Professional Documents
Culture Documents
مجلة جامعة العلوم والتكنولوجيا للعلوم الادارية والانسانية - المجلد الاول - 2023م العددالثاني
مجلة جامعة العلوم والتكنولوجيا للعلوم الادارية والانسانية - المجلد الاول - 2023م العددالثاني
للمراسالت:
جملة جامعة العلوم والتكنولوجيا للعلوم اإلدارية واإلنسانية
قسم البحث العلمي والنشر – عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي
جامعة العلوم والتكنولوجيا – صنعاء
ص .ب –13064 :تلفون اجلامعة 00967/ 1/ 373237 :حتويلة ()6261
الربيد اإللكتروينustjmhs@ust.edu.ye :
الصفحة املوضــــــــــــوع
الذكاء الوجداني وعالقته بمســتوى الكفاءة الذاتية في اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد
41 النفسي التربوي بجامعة الحديدة -اليمن
أثــر ممارســات القيــادة االســتراتيجية فــي األداء المنظمــي :دراســة ميدانيــة في
71 المستشفيات األهلية اليمنية في العاصمة صنعاء
وائل سلطان الحكيمي فهمي محمد عبده سالم
أثــر رأس المال البشــري فــي األداء المنظمي من خالل الدور الوســيط لرأس المال
127 االجتماعي :دراسة ميدانية في شركات الهاتف النقال في الجمهورية اليمنية
محمد علي العنسي مراد محمد النشمي
2
Mohammed Ali M. Alrubaidi 2 حممد علي حممد الربيدي2
© 2023 University of Science and Technology, Sana’a, Yemen. This article
can be distributed under the terms of the Creative Commons Attribution
License, which permits unrestricted use, distribution, and reproduction in
any medium, provided the original author and source are credited.
© 2023جامعة العلوم والتكنولوجيا ،اليمن ،صنعاء .ميكن إعادة استخدام املادة املنشورة حسب رخصة
مؤسسة املشاع اإلبداعي شريطة االستشهاد باملؤلف واملجلة.
1أستاذ املحاسبة املساعد ،جامعة العلوم والتكنولوجيا ،صنعاء ،اليمن Assistant Professor of Accounting, University of Science and Technology, Sana'a, Yemen
1
الملخص:
هدفت الدراســة إىل اختبار أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم املعلومات املحاســبية باتباع منهج حتليلي
يعتمــد على منذجة املعادلة البنائية ( ،)SEMويتمثل جمتمع الدراســة يف قطاع االتصاالت باليمن ،ومت
اســتخدام االســتبانة أداة جلمع البيانات من 356مشــاركا ،وقد وصل عدد االستبانات الصاحلة للتحليل
218استبانة ،ومت حتليل البيانات باستخدام طريقة املربعات الصغرى اجلزئية ( ،)PLSوقد دعمت نتائج
هذه الدراســة صحة الفرضيات املقترحة يف النموذج النظــري؛ حيث أكدت النتائج أن الضوابط األمنية
(التقنية ،واإلدارية) تؤثر بشــكل إجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاســبية ،وأوصت الدراســة مبزيد من
االهتمام بأمن نظم املعلومات املحاسبية ،وحتديث الضوابط األمنية باستمرار.
الكلمات املفتاحية :أمن نظم املعلومات املحاسبية ،الضوابط األمنية ،قطاع االتصاالت يف اليمن.
Abstract:
This study aimed to investigate the impact of security controls on security of
accounting information systems by following an analytical method based
on the structural equation modeling (SEM). The study population was
telecommunications sector in Yemen. A questionnaire was distributed to
356 participants, but only 218 forms were valid for analysis. The data were
analyzed by the partial least squares (PLS). The study findings supported the
hypotheses proposed in the theoretical model as it was found that security
controls had a positive impact on the security of accounting information
systems. The study recommends paying more attention to the security of
accounting information systems and updating security controls continuously.
المقدمة:
حتتــل قضايــا أمــن نظــم املعلومــات املحاســبية ([)Accounting Information Systems [AIS
مســاحة واســعة من الدراســات واألحباث؛ حيث أكدت العديد من الدراســات والتقاريــر (American
;Institute of Certified Public Accountants [AICPA], 2015; Ernst & Young, 2012
)PricewaterhouseCoopers [PwC] & Infosecurity, 2014أن أمهيــة أمن نظم املعلومات جاءت
عالية يف منظمات األعمال ،ويف مقدمة أولوياهتم تأمني البيئة الرقمية.
وقد أصدرت اهليئات املهنية أطرا ومعايري هتدف إىل تأمني البيئة الرقمية؛ حيث ذكرت دراسة PwCأن
مزايا اســتخدام األطر األمنيــة (International Organization for Standardization [ISO],
National Institute of Standards and Technology [NIST], Control Objectives for
)Information and Related Technologies [COBIT], etc.تتمثــل يف كشــف ،وخفض احلوادث
األمنيــة ،وحتديــد املخاطر وترتيــب أولوياهتــا ،وتأمني البيانات احلساســة ،وإدراك الثغــرات األمنية
( ،)Hulme, 2015وأولت التشــريعات الدولية اهتماما كبريا حبمايــة املعلومات ،وأصدرت قوانني ،مثل:
قانون ساربنيز-أوكســلي ،وقانون إدارة أمن املعلومات الفدرايل ،وقانون مكافحة اجلرائم اإللكترونية اليت
تساعد يف محاية املعلومات من خالل جترمي ومعاقبة الوصول غري املشروع إىل أنظمة املعلومات ،وتشديد
العقوبة على املخالفني (مركز دعم لتقنية املعلومات.)2015 ،
وقد تناول بعض الباحثني قضايا أمن نظم املعلومات املحاسبية من جوانب خمتلفة؛ حيث أشار االستطالع
العاملــي ألمن املعلومــات ([ )Global Information Security Survey [GISSإىل أن الفجوة األمنية
تتســع باســتمرار بني التحســينات احلالية يف أمن املعلومات والتحسينات املطلوبة؛ اســتنادا إىل املخاطر
املتصاعــدة ( ،)Ernst & Young, 2012وأكد تقرير Deloitteا( )2013أن شــركات االتصاالت ال تزال
تواجــه خماطر أمنية جديدة وبشــكل مرتفــع ،وذكر تقرير Deloitteا( )2014أن اســتهداف شــركات
االتصاالت قد زاد ،مثل التنصت على خطوط اهلاتف ،والدردشــة عــر اإلنترنت ،والوصول إىل البيانات
الشــخصية ،والوصول إىل خدمات مكلفة ،وتوصلت دراســة استطالعية يف 2022م إىل أن متوسط تكلفة
خرق البيانات بلغت $ 4.4مليون على مســتوى العامل بزيادة % 13عن العام الســابق (،)Lemos, 2022
وذكر تقرير Deloitteا( )2006أن ثلث االختراقات اليت عانت منها شــركات االتصاالت أدت إىل حدوث
خسائر مالية كبرية ،وإحلاق أضرار بالسمعة والعالمة التجارية ،وتوقف النظام ،وفقدان اإليرادات ،وأشار
تقرير Deloitteا( )2014أن اهلجمات اليت اســتهدفت شــركات االتصاالت أدت إىل إحلاق أضرار كبرية
بالســمعة وسرية املعلومات ،وأثارت خماوف العمالء املتعلقة باخلصوصية؛ مما أدى إىل فقدان الثقة ،وقد
أمجع ثلث املختصني يف تكنولوجيا املعلومات على أن منع االختراقات األمنية تشكل اهلم األكرب للمنظمات،
يليها محاية البيانات ،وفق ما جاء يف تقرير ( Kasperskyحيىي ،)2012 ،وتفتقر العديد من الشــركات
إىل الثقــة يف قدرهتا على مواجهة التهديدات احلالية ،وفقا الســتطالع قادة تكنولوجيا املعلومات واألمن
( ،)Mar-Elia, 2023وأكثر من ثلث املنظمات ال تزال تفتقر إىل الثقة يف قدرة أمن املعلومات على كشف
اهلجمات املتطورة ،ويرى % 88من املشــاركني أن أمن املعلومات ال يليب متاما احتياجات منظماهتم ،وفق ما
جاء يف استطالع ErnstوYoungا(.)Bernews, 2015
كمــا أن اســتخدام الضوابــط األمنيــة يف منظمــات األعمــال يســاعد يف منــع املخاطــر أو احلــد من
آثارهــا الســلبية ( ،)Schuessler, 2013ويســاعد يف محايــة أنظمــة املعلومــات مــن الوصــول
غــر املصــرح بــه ،وتقييــد عمليــات الوصــول املصــرح بــه ،والتحقــق مــن هويــة املســتخدمني
( ،)Government Accountability Office [GAO], 2016aوقــد تناولــت العديد من الدراســات
(;Ernst & Young, 2015; PwC & Infosecurity, 2015; Riad, 2009; Schuessler, 2013
)Symantec Corporation, 2017الضوابط األمنية املستخدمة يف محاية أنظمة املعلومات املحاسبية
مــن املخاطر ،كالتحكــم بالوصول ،والتحقق من اهلوية ،ومكافح الربامج الضارة ،وأنظمة كشــف التســلل،
والتشــفري ،واجلدران النارية ،والسياســة األمنية ،والتوعية والتدريب ،وأشارت نتائج تلك الدراسات إىل
وجود اتفاق واختالف نسيب يف استخدام الضوابط األمنية يف منظمات األعمال.
وقــد تنــاول بعض الباحثــن األثر املباشــر للضوابط األمنية يف أمــن نظم املعلومات املحاســبية؛ حيث
توصلــت دراســة كل مــن ChangوWangا(Seno ،)2011ا ،Bidmeshk ،وGhaffariا(،)2015
Al-ghananeemا(Riad ،)2014ا( ،)2009ودراســة Schuesslerا( )2009إىل أن الضوابط األمنية
هلا تأثري إجيايب مباشر يف أمن نظم املعلومات املتمثل يف احلفاظ على سرية املعلومات وسالمتها وتوافرها،
وقد أوضحت دراســة TsegayeوFlowerdayا( )28 ،2014أن تطبيــق جمموعة مالئمة من الضوابط
األمنية تساعد يف محاية املعلومات.
ومع ذلك ،قد تنشأ ثغرات أمنية جديدة مع مرور الزمن ناجتة عن عوامل تنظيمية ،وبيئية ،وتكنولوجية
تــؤدي إىل ظهور خماطر جديدة ،وتصبــح الضوابط األمنية احلالية غري كافيــة (Joint Task Force
،)Transformation Initiative [JTFTI], 2012فقــد ذكــر املعهــد الوطــي للمعايــر والتكنولوجيا
( )JTFTI, 2012أن الثغرات األمنية قد توجد يف خطط الطوارئ ،أو استخدام تقنيات متقادمة ،أو قصور
يف تنفيذ آليات التحقق من اهلوية ،أو قصور يف اجلوانب التشريعية والتنظيمية ،وأكدت دراسة Hayale
وAbu-Khadraا( )2006أن هنــاك جوانــب قصــور يف أمن نظم املعلومات املحاســبية تتمثل يف جوانب
ضعف يف الوصــول املادي واملنطقي وأمن البيانات والتعايف من الكوارث ،وتناولت دراســة Abdulsalam
وHedabouا( )2022نقــاط الضعــف اليت قد توجــد يف واجهات برجمة التطبيقــات ،وضعف أنظمة
املصادقــة والتشــفري ،وفقــدان الســيطرة على الكــوارث ،وضعف السياســة األمنية ،وناقشــت دراســة
Kiseki et al.ا( )2023نقــاط الضعف يف نظام التشــغيل والتطبيق وكلمــات املرور ،وأخطاء يف اإلعداد،
واإلعــدادات االفتراضية ،وعدم حتديث الضوابط األمنية ،وتســتغل التهديدات نقاط الضعف يف تنفيذ
اهلجمات اليت تؤثر يف موارد تكنولوجيا املعلومات.
وذكر تقرير مكتب املســاءلة احلكومية GAOا( )2015جوانب الضعف يف الضوابط األمنية اليت شهدهتا
الــوكاالت الفدرالية املتمثل يف ضعف التحكم بالوصول ،وضعــف إدارة إعداد الربامج واألجهزة ،وضعف
خطة اســتمرارية العمــل ،وأشــارت دراســة ،Mboweا،Zlotnikovaا ،MsanjilaوOrekuا()2014
إىل أن ثلثــي املنظمــات تقريبا لديها اســتراتيجيات غري كافيــة للضوابط ،وأن أكثر مــن ثلثي املنظمات
تعــاين من ضعف يف اســتخدام التوقيعات الرقمية والتدقيق ،وتوصلت دراســة كل مــن Riadا()2009ا،
Abu-Musaا()2006aا،Tarmidi ،ا،Rashidا ،DerisوRoniا( ،)2013و MuhrtalaوOgundeji
ا( )2013إىل عــدم مواكبــة أمــن نظم املعلومات املحاســبية للتغريات املتســارعة يف بيئــة األعمال ،وأن
التطورات يف تكنولوجيا املعلومات مل يرافقها تطور مماثل يف املمارسات والضوابط األمنية ،وأكدت دراسة
Schuesslerا( )2009أن الضوابط األمنية ميكنها احلد من املخاطر وليس منع مجيع املخاطر.
لذلــك ،يعتمــد بناء برنامج أمين ناجح على إعادة وضع اســتراتيجية أمنية قائمــة على ربط التقنيات،
والعمليات ،ومهارات األفراد بشــكل وثيق مع أنشــطة إدارة خماطر املنظمة ( ،)PwC, 2015ودعم اجلهود
الرامية إىل وضع مقاييس وتطبيق املعايري الدولية ،ودعم األطر القانونية والتنظيمية ،واالســتفادة من
املمارســات املثلى (جبور)2012 ،؛ حيث أشــارت دراســة Abu-Musaا( )2006bإىل أن وضع السياسات
األمنية وتعزيز وعي املوظفني بأمن نظم املعلومات املحاسبية ُيعد من القضايا املهمة جدا يف جناح برنامج
األمــن ،وأكدت دراســة ،Choejeyا ،MurrayوFungا( )2016على أن عوامــل النجاح األكثر أمهية يف
تنفيذ األمن الســيرباين تتمثل يف التوعية والتدريب ،يليها وضع سياســات ومعايري وإجراءات األمن ،مث
موازنــة األمن ،ودعــم اإلدارة العليا ،وذكرت دراســة Riadا( )2009أن من عوامــل النجاح وعي وإدراك
اإلدارة للتغريات الكبرية يف التكنولوجيا املتاحة واآلثار األمنية النامجة عنها.
وتستخدم الدراسة احلالية نظرية الردع العام ،ونظرية أمن املعلومات يف تفسري أثر الضوابط األمنية يف
أمن نظم املعلومات املحاسبية (،)Horne, Ahmad, & Maynard, 2016; Straub & Welke, 1998
وبالتايل فإن أمن نظم املعلومات املحاسبية يتحقق من خالل التصميم والتنفيذ والتطوير للضوابط األمنية
الــي تعمــل على الردع ،واملنع ،والكشــف ،أو احلد من الوصول غري املصرح به إىل احلواســيب ،والربامج،
واملرافق ()GAO, 2016b؛ لذلك مت دراسة أمن نظم املعلومات املحاسبية لتحقيق هدف الدراسة احلالية
املتمثل يف قياس أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت باليمن.
أمن نظم املعلومات املحاسبية:
إن أمن نظم املعلومات املحاســبية يتطور باســتمرار؛ اســتجابة للتغريات التكنولوجية ،وقدرات املهامجني،
وقيمــة األهداف املحتملة ،واآلثار النامجة عــن ذلك ،وعلينا أن نقبل بأننا لن نقضي على مجيع املخاطر،
وأنه ال شــيء آمن بشــكل دائم ،وحىت لو اســتطعنا ذلك فــإن الكلفة باهظــة (McAfee Enterprise,
،)2015وأمــن نظــم املعلومات عملية متطورة ال تنتهي وال تتوقف عند حــد معني؛ حيث تتغري الدفاعات
ووسائل احلماية باستمرار؛ استجابة للمخاطر اجلديدة اليت تتعرض هلا املنظمات (.)Palmer, 2013
أوال :مفهوم أمن نظم املعلومات املحاسبية:
يشــر أمن املعلومات إىل جمموعة العناصر الواجب توافرها يف املعلومات واألنظمة ،كالســرية والســامة
يغطي كل عنصــر من هذه العناصر جانبــا مهما من اجلوانب املطلــوب توافرها يف تلك
والتوافــر ،حبيــث ّ
املعلومات ،وهذه العناصر تتكامل فيما بينها ،ويترتب على غياب أحد هذه العناصر قصور يف أمن املعلومات؛
لــذا جند جلنة أنظمة األمن القومــي (Committee on National Security Systems [CNSS],
عرفا
،)2015واملعهــد الوطين للمعايري والتكنولوجيــا ( ،)Kissel, 2013; Paulsen & Toth, 2016قد ّ
أمن املعلومات بأنه :محاية املعلومات ونظم املعلومات من الوصول غري املصرح به ،أو االستخدام ،أو الكشف،
وعرفتها املنظمة الدولية
أو التعديل ،أو اإلتالف ،أو التعطل؛ من أجل ضمان السرية ،والسالمة ،والتوافرّ ،
وعرفت
ّ )،ISO /IEC JTC للمعايري بأهنا :احلفاظ على ســرية املعلومات ،وســامتها ،وتوافرها (1, 2018
جلنــة أنظمة األمن القومــي مصطلح أمن نظم املعلومات بأنه :محاية أنظمــة املعلومات ضد الوصول غري
املصرح به ،أو تعديل املعلومات سواء عند التخزين أو املعاجلة أو النقل ،أو انقطاع اخلدمة عن املستخدمني
وعرفت دراسة Riadا( )2009أمن نظم املعلومات املحاسبية بأهنا محاية مجيع املخولني (ّ ،)CNSS, 2015
املكونات اليت جتمع ،وختزن ،وتعاجل البيانات املحاسبية للمستخدم النهائي.
و ُيعــد أمــن نظــم املعلومــات املحاســبية ( )AISجــزءا ال يتجــزأ مــن أمــن نظــم املعلومــات
جزء
([ )Information Systems [ISالشــامل للشركة ( ،)Riad, 2009وأن أمن نظم املعلومات ( )ISهو ٌ
من أمن املعلومات ()InfoSecا(.)Cherdantseva & Hilton, 2014
وألغراض الدراســة احلالية فإن تعريف أمن نظم املعلومات املحاســبية يتحدد بأنه :احلفاظ على سرية
املعلومات ،وسالمة املعلومات واألنظمة ،وتوافرها سواء أثناء املعاجلة ،أو التخزين ،أو النقل.
ثانيا :أمهية أمن نظم املعلومات املحاسبية:
تعتمد العمليات اليومية يف منظمات األعمال على أنظمة املعلومات بشكل عام وأنظمة املعلومات املحاسبية
بشــكل خاص ،و ُيعد حتقيق األمن واحلفاظ على سرية املعلومات وســامتها وتوافرها يف أنظمة الشركات
متطلبا أساسيا ومهما ،ألن هذه األنظمة معرضة للعديد من املخاطر اليت تستهدف سرية املعلومات وسالمتها
وتوافرها اليت قد تؤدي إىل كشف املعلومات السرية أو تعديل البيانات املالية أو حجب اخلدمات ،وتوقف
األعمال ،واإلضرار بالســمعة ،وفقدان إيرادات ،وخســائر مالية ،مما يؤدي إىل فقدان الثقة؛ لذلك تويل
منظمــات األعمــال اهتماما كبريا؛ لضمان أمن تلك األنظمة ،ويف مقدمــة أولوياهتا تأمني البيئة الرقمية
(.)Abu-Musa, 2006b; JTFTI, 2012; JTFTI, 2013
وتتمثل أمهية أمن نظم املعلومات املحاسبية يف تأمني املعلومات املالية ومحايتها من املخاطر ،وذلك من خالل
برامج التوعية والتدريب ،وتطبيق السياســة األمنية ،والتحقق من اهلوية ،والتحكم بالوصول ،والتشفري،
وقــد أولت اهليئات املهنية قــدرا كبريا من االهتمام باملعايري والسياســات والقوانــن واللوائح وتطويرها
كاف من املخاطر (& AlKalbani, Deng, Kam, ملســاعدة منظمات األعمال يف تأمني معلوماهتا بشــكل ِ
)Zhang, 2017؛ حيث أشــار تقرير Ciscoا( )2015إىل أن ثلثي املختصني أفادوا أن القيادة التنفيذية
يف منظماهتم تعترب األمن أولوية عالية ،وتوصلت دراسة Richardsonا( )2010إىل أن نصف املستجيبني
يرون أن اإلدارة العليا تعترب األمن أولوية عالية ،وأكد تقرير PwCوInfosecurityا( )2014أن أولوية
أمن املعلومات عالية يف الشركات ،وأكد غالبية املشاركني على أمهية أمن املعلومات وأولويته وأثره اإلجيايب
يف أنظمة الشركات.
ثالثا :أبعاد أمن نظم املعلومات املحاسبية:
ُيقصد بأمن نظم املعلومات احلفاظ على ســرية املعلومات وسالمتها وتوافرها أثناء املعاجلة أو التخزين أو
النقل ( ،)ISO/IEC JTC 1, 2018; Paulsen & Toth, 2016وسوف تعتمد الدراسة احلالية يف قياس
أمن نظم املعلومات املحاسبية على األبعاد الثالثة اآلتية:
.1ســرية املعلومــات :وهــي محايــة املعلومات مــن الكشــف والوصول واالســتخدام غــر املصرح به
(،)ISO/IEC JTC 1, 2018; Paulsen & Toth, 2016
.2ســامة املعلومات :وهي محاية املعلومات من التعديل واإلتالف غري املصرح به (Paulsen & Toth,
،)2016
.3توافــر املعلومات :وتعين ضمان إمكانية الوصول إىل نظام املعلومات أو املعلومات يف الوقت املناســب،
وإمكانية االعتماد عليها واستخدامها (.)ISO/IEC JTC 1, 2018; Kissel, 2013
الضوابط األمنية:
هتــدف الضوابط األمنيــة إىل محاية أصول نظم املعلومات من الوصول غري املصــرح به ،وتقييد عمليات
الوصــول املصرح به ،واحلماية من التعديل غري املشــروع أو التوقف ( ،)GAO, 2016aوتعمل الضوابط
األمنية إما بغرض القضاء على اخلطر ،أو من أجل احلد من املخاطر اليت تؤثر ســلبا يف أنظمة املعلومات
وخفض تكاليفها ( ،)Schuessler, 2013ويعتمد مستوى احلماية على حساسية وأمهية املعلومات ،وتزداد
تكاليف احلماية بازدياد مســتوى احلماية املطبق؛ لذلك ال بد من املوازنة بني مســتوى احلماية وتكاليف
تطبيقهــا (القحطاين ،)107 ،2015 ،ويعتمد اختيار وتطبيق الضوابــط األمنية على تقييم خماطر نظم
املعلومات؛ حيث أن تقييم املخاطر تُحدد التهديدات ونقاط الضعف يف النظام ،والضوابط األمنية حتد من
املخاطر املحتملة وتقلل من اخلسائر (.)Keung, 2013
أوال :مفهوم الضوابط األمنية:
ُيقصد بالضوابط األمنية ([ )Security Controls [SCالضوابط اإلدارية والتقنية املفروضة على نظام
املعلومات؛ حلماية ســرية املعلومات واألنظمة ،وسالمتها ،وتوافرها ( ،)CNSS, 2015والضوابط األمنية
عرفها املعهد الوطين
هي مصطلح مــرادف لإلجراءات الوقائية والتدابري املضــادة ( ،)JTFTI, 2010وقد ّ
للمعايــر والتكنولوجيا ( )JTFTI, 2013بأهنا :التدابري املضادة املفروضة على نظام املعلومات اليت هتدف
إىل )1( :محاية ســرية ،وســامة ،وتوافر املعلومات اليت يتم معاجلتها ،وختزينها ،ونقلها بواســطة هذه
عرفتها املنظمة الدولية للمعايري بأهنا:
األنظمــة )2( ،تلبية جمموعة من متطلبات أمنية حمددة ،وأيضا ّ
إدارة املخاطر ،مبا يف ذلك السياسات ،واإلجراءات ،واإلرشادات ،واملمارسات ،أو اهلياكل التنظيمية اليت قد
وعرفتها دراســة Riadا()2009 تكون ذات طابع تقين ،أو إداري ،أو قانوين (ّ ،)ISO/IEC JTC 1, 2009
بأهنا :التدابري املضادة املستخدمة حلماية سرية املعلومات املحاسبية ،وسالمتها ،وتوافرها.
وألغراض الدراســة احلاليــة فإن الضوابط األمنية تُعرف بأهنا :الضوابــط التقنية واإلدارية الالزمة؛
حلماية ســرية املعلومات املحاسبية ،وســامتها ،وتوافراها من املخاطر املختلفة أثناء املعاجلة أو التخزين
أو النقل.
ثانيا :أبعاد الضوابط األمنية:
بنــاء على ما ســبق من تعريــف املعهد الوطين للمعايــر والتكنولوجيــا ( )Ross et al., 2005واملنظمة
الدوليــة للمعايــر ( ،)ISO/IEC JTC 1, 2009وجلنة أنظمة األمن القومي ( ،)CNSS, 2015للضوابط
األمنية ،يتضح أن التعريف تضمن ُبعدين أساسيني لقياس الضوابط األمنية ،ومها:
.1الضوابــط التقنيــة :وهي التدابري املتخــذة حلماية نظام املعلومات من خالل اآلليــــات املدرجة يف
مكـــــونات األجهزة والربامـــــج ،كآليات التحقق مــن اهلوية ،والتحكم بالوصــول ،ومكافح الربامج
الضــارة ،ومحايــة الشــبكة ،وأنظمــة التشــفري (& NIST, 2006; Stoneburner, Goguen,
.)Feringa, 2002; Rot, 2009
.2الضوابط اإلدارية :وهي اإلجراءات اإلدارية املتخذة حلماية نظام املعلومات من خالل سياسة األمن،
وخطــط الطوارئ ،والتوعية والتدريب ،وإجراءات التدقيــق ،والتدابري القانونية (;Keung, 2013
.)Kim, Lee, & Ham, 2013; Stoneburner et al., 2002
النظريات املفسرة ملتغريات الدراسة:
هناك نظريات سلوكية راسخة ومناذج مفاهيمية أخرى تفسر أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم املعلومات،
وتقدم نظرة ثاقبة حول كيفية التعامل مع املخاطر ،وتنفيذ احلماية على أساس علمي ومنهجي متني ،مثل
نظرية الردع العام ،ونظرية أمن املعلومات ،وتوضيح ذلك على النحو اآليت:
أوال :نظرية الردع العام:
تركــز نظرية الردع العــام ([ )General Deterrence Theory [GDTعلى العقوبات اليت تؤثر يف
اآلخرين ،وتعمل تلك العقوبات كمثبطات لألفعال غري املشروعة اليت تتمثل يف مبدأين رئيسني ،ومها:
-1اليقني بالعقوبات (شعور الفرد بأنه ال مفر من خضوعه للعقاب إذا ارتكب اجلرمية).
-2شــدة العقوبــات (التخويف من تبعات ارتكاب اجلرائــم) (Blumstein, Nagin, & Cohen,
.)1978; Straub & Welke, 1998
فعندمــا تكون خماطر العقاب مرتفعة (يقني بالردع) ،والعقوبات على االنتهاكات شــديدة (شــدة الردع)،
تتنبأ النظرية بردع اجلناة املحتملني عن ارتكاب أفعال غري مشــروعة ( ،)Straub, 1990وتفترض هذه
النظرية إجراءات عامة تقلل من املخاطر بشــكل مباشر أو غري مباشر ،وذلك من خالل استخدام التدابري
املضادة (الردع ،والوقاية ،والكشف ،واملعاجلة) (.)Straub & Welke, 1998
وقدمت دراسة ،D'Arcyا ،HovavوGallettaا( )2009منوذجا موسعا لنظرية الردع العام الذي يفترض
أن وعي املســتخدم بالتدابري املضادة (السياسات األمنية ،برامج التوعية والتدريب ،مراقبة احلاسوب) هلا
تأثري مباشــر وغري مباشر يف نوايا املستخدمني املتعلقة بإساءة اســتخدام نظم املعلومات من خالل إدراك
املستخدمني للعقوبة (اليقني ،والشدة) ،وتوسعت دراسة Schuesslerا( )2009يف وجهات النظر املفاهيمية
لنظرية الردع العام لتشــمل املخاطر غري البشــرية (الكوارث الطبيعية ،واإلخفاق التقين) ،ويساعد هذا
التوسع يف التخطيط الوقائي للحد من املخاطر (.)TheoriZeit, 2016
وقد مت تصنيف التدابري املضادة – وفق دورة عمل األمن ([ )Security Action Cycle [SACيف نظرية
الردع العام – إىل أربع فئات (الردع ،والوقاية ،والكشــف ،واملعاجلة) ،وهي تســاعد يف إجياد بدائل أمنية،
وتقدم للممارسني منظورا نظريا لتنفيذ التدابري املضادة (.)Straub & Welke, 1998
وتعتمد الدراســة احلالية على نظرية الردع العام ()GDT؛ لتكون إطارا نظريا ميكن أن تستخدم املنظمة
من خالله الضوابط األمنية املتاحة يف احلفاظ على أمن نظم املعلومات (السرية ،والسالمة ،والتوافر) من
املخاطر ،وما يربر استخدام نظرية الردع العام ( )GDTهو إمكانية تطبيقها على أنظمة املعلومات ،وقد مت
تطبيقها بنجاح على أحباث أمن نظم املعلومات من قبل ،Straubوغريه من الباحثني.
ثانيا :نظرية أمن املعلومات:
تنــص نظرية أمن املعلومات على أن الدافــع وراء كل املحاوالت اليت تقوم هبا املنظمة لتأمني املعلومات من
املخاطر هو خلق املوارد اليت ميكن اســتخدامها الحقا يف حتســن األداء التنظيمي ،وقد نشأت نظرية أمن
املعلومــات يف جمال نظم املعلومات ،وبنيت بالكامل من املفاهيم الــي تتعلق باملعلومات ،و ُيعد أمن املعلومات
ظاهرة تقع ضمن نطاق نظم املعلومات ( ،)Horne et al., 2016وهذه النظرية تفسريية وليست تنبؤية،
فهي تقدم تفســرات ســببية حمددة ،ومقترحات قابلة لالختبار ،وبيانات وصفية ،وميكن اســتخدام هذه
النظريــة يف تفســر الدوافع وراء اجلهــود الرامية إىل محاية املعلومات املســتخدمة مــن قبل األفراد،
واملجموعــات ،واملنظمات ،وأيضــا تنص هذه النظرية على أن تطبيق الضوابط يؤدي إىل حتويل املعلومات
إىل موارد ،ويشــر مصطلح التفسري السبيب إىل التحليل الســبيب االحتمايل؛ مبعىن أن تطبيق الضوابط
يزيد من احتمالية حتويل املعلومات إىل موارد (.)Horne et al., 2016
ويســاعد تطبيــق الضوابــط األمنية يف محاية ســرية املعلومات ،وســامتها ،وتوافرهــا ،والتخفيف من
املخاطــر املختلفة ( ،)Posthumus & von Solms, 2004ومنع وكشــف اهلجمات ،وتشــمل الضوابط
األمنية :مكافح الفريوسات ،واجلدران النارية ،والتحديثات األمنية ،وأنظمة التحكم يف تغيري كلمة املرور،
وجمموعة من التقنيات األخرى املتوفرة لتحســن أمن املعلومات (Workman, Bommer, & Straub,
،)2008ويــؤدي تطبيــق ضوابط احلماية إىل حتويل املعلومات إىل مــوارد ،وتؤدي الضوابط إىل محاية
املعلومات بشــكل إجيايب ،وميكن تطبيق الضوابط التقنيــة واإلدارية؛ حلماية املعلومات املادية والرقمية
(.)Horne et al., 2016
الدراسات السابقة:
ناقشت بعض الدراسات أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم املعلومات املحاسبية ،مثل دراسة Riadا()2009
اليت تناولت العوامل املؤثرة يف أمن نظم املعلومات املحاســبية ،وأن بعض هذه العوامل تؤثر بشكل إجيايب
يف أمن املعلومات ،كالضوابط األمنية ،وتوصلت دراســة فاضل ( )2018إىل أن آليات احلماية تؤثر بشــكل
إجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاســبية ،وأشارت دراسة Abu-Musaا( )2006bإىل أن وضع السياسات
األمنية وتعزيز وعي املوظفني بأمن نظم املعلومات املحاسبية ُيعد من القضايا املهمة جدا يف جناح برنامج
األمن ،وأشارت دراسة ChangوWangا( )2011إىل أن موارد نظم املعلومات (التكنولوجية ،والعالئقية،
والبنية التحتية) تؤثر بشــكل إجيايب يف أمن املعلومات ،وأن البنية التحتية وموارد تكنولوجيا املعلومات
ترتبط ارتباطا وثيقا بسرية املعلومات ،وأن موارد تكنولوجيا املعلومات والعالقة اخلارجية اجليدة وهيكل
إدارة أمــن املعلومات القوي تُعد ضرورية لتوافر املعلومات الــي ترتبط ارتباطا وثيقا مبوثوقية النظام،
وأن املوارد البشرية املتخصصة يف تكنولوجيا املعلومات ،والعالقة اخلارجية اجليدة ترتبط ارتباطا وثيقا
بسالمة املعلومات ،وتساعد التقنيات األمنية يف كشف ومنع احلوادث اليت تؤثر يف سالمة املعلومات.
وذكرت دراسة ChangوLinا( )2007أن مسات الثقافة التنظيمية (التعاون) هلا عالقة سلبية بالسرية،
وأن مسات الثقافة التنظيمية (الفاعلية واالتساق) هلا تأثري كبري يف السرية ،وأما املرونة والعمل اإلبداعي
فال ترتبط بشكل كبري بالسرية ،وأن الفاعلية واالتساق هلما تأثري إجيايب وكبري يف السالمة ،وأما عوامل
املرونة والتعاون والعمل اإلبداعي فال ترتبط بشــكل كبري بالســامة ،وأن الفاعلية واالتساق هلما تأثري
إجيــايب ومهم يف التوافر ،ولكن عوامل املرونة والتعاون والعمل اإلبداعي فال ترتبط بشــكل كبري بعنصر
التوافر.
وتوصلــت دراســة Schuesslerا( )2009إىل أن التدابري املضادة ترتبط بشــكل إجيــايب بفاعلية أمن
نظــم املعلومــات ،وذكــرت دراســة HaeussingerوKranzا( )2013أن هنــاك عالقــة إجيابيــة بني
الوعــي بقضايــا أمن نظم املعلومات واســتخدام التدابــر الوقائية يف محاية املعلومات ،وأظهرت دراســة
Al-ghananeemا( )2014أن معايــر إدارة أمن املعلومات (الضوابــط) هلا تأثري إجيايب يف ضمان أمن
املعلومــات ،وأكدت دراســة ،Al-ghananeemا ،Al-taeeوJidaا( )2014أن أهــداف أمن املعلومات هلا
تأثــر إجيايب يف ضمان أمــن املعلومات ،وخلصت دراســة Seno et al.ا( )2015إىل أن أمن املعلومات هلا
عالقة قوية ومباشرة بتدابري أمن املعلومات ،وأن عوامل السرية والسالمة والتوافر هلا تأثري إجيايب ومهم
يف تدابــر أمن املعلومات ،وأن اإلجراءات تعمل على منع التعديل أو اإلتالف غري املصرح به ،وأن املعلومات
قابلة لالســتخدام يف أي مكان وزمان ،وأن هناك فجوة يف مؤشــر منع انقطــاع اخلدمة ،وتبني عدم وجود
فجوة فيما يتعلق حبماية املعلومات من الكشف.
وذكــرت دراســة MartinوKhazanchiا( )2006أن اآلليــات األمنيــة تؤثــر يف عنصــر
التوافــر ،وتوصلــت دراســة Woodhouseا( )2008إىل أن عوامــل التــزام اإلدارة ،والثقافــة
التنظيميــة ،والنضــج التنظيمــي تؤثــر بشــكل إجيــايب يف أمــن املعلومــات ،وذكــر تقريــر
( Office of Management and Budget [OMB], (2016أن مكتب اإلدارة واملوازنة متكن من حتليل
جماالت الضعف وحتسني الدفاعات اليت كان هلا أثر إجيايب يف املنظمات ،وأشارت دراسةChoejey et al.
ا( )2016إىل أن عوامل النجاح املهمة يف تنفيذ األمن الســيرباين تتمثل يف التوعية والتدريب ،يليها وضع
سياسة ومعايري وإجراءات األمن ،مث موازنة األمن ،ودعم اإلدارة العليا ،والبنية التحتية ،وتدقيق األمن.
وقــد تناولت املنظمة الدوليــة للمعايري ISO/IEC JTC1ا( )2018عوامل النجــاح املهمة يف تنفيذ نظام
إدارة أمــن املعلومــات ([)Information Security Management System [ISMS؛ وذلــك من أجل
حتقيق أهداف العمل ،وهذه العوامل هي )1 :سياســة وأهداف أمن املعلومات متوافقة مع أهداف ومتطلبات
العمل )2 ،هنج وإطار لتصميم ،وتنفيذ ،ومراقبة ،وحتســن ،واحلفاظ على أمن املعلومات ،مبا يتماشــى مع
الثقافــة التنظيمية )3 ،التزام ودعم مســتمر من اإلدارة العليا )4 ،فهــم متطلبات محاية أصول املعلومات
الــي تتحقــق من خالل تطبيــق إدارة خماطر أمن املعلومــات )5 ،برنامج فاعل للتوعيــة والتدريب بأمن
املعلومــات )6 ،إدارة حــوادث أمن املعلومات بشــكل فاعل )7 ،اتباع هنج فاعل إلدارة اســتمرارية األعمال،
)8تقييم األداء يف إدارة أمن املعلومات والتغذية الراجعة ،وهذه العوامل تؤثر يف أمن املعلومات.
مشكلة الدراسة:
تعــاين منظمــات األعمال يف اجلمهوريــة اليمنية من جوانب ضعــف وقصور يف أمــن املعلومات (اجلوانب
التنظيمية ،والتشــريعية)؛ حيث أكدت العديد من التقارير على تدين مســتوى أمــن املعلومات فيما يتعلق
بالقوانني ،واللوائح ،وفريق االســتجابة حلاالت الطوارئ واحلوادث ،والسياسات العامة ،واالستراتيجيات
الوطنيــة ،واملعايري ،والتوعيــة والتدريــب (]International Telecommunication Union [ITU
& ABIresearch, 2015; ITU, 2017; ITU, 2019; ITU, 2021; National Cyber Security
،)Index [NCSI], 2020ويف املؤمتــر األول ألمــن املعلومات بصنعاء املنعقــد يف يونيو 2014م ،أكد نائب
رئيــس الــوزراء وزيــر االتصاالت علــى أن اليمن ال ميلك تشــريعا حيفظ للنــاس خصوصياهتم وحيمي
ممتلكاهتــم ،وأكد أيضا على أمهية إنشــاء مركــز وطين ألمن املعلومات؛ بغرض االســتجابة حلوادث أمن
املعلومات ،واحتواء احلوادث وجتنبها مستقبال (سبأ نت.)2014 ،
وقد أشــارت دراســة الربيدي ( )2010إىل أن العمليات املصرفية اإللكترونية يف اليمن تواجه خماطر يف
الوصــول املصرح به ،وخصوصية العمالء ،وســامة جتهيز البيانات ،وختزين البيانات ،وتوصلت دراســة
فاضل ( )2018إىل أن البنوك التجارية يف اليمن تواجه خماطر هتدد ســرية املعلومات ،وســامة وتكامل
املعلومــات ،وخصوصية العمالء ،وتوافر األنظمة ،وقد رصد اخلرباء يف Kasperskyتنصت وكالة األمن
القومي ([ )National Security Agency [NSAعلى احلواســيب الشخصية املصابة بربامج التجسس
يف ( )30دولة ،ومنها اليمن ،واستهدفت برامج التجسس اإللكترونية قطاع االتصاالت (،)Reuters, 2015
وحدوث خلل فين أثناء الصيانة يف إحدى شركات االتصاالت العاملة يف اليمن؛ مما أدى إىل توقف خدمة
االتصاالت لساعات (عدن الغد.)2014 ،
وقد أثرت احلوادث األمنية سلبا يف أمن نظم املعلومات ،وأدت إىل انقطاع النظام ،وتوقف األعمال ،وإحلاق
أضرار بسمعة الشركة ،وفقدان ثقة العمالء ،وفقدان إيرادات؛ حيث تشري التقديرات إىل أن خسائر قطاع
االتصــاالت يف اليمــن من مارس 2015م إىل مارس 2020م بلــغ 4.1مليار دوالر ،ناجتة عن تدمري البنية
التحتية ،وقد تســببت احلرب يف التأثري على ســامة املعلومات وخدمات االتصاالت وتوافرها ،وتســبب
انقطــاع الكابل البحري يف توقف اخلدمات ،وحدوث شــلل يف املعامالت املاليــة (وزارة االتصاالت وتقنية
املعلومات.)2020 ،
وال شك أن استخدام الضوابط األمنية يف منظمات األعمال مينع املخاطر أو حيد من آثارها السلبية؛ حيث
أوضحت دراسة الربيدي ( )2010أن إدارة البنوك يف اليمن تقوم حبماية معلوماهتا غالبا من خالل كلمات
املرور ،ومكافح الفريوســات ،ووجود نظــم للصالحيات ،والرقابة على النســخ االحتياطية ،والرقابة على
الوصول املادي ،والتشــفري ،وقد أشارت تلك الدراســة إىل وجود قصور يف الضوابط األمنية ،أمهها :عدم
وجود نســخ احتياطية للبيانات يف مكان آمن ،وعدم وجود خطة للطوارئ ،وعدم وجود رقابة آلية ،وعدم
مراجعة خمرجات النظام املحاسيب ،وعدم وجود سياسة مكتوبة حلماية األجهزة والربامج والبيانات.
وأكدت دراسة فاضل ( )2018أن البنوك التجارية يف اليمن تُنفذ آليات احلماية بشكل ِ
كاف وفاعل ،ولكنها
ليست منفذة بالشكل األمثل ،وحتتاج إىل تطوير وحتديث مستمر ،وتتمثل آليات احلماية املنفذة يف :أمن
تعديل وتطوير النظم ،يليها أمن املدخالت ،مث أمن الوســائط ،وأمن املخرجات ،وتوصلت دراسة فاضل إىل
أن آليات احلماية هلا تأثري إجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاسبية.
وذكــر تقريــر ITUوABIresearchا( )2015أن التحقيق يف اجلرائم الســيربانية ،ومالحقة مرتكبيها،
وفــرض عقوبــات على اجلناة حتد من خماطــر تكنولوجيا املعلومات ،وقد أصدر الربملــان اليمين القانون
رقم ( )40لســنة ( )2006بشــأن أنظمة الدفع والعمليات املالية واملصرفية اإللكترونية؛ يهدف إىل تعزيز
اإلشراف والرقابة ،ويسري على التعامالت اإللكترونية (اجلريدة الرمسية ،)2006 ،وأيضا أصدر الربملان
اليمين القانون رقم ( )13لســنة ( )2012بشــأن حــق احلصول على املعلومات الــذي يتضمن محاية نظم
وشــبكات املعلومات من املخاطر (رئاســة اجلمهوريــة ،)2012 ،وتقدمت احلكومة مبشــروع قانون ملكافحة
اجلرائم اإللكترونية إىل جملس النواب؛ هبدف ضبط اجلرائم اإللكترونية.
وبنــاء على ما ســبق ،يالحــظ أن هناك ضعفا يف اجلوانب التشــريعية ،كما جــاء يف تصريح نائب رئيس
الوزراء ،ووجود خماطر تســتهدف سرية املعلومات وسالمتها وتوافرها ،وفق ما جاء يف الدراسات السابقة،
واســتهداف برامج التجســس اإللكترونية قطاع االتصاالت ،وفق ما جاء يف تقرير ،Kasperskyوتوقف
خدمات االتصاالت ،والتأثري الســليب على ســامة املعلومات وخدمات االتصاالت وتوافرها وفق ما جاء يف
تقرير وزارة االتصاالت وتقنية املعلومات.
وتُعد ســرية املعلومات وســامتها وتوافرها يف قطــاع االتصاالت قضية جوهرية ،وأي كشــف للمعلومات
الســرية أو تعديلها أو عدم توافرها يؤثر ســلبا يف أمن نظم املعلومات املحاســبية ،ويؤثر أيضا يف مسعة
الشــركة ،ويثري قلق العمالء ،وبالتايل فإن تنفيذ الضوابط األمنية املالئمة ،وحتديثها باســتمرار يؤدي
دورا كبريا يف منع املخاطر ،أو احلد من آثارها السلبية ،وضمان أمن نظم املعلومات املحاسبية (احلفاظ على
سرية املعلومات ،وسالمتها ،وتوافرها) يف قطاع االتصاالت يف اليمن.
واســتنادا إىل نظرية الردع العام ( )Straub & Welke, 1998فإن اســتخدام التدابري املضادة حتد من
إســاءة اســتخدام نظم املعلومات؛ حيث قدمت دراســة D'Arcy et al.ا( )2009منوذجا موسعا للنظرية
يفترض أن وعي املســتخدم بالتدابري املضادة يؤثر يف نوايا املســتخدمني املتعلقة بإســاءة استخدام نظم
املعلومات من خالل إدراك املستخدمني للعقوبة ،ووفقا لنظرية أمن املعلومات ( )Horne et al., 2016اليت
تنص على أن تطبيق الضوابط يؤدي إىل حتويل املعلومات إىل موارد ،فإن اســتخدامها يســاعد يف تفسري
الدوافع وراء اجلهود الرامية إىل محاية املعلومات املستخدمة من قبل األفراد واملجموعات واملنظمات؛ لذا
فقد توســعت الدراسة احلالية يف وجهات النظر املفاهيمية لنظرية الردع العام؛ لتشمل الضوابط التقنية
واإلدارية اليت تساعد يف احلفاظ على أمن نظم املعلومات املحاسبية من املخاطر.
ويتحقــق أمن نظم املعلومات من خــال تطبيق املعايري املهنيــة ،وااللتزام بالسياســة األمنية ،والتوعية
والتدريــب يف جمــال األمن ،ودعــم اإلدارة العليا ،وتدقيق األمن بشــكل منتظم ،ودعــم األطر القانونية
والتنظيمية ،واالســتفادة من املمارســات املثلى يف تعزيــز األمــن (Choejey et al., 2016; Keung,
،)2013; PwC, 2015; Riad, 2009وقد أكد املدققون على ضرورة تعزيز أمن نظم املعلومات املحاسبية
وفقا ألحدث التطورات التكنولوجية ( ،)Bafghi, 2014وبالتايل فإن الدراسة احلالية تسعى إىل اإلسهام
يف قياس أثر الضوابط األمنية (التقنية ،واإلدارية) يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت
باليمن.
أسئلة الدراسة:
بناء على مشكلة الدراسة ميكن صياغة السؤال اآليت:
الســؤال الرئيس :ما درجة أثر الضوابط األمنية (التقنية ،واإلدارية) يف أمن نظم املعلومات املحاسبية
يف قطاع االتصاالت باليمن؟ وسيتم اإلجابة عن هذا السؤال من خالل اإلجابة عن األسئلة الفرعية
اآلتية:
ӽالســؤال الفرعــي األول :ما درجة أثــر الضوابط التقنية يف أمــن نظم املعلومات املحاســبية يف قطاع
االتصاالت باليمن؟
ӽالســؤال الفرعي الثاين :مــا درجة أثر الضوابط اإلداريــة يف أمن نظم املعلومات املحاســبية يف قطاع
االتصاالت باليمن؟
أهداف الدراسة:
بناء على أســئلة الدراســة مت صياغة جمموعة من األهداف اليت تســعى الدراسة احلالية إىل حتقيقها،
وهي:
اهلدف الرئيس :قياس أثر الضوابط األمنية (التقنية ،واإلدارية) يف أمن نظم املعلومات املحاســبية يف
قطاع االتصاالت باليمن ،ويتفرع هذا اهلدف إىل األهداف الفرعية اآلتية:
ӽاهلدف الفرعي األول :قياس أثر الضوابط التقنية يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت
باليمن.
ӽاهلدف الفرعي الثاين :قياس أثر الضوابط اإلدارية يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت
باليمن.
أهمية الدراسة:
تتمثل أمهية الدراسة احلالية يف اآليت:
أوال :األمهية النظرية:
تتمثل األمهية النظرية يف تطوير أداة الدراســة اليت تفيد يف قياس أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم
املعلومات املحاسبية ،وتســهم الدراسة احلالية يف إظهار نتائج تأثر أمن نظم املعلومات املحاسبية بواسطة
مفهــوم أحدث للضوابط األمنية ،وأيضا تســهم يف دراســة الضوابط األمنية بأبعــاد (الضوابط التقنية،
والضوابط اإلدارية) خمتلفة عن األبعاد اليت سبق دراستها ،وكذلك استخدام نظرية الردع العام ،ونظرية
أمن املعلومات يف تفســر العالقة بني املتغريات ،وبناء منوذج معريف جديد يســتند على الدراسات السابقة،
والنظريات العلمية املفسرة للعالقة بني متغريات الدراسة.
ثانيا :األمهية العملية:
تتمثــل األمهية العملية يف إمكانية اســتفادة جملــس اإلدارة ،واإلدارة التنفيذيــة يف قطاع االتصاالت
جمتمــع الدراســة وذلك من خالل إنشــاء إدارة ألمن املعلومات تعمل على بنــاء وتطبيق نظام إلدارة أمن
املعلومات وفق معايري دولية ،وإمكانية اســتفادة كل من إدارة تكنولوجيا املعلومات ،وإدارة التدقيق الفين،
وإدارة الرقابة والتحكم ،وإدارة تشــغيل الشــبكة واإلنترنت يف قطاع االتصاالت ،وذلك من خالل تنفيذ
الضوابط األمنية املالئمة ،وتاليف جوانب الضعف والقصور يف الضوابط األمنية.
النموذج المعرفي:
بناء على اخللفية النظرية واألدب الســابق ،مت بناء النموذج املعريف للدراســة احلالية كما هو موضح يف
الشكل (.)1
مالحظة :مت ترميز جمتمع الدراسة بناء على طلب بعض املستجيبني.
وقــد مت توزيع 356اســتبانة على مجيــع عناصر املجتمع من خــال الزنول امليداين واملوارد البشــرية
ومتعاونني ،ومت استرداد 226استبانة بنسبة ،% 63وقد كانت االستبانات الصاحلة للتحليل 218استبانة
بنسبة % 61من االستبانات املوزعة؛ وأما االستبانات اليت مل تسترد فعددها 130استبانة بنسبة % 37
من االستبانات املوزعة ،ويرجع ارتفاع نسبة عدم االستجابة إىل قلق بعض املوظفني من تقدمي املعلومات
الالزمة للدراسة؛ كون هذه املعلومات باعتقادهم سرية ،وتقدميها قد يؤثر سلبا على الشركة.
وحدة التحليل:
تتمثل وحدة التحليل يف املنظمة (املؤسســة العامة لالتصاالت ،وشــركات االتصاالت)؛ كون أثر الضوابط
األمنية يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف الدراسة احلالية تقاس على مستوى املنظمة.
أداة الدراسة:
مت تطوير أداة الدراســة احلالية املستخدمة يف مجع البيانات عن أمن نظم املعلومات املحاسبية باالعتماد
علــى دراســة ChangوWangا( ،)2011ودراســة Al-ghananeem et al.ا( ،)2014ودراســة
Seno et al.ا( )2015كمصادر أصلية ،ومت قياس أمن نظم املعلومات املحاســبية من خالل ُبعد الســرية
الــذي تضمــن 9فقرات ،و ُبعد الســامة الذي تضمن 9فقــرات ،و ُبعد التوافر الــذي تضمن 10فقرات.
واعتمدت الدراســة احلالية يف بناء الضوابط األمنية أيضا على دراســة ،Lochا ،CarrوWarkentin
ا( ،)1992ودراســة Whitmanا( ،)2004ودراســة HayaleوAbu-Khadraا( ،)2006ودراســة
Schuesslerا( ،)2009ودراســة Riadا( )2009كمصــادر أصلية ،ومت قياس الضوابط األمنية من خالل
ُبعد الضوابط التقنية الذي تضمن 16فقرة ،و ُبعد الضوابط اإلدارية الذي تضمن 12فقرة.
