You are on page 1of 884

www.alukah.

net 1
‫الجـداول الفِقهيَّـة‬
‫للمسائل الخالفيَّة في كتاب‬ ‫‪1‬‬

‫بداية المجتهد ونهاية المقتصد‬


‫لمحمد بن أحمد بن رشد الحفيد المتوفى سنة‪595( :‬هـ)‬
‫كتاب‪ :‬الزكاة والصيام والحجـ والجهادـ واأليمانـ والنذور‬
‫والضحايا والذبائحـ والصيد والعقيقة واألطعمة واألشربة (ج‪/‬‬
‫‪)2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬

‫فخري الظاهر‬ ‫إعداد‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬ظاهر بن‬


‫أستاذ الفقه بكلية‬ ‫الشريعة بالجامعة‬
‫اإلسالمية بالمدينة‬ ‫المنورة‬
‫ﻫ‪1440‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪1‬‬
1

www.alukah.net 2
‫مقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على خامت األنبياء واملرسلني‪ ،‬نبينا حممد وعلى آله وأصحابه أمجعني‪ ،‬ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ف ‪7‬إ‪َّ 7‬ن‪ 7‬ك‪7‬ت ‪7‬ا‪7‬ب‪( 7‬ـبـدـاي ـةـ اـلـمـجـتـه ـدـ ونـهـاـي ـةـ الـمـقـتـص ـدـ)ـ‪،‬ـ مل‪7‬ؤ‪7‬ل‪7‬ف ‪7‬ه‪ 7:7‬حم‪7‬م ‪7‬د‪ 7‬ب‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬مح‪7‬د‪ 7‬ب‪7‬ن‪ 7‬حم‪7‬م ‪7‬د‪ 7‬ب‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬مح‪7‬د‪ 7‬ب‪7‬ن‪ 7‬ر‪7‬ش ‪7‬د‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ق‪7‬ر‪7‬ط ‪7‬يب‪7( 7‬اب‪7‬ن‪ 7‬ر‪7‬ش ‪7‬د‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ف‪7‬ي ‪7‬د‪ 7)7‬امل‪7‬ت ‪7‬و‪7‬ىَّف س ‪7‬ن‪7‬ة‪595 ( 7‬ﻫ)‪7- 7‬رمح‪7‬ه‪ 7‬ا‪7‬هلل‪ 7،7-7‬ه‪7‬و‪7‬‬
‫ا‪7‬ل‪7‬ك‪7‬تا‪7‬ب‪ 7‬ا‪7‬مل‪7‬ق‪7‬ر‪7‬ر‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ط‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ة‪ 7‬ك‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ش‪7‬ر‪7‬ي‪7‬ع‪7‬ة‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬ل‪7‬ك‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ا‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬أل‪7‬خ‪7‬ر‪7‬ى‪ 7‬ب‪7‬ا‪7‬جل‪7‬ا‪7‬م‪7‬ع‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬سال‪7‬م‪7‬يَّ‪7‬ة‪ 7‬ب‪7‬ا‪7‬مل‪7‬دي‪7‬ن‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬مل‪7‬نو‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬م‪7‬ن‪7‬ذ‪ 7‬ت‪7‬أ‪7‬سي‪7‬س‪ 7‬ا‪7‬جل‪7‬ا‪7‬م‪7‬ع‪7‬ة‪ 7‬ع‪7‬ا‪7‬م‪13817( 7‬ﻫ)‪ 7،7‬و‪7‬م‪7‬ا‪ 7‬ز‪7‬ا‪7‬ل‪ 7‬ي‪7‬د‪َّ 7‬ر‪7‬س‪ 7‬إ‪7‬ىل‪ 7‬يو‪7‬م‪7‬ن‪7‬ا‪ 7،7‬وب‪7‬ذ‪7‬ل‪7‬ك‪ 7‬جت‪7‬ا‪7‬وز‪7‬ت‪ 7‬م‪7‬د‪7‬ة‪7‬‬
‫‪2‬‬

‫فكرت يف عم‪77‬ل ج‪77‬داول ملس‪77‬ائل الكت‪77‬اب باس‪77‬تخدام برن‪77‬امج الب‪77‬اوربوينت ( ‪power‬‬ ‫ت ‪7‬د‪7‬ر‪7‬ي‪7‬س‪ 7‬ه ‪7‬ذ‪7‬ا‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ك‪7‬ت ‪7‬ا‪7‬ب‪ 7‬يف‪ 7‬ا‪7‬جل‪7‬ا‪7‬م‪7‬ع ‪7‬ة‪ 7‬أ‪7‬ك ‪7‬ث‪7‬ر‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7)50 ( 7‬س‪77‬نة‪ 7.7‬وملا ي َّس ‪7‬ر اهلل تع‪77‬اىل يل التَّدريس يف اجلامع‪77‬ة َّ‬
‫علي غري واحد من الطلبة أ ْن أقوم بطباعة مس‪7‬ائل الكت‪7‬اب على‬ ‫كبريا‪ ،‬واقرتح َّ‬ ‫‪ ،)point‬وسرت على ذلك عدة سنوات دراسية‪ ،‬وقد القت هذه الطريقة استحسانًا من طلبة الكلية وثناءً ً‬
‫برنامج الورد (‪ )Word‬بنفس طريقة اجلداول؛ ليسهل االطِّالع عليها وحفظها وضبطها‪ ،‬حىت ال حيتاج الطالب استخدام جهاز احلاسوب عند مطالعة املسائل‪.‬‬
‫تباع‪77‬ا على حس‪77‬ب‬
‫فاس‪77‬تعنت باهلل تع‪77‬اىل ومشرت وب‪77‬دأت العم‪77‬ل‪ ،‬ونظ‪7ً 7‬را ألن كت‪77‬اب (بداي‪77‬ة اجملته‪77‬د) كب‪77‬ري احلجم كث‪77‬ري املس‪77‬ائل‪ ،‬رأيت أنَّه من الض‪77‬روري أ ْن أق‪77‬وم بكتاب‪77‬ة املس‪77‬ائل في‪77‬ه ً‬
‫(الصالة) و (أحكام امليت) وعدد مس‪77‬ائله‬ ‫كتب وأبواب الفقه اليت ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪-‬؛ فبدأت بكتاب (الطَّهارة من احلدث) وعدد مسائله (‪ )115‬مسألة خمتل ًفا فيها‪ ،‬مث كتاب َّ‬
‫(‪ )265‬مس‪77‬ألة‪ ،،‬مث كت‪77‬اب (الزك‪77‬اة) وع‪77‬دد مس‪77‬ائله (‪ )75‬مس‪77‬ألة‪ ،‬مث كت‪77‬اب (الص‪77‬يام) وع‪77‬دد مس‪77‬ائله (‪ )78‬مس‪77‬ألة‪ ،‬مث كت‪77‬اب (احلـج) وع‪77‬دد مس‪77‬ائله (‪ )162‬مس‪77‬ألة‪ ،‬مث كت‪77‬اب‪( :‬اجله‪77‬اد‬
‫واألميان‪ ،‬والنذور والضحايا والذبائح والصيد والعقيقة واألطعمة واألشربة)‪ ،‬وعدد مسائله جمتمعة (‪ )177‬مسألة‪ .‬فأصبح جمموع كامل القسمني (‪ )872‬مسألة خمتل ًفا فيها‪.‬‬
‫وه‪77‬ذا اجلزء ال‪77‬ذي بني أي‪77‬دينا ه‪77‬و الجــزء (الثــاني)‪ ،‬وه‪77‬و ش‪77‬امل لكت‪77‬اب‪( :‬الزكــاة)‪ ،‬و(الصــيام)‪ ،‬و(الحج)‪ ،‬و(الجهــاد واأليمــان والنــذور والضــحايا والــذبائح والصــيد والعقيقــة‬
‫واألطعمــة واألشــربة)‪ ،‬وع ‪77‬دد مس ‪77‬ائله (‪ )492‬مس ‪77‬ألة‪ .‬وق ‪77‬د س ‪77‬بقه الجــزء (األول)‪ ،‬ال ‪77‬ذي مشل كت ‪77‬اب‪( :‬الطه ‪77‬ارة من احلدث)‪ ،‬و (الص ‪77‬الة)‪ ،‬و (أحك ‪77‬ام امليت)‪ ،‬وع ‪77‬دد مس ‪77‬ائله (‪)380‬‬
‫مسألة‪ .‬وميكن حتميل اجلداول الفقهية من املوقع اإللكرتوين (‪.)www.drthaher.com‬‬
‫علما ينتفع به بعد املمات‪.‬‬
‫خالصا لوجهه الكرمي‪ ،‬وأ ْن جيعله صوابًا‪ ،‬وأ ْن يتقبله وجيعله ً‬
‫علي بإمتام هذا الكتاب‪ ،‬وأ ْن جيعله ً‬
‫مين َّ‬
‫الرحيم أ ْن َّ‬
‫وأسأل الكرمي َّ‬
‫أ‪.‬د‪ .‬ظاهر بن فخري الظاهر‬
‫كلية الشريعة باجلامعة اإلسالمية‬
‫‪Email: thaher88@hotmail.com‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪1‬‬
‫الرموز املستخدمة يف ختريج األحاديث‬
‫الرم‬ ‫الرم‬ ‫الرم‬
‫الكتاب‬ ‫الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫الكتاب‬ ‫الكتاب‬
‫ز‬ ‫ز‬ ‫ز‬
‫‪1‬‬
‫األحكام الشرعية‬ ‫إش‬ ‫البخاري يف التأريخ‬ ‫تخ‬ ‫مشكل اآلثار‬ ‫طح‬ ‫صحيح البخاري‬ ‫خ‬
‫األموال البن زجنويه‬ ‫زن‬ ‫نيل األوطار للشوكاين‬ ‫طار‬ ‫صحيح ابن خزمية‬ ‫خز‬ ‫صحيح مسلم‪7‬‬ ‫م‬
‫األموال للقاسم بن‬ ‫قا‬ ‫شرح السنة للبغوي‬ ‫بغ‬ ‫مصنف ابن أيب شيبة‬ ‫ش‬ ‫متفق عليه‬ ‫متفق‬
‫سالمالبزار‬
‫مسند‬ ‫بز‬ ‫موطأ اإلمام مالك‬ ‫طأ‬ ‫مصنف عبد الرزاق‬ ‫عب‬ ‫سنن أيب داود‬ ‫د‬
‫مستخرج‪ 7‬أيب عوانة‬ ‫عوا‬ ‫املستدرك للحاكم‬ ‫كم‬ ‫مسند أيب يعلى‬ ‫ع‬ ‫سنن الرتمذي‬ ‫ت‬
‫إحتاف املهرة للبوصريي‬ ‫إت‬ ‫كتاب األم للشافعي‬ ‫أم‬ ‫سنن الدارقطين‬ ‫قط‬ ‫سنن النسائي‬ ‫ن‬
‫تاريخ اخلطيب‬ ‫خط‬ ‫مسند الطيالسي‬ ‫طيا‬ ‫سنن البيهقي‬ ‫هق‬ ‫سنن ابن ماجه‬ ‫جه‬
‫هتذيب اآلثار للطربي‬ ‫ته‬ ‫مسند الشافعي‬ ‫شا‬ ‫االستذكار البن عبد‬ ‫كار‬ ‫مسند اإلمام أمحد‬ ‫حم‬
‫املنتقى البن اجلارود‬ ‫من‬ ‫أمحد بن هانئ األثرم‬ ‫أثر‬ ‫سنن الدارمي‬ ‫دا‬ ‫صحيح ابن حبان‬ ‫حب‬
‫التحقيق البن اجلوزي‬ ‫تحق‬ ‫معرفة اآلثار والسنن‬ ‫سنن‬ ‫احمللى البن حزم‬ ‫مح‬ ‫املعجم الكبري‬ ‫طب‬
‫املراسيل أليب داود‬ ‫مـرا‬ ‫جممع الزوائد للهيثمي‬ ‫مجمع‬ ‫األوسط البن املنذر‬ ‫سط‬ ‫سنن سعيد بن‬ ‫ص‬
‫مجع اجلوامع للسيوطي‬ ‫جمع‬ ‫الكامل البن عدي‬ ‫عد‬ ‫طبقات ابن سعد‬ ‫سع‬ ‫التمهيد البن‬ ‫تم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪2‬‬
‫كتـاب الـزكـاة‬
‫‪2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪6‬‬
‫ويشمل اآليت‪:‬‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬من جتب عليه (الزكاة)؟‬
‫اجلملة الثانية‪ 7:‬ما جتب فيه (الزكاة) من األموال؟‬
‫ومن كم جتب؟‬‫اجلملة الثالثة‪ 7:‬كم جتب (الزكاة)‪ِ ،‬‬ ‫‪6‬‬

‫اجلملة الرابعة‪ :‬مىت جتب (الزكاة)‪ ،‬ومىت ال جتب؟‪( ،‬وقت الزكاة)‬


‫اجلملة اخلامسة‪ :‬ملن جتب (الزكاة)‪ ،‬وكم جيب له؟‬
‫كتاب الزكاة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الزكاة‬
‫تاما‪.‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬على أن الزكاة جتب على كل مسلم ُحٍّر بالغ عاقل‪ ،‬مالك للنصاب مل ًكا ً‬ ‫‪-1‬‬
‫بعض املال‪ ،‬فهو ضامن‪ ،‬إال يف املاشية‪7.‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬أ ّن من وجبت عليه الزكاة ومتكن من إخراجها‪ ،‬فلم خيرجها حىت ذهب ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫لي‪ ،‬وعلى وج‪7‬وب الزك‪7‬اة يف ثالث‪7‬ة أص‪7‬ناف من احلي‪7‬وان؛‪ 7‬اإلب‪7‬ل‬ ‫اتفق‪7‬وا‪ 7‬على وج‪7‬وب الزك‪7‬اة يف ص‪7‬نفني من املع‪7‬دن؛‪ 7‬ال‪7‬ذهب والفض‪7‬ة‪ ،‬الل‪7‬ذين ليس‪7‬ا حبُ ّ‬ ‫‪146‬‬
‫‪-3‬‬
‫والبقر والغنم‪ .‬واتفقوا على وجوب الزكاة يف صنفني من احلبوب؛ احلنطة والشعري‪ ،‬وعلى صنفني من الثمر؛ التمر والزبيب‪.‬‬
‫أمجعوا على أنه ليس فيما خيرج من احليوان‪ 7‬زكاة‪ ،‬إال العسل‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬على أنه ال زكاة يف العروض اليت مل يُقصد هبا التجارة‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬على أن املقدار الذي جتب فيه الزكاة يف الفضة مخس ٍ‬
‫أواق‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ُ‬
‫اتفقوا‪ 7‬على أن القدر الواجب إخراجه من الذهب والفضة‪ ،‬ربع العُ ُشر‪ ،‬ما مل يكونا خرجا من معدن‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫دينارا من الذهب‪.‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬على وجوب الزكاة يف أربعني ً‬ ‫‪-8‬‬
‫أمجعوا على أنه (ال) أوقاص يف احلبوب‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أمجع املسلمون على أن‪7‬ه يف ك‪7‬ل (‪ )5‬من اإلب‪7‬ل ش‪7‬اة إىل (‪ ،)24‬ف‪7‬إذا ك‪7‬انت (‪ )25‬ففيه‪7‬ا ابن‪7‬ة خماض إىل (‪ ،)35‬ف‪7‬إن مل تكن ابن‪7‬ة خماض ف‪7‬ابن لب‪7‬ون‬ ‫‪-10‬‬
‫ذك‪77‬ر‪ ،‬ف‪77‬إذا ك‪77‬انت (‪ )36‬ففيه‪77‬ا بنت لب‪77‬ون إىل (‪ ،)45‬ف‪77‬إذا ك‪77‬انت (‪ )46‬ففيه‪77‬ا ِح ّق‪77‬ة إىل (‪ ،)60‬ف‪77‬إذا ك‪77‬انت (‪ )61‬ففيه‪77‬ا َج َذع‪77‬ة إىل (‪ ،)75‬ف‪77‬إذا‬
‫كانت (‪ )76‬ففيها ابنتا لبون إىل (‪ ،)90‬فإذا كانت (‪ )91‬ففيها ح ّقتان إىل (‪.)120‬‬
‫اتفقوا‪- 7‬ما عدا الكوفيني‪ -‬على أن ما زاد على (‪ )130‬من اإلبل‪ ،‬ففي كل (‪ )40‬بنت لبون‪ ،‬ويف كل (‪ِ )50‬ح ّقة‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ -12‬أمجعوا على أ ّن يف سائمة الغنم إذا بلغت (‪ )40‬فيها شاة إىل (‪ ،)120‬ف‪77‬إذا زادت على (‪ )120‬ففيه‪77‬ا ش‪77‬اتان إىل (‪ .)200‬ف‪77‬إذا زادت على (‪)200‬‬
‫ففيها ثالث شياه إىل (‪ ،)300‬فإذا زادت على (‪ ،)300‬ففي كل (‪ٍ )100‬‬
‫شاة شاةٌ واحدة‪.‬‬
‫املعز تُضم إىل الغنم يف حساب الزكاة‪.‬‬‫اتفقوا‪ 7‬على أن ْ‬ ‫‪-13‬‬
‫اتفق مجاعة من فقهاء األمصار على أنه ال يؤخذ من الصدقة‪ ،‬تيس‪ ،‬وال َه ِر َمة‪ ،‬وال ذات عوار (عيب)‪7.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫‪145‬‬
‫أمجعوا على أن الواجب يف احلبوب؛ أما ما سقي بالسماء فالعشر‪ ،‬وأما ما سقي بالنَّضح فنصف العشر‪.‬‬ ‫‪-15‬‬
‫صاعا بإمجاع‪.‬‬
‫الو ْس ُق (‪ً )60‬‬ ‫َ‬ ‫‪-16‬‬
‫أمجعوا على أ ّن الص‪7‬نف الواح‪7‬د من احلب‪7‬وب والثم‪7‬ر‪ ،‬جُي م‪7‬ع جيّ‪7‬ده ورديئ‪7‬ه‪ ،‬وتؤخ‪7‬ذ الزك‪7‬اة عن مجيع‪7‬ه حبس‪7‬ب ق‪7‬در ك‪7‬ل واح‪7‬د منهم‪7‬ا (اجلي‪7‬د وال‪7‬رديء)‪،‬‬ ‫‪-17‬‬
‫ُأخذ من وسطه‪.‬‬ ‫فإن كان الثمر أصنافًا ِ‬
‫عند اجلميع امل ْخَر ُج من النخل يف الزكاة هو التم‪77‬ر (ال ال‪7‬رطب)‪ ،‬وك‪77‬ذلك ال‪7‬زبيب من العنب‪( 7‬ال العنب نفس‪77‬ه)‪ ،‬ومن الزيت‪77‬ون ‪-‬عن‪77‬د الق‪7‬ائلني بوج‪7‬وب‬ ‫‪-18‬‬
‫الزكاة فيه‪ُ -‬الزيت ال (احلب)‪.‬‬
‫أمجع فقهاء األمصار على اشرتاط (احلول) يف زكاة؛ الذهب والفضة‪ 7‬واملاشية‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫أقل من نصاب‪ ،‬واستُفيد إليه مال من غري رحبه‪ ،‬يكمل من جمموعهما نصاب‪ ،‬أنه يستقبل به احلول من يوم َك ُمل‪.‬‬ ‫أمجعوا على أن املال إذا كان َّ‬ ‫‪-20‬‬
‫كأ ّن أكثر الفقهاء جممعون على أنه (ال) جيب أن يُعطى ‪-‬مستحق الزكاة‪ -‬عطيّةً يصري هبا من الغىن يف مرتبة من (ال) جتوز له الصدقة‪.‬‬ ‫‪-21‬‬
‫ال خالف بني الفقهاء أن العامل على الزكاة‪ ،‬إمّن ا يأخذ من الزكاة بقدر عمله‪.‬‬ ‫‪-22‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الجملة األولى‪:‬ـ من تجب عليه الزكاة؟‬
‫(المسائل المختلف فيها)‬
‫الرقم‬ ‫الرقم‬
‫عنون المسألةـ‬ ‫عنون المسألةـ‬
‫التسلسليـ‬ ‫التسلسليـ‬
‫‪146‬‬
‫هل جتب الزكاة يف أرض اخلراج إذا انتقلت إىل املسلمني؟‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف أموال الصغري؟‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫ما جيب يف أرض العُشر إذا انتقلت للذمي يزرعها؟‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫حكم أخذ الزكاة من أهل الذمة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ما جيب على من أخرج الزكاة فضاعت؟‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف أموال العبيد؟‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ماذا جيب على من ذهب بعض ماله بعد وجوب الزكاة فيه؟‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫حكم الزكاة على من عليه دين‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫حكم الزكاة ملن مات بعد وجوهبا عليه‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ذمة الغري (الدَّين)‪.‬‬
‫حكم زكاة املال الذي يف ّ‬ ‫‪5‬‬
‫احلكم إذا بيع املال بعد وجوب الصدقة (الزكاة) فيه‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫حكم زكاة الثمار حمبَّسة األصول (املوقوفة)‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫حكم منع إخراج الزكاة‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫على من جتب زكاة األرض (املزرعة) املستأجرة؟‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل تجب الزكاة في أموال الصغير والمجنون؟‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫تاما‪ ،‬واختلفوا هل جتب الزكاة يف مال الصغري؛ سواء كان‬
‫حر بالغ عاقل‪ ،‬مالك للنصاب مل ًكا ً‬‫(ال) خالف يف وجوب الزكاة على املسلمني‪ ،‬واتفقوا على وجوب الزكاة على كل مسلم ٍّ‬ ‫تحرير محل‬
‫يتيما أو ليس بيتيم (ومثله اجملنون)‪ ،‬إال أنَّه ملك مااًل يبلغ نصابًا‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫الصغري ً‬ ‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف مال‬ ‫جتب الزكاة يف مال الصغري فيما خترجه‬ ‫(ليس) يف مال الصغري واليتيم‬ ‫جتب الزكاة يف أموال الصغار‬
‫الصغري يف غري النَّاض‬ ‫األرض‪ ،‬وليس عليه زكاة يف املاشية‬ ‫زكاة‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫األقوال‬
‫‪145‬‬
‫(النقد)‪ /‬ابن شربمة‬ ‫وعروض التجارة وحنوها‪ /‬أبو حنيفة‬ ‫بعض التابعني‪ :‬كالنخعي‪ /‬احلسن‪/‬‬ ‫ونسبتها‬
‫ابن جبري‬
‫حق واجب للفقراء؟‬‫اختالفهم يف مفهوم الزكاة الشرعية؛ هل هي عبادة أم هي ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ الزكاة حق واجب للفقراء واملساكني يف أموال األغنياء‪ ،‬فال يعترب فيها البلوغ‪ .‬٭الزك‪77 7‬اة عب‪77 7‬ادة كالص‪77 7‬الة والص‪77 7‬يام‪  ،‬أل ّن اخلارج من األرض يتعل‪77 7 7 7 7 7‬ق ب‪77 7 7 7 7 7‬ه ‪َّ ‬‬
‫ألن املال الظاهر من‬
‫‪ ‬قوله ‪( :‬ابتغوا يف أموال اليتامى‪ ،‬ال تذهبها الص‪7‬دقة) [ش‪77‬ا‪ /‬ه‪7‬ق]‪ ،‬ورواي‪7‬ة‪ :‬فيش‪77‬رتط فيه‪77‬ا البل‪77‬وغ كم‪77‬ا يش‪77‬رتط يف قل‪77‬وب الفق‪77‬راء‪ ،‬وهي ض‪77‬ريبة على األرض الزورع واملاشية‬
‫لقول‪7 7 7 7 7 7‬ه‪ 7‬تع ‪77 7 7 7 7‬اىل‪ :‬ﮋﯕ ﯖ ﯗ والتجارة‪ ،‬يتعلق هبا‬ ‫(اجتروا يف أم ‪77‬وال الي‪77‬تيم ال تأكله‪77‬ا الزك‪77‬اة) [طب]‪ ،‬ورواي ‪77‬ة‪( :‬من ويل يتيم‪77‬ا ل‪77‬ه العبادات‪.‬‬
‫ً‬
‫قلوب الفقراء‪ ،‬خبالف‬ ‫م‪77‬ال‪ ،‬فليتَّج‪77‬ر ل‪77‬ه وال يرتك‪77‬ه ح‪77‬ىت تأكل‪77‬ه الص‪77‬دقة) [ت‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وه‪77‬و موق‪77‬وف ‪ ‬الزك‪77 7 7 7 7 7‬اة حباج‪77 7 7 7 7 7‬ة للني‪77 7 7 7 7 7‬ة عن‪77 7 7 7 7 7‬د‬
‫ﯘﮊ [األنع‪77 7 7‬ام‪ ،]141:‬أم ‪77 7‬ا بقي ‪77 7‬ة‬
‫على ابن عم‪77 7‬ر ‪ /ƒ‬وض‪77 7‬عف إس‪77 7‬ناده األلب‪77 7‬اين]‪ ،‬ومعل ‪77‬وم أ ّن املراد بالص‪77 7‬دقة هن‪77 7‬ا اإلخ‪77 7 7 7 7‬راج‪ ،‬وال يص‪77 7 7 7 7‬ح ذل‪77 7 7 7 7‬ك من‬
‫املال غري الظاهر من‬ ‫األم ‪77‬وال ال تؤخ ‪77‬ذ من ‪77‬ه لع ‪77‬دم‪ 7‬قدرت ‪77‬ه على‬
‫الصغري‪.‬‬ ‫الزكاة‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫النقد (الدنانري‬ ‫تنميتها‪.‬‬
‫أن اهلل اف ‪77 7‬رتض عليهم ‪ ‬قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث مع ‪77 7‬اذ ‪ ‬ق ‪77 7‬ال رس ‪77 7‬ول اهلل ‪( :‬ف ‪77 7‬أعلمهم َّ‬
‫والدراهم)‪.‬‬ ‫ألن الص ‪77 7‬غري مرف‪77 7‬وع عن‪77 7‬ه القلم لقول‪77 7‬ه‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪7‬رتد إىل فق‪77‬رائهم) [متف‪77‬ق]‪ ،‬والص‪77‬غري يوص‪77‬ف بأنَّه‬
‫ص‪77‬دقة‪ ،‬تؤخ‪77‬ذ من أغني‪77‬ائهم ف‪ّ 7‬‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮊ ‪( :‬رف‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ع القلم عن ثالث ‪ ...‬وعن‬
‫غين‪.‬‬
‫[التوب‪77‬ة‪ ،]103 :‬والص‪77‬يب ليس من أه‪77‬ل الص ‪77 7 7 7‬يب ح ‪77 7 7 7‬ىت يك ‪77 7 7‬رب) [د‪ /‬ن‪ /‬من‪ /‬إش‪/‬‬
‫التطهري فال ذنوب له‪.‬‬ ‫حق يتعلق باملال‪ ،‬فتجب يف مال الصغري‪.‬‬ ‫ألن الزكاة ٌّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫وصححه األلباين]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب الزكاة يف أموال الصغار)؛ لقوة أدلة أصحاب القول‪ ،‬وأل ّن الصغري حيتاج لتزكية ماله وتطهريه بالصدقة‬ ‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫من ويل م‪77 7 7 7 7‬ال ص‪77 7 7 7‬غري وفي‪77 7 7 7‬ه زرع ومثار من ويل مال يتيم زكى‬ ‫من ويل مال يتيم فال خيرج منه‬ ‫من ويل مال صغري ومل خيرج زكاته عنه أمث‬
‫أخ ‪77‬رج منه ‪77‬ا الزك ‪77‬اة عن ‪77‬ه دون غريه ‪77‬ا من الثمار واملاشية والتجارة‬ ‫شيًئا للزكاة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫األموال‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/453‬واهلداية (‪ ،)1/155‬والبحر الرائق (‪ ،)2/354‬واملدونة (‪ ،)2/9‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)88‬وهناية املطلب (‪ ،)3/169‬واحلاوي الكبري (‪،)3/152‬‬
‫والكايف البن قدامة (‪ ،)2/94‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)2/170‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫حكم أخذ الزكاة من أهل ِّ‬
‫الذمة‬ ‫مسألةـ (‪)2‬‬
‫سيكرر ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬هذه املسألة يف كتاب اجلهاد مسألة (‪ .)51‬وقد اتفقوا َّ‬
‫أن الزكاة ال تُؤخذ من الك ّفار؛ من أهل الكتاب ومن غري أهل الكتاب‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫وال تُؤخذ من أهل الذمة‪ ،‬واختلفوا يف نصارى بين تغلب (النصارى العرب) هل تؤخذ منهم الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫تُؤخذ الزكاة ِ‬
‫(ضع ًفا) من نصارى بين تغلب دون غريهم‬ ‫(ال) تُؤخذ الزكاة من مجيع أهل ِّ‬
‫الذمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫أكثر العلماء‬ ‫‪145‬‬

‫ظاهر معارضة فعل عمر ‪‬؛ لظاهر النصوص (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اإلس ‪77‬الم ش‪77‬رط يف قب‪77‬ول الزك ‪77‬اة‪ ،‬فكم‪77‬ا ال جتب على الك‪77‬افر الص‪77‬الة والص‪77‬يام فك ‪77‬ذا ٭ ثبت عن عم‪77‬ر ‪ ‬أنَّه ص‪77‬احل نص‪77‬ارى ب‪77‬ين تغلب على تض‪77‬عيف‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫الص‪77 7 7‬دقة عليهم‪( :‬ملا أل‪77 7 7‬زمهم على اجلزي‪77 7 7‬ة فق‪77 7 7‬الوا‪ :‬حنن ع‪77 7 7‬رب ال‬ ‫الزكاة‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬ﮋ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﮊ [الفرقان‪.]23:‬‬
‫‪7‬ؤدي العجم‪ ،‬ولكن خ‪7‬ذ منّ‪7‬ا كم‪77‬ا يأخ‪77‬ذ بعض‪7‬كم من‬ ‫‪7‬ؤدي كم‪7‬ا ي ِّ‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪ ‬ملا بعث‪77‬ه الن‪77‬يب ‪ ‬إىل اليمن ق‪77‬ال ل‪77‬ه‪( :‬إنَّك ت‪77‬أيت قوم‪77‬ا من أه‪77‬ل الكت‪77‬اب‪ ،‬ن ِّ‬
‫ً‬
‫فليكن أول ما ت‪7‬دعوهم إلي‪7‬ه ش‪7‬هادة أن ال إل‪7‬ه إال اهلل ‪ ،...‬ف‪7‬إ ْن أط‪7‬اعوك ل‪7‬ذلك‪ ... ،‬ف‪7‬أعلمهم بعـ ـ ـ ـ ـــض ‪-‬يعن ‪77‬ون الص ‪77‬دقة‪ -‬فق ‪77‬ال عم ‪77‬ر ‪ :‬ال‪ ،‬ه ‪77‬ذا ف ‪77‬رض على‬ ‫األدلة‬
‫املس ‪77‬لمني)‪ ،‬فق ‪77‬الوا‪ :‬ف ‪77‬زد م ‪77‬ا ش ‪77‬ئت هبذا االس ‪77‬م‪ ،‬ال باس ‪77‬م اجلزي ‪77‬ة‪،‬‬ ‫وترد على فقرائهم) [متفق]‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أن اهلل افرتض عليهم صدقة يف أمواهلم‪ ،‬تُؤخذ من أغنيائهم ّ‬
‫ِ‬
‫ففع ‪77‬ل‪ ،‬فرتاض ‪77‬ى ه ‪77‬و وهم على أن ض‪7 7‬عف الص ‪77‬دقة عليهم) [ه‪77 7‬ق‪/‬‬
‫سنن‪ /‬كار‪ /‬أموا]‪.‬‬
‫صرح َ‪َّ ‬‬
‫بأن الزكاة فرض على‬ ‫ِ‬ ‫القول األول‪( :‬ال تُؤخذ من مجيع أهل ِّ‬
‫الذمة‪ ،‬مبا فيهم نصارى بين تغلب)‪ ،‬وفعل عمر ‪ ‬اجتهاد منه وحنكة وإال فقد ّ‬ ‫الراجح‬
‫املسلمني‪ ،‬فيعترب ما أخذه منهم جزية وضريبة وليس زكاة‬
‫تؤخذ الضريبة من أهل ِّ‬
‫الذمة العرب‪ 7‬ضعف زكاة املسلمني‬ ‫عجما‬ ‫تؤخذ اجلزية من أهل ِّ‬
‫الذمة سواء كانوا عربًا أو ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد ( ‪ ،) ،)751 ،1/454‬واملبسوط (‪ ،)2/178‬والبناية ( ‪ ،)3/361‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)67‬واملغين (‪ ،)9/343‬والشرح الكبري (‪)10/590‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل تجب الزكاة في أموال العبد؟‬ ‫مسألةـ (‪)3‬‬
‫تام ا‪ ،‬واختلفوا هل جتب الزكاة يف أموال العبد (الرقيق)؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫حر بال ٍغ ٍ ٍ‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة على كل مسل ٍ‪7‬م ٍّ‬
‫عاقل مالك للنصاب مل ًكا ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫جتب الزكاة يف أموال العبيد من مال العبد‬ ‫جتب الزكاة يف أموال العبيد على‬ ‫(ال) جتب الزكاة يف أموال العبيد‬
‫أهل الظاهر‪ /‬أبو ثور‪ /‬عطاء‪ /‬ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫سيد العبد‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‪ /‬أبو عبيد‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬الثوري‬ ‫‪146‬‬

‫تام؟‬
‫تاما‪ ،‬أو غري ٍّ‬
‫هل ميلك العبد مل ًكا ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫تاما‪ ،‬ولو ٭ َّ‬
‫ألن الي‪77 7‬د على املال ت‪77 7‬وجب الزك‪77 7‬اة في‪77 7‬ه‪ ،‬ملك‪77 7‬ان تص‪77 7‬رفها‬ ‫٭ َّ‬
‫ألن العبد ال ميلك مل ًكا ً‬ ‫تام‪77‬ا‪ ،‬فاملال‬ ‫٭ َّ‬
‫ألن ك‪77‬ل من العبي‪77‬د والس‪77‬يد ال ميلك‪77‬ان املال مل ًك‪77‬ا ً‬
‫ملَّك‪77‬ه الس‪77‬د بط‪77‬ل ذل‪77‬ك‪ ،‬فالس‪77‬يد ه‪77‬و باملال‪ ،‬كما يتصرف احلر بذلك‪.‬‬ ‫تام‪77‬ا؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫تاما‪ ،‬وليس للعب‪77‬د مل ً‪7‬ك‪7‬ا ً‬ ‫بيد العبد فال ميلكه السيد مل ًكا ً‬
‫املال‪77 7‬ك للم‪77 7‬ال‪ ،‬وجيب أ ْن (ال) خيل‪77 7‬و ٭ خطاب األمر بالزكاة‪ :‬ﮋ ﮛﮜﮝﮞﮟ‬ ‫عبدا‪ ،‬فماله للذي باعه‪ ،‬إال‬ ‫للسيد انتزاعه منه حلديث‪( :‬من ابتاع ً‬
‫املال من مال ‪77‬ك‪ ،‬فتجب الزك ‪77‬اة على ﮠﮡﮊ [البقرة‪ ،]43 :‬عام يتناول األحرار والعبيد‪.‬‬ ‫أ ْن يشرتط املبتاع) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فال جتب الزكاة على واحد منهما‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫السيد‪.‬‬ ‫ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪( :‬ليس يف م ‪77‬ال املك ‪77‬اتب وال العب ‪77‬د زك ‪77‬اة‬ ‫‪‬‬
‫ألن الزك ‪77‬اة عب ‪77‬ادة تتعل ‪77‬ق ب ‪77‬املكلَّف لتص ‪77‬رف الي ‪77‬د يف املال‪،‬‬‫٭ َّ‬
‫حىت يُعتق) [ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬أم‪77‬وا‪ /‬عب‪ /‬ق‪77‬ال ال‪77‬بيهقي‪ :‬موق‪77‬وف وال‬
‫فيجب عليه الزكاة‪.‬‬
‫يصح رفعه]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جتب الزكاة يف مال العبد)؛ َّ‬
‫ألن الزكاة متعلقة‪ 7‬باملال‪ ،‬وحىت ال خيلو مال من زكاة‪ ،‬وسواء أخرجه العبد أو السيد ال فرق‬ ‫الراجح‬
‫عبدا له مال بلغ النصاب وحال عليه احلول لزمه‬
‫من ملك‪ً 7‬‬ ‫عبدا له مال بلغ النصاب‬
‫من ملك ً‬ ‫عبدا له مال بلغ النصاب وحال عليه احلول(مل) يشرع‬
‫من ملك ً‬
‫إخراج زكاته من هذا املال (أي مال العبد)‬ ‫وحال عليه احلول أخرج زكاته من‬ ‫له أ ْن خيرج منه الزكاة‪ ،‬ومثله املكاتب عند بعضهم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫حر ماله (أي السيد)‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/454‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/383‬وفتح القدير (‪ ،)1/481‬واالختيار (‪ ،)1/99‬واملعونة (‪ ،)1/275‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)88‬وحلاوي الكبري (‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫‪ ،)3/154‬واجملموع (‪ ،)5/297‬والشرح الكبري (‪ ،)6/300‬وكشاف القناع (‪ ،)3/806‬سنن البيهقي (‪ )4/109‬برقم (‪ ،)7602‬تفسري القرطيب (‪)1/350‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم الزكاة على من عليه َدين‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫تام ا‪ ،‬واتفقوا على وجوب الزكاة على من عليه دين (ال) يستغرق ما جيب منه الزكاة من املال‪ .‬واختلفوا فيمن ميلك مااًل حال‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة على كل مسلم مالك للنصاب مل ًكا ً‬ ‫تحرير محل‬
‫عليه احلول يبلغ النصاب وجتب فيه الزكاة‪ ،‬ويف نفس الوقت عليه دين ٌّ‬
‫‪-‬حال ‪ -‬يستغرق مجيع ماله‪ ،‬أو مجيع املال الذي جتب فيه الزكاة‪ ،‬فهل جتب عليه زكاة؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جتب الزكاة مطل ًقا على من عليه َدين‬ ‫جتب الزكاة على من عليه َدين يف‬ ‫جتب الزكاة على من عليه‬ ‫(ال) زكاة مطل ًقا على من عليه َدين‬
‫الشافعية‪ /‬الظاهرية‬ ‫األموال الظاهرة‪ ،‬وال جتب يف‬ ‫َدين‪ ،‬يف اخلارج من‬ ‫أمحد (املعتمد)‪ /‬الثوري‪ /‬أبو ثور‪ /‬ابن املبارك‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫الناض (النقود)‬ ‫األرض من احلبوب‬
‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‬
‫حق مرتب يف املال للمساكني؟‬
‫هل الزكاة عبادة‪ ،‬أو ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن األم‪77‬وال الظ‪77‬اهرة تتعل‪77‬ق هبا ٭ الزك‪77‬اة عب‪77‬ادة‪ ،‬فتجب على من بي‪77‬ده املال‪ ،‬ألن ذل‪77‬ك ش‪77‬رط التكلي‪77‬ف‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن اخلارج من األرض‬ ‫َّ‬ ‫٭ الزك ‪77‬اة ح ‪7ّ 7‬ق م ‪77‬رتب يف املال للمس ‪77‬اكني‪ ،‬فال جتب ‪‬‬
‫نف‪77 7 7 7‬وس الفق‪77 7 7 7‬راء‪ ،‬أم‪77 7 7 7‬ا األم‪77 7 7 7‬وال وعالمة الوجوب على املكلف‪.‬‬
‫على من علي ‪77‬ه دين؛ ألن ح ‪77‬ق ص ‪77‬احب ال ‪77‬دَّين متق ‪77‬دم يتعل‪77‬ق ب‪77‬ه قل‪77‬وب الفق‪77‬راء وهي‬
‫‪7‬ال ض ‪77 7 7‬ريبة على األرض لقول‪77 7 7 7 7‬ه‬
‫الباطن‪77 7 7 7 7 7‬ة كالنق‪77 7 7 7 7 7‬دين وع‪77 7 7 7 7 7‬روض ٭ تع‪7َ 7‬ارض حق‪77‬ان يف املال؛ ح‪77‬ق هلل تع‪77‬اىل‪ ،‬وح‪77‬ق لآلدمي‪ ،‬وح‪7ّ 7‬ق اهلل أح‪7ّ 7‬ق ْأن‬ ‫بالزم ‪77‬ان على ح ‪77‬ق املس ‪77‬اكني‪ ،‬وه ‪77‬و يف احلقيق ‪77‬ة م ‪ُ 7‬‬
‫التج‪77‬ارة هي أم‪77‬وال باطن‪77‬ة ال يعلم يُقضى‪.‬‬
‫تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫صاحب الدين ال الذي بيده املال‪.‬‬
‫‪ ‬عموم أدلة وجوب الزكاة‪ :‬ﮋ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮊ [البقرة‪:‬‬ ‫عنها الناس‪.‬‬
‫أن اهلل ﯘﮊ [األنع ‪77‬ام‪141 :‬‬ ‫٭ قول‪77‬ه ‪ ‬يف ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪ ...( :‬ف‪77‬أعلمهم َّ‬
‫األدلة‬
‫‪7‬اض (النق‪77 7‬ود) ال تنم‪77 7‬و ‪ ،]43‬مل تفرق بني من عليه دين وبني غريه‪.‬‬
‫‪ ‬ألن الن‪ّ 7 7‬‬ ‫‪7‬رد ]‪.‬‬
‫اف‪7‬رتض عليهم ص‪7‬دقة يف أم‪7‬واهلم‪ ،‬تؤخ‪7‬ذ من أغني‪7‬ائهم وت ّ‬
‫َّ‬
‫ألن الزك ‪77‬اة تتعل ‪77‬ق ب ‪77‬العني‪ ،‬وال ‪77‬دين يتعل ‪77‬ق بالذم‪77 7‬ة‪ ،‬فال مين‪77 7‬ع أح ‪77‬دمها‬ ‫‪‬‬ ‫بنفسها‪.‬‬ ‫على فقرائهم ‪[ )...‬متفق]‪ ،‬واملدين ليس بغين‪.‬‬
‫اآلخر‪.‬‬ ‫‪ ‬الزك‪77‬اة ش‪77‬رعت ش‪ً 7‬‬
‫‪7‬كرا لنعم‪77‬ة الغ‪77‬ىن‪ ،‬وه‪77‬ذا ليس بغ‪77‬ين‪،‬‬
‫‪ ‬ح‪77 7 7 7 7‬ديث مع ‪77 7 7‬اذ ‪( :‬ف ‪77 7 7‬أعلمهم أن اهلل اف ‪77 7 7 7‬رتض عليهم ص‪77 7 7 7 7‬دقة يف‬ ‫وقد قال ‪( :‬ال صدقة إال عن ظهر غىن) [متفق]‪.‬‬
‫أمواهلم)‪ ،‬فعلَّق الزكاة باملال‪.‬‬
‫فليؤده حىت‬
‫فورا‪ .‬وعليه سداد الدَّين كما قال عثمان ‪( :‬هذا شهر زكاتكم‪ ،‬فمن كان عليه دين ّ‬‫القول األول‪( :‬ال جتب الزكاة على املدين) بشرط أ ْن يكون الدَّين حااًل ومطالبا بسداده ً‬
‫خترجوا زكاة أموالكم) [أم‪ /‬طأ]‪ ،‬أما الديون املقسطة واملؤجلة كدين الصندوق العقاري وحنوها فال متنع الزكاة‬ ‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫من عليه دين يستغرق مجيع ماله أدى الزكاة مثله مثل غريه من األغنياء‬ ‫من عليه دين يستغرق مجيع ماله‬ ‫من عليه دين يستغرق مجيع‬ ‫رد دينه وال زكاة‬
‫من عليه دين يستغرق مجيع ماله َّ‬
‫رد دينه‬
‫زكى األموال الظاهرة مث َّ‬ ‫ماله أدى زكاة اخلارج من‬ ‫عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫األرض مث سدد دينه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/455‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/11‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/254‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)95‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/197‬واألم (‪ ،)2/133‬واجملموع (‪ ،)5/317‬واملغين (‬
‫‪ ،)4/263‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)2/182‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم زكاة المال الذي في ِذمة الغير (ال ّدين)‬ ‫مسألةـ (‪)5‬‬
‫كثريا يف حكم زكاة املال الذي بيد الغري دينًا وليس يف يد املالك‪ ،‬واخلالف يشمل حالني ‪-‬‬
‫تاما‪ ،‬واختلفوا اختالفًا ً‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة على كل مسلم‪ 7‬مالك للنصاب مل ًكا ً‬ ‫تحرير محل‬
‫جاحدا‪ ،‬والثانية‪ :‬أ ْن يكون عند مقر مرجو األداء‪ ،‬وخالصة اخلالف يف املسألة على أربعة أقوال‬
‫ً‬ ‫معسرا أو‬
‫بالنسبة للمدين الذي عنده املال‪ ،-‬ومها‪ :‬األوىل‪ :‬أ ْن يكون ً‬ ‫الخالف‬
‫يف مجيع األحوال بعد القبض‬ ‫‪ -‬ال ‪ّ 7 7 7‬دين إذا مل يكن مرج‪77 7 7‬و األداء‪ /‬ال ي ‪ُ 7 7 7‬ز َّكى إذا ‪ -‬إذا مل يكن مرجو األداء‪ /‬ال ي ُز َّكى إذا قبض ملا يف مجيع األحوال َّ‬
‫يزكى الدين لعام‬
‫الدَّين َّ‬
‫يزكى ملا مضى من‬ ‫واحد بعد القبض لو بقي عند‬ ‫قبض ملا مض ‪77 7‬ى من الس ‪77 7‬نني‪ ،‬ح ‪77 7‬ىت يقبض ويس ‪77 7‬تقبل مضى من السنني‪ ،‬حىت يقبض ويستقبل احلول‪.‬‬
‫السنني‬ ‫‪7‬زكى بع‪77 7‬د القبض ملا املدين سنني إذا كان أصل عوض‬ ‫‪ -‬إذا ك‪77 7‬ان مرج‪77 7‬و األداء‪ /‬ي‪َّ 7 7‬‬ ‫احلول‪.‬‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪ -‬ال ّدين إذا كان مرجو األداء‪ /‬ي ُز َّكى كل عام ول‪77‬و مضى من السنني‪.‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مل يقبض‪.‬‬
‫الشافعي‪ /‬وبنحوه قال الليث‬
‫تاما أم غري مملوك وال حيق له االنتفاع به (مل يذكره ابن رشد)‬
‫هل املال الذي يف ذمة الغري مملوك لصاحبه مل ًكا ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫نفس دليل القول األول‪.‬‬ ‫ألن ملكي ‪77‬ة ص ‪77‬احب ال ‪77‬دين غ ‪77‬ري تام ‪77‬ة إذا مل يكن ‪ ‬أف‪77 7‬ىت عم‪77 7‬ر بن عب‪77 7‬د العزي‪77 7‬ز ‪ -‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ألن ال ‪77‬دَّين مل ‪77‬ك لص ‪77‬احبه جيوز ل ‪77‬ه التص ‪77‬رف في ‪77‬ه‪ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ف‪77‬وجب علي‪77‬ه في‪77‬ه الزك‪77‬اة عن ك‪77‬ل ع‪77‬ام إن ك‪77‬ان مرج‪77‬و مرجو األداء فهو ال يستطيع االنتفاع ب‪77‬ه‪ ،‬فال ن‪77‬وجب رمحه اهلل‪( :-‬بأنَّه ال زك ‪77‬اة (ال ‪77‬دين) ‪‬‬
‫ألنَّه ال زال املال ملك‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ه‬
‫ويث ‪77‬اب علي ‪77‬ه وي ‪77‬ؤجر إن ذهب‬ ‫األداء‪ ،‬وإال بع ‪77 7 7 7 7‬د القبض إ ْن مل يكن مرج ‪77 7 7 7 7‬و األداء؛ علي ‪77‬ه الزك ‪77‬اة‪ ،‬أم ‪77‬ا إذا ك ‪77‬ان مرج ‪77‬و األداء فه ‪77‬و مل ‪77‬ك إال لعام واحد) [كار‪ /‬طح]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫َّ‬
‫ألن ص‪77 7 7‬احب املال غ ‪77 7‬ري ق ‪77 7‬ادر عليه‪.‬‬ ‫لص‪77 7‬احب ال‪77 7‬دين حقيق‪77 7‬ة فيزكي‪77 7‬ه على م‪77 7‬ا مض‪77 7‬ى من ‪‬‬ ‫ضمانًا لدفع الضرر عنه وعدم اإلضرار به‪.‬‬
‫على االنتفاع به قبل قبضه‪ ،‬فيزكي‪77‬ه‬ ‫دفعا للضرر‪ 7‬عليه‪.‬‬ ‫السنني ً‬
‫عن العام الذي قبضه فيه‪.‬‬
‫القول الرابع‪( :‬يزكيه بعد القبض لكل السنني)‪ ،‬وهذا يوافق القول األول يف املسألة وجزءا من القول الثاين‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن الراجح يف املسألة اليت قبلها (حكم زكاة من عليه دين) أنَّه ال‬
‫يزكي صاحب املال‪ ،‬وإال خال املال من الزكاة مدة بقائه يف ِذمة الغري‬‫املؤجل‪ ،‬لذا وجب أن ِّ‬ ‫جتب الزكاة يف الدَّين ّ‬
‫الراجح‬

