ،‬وسرعان ما ألغتها السلطة المركزَّي ة‪.‬‬
‫تتدهور المقاومة األمريكَّي ة للمذهب التجارّي والسياسة‬
‫المالَّي ة في لندن في بعض األحيان إلى أعمال شغب‬
‫وثورات عرضية ال تزال غير خطيرة للغاية‪.‬‬

‫عواقب حرب السنوات السبع‬

‫عارضت حرب السنوات السبع (‪ )1763-1756‬القوى‬


‫األوروبَّي ة وأفرغت خزائن التاج البريطانّي ‪ .‬بلغت ديون‬
‫بريطانيا المتعلقة بالحرب في نهاية الصراع ‪ 317‬مليون‬
‫جنيه إسترليني‪ .‬قدر اللورد جيفري أمهيرست‪ ،‬القائد‬
‫العام للقوات الملكية في أمريكا الشمالية‪ ،‬عدد القوات‬
‫المطلوبة للحفاظ على السالم في األراضي المكتسبة‬
‫حديًث ا بـ ‪ .10000‬لذلك قررت الحكومة االحتفاظ‬
‫بجيش من عدة آالف من الرجال في المستعمرات؛ كانت‬
‫تكلفة الحفاظ عليه حوالي ‪ 300000‬جنيه إسترليني‬
‫سنوًي ا‪ ]47[.‬بينما كانت المستعمرات الثالث عشرة‬
‫ة‪]48[.‬‬
‫مزدهرة‪ ،‬عانت بريطانيا العظمى من أزمة اقتصادَّي‬
‫قررت لندن أن يتحمل المستعمرون األمريكيون جزًء ا‬
‫من تكاليف الحرب والحفاظ على القوات‪.‬‬

‫كان لإلعالن الملكي لعام ‪ 1763‬ثالثة أهداف رئيسَّي ة‪:‬‬


‫تنظيم اإلمبراطورَّي ة االستعمارَّي ة البريطانَّي ة في أمريكا‬
‫الشمالَّي ة وتهدئة العالقات مع األمريكيين األصليين‬
‫خاصة بعد ثورة بونتياك من أجل تجنب المضاربة على‬
‫األراضي‪ .‬كان الهدف من اإلعالن تهدئة مخاوف الهند‬
‫من التدفق الهائل للفالحين البيض إلى أراضيهم‪.‬‬
‫اجتذبت «الحدود» المهاجرين بحًث ا عن أرض مثل‬
‫االسكتلنديين يليهم األلمان‪ ]48[.‬أدى استنفاد التربة‬
‫شرقي جبال األبالش والضغط السكاني إلى زيادة جوع‬
‫المستوطنين إلى األرض‪.‬‬
‫منع إعالن جورج الثالث سكان المستعمرات الثالثة عشر‬
‫من االستقرار وشراء األراضي الواقعة غرب جبال‬
‫األباالش‪ ]49[.‬احتفظ التاج بجزء من األخشاب‬
‫األمريكَّي ة [‪ ]50‬وكذلك احتكار حيازة األراضي الهندية؛‬
‫ضمنت حماية الشعوب الهندية [‪ ]51[. · ]49‬خططت لندن‬
‫لبناء حصون بريطانَّي ة على طول خط االستيطان كان‬
‫من المفترض أن يسمح هذا الجهاز باالمتثال لإلعالن‬
‫ولكن أيًض ا لتعزيز تجارة الفراء مع الهنود‪ .‬اعتقدت‬
‫الحكومة البريطانَّي ة أن هذه البؤر االستيطانَّي ة ضمنت‬
‫الدفاع عن المستعمرات الثالثة عشر وأن تمويلها يقع‬
‫على عاتق المستوطنين‪.‬‬

‫أثار اإلعالن الملكي لعام ‪ 1763‬استياء المستوطنين‬


‫األمريكّي ين الذين استقروا بالفعل في هذه األراضي‬
‫الهندَّي ة‪ .‬كان عليهم أن يعيدوا األرض ويعودوا إلى‬
‫المستعمرات الثالثة عشر‪ .‬كان البعض مقتنًع ا بأن الملك‬
‫كان يحاول حصرهم في الشريط الساحلي من أجل‬
‫السيطرة عليهم بشكل أفضل‪ .‬رفض المستوطنون‬
‫تمويل بناء وصيانة البؤر االستيطانَّي ة الملكية على طول‬
‫الخط الذي حدده اإلعالن‪ .‬كفل طرد الفرنسيين من كندا‬
‫في عام ‪ 1763‬أمن المستعمرات الثالثة عشر‪ ،‬التي‬
‫شعرت أنها لم تعد بحاجة إلى الحماية العسكرية‬
‫البريطانَّي ة‪ .‬وجد األمريكيون صعوبة في دعم الجيوش‬
‫البريطانَّي ة الدائمة في المستعمرات عندما عاد السالم‪.‬‬
‫كان ينظر إلى وجود القوات على أنه أداة للطغيان‬
‫البريطانّي‬
‫‪]52[.‬‬

‫القوانين‬

‫في ‪ 5‬أبريل ‪ ،1764‬أصدر البرلمان البريطانّي قانون‬


‫الُس كر‪ :‬أبقى هذا القانون على فرض الضرائب على‬
‫الُس كر والدبس المستورد من الخارج‪ ،‬مع تمديدها إلى‬
‫المنتجات األخرى (الخشب والحديد [‪ .)]53‬تسبب في‬
‫أزمة في إنتاج الروم وأثار استياء التجار‬
‫األمريكيين‪ ]54[.‬بعد بضعة أيام‪ ،‬حظر قانون العملة‬
‫إصدار األوراق النقدَّي ة في المستعمرات الثالثة عشر‬
‫وسمح للمدينة بالتحكم في نظامها النقدّي‬
‫‪]55[.‬‬

‫واحتجت التجمعات االستعمارَّي ة بشدة على هذا اإلجراء‬


‫اإلسترليني‪]56[.‬‬ ‫الذي يهدف إلى تعزيز أولوية الجنيه‬

‫نص قانون الطوابع (‪ )1765‬على ختم دخل إلزامي‬


‫لجميع الوثائق الرسمَّي ة والصحف وغيرها من المقاالت‪.‬‬
‫أثر هذا القانون على جميع المستوطنين‪ ،‬وليس التجار‬
‫فقط‪ ،‬وبالكاد تم تطبيقه بسبب المقاومة والضغط‬
‫األمريكّي ‪.‬‬

‫اعتمد مجلس بورغيسيس في فرجينيا قرارات باتريك‬


‫هنري بشأن قانون الطوابع (يقرر قانون الطوابع)‪.‬‬
‫وذكروا أن األمريكيين لديهم نفس الحقوق التي يتمتع‬
‫بها الرعايا البريطانيون‪ ،‬وال سيما الحق في عدم فرض‬
‫ضرائب دون موافقة ممثليهم‪ .‬أولئك الذين أيدوا‬
‫مطالبة البريطانّي ين بفرض ضرائب على أهل فيرجينيا‬
‫سيعتبرون أعداء للمستعمرة‪ ]57[.‬فضل الحاكم فوكير‬
‫حل مجلس بورغيسيس كرد فعل على هذه المقترحات‬
‫المتطرفة‪ .‬في ‪ 24‬مارس ‪ ،1765‬سن البرلمان قانون‬
‫اإليواء األول [‪ ]58‬الذي يتطلب من المجالس‬
‫االستعمارَّي ة توفير احتياجات القوات المسلحة‬
‫البريطانَّي ة‪ .‬أثار القرار سلسلة من أعمال الشغب في‬
‫مدن أمريكَّي ة مثل بوسطن ونيوبورت (رود آيالند)‪.‬‬
‫كانت المقاومة أقوى في نيويورك‪ :‬رفض المجلس‬
‫تمويل القوات وتَّم تعليقه ردًا على ذلك في ديسمبر‬
‫‪.1766‬‬
‫التقى سبعة وعشرون مندوًب ا من تسع مستعمرات في‬
‫نيويورك في الفترة من ‪ 7‬إلى ‪ 25‬أكتوبر ‪1765‬‬
‫لتأسيس موقف مشترك‪ :‬تبنى الكونغرس قانون الطوابع‬
‫قانون الحقوق والمظالم وأرسل خطابات وعرائض إلى‬
‫لندن‪ .‬ادعت هذه الوثائق سلطة المجالس االستعمارَّي ة‬
‫في مسائل الضرائب‪ ،‬ولكن أيًض ا حق المستعمرين في‬
‫أن يكونوا ممثلين في برلمان لندن‪ .‬نتيجة للمقاطعة‬
‫واالحتجاجات‪ ،‬تم إلغاء قانون الطوابع أخيًر ا في ‪18‬‬
‫مارس ‪ ،1766‬دون تسوية قضية التمثيل السياسي‬
‫األمريكي‪ .‬تم استبداله بالقانون التصريحي‪ ،‬الذي مثل‬
‫تقوية السلطة المركزية على حساب التجمعات‬
‫ة‪]59[.‬‬
‫االستعمارَّي‬

‫استمرت األزمة بين المستعمرات والبرلمان في عام‬


‫‪ 1767‬مع قوانين تاونسند‪ ،‬التي فرضت ضريبة على‬
‫المواد الخام المستوردة إلى المستعمرات الثالثة عشر‪.‬‬
‫[‪]60‬‬ ‫كانوا يهدفون إلى تمويل اإلدارة االستعمارَّي ة‬
‫وتقليل عجز الميزانَّي ة‪ .‬كما نصت على تعزيز الضوابط‬
‫الجمركَّي ة‪ .‬في يونيو ‪ ،1768‬أعلن حاكم والية‬
‫ماساتشوستس حل الجمعَّي ة‪ :‬أكدت المستعمرات األخرى‬
‫تضامنها مع النواب‪ .‬في ‪ 22‬سبتمبر‪ ،‬اجتمع مائة مندوب‬
‫من ماساتشوستس في مؤتمر‪ ]61[.‬أرسلت لندن قوات‬
‫إضافية للحفاظ على هدوء بوسطن‪ .‬في مايو ‪،1769‬‬
‫قبل البيت البرجوازي في فرجينيا‪ ،‬قرأ جورج واشنطن‬
‫اقتراح جورج ماسون بمقاطعة الُم نتجات البريطانَّي ة‬
‫حتى تم إلغاء قوانين تاونسند‪ .‬ثم قام حاكم فرجينيا‬
‫بحظر التجمع‪.‬‬

‫في ‪ 5‬مارس ‪ ،1770‬خالل مظاهرة عنيفة في وسط‬


‫بوسطن‪ ،‬أطلق الجنود البريطانيون النار على الحشد‪.‬‬
‫قتل خمسة أشخاص في «مذبحة بوسطن»‪ ]62[.‬جعلت‬
‫صحف المدينة الحدث رمزا للقمع البريطاني‪ .‬ألغت‬
‫بريطانيا العظمى قوانين تاونسند في مارس ‪،1770‬‬
‫على الرغم من الحفاظ على ضريبة الشاي‪.‬‬

‫تَّم تمرير قانون الشاي في مايو ‪ 1773‬للسماح لشركة‬


‫الهند الشرقَّي ة اإلنجليزَّي ة ببيع شايها للمستعمرات الثالثة‬
‫عشر دون دفع الضرائب‪ .‬كان الهدف من هذا القانون‬
‫استعادة الوضع المالّي للشركة من خالل تعزيز‬
‫احتكارها‪ ،‬لكنه أفسد التجار المستقلين‪.‬‬

‫في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،1773‬خالل حفل شاي بوسطن‪ ،‬ألقى‬


‫مستوطنون متنكرون بزي أمريكّي ين أصلّي ين أكثر من‬
‫‪ 300‬علبة شاي على أرصفة الميناء‪ .‬ردًا على ذلك‪،‬‬
‫اتخذت بريطانيا سلسلة من اإلجراءات الصارمة‬
‫الستعادة النظام‪ :‬سيتم اآلن اختيار مجلس‬
‫ماساتشوستس من قبل الملك وسيعين الحاكم الضباط‪.‬‬
‫تم إغالق ميناء بوسطن‪ ،‬وتَّم االستيالء على المنازل غير‬
‫المأهولة إليواء الجنود البريطانّي ين‪ ،‬وتم إصالح‬
‫اإلجراءات القانونَّي ة‪ .‬هذه القوانين الجديدة‪ ،‬التي يطلق‬
‫عليها األمريكيون األفعال التي ال تطاق‪ ،‬واألفعال‬
‫القسرَّي ة أو اإلجراءات العقابَّي ة من قبل البريطانّي ين‪،‬‬
‫تمثل خطوة حاسمة في اندالع الثورة األمريكَّي ة‪.‬‬

‫معارضة أمريكَّي ة‬

‫نظم المستعمرون األمريكيون طوال السنوات ‪-1760‬‬


‫‪ 1770‬المقاومة واالحتجاج على السياسة البريطانَّي ة‪.‬‬
‫نفذوا أعمال عنف وأنشأوا شبكات تضامن رغم تنوع‬
‫وحجم المستعمرات‪ .‬كانت بؤر االضطرابات الرئيسَّي ة‬
‫بوسطن ونيويورك وفيالدلفيا وفيرجينيا‪.‬‬
‫المزيد والمزيد من اإلجراءات الراديكالَّي ة‬

‫اتخذت اإلجراءات الُم تخذة ضد القوة البريطانَّي ة أشكااًل‬


‫راديكالَّي ة ومنظمة بشكل متزايد‪ .‬كان اللجوء إلى‬
‫المقاطعة والعرائض منذ عام ‪ 1764‬في بوسطن أحد‬
‫أكثر الحلول فعالية ضد القوة البريطانَّي ة‪ .‬وضع العديد‬
‫من الصحفيين والحقوقيين أقالمهم في خدمة القضية‬
‫األمريكية‪ :‬كتب المحامي جيمس (‪ ،)1783-1725‬الذي‬
‫ينسب إليه المرء بشكل عام الصيغة الشهيرة «الضرائب‬
‫بال تمثيل هو االستبداد»‪ ،‬عدة كتيبات ضد السياسة‬
‫االستعمارَّي ة من لندن‪ .‬في عام ‪ ،1764‬نشر دفاًع ا‬
‫وتوضيًح ا لحقوق المستعمرات البريطانَّي ة [‪ ]63‬حيث‬
‫دافع عن الحقوق العالمية وغير القابلة للتصرف‬
‫للمستعمرين من خالل استدعاء الفيلسوف البريطاني‬
‫جون لوك‪ .‬في عام ‪ ،1767‬نشر محاٍم آخر‪ ،‬هو جون‬
‫ديكنسون‪ ،‬رسائل من مزارع في والية بنسلفانيا إلى‬
‫سكان المستعمرات البريطانَّي ة‪ ،‬قدم فيها أسباب السخط‬
‫األمريكّي والتي كان لها تأثير كبير‪ ]64[.‬في عام ‪،1770‬‬
‫قَّد م بول ريفير مطبوعات دعائية لمذبحة بوسطن‬
‫(««مذبحة شارع الملك الدموية»»)‪ ]65[.‬في عام‬
‫‪ ،1770‬في نيويورك‪ ،‬نشر ألكسندر ماكدوغال تشهيًر ا‬
‫ضد البريطانّي ين وُس جن‪ ]66[.‬تميزت الفترة أيًض ا‬
‫بمناقشات محتدمة في التجمعات االستعمارَّي ة‪ :‬في‬
‫مايو ‪ ،1765‬ألقى باتريك هنري خطاًب ا عنيًف ا أمام‬
‫مجلس بورغيسيس بفرجينيا طالب فيه إلى بموت ملك‬
‫بريطانيا العظمّى‬
‫‪]67[.‬‬

