You are on page 1of 68

‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪2‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫الحمـد هلل رب العالميـن‪ ،‬والصـالة والسـالم علـى نبيـه الكريـم‪ ،‬وعلـى آلـه‬
‫وصحبه ومـن اتبـع هداه إلى يـوم الديـن‪.‬‬
‫وبعد‪ :‬فإن الذب عن العلماء من أفضل الطاعات التي يتقرب هبا إلى اهلل‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫وخالل المدة األخيرة ظهرت أمور من الشيخ فركوس وبعض أنصاره يف‬
‫حق جمع من العلماء‪ ،‬كانت نتيجة ترسبات قديمة‪ ،‬وأمور أخرى جديدة‪.‬‬
‫ومن الذين تكلم فيهم‪« :‬اللجنة الدائمة لإلفتاء»‪ ،‬وشيخنا سليمان الرحيلي‪،‬‬
‫حفظه اهلل‪.‬‬
‫فأحببت أن أعرض كالم الشيخ فركوس وكالم قناة يف (التلجرام) أحال‬
‫عليها الشيخ‪ ،‬وأناقشهم يف ذلك؛ دفا ًعا عن «اللجنة الدائمة»‪ ،‬وخاصة أن من‬
‫أعضائها من درست عليهم؛ وهما شيخنا العالمة صالح الفوزان‪ ،‬وشيخنا سعد‬
‫أيضا‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬عن شيخنا سليمان الرحيلي‪ ،‬وقد درست عليه ً‬
‫ودفاعا ‪ً -‬‬
‫ً‬ ‫الشثري‪،‬‬
‫‪‬‬
‫وقسمت البحث إلى قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬يتعلق باللجنة الدائمة‪:‬‬
‫ويتكون من ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ما يتعلق بمسألة التباعد يف الصالة‪.‬‬
‫وحتته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬بعـض مـا نقـل عـن الـشيـخ فركـوس فـي كـالمـه عـن‬
‫اللجنـة الـدائمـة فـي مسألـة التباعـد فـي الصـالة‪.‬‬
‫الـمطلب الثاين‪ :‬منـاقشـة كـالم الشـيخ فركـوس‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬ما يرتتب على كالم الشيخ يف «اللجنة الدائمة»‪.‬‬
‫المبحث الثاين‪ :‬كالم آخر من الشيخ فركوس يف «اللجنة الدائمة»‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬من مواقف الشيخ فركوس تجاه علماء الـمملكـة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪3‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫القسم الثاني‪ :‬يتعلق بالشيخ سليمان الرحيلي‪:‬‬
‫ويتكون من ثالثة فصول‪ ،‬وخامتة‪:‬‬
‫الفصـل األول‪ :‬اتهـامـات الشيـخ فـركـوس للشيـخ سليمـان‬
‫الرحيلي‪:‬‬
‫وحتته متهيد‪ ،‬وثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ما يتعلق بمشاركة الشيخ الرحيلي يف ندوة المغرب‪.‬‬
‫وحتته مطلبان‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬مقتطفات من كالم الشيخ الرحيلـي يف الندوة‪.‬‬
‫الـمطلب الثاين‪ :‬تغريدة الشيـخ الرحيلـي تتعلق بمشاركـته يف الندوة‪.‬‬
‫المبحث الثاين‪ :‬مـا نُقـل عـن الـشيـخ فـركـوس يف مسألة مشاركة الشيخ‬
‫الرحيلي يف ندوة المغرب‪.‬‬
‫الـمبحث الثالث‪ :‬بعض مواقف الشيخ فركوس فـي البـاب‪ ،‬ومقارنتـها‬
‫بموقفه من الشيخ سليمان الرحيلي‪.‬‬
‫وحتته ثالثة مطالب‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬مـوقـف الـشيخ فركـوس من أخطـاء العالمـة ابـن باديس‪،‬‬
‫رحمـه اهلل‪.‬‬
‫الـمطلب الثاين‪ :‬مـن مـواقـف الشيـخ فـركـوس مع أخطاء بعض الـمشايـخ‬
‫وطلبـة الـعـلــم الـذيـن يدافـعـون عـنـه‪.‬‬
‫الـمـطـلب الثالـث‪ :‬مقارنة بيـن مـوقـف الـشيـخ فـركــوس مـن الـعـالمـة ابن‬
‫باديس‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬ومـن بعض الـمشايـخ وطلبـة العـلـم الذيـن يدافـعـون عنـه‪،‬‬
‫ومـوقـفـه مـن الشيـخ سلـيمـان الـرحـيلــي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اتهامات أخرى من الشيخ فركوس يف حق‬
‫الشيخ سليمان الرحيلي‪:‬‬
‫وحتته مبحثان‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اتهام الشيخ فركوس للشيخ سليمان أنه قصده بكلمة نابية‪:‬‬
‫وحتته مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ما نقـل عـن الشيــخ فـركــوس فــي ذلك‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪4‬‬
‫المـطلب الثـاين‪ :‬منـاقشـة كـالم الشيـخ فـركـوس‪.‬‬
‫المبحث الثاين‪ :‬اتهام الشيخ فركوس للشيخ الرحيلي أنه يتكلم فيه بناء على‬
‫ما ُيوصله إليه أحد تالميذه‪:‬‬
‫وحتته مطلبان‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬ما نقـل عـن الشيــخ فـركــوس فــي ذلك‪.‬‬
‫الـمـطلب الثـانـي‪ :‬منـاقشـة كـالم الشيـخ فـركـوس‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اتهامات متنوعة يف حق الشيخ سليمان من‬
‫طرف قناة التلجرام اليت أحال عليها الشيخ فركوس‪.‬‬
‫وحتته ثالثة مباحث‪ ،‬وخامتة‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مناقشة المقال الذي أحال عليه الشيخ فركوس‪.‬‬
‫المبحث الثاين‪ :‬مناقشة عدة مواضع من مقاالت أخرى‪.‬‬
‫وحتته مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬منـاقـشـة مقـال‪( :‬ال حـاجـة إلـى استـعـداء والة األمـر‬
‫علـى الـشيـخ فـركـوس‪ ،‬يا شيـخ سلـيمـان)‪.‬‬
‫المطلب الثاين‪ :‬مناقشـة بعـض الفقـرات مـن مقـال‪( :‬وقفـات مـع خرجـات‬
‫وتسـاؤالت علـى كتابات)‪.‬‬
‫اخل ـامت ـة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫واهلل أسأل أن ينفع هبذه الكتابة‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫وكتبه الفقير إلى الل‪:‬‬


‫بالل بن محمود عدّ ار الجزائري‬
‫المدينة النبوية‪1445/1/15 ،‬‬
‫القسم األول‪:‬‬
‫اللجنة الدائمة لإلفتاء‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪6‬‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬

‫الـمبحث األول‪ :‬ما يتعلق مبسألة التباعد يف الصالة‪:‬‬


‫الـمطلب األول‪ :‬بعـض مـا نقـل عـن الـشيـخ فركـوس فـي كـالمـه عـن «اللجنة‬
‫الدائمة» فـي مسألـة التباعـد فـي الصـالة‪:‬‬
‫‪-1‬سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1442/2/8 :‬هذا السؤال‪:‬‬
‫عن الصالة بالتباعد؟‬
‫فأجاب‪( :‬االنطالق يف المسألة هو النظر يف حكم تسوية الصف؛ هل هو‬
‫على الوجوب أو االستحباب؟ ابن حزم ومن يرى األمر للوجوب يقولون‪:‬‬
‫التسوية على الوجوب‪« .‬سووا صفوفكم‪ ،‬وال تتركوا فرجات للشيطان»‪،‬‬
‫ومـن قطـع ص ًّفا‬ ‫َ‬
‫وصل ص ًّفا َ‬
‫وصلـه الل َ‬ ‫والوعيد المرتتب على الفرج‪َ « :‬من‬
‫قطعه الل»‪ .‬والفرجة سواء كانت يف نفس الصف أو أمامه أو خلفه‪« .‬لت َُس ُّو َّن‬
‫خالفن الل بين قلوبكم» (ليخالف َّن) تو َّعده بأن يحول قلبه أو‬
‫َّ‬ ‫صفوفكم‪ ،‬أو ل ُي‬
‫وجهه وتكون عداوة‪ ،‬وهذا يدل على تأكيد الوجوب‪ ،‬بينما الجمهور يرون‬
‫فتصح الصالة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التسوية على االستحباب‪ ،‬فإذا حدثت الفرج‬
‫النقطة الثانية‪ :‬المتم ِّثلة يف ترك الواجب؛ فالمتعمد يف ترك الواجب يفسد‬
‫عمله؛ كالذي يرتك التسمية على الذبيحة عمدً ا‪ .‬فلو ترك فرجة ولم يسدَّ ها؛‬
‫فيرت َّتب على ترك الواجب اإلبطال‪ ،‬بخالف الـذي تـركهـا نسيا ًنا أو خطأ‪.‬‬
‫بخالف الشرط؛ فإذا تركته نسيا ًنا أو عمدً ا فال يصح‪.‬‬
‫‪-٣‬هل توجد ضرورة أو ال؟‪ :‬العلماء يجعلون للضرورة ضوابط‪ :‬أن تكون‬
‫الضرورة متحققة؛ أي موجودة يف هذا الفعل؛ كالذي يأكل الميتة ويدفع‬
‫الهالك‪ ،‬ويشرتط أال تكون منتظرة‪ .‬وأن تكون ملجئة أي تدفعه الكورونا إلى‬
‫التباعد‪ .‬وكالذي يكون يف المسجد‪ ،‬فهذا يحتمل وال يتحقق‪ ،‬فإن تحقق‬
‫دن ممرض على ُم ِص ّح»‪.‬‬ ‫فنمنعه‪ ،‬لقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال ُي ِ‬
‫ور َّ‬
‫‪7‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫فالضرورة منتفية‪ ،‬ونحن نرى زحمة الناس يف الشواطئ‪ ،‬ولم يفعلوا ما‬
‫ينبغي فعله‪ ،‬وكذلك الذي يصلي بأهل البيت مرتاصين فيقول‪ :‬ليس لدينا‬
‫كورونا‪ ،‬وال نبنيها على الوهم‪ ،‬ونبنيها على المتحقق‪ .‬فإذا انتفت علة التباعد؛‬
‫فالتباعد ال معنى له‪ ،‬وفيه ترك الواجب من غير ع َّلة وال عذر‪.‬‬
‫‪-4‬هل تصح الصالة أو ال؟‪ :‬عندنا حديث وابصة‪ِ « :‬‬
‫أعد صالتَك‪ ،‬فال‬
‫صـالة لمنفرد خلف الصـف»‪ .‬والعلمـاء يفر ّقـون بيـن الـوصف الطـ ّ‬
‫ردي‬
‫والمناسب؛ فسواء صلى خلف الصف أو قبله [أو عن يمينه‪]..‬؛ فهذا خرج‬
‫مخرج الغالب‪ ،‬أي صلى لوحده‪ ،‬وهذا يؤكد أن تسوية الصف على الوجوب‪،‬‬
‫وهي أقرب إلى الشرطية‪.‬‬
‫أهل األعذار يمكن أن يتباعدوا؛ كمن يصلي وبينه وبين غيره سارية‪ ،‬أو‬
‫الذي يصلي يف الشارع وتنقطع الصفوف بسببه أو بسبب النهر‪.‬‬
‫ويزيدنا تأكيدا‪ :‬أننا إذا نظرنا يف الحقبة الزمنية من لدن الصحابة إلى يومنا‬
‫هذا مع توفر الدواعي؛ كطاعون عمواس وأمراض الجدري والتيفيس‬
‫والكوليرا‪ ..‬فلم تنقل لنا كتب التاريخ وال كتب الفقه هذه الكيفية‪ ،‬فكيف‬
‫يغيب الحق عنهم ويظهر يف عهد محمد بن سلمان؟!)(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬وقال الشيخ فركوس‪( :‬يقولون رأي اللجنة‪ ،‬واللجنة ليست إجما ًعا‪...‬‬
‫وكالم اللجنة ليس فيه دليل‪ ...‬أعطونا دليل اللجنة‪ ،‬ليس فيه إال الضرورة‪،‬‬
‫والضرورة بشروطها‪.)2( )...‬‬
‫تضمن أجوبة‬
‫‪ -٣‬ونشر عن الشيخ فركوس كال ٌم بتاريخ‪1444/1/6 :‬هـ‪َّ ،‬‬

‫(‪ )1‬من مذكرة على صيغة وورد‪ ،‬تحتوي على ‪ 3560‬صفحة من فتاوى الشيخ‪ ،‬دوهنا عنه أحد‬
‫تالميذه‪.‬‬
‫(‪ )2‬تآزر الطلبة‪ ،‬المجلس بتاريخ (‪ .)1443/9/30‬كل الفتاوى ما عدا الخامسة والسابعة؛ نقلتها‬
‫من مذكرة على صيغة وورد‪ ،‬تحتوي على ‪ 3560‬صفحة‪ ،‬حصلت عليها قبل سنة ونصف‬
‫كبيرا يف تحريـر فتاوى الشيخ‪ ،‬إذ كان منهجه غالبًا أنه يكتبها‬
‫تقريبًا‪ ،‬وقد بذل جامعها جهدً ا ً‬
‫حاضرا‪ ،‬فيستدرك‬‫ً‬ ‫مباشرة من فم الشيخ‪ ،‬ثم يعيد كتابتها يف البيت‪ ،‬ثم يعيد مراجعتها مع من كان‬
‫ما فاته‪ ،‬مع مالزمته الطويلة للشيخ‪ ،‬ومعرفته بأسلوبه‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪8‬‬
‫عن عدة أسئلة‪ ،‬ومما جاء فيه‪( :‬نحـن وجدنـا حديث وابصـة ﭬ‪ ،‬نحن بنينا‬
‫ورجعت إلى منظمة الصحة‬
‫ْ‬ ‫بنت على الضرورة‪،‬‬
‫على األساس‪ ،‬واللجنة ْ‬
‫العالمية‪ ،‬ونحن قدَّ منا كالم الرسول ﷺ على كالم الرجال‪ ،‬وعندما يحصل‬
‫خالف نر ُّده إلى الكتاب والسنة)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـمطلب الثاني‪ :‬منـاقشـة كـالم الشـيخ فـركـوس‪:‬‬
‫أوال‪ :‬لم يذكر الشيخ فركوس يف المناسبات التي تكلم فيها عن «اللجنة‬
‫نص فتواها‪ ،‬ومن المعلوم أن تفنيد فتوى أو مناقشتها يعتمد على‬
‫الدائمة» َّ‬
‫إثباهتا َّأوال‪ .‬والثابت عن «اللجنة الدائمة» فـي هذه المسألة هو جواب واحـد‬
‫ضمن الفتوى الصادرة عنها برقم (‪ )28068‬وتاريخ‪ ،1441/9/17 :‬والتي‬
‫تضمنت أجوبة على تسعة أسئلة تتعلق بالوباء(‪.)1‬‬
‫ولم يكن الشيخ فركوس وقف على تلك الفتوى قبل أن يتكلم يف اللجنة‪،‬‬
‫وهذا عندي فيه يقين بخرب خاص‪ ،‬وأما الدليل اآلخر؛ فهو أنه لم تذكر فتوى‬
‫«اللجنة الدائمة» فـي (سلسلة الفوائـد)‪ ،‬ولم يشر إليها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬هناك من أعضاء «اللجنة الدائمة» من تكلم يف المسألة مستقال؛ وهما‪:‬‬
‫شيخنا صالح الفوزان‪ ،‬وشيخنا سعد الشثري‪ ،‬و«اللجنة الدائمة» ال تطلق على‬
‫بعض أفرادها من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى إذا قيل أفتت «اللجنة الدائمة» بكذا‪،‬‬
‫المقررة التي تنشر باسمها‪ ،‬ال ما ينشر باسم أعضائها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فإن ذلك يعني فتاويها‬
‫ثالثا‪ :‬لم ير ْد يف فتوى «اللجنة الدائمة» التطرق لمسألة الضرورة‪ ،‬ولم ير ْد‬
‫يف كالم أعضائها ذلك‪.‬‬
‫رجعت فـي فـتـواهـا إلـى (منظمـة‬
‫ْ‬ ‫رابعا‪ :‬الـقـول بأن «اللجنـة الدائمـة»‬
‫(‪ )1‬وهذا نص السؤال السادس وجوابه المتعلق بالتباعد يف الصالة‪:‬‬
‫نعمل فـي عيادة‪ ،‬ونصلي جماعة‪ ،‬أربعة أشخاص تقري ًبا‪ ،‬ومع تفشـي الوباء وعمال بأسباب‬
‫الوقاية؛ أصبحنا نصلي يف صف واحد متقطع‪ ،‬بين الشخص واآلخر مسافة (مرت)‪ ،‬واإلمام أمامنا‪،‬‬
‫فهل الصالة صحيحة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال مانع من ذلك‪.‬‬
‫ونشـر الجواب علـى صفحـة الرئاسة العامـة للبحـوث العلميـة واإلفتاء على (تويتـر) بتاريخ‪:‬‬
‫‪ ،1441/10/5‬أي بعد قـرار إعادة فتـح المساجد بالمملكة العربية السعودية بيومين‪..‬‬
‫‪9‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫الصحة العالمية) غير صحيح البتة‪ ،‬إذ هي جهـة حكوميـة‪ ،‬تـرجـع إلى جهـة‬
‫حكومية مثلهـا‪ ،‬وهي وزارة الصحـة‪ ،‬وليس هنـاك منشور رسمـي أو غيـر‬
‫رسمي يفيد برجوعهـا إلـى (منظمة الصحة العالمية)؟‬
‫خامسا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف آخر الفتوى األولى‪( :‬ويزيدنا تأكيدا‪ :‬أننا‬
‫إذا نظرنا يف الحقبة الزمنية من لدن الصحابة إلى يومنا هذا مع توفر الدواعي؛‬
‫كطاعون عمواس وأمراض الجدري والتيفيس والكوليرا‪ ..‬فلم تنقل لنا كتب‬
‫التاريخ وال كتب الفقه هذه الكيفية‪ ،‬فكيف يغيب الحق عنهم ويظهر يف عهد‬
‫محمد بن سلمان؟!)‪ .‬اهـ‬
‫فيقال‪:‬‬
‫أوال‪ :‬يف كالم الشيخ تعريض شنيع يف حق علماء المملكة‪ ،‬وقد قال لي مثل‬
‫ذلك أحد أتباع الشيخ قبل سنتين‪ ،‬أثناء مناقشتي له يف المسألة‪ ،‬وأدركت حينها‬
‫أنه لم يقل ذلك من تلقاء نفسه‪ ،‬ثم ظهر أن الشيخ قد قاله يف بعض مجالسه‪،‬‬
‫كمثل هذا المجلس‪.‬‬
‫وأخربين أحد الطلبة الذين كانوا مالزمين للشيخ فركوس أن أحد كبار‬
‫السن ممن يحضر للشيخ من سنوات طويلة قال له مرة‪ :‬إن الشيخ الفوزان‬
‫تغ َّير‪ ،‬ولم يعد كما كان من قبل‪ ،‬يقول األخ‪ :‬إنه صدم من كالمه‪ ،‬وعلم أنه لم‬
‫يكن ليقول ذلك من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫ومثل ذلك‪ :‬ما كان من الباحث يف موقع الشيخ فركوس؛ وطعنه يف شيخنا‬
‫الفوزان‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬وقوله إن فتوى التباعد مس َّيسة‪ ،‬فلما أخرج طعنه للناس؛‬
‫كتب توبة من ذلك‪ ،‬وقد فصله الشيخ فركوس من الموقع‪ ،‬ثم أعاده بعد فرتة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬رمى الشيخ اللجنة الدائمة بأن فتواهم مس َّيسة‪ ،‬وهو لم يقف عليها‪،‬‬
‫كما تقدم‪ ،‬ومعنى ذلك أهنم لم يفتوا بالشرع‪ ،‬وإنما أفتوا بضغط حصل عليهم‪،‬‬
‫فيظهر عند الناس أهنم لم يقولوا الحق‪ ،‬وأن الشيخ هو الذي ب َّين الحق يف‬
‫المسألة‪ ،‬وقد قيل ذلك يف مناسبات عديدة‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪10‬‬
‫وأجدنـي هنـا ُمحتاجـا إلـى ذكـر بعض األمـور‪:‬‬
‫‪ -1‬قال الشيخ فركوس يف مجلسه بتاريخ‪ ،1443/9/30 :‬والذي نقلـه‬
‫جمع من الطلبة (تآزر الطلبة)‪( :‬ثم جاءت بعدها مسألة التباعد‪ ،‬لم أود أن‬
‫أكتب فيها لما رأيناه يف مسألة صالة األبنية(‪ ،)1‬ثم قلت‪ :‬حتى ال يضيع الحق‬
‫أكتبها عن طريق محب العلم‪.)..‬‬
‫وأما ما علمته إضافة إلى ذلك؛ فإن الشيخ لم يكتب الفتوى يف موقعه ألنه‬
‫نصح أال يفعل ذلك‪ ،‬ألن التباعد كان بروتوكوال عالم ًّيا‪ ،‬ويمكن أن يتسبب‬
‫ذلك يف حجب الموقع إذا ما قدمت شكوى ضد الشيخ‪.‬‬
‫‪ -2‬صرح الشيخ لبعض أتباعه أن فتاوى اإلنكار العلني خاصة بالجزائر‪،‬‬
‫ومنكرا‪ :‬لماذا‬
‫ً‬ ‫وشنع على علماء المملكة الذين تكلموا فيها‪ ،‬وقال متعج ًبا‬
‫يتدخلون يف هذه المسألة‪ ،‬وهي ال تخصهم؟!(‪ ،)2‬وأن السلطات يف الجزائر‬
‫تقبل ذلك(‪.)3‬‬
‫وهذا من العجائب! فلماذا لم يصرح الشيخ يف فتاويه بذلك؟!! ولماذا‬
‫يخص بعض أتباعه هبذا التعليل؟!‬
‫‪ -٣‬يوافق ما تقدم‪ :‬أن الضوابط التي ذكرها الشيخ فركوس لإلنكار العلني‪،‬‬
‫وشدد فيها يف كل فتوى؛ حقيقتها أن تأيت الفتاوى غير متعارضة مع قانون حرية‬
‫التعبير‪ ،‬ولذلك وضعها الشيخ يف الموقع‪ ،‬ألنه ال يمكن حجبه بسببها‪ ،‬وإال‬
‫فالناظر يجد أن األولى أن توضع فتوى التباعد؛ إذ هي نازلة فقهية‪ ،‬وأما فتوى‬
‫اإلنكار العلني فهي تختص بالوالة‪ ،‬فكان األولى أال توضع‪ ،‬لكن بما أهنا ال‬
‫تخالف حرية التعبير‪ ،‬فال بأس من وضعها يف الموقع‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي عدم وقوف المشايخ معه فيها‪ ،‬كما ذكره يف (شهادة للتاريخ)‪ .‬ومن المعلوم أن الشيخ‬
‫كتب يف اإلنكار العلني‪ ،‬ولم يلتفت إلى أحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬وصرح بذلك حينها أحد الحسابات المعروفة يف الفيسبوك‪ ،‬القريبة من محيط الشيخ‪ ،‬وفيما‬
‫أذكر أنه قال‪ :‬من رأيتموه يتدخل يف موضوع الجزائر من خارجها؛ فانفضوا أيدكم منه‪.‬‬
‫لما‬
‫(‪ )3‬وأشار إلى ذلك الشيخ فركوس يف فتاويه‪ ،‬من ذلك ما قال يف‪( :‬حكم اإلنكار العلني)‪( :‬ع ً‬
‫تعيير وال تشني ٍع لمنافاتها للجانب األخالقي‪،‬‬‫ْك وال ٍ‬ ‫أن النَّصيحة العلنية تؤدى من غير هت ٍ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫خروج بالقول والفعل لمخالفته لمنهج اإلسالم يف الحكم والسياسة‪َ ،‬ب ْل َه إذا أجازوا‬ ‫ٍ‬ ‫وال‬
‫ِ‬
‫الرأي واالنتقاد َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأ ِذنوا فيه)‪.‬‬ ‫تقديم النَّصيحة أمامهم َع َلنا‪ ،‬و َفتَحوا على َأ ْن ُفسهم َ‬
‫باب إبداء َّ‬ ‫َ‬
‫‪11‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫ومثل ذلك‪ :‬ما كتبه الشيخ يف موقعه‪( :‬كل منشور لم يرد ذكره يف الموقع‬
‫الرسمي ال يعتمد عليه وال ينسب إلى الشيخ)؛ فإن من المعلوم أنه من جهة‬
‫تحمل العلم ونشره بنسبته إلى قائله؛ فهذا شرط غير معترب‪ ،‬والواقع كذلك‬
‫يرده‪ ،‬فإن أول من ينقض هذا الشرط هو الشيخ نفسه‪ ،‬إذ المعلوم أن غالب‬
‫المسائل والمواقف التي وقعت لم يتكلم فيها الشيخ بكالم رسمي يف الموقع‪،‬‬
‫وإنما تكلم يف مجالس تنقل‪ ،‬وقد اعتمدها الناس‪ ،‬ونسبت إلى الشيخ من غير‬
‫إنكار منه‪.‬‬
‫ولذلك ال توجد يف موقع الشيخ الفتاوى الخاصة ببعض الوظائف‪ ،‬مع أنه‬
‫يفتي هبا يف مجالسه‪ ،‬والناس بحاجة إليها أكثر من حاجتهم إلى فتوى اإلنكار‬
‫العلني التي بقيت يف حيز التنظير‪.‬‬
‫ثم يأيت من يطعن يف العلماء‪ ،‬ويحاول أن يظهر الشيخ أنه ال يخاف يف اهلل‬
‫لومة الئم‪ ،‬وأن غيره ليسوا كذلك!!(‪.)1‬‬
‫‪ -4‬قال الشيخ يف مجلسه بتاريخ ‪ 144٣/9/٣0‬كما يف (تآزر الطلبة)‪:‬‬
‫(المسألة الثانية‪ :‬فعدم خروجي للصالة ليس بسبب كورونا‪ ،‬بل من أجل‬
‫التجمع‪ ،‬يقولون‪ :‬الشيخ يخالف الحاكم باالجتماع‪ ،‬أقول هم (يقصد‬
‫الطلبة) يأتون يسألون؛ فال بد من اإلجابة‪ ،‬وبعد اإلجابة تأيت المصافحة‪،‬‬
‫نطيل فيها‪ ،‬وأنا احتسبتها هلل‪ ،‬وأنا بغيتي أن أص ّلي يف الصفوف األولى كوين‬
‫صغيرا لم أتخلف الصالة يف المسجد كسال‪ ،‬فقد كنت أذهب مع‬
‫ً‬ ‫منذ كنت‬
‫أبي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬إلى المسجد كان منشؤه منذ الستينات تقري ًبا‪ ،‬وهو يف القبة‬
‫القديمة قبل أن يفتح هذا المسجد ثم عن الذي كذلك لما فتح واضبت‬
‫عليه‪ .‬ممكن بعد العيد ال أخرج للصالة خشية هذا‪ ،‬فيقولون (يعني‬
‫السلطة) أعطيتنا وعدً ا أال تجمع‪ ،‬ثم تخالف‪ ،‬وإذا خرجت يجتمع من‬
‫حولي الطلبة‪ ،‬فأقع يف اإلحراج مع الجهات المعنية)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫فعلل الشيخ عدم خروجه لصالة الجماعة حتى ال يقع له مشكل مع‬
‫السلطات‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر مثاال على ذلك يف ص ‪.65‬‬


‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪12‬‬
‫عذرا شرع ًّيا‪ ،‬فإن الشيخ كان يمكنه أن يوجه‬
‫ومن المعلوم أن هذا ليس ً‬
‫حتمـا‬
‫الطـالب أال يـصافحـوه‪ ،‬ويـذكـر لهـم عـذره مـع السلطـات‪ ،‬وهم ً‬
‫وأيضا‬
‫ً‬ ‫سيستجيبون‪ ،‬وينتشر ذلك بسهولة مع وجود وسائل التواصل‪،‬‬
‫يمكن للشيخ أن يذهب إلى الصالة يف مساجد أخرى‪.‬‬
‫لما علمت أن‬
‫وقد كنت مستغر ًبا حينها من هذا التعليل‪ ،‬وزال استغرابي َّ‬
‫الشيخ كان يصلي الجمعة والجماعة يف موقعه مع جمع من العاملين فيه‪،‬‬
‫مع أن مسجد (الهداية) لم يكن فيه التباعد‪.‬‬
‫‪ -5‬أخربين أحد طلبة العلم المالزمين للشيخ فركوس أنه يف بداية مسألة‬
‫التباعد كانت تحضر إليه تسجيالت لبعض المشايخ‪ ،‬سجلت من غير إذهنم‪،‬‬
‫سئلوا عن حكم الصالة‪ ،‬فأجابوا بالجواز‪ ،‬فقيل لهم‪ :‬الشيخ فركوس يفتي‬
‫بعدم الجواز‪ ،‬فقالوا‪ :‬واللجنة الدائمة تفتي بالجواز‪ ،‬والشيخ الفوزان يفتي‬
‫بالجواز‪ ،‬ففهم الشيخ من كالمهم أهنم يتعمدون معارضته‪ ،‬وترك اتباع الدليل‪.‬‬
‫وقد أخذ الشيخ بكالم من سمعه يحتج باللجنة الدائمة‪ ،‬ولم يبحث عن‬
‫فتواها‪ ،‬وحتى من قال ذلك لم يقف على فتوى اللجنة‪ ،‬وإنما ظن أنه ما دام‬
‫الناس يف المملكة يصلون بالتباعد فمعناها أن هناك فتوى للجنة الدائمة يف‬
‫ذلك(‪.)1‬‬
‫فالشيخ ‪-‬حقيقة‪ -‬وقع من حيث ال يشعر يف أشد من التقليد الذي ينهى‬
‫عنه‪ ،‬وكان يمكـنه أن يتجنب ذلك‪ ،‬وما ترتب عليه من خالفات؛ كمسألة‬
‫اإلنكار العلـني‪ ،‬والتشنيع على اللجنـة الدائمـة‪ ،‬وذلك بمطالبـة المشايخ أن‬
‫يربزوا فتوى اللجنة الدائمة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـمطلب الثالث‪ :‬ما يتـرتب على كـالم الـشيـخ فـي «اللـجنـة الدائمـة»‪:‬‬
‫أوال‪ :‬لحوق الطعن باللجنة الدائمة‪ ،‬بأهنا لم تبن فتواها على األدلـة الشرعية؛‬
‫كحديث وابصة بن معبد ﭬ‪ ،‬وإنمـا بنتهـا علـى‪ :‬مسألـة الضرورة‪ ،‬وهي –كما‬
‫(‪ )1‬وانظر تفصيل الموضوع يف‪( :‬نقض ما نسب إلى اللجنة الدائمة يف الصالة بالتباعد)‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أيضا بنت فتواها على كالم (منظمة الصحة‬
‫متوهمة(‪ .)1‬و ً‬
‫يف (سلسة الفوائد)‪َّ -‬‬
‫العالمية)‪ ،‬وفـي (سلسلة الفوائد) أن (إسنــاد تقديــر الضرورة الملجئة إلى‬
‫القول بالتباعد يف الصالة اعتما ًدا على الهيئات الطبية غيـر مس َّلم)(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطعن المب َّطن‪ ،‬فظهرت عبارات لم تكن تقال من قبل يف حق «اللجنة‬
‫الدائمـة» وبقيـة العلمـاء‪ ،‬كعبارة‪( :‬إننا نحرتم «اللجنة الدائمة» ونقدرها‪ ،‬لكن‬
‫الوحي أولى باالتباع)‪ ،‬أو عبارة‪( :‬دين اهلل لم يك مشرق ًّيا)‪ ،‬أو عبارة‪( :‬الوجهة‬
‫التقليدية)‪ ،‬أو عبارة (مشايخ المشرق)‪ ،‬ونظيرها من العبارات‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬فصل الطلبة وعامة الناس عن العلماء الثقات‪ ،‬بدعاوى كيدية‪ ،‬فكان‬
‫قصرا‪ ،‬والقبول الذي يضعه اهلل للعالم إنما‬
‫مصرا ليبني ً‬
‫حال البعض كمن يهدم ً‬
‫هو هبة من عنده سبحانه‪ ،‬ومن رام رفعها فهو يحاول عب ًثا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬فتح ٍ‬
‫باب للطعن يف «اللجنة الدائمة»‪ ،‬مع أن المسألة ال تعدو أن‬
‫تكون اجتهادية‪.‬‬
‫روجه البعض وقتها بأن هناك خطة عالمية ماسونية‬
‫خامسا‪ :‬بنا ًء على ما َّ‬
‫طرف فيهـا‪ ،‬فمن وقف‬
‫ٌ‬ ‫لضرب صالة المسلميـن‪ ،‬و(منظمة الصحـة العالمية)‬
‫منهم على هذا الكالم؛ َّنزله على «اللجنة الدائمة»‪ ،‬وأهنا قد مشت يف تلك‬
‫الخطة‪ ،‬وقد وقع ذلك من بعض الجهال‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪( )1‬سلسة الفوائد) الفائدة الرابعة‪ ،‬الوجه األول‪.‬‬


‫(‪( )2‬سلسة الفوائد) الفائدة الرابعة‪ ،‬الوجه الثالث‪.‬‬
‫ومما جاء يف (تآزر الطلبة) أن الشيخ فركوس قال يف مجلسه يوم األربعاء ‪:1443/2/29‬‬
‫(لكن تتكلم بغير دليل‪ ،‬وتقدم كالم األطباء على الحديث‪ ،‬فهذه ليست طريقة صحيحة‪،‬‬
‫ومعلوم أننا ال نقدم كالم العلماء المجتهدين أصحاب االجتهادات المرسلة على كالم‬
‫الرسول ﷺ‪ ،‬فمن باب أولى كالم األطباء‪ ،‬فاألطباء عوام وليسوا فقهاء‪ ،‬ولهذا ال يمكن‬
‫التعويل على كالمهم‪ ،‬فكالمهم كالم عوام‪ ،‬والعوام ال دخل لهم يف الشرع‪...‬‬
‫كذلك أصل من أصول المنهج السلفي‪ :‬أال نقدم على كالم النبي ﷺ كالم غيره‪ ،‬وإنما‬
‫نعمل على مقارعة الحجة بالحجة‪ ،‬إن وجد دليل آخر معارض‪ ،‬ونعمل بالقواعد‬
‫الفقهية المعروفة‪ ،‬فال نقدم كالم األطباء‪ ،‬وال كالما مبن ًّيا على دليل غير واضح أو دليل‬
‫أمرا آخر)‪.‬‬
‫مرجوح‪ ،‬وال كال ًما مس َّي ًسا‪ ،‬أو ً‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪14‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬كالم آخر للشيخ فركوس يف اللجنة الدائمة‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬نقل كـالم الشـيخ فركـوس‪:‬‬
‫ذكر عن الشيخ فركوس بتاريخ‪ :1444/11/8 :‬أنه قال‪( :‬توجيههم يف‬
‫صغيرا‪ ،‬ال يوجد ال كبير وال شيء‪،‬‬
‫ً‬ ‫ولما تذهب تلقى‬
‫زعمهم إلى األكابر‪َّ ،‬‬
‫(األكابر أصال ال يظهرون لك‪ ،‬تراهم فقط يف اللجنة الدائمة‪ ،‬مجالسهم ربع‬
‫ساعة‪ ،‬ثم يذهبون‪ ،‬يجيبون فقط على األسئلة‪ ،‬ال تناقشهم وال شيء‪ ،‬أين‬
‫تجلس معهم؟ ليس لهم القنوات وال أي شيء‪ ،‬وأين تأخذ العلم معهم؟ وأين‬
‫يدرسون كتبهم؟)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـمطلب الثاني‪ :‬منـاقشـة كـالم الشـيخ فـركـوس‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هذا طعن شديد من الشيخ يف اللجنة الدائمة‪ ،‬مع أهنم لم يتكلموا عنه‬
‫يف أي مسألة يف المسائل الثالث‪ ،‬بل إن بعضهم ال يدري عن فتاويه أصال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قد قال لي مثل هذا الكالم أحد المتعصبين للشيخ قبل سنتين‪ ،‬وزاد‬
‫بأنه حتى أساتذة الجامعة اإلسالمية ال يمكن مناقشتهم‪.‬‬
‫عمم الشيخ الكالم عن اللجنة‪ ،‬فإن ثبت عن أحدهم خالف كالمه؛‬ ‫ثالثا‪َّ :‬‬
‫فقد انتقض قوله‪ ،‬وأضرب لذلك مثال‪.‬‬
‫عضو يف اللجنة الدائمة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فشيخنا سعد بن ناصر الشثري‪ ،‬حفظه اهلل‪،‬‬
‫ودروسه قائمة يف الرياض‪ ،‬يف التعليق على كتاب (جامع األصول التسعة من‬
‫السنة المطهرة) للشامي‪ ،‬يوم ًّيا يف بيته بعد صالة الفجر‪ ،‬ما عدا الجمعة‬
‫والسبت‪ ،‬ويأتيه الطالب ويتناقشون معه‪ ،‬ويستقبل يوم ًّيا بين المغرب والعشاء‬
‫المراجعين الذين يحتاجون إلى شفاعات وغير ذلك‪ .‬وإذا نزل إلى مكة ‪-‬يف‬
‫رمضان ويف الصيف‪ -‬له دروس مستمرة يف المسجد الحرام‪ ،‬ويلتقيه الطالب‬
‫ويسألونه‪ ،‬ويستقبلهم‪ ،‬ويستقبل الضيوف يف شقته أمام المسجد الحرام‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يذكر الشيخ مثل هذه األمور عن اللجنة الدائمة‪ ،‬مع أهنا غير‬
‫صحيحة البتة‪ ،‬ولمعرتض أن يقابل كالمه بأن يقول‪:‬‬
‫فركوسا غالب مجالسه هي فتاوى‪ ،‬وطالب العلم إنما يحتاج‬ ‫ً‬ ‫‪ -1‬إن الشيخ‬
‫أن يمشي على سنن العلماء المتقدمين والمتأخرين؛ من حفظ الكتاب والسنة‬
‫‪15‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫والمتون العلمية ويجلس عند من يشرحهـا لـه‪ ،‬وهذا ال يجده عند الشيخ‬
‫فركوس‪.‬‬
‫كثيرا العامية يف كالمه وفتاويه‪ ،‬مع أن غالب الحضور‬
‫‪ -2‬الشيخ يستعمل ً‬
‫من طلبة العلم‪ ،‬ومقام اإلفتاء يستدعي استعمال علم األصول‪ ،‬وهو قائم على‬
‫وأيضا استعمال العامية سبب يف تدين مستوى الطلبة‪ ،‬وسبب‬
‫اللغة العربية‪ً ،‬‬
‫لئال يتعلم العوام اللغة العربية ويرفعوا مستواهم فيها(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬لو عاب شخص على الشيخ فركوس أنه ال يستطيع أن يلقي محاضرة‬
‫ارتجاال‪ ،‬فهل كان الشيخ يرضى؟ وقد حضرت له يف الجامعة زمن الدراسة‬
‫فيها‪ ،‬فطلب منه إلقاء محاضرة‪ ،‬فاعتذر وقال‪ :‬المحاضرة على اسمها تحتاج‬
‫إلى تحضير‪ ،‬وأنا لم أحضر‪ ،‬فنجعل اللقاء أسئلة وأجوبة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أفادين أحد طلبة العلم ‪-‬جزاه اللـه خيـ ًرا‪ -‬هبذه الفائـدة عـن العالمـة اإلبـراهـيمـي‪ ،‬قـال‬
‫رحمه اهلل‪( :‬ولقد بدأت دروسي ومحاضرايت يف تلمسان بالعرب ّية الفصحى‪ ،‬وأخذت نفسي‬
‫بذلك أخذا أصل فيه إلى درجة اإلغراب أحيا ًنا‪ ،‬وكان لي من وراء ذلك االلتزام غرضان‪:‬‬
‫أن الفصحى ال تعيا بحمل المعاين‬ ‫أحدهما‪ :‬إقامة الدّ ليل للمتع ّلمين بال ّلغات األجنب ّية على ّ‬
‫تبذ ال ّلغات يف ميدان التعبير عن الحقائق والخياالت والخواطر‬ ‫تنوعت وعلت‪ ،‬وأنّها ّ‬ ‫مهما ّ‬
‫والتصورات‪ ،‬وقد بلغت من هذا الغرض ما أريد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يقض مضاجعهم‬ ‫والغرض الثاين‪ :‬أن أحدث يف نفوس العا ّمة المح ّبين للعلم والدّ ين أسفا ّ‬
‫فيدعّهم إلى تدارك ما فاهتم منها يف أبنائهم‪.‬‬
‫فأتأوله على أنّه تأ ّثر‬
‫السامعين حسن إصغاء ينبئ باهتمام عميق‪ّ ،‬‬ ‫وكنت أرى من عا ّمة ّ‬
‫باآليات واألحاديث التي يكثر تردادها يف الدّ رس منزلة على ما سيقت له ‪ -‬والتأ ّثر بكالم‬
‫ينفضوا من حولي يو ًما لعدم‬ ‫طبيعي يف المسلم ‪ -‬وكم كنت أخشى أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫اهلل وكالم رسوله‬
‫فهم ما يسمعون‪ ،‬لوال أنّني آوي إلى ركن شديد من كالم اهلل ورسوله‪.‬‬
‫وما زلنا على هذا حتّى فعل المران فعله‪ ،‬وأصبحوا يفهمون‪ ،‬ويذوقون‪ ،‬ويخرجون وهم‬
‫يتدارسون‪.‬‬
‫وقد رجعت إلى العام ّية يف بعض الدّ روس‪ ،‬فاستهجنوها‪ ،‬ونبت عنها أذواقهم‪ ،‬وإنّي ال‬
‫بالسماع ونعجب ‪ -‬بل ال نكاد نصدّ ق ‪ -‬له أن‬ ‫للعامي يتع ّلم الفرنس ّية ّ‬
‫ّ‬ ‫أدري لماذا ال نعجب‬
‫بالسماع‪ ،‬مع ّ‬
‫أن العرب ّية أقرب إلى عام ّيته وفطرته وروحه‪.‬‬ ‫يتع ّلم العرب ّية ّ‬
‫وبلغني عن حاضري محاضرات األخ العقبي يف هذا النّادي ما هومن هذا القبيل‪ ،‬ولقد‬
‫الحراش‪ ،‬وقد وقف بنا القطار يف بعض مواقفه‪،‬‬ ‫سمعت بأذين من واحد منهم يف طريقي إلى ّ‬
‫فسمعنا رجال يسأل سؤاال غير مشروع‪ ،‬فقال له صاحبنا بالعام ّية‪( :‬ما تقراش سورة األنعام)‬
‫اقرأ قوله تعالى‪( :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) اآلية‪ ،‬وتالها بلهجة صحيحة ثم تب ّين لي من حديثي‬
‫عامي‪ ،‬وأنّه واع لما يسمع متأ ّثر به)‪ .‬آثار البشير اإلبراهيمي (‪.)149/1‬‬ ‫معه أنّه ّ‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪16‬‬
‫وحدثني مرافق الشيخ فركوس إلى محاضرة كانت مقررة يف إحدى‬
‫الواليات‪ ،‬ونسيت اسمها‪ ،‬أن الشيخ جلس طوال الوقت وهو يقرأ من‬
‫األوراق التي سيلقي منها المحاضرة‪ ،‬وقال له‪ :‬أتعجب منكم كيف يمكنكم‬
‫الكالم أمام الجموع من غير ورقة؟! ولما ألغيت المحاضرة لكثرة الحضور‪،‬‬
‫ارتاح الشيخ جدًّ ا‪ ،‬وقال‪ :‬هكذا مرة أخرى إذا طلب مني إلقاء محاضرة‪،‬‬
‫فسأجد العذر المناسب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـمبحث الثالث‪ :‬من مواقـف الشيخ فـركـوس جتاه علمـاء‬
‫الـمملكـة‪:‬‬
‫قديما يقول لنا يف الجامعة‪ :‬إننا نريد أن نخرج علماء‪ ،‬حتى‬
‫أوال‪ :‬كان الشيخ ً‬
‫دائما بعلماء الحجاز‪.‬‬
‫ال نحتاج إلى أن نتصل ً‬
‫كثيرا ما ينصح الشيخ طالب الجامعة اإلسالمية بأن يهتموا بالدراسة‬
‫ثانيا‪ً :‬‬
‫األكاديمية‪ ،‬ولم أسمع أنه ينصحهم بالجلوس عند العلماء‪ ،‬بل أخربين أحدهم‬
‫لما قبل يف الجامعة‪ :‬إذا كنت ستذهب وال ترجع بالماجستير‬
‫أن الشيخ قال له َّ‬
‫أو الدكتوراه؛ فال داعي ألن تذهب‪ .‬وقد رأيت أثـر ذلك عليه‪ ،‬يف انقطاعه عن‬
‫مجالس العلماء إال قليال جدًّ ا‪ ،‬مع نصحي له باالهتمام بذلك عدة مرات‪ ،‬فما‬
‫الفائدة أن يأيت الطالب إلى المدينة النبوية وال يجلس عند العلماء؟!! يأيت‬
‫ألجل الشهادة‪ ،‬وهو يستطيع أن يأخذها يف الجزائر!!‬
‫ومصداق ذلك‪ :‬ما حدثني به أحد طلبة العلم بالجامعة اإلسالمية أن أحد‬
‫أتباع الشيخ ممن يناصره‪ ،‬كتب كتابة يف الدفاع عنه‪ ،‬وأخذها إلى أحد المشايخ‪،‬‬
‫وعرف بنفسه أنه من طالب الجامعة‪ ،‬وأن له ست سنوات يف المدينة‪ ،‬فقال له‬
‫َّ‬
‫ذلك الشيخ‪ :‬لك ست سنوات يف المدينة‪ ،‬وهذه أول مرة أراك فيها!!‬
‫مع أن الشيـخ كثيـ ًرا ما يتكـلم فـي بعض طلبـة العلـم‪ ،‬ويجعـل من ضمن‬
‫ما ينتقده عليهم‪ :‬أهنم ال يأتونه‪ ،‬وال يحضرون له‪ ،‬كما قال عن الذي تكلم يف‬
‫يطو كما سيأيت‪( :‬المهم‪ ،‬هذا الشخص الذي يتكلم‪ -‬على أبي سهل‪ -‬أنا أظن‬
‫‪17‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أين أعرفه‪ ،‬وهو أبعدَ نفسه عن حلقاتنا‪ ،‬وهو على كل حال ال يضرين)‪.‬‬
‫أيضا‪-‬‬
‫مؤخرا مصطلح (الوجهة التقليدية)‪ ،‬وظهرت ‪ً -‬‬
‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬أطلق الشيخ‬
‫(الوجهة المشرقية)‪ ،‬وولدت هذه المصطلحات نعرات عند بعض السلفيين‬
‫لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬وأصبحت تستدعى عند كل خالف‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يذكر الشيخ أن فتاويه فيها التأصيل‪ ،‬وأن الذين يحضرون إلى‬
‫المملكة من الطالب ال يجدون مثل ذلك التأصيل عند علمائها‪ .‬وكانت له‬
‫سلسلة فتاوى صوتية كان يصدرها قبل خمس وعشرين عا ًما تقري ًبا‪ ،‬وعنون‬
‫لها‪( :‬سلسلة فتاوى مؤصلة)‪.‬‬
‫وهذا األسلوب لم نعهده عند علمائنا‪ ،‬وقد حدثني أحد المشايخ أنه حضر‬
‫زيارة شيخنا العالمة ابن عقيل ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬للشيخ العالمة مقبل الوادعي‪،‬‬
‫رحمه اهلل‪ ،‬وذلك يف مكة عام ‪ ،1422‬والشيخ مقبل ال يعرفـه‪ ،‬فسأله عن‬
‫دروسه‪ ،‬فقـال له متواض ًعا يف الكالم ويف الهيئة‪ :‬عندنا دروس قليلة‪ ،‬ونحاول‬
‫أن نفيد الطلبة على قدر ضعفنا‪ ،‬وهو ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬له ستة دروس يوم ًّيا‪.‬‬
‫لما يذكر خالفه مع‬
‫قديما َّ‬
‫وكالم الشيخ فركوس ذكرين بما كان يقوله العيد ً‬
‫المشايخ حينها‪ :‬من الذي قال عنه الشيخ ربيع إنه عالم؟ ثم يشير بيده إلى‬
‫فلما أكثر من ذلك‬
‫صدره‪ ،‬واتخذ كالم الشيخ ربيع ذريعة إلى ضرب مخالفيه‪َّ ،‬‬
‫ذكر شيخنا ‪-‬يف تسجيل صويت‪ -‬أنه قال ذلك تشجي ًعا له‪ ،‬وليس ليتخذ كالمه‬
‫وسيلة لضرب بقية المشايخ‪.‬‬
‫وما أشبه اليوم باألمس؛ فبعض أتباع الشيخ فركوس‪ ،‬يطعنون يف الشيخ‬
‫سليمان الرحيلي‪ ،‬ويف كل مرة يفزعون يف الرد عليه إلى تزكيته للشيخ فركوس‬
‫وعلما‪ ،‬وأعي ما أقـول)(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫وقوله عنه‪( :‬الشيخ فركوس أكرب مني سنًّا‬
‫فركوسا طويال؛ أنه كان‬
‫ً‬ ‫خامسا‪ :‬حدثني أحد طلبة العلم ممن الزم الشيخ‬
‫يذكر لهم أنه يفتي لهم من صدره‪ ،‬بخالف العلماء الذين يفتون يف برنامج (نور‬
‫على الدرب)‪ ،‬فإهنم يحضرون األجوبة!!‬

‫(‪ )1‬انظر مناقشة ذلك يف ص ‪.58‬‬


‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪18‬‬
‫فيقال‪ :‬وهل لو صح ذلك يكون عي ًبا؟! فكما أن الدروس يتم التحضير لها‪،‬‬
‫فما المانع أن يحضر للفتاوى‪ ،‬بل هي أولى بالتحضير‪.‬‬
‫ثم إن الشيخ لم يذكر دليله على ذلك‪ ،‬ومن المعلوم أن بعض أعضاء‬
‫اللجنة الدائمة يفتون يف دروسهم ويف محاضراهتم‪ ،‬كمثل شيخنا الفوزان‬
‫وشيخنا الشثري‪ ،‬فهل مثال الفتاوى التي يلقيها الشيخ الشثري يف المسجد‬
‫الحرام يحضر لها‪.‬‬
‫أيضا‪ -‬ال يستطيع أن يلقي محاضرة‬
‫فركوسا ‪ً -‬‬
‫ً‬ ‫ثم بالمقابل إن الشيخ‬
‫ارتجاال‪ ،‬بل ويجتنب إلقاء محاضرة على المإل قراءة من ورقة‪.‬‬
‫فركوسا قال‪ :‬إن فتاوى اللجنة الدائمة‬
‫ً‬ ‫سادسا‪ :‬حدثني غير واحد أن الشيخ‬
‫وفتاوى ابن باز ال تجد فيها التأصيل!! مع أن اهلل كتب لها القبول بين‬
‫خصوصا‪ ،‬وكفى بذلك دليال على أهنا مؤصلة‪.‬‬
‫ً‬ ‫المسلمين عمو ًما وطلبة العلم‬
‫فركوسا يأتيه العامي ليسأله‪،‬‬
‫ً‬ ‫وماذا لو قيل على وجه المقابلة‪ :‬إن الشيخ‬
‫فيفصل له‪ ،‬ويذكر له القواعد األصولية والفقهية‪ ،‬فيخرج العامي لم يفهم‬
‫كثيرا ما يأتيه‬
‫شي ًئا‪ ،‬فهل هذا الفعل من التأصيل؟! وقد شهد طلبة الشيخ أنه ً‬
‫حكما‬
‫ً‬ ‫بعض العوام‪ ،‬فيفصل لهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬نحن ال نفهم ما تقول‪ ،‬ونريد‬
‫واضحا سهال‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬طلب من الشيخ فـي مجلسه بتاريخ ‪ :1439/4/4‬أن يشرح‬
‫األصـول الثالثـة‪ ،‬فأجـاب‪( :‬علمـاء المشـرق خدمـوا علم الشيخ محمد بن‬
‫عبد الوهاب‪ ،‬ونحن نخدم علم الشيخ ابن باديس واإلبراهيمي‪ ،‬وسيخرج‬
‫روح التنفيس‪ ،‬ونجمع كل األجزاء ونخرج مقاالت ابن باديس‪ ،..‬وإن كانت‬
‫بعض األمور تحتمل عنده‪ ،‬وعقبنا على بعض األمور‪ ،‬وهذا حتى يستوثق‬
‫اإلنسان يف علم ابن باديس‪ ،‬وال يكون محط نظر من الوزارة(‪ ،)1‬وابن باديس‬

