You are on page 1of 64

‫الشكر‬

‫التسبيح‬
‫العبادة‬

‫ديريك برنس‬
‫‪1‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫‪Originally published in English under the title‬‬
‫‪Thanksgiving, Praise and Worship‬‬
‫‪ISBN 978-1-782630-75-3‬‬
‫‪Copyright © Derek Prince Ministries – International‬‬
‫‪All right reserved‬‬
‫ديريك برنس‬ ‫الممممممممممم مممممممممممؤلمممممممممممف‪:‬‬
‫ال ؤسسة الدولية للخدمات اإلعالمية ت‪+20100 8559890 :‬‬ ‫المممممممممم مممممممممما ممممممممممممممممر‪:‬‬
‫ت‪+202 23374128 :‬‬ ‫مطبعة سان مارك‬ ‫الممممممم مممممممطمممممممبمممممممعمممممممة‪:‬‬
‫ت‪+202 27797124 :‬‬ ‫جى سى س تر‬ ‫الممتمم ممفمميمم المم مم ممى‪:‬‬
‫‪www.dpmarabic.com‬‬ ‫ال وقع األلك ترونى‪:‬‬
‫‪info@dpm.name‬‬ ‫البريممممد األلكترونى‪:‬‬
‫‪2015 / 8212‬‬ ‫رقـممممممممممم اإليـممممممممممدا ‪:‬‬
‫‪978-977-6194-31-1‬‬ ‫المممتمممرقممميمممم الممممدولممم ‪:‬‬

‫جميع حقوق الطبع في النسخة العربية محفوظة © للمؤسسة الدولية للخدمات اإلعالمية‬
‫وال يجوز استخدام أو اقتباس أي جزء أو رسومات توضيحية من الواردة في هذا الكتاب‬
‫بأي شكل من األشكال إال بإذن مسبق من الناشر‬
‫‪Derek Prince Ministries – International‬‬
‫‪P.O. Box 19501‬‬
‫‪Charlotte, North Carolina 28219‬‬
‫‪USA‬‬
‫‪Translation is published by permission‬‬
‫‪Copyright © Derek Prince Ministries – International‬‬
‫‪www.derekprince.com‬‬
‫‪Printed in Egypt‬‬
‫‪2018012‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫احملتويات‬

‫املقدمـة ‪5 ...................................................‬‬
‫الفصل األول ‪:‬الشـكــر ‪7 ..........................‬‬

‫الفصل الثاين ‪ :‬التسبيح ‪23 ........................‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬العبــادة ‪41 .......................‬‬

‫نبذة عن حياة الكاتب ‪57 ............................‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫‪4‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫املقدمة‬
‫يعتقــد ابلعــض أن الصــاة ىه ببســاطة أن تطلــب مــن اهلل بعــض‬
‫األشــياء‪ ،‬فيذهبــون إىل اهلل ومعهــم قائمــة بمــا يريدونــه‪ ،‬إال أن هــذه‬
‫اكف للصــاة‪ .‬فالصــاة ليســت جمــرد آلــة‬ ‫نظــرة حمــدودة وهــدف غــر ِ‬
‫موســيقية واحــدة‪ ،‬ولكنهــا األوركســرا بأكملهــا‪ ،‬بــكل مــا حتويــه مــن‬
‫آالت موســيقية‪ .‬ويف هــذا الكتــاب ســوف نتعامــل مــع ثالثــة منهــم‪:‬‬
‫الشــكر والتســبيح والعبــادة‪.‬‬
‫ً‬
‫إن كال مــن الشــكر والتســبيح والعبــادة‪ ،‬يشــلون أجــزاء أساســية‬
‫مــن الصــاة‪ ،‬فــإذا كنــت قــد تعــودت ىلع أن تــأيت إىل اهلل بقائمــة تشــبه‬
‫قائمــة املشــريات دون أن تدمــج األمــر بالشــكر والتســبيح‪ ،‬فأخــى‬
‫ً‬
‫أنــك ســرجع فــاراغ‪ ،‬دون أن حتصــل ىلع مــا تريــد‪ .‬فيجــب أن تــدرك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جيــدا أن اهلل وضــع رشوطــا معينــة يمكننــا بهــا االقــراب منــه‪ .‬أوال‬
‫وقبــل أي يشء‪ ،‬ال يمكــن ادلخــول إىل حمــر اهلل بــدون شــكر‬
‫وتســبيح‪.‬‬

‫منــذ عــدة ســنوات كنــت أحتــدث مــع رجــل أحرتمــه للغايــة‬


‫ً‬
‫وحيظــي بصيــت حســن يف بالدنــا‪ ،‬وهــو يف مثــل عمــري تقريبــا‪ ،‬لكنــه‬
‫عــرف املســيح منــذ فــرة أطــول مــي‪ ،‬وســمعين عندمــا كنــت أقــول‬
‫أنــه ال يمكننــا االقــراب مــن اهلل دون أن نقــدم هل الشــكر والتســبيح‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫فقــال يل‪« :‬رغــم طــول الســنوات الــي قضيتهــا يف اإليمــان‪ ،‬إال أنــي لــم‬
‫أســمع هــذا الــكالم مــن قبــل»‪ .‬وقــد ســاهم هــذا املبــدأ الــرويح يف‬
‫إحــداث ثــورة يف حيــاة الصــاة اخلاصــة هلــذا الرجــل‪ .‬إننــا نتعامــل مــع‬
‫مبــدأ‪ ،‬وهــو مبــدأ ذى أهميــة بالغــة مــن أجــل اتلمتــع حبيــاة ناجحــة‬
‫ومثمــرة‪.‬‬

‫وىف ابلدايــة إســمح يل عزيــزي القــارىء أن أقــدم طريقــة بســيطة‬


‫ُ‬
‫ـرق بهــا بــن هــذه األمــور اثلالثــة الشــكر والتســبيح والعبــادة‪،‬‬ ‫تلفـ ِ‬
‫ولــل منهــا طريقــة لالقــراب مــن اهلل واتلحــدث معــه‪ ،‬ويقــدم لك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منهــم نلــا جانبــا خمتلفــا مــن شــخصية اهلل‪ .‬فعندمــا نشــكر اهلل فإننــا‬
‫بهــذا نعــرف بصالحــه‪ ،‬وعندمــا نســبحه حنــن نعــرف بعظمتــه‪،‬‬
‫وعندمــا نعبــده حنــن نعــرف بقداســته‪ .‬وهكــذا فــإن الشــكر يقربنــا‬
‫مــن صــاح اهلل‪ ،‬والتســبيح يقربنــا مــن عظمــة اهلل‪ ،‬والعبــادة الــي ىه‬
‫أســى يشء يمكــن أن تفعلــه الــروح اإلنســانية تقربنــا مــن قداســة‬
‫اهلل‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫الفصل األول‬

‫الشـكــر‬
‫توضــح نلــا رســالة (العربانيــن ‪ )28 :12‬نقطــة مناســبة نلبــدأ بهــا‬
‫هــذه ادلراســة اخلاصــة بالشــكر إذ تقــول ‪:‬‬
‫ُ ْ ََْ ُ ْ‬ ‫َ َ َْ ُ َ ُ َ َ َ ُ ً َ َََ ْ َ ُ‬
‫ـزع ِ َلكــن عِندنــا شــك ٌر‬ ‫«للِــك ونــن قابِلــون ملكوتــا ال يتعـ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ َ ً َ ْ َّ ً ُ ُ‬
‫ـوع وتقــوى‪».‬‬ ‫ب ِـ ِه ن ـدِم اهلل خِدمــة مر ِضيــة‪ِ ،‬بشـ ٍ‬

‫وهنــاك ترمجــة أخــرى هلــذه اآليــة‪ ،‬وىه ترمجــة كينــج جيمــس‬


‫“‪ ”King James‬الــي تقــول‪« :‬يلكــن عندنــا نعمــة»‪ .‬وىلع الرغــم‬
‫ً‬
‫مــن ذلــك فــإن كال مــن هاتــن الرتمجتــن صحيــح‪ .‬ألن يف ايلونانيــة‬
‫ً‬
‫اللكمــة «‪ »Charis‬تــأيت بمعــى «شــكرا» (وباملناســبة فاللكمــة الــي‬
‫ً‬
‫تعــي «شــكرا» يف اللغــة ايلونانيــة احلديثــة ىه «‪ ،»eucharisto‬وىه‬
‫لكمــة مشــتقة مــن لكمــي‪ .) charis, grace‬وباتلــايل فإننــا بهــذا جنــد‬
‫عالقــة وثيقــة بــن انلعمــة والشــكر‪ ،‬فالشــخص غــر الشــاكر هــو‬
‫شــخص خــارج نعمــة اهلل‪ ،‬فــا يمكنــك أن تكــون غــر شــاكر وتظــل‬
‫يف نطــاق نعمــة اهلل‪.‬‬

‫وهنــاك ثــاث لغــات حديثــة توضــح هــذا األمــر‪ ،‬فــي اللغــة‬

‫‪7‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ً‬
‫الفرنســية جنــد أن عبــارة «‪ »grace a Dieu‬تعــي «شــكرا هلل»‪ ،‬وىه‬
‫بنفــس حــروف اللكمــة اإلجنلزييــة «‪ ،»grace‬والــي تعــي «نعمــة»‪ ،‬ويف‬
‫ً‬
‫اللغــة اإليطايلــة جنــد أن لكمــة «شــكرا» تعــي «‪ ،»grazie‬وىه لكمــة‬
‫مشــتقة مــن لكمــة «‪ ،»grace‬والــي تعــى «نعمــة»‪ ،‬ويف اإلســبانية جنــد‬
‫ً‬
‫أن لكمــة «شــكرا» تعــى «‪ ،»gracias‬وهكــذا يمكنــك أن تــرى أن هــذه‬
‫اللغــات اثلالثــة املشــتقة مــن اللغــة الالتينيــة تربــط بــن لكمــة نعمــة‬
‫ولكمــة شــكر‪.‬‬
‫ً‬
‫وفيمــا يــي نقطــة هامــة جــدا‪ ،‬أال وىه إنــه عندمــا ال نشــكر‪ ،‬فهــذا‬
‫معنــاه أننــا خــارج نطــاق نعمــة اهلل‪ .‬فــا يمكننــا أن نتمتــع بنعمــة اهلل‬
‫بــدون شــكر‪ ،‬وال يمكننــا أن نفصــل بــن الشــكر ونعمــة اهلل‪ ،‬وســواء‬
‫قلنــا «يلكــن عندنــا شــكر» أو قلنــا «يلكــن عندنــا نعمــة» فإننــا‬
‫نقــول نفــس الــيء‪.‬‬

‫وفيمــا يــي‪ ،‬ســنجد أربعــة أجــزاء عــن الشــكر‪ ،‬مــن رســائل خمتلفة‬
‫بلولس الرســول‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ال‪ :‬يف (كولويس ‪ )15 :3‬يقول‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُُ ُ ْ َ َُ‬ ‫َْ ْ ْ‬
‫«و َلملِــك ِف قلوبِكــم ســام اهللِ الِي إ ِ ْلــ ِه دعِيتــم ِف جس ٍ‬
‫ــد‬
‫َواحِــد‪َ ،‬و ُكونُــوا َشــاك ِر َ‬
‫ين‪».‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫ين‪ ».‬هــذا ليــس اقرتاحــا‪ ،‬بــل هــو أمــر‪ :‬أن‬ ‫«‪...‬و ُكونُــوا َشــاك ِر َ‬
‫َ‬
‫ِ‬

‫‪8‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫نكــون شــاكرين‪ .‬ويكمــل بولــس يف (كولــويس ‪ )17-16 :3‬ويقــول‪:‬‬


‫ُ ِّ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ً ََ ْ ُ‬ ‫ُ ْ َ َ ُ َْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ــم كِمــة الم ِســيحِ ب ِ ِغــى‪ ،‬وأنتــم بِــكل حِكمــ ٍة‬ ‫«ل ِتســكن فِيك‬
‫َ َ ََ‬ ‫ُ َ ِّ ُ َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ً‬
‫ن‬‫ِــر َوت َ َســابِيح وأغ ِ َّ‬
‫ضــا‪ ،‬ب َم َزام َ‬
‫ِ‬ ‫معلمــون ومنــذِرون بعضكــم بع‬
‫ْ‬ ‫ُ َ َ ِّ َ ُ ُ ُ ْ َّ ِّ َ ُ ُّ َ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫ُروحِي ـ ٍة‪ ،‬بِنِعم ـ ٍة‪ ،‬متن ِمــن ِف قلوبِكــم ل ِلــرب‪ .‬وك مــا ع ِملتــم بِقــول‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َّ ِّ َ ُ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ ُ َّ ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫ـم الــرب يســوع‪ ،‬شــاك ِِرين اهلل واآلب ب ِـ ِه‪».‬‬ ‫أو ف ِعــل‪ ،‬فاعملــوا الــل بِاسـ ِ‬
‫ُْ‬
‫ــدم ىلع فعــل أي يشء‪ ،‬جيــب أن نكــون منقاديــن‬
‫فعندمــا نق ِ‬
‫بمبدأيــن‪:‬‬

‫‪ -1‬أن نفعله باسم الرب يسوع‪.‬‬

‫‪ -2‬أن نشكر اهلل واآلب به‪.‬‬


‫ً‬
‫وهــذا يضــع نلــا حــدودا رائعــة‪ .‬يف بعــض األحيان يســألين الشــباب‪:‬‬
‫«هــل مــن املمكــن أن أفعــل هــذا األمــر أو ذاك؟» فأجيبهــم‪« :‬إذا كنــت‬
‫تســتطيع أن تفعــل ذلــك األمــر باســم الــرب يســوع‪ ،‬وأن تشــكر اهلل‬
‫واآلب بــه‪ ،‬فافعلــه‪ .‬وإذا كنــت ال تســتطيع فــا تفعلــه»‪ .‬وهــذا يضــع‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫قــدم ىلع فعــل األشــياء‪.‬‬
‫نلــا حــدودا للحريــة الــي يمكننــا بهــا أن ن ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وذللــك فــإن الشــكر ليــس أمــرا اختياريــا ولكنــه وصيــة‪.‬‬

‫ثانيــً‪ :‬يف (أفســس ‪ )18 :5‬يتحــدث بولــس عــن معــى االمتــاء‬


‫بالــروح فيقــول‪:‬‬
‫َْ َ َ ُ َ ْ‬
‫ام َتل ُِئوا ب ُّ‬ ‫ْ َ ْ َّ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫الر ِ‬
‫وح‪»،‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ع‬‫ال‬‫ال‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِي‬ ‫ف‬ ‫ِي‬
‫ال‬ ‫«وال تسك ُروا بِالم ِر‬
‫‪9‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫مـن املالحـظ أن الكنيسـة تركـز ىلع اجلانـب السـليب وتتجاهـل‬


‫اجلانـب اإلجيـايب‪ ،‬فيعـرف اجلميـع أنـه جيـب أن ال يسـكروا باخلمـر‪،‬‬
‫ولكـن كم عـدد اذلين يعرفون أنـه جيب عليهم أن يمتلئـوا بالروح؟‬

‫وما ىه نتيجة االمتالء بالروح؟ يف (أفسس ‪ )19 :5‬يقول‪:‬‬


‫َ َ‬ ‫َ َََ‬ ‫ُ َ ِّ‬
‫َّ‬ ‫يح َوأ َغ ِ َّ‬
‫ن ُروحِيــ ٍة‪،‬‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ ُ ُ ْ َْ ً‬
‫«مك ِمــن بعضكــم بعضــا بِمزامِــر وتســاب ِ‬
‫َّ ِّ‬ ‫ك ْ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ِّ‬ ‫ُ َ َ ِّ‬
‫ِلــرب‪».‬‬ ‫ــم ل‬ ‫متن ِمــن ومرتلِــن ِف قلوب ِ‬

‫عندمــا تمتــيء بالــروح القــدس‪ ،‬ستشــكر اهلل بصفــة مســتمرة‪،‬‬


‫ويمكنــك أن تقيــس مــلء الــروح يف داخلــك بهــذا املعيــار‪ ،‬أال وهــو‬
‫كــم هــو الوقــت اذلي تقضيــه يف شــكر اهلل‪ ،‬وعندمــا تتوقــف عــن‬
‫تقديــم الشــكر للــرب‪ ،‬فهــذه عالمــة أكيــدة ىلع انــك بــدأت ترتاجــع‬
‫عــن الطريــق الســليم‪.‬‬

‫ثالثــً‪ :‬يف (ا تســالونيىك ‪ )18-16 :5‬وىه مــن أقــر اآليــات املوجودة‬


‫يف العهــد اجلديــد ولكنهــا مملــوءة بقــوة احلــق إذ تقول ‪:‬‬
‫ْ َ ُ ُ َّ‬
‫ِني‪».‬‬
‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ك‬ ‫«افرحوا‬

‫إن هــذه اآليــة مــن أبســط مــا يمكــن‪ .‬أليــس كذلــك؟ ولكنهــا‬
‫حتتــاج إىل املزيــد مــن انلعمــة حــى نســتطيع أن حنياهــا‪.‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُّ‬
‫«صلوا بِال ان ِق َط ٍ‬
‫اع‪».‬‬

‫‪10‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫اليمكــن أن نصــل إىل نهايــة للصــاة‪ ،‬فليــس عليــك أن تصــي‬


‫طــوال الوقــت ولكــن مــن ناحيــة أخــرى ال يمكنــك أن تقــول‪« :‬اآلن‬
‫قــد انتهيــت مــن الصــاة»‪ .‬قيــل عــن «ســميث وجيلســورس» إنــه لــم‬
‫يكــن يطيــل الصــاة ألكــر مــن نصــف ســاعة يف لك مــرة اكن يصــى‬
‫فيهــا‪ ،‬ولكنــه لــم يقــي نصــف ســاعة بــدون صــاة‪ ،‬وهــذا مثــل‬
‫جيــد يمكننــا أن حنتــذي بــه‪.‬‬
‫ً‬
‫وأخريا يقول بولس‪:‬‬
‫َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ِّ َ ْ َ َّ‬ ‫ْ ُ‬
‫ه م ِشــيئة اهللِ ِف الم ِســيحِ يســوع‬ ‫ش ٍء‪ ،‬ألن ه ـ ِذه ِ ِ‬ ‫«اشــك ُروا ِف ك‬
‫ْ َ ُ‬
‫كـ ْ‬
‫ـم‪».‬‬ ‫جهتِ‬
‫ِمــن ِ‬