‫خالل األعوام ‪ ،1774-1764‬تبعت المظاهرات بعضها‬


‫البعض للمطالبة بإلغاء األعمال‪ .‬تصاعد العنف‪ ،‬المتقطع‬
‫والمحدود في البداية‪ ،‬ضد ممثلي السلطة البريطانَّي ة‪.‬‬
‫غالًب ا ما هاجمت أعمال الشغب الحضرية الحكام‪ ،‬وكذلك‬
‫مسؤولي الجمارك والضرائب‪ ،‬الذين فضل بعضهم‬
‫االستقالة‪ .‬يمكن للحشد استخدام عذاب القطران‬
‫والريش‪ .‬في عام ‪ 1765‬قام مثيري الشغب بشنق‬
‫وإحراق دمية ألندرو أوليفر‪ ،‬وكيل طوابع في بوسطن‪.‬‬
‫أضرمت النيران في مكتبه ونهب منزله وكذلك منزل‬
‫الحاكم توماس هاتشينسون‪ .‬أثر العنف على الموالين‪:‬‬
‫في ‪ ،1770-1768‬وضع المعارضون ملصقات مسيئة‬
‫بتهمة «المستورد» على المحالت التجارَّي ة لمن رفضوا‬
‫مقاطعة المنتجات البريطانَّي ة‪ ]68[.‬في عام ‪ ،1772‬تَّم‬
‫إشعال النار في مركب شراعي بريطانّي مسؤول عن‬
‫السيطرة على السفن التجارَّي ة من قبل الوطنيين قبالة‬
‫رود آيالند‪ :‬كان ذلك من أعمال جاسبي ‪ .‬في يناير‬
‫‪ُ ،1774‬أ جبر جون مالكوم‪ ،‬ضابط جمارك بوسطن‪ ،‬على‬
‫والريش‪]69[.‬‬ ‫ابتالع الشاي المغلي والجلد والقطران‬
‫أفضل المستوطنين وأكثر تنظيما‬

‫قامت منظمة أبناء الحرية‪ ،‬وهي منظمة سرية‬


‫للمعارضين األمريكيين تشكلت عام ‪ ،1765‬بأفعال‬
‫مختلفة تتراوح من كتابة الكتيبات إلى بناء أعمدة‬
‫الحرية‪ .‬لم يكن المظهر االجتماعّي ألبناء الحرية موحًد ا‪:‬‬
‫كان هناك محامون وكذلك عمال‪ .‬كان أهم ممثلي هذه‬
‫الحركة بول ريفير‪ ،‬وتوماس يونغ‪ ،‬وجوزيف ارين‪،‬‬
‫وباتريك هنري‪ ،‬وجون هانكوك‪ ،‬وجيمس أوتيس‪ ،‬وجون‬
‫آدامز‪ ،‬وابن عمه‪ ،‬صموئيل آدامز‪ ،‬الذي كان قائد التمرد‬
‫في نيو إنغالند‪ .‬تدريجيا‪ ،‬سعى الفاعلون في االحتجاج‬
‫السياسّي إلى تنسيق أعمالهم‪ .‬في نهاية عام ‪ ،1772‬بعد‬
‫قضية جاسبي‪ ،‬نظر صموئيل آدامز في إنشاء لجان‬
‫للمراسالت‪ .‬سوف يجعلون من الممكن إنشاء شبكة بين‬
‫جمعيات الوطنيين األمريكيين وترحيل الدعوات‬
‫لمقاطعة البضائع البريطانية‪ .‬في وقت مبكر من العام‬
‫التالي‪ ،‬أنشأت فيرجينيا اللجنة األولى التي شارك فيها‬
‫باتريك هنري وتوماس جيفرسون‪ ]70[.‬تم إنشاء لجنة‬
‫السالمة بعد ذلك لضمان تنفيذ القرارات التي اتخذتها‬
‫لجان االتصال والكونغرس القاري‪ .‬في بوسطن‪ ،‬هدم‬
‫متشددون مبنى يعتقد أنه مكتب لبيع الطوابع وهاجموا‬
‫منزل موزع طوابع‪ .‬وفي نيويورك دمروا منازل من‬
‫اعتبروهم خونة‪ ،‬وواجهوا الجنود البريطانيين‬
‫المتمركزين في المدينة‪ .‬امتزج الغضب من التاج‬
‫البريطانّي مع االستياء تجاه النخبة التي تفاخرت‬
‫بثرواتها في زمن الحرمان العام‪ .‬وهكذا هاجم السكان‬
‫النخبة‪]71[.‬‬ ‫مسرًح ا يرتاده‬

‫المؤتمر القاري األول (سبتمبر‪ -‬أكتوبر ‪)1774‬‬

‫في أوائل خريف ‪ ،1774‬أرسلت المستعمرات الثالث‬


‫عشرة نواًب ا لتشكيل مجالس بين المستعمرات‪ :‬أوًال‬
‫مؤتمر قانون الطوابع‪ ،‬ثم الكونغرس اإلقليمّي ‪ .‬في عام‬
‫‪ ،1774‬بعد األفعال التي ال تطاق‪ ،‬ناشد سكان بوسطن‬
‫تضامن المستعمرات األخرى‪ .‬في يونيو‪ ،‬تم حل مجلسي‬
‫ماساتشوستس وفيرجينيا من قبل الحكام‪ .‬اقترح‬
‫جوزيف جالواي من والية بنسلفانيا إنشاء غرفة ذات‬
‫مجلسين تتألف من برلمان لندن والجمعَّي ة الوطنَّي ة‬
‫األمريكَّي ة‪ .‬ال يمكن التصديق على قرارات الميزانَّي ة إال‬
‫بموافقة األخيرة‪ .‬صوتت خمس واليات لصالح هذا‬
‫االقتراح‪ ،‬وست دول ضده وتم التخلي عن فكرة‬
‫التسوية‪]72[.‬‬

‫كانت المرحلة األخيرة‪ ،‬التي ميزت االنتقال من‬


‫االحتجاج إلى الثورة‪ ]73[ ،‬هي مرحلة المؤتمر القاري‬
‫األول‪ ،‬وهو عمل غير قانوني بشكل بارز من وجهة نظر‬
‫العاصمة‪ :‬فقد أنشأ جمعَّي ة سياسَّي ة مستقلة‪ ،‬كان الهدف‬
‫األول منها التنسيق عمل المستعمرات ضد المدينة‪ ،‬قبل‬
‫أن تتحول إلى أداة حقيقية للحكومة‪ ]74[.‬في وقت‬
‫مبكر من سبتمبر ‪ ،1774‬استخدم األمريكيون كلمة‬
‫«واليات» لتعيين المستعمرات األمريكَّي ة الثالثة‬
‫عشر‪]75[.‬‬

‫في أكتوبر ‪ ،1774‬طالب الكونجرس القاري في‬


‫فيالدلفيا باالعتراف بالحريات األمريكَّي ة‪ :‬فقد أنشأ‬
‫جمعَّي ة قارَّي ة مسؤولة عن تنظيم اللجان اإلشرافَّي ة‬
‫ومقاطعة المنتجات البريطانَّي ة حتى إلغاء القوانين التي‬
‫ال تطاق‪ .‬وضع الكونجرس خطاًب ا لشعب بريطانيا‬
‫العظمى وأرسل عريضة إلى الملك‪ .‬دعا المجلس‬
‫الكنديّي ن لالنضمام إلى المتمردين في التمرد‪ ،‬ولكن دون‬
‫جدوى‪ :‬ظلت كندا موالية للندن‪ ،‬بل ورحبت بالموالين‬
‫األمريكيين لما أصبح فيما بعد كندا العليا‪ .‬دعا ألكسندر‬
‫ثورة‪]76[.‬‬ ‫هاملتون جزر الهند الغربَّي ة البريطانَّي ة إلى‬
‫أخيًر ا‪ ،‬قرر مندوبو المؤتمر القارّي عقد المؤتمر القارّي‬
‫الثاني في ‪ 10‬مايو ‪.1775‬‬

‫ريف بوسطن‬

‫كثيرا ما يقال [المرجع‪ .‬ضروري] أن حرب االستقالل مع‬


‫اإلنجليز بدأت في ‪ 19‬أبريل ‪ 1775‬عند حصار بوسطن‬
‫(معركتي ليكسينغتون وكونكورد)‪ ،‬لكن الحدث األول‬
‫الذي أثار رد فعل شعبي للغزو اإلنجليزّي بدأ في ‪1‬‬
‫سبتمبر ‪ 1774‬في حدث أطلق عليه مسحوق إنذار‬
‫(انظر أيًض ا حملة بوسطن) دمج هذه الحرب من أجل‬
‫حرية الشعب األمريكّي ‪.‬‬

‫حرب االستقالل (‪)1783-1775‬‬


‫في بداية عام ‪ ،1775‬نهب األمريكيون مخازن األسلحة‬
‫ونظموا الميليشيات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت القوات األمريكَّي ة‬
‫أدنى بكثير من الجيش البريطانّي من حيث الحجم‬
‫والجودة‪ .‬مضاعفة أعمال العنف ضد المصالح‬
‫البريطانَّي ة؛ في خطاب ألقاه في كنيسة سانت جون في‬
‫ريتشموند‪ ،‬فيرجينيا‪ ،‬طالب باتريك هنري «بالحرية أو‬
‫الموت»‪]77[.‬‬

‫االشتباكات األولى في الشمال (‪)1775‬‬

‫كانت المعركة األولى بين الجنود البريطانيين‬


‫واألمريكيين هي معركة ليكسينغتون وكونكورد على‬
‫بعد بضعة كيلومترات غرب بوسطن (‪ 19‬أبريل ‪:)1775‬‬
‫هذه المناوشة األولى‪ ،‬والتي كانت نتيجتها مواتية‬
‫للمتمردين بفضل تدخل وزارة العدل‪ ،‬قتل ‪ 73‬بريطانًي ا‬
‫و‪ 49‬أمريكًي ا [‪ ]78‬وشكل بداية حرب العصابات‪ .‬في ‪10‬‬
‫مايو ‪ ،1775‬يوم االستيالء على حصن تيكونديروجا‬
‫من قبل األمريكيين‪ُ ،‬ع قد االجتماع األول للمؤتمر القاري‬
‫الثاني في فيالدلفيا‪ .‬قام األخير بتعيين جورج واشنطن‬
‫لقيادة الجيش القاري في ‪ 15‬يونيو‪ :‬كان على الجنرال‬
‫أن ينظم قوات متباينة وغير منضبطة‪ .‬في بداية‬
‫الحرب‪ ،‬لم يكن هناك مال لدفع رواتب الجنود وكان‬
‫هناك العديد من حاالت الفرار من الخدمة‪ ]79[.‬ومع ذلك‪،‬‬
‫كان األمريكيون أقوياء في تصميمهم وُبعد المدينة‪.‬‬

‫ناشد الكونجرس كندا مرة أخرى ضد بريطانيا العظمى‪.‬‬


‫في ‪ 8‬يوليو‪ ،‬أرسل «عريضة غصن الزيتون» الشهيرة‬
‫إلى ملك بريطانيا العظمى‪ ،‬وهي محاولة للتوفيق‬
‫رفضها جورج الثالث في النهاية‪ .‬حاصر األمريكيون‬
‫بوسطن (‪ 19‬أبريل ‪ 17-1775‬مارس ‪ )1776‬وخسروا‬
‫معركة بانكر هيل في ‪ 17‬يونيو ‪ :1775‬ظل‬
‫البريطانيون سادة المدينة لكنهم تكبدوا خسائر فادحة‪.‬‬
‫انسحبوا في النهاية إلى نوفا سكوشا في ‪ 17‬مارس‬
‫‪ .1776‬غزت القوات األمريكية كندا واحتلت مونتريال‬
‫(‪ 13‬نوفمبر ‪ :)1775‬ولكن في مواجهة الشتاء الكندي‬
‫ومقاومة السكان‪ ،‬انسحب األمريكيون حتى نهاية‬
‫العام‪]80[.‬‬

‫الثورة السياسَّي ة (‪)1777-1776‬‬

‫في ‪ 10‬يناير ‪ ،1776‬نشر توماس بين كتيًب ا بعنوان‬


‫«الفطرة السليمة (منشور)» والذي القى نجاًح ا كبيًر ا‬
‫وانتقد فيه النظام الملكي‪ ]81[.‬دعا توماس باين أمريكا‬
‫إلى االنفصال عن بريطانيا العظمى واقترح دستوًر ا‬
‫جمهورًي ا‪ .‬في رسالة نشرتها بنسلفانيا باكيت في ‪22‬‬
‫أبريل ‪ ،1776‬أظهر لألمريكيين جميع مزايا االستقالل‪.‬‬
‫من شأن االستقالل أن يجلب السعادة لألميركيين‬
‫ألنه[‪" ]82‬ورقة فارغة يجب ملؤها‪ .‬كان األمريكيون‬
‫بالنسبة له شعبا أحرارا وفاضال يمكن أن يحرر نفسه من‬
‫الماضي‪ .‬أصبحت فكرة االستقالل وسيلة للوصول إلى‬
‫حياة تقوم على الفضيلة‪ ،‬وهي المثل األعلى للعديد من‬
‫الوطنيين‪]82[.‬‬