‫(‪ )1‬هذا من تعليالت الشيخ عن إخراجه لكتب العالمة ابن باديس‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬مع أنه ال عالقة‬
‫أمورا‪ ،‬ويكون قصده مثل ما ذكره الشيخ‬‫له بالوزارة‪ ،‬وربما شنع على بعض من قد يفعل ً‬
‫من مقصد‪ ،‬وهم تحت وصاية الوزارة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أحد رجاالت األمة‪ .‬وكتاب التوحيـد قـد تناولـه كثيـر مـن العلمـاء؛ كالشيخ‬
‫ابن باز والشيخ العثيمين والشيخ الفوزان‪ ،‬والشيخ عبد المحسن العباد شرح‬
‫قس ًطا منها)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫مع أن طريقة إخراج الشيخ لبعض تراث ابن باديس فيها غرابة؛ فقد سئل‬
‫بتاريخ‪ 1440/1/19 :‬عن عقائد ابن باديس‪ ،‬فأجاب‪( :‬أنا قدمت وأخرت‬
‫المباحث‪ ..‬وقدمنا للطباعة ما كان مهي ًئا‪ ،‬إمتاع الجليس ثم‪ ..‬ويف األخير تنوير‬
‫التأسيس‪ ،‬ثم روح التنفيس‪ ،‬وكان فيه مسائل دقيقة جدًّ ا‪ ،‬وفيها أمور ثائرة‪..‬‬
‫ووضعناها يف الموقع‪ ،‬وانتظرنا وصول إشكاالت أو اعرتاضات‪ ،‬فإن كانت‬
‫وجيهة؛ أخذنا هبا‪ ،‬وإن لم تكن وجيهة‪ ،‬وكان يوجد إجمال؛ فعدلناه‪ .‬ومشكلة‬
‫األعمال تموج يف كل مكان‪ ،‬ولما وجدنا أن األمر وضح أخرجناه)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ثامنا‪َّ :‬‬
‫تدخل الشيخ فركوس يف كتابة بيان طلبة العلم بالمدية‪ ،‬وقد أخربين‬
‫بتفاصيل ذلك أحد إخواين الثقات‪ ،‬وفيه أن طلبة العلم كتبوا أهنم على منهج‬
‫السلف الصالح‪ ،‬وعلى منهج العلماء‪ :‬ابن باز واأللباين وابن عثيمين وربيع‬
‫وعبيد‪ ،‬فعدَّ ل الشيخ البيان‪ ،‬وحذف أسماء العلماء‪ ،‬وعلل بأن تبقى المسألة‬
‫يف إطار الجزائر‪ ،‬وال يدخل فيها من خارجها‪ ،‬وعند محدثي صورة من مسودة‬
‫البيان‪ ،‬وعليها تعديالت بخط الشيخ فركوس‪.‬‬
‫علمت أن أحد أعضاء اللجنة الدائمة ُسئل قبل سنتين عن‬
‫ُ‬ ‫تاسعا وأخيرا‪:‬‬
‫استدالل الشيخ فركوس بحديث وابصة بن معبد رضي الل عنه على بطالن‬
‫الصالة بالتباعد‪ ،‬وأن استدالله بعيد‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا اجتهاد من الشيخ‪ ،‬وال شيء‬
‫يف االجتهاد‪ ،‬مع أنه يرى أن الصالة تصح‪.‬‬
‫الشيخ فـركوس أعضا َء اللجنـة الدائمـة‪ ،‬وهكـذا عاملـه‬
‫ُ‬ ‫وتقدم كيف عامل‬
‫أحدُ أعضـائـهـا؛ يف إيجـاد الـعذر لـه‪ ،‬والـدفـاع عنـه فـي غيبتـه‪ ،‬وهـل جـزاء‬
‫اإلحسان إال اإلحسان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫الشيخ سليمان الرحيلي‬
‫‪21‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬

‫ﭑﭒﭓﭔ‬
‫متهيـ ـد‪:‬‬
‫ال يخـفـى أن مسألـة اإلنـكـار الـعـلنـي علـى الـوالة طـال ليلهـا‪ ،‬وكـان مـن‬
‫مفـرزاهتـا الخطيـرة‪ :‬نصب الـعـداء لجـملـة مـن الـعـلمـاء‪ ،‬وأراد من أراد قطـع‬
‫الطريـق علـى االستفادة منهم ومن دروسهم‪.‬‬
‫مصرا ليبني‬
‫ً‬ ‫ولـو عقل هؤالء؛ لرأوا أن حالهم كحال من يريد أن يهدم‬
‫فركوسا له أكثر من‬
‫ً‬ ‫قصرا‪ ،‬ولو نظروا بعين العقل والبصيرة؛ لوجدوا أن الشيخ‬
‫ً‬
‫سنتين منذ أن أفتى باإلنكار العلني‪ ،‬ولم يحفظ عنه أنه طبق فتاويه‪ ،‬وهم من‬
‫أجل نصرة فتاوى بقيت يف حيز التنظير نصبوا العـداء المستطير لجم ٍع من‬
‫العـلمـاء‪ ،‬وحاولوا قطع طريق االستفادة من علومهم‪ ،‬شعروا بذلك أم لم‬
‫يشعروا؛ وذلك هو المفسدة الكربى‪ ،‬وال مصلحة فيـه علـى اإلطـالق‪ ،‬ولـو مـن‬
‫باب المقابلـة يف مقدار االستـفـادة‪.‬‬
‫فإذا قطع الطريق على الجزائريين من االستفادة من علماء المدينة ومكة‪،‬‬
‫فإلى أين يذهبون؟!‬
‫أينقطعون عن مجالس العلم‪ ،‬ويرتبى بعضهم على بعض؟!!‬
‫أم يرتبطون بالمتعالمين ومتابعة حساباهتم؛ المعروف منها والمربقع؟!!‬
‫ومن العلماء الذين نصب لـهم العداء‪ :‬فضيلة شيخنـا األستاذ الدكتـور‬
‫سليمان بن سليم اهلل الرحيلي‪ ،‬حفظه اهلل‪.‬‬
‫جمع من المتعالمين الذين نبت قرهنم عرب وسائل‬
‫ٌ‬ ‫وقد تولى كبـر ذلك‬
‫التواصل‪ ،‬فنصبوا أنفسهم حاكمين على العلماء وعلى تصرفاهتم‪ ،‬وتقدموا‬
‫بين يدي كبار العلماء يف ذلك‪.‬‬
‫ونشط يف ذلك مجاهيل عرب إحدى القنوات على (التلجرام)‪ ،‬بالطعن‬
‫المتدرج يف الشيخ سليمان‪.‬‬
‫المقربة‬
‫َّ‬ ‫مقر ًبا من الدائرة‬
‫وقد أخربين أحد اإلخوة قبل أكثر من سنة ‪-‬وكان َّ‬
‫للشيخ فركوس‪ -‬أنه فيه خطة إلسقاط الشيخ سليمان على المدى البعيد‪ ،‬وقد‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪22‬‬
‫مؤخرا بوضوح‪ ،‬ولكن ال يحيق المكر السيء إال بأهله‪.‬‬
‫ً‬ ‫تكشفت معالمها‬
‫والشيخ سليمان ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬لم يدخل يف مسألة اإلنكار العلني إال رغبة‬
‫نفع الجزائريين خاصة؛ لو كان قطاع الطرق‬
‫يف األجر وبيان الحق‪ ،‬ويف ذلك ٌ‬
‫هؤالء يعقلون‪ ،‬وإال فبلده معلو ٌم عند والهتا وعلمائها حكم المسألة‪ ،‬وال‬
‫قالقل فيها وال فتن‪ ،‬وال شقاق وال نزاع‪.‬‬
‫فركوسا دخل يف ذلك‪ ،‬بدل أن يوقف من سبقوه‬
‫ً‬ ‫ومن المؤسف أن الشيخ‬
‫عن غيهم‪ ،‬ويزجرهم عن بغيهم‪ ،‬فصدر منه كالم يف الشيـخ الرحيلي‪ ،‬خاصة‬
‫بعد مشاركته فـي ندوة المغـرب‪ ،‬وأحال مـن سألـه عنـه علـى رويبضة متعالم‪،‬‬
‫أيضا‪ -‬على مقال‬
‫ثبت عنه المشاركة مع أهل األهـواء والمنحرفيـن‪ ،‬وأحال ‪ً -‬‬
‫للقناة المتقدم ذكرها‪ ،‬المعروفة بطعن كتَّاهبا يف الشيخ سليمان‪.‬‬
‫ومن حق الشيخ سليمان ‪-‬حفظه الل‪ -‬على طلبته أن يدافعوا عنه‪ ،‬وقد قام‬ ‫ِ‬

‫بذلك الكثير‪ ،‬جزاهم الل خيرا‪.‬‬


‫وأحببت المشاركة يف ذلك؛ لكون شيخنا ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬من العلماء الذين‬
‫يتقرب إلى اهلل بالذب عنهم‪ ،‬وخاصة أنه مـدرس فـي مسجـد رسـول اللـه ﷺ‪،‬‬
‫وكثيـرا مـا كان يبدأ دروسه فيه بالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي اهلل عنه أنه‬
‫ً‬
‫«مـن دخـل مسجدنـا هـذا ليتعلـم خيـرا أو يعلمـه؛ كان‬
‫سمع رسول اهلل ﷺ يقول‪َ :‬‬
‫كالمجاهد يف سبيل الل‪ ،‬ومن دخله لغير ذلك؛ كان كالناظر إلـى ما ليس لـه»(‪.)1‬‬
‫ولعله أن يكون من المجاهدين يف سبيل اهلل بنص هذا الحديث‪.‬‬
‫وقد درس عليه المئات من طلبة العلم من مختلف األجناس واألقطار؛ يف‬
‫المسجد النبوي‪ ،‬ويف الجامعة اإلسالمية‪ ،‬ورجعوا إلى ديارهم‪ ،‬ينفعون‬
‫أهليهم‪ ،‬ويفقهوهنم يف دين اهلل‪.‬‬
‫علي؛ فقد درست عليه يف المسجد‬
‫أيضا‪ -‬لحقوقه َّ‬
‫وأحببت المشاركة ‪ً -‬‬
‫النبوي فرتة من الزمن‪ ،‬ويجمعني به حق الجوار يف الحي من ثماين سنوات‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه ابن حبان يف صحيحه (‪ ،)87‬وحسنه األلباين يف التعليقات الحسان‪.‬‬


‫‪23‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫اتهامات الشيخ فركوس للشيخ سليمان الرحيلي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ما يتعلق مبشاركة الشيخ الرحيلي يف ندوة‬
‫الـمغرب‪.‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬مقتطفـات مـن كالم الشيخ الـرحيلـي فــي الندوة‪.‬‬
‫استمعت إلى مشاركة شيخنا الرحيلي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬يف الندوة مرتين‪،‬‬
‫وأنقل من كالمه بعض المقتطفات التي لها تعلق بالبحث‪.‬‬
‫فمما قاله يف بيان معنى الوسطية‪:‬‬
‫(الوسطية شر ًعا لها أربعة معان كلها حق‪:‬‬
‫المعنى األول‪ :‬فهو التمسك بما يف الكتاب والسنة‪ ،‬ففيهما الوسطية‪...‬‬
‫الوسطية الحقة يف كتاب ربنا ويف سنة نبينا ﷺ‪.‬‬
‫المعنى الثاين‪ :‬العمل بما عليه صحابة رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وال يصدُ ق المعنى‬
‫األول إال بالمعنى الثاين‪ ،‬فإن كل من انتسب إلى اإلسالم يدعي ويزعم أنه‬
‫يعمل بما يف الكتاب والسنة‪ ،‬وأنه ال يتحرك إال بالكتاب والسنة‪ ،‬وال يقف إال‬
‫بالكتاب والسنة‪ ،‬لكن كل دعوى البد لها من برهان على صدقها‪ ،‬وإال كانت‬
‫دعوى‪ ،‬وكانت ثمارها أوالدا أدعياء‪ ،‬فالدعاوى البد من أن يقام عليها‬
‫الربهان‪ ،‬وبرهان صدق العمل بالكتاب والسنة‪ :‬أن يكون العامل بذلك و َّقا ًفا‬
‫عند فهم صحابة رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ومن فهم من فهم صحابة رسول اهلل ﷺ؛‬
‫كأئمة التابعين‪ ،‬واألئمة واألربعة‪ ،‬ومن كان مثلهم من أهل العلم)‪.‬‬
‫ومما قاله يف معوقات العمل بالوسطية‪:‬‬
‫(من أسباب البعد عن الوسطية‪ :‬االبتداع واتباع الهوى‪ ،‬فإنه ما أحييت‬
‫بدعة إال أميتت سنة‪ .‬خير األمة يف أن تلزم غرز رسول اهلل ﷺ‪ ،‬أما من عمل‬
‫عمال ليس عليه أمر حبيبنا ﷺ فهو رد‪ ،‬بخرب رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ال خير فيه‬
‫لفاعله‪ ،‬وال خير فيه لألمة‪ ،‬الخير كله يف غرز رسول الل ﷺ‪ ،‬يف أن نكون‬
‫متبعين ال مبتدعين)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪24‬‬
‫وقال‪( :‬واهلل ما جاء اإلسالم ليشقى الناس‪ ،‬ما جاء اإلسالم ليرد فطر‬
‫الناس‪ ،‬وإنما ليهذب فطرهم‪ ،‬ليرقى بحياهتم‪ ،‬ليكونوا أهال لكرامة اإلنسان‬
‫التي أرادها اهلل عز وجل لهذا اإلنسان)‪.‬‬
‫وقال‪( :‬والمو َّفق الوسطي يقيد عاطفته بعقله‪ ،‬فال يندفع مع العاطفة‪ ،‬بل إذا‬
‫وحكَم عق َله بدينه‪ ،‬فما أطلق‬
‫دفعته عاطفته إلى شيء حكم عقله ليرى المآل‪َ ،‬‬
‫للعقل العنان‪ ،‬ولكنه قيده بما يف القرآن وبما جاء يف سنة ولد عدنان ﷺ‪ ،‬فكان‬
‫ذا عاطفة رشيدة‪ ،‬وعقل منير مبني على كتاب اهلل وسنة النبي ﷺ)‪.‬‬
‫وقال‪( :‬هل ربطنا آخر األمة بنبيها وإمامها وقدوهتا وسيدها ﷺ؟ هل‬
‫ربطنا آخر األمة بأئمتها األوائل؟ أم أننا حلنا دون ذلك‪ ،‬نعوذ باهلل من سوء‬
‫الحال)‪.‬‬
‫ومما قاله يف بيان جهود العلماء لتحقيق الوسطية‪:‬‬
‫(علماء بالدنا الكبار لهم ‪-‬بحمد اهلل‪ -‬يف هذا شأن عظيم‪ ،‬فتاواهم‬
‫تقريراهتم ردودهم؛ كلها ‪-‬بحمد اهلل‪ -‬نور‪ ،‬نفع اهلل هبا المسلمين يف كل مكان‪،‬‬
‫وهذا فضل اهلل عز وجل‪ ،‬ويف كل بالد المسلمين خير‪ ،‬نجد جهو ًدا مباركة‬
‫خيرا)‪.‬‬
‫تعلم وتقرر وتمهد وتؤصل وتثمر ً‬
‫ومما قاله يف بيان بعض ثمار الوسطية‪:‬‬
‫(الثمرة الرابعة‪ ،‬أختم هبا‪ :‬أداء الحقوق بتوازن‪ :‬وأضرب لذلك مثلين‪:‬‬
‫األول‪ :‬حق نبينا ﷺ‪ :‬فالمؤمن الوسطي الموفق يعتقد أن نبينا محمدً ا ﷺ‬
‫شرفه اهلل بالرسالة‪ ،‬فهو ﷺ عبد لربه‪ ،‬ال يستحق شيئا مما لل سبحانه‬
‫عبد َّ‬
‫وتعالى‪ ،‬ولكنه ليس كسائر العبيد‪ ،‬بل هو ﷺ سيدهم وأشرفهم وأكرمهم‬
‫خيرا على الناس ﷺ‪ ،‬شرفه اهلل بالرسالة‪ ،‬وجعله أفضل النبيين‪،‬‬
‫وأعظمهم ً‬
‫وهو ﷺ سيد ولد آدم أجمعين‪ ،‬له من الحقوق العظيمة ما هو فرض على‬
‫المؤمنين؛ كحبه ﷺ أشد من حب النفس ومن حب الوالد ومن حب األوالد‬
‫ومن حب الناس أجمعين‪ .‬فيكون الوسطي يف نبينا ﷺ وسطا فيه بين الغالة‬
‫‪25‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫الذين يطرونه ﷺ‪ ،‬ويجعلونه شريكا لل‪ ،‬فيقعون فيما هنى اهلل عنه‪ ،‬وما هنى عنه‬
‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وما أجمع السلف على التحذير الشديد منه‪ ،‬نعوذ باهلل من سوء‬
‫عظيما من ضمن عظماء الدنيا‪ ،‬أو يفضلون‬
‫ً‬ ‫الحال‪ ،‬وبين الجفاة الذين يرونه‬
‫بعض من يعظمون عليه؛ كقول القائل‪:‬‬
‫مقـــام النبوة فــي بــرزخ فويق الرسول ودون الولي‬
‫فجعلوا الولي الذي يعتقدون تعظيمه فوق الرسول وفوق النبي‪ ،‬نعوذ بالل‬
‫من الجفاء‪.‬‬
‫النبي ﷺ إمام الحنفاء‪ ،‬وأشرف األنبياء‪ ،‬ما عرفت األرض أشرف منه‪ ،‬وما‬
‫عرفت األرض أفضل منه ﷺ‪ ،‬وحقه علينا أعظم حق إلنسان‪ ،‬ﷺ‪.‬‬
‫والمثال الثاين‪ :‬حق ولي األمر المسلم‪ :‬أمر جاءت به النصوص الشرعية‬
‫المحكمـة‪ ،‬والوسطـي الموفـق فيـه بيـن الغالة الذيـن يكـادون أن يجعلـوا‬
‫الحاكم إلها ال يخطئ‪ ،‬ويطيعونه يف كل شيء‪ ،‬ولو خالف دين اهلل‪ ،‬ولـو‬
‫خالف إجماع المسلمين‪ ،‬وهذا غلو؛ وبين الجفاة الذين ال يرون قيمة لولي‬
‫األمر المسلم‪ ،‬وال يرون له مكانة‪ ،‬وال يقفون عند كالمه‪ ،‬ويستهزؤون من‬
‫كالمه‪ ،‬وهؤالء جفاة‪.‬‬
‫والموفق الوسطي‪ :‬يطيع ولي األمر المسلم يف غير معصية الل‪ ،‬ويحفظ هيبة‬
‫ولي األمر المسلم‪ ،‬يناصحه بما يليق بمقامه وبما يحفظ هيبته‪ ،‬ال يغشه إذا‬
‫لقيه‪ ،‬وال يطعن فيه إذا غاب عنه‪ ،‬يسير على هدي رسول الل ﷺ الذي ع َّلمه‬
‫األمة‪ ،‬وعلى طريقة علماء األمة)‪.‬‬
‫ثم ختم مباشرة بعد الكالم المتقدم بقوله‪:‬‬
‫(الكالم يف مثل هذا الموضوع حبيب إلى النفس‪ ،‬فكيف إذا كان الكالم مع‬
‫أمثالكم من أهل الفضل والفضيلة‪ ،‬يود اإلنسان أال يسكت‪ ،‬لكن لكل بداية‬
‫كثيرا‪ ،‬حتى‬
‫هناية‪ ،‬وكل من يسير البد أن يقف‪ ،‬ومسير الندوة يضرب على يديه ً‬
‫‪-‬يعني‪ -‬رفقت بيده‪ ،‬فأتوقف‪ ،‬وأسأل اهلل جل وعال أن يجعلني وإياكم مفاتيح‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪26‬‬
‫للخير مغاليق للشر‪ ،‬وأن يشرح صدورنا للهدى‪ ،‬وأن يجعلنا أعالم هدى‪ ،‬وأن‬
‫يجعلنا يف الدنيا على سنة رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وأن يجعلنا يف اآلخرة مع زمرة أهل‬
‫رسول اهلل ﷺ‪.)...‬‬
‫‪‬‬
‫ويالحظ على مشاركة شيخنا ‪-‬حفظه الل‪ :-‬أنه ب َّين الحق الذي عليه أهل‬
‫السنة والجماعة يف هذا الباب‪ ،‬واستطاع بأسلوب يف غاية الحكمة واإلتقان أن‬
‫يوظف موضوع الندوة (الوسطية)؛ ليوصل الحق يف بعض المسائل المهمة‬
‫األخرى إلى المستضيفين والمشاركين؛ بألطف عبارة وأنسب أسلوب‪.‬‬
‫لما كان بعض ما‬
‫ويظهر لي‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬ولم أسأل شيخنا عن ذلك‪ :‬أنه َّ‬
‫ألقاه قد يكون أزعج بعض الحاضرين ‪-‬وخاصة الكالم القسم األول من‬
‫الثمرة الرابعة للوسطية‪-‬؛ فقد الطف الـجميع فـي آخر المحاضرة بكلمتين‪،‬‬
‫فقال ‪( :‬الكالم يف مثل هذا الموضوع حبيب إلـى النـفس‪ ،‬فكيـف إذا كـان‬
‫الكـالم مـع أمثـالكم مـن أهل الفضـل والفضيلة‪ ،‬يود اإلنسان أال يسكت)‪،‬‬
‫وبكالم آخر جعلـهم يضحكـون‪ ،‬وهو قولـه‪( :‬ومسير النـدوة يضرب على يديـه‬
‫كثيرا‪ ،‬حتى ‪-‬يعني‪ -‬رفـقت بيـده)؛ حتى يقع ما تكلم به سابقا موقعا حسنا يف‬
‫ً‬
‫النفوس‪ ،‬وتلك طريقـة حكيمـة فـي الدعـوة إلى اهلل‪ ،‬ال كما ادعاه البعض مـن‬
‫أنـه أثنى على أهل البدع‪ ،‬وسيأيت مناقشة هذه الدعوى يف موضعها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـمطلب الثالث‪ :‬تغريدة الشيـخ الرحيلـي تتعلق مبشاركـته فـي الندوة‪:‬‬
‫غرد شيخنا سليمان هبذه التغريدة على صفحته يف (تويرت)‪ ،‬وجعلها مثبتة‪،‬‬
‫فقال‪( :‬منهج السلف واجب االتباع‪ ،‬والحفاظ عليه حفاظ على الدين‪ ،‬وهو‬
‫كالنخلة مع قوته يحتاج إلى السقي لبقائه وللعناية لنقائه‪ ،‬وتعجبني غيرة‬
‫العقالء عليه‪ ،‬وأفرح عندما يحدث أمر يثير التذكير ببعض أصوله‪ ،‬وإن كان‬
‫للواقعة المثيرة للكالم أبعاد يدركها الخواص ‪ -‬وتستدعي الحكمة عـدم‬
‫الخوض فيها ‪ -‬تجعل األصول تستدعيها ال تنافيها‪ ،‬وقلوبنا تتسع إلخواننا‬
‫الذين نتفق معهم يف األصول‪ ،‬ونقول فيها مثل ما يقولون‪ ،‬ونختلف معهم يف‬
‫‪27‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫التنزيل على واقعة ندرك فيها ما ال يدركون‪ ،‬ولو انعكس األمر لكان موقفنا يف‬
‫الواقعة مثل موقفهم‪ ،‬ولكان موقفهم مثل موقفنا‪ ،‬واللبيب باإلشارة يفهم‪،‬‬
‫ومن الفقه‪ :‬الحرص على القلوب ببيان ما يستدعيه بقاء ودها‪ ،‬وترك المراء‬
‫مع العقالء‪ ،‬وعدم االلتفات إلى السفهاء‪ .‬شكر اهلل للجميع‪ ،‬وكتب أجرهم)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مـا نُقـل عـن الـشيـخ فـركـوس فـي الـمسألة‪:‬‬
‫الس ِنة والجماعة لم يغ ّي ُروا‪ ،‬ولم يبدِّ ُلوا‪،‬‬
‫‪ -1‬قال الشيخ فركوس‪( :‬أهل ُّ‬
‫ِ‬
‫والجهم َّية فقد‬ ‫رع‪َّ ،‬أما الصوفي ُة‬ ‫األصل الذي دعا ِ‬
‫إليه َّ‬ ‫ِ‬
‫الش ُ‬ ‫َ‬ ‫لذلك هم باقون على‬
‫األشاعرة غ َّيـ ُروا وبدَّ لوا عقيد َة‬
‫َ‬ ‫اإلنكار عليهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫غ َّيروا وبدلوا‪ ،‬لذا‬
‫يجتمع معهم‪ ،‬وكيف لهم أن يد ُعوا إلى الوسط َّي ِة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المسلمين‪ ،‬فكيف بهؤالء‬
‫فليسوا أهال لذلك)(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬أحال الشيخ فركوس على مقال لقناة يف التلجرام‪ ،‬بعنوان‪( :‬مالحظات‬
‫على صوتية لـ [الشيخ] سليمان الرحيلي)(‪ ،)2‬وكان يف كالمهم األخير ما يلي‪:‬‬
‫لما جالس أهل البدع من الصوفية‬
‫(رابعا‪ :‬لم نر من [الشيخ] الرحيلي توبة َّ‬
‫واألشاعرة‪ ،‬ولما أثنى عليهم‪ ،‬وآكلهم‪ ،‬وأخذ صورا تذكارية معهم‪ ،‬وهذه‬
‫مخالفة صريحة ألصل من أصول المنهج السلفي‪.)..‬‬
‫‪ -٣‬سئل الشيخ فركوس عن الشيخ‬
‫سليمان الرحيلي‪ ،‬فأحال على رويبضة‬
‫طعان‪ ،‬ثابت عنه بالصوت والصورة‬
‫مشاركته للمنحرفين ومجالسته لـهم‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬من مجلس نشر يف إحدى قنوات التلجرام‪ ،‬وكان بتاريخ‪.1444/11/9 :‬‬
‫(‪ )2‬ومناقشة ما كان يف أول المقال كان ضمن الجزء السابع من سلسلة (شبهات تدور حول اإلنكار‬
‫العلني على والة األمور)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪28‬‬
‫الـمبحث الثالث‪ :‬بعض مواقف الشيخ فركوس فـي الباب‪،‬‬
‫ومقارنتها مبوقفه من الشيخ سليمان الرحيلي‪.‬‬
‫وبيان ذلك يكون ضمن ثالثة مطالب‪ ،‬أنقل يف المطلب األول والثاين تسع‬
‫فتاوى للشيخ فركوس(‪ ،)1‬تبين مواقفه وتقريـراته يف بعض القضايا التي تشابه‬
‫قضية الشيخ سليمان الرحيلي‪.‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬مـوقـف الـشيـخ فـركـوس مـن أخطـاء العـالمـة ابـن باديس‪،‬‬
‫رمحـه اهلل‪:‬‬
‫الفتوى األولـى‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 14440/1/8 :‬هذا السؤال‪:‬‬
‫حـول رجـل جـاءه لينصحـه‪ ،‬وتركـه لمجالسـة بعض النـاس‪ ،‬وأحضر‬
‫الشريفيين وابن صفية‪ ،‬ويقول‪ :‬الشيخ فركوس يخرج البن باديس‪ ،‬وهو عنده‬
‫أخطاء‪ ،‬وأخرجت أخطاءه امرأة‪ ،‬ولم يرد عليها إال حاج عيسى؟‬
‫فأجاب‪( :‬ما من إمام أو شخص إال ويقع يف أخطاء‪ ،‬ولكن فيه الخطأ‬
‫الجسيم‪ ،‬وفيه الخطأ التافه‪ ،‬والمتوسط‪.‬‬
‫فأما األخطاء الجسيمة؛ فلم يقع فيها ابن باديس‪.‬‬
‫وأمـا اتخـاذه للمولـد وسيلـة للدعـوة؛ فهذا خطأ‪ ،‬وال نأخذ بالطريـق‬
‫الميكيافيلي‪ :‬الغايـة تربر الوسيلة!‬
‫قد يقول‪ :‬أنا مقر هبذه األعياد‪ ،‬وليست صحيحة! ولسنا نشارك‪ ،‬ولكن‬
‫مقتضيات المرحلة االستعمارية‪ ،‬فليس لنا إال هذه الوسيلة‪.‬‬
‫ويف الجمعية لم تكن أطياف سلفية؛ كبعض اإلباضية‪ ،‬ولم تكن الغلبة لهم‪،‬‬
‫ولكن شركوهم لمواجهة مخططات االستعمار‪ ،‬وهذا خطأ‪ ،‬وطفيش من‬
‫الخوارج‪ ،‬صاروا ينكرون الشرك‪.‬‬
‫ُ‬
‫وأخذ الصور مختلف فيها‪ ،‬وليست داخلة يف المنهج‪.‬‬