وقد تضمنت االستبانة حمورين رئيسني ،ومها:
.1املحور األول :مجع بيانات عن مستوى أمن نظم املعلومات املحاسبية (املتغري التابع) يف قطاع االتصاالت،
كما هو موضح يف اجلدول (.)2
جدول ( :)2أبعاد وفقرات أمن نظم املعلومات املحاسبية
الفقرات
الفقرات
األبعاد
تقيس الفقرات اآلتية مستوى أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع م
عدد
االتصاالت
املعلومات احلساسة يف الشركة حممية من الكشف. 1
خصوصية املعلومات الشخصية للعمالء حممية من الكشف. 2
املعلومات املنقولة عرب الشبكة حممية من االعتراض. 3
حسابات املستخدمني على صفحات الويب اخلاصة بالشركة حممية من الكشف. 4
السرية
يتم الوصول إىل املعلومات من قبل موظفي الشركة حبسب صالحيتهم. 5 9
تفرض الشركة رقابة صارمة على الوصول املادي إىل اخلوادم ووسائط التخزين. 6
معلومات الشركة حممية من الوصول غري املصرح به. 7
إعدادات نظام الشركة حممية من الوصول غري املصرح به. 8
يتم مشاركة معلومات الشركة بني األطراف املصرح هلا. 9
حمتوى معلومات الشركة املخزنة دقيقة. 10
حمتوى معلومات الشركة املنقولة مطابقة للمعلومات األصلية. 11
معلومات الشركة حممية ضد التعديل غري املصرح به. 12
إعدادات نظام الشركة حممية ضد التعديل غري املصرح به. 13
السالمة
يوفر نظام الشركة إمكانية التعرف على أي تعديالت حدثت للمعلومات. 14 9
نظام الشركة حيمي املستخدمني من هجمات انتحال اهلوية. 15
يوفر نظام الشركة إمكانية التعرف على أي إتالف حدث للمعلومات. 16
معلومات الشركة حممية من اإلتالف غري املصرح به. 17
أجهزة النظام ووسائط التخزين بالشركة حممية من اإلتالف. 18
جدول ( :)2يتبع
الفقرات
الفقرات
األبعاد
تقيس الفقرات اآلتية مستوى أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع م
عدد
االتصاالت
تطبيقات نظم معلومات الشركة متاحة للمستخدمني املخولني. 19
املوقع اخلاص بالشركة متاح للمستخدمني دون انقطاع. 20
اخلدمات اليت تقدمها أنظمة الشركة متاحة للمستخدمني طوال الوقت دون أي انقطاع. 21
خوادم الشركة متاحة للمستخدمني املخولني باستمرار. 22
النظام ُيمكن املخولني من الوصول إىل املعلومات عند الطلب. 23
التوافر
10
توفر الشركة طاقة احتياطية لالستخدام عند انقطاع التيار. 24
توفر الشركة موقع بديل لتشغيل نظم املعلومات يف حال حدوث كوارث. 25
سرعة االستجابة حلوادث األمن واستئناف العمليات. 26
إمكانية استرداد بيانات وأنظمة الشركة بسرعة. 27
نظام الشركة قادر على تلبية احتياجات مجيع املستخدمني. 28
واستخدمت الدراسة احلالية مقياس ليكرت السباعي ألمن نظم املعلومات املحاسبية وفقا لدراسة Chang
وWangا( ،)2011ودراســة ،Kankanhalliا،Teoا TanوWeiا()2003؛ حيــث تشــر ( )7إىل "موافق
بشــدة" ،وهي تعين أن أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت مرتفع جدا ،ويشري ( )1إىل "غري
موافق بشدة" ،وهي تعين أن أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت منخفض جدا.
.2املحور الثاين :مجع بيانات عن مدى استخدام الضوابط األمنية (املتغري املستقل) يف قطاع االتصاالت،
كما هو موضح يف اجلدول (.)3
جدول ( :)3أبعاد وفقرات الضوابط األمنية
الفقرات
الفقرات
األبعاد
م عدد
تستخدم شركات االتصاالت يف محاية أنظمة املعلومات املحاسبية الضوابط األمنية اآلتية:
كلمة املرور. 57
البطاقة الذكية. 58
القياس احليوي مثل بصمات األصابع ،أو الوجه ،أو العني ،أو الصوت. 59
املصادقة القوية متعددة العوامل (جتمع بني عاملني أو أكثر مثل كلمة املرور ،والبطاقة الذكية ،والقياس
60
احليوي).
ضوابط التحكم بالوصول املنطقي إىل موارد النظام مثل قواعد البيانات ،أو الشبكات ،أو التطبيقات. 61
ضوابط التحكم بالوصول املادي مثل كامريات املراقبة ،وقارئ البطاقة ،وأنظمة اإلنذار ،وإقفال األبواب،
62
واخلزائن.
الضوابط التقنية
جدول ( :)3يتبع
الفقرات
الفقرات
األبعاد
تستخدم شركات االتصاالت يف محاية أنظمة املعلومات املحاسبية الضوابط م
عدد
األمنية اآلتية:
خطة التعايف من الكوارث (إجراءات الوقاية من الكوارث واالستعداد هلا). 73
خطة االستجابة حلوادث األمن (إجراءات التصدي للهجمات). 74
النسخ االحتياطي للبيانات واألنظمة بشكل دوري. 75
إجراءات التدقيق الداخلي (اختبار الضوابط األمنية). 76
الضوابط اإلدارية
إجراءات التدقيق اخلارجي (اختبار الضوابط األمنية). 77
تطبيق سياسة أمن املعلومات. 78
12
مراجعة وحتديث سياسة أمن املعلومات. 79
تنفيذ برامج التوعية والتدريب يف جمال األمن بشكل دوري. 80
حتسني برامج التوعية والتدريب يف جمال األمن. 81
إبالغ سلطات إنفاذ القانون باحلوادث األمنية بعد وقوعها. 82
إبالغ فريق االستجابة لطوارئ احلاسوب باحلوادث األمنية. 83
االمتثال للقوانني واللوائح املتعلقة حبماية البيانات. 84
واســتخدمت الدراســة احلاليــة مقيــاس ليكــرت الســباعي للضوابــط األمنيــة وفقــا لدراســة
Loch et al.ا( ،)1992ودراســة Schuesslerا()2009؛ حيث تشري ( )7إىل "تُستخدم على نطاق واسع"،
وهــي تعــي أن اســتخدام الضوابط األمنيــة يف قطاع االتصاالت مرتفــع جدا ،ويشــر ( )1إىل "قليلة
االستخدام أو معدومة" ،وهي تعين أن استخدام الضوابط األمنية يف قطاع االتصاالت منخفض جدا.
اختبار صدق املحتوى لألداة:
مت عــرض االســتبانة على عدد من املحكمني املتخصصني أكادمييا ومهنيــا وإحصائيا؛ وذلك للتأكد من أن
فقرات االســتبانة كافية وشــاملة لقياس مســتوى أمن نظم املعلومات املحاســبية ،وقياس مدى استخدام
الضوابط األمنية يف قطاع االتصاالت ،وقد أبدى املحكمون آراءهم ،وقدموا ملحوظاهتم ومقترحاهتم حول
تعديل بعض الفقرات ،أو حذفها ،أو إعادة صياغتها ،أو إضافة فقرات جديدة؛ لتحســن االســتبانة ،ومت
إجراء التعديالت الالزمة بناء على ملحوظات املحكمني.
اختبار صدق وثبات اداة الدراسة:
مت اختبار صدق وثبات أداة الدراسة من خالل تقييم منوذج القياس.
األساليب اإلحصائية املستخدمة:
اســتخدمت الدراســة احلاليــة منذجــة املعادلــة البنائية القائمــة علــى املربعات الصغــرى اجلزئية
( )PLS-SEMيف تقييم منوذج القياس ،وتقييم النموذج البنائي ،واختبار الفرضيات.
نتائج الدراسة ومناقشتها:
مت تقييــم منــوذج البحــث باســتخدام طريقــة املربعــات الصغــرى اجلزئيــة ( )SmartPLSاإلصدار
( )v.3.2.8علــى مرحلتني :تتمثل املرحلة األوىل يف تقييم منوذج القياس (،)Measurement Model
وعندمــا حيقــق منوذج القيــاس املعايــر املطلوبة ،يتم االنتقــال إىل مرحلــة تقييم النمــوذج البنائي
()Structural Modelا(.)Hair, Risher, Sarstedt, & Ringle, 2019
السرية
0.637 0.933 0.918
0.815 السرية 6
0.860 السرية 7
0.844 السرية 8
0.738 السرية 9
السالمة
0.682 0.928 0.906
0.867 السالمة 16
0.867 السالمة 17
0.822 السالمة 18
0.813 التوافر 20
0.835 التوافر 21
0.821 التوافر 23
0.806 التوافر 24
التوافر
0.676 0.943 0.932
0.751 التوافر 25
0.865 التوافر 26
0.830 التوافر 27
0.853 التوافر 28
جدول (:)4يتبع
ألفا كرونباخ الثبات املركب متوسط التباين التشبع
الفقرات األبعاد املتغريات
املفسر ()AVE ()CR ()α Loadings
0.700 الضوابط_التقنية61
0.725 الضوابط_التقنية62
0.700 الضوابط_التقنية63
0.838 الضوابط_التقنية64
الضوابط التقنية
0.820 الضوابط_التقنية65
0.586 0.939 0.929 0.797 الضوابط_التقنية66
0.819 الضوابط_التقنية67
0.806 الضوابط_التقنية68
0.774 الضوابط_التقنية69
0.706 الضوابط_التقنية70
الضوابط األمنية
0.717 الضوابط_التقنية72
0.744 الضوابط_اإلدارية73
0.755 الضوابط_اإلدارية74
0.845 الضوابط_اإلدارية76
0.848 الضوابط_اإلدارية77
الضوابط اإلدارية
0.800 الضوابط_اإلدارية78
0.642 0.952 0.944 0.825 الضوابط_اإلدارية79
0.755 الضوابط_اإلدارية80
0.794 الضوابط_اإلدارية81
0.822 الضوابط_اإلدارية82
0.774 الضوابط_اإلدارية83
0.840 الضوابط_اإلدارية84
ويظهــر يف اجلــدول ( )4أن قيم متوســط التباين املفســر ( )AVEجلميــع األبعاد تتــراوح بني ()0.586
و( ،)0.682ويالحظ أن هذه القيم تقع ضمن النطاق املوصى به ،وهذا يشــر إىل أن ال ُبعد يفســر أكثر من
( )% 50من التباين يف فقراته ،وهذا يدل على حتقق صدق تقارب األبعاد.
اخلطوة الرابعة :تقييم صدق التمايز:
إثبات صحة التمايز يعين أن ال ُبعد يتميز عن األبعاد األخرى ويعكس ظواهر ال متثلها األبعاد األخرى يف
النموذج ( ،)Hair et al., 2017وميكن تقييم صدق التمايز من خالل الطرق اآلتية:
)1طريقة التشبعات املتقاطعة:
تُبــن هــذه الطريقة صدق متايــز الفقرة اليت جيب أن يكون تشــبعات الفقرات التابعــة لل ُبعد أكرب من
تشــبعاهتا املتقاطعــة مع األبعاد األخرى ( ،)Hair et al., 2017وقد أظهــرت النتائج يف اجلدول ( )5أن
تشبعات الفقرات التابعة لكل ُبعد (القيم الغامقة) أعلى من تشبعاهتا املتقاطعة مع األبعاد األخرى ،وتشري
هذه النتيجة إىل عدم تداخل فقرات القياس فيما بينها؛ أي أن فقرات كل ُبعد تتميز عن فقرات األبعاد
األخرى.
جدول ( :)5تقييم صدق متايز الفقرات باستخدام طريقة التشبعات املتقاطعة
الضوابط الضوابط
السالمة السرية التوافر األبعاد الفقرات
التقنية اإلدارية
-0.311 -0.237 0.643 0.523 0.813 التوافر 20
-0.345 -0.316 0.657 0.609 0.835 التوافر 21
-0.339 -0.306 0.740 0.694 0.821 التوافر 23
-0.229 -0.195 0.571 0.551 0.806 التوافر 24
-0.340 -0.270 0.496 0.424 0.751 التوافر 25
-0.379 -0.325 0.643 0.595 0.865 التوافر 26
-0.354 -0.319 0.656 0.566 0.830 التوافر 27
-0.418 -0.354 0.664 0.589 0.853 التوافر 28
-0.347 -0.323 0.573 0.765 0.523 السرية 2
-0.327 -0.384 0.643 0.827 0.564 السرية 3
-0.354 -0.424 0.613 0.771 0.471 السرية 4
-0.233 -0.282 0.563 0.755 0.479 السرية 5
-0.284 -0.294 0.614 0.815 0.545 السرية 6
-0.325 -0.377 0.691 0.860 0.640 السرية 7
-0.308 -0.352 0.673 0.844 0.630 السرية 8
-0.335 -0.301 0.539 0.738 0.558 السرية 9
-0.326 -0.293 0.782 0.694 0.668 السالمة 12
-0.257 -0.161 0.820 0.509 0.615 السالمة 14
-0.387 -0.405 0.792 0.646 0.694 السالمة 15
-0.244 -0.198 0.867 0.588 0.588 السالمة 16
-0.363 -0.386 0.867 0.717 0.626 السالمة 17
-0.264 -0.190 0.822 0.654 0.615 السالمة 18
0.573 0.744 0.468 0.425 0.516 الضوابط_اإلدارية73
0.556 0.755 0.453 0.395 0.478 الضوابط_اإلدارية74
0.613 0.845 0.477 0.465 0.501 الضوابط_اإلدارية76
جدول ( :)5يتبع
الضوابط الضوابط
السالمة السرية التوافر األبعاد الفقرات
التقنية اإلدارية
0.611 0.848 0.495 0.481 0.518 الضوابط_اإلدارية77
0.626 0.800 0.490 0.474 0.477 الضوابط_اإلدارية78
0.559 0.825 0.448 0.451 0.497 الضوابط_اإلدارية79
0.431 0.755 0.388 0.295 0.449 الضوابط_اإلدارية80
0.450 0.794 0.401 0.315 0.473 الضوابط_اإلدارية81
0.492 0.822 0.414 0.334 0.519 الضوابط_اإلدارية82
0.457 0.774 0.358 0.293 0.494 الضوابط_اإلدارية83
0.607 0.840 0.440 0.459 0.526 الضوابط_اإلدارية84
0.700 0.484 0.403 0.462 0.397 الضوابط_التقنية61
0.725 0.496 0.391 0.446 0.387 الضوابط_التقنية62
0.700 0.354 0.383 0.439 0.406 الضوابط_التقنية63
0.838 0.504 0.311 0.442 0.412 الضوابط_التقنية64
0.820 0.552 0.332 0.426 0.435 الضوابط_التقنية65
0.797 0.506 0.345 0.400 0.422 الضوابط_التقنية66
0.819 0.464 0.473 0.519 0.471 الضوابط_التقنية67
0.806 0.558 0.422 0.467 0.488 الضوابط_التقنية68
0.774 0.625 0.488 0.505 0.553 الضوابط_التقنية69
0.706 0.537 0.492 0.427 0.419 الضوابط_التقنية70
0.717 0.624 0.460 0.446 0.444 الضوابط_التقنية72
)2طريقة نسبة أحادية وتغاير السمة:
جيب أن تكون قيمة نسبة أحادية وتغاير السمة ([ )Heterotrait-monotrait ratio [HTMTأقل من
()0.85؛ لتدل على عدم وجود ارتباط عال بني ال ُبعد وبقية األبعاد األخرى ،وأن ال ُبعد متميز أو خمتلف
عن بقية األبعاد األخرى (.)Henseler, Ringle, & Sarstedt, 2015
وقد أشــارت النتائج يف اجلدول ( )6إىل أن مجيع قيم نســبة أحادية وتغاير الســمة HTMTتتراوح بني
( )0.53كحد أدىن و( )0.84كحد أعلى ،ويالحظ أن هذه القيم أقل من ( ،)0.85وتشري هذه النتيجة إىل
عال بني ال ُبعد وبقية األبعــاد األخرى ،وأن ال ُبعد خمتلف عن
صــدق متايــز األبعاد ،وعدم وجود ارتباط ٍ
بقية األبعاد األخرى.
جدول ( :)6تقييم صدق متايز األبعاد باستخدام طريقة نسبة أحادية وتغاير السمة ()HTMT
الضوابط التقنية الضوابط اإلدارية السالمة السرية التوافر األبعاد
التوافر
0.746 السرية
0.840 0.835 السالمة
0.587 0.530 0.648 الضوابط االدارية
0.719 0.576 0.638 0.611 الضوابط التقنية
يظهر اجلدول ( )9نتائج تقييم مالئمة التنبؤ على مستوى أبعاد أمن نظم املعلومات املحاسبية؛ حيث تشري
القيم إىل أن مالئمة النموذج للتنبؤ Q2متوسطة لكل من السرية والسالمة والتوافر.
ثالثا :تقييم معامالت املسار:
تقع قيم معامالت املســار ضمن نطاق ( ،)1±ومتثل القيــم القريبة من ( )1+عالقة إجيابية قوية ،والقيم
القريبة من ( )1-عالقات ســلبية قوية ،وعادة ما تكون ذات داللة إحصائية ،وكلما كانت معامالت املســار
املقدرة أقرب إىل ( )0كانت العالقات ضعيفة ()Hair et al., 2017؛ حيث إن التغيري يف املتغري املســتقل
بدرجة واحدة ينشأ عنها تغيري يف املتغري التابع بقدر حجم معامل املسار على فرض ثبات مجيع املتغريات
األخرى ومعامالت مساراهتا (.)Hair et al., 2010
أظهرت النتائج يف اجلدول ( )10أن الضوابط األمنية تؤثر بشكل إجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاسبية؛
حيث كانت قيمة معامل املســار ( ،)β=0.567وقيمة ( )t=7.509دالة إحصائيا عند مستوى داللة أقل من
( ،)0.01وهذا يعين أن التغيري (الزيادة) يف الضوابط األمنية بدرجة واحدة ينشأ عنها زيادة يف أمن نظم
املعلومات املحاسبية بنسبة ( ،)% 56.7وبالتايل تدعم هذه النتيجة صحة الفرضية الرئيسية.
وهــذه النتيجة تتفــق مع نظرية أمــن املعلومــات ( )Horne et al., 2016اليت تشــر إىل أن العالقة
بــن الضوابــط واملعلومــات إجيابيــة ،حيــث تــؤدي الضوابــط إىل محايــة املعلومات بشــكل إجيايب،
وتطبيــق ضوابــط احلماية يؤدي إىل حتويــل املعلومات إىل مــوارد ،أيضا تتفق مع نظريــة الردع العام
( )Straub & Welke, 1998الــي تفتــرض إجــراءات عامة تقلل من املخاطر بشــكل مباشــر أو غري
مباشــر من خالل اســتخدام التدابري املضادة ،وكذلك تتفق مع دراســة Riadا( )2009اليت أشارت إىل أن
الضوابط األمنية تؤثر بشــكل إجيــايب يف أمن املعلومات ،وتتفق مع دراســة ChangوWangا()2011
اليت توصلت إىل أن موارد نظم املعلومات هلا تأثري إجيايب ودال إحصائيا يف أمن املعلومات ،وأشارت دراسة
Al-ghananeemا( )2014إىل أن معايــر إدارة أمــن املعلومات تؤثر بشــكل إجيــايب وقوي يف ضمان
أمن املعلومات ،وتوصلت دراســة Schuesslerا( )2009إىل أن اإلجراءات املضادة ترتبط بشــكل إجيايب
بفاعليــة أمن نظم املعلومات ،وأكدت دراســة Seno et al.ا( )2015أن العالقة بني عناصر أمن املعلومات
(السرية والســامة ،والتوافر) وتدابري أمن املعلومات يف اخلدمات املصرفية اإللكترونية هي عالقة قوية
ومباشرة.
حد كبري مع نتيجة الدراســة احلاليــة إىل إدراك منظمات األعمال يف خمتلفو ُيفســر هذا االتفاق إىل ٍ
البيئات والقطاعات بأمهية الضوابط األمنية يف تأمني أنظمة املعلومات ،وحيقق تنفيذ الضوابط األمنية
املالئمــة أهداف أمن نظم املعلومات املتمثل يف احلفاظ على ســرية املعلومات وســامتها وتوافرها ،ويؤدي
تطبيق الضوابط األمنية وحتديثها باستمرار إىل التصدي ألنشطة اهلجوم وكشفها ،واالستجابة للحوادث
األمنية ،وتعزيز املوقف الدفاعي والتنافســي للشــركة ،وبالتايل حتسني مســتوى أمن املعلومات (فكلما زاد
تطبيق جمموعة مالئمة من الضوابط األمنية زاد مستوى أمن نظم املعلومات املحاسبية).
ثانيا :اختبار الفرضيات الفرعية للفرضية الرئيسية:
ويتفرع من الفرضية الرئيسية فرضيتان فرعيتان ،تتمثالن باآليت:
:H1تؤثر الضوابط التقنية بشكل إجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت باليمن.
:H2تؤثر الضوابط اإلدارية بشكل إجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاسبية يف قطاع االتصاالت باليمن.
ويوضح الشكل ( )6تقييم معامالت املسار لكل ُبعد من أبعاد املتغريات.
شكل ( :)6تقييم معامالت املسار لكل ُبعد من أبعاد املتغري املستقل مع املتغري التابع
يظهر يف الشكل ( )6خروج خطني من الضوابط التقنية واإلدارية إىل أمن نظم املعلومات املحاسبية وحمدد
على كل خط قيمة معامل املســار ،وقيمة معامل حتديد R2أمن نظم املعلومات املحاسبية مبقدار ()0.450؛
وهذا يشري إىل أن الضوابط التقنية والضوابط اإلدارية تُفسر ما نسبته ( )% 45من التباين يف أمن نظم
املعلومات املحاسبية ،ويبني اجلدول ( )11نتائج اختبار الفرضيات الفرعية للفرضية الرئيسية.
جدول ( :)11اختبار الفرضيات الفرعية للفرضية الرئيسية
مستوى االحنراف معامل
إحصائية t املسار م
الداللة p املعياري املسار β
الضوابط التقنية أمن نظم املعلومات
0.000 4.127 0.095 0.392 1
املحاسبية
الضوابط اإلدارية أمن نظم املعلومات
0.000 4.510 0.075 0.340 2
املحاسبية
الفرضيــة الفرعيــة األوىل :أظهرت النتائج يف اجلدول ( )11أن الضوابط التقنية تؤثر بشــكل إجيايب
يف أمن نظم املعلومات املحاســبية؛ حيث جاءت قيمة معامل املســار ( ،)β=0.392وقيمة ( )t=4.127دالة
إحصائيا عند مســتوى داللة أقل من ()0.01؛ وهذا يعين أنه كلما زادت الضوابط التقنية بدرجة واحدة
زاد أمن نظم املعلومات املحاسبية بنسبة ( ،)% 39.2وتدعم هذه النتيجة صحة الفرضية الفرعية األوىل
للفرضية الرئيسية.
وتتفــق هــذه النتيجة مع نظرية الــردع العــام ( )Straub & Welke, 1998اليت تشــر إىل أن جهود
الوقايــة أو الكشــف تســاعد يف منع أو كشــف إســاءة اســتخدام أنظمة املعلومــات ،وتتفق مع دراســة
Kankanhalli et al.ا( )2003الــي وجدت أن اجلهود الوقائية (برامج أمنية) ترتبط بشــكل إجيايب
بفاعليــة أمن نظم املعلومات ،وأن اجلهود الوقائية تؤدي إىل زيادة فاعلية أمن نظم املعلومات ،وتســهم يف
حتســن أمن املعلومات ،وتتفق مع دراســة ChangوWangا( )2011اليت توصلــت إىل أن العالقة بني
مــوارد تكنولوجيا املعلومات وأمن املعلومات إجيابية ودالة إحصائيا ،وأيضا البنية التحتية ألمن املعلومات
هلا تأثري إجيايب دال إحصائيا يف أمن املعلومات ،وتتفق مع دراسة Azees et al.ا( )2016اليت وجدت أن
التدابري املضادة (التحقق من اهلوية ،ومكافح الربامج الضارة ،والتوقيع الرقمي ،وتقنيات التشفري ،وكشف
التسلل) تؤثر بشكل إجيايب يف سرية وسالمة وتوافر املعلومات.
ولكن دراسة Schuesslerا( )2009تتفق وختتلف مع الدراسة احلالية؛ حيث أكدت أن التدابري الوقائية
ترتبط بشــكل إجيايب بفاعليــة أمن نظم املعلومات ،ولكن تدابري الكشــف ال ترتبــط بفاعلية أمن نظم
املعلومــات ،وأيضا ذكرت دراســة ،Maا ،JohnstonوPearsonا( )2008أن أهــداف إدارة أمن املعلومات
(الســرية) تؤثر يف ممارســات إدارة أمن املعلومــات (التحكم بالوصول) ،بينما الســامة هلا تأثري معتدل،
والتوافر ليس له أي تأثري.
ويالحظ أن نتيجة الدراســة احلالية تتفق إىل ٍ
حد ما مع نتائج الدراســات السابقة ونظرية الردع العام؛
وقــد يرجع ذلك إىل اهتمام الشــركات بآليات التحقــق من اهلوية ،والتحكم بالوصــول ،ومكافح الربامج
الضــارة ،ومحاية الشــبكة ،وأنظمة التشــفري؛ حيث إن مجيع الشــركات يف خمتلف البيئــات والقطاعات
تقتين وتستخدم الضوابط التقنية يف محاية بياناهتم واحلفاظ على سرية املعلومات وسالمتها وتوافرها،
ومحاية املوارد من الوصول غري املصرح به.
الفرضية الفرعية الثانية :أشارت النتائج يف اجلدول ( )11إىل أن الضوابط اإلدارية تؤثر بشكل إجيايب
يف أمن نظم املعلومات املحاســبية؛ حيث جاءت قيمة معامل املســار ( ،)β=0.340وقيمة ( )t=4.510دالة
إحصائيا عند مستوى داللة أقل من ()0.01؛ وهذا يعين أنه كلما زادت الضوابط اإلدارية بدرجة واحدة
زاد أمن نظم املعلومات املحاســبية بنسبة ( ،)% 34وتدعم هذه النتيجة صحة الفرضية الفرعية الثانية
للفرضية الرئيسية.
وتتفــق هذه النتيجة مع النموذج املوســع لنظرية الردع العام اليت تفترض أن وعي املســتخدم بالتدابري
املضادة له تأثري مباشــر وغري مباشــر يف نوايا املســتخدمني املتعلقة بإســاءة اســتخدام نظــم املعلومات
( ،)D'Arcy et al., 2009وتتفق مع دراســة Schuesslerا( )2009اليت أشــارت إىل أن تدابري املعاجلة
والــردع ترتبط بشــكل إجيــايب بفاعلية أمن نظــم املعلومات ،وتتفــق مع دراســة Al-ghananeem
ا( )2014الــي وجدت أن سياســات األمــن هلا تأثري إجيايب يف ضمــان أمن املعلومات ،وتتفق مع دراســة
.Azees el alا( )2016اليت أظهرت أن التدابري املضادة (سياسة أمن كلمة املرور) تؤثر بشكل إجيايب يف
ســرية وسالمة املعلومات ،وتوصلت دراســة ChangوWangا( )2011إىل أن العالقة بني أمن املعلومات
ومــوارد العالقة إجيابية ودالة إحصائيا ،وخلصت دراســة ChangوLinا( )2007إىل أن هناك عالقة
قوية بني الثقافة التنظيمية وإدارة أمن املعلومات (السرية والسالمة والتوافر).
وتتفق وختتلف نتيجة الدراســة احلالية مع دراسة Kankanhalli et al.ا( )2003اليت توصلت إىل أن
جهود الردع (يف شــكل ســاعات العمل املنفقة ألغراض أمن نظم املعلومات) ترتبط بشكل إجيايب بفاعلية
أمن نظم املعلومات؛ أي أن جهود الردع األكرب تسهم يف حتسني فاعلية أمن نظم املعلومات ،غري أن شدة الردع
(يف شــكل عقوبات يتم فرضها على إســاءة استخدام نظم املعلومات) ال تؤثر يف فاعلية أمن نظم املعلومات،
وأيضا تشــر نتائج دراســة Ma et al.ا( )2008إىل أن الســرية تؤثر يف ممارســات إدارة أمن املعلومات
(سياسة األمن ،وخطط االستمرارية) ،ولكن السالمة هلا تأثري متوسط ،والتوافر ليس هلا أي تأثري.
حد ما مع نتيجة الدراســة احلالية على أن أولوية الضوابط اإلدارية (التخطيط ويدل هذا االتفاق إىل ٍ
للطــوارئ ،وإجراءات التدقيق ،وسياســة األمن ،والتوعيــة والتدريب ،والتدابــر القانونية) وأمهيتها يف
خمتلــف البيئات والقطاعــات جاءت عالية ،ويســاعد تطبيق الضوابط اإلداريــة املالئمة يف التعايف من
الكوارث واســتعادة النظام يف املوقع البديل وختفيض اخلســائر ،وتقييم أمن النظام ،وإجراء التحقيقات
أثناء وبعد اهلجوم ،ورصد اهلجمات بشكل مستمر ،وحتسني وتعزيز أداء أمن النظام.
االستنتاجات:
بناء على نتائج اختبار فرضيات الدراســة ومناقشــتها يف قطاع االتصاالت يف اليمن فقد توصلت الدراسة
احلالية إىل االستنتاجات اآلتية:
)1يؤدي اســتخدام الضوابط األمنية املالئمة إىل رفع مستوى أمن نظم املعلومات املحاسبية ،ويتضح أن
قطاع االتصاالت يف اليمن يســتخدم الضوابط األمنيــة (الضوابط التقنية ،والضوابط اإلدارية) يف
محاية سرية املعلومات وسالمتها وتوافرها.
)2يتضــح أن مصدر التأثري اإلجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاســبية يف قطاع االتصاالت باجلمهورية
اليمنية يعود إىل الضوابط التقنية ،يليها الضوابط اإلدارية.
)3يتبــن أن مصدر التأثري اإلجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاســبية يف قطاع االتصاالت باجلمهورية
اليمنيــة يعــود إىل املؤشــرات املرتبطة بالضوابط التقنية اليت تشــمل آليــات التحقق من اهلوية،
والتحكم بالوصول ،ومكافح الربامج الضارة ،ومحاية الشبكة ،وأنظمة التشفري.
)4يتضــح أن مصدر التأثري اإلجيايب يف أمن نظم املعلومات املحاســبية يف قطاع االتصاالت باجلمهورية
اليمنيــة يعود إىل املؤشــرات املرتبطة بالضوابط اإلدارية املتمثلــة يف التخطيط للطوارئ ،وتدقيق
األمن ،وسياسة أمن املعلومات ،والتوعية والتدريب بأمن املعلومات ،والتدابري القانونية.
التوصيات:
بناء على االستنتاجات اليت مت التوصل إليها توصي الدراسة احلالية باآليت:
)1املزيد من االهتمام بأمن نظم املعلومات املحاســبية؛ ألن ســرية املعلومات وســامتها وتوافرها قضية
جوهرية يف قطاع االتصاالت تؤثر يف مسعة الشركة وتثري قلق العمالء املتعلقة باخلصوصية ،وتؤثر
يف ثقتهم.
)2اهتمام أكثر بالضوابــط األمنية يف قطاع االتصاالت ،فيجب التركيز على كل من الضوابط التقنية،
والضوابــط اإلدارية معا بدال من التركيز علــى الضوابط التقنية فقط ،وجيب أن تعمال معا إلجياد
بيئة آمنة ،وتؤدي تلك الضوابط إىل تعزيز أمن نظم املعلومات املحاسبية.
)3التأكيد على أمهية تنفيذ الضوابط التقنية وحتديثها باســتمرار ،وتوظيف أحدث تقنيات احلماية
(مواكبة التطورات املتســارعة يف تكنولوجيا املعلومات) ،وتشفري البيانات احلساسة ،وتنفيذ املصادقة
القويــة متعددة العوامل ،وإيالء التحكم بالوصول قــدرا كبريا من االهتمام ،وحتديث مكافح الربامج
الضارة باستمرار.
)4التأكيد على أمهية تنفيذ الضوابط اإلدارية وحتديثها باســتمرار ،وحتســن أنشــطة االســتجابة
للحوادث األمنية ،وتوظيف اخلرباء واملختصني يف جمال أمن املعلومات ،وإنشــاء إدارة أمن املعلومات،
واعتمــاد موازنة أمنية كافية ،ووضع ونشــر السياســة األمنية وحتديثها ،وتفعيــل برامج التوعية
والتدريب املتعلقة بأمن املعلومات ،والتخطيط للطوارئ ،وتدقيق األمن.
المقترحات:
)1حبثت الدراســة احلالية أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم املعلومات املحاســبية ،وميكن إجراء مزيد
مــن األحباث الستكشــاف العوامل األخــرى املؤثرة يف أمن نظــم املعلومات املحاســبية؛ لذلك نقترح
دراســة أثر التوعية والتدريب يف أمن نظم املعلومات املحاسبية ،ودراسة أثر السياسة األمنية يف أمن
نظم املعلومات املحاســبية ،وإعادة تصنيف الضوابط األمنية وفقــا لتصنيف املعهد الوطين للمعايري
والتكنولوجيا ( )NISTودراسة أثرها يف أمن نظم املعلومات املحاسبية.
)2أجريت الدراســة احلالية يف قطاع االتصاالت ،وقد تكون النتائج غري قابلة للتعميم على القطاعات
األخرى؛ لذلك تقترح الدراســة احلالية توسيع نطاق البحث ليشــمل أنواعا خمتلفة من القطاعات،
مثل :إجراء دراسات مماثلة يف البنوك ،واملستشفيات ،واجلامعات ،والتأمني ،والطريان.
)3تناولت الدراسة احلالية أثر الضوابط األمنية يف أمن نظم املعلومات املحاسبية ،ومل تتناول الدراسة
املتغــرات املعدلة والوســيطة؛ لذلك تقترح الدراســة احلالية اختبار برامــج التوعية والتدريب ،أو
دعــم اإلدارة العليا كمتغريات معدلة بني الضوابط األمنية وأمن نظم املعلومات املحاســبية ،واختبار
السياسة األمنية كمتغري وسيط بني الضوابط األمنية وأمن نظم املعلومات املحاسبية.
االسهام البحثي:
وضع حممد الربيدي ونبيل احلمريي خطة الدراســة ،وقاما ببنــاء اخللفية النظرية ،وحتديد املنهجية،
وقام نبيل احلمريي جبمع البيانات ،وتفسري النتائج ومناقشتها ،وصياغة االستنتاجات والتوصيات ،وأخريا،
ُروجعت املسودة النهائية للدراسة من قبل حممد الربيدي.
المراجع:
جبور ،مىن األشــقر ( ،)2012األمن الســيرباين :التحديات ومســتلزمات املواجهة ،ورقــة قدمت يف اللقاء
السنوي األول للمختصني يف أمن وسالمة الفضاء السيرباين 28-27 ،أغسطس ،بريوت ،لبنان.
اجلريدة الرمسية ( ،)2006قانون رقم ( )40لسنة 2006م بشأن أنظمة الدفع والعمليات املالية واملصرفية
اإللكترونية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،24اجلمهورية اليمنية.
الربيدي ،حممد علي ( ،)2010محاية املعلومات املحاســبية يف ظل خماطر التكنولوجيا للعمليات املصرفية
اإللكترونية :دراســة ميدانيــة يف البنوك العاملــة يف اليمن ،جملة كلية التجــارة واالقتصاد،33 ،
.45-1
رئاسة اجلمهورية ( ،)2012قانون حق احلصول على املعلومات رقم ( )13لسنة 2012م ،صنعاء ،اجلمهورية
اليمنية.
ســبأ نت ( ،2014يونيو ،)26املؤمتر األول ألمن املعلومات -صنعاء ،اســترجع بتاريخ أكتوبر ،2019 ،12من
موقع املركز الوطين للمعلوماتhttps://yemen-nic.info/conferences/activ_details. :
php?ID=69967
عدن الغد ( ،)2014خلل بشبكة ( )MTNيوقف حركة االتصاالت بعدن ،استرجع بتاريخ يونيو ،2017 ،6
من https://adengad.net/public/posts/103375
فاضــل ،عبدالكرمي حممد حيــى ( ،)2018تقييم خماطر أمن نظم املعلومات املحاســبية املحوســبة لدى
البنوك التجارية يف اليمن :دراسة تطبيقية (أطروحة دكتوراه) ،جامعة دمشق ،سوريا.
القحطاين ،ذيب بن عايض ( ،)2015أمن املعلومات ،الرياض ،السعودية :مكتبة امللك فهد الوطنية.
اســترجع من موقع، احلماية القانونية للبيانات الشــخصية،) مايو،2015( .مركز دعــم لتقنية املعلومات
https://sitcegypt.org/?p=4048 :املركز
االتصــاالت والربيــد مخســة أعــوام،) مــارس،2020( وزارة االتصــاالت وتقنيــة املعلومــات
مــن،2023 ،26 اســترجع بتاريــخ مايــو، اجلمهوريــة اليمنيــة، صنعــاء،مــن الصمــود
https://mtit.gov.ye/co_sub_media_image/28-Arabic_2020_R2.pdf
اســترجع بتاريخ، اهلجمات اإللكترونية كأكــر املخاطر اليت هتدد قطاع األعمال،)2012( عمــاد،حيــى
https://www.tech-wd.com/wd/2012/09/08/kaspersky- من،2015 ،19 نوفمرب
global-it-security-risks-survey-report
Dinev, T., & Hu, Q. (2007). The centrality of awareness in the formation of
user behavioral intention toward protective information technologies.
Journal of the Association for Information Systems, 8(7), 386-408.
https://doi.org/10.17705/1jais.00133
Ernst & Young. (2012). Fighting to close the gap: EY’s 15th annual global
information security survey (GISS). Bahamas, The Caribbean: EYGM Limited.
Ernst & Young. (2015). Creating trust in the digital world: EY’s 18th annual
global information security survey (GISS). Bahamas, The Caribbean: EYGM
Limited.
Government Accountability Office. (2015). Information security: Cyber threats
and data breaches illustrate need for stronger controls across federal
agencies. GAO-15-758T. Washington: GAO.
Government Accountability Office. (2016a). Information security: FDIC
implemented controls over financial systems, but further improvements are
needed. GAO-16-605. Washington: GAO.
Government Accountability Office. (2016b). Information security: Agencies
need to improve controls over selected high-impact systems. GAO-16-501.
Washington: GAO.
Haeussinger, F., & Kranz, J. (2013). Information security awareness: Its
antecedents and mediating effects on security compliant behavior. Paper
presented at the 34th International Conference on Security and Privacy of
Information and IS, 15-18 December, Milan.
Hair, J. F., & Anderson, R. E. (2010). Multivariate data analysis (7th ed.). Hoboken,
NJ: Prentice Hall Higher Education.
Hair, J. F., Hult, G. T. M., Ringle, C., & Sarstedt, M. (2014). A Primer on Partial
Least Squares Structural Equation Modeling (1st ed.). Thousand Oakes, CA:
Sage.
Hair, J. F., Hult, T. M., Ringle, C. M., & Sarstedt, M. (2017). A Primer on Partial
Least Squares Structural Equation Modeling (PLS-SEM) (2nd ed.). Thousand
Oakes, CA: Sage.
Hair, J. F., Risher, J. J., Sarstedt, M., & Ringle, C. M. (2019). When to use and how
to report the results of PLS-SEM. European Business Review, 31(1), 2-24.
https://doi.org/10.1108/EBR-11-2018-0203
Hayale, T. H., & Abu-Khadra, H. A. (2006). Evaluation of the effectiveness
of control systems in computerized accounting information systems: An
empirical research applied on Jordanian Banking Sector. Journal of
Accounting, Business & Management, 13, 39-68.
Henseler, J., Ringle, C. M., & Sarstedt, M. (2015). A new criterion for
assessing discriminant validity in variance-based Structural Equation
Modeling. Journal of the Academy of Marketing Science, 43, 115-135.
https://doi.org/10.1007/s11747-014-0403-8
Horne, C. A., Ahmad, A., & Maynard, S. B. (2016). A theory on information
security. Proceedings of the 27th Australasian Conference on Information
Systems (ACIS2016), 5-7 December, Faculty of Business, University of
Wollongong, Wollongong, Australia.
Hulme, G. V. (2015, October 7). Survey says enterprises are stepping up their
security game. Retrieved June 21, 2016, from https://www.csoonline.com/
article/2988168/survey-says-enterprises-are-stepping-up-their-security-
game.html
International Telecommunication Union & ABIresearch (2015). Global
Cybersecurity Index & Cyberwellness Profiles. Geneva: ITU. Retrieved May
29, 2015, from http://www.itu.int/dms_pub/itu-d/opb/str/D-STR-SECU-
2015-PDF-E.pdf
International Telecommunication Union. (2017). Global Cybersecurity Index
(GCI) 2017. Switzerland Geneva: ITU.
International Telecommunication Union. (2019). Global Cybersecurity Index
(GCI) 2018. Switzerland Geneva: ITU.
International Telecommunication Union. (2021). Global Cybersecurity Index
(GCI) 2021. Switzerland Geneva: ITU.
ISO/IEC JTC 1. (2009). Information technology — Security techniques —
Information security management systems — Overview and vocabulary
(ISO/IEC 27000) (1st ed.). Washington, D.C.: ISO/IEC JTC 1.
ISO/IEC JTC 1. (2018). Information technology — Security techniques —
Information security management systems — Overview and vocabulary
(ISO/IEC 27000) (5th ed.). Washington, D.C.: ISO/IEC JTC 1.
Joint Task Force Transformation Initiative. (2010). Guide for applying the risk
management framework to federal information systems: A security life cycle
approach. Special publication No. 800-37 Rev. 1. Gaithersburg, Maryland:
NIST.
Joint Task Force Transformation Initiative. (2012). Guide for conducting risk
assessments. Special publication No. 800-30 Rev. 1. Gaithersburg,
Maryland: NIST.
Joint Task Force Transformation Initiative. (2013). Security and privacy controls
for federal information systems and organizations. Special publication No.
800-53 Rev. 4. Gaithersburg, Maryland: NIST.
Kankanhalli, A., Teo, H. H., Tan, B. C., & Wei, K. K. (2003). An integrative
study of information systems security effectiveness. International Journal
of Information Management, 23(2), 139-154. https://doi.org/10.1016/
S0268-4012(02)00105-6
Keung, Y. H. (2013). Information security controls. Advances in Robotics
& Automation, 3(2), 1000e118. https://doi.org/10.4172/2168-
9695.1000e118
Kim, H. B., Lee, D. S., & Ham, S. (2013). Impact of hotel information security
on system reliability. International Journal of Hospitality Management, 35,
369-379. https://doi.org/10.1016/j.ijhm.2012.06.002
Kiseki, D. W., Havyarimana, V., Niyonsaba, T., Zabagunda, D. L., Wail, W. I.,
& Semong, T. (2023). The knowledge of cyber-security vulnerabilities in
an Institution of Higher and University Education. A Case of ISP-Bukavu
(Institut Supérieur Pédagogique de Bukavu) (TTC= Teachers’ Training
College). Journal of Computer and Communications, 11(4), 12-32.
https://doi.org/10.4236/jcc.2023.114002
Kissel, R. (ed.). (2013). Glossary of key information security terms. NISTIR 7298
Rev. 2. Gaithersburg, Maryland: NIST.
Lemos, R. (2022, July 27). Average data breach costs soar to $4.4M in 2022.
Retrieved May 25, 2023, from https://www.darkreading.com/risk/most-
companies-pass-on-breach-costs-to-customers
Loch, K. D., Carr, H. H., & Warkentin, M. E. (1992). Threats to information
systems: today's reality, yesterday's understanding. Mis Quarterly, 16(2),
173-186. https://doi.org/10.2307/249574
Ma, Q., Johnston, A. C., & Pearson, J. M. (2008). Information security
management objectives and practices: A parsimonious framework.
Information Management & Computer Security, 16(3), 251-270.
https://doi.org/10.1108/09685220810893207
Mar-Elia, D. (2023, March 27). Five most in demand identity threat detection &
response capabilities. Retrieved May 25, 2023, from https://technative.io/
five-most-in-demand-identity-threat-detection-response-capabilities/
Martin, A., & Khazanchi, D. (2006). Information availability and security policy.
Paper presented at the Proceedings of the 12th Americas Conference on
Information Systems, 4-6 August, Acapulco, Mexico.
Mbowe, J. E., Zlotnikova, I., Msanjila, S. S., & Oreku, G. S. (2014). A
conceptual framework for threat assessment based on organization’s
information security policy. Journal of Information Security, 5(4), 166-177.
https://doi.org/10.4236/jis.2014.54016
Ross, R., Katzke, S., Johnson, A., Swanson, M., Stoneburner, G., Rogers, G.,
& Lee, A. (2005). Recommended security controls for federal information
systems. Special publication No. 800-53. Gaithersburg, Maryland: NIST.
Rot, A. (2009). Enterprise information technology security: Risk management
perspective. In S. I. Ao, C. Douglas, W. S. Grundfest & J. Burgstone (Eds.),
Proceedings of the World Congress on Engineering and Computer Science
2009 (Vol. II, pp. 1171-1176). Newswood Limited.
Schuessler, J. H. (2009). General deterrence theory: Assessing information
systems security effectiveness in large versus small businesses (Doctoral
dissertation). University of North Texas, Denton, Texas.
Schuessler, J. H. (2013). Contemporary threats countermeasuresi. Journal of
Information Privacy and Security, 9(2), 3-20. https://doi.org/10.1080/155
36548.2013.10845676
Seno, S. A. H., Bidmeshk, O. G., & Ghaffari, K. (2015). Information security
diagnosis in electronic banking (Case study: Tejarat Bank’s Branches of
Isfahan). Paper presented at the 9th International Conference on e-Commerce
in Developing Countries: With focus on e-Business, 16 April, Isfahan, Iran.
Stoneburner, G., Goguen, A. Y., & Feringa, A. (2002). Risk management guide
for information technology systems. Special publication No. 800-30.
Gaithersburg, Maryland: NIST.
Straub, D. W. (1990). Effective IS security: An empirical study. Information Systems
Research, 1(3), 255-276. https://doi.org/10.1287/isre.1.3.255
Straub, D. W., & Welke, R. J. (1998). Coping With Systems Risk: Security Planning
Models for Management Decision Making. MIS Quarterly, 22(4), 441-469.
https://doi.org/10.2307/249551
Symantec Corporation. (2017). Internet security threat report (Vol. 22). Mountain
View, CA: Symantec Corporation.
Tarmidi, M., Rashid, A. A., Deris, M. S. B., & Roni, R. A. (2013). Computerized
accounting system threats in Malaysian public services. International Journal
of Finance and Accounting, 2(2), 109-113. https://doi.org/10.5923/j.
ijfa.20130202.10
TheoriZeit. (2016, January 9). General deterrence theory. Retrieved August 6,
2016, from https://is.theorizeit.org/wiki/General_deterrence_theory#cite_
ref-1
Tsegaye, T., & Flowerday, S. (2014). Controls for protecting critical information
infrastructure from cyberattacks. Paper presented at the World Congress on
Internet Security, WorldCIS, 8-10 December, London, United Kingdom.
Whitman, M. E. (2004). In defense of the realm: Understanding the threats to
information security. International Journal of Information Management,
24(1), 43-57. https://doi.org/10.1016/j.ijinfomgt.2003.12.003
* Lutfallah Ali Lutfallah Al-ahzam لطف اهلل علي لطف اهلل األحزم(1)*،1
() ,1
© 2023 University of Science and Technology, Sana’a, Yemen. This article
can be distributed under the terms of the Creative Commons Attribution
License, which permits unrestricted use, distribution, and reproduction in
any medium, provided the original author and source are credited.
© 2023جامعة العلوم والتكنولوجيا ،اليمن ،صنعاء .ميكن إعادة استخدام املادة املنشورة حسب رخصة
مؤسسة املشاع اإلبداعي شريطة االستشهاد باملؤلف واملجلة.
1أستاذ علم النفس التربوي املساعد ،كلية التربية ،جامعة احلديدة ،اليمن Assistant Professor of Educational Psychology, College of Education, Hodeidah University, Yemen
1
الملخص:
هدفت الدراســة إىل التعرف على مستوى العالقة بني الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى
طلبة اإلرشاد النفسي التربوي جبامعة احلديدة – اليمن ،وتكونت عينة الدراسة من ( )50طالبا وطالبة
يف املســتوى الرابع بقســم اإلرشاد النفســي يف كلية التربية جبامعة التربية ،وقد مت اختيارهم بطريقة
احلصر الشــامل ،واستخدمت الدراســة املنهج الوصفي املســحي ،وطبق مقياس الذكاء الوجداين ومقياس
الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد ،لتحقيق أهداف الدراسة ،وتوصلت الدراسة إىل أن أعلى بعد توافرا من أبعاد
الذكاء الوجداين لدى أفراد عينة الدراسة هو الدافعية؛ وأقل بعد هو إدارة االنفعاالت ،وأظهرت النتائج
أن مستوى الذكاء الوجداين العام لدى عينة الدراسة جاء عاليا ،وجاء مستوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد
عال؛ بينما جاء املستوى العام للكفاءة الذاتية يف اإلرشاد عاليا ،وجاء معامل ارتباط
مبستوى متوسط إىل ٍ
الدرجة الكلية ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد مــع الدرجة الكلية ملقياس الذكاء الوجداين مبعامل
ارتباط طردي موجب وكبري عند مســتوى داللة ( ،)0.01كما بينــت النتائج عدم وجود فروق ذات داللة
إحصائية عند مســتوى داللة ( )0.05بني مســتوى الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى
طلبة قسم اإلرشاد النفسي التربوي يعزى اىل عدد التطبيقات اإلرشادية ،وخلصت الدراسة إىل عدد من
التوصيات واملقترحات الالزمة.
الكلمات املفتاحية :الذكاء الوجداين ،الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد ،طلبة اإلرشاد النفسي التربوي.
Abstract:
The current study aimed to investigate the level of the relationship between
emotional intelligence and self-efficacy in counseling among psychological
and educational counseling students at Hodeidah University – Yemen. The
study followed the census method, and the sample was composed of (50)
students from the fourth level, Department of psychological counseling of
Education. The descriptive survey method was used, and the emotional
intelligence scale and the self-efficacy counseling scale were used to achieve
the study objectives. The study findings revealed that the highest available
dimension of emotional intelligence was motivation, and the least was
managing emotions. The findings also showed that the level of general
emotional intelligence among the study sample was high, whereas the level
of self-efficacy in counseling was rated between medium and high level. The
total degree of self-efficacy was high. Moreover, the correlation coefficient
between the total degree of self-efficacy and the total degree of emotional
intelligence was positive and significance at the level (0.01). The results also
showed that there were no statistically significant differences at the level (0.05)
between the level of emotional intelligence and self-efficacy in counseling of
the students of the Psychological and Educational Counseling Department,
which could be due to the number of counseling applications. The study
concludes with some recommendations and suggestions for future research.
المقدمة:
يعد اإلرشــاد التربــوي من أهم اخلدمات اليت أخذت على عاتقها املدرســة احلديثــة القيام هبا ،منطلقة
من اإلميــان بأن فرص التعليم حق للجميع؛ مما يلزم حتقيق :التوافق النفســي ،واالجتماعي ،والتربوي،
والتعليمــي ،للمتعلمــن ،والوصول هبــم إىل أقصى غايات النمو الذي يشــمل :االســتعدادات ،والقدرات،
واملهارات ،وتعزيز الســلوك اإلجيايب ،وتغيري الســلوك الســليب إىل إجيايب ،وتعتمد جناح عملية اإلرشاد
التربوي إىل حد كبري على كفاءة األخصائي النفســي التربوي ،وترتبط هذه الكفاءة بتمتعه بالســمات
واخلصائــص املتميزة ،وامتالكه القدرات واإلمكانيات اإلرشــادية العالية (عبد العزيز وعطيوي.)2004 ،
وتشمل الكفاءة املهنية الذاتية يف اإلرشاد :القدرات ،واملعتقدات ،واإلدراكات املرتبطة باملرشد وبكفاءته
على اإلجناز يف جمال العمل اإلرشــادي ،والتفاعل مع املسترشدين بفاعلية ،وقدرته على التصرف إزاء ما
يواجهونه من صعوبات (صمادي وحوامتة ،)2020 ،كما تســهم الكفاءة املهنية يف االرشاد يف جودة مستوى
األداء املهين اإلرشادي يف امليدان التربوي ،الذي ينعكس إجيابا على واقع التعليم.
ويعد الذكاء الوجداين من أهم أنواع الذكاءات املتعددة اليت تتصل بعمل املرشد النفسي التربوي؛ وذلك ملا
له من اتصال مباشر يف فهم وتشخيص مشكلة املسترشد ،كما أن متتع املرشد النفسي التربوي بنسبة عالية
من الذكاء الوجداين متنحه القدرة على إقامة عالقة إرشــاديه ناجحة ،وتقوده إىل استخدام النظريات
واألساليب والوسائل حلل املشكلة يف وقت قياسي.
وقد وجه مفهوم الذكاء الوجداين حنو تنشئة األطفال ،مث امتد ليشمل العالقات البشرية وأماكن العمل؛
ملــا له من تأثــر على العاملني يف جهات العمل املختلفة ،فهو يســهم يف فهم املشــكالت بصورة أعمق ،وفهم
العالقات االجتماعية الناشــئة بســبب العمل ،وكيفية إدارهتا بصورة ناجحة (اهلمص .)2013 ،وللذكاء
الوجداين القدرة التنبؤية بالنجاح الدراسي واملهين أفضل من معامل الذكاء العام ،Q1وأن الشخص الذي
لد ّيه مهارات وجدانية يتمتع بالصحة الوجدانية (.)Barchard, 2003
يتضح مما سبق أن الذكاء الوجداين له أمهية للفرد واملجتمع ،ال سيما يف املجال املهين ،ويف مدى احلاجة
امللحة؛ ملعرفة مســتوى الذكاء الوجداين لدى املرشــد النفسي الذي ال زال يف طور التدريب ،حيث إن مهنة
اإلرشــاد النفسي التربوي تعد ذات طابع إنســاين يف جمملها ،وتتطلب تشبع املرشد بالقدرات العقلية ذات
الطابع الوجداين.