‫مــا يه مشــيئة اهلل يف املســيح يســوع؟ أن نشــكر يف لك يشء‪ .‬هلــذا‬


‫فكمــا رأينــا أنــه إن لــم نقــدم الشــكر هلل فهــذا معنــاه أننــا خــارج‬
‫مشــيئة اهلل‪.‬‬

‫لقـد حتدثـت مـع كثريين ممـن يعملون يف جمـال اخلدمـة الروحية‬


‫واكنـوا يف املكان السـليم‪ ،‬ويقومـون باملهمة السـليمة‪ ،‬إال أنهـم اكنوا‬
‫يشـعرون أنهـم خـارج إرادة اهلل‪ ،‬وهـذا ليـس بسـبب املكان وال‬
‫بسـبب املهمـة اليت يقومـون بها‪ ،‬ولكن بسـبب أنهم توقفـوا عن أن‬
‫يشـكروا اهلل باسـتمرار‪ .‬هلذا تذكـر‪ ،‬أنه عندما تتوقف عن أن تشـكر‬
‫اهلل‪ ،‬فإنـك تكـون خارج مشـيئة اهلل‪ .‬وذلك ليس بسـبب ما تفعله‪،‬‬
‫ولكن بسـبب أنك ال تتجاوب باألسـلوب املناسـب مـع صالح اهلل‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫رابعــً‪ :‬يف (فيلــي ‪ )6 :4‬نــرى هنــا اآليــة الرابعــة بلولــس الرســول‬


‫الــي تتعلــق بالشــكر‪:‬‬
‫َّ َ َ ُّ َ َ َ ُّ ْ‬ ‫ك َ ْ‬
‫ُ ِّ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُّ‬
‫ادلعءِ مــع الشــك ِر‪،‬‬‫ش ٍء بِالصــاة ِ و‬ ‫ــي ٍء‪ ،‬بــل ِف‬ ‫«ال ته ْتمــوا ب ِ‬
‫لى اهللِ‪».‬‬‫ــم َ َ‬
‫ك ْ‬ ‫ُْ َ ْ َ ُ ُ‬
‫ِلعلــم طِلبات‬
‫ً‬
‫ال تطلــب شــيئا مــن اهلل دون أن تشــكره‪ .‬وبولــس يقــول بعبــارة‬
‫أخــرى‪ ،‬إن لك مــا تطلبونــه جيــب أن تطلبــوه بشــكر‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬وبعــد أن درســنا األربعــة أجــزاء املختلفــة الــي حتــدث‬


‫ً‬
‫فيهــا بولــس الرســول عــن الشــكر‪ .‬دعنــا نــدرس معــا أمريــن هامــن‬
‫يكمــان مســألة الشــكر‪.‬‬

‫أو ً‬
‫ال‪ ،‬الشكر يتيح لنا إمكانية الدخول إىل حمضر اهلل‪:‬‬

‫كننـا الشـكر مـن ادلخـول إىل حمضر اهلل‪ ،‬ونـرى هـذا بـكل‬ ‫ُ َّ‬
‫يم ِ‬
‫وضـوح يف (املزمـور ‪ )100‬وهـو مزمـور رائـع ومعروف‪ .‬يتحـدث اكتب‬
‫املزمـور عـن اذلهـاب إىل بيـت الـرب‪ .‬فيكتـب يف (املزمـور ‪)4 :100‬‬
‫ً‬
‫قا ئال ‪:‬‬
‫َُْ ُ َ ُ ْ َُ‬ ‫َ َ ُ َّ ْ‬ ‫ْ ُ ُ ََْ َُ َْ‬
‫«ادخلوا أبوابه ِبم ٍد‪ ،‬دِياره بِالتسبِيحِ ‪ .‬احدوه‪ ،‬بارِكوا اسمه‪».‬‬

‫الحظ أن هناك مرحلتني لدلخول إىل اهلل‪:‬‬


‫ْ ُ ُ َْ َُ ْ‬
‫األوىل‪ :‬من األبواب «ادخلوا أب َوابه ِبَم ٍد‪»...،‬‬

‫‪12‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫َّ ْ‬ ‫اثلانية‪ :‬من ادليار «‪ ...‬دِيَ َ‬


‫ارهُ بِالتسبِيحِ ‪»...‬‬

‫وتدخلــك األبــواب إىل ادليــار‪ ،‬وادليــار تعطيــك احلــق يف ادلخــول‬


‫إىل بيــت الــرب‪ ،‬ولكــن اليمكنــك أن تدخــل إال بهــذا الــرط‬
‫َّ ْ‬ ‫ََْ َ ُ‬
‫ـه بَ ْمــد‪ ،‬دِيَـ َ‬
‫ـارهُ بِالتس ـبِيحِ ‪ .‬وأنــا مقتنــع بــأن اإلنســان ال يمكنــه‬ ‫أبوابـ ِ ٍ‬
‫أن يدخــل إىل بيــت الــرب‪ ،‬إال إذا ذهــب إيلــه بهــذا األســلوب وهــو‪:‬‬
‫الشــكر والتســبيح‪.‬‬
‫ً‬
‫قــد يشــعر ابلعــض أحيانــا أنــه بعيــد عــن اهلل عندمــا يصــى‪،‬‬
‫ً‬
‫والســبب هــو أنــك ال تقــرب مــن اهلل وفقــا للــروط الــي وضعهــا‪،‬‬
‫فيمكنــك أن تقــف خــارج ادليــار وتــرخ إىل الــرب وسيســمعك‬
‫ويرمحــك ولكنــك لــن تتمتــع باالقــراب احلميــم مــن اهلل كأب‪ ،‬إال إذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أتيــت إيلــه شــاكرا ومســبحا‪.‬‬

‫قــد يتذمــر بعــض انلــاس قائلــن‪« :‬ليــس دلى مــا أشــكر اهلل‬
‫عليــه‪ ،‬فــل األمــور ال تســر يف نصابهــا الصحيــح‪ ،‬فحيــاىت مضطربــة‪،‬‬
‫فلمــاذا إذن أشــكر اهلل؟ »‬
‫ً‬
‫حســنا‪ ،‬لقــد أعطانــا اكتــب املزمــور ثـالثـــة أســباب فـــي‬
‫(املزمــور ‪ )5 :100‬لنشــكر اهلل ألجلهــا حيــث يقــول‪:‬‬
‫َ َّ َّ َّ َ ٌ َ َ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫الرب صال ِح‪ ،‬إِل األب ِد َرحته‪َ ،‬وإِل د ْو ٍر فد ْو ٍر أمانته‪».‬‬ ‫«ألن‬

‫هنــاك ثــاث حقائــق التتغــر‪ ،‬بغــض انلظــر عمــا نشــعر بــه‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫وبغــض انلظــر عــن الظــروف الــي نمــر بهــا‪ ،‬أال وىه‪:‬‬


‫ً‬
‫أن الرب صالح دائما‪،‬‬

‫ورمحته إىل األبد‪،‬‬

‫وأمانته إىل دور فدور‪.‬‬

‫هلــذا جنــد أنــه دلينــا ثالثــة أســباب دائمــة ال تتغــر لنشــكر اهلل‬
‫مــن أجلهــا‪.‬‬

‫التركــز ىلع مــا تشــعر بــه‪ ،‬وال تركــز ىلع وضعــك أو مركــزك‪،‬‬
‫ولكــن ركــز ىلع هــذه اجلوانــب األبديــة الــي ال تتغــر مــن شــخصية‬
‫اهلل وتعامالتــه معنــا‪ ،‬وســتجد نفســك تشــكر اهلل بــا انقطــاع‪.‬‬

‫دعنــا نلــى نظــرة رسيعــة ىلع مثــال مــن العهــد اجلديــد‪ ،‬يوضــح‬
‫كيــف أن الشــكر يمدنــا بادلخــول إىل حمــر اهلل‪ .‬هــل تتذكــر العــرة‬
‫ً‬
‫الــرص املذكوريــن يف (لوقــا ‪ )17‬واذليــن لــم يكــن مســموحا هلــم‬
‫باالقــراب مــن أي شــخص؟ هلــذا اكن عليهــم أن يرصخــوا باســتمرار‬
‫«جنــس‪ ،‬جنــس»‪ .‬يلحــذروا اجلميــع حــى يبتعــدوا عــن طريقهــم ألن‬
‫ً‬
‫مرضهــم اكن معديــا‪.‬‬

‫وتســجل نلــا لكمــة اهلل يف (لوقــا ‪ )14-13 :17‬أنهــم رصخــوا مــن‬


‫مســافة بعيــدة ليســوع قائلــن‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫َ َ ُ ُ َ ُ َ ِّ ْ َ ْ َ‬
‫«‪...‬يا يسوع‪ ،‬يا معل ُم‪ ،‬ارحنا!»‪.‬‬
‫ً‬
‫فأجابهم يسوع ببساطة قائال‪:‬‬
‫ْ َ ُ ََ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ ْ َ َ َ‬
‫«‪...‬اذهبوا وأروا أنفسكم ل ِلكهنةِ‪.»...‬‬

‫طهــر مــن الــرص عليــه أن يُــري‬ ‫واآلن نــرى أن الشــخص اذلي يَ َ‬


‫ً‬
‫نفســه للاكهــن‪ ،‬حــى يأخــذ منــه شــهادة تعلــن أنــه لــم يعــد مصابــا‬
‫َ َُْ َ ُ‬ ‫ْ َُ‬
‫بهــذا املــرض‪ .‬هلــذا عندمــا قــال هلــم يســوع‪« :‬اذهبــوا َوأ ُروا أنفســك ْم‬
‫ْ َ ََ‬
‫تصلــون إىل الكهنــة‪ ،‬سيشــهدون‬ ‫ل ِلكهنــةِ» اكن يقــول هلــم‪« :‬عندمــا ِ‬
‫أنكــم شــفيتم مــن الــرص»‪ .‬وكمــا تــرى فــإن هــذا هــو اإليمــان‪ ،‬فــي‬
‫ُ‬
‫بعــض األحيــان نشــى وحنــن مازنلــا يف الطريــق‪ ،‬فــإذا وقفنــا يف ماكننــا‪،‬‬
‫وقلنــا إنــه لــم حيــدث يشء‪ ،‬فلــن حيــدث يشء‪.‬‬
‫ً‬
‫حســنا‪ ،‬لقــد َط ُهــر لك العــرة مــن الــرص‪ ،‬ولكــن رجــع واحــد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فقــط ليشــكر يســوع‪ ،‬واكن هــذا الرجــل ســامريا وليــس يهوديــا‪.‬‬

‫ويف (لوقا ‪ )19-17 :17‬جند اآليت‪:‬‬


‫ِّ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ َُ ُ ََ َ ََْ َ َْ َ َ ُ َ ْ َ َ ُ ََْ‬
‫ـروا؟ فأي َن التســعة؟‬ ‫«فأجــاب يســوع وقــال‪« :‬أليــس العــرة قــد طهـ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ُْ َ َْ‬ ‫ََ ْ ُ َ ْ َ ْ َْ ُ ُْ َ َْ ً‬
‫الن ِس؟»‬ ‫ـب‬
‫ِ ِ ِ‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫غ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ـذ‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـر‬
‫ـ‬‫غ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ـد‬‫جــع ِلع ِطــي مـ‬
‫ألــم يوجــد مــن ير ِ‬
‫ً‬
‫ووفقا للرتمجة ايلونانية قال يسوع هلذا الرجل‪:‬‬
‫َ ُ َ َ َّ َ َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫«‪...‬قم َوام ِض‪ ،‬إِيمانك خلصك‪».‬‬
‫‪15‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ربمــا ال يتضــح لــك أنــه ىلع الرغــم مــن أن العــرة قــد َط ُهــروا‪ ،‬إال‬
‫ً‬
‫أنــه واحــد فقــط هــو اذلى حصــل ىلع اخلــاص‪ ،‬لقــد حصلــوا مجيعــا‬
‫ىلع الشــفاء اجلســدي ولكــن الوحيــد اذلي رجــع وقــدم الشــكر هــو‬
‫اذلي حصــل ىلع الشــفاء الــرويح باخلــاص‪ ،‬فهــو الوحيــد اذلي اقــرب‬
‫مــن يســوع‪ .‬واآلن يمكنــك أن تــرى كيــف أن الشــكر يُمكننــا مــن‬
‫ادلخــول إىل حمــر اهلل‪.‬‬

‫ثانيــً‪ ،‬الشــكر لــه داللــة غايــة يف األمهيــة‪ ،‬فهــو يطلــق‬


‫لنــا قــوة اهلل ومعجزاتــه اخلارقــة للطبيعــة‪:‬‬

‫تعــد إطــاق قــوة اهلل لفعــل معجــزات خارقــة للطبيعــة بمثابــة‬


‫ادلور اثلــاين اذلي يقــوم بــه الشــكر‪ ،‬وســأقدم مثالــن ىلع هــذا الــكالم‬
‫مــن العهــد اجلديــد‪:‬‬

‫املثـــال األول‪ :‬هو مثــال إشبــاع اخلمسة آالف املـذكــور فــي‬


‫(يوحنـا ‪ .)6‬اكن هنـاك مجـع غفير مكـون مـن مخسـة آالف رجـل‬
‫(دون النسـاء واألطفـال)‪ ،‬واكن هـذا اجلمع يشـعر باجلوع الشـديد ولم‬
‫يكن دلى يسـوع سـوى غـذاء طفل صغير مكون من مخـس خزبات‬
‫وسـمكتني‪ ،‬ولكنـه قـال تلالميـذه‪ :‬إجعلـوا انلـاس يتكئـون ألننـا‬
‫سـنطعمهم‪ ،‬وفيمـا ييل مـا كتبه الروح القدس فــي (يوحنـا ‪:)12-11 :6‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ‬ ‫ََ َ َ َ ُ‬
‫«وأخــذ يســوع األ ْرغِفــة َوشــك َر‪َ ،‬و َوزع ع اتلَّالمِيــذِ‪َ ،‬واتلَّالمِيــذ‬
‫َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ ُ َّ‬
‫ــاءوا‪ .‬فلمــا‬ ‫ي بِقــد ِر مــا ش‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ك‬ ‫ــم‬ ‫الس‬ ‫ِــن‬
‫م‬ ‫ِــك‬ ‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ــن‬‫أعطــوا الم ِ‬
‫ئ‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ت‬

‫‪16‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ـع َ ْ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َْ َ َ َْ َ َ‬ ‫َُْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ش ٌء»‪.‬‬ ‫ـي ال ي ِضيـ‬
‫اضلــة لِـ‬ ‫ش ـبِعوا‪ ،‬قــال ِلَالمِي ِذه ِ‪«:‬اجعــوا ال ِ‬
‫كــر الف ِ‬

‫ومــن املالحــظ يف هــذا املوقــف أن يســوع لــم يصــي‪ ،‬ولــم يطلــب‬


‫ً‬
‫مــن اهلل أن يفعــل شــيئا‪ ،‬لكنــه شــكر اهلل ىلع مــا يف يديــه‪.‬‬

‫وال بــد أن يوحنــا اندهــش وتعجــب مــن هــذا ألنــه قــال فـــي‬
‫(يوحنــا ‪:)23 :6‬‬
‫َّ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َّ ُ َ َ ْ ُ ُ ٌ ْ َ َ َّ َ َ ُ ْ ْ َ‬
‫بيــة إِل قــر ِب المو ِضــعِ الِي أكلــوا‬
‫«غــر أنـ ْـه جـ َـاءت ســفن ِمــن ط ِ‬
‫َ َ َّ ُّ‬ ‫ْ‬
‫الُـ ْ َ‬
‫ـرب»‪.‬‬ ‫ـز‪ ،‬إِذ شــكر الـ‬ ‫فِيـ ِه‬

‫لقــد اندهــش يوحنــا عندمــا وجــد أن املعجــزة حدثــت دون قضــاء‬


‫وقــت طويــل يف الصــاة‪ ،‬ولكــن ببســاطة حدثــت املعجــزة عندمــا‬
‫ُ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َُ‬
‫«أخــذ يســوع األ ْرغِفــة َوشــك َر»‪ .‬وأنــا أعتقــد‪ ،‬بــأن هنــاك أوقــات‬
‫كثــرة نفقــد فيهــا قــوة اهلل ببســاطة‪ ،‬ألننــا ال نطلقهــا مــن خــال‬
‫تقديــم الشــكر هلل‪.‬‬

‫املثــال الثــاين‪ :‬وبعــد ذلــك بقليــل‪ ،‬يف (يوحنــا ‪ )41 :11‬جنــد املثــال‬
‫اثلــاين اذلي يؤيــد هــذا املبــدأ الــرويح اخلــاص بــأن الشــكر يُطلــق قــوة‬
‫اهلل لفعــل املعجــزات‪ .‬فعندمــا وقــف يســوع أمــام قــر ل َع َ‬
‫ــازر اذلي‬ ‫ِ‬
‫قــى أربعــة أيــام يف هــذا القــر بعــد دفنــه‪ ،‬لــم يصــي يســوع صــاة‬
‫طويلــة ولكنــه قــال ببســاطة‪:‬‬
‫ُ َ ْ ُ َ َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ ُّ َ‬
‫«‪...‬أيها اآلب‪ ،‬أشك ُرك ألنك س ِمعت ِل‪»،‬‬