‫موسرا مث‬
‫معسرا أو ً‬‫موسرا (وأصل من أدان ً‬ ‫معسرا أو ً‬ ‫من أدان ً‬ ‫معسرا مث قبض بعد سنني استقبل باملال‬
‫من أدان ً‬ ‫معسرا مث قبض بعد سنني مل يؤدي زكاته‪،‬‬‫من أدان ً‬
‫قبض بعد سنني أدى زكاة‬ ‫موسرا أدى زكاة مجيع ما املال عوض)‪ ،‬مث قبض بعد سنني‬ ‫ً‬ ‫أدان‬ ‫ومن‬ ‫ا‪،‬‬ ‫جديد‬
‫ً‬ ‫اًل‬ ‫و‬‫ح‬ ‫احلول‬ ‫عليه‬ ‫حل‬
‫َّ‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫زكاته‬ ‫أدى‬ ‫ا‬ ‫موسر‬
‫ومن أدان ً‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫مجيع ما مضى من تلك السنني‬ ‫أدى زكاة عام واحد‬ ‫مضى من السنني‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/456‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/466‬واملبسوط (‪ ،)2/197‬واملعونة (‪ ،)1/272‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)93‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/314‬وكفاية‬
‫مراجع المسألة‬
‫النبيه (‪ ،)5/196‬وأسىن املطالب (‪ ،)2/407‬واملغين (‪ ،)4/269‬واملستوعب(‪)3/178‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم زكاة الثِّمار المحبّسة األصول (الموقوفة)‬ ‫مسألةـ (‪)6‬‬
‫تاما‪ ،‬واختلفوا إذا كانت أصول تلك احلبوب والثمار‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف احلبوب والثمار؛ كاحلنطة والشعري والتمر والزبيب‪ ،‬إذا ملكها صاحبها مل ًكا ً‬ ‫تحرير محل‬
‫حمبوسة (موقوفة)‪ ،‬هل جيب يف اخلارج منها زكاة؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف الثِّمار حمبّسة األصول إذا كانت حمبّسة على قوم‬ ‫(ال) جتب الزكاة يف الثِّمار حمبّسة األصول‬ ‫جتب الزكاة يف الثِّمار حمبّسة األصول‬
‫بأعياهنم‪ ،‬وال جتب إذا كانت حمبّسة على املساكني‬ ‫مكحول‪ /‬طاووس‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (قول)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬

‫الشافعي (املذهب)‪ /‬أمحد‪ /‬الظاهرية‬


‫ألهَّن ا أمالك ناقصة‬ ‫سبب الخالف‬
‫إن خال‪7ً 7 7‬دا من‪77 7‬ع ‪ ‬نفس أدل ‪77 7‬ة الق ‪77 7‬ول األول ت ‪77 7‬دل على وج ‪77 7‬وب الزك ‪77 7‬اة على‬ ‫‪ ‬عم‪77 7‬وم األدل‪77 7‬ة الدال‪77 7‬ة على وج‪77 7‬وب زك‪77 7‬اة الثم‪77 7‬ار‪  ،‬قول‪77 7‬ه ‪ ‬حني قي‪77 7‬ل ل‪77 7‬ه‪َّ :‬‬
‫ألن صاحبه معنَّي ومعروف‪.‬‬ ‫كقول ‪77 7 7 7 7‬ه تع ‪77 7 7 7 7‬اىل‪ :‬ﮋﯕ ﯖ ﯗﯘﮊ الزك ‪77 7‬اة ق ‪77 7‬ال‪( :‬أم ‪77 7‬ا خال ‪77 7‬د ف ‪77 7‬إنَّكم تظلم ‪77 7‬ون احملبوس على قوم بأعياهنم؛ َّ‬
‫َّ‬
‫ألن احملب ‪77 7‬وس على عم ‪77 7‬وم املس ‪77 7‬اكني وق ‪77 7‬ف على غ ‪77 7‬ري معنّي‬ ‫[األنع‪77 7 7‬ام‪ ،]141:‬وقول ‪77 7 7‬ه ‪( :‬فيم‪77 7 7‬ا س‪77 7 7‬قت الس‪77 7 7‬ماء خال‪7ً 7‬دا‪ ،‬فق‪77‬د احتبس أدرع‪77‬ه وأعبُ‪77‬ده يف س‪7‬بيل ‪‬‬
‫العش‪77‬ر‪ ،‬وم‪77‬ا س‪77‬قي بال‪77‬دوايل نص‪77‬ف العش‪77‬ر) [حم‪ /‬خ ‪77‬ز‪ /‬اهلل) [خز‪ /‬حب‪ /‬هق‪ /‬وأص‪77‬له عن‪77‬د البخ‪7‬اري]‪ ،‬وليس مبعروف‪ ،‬وهم مستحقون للزكاة أصاًل ‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ه‪77 7 7‬ق‪ /‬طب‪ /‬وص‪77 7 7‬ححه ال‪77 7 7‬بيهقي واألعظمي واألرن‪77 7 7‬ؤوط‪ /‬في‪77 7 7‬ه حج‪77 7 7‬ة على س‪77 7 7‬قوط زك ‪77 7 7‬اة األص ‪77 7 7‬ول‬
‫وش‪77 7 7 7‬طر احليث عن‪77 7 7 7‬د البخ‪77 7 7 7‬اري]‪ ،‬مل تف‪77 7 7 7 7‬رق بني حمبس احملبّسة‪.‬‬
‫األصول وغريها‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جتب على احملبّسة ملعني وال جتب يف احملبسة على املساكني)؛ لقوة أدلة أصحاب القول‪ ،‬أما قوله ‪ ‬عن خالد بن الوليد أنه احتبس أدرعه يف سبيل‬ ‫الراجح‬
‫اهلل‪ ،‬فلعله من باب الدفاع عنه‪ ،‬أي من حبّس أدرعه فكيف مينع الزكاة‪ ،‬واخلالف هنا ليس يف وقف السالح وليس فيه داللة على هذه املسألة‪ ،‬وأما إجياهبا على‬
‫عموم املساكني فال معىن له ألهنم ناقصوا امللك‪ .‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬ال معىن ملن أوجب الزكاة يف األصول احملبّسة على املساكني‪ ،‬ألن ملكه ناقص‪ ،‬وهم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫من الصنف الذين تصرف له الصدقة)‬
‫من أوقف أصواًل أخرج من مثارها زكاهتا إن كانت موقوفة‬ ‫من أوق‪77 7 7‬ف أص‪7 7 7‬واًل مل خيرج زك‪77 7 7‬اة مثاره‪77 7 7‬ا‬ ‫من أوقف أصواًل أخرج من مثارها زكاهتا مطل ًقا‬
‫ثمرة الخالف‬
‫على معينني‬ ‫مطل ًقا‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/456‬واملبسوط (‪ ،)2/160‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)325‬والشرح الكبري للدردير (‪ ،)1/485‬ومنح اجلليل (‪ ،)2/76‬واملهذب (‪ ،)1/263‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)5/340‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/379‬واملبدع (‪)2/296‬‬ ‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫على من تجب زكاة األرض (المزرعة) المستأجرة؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف اخلارج من األرض إذا كانت األرض والزرع ملالك واحد وهو مسلم‪ ،‬واختلفوا إذا كانت األرض لشخص‪ ،‬والثمار‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫اخلارجة منها لشخص‪ 7‬آخر وهو املستأجر لألرض الزراعية‪ ،‬فعلى من جتب الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جتب زكاة اخلارج من األرض على صاحب األرض‬ ‫جتب زكاة اخلارج من األرض على املستأجر مالك الثمر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬أبو ثور‪ /‬ابن املبارك‬ ‫‪146‬‬

‫حق جملموعهما‬
‫هل العشر (الزكاة) حق األرض أو حق الزرع أو حق جمموعهما؟‪ ،‬إال أنَّه مل يقل أحد أنه ٌّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن العش‪77 7‬ر ال‪77 7‬واجب يف اخلارج من األرض ه‪77 7‬و واجب على مال‪77 7‬ك ٭ َّ‬
‫ألن العش ‪7 7‬ر‪ 7‬ال ‪77 7‬واجب يف اخلارج من األرض ح ‪77 7‬ق واجب على األرض‪ ،‬فه‪77 7‬و‬ ‫٭ َّ‬
‫أصل الوجوب‪ ،‬فلوال وجود األرض ملا خرج احلب والثمر‪.‬‬ ‫احلب‪ ،‬كزكاة القيمة فيما َّ‬
‫ُأعد للتجارة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫األدلة‬
‫قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ [األنعام‪ ،]141:‬تعلق‬ ‫‪‬‬
‫احلق حبصاد الثمر وليس األرض‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬على مالك الثمرة املستأجرة)؛ ألنَّه لو وجب على األرض لوجب فيها الزكاة ولو مل تزرع‪ ،‬ولكان تقدير الزكاة يكون حبسب األرض‬
‫الراجح‬
‫وليس بقدر اخلارج من الثمار‬
‫أرضا فعليه زكاة ما أخرجته‬
‫أجر ً‬
‫من َّ‬ ‫أرضا فعليه زكاة ما أخرجته‬
‫من استأجر ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/457‬واملبسوط (‪/3‬م‪ ،)5‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/245‬واملغين (‪ ،)4/201‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/135‬وتفسري القرطيب (‪)7/99‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل تجب الزكاة في أرض ال َخ َراج إذا انتقلت إلى المسلمين؟‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫معلوما كل سنة لبيت مال املسلمني ويسمى املدفوع‬ ‫ِ‬
‫أرض اخلراج اليت هي‪ :‬األرض اليت فُتحت عنوة وصوحل أهلها لتكون األرض بأيديهم‪ ،‬فيزرعوهنا ويدفعون جزءًا ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫(خراج ا)‪ ،‬وهذا ال إشكال فيه‪ ،‬لكن إذا انتقلت هذه األرض إىل مسلم فهل جيب عليه أن يؤدي العُ ُشر (الزكاة) مع اخلراج؟‪ ،‬اخلالف على قولني‬
‫ً‬
‫(ال) جتب يف أرض اخلراج العشر (الزكاة)‬ ‫جتب يف أرض اخلَراج العُ ُشر (الزكاة)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬

‫احلب‪َّ ،‬‬
‫وألن ملك‪ 7‬املسلم لألرض اخلراجية ملك‪ 7‬ناقص‬ ‫هل الزكاة حق األرض أو حق ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫معا؛ الزكاة واخلراج‪.‬‬ ‫ألن الزكاة يف اخلارج من األرض حق على األرض‪ ،‬فال جيتمع يف األرض حقان ً‬ ‫ألن الزكاة حق احلب والثمر‪ ،‬واخلراج حق األرض‪ ،‬٭ َّ‬
‫٭ َّ‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث‪( :‬ال جيتم‪77 7‬ع العش‪77 7‬ر واخلراج يف أرض مس‪77 7‬لم) [ذك‪77 7‬ره الفقه‪77 7‬اء يف كتبهم ك‪77 7‬املغين والش ‪77 7‬رح الكب‪77 7‬ري‬ ‫فاجتمع فيها حقان‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ واللباب‪ ،‬وذكره ابن عدي يف الكامل ونس‪77‬به البن مس‪7‬عود‪ ، 7‬ومل أق‪7‬ف علي‪7‬ه يف كتب احلديث‪ ،‬وض‪77‬عفه ابن قدام‪77‬ة‬
‫[األنع‪77 7 7‬ام‪ ،]141:‬وقول‪77 7 7‬ه ‪( :‬فيم‪77 7 7 7‬ا س‪77 7 7 7‬قت الس‪77 7 7‬ماء يف املغين]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫العشر) [حم‪ /‬خ‪77‬ز‪ /‬طب‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬ص‪77‬ححه ال‪77‬بيهقي واألعظمي ‪ ‬ح‪77‬ديث العالء ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬بعث‪77‬ين رس‪77‬ول ‪ ‬إىل البح‪77‬رين ‪-‬هج‪77‬ر‪ -‬فكنت آيت احلائ‪77‬ط بني اإلخ‪77‬وة‪ ،‬يُس‪77‬لم‬
‫أح‪77‬دهم‪ ،‬فآخ‪77‬ذ من املس‪77‬لم العش‪77‬ر‪ ،‬ومن املش‪77‬رك اخلراج) [ج ‪77‬ه‪ /‬وض‪77‬عفه األلب ‪77‬اين]‪ ،‬فل‪77‬و ك‪77‬ان واجبً‪77‬ا ألخ‪77‬ذ من‬ ‫واألرنؤوط‪ /‬وشطر احلديث عند البخاري]‪.‬‬
‫معا‪.‬‬
‫املسلم العشر واخلراج ً‬
‫‪ ‬ألهَّن ما حقان سببهما منتفيان‪ ،‬فال جيتمعان‪ ،‬كزكاة السوم والتجارة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب العشر)؛ ألن اخلراج أجرة األرض لبيت مال املسلمني‪ ،‬والعشر زكاة الزرع للفقراء‪ 7‬واملساكني‬ ‫الراجح‬
‫من كان من املسلمني وملك أرض خراج أخرج خراجها فقط‬ ‫من كان من املسلمني وملك أرض خراج أخرج‬
‫ثمرة الخالف‬
‫زكاهتا وخراجها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/457‬واملبسوط (‪ ،)3/5‬وحتفة الفقهاء (ص‪ ،)320‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/278‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/252‬والبيان (‪ ،)3/264‬واملغين (‪،)3/29‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫وكشاف القناع (‪ ،)2/219‬سنن ابن ماجة (‪ )1/586‬رقم (‪)1831‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫ما يجب في أرض العُشر إذا انتقلت للذمي يزرعها؟‬ ‫مسألةـ (‪)9‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف اخلارج من األرض إذا كانت األرض والزرع ملالك مسلم واحد‪ ،‬واختلفوا إذا انتقلت‪ 7‬األرض إىل ملك‪ 7‬الذمي‪ ،‬فهل جيب‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫فيها زكاة العشر ؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫إذا انتقلت أرض العشر إىل الذمي حتولت أرض خراج‬ ‫إذا انتقلت أرض العشر إىل الذمي (ال) جيب فيها شيء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬

‫ألن ملك األرض ملك ناقص‬ ‫َّ‬ ‫سبب الخالف‬


‫ألن الك‪77‬افر ليس من أه‪77‬ل الزك‪77‬اة‪ ،‬ويس‪77‬قط اخلراج ألهَّن ا ٭ َّ‬
‫ألن العش ‪77 7‬ر ه ‪77 7‬و ح ‪77 7‬ق أرض املس ‪77 7‬لمني‪ ،‬واخلراج ه ‪77 7‬و ح ‪77 7‬ق أرض‬ ‫‪ ‬يس‪77‬قط زك‪77‬اة العش‪77‬ر؛ َّ‬
‫الذميني‪.‬‬ ‫أرض ال خراج فيها‪ ،‬وال يلزم فيها اخلراج ببيعها‪ ،‬كما لو باعها على مسلم‪7.‬‬
‫األدلة‬
‫مع‪77‬ا‪ ،‬فيص‪77‬بح ال‬
‫‪ ‬ح‪77‬ىت ال ختل‪77‬و األرض الزراعي‪77‬ة من الزك‪77‬اة واخلراج ً‬
‫شيء فيها‪.‬‬
‫خصوصا لو كانت األرض مل ًكا ملسلم ابتداءً وليست أرض‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬ال شيء فيها)‪ ،‬إذ ال مستند من الشرع على حتول األرض إىل أرض خراجية‪،‬‬
‫الراجح‬
‫خراجية يف األصل‬
‫أرضا زراعية فعليه خراجها‬
‫إذا اشرتى ذمي من مسلم‪ً 7‬‬ ‫أرضا زراعية فال شيء عليه فيها؛ ال زكاة وال خراج‬
‫إذا اشرتى ذمي من مسلم‪ً 7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/458‬وحتفة الفقهاء (ص‪ ،)151‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/294‬والذخرية (‪ ،)3/87‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/119‬والبيان (‪ ،)3/262‬والشرح‬
‫مراجع المسألة‬
‫الكبري (‪ ،)6/564‬واملغين (‪)4/202‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫ما يجب على من أخرج الزكاة فضاعت؟‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة ووجوب إيصاهلا إىل مستحقيها‪ ،‬واختلفوا فيمن أخرج زكاة ماله ولكنها ضاعت منه أو فقدها قبل أ ْن يوصلها إىل مستحقها‪ ،‬فماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على مخسة‬ ‫تحرير محل‬
‫أقوال‬ ‫الخالف‬
‫خيصم املال الضائع من مجيع املال ويبقى‬ ‫(ال) جتزئ عنه وهو ضامن إ ْن أخرجها بعد أيام من اإلمكان إ ْن َّفرط يف إخراج الزكاة أو حفظها ضمن وأخرج‬ ‫من أخرج زكاة ماله‬
‫املساكني ورب املال شريكني يف الباقي‬ ‫بدهلا‪ .‬وإ ْن أخرج الزكاة يف وقتها وضاعت دون‬ ‫يفرط حىت والوجوب ضمن‪ ،‬وإن أخرجها‬ ‫وضاعت أو فقدها قبل أ ْن هلا َّفرط أو مل ِّ‬
‫رب املال‪ ،‬ويكونا‬
‫تقدر حظهما من حظ ّ‬ ‫أول ما وجبت عليه ومل يفرط مل تفريط مل يعتد عليه بالزكاة اهلالكة ويزكي ما بقي إ ْن‬ ‫يوصلها للمستحق‬ ‫يوصلها إىل مستحقها جتزئ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫شريكني يف تلك النسبة يف الباقي‬ ‫كان نصابًا‬ ‫يضمن‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية‬ ‫عنه وال يضمنها مطل ًقا‬
‫قوم‬ ‫الشافعي‪ /‬أبو ثور‬ ‫مالك (مشهور)‪7‬‬ ‫أشهب)‪ /‬أمحد‬ ‫مالك (رواية)‬
‫هل تُشبّه الزكاة بالدِّيون‪ ،‬مبعىن هل يتعلّق احلق يف الزكاة ِّ‬
‫بالذمة أم بعني املال؟‪ /‬وتردد شبه املالك بني‪ :‬الغرمي واألمني والشريك‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الزك‪77‬اة تس‪77‬تقر بالذم‪77‬ة إذا ٭يلح ‪77 7‬ق مال ‪77 7‬ك الزك‪77 7‬اة باألمن‪77 7‬اء يف الوديع‪77 7‬ة من مجي‪77 7‬ع ٭ القي ‪77 7‬اس على الش‪77 7 7‬ركني إذا ذهب بعض‬ ‫َّ‬ ‫٭ يُش‪77 7 7 7 7‬به مال‪77 7 7 7 7‬ك الزك‪77 7 7 7 7‬اة ٭ يُش ‪77 7 7‬به مال ‪77 7 7‬ك الزك ‪77 7 7‬اة ‪‬‬
‫املال املشرتك بينهما‪.‬‬ ‫ألن األمني يف الوديعة يضمن إذا ّفرط‪.‬‬ ‫باألمن‪77 7 7‬اء‪ ،‬ف‪77 7 7‬إذا خ‪77 7 7‬رج املال بالغرم ‪77‬اء‪ ،‬فيض ‪77‬من املال إذا أخر إخراجها بع‪77‬د الوج‪77‬وب‪ .‬أم‪77‬ا الوجوه‪َّ ،‬‬
‫‪7‬بيها مبن هل ‪77‬ك بعض‬ ‫وهل‪77‬ك فال ش‪77‬يء علي‪77‬ه لتعل‪77‬ق ضاع لتعلق الزكاة بالذمة‪ .‬إذا أخرجه ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ا أول م ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ا وجب‬
‫٭ إذا مل يف ‪77‬رط زكى م ‪77‬ا بقي‪ ،‬تش ‪ً 7‬‬
‫وض‪77 7 7 7 7 7‬اعت دون تفري‪77 7 7 7 7 7‬ط فه‪77 7 7 7 7 7‬و مال‪77‬ه بع‪77‬د اإلخ‪77‬راج‪ ،‬مبن ذهب بعض مال‪77‬ه قب‪77‬ل وج‪77‬وب‬ ‫الزكاة بعني املال‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫الزك‪77 7 7‬اة في ‪77 7‬ه‪ ،‬فكم‪77 7 7‬ا أنَّه إذا وجبت الزك ‪77 7‬اة علي‪77 7‬ه‪ ،‬فإمنا‬ ‫كاألمني يف الوديعة‪.‬‬
‫ي ‪77‬زكي املوج ‪77‬ود فق ‪77‬ط‪ ،‬ك ‪77‬ذلك ه ‪77‬و ي ‪77‬زكي املوج ‪77‬ود من‬
‫ماله فقط‪.‬‬
‫املفرط‪ ،‬وهو األوىل كاحلال يف مال الوديعة‪ ،‬واهلل أعلم‬
‫املفرط وغري ِّ‬ ‫القول (الرابع)‪ :‬التفريق بني ِّ‬ ‫الراجح‬
‫من ضاعت منه زكاة ماله قبل أ ْن تصل‬ ‫من أخرج زكاة ماله يف أول من ضاعت منه زكاة ماله قبل أن تصل إىل مستحقيها‬ ‫من ضاعت منه زكاة ماله‬ ‫من ضاعت منه زكاة ماله‬
‫إىل مستحقيها زكا ما بقي من ماله‬ ‫بتفريط منه فعليه مثلها وإن مل يكن مفرطًا زكى ما‬ ‫وقتها مث ضاعت منه قبل أ ْن‬ ‫قبل أ ْن تصل إىل‬ ‫قبل أ ْن تصل إىل مستحقيها‬
‫بقي من ماله فقط‬ ‫تصل إىل مستحقيها فال إعادة‬ ‫مستحقيها فعليه مثلها‬ ‫فليس عليه غريها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عليه وأما إ ْن أخرجها متأخرة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫فعليه غريها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/458‬والبحر الرائق (‪ ،)2/227‬ورد احملتار على الدر املختار (‪ ،)2/270‬واملدونة (‪ ،)1/393‬وشرح اخلرشي على خمتصر خليل (‪ ،)2/225‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/105‬ومنهاج الطالبني‬
‫(ص‪ ،)177‬واإلنصاف (‪ ،)3/216‬واملغين (‪)4/148‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫ما يجب على من ذهب بعض ماله بعد وجوب الزكاة فيه؟‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫أن من وجبت عليه الزكاة ومت ّكن من إخراجها فلم خيرجها حىت ذهب بعض املال‪ ،‬فهو ضامن ‪-‬إال يف املاشية‪َّ -‬‬
‫ألن الواجب تقرر يف الذمة‪ ،‬واختلفوا‬ ‫اتفق األئمة على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫ما يفعل من وجبت عليه الزكاة وقبل التمكن من إخراجها‪ ،‬ذهب جزء من املال الذي وجبت الزكاة فيه؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫الخالف‬
‫يزكى مجيع ماله الباقي وما ذهب منه‬ ‫تسقط عنه الزكاة‪ ،‬ويزكي ما‬ ‫تسقط عنه الزكاة فيما هلك‪ِّ ،‬‬
‫ويزكي ما بقي من‬
‫أمحد‬ ‫بقي من املال وإ ْن (مل) يبلغ‬ ‫املال إ ْن بلغ نصابًا‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬

‫نصابًا‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (قدمي)‬


‫الشافعي (جديد)‬
‫هل تشبَّه الزكاة بالديون‪ ،‬مبعىن هل يتعلق‪ 7‬احلق يف الزكاة بالذمة أم بعني املال؟‪ /‬وتردد شبه املالك بني‪ :‬الغرمي واألمني والشريك ومن هلك بعض ماله قبل الوجوب‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬تقر بالذم‪77‬ة مبج‪77‬رد وجوهبا‪ ،‬وال ي‪77‬ؤثر فيه‪77‬ا الض‪77‬ياع وال ف ْ‪7‬ق‪7‬د‬ ‫ألن الزك ‪77 7 7‬اة تتعل ‪77 7 7‬ق بعني املال‪ ،‬ف ‪77 7 7‬إذا ذهب ذهبت ٭ القي‪77 7 7 7 7‬اس على الش‪77 7 7 7 7‬ريكني إذا ٭ َّ‬
‫ألن الزك‪77‬اة تس‪ّ 7‬‬ ‫٭ َّ‬
‫ذهب بعض املال املش‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬رتك املال‪.‬‬ ‫الزكاة معه‪.‬‬
‫‪ ‬حديث عائشة ~ قالت‪( :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪ :‬ال زك‪7‬اة يف م‪77‬ال‬ ‫ألن التمكن من األداء ش‪77 7‬رط يف وج‪77 7‬وب الزك‪77 7‬اة‪ ،‬بينهما‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ح‪77‬ىت حيول علي‪77‬ه احلول) [ج‪77‬ه‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ت‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين يف ص‪77‬حيح‬ ‫فهي عب‪77 7 7‬ادة‪ ،‬فيش‪77 7 7‬رتط فيه ‪77 7 7‬ا إمك‪77 7 7‬ان األداء كس‪77 7 7‬ائر‬ ‫األدلة‬
‫الرتم ‪77 7‬ذي]‪ ،‬فمفه‪77 7‬وم احلديث وج‪77 7‬وب الزك‪77 7‬اة حبل‪77 7‬ول احلول واس‪77 7‬تقراره‪ ،‬فال‬ ‫العبادات‪.‬‬
‫يسقط بعد ذلك‪.‬‬ ‫ألن ال ‪77 7‬واجب ج ‪77 7‬زء من النص ‪77 7‬اب فيس ‪77 7‬قط هبالك‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬القياس على الدَّين‪ ،‬جيب يف ِّ‬
‫الذمة ولو هلك‪.‬‬ ‫حمله‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يزكي ما بقي من املال) بشرط أ ْن ال يكون املال اهلالك بسبب تفريط من صاحبه‪ ،‬وذلك لقوة أدلة أصحاب هذا القول‪َّ ،‬‬
‫وألن تعلق الزكاة بعني املال‬
‫الراجح‬
‫أقوى من تعلقه بالذمة‪ ،‬فمن وجت عليه الزكاة ومل خيرجها حىت أفلس‪ 7‬أو مات مل يطالب فيها‪ ،‬بعكس زكاة الفطر املتعلقة بالبدن‬
‫سليما‬
‫من هلكت بعض مثاره اليت وجبت فيها الزكاة زكاها وما بقي منها ً‬ ‫من هلكت بعض مثاره اليت‬ ‫من هلكت بعض مثاره اليت وجبت فيها الزكاة (مل)‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫وجبت فيها الزكاة زكى ما‬ ‫سليما‪ ،‬وإ ْن نقص الباقي‬
‫يزكها وزكى ما بقي منها ً‬
‫سلم منها فقط‬ ‫عن نصاب الزكاة سقطت عنه الزكاة بالكلية‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/459‬واملبسوط (‪ ،)3/21‬والبناية (‪ ،)3/362‬وشرح اخلرشي على خمتصر خليل (‪ ،)2/225‬حاشية العدوي (‪ ،)1/503‬واحلاوي الكبري (‪،)3/103‬‬
‫واجملموع (‪ ،)5/377‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/382‬واحملرر (‪ ،)1/219‬واملغين (‪ ،)4/143‬وسنن الرتمذي (‪ )3/25‬برقم (‪)631‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم الزكاة لمن مات بعد وجوبها عليه‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة على من ملك‪ 7‬النصاب ومضى عليه احلول‪ ،‬واختلفوا فيمن وجبت عليه الزكاة ومضى عليه احلول لكنه مات قبل‬
‫تحرير محل‬
‫إخراج الزكاة من ماله‪ ،‬فماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الخالف‬
‫إ ْن أوصى أخرجت الزكاة من الثلث (على خالف هل يُبدأ هبا إ ْن‬ ‫خترج الزكاة من رأس املال‬
‫ضاق الثلث أم ال يبدأ)‪ ،‬وإ ْن مل يوصي فال خُي رج شيء‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬إسحاق‪ /‬أبو ثور‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪146‬‬

‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬


‫هل تتعلق الزكاة بعني املال أم بالذمة؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫إن ‪َّ ‬‬
‫ألن الزكاة عبادة حمضة شرطها النية فتسقط باملوت كالصالة‪.‬‬ ‫(أن ام ‪77‬رأة أتت رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬فق ‪77‬الت‪َّ :‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪َّ :ƒ‬‬
‫بالذمة‪ ،‬وهي تذهب مبوت صاحبها‪.‬‬ ‫أمي م ‪77‬اتت وعليه ‪77‬ا ص ‪77‬وم ش ‪77‬هر‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬أرأيت ل ‪77‬و ك ‪77‬ان عليه ‪77‬ا دين ‪َّ ‬‬
‫ألن الزكاة متعلقة‪ِّ 7‬‬
‫أكنت تقض ‪77‬يه؟‪ ،‬ق ‪77‬الت‪ :‬نعم‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬ف ‪77‬دين اهلل أح ‪7ّ 7‬ق بالقض ‪77‬اء) [م‪/‬‬
‫األدلة‬
‫حتج]‪ ،‬فه‪77‬ذا دين هلل تع‪77‬اىل‬ ‫وحنوه عب‪77‬د البخ‪77‬اري بلف‪77‬ظ‪َّ :‬‬
‫إن أخ‪77‬يت ن‪77‬ذرت أ ْن ّ‬
‫فيخرج من رأس املال‪ ،‬كدين اآلدمي‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الزكاة متعلقة بعني املال‪.‬‬
‫وألن املال الواجب فيه الزكاة موجود‪ .‬وإ ْن كانت‬ ‫ألن تعلق الزكاة بعني املال أقوى من تعلقه ِّ‬
‫بالذمة‪َّ ،‬‬ ‫القول األول‪( :‬خُت رج من رأس املال)‪َّ ،‬‬
‫هَّن‬ ‫الراجح‬
‫قهرا من املمتنع عن أداء الزكاة وال يُنظر لنيته‪ ،‬فمدار الزكاة على املال‬
‫الزكاة عبادة إال أ ا تُؤخذ من مال الصيب واجملنون وال نية هلما‪ ،‬وتُؤخذ ً‬
‫نفسه‬
‫وصى‬
‫من مات وعليه زكاة واجبة أخرجت من ثلث ماله إذا َّ‬ ‫من مات وعليه زكاة واجبة ُأخرجت من ماله قبل توزيع الرتكة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/459‬وحتفة الفقهاء (ص‪ ،)311‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/104‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/107‬واجملموع (‪،)6/231‬‬
‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/125‬مطالب أويل النهى (‪)2/27‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫الحكم إذا بيع المال بعد وجوب الصدقة (الزكاة) فيه‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫واحلب واملاشية وغريها مما وجب فيه الزكاة ومل خيرج الزكاة‬
‫ِّ‬ ‫األصل أ ْن يتم إخراج الزكاة للمال َّ‬
‫املزكي قبل أ ْن يبيعه صاحبه‪ ،‬ولكن لو باع صاحب املال ماله من الثمار‬ ‫تحرير محل‬
‫فقد اتفقوا على وجوب إخراج الزكاة لذلك املال‪ ،‬واختلفوا يف كيفية إخراج الزكاة ويف تأثري ذلك على البيع‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬

‫الزكاة جتب من مال البائع‬ ‫تُؤخذ الزكاة من الثمرة أو احلب اليت‬ ‫مفسوخا‬
‫ً‬ ‫يُعترب البيع‬ ‫تُؤخذ الزكاة من املال نفسه ويرجع‬
‫مالك‪ /‬أمحد‬ ‫وجب فيها الزكاة‪ ،‬واملشرتي باخليار‬ ‫الشافعي‬ ‫املشرتي بقيمته على البائع‪ /‬أبو ثور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬

‫رده‪ /‬أبو حنيفة‬


‫بني إنفاذ البيع أو ّ‬
‫تشبيه بيع مال الزكاة بتفويته ‪-‬أي تفويت الزكاة‪ -‬وإتالف عني مال الزكاة‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ بي ‪77 7‬ع م ‪77 7‬ال الزك ‪77 7‬اة (ال) يُش ‪77 7‬بّه مبن ‪ ‬ألنَّه ل‪77 7 7 7 7 7 7 7‬و قلن‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ا إن ٭ َّ‬
‫ألن الزك ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬اة متعلق ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ة بعني املال ٭ يُش ‪77‬بّه بي ‪77‬ع م ‪77‬ال الزك ‪77‬اة مبن فوت ‪77‬ه أو أتل ‪77‬ف عني الزك ‪77‬اة‪ ،‬فتك ‪77‬ون‬
‫فوت ‪77‬ه أو أتل ‪77‬ف عني الزك ‪77‬اة وإمنا ه ‪77‬و الزك‪77 7 7‬اة متعلق‪77 7 7‬ة ب‪77 7 7‬العني‪ ،‬فتؤخ ‪77‬ذ من ‪77‬ه‪ ،‬وللمش ‪77‬رتي اخلي ‪77‬ار ملك ‪77‬ان الزكاة يف (ذمة) املتلِف ِّ‬
‫واملفوت‪ ،‬وال عالقة لل‪77‬بيع ب‪7‬ه‪ ،‬ألنَّه ل‪77‬و أراد‬
‫مبنزل ‪77‬ة من ب ‪77‬اع م ‪77‬ا ليس ل ‪77‬ه‪ ،‬فتك ‪77‬ون فقد ب‪77‬اع م‪77‬اال ميل‪77‬ك‪ ،‬وإ ْن الض ‪77‬رر الواق ‪77‬ع علي ‪77‬ه بتف ‪77‬ويت ج ‪77‬زء من املزكي أ ْن خُي رج الزك ‪77‬اة عن مزارع ‪77‬ه من غ ‪77‬ري حمص ‪77‬وهلا مل مُي ن ‪77‬ع من‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫الزك‪77 7‬اة يف (عني) املال‪ ،‬فتؤخ‪77 7‬ذ من‪77 7‬ه ك ‪77 7‬انت متعلق ‪77 7‬ة بالذم ‪77 7‬ة‪ ،‬املبيع‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ُ‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عب‪7‬د اهلل بن عم‪7‬ر ‪ :ƒ‬ق‪77‬ال (هنى رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬عن بي‪77‬ع‬ ‫غره‪.‬‬
‫فق ‪77‬در الزك ‪77‬اة م ‪77‬رهتن هبا‪،‬‬ ‫ويرجع على البائع ألنه ّ‬
‫الثِّمار حىت يب‪7‬دو ص‪7‬الحها) [خ‪ /‬م]‪ ،‬مفهوم‪7‬ه ص‪7‬حة ال‪7‬بيع بع‪7‬د ب‪7‬دو‬ ‫وبيع املرهون غري جائز‪.‬‬
‫الصالح‪.‬‬
‫إما أ ْن خُت رج من عني املال ويرجع املشرتي على البائع بقيمتها على القول األول‪ ،‬أو خُت رج من مال البائع فتقدَّر وخُي رج من ماله على القول الرابع‬ ‫الراجح‬
‫من باع مااًل وجبت فيه الزكاة ق ّدر ما وجبت فيه الزكاة‬ ‫من باع ماال وجبت فيه من اشرتى مااًل وجبت فيه الزكاة‬ ‫من باع مااًل وجبت فيه الزكاة‬
‫وأخرجه‬ ‫خري بني أ ْن خيرج زكاته وبني أ ْن يرده‬
‫َ‬ ‫الزكاة فسد بيعه‬ ‫ُأخرجت الزكاة من عني ذلك املال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫إىل صاحبه ويفسخ البيع‬ ‫ودفع قيمت ما أخرج للمشرتي‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/460‬وحتفة الفقهاء (‪ )1/276‬وشرح اخلرشي على خمتصر خليل (‪ ،)2/172‬وفتح العزيز (‪ ،)5/553‬واجملموع (‪ )5/468‬واملغين (‪)4/138‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم من منع إخراج الزكاة‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫جحودا منه وخباًل مع‬
‫ً‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من جحد وجوب الزكاة فهو كافر‪ ،‬لتكذيبه حبكم شرعي معلوم‪ 7‬من الدِّين بالضرورة‪ ،‬واختلفوا فيمن منع إخراج الزكاة‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫إقراره بوجوهبا‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جحودا‬
‫ً‬ ‫مانع الزكاة (وعموم الفرائض)‬ ‫جحودا مسلم‬
‫ً‬ ‫مانع الزكاة‬ ‫جحودا حكمه حكم املرت ّد‬
‫ً‬ ‫مانع الزكاة‬
‫كافر وإ ْن مل جيحد وجوهبا‬ ‫عمر ‪ /‬مجهور العلماء‬ ‫أبو بكر الصديق ‪ ‬ومن وافقه من الصحابة ‪‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬

‫مجع من السلف‬
‫هل اسم اإلميان ‪-‬الذي هو ضد الكفر‪ -‬ينطلق‪ 7‬على االعتقاد دون العمل فقط‪ ،‬أو من شرطه وجوب العمل معه؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77 7‬ديث ابن عمر ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال الن‪77 7‬يب ‪ُ( :‬أم‪77 7‬رت أ ْن أقات ‪77 7‬ل ٭ ألنَّه ليس من ش ‪77‬رط اإلميان وج ‪77‬وب العم ‪77‬ل مع ‪77‬ه ٭ َّ‬
‫ألن من ش‪77 7 7 7‬رط اإلميان وج‪77 7 7 7‬وب العم‪77 7 7 7‬ل‬
‫لقوله ‪ُ( ‬أمرت أ ْن أقاتل الناس ‪.)....‬‬ ‫الن‪77 7‬اس ح‪77 7‬ىت يش‪77 7‬هد أ ْن ال إل‪77 7‬ه إال اهلل َّ‬
‫وأن حمم‪7ً 7 7‬دا رس‪77 7‬ول اهلل ملن تلفظ بالشهادة‪.‬‬
‫ويقيم‪7‬وا الص‪7‬الة ويؤت‪7‬وا الزك‪7‬اة‪ ،‬ف‪7‬إ ْن فعل‪7‬وا ذل‪7‬ك عص‪7‬موا م‪7‬ين ‪ ‬ح‪77 7 7 7 7‬ديث أيب هري‪77 7 7 7 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7 7 7 7‬ال ‪( :‬م‪77 7 7 7 7‬ا من ‪ ‬ألنَّه ل ‪77‬و ت ‪77‬رك ركنً ‪77‬ا من أرك ‪77‬ان اإلس ‪77‬الم‪،‬‬
‫‪7‬ؤدي منه‪77‬ا حقه‪77‬ا‪ ،‬إال ف ‪77 7‬إذا س‪77 7‬قط أح‪77 7‬د أرك‪77 7‬ان اإلس‪77 7‬الم‪ ،‬س‪77 7‬قط‬ ‫ص‪77‬احب ذهب وال فِ َّ‬
‫ض ‪7‬ة ال يُ‪ِّ 7‬‬ ‫دماؤهم) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫ص ‪ّ 7 7‬فحت ل‪77 7‬ه ص‪77 7‬فائح من ن‪77 7‬ار‪ ،‬اإلسالم يف حق من ترك أركانه‪.‬‬
‫‪ ‬قول‪77 7 7‬ه تع‪77 7 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ك‪77 7‬ان ي‪77 7‬وم القيام‪77 7‬ة‪ُ ،‬‬
‫‪7‬أمحي عليه‪77 7 7‬ا من ن‪77 7 7‬ار جهنم‪ ،‬فيك‪77 7 7‬وى هبا جبين‪77 7 7‬ه‬
‫األخوة ف‪َ 7 7 7‬‬‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮊ [التوبة‪ 7،]5:‬فقد علَّق َّ‬
‫وظه‪77‬ره ح‪77‬ىت يُقض‪77‬ى بني العب‪77‬اد ف‪77‬ريى س‪77‬بيله إم‪77‬ا إىل‬
‫‪7‬دل على انتفائه ‪77‬ا‬
‫الدِّيني ‪77‬ة على إقام ‪77‬ة الص ‪77‬الة وإيت ‪77‬اء الزك ‪77‬اة‪ ،‬ف ‪ّ 7‬‬
‫‪7‬دل أنَّه ال يكف‪77 7‬ر وأنَّه‬
‫اجلن‪77 7‬ة وإم‪77 7‬ا إىل الن‪77 7‬ار) [م]‪ .‬ف‪ّ 7 7‬‬
‫عن من مل يأت هبا‪.‬‬
‫حتت املشيئة‪.‬‬
‫جحودا مسلم)‪ ،‬لداللة حديث أيب هريرة ‪ ‬على ذلك‪ ،‬لكنه فعل كبرية من كبائر الذنوب‬ ‫القول الثاين‪( :‬مانع الزكاة‬ ‫الراجح‬
‫ً‬
‫مانع الزكاة يستتاب فإ ْن تاب وإال قتل‬ ‫من منع الزكاة أخذت منه بالقوة‬ ‫من منع الزكاة قوتل عليها وأخذ ماله وسيب‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كفرا‬
‫ً‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/460‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)2/1092‬والبيان والتحصيل (‪ ،)16/393‬واملهذب (‪ ،)1/261‬واجملموع (‪ ،)5/331‬والكايف البن قدامة (‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/378‬واحملرر (‪ ،)2/167‬وتفسري القرطيب (‪)8/74‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬ما جتب فيه الزكاة من األموال‬