ونظرا للدور املحوري الذي يقوم به املرشــد النفسي التربوي يف املؤسسات التربوية؛ من ألجل حل مشاكل
الطلبــة :النفســية ،والتعليمية ،واالجتماعيــة ،وتذليل الصعاب الــي تعيق العمليــة التعليمية ،وذلك
بالتعــاون مع اإلداريني ،واملعلمني ،وأولياء األمور ،ومن أجل قيام املرشــد التربــوي باملهام املناطة به على
عال ،وبالقدرة والكفــاءة املهنية العالية أيضا؛ ومن هنا
أكمــل وجــه فإنه جيب أن يتمتع بذكاء وجداين ٍ
تأيت هذه الدراســة للكشــف عن مدى حتقق هذين األمرين لدى الطلبة الذين اكملوا دراســاهتم يف قسم
اإلرشاد النفسي ،وعمل ما يلزم؛ لالرتقاء بالدور املناط هبم.
اإلطار النظري:
صفات املرشد النفسي وخصائصه:
إن املرشد الذي يتمتع بشخصية متزنة يعد عنصرا أساسيا ،وذا حساسية عالية يف حتديد فعالية عملية
اإلرشاد ،وتؤكد الدراسات وجود عالقة ارتباطية موجبة بني :كفاءة املرشد الذاتية ،ومهاراته اإلرشادية،
وجناح العملية اإلرشــادية ،وأن اســتخدام املرشد للمهارات والفنيات اإلرشــادية يعد مؤشرا على امتالك
املرشد لفاعلية ذاتية مرتفعة (محدي وخطاطبة.)2013 ،
وهناك عدد من اخلصائص املرتبطة بفعالية املرشــد النفســي ،أمهها :االســتقرار ،والثبات ،واالنسجام،
واإلخالص ،والشعور باملودة حنو اآلخرين ،والوعي بالذات ،وايضا هناك جمموعة من الصفات واخلصائص
الشــخصية اليت جيب أن يتحلى هبا املرشــد النفســي إىل جانــب الكفاءة العلميــة والعملية واخلربة يف
جمال اإلرشــاد النفســي ،وتتركز معظم هذه اخلصائص يف أن يكون املرشد النفســي إنسانا ملتزما بالقيم
االجتماعيــة ،ومؤمنا بضرورة احترام وتقدير قدرات من يتعامل معهم ،ومســاعدهتم على حل مشــاكلهم،
والتحقق من حلها (كامل.)2003 ،
ومن صفات املرشد النفسي يف املجتمع اإلسالمي مساعدة اآلخرين ،وإيثارهم على النفس ،وحب االختالط
بالناس ،وحســن معاملتهم ،والصرب واإلخالص ،والصدق ،والتعاطف ،والرفق والرمحة ،والثبات االنفعايل،
والتسامح ،والتماس العذر ،وحسن اخللق (عمر.)1992 ،
الكفاءة الذاتية املهنية اإلرشادية وعالقتها باملرشد النفسي التربوي:
تعد الكفاءة الذاتية املهنية من أهم اخلصائص املرتبطة باملرشــد النفسي التربوي؛ حيث تسهم يف زيادة
التطبيق الناجح للمهارات التكيفية ،فهي تعرب عن إدراك املرشد ملستوى قدراته على أداء املهام يف مواقف
معينة ،وإمكانية جناحه فيها ،ويعتمد هذا اإلدراك واإلحساس بالكفاءة الذاتية املهنية من قبل املرشدين
على التجارب واخلربات احلياتية الناجحة يف التغلب على الصعوبات واملشكالت ،وايضا يعتمد على النماذج
اإلجيابية من املرشــدين الناجحني الذين تستثريهم وتشــجعهم على األداء املهين اإلرشادي ،إضافة اىل
التدريب ،والتشــجيع ،والدعم املعنوي للمرشــد املتدرب الذي ميتلك اإلمكانيات املطلوبة ،كما يعتمد أخريا
على تقدمي التغذية الراجعة اإلجيابية اليت هتدف إىل تعديل ســلوك املرشــد الســلبية اليت تؤثر على
أدائه (الشريفني.)2015 ،
ويــرى باندورا أن االفــراد الذين يتمتعون بكفاءة ذاتية عالية يرون أهنــم قادرون على إحداث تغيري يف
البيئــة ،على عكــس األفراد الذين يتصفــون بفاعلية ذاتية منخفضة؛ فهم ينظرون إىل أنفســهم بأهنم
عاجــزون عن أداء املهام املوكلة إليهم بنجــاح ،وتتدخل التوقعات املرتبطة بالكفــاءة الذاتية يف تكوين
مفهوم الذات؛ إذ أن مفهوم الذات اإلجيايب واملرتفع للذات يســهم يف رفع مســتوى الكفاءة الذاتية للفرد
(.)Bandura, 1997
ويعــد الذكاء الوجداين من أهم اخلصائص اليت جيب أن يتمتع هبا املرشــد النفســي ،فالذكاء الوجداين
يتكون من جمموعة مركبة من القدرات واملهارات الشــخصية اليت تســاعد الشــخص على فهم مشــاعره
وانفعاالته وسيطرته عليها ،وفهم مشاعر وانفعاالت اآلخرين ،وحسن التعامل معهم ،وقدرته على استغالل
طاقته الوجدانية يف األداء اجليد ،وعلى إقامة عالقات طيبة مع املحيطني به (السمادوين.)2007 ،
ويتميز املرشــد الفعال عن غريه من املرشــدين بسمات الذكاء الوجداين املتمثلة فيك االبتكار ،والسعادة،
والتفــاؤل ،واملرونة ،واجلرأة ،واالســتقاللية ،واملســؤولية ،والثبات ،والنضج االنفعــايل ،وتنظيم الوقت
وتوزيعه بني األنشــطة املختلفة :حســب أمهيتها ،والود ،واملشــاركة االجتماعية ،والشــجاعة ،والتفاعل
االجتماعي السوي (.)Stanley, 1963
عــرف الذكاء الوجــداين بأنه جمموعة من القدرات واملهارات االنفعاليــة واالجتماعية اليت يتمتع هبا
و ُي َّ
الفرد واليت تســاعده على فهم مشــاعره وانفعاالته والســيطرة عليها جيدا ،وعلى فهم مشاعر وانفعاالت
اآلخريــن ،وحســن التعامل معهم ،ومتكنه من القدرة على اســتغالل طاقاتــه الوجدانية يف األداء اجليد،
وعلى إقامة عالقات طيبة مع املحيطني به (السمادوين)2007 ،؛ وهبذا جيمع الذكاء الوجداين يف أبعاده
ومضامينــه اجلوانب :املعرفية ،والوجدانية ،والســلوكية ،وهذا التعريف اجلامع جــاء بناء على النماذج
املفسرة للذكاء الوجداين ،وهي تنقسم إىل قسمني:
• القسم األول :النموذج الذي يرى :أن الذكاء الوجداين يعد (قدرة عقلية) ،وأنه يف األساس يتمثل يف
جمموعــة من القدرات العقلية اليت تعمل من خالل التفاعــل بني اجلانب العقلي واجلانب الوجداين
للفرد ،والنماذج الواقعة حتت هذا القسم يطلق عليها مناذج القدرة ،وأبرز من تبىن هذا االجتاه ماير
وســلويف وكاروزو ،الذيــن رأوا :أن الوجدان مينح الفرد معلومات مهمــة ،ويتفاوت األفراد فيما بينهم
يف توليد القدرة والوعي هبا وتفســرها ،واالســتفادة منها ،واالستجابة هلا؛ من أجل أن يتوافقوا مع
املواقف بشكل أكثر ذكاء (املشوح والوهطة.)2015 ،
• القســم الثاين :النموذج الذي يرى أن الذكاء الوجداين يتضمن قدرات عقلية ومسات شــخصية ،وقد
مسيت مناذج هذا القســم بالنماذج املختلطة؛ ومن أبرز من تبىن هذا االجتاه بار-أون وجوملان ،وبناء
علــى هذا االجتاه ،فالذكاء الوجداين هو عبارة عن جمموعة مــن املهارات الوجدانية واالجتماعية
الالزمة للنجاح واليت يتمتع هبا الفرد يف جماالت احلياة ،ال ســيما يف املجال املهين ،وهنا يالحظ أن
تداخل مفهومي :الشخصية واالنفعال يف هذا النموذج هو أساس هذا اخللط (اخلضر.)2002 ،
وللذكاء الوجداين أُســس فســيولوجية وعصبية ،حيث أكدت العديد من الدراسات أن :علماء املخ أمجعوا
على أن اللحاء هو املختص بالتفكري ،وميثل جزءا مستقال عن اجلزء املتعلق باجلانب العاطفي ،وأن اللحاء
ميكننا من اإلحســاس مبشاعرنا ،وجيعل لد ّينا البصرية حبيث نســتطيع حتليل أسباب إحساسنا باألشياء
بطريقة معينة؛ مما جيعلنا نتخذ موقفا مناسبا جتاهها ،وينظر إىل اجلهاز الطريف بأنه الدماغ الوجداين،
وخمزن مجيع احلاالت الوجدانية واالنفعالية (إبراهيم .)2012 ،وحدد Golemanا(.)1995
وللذكاء الوجداين مخسة عناصر ممثلة ،وهي على النحو باآليت:
.1الوعي بالذات :ويقصد هبا معرفة الفرد بأحواله الداخلية ،وهذا يشري إىل الوعي العايل بالذات؛ أي
قدرة الفرد على الفهم الدقيق للكيفية اليت يسلك هبا ،والكيفية اليت يدركه هبا اآلخرون ،والتعرف
على أسلوب اســتجابته لآلخرين ،وحساسيته حنو اجتاهاته ومشاعره وانفعاالته يف أي وقت حمدد،
وقدرته على الكشف عن هذا الوعي الدقيق لآلخرين.
.2إدارة االنفعــاالت :وتتمثــل يف قدرة الفرد على هتدئة النفس والتخلــص من مظاهر القلق واخلوف،
واملواقف املثرية لالنفعاالت ،والتفكري يف املشاعر السلبية بإمعان دون خوف أو تكدر ،وحتديد التغريات
الفسيولوجية ،والقدرة على االسترخاء يف املواقف االنفعالية.
.3الدافعية :وتتمثل يف قدرة الفرد على توجيه قدراته يف حتقيق األهداف ،وأن يكون منتجا يف مجيع
األنشــطة ،وصامــدا يف وجه مجيع املعوقات ،ويكون قــادرا يف على تغيري أو إيقــاف العادات عدمية
اجلدوى ،يف حني أنه ينمي العادات اجليدة واملثمرة ،وما خطط له نفذه.
.4االمباثية :ويقصد هبا قدرة الفرد على قراءة مشــاعر اآلخرين ،والتعرف عليها ،واالســتجابة هلا،
وذلك من خالل تعبريات وجوههم ،ونربات الصوت لد ّيهم.
.5املهارات االجتماعية :وتتمثل يف قدرة الفرد على الوعي مبشــاعر اآلخرين ،ومساعدهتم يف التفاعل
مع مشاعرهم وانفعاالهتم ،وزيادة وعيهم بطرق مثمرة.
وقد حدد Azengrو Hendryأربعة مرتكزات للذكاء الوجداين ،هي (الشمري:)2012 ،
.1القــدرة على قراءة العواطف ،وترشــيد االنفعــاالت ،وتقييمها بطريقة موضوعيــة ،والتعبري عنها
بوضوح وانسيابيه.
.2القدرة على إطالق املشاعر حسبما يقتضي املوقف ،وبطريقة تساعد على فهم اإلنسان لذاته ،وفهمه
ملن حوله ،وتفعيل عالقاته معهم.
.3القدرة على فهم اآلخرين ،وتوقع ما يريدون قوله ،واســتيعاب املعلومات يف سياقها ،مث استخدام هذه
املعلومات لدعم العالقات وزيادة فاعليتها.
.4القدرة على تنظيم وإدارة النفس ،وتنميتها عاطفيا وفكريا وانفعاليا.
وعــن أمهية الــذكاء الوجداين جبانبيه :العاطفــي واالنفعايل ،فقد أشــار Golemanا( )1995إىل أن
التعامل مع الطبيعة اإلنسانية دون مراعاة تأثري اجلوانب العاطفية أو جتاهلها تعد نظرة قاصرة ،فكثريا
ما تؤثر مشاعرنا بكل صغرية وكبرية يف حياتنا اليومية أكثر مما يؤثر تفكرينا ،ال سيما عندما يتعلق األمر
بتشــكيل مصائرنا وأفعالنا ،وقد أكد أننا قد بالغنا كثريا يف أمهية العقالنية الصرفة اليت يقيســها معامل
الــذكاء يف حياة الفرد ،ســواء كان مقياس الذكاء يتجه إىل األفضــل أو دون ذلك ،ودون مراعاة اجلانب
العاطفي فلن يتحقق شــيء يذكر ،فاملعرفة والوجدان طرفان ملتصل واحد يقع بينهما الذكاء االجتماعي،
وقــد صنــف الذكاء إىل ،أنواع أمهها الذكاء :املعريف ،واالجتماعــي ،والوجداين ،كما أن هناك العديد من
األدلــة اليت تشــر إىل وجود العديد من الذكاءات املتعددة أطلق عليها أُطــر العقل ،وهي الذكاء املكاين،
واحلركي ،واالجتماعي ،والوجداين ،والشخصي ،والرياضي ،واللغوي ،واملوسيقي.
وممــا زاد االهتمــام باجلانب الوجداين يف حيــاة الفرد هو وجود ديناميكية بــن :التفكري ،واالنفعاالت،
واملشــاعر ،فكل منها يؤثر يف اآلخر ،واألداء اجليد للفرد ما هو إال نتاج اهتمام الفرد بالعوامل الداخلية
واخلارجيــة لد ّيه ،ومــن العوامل الداخلية لدى الفرد :القدرة الوجدانية الــي تؤثر على القوة العقلية
جزء ال يتجزأ من
واجلســمية ،وال يســتطيع الفرد القيام بأداء جيد دون مراعاة اجلانب الوجداين؛ ألنه ٌ
شخصيته (.)Stock, 1996
وللذكاء الوجداين أمهية كبرية ودور بارز يف أداء املهام املنوطة بالفرد جبدارة؛ مما يستلزم علينا تنمية
الــذكاء الوجداين لدى األفراد واجلماعات إذا أردنا التفوق والنجاح ( ،)Zeidner, 2002وأن املســتويات
العليا من الذكاء الوجداين هي ذات أثر إجيايب على شعور الشخص بالسعادة الشخصية والوجدانية ،كما
أن أثر الذكاء الوجداين ميتد؛ ليشــمل :احلالة الصحية العامة ،والصحة النفســية على وجه اخلصوص
()Austin, Saklofske, & Egan, 2005؛ لذا يعد الذكاء الوجداين هو األساس الواقعي للثقه بالذات
وتكامل الشخصية ،وتقدير الذات ،والقدرة على التكيف واملرونة يف املواقف الصعبة ،والرباعة يف التعامل
مع اآلخرين (.)Weiss, 2000
واجلدير بالذكر أنه من أجل االستشــعار بأمهية الذكاء الوجداين على املســتوى املحلي فقد أقيمت ندوة
علميــة يف كلية الطب والعلوم الصحيــة جبامعة عدن ( )2022 /10/10حتت عنــوان (الذكاء الوجداين
وتطبيقاته باحلياة األكادميية)؛ وذلك مبناسبة اليوم العاملي للصحة النفسية ،ومت التأكيد من خالهلا على
أمهية الذكاء الوجداين وتفاعله اإلجيايب يف احلياة األكادميية للطلبة ،ومت توجيه العديد من الرسائل
التوعوية والتوجيهية؛ لتحســن األداء الســلوكي ،ومت التأكيد أيضا على أمهية اكتشــاف الذات ومعرفة
املنهجية الســيكولوجية؛ لتحســن القدرات والــذكاء الوجداين يف احلياة (كلية الطــب والعلوم الصحية
جبامعة عدن.)2022 ،
ولألفــراد ذوي الذكاء الوجداين املرتفع مسات متيزهم عن األفراد ذوي الذكاء الوجداين املنخفض ،وقد
أشــار Heinنقال عن شــلح ( )2015إىل أن الفرد من ذوي الذكاء الوجداين املرتفع يظهر مشاعره بوضوح
وبشكل مباشر دون خوف ،وال تسيطر عليه العواطف السلبية ،وهو قادر على قراءة االتصال غري اللفظي،
ويترك مشــاعر ُه تقوده إىل االختيارات الصحيحة اليت تؤدي إىل ســعادته ،ومشــاعره متوازنة مع احلق
واملنطق والواقع ،ويهتم مبشــاعر اآلخرين ،ويشــعر بالتفاؤل الواقعي ،وهو مــرن وقوي العاطفة -بينما
الفرد من ذوي الذكاء الوجداين املنخفض يتسم بعدم حتمل مسؤولية مشاعره ،ويلوم اآلخرين باستمرار،
ويلقي الذنب على اآلخرين يف املشــكالت اليت يقع فيها ،وحيجب مشــاعره احلقيقية ،ويتظاهر مبشــاعر
خمتلفة ،وينقصه االســتقامة واإلحساس بالضمري ،أما عدمي اإلحســاس مبشاعره ،فهو غري متعاطف مع
اآلخرين ،وجيد صعوبة يف االعتراف بأخطائه ،أو التعبري عن الندم أو االعتذار.
وينمو الذكاء الوجداين يف جماالت متعددة ،ويأيت يف مقدمتها األســرة ،حيث تعترب املؤسســة التعليمية
األوىل للتعلم ،فقد أكَدت الكثري من الدراســات بأن النمو العاطفي واالجتماعي خالل الســنوات األوىل من
عمــر الطفــل يتأثر-إىل حد كبري -باجلو األســري العام ،وبالعالقات البيئية داخل األســرة ،كما يتأثر
باجتاهات الوالد ّين حنو الطفل ،وبشخصية الوالد ّين -والسيما األم -وباملستوى التعليمي لد ّيهم ،وخلفيتهم
االجتماعية ،ويظهر هذا التأثري على شــخصية الطفل :العقلية ،واالجتماعية ،والعاطفية (الســمادوين،
،)2007مث يــأيت يف املرتبــة الثانية املجال التربوي التعليمي؛ حيث إن معظــم مهارات الذكاء الوجداين
ميكن حتســينها من خالل التعلم ،فاملدرســة ينظر إليها بأهنا املكان األول لتحســن الذكاء العاطفي ،ويبدأ
تعلم املهارات االنفعالية يف املدرسة من خالل معاجلة املهارات االنفعالية لألطفال ،وتثقيفهم انفعاليا ،ومن
خالل املناهج املعدة لذلك (اخلضر.)2002 ،
وللمجال املهين وطبيعته دور كبري يف تنمية الذكاء العاطفي؛ لتحقيق األداء اجليد للفرد يف أي مؤسســة
هتــدف اىل اإلنتاج والتميز ،فهناك اعتقاد قوي بأن الذكاء العاطفي يف العمل يســاعد األفراد على مزيد
من الفهم لبعضهم البعض ،وتقبل األفكار اجلديدة ،كما أنه يعمل على ابتكار طرق جديدة لتطوير العمل،
والقدرة على التواصل مع اآلخرين ،ومراعاة مشاعرهم (شابريو ،)2001 ،وتتطلب تنمية الذكاء الوجداين
يف املهنة اســتخدام مهارات وقدرات بسرعة ،وباســتمرارية؛ حىت يتحقق النجاح ،ويشعر الفرد بالسعادة
(عثمان.)2009 ،
الدراسات السابقة:
هدفت دراســة GardnerوStoughا( )2003اىل معرفة العالقة بــن الذكاء الوجداين والرضا املهين
وااللتزام املؤسســي لدى العاملني يف املؤسسات التربوية (اســتراليا) ،وتوصلت الدراسة إىل وجود عالقة
ارتباطيــة موجبة بني الــذكاء الوجداين والرضا املهين وااللتزام املؤسســي ،وأن الذكاء الوجداين يتنبأ
بالرضا املهين الداخلي واخلارجي.
وهدفــت دراســة ،Takemoto ،Wilson ،Easton ،MartinوSullivanا( )2004اىل معرفــة العالقة
االرتباطيــة بني الــذكاء العاطفي والكفــاءة الذاتية يف اإلرشــاد التربوي لدى الطلبــة املتخصصني يف
اإلرشــاد التربوي واملرشــدين املمارســن (الواليات املتحــدة االمريكية) ،وطبق الباحــث مقياس الذكاء
العاطفي ،ومقياس التقدير الذايت ،للكفاءة اإلرشــادية ،وأظهرت نتائج الدراسة أن الذكاء العاطفي يفرق
بني املرشــدين التربويني عن غريهم ،ولكنة ال يعطي نتائج خمتلفة عند التمييز بني املرشــدين الدارسني
واملرشدين املمارسني.
وقــد توصلت النتائــج إىل أن عوامل الذكاء العاطفي جنحت يف حتديــد العواطف اخلاصة ،والتعبري عن
العواطف بتوافقية ،واســتخدام العواطف يف حل املشكالت لدى كل من طلبة اإلرشاد واملرشدين املمارسني
يف جمال اإلرشــاد التربوي ،وميكن اعتبار الذكاء العاطفي داللة أخرى على األشخاص الذين يسعون إىل
ممارسة اإلرشاد املتخصص كمهنة ،ويسعون اىل حتسني الكفاءة الذاتية لدى الطالب املتخصصني يف جمال
اإلرشاد التربوي.
وهدفت دراسة حميي الد ّين ( )2005إىل التعرف على طبيعة العالقة بني الذكاء الوجداين والرضا املهين
لدى األخصائي النفســي املدرســي (مصر) ،وتوصلت الدراســة إىل أن هناك عالقة ارتباطية موجبة بني
الذكاء الوجداين والرضا املهين ،وإمكانية التنبؤ بالرضا املهين من بعض أبعاد الذكاء الوجداين.
وحبث الغامدي ( )2010العالقة بني الذكاء الوجداين والتوافق املهين لدى عينة من املرشــدين املدرســن
مبراحــل التعليم العام يف مدينة جدة ،وتوصلت نتائج الدراســة إىل االختــاف يف ترتيب توافر مكونات
الذكاء الوجداين لدى املرشــدين حبسب مراحل التعليم ،وإىل وجود عالقة ارتباطية موجبة ذات داللة
إحصائية بني الذكاء الوجداين ومظهر الرضا عن األداء املهين ،وأنه ال توجد عالقة بني الذكاء الوجداين
ومظاهر الرضا لدى عينة الدراســة ،وتوصلت أيضا إىل وجود فروق يف التعاطف كأحد املكونات الفرعية
للذكاء الوجداين لدى عينة الدراســة حبســب التخصص واخلربة واملراحل التعليمية لصاحل املرشــدين
املتخصصني.
وهدفت دراسة النعيمي واخلزرجي ( )2011إىل قياس الذكاء االنفعايل لدى املرشدين التربويني ،والتعرف
على الفروق يف الذكاء االنفعايل لدى املرشــدين التربويني حبســب متغري( :اجلنس ،وســنوات اخلدمة)،
وأسفرت نتائج الدراسة عن أن العينة تتمتع بدرجه عالية من الذكاء االنفعايل ،ووجود فروق ذات داللة
إحصائية يف مســتوى الذكاء االنفعايل وفق متغري اجلنس لصاحل املرشدات ،وعدم وجود فروق ذات داللة
معنوية يف قياس الذكاء االنفعايل لدى املرشدين يعزى ملتغري مدة اخلدمة.
وتناولت دراســة الشــمري ( )2012العالقــة بني الذكاء الوجداين واملهارات اإلرشــادية لدى املرشــدين
الطالبيني يف مدينة حائل ،وتوصلت نتائج الدراسة إىل وجود عالقة ارتباطية ذات داللة إحصائية بني
الذكاء الوجداين واملهارات اإلرشادية للمرشد الطاليب ،وهذه النتيجة تؤكد على أن الذكاء الوجداين يعد
عنصرا فعاال ال ميكن االستغناء عنه لتحقيق النجاح يف اإلرشاد.
وحبثت دراســة طشــطوش ومزاهرة ( )2012الكشف عن درجة ممارسة املرشــدين التربويني ألخالقيات
مهنة اإلرشاد من وجهة نظرهم ،ومعرفة ما إذا كان ذلك خيتلف تبعا ملتغريات :النوع االجتماعي ،واملؤهل
العلمي ،واالختصاص األكادميي ،وسنوات اخلربة ،واحلالة االجتماعية ،ومكان السكن ،واستخدم الباحثان
مقياس أخالقيات مهنة اإلرشــاد النفســي التربوي يف األردن ،وتوصلت الدراســة إىل أن درجة ممارســة
املرشدين التربويني ألخالقيات مهنة اإلرشاد جاءت بدرجة متوسطة ،كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات
داللة إحصائية يف درجة ممارسة املرشدين التربويني ألخالقيات مهنة اإلرشاد تعزى ملتغري املؤهل العلمي
لصاحل درجة املاجستري ،واالختصاص األكادميي لصاحل اختصاص اإلرشاد النفسي التربوي ،وعدد سنوات
اخلربة لصاحل فئة اخلربة من 15إىل 20ســنة ،وفئة (أكثر من 20ســنة )،مع عدم وجود فروق يف درجة
ممارسة أخالقيات املهنة تعزى اىل متغريات :النوع االجتماعي ،واحلالة االجتماعية ،ومكان السكن.
كما حبثت دراسة القاضي ( )2012معرفة العالقة بني مستوى الذكاء الوجداين ومستوى االندماج اجلامعي
لــدى الطلبة اجلامعيني وفق جمموعة من املتغريات الد ّيموغرافية يف كلية التربية جبامعة تعز ،وتوصلت
الدراســة إىل أن الطلبة املســتجدين يف اجلامعة لد ّيهم مســتوى منخفض من الذكاء الوجداين واالندماج
اجلامعــي ،كما توصلت الدراســة إىل وجود عالقة ارتباطيــة موجبة بني الذكاء الوجــداين واالندماج
اجلامعــي لدى الطلبة املســتجدين؛ مبعىن زادت مهــارات الطالب يف الذكاء الوجــداين كلما زاد اندماجه
اجلامعــي والعكس صحيح ،كما توصلت الدراســة إىل وجود فروق يف بعــض أبعاد الذكاء الوجداين يعزى
ملتغري النوع ،وال توجد فروق يف مستوى الذكاء الوجداين يعزى ملتغري التخصص.
وهدفت دراســة Hillا( )2013إىل معرفة العالقة بني مســتوى التدريب لــدى الطلبة املتدربني يف برنامج
ماجســتري اإلرشــاد التربوي والــذكاء العاطفي؛ واالرتباطات النفســية النتظام العاطفــة خالل عملية
التفاعل من خالل التســجيل بالفيديو حلالة التفاعل مع عميل افتراضي يف أمريكا ،وبعد تطبيق مقياس
الذكاء الوجداين؛ وفحص انتظام العاطفة من خالل تأثر اجللد بالنشاط الكهريب حبساب معدل ضربات
القلــب ،كشــفت نتائج الدراســة أن بعد حتليل عالقة االرتبــاط واالحندار أظهر أن احلالــة الفيزيائية
النفســية املرتبطة بتنظيم العاطفة غري مرتبطة بالتدريب؛ ومع ذلك ارتبط االحنراف املعياري لفترات
نبضــات القلب الطبيعية بشــكل كبري مع جمموع نتائــج فحص الذكاء العاطفي الكلــي ،وكذلك مع إدراك
العواطــف املتعلقة بالذكاء العاطفي ،يف حني أن النشــاط الكهريب ارتبط بشــكل كبري بالفروع اجلانبية
إلدارة العواطف.
هدفــت دراســة ،Aziz ،Nasir ،MustafaوMahmoodا( )2013إىل حتليــل العالقة بني مســتويات
وكل من
الذكاء العاطفي( :الوعي الذايت ،ضبط النفس ،الدافع الذايت ،والتعاطف واملهارات االجتماعية ) ٍ
كفاءة املهارات ،وتنمية الشخصية ملرشدي املدارس الثانوية يف جوهوا ،وتوصلت الدراسة إىل أن الغالبية
العظمى من الذين أجريت عليهم الدراســة لد ّيهم مســتوى متوســط من الذكاء العاطفي ،ومستوى عال من
كفاءة املهارات وتنمية الشــخصية ،وتوصلت الدراســة أيضا إىل أن العالقة بني الذكاء العاطفي وكفاءة
املهارات حيظى مبســتوى متوســط ،وأن العالقة بني الذكاء العاطفي وتنمية الشخصية قوية وكبرية؛ مما
يدل على أن الذكاء العاطفي يصقل ويعزز كفاءة املهارات اإلرشادية ،وينمي شخصية املرشد املدرسي.
وأما دراســة ســليمان ( )2015فقد هدفت إىل التعرف على إمكانية إسهام كل من فاعلية الذات اإلرشادية
والذكاء الوجداين يف القدرة على حل املشكالت لدى طلبة جامعة احلديدة ،من قسمي علم النفس (اآلداب)
وقسم اإلرشاد النفسي (التربية) ،وتوصلت الدراسة إىل وجود عالقة ارتباطية دالة إحصائيا بني القدرة
على حل املشكالت وكل من فاعلية الذات اإلرشادية والذكاء الوجداين ،وإىل إمكانية التنبؤ بالقدرة على
حل املشكالت من خالل كل من فاعلية الذات والذكاء الوجداين لدى أفراد العينة.
وهدفت دراسة البهدل ( )2017اىل كشف العالقة بني الذكاء الوجداين ومهارة التعامل مع مقاومة العميل
لدى املرشد النفسي يف البحرين ،وكشفت نتائج الدراسة عن وجود عالقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا
بــن الذكاء الوجداين بأبعاده املختلفة والتعامل مع مقاومة العميل ،كما أســهم بعد التواصل االجتماعي
إسهاما موجبا يف التنبؤ مبهارة مقاومة العميل لدى املرشد.
وقام جعربي ( )2018بدراسة هدفت إىل التعرف على مستوى الذكاء الوجداين وعالقته مبستوى الكفاءة
االجتماعية لدى املرشدين التربويني يف املدارس احلكومية مبحافظة اخلليل ،وتوصلت الدراسة إىل وجود
عالقة إجيابية دالة إحصائيا بني الدرجة الكلية للذكاء الوجداين والدرجة الكلية للكفاءة االجتماعية،
وأن مســتوى الــذكاء الوجداين لدى عينة الدراســة مرتفــع ،كما أظهرت النتائج عــدم وجود فروق ذات
داللة إحصائية يف متوسطات الذكاء الوجداين لدى املرشدين يعزى ملتغريات (اجلنس ،واملديرية ،واملؤهل
العلمي) ،وأن مستوى الكفاءة االجتماعية مرتفعة لدى املرشدين التربويني (عينة الدراسة).
كمــا قام أبو مصطفى ( )2019بدراســة تناولت القوة التنبؤية ملتغريات الــذكاء الوجداين وقدرة الذات
علــى املواجهــة يف جودة احلياة لدى طالب اختصاص اإلرشــاد النفســي يف جامعة األقصــى ،وقد بينت
عال من الذكاء الوجداين ،ووجود عالقة موجبة دالة إحصائيا بني النتائج متتع عينة الدراســة مبستوى ٍ
درجات مقياس الذكاء الوجداين وجودة احلياة لدى عينة الدراسة ،وعدم وجود فروق يف مقياس الذكاء
الوجداين لدى عينة الدراسة يعزى ملتغريات :اجلنس ،واملعدل األكادميي ،واملستوى الدراسي.
مناقشة الدراسات السابقة:
يالحظ من استعراض نتائج الدراسات السابقة اآليت:
• اتفقــت الدراســة احلالية يف تناول املتغري املســتقل الذكاء الوجداين مع دراســة كل من Gardner
وStoughا( ،)2003وMartin et al.ا( ،)2004وحميــي الد ّيــن ( ،)2005والغامــدي (،)2010
والنعيمي واخلزرجي ( ،)2011والشــمري ( ،)2012والقاضــي ( ،)2012وMustafa et al.ا(،)2013
Hillا( ،)2013وســليمان ()2015؛ والبهــدل ( ،)2017وجعــري ( ،)2018وأبــو مصطفــى (،)2019
واتفقــت الدراســة احلاليــة يف تناول املتغــر التابع مع دراســة كل مــن Martin et al.ا(،)2004
وMustafa et al.ا( ،)2013بينما الدراسات اليت تناولت املتغري التابع هي ذات صلة مبهنة اإلرشاد،
ومتثلت بدراســة كل مــن :حميي الد ّيــن ( ،)2005والغامدي ( ،)2010والشــمري ( ،)2012والقاضي
( ،)2012وHillا( ،)2013وســليمان ( ،)2015والبهــدل ( ،)2017وجعــري ( ،)2018وأبــو مصطفى
( ،)2019فيما تناولت دراسات أحد املتغريين مع بعض املتغريات الد ّيموغرافية دراسة كل من النعيمي
واخلزرجي ( ،)2011وطشطوش ومزاهرة ( ،)2012كما اتفقت الدراسة احلالية مع الدراسات السابقة
ذات املتغريين يف دراسة العالقة بني املتغريين (األهداف).
• عدم وجود دراســة تناولت جمتمع الطلبة املتخرجني-ختصص ارشــاد نفســي تربوي؛ مما تتفرد به
الدراسة احلالية يف املوضوع واملجتمع.
• معظم نتائج الدراســات أشــارت بصورة مباشرة أو غري مباشرة إىل ضرورة متتع املرشد النفسي بدرجة
عالية من الذكاء الوجداين بكل أبعاده؛ كي ميارس مهامه بصورة ناجحة ومسؤولة؛ مما شجع الباحث
للقيام بالدراسة احلالية.
• أشــارت نتائج الدراسات السابقة إىل وجود عالقة ارتباطية بني الذكاء الوجداين وأي متغري تابع له
صلة مبهنة اإلرشاد( :املهارات اإلرشادية ،االرتباطات النفسية ،األداء املهين ،كفاءة املهارات ،الكفاءة
االجتماعية ،الرضا املهين ،فعالية الذات)؛ مما يشري إىل األمهية واحلاجة املاسة للدراسة احلالية.
• الذكاء الوجداين :يفرق بني املرشــد التربوي وبني غريه ،ويعترب من األدلة اليت تشري إىل األشخاص
الراغبني يف االلتحاق باإلرشــاد ،وأنه عامل أساســي لتحســن الكفاءة الذاتية لدى الطلبة يف جمال
اإلرشاد (.)Martin et al., 2004
• الذكاء الوجداين يعد عنصرا فعاال ال ميكن االستغناء عنه يف مهنة اإلرشاد (الشمري.)2012 ،
• إمكانية التنبؤ بقدرة املتخصصني يف جمال علم النفس وتطبيقاته على حل املشكالت من خالل فاعلية
الذات اإلرشادية والذكاء الوجداين (سليمان.)2015 ،
• اســتفادت الدراســة احلالية ،من الدراسات السابقة يف مناقشــة نتائج الدراسة احلالية ودعم أمهية
دراســة متغريي الدراســة ملجتمع الدراسة ،واالســتفادة منها أيضا يف اجلانبني :النظري واإلجرائي
للدراسة.
مشكلة الدراسة:
ما دفع الباحث إىل تبين هذا البحث أنه -ومن خالل جتربته الشخصية يف تدريب وتأهيل طلبة اإلرشاد
النفســي التربوي ألكثر من عقد؛ -استشــف من خالهلــا أن بعض الطلبة لد ّيهم كفاءة ذاتية إرشــادية
منخفضة؛ وقد يعزى ذلك إىل أن هؤالء الطلبة الذين يلتحقون بالقسم دون رغبة وعلى سنوات متعاقبة،
وال علــم هلم مبتطلبات املهنة (التخصص) ،وال تنطبق عليهم شــروط ومواصفات املرشــد الفعال اليت يف
مقدمتها التشــبع باجلانب اإلنساين العاطفي الذي يعد أساس النجاح املهين لإلرشاد النفسي التربوي (أبو
مصطفــى)2019 ،؛ مما دفعه إىل القيام هبذا البحث؛ ملعرفة مدى تشــبع الطلبة بالذكاء الوجداين الذي
يعد من أهم احتياجات املرشد للنجاح املهين (سليمان.)2015 ،
ومعرفة مستوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد يعطي مؤشرا على االنطباع الذايت للطالب عن مستوى تأهيله
اجلامعي ،ودرجة الكفاءة اليت وصل إليها ،كما أن معرفة مســتوى العالقة بني الذكاء الوجداين والكفاءة
الذاتية املهنية يف اإلرشاد يعدان ركيزيت التفوق املهين اإلرشادي ،وأن معرفة مستوى العالقة بينهما يعطي
مؤشرا مبستوى التدريب امليداين بشقيه :العاطفي واملهاري الذي مر به طلبة اإلرشاد املتخرجني ،والتنبؤ
مبســتوى األداء املهين لد ّيهم مســتقبال يف ســوق العمل ،فهذا يعين أن الذكاء الوجداين يعد من املهارات
البالغة األمهية للعاملني يف جماالت اخلدمات اإلنسانية ،وأكثرها أمهية للمرشد التربوي؛ حيث ميتد دوره
يف مســاعدة طلبة املدارس واجلامعات على فهم ذواهتم ،وتنمية قدراهتم يف مواجهة املشــكالت ،وحتقيق
التوافق والصحة النفســية لد ّيهم؛ لذا فإن تنمية مهارات الذكاء الوجداين للمرشد النفسي التربوي تعد
ضــرورة ملحة مــن أجل حتقيق الكفاءة الذاتية املهنية العاليــة ( DeMato, 2001؛ صمادي وحوامته،
.)2020
يتضح مما ســبق أمهية قيام الباحث بالدراســة احلالية ،آمال أن تسهم نتائجها يف معاجلة جوانب القصور
لدى كل من :طلبة اإلرشــاد النفســي ،والقائمني علــى تعليمهم وتدريبهم ،وعمــل التوصيات واملقترحات
الالزمة؛ للحد من هذا القصور:
أسئلة الدراسة:
بناء على ما سبق تتمحور مشكلة الدراسة يف السؤال الرئيس اآليت:
ما العالقة بني الذكاء الوجداين ومستوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي
يف جامعة احلديدة – اليمن؟
ولإلجابة عن السؤال الرئيس تتفرع األسئلة اآلتية:
.1ما مستوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي يف جامعة احلديدة؟
.2ما مستوى الذكاء الوجداين لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي يف جامعة احلديدة؟
.3هل هناك عالقة ارتباطية بني مســتوى الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى طلبة
اإلرشاد النفسي التربوي جبامعة احلديدة؟
.4هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مســتوى داللة ( )0.05بني متوســطات الذكاء الوجداين
والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي يف جامعة احلديدة يعزى اىل عدد
التطبيقات اإلرشادية؟
أهداف الدراسة:
هتدف الدراسة احلالية اىل:
.1التعــرف على مســتوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى طلبة اإلرشــاد النفســي التربوي جبامعة
احلديدة.
.2التعرف على مستوى الذكاء الوجداين لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي يف جامعة احلديدة.
.3التعرف على مســتوى العالقة بني الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى طلبة اإلرشاد
النفسي التربوي جبامعة احلديدة.
.4معرفة إذا ما كان هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( )0.05بني متوسطات الذكاء
الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي جبامعة احلديدة تعزى
اىل عدد التطبيقات اإلرشادية.
أهمية الدراسة:
أوال :األمهية النظرية:
ӽتستمد الدراسة أمهيتها من دراسة الذكاء الوجداين ،وعالقته مبستوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى
طلبة اإلرشــاد ،وذلك ملا للمتغريين من أمهية بالغة يف مهنة اإلرشــاد ذات الطابع اإلنساين ،وقدرهتما
التنبئية مبستقبل العمل اإلرشادي لدى جمتمع الدراسة.
ӽتســتمد الدراســة أمهيتها من أمهية جمتمع الدراســة والدور املنوط هبم مســتقبال يف حتسني مستوى
التعليم يف املؤسســات التعليمية من خالل حل مشــاكل الطلبة ،وتذليل الصعــاب وتوطيد العالقة بني
املدرسة واملزنل.
ӽإن دراســة مســتوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى طلبة اإلرشــاد النفســي يعد ذات أمهية بالغة،
باعتبارها هدفا أساسيا من أهداف تقومي عملية التعليم اجلامعي بشقيه :النظري والتطبيقي ،ومفهوم
الكفــاءة الذاتيــة يندرج ضمن املفاهيم اإلجيابية اليت تفيد العاملني يف جمال اإلرشــاد وعلم النفس
واالخصائيني االجتماعيني.
ӽإن دراســة الذكاء الوجداين لدى طلبة اإلرشــاد النفســي تعد ذات أمهية بالغة؛ ألنه يتناول دراســة
اجلوانب العاطفية واالنفعالٍة اليت متثل جوهر مهنة اإلرشاد اليت هي املرتكز األساسي للنجاح ،كما أن
تنمية الذكاء الوجداين يعد هدفا أساسيا من أهداف التنمية املهنية للمرشدين التربويني.
ثانيا :األمهية العملية:
ӽمن أمهية لذكاء الوجداين البالغة يف أداء مهنة اإلرشــاد بصورة ســليمه ال سيما يف اجلانب الوجداين؛
تنبع أمهية الدراسة يف معرفة مستوى الذكاء الوجداين لدى عينة الدراسة الذي ميكننا من االستنتاج
يف معرفة مستقبلهم يف العمل اإلرشادي وحتديد جودته.
ӽمن خالل حتديد مســتوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى عينة الدراســة ســيعطينا مؤشرا مبستوى
الكفاءة التعليمية التدريبية يف امليدان اليت مرت هبا العينة خالل التعليم اجلامعي.
ӽمن خالل نتائج الدراســة ميكن االســتفادة منها يف التحقق من سالمة شروط قبول طلبة قسم اإلرشاد
النفســي التربوي وإجراءاته ،وأيضا معرفة مدى جناح القسم يف سياسة تدريب وتأهيل طلبة القسم؛
من أجل احلصول على خمرجات تليب احتياجات سوق العمل.
ӽمن خالل نتائج الدراســة ميكن وضع التوصيات الالزمة لالســتفادة القصوى من الدراســة؛ ملا من شأنه
حتسني مستوى التعليم اجلامعي النظري والتطبيقي :للطلبة امللتحقني بقسم اإلرشاد النفسي والتربوي،
وأيضا وللمرشدين يف امليدان التربوي.
مصطلحات الدراسة:
.1الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد:
هي قدرة وكفاءة املرشــد النفســي يف القيام باملهام واألدوار املرتبطة مبهنة التوجيه واإلرشــاد اليت
يطبقها يف املدرســة ،وقدرته علــى حتقيق نتائج إجيابية يف إطار ما يتوفــر لد ّيه من معارف ومهارات
وقيم (زهران.)1998 ،
ويعرف الباحث الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد إجرائيا للطلبة املرشــدين يف الدراســة احلالية بأهنا:
الدرجــة الــي حيصل عليها الطالــب أو الطالبة يف مقيــاس الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد املطبق يف
الدراسة.
.2الذكاء الوجداين:
هي قدرة الفرد على وعي وإدراك مشــاعره وانفعاالته املختلفة ،وإدراك انفعاالت ومشــاعر اآلخرين
من خالل تعبرياهتم اللفظية وغري اللفظية ،وقدرته على ضبط انفعاالته املختلفة وإدارهتا ومعاجلتها
،وتوجيه مشــاعره لتحقيــق أهدافه املرجوة ،وكبح مجاح شــهواته وتأجيل إشــباعها ،وقدرته على
حتســس وتفهم مشــاعر اآلخرين واحتياجاهتم ،والعمل على مســاعدهتم يف تلبيتها ،وإقامة عالقات
متميــزة معهم ،والتوافق مع اآلخرين (الفرا والنواجحة ،)2012 ،ويرى Bar-Onا( )2002أن الذكاء
الوجــداين هو نظام من القدرات غري املعرفية ،واملهارات اليت تؤثر يف القدرة على النجاح مع متطلبات
البيئة وضغوطها.
ويعرف الباحث الذكاء الوجداين للطلبة املرشــدين إجرائيا بالدرجــة اليت حيصل عليها الطالب أو
الطالبة يف مقياس الذكاء الوجداين املستخدم يف الدراسة احلالية.
حدود الدراسة:
تقتصر الدراسة على احلدود اآلتية:
Ԁاحلد املوضوعي :الذكاء الوجداين ،وعالقته بالكفاءة الذاتية يف اإلرشاد.
Ԁاحلد البشري :طلبة املستوى الرابع – قسم اإلرشاد.
Ԁاحلد املكاين :جامعة احلديدة – حمافظة احلديدة.
Ԁاحلد الزماين :العام اجلامعي 2022 /2021م ،الترم الثاين.
منهجية الدراسة:
منهج الدراسة:
اســتخدم الباحث املنهج الوصفي التحليلي؛ ألنه يتناسب مع طبيعة هذه الدراسة ،وذلك من خالل الكشف
عن عالقة الذكاء الوجداين مبســتوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى عينة من طلبة اإلرشــاد النفسي
التربوي باملستوى الرابع.
جمتمع الدراسة وعينتها:
املجتمع النظري :طلبة اإلرشاد النفسي التربوي يف كلية التربية جبامعة احلديدة.
املجتمع التطبيقي :طلبة اإلرشاد النفسي التربوي باملستوى الرابع ،وقد بلغ عددهم (.)62
عينة الدراســة :مت تطبيق الدراسة على عينة مكونة من ( )50طالبا وطالبة )47( :إناث ،و( )3ذكور؛ أي
ما نســبته % 80,6من املجتمع التطبيقي ،وقد اختريوا بطريقة احلصر الشــامل ،ومت استبعاد بقية طلبة
املستوى الرابع نظرا ألخذهم كعينة استطالعية لدراسة اخلصائص السيكو مترية ألدوات الدراسة.
أدوات الدراسة:
اعتمدت الدراسة لتحقيق أهدافها على أداتني :األوىل متثلت يف مقياس الذكاء الوجداين ،وهو من إعداد
هشــام عبداهلل وعصام العقاد ( )2008منقوال من دراســة الشمري ()2012؛ حيث تكون املقياس من ()65
فقرة قبل دراســة اخلصائص السيكو مترية يف الدراســة احلالية موزعة على مخسة أبعاد ،هي( :الوعي
بالذات -إدارة االنفعاالت -الدافعية -التعاطف -التعامل مع العالقات) ،وحددت البدائل لفقرات املقياس
وفقــا ملقياس ليكرت اخلماســي الذي تنطبق عليه املســتويات (دائما – غالبــا – أحيانا – نادرا – مطلقا)،
واألداة الثانية :متثلت يف مقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد ،وهو من إعداد (أبو أسعد والفريد،)2012 ،
حيــث تكون من ( )30فقرة وكانت بدائل املقياس أربعة بدائل ،ومت اســتبدال البدائل لفقرات املقياس يف
الدراســة احلالية وفقا ملقياس ليكرت الثالثي بدرجة( :كثريا – أحيانا – نادرا)؛ وللتحقق من مدى صدق
وثبات أدايت الدراسة لتكييفهما على البيئة اليمنية مت تطبيقهما على عينة استطالعية مكونة من ()12
طالبا وطالبة من خارج عينة الدراسة ،واتبع الباحث لضبط األداتني اخلطوات اآلتية:
أوال :الصدق الظاهري (املحكمني):
للتأكد من مدى مناســبة فقرات املقياســن وصالحيتهما ومدى ارتباط فقراهتما بالبعد الذي تنتمي إليه
كل فقرة ،مت عرض املقياسني على مثانية من املحكمني؛ إلبداء آرائهم حول فقرات املقياسني واألبعاد ذات
الصلة ،ومت العمل مبلحوظات املحكمني اليت تركزت على اجلوانب الشكلية.
ثانيا :االتساق الداخلي لفقرات أدايت الدراسة:
للتحقق من االتســاق الداخلي لفقرات أدايت الدراسة ،اســتخدم الباحث معامل ارتباط (بريسون) إلجياد
معامل ارتباط الفقرات باملجاالت اليت تنتمي إليها بالنســبة ملقيــاس الذكاء الوجداين ،والدرجة الكلية
ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد .ويوضح اجلدول ( )1النتائج ملقياس الذكاء الوجداين.
جدول ( :)1معامل ارتباط (بريسون) بني الفقرات واملجاالت اليت تنتمي إليها ملقياس الذكاء الوجداين
معامل معامل معامل معامل معامل
م م م م م
االرتباط االرتباط االرتباط االرتباط االرتباط
التعامل مع العالقات التعاطف الدافعية إدارة االنفعاالت الوعي بالذات
**.532 1 -.319- 1 *.498 1 **.739 1 **.521 1
**.657 2 **.586 2 -.079- 2 *.414 2 **.587 2
.285 3 .592 ** 3 .575 ** 3 .818 ** 3 .448 * 3
.619 ** 4 -.073- 4 .209 4 .141 4 .685 ** 4
.144 5 **.828 5 **.521 5 **.636 5 *.426 5
.780 ** 6 .450 * 6 .774 ** 6 .777 ** 6 .780 ** 6
-.113- 7 .609 ** 7 .044 7 .643 ** 7 -.046 7
**.588 8 *.471 8 **.521 8 .049 8 **.750 8
**.702 9 **.546 9 **.630 9 **.613 9 *.482 9
.575 ** 10 .497 * 10 .562 ** 10 .703 ** 10 .591 ** 10
.582 ** 11 .755 ** 11 .413 * 11 .131 11 .184 11
**.548 12 **.532 12 **.676 12 **.509 12 **.654 12
جدول ( :)1يتبع
معامل معامل معامل معامل معامل
م م م م م
االرتباط االرتباط االرتباط االرتباط االرتباط
التعامل مع العالقات التعاطف الدافعية إدارة االنفعاالت الوعي بالذات
**.601 13 **.779 13 **.638 13 -.302- 13
**.611 14
* دالة إحصائيا عند (.)0.05
** دالة إحصائيا عند (.)0.01
بينت نتائج الدراسة باجلدول ( )1اآليت:
أن (فقرات) كل بعد جاءت ذات ارتباط مع الدرجة الكلية لكل بعد مبستوى داللة معنوية (،)0.05 ،0.01
عــدا بعض الفقــرات غري دالة إحصائيا ،وســيتم حذفها ،وهي على النحــو اآليت :الفقرتان ( )11 ،7من
البعــد األول (الوعي بالــذات) ،والفقرات ( )13 ،11 ،8 ،4من البعد الثــاين (إدارة االنفعاالت) ،والفقرات
( )7 ،4 ،2مــن البعــد الثالث (الدافعية) ،والفقرتان ( )4 ،1من البعــد الرابع (التعاطف) ،والفقرات (،5 ،3
)7مــن البعد اخلامس (التعامل مع العالقــات) ،وبعد حذف هذه الفقرات يصبح عدد فقرات املقياس ()51
بــدال عن ( ،)65ومجيع فقــرات املقياس موجبة ما عدى الفقرات )7( :من بعــد الوعي بالذات واملقياس؛
( )51(،)50األخريتــن من بعد التعامل مع العالقات واملقياس ،وذلك حســب الترتيب يف املقياس بصورته
النهائية.
ويوضح اجلدول ( )2النتائج ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد.
جدول ( :)2معامل ارتباط (بريسون) بني الفقرات واملجاالت اليت تنتمي إليها ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد
معامل االرتباط م معامل االرتباط م معامل االرتباط م
.749 ** 1 .571 ** 1 .505 * 1
.668 ** 2 .764 ** 2 **.851 2
.573 ** 3 .891 ** 3 .553 ** 3
.530 ** 4 .629 ** 4 .443 * 4
.734 ** 5 .562 ** 5 .505 * 5
*.407 6 **.823 6 **.746 6
.546 ** 7 .897 ** 7 .691 ** 7
.604 ** 8 .729 ** 8 .576 ** 8
*.470 9 **.729 9 **.841 9
**.507 10 **.938 10 **.613 10
* دالة إحصائيا عند (.)0.05
** دالة إحصائيا عند (.)0.01
بينت نتائج اختبار معامل ارتباط بريسون أن كافة فقرات مقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد جاءت ذات
ارتبــاط مع الدرجة الكلية للمقياس الذي تنتمي إليه ومبســتوى داللة معنوية ( ،)0.05 ،0.01وهبذا مت
التأكد من االتساق الداخلي للمقياسني ،وأصبحت أبعاد مقياسي الدراسة ،كما هو مبني يف اجلدول (.)3
بينت نتائج الثبات بطريقة معامل ألفا كرونباخ ملقياســي الدراســة أن معامل الثبات ألبعاد مقياس الذكاء
الوجــداين تراوحت بني ( )0.90 - 0.86أما معامل الثبــات للمقياس ككل فقد جاء مبقدار ( )0.86وكان
معامــل الثبــات ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد ( ،)0.87وأن تلك القيم من معامالت الثبات ملقياســي
الدراسة جاءت عالية ومقبولة تربويا.