‫‪17‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫واكن هــذا هــو لك مــا قــاهل‪ ،‬ثــم حتــدث يســوع إىل ل َعـ َ‬
‫ـازر وخــرج‬ ‫ِ‬
‫ل َعـ َ‬
‫ـاز ُر مــن القــر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ســأكرر مــرة أخــرى أننــا إن لــم ننــي يف أنفســنا اعدة الشــكر‬
‫هلل بهــذا األســلوب اذلي رشحنــاه‪ ،‬فســنفقد الكثــر مــن قــوة اهلل‪ .‬وال‬
‫تنطلــق مثــل هــذه القــوة بقضــاء وقــت طويــل يف الصــاة‪ ،‬ألننــا جنــد‬
‫أن أكــر الصلــوات القويــة الــي ذكرهــا الكتــاب املقــدس ىه قصــرة‬
‫للغايــة‪.‬‬
‫ُ‬
‫أفكــر يف صــاة مــوىس مــن أجــل مريــم عندمــا أصابهــا الــرص‪،‬‬
‫ألنهــا انتقــدت أخاهــا‪ ،‬فنجــده يقــول يف ســفر (العــدد ‪:)13 :12‬‬
‫َ َ َ َ ُ َ َ َّ ِّ َ ً ّ ُ ْ َ‬
‫الرب قائ ِال‪« :‬الله َّم اش ِفها»‪.‬‬ ‫«فصخ موس إِل‬
‫ً‬
‫وىلع العكــس تمامــا‪ ،‬فعندمــا نمــزج بعــض الطلبــات مــع الكثــر‬
‫ً‬
‫مــن الشــكر‪ ،‬فســنجد أن الطلبــات تســتغرق وقتــا أقــر‪ ،‬وتكــون‬
‫ً‬
‫أكــر فاعليــة وتأثــرا‪.‬‬

‫وقبــل أن خنتــم حديثنــا عــن الشــكر‪ ،‬علينــا أن ننظــر يف اجلانــب‬


‫الســليب مــن هــذه احلقيقــة‪ ،‬وأقصــد عــدم الشــكر‪ .‬لقــد حتــدث‬
‫ً‬
‫الكتــاب املقــدس كثــرا عــن عــدم الشــكر‪ ،‬ولكنــي لــن أذكــر إال‬
‫ثالثــة أمثلــة فقــط‪:‬‬

‫نــرى املثــال األول‪ :‬يف (روميــة ‪ )1‬عندمــا حتــدث بولــس بطريقــة‬

‫‪18‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫واضحــة‪ ،‬عــن احنــدار اجلنــس البــري عــن معرفــة اهلل احلقيقيــة إىل‬
‫الــر املــروع واملفــزع‪ ،‬وينتــي اإلصحــاح األول مــن روميــة بواحــدة‬
‫مــن القوائــم املرعبــة الــي ذكــرت يف الكتــاب املقــدس عــن الفســاد‬
‫األخــايق وابلــؤس والــر‪.‬‬

‫هلــذا جيــب أن نســأل أنفســنا‪ :‬كيــف حيــدث أن تنحــدر البرشيــة‬


‫إىل هــذا املســتوى؟ وجنــد اإلجابــة عــن هــذا الســؤال يف (روميــة ‪)21 :1‬‬
‫َ َ ْ ُ َ ِّ ُ ُ َ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ َ َّ َ َ ُ‬
‫حيــث قيــل ‪« :‬ألنهــم لمــا عرفــوا اهلل لــم يمجــدوه أو يشــكروه كإ ِ ٍهل‪»...،‬‬
‫َّ‬
‫وهكــذا جنــد أن بولــس يصــف خطــوت االحنــدار والســقوط يف‬
‫نهايــة هــذا اإلصحــاح‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ىه أن هؤالء انلاس لم يمجدوا اهلل‪.‬‬

‫اثلانية‪ :‬ىه أنهم لم يشكروه‪.‬‬

‫فعندمــا يتوقــف أي شــخص عــن شــكر اهلل ســيزنلق يف هــذه‬


‫ً‬
‫اهلــوة‪ ،‬وســيبدأ يف االحنــدار‪ ،‬هلــذا إســمح َّىل أن أحــذرك‪« :‬ال ختطــو أبــدا‬
‫يف هــذا الطريــق ألنــه مــن الصعــب أن تعــود منــه لرتجــع إىل الطريــق‬
‫الســليم»‪.‬‬

‫ظهــر املثــال اثلانـــي‪ :‬اهلــام واخلــاص بعــدم الشــكر فـــي‬ ‫ُ‬


‫وي‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫(‪ 2‬تيموثــاوس‪ )3‬واذلي حيــوى قائمــة خميفــة أخــرى‪ ،‬ومــن املثــر‬
‫لالهتمــام عندمــا تقارنهــا بتلــك القائمــة املذكــورة يف (روميــة ‪)1‬‬

‫‪19‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫ُ‬
‫والــي أط ِلــق عليهــا العمــل الظاهــري واملنطــي لعــدم الشــكر‪ .‬وجنــد‬
‫أن (‪ 2‬تيموثــاوس‪ )3‬يه انلتيجــة اتلارخييــة املرتتبــة ىلع عــدم الشــكر‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا‪ ،‬مــا شــل اإلنســانية يف األيــام األخــرة‪ ،‬وعنــد نهايــة الزمــن؟‬
‫يرســم نلــا الرســول بولــس هــذه الصــورة فـــي (‪ 2‬تيموثــاوس ‪)2-1 :3‬‬
‫ويقــول‪:‬‬
‫َ َ َ َْ َْ ٌَ َ ٌَْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك ِن اعلم هذا أنه ِف األيام األخِرية ِ ستأ ِت أزمِنة صعبة‪»،‬‬
‫«ول ِ‬

‫مــا اذلي ســيأيت بهــذه األزمنــة الصعبــة؟ إحنــدار وفســاد اجلنــس‬


‫البــرى‪.‬‬

‫ني‪،‬‬ ‫ـن ألَ ْن ُفســه ْم‪ُ ،‬م ِِّبـ َ‬


‫ـن ل ِلْ َمــال‪ُ ،‬م َت َع ِّظم َ‬ ‫َ َّ َّ َ َ ُ ُ َ‬
‫ـون ُم ِِّبـ َ‬ ‫«ألن انلــاس يكونـ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ــر َشــاك ِرين‪َ،‬‬ ‫ــم‪َ ،‬غ ْ َ‬ ‫الِيه ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫ُ ْ َ ْ َ ُ َ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِو‬ ‫ل‬ ‫ــن‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ــر‬ ‫غ‬ ‫‪،‬‬ ‫ِــن‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫بين‪ ،‬م‬
‫مســتك ِ ِ‬
‫َدن ِس َ‬
‫ــن‪»،‬‬ ‫ِ‬

‫أيــن جيــد الشــخص غــر الشــاكر ماكنــه يف هــذه القائمــة؟ إىل‬


‫جانــب غــر املقــدس أي ادلنــس‪ .‬فمعــى أن تكــون غــر شــاكر أي أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تكــون دنســا‪ ،‬وال يمكنــك أن تكــون مقدســا وغــر شــاكر‪ .‬فالشــكر‬
‫خطــوة هامــة حنــو القداســة‪.‬‬

‫مــا هــو نــوع الســلوك اذلى ال يتوافــق مــع الشــكر؟ أعتقــد أن‬
‫أفضــل لكمــة تــدل ىلع هــذا انلــوع مــن الســلوك يه لكمــة «اتلذمــر أو‬
‫الشــكوى»‪ .‬ذللــك دعــي أقــرح عليــك أنــه عندمــا نقــول أي يشء‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فهــو إمــا أن يكــون شــيئا ســلبيا أو إجيابيــا‪ ،‬فعــدد اللكمــات املحايــدة‬
‫‪20‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫ً‬
‫الــي تقــع خــارج نطــاق هاتــن الفئتــن قليــل جــدا‪ ،‬فــإن لــم نعربعــن‬
‫الشــكر والعرفــان‪ ،‬فســينتيه بنــا األمــر إىل اتلذمــر والشــكوى‪ ،‬هلــذا ال‬
‫تكــن مثــل هــذا انلــوع مــن األشــخاص‪.‬‬
‫ً‬
‫وأخــرا املثــال اثلالــث‪ :‬نللــق نظــرة ىلع مــا يقــوهل بولــس الرســول‬
‫عــن عــدم الشــكر يف (‪1‬كورنثــوس ‪ )10-7 :10‬حيــذر بولــس يف هــذه‬
‫اآليــات مــن الوقــوع يف نفــس األخطــاء الــي وقــع فيهــا شــعب‬
‫إرسائيــل بعــد اخلــروج مــن أرض مــر فيقــول‪:‬‬
‫َ َ َ َ َُ ٌ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ ََ ََََْ‬
‫ـز ِن كمــا‬ ‫ـان كمــا كن أنــاس مِنهــم‪ ...،‬وال نـ‬
‫«فــا تكونــوا عبــدة أوث ٍ‬
‫ـ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ ْ ً ُ َ ٌ ْ ُ‬ ‫َ َ ُ َ ٌ ْ ُ ْ َ َ ُ َ ِّ ْ َ‬
‫زن أنــاس مِنهــم‪ ...،‬وال نــر ِب الم ِســيح كمــا جــرب أيضــا أنــاس مِنهم‪...،‬‬
‫َ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َّ َ َ ْ ً ُ َ ٌ ْ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ ُ ْ ُ‬
‫ـم المهلِــك‪» .‬‬‫وال تتذمــروا كمــا تذمــر أيضــا أنــاس مِنهــم‪ ،‬فأهلكهـ‬
‫ً‬
‫وجنــد حتذيــرا آخــر عــن اتلذمــر يف ســفر (العــدد ‪ ،)21‬أصبــح‬
‫ً‬
‫شــعب إرسائيــل حمبطــا‪ ،‬وغــر صبــور بســبب الرحلــة الطويلــة املر ِهقــة‬
‫الــي قامــوا بهــا‪ ،‬هلــذا تذمــروا ضــد اهلل وىلع مــوىس‪ ،‬فأرســل اهلل هلــم‬
‫ْ ُ‬
‫ال َ َّيــات وبــدأ انلــاس يموتــون‪.‬‬

‫إحــذر! فقــد يقــودك اتلذمــر إىل اتلعــرض للحيــات املهلكــة‪ ،‬ودلغة‬


‫مثــل هــذه احليــات قــد ال تكــون حمسوســة‪ ،‬ولكنهــا ســتحقنك بــكل‬
‫أنــواع الســموم يف روحك‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬حنن نواجه احتمالني متعاكسني‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫األول‪ :‬أن نكــون شــاكرين‪ ،‬فينفتــح أمامنــا الطريــق اذلي يقودنــا‬


‫إىل حضــور اهلل وإىل عمــل قواتــه املعجزيــة‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬هو أن نتذمر‪.‬‬

‫وأنت عليك أن ختتار وحتدد هدفك!‬

‫ردد ميع هذه اللكمات‪:‬‬


‫ً‬
‫«سأكون شـــــاكرا‪،‬‬
‫وســـــأداوم ابلحث يف الكتاب املقدس‬
‫ً‬
‫عن أسباب ألكون شــــاكرا‪،‬‬
‫وسأمارس الشكر هلل يف لك وقت»‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫الفصل الثاني‬

‫التسـبيح‬
‫ً‬
‫كمــا ذكرنــا ســابقا‪ ،‬أن هنــاك ثــاث ممارســات للــروح اإلنســانية‬
‫ُ‬
‫أال وىه‪ :‬الشــكر والتســبيح والعبــادة تمكننــا مــن اإلقــراب مــن ثالثــة‬
‫جوانــب خمتلفــة مــن شــخصية اهلل‪ .‬فعندمــا نقــدم الشــكر هلل ىلع لك‬
‫األمــور الصاحلــة الــي فعلهــا مــن أجلنــا فإننــا بهــذا نعــرف بصالحــه‪،‬‬
‫وعندمــا نســبح اهلل فإننــا بهــذا نعــرف بعظمتــه ألن التســبيح هــو‬
‫االســتجابة املناســبة لعظمــة اهلل املذهلــة‪ ،‬وعندمــا نعبــد اهلل فإننــا‬
‫بهــذا نعــرف بقداســته‪.‬‬

‫ومــن املمكــن أن نبــدأ دراســتنا للتســبيح يف (املزمــور ‪)1 :48‬‬


‫حيــث يقــول‪:‬‬
‫َ ََ ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ٌ ُ َ َّ ُّ َ َ ٌ ًّ‬
‫لهنا‪ ،‬جب ِل قد ِس ِه‪».‬‬
‫جدا ِف مدِين ِة إ ِ ِ‬‫«ع ِظيم هو الرب وحِيد ِ‬
‫ً‬
‫تسـبيحنا بمعنى آخـر جيـب أن يكـون متناسـبا مـع عظمـة اهلل‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهـذا يعني أن يكـون الئقـا‪ .‬فنحـن ال يمكن أبـدا أن نقلـل من قوة‬
‫وإماكنيـة التسـبيح‪ ،‬فعندما نسـبح اهلل أكرث‪ ،‬فنحن نعترف بعظمته أكرث‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫وقــد رأينــا مــن دراســتنا يف (مزمــور ‪ )100‬أن الشــكر هــو أول‬


‫مرحلــة يف االقــراب إىل اهلل‪ .‬أمــا املرحلــة اثلانيــة فــى التســبيح‪.‬‬

‫و لك مــن الشــكر والتســبيح هل تأثــر هــام بلنيــان املؤمــن‪ ،‬فعندمــا‬


‫نــأيت إىل اهلل بمطابلنــا الــي تبــدو وكأنهــا مطالــب صعبــة‪ ،‬فســيكون‬
‫أســهل علينــا أن نشــكر اهلل ‪ -‬ملــا نعتقــد أنــه ســيفعله بعــد أن نشــكره‬
‫‪ -‬ىلع لك مــا فعلــه مــن أجلنــا مــن قبــل‪ .‬فــإن لــم نــأيت بالشــكر‬
‫والتســبيح‪ ،‬فســنفتقر إىل مثــل هــذا اإليمــان الراســخ‪.‬‬

‫نللق نظرة رسيعة مرة أخرى ىلع (املزمور ‪:)5-4 :100‬‬


‫َُْ ُ َ ُ ْ َُ‬ ‫َ َ ُ َّ ْ‬ ‫ْ ُ ُ ََْ َُ َْ‬
‫اركوا اسمه‪».‬‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫وه‬‫د‬ ‫اح‬ ‫‪.‬‬ ‫يحِ‬‫ِ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫الت‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫ار‬ ‫ِي‬
‫د‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫«ادخلوا أبوابه ِب‬
‫ً‬
‫ولــن أمــل أبــدا مــن تكــرار اثلالثــة أســباب املوجــودة فـــي‬
‫(املزمــور ‪ )5 :100‬الــي جيــب أن نشــكر اهلل ونســبحه مــن أجلهــا‪:‬‬
‫َ َّ َّ َّ َ ٌ‬
‫الرب صال ِح‪،‬‬ ‫ألن‬
‫َ ََ ْ َُ ُ‬
‫إِل األب ِد َرحته‪،‬‬
‫َ َ َْ ََ ْ ََ َُُ‬
‫وإِل دو ٍر فدو ٍر أمانته‪.‬‬

‫فلمــاذا التكــرر هــذه األســباب اثلالثــة ىلع نفســك بصــوت اعل‪،‬‬


‫كعمــل تعلــن بــه عــن إيمانــك؟ قــل ‪:‬‬
‫َ َّ َّ َّ َ ٌ َ َ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫الرب صال ِح‪ ،‬إِل األب ِد َرحته‪َ ،‬وإِل د ْو ٍر فد ْو ٍر أمانته‪».‬‬ ‫«ألن‬

‫‪24‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫ً‬
‫واآلن اقــي وقتــا لتشــكر فيــه اهلل‪ ،‬فهــذا هــو اتلطبيــق العمــي‬
‫ىلع هــذا ادلرس‪.‬‬
‫ً‬
‫ويف (إشــعياء ‪ )60‬جنــد وصفــا ملدينــة اهلل‪ ،‬املدينــة الــي حيــق نلــا‬
‫ادلخــول إيلهــا بســبب اخلــاص وبســبب دم يســوع‪ ،‬ويرســم نلــا ســفر‬
‫(إشــعياء ‪ )18 :60‬صــورة رائعــة هلــذه املدينــة إذ يقــول ‪:‬‬
‫ُُ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َْ َ ْ ٌ‬ ‫ـم ف َأ ْ‬
‫ـد ُظلْـ ٌ‬
‫َ ُْ َ ُ َْ ُ‬
‫ـك‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ـح‬‫ـ‬‫س‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫اب‬‫ـر‬
‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ـك‬
‫ِ ِ‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫«ال يســمع بعـ‬
‫ً‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ َ ْ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ‬
‫ـك‪ :‬تس ـبِيحا‪( ».‬عــدد ‪)٢٢-١٨‬‬ ‫بــل تســمني أســواركِ ‪ :‬خالصــا وأبوابـ ِ‬
‫َ ْ ٌ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫ـراب والســحق‬ ‫حنــن يمكــن أن نــأيت إىل مــان حيــث الظلْـ ٌ‬
‫ـم واخلـ‬
‫مــا هــم إال أصــوات خافتــة تــأيت مــن مســافة بعيــدة‪ ،‬ألنــه ليــس هلــم‬
‫أي وجــود حقيــي يف حضــور اهلل‪ .‬ولكــن كيــف نصــل إىل هنــاك؟‬
‫ً‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ َ َ ْ َ َ َ َ ً َ َ ْ َ َ َ ْ‬
‫ك‪ :‬تسبِيحا‪».‬‬‫«‪...‬بل تسمني أسواركِ ‪ :‬خالصا وأبواب ِ‬

‫فاألســوار املحيطــة حبضــور اهلل ىه‪ :‬اخلــاص‪ ،‬لكــن لك األبــواب‬


‫هلــا اســم واحــد هــو‪ :‬التســبيح‪ ،‬فــإذا أردت أن تمــر مــن هــذه األســوار‪،‬‬
‫فابلــاب اذلي ســتمر منــه هــو بــاب التســبيح‪ ،‬فــإن لــم تســبح لــن‬
‫ً‬
‫تدخــل ‪ .‬إذا‪ ،‬التســبيح هــو ابلــاب الوحيــد اذلي يقــودك إىل حضــور اهلل‪.‬‬
‫ً‬
‫وإذا وجــدت صعوبــة يف تســبيح اهلل‪ ،‬إقــي وقتــا يف قــراءة املزامــر‪،‬‬
‫ً‬
‫والــي تعــى «تســبيحا» باللغــة العربيــة‪ ،‬ويه أكــر األســفار يف الكتــاب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املقــدس فقــد أراد اهلل أن جيعــل التســبيح عنــرا أساســيا يف اإلعــان‬

‫‪25‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫الاكمــل عــن اهلل‪ .‬إقــرأ مزامــر خمتلفــة بصــوت مســموع عندمــا‬