‫(‪ )1‬تنبيه‪ :‬كل الفتاوى ما عدا الخامسة والسابعة؛ نقلتها من مذكرة على صيغة وورد‪ ،‬تحتوي على‬
‫كبيرا يف تحريـر‬
‫‪ 3560‬صفحة‪ ،‬حصلت عليها قبل سنة ونصف تقري ًبا‪ ،‬وقد بذل جامعها جهدً ا ً‬
‫فتاوى الشيخ‪ ،‬إذ كان منهجه غال ًبا أنه يكتبها مباشرة من فم الشيخ‪ ،‬ثم يعيد كتابتها يف البيت‪ ،‬ثم يعيد‬
‫حاضرا‪ ،‬فيستدرك ما فاته‪ ،‬مع مالزمته الطويلة للشيخ‪ ،‬ومعرفته بأسلوبه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مراجعتها مع من كان‬
‫‪29‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫وأوخذ على كلمة غير صحيحة‪ ،‬أنه كان يرى لو قالت له فرنسا (ال إله إال‬
‫الل)‪ ،‬لم يقلها! والصواب نأخذه من أي شخص‪ ،‬كما قالت ملكة بلقيس‪(:‬ﯱ‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ) ‪ ،‬قال اهلل‪( :‬ﯼ‬
‫ﯽ)‪ ،‬وقال النبي ألبي هريرة‪ :‬سيعود إليك مرة أخرى‪ ..‬وكانوا أحرص‬
‫النـاس على حب الخيـر‪ ..‬وتركه ينصرف‪ .‬فقال‪ :‬لقد صدقك وهو كذوب‪.‬‬
‫فنأخـذ هبذا؛ ألن النبـي صدَّ قـه‪ .‬والشيطـان ال شك أنـه كافـر‪( ،‬ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) ‪.‬‬
‫وقال ابن باديس ذلك نكاية بفرنسا‪ ،‬ولكن أخطأ‪.‬‬
‫ودافع عن أتاتورك يف بعض المسائل! وأتاتورك وقف مع دول المحور‬
‫وفعل أفاعيل كثيرة‪ ،‬وكان منتم ًيا إلى الماسونية العالمية‪ ،‬ولم يكن تأييده يف‬
‫الجانب المظلم‪.‬‬
‫وكل من درس الطرق السنية فقد ترد عليه بعض األخطاء‪ ،‬مثل الصحابة‬
‫الذين أسلموا حدي ًثا‪ ،‬قالوا‪ :‬اجعل لنا ذات أنواط‪ ..‬قال‪ :‬الل أكبر‪ ،‬لقد قلتم‪..‬‬
‫فطلبوا منه ما ينايف كمال التوحيد‪ ،‬وهو شرك أصغر‪ ،‬والتماس الربكة فيما‬
‫لم يجعل اهلل فيه بركة!‬
‫وهو كان درس يف تونس‪ ،‬ودرس السنوسية وما يتعلق باألشاعرة‪ ،‬ثم تفطن‬
‫للسلفية‪ ..‬والمغرب العربي كان سن ًّيا حتى أدخل األشعرية ابن تومرت!‬
‫كان جديدً ا‪ ،‬وال يرى بعض األمور التي نراها اليوم بعد استبانة المصادر‬
‫السلفية‪ ..‬ومع انتشار الجهل والبدع والحوادث‪ ..‬وهذا ال ينزله من مقامه‪،‬‬
‫وقد حارب الصوفية‪ ..‬وقد يقال هذه األمور قد تكون حدثت له وقت طلبه‬
‫للعلم‪ .‬ويمكن أنه كان مع االحتفال ثم صار يحاربه!‬
‫والشيخ ربيع كان مع اإلخوان ثم حاربها(‪ .)1‬وكذلك نحن ربما كنا مع‬
‫الجمود على المذهب المالكي‪ ..‬وهذا من نقص العلماء والموجهين‪..‬‬

‫(‪ )1‬تنبيه‪ :‬ظاهر كالم الشيخ فركوس أن شيخنا ربي ًعا ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬كان معهم‪ ،‬بمعنى أنه كان على‬
‫منهجهم‪ ،‬وقد رد شيخنا على هذا الكالم‪ ،‬وذكر أنه إنما مشى معهم بشروط‪ ،‬فلما لم يلتزموا‬
‫هبا؛ تركهم‪ ،‬وحذر منهم‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪30‬‬
‫ونحن لم نتعرض لهذه األخطاء؛ حتى ال يتخذها بعض الناس لإلنقاص‬
‫من منزلته‪ ،‬وكان له أمر إيجابي‪ ،‬فال تكسر شخصيته‪ ،‬وكذلك اإلبراهيمي‪..‬‬
‫ولم نكن مع األخت التي أوصلت للشيخ ربيع أخطاءه‪ ،‬لتكسره! وكلنا لنا‬
‫أخطاء‪.‬‬
‫ال ينبغي القدح يف علمائنا‪ ،‬خاصة إذا كانوا يدافعون عن اإلسالم‪ ،‬وأوذوا من‬
‫فرنسا‪ ،‬وألغت مجالته‪ ،‬وأذناب العلمانيين الذين يملكون العداء للسلفية‪..‬‬
‫لم أذكرها حتى ال نقلل من شخصيته‪ ،‬وتتخذ تلك النقاط كعيوب لطمس‬
‫هذه الشخصية‪ ،‬واستفاد العالم‪..‬‬
‫بمن نحاجج الصوفية؟! ووطننا يقدر جهود هؤالء! وأنت تعطيهم اآللة‬
‫حتى يطمسوا‪ ..‬ثم ينسبون لك الوهابية كما نسبوا البن باديس‪.‬‬
‫ولعله تراجع يف اآلخر! لم يأت شخص‪ ،‬وطرح لي سؤال حتى أجيبه!‬
‫والمرأة ذهبت للشيخ ربيع يف وقت اهتزاز‪ ،‬وكانت جبهة اإلنقاذ‪ ،‬ونحن‬
‫لم نرد هذا الفعل! ولو تدافع ذلك الوقت فيلحقونك به‪ .‬وحققنا كتبه‪ ،‬وذكرنا‬
‫يف الومضات التوضيحية بعض المسائل‪ ..‬والضرب حتى تكون األرض‬
‫جرداء‪ ،‬فلسنا مع هذا! وهذا الذي يعيب ابن باديس فيه خطأ‪ ،‬وربما إذا كبر‬
‫علم أنه كان يمس شخصية!) اهـ‬
‫‪‬‬
‫الـمطلب الثاني‪ :‬مـن مـواقـف الشيـخ فـركـوس مع أخطاء بعض الـمشايـخ‬
‫وطـلبـة الـعـلــم الـذيـن يدافـعـون عـنـه‪:‬‬
‫الفتوى الثانية‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1441/5/1 :‬هذا السؤال‪ :‬محسوبون على‬
‫المنهج‪ ،‬ويقولون‪ :‬الشيخ ربيع جرح الشيخ األزهر؟‬
‫فأجاب‪( :‬هذه أمور أجاب عنها‪ .‬وأنا شخص ًّيا تكلمت معه‪ ،‬وقلت له‪:‬‬
‫اكتب شي ًئا‪ .‬فكتب‪ ،‬وقال‪ :‬بينت‪.‬‬
‫توجد مسائل‪ :‬الجهة التـي تـطبع الكتب‪ ،‬فـال توجـد مطبعـة سلفية مائـة‬
‫بالمائة‪ ،‬فتنظر من حيث الجودة واإلخراج‪ ،‬فال يلزم أن يكون الطابع سلف ًّيا‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫ألنك ال تجد‪ ،‬تارة تطبع عند جهة ال تعلم إلى أي جهة ينتسب‪ ،‬قد يكون‬
‫ينتمي إلى جبهة التحرير‪.‬‬
‫فيما مضى حققت كتاب ابن جزي‪ ،‬وطبعته يف مصر‪ ،‬ومنعت الوزارة من‬
‫طبعه! ولم يعطونا موافقة؛ ألجل المحقق! والمؤلف مالكي‪ ،‬والتقينا‬
‫بمصري‪ ،‬وفرح به‪ ،‬وطار به‪ ،‬وأدخلناه هنا‪ ،‬ولما رآه بعض اإلخوة قالوا‪:‬‬
‫التعصب للمالكية! ليست المشكلة يف المالكية‪ ،‬ولكن يف قضية لماذا تفو ْقنا‪،‬‬
‫ويريدون أن يعرتضوا عليك‪ ،‬وال يريدون لك أن تصعد‪.‬‬
‫ولما أخرجت للباجي؛ صاروا ال يتكلمون معي‪ ،‬واهتموين بالتشيع‪ ،‬وكان‬
‫َّ‬
‫لدي خاتم‪ ،‬أهداه لي شخص من السعودية‪ ،‬وكنت أقول لهم‪ :‬الحجرة‬
‫َّ‬
‫الكريمة جاءت من إيران‪ ،‬وقالوا‪ :‬اسمه محمد علي! كما يقولون اآلن‬
‫خارجي‪ !..‬ويقول أبو حاتم إنني خارجي! ونحن أردنا الرتاث األصولي‪،‬‬
‫ولما نشرحه نبين الحق يف هذه األقوال‪ .‬أنا أنصح اإلخوة أن يذهبوا للشيخ‪،‬‬
‫َّ‬
‫وإال فيريدون إثارة بلبلة‪ .‬والشيخ كتب‪ ،‬وقال عدة مرات‪.‬‬
‫وجدت كتبا‪ ..‬هل تغير الشيخ يف منهجه؟ أو هذه تجارة ولو أخطأ‬
‫َ‬ ‫فرضا لو‬
‫فيها‪ ،‬ومنهجه ظاهر‪ ،‬وعقيدته ظاهرة)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫الفتوى الثالثة‪:‬‬
‫قال الشيخ فـركـوس ضمـن فتـوى بتاريـخ‪( :1439/9/18 :‬ونحـن لـم‬
‫نتغير‪ ،‬ال يف عهد الفيس وال يف غيره‪ .‬والشيخ أزهر‪َ ،‬‬
‫فعل مشاكل‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫انشر‪ ..‬وجعل مشكلة لمحمد بن هادي‪ ،‬ولكن هو هكذا‪ ،‬والشيخ أزهر قـديم‬
‫يف الدعوة‪ ،‬ولـه قـدم صدق‪ ،‬وال نسمع لمن يريـد تكسيره‪ .‬وجماعة قسوم‬
‫يرتبصون بنا‪ ..‬وينتظرون متى تسقط‪ ،‬حتى يخربون‪ ،‬ويميلون عليكم ميلة‬
‫واحدة‪ .‬وربما زمن طويل حتى يفيقوا‪ ..‬وهذه األمور تفعل كأهنا مدروسة‪.‬‬
‫ويف وقت األلباين كان الصف السلفي قو ًّيا‪ ،‬ثم أخذه علي بلحاج إلى الحزبية!‬
‫ال بد أن تفيقوا)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪32‬‬
‫الفتوى الرابعة‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1439/9/18 :‬هذا السؤال‪ :‬حول الطعن يف‬
‫الشيخ لزهر؟‬
‫فأجاب‪( :‬أنت تـرى التمـوج‪ ،‬واألمور غير ثابتـة‪ .‬وإذا رأيت الشريط أو‬
‫الكتابة فيغلطونك! والكالم الذي صدر يف الشيخ لزهر وغيره‪ ،‬فهو كالم من‬
‫شيخ‪ ،‬وال يمكن أن تكون عنده الحقيقة المطلقة‪ .‬ويرتكز المنهج على الكتاب‬
‫والسنة وفهم سلف األمة‪ .‬والذي يسلك هذا الطريق ليس إمعة‪ ،‬كما قالت‬
‫عائشة‪ :‬إنما مثلك مثل الفروج‪ ..‬إذا أرادوا أن يتكلموا فليتكلموا)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫الفتوى الخامسة‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1445/1/11 :‬هذا السؤال‪( :‬هناك إمام‬
‫يقول‪ :‬إن الشيخ نور الدين يطو أسوء من جمعة ولزهر‪ ،‬وانحرف عن المسار‬
‫الدعوي الصحيح‪.‬‬
‫فأجاب‪( :‬يف أي شيء انحرف؟ هذا الكالم أجوف مرسل‪ ،‬غير مدعم‬
‫بدليل‪ ،‬وال مستند بشهود اعتبار‪ ،‬كالم ال طائل له‪ ،‬وال أثر له‪ ،‬والبد صاحبه‬
‫أن يراجع نفسه‪...‬‬
‫هذه المسألة ككل تدور على فعل فعله أظنه يف العمرة‪ ،‬وهو معانقة نجيب‬
‫جلواح‪ ،‬وهو بحكم أنه كان يسير إليجاد مقعد له داخل الحرم‪ ،‬فصادفه‬
‫نجيب‪ ،‬فعانقه‪ ،‬ولكن اآلخر ‪ -‬أبو سهل‪ -‬عانقه وهو غير راض عن منهجه‬
‫الذي سار عليه (نجيب)‪ ،‬لكن إن جاء واحد يضمك أو يصافحك فمن الجفاء‬
‫أن ترد يده أو ترده‪ ،‬هذه المعانقة صنعت مشكلة‪ ،‬وقالوا‪ :‬كيف يعانق‬
‫المخذلة‪ ،‬فيكون منهم‪ ،‬لكن ال يوجد شيء مؤسس‪ ،‬فهذه زوبعة يف فنجان‪،‬‬
‫لكن الحقيقة ال شيء‪ .‬ثم لو فرضنا أنه فعل هذا (المعانقة تقصدا) فراجعه‪،‬‬
‫وب َّين له‪ ،‬وهو ‪ -‬أبو سهل‪ -‬نفسه راجعني يف ذلك‪ ،‬وأخبرين أنه لم يذهب إلى‬
‫معانقته تقصدا‪ ،‬وإنما هو الذي أتى إليه‪ )...‬اهـ‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫الفتوى السادسة‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1439/5/16 :‬هذا السؤال‪ :‬بعضهم يطعن‬
‫فيكم ويف الشيخ عبد المجيد!‬
‫فأجاب‪( :‬ويف الجرح المفسر‪ ،‬اختلفوا‪ ...‬وقاعدة‪ :‬البلدي أعلم‪ .‬وهذه‬
‫القاعدة مطابقة للعقل والفطرة‪ ...‬والشباب ليسوا فاهمين! والذي ليس له‬
‫علم‪ ،‬فيلزم الصمت أحسن له)‪.‬‬
‫الفتوى السابعة‪:‬‬
‫قال الشيخ فركوس ضمن جوابه على من قال إنه زكى ابن حنفية‪( :‬فأ َّما‬
‫الثناء على بن حنف َّية عابدين الذي ورد يف ثنايا جوابي على الوثيقة المتداولة ـ‬
‫آنذاك ـ فإنَّما كان ذلك زمن تكذيب النصيحة المزعومة منذ حوال ْي ‪ 14‬سن ًة‬
‫خل ْت‪ ،‬أي‪ :‬يف تاريخ (‪ 15‬ربيع الثاين ‪1425‬ه ـ ‪ 3‬جوان ‪2004‬م) حيث كان‬
‫األئمة والدُّ عاة يحسنون الظ َّن به بعد نبذه للحزب َّية الممقوتة وتوبته منها‬
‫معظم َّ‬
‫واندماجه مع اإلخوة السلفيين‪ ،‬بحسب ما كان يصلهم يف شأنه آنذاك؛ و ِذ ُ‬
‫كره‬
‫ٌ‬
‫تعديل وال تزكية)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وصف ال َيل َز ُم منه ثنا ٌء وال‬ ‫مجر ُد‬ ‫ِ‬
‫أعيان ُد َعاة المنطقة هو َّ‬ ‫يف‬
‫الفتوى الثامنة‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1441/4/4 :‬هذا السؤال‪ :‬ابن كثير يستدل‬
‫بالزمخشري والرازي‪ .‬ويقولون‪ :‬شيخك يأخذ من األشاعرة‪.‬‬
‫فأجاب‪ ( :‬أهل السنة ينصفون المخالفين‪ ،‬فما كان فيه من حق يذكرونه‪،‬‬
‫وما كان فيه من تأويل فاسد يبطلونه‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ففرق بين التزكية‬ ‫ولما يذكر (العالمة) فالمراد يف بابه ال يف اعتزاله‪...‬‬
‫َّ‬
‫واإلحالة‪ ...‬وليس معناه أنك تؤيد هؤالء‪( ...‬العالمة) اسم مبالغة من العلم‪،‬‬
‫مختصرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وال يعني أن تكون يف كل شيء‪ ،‬فتكون يف اللغة‪ )..‬اهـ‬
‫الفتوى التاسعة‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1440/1/8 :‬هذا السؤال‪:‬‬
‫س‪ :‬سلفيون يدرسون يف معهد قسنطينة‪ ،‬واالستفادة من األشاعرة‪..‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪34‬‬
‫فأجاب بقوله‪:‬‬
‫(إذا كان مفروضا عليهم‪ ،‬ولو غابوا ترتبت عليهم عقوبات ‪ ،‬فإن حضر‬
‫صحيحا‪ ،‬وأما ما فيه شبهة فيعرضه على عالمه‪.‬‬
‫ً‬ ‫وأخذ ما يلزمونه به إن كان‬
‫أما على وجه االختيار فـال يجـلس ألهـل االبتـداع‪ ،‬سـواء عـلم اآللـة أو‬
‫غيره)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪‬‬

‫الـمـطـلب الثـالـث‪ :‬مقـارنـة بيـن مـوقـف الـشيـخ فـركــوس مـن الـعـالمـة ابن‬
‫باديس رمحه اهلل‪ ،‬ومـن بعض الـمشايـخ وطلبـة العـلـم الذيـن يدافـعـون عنـه‪،‬‬
‫ومـوقـفـه مـن الشيـخ سلـيمـان الـرحـيلــي‪:‬‬
‫فرضا لو وجدت كت ًبا‪..‬‬
‫أوال‪ :‬قال الشيخ فركوس يف آخر الفتوى الثانية‪ً ( :‬‬
‫هل تغ َّيـر الشيخ يف منهجه؟ أو هذه تجارة ولو أخطأ فيها‪ ،‬ومنهجه ظاهر‪،‬‬
‫وعقيدته ظاهرة)‪.‬‬
‫فقرر أن من يبيع كتب أهل البدع‪ ،‬ويثبت على منهجه وعقيدته؛ فإن ذلك‬
‫ال يضره‪.‬‬
‫فيقال‪:‬‬
‫‪ -1‬هذا كالم مناقض ألصل من أصول السلف؛ يف اجتناب نشر كتب‬
‫المبتدعة‪ ،‬وحتى الشيخ لزهر لم يسمع عنه أنه قرر مثل هذا التقريـر‪.‬‬
‫‪ -2‬لم يطبق الشيخ فركوس ما قرره على الشيخ سليمان‪ ،‬ومعلوم أن تطبيق‬
‫ذلك يكون من باب أولى‪ ،‬فهو ‪-‬أيضا‪ -‬لم يغير منهجه وال عقيدتـه‪ ،‬وخاصة‬
‫بعد التغريدة التي ث َّبتها يف حسابه(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى األولـى عـن العالمـة ابـن بـاديس‪،‬‬
‫رحمه اهلل‪( :‬ونحن لم نتعرض لهذه األخطاء؛ حتى ال يتخذها بعض الناس‬
‫لإلنقاص من منزلته‪ ،‬وكان له أمر إيجابي‪ ،‬فال تكسر شخصيته‪ ،‬وكذلك‬
‫اإلبراهيمي‪:)..‬‬
‫ذكر الشيخ فركوس أن العالمة ابن باديس له أخطاء‪ ،‬لكن لم يتعرض لها‪،‬‬

‫(‪ )1‬تقدمت يف ص ‪.26‬‬


‫‪35‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أمورا إيجابية‪ ،‬وله شخصية ال يريد كسرها‪.‬‬
‫وذكر أن له ً‬
‫أعذارا‬
‫ً‬ ‫لما كان يدافع عنه‪ ،‬وأوجد له‬
‫قديما َّ‬
‫ومثل ذلك ذكر عن الشيخ لزهر ً‬
‫يف مسألة بيع كتب المبتدعة(‪ ،)1‬ودافع عن تلميذه يطو لما عانق الشيخ نجي ًبا‪،‬‬
‫وتكلم على مسألة إسقاط العلماء باألخطاء‪ ،‬وأن هناك من يرتبص بالدعوة‪.‬‬
‫والشيخ سليمان كذلك؛ له جهود إيجابية‪ ،‬وله شخصية علمية بارزة؛ فهو‬
‫مدرس يف مسجد رسول اهلل ﷺ‪ ،‬ويف الجامعة اإلسالمية‪ ،‬ويف مسجد قباء‪،‬‬
‫َّ‬
‫وقل من تجتمع فيه هذه الثالث‪ .‬وله مشاركات علمية خارج المملكة؛ ومع‬
‫تعرض له‪ ،‬ولم يعامله كما عامل من تقدم ذكرهم‪،‬‬
‫فركوسا َّ‬
‫ً‬ ‫ذلك فإن الشيخ‬
‫بل وأحال على المتعالم الذي ثبت عنه المشاركة مع المنحرفين يف عدة‬
‫مناسبات‪ ،‬وأحال على القناة السيئة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬قرر الشيخ فركوس يف الفتوى السادسة أن بلديـي الرجل أعلم به‪ ،‬ثم‬
‫لم يحل الذين سألوه على كبار العلماء من بلديي الشيخ سليمان‪ ،‬كي‬
‫يسألوهم عن مشاركته يف الندوة‪ ،‬كسماحة المفتي والشيخ العباد والشيخ‬
‫الفوزان وغيرهم‪.‬‬
‫وبدل ذلك أحال علـى‪:‬‬
‫‪ -1‬متعالم ط َّعان‪ ،‬ثبت عنه بالصوت والصورة جلوسه واجتماعه فـي عدة‬
‫فركوسا‬
‫ً‬ ‫مناسبات مع جمع من أهل األهواء والمخالفين‪ ،‬ولم نسمع أن الشيخ‬
‫ر َّد عليه أو ب َّين خطأه‪ ،‬بل أحال عليه يف أمر قد تل َّبس به من قبل‪ ،‬ولم نسمع من‬
‫هذه القناة مثل ذلك‪.‬‬
‫‪ٍ -2‬‬
‫قناة ثبت تحاملها الكبير على الشيخ سليمان‪ ،‬وطعنها الشديد فيه‪ ،‬وال‬
‫يـدرى من كاتب المقال الذي أحال عليه الشيـخ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى األولى عن العالمة ابن باديـس‪،‬‬
‫رحمه اهلل‪( :‬ولم نكن مع األخت التي أوصلت للشيخ ربيع أخطاءه‪ ،‬لتكسره)‪.‬‬

‫(‪ )1‬تنبيه‪ :‬ذكر الشيخ فركوس خالل اعتذاره للشيخ لزهر ما يلي‪( :‬فال توجد مطبعة سلفية‬
‫مائة بالمائة)‪ ،‬بما يفهم معه السامعون أن المسألة مسألة طباعة‪ ،‬والذي أعلمه أن الشيخ‬
‫لزهر ال يطبع الكتب عند المطابع‪ ،‬وإنما يستوردها من دور النشر‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪36‬‬
‫فاعترب أن أخذ أم أيوب ‪-‬رحمها اهلل‪ -‬بحثها إلى عالم خطأ منها‪ ،‬وأهنا‬
‫أرادت أن تكسر العالمة ابن باديس‪ ،‬وهو قد أحال يف موضوع الشيخ سليمان‬
‫على من تقدم ذكرهم (الرويبضة والقناة)‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬لم يقبل الشيخ فركوس يف الفتوى الرابعة كالم الشيخ ربيع يف‬
‫الشيخ لزهـر‪ ،‬وقـال عنـه‪( :‬ال يـمكـن أن تكـون عنـده الحـقيقـة المطلـقـة)‪،‬‬
‫وبالمقابل أحال يف موضوع الشيخ سليمان على من تقدم ذكرهم‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى السابعة عن ابن حنفية‪( :‬و ِذ ُ‬


‫كره يف‬
‫ٌ‬
‫تعديل وال تزكية)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وصف ال َيل َز ُم منه ثنا ٌء وال‬ ‫مجر ُد‬ ‫ِ‬
‫أعيان ُد َعاة المنطقة هو َّ‬
‫وكذلك الشيخ سليمان شنَّع عليه الذين أحال على مقالهم الشيخ فركوس‬
‫بأنه زكى األشاعرة والصوفية‪ ،‬ولم يذكروا نص كالمه‪ ،‬ولو كانوا منصفين‬
‫لفعلوا‪ ،‬وهم يقصدون قوله‪( :‬مع أمثالكم من أهل الفضل والفضيلة)‪.‬‬
‫والواجب يف هذا الموطن‪ :‬إحسان الظن بالشيخ‪ ،‬وإيجاد المخارج الحسنة‬
‫لكالمه‪ ،‬كما هو معلوم من آثار السلف(‪ ،)1‬طالما أن ذلك ممكن‪ ،‬وسيظهر ‪-‬إن‬
‫شاء اهلل‪ -‬أنه كذلك‪ ،‬وخاصة أن ذلك وقع منه أول مرة‪ ،‬ال أن تشن عليه الغارات‪،‬‬
‫ويلحق بأهل البدع واألهواء‪ ،‬ويحذر من االستفادة منه‪ ،‬نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫فيقال جوابا على من اتهم الشيخ سليمان أنه أثنى على أهل البدع‪:‬‬
‫‪ -1‬قارن بين كالم الشيخ سليمان وبين ما ذكره الشيخ فركوس عن كلمة‬
‫فركوسا ذكر أن ابن حنفية من أعيان‬
‫ً‬ ‫(أعيان دعاة المنطقة)؛ فمع أن الشيخ‬
‫دعاة المنطقة‪ ،‬وكان حينها يحسن الظن به‪ ،‬بمعنى أن هذه العبارة ظاهرها‬
‫ٍ‬
‫وصف‬ ‫مجرد‬
‫الثنـاء فـي وقتهـا‪ ،‬إال أنه جاء بعد أربعة عشـر عا ًمـا‪ ،‬وقـال‪( :‬هو َّ‬
‫ٌ‬
‫تعديل وال تزكية)‪.‬‬ ‫ال يلزم منه ثنا ٌء وال‬
‫وهكذا الشيخ سليمان قال جملة ليس فيها تزكية أو تعديل‪ ،‬فيمكن حملها‬
‫على محامل كثيرة حسنة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عن محمد بن سيرين‪ ،‬قال‪« :‬إذا بلغك عن أخيك شيء‪ ،‬فالتمس له ً‬
‫عذرا‪ ،‬فإن لم تجد له‬
‫عذرا»‪ .‬أخرجه أبو الشيخ األصبهاين يف «التوبيخ والتنبيه» (‪.)53/1‬‬
‫عذرا‪ ،‬فقل‪ :‬لعل له ً‬
‫ً‬
‫‪37‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫لما كان بعض ما ألقاه قد يكون أزعج بعض‬ ‫منها‪ :‬ما تقدم ذكره من أنه َّ‬
‫(‪)1‬‬

‫الحاضرين ‪-‬وخاصة الكالم القسم األول من الثمرة الرابعة للوسطية‪-‬؛ فقد‬


‫الطف الجميع يف آخر المحاضرة بذلك الكالم‪ ،‬حتى يقبلوا كالمه األول‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬أن يحمل كالمه على أهنم أهل فضل وفضيلة عند قومهم‪ ،‬وهذا‬
‫لما كتب له النبي ﷺ يقول‪( :‬من محمد‬
‫وردت به السنة‪ ،‬كما يف قصة هرقل َّ‬
‫رسول الل إلى هرقل عظيم الروم)(‪.)2‬‬
‫وقد استعمل شيخ اإلسالم مثل ذلك يف مواطن كثيرة من كتبه‪ ،‬ولم يعدَّ ه‬
‫أحد أنه أثنى على أهل البدع أو زكاهم(‪.)3‬‬
‫ومنها‪ :‬أن يحمل كالمه على أنه من االستعماالت المتعارف عليها يف‬
‫المؤتمرات التي تحمل طاب ًعا رسم ًّيا‪ ،‬وأن ما يقال فيها من عبارات ال يعني هبا‬
‫التزكية‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف ص ‪.26‬‬