مقياس تقدير استجابات عينة الدراسة:
مت تقدير اســتجابات أفراد عينة الدراســة علــى مقياس الذكاء الوجداين الــذي اعتمد مقياس ليكرت
اخلماســي ،واستجاباهتم على مقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد الذي اعتمد مقياس ليكرت الثالثي وفق
اجلدول (.)5
جدول ( :)5كيفية احتساب التقدير اللفظي لالستجابة أفراد عينة الدراسة
املقياس اخلماسي (الفقرات اإلجيابية)
الداللة اللفظية
النسبة املتوسط
ضعيف جدا مطلقا()1 أقل من % 36 أقل من 1.80
ضعيف نادرا()2 من - % 36أقل من % 52 من - 1.80أقل من 2.59
متوسط أحيانا()3 من - % 52أقل من % 68 من - 2.60أقل من 3.39
عال
ٍ غالبا()4 من - % 68أقل من % 84 من - 3.40أقل من 4.19
عال جدا
ٍ دائما()5 من % 100 - % 84 من 5 4.20-
جدول ( :)5يتبع
املقياس اخلماسي (الفقرات السلبية) عكس الفقرات اإلجيابية
املقياس الثالثي
ضعيف نادرا()1 أقل من % 55.67 أقل من 1.67
متوسط أحيانا()2 من - % 55.67أقل من % 78.00 من - 1.67أقل من 2.34
عال
ٍ كثريا()3 من % 100.00 - 4 % 78.00 من 3.00 - 2.34
األساليب اإلحصائية:
اعتمــد الباحث على برنامج احلزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية يف عملية حتليل البيانات .واألســاليب
اإلحصائية املســتخدمة يف الدراســة ،وهي على النحو اآليت :التكرارات ،والنســب املئوية ،واملتوســطات
احلســابية ،واالحنراف املعياري ،ومعامل ارتباط بريسون ،واختبار ألفا كرونباخ ،واختبار التباين األحادي
(.)One-way ANOVA
نتائج الدراسة ومناقشتها:
اإلجابة عن أسئلة الدراسة:
اإلجابة عن الســؤال األول :الذي ينص على :ما مســتوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد
النفسي التربوي يف جامعة احلديدة؟
أوال :عرض النتائج للسؤال األول:
لإلجابة عن هذا الســؤال ،استخرج الباحث املتوســطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسبة املئوية
والرتبة الســتجابات أفراد عينة الدراســة على فقرات املقياس وجاءت النتائج كما هي مبينة يف اجلدول
(.)6
جدول ( :)6املتوسطات احلسايب واالحنرافات املعيارية والنسبة املئوية الستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات
مقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد
املتوسط االحنراف النسبة
االجتاه الترتيب الفقرات م
احلسايب املعياري املئوية
1 عال
ٍ % 98.67 0.20 2.96 أحب مساعدة اآلخرين واالهتمام هبم. 1
1 عال
ٍ % 98.67 0.20 2.96 أحافظ على األسرار وخاصة ما يتعلق باملسترشد. 2
2 عال
ٍ % 96.00 0.33 2.88 أتصف باألمانة وااللتزام املهين والعلمي. 3
3 عال
ٍ % 96.00 0.44 2.88 أتصف بالدقة والترتيب. 4
4 عال
ٍ % 94.67 0.47 2.84 أمتتع بالثقة بالنفس. 5
5 عال
ٍ % 94.67 0.55 2.84 أتقبل املسترشد كما هو. 6
5 عال
ٍ % 94.67 0.55 2.84 أحترم املسترشد وأقدره. 7
6 عال
ٍ % 92.00 0.52 2.76 أحتلى بالصدق يف القول والعمل. 8
7 عال
ٍ % 89.33 0.56 2.68 قدريت عالية على إدارة حوار بناء مع املسترشد. 9
7 عال
ٍ % 89.33 0.56 2.68 أحترم مشاعر اآلخرين. 10
قدريت عالية على االصغاء والتواصل مع
8 عال
ٍ % 88.00 0.70 2.64 11
املسترشد.
لدي القدرة على استخدام األساليب اإلرشادية
ّ
9 عال
ٍ % 86.67 0.50 2.60 12
املختلفة.
لدي دافعية كبرية للدراسة وللتطبيقاتّ
10 عال
ٍ % 86.67 0.82 2.60 13
اإلرشادية.
جدول ( :)6يتبع
املتوسط االحنراف النسبة
االجتاه الترتيب الفقرات م
احلسايب املعياري املئوية
11 عال
ٍ % 85.33 0.58 2.56 أمتتع بالصرب. 14
قدريت عالية على مالحظة السلوك والتعبريات
11 عال
ٍ % 85.33 0.58 2.56 15
لدى املسترشد.
إمياين راسخ بقدرة كل فرد على تغيري نفسه
12 عال
ٍ % 85.33 0.71 2.56 16
بنفسه.
13 عال
ٍ % 84.00 0.59 2.52 أمتلك قدرة عقلية منفتحة. 17
14 عال
ٍ % 84.00 0.65 2.52 لدي القدرة على اختاذ القرارات.ّ 18
15 عال
ٍ 84.00% 0.71 2.52 أمتلك قيم السعادة والتفاؤل. 19
لدي القدرة على اعداد األهداف اخلاصة ّ
16 عال
ٍ % 82.67 0.51 2.48 20
باملسترشد وتقوميها.
لدي القدرة على إهناء العملية اإلرشادية مع
ّ
17 عال
ٍ % 81.33 0.65 2.44 21
احلالة بنجاح.
18 عال
ٍ % 80.00 0.58 2.40 لدي القدرة على حل املشكالت اخلاصة والعامة. ّ 22
19 عال
ٍ % 80.00 0.71 2.40 لدي القدرة على ضبط النفس. ّ 23
قدريت عالية على التشخيص وحتليل وتفسري
20 متوسط % 77.33 0.63 2.32 24
مشكلة املسترشد.
لدي القدرة على استخدام أجهزة التكنولوجيا اليت ّ
20 متوسط % 77.33 0.63 2.32 25
ختدم اجلانبني التعليمي واإلرشادي.
21 متوسط % 77.33 0.69 2.32 لدي القدرة على التعبري.
ّ 26
21 متوسط % 77.33 0.69 2.32 قدريت على التأثري واالقناع كبرية. 27
قدريت عالية على مواجهة املواقف الطارئة أثناء
22 عال
ٍ % 76.00 0.61 2.28 28
اإلرشاد.
23 متوسط % 73.33 0.76 2.20 أمتتع بالنضج االجتماعي. 29
24 متوسط % 64.00 0.81 1.92 أنا أقل ريبة وغرية من اآلخرين. 30
عال
ٍ % 85.33 0.34 2.56 اإلمجايل
بينــت نتائج الدراســة يف اجلدول ( )6تراوح املتوســطات احلســابية الســتجابات أفراد عينة الدراســة
علــى مقيــاس الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد لدى أفــراد عينة الدراســة بني ( )1.92و( ،)2.96وبنســبة
( )% 64.00إىل ()% 98.67؛ أي أن مســتوى توافر الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى أفراد عينة الدراسة
عال .كما بينت النتائج أن أعلى فقرة يف مقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى
جاء مبستوى متوسط إىل ٍ
أفراد عينة الدراسة متثل يف الفقرة (أحب مساعدة األخرين واالهتمام هبم) ،وكذلك الفقرة (أحافظ على
األسرار وخاصة ما يتعلق باملسترشد) ،حيث حصلتا على متوسط حسايب مقداره ( )2.96باحنراف معياري
عال ،كما بينت النتائج أن أقل فقرة
( )0.20وبنسبة استجابة ( ،)% 98.67أي حصلتا على مستوى توافر ٍ
توافرا لدى أفراد عينة الدراســة متثلت يف الفقرة (أنا أقل ريبة وغرية من اآلخرين) ،حيث حصلت على
متوســط حســايب مقداره ( )1.92باحنراف معياري ( ،)0.81وبنسبة اســتجابة ()% 64.00؛ أي مبستوى
توافر متوسط .وإمجاال فإن املتوسط العام الستجابات أفراد عينة الدراسة على مقياس الكفاءة الذاتية
عال.
يف اإلرشاد بلغ ( )2.56باحنراف معياري ( ،)0.34وبنسبة استجابة ()% 85.33؛ أي مبستوى توافر ٍ
ثانيا :تفسري ومناقشة النتائج للسؤال األول:
عال يف الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد هو نتيجة عوامل
يفسر الباحث أن حصول عينة الدراسة على مستوى ٍ
شــخصية إجيابية كامنة تتمثل يف إشباع اجلوانب اإلنسانية ،وما يؤكد ذلك حصول فقرة (أحب مساعدة
اآلخرين واالهتمام هبم) ،وفقرة (أحافظ على األســرار وخاصة ما يتعلق باملسترشــد) يف املرتبة األوىل
عال وبنسبة استجابة ( )% 98.67من اســتجابات عينة الدراسة ،ووجود عامل الثقة بالنفس مبســتوى ٍ
عال الذي يعد عامال أساســيا يف النجاح ،كما أن عامل االنضباط التعليمي األكادميي اليت أبدته
مبســتوى ٍ
عينة الدراســة كان له األثر اإلجيايب البالغ يف اكتســاب املهارات الالزمة ملهنة اإلرشــاد واحلصول على
كل من
املعــدالت املرحيــة يف التحصيل األكادميي النظري ،وقد اتفقت نتيجة هذه الدراســة مع دراســة ٍ
Mustafa et al.ا( ،)2013وجعربي ( ،)2018واختلفت مع دراسة طشطوش ومزاهرة (.)2012
اإلجابة عن الســؤال الثاين :الذي ينص على :ما مســتوى الذكاء الوجداين لدى طلبة اإلرشــاد النفسي
التربوي يف جامعة احلديدة؟
أوال :عرض النتائج للسؤال الثاين:
اســتخرج الباحث املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسبة املئوية والرتبة الستجابات أفراد
عينة الدراسة على أبعاد الذكاء الوجداين ،وجاءت النتائج كما هي مبينة يف اجلداول (.)9-7
جدول ( :)7املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسبة املئوية الستجابات أفراد عينة الدراسة على أبعاد
مقياس الذكاء الوجداين
الترتيب االجتاه املتوسط احلسايب االحنراف املعياري النسبة املئوية األبعاد
1 عال جدا
ٍ % 92.60 0.19 4.63 الدافعية
2 عال جدا
ٍ % 84.40 0.55 4.22 التعاطف
3 عال
ٍ % 82.00 0.42 4.10 التعامل مع العالقات
4 عال
ٍ % 79.00 0.52 3.95 الوعي بالذات
5 عال
ٍ % 77.00 0.62 3.85 إدارة االنفعاالت
عال
ٍ % 83.00 0.32 4.15 اإلمجايل
بينــت نتائــج التحليل املبينة يف اجلــدول ( )7أن أعلى بعد توافرا من أبعاد الــذكاء الوجداين لدى أفراد
عينة الدراســة هو الدافعية ،يلي ذلك يف املرتبة الثانية بعد التعاطف ،مث يف املرتبة الثالث جاء التعامل
مع العالقات ،وجاء يف املرتبة الرابعة بعد الوعي بالذات ،أما يف املرتبة اخلامسة فجاء بعد إدارة الوعي
بالذات .وإمجاال فإن مستوى الذكاء الوجداين لدى طلبة قسم اإلرشاد يف جامعة احلديدة جاء مبتوسط
عال.
حسايب مقداره ( )4.15واحنراف معياري ( )0.32وبنسبة ( )% 83.00وميثل مستوى ٍ
جدول ( :)8املتوسطات احلسابية واالحنرافات املعيارية والنسب املئوية الستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات
بعد (الدافعية – األعلى رتبة وتوافرا من أبعاد الذكاء الوجداين)
املتوسط االحنراف النسبة
االجتاه الترتيب الفقرات م
احلسايب املعياري املئوية
1 عال جدا
ٍ % 98.40 0.28 4.92 أثق بقدرايت يف حتقيق أهدايف. 1
1 عال جدا
ٍ % 98.40 0.28 4.92 أبذل املزيد من اجلهد لتحقيق طموحايت. 2
أسعى دائما وباستمرار يف تنمية قدرايت
2 عال جدا
ٍ % 96.80 0.37 4.84 3
وإمكانايت.
2 عال جدا
ٍ % 96.80 0.37 4.84 أحبث دائما عن األعمال اليت حتقق ذايت. 4
3 عال جدا
ٍ % 94.40 0.46 4.72 أستغل أي فرصة لتطوير ذايت. 5
4 عال جدا
ٍ % 91.20 0.51 4.56 أحدد أهدايف الشخصية املهمة. 6
أحتفظ بعالقات إجيابية باألشخاص الداعمني يل
5 عال جدا
ٍ % 91.20 0.65 4.56 7
وأجتنب األشخاص املحبطني.
6 عال جدا
ٍ % 88.80 0.58 4.44 لدي القدرة الذاتية يف حتقيق طموحايت.
ّ 8
جدول ( :)8يتبع
املتوسط االحنراف النسبة
االجتاه الترتيب الفقرات م
احلسايب املعياري املئوية
أستخدم كافة الوسائل الالزمة لتحقيق أهدايف إىل
7 عال جدا
ٍ % 88.00 0.87 4.40 9
واقع ملموس.
8 عال
ٍ % 81.60 0.64 4.08 أستطيع مواجهة العقبات بفاعلية. 10
عال جدا
ٍ % 92.60 0.19 4.63 اإلمجايل
بينت نتائج الدراســة يف اجلدول ( )8تراوح املتوسطات احلسابية لبعد الدافعية لدى أفراد عينة الدراسة
بــن ( )4.08و( )4.92وبنســبة مــا بــن ( )% 81.60و()% 98.40؛ أي أن توافر مســتوى الدافعية لدى
عال جدا ،وبينت النتائج أن أعلى مســتوى يف الدافعية لدى
عال إىل ٍ
أفراد عينة الدراســة جاء مبســتوى ٍ
أفــراد عينة الدراســة متثل يف الفقرة (أثق بقدرايت يف حتقيق أهــدايف) ،وكذلك الفقرة (أبذل املزيد من
اجلهد لتحقيق طموحايت) ،حيث حصلتا على متوســط حســايب مقداره ( )4.92باحنراف معياري ()0.28
عال جدا ،كما بينت النتائج أن أقل مستوى
وبنســبة اســتجابة ()% 98.40؛ أي أنه جاء مبســتوى توافر ٍ
يف الدافعية لدى أفراد عينة الدراســة متثل يف الفقرة (أستطيع مواجهة العقبات بفاعلية) ،حيث حصلت
على متوسط حسايب مقداره ( )4.08باحنراف معياري ( )0.64وبنسبة استجابة ()% 81.60؛ أي أنه جاء
عال .وإمجاال بلغ املتوسط العام لفقرات بعد (الدافعية) لدى أفراد عينة الدراسة ()4.63
مبستوى توافر ٍ
عال جدا.
باحنراف معياري ( )0.19وبنسبة استجابة ( )% 92.60أي أنه جاء مبستوى توافر ٍ
جدول ( :)9املتوسطات احلسايب واالحنرافات املعيارية والنسبة املئوية الستجابات أفراد عينة الدراسة على فقرات
بعد (إدارة االنفعاالت – األقل رتبة وتوافرا من أبعاد الذكاء الوجداين)
النسبة املتوسط االحنراف
االجتاه الترتيب الفقرات
املئوية احلسايب املعياري
1 عال جدا
ٍ % 90.40 0.65 4.52 أعرف السبب عند شعوري بعدم السعادة.
2 عال جدا
ٍ % 90.40 0.87 4.52 أبادر يف تقدمي االعتذار لآلخرين يف حالة خطأ بدر مين.
3 عال جدا
ٍ % 87.20 0.86 4.36 أحبث دائما عن اجلانب الطيب يف اآلخرين.
4 عال
ٍ % 80.80 0.93 4.04 أعترف بأخطائي وأسعى جاهدا ملعاجلتها.
5 عال
ٍ % 76.00 0.91 3.80 أستطيع التحكم يف عواطفي وضبط انفعااليت.
لدي القدرة على تفهم مشاعر اآلخرين من حويل ّ
6 عال
ٍ % 76.00 1.04 3.80
بسهولة.
7 عال
ٍ % 71.20 0.71 3.56 أستطيع حتديد األسباب الكامنة يف تغيري عواطفي.
8 متوسط % 65.60 1.43 3.28 أحدد الوقت املناسب للتعبري عن انفعااليت وعواطفي.
9 متوسط % 55.20 1.30 2.76 أميل إىل كبت مشاعر الكراهية والغضب حنو اآلخرين.
عال
ٍ % 77.00 0.62 3.85 اإلمجايل
بينت نتائج الدراســة يف اجلدول ( )9تراوح املتوســطات احلســايب لبعد إدارة االنفعاالت لدى أفراد عينة
الدراســة هــي ما بني ( )2.76و( ،)4.52وبنســبة بــن ( )% 55.20و()% 90.40؛ أي أن هناك توافرا يف
عال جدا ،كما بينت النتائج أن أعلى
إدارة االنفعاالت لدى أفراد عينة الدراسة جاء مبستوى متوسط إىل ٍ
مســتوى يف إدارة االنفعاالت لدى أفراد عينة الدراســة متثل يف الفقرة (أعرف الســبب عند شعوري بعدم
السعادة) ،حيث حصلت على متوسط حسايب مقداره ( ،)4.52باحنراف معياري ( ،)0.65وبنسبة استجابة
عال جدا ،كما بينت النتائج أن أقل مستوى يف إدارة االنفعاالت لدى أفراد
()% 90.40؛ أي مستوى توافر ٍ
عينة الدراســة متثل يف الفقرة (أميل إىل كبت مشــاعر الكراهية والغضب حنو اآلخرين) ،حيث حصلت
على متوســط حســايب مقداره ( ،)2.76باحنراف معياري ( ،)1.30وبنسبة استجابة ()% 55.20؛ أي أنه
جاء مبســتوى توافر متوسط .وإمجاال فإن املتوســط العام لفقرات بعد إدارة االنفعاالت لدى أفراد عينة
الدراسة بلغ ( ،)3.85باحنراف معياري ( ،)0.62وبنسبة استجابة ()% 77.00؛ أي أنه جاء مبستوى توافر
عال.
ٍ
ثانيا :تفسري ومناقشة النتائج للسؤال الثاين:
يفســر الباحث ارتفاع مســتوى الدافعية بني العايل والعايل جدا إىل أن عينة الدراســة التحقوا بقســم
اإلرشــاد عن رغبة ،ومبا يتفق مع اجتاهاهتم وميوهلم اإلجيايب حنو مهنة اإلرشاد ،كما يفسر حصول بعد
إدارة االنفعاالت على الترتيب األخري واألقل مســتوى يف أبعاد الذكاء الوجداين ،وذلك للمربرات اآلتية:
أن الدور الكبري يف بعد إدارة االنفعاالت تشكله األسرة يف املقام األول من خالل طبيعة التنشئة والعالقات
البينية والظروف املعيشية ،مث عامل الوراثة يف اجلوانب الشخصية ،وأيضا تأثري املجتمع؛ ومعظم األسباب
اخلارجية غري حمفزة إجيابيا هلذا البعد يف املجتمع اليمين ،ولكن املرشــد له القدرة على حتسني الضبط
االنفعايل ،والتغلب على العوامل اخلارجية باإلضافة اىل اخلربة اإلرشادية .وملناقشة هذه النتيجة جند
أن أي من الدراسات السابقة مل يتناول ابعاد الذكاء بصورة مفصلة كما متت يف الدراسة احلالية ،ويفسر
الباحث هذه النتيجة العامة ملقياس الذكاء الوجداين سواء حصول الدافعية على املرتبة األوىل من بني
أبعاد الذكاء الوجداين أو تراوح نتائج أبعاد مقياس الذكاء الوجداين بني املستوى العايل والعايل جدا أو
عال يف املقياس ككل؛ هو أن الدافعية العالية أيا كان نوعها لدى الفرد
حصول عينة الدراسة على مستوى ٍ
ينتــج عنها زيادة قــدرات الفرد مبجاالت متعددة؛ نتيجة اجلد واالجتهاد الناتج عن القوة الداخلية اليت
تدفعه اىل حتقيق غاياته وهو ما يعرف بالدافعية ،كما أن امتزاج شخصية الفرد بالدافعية العالية جدا
عال جدا ينتج عنه شخصية نشطة متشبعة بأهم جانب إنساين يتمثل يف اإلحساس مع التعاطف مبستوى ٍ
باألخرين ،والعطف عليهم ،مما جيعل بعدي :الدافعية ،والتعاطف أهم بعدين للتميز يف الذكاء الوجداين،
وهذا ما ملسناه يف نتائج عينة الدراسة يف بقية أبعاد مقياس الذكاء الوجداين ،ويف املقياس ككل حبصوهلم
عال.
على مستوى ٍ
وتتفق نتائج هذه الدراســة مع دراسة النعيمي واخلزرجي ( ،)2011ودراسة جعربي ( ،)2018ودراسة أبو
عال يف الــذكاء الوجداين ،واختلفت مع
مصطفى ( )2019من حيث حصول عينة الدراســة على مســتوى ٍ
دراســة Mustafa et al.ا( )2013من حيث حصول عينة الدراســة فيها على مستوى متوسط يف الذكاء
الوجداين ،ومع دراسة القاضي ( )2012من حيث حصول عينة الدراسة فيها على مستوى ضعيف يف الذكاء
الوجداين.
اإلجابة عن الســؤال الثالث :الذي ينص على :هل هناك عالقة ارتباطية بني مســتوى الذكاء الوجداين
والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي يف جامعة احلديدة؟
أوال :عرض النتائج للسؤال الثالث:
لإلجابة عن الســؤال اســتخدم الباحث معامل ارتباط(بريسون)؛ للتأكد من العالقة االرتباطية بني أبعاد
مقياس الذكاء الوجداين والدرجة الكلية للمقياس مع الدرجة الكلية ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد،
وجاءت النتائج كما هي مبينة يف اجلدول (.)10
جدول ( )10العالقة االرتباطية بني أبعاد مقياس الذكاء الوجداين والدرجة الكلية للمقياس مع الدرجة الكلية
ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد
أبعاد مقياس الذكاء الوجداين والدرجة الكلية للمقياس
التعامل مع الدرجة إدارة الوعي
الدافعية التعاطف
الكلية العالقات بالذات االنفعاالت
الدرجة الكلية ملقياس الكفاءة
**.834 **.611 **.793 **.701 *.416 **.873
الذاتية يف اإلرشاد
.000 .001 .000 .000 .039 .000 مستوى الداللة ()sig.
بينت النتائج املوضحة يف اجلدول ( )10أن أبعاد مقياس الذكاء الوجداين والدرجة الكلية للمقياس لدى
أفراد عينة الدراسة هي ذات ارتباط مع الدرجة الكلية للكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى عينة الدراسة،
وبينــت النتائج كذلك أن أعلــى ارتباط من أبعاد الذكاء الوجداين مع الكفاءة الذاتية يف اإلرشــاد جاء
يف بعــد (الوعي بالــذات) ،حيث جاء معامل االرتباط ( ،)0.873وهو معامــل ارتباط طردي موجب كبري،
دال إحصائيا عند مســتوى داللة ( ،)0.01يلي ذلك بعــد (التعاطف) مبعامل ارتباط ( )0.793وهو معامل
ارتبــاط طردي موجب كبري ودال إحصائيا عند مســتوى داللــة ( ،)0.01مث جاء بعد (الدافعية) مبعامل
ارتباط ( ،)0.701وهو معامل ارتباط طردي موجب كبري ودال إحصائيا عند مســتوى داللة ( ،)0.01مث
جــاء بعد(التعامل مــع العالقات) مبعامل ارتباط ( ،)0.611وهو معامــل ارتباط طردي موجب كبري ودال
إحصائيا عند مستوى داللة ( ،)0.01وجاء يف املرتبة األخرية ارتباط الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد مع بعد
(إدارة االنفعــاالت) مبعامــل ارتباط ( ،)0.416وهو معامل ارتباط طردي موجب متوســط ودال إحصائيا
عند مستوى داللة (.)0.05
كما بينت النتائج أن معامل ارتباط الدرجة الكلية ملقياس الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد مع الدرجة الكلية
ملقيــاس الذكاء الوجداين جاء مبعامــل ارتباط ( ،)0.834وهو معامل ارتباط طــردي موجب كبري ودال
إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.01؛وهبذا تتوصل الدراسة اىل أن الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة
اإلرشــاد النفســي التربوي (مســتوى رابع) هلا عالقة ارتباطية مع الذكاء الوجداين لد ّيهم ،وتتمثل هذه
العالقة مبستوى كبري.
ثانيا :تفسري ومناقشة النتائج للسؤال الثالث:
يفســر الباحث هــذه العالقة االرتباطية املوجبــة والعالية بني الذكاء الوجــداين والكفاءة الذاتية يف
اإلرشاد بأن الذكاء الوجداين يعد من أهم السمات والقدرات الالزمة للمرشد النفسي التربوي اليت تؤهله
إىل ممارســة اإلرشــاد النفســي التربوي بكل كفاءة واقتدار ،وأن الذكاء الوجــداين العايل يعد من أهم
الشــروط الواجب توفرها يف الطلبة الراغبني يف االلتحاق مبجال اإلرشــاد النفسي ،وأيضا جيب توافرها
لدى املرشد النفسي املبتدئ واملمارس هلذه املهنة.
ما يؤكد هذا التفســر هو اتفاق معظم نتائج الدراسات ذات الصلة اليت أشارت إىل أن املرشد الناجح البد
عال من الذكاء الوجداين ،مثل دراسة جعربي ( ،)2018ودراسة أبو مصطفى (.)2019 أن يتصف مبستوى ٍ
واتفقت هذه النتيجة يف الدراســة احلالية مع العديد من الدراســات اليت أشــارت إىل وجود عالقة بني
الذكاء الوجداين مع املتغري التابع ذات الصلة بأحد جماالت مهنة اإلرشاد ،مثل دراسة كل من Gardner
وStoughا( ،)2003ودراســة Martin et al.ا( ،)2004ودراســة حميي الد ّين ()2005؛ ودراسة الغامدي
( ،)2010دراسة Mustafa et al.ا( ،)2013دراسة Hillا( ،)2013دراسة البهدل ( ،)2017ودراسة جعربي
( ،)2018وليس هناك دراسة تعارض هذه النتيجة.
اإلجابة عن الســؤال الرابع :الذي ينص على :هل توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مســتوى داللة
( )0.05بني متوسطات الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة اإلرشاد النفسي التربوي
يف جامعة احلديدة يعزى اىل عدد التطبيقات اإلرشادية؟
أوال عرض النتائج للسؤال الرابع:
للتأكــد مــن الفــروق وفقــا ملتغــر عــدد التطبيقــات ،اســتخدم الباحــث اختبــار التبايــن األحادي
()One-way ANOVA؛ للفروق بني متوســطات اســتجابات أفراد عينة الدراسة حول مقياسي الذكاء
الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد ،وجاءت النتائج كما هي مبينة يف اجلدول (.)11
جدول ( :)11نتائج اختبار التباين األحادي لداللة الفروق بني متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة حول:
الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة قسم اإلرشاد النفسي والتربوي وفقا لعدد التطبيقات
اإلرشادية
مستوى إحصائية متوسط درجة جمموع
مصدر التباين املقياس
الداللة ()Sig ()F املربعات احلرية املربعات
.069 2 .138 بني املجموعات
الذكاء
.454 0.818 .084 22 1.853 داخل املجموعات
الوجداين
24 1.991 املجموع الكلي
.322 2 .645 بني املجموعات الكفاءة
.056 3.302 .098 22 2.148 داخل املجموعات الذاتية
24 2.793 املجموع الكلي يف اإلرشاد
بينت النتائج يف اجلدول ( )11عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة ( )0.05بني مستوى
الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد لدى طلبة قسم اإلرشاد النفسي التربوي يف كلية التربية
جبامعــة احلديدة يعزى اىل عدد التطبيقات اإلرشــادية ،حيث جاء مســتوى الداللة اإلحصائية لنتائج
اختبار التباين األحادي ملقياســي الدراســة الذكاء الوجداين والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد على التوايل:
( ،)0.056 ،0.454وهي أكرب من مستوى الداللة املعنوية ( ،)0.05وهذا يشري إىل جتانس استجابات أفراد
عينة الدراسة يف مقياسي الدراسة مبختلف تطبيقاهتم اإلرشادية (اخلربة).
ثانيا :تفسري ومناقشة النتائج للسؤال الرابع:
يفســر الباحث أن مســتوى الذكاء الوجداين وأيضا مســتوى الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد مل يتأثرا بسبب
عامل اخلربة لدى عينة الدراسة؛ ألن اخلربات اإلرشادية لدى مجيع عينة الدراسة جاءت متساوية ،وال
يوجد تباين يف اخلربة اإلرشادية بني طلبة اإلرشاد النفسي التربوي ،وأهنم يف مستوى واحد من التأهيل،
ويغيــب عامل الفروق الفرديــة يف هذا اجلانب ،فيما لو ظهرت فروق فإهنا ســتنعكس على ظهور فروق يف
متغريي الدراسة.
وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراســة النعيمي واخلزرجي ( )2011من حيث عدم وجود فروق يف مســتوى
الذكاء االنفعايل حسب اخلربة ،ومل تتفق مع دراسة الغامدي ( )2010اليت اثبتت وجود فروق يف مستوى
الذكاء الوجداين حبســب اخلربة ،ودراسة طشطوش ( )2012اليت اثبتت وجود فروق يف اخالقيات مهنة
اإلرشاد حبسب اخلربة لصاحل خربة أكثر من 20عاما.
االستنتاجات:
نستنتج من نتائج الدراسة اآليت:
لدي أفراد عينة الدراسة حبسب املستوى بني: -التباين يف مســتوى الكفاءة الذاتية املهنية اإلرشادية ّ
املتوسط ،والعايل؛ مما يظهر احلاجة إىل عقد دورات تدريبية وتأهيلية لطلبة اإلرشاد ،للوصول إىل
أعلى مستوى يف مجيع مستويات الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد.
-تشبع طلبة اإلرشاد النفسي بصفة عامة مبستوى عال من الكفاءة الذاتية املهنية.
-تشــبع طلبة اإلرشاد النفســي بصفة عامة مبســتوى عال من الذكاء الوجداين؛ مما يوحي باالتزان
العاطفي لد ّيهم.
-تباين مستوى الذكاء الوجداين لدى عينة الدراسة حبسب األبعاد؛ مما يظهر احلاجة إىل عقد دورات
وبرامج لتنمية الذكاء الوجداين إىل أعلى مســتوى يف مجيع أبعاده لطلبة اإلرشــاد النفسي التربوي
(املجتمع النظري)؛ وللمجتمع التطبيقي (املتخرجون).
-أظهرت الدراســة أن للــذكاء الوجداين أمهية كبرية للمتخصصني يف مهنة اإلرشــاد ،وذلك من خالل
العالقة االرتباطية القوية واملوجبة مع الكفاءة الذاتية يف اإلرشاد.
-غياب التحفري من قبل مدريب طلبة اإلرشــاد النفسي؛ الكتشــاف القدرات واملهارات اخلاصة الداعمة
للتميز امليداين يف عملية اإلرشاد؛ وهذا يعين عدم ظهور أي تأثري للخربة على متغريي الدراسة.
التوصيات:
بناء على االستنتاجات السابقة ،فإن الدراسة توصي باآليت:
-على القائمني على قسم اإلرشاد النفسي التربوي يف جامعة احلديدة وضع خطط لعمل برامج ارشادية
وتأهيلية؛ لتنمية الكفاءة اإلرشــادية لدى الطلبة ال ســيما الذين هم يف طــور التدريب ،وذلك وفق
التغريات والتطورات يف طبيعة العمل اإلرشادي؛ للوصول إىل أعلى درجة من الكفاءة جلميع الطلبة.
-على القائمني على قســم اإلرشاد النفسي التربوي وضع خطط لعمل برامج إرشادية وتأهيلية لتنمية
مســتوى الذكاء الوجداين للطلبة امللتحقني بالقســم؛ للوصول إىل أعلى مســتوى جلميع الطلبة ،ويف
مجيع أبعاد الذكاء الوجداين.
-استهداف الطلبة املرشدين /املتخرجني (املجتمع التطبيقي يف الدراسة احلالية) بربامج تدريبية تعزز
مستوى الوعي بالذات وإدارة االنفعاالت؛ باعتبارمها من أبعاد الذكاء الوجداين األقل مستوى.
-حث وزارة التربية والتعليم واملكاتب التابعة هلا يف املحافظات على اســتيعاب خمرجات قســم اإلرشاد
النفســي التربوي جبامعة احلديدة يف احلقل التربوي ،واالستفادة من خرباهتم يف جتاوز الصعوبات
التعليمية واحلد من التسرب من التعليم.
-على القائمني يف قسم اإلرشاد النفسي وضع شرط ارتفاع نسبة الذكاء الوجداين ضمن شروط القبول
للطلبــة الراغبني يف االلتحاق بالقســم؛ نظــرا لوجود عالقة ارتباطية قويــة وموجبة بني الذكاء
الوجداين ،والكفاءة الذاتية يف اإلرشاد.
-حث قطاع التوجيه واإلرشــاد التربوي يف وزارة التربية والتعليم على تطوير جانب النمو املهين لدى
املرشــدين واألخصائيني االجتماعيني يف جمال الذكاء الوجداين والكفاءة املهنية الذاتية ألمهيتهما
يف النجاح والتفوق املهين.
-حث قســم اإلرشاد على إعادة النظر يف خطة التدريبات امليدانية لطلبة اإلرشاد يف املساقات ،وإجياد
مدربني حمترفني؛ مما يظهر تنوع اخلربات اإلرشادية ،وتنوع املستويات لدى املتدربني.
المقترحات:
إجراء دراســة مماثلة للدراســة احلالية تطبق على املرشــدين واألخصائيــن االجتماعيني العاملني يف
املدارس مع مراعاة الفروق يف متغريات :اجلنس ،وســنوات اخلــرة ،واحلالة االجتماعية ،واالقتصادية،
ونوع املدرسة.
المراجع:
إبراهيم ،سليمان ( ،)2012الذكاء اإلنساين بني األحادية والتعددية ،اإلسكندرية :دار اجلامعة.
أبو اســعد ،أمحد عبد اللطيف ،والفريد ،أمحد نايل ( ،)2012التقييم والتشــخيص يف اإلرشاد ،عمان :دار
املسرية للنشر والتوزيع.
أبــو مصطفى ،نظمي عودة ( ،)2019الذكاء الوجداين وقدرة الــذات على املواجهة بصفتها منبئات جلودة
احلياة لدى طالب اختصاص اإلرشــاد النفســي يف جامعة األقصى ،جملة كلية التربية العلمية،)7( ،
.88-61
البهدل ،دخيل حممد ( ،)2017الذكاء الوجداين لدى املرشد النفسي وعالقته بفاعلية التعامل مع مقاومة
العميل ،جملة العلوم التربوية والنفسية.368-341 ،)1(18 ،
جعربي ،انوار جبارة ( ،)2018الذكاء الوجداين وعالقته بالكفاءة االجتماعية لدى املرشدين التربويني يف
املدارس احلكومية مبحافظة اخلليل (رسالة ماجستري) ،جامعة اخلليل ،فلسطني.
محدي ،حممد نزيه ،وخطاطبه ،حيىي مبارك ( ،)2013أثر التدريب امليداين يف حتســن الكفاءة الذاتية
املدركة واملهارات اإلرشــادية لدى طلبة اإلرشاد النفســي يف جامعة الريموك ،جملة احتاد اجلامعات
العربية للبحوث يف التعليم العايل.234-217 )4(33 ،
اخلضر ،عثمان محود ( ،)2002الذكاء الوجداين – هل هو مفهوم نفســي جديد؟ ،جملة دراســات نفســية،
.41-5 ،)1(12
زهران ،حامد عبد السالم ( ،)1998التوجيه واإلرشاد النفسي ،القاهرة :عامل الكتب.
ســليمان ،جناة عمر حســن ( ،)2015فاعلية الذات اإلرشادية والذكاء الوجداين كمتغريات منبئة بالقدرة
على حل املشكالت لدى طلبة جامعة احلديدة (أطروحة دكتوراه) ،جامعة أسيوط ،مصر.
السمادوين ،السيد ( ،)2007الذكاء الوجداين أسسه وتطبيقاته وتنميته ،عمان :دار الفكر.
شابريو ،لورانس ( ،)2001كيف تنشأ طفال بذكاء عاطفي ،الرياض :مكتبة جرير.
الشــريفني ،أمحد ( ،)2015فاعلية برنامج إشــراف ارشادي يستند إىل منوذج تطوير املهارات اإلرشادية يف
رفع مســتوى الكفاءة الذاتية املهنية لدى املرشــدين املتدربني يف األردن ،جملة الدراســات التربوية
النفسية.23-1،)1(9 ،
شلح ،وفاء سلمان ( ،)2015الذكاء الوجداين وعالقته باألداء املهين لدى املرشدين النفسيني مبحافظة غزة
(رسالة ماجستري) ،اجلامعة اإلسالمية ،غزة.
الشــمري ،امحد ســراي ( ،)2012الذكاء الوجداين وعالقته باملهارات اإلرشادية لدى املرشدين الطالبيني
مبدينة حائل (رسالة ماجستري) ،جامعة طيبة ،السعودية.
صمــادي ،أمحــد ،وحوامتــة ،يوســف ( ،)2020القــدرة التنبؤيــة للــذات املهنيــة والكفايــة الذاتيــة
يف فعاليــة املرشــد املدرســي ،املجلــة األردنيــة يف العلــوم التربويــة.487-477 ،)4(16 ،
https://doi.org/10.47015/16.4.5
طشــطوش ،رامي ،ومزاهرة ،رانية ( ،)2012درجة ممارســة املرشــدين التربويني ألخالقيات مهنة اإلرشاد
من وجهة نظرهم يف ضوء بعض املتغريات ،جملة اجلامعة اإلســامية للدراسات التربوية والنفسية،
.623-581 ،)2(20
عبد العزيز ،ســعد ،وعطيوي ،جودت ( ،)2004التوجيه املدرســي (مفاهيمه النظرية – أســاليبه الفنية –
تطبيقاته العملية) .عمان :مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع.
عثمــان ،حبــاب ( ،)2009الذكاء الوجداين العاطفي االنفعايل الفعال مفاهيــم وتطبيقاته ،األردن :مركز
ديبونو لتعليم التفكري.
عمر ،ماهر حممود ( ،)1992املقابلة يف اإلرشاد والعالج النفسي ،اإلسكندرية :دار املعرفة اجلامعية.
الغامــدي ،صاحل بن امحد ( ،)2010الذكاء الوجداين والتوافق املهين لدى عينة من املرشــدين املدرســيني
مبراحل التعليم العام مبحافظة جدة (رسالة ماجستري) ،جامعة أم القرى ،السعودية.
الفــرا ،إمساعيل صاحل ،والنواجحة ،زهري عبد احلميد ( ،)2012الذكاء الوجداين وعالقته جبودة احلياة
والتحصيل األكادميي لدى الدارســن جبامعة القدس املفتوحة مبنطقة خان يونس التعليمية ،جملة
جامعة االزهر – غزة.90-57 ،)2(14 ،
القاضــي ،عدنان حممد ( ،)2012الذكاء الوجداين وعالقتــه باالندماج اجلامعي لدى طلبة كلية التربية/
جامعة تعز ،املجلة العربية لتطوير التفوق.81-26 )4(3 ،
كامل ،هباء الد ّين ( ،)2003مفترق الطرق ،القاهرة :اهليئة املصرية العامة للكتاب.
الذكاء... يف اليوم العاملي للصحة النفسية،)10 أكتوبر،2022( كلية الطب والعلوم الصحية جبامعة عدن
https://www.adenmed-fmhs. اســترجع مــن،الوجداين وتطبيقاته يف احلياة االكادميية
net/MobDet.aspx?contid=3550
الذكاء الوجــداين وعالقته بالرضا املهين لدى األخصائي النفســي،)2005( ريهام حممد،حميــي الد ّيــن
. مصر، جامعة الزقازيق،)املدرسي (رسالة ماجستري
الذكاء الوجداين وعالقته باستراتيجيات،)2015( حممد بن يوسق، والوهطة، سعد بن عبد اهلل،املشــوح
، جملة اإلرشاد النفسي،مواجهة الضغوط لدى املرشدين الطالبيني باملرحلة الثانوية مبدينة الرياض
.131-47 ،)41(
الذكاء االنفعايل وعالقته باالجتاه حنو املســتقبل،)2011( ســناء علي، واخلزرجي، مهند حممد،النعيمي
، ورقــة مقدمة إىل املؤمتر العلمــي العريب الثامــن للموهوبني واملتفوقني،لدى املرشــدين التربويني
. العراق، جامعة ديايل، كلية التربية، أكتوبر15-16
الذكاء الوجداين وعالقته بالســلوك القيادي لدى مدراء مدارس حمافظات،)2013( عبد الفتاح،اهلمص
.131-103 ،)5( ، جملة الزيتونة للعلوم التربوية،غزة
Austin, E. J., Saklofske, D. H., & Egan, V. (2005). Personality, well-being and
health correlates of trait emotional intelligence. Personality and Individual
Differences, 38(3), 547-558. https://doi.org/10.1016/j.paid.2004.05.009
Bandura, A. (1997). Self-efficacy: The exercise of control. New York: W. H.
Freeman.
Barchard, K. A. (2003). Does emotional intelligence assist in the prediction of
academic success?. Educational and Psychological Measurement, 63(5),
840-858. https://doi.org/10.1177/0013164403251333
Bar-On, R. (2002). Baron emotional quotient inventory. Toronto, Ontario: Multi-
Health Systems Inc.
DeMato, D. S. (2001). Job satisfaction among elementary school counselors in
Virginia: Thirteen years later (Doctoral dissertation). Virginia Tech, Virginia.
Gardner, L., & Stough, C. (2003). Assessing the relationship between workplace
emotional intelligence, job satisfaction and organizational commitment.
Australian Journal of Psychology, 55, 181.
Goleman, D. (1995). Emotional intelligence. New York: Bantam Books.
Hill, T. K. (2013). The relationships among master's level counseling trainees'
training level, emotional intelligence, and psychophysiological correlates
of emotion regulation during a simulated counseling interaction (Doctoral
dissertation). The University of North Carolina at Charlotte.
Martin, W. E., Easton, C., Wilson, S., Takemoto, M., & Sullivan, S. (2004).
Salience of emotional intelligence as a core characteristic of being
a counselor. Counselor Education and Supervision, 44(1), 17-30.
https://doi.org/10.1002/j.1556-6978.2004.tb01857.x
Mustafa, S., Nasir, Z., Aziz, R., & Mahmood, M. N. (2013). Emotional
intelligence, skills competency and personal development among counseling
teachers. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 93, 2219-2223.
https://doi.org/10.1016/j.sbspro.2013.10.191
Stanley, G. (1963). Personality and attitude characteristics of fundamentalist
university students. Australian Journal of Psychology, 15(3), 199-200.
https://doi.org/10.1080/00049536308255493
Stock, B. (1996). Getting to the heart of performance. Performance Improvement,
35, 6-13.
Weiss, R. P. (2000). Promoting emotional intelligence in organizations: Making
training in emotional intelligence effective. Training & Development, 54(8),
67-67.
Zeidner, M., Roberts, R. D., & Matthews, G. (2002). Can emotional intelligence
be schooled? A critical review. Educational Psychologist, 37(4), 215-231.
https://doi.org/10.1207/S15326985EP3704_2
2
Wail Sultan Alhakimi 2 احلكيمي2 وائل سلطان
© 2023 University of Science and Technology, Sana’a, Yemen. This article
can be distributed under the terms of the Creative Commons Attribution
License, which permits unrestricted use, distribution, and reproduction in
any medium, provided the original author and source are credited.
© 2023جامعة العلوم والتكنولوجيا ،اليمن ،صنعاء .ميكن إعادة استخدام املادة املنشورة حسب رخصة
مؤسسة املشاع اإلبداعي شريطة االستشهاد باملؤلف واملجلة.
1
PhD scholar, Business Administration Center, Sana'a University, Yemen 1باحث دكتوراة ،مركز إدارة األعمال ،جامعة صنعاء ،اليمن
Associate Professor, Faculty of Administrative Sciences, Taiz University, Yemen
2
2أستاذ مشارك ،كلية العلوم اإلدارية ،جامعة تعز ،اليمن
*عنوان املراسلةalhakimi.fahmi@gmail.com :
الملخص:
هدفت الدراســة إىل قياس أثر القيادة االســتراتيجية وأبعادها (حتديد التوجه االستراتيجي ،املقدرات
اجلوهرية ،تطوير رأس املال البشــري ،الثقافــة التنظيمية ،والرقابة التنظيميــة املتوازنة) على األداء
املنظمي يف املستشــفيات األهلية اليمنية بأمانة العاصمة صنعاء ،واتبعت الدراســة املنهج الكمي الوصفي،
وتكون جمتمع الدراسة من سبعة مستشفيات أهلية وقد مت اختيارها بناء على حجمها وعمرها ،استهدفت
الدراســة الوظائف القيادية واإلشــرافية لعدد 270مفردة ،واستخدمت طريقة املسح الشامل يف حتديد
عينة الدراســة ،ومت توزيع عدد 270اســتبانة ،اســترد منها 264اســتبانة ،وجاءت منها 244استبانة
صاحلة للتحليل ،ومت حتليل البيانات باســتخدام برنامج ،SPSS v 28وتوصلت الدراســة إىل وجود أثر
دال إحصائيا للقيادة االستراتيجية وأبعادها( :حتديد التوجه االستراتيجي ،املقدرات اجلوهرية ،تطوير
رأس املال البشــري ،الثقافة التنظيمية ،والرقابة التنظيمية املتوازنة) على األداء املنظمي يف املستشفيات
األهليــة اليمنية يف أمانة العاصمة ،وأوصت الدراســة :بضــرورة االهتمام بالقيادة االســتراتيجية يف
املستشفيات ،وتدريب الكادر ،وخلق ثقافة تنظيمية معززة مبمارسات أخالقية ،وتبين نظام رقايب لتصحيح
األخطاء ،وحتسني جودة اخلدمة.
الكلمات املفتاحية :القيادة االستراتيجية ،األداء املنظمي ،املستشفيات األهلية اليمنية.
Abstract:
The study aimed to explore the impact of strategic leadership and
its dimensions (strategic direction, core capabilities, human capital
development, organizational culture, and balanced organizational control) on
organizational performance in Yemeni private hospitals in Sana’a. The study
followed the descriptive quantitative design. The study population consisted
of seven Yemeni private hospitals in Sana’a selected based on their size and
age. The study used the complete census method to select the study sample
which included 270 individuals with leadership and supervisory positions. A
total of 270 questionnaires were distributed, of which 264 were returned.
Only 244 questionnaires were valid for analysis. Data was analyzed using
SPSS 28 software. The study revealed that there is a statistically significant
impact of strategic leadership and its dimensions (strategic direction, core
capabilities, human capital development, organizational culture, and
balanced organizational control) on organizational performance in Yemeni
private hospitals in Sana’a. The study recommends paying more attention to
strategic leadership in hospitals, training staff, establishing an organizational
culture enhanced by ethical practices, and adopting a control system to
correct errors and improve the quality of service.
المقدمة:
أصبح املشهد التنافسي يف القرن احلادي والعشرين أكثر تعقيدا وحتديا ،وال ميكن التنبؤ به ،ويتطلب اختاذ
قرار أكثر دقة وســرعة وقدرة الشركة على التغيري واملضي قدما باملؤسسة من خالل استراتيجيات قابلة
للتطبيق للحفاظ عليها يف بيئة األعمال العاملية املليئة بالتحديات والصعاب (Wheeler, McFarland,
،)& Kleiner, 2007ويعتمد األداء التنظيمي بالفعل على دور القادة االستراتيجيني (،)Bacha, 2010
واألداء متعدد األبعاد يعد ذا أمهية كبرية بالنســبة للمنظمــات ( .)Supriyatno, 2016وتقليديا ،يتم
قيــاس أداء الشــركة من خالل النجاح املــايل والرحبية باإلضافة إىل املتغريات الرئيســية مثل :العائد
على األصول ،والعائد على حقوق امللكية ،والعائد على املبيعات ،والعائد على االســتثمار (Chu, Chan,
.)Yu, Ng, & Wong, 2011وقــد يبــدو أن معظــم املنظمات تعمل بشــكل جيد علــى املدى القصري؛
بســبب ظروف الســوق املواتية ،أو رمبا تكون قد أنشأت مركزا مناســبا مبا يكفي ملنتج واحد أو موقع سوق
واحد ،ولكن ميكن أن يتغري ذلك بســرعة عندما تتدهور ظروف العمل أثناء عدم االســتقرار االقتصادي
(.)Zakharin, Stoyanova-Koval, Kychko, Marhasova, & Shupta, 2021
وتعــد القيــادة يف املنظمــات حجر األســاس؛ كوهنــا هي من يقــوم بتوجيه األفــكار اإلداريــة ودعمها
(الديراوي ،)2022 ،وبالتايل تســاهم القيادة العليا املمثلة بالقيادة االســتراتيجية بشــكل كبري بالدعم
واملســاندة للمهام واألنشــطة ،وهذا ما يقودها اىل النجاح؛ لذا فالقيادة االســتراتيجية هي منبع الفكر
اإلبداعي واالبتكاري ،وصاحبة الرؤية االســتراتيجية ،ومتثل الرقابة ،والتنســيق ،والتوجيه ،والثقافة،
والتدريــب ،والقيم واملثل لآلخرين ،وبالتايل متثل القيادة االســتراتيجية بــؤرة النجاح وحمور القوة يف
املؤسسة (.)Crossan, Vera, & Nanjad, 2008
ويــرى IrelandوHittا( ،)2005وBatemanا( )2009أن القيادة االســتراتيجية هي القدرة على توقع
املرونــة وتصورها واحلفاظ عليها ،ومتكني اآلخرين من إحداث تغيري اســتراتيجي يف املنظمات ،والقيادة
االســتراتيجية هــي القدرة على التأثري علــى اآلخرين يف صنع القرار اليومي الــذي يعزز قدرة املنظمة
علــى البقاء على املــدى الطويل مع احلفاظ يف الوقت نفســه على اســتقرارها املايل علــى املدى القصري
(.)Rowe, 2001
وبالتايل ،فإن القيادة اإلستراتيجية هلا أمهية كبرية يف النهوض باملؤسسات ،ومنظمات األعمال ،وحتسني
مســتويات أدائها ،وأداء موظفيها؛ مما يســاعدها يف التغلب على التحديات واملشــاكل اليت يطرحها الواقع
العملي والســوق التنافســي ،ورفع مســتوى أدائها ،والقدرة على أداء دورها بكفاءة عالية يف مجيع بيئات
العمل مهما كانت معقدة وغامضة (.)Al-Othmani, 2023
مفهوم األداء املنظمي:
يعــرف األداء املنظمــي بأنه قدرة املنظمة على اســتخدام مواردهــا بكفاءة ،وحتقيــق أهدافها بفاعلية،
والوصول إىل خمرجات تناســب مستخدميها ( ،)Peterson, Gijsbers, & Wilks, 2003, 1كما عرفه
WheelenوHungerا( )2010بأنه نتيجة هنائية ملجموعة من األنشطة ،والنتائج الفعلية اليت متارسها
القيادة اإلستراتيجية للمنظمة واليت يتم قياسها يف العادة بالرحبية وعائدها على االستثمار.
ويف ســياق هذه الدراســة ،يعرف األداء املنظمي إجرائيا بأنه املنظومة الكاملة من األنشــطة اليت يقوم
هبا املستشــفى من أجل حتقيق االســتدامة املالية من خالل حتقيق رضا العمالء وحتسني البنية التحتية
وتطوير وتنمية مهارات الكادر البشري.
أبعاد األداء املنظمي:
.1ال ُبعــد املايل :و ُيعرف بأنه حتقيق األهــداف املالية للمنظمة من خالل :زيــادة الرحبية ،وختفيض
التكاليف (.)Niven, 2008, 20
وألغراض هذه الدراسة ُيعرف ال ُبعد املايل إجرائيا على أنه قدرة املستشفى على حتقيق االستدامة املالية،
والرحبية ،وختفيض التكاليف ،وحتقيق أهداف املستشفى املالية.
ُ .2بعد العمالء :و ُيعرف بأنه األنشطة واإلجراءات اليت تقوم هبا املنظمة من أجل إشباع رغبات العمالء،
واحتياجهم ،وحتقيق رضاهم (اخلفاجي وياغي.)2015 ،
وألغراض هذه الدراســة ،يعــرف ُبعد العمالء إجرائيا بأنه تقدمي خدمــات طبية ذات جودة عالية
وبأسعار مناسبة تليب حاجة العميل ،وحتقق رضاه ،وكذلك القدرة على اكتساب عمالء جدد واملحافظة
عليهم.
ُ .3بعد العمليات الداخلية :و ُيعرف بأنه "مجيع األنشــطة الداخلية اليت تتميز هبا املنظمة عن غريها
من املنظمات واليت من خالهلا يتم مقابلة حاجات العمالء" (الغاليب.)224 ،2009 ،
وألغــراض هذه الدراســة ،يعرف ُبعد العمليات الداخلية إجرائيا بأنه مجيع األنشــطة واإلجراءات
اليت تقوم هبا املستشــفيات وتتمثل يف امتالك املعدات ،والتقنيــات احلديثة ،وتطوير البنية التحتية
ونظم املعلومات.