‫تكــون بمفــردك‪ ،‬وقــل‪« :‬يــارب هــذه ىه صــايت وىه صــاة أعطاهــا‬
‫الــروح القــدس لاكتــب املزامــر‪ ،‬وأنــا اآلن أقرأهــا لــك»‪ .‬وأعتقــد أنــك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ســتجد أن التســبيح بعــد فــرة قــد أصبــح أمــرا طبيعيــا بالنســبة لــك‪،‬‬
‫وســوف تنمــو هــذه العــادة يف داخلــك‪.‬‬

‫ولتشــجيعكم‪ ،‬أقــول هنــا ســبعة حقائــق كتابيــة عــن التســبيح‪،‬‬


‫وهنــاك أكــر مــن ذلــك بكثــر‪ ،‬ولكــن هــذه املبــاديء الســبعة‬
‫اهلامــة ســوف تســاعدك ىلع بنــاء إيمانــك‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ال‪ ،‬تأمل يف (املزمور ‪ )3 :22‬اذلي خياطب اهلل ويقول‪:‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ ُّ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫سائ ِيل‪».‬‬‫ات ِإ‬
‫الال ِس بي تسبِيح ِ‬ ‫«وأنت القدوس‬
‫َْ ُ‬
‫الال ِس يف األصل العربى تعىن «املتوج»‪.‬‬ ‫ولكمة‬

‫ومــا هــو نــوع الكــريس اذلي جيلــس اهلل عليــه؟ إنــه العــرش‪،‬‬
‫وهنــاك ترنيمــة شــهرية يف هــذه األيــام باإلجنلزييــة تقــول‪« :‬وحنــن‬
‫نعبــد‪ ،‬حنــن نبــي عرشــك‪ ،‬تعــال أيهــا الــرب يســوع‪ ،‬وخــذ ماكنــك»‪.‬‬
‫ذللــك عندمــا نســبح اهلل فإننــا يف الواقــع نقــدم هل العــرش‪ .‬ومــن اآلن‬
‫ً‬
‫فصاعــدا عندمــا جتتمــع مــع مؤمنــن آخريــن لتســبحوا اهلل‪ ،‬ختيــل‬
‫نفســك تقــدم العــرش ليســوع يلجلــس عليــه‪ ،‬وبهــذه الطريقــة فإنــك‬
‫تعــرف إنــه ملــك ىلع حياتــك‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ثانيــً‪ ،‬يُعلــن نلــا (املزمــور ‪ )47 :106‬كيــف أن الشــكر يتبعــه‬


‫التســبيح‪ ،‬وهــذا حيقــق نــرة اكملــة لشــعب اهلل إذ يقــول ‪:‬‬
‫َ ْ َ َ ْ‬
‫اسـ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َّ ُّ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َ ِّ ْ َ َ ُّ َ‬
‫ـم‬ ‫ـم‪ِ ،‬لحمــد‬
‫ـن األمـ ِ‬
‫«خلصنــا أيهــا الــرب إِلهنــا‪ ،‬واجعنــا ِمــن بـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََََ َ َ َ ْ‬ ‫ُْ‬
‫حك‪».‬‬‫ـر بِتسـبِي ِ‬
‫قد ِســك‪ ،‬ونتفاخـ‬

‫الحـظ أن هـذه اآليـة تتبـع نفـس الرتتيـب السـابق «الشـكر ثم‬


‫التسـبيح»‪ ،‬فعندمـا نسـبح اهلل حنـن ننتصر‪ .‬يف احلضـارة الرومانيـة‬
‫القديمـة لم تكن انلرصة ىه جمرد كسـب املعركـة‪ ،‬ولكنها االحتفال‬
‫بانلصرة التي حصلـوا عليها بالفعـل‪ .‬ذللـك عندما نسـبح اهلل فإننا‬
‫ً‬
‫ال نطلـب منـه انلصرة ولكننا حنتفـل حبقيقـة أنه انتصر فعال‪.‬‬

‫يقول بولس الرسول يف (‪ 2‬كورنثوس ‪:)14 :2‬‬


‫ُ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ ُ ُ‬
‫ودنَــا ف َم ْوكِــب نُ ْ َ‬ ‫ْ ُ ْ ً‬ ‫َ‬
‫صت ِـ ِه ِف الم ِســيحِ ك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كــن شــكرا ِهللِ الِي يق‬ ‫«ول ِ‬
‫ُ ِّ َ َ‬ ‫َُْ ُ َ َ َ َْ َ‬
‫ائَــة مع ِرفتِـ ِه ِف ك مــا ٍن‪».‬‬
‫ـن‪ ،‬ويظ ِهــر بِنــا ر ِ‬
‫حـ ٍ‬
‫ِ‬

‫يف موكــب االحتفــال بانلــرة يف اإلمرباطوريــة الرومانيــة القديمــة‪،‬‬


‫اكن اجلــرال املنتــر جيــوب شــوارع رومــا يف عربــة يقودهــا حصــان‬
‫أبيــض‪ ،‬يف حــن يقــف لك انلــاس ىلع اجلانبــن يلمدحــوه‪ ،‬واكن األرسى‬
‫مــن األعــداء اذليــن هزمهــم يســرون وراءه مكبلــن بالسالســل‪.‬‬

‫أيــن ماكننــا يف هــذه الصــورة؟ إننــا ال نســر مكبلــن بالسالســل‬


‫وراء يســوع املســيح القائــد املنتــر‪ ،‬وال نقــف ىلع جانــي الطريــق‬

‫‪27‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫لنســبحه‪ ،‬ولكننــا جنلــس معــه يف نفــس العربــة‪ ،‬ونســبحه يف لك‬


‫خطــوة ختطوهــا العربــة‪.‬‬

‫ثالثــا‪ ،‬وتظهــر حقيقــة كتابيــة ثاثلــة عــن التســبيح فـــي‬


‫(املزمــور ‪ ،)12-11 :30‬وقــد اختــرت هــذه احلقيقــة ألول مــرة يف اعم‬
‫‪ ،1975‬عندمــا فقــدت زوجــي األوىل وهــو أصعــب اختبــار مــررت‬
‫بــه يف حيــايت‪ ،‬وأود أن أقــول أن اآليــة ‪ 11‬حقيقــة بالفعــل‪.‬‬
‫َ ً‬ ‫َ ََْ َْ‬ ‫َ َْ َ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َّ ْ َ َ ْ‬
‫ــي ف َرحــا‪،‬‬
‫ــي َومنط َقت َِ‬
‫ــص ِل‪ .‬حللــت مِس ِ‬ ‫«حولــت نــو ِح إِل رق ٍ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َ َ َ ُّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ـي‪ ،‬إِل األب ـ ِد أحــدك‪».‬‬
‫وح وال تســكت‪ .‬يــا رب إِلـ ِ‬‫ـم لــك ُر ِ‬‫لِــي تتنـ‬

‫عندمــا يزيــل عنــا الــرب مســحنا وحيررنــا مــن احلــزن‪ ،‬فإنــه‬


‫يفعــل هــذا بهــدف أن «جمدنــا» يســبحه‪ ،‬ولكــن مــا هــو جمدنــا؟ ال‬
‫دايع للتخمــن‪ ،‬فيمكننــا أن جنــد اإلجابــة يف الكتــاب املقــدس عندمــا‬
‫ً‬
‫نضــع هاتــن اآليتــن معــا‪.‬‬

‫األوىل يف (املزمور ‪ )9 :16‬تلأكيد املعىن إذ تقول ‪:‬‬


‫َْ ً َْ ُ ُ ْ َ ًّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََْ َ ْ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫وح‪ .‬جسدِي أيضا يسك ُن مطمئِنا‪».‬‬ ‫«لل ِك ف ِرح قل ِب‪َ ،‬وابتهجت ُر ِ‬
‫ِ‬

‫وح» يف هــذه اآليــة حتمــل معــى «جمــدي» يف األصــل‬ ‫ولكمــة ُ‬


‫«ر ِ‬
‫العــري اذلي ُكتــب بــه ســفر املزامــر‪ ،‬وهــذه اللكمــة تُ َ‬
‫رتجــم بطــرق‬
‫خمتلفــة يف ترمجــات الكتــاب املقــدس املختلفــة‪.‬‬

‫واثلانيــة يف ســفر (أعمــال الرســل ‪ )26 :2‬حيــث اقتبــس الرســول‬


‫‪28‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫بطــرس هــذه اآليــة املذكــورة يف (املزمــور ‪ )9 :16‬بالــروح القــدس‬


‫وفــر نلــا لكمــة «جمــدى» فقــال‪:‬‬
‫َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ُ َّ َ ْ‬
‫س قل ِب َوتهلل ل ِس ِان‪»...‬‬ ‫«لل ِك‬
‫ِ‬

‫إذن مــا هــو جمــدك؟ لســانك‪ .‬لقــد أعطــاك اهلل اللســان لتســبحه‪،‬‬
‫وعندمــا تســتخدم لســانك يف غــرض أخــر ال يســبح اهلل فإنــك بهــذا‬
‫تــيء اســتخدامه‪ ،‬فاللســان هــو العضــو الرئيــي اذلي يمكنــك بــه‬
‫أن تســبح اهلل‪ ،‬وعندمــا تســتخدم لســانك يف تمجيــد اهلل فهــذا هــو‬
‫جمــدك‪.‬‬

‫رابعــً‪ ،‬وجنــد احلقيقــة الرابعــة اخلاصــة بالتســبيح فـــي ســفر‬


‫ُ‬
‫(إشــعياء ‪ ،)3 :61‬وىه رســالة أخــرى لــل مــن يشــعر باحلــزن‬
‫واالكتئــاب‪ ،‬فــي الواقــع إســتخدم الــرب هــذه اآليــة يلحــررين مــن‬
‫روح االكتئــاب منــذ عــدة ســنوات إذ تقــول ‪:‬‬
‫َّ َ‬ ‫َْ ْ َ ُْ َُ ْ ََ ً َ ً َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ــل ِلَ‬
‫الرمــادِ‪،‬‬ ‫ــن‬
‫ً ِ‬ ‫ع‬ ‫ضــا‬ ‫ِو‬ ‫ع‬ ‫ــاال‬‫ج‬ ‫ــم‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫ع‬‫أل‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ــو‬ ‫ي‬‫ه‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ِــي‬
‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫«ألجع‬
‫َ‬
‫اء تســبيح ع َِوضــا عــن ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ــو ِح‪َ ،‬ورد َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ــر ٍح ع َِوضــا عــن انلَّ ْ‬ ‫ــن َف َ‬
‫َو ُد ْه َ‬
‫الــر ِ‬
‫وح‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ِّ َّ ْ‬ ‫َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ِّ َ ْ َ‬ ‫َْ َ‬
‫جيــدِ‪».‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِلت‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫الــر‬ ‫س‬ ‫ــر‪ ،‬غــر‬ ‫الائ ِســةِ‪ ،‬فيدعــون أشــجار ال ِ‬
‫ُ‬
‫لقــد حــررين اهلل ممــا نطلــق عليــه الــروح ايلائســة‪ ،‬ذللــك إن أردت‬
‫أال تشــعر باالكتئــاب‪ ،‬وإن أردت أال يقــرب منــك الشــيطان بأفــاره‬
‫الرشيــرة املظلمــة ضــع عليــك رداء التســبيح‪ ،‬ولــن يقــرب منــك‬
‫ً‬
‫الشــيطان أبــدا‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫منــذ عــدة ســنوات عندمــا كنــت أخــدم يف كنيســة صغــرة يف‬


‫غــرب نلــدن اكنت هنــاك اثنتــن مــن األخــوات ايلهوديــات الروســيات‪،‬‬
‫اللتــن اعتادتــا أن تــرددا ىلع زوجــي األوىل وأنــا‪ ،‬وتقابلــت هاتــان‬
‫األختــان مــع الــرب يســوع يف روســيا وخرجتــا منهــا بمعجــزة‪ ،‬وبعدمــا‬
‫هربتــا امتألتــا مــن الــروح القــدس‪.‬‬

‫وىلع الرغــم مــن إنتمائهمــا للكنيســة‪ ،‬إال أنهمــا اكنتــا تصليــان‬


‫معنــا وحتدثــان ضجــة أكــر مــن لك املؤمنــن اذليــن عرفناهــم‪ ،‬لقــد‬
‫ً‬
‫اكنتــا تعلمــان حقــا كيــف تســبحان اهلل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حســنا‪ ،‬كنــت أنــا وزوجــي وهاتــان األختــان معــا نســبح اهلل‪،‬‬
‫ً‬
‫وســمعنا طرقــا ىلع ابلــاب‪ ،‬فذهبــت ألســتطلع األمــر فوجــدت إحــدى‬
‫ً‬
‫الســيدات مــن أعضــاء كنيســتنا‪ ،‬تمســك رجــا يف يدهــا‪ .‬وقالــت‪:‬‬
‫«هــذا هــو زوىج‪ ،‬وقــد خــرج تلــوه مــن الســجن‪ ،‬وأعتقــد أن عليــه‬
‫ً‬
‫روحــا رشيــرة‪ ،‬فهــل يمكــن أن تصــى مــن أجلــه؟»‪.‬‬

‫يف هــذه األيــام كنــت أحــرص ىلع االبتعــاد عــن األرواح الرشيــرة‪،‬‬
‫ولــم تكــن دلى أيــة فكــرة عمــا ســأفعل‪ ،‬ذللــك قلــت هلمــا‪« :‬إدخــا‬
‫فإننــا نصــى»‪ ،‬واكن هــذا هــو لك مــا اســتطعت أن أقــوهل‪.‬‬

‫فدخلنــا احلجــرة الــي كنــا نصــى بهــا واســتكملنا صالتنــا‪ ،‬وحنــن‬


‫إىل الــزوج وقــال‪« :‬أنــا ال أحــب هــذا األســلوب يف‬ ‫نســبح اهلل‪ ،‬أىت َّ‬
‫التســبيح‪ ،‬إنــه يشــعرين بالضوضــاء‪ ،‬ذللــك ســأرحل»‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫وأهلمــي اهلل باإلجابــة فقلــت‪« :‬إنــه الشــيطان اذلى يقــول لــك إن‬
‫هــذه ضوضــاء ألننــا نســبح اهلل‪ ،‬فالشــيطان يكــره هــذا‪ ،‬ذللــك أمامــك‬
‫اختيــاران‪ ،‬إذا خرجــت اآلن فســيخرج الشــيطان معــك‪ ،‬ولكــن إن‬
‫بقيــت معنــا‪ ،‬فســيخرج الشــيطان بدونــك»‪.‬‬

‫فأجاب وقال‪« :‬حسنا‪ ،‬سأبىق»‪.‬‬


‫وبعــد مــى عــر دقائــق تقريبــا ً أىت َّ‬
‫إىل مــرة أخــرى‪ ،‬وقــال‪« :‬لقــد‬
‫ذهــب الشــيطان‪ ،‬فقــد شــعرت بــه وهــو خيــرج مــى»‪.‬‬
‫ً‬
‫ولــن أنــى أبــدا هــذا املوقــف‪ ،‬ألنــه أوضــح َّىل كيــف أن التســبيح‬
‫يوثــر بشــدة يف الشــيطان‪ ،‬أكــر مــن تأثــره فينــا بكثــر‪.‬‬

‫يذكر اكتب املزمور يف (املزمور ‪:)1 :33‬‬


‫َ َ ُ َّ ْ ُ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫ني يلِيق التسبِيح‪».‬‬ ‫«‪ ...‬بِالمست ِقي ِم‬

‫إن التســبيح هــو بالفعــل رداء مجيــل لروحــك‪ .‬ذللــك عندمــا‬


‫حياربــك الشــيطان باالكتئــاب أو اتلقلبــات املزاجيــة أو احلــزن‪ ،‬ضــع‬
‫ً‬
‫رداء التســبيح عليــك عوضــا عــن الــروح ايلائســة‪ ،‬وســرى انلتائــج‬
‫الــي رأيتهــا أنــا‪ ،‬وكذلــك رأهــا آالف آخــرون‪.‬‬

‫خـامســـً‪ ،‬جنــد اجلانــب اخلامــس مــن التســبيح فـــي ســفر‬


‫(إرميــا ‪ )11 :33‬حيــث يتحــدث اكتــب هــذا الســفر عــن رد ســي‬
‫شــعب اهلل‪ ،‬واألصــوات الــي سنســمعها يف شــوارع أورشــليم إذ يقــول ‪:‬‬
‫‪31‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫وس‪،‬‬ ‫ـر ِ‬‫ـو ُت الْ َعـ ُ‬ ‫ـو ُت الْ َعريــس َو َصـ ْ‬


‫ِ ِ‬
‫ـر ِح‪َ ،‬صـ ْ‬‫ـو ُت الْ َفـ َ‬
‫ـرب َو َصـ ْ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬
‫الطـ َ‬ ‫«صــوت‬
‫ِ‬
‫َ َّ َّ َّ َ ٌ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ َْ‬
‫ـوت القائِلِــن‪ :‬احــدوا رب النــو ِد ألن الــرب صالِــح‪ ،‬ألن إِل األب ـ ِد‬ ‫صـ‬
‫َّ ِّ‬ ‫ُّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َ ْ ُ َّ َ َ ْ ُ َ َ َ‬
‫ـت الــرب‪»...،‬‬ ‫رحتــه‪ .‬صــوت الِيــن يأتــون بِذبِيحـ ِة الشــك ِر إِل بيـ ِ‬
‫ُّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬
‫بعــض الرتمجــات تقــول بــدال مــن «بِذبِيحــ ِة الشــك ِر» «بذبيحــة‬
‫ً‬
‫التســبيح»‪ ،‬ولكــن كال مــن الرتمجتــن توضحــان أن التســبيح والشــكر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذبيحــة‪ ،‬واذلبيحــة تكلفــك شــيئا مــا‪ ،‬فــى ليســت دائمــا ســهلة‪.‬‬
‫وأهــم وقــت جيــب أن تســبح فيــه اهلل هــو الوقــت اذلي ال تشــعر فيــه‬
‫بــأدين رغبــة يف التســبيح‪ ،‬فــا تــدع مشــاعرك تمــي عليــك طريقــة‬
‫اســتجابتك لعظمــة اهلل غــر املحــدودة‪.‬‬