‫)املسائل املختلف فيها(‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسليـ‬ ‫‪146‬‬

‫حكم زكاة احلُلي من الذهب‬ ‫‪15‬‬


‫حكم زكاة اخليل‬ ‫‪16‬‬
‫هل من شرط زكاة هبيمة األنعام‪ 7‬أن تكون‪ 7‬سائمة؟‬ ‫‪17‬‬
‫حكم زكاة العسل‬ ‫‪18‬‬
‫أصناف النبات‪ 7‬اليت جتب فيها الزكاة‬ ‫‪19‬‬
‫هل جتب الزكاة يف الزيتون؟‬ ‫‪20‬‬
‫حكم زكاة العُروض املتخذة للتجارة‬ ‫‪21‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫الحلي من الذهب‬
‫حكم زكاة ُ‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف صنفني من املعدن؛ الذهب والفضة‪ ،‬واختلفوا يف حلي الذهب الذي تلبسه النساء للزينة هل فيه زكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف احلُلي‬ ‫(ال) زكاة يف احلُلي‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الليث‬
‫‪-‬ظاهرا‪ -‬يف‬ ‫تردد تشبيه احلُلي بني العُروض (املتاع)‪ ،‬وبني التِّرب (الذهب غري املضروب) والفضة اللذين املقصود منها املعاملة يف مجيع األشياء‪ /‬اختالف اآلثار وتعارضها‬
‫‪145‬‬
‫ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫حكم زكاة احللي‬
‫ك من‬ ‫٭ عن ج ‪77 7‬ابر ‪َّ ‬أن الن ‪77 7‬يب ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬ليس يف احللي ٭ ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ش‪77‬عيب عن أيب عن ج ‪ّ 7‬ده ق ‪77‬ال‪( :‬أ ّن ام‪77‬رأة أتت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ومعه‪77‬ا ابن ‪77‬ة هلا ويف ي‪77‬د ابنته‪77‬ا َم َس ‪ٌ 7‬‬
‫زكاة) [تح‪ /‬شا‪ /‬ش‪ /‬قط‪ /‬وهو موقوف‪ ،‬واملرف‪77‬وع يف ذهب‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬أت‪ّ 7‬‬
‫‪7‬ؤدين زك‪77‬اة ه‪77‬ذا؟‪ ،‬ق‪77‬الت‪ :‬ال‪ ،‬ق‪77‬ال‪َ :‬أيَ ُس‪ُّ7‬رك أن يس‪7ِّ 7‬ورك اهلل هبم‪77‬ا ي‪7‬وم القيام‪77‬ة س‪77‬وارين من ن‪7‬ار؟‪ .‬فخلعتهم‪77‬ا‬
‫وألقتهما إىل النيب ‪ ،‬وقالت‪ :‬مها هلل ورسوله) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬ويف سنده مقال‪ /‬وصححه مجاعة من احلفاظ]‪.‬‬ ‫سنده ضعف]‪.‬‬
‫٭ يشبه احللي بالعروض (املتاع) ال‪77‬يت املقص‪77‬ود منه‪77‬ا ٭ يشبَّه احللي بالذهب والفضة اللذين مقصود منهما املعاملة هبما أواًل ‪.‬‬
‫املنافع أواًل ‪.‬‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮊ‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر عائش‪77‬ة ~‪( :‬أهَّن ا ك‪77‬انت تلي بن‪77‬ات أخيه‪77‬ا [التوبة‪.]34:‬‬ ‫األدلة‬
‫يت ‪77‬امى يف حجره ‪77‬ا هلن احللي‪ ،‬فال خترج من حليهن‬
‫أوضاحا من ذهب‪ ،‬فقلت يا رسول اهلل أكنز هو‪ ،‬فقال‪ :‬ما بلغ أ ْن ت‪7‬ؤدي‬ ‫ً‬ ‫ألبس‬ ‫(كنت‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫~‬ ‫سلمة‬ ‫أم‬ ‫حديث‬ ‫‪‬‬
‫زكاته فتزكي‪ ،‬فليس بكنز) [د‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬شا‪ /‬وحسنه األلباين]‪.‬‬ ‫الزكاة) [طأ‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬شا]‪.‬‬
‫ّ‬
‫ِّ‬
‫‪ ‬أث‪7‬ر ابن عم‪7‬ر ‪( :ƒ‬أنَّه ك‪7‬ان حيلي بنات‪7‬ه وجواري‪7‬ه وال‬
‫خ‪7‬ات من و ِرق‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬م‪77‬ا ه‪77‬ذا ياعائش‪77‬ة؟‪،‬‬
‫علي رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ف‪77‬رأى يف ي‪77‬دي َفتَ َ‪7‬‬
‫خيرج الزك ‪77‬اة من ‪77‬ه) [ط ‪77‬أ‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬س ‪77‬نن‪ /‬ش ‪77‬ا‪ /‬عب‪  /‬ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬دخ‪77‬ل َّ‬
‫‪7‬اهتن؟‪ ،‬قلت‪ :‬ال‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬ه‪77‬و حس‪77‬بك من الن‪77‬ار) [د‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪/‬‬
‫‪7‬نعتهن أت‪77‬زين ل‪77‬ك ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬أت‪77‬ؤدين زك‪َّ 7‬‬
‫فقلت‪ 7:‬ص‪َّ 7‬‬
‫ومثله عن أمساء ~]‪.‬‬
‫سنن‪ /‬كم‪ /‬ويف سنده جمهول‪ /‬وقال احلاكم‪ :‬صحيح على شرط الشيخني وحسنه البيهقي‪ ،‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيب احتياطًا) وإبراءً الذمة‪ ،‬وإال غالب األئمة والصحابة ‪ ‬ممن قال قالوا بعدم وجوب الزكاة مل يغفلوا عن هذه األحاديث اليت ال ختلو من مقال‪ ،‬وكيف‬
‫نقول يف الذهب امللبوس زكاة وليس يف اللؤلؤ واملرجان امللبوس زكاة وهو أكثر منه مثنًا‪ ،‬واهلل أعلم‬ ‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫من اختذت حليًا للزينة بلغ النصاب زكته كل عام‬ ‫من اختذت حليًا للزينة بلغ النصاب (مل) تزكه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/462‬واملبسوط (‪ ،)2/192‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/17‬واملدونة (‪ ،)1/305‬وجامع األمهات (ص‪ ،)144‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/151‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)3/271‬واجملموع (‪ ،)5/517‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/406‬ودقائق أويل النهى (‪ ،)1/431‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري‪)21 /5( 7‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫حكم زكاة الخيل‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف ثالثة أصناف من احليوان؛ اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬واتفقوا على عدم وجوب الزكاة يف اخليل إذا (مل) تكن سائمة مل يقصد هبا النسل‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واختلفوا يف وجوب زكاة اخليل إذا كانت سائمة وقصد هبا النسل (أي كانت ذُكرانًا وإناثًا)‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف اخليل‬ ‫(ال) زكاة يف اخليل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‪ /‬صاحبا أيب حنيفة‬ ‫‪145‬‬

‫معارضة القياس للفظ‪ /‬ما يظن من معارضة اللفظ للفظ‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ القياس‪ ،‬اخليل السائمة حيوان مقصود به النماء والنّسل‪ ،‬فأش‪77‬به اإلب‪77‬ل‬ ‫٭ حديث أيب هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النيب ‪( :‬ليس على املس‪7‬لم يف عب‪7‬ده وال فرس‪7‬ه ص‪7‬دقة) [خ‪/‬‬
‫والبقر‪ ،‬وهذا القياس عارض عموم حديث أيب هريرة ‪.‬‬ ‫م]‪.‬‬
‫٭ ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬اخلي ‪77‬ل لرج ‪77‬ل أج ‪77‬ر‪ ،‬ولرج ‪77‬ل س ‪77‬رت‪،‬‬ ‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﮊ‬
‫وعلى رج ‪77‬ل وزر‪ ...‬ورج ‪77‬ل ربطه ‪77‬ا تغنيًّا وتعف ًف‪77‬ا مث مل ينس ح ‪77‬ق اهلل يف‬ ‫حضت الشريعة على اختاذ اخليل للجهاد‪ ،‬ومناسب العفو عن زكاهتا‪.‬‬
‫[النحل‪ ،]8:‬فقد ّ‬ ‫األدلة‬
‫رقاهبا وال ظهوره‪77‬ا‪ ،‬فهي ل‪77‬ذلك س‪77‬رت) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واملقص‪77‬ود يف ح‪7ّ 7‬ق رقاهبا‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﮊ [األنفال‪.]60:‬‬
‫هو الزكاة‪.‬‬ ‫٭ حديث علي ‪ ‬قال‪(  :‬قد عفوت عن صدقة اخليل والرقيق) [جه‪ /‬حم‪ /‬خ‪77‬ز‪ /‬طي‪77‬ا‪/‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َش‪7‬اةً َش‪7‬اةً‪َ ،‬واَل‬ ‫٭ ق‪77‬ال عُ َ‪7‬م ُ‪7‬ر ‪ ‬ليعلى بن أمي‪77‬ة ‪( :‬تَْأ ُخ‪ُ 7‬ذ م ْن َْأربَع َ‬ ‫قط‪ /‬طب‪ /‬وصححه األلباين وقال األرنؤوط‪ :‬صحيح لغريه]‪.‬‬
‫ِ‬
‫ب‬‫ض ‪َ7‬ر َ‪7‬‬ ‫تَْأ ُخ‪ْ 7‬ذ ِم َن اخْلَْي‪7ِ 7‬ل َش ‪ْ7‬يًئا؟‪ُ ،‬خ‪ْ 7‬ذ ِم َن اخْلَْي‪7ِ 7‬ل‪ِ ،‬م ْن ُك‪ِّ 7‬‬
‫‪7‬ل َف‪7َ 7‬ر ٍس دينَ ‪7ً 7‬ارا‪ .‬فَ َ‬ ‫‪ ‬قال عمر بن عبد العزيز‪( :‬ليس يف اخليل صدقة) [ش‪ /‬طأ]‪.‬‬
‫َعلَى اخْلَْي ِل ِدينَ ًارا ِدينَ ًارا‪[ ).‬طب‪ /‬عب‪ /‬ته]‪.‬‬
‫صح عن عمر ‪ ‬حيمل على أنه أخذها صدقة وليس زكاة‬
‫القول األول‪( :‬ال زكاة يف اخليل)‪ ،‬لقوة أدلة أصحاب القول وصراحتها‪ ،‬وما ّ‬ ‫الراجح‬
‫من ملك خياًل سائمة أعدت للنسل ومل خيرج زكاهتا أمث‬ ‫من ملك‪ 7‬خياًل سائمة أعدت للنسل‪ 7‬فال شيء عليه فيها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/465‬واملبسوط (‪ ،)2/188‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/295‬واملعونة (‪ ،)1/299‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)88‬والبيان (‪ ،)3/141‬وفتح العزيز (‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫‪ ،)2/466‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/383‬والفروع (‪)4/35‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل من شرط زكاة بهيمة األنعام أ ْن تكون سائمة؟‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف ثالثة أصناف من احليوان؛ اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬واتفقوا أهَّن ا إذا كانت سائمة‪( :‬ترعى أكثر العام) ففيها الزكاة‪ ،‬واختلفوا لو كانت معلوفة‪7‬‬ ‫تحرير محل‬
‫(يطعمها مالكها)‪ ،‬هل جتب فيها الزكاة‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف اإلبل والغنم املعلوفة والسائمة‪ ،‬وجتب‬ ‫(ال) جتب الزكاة يف اإلبل والبقر والغنم املعلوفة‬ ‫جتب الزكاة يف اإلبل والبقر والغنم املعلوفة والسائمة وال‬
‫الزكاة يف البقر السائمة دون املعلوفة‬ ‫عامة الفقهاء‬ ‫فرق‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أبو حممد بن حزم‬ ‫مالك‪ /‬الليث‬
‫ظاهر معارضة املطلق للمقيد‪ ،‬ومعارضة القياس لعموم‪ 7‬اللفظ‪ /‬معارضة دليل اخلطاب للعموم‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ حديث ابن عمر ‪( :ƒ‬يف كل أربعني شاة)‪.‬‬ ‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬كتب كت ‪77‬اب ٭ كت‪77 7 7‬اب عم‪77 7 7‬ر ‪ ‬وفي‪77 7 7‬ه‪( :‬ويف س‪77 7 7‬ائمة الغنم إذا‬ ‫٭ ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫٭ ح‪7‬ديث أيب س‪7‬عيد اخلدري ‪ ‬ق‪7‬ال‪ :‬ق‪7‬ال ‪( :‬ليس‬ ‫الص‪77 7‬دقة‪ ،‬يف مخس من اإلب‪77 7‬ل ش‪77 7‬اة ‪ ....‬ويف الش‪77 7‬ياة يف ك ‪77 7‬ل بلغت أربعني شاة) [طأ‪ /‬أد]‪.‬‬
‫فيما دون مخس ذود من اإلبل صدقة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فاملطلق‬ ‫أربعني ش‪77 7‬اة) [د‪ /‬ت‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪ /‬ش‪ /‬حم‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬واحلديث‪ 7‬ل ‪77 7‬ه ‪ ‬كت ‪77 7 7‬اب أيب بك ‪77 7 7‬ر ‪ ‬وفي ‪77 7 7‬ه‪( :‬وص ‪77 7 7‬دقة الغنم يف‬
‫يف احلديثني يقدم على املقيد (بالسوم)‪.‬‬ ‫ش ‪77‬واهد‪ ،‬وحس ‪77‬نه الرتم‪77 7‬ذي]‪ ،‬فه ‪77‬ذا ح ‪77‬ديث مطل ‪77‬ق يغلَّب على س ‪77 7 7‬ائمتها) [خ]‪ ،‬يغلَّب احلديث املقي ‪77 7 7‬د على املطل ‪77 7 7‬ق‪،‬‬
‫٭ مل يثبت يف البق ‪77 7 7‬ر أث ‪77 7 7‬ر‪ ،‬ف ‪77 7 7‬وجب التمس‪77 7 7 7 7‬ك فيه‪77 7 7 7 7‬ا‬ ‫املقيَّد‪ ،‬وهو حديث عام فتكون السائمة مبنزلة غري السائمة‪ .‬ودليل اخلطاب يقتضي أ ْن (ال) زكاة يف غري سائمة‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫باإلمجاع وهو الزكاة بالسائمة منها فقط‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث علي ‪ :‬ق ‪77 7‬ال ُزه‪77 7‬ري ‪-‬أحس‪77 7‬به عن رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬ح ‪77‬ديث هبز بن حكيم عن أبي ‪77‬ه عن ج ‪77‬ده ق ‪77‬ال‪:‬‬
‫‪ ...( -‬ويف البق ‪77 7‬ر يف ك ‪77 7‬ل ثالثني ت ‪77 7‬بيع) [ه‪77 7 7‬ق‪ /‬د‪ /‬خ‪77 7 7‬ز‪ /‬ق‪77‬ال ‪( :‬يف ك‪77‬ل إب‪77‬ل س‪77‬ائمة‪ ،‬يف ك‪77‬ل أربعني ابن‪77‬ة‬
‫لبون) [هق‪ /‬سنن‪ /‬كم‪ /‬طب‪ /‬د‪ /‬طح‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬أم‪77‬وا‪/‬‬ ‫عب]‪ ،‬ورواية‪( :‬ويف البقر صدقتها) [حم‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬كم]‪.‬‬
‫ن‪ /‬خز‪ /‬وحسنه غري واحد]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال جتب الزكاة إال يف السائمة)‪ ،‬محاًل للمقيد من أثر عمر وأيب بكر ‪ ƒ‬على املطلق من حديث ابن عمر ‪ ،ƒ‬وال وجه للتفريق بني أصناف سائمة األنعام‬
‫الراجح‬
‫فاحلكم فيها واحد‬
‫غنما أخرج زكاهتا وإ ْن كانت ال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫من ملك إباًل أو ً‬ ‫من ملك هبيمة األنعام فال زكاة عليه فيها إ ْن‬ ‫من ملك هبيمة األنعام أخرج زكاهتا وإ ْن كانت ال ترعى‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫ترعى‪ ،‬أما البقر فشرط زكاهتا إ ْن كانت ترعى‬ ‫كانت ال ترعى‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/466‬واالختيار (‪ ،)1/105‬والبناية (‪ ،)3/315‬والذخرية (‪ ،)3/96‬ومنح اجلليل (‪ ،)2/4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/188‬ومنهاج الطالبني (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)163‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/385‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/125‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪)5/26‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫حكم زكاة العسل‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫أن ما دون عشرة قِرب من العسل ليس فيه زكاة‪ ،‬واختلفوا يف اخلارج‬‫أمجعوا على أنَّه ليس فيما خيرج من احليوان من األلبان واحلليب زكاة‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫من النحل (العسل) إذا بلغ عشرة قِرب فأكثر‪ ،‬هل جيب فيه زكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف العسل‬ ‫(ال) جتب الزكاة يف العسل‪7‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (بشرط وجودها يف أرض العُشر)‪ /‬أمحد‬ ‫اجلمهور‬
‫‪145‬‬

‫اختالفهم يف تصحيح حديث ابن عمر ‪ ƒ‬يف زكاة العسل‬ ‫سبب الخالف‬
‫كل عشرة أ ِز ٍّق ٌّ‬
‫زق) [ت‪ /‬ع‪7‬د‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬طب‪ /‬جمم‪7‬ع‪ /‬ق‪7‬ال‬ ‫‪ ‬مل يص‪77‬ح يف وج‪77‬وب زك‪77‬اة العس ‪7‬ل‪ 7‬٭ حديث نافع عن ابن عمر ‪ ƒ‬عن النيب ‪ ‬قال‪( :‬يف ّ‬
‫آي‪77 7 7 7 7‬ة وال ح‪77 7 7 7 7‬ديث‪ ،‬واألص‪77 7 7 7 7‬ل ع‪77 7 7 7 7‬دم الغماري‪ :‬وقد اتفقوا على ضعفه]‪.‬‬
‫(أن َش‪7‬بَابة ‪-‬بطن من َف ْه ٍم‪ -‬ك‪77‬انوا ي‪77‬ؤدون إىل رس‪77‬ول اهلل ‪‬‬
‫خارج‪7‬ا من ‪ ‬ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ش‪77‬عيب عن أبي‪77‬ه عن ج‪77‬ده‪َّ :‬‬ ‫ً‪7‬‬ ‫وجوب الزكاة‪ ،‬وليس ه‪77‬و‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬ل عش‪ِ 7 7‬ر ق ‪77‬رب قرب‪7 7‬ةٌ‪ ،-‬وك ‪77‬ان حيمي واديني هلم) [د‪ /‬خ ‪77‬ز‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬ويف س ‪77‬نده‬ ‫األرض‪ ،‬ب‪77 7 7 7‬ل ه‪77 7 7 7‬و م‪77 7 7 7‬ائع خ‪77 7 7 7‬ارج من على ٍ‬
‫حنل‪ ،‬ك ‪77‬ان هلم العُش ‪77‬ر ‪-‬من ك ‪ِّ 7‬‬
‫حي‪7‬وان أش‪7‬به اللنب‪ ،‬واللنب ال زك‪7‬اة في‪7‬ه مق‪77‬ال‪ /‬وه‪77‬و عن‪77‬د الط‪77‬رباين برواي‪77‬ة‪( :‬يف العس‪77‬ل‪ ،‬يف ك‪77‬ل عش‪77‬ر قِ‪77‬رب قِرب‪77‬ة‪ ،‬وليس ذل‪77‬ك ش‪77‬يء) وحنوه عن أيب هري‪77‬رة ‪‬‬
‫عند الغفيلي]‪7.‬‬ ‫باإلمجاع‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتب الزكاة يف العسل)‪ ،‬قال ابن املنذر ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬ليس يف زكاة العسل حديث صحيح وال إمجاع‪ ،‬ولو زكى من باب االحتياط‬
‫الراجح‬
‫لكان أزكى له)‬
‫من ملك عشرة أزق (قِرب) من عسل‪ 7‬وهو يساوي (‪62‬كغم) تقريبًا‪ ،‬وجب أ ْن خيرج منه قربة زكاة (أو‬ ‫من ملك‪ 7‬عشرة أزق (قِرب) من‬
‫ثمرة الخالف‬
‫مانعا للزكاة‬
‫خيرج العشر‪ /‬احلنفية)‪ ،‬وإال أمث بذلك وكان ً‬ ‫عسل فال شيء عليه فيه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/467‬واملبسوط (‪ ،)2/216‬واالختيار (‪ ،)1/114‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)75‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/121‬واملهذب (‪،)1/504‬‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)3/236‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/404‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/135‬اهلداية ختريج أحاديث البداية للغماري‪)5/30( 7‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
146

www.alukah.net 145
‫أصناف النبات التي تجب فيها الزكاة‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة يف صنفني من احلبوب‪ ،‬احلنطة والشعري‪ ،‬ويف صنفني من الثمر؛ التمر والزبيب‪ ،‬واختلفوا يف حكم زكاة بقية األصناف‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف كل ما خترجه األرض ما عدا احلشيش (العشب)‪،‬‬ ‫جتب الزكاة يف كل نبات‬ ‫جتب الزكاة يف كل نبات يُدَّخر‬
‫(ال) جتب الزكاة إال يف األصناف األربعة؛ احلنطة‬
‫واحلطب والقصب‬ ‫يُكال ويُدَّخر‬ ‫ويُقتات‬
‫والشعري‪ ،‬والتمر والزبيب‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫ابن أيب ليلى‪ /‬الثوري‪ /‬ابن املبارك‬
‫هل تعلُّ ق الزكاة باألصناف األربعة‪ :‬احلنطة والشعري والتمر والزبيب لعينها أو لعلة االقتيات و(االدخار أو الكيل)‪ /‬ومعارضة القياس لعموم اللفظ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن تعل ‪77‬ق الزك ‪77‬اة باألص‪77‬ناف األربع‪77‬ة املتف‪77‬ق عليه‪77‬ا ٭ َّ‬
‫ألن تعل‪77 7 7 7‬ق الزك‪77 7 7 7‬اة باألص‪77 7 7 7‬ناف ‪ ‬ح‪77 7‬ديث أيب س‪77 7‬عيد ‪ ‬ق‪77 7‬ال ٭ ح‪77 7 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7‬ال ‪( :‬فيم‪77 7‬ا س‪77 7 7‬قت الس‪77 7 7‬ماء والعي‪77 7‬ون‬ ‫٭ َّ‬
‫حب وال مت ٍر العُشر‪ ،‬وفيما ُس ِقي بالنَّضح نصف العشر) [هق‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬وحنوه عن ابن‬ ‫األربعة لعل‪77‬ة االقتي‪7‬ات فيه‪77‬ا‪ ،‬فيع‪77‬دَّى ‪( :‬ليس يف ّ‬ ‫لعينها‪ ،‬فيقتصر الوجوب عليها‪.‬‬
‫صدقة‪ ،‬حىت تبلغ مخسة أوسق) عم‪77 7‬ر ‪ ƒ‬عن ‪77‬د البخ ‪77‬اري]‪ ،‬لف ‪77‬ظ احلديث ع ‪77‬ام و(م ‪77‬ا) يف احلديث مبع ‪77‬ىن‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ش‪77‬عيب عن أبي‪77‬ه عن ج‪77‬ده ق‪77‬ال‪ :‬احلكم جلميع ما يقتات‪.‬‬
‫‪7‬دل على من ‪77‬ع الزك ‪77‬اة مما ال‪77‬ذي‪ ،‬فيك‪77‬ون املع‪77‬ىن‪ :‬ويف ال‪77‬ذي س‪77‬قت الس‪77‬ماء والعي‪77‬ون العش‪77‬ر‪ ،‬وه‪77‬ذا‬ ‫ألن املقص‪77 7‬ود من الزك‪77 7‬اة [م]‪ ،‬ف ‪ّ 7‬‬ ‫(ليس يف البق‪77 7‬ول زك‪77 7‬اة‪ ،‬إمَّن ا س‪7َّ 7 7‬ن رس‪77 7‬ول اهلل ‪ - ‬٭ القي‪77 7‬اس َّ‬
‫‪-‬غالب ‪77‬ا‪ -‬ال يوس ‪77 7 7‬ق (يُك ‪77 7 7‬ال)‪ ،‬ووجوب ‪77 7 7‬ه من ألف ‪77 7‬اظ العم ‪77 7‬وم فيش ‪77 7‬مل ك ‪77 7‬ل خ ‪77 7‬ارج من األرض‪ ،‬إال م ‪77 7‬ا أخرج ‪77 7‬ه‬ ‫الزك ‪77‬اة‪ -‬يف احلنط ‪77‬ة والش ‪77‬عري والتم ‪77‬ر وال ‪77‬زبيب) [ق‪77‬ط‪ /‬س ‪ّ 7‬د اخلَلَّة وذل ‪77‬ك ال يك ‪77‬ون ً‬
‫اإلمجاع‪.‬‬ ‫وض ‪77 7‬عفه غ ‪77 7‬ري واح ‪77 7‬د‪ /‬وحنوه عن ‪77 7‬د‪ :‬ش‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬وزاد ابن إال فيم ‪77‬ا ه ‪77‬و ق ‪77‬وت‪ ،‬فيخص ‪77‬ص ه ‪77‬ذا فيما يُكال‪.‬‬
‫ماجة‪ :‬والذرة]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫أن م ‪77 7 7‬ا ٭ عم ‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫القياس عم‪7‬وم ح‪7‬ديث أيب هري‪7‬رة ‪  ‬العل ‪77 7 7‬ة يف االدخ ‪77 7 7‬ار؛ َّ‬
‫(ال) ي‪77‬دَّخر (ال) تتم في‪77‬ه النِّعم‪77‬ة ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‪...‬‬ ‫‪ ‬حديث موسى بن طلحة عن أبيه قال ‪( :‬ليس يف ‪ ،‬فيسقط ما عدا املقتات‪.‬‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ [األنعام‪.]141:‬‬ ‫اخلض‪77‬روات ص‪77‬دقة) [ت‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬طب‪ /‬وض‪77‬عفه غ‪77‬ري واح‪77‬د‪  /‬العل‪77 7 7 7‬ة يف االدخ‪77 7 7 7 7‬ار؛ َّ‬
‫أن م‪77 7 7 7 7‬ا (ال) فيم‪77 7 7 7‬ا ميكن‪77 7 7 7‬ه االنتف‪77 7 7 7‬اع ب‪77 7 7 7‬ه يف‬
‫وص‪7‬ححه األلب‪7‬اين‪ /‬وعن‪7‬د الرتم‪7‬ذي عن مع‪7‬اذ ‪( :‬أنَّه كتب ي ‪77 7‬دَّخر (ال) تتم في‪77 7 7‬ه النّعم‪77 7 7‬ة فيم‪77 7 7‬ا املآل‪.‬‬
‫‪ ‬عم‪77 7‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫إىل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يس‪77‬أل عن اخلض‪77‬روات‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ليس فيه‪77‬ا ميكنه االنتفاع به يف املآل‪.‬‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ [البقرة‪.]267:‬‬ ‫شيء)]‪.‬‬

‫القول الثاين‪( :‬جتب الزكاة يف كل نبات ي ّدخر ويقتات)‪ ،‬لعله االقتيات واالدخار‬ ‫الراجح‬
‫لوزا أو تينًا أو زيتونًا أو فواكه أو خضروات‪ ،‬فعليه‬
‫جوزا أو ً‬
‫لوزا أو تينًا أو زيتونًا أو فواكه أو من ملك فواكه أو خضروات‪ ،‬فال من ملك فواكه أو خضروات‪ ،‬من ملك ً‬
‫جوزا أو ً‬
‫من ملك ً‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫زكاهتا‬ ‫فال زكاة عليه فيها‪ ،‬خبالف‬ ‫زكاة عليه فيها‬ ‫خضروات‪ ،‬فال زكاة عليه فيها‬
‫اجلوز واللوز‪ 7‬وحنوه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/468‬واملبسوط (‪ ،)3/2‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/54‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)301‬والذخرية (‪ ،)3/73‬ومنهاج الطالبني (ص‪ ،)164‬واجملموع (‪ ،)5/456‬واملغين (‪،)3/5‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫ومنتهى اإلرادات (‪)1/132‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫الزيتون؟‬
‫هل تجب الزكاة في َّ‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫أن الزكاة واجبة يف كل نبات يدخر ويُقتات‪ ،‬فمع اتفاق أصحاب ذاك القول على‬ ‫هذه املسألة متفرعة على املسألة السابقة عند من يقول َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫هذا‪ ،‬إال أهنم اختلفوا يف أصناف هل هي مما يُقتات ويدخر أو ليس من ذلك؟‪ ،‬ومما اختلفوا فيه زكاة (الزيتون)‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) جتب الزكاة يف الزيتون‬ ‫جتب الزكاة يف الزيتون‬


‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (جديد)‪ /‬أمحد (املذهب)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫‪145‬‬
‫هل الزيتون قوت أو ليس بقوت؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ‪ ‬الزيت‪77‬ون (ال) يص‪77‬لح قوتً‪77‬ا‪ ،‬وإمَّن ا ه‪77‬و‬
‫يابسا‪.‬‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ إدام‪ ،‬وال ي ّدخر ً‬ ‫األدلة‬
‫[األنعام‪ ،]141:‬يعود الضمري يف (حقه) على مجيع املذكورات يف اآلية‪ ،‬ومنها الزيتون ‪.‬‬

‫القول الثاين‪( :‬ال زكاة فيه) لقوة دليلهم‪ ،‬وأما اآلية فلم يُرد هبا الزكاة أصاًل ؛ ألهَّن ا مكية‪ ،‬والزكاة إمنا فرضت باملدينة‪ً ،‬‬
‫وأيضا مما ذكر يف اآلية‬
‫الراجح‬
‫ﮋﮪﮊ‪ ،‬وهو من الفواكه اليت ال َّ‬
‫تزكى عند الفريقني‬
‫من مل يزك الزيتون (ال) شيء عليه‬ ‫مانعا للزكاة‬
‫من مل يزك الزيتون كان ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/469‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/125‬وجممع األهنر (‪ ،)1/216‬واملدونة (‪ ،)1/379‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/304‬واألم (‬
‫‪ ،)2/37‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/234‬واختالف األئمة العلماء (‪ ،)2/203‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/398‬واإلنصاف (‪ ،)3/65‬وتفسري القرطيب (‪)7/110‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم زكاة العُروض المتخذة للتجارة‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫قار ا)‪ ،‬اليت مل يقصد هبا التجارة‪ ،‬واختلفوا يف إجياب الزكاة فيما يُتَّخذ منها‬
‫كيل وال وزن‪ ،‬وال يكون حيوانًا وال َع ً‬
‫اتفقوا على أنه (ال) زكاة يف العُروض‪( :‬األمتعةُ اليت ال يدخلها ٌ‬ ‫تحرير محل‬
‫للتجارة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) جتب الزكاة يف عروض‬ ‫جتب الزكاة يف عروض التجارة‬


‫التجارة‬ ‫مجهور فقهاء األمصار‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أهل الظاهر‬
‫اختالفهم يف وجوب الزكاة بالقياس‪ ،‬واختالفهم يف تصحيح حديث مَسُرة بن جندب ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث مسرة بن جن‪77‬دب ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يأمرن‪77‬ا أ ْن خنرج الزك‪77‬اة ممّ‪77‬ا نع ‪ّ 7‬ده لل‪77‬بيع) [طب‪ /‬د‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ق‪77‬ال الغم‪77‬اري‪ :‬يف س‪77‬نده ٭ مل يصح دليل يف وجوب ص‪77‬دقة‬
‫الع ‪77 7‬روض‪ ،‬واألص ‪77 7‬ل الع ‪77 7‬دم ح ‪77 7‬ىت‬ ‫جهالة‪ ،‬وضعفه األلباين‪ /‬ويف رواية‪ :‬كان يأمرنا أ ْن خنرج من الرقيق الذي يُع ّد للبيع]‪.‬‬
‫يثبت الدليل‪.‬‬ ‫أن العروض املتخذة للتجارة مال مقصود به التنمية‪ ،‬فأشبه األجناس الثالثة اليت فيها الزكاة باتفاق؛ احلرث‪ ،‬واملاشية‪ ،‬والذهب والفضة‪.‬‬ ‫٭ القياس َّ‬
‫(أد زك‪77‬اة مال‪77‬ك‪ ،‬وحبس‪77‬ها وأخ‪77‬ذ منه‪77‬ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫٭ زك‪77‬اة الع‪77‬روض ثابت‪77‬ة عن عم‪77‬ر ‪ ‬وابن‪77‬ه فق‪77‬د ق‪77‬ال عم‪77‬ر ‪ ‬حلم‪77‬اس ‪-‬وك‪77‬ان ي‪77‬بيع األدم واجلع‪77‬اب‪ّ :-‬‬
‫الزكاة) [هق‪ /‬أموا‪ /‬ش‪ /‬عب]‪ ،‬وال خمالف هلما من الصحابة ‪ ،‬وهذا إمجاع سكويت على وجوهبا‪.‬‬
‫ص‪7‬ه ال‪77‬دليل‪ ،‬كعب‪77‬د‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮊ [التوب‪77‬ة‪ ،]103:‬ف‪77‬أوجبت الزك‪77‬اة يف ك‪77‬ل م‪77‬ال إال م‪77‬ا خ ّ‬
‫اخلدمة‪.‬‬
‫فرتد إىل فقرائهم) [متفق]‪ ،‬وصاحب‬
‫‪ ‬حديث معاذ ‪ ‬ملا بعثه ‪ ‬إىل اليمن قال له‪( :‬فأعلمهم أ ّن اهلل افرتض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنيائهم ّ‬
‫العروض غين‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن العروض بدل النقود‪ ،‬فالنقود تتحول إىل عروض‪ ،‬فوجب زكاة البدل كاملبدل‪.‬‬
‫لقوة أدلة أصحاب هذا القول‪ ،‬وثبوت ذلك من فعل‪ 7‬الصحابة ‪‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب الزكاة يف عروض التجارة)‪ّ ،‬‬ ‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫من ملك حماًل جتاريًا فليس عليه يف‬ ‫من ملك‪ 7‬حماًل جتاريًا قوم سلعته كل عام وأخرج الزكاة وإال أمث‬
‫ثمرة الخالف‬
‫بضاعته شيء‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/469‬واملبسوط (‪ ،)2/190‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/279‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/181‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/331‬والبيان (‪ ،)3/306‬واجملموع (‪ ،)6/47‬واحملرر (‬
‫‪ ،)1/218‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/140‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري‪)5/34( 7‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫ومن كم جتب؟)‬
‫اجلملة الثالثة‪( :‬معرفة كم جتب الزكاة‪ِ ،‬‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألةـ‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫نصاب الذهب الذي جتب فيه الزكاة‬ ‫‪22‬‬ ‫‪146‬‬

‫الوقص يف الذهب والفضة‬


‫زكاة َ‬ ‫‪23‬‬
‫حكم ضم الذهب إىل الفضة يف الزكاة إلكمال النِّصاب‬ ‫‪24‬‬
‫كيفية ضم الذهب إىل الفضة‪ 7‬يف الزكاة إلكمال النِّصاب‬ ‫‪25‬‬
‫هل شرط نصاب الذهب والفضة‪ 7‬أن يكونا ملالك واحد؟ (زكاة الشريكني)‬ ‫‪26‬‬
‫هل يعترب بلوغ النِّصاب يف (املعدن) لوجوب الزكاة فيه؟‬ ‫‪27‬‬
‫كيفية زكاة ما زاد على (‪ )120‬من اإلبل إىل أن تصل (‪)129‬‬ ‫‪28‬‬
‫كيفية زكاة اإلبل إذا بلغت (‪ )130‬فأكثر‬ ‫‪29‬‬
‫السن الواجب إخراجه يف زكاة اإلبل‬
‫احلكم لو عُدم ّ‬ ‫‪30‬‬
‫هل جتب الزكاة يف (صغار) اإلبل؟‬ ‫‪31‬‬
‫الوقص من البقر فيما بني (‪ )40‬وإىل (‪ )60‬بقرة‬
‫كيفية زكاة َ‬ ‫‪32‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫عنوان المسألةـ‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫مىت جتب زكاة البقر‪ ،‬وما الواجب‪ 7‬فيها؟‬ ‫‪33‬‬
‫كيفية زكاة الغنم إذا زادت عن (‪ )300‬شاة‬ ‫‪34‬‬