‫بين عامي ‪ 1776‬و ‪ ،1780‬تبنت الواليات األمريكية‬


‫دساتير مكتوبة على أساس اإليمان بالفضائل العامة‪.‬‬
‫اعُت برت المؤسسات الموجزة مرغوبة وكافية‪ ]83[.‬نصت‬
‫النصوص على جمعيتين وانتخابات سنوية‪ :‬تم تبني‬
‫المبدأ الديمقراطّي في كل مكان من خالل الرقابة‬
‫(باستثناء فيرمونت حيث تم إدخال حق االقتراع‬
‫للرجل األبيض منذ البداية)‪ ]84[.‬أكد دستور فيرجينيا‬
‫(يونيو ‪ )1776‬على حقوق اإلنسان [‪ ،]85‬والتي سيتم‬
‫إدراج العديد منها في إعالن االستقالل األمريكّي ‪ :‬إنها‬
‫المرة األولى في التاريخ التي يعلن فيها نص دستوري‬
‫عن حقوق عالمَّي ة وغير قابلة للتصرف‪ ]86[.‬نص دستور‬
‫والية بنسلفانيا (سبتمبر ‪ )1776‬على االستنكاف‬
‫الضميري والتسامح الديني‪ ]86[.‬أشارت دساتير خمس‬
‫من الواليات الثالث عشرة إلى الحاجة إلى التعليم‬
‫العام‪]87[.‬‬

‫في فيالدلفيا‪ ،‬بعد كثير من الجدل‪ ،‬اعتمد الكونجرس‬


‫القاري إعالن االستقالل في ‪ 4‬يوليو ‪ :1776‬هذا النص‪،‬‬
‫الذي كان مؤلفه الرئيسي توماس جيفرسون‪ ،‬يمثل‬
‫«العمل االفتتاحي لألمة األمريكَّي ة»‪ ]88[.‬أعلنت‬
‫ديباجتها‪ ،‬المستوحاة من أفكار التنوير‪ ،‬عن الحق في‬
‫الحرية والحياة والسعادة للمستعمرين‪.‬‬

‫التقدم البريطاني في الوسط (‪)1777-1776‬‬

‫بعد انتصار لونغ آيالند (أغسطس ‪ ،)1776‬احتلت‬


‫القوات البريطانَّي ة بقيادة ريتشارد هاو مدينة نيويورك‬
‫في سبتمبر‪ُ .‬أ جبرت القوات األمريكَّي ة‪ ،‬بقيادة جورج‬
‫واشنطن‪ ،‬على التراجع إلى نيو جيرسي‪ .‬على الرغم من‬
‫نجاحات ترينتون (‪ 26‬ديسمبر ‪ )1776‬وبرينستون (‪3‬‬
‫يناير ‪ ،)1777‬احتلت القوات البريطانَّي ة فيالدلفيا في‬
‫خريف عام ‪ :1777‬اضطر الكونغرس إلى مغادرة‬
‫المدينة مع ثلثي السكان‪ُ ]89[.‬ه زمت واشنطن في والية‬
‫بنسلفانيا (معركة برانديواين؛ معركة جيرمانتاون)‬
‫وأمضت فصل الشتاء في فالي فورج في ظروف‬
‫كارثَّي ة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بعد معركة ساراتوجا في والية‬
‫نيويورك‪ ،‬اضطر القائد البريطانّي جون بورغوين إلى‬
‫االستسالم لهوراتيو جيتس في ‪ 17‬أكتوبر ‪.1777‬‬
‫شجع هذا االنتصار األمريكي فرنسا على خوض الحرب‬
‫إلى جانب المتمردين‪.‬‬
‫التحالف الفرنسي والنصر النهائي (‪-1778‬‬
‫‪)1783‬‬

‫تم التوقيع على معاهدة تحالف في ‪ 6‬فبراير ‪ 1778‬في‬


‫باريس بين فرنسا والواليات المَّت حدة‪ ،‬وذلك بفضل‬
‫العمل الدبلوماسي لبنجامين فرانكلين‪ .‬كان الفرنسيون‬
‫يأملون في االنتقام من بريطانيا العظمى‪ .‬انضمت‬
‫إسبانيا إلى التحالف في مايو ‪ .1779‬في ‪ 18‬يونيو‬
‫‪ ،1778‬أخلت القوات البريطانَّي ة فيالدلفيا للتركيز على‬
‫الدفاع عن نيويورك المهددة بالتدخل البحرّي الفرنسّي ‪.‬‬
‫كانت معركة مونموث (نيو جيرسي‪ 28 ،‬يونيو ‪)1778‬‬
‫نجاًح ا أمريكًي ا‪ .‬ولكن منذ عام ‪ 1779‬هاجم البريطانيون‬
‫الواليات الجنوبَّي ة‪ :‬احتلت سافانا (جورجيا)‪ .‬فشل‬
‫حصار المدينة الذي نظمه األمريكيون الفرنسيون في ‪9‬‬
‫أكتوبر ‪ .1779‬بين مايو ‪ 1780‬وسبتمبر ‪ ،1781‬وقعت‬
‫سلسلة من المعارك في ساوث كارولينا والتي كانت في‬
‫بعض األحيان مواتية للبريطانيين (االستيالء على‬
‫تشارلستون في ‪ 12‬مايو ‪1780‬؛ كامدن‪ 16 ،‬أغسطس‬
‫‪ ،)1780‬في بعض األحيان مواتية لألمريكيين (معركة‬
‫كينغز ماونتن‪ 7 ،‬أكتوبر ‪1780‬؛ أوتاو سبرينغز‪9 ،‬‬
‫سبتمبر ‪ ]90[.)1781‬شكلت هزيمة البريطانيين في‬
‫يوركتاون‪ ،‬فيرجينيا (أكتوبر ‪ )1781‬نقطة تحول في‬
‫الحرب‪ .‬صوت مجلس العموم لصالح إنهاء الحرب في‬
‫‪ 27‬فبراير ‪ ،1782‬واستقال رئيس الوزراء البريطاني‬
‫لورد نورث في ‪ 20‬مارس‪ .‬تم إخالء سافانا من قبل‬
‫القوات البريطانية في ‪ 11‬يوليو ‪ ،1782‬تشارلستون‬
‫في ‪ 14‬ديسمبر‪ .‬بدأت المفاوضات مع بريطانيا العظمى‬
‫‪]91[.1782‬‬ ‫وتم إبرام معاهدة أولية في ‪ 30‬نوفمبر‬
‫أنهت معاهدة باريس الموقعة في ‪ 3‬سبتمبر ‪1783‬‬
‫األعمال العدائية رسمًي ا وكرست االعتراف الرسمي‬
‫للواليات المَّت حدة‪ ،‬التي تم تمديد حدودها عند نهر‬
‫المسيسيبي‪ .‬حلت معاهدة فرساي الخالفات بين‬
‫بريطانيا العظمى وحلفاء أمريكا األوروبيين‪.‬‬

‫والدة الكونفدرالَّي ة (‪)1781-1777‬‬

‫تقدمت الوحدة األمريكَّي ة في عام ‪ :1777‬تم تبني العلم‬


‫في يونيو‪ .‬دفع تنسيق الجهود العسكرَّي ة ضد بريطانيا‬
‫العظمى واإلمداد بالجيش القارّي األمريكيين إلى‬
‫االتحاد‪ .‬تطلب االقتراض وسداد الديون أيًض ا تعزيز‬
‫المركزَّي ة الفيدرالَّي ة‪ :‬أدت حرب االستقالل إلى اتحاد‬
‫المستعمرات السابقة‪ .‬في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،1777‬تَّم اعتماد‬
‫مواد االتحاد من قبل الكونغرس القارّي ‪ .‬نظم هذا النص‬
‫الدستوري الواليات الثالث عشرة في كونفدرالَّي ة‪ .‬أعلن‬
‫وجود الواليات المَّت حدة بينما ترك السيادة للدول‬
‫الفيدرالية‪ .‬وفرضت المساعدة المسلحة المتبادلة‪ ،‬وهو‬
‫مؤتمر منتخب لتمثيل البالد في العالقات الدولَّي ة‪ .‬كان‬
‫يحكم في النزاعات بين الدول‪ .‬حصلت الواليات‬
‫وبنك‪]92[.‬‬ ‫المَّت حدة بعد ذلك على سفارة وخزانة عامة‬
‫ألغيت ألقاب النبالة [‪ ]93‬وأنشئت أولى اإلدارات‬
‫(الوزارات)‪ .‬لم تدخل مواد االتحاد حيز التنفيذ حتى تم‬
‫التصديق عليها من قبل الواليات‪ ،‬أي في مارس ‪.1781‬‬
‫لكن بالنسبة لمواردها المالية‪ ،‬اعتمد الكونجرس إلى حد‬
‫كبير على حسن نية الواليات‪ ]94[.‬لم يتم التخطيط ألي‬
‫شيء حتى يتمكن الكونغرس من فرض سلطته على‬
‫جًد ا‪]95[.‬‬ ‫الواليات‪ ،‬وكان اإليمان بالفضيلة العامة كبيًر ا‬

‫من ‪ 2.5‬مليون مستوطن‪ ،‬تطوع نسبة صغيرة فقط‬


‫للقتال ضد اإلنجليز‪ .‬رفضت الواليات تقديم اإلمدادات‬
‫والمالبس لقوات الجيش القارّي ‪ ]95[.‬عانى الجنود من‬
‫الجوع وقلة المالبس‪ ]96[.‬أثارت صياغة مواد‬
‫الكونفدرالَّي ة معارضة بين مؤيدي دولة مركزية قوية‬
‫نسبًي ا وأنصار الحكم الذاتي الكبير عن الدول الفيدرالَّي ة‬
‫وذات الّس يادة‪ .‬كان يطلق على األول اسم «القوميون»‬
‫ثم «الفيدراليون»‪ .‬كما ركزت المناقشات على توزيع‬
‫العبء الضريبي وطريقة التصويت والتوسع في‬
‫الغرب‪]97[.‬‬

‫الفترة الكونفدرالَّي ة (‪)1789-1781‬‬

‫من عام ‪ 1781‬جلس الكونغرس الجديد‪ ،‬ليحل محل‬


‫المؤتمر القاري الثاني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن أعضاء المجلس‬
‫الجديد لم يتغيروا كثيًر ا‪ .‬لم تكن مجاالت اختصاص‬
‫الكونجرس آنذاك واسعة للغاية‪ :‬المناصب واألوزان‬
‫والمقاييس والعملة والمواطنة‪ .‬تَّم إنشاء عملة في عام‬
‫‪ ،1785‬الُد والر‪ ،‬لتحل محل الجنيه البريطانّي ولكن قبل‬
‫كل شيء مختلف وحدات العمالت األجنبَّي ة التي تم‬
‫تداولها بعد ذلك في أمريكا الشمالَّي ة [‪ ،]98‬وبشكل‬
‫رئيسي العملة الفضية الثمانية الشهيرة لإلمبراطورَّي ة‬
‫اإلسبانَّي ة‪ .‬استمر إصدار النقود الورقَّي ة بعد الحرب‪.‬‬

‫التوسع في الغرب‬

‫كانت األراضي الواقعة غرب جبال األباالش‪ ،‬المنسوبة‬


‫إلى الواليات المَّت حدة بموجب معاهدة باريس‪ ،‬موضع‬
‫تنافس بين الدول‪ .‬في عام ‪ ،1784‬من أجل وضع حد‬
‫لموقف مرتبك ومهدد لوحدة األمة الفتية‪ ،‬اقترح‬
‫توماس جيفرسون تقسيمها إلى عشر مقاطعات‪ ،‬كل منها‬
‫ستصبح حالة االتحاد بمجرد وصولها إلى وزن‬
‫ديموغرافّي ُم عين‪ .‬في عام ‪ ،1785‬طرح الكونجرس‬
‫الملك العام‪ ،‬مقسًم ا إلى بلدات‪ ،‬للبيع‪ ]99[.‬نظم قانون‬
‫الشمال الغربي لعام ‪ 1787‬األراضي وحظر الرق‬
‫هناك‪ ]100[.‬كَّر س الكونغرس المساواة بين األطفال في‬
‫الميراث‪]101[.‬‬ ‫مسائل‬
‫االضطرابات العسكرَّي ة واالجتماعَّي ة‬

‫تمّي زت الفترة التي أعقبت معاهدة باريس بالركود‬


‫االقتصادّي وبعض االضطرابات االجتماعَّي ة‪ .‬في عام‬
‫‪ ،1783‬كشفت مؤامرة نيوبورج عن التوّت رات في‬
‫الجيش وأكدت على الضرورة الملحة لإلصالح‬
‫المؤسسي‪ .‬في يونيو ‪ ،1783‬استولت مجموعة من‬
‫المتمردين من فوج بنسلفانيا على الكونغرس في‬
‫فيالدلفيا وهددت بعض المندوبين‪ ،‬الذين أجبروا على‬
‫الفرار والجلوس مؤقًت ا في برينستون‪ ]102[.‬في ‪-1786‬‬
‫‪ ،1787‬في سياق اقتصادي مضطرب بسبب التضخم‬
‫[‪ ،]103‬وارتفاع الضرائب العقارَّي ة وانخفاض قيمة العملة‪،‬‬
‫شكل المزارعون والحرفيون المدينون في‬
‫ماساتشوستس ميليشيا بقيادة دانيال شايز التي هددت‬
‫المحاكم‪ .‬طلبت ماساتشوستس من الكونجرس‬
‫المساعدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬رفضت معظم الدول حشد الموارد‬
‫الالزمة لقمع الثورة بدافع األنانَّي ة الفردَّي ة‪ .‬تم سحق‬
‫تمرد شايز أخيًر ا في يناير ‪ ،1787‬لكنه أثار شعوًر ا‬
‫بالخوف بين النخب تجاه الناس‪ .‬تم تقليده في‬
‫فيرجينيا حيث تم نهب المحاكم أيًض ا وحرق مثيري‬
‫الشغب أرشيفهم إلزالة جميع آثار الديون‪ ]104[.‬أعرب‬
‫جيمس ماديسون عن خوفه من رؤية إنشاء نظام‬
‫«استبدادي» تحت قيادة «كرومويل» [‪ ]105‬الجديد‪.‬‬
‫كتب جورج واشنطن لجيمس مونرو أن حكم‬
‫البريطانيين على األمة الفتية يمكن أن يتحقق‪:‬‬
‫مؤسساتهم»‪]106[.‬‬ ‫«اتركوهم ألجهزتهم الخاصة وستتلف‬
‫كان تمرد شايز بمثابة حافز للفيدراليين للمطالبة بإصالح‬
‫مؤسسي‪ .‬أدرك اآلباء المؤسسون أنهم كانوا مفرطين في‬
‫التفاؤل بشأن الطبيعة البشرية وأن الفضيلة العامة‬
‫كانت يوتوبيا‪ .‬تم تكليف ألكسندر هاملتون بالتفكير في‬
‫مشروع جديد يأخذ في االعتبار تعريف أكثر واقعية‬
‫للطبيعة البشرية‪ .‬كان تفكيره التأسيسي عالمة على‬
‫االنتقال إلى طريقة تفكير أكثر واقعية‪« :‬الرجال يحبون‬
‫القوة [‪ ]...‬أعط كل القوة للعدد الكبير واألقلية‬
‫ستضطهد‪ .‬أعطوا كل السلطة لألقلية وسيضطهد العدد‬
‫الكبير»‪ ]107[.‬كانت االضطرابات كبيرة لدرجة أن البعض‬
‫اعتقد أنه من الضروري استعادة النظام الملكي في‬
‫أمريكا‪ ]108[.‬لكن اآلباء المؤسسين لم يرغبوا في‬
‫االستسالم بعد كل التضحيات التي قدمت لمثل الحرية‬
‫التي تجسدها الجمهورَّي ة‪ ]109[.‬لقد أرادوا تأسيس نظام‬
‫جديد يقدم «عالًج ا جمهورًي ا ألكثر العلل شيوًع ا في‬
‫النظام الجمهورّي‬
‫»‪]110[.‬‬