‫وختربنــا لكمــة اهلل بمــا جيــب أن نفعــل حــى عندمــا تســر األمــور‬
‫ىلع عكــس مــا نشــعر بــه‪ ،‬وتؤيــد الرســالة إىل (العربانيــن ‪)16-15 :13‬‬
‫هــذه الفكــرة إذ تقــول ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ــة التَّ ْســبيحِ ‪َ ،‬أ ْي َث َم َ‬
‫ــر ِشــفا ٍه‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ ْ ُ َ ِّ ْ‬
‫«فلنقــدم بِــ ِه ِف ك ح‬
‫ِــن ِهللِ ذبِيح‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُْ َ‬
‫ـر َواتلَّ ْو ِزيــع‪ ،‬ألنــه بِذبائِــح‬
‫كــن ال تنســوا ف ِعــل الـ ِ‬ ‫تفـ ٍة بِاسـ ِم ِه‪َ .‬ول ِ‬ ‫مع ِ‬
‫ـر ُ‬
‫اهلل‪».‬‬ ‫م ِْثــل ه ـ ِذه ِ يـ َ ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬

‫وهكــذا نــرى أن التســبيح أو الشــكر مــا هــو إال ذبيحــة‪ ،‬ويقبلهــا‬


‫ً‬
‫اهلل أكــر عندمــا يشــعر بأنهــا تكلفنــا شــيئا مــا‪ ،‬فعندمــا يبــدو‬
‫للعيــان أن لك يشء يســر ضدنــا هــذا هــو الوقــت اذلي نســبح فيــه اهلل‬
‫أكــر باإليمــان‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫سادســً‪ ،‬وجنــد أن التســبيح مــا هــو إال ســاح روــحـــي فـــي‬


‫(املزمــور‪ )2 :8‬وهــذه ىه احلقيقــة الكتابيــة السادســة بشــأن التســبيح‪،‬‬
‫وهــذه اآليــة مــن اآليــات املحببــة إىل نفــي‪ ،‬ومــن الصعــب ىلع أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أقــي وقتــا طويــا يف الوعــظ دون أن أعــود إىل (املزمــور ‪ )2 :8‬اذلي‬
‫يقــول فيــه داود‪:‬‬
‫َ َّ ْ َ َ ْ ً َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ ُّ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َْ َ‬
‫ب أضــدادِك‪،‬‬ ‫ــال والرضــعِ أسســت حــدا بِســب ِ‬ ‫«مِــن أفــواه ِ األطف ِ‬
‫َ ُ ٍّ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ــم‪».‬‬
‫ِيت عــدو ومنت ِق ٍ‬ ‫ل ِتســك ِ‬
‫َ َّ ْ َ َ ْ ً‬ ‫ً‬
‫تأمــل أوال يف لكمــة‪« :‬أسســت حــدا» ألن فيهــا يقــدم العهــد اجلديد‬
‫ً‬
‫تعليقــا ىلع العهــد القديــم‪ ،‬فنقــرأ يف (مــى ‪ )16-15 :21‬واذلى يتحــدث‬
‫عــن آخــر أســبوع يف خدمــة يســوع يقــول ‪:‬‬
‫َ ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ‬
‫ـي صنــع‪َ ،‬واأل ْوالد‬ ‫«فلمــا رأى ْرؤسـَـاء الكه ُنـ ِة و ُالكتبـ ِة العجائِــب ال ِ‬
‫ـ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫َُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ‬
‫ــن داود!»‪ ،‬غ ِضبــوا وقالــوا‬ ‫ِ‬ ‫ــل َويقولون‪«:‬أوصنــا الب‬ ‫ِ‬ ‫صخــون ِف الهي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْ َ َ ْ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـم قــط‪:‬‬ ‫ـم يســوع‪«:‬نعم! أمــا قرأتـ‬ ‫ُل‪«:‬أتســمع مــا يقــول هــؤالءِ؟» فقــال لهـ‬
‫ً‬ ‫َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫َ ُّ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َْ َ‬
‫الرضــعِ هيــأت تس ـبِيحا؟»‪.‬‬ ‫ـال و‬‫ِمــن أفــواه ِ األط ِ‬
‫ـ‬ ‫ف‬
‫َ َّ ْ َ َ ْ ً‬
‫وجنــد أن اكتــب املزمــور يقــول «أسســت حــدا» يف حــن يقــول‬
‫ً‬ ‫َ َّ ْ َ َ ْ‬
‫يســوع «هيــأت تس ـبِيحا» وهــذا يوضــح نلــا أن محــد شــعب اهلل هل هــو‬
‫بمثابــة تســبيح‪.‬‬

‫ال يمكــن مقاومــة الســاح الــرويح‪ ،‬بغــض انلظــر عــن الضعــف‬


‫اإلنســاين‪ ،‬لقــد اختــار اكتــب املزمــور أضعــف املخلوقــات وهــم‬
‫‪33‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫َ ُّ َّ‬ ‫َْ َ‬
‫الرضــعِ ‪ ،‬هــم اذليــن يصبحــون أدوات لقــوة اهلل عندمــا‬ ‫ــال و‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫األط‬
‫ُ‬
‫يســبحونه‪ ،‬وباتلــايل هــم يســكتون العــدو‪.‬‬
‫ً‬
‫وال تنــى أبــدا أن اهلل هل أعــداء‪ .‬وهــو واحــد باتلحديــد عــدو‬
‫ومنتقــم اذلي هــو الشــيطان‪.‬‬

‫عندمــا كنــت يف ســويرسا‪ ،‬إســتمعت إىل إحــدى العظــات الــي‬


‫اكنــت تصاحبهــا ترمجــة إىل اللغــة الفرنســية الــي أعرفهــا‪ ،‬ولــن أنــى‬
‫اللكمــات الــي قاهلــا املرتجــم وهــو يقــرأ يف (املزمــور‪ )2 :8‬حيــث قــال‪:‬‬

‫«اهلل يفرض السكوت ىلع الشيطان»‪.‬‬


‫ً‬
‫إذا‪ ،‬مىت يفرض اهلل ىلع الشيطان أن يسكت؟‬

‫عندما نسبحه‪.‬‬
‫ُ‬
‫وملاذا نريد أن نسكت الشيطان؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ألنه يشتيك علينا طوال الوقت يلال ونهارا‪.‬‬
‫ُ‬
‫فقد نسأل اهلل‪« :‬ملاذا ال تسكت أنت الشيطان؟»‬
‫ً‬
‫فيجيبنــا اهلل قائــا‪« :‬ألين أعطيتكــم الســاح اذلي بــه تقــدرون‬
‫ُ‬
‫أن تســكتوه»‪.‬‬
‫وأعتــره فرحــا ً اغمــرا ً بالنســبة َّ‬
‫يل عندمــا أرتــدي ســاح التســبيح‪،‬‬
‫ُ‬
‫وأسكت الشــيطان‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ً‬
‫ســابعًا‪ ،‬وأخــرا‪ ،‬تــأيت احلقيقــة الكتابيــة الســابعة يف هــذه القائمــة‬
‫والــي تقــول نلــا إن التســبيح مثلــه مثــل الشــكر‪ ،‬فإنــه يُمهــد الطريــق‬
‫أمــام تدخــل اهلل اإلعجــازي‪.‬‬

‫(هـل الحظت عـدد املرات التي رجعنا فيهـا إىل سـفر املزامري يف‬
‫موضـوع التسـبيح؟) نللـق نظـرة رسيعـة ىلع (املزمـور ‪ )23 :50‬يقول‬
‫اهلل‪:‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َُْ ُ َ َ ُ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ ْ ُ َ ِّ ُ‬
‫الم ِد يمجد ِن‪َ ،‬والمق ِّوم ط ِريقه أ ِري ِه خالص اهللِ»‪.‬‬ ‫«ذابح‬

‫ويمكن ترمجة هذه اآلية بطريقة أخرى‪:‬‬

‫«إن اذلي يقــدم التســبيح هلل يعــد الطريــق‪ ،‬لــي أتمكــن مــن أن‬
‫أريــه خــاص اهلل»‬

‫بمعــى آخــر الشــخص اذلي يقــدم التســبيح هلل – بعبــارة أخــرى ‪-‬‬
‫ً‬
‫يعــد طريقــا إلظهــار وســيلة للخــاص يف حاتلــه‪.‬‬

‫وهنــاك أمثلــة رائعــة ىلع هــذا األمــر ىف العهديــن اجلديــد والقديــم‪،‬‬


‫فعــى ســبيل املثال‪:‬‬
‫ً‬ ‫وشــافَ ُ‬
‫َُ َ‬
‫اط ملــا‬ ‫‪ -1‬يف ســفر (‪ 2‬أخبــار األيــام ‪ )20‬عندمــا اكن يه‬
‫ً‬
‫ىلع ايلهــود‪ ،‬اكن هنــاك جيــش كبــر مــن الــرق متوجهــا حنــوه‪ ،‬واكن‬
‫ً‬ ‫وشــافَ ُ‬
‫َُ َ‬
‫اط يعلــم جيــدا أنــه ال يملــك األشــخاص وال املعــدات الــي‬ ‫يه‬

‫‪35‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫يســتطيع أن يواجــه بهــا هــذا اجليــش‪ ،‬هلــذا نــادى بصــوم ومجــع لك‬
‫شــعب اهلل‪.‬‬

‫وفيمــا هــم يصلــون ويصومــون‪ ،‬حتــدث اهلل مــن خــال أحــد‬


‫الالويــن وأخــر الشــعب بمــا جيــب أن يفعلــوه‪ ،‬فــي ســفر (‪ 2‬أخبــار‬
‫األيــام ‪ )17-16 :20‬يقــول‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ َْ ْ َْ َ َ َْ ُ ْ َ ْ َُ ُ‬ ‫َ ً ْ ُ‬
‫اربــوا ِف هــ ِذه ِ‪ .‬ق ِفــوا‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ــم‬ ‫ك‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ــس‬ ‫ي‬ ‫‪...‬ل‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ــوا‬ ‫«غــدا ان ِزل‬
‫َّ ِّ‬ ‫َ ُْ ُ َ َ َ‬ ‫ُُْ‬
‫اثبتــوا وانظــروا خــاص الــرب‪»...‬‬
‫ً‬ ‫وشافَ ُ‬‫َُ َ‬
‫اط شعبه قائال يف (‪ 2‬أخبار األيام ‪:)20 :20‬‬ ‫وشجع يه‬
‫ُ َْ َ َ ُ ْ ُ‬ ‫ُ َََُْ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ُ‬
‫لهك ْم فتأمنوا‪ .‬آمِنوا بِأنبِيائ ِ ِه فتفلِحوا»‪.‬‬
‫«آمِنوا بِالرب إ ِ ِ‬

‫وخــرج الشــعب يف ايلــوم اتلــايل‪ ،‬واكن هــذا مــا حــدث وهــو مذكور‬
‫يف ســفر (‪ 2‬أخبــار األيــام ‪ )22-21 :20‬إذ يقــول ‪:‬‬
‫َّ ِّ‬ ‫َّ ْ َ َ َ َ‬
‫ــام ُم َغ ِّن َ‬ ‫وشــافَ ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫استَ َش َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ِلــرب‬ ‫ــن ل‬ ‫اط) الشــعب أق‬ ‫ــار (أي يه‬ ‫«ولمــا‬
‫ْ ََ َ‬
‫ـام ال ْ ُم َت َج ِّردِيـ َ‬
‫ـن َو َقائل َ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬ ‫َ ُ َ َّ َ‬ ‫ـب َ‬ ‫ُ َ ِّ‬
‫ِني‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ج ِهــم أمـ‬
‫حني ِف ِزين َـ ٍة مقد َسـ ٍة عِنــد خرو ِ‬ ‫َومسـ ِ‬
‫ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َّ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫الــرب ألن إِل األبــ ِد َرحتــه»‪.‬‬ ‫«احــدوا‬
‫ً‬
‫الحــظ إنــه يســبح الــرب نلفــس األســباب الــي ذكرناهــا ســابقا‪،‬‬
‫وىف اآليــة ‪ 22‬يقــول‪:‬‬
‫َّ ُّ َ ْ َ ً َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ ُ‬
‫ــي‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ــة‬‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫الــر‬ ‫ــل‬‫ع‬‫ج‬ ‫يحِ‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ــ‬ ‫س‬ ‫الت‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫ء‬ ‫ــا‬ ‫ن‬ ‫غ‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫وا‬‫أ‬ ‫«ولمــا ابتــد‬
‫‪36‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫َ ََ َُ َ َ ْ َ‬
‫ك َ ُ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ُّ َ َ ُ‬
‫ــروا‪».‬‬ ‫ــل ِســ ِعري اآلتِــن ع يهــوذا فان‬
‫عمــون ومــوآب وجب ِ‬
‫ً‬
‫وإذا قــرأت بقيــة القصــة ســرى أن شــعب اهلل لــم يســتخدم ســاحا‬
‫ً‬
‫واحــدا‪ ،‬وانتــروا بســبب ســاح التســبيح‪ .‬فقــد انقلــب أعداؤهــم‬
‫ىلع بعضهــم ابلعــض وقاتلــوا بعضهــم‪ ،‬ذللــك لــم يكــن ىلع شــعب‬
‫اهلل عندمــا دخلــوا ســاحة املعركــة إال أن يأخــذوا الغنائــم‪ ،‬ياهلــا مــن‬
‫صــورة رائعــة عــن قــوة التســبيح‪.‬‬
‫ُ َ َ‬
‫‪ -2‬نلتأمـل للحظة يف يونان املسـكني‪ ،‬وهو يف وسـط املشكلة ألنه‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫هـو مثانلـا اثلـاين‪ ،‬والبـد أنـك تعـرف قصـة يُونـان جيـدا‪ .‬فقـد اكن‬
‫َ َ‬
‫يُونـان يف بطـن احلـوت يصيل إىل اهلل‪ ،‬ويذكر نلا سـفر (يونـان ‪)3-2 :2‬‬
‫َ َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ ْ َْ َ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َ ْ ُ‬
‫ـي‬
‫ْ«‪...‬صخــت ِمــن جــو ِف الهاوِيـةِ‪ ،‬فسـ ِمعت صــو ِت‪ .‬ألنــك طرحتـ ِ‬
‫ُْ‬
‫ـق»‬
‫ِف العمـ ِ‬
‫َ َ‬
‫وتســتمر صــاة يُونــان يف ســبعة آيــات أخــرى‪ ،‬ولكــن ال حيــدث‬
‫ُ َ َ‬
‫يشء‪ ،‬ثــم بــدأ يونــان يشــكر الــرب‪ ،‬فلــم يســتطع احلــوت أن يســتمر‬
‫فـــي محله‪.‬‬

‫تأمل يف (يونان ‪:)9 :2‬‬


‫َّ ِّ‬ ‫َ ََ ُ ُ‬ ‫ْ ْ َ ْ َ ُ َ َ َُ‬ ‫َ«أ َّمــا َأنَــا َفب َص ْ‬
‫ِلــرب‬ ‫وف بِمــا نذ ْرتــه‪ .‬ل‬
‫ِ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ــك‬‫ل‬ ‫ــح‬ ‫ب‬‫ذ‬‫أ‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ــ‬ ‫م‬ ‫ت َ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫ــو‬ ‫ِ‬
‫َْ َ ُ‬
‫الــاص»‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫ً‬
‫لقــد اكن هــذا فعــا تضحيــة‪ ،‬عندمــا تكــون يف بطــن احلــوت‬
‫فأنــت حباجــة إىل عزيمــة حقيقيــة حــى تســبح اهلل‪ ،‬ولكــن اهلل ســمع‪.‬‬

‫ويف (يونان ‪ )10 :2‬يقول‪:‬‬


‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُّ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫«وأمر الرب الوت فقذف يونان إِل الب‪».‬‬
‫َ َ‬
‫مىت أمر الرب احلوت؟ عندما بدأ يُونان يف تسبيح اهلل وشكره‪.‬‬

‫‪ -3‬ويظهــر نلــا مثــال رائــع ىلع نفــس هــذا املبــدأ فـــي ســفر‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫(أعمــال الرســل ‪ )16‬يف خدمــة بولــس َو ِســيال‪ ،‬أخــرج بولــس شــيطانا‬
‫َ ُ‬ ‫وضب بُولُـ ُ‬
‫مــن عرافــة‪ ،‬فثــار لك شــعب فيلــى‪ُ ،‬‬
‫ـس َو ِســيال وألــي بهمــا‬
‫يف الســجن‪.‬‬
‫َ‬
‫ــيال اكن يتحــدث مــع بُول ُ ُ‬
‫ــس عنــد‬ ‫ختيــل أحــد أصدقــايئ أن ِس‬
‫منتصــف الليــل ويقــول هل‪« :‬ملــاذا بــدأت خدمــة اتلحريــر هــذه؟ فــل‬
‫ىشء اكن ىلع مــا يــرام قبــل أن حتــرر هــذه الســيدة»‪ .‬ولكــن هــذا لــم‬
‫حيــدث‪.‬‬

‫فيف سفر (أعمال الرسل ‪ )25:16‬جند أن‪:‬‬


‫َ ُ َ ِّ‬
‫ـب َحان َ‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫ـان ويسـ‬
‫َ ُ َ ِّ َ‬ ‫«و َنْـ َ‬
‫ـو ن ِْصــف اللَّ ْيـ َ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ـل كن بولــس و ِســيال يصليـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ْ ُ ُ َ َْ َ ُ َُ َ‬
‫َوالمســجونون يســمعونهما‪».‬‬

‫فلــم يــرى املســجونون مثــل هــؤالء انلــاس مــن قبــل يف الســجن‪.‬‬


‫‪38‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫فــي (أعمــال الرســل ‪ )26:16‬يقــول‪:‬‬