‫ومعزا‪ ،‬فمن أي النصاب يأخذ املصدِّق (الساعي)؟‬


‫غنما ً‬
‫إذا كان النصاب ً‬ ‫‪35‬‬
‫‪145‬‬

‫ُ‬
‫هل تُ ُّ‬
‫عد يف زكاة الغنم على صاحب املال؛ العمياء‪ ،‬وذات العلّة؟‬ ‫‪36‬‬
‫(السخال) مع األمهات يف حساب زكاة الغنم؟‬ ‫تعد نسل األمهات ِّ‬‫هل ُّ‬ ‫‪37‬‬
‫تأثري اخلُلطة على زكاة هبيمة األنعام‪7‬‬ ‫‪38‬‬
‫كيفية زكاة نصاب يف اخلُلطاء يف هبيمة األنعام‬ ‫‪39‬‬
‫صفة اخلُلطة املؤثرة يف الزكاة‬ ‫‪40‬‬
‫هل يف احلبوب والثمار نصاب مقدَّر لتجب الزكاة فيه؟‬ ‫‪41‬‬
‫هل تُضم احلبوب إىل بعضها إلكمال (نصاب) الزكاة؟‬ ‫‪42‬‬
‫باخلرص دون الكيل؟‬
‫هل جيوز تقدير نصاب الزكاة يف (العنب) و(التمر) ْ‬ ‫‪43‬‬
‫باخلرص؟‬
‫هل جيوز تقدير نصاب الزكاة يف (الزيتون) ْ‬ ‫‪44‬‬
‫هل حُي سب على الرجل ما أكل من مثره وزرعه قبل احلصاد؟‬ ‫‪45‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل جيوز إخراج القيمة يف الزكاة بدل العني؟‬ ‫‪46‬‬
‫كيفية زكاة العُروض‬ ‫‪47‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫نصاب (الذهب) الذي تجب فيه الزكاة‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫أن املقدار (النصاب) الذي جتب فيه الزكاة من (الفضة) مخس أواق وزنًا‪ ،‬وهو يعادل مائيت درهم؛ َّ‬
‫ألن األوقية‬ ‫أن الواجب يف الذهب والفضة إذا بلغ نصابًا هو ربع العشر‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫اتفقوا َّ‬
‫ِ‬
‫تساوي (‪ )40‬درمهًا‪ .‬وتساوي (‪ )56‬رياال سعوديا بوزن (‪ )595‬غرام تقريبًا‪ ،‬حلديث‪( :‬ليس فيما دون مخس أواق من الورق صدقة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف املقدار (النصاب) الذي جتب فيه‬
‫تحرير محل‬
‫الزكاة من (الذهب)‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جتب الزكاة يف الذهب إذا بلغ خرصها (مائيت درهم) فإذا‬ ‫جتب الزكاة يف الذهب إذا بلغ‬
‫ٍ‬ ‫جتب الزكاة يف الذهب إذا بلغ (عشرين دينا ٍر) ً‬
‫دينارا وزنًا‬
‫دينارا كان االعتبار هبا‬
‫ً‬ ‫أربعني‬ ‫بلغت‬ ‫ا‬ ‫دينار‬
‫ً‬ ‫)‬ ‫ر‬ ‫دينا‬ ‫(أربعني‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪145‬‬‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‪ /‬طاووس‪ /‬الزهري‬ ‫داود الظاهري‪ /‬احلسن البصري‬
‫مل يثبت يف نصاب الذهب شيء عن النيب ‪ ،‬كما ثبت يف نصاب الفضة (مخسة أواق)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن ال ‪77‬ذهب والفض ‪77‬ة من جنس واح ‪77‬د‪ ،‬فنجع ‪77‬ل الفض ‪77‬ة هي‬ ‫دينارا‪ ،‬نصف دينار) ٭ اإلمجاع‪ ،‬فق‪77‬د اتف‪77‬ق العلم‪77‬اء على ٭ َّ‬ ‫٭ حديث علي ‪ ‬قال ‪( :‬هاتوا زكاة الذهب؛ من كل عشرين ً‬
‫تابعا هلا يف القيم‪77‬ة ال‬ ‫َّ‬
‫أن زك‪77 7 7 7 7‬اة ال‪77 7 7 7 7‬ذهب جتب إذا بل‪77 7 7 7 7‬غ األصل لثبوت النص فيها‪ ،‬ويكون الذهب ً‬ ‫[عب‪ /‬د‪ /‬طأ‪ /‬ويف سنده ضعف]‪.‬‬
‫دينارا هو موضع اإلمجاع‪.‬‬ ‫٭ عم‪77‬ل أه‪7‬ل املدين‪7‬ة‪ ،‬ق‪77‬ال مال‪7‬ك‪( :‬الس‪77‬نة ال‪77‬يت ال اختالف فيه‪77‬ا عن‪77‬دنا‪ ،‬أن الزك‪7‬اة جتب يف أربعني دين ‪7ً 7 7‬ارا‪ ،‬ومل يص ‪77 7‬ح ح ‪77 7‬ديث يف الوزن حىت يصل إىل أربعني ً‬
‫الرق‪77‬ة ص‪77‬دقة) [مل أق‪77‬ف‬ ‫علي ‪ ،‬فنبقى على اإلمجاع‪.‬‬ ‫دينارا‪ ،‬كما جتب يف مائيت درهم) [طأ]‪7.‬‬ ‫عشرين ً‬
‫٭ أث‪77‬ر‪( :‬ليس فيم‪77‬ا دون مخس أواق من ِّ‬
‫(أن الن ‪77‬يب ‪ ‬ك ‪77‬ان يأخ ‪77‬ذ من ك‪77 7‬ل عش‪77 7‬رين دين‪77 7‬ارا ‪ ‬م‪77 7‬ا ج‪77 7‬اء يف كت‪77 7‬اب عم‪77 7‬رو بن عليه هبذا النص‪ ،‬وذُكر لفظ‪( :‬الرق‪77‬ة) يف أح‪7‬اديث‪ ،‬منه‪77‬ا‪( :‬ويف الرق‪77‬ة‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة وابن عم ‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬ ‫األدلة‬
‫ً‬
‫‪7‬ارا) [ج‪77‬ه‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬وص‪77‬ححه حزم بع‪7‬د ذك‪7‬ر نص‪7‬اب الفض‪7‬ة ق‪7‬ال‪ :‬رب‪77‬ع العش‪77‬ر)‪ ،‬وح‪77‬ديث‪( :‬ال ص‪77‬دقة يف الرق‪77‬ة ح‪77‬ىت تبل‪77‬غ م‪77‬ائيت درهم)‬ ‫‪7‬اعدا‪ ،‬نص‪77‬ف دين‪77‬ا ٍر ومن األربعني دين‪7ً 7‬ارا‪ ،‬دين‪ً 7‬‬
‫فص‪ً 7‬‬
‫(ويف ك ‪77 7 7 7‬ل أربعني دين ‪77 7 7 7‬ارا) [حب‪ /‬أخرجه‪77‬ا‪ :‬خ‪77‬ز‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬أم‪77‬وا‪ /‬ق‪77‬ال يف املس‪77‬تدرك‪ :‬ح‪77‬ديث ص‪77‬حيح على‬ ‫األلباين]‪.‬‬
‫ً‬
‫شرط مسلم و مل خيرجاه]‪ ،‬والرقة تتناول الذهب والفضة‪.‬‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ش‪77‬عيب عن أبي‪77‬ه عن ج‪77‬ده عن الن‪77‬يب ‪( :‬ليس يف أق‪77‬ل من عش‪77‬رين وصححه غري واحد] ‪.‬‬
‫مثق‪7 7‬ااًل من ال ‪77‬ذهب‪ ،‬وال أق ‪77‬ل من م ‪77‬ائيت درهم ص ‪77‬دقةَ ‪-‬أو ش‪77 7‬يءَ‪[ )-‬أم‪ /‬ق‪77 7‬ط‪ /‬وص‪77 7‬ححه‬
‫األلباين يف خمتصر إرواء الغليل]‪.‬‬
‫بعضا وينتهض االحتجاج هبا‪ ،‬وألنَّه عمل مجاهري علماء األمة‬
‫استدل هبا أصحاب القول‪ ،‬فيقوي بعضها ً‬
‫ّ‬ ‫دينارا)؛ لكثرة طرق األحاديث اليت‬
‫القول األول‪( :‬جتب الزكاة إذا بلغ الذهب عشرين ً‬ ‫الراجح‬
‫سل ًفا وخل ًفا‬
‫دينارا كان صرفها مائيت درهم‪ ،‬وجب عليه‬ ‫من ملك (‪ً )15‬‬ ‫دينارا وحال‬
‫من ملك (ثالثني) ً‬ ‫دينارا وحال عليها احلول جتب عليه فيها الزكاة‬
‫من ملك ثالثني ً‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫فيها الزكاة‬ ‫عليها احلول‪( ،‬ال) جتب فيها‬
‫الزكاة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/473‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/276‬واالختيار (‪ ،)1/111‬والتلقني (‪ ،)1/59‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/137‬واألم (‪ ،)2/43‬واجملموع (‪ ،)7/6‬واملغين (‪ ،)3/37‬ومنتهى‬
‫اإلرادات (‪ ،)1/137‬سنن ابن ماجة (‪ )3/11‬برقم (‪ ،)1971‬وخمتصر إرواء الغليل (‪ )1/156‬برقم (‪ ،)518‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/48‬املستدرك (‪ )1/556‬برقم (‪)1453‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫الوقص في الذهب والفضة‬
‫زكاة َ‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫الو قص‪ :‬ما زاد على النصاب‪ ،‬أو هو املقدار بني الفريضتني‪ ،‬فإذا قلنا أن نصاب الفضة (‪ )200‬درهم‪ ،‬فهل فيما زاد على املائتني ‪-‬ما مل يصل إىل (‪ )40‬درمها‪-‬‬
‫َ‬
‫زكاة؟ وقد أمجعوا على أنَّه (ال) أوقاص يف احلبوب‪َّ ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫وأن النَّص على األوقاص ورد يف املاشية‪ ،‬وقد اختلفوا يف حكم زكاة ما زاد على مائيت درهم وعشرين‬
‫الخالف‬
‫دينارا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬
‫(ال) حيسب ما زاد على املائيت درهم حىت تبلغ الزيادة (‪ )40‬درمهًا‬ ‫الوقص مما زاد على مائيت درهم من الو ِرق حبسبه َّ‬
‫قل أو كثر‬ ‫حيسب َ‬ ‫‪145‬‬
‫ففيها ربع عشرها (درهم)‪ ،‬ويف (‪ )4‬دنانري زادت على عشرين‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬صاحبا أيب حنيفة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫(درهم)‬
‫ٌ‬
‫أبو حنيفة‪ُ /‬زفر‬
‫اختالفهم يف تصحيح حديث احلسن بن عمارة عن علي ‪ ‬ومعارضته لدليل اخلطاب‪ ،‬وتردد الذهب والفضة بني أصلني خمتلفني يف هذا احلكم‪ ،‬وهي املاشية واحلبوب‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن فيم‪77‬ا زاد ٭ ح‪77‬ديث علي ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ق‪77‬د عف‪77‬وت عن ص‪77‬دقة اخلي‪77‬ل والرقي‪77‬ق‪،‬‬ ‫٭ ح‪77‬ديث‪( :‬ليس فيم‪77‬ا دون مخس أواق من ال‪77‬ورق ص‪77‬دقة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬مفهوم‪77‬ه َّ‬
‫الرق‪77‬ة رب‪77‬ع العش‪77‬ر‪ ،‬من ك‪77‬ل م‪77‬ائيت درهم مخس‪77‬ة دراهم‪ ،‬ومن‬ ‫فه‪77‬اتوا من ِّ‬ ‫قل أو كثر فيه الزكاة‪.‬‬‫على النصاب ّ‬
‫٭ يش‪7 7‬بَّه ال ‪77‬وقص يف ال ‪77‬ذهب والفض ‪77‬ة ب ‪77‬الوقص يف احلب ‪77‬وب (فتجب الزك ‪77‬اة فيم ‪77‬ا زاد على ك ‪77‬ل عش ‪77‬رين دين‪7ً 7‬ارا نص‪77‬ف دين‪77‬ار ‪ ...‬فم ‪77‬ا زاد ففي ك ‪77‬ل أربعني درمهً‪77‬ا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫دراهم) [ت‪/‬‬
‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫‪7‬ار‬
‫ً‬ ‫‪7‬‬ ‫ن‬ ‫دي‬ ‫‪7‬رين‬ ‫‪7‬‬ ‫ش‬‫الع‬ ‫على‬ ‫‪7‬د‬‫‪7‬‬ ‫ي‬ ‫تز‬ ‫‪7‬انري‬‫‪7‬‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫‪7‬ة‬ ‫‪7‬‬ ‫ع‬‫أرب‬ ‫‪7‬ل‬‫‪7‬‬‫ك‬ ‫ويف‬ ‫درهم‪،‬‬ ‫احلبوب‪.‬‬ ‫يف‬ ‫أوقاص‬ ‫(ال)‬ ‫َّه‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫أمجعوا‬ ‫وقد‬ ‫حبسبه)‪،‬‬ ‫النصاب‬
‫األدلة‬
‫جدا]‪.‬‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عاص ‪77‬م واحلارث عن علي ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬وليس علي ‪7‬ك‪ 7‬ش ‪77‬يء يف ال ‪77‬ذهب ح ‪77‬ىت عب‪ /‬قال الغماري‪ :‬وفيه احلسن بن عمارة وهو ضعيف ً‬
‫‪7‬الوقص يف املاش‪77‬ية (فال جتب الزك‪77‬اة‬ ‫يك ‪77‬ون عش ‪77‬رون دين ‪7ً 7‬ارا‪ ،‬ف ‪77‬إذا ك ‪77‬انت ل ‪77‬ك عش ‪77‬رون دين ‪7ً 7‬ارا‪...‬ففيه ‪77‬ا نص ‪77‬ف دين ‪77‬ار‪ ،‬فم ‪77‬ا زاد‬
‫٭ يُش‪7َّ7‬به ال ‪7َ 7‬وقص يف ال ‪77‬ذهب والفض ‪77‬ة ب ‪َ 7‬‬
‫أعلي ق‪7‬ال حبس‪77‬اب ذل‪77‬ك‪ ،‬أو رفع‪77‬ه للن‪7‬يب ‪[ )‬ب‪77‬غ‪ /‬فيم‪77‬ا زاد على النص‪77‬اب ح‪77‬ىت يبل‪77‬غ الفريض‪77‬ة األخ‪77‬رى)‪ ،‬وق‪77‬د ورد النص على‬ ‫فبحساب ذل‪7‬ك‪ .‬ق‪77‬ال ال‪7‬راوي‪ :‬فال أدري ٌّ‬
‫األوقاص يف املاشية‪.‬‬ ‫د‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬عب‪ /‬إش‪ /‬قال األلباين‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬وإسناده حسن]‪.‬‬
‫وألن حساب الوقص أمره سهل وال يعسر ذلك‪ ،‬وحديث علي ‪ ‬يف عفوه عن صدقة اخليل ضعيف بل‬ ‫حلق الفقري‪َّ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬حيسب الوقص)‪ ،‬حفظًا ِّ‬
‫الراجح‬
‫ومعارض حبديثه عن عاصم واحلارث‪ ،‬ولو صح فهو اجتهاد منه ‪ . ‬وليس إحلاق أوقاص الذهب والفضة بأوقاص احلبوب بأوىل منه من إحلاقه بأوقاص املاشية‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬م‪7‬ل‪7‬ك‪ )230( 7‬د‪7‬ر‪7‬مهً‪7‬ا‪ 7‬ح‪7‬ا‪7‬ل‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪7‬ا‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬و‪7‬ل‪ 7‬ز‪7‬ك‪7‬ا‪ 7‬م‪7‬ن‪7‬ها‪ 7)2007( 7‬ف‪7‬ق‪7‬ط‪7‬‬ ‫من ملك‪ )230( 7‬درمهًا حال عليها احلول زكاها كلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/474‬واملبسوط (‪ ،)2/189‬والبناية (‪ ،3/369‬واملدونة (‪ ،)1/302‬وجامع األمهات (ص‪ ،)151‬وهناية املطلب (‪ ،)3/280‬وكفاية األخيار (ص‬
‫‪ ،)180‬و املبدع (‪ ،)2/295‬وكشاف القناع (‪ ،)2/170‬واهلداية يف ختريج أحديث البداية (‪)5/40‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫الذهب إلى ِ‬
‫الفضَّة في الزكاة إلكمال النِّصاب‬ ‫حكم ضم َّ‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫دينارا‬ ‫أن املقدار الذي جتب فيه الزكاة من (الفضة) هو مخس أواق‪ ،‬ومجهور العلماء على َّ‬
‫أن املقدار الذي جتب فيه الزكاة من (الذهب) هو عشرون ً‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫وزنًا‪ ،‬واختلفوا لو نقص مقدار الذهب والفضة عن النِّصاب‪ ،‬فهل يُضمان لبعضهما إلكمال النِّصاب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) تُضم فضة إىل ذهب‪ ،‬وال ذهب إىل فضة إلكمال النصاب‬ ‫ضم الدراهم (الفضة) إىل الذهب‬
‫تُ ّ‬
‫(الدنانري) فإ ْن كمل جمموعهما نصابًا‪،‬‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬أبو ثور‪ /‬داود‬
‫ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫َّ‬
‫يزكى‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (املعتمد)‬
‫أروشا للجنايات؟‬ ‫ِ‬
‫يما للمتلفات‪ ،‬أو ً‬
‫هل الذهب والفضة كل واحد منهما جتب فيه الزكاة لعينه‪ ،‬أو بسبب آخر يعمهما‪ ،‬وهو كوهنما أمثانًا‪ ،‬أو رؤوس أموال‪ ،‬أو ق ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ال ‪77 7‬ذهب والفض ‪77 7‬ة جنس واح ‪77 7‬د‪ ،‬فكالمها ٭ ال‪77‬ذهب والفض‪77‬ة جنس‪77‬ان خمتلف‪77‬ان‪ ،‬واملعت‪77‬رب يف ك‪77‬ل واح‪77‬د منهم‪77‬ا ه‪77‬و عين‪77‬ه‪ ،‬كاحلال يف البق‪77‬ر والغنم وال يُض‪77‬م أح‪77‬دمها‬
‫أمثان ورؤوس أم ‪77 7‬وال‪ ،‬وقيم للمتلف ‪77 7‬ات‪ ،‬فال لآلخر‪.‬‬
‫ف ‪77 7 7‬رق بينهم ‪77 7 7‬ا‪ ،‬فكالمها يُض ‪77 7 7‬م إىل ع ‪77 7 7‬روض ‪ ‬قول ‪77 7‬ه ‪( :‬ليس فيم ‪77 7‬ا دون مخس أواق من ال ‪77 7‬و ِرق ص ‪77 7‬دقة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ظ ‪77 7‬اهر معامل‪7 7 7‬ة‪ 7‬الفض ‪77 7‬ة كجنس مس ‪77 7‬تقل عن‬
‫األدلة‬
‫الذهب‪ ،‬فإذا نقص نصابه ال َّ‬
‫يزكى‪.‬‬ ‫التجارة‪ ،‬ونفعهما واحد‪.‬‬
‫‪7‬ارا نص‪77‬ف دين‪7‬ار) [ت‪ /‬عب‪/‬‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث علي ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬من ك‪77‬ل م‪77‬ائيت درهم مخس‪77‬ة دراهم‪ ،‬ومن ك‪77‬ل عش‪77‬رين دين‪ً 7‬‬
‫جدا]‪ ،‬ظاهره معاملة كل من الذهب والفضة باستقالل‪.‬‬ ‫قال الغماري‪ :‬وفيه احلسن بن عمارة وهو ضعيف ً‬
‫القول الثاين‪( :‬ال يُضم) الختالف اجلنسني‪ ،‬وقد شنَّع ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬على من قال بالضَّم حيث قال‪( :‬لعل من رام ضم أحدمها إىل اآلخر‪ ،‬فقد أحدث‬
‫أن الذهب والفضة من جنس واحد فقد فرقت‪ 7‬الشريعة‬ ‫كثريا يف كيفية الضم‪ ،‬وال يُسلَّم َّ‬ ‫حكم ا يف الشرع حيث ال حكم)‪ ،‬ومما يضعف القول بالضم اختالفهم ً‬ ‫ً‬ ‫الراجح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضةَ ب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذ َهب ب َّ‬ ‫ِ‬
‫بينهما بقوله ‪ ( :‬الَ تَبيعُوا َّ‬
‫ف شْئتُ ْم) [خ‪ /‬م]‬
‫الذ َهب َكْي َ‬ ‫ضةَ بالْفضَّة اّل َس َواءً ب َس َواء‪َ ،‬وبِيعُوا الذ َه َ‬
‫ب بالْفضَّة َوالْف َّ‬ ‫الذ َهب اّل َس َواءً ب َس َواء َوالْف َّ‬ ‫َ‬
‫من ملك‪ 7‬مائة درهم وعشرة دنانري حال عليها احلول مل جتب عليه زكاهتا‬ ‫من ملك‪ 7‬مائة درهم وعشرة دنانري حال‬
‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫عليها احلول وجبت عليه الزكاة فيها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/475‬واهلداية (‪ ،)1/103‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/324‬واملعونة (‪ ،)1/362‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)98‬واملهذب (‪ ،)1/518‬واجملموع (‪،)5/504‬‬
‫ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/138‬واحملرر (‪ ،)1/217‬واملقنع مع الشرح الكبري (‪ ،)7/17‬واهلداية يف ختريج أحديث البداية (‪)5/40‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫الذهب إلى ِ‬
‫الفضَّة في الزكاة إلكمال النِّصاب‬ ‫كيفيَّة ضم َّ‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫كثريا‪ -‬حاصله على مخسة أقوال‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫مفرعة على املسألة اليت قبلها‪ ،‬فمن قال يُضم الذهب إىل الفضَّة إلكمال النِّصاب‪ ،‬اختلفوا يف كيفية الضم ‪-‬اختالفًا ً‬
‫هذه املسألة ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫(ال) يُضم أحدمها إىل اآلخر إال إذا‬ ‫يُضم األقل من الذهب أو الفضة يُضم الدنانري بقيمتها للدراهم‬ ‫يُضم الذهب والفضة بقيمة كل‬ ‫ضمان بالصرف بأ ْن‬
‫يُ َّ‬
‫كمل أحدمها النصاب فيُضم إليه اآلخر‬ ‫إىل األكثر‪ ،‬و(ال) يُضم األكثر إىل سواء كانت الدنانري أقل أو‬ ‫واحد منهما وقت الزكاة‬ ‫حُي سب الدينار بعشرة‬
‫‪145‬‬
‫كثريا‬
‫قلياًل كان أو ً‬ ‫أكثر من الدراهم‪ ،‬وال تُضم‬ ‫األقل مع مراعاة األحوط‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫دراهم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫(قول مل يُنسب ألحد)‬ ‫الدراهم للدنانري‬ ‫للمساكني‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‬
‫(قول مل يُنسب ألحد)‬ ‫سفيان الثوري‬
‫واحدا‬
‫االرتباك كما قال ‪-‬ابن رشد رمحه اهلل‪ -‬ما راموه من أ ْن جيعلوا من شيئني نصاهبما خمتلف يف الوزن نصابًا ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن وج‪77 7 7 7‬ود الزك‪77 7 7 7‬اة معلَّق‪ 7‬بإكم‪77 7 7 7‬ال‬
‫ألن ال‪77‬دراهم أص‪77‬ل‪ ،‬وال‪77‬دنانري ‪َّ ‬‬ ‫دائم ‪77 7‬ا لألك ‪77 7‬ثر‪ ،‬٭ َّ‬ ‫أن كالمها من جنس ‪َّ ‬‬
‫ألن احلكم ً‬ ‫٭ ه ‪77 7‬ذا م ‪77 7‬ا ك ‪77 7‬ان علي ‪77 7‬ه ‪ ‬م‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ا دام َّ‬
‫أن واح ‪77‬د‪ ،‬ولك ‪77‬ل منهم ‪77‬ا قيم ‪77‬ة‪ ،‬ف ‪77‬ريجع فيُض‪77 7 7 7‬م األق ‪7 7 7 7‬ل‪ 7‬إلي‪77 7 7 7‬ه‪ ،‬ليك‪77 7 7 7‬ون ف ‪77‬رع‪ ،‬فيلح ‪77‬ق الف‪77 7‬رع باألص‪77 7‬ل‪ ،‬النص‪77‬اب ألح‪77‬دمها فيلح‪7‬ق‪ 7‬ب‪77‬ه اآلخ‪77‬ر‪ ،‬أم‪77‬ا‬ ‫األم‪77 7 7 7‬ر ق‪77 7 7 7‬دميًا‪ ،‬وه‪77 7 7 7‬و َّ‬
‫حيث مل يثبت يف ال ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬دنانري ض‪77 7‬مهما قب‪77 7‬ل بل‪77 7‬وغ النص‪77 7‬اب ألح‪77 7‬دمها‬ ‫فرعا‪.‬‬ ‫ال ‪77 7‬دينار يس ‪77 7‬اوي عش ‪77 7‬رة هلا وقت الزكاة‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫األكثر أصاًل واألقل ً‬
‫ح ‪77 7‬ديث وال إمجاع ح‪77 7 7‬ىت تبل ‪77 7‬غ ففي ‪77‬ه إح ‪77‬داث حلكم جدي ‪77‬د يف الش ‪77‬رع‪،‬‬ ‫دراهم‬
‫والق‪77‬ول بنص‪77‬اب ليس ه‪77‬و بنص‪77‬اب ذهب‬ ‫أربعني‪.‬‬
‫وال فضة‬
‫على القول جبواز الضَّم لعله يرجح هنا (القول األول)‪ :‬من باب تيسري حساب قيمة الزكاة‪ ،‬وإال فجميع األقوال فيها احتمال الرتجيح‪ ،‬الحتمال األدلة فيها‬ ‫الراجح‬
‫من مل يكمل عنده أحد النصابني‬ ‫من كانت عنده (‪ )10‬دنانري‬ ‫من كانت عنده (‪)150‬‬ ‫من كانت عنده (‪ )100‬درهم و(‬ ‫من كانت عنده (‪)10‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الدراهم والدنانري مل يزكي ولو تعدت‬ ‫و(‪ )100‬درهم‪ ،‬ضم الدنانري‬ ‫ضم‬
‫درمهًا‪ ،‬و(‪ )5‬دنانري ّ‬ ‫‪ )9‬مثاقيل قيمتها (‪ )100‬درهم‬ ‫دنانري و(‪ )100‬درهم‪،‬‬
‫قيمتهما نصاب الزكاة وإذا بلغ أحدمها‬ ‫للدراهم ووجبت عليه الزكاة‬ ‫الدنانري للدراهم وحسب‬ ‫وجبت عليه فيها الزكاة‪ ،‬ومن‬ ‫وجبت عليه الزكاة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫النصاب زكي ومجع معه اآلخر‬ ‫زكاهتا‬ ‫كانت عنده (‪ )100‬تساوي (‪)11‬‬ ‫فيهما‪ ،‬وميكن أن خيرج‬
‫أيضا وجبت‬
‫مثقااًل و(‪ )9‬مثاقيل‪ً ،‬‬ ‫من أحدمها الواحد عن‬
‫عليه فيها الزكاة‬ ‫اآلخر‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/476‬واملبسوط (‪ ،)2/193‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/19‬وحاشية العدوي (‪ ،)1/482‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/330‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/405‬ومنتهى‬
‫اإلرادات (‪ ،)1/138‬وموسوعة فقه سفيان الثوري (ص‪)459‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫الذهب ِ‬
‫والفضَّة أ ْن يكونا لمالك واحد (زكاة الشريكين)‬ ‫هل من شرط نصاب َّ‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫أن النصاب إذا اكتمل يف الذهب والفضة وكان املال ٍ‬
‫ملالك واحد فالزكاة جتب فيه‪ ،‬واختلفوا إذا كان النصاب من الذهب والفضة‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫لشريكني؛ لو انفرد كل واحد جبزئه (مل) جتب فيه الزكاة‪ ،‬فما احلكم فيه؟‪ ،‬اخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫جتب الزكاة يف املال املشرتك بني اثنني ولو مل يكمل نصاب كل واحد منهما لو انفرد به‬ ‫(ال) جتب الزكاة يف املال املشرتك بني اثنني ال‬
‫الشافعي‬ ‫يكمل نصاب كل واحد منهما لو انفرد به‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫املفهوم أو اإلمجال يف حديث‪( :‬ليس فيما دون مخس أواق من الورق صدقة) [خ‪ /‬م]‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن ه‪77‬ذا الق‪77‬در واحلكم إمنا‬‫٭ قوله ‪( :‬ليس فيم‪77‬ا دون مخس أواق من ال‪77‬ورق ٭ قول‪77‬ه ‪( :‬ليس فيم‪77‬ا دون مخس أواق من ال‪77‬ورق ص‪77‬دقة)‪ ،‬يُفهم من‪77‬ه َّ‬
‫ص‪77‬دقة)‪ ،‬يُفهم من‪77‬ه أن ه‪77‬ذا الق‪77‬در واحلكم إمنا خيص خيص ما إذا كان ملالك واحد أو أكثر من مالك‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث أنس ‪َّ ‬‬
‫أن أب ‪77‬ا بك ‪77‬ر ‪ ‬كتب إلي ‪77‬ه ال ‪77‬يت ف ‪77‬رض رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬وفي ‪77‬ه‪( :‬وال جُي م ‪77‬ع بني‬ ‫إذا كان ملالك واحد‪.‬‬
‫متفرق وال يُفرق بني جمتمع خشية الصدقة) [خ]‪ ،‬وهذا يف اخللطة فيشبه به الشركة باألموال‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫القول األول‪( :‬ال جتب)؛ َّ‬
‫ألن اخللطة تأثريها‪ ،‬خمتص ببهيمة األنعام‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬ملا كان مفهوم اشرتاط النصاب إمنا هو الرفق‪ ،‬فواجب‬
‫أ ْن يكون النصاب من شرطه أ ْن يكون ملالك واحد‪ ،‬وهو األظهر)‪ ،‬وقال اإلمام مالك ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن حديث أنس ‪( :‬اخلليطان أ ْن يكون الراعي‬ ‫الراجح‬
‫أن اخللطة املؤثِّرة لألنعام دون غريها‬
‫واحد‪ ،‬والفحل واحد‪ ،‬واملراح واحد‪ ،‬واخلليطان يف اإلبل كذلك) [أموا‪ /‬طأ‪ /‬زن‪ /‬طح]‪ ،‬وهذا يدل َّ‬
‫من اشرتكا يف مائيت درهم لكل واحد منهما جزء منها وجب عليهما زكاهتا كلٌّ حسب نسبته‬ ‫من اشرتكا يف مائيت درهم لكل واحد منهما جزء‬
‫ثمرة الخالف‬
‫منها حال عليها احلول فال زكاة فيها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/477‬وحتفة الفقهاء (ص‪ ،)138‬واملعونة (‪ ،)1/406‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)84‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/142‬واجملموع (‪،)5/429‬‬
‫وكشاف القناع (‪ ،)3/840‬ومنتهى اإلرادات (‪)1/131‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل يعتبر بلوغ النِّصاب في المعدن لوجوب الزكاة فيه؟‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من شروط وجوب الزكاة يف الذهب والفضة بلوغ النِّصاب‪ ،‬واختلفوا هل يعترب يف (املعدن) النِّصاب لوجوب الزكاة فيه؟‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫(ال) يعترب النِّصاب يف املعدن لوجوب الزكاة‪ ،‬وجيب فيه‬ ‫يعترب النِّصاب يف املعدن لوجوب الزكاة‪ ،‬وجيب فيه ربع العشر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫(اخلُمس)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫الركاز يتناول املعدن أم ال يتناوله؟‬
‫هل اسم ّ‬
‫سبب الخالف‬
‫بار‪،‬‬
‫٭ حديث أيب هريرة ‪ :‬قال ‪( :‬العجماء ُجبَ ٌار‪ ،‬والبئر ُج ٌ‬ ‫‪ ‬عموم حديث‪( :‬ليس فيما دون مخس أواق من الورق صدقة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬هذا‬
‫الرك‪77‬از اخلمس) [خ‪ /‬م]‪ ،‬اس‪77‬م الرك‪77‬از يتن‪77‬اول‬ ‫‪7‬ار‪ ،‬ويف ِّ‬
‫واملع‪77‬دن ُجب‪ُ 7‬‬ ‫شامل لكل املعادن‪.‬‬
‫بنص‬
‫املع ‪77‬دن‪ ،‬فال يش ‪77‬رتط بل ‪77‬وغ النص ‪77‬اب في ‪77‬ه‪ ،‬وجيب في‪77‬ه اخلمس ّ‬ ‫ول‬‫(َأن َر ُس ‪َ 7‬‬‫اح ٍد‪َّ :‬‬
‫‪7‬ك‪َ ،‬ع ْن َربِ َيع ‪7‬ةَ بْ ِن أيِب َعْب‪7ِ 7‬د ال‪77‬رَّمْح َ ِن‪َ ،‬ع ْن َغرْيِ َو ِ ‪7‬‬‫‪ ‬ح‪77‬ديث مالِ‪ٍ 7‬‬
‫َ‬
‫‪7‬اد َن الْ َقبلِيَّ ِة ‪-‬و ِهي ِمن نَ ِ‬
‫احي‪77 7 7 7‬ةِ‬ ‫ث الْم‪77 7 7 7‬زيِن مع‪ِ 7 7 7 7‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪7‬ار‪ :‬اهلدر ال ‪77‬ذى ال دي ‪77‬ة‬
‫احلديث‪ .‬واملراد بالعجم ‪77‬اء‪ :‬الداب ‪77‬ة‪ ،‬وباجلُب ‪ُ 7‬‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫اللَّه ‪ ‬أقَطَ‪7َ 7 7 7 7‬ع لبالَل بْن احْلَ‪77 7 7 7‬ار ُ َ ِّ َ َ‬
‫ِ‬ ‫األدلة‬
‫فيه‪.‬‬ ‫الز َك‪77‬اةُ) [د‪ /‬ط ‪77‬أ‪ /‬ه ‪77‬ق‪/‬‬ ‫‪7‬اد ُن الَ يُْؤ َخ ‪ُ 7‬ذ ِمْن َه‪77‬ا ِإىَل الَْي‪7ْ 7‬وِم ِإاّل َّ‬ ‫الْ ُف‪77‬ر ِع‪ ،-‬فَتِْل ‪77‬ك الْمع‪ِ 7‬‬
‫َ ََ‬ ‫ْ‬
‫س‪77 7‬نن‪ /‬ب‪77 7‬غ‪ /‬زن‪ /‬ق‪77 7‬ال الش‪77 7‬افعي ليس ه‪77 7‬ذا مما يثبت أه‪77 7‬ل احلديث]‪ ،‬ف‪77 7‬دل على َّ‬
‫أن‬
‫الذي يؤخذ من املعدن هو العشر (مقدار الزكاة)‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يعترب النصاب)‪ ،‬فتشبيه املعدن بالذهب والفضة أوىل‬ ‫الراجح‬
‫من ملك‪ 7‬أقل من (مخس) أواق من املعدن وجب عليه زكاهتا‬ ‫من ملك أقل من (مخس) أواق من املعدن ال جيب عليه زكاهتا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/477‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/428‬وحتفة الفقهاء (ص‪ ،)330‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/296‬والذخرية (‪،)3/59‬‬
‫واجملموع (‪ ،)6/75‬وكفاية األخيار (ص‪ ،)185‬وشرح ابن بطال (‪)8/560‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كيفية زكاة ما زاد على (‪ )120‬من اإلبل إلى أن تصل (‪)129‬‬ ‫مسألة (‪)28‬‬
‫أن يف كل (‪ )5‬من اإلبل شاة‪ ،‬ويف كل (‪ )25‬ابنة خماض (أو ابن لبون)‪ ،‬ويف كل (‪ )36‬بنت لبون‪ ،‬ويف كل (‪ِ )46‬ح ّقة‪ ،‬ويف كل (‪ )61‬جذعة‪ ،‬ويف كل (‪ )76‬ابنتا لبون‪،‬‬ ‫أمجع املسلمون على َّ‬
‫ويف كل (‪ )91‬ح ّقتان إىل أ ْن تصل إىل (‪ .)120‬فإذا زادت على (‪ )120‬ومل تصل إىل (‪ )130‬اختلفوا ماذا جيب فيها؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫إذا زادت اإلبل على (‪)120‬‬ ‫إذا زادت اإلبل على (‪ )120‬فالساعي يأخذ‬ ‫إذا زادت اإلبل على (‪ )120‬فالساعي باخليار؛ بأخذ (‪ )3‬إذا زادت اإلبل على (‪ )120‬فالساعي يأخذ‬
‫عادت الفريضة على أوهلا‪،‬‬ ‫حقتني فقط بال خيار‬ ‫(‪ )3‬بنات لبون بال خيار‬ ‫بنات لبون أو حقتني‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫فيحسب شاة عن كل (‪ )5‬ذود‬ ‫ابن املاجشون (مالكي)‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬ابن القاسم (مالكي)‬ ‫مالك‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‬
‫ألنَّه مل يستقيم هلم حساب األربعينات وال اخلمسينات‪ /‬تعارض ظاهر حديث ابن عمر ‪ ƒ‬الثابت‪ ،‬للتفسري الذي يف حديث ابن شهاب‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ أث‪77 7 7‬ر ابن عم‪77 7 7‬ر ‪( :ƒ‬ف‪77 7 7‬إذا زادت ففيه‪77 7 7‬ا حقت‪77 7 7‬ان إىل ٭ ح‪77‬ديث ابن ش‪77‬هاب أنَّه ق‪77‬ال‪( :‬ه‪77‬ذه نس‪77‬خة ٭ َّ‬
‫ألن م‪77 7 7 7‬ا بني املائ‪77 7 7 7‬ة والعش‪77 7 7‬رين إىل أن يس‪77 7 7‬تقيم ٭ ح ‪77‬ديث عم ‪77‬رو بن ح ‪77‬زم عن أبي ‪77‬ه‬
‫عش ‪77‬رين ومائ ‪77‬ة‪ ،‬ف ‪77‬إذا زادت على عش ‪77‬رين ومائ ‪77‬ة‪ ،‬ففي ك ‪77‬ل كت‪77‬اب رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ال‪77‬يت كتب يف الص‪77‬دقة‪ :‬احلس ‪77 7 7 7‬اب ه ‪77 7 7 7‬و ( ِوقص)‪ ،‬فال حيس ‪77 7 7‬ب على ظ ‪77 7 7‬اهر عن ج ‪77 7‬ده‪( :‬ف‪77 7 7‬إذا ك ‪77 7‬انت أك ‪77 7‬ثر من‬
‫مخس‪77 7‬ني حق‪77 7‬ة‪ ،‬ويف ك‪77 7‬ل أربعني بنت لب‪77 7‬ون) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ف‪77 7‬إذا بلغت إح ‪77 7‬دى وعش ‪77 7‬رين ومائ ‪77 7‬ة‪ ،‬ففيه ‪77 7‬ا حديث ابن عمر ‪ ƒ‬حىت تبلغ الع‪7‬دد مائ‪7‬ة وثالثني‪ :‬عش ‪77 7‬رين ومائةـ‪ ،‬فإن‪77 7 7‬ه يُع‪77 7 7‬اد إىل أول‬
‫ثالث بن ‪77‬ات لب ‪77‬ون‪ ،‬ف ‪77‬إذا بلغت ثالثني ومائ ‪77‬ة‪( ،‬ف ‪77‬إذا زادت ففيه ‪77‬ا حقت ‪77‬ان إىل عش ‪77‬رين ومائ ‪77‬ة‪ ،‬ف ‪77‬إذا فريضة اإلبل‪ ،‬وما ك‪7‬ان أق‪7‬ل من مخس‬ ‫جه‪ /‬كم‪ /‬ت‪ /‬هق]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫٭ ح‪77 7 7‬ديث ابن ش‪77 7 7‬هاب‪( :‬ف‪77 7 7‬إذا بلغت إح‪77 7 7‬دى وعش‪77 7 7‬رين ففيه ‪77‬ا بنت ‪77‬ا لب ‪77‬ون وحق ‪77‬ة) [د‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬زادت على عش‪77‬رين ومائ‪77‬ة‪ ،‬ففي ك‪77‬ل مخس‪77‬ني حق‪77‬ة‪ ،‬وعش ‪77 7‬رين ففي ‪77 7‬ه الغنم‪ ،‬يف ك ‪77 7‬ل مخس‬
‫ومائ ‪77 7‬ة‪ ،‬ففيه ‪77 7‬ا ثالث بن ‪77 7‬ات لب ‪77 7‬ون)‪ ،‬فيُجم ‪77 7‬ع بني احلديثني‬
‫س‪7 7 7 7 7‬ر ويف ك‪77 7 7‬ل أربعني بنت لب‪77 7 7‬ون)‪ ،‬ف ‪77 7‬ريجح ه ‪77 7‬ذا األث ‪77 7‬ر ذود شاة) [طح‪ /‬مج‪ /‬د يف املراسيل‪ /‬ق‪7‬ال‬ ‫ّ‬ ‫وص‪77 7 7 7‬ححه األلب ‪77 7 7‬اين]‪ ،‬فه ‪77 7 7 7‬ذا احلديث مف‬
‫َّ‬ ‫فيكون له اخليار يف األمرين‪.‬‬
‫جزما]‪.‬‬
‫ً‬ ‫باطلة‬ ‫رواية‬ ‫الغماري‪:‬‬ ‫حلديث ابن عمر ‪ ƒ‬اجململ ‪.‬‬
‫لالتفاق على ثبوته‪.‬‬
‫صح كل منهما‬
‫القول األول‪( :‬اخليار بني (‪ )3‬بنات لبون أو حقتني)؛ فاجلمع بني األحاديث أوىل من أخذ بعضها وإمهال البعض ما دام أنَّه ّ‬ ‫الراجح‬
‫من ملك (‪ )125‬من اإلبل‬ ‫من ملك (‪ )125‬من اإلبل وجبت زكاهتا‬ ‫من ملك (‪ )125‬من اإلبل وجبت زكاهتا‬ ‫من ملك (‪ )125‬من اإلبل وجبت زكاهتا أخرج منها‬
‫وجبت زكاهتا أخرج منها حقتني‬ ‫أخرج منها حقتني‬ ‫أخرج منها ثالث بنات لبون‬ ‫ثالث بنات لبون أو حقتني‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وشاة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/479‬االختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/106‬والبحر الرائق (‪ ،)2/375‬واإلشراف للقاضي عبد الوهاب (‪ ،)1/372‬واملنتقى‪ ،)3/142( 7‬ومغين احملتاج (‪ ،)1/549‬واجملموع (‪،)5/355‬‬
‫واملغين (‪ ،)4/20‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)2/200‬واهلداية يف شرح البداية للغماري (‪ ،)5/49‬املراسيل أليب داود (ص‪)14‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كيفية زكاة اإلبل إذا بلغت (‪ )130‬فأكثر‬ ‫مسألةـ (‪)29‬‬
‫أمجع املسلمون على َّ‬
‫أن يف كل (‪ )5‬من اإلبل شاة‪ ،‬واتفقوا على ما زاد على ذلك حىت تصل إىل (‪- )120‬ويف املسألة السابقة‪ -‬كان اخلالف فيما زاد على (‪)120‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫من اإلبل ما مل تصل إىل (‪ ،)130‬واخلالف هنا يف كيفية زكاة اإلبل إذا وصل عددها (‪ )130‬وزاد على ذلك‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫إذا زاد اإلبل على (‪ )130‬عادت الفريضة على أوهلا‪ ،‬فتحسب شاة عن كل (‪ )5‬ذود‬ ‫إذا بلغت اإلبل (‪ )130‬ففيها ح ّقة وابنتا لبون‪ ،‬وما زاد ففي كل (‪)40‬‬
‫ابتداءً من (‪ )120‬من اإلبل‬ ‫بنت لبون ويف (‪ )50‬حقة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ح‪77‬زم عن أبي‪77‬ه عن ج‪77‬ده وفي‪77‬ه‪ِ :‬ذك‪77‬ر م‪77‬ا خيرج من ف‪77‬رائض اإلب‪77‬ل إىل أ ْن‬ ‫٭ عن ابن عمر‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن رس‪77 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬كتب كت‪77 7 7 7‬اب الص‪77 7 7 7‬دقة‪ ،‬فلم‬
‫قال‪( :‬فإذا كانت أكثر من عشرين ومائة‪ ،‬فإنه يُعاد إىل أول فريضة من اإلبل‪ ،‬وما ك‪77‬ان أق‪77‬ل‬ ‫خُيْ ِر َج‪7‬ه إىل عُ َّمال‪77‬ه‪ ،‬ح‪7‬ىت قُبِض‪ ،‬فقرن‪7‬ه بس‪7‬يفه‪ ،‬فلم‪7‬ا قُبض عم‪77‬ل ب‪7‬ه أب‪7‬و بك‪77‬ر‬
‫من مخس وعش ‪77 7 7‬رين ففي ‪77 7 7‬ه الغنم‪ ،‬يف ك ‪77 7 7‬ل مخس ذود ش ‪77 7 7‬اة) [طح‪ /‬مج‪ /‬د يف املراس‪77 7 7 7‬يل‪ /‬ق‪77 7 7 7‬ال‬ ‫ح ‪77‬ىت قُبض‪ ،‬مث عم ‪77‬ل ب ‪77‬ه عم ‪77‬ر ح ‪77‬ىت قبض‪ ،‬وك ‪77‬ان في ‪77‬ه‪ :‬يف مخس من اإلب ‪77‬ل‬
‫فريجح ه‪77‬ذا احلديث ألنَّه ثبت من ق‪77‬ويل علي وابن مس‪77‬عود ‪،‬‬ ‫ش‪77‬اة‪ ،‬ويف عش‪77‬ر ش‪77‬اتان‪ ،...‬ف‪77‬إذا زادت ففيه‪77‬ا حقت‪77‬ان إىل مائ ‪77‬ة وعش ‪77‬رين‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫جزم‪77‬ا]‪َّ ،‬‬
‫الغماري‪ :‬رواية باطلة ً‬
‫وال يصح أ ْن يكون مثل هذا إال توقي ًفا‪ ،‬إذ كان مثله ال يُقال بالقياس‪.‬‬ ‫ف‪77‬إذا زادت على عش‪77‬رين ومائ‪77‬ة‪ ،‬ففي ك‪77‬ل مخس‪77‬ني حق‪77‬ة‪ ،‬ويف ك‪77‬ل أربعني‬
‫بنت لب‪7‬ون) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬كم‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬وأص‪77‬له عن‪77‬د البخ‪77‬اري عن أنس‬
‫فريجح هذا احلديث إذا هو أثبت‪.‬‬ ‫‪ّ ،]‬‬
‫القول األول‪( :‬حقة وابنتا لبون) لصحة حديث ابن عمر ‪ ،ƒ‬ولضعف حديث أصحاب القول الثاين‬ ‫الراجح‬
‫إذا بلغت اإلبل (‪ ،)130‬فيجب يف زكاهتا إخراج حقة وابنيت لبون‪ ،‬وإذا إذا بلغت اإلبل (‪ )130‬ففيها حقتان وشاتان‪ ،‬وإذا وصلت (‪ )135‬ففيها حقتان و(‪)3‬‬
‫شياه‪ ،‬وإذا وصلت (‪ )140‬ففيها حقتان و(‪ )4‬شياه‪ ،‬وإذا وصلت (‪ )145‬ففيها حقتان‬ ‫بلغت (‪ )140‬وجب إخراج حقتني وابنة لبون‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وابنة خماض‪ ،‬وإذا وصلت (‪ )150‬ففيها (‪ )3‬حقاق‪ ،‬فإذا زادت عن ذلك وبلغت (‪)200‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫ففيها (‪ )4‬حقاق‪ ،‬مث حيسب لكل زيادة (‪ )5‬من اإلبل بشاة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/479‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/106‬والبحر الرائق (‪ ،)2/375‬واإلشراف للقاضي عبد الوهاب (‪ ،)1/372‬واملنتقى‪ ،)3/142( 7‬ومغين احملتاج (‬
‫‪ ،)1/549‬واجملموع (‪ ،)5/355‬واملغين (‪ ،)4/20‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)2/200‬واهلداية يف شرح البداية للغماري (‪ ،)5/49‬املراسيل أليب داود (ص‪)15 ،14‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫السن الواجب إخراجه في زكاة اإلبل‬ ‫ِ‬
‫الحكم لو عُدم ّ‬ ‫مسألة (‪)30‬‬
‫أن نصاب اإلبل يبدأ من (‪ )5‬من اإلبل‪ ،‬واتفقوا على ما زاد على ذلك حىت تصل إىل (‪ )120‬منها‪ ،‬واختلفوا إذا وجبت سن معينة‪ِ ،‬‬
‫كحقَّة أو ج َذ َعة أو بنت لبون‪ ،‬ولكن‬ ‫أمجع املسلمون على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫ّ‬
‫أقل‪ ،‬فماذا خيرج؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫سن أفضل منها أو ّ‬
‫املزكي‪ ،‬ووجد عنده ّ‬
‫ّ‬ ‫السن املستحقة عند‬
‫مل توجد ّ‬ ‫الخالف‬
‫يزكي بالسن الذي عنده فإ ْن كان‬ ‫خيرج قيمة َّ‬
‫املزكى من‬ ‫يزكي السن الذي عنده‪ ،‬فإ ْن كان (أقل) زاد عشرين درمهًا أو شاتني‪ ،‬وإ ْن‬ ‫يكلّف املزكي بشراء السن املطلوب‬
‫(أقل) زاد عليه القيمة الناقصة‬ ‫اإلبل‬ ‫كان (أكثر) ُدفع إليه عشرين درمهًا أو شاتني‬ ‫للزكاة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫محاد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬ ‫مالك‬
‫لعله مل يبلغ املخالف حديث أنس ‪( ‬أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ديث أنس ‪( :‬ومن بلغت‬ ‫ألن األص‪77‬ل عن‪77‬ده ج‪77‬واز‬ ‫(أن أبا بكر ملا استخلف ٭ َّ‬ ‫٭ هذا ثابت يف كتاب الصدقة من حديث أنس ‪َّ :‬‬ ‫‪ ‬لعل ‪77‬ه مت ّس ‪7‬ك بظ ‪77‬اهر ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر‬
‫عن‪77‬ده من اإلب‪77‬ل ص‪77‬دقة اجلذع‪77‬ة وليس‪77‬ت‬ ‫وجه أنس إىل البحرين فكتب له‪ :‬بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬هذه فريضة الصدقة إخراج القيم يف الزكاة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ...( :ƒ‬ويف مخس وعش‪77 7 7 7 7 7 7 7‬رين بنت‬
‫عنده جذعة وعنده حقة فإهَّن ا تقب‪77‬ل من‪77‬ه‬ ‫ألن النيب ‪ ‬ق‪ّ 7‬در الف‪7‬رق‬ ‫َّ‬ ‫ال‪77‬يت ف‪77‬رض رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬على املؤم‪77‬نني ‪ ...‬ومن بلغت عن‪77‬ده من اإلب‪77‬ل ص‪77‬دقة ‪‬‬ ‫خماض إىل مخس وثالثني‪ ،‬ف‪77 7 7 7 7 7 7 7‬إذا زادت‬
‫وجيع ‪77 7 7 7‬ل معه ‪77 7 7 7 7‬ا ش‪77 7 7 7 7 7‬اتني أو عش ‪77 7 7 7‬رين‬ ‫اجلذعة وليس عنده جذع‪7‬ة وعن‪7‬ده حق‪7‬ة‪ ،‬فإهَّن ا تقب‪7‬ل من‪7‬ه‪ ،‬وجيع‪7‬ل معه‪7‬ا ش‪7‬اتني أو بش ‪77 7‬اتني أو عش‪77 7‬رين درمهً‪77 7‬ا‪،‬‬ ‫ففيها بنت لبون‪ ،‬إىل مخس وأربعني‪ ،‬فإذا‬ ‫األدلة‬
‫درمهًا‪ ،)...‬ولعله‪ 7‬أب‪77‬دل القيم‪77‬ة بالش‪77‬اتني‬ ‫عش ‪77‬رين درمهً ‪77‬ا‪ ،‬ومن بلغت عن ‪77‬ده ص ‪77‬دقة احلق ‪77‬ة وليس ‪77‬ت عن ‪77‬ده احلق ‪77‬ة‪ ،‬وعن ‪77‬ده وه‪77 7 7 7 7‬ذا األص‪77 7 7 7‬ل يف تق‪77 7 7 7‬دير‬ ‫زادت ففيه‪77‬ا حق‪77‬ة إىل س ‪77‬تني‪ ،‬ف‪77‬إذا زادت‬
‫ألنَّه األحظ للفقراء‪.‬‬ ‫جذعة‪ ،‬فإهَّن ا تقبل منه اجلذعة‪ ،‬ويُعطي‪7‬ه املص‪ّ 7‬دق عش‪7‬رين درمهً‪7‬ا أو ش‪7‬اتني) [خ]‪ ،‬القيم‪77 7 7 7‬ة خيتل‪77 7 7‬ف ب‪77 7 7‬اختالف‬ ‫فجذع‪77‬ة إىل مخس وس‪77‬بعني‪[ )...‬حم‪ /‬ش‪/‬‬
‫األزمان‪.‬‬ ‫نص يف حمل اخلالف‪.‬‬‫واحلديث ّ‬ ‫د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬هق]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يزكي السن اليت عنده وزيادة عشرين درمهًا أو شاتني)‪ ،‬إما من عنده أو من عند املصدق حسب ما ذكر يف القول؛ لنص حديث أنس ‪ ‬يف هذه املسألة‪ .‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪-‬‬
‫الراجح‬
‫عن حديث أنس ‪( :‬هذا حديث ثابت يف كتاب الصدقة‪ ،‬فال معىن للمنازعة فيه)‬
‫من وجبت عليه يف زكاة من وجبت عليه يف زكاة إبله جذعة‬ ‫من وجبت عليه يف زكاة إبله حقة ومل تكن عنده إال جذعة أخذها املصدق‬ ‫من وجبت عليه يف زكاة إبله حقة ومل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫إبله حقة ومل تكن عنده ومل تكن عنده إال حقة مثَ َن كل واحدة‬ ‫وأعطى صاحب اإلبل عشرين درمها أو شاتني‬ ‫تكن عنده ُألزم بشرائها وتقدميها‬
‫قُدِّر مثنها مث أخرج الزكاة منهما مث أخرج احلقة وأخرج الفرق‬ ‫للمصدق‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫نقدا‬
‫ً‬ ‫نقدا‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/481‬واهلداية (‪ ،)1/100‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/270‬واالستذكار (‪ ،)3/192‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)104‬واملهذب (‪ ،)1/480‬ومنهاج الطالبني (ص‪،)161‬‬
‫واملقنع (‪ ،)6/414‬والشرح الكبري (‪)2/389‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل تجب الزكاة في ِ‬
‫(صغار) اإلبل؟‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة ثالثة أصناف من احليوان؛ اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن نصاب اإلبل يبدأ من (‪ )5‬منها‪ ،‬واختلفوا يف وجوب‬ ‫تحرير محل‬
‫الزكاة يف صغار اإلبل‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) جتب الزكاة يف صغار اإلبل‪ ،‬وحنوه يف صغار البقر وسخال الغنم‬ ‫جتب الزكاة يف صغار اإلبل‪ ،‬وحنوه يف صغار البقر وسخال‬
‫أبو حنيفة‬ ‫الغنم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪ -‬إما أ ْن خترج الزكاة منها‪ :‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫‪ -‬أو يكلَّف شراء السن الواجبة‪ :‬مالك‬
‫‪145‬‬