‫سّن دستور دولة جديد‬


‫بعد معركة بونكر هيل في يونيو ‪ ،1775‬سّي طر‬
‫الوطنيون على ماساتشوستس خارج حدود مدينة‬
‫بوسطن‪ ،‬ووجد الُم والون أنفسهم فجأة في وضع دفاعي‬
‫دون حماية من الجيش البريطانّي ‪ .‬أطاح الوطنّي ون‬
‫بالحكومات الموجودة مسبًق ا في جميع المستعمرات‬
‫الثالث عشرة‪ ،‬وأغلقوا المحاكم وطردوا المسؤولين‬
‫البريطانيين‪ .‬انتخبوا أعراًف ا و«هيئات تشريعية» كانت‬
‫موجودة خارج أي إطار عمل قانوني؛ وُو ضعت دساتير‬
‫جديدة في كل والية لتحل محل المواثيق الملكية‪.‬‬
‫أعلنوا أنهم واليات وليسوا مستعمرات‪.‬‬

‫في ‪ 5‬يناير ‪ ،1776‬صّد قت نيو هامبشر على أول‬


‫دستور للوالية‪ .‬في مايو ‪ ،1776‬صّو ت الكونغرس لنبذ‬
‫جميع أشكال السلطة الملكية‪ ،‬ولتحل محلها السلطة‬
‫المنشأة محلًي ا‪ .‬سّنت كل من واليات فرجينيا وساوث‬
‫كارولينا ونيو جيرسي دستورها الخاص قبل ‪ 4‬يوليو‪.‬‬
‫اعتمدت رود آيالند وكونيتيكت ببساطة مواثيقها‬
‫الملكية الحالية وحذفت جميع اإلشارات إلى السلطة‬
‫الملكية‪ .‬كانت الواليات الجديدة جميعها ملتزمة‬
‫بالجمهورَّي ة‪ ،‬دون حكومات موروثة‪ .‬قرروا أي شكل من‬
‫أشكال الحكومة ينبغي أن يبنوه وكيف يجب اختيار‬
‫أولئك الذين يصوغون الدساتير وكيف سيتم التصديق‬
‫على الوثيقة الناتجة‪.‬‬

‫أشارت اتفاقية أنابوليس ‪ ،‬التي عقدت في الفترة من‬


‫‪ 11‬إلى ‪ 14‬سبتمبر ‪ 1786‬بناًء على طلب فيرجينيا‪،‬‬
‫إلى فشل مواد االتحاد في تنظيم التجارة بين الواليات‪.‬‬
‫نصت على جمعية جديدة لعام ‪ .1787‬اجتمعت اتفاقية‬
‫فيالدلفيا بين مايو وسبتمبر ‪ 1787‬لصياغة الدستور‬
‫األمريكي‪ .‬ناقش ‪ 55‬مندوبا العبودية وتوازن القوى‬
‫والثقل السياسي للدول الفيدرالَّي ة‪ .‬تم تبني مسودة‬
‫الدستور في ‪ 17‬سبتمبر ‪ ،1787‬وتم التوقيع عليها من‬
‫قبل ‪ 39‬نائبا من أصل ‪ ]111[55‬وصدقت عليها ‪ 3/4‬من‬
‫الواليات في ‪ 21‬يونيو ‪ .1788‬نظم النص المؤسسات‬
‫الجديدة لدولة جمهورَّي ة واتحادَّي ة تكون فيها‬
‫الصالحيات‪ .‬كانت منفصلة ومتوازنة (الضوابط‬
‫والتوازنات)‪ .‬كانت هذه هي المرة األولى في التاريخ‬
‫التي يتم فيها تطبيق الفيدرالية في مثل هذا البلد‬
‫الشاسع‪ ]112[:‬احتفظت الواليات الفيدرالية بسلطاتها‬
‫السياسية والقانونية واالقتصادية واالجتماعية والمالية‬
‫مع االعتراف بتفوق القانون الفيدرالي‪ .‬تكمن أصالتها‬
‫[‪]114[ · ]113‬‬ ‫في الجمع بين الجمهورَّي ة والديمقراطَّي ة‬
‫فضًال عن النظام الرئاسي الذي لم يكن متخياًل حتى‬
‫اآلن‪ ]115[.‬من خالل صيغة التمهيد «نحن الشعب»‪ ،‬أكد‬
‫دولة‪]116[.‬‬ ‫الدستور أيًض ا والدة‬

‫إذا كان نص الدستور نتيجة تسوية‪ ،‬فقد تم انتقاده من‬


‫قبل مناهضي الفيدرالَّي ة‪ ،‬ألنه تخلى عن مبدأ إجماع‬
‫الواليات؛ كما رفض ثالثة نواب التوقيع على الدستور‬
‫خالل مؤتمر فيالدلفيا‪ ]117[.‬رفضت والية كارولينا‬
‫الشمالية التصديق على الدستور في ‪ 1‬أغسطس ‪1788‬‬
‫ألنه لم يتضمن قانون الحقوق [‪( ]118‬صدقت عليه‬
‫أخيًر ا في ‪ .)21/11/1789‬رفض المدعي العام‬
‫لماريالند لوثر مارتن‪ ،‬ممثل واليته في اتفاقية فيالدلفيا‪،‬‬
‫التوقيع على دستور عام ‪ 1787‬ألنه لم يدين العبودية‬
‫صراحة‪ ]119[.‬كانت رود آيالند آخر والية تصادق على‬
‫الدستور بصعوبة في عام ‪( 1790‬بعد رفضه في‬
‫استفتاء عام ‪ ،)1788‬من قبل ‪ 34‬مندوبًا مؤيًد ا و ‪32‬‬
‫مندوًب ا ضده‪ .‬كان من المقرر أن يدخل الدستور حيز‬
‫التنفيذ عند تصديق ‪ 3/4‬من الواليات‪ ،‬والذي تم في‬
‫عام ‪.1788‬‬

‫الفترة الفيدرالَّي ة (‪)1801-1789‬‬


‫تم انتخاب الكونغرس الجديد في يناير ‪1789‬؛ في‬
‫أبريل‪ ،‬تَّم اختيار جورج واشنطن باإلجماع ليكون أول‬
‫رئيس للواليات المَّت حدة ينتقل إلى نيويورك‪ ،‬العاصمة‬
‫المؤقتة للبالد‪ ،‬حيث أدى اليمين على الكتاب الُم قدس‬
‫في الثالثين‪ .‬وفي سبتمبر‪ ،‬تم إصدار وثيقة حقوق‬
‫الحقوق) إلى الدستور من قبل الكونغرس؛ تم التصديق‬
‫عليه في ‪ 15‬ديسمبر ‪ .1791‬استمرت النقاشات حول‬
‫دور الدولة الفيدرالَّي ة‪ :‬اتحد الفدراليون حول ألكسندر‬
‫هاملتون وطالبوا بسلطة فيدرالَّي ة كبيرة‪ .‬كانوا ضد مبدأ‬
‫المساواة‪ ]120[.‬وحد «المناهضون للفدرالَّي ة» أو‬
‫«الجمهوريون» المؤيدين لحكومة فيدرالَّي ة محدودة‬
‫حول توماس جيفرسون‪ .‬أبرزت الثورة الفرنسَّي ة‬
‫الخالفات بين «الحزبين»‪ :‬فبينما رفض الفدراليون‬
‫التحول الجذري لألحداث عام ‪ ،1793‬كان الجمهوريون‬
‫متحمسين للمساواة والديمقراطَّي ة الفرنسَّي ة‪ ]121[.‬فضل‬
‫جورج واشنطن أن يظل محايًد ا في مواجهة فرنسا‬
‫وخصمها بريطانيا العظمى‪ ،‬التي ظلت الشريك التجارّي‬
‫الرئيسّي للواليات المَّت حدة‪ .‬كان ينظر إلى معاهدة جاي‬
‫لعام ‪ 1794‬على أنها خيانة لفرنسا‪ .‬وشهدت الفترة‬
‫تقوية المؤسسات األمريكَّي ة‪ :‬في سياق صعب من‬
‫الديون بعد حرب االستقالل‪ ،‬تم تأسيس بنك للواليات‬
‫المَّت حدة في عام ‪ .1791‬وارتفع سعر العملة‪ .‬اتسعت‬
‫الالمساواة مع بيع األراضي المصادرة من أجل‬
‫المديونية لألغنى‪ ]122[.‬عاد بعض الموالين بعد الحرب‬
‫واستعادوا أرضهم ‪ ]122[.‬كان العديد من الفالحين غير‬
‫سعداء بسبب الضرائب والعجز الديمقراطي المرتبط‬
‫باالنتخاب (فقط أصحاب األغنياء هم الذين يمكنهم‬
‫التصويت)‪ .‬تم فرض الضرائب على الكحول لزيادة‬
‫إيرادات الدولة الفيدرالَّي ة‪ .‬لكن هذا االرتفاع أصاب‬
‫الطبقات العاملة وأثار ثورة الويسكي في عام ‪:1794‬‬
‫أرسلت الحكومة الفيدرالية جنوًد ا تحت قيادة ألكسندر‬
‫هاملتون إلى والية بنسلفانيا لتهدئة التوترات‪.‬‬

‫ممثلو الثورة األمريكَّي ة‬

‫ُي شير تعبير «اآلباء المؤسسون» إلى مهندسي الدستور‬


‫األمريكي الذين يعتبرون أبطااًل في الواليات‬
‫المّت حدة‪ ]123[.‬هؤالء الستون رجًال يشتركون في العديد‬
‫من النقاط‪ :‬جميعهم من البيض‪ ،‬ومعظمهم من‬
‫المسيحيين‪ .‬قرأوا فالسفة التنوير الذين استلهموا‬
‫إلهامهم وكان بعضهم من الماسونيين‪ .‬ولذلك فهم رجال‬
‫مثقفون وذوي خبرة‪ ،‬جزء كبير منهم محامون أو أعيان‪.‬‬
‫خدم العديد في الجيش القاري في مناصب قيادَّي ة‪.‬‬
‫أشهر منصب سياسي مفترض‪ ،‬أوًال في والياتهم‪ ،‬ثم‬
‫على أعلى مستوى‪ :‬كان جورج واشنطن‪ ،‬وجون آدامز‪،‬‬
‫وتوماس جيفرسون‪ ،‬وجيمس ماديسون‪ ،‬أول أربعة‬
‫رؤساء أمريكيين‪ .‬تميز آخرون بالثورة األمريكَّي ة من‬
‫خالل مواهبهم كمتحدث (باتريك هنري)‪ ،‬أو نشاطهم‬
‫الدبلوماسي (بنجامين فرانكلين‪ ،‬جون جاي) أو كتاباتهم‬
‫(توماس بين‪ ،‬جون ديكنسون)‪.‬‬
‫الموالون والُم ترقبون‬

‫لم يكن سكان المستعمرات الثالثة عشر كلهم من‬


‫المتمردين‪ :‬خالل األعوام ‪ ،1770-1760‬تبنى العديد‬
‫من المستوطنين موقف االنتظار والترُّق ب‪ ،‬بينما كان‬
‫آخرون موالين بشكل واضح‪ ،‬أي بعبارة أخرى‪ ،‬ضد‬
‫الثورة األمريكَّي ة‪ .‬وفًق ا للمؤرخ والتر ستيوارت‪ ،‬شكل‬
‫الموالون ‪ ٪ 19‬من السكان‪ ]124[.‬بالنسبة للمتخصصين‬
‫اآلخرين‪ ،‬كان حوالي ‪ ٪ 30‬من المستوطنين األمريكيين‬
‫موالين‪ ،‬أو ‪ 900000‬شخص‪ ]125[.‬بالنسبة لبرنارد‬
‫فينسنت‪ ،‬كان ‪ 2/5‬األمريكيين سلبيين في مواجهة‬
‫الموالين‪]126[.‬‬ ‫األحداث‪ 2/5 ،‬كانوا وطنيين و ‪ 1/5‬من‬
‫كانت األخيرة عديدة نسبًي ا في نيويورك وفيالدلفيا‬
‫وكارولينا؛ كان الموالون في الغالب جنوًد ا بريطانيين‬
‫سابقين ورجال دين أنجليكان وتجاًر ا‪ ]127[.‬أثناء حرب‬
‫االستقالل‪ ،‬لجأ ‪ 30.000‬إلى ‪ 40.000‬من الموالين إلى‬
‫كندا [‪ ]128‬وصودرت ممتلكاتهم‪.‬‬

‫خالل المؤتمر القاري األول (‪ ،)1774‬سعى جوزيف‬


‫غاالوي إلى التوفيق بين المستعمرات والعاصمة (خطة‬
‫غالوي لالتحاد)‪ .‬وتبعه المندوبون المحافظون والموالون‬
‫اآلخرون‪ ]129[.‬كان في الوسط مندوبين معتدلين‪ ،‬من‬
‫بينهم تجار ورجال من الطبقة الوسطى مؤيدون للحفاظ‬
‫العظمى‪]130[.‬‬ ‫على العالقات التجارية مع بريطانيا‬