ُ .4بعد التعلم والنمو :و ُيعرف بأنه "اكتســاب املنظمة للمعارف ،واخلربات اليت تعزز تنافسيتها ،وحتويل
املقترحات اجلديدة إىل تطبيق ،واكتساب القيم اإلجيابية؛ مما يؤدي إىل حتسني السلوكيات الفردية
واجلماعية" (محزة.)2 ،2012 ،
وألغراض هذه الدراســة ،يعرف ُبعد التعلم والنمو إجرائيا بأنه اكتساب املستشفى للمعارف ،واملهارات
واخلــرات اليت جتعلها متميزة ،باإلضافــة إىل تطوير وتدريب كوادرها؛ لغــرض اإلبداع يف تقدمي
اخلدمات وحتسني جودهتا.
مفهوم القيادة االستراتيجية:
تُعرف القيادة االستراتيجية بأهنا "جمموعة من القدرات اليت تسمح بالتغيري وحتقيق هذا التغيري بصورة
فعالة ،وأنه القدرة على التنبؤ والتصور واملحافظة على املرونة ومتكني اآلخرين إلحداث تغيري استراتيجي
وضرورة وضع رؤية مشــتركة ملجموعة من األفراد ومتكينهم لتحقيق تلك الرؤية" (حممد،)344 ،2016 ،
وتُعرف أيضا بأهنا:
قــدرة األفراد أو فرق العمل علــى التفكري والتصرف والتأثري على اآلخرين على حنو ميكن املنظمة
مــن احلصول على ميزة تنافســية ،وهي كذلك متثــل األفعال اليت تركز بشــكل كبري على حتديد
التوجه طويل األمد والرؤية االستراتيجية وإيصال هذه الرؤية إىل اجلهات ذات العالقة ،والوالء
والقوة إلدراك أمهية هذه االستراتيجية وحقيقتها وإهلامهم للتوجه الصحيح (الفرجاين والدرباق،
.)57-58 ،2015
بينما عرفها ،Ireland ،HittوHoskissonا( )2007بأهنا القدرة على جعل اآلخرين قادرين على التغيري
االستراتيجي كلما تطلب األمر ذلك ومع متكينهم من التعامل وفق املرونة الالزمة ،وعرفها Roweا()2001
بأهنــا جنــاح املنظمة يف األمد االســتراتيجي من خالل القــدرة العالية على التأثري علــى اآلخرين عند
اختاذ القرارات ،ويرى IrelandوHittا( )1999أن القيادة اإلستراتيجية متثل "قدرة القائد على التوقع
والتنبؤ واملرونة بشــكل مستمر مع التفكري بصورة إســتراتيجية والقدرة على العمل مع اآلخرين إلحداث
التغيــرات اليت متكن من إجياد املســتقبل ،وتزويد التنظيم بامليزات التنافســية" (محودة،)255 ،2005 ،
وتُعرف القيادة االستراتيجية أيضا بأهنا:
القيــادة الــي تتميز بوضوح الرؤية املســتقبلية وتســعى لتحقيق الفاعلية والكفــاءة يف املنظمة
املستندة إىل العالقة بني األهداف والفرص املتاحة وفق مرونة حتقيق حالة من التكامل والتنسيق
بني املنظمة والبيئة من خالل تبين االبتكار واإلبداع للوصول إىل حتقيق األهداف على املســتويني
القريب ،والبعيد؛ لوضع املنظمة يف الصدارة (يونس.)39 ،2002 ،
وألغراض هذه الدراســة ،تُعرف القيادة اإلســتراتيجية إجرائيا بأهنا جمموعة من املمارسات اليت تقوم
هبا القيادة يف املستشــفيات األهلية متمثلة بتحديد توجهها اإلســتراتيجي بشــكل واضح واستثمار املوارد
واملقدرات لديها ،وتطوير رأس املال البشــري وتبين ثقافة تنظيمية معززة مبمارسات أخالقية ،وممارسة
رقابة تنظيمية متوازنة حتقق من خالهلا أهدافها اإلستراتيجية.
أبعاد القيادة اإلستراتيجية:
.1حتديد التوجه االستراتيجي :و ُيعرف بأنه "حتديد رؤية املنظمة ورسالتها وقيمها وغاياهتا وأهدافها
اإلستراتيجية" (العريقي ،)137 ،2017 ،وألغراض هذه الدراسةُ ،يعرف حتديد التوجه االستراتيجي
إجرائيا بأنه قدرة القيادة اإلســتراتيجية على حتديد رؤية املستشــفيات ورســالتها وقيمها وغايتها
وأهدافها املرسومة وفق اإلستراتيجيات.
.2احلفــاظ على املقدرات اجلوهرية واحلفاظ عليها :وتُعرف بأهنا املوارد احلقيقية للميزة التنافســية
للمؤسســة وكذلــك االهتمام باملوجودات امللموســة وغري امللموســة للمؤسســة (& Hitt, Ireland,
، )Hoskisson, 2005وتُعــرف أيضــا بأهنــا جمموعة من املهــارات الفريدة والعوامــل التنظيمية
والثقافيــة اليت تؤدي إىل تكامــل املوارد والقابليات ،وتكييف البيئــة الداخلية مع متطلبات البيئة
اخلارجية ،وحتقيق امليزة التنافسية املستدامة (.)Chen & Chang, 2010
وألغــراض هذه الدراســة ،تُعرف اســتثمار املقدرات اجلوهرية إجرائيا بأهنا اســتخدام املستشــفى
للموجودات امللموســة والغري ملموســة مــن اجل حتقيق ميزة تنافســية جتعله حيافــظ على البقاء
واالستمرار.
.3رأس املال البشــري :و"يشــر إىل املعرفة واملهارات اليت متتلكها قوى العمل داخل املؤسسة" (باديس،
.)46 ،2014و ُيعرف بأنه "زيادة املهارات واخلربات وتراكم املعرفة لدى األفراد مع مرور الوقت ،ومن
أهم مؤشرات قياسه إبداع العاملني واجتاهات العاملني" (الطويل.)221 ،2018 ،
وألغراض هذه الدراســةُ ،يعرف رأس املال البشري إجرائيا بأنه قيام القيادة يف املستشفيات األهلية
بتنمية رأس ماهلا البشــري ،وتطويره ،وحتســن قدراته ومهاراته ،وزيادة خرباته من خالل التدريب
والتأهيل واملؤمترات ،والبحوث؛ من أجل حتقيق أهدافها ورفع مستوى جودة اخلدمات املقدمة لعمالئها.
.4الثقافــة التنظيمية :وتُعــرف بأهنا جمموعة مــن األيدولوجيات والرموز ،والقيــم اجلوهرية اليت
تشــترك هبا املنظمة بأكملهــا ،وتؤثر على طريقة عملهــا (Hitt, Ireland, Camp, & Sexton,
،)2001وتُعــرف أيضــا بأهنا دعم عمليــات التعلم املنظمــي واإلبداع من خالل هيــاكل أفقيه مرنة
(.)Hitt, Haynes, & Serpa, 2010
وألغــراض هذه الدراســة ،تُعــرف الثقافة التنظيميــة إجرائيا بأهنا جمموعة مــن املفاهيم والقيم
واملعتقدات واألفكار اجلوهرية واألعراف واألخالقيات والسلوكيات اليت تتبناها املستشفيات األهلية،
وتغرسها لدى العاملني فيها ،وتعمل على تعزيزها لتحقيق أهدافها.
.5الرقابــة التنظيميــة املتوازنــة :وتُعــرف بأهنا توفري وتأســيس النمــاذج الرقابيــة الفعالة اليت
تســهل من عملية املرونــة وإبداع املوظفني ،والقــدرة على توجيه األحــداث إىل أماكنها الصحيحة
(.)Hitt et al., 2010
وألغراض هذه الدراســة ،تُعرف الرقابة التنظيمية املتوازنة إجرائيا بأهنا قدرة املستشفيات األهلية
على الرقابة الفاعلة واملتوازنة ،ألعماهلــا املخططة ،وتقييمها ومعاجلة أخطائها ،وتعزيز إجيابياهتا
مبا حيقق أهدافها.
الدراسات السابقة:
أوال :الدراسات املتعلقة باملتغري املستقل (ممارسات القيادة االستراتيجية):
أوضحــت دراســة العامري واملقرمــي ( )2021دور القيــادة االســتراتيجية يف إدارة املعرفة يف اجلامعات
اليمنية األهلية بالعاصمة صنعاء ،وتوصلت الدراســة اىل وجود ممارسة متوسطة للقيادة االستراتيجية
وأبعادها.
واختربت دراســة أمحد وخوجلي ( )2021أثر ممارســات القيادة اإلســتراتيجية علــى التوجه الريادي،
وارتكزت على معرفة أثر ممارســات القيادة اإلســتراتيجية على التوجه الريــادي لدى العاملني يف كلية
تدريب خان يونس وكلية الدراسات املتوسطة جبامعة فلسطني يف قطاع غزة ،وبينت النتائج وجود ممارسة
متوسطة للقيادة االستراتيجية.
وتناولت دراسة السفاري ( )2021األثر املعدل للتوجه الريادي (االستباقية ،وحتمل املخاطر) يف العالقة
بني القيادة اإلستراتيجية واملنظمة املتعلمة ،يف البنوك التجارية واإلسالمية العاملة يف اليمن ،وتوصلت
الدراسة إىل وجود ممارسة عالية للقيادة االستراتيجية يف البنوك العاملة يف اليمن.
وتناولت دراسة املقرمي ( )2020دور القيادة اإلستراتيجية يف بناء رأس املال الفكري يف اجلامعات اليمنية
األهلية يف العاصمة صنعاء ،وتوصلت الدراسة إىل وجود دور إجيايب للقيادة اإلستراتيجية يف بناء رأس
املــال الفكــري يف اجلامعات اليمنية مع وجود اهتمام بالقيادة اإلســتراتيجية يف اجلامعات اليمنية حيث
جاء ُبعد استثمار املقدرات اجلوهرية هو البعد األكثر اهتماما.
ثانيا :الدراسات املتعلقة باملتغري التابع (األداء املنظمي):
هدفت دراســة املعبقي ( )2020إىل حتديد اآلثار املختلفة للتوافق االســتراتيجي الرباعي (استراتيجية
تكنولوجيا املعلومات ،استراتيجية االئتمان ،الرشاقة التنظيمية ،وعدم التأكد البيئي) يف األداء املنظمي،
يف البنــوك التقليدية واإلســامية العاملة باجلمهوريــة اليمنية ،وقد توصلت الدراســة إىل وجود أثر
إجيايب للتوافق االســتراتيجي (كتغاير متعدد) يف األداء املنظمي للبنوك جمتمع الدراســـة ،كما توصلت
إىل عدم وجود أثر لعدم التأكد البيئي يف األداء املنظمي ،بينما يعدل عدم التأكد البيئي ســلبيا على أثر
التوافق االستراتيجي (كتغاير متعدد) يف األداء املنظمي.
وأوضحت دراســة السدعي ( )2020أثر املرونة اإلستراتيجية يف حتقيق األداء املنظمي من خالل اإلبداع
يف كليــات املجتمع العاملــة باجلمهورية اليمنية ،وتوصلت الدراســة إىل أن هناك أثــر إجيابيا للمرونة
اإلســتراتيجية يف حتقيــق األداء املنظمي يف كليات املجتمع باجلمهوريــة اليمنية ،إضافة إىل وجود أثر
لإلبــداع يف حتقيــق األداء املنظمــي ،كما توصلت الدراســة إىل أن اإلبداع يتوســط العالقة بني املرونة
اإلستراتيجية واألداء املنظمي.
ثالثا :الدراســات املتعلقة باملتغري املســتقل (ممارســات القيادة االســتراتيجية) واملتغري التابع
(األداء املنظمي):
هدفت دراســة KiptooوSaweا( )2022إىل معرفة أثر القيادة اإلســتراتيجية على األداء املنظمي يف
هيئة مواين كينيا ،وخلصت الدراســة إىل أن التواصل مع حتديد التوجه االستراتيجي يؤثران على أداء
املنظمة بشــكل إجيايب ،واســتثمار املقدرات اجلوهرية األساســية هي الداعم الرئيس يف األداء املنظمي،
وأظهــرت النتائــج أيضا أن تنمية رأس املال البشــري بشــكل صحيح حتســن من األداء ،كمــا أن الثقافة
التنظيمية مهمة أيضا يف األداء املنظمي ،وأوصت الدراسة بأن تقوم هيئة املوانئ الكينية بتطبيق القيادة
اإلستراتيجية يف مؤسساهتا لزيادة األداء بشكل إجيايب.
وهدفت دراســة Wakhisiا( )2021إىل تقييــم تأثري القيادة اإلســتراتيجية بأبعادها (حتديد التوجه
االســتراتيجي ،اســتثمار املقدرات اجلوهرية ،الثقافة التنظيمية ،والرقابة املتوازنة) على األداء املنظمي
يف شــركات تصنيع الســكر اململوكة للدولة يف غرب كينيا ،واسترشدت الدراســة بنظرية القائد األعلى،
ونظرية التبعية البيئية ،ونظرية الطوارئ ،ونظرية الســمات ،وتوصلت الدراســة إىل وجود أثر للقيادة
اإلســتراتيجية وأبعادها (حتديد التوجه االستراتيجي ،استثمار املقدرات اجلوهرية ،الثقافة التنظيمية،
والرقابة املتوازنة) على األداء املنظمي يف شركات السكر يف كينيا.
وتناولــت دراســة KeruboوMuturiا( )2019قياس تأثري القيادة اإلســتراتيجية على األداء املنظمي،
وخلصت الدراســة إىل أن التوجيه االســتراتيجي ،وتدريب املوظفني والتأكيد على املمارســات األخالقية
تســاهم يف حتســن مســتوى األداء املنظمي ،وتؤكد نتائج هذه الدراســة على أن القيادة اإلســتراتيجية
مرتبطة بشكل إجيايب مباشر وغري مباشر بأداء مصانع الشاي يف مقاطعة كيسي.
وبينت دراســة Meresا( )2019تأثري ممارســات اإلدارة اإلســتراتيجية على أداء الشركة (أي مؤسسة
االئتمان واالدخار Dedebitيف شــرق تيغراي يف إثيوبيا) ،وتوصلت الدراسة إىل وجود أثر إجيايب كبري
لإلدارة اإلستراتيجية على األداء املنظمي.
كما حبثت دراسة ،Akinlabi ،OnuوEgbutaا( )2018قياس العالقة بني القيادة اإلستراتيجية واألداء
املنظمي يف شــركات التصنيع املختارة يف نيجرييا ،وأظهرت نتائج الدراســة أن القيادة اإلســتراتيجية هلا
عالقة قوية مع األداء املنظمي لبعض شركات التصنيع املختارة يف نيجرييا حيث إن القيادة اإلستراتيجية
تؤثر على األداء املنظمي بنسبة % 73لكنها أكدت أن العالقة غري مباشرة ألهنا تتاثر باملتغريات البيئية
والظرفية.
وكشفت دراسة JalehaوMachukiا( )2018عن وجود فجوة حبثية يف املراجعات األدبية للدراسة اليت
تناولت العالقة بني القيادة االستراتيجية واألداء املنظمي من خالل مراجعة نقدية لألدبيات املفاهيمية
والتجريبية ذات الصلة إلبراز احتمالية تأثري البيئة اخلارجية والتغيري املنظمي على العالقة بني القيادة
اإلســتراتيجية واألداء املنظمي ،وخلصت الدراســة إىل جمموعة من االفتراضات ترسي استنتاجا مفاده
أن التأثري املباشــر للقيادة اإلســتراتيجية على األداء هو حمل خالف غري حاســم؛ بسبب التأثري املعدل
والوسيط املحتمل للبيئة اخلارجية ،والتغيري املنظمي على التوايل.
وتناولت دراسة AlhyasatوSharifا( )2018قياس العالقة بني القيادة اإلستراتيجية واألداء املنظمي
يف شــركة املدن الصناعية األردنية ،وأظهرت نتائج الدراســة وجودة عالقــة إجيابية قوية بني القيادة
اإلستراتيجية واألداء املنظمي.
وهدفت دراسة ،Amin ،Riaz ،DahriوWaseemا( )2016إىل تقييم تأثري القيادة اإلستراتيجية على
األداء املنظمي يف البنوك من خالل إدارة املعرفة من قبل مديري الفروع يف كراتشــي ،باكســتان ،وتوصلت
الدراســة إىل أن مجيع العالقات جاءت دالة إحصائيا بشــكل كبري؛ حيث تبني أن القيادة اإلستراتيجية
تؤثر بشكل كبري على األداء املنظمي ،وأن إدارة املعرفة تتوسط العالقة بينهما بشكل إجيايب.
التعقيب على الدراسات السابقة:
تناولــت الدراســات الســابقة موضــوع القيــادة االســتراتيجية مــن عدة جوانــب؛ فمنها مــا ركز على
القيــادة االســتراتيجية وأثرها علــى األداء املنظمي يف بيئــات حبثية خمتلفة ،مثل :دراســة Kiptoo
وSaweا( ،)2022ودراســة KeruboوMuturiا( )2019يف كينيــا ،ودراســة Onu et al.ا( )2018يف
نيجرييا ،ودراســة Meresا( )2019يف إثيوبيا ،ودراســة Dahri et al.ا( )2016يف باكســتان ،ودراســة
AlhyasatوSharifا( )2018يف األردن،كما تناولت الدراسات السابقة القيادة االستراتيجية يف البنوك
مثل دراسة السفاري ( ،)2021ويف التعليم العايل مثل دراسة العامري واملقرمي ( ،)2020وتناولت الدراسات
الســابقة األداء املنظمي يف البنوك مثل :دراسة املعبقي ( ،)2020ويف التعليم املهين مثل :دراسة السدعي
( ، )2020وقد اســتفادت الدراســة احلالية من الدراسات الســابقة يف حتديد موضوعها بدقة ،حيث مل
تتناول الدراســات السابقة موضوع أثر القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي يف املستشفيات األهلية
والســيما يف البيئة اليمنية ،وما مييز هذه الدراســة عن الدراسات السابقة هو موضوعها الذي تناول أثر
القيادة االســتراتيجية على األداء املنظمي يف جمتمع خمتلــف ،وبيئة خمتلفة ،حيث إهنا تناولت البيئة
اليمنية ،وتناولت جمتمع القيادات يف املستشفيات األهلية .وقد مت اختيار القيادات يف املستشفيات األهلية
يف أمانة العاصمة صنعاء ليكونوا عينة الدراسة؛ كوهنم هم األكثر فهما وارتباطا بالقيادة االستراتيجية
واألداء املنظمي .كما تتميز الدراسة احلالية عن الدراسات السابقة يف أهنا تناولت املتغري املستقل (القيادة
االســتراتيجية) و ُاثره على املتغري التابع (األداء املنظمي) باســتخدام بطاقة األداء املتوازن الذي يشمل
األداء املايل وغري مايل.
مشكلة الدراسة:
إن التغريات البيئية واالقتصادية اليت يشهدها العامل اليوم حتتم على مجيع املنظمات مواكبة التطورات
للحفاظ على مكانتها واستمراريتها بني منافسيها ( ،)Dervitsiotis, 2006ولكي تبقى املنظمات يف الطليعة
جيب عليها ممارسة كل ما هو فعال لتحسني أدائها التنظيمي فهو يعد مؤشر النجاح جلميع املنظمات (Idris
،)& Ali, 2008وقد بينت األدبيات البحثية الســابقة مثل :دراســة KiptooوSaweا( ،)2022ودراسة
Wakhisiا( )2021أن من أحد العوامل الفعالة يف حتســن األداء املنظمي هو وجود قيادة اســتراتيجية
تساهم يف التخطيط ،والتنظيم ،والتنفيذ.
فالقيادة االســتراتيجية تســهم يف رســم املســتقبل للمنظمة ،وتســهم يف االســتفادة من موارد املنظمة
وكفاءهتــا ،وتشــجيع اإلبــداع وتدريــب العاملني وهذا بــدوره يعود علــى حتســن األداء املنظمي ،وقد
تدن يف جودة اخلدمات املقدمة يف املستشــفيات األهلية اليمنية أكدت بعض الدراســات الســابقة وجود ٍ
( .)Anbori, Ghani, Yadav, Daher, & Su, 2010عالوة على ذلك ،وفقا لـ Zawiah et al.ا()2020
وAlnaqebا( ،)2023فــإن احلرب يف اليمــن أثرت على القطاع الصحي وعلى مســتوى األداء واخلدمات
املقدمة ،إضافة إىل ذلك ،تناولت الدراســات الســابقة أثر القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي يف
قطاعات خمتلفة مثل :االتصاالت ،والصناعة ،والتعليم العايل ،والتعليم املهين ،والقطاع املصريف ،سواء يف
البيئة اليمنية والعربية والعاملية ،لكن هذه الدراســات مل تتناول أثر القيادة االســتراتيجية على األداء
املنظمي يف القطاع الصحي والســيما املستشفيات األهلية ،وبالتايل تعد هذه الدراسة حماولة لسد الفجوة
البحثيــة لقياس أثر القيادة االســتراتيجية على األداء املنظمي يف املستشــفيات األهلية اليمنية بأمانة
العاصمة صنعاء.
تساؤالت الدراسة:
تسعى الدراسة إىل اإلجابة عن التساؤالت اآلتية:
ӽما مســتوى ممارسة القيادة االستراتيجية بأبعادها يف املستشــفيات األهلية اليمنية يف أمانة العاصمة
صنعاء؟
ӽما واقع األداء املنظمي بأبعاده يف املستشفيات األهلية اليمنية يف أمانة العاصمة صنعاء؟
ӽمــا أثر القيادة االســتراتيجية يف األداء املنظمي يف املستشــفيات األهلية اليمنيــة يف أمانة العاصمة
صنعاء؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إىل:
.1معرفة مدى ممارسة القيادة االستراتيجية بأبعادها يف املستشفيات األهلية اليمنية بأمانة العاصمة
صنعاء.
.2قياس واقع األداء املنظمي بأبعاده يف املستشفيات األهلية اليمنية بأمانة العاصمة صنعاء.
.3دراسة أثر القيادة االستراتيجية وأبعادها على األداء املنظمي يف املستشفيات األهلية اليمنية بأمانة
العاصمة صنعاء.
األهمية النظرية والعملية للدراسة:
.1ســتضيف هذه الدراســة إىل اجلانــب النظري جوانب متعددة يف املستشــفيات األهليــة فيما يتعلق
مبمارسة القيادة اإلستراتيجية واألداء املنظمي.
.2ستكون هذه الدراســة مرجعا مهما للباحثني املهتمني بدراسة القيادة اإلستراتيجية واألداء املنظمي
يف املستشفيات األهلية.
.3تنبع أمهية الدراسة من أمهية القطاع الصحي يف كل البلدان مبا فيها اليمن.
.4تكمن أمهية الدراســة من أمهية ممارسات القيادة االســتراتيجية وأثرها على املتغريات التنظيمية
األخرى.
.5نظرا ألمهية القيادة االســتراتيجية وال سيما يف املستشــفيات األهلية ستساعد نتائج هذه الدراسة
القيادات اإلدارية يف كيفية حتسني األداء املنظمي.
.6ستســاهم النتائج والتوصيات اليت ســتتوصل إليها الدراسة يف توجيه نظر القائمني على املستشفيات
األهلية اليمنية وغريها ويف أمهية اتباع ممارســات القيادة اإلســتراتيجية لتحسني األداء املنظمي
بفعالية.
حدود الدراسة:
Ԁاحلدود املوضوعية:
ركزت الدراسة على ممارسات القيادة االستراتيجية بأبعادها (حتديد التوجه االستراتيجي ،احلفاظ
على املقدرات اجلوهرية ،تطوير رأس املال البشــري ،تعزيــز الثقافة التنظيمية ،والرقابة التنظيمية
املتوازنــة) وأثرها يف األداء املنظمي بأبعاده (البعد املايل ،بعد العمــاء ،بعد العمليات الداخلية ،بعد
التعلم والنمو).
Ԁاحلدود الزمانية واملكانية:
أجريت هذه الدراسة يف العام 2023يف أمانة العاصمة صنعاء باجلمهورية اليمنية.
Ԁاحلدود البشرية:
اســتهدفت الدراسة القيادات اإلدارية والطبية والفنية يف 7مستشفيات أهلية مينية بأمانة العاصمة
صنعاء.
أنموذج الدراسة:
• يوجد أثر ذو داللة إحصائية الستغالل املقدرات اجلوهرية على األداء املنظمي يف املستشفيات األهلية
اليمنية بأمانة العاصمة صنعاء.
• يوجد أثر ذو داللة إحصائية لتطوير رأس املال البشــري على األداء املنظمي يف املستشــفيات األهلية
اليمنية بأمانة العاصمة صنعاء.
• يوجد أثر ذو داللة إحصائية للثقافة التنظيمية على األداء املنظمي يف املستشــفيات األهلية اليمنية
بأمانة العاصمة صنعاء.
• يوجد أثر ذو داللة إحصائية للرقابة التنظيمية املتوازنة على األداء املنظمي يف املستشفيات األهلية
اليمنية بأمانة العاصمة صنعاء.
منهجية الدراسة:
منهج الدراسة:
اتبعت الدراســة املنهج الكمي املســحي االرتباطي كونه األنســب للدراســة الكمية والذي يدرس العالقة
السببية بني املتغريات املستقلة والتابع.
جمتمع الدراسة وعينتها:
متثل جمتمع الدراســة بالعاملني يف الوظائف القيادية ،واإلشــرافية يف ســبعة مستشــفيات أهلية مينية
بأمانة العاصمة صنعاء ،وقد مت اســتهداف املدراء ،ونواهبم ،ومدراء اإلدارات ،ورؤساء األقسام ،ومسؤويل
الوحدات؛ كوهنم املعنيني بالقيادة االســتراتيجية ،وقد مت اختيار هذه املستشفيات كوهنا األكرب من حيث
احلجم (عدد ِ
األس َّــرة) ،أي أهنا متلك أكثر من 50ســريرا وهي واألقدم من حيث سنة التأسيس أي عمرها
أكرب من 5ســنوات ،وقد مت اســتثناء أي مستشفى طاقته االستيعابية أقل من 50سرير واليت عمرها أقل
من 5ســنوات ،ومت استخدام طريقة املسح الشــامل لعدد 270قيادة يف املستشفيات األهلية اليمنية حمل
الدراسة يف أمانة العاصمة ،كما هو موضح يف اجلدول (.)1
جدول ( :)1جمتمع الدراسة
عدد القيادات اإلدارية اسم املستشفى
66 مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا
49 املستشفى األورويب احلديث
25 املستشفى األملاين احلديث
28 املستشفى اليمين األملاين
40 مستشفى أزال النموذجي
30 املستشفى األهلي احلديث
32 مستشفى عبد القادر املتوكل النموذجي
270 اإلمجايل
املصدر( :يعقوب ،)2020 ،وأيضا عرب التواصل مع مدراء املوارد البشرية يف املستشفيات حمل الدراسة.
أداة مجع البيانات:
اعتمدت الدراســة على اســتبانة مت تصميمها باالعتماد على األدبيات والدراســات الســابقة ،وأخضعت
للتعديل والتطوير والتحســن؛ كي تناســب موضوع الدراسة ،وتكونت االســتبانة من جزأين :مشل اجلزء
األول املتغــرات الدميغرافيــة (اجلنس ،العمر ،املؤهل ،الوظيفة ،وســنوات اخلدمة) .ومشل اجلزء الثاين
املتغري املســتقل (القيادة االستراتيجية وحيتوي على 22فقرة موزعات يف مخسة أبعاد( :حتديد التوجه
االســتراتيجي ،اســتغالل املقدرات اجلوهرية واحلفاظ عليها ،تطوير رأس املال البشــري ،تعزيز الثقافة
التنظيمية ،والرقابة التنظيمية املتوازنة) ،واملتغري التابع (األداء املنظمي) وحيتوي على 16فقرة موزعة
يف أربعــة أبعــاد (:البعد املايل ،بعد العمــاء ،بعد العمليــات الداخلية ،بعد التعلم والنمــو) ،ومت توزيع
270اســتبانة ،واسترد منها 264استبانة ،واستبعد منها 20اســتبانة؛ لعدم صالحيتها بسبب النقص يف
االستجابة أو االستجابات غري املنطقية والعشوائية ،ومت حتليل عدد 244استبانة.
التحليل اإلحصائي:
مت حتليل بيانات الدراســة باستخدام برنامج احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية SPSSالنسخة ،28
ومت معاجلة القيم املفقودة ،وتقييم بيانات الدراســة من حيث اتباعها التوزيع الطبيعي ،وخلوها من القيم
املتطرفة ،واستخدمت الدراسة اختبار ليفني؛ لقياس التحيز يف استجابة عينة الدراسة ،كما مت استخدام
التكرارات والنســب املئوية ،واملتوســطات ،واالحنرافات املعيارية ،ومؤشــر األمهية النسبية يف اإلحصاء
الوصفي ،واســتخدمت الدراسة أيضا االحندار اخلطي البسيط واالحندار اخلطي املتعدد واختبار التباين
األحادي االجتاه.
الصدق والثبات ألداة الدراسة:
صدق املحتوى:
مت الرجوع اىل الدراســات الســابقة لبناء االســتبانة ،وبعد ذلك مت عرضها علــى جمموعة من اخلرباء
األكادمييــن واإلداريني يف املجال الطيب واإلداري مــن اجل حتكيمها وإبداء ملحوظاهتم حول :املتغريات،
واألبعــاد ،والفقــرات ،وقاموا بتقــدمي املالحظات ،ومت العمل مبعظم ملحوظاهتم اليت أســهمت يف جتويد
االستبانة وإخراجها بصورهتا النهائية.
الصدق البنائي والثبات ألداة الدراسة:
استخدمت الدراسة معامل ارتباط بريسون لقياس االرتباط بني املتغري الكلي وأبعاده (القيادة االستراتيجية
وأبعادها ،واألداء املنظمي وأبعاده) ،كما هو موضح يف اجلدول (.)2
جدول ( :)2الثبات والصدق ألداة الدراسة
معامل معامل الثبات عدد معامل ارتباط
الداللة البعد املتغري
الثبات الكلي الفا كرو نباخ الفقرات بريسون
حتديد التوجه
.918 4 .000 .827
االستراتيجي
.881 4 .000 .883 املقدرات اجلوهرية
تطوير رأس املال القيادة
.909 .900 5 .000 .872
البشري االستراتيجية
.875 5 .000 .859 الثقافة التنظيمية
الرقابة التنظيمية
.912 4 .000 .850
املتوازنة
.883 4 .000 .795 البعد املايل
.898 4 .000 .879 بعد العمالء األداء
.825
.901 4 .000 .842 بعد العمليات املنظمي
.912 4 .000 .733 بعد التعلم والنمو
عال دال إحصائيا عند مستوى داللة أقل من 0.001بني تشري النتائج يف اجلدول ( )2إىل وجود ارتباط ٍ
املتغــر الكلي وبني األبعاد وهذا يؤكد وجود صدق تقارب بني املتغــر وتلك األبعاد وأن املقياس يقيس ما
وضع لقياســه .كما بني اجلدول ( )2أن هناك ثبات عاليا واتســاق داخلي يف فقرات الدراسة حيث ،جاءت
كل قيم معامل ألفا كرونباخ أكرب من ،0.700وهذا يشري إىل قابلية االستبانة إلعادة التطبيق على عينة
مماثلة.
وصف خصائص عينة الدراسة:
يوضح اجلدول ( )3خصائص عينة الدراســة وفق اجلنس ،والعمر ،واملؤهل العلمي ،وسنوات اخلدمة ،ونوع
الوظيفة.
وقد أظهرت النتائج أن مســتوى ممارســة القيادة االســتراتيجية يف املستشــفيات األهلية اليمنية حمل
الدراســة جاء عاليا مبتوســط ( )5.896واحنراف معياري ( )0.828وأمهية نســبية ( ،)% 84.2واتفقت
عال من املمارســات
هذه النتيجة مع دراســة العامري واملقرمي ( )2021اليت توصلت إىل وجود مســتوى ٍ
للقيادة االســتراتيجية يف عينة دراســتهم .وجاء بعد الثقافة التنظيمية األكثر بني ممارســات القيادة
االســتراتيجية مبتوســط ( )6.003واحنراف معياري ( )0.880وأمهية نســبية ( ،)% 85.8وميكن تفسري
ذلك إىل أن عمل املستشفيات قائم على األخالقيات ،وبالتايل فاملستشفيات تركز على املمارسات األخالقية
وتعمل بكل اجتهاد من أجل تعزيز ثقافتها التنظيمية القائمة على املمارســات األخالقية .بينما جاء بعد
تطوير رأس املال البشري األقل بني ممارسات القيادة االستراتيجية مبتوسط ( )5.673واحنراف معياري
( )1.085وأمهية نســبية ( ،)% 81.0واتفقت هذه النتيجة مع دراســة العامــري واملقرمي ( )2021اليت
توصلت إىل أن تطوير رأس املال البشــري جاء يف الرتبة األخرية من حيث موافقة عينة الدراســة عليه،
وميكن تفســر ذلك إىل أن تطوير رأس املال البشــري مكلف ماديا وخصوصا التدريب النوعي الذي حيتاج
إىل السفر خارج البلد؛ مما جيعل القائمني عليها ال يهتمون بذلك اهتماما كافيا.
ولإلجابة على الســؤال الثاين الذي ينص على" :ما واقع األداء املنظمي وأبعاده يف املستشــفيات األهلية
اليمنية يف أمانة العاصمة صنعاء؟" ،اســتخدمت الدراســة املتوســطات ،واالحنــراف املعياري ،واألمهية
النسبية ،كما هو موضح يف اجلدول ( )5الذي يبني التحليل الوصفي ألبعاد األداء املنظمي.
جدول ( :)5املتوسط واالحنراف املعياري واألمهية النسبية ألبعاد األداء املنظمي
التقدير اللفظي األمهية النسبية االحنراف املعياري املتوسط البعد
عال
ٍ % 83.5 1.072 5.848 املايل
عال
ٍ % 86.1 0.963 6.029 العمالء
عال
ٍ % 86.7 0.905 6.070 العمليات الداخلية
عال
ٍ % 86.9 0.945 6.084 التعلم والنمو
عال
ٍ % 85.8 0.788 6.008 األداء املنظمي
يتضح من اجلدول ( )5أن مستوى األداء املنظمي جاء مرتفعا مبتوسط ( )6.008واحنراف معياري ()0.788
وأمهية نســبية ( .)% 85.8وجاء بعد التعلم والنمو األعلى من وجهة نظر املبحوثني مبتوســط ()6.084
واحنراف معياري ( )0.945وأمهية نســبية ( .)% 86.9وعلى الرغم من أن بعد تطوير رأس املال البشري
جاء هو األقل أمهية يف ممارســات القيادة االســتراتيجية إال أن التعلم والنمــو كان مرتفعا ،بينما جاء
البعد املايل يف املســتوى األدىن مبتوســط ( )5.848واحنراف معياري ( )1.072وأمهية نسبية (،)% 83.5
وهذا يؤكد أن املستشــفيات األهلية متر بوضع متأزم خالل الســنوات األخرية؛ نتيجة الظروف السياسية
واالقتصادية اليت متر هبا اليمن منذ العام 2015م.
اختبار الفرضيات:
والختبار الفرضية الرئيسة واليت تنص على" :يوجد أثر ذو داللة إحصائية للقيادة االستراتيجية على
األداء املنظمي يف املستشفيات األهلية اليمنية يف أمانة العاصمة صنعاء" ،وبعد التأكد من أن العالقة بني
القيادة االستراتيجية واألداء املنظمي هي عالقة خطية ،وأن توزيع البواقي طبيعي ،وأن هناك ثباتا يف
جتانس تباين األخطاء ،وأن األخطاء مستقلة وخالية من االرتباط الذايت ،مت استخدام االحندار اخلطي
البسيط؛ لقياس أثر القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي ،كما هو موضح يف اجلدول (.)6
جدول ( :)6االحندار اخلطي البسيط لقياس أثر القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي
معامالت االحندار التباين ملخص النموذج
اخلطأ درجة معامل االرتباط معامل التحديد
الداللة ت B الداللة ف
املعياري احلرية R2 R
.001 18.941 .039 .736 1، 242 .001 358.75 .596 .773
يبــن اجلدول ( )6وجود عالقة قويــة موجبة بني القيادة االســتراتيجية واألداء املنظمي حيث جاءت
قيمة معامل االرتباط ( ،)0.773وتفســر القيادة االســتراتيجية ما نسبته % 59.6من التباين يف األداء
املنظمي (معامل التحديد = ،)0.597وهذا يشــر اىل جودة النموذج ودقته التنبؤية والتفســرية ويؤكد
ذلك مالئمة النموذج من خالل داللة قيمة (ف= )358.75دالة إحصائيا عند مستوى داللة أقل من ،0.05
وهذا يعين أن النموذج ذو داللة معنوية يف دراسة أثر القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي.
ويتضــح مــن اجلدول ( )6أيضا أن هناك أثــرا داال إحصائيا للقيادة االســتراتيجية على األداء املنظمي
(معامــل االحندار ، )B= 0.736وجاءت قيمة (ت= )18.941عند مســتوى داللــة أقل من 0.001؛ وهذا
يعين أنه عندما يزيد مستوى ممارسات القيادة االستراتيجية بنسبة % 100يزيد األداء املنظمي بنسبة
،% 73.6وبالتايل نقبل الفرضية الرئيسة.
اختبار الفرضيات الفرعية:
الختبار الفرضيات الفرعية ،استخدمت الدراسة االحندار اخلطي املتعدد بعد التأكد من افتراضاته ،حيث
تبني وجود عالقة خطية بني أبعاد القيادة االستراتيجية اخلمسة واألداء املنظمي ،وحتقق ثبات جتانس
تباين األخطاء ،وكان هناك اســتقاللية يف البواقي ،حيث جاءت قيمة اختبار Durbin-Watsonأكرب
عال بني املتغريات املســتقلة،
مــن 1وأصغــر من 3وقريبة من ،2ومت التأكد من عدم وجود ارتباط خطي ٍ
حيــث جاءت قيم معامل تضخــم التباين أقل من ،5ويوضح اجلدول ( )7نتائــج االحندار اخلطي املتعدد
لقياس أثر أبعاد القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي.
جدول ( :)7االحندار اخلطي املتعدد لقياس أثر أبعاد القيادة االستراتيجية على األداء املنظمي
معامالت االحندار التباين ملخص النموذج
معامل معامل معامل
ت درجة
الداللة تضخم اخلطأ B البعد الداللة ف االرتباط التحديد
املحسوبة احلرية
التباين Adj R2 MR
حتديد
2.377 .001 11.679 .037 .435 التوجه
االستراتيجي
املقدرات
3.121 .001 6.765 .034 .233
اجلوهرية
تطوير رأس
2.590 .001 9.150 .035 .325 <.001 5 ،238 76.657 .609 .785
املال البشري
تعزيز الثقافة
2.851 .001 8.208 .038 .309
التنظيمية
الرقابة
2.659 .001 13.299 .036 .477 التنظيمية
املتوازنة
-وجــود أثر دال إحصائيا لتحديد التوجه االســتراتيجي على األداء املنظمــي (معامل االحندار = B
،)0.435حيث جاءت قيمة (ت = )11.679دالة إحصائيا عند مستوى داللة أقل من ،0.05وبالتايل
نقبل الفرضية الفرعية األوىل.
-وجــود أثر دال إحصائيا الســتغالل املقــدرات اجلوهرية على األداء املنظمــي (معامل االحندار = B
)0.233وجاءت قيمة (ت = )6.765دالة إحصائيا عند مستوى داللة أقل من ،0.05وبالتايل نقبل
الفرضية الفرعية الثانية.
-هناك أثر دال إحصائيا لتطوير رأس املال البشري على األداء املنظمي (معامل االحندار ،)B =0.325
حيــث جاءت قيمة (ت = )9.150دالة إحصائيا عند مســتوى داللة أقل مــن ،0.05وبالتايل نقبل
الفرضية الفرعية الثالثة.
-هناك أثر دال إحصائيا لتعزيز الثقافة التنظيمية على األداء املنظمي (معامل االحندار ،)B = 0.309
حيــث جاءت قيمة (ت = )8.208دالة إحصائيا عند مســتوى داللة أقل مــن ،0.05وبالتايل نقبل
الفرضية الفرعية الرابعة.
-هنــاك أثــر دال إحصائيــا للرقابة التنظيمية املتوازنــة على األداء املنظمــي (معامل االحندار = B
،)0.477حيث قيمة (ت = )13.299دالة إحصائيا عند مستوى داللة أقل من ،0.05وبالتايل نقبل
الفرضية الفرعية اخلامسة.
مناقشة النتائج:
أوال :مناقشة نتائج الفرضية الرئيسة:
أظهرت النتائج أن القيادة االســتراتيجية تؤثر بشــكل إجيايب على األداء املنظمي يف املستشــفيات عينة
الدراسة احلالية ،وميكن تفسري ذلك بأن وضع الرؤية واستنباط القيم واألهداف منها تساعد يف توضيح
الصورة املستقبلية للمستشفيات ورسم املسار الصحيح هلا ،إضافة إىل ذلك ،فإن استغالل مقدرات املستشفى،
واحلفاظ على الكوادر الكفؤة ،واملزج بني هذه املقدرات والكفاءات يســاهم يف تقدمي خدمة متميزة تزيد
من رضا العمالء ،وحتسن العائد.
كمــا أن تطوير وتدريب العاملني وبناء ثقافة منظمية معززة مبمارســات أخالقية تســاعد يف خلق بيئة
عمل تســودها التعاون والعمل بروح الفريق الواحد الذي بدوره حيســن األداء املايل للمستشــفى ،ويزيد
من حصته الســوقية عن طريق حتســن الصورة الذهنية للعمالء ،واتفقت الدراســة احلالية مع دراســة
فيصل ( )2017اليت توصلت اىل وجود تأثري كبري للقيادة االستراتيجية على األداء املنظمي ،وتؤكد هذه
النتيجة التطبيقية ما ذكرته نظرية املوارد اليت تنص على أن املزج بني املقدرات واملوارد يرفع من مستوى
األداء للمنظمــة ،ويقودهــا حنو التميز والنجاح ،وهذا ما ذكرته نظرية القيادة اإلســتراتيجية اليت مت
تطويرها بواسطة HambrickوMasonا( ،)1984واليت أملحت إىل أن أداء املؤسسة هو انعكاس جلودة
قيادهتا ،وهذا ما أكدته دراســة ،Aljuaid ،FahleviوSaniukا( )2022اليت خصلت إىل أن القيادة هي
حمــور ارتكاز العملية املنظمية وأهنــا املكون األكثر أمهية يف حتديد جناح املنظمــات من عدمه ،واتفقت
عال للقيادة
هــذه النتيجة أيضــا مع دراســة MburaوOdolloا( )2022اليت توصلت اىل وجود أثــر ٍ
االستراتيجية على األداء املنظمي يف ظل الظروف املستقرة.
ثانيا :مناقشة نتائج الفرضيات الفرعية:
-بينت النتائج أن هناك أثرا داال إحصائيا لتحديد التوجه االســتراتيجي على األداء املنظمي ،وميكن
تفســر ذلك بأن وجود اســتراتيجية ناجحة وتوجه اســتراتيجي واضح ميهــد الطريق للمنظمات؛
لتصبح أكثر إبداعا وابتكارا ،وهذا ما حيدد جناح املنظمة وبقاءها ،واتفقت هذه النتيجة مع كل من:
دراســة ،Demuner-Flores ،Ibarra-CisnerosوHernández-Perlinesا( )2021ودراسة
،Salameh ،Al Mamun ،Jaafar ،YangوNawiا( )2022اللتني توصلتا إىل وجود أثر للتوجه
االستراتيجي على األداء يف املنظمات.
-وبينت نتائج الدراسة احلالية أنه يوجد أثرا داال إحصائيا الستغالل املقدرات اجلوهرية على األداء
املنظمــي ،وتدعم هذه النتيجة ما نصت عليه نظرية االعتماد على املوارد اليت أكدت على أن امتالك
املنظمة للمقدرات اجلوهرية هو أحد عوامل جناحها إذا اســتطاعت املزج بني هذه املوارد واستغالهلا
بشــكل أمثــل ،واتفقت هذه النتيجة مع دراســة IrelandوHittا( )1999اليت أكدت أن االســتغالل
األمثل للمقدرات اجلوهرية (كفاءات وموارد) تســهم يف حتســن األداء املنظمي وبقاء املنظمات بني
منافسيها.
-وأظهــرت النتائج أن هناك أثرا داال إحصائيا لتطوير رأس املال البشــري على األداء املنظمي ،وميكن
تفســر ذلك بأن القائد االســتراتيجي الذي يعمل علــى تأهيل العاملني لديه وعلــى تدريبهم ورفع
مســتواهم املهاري فهو يعمل على تعزيز ثقتهم بأنفســهم وحتسني أداءهم مما ُيسهم يف تقدمي خدمة
ذات جودة عالية تســاعد يف حتسني األداء املنظمي يف املستشــفى ،وتعزز هذه النتيجة نظرية رأس
املــال البشــري اليت أكدت على أن امتــاك العاملني يف املنظمة مهارات وقدرات نــادرة يعد أحد أهم
األصــول اهلامة يف املنظمة وأهــم عوامل جناحها وبقائها ( ،)Ameyaw et al., 2019واتفقت هذه
النتيجة مع دراســة Danielا( )2019اليت توصلت إىل أن تطوير رأس املال البشــري بشــكل فعال
يضمن حتســن األداء التنظيمي من خالل زيادة اإلنتاجية ،وتوفري اخلدمات بكفاءة ،وإدارة عالقات
العمالء الفعالة ،وحتسني القدرة التنافسية واكتساب املهارات.
-كمــا أوضحت النتائج أن هناك أثــرا داال إحصائيا لتعزيز الثقافة التنظيميــة على األداء املنظمي،
وميكن تفســر ذلك بأن جوهر قدرة القائد االســتراتيجي يكمن يف بناء الثقــة واحلفاظ عليها من
خــال إهلام وحتفيز أعضاء املجموعة ،وتكمن قوة هذه الثقة يف الوالء والرضا الوظيفي ،وتزيد من
موثوقية قنوات االتصال واملعلومات ،وتطور االلتزام التنظيمي ،والســلوك املؤيد للتنظيم ،وتقلل من
إمكانية حدوث نزاع داخل املنظمة ،كل ذلك يسهم يف حتسني اجلودة ،وسرعة التفاعل ،واختاذ القرار،
وهــذا يعد مؤثرا إضافيا لألداء املنظمــي ،وكلما زادت الثقة ،زادت احتمالية جناح العمل املشــترك
يف املنظمــة ،واتفقت هذه النتيجة مع دراســة Rorengا( )2020اليت توصلــت إىل وجود أثر دال
إحصائيا للثقافة التنظيمية على األداء املنظمي.
-وأظهرت النتائج أن هناك أثرا داال إحصائيا للرقابة التنظيمية املتوازنة على األداء املنظمي ،وميكن
تفســر ذلــك بأن وجود نظام رقــايب متوازن يف املنظمة يســهم يف مراجعة األداء بشــكل متواصل،
وتصحيح األخطاء؛ مما يقلل من اخلسائر ويعزز يف استقرار املنظمات وجناحها.
االستنتاجات:
بناء على النتائج السابقة ،خلصت الدراسة إىل االستنتاجات اآلتية:
.1إن وجود قيادة اســتراتيجية فعالة يؤدي دورا مهما يف رفع مســتوى األداء املنظمي يف املستشــفيات
األهلية اليمنية.
.2إن وجود توجه اســتراتيجي قوي ورؤية اســتراتيجية واضحة يســهم يف حتســن األداء املنظمي
للمستشفيات.
.3إن االستغالل األمثل للمقدرات اجلوهرية من ملكات ،وقدرات ،وموارد يزيد من مستوى األداء املنظمي
للمستشفيات.
.4إن تطوير رأس املال البشــري ُيســهم يف حتســن إنتاجية املوظفني وبالتايل تتحسن جودة اخلدمات
املقدمة للمرضي والذي يعود بدوره يف حتسني األداء املنظمي.
.5إن بناء ثقافة تنظيمية باملمارسات األخالقية حيسن من رضا العمالء ويقوي العالقات بني املوظفني
وكل ذلك يؤدي إىل حتسني األداء املنظمي.
.6إن مراجعة األداء بشــكل متواصل وتصحيح األخطاء أوال بأول يقلل من اخلسائر و ُيسهم يف استقرار
املنظمات وجناحها ،ويف حتسني أدائها ،وبقائها.
التوصيات:
يف ضوء االستنتاجات ،توصي الدراسة باآليت:
.1ضرورة إعطاء اهتمام للقيادة االســتراتيجية يف املستشــفيات األهلية اليمنية ألهنا تسهم يف تطوير
األداء املنظمي من حيث حتســن رضــا العمالء ،وحتديث البنية التحتية للمستشــفى ،وتطوير أداء
العاملني.
.2ضــرورة التقييم املســتمر لألداء املنظمي يف املستشــفيات األمهية من أجل حتســن جودة اخلدمة،
وجتنب األخطاء ،وتصحيحها إن حصلت.
.3تأهيل القيادات وتدريبهم على حتديد التوجه االســتراتيجي وصياغة رؤية ورســالة وأهداف وقيم
املستشفيات األهلية.
.4تأســيس ثقافة تنظيمية قائمة على املمارسات األخالقية وإنشاء بيئة عمل إجيابية يف املستشفيات
األهلية.
.5بناء معايري ومقاييس األداء املنظمي يف املستشــفيات األهلية وذلك باستخدام بطاقة األداء املتوازن
كوهنا تشمل اجلوانب املالية واإلدارية والتسويقية.
المقترحات البحثية:
.1عمل دراسة مستقبلية مماثلة للدراسة احلالية يف املستشفيات احلكومية أو دراسة تشمل املستشفيات
األهلية واحلكومية مع مقارنة النتائج.
.2ميكن للدراســات املســتقبلية أن تتناول املتغريات املعدلة مثل (:عمر املستشفى – حجم املستشفى) يف
العالقة بني القيادة االستراتيجية واألداء املنظمي.
.3عمل دراسات مستقبلية بإدخال متغريات وسيطة مثل (إدارة املعرفة – التمكني اإلداري – استراتيجيات
إدارة املوارد البشرية) لتحديد األثر غري املباشر بني القيادة االستراتيجية واألداء املنظمي.
.4عمل دراســات مســتقبلية لقياس أثر كل بعد من أبعاد القيادة االســتراتيجية يف األداء املنظمي يف
املستشفيات األهلية اليمنية.
اإلسهام البحثي:
وضع فهمي ســام خطة الدراســة ،وقام ببناء اخللفية النظرية ،وحتديد املنهجية ،ومجع البيانات ،وقام
وائل احلكيمي بتحليل وتفسري النتائج ومناقشــتها ،وصياغة االستنتاجات والتوصيات ،ومراجعة املسودة
النهائية للدراسة.
المراجع:
أمحــد ،أدهــم ،وخوجلــي ،موســى ( ،)2021أثــر ممارســات القيــادة اإلســتراتيجية علــى التوجــه
الريــادي – دراســة مقارنــة بــن كليــة تدريــب خانيونس وكليــة الدراســات املتوســطة جبامعة
فلســطني يف قطــاع غــزة ،جملــة العلــوم االقتصاديــة واإلداريــة والقانونيــة.67-37 ،)5(7 ،
https://doi.org/10.26389/AJSRP.A120121
باديس ،عليان حســن ( ،)2014دور ممارســات القيادة اإلستراتيجية يف حتسني امليزة التنافسية – مديغة
امليلية – جيجل (رسالة ماجستري) ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة ،اجلزائر.
محزة ،قدوج ( ،)2012أثر الشــراكة االســتراتيجية على األداء االســتراتيجي للمؤسســة االقتصادية:
دراســة مسحية ملؤسســات صناعة األجهزة اإللكترو مزنلية يف اجلزائر (رســالة ماجستري) ،جامعة
فرحات عباس ،اجلزائر.
محــودة ،عبد الناصر حممد ( ،)2005إدارة التنوع الثقايف يف املوارد البشــرية ،القاهرة :املنظمة العربية
للتنمية اإلدارية.
اخلفاجي ،نعمة عباس ،وياغي ،إحســان حممد ( ،)2015اســتخدام بطاقــة األداء املتوازن يف قياس أداء
املصارف التجارية :منظور متعدد األبعاد (ط ،)2عمان ،األردن :دار األيام للنشر والتوزيع.
الديراوي ،ســلمان حممد ( ،)2022ممارســات القيادة االســتراتيجية وأثرها على إدارة األزمات :دراســة
ميدانيــة علــى وزارة االقتصاد الفلســطينية ،جملــة جامعة القــدس املفتوحة للبحــوث اإلدارية
واالقتصاديةhttps://doi.org/10.33977/1760-007-017-001 .16-1 ،)17(7 ،
الســدعي ،قايد ( ،)2020أثر املرونة اإلســتراتيجية يف حتقيق األداء املنظمي من خالل اإلبداع :دراســة
ميدانيــة يف كليات املجتمع يف اجلمهورية اليمنية (أطروحة دكتــوراة) ،جامعة العلوم والتكنولوجيا،
صنعاء ،اليمن.