‫هل يتناول اسم جنس اإلبل الصغار أو ال يتناوله؟‬ ‫سبب الخالف‬


‫٭ ح‪77‬ديث س‪77‬ويد بن َغ َفل‪77‬ة ‪( :‬أتان‪77‬ا ُمص‪77‬دِّق الن‪77‬يب ‪ ،‬فأتيت‪77‬ه‪ ،‬فجلس‪77‬ت إلي‪77‬ه‬ ‫ألن اسم جنس اإلبل يتناول الصغار‪.‬‬ ‫٭ َّ‬
‫فس‪77‬معته يق‪77‬ول‪ :‬إ ّن يف عه‪77‬دي أ ْن ال آخ‪77‬ذ من راض‪77‬ع لنب‪ ،‬وال أمجع بني مف‪ٍ 7‬‬
‫‪7‬رتق‪،‬‬ ‫تعد مع غريها‪ ،‬فتعد منفردة‪.‬‬ ‫السخال‪ُّ 7‬‬ ‫‪ ‬أل ّن ِّ‬
‫وال أف‪7ّ 7‬رق بني جمتم‪ٍ 7‬ع‪ .‬ق‪77‬ال‪ :‬وأت‪77‬اه رج‪77‬ل بناق‪77‬ة كوم‪77‬اء‪ ،‬ف‪77‬أىب أ ْن يأخ‪77‬ذها) [د‪ /‬ن‪/‬‬ ‫‪ ‬أل ّن الصغار تبع ألصلها‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ق ‪77‬ول أيب بك‪77 7‬ر الص‪77 7‬ديق ‪( :‬واهلل ل‪77 7‬و منع‪77 7‬وين عناق ‪77‬ا ك‪77 7‬انوا جه‪ /‬ش‪ /‬حم‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬وحسنه األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬
‫ً‬
‫يؤدوهنا إىل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬لق‪77‬اتلتهم على منعه‪77‬ا) [خ]‪ ،‬في‪77‬ه دالل‪77‬ة ٭ َّ‬
‫ألن اسم جنس اإلبل (ال) يتناول الصغار‪.‬‬
‫أن الزكاة تشمل الصغري والكبري‪.‬‬ ‫َّ‬
‫القول األول‪( :‬جتب)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪ ،‬أما حديث سويد بن غفلة ‪ ‬فيحمل على َّ‬
‫أن معناه النهي عن أخذ ذوات األلبان يف الزكاة‪ ،‬وليس أنَّه‬
‫الراجح‬
‫ال َيعُدُّها من مال الزكاة‬
‫من مل خيرج زكاة صغار اإلبل فقد أصاب السنة‪ ،‬ومثله صغار البقر وسخال‬ ‫من مل خيرج زكاة صغار اإلبل أمث‪ ،‬ومثله صغار البقر وسخال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الغنم‬ ‫الغنم‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/481‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/50‬واملبسوط (‪ ،)2/157‬والتفريع (‪ ،)1/285‬وأسهل املدارك (‪ ،)1/389‬ومنهاج الطالبني (ص‬
‫‪ ،)163‬وأسىن املطالب (‪ ،)2/387‬واملغين (‪ ،)4/47‬واملقنع (‪ ،)6/429‬سنن أيب داود (‪ )2/14‬برقم (‪ ،)1582‬ومسند أمحد (‪)4/315‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫متى تجب زكاة البقر‪ ،‬وما الواجب فيها؟‬ ‫مسألة (‪)32‬‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة ثالثة أصناف من احليوان؛ اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬واتفقوا أنَّه (ال) زكاة يف البقر إذا كانت أقل من (‪ ،)5‬واختلفوا مىت جتب زكاة البقر؟‪ ،‬وما الواجب فيها؟‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جتب زكاة البقر من (‪ )5‬وفيها شاة إىل (‪ )25‬ففيها بقرة مسنة‪ ،‬إىل (‪ )76‬ففيها بقرتان مسنتان‬ ‫جتب زكاة البقر من ( ‪)10‬‬ ‫جتب زكاة البقر من (‪ )30‬وفيها تبيع‪،‬‬
‫سعيد بن املسيب (رواية)‬ ‫وفيها شاة‪ ،‬إىل (‪ )30‬بقرة‬ ‫ويف (‪ )40‬جتب مسنة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫وفيها تبيع‬ ‫اجلمهور‬
‫طائفة‬
‫اخلالف يف صحة حديث معاذ ‪ ‬غري املتفق على صحته‪ ،‬ولذلك مل خيرجه الشيخان‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ حديث معاذ ‪ ‬قال‪( :‬بعثين النيب ‪  ‬مل أقف على دليل هلذا ‪ ‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬يف ك ‪77‬ل مخس من البق ‪77‬ر ش ‪77‬اة‪ ،‬ويف عش ‪77‬ر ش ‪77‬اتان‪ ،‬ويف مخس عش ‪77‬ر ثالث‬
‫ش‪77‬ياه‪ ،‬ويف عش‪77‬رين أرب‪77‬ع ش‪77‬ياه‪ .‬ق‪77‬ال الزه‪77‬ري‪ :‬ف‪77‬إذا ك‪77‬انت مخ ًس ‪7‬ا وعش‪77‬رين ففيه‪77‬ا بق‪77‬رة‪ ،...‬وجعل‪77‬ه ‪‬‬ ‫إىل اليمن‪ ،‬فأمرين أ ْن آخذ من كل ثالثني القول‪ ،‬ولعله‪ 7‬القياس على‬
‫نصاب اإلبل ابتداءً من (‪ )10‬ألهل اليمن كان ختفي ًفا عنهم) [مح‪ /‬هق‪ /‬وهو حديث موقوف وسنده منقطع]‪.‬‬ ‫تبيعا ‪-‬أو تبيعة‪ -‬ومن كل أربعني‬
‫بقرة ً‬
‫‪ ‬م‪77‬ا روى معم‪77‬ر ق‪77‬ال‪( :‬أعط‪77‬اين مساك بن الفض‪77‬ل كتابً‪77‬ا من رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬إىل املق‪77‬وقس‪ ،‬ف‪77‬إذا في‪77‬ه‪ :‬ويف‬ ‫فما فوق‪.‬‬ ‫مسنة) [ت‪ /‬خز‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬كم‪/‬‬ ‫األدلة‬
‫البقر مثل ما يف اإلبل) [عب]‪.‬‬ ‫وصححه احلاكم واألعظمي والرتمذي‪7‬‬
‫إن يف كت‪7‬اب ص‪7‬دقة الن‪77‬يب ‪ ‬ويف كت‪77‬اب عم‪77‬ر بن اخلط‪7‬اب ‪َّ :‬‬
‫(أن‬ ‫‪ ‬عن حممد بن عبد الرمحن ق‪7‬ال‪َّ :‬‬ ‫واأللباين]‪ ،‬واحلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫البقر تُؤخذ منها مثل ما يؤخذ من اإلبل) [أموا‪ /‬مع]‪.‬‬
‫القول األول (يف (‪ )30‬بقرة تبيع‪ ،‬ويف (‪ )40‬مسنة)‪ ،‬لنص حديث معاذ ‪ ‬على ذلك وهو حديث صحيح وواضح الداللة‬ ‫الراجح‬
‫من ملك (‪ )29‬بقرة فال جتب عليه الزكاة من ملك (‪ )9‬بقرات فال جتب من ملك (‪ )5‬من البقر ففيها شاة‪ ،‬ويف (‪ )10‬شاتان‪ ،‬ويف (‪ )15‬ثالث شياه‪ ،‬ويف (‪ )20‬بقرة (‪)4‬‬
‫عليه الزكاة حىت تصل إىل ( شياه‪ ،‬ويف (‪ )25‬جتب بقرة مسنة‪ ،‬ويف (‪ )76‬جتب بقرتان مسنتان إىل مائة وعشرين‪ ،‬فإذا زادت ففي‬ ‫حىت تصل إىل (‪ )30‬بقرة‪ ،‬ففيها شاة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫كل (‪ )40‬بقرة‪ ،‬بقرة مسنة‬ ‫‪ )10‬بقرات ففيها شاة‬
‫بدابة اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/482‬واملبسوط (‪ ،)2/187‬واالختيار (‪ ،)1/107‬واملدونة (‪ ،)1/355‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/313‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/102‬واملهذب (‪،)1/274‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫واحملرر (‪ ،)1/214‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/389‬واالستذكار (‪ ،)3/189‬وفقه اإلمام سعيد بن املسيب (‪ ،)158 -1/153‬والدراية يف ختريج أحاديث اهلداية (‪ )1/252‬برقم (‪)322‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫الوقْص في البقر فيما بين (‪ )40‬إلى (‪ )60‬بقرة‬
‫كيفية زكاة َ‬ ‫مسألةـ (‪)33‬‬
‫الوقْص يف البقر‪ ،‬ما بني (‪)40‬‬
‫ألقل من (‪ )30‬من البقر‪ ،‬واختلفوا يف حكم زكاة َ‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة ثالثة أصناف من احليوان؛ اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬واتفقوا على أنَّه ال زكاة ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫إىل (‪ ،)60‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جتب يف وقص البقر من ( ‪ )40‬إىل ( ‪)60‬‬ ‫(ال) شيء يف وقص البقر من (‪ )40‬بقرة‪ ،‬فإذا بلغت (‪ )60‬ففيها تبيعان‬
‫بقدرها‬ ‫أبو حنيفة (رواية)‪ /‬الصاحبان‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫ما جاء يف حديث معاذ ‪ ‬أنه توقّف يف األوقاص حىت يسأل النيب ‪ ،‬فلما قدم عليه ‪ ‬وجده تويف (فلم يرد فيها نص)‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪ ‬الس‪77‬ابق‪ ،‬فلم‪77‬ا مل ي‪77‬رد يف‬ ‫تبيع‪77‬ا‪ ،‬ومن أربعني بق‪77‬رة مس‪77‬نة‪ ،‬وأيت مبا دون ذل‪77‬ك‪ ،‬ف‪77‬أىب أ ْن يأخ‪77‬ذ من‪77‬ه ش‪77‬يًئا‪ ،‬وق‪77‬ال‪ :‬مل‬
‫٭ ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪( :‬أنَّه أخ‪77‬ذ من ثالثني بق‪77‬رة ً‬
‫نص ُرجع إىل األصل‪ ،‬واألصل وجوب‬ ‫ذلك ّ‬ ‫أمسع من رسول اهلل ‪ ‬فيه شيًئا‪ ،‬حىت ألقاه فأس‪7‬أله‪ ،‬فت‪7‬ويف رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬قب‪7‬ل أ ْن يق‪7‬دم مع‪7‬اذ) [ط‪7‬أ‪ /‬ش‪7‬ا‪ /‬ه‪7‬ق]‪ ،‬فلم ي‪7‬رد يف أوق‪7‬اص البق‪7‬ر‬
‫الزك‪77‬اة يف األوق‪77‬اص بق‪77‬درها كم‪77‬ا يف احلب‪77‬وب‬ ‫تزكى وال فرق‪.‬‬ ‫شيء‪ ،‬فتُقاس البقر على اإلبل والغنم اليت ال جيب فيها زكاة الوقص‪ ،‬جبامع أن كلها من هبيمة األنعام اليت َّ‬
‫وال ‪77‬ذهب والفض ‪77‬ة‪ ،‬إال م ‪77‬ا اس ‪77‬تثناه ال ‪77‬دليل من‬ ‫‪ ‬رواي‪77‬ة يف ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪ ،‬عن ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ملا بعث رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬مع‪77‬ا ًذا إىل اليمن‪ ،‬أم‪77‬ره أ ْن يأخ‪77‬ذ من ك‪77‬ل ثالثني من‬
‫ذل ‪77 7 7 7‬ك كاإلب‪77 7 7 7 7‬ل والغنم‪ ،‬وبقي البق ‪77 7 7 7 7 7‬ر على‬ ‫‪7‬أل رس‪7‬ول اهلل ‪‬‬ ‫األدلة‬
‫جذعا أو جذعةً‪ ،‬ومن كل أربعني مسنة‪ .‬فقالوا‪ :‬فاألوقاص‪ ،‬قال‪ :‬ما أمرين فيه‪7‬ا بش‪7‬يء‪ ،‬وسأس ُ‬ ‫تبيعا أو تبيعةً‪ً ،‬‬
‫البقر ً‬
‫األص‪77 7 7‬ل؛ إذ ال دلي‪77 7 7‬ل هنال‪77 7 7‬ك من إمجاع وال‬ ‫إذا ق‪77‬دمت علي‪77‬ه‪ ،‬فلم‪77‬ا ق‪77‬دم على رس‪77‬ول ‪ ‬س‪77‬أله عن األوق‪77‬اص‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬ليس فيه‪77‬ا ش‪77‬يء) [ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وأص‪77‬ل قص‪77‬ة بعث الن‪77‬يب ‪‬‬
‫غريه‪.‬‬ ‫ملعاذ ‪ ‬إىل اليمن عند البخاري]‪ ،‬محلت األوقاص يف احلديث على ما بني األربعني إىل الستني بقرة‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬ال شيء)‪َّ ،‬‬


‫ألن األصل العدم إال بدليل‪ ،‬وال دليل على الوجوب‪ ،‬فتعني النصاب بالرأي ال جيوز‪ ،‬فاملال سبب الوجوب واألصل حرمة األخذ منه‬ ‫الراجح‬
‫جتب يف زكاة البقر الوقص‪ ،‬ففي (‪ )41‬قيمة‬ ‫(ال) جتب زكاة وقص البقر من (‪ )40‬إىل (‪ ،)59‬فإذا بلغت (‪ )60‬ففيها تبيعان‪ ،‬إىل (‪ )70‬ففيها مسنة وتبيع‪ ،‬إىل (‪ )80‬ففيها‬
‫ربع عُشر مسنة‪ ،‬ويف (‪ )42‬قيمة نصف‬ ‫مسنتان‪ ،‬إىل (‪ )90‬ففيها (‪ )3‬أتبعة‪ ،‬إىل (‪ )100‬ففيها تبيعان ومسنة‪ .‬وهكذا يف كل (‪ )30‬تبيع‪ ،‬ويف كل (‪ )40‬مسنة‬
‫ُعشر مسنة‪ ،‬ويف (‪ )43‬قيمة ثالثة أرباع‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ُعشر مسنة‪ ،‬وهكذا‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/482‬واملبسوط (‪ ،)2/187‬واالختيار (‪ ،)1/107‬واملدونة (‪ ،)1/355‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/313‬واحلاوي الكبري (‪،)3/102‬‬
‫واملهذب (‪ ،)1/274‬واحملرر (‪ ،)1/214‬والكايف البن قدامة (‪)1/389‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫كيفية زكاة الغنم إذا زادت عن (‪ )300‬شاة‬ ‫مسألةـ (‪)34‬‬
‫أن سائمة الغنم إذا بلغت (‪ )40‬ففيها شاة‪ ،‬وإذا بلغت (‪ )120‬ففيها شاتان‪ ،‬وإذا بلغت (‪ )201‬إىل (‪ )300‬شاة ففيها (‪ )3‬شياه‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الشياه إذا وصل عددها (‪ )400‬شاة ففيها (‪ )4‬شياه‪ ،‬واختلفوا ماذا جيب فيها إذا زاد عددها على (‪ )300‬شاة ومل تبلغ (‪ )400‬شاة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫إذا زادت الشياه على (‪ )300‬بشاة واحدة‪ ،‬ففيها (‪)4‬‬ ‫إذا زادت الشياه على (‪ )300‬ففي كل (‪ )100‬شاة‪ ،‬شاة واحدة‬
‫شياه‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪146‬‬
‫أمحد (رواية)‪ /‬احلسن‪ 7‬بن صاحل‪ /‬النخعي‬
‫لعل املخالف مل يبلغه حديث أنس ‪ ‬الصحيح (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫وجه‪77 7‬ه إىل البح‪77 7‬رين‪ :‬بس‪77 7‬م اهلل ‪َّ ‬‬
‫ألن الن‪77‬يب ‪ ‬جع‪77‬ل الثالمثائ‪77‬ة ح‪77‬دًّا لل‪77‬وقص وغاي‪77‬ة‪ ،‬فيجب‬ ‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث أنس ‪َّ :‬‬
‫(أن أب‪77 7‬ا بك‪77 7‬ر كتب إلي‪77 7‬ه كتابً‪77 7‬ا ملا ّ‬
‫ال ‪77‬رمحن ال ‪77‬رحيم‪ ،‬ه ‪77‬ذه فريض ‪77‬ة الص ‪77‬دقة ال ‪77‬يت ف ‪77‬رض رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬على املس ‪77‬لمني ‪ ...‬ويف أ ْن ال يتعقبه تغيري النصاب كاملائتني‪.‬‬
‫ص ‪77 7‬دقة الغنم يف س ‪77 7‬ائمتها إذا ك ‪77 7‬انت أربعني إىل عش ‪77 7‬رين ومائ ‪77 7‬ة ش ‪77 7‬اة‪ ،‬ف ‪77 7‬إذا زادت على ‪ ‬ينظر إىل ما هو األحظ للفقراء‪.‬‬
‫األدلة‬
‫عش ‪77‬رين ومائ ‪77‬ة إىل م ‪77‬ائتني ش ‪77‬اتان‪ ،‬ف ‪77‬إذا زادت إىل ثالمثائ ‪77‬ة ففيه ‪77‬ا ثالث‪ ،‬ف ‪77‬إذا زادت على‬
‫نص يف املسألة‪ ،‬فيكون م‪77‬ا بني (‪ )301‬و(‬ ‫ثالمثائة‪ ،‬ففي كل مائة‪ ،‬شاة) [خ]‪ ،‬واحلديث ّ‬
‫وقص ال زكاة فيه‪.‬‬
‫‪ٌ )399‬‬
‫القول األول‪( :‬يف كل (‪ )100‬شاة)‪ ،‬لنص حديث أنس ‪ ‬الصحيح وحنوه حديث ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫الراجح‬
‫من كان عنده (‪ )301‬شاة أو (‪ )399‬شاة‪ ،‬فيجب عليه‬ ‫من كان عنده (‪ )399‬شاة‪ ،‬فيجب عليه إخراج (‪ )3‬شياه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫إخراج (‪ )4‬شياه وال فرق‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/483‬واملبسوط (‪ ،)2/182‬واالختيار (‪ ،)1/108‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/314‬وجامع األمهات (ص‪ ،)156‬وهناية املطلب (‬
‫‪ ،)3/117‬والبيان (‪ ،)3/191‬واحملرر (‪ ،)1/215‬والشرح الكبري (‪)442 -6/441‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫المصدِّق (الساعي)؟‬
‫ومعزا‪ ،‬فمن أي النصاب يأخذ ُ‬
‫غنما ً‬
‫إذا كان النصاب ً‬ ‫مسألةـ (‪)35‬‬
‫تحرير محل الخالف اتفقوا على َّ‬
‫أن املعز تضم إىل الغنم يف حساب نصاب الزكاة‪ ،‬واختلفوا لو بلغت املعز والغنم نصابًا‪ ،‬فمن أي الصنفني تُؤخذ الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة‬
‫أقوال‬
‫يأخذ الساعي الوسط من األصناف املختلفة من املعز والغنم‬ ‫خيري الساعي إذا اجتمعت املعز‬ ‫عددا‬
‫يأخذ الساعي من األكثر ً‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫والغنم يف النصاب‬ ‫من املعز والغنم‪ ،‬فإن استوت خُرّي‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬
‫هل ينظر يف الزكاة األحظ للفقراء أم لصاحب املال أم كله سواء؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الع ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ربة يف حتص ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬يل ٭ ق ‪77‬ول عم‪77‬ر ‪ ‬لس ‪77‬فيان بن عب ‪77‬د اهلل ملا خ‪77‬رج إىل أه ‪77‬ل على الط‪77‬ائف ُمص ‪77‬دِّقا‪ ،‬فع ‪7َّ 7‬د‬
‫ألن احلكم يف األخ‪77 7 7 7 7 7 7‬ذ يتب‪77 7 7 7 7 7 7‬ع ‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫األكثر‪ ،‬فالقليل‪ 7‬يتبع الكثري ويأخ‪7‬ذ الزك‪77‬اة فيك‪77‬ون النظ‪77‬ر للس‪77‬اعي‪ ،‬عليهم الغ‪77‬ذي (الس‪77‬خلة الص‪77‬غرية) فتظلم‪77‬وا‪ ،‬فق‪77‬ال ل‪77‬ه عم‪77‬ر ‪( :‬اعت‪ّ 7‬د عليهم بالغ‪77‬ذي‬
‫فه ‪77 7 7 7‬و أعلم مبص ‪77 7 7 7‬لحة الفق ‪77 7 7 7‬راء ح ‪77 7‬ىت بالس ‪77 7‬خلة‪ 7‬ي ‪77 7‬روح هبا ال ‪77 7‬راعي على ي ‪77 7‬ده‪ ،‬وق ‪77 7‬ل هلم‪ :‬ال آخ ‪77 7‬ذ منكم ال ‪7 7‬رىَّب ‪ ،‬وال‬ ‫حكمه‪ ،‬فالتابع تابع‪.‬‬
‫األدلة‬
‫ومص ‪77 7 7‬لحة ص ‪77 7 7‬احب املال‪ ،‬فال املاخض‪ ،‬وال ذات ال ‪77 7‬دِّر وال الش ‪77 7‬اة األكول ‪77 7‬ة‪ ،‬وال فح ‪7 7‬ل‪ 7‬الغنم‪ ،‬وخ ‪77 7‬ذ منهم العن ‪77 7‬اق‬
‫واجلذعة والثنية‪ ،‬فذلك َع ْدل) [ش‪ /‬سنن‪ /‬طا‪ /‬هق]‪ ،‬فهذا حكم من عمر ‪ ‬يف أخ‪77‬ذ‬ ‫ضرر وال ضرار‪.‬‬
‫الوسط‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬يأخذ الوسط) لفعل عمر ‪ ،‬وهذا مستند كاف لألخذ به والسري عليه‬ ‫الراجح‬
‫من ملك‪ )80( 7‬من الضأن و (‪ )41‬من املعز وجب فيها الزكاة أخذ املصدق ثِْنتني‬ ‫من ملك‪ )80( 7‬من الضأن و‬ ‫من ملك‪ )80( 7‬من الضأن و (‬
‫من أوساط الصنفني‬ ‫(‪ )41‬من املعز وجب فيها‬ ‫‪ )41‬من املعز وجب فيها الزكاة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الزكاة أخذ املصدق ثِْنتني من‬ ‫أخذ املصدق ثِْنتني من الضأن‬
‫أيها شاء؛ الضأن أو املعز‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/484‬واملبسوط (‪ ،)2/183‬واملدونة (‪ ،)1/359‬والذخرية (‪ ،)3/112‬واجملموع (‪ ،)5/374‬واملغين (‪)4/46‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫عد في زكاة الغنم على صاحب المال (العمياء)‪ ،‬وذات ِ‬
‫(العلَّة)؟‬ ‫هل تُ ُّ‬ ‫مسألةـ (‪)36‬‬
‫تيس‪ ،‬وال هرمة‪ ،‬وال ذات عور؛ حلديث عمر ‪ ...( :‬وال يُؤخذ من الصدقة هرمة وال ذات‬ ‫اتفق مجاعة من فقهاء األمصار على أنَّه ال يؤخذ من الصدقة؛ ٌ‬
‫متفرق وال يُفرق بني جمتمع خشية الصدقة)]‪ ،‬وقد اختلفوا هل تُع ّد‬
‫عيب) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬وهو عند البخاري عن أنس ‪ ‬بلفظ‪( :‬ال جُي مع بني ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫يف زكاة الغنم املعيبة؛ كالعمياء‪ ،‬وذات العلة وحنوها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) تُع ّد يف الزكاة على صاحب الغنم (العمياء) خاصة‬ ‫تُع ّد يف الزكاة على صاحب املال كل الغنم؛ العمياء وذات العِلَّة‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (رواية)‬ ‫أبو حنيفة (املذهب)‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل مطلق‪ 7‬اسم الغنم يتناول األصحاء واملرضى‪ ،‬أم ال يتناوهلا؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن مطلق اسم الغنم (ال) يتناول املرضى‪.‬‬ ‫٭ َّ‬ ‫ألن مطلق‪ 7‬اسم الغنم يتناول األصحاء واملرضى وال فرق‪.‬‬ ‫٭ َّ‬
‫‪ ‬ق ‪77‬ول عم ‪77‬ر ‪( :‬اعت‪ّ 7 7‬د عليهم بالغ ‪77‬ذي ح ‪77‬ىت بالس ‪77‬خلة ي ‪77‬روح هبا ال ‪77‬راعي على ‪ ‬حديث أنس ‪ :‬أنَّه ح ّدث أ ّن أبا بكر ‪ ‬كتب له الصدقة اليت أم‪77‬ر‬
‫ُّر وال الش ‪77 7‬اة إلي‪77‬ه رس‪77‬وله ‪ ‬وفي‪77‬ه‪( :‬وال خيرج من الص‪77‬دقة هرم‪77‬ة‪ ،‬وال ذات ع‪77‬ور‪ ،‬وال‬ ‫ي ‪77 7‬ده‪ ،‬وق ‪77 7‬ل هلم‪ :‬ال آخ ‪77 7‬ذ منكم؛ ال ‪7ّ 7 7‬رىب وال املاخض وال ذات ال ‪77 7‬د ِّ‬
‫األكول‪77‬ة وال فح‪7‬ل‪ 7‬الغنم‪ ،‬وخ‪77‬ذ منهم العن‪77‬اق واجلذع‪77‬ة والثني‪77‬ة‪[ )...‬ش‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬تيس‪ ،‬إال م ‪77‬ا ش ‪77‬اء املص ‪77‬دق) [خ]‪ ،‬ف ‪77‬إذا ك ‪77‬انت ال خترج من الص ‪77‬دقة‪ ،‬فال‬ ‫األدلة‬

‫أيضا‪.‬‬
‫ه ‪77‬ق]‪ ،‬فمفهوم‪77‬ه االعت‪77‬داد جبمي‪77‬ع الغنم والتفري‪77‬ق بني الع‪7ِّ 7‬د يف الص‪77‬دقة وبني األخ‪77‬ذ حتسب من الصدقة ً‬
‫ملال الصدقة‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮊ [البقرة‪.]267:‬‬
‫القول األول‪( :‬تُع ّد يف الزكاة)؛ ملفهوم حديث عمر ‪ ،‬وألنَّه األحظ للفقراء‪ ،‬أما حديث أنس ‪ ‬فال داللة فيه على منع عد العمياء على صاحب املال‪،‬‬
‫حث اهلل تعاىل على إعطاء كرائم األموال للفقراء يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ولكن منع إخراجها للزكاة‪ ،‬ملا فيه ضرر على الفقري وقد َّ‬ ‫الراجح‬

‫ﮊ [البقرة‪ ،]267:‬وإ ْن قلنا َّ‬


‫إن اسم الغنم (ال) يُطلق على املريضة‪ ،‬فماذا نسميها إ ًذا؟‬
‫من ملك (‪ )40‬شاة بينها شاة عمياء وحال عليها احلول (مل) جتب عليه‬ ‫من ملك (‪ )40‬شاة بينها شاة عمياء وحال عليها احلول‪ ،‬وجب عليه إخراج شاة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫زكاهتا‬ ‫سليمة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/484‬واملبسوط (‪ ،)2/172‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/120‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)71‬وإرشاد السالك (ص‪ ،)35‬واحلاوي الكبري (‪،)3/97‬‬
‫واملهذب (‪ ،)1/274‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/391‬والشرح الكبري (‪)2/511‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫(السخال) مع األمهات في حسابـ زكاة الغنم؟‬ ‫هل تع ّد نسل األمهات ِّ‬ ‫مسألةـ (‪)37‬‬
‫يكمل هبا‬ ‫ِ‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن سائمة الغنم إذا بلغت (‪ )40‬ففيها شاة‪ ،‬واختلفوا لو نقصت الغنم عن (‪ )40‬وكان ملالكها سخال (ما ولد من الغنم حديثًا) ُ‬ ‫تحرير محل‬
‫النِّصاب‪ ،‬فهل حتسب أم ال؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬

‫(ال) تُع ّد السخال‪ 7‬مع األمهات مطل ًقا‬ ‫السخال‪ 7‬مع األمهات إال أ ْن‬ ‫(ال) تُ ُّ‬
‫عد ِّ‬ ‫السخال مع األمهات إلكمال النِّصاب‬ ‫ُّ‬
‫تعد ِّ‬
‫سواء بلغت األمهات نصابًا أو مل تبلغ‬ ‫تكون األمهات نصابًا‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫الظاهرية‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬
‫بالسخال‪ ،‬وال يؤخذ منها شيء‬
‫االحتمال الوارد يف قول عمر ‪ ‬ملا أمر أ ْن يُعت ّد ِّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ق ‪77‬ول عم ‪77‬ر ‪( :‬اعت ‪ّ 7‬د عليهم بالغ ‪77‬ذي ح ‪77‬ىت بالس ‪77‬خلة ي ‪77‬روح هبا ٭ ق‪77‬ول عم‪77‬ر ‪( :‬اعت‪ّ 7‬د عليهم بالغ‪77‬ذي ٭ َّ‬
‫ألن اس‪77 7 7 7‬م ال ِّس ‪7 7 7 7‬خال ال ينطل ‪7 7 7 7‬ق‪ 7‬على‬
‫ال‪7‬راعي على ي‪7‬ده‪ ... ،‬وخ‪7‬ذ منهم العن‪7‬اق واجلذع‪7‬ة والثني‪7‬ة‪[ )...‬ش‪ /‬ح ‪77‬ىت ال ِّس‪7 7‬خال‪ ،)...‬يفهم من ‪77‬ه االعت ‪77‬داد الغنم‪ ،‬فال حتسب وال جيب فيها شيء‪.‬‬
‫األدلة‬
‫بالسخال إذا بلغت األمهات نصابًا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ه‪77‬ق]‪ ،‬فيفهم من‪77‬ه االعت‪77‬داد بال ِّس‪7‬خال‪ 7‬مطل ًق‪77‬ا س‪77‬واء بلغت‬
‫األمهات نصابًا أم مل تبلغ‪.‬‬
‫السخال إال أن تكون األمهات نصابًا)‪ ،‬وهو األقرب ملفهوم حديث عمر ‪ ‬حيث إ ّن أهل الطائف اشتكوا‪ ،‬فحسب عليهم‬
‫القول الثاين‪( :‬ال تع ّد ِّ‬
‫الس خال‪ ،‬ومل يأخذ منهم أفاضل الغنم وأخذ الوسط‪ ،‬واعترب ذلك هو العدل‪ ،‬وكان ذلك مبحضر من الصحابة ‪ ‬فلم ينكر عليه أحد فكان ذلك مبثابة‬‫ِّ‬ ‫الراجح‬
‫اإلمجاع السكويت‪ ،‬وبذلك نراعي صاحب املال وال نضر بالفقري‬
‫من ملك‪ )39( 7‬شاة وسخلة واحدة مل‬ ‫من ملك‪ )39( 7‬شاة وسخلة واحدة مل‬ ‫من ملك (‪ )39‬شاة وسخلة واحدة وجب عليه إخراج شاة ومن‬
‫جتب عليه الزكاة‪ ،‬ومن ملك (‪)120‬‬ ‫جتب عليه الزكاة‪ ،‬ومن ملك (‪)120‬‬ ‫ملك‪ )120( 7‬شاة وسخلة واحدة‪ ،‬وجب عليه إخراج شاتني‬
‫ثمرة الخالف‬
‫شاة وسخلة واحدة‪ ،‬وجب عليه‬ ‫شاة وسخلة واحدة‪ ،‬وجب عليه‬
‫إخراج شاة واحدة‬ ‫إخراج شاتني‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/484‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/120‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)71‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/345‬واحلاوي الكبري (‪،)3/112‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫والشرح الكبري (‪)2/511‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫تأثير ال ُخلطة على زكاة بهيمة األنعام‬ ‫مسألةـ (‪)38‬‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة هبيمة األنعام ملن ملك نصابًا‪ ،‬واتفقوا على مشروعية اخلُْل طة ‪-‬بضم اخلاء‪ -‬يف هبيمة األنعام‪ ،‬وهي‪ :‬الشراكة بني اثنني ‪-‬أو أكثر‪ -‬من أصحاب هبيمة‬ ‫تحرير محل‬
‫األنعام يف املرعى‪ ،‬حبيث يشرتك ماشيتها يف الرعي (وفيه تفصيل)‪ ،‬واختلفوا يف تأثري اخلُلطة على الزكاة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ليس) للخلطة تأثري (ال) يف قدر الواجب و(ال) يف قدر النصاب‬ ‫وتشديدا)‬
‫ً‬ ‫اخلُلطة هلا تأثري يف قدر الواجب من الزكاة (ختفي ًفا‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أبو حممد بن حزم‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪( /‬أكثر الفقهاء)‬ ‫ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫فرق بني جمتمع خمافة الصدقة‪ ،‬وما كان بني اخلليطني فإمَّن ا‬ ‫اختالفهم يف مفهوم‪ 7‬ما ثبت من كتاب الصدقة من قوله ‪ ‬يف حديث ابن عمر ‪ ...( :ƒ‬وال جُي مع بني مفرتق‪ ،‬وال يُ َّ‬
‫سبب الخالف‬
‫بالسوية) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬وهو عند البخاري عن أنس ‪ ‬بلفظ‪( :‬ال جُي مع بني ِّ‬
‫متفرق وال يُفرق بني جمتمع خشية الصدقة)]‬ ‫يرتاجعان ّ‬
‫ألن الشريكني قد يُقال هلما خليطان‪.‬‬ ‫٭ َّ‬ ‫٭ ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬ال جُي م‪77‬ع بني مف‪77‬رتق ‪ ،)...‬ي‪77‬دل دالل‪77‬ة واض‪77‬حة على َّ‬
‫أن ُمل‪77‬ك‬
‫٭ حُي مل حديث ابن عم‪7‬ر ‪( :ƒ‬ال جُي م‪7‬ع بني مف‪7‬رتق وال يُف َّ‪7‬رق بني جمتم‪7‬ع‪ ،)...‬على أنَّه‬ ‫ص‪7 7‬ص حلديث‪( :‬ليس فيم‪77 7‬ا دون مخس ذود من‬ ‫اخلليطني كمل ‪77‬ك رج ‪77‬ل واح ‪77‬د‪ ،‬وه ‪77‬ذا خم ّ‬
‫خط ‪77‬اب للس ‪77‬عاة‪ 7‬وهني هلم أن يقس ‪77‬موا مل ‪77‬ك الرج ‪77‬ل الواح ‪77‬د قس ‪77‬مة ت ‪77‬وجب علي ‪77‬ه ك ‪77‬ثرة‬ ‫اإلبل صدقة) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫الص‪77‬دقة‪ ،‬فيقس‪77‬موا مثاًل (‪ )120‬ش‪77‬اة إىل (‪ )3‬أقس‪77‬ام لتجب علي‪77‬ه (‪ )3‬ش‪77‬ياه‪ ،‬ف‪77‬إذا تط‪77‬رق‬ ‫٭ لف‪77 7‬ظ (اخلُلط‪77 7‬ة) أظه‪77 7‬ر يف اخللط‪77 7‬ة نفس‪77 7‬ها من‪77 7‬ه يف الش‪77 7‬ركة‪ ،‬وقول‪77 7‬ه ‪( :‬إمنا يراجع‪77 7‬ان‬
‫أن ال ختص‪77‬ص ب‪7‬ه األص‪7‬ول الثابت‪77‬ة اجملم‪77‬ع عليه‪7‬ا‪ ،‬فيبقى النص‪7‬اب‬ ‫االحتمال للح‪7‬ديث‪ 7‬وجب َّ‬ ‫أن اخلليطني ليس‪77 7‬ا بش‪77 7‬ريكني؛ َّ‬
‫ألن الش‪77 7‬ريكني ليس يتص‪77 7‬ور‪ 7‬بينهم‪77 7‬ا‬ ‫بالس‪77 7‬وية)‪ ،‬ي‪77 7‬دل على َّ‬
‫واحلق الواجب يف الزكاة مبلك رجل واحد‪.‬‬ ‫تراجع‪ ،‬إذا املأخوذ هو من مال الشركة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬للخلطة تأثري) لداللة حديث ابن عمر ‪ ،ƒ‬وهو مستند كاف وواضح الداللة‪ ،‬وقال اإلمام مالك ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن حديث ابن عمر ‪( :ƒ‬اخلليطان أ ْن يكون‬
‫الراجح‬
‫أن اخللطة املؤثِّرة لألنعام دون غريها‬
‫الراعي واحدا‪ ،‬والفحل واحدا‪ ،‬واملراح واحدا‪ ،‬واخلليطان يف اإلبل كذلك) [أموا‪ /‬طأ‪ /‬زن‪ /‬طح]‪ ،‬وهذا يدل َّ‬
‫لو كان لثالثة رجال لكل واحد منهم (‪ )40‬شاة خلطة‪ ،‬فتجب فيه (‪ )3‬شياه‪ ،‬باعتبار‬ ‫لو كان لثالثة رجال كل واحد منهم (‪ )40‬شاة‪ ،‬وبينهم خلطة‪ ،‬فيجب فيها شاة‬
‫أن كل واحد منهم ملك نصابًا‪ .‬ولو أن لرجلني (‪ )201‬شاة خلطة ألحدمها (‪)100‬‬ ‫واحدة ختفي ًفا باعتبارها مال واحد‪ .‬ولو كان لرجلني(‪ )201‬شاة ألحدمها (‪)100‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫شاة‪ ،‬ولآلخر (‪ ،)101‬فيجب عليهما شاتان باعتبار أن لكل واحد منهما نصابًا‬ ‫واحدا‬
‫ً‬ ‫تشديدا بالنظر لكونه مااًل‬
‫ً‬ ‫شاة‪ ،‬ولآلخر (‪ )101‬فيجب فيها (‪ )3‬شياه‬
‫مستقاًل‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/485‬واملبسوط (‪ ،)2/153‬والدر املختار (‪ ،)2/304‬واملدونة (‪ ،)1/373‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/315‬واملهذب (‪ ،)1/278‬واجملموع (‪،)5/433‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫واملغين (‪ ،)2/454‬واحملرر (‪ ،)1/216‬واحمللى‪ )6/51( 7‬مسألة (‪)681‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كيفية زكاة نصاب ال ُخلطاء في بهيمة األنعام‬ ‫مسألة (‪)39‬‬
‫وتشديدا‪ ،‬واختلفوا يف‬
‫ً‬ ‫هذه املسألة هلا تعلق‪ 7‬باملسألة السابقة‪ ،‬فقد اتفق مالك والشافعي وأمحد ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على َّ‬
‫أن للخلطة تأثري يف قدر الواجب من الزكاة؛ ختفي ًفا‬
‫تحرير محل‬
‫نصاب اخللطاء‪ ،‬هل يُع ّد نصاب مالك واحد‪ ،‬سواء كان لكل واحد منهم نصاب أو مل يكن؟‪ ،‬أم إمنا يزكون زكاة الرجل الواحد‪ ،‬إذا كان لكل واحد منهم نصاب؟‪،‬‬
‫الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫تؤثر اخللطة إذا كان لكل واحد من الشركاء نصاب زكاة‪ ،‬فعندها يزكون زكاة املال‬ ‫اخللطة جتعل املالني كمال واحد‪ ،‬حىت وإ ْن كان ملك أحدهم دون النصاب‬ ‫‪145‬‬
‫الواحد‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫االختالف يف مفهوم حديث ابن عمر ‪( :ƒ‬ال جيمع بني مفرتق‪ ...‬وما كان من خليطني فإمنا يرتاجعان بالسوية)‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77 7 7 7‬ديث ابن عم‪77 7 7 7‬ر ‪( :ƒ‬ال جُي م‪77 7 7 7‬ع بني مف‪77 7 7 7‬رتق‪ ...‬وم‪77 7 7 7‬ا ك‪77 7 7 7‬ان بني اخلليطني فإمَّن ا‬ ‫٭ ح‪77 7 7‬ديث ابن عم‪77 7 7‬ر ‪( :ƒ‬ال جُي م‪77 7 7‬ع بني مف‪77 7 7‬رتق‪ ،‬وال يُف‪77 7 7‬رق بني جمتم‪77 7 7‬ع خماف‪77 7 7‬ة‬
‫أن احلق ال ‪77‬واجب عليهم ‪77‬ا‬ ‫يرتاجع ‪77‬ان بالس ‪7ّ 7‬وية)‪ ،‬وكوهنم ‪77‬ا يرتاجع ‪77‬ان بالس ‪77‬وية ي ‪77‬دل على َّ‬ ‫بالسوية) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬كم‪/‬‬ ‫الصدقة‪ ...،‬وما كان بني اخلليطني فإمَّنا يرتاجعان ّ‬
‫حكم ‪77‬ه حكم رج ‪77‬ل واح ‪77‬د‪ ،‬فيقتص ‪77‬ر على ه ‪77‬ذا املفه ‪77‬وم‪ ،‬وال يُق ‪77‬اس علي ‪77‬ه النص ‪77‬اب‪ ،‬ل ‪77‬ذا‬ ‫أن احلق ال‪77‬واجب‬ ‫ه‪77‬ق‪ /‬وأص‪77‬له عن‪77‬د البخ‪77‬اري]‪ ،‬وكوهنم‪77‬ا يرتاجع‪77‬ان بالس‪77‬وية ي‪77‬دل على َّ‬ ‫األدلة‬
‫يزكي اخللطاء زكاة الواحد إذا كان لكل منهما نصاب كامل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫تابع ‪77‬ا حلكم احلق ال ‪77‬واجب‪،‬‬ ‫عليهم ‪77‬ا حكم ‪77‬ه حكم رج ‪77‬ل واح ‪77‬د‪ ،‬ويك ‪77‬ون النص ‪77‬اب ً‬
‫أن زكاهتما زكاة الرجل الواحد‪.‬‬ ‫فيكون نصاهبما نصاب الرجل الواحد‪ ،‬كما َّ‬
‫القول األول‪( :‬جُي عل املالني كمال واحد ولو كان أحدمها دون النصاب)‪ ،‬محاًل حلديث ابن عمر ‪ ƒ‬على هذا املفهوم‪ ،‬ومن باب األحوط للفقراء‪ ،‬وحىت ال ترفع‬
‫الراجح‬
‫الزكاة عن هبيمة األنعام مع كوهنا جتاوزت النصاب‬
‫لو كان لثالثة رجال (‪ )45‬شاة‪ ،‬لكل واحد منهم (‪ )15‬شاة‪ ،‬فال جتب زكاة‬ ‫لو كان لرجلني لكل واحد منهما (‪ )20‬شاة خليطًا‪ ،‬وجبت عليهما الزكاة‬
‫اخللطاء جمتمعة؛ َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ألن كل واحد منهم مل ميلك نصابًا‪ ،‬بالنظر هلا كمال متفرق‬ ‫فيها بإخراج شاة واحدة‪ ،‬فقد نظرناها (‪ )40‬شاة كملك‪ 7‬رجل واحد‬
‫بداية اجملتهد وهناية اجملتهد (‪ ،)1/485‬واملدونة (‪ ،)1/373‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/315‬واملهذب (‪ ،)1/278‬واجملموع (‪ ،)5/433‬واملغين (‪ ،)2/454‬واحملرر (‪)1/216‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
146

www.alukah.net 145
‫صفةـ ال ُخلطة المؤثرة في الزكاة‬ ‫مسألةـ (‪)40‬‬
‫هذه املسألة هلا تعلق باملسألتني اللتني قبلها‪ ،‬فقد اتفق مالك والشافعي وأمحد ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على َّ‬
‫أن للخلطة تأثري يف قدر الواجب من الزكاة‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫وتشديدا‪ ،‬واختلفوا يف صفة اخلُلطة املؤثرة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬ ‫ختفي ًفا‬ ‫الخالف‬