‫النساء‬

‫شاركت النساء بدرجات متفاوتة في الثورة األمريكَّي ة‪:‬‬


‫في سبعينَّي ات القرن الثامن عشر‪ ،‬قاطعت النساء‬
‫الوطنّي ات البضائع البريطانَّي ة وصنعن مالبسهن الخاصة‬
‫لتجنب استيرادها‪ .‬نظموا مظاهرات احتجاجية (حفلة‬
‫شاي إدينتون [اإلنجليزية] عام ‪ )]131[ 1774‬وشاركوا في‬
‫أعمال الشغب التي هزت مدينة بوسطن‪ .‬أثناء النزاع‬
‫صنعوا البطانَّي ات والزي الرسمّي للجيش‪ .‬قامت بعض‬
‫المنظمات‪ ،‬مثل جمعية السيدات في فيالدلفيا‪ ،‬بجمع‬
‫األموال لمساعدة الجيش‪ .‬اتبع آخرون الجيش القاري‬
‫وخدموا الجنود من خالل غسل المالبس والطهي‬
‫ومعالجة الجرحى وأحياًن ا القتال أو التجسس على‬
‫العدو‪ .‬ارتدت بعض النساء‪ ،‬مثل ديبورا سامبسون [‪،]131‬‬
‫مالبس متعارضة لالنضمام إلى الجيش‪ .‬لعب آخرون‬
‫دوًر ا استخباراتًي ا مهًم ا في تمرير الرسائل إلى القوات‪.‬‬
‫كثيرا ما زارت زوجات الُض باط القوات‪ ،‬مثل مارثا‬
‫واشنطن‪ .‬لكن النساء كن أيًض ا ضحايا الحرب من خالل‬
‫مواجهتهن للعنف‪ .‬كانوا يعيشون تحت تهديد االغتصاب‬
‫من قبل الجنود وكان عليهم في بعض الحاالت الدفاع‬
‫عن منازلهم بأنفسهم‪ .‬أصبح الكثير منهن أرامل نتيجة‬
‫الحرب‪ .‬كان على النساء المواليات في الغالب أن يتبعن‬
‫أزواجهن إلى كندا أو جزر الهند الغربية البريطانية‪.‬‬
‫اختارت أخريات المقاومة برفض أداء يمين الوالء‬
‫للحكومة الجديدة أو بإخفاء أزواجهن أو مدخراتهم‪.‬‬
‫كان الدور السياسي للمرأة خالل الثورة األمريكَّي ة‬
‫محدوًد ا؛ ومع ذلك‪ ،‬كان ألبيجيل آدامز وميرسي أوتيس‬
‫وارين تأثير نسبي‪ .‬بعد الثورة‪ ،‬استخدمت النساء لتعليم‬
‫أبنائهن القيم الجمهورَّي ة‪ ،‬من أجل إعدادهم ليصبحوا‬
‫مواطنين صالحين‪.‬‬

‫السود‬

‫شارك األمريكيون السود في الثورة األمريكَّي ة على عدة‬


‫مستويات‪ .‬شارك العديد من السود في القتال وقاتلوا‬
‫في الجانب البريطانّي ‪ .‬في أبريل ‪ ،1775‬عرض اللورد‬
‫دنمور‪ ،‬حاكم والية فرجينيا‪ ،‬الحرية للسود الذين‬
‫سيقاتلون ضد الوطنيين ويتخلون عن مزارعيهم‬
‫الرئيسيين‪ .‬حتى أنه شكل «فوًج ا إثيوبًي ا» من حوالي‬
‫‪ 500‬عبد سابق‪ .‬في يونيو ‪ ،1776‬قدم الجنرال‬
‫البريطاني هنري كلينتون العرض نفسه إلى فيليبسبرج‪.‬‬
‫بحلول عام ‪ ،1779‬انضم حوالي ‪ 10000‬أسود إلى‬
‫الجيش البريطانّي ‪ ]132[.‬تم إدراج اآلالف من هؤالء‬
‫الموالين السود في كتاب الزنوج‪ ،‬وتم إجالؤهم إلى نوفا‬
‫سكوشا أو لندن ثم استقروا في فريتاون في‬
‫سيراليون‪]133[.‬‬

‫قاتل ‪ 5000‬من السود إلى جانب المتمردين [‪ ]134‬وتم‬


‫تحرير العديد منهم‪ ]135[.‬ومع ذلك‪ ،‬حظر القائد جورج‬
‫واشنطن في البداية وجودهم في الجيش القاري‪ .‬بعد‬
‫قرار اللورد دنمور بإطالق سراح العبيد الموالين‪ ،‬أعادت‬
‫واشنطن النظر في موقفها وسمحت بإشراك السود‬
‫األحرار ثم العبيد‪ ]136[.‬وهكذا فقدت جورجيا ثلث‬
‫الفترة‪]136[.‬‬ ‫عبيدها خالل هذه‬
‫أخيًر ا‪ ،‬استغل العديد من العبيد أيًض ا اضطرابات الحرب‬
‫للفرار‪]137[.‬‬

‫حقق السود تحرًر ا نسبًي ا في الواليات الوسطى‬


‫‪]132[.‬‬ ‫(فيالدلفيا) ونيو إنجالند‪ ،‬حيث كان عددهم قلياًل‬
‫ُأ لغيت العبودَّي ة في عام ‪ 1777‬في والية فيرمونت‬
‫[‪ ،]138‬في عام ‪ 1780‬في والية بنسلفانيا [‪ ،]139‬في عام‬
‫‪ 1783‬في والية ماساتشوستس‪ ]140[.‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫إعالن االستقالل األمريكّي لم يلغ العبودَّي ة والدستور ال‬
‫يؤسس المساواة المدنَّي ة‪ ،‬حتى ال تزعج الواليات‬
‫الجنوبَّي ة‪ .‬لذلك كان للثورة األمريكَّي ة عواقب مهمة على‬
‫السود‪ :‬فقد هاجر اآلالف منهم إلى الشمال للتمتع‬
‫بالحرية‪ ،‬أو الغرب للعمل في الزراعة‪ .‬كما فر العديد من‬
‫الموالين إلى كندا أو جزر الهند الغربَّي ة البريطانَّي ة مع‬
‫عبيدهم‪.‬‬
‫الشعوب األصلَّي ة‬

‫المقال الرئيسي‪ :‬الهنود الحمر في الواليات المَّت حدة‪.‬‬

‫مثل السود‪ ،‬شارك الهنود الحمر في الحرب إما في‬


‫المعسكر البريطانّي أو في معسكر المتمردين‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫وقع ليناب على معاهدة عام ‪ 1778‬مع األمريكيين‬
‫والتي وعدتهم في المقابل بإقليم مستقل‪ ]132[.‬وقفت‬
‫أمة كاتاوبا مع األمريكيين وقدمت لهم الطعام‪ .‬انضمت‬
‫القبائل األخرى إلى الجانب البريطانّي خوًف ا من‬
‫االستعمار ومضايقة القوات األمريكَّي ة‪ .‬مندوبو دول‬
‫اإليروكوا الست‪ ،‬في البداية لصالح الحياد‪ ،‬دعموا‬
‫البريطانيين أخيًر ا‪ .‬أصدروا إعالن االستقالل الخاص‬
‫بهم‪ ]141[.‬في نهاية الثورة‪ ،‬لم يتحسن وضع الهنود‬
‫الحمر‪ :‬تم تدمير العديد من القرى ونهب المحاصيل‪.‬‬
‫تتجاهل معاهدة باريس (‪ )1783‬وجودهم وتسمح‬
‫باالستعمار األمريكّي غرب جبال األباالش‪ .‬يستثنيهم‬
‫دستور الواليات المَّت حدة من الجنسية‪ .‬يثير التوسع‬
‫األمريكّي باتجاه الغرب صراعات مع الهنود الحمر‪ ،‬حيث‬
‫يتم تجميع قبائل معينة في اتحادات‪.‬‬

‫بعد الثورة‬
‫الميزانَّي ة العمومية للثورة والحرب من الصعب تحديد‬
‫الخسائر البشرَّي ة في هذه الفترة بدقة‪ .‬وفًق ا لجاك ب‪.‬‬
‫غرين‪ ،‬كان هناك ‪ 25000‬حالة وفاة خالل الثورة‬
‫األمريكَّي ة بسبب الحرب بشكل رئيسّي ولكن أيًض ا‬
‫بسبب العنف بين الوطنيين والموالين‪]142[.‬‬

‫تسببت الحرب في أضرار جسيمة للموانئ‬


‫والمزارع‪]143[.‬‬

‫أدى االنفصال عن بريطانيا العظمى إلى خسارة أسواق‬


‫الصادرات األمريكَّي ة‪ .‬عانى اقتصاد األمة الفتية من عجز‬
‫تجاري كبير‪ .‬انخفض اإلنتاج األمريكّي ولم يسترد‬
‫مستواه قبل الحرب حتى ‪]144[.1790‬‬

‫كانت الواليات المتحدة الفتية آنذاك مدينة بسبب‬


‫الحرب‪ .‬خلقت الثورة وحرب االستقالل دولة جديدة‬
‫ذات مؤسسات جمهورَّي ة مستقرة أسسها أول دستور‬
‫مكتوب في التاريخ‪ .‬لقد أرسوا أسس الحياة السياسية‬
‫األمريكَّي ة مع والدة الشراكة الثنائَّي ة والدفاع والحياة‬
‫االقتصادَّي ة (الُد والر)‪ .‬لم يتم حل العديد من النقاط‬
‫حتى نهاية القرن الثامن عشر‪ :‬تطور الحدود‪ ،‬ومصير‬
‫الهنود الحمر‪ ،‬ومكان الدولة الفيدرالَّي ة‪ ،‬والحفاظ على‬
‫العبودَّي ة في الجنوب سوف تؤثر على تطور البالد في‬
‫القرن التاسع عشر‪ .‬من الصراع ضد بريطانيا العظمى‬
‫ولدت أمة‪ ،‬توحدها المثل العليا المشتركة (الحرية‪،‬‬
‫الديمقراطَّي ة)‪ ،‬لغة واحدة (اإلنجليزَّي ة)‪ ،‬الرموز (عقاب‬
‫رخماء‪ ،‬النجوم في علم الواليات المَّت حدة‪ ،‬شعار واحد‬
‫من الكثرة) واألساطير (اآلباء المؤسسون)‪ .‬في المجال‬
‫االجتماعّي ‪ ،‬مّكنت الثورة من تعزيز الحريات الفردَّي ة‬
‫(خاصة الدينَّي ة) والُم ساواة (حق الطفل االول الشرعي‬
‫في الوراثة [اإلنجليزية]حق االستبدال [اإلنجليزية]‪ ،‬تحرير‬
‫العبيد في الشمال [‪ ،)]145‬حتى لو لم يتم ذلك‪.‬‬

‫الثورة األمريكَّي ة‪ :‬كنموذج؟‬

‫أّث رت الثورة األمريكَّي ة على البلدان األخرى وكانت جزًء ا‬


‫من الثورات األطلسية في أواخر القرن الثامن عشر‬
‫وأوائل القرن التاسع عشر‪ .‬تابعت الصحف األوروبَّي ة‬
‫بعناية ما كان يحدث عبر المحيط األطلسي ‪ ،‬وانتقدت‬
‫مصير الهنود والعبيد السود‪ُ .‬ت رجم إعالن االستقالل‬
‫األمريكّي في جميع أنحاء أوروَّب ا وكان بمثابة مصدر‬
‫تفكير للعديد من الفقهاء والمفكرين‪ ]146[.‬لم يلق إعالن‬
‫الثورة األمريكَّي ة نفس االستقبال لدى الفئات االجتماعَّي ة‬
‫والدول‪ .‬في بريطانيا العظمى‪ ،‬دعم اليمينيون مكاسب‬
‫الثورة‪ ،‬بينما أدانها رجال الدين والمحافظون‪ .‬في‬
‫تسعينَّي ات القرن الثامن عشر‪ ،‬دعا الراديكاليون إلى‬
‫ة‪]147[.‬‬
‫تأسيس جمهورَّي‬

‫ادعى الثوار والوطنيون األوروبيون في نهاية القرن‬


‫الثامن عشر أنهم يتبعون النموذج األمريكّي ‪ :‬كان هذا هو‬
‫الحال في جنيف في ‪ ]148[.1782-1781‬في أيرلندا‪،‬‬
‫بعد ‪ ،]149[1790‬دعم السكان االنتفاضة االستعمارَّي ة‬
‫لألمريكيين‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن كبار مالك األراضي‬
‫في الجزيرة معادون لها‪ ]150[.‬في المقاطعات المَّت حدة‪،‬‬
‫أعجب يوهان فان دير كابيلين‪ ،‬أحد المحققين في ثورة‬
‫باتافيان‪ ،‬بالمثال األمريكّي ‪ .‬أدى التعاطف مع القضية‬
‫األمريكية إلى دخول البالد في الحرب ضد بريطانيا‬
‫العظمى عام ‪ 1780‬واالعتراف بالواليات المّت حدة عام‬
‫‪ ]151[.1782‬رغب بعض النشطاء في إعادة تسمية‬
‫هولندا النمساوَّي ة باسم «بلجيكا المَّت حدة والواليات‬
‫المَّت حدة»‪ ]152[.‬في اإلمبراطورَّي ة الرومانَّي ة الُم قدسة‪،‬‬
‫تأثر جزء من السكان بالثورة األمريكَّي ة بسبب وجود‬
‫المهاجرين األلمان في أمريكا الشمالية وقوات هسه؛ كان‬
‫األعيان واللوثريون ورجال األدب في غالبيتهم معاديين‬
‫لتمرد المستعمرين‪ ]153[.‬تاديوس كوسيوسكو (‪-1746‬‬
‫‪ ،)1817‬بعد مشاركته في حرب االستقالل األمريكَّي ة‬
‫إلى جانب جورج واشنطن‪ ،‬قاد التمرد البولندّي ضد‬
‫االحتالل الروسّي ‪.‬‬