الســفاري ،أمــاين عبــد اهلل حممد ســعيد ( ،)2021أثر التوجه الريــادي املعدل يف العالقــة بني القيادة
اإلســتراتيجية واملنظمة املتعلمة – دراسة ميدانية يف البنوك العاملة يف اليمن (أطروحة دكتوراه)،
جامعة العلوم والتكنولوجيا ،صنعاء ،اليمن.
الطويل ،عصام حممد ( ،)2018أثر القياس واإلفصاح املحاســي عن رأس املال الفكري على حتســن جودة
املعلومات املحاســبية :دراســة ميدانية على بورصة فلســطني قطاع اخلدمات ،جملة جامعة األقصى
-سلسلة العلوم اإلنسانيةhttps://doi.org/10.12816/0048015 .245-210 ،)22(1 ،
العامري ،عبده أمحد ،واملقرمي ،عبد القهار عثمان ( ،)2021دور القيادة اإلســتراتيجية يف إدارة املعرفة:
دراســة ميدانيــة يف اجلامعات اليمنية األهلية بالعاصمة صنعاء ،جملــة اآلداب.578-535 ،)19( ،
https://doi.org/10.35696/.v1i19.723
العريقــي ،منصور حممد إمساعيل ( ،)2017اإلدارة اإلســتراتيجية (ط ،)6صنعاء ،اليمن :األمني للنشــر
والتوزيع.
الغاليب ،طاهر حمســن ( ،)2009سلســلة إدارة األداء االســتراتيجي – أساســيات األداء وبطاقة التقييم
املتوازن ،عمان ،األردن :دار وائل للنشر.
الفرجاين ،طارق حممد ،والدرباق ،أمني حممد ( ،)2015دراسة دور القيادة اإلستراتيجية لتنمية القدرات
التنافسية يف القطاع املصريف اللييب ،جملة دراسات االقتصاد واألعمال.74-54 ،)1(2 ،
فيصــل ،مثىن زاحم ( ،)2017القيادة االســتراتيجية ودورها يف تفعيل األداء املنظمي :دراســة حتليلية،
جملة العلوم االقتصادية واإلدارية.280-255 ،)95(23 ،
حممد ،أمحد علي ( ،)2016القيادة االستراتيجية املحددة لفعالية اإلدارة العليا يف جامعة النهرين ،جملة
البحوث التربوية والنفسية.378-342 ،)51(13 ،
املعبقــي ،فهد امحد غالب ( ،)2020التوافق الرباعي وأثره يف األداء املنظمي :دراســة ميدانية يف البنوك
العاملة يف اجلمهورية اليمنية (أطروحة دكتوراة) ،جامعة العلوم والتكنولوجيا ،صنعاء ،اليمن.
املقرمــي ،عبــد القهار عثمــان ( ،)2020دور القيادة اإلســتراتيجية يف بناء رأس املــال الفكري من خالل
إدارة املعرفة -دراســة ميدانية يف اجلامعــات اليمنية األهلية (أطروحة دكتــوراه) ،جامعة العلوم
والتكنولوجيا ،صنعاء ،اليمن.
يعقوب ،مجيلة حممد ( ،)2021أثر إدارة املعرفة والتوجه الريادي على جودة اخلدمات الصحية :دراســة
ميدانية يف املستشفيات اليمنية (أطروحة دكتوراه) ،جامعة العلوم والتكنولوجيا ،صنعاء ،اليمن.
يونس ،طارق شريف ( ،)2002الفكر االستراتيجي للقادة :دروس مستوحاة من التجارب العاملية والعربية،
القاهرة :املنظمة العربية للتنمية اإلدارية.
Crossan, M., Vera, D., & Nanjad, L. (2008). Transcendent leadership: Strategic
leadership in dynamic environments. The Leadership Quarterly, 19(5),
569–581. https://doi.org/10.1016/j.leaqua.2008.07.008
Dahri, A. S., Riaz, M., Amin, S., & Waseem, M. (2019). Effect of Strategic Leadership
on Organizational Performance through Knowledge Management. Journal
of Managerial Sciences, 13(3), 57–70.
Daniel, C. O. (2019). The effects of human capital development on organizational
performance. International Journal of Scientific Research and Management,
7(1), 952–958. https://doi.org/10.18535/ijsrm/v7i1.em03
Dervitsiotis, K. N. (2006). Building trust for excellence in performance and
adaptation to change. Total Quality Management; Business Excellence,
17(7), 795–810. https://doi.org/10.1080/14783360600595153
Fahlevi, M., Aljuaid, M., & Saniuk, S. (2022). Leadership style and hospital
performance: Empirical evidence from Indonesia. Frontiers in Psychology,
13, Article 911640. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2022.911640
Hambrick, D. C., & Mason, P. A. (1984). Upper echelons: The organization as
a reflection of its top managers. Academy of Management Review, 9(2),
193–206. https://doi.org/10.5465/amr.1984.4277628
Hitt, M. A., Haynes, K. T., & Serpa, R. (2010). Strategic leadership for the 21st
century. Business Horizons, 53, 437-444.
Hitt, M. A., Ireland, R. D., & Hoskisson, R. E. (2005). Strategic management:
Concepts and cases: Competitiveness and globalization. Mason, Ohio:
Thomson South-Western.
Hitt, M. A., Ireland, R. D., & Hoskisson, R. E. (2007). Strategic management:
Concepts and cases. Boston, Massachusetts: Cengage Learning.
Hitt, M. A., Ireland, R. D., Camp, S. M., & Sexton, D. L. (2001). Strategic
entrepreneurship: Entrepreneurial strategies for wealth creation. Strategic
Management Journal, 22(6-7), 479-491. https://doi.org/10.1002/smj.196
Ibarra-Cisneros, M.-A., Demuner-Flores, M. R., & Hernández-Perlines, F. (2021).
Strategic orientations, firm performance, and the moderating effect of
absorptive capacity. Journal of Strategy and Management, 14(4), 582–611.
https://doi.org/10.1108/jsma-05-2020-0121
Idris, F., & Ali, K. A. (2008). The impacts of leadership style and best practices on
company performances: Empirical evidence from business firms in Malaysia.
Total Quality Management; Business Excellence, 19(1–2), 165–173.
https://doi.org/10.1080/14783360701602130
Ireland, R. D., & Hitt, M. A. (1999). Achieving and maintaining
strategic competitiveness in the 21st century: The role of strategic
leadership. Academy of Management Perspectives, 13(1), 43-57.
https://doi.org/10.5465/ame.1999.1567311
فعاليــة
َّ أثــر العوامــل الداخليــة للمنظمــة فــي
التدقيق الداخلي :دراســة ميدانية في شــركات
المساهمة العاملة بالجمهورية اليمنية
© 2023 University of Science and Technology, Sana’a, Yemen. This article
can be distributed under the terms of the Creative Commons Attribution
License, which permits unrestricted use, distribution, and reproduction in
any medium, provided the original author and source are credited.
© 2023جامعة العلوم والتكنولوجيا ،اليمن ،صنعاء .ميكن إعادة استخدام املادة املنشورة حسب رخصة
مؤسسة املشاع اإلبداعي شريطة االستشهاد باملؤلف واملجلة.
الملخص:
هدفت الدراسة إىل حتديد أثر العوامل الداخلية للمنظمة يف فعالية التدقيق الداخلي لشركات املسامهة
العاملة يف اجلمهورية اليمنية ،ولتحقيق هذا اهلدف مت االعتماد على االســتبانة جلمع البيانات ،حيث مت
توزيع ( )252اســتبانة على عينة قصدية بلغت ( )24شــركة مســامهة ،ممثلة بإدارة التدقيق الداخلي،
وإدارة املخاطــر ،وجلان التدقيق ,منها ( )215اســتبانة صاحلة للتحليــل اإلحصائي ،وقد توصلت نتيجة
الفرضية الرئيســية إىل وجود أثر إجيايب للعوامل الداخلية للمنظمة يف فعالية التدقيق الداخلي ،كما
خلصت الدراســة إىل وجود أثر إجيايب مرتفع ملسؤولية جلان التدقيق لتحقيق فعالية التدقيق الداخلي،
يلي ذلك استقاللية التدقيق الداخلي ،اليت أظهر أثرا إجيابيا يف حتقيق فعالية التدقيق الداخلي ،وكذلك
توصلــت الدراســة إىل أنه ال يوجد أثر حلجــم التدقيق الداخلي ،ودعــم اإلدارة العليا هلذا التدقيق يف
فعاليــة التدقيق الداخلي ،وأوضحت النتائج أن أكثر األبعــاد املرتبطة بفعالية التدقيق الداخلي جندها
على التوايل ,وهي :األهداف املتعلقة بالرقابة الداخلية ،واألهداف املتعلقة باحلوكمة ،واألهداف املتعلقة
باملخاطــر ،وبناء على النتائج اليت توصلت إليها الدراســة ،فقد أوصت الدراســة بضرورة اهتمام اإلدارة
العليا يف شركات املسامهة بالتدقيق الداخلي مبا حيقق فعاليته.
فعالية التدقيق الداخلي ،العوامل الداخلية ،شركات املسامهة.
َّ الكلمات املفتاحية:
Abstract:
The study aimed to identify the impact of organization’s internal factors on
the effectiveness of internal auditing of joint-stock companies operating
in the Republic of Yemen. To achieve this objective, (252) questionnaires
were distribution to a purposive sample (24) companies, represented by the
Administration of Internal Audit, Risk Management and Audit Committees,
but only (115) were valid for analysis. The study findings revealed a positive
impact of the organization’s internal factors on the effectiveness of internal
auditing, and a high statistically significant positive impact of the factor of
audit committees’ responsibility on achieving the effectiveness of internal
auditing, followed by the factor of the internal audit independence. The
findings also revealed that there is no impact of the factor of Internal auditing
volume and senior management support on internal auditing. Moreover,
based on the respondents' point of view, the findings revealed that the most
dimensions related to the effectiveness of internal audit are the objectives
related to internal control, objectives related to governance, and objectives
related to risks. In light of these findings, the study recommends that the
senior management of joint-stock companies should pay more attention to
internal auditing in order to achieve its effectiveness.
المقدمة:
إن التدقيــق الداخلي ُي َع ُّد أحد العناصر املهمة يف اهليكل التنظيمي ألي منظمة ،وحتقيق فعالية التدقيق
يســاعد على بقاء املنظمة واســتمرار أهدافها ،وعدم فعالية التدقيق الداخلي يف املنظمات قد يســهم يف
عــدم درء املخاطر واكتشــاف أوجه القصور يف األنظمة الرقابية اليت قــد تؤدي إىل اإلفالس واالهنيار،
كمــا أن عــدم فعالية التدقيق الداخلي ُي َع ُّد الســبب الرئيس لالختالالت املالية واملحاســبية اليت تنشــأ
عنهــا املخالفات املالية والتضليل املحاســي الذي يترتب عليه حدوث االهنيارات املالية ألكرب املؤسســات
والشركات يف العامل ،وهناك مناذج متعددة كان أحد األسباب الرئيسة الهنيارها القصور والضعف لفعالية
التدقيق الداخلي ،ومنها شركة California Micro Devicesيف أمريكا ،وجمموعة شركات Mirrorيف
بريطانيا ،وشركة Zhengzhou Baiwenيف الصني (Shamki & Alhajri, 2017؛ النافعايب.)2017 ،
وتعــرف فاعليــة التدقيــق الداخلي وفــق املعهد الــدويل للمدققــن الداخليــن بأهنــا :الدرجة اليت
تتحقــق فيهــا األهــداف املحــددة للمنظمــة ( .)Institute of Internal Auditors [IIA], 2010وقد
اقتضــت الضرورة حتقيــق فعالية التدقيق الداخلــي؛ ألهنا ُت َع ُّد متطلبا أساســيا لتحقيق أهداف املنظمة
( ,)Udeh & Nwadialor, 2016ونظــرا ألمهيــة حتقيق فعالية التدقيــق الداخلي ،فقد صدر قانون
( )Sarbanes Oxley-SOXالــذي أكد على ضرورة أن تتبع الشــركات آليــات دورية واضحة لتحقيق
العالنية والشــفافية الفعالة يف تعزيز وتفعيل التدقيق الداخلي ,و ُي َع ُّد SOXأداة للتوازن يف العالقات ما
بني املدقق الداخلــي واإلدارة العليا واملدقق اخلارجي وجلان التدقيق؛ مما يعزز فعالية التدقيق الداخلي
حلماية حقوق املسامهني أصحاب املصلحة (غنيمي.)2013 ،
ونتيجة النتشــار ظاهرة اإلفالس املايل للعديد من الشــركات فقد زادت أمهية االلتزام مبعايري التدقيق
الداخلي الصادرة عن معهد املدققني الداخليني اليت متثل أدلة إرشــادية متكاملة تســاعد يف ضمان تنفيذ
أنشــطة التدقيق الداخلي بشــكل فعال ،وهتدف بشــكل عام إىل حتديد الكيفية اليت متارس هبا وظيفة
التدقيق الداخلي ،فهي مبثابة مقياس ملستوى األداء املطلوب من التدقيق الداخلي؛ وذلك ملواجهة متغريات
بيئــة األعمال ,وحتقيق األهــداف املتوخاة من التدقيق الداخلي ،ليكون أداة إلضافة قيمة للشــركة من
خالل اخلدمات التأكيدية واالستشارية اليت يقدمها ،وهو ما ينعكس مباشرة على زيادة االهتمام بالتدقيق
الداخلي ،حيث ُي َع ُّد وسيلة تقييم مستقلة ،تسهم يف تعزيز فعالية سري العمليات وكفاءهتا ،لتساعد الشركات
على حتقيق أهدافها (.)Drogalas, Arampatzis, & Anagnostopoulou, 2016, 113
وقد تعددت العوامل اليت تؤثر يف فعالية التدقيق الداخلي حبســب الدراســات الســابقة ،واليت مشلت:
جمال أو نطاق التدقيق الداخلي ،وخربة املدقق الداخلي ،واستجابة اإلدارة العليا كما يف دراسة Shamki
وAlhajriا( ،)2017و مشلت ايضا جودة التدقيق الداخلي ،وكفاءة فريق التدقيق ،واســتقاللية التدقيق،
ودعم اإلدارة العليا حبســب ما ورد يف دراســة Drogalas et al.ا( ،)2016بينما تضمنت هذه العوامل
وفقــا لدراســة Salehiا( )2016كفاءة موظفي التدقيق ،وحجم التدقيــق الداخلي ،االتصال بني املدقق
الداخلي واخلارجي ،ودعم اإلدارة العليا ،واســتقاللية فريق التدقيــق الداخلي ،باإلضافة إىل ما ذكرته
دراســة SakourوLailaا( )2015من عوامل ,وهي :اســتقاللية التدقيق ،وكفاءة فريق التدقيق ،وجمال
العمل ،وأداء جلنة التدقيق للعمل.
ونظرا لألمهية اليت حتظى هبا فعالية التدقيق الداخلي يف الشــركات تســعى هذه الدراســة إىل حتديد
أثر العوامل الداخلية للمنظمة (اســتقاللية ،وحجم ،ودعم اإلدارة ،ومســؤولية جلان التدقيق) يف فعالية
التدقيق الداخلي.
وقــد نصت معايري التدقيق الداخلي الدولية على وجوب التزام املدققني الداخليني باملوضوعية والزناهة،
وبذل العناية املهنية الالزمة أثناء أداء مهامهم ،وهي صفات أساســية متيز املدقق الداخلي املحترف ,ومن
أجل نيل ثقة ودعم إدارة الشــركة للتدقيق الداخلي ،فقد أكــدت هذه املعايري على ضرورة متتع املدققني
الداخليني بالكفاءة املناسبة اليت تعرب عن قدرهتم املهنية يف ممارسة مهامهم بفعالية ( ،)IIA, 2017حيث
تتكون متطلبات فعالية التدقيق الداخلي يف ضوء معايري التدقيق الداخلي الدولية من الضوابط اآلتية:
أوال :الضوابط التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي:
إن توفــر البيئة التنظيمية املالئمة لنشــاط التدقيق الداخلي متثل إحدى املقومات األساســية لفعالية
التدقيــق الداخلي؛ وذلــك أن هذه األخرية تعد جزءا متمما يف اهليكل التنظيمي للشــركة؛ وهلذا اهتمت
معايري التدقيق الداخلي الدولية هبذا اجلانب اهتماما خاصا ،حيث أكدت على وجوب إعداد "ميثاق التدقيق
الداخلي" ( ،)Charter for internal auditوهي وثيقة رمسية تتم املصادقة عليها واعتمادها من قبل
جملس اإلدارة (أو جلنة التدقيق) واإلدارة العليا للشركة ،طبقا لنص املعيار رقم ( )1000الذي ورد فيه:
"جيب حتديد األهداف ,والصالحيات واملسؤوليات لنشاط التدقيق الداخلي ,وذلك بوثيقة رمسية تنسجم
مع املعايري ،وجيب أن يراجع امليثاق بصفة دورية من قبل رئيس التدقيق الداخلي ,وتقدميه ملجلس اإلدارة
للمصادقــة عليه" ( ،)IIA, 2017, 4وال ميكن للمدققــن الداخليني أداء أعماهلم حبرية ومبوضوعية إال
إذا متتع التدقيق الداخلي مبكانة تنظيمية مالئمة يف الشركة ،مهما كان حجمها وشكلها القانوين وطبيعة
أهدافها؛ لذا أكد املعيار رقم ( )1110أنه "جيب أن يكون مســؤول التدقيق الداخلي على اتصال باملســتوى
اإلداري الذي يسمح لنشاط التدقيق الداخلي باالضطالع مبسؤولياته" (.)IIA, 2017, 5
ثانيا :إدارة نشاط التدقيق الداخلي:
تقع مســؤولية إدارة نشــاط التدقيق الداخلي على مدير التدقيق الداخلي يف الشــركة ،بغض النظر عن
حجم إدارة التدقيق الداخلي ،أو خصائص الشركة ،وذلك بنص املعيار ( ،)2000وهو بذلك يقوم باألنشطة
اإلدارية املعروفة ،مســتندا يف إجناز مهامه واالضطالع مبســؤولياته إىل ميثاق التدقيق الداخلي ،وغايته
يف ذلك هو متكني هذا النشــاط من حتقيق الغاية من وجوده ،وهي إضافة قيمة للشركة وحتقيق أهدافها
طبيعة املهام اإلدارية ملدير التدقيق الداخلي املتمثلة
َ ري التدقيق الدولية
( ,)IIA, 2017كما أوضحت معاي ُ
يف وضع خطط سنوية تعكس استراتيجية التدقيق املعتمدة ،ورفع تقارير دورية سنوية إىل اإلدارة العليا
للشــركة أو جلان التدقيق ،واإلشــراف على أعمال التدقيق ،والتنســيق بني التدقيق الداخلي واألطراف
الداخلية واألطراف اخلارجية (.)IIA, 2010
ثالثا :الضوابط املنهجية يف إجناز مهام التدقيق الداخلي:
ختتلف طبيعة عمل املدققني الداخليني تبعا الختالف طبيعة نشاط الشركة ،ونوعية املشكالت اليت تؤثر
يف أداء أعماهلــا ،وهم خيضعون يف إجناز مهــام التدقيق إىل معايري التدقيق الداخلي املتعارف عليها ،وهي
اليت تتضمن قواعد وإرشادات عامة ،يؤدي االلتزام هبا إىل إجناز املهام بفعالية ،ووفقا لقواعد وإرشادات
معايــر التدقيق الداخلي ،فــإن الضوابط املنهجية اليت جيب مراعاهتا يف إجنــاز مهام التدقيق الداخلي
هي :حتديد اجلهة املراد تدقيقها ،وحتديد جمال التدقيق ،وتنفيذ مهام التدقيق ،وتلخيص ما مت إجنازه،
وإعداد التقرير وإرســاله ،والتأكــد من اختاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة من قبل اجلهة املســؤولة،
واملتابعة (.)IIA, 2008
أثر العوامل الداخلية للمنظمة يف فعالية التدقيق الداخلي:
العوامل اليت تؤثر يف فعالية التدقيق الداخلــي ،فهناك ما يتعلق منها خبربة وكفاءة العاملني يف
ُ تعــددت
التدقيق الداخلي ،وهناك ما يتعلق باملنظمة ،مثل الثقافة واهليكل التنظيمي وموقع إدارة التدقيق يف هذا
اهليكل ،ومدى دعم اإلدارة العليا للمدققني وتوفري املعلومات واملصادر الالزمة ،وقد حددت بعض الدراسات
أن العوامــل اليت تؤثــر يف التدقيق الداخلي هي مدى االلتزام باملعايــر الدولية للتدقيق الداخلي ،مثل:
دراسة ShamkiوAlhajriا( ،)2017ودراسة Onulakaا(.)2015
وقــد حــدد املؤمتر العاملي للمدققني الداخليــن ( )2018العوامل املؤثرة يف فعاليــة التدقيق الداخلي يف
املوارد البشــرية ،من حيث العدد الكايف من املدققني واملؤهالت اليت جيب توافرها يف املدققني الداخليني،
واألدوات والتكنولوجيا اليت يتم االعتماد عليها ،واملعايري ونظم املراجعة من حيث توفري األدلة واآلليات
الــي تتــم هبا عملية التدقيق وتضمن االلتــزام باجلوانب املهنية واألخالقيــة ،واهليكل من حيث ضمان
استقاللية التدقيق بوضعه يف اإلطار املناسب ضمن اهليكل التنظيمي ،واحلوكمة من خالل توفري التفويض
والقواعد القانونية ،واحلفاظ على استقاللية التدقيق وتوفري التمويل.
وقــد حــددت دراســة AzzaliوMazzaا( )2018بعض العوامــل املتعلقة باملنظمة ،مثــل :توفري ميثاق
للتدقيــق ،وتوظيــف مدققني ذوي خربة ,باإلضافة إىل إجياد جملس قانــوين يف املنظمة ،ومنها ما يتعلق
بالعمليات ،وتشمل :ضمان اجلودة ،وإجياد املبادئ التوجيهية ،واملخاطر القائمة ,وأخريا عرضت الدراسة
العوامل اليت تؤثر يف التدقيق من خالل العالقة مع اإلدارة العليا ،والعالقة مع املدير املايل ،والعالقة مع
جلنة التدقيق.
أمــا العوامل اليت مت االعتماد عليها يف هذه الدراســة هي اســتقاللية التدقيــق الداخلي ،حجم التدقيق
الداخلــي ،ودعــم اإلدارة العليا ،ومســؤولية جلــان التدقيق؛ ألهنا تتفــق مع معايــر التدقيق الداخلي
كل من Salehi (2016)، AlzebanوGwilliamا( ،)2014ودراسة Cohen ( ،)IIA, 2012وكذلك دراسة ٍ
وSayagا( ،)2010اليت توصلت إىل أهنا تؤثر يف التدقيق الداخلي وفعاليته ،حيث إن استقاللية التدقيق
تشري إىل موقع إدارة التدقيق يف اهليكل ،فإذا حتققت االستقاللية َد َّل ذلك على موقعها الصحيح يف اهليكل،
وحجم التدقيق إذا كان مناســبا َد َّل على توفري العدد الــكايف من املدققني ،وأما دعم اإلدارة العليا وجلنة
التدقيق فتشري إىل اهتمام اإلدارة العليا بالتدقيق الداخلي ،وأن هناك ثقافة تدعم التدقيق الداخلي.
ومن خالل ما ســبق ســيتم تناول أبعاد املتغري املستقل من خالل استعراضها بشكل موجز وذلك على النحو
اآليت:
.1استقاللية التدقيق الداخلي:
تعــرف املعايــر الدولية للممارســات املهنية للتدقيــق الداخلي ( )ISPPIAاالســتقاللية بأهنــا :التحرر
مــن الظروف اليت هتدد قدرة نشــاط التدقيــق الداخلي من القيام مبســؤولياته بطريقــة غري متحيزة
(.)IIA, 2017
اما اســتقاللية التدقيــق الداخلي فهي ُت َع ُّد العامــل الرئيس يف فعالية التدقيــق الداخلي ،فقد توصلت
نتائج دراسات كل من ALshbielا()2017ا Dellai ،وOmriا( Alzeban ،)2016وGwilliamا(،)2014
Kitojoا(Ondieki ،)2014ا( ،)2012و CohenوSayagا( ،)2010إىل وجود أثر إجيايب الســتقاللية
التدقيق يف فعالية التدقيق الداخلي؛ وذلك ألن استقاللية التدقيق الداخلي تساهم يف دقة عمل املدققني،
ومتنح املســامهني الثقة يف االعتماد على التقرير والتقييم املوضوعي ،وتعمل استقاللية التدقيق الداخلي
على محاية املدقق الداخلي من التعرض ألي ضغوط أو مؤشــرات قد حترفه عن النتيجة املنطقية اليت
جيب أن يصل إليها عند إعداده لتقرير التدقيق الداخلي.
ري مســتقل له أمهية كبرية؛ ألنه يزيد من مستوى ثقة وخنلص إىل أن اســتقاللية التدقيق الداخلي كمتغ ٍ
ري إىل النموذج املعريف هلذه الدراسة ألمهيته
أصحاب املصلحة يف نتائج التقرير ،وقد متت إضافة هذا املتغ ٍ
يف الواقع العملي ,و يف فعالية التدقيق الداخلي.
.2حجم التدقيق الداخلي:
خالل استقراء الدراسات السابقة ( ,Cohen & Sayag, 2010واملؤمتر العاملي للمدققني الداخليني، ِ من
،)2018ميكــن تعريف حجم التدقيق الداخلي بأنه توفر العــدد الكايف من املوظفني يف التدقيق الداخلي
للعمل على حتقيق التنوع يف اخلربات والقدرات بالشكل الذي يساعد التدقيق الداخلي على حتقيق أهدافه.
كل مــن Salehiا(،)2016 إن حجــم التدقيق لــه أثر يف فعالية التدقيق الداخلي ,فقد أشــارت دراســة ٍ
AlzebanوGwilliamا( )2014إىل وجــود أثر إجيايب بني حجــم التدقيق الداخلي وفعالية التدقيق
الداخلــي؛ ملــا له من دور يف جناح التدقيق الداخلي من خالل قــدرة موظفي التدقيق الداخلي على القيام
مبسؤولياهتم ،وأكدت دراسة Salehiا( )2016على أن التدقيق الداخلي حيتاج إىل تزويده باملوارد الكافية
حىت يتمكن من الوفاء مبسؤولياته بشكل صحيح ووفقا لألهداف املحددة.
وفقــا لـــ ( )ISPPIAملعيار التدقيق الداخلي الدويل رقم ( )2030املتعلق بإدارة املوارد فقد مت التأكيد على
أمهيــة حجم التدقيق الداخلــي الذي ينص على أن هناك حاجة إىل مديــر تنفيذي للتدقيق الداخلي؛
للتأكد من أن موارد التدقيق الداخلي مناسبة وكافية ،ويتم استخدامها بفعالية (.)IIA, 2017
وتشــر دراســة AlzebanوGwilliamا( )2014إىل أمهيــة هــذا العامــل ،فعندمــا يكــون هنــاك
كاف مــن املوظفــن ،فــإن فعالية التدقيــق الداخلي تــزداد ،وذكــر Salehiا( )2016أن املشــكلةعــدد ٍ
األكثــر أمهيــة للتدقيــق الداخلي هي نقــص املوظفني األكفــاء يف التدقيــق الداخلي ،وأكدت دراســة
،Othman ،Othman ،AhmadوJusoffا( )2009علــى أن قلــة املدققــن الداخليــن هي الســبب
جنــاح أداء التدقيــق الداخلي يف املنظمــات املاليزية ،واقترح علــى اإلدارة العليا
ِ الرئيــس يف احلد من
ضــرورة توفري الدعم الكايف للتدقيــق الداخلي؛ وذلك من خالل توفري املوارد البشــرية الكافية ,وغريها
من املوارد الالزمة؛ ليتمكن موظفو التدقيق الداخلي من الوفاء مبســؤولياهتم بفعالية ،كما أظهرت دراسة
حد من قدراهتم على Mihretا( )2010أن التدقيــق الداخلي يعاين بشــدة من نقص عدد املوظفــن؛ مما َّ
تنفيذ مهام التدقيق الداخلي.
ومما سبق يتضح أن حجم التدقيق الداخلي ضروري؛ ألنه يوفر املوارد البشرية الالزمة اليت متتلك معرفة
وخربة متنوعة؛ للقيام بدورها بفعالية؛ لذا فقد أضيف هذا املتغري إىل منوذج الدراسة احلالية.
.3دعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي:
من خالل استقراء الدراسات السابقة (،)Azzali & Mazza, 2018; Alzeban & Gwilliam, 2014
ميكن تعريف دعم اإلدارة العليا بأنه توفري متطلبات واحتياجات التدقيق الداخلي من قبل اإلدارة العليا؛
ملساعدة التدقيق الداخلي القيام مبسؤولياته لتحقيق األهداف املحددة.
وقــد توصلت الكثري من الدراســات إىل أن دعم اإلدارة العليا له أثــر إجيايب يف فعالية التدقيق الداخلي
(;ALshbiel, 2017; George, Theofanis, & Konstantinos, 2015; Hailemariam, 2014
،)Cohen & Sayag, 2010حيث إن التزام اإلدارة العليا بتعزي ِز التدقيق الداخلي واســتجابة اإلدارة
للنتائج والتوصيات يســاعد يف تأثري الدعم اإلداري املهام على فعالية التدقيق الداخلي ،وأن املوافقة على
خطة التدقيق الداخلي يعكس مدى دعم اإلدارة العليا.
وذكرت دراسة Salehiا( )2016أن أمهية دعم اإلدارة العليا يأيت من أجل توفري املوارد الالزمة لتوظيف
العدد املناسب من املوظفني األكفاء؛ ملواكبة التطور ،واحلصول على املوارد املالية الالزمة للتدقيق الداخلي،
على اإلدارة
وبالتايل يعزز من فعالية التدقيق الداخلي .وأكدت دراسة Anthonyا( )2015على أنه جيب ْ
متكن موظفي التدقيق
العليا التأكد من أن نشــاط التدقيق الداخلي فعــال ,وأن هناك املوارد الالزمة اليت ُ
الداخلي من أداء أعماهلم بكفاءة وفعالية ،وبالتايل فإن الدعم املقدم من اإلدارة العليا سيزيد من فعالية
التدقيق الداخلي.
ومما ســبق يتضح أن دعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي كمتغري مســتقل يعــد ذا أمهية بالغة؛ وذلك ملا
يقدمه من دعم لفعالية التدقيق الداخلي ،وكذلك ألمهية قيام اإلدارة العليا مبساعدة التدقيق الداخلي
يف تنفيذ مهامه ,والوفاء مبسؤولياته مبا خيدم املنظمة يف حتقيق أهدافها ،لذا فقد أضيف هذا املتغري إىل
منوذج الدراسة احلالية.
تفعيــل وظيفة التدقيق الداخلي يف أجهزة الدولة ،أصبحت ظاهرة ملموســة وواضحة املعامل ،حيث أكد
اإلطار االســتراتيجي على وجود جوانب ضعف تتمثل يف عدم كفاية كافة السياســات واألطر القانونية
والتخطيــط وصياغة الوظائف الرقابية للتدقيق الداخلي واهلياكل التنظيمية ،حيث مشل التقرير ()49
جهة تتوزع ما بني :شركات وبنوك ووحدات وإدارات وهيئات ومؤسسات عامة وجهاز إداري (برايس ووتر
هاوس كوبرز.)2005 ،
ويف شــركات املســامهة اليمنية أوكل قرار رئيس جملس الوزراء رقم ( )25لســنة 1986م تفعيل وظيفة
التدقيق الداخلي إىل اجلهاز املركزي للرقابة واملحاســبة؛ لطبيعة دوره الرقايب واإلشرايف على الوحدات
احلكوميــة علــى الرغم من القصور يف تطبيق ذلــك عمليا ,وقد عزز االهتمــام بالتدقيق الداخلي صدور
القرار اجلمهوري رقم ( )5لســنة 2010م بشــأن إعادة إنشــاء وتنظيم وظيفة التدقيق الداخلي لوحدات
اجلهاز اإلداري للدولة والقطاعني :العام واملختلط ،باإلضافة إىل إصدار دليل إجراءات التدقيق الداخلي
مبوجب قرار رئاسة الوزراء رقم ( )119لسنة 2012م.
لذلك تَســ َعى الدراســة احلالية إىل حتديد مدى تأثــر العوامل الداخلية للمنظمــة يف فعالية التدقيق
الداخلي اليت تعمل على حتقيق املنظمة ألهدافها وإضافة القيمة هلا ،ومن أهم تلك العوامل اســتقاللية
التدقيــق الداخلي اليت أشــارت إليهــا دراســات كل مــن Alshbielا( Dellai ،)2017وOmriا(،)2016
Salehiا( Alzeban ،)2016وGwilliamا( ،)2014و CohenوSayagا( )2010وقــد أكــدت علــى أن
عامل استقاللية التدقيق الداخلي ُي َع ُّد املحرك الرئيس لتحقيق فعالية التدقيق الداخلي.
وقد أظهرت دراســة Salehiا( )2016ودراسة AlzebanوGwilliamا( )2014أن عامل حجم التدقيق
الداخلــي يعمل علــى زيادة قدرة املدققني الداخليــن يف تنفيذ مهام التدقيــق الداخلي ،وذلك من خالل
توفــر العدد الكايف من املوظفني العاملني يف التدقيــق الداخلي؛ نظرا لتعدد وجهات النظر وتنوع اخلربات
واملهارات؛ مما يساعد يف حتقيق فعالية التدقيق الداخلي وإضافة قيمة للمنظمة ومحاية مصاحل املسامهني
وفقا لنظرية الوكالة.
ويشكل عامل دعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي أساسا مهما لقيام التدقيق الداخلي مبسؤولياته املختلفة،
وفقــا لنظريــة الوكالة ,ووفقا ملعايــر التدقيق الداخلي – معيــار إدارة املوارد الصــادرة عن (،)ISPPIA
وذلــك من خــال توفر الدعــم اإلداري واملايل له ،ووفق ما أشــارت إليــه دراســات Alshbielا()2017
Drogalas et al. ،ا( Cohen ،)2016وSayagا(.)2010
ومبا أن مسؤولية جلان التدقيق تؤثر بشكل إجيايب يف التدقيق الداخلي واخلارجي وفقا لنظرية الوكالة،
وبالتايل فأن ذلك يؤدي إىل محاية مصاحل األطراف املتعددة ،ومبا أن شركات املسامهة العاملة باجلمهورية
اليمنية ليســت يف معزل عما جيري يف شــركات الدول اخلارجية ،إذ تســهم يف دعم التنمية االقتصادية
اليمنية ،فإن لفعالية التدقيق الداخلي أمهية يف حتقيق :األهداف املتعلقة بالرقابة الداخلية ،واألهداف
املتعلقة باملخاطر ،واألهداف املتعلقة باحلوكمة.
أسئلة الدراسة:
بناء على ما سبق ُمناقشته يف مشكلة الدراسة ،فإن التساؤل الرئيس يتمثل يف اآليت:
ما أثر العوامل الداخلية للمنظمة يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة باجلمهورية
اليمنية؟ ويتفرع منه التساؤالت اآلتية:
.1مــا أثر اســتقاللية التدقيــق الداخلي يف فعاليــة التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية؟
أثر حجم التدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املسامهة العاملة باجلمهورية .2ما ُ
اليمنية؟
.3ما أثر دعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املسامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية؟
.4ما أثر مســؤولية جلان التدقيق يف فعالية التدقيق الداخلي يف شركات املسامهة العاملة باجلمهورية
اليمنية؟
أهداف الدراسة:
تسعى هذه الدراسة إىل حتقيق هدف رئيس متمثل يف :حتديد أثر العوامل الداخلية للمنظمة يف فعالية
التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة باجلمهورية اليمنية ،وينبثق عن هذا اهلدف جمموعة من
األهداف الفرعية اآلتية:
.1حتديد أثر اســتقاللية التدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية.
.2حتديــد أثــر حجم التدقيــق الداخلي يف فعاليــة التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية.
.3حتديــد أثر دعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة
العاملة باجلمهورية اليمنية.
.4حتديــد أثر مســؤولية جلــان التدقيق يف فعاليــة التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية.
أهمية الدراسة:
أوال :األمهية النظرية:
وتتلخص األمهية النظرية يف اآليت:
ӽتناولت الدراســة فعالية التدقيق الداخلي بوصفة عامال أساســيا يف حتقيق أهداف املنشأة املتمثلة يف:
األهداف املتعلقة بالرقابة الداخلية ،واألهداف املتعلقة باملخاطر ،واألهداف املتعلقة باحلوكمة ،وذلك
من خالل العوامل الداخلية للمنظمة.
ӽاالستناد على نظرية الوكالة اليت تؤكد على أمهية حتقيق فعالية التدقيق الداخلي بتعزيز فعالية سري
العمليات وكفاءهتا؛ لتساعد املنشأة على حتقيق أهدافها.
ӽيعد موضوع هذه الدراســة جديدا يف اجلمهورية اليمنية ،وهذا املوضوع العلمي حيدد عامل مســؤولية
جلان التدقيق ،وقياس أثره يف حتقيق فعالية التدقيق الداخلي ،وأمهيته اليت ســتفتح املجال ألحباث
جديدة ،يف فعالية التدقيق الداخلي ،يف خمتلف القطاعات.
ӽقدمــت هذه الدراســة متغريا خيتلف عن الدراســات الســابقة ،وهذا املتغري يتمثل يف مســؤولية جلان
التدقيق ،فهي تساعد يف احلد من ضعف فعالية التدقيق الداخلي.
ثانيا :األمهية العملية:
وميكن تلخيص األمهية العملية للدراسة يف اآليت:
ӽقد متثل التوصيات اليت تقدمها الدراســة موجهات ميكن أن يستفيد منها املدققون الداخليون العاملون,
وكذلك اإلدارة يف إجياد البيئة اليت تساعد على فعالية التدقيق الداخلي ,مبا خيدم أهداف الشركات
املسامهة يف اجلمهورية اليمنية.
ӽقد تســاعد هذه الدراســة – بنتائجها اليت توصلت إليها – على فعالية التدقيق الداخلي ,ومن مث قد
تستفيد من نتائجها الشركات لتجنب تعرضها للمشكالت املالية ،كما قد تساعد هذه الدراسة على تقليل
حتفظات املدققني اخلارجيني املتعلقة بنتائج األداء.
ӽتكمــن أمهية هذه الدراســة يف إمكان اســتخدام مؤشــرات فعالية التدقيق؛ لتحديــد فعالية التدقيق
الداخلي للشركات املسامهة يف اجلمهورية اليمنية.
التعريفات اإلجرائية ومقاييس المتغيرات:
.1فعالية التدقيق الداخلي:
اعتمدت هذه الدراســة على تعريف فعالية التدقيق الداخلــي الصادر عن معهد املدققني الداخليني الذي
ينص على أهنا القدرة على حتقيق األهداف املحددة هلا ( ،)IIA, 2010كما أكد املعيار رقم (( )2100طبيعة
العمل) على أن التدقيق الداخلي جيب عليه تقييم عمليات احلوكمة وإدارة املخاطر والرقابة واإلسهام يف
حتسينها؛ وذلك من خالل اتباع أسلوب منهجي منظم وقائم على املخاطر إلضافة قيمة للمنظمة وحتقيقا
ألهدفها (.)IIA, 2017
وبالرجــوع إىل دراســة كل مــن ErasmusوCoetzeeا(Alhajri ،)2018ا(Alshbiel ،)2017
ا(Rudhani et al. ،)2017ا(،)2017ا ShamkiوAlhajriا( Al-Shbail ،)2017وTurkiا(،)2017
IIAا( Dellai ،)2017وOmriا(Salehi ،)2016ا( Udeh ،)2016وNwadialorا(،)2016
Dejnaronk et al.ا(،)2016اGeorge et al.ا( Lenz ،)2015وHahnا(Alzeban ،)2015
وGwilliamا(Cohen ،)2014و Sayagا(IIA ،)2010ا( Arena ،)2010وAzzoneا(،)2009
والنوايسة ،هلسا ،وفرح ( ،)2014فقد مت تقسيم فعالية التدقيق الداخلي إىل ثالثة أبعاد متمثلة يف)1( :
حتقيق األهداف املتعلقة بالرقابة الداخلية ،ومت قياس هذا البعد بعدة مؤشرات ,أمهها( :االستراتيجية،
واملوثوقية باملعلومات ،وفاعلية العمليات التشــغيلية ،واالمتثال للقوانني واالنظمة ،ومحاية االصول))2( ،
حتقيــق األهداف املتعلقــة باملخاطر ،ومت قياس هذا البعد بعدة مؤشــرات ,أمههــا( :التخطيط لتحديد
األولويات ،وفاعلية عمليات إدارة املخاطر ،وتقييم نتائج املخاطر ،ومواجهة املخاطر يف الوقت املناســب)،
( )3حتقيق األهداف املتعلقة باحلوكمة ،ومت قياس هذا البعد بعدة مؤشــرات ,أمهها( :القيم االخالقية،
وفاعلية األداء ،وسالمة املهام ،وتبادل املعلومات ،ومالءمة العمليات).
.2العوامل الداخلية للمنظمة:
هي العوامل اليت تتعلق باملنظمة ،وتتمثل يف( :اســتقاللية التدقيــق الداخلي ،وحجم التدقيق الداخلي،
ودعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي ،ومسؤولية جلنة التدقيق).
.3استقاللية التدقيق الداخلي:
أشــارت دراســات كل مــن النافعــايب (Alshbiel ،)2017ا(George et al. ،)2017ا(،)2015ا
Yahya et al.ا( ،)2016وHailemariamا( )2014إىل أنــه يتــم قياس اســتقاللية التدقيق الداخلي
باألبعاد اآلتية:
أُ .بعد االستقاللية التنظيمية :وميكن قياسه باملؤشرين اآلتيني :مؤشر تبعية التدقيق الداخلي وتعرف
بأهنــا :املكانة التنظيمية اليت يتبعها التدقيق الداخلي واليت متكنه من إجناز أعماله ومســؤولياته
بكل حرية ،ومؤشــر اعتمــاد التدقيق الداخلي يعرف بأنه :اجلهة املخولة باعتماد نشــاط التدقيق
الداخلي وخطته.
بُ .بعد التفاعل املباشــر مع جملس اإلدارة ،وميكن قياســه باملؤشــرين اآلتيني :مؤشــر توصيل تقرير
التدقيــق الداخلي ،ويقصد بــه :توصيل تقارير التدقيق الداخلي بعــد االنتهاء من عملية التدقيق
إىل اجلهات املعنية ،ومؤشــر حضور اجتماعات جملس اإلدارة ،ويقصد به :حضور الرئيس التنفيذي
للتدقيق الداخلي بصورة منتظمة الجتماعات جملس اإلدارة إلبالغها عن أي قيو ٍد ُ
حتد من عمله.
H1
العوامل الداخلية للمنظمة
H1a
استقاللية التدقيق الداخلي
فعالية التدقيق الداخلي H1b
حجم التدقيق الداخلي
H1c
دعم اإلدارة العليا للتدقيق
H1d الداخلي
مسؤولية لجان التدقيق
هناك أثر إجيايب للعوامل الداخلية للمنظمة يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية .ويشتق من الفرضية الرئيسة الفرضيات الفرعية االَتية:
.1هناك أثر إجيايب الســتقاللية التدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املســامهة
العاملة باجلمهورية اليمنية.
.2هناك أثر إجيايب حلجم التدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املسامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية.
.3هنــاك أثر إجيايب لدعــم اإلدارة العليا للتدقيــق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات
املسامهة العاملة باجلمهورية اليمنية.
.4هناك أثر إجيايب ملســؤولية جلان التدقيق يف فعالية التدقيق الداخلي يف شــركات املسامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية.
منهجية الدراسة:
تستخدم هذه الدراسة املنهج الكمي من خالل التحليل االستداليل لغرض اختبار الفرضيات.
جمتمع الدراسة وعينتها:
يتكون جمتمع الدراسة احلالية من ( )84شركة مسامهة ،وذلك وفقا إلحصائيات وزارة الصناعة والتجارة
( ،)2019وقد مت اختيار شــركات املسامهة جمتمعا للدراسة ألسباب متعددة؛ أمهها :وجود اإلدارات حمل
الدراسة (إدارة التدقيق الداخلي ،وإدارة املخاطر ،وجلان التدقيق)؛ كوهنا ملزمة بذلك ،وسهولة الوصول
إىل بياناهتا ،كما أهنا شركات رحبية ,وإدارهتا منفصلة عن مالكها ,ورؤوس أمواهلا كبرية ،وميكن أن تتعرض
لالحتيال؛ مما يؤدي إىل اهنيارات واسعة تؤثر على االقتصاد الوطين.
وتتكــون عينة الدراســة من اإلدارات املســؤولة عن حتقيق فعاليــة التدقيق الداخلــي( :إدارة التدقيق
الداخلي ،وإدارة املخاطر ،وجلان التدقيق) ،يف شــركات املسامهة العاملة باجلمهورية اليمنية ،ويف صنعاء
حتديــدا ،وذلــك لصعوبة الوصول إىل الشــركات األخرى؛ بســبب األوضــاع اليت متر هبــا البلد ،وتبلغ
العينة املســتهدفة ( )252مفردة من ( )24شــركة ،حيث مت حتديدها بناء على دراســات ســابقة طبقت
على املجتمع نفســه ،ومنهــا دراســات Rudhani et al.ا( Dellai ،)2017وOmriا(Alzeban ،)2016
وGwilliamا( ،)2014وقد مت اختيار العينة وفق العينة القصدية من شــركات املســامهة ووفق إداراهتا
املعنية؛ كون الشــركات أبدت تعاوهنا ,ويتوفر لديها اإلدارات املعنية اليت حققت حجم العينة املســتهدفة،
واجلدول ( )1يوضح عينة الدراسة املستهدفة.
جدول ( :)1عينة الدراسة املستهدفة
عدد املستهدفني
اسم الشركة م
جلان التدقيق إدارة التدقيق الداخلي إدارة املخاطر
2 2 12 اخلطوط اجلوية اليمنية 1
2 2 6 اليمنية لصناعة وجتارة األدوية 2
1 1 3 مارب للدواجن 3
3 3 5 بنك اليمن والكويت للتجارة واالستثمار 4
2 3 5 بنك اليمن الدويل 5
3 3 9 البنك اليمين لإلنشاء والتعمري 6
2 3 5 شركة كمران للصناعة واالستثمار 7
2 2 6 البنك التجاري اليمين 8
2 3 4 البنك اإلسالمي اليمين للتمويل 9
4 3 13 بنك التضامن اإلسالمي الدويل 10
جدول ( :)1يتبع
عدد املستهدفني
اسم الشركة م
جلان التدقيق إدارة التدقيق الداخلي إدارة املخاطر
4 6 10 شركة أروى لصناعة املياه املعدنية 11
3 3 6 بنك اليمن واخلليج 12
1 3 3 مصرف اليمن والبحرين الشامل 13
3 3 4 شركة مجعان للتجارة واالستثمار 14
1 1 3 شركة اخلدمات املالية 15
1 1 3 الشركة الوطنية للتجارة 16
3 7 10 شركة مين موبايل 17
4 6 10 بنك األمل لإلقراض األصغر 18
1 1 2 اجلامعة اليمنية 19
2 3 5 مصرف الكرميي للتمويل األصغر 20
1 3 6 شركة جمموعة الرحيب التجارية 21
الصناعية
1 1 1 شركة الشرق للتجارة والتوكيالت 22
1 1 3 شركة مروج للخدمات اإللكترونية 23
1 1 3 اإلسالمية للتأمني 24
50 65 137 اإلمجايل
252 اإلمجايل الكلي
املصدر :وزارة الصناعة والتجارة إضافة إىل إدارات املوارد البشرية يف الشركات.
أدوات مجع البيانات:
وفق املنهج الكمي ،مت االعتماد على االســتبانة؛ لتكون أداة جلمع البيانات ,ومت تقســيمها إىل حمورين:
املحــور األول يتعلق بالفقرات اخلاصة باملتغري التابع (فعالية التدقيق الداخلي) ,أما املحور الثاين فيتعلق
بالفقــرات اخلاصــة باملتغري املســتقل (العوامل الداخلية للمنظمة) ,وتنقســم إىل :اســتقاللية التدقيق
الداخلي ،وحجم التدقيق الداخلي ،ودعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي ،ومسؤولية جلان التدقيق.
وحدة التحليل:
يتضح من عنوان الدراســة ،والتســاؤالت ،والنمــوذج املعريف ،والفرضيات أن وحدة التحليل للدراســة هي
املنظمة ،وتتكون من شركات املسامهة العاملة يف اجلمهورية اليمنية؛ ألن البيانات اليت ُجمِعت يف العوامل
الداخلية للمنظمة ،وأثرها يف حتقيق فعالية التدقيق الداخلي ،هي متغريات تقاس على مستوى املنظمة.
نسبة االستجابة:
يف هذه الدراســة مت توزيع ( )252اســتمارة على كل من إدارة التدقيق الداخلي ،وإدارة املخاطر ،وجلان
التدقيق ،للعينة املســتهدفة ( )24شــركة مسامهة ،وبعد التوزيع مت اســتعادة ( )220استبانة ،وجد بعد
فحصها بأن ( )5اســتبانات غــر صاحلة للتحليل اإلحصائي ،بينما ُفقِد من االســتبانات ( )32اســتمارة،
وبالتايل فإن معدل االستجابة جاءت بنسبة ( ،)% 87.3وهي تناسب الغرض من اختبار فرضيات الدراسة.
البيانات الدميوغرافية للمستجيبني:
يوضح اجلدول ( )2التحليل الوصفي للبيانات الدميوغرافية للمستجيبني.
جدول ( :)2التحليل الوصفي للبيانات الدميوغرافية للمستجيبني (العينة الصاحلة للتحليل = )215
النسبة العدد املتغري
% 18.1 39 أقل من 30سنة العمر
% 47.4 102 39 – 30سنة
%28.8 62 49 – 40سنة
% 5.6 12 50سنة فأكثر
% 83.7 180 بكالوريوس املؤهل العلمي
% 11.2 24 ماجستري
% 4.7 10 دكتوراه
% 0.5 1 أخرى
% 69.8 150 حماسبة التخصص
% 10.7 23 إدارة
% 14.0 30 علوم مالية ومصرفية
% 5.6 12 أخرى
% 20.5 44 5سنوات فأقل سنوات اخلدمة
% 33.0 71 10 – 6سنوات
% 23.3 50 15 – 11سنة
% 23.3 50 16سنة فأكثر
%57.6 124 إدارة التدقيق املوقع الوظيفي
% 20 43 جلان التدقيق
% 22.4 48 إدارة املخاطر
اختبار صدق وثبات املحتوى:
مت اختبار صدق حمتوى االستبانة عن طريق حتكيم االستبانة من قبل جمموعة من املختصني يف اجلانب
األكادميي واملهين ،وعددهم ( )15حمكما؛ وذلك للتأكد من أن االســتبانة تتضمن عددا كافيا من الفقرات،
ومدى مالءمة كل فقرة من فقرات االستبانة للمحور الرئيس لالستبانة.
اختبار ثبات املحتوى (للعينة االستطالعية):
مت إجــراء اختبــار الثبات باســتخدام معامل (ألفــا كرونباخ) لكل متغريات الدراســة ،للتأكــد من ثبات
فقــرات االســتبانة وترابطها ،حيــث أن أي فقرة معاملها أكرب من % 60تُعد ثابتة ومناســبة للدراســة
(ســيكاران ،)2010 ،وبناء عليه مت إجراء دراســة جتريبية مكونة من ( )36مستجيب ,ومت استهدافهم من
جمتمع الدراسة ،وأوضحت نتائجها أن قيمة الثبات (ألفا كرونباخ) جاءت أعلى من ( ,)% 60مما يشري إىل
صالحية االستبانة من الناحية اإلحصائية.
ويتضح من اجلدول ( )3أن تشــبع املتغريات جلميع فقرات االســتبانة جاء أكثر من ( )% 40وهذه القيمة
ُعد قيمة إجيابية؛ كوهنا توفر دليال على تشــبع املتغريات،
وفقــا لـــ Stevensا( )2002وتيغزة ( )2012ت ُّ
إضافة إىل أن قيمة KMOجلميع املتغريات جاءت أعلى من ( )% 50وهي أيضا مؤشــر على صدق مفهوم
أداة الدراسة واملتمثلة يف االستبانة ( ،)Kaiser, 1974أما بالنسبة لقيم ألفا كرونباخ فقد جاءت أعلى من
( ،)% 70وهــي تُعد قيمة مقبولــة وذات ثقة ()Nunnally, 1978؛ وبذلك يكون قد مت التأكد من صدق
وثبات استبانة الدراسة؛ مما جعل الباحثني على ثقة تامة بصحة االستبانة وصالحيتها لتحليل النتائج،
واإلجابة عن أسئلة الدراسة ،واختبار فرضياهتا.
األساليب االحصائية املستخدمة:
• اختبار التحليل العاملــي ( )Factor Analysisوألفا كرونباخ ( :)Cronbach's Alphaملعرفة مدى
صدق مفهوم وثبات أداة الدراسة ،ومدى مصداقية آراء عينة الدراسة.