‫يكفي يف اخلُلطة االشرتاك يف الدلو واحلوض (للسقي) واملراح‬ ‫من شرط اخلُلطة أ ْن ختتلط ماشيتها وتُراحا (املبيت) لواحد وحُت لبا لواحد‬
‫(املبيت) والراعي والفحل‪( 7‬وبعض األوصاف خمتلف فيها‬ ‫معا‪ ،‬وتكون فحوهلما خمتلطة‬ ‫وتُسرحا لواحد وتُسقيا ً‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عندهم)‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مالك‬
‫االشرتاك يف اسم (اخلُلطة)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اخللط ‪77 7‬ة حكمه ‪77 7‬ا حكم الش ‪77 7‬ركة باجلمل ‪77 7‬ة‪ ،‬فيعت ‪77 7‬رب كم ‪77 7‬ال االختالط ٭ َّ‬
‫ألن االش‪77 7 7‬رتاك يف وص‪77 7 7‬ف اخللط‪77 7 7‬ة يكفي يف الش‪77 7 7‬رب واملراح‬ ‫٭ َّ‬
‫بينهما لذا (مل) يُعترب كمال النصاب لكل واحد منهما لتجب الزكاة عليه‪ .‬واملرعى والفح ‪77‬ل‪ ،‬ل ‪77‬ذا يعت ‪77‬رب لك ‪77‬ل واح ‪77‬د منهم ‪77‬ا كم ‪77‬ال النص ‪77‬اب‬ ‫األدلة‬
‫لتجب الزكاة عليه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬كامل االختالط)‪ ،‬حىت نعامل املالني كمال واحد دون النظر إىل نصاب كل واحد منهما‬ ‫الراجح‬
‫اح‬
‫ض َوالْ ُمَر ِ‬ ‫الر ِاعي إذا كانت الشياه لشخصني مشرتكة يف َّ‬
‫الدلْ ِو َواحْلَ ْو ِ‬ ‫اح َو َّ‬ ‫الدلْ ِو َواحْلَ ْو ِ‬
‫ض َوالْ ُمَر ِ‬ ‫إذا كانت الشياه لشخصني مشرتكة يف َّ‬
‫ِ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الراعي َوالْ َف ْح ِل اكتفي هبا يف اعتبار اخللطة يف إخراج زكاهتا‬
‫َو َّ‬ ‫َوالْ َف ْح ِ‪7‬ل فقط مل تعترب اخللطة يف إخراج زكاهتا‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/487‬واملدونة (‪ ،)1/373‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/315‬واملهذب (‪ ،)1/278‬واجملموع (‪ ،)5/433‬واملغين (‪،)2/454‬‬
‫واحملرر (‪)1/216‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل في الحبوب والثمار نصاب مقدَّر لتحسب الزكاة فيها؟‬ ‫مسألة (‪)41‬‬
‫أن الواجب يف احلبوب؛ مما ُس ِقي بالسماء (العشر) وما ُس ِقي بالنَّضح (نصف العشر)؛ لثبوت ذلك عنه ‪ ،‬انتهى‪ .‬واختلفوا هل يف احلبوب والثمار نصاب‬
‫أمجعوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫مقدَّر حىت جتب فيه الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ليس) يف احلبوب والثمار نصاب‪ ،‬فتجب يف قليله وكثريه‬ ‫صاعا‪ ،‬والصاع (‪)4‬‬
‫يف احلبوب والثمار نصاب وقدره (‪ )5‬أوسق‪ ،‬والوسق (‪ً )60‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫أمداد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة احلديث العام للحديث اخلاص‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث أيب س‪77‬عيد اخلدري ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ليس فيم‪77‬ا دون مخس‪77‬ة أوس‪77‬ق ص‪77‬دقة) [خ‪ /‬٭ ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬فيم ‪77‬ا س ‪77‬قت الس ‪77‬ماء ‪-‬والعي ‪77‬ون‪ -‬العش ‪7ُ 7‬ر‪،‬‬
‫م]‪ ،‬احلديث خ‪77‬اص فيب‪77‬ىن على العم‪77‬وم‪ ،‬فال ب‪ّ 7‬د من اكتم‪77‬ال النّص‪77‬اب‪ ،‬أو يعت‪77‬رب من ب‪77‬اب وفيم‪77‬ا ُس‪ِ 7‬قي بالنض‪77‬ح نص‪77‬ف العُش‪77‬ر) [ه‪77‬ق‪ /‬ت‪ /‬وأص‪77‬له عن‪77‬د البخ‪77‬اري بلف‪77‬ظ‪( :‬فِ َ‪7‬‬
‫يم‪7‬ا‬
‫ف الْعُ ْش ِر )]‪ ،‬ه‪77‬ذا‬ ‫السماء والْعيو ُن‪َ ،‬أو َكا َن عثَ ِريًّا الْع ْشر وما س ِقي بِالن ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُ‬
‫َّض ِح ن ْ‬ ‫ُ ُ ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت ‪77‬رجيح (تق‪77 7‬دمي) اخلص‪77 7‬وص على العم ‪77‬وم‪ ،‬أو يعت‪77 7‬رب احلديث اس ‪77‬تثناء من احلديث الع‪77 7‬ام َس َقت َّ َ ُ َ ُُ‬
‫احلديث ع ‪77‬ام‪ ،‬فحص ‪77‬ل تع ‪77‬ارض بني ه ‪77‬ذا الع ‪77‬ام وح ‪77‬ديث أيب س ‪77‬عيد اخلدري ‪‬‬ ‫(حديث أيب هريرة ‪.)‬‬ ‫األدلة‬

‫املتأخر‪ ،‬فريجح العموم‪ ،‬فال يشرتط النصاب‪.‬‬ ‫اخلاص‪ ،‬وجهل املتقدم منهما من ِّ‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﮊ [األنعام‪.]141:‬‬
‫نص ‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬واحتجاج أيب حنيفة يف النصاب هبذا العموم ضعيف‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫القول األول‪( :‬يشرتط النصاب)‪ ،‬حلديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬وهو ٌّ‬
‫معا‪ ،‬إذ ال تعارض بينهما أصال؛ فحديث أيب هريرة ‪ ‬يف‬‫احلديث ‪-‬حديث أيب هريرة ‪ -‬خرج خمرج تبيني القدر الواجب منه)‪ ،‬وهبذا الرتجيح نعمل باحلديثني ً‬ ‫الراجح‬
‫مقدار الواجب الذي جيب إخراجه‪ ،‬وحديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬يبني مىت جتب الزكاة ومىت ال جتب‪ ،‬أما اآلية فهي عامة مل تتكلم عن مقدار النصاب‬
‫من أنتجت أرضه (أربعة) أوسق من احلبوب وجبت عليه زكاهتا‬ ‫من أنتجت أرضه (أربعة) أوسق من احلبوب (مل) جيب عليه زكاهتا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/487‬وحتفة الفقهاء (ص‪ ،)322‬واالختيار (‪ ،)1/113‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/278‬ومنج اجلليل (‪ ،)2/27‬واملهذب (‪ ،)1/284‬واحلاوي الكبري (‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫‪ ،)3/210‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/399‬واحملرر (‪ ،)1/220‬ومراتب االمجاع البن حزم (‪)1/35‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل تُضم الحبوب إلى بعضها إلكمال نصاب الزكاة؟‬ ‫مسألة (‪)42‬‬
‫والرديء)‪،‬‬
‫أن الصنف (الواحد) من احلبوب والثَّمر جيمع جيده إىل رديئه‪ ،‬وتُؤخذ الزكاة من مجيعه حبسب قدر كل واحد منهما (اجليد َّ‬‫أمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف فإ ْن كان الثمر أصنافًا أخذ من وسطه‪ .‬واختلفوا يف حكم ضم القطاين (ما يقطن ‪-‬ميكث‪ -‬يف البيوت من احلبوب والبقوليات؛ كالعدس واحلمص‬
‫ضم احلِنطة والشعري ُّ‬
‫والس ْلت (نوع من الشعري ليس له قشر يشبه احلنطة)‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫وحنو ذلك)‪ ،‬واختلفوا يف حكم ّ‬
‫تعترب القطاين (القطنية) كلها صنفا واحدا‪ ،‬وتعترب احلِنطة تعترب القطاين أصنافا كثرية حبسب أمسائها‪ ،‬وكذا الشعري ُّ‬
‫والسلت واحلنطة أصناف كثرية‬ ‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫والسلت صنفا واحدا‬
‫والشعري ُّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫هل املراعاة يف الصنف الواحد هو اتفاق املنافع‪ ،‬أو اتفاق األمساء؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ املعترب يف الصنف الواحد اتفاق املنافع‪ ،‬فكل ما اتفقت ٭ املعترب يف الصنف الواحد اتفاق األمساء‪ ،‬فكل ما اختلفت أمساؤها‪ ،‬فهي أصناف خمتلفة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫منافعها هي صنف واحد‪ ،‬وإن اختلفت‪ 7‬أمساؤها‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬تعترب األمساء)‪ ،‬وهذا ما تعارف عليها الناس قدميًا وحديثًا‪ ،‬بتسمية كل صنف بامسه‪ ،‬لذا جيوز التفاضل فيها واملبادلة‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬‬
‫رمحه اهلل‪( :-‬ويُشبه أ ْن يكون شهادة الشرع لألمساء يف الزكاة أكثر من شهادته للمنافع)‪ ،‬وقد فرقت الشريعة بني هذه األصناف مع اتفاق منافعها‬
‫قوله ‪ :‬والْبُّر بِالْبِّر والشَّعِري بِالشَّعِ ِ‪7‬ري والتَّمر بِالتَّم ِر‪ِ ،‬مثْاًل مِبِثْ ٍل سواء بِسو ٍاء‪ ،‬ي ًدا بِي ٍد‪ ،‬فَِإذَا اختلَ َف ِ ِ‬ ‫الراجح‬
‫ف ِشْئتُ ْم ِإذَا َكا َن يَ ًدا بِيَ ٍد)‬
‫اف فَبِيعُوا َكْي َ‬
‫اَألصنَ ُ‬
‫ت َهذه ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ََ ً ََ َ َ‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ‬
‫[خ]‬
‫(عند الشافعي وأمحد)‪ :‬من خرج من أرضه (‪ )3‬أوسق من احلنطة و(‪ )3‬أوسق من‬ ‫من خرج من أرضه (‪ )3‬أوسق من احلنطة‪ ،‬و(‪ )3‬أوسق‬
‫الشعري‪ ،‬ال جيب عليه الزكاة‬ ‫من الشعري جتب عليه الزكاة بضمها إىل بعض‪ ،‬ويأمث‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وعند (أيب حنيفة)‪ :‬جتب الزكاة يف احلنطة على حدة‪ ،‬ويف الشعري على حدة؛ ألنَّه ال يعت ّد‬ ‫برتكها‬
‫بالنصاب‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/489‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/96‬واملدونة (‪ ،)2/108‬واملغين (‪ ،)4/204‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/241‬وروضة الطالبني (‪،)2/237‬‬
‫واحملرر (‪ ،)1/221‬واملغين (‪)4/204‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بالخرص دون الكيل؟‬
‫هل يجوز تقدير نصاب الزكاة في (العنب) و(التمر) ْ‬ ‫مسألةـ (‪)43‬‬
‫املخر ج ‪-‬عند أغلبهم‪ -‬التمر من النخيل ال الرطب‪ ،‬والزبيب من العنب‪ ،‬واتفقوا على وجوب حساب الناتج من‬‫أن الواجب يف احلبوب (العشر) ملا سقته السماء‪ ،‬و(نصف العشر) ملا ُسقي بالنَّضح‪ ،‬وأن َ‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫احلبوب والثمار ملعرفة مقدار‪ 7‬الواجب فيها من الزكاة‪ ،‬وهذا من باب ما ال يتم الواجب به فهو واجب به‪ ،‬واتفقوا على أنَّه (ال) خيرص شيء من اخلارج من األرض غري (العنب والتمر)‪ ،‬وكذا الزيتون عند من‬ ‫تحرير محل‬
‫أوجب الزكاة فيه‪ ،‬واختلفوا يف حكم خرص (حزر ما جييء على النخيل أو العنب وهو على شجرة)‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيوز اخلرص مطل ًقا وهو باطل‬ ‫(ال) جيوز إال خرص النخيل فقط‬ ‫جيوز خرص النخيل والعنب بعد بدو صالحه للضرورة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫داوود‬ ‫اجلمهور‬
‫‪146‬‬

‫ظاهر معارضة األصول لألثر الوارد يف جواز اخلرص‬ ‫سبب الخالف‬


‫٭ألص ‪77‬ول تع ‪77‬ارض اخلرص‪ ،‬فه ‪77‬و من ب ‪77‬اب املزابن ‪77‬ة املنهي عنه ‪77‬ا‪،‬‬ ‫(أن الن ‪77 7‬يب ‪ ‬بعث عب‪77 7‬د اهلل بن رواح‪77 7‬ة إىل خي ‪77 7‬رب خيرص عليهم ‪ -‬٭ حديث ابن عمر ‪ :ƒ‬من بعث عبد اهلل بن رواحة‬ ‫٭ح ‪77 7‬ديث ابن عم ‪77 7‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫وهو بيع الثمر يف رؤوس النخل بالثمر كياًل ‪.‬‬ ‫‪ ‬إىل خيرب‪.‬‬ ‫يردوا) [حم‪ /‬طح‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬قط‪ /‬طأ‪ /‬وله شواهد كثرية]‪.‬‬‫النخل‪ -‬مث خرَّي هم ْأن يأخذوا أو ُّ‬
‫ألن اخلرص من ب‪7‬اب بي‪7‬ع ال‪7‬رطب ب‪7‬التمر نس‪7‬يئة‪ ،‬فيدخل‪7‬ه املن‪7‬ع‬ ‫٭ َّ‬ ‫٭ ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت يف ش‪77‬أن خي‪77‬رب‪( :‬ك‪77‬ان الن‪77‬يب ‪ ‬يبعث عب‪77‬د اهلل بن رواح‪77‬ة إىل ٭ ح‪7‬ديث عائش‪7‬ة ~ يف بعث عبداهلل بن رواح‪7‬ة ‪‬‬
‫الربا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أصول‬ ‫من‬ ‫وكالمها‬ ‫النسيئة‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫التفاضل‬ ‫من‬ ‫يهود خيرب‪ ،‬فيخرص عليهم النخل حني يطيب قبل أ ْن يُؤكل منه) [د‪ /‬عب‪ /‬أموا‪ /‬حم‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬إىل خيرب‪.‬‬
‫٭ م ‪77 7‬ا فعل ‪77 7‬ه ‪ ‬من اخلرص أله‪77 7‬ل خي‪77 7‬رب مل يكن للزك ‪77 7‬اة‪ ،‬فهم‬ ‫٭ مل يص‪77‬ح ح‪77‬ديث عتَّاب ‪ ‬فيقتص‪77‬ر على م‪77‬ا اس‪77‬تثناه‬ ‫أن اخلرص ملوضع النصيب الواجب عليه‪.‬‬ ‫هق‪ /‬ويف إسناده جهالة]‪ ،‬فيه دليل َّ‬
‫ليس‪77 7 7‬وا من أه‪77 7 7‬ل الزك‪77 7 7‬اة‪ ،‬ولكن من ب‪77 7 7‬اب التخمني ليُعلم م‪77 7 7‬ا‬ ‫٭ حديث عتّاب بن ُأسيد ‪ ‬قال‪( :‬أمرين رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أن أخ‪7‬رص ْأعنَ‪77‬اب ثقي‪77‬ف خ‪7‬رص الدليل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫احلب‬
‫بأيديهم من الثم‪77‬ار‪ .‬أو أنَّه حيم‪7‬ل على قس‪7‬مة الثم‪77‬ار وليس ّ‬ ‫مترا) [ش‪77‬ا‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬طح‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪/‬‬
‫‪7‬ؤدى زك‪77‬اة النخ‪77‬ل ً‬
‫‪7‬ؤدى زكات‪77‬ه زبيبً‪77‬ا‪ ،‬وت‪َّ 7‬‬
‫النخ‪77‬ل‪ ،‬مث ت‪َّ 7‬‬
‫لق‪77‬ول ابن رواح‪77‬ة ‪ ‬بع‪77‬د خ‪7‬رص الثم‪77‬ار‪( :‬إ ْن ش‪77‬ئتم فلكم‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ويف سنده انقطاع‪ /‬وقال الرتمذي حسن غريب]‪.‬‬
‫احلب‪.‬‬
‫شئتم فلي) [طأ]‪ ،‬أي‪ :‬يف قسمة الثمار ال ّ‬ ‫‪ ‬حديث أيب محيد ‪ ‬قال‪( :‬غزونا مع الن‪7‬يب ‪ ‬غ‪7‬زوة تب‪7‬وك‪ ،‬فلم‪7‬ا ج‪7‬اء وادي ال ُق‪7‬رى‪ ،‬إذا‬
‫‪7‬إن ذل‪77 7‬ك‬‫أن خ‪77 7‬رص الثم‪77 7‬ار مس‪77 7‬تثىن من األص‪77 7‬ول‪ ،‬ف‪َّ 7 7‬‬
‫٭إ ْن قلن‪77 7‬ا َّ‬ ‫امرأة يف حديق‪7‬ة هلا‪ ،‬فق‪7‬ال ‪ :‬اخرص‪7‬وا‪ .‬وخ‪7‬رص رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬عش‪7‬رة أوس‪7‬ق هلا‪ ،‬فق‪7‬ال هلا‬
‫حكم ‪77‬ا للمس‪77 7‬لمني إال‬ ‫حكم من‪77 7‬ه ‪ ‬أله‪77 7‬ل الذم‪77 7‬ة‪ ،‬وال يك‪77 7‬ون ً‪7‬‬ ‫أحصي ما خيرج منها ‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫بدليل‪.‬‬
‫خصوصا يف خرص النخيل‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬جيوز اخلرص يف النخل والعنب)‪ ،‬لصحة األحاديث الدالة على جواز ذلك وكثرة طرقها وألفاظها‪،‬‬ ‫الراجح‬
‫من أخرج زكاة متره أو عنبه باخلرص مل تربأ ذمته ونظر بعد‬ ‫من أخرج زكاة متره باخلرص صحت زكاته ومن‬ ‫من أخرج زكاة متره أو عنبه باخلرص صحت زكاته وبرئت ذمته‬
‫ناقصا‬
‫جين احملصول وأخرج الواجب عليه إ ْن كان اخلرص ً‬ ‫أخرج زكاة عنبه باخلرص (مل) تربأ ذمته ونظر بعد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫جين احملصول وأخرج الواجب عليه إ ْن كان اخلرص‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫ناقصا‬
‫ً‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/489‬واملدونة (‪ ،)1/379‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/306‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/220‬واملهذب (‪ ،)1/286‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/401‬وكشاف القناع (‪ ،)2/214‬واهلداية يف ختريج‬
‫أحاديث البداية للغماري (‪)5/66‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل يجوز تقدير نصاب الزكاة في (الزيتون) بالخرص؟‬ ‫مسألة (‪)44‬‬
‫تقدم يف املسألة رقم (‪ )20‬أن أبا حنيفة ومالكا وبعض الفقهاء ‪-‬خالفًا للشافعي‪ 7‬يف اجلديد وأمحد‪ -‬ذهبوا إىل وجوب الزكاة يف الزيت‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫احلب ‪ ،‬واختلفوا هل جيوز تقدير نصابه باخلرص؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ال ّ‬
‫جيوز خرص الزيتون لتقدير النصاب‬ ‫(ال) جيوز خرص الزيتون لتقدير النصاب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫األوزاعي‪ /‬الليث‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫‪146‬‬
‫اختالفهم يف قياس الزيتون على النخل والعنب‬ ‫سبب الخالف‬
‫حب الزيت‪77 7‬ون متف‪77 7‬رق يف ٭ يُق ‪77 7‬اس الزيت ‪77 7‬ون على النخ ‪77 7‬ل والعنب‪ ،‬فه ‪77 7‬و مثر جتب في ‪77 7‬ه‬ ‫٭ ال يُق‪77 7‬اس الزيت‪77 7‬ون على النخ‪77 7‬ل والعنب؛ َّ‬
‫ألن ّ‬
‫شجره مستور بورقه وال يُؤكل قبل استوائه‪ ،‬خبالف النخل والكرم‪ ،‬فه‪77‬و الزكاة مثلها‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫جمتمع يف عذوقه‪ ،‬فيمكن خرصه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز)؛ لقوة دليل أصحاب القول‪ ،‬فالزيتون ال حاجة ألهله بأكله فهو ال يُؤكل أصاًل قبل نضجه وال يُعصر للزيت‬
‫الراجح‬
‫قبل نضجه‪ ،‬خبالف النخل والعنب‬
‫صح ذلك وتربأ الذمة به‬
‫لو متّ تقدير مثر الزيتون باخلرص‪ّ ،‬‬ ‫يصح ومل تربأ الذمة‪ ،‬وعلى رب‬
‫لو متّ تقدير مثر الزيتون باخلرص (مل) ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫املال أ ْن يؤدي عشر حمصوله زاد على اخلرص أو نقص‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/492‬واملدونة (‪ ،)1/379‬وشرح اخلرشي على خمتصر خليل (‪ ،)2/174‬والبيان (‪ ،)3/230‬والكايف البن قدامة (‬
‫‪ ،)1/402‬والفروع (‪ ،)4/105‬وجملة البحوث اإلسالمية (‪)341 /79‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل يُحسب على الرجل ما أكل من ثمره وزرعه قبل الحصاد؟‬ ‫مسألةـ (‪)45‬‬
‫جوز مجهور العلماء ‪-‬خالفًا للحنفية‪ -‬خرص النخل بعد بدو صالحه حلاجة الناس لألكل منه‪ ،‬واختلفوا هل ما أكل‬
‫اتفقوا على جواز األكل من الثمر قبل حساب نصيب الزكاة‪ ،‬لذا ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫من الثمر قبل احلصاد واجلذاذ يدخل يف حساب النصاب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) حُي سب يف النصاب على الرجل ما أكل من مثره وزرعه قبل احلصاد‬ ‫حُي سب يف النصاب على الرجل ما أكل من‬
‫األقوال‬
‫الشافعي (قدمي)‪ /‬أمحد‬ ‫مثره وزرعه قبل احلصاد‬ ‫‪145‬‬ ‫ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (جديد)‬
‫ظاهر تعارض اآلثار (السنة) مع الكتاب والقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫علي‪،‬‬ ‫ص‪7‬ا‪ ،‬فج‪7‬اء رج‪7‬ل فق‪7‬ال‪ :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪َّ ،‬‬
‫إن أب‪7‬ا حثْم‪7‬ة ق‪7‬د زاد َّ‬ ‫٭ عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ٭ ح‪7‬ديث س‪7‬هل بن أيب حثْم‪7‬ة ‪َّ ( :‬‬
‫أن الن‪7‬يب ‪ ‬بعث أب‪7‬ا حثْم‪7‬ة خار ً‬
‫إن ابن عمك يزعم أنك قد زدت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬لقد تركت له قدر عريَّة أهل‪7‬ه‪ ،‬وم‪7‬ا يُطعم‪7‬ه املس‪7‬اكني‬ ‫ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﮊ فقال رسول اهلل ‪َّ :‬‬
‫وما يُسقطه الريح‪ ،‬فقال ‪ :‬قد زادك ابن عمك وأنصفك) [طب‪ /‬قط‪ /‬وقال اهليثمي‪ :‬سنده ضعيف]‪.‬‬ ‫أيضا‪.‬‬
‫[األنعام‪ ،]141 :‬وحقه شامل ملا أكله ً‬
‫٭ القي‪77‬اس‪ ،‬فاملأكول م‪77‬ال‪ ،‬ف‪77‬وجب الزك‪77‬اة في‪77‬ه‪ ،‬٭ حديث عبد الرمحن بن نيار قال‪( :‬ج‪7‬اء س‪7‬هل بن أيب حثْم‪7‬ة إىل جملس‪7‬نا‪ ،‬فق‪7‬ال‪ :‬أمرن‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬فق‪7‬ال‪ :‬إذا خرص‪7‬تم ف‪7‬دعوا الثلث‪،‬‬
‫األدلة‬
‫فإ ْن مل تدعوا الثلث فدعوا الربع) [ش‪ /‬أموا‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬من‪ /‬خز‪ /‬حب‪ /‬مج‪ /‬وصححه غري واحد]‪.‬‬ ‫كسائر األموال‪.‬‬
‫اطَئ ِة وما جيب يف الثمر من احلق) [عب]‪.‬‬
‫٭ عن جابر ‪ :‬قال‪( :‬كان النيب ‪ ‬يقول للخراص إذا بعثهم‪ :‬احتاطوا ألهل املال يف النائبة والو ِ‬
‫َ َ‬
‫‪ ‬عن عم‪77 7‬ر ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬خفف‪77 7‬وا على الن‪77 7‬اس يف اخلرص‪ ،‬ف‪َّ 7 7‬‬
‫‪7‬إن يف املال؛ العريّ‪77 7‬ة والواطئ‪77 7‬ة واألكل‪77 7‬ة) [ه‪77 7‬ق‪ /‬عن‪77 7‬د مت‪ /‬ش‪ /‬أم‪77 7‬وال‪ /‬ول‪77 7‬ه ش‪77 7‬اهد عن‬
‫مكحول]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال حيسب ما أكل)‪ ،‬لألحاديث الدالة على ذلك صراحة‪َّ ،‬‬
‫وألن األصل (الرفق بالناس والتيسري هلم)‪ .‬وال يصح االستدالل بعموم اآلية فهي خمصصة باألحاديث الدالة على‬
‫الراجح‬
‫جواز األكل قبل حساب النصاب‪ ،‬ومنع الناس من األكل مع حساب ما أكل يف مشقة باعثة إىل ترك أكل الرجل من زرعه مع احلاجة إليه‪ ،‬واملشقة جتلب التيسري‬
‫من أنتج خنله أربعة أوسق من متر وكان قد تفكه وأهلَه بوسق من رطب مل جتب عليه الزكاة‬ ‫من أنتج خنله أربعة أوسق من متر وكان قد‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫تفكه وأهلَه بوسق من رطب وجبت عليه‬
‫الزكاة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/492‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/64‬واملدونة (‪ ،)1/379‬والبيان (‪ ،)3/247‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/222‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/402‬واملبدع (‪ ،)2/345‬واهلداية يف ختريج‬
‫البداية للغماري (‪)5/74‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل يجوز إخراج (القيمة) في الزكاة بدل العين؟‬ ‫مسألةـ (‪)46‬‬
‫األصل يف الزكاة أ ْن خُي رج من عني الزكاة‪ ،‬فيخرج هبيمة األنعام من زكاهتا‪ ،‬واحلبوب منها‪ ،‬والنقدين منها‪ ،‬واختلفوا هل جيوز للمزكي أ ْن خُي رج القيمة للمال‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫َّ‬
‫املزكى بداًل من إخراج عينه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز إخراج القيم يف الزكوات‪ ،‬سواءً قدر على املنصوص أو مل يقدر‬ ‫(ال) جيوز إخراج ِ‬
‫القيم يف الزكوات بدل املنصوص عليه فيها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫حق واجب للمساكني؟‬ ‫هل الزكاة عبادة‪ ،‬أو ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الزكاة (حق للمساكني)‪ ،‬فال فرق إ ًذا بني القيمة والعني‪.‬‬ ‫ألن الزك‪77‬اة (عب‪77‬ادة)‪ ،‬ف‪77‬إ ْن أخ ‪77‬رج من غ ‪77‬ري تل ‪77‬ك األعي‪77‬ان‪ ،‬مل جيز؛ ألنَّه إ ًذا َأتى بالعب ‪77‬ادة ٭ َّ‬
‫٭ َّ‬
‫ت بال ّذكر تسهياًل على أرباب األموال‪،‬‬ ‫صْ‬ ‫٭ َّ‬ ‫على غري اجلهة املأمور هبا‪ ،‬فهي فاسدة‪.‬‬
‫ألن أعيان األموال إمنا ُخ ّ‬
‫ألن ك ‪77‬ل ذي م ‪77‬ال إمنا يس ‪77‬هل علي ‪77‬ه اإلخ ‪77‬راج من ن ‪77‬وع املال ال ‪77‬ذي يف‬ ‫‪7‬إن الش‪77‬ارع إمنا علّ‪77‬ق احلق ب‪77‬العني‪ ،‬قص‪7ً 7‬دا َّ‬
‫أن الزك‪77‬اة ح‪77‬ق للمس‪77‬اكني‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬ ‫٭ل‪77‬و قلن‪77‬ا ‪-‬ج‪7‬داًل ‪َّ -‬‬
‫ّ‬
‫يديه‪ ،‬لذا فرض عمر ‪ ‬الدية بع‪77‬د وف‪7‬اة الن‪77‬يب ‪( :‬على أه‪77‬ل ال‪77‬ذهب‬ ‫منه لتشريك الفقراء مع األغنياء يف أعيان األموال‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه ‪( :‬يف أربعني ش ‪77‬اة ش ‪77‬اة) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬وأص ‪77‬له عن ‪77‬د أل‪77‬ف دين‪77‬ار‪ ،‬وعلى أه‪77‬ل ال‪77‬و ِرق اث‪77‬ين عش‪77‬ر أل ًف‪77‬ا‪ ،‬وعلى أه‪77‬ل البق‪77‬ر م‪77‬ائيت‬
‫‪7‬ارا بق‪77‬رة‪ ،‬وعلى أه‪77‬ل الش‪77‬ياه ألفي ش‪77‬اة‪ ،‬وعلى أه‪77‬ل احلُل‪7‬ل‪ 7‬م‪77‬ائيت حلّ‪77‬ة) [د‪/‬‬ ‫البخ‪77 7‬اري]‪ ،‬وقول‪77 7‬ه ‪( :‬من ك‪77 7‬ل م‪77 7‬ائيت درهم مخس‪77 7‬ة دراهم‪ ،‬ومن ك‪77 7‬ل عش‪77 7‬رين دين‪ً 7 7‬‬
‫نص ‪77 7‬ف دين ‪77 7‬ار [ت‪ /‬عب‪ /‬ويف س‪77 7‬نده ض‪77 7‬عف]‪ ،‬ف ‪77 7‬أوجب الش ‪77 7‬اة من الغنم‪ ،‬وال ‪77 7‬دراهم من هق‪ /‬سنن‪ /‬طب‪ /‬ش‪ /‬بغ‪ /‬وحسنه األلباين]‪.‬‬
‫الدراهم‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال خترج القيمة)‪ ،‬لقوة أدلة أصحاب القول‪ ،‬وفيه حفظ حلق املساكني‪َّ ،‬‬
‫فإن الذي سيأخذ الثمار واحلبوب وهبيمة األنعام هو الفقري‪ ،‬بينما املال‬
‫فقريا أو غري فقري‪ ،‬وقد كان الدينار والدرهم متوفر زمن النيب ‪ ‬ومل يأذن ألصحابه ‪ ‬بإخراجها للزكاة بدل من إخراج هبيمة‬‫يأخذه كل إنسان‪ ،‬سواء كان ً‬ ‫الراجح‬
‫عموما وال يف زكاة الفطر‬
‫األنعام واحلبوب والثمار‪ ،‬ال يف الزكاة ً‬
‫صح‬
‫نقدا بدل إخراج الشاة‪ّ ،‬‬
‫من ملك‪ )40( 7‬شاة فأخرج قيمة شاة ً‬ ‫نقدا بدل إخراج الشاة‪( ،‬مل) يصح منه ومل تربأ‬
‫من ملك‪ )40( 7‬شاة فأخرج قيمة شاة ً‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫وأدى ما جيب عليه من الزكاة‬
‫منه ّ‬ ‫ذمته‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/494‬واالختيار (‪ ،)1/102‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/271‬واملدونة (‪ ،)1/209‬والتفريع (‪ )289 ،1/275‬والبيان (‪ ،)3/207‬واجملموع ‪،5/384‬‬
‫والكايف البن قدامة (‪ ،)1/392‬واحملرر (‪)1/225‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كيفية زكاة عروض التجارة‬ ‫مسألة (‪)47‬‬
‫العروض‪ :‬مجع َعْرض ‪-‬بإسكان الراء‪ -‬وهو ما ُأع ّد للبيع والشراء ألجل الربح من أي صنف كان غري الذهب والفضة‪ 7.‬ومجهور العلماء على وجوب زكاة عروض‬ ‫تحرير محل‬
‫التجارة ‪-‬خالفًا للظاهرية‪ ،-‬واختلفوا يف كيفية إخراج زكاة العروض‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إذا حال احلول على جتارته فإنَّه يزكي مثنها‬ ‫إذا حال احلول على جتارته ّقومها‬ ‫‪ -‬إذا ك ‪77‬انت تنض ‪77‬بط عن ‪77‬د الت ‪77‬اجر مواعي ‪77‬د ال ‪77‬بيع ي ‪77‬زكى ملرة واح ‪77‬دة‪ .‬وه ‪77‬ذا‬
‫الذي اشرتاها به ال قيمتها حني وقت الزكاة‬ ‫وز ّكاها رحبًا وخسارةً جلميع أنواع‬ ‫لل ‪77‬ذي يش ‪77‬رتي الس ‪77‬لعة وقت ال ‪77‬رخص وي ‪ّ 7‬دخرها ويبيعه ‪77‬ا عن ‪77‬د ارتف ‪77‬اع الس ‪77‬عر‬
‫‪145‬‬
‫قوم‬ ‫التجارة‪ ،‬واملدير وغري املدير للتجارة‬ ‫(التاجر احملتكر)‬
‫حكمهم واحد‬ ‫األقوال ونسبتها ‪ -‬أما (املدير) وهو الذي يبيع ويشرتي يف احلوانيت ويدور املال عنده‪ ،‬فإنه‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪/‬‬ ‫يقوم ما عنده من عروض ويضيف إليها (النقدين) والدَّين املرجو ويزكيها‬ ‫ِّ‬
‫األوزاعي‬ ‫مجيعا‬
‫ً‬
‫مالك (وعنده تفصيل)‬
‫هل هناك فرق ظاهر بني من يبيع ويشرتي مبواعيد ثابتة‪ ،‬وبني املدير (من تدور جتارته) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن القيمة الثابتة هي مثن التج‪77‬ارة‬ ‫٭ يُش‪7 7‬بَّه ن ‪77‬وع املال ب ‪77‬العني‪ ،‬ح ‪77‬ىت (ال) تس ‪77‬قط الزك ‪77‬اة رأ ًس‪7 7‬ا عن رأس املدير‪ ،‬٭ َّ‬
‫ألن احلق واحلول إمنا يش ‪77 7 7 7 7 7 7‬رتط يف ‪ ‬لعلهم‪ 7‬نظروا َّ‬
‫وقت الش‪77‬راء‪ ،‬فعلق‪77‬وا احلكم عليه‪77‬ا‪ ،‬وهبذا حُي ت‪77‬اط‬ ‫وه‪77‬ذا من ب‪77‬اب القي‪77‬اس املرس‪77‬ل (املص‪77‬احل املرس‪77‬لة)‪ ،‬وه‪77‬و املس‪77‬تنِد على مص‪77‬لحة عني املال ال يف نوعه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫للفقراء يف حال خسارة التجارة‬ ‫شرعية وليس لشرع ثابت‪.‬‬
‫بيعا وشراءً‪ ،‬والعربة باألغلب‪ ،‬والتفريق بني هذا وغريه حيتاج إىل دليل‬ ‫القول الثاين‪( :‬يزكي جتارته بعد احلول)‪َّ ،‬‬
‫فإن أغلب التجار هم ممن تُ َدار جتارهتم ً‬ ‫الراجح‬
‫تاجر اشرتى بضاعة ب ـ (‪ )100‬ألف تاجر اشرتى بضاعة بــ(‪ )100‬ألف‪ ،‬وبعد حول‬ ‫أعواما‬
‫تاجر عنده عرض وبيعه منضبط بوقت‪ ،‬يزكيه مرة واحدة ولو بقي ً‬
‫وبعد حول كانت قيمتها (‪ )150‬أو كانت قيمتها (‪ )150‬ألف‪ ،‬فيزكي فقط (‪)100‬‬ ‫عنده‪ ،‬كاحلال يف الدَّين‬
‫ثمرة الخالف‬
‫(‪ )50‬ألف‪ ،‬يزكيها بقيمتها بعد ألف‪ .‬ولو خسرت فأصبحت قيمتها ( ‪ )50‬ألف‪،‬‬
‫كذلك يزكي (‪ )100‬ألف مثنها وقت الشراء‬ ‫احلول‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/495‬واملبسوط (‪ ،)2/190‬واهلداية (‪ ،)1/103‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/298‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/331‬والبيان (‪ ،)3/319‬وكفاية‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫األخيار (ص‪ ،)173‬واحملرر (‪ ،)1/218‬والشرح الكبري (‪)2/627‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫اجلملة الرابعة‪( :‬يف وقت الزكاة)‬