‫َ َ َ َ َ ْ َ ً َ ْ َ ٌ َ َ ٌ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ َ ُ ِّ ْ‬
‫«فحــدث بغتــة زل َزلــة ع ِظيمــة حــى ت َزع َزعــت أساســات الســج ِن‪،‬‬
‫َ ْ َ ُ ُ ُّ َ َ ْ َ َّ ْ ُ ُ ُ‬
‫ـود ْ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ََْ َ ْ‬
‫ال ِميــعِ ‪».‬‬ ‫ـال األبــواب كهــا‪ ،‬وانفكــت قيـ‬
‫فانفتحــت ِف الـ ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لــم يكــن هــذا زلــزاال طبيعيــا لكنــه اكن زلــزاال خارقــا للطبيعــة‬
‫دلرجــة أنــه حــل قيــود املســجونني‪ .‬واكن التســبيح هــو الســبب وراء‬
‫هــذا الزلــزال اخلــارق للطبيعــة‪ ،‬ومــرة أخــرى أظهــر اهلل خالصــه ملــن‬
‫يســبحوه‪.‬‬
‫ُ‬
‫دعين أنيه هذا اجلزء بثالثة أسئلة قصرية‪:‬‬

‫أو ً‬
‫ال‪ ،‬مىت جيب أن نسبح اهلل؟‬
‫ال شك أنه جيب أن نسبحه لك يوم‪ ،‬ولألبد وىف لك األحوال‪.‬‬

‫ثانيًا‪ ،‬كيف جيب أن نسبح اهلل؟‬


‫بكل القلب حسب (املزمور ‪)1 :111‬‬
‫بفهم حسب (املزمور ‪)7 :47‬‬
‫بأيدي مرفوعة وشفاه فرحة حسب (املزمور ‪)5-4 :63‬‬
‫برفع األيدي كذبيحة مسائية حسب (املزمور ‪)2 :141‬‬
‫برقص حسب (املزمور ‪)3 :149‬‬
‫بدف ورقص حسب (املزمور ‪)4 :150‬‬
‫‪39‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ثالثًا‪ ،‬من الذي يسبح اهلل؟‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫يف (املزمــور ‪ )148‬يعطينــا قائمــة بتســعة وعرشيــن نــواع خمتلفــا‬
‫مــن انلــاس واألنظمــة الــي خلقهــا اهلل لــي نســبحه‪ .‬فــإذا اكن مــازال‬
‫دليــك أدين شــك يف هــذا األمــر‪ ،‬خيربنــا (املزمــور ‪ )150‬بهــذه اللكمــات‪:‬‬
‫ُ ُّ َ َ َ َ ْ ُ َ ِّ َّ َّ‬
‫الرب…»‬ ‫«ك نسم ٍة فلتسبحِ‬

‫لك نسمة جيب أن تسبح اهلل‪ ،‬وهذا معناه اللك‪.‬‬

‫يف الواقــع‪ ،‬ال يوجــد إال فئــة واحــدة مــن انلــاس الــي اليمكــن‬
‫أن تســبح اهلل‪ ،‬أال وــهـــى األمــوات‪ .‬نقــرأ هــذا فـــي (املزمــور ‪)17 :115‬‬
‫إذ يقــول ‪:‬‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ُ ُ َ ِّ ُ َ َّ َّ‬
‫الرب‪»...،‬‬ ‫«ليس األموات يسبحون‬

‫فإن كنت ال تسبح اهلل‪ ،‬فأنت تعرف تشخيص حاتلك‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬أنــت تعــرف العــاج‪ ،‬أال وهــو أن تغــر أســلوب تفكــرك‪،‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫وتأخــذ قــرارا صارمــا بإرادتــك ال بعواطفــك‪ ،‬ســبح اهلل‪ .‬ومــع الوقــت‬
‫ســتجد أن مشــاعرك بــدأت يف اتلأقلــم مــع إرادتــك‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫الفصل الثالث‬
‫العبــــــادة‬
‫ً‬
‫إن الشــكر والتســبيح همــا كالم منطــوق‪ ،‬وأيضــا همــا اســتجابتنا‬
‫املناســبة لصــاح اهلل وعظمتــه‪ ،‬فنحــن ننطــق بكلمــات الشــكر‬
‫ً‬
‫ونرنــم بالتســبيح‪ ،‬وأحيانــا نهتــف مســبحني‪.‬‬

‫ولكــن عــدد قليــل مــن انلــاس يدركــون أن العبــادة ليســت‬


‫يف املقــام األول لكمــات منطوقــة‪ ،‬ولكنهــا اجتــاه الكيــان لكــه‪ ،‬وكمــا‬
‫ذكــرت يف بدايــة دراســتنا عــن موضــواعت الشــكر والتســبيح والعبــادة‪،‬‬
‫أعتقــد أن العبــادة يه أىلع املمارســات الــي يســتطيع اإلنســان القيــام‬
‫بهــا‪ ،‬فعندمــا نعبــد اهلل نعــرف بقداســته‪.‬‬

‫والعبــادة تشــمل جســدنا لكــه‪ ،‬وال تقتــر ىلع األعضــاء الصوتيــة‬


‫فقــط‪ .‬فــل لكمــة اســتخدمت يف وصــف العبــادة يف اللغــة األصليــة‬
‫ُ‬
‫للكتــاب املقــدس‪ ،‬ســواء يف العربيــة الــي كتــب بهــا العهــد القديــم‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أو ايلونانيــة الــي كتــب بهــا العهــد اجلديــد‪ ،‬ىه تصــف وضعــا معينــا‬
‫مــن أوضــاع اجلســد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هلذا فهناك أوضاع معينة ترتبط ارتباطا وثيقا بالعبادة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫أو ً‬
‫ال‪ ،‬إحنناء الرأس‪:‬‬
‫بعــد مقابلــة مــوىس مــع اهلل يف العليقــة املحرتقــة‪ ،‬اعد مــوىس‬
‫ً‬
‫إىل شــيوخ شــعبه يف مــر خبــر أن الــرب ســيحررهم‪ ،‬فأحنــوا مجيعــا‬
‫رؤوســهم اعبديــن اهلل‪ ،‬واكنــت هــذه ىه اســتجابتهم األوىل‪ ،‬وىه‬
‫اســتجابة ليســت بالــكالم املنطــوق ولكــن بموقــف واجتــاه‪ .‬وجنــد‬
‫هــذا يف (خــروج ‪ )31 :4‬إذ يقــول ‪:‬‬
‫ْ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َ َ َ َّ ْ ُ َ َ َّ َ ُ َ َّ َّ َّ ْ َ َ َ َ‬
‫سائ ِيــل َوأنــه‬‫ـي ِإ‬
‫«فآمـ َّـن الشــعب‪ .‬ولمــا س ـ ِمعوا أن الــرب افتقــد ب ِ‬
‫ـ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُهـ ْ‬
‫ـم‪َ ،‬خـ ُّ‬
‫ـروا َوســجدوا‪».‬‬ ‫نظــر مذل‬
‫ً‬
‫واغبلــا مــا تشــمل العبــادة ليــس فقــط ىلع احننــاء الــرأس‪ ،‬بــل‬
‫ىلع احننــاء اجلــزء العلــوي مــن اجلســم‪ ،‬وربمــا يصاحــب هــذا رفــع‬
‫األيــدي إىل أىلع كمــا يف املزامــر‪.‬‬

‫ومــن املثــر لالهتمــام‪ ،‬أنــه يف اللغــة العربيــة الــي تتســم بأنهــا‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫لغــة متخصصــة بالرتابــط معــا‪ ،‬جنــد أن لكمــة «شــكرا ‪ ،»todah‬ترتبــط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ارتباطــا وثيقــا باللكمــة العربيــة الــي تعــى «يــد»‪ ،‬فعندمــا تمتــد أيدينــا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إىل اهلل‪ ،‬فنحــن نقــول هل‪« :‬شــكرا لــك»‪ ،‬وعندمــا تمتــد أيدينــا صعــودا‬
‫إىل أىلع لــي نتلــى أي يشء يريــد اهلل أن ينقلــه إيلنــا‪.‬‬

‫ثانيًا‪ ،‬الركوع‪:‬‬
‫هــو اجتــاه آخــر ممــز يف العبــادة‪ ،‬وإين أقــدر بشــدة الكنائــس الــي‬
‫تمــارس الركــوع‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫الركــوع‪ ،‬يف اعتقــادي هــو جــزء مهــم مــن عبادتنــا‪ ،‬إال أن بعــض‬
‫الكنائــس املختلفــة تفتقرإيلــه‪ .‬فــي بعــض األحيــان‪ ،‬عندما يســمح اهلل‬
‫بــأن يواجــه أحــد االجتمــااعت صعوبــة معينــة‪ ،‬أطلــب مــن الشــعب‬
‫احلــارض لكــه أن يركــع فنختــر إحــدى زيــارات الــروح القــدس القوية‪.‬‬
‫ومــن املمكــن أن يكــون الركــوع جمــرد ممارســة دينيــة فقــدت معناهــا‬
‫ً‬
‫تقريبــا‪ ،‬ولكــن ال تــدع هــذا األمــر حيرمــك مــن بركــة الركــوع أمــام‬
‫اهلل‪.‬‬

‫واللكمــة األساســية املذكــورة يف الكتــاب املقــدس بمعــى العبــادة‬


‫ً‬
‫تعــى «أن تســقط منبطحــا ىلع وجهــك أمــام اهلل» أي أن تنحــي بوجهك‬
‫ً‬
‫ســجودا أمــام اهلل‪ ،‬ولكــن اعدة مــا يعتقــد انلــاس أن االحننــاء بالوجــه‬
‫ً‬
‫ســجودا أمــام اهلل أحــد ممارســات املالئكــة فقــط‪ ،‬ولكــن جيــب أن‬
‫ً‬
‫حنــي وجوهنــا ســجودا أمــام اهلل‪ ،‬وهنــاك عــدد قليــل مــن الرجــال‬
‫ُ‬
‫اذليــن ذ ِكــروا يف الكتــاب املقــدس‪ ،‬إنتــى بهــم األمــر يف وقــت مــا‬
‫ً‬
‫باالحننــاء بوجوههــم ســجودا أمــام اهلل‪ ،‬وربمــا يكــون هــذا هــو الغايــة‬
‫املرجــوة مــن العبــادة‪.‬‬

‫عندمــا أخطــط أنــا وروث للقيــام برحلــة تبشــرية يف مــان مــا‪،‬‬


‫ً‬
‫نســى أوال إىل إعــداد أنفســنا هلــذا األمــر‪ ،‬فننحــي بوجوهنــا أمــام‬
‫الــرب‪ ،‬وبهــذا فإننــا نعــرف هلل قائلــن‪« :‬يــارب إننــا معتمــدون عليــك‬
‫بالاكمــل‪ ،‬وليــس دلينــا مــا نقــدم وليــس دلينــا أيــة قــوة أو بــر أو‬
‫حكمــة إال إذا أعطيتنــا أنــت»‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫أنا أحب هذه اللكمات من جون بنيان‪:‬‬

‫اذلي هو ىلع األرض‪ ،‬لن خياف من السقوط‪.‬‬

‫اذلي هو يف األسفل‪ ،‬لن يتكرب‪.‬‬


‫ً‬
‫اذلي هو متواضع دائما‪ ،‬سيكون اهلل هو مرشده‪.‬‬

‫عندمــا تصــل برأســك إىل األرض عنــد االحننــاء‪ ،‬ال يمكنــك أن‬
‫تذهــب إىل مســتوى أقــل مــن ذلــك‪ ،‬هلــذا ليــس عليــك أن ختــاف‬
‫مــن الســقوط‪ .‬وباتلــايل يمكنــك أن تتمتــع بمــان آمــن عندمــا حتــى‬
‫رأســك أمــام اهلل ىلع األرض‪.‬‬

‫وبعــد أن تعرفنــا ىلع هــذه االجتاهــات املختلفــة مــن العبــادة‪،‬‬


‫إســمحوا يل أن نلــي نظــرة رسيعــة ىلع (إشــعياء ‪ )6‬كمثــال ألســلوب‬
‫العبــادة الــي جــرت يف الســماء‪ .‬يف هــذا املشــهد جنــد إشــعياء يــرى‬
‫رؤيــة اهلل يف جمــده‪ ،‬لقــد اكن هــذا اإلصحــاح ذا معــى هــام بالنســبة‬
‫يل ألنــه اكن أســاس رســالة الواعــظ يف أول مــرة ذهبــت فيهــا ألحــد‬
‫االجتمــااعت‪.‬‬
‫ً‬
‫كنــت ضابطــا يف اجليــش اإلجنلــزي‪ ،‬أحيــا كمــا حييــا أي ضابــط‬
‫يف اجليــش الربيطــاين‪ ،‬ولكــن يف هــذا االجتمــاع إســتمعت إىل لكمــات‬
‫إشــعياء‪ ،‬فعندمــا رأى إشــعياء الــرب يف جمــده قــال يف (إشــعياء ‪:)5 :6‬‬
‫ِّ َ َ ْ ُ َ ِّ ْ َ ٌ َ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َْ ٌ‬
‫ك ٌن‬‫ي‪َ ،‬وأنــا ســا ِ‬
‫نــس الشــفت ِ‬
‫«ويــل ِل! إِن هلكــت‪ ،‬ألن إِنســان ِ‬
‫‪44‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫َ َّ َ ْ َ َّ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ْ ُ ُ‬ ‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ َْ َ ْ َ‬
‫النــودِ»‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬ألن عيــي قــد رأتــا الملِــك رب‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ـف‬
‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـس‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ب‬‫بــن شــع ٍ‬

‫عندمــا ســمعت هــذه اللكمــات‪ ،‬لــم أكــن قــد حصلــت ىلع اخلالص‬
‫بعــد‪ ،‬فقلــت نلفــي‪« :‬لــم يصفــك أحــد بمثــل هــذه ادلقــة مــن قبــل»‪،‬‬
‫ً‬
‫ومنــذ ذلــك الوقــت فصاعــدا وىلع الرغــم مــن أنــي لــم أفهــم مــا اكن‬
‫الواعــظ يتحــدث عنــه إال أن هــذه اآليــة إســتحوذت ىلع لك انتبــايه‪.‬‬

‫دعنــا نقــرأ يف (إشــعياء ‪ )3-1 :6‬والــي يتحــدث فيهــا إشــعياء‬


‫ً‬
‫قائــا‪:‬‬
‫َ َ ْ ُ َّ ِّ َ َ ً َ َ ُ ْ ِ ٍّ َ‬ ‫َ َ َ ُ ِّ َّ ْ َ‬
‫س عل‬ ‫ـك‪ ،‬رأيــت الســيد جال ِســا ع كــر‬ ‫«ف ســن ِة َوفــاة ِ عزيــا الملِـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ُ َ ََْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ْ َ ُُ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ َُْ‬
‫ـع‪ ،‬وأذيــال تمــأ الهيــل‪ .‬السافِيــم واق ِفــون فوقــه‪»...،‬‬ ‫ومرت ِفـ ٍ‬
‫ً‬ ‫لكمــة َّ َ‬
‫«الساف ُ‬
‫ِيــم» يف اللغــة العربيــة‪ ،‬ىه لكمــة ترتبــط ارتباطــا‬
‫ـم يه خملوقــات‬ ‫مبــارشا ً باللكمــة العربيــة الــي تعــي «نــار»‪َ َّ .‬‬
‫فالسا ِفيـ ُ‬
‫ناريــة‪ ،‬ويصفهــم نلــا إشــعياء كمــا يــي‪:‬‬
‫َ ْ َ ُ َ َْ ْ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫َّ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ ِّ َ‬
‫ــن‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اث‬ ‫ب‬
‫ُِ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ــه‬‫ه‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ــي‬ ‫ط‬ ‫غ‬ ‫ي‬ ‫ــن‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اث‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫ــ‬ ‫ح‬ ‫ِــد ِســتة أجنِ‬
‫«‪ ...‬ل ِــل واح ٍ‬
‫ُّ ٌ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ــن يَ ِط ُ‬ ‫ََ َْ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ َ ِّ‬
‫ــر‪َ .‬وهــذا نــادى ذاك َوقــال‪« :‬قــدوس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يغطــي ِرجليــ ِه‪ ،‬وباثن‬
‫ْ ُ ِّ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُ ُّ ٌ ُ ُّ ٌ َ ُّ ْ ُ ُ‬
‫النــودِ‪ .‬مــدهُ مِــل ُء ك األ ْر ِض‪».‬‬ ‫قــدوس‪ ،‬قــدوس رب‬
‫ُ ُّ ٌ ُ ُّ ٌ‬
‫ودائمــا مــا كنــت أؤمــن بــأن اللكمــات اثلالثــة «قــدوس‪ ،‬قــدوس‪،‬‬
‫ُ ُّ ٌ‬
‫قــدوس» ىه للثالــوث إذ إنهــم يقولــون‪« :‬قــدوس اهلل اآلب ‪ ،‬قــدوس اهلل‬
‫اإلبــن ‪ ،‬قــدوس اهلل الــروح القــدس»‪ .‬إذا ختيلــت هــذا املشــهد للحظــة‬

‫‪45‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واحــدة يف خيالــك‪ ،‬فســوف يُعطيــك مفهومــا رائعــا للعالقــة بــن‬
‫العبــادة والتســبيح‪ ،‬فالتســبيح هــو كالم منطــوق‪َ َّ ،‬‬
‫والسا ِفيـ ُ‬
‫ـم يســبحون‬
‫الــرب ويعلنــون قداســته‪.‬‬
‫ولكــن إشــعياء لــم يالحــظ يف ابلدايــة أن َّ َ‬
‫السا ِف ُ‬
‫يــم يســبحون‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ ُ ِّ َ‬ ‫َّ َ‬
‫َاهلل بــل الحــظ اجتــاه عبادتهــم‪ ،‬فهــؤالء السا ِفيــم ل ِــل واح ٍ‬
‫ِــد ِســتة‬
‫ْ َْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫ْ َ ْ ُ َ ِّ‬ ‫ْ َ‬
‫ــن يغطــي ِرجليــ ِه‪ ،‬هــذه ىه‬ ‫ــن يغطــي وجهــه‪ ،‬وبِاثن ِ‬‫أجنِحــ ٍة‪ ،‬بِاثن ِ‬
‫العبــادة أن تغطــى وجهــك وجســمك خشــواع ً أمــام اهلل‪َ َّ ،‬‬
‫والسا ِف ُ‬
‫يــم‬
‫ــن يَ ِط ُ‬‫َ َْ ْ‬
‫ــر‪..‬‬ ‫باثن ِ‬