‫الجنراالت الفرنسيون الذين شاركوا في حرب‬


‫االستقالل‪ ،‬وعلى رأسهم ال فاييت‪ ،‬أعادوا أيًض ا األفكار‬
‫التي كان لها تأثير على الثورة الفرنسَّي ة‪ .‬شارك العديد‬
‫من أعضاء الجمعية التأسيسية لعام ‪ 1789‬في الثورة‬
‫األمريكية أو أعجبوا بها بعمق (ال فاييت‪ ،‬كوندورسيه)‪.‬‬
‫ألهم قانون الحقوق جزئًي ا إعالن حقوق اإلنسان‬
‫والمواطن الصادر في أغسطس ‪ ]154[.1789‬صاغ‬
‫الفاييت مسودة قانون الحقوق لفرنسا في نوفمبر‬
‫‪ ،1788‬حيث طلب مشورة توماس جيفرسون‪ ،‬الذي‬
‫كان متمركًز ا في باريس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬انحرف الفرنسيون‬
‫أيًض ا عن النموذج األمريكّي في عدة نقاط‪ :‬صاغ البلدان‬
‫وثيقة حقوق في نفس الوقت‪ ،‬ولكن في أطر جغرافَّي ة‬
‫واجتماعَّي ة وسياسَّي ة مختلفة تماًم ا‪ .‬أراد اإلعالن‬
‫الفرنسي أن يكون عالميًا وذهب أبعد من ذلك في مبدأ‬
‫المساواة‪ ،‬بينما أصيب النواب األمريكيون بالحرج من‬
‫مشكلة العبودية‪ .‬كان اإلعالن الفرنسّي أقل راديكالَّي ة‬
‫بالنسبة لحرية العبادة وتجاهل الحق في السعادة الذي‬
‫أكده جيفرسون في إعالن االستقالل لعام ‪ .1776‬في‬
‫فرنسا الثورَّي ة‪ ،‬ال يختار دستور ‪ 1791‬النظام الثنائي‬
‫الغرف وال الفيدرالَّي ة‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬تضاءل النفوذ األمريكّي‬
‫في أوروَّب ا مع الحروب الثورية وحل محله تأثير فرنسا‪،‬‬
‫جغرافيا‪]155[.‬‬ ‫األقرب‬
‫كان للثورة األمريكية أيًض ا تأثير كبير في جزر الهند‬
‫الغربية البريطانَّي ة‪ ،‬حيث انتشرت الروح الجمهورَّي ة‪،‬‬
‫العبيد‪]156[.‬‬ ‫دون التشكيك بشكل أساسي في مجتمع‬
‫فرانسيسكو دي ميراندا (‪ ،)1816-1750‬حارب‬
‫البريطانيين في ‪ 13‬مستعمرة قبل أن يثير الفنزويليين‬
‫ضد إسبانيا في عامي ‪ 1806‬و ‪ .1810‬وفي الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬اكتسب زعماء استقالل آخرون من أمريكا‬
‫المَّت حدة‪]157[.‬‬ ‫الجنوبية خبرة ثورية في الواليات‬
‫تمكنت النخبة الكريولية من الوصول إلى الكتابات‬
‫األمريكَّي ة‪ ،‬وال سيما كتاب توماس باين الحس السليم‪،‬‬
‫وتولت العديد من دساتير أمريكا الجنوبية على دساتير‬
‫الواليات المَّت حدة‪ ]158[.‬في جنوب إفريقيا ‪ ،‬كانت ثورة‬
‫«كيب باتريوتس» ضد اإلدارة االستعمارية مستوحاة‬
‫من الثورة األمريكَّي ة ‪ .156‬في القرن العشرين‪ ،‬تبنى‬
‫نشطاء الحقوق المدنية واالنفصاليون نصوص الثورة‬
‫وقيمها في المستعمرات‪ :‬على سبيل المثال‪ ،‬يشير بيان‬
‫هو تشي مينه المنشور في الجمهورَّي ة في هانوي في ‪1‬‬
‫أكتوبر ‪ 1945‬إلى اإلعالن كتبها جيفرسون عام ‪1776‬‬
‫لتبرير استقالل فيتنام‪.‬‬

‫التأريخ‬

‫على مدى القرنين الماضيين‪ ،‬مر التاريخ التاريخي‬


‫للثورة األمريكَّي ة بعدة مراحل‪ ،‬اتبعت السياق السياسي‬
‫األمريكّي والتجديد العام لألساليب والنهج في التاريخ‪.‬‬
‫أشاد المؤرخون األمريكيون في أوائل القرن التاسع عشر‬
‫باآلباء المؤسسين للواليات المّت حدة على أنهم أبطال‬
‫[‪]159‬‬ ‫الثورة‪ .‬يمثل هذا التيار القومى أو المؤيد للقوى‬
‫جورج بانكروفت‪ ،‬الذي طور فكرة ثورة أمريكية‬
‫استثنائية ودمج الشعب األمريكى في «شعب مختار»‬
‫جديد‪ ]160[.‬في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن‬
‫العشرين‪ ،‬اتبعت التأريخ عن كثب اإلصالح االجتماعي‪.‬‬
‫مؤرخون مثل فريدريك جاكسون تورنر وكارل لوتس‬
‫بيكر وجون فرانكلين جيمسون [‪ ]161‬حللوا الثورة من‬
‫منظور الصراع الطبقي‪ .‬بالنسبة لتشارلز أوستن بيرد‪،‬‬
‫خان اآلباء المؤسسون الثورة ودافعوا عن المصالح‬
‫االقتصادَّي ة للمالكين‪ ]162[ ،‬وهي أطروحة تبناها مؤرخو‬
‫اليسار الجديد في الستينَّي ات‪ .‬خالل الحرب الباردة‪،‬‬
‫اعتبر المؤرخون الفرنسيون االستثنائيون أن الثورة‬
‫األمريكَّي ة غير كاملة ألنها لم تكن اجتماعية‪ ]163[.‬من‬
‫جانبهم‪ ،‬أكد االستثنائيون األمريكيون الفشل النهائي‬
‫للثورة الفرنسَّي ة عام ‪ 1789‬وقدموا مقدمة لالنتفاضة‬
‫األمريكَّي ة‪ .‬سيطر المؤرخون «التنقيحيون» مثل دانيال‬
‫جيه بورستين أو إدموند إس مورغان أو برنارد بايلين‬
‫على األعوام ‪ ]164[.1960-1950‬غالًب ا ما كان التأريخ‬
‫مصبوًغ ا باأليديولوجيا والدعاية‪ ،‬مما شدد على الحاجة‬
‫إلى إجماع داخلي في مواجهة التهديد السوفيتي‪ :‬من‬
‫الفترة الثورية ستولد القيم المشتركة لألمريكيين‪ ،‬وال‬
‫سيما الليبرالَّي ة‪ .‬في السبعينيات‪ ،‬تم تجديد تأريخ الثورة‬
‫األمريكَّي ة بفضل دراسات ألفريد يونغ أو ستوتون ليند‪.‬‬
‫كانت مهتمة بالتاريخ االجتماعي أو العقليات ولم تعد‬
‫تهتم باألحداث فقط‪ .‬سلطت الضوء‪ ،‬من خالل العديد‬
‫من الدراسات‪ ،‬على دور السود والنساء وحتى‬
‫الحشد‪ ]165[.‬بالنسبة للبعض‪ ،‬كانت الثورة األمريكَّي ة‬
‫ناتجة عن عدم المساواة االجتماعَّي ة في المستعمرات‬
‫الثالثة عشر وعن الدور النشط للفئات الشعبية‬
‫واألقليات العرقية‪ .‬تطورت مشكلة الثورة األطلسَّي ة منذ‬
‫الخمسينيات (روبرت روزويل بالمر‪ ،‬جاك جوديشوت)‪،‬‬
‫مع إنشاء حلف الناتو‪ ،‬اعتبر الباحثون بالفعل المحيط‬
‫األطلسّي كمنطقة ثقافية (التنوير) والتبادالت‬
‫االقتصادَّي ة‪( .‬التجارة الثالثية)‪ ،‬السياسات‬
‫(الجمهوريات)‪ .‬هذا النهج المقارن أصبح اليوم موضع‬
‫تساؤل أو على األقل مناقشته‪ .‬في السنوات األخيرة‪،‬‬
‫عاد المؤرخون وعامة الناس إلى دراسة الشخصَّي ات‬
‫العظيمة للثورة األمريكَّي ة‪ ،‬مع نشر العديد من السير‬
‫الذاتية‪]165[.‬‬

‫الثورة في الثقافة األمريكَّي ة‬

‫أّلهمت الثورة األمريكَّي ة العديد من اللوحات من نهاية‬


‫القرن الثامن عشر‪ .‬مثل فنانون مثل جون ترمبل‬
‫(‪ )1843-1775‬أو عزرا وينتر أحداث حرب االستقالل‪.‬‬
‫كان اآلباء المؤسسون مصدر اإللهام اآلخر في ذلك‬
‫الوقت‪ .‬كان تشارلز ويلسون بيل (‪ )1827-1841‬هو‬
‫األكثر إنتاًج ا مع صوره أللكسندر هاميلتون‪ ،‬وجون‬
‫آدامز‪ ،‬وجون ديكنسون‪ ،‬وجورج واشنطن‪ ،‬وجنراالت‬
‫الحرب‪ .‬جيمس بيل (‪ ،)1831-1749‬جيمس شاربلز‬
‫(‪ )1811-1752‬وجيلبرت ستيوارت (‪)1828-1755‬‬
‫هم رسامو البورتريه اآلخرون للثورة األمريكَّي ة‪ .‬في‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬استمرت في إلهام فنانين مثل‬
‫إيمانويل لوتزي (‪ .)1868-1816‬رسم أرشيبالد ويالرد‬
‫(‪ )1918-1836‬روح عام ‪ 1976‬في عام ‪ .1876‬لكن‬
‫الثورة أيًض ا غيرت الفنون بشكل جذري‪ :‬االستقالل‬
‫السياسّي يسبق االستقالل الفني لألميركيين الذين‬
‫يسعون إلى تحرير أنفسهم من األساليب األوروبَّي ة‬
‫وخلق أنماط أمريكَّي ة مميزة‪ .‬أثرت قيم الثورة أيًض ا‬
‫على العمارة‪ :‬أراد توماس جيفرسون إنشاء مباٍن تعكس‬
‫ُم ثله الجمهورَّي ة والديمقراطَّي ة‪ .‬ساعد في تطوير النمط‬
‫الفيدرالي في بالده وتكييف العمارة األوروبَّي ة‬
‫الكالسيكَّي ة الجديدة مع الجمهورَّي ة‪ .‬تطلبت والدة‬
‫الواليات المَّت حدة أخيًر ا إنشاء مباٍن الستيعاب‬
‫المؤسسات الجديدة‪.‬‬

‫منذ بدايات السينما‪ ،‬اتخذت عدة أفالم حرب االستقالل‬


‫موضوعا لها مثًال‪ :‬فيلم ‪ ،1776‬أو المتمردون من هسه‬
‫[اإلنجليزية] إخراج ديفيد غريفيث عام ‪ ،1909‬والكشافة‬
‫لواشنطن في عام ‪ 1917‬أو روح عام ‪ 1976‬عندما‬
‫دخلت الواليات المتحدة الحرب العالمية األولى‪ .‬تدور‬
‫[اإلنجليزية]‬ ‫أحداث حبكة طبول على درب الموهوك‬
‫(‪ )1969‬للمخرج جون فورد في عام ‪ .1776‬وفيلم‬
‫ثورة صدر في عام ‪ 1985‬وأخرجه هيو هدسون‪ ،‬يلعب‬
‫آل باتشينو دور صياد أثناء حرب االستقالل‪ .‬ذا‬
‫باتريوت‪ ،‬الطريق إلى الحرية هو فيلم آخر عن الفترة‬
‫وهو من إخرج روالن إميريش صدر عام ‪ .2000‬ثعلب‬
‫المستنقع [اإلنجليزية] هو مسلسل تلفزيوني أمريكي تم بثه‬
‫بين عامي ‪ 1959‬و‪ 1961‬على شبكة أيه بي سي ثم‬
‫في فرنسا‪.‬‬

‫أخيًر ا‪ ،‬حظي األدب األمريكي بقدر كبير من االهتمام‬


‫بالثورة وحرب االستقالل‪ :‬حصل كتاب بول ريفير‬
‫والعالم الذي عاش فيه للكاتبة إستر فوربس على جائزة‬
‫بوليتزر عن فئة األعمال التاريخية في عام ‪1943‬؛‬
‫جوني تريماين‪ ،‬رواية لألطفال فازت بميدالية نيوبيري‬
‫في عام ‪ .1944‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬كّر س جون جاكس‬
‫وجيف شارا عدة روايات للثورة األمريكَّي ة‪.‬‬

‫أماكن الذكرى واالحتفاالت‬

‫بوسطن وفيالدلفيا ونيويورك هي األماكن الرئيسَّي ة‬


‫الثالثة لذكرى الثورة األمريكَّي ة‪ُ .‬ت عتبر بوسطن بالفعل‬
‫مهد الثورة‪ :‬فُم تنزه بوسطن التاريخّي الوطني ومسار‬
‫الحرية («مسار الحرية») يسمحان باكتشاف المعالم‬
‫الرئيسَّي ة واألماكن المرتفعة في المدينة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫موقع المذبحة‪ .‬بوسطن أو معركة بنكر هيل‪ .‬كانت‬
‫فيالدلفيا‪ ،‬إلى جانب بوسطن ونيويورك‪ ،‬واحدة من أكثر‬
‫المدن اكتظاًظ ا بالسكان خالل الثورة‪ .‬تعد مدينة‬
‫بنسلفانيا موطًنا لعصر التنوير األمريكّي ومسقط رأس‬
‫الجمهورية الديمقراطية‪ ،‬وهي موطن للعديد من المباني‬
‫التي تعود إلى أواخر القرن الثامن عشر والتي تعد جزًء ا‬
‫من حديقة االستقالل الوطنَّي ة التاريخَّي ة‪ .‬كانت قاعة‬
‫االستقالل‪ ،‬أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو‪ ،‬بمثابة‬
‫مكان لتوقيع إعالن االستقالل والدستور‪ .‬شهدت‬
‫نيويورك االحتالل البريطانّي وكانت لفترة من الوقت‬
‫عاصمة الواليات المَّت حدة‪ .‬كان النصب التذكارّي الوطنّي‬
‫للقاعة الفيدرالَّي ة أحد مواقع الديمقراطَّي ة األمريكَّي ة‬
‫الفتية وأخذ البريطانيون حصن واشنطن في عام‬
‫‪ .1776‬يحتفل تمثال الحرية أيًض ا بالثورة األمريكَّي ة‪:‬‬
‫على اللوح الذي يحمل نقش تاريخ ‪ 4‬يوليو ‪.1776‬‬
‫يجب أن نتذكر أن واشنطن العاصمة لم يتم بناؤها إال‬
‫بعد الثورة‪ .‬تُكرم المدينة اآلباء المؤسسين‬
‫بآثارها‪ ]note 1[.‬في مبنى الكابيتول يمكن للمرء أن يرى‬
‫اللوحات الرئيسَّي ة لجون ترمبل‪ :‬إعالن االستقالل‪،‬‬
‫واستسالم جون بورغوين‪ ،‬واستسالم اللورد كورنواليس‬
‫والجنرال جورج واشنطن‪ .‬التنازل عن منصبه‪ .‬توجد‬
‫العديد من المعالم وأماكن الذاكرة األخرى في الواليات‬
‫الثالث عشرة األولى للواليات المَّت حدة‪ :‬العديد من‬
‫الحصون (حصن ستانويكس) وساحات القتال‬
‫(ساراتوجا‪ ،‬يوركتاون‪ ،‬إلخ) حيث يتم إعادة بناء‬
‫االشتباكات بانتظام‪ ،‬تذكر حرب االستقالل‪ .‬هناك العديد‬
‫من الُنصب التذكارَّي ة والمتاحف المخّص صة لهذه الفترة‬
‫في التاريخ األمريكّي ‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬تحتفظ بعض الجمعيات‬
‫بذاكرة األحداث وأهميتها السياسَّي ة‪ :‬هذا هو الحال‪ ،‬من‬
‫بين أمثلة أخرى‪ ،‬ألبناء الثورة األمريكَّي ة‪ ،‬وبنات الثورة‬
‫األمريكَّي ة‪.).‬‬