‫)املسائل املختلف فيها(‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫‪145‬‬
‫اشرتاط مضي احلول لوجوب الزكاة‬ ‫‪48‬‬
‫اشرتاط مضي احلول لزكاة (املعدن)‪7‬‬ ‫‪49‬‬
‫اشرتاط مضي احلول لربح التجارة‬ ‫‪50‬‬
‫اشرتاط مضي احلول يف املال املستفاد‪ ،‬وملن عنده نصاب آخر حال عليه احلول‬ ‫‪51‬‬
‫اشرتاط مضي احلول يف الدَّين الذي يف ِذ َّمة الغري‬ ‫‪52‬‬
‫اشرتاط مضي احلول لفائدة (نتاج) املاشية‬ ‫‪53‬‬
‫(السخال)‬
‫اشرتاط مضي احلول لزكاة نسل الغنم ِّ‬ ‫‪54‬‬
‫حكم تعجيل إخراج الزكاة قبل مضي احلول‬ ‫‪55‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫اشتراط ُمضي الحول لوجوب الزكاة‬ ‫مسألة (‪)48‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن الزروع والثمار جتب زكاهتا عند اكتماهلا واستوائها‪ ،‬واختلفوا هل يشرتط احلول (مضي سنة) لوجوب زكاة الذهب والفضة‪ ،‬واملاشية‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واخلالف يف هذه املسألة ‪-‬ضعيف‪ -‬وهو على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) يشرتط ُمضي احلول لوجوب الزكاة‬ ‫يشرتط ُمضي احلول لوجوب الزكاة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن عباس ‪ /ƒ‬معاوية ‪‬‬ ‫مجهور العلماء‪ /‬اخللفاء األربعة ‪‬‬ ‫‪146‬‬
‫مل يرد حديث ثابت يف اشرتاط احلول لوجوب الزكاة‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪َّ ƒ‬‬
‫أن الن ‪77‬يب ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ال زك ‪77‬اة يف م ‪77‬ال‪ ،‬ح ‪77‬ىت حيول علي ‪77‬ه احلول) ٭ مل يثبت دلي‪77‬ل يف احلول‪ ،‬واألص‪77‬ل املس‪77‬ارعة ب‪77‬أداء احلق‪77‬وق‬
‫[قط‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬أش‪ /‬قال الغماري‪ :‬ل‪77‬ه ثالث‪7‬ة ط‪77‬رق كله‪7‬ا يف س‪7‬ندها مق‪77‬ال وه‪77‬و موق‪77‬وف‪ /‬الواجبة‪.‬‬
‫وص‪7‬ححه األلب‪7‬اين يف ص‪7‬حيح اجلامع الص‪7‬غري مبجم‪7‬وع طرق‪7‬ه‪ .‬وللح‪7‬ديث‪ 7‬ش‪7‬واهد كث‪7‬رية منه‪7‬ا‪( :‬من‬
‫اس‪77‬تفاد م ‪7‬ااًل ‪ ،‬فال زك‪77‬اة في‪77‬ه ح‪77‬ىت حيول علي‪77‬ه احلول) [ت‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق]‪ ،‬ويف لف‪77‬ظ ‪( :‬ليس يف م‪77‬ال‬ ‫األدلة‬
‫املستفيد زكاة حىت حيول عليه احلول)]‪.‬‬
‫٭ ثبت اشرتاط مضي احلول من فعل اخللفاء األربعة ‪ ،‬وانتشر بني الص‪7‬حابة ‪ ‬وانتش‪7‬ر‬
‫العمل به بال نكري‪ ،‬وال يكون ذلك إال عن توقيف‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط مضي احلول)؛ لصحة األحاديث يف ذلك وكثرة طرقها‪ ،‬وقد ع ّد أغلب الفقهاء هذه املسألة من املتفق عليه‪ ،‬فيكون اخلالف فيها‬
‫الراجح‬
‫ضعي ًف ا‪ .‬ولعل أصحاب القول الثاين مل تبلغهم مثل هذه األحاديث مع كثرة رواياهتا‬
‫يزكي إال بعد مضي عام‪ ،‬فلو مات من ملك‪ 7‬مااًل أو هبيمة األنعام يزكي‪ ،‬فلو مات أو فقد املال‬ ‫من ملك‪ 7‬مااًل أو هبيمة األنعام ‪-‬تصل إىل النصاب‪ -‬ال ِّ‬
‫أو تلف بقي حق الزكاة فيها؛ إما يف املال نفسه أو يف‬ ‫قبل ذلك أو فقد املال أو تلف‪ ،‬سقطت الزكاة عنه‪ ،‬ومثله املوظف (ال) يزكي راتبه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الذمة‪ ،‬ومثله املوظف يزكي راتبه كل شهر‬ ‫ِّ‬ ‫الشهري إال بعد سنة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/497‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/3‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/253‬وكفاية األخيار (ص‪ ،)171‬وأسىن املطالب (‪ ،)1/352‬والكايف البن قدامة (‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫‪ ،)1/383‬والشرح الكبري (‪ ،)2/457‬ومصنف عبد الرزاق (‪ ،)4/75‬ومصنف ابن أيب شيبة (‪ ،)6/479‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪ ،)5/78‬واجلامع‬
‫الصغري وزيادته (‪ )1/1346‬برقم (‪)13454‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫اشتراط الحول في زكاة (المعدن)‬ ‫مسألةـ (‪)49‬‬
‫سبق الكالم يف املسألة رقم‪ ) 27( :‬هل يعترب بلوغ النصاب يف املعدن‪ .‬وهنا اخلالف يف اشرتاط احلول يف املعدن قبل زكاته‪ ،‬وقد اتفق‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫األئمة األربعة على اشرتاط احلول يف الذهب والفضة‪ ،‬واختلفوا يف اشرتاط ذلك يف املعدن‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يُشرتط مضي احلول لزكاة املعدن‬ ‫يُشرتط مضي احلول لزكاة املعدن‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أيضا)‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪( 7‬املعتمد)‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة (وزاد‪ :‬وال يشرتط النصاب ً‬ ‫الشافعي (مرجوح)‬ ‫‪146‬‬
‫تردد تشبيه املعدن بني؛ ما خُت رجه األرض من احلبوب والثمار اليت جتب الزكاة فيها‪ ،‬وبني التِّرب (الذهب غري املضروب) والفضة املقتنيني‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ يُش ‪77 7‬به املع ‪77 7‬دن بال ‪77 7‬ذهب والفض ‪77 7‬ة مبا يقتني ‪77 7‬ه ٭ يُش ‪77‬به املع ‪77‬دن مبا خترج ‪77‬ه األرض من النب ‪77‬ات ال ‪77‬ذي جتب الزك ‪77‬اة في ‪77‬ه‪ ،‬فال يش ‪77‬رتط في ‪77‬ه‬
‫الن ‪77‬اس‪ ،‬فيش ‪77‬رتط ل ‪77‬ه احلول‪ ،‬كم ‪77‬ا يش ‪77‬رتط ذل ‪77‬ك احلول‪ ،‬كما ال يشرتط ذلك يف النبات‪ ،‬فكله مما خترجه األرض‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فيها‪ ،‬فكله مما له قيمة‪.‬‬
‫ألن تشبيه املعدن بالنقدين أوىل من تشبيهه بالنبات‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن املعدن والذهب والفضة‬ ‫القول األول‪( :‬يشرتط مضي احلول للمعدن)؛ َّ‬
‫الراجح‬
‫كلها من جنس واحد؛ فهي أجسام جامدة هلا قيمة مادية غري قابلة للتلف‬
‫(عند مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد)‪ :‬من ملك معدنًا وبلغ نصابًا‪ ،‬وجب عليه أ ْن يُزكيه يف‬ ‫من ملك‪ 7‬معدنًا وبلغ نصابًا ومضى عليه‬
‫احلال ربع العشر‪.‬‬ ‫احلول‪ ،‬وجب عليه أن يزكيه ربع العشر‬
‫ثمرة الخالف‬
‫(عند أيب حنيفة)‪ :‬من ملك معدنًا وجب عليه أ ْن يُزكي مُخُسه يف احلال‪ ،‬ولو مل يبلغ‬
‫النصاب‪.‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/500‬واملبسوط (‪ ،)2/211‬والبناية (‪ ،)3/404‬واملدونة (‪ ،)2/338‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/145‬والتنبيه (ص‪،)60‬‬
‫ومغين احملتاج (‪ ،)2/101‬واملغين (‪ ،)2/467‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)1/394‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫اشتراط مضي الحول لربح التجارة‬ ‫مسألة (‪)50‬‬
‫اتفق األئمة األربعة على وجوب زكاة عروض التجارة إذا مضى عليها احلول‪ ،‬واختلفوا هل مضي احلول يعترب شرطًا لوجوب زكاة ربح التجارة‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫إذا حال احلول على رأس املال منذ أن بلغ نصابًا‬ ‫حول ربح التجارة هو حول أصل التجارة‪ ،‬فإذا‬ ‫يشرتط مضي احلول لزكاة ربح التجارة‬
‫َّ‬
‫زكى معه الربح‪ ،‬وإذا مل يبلغ ‪-‬رأس املال‪ -‬النصاب‬ ‫حول َّ‬
‫زكى معه ربح التجارة‪،‬‬ ‫كمل لألصول ٌ‬ ‫الشافعي‬
‫مل ِّ‬
‫يزك الربح‬ ‫سواء كان األصل نصابًا لوحده أو يكمل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية)‪ /‬أمحد‪ /‬األوزاعي‪ /‬أبو‬ ‫النصاب حبساب رحبه‪ /‬مالك‬
‫ثور‬
‫تردد الربح بني أن يكون حكمه حكم املال املستفاد (املال اجلديد)‪ ،‬أو يأخذ حكم األصل‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ كت ‪77‬اب أم ‪77‬ري املؤم ‪77‬نني عم ‪77‬ر بن عب ‪77‬د العزي ‪77‬ز وفي ‪77‬ه‪( :‬أ ْن ال تعرض ‪77‬وا ألرب ‪77‬اح ٭ يُلح‪77 7 7 7 7 7 7‬ق ربح التج‪77 7 7 7 7 7 7‬ارة حبول رأس املال‪ ،‬٭ يُش‪77‬به ربح التج‪77‬ارة باألص‪77‬ل (رأس م‪77‬ال التج‪77‬ارة)‬
‫س‪77 7‬واء بل‪77 7‬غ نص‪77 7‬ابًا اس‪77 7‬تقالاًل أو بإكم‪77 7‬ال ربح ويأخذ حكم‪7‬ه‪ ،‬ومن ش‪77‬رط التش‪77‬بيه أ ْن جتب الزك‪7‬اة‬ ‫التجار‪ ،‬حىت حيول عليها احلول) [زن‪ /‬وحنوه عن عطاء]‪.‬‬
‫التج ‪77‬ارة ل ‪77‬ه‪ .‬وه ‪77‬ذا تش ‪77‬بيه لل ‪77‬ربح ب ‪77‬رأس املال يف رأس املال ببلوغه نصابًا‪.‬‬ ‫٭ يُشبه الربح باملال املستفاد ابتداءً‪ ،‬فسيتقبل به احلول عند ملكه‪.‬‬
‫‪ ‬عم‪7‬وم قول‪7‬ه ‪ ‬يف ح‪7‬ديث ابن عم‪7‬ر ‪( :ƒ‬ال زك‪7‬اة يف م ِ‪7‬ال ح‪7‬ىت حيول علي‪7‬ه مطل ًقا‪.‬‬ ‫األدلة‬

‫احلول) [قط‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬أش‪ /‬قال الغماري‪ :‬له ثالثة ط‪77‬رق كله‪77‬ا يف س‪77‬ندها ٭ يُش‪77 7 7‬به ربح املال (التج‪77 7 7‬ارة) بنس‪77 7 7‬ل الغنم‪،‬‬
‫فيلحق به‪.‬‬ ‫مقال وهو موقوف‪ /‬وصححه األلباين‪ ،‬وللحديث شواهد كثرية]‪.‬‬
‫ألن الربح تابع لرأس املال‪ ،‬أما اشرتاط مضي احلول (القول األول) ففيه مشقة؛‪َّ 7‬‬
‫ألن ربح التجارة يأيت‬ ‫القول الثالث‪( :‬يزكي رأس املال مع الربح إذا بلغ رأس املال نصابًا)‪ ،‬وذلك َّ‬
‫الراجح‬
‫أيضا عن تشبيه الربح بنسل الغنم‪( :‬نسل الغنم خمتلَف فيه)‬
‫تباع ا‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثاين فقال‪( :‬يصعب قياس الربح على األصل يف مذهب مالك)‪ ،‬وقال ً‬ ‫ً‬
‫من اشرتى سلعة يف شهر (‪ )1‬بأقل من نصاب‬ ‫من اشرتى سلعة يف شهر (‪ )1‬بأقل من‬ ‫من اشرتى سلعة يف شهر (‪ )1‬بـ (‪ )100‬ألف مث باعها بـ (‪ )150‬ألف يف‬
‫الزكاة مث باعها يف شهر (‪ )3‬مببلغ جتاوز نصاب‬ ‫نصاب الزكاة مث باعها يف شهر (‪ )3‬مببلغ‬ ‫شهر (‪ )3‬وجبت عليه زكاة (‪ )100‬ألف يف شهر (‪ )1‬من السنة القادمة‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الزكاة زكى املال كله يف شهر (‪ )3‬من السنة‬ ‫جتاوز نصاب الزكاة زكى املال كله يف شهر‬ ‫ووجبت عليه زكاة (‪ )50‬ألف يف شهر (‪ )3‬من السنة القادمة‬
‫القادمة‬ ‫(‪ )1‬من السنة القادمة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/500‬واملغين (‪ ،)3/64‬واإلنصاف (‪ ،)3/30‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري‪ ،)5/78( 7‬واجلامع الصغري وزيادته (‪ )1/1346‬برقم (‪)13454‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫اشتراط مضي الحول في المال المستفاد لمن عنده نصاب آخر‪ ،‬حال عليه الحول‬ ‫مسألة (‪)51‬‬
‫(أقل ) من نصاب واستفيد (وأضيف) إليه مال آخر ‪-‬من غري ربح عروض التجارة‪ -‬ويكمل من جمموعهما نصاب‪ ،‬أنَّه يستقبل به‬
‫أن املال إذا كان ّ‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫(حصل)‪ ،‬مااًل وعنده نصاب مال آخر من جنسه‪ ،‬فهل يزكي املستفاد مع املال الذي بلغ نصابًا؟‪ ،‬خالف على قولني‬
‫احلول من يوم َك ُمل‪ ،‬واختلفوا إذا استفاد ّ‬ ‫الخالف‬

‫َّ‬
‫يزكى املال املستفاد كله حبول األصل‪ ،‬إذا بلغ األصل نصابًا كربح التجارة‬ ‫(ال) َّ‬
‫يزكى املال املستفاد إذا بلغ نصابًا حىت حيول عليه احلول‪ ،‬وال يُضم‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‬ ‫إىل املال الذي وجبت فيه الزكاة‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل حكم املال املستفاد (الفوائد) حكم املال الوارد عليه (األصل)‪ ،‬أم حكمه حكم مال مل يرد على مال آخر؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ليس يف م ‪77‬ال املس ‪77‬تفيد زك ‪77‬اة ح ‪77‬ىت ٭ حكم املال املس‪77‬تفاد حكم املال ال‪77‬وراد علي‪77‬ه‪ ،‬فهم‪77‬ا م‪77‬ال واح‪77‬د‪ ،‬ف‪77‬إذا ك‪77‬ان املال ال‪77‬وارد‬
‫حيول علي ‪77‬ه احلول) [ق ‪77‬ط‪ /‬ت‪/‬د‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬أش‪ /‬ق ‪77‬ال الغم ‪77‬اري‪ :‬ل ‪77‬ه ثالث ‪77‬ة عليه فيه الزكاة لكمال النصاب فيه‪ ،‬فيعترب حول املال املستفاد حبول املال الوارد عليه‪.‬‬
‫ط ‪77‬رق كله ‪77‬ا يف س ‪77‬ندها مق ‪77‬ال وه ‪77‬و موق ‪77‬وف‪ /‬وص ‪77‬ححه األلب ‪77‬اين‪ ،‬وللح ‪77‬ديث‪ 7‬٭ يشبَّه املال املس‪77‬تفاد (الن‪7‬اض) بنت‪77‬اج املاش‪7‬ية (ال ِّس‪7‬خال)‪ ،‬ف‪7‬إذا بلغت املاش‪7‬ية نص‪7‬ابًا ت‪َّ 7‬‬
‫‪7‬زكى‬
‫السخال‪ ،‬فكذا يف املال املستفاد‪.‬‬ ‫ش‪77 7‬واهد كث‪77 7‬رية]‪ ،‬يقتض ‪77‬ي احلديث أ ْن ال يض ‪77‬اف م‪77 7‬ال إىل م‪77 7‬ال آخ ‪77‬ر إال معها ِّ‬ ‫األدلة‬
‫٭ ألنَّه ليس من ش ‪77‬رط احلول أ ْن يوج ‪77‬د املال نص ‪77‬ابًا يف مجي ‪77‬ع أجزائ ‪77‬ه‪ ،‬ويكفي أ ْن يك ‪77‬ون‬ ‫بدليل‪.‬‬
‫٭ حكم املال املس‪7‬تفاد‪ ،‬حكم م‪7‬ال مل ي‪7‬رد على م‪7‬ال آخ‪7‬ر‪ ،‬فال زك‪7‬اة في‪7‬ه نصابًا يف طريف احلول فقط‪.‬‬
‫حىت حيول عليه احلول‪.‬‬
‫أن طريقة أصحاب (القول الثاين) أسهل يف حساب الزكاة‪،‬‬ ‫القول األول‪( :‬ال َّ‬
‫يزكى املال املستفاد إال بعد مضي احلول)؛ لعموم حديث ابن عمر ‪ ،ƒ‬إال َّ‬
‫الراجح‬
‫يوما يف السنة وزكى اجلميع‪ ،‬لسهل األمر عليه‬
‫خصوصا عند من يدخل يف حسابه الراتب كل شهر ويوفر جزءا منه‪ ،‬فإنَّه لو حدد ً‬
‫ً‬
‫من ملك‪( 7‬ألف) لاير يف شهر (‪ )1‬مث ورث عشرة آالف لاير يف شهر (‪ )4‬وجبت عليه‬ ‫من ملك‪( 7‬عشرة آالف) لاير يف شهر (‪ )1‬مث ورث عشرة آالف لاير‬
‫زكاة املال كله يف شهر (‪ )1‬من العام القادم‬ ‫أخرى يف شهر (‪ )4‬وجبت عليه زكاة العشرة األوىل يف شهر (‪ )1‬من‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫العام القادم وزكاة العشرة الثانية يف شهر (‪ )4‬من العام القادم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية اجملتهد (‪ ،)1/501‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/272‬والبناية (‪ ،)3/353‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/291‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)69‬والبيان (‪ ،)3/154‬واملبدع (‬
‫‪ ،)2/303‬واإلنصاف (‪ ،)3/30‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري‪ ،)5/78( 7‬واجلامع الصغري وزيادته (‪ )1/1346‬برقم (‪)13454‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫اشتراط متى يتح لزكاة الدَّين الذي في ِذ َّمة الغير‬ ‫مسألةـ (‪)52‬‬
‫وأن هناك تفريق يف احلكم عند بعض األئمة بني الدَّين مرجو األداء‪ ،‬والدَّين غري مرجو األداء‪ ،‬والكالم هنا‬ ‫سبق الكالم عن هذه املسألة تفصياًل يف املسألة رقم (‪َّ ،)5‬‬
‫تحرير محل‬
‫إمجال للمسألة وتكرار هلا بشكل عام‪ ،‬واخلالف يف اشرتاط مضي احلول على زكاة الدَّين حاصله على ثالثة أقوال‬
‫الخالف‬
‫(ال) يُعترب احلول مطل ًقا يف الدَّين ويستقبل به احلول‬ ‫(ال) يُعترب حول الدَّين ولو أقام أحوااًل عند الذي عنده الدَّين فيزكيه لعام واحد‬ ‫يعترب حول الدَّين من أول ما‬
‫عند قبضه‬ ‫(يف ديون التجارة)‬ ‫كان دينًا‪ ،‬فيزكيه كل سنة‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬الليث‬ ‫مالك‬ ‫(على تفصيل عندهم)‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫تاما أم غري مملوك؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫ِ‬
‫هل املال الذي يف ذ َّمة الغري مملوك لصاحبه مل ًكا ً‬ ‫سبب الخالف‬

‫يتمكن من األداء‪ ،‬سقط عنه ذلك ٭ ألنَّه ال جتب الزك ‪77 7‬اة يف ال ‪77 7‬دَّين خصو ً‬
‫ص‪7 7 7‬ا ال ‪77 7‬دَّين‬ ‫٭ يُشرتط احلول‪ ،‬إال أنَّه كلما انقضى حول ومل‬ ‫٭ألن الدَّين يُشبه باملال‬
‫الذي ال يُرجى قبضه‪.‬‬ ‫احلق‪ ،‬فلم يبق إال حق العام اآلخر‪ ،‬إذا حضر املال‪.‬‬ ‫احلاضر‪.‬‬
‫٭يُش ‪7‬بَّه ال ‪77‬دَّين بع ‪77‬روض التج ‪77‬ارة‪ ،‬فال جتب فيه ‪77‬ا الزك ‪77‬اة إال إذا باعه ‪77‬ا ص ‪77‬احبها ول ‪77‬و‬
‫أقامت عنده أحوااًل كثرية (يف غري املال املدير)‪.‬‬
‫األدلة‬
‫أعواما‪ ،‬مث يأيت فيجدها قد نقصت‪ ،‬فإنَّه‬ ‫٭ يشبَّه الدَّين باملاشية اليت ال يأيت الساعي ً‬
‫ي ‪77‬زكي م ‪77‬ا ُوج ‪77‬د فق ‪77‬ط‪ ،‬ألنَّه مل يتمكن من إخ ‪77‬راج الزك ‪77‬اة ‪-‬إذ ك ‪77‬ان جميء الس ‪77‬اعي‬
‫ش‪77‬رط يف ذل‪77‬ك‪ -‬ح‪77‬ىت هلكت‪ ،‬فيس‪77‬قط احلق عن‪77‬ه لألع‪77‬وام الس‪77‬ابقة‪ ،‬وحوس‪77‬ب حبق‬
‫ذلك العام احلاضر‪ ،‬وهذا عمل أهل املدينة‪.‬‬
‫يزكى حىت يُقبض‪ ،‬فإ ْن قُبض َّ‬
‫زكى ما سبق من األعوام‬ ‫القول األول‪( :‬يعترب احلول من أول وقت الدَّين)‪ ،‬وهذا يف املال مرجو األداء‪ ،‬أما يف غري مرجو األداء فال َّ‬ ‫الراجح‬
‫من قبض َدينه بعد (عشر) سنوات فليس عليه زكاة‬ ‫من قبض َدينه بعد (عشر) سنوات َّأدى زكاة سنة واحدة فقط‬ ‫من قبض َدينه بعد (عشر)‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يف ذلك املال حىت ميضي عليه حول كامل عنده‬ ‫سنوات َّأدى زكاة العشر‪7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫كلها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/502‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/466‬واملبسوط (‪ ،)2/197‬واملعونة (‪ ،)1/272‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)93‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/314‬وكفاية‬
‫النبيه (‪ ،)5/196‬وأسىن املطالب (‪ ،)2/407‬واملغين (‪ ،)4/269‬واملستوعب (‪)3/178‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫اشتراط مضي الحول لفائدة (نتاج) الماشية‬ ‫مسألةـ (‪)53‬‬
‫اتفق األئمة األربعة على اشرتاط مضي احلول لوجوب زكاة هبيمة األنعام‪ ،‬واختلفوا يف اشرتاط مضي احلول لفائدة ونتاج املاشية‪ ،‬وضمها لألصل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫يف ذلك‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ال تُضم فائدة املاشية يف احلول إىل األصل مطل ًقا‪ ،‬ويعترب هلا حول‬ ‫تنبين فائدة املاشية يف احلول على األصل‪ ،‬إذا كان األصل نصابًا‬
‫مستقل‪7‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫مستقل ومال مستقل‪ ،‬أو يأخذ حكم األصل (أشار إليه ابن رشد يف مسائل مشاهبة)‬
‫ّ‬ ‫تردد فائدة املاشية بني أ ْن يكون حكمه حكم‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ق ‪77‬ول عم ‪77‬ر ‪( :‬اعت‪ّ 7 7‬د عليهم بالغ ‪77‬ذي ح ‪77‬ىت ال َّس‪7 7‬خلة ي ‪77‬روح هبا ال ‪77‬راعي يف ‪ ‬تُش‪77 7‬به فائ‪77 7‬دة املاش‪77 7‬ية‪ ،‬باملاش‪77 7‬ية املس‪77 7‬تفادة ابت‪77 7‬داءً‪ ،‬فيس‪77 7‬تقبل هبا‬
‫يده ‪ ...‬وآخذ منكم العناق واجلذعة والثنية) [شا‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ه‪77‬ق]‪ ،‬فيفهم منه حبساب احلول‪.‬‬
‫األدلة‬
‫التفريق بني املاشية والناض من املال‪.‬‬
‫‪ ‬تُلحق فائدة املاشية حبول األمهات إذا كانت نصابًا‪.‬‬
‫ألن نتاج املاشية تبع لألصل‪ ،‬والقاعدة فيه َّ‬
‫أن (التابع تابع) ‪ ،‬وهذا أحظ للفقراء‪7‬‬ ‫القول األول‪( :‬يبىن على األصل)؛ َّ‬ ‫الراجح‬
‫من ملك‪ )30( 7‬من البقر‪ ،‬مث ملك‪ )10( 7‬من البقر املستفاد‪،‬‬ ‫من استفاد شيًئا من املاشية مث استفاد من جنسها فائدة أخرى‪ ،‬فإ ْن كانت‬
‫األوىل نصابًا وقد أتى عليها احلول‪ ،‬ضم إليها األخرى وزكي حبول األوىل‪ ،‬فيجب عليه تبيع‪ ،‬حبول (‪ )30‬بقرة‪ ،‬وربع مسنة هلؤالء العشر‪.‬‬
‫وإ ْن مل تكن األوىل نصابًا حني متّ حوهلا‪ ،‬ضمها إىل الثانية واستقبل هبا احلول وإ ْن كان املستفاد نصابًا‪ ،‬وال يبلغ النصاب الثاين؛ كمن عنده (‬
‫ثمرة الخالف‬
‫‪ )40‬من الغنم مث استفاد (‪ )40‬أخرى‪ ،‬ففي األربعني األوىل شاة‬ ‫من يوم أفاد الثانية‬
‫حبوهلا‪ ،‬ويف الثانية ثالثة أوجه؛ شاة حبوهلا‪ ،‬أو نصف شاة‪ ،‬أو ال‬
‫شيء‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/504‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/272‬والبناية (‪ ،)3/353‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/291‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)69‬والبيان (‬
‫‪ ،)3/154‬واملبدع (‪ ،)2/303‬واإلنصاف (‪)3/30‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫(السخال)‬
‫اشتراط مضي الحول لزكاة نسل الغنم ِّ‬ ‫مسألة (‪)54‬‬
‫السخال‪ 7‬تُ ُّ‬
‫عد يف الزكاة‬ ‫سبق الكالم عن هذه املسألة يف املسألة رقم (‪ ،) 37‬وهلذه املسألة تعلق بتلك املسألة‪ ،‬وقد اتفق األئمة األربعة ‪-‬رمحهم اهلل‪َّ -‬‬
‫أن ِّ‬
‫تحرير محل‬
‫السخال إذا بلغت األمهات نصابًا‪ ،‬وقد اختلفوا إذا مل تكن تبلغ األمهات‬ ‫إذا بلغت األمهات نصابًا‪ ،‬واخلالف هنا يف اشرتاط مضي احلول حلساب ِّ‬ ‫الخالف‬
‫نصابًا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫حول نسل الغنم هو حول األمهات‪ ،‬إذا كانت األمهات نصابًا‬ ‫حول نسل الغنم هو حول األمهات‪ ،‬كانت األمهات نصابًا‪ ،‬أو مل تكن‬ ‫‪145‬‬
‫فقط‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬
‫تردد نسل الغنم بني أ ْن يكون حكمه حكم مال مستقل له‪ ،‬أو يأخذ حكم األمهات‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬يُلح ‪77‬ق نس ‪77‬ل الغنم حبول األمه ‪77‬ات مطل ًق ‪77‬ا‪ ،‬وه ‪77‬ذا تش ‪77‬بيه هلا باألمه ‪77‬ات من ك ‪77‬ل ‪ ‬نس‪77‬ل الغنم حبول األمه‪77‬ات‪ ،‬فيأخ‪77‬ذ حكمه‪77‬ا‪ ،‬ومن ش‪77‬رط التَّش‪77‬بيه‬
‫األدلة‬
‫أ ْن جتب الزكاة يف األمهات ببلوغ النِّصاب‪.‬‬ ‫الوجوه‪ ،‬بنصاب أو بدونه‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬حول النسل حول األمهات إذا بلغت ‪-‬األمهات‪ -‬نصابًا)‪ ،‬فالنَّسل تابع لألصل‪ ،‬فإذا مل جتب الزكاة يف األصل فال جتب يف التابع‪ ،‬والتابع‬
‫الراجح‬
‫تابع ألصله‬
‫من ملك‪ 7‬ثالثني شاة وعشر سخال مل جتب عليه الزكاة عند‬ ‫من ملك ثالثني شاة وعشر سخال وجبت عليه زكاة شاة واحدة عند حوالن‬
‫ثمرة الخالف‬
‫حوالن احلول على الشياه‬ ‫احلول على الشياه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/504‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/488‬والبناية (‪ ،)3/354‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/293‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/114‬واملهذب (‬
‫‪ ،)1/266‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/384‬واملغين (‪)2/451‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حكم تعجيل إخراج الزكاة قبل مضي الحول‬ ‫مسألة (‪)55‬‬
‫اتفق األئمة األربعة على اشرتاط مضي احلول لوجوب زكاة النقدين وهبيمة األنعام وعروض التجارة‪ ،‬واختلفوا يف حكم تعجيل الزكاة قبل مضي‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫حوهلا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز تعجيل إخراج الزكاة قبل احلول‬ ‫(ال) جيوز تعجيل إخراج الزكاة قبل احلول‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬
‫هل الزكاة عبادة‪ ،‬أو حق واجب للمساكني؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الزك ‪77‬اة (عب ‪77‬ادة)‪ ،‬فهي تُش ‪77‬به الص ‪77‬الة‪ ،‬فال جيوز إخراجه ‪77‬ا قب ‪77‬ل وقت ٭ ح ‪77 7‬ديث علي ‪َّ :‬‬
‫(أن العب ‪77 7‬اس س ‪77 7‬أل رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬يف تعجي ‪77 7‬ل‬ ‫٭ َّ‬
‫‪7‬رخص ل ‪77 7‬ه يف ذل ‪77 7‬ك)‪ ،‬ورواي ‪77 7‬ة احلكم‪َّ :‬‬
‫(أن‬ ‫حتل‪ ،‬ف ‪ّ 7 7‬‬
‫الص ‪77 7‬دقة قب ‪77 7‬ل أ ْن ّ‬ ‫وجوهبا‪ ،‬كما ال جتوز الصالة قبل دخول وقتها‪.‬‬
‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث ابن عم ‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال ‪( :‬ال زك ‪77 7‬اة يف م ‪77 7‬ال ح ‪77 7‬ىت حيول عليه ‪77 7‬ا رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬بعث س ‪77‬اعيًا على الص ‪77‬دقة‪ ،‬ف ‪77‬أتى العب ‪77‬اس يستس ‪77‬لفه‪،‬‬
‫فق ‪77‬ال ل ‪77‬ه العب ‪77‬اس‪ :‬إين أس ‪77‬لفت‪ 7‬ص ‪77‬دقة م ‪77‬ايل س ‪77‬نتني‪ ،‬ف ‪77‬أتى الن ‪77‬يب ‪‬‬ ‫احلول)‬ ‫األدلة‬

‫[قط‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬أش‪ /‬قال الغماري‪ :‬له ثالثة ط‪7‬رق كله‪77‬ا يف س‪77‬ندها مق‪7‬ال فقال‪ :‬صدق عمي) [د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬أم‪77‬وا‪ /‬س‪77‬ع‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬كم‪/‬‬
‫وه‪77‬و موق‪77‬وف‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين‪ ،‬وللح‪77‬ديث‪ 7‬ش‪77‬واهد كث‪77‬رية]‪ ،‬فظ‪77‬اهره ال زك‪77‬اة ب ‪77‬ز‪ /‬طب‪ /‬جمم ‪77‬ع‪ /‬ويف س ‪77‬نده مق ‪77‬ال‪ /‬وص ‪77‬ححه احلاكم وال ‪77‬بيهقي وحس ‪77‬نه‬
‫البغوي واأللباين]‪.‬‬ ‫صحيحة حىت حيول عليها احلول‪.‬‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وميكن محل‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز تعجيل إخراج الزكاة)‪ ،‬لفعل العباس ‪ ‬يف احلديث املشهور بكثرة شواهده وطرقه‪ ،‬وهو ّ‬ ‫الراجح‬
‫حديث ابن عمر ‪( ƒ‬للقول األول) على أنَّه‪ :‬ال زكاة واجبة حىت حيول عليها احلول‬
‫من أخرج زكاة ماله قبل أ ْن حيول عليه احلول برأت ِذمته وال إعادة‬ ‫من أخرج زكاة ماله قبل أ ْن حيول عليه احلول (مل) تربأ ِذمته وعليه أن‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عليه‬ ‫خيرجها مرة أخرى إذا حال احلول‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/505‬واملبسوط (‪ ،)2/176‬والبناية (‪ ،)3/363‬والذخرية (‪ ،)3/137‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/159‬واملهذب (‪ ،)1/305‬وشرح‬
‫منتهى اإلرادات (‪ ،)1/451‬وكشاف القناع (‪ )2/265‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪ )5/78‬و (‪ ،)87 /5‬واجلامع الصغري وزيادته (‪)1/1346‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫برقم (‪ ،)13454‬وشرح السنة للبغوي (‪ )6/31‬برقم (‪)516‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫اجلملة اخلامسة (من جتب له الصدقة)‬

‫)املسائل املختلف فيها(‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫‪146‬‬
‫هل جيوز صرف مجيع الزكاة لصنف واحد من املستحقني للزكاة؟‬ ‫‪56‬‬
‫هل حق (املؤلفة قلوهبم) من الزكاة باق إىل اآلن؟‬ ‫‪57‬‬
‫هل جتوز الزكاة على الغين حبال؟‬ ‫‪58‬‬
‫ما وصف (ح ّد) الغين الذي ال حيل له أخذ الزكاة؟‬ ‫‪59‬‬
‫أيهما أشد حاجة‪ ،‬الفقري أم املسكني؟‬ ‫‪60‬‬
‫هل تصرف الزكاة للمساكني يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋﮤﮊ؟‬ ‫‪61‬‬
‫هل تصرف الزكاة لغري اجملاهدين يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮬ ﮭﮮﮊ؟‬ ‫‪62‬‬
‫مقدار ما يُعطى للمسكني الواحد من الزكاة‬ ‫‪63‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل يجوز صرف جميع الزكاة لصنف واحد من المستحقين للزكاة؟‬ ‫مسألةـ (‪)56‬‬
‫نص اهلل تعاىل عليهم يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن املستحقني للزكاة هم مثانية أصناف الذين ّ‬
‫تحرير محل الخالف ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙﮊ [التوبة‪ ،]60:‬واختلفوا هل جيوز أ ْن تصرف مجيع الصدقة إىل صنف واحد من أصناف الزكاة الثمانية‪ ،‬أو هم شركاء فيها ال خيص‬
‫منهم صنف دون صنف؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز صرف الزكاة لصنف واحد‪ ،‬بل يُقسم على األصناف الثمانية‬ ‫جيوز لإلمام أ ْن يصرف الزكاة لصنف واحد من أصناف الزكاة أو أكثر حسب احلاجة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬

‫ظاهر معارضة لفظ اآلية ملعىن الزكاة‬ ‫سبب الخالف‬


‫٭ قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‪ ...‬ﮊ‪ 7،‬ظ‪77‬اهر‬ ‫٭ معىن الزكاة يقتضي أ ْن يُؤثر هبا أهل احلاجة‪ ،‬إذ املقصود منها س ّد اخلَلَّة‪.‬‬
‫أن اهلل اف‪77‬رتض عليهم ص‪77‬دقة‪ ،‬تُؤخ‪77‬ذ من أغني‪77‬ائهم فرُت ّد إىل فق‪77‬رائهم) لفظ اآلية يقتضي القسمة بني مجيع أصناف الزكاة‪.‬‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪ ‬ملا بعث‪77‬ه الن‪77‬يب ‪ ‬إىل اليمن‪( :‬وأعلمهم َّ‬
‫٭ح‪77‬ديث الص‪77‬دائي ‪ :‬ق‪77‬ال‪( :‬أتيت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬فبايعت‪77‬ه‪ ،‬فأت‪77‬اه‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬فقد اقتصر على صنف واحد‪.‬‬
‫إن اهلل مل ي‪77‬رض حبكم‬ ‫رج‪77‬ل فق‪77‬ال‪ :‬أعط‪77‬ين من الص‪77‬دقة‪ ،‬فق‪77‬ال ‪َّ :‬‬ ‫حتمل محالة‪( :‬أقم يا قبيصة حىت تأتينا الصدقة فنأمر لك هبا) [م]‪ ،‬فقد اقتصر ‪ ‬على صنف واحد‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله ‪ ‬لقبيصة ‪ ‬ملا ّ‬
‫فجزأه‪77‬ا مثاني‪77‬ة أج‪77‬زاء‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث علي ‪ :‬ملا بعث من اليمن ب َذ َهب‪77 7‬ة يف تُربته‪77 7‬ا للن‪77 7‬يب ‪( :‬فقس‪77 7‬مها ‪ ‬بني أربع‪77 7‬ة نف‪77 7‬ر؛ األق‪77 7‬رع بن ح‪77 7‬ابس‪ ،‬وعيين‪77 7‬ة ن‪77‬يب وال غ‪77‬ريه يف الص‪77‬دقات ح‪77‬ىت حكم فيه‪77‬ا‪ّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫ف ‪77‬إن كنت من تل ‪77‬ك األج ‪77‬زاء‪ ،‬أعطيت ‪77‬ك ح ّق‪77‬ك) [د‪ /‬طح‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬ويف‬ ‫الفزاري‪ ،‬وعلقمة العامري‪ ،‬وزيد الطائي) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫خص ‪ ‬س‪77‬لمة بن ص‪77‬خر البياض‪77‬ي ‪ ‬بالص‪77‬دقة ملا جع‪77‬ل زوجت‪77‬ه كظه‪77‬ر أم‪77‬ه يف نص‪77‬ف رمض‪77‬ان ملا وق‪77‬ع عليه‪77‬ا‪ ،‬وج‪77‬اء يش‪77‬كو سنده ضعف]‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫ذل‪7‬ك للن‪7‬يب ‪ ،‬فق‪7‬ال ل‪7‬ه‪( :‬ف‪7‬اذهب إىل ص‪7‬احب ص‪7‬دقة ب‪7‬ين رزي‪7‬ق‪ ،‬فق‪7‬ل ل‪7‬ه فلي‪7‬دفع إلي‪7‬ك‪ ،‬ف‪7‬اطعم‪ 7‬س‪7‬تني مس‪7‬كينًا وانتف‪7‬ع من‪7‬ه) [حم‪/‬‬
‫خمتصرا]‪.‬‬
‫ً‬ ‫ت‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬ط‪ /‬طأ‪ /‬ذا‪ /‬وصححه األلباين‪ /‬وذكره البخاري‬
‫القول األول‪( :‬تصرف لصنف واحد) لقوة أدلة القول‪ ،‬أما تعديد أهل الزكاة يف اآلية إمنا ورد لتمييز أهل الصدقات عن غريهم‪ ،‬وليس لتشريكهم يف الصدقة‪َّ ،‬‬
‫وألن صرفها على مجيع األصناف فيه‬
‫خصوصا مع االختالف يف تفسري معىن بعض تلك األصناف‪ ،‬كاخلالف يف معىن ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ‬ ‫مشقة‬ ‫الراجح‬
‫ً‬
‫من كانت عنده ( ‪ )800‬لاير زكاة‪ ،‬مل تربأ ذمته إال بتقسيمها على‬ ‫من كانت عنده (‪ )800‬لاير زكاة فله أ ْن يعطيها لفقري واحد‪ ،‬وتربأ ذمته بذلك‬
‫ثمرة الخالف‬
‫األصناف الثمانية‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/506‬واملبسوط (‪ ،)3/10‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/46‬واملدونة (‪ ،)1/342‬والذخرية (‪ ،)3/140‬واملهذب (‪ ،)1/313‬والبيان (‪ ،)3/429‬والكايف البن قدامة (‪،)1/423‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/462‬البداية يف ختريج أحاديث اهلداية (‪ ،)5/93‬وتفسري القرطيب (‪)8/167‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل حق (المؤلفة قلوبهم) من الزكاة ٍ‬
‫باق إلى اآلن؟‬ ‫مسألةـ (‪)57‬‬
‫أن الزكاة تدفع إىل األصناف الثمانية املذكورين يف سورة التوبة‪( ،‬آية‪ ،)60:‬ومنهم املؤلفة قلوهبم‪( :‬وهم الذين يتألَّفهم اإلمام على‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫احلق ‪-‬أي حق املؤلفة قلوهبم‪ -‬شرع مستمر أو ذلك خاص بزمن النيب ‪‬؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اإلسالم)‪ ،‬واختلفوا هل هذا ّ‬
‫حق املؤلفة قلوهبم ٍ‬
‫باق إىل قيام الساعة‬ ‫(ال) مؤلفة قلوهبم بعد زمن النيب ‪‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫‪145‬‬
‫هل سهم املؤلفة قلوهبم خاص بالنيب ‪ ،‬أو عام لسائر األمة؟‪ ،‬وهل جيوز لإلمام يف حال دون حال أو يف كل األحوال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ هذا السهم خاص بالنيب ‪ ‬وهو يف حال ضعف األمة ال يف حال القوة‪ ،‬فال حاجة له مع ٭ هذا السهم عام لألم‪7‬ة‪ ،‬فاألص‪7‬ل يف فعل‪7‬ه ‪ ‬التش‪7‬ريع‬
‫وليس اخلص‪77 7‬وص‪ ،‬وال دلي‪77 7‬ل على اخلصوص‪77 7‬يه ب‪77 7‬ه ‪.‬‬ ‫أعز اهلل تعاىل اإلسالم وأغىن عنهم‪.‬‬ ‫قوة اإلسالم‪ ،‬فهو من باب املصلحة‪ ،‬وقد ّ‬
‫(أن مش‪77‬ركا ج‪77‬اء يلتمس من‪77‬ه م ‪7‬ا ‪ ،‬فلم يعط‪77‬ه‪ ،‬وق‪77‬ال‪ :‬ﮋ ﭷ ﭸ وق ‪77 7 7 7‬د ثبت عن ‪77 7 7 7‬ه ‪( :‬أنَّه أعطى املؤلف ‪77 7 7 7‬ة قل ‪77 7 7 7‬وهبم من‬
‫‪ ‬روي عن عم‪77‬ر ‪َّ :‬‬
‫اًل‬ ‫ً‬
‫(أن عيين ‪77‬ة واألق ‪77‬رع ج ‪77‬اءا يطلب ‪77‬ان من أيب بك ‪77‬ر أرض ‪7‬ا‪ ،‬املسلمني والكفار) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ ‪ ،‬ومثل ‪77‬ه‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫ً‬
‫فكتب لعم‪77‬ر كتابً‪77‬ا فمزق‪77‬ه وق‪77‬ال‪ :‬ه‪77‬ذا ش‪77‬يء ك‪77‬ان يعطيكم‪77‬وه رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬تألي ًف‪77‬ا لكم ‪  ،...‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋﮡ ﮢ ﮣ‪ ...‬ﮧ‬
‫ف ‪77‬إ ْن تبتم وإال بينن ‪77‬ا وبينكم الس ‪77‬يف) ومل ينك ‪77‬ر أح ‪77‬د من الص ‪77‬حابة ذل ‪77‬ك)‪[ .‬ذك ‪77‬ره أص ‪77‬حاب ﮨﮊ [التوبة‪ ،]60:‬وهي آخر ما ن‪77‬زل من الق‪77‬رآن‪،‬‬
‫ومل يرد هلا نسخ‪.‬‬ ‫خمتصرا‪ /‬ط]‪.‬‬
‫التفاسري وهو عند (ش) ً‬
‫القول الثاين‪( :‬حق املؤلفة قلوهبم باق)‪ ،‬وال دليل على خصوصية ذلك للنيب ‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬واألظهر أنَّه عام)‪ .‬واآلن تقوم مكاتب‬
‫الراجح‬
‫دعوة اجلاليات هبذا العمل‪ ،‬وأفىت غري واحد من العلماء املعاصرين جبواز صرف الزكاة لتلك املكاتب‬
‫صحت منه‬
‫بعضا من زكاته إىل املؤلفة قلوهبم ّ‬
‫من دفع ً‬ ‫بعضا من زكاته إىل املؤلفة قلوهبم مل تصح منه وعليه إخراج غريها‬
‫من دفع ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وبرأت ذمته‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/507‬واملبسوط (‪ ،)3/6‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/296‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري (‪ ،)1/495‬وحاشية الزرقاين (‪،)2/177‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫واملستوعب (‪ ،)3/351‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)1/249‬وتفسري القرطيب (‪ ،)8/178‬وتفسري ابن كثري (‪)4/167‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل تجوز الزكاة على الغني بحال؟‬ ‫مسألة (‪)58‬‬
‫اتفقوا على وجوب الزكاة على الفقري لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‪ ...‬ﮊ [التوبة‪ ،]60:‬واتفقوا أنَّه (ال) جتوز لغين‪ ،‬واختلفوا يف أصناف من‬ ‫تحرير محل‬
‫األغنياء هل جتوز هلم الزكاة أم ال؟‪ ،‬ومنهم‪ :‬الغين الغازي يف سبيل اهلل‪ ،‬والغين العامل على الصدقات‪ ،‬والغين الغارم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫حتل الزكاة لغين مطل ًقا‪ /‬ابن القاسم (مالكي)‬


‫ـ ـ ـ ـ (ال) ّ‬ ‫حتل الزكاة للمجاهد والعامل ‪-‬ومثله القاضي ومن يف معناه‪ -‬على الصدقة والغارم ولو‬
‫ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ـ ـ ـ (ال) يصرف من الزكاة للغازي الغين‪ /‬أبو حنيفة‬ ‫كانوا أغنياء‪ /‬اجلمهور‬ ‫‪145‬‬

‫هل العلة يف إجياب الزكاة لألصناف املنصوص عليها يف اآلية‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ [التوبة‪ ،]60 :‬هي احلاجة فقط‪ ،‬أو احلاجة واملنفعة العامة؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث عط‪77‬اء بن يس‪77‬ار مرس‪7‬اًل ق‪77‬ال ‪( :‬ال حتل الص‪77‬دقة لغ‪77‬ين إال خلمس‪77‬ة‪ :‬لغ‪77‬از يف س‪77‬بيل ٭ تعترب العلة يف إجياب الصدقة لألصناف الثمانية‪ ،‬احلاجة فقط‪.‬‬
‫اهلل‪ ،‬أو لعام‪77‬ل عليه‪7‬ا‪ ،‬أو لغ‪7‬ارم‪ ،‬أو لرج‪77‬ل اش‪7‬رتاها مبال‪7‬ه‪ ،‬أو لرج‪7‬ل ل‪77‬ه ج‪7‬ار مس‪77‬كني‪ ،‬فتُص‪77‬دق ‪ ‬ح ‪77‬ديث مع ‪77‬اذ ‪ ‬ملا بعث ‪77‬ه الن ‪77‬يب ‪ ‬إىل اليمن ق ‪77‬ال‪( :‬وأعلمهم َّ‬
‫أن‬
‫على املس‪77 7‬كني‪ ،‬فأه‪77 7‬دى املس‪77 7‬كني للغ‪77 7‬ين) [د‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪ /‬حم‪ /‬من‪ /‬ق ‪77 7‬ط‪ /‬كم‪ /‬خ‪77 7‬ز‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬مت‪ /‬طـأ‪ /‬اهلل افرتض عليهم صدقة تُؤخ‪77‬ذ من أغني‪7‬ائهم وت‪77‬رد إىل فق‪77‬رائهم) [خ‪/‬‬
‫رد عليه حبال‪.‬‬‫فدل أن الزكاة تُؤخذ من الغين‪ ،‬وال تُ ّ‬
‫م]‪ّ ،‬‬ ‫دل احلديث على استثناء أصناف ولو كانوا أغنياء‪.‬‬ ‫وصححه غري واحد]‪ّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫ِ‬
‫٭ تُعترب العلة يف إجياب الصدقة لألصناف الثمانية هي احلاجة‪ ،‬واملنفعة العام‪77‬ة‪ ،‬فاملنفع‪77‬ة العام‪77‬ة ‪ ‬ح ‪77‬ديث عب ‪77‬د اهلل بن عم ‪77‬رو ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ال ّ‬
‫حتل الص ‪77‬دقة لغ ‪77‬ين‪،‬‬
‫ول‪77‬ذي ِ‪7‬م َّ‪7‬رة س‪77‬وي) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬خ‪77‬ز‪ /‬ب‪77‬ر‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين‬ ‫للعامل‪ 7‬عليها وحنوه‪ ،‬واحلاجة لسائر األصناف‪.‬‬
‫واألرنؤوط وغريمها]‪ ،‬وهذا عام لكل غين‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حتل للمجاهد والعامل والغارم ولو كان غنيًا)؛ لصحة احلديث الذي استثىن هذه األصناف‪ ،‬إال أنَّه ال ينبغي التوسع يف ذلك‬ ‫الراجح‬
‫حيل‬
‫(ال) تصح الزكاة لغين‪ ،‬ولو ذهبت إليه ال حيل له أخذها‪ ،‬وال ّ‬ ‫من أمره احلاكم جبمع الزكوات وكان ذا مال فهو مستحق‪ 7‬أ ْن يصرف له من الزكاة‪ .‬وحتل‬
‫دفعها إليه وال تربأ الذمة بذلك‪ .‬ليس لويل األمر أن يصرف من‬ ‫الزكاة لكل من يقدم منفعة عامة للمسلمني‪ ،‬كالقضاة وغريهم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الزكاة للعاملني عليها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/508‬واملبسوط (‪ ،)3/9‬وبدائع الصنائع (‪ ،)3/42‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)75‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/233‬والبيان (‪ ،)3/427‬وشرح منتهى‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫اإلرادات (‪ ،)1/458‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/95‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫ما وصف (ح ّد) الغني الذي ال يحل له أخذ الزكاة؟‬ ‫مسألةـ (‪)59‬‬
‫حتل للغين ‪-‬إال ما استثين يف املسألة السابقة‪ -‬واختلفوا يف وصف الفقر والغىن‪ ،‬حبيث إذا وصف به الشخص ال‬ ‫هَّن‬
‫اتفق األئمة األربعة األئمة على وجوب الزكاة للفقري‪ ،‬وعلى أ ا ال ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫فقريا بل غنيًا عن الزكاة‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫يكون ً‬ ‫الخالف‬