‫فــإذا اعتــرت أن تغطيــة الوجــه واألرجــل هما يعــران عــن العبادة‪،‬‬


‫والطــران يعــر عن اخلدمــة‪ ،‬فســتجد أن هنــاك أربعة أجنحة تســتخدم‬
‫يف العبــادة وجناحــن يف اخلدمــة‪ ،‬وأعتقــد أن هــذه نســبة ســليمة‪ .‬فــي‬
‫خدمتنــا للــرب جيــب أن نعطــي ضعــف الوقــت والرتكــز ىلع العبــادة‪،‬‬
‫كمــا نفعــل يف اخلدمــة‪.‬‬

‫واألكــر مــن ذلــك‪ ،‬أعتقــد أن اخلدمــة جيــب أن تنبــع مــن العبادة‪،‬‬


‫ً‬
‫فيجــب أال ننغمــس يف خدمــة اهلل دون أن نقــرب منــه أوال بالعبــادة‪،‬‬
‫ً‬
‫فخدمتنــا ســتكون أكــر فاعليــة إذا اكنــت مســبوقة دائمــا بالعبــادة‪.‬‬

‫وقــد أكــد يســوع يف (مــى ‪ )10 :4‬ىلع اتلــدرج مــن العبــادة إىل‬
‫اخلدمــة بعدمــا جربــه الشــيطان بــأن ينحــي هل ويعبــده‪ ،‬فأجابــه يســوع‬
‫ً‬
‫مقتبســا آيــة مــن ســفر (اتلثنيــة ‪ )13 :6‬وقــال‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫َ َْ ُ‬
‫ــج ُد َوإيَّــاهُ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َّ ُ َ ْ ُ ٌ‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ــك‬‫له‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ب‬ ‫ِلــر‬ ‫ل‬ ‫‪:‬‬ ‫ــوب‬‫«اذهــب يــا شــيطان! ألنــه مكت‬
‫ْ َ َُْ ُ‬
‫َوحــدهُ تعبــد»‪.‬‬

‫وىف ترمجة أخرى لكمة «تعبد» تأيت بمعىن «ختدم»‪.‬‬

‫الحظ الرتتيب مرة أخرى‪:‬‬


‫َُُْ‬ ‫ً‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬العبادة «تسجد»‪ ،‬ثم ثانيا‪ :‬اخلدمة «تعبد» أي ختدم‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن ناحية أخرى ينبيغ أن العبادة تتبع دائما اخلدمة‪.‬‬
‫َّ‬
‫اكن هنــاك زمــن‪ ،‬قلــت فيــه العبــادة يف معظــم الكنائــس‪ .‬فــان‬
‫ً‬
‫يُطلــق ىلع خدمــة يــوم األحــد صباحا خدمــة العبــادة‪ ،‬ولكــن يف الواقع‬
‫ىلع الرغــم مــن وجــود التســبيح لــم تكــن هنــاك عبــادة مبــارشة‪ ،‬وىف‬
‫آخــر عقديــن أو أكــر اعدت العبــادة مــرة أخــرى إىل الكنيســة‪ ،‬واكن‬
‫هنــاك بعــض املرتدديــن ىلع الكنائــس مــن املتخصصــن يف العبــادة‪،‬‬
‫ً‬
‫واكنــوا فخوريــن بعبادتهــم‪ .‬ولكــن إن جعلنــا مــن العبــادة شــكال مــن‬
‫أشــال االهتمــام بانلفــس دون أن حنوهلــا إىل خدمــة‪ ،‬فهــذا ريــاء‪.‬‬
‫ً‬
‫وإذا اســتمتعنا خبدمــة يــوم األحــد صباحــا ثــم عدنــا إىل املــزل‬
‫وعشــنا ألنفســنا بقيــة األســبوع‪ ،‬فهــذا معنــاه إننــا لــم نســمع لكمــات‬
‫الــرب يســوع يف (مــى ‪ )10 :4‬الــي تقــول‪:‬‬
‫َ َ ْ ُ ُ َّ ْ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َّ ِّ‬
‫لهك تسجد َوإِياهُ َوحدهُ تعبد»‪.‬‬
‫«‪...‬ل ِلرب إ ِ ِ‬

‫‪47‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬
‫ً‬
‫فــا ينبــي أبــدا أن نفصــل اخلدمــة عــن العبــادة‪ ،‬وال العبــادة عــن‬
‫اخلدمة‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬دعنــا نلــى نظــرة ىلع تقــدم مســرة اســتجابتنا هلل مــن‬
‫الشــكر إىل التســبيح ثــم إىل العبــادة‪ .‬فهنــاك آيــات مجيلــة فـــي‬
‫(املزمــور ‪ )95‬تــرح نلــا كيفيــة هــذا اتلقــدم‪ ،‬فــأول آيتــن تصــف‬
‫التســبيح بصــوت اعل‪ ،‬والتســبيح بهتــاف أي بصــوت أىلع بكثــر ممــا‬
‫تســمح بــه بعــض الكنائــس‪ ،‬فيقــول يف (املزمــور ‪:)2-1 :95‬‬
‫َ ُ َّ ُ َ ِّ ُ َّ ِّ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫ِلرب‪ ،‬نهتِف ل ِصخ َرة ِ خال ِصنا‪».‬‬ ‫«هلم نرنم ل‬

‫واهلتــاف ليــس هــو الرتنيــم بصــوت اعل‪ ،‬ولكنــه يعــي التســبيح‬


‫بهتــاف‪.‬‬
‫َ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ‬
‫ات نهتِف ُل‪».‬‬
‫«نتقدم أمامه ِبم ٍد‪ ،‬وبِتنِيم ٍ‬

‫الحــظ مــرة أخــرى‪ ،‬مرحلــي ادلخــول إىل حمــر اهلل‪ :‬الشــكر‬


‫َْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ـد» والتســبيح « نهتِــف»‪ ،‬فــا توجــد وســيلة أخــرى لدلخــول إىل‬
‫«بمـ ٍ‬‫ِ‬
‫حمــر اهلل‪.‬‬

‫إن الكتــاب املقــدس هــو منطــي للغايــة‪ ،‬فهــو ال يطلــب منــا أن‬
‫ً‬
‫نشــكر اهلل ونســبحه فحســب ولكنــه خيربنــا بالســبب أيضــا‪.‬‬

‫لعلــك تتذكــر اثلالثــة أســباب الــي ال تتغــر والــي رأيناهــا يف‬

‫‪48‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫(املزمــور ‪ )5 :100‬لنشــكر الــرب مــن أجلهــا وىه‪:‬‬


‫َ َّ َّ َّ َ ٌ‬
‫الرب صال ِح‪،‬‬ ‫ألن‬
‫َ ََ ْ َُ ُ‬
‫إِل األب ِد َرحته‪،‬‬
‫َ َ ََ ََ َُُ‬
‫َوإِل د ْو ٍر فد ْو ٍر أمانته‪.‬‬
‫ً‬
‫واآلن يف (املزمور ‪ )5-3 :95‬يُعطينا اهلل أسبابا إضافية لنسبحه‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ َّ َّ ٌ َ ٌ َ ٌ َ ٌ َ َ ُ ِّ‬
‫ري ع ك اآلل ِهةِ‪».‬‬ ‫أو ً‬
‫ال‪« :‬ألن الرب إِهل ع ِظيم‪ ،‬ملِك كبِ‬
‫ً‬
‫لقــد اســتخدم اكتــب املزمــور لكمــة عظيــم مرتــن (وفقــا للرتمجــة‬
‫اإلجنلزييــة «ألن الــرب هلإ عظيــم‪ ،‬ملــك عظيــم ىلع لك اآلهلــة»)‬
‫يلذكرنــا إننــا عندمــا نســبح اهلل فإننــا نعــرف بعظمتــه‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫نفعلــه بالتســبيح فإنــه جيــب أن يكــون بهتــاف وبصــوت مرتفــع‬
‫وحبمــاس‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬نراه كخالق قادر ىلع لك يشء‪:‬‬


‫ال ْح ُ‬ ‫َ َ َ ُ ْ‬
‫ِــن ال َبــال َ ُل‪َّ .‬الِي َ ُل ْ َ‬ ‫ــر األَ ْ‬
‫اص ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ــر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ئ‬ ‫ا‬‫ز‬‫خ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫«الِي بِيــ ِده ِ مق ِ‬
‫َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َ َ َْ َ َ‬
‫الابِســة‪».‬‬ ‫وهــو صنعــه‪ ،‬ويــداه ســبكتا‬

‫ذللــك نــأيت إىل اهلل شــاكرين ومســبحني مــن أجــل عجائــب‬


‫خليقتــه‪ .‬ولكننــا نفعــل هــذا فقــط مــن أجــل ادلخــول إىل حمــر اهلل‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ذللــك يُعتَــر الشــكر والتســبيح مــا همــا إال طريــق لإلقــراب مــن اهلل‪،‬‬
‫وســتالحظ هــذا يف (املزمــور ‪ )6 :95‬عندمــا نصــل إىل العبــادة‪:‬‬
‫َ ُ َّ َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ َّ ِّ َ َ‬
‫الرب خال ِ ِقنا‪»،‬‬ ‫«هلم نسجد ونركع ونثو أمام‬

‫واآلن فإننــا ننتقــل مــن اللكمــات املنطوقــة إىل اجتــاه موقفنــا وهــو‬
‫العبــادة‪ .‬بدأنــا بالشــكر والتســبيح ولكــن لــم يكــن هذا هــو اهلدف‪،‬‬
‫فعندمــا يكتــي املؤمنــون بالشــكر والتســبيح‪ ،‬فإنهــم يفقــدون اهلدف‬
‫أال وهــو العبــادة‪ ،‬الــي ال تنطــوي ىلع لكمــات منطوقــة بــل ىلع موقــف‬
‫وعبــادة حقيقيــة‪.‬‬

‫ملاذا نعبد اهلل؟‬

‫جند اإلجابة يف (املزمور ‪ )7 :95‬فيقول‪:‬‬


‫َ َّ ُ ُ ُ َ‬
‫«ألنه ه َو إِلهنا‪»...،‬‬
‫َّ‬
‫العبــادة تقــدم فقــط إىل اهلل‪ .‬والعبــادة ىه الطريقــة الســامية الــي‬
‫بهــا نعــرف هلل أنــه هــو إهلنــا‪.‬‬
‫َْ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫«‪َ ...‬ون ُن شع ُب م ْرعهُ َوغن ُم ي ِده ِ‪».‬‬

‫فمــن الالئــق لشــعب اهلل أن يعبــده‪ ،‬فعندمــا نعبــد اهلل حنــن نعرتف‬
‫بالعالقــة مــع اهلل كخالقنــا وفادينا‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ولكــن آيــة ‪ 7‬ال تنتــي عنــد هــذا األمــر‪ ،‬فيعلــن اجلــزء اثلــاين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مــن اآليــة ‪ 7‬مــع اآليــة ‪ 8‬مــن نفــس املزمــور رسا رائعــا فيقــول‪:‬‬
‫ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ُ َ َ ُ َ ُّ ُ ُ َ ُ‬
‫ال ْوم إِن س ِمعت ْم ص ْوته‪ ،‬فال تقسوا قلوبك ْم‪»...،‬‬ ‫«‪...‬‬

‫ملــاذا هــذا اتلحذيــر اذلي تتضمنــه هــذه اآليــة اخلاصــة بالعبــادة؟‬


‫ً‬
‫ألننــا عندمــا نعبــد اهلل نســمع صوتــه حقــا‪ ،‬وعندمــا نعبــد اهلل فإننــا‬
‫بهــذا نكــون قــد وصلنــا إىل نهايــة احلديــث‪ .‬فنحــن عندمــا ننتــي‬
‫مــن لك اهلتــاف والتســبيح جنــد أنفســنا هادئــن‪ ،‬يف وضــع اخلشــوع‬
‫أمــام اهلل‪.‬‬

‫احلقيقــة تقــول إنــه جيــب أن يكــون هنــاك وقــت للصمــت‬


‫واهلــدوء‪ ،‬مــن اذلي يعــرف كــم تطــول مــدة هــذا اهلــدوء؟ هــل‬
‫حنــن ىلع اســتعداد إلعطــاء اهلل عــر دقائــق؟ تعتــر بعــض الكنائــس‬
‫أن قضــاء عــر دقائــق يف الصمــت واهلــدوء أمــر خــارج عــن نظــام‬
‫الكنيســة‪ .‬اهلل فقــط هــو اذلي حيــدد الوقــت اذلي ينبــي أن نقضيــه‬
‫يف الصمــت واهلــدوء أمامــه‪ ،‬ولكــن مهمــا اكن األمــر فإننــا جيــب يف‬
‫العبــادة أن نكــون منفتحــن لســماع صــوت اهلل‪.‬‬
‫ً‬
‫أقــي أنــا وروث وقــت منتظمــا لك يــوم يف تســبيح اهلل وعبادتــه‪،‬‬
‫(وروث ىه قائــدة عبادتنــا ألنــي ليــس دلى موهبــة الصــوت)‪ ،‬وىف‬
‫كثــر مــن األحيــان عندمــا نصــل إىل مرحلــة العبــادة‪ ،‬وجنــد أرواحنــا‬
‫هادئــة أمــام اهلل جنــده يتحــدث نلــا‪ ،‬لقــد اكن دلينــا الكثــر مــن‬

‫‪51‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫اتلوجيــه واتلحذيــر والتشــجيع منــه يف هــذه األوقــات‪ .‬وىلع الرغــم مــن‬


‫ً‬
‫أنــي حــذر جــدا إذا اكن األمــر يتعلــق باللكمــات انلبويــة‪ ،‬لكــن إذا‬
‫ً‬
‫ســمعت شــيئا وأنــا يف جــو العبــادة وال يتعــارض مــع انســجام الــروح‪،‬‬
‫فإنــي أقبــل وأثــق أنــه اهلل هــو اذلي يتحــدث إيلنــا‪.‬‬
‫ً‬
‫ولكــن إن كنــا ال نــأيت أبــدا إىل مــان العبــادة‪ ،‬حنــن قــد ال نعطــي‬
‫اهلل فرصــة يلتحــدث إيلنا ‪.‬‬

‫الحــظ اتلــدرج اذلي يوضحــه (املزمــور ‪ )95‬الرتنيــم بصــوت اعل‬


‫ثــم االبتهــاج ثــم التســبيح بهتــاف اذلي يــأيت بنــا إىل حمــر اهلل‪ ،‬وحنــن‬
‫نســبح اهلل ألجــل األســباب الــي ســبق وذكرناهــا بــل وأكــر منهــا‪،‬‬
‫ولكــن عندمــا ندخــل إىل حمــره تتغــر طريقــة اســتجابتنا هل‪ ،‬فــى‬
‫لــم تعــد جمــرد انلطــق بكلمــات الشــكر والتســبيح ولكنهــا أفعــال‬
‫تعكــس عبادتنــا وخشــوعنا لوجودنــا يف حمــر اهلل القــادر ىلع لك يشء‪،‬‬
‫حيــث نكــون منفتحــن لســماع صوتــه‪.‬‬

‫لقـد ذكر يسـوع لكمات هامة عن التسـبيح يف (يوحنـا ‪)24-23 : 4‬‬


‫اكن خياطـب بهـا املرأة السـامرية عند برئ يعقـوب إذ يقول ‪:‬‬
‫ُ َ ْ َ ُّ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬
‫ــاع ٌة‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ال ِقي ِقيــون‬ ‫جدون‬‫ِ‬ ‫ــا‬ ‫الس‬ ‫ِــن‬ ‫ح‬ ‫‪،‬‬ ‫اآلن‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫كــن تــأ ِت س‬ ‫«ول ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ٌ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُّ ِ َ َ ِّ‬ ‫َْ ُ ُ َ‬
‫ِــب مِثــل هــؤالءِ‬ ‫الــق‪ ،‬ألن اآلب طال‬ ‫ِــآب بِالــروح و‬
‫ِ‬ ‫يســجدون ل‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫ِين ُل‪».‬‬ ‫جد‬
‫الســا ِ‬

‫‪52‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫هــذا هــو اإلعــان الرائــع‪ .‬أليــس كذلــك؟ اهلل القــادر ىلع لك يشء‬
‫ً‬
‫يطلــب أوئلــك اذليــن ســوف يعبــدوه‪ ،‬ولكننــا جيــب أن نعبــده وفقــا‬
‫للــروط الــي وضعهــا‪.‬‬
‫َ ْ‬ ‫ُّ ِ َ ْ َ ِّ َ ْ َ‬ ‫َ َْ ُ ُ َ َ َ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫«اَ ُ‬
‫ــي أن‬‫وح والــق ينب ِ‬ ‫ِيــن يســجدون ُل فبِالــر‬ ‫هلل ُروح‪َ .‬وال‬
‫َْ ُ ُ‬
‫يســجد وا»‪.‬‬

‫يتكــون اإلنســان مــن ثالثــة أجــزاء ىه الــروح وانلفــس واجلســد‪،‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫وذلــك وفقــا ملــا يقــوهل الكتــاب املقــدس‪ .‬نفوســنا تنشــط جــدا يف‬
‫الشــكر والتســبيح‪ ،‬ولكــن عندمــا يتعلــق األمــر بالعبــادة جنــد أن‬
‫أرواحنــا ىه الــي تكــون يف اتصــال مبــارش مــع روح اهلل‪ ،‬وهــو األمــر‬
‫اذلي ال تســتطيع أن تقــوم بــه نفوســنا‪.‬‬

‫والــروح القــدس هــو اذلى يعطينــا االحتــاد املبــارش مــع اهلل‪،‬‬


‫فهــؤالء اذليــن اختــروا االمتــاء بالــروح القــدس يعرفــون أن الــروح‬
‫يغــر األســلوب اذلي نعبــد اهلل بــه‪ ،‬لقــد انتقلنــا إىل بعــد جديــد‪،‬‬
‫ولكــن االمتــاء بالــروح القــدس ال جيعلنــا اكملــن أو يف ماكنــة أىلع‬
‫ً‬
‫مــن اآلخريــن‪ ،‬ولكنــه يُطلــق شــيئا مــا بداخلنــا يلُ ّمكننــا مــن تقديــر‬
‫الكيفيــة الــي نعبــد بهــا اهلل‪.‬‬
‫ً‬
‫ولكــن ينبــي أيضــا أن نعبــد اهلل باحلــق‪ ،‬وأعتقــد أن احلــق‬
‫ً‬
‫يتطلــب اإلخــاص‪ ،‬هلــذا مــن املهــم جــدا أن نكــون خملصــن‬
‫وصادقــن يف عبادتنــا هلل‪ ،‬ولــي أوضــح هــذا األمــر أود أن أتأمــل يف‬