‫(‪ )2‬قال ابن الحاج يف المدخل (‪( :)219/3‬فإن قيل‪ :‬قد كتب النبي ﷺ إلى هرقل‪ :‬من محمد‬
‫رسول اهلل إلى هرقل عظيم الروم‪ .‬فالجواب‪ :‬ما قاله القاضي أبو بكر بن العربي ‪-‬رحمه‬
‫اهلل‪ -‬يف سراج المريدين له أن معنى‪ .‬كتب النبي ﷺ إلى هرقل عظيم الروم‪ ،‬أي الذي يعظمه‬
‫باطل‪ ،‬ولكنه موجو ٌد حقيقة‪ ،‬فلذلك وصفه النبي ﷺ به‪ ،‬وعلى‬ ‫الروم‪ ،‬وتعظيم الروم له ٌ‬
‫هذا درج السلف والخلف‪ ،‬رحمهم اهلل)‪.‬‬
‫(‪ )3‬من ذلك ما قاله ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬يف بيان تلبيس الجهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية (‪/2‬‬
‫‪( :)359‬ولهذا لما خاطبت هبذا غير واحد من أفاضل أهل الوحدة الكبار ‪.)....‬‬
‫وفيه‪( :)38 /3( :‬كانت هذه المقدمة التي استدل هبا مما ال يعلم صحتها أفاضل الطوائف‬
‫المتبوعين الموافقين له)‪.‬‬
‫وفيه (‪( :)412 /4‬وذكر اعرتاف فضالء المعتزلة بأن النبيين كانوا يعتقدون ذلك)‪.‬‬
‫وفيه‪( :)409 /2( :‬قلت فهذا الذي ذكره عن ابي الحسين واتباعه وهم فضالء المعتزلة‬
‫قد تضمن ان موسى عليه السالم سأل اهلل ان يراه بالبصر)‪.‬‬
‫لما التبس عليهم هذا‬‫وقال يف درء التعارض بعد أن ذكر جم ًعا من علماء األشاعرة‪( :‬لكن َّ‬
‫األصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة‪ ،‬وهم فضالء عقالء‪ ،‬احتاجوا إلى طرده والتزام‬
‫لوازمه؛ فلزمهم بسبب ذلك من األقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين)‪.‬‬
‫وفيه (‪( :)175 /2‬توقف من توقف من أفاضل النظار فيه)‪.‬‬
‫وفيه (‪( :)89 /1‬وكان ابن أبي الحديد البغدادي من فضالء الشيعة المعتزلة المتفلسفة)‪.‬‬
‫وفيه (‪( :)149 /4‬كما رأيته قد ذكره بعض فضالء المتكلمين من أصحاب أبي المعالي)‪.‬‬
‫وقال ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬يف الصفدية (‪ )325 /2‬بعد أن تكلم عن قوم من األشاعرة (وهو وإن‬
‫كان قوال ضعيفا مخالفا للكتاب والسنة وإجماع السلف باطل شرعا وعقال فالقائلون به‬
‫قوم فضالء قصدهم الحق)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪38‬‬
‫وقريب من ذلك‪ :‬ما يقع يف المخاطبات الرسمية‪ ،‬فتجد مثل تلك العبارات‬
‫وأكثر‪ ،‬وكمثال على ذلك‪ :‬أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ‪-‬رحمه اهلل‪-‬‬
‫كان يكتب خطابات رسمية لبعض رؤوس األشاعرة‪ ،‬ويستعمل معهم ألفا ًظا‪،‬‬
‫لو تعاملنا معها بمنطق هؤالء لقلنا‪ :‬إنه يثني على أهل البدع ويزكيهم‪،‬‬
‫وحاشاه‪ ،‬رحمـه اللـه(‪ .)1‬فـال الشيخ ‪-‬رحمه اللـه‪ -‬قصـد هبـا التزكيـة‪ ،‬وال‬
‫حتج هبا على‬
‫المخاطب هبا يفهم أهنا كذلك‪ ،‬وال من يقرأ ذلك بعد نشرها ي ُّ‬
‫الشيخ‪ ،‬أو يحتج بتلك الخطابات مخالفو الشيخ من أنه قد زكى شيوخهم‬
‫بتلك العبارات‪.‬‬
‫ومن ذلك‪ :‬ما يستعمله المناقشون للرسائل الجامعية‪ ،‬فمن المعلوم أهنم‬
‫عندما يحيل بعضهم على بعض أثناء المناقشة‪ ،‬يقول مثال‪ :‬ليتفضل الدكتور‬
‫(فال ن)‪ ،‬أو (األستاذ الدكتور فالن)‪ ،‬وقد اجتمعت اللجنة‪ ،‬وكان يف أعضائها‬
‫الدكاترة‪ :‬فالن وفالن وفالن‪.‬‬
‫فلفظ (الدكتور) يف عرف الجامعة حاملها له درجة علمية وشهادة تحمل‬
‫وتقديرا واحرتا ًما‪ ،‬ولكنها من الناحية الشرعية ليست بالضرورة كذلك‪،‬‬
‫ً‬ ‫تزكية‬
‫فـر َّب دكتور وهو رأس يف البدعة‪.‬‬
‫ولما يذكر‬
‫وتقدم مثل ذلك يف كالم الشيخ فركوس يف الفتوى الثامنة‪َّ ( :‬‬

‫(‪ )1‬منها‪( :‬من عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز إلى حضرة األخ سماحة الشيخ‪ :‬جاد الحق علي‬
‫جاد الحق‪ ،‬شيخ األزهر‪ ،‬وفقه اهلل للخير‪ .‬سالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬أما بعد‪ :‬فقد‬
‫اطلعت على مقالة لسماحتكم نشرهتا صحيفة الجزيرة السعودية يف عددها الصادر يف يوم‬
‫الجمعة ‪1415 / 5 / 16‬هـ بعنوان‪( :‬عالقة اإلسالم باألديان األخرى) ورد يف أولها من‬
‫كالمكم ما نصه‪...):‬الخ‪.‬‬
‫ومنها‪( :‬من عبد العزيــز بن عبد اهلل بن بـاز إلـى حضـرة األخ المكـرم سماحـة الدكتـور‪:‬‬
‫عبد الحليم محمود شيخ األزهر‪ ،‬وفقه اهلل ونصر به الحق آمين‪ ،‬سالم عليكم ورحمة اهلل‬
‫وبركاته‪ ،‬وبعد‪ :‬فقد اطلعت على كلمة للشيخ محمد علي عبد الرحيم رئيس جماعة أنصار‬
‫السنة منشورة يف مجلة التوحيد عدد شعبان ‪1397‬هـ‪ ،‬قد تضمنت خربا نشرته جريدة‬
‫الجمهورية يف عددها الصادر يف ‪1977/5/7‬م نصه كما يأيت‪( :‬أقام الشيخ عبد الحليم‬
‫محمود ش يخ األزهر مسجدا يف قريته‪( :‬السالم) بمركز بلبيس‪ ،‬وأوصى عند وفاته بأن يدفن‬
‫يف هذا المسجد) انتهى الخرب ويف الكلمة المذكورة النصيحة لسماحتكم بعدم اإلقدام على‬
‫هذا العمل المخالف ألهداف الشريعة المطهرة من تخصيص بيوت اهلل للصالة والعبادة‬
‫والذكر والدعاء واالستغفار وتالوة القرآن‪ ،‬ال الدفن فيها واتخاذها مقابر)‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫(العالمة) فالمراد يف بابه ال يف اعتزالـه‪ ...‬وليس معناه أنك تؤيد هؤالء)‪.‬‬
‫‪ -2‬تقدم يف الفتوى األولى اعتذار الشيخ فركوس للعالمة ابن باديس‪،‬‬
‫رحمه اهلل‪ ،‬فقال‪( :‬وأوخذ على كلمة غيـر صحيحـة‪ ،‬أنه كـان يـرى لـو قالت‬
‫لـه فـرنسـا (ال إله إال الل)‪ ،‬لم يقلها!)‪ ،‬فبين أن ذلك خطأ‪ ،‬وأن الصحابة‬
‫أخطأوا‪ ،‬وال يعني ذلك التحذيـر منه‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى األولى عن العالمة ابن باديس‪،‬‬
‫رحمه اهلل‪ُ ( :‬‬
‫وأخذ الصور مختلف فيها‪ ،‬وليست داخلة يف المنهج)‪.‬‬
‫عذرا للعالمة ابن باديس ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬من وجهين‪.‬‬
‫فأوجد ً‬
‫أيضا‪ ،‬إذ المسألة‬
‫ويلزم الشيخ ومن أحال عليهم أن يعذروا الشيخ سليمان ً‬
‫واحدة‪ ،‬والتفريق تح ُّك ٌم‪.‬‬
‫لما سئل عن االستفادة من‬
‫ثامنا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى التاسعة َّ‬
‫األساتذة األشاعرة يف الجامعة‪( :‬إذا كان مفروضا عليهم‪ ،‬ولـو غابوا ترتبت‬
‫صحيحا‪ ،‬وأما ما فيه‬
‫ً‬ ‫عليهم عقوبات‪ ،‬فإن حضر وأخذ ما يلزمونه به إن كان‬
‫شبهة فيعرضه على عالمه)‪.‬‬
‫وهناك من شنع على الشيخ سليمان ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬كونه ذهب يف مهمة‬
‫رسمية بتوجيه من ولي األمر‪ ،‬وذكروا أنه كان عليه أال يطيعه يف ذلك!!‬
‫ومعلوم أن هناك علماء شاركوا يف ندوات دولية بتوجيه مـن ولـي األمـر‪،‬‬
‫وشارك فيها أهل البدع؛ كسماحة الشيخ ابن باز‪ ،‬رحمه اهلل‪.‬‬
‫تاسعا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى الخامسـة‪( :‬لكن إن جاء واحد‬
‫يضمك أو يصافحك؛ ِ‬
‫فمن الجفاء أن ترد يده أو ترده‪.)...‬‬
‫وهكذا من أنكروا على الشيخ سليمان‪ ،‬فقالوا عنه‪( :‬وآكلهم)‪ ،‬وبعضهم‬
‫قال‪( :‬وعانقهم)‪ ،‬فالباب واحد‪ ،‬فمن المعلوم أن تلك إجراءات الضيافة‪ ،‬فهل‬
‫يريدون أن يعتذر الشيخ سليمان من قبول الضيافة وهو ضمن وفد رسمي‪،‬‬
‫فإذا كان الشيخ فركوس عذر يطو وهو ليس يف وفد رسمي‪ ،‬فلماذا ال يعذر‬
‫الشيخ سليمان؟!‬
‫ثم متى صار األكل مع المستضيف عالمة حاكمة على موافقته فـي عقيدتـه‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪40‬‬
‫ومنهجه؟! والنبي ﷺ أجاب دعوة يهودي‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى الخامسة عن معانقة يطو للشيخ‬
‫نجيب‪( :‬وهـو ‪ -‬أبـو سهـل‪ -‬نـفسـه راجعني يف ذلك‪ ،‬وأخبرين أنـه لم يذهب‬
‫إلـى معـانـقتـه تقصدا‪ ،‬وإنمـا هـو الـذي أتـى إليـه‪.)...‬‬
‫وطب ًعا سيسكت الطاعنون يف يطو‪ ،‬ألنه أخبـر الشيخ بعذره؛ فعذره‪ ،‬وأ َّما‬
‫الشيخ سليمان الذي غرد بتغريدة‪ ،‬أبدى فيها عذره‪ ،‬وجعلها مثبتة يف صفحته؛‬
‫لم يشفع له ذلك عند الشيخ فركوس وعند الطاعنين فيه‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬قول الشيخ فركوس يف الفتوى األولى عن العالمة ابن باديس‪،‬‬
‫رحمه اهلل‪( :‬ولو تدافع ذلك الوقت فيلحقونك به)‪.‬‬
‫ويف كالمه مـا يلـي‪:‬‬
‫قديما من هذه القضايا‪ ،‬وأنه لم يكن يدخل‬
‫‪ -1‬بيان موقف الشيخ فركوس ً‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬لم يدافع الشيخ فركوس عن العالمة ابن باديس ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬خو ًفا من‬
‫أن يلحق به‪.‬‬
‫فركوسا يقصد ما وقع حينها من كتاب أم‬
‫ً‬ ‫‪ -٣‬من باب التوضيح؛ فإن الشيخ‬
‫أيوب ‪-‬رحمها اهلل‪ -‬الذي ألفته عام ‪.1422‬‬
‫والذي ينبغي أن يعلم أن الذي زكـى الكتـاب حينهـ ا هو فالح الحربي‪ ،‬وقد‬
‫تفرد بذلك عن بقية المشايخ‪ ،‬وخاصة شيخنا ربيع‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬فكان شيخنا‬
‫يذكر أنه وقف من قديم على بعض أخطاء العالمة ابن باديس‪ ،‬رحمه اهلل‪،‬‬
‫ولم يكن يـرى مصلحة يف نشرها؛ ألنه من رموز السلفية فـي الجزائر‪،‬‬
‫وأخطاؤه لم تكن عن تقصد وع مد‪ ،‬ومثل ذلك قـال عن العالمـة مبارك‬
‫الميلـ ي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬ولذلك اعتذر عن التقديم ألم أيـوب‪ ،‬مع ثنـائـه على‬
‫غيرهتا‪ ،‬رحمها اهلل(‪.)1‬‬
‫السحيمي ‪-‬حفظه اهلل‪ ،-‬فقد نصحها أال تنشره‪ ،‬رحمها اهلل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ومثله الشيخ‬

‫(‪ )1‬فائدة‪ :‬يف عام ‪ 1428‬تقري ًبا كنت مع شيخنا ربيع‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬وكلمه أحد الزمالء يف أن‬
‫أم أيوب تريد أن تكلمه بالجوال‪ ،‬فقال له شيخنا‪ :‬قل لها الشيخ ربيع يعتذر منك‪ ،‬وهو‬
‫ال يكلم النساء مباشرة‪ ،‬فإن كان لها شيء فتكلم زوجها‪ ،‬وهو يكلمني‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أقول هذا؛ ألنه قد يفهم من كالم الشيخ فركوس أن العلماء حينها كانوا‬
‫يحذرون من أخطاء العالمة ابن باديس‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬ألنه تكلم بصيغة الجمع‬
‫(فيلحقونك به)‪ ،‬وما هو إال ما كتبته أم أيوب بتقديم فالح الحربي‪ ،‬والعلماء لم‬
‫يوافقوا على ذلك‪ ،‬والسلفيون كذلك‪ ،‬وشنع أتباع فالح الحربي حينها على‬
‫الشيخ ربيع أنه لم يبين الحق يف ابن باديس‪.‬‬
‫فركوسا يقصد بكالمه الشيخ ربي ًعا؛ ألنه ذكره‬
‫ً‬ ‫وأيضا حتى ال يفهم أن الشيخ‬
‫ً‬
‫قبل قوله‪( :‬فيلحقونك به)‪.‬‬
‫وربما قصد بقوله‪( :‬فيلحقونك به) أي أتباع فالح الحربي‪.‬‬
‫وتلميحا يف‬
‫ً‬ ‫تصريحا يف مواضع‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬الشيخ فركوس يلزم الناس بنصرته‬
‫أخرى‪ ،‬ومثله كثير من أتباعه‪ ،‬وهم يعتربون الساكت ‪-‬ويسمونه المخذل‪ -‬أشد‬
‫ركوسا لم ينصر‬
‫من الطاعن‪ ،‬كما قرر ذلك يطو يف غير ما مناسبة‪ ،‬مع أن الشيخ ف ً‬
‫قديما العالمة ابن باديس ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬خو ًفا من أن يلحقه فالح الحربي به‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫يلحقه أتباعه!!‬
‫ويدل على ذلك‪ :‬ما وقع للشيخ نجيب‪ ،‬مما تقدم ذكره يف موضوع معانقة‬
‫ي ّطو له‪.‬‬
‫وقصة الشيخ نجيب مما يؤسف لها؛ فإنه قد سعى بعض الناس يف النميمة‬
‫بينه وبين الشيخ فركوس بحجة نصرة الحق‪ ،‬ونجحوا يف ذلك‪ ،‬وتكلم فيه‬
‫الشيخ فركوس بكلمتين‪ ،‬فشن عليه بعض أنصاره غارة اضطروه معها إلى أن‬
‫يكتب بيانًا‪ ،‬ولكنه لم يعجبهم‪ ،‬فكتب بيانًا آخر‪ ،‬صرح فيه أنه مع الشيخ‬
‫فركوس‪ ،‬ومع ذلك أصبح يوصف بأنه مخذل‪ ،‬والشيخ فركوس يقول عنه هذا‬
‫بعد صحبة أظنها زادت على الثالثين عا ًما‪.‬‬
‫تعريضا بالشيخ الرحيلي‪( :‬فكيف بهؤالء‬
‫ً‬ ‫ثاين عشر‪ :‬قول الشيخ فركوس‬
‫يجتمع معهم)‪:‬‬
‫ُ‬
‫فيقال جوابا على ذلك‪:‬‬
‫لما اجتمع‬
‫‪ -1‬قد عذر الشيخ فركوس العالمة ابن باديس ‪-‬رحمه اهلل‪َّ -‬‬
‫صورا مع بعضهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫باإلباضية وغيرهم‪ ،‬وأخذ‬
‫‪ -2‬الشيخ فركوس يدرس يف الخروبة منذ أربعين عا ًما تقري ًبا‪ ،‬ويجالس‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪42‬‬
‫األشاعرة والصوفية يف مناقشات الرسائل الجامعية‪ ،‬ويجتمع هبم يف قاعـة‬
‫األساتذة وغيرها‪ ،‬ويلتقي هبم يوم ًّيا‪ ،‬وال يعرف عنه أنه ينكر على األساتذة‬
‫بأعياهنم‪ ،‬أو يحذر الطالب منهم ومن الجلوس إليهم‪ ،‬فكيف ينكر على الشيخ‬
‫سليمان اجتماعه معهم لفرتة وجيزة ضمن وفد رسمي‪ ،‬وقد بين منهج أهل‬
‫السنة والجماعة يف أمور تختص هبم‪ ،‬كما تقدم ذكره؟!‬
‫‪ -٣‬كيف اجتمع الشيخ فركوس مع األشاعرة والصوفية وأنصار فكر مالك‬
‫لما شارك معهم يف مجلة (الموافقات)‪ ،‬يف العدد الثالث سنة ‪،1994‬‬
‫بن نبي؛ َّ‬
‫وكان عنوان العدد‪( :‬مالك بن نبي فقيه الحضارة)‪ ،‬وشارك يف العدد السادس‬
‫مستشارا لألشاعرة‬
‫ً‬ ‫عضوا استشار ًّيا فيها‪ .‬فكيف يكون‬
‫ً‬ ‫سنة ‪ .1998‬وكان‬
‫والصوفية؟! وشارك يف عدد خصص لنشر فكر مالك بن نبي؟!‬
‫وشارك الشيخ قبل ذلك عام ‪ 1988‬يف العدد العاشر من مجلة (الرسالة)‬
‫التابعة للشؤون الدينية‪.‬‬
‫مديرا للدراسات بالجامعة لفرتة من الزمن‪ ،‬ومعنى ذلك أنه‬
‫‪ -4‬كان الشيخ ً‬
‫كان يجتمع باألشاعرة‪ ،‬ويعينهم‪ ،‬ويسهل لهم بيئة التدريس‪ ،‬كما هو عمل كل‬
‫مديـر‪.‬‬
‫‪ -5‬كان الشيخ يزكي مجموعة من المنحرفين‪ ،‬ويأتونه‪ ،‬ويجتمع معهم‪،‬‬
‫وأشرف على بعضهم يف رسائل الماجستير والدكتوراه‪ ،‬وهم اآلن يحاربون‬
‫السلفيين بتلك الشهادات‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك‪ :‬إشرافه على حاج عيسى يف الماجستير عام ‪،2003‬‬
‫وثناؤه عليه يف المناقشة‪ ،‬ثم أعاد اإلشراف عليه عام ‪ ،2011‬وأثنى عليه وعلى‬
‫جهوده الدعوية‪ ،‬وهي ال تتعلق ببحثه(‪ ،)1‬وحينها كان السلفيون ال يختلفون‬
‫يف انحرافه‪ ،‬وكان معلنًا للعداوة معهم!!‪.‬‬

‫(‪ )1‬مما قاله فيها‪( :‬محب للعلم‪ ،‬جاد يف طلبه للعلم والبحث يف قضاياه‪ ،‬وقد أثمرت جهوده‬
‫يف تأليف عشر مؤلفات مطبوعة مختلفة األحجام‪ ...‬كما له سلسة مطويات دعوية بعنوان‬
‫(يف طريق اإلصالح)‪ ،‬صدر منها ثالثـة وستون عد ًدا‪ ،‬كما له موقع خاص على النت‬
‫يحمل اسم (يف طريق اإلصالح)‪ ،‬كما أنه مشتغل بالتدريس والخطابة يف المساجد منذ‬
‫‪ 1413‬أي ‪ ،1993‬ابتداء من العاصمة ثم بليدة وبني مسوس وغير ذلك)‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫وذكرت يف‪( :‬اإلعالن بالتوبيخ على الحدادي مزيف التاريخ)‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫(وكان يو ًما حزينًا على السلفيين‪ ،‬سعيدً ا على القطبيين والمليباريين)‪.‬‬
‫وأزيد اآلن تفسيرا لتلك الجملة لم أذكره سابقا‪ :‬وهو أن أتباع حاج عيسى‬
‫الذين حضروا المناقشة‪ ،‬بعد خروجهم من القاعة قالوا لنا يف وجوهنا‪ ،‬وهم‬
‫يف غاية السعادة‪( :‬موتوا بغيظكم)‪ ،‬ولم نجد ما نرد به عليهم‪ .‬وأما حاج عيسى‬
‫نفسه؛ فال تسل عن مقدار سعادته‪.‬‬
‫فهل وقع مثل ذلك يف مشاركة الشيخ سليمان يف ندوة المغرب؟!‬
‫‪ -6‬الشيخ فركوس يفتي للنساء بجواز الدراسة يف الخروبة مع وجود‬
‫االختالط‪ ،‬ويعلل بأن دراسة الضروري من الشريعة واجب عليهن‪ ،‬فهل اآلن‬
‫ومع وجود وسائل الدراسة عن بعد أصبحت توجد ضرورة ألن تلتحق المرأة‬
‫بجامعة مختلطة‪ ،‬وتجتمع فيها بالرجال‪ ،‬وتدرس العقيدة األشعرية فيهـا‪،‬‬
‫وتجتمع بالمدرسين األشاعرة والمدرسات األشعريات؟!‬
‫‪ -7‬الشيخ يفتي بعدم جواز عمل المرأة (إال للحاجة أو الضرورة على وجه‬
‫للسرت والحياء‪ ،‬وتارك ًة للزينة‬
‫االستثناء‪ ،‬فتخرج بالضوابط الشرعية‪ :‬مالزم ًة َّ‬
‫والطيب‪ ،‬متحاشي ًة االختالط بالرجال األجانب والخلوة هبم ونحو ذلك)(‪،)1‬‬
‫وقد ثبت عنه أنه جلس ضمن لجنة مناقشة الرسائل الجامعية ومعه مناقشة‪،‬‬
‫وتكرر ذلك منه‪ ،‬فكـان الواجب عند من شنع على الشيخ سليمان‪ :‬أن يطالبوا‬
‫الشيخ أال يجلس مع لجنة يف عضويتها امرأة‪ ،‬فإن أوجدوا العذر له بأنـه يـرى‬
‫أن المـرأة هـي اآلثمـة‪ ،‬وأنه ال يأثم‪ ،‬كمـا يقـرره‪ ،‬فليوجدوه للشيخ سليمان‪،‬‬
‫فركوسا على‬
‫ً‬ ‫وقد ذكر عذره يف التغريدة‪ ،‬فإنه ليس كـل العلماء يوافقون الشيخ‬
‫قديما على أحد كبار‬
‫ما رآه من التفريق يف مسألة االختالط‪ ،‬وقد عرضت رأيه ً‬
‫العلماء؛ فلم يوافقه على ذلك‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬انظر الفتوى رقم (‪ )270‬على موقع الشيخ فركوس بعنوان‪( :‬يف حكم خروج المرأة‬
‫للعمل عند مقتضى الحاجة)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪44‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اتهامات أخرى من الشيخ‬