‫الفقري من ال يقدر على الكسب وال جيد كفايته وليس له‬ ‫ليس يف وصف الغىن والفقر‬ ‫من ملك نصاب الزكاة فهو غين‬ ‫املانع من أخذ الزكاة أقل ما ينطلق‪7‬‬
‫دخل ثابت وال ميلك مخسني درمهًا أو قيمتها من الذهب‬ ‫ح ّد‪ ،‬وذلك راجع لالجتهاد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫عليه اسم الغين‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أمحد‬ ‫مالك‬ ‫الشافعي‬
‫هل الغىن املانع من الزكاة هو معىن شرعي‪ ،‬أم معىن لغوي؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث عب‪77‬د اهلل بن مس‪77‬عود ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬من س‪77‬أل ول‪77‬ه م‪77‬ا‬ ‫ألن الغ ‪77‬ىن مع ‪77‬ىن ش ‪77‬رعي‪ ،‬فيك ‪77‬ون ح ‪77‬ده ٭ الغىن والفقر غري حمدود فهو‬ ‫ألن الغ ‪77‬ىن مع ‪77‬ىن لغ ‪77‬وي‪ ،‬فيعت ‪77‬رب في ‪77‬ه ٭ َّ‬‫٭ َّ‬
‫يغنيه جاء يوم القيامة خدوش ‪-‬كدوم‪ -‬يف وجهه‪ ،‬فقيل يا رس‪7‬ول‬ ‫خيتلف باختالف احلاالت‬ ‫النصاب‪ ،‬فمن وجده فهو غين‪.‬‬ ‫أقل ما ينطلق عليه اسم الغين‪.‬‬ ‫ّ‬
‫درمه‪7‬ا أو قيمته‪7‬ا من ال‪7‬ذهب)‪ ،‬ورواي‪7‬ة‪:‬‬
‫ً‬ ‫مخسون‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الغىن؟‪،‬‬ ‫ما‬ ‫اهلل‬ ‫واألزمنة‪،‬‬ ‫واألمكنة‬ ‫واألشخاص‬ ‫مرفوع ‪77‬ا‪( :‬ف ‪77‬أخربهم‬ ‫ظ فيه‪77‬ا ‪ ‬ح ‪77‬ديث مع ‪77‬اذ ‪‬‬ ‫‪ ‬ق‪77‬ال ‪ ‬عن الزك‪77‬اة‪( :‬ال ح ‪ّ 7‬‬
‫ً‬
‫ف‪ ،...‬وك‪7‬انت األوقي‪7‬ة على عه‪7‬د‬ ‫َأ‬
‫حْلَ َ‬ ‫فقد‬ ‫أوقية‬ ‫قيمة‬ ‫وله‬ ‫سأل‬ ‫(من‬ ‫كل‬ ‫االجتهاد‬ ‫إىل‬ ‫ذلك‬ ‫فريجع‬ ‫من‬ ‫‪7‬ذ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫خ‬‫ؤ‬‫ُ‬‫ت‬ ‫‪7‬دقة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫عليهم‬ ‫‪7‬رض‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ف‬ ‫اهلل‬ ‫أن‬ ‫حم‪/‬‬ ‫ن‪/‬‬ ‫لغين وال لقوي مكتسب) [د‪/‬‬
‫درمه‪77‬ا) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬ش‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬طح‪/‬‬ ‫رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬أربعني ً‬ ‫‪7‬رد إىل فق‪77‬رائهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ف‪77‬إذا حبسبه‪.‬‬ ‫حب‪ /‬ن‪ /‬ق ‪77 7‬ط‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬س ‪77 7‬نن‪ /‬وص‪77 7‬ححه أغني‪77‬ائهم وتُ‪ّ 7‬‬ ‫األدلة‬
‫جزم‪7‬ا مبجم‪7‬وع طرق‪7‬ه‪ ،‬وحس‪7‬نه‬
‫ً‬ ‫‪7‬حيح‬ ‫ص‬ ‫‪7‬اري‪:‬‬‫م‬‫الغ‬ ‫قال‬ ‫طب‪/‬‬ ‫كم‪/‬‬ ‫قط‪/‬‬ ‫ظ فيه‪77‬ا لغ‪77‬ين)‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث‪( :‬ال ح ‪ّ 7‬‬ ‫أن‬ ‫وجب‬ ‫‪7‬اب‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫الن‬ ‫أهل‬ ‫هم‬ ‫األغنياء‬ ‫كان‬ ‫‪7‬أطلق‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ف‬ ‫وغريمها]‪،‬‬ ‫‪7‬ؤوط‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ن‬ ‫واألر‬ ‫‪7‬اين‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ب‬ ‫األل‬
‫أطل‪77 7 7‬ق اللف‪77 7 7‬ظ ومل يقي‪77 7 7‬د ف‪77 7 7‬ريجع الرتمذي وصححه احلاكم واأللباين]‪.‬‬ ‫اسم الغين ومل حيدده فشمل أقل الغىن‪ .‬يكون الفقراء ضدهم‪.‬‬
‫دل على‬ ‫ظ فيها لغين وال لقوي مكتس‪77‬ب)‪ّ ،‬‬ ‫‪ ‬حديث‪( :‬الح ّ‬ ‫لالجتهاد‪.‬‬
‫فقريا‪.‬‬
‫يسمى ً‬ ‫أن من يستطيع الكسب ببدنه ال َّ‬ ‫َّ‬
‫أن منيِّز بني الفقري والغين‪ ،‬ومع هذا يراعى‬ ‫القول الثاين والرابع‪( :‬الفقري من ليس عنده نصاب‪ ،‬وال يقدر على الكسب)‪ ،‬فمن انطبقت عليه هذين القيدين فهو فقري‪ ،‬وهبذا نستطيع َّ‬
‫كثريا‬ ‫العرف يف ذلك‪َّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫فإن ادعاء الفقر وطلب الزكاة أصبح اآلن مما استهان به الناس ً‬
‫ال يأخذ الزكاة َمن ملك‪ )50( 7‬درمهًا‪ ،‬وال يأخذها كل‬ ‫الفقري هو من ال مال له وال كسب‪ 7‬من ملك نصاب الزكاة فهو غين ال حتل خيتلف املستحق للزكاة من بلد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫َّكسب ولو مل يكن عنده مااًل ‪،‬‬
‫إىل آخر فقد يكون يف هذا البلد شاب له قدرة بدنية على الت ُّ‬ ‫له الزكاة‪ ،‬سواء كان موظ ًفا براتب‬ ‫أصاًل ‪ ،‬أو له مال ال يكفيه‪ ،‬ومن كان‬
‫حيل دفع الزكاة هلم‪ ،‬ومن كان موظ ًفا براتب شهري مل‬ ‫فقريا ويف بلد آخر موظ ًفا وال ّ‬ ‫موظ ًفا ً‬ ‫شهري أو غري موظف‬ ‫موظ ًفا براتب شهري يكفيه مع عياله‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫حتل له الزكاة‬ ‫غنيًا والراتب نفسه‬ ‫فال حتل له الزكاة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/509‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/48‬والبيان (‪ ،)3/411‬واجملموع (‪ ،)6/190‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري‪)5/98( 7‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫أيهما ُّ‬
‫أشد حاجةً الفقير أم المسكين؟‬ ‫مسألة (‪)60‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن الفقري واملسكني كالمها ممن جتب له الزكاة‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡﮢ ﮣ ﮤ‪ ...‬ﮊ [التوبة‪ ،]60:‬واختلفوا أيهما أشد حاجة؛ الفقري أم‬ ‫تحرير محل‬
‫املسكني؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬

‫الفقري واملسكني امسان ملعىن واحد‬ ‫الفقري أشد حاجة من املسكني‬ ‫املسكني أشد حاجة من الفقري‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫وال فرق‪ /‬مالك (ابن القاسم)‬ ‫أبو حنيفة (مرجوح)‪ /‬الشافعي (املعتمد)‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة (املذهب)‪ /‬مالك (البغداديون)‬ ‫‪145‬‬

‫هل داللة لفظ الفقري غري لفظ املسكني‪ ،‬أم مها من املرتادفات اللغوية؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮊ [البل‪77‬د‪ ،]16:‬أي لص‪77‬ق ‪ ‬قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮊ ٭ ليس للفق‪77 7 7 7‬ري واملس‪77 7 7‬كني دالل‪77 7 7‬ة‬
‫ش ‪77 7‬رعية‪ ،‬وب‪77 7 7‬النظر اللغ ‪77 7‬وي جندمها‬ ‫[الكهف‪ ،]79:‬ومالك السفينة أفضل‪ 7‬من الذي ال شيء له‪.‬‬ ‫بالرتاب‪ ،‬وهذا يدل على أنَّه أكثر حاجة من الفقري‪.‬‬
‫امسان ملعىن واح‪7‬د‪ ،‬فال ف‪7‬رق بينهم‪7‬ا‬
‫‪ ‬ح ‪77 7 7‬ديث أيب هري ‪77 7 7‬رة ‪ ‬ق ‪77 7 7‬ال ‪( :‬ليس املس ‪77 7 7‬كني ال ‪77 7 7‬ذي ‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ ب‪77‬دأ اهلل تع‪77‬اىل‬
‫إ ًذا‪.‬‬
‫‪7‬رده اللقم‪77‬ة واللقمت‪7‬ان‪ ،‬والتم‪77‬رة والتمرت‪7‬ان‪ ،‬بذكر الفقري‪ّ ،‬‬
‫فدل أ ّن حاجته أعظم‪.‬‬ ‫يطوف على الن‪7‬اس ت‪ُّ 7‬‬
‫ولكن املسكني الذي ال جيد غىن يُغنيه‪ ،‬وال يُفطن به‪ ،‬فيتصدق ‪َّ ‬‬
‫ألن الرس‪77 7‬ول ‪ ‬اس‪77 7‬تعاذ من الفق‪77 7‬ر‪( :‬اللهم إين أع‪77 7‬وذ ب‪77 7‬ك من الفق‪77 7‬ر‬ ‫األدلة‬
‫علي ‪77‬ه‪ ،‬وال يق ‪77‬وم فيس ‪77‬أل الن ‪77‬اس) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فوص ‪77‬ف املس ‪77‬كني مبا والقلّ‪77‬ة وال ّذل‪77‬ة ‪[ )...‬د‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين]‪ ،‬وس‪77‬أل‬
‫اهلل تعاىل املسكنة‪( :‬اللهم أحي‪77‬ين مس‪77‬كينًا‪ ،‬وأمت‪77‬ين مس‪77‬كينًا‪ ،‬واحش‪77‬رين يف‬ ‫يدل على أنَّه ال ميلك شئيًا‪.‬‬
‫نصت على اسم املسكني كقوله ‪( :‬فه‪77‬ل زم ‪77‬رة املس ‪77‬اكني) [ت‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬كم‪ /‬طب‪ /‬وص ‪77‬ححه األلب ‪77‬اين‪ ،‬وال ‪77‬ذهيب‬‫‪ ‬الكفارات كلها ّ‬
‫جتد إطع‪77‬ام مس‪77‬كينًا) [خ‪ /‬م]‪( ،‬من أطعم الي‪77‬وم منكم مس‪77‬كينًا) وغريمها]‪ ،‬فلو كان املسكني أسوأ حااًل من الفقري لتناقض اخلربان‪.‬‬
‫فدل أنه أشد حاجة‪.‬‬
‫[م]‪( ،‬فأطعم ستني مسكينًا) [م]‪ّ ،‬‬
‫القول الثاين‪( :‬الفقري أشد حاجة)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬فقد أثبت اهلل تعاىل امللك للمساكني دون الفقراء وإ ْن كان اسم املسكني والفقري يدالن لغة على معىن واحد‬ ‫الراجح‬
‫من كان من أهله شخص فقري‬ ‫من كان من أهله شخص فقري وآخر مسكني أعطى زكاته للفقري‪.‬‬ ‫من كان من أهله شخص فقري وآخر مسكني أعطى زكاته‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وآخر مسكني أعطى زكاته‬ ‫(وعند الشافعي)‪ :‬أعطي املسكني منها مع تقدمي الفقري عليه‬ ‫للمسكني إ ْن كانت الزكاة ال تكفيهما‬
‫إليهما شاء أو ألحدمها حسب‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫املصلحة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/510‬واملبسوط (‪ ،)3/8‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/43‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/326‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)74‬والبيان (‪ ،)3/408‬والكايف البن قدامة (‬
‫‪ ،)1/424‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/453‬وتفسري القرطيب (‪)20/70‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل تصرف الزكاة للمكاتَب في قوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮩ ﮪ ﮊ؟‬ ‫مسألة (‪)61‬‬
‫فك الرقبة للعبيد من مصارف الزكاة الثمانية‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‪ ....‬ﮊ [التوبة‪ ،]60 :‬واختلفوا يف‬ ‫أن ّ‬‫اتفقوا على َّ‬
‫حرا)‪ ،‬هل هو داخل يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮩ ﮪﮊ؟‪،‬‬
‫جنوما ليصري ً‬
‫عقدا على أ ْن يدفع مبلغًا من املال ً‬
‫املكاتب (العبد الذي عقد بينه وبني سيده ً‬ ‫تحرير محل‬
‫واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫‪145‬‬
‫ﮋ ﮩ ﮪﮊ‬ ‫يدخل املكاتب يف مصرف‬ ‫(ال) يدخل املكاتب يف مصرف (ويف الرقاب)‪ ،‬فهو للعبيد‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫كاملي العبودية يعتقهم اإلمام ويكون والئهم للمسلمني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫هل يتناول لفظ (الرقاب) من كاتب نفسه‪ ،‬أو يكون للعبيد قبل الكتابة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‪  ....‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‪ ....‬ﮩ ﮪﮊ‪ ،‬لف‪77‬ظ الرق‪7‬اب‬
‫عبدا حىت يدفع ما تعاقد عليه مع سيده‪.‬‬ ‫دل على أن‪7‬ه أراد يتناول العبد ويتناول املكاتب فهو ما زال ً‬ ‫ﮩ ﮪﮊ‪َّ ،‬‬
‫ألن اهلل تعاىل ملا ذك‪7‬ر الرقي‪7‬ق ّ‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬الزكاة ال جتزئ إال أ ْن يكون فيها متليك‪ ،‬وما يدفع للمكاتبة هو متليك‪ ،‬فيصح‪.‬‬ ‫العتق الكامل‪.‬‬
‫جر املنفعة (الوالء) للمالك‪ ،‬فيجوز‪.‬‬
‫‪ ‬ليس يف الدفع للمكاتب شبهة ّ‬
‫َأعتِ ِق نَ َس َمةَ َوفُ َّ‬
‫ك‬ ‫لفك رقبة العبد‪ ،‬لقوله ‪ ‬لرجل ملا جاء يسأل عن عمل يقربه إىل اجلنة قال‪ْ ( :‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز الدفع للمكاتب)‪ ،‬كما جيوز الدفع ّ‬ ‫الراجح‬
‫وفك الرقيق أن تعني يف مثنها) [قط]‬
‫ر َقبَة؛ عتق النَّسمة أن تنفرد بعتقها‪ّ ،‬‬
‫من دفع زكاة ماله يف أقساط بقيت على عبد مكاتب فزكاته صحيحة وبرئت ذمته‬ ‫من دفع زكاة ماله يف أقساط بقيت على عبد مكاتب فعليه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أن يعيد إخراج زكاته‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)8/510‬واملبسوط (‪ ،)3/9‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/45‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/326‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/232‬والبيان (‪،)3/419‬‬
‫واجملموع (‪ ،)6/200‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/425‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/456‬وتفسري القرطيب (‪ ،)8/182‬وتفسري ابن كثري (‪)4/168‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
146

www.alukah.net 145
‫هل تُصرف الزكاة لغير المجاهدين في قوله تعالى‪ :‬ﮋ ﮬ ﮭﮮ ﮊ؟‬ ‫مسألة (‪)62‬‬
‫أن ِم ْن مصارف الزكاة الثمانية‪ ،‬يف سبيل اهلل‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮬ ﮭ ﮮ‪ ...‬ﮊ [التوبة‪ ،]60:‬واتفقوا‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫على جواز دفع الزكاة للمجاهد محاًل لقوله‪ :‬ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮊ على اجملاهد واملرابط‪ ،‬واختلفوا هل تصرف لغري اجملاهد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫املراد بقوله‪ :‬ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ اجملاهد واحلاج واملعتمر‬ ‫املراد بقوله‪ :‬ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ اجملاهد واملرابط فقط‬
‫أمحد (املذهب)‪ /‬حممد بن احلنفية (حنفي)‬ ‫فقريا)‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (واشرتط أ ْن‬
‫أبو حنيفة (واشرتط أ ْن يكون ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬

‫يكون يف بلد الصدقة)‪ /‬أمحد (رواية)‬


‫هل يشمل (يف سبيل اهلل) اجملاهد واحلاج‪ ،‬أم اجملاهد فقط؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫حتل الص ‪77‬دقة إال ‪ ‬حديث أيب الس ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬محلن‪7‬ا الن‪7‬يب ‪ ‬على إب‪77‬ل الص‪7‬دقة للحج) [ج]‪،‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عط ‪77‬اء بن يس ‪77‬ار مرس‪7 7‬اًل ‪ :‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ال ّ‬
‫أن الزكاة تدفع للحاج وإال ما جاز محل احلاج عليها‪.‬‬ ‫خلمس؛ لغا ٍز يف سبيل اهلل‪ ،‬أو لعامل عليها‪ ،‬أو لغارم ‪[ )...‬د‪ /‬جه‪ /‬فدل على َّ‬
‫حم‪ /‬من‪ /‬ق ‪77 7‬ط‪ /‬كم‪ /‬خ ‪77 7‬ز‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬مت‪ /‬ط ‪77 7‬أ‪ /‬وص ‪77 7‬ححه احلاكم ووافق ‪77 7‬ه ‪ ‬نُقل عن ابن عباس ‪ ƒ‬أنَّه قال‪( :‬يُعتق من زكاة ماله ويُعطي يف احلج) [خ]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫دل احلديث على إعط‪77‬اء اجملاه‪77‬د من الزك‪77‬اة (غنيً‪77‬ا ك‪77‬ان أو ‪ ‬عن أيب نعيم قال‪ :‬ت‪7‬ويف رج‪7‬ل وأوص‪7‬ى مبال‪7‬ه يف س‪7‬بيل اهلل‪ ،‬فق‪7‬ال ابن عم‪7‬ر ‪:ƒ‬‬ ‫ال‪77‬ذهيب]‪ّ ،‬‬
‫(آم ‪77 7‬رهم أ ْن ينفق ‪77 7‬وه على ق ‪77 7‬وم ص ‪77 7‬احلني‪ ،‬وعلى حج ‪77 7‬اج بيت اهلل‪ ،‬أولئ ‪77 7‬ك وف ‪77 7‬د‬ ‫مفسرا‪ 7‬لآلية‪ :‬ﮋ ﮬ ﮭ ﮮ ﮊ‪.‬‬
‫فقريا)‪ ،‬فيكون هذا احلديث ً‬
‫ً‬
‫الرمحن) [ذكره الفاكهي يف أخبار مكة]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬تصرف الزكاة للمجاهد‪ 7‬والغازي)‪ ،‬وال يتوسع يف معىن (يف سبيل اهلل)‪ ،‬فهو ظاهر يف اجلهاد ولوازمه‪ ،‬وقد توسع الناس يف تفسري (يف‬
‫الراجح‬
‫سبيل اهلل) إىل ما هو أكثر مما ذكر من أصناف يف املسألة‪ ،‬فأدخلوا فيه املساجد ودور حتفيظ القرآن وغريها‬
‫من دفع زكاته للحاج أو املعتمر برأت ذمته وسقطت عنه‬ ‫من دفع زكاته للحاج أو املعتمر‪ ،‬مل تربأ ذمته ومل تسقط عنه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/511‬وتفسري الطربي (‪ ،)8/168‬واملبسوط (‪ ،)3/10‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/46‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/327‬والقوانني الفقهية‬ ‫مراجع المسألة‬
‫(ص‪ ،)75‬والبيان (‪ ،)3/426‬واجملموع (‪ ،)6/212‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/426‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/458‬واإلنصاف (‪ ،)3/167‬وأخبار مكة للفاكهي‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
)890( ‫) برقم‬1/412(

146

www.alukah.net 145
‫مقدار ما يُعطى للمسكين الواحد من َّ‬
‫الزكاة‬ ‫مسألةـ (‪)63‬‬
‫أن (العامل) على الزكاة إمنا يأخذ بقدر‪ 7‬عمله‪ ،‬وكذلك يُعطى (الغارم) بقدر ما عليه من َدين إذا كان يف طاعة ويف غري سرف‪ ،‬بل يف أمر ضروري‪ ،‬ويعطى (ابن السبيل) ما‬ ‫ال خالف عند الفقهاء َّ‬
‫حيمله إىل بلده‪ ،‬ويعطى (الغازي) ما حيمله إىل مغزاه عند من جعل ابن السبيل هو الغازي‪ .‬واختلفوا فيما يُعطى (للمسكني)‪ 7‬الواحد‪ ،‬مع َّ‬
‫أن أكثرهم جممعون على أنَّه (ال) يُعطى عطيةً يصري هبا من‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫الغىن يف مرتبة من ال جتوز له الزكاة‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬
‫خادما إ ْن‬
‫يُعطى ما يبتاع به ً‬ ‫(ال) يُعطى أكثر من مخسني درمهًا‬ ‫يُعطى مبقدار (ال) يصل نصاب الصدقة‬ ‫يُعطى كفايته مدة سنه أو مدة حياته‬ ‫ليس فيما يُعطى املسكني ح ّد‬
‫كان ذا عيال وكانت الزكاة‬ ‫أو ما يُقيم حرفته أو جتارته إ ْن كان‬ ‫وهو مرتوك لالجتهاد‬
‫‪145‬‬
‫األقوال‬
‫أمحد (رواية)‪ /‬الثوري‬ ‫أبو حنيفة‬
‫ونسبتها‬
‫كثرية‪ /‬الليث‬ ‫تاجرا‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫حمرتفًا أو ً‬ ‫مالك‬
‫(املذهب)‬
‫كأن هذه املسألة تبىن على معرفة أول مراتب الغِىن‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬لعل‪77 7 7 7‬ه نظ‪77 7 7 7‬ر إىل الع‪77 7 7‬رف‪،‬‬ ‫ألن من مل‪77‬ك مخس‪77‬ني درمهً‪77‬ا فه‪77‬و غ‪77‬ين‪ ،‬حلديث‪:‬‬ ‫ألن من مل‪77‬ك نص‪77‬ابًا فه‪77‬و غ‪77‬ين‪ ،‬وال جتوز ‪َّ ‬‬‫ألن املس ‪77‬تحق للزك ‪77‬اة ه ‪77‬و أق ‪77‬ل م ‪77‬ا ‪َّ ‬‬
‫حد الغىن والفقر غري حمدود ‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن َّ‬
‫أن من مل جيد اخلادم‬ ‫ف‪77‬العرف َّ‬ ‫ينطل ‪77‬ق علي ‪77‬ه اس ‪77‬م الفق ‪77‬ري‪ ،‬ف ‪77‬إذا ك ‪77‬ان الزكاة للغين حلديث مع‪7‬اذ ‪( :‬ف‪7‬أخربهم َّأن (من س‪7‬أل ول‪7‬ه م‪7‬ا يغني‪7‬ه ج‪7‬اء ي‪7‬وم القيام‪7‬ة خ‪7‬دوش يف‬ ‫وخيتلف باختالف احلاالت‬
‫وه ‪77‬و حباج ‪77‬ة إلي ‪77‬ه فه ‪77‬و فق ‪77‬ري‪،‬‬ ‫ك‪77‬ذلك فيُعطى م‪77‬ا يُغني‪77‬ه عن الس‪77‬ؤال‪ ،‬اهلل ف ‪77‬رض عليهم ص ‪77‬دقة تُؤخ ‪77‬ذ من أغني ‪77‬ائهم وجه‪77 7‬ه‪ ،‬فقي ‪77 7‬ل‪ :‬ي ‪77 7‬ا رس‪77 7‬ول اهلل‪ :‬م‪77 7‬ا الغ‪77 7‬ىن؟‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪:‬‬ ‫واألشخاص واألمكنة واألزمنة‪،‬‬
‫ومن ك ‪77‬ان عن‪77 7‬ده خ ‪77‬ادم فه ‪77‬و‬ ‫مخس ‪77‬ون درمهً ‪77‬ا أو قيمته ‪77‬ا من ال ‪77‬ذهب) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪/‬‬ ‫فرتد إىل فقرائهم) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫فيُعطى حسب االجتهاد مبا يقدَّر به س‪77‬واءٌ س‪77‬نة أو م ‪ّ 7‬دة حيات‪77‬ه أو م‪77‬ا يُقيم ّ‬ ‫األدلة‬
‫غين ال حاجة له بالزكاة‪.‬‬ ‫ج‪77 7 7 7 7 7‬ه‪ /‬ش‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬طح‪ /‬ق‪77 7 7 7 7 7‬ط‪ /‬كم‪ /‬طب‪ /‬ق‪77 7 7 7 7 7‬ال‬ ‫به حرفته وجتارته‪.‬‬ ‫حاله وكل حبسبه‪.‬‬
‫جزم‪77 7‬ا مبجم ‪77 7‬وع طرق ‪77 7‬ه‪ ،‬وحس ‪77 7‬نه‬
‫الغم ‪77 7‬اري‪ :‬ص ‪77 7‬حيح ً‬
‫الرتمذي وصححه احلاكم واأللباين]‪.‬‬
‫أيضا يف ذلك العرف (القول األول)‬
‫القول الثاين‪( :‬يعطى املسكني كفايته مدة سنة)‪ ،‬ولعل هذا هو املقصود من الزكاة‪ ،‬وهو إغناء الناس عن السؤال والتفرغ ألمور حياهتم وعبادهتم‪ .‬ولو قلنا يُراعى ً‬ ‫الراجح‬
‫ومل حن ّد فيه شيًئا فذلك حسن‬
‫يُقدِّر صاحب الزكاة مثن‬ ‫يُقدِّر صاحب الزكاة حاجة املستحق ال يتجاوز صاحب الزكاة إعطاء املستحق ال يُعطي صاحب الزكاة املستحق أكثر مما يعادل‬ ‫يُقدِّر صاحب الزكاة حاجة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫خادم فيعطيه املستحق‬ ‫(‪ )50‬درمهًا‬ ‫أكثر من نصاب وإن كان مستح ًقا ألكثر‬ ‫ملدة سنة كاملة فيعطيه إياها‬ ‫املستحق ويعطيه دون حد معني‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/511‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/48‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/328‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/228‬والبيان (‪ ،)3/409‬واجملموع (‪ ،)6/197‬والشرح الكبري (‪ ،)7/255‬واملغين (‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫‪ )4/117‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/427‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/453‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪)5/98‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كتاب زكاة الفطر‬

‫‪145‬‬

‫ويشمل اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬معرفة حكم (زكاة الفطر)‬
‫ثانيًا‪ :‬معرفة تجب عليه (زكاة الفطر)‬
‫ثالثًا‪ :‬كم تجب عليه (زكاة الفطر)‪ ،‬وما ذا تجب عليه؟‬
‫رابعا‪ :‬متى تجب عليه (زكاة الفطر)؟‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬متى تجوز له (زكاة الفطر)؟‬
‫ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب زكاة الفطر‬
‫أحرارا‪.‬‬
‫عبيدا‪ 7‬أو ً‬
‫كبارا‪ً ،‬‬
‫صغارا أو ً‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن املسلمني هم املخاطبون‪ 7‬بزكاة الفطر‪ ،‬ذكرانا ًكانوا أو إناثًا‪ً ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬اتفقوا‪ 7‬على َّ‬
‫أن زكاة الفطر جتب على املرء يف نفسه‪ ،‬وأهنا زكاة بدن ال زكاة مال‪ ،‬وأهنا جتب على املرء يف ولده الصغار (إذا مل يكن هلم مال)‪،‬‬
‫وكذلك جتب على املرء يف عبيده (إذا مل يكن هلم مال)‪.‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪ -3‬اتفقوا‪ 7‬على أنَّه ال خُي رج يف زكاة الفطر؛ من التمر والشعري‪ ،‬أقل من صاع‪.‬‬
‫‪ -4‬اتفقوا‪ 7‬على َّ‬
‫أن زكاة الفطر جتب يف آخر رمضان‪.‬‬
‫‪ -5‬أمجعوا على َّ‬
‫أن زكاة الفطر تصرف لفقراء املسلمني‪.‬‬
‫أن زكاة األموال‪( 7‬ال) جتوز ألهل ِّ‬
‫الذمة‪.‬‬ ‫‪ -6‬أمجع املسلمون على َّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫كتاب زكاة الفطر‬

‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسليـ‬


‫‪145‬‬
‫حكم زكاة الفطر‬ ‫‪64‬‬
‫على من جتب زكاة الفطر؟‬ ‫‪65‬‬
‫عمن جتب زكاة الفطر؟‬
‫َّ‬ ‫‪66‬‬
‫من خُي رج زكاة الفطر عن األوالد والصغار (إن كانوا أغنياء)؟‬ ‫‪67‬‬
‫هل يشرتط يف وجوب زكاة الفطر الغىن (ملك النصاب)؟‬ ‫‪68‬‬
‫هل على السيد يف عبده الكافر زكاة الفطر؟‬ ‫‪69‬‬
‫من خيرج زكاة الفطر عن املكاتَب؟‬ ‫‪70‬‬
‫هل جتب عن عبيد التجارة زكاة الفطر؟‬ ‫‪71‬‬
‫أنواع الطعام اليت خُت رج منها زكاة الفطر‬ ‫‪72‬‬
‫مقدار زكاة الفطر‬ ‫‪73‬‬
‫مىت جيب إخراج زكاة الفطر؟‬ ‫‪74‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل تعطى زكاة الفطر لفقراء أهل الذمة؟‬ ‫‪75‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫حكم زكاة ِ‬
‫الفطر‬ ‫مسألةـ (‪)64‬‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة املال‪ ،‬واتفقوا على مشروعية زكاة الفطر‪ ،‬واختلفوا يف حكم زكاة الفطر‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫زكاة الفطر مباحة‪ ،‬وهي منسوخة بالزكاة‬ ‫زكاة الفطر سنة َّ‬
‫(مؤكدة)‬ ‫زكاة الفطر واجبة (فرض)‬
‫الواجبة‬ ‫بعض احلنفية‪ /‬بعض متأخري املالكية‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أشهب (مالكي)‪ /‬ابن اللبان (شافعي)‪ /‬إبراهيم‬
‫ابن علية‪ /‬أبو بكر بن كيسان‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف حكم الزكاة‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77 7 7‬ديث قيس بن س‪77 7 7‬عد ‪( :‬كنَّا نص‪77 7 7 7‬وم‬ ‫٭ حديث ابن عمر ‪( :ƒ‬فرض رسول اهلل ‪ ،)... ‬ف‪77‬رض أي‬ ‫٭ ح ‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ف ‪77‬رض رس‪77‬ول اهلل‬
‫‪7‬ؤدي ص‪77 7‬دقة الفط‪77 7‬ر‪ ،‬فلم‪77 7‬ا ن‪77 7‬زل‬
‫عاش‪77 7‬وراء‪ ،‬ون‪ِّ 7 7‬‬ ‫ق ّدر على أصل معناها اللغوي وليس أوجب‪.‬‬ ‫‪7‬اعا من‬‫‪ ‬زكاة الفط‪77‬ر على الن‪77‬اس من رمض‪77‬ان‪ ،‬ص ً‬
‫الصيام ونزلت الزكاة مل نُؤمر ب‪77‬ه‪ ،‬ومل نُن‪77‬ه عن‪77‬ه‪،‬‬ ‫٭ح ‪77‬ديث األع ‪77‬رايب املش ‪77‬هور من ح ‪77‬ديث طلح ‪77‬ة ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ج ‪77‬اء‬ ‫‪7‬اعا من ش‪77‬عري‪ ،‬على ك‪77‬ل ح‪7ٍّ7‬ر أو عب‪7ٍ 7‬د ذك‪ٍ 7‬ر‬
‫متر أو ص‪ً 7‬‬
‫وكنَّا نفعل‪77‬ه) [ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ق‪77‬ال ابن حج‪77‬ر‪:‬‬ ‫رجل إىل رسول اهلل ‪ ‬فإذا يسأل عن اإلسالم‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬مخس‬ ‫أو أن‪77 7‬ثى من املس‪77 7‬لمني) [متف‪77 7‬ق]‪ ،‬فظ‪77 7‬اهره يقتض ‪77 7‬ي‬
‫يف س ‪77‬نده جمه ‪77‬ول‪ /‬وق ‪77‬ال الغم ‪77‬اري‪ :‬رجال ‪77‬ه ثق ‪77‬ات‪،‬‬ ‫صلوات يف الي‪7‬وم والليل‪7‬ة‪ ،‬وص‪7‬يام رمض‪77‬ان‪ ،‬والزك‪77‬اة‪ ،‬فق‪7‬ال الرج‪77‬ل‬ ‫وجوب زكاة الفطر‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وصححه احلاكم واأللباين]‪.‬‬ ‫علي غريه ‪77 7‬ا‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬ال‪ ،‬إاّل أ ْن تط ‪7ّ 7 7‬وع‪ .‬ف ‪77 7‬أدبر الرج ‪77 7‬ل وه ‪77 7‬و‬
‫ه ‪77 7‬ل َّ‬ ‫‪ ‬ح‪77 7 7‬ديث ابن عم‪77 7 7‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن رس‪77 7 7‬ول اهلل أم‪77 7 7 7‬ر‬
‫يق‪77 7 7‬ول‪ :‬واهلل ال أزي‪77 7 7‬د على ه‪77 7 7‬ذا وال أنقص‪ ،‬فق‪77 7 7‬ال ‪ :‬أفلح إن‬ ‫‪7‬ؤدى قب ‪77‬ل خ ‪77‬روج الن ‪77‬اس لص ‪77‬الة‬
‫بزك ‪77‬اة الفط ‪77‬ر أ ْن تُ ‪ّ 7‬‬
‫دل على عدم وجوب زكاة الفطر‪.‬‬ ‫صدق) [متفق]‪ّ 7،‬‬ ‫العيد) [متفق]‪.‬‬
‫نص يف ذلك‪ ،‬وهي داخلة حتت الزكاة املفروضة املذكورة يف حديث األعرايب املشهور‪ ،‬بل نقل ابن املنذر ‪-‬‬ ‫القول األول‪( :‬واجبة أو فرض)‪ ،‬وحديث ابن عمر ‪ّ ƒ‬‬
‫رمحه اهلل‪ -‬اإلمجاع على وجوهبا‪ .‬أما محل كلمة (فرض) يف حيث ابن عمر ‪ ƒ‬على قدَّر فهذا خمالف ملعىن الكلمة الشرعي فكلمة فرض يف القرآن أتت مبعىن أوجب‪،‬‬
‫ومنه قوله تعاىل‪( :‬فَمن َفر ِ‬ ‫الراجح‬
‫ض اللَّهُ لَ ُك ْم حَتِلَّةَ َأمْيَانِ ُك ْم) [التحرمي‪ ،]2:‬وحديث األعرايب عام مل يشمل الكثري من الفرائض‪ .‬وحديث‬
‫ض في ِه َّن احْلَ َّج) [البقرة‪ ،]97:‬وقوله‪( :‬قَ ْد َفَر َ‬
‫َْ َ َ‬
‫ألن نزول فريضة ال يوجب سقوط فرض آخر‪ ،‬فيكتفى فيه باألمر األول‬ ‫قيس ‪- ‬على فرض صحته‪ -‬ال دليل فيه على النسخ‪َّ ،‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫(ال) يأمث من ترك زكاة الفطر وال يُطالب هبا‬ ‫(ال) يأمث من ترك زكاة الفطر وحُي ث على إخراجها‬ ‫يأمث من ترك زكاة الفطر‪ ،‬ويُطالب بإخراجها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/515‬واملبسوط (‪ ،)3/101‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/69‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/320‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)75‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)3/348‬واجملموع (‪ ،)6/104‬واملغين (‪ ،)3/79‬والشرح الكبري (‪ ،)7/79‬وحاشية السندي على سنن النسائي (‪ ،)5/49‬اإلمجاع البن املنذر (‪ )1/47‬برقم (‪ ،)106‬واهلداية‬ ‫مراجع المسألة‬
‫يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪ ،)5/106‬وفتح الباري البن حجر (‪)3/368‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫على من تجب زكاة ِ‬
‫الفطر؟‬ ‫مسألةـ (‪)65‬‬
‫وأحرارا‪ ،‬واختلفوا هل جتب زكاة الفطر على أهل البادية وعلى‬
‫ً‬ ‫وعبيدا‬
‫وكبارا ً‬
‫وصغارا ً‬
‫ً‬ ‫ذكورا وإناثًا‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن املسلمني خماطبون بزكاة الفطر‪ً ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫اليتيم؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬

‫جتب زكاة الفطر على مجيع املسلمني (إال) اليتيم‬ ‫جتب زكاة الفطر على املسلمني من‬ ‫جتب زكاة الفطر على مجيع املسلمني‬
‫حممد بن احلسن‬ ‫أهل القرى‪ ،‬وليس على أهل العمود‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫(البادية) زكاة‪ /‬الليث‬
‫هل يستثىن صنف من حديث ابن عمر ‪( ƒ :‬فرض رسول اهلل ‪ ‬زكاة الفطر‪)...‬؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬ف‪77 7‬رض رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬٭مل أقف على دليل هلذا القول‪َّ  .‬‬
‫ألن زك ‪77 7 7‬اة الفط ‪77 7 7‬ر عب ‪77 7 7‬ادة كالص‪77 7 7‬الة والص‪77 7 7‬يام‪،‬‬
‫فيشرتط فيها البلوغ كم‪7‬ا يش‪77‬رتط يف العب‪7‬ادة‪ ،‬والي‪7‬تيم‬ ‫‪7‬اعا من متر أو‬
‫زك‪77 7‬اة الفط‪77 7‬ر على الن‪77 7‬اس من رمض‪77 7‬ان‪ ،‬ص‪ً 7 7‬‬
‫ال تصح نيته‪ ،‬وزكاة الفطر حباجة للنية‪.‬‬ ‫‪7‬اعا من ش‪77‬عري‪ ،‬على ك‪77‬ل ح‪7ٍّ7‬ر أو عب‪7ٍ 7‬د ذك‪77‬ر أو أن‪77‬ثى من‬
‫ص‪ً 7‬‬ ‫األدلة‬
‫املس‪77‬لمني) [متف‪77‬ق]‪ ،‬وه‪77‬ذا ع‪77‬ام جلمي‪77‬ع أص‪77‬ناف الن‪77‬اس ومل‬
‫يُستثىن صنف دون صنف‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب على مجيع املسلمني)؛ لنص حديث ابن عمر ‪ ƒ‬على ذلك‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬قول الليث وحممد بن احلسن‬
‫ألن أهل البلدان يف الصيام والصالة كأهل احلضر‪ ،‬وكذلك يف‬ ‫بأهنا أقوال شاذة‪ ،‬وقال ابن عبد الرب ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن قول الليث هو‪( :‬قول ضعيف)‪َّ ،‬‬
‫صدقة الفطر‪ ،‬وقال املرداوي ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن قول الليث‪ :‬هذا شذوذ عن اإلمجاع وخمالفة لنص السنة‪ .‬أما قياس زكاة الفطر على الصالة‪ ،‬فهو اجتهاد‬ ‫الراجح‬
‫مقابل النص‪ ،‬فال يقبل‪ ،‬إذ ال اجتهاد مقابل النص‪ ،‬وال دخل للزكاة بالبلوغ‪َّ ،‬‬
‫فإن زكاة املال خُت رج من مال الصغري ‪-‬على الراجح‪ -‬لتعلقها باملال‪ ،‬مث‬
‫إن املخاطب بإخراج الزكاة ويل الصغري وليس الصغري نفسه‬‫َّ‬
‫وكبارا من‬ ‫خُت رج زكاة الفطر عن املسلمني‬ ‫وكبارا من أهل‬
‫صغارا ً‬
‫خُت رج زكاة الفطر عن املسلمني ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫صغارا ً‬‫خُت رج زكاة الفطر عن املسلمني ً‬ ‫وكبارا من أهل املدن‬
‫أهل املدن والقرى أو من أهل البادية ويستثىن اليتيم‬ ‫صغارا ً‬‫ً‬ ‫املدن والقرى أو من أهل البادية ال فرق يف ذلك‬
‫والقرى فقط‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫فقط‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/516‬واالستذكار (‪ ،)3/342‬واالختيار (‪ ،)1/123‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)71‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/384‬واملغين (‪)3/83‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫عمن تجب زكاة ِ‬
‫الفطر‬ ‫مسألةـ (‪)66‬‬
‫ّ‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة الفطر‪ ،‬على املرء يف نفسه‪ ،‬وعلى ولده الصغار (إذا مل يكن هلم مال)‪ ،‬وكذلك على عبيده (إذا مل يكن هلم مال)‪ ،‬واختلفوا يف وجوهبا على الزوجة وعلى العبد‬ ‫تحرير محل‬
‫إ ْن كان له مال‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جتب زكاة الفطر على الرجل يف ولده‬ ‫عمن ألزمه الشرع بالنفقة‪ 7‬عليه‪ ،‬من زوجة وولد‪ ،‬وعبده (ولو جتب زكاة الفطر على الرجل يف ولده وعبده‬
‫جتب زكاة الفطر على الرجل َّ‬
‫وزوجته‪ ،‬وعبده (إذا مل يكن هلما مال)‬ ‫(ولو كان هلم مال)‪ ،‬وال جتب على زوجته‪/‬‬ ‫كان هلم مال)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫فإذا كان للعبد مال زكى عن نفسه‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫أبو ثور‪ /‬أهل الظاهر‬
‫هل زكاة الفطر جتب على املكلَّف نفسه‪ ،‬أم على املكلف يف ذاته ومن قِبَل غريه؟‪ ،‬وما علة احلكم يف وجوب زكاة الفطر؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬أم‪77‬رين رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬بص‪77‬دقة الفط‪77‬ر عن الص‪77‬غري والكب‪77‬ري‪ ،‬واحلر ٭ عل‪77‬ة وج‪77‬وب زك‪77‬اة الفط‪77‬ر ال ِوالي‪77‬ة‪ ،‬فيجب ٭ َّ‬
‫ألن العب‪77 7‬د ميل‪77 7‬ك‪ ،‬ف‪77 7‬إذا مل ‪77 7‬ك َّ‬
‫زكى عن‬
‫والعب‪77‬د ممن متون‪77‬ون) [ق‪77‬ط‪ /‬ت‪ /‬ش‪77‬ا‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وحنوه عن علي ‪ /‬ق‪77‬ال الش‪77‬افعي‪ :‬س‪77‬نده منقط‪77‬ع‪ ،‬وق‪77‬ال على ال‪77‬ويل إخ‪77‬راج الزك‪77‬اة عمن يلي‪77‬ه من ول‪77‬د نفسه‪.‬‬
‫وعبد‪ ،‬دون الزوجة‪.‬‬ ‫الدارقطين‪ :‬احلديث موقوف‪ /‬وقد ساق الغماري عدة طرق للحديث وجزم بصحتها]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪( :ƒ‬ف‪77‬رض رس‪77‬ول اهلل‬ ‫ألن زكاة الفطر زكاة للبدن ال زكاة مال‪.‬‬‫٭ َّ‬
‫األدلة‬
‫ألن زك‪77‬اة الفط‪77‬ر جتب على املكل‪77‬ف يف ذات‪77‬ه‪ ،‬وعلى املكل‪77‬ف يف نفس‪77‬ه وغ‪77‬ريه‪ ،‬وليس