‫‪53‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫مثــال بســيط مــن ســفر الالويــن يف العهــد القديــم وهــو الســفر اذلي‬
‫يصــف الفرائــض الكهنوتيــة واذلبائــح‪.‬‬

‫يوجــه اهلل الالويــن إىل الــروط الــي جيــب توفرهــا يف القربــان‪،‬‬


‫وإىل الــروط الــي جيــب عــدم توافرهــا‪ .‬فــي ســفر (الالويــن ‪)2-1 :2‬‬
‫َّ‬
‫يطلــب أن يقــدم اللبــان يف لك ذبيحــة إذ يقــول‪:‬‬
‫َّ ِّ َ ُ ُ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ ٌ ُ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ـق‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ِي‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ان‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ة‬
‫«وإِذا قــرب أحــد قربــان تقد ٍ‬
‫ـ‬‫ِم‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ ُ َ ََْ َ ًْ َ ََْ ُ َ َْ‬
‫ـارون‬ ‫ـي هـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و ْي َســكب عليهــا زيتــا‪ ،‬و يعــل عَليهــا لانــا‪ .‬ويــأ ِت بِهــا إِل بـ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ُ ِّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َْ ُ َْ‬ ‫ََ‬
‫الكهنــةِ‪َ ،‬ويقبِــض مِنهــا مِــل َء قبضتِــ ِه مِــن دقِي ِقهــا َوزيتِهــا مــع ك‬
‫َّ ِّ‬ ‫ائَـ ِة َ ُ‬ ‫َُ َ َ ُ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ ََ َْ ْ َ َ ُ َ‬
‫ـود َ‬
‫ـرب‪».‬‬ ‫ور ل ِلـ‬
‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫لان ِهــا‪ ،‬ويوقِــد الك ِهــن تذكرهــا ع المذبــحِ ‪ ،‬وقـ‬

‫ويتكــون القربــان مــن عــدة عنــارص خمتلفــة‪ ،‬بمــا يف ذلــك ادلقيــق‬


‫والزيــت (والزيــت هــو رمــز للــروح القــدس)‪ ،‬ويتــم حــرق جــزء‬
‫مــن هــذه اتلقدمــة ويذهــب ابلــايق للاكهــن‪ ،‬لكــن لك اللبــان جيــب‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أن يــرق‪ ،‬ألن اللبــان يف العهــد القديــم اكن نــواع مــن العبــادة‪ ،‬وهــذا‬
‫اجلــزء مــن القربــان ال يذهــب إىل أي شــخص آخــر بــل إىل اهلل فقــط‪.‬‬
‫ياهلــا مــن أهميــة يف عــدم تقديــم العبــادة ألي إنســان يف أي وقــت‪،‬‬
‫ولكــن فقــط للــرب‪.‬‬
‫ً‬
‫واللبــان ليــس مجيــا يف حــد ذاتــه‪ ،‬ولكــن عندمــا حيــرق يعطــي‬
‫راحئــة مجيلــة‪ ،‬وهــذا بالضبــط مــا تفعلــه عبادتنــا أمــام الــرب تصعــد‬
‫كراحئــة مجيلــة عطــرة أمامــه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫ومــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬هنــاك عنــر آخــر جيــب أن ال يتواجــد يف لك‬


‫تقدمــة للــرب‪ .‬يف ســفر (الالويــن ‪ )11 :2‬يقــول‪:‬‬
‫َّ ِّ َ ُ ْ َ َ ُ َ ً َ َّ ُ َّ‬ ‫َُ ُ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُّ َّ ْ َ‬
‫ِــرا‪ ،‬ألن ك‬‫ــي تق ِّربونهــا ل ِلــرب ال تصطنــع خ‬ ‫ِ‬ ‫«ك اتلقدِم ِ‬
‫ــات ال‬
‫َّ ِّ‬ ‫ُ ً‬ ‫َُْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ ُ َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِلــرب‪».‬‬ ‫ــل ال توق ِــدوا مِنهمــا َوقــودا ل‬‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِــر‬
‫ٍ‬ ‫خ‬

‫والعســل يف حاتلــه الطبيعيــة حلــو املــذاق‪ ،‬ولكــن عندمــا حيــرق‬


‫ً‬
‫يصبــح لونــه أســود لزجــا للغايــة‪ ،‬وبهــذا يريــد الــرب أن يقــول نلــا‪:‬‬
‫ً‬
‫«ال تقدمــوا يل أي عبــادة ال تتحمــل انلــار‪ ،‬قدمــوا يل بلانــا ألنــه لكمــا‬
‫ُ‬
‫احــرق أصبــح أحــى‪ ،‬والتقدمــوا يل عبــادة عندمــا تمتحــن وتدخــل‬
‫انلــار تصبــح ســوداء ولزجــة»‬

‫فكــر يف هــذا‪ ،‬واســأل نفســك‪ :‬هــل أضــع العســل يف صلــوايت؟ أم‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫أنــي أقــدم بلانــا؟ هــل أخــر اهلل باألشــياء الــي ال أريــد أن أعيــش‬
‫مــن أجلهــا‪ ،‬أم أنــي أصــي هل بالــروح واحلــق؟‬

‫وهنــاك صــورة أخــرة حيــة للعبــادة يف (‪ 1‬كورنثــوس ‪)17-16 :6‬‬


‫وىه آيــات رصحيــة كمــا أن الكتــاب املقــدس لكــه يتســم بأنــه كتــاب‬
‫رصيــح‪ .‬يقــول بولــس‪:‬‬
‫ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ٌ َ ٌ َ َّ ُ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫حــد؟ ألنــه‬ ‫ـن الصــق بِزانِيـ ٍة هــو جســد وا ِ‬ ‫«أم لســتم تعل ْمــون أن ِ‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ـر ِّب َف ُهــوَ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ـق بالـ َّ‬ ‫ً َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ ُ ُ‬
‫ـن الصـ ِ‬‫ِ‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫أ‬‫و‬ ‫»‪.‬‬ ‫ـدا‬
‫ـ‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫و‬ ‫ـدا‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫ـان‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫االث‬ ‫ـون‬‫يقول‪«:‬يكـ‬
‫ُ ٌ َ ٌ‬
‫حــد‪».‬‬
‫روح وا ِ‬

‫‪55‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫جيــب أن نكــون عندنــا رصاحــة ونــرى اتلناقــض بــن األمريــن‪،‬‬


‫فاملثــال األول اذلي يقــوهل بولــس هــو االحتــاد اجلنــي غــر األخــايق‪،‬‬
‫ً‬
‫ولكنــه وباتلــوازي مــع ذلــك‪ ،‬يتحــدث أيضــا عــن شــخص اتلصــق‬
‫بالــرب يف الــروح‪ .‬فهنــاك نــواعن مــن االتلصــاق‪ ،‬وبمعــى آخــر هنــاك‬
‫اتلصــاق رويح وهنــاك اتلصــاق جســدي‪ .‬والعبــادة ىه اتلصــاق روىح‪،‬‬
‫وىه الطريقــة الوحيــدة الــي يمكــن ألرواحنــا أن تتحــد مبــارشة مــع‬
‫اهلل‪ .‬وخــارج هــذا االحتــاد واالتلصــاق ال يــأيت اثلمــر‪.‬‬

‫هلــذا عندمــا تفكــر يف العبــادة‪ ،‬تذكــر أن هــذه ىه الطريقــة الــي‬


‫يمكــن لروحــك أن تلتصــق بــروح اهلل‪ .‬ومــن هــذا االتلصــاق تــأيت‬
‫اثلمــار الروحيــة‪ ،‬كمــا يف األمــور اجلســدية فاالحتــاد يــؤدي إىل اتلاكثــر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إقــي وقتــا طويــا يف اتلأمــل يف هــذا اتلــدرج الشــكر والتســبيح‬
‫ً‬
‫والعبــادة‪ ،‬واذلي ينتــي باالتلصــاق بــاهلل‪ .‬كــن منطلقــا يف شــكرك ويف‬
‫ً‬
‫تســبيحك ولكــن تذكــر أن هــذا ليــس هدفــا يف حــد ذاتــه‪ ،‬ولكــن‬
‫اهلــدف هــو أن تصــل إىل مرحلــة العبــادة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫نبذة عن حياة الكاتب‬


‫ُودل ديريــك برنــس يف اهلنــد ألبويــن بريطانيَّــن‪ .‬لقــد درس‬
‫ايلونانيــة والالتينيــة يف اثنــن مــن أشــهر املعاهــد اتلعليميــة‪ ،‬جامعــة‬
‫إيتــون وجامعــة كمربيــدج‪ .‬مــن ‪ 1940‬إىل ‪ 1949‬حصــل ىلع الزمالــة يف‬
‫جامعــة امللــك بكمربيــدج وختصــص يف الفلســفة القديمــة واحلديثــة‪.‬‬
‫لقــد درس العربيــة واآلراميــة أيضــا يف لك مــن جامعــة كمربيــدج‬
‫واجلامعــة العربيــة يف القــدس‪ .‬وباإلضافــة إىل ذلــك يتحــدث ديريــك‬
‫ً‬
‫عــددا مــن اللغــات املعــارصة‪.‬‬

‫يف أوائــل ســنني احلــرب العامليــة اثلانيــة‪ ،‬بينمــا اكن خيــدم مــع‬
‫اجليــش الربيطــاين كمــرف مستشــى‪ ،‬إختــر ديريــك برنــس لقــاء‬
‫مغــر للحيــاة مــع يســوع املســيح‪ .‬عــن هــذا اللقــاء كتــب ديريــك‬
‫برنــس‪ :‬مــن هــذا اللقــاء خرجــت بنتيجتــن لــم أقابــل مــا جيعلــي‬
‫أتغــر مــن جهتهمــا‪.‬‬

‫األوىل ىه أن يسوع املسيح يح‪.‬‬

‫واثلانية ىه أن الكتاب املقدس صادق‪ ،‬عميل وعرصي‪.‬‬

‫هاتان انلتيجتان غريتا مسار حيايت جذريا وبال رجعة‪.‬‬


‫‪57‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫يف نهايــة احلــرب العامليــة اثلانيــة‪ ،‬ظــل ديريــك برنــس ‪ -‬حيــث‬


‫أرســله اجليــش الربيطــاين ‪ -‬يف القــدس‪ .‬يف زواجــه مــن زوجتــه األوىل‬
‫يلديــا‪ ،‬أصبــح أبــا باتلبــي ثلمــاين فتيــات كــن يف بيــت يلديــا‬
‫ً‬
‫لألطفــال‪ .‬شــهدت العائلــة معــا إاعدة قيــام دولــة إرسائيــل يف ‪.1948‬‬
‫َ ْ‬
‫كمعلمــن‪ ،‬تبنيــا ابنتهمــا‬ ‫وبينمــا اكن ديريــك ويلديــا يف كينيــا يعمــان‬
‫اتلاســعة – طفلــة أفريقيــة‪ .‬توفيــت يلديــا يف اعم ‪ ،1975‬ويف اعم ‪1978‬‬
‫ً‬
‫تــزوج ديريــك روث بيكــر‪ .‬ملــدة ‪ 20‬ســنة ســافرا معــا يف لك أحنــاء العالم‬
‫يعلمــان احلــق الكتــايب املعلــن ويشــاراكن الرؤيــة انلبويــة يف أحــداث‬
‫العالــم يف ضــوء الكتــاب املقــدس‪ .‬توفيــت روث يف ديســمرب ‪.1998‬‬
‫ً‬
‫إجتــاه ديريــك املتجــرد مــن الطائفيــة واتلحــز فتــح أبوابــا لســماع‬
‫تعايلمــه عنــد أنــاس مــن خلفيــات عرقيــة ودينيــة خمتلفــة‪ ،‬وهــو‬
‫ً‬
‫معــروف دويلــا كأحــد قــادة تفســر الكتــاب املعارصيــن‪ .‬يصــل‬
‫برناجمــه اإلذايع ايلــويم‪ ،‬مفاتيــح احليــاة انلاجحــة إىل نصــف العالــم يف‬
‫‪ 13‬لغــة تتضمــن الصينيــة والروســية والعربيــة واألســبانية‪.‬‬
‫ُ‬
‫بعـض الكتـب اخلمسين التي كتبهـا ديريك برنـس قـد ترمجت إىل‬
‫‪ 60‬لغـة خمتلفـة‪ .‬منـذ ‪ 1989‬يوجـد تركيز ىلع رشق أوربـا ودول االحتـاد‬
‫ً‬
‫املسـتقلة (الكومنولـث واملعروفـة باإلحتـاد السـوفييت سـابقا) ويوجـد‬
‫أكثر مـن مليـون نسـخة متداولـة بلغـات هـذه ادلول‪ .‬مدرسـة الكتاب‬
‫ً‬
‫املقـدس املسـجلة ىلع الفيديـو دليريـك برنـس تشكل أساسـا لعرشات‬
‫مـن مـدارس الكتـاب اجلديـدة يف هذا اجلـزء مـن العالـم اذلي لم يكن‬
‫ً‬
‫خمدومـا مـن قبل‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫مــن خــال الربنامــج الكــرازي العالــي‪ ،‬وزعــت خدمــة ديريــك‬


‫برنــس مئــات األلــوف مــن الكتــب وأرشطــة الاكســيت للــراعة والقــادة‬
‫يف أكــر مــن ‪ 120‬دولــة – لذليــن لــم يكــن دليهــم وســيلة للحصــول ىلع‬
‫مــادة تعليميــة للكتــاب أو لــم يكــن دليهــم املقــدرة املاديــة لرشائهــا‪.‬‬

‫يوجــد املركــز الرئيــي ادلويل خلدمــة ديريــك برنــس يف شــارلوت‬


‫بواليــة شــمال اكرويلنــا‪ ،‬ويوجــد فــروع للخدمــة يف أســرايلا وكنــدا‬
‫وفرنســا وأملانيــا وهونلــدا ونيوزيالنــدا وســنغافورة وجنــوب أفريقيــا‬
‫واململكــة املتحــدة ويوجــد موزعــون يف دول كثــرة أخــرى‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫‪60‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫‪61‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫‪62‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫اﺻﺪارات أﺧﺮى ﻟﺪﯾﺮﯾﻚ ﺑﺮﻧﺲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‬

‫ﻛﺘيبﺎت‪:‬‬ ‫ﻛﺘﺐ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻤبﺎدﻟﺔ اﻹﻟﻬ�ﺔ اﻟﻌﻈ�‪.‬‬ ‫‪ ‬اﺳﺲ اﻹ�ﻤﺎن‪.‬‬
‫ين‬
‫اﻟﺸ�ﺎﻃن‪.‬‬ ‫‪� ‬ﺨﺮﺟﻮن‬
‫‪ ‬اﻷﺑﻮة‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟ�ﻔﺎرة‪.‬‬
‫اﻹﻟ�‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬اﻟﺪواء‬
‫‪ ‬اﻹ�ﻤﺎن اﻟﺬي بﻪ ﻧﺤ�ﺎ‪.‬‬
‫‪�� ‬كﺎء ﻣﺪى اﻟﺤ�ﺎة‪.‬‬ ‫‪ ‬اﻟﺤﺮب ن ي� اﻟﺴﻤﺎو�ﺎت‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻤﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺮوﺣ�ﺔ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﺗﻠبﺴﻮن ﻗﻮة‪.‬‬
‫‪ ‬أزواج وآبﺎء‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺮوح اﻟﻘﺪس ﻓﻴﻨﺎ‪.‬‬ ‫ن‬
‫ﻣﺤ� �‪.‬‬ ‫‪ ‬اﻟﺪﺧﻮل ا�‬
‫‪ ‬اﻟﺮﻓﺾ‪.‬‬ ‫‪� ‬ﺸﻜ�ﻞ اﻟﺘﺎر� ــﺦ‪.‬‬
‫‪� ‬‬
‫وﻣى ﺻﻤﺘﻢ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻋﻬﺪ اﻟﺰواج‪.‬‬
‫اﻷﺧ�ة‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ ‬ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷ�ﺎم‬
‫‪ ‬ﻓﻜﺮ � ﻣﻦ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺎل‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺸﻜﺮ اﻟتﺴبﻴﺢ اﻟﻌبﺎدة‪.‬‬
‫‪ ‬ﻫﻞ �ﺤﺘﺎج ﻟﺴﺎﻧﻚ ا� ﺷﻔﺎء؟‬ ‫‪ ‬اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻦ اﻟﻠﻌﻨﺔ ا� �اﻟ�ﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﺨﻼص اﻟ�ﺎﻣﻞ‪.‬‬ ‫‪ ‬أ�ار اﻟﻤﺤﺎرب ن ي� اﻟﺼﻼة‪.‬‬
‫‪ ‬دراﺳﺎت ﺷﺨﺼ�ﺔ ن ي� اﻟ�ﺘﺎب اﻟﻤﻘﺪس‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻤﺤبﺔ اﻟﻤ�ﻓﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻐ�ة ﻟﻠﺤ�ﺎة‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﻮة اﻟﺮوﺣ�ﺔ ي‬
‫‪ ‬اﻟﺼﻼة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻣﺎ ﺟﻤﻌﻪ �‪.‬‬
‫‪ ‬ﻣﺸيﺌﺔ � ﻟﺤ�ﺎﺗﻚ‪.‬‬ ‫اﻟ�ﻛﺔ أو اﻟﻠﻌﻨﺔ ‪ :‬أﻧﺖ ﺗﺨﺘﺎر!‬
‫‪� ‬‬
‫‪63‬‬
‫الشكر التسبيح العبادة‬

‫]‬

‫‪www.dpmarabic.com‬‬
‫موقع خدمة ديريك برنس‬
‫باللغة العربية‬

‫‪Derek Prince‬‬
‫‪Ministries-Arabic‬‬
‫ديريك برنس‬

‫إذا ملسك الرب من خالل هذا الكتاب شاركنا باختبارك على‪:‬‬


‫‪info@dpm.name‬‬

‫‪+447477151750‬‬

‫‪64‬‬

You might also like