• حتليل االحندار البسيط ( :)Simple Regression Analysisمت إجراء هذا التحليل؛ ملعرفة تأثري
متغــر كمي واحد ( yفاعلية التدقيق الداخلي) يف متغري كمي آخــر (xالعوامل الداخلية للمنظمة)؛
وذلك لدراسة أثر املتغري املستقل الرئيسي يف املتغري التابع.
• حتليــل االحندار املتعــدد ( :)Multiple Regression Analysisاســتخدم ملعرفــة تأثري املتغريات
املســتقلة يف املتغــر التابع( ،اختبــار التوزيع الطبيعــي ،اختبار اخلطية واملالءمــة ،اختبار العالقة
اخلطية املتعددة اختبار الداللة اإلحصائية) ،ويســتند منوذج حتليل االحندار املتعدد على افتراض
وجود عالقة خطية بني متغري تابع ،Yiواملتغريات املســتقلة X1,X2,….Xn (Hair, Anderson,
.)Tatham, & Black, & Babin, 2006
= aاملتغريات املستقلة (استقاللية التدقيق الداخلي ،حجم التدقيق الداخلي ،دعم اإلدارة العليا للتدقيق الداخلي،
ومسؤولية جلان التدقيق).
=Bاملتغري التابع :فعالية التدقيق الداخلي.
ومن اجلدول ( )5يتضح وجود عالقة قوية موجبة بني أبعاد العوامل الداخلية للمنظمة وفعالية التدقيق
الداخلي ،إذ جاءت قيمة معامل ارتباط بريسون ( )0.685وجاءت قيمة معامل التحديد املصحح (،)0.460
وهي تشري إىل أن أبعاد العوامل الداخلية للمنظمة تفسر ما نسبته ( )% 46من التباين يف فعالية التدقيق
الداخلي ،وهذا يدل على وجود جودة متوسطة يف النموذج ،ووفقا لـ Pallantا( )2016جاءت قيمة معامل
التحديد املصحح بني ( ,)0.500 - 0.250ويبني اجلدول أيضا أن النموذج مالئم لقياس العالقة بني أبعاد
العوامــل الداخلية للمنظمــة وفعالية التدقيق الداخلي ،وهي دالة إحصائيا عند مســتوى داللة أقل من
(.)0.000
وأخريا فإن اجلدول (ُ )6يوضح تفاصيل قياس معامالت االحندار املعيارية وغري املعيارية ملعرفة أثر أبعاد
العوامل الداخلية يف فعالية التدقيق الداخلي.
جدول ( :)6تفاصيل أثر أبعاد العوامل الداخلية يف فعالية التدقيق الداخلي
مرتبطة مبجلس اإلدارة وجلان التدقيق ،وهو ما يزيد من ثقة مســتخدمي القوائم املالية يف اســتقاللية
التدقيق الداخلي ،وقدرته على منع الغش والفســاد املايل ,وبالتايل نســتطيع إثبــات الفرضية الفرعية
األوىل هلــذه الدراســة؛ مما يعين أن أفــراد العينة هلا القدرة يف إحداث أث ٍر إجيــايب يف فعالية التدقيق
الداخلي يف الشــركات املســامهة العاملة باجلمهورية اليمنية ،ويكون السبب يف ذلك أن االستقاللية اليت
يتحلى هبا التدقيق الداخلي تزيد من فعاليته من خالل متكني التدقيق الداخلي من إصدار تقارير التدقيق
بعيدا عن التحيز والتأثري اخلارجي والكشف عن نقاط الضعف وتقدمي التوصيات الالزمة.
Ԁالفرضية الفرعية الثانية:
تنــص الفرضية الفرعيــة الثانية على أن هناك أثرا إجيابيا حلجم التدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق
الداخلي يف شركات املسامهة العاملة باجلمهورية اليمنية.
وفقا ملعيار التدقيق الداخلي الدويل ( )ISPPIAفإن معيار إدارة املوارد رقم ( )2030أكد على أمهية حجم
التدقيــق الداخلــي ،وينص على أن هناك حاجة إىل مدير تنفيذي للتدقيق الداخلي؛ للتأكد من أن موارد
ِر ســابقا فإن حجمالتدقيق الداخلي مناســبة وكافية ،ويتم اســتخدامها بفعالية ( ،)IIA, 2017وكما ُذك َ
التدقيــق الداخلــي هو توفر العدد الكايف من املوظفني يف التدقيــق الداخلي؛ للعمل على حتقيق التنوع يف
اخلربات والقدرات بالشكل الذي يساعدها على حتقيق أهدافها.
ويتضــح من اجلدول ( )6أنه ال يوجد أثر إجيــايب ذو داللة إحصائية حلجم التدقيق الداخلي يف فعالية
التدقيق الداخلي ،حيث جاءت النتائج هلذا املتغري عند مســتوى داللة أكرب من ( ،)0.5وبلغت قوة التأثري
هلذا العامل ( )p=0.979وبدرجة ( .)β=.002حيث مل تتفق نتائج هذه الدراسة مع نظرية الوكالة اليت
أكدت على أن حجم التدقيق الداخلي هو وســيلة فعالة للقيــام باألعمال املوكلة إليه ،وبالتايل املحافظة
على مصاحل األطراف املتعاقدة ,واختلفت الدراســة احلالية مع دراســة AlzebanوGwilliamا()2014
الــي توصلــت إىل أن حجم التدقيق الداخلي له دور يف جناح التدقيــق الداخلي من خالل قدرة موظفي
التدقيق الداخلي على القيام مبسؤولياهتم جتاه أصحاب املصاحل واملستثمرين واملالك.
واختلفــت الدراســة احلاليــة ايضــا مــع دراســة Subramanian ،Ramachandran
وKisokaا( )2012الــي أكدت نتائجها على أن هناك تأثــرا إجيابيا حلجم التدقيق الداخلي يف فعالية
التدقيــق الداخلي ،من خالل زيادة عدد املدققني ،كإمجايل من عدد موظفي الشــركة ،كما مل تتفق نتائج
الدراســة احلاليــة مع دراســة Salehiا( )2016اليت توصلت إىل وجود أثر إجيــايب بني حجم التدقيق
الداخلي وفعالية التدقيق الداخلي ،من خالل تزويده باملوارد الكافية حىت يتمكن من الوفاء مبسؤولياته
بشكل صحيح ووفقا لألهداف املحددة.
وبالتايل ننفي الفرضية الفرعية الثانية هلذه الدراســة ،حبســب آراء أفراد العينة؛ مما يعين أن العينة
ليــس هلا القــدرة على إحداث أثر إجيــايب يف فعالية التدقيق الداخلي يف الشــركات املســامهة العاملة
باجلمهورية اليمنية.
ومن أسباب رفض هذه الفرضية ،أن هذه الدراسة متت يف شركات املسامهة العاملة باجلمهورية اليمنية ،وهي
بيئة ال تويل اهتماما حبجم التدقيق الداخلي كإدارة مكتملة هلا العديد من األقسام مثل قسم تدقيق النفقات
اإليرادية وقســم تدقيق تقنية املعلومات ،وبالتايل فإن جمتمع الدراســة احلايل وفق رأي عينة الدراسة
ال يوفر العدد الكايف من املوظفني الذين لديهم املهارات املناسبة ،وتتفق هذه االسباب مع ما ذكرته دراسة
Salehiا( )2016أن املشــكلة األكثــر أمهيــة للتدقيــق الداخلي هي نقص املوظفني األكفــاء يف التدقيق
الداخلي ،وأكدت دراسة Ahmed et al.ا( )2009على أن قلة املدققني الداخليني كان هو السبب الرئيس
جناح أداء التدقيق الداخلي يف املنظمات ,كما أظهرت دراســة Mihretا( )2010أن التدقيق يف احلــد مــن ِ
حد من قدراهتم على تنفيذ مهام التدقيق الداخلي. الداخلي يعاين بشدة من نقص عدد املوظفني؛ مما َّ
الوكالــة ،اليت هتــدف إىل توضيح الكيفية اليت تقوم هبا جلان التدقيــق يف ختفيف التضارب يف املصاحل،
وذلك من خالل قيام جلان التدقيق مبسؤولياهتا جتاه خمتلف األطراف ،كما تتفق نتائج هذه الدراسة مع
ما توصلت إليه دراسة خالط ومصلي ( )2014من أن دور ومسؤولية جلان التدقيق له أثر إجيايب يف دعم
كفــاءة وفاعلية التدقيــق من خالل قيام جلان التدقيق بالتأكد من وجود ميثــاق أو دليل يبني التعليمات
والسياســات واإلجراءات الالزمة إلرشــاد التدقيق الداخلي ،كما تتفق نتيجة هذه الدراســة مع دراســة
Yahya et al.ا( )2016اليت أشــارت نتائجها إىل أن مســؤولية جلان التدقيق تؤثر بشكل كبري على أداء
البنوك اليمنية ،وتتفق مع دراســة محادة ( )2010اليت توصلت إىل أن مســؤولية جلان التدقيق هلا دور
إجيايب يف احلد من املمارسات املحاسبية اإلبداعية من خالل متابعة الرقابة الداخلية.
و ُيالحظ مما ســبق أن الدراسات السابقة مثل دراســة خالط ومصلي ( ،)2014وYahya et al.ا(،)2016
ومحادة ( )2010أثبتت التأثري اإلجيايب لعامل مســؤولية جلان التدقيق يف متغريات تابعة أخرى ،خبالف
فعاليــة التدقيق الداخلي ،ويف هذه الدراســة مت إضافته كمتغري جديد ،ووفقــا لنظرية الوكالة فإنه مت
إثبات الفرضية الفرعية الرابعة هلذه الدراســة حبســب آراء عينة الدراسة ،وكذلك بسبب أن مسؤولية
جلان التدقيق تقوم بتوجيه ومراجعة أنشــطة وخطة عمل التدقيق الداخلي ،والتأكد من وجود ميثاق أو
دليل يبني التعليمات والسياســات واإلجراءات الالزمة إلرشاد املدققني الداخليني؛ أي أهنا تساعد يف دعم
تقارير التدقيق الداخلي ،وجعلها أكثر موضوعية وانســجاما مع أهداف املنشأة ،حيث ُيمكن قياس فاعلية
جلنة التدقيق على أساس مدى جناح مسؤوليتها املختلفة.
االستنتاجات:
ُيمكن تلخيص استنتاجات الدراسة يف اآليت:
.1جــاء مصــدر التأثري اإلجيــايب للعوامل الداخلية يف فعاليــة التدقيق الداخلي ،بســبب توفر عامل
مسؤولية جلان التدقيق واستقاللية التدقيق الداخلي.
.2ما يعزز من مسؤولية جلان التدقيق أهنا تُراجع التقارير واملالحظات اليت يقدمها التدقيق الداخلي.
.3ال يوجــد تأثري إجيــايب لعامل دعم اإلدارة العليا يف فعالية التدقيق الداخلي؛ وذلك ألن الشــركات
املسامهة ال تقدم الدعم اإلداري واملايل للتدقيق الداخلي.
.4ليــس هناك أثــر إجيايب حلجم التدقيق الداخلي يف فعالية التدقيق الداخلي؛ وذلك ألن الشــركات
املسامهة ال تقوم بتوفري العدد الكايف من املوظفني الذين لديهم املهارات املناسبة يف التدقيق الداخلي.
.5من املؤشــرات املهمة لفعالية التدقيق الداخلي-حبســب وجهة نظر املستجيبني-أن التدقيق الداخلي
يساعد يف حتقيق األهداف االستراتيجية للمنظمة.
.6أظهرت الدراسة أن التدقيق الداخلي يف الشركات املسامهة يتأكد من موثوقية املعلومات املالية.
.7ما يعزز من فعالية التدقيق الداخلي يف الشــركات املســامهة هو أن التدقيق الداخلي يقدم تأكيدات
على مدى االمتثال للقوانني واألنظمة والسياسات واإلجراءات.
التوصيات:
يف ضوء االستنتاجات اليت مت التوصيل إليها ،فإن الدراسة توصي باآليت:
.1ضرورة االهتمام مبسؤولية جلان التدقيق من حيث التنسيق بني التدقيق الداخلي والتدقيق اخلارجي،
وتقدمي الدعم املادي واملعنوي للتدقيق الداخلي.
ُقيم جلان التدقيق مع التدقيق الداخلي مستوى املخاطر اليت تتعرض هلا املنظمة.
.2ضرورة أن ت ِّ
حبيث جيتمــع الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مع
ُ .3ضرورة توفر االســتقاللية للتدقيق الداخلي,
جملــس اإلدارة على األقل مرة يف الســنة حبيث ترفع تقاريــر التدقيق الداخلي إىل جملس اإلدارة
مباشرة.
.4ضرورة االهتمام املتزايد بدعم اإلدارة العليا من حيث توفري املوارد املالية الالزمة للتدقيق الداخلي
للقيام مبهامه ،وأن ميتلك صالحية الوصول املباشر ألعضاء جملس اإلدارة.
.5ضرورة اســتقطاب خرباء من فترة ألخرى يف الشــركات ،وتوفــر كادر متخصص يف تقنية املعلومات
للتدقيــق الداخلي ،وكذلك التدريب املســتمر ملوظفيه؛ ملواكبة التطــورات احلديثة يف بيئة التدقيق
الداخلي.
.6دعــم وتعزيــز كل ما يؤدي إىل تطبيق األســاليب واملقترحات املناســبة للعمل علــى حتقيق فعالية
التدقيق الداخلي يف الشركات املسامهة.
.7حث الشــركات املسامهة على إيالء جلنة التدقيق األمهية املناسبة ،وذلك ملا هلا من تأثري يف فعالية
التدقيق الداخلي.
المقترحات:
بشــكل عام تقدم الدراسة جمموعة من املقترحات اليت ُيمكن من خالهلا إجراء أحباث مستقبلية ،لتوسيع
هذه الدراسة ،ونشر مفهوم فعالية التدقيق الداخلي بشكل أفضل ،وذلك على النحو اآليت:
.1دراســة عوامل أخرى مل تشملها الدراسة قد تكون مؤثرة على فعالية التدقيق الداخلي يف الشركات
املسامهة ،مثل :عامل موضوعية وكفاءة التدقيق الداخلي.
.2دراسة مدى اهتمام الشركات املسامهة بتطبيق معايري األداء ،وأثر ذلك يف فعالية التدقيق الداخلي.
.3عمل دراســة مماثلة يتم فيها دراســة املتغريات املستقلة للدراسة احلالية مع أحد أبعاد املتغري التابع
(األهــداف املتعلقة بالرقابة الداخليــة ،األهداف املتعلقة باحلوكمة ،األهــداف املتعلقة باملخاطر)،
فمثال يتم دراسة أثر العوامل الداخلية للمنظمة يف األهداف املتعلقة باملخاطر.
.4استخدام النموذج احلايل يف دراسة العوامل الداخلية للمنظمة كمتغريات وسيطة.
االسهام البحثي:
قام ســلطان الســرحيي وأمل الذيفاين بوضع املقدمة ،وبناء اخللفية النظرية ،وصياغة املشكلة البحثية،
وحتديد املنهجية ،ومجع البيانات وحتليلها ،وعرض وتفســري النتائج ومناقشتها ،وصياغة االستنتاجات
والتوصيات ،ومراجعة املسودة النهائية للدراسة.
المراجع:
إمساعيــل ،عــادل ( ،)2016دور املراجعة الداخلية يف رفع كفاءة األداء املايل واملحاســي لقطاع التأمني:
دراســة ميدانية على عينة من شــركات التأمني يف اجلمهورية السودانية واململكة العربية السعودية
(أطروحة دكتوراه) ،جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ،السودان.
برايــس ووتر هاوس كوبرز ( ،)2005التقرير التشــخيصي إلجراءات املراجعــة الداخلية ،اليمن :برايس
ووتر هاوس كوبرز.
تيغزة ،أحممد ( ،)2012التحليل العاملي االستكشايف والتوكيدي ،عمان ،األردن :دار امليسرة للنشر والتوزيع.
اجلابري ،حممد ( ،)2014تقييم دور املدقق الداخلي يف حتســن نظــام الرقابة الداخلية لنظم املعلومات
املحاسبية يف شركات التأمني العاملة يف اليمن :دراسة ميدانية (رسالة ماجستري) ،االكادميية العربية
للعلوم املالية واملصرفية ،صنعاء ،اليمن.
محادة ،رشا ( ،)2010دور جلان املراجعة يف احلد من ممارسات املحاسبة اإلبداعية :دراسة ميدانية ،جملة
جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية.118-87 ،)2(26 ،
خالط ،صاحل ميلود ،ومصلى ،عبداحلكيم حممد ( ،)2014دور جلان املراجعة يف دعم كفاءة وفاعلية وظيفة
املراجعة الداخلية يف الشركات الصناعية الليبية ،املجلة اجلامعة.188-153 ،)1(16 ،
الربيدي ،حممد ،والعطنه ،هشــام ( ،)2021التدقيق الداخلي (األساســيات والتطبيق) ،صنعاء ،اليمن :دار
الكتاب.
ســيكاران ،أوما ( ،)2010طرق البحث يف اإلدارة :مدخل بناء املهارات البحثية ،ترمجة إمساعيل بسيوين،
وعبداهلل العزاز ،الرياض ،السعودية :دار املريخ للنشر.
العمري ،أمحد ،وعبد الغين ،فضل ( ،)2006مدى تطبيق معايري التدقيق الداخلي املتعارف عليها يف البنوك
التجارية اليمنية ،املجلة األردنية يف إدارة االعمال.368-343 ،)3(2 ،
غنيمي ،ســـامي حممد أمحــد ( ،)2013مدى اجيابية األزمة املالية يف تفعيل مبادئ حوكمة الشــركات يف
منظمات األعمال :دراسة حتليلية ،جملة البحوث التجارية.287-233 ،)2(35 ،
املؤمتر العاملي للمدققني الداخليني ( ،)2018املؤمتر العاملي للمدققني الداخليني ،اســترجع بتاريخ ديســمرب
2021 ،25م من www.shomosnews.com
النافعايب ،حســن حممد ( ،)2017جودة املراجعــة الداخلية يف البنوك التجارية يف الســودان والعوامل
املؤثرة فيها من وجهه نظر املراجعني الداخليني :دراسة حتليلية ،جملة أمارابك.108-87 ،)24(8 ،
النوايســة ،حممد ،هلســا ،عوين ،وفرح ،هالــة ( ،)2014العوامل املؤثرة على فعاليــة التدقيق الداخلي يف
الشــركات الصناعية األردنية املدرجة يف الســواق املالية من وجهة نظر العاملني يف وظيفة التدقيق
الداخلي ،جملة جامعة النجاح لألحباث :العلوم اإلنسانية.868-836 ،)4(28 ،
الوجيــه ،أمحــد ( ،)2020أثر تطبيق معايري احلوكمــة يف تقييم جودة املراجعــة الداخلية يف اجلامعات
اليمنية األهلية ،املجلة العربية لضمان جودة التعليم اجلامعي.103-81 ،)46(13 ،
وزارة الصناعــة والتجــارة ( ،)2019إحصائيــات وزارة الصناعــة والتجــارة ،اســترجع مــن
https://yemen.goy.ye/portal/industry
الوشــلي ،أكرم ( ،)2012املراجعة الداخلية كأداة فعالة حلوكمة الشــركات :دراسة تطبيقية على البنوك
اليمنية (رسالة ماجستري) ،جامعة إب ،اليمن.
© 2023 University of Science and Technology, Sana’a, Yemen. This article
can be distributed under the terms of the Creative Commons Attribution
License, which permits unrestricted use, distribution, and reproduction in
any medium, provided the original author and source are credited.
© 2023جامعة العلوم والتكنولوجيا ،اليمن ،صنعاء .ميكن إعادة استخدام املادة املنشورة حسب رخصة
مؤسسة املشاع اإلبداعي شريطة االستشهاد باملؤلف واملجلة.
1
Associate Prof. of Business Administration, University of Science and Technology, Sana'a, Yemen 1أستاذ إدارة األعمال املشارك ،جامعة العلوم والتكنولوجيا ،صنعاء ،اليمن
Assistant Prof. of Business Administration, University of Modren Science, Sana'a, Yemen
2
2أستاذ إدارة األعمال املساعد ،جامعة العلوم احلديثة ،صنعاء ،اليمن
أثر رأس المال البشري في األداء المنظمي من خالل الدور الوسيط لرأس
المال االجتماعي :دراسة ميدانية في شركات الهاتف النقال في الجمهورية
اليمنية
الملخص:
هدفت الدراســة إىل حتديد أثر رأس املال البشــري يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي ،يف
مجيع شــركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية ،واســتخدمت الدراســة املنهج التحليلي ،ولغرض مجع
البيانــات مت تصميم اســتبانة لعينة الدراســة بلغ عددهــا ( )327موظفا وموظفة من مجيع املســتويات
اإلدارية ،وقد مت استخدام عدد من األساليب اإلحصائية االستداللية باالعتماد على الربنامج اإلحصائي
،SPSSومن أبرز النتائج اليت توصلت إليها الدراســة ،وجود أثر ذي داللة إحصائية لرأس املال البشــري
يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي.
الكلمات املفتاحية :األداء املنظمي ،رأس املال البشري ،رأس املال االجتماعي ،شركات اهلاتف النقال.
Abstract:
The study aimed at identifying the impact of social capital on organizational
performance, in mobile phone companies in Yemen. A descriptive analytical
method was adopted, and a questionnaire was designed for data collection.
The study sample consisted of 327 male and female employees from all
administrative selected levels. A number of inferential statistical methods
were followed using the SPSS. The study mainly revealed a significant impact
of human capital on organizational performance through social capital.
المقدمة:
تســعى املنظمات يف العصر احلايل للتعرف على املتغريات الديناميكية واملســتمرة للبيئة ،من خالل عملية
حبث مستمرة ،حرصا منها ملعرفة ما جيب أن تنتجه ،وكيف ،ومىت ،فالتطورات البشرية املستمرة يف مجيع
جماالت احلياة ســواء السياسية أو االقتصادية أو التكنولوجية أو االجتماعية أو غريها ،دفعت املنظمات
بشكل متواصل إىل التغيري يف مستوى أدائها مبا يتواكب مع هذه التطورات يف كافة جماالت احلياة.
ويــرى Rardin ،King ،Cook ،BorstingوTuggleا( )1988أن التعرف على األداء املنظمي يســاعد
املنظمــة يف الكشــف عن مــدى قدرهتا علــى مواجهــة التحديات البيئيــة ،ودرجة مالئمــة اإلجراءات
االســتراتيجية ألهدافها ومواردها،كما أنه يعد مؤشــرا جوهريا ملعرفة ما مدى جناح املنظمات يف استثمار
مواردها ،حيث إن التميز يف األداء يأيت من التميز يف املهارة واخلربة اليت متتلكها املوارد البشرية للمنظمة،
ولذلك فإنه يعترب من أهم موارد املنظمة؛ وقيمته ال تقل عن قيمة رأس املال املايل واملادي ،بل أكثر أمهية،
فــا قيمة للموارد مجيعها مامل يكن هناك عقول تديرها وتســتثمرها؛ مبا حيقق اهلدف الذي وجدت من
أجله املنظمة ،ومع هذا فقد أثبتت نتائج الدراسات اليت أجراها الباحثون (الكبيسي والكعود )2016 ،على
رأس املال البشــري أنه بشــكل فردي ال ميكن أن حيقق النتائج املطلوبة يف املنظمات ،ويرجع ظهور نظرية
العالقــات اإلنســانية بعد نظرية اإلدارة العلميــة؛ إىل وجود فجوة مل يتنبه هلا رواد املدرســة العلمية،
فالتركيز على إنتاجية األفراد فقط والتعامل معهم كآالت قد باءت بالفشل ،فال بد من االهتمام باجلانب
النفسي واالجتماعي للطاقات اإلنسانية.
لــذا يرى العزني ( )2006أن االهتمام برأس املال االجتماعــي يف منظمات األعمال املعاصرة يعد ضرورة
حتميــة وحاجة ملحــة تفرضها طبيعة التغريات املســتمرة يف البيئة ،كما أن زيــادة وعي هذه املنظمات
باالنتمــاء االجتماعــي ،وبناء درجــات عالية من الثقــة املتبادلة ،وتقوية أواصر التعــاون ،تعد من أهم
الســلوكيات اليت تعتمد عليها الشــعوب املتماســكة يف ظل الصراع العاملي الراهن ،ويؤكد العزني ()2006
على أن رأس املال االجتماعي مفهوم معاصر وأساســي يف إدارة املوارد البشرية ،فهو مورد معنوي واعتباري
وأخالقــي ،حيث إنه يهتم مبزايا التنظيم االجتماعي وحتقيق األلفة والتعاون والتنســيق الفعال للموارد
املطلوب االستثمار فيها على أحسن وجه.
وهنا ميكن القول :إن قيمة رأس املال البشــري تظهر من خالل املعارف واخلربات واملهارات اليت ميتلكوهنا،
بينما ميثل رأس املال االجتماعي شــبكة العالقات االجتماعية اليت يتشارك فيها األفراد داخل املنظمة؛
ولذلك فإن توفري اجلو املناسب والعمل املتناسق عن طريق شبكات العمل اليت حتوي مجاعات وفرقا تتصف
بالتماسك والتعاون ،وهذا ميكن أن حيقق مستوى أداء أعلى؛ لذا تسعى الدراسة إىل معرفة أثر رأس املال
البشري يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
اإلطار النظري للدراسة:
ويتضمن ثالثة حماور ،سيتم عرضها على النحو اآليت:
املحور األول :األداء املنظمي:
أوال :مفهوم األداء املنظمي:
يعــد األداء أحد املصطلحــات اإلدارية اليت تكاد تكون املصطلح األكثر تــداوال يف أدبيات خمتلف العلوم
اإلدارية؛ فهو ميثل الركيزة األساســية واهلدف الذي تســعى إىل حتسينه مجيع إدارات املنظمات العامة
واخلاصــة (حممد وســعيد ،)2012 ،وفيما يلي عــرض وجهات نظر ملجموعة من الباحثــن والكتاب هلذا
املفهــوم ،فقد عــرف ZahraوPearceا( )1989األداء املنظمي بأنه عبارة عــن النتائج املتحققة نتيجة
تفاعل العوامل الداخلية على اختالف أنواعها والتأثريات اخلارجية واستغالهلا من قبل املنظمة يف حتقيق
أهدافهــا ،ويرى الشــماع ( )85 ،1990أن األداء املنظمي هو "عبارة عن حمصلة هنائية هتدف املنظمة إىل
حتقيقهــا" ،ويتفــق معــه MolinaوCallahanا( )389 ،2009يف أن األداء املنظمي عبارة عن "احللقة
األخــرة اليت ترغب املنظمة يف حتقيقها ،أو أهنا الغايات اليت تســعى املنظمــة إىل الوصول إليها" ،فيما
يرى Daftا( )2001أن األداء املنظمي هو عبارة عن قدرة املنظمة على حتقيق أهدافها من خالل استخدام
املــوارد املتاحــة بطريقة كفؤة وفعالة ،ويتفق معه كل من العزني وخليل ( )2005يف أن األداء املنظمي هو
عبارة عن قدرة املنظمة على اســتخدام مواردها بكفاءة وفاعليــة لتحقيق النجاح املنظمي وحتقيق ميزة
تنافسية مستدمية.
ثانيا :أبعاد قياس األداء املنظمي:
تواجــه مقاييس األداء املنظمي حتديات متعددة تتمثل يف تباين املفهوم ،ومؤشــرات قياســه تبعا لتباين
أهداف املنظمات وطبيعتها ،واختالف أهداف األطراف املرتبطة هبا؛ مما يســتلزم حتديد ماهية املقاييس
املناسبة اليت ميكن استخدامها يف قياس األداء ومصدر املعلومات املعتمدة يف القياس ،وكيفية دمج قياسات
خمتلفــة لتقدمي صورة واقعية عن املنظمة (الغاليب وإدريــس .)2007 ،وعلى الرغم من أن الباحثني قد
تناولوا أبعاد األداء املنظمي من عدة أوجه ،فإن أهم ما توصلوا إليه هي تلك املقاييس اليت تتسم باملرونة
من جهة ،وبالشــمولية من جهة أخرى ،وأمهها وفقا لـ ،Gijsbers ،PetersonوWilksا( )2003مفهوما:
الفاعليــة والكفاءة ،وهــذه املقاييس هي أيضا ما مت االعتماد عليها يف هذه الدراســة؛ وذلك ملالئمتها مع
أهداف الدراســة احلالية ،وخيتلف هذان املفهومان عن بعضهما من حيث املعىن ،وفيما يلي توضيح مبســط
لكل من هذه املفاهيم:
-الفاعلية:
يــرى الباحثــون يف علم اإلدارة أن مصطلح الفاعلية هو أداة من أدوات مراقبة األداء يف املؤسســة ،وهذا
مــن منطلق أن الفاعلية هي معيار يعكس درجة حتقيق األهداف املســطرة (Coulaud & Derveaux,
،)1999فقــد عرفها Daftا( )10 ،2001بأهنا "إجناز اهلدف املرغوب" ،أما العمري ( )147 ،1992فريى أن
الفاعلية تعرب عن "القدرة على حتقيق األهداف يف ظل املوارد املتاحة" .ومن خالل ما ســبق نســتنتج أن
مصطلــح الفاعلية يتعلــق بدرجة بلوغ النتائج؛ أي الفرق بني النتائج املحققــة والنتائج املتوقعة ،وهي يف
الوقت نفسه ترتبط بدرجة حتقيق األهداف.
-الكفاءة:
تشري الكفاءة إىل "العالقة بني املوارد والنتائج ،وترتبط مبسألة مقدار املدخالت من املواد اخلام واألموال
تعرف بأهنا "قيمة املوارد
واملوارد البشرية لتحقيق مستوى معني من املخرجات" (حنفي ،)224 ،2006 ،كما َّ
املســتخدمة إلنتاج وحدة واحدة من املنتجات" ( .)Daft, 2001, 64وهذا هو "مفهوم ترشــيد استخدام
املوارد البشــرية واملادية واملالية واملعلومات املتاحة" (الشــماع ومحود ،)330 ،2000 ،وهي تعين أيضا أهنا
حتقيــق أعلــى منفعة مقابــل التكاليف (القريــويت ،)2000 ،فالكفاءة هي اجناز العمليــات بأقل ما ميكن
مــن الوقت واجلهد واملال (الطاهــر )2012 ،وحتقق النتائج املحددة (املخرجات) بأقل اســتخدام للموارد
(املدخالت).
املحور الثاين :رأس املال البشري:
أوال :مفهوم رأس املال البشري:
على الرغم من شــيوع استخدام مصطلح رأس املال البشري يف عدد من الكتابات االقتصادية واالجتماعية
واإلداريــة ابتــداء من كتابات العــامل Adam Smithوحىت اآلن ،فإنه ال يوجد اتفاق موحد ومســتقر
حول تعريف رأس املال البشــري ،وأصل هذا اخلالف يعود إىل اختــاف توجهات الباحثني والكتاب حول
هــذا املوضــوع ،فقد عرف Schultzرأس املال البشــري بأنه " عبــارة عن املهــارات والقابليات والقدرات
والتجارب املســتخدمة من قبــل األفراد العاملني يف املنظمات" (الكبيســي والكعــود ،)2016 ،بينما عرفه
Stewartا( )1999بأنــه مصــدر اإلبداع والتجديد المتالكه املقدرة العقليــة واملهارات واخلربات الالزمة
لتوفري احللول العملية املناســبة للزبائن ،أما Daftفإنه يرى أن رأس املال البشــري هو عبارة عن "القيمة
االقتصادية للمعرفة واخلربات واملهارات واإلمكانات (القابليات) اليت ميتلكها العاملون" (الكبيسي والكعود،
،)2016ويعرف كل من العزني وصاحل ( )2009رأس املال البشري بأنه جمموعة من األفراد العاملني الذين
ميتلكــون معــارف ومهارات وقدرات نادرة وذات قيمة للشــركة يف زيادة ثروهتا املاديــة واالقتصادية ،أما
القيســي والطائي ( )2014فقد عرفا رأس املال البشــري بأنه كل معرفة موجودة يف عقول عاملي املنظمة
ســواء كانوا من املبدعني أو األفراد العاديني ،غري أنه لكل منهما مســاحة من املعرفة الضمنية تتناسب مع
إمكانياتــه .ومن خالل ما ســبق يتضــح أن هناك اختالفا واضحا حول مفهوم رأس املال البشــري من قبل
الكتــاب والباحثني ،ويرى الباحث أن هذا االختالف يف وجهات النظر للكتاب والباحثني مل يؤد إىل مفهوم
موحد لرأس املال البشــري ولكنهم مجيعا متفقون على أن رأس املال البشــري يعد جزءا أساسيا ومهما يف
تعزيز األداء املنظمي ،وال غىن عنه يف مجيع املنظمات دون استثناء.
ثانيا :مكونات رأس املال البشري:
بعد مراجعة التعريفات الســابقة فإنه قد اتضــح أن هناك اختالفا بني الباحثني يف حتديد مكونات رأس
املال البشــري ،كل حبســب رؤيته وغايته من خالل الفترة الزمنية اليت قُدم فيها التصنيف ،وقد اعتمدت
الدراســة على النموذج الذي اعترب أن املعرفة ،واملهارة ،واخلربة .تعد كلها مكونات رئيســية لقياس رأس
املال البشــري ،وهذه املكونات تتالءم مع طبيعة هذه الدراسة ،وفيما يلي شرح توضيحي لكل بعد من هذه
األبعاد:
.1املعرفة:
تعرف املعرفة بأهنا أساس عملية بناء األفكار ،وحتقيق مستويات عالية من اجلودة واإلبداع التقين ،وهي
مهمة لتنفيذ األنشــطة اإلدارية بكفاءة وفاعلية (ياسني ،)2002 ،ويضيف النجار ( )2010أن املعرفة هي
ما يكتســبه األفراد من فهم من خالل اخلربات املتراكمة والدراسة ،فهي معرفة من حيث الكيف؛ أي كيف
يتم عمل األشياء اليت متكن من إجناز املهمة ،فقد تكون حقائق متراكمة أو قواعد إجرائية أو توجيهات،
وتتألف املعرفة من معلومات مت تنظيمها ومعاجلتها؛ لتحويلها إىل فهم وخربة ،وتعليم متراكم ،وهي توافق
املوهبة ،واألفكار ،والقوانني واإلجراءات اليت تؤدي إىل املعرفة وتطبيقها ملعاجلة مشاكل املنظمة.
.2اخلربة:
تعد اخلربة من العناصر األساســية يف تكوين رأس املال البشــري؛ ألهنا تعكس رصيدا متزايدا من املعارف
واملهــارات املتراكمة لدى فرد أو فريق عمل من خالل املمارســة العمليــة لوظيفة أو أكثر ،يف جمال العمل
نفســه لفترة من الزمن ،كما يقصد باخلربة مســتوى مــا يتمتع به األفراد العاملون مــن معارف متراكمة
مكتسبة من الوظيفة احلالية والوظائف السابقة (املغريب.)2004 ،
.3املهارة:
إن املوهبة واملهارة توليفة متنوعة من اخلربات واملعارف اليت تتميز هبا جمموعة من األفراد دون غريهم،
وعلــى إدارة املنظمة االهتمام هبــذه املجاميع وتنمية قدراهتا عن طريق الربامــج التدريبية والتعليمية،
وتأســيس إدارة خاصــة تعىن بإدارة املهــارات واملواهــب ( ،)Sullivan, 2004حيث تعــرف املهارة بأهنا
اســتعداد أو موهبة طبيعية أو قد تكون مكتسبة تنمو باملعرفة والتعليم ،وتصقل بالتدريب ،وجتعل الفرد
قادرا على األداء جسمانيا وذهنيا (أمحد وحممد ،)2012 ،وتعرف أيضا بأهنا جمموع ما متتلكه املنظمة من
موارد ومهارات ومعرفة متارس من خالهلا عملياهتا التنظيمية اليت متكنها من تنســيق أنشطتها واستخدام
موجوداهتا بكفاءة وفاعلية ()Day, 1994, 37
ثالثا :استثمار رأس املال البشري:
إن على املنظمات احلديثة ضرورة االســتثمار يف رأس املال البشــري يف شكل اإلنفاق على التعليم وتدريب
األفــراد ،وهذا من أجــل تطويرهم يف ظل التحوالت الــي تفرضها البيئة االقتصاديــة ،باإلضافة إىل
مواجهــة حــدة املنافســة املتنامية يف ظله ،ويعرف االســتثمار يف رأس املال البشــري بأنــه اإلنفاق على
تطويرالفرد من حيث :قدراته ومهاراته ومواهبه على حنو ميكنه من زيادة إنتاجيته (الكبيسي.)2005 ،
ويســهم االســتثمار األمثل لرأس املال البشــري وحتويله إىل قــوة إنتاجية يف تنميــة أداء الفرد ورفع
كفاءة املنظمة كونه؛ ســاحا تنافسيا بالنســبة للمنظمات املعاصرة ( ،)Stewart, 1999ويرى O'Leary
،Whitford ،LindholmوFreemanا( )2002أن املنظمات الناجحة هي تلك اليت تعظم من استثماراهتا
يف التخطيط والتطوير لرأس املال البشــري ،وأشار ،Daugherty ،Griffith ،MyersوLuschا()2004
إىل أن املنظمات تقوم باالســتثمار يف رأس املال البشري؛ لتحسني تنافسيتها يف األسواق ،فمهارات ومعرفة
العاملني ميكن أن حتســن زيادة الكفاءة والفاعلية ،كما أشــار كل من LydianaوBangunا( )2013إىل
أن على املنظمات االســتثمار واالســتفادة من رأمساهلا البشري بالشكل الذي جيعلها أكثر انتاجية ،ومن مث
تواجه وتربح املنافســة وتدمي بقاءهــا؛ وذلك من خالل إجياد الطريقة املثلى لالســتفادة من رأس املال
البشري بوصفه أصال من أصول املنظمة.
املحور الثالث :رأس املال االجتماعي:
أوال :مفهوم رأس املال االجتماعي:
اكتســب مفهوم رأس املال االجتماعي على حنو متزايد اهتماما كبريا بني األكادمييني يف خمتلف املجاالت،
وقــد ُدرس هذا املفهوم على مســتويات خمتلفة ،كما مت اســتخدامه يف خمتلف التخصصــات ،مثل العلوم
السياســية ،واالقتصاد ،والدراســات التنظيمية ( ،)Hauberer, 2011ويعترب رأس املال االجتماعي من
املفاهيــم احلديثة نســبيا يف الفكر اإلداري ،كما ُعرف على املســتوى املنظمي بأنه مفهــوم متعدد األبعاد،
ويعتــر أحد أبــرز مكونات رأس املال اجلوهــري للمنظمات ،وال يقل أمهية عــن رأس املال الفكري ورأس
املال الزبائين ،ورأس املال التنظيمي ،وقد أخذ نطاقه بأنه مفهوم سلوكي ،يتسع ليشمل شبكات االرتباط
االجتماعية املبنية على الثقة املتبادلة والتفاعل االجتماعي.
وقد توســع مفهوم رأس املال االجتماعي ،واكتســب أمهيــة متزايدة من خالل علــوم خمتلفة ،مثل :علم
االجتماع ،والسياســة ،واالقتصاد ،مث من الدراسات املنظمية؛ ولذلك تعددت التعريفات اخلاصة به ،فقد
عرف Bourdieuرأس املال االجتماعي بأنه "جمموعة املوارد الفعلية ،او املحتملة للفرد املرتبطة بوجود
الشــبكة االجتماعية القوية املبنية علــى العالقات املنظمية للتعاون وتبــادل املعرفة" (Richardson,
،)1986, 241أمــا Pennarا( )1997فقد عرف رأس املال االجتماعي بأنه العالقات االجتماعية املؤثرة
يف النمــو االقتصــادي مــن خالل تأثريها يف الســلوك الفردي .ومــن اجلانب املنظمي فقــد عرف كل من
NahapietوGhoshalا( )242 ،1998رأس املــال االجتماعي بأنه "قيمــة املنظمة من حيث العالقات
اليت شــكلها أعضاؤها لغــرض االخنراط يف العمل اجلماعي" ،أما العــزي ( )334 ،2014فقد عرفه بأنه
"حصة املنظمة من االرتباطات الفاعلة بني العاملني فيما بينهم والفهم املتبادل يف النظم املشــتركة اليت
تربطهم ،والسلوكيات اليت تلزم أعضاء الشبكات وفرق العمل على النشاط التعاوين املمكن للغاية" ،ويعرف
كل مــن Leana IIIوBurenا( )538 ،1999رأس املال االجتماعــي بأنه "مصدر يعكس خاصية العالقات
االجتماعيــة داخل املنظمة اليت يتم إدراكها عرب مســتويات األعضاء ذوي التوجه حنو اهلدف اجلماعي
والثقة املشتركة".
ثانيا :قياس رأس املال االجتماعي:
تتبايــن مقاييس رأس املال االجتماعي تبعــا للحقول العلمية ،ويتكون رأس املــال االجتماعي من العديد
مــن املقاييس اليت ختتلف باختالف وجهات نظــر الباحثني يف هذا املجال ،وعلى الرغم من تعدد املقاييس
املســتخدمة لــرأس املــال االجتماعي ذات العالقــة باملنظمات فإن األبعــاد الثالثة املحــددة من كل من
NahapietوGhoshalا( )1998واملتمثلــة يف (البعــد اإلدراكــي ،البعــد العالقــايت ،والبعد اهليكلي)
هــي األكثر اســتخداما من قبــل الباحثــن ،أمثــال Graham :ا(Jones ،)2003ا(،Lee ،Su ،)2000
و Tsaiا( ،)2005وهي أيضا ما اعتمدهتا هذه الدارسة ؛ كوهنا األكثر تناسبا مع متغرياهتا ،غري أنه قد مت
استبعاد (البعد اهليكلي) ،واعتمدت الدراسة البعدين (اإلدراكي ،والعالقايت)؛ وذلك لكفاية ما يشمله هذان
البعدان من حمتوى يف مواجهة وتفســر متغريات وأبعاد الدراســات األخــرى ،وحتقيق األهداف املحددة،
وفيما يلي توضيح لكل من هذين البعدين:
.1البعد اإلدراكي:
يتعلــق هذا البعد باملدى الذي يتوافق فيه العاملون داخل املنظمــة بوجهات النظر واألهداف والتصورات
والتأويــات ،وهــذا البعد يعتمد على خاصية املنظمة يف تســهيل الفهم العــام ،ويف األهداف اجلماعية،
والطرائق الصحية لتفاعل الناس بعضهم ببعض ،واملوارد املجسدة هلذا البعد اليت تتمثل بالشفرات واللغة
والقصص املشــتركة ( ،)Pastoriza, Arino, & Ricart, 2008ويتمتع هذا البعد بوســائل تيسري املوارد
والعالقات املتبادلة بني اجلماعات ،ويركز على املعىن والفهم املشــترك الذي يتمتع به األفراد واجلماعات
مع بعضهم ببعض (.)Lesser & Prusak, 2000
.2البعد العالقايت:
وهو نوع من العالقات الشــخصية اليت يطورها األفراد مع بعضهم عرب تاريخ من التفاعالت غري الرمسية
( ،)Smerek & Denison, 2007ويعرفــه WeberوWeberا( )2007بأنــه :كمية العالقات اخلاصة
والعالقات املحددة اليت تؤثر يف سلوك اآلخرين ،ومن خالل تطور هذه العالقات الشخصية يبقى األفراد
العاملــون علــى توافق يف القواعــد ،وتعاون يف العمل ،وزيادة يف املشــاركة .كما أنه يعــد البعد املكون من
جمموعــة مــن العالقات اخلاصة والعائــدة إىل األفراد فيمــا بينهم ،والذي ال حيدد بشــكل دقيق عرب
األصــل الثقايف والتارخيــي ،بل عرب االحترام املتبادل والصداقة والثقــة ،واألمانة ،والعالقات املتبادلة،
واملعايري ،واالشــتراك يف االلتزامات ،والتوقعات بطريقة خمتلفة عن البعد اإلدراكي املعتمد على الثقافة
(.)Vadekal & Sankaran, 2005
الدراسات السابقة:
تعترب الدراســات الســابقة الركيزة األساســية اليت يقوم عليها موضوع الدراسة ،السيما أن مفاهيم رأس
املال البشــري واالجتماعي واألداء املنظمي تعترب من املفاهيم اإلدارية احلديثة اليت ظهرت على الساحة
املعرفية ،حيث أســفرت جهود الباحثني منذ بداية القرن احلادي والعشرين عن ظهور عدد من الدراسات
اليت تناولت املفاهيم السابقة ودورها يف عملية دعم القدرات التنافسية ملنظمات األعمال ،وبناء على ذلك
فالبحث احلايل يعرض بعض الدراســات العربية واالجنبية اليت ســبق أن تناولت موضوع هذا البحث أو
بعضا من جوانبه.
دراسة بلل ( :)2015هدفت الدراسة إىل معرفة دور السلوك املنظمي يف أداء منظمات األعمال يف القطاع
املصريف السوداين ،وتوصلت الدراسة إىل عدة نتائج كان أمهها :وجود أثر إجيايب للثقافة التنظيمية على
مستوى كفاءة أداء املصارف.
دراسة عثمان واملطارنة ( :)2016هدفت الدراسة إىل معرفة أثر احلاكمية املؤسسية على األداء املؤسسي
يف الشركات الصناعية األردنية ،وقد توصلت الدراسة إىل وجود أثر إجيايب ملبدأ ضمان وجود إطار فعال
للحاكمية ،وملبدأ محاية حقوق املســامهني ،وملبدأ دور أصحاب املصاحل ،وملبدأ مســؤوليات جملس اإلدارة،
وملبدأ اإلفصاح والشفافية على األداء املؤسسي املتمثل يف اجلدوى املالية والنمو والفاعلية والكفاءة واحلد
من املخاطر يف الشركات الصناعية االردنية.
دراســة علي ( :)2018هدفت الدراســة إىل التعرف على دور إعادة هندسة العمليات اإلدارية يف حتسني
األداء املؤسســي يف الشــركة العامة ملخابز القاهرة الكربى ،وتوصلت الدراســة إىل وجود عالقة طردية
إجيابية قوية بني تطبيق مبادئ إعادة هندسة العمليات اإلدارية وحتسني األداء املؤسسي.
دراسة JamalوSaifا( :)2011هدفت الدراسة إىل توضيح العالقة بني إدارة رأس املال البشري واألداء
املنظمي ،وقد توصلت الدراسة إىل جمموعة استنتاجات من أمهها :أن املنظمات اليت تستخدم إدارة رأس
املال البشري هلا تأثري إجيايب كبري على األداء املنظمي.
دراســة براهيمي وقويرش ( :)2019هدفت الدراســة إىل حتليل العالقة بني رأس املال البشــري واألداء
املنظمي يف املؤسســات االستشفائية اخلاصة يف والية الشلف ،وقد توصلت الدراسة إىل وجود أثر موجب
ذي داللة معنوية يف مجيع أبعاد رأس املال البشري على األداء املنظمي.
دراسة عبد وخليفة ( :)2016هدفت الدراسة إىل معرفة انعكاس استراتيجية اختيار العاملني على رأس
املال البشري يف جامعة بغداد ،ومن أبرز النتائج اليت مت التوصل إليها وجود عالقة ارتباط طردية وتأثري
إجيايب النعكاس استراتيجية اختيار العاملني على رأس املال البشري.
دراســة الكبيســي والكعود ( :)2016هدفت الدراسة إىل تشخيص ممارسات القيادة األكادميية وأثرها يف
تفعيل رأس املال البشــري (استثمارا وتطويرا) يف اجلامعات العراقية ،وتوصلت الدراسة إىل جمموعة من
النتائج ،أمهها :وجود عالقة ارتباط طردية وتأثري إجيايب ملمارسات القيادة األكادميية يف تفعيل رأس
املال البشري يف اجلامعات العراقية املبحوثة.
دراســة املدهون ( :)2020هدفت الدراســة إىل التعرف على اإلطار املفاهيمي للميزة التنافسية ،والتعرف
على طبيعة رأس املال البشري ،وكيفية حتقيق امليزة التنافسية من خالله ،وقياس تأثري رأس املال البشري
يف حتقيق امليزة التنافسية يف البنوك التجارية بفلسطني .وتوصلت الدارسة إىل عدد من النتائج ،أمهها:
وجود تأثري لرأس املال البشري يف حتقيق امليزة التنافسية يف البنوك التجارية بفلسطني.
دراســة وليد ( :)2015هدفت الدراســة إىل توضيح مدى إســهام التحسني املســتمر يف تطوير رأس املال
االجتماعــي يف كليــة دجلة اجلامعة – العــراق ،وتوصلت إىل عدد من النتائج أكــدت معظمها على وجود
عالقة ارتباط وتأثري بني التحسني املستمر وتطوير رأس املال االجتماعي.
دراسة بدراوي واخلفاجي ( :)2015هدفت الدراسة إىل إجياد العالقة بني رأس املال االجتماعي واألداء
املنظمي يف شركة احلفر العراقية يف البصرة ،وتوصلت الدراسة إىل أن رأس املال االجتماعي له دور مهم
يف تقدمي الدعم الالزم يف الشركات ،واستثماره لتحسني األداء.
دراسة هدية ( :)2021هدفت الدراسة إىل التعرف على مفهوم رأس املال االجتماعي التنظيمي وكيف ميكن
بناؤه واســتثماره ،وقد توصلت الدراسة إىل جمموعة من النتائج ،أمهها :أن مفهوم رأس املال االجتماعي
التنظيمي يقوم على أســاس وجود شــبكة من العالقات االجتماعية التنظيمية املتماسكة متكن وبثقة من
تبادل املعارف واملهارات االستثنائية بني األعضاء داخل جامعة امللك خالد وخارجها.
مشكلة الدراسة:
أصبحــت اليوم تقنية املعلومات واالتصاالت املحرك األساســي لعجلــة التنمية يف كل دول العامل ،وتعترب
بطء كبري يف مواكبة التطورات اليت من شأهنا تسريع عجلةاجلمهورية اليمنية من الدول اليت تعاين من ٍ
التنميــة يف كل القطاعــات اخلاصة والعامــة ،ويعترب األداء املنظمي املحور الرئيــس الذي تنصب حوله
جهود كافة املنظمات ،وهو يشــكل أهــم أهدافها؛ حيث أن املنظمات تســعى إىل أن تؤدي وظائفها بكفاءة
وفاعلية ،وهذه ترتبط يف أي منظمة بكفاءة العنصر البشــري ،وقدرته على العمل ورغبته فيه؛ باعتباره
العنصر املؤثر والفعال يف اســتخدام املوارد املادية املتاحة (بلل ،)2015 ،باإلضافة إىل ذلك فإن حتقيق
املنظمــات للنتائج ذات الطابع املتميز ال يعتمد علــى تركيزها فقط على مهارات وخربات وقدرات العاملني
لديها بشكل فردي ،بل جيب عليها أن تسعى كذلك لتحقيق وتوطيد العالقات بني العاملني ،وأن تساعد على
زرع الثقة بينهم ،وأن تنمي فيهم روح املشاركة ،وهنا يأيت دور رأس املال االجتماعي ،والذي ال يقل أمهية
عن رأس املال البشــري ،بل يعتــر مكمال له ،وهذا ما تعاين منه منظمات االتصــاالت اليمنية ،فقد جاء
يف دراســة ملحم ،الشيخ والشــريف ( )2009أن منظمات االتصاالت اليمنية تفتقر إىل قادة مبدعني بشكل
متميز ،باإلضافة إىل مســتوى اإلدارة يف بعض املمارســات القيادية الداعمة لإلبــداع كوضوح األهداف،
والتمكني ،واالتصال الفعال بني املوظفني ،وتوفري املوارد والتدريب مبستوى متوسط ،ومبستوى ضعيف لكل
من احلوافز واملكافآت ،وقد أشــارت دراســة الغيلي ( )2008إىل أن مستوى العمل اجلماعي بني العاملني يف
املؤسسة العامة لالتصاالت بروح الفريق الواحد متوسط ،وهذا دليل على وجود ضعف يف العالقات والثقة
والتعاون بني العاملني بعضهم بعضا ،وبني العاملني واملنظمة ذاهتا.
ومن خالل ما ســبق ذكره يتبني لنا وجود إشــكالية لدى شــركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية يف
استيعاب مدى أمهية التركيز على رأس املال البشري ورأس املال االجتماعي؛ كوهنما من املحاور الرئيسية
يف زيــادة فاعليــة وكفاءة أي منظمة؛ للوصول إىل مســتوى أداء منظمي أفضل .وبناءعليه فإن املشــكلة
األساســية اليت تســعى هذه الدراســة لإلجابة عن أســئلتها تتجسد يف الســؤال اآليت :ما أثر رأس املال
البشري يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية؟
أهداف الدراسة:
ميكن حتديد األهداف الرئيسية اليت تسعى الدراسة إىل حتقيقها يف اآليت:
.1حتديــد أثر رأس املال البشــري يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتــف النقال باجلمهورية
اليمنية.
وتتفرع منه األهداف اآلتية:
-حتديد أثر املعرفة يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
-حتديد أثر املهارة على األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
-حتديد أثر اخلربة على األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
.2حتديد أثر رأس املال البشري يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية
اليمنية.