‫االستقالل والوحدة‬
‫في أبريل عام ‪ ،1776‬أصدر الكونغرس اإلقليمي لوالية‬
‫نورث كارولينا قرار حّل هاليفاكس الذي أعطى السلطة‬
‫صراحة لمفوضيه للتصويت من أجل االستقالل‪ .‬بحلول‬
‫يونيو‪ ،‬كانت هناك تسعة هيئات تشريعية إقليمية جاهزة‬
‫لالستقالل؛ وواحدة تلو األخرى‪ ،‬سقطت األربع األخيرة‬
‫بالترتيب‪ :‬بنسلفانيا وديالوير وميريالند ونيويورك‪.‬‬
‫تلقى ريتشارد هنري لي تعليمات من المجلس التشريعي‬
‫لفرجينيا للعزم على االستقالل‪ ،‬وقد نفذ ذلك في ‪7‬‬
‫يونيو ‪ .1776‬في ‪ 11‬يونيو‪ُ ،‬أ نشئت لجنة لصياغة‬
‫وثيقة تشرح مبررات االنفصال عن بريطانيا‪ .‬بعد‬
‫الحصول على ما يكفي من األصوات إلقرار القانون‪،‬‬
‫ُص ّو ت على االستقالل في ‪ 2‬يوليو‪.‬‬

‫ُو ضعت معظم مسودة إعالن االستقالل بوساطة توماس‬


‫جيفرسون وُع رضت من ِق بل اللجنة؛ واعُت مدت باإلجماع‬
‫من ِق بل الكونغرس بأسره في ‪ 4‬يوليو‪ ،‬وأصبحت كل‬
‫من المستعمرات مستقلة وذاتية الحكم‪ .‬كانت الخطوة‬
‫التالية هي تشكيل اتحاد لتسهيل العالقات والتحالفات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫وافق كونغرس المستعمرات (القاري) الثاني على «بنود‬
‫االتحاد الكونفدرالي» للمصادقة عليها من ِق بل الواليات‬
‫في ‪ 15‬نوفمبر ‪1777‬؛ بدأ الكونغرس على الفور العمل‬
‫وفًق ا لشروط البنود‪ ،‬إذ وفر هيكاًل للسيادة المشتركة‬
‫أثناء المالحقة القضائية بالحرب وتسهيل العالقات‬
‫الدولية والتحالفات مع فرنسا وإسبانيا‪ُ .‬ص ّد ق على‬
‫البنود في األول من مارس عام ‪ .1781‬في تلك‬
‫المرحلة‪ُ ،‬ح ّل كونغرس المستعمرات (القاري) وتولت‬
‫حكومة جديدة للواليات المتحدة عن طريق الكونغرس‬
‫الكونفدرالي في اليوم التالي‪ ،‬إذ كان صموائيل‬
‫هنتنغتون رئيسها‪.‬‬

‫انظر أيًض ا‬
‫أمريكا الشمالية البريطانية‬
‫التاريخ العسكري االستعماري ألمريكا‬
‫أمريكا البريطانية‬
‫االستعمار البريطاني لألمريكتينالمستعمرات‬
‫والمناطق في كنداتاريخ كندا‬
‫مستعمرات نيو إنجالند المستعمرات الثالثة عشرالتي‬
‫أصبحت الواليات المتحدة في عام ‪1776‬‬

‫وصالت خارجية‬
‫ربيع الشعوب ‪ -‬الثورة األمريكية (جزيرة وثائقية )‬
‫(‪https://www.youtube.com/watch?v=ud‬‬
‫‪ )ayQuPh74k‬على يوتيوب‬

‫الثورة األمريكية في المشاريع الشقيقة‪:‬‬


‫صور وملفات صوتية من كومنز‪.‬‬
‫مالحظات‬
On peut citer parmi tant d'autres le James .1
‫ نصب جيفرسون‬Madison Memorial Building, le
.‫ نصب واشنطن‬ou encore le ‫التذكاري‬

‫المراجع‬
Where Is" .)1995 ‫ (مارس‬Whaples، Robert .1
There Consensus Among American
Economic Historians? The Results of a
‫ مجلة التاريخ‬."Survey on Forty Propositions
:1 .‫ ع‬55 .‫ ج‬.‫ مطبعة جامعة كامبريدج‬.‫االقتصادي‬
CiteSeerX:10.1.1.482.4975 (https://cit .140
eseerx.ist.psu.edu/viewdoc/summary?doi=
10.1.1.482.4975).
DOI:10.1017/S0022050700040602 (https://
doi.org/10.1017%2FS002205070004060
2). JSTOR:2123771 (https://www.jstor.org/
. stable/2123771)

Thomas، Robert P. (1964). "A Quantitative .2


Approach to the Study of the Effects of
British Imperial Policy of Colonial Welfare:
‫ مجلة التاريخ‬."Some Preliminary Findings
.38–615 :4 .‫ ع‬25 .‫ ج‬.‫االقتصادي‬
DOI:10.1017/S0022050700058460 (https://
doi.org/10.1017%2FS002205070005846
0). JSTOR:2116133 (https://www.jstor.org/
. stable/2116133)

Walton، Gary M. (1971). "The New .3


Economic History and the Burdens of the
.Navigation Acts". Economic History Review
DOI:10.1111/j.1468- .42–533 :4 .‫ ع‬24 .‫ج‬
0289.1971.tb00192.x (https://doi.org/10.11
. 11%2Fj.1468-0289.1971.tb00192.x)
Palfrey، John (1864). History of New .4
England: History of New England During the
Stuart Dynasty (https://web.archive.org/we
b/20200127234900/https://books.google.c
om/?id=A70rAAAAYAAJ). Boston: Little,
Brown. OCLC:1658888 (https://www.worldc
htt( ‫ مؤرشف من األصل‬. at.org/oclc/1658888)
ps://books.google.com/?id=A70rAAAAYAA
p. 596 ,.27-01-2020 ‫) في‬J
Evans، James Truslow (1922). The .5
Founding of New England (https://web.arch
ive.org/web/20220629085841/https://archi
ve.org/details/foundingnewengl02adamgo
og). Boston: The Atlantic Monthly Press.
OCLC:1068441 (https://www.worldcat.org/
https://arc( ‫ مؤرشف من األصل‬. oclc/1068441)
hive.org/details/foundingnewengl02adamg
p. 430 ,.29-06-2022 ‫) في‬oog

Guizot, M. A popular history of France, from .6


the earliest times. Vol IV, University of
Michigan, 2005, (978-1425557249 ‫)ردمك‬, p.
.166

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .7


.et capitalisme, tome 3, 1993, p. 484
Jack P. Greene et J. R. Pole, A )‫ (باإلنجليزية‬.8
Companion to the American Revolution,
2003, Paperback, p. 41-42 (source :
Historical Statistics of the United States,
.Washington, 1960)

Jacques Binoche, Histoire des États-Unis, .9


.Paris, Ellipses, 2003, p. 35

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .10


.révolutions..., 2005, p.37

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .11


.et capitalisme, tome 3, 1993, p. 505
L'idéologie seigneuriale marquaient .12
‫ بنسيلفانيا‬cependant certains secteurs de la
et de l'Hudson : R. Middlekauf, The Glorious
Cause: The American Revolution, 1763-
1789, New York, Oxford University Press,
« The Oxford History of the United States »,
.1982, p. 37

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .13


.révolutions ..., 2005, p. 39

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .14


.et capitalisme, tome 3, 1993, p. 492

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .15


.révolutions ..., 2005, p. 36

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .16


.révolutions ..., 2005, p. 33

.Hannah Arendt, 1967, p. 96 .17


Voir Arendt, 1967, chapitre sur « la question .18
.» sociale

.)‫ (المحرر‬Brooklyn College )‫ (باإلنجليزية‬.19


Overview of Imperial Structures" (https://w"
eb.archive.org/web/20200725085949/htt
p://academic.brooklyn.cuny.edu:80/history/
‫ مؤرشف من األصل‬. dfg/amrv/impstruc.htm)
http://academic.brooklyn.cuny.edu/histor(
.25-07-2020 ‫) في‬y/dfg/amrv/impstruc.htm
..2008–02–03 ‫اطلع عليه بتاريخ‬

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .20


.révolutions en Amérique, 2005, p. 30

Edmond Dziembrowski, Le Siècle des .21


révolutions (1660-1789), Perrin 2018
310 .‫ص‬

Chris Harman, Une histoire populaire de .22


l'humanité, La Découverte, 2015, page 298
É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .23
révolutions ..., 2005, p. 26 ; B. Cottret, La
.Révolution américaine..., 2003, p. 36

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .24


et capitalisme, tome 3, 1993, p. 502 et
.p.511

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .25


.et capitalisme, tome 3, 1993, p. 511

Middle Colonies : Province de New-York, .26


Province de ,‫ نيوجيرسي‬Province du
.Pennsylvanie

Southern Colonies : Province du Delaware, .27


Colonie et Dominion de Virginie, provinces
du Maryland, Caroline du Nord, Caroline du
.Sud et Géorgie
Frederick North fut Premier ministre ‫ توري‬Le .28
.de 1770 à 1782

John C. Miller, Origins of the American .29


Revolution, Stanford, Stanford University
.Press, 2000, p. 35-40

B. Cottret, La Révolution américaine..., .30


.2003, p.33

B. Cottret, La Révolution américaine…, 2003, .31


.p. 18
American Revolution Digital )‫ (باإلنجليزية‬.32
Student" .)‫ (المحرر‬Learning Project
Exhibition: Road to the American
Revolution" (https://web.archive.org/web/2
0080504165649/http://independence.nyhis
tory.org/museum/exhibition.cgi?page_id=9
http://independence.( ‫ مؤرشف من األصل‬. 903)
nyhistory.org/museum/exhibition.cgi?page
‫ اطلع عليه بتاريخ‬.mai 2008 4 ‫_) في‬id=9903
https://web.archi( ‫ نسخة محفوظة‬.2008-02-14
ve.org/web/20080504165649/http://indepe
ndence.nyhistory.org/museum/exhibition.c
‫ على موقع واي‬2008 ‫ مايو‬4 )gi?page_id=9903
..‫باك مشين‬
The First" .)‫ (المحرر‬Brooklyn College )‫ (باإلنجليزية‬.33
British Empire & Mercantilism" (https://web.
archive.org/web/20200722195320/http://a
cademic.brooklyn.cuny.edu:80/history/dfg/
http://( ‫ مؤرشف من األصل‬. amrv/amrv-ii.htm)
academic.brooklyn.cuny.edu/history/dfg/a
‫ اطلع عليه‬.22-07-2020 ‫) في‬mrv/amrv-ii.htm
..2008–02–14 ‫بتاريخ‬

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .34


.et capitalisme, tome 3, 1993, p. 499-500

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .35


et capitalisme, tome 3, 1993, p. 501 ; B.
Cottret, La Révolution américaine..., 2003,
.p. 377

F. Braudel, Civilisation matérielle, économie .36


et capitalisme, tome 3, 1993, p. 409 et p.
.509
É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .37
.révolutions ..., 2005, p. 44

B. Cottret, La Révolution américaine..., .38


2003, p. 20 ; lire aussi J. Hector St John de
Crèvecoeur, Letters from an American
.Farmer, New York, Fox, Duffield, 1904, p. 54

J.C.D. Clark, The Language of Liberty, .39


Cambridge, Cambridge University Press,
.1994, p. 203

B. Cottret, La Révolution américaine..., .40


.2003, p. 25-26

Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .41


.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 33

Edmund S. Morgan, The birth of the .42


Republic (1763-1789), University of Chicago
.Press, 1977, p. 4
.John dickinson, Lettre X, 1787 .43

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .44


.révolutions ..., 2005, p. 45

D.S. Lutz, « The Relative Importance of .45


European Writers on Late Eighteenth-
Century American Political Thought », dans
American Political Science Review, 189,
.1984, p. 189-197

Charles W. Toth, Liberté, Égalité, Fraternité: .46


The American Revolution & the European
. .Response, 1989, p. 26

.Référence Harvard:‫ قالب‬.47

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .48


.révolutions ..., 2005, p. 26
Thomas Kindig (1999–2007). )‫ (باإلنجليزية‬.49
.)‫ (المحرر‬Independence Hall Association
Proclamation of 1763" (https://web.archiv"
e.org/web/20160126002951/http://www.u
shistory.org/declaration/related/proc63.ht
http://www.ushistory.o( ‫ مؤرشف من األصل‬. m)
‫) في‬rg/declaration/related/proc63.htm
..2007–06–26 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.26-01-2016

B. Cottret, La Révolution américaine..., .50


.2003, p. 46
.)‫ (المحرر‬The American Revolution )‫ (باإلنجليزية‬.51
The Royal Proclamation - October 7, 1763""
(https://web.archive.org/web/2009021004
0127/http://americanrevolution.com:80/Pr
h( ‫ مؤرشف من األصل‬. oclamationof1763.htm)
ttp://www.americanrevolution.com/Procla
‫ اطلع‬.10-02-2009 ‫) في‬mationof1763.htm
..2008–02–16 ‫عليه بتاريخ‬

B. Cottret, La Révolution américaine..., .52


.2003, p. 40
Thomas Kindig, « The Sugar Act. )‫ (باإلنجليزية‬.53
Titled The American Revenue Act of 1764
(http://www.ushistory.org/declaration/relat
ed/proc63.htm) », Independence Hall
Association, 1999-2007, consulté le 26-06-
https://web.archive.or( ‫ نسخة محفوظة‬.2007
g/web/20160126002951/http://www.ushist
)ory.org/declaration/related/proc63.htm
.‫ على موقع واي باك مشين‬2016-01-26

Jacques Binoche, Histoire des États-Unis, .54


.Paris, Ellipses, 2003, p. 42
Thomas Kindig, « The Currency Act )‫ (باإلنجليزية‬.55
(http://www.ushistory.org/declaration/relat
ed/currencyact.htm) », Independence Hall
Association, 1999-2007, consulté le 26-06-
https://web.archive.or( ‫ نسخة محفوظة‬.2007
g/web/20160126140008/http://www.ushist
ory.org/declaration/related/currencyact.ht
.‫ على موقع واي باك مشين‬2016-01-26 )m