‫فركوس في حق الشيخ سليمان الرحيلي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اتهام الشيخ فركوس للشيخ سليمان أنه قصده‬
‫بكلمة نابية‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬ما نقـل عـن الشيــخ فـركــوس فــي ذلك‪:‬‬
‫نشر عرب وسائل التواصل بتاريخ‪1444/11/4 :‬هذا المنشور‪:‬‬
‫(تصويب من بعض طلبة الشيخ لمنشور‪ :‬لقد بلغنا ما نشره األخ عبد الرحيم‬
‫مديوين‪ ،‬من جواب للشيخ فركوس ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬بالجامعة يـوم األربعاء‬
‫ناقص ا‪ ،‬وكان من شرط‬
‫ولما وجدنا النقل ً‬
‫السابق ‪ 4‬ذو القعدة ‪1444‬هـ‪ّ ،‬‬
‫الشيخ يف نقـل كالمـه‪ :‬الضبط والفـهم‪ ،‬وكنّا ممـن حضـر مجلـس الشيـخ‪،‬‬
‫وق َّيدنا كالمه‪ ،‬أحببنا أ ّن نصوب الجواب المنقول عن الشيـخ‪ ،‬ليفهم علـى‬
‫وجهه الصحيح‪ .‬واهلل الموف ق والهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬شيخنا أحسن اهلل إليكم‪ ،‬انتشر يف اآلونة األخيرة من اإلخوة الذين‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫انتقاص وازدرا ٌء يف من خالفكم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يأخذون باألدلة التي وفقكم اهلل لها‬
‫يف المسائل الثالثة‪ ،‬شيخنا تعلمنا منكم ‪-‬حفظكم اهلل‪ّ -‬‬
‫أن القائل مهما علت‬
‫منزلته إذا كان قوله لم يبن على دلي ٍل تحفظ كرامته ويضرب قوله عرض‬
‫الحائط‪ ،‬ولكن الغلط الواقع من اإلخوة أهنم يتتبعون عثرات المخالف حتى‬
‫شهروا به‪ ،‬وازدروا علمه‪ ،‬وتنقصوا منه‪.‬‬
‫يخطأ‪ ،‬إذا أخطأ َّ‬
‫فهـل مـن نصيحـة ‪-‬أثابكم اللـه‪ -‬للذيـن يسلكـون هـذا الطريـق‪ ،‬أفيدونـا‬
‫خيرا‪.‬‬
‫مأجورين‪ ،‬وجزاكم اهلل ً‬
‫ال فقط!! هـؤالء اإلخـوة هـم الذيـن ابتدؤوا أ ّم ّ‬
‫أن‬ ‫الجواب‪ :‬أسأل سؤا ً‬
‫تصرفاهتم جاءت كردة فعل؟ جاءت كردة فعل‪ ،‬ولم يبتدؤوا‪ ،‬ولكن الطرف‬
‫َّ‬
‫ستخف باألدلة‪ ،‬وبمن ذكرها‪ ،‬ولربما سماه بغال بدال من أن‬ ‫اآلخر الذي ا‬
‫ُيسمى بعال‪ ،‬وقال فيه كذا وكذا‪.....‬الخ‪ ،‬فأدى ذلك إلى ردة فعل من الذين ال‬
‫‪45‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫يريدون الباطل وال يحبونه‪ ،‬وال يصربون على هذه األمور‪ ،‬وأنا شخص ًّيا لم‬
‫أن الذي يظلم فإن الل تعالى يعاقبه‪ ،‬الذي‬
‫أرد على هذه األشياء‪ ،‬ألين أعرف ّ‬
‫يريد أن ير َّد األصل أنه يراعي األدب يف الجواب على المسائل‪ ،‬ويراعي س َّن‬
‫الرجل وعلمه وأدبه و‪...‬الخ‪ ،‬ويرد ر ًّدا علم ًّيا بعيدً ا عن الهوى‪ ،‬مجر ًدا عن‬
‫شخصا ال يجيب شي ًئا عن المسألة‪ ،‬ثم ينفض الغبار ويحيد‬
‫ً‬ ‫الظلم‪ ،‬أ َّما أن تجد‬
‫عن المسائل‪ ،‬معنى ذلك أنَّه وقع يف الظلم‪ ،‬وهذا الظلم عاقبته هذه األشياء‪،‬‬
‫أي ما قد ذكر يف السؤال من تصرف اإلخوة‪ ،‬فتجد الناس بعد ذلك يتحينون‬
‫الفرص‪ ،‬فينتظرون متى َيصدر منـه شي ٌء مـن جنس ما رمى بـه الغيـر حتى‬
‫ُيصدروا ر َّدة ٍ‬
‫فعل‪ ،‬ويبقى هؤالء يتبعونه حتى ُينسى‪ ،‬فهذا نتيجة الظلم‪ ،‬وهؤالء‬
‫ال تدري لعل الل تعالى َقيضهم لهذه األمور‪ ،‬هل نعارضهم؟؟‬
‫ّ‬
‫والحق هل نعارضه ونمنعه؟؟؟ أبدا‪ ،‬نعم ُر َّبما تمنع‬ ‫ّ‬
‫بالحق‪،‬‬ ‫هم جاؤوا‬
‫ّ‬
‫الحق ال نعارضه‪ ،‬وهذا الهجوم‬ ‫الصفة إذا كان فيها هجو ٌم ونحو ذلك‪ ،‬لكن‬
‫كما هو معلوم يف القاعدة الفيزيائية‪« :‬لكل فعل ردة فِعل‪ ،‬تساويه يف القوة‪،‬‬
‫قوية‪ ،‬فكانت ردود‬
‫وتعاكسه يف االتجاه»‪ ،‬هو حين جاءت الردود من جهته َّ‬
‫اإلخوة كذلك‪.‬‬
‫جواب عن السؤال إذا كنت تقصد فال ًنا أو عال ًنا‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫فهذا‬
‫مجلس األربعاء ‪ 4‬ذو القعدة ‪1444‬ه بجامعة الخروبة)‪ .‬اهـ‬
‫ملخص كالم الشيخ فركوس‪:‬‬
‫‪ -‬أن الشيخ سليمان استخف باألدلة‪ ،‬وقال عنه (بغل)‪ ،‬بدل أن يناقشه‬
‫علم ًّيا‪.‬‬
‫‪-‬أن هناك من يتحين الفرص ليسقط الشيخ سليمان كنتيجة لردة الفعل عما‬
‫ذكره من موضوع (البغل)‪.‬‬
‫فركوسا ال يعارضهم يف ذلك؛ ألهنم على حق‪ ،‬ولعل اهلل أن‬
‫ً‬ ‫‪-‬أن الشيخ‬
‫يكون قد قيضهم لذلك‪ ،‬وربما يعرتض على الصفة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪46‬‬
‫الـمـطلب الثـانـي‪ :‬منـاقشـة كـالم الـشيـخ فـركـوس‪:‬‬
‫َّ‬
‫ستخف باألدلة‪ ،‬وبمن ذكرها‪،‬‬‫قول الشيخ‪( :‬ولكن الطرف اآلخر الذي ا‬
‫ولربما سماه بغال بدال من أن ُيسمى بعال)‪:‬‬
‫أوال‪ :‬منشأ هذه التهمة‪ :‬تغريدة لشيخنا‬
‫الرحيلـي‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬حملهـا المفرتون‬
‫فركوسا‪ ،‬وأول‬
‫ً‬ ‫على أنه يقصد هبا الشيخ‬
‫من رأيتـه فعل ذلك قناة التلجرام المسمـاة‬
‫زورا‪( :‬تبييـن الحـقائـق)‪.‬‬
‫ً‬
‫وحينها راسلت يطو بما كنت أظنه غير جازم به؛ من أن الشيخ سليمان استفاد‬
‫منتشرا‪ ،‬وأنه لم يذكر أصال موضوع سفر المرأة بال محرم‪ ،‬وكنت‬
‫ً‬ ‫من مقطع كان‬
‫فركوسا بذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫أؤمل منه أن يـزجـر أصحاب القنـاة‪ ،‬وأن يبلغ الشيخ‬
‫ثـم بـتـاريـخ‪ 1444/10/30 :‬غـرد‬
‫الحـدادي المربقـع بالتغريـدة المرفـقة(‪.)1‬‬
‫وبـعـدهـا بـأربـعـة أيـام؛ أي بـتـاريـخ‪:‬‬
‫‪ 1444/11/4‬تكلم الشيخ فـركوس عن‬
‫الموضوع يف الجامعة بالكالم المتقدم نقله‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬سألت شيخنا الرحيلي عمن يقول إنه قصد الشيخ‪ ،‬فقال‪ :‬لم أقصد‬
‫فركوسا‪ ،‬ولم أقصد أحدً ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الشيخ‬
‫ثم سئلت عن الكالم الذي نقل عن الشيخ فركوس (أي الذي نشره‬
‫مديوين)‪ ،‬برسالة واتس‪ ،‬فأجبت بما أجابني به الشيخ سليمان‪.‬‬
‫ولو عرضت تغريدة الشيخ سليمان على أي منصف؛ ألنكر أن يكون‬
‫فركوسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضال أن يقصد الشيخ‬
‫شخصا معينًا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫الشيخ سليمان قصد‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬وانظر مناقشته فيها يف (بطر الحق عند الحدادي المربقع)‪ ،‬و(اإلعالن بالتوبيخ)‪ ،‬وهو مصر على‬
‫تثبيتها إلى الساعة‪ ،‬ومصر على اهتامه للوزير بأنه يقصد بكالمه العلماء‪ ،‬مع أنني نقلت له تغريدته‬
‫التي بين فيها أنه لم يقصدهم‪ ،‬فقد غرد عن الوزير‪ ،‬وقال يخاطبني‪( :‬وطعنه فيمن حرم صور‬
‫الملوك واالحتفال باليوم الوطني باطل‪ ،‬وهو يشمل أئمتنا وعلماءنا قصدهـم أو لـم يقصدهم‪،‬‬
‫فعليه أن يتوب إلى الل من تجويزه هاتين المعصيتين أوال‪ ،‬ومن طعنه ثان ًيا‪ ،‬وأنى له ذلك وقد وجد‬
‫من يدافع عنه بالباطل من أمثالك من المميعة المتزلفين)‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫فيطالب الوزير على المإل بالتوبة من أمر تربأ منه‪ ،‬ثم يجزم أنه لن يتوب!! نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫قول الشيخ‪( :‬فتجد الناس بعد ذلك يتحينون الفرص‪ ،‬فينتظرون متى َيصدر‬
‫منه شي ٌء من جنس ما رمى به الغيـر حتى ُيصدروا ر َّدة ٍ‬
‫فعل‪ ،‬ويبقى هؤالء يتبعونه‬
‫حتى ُيـنسى)‪ .‬أي حتى يسقـط‪ ،‬وهـذا ما نـراه مـن هـذه القنـاة ومـن الحدادي‬
‫المربقع ومن بقية العصابة؛ فإهنم ال يفرتون عن متابعة الشيخ سليمان‪ ،‬بسبب‬
‫موقفه من فتاوى اإلنكار العلني خاصة‪ ،‬ثم ينتظرون هم والشيخ فركوس من‬
‫الوالة أن يقتنعوا بالضوابط التي وضعها الشيخ لإلنكار العلني‪.‬‬
‫والذي علمته ‪-‬كما تقدم‪ -‬ممن كان مقر ًبا من محيط الشيخ فركوس قبل‬
‫أكثر من سنة‪ :‬أنه هناك مخط ًطا إلسقاط الشيخ سليمان منذ أن أفتى يف مسألة‬
‫التباعد‪ ،‬وقد قا ل الشيخ فركوس حينها‪ :‬الشيخ سليمان يشوش علينا‪ .‬وأن‬
‫طريقتهم هو اإلسقاط بالطعن المتدرج‪.‬‬
‫‪‬‬
‫أن الذي يظلم‬‫قول الشيخ‪( :‬وأنا شخص ًّيا لم أرد على هذه األشياء‪ ،‬ألين أعرف ّ‬
‫فإن الل تعالى يعاقبه)‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ذكر الشيخ أنه لم يرد (شخص ًّيا)‪ ،‬ثم رد هبذه الطريقة‪ ،‬فهل زالت العلة‬
‫التي جعلته ال يرد ساب ًقا؟! وهي أنه يعرف أن الذي يظلم فإن اهلل تعالى يعاقبه‪.‬‬
‫عرض الشيخ فـركـوس بأن الشيخ سليمـان ظـلمـه‪ ،‬وليس فـي كـالمـه‬ ‫ثانيا‪َّ :‬‬
‫‪-‬كما تقدم‪ -‬أدنى دليل على أنه قصده بكلمة (بغل)‪ ،‬فليس ههنا إال الظن الذي‬
‫هنى اهلل عنه ورسوله‪ ،‬وهذا المقام البد فيه من التثبت والتحري الشديد‪ ،‬وخاصة‬
‫من مثل الشيخ يف أن يتكلم يف شيخ يستطيع أن يتواصل معه‪ ،‬ويسأله عن قصده‬
‫لما يأيت من يسيء األدب مع الشيخ سليمان‪،‬‬ ‫إن كان شاكَّا فيه‪ ،‬ثم بعد ذلك َّ‬
‫الب على الفطرة استنكروا ذلك التصرف؛‬ ‫ويسأل الشيخ فركوس عن ذلك من ط ٍ‬
‫يجيبهم الشيخ‪ ،‬ويربر للطاعنين فعلهم بقاعدة فيزيائية‪« :‬لكل فعل ردة فعل‪،‬‬
‫أمرا‪،‬‬
‫تساويه يف القوة‪ ،‬وتعاكسه يف االتجاه» ‪ ،‬وأهنم على الحق‪ ،‬ويزيدهم ً‬
‫(‪)1‬‬

‫فيعرض بأن الشيخ سليمان ظلمه‪.‬‬


‫(‪ )1‬من القواعد التي يستشهد هبا الشيخ يف بعض المرات‪ :‬قاعدة (دعه يعمل دعه يمر)‪ .‬ومن‬
‫ذلك ما ذكره ضمن فتوى بتاريخ‪( :1440/4/15 :‬قال الشيخ األلباين‪[ :‬طالب العلم‬
‫لو أتيته بدليل واحد لشكرك عليه‪ .‬وأما أهل البدع لو تأتيه بألف دليل فال يرجعون]‪،...‬‬
‫فال تشغل نفسك به‪ ،‬وإال فتبقى يف حلقة مفرغة تدور‪ .‬دعه يعمل دعه يمر‪ .‬كما قال جون‬
‫ستيوارت ميل‪ ،‬وهو مبدأ تكريس الرأسمالية‪ .‬فنحن مطالبون بالعمل‪ ،‬والمضي إلى‬
‫الصراط المستقيم)‪ .‬اهـ كالمه‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪48‬‬
‫قول الشيخ‪( :‬وهؤالء ال تدري لعل الل تعالى َقيضهم لهذه األمور‪ ،‬هل‬
‫نعارضهم؟؟)‪.‬‬
‫هذه هي القاعدة التي يراها الشيخ‪ :‬أن من يدافعون عنه فإنه ال يعارضهم‪ ،‬وال‬
‫بأس يف ذلك‪ ،‬طالما يرى أن ما كتبوه هو الحق‪ ،‬ولكن الذي فيه البأس ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬قد علم الناس التزكيات التي كان يقولها الشيخ فركوس يف الشيخين جمعة‬
‫ولزهر‪ ،‬وكانت يف وقت كان الشيخ يرى أن عليهم مالحظات كثيرة تستحق‬
‫التحذير منهما‪ ،‬ولكن الوقت لم يكن حينها مناس ًبا ألهنما كانا يدافعان عنه(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬من كان مقر ًبا من الشيخ‪ ،‬ثم رأى الشيخ أنه انحرف‪ ،‬فأبعده‪ ،‬فإن الالزم‬
‫أن يبين حاله؛ ألن األصل عند الناس أن هؤالء مقربون من الشيخ‪ ،‬وقد ينخدع‬
‫هبم البعض استصحا ًبا لحالهم‪ ،‬كما وقع لي شخص ًّيا مع أحدهم‪.‬‬
‫وهذا محب العلم؛ رماه الشيخ بتهمة لو صحت لكانت قادحة يف عدالته‪،‬‬
‫وهو بريء منها‪ ،‬ولو ذكر الشيخ التهمة لكان ح ًّقا على من يقلده ‪-‬وهم يثقون‬
‫يف أحكامه‪ ،‬وال يطلبون دليال عليها‪ -‬أن يطرحوا محب العلم‪ ،‬وال يلتفتوا إلى‬
‫ما يكتبه‪ ،‬لكن الشيخ أبعده‪ ،‬ولم يحذر منه‪ ،‬بل لم يعرف باإلبعاد إال المقربون‬
‫منه‪ ،‬ومحب العلم ال زال على سيرته األولى‪ ،‬والناس تظن أن العالقة السابقة‬
‫ال زالت على حالها‪.‬‬

‫(‪ )1‬قلت يف (إيقاف الخيرة)‪ ،‬ص ‪( :2‬حدثـنـي أحـد إخوانـي الثـقـات‪ ،‬وهـو مـن محبـي‬
‫الشيخ فـركـوس إلـى الساعة‪ :‬أن بعض طلبـة الـعلـم مـن (المـديـة) أحضر للشيخ‬
‫فركـوس قائمـة فيها انتقادات على الشيخين جمعة ولزهـر‪ ،‬فقال لهم السائق ‪-‬وكان‬
‫حاضرا‪ -‬إن الشيخ يعلم عنهمـا أضعـاف مـا ذكرتم‪ ،‬ولكنه اآلن يـرى أن‬ ‫ً‬ ‫محدثي‬
‫المصلحـة أال يتكلم فيهمـا؛ ألهنما من يدافع عنه ضد جماعـة اإلصالح‪ ،‬وسيأيت الوقت‬
‫الذي يتكلم فيهمـا)‪.‬‬
‫وأزيد هنا أمورا أخرى تؤكد ما تقدم‪:‬‬
‫فركوسا‬
‫ً‬ ‫حدثني أحد اإلخوة الثقات أن فالنًا (وأنا أعرفه جيدً ا) حدثه؛ أنه سأل الشيخ‬
‫لما جاء إلى الجزائر عامله بحفاوة‪ ،‬كيف‬ ‫فقال‪ :‬الشيخ جمعة حذر من العتيبي‪ ،‬ثم َّ‬
‫ذلك؟ قال‪ :‬هذه سياسات!!‬
‫قديما على وجه االنتقاد‪ :‬إن الشيخ جمعة تكلم فيه العربي‬ ‫‪-2‬قال لي الشيخ فركوس ً‬
‫بكلمة‪ ،‬فر َّد عليه بعدة مقاالت!!‬
‫‪-3‬كان الشيخ فركوس إلى ثمان سنين تقري ًبا ال يرتضي الشيخ جمعة‪ ،‬ويحذر بعض‬
‫وتأثيرا على الشباب‪.‬‬
‫ً‬ ‫خواصه منه‪ ،‬ويصفه بأنه خطيـر‪ ،‬ويرى أنه منافس له‪ ،‬وأن له شعبية‬
‫والوقائع الثالثة األخيرة أول مرة أذكرها‪ ،‬وحتى الشيخ جمعة لم أذكرها له‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫ومثله الكاتب مع الشيخ يف مجلة (التذكرة)‪ ،‬فإن الشيخ أبعده عنه قبل‬
‫سنوات طويلة‪ ،‬ولكن طالما ال يزال يدافع عنه؛ فال بأس أن يكتب معه يف‬
‫مجلة واحدة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬اتهام الشيخ فركوس للشيخ الرحيلي؛ أنه‬
‫يتكلم فيه بناء على ما يوصله إليه أحد تالميذه‪:‬‬
‫الـمطلب األول‪ :‬مـا نـقـل عـن الـشيــخ فـركــوس فــي ذلك‪:‬‬
‫سئل الشيخ فركوس بتاريخ‪ 1444/3/22 :‬الموافق‪2022/10/18 :‬‬
‫عن قول الشيخ سليمان الرحيلي عنه‪( :‬مدخول عليـه) أو (فتاويـه مدخولـة)‪،‬‬
‫فأجـاب‪( :‬هذا بحسب ما ينقل إليه‪ ،‬والذي ينقل هـو بالل عدّ ار‪ ،‬وهـم الذيـن‬
‫يعـطونـه التـعليمـات من هنا‪.)1()..‬‬
‫‪‬‬
‫الـمـطلب الثـانـي‪ :‬منـاقـشـة كـالم الشيـخ فـركـوس‪:‬‬
‫لما تكلم عني الشيخ فركوس يف رمضان ‪ ،1443‬أرسلت له أخي‬ ‫أوال‪َّ :‬‬
‫عبد الغني ليتأكد منه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ ،‬وكان مما ذكره ألخي أن من أدلته‪:‬‬
‫أنه عنده شهود رأوين أذهب للشيخ سليمان الرحيلي!! (‪.)2‬‬
‫ٍ‬
‫بشهر‪،‬‬ ‫مجلسا بعد كالم الشيخ‬
‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬عقد يطو ‪-‬تلميذ الشيخ فركوس‪-‬‬
‫ومما كان يف المجلس‪ :‬أن تـكـلـم عـن الـتـخـطيـط‪ ،‬وأن الـسلـفيـة ليـس فيـهـا‬
‫ذلك‪ ،‬وذكـر أنـهـم يستعملـون التخـطيـط‪ ،‬فيعينـون خمســة‪ ،‬وهـم بـدورهم‬
‫يـعينـون خمـسـة‪ ،‬ويتصلون يف وقت واحد على الشيخ سليمان‪ ،‬ويتكلمون يف‬
‫مسألة واحدة متعلقة بالشيخ فركوس‪ ،‬فيصدقهم الشيخ سليمان‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫الشيخ سليمان ممكن تصله ثالثمائة مكالمة يف وقت واحد‪ ،‬فيصدقهم‪.‬‬
‫خصني بالذكر دون‬
‫فناقض بذلك كالم الشيخ فركوس المتقدم‪ ،‬الذي َّ‬
‫العدد الذي ذكره يطو‪ ،‬والذي يجاوز حد التواتـر بمراحل!!‬
‫ثالثا‪ :‬م ن المعلوم أن ما تكلم به الشيخ سليمان لم يكن من األسرار حتى‬
‫يقول الشيخ إنه يتكلم بناء على ما أنقله له‪ ،‬فتلك المسائل منشورة يف وسائل‬
‫(‪ )1‬نشر عرب وسائل التواصل‪ ،‬كتويرت وغيره‪.‬‬
‫(‪ )2‬سيأيت تفضيل ذلك ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬يف (إنارة الفانوس على اهتامات الشيخ فركوس)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪50‬‬
‫التواصل يعرفها العام والخاص‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬غرد الشيخ سليمان بسلسلة‬
‫تـغـريـدات ومـن ضمـنهـا الـتـغـريـدة‬
‫المرفـقة‪ ،‬والشيخ فـركـوس اهتمنـي أن‬
‫الشيـخ جمعـة يـؤزنـي ألذهب للشيخ‬
‫سليمان‪ ،‬وأنقل له األخبار‪.‬‬
‫وهو لم يذكره باالسم‪ ،‬وقد ذكره ألخي عبد الغني(‪ ،)1‬ونفيت ذلك حينها‬
‫على وجه اإلجمال‪ ،‬ولم أذكر الشيخ جمعة‪ ،‬وإلى اآلن لم أسمع من الشيخ‬
‫فركوس تراج ًعا يف حق األطراف الثالثة‪.‬‬
‫وتقدم أن الشيخ تكلم عن الظـلم‪ ،‬ومع أنـي دافـعت عـن نـفسي بألفـاظ‬
‫مناسبة‪ ،‬فقلت‪( :‬هذا الكالم غير صحيح البتة‪ ،‬وهو على حسب ما ينقل للشيخ‬
‫فركوس)‪ ،‬ثم بعد ذلك تغريدة الشيخ سليمان التي نفى فيها أي اتصال مع‬
‫عما قاله ال علنًا وال‬
‫الماشيخ ال مباشرة وال بواسطة‪ ،‬إال أن الشيخ لم يعتذر ًّ‬
‫طرا‪،‬‬
‫كبـرا وب ً‬
‫سرا‪ ،‬وهذا تلميذه والمقرب منه يطو رد تغريدة الشيخ سليمان‪ً ،‬‬
‫ًّ‬
‫ويصر أنني وسيط بين الشيخين الرحيلي وجمعة(‪.)2‬‬
‫مهما‪ ،‬فقد‬
‫أمرا ًّ‬
‫ناقصا‪ ،‬وأخفى ً‬
‫خامسا‪ :‬من نشر كالم الشيخ فركوس نشره ً‬
‫كلفت أخي عبد الغني أن يتواصل مع (السائق)‪ ،‬ليتأكد من صحة المنشور‪،‬‬
‫أيضا ‪-‬أي‬
‫حاضرا‪ ،‬وقال ً‬
‫ً‬ ‫فتواصل معه‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬الشيخ قال ذلك‪ ،‬وكنت‬
‫أيضا‪ -‬نطويه‪.‬‬
‫الشيخ فركوس‪ :-‬كما أن الشيخ سليمان طوى الموضوع نحن ‪ً -‬‬
‫ولكنهم لم ينشروا ذلك‪ ،‬ألنه ال يخدمهم‪ ،‬فهم يريدون أن تستمر الحروب‬
‫وال تتوقف‪ ،‬ألن رايتهم ال تظهر وال تستمر إال هبا‪ ،‬نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(‪ )1‬سيأيت تفصيل ذلك ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬يف (إنارة الفانوس)‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪( :‬إبطال لمزات يطو وبعض إلزاماته)‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪51‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬

‫الفصل الثالث‪ :‬اتهامات متنوعة في حق الشيخ‬


‫سليمان من طرف القناة التي أحال عليها الشيخ فركوس‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬مناقشـة الـمقال الـذي أحـال عليه الشيـخ فـركـوس‪:‬‬