وتتفرع منه األهداف اآلتية:
-حتديد أثر املعرفة يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
-حتديد أثر املهارة يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
-حتديد أثر اخلربة يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
.3حتديــد أثر رأس املال االجتماعي يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال باجلمهورية
اليمنية.
وتتفرع منه األهداف اآلتية:
-حتديد أثر رأس املال اإلدراكي يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
-حتديد أثر رأس املال العالقايت يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
.4حتديد أثر رأس املال البشــري يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شركات
اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
وتتفرع منه األهداف اآلتية:
-حتديــد أثــر املعرفــة يف األداء املنظمي من خالل رأس املــال االجتماعي يف شــركات اهلاتف النقال
باجلمهورية اليمنية.
-حتديــد أثــر املهــارة يف األداء املنظمي مــن خالل رأس املــال االجتماعي يف شــركات اهلاتف النقال
باجلمهورية اليمنية.
-حتديــد أثــر اخلــرة يف األداء املنظمي من خالل رأس املــال االجتماعي يف شــركات اهلاتف النقال
باجلمهورية اليمنية.
.5التعرف على مستوى الفروق يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية
اليت تعزى للمتغريات املنظمية( :حجم الشركة ،وعمر الشركة).
النموذج المعرفي للدراسة:
من أجل حتديد أهداف الدراســة وفرضياهتا منهجيا وعلميا مت حتديد منوذج الدراســة ،الذي يتكون من
املتغري املســتقل املتمثل بأبعاد رأس املال البشــري ،واملتغري التابع املتمثل بأبعاد األداء املنظمي ،باإلضافة
إىل املتغري الوسيط املتمثل بأبعاد رأس املال االجتماعي ،كما هو موضح يف الشكل (:)1
H
المتغير التابع المتغير المستقل
H H
االداء المنظمي المتغير الوسيط رأس المال البشري
رأس المال االجتماعي
المعرفة
اإلدراكي
الكفاءة والفاعلية
المهارة
العالقاتي
H الخبرة
.3يوجد أثر ذو داللة إحصائية للمهارة يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية
اليمنية.
الفرضية الرئيســية الثالثة :يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرأس املال االجتماعي يف األداء املنظمي يف
شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
وتنبثق من هذه الفرضية الفرضيات اآلتية:
.1يوجــد أثــر ذو داللة إحصائية لرأس املــال العالقايت يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال
باجلمهورية اليمنية.
.2يوجــد أثر ذو داللــة إحصائية لرأس املال اإلدراكــي يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال
باجلمهورية اليمنية.
الفرضية الرئيســية الرابعــة :يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرأس املال البشــري يف األداء املنظمي من
خالل رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
وتنبثق من هذه الفرضية الفرضيات اآلتية:
.1يوجد أثر ذو داللة إحصائية للمعرفة يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
.2يوجــد أثر ذو داللة إحصائية للمهارة يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
.3يوجد أثر ذو داللة إحصائية للخربة يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية.
الفرضية الرئيســية اخلامســة :هناك فروق ذات داللــة إحصائية يف األداء املنظمــي تعزى للمتغريات
املنظمية املتمثلة يف( :حجم الشركة ،وعمر الشركة).
منهجية الدراسة وإجراءاتها:
منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة على املنهج التحليلي؛ الختبار صحة فرضيات الدراسة.
جمتمع الدراسة وعينتها:
مت اختيار مجيع شــركات االتصاالت يف اجلمهورية اليمنية ميدانا هلذه الدراســة ،حيث تعترب اخلدمات
اليت تقدمها هذه الشــركات أحد أهم الركائز اليت يعتمد عليها األفراد واملؤسســات يف التواصل مع العامل
اخلارجــي ،والــي جعلت من العامل قريــة صغرية ،وجعلته يف متناول اجلميــع؛ ولذلك فإهنا حترص على
تقــدمي خدماهتا جبودة عالية وحداثة متجدده ،وذلك حرصا منها علــى مواكبة التغريات التكنولوجية
املتسارعة يف جمال االتصال ،وهذا يتطلب منها مستوى أداء ذا كفاءة وفاعلية.
ومبا أن رأس املال البشــري ال يقتصر على مســتوى معني أو شــرحية ما فقد مت حتديد مجيع موظفي هذه
الشركات بكافة املستويات اإلدارية :العليا ،والوسطى ،والدنيا ،ومت التركيز على كل الشرائح من العاملني،
والســيما العاملني يف اجلانب اإلداري وآخرين يف اجلانب اهلندســي والربجمي داخل الشركات ،باإلضافة
إىل املختصني الفنيني لألجهزة اخلاصة بالشــركات خارج إطار الشركة ،ويبلغ عدد شركات االتصاالت يف
اليمن ( )4شــركات ،وإمجايل عدد موظفي هذه الشــركات هو ( )2120موظفا وموظفة ،وقدمت اختيارهم
مجيعا مبختلف مســتوياهتم الوظيفية كمجتمع للدراســة ،كما هو موضح يف اجلدول ( ،)2مت حتديد حجم
عينة الدراسة بناء على جدول العينات لـ KrejcieوMorganا( ،)1970وبـلغت ( )327موظفا وموظفة
من مجيع شــركات االتصاالت ،وقد مت اختيار العينة الطبقية العشوائية النسبية؛ وذلك استهدافا جلميع
املستويات اإلدارية املختلفة ملجتمع الدراسة ،كما هو موضح يف اجلدول (.)1
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر رأس املال البشري يف األداء
0.000 17.978 0.746 0.000 323.217 0.556 0.746
املنظمي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح من اجلــدول ( )2أن هناك أثرا ذا داللة احصائية لـــرأس املال البشــري يف األداء املنظمي ،فقد
بلغت درجة معامل التحديد R2ا( ،)0.556وهذا يعين أن رأس املال البشــري بشــكل عام يفســر ما نسبته
( )0.556مــن التبايــن أو التغريات يف األداء املنظمي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 55.6من األداء املنظمي
يف شــركات اهلاتف النقال ناتج من رأس املال البشــري املتوفر فيها ،كما بلغت قيمة معامل االحندار Beta
ا( ،)0.746وهذا يعين أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ستكون الزيادة يف
(رأس املال البشري) بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال مبقدار
( .)% 74.6ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة اليت بلغت ( ،)323.217وهي دالة عند مستوى
داللــة ( ،)0.05وبالتايل مت إثبــات صحة وجود أثر ذي داللة إحصائية لرأس املال البشــري يف األداء
املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية ،وأيضا مت إثبات صحة الفرضية الرئيسية األوىل،
وهو ما توصلت إليه الدراســة من وجود أثرلرأس املال البشري على أداء املنظمات یطابق ما توصلت إلیه
بعض النظریات اليت درســت رأس املال البشــري ،والســيما نظریة رأس املال البشري ل ( ) Schultzاليت
توصلت إىل أن رأس املال البشــري يف املنظمات ال یقل أمهية عن رأس املال املادي واملايل هلا ،بل إن لرأس
املال البشري أولویة االهتمام إذا أرادت املنظمة التمیز يف مستوى أدائها ،حیث إن مستوى كفاءة أي منظمة
یقاس مبستوى كفاءة هذا املورد؛ لذلك فإن رأس املال البشري یعترب املورد األول واألهم يف أي منظمة ،وأن
مستوى األداء فيها یرتكز بشكل أساسي على مستوى االهتمام برأس املال البشري.
.1اختبار الفرضية الفرعية األوىل من الفرضية الرئيسية األوىل:
نصــت الفرضيــة الفرعية االوىل على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائيــة للمعرفة يف األداء املنظمي يف
شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية" ،والختبار صحة هذه الفرضية مت استخدام حتليل االحندار
البسيط ،كما يوضح ذلك اجلدول (.)3
جدول ( :)3نتائج اختبار الفرضية الفرعية االوىل
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* 16.531 0.717 * 273.276 0.514 0.717 أثر املعرفة يف األداء املنظمي
0.000 0.000
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح مــن اجلدول ( )3أن هناك أثــرا ذا داللة إحصائية للمعرفــة يف األداء املنظمي ،فقد بلغت درجة
معامل التحديد R2ا( )0.514فاتضح أن املعرفة بشكل عام تفسر ما نسبته ( )0.514من التباين أو التغريات
يف األداء املنظمــي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 51.4مــن األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال ناتج
مــن املعرفة املكتســبة لدى العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحنــدار Betaا(،)0.717
وهذا يعين أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون الزيادة يف اكتســاب
معــارف جديدة بدرجة واحــدة قد يؤدي إىل زيادة يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال مبقدار
( ،)% 71.7ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة اليت بلغت ( ،)273.276وهي دالة عند مستوى
داللــة ( ،)0.05وبالتــايل مت إثبــات صحة وجود أثر ذي داللــة احصائية للمعرفــة يف األداء املنظمي
يف شــركات اهلاتــف النقال باجلمهورية اليمنيــة ،وايضا مت إثبات صحة الفرضيــة الفرعية األوىل من
الفرضية الرئيسية األوىل.
.2اختبار صحة الفرضية الفرعية الثانية من الفرضية الرئيسية االوىل:
نصــت الفرضية الفرعية الثانية علــى أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية للمهــارة يف األداء املنظمي يف
شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية" ،والختبار صحة هذه الفرضية مت استخدام حتليل االحندار
البسيط ،كما يوضح ذلك اجلدول (.)4
جدول ( :)4نتائج اختبار صحة الفرضية الفرعية الثانية
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* 10.202 0.536 * 104.085 0.287 0.536 أثر املهارة يف األداء املنظمي
0.000 0.000
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح مــن اجلــدول ( )4أن هناك أثرا ذا داللة إحصائيــة للمهارة يف األداء املنظمــي ،فقد بلغت درجة
معامل التحديد R2ا( )0.287فاتضح أن املهارة بشكل عام تفسر ما نسبته ( )0.287من التباين أو التغريات
يف األداء املنظمــي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 28.7مــن األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال ناتج
من املهارات املكتســبة لدى العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحنــدار Betaا(،)0.536
وهذا يعين أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون الزيادة يف اكتســاب
مهــارات جديــدة بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال مبقدار
( ،)% 53.6ويؤكــد معنويــة هذه النتيجة قيمة Fاملحســوبة واليت بلغــت ( ،)104.085وهي دالة عند
مستوى داللة ( ،)0.05وبالتايل مت إثبات صحة وجود أثر ذي داللة إحصائية للمهارة يف األداء املنظمي
يف شركات اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية .وبالتايل مت إثبات صحة الفرضية الفرعية الثانية من
الفرضية الرئيسية األوىل.
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* 12.722 0.621 * 161.849 0.385 0.621 أثر اخلربة يف األداء املنظمي
0.000 0.000
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )5أن هناك أثرا ذا داللة إحصائية للخربة يف األداء املنظمي ،فقد بلغت درجة معامل
التحديد R2ا( )0.385فاتضح أن اخلربة بشــكل عام تفســر ما نســبته ( )0.385مــن التباين أو التغريات
يف األداء املنظمــي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 38.5مــن األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال ناتج
مــن اخلربة املكتســبة لدى العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحنــدار Betaا(،)0.621
وهذا يعين أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون الزيادة يف اكتســاب
خــرات جديــدة بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال مبقدار
( ،)% 62.1ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة اليت بلغت ( ،)161.849وهي دالة عند مستوى
داللــة ( ،)0.05وبالتــايل مت إثبات صحة وجــود أثر ذي داللة احصائية للخــرة يف األداء املنظمي يف
شركات اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية ،وأيضا إثبات صحة الفرضية الفرعية الثالثة من الفرضية
الرئيسية األوىل.
ثانيا :اختبار الفرضية الرئيسية الثانية:
نصت الفرضية الرئيسية الثانية على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرأس املال البشري يف رأس املال
االجتماعي يف شــركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت استخدام حتليل
االحندار البسيط ،كما يوضح ذلك اجلدول (.)6
جدول ( :)6نتائج اختبار صحة الفرضية الرئيسية الثانية
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر رأس املال البشري يف رأس
0.000 16.461 0.716 0.000 270.979 0.512 0.716
املال االجتماعي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )6أن هناك أثرا ذا داللة احصائية لرأس املال البشري يف رأس املال االجتماعي ،فقد
بلغت درجة معامل التحديد R2ا( )0.512فاتضح أن رأس املال البشري بشكل عام يفسر ما نسبته ()0.512
من التباين أو التغريات يف رأس املال االجتماعي ،مما قد يشري إىل أن ( )% 51.2من رأس املال االجتماعي
يف شــركات اهلاتف النقال ناتج من رأس ماهلا البشــري املتوفر يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل
االحنــدار Betaا( ،)0.716وهــذا يعين أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛
ســتكون الزيادة يف تنمية رأس املال البشــري بدرجة واحدة قد تؤدي إىل زيادة يف رأس املال االجتماعي
يف شــركات اهلاتف النقال مبقدار ( ،)% 71.6ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحســوبة اليت بلغت
( ،)270.979وهي دالة عند مســتوى داللة ( ،)0.05وبالتايل نثبت وجود أثر ذي داللة إحصائية لرأس
املال البشري يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية ،كما صحة الفرضية
الرئيســية الثانية بشــكل عام .وما توصلت إليه هذه الدراســة من خالل هــذه الفرضیة ،خیالف بعض
الدراســات اليت درســت كال من رأس املال البشــري ورأس املال االجتماعي ،وأثبتت وجــود أثر رأس املال
االجتماعي يف رأس املال البشــري ،بینما توصلت هذه الدراســة إىل وجود أثر لرأس املال البشري يف رأس
املال االجتماعي ،وأن هذا االختالف یفســره التوجه احلدیث لرأس املال االجتماعي ،فكما هو املعتاد فإن
رأس املال االجتماعي یقوم بدراســة اجلماعات ممثلة يف األسرة ،واألصدقاء ،ومنظمات املجتمع املدين ،و
ما إىل ذلك ،وهذا النوع من رأس املال االجتماعي یكون املؤثر على رأس املال البشــري ،بل إنه یعترب أحد
املكونات األساســیة يف تكوينه ،حيث أن ما التوجه احلدیث لــرأس املال االجتماعي يف املنظمات وجد أنه
یتأثر برأس املال البشري؛ أي أن رأس املال البشري یعترب مكونا أساسيا يف تكوین رأس املال االجتماعي يف
املنظمات ،وقد توافقت نتائج الدراسة مع نتائج دراسة العزني واملال ( ،)2015ودراسة العبادي (.)2014
.1اختبار الفرضية صحة الفرعية األوىل من الفرضية الرئيسية الثانية:
نصــت الفرضية علــى أنه "يوجد أثر ذو داللــة إحصائية للمعرفة يف رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت اســتخدام حتليل االحندار البسيط ،كما
يف اجلدول (.)7
جدول ( :)7نتائج اختبار صحة الفرضية الفرعية األوىل
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر املعرفة يف رأس املال
0.000 12.745 0.622 0.000 162.439 0.386 0.622
االجتماعي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح مــن اجلدول ( )7أن هناك أثــرا ذا داللة إحصائية للمعرفة يف رأس املــال االجتماعي ،فقد بلغت
درجة معامل التحديد R2ا( )0.386فاتضح أن املعرفة بشــكل عام تفسر ما نسبته ( )0.386من التباين أو
التغريات يف رأس املال االجتماعي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 38.6من رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال ناتج من املعارف املكتســبة لدى العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحندار
Betaا( ،)0.622وهــذا يعــي أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون
الزيادة يف اكتساب معارف جديدة بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف رأس املال االجتماعي يف شركات
اهلاتف النقال مبقدار ( ،)% 62.2ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة اليت بلغت (،)162.439
وهي دالة عند مستوى داللة ( ،)0.05وبالتايل نثبت وجود أثر ذي داللة إحصائية للمعرفة يف رأس املال
االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية ،كما نثبت صحة الفرضية الفرعية األوىل من
الفرضية الرئيسية الثانية.
.2اختبار صحة الفرضية الفرعية الثانية من الفرضية الرئيسية الثانية:
نصت الفرضية على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية للخربة يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف
النقــال باجلمهوريــة اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت اســتخدام حتليل االحندار البســيط ،كما يف
اجلدول (.)8
جدول ( :)8نتائج اختبار صحة الفرضية الفرعية الثانية
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر اخلربة يف رأس املال
0.000 12.120 0.602 0.000 146.897 0.363 0.602
االجتماعي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )8أن هناك أثرا ذا داللة إحصائية للخربة يف رأس املال االجتماعي ،فقد بلغت درجة
معامل التحديد R2ا( )% 36.3فاتضح أن (اخلربة) بشــكل عام تفســر ما نســبته ( )0.363من التباين أو
التغريات يف رأس املال االجتماعي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 36.3من رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال ناتج من اخلربة املكتســبة لدى العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحندار
Betaا( ،)0.602وهــذا يعــي أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون
الزيادة يف اكتساب خربات جديدة بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف رأس املال االجتماعي يف شركات
اهلاتف النقال مبقدار ( ،)% 60.2ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة واليت بلغت (،)146.897
وهــي دالة عند مســتوى داللة ( ،)0.05وبالتايل مت إثبات صحة وجــود أثر ذي داللة إحصائية للخربة
يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية .وبالتايل نثبت صحة الفرضية
الفرعية الثانية من الفرضية الرئيسية الثانية.
.3اختبار صحة الفرضية الفرعية الثالثة من الفرضية الرئيسية الثانية:
نصت الفرضية على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية للمهارة يف رأس املال االجتماعي يف شركات اهلاتف
النقــال يف اجلمهورية اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت اســتخدام حتليل االحندار البســيط ،كما يف
اجلدول (.)9
جدول ( :)9نتائج اختبار صحة الفرضية الفرعية الثالثة
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر املهارة يف رأس املال
0.000 12.332 0.609 0.000 152.074 0.371 0.609
االجتماعي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح مــن اجلــدول ( )9أن هناك أثرا ذا داللة إحصائيــة للمهارة يف رأس املــال االجتماعي ،فقد بلغت
درجة معامل التحديد R2ا( )0.371فاتضح أن املهارة بشــكل عام تفســر ما نسبته ( )0.371من التباين أو
التغريات يف رأس املال االجتماعي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 37.1من رأس املال االجتماعي يف شــركات
اهلاتف النقال ناتج من املهارات املكتســبة لدى العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحندار
Betaا( ،)0.609وهــذا يعــي أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون
الزيادة يف اكتساب مهارات جديدة بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف رأس املال االجتماعي يف شركات
اهلاتف النقال مبقدار ( ،)% 60.9ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحســوبة اليت بلغت ()152.074
وهــي دالة عند مســتوى داللــة ( ،)0.05بالتايل مت إثبات صحة وجود أثــر ذي داللة إحصائية للمهارة
يف رأس املال االجتماعي يف شــركات اهلاتف النقال باجلمهوريــة اليمنية ،وبالتايل نثبت صحة الفرضية
الفرعية الثالثة من الفرضية الرئيسية الثانية.
ثالثا :اختبار صحة الفرضية الرئيسية الثالثة:
نصت الفرضية الرئيسية الثالثة على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرأس املال االجتماعي يف األداء
املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال باجلمهوريــة اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت اســتخدام حتليل
االحندار البسيط ،كما يف اجلدول (.)10
جدول ( :)10نتائج اختبار صحة الفرضية الرئيسية الثالثة
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر رأس املال االجتماعي يف
0.000 12.513 0.615 0.000 156.564 0.378 0.615
األداء املنظمي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح مــن اجلدول ( )10أن هناك أثرا ذا داللة إحصائية لرأس املال االجتماعي يف األداء املنظمي ،فقد
بلغت معامل التحديد R2ا( )0.378فاتضح أن رأس املال االجتماعي بشــكل عام يفســر ما نسبته ()0.378
مــن التبايــن أو التغريات يف االداء املنظمي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 37.8من رأس املال االجتماعي يف
شــركات اهلاتف النقال ناتج من األداء املنظمي املتوفر يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحندار
Betaا( ،)0.615وهــذا يعــي أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون
الزيادة يف تنمية رأس املال االجتماعي بدرجة واحدة قد يؤدي إىل زيادة يف االداء املنظمي يف شــركات
اهلاتف النقال مبقدار (،)% 61.5ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة واليت بلغت ()156.564
وهــي دالة عند مســتوى داللــة ( ،)0.05وبالتايل مت إثبات صحة وجود أثــر ذي داللة إحصائية لرأس
املال االجتماعي يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية ،وبالتايل نثبت صحة
الفرضية الرئيسية الثالثة بشكل عام.
إن إثبــات فرضیة البحث الثالثة ،تفســر لنا ما جاءت به نظریة العالقات اإلنســانیة لـ Mayo Elton
يف أن التنظیــم عبارة عن أمناط واجتاهات ســلوكیة واجتماعیة أكثر من كونه جمرد هيكل وبناء جامد،
باإلضافة إىل تركیزها على اجلانب النفسي واملعنوي للعاملنی داخل املنظمات ،وكیف أن سلوك األفراد يف
اجلماعــة خیتلف متاما ویكون أكثر فاعلیة ،وهذا ما أثبتته نتائج هذه الدراســة كیف أن العاملنی مییلون
لالندماج واملشاركة ألداء أعماهلم ،وكیف أهنم یسعون دائما لتعزیز عالقاهتم االجتماعیة داخل املنظمة،
وذلك إلمیاهنم بأنه كلما تعززت هذه العالقات ســاعدهم ذلك يف إجناز أعماهلم بشــكل افضل وأســرع ،إن
العمــل اجلماعــي وتعزیز اجلانب االجتماعي یعطــي للعاملنی دافعا للعمل ،ویرفع من مســتوى معنویاهتم
إلجناز كل ما یطلب منهم ،وقد توافقت هذه النتائج مع دراسة Leeا(.)2008
.1اختبار صحة الفرضية الفرعية األوىل من الفرضية الرئيسية الثالثة:
نصت الفرضية على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرأس املال العالقايت يف األداء املنظمي يف شركات
اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت اســتخدام حتليل االحندار البسيط ،كما
يف اجلدول (.)11
جدول ( :)11نتائج اختبار صحة الفرضية الفرعية األوىل
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر رأس املال العالقايت يف
0.000 12.130 0.603 0.000 147.130 0.363 0.603
األداء املنظمي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )11أن هناك أثرا ذا داللة إحصائية لرأس املال العالقايت يف األداء املنظمي ،فقد بلغت
درجة معامل التحديد R2ا( )0.363فاتضح أن رأس املال العالقايت بشــكل عام يفســر ما نسبته ()0.363
من التباين أو التغريات يف األداء املنظمي ،مما قد يشــر إىل أن ( )% 36.3من األداء املنظمي يف شــركات
اهلاتف النقال ناتج من العالقات املكتسبة لدى العاملني يف هذه الشركات ،كما بلغت قيمة معامل االحندار
Betaا( ،)0.603وهــذا يعــي أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون
الزيــادة يف اكتســاب عالقات جديدة بدرجة واحــدة قد يؤدي إىل زيادة يف األداء املنظمي يف شــركات
اهلاتف النقال مبقدار ( ،)% 60.3ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة اليت بلغت (،)147.130
وهــي دالة عند مســتوى داللة ( .)0.05بالتايل مت إثبــات صحة وجود أثر ذي داللــة إحصائية للبعد
العالقايت يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال باجلمهورية اليمنية ،وبالتايل نثبت صحة الفرضية
الفرعية األوىل من الفرضية الرئيسية الثالثة.
.2اختبار صحة الفرضية الفرعية الثانية من الفرضية الرئيسية الثالثة:
نصت الفرضية على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية لرأس املال اإلدراكي يف األداء املنظمي يف شركات
اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت اســتخدام حتليل االحندار البســيط،
كما يف اجلدول (.)12
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية
* * أثر رأس املال اإلدراكي يف األداء
0.000 9.544 0.511 0.000 91.092 0.261 0.511
املنظمي
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضــح من اجلــدول ( )12أن هناك أثرا ذا داللة إحصائية لرأس املــال اإلدراكي يف األداء املنظمي ،فقد
بلغت درجة معامل التحديد R2ا( )0.261فاتضح أن البعد اإلدراكي بشكل عام يفسر ما نسبته ( )0.261من
التباين أو التغريات يف األداء املنظمي ،مما قد يشري إىل أن ( )% 26.1من األداء املنظمي يف شركات اهلاتف
النقال ناتج من إدراك العاملني يف هذه الشــركات ،كما بلغت قيمة معامل االحندار Betaا( ،)0.511وهذا
يعين أنه بافتراض حتييد أثر أي متغريات أخرى مل ختضع للدراســة؛ ســتكون الزيادة يف إدراك العاملني
بدرجة واحدة قد تؤدي إىل زيادة يف األداء املنظمي يف شركات اهلاتف النقال مبقدار ( ،)% 51.1ويؤكد
معنويــة هذه النتيجة قيمة Fاملحســوبة الــي بلغت ( ،)91.092وهي دالة عند مســتوى داللة (،)0.05
وبالتايل نثبت وجود أثر ذي داللة إحصائية للبعد االدراكي يف األداء املنظمي يف شــركات اهلاتف النقال
باجلمهورية اليمنية ،وبالتايل مت إثبات صحة الفرضية الفرعية الثانية من الفرضية الرئيسية الثالثة.
رابعا :اختبار صحة الفرضية الرئيسية الرابعة:
مت صياغــة الفرضيــة الرئيســية الرابعة الــي نصت على أنه "يوجــد أثر ذو داللــة إحصائية لرأس
املال البشــري يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي يف شــركات اهلاتــف النقال باجلمهورية
اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت استخدام حتليل االحندار البسيط واملتعدد حبسب طريقة Baron
وKennyا( ،)1986والذين اقترحا منهجية مكونة من أربع خطوات الختبار أثر املتغري الوسيط باستخدام
عــدة اختبارات متتابعة باســتخدام حتليل االحنــدار ،حيث يتم فحص معامالت االحنــدار (قيمة البيتا
)Betaومستويات الداللة اليت ختصها .وميكن توضيح هذه املنهجية باستخدام املخطط يف الشكل (.)2
c
a b
X M Y
وبنــاء علــى ذلك مت تطبيق طريقة BaronوKennyا( )1986يف البحــث عن أثر رأس املال االجتماعي
كمتغري وسيط يف كل الفرضيات بني رأس املال البشري واألداء املنظمي ،كما يف اجلدول (.)13
جدول ( :)13اخلطوات التأكيدية الختبار الفرضية الرئيسية الرابعة
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية اخلطوة
تأثري رأس املال البشري
* 16.461 0.716 * 270.979 0.512 0.716 ( )Xيف رأس املال 1
0.000 0.000
االجتماعي ()M
تأثري رأس املال
* 12.513 0.615 * 156.564 0.378 0.615 االجتماعي ( )Mيف 2
0.000 0.000
األداء املنظمي ()Y
تأثري رأس املال البشري
* 17.978 0.746 * 323.217 0.556 0.746 ( )Xيف األداء املنظمي 3
0.000 0.000
()Y
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )13أن مجيع قيم معامالت Betaجاءت ذات داللة إحصائية عند مســتوى 0.05يف
مجيع اخلطوات الثالث األوىل ،وهو ما يشري إىل حتقق اخلطوات التأكيدية لوجود التأثري للمتغري الوسيط
(رأس املــال االجتماعي) ،وبالتايل ميكن االنتقال إىل اخلطوة الرابعة لتحديد نوع املتغري التأثري (كلي) أم
(جزئي) .واجلدول ( )14يوضح حتليل االحندار املتعدد للخطوة الرابعة.
جدول ( :)14اخلطوة الرابعة الختبار صحة الفرضية الرئيسية الرابعة
املتغري التابع
VIF Sig. T. Test Beta Sig. F. Test MR2 MR اخلطوة
)األداء املنظمي(
مؤشرات جودة
*0.000 169.984 0.569 0.755
النموذج
التباين أو التغريات يف (األداء املنظمي) ،مما يشــر إىل أن ( )% 75.5تقريبا من األداء املنظمي لشــركات
اهلاتــف النقال اليمنية ناتج من رأس املال البشــري واالجتماعي؛ أي أن رأس املال االجتماعي يكمل رأس
املال البشري يف األثر على األداء املنظمي ،ويؤكد معنوية هذه النتيجة قيمة Fاملحسوبة ملؤشرات مالئمة
النموذج اليت بلغت ( ،)169.984وهي دالة عند مستوى داللة ( ،)0.05وبالتايل نثبت وجود أثر ذي داللة
احصائية لرأس املال البشري يف األداء املنظمي من خالل رأس املال االجتماعي ،وأن نوع األثر هنا هو أثر
(جزئي) ،وإن ما توصلت إليه هذه الفرضیة من وجود أثر لرأس املال البشــري على األداء من خالل رأس
املال االجتماعي هو ما مییز هذه الدراسة عن غريها من الدراسات السابقة.
وحبســب الدراسات اليت درست أثر رأس املال البشري يف األداء املنظمي ،وجد أهنا مجیعا قد توصلت إىل
وجود أثر مباشــر وكبری لرأس املال البشــري على األداء املنظمي ،إال أنه تبنی من خالل هذه الدراسات أن
رأس املال البشــري بشــكل فردي مل حیقق املســتوى املطلوب من األداء ،وأن هناك حلقة مفقودة ممكن أن
تعزز من أدائه ،وحبسب نظریة العالقات اإلنسانیة تبنی أن اجلانب املعنوي للعاملنی مرتبط ارتباطا مباشر
بالعمل اجلماعي والتعاون واملشاركة فیما بنی العاملنی ،وأن املنظمة إذا ركزت فقط على األفراد واعتربهتم
آالت إنتاجیة ،ومل تراع اجلانب املعنوي للعاملنی فإن هذا سیؤدي إىل ركود يف أدائهم وضعف مهمهم جتاه
أدائهم ألعماهلم؛ لذلك فإن وجود رأس املال االجتماعي كجانب أساســي وداعم لرأس املال البشري أصبح
من الضروریات اليت جیب على املنظمات التركیز عليه واالهتمام به.
فــرأس املال البشــري یركز فقط على مســتویات األفراد الفنیــة واملهنية وال يهتم باجلوانب اإلنســانیة
واالجتماعیــة ،وهــذا یؤدي بدوره إىل ضعف فاعلیة املنظمة حیــث إن فاعلیة املنظمات مرتبطة بالعمل
اجلماعي والتعاون واملشاركة ،وحبسب الدراسات السابقة فإن فاعلیة األفراد تزید عندما یكون هناك ثقة
متبادلة وتعاون ومشاركة يف أداء العاملنی يف زیادة فاعلیة األفراد داخل املنظمة ،رئیسیا ألعماهلم ،أي أن
رأس املال االجتماعي يؤدي دورا ،وباملقابل فإن رأس املال االجتماعي یساعد رأس املال البشري يف حتسنی
مســتوى األداء والكفاءة من خالل العمل املتكامل ضمن الفریق الواحد ،فمن خالل رأس املال االجتماعي
فإن مهارات األفراد وخرباهتم ومعارفهم تنتقل فیما بینهم وتتنامى ،ویستفید كل من اآلخر مبا یساعدهم
علــى أداء أعماهلم بكفاءة عالیة ،وإخراجها بالشــكل املطلوب واملنافس ،وقد توافقت نتائج الدراســة مع
نتائج دراسة Chai et al.ا(.)2014
.1اختبار الفرضية الفرعية األوىل من الفرضية الرئيسية الرابعة:
نصــت الفرضيــة على أنه "يوجد أثر ذو داللة إحصائية للمعرفــة يف األداء املنظمي من خالل رأس املال
االجتماعي يف شركات اهلاتف النقال يف اجلمهورية اليمنية" ،والختبار هذه الفرضية مت استخدام حتليل
االحندار البسيط واملتعدد حبسب طريقة BaronوKennyا( ،)1986كما يف اجلدول (.)15
جدول ( :)15اخلطوات التأكيدية الختبار الفرضية الفرعية
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية اخلطوة
يتضح من اجلدول ( )15أن مجيع قيم معامالت Betaجاءت ذات داللة إحصائية عند مســتوى 0.05يف
مجيع اخلطوات الثالث األوىل ،وهو ما يشري إىل حتقق اخلطوات التأكيدية لوجود األثر للمتغري الوسيط
(رأس املــال االجتماعي) ،وبالتايل ميكــن االنتقال إىل اخلطوة الرابعة لتحديد نوع املتغري (التأثري كلي أم
جزئي) .واجلدول ( )16يوضح حتليل االحندار املتعدد للخطوة الرابعة.
جدول ( :)16اخلطوة الرابعة الختبار الفرضية الفرعية األوىل
املتغري التابع
VIF Sig. T. Test Beta Sig. F. Test MR2 MR اخلطوة
)األداء املنظمي(
مؤشرات جودة
*0.000 164.064 0.561 0.749
النموذج
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R العالقة اخلطوة
*0.000 تأثري املهارة ( )Xيف رأس
12.332 0.609 *0.000 152.074 0.371 0.609 1
املال االجتماعي ()M
تأثري رأس املال
*0.000 12.513 0.615 *0.000 156.564 0.378 0.615 االجتماعي ( )Mيف 2
األداء املنظمي ()Y
*0.000 تأثري املهارة ( )Xيف األداء
10.202 0.536 *0.000 104.085 0.287 0.536 3
املنظمي ()Y
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )17أن مجيع قيم معامالت Betaجاءت ذات داللة إحصائية عند مســتوى 0.05يف
مجيع اخلطوات الثالث األوىل ،وهو ما يشري إىل حتقق اخلطوات التأكيدية لوجود األثر للمتغري الوسيط
(رأس املــال االجتماعــي) ،وبالتايل ميكن االنتقال إىل اخلطوة الرابعــة لتحديد نوع املتغري (األثر كلي أم
جزئي) .واجلدول ( )18يوضح حتليل االحندار املتعدد للخطوة الرابعة.
جدول ( :)18اخلطوة الرابعة الختبار الفرضية الفرعية الثانية
املتغري التابع
VIF Sig. T. Test Beta Sig. F. Test MR2 MR اخلطوة
)األداء املنظمي(
مؤشرات جودة
*0.000 92.796 0.419 0.648
النموذج
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية اخلطوة
تأثري اخلربة ( )Xيف
*0.000 12.120 0.602 *0.000 146.897 0.363 0.602 رأس املال االجتماعي 1
()M
تأثري رأس املال
*0.000 12.513 0.615 *0.000 156.564 0.378 0.615 االجتماعي ( )Mيف 2
األداء املنظمي ()Y
جدول ( :)19يتبع
Sig. T. Test Beta Sig. F. Test R2 R الفرضية اخلطوة
*0.000 تأثري اخلربة ( )Xيف
12.722 0.621 *0.000 161.849 0.385 0.621 3
األداء املنظمي ()Y
* داللة إحصائيا عند مستوى داللة ( )0.05فأقل.
يتضح من اجلدول ( )19أن مجيع قيم معامالت Betaجاءت ذات داللة إحصائية عند مســتوى 0.05يف
مجيع اخلطوات الثالث األوىل ،وهو ما يشري إىل حتقق اخلطوات التأكيدية لوجود األثر للمتغري الوسيط
(رأس املــال االجتماعي) ،وبالتايل ميكــن االنتقال إىل اخلطوة الرابعة لتحديد نوع املتغري التأثري (كلي أم
جزئي) ،واجلدول ( )20يوضح حتليل االحندار املتعدد للخطوة الرابعة.
جدول ( :)20اخلطوة الرابعة الختبار الفرضية الفرعية الثالثة
املتغري التابع
VIF Sig. T. Test Beta Sig. F. Test MR2 MR اخلطوة
)األداء املنظمي(
*0.000 مؤشرات جودة
116.876 0.476 0.690
النموذج
One-Way ANOVA
مستوى بني املجموعات داخل املجموعات املحور املتغري
قيمة
الداللة عند املتوسط درجة املتوسط درجة
F
0.05 تربيع احلرية تربيع احلرية
*0.000 8.497 2.862 3 0.337 256 الفاعلية الشركة
.6أظهرت النتائج أن الشركات حريصة على رفع مستوى فاعليتها من خالل االهتمام بالعمليات الداخلية
هلا فقط ،وتوفري كل االحتياجات الالزمة لذلك.
التوصيات:
بناء على االستنتاجات ،تقدم الدراسة جمموعة من التوصيات:
عال من األداء املنظمي ،فإن على املنظمة االهتمام برأس املال البشري واالجتماعي .1لتحقيق مســتوى ٍ
على حد سواء ،فاالهتمام مبحور دون اآلخر ال حيقق النتيجة املرغوبة.
.2أمهية أن يكون للمنظمة معرفة كافية ووعي متكامل ،حول كيفية إدارة رأس املال البشري ،وتنميته،
واملحافظة عليه ،واستثماره بالشكل الذي خيدم املنظمة.
.3ضرورة التوجه حنو تأسيس وتطوير ثقافة رأس املال االجتماعي بشكل ممنهج ،وحتسينه يف املنظمة؛
خدمة للصاحل العام.
.4ضــرورة التفاعل واالتصــال البناء من قبــل االدارة العليا جتاه العاملني ،وتعزيز مســتوى العالقة
معهم ،لدعم الروح املعنوية واملهنية العالية حنو املزيد من اجلهود ،واستغالل الطاقات املتخصصة يف
جماالت العمل ،يف ظل أهداف حمددة وواضحة ومبا حيقق اهداف الشركة يف تقدمي أفضل اخلدمات
للمجتمع.
.5على الشركات عمل برامج تدريبية مكثفة ،مبنية على دراسة الحتياجات العاملني فيها وذلك لتطوير
مستوياهتم الفنية واإلدارية ،ومبا يتوافق مع متغريات البيئة اخلارجية ،يف ظل حتديات املنافسة.
.6ضرورة مشاركة القيادات اإلدارية واإلدارة العليا العاملني يف طرح األفكار واآلراء ،ومشاركته يف رسم
سياسات املنظمة وخططها الدورية ،وعدم إمهال آرائهم مبختلف مستوياهتم اإلدارية.
.7على الشركات إنشاء وحدات متخصصة يف البحث العلمي ،وتشجيعه ،ورعايته ،واالهتمام به ،وتقدمي
العون للباحثني ودعمهم وتسهيل مهامهم.
االسهام البحثي:
وضع مراد النشــمي وحممد العنســي خطة الدراســة ،وقاما ببناء اخللفية النظرية ،وصياغة املشــكلة
البحثية ،وحتديد املنهجية ،وقام حممد العنســي جبمع البيانات ،وحلل كالمها نتائج الدراسة ،وقام مراد
النشمي بتفسري النتائج ومناقشتها ،وصاغ حممد العنسي االستنتاجات والتوصيات ،وأخرياُ ،روجعت املسودة
النهائية للدراسة من قبل مراد النشمي.
المراجع:
أمحد ،ميســون عبداهلل ،وحممد ،دينا مناف ( ،)2012االمناط القيادية ودورها يف تنمية مهارات العاملني:
دراسة استطالعية آلراء عينة من قيادات اإلدارات والعاملني يف مديرية شبكة كهرباء نينوى ،تنمية
الرافدين.232-201 ،)109(34 ،
بــدراوي ،عبد الرضا فرج ،واخلفاجي ،رشــا مهــدي ( ،)2015العالقة بني رأس املــال االجتماعي واألداء
التنظيمي :دراســة ميدانية يف شــركة احلفر العراقية يف البصرة ،جملة الغري للعلوم االقتصادية
واإلدارية.102-74 ،)36(13 ،
براهيمــي ،كرمية ،وقويرش ،نصرية ( ،)2019أثر رأس املال البشــري على األداء التنظيمي يف املؤسســات
االستشفائية اخلاصة – الشلف ،جملة التنمية واالقتصاد التطبيقي.175-164 ،)2(3 ،
بلــل ،عبداحلق علي ( ،)2015دور الســلوك التنظيمي يف أداء منظمات األعمــال :بيئة املنظمة الداخلية
كمتغري معدل (أطروحة دكتوراه) ،جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ،السودان.
حنفي ،عبدالغفار ( ،)2006أساسيات إدارة منظمات األعمال ،اإلسكندرية :الدار اجلامعية.
الشماع ،خليل حممد ( ،)1990مبادئ إدارة األعمال ،املوصل ،العراق :مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر.
الشماع ،خليل حممد حسن ،ومحود ،خضري كاضم ( ،)2000نظرية املنظمة (ط ،)1عمان :دار املسرية للنشر
والتوزيع والطباعة.
الطاهر ،امسهان ماجد ( ،)2012إدارة املعرفة (ط ،)1عمان ،األردن :دار وائل للنشر.
العبادي ،هاشم فوزي ( ،)2014دراسة العالقة بني رأس املال البشري ورأس املال االجتماعي حبث استطالعي
آلراء عينة من التدريســيني يف جامعة الكوفة ،جملة الغري للعلوم االقتصادية واإلدارية،)31(10 ،
.193-168
عبد ،ناظم جواد ،وخليفة ،شــيماء رياض ( ،)2016انعكاس اســتراتيجية اختيــار العاملني على رأس املال
البشــري :حبث ميداين يف جامعة بغــداد ،جملة العلوم االقتصادية واإلداريــة.90-64 ،)93(22 ،
https://doi.org/10.33095/jeas.v22i93.425
عثمــان ،عبدالــرازق حممــد ،واملطارنة ،عبدالوهــاب ســامة ( ،)2016احلاكمية املؤسســية وأثرها على
االداء املؤسســي يف الشــركات الصناعية األردنية ،جملة الكوت للعلوم االقتصادية واإلدارية،)21( ،
.331-315
علي ،هشــام فوزي عباس ( ،)2018دور إعادة هندسة العمليات اإلدارية يف حتسني األداء املؤسسي :دراسة
حالة الشــركة العامة ملخابر القاهرة الكربى ،املجلة العلمية للدراســات والبحوث املالية واإلدارية،
.70-31 ،)1(2
العمري ،خالد ( ،)1992مســتوى الرضــا الوظيفي ملديري املــدارس يف األردن وعالقته ببعض خصائصهم
الشــخصية والوظيفية ،مؤتة للبحوث والدراســات :سلســلة العلوم اإلنســانية واالجتماعية،)2(7 ،
.36-11
العزني ،سعد علي ( ،)2006االستثمار يف رأس املال االجتماعي ،دراسات إدارية.24-1 ،)2(1 ،
العزني ،سعد علي ( ،)2014إبداعات األعمال /قراءات يف التميز اإلداري والتفوق التنظيمي (ط ،)1عمان،
األردن :مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.
العزني ،ســعد علي ،وخليل ،اريج ســعيد ( ،)2005العالقة بــن املحددات التنظيميــة واإلبداع التنظيمي
واألداء املنظمي ،جملة العلوم االقتصادية واإلدارية.)39(11 ،
العزني ،سعد علي ،وصاحل ،أمحد علي ( ،)2009إدارة رأس املال الفكري يف منظمات األعمال ،عمان ،األردن:
دار اليازوري للنشر والتوزيع.
العــزي ،ســعد ،واملال ،محيد علــي ( ،)2015إطــار مفاهيمي للعالقة بــن رأس املال البشــري ورأس املال
االجتماعي ،جملة العلوم االقتصادية واإلدارية.35-1 ،)84(21 ،
الغاليب ،طاهر حمســن منصور ،وإدريس ،وائل حممد صبحي ( ،)2007االدارة االستراتيجية :منظور منهج
متكامل (ط ،)1عمان ،األردن :دار وائل للنشر.
الغيلي ،رياض ( ،)2008إمكانية تطبيق إدارة اجلودة الشاملة باملؤسسات العامة :دراسة حالة على املؤسسة
العامة لالتصاالت الســلكية والالســلكية باجلمهورية اليمنية (أطروحة دكتــوراه) ،جامعة النيلني،
السودان.
القريويت ،حممد قاســم ( ،)2000الســلوك التنظيمي :دراســة للســلوك اإلنســاين الفردي واجلماعي يف
املنظمات املختلفة ،القاهرة :مكتبة االجنلو املصرية.
القيسي ،فاضل محد ،والطائي ،علي حسون ( ،)2014اإلدارة االستراتيجية :نظريات – مداخل – أمثله –
وقضايا معاصرة ،عمان ،األردن :مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع.
الكبيسي ،صالح الدين ( ،)2005إدارة املعرفة ،القاهرة ،مصر :املنظمة العربية للتنمية اإلدارية.
الكبيســي ،صــاح الدين عواد ،والكعــود ،امحد عبد العزيز ( ،)2016دور ممارســات القيــادة األكادميية
يف تفعيــل رأس املــال البشــري ،جملــة العلــوم االقتصاديــة واإلداريــة.26-1 ،)87(22 ،
https://doi.org/10.33095/jeas.v22i87.678
دراسة: أثر رأس املال الفكري يف حتســن األداء املنظمي،)2012( مىن يونس، وســعيد، نوال يونس،حممد
.116-89 ،)30(8 ، العلوم االقتصادية،آلراء عينة من تدريسي املعهد التقين باملوصل
جملة دراسات، أثر رأس املال البشري يف حتقيق امليزة التنافسية يف البنوك،)2020( خالد حممد،املدهون
.69-48 ،)2(2 ،االعمال واإلدارة
، عمان،)3 مفاهيم وأسس سلوك الفرد واجلماعة يف التنظيم (ط: السلوك التنظيمي،)2004( كامل،املغريب
. دار الفكر للنشر:األردن
دراســة ميدانية على منظمات: القيــادة واألبداع،)2009( حامد، والشــريف، فؤاد، الشــيخ، حيىي،ملحم
.34-3 ،)1(23 ، االقتصاد واإلدارة: جملة جامعة امللك عبدالعزيز،االتصاالت يف اليمن
دار احلامد: األردن، عمــان،)3 منظور إداري (ط:) نظم املعلومات اإلداريــة2010( فايز مجعــة،النجــار
.للنشر
،) رأس املال االجتماعي يف جامعة امللك خالد (واقعة وســبل تنميته واستثماره،)2021( ســعيد علي،هدية
.392-335 ،)6( ،جملة اجلامعة اإلسالمية للعلوم التربوية واالجتماعية
جملة كلية بغداد، اعتماد التحســن املستمر كمســار لتطوير راس املال االجتماعي،)2015( حســن،وليد
.444-421 ،)46( ،للعلوم االقتصادية اجلامعة
. دار اليازوردي للنشر والتوزيع: األردن، عمان،)4 اإلدارة الدولية (ط،)2002( سعد غالب،ياسني
Walid, Husayn (2015). Aietimad altahsin almustamiri kamasar litatwir ras almal
alaijtimaeia. Majalat Kuliyat Baghdad Lileulum Alaiqtisadiat Aljamieati,
(46), 421-444.
Yasin, Saed Ghalib (2002). Al'iidarat alduwalia (Taba’a 4). Amman, Al'urdunu:
Dar Alyazurdi Lilnashr Waltawziei.
Opinions expressed in the journal are merely those of their authors and do not
reflect those of the journal or the University
Example:
Rabiee, F. (2007). Focus-group interview and data analysis.
Proceedings of the Nutrition Society, 63(4), 655–660.
8. The manuscript must not have been previously published or considered for
publication elsewhere.
9. An abstract of the manuscript (150-200 words) must be submitted. The abstract
should include the issue of the study, the purpose of the study, the method adopted
in the study and important results and conclusions.
10. Keywords (3-5 words) should be included below the abstract.
11. The title of the manuscript, the abstract and the keywords must be translated from
Arabic into English and vice versa based on the language of the manuscript.
12. The journal reserves the right to print the manuscript and present it in any
appropriate style.
Publication Procedures:
1.1. Researches, studies and all correspondence should be sent to the following
address:
Department of Scientific Research and Publication, Deanship of Postgraduate
Studies and Scientific Research, University of Science and Technology
P.O. Box: 13064, Sana’a - Yemen
University Tel.: 00967/ 1 /1373237 Ex. 6261
E-mail: ustjmhs@ust.edu.ye
Website: https://journals.ust.edu.ye/index.php/USTJMHS
2. An electronic copy of the manuscript is to be sent to the journal address above.
Manuscript cover must show authors’ names, the degree they hold, the place of
work and the emails.
3. A brief C.V must also be sent including author’s address in details, home and
work telephone number and fax to facilitate necessary contact with the author.
4. An author declaration form should be signed and submitted by the author(s).
5. In case the manuscript has more than one author, a contribution declaration form
should be submitted.
6. If the manuscript gains initial appreciation, it will be sent to reviewers with strong
credentials in the same subject area. The journal follows a blind review policy. The
identities of both authors and reviewers will remain anonymous. The manuscript
will be assessed in terms of its originality, scientific value, and the author’s
commitment to research methodology.
5. Tables and graphs should be placed appropriately and include captions and
necessary explanations. The size of the graphs and tables should not exceed
that of the paper (11 cm).
6. Manuscript must be well-documented.
7. Citation and references must be done - according to APA style (7th edition) -
as follows:
• For in-text citation, give the last name of the author of the cited work and
the year of publication (e.g. Postman (1979) or (Postman, 1979). If the cited
work has two authors, give the names of both authors followed by the year
of publication (e.g. Wegener and Petty (1994) or (Wegener & Petty, 1994).
If the work is by more than two authors, only use the first author’ s last
name followed by “et al.” (e.g. Kernis et al., 1993). In case of quoting the
exact words from a work, the number of page(s) should be written after the
author(s) name(s) and year of publication (e.g. Wegener et al., 1995, p. 6).
• Each reference cited in the text must appear in the reference list and vice
versa.
• All references are to be arranged alphabetically and spaces should be left
between one reference and the other.
• References should be included in the following style:
* When books are used as a reference:
- Author’s full name (surname and then first name(s)).
- Date of publication (within round brackets).
- Book title (Italicized).
- Edition number.
- Place of publication.
- Publisher.
Example:
Gradner, H. (2005). Multiple Intelligence New Horizons. New York:
Basic book.
* When Periodicals are used as a reference:
- Author / authors’ full name.
- Date of publication within round brackets.
- Article title (Italicized).
- Volume number.
- Issue number.
- Number of pages.
USTJMHS Publication Rules and Procedures
General Rules:
Journal of University of Science and Technology for Management and Human
Sciences (USTJMHS) – Sana’a, Yemen publishes manuscripts in Arabic and English,
in the fields of economics, administration, education and other human and social
sciences. All submitted manuscripts should adhere to the following:
1. The manuscript should contain:
1. The research paper should contain the following:
– Introduction that addresses the following:
– Introduction that addresses the following:
• Theoretical background and previous studies
• Problem / issue of research
• Research purpose and questions
• Theoretical framework (if applicable)
• Research hypotheses (if applicable)
• Significance of research
• Operational definition(s)
– Research methodology and procedures
– Results and discussion
– Conclusions
– Recommendations and suggestions
2. The manuscript should be original.
3. An academic language should be used. Drawings and Graphs, must be
clear and precise.
4. The manuscript must be typed using (OFFICE) computer program.
It should be between 5000 and 7000 words or between 12 and 15 pages in
font (Times New Roman), and font size (12) with single space.
Editorial Staff Copy Editors
Prof. Dr. Mohammed Hussain Khaqo
Editor In Chief
Assoc. Prof. Dr. Abdulhameed Ashujaa
Prof. Dr. Abdullatif Musleh Mohammed
Faculty of Administrative Sciences, University of Assistant Editor
Science and Technology, Yemen
Nesmah Sultan Abdo Al-Absi, University of Science and
Technology, Yemen
Deputy Editors-in-Chief
Dr. Waleed Mohammed A. Ahmed
Production Technician
Faculty of Human and Social Sciences, University of
Science and Technology, Yemen Hudhaifa Hasan Al-Shameri, University of Science and
Technology, Yemen
Editorial Board
Prof. Dr. Mohammed Ali Al-Robaidy Statistical Review
Accounting, Yemen
Abduallateef Ahmad Ghallab, University of Science and
Prof. Dr. Mohamed Hassan Mohamed Abdel-Azim Technology, Yemen
Financial Accounting, Egypt
Prof. Dr. Abdulwahab Ahmed Mohammd Alsaeedi
Principles of Jurisprudence, Yemen
Prof. Dr. Daoud Sadallah
Business and Finance Law, Algeria
Prof. Dr. Zeiad Amin Barakat
Educational psychology, Palestine
Prof. Dr. Medhat Mohamed Mahmod Aboelnasr
Social service, Egypt
Assoc. Prof. Dr. Murad Mohammed Al-Nashmi
Business Administration, Yemen
Assoc. Prof. Dr. Nori Abdulwadood Al-Genae'e
Business Administration, Iraq
Assoc. Prof. Dr. Ismail Masoud Naji
Teaching Methods, Yemen
Assoc. Prof. Dr. Sultan Ali Ahmed Al-Sorihi
Accounting, Yemen
Assoc. Prof. Dr. Fouad Ali Hussein Sa'adan
Public Relations and communication, Yemen
To Contact
University of Science and Technology Journal
for Management and Human Sciences
Department of Scientific Research and Publication, Deanship of
Postgraduate Studies and Scientific Research, University of Science and
Technology
P.O. Box: 13064, Sana’a - Yemen
University Tel.: 00967/1/373237 Ex. 6261
E-mail: ustjmhs@ust.edu.ye
University of Science and Technology Journal
for Management and Human Sciences
Volume 1 - No .2 June, 2023