B. Cottret, La Révolution américaine..., .56


.2003, p. 49
A Summary of the 1765 Stamp « )‫ (باإلنجليزية‬.57
Act (http://www.history.org/History/teachin
g/tchcrsta.cfm) », The Colonial
Williamsburg Fundation, 2007, consulté le
https://web.archi( ‫ نسخة محفوظة‬.26-06-2007
ve.org/web/20200217060735/https://www.
)history.org/history/teaching/tchcrsta.cfm
.‫ على موقع واي باك مشين‬2020-02-17

.le second fut voté en 1774 .58

Bernard Cottret, La Révolution américaine : .59


La quête du bonheur 1763-1787, Paris,
Perrin, 2003, (2-262-01821-9 ‫)ردمك‬, p. 72-
.73
Thomas Kindig, « The Townshend )‫ (باإلنجليزية‬.60
Revenue Act (http://www.ushistory.org/decl
aration/related/townshend.htm) »,
Independence Hall Association, 1999-2007,
http( ‫ نسخة محفوظة‬.consulté le 27-06-2007
s://web.archive.org/web/2016020413522
2/http://www.ushistory.org/declaration/rela
‫ على موقع‬2016-02-04 )ted/townshend.htm
.‫واي باك مشين‬

Richard D. Brown, « The Massachusetts .61


Convention of Towns, 1768 », dans William
.and Mary Quarterly, 26, 1969, p. 102

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .62


.révolutions ..., 2005, p. 60

J. Otis, Rights of the British Colonies .63


.Asserted and Proved, Boston, 1764
Robert H. Webking, The American .64
Revolution and the Politics of Liberty, Baton
Rouge, Louisiana State University Press,
.1988, p.43

Bernard Cottret, La Révolution américaine : .65


La quête du bonheur 1763-1787, 2003, p.
.106

P. Maier, From Resistance to Revolution, NY, .66


.Norton, 1992, p. 192

B. Cottret, La Révolution américaine..., .67


.2003, p. 60

B. Cottret, La Révolution américaine..., .68


.2003, p. 102
Alfred Fabian Young, The Shomaker and the .69
Tea Party : Memory and the American
Revolution, Boston, Massachusetts, Beacon
.Press, 1999, p. 46 sq

Jack P. Greene, J. R. Pole (éd.), The .70


Blackwell Encyclopedia of the American
.Revolution, 1994, ch. 22-24

E Conutryman, The American Revolution, .71


Penguin, 1986, page 71

Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .72


.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 37

B. Cottret, La Révolution américaine..., .73


.2003, p. 139

J. G. Marston, King and Congress, .74


Princeton New Jersey, Princeton UP, 1987,
.p. 67-130
B. Cottret, La Révolution américaine..., .75
.2003, p. 411

Dans Défense pleine et entière des .76


décisions du Congrès ; lire B. Cottret, La
.Révolution américaine..., 2003, p. 148

B. Cottret, La Révolution américaine..., .77


.2003, p. 161

B. Cottret, La Révolution américaine..., .78


.2003, p. 163

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .79


.révolutions ..., 2005, p. 80

B. Cottret, La Révolution américaine..., .80


.2003, p.174

B. Cottret, La Révolution américaine..., .81


.2003, p. 429
Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .82
.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 40

.Eric Lane, Michael Oreskes, p. 43 .83

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .84


.révolutions ..., 2005, p.72

Exemple : « Tous les hommes naissent .85


naturellement et également libres et
indépendants » dans B. Cottret, La
.Révolution américaine..., 2003, p.431

B. Cottret, La Révolution américaine..., .86


.2003, p. 431

Bernard Vincent, La Révolution américaine .87


1775-1783, Nancy, Presses universitaires
de Nancy, 1985, tome 2, (2-86480-211- ‫ردمك‬
.2), p. 169
B. Cottret, La Révolution américaine..., .88
.2003, p.192

Stacy Schiff, William Olivier Desmond .89


(trad.), La Grande Improvisation. Benjamin
Franklin, la France et la naissance des
États-Unis, Paris, Grasset, 2006, (‫ردمك‬
.9782246629610), p.108

Bernard Vincent, La Révolution américaine .90


1775-1783, Nancy, Presses universitaires
de Nancy, 1985, tome 2, (2-86480-211- ‫ردمك‬
.2), p. 11

B. Cottret, La Révolution américaine..., .91


.2003, p. 267

en ‫ فيالدلفيا‬Bank of North America à .92


décembre 1781 ; lire B. Cottret, La
.Révolution américaine..., 2003, p. 257
B. Cottret, La Révolution américaine..., .93
.2003, p. 217

Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .94


.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 44

Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .95


.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 45

Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .96


.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 47

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .97


.américaine, 1989, p. 141

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .98


.américaine, 1989, p. 156

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .99


.américaine, 1989, p. 160

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .100


.américaine, 1989, p. 162
B. Cottret, La Révolution américaine..., .101
.2003, p. 279

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .102


.américaine, 1989, p. 147

C. Fohlen, Les Pères de la révolution .103


.américaine, 1989, p. 140

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .104


.américaine, 1989, p. 189

.James Madison, Le Fédéraliste, n°31 .105

Ralf Ketcham, James Madison, University .106


.of Virginia Press, 1971, p.186

James Madison, Notes of debates of the .107


federal Convention of 1787, Norton, 1987,
.p. 131-135

Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .108


.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 56
Eric Lane, Michael Oreskes, Le Génie de .109
.l'Amérique, Odile Jacob, 2008, p. 57

.James Madison, Le Fédéraliste, n°10 .110

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .111


.révolutions ..., 2005, p. 110

Le fédéralisme existait déjà en Suisse : lire .112


B. Cottret, La Révolution américaine...,
.2003, p.292

B. Cottret, La Révolution américaine..., .113


.2003, p. 307

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .114


.américaine, 1989, p. 144

C. Fohlen, Les Pères de la révolution .115


.américaine, 1989, p. 204

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .116


.américaine, 1989, p. 207
B. Cottret, La Révolution américaine..., .117
.2003, p. 312

B. Cottret, La Révolution américaine..., .118


.2003, p. 316

B. Cottret, La Révolution américaine..., .119


.2003, p. 322

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .120


.révolutions ..., 2005, p. 128

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .121


.révolutions ..., 2005, p. 126

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .122


.révolutions ..., 2005, p.121

B. Cottret, La Révolution américaine..., .123


.2003, p. 304
Walter Stewart, True Blue. The Loyalist .124
Legend, Toronto, Collins, 1985, p. 3, cité
dans B. Cottret, La Révolution américaine
...., 2003, p. 405

U.S. Census Bureau (https://www.census.g .125


ov/Press-Release/www/releases/archives/
facts_for_features_special_editions/00682
https://web.archive.( ‫ نسخة محفوظة‬. 5.html)
org/web/20100507013758/http://www.cen
sus.gov/Press-Release/www/releases/arch
ives/facts_for_features_special_editions/00
‫ على موقع واي باك‬2010-05-07 )6825.html
.‫مشين‬

Bernard Vincent, La Révolution américaine .126


1775-1783, PUN, Nancy, 1985 ; chiffres
cités dans É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes
.et révolutions ..., 2005, p.82
É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .127
.révolutions ..., 2005, p. 82

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .128


.révolutions ..., 2005, p.83

Miller, Marion Mills, Great Debates in .129


American Hist: From the Debates in the
British Parliament on the Colonial Stamp,
.Current Literature Pub. Co, 1913, p.91

B. Cottret, La Révolution américaine..., .130


.2003, p. 141

Robert Calvet, Révoltes et révolutions en .131


Europe et aux Amériques, 1773-1802, Paris,
Armand Colin, 2005, collection U. histoire,
.(2200268564 ‫)ردمك‬, p.208

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .132


.révolutions ..., 2005, p.94
Collectif, Atlas de l’Afrique. Géopolitique du .133
4e, (‫ردمك‬:‫ قالب‬,Atlande, Paris, 2006 ,‫قرن‬ XXIe
.2-912232-56-2), p.20

Sidney Kaplan and Emma Nogrady Kaplan, .134


The Black Presence in the Era of the
.American Revolution, pp. 64-69

Nicole Bacharan, Faut-il avoir peur de .135


l’Amérique ? , Paris, éditions du Seuil, 2005,
.(2-02-079950-2 ‫)ردمك‬, p.117

Étienne de Planchard de Cussac, Le Sud .136


américain. Histoire, mythe et réalité, Paris,
.Ellipses, 2001, (2729802630 ‫)ردمك‬, p.30

C. Fohlen, Les Pères de la révolution .137


.américaine, 1989, p. 153
Jacques Binoche, Histoire des États-Unis, .138
p. 103 ; B. Cottret, La Révolution
.américaine..., 2003, p. 425

B. Cottret, La Révolution américaine..., .139


2003, p.425 ; Bernard Vincent, La
Révolution américaine 1775-1783, Nancy,
Presses universitaires de Nancy, 1985,
.tome 2, (2-86480-211-2 ‫)ردمك‬, p.11

Bernard Vincent, La Révolution américaine .140


1775-1783, Nancy, Presses universitaires
de Nancy, 1985, tome 2, (2-86480-211- ‫ردمك‬
.2), p. 12

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .141


.révolutions ..., 2005, p. 134
Jack P. Greene (dir.), The American .142
Revolution, University Press, New York,
1987 ; cité dans É. Marienstras, N. Wulf,
.Révoltes et révolutions ..., 2005, p. 98

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .143


.américaine, 1989, p. 152-153

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .144


.révolutions ..., 2005, p. 106

Annie Jourdan, La Révolution, une .145


exception française ?, Paris, Flammarion,
.2004, (2082103188 ‫)ردمك‬, p.370

Annie Jourdan, La Révolution, une .146


exception française ?, Paris, Flammarion,
.2004, (2082103188 ‫)ردمك‬, p.353
Annie Jourdan, La Révolution, une .147
exception française ?, Paris, Flammarion,
.2004, (2082103188 ‫)ردمك‬, p. 363

Annie Jourdan, La Révolution, une .148


exception française ?, Paris, Flammarion,
.2004, (2082103188 ‫)ردمك‬, p. 362

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .149


.révolutions ..., 2005, p.100

Annick Foucrier, « La révolution des .150


colonies britanniques en Amérique et son
influence en Europe et dans les Amériques
(1763-1800) » dans Anne Jollet (dir.),
Révoltes et révolutions en Europe et aux
Amériques (1773-1802) en dissertations
corrigées, Paris, Ellipses, 2005, (‫ردمك‬
.2729821449), p.158
Robert Calvet, Révoltes et révolutions en .151
Europe et aux Amériques, 1773-1802, Paris,
Armand Colin, 2005, collection U. histoire,
.(2200268564 ‫)ردمك‬, p.116

Annie Jourdan, La Révolution, une .152


exception française ?, Paris, Flammarion,
.2004, (2082103188 ‫)ردمك‬, p. 359

Annick Foucrier, « La révolution des .153


colonies britanniques en Amérique et son
influence en Europe et dans les Amériques
(1763-1800) » dans Anne Jollet (dir.),
Révoltes et révolutions en Europe et aux
Amériques (1773-1802) en dissertations
corrigées, Paris, Ellipses, 2005, (‫ردمك‬
.2729821449), p. 160

Jean Imbert, Les Droits de l’homme en .154


.France, Paris, 1985, p. 11
Annie Jourdan, La Révolution, une .155
exception française ?, Paris, Flammarion,
.2004, (2082103188 ‫)ردمك‬, p. 364

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .156


.révolutions ..., 2005, p. 102

Serge Bianchi, Des révoltes aux révolutions, .157


Europe, Russie, Amérique (1770-1802).
Essai d'interprétation, Rennes, Presses
universitaires de Rennes, 2004, (‫ردمك‬
.2868479820), p. 56

Pierre Chaunu, Histoire de l'Amérique latine, .158


15e, (‫ردمك‬:‫ قالب‬,Paris, PUF, 2003
.2130536379), p.62

É. Marienstras, N. Wulf, Révoltes et .159


.révolutions en Amérique, 2005, p. 17
George Bancroft, History of the United .160
States of America, From the Discovery of
.the American Continent, 1854-1878

J. Franklin Jameson, The American .161


Revolution Considered as a Social
.Movement, 1926

C. Fohlen, Les Pères de la Révolution .162


.américaine, 1989, p. 197
.)2-2006 ‫ (فبراير‬Élise Marienstras )‫ (بالفرنسية‬.163
Révoltes, révolution," .)‫ (المحرر‬Transatlantica
radicalisme" (https://web.archive.org/web/
20160310175716/http://transatlantica.org/
htt( ‫ مؤرشف من األصل‬. document1143.html)
p://www.transatlantica.org/document1143.
-01-22 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.10-03-2016 ‫) في‬html
https://web.archive.or( ‫ نسخة محفوظة‬.2007
g/web/20061117225032/http://www.trans
17 )atlantica.org/document1143.html
..‫ على موقع واي باك مشين‬2006 ‫نوفمبر‬
Guy Lemarchand, « À propos des révoltes et .164
in ,» ‫قرن‬ révolutions de la fin du XVIIIe
Annales historiques de la Révolution
française, numéro 340, [En ligne], mis en
ligne le : 27 avril 2006. URL :
http://ahrf.revues.org/document2236.html
htt( ‫ نسخة محفوظة‬.. Consulté le 22 juin 2007
ps://web.archive.org/web/2009122308532
3/http://ahrf.revues.org:80/document2236.
.‫ على موقع واي باك مشين‬2009-12-23 )html
Naomi Wulf, Marie-Jeanne )‫ (بالفرنسية‬.165
Transatlantica .)2006 ‫ (فبراير‬Rossignol
La Révolution américaine : sujet" .)‫(المحرر‬
brûlant ou vieille querelle ?" (https://web.arc
hive.org/web/20160310142346/http://tran
. satlantica.org/document1140.html)
http://www.transatlantica.o( ‫مؤرشف من األصل‬
.10-03-2016 ‫) في‬rg/document1140.html
‫ نسخة محفوظة‬.2007–01–22 ‫اطلع عليه بتاريخ‬
https://web.archive.org/web/2006111722(
4940/http://www.transatlantica.org/docum
‫ على موقع واي‬2006 ‫ نوفمبر‬17 )ent1140.html
..‫باك مشين‬

‫بوابة اإلمبراطورية البريطانية‬


‫بوابة التاريخ‬
‫بوابة السياسة‬
‫بوابة القرن ‪18‬‬
‫بوابة المملكة المتحدة‬
‫بوابة الواليات المتحدة‬
‫بوابة فلسفة‬
‫بوابة كندا‬
‫بوابة ليبرالية‬

‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=62699316‬الثورة_األمريكية=‪»title‬‬

‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 3‬يونيو ‪ ،2023‬الساعة‬


‫‪• .17:21‬‬
‫المحتوى متاح وفق ‪ CC BY-SA 4.0‬إن لم يرد خالف ذلك‪.‬‬

You might also like