‫فركوسا أحال على قناة (تبيين الحقائق)‪ ،‬وهي قناة طعانة يف‬
‫ً‬ ‫تقدم أن الشيخ‬
‫الشيخ سليمان‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬ولها عدة مقاالت يف ذلك‪.‬‬
‫والمقال الذي أحال عليه الشيخ فركوس هو بعنوان (مالحظات على صوتية‬
‫لـ [الشيخ] سليمان الرحيلي)‪ ،‬وقد ناقشت المسائل المتعلقة باإلنكار العلني يف‬
‫وأجلت‬
‫الجزء السابع من شبهات تدور حول اإلنكار العلني على والة األمور)‪َّ ،‬‬
‫مناقشة ما يتعلق بالشيخ سليمان إلى هذا البحث‪.‬‬
‫لما جالس أهل البدع من‬
‫ومما فيه‪( :‬رابعا‪ :‬لم نر من [الشيخ] الرحيلي توبة َّ‬
‫الصوفية واألشاعرة‪ ،‬ولما أثنى عليهم وآكلهم وأخذ صورا تذكارية معهم‪،‬‬
‫وهذه مخالفة صريحة ألصل من أصول المنهج السلفي ‪-‬كما ُيظهر‪ -‬أن يبدأ‬
‫بإصالح نفسه وينهاها عن غ ّيها بإحداث قواعد باطلة ونشر الكذب والتلبيس‬
‫والطعن بالباطل يف علماء األمة وجهابذتها أمثال الشيخ فركوس ‪-‬حفظه الل)‪.‬‬
‫أيضا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقدم نقض ما يتعلق هبذا الكالم‪ ،‬ويقال ً‬
‫من عجائب كتاب هذه القناة أهنم يرمون الشيخ سليمان هبذه األمور‪ ،‬وهم‬
‫وقعوا يف أشد من ذلك‪ ،‬فقد نقـلوا ثريدً ا لمتعالم مغرور‪ ،‬تسلق عرب وسائل‬
‫التواصل‪ ،‬يتسلط منها على الشيخ سليمان وغيره بالفجور‪ ،‬يرمي غيره‬
‫بالتمييع وهو غارق يف التضييع‪.‬‬
‫وكان من خربه‪ :‬أنه ذهب ينقل يف اإلنكار العلني عن األشعري العز بن‬
‫عبد السالم ضمـن كـالم لـه فـي موضع كـان يقـرر فيـه عقيدة األشاعـرة فـي‬
‫كالم اهلل‪ ،‬وينتصر لها!! ويرد على الحنابلة ‪-‬وهو ينبزهم ويسميهم الحشوية‪-‬‬
‫ر ًّدا شني ًعا!!‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪52‬‬
‫زد على ذلك أن كالمه الذي نقله عنه كان ضمن ٍ‬
‫سرد لواقعة نتج عنها فيما‬
‫ذكر تغيير عقيدة ولي األمر‪ ،‬وهو الملك األشرف!! فبعد أن كان على عقيدة‬
‫السلف أصبح يناصر العقيدة األشعريـة‪ ،‬وقـد كتب العـز إليـه يؤلبـه علـى‬
‫الحنابلة‪ ،‬وحصل بذلك بالء شديد على أهل السنة‪.‬‬
‫وزد إلى ذلك أن كل ما تقدم ذكره كان النقل فيه عن كتاب لتاج الدين‬
‫السبكي‪ ،‬وهو أشعري‪ ،‬معروف بعدائه الشديد لعقيدة السلف‪ ،‬وعدائه الشديد‬
‫لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬تب ًعا لوالده تقي الدين السبكي!!‬
‫وقد نشروا ثريده من غير إشارة إلى اسمه‪ ،‬فيكونون بذلك قد أقروه على‬
‫ذلك ووافقوه عليه‪.‬‬
‫فيا هؤالء‪ ،‬تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم‪ ،‬فإن حاججناكم إلى فِعلكم‬
‫لم نكن قد سعينا يف ظلمكم‪ ،‬إال إن كانت قواعد المنهجِ تذهب طورا ِ‬
‫وتجي‪.‬‬
‫فلئن شارك الشيخ سليمان مع بعض متأخري األشاعرة يف أيام معدودة؛‬
‫فقد نقلتم عن بعض أسالفهم ومراجعهم يف مسألة سلفية؛ عليها القلوب‬
‫معقودة‪ ،‬وتستمر ألزمنة ممدودة!!‬
‫ولئن ذكرتم أن الشيخ سليمان ينشر الكذب والتلبيس والطعن يف (علماء‬
‫األمة وجهابذهتا)؛ فهذا العز بن عبد السالم طعن يف الحنابلة ‪-‬وهو ينبزهم‬
‫ويسميهم الحشوية‪ -‬ور َّد عليهم ر ًّدا شني ًعا‪ ،‬وأنتم تنقلون عنه‪.‬‬
‫ولئن شنعتم على الشيخ سليمان ‪-‬يف موطن آخر‪ -‬أنه شارك بأمر من ولي‬
‫األمر‪ ،‬وأنه ال طاعة لمخلوق يف معصية الخالق؛ فقد نقلتم عن العز يف موطن‬
‫تغيرت فيه عقيدة ولي األمر‪ ،‬وحصل بذلك بالء شديد على أهل السنة‪.‬‬
‫ولئن قلتم‪ :‬لم نر من الشيخ سليمان الرحيلي توبة من مخالفة أصل من‬
‫أصول المنهج السلفي؛ فلم نـر منكم توبة كذلك يف أصل معروف؛ وهو ترك‬
‫األخذ عن أرباب المبتدعة‪ ،‬ويف مسألة عقدية سلفية‪ ،‬أفعدم األخذ عن أهل‬
‫السنة حتى يلجأ إلى أهل البدعة؟!! أم أن الغاية تربر الوسيلة؟!!‬
‫‪‬‬
‫‪53‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫قولهم‪( :‬ويف الختام‪ ،‬منذ متى كان الرحيلي مرجعا للسلفيين يف مسائل‬
‫المنهج؟ فقديما لم يكن السلفيين يرجعون إليه بل كانوا يحذرون من منهجه‬
‫التمييعي وعلى رأسهم الشيخ ربيع ‪-‬حفظه الل‪ ،-‬وإنما أظهره الصعافقة‬
‫الجدد ألنه وافق هواهم وخدم مخططهم)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬لمخالفهم أن يقول‪ :‬ومتى كان الشيخ فركوس مرج ًعا يف مسائل‬
‫فقديما لم يكن السلفيون يرجعون إليه‪ ،‬بل هو كان يحيل على غيره‬
‫ً‬ ‫المنهج؟!‬
‫من قديم‪ ،‬بل هو كان يرى ‪-‬كما أخربين قبل أكثر من عشرين عا ًما‪ -‬أن‬
‫والنجمي وعبيدً ا وزيدً ا لهم مدرسة خاصة‪ ،‬وهي مدرسة‬
‫َّ‬ ‫المشايخ ربي ًعا‬
‫الجرح والتعديل‪ ،‬وأن طريقها طريق غير صحيح‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من المعلوم أن التزكية والتحذيـر ال يلتصقان بالشخص مدى الحياة‪،‬‬
‫فركوسا بتزكية لم يسمع بمثلها‪ ،‬وطارت‬
‫ً‬ ‫فهذا الشيخ سليمان كان زكى الشيخ‬
‫جرا‪.‬‬
‫دهرا‪ ،‬ثم اآلن أوسعوه ه ً‬
‫وقتها هبا الركبان‪ ،‬وث َّبتها البعض يف حساباهتم ً‬
‫ومثله الشيخ ربيع؛ فقد أثنى على الشيخ فركوس‪ ،‬ثم طالبه أن يرتاجع عن‬
‫أخطائه‪ ،‬ولم نسمع أنه تراجع‪.‬‬
‫وهذا الشيخ فركوس؛ كان يزكي الشيخ ربي ًعا‪ ،‬ثم رماه أنه يزكي من ال يعرف‪،‬‬
‫وأنه ال يمكن الدخول عليه‪ ،‬وأنك إذا ذهبت إليه فلست أنت تتكلم معه! وإنما‬
‫تتكلم مع ابنه(‪ ،)1‬وأقر الطاعن باهي على طعنه فيه بأنه ضعيف يف الفقه(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬عجيب أمرهم! يقولون إن الشيخ سليمان أظهره من ذكروا‪ ،‬وهم‬
‫يتقوون قبل عدة سنوات‬
‫كثيرا من أنصار الشيخ فركوس كانوا ُّ‬
‫يعلمون أن ً‬
‫بتزكية الشيخ سليمان للشيخ فركوس‪ ،‬وبعضهم ‪-‬كما تقدم‪ -‬ثبتها يف حسابه‬
‫دهرا‪ ،‬ثم يأتون اآلن وينسون ذلك أو يتناسونه‪.‬‬
‫ً‬
‫يتقوون بكالم الشيخ ابن قعود يف مسألة‬
‫أيضا؛ ُّ‬
‫رابعا‪ :‬وعجيب أمرهم ً‬
‫منهجية‪ ،‬ثم يقولون بأن الشيخ سليمان ليس ممن يرجع إليه يف المسائل‬
‫المنهجية‪ ،‬فمتى كان الشيخ ابن قعود مرج ًعا يف هذا الباب؟!! وهل كانوا‬

‫(‪ )1‬من مجلس للشيخ بتاريخ‪.1439/11/21 :‬‬


‫(‪ )2‬انظر تفصيل ذلك يف (نقض مفرتيات باهي)‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪54‬‬
‫يسمعون به من قبل أو يسمعون له!! وغالب من يعرفه إنما يعرفه فقط بأنه‬
‫عضو اللجنة الدائمة‪ ،‬ويوقع مع سماحة الشيخ ابن باز‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬وهل‬
‫الشريط الذي أخذ منه ذلك الكالم من المراجع يف هذا المسائل المنهجية أم‬
‫أن فيه الطوام؟!!‬
‫وال غرابة من فعلهم؛ فقد تقووا بالنقل عن العز بن عبد السالم والغزالي‬
‫يف مسألة عقدية منهجية‪ ،‬على طريقة الغاية تربر الوسيلة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬والطعن بالباطل يف علماء األمة وجهابذتها أمثال الشيخ فركوس‬
‫‪-‬حفظه الل‪:).‬‬
‫أوال‪ :‬يا هؤالء‪ ،‬لكم الحق يف أن تدافعوا عن الشيخ فركوس‪ ،‬لكن ليس‬
‫لكم الحق أن تكذبوا على الشيخ سليمان‪ ،‬فتذكروا أنه يطعن بالباطل يف‬
‫(علماء األمة وجهابذهتا)‪ ،‬فإلن أثبتم أن ما ذكره هو طعن يف الشيخ فركوس‪،‬‬
‫فهال‬
‫ولكم أن تعتقدوا ذلك‪ ،‬فليس لكم أن تعمموا‪ ،‬فإن أقل الجمع اثنان‪َّ ،‬‬
‫ذكرتم من الثاين الذي له وصف (عالم األمة وجهبذها)‪ ،‬وقد طعن فيه الشيخ‬
‫سليمان بالباطل؟‬
‫‪‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مناقشة عدة مواضع من مقاالت أخرى‪.‬‬
‫الـمطـلب األول‪ :‬منـاقـشـة مقـال‪( :‬ال حـاجـة إلـى استـعـداء والة األمـر علـى‬
‫الـشيـخ فـركـوس‪ ،‬يا شيـخ سلـيمـان)‪:‬‬
‫شرحا له‪ ،‬فقالوا‪( :‬لم يكتف‬
‫ً‬ ‫هكذا عنوان المقال‪ ،‬وزادوا يف مقال آخر بعده‬
‫الشيخ الرحيلي بالطعن يف الشيخ فركوس‪ ،‬وذهب إلى أبعد من ذلك‪ ،‬وهو‬
‫تحريض الحكام عليه‪ ،‬كما يف تغريداته األخيرة بقوله عن بعض فتاوى الشيخ‬
‫بأنها فتاوى سياسية‪ ،‬وذكره لفتاوى الجيش والعسكر واإلنكار العلني؛ لتأليب‬
‫الحجة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الحكام عليه‪ ،‬وهذه مصيبة أخرى لمشابهة أهل البدع عند انقطاع‬
‫فيقال‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هذا األمر داخل يف النية؛ فهل اطلعوا على نية الشيخ سليمان‪ ،‬فعلموا‬
‫أنه يريد ذلك؟‬
‫ثانيا‪ :‬هل والة األمر يف الجزائر يتأثرون بكالم عالم من خارجها‪ ،‬وألجل‬
‫كالمه سيعادون مواطنًا جزائر ًّيا؟!!‬
‫‪55‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫فإنه لو فرض أن الشيخ سليمان كتب إلى السلطات الجزائريـة عن الشيخ‬
‫فركوس بكتاب رسمي؛ فإنه من المعلوم أهنا لن تتخذ موق ًفا ضد الشيخ بناء‬
‫على ذلك‪ ،‬ألنه ببساطة هذه مسألة سيادة‪ ،‬والدولة ال تقبل بالتدخل فيها‪،‬‬
‫والشيخ سليمان وكل عاقل يدرك ذلك‪.‬‬
‫فهل هؤالء يدركون ما يكتبون؟! فإن كانوا يعتقدون ذلك فهم س ّذج‪،‬‬
‫وليس لهم أن يتدخلوا يف أمور ال يفقهوهنا‪ ،‬وإن لم يكونوا كذلك؛ فما هم إال‬
‫مكرة‪ ،‬يريدون أن يشنعوا على الخيرة‪ ،‬فيرمون الشيخ سليمان بما يرمي به‬
‫الحزبيون والتكفيريون عادة العلماء إذا ردوا على رموزهم؛ أهنم إنما أرادوا‬
‫استعداء الوالة عليهم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ألم يالحظوا تحريض الشيخ فركوس للطالب ضد الشيخ الرحيلي‪،‬‬
‫لمجرد أن خالفه يف بعض المسائل‪ ،‬فأتى باهتامات لم يقم عليها دليال‪ ،‬وقد‬
‫تقدم ذكرها وإبطالها‪ ،‬حتى كان سب ًبا يف عزوف بعض طلبة العلم عن حلقاته‬
‫يف المسجد النبوي‪ ،‬كما أخربين أحد الطالب‪ ،‬وهذا أثر قد شوهد‪ ،‬ولم يشاهد‬
‫أثر للتحريض المزعوم لوالة األمور على الشيخ فركوس‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬قال الشيخ سليمان الرحيلي ‪-‬وفقه الل‪" :-‬ال أوافق الشيخ فركوس‬
‫يف فتاواه السياسية األخيرة‪ ...‬وأخص فتوى اإلنكار العلني على والة األمور‬
‫وأدعوه إلى العودة الصريحة عنها"‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬قوله‪( :‬ال أوافقه يف فتاواه السياسية األخيرة) بهذا االطالق هذا‬
‫تلبيس‪ ،‬وكأن الشيخ فركوس ‪-‬حفظه الل‪ -‬يفتي يف السياسة‪ ،‬أو أنه منخرط يف‬
‫جمعيات وأحزاب)‪.‬‬
‫فركوسا (يفتي يف‬
‫ً‬ ‫هذا فهمهم السقيم‪ ،‬وهو أن الشيخ سليمان قصد أن الشيخ‬
‫السياسة‪ ،‬أو أنه منخرط يف جمعيـات وأحـزاب)‪ ،‬وهم يـفهمون الكـالم علـى‬
‫هواهم‪ ،‬ثم يجرون عليه لوازم باطلة‪ ،‬فهل كلمة (فتاوى سياسية) تدل على ما‬
‫ذكروه؟! ومقصود الشيخ سليمان واضح‪ ،‬وهو قوله‪( :‬فتاواه السياسية األخيرة)‪،‬‬
‫فيحمل على ما هو يف الواقع‪ ،‬وهي فتاوى‪ :‬صالة الجمعة يف األبنية‪ ،‬والتباعد‪،‬‬
‫واإلنكار العلني‪ ،‬وكلها لها تعلق بسياسة والة األمور‪ ،‬ال بسياسة السياسيين‬
‫والجمعيات واألحزاب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪56‬‬
‫قولهم‪( :‬وفتاوى الشيخ يف اإلنكار العلني فتـاوى فقهيـة بحتـة مبنيـة على‬
‫األدلة من الكتاب والسنة واإلجماع وعمـل الكثيـر مـن الصحابـة‪ ،‬وقـد نـقـل‬
‫اإلجماع يف ذلك إمام الحرمين كما وافق الشيخ الكثير من علماء األمة‪ ،‬فـقول‬
‫الشيخ سليمان دعوى باطلة ال دليل عليه‪ ،‬ومن أمثلة إنكار العلماء المعاصرين‬
‫على الوالة‪ :‬إنكار الشيخ الفوزان ‪-‬حفظه الل‪.)...-‬‬
‫أوال‪ :‬قولهم‪( :‬وفتاوى الشيخ يف اإلنكار العلني فتـاوى فقهيـة بحتـة مبنيـة على‬
‫األدلة من الكتاب والسنة واإلجماع وعمـل الكثيـر مـن الصحابـة)‪ .‬هكذا قالوا‪ ،‬ولو‬
‫رجعوا لموقع الشيخ فركوس لوجدوا أنه وضعها يف صنف الفتاوى المنهجية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ا َّدعوا اإلجماع على جواز اإلنكار العلني على الوالة‪ ،‬هكذا مطل ًقا من‬
‫غير تفريق بين حضور وغيبة‪ ،‬ومعلوم أن الشيخ سليمان إنما عارض قول الشيخ‬
‫يف اإلنكار العلني يف غيبة الوالة‪ ،‬ال فـي حضرهتم‪ ،‬لكن هـؤالء ملبسـة كعادهتم‬
‫‪-‬وعادة غيرهم‪ -‬يف اإلجمال يف مقام التفصيـل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬هل هناك فعال إجماع على اإلنكار العلني على الوالة كما ادعوا ذلك؟!‬
‫صحيحا لكفى اهلل المؤمنين القتال‪ ،‬ولكانوا ردوا به على من‬
‫ً‬ ‫ألنه لو كان ذلك‬
‫يقول إن الشيخ فركوسا خالف أصال من أصول أهل السنة‪.‬‬
‫هم نقلوا اإلجماع عن الجويني‪ ،‬ويقصدون به ما نقله الشيخ فركوس عن‬
‫النووي يف الفتوى األولى (يف حكم اإلنكار العلني على والة األمر)‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫(وقال‪ :‬يف موضع آخر‪« :‬قال العلماء‪ :‬وال يختص األمر بالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر بأصحاب الواليات‪ ،‬بل ذلك جائز آلحاد المسلمين؛ قال إمام الحرمين‪:‬‬
‫والدليل عليه‪ :‬إجماع المسلمين‪ ،‬فإن غير الوالة يف الصدر األول والعصر الذي يليه‬
‫كانوا يأمرون الوالة بالمعروف وينهوهنم عن المنكر‪ ،‬مع تقرير المسلمين إياهم‬
‫وترك توبيخهم على التشاغل باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير والية»)‪.‬‬
‫فركوسا يف كالمه الملتبس‬
‫ً‬ ‫وهم ال يفهمون كالم العلماء‪ ،‬وقد قلدوا الشيخ‬
‫الذي ذكره يف الفتوى‪ ،‬وقد بينت ذلك يف (القراءة) ص ‪ ،15‬وفيها‪( :‬مع أن‬
‫ذكر هذه الكالم خالل شرحه لحديث‪« :‬من رأى منكم منكرا‬ ‫النووي‬
‫قررا لمسألة‪ :‬هل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص‬
‫فليغيره بيده»‪ ،‬م ً‬
‫بالوالة‪ ،‬أو أن آلحاد الرعية ذلك؟ وقرر أن آحاد الرعية داخلون‪ ،‬وهذه مسألة‬
‫‪57‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أخرى‪ ،‬غير مسألة اإلنكار على والة األمور)‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬بعد أن نقلوا اإلجماع المزعوم قالوا‪( :‬كما وافق الشيخ الكثير من‬
‫علماء األمة)؛ فهل كانوا يحتاجون إلى نقل موافقة العلماء للشيخ فركوس بعد‬
‫أن ثبت اإلجماع على ذلك؟!!‬
‫خامسا‪ :‬كعادهتم؛ كذبوا يف نسبة اإلنكار العلني يف غيبة والة األمر لشيخنا‬
‫العالمة صالح الفوزان‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬وتقريره يف المنع أشهر من نار على علم‪،‬‬
‫ونص يف جواب صويت أنه من نسب إليه أنه يقول باإلنكار العلني على الوالة؛‬
‫َّ‬
‫فقد كذب عليه‪ ،‬فهؤالء كذبـة فـي ذلك بنـص كـالم شيخنـا الفـوزان‪ ،‬وال‬
‫يستغـرب منهم هـذه األسـاليب الملتويـة‪ ،‬فـقـد نشـروا ثريـد ذلك المتعـالـم‬
‫المتـقـدم ذكـره‪ ،‬وفيـه الكذب على اإلمامين ابن باز وابن عثيمين‪ ،‬رحمهما اهلل؛‬
‫أهنما يقوالن باإلنكار العلني (يف غيبة) والة األمور‪ ،‬بل كذب على شيخ اإلسالم‬
‫محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬فجعله من ضمن القائلين باإلنكار العلني‪،‬‬
‫وهو إنما يقول باإلنكار السري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬وهذه التخطئة العشوائية ال َيلتفت إليها الشيخ‪ ،‬ألنها بعيدة عن لغة‬
‫العلم‪ ،‬وهي أشبه ما تكون أوامر)‪:‬‬
‫أيضا‪ -‬الذي نقلوه يف اإلنكار العلني ال يلتفت إليه‪،‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجماع العشوائي ‪ً -‬‬
‫وهو بعيد عن لغة العلم‪ ،‬وهو تقليد أعمى لنق ٍل ملتبس‪ ،‬لم يرجعوا إلى أصله‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تكلموا عن لغة العلم‪ ،‬ثم ذكروا أن مطالبة الشيخ سليمان بذلك هي‬
‫أشبه ما يكون بـ (أوامر)‪ ،‬وهو طالبه بالرجوع عن فتوى معلومة وموجودة يف‬
‫كثيرا يف مجالسه‬
‫موقعه‪ ،‬ويظهر أهنم تأثروا بكالم الشيخ فركوس الذي يردده ً‬
‫من أن العلماء يوجهون له أوامر‪.‬‬
‫فقد سئل بتاريخ‪ 1439/11/11 :‬هذا السؤال‪ :‬يقولون لو يأيت الشيخ‬
‫فركوس للشيخ ربيع‪ ،‬حتى يوضح له؟‬
‫فأجاب‪( :‬أنا أعرف الشيخ ربيع إذا وقف موق ًفا! ‪ ...‬مبدئ ًّيا ال أذهب إال إذا‬
‫جاءت تأشيرة‪ ...‬ولو ذهبت فليس آلخذ أوامر)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪58‬‬
‫أصبحت تأتينا‬
‫ْ‬ ‫وقال يف مجلسه بتاريخ‪( :1444/11/8 :‬ثم بعد ذلك‬
‫ولما تعارض تلك األوامر بعد‬
‫أوامر‪ :‬افعل كذا‪ ،‬افعل كذا‪ ،‬يعطونك أوامر‪َّ ،‬‬
‫ذلك يقولون‪ :‬أبى أن يستجيب لكذا‪ ،‬وتكرب‪ ،‬ويصفونك بأوصاف ليست‬
‫فيك‪ ،‬وكل هذا يستخدم يف آلة التجريح)(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬يقال لهؤالء على منطقهم‪:‬‬
‫طالب الشيخ فركوس غيره بالرجوع والتوبة عن بعض االهتامات التي لم‬
‫يقم عليها دليال‪.‬‬
‫وتدخل يف كتابة بيان طلبة العلم بالمدية‪ ،‬كما تقدم ذكره(‪.)2‬‬
‫فهل هذا يدخل يف باب (إعطاء األوامر)‪ ،‬أم ال يدخل؟‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬ونسي الشيخ سليمان أنه قال بأن الشيخ أكبر مني سنًّا وعلما‪ ،‬وأعي‬
‫ما أقـول)‪:‬‬
‫أوال‪ :‬هل كرب السن أو كثرة العلم يمنعان من المطالبة بالرجوع عن الخطإ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يالحظ أن البعض اتخذ من كالم الشيخ سليمان ذريعة كـل مرة‬
‫للطعن فيه‪ ،‬ومن العيب سلوك هذا المسلك المزري‪ ،‬وهذه القناة قد كررت‬
‫هذا الكالم يف أكثر من مقال‪ ،‬واألمر ال يعدو أن الشيخ الرحيلي قاله من باب‬
‫التواضع‪ ،‬ومن أراد أن يعرف ذلك؛ فليسأل الذين درسوا على الشيخ فركوس‬
‫ثم على الشيخ الرحيلي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الذي أشهد به شهادة يعلم صدقها الكثير ممن درس على الشيخ‬
‫فركوس ثم على الشيخ سليمان‪ :‬أن الشيخ سليمان أعلم من الشيخ فركوس‪،‬‬
‫وأن دروس شيخنا الرحيلي فيها التأصيل الذي ال يوجد عند الشيخ فركوس‪،‬‬
‫أقول ذلك القتضاء المقام‪.‬‬
‫واألمر يسي ٌر إدراكه؛ وهو أن الشيخ سليمان توجه لطلب العلم منذ نعومة‬

‫(‪ )1‬المجلس نقل بالفصحى والعامية كما تكلم به الشيخ‪ ،‬وقد تصرفت يف نقل العامية إلى‬
‫الفصحى من غير إخالل بالمعنى‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف ص ‪.19‬‬
‫‪59‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫أظفاره‪ ،‬بخالف الشيخ فركوس فقد توجه له على كرب‪ ،‬والشيخ سليمان درس‬
‫على كثير من العلماء‪ ،‬وأكثر الجلوس لهم‪ ،‬وخالط الكثير منهم‪ ،‬وجالس‬
‫العلماء والدعاة خارج بالده‪ ،‬واحتك يف الجامعة اإلسالمية بالطالب من‬
‫مخت لف جنسياهتم‪ ،‬بخالف الشيخ فركوس؛ فقد درس أربع سنوات فقط‬
‫بالمدينة‪ ،‬وحدثنا أنه أتيحت له فرصة إكمال الماجستير‪ ،‬ولكنه آثر الرجوع‬
‫إلى الجزائر‪ ،‬وذكر أنه كان قليل الجلوس للعلماء‪ ،‬ومخالطته للعلماء تكاد‬
‫تكون معدومة‪ ،‬ومن خالطهم من مشايخ الجزائر كلهم قد َّ‬
‫حذر منهم‪.‬‬
‫وسبب اعتقاد ذلك عند البعض‪ :‬أهنم لم يحضروا إال عند الشيخ‬
‫فركوس‪ ،‬ويذكرين هذا بالشيخ أحمد الشنقيطي‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬فقد جلست عنده‬
‫عام ‪ 1424‬تقري ًبا بالمسجد النبوي‪ ،‬فقال لنا‪ :‬إن الشيخ محمد األمين‬
‫الشنقيطي ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬أعلم من جاء بعد الصحابة والتابعين‪ ،‬وبعد انصرافه‬
‫استنكر بعض اإلخوة كالمه‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬هو يعذرنا يف عدم األخذ بكالمه‪،‬‬
‫ولعلنا نعذره يف ذلك؛ ألنه ربما لم يقرأ إال للشنقيطي‪ ،‬رحمه اهلل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬ولهذا ننصحه باحترام الشيخ وتوقيره و"ليس منا لم يرحم صغيرنا‬
‫ويوقر كبيرنا" [صحيح الجامع ‪.)]5445‬‬
‫أوال‪ :‬طعن الشيخ فركوس يف اللجنة الدائمة‪ ،‬وفيها قط ًعا من هو أكرب منه ً‬
‫علما‬
‫وسنًّا؛ وهما سماحة المفتي‪ ،‬وشيخنا العالمة الفوزان‪ ،‬فرماهم بما هو أكرب مما‬
‫قاله الشيخ سليمان فيه؛ فإن الشيخ سليمان تكلم على مسألة مطروحة متفق على‬
‫وقوعها‪ ،‬وأقل أحوالها أهنا قابلة لألخذ والرد‪ ،‬والشيخ فركوس شنع على اللجنة‬
‫الدائمة يف فتوى لم يقف عليها أصال‪ ،‬وإنما سمع أن لها فتوى أو فهم ذلك‪،‬‬
‫فرماها هكذا من غير رجوع إليها!! (‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬أحال الشيخ فركوس على أحد المتعالمين يف مسألة الشيخ سليمان‪،‬‬
‫وعلى هذه القناة؛ فهل يكون قد احرتم الشيخ سليمان من كونه أعلم منهم وأكرب‬
‫سنًّا؟!‬

‫(‪ )1‬انظر‪( :‬نقض ما نسب إلى اللجنة الدائمة يف التباعد يف الصالة)‪.‬‬


‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪60‬‬
‫ثالثا‪ :‬هل َّ‬
‫لما برر الشيخ فركوس للطاعنين يف الشيخ سليمان بكالم أدخل‬
‫فيـه قاعدة يف الفيزياء؛ يكون قد وجه الطالب إلى احرتام من هـو أعلم منهم‬
‫وأكرب سنًّا؟!‬
‫‪‬‬
‫ولي أمر بالد الحرمين‬
‫قولهم‪( :‬هذا‪ ،‬وقد ابتلى الل تعالى الشيخ سليمان بقرار ّ‬
‫‪-‬حرسهـا اللـه مـن كيـد العلمانيين والليبرالييـن والخوارج والسروريين‪ -‬فـي‬
‫الحج للمرأة بدون محرم بعدما قال كالما شنيعا جدا يف ّ‬
‫حق شيخنا ولم‬ ‫ترخيص ّ‬
‫يرد على طعوناته‪ ،‬فهل يستطيع أن يتلفظ بما قاله من قبل بأن سفر المرأة بدون‬
‫محرم ليس من الرجولة وأنه الفارق بين البعل والبغل)‪.‬‬
‫وههنا وقفات مع كالمهم السيء‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جزموا أن اهلل عز وجل ابتلى الشيخ سليمان بقرار ولي األمر يف ترخيص‬
‫الحج للمرأة بدون محرم‪ ،‬وقد كرروا ذلك يف أكثر مـن مقـال(‪ .)1‬وهـذا تقـ ُّول‬
‫على اهلل بال علم‪ ،‬نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كالمهم هذا يضاف إلى سلسلة األدلة التي تدل داللة واضحة على أن‬
‫الضوابط التي وضعها الشيخ فركوس لإلنكار العلني غير مجدية‪ ،‬فأول من ينقضها‬
‫بعض أنصاره؛ ممن هو متحمس لها ويدافع عنها باستماتة‪ ،‬وتصرفاهتم من البداية‬
‫تدل على أن مآل فتوى الشيخ هو اإلنكار العلني بال ضوابط‪ ،‬فقد قرر الشيخ‬
‫سرا‪ ،‬وأن من يقوم بذلك العلماء‪ ،‬وأهنم هم‬
‫فركوس أن األصل يف اإلنكار أن يكون ًّ‬
‫الذين يقدرون المصالح والمفاسد‪ ،‬وقد هدموا تلك الضوابط يف أسطر قليلة(‪.)2‬‬

