‫ذلك لمن قالها متوالية‪ ٬‬أو متفرقة‪ ٬‬في مجلس‪ ٬‬أو مجالس‪ ٬‬في أول النهار‪ ٬‬وآخره‪ ٬‬لكن

األفضل أن تكون متوالية‬

‫‪ ٬‬والظاهر أن هذه الفضائل الواردة في التسبيح‪ ٬‬ونحوه تحصل لكل ذاكر‪ ٬‬وإن لم يكن من أهل الدين والصالح‪٬‬‬
‫ألن فضل هللا تعالي واسع‪.‬‬
‫وبين (ص) أن هذا الذكر هو غرس الجنة‪ ٬‬كما جاء في <جامع الترمذي> عن ابن مسعود‪ ٬‬قال رسول هللا‬
‫(ص) <لقيت إبراهيم ليلة ُأسرى بي فقال‪ :‬يا محمد‪ ٬‬أقرئ أمتك مني السالم‪ ٬‬وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة‬
‫عذبة الماء‪ ٬‬وأنها قيعان‪ ٬‬وأن غراسها سبحان هللا والحمد هلل وال إله إال هللا وهللا أكبر>‪.‬‬
‫جاء ترتيب هذا الحديث على أسلوب عظيم‪ ٬‬وهو أن حب الرب سابق‪ ٬‬وذكر العبد‪ ٬‬وخفة الذكر على‬ ‫‪-‬‬
‫تال‪ ٬‬ثم بيّن ما فيهما من ثواب العظيم النافع يوم القيامة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫لسانه‬
‫‪ -3‬سر ختم البخاري جامعه الصحيح بهذا الحذيث‪:‬‬
‫وختم اإلمام البخاري‪-‬رحمه هللا تعالى‪< -‬صحيحه> بهذا الحديث المشتمل على الحمد بعد التسبيح‪ ٬‬ألنه‬ ‫‪-‬‬
‫آخر دعوى أهل الجنة‪ ٬‬قال هللا تعالى‪< :‬دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سالم وءاخر دعواهم‬
‫أن الحمد هلل رب العالمين>‪.‬‬
‫فأهل الجنة إذا دخلوا الجنة‪، ٬‬عاينوا عظمة هللا تعالى وكبرياءه مجدوه‪ ٬‬ونعتوه بنعوت الجالل‪ ٬‬ثم حياهم‬
‫المالئكة بالسالمة من اآلفات والفوز بأصناف الكرامات‪ ٬‬فحمدوه‪ ٬‬وأثنوا عليه بصفات اإلكرام‪.‬‬
‫ً‬
‫والظاهر أن يضاف السالم إلى هللا‪-‬تعالى‪ -‬إكراما ً ألهل الجنة كما يدل له قوله تعالى ‪< :‬سالم قوال من رب‬
‫رحيم>‪ ٬‬أي‪ :‬يسلم عليهم بغير واسطة‪ ٬‬مبالغة في تعظيمهم وإكرامهم‪ ٬‬ويدل له أيضا ً ما رواه ابن ماجه عن‬
‫جابر (ص) عن النبي (ص)‪< :‬بينا أهل الجنة في نعيمهم‪ ٬‬إذ سطع لهم نور‪ ٬‬فرفعوا رءوسهم‪ ٬‬فإذا الرب قد‬
‫أشرف عليهم من فوقهم‪٬‬فقال‪:‬السالم عليكم يا أهل الجنة قال‪ :‬وذلك قول هللا‪<:‬سالم قوال من رب رحيم>‪٬‬‬
‫قال فينظر إليهم وينظرون إليه‪ ٬‬فال يلتفتون إلى شيء من النعيم‪ ٬‬ما داموا ينظرون إليه‪ ٬‬حتى يحتجب عنهم‬
‫‪ ٬‬ويبقى نوره>‪.‬‬
‫‪ -4‬ما يرشد إليه الحديث‪:‬‬
‫حرص النبي (ص) على تعليم أمته‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الحث على إدامة الذكر باللفظ المذكور لمحبة الرحمن له وخفته بالنسبة لما يتعلق بالعمل وثقله بالنسبة‬ ‫‪-2‬‬
‫إلظهار الثواب‪.‬‬
‫السجع جائز‪ ٬‬والمنهي عنه ما كان فيه كلفة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ايراد الحكم المرغوب في فعله بلفظ الخبر‪ ٬‬ألن المقصود من الحديث األمر بمالزمة الذكر‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلشارة إلى امتثال قوله تعالى ‪<:‬وسبح بحمد ربك>‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫***‬
‫األسئلة‬
‫اذكر معاني المفردات اآلتية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫(خفيفتان على اللسان‪-‬في الميزان‪-‬سبحان هللا العظيم)‪.‬‬
‫ما المقصود من قوله (ص)‪< :‬كلمتان حبيبتان إلى الرحمن>؟‬ ‫‪-2‬‬
‫لم خص النبي (ص) اسم <الرحمن> بالذكر؟‬ ‫‪-3‬‬
‫ما معنى قوله (ص)‪<:‬سبحان هللا وبحمده>؟‬ ‫‪-4‬‬
‫لماذا قدم (ص) التسبيح على التحميد في هذا الحديث؟‬ ‫‪-5‬‬
‫لماذا ختم (ص) بقوله‪< :‬سبحان هللا العظيم>؟‬ ‫‪-6‬‬
‫ما نوع الباء في قوله (ص)‪< :‬بحمده>؟‬ ‫‪-7‬‬
‫اسرح الحديث بأسلوبك شرحا ً أدبيا ً موجزاً‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫اذكر ما يرشد إليه الحديث‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫***‬