‫بالسفر‬
‫بالسماح للمرأة َّ‬ ‫ولي أمرك َّ‬
‫(‪ )1‬من ذلك قولهم يف مقال آخر‪( :‬وها قد ابتالك اهلل بقرار َّ‬
‫وحذرت النَّاس منه‪،‬‬‫فهال أنكرت هذا المنكر‪َّ ،‬‬ ‫من دون محرم‪ ،‬بل من دون رفقة مأمونة!! َّ‬
‫الصمت درءا للفتنة‬ ‫مرة أخرى على فتوى شيخنا ‪-‬حفظه اهلل‪-‬؟! أم أنَّك التزمت َّ‬ ‫أو شنَّعت َّ‬
‫الموهومة؟!)‪.‬‬
‫(‪ )2‬وقالوا يف مقال آخر‪( :‬الوقفة الثالثة‪ :‬ما يحدث اآلن يف المملكة من تغريب وانتشار رهيب‬
‫لدعاة الحداثة والعلمانية ودعاة وحدة األديان والتسامح‪ ...‬أمر يندى له الجبين‪ ،‬فلو‬
‫ينشغل الشيخ سليمان بما يحدث حوله ويرد ما استطاع من منكر ويب ّين للمسلمين انحراف‬
‫هذه الدعوات وأصحاهبا خير له وأولى من االنشغال بمحاربة فتاوى فقهية لعلماء ربان ّيين‬
‫مجتهدين والوقوف مع الكذبة الذين يفجرون يف الخصومة)‪.‬‬
‫أيضا‪( :‬هذا إن كان هؤالء الحكام أهال للثناء والمدح‪ ،‬فكيف بالحكام الذين يغيرون‬ ‫وقالوا ً‬
‫=‬
‫‪61‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫فركوسا أفتى بجواز ذلك‪،‬‬
‫ً‬ ‫ثالثا‪ :‬هم يعلمون أن المسألة اجتهادية‪ ،‬وأن الشيخ‬
‫ويعلمون أن الشيخ سليمان يرى أن ولي األمر إذا اختار قوال من أقوال العلماء‬
‫المعتربين؛ فإن ذلك يرفع الخالف‪ ،‬ولم يكن للعلماء أن ينكروا عليه‪ ،‬ما دام‬
‫القول معتربًا‪ ،‬ومع ذلك يطلبون منه أن ينكر على ولي األمـر‪ ،‬ويعتبـرون ذلك‬
‫ابتـالء من اهلل له!! نسأل اهلل العافية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قولهم‪( :‬فهل يستطيع أن يتلفظ بما قاله من قبل بأن سفر المرأة بدون‬
‫محرم ليس من الرجولة وأنه الفارق بين البعل والبغل)‪ ،‬وتقدم إبطال ذلك‪ ،‬وأن‬
‫هذه القناة هي أول من حمل تغريدة الشيخ سليمان على الشيخ فركوس‪.‬‬
‫وقالوا يف مقال آخر‪( :‬معارضته لفتوى الشيخ يف سفر المرأة مع الرفقة اآلمنة‬
‫وطعنه فيه‪ ،‬بقوله "ليس من الرجولة الحقيقية "‪" ،‬البغل" و "رقة دين"‪.)...‬‬
‫لما تكلم بذلك يف‬
‫وهذا تلبيس منهم‪ ،‬أو أهنم ال يفهمون‪ ،‬فالشيخ سليمان َّ‬
‫مجلس خاص يف سؤال خاص لم يكن يريد له االنتشار‪ ،‬وقد بين ذلك بتغريدة‪،‬‬
‫ليس ألنه ال يعرف أن المسألة فيها خالف بين أهل العلم‪ ،‬أو أنه يشنع على من‬
‫يقول بذلك‪ ،‬ومنهم الشيخ فركوس‪ ،‬وإنما كان يشنع على من يغير قناعاته التي‬
‫كانت معلومة بسبب التقليد األعمى‪ ،‬وهذا هو عين ما فعله الشيخ فركوس‪،‬‬
‫وشنَّع على الكثير من أجله‪ ،‬وخاصة يف مسألة التباعد‪ ،‬فمع أهنا نازلة‪ ،‬ولم تكن‬
‫معلومة عند السلفيين كما أن سفر المرأة بدون محرم معلوم حكمه عندهم؛ إال‬
‫فركوسا شنع على من خالفه‪ ،‬واعترب أهنم خالفوا الدليل‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن الشيخ‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬والعجيب أن الشيخ سليمان يوالي من كذب عليه‪ ،‬ويعادي من‬
‫ُعرف بالصدق يف الدعوة إلـى الل)‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العجب منهم أن يرموا الشيخ سليمان هبذه التهمة‪ ،‬فإنه لو ثبت أن هناك‬
‫من كذب عليه‪ ،‬فسامحه‪ ،‬ولم يعنفه‪ ،‬فهذا من حقه؛ ألنه حق شخصي‪ ،‬بل هو‬
‫من مكارم األخالق‪ ،‬وال يدل البتة على والء وال براء‪ ،‬فمتى كان من يعفو عمن‬
‫ظلمه موال ًيا له؟!!‬

‫ويفسدون ما أصلح آباؤهم‪ ،‬ويدخلون على أوطاهنم المنكرات والفسوق والفجور الذي‬
‫لم يكن موجو ًدا يف بالدهم من قبل)‪.‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪62‬‬
‫ثانيا‪ :‬أصحاب القناة وغيرهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على مسألة بسيطة‪،‬‬
‫وهي ما نقل عن الشيخ سليمان من أنه قال‪ :‬إنه لم يقرأ للشيخ فركوس‪ ،‬وأنه زكاه‬
‫بناء على كالم بعض طالبه‪.‬‬
‫فهل هذا فيه شيء لو كان وقع حقيقة؟ وهل يرتتب عليه شيء؟ فإنه من‬
‫فركوسا يكثر من القول إنه ال يحتاج إلى التزكية‪ ،‬وأنه يحتاج‬
‫ً‬ ‫المعلوم أن الشيخ‬
‫تزكية من اهلل‪ ،‬وأن الناس يزكونك ثم ينقلبون عليك‪ ،‬وهؤالء وغيرهم قد نقلوا‬
‫عن الشيخ فركوس أنه قال لفالن‪ :‬إنه يسامحه يف األمور الخاصة به‪ ،‬وال يسامحه‬
‫يف األمور المنهجية‪ ،‬فهل ما ذكر عن الشيخ الرحيلي أمر خاص بالشيخ الرحيلي‬
‫أم أنه أمر منهجي؟ أم أن الموضوع أعطوه هذه الهالة الكبيرة ألنه يتعلق بتزكية‬
‫وأيضا‬
‫الشيخ فركوس؟! مع أن الشيخ ‪-‬كما تقدم‪ -‬يكرر أنه ال يحتاج إلى تزكية‪ً ،‬‬
‫عرف عنه مصطلح (الوجهة التقليدية)‪ ،‬و(الوجهة المشرقية)‪.‬‬
‫وتقدم أن للشيخ سليمان أن يعفو عمن كذب عليه‪ ،‬وليس لغيره أن يلزمه‬
‫بشيء‪ ،‬أو يشنع عليه يف ذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وبمقابل ما تقدم هؤالء الذين هولوا الموضوع قد كذبوا على الشيخ‬
‫سليمان‪ ،‬وتمالؤوا على ذلك‪ ،‬يف مسألة اهتامه بأنه قال عن الشيخ فركوس (بغل)‪،‬‬
‫وعادوه‪ ،‬وهو من الدعاة إلى اهلل‪ ،‬ثم يأتون اآلن ويرمونه بمواالة من عفا عنهم‪،‬‬
‫ومعاداة (من عرف بالصدق يف الدعوة إلى اهلل)!!‬
‫رابعا‪ :‬األمر ال يتعلق بمعاداة الشيخ فركوس لو كانوا يعقلون‪ ،‬فالتزكية التي‬
‫قالها الشيخ سليمان فيه قبل سنوات معلوم خربها‪ ،‬والتي ث َّبتها بعضهم يف‬
‫دهرا من الزمان‪ ،‬وإنما األمر يتعلق بفتاوى منشورة على عموم‬‫حساباهتم ً‬
‫فركوسا‬
‫ً‬ ‫المسلمين‪ ،‬وللشيخ سليمان وغيره أن يعرتض عليها‪ ،‬كما أن الشيخ‬
‫اعرتض على من ذهب إلى خالف قوله يف مسائل كثيرة‪ ،‬وشنَّع عليهم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬ويف الختام نذكر الشيخ سليمان بأن باب الر ّد والمناقشة العلمية‬
‫مفتوح‪ّ ،‬أما مجرد التخطئة العشوائية المبنية على األخبار الكاذبة عن الشيخ‬
‫فركوس‪ ،‬ثم استعداء وتأليب الوالة عليه‪ ،‬فهي ال تزيد إال الفتن واإلساءة إلى‬
‫سمعة الدعوة السلفية وإشغال دعاتها بما يصرفهم عن نشرها‪ .‬قال اإلمام ابن باز‬
‫‪63‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫وي ِّ‬
‫حذر منهم إنما يصير منافقا‪ ،‬خبيث‬ ‫‪-‬رحمه الل‪" :-‬الذي يتعرض لعلماء السنة ُ‬
‫القلب‪ ،‬خبيث العقيدة‪ ،‬فيجب الحذر منه‪ ،‬واألخذ على يديه‪ ،‬والتَّنبيه عليه حتى‬
‫ّ‬
‫يستحق؛ ألن التحذير من أهل العلم والتَّنفير‬ ‫ُيوقف عند حدِّ ه‪ ،‬وحتى ُيعاقب بما‬
‫منهم حتى ال ُيستفاد منهم‪ ،‬وحتى ال يتعلم منهم شرع الل؛ إنما يكون من أهل‬
‫النفاق والكفر بالل‪ ،‬والعناد للحق‪ ،‬وكراهته لإلسالم")‪.‬‬
‫أوال‪ :‬يزعمون أن باب الرد والمناقشة العلمية مفتوح‪ ،‬وقد كتبت (القراءة)‪،‬‬
‫فوجدت من الشيخ عدم قبول ألخذها‪ ،‬ثم طعن يف نيتي بأن قال‪( :‬بالل وإن‬
‫أظهر األدب فإن قصده اإلسقاط)‪ ،‬وأنني لست أهال للرد ألين لم أفهم كالمه‪،‬‬
‫وأنني بردي أكون قد تجنيت على العلماء الذين قالوا بمثل قول الشيخ‪ ،‬وأنني‬
‫مع (الصعافقة)‪ ،‬وأنني أحرش بينه وبين العلماء‪ ،‬وأن هناك من يؤزين‪ ،‬وأما غير‬
‫الشيخ فحدث وال حرج‪.‬‬
‫فركوسا بناء على األخبار‬
‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬ذكروا أن الشيخ سليمان يخطأ الشيخ‬
‫الكاذبة‪ ،‬وهذا هو الكذب بقرونه‪ ،‬فإن ما ذكره الشيخ سليمان وما تكلم فيه‬
‫من مسائل ‪-‬كما تقدم‪ -‬معروف يف الساحة‪ ،‬منشور‪ ،‬يعلمه الخاص والعام‪،‬‬
‫ولم يختص الشيخ سليمان بذكره‪.‬‬
‫بل قالوا يف مقال آخر‪( :‬والمصيبة األعظم أنه ينقل عن الكذابين‪ ،‬وهو يعلم‬
‫بذلك‪ ،‬وقد كذبوا عليه ودعا عليهم)‪.‬‬
‫وهذه من سفسطاهتم وكذهبم وتخرصهم‪ ،‬فهل أخربهم الشيخ أو أخرب‬
‫غيرهم عن مصادر معلوماته‪ ،‬يفعلون ذلك ثم يطالبون الشيخ أن يرد على‬
‫الشيخ فركوس بردود علمية‪ ،‬وهم يردون عليه بالكذب والظنون الكاذبة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ومما له تعلق بما سبق أهنم قالوا يف منشور آخر‪( :‬وبعد بيان أدلة‬
‫وسلف الشيخ يف كل هذه الفتاوى لم يتراجع عن تعريضه وطعنه يف الشيخ ولم‬
‫يعتذر منه)‪ .‬فما تعليقهم على االهتامات التي اهتم هبا الشيخ فركوس الشيخ‬
‫سليمان‪ ،‬وهي قط ًعا اهتامات باطلة‪ ،‬وتقدم ذكرها‪ ،‬فهل كانت تلك االهتامات‬
‫بناء على أخبار كاذبة؟ أم أن بعضها ال يتطرق أصال إليها الخرب‪ ،‬وهو اهتام‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪64‬‬
‫الشيخ سليمان أنه قال عنه (بغل)‪ ،‬فإن هذا دخول يف نية الشيخ‪ ،‬ومع نفيه أنه‬
‫قصد أحدً ا بكالمه؛ لم يسمع من الشيخ فركوس ومن الذين رموه بذلك أهنم‬
‫مصرا على تثبيت تلك التغريدة‬
‫ًّ‬ ‫تحللوا منه‪ ،‬بل الحدادي المربقع ال زال‬
‫وبطرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بـرا‬
‫الحقيرة ك ً‬
‫ثم كرروا موضوع استعداء والة األمر عليه‪ ،‬وقد تقدم الكالم على ذلك‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬هل الشيخ سليمان حذر من الشيخ فركوس؟! أم أنه خالفه يف بعض‬
‫تحذيـرا منه؟! أم يريدون أن يسكت العلماء‬
‫ً‬ ‫المسائل؟! أم أن مخالفة الشيخ تعدُّ‬
‫عن بيان الحق؟! وهم يدندنون على هذا‪ ،‬وأن الشيخ فركوس يبين الحق‪ ،‬وال‬
‫يخاف يف اهلل لومة الئم‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬نقلوا كال ًما لسماحة الشيخ ابن باز ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬فيمن يحذر مـن‬
‫العلماء‪ ،‬وأسقطوه على الشيخ سليمان‪ ،‬وهذا يدل على فجورهم يف الخصومة‪،‬‬
‫نسأل اهلل العافية‪ ،‬وما نقلوه عنه ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬ينطبق عليهم حذو القذة بالقذة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫الـمطلب الثاني‪ :‬مناقشـة بعـض الفقـرات مـن مقـال‪( :‬وقفـات مـع خرجـات‬
‫وتسـاؤالت علـى كتابات)‪:‬‬
‫قولهم‪( :‬أما التساؤالت من الصوتية والتغريدات فهي‪:‬‬
‫التساؤل األول‪ :‬قوله" لم يتواصل أحد من المشايخ يف الجزائر من قبل وقوع‬
‫الفتنة‪ "....‬نقول‪ :‬إن لم يتواصل أحد مع الشيخ سليمان فكان بإمكانه أن يتواصل‬
‫معهم ويسأل عنهم بنفسه وأرقام المشايخ أشهر من نار على َع َلم)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬منذ متى كان الرويبضات يملون على العلماء ماذا يلزمهم أن يفعلوا؟!‬
‫ثانيا‪ :‬هذا الكالم من عجائبهم‪ ،‬فالشيخ نفى أن يكون تواصل معه أحد ألنه من‬
‫المعلوم أن هناك من أشاع أنه فيه مؤامرة بين بعض المشايخ يف الجزائر والشيخ‬
‫سليمان ألجل إسقاط الشيخ فركوس‪ ،‬ومن ذلك ما أشاع البعض من أنني واسطة‬
‫بين الشيخ سليمان والشيخ جمعة‪ ،‬بل الشيخ فركوس نفسه ذكر ذلك‪.‬‬
‫وهم قد نقلوا عن الشيخ فركوس ما يلي‪( :‬وكذلك من رفع األمر إلى ّ‬
‫الشيخ‬
‫الفوزان‪ ،‬من رفع األمر إلى علماء الحجاز؟ ومن كان يدُ ُّق على الشيخ سليمان؟‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫كل هذا؟!هم من فعل‪ ،‬فعلوا َّ‬
‫كل هذه األمور)‪.‬‬ ‫«شيخ كذا‪ ،‬شيخ كذا» هل أنا فعلت ّ‬
‫ثم تبين من تغريدة الشيخ سليمان أنه لم يتواصل أحد من المشايخ معه يف‬
‫الفتنة األخيرة‪ ،‬ال مباشرة وال بواسطة‪ ،‬ولم نسمع هتويال يف ذلك أو تكذي ًبا للشيخ‬
‫فركوس‪ ،‬كما هولوا من قبل يف موضوع الذي كذب على الشيخ سليمان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬التساؤل الثاين‪ :‬كيف لشيخ كبير مثل الشيخ سليمـان الرحيلي‪،‬‬
‫حفظه الل‪ ،‬يعرف الشيخ فركوس‪ ،‬ويقرأ له‪ ،‬ويزكيه‪ ،‬ويعترف بأنه أكبر منه علما‬
‫وسنًّا‪ ،‬ثم ال ينصره ؟؟؟)‪.‬‬
‫أيضا؛ وهل الشيخ فركوس ينصر يف كل مواقفه‪ ،‬وهل هو‬
‫وهذه من عجائبهم ً‬
‫معصوم عن الخطإ‪.‬‬
‫مرارا؛ أنه ال يحتاج تزكية من‬
‫فركوسا نفسه ‪-‬كما تقدم‪ -‬قالها ً‬
‫ً‬ ‫ثم إن الشيخ‬
‫أحد‪ ،‬وال يحتاج أن ينصره أحد‪.‬‬
‫ثم إن الرويبضات يدندنون على كلمة (الوجهة المشرقية)‪ ،‬ثم يطلبون من‬
‫بعض علمائها نصرة الشيخ!!‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬التساؤل الثالث‪ :‬كتب الشيخ سليمان الرحيلي‪ ،‬حفظه الل‪( :‬ال أوافق‬
‫الشيخ فركوس يف فتواه السياسية األخيرة وما يتعلق ببعض فتواه حول الجيش‬
‫والعسكر)‪ .‬نقول‪ :‬بأن الشيخ فركوس ليس لديه فتاوى يف الجيش خاصة‪ ،‬بل‬
‫ُيسأل عن ٍ‬
‫أمور متعلقة بها فيجيب‪ ،‬فنحن بدَ ورنا نسأل الشيخ سليمان الرحيلي‬
‫حفظه الل‪ :‬ما حكم حلق اللحية؟ والتحية العسكرية؟ والوقوف لل َع َلم؟ فإن قال‬
‫جائز فقد خالف اإلجماع‪ ،‬وإن قال ال يجوز؛ فقد وافق الشيخ فركوس‪ ،‬فهل‬
‫نقول بعد ذلك أن الشيخ سليمان الرحيلي ‪-‬حفظه الل‪ -‬يتهم العسكر؟؟؟؟‬
‫الشيخ فركوس ‪-‬حفظه الل‪ -‬ال يهاب يف الل لومة الئم‪ ،‬فهو يصدع بالحق‪ ،‬عمال‬
‫بقول النبي ﷺ كما يف حديث َأ ِبي ُه َر ْي َر َة َقـ َال‪َ ( :‬م ْن ُسئِـ َل َعـ ْن ِع ْل ٍم‪َ ،‬ف َكت ََم ُه؛‬
‫َار َي ْو َم ا ْل ِق َي َام ِة )‪ .‬سنن أبي داود‪ ،‬والحديث حسن صحيح)‪.‬‬ ‫َأ ْل َج َمـ ُه اللُ بِ ِل َجا ٍم ِم ْن ن ٍ‬
‫أوال‪ :‬هكذا طرح هؤالء الموضوع؛ من أنه يتعلق بحلق اللحية‪ ،‬والتحية‬
‫العسكرية‪ ،‬والوقوف للعلم‪ ،‬وهذا من تلبيسهم‪ ،‬وهم يعلمون أن الموضوع ال‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪66‬‬
‫يقتصر على ذلك‪ ،‬ثم يجرون الزمه على الشيخ سليمان‪ ،‬وأنه إن قال بغير ذلك‬
‫فقد خالف اإلجماع‪.‬‬
‫وقصرهم الموضوع على ما ذكروه هو تلبيس منهم‪ ،‬فهل يريدون أن يظهروا‬
‫فركوسا كاذ ًبا أو جبانًا‪ ،‬وقد قالوا عنه‪ :‬إنه ال يخشى يف اهلل لومة الئم‪ ،‬وال‬
‫ً‬ ‫الشيخ‬
‫بأس أن أنقل عبارة قالها الشيخ فركوس بعد فتوى يف المسألة‪ ،‬فيها زيادة على ما‬
‫اقتصروا هم على ذكره‪ ،‬حيث قال بتاريخ‪( :1439/11/18 :‬وهذه الكلمات‬
‫واحد جبان ال يقولها)‪ ،‬وكرر كلمة (جبان) يف أكثر من فتوى‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسهل شيء عند المتعالمين ادعاء اإلجماعات‪ ،‬فقد ادعوا هنا أن‬
‫اإلجماع على تحريم التحية العسكرية‪ ،‬ولم يشرحوا معناها‪ ،‬والمعروف أهنا‬
‫التحية بوضع اليد عند الجبهة‪ ،‬فإن قصدوا ذلك فليأتوا بمن نقل اإلجماع‬
‫المزعوم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫قولهم‪( :‬التساؤل الرابع‪ :‬عاد الشيخ سليمان الرحيلي ‪-‬حفظه الل‪ -‬كغيره من‬
‫المنتقدين إلى فتوى اإلنكار العلني‪ ،‬ودعا الشيخ فركوس إلى التراجع عنها‪،‬‬
‫وهذا ليس أسلوبا علم ًّيا‪ ،‬بل ننتظر ردا علميا َمبن ًّيا على األدلة والبراهين‪ ،‬والغالب‬
‫على الظن أن الشيخ سليمان الرحيلي ‪-‬حفظه الل‪ -‬لم يقرأ فتوى الشيخ‪ ،‬بل‬
‫اعتمد على ما قرره طالبه؟؟)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬لهم أن يطالبوا الشيخ سليمان بذلك‪ ،‬وله أال يجيبهم‪ ،‬إذا رأى أنه قام‬
‫بذلك من أسقط الواجب الكفائي عنه‪ ،‬ومع ذلك لم يستجب الشيخ فركوس‬
‫لهم‪ ،‬فماذا سيزيد هو يف المسألة إال أنه يضيع وقته وجهده‪ ،‬وهو يرى الشيخ‬
‫فركوسا يخرج الفتوى تلو الفتوى‪ ،‬وهذه المسألة كانت معلومة عند السلفيين ال‬
‫ً‬
‫يختلفون فيها‪ ،‬كما ذكر الشيخ سليمان ذلك أكثر من مرة‪ ،‬وكما كان الواقع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قولهم‪( :‬والغالب على الظن أن الشيخ سليمان الرحيلي ‪-‬حفظه الل‪-‬‬
‫لم يقرأ فتوى الشيخ‪ ،‬بل اعتمد على ما قرره طالبه؟؟)‪:‬‬
‫وهذا من عجائبهم التي ال تنقضي؛ أن يطالبوا الشيخ بالرد العلمي المبني‬
‫على األدلة والرباهين‪ ،‬ومباشرة بعده يردون عليه بغالب الظن!!‬
‫‪‬‬
‫‪67‬‬ ‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الرحـيلي سليمان‬
‫قولهم‪( :‬التساؤل الخامس‪ :‬وهو أغرب التساؤالت حين كتب (وقد رأى‬
‫آثارها السيئة يف الشباب وسمعة الدعوة السلفية يف الجزائر)‪ .‬نقول‪ :‬إن الذي أثر‬
‫يف شباب الجزائر هو فكر الخوارج أمثال القرضاوي‪ ،‬سفر الحوالي وسلمان‬
‫العودة وغيرهم من التكفيرين‪ ،‬أما الشيخ فركوس فقد كان من المحاربين لهذا‬
‫الفكر منذ ثالثين سنة‪ ،‬أما اآلن فقد تربي الشباب على السلفية الحقة‪ ،‬فليس‬
‫لفتواه عالقة بالخوارج‪ ،‬بل هي فتوى سلفية مستوحاة من الكتاب والسنة‬
‫بضوابطها الشرعية‪ ،‬وقد سبقه إلى هذا القول جمع من الصحابة والتابعين‬
‫وغيرهم من العلماء)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬هل اآلثار السيئة قاصرة على فكر الخوارج كما يريدون أن يصوروا‬
‫كالم الشيخ سليمان؟!‬
‫وهل الفرقة الحاصلة اآلن بين السلفيين بسبب فتاوى اإلنكار العلني‬
‫يمكن أن ينكرها أحد؟!‬
‫وهل الطعن يف جمع من العلماء‪ ،‬ومحاولة فصل الشباب عنهم‪ ،‬وغير ذلك‬
‫من المآسي؛ يمكن أن ينكرها أحد؟!‬
‫ثانيا‪ :‬قولهم‪( :‬إن الذي أثـر فـي شباب الجزائر هو فكر الخـوارج؛ أمثال‬
‫القرضاوي‪ ،‬سفر الحوالي وسلمان العودة وغيرهم من التكفيرين)‪ :‬هل فعال‬
‫يدركون ما يكتبون؟! وهل هؤالء اآلن لهم تأثير على شباب الجزائر؟!‬
‫الشيخ سليمان يتكلم على تأثير فتاوى الشيخ فركوس على الدعوة السلفية‬
‫والسلفيين حال ًّيا‪ ،‬وهم يذكرون القرضاوي‪ ،‬وسفر الحوالي‪ ،‬وسلمان العودة‬
‫فركوسا حارب التكفير من ثالثين سنة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وغيرهم من التكفيرين!! وأن الشيخ‬
‫فأين هذا من هذا؟!!‬
‫ثالثا‪ :‬قولهم‪( :‬أما اآلن فقد تربي الشباب على السلفية الحقة)‪ :‬وقبل ذلك‬
‫وإلى ثالثين عا ًما زمن األئمة الكبار‪ :‬ابن باز واأللباين وابن عثيمين‪ ،‬رحمهم اهلل؛‬
‫على ماذا كان يرتبى الشباب؟ على السلفية الباطلة؟!! نسأل اهلل السالمة‬
‫والعافية‪ ،‬بل وقبل ثالث سنوات فقط؛ على ماذا كان يرتبى الشباب؟!!‬
‫‪‬‬
‫فـتح الـمنان فـي الذب عـن اللجنة الدائمة والـشيـخ الـرحـيلي سليمان‬ ‫‪68‬‬

‫الخــاتـمـــة‪:‬‬

‫وختا ًما؛ فإن النصيحة لطلبة العلم عمو ًما أن يستفيدوا من علم شيخنا‬
‫سليمان الرحيلي‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬ولست أنا من يزكيه أو ينصح به‪ ،‬ولكن هذا من‬
‫باب معرفة قدر العلماء‪ ،‬والتواصي بالحق‪.‬‬
‫خصوصا‪ :‬أن‬
‫ً‬ ‫ثم النصيحـة لطلبـة الجـامعـة اإلسالميـة والمسجـد النبوي‬
‫يستغلوا فرصة وجودهم الثمينة فـي المدينة النبوية‪ ،‬فيستفيدوا من دروس‬
‫الشيخ الرحيلي يف المسجد النبوي ويف مسجد قباء ويف الجامعة اإلسالمية‪.‬‬
‫وحقيق بالجميع أن يتأملوا قول الشيخ فركوس يف الفتوى األولى‪( :‬وكلنا‬
‫لنا أخطاء)؛ فإن من التمس األعذار للشيخ فركوس يف كل ما تقدم‪ ،‬فإنه يلزمه‬
‫أن يلتمس األعذار للشيخ الرحيلي‪ ،‬والشريعة ال تفرق بين المتماثالت‪.‬‬
‫وحقيق هبم أن يعلموا أنه يصدق على قضية الشيخ الرحيلي قول الشيخ‬
‫مؤسس‪،‬‬
‫فركوس يف الفتوى الخامسة أثناء دفاعه عن يطو‪( :‬ال يوجد شيء َّ‬
‫فهذه زوبعة يف فنجان‪ ،‬لكن الحقيقة ال شيء)‪.‬‬
‫واهلل أعلم‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫‪‬‬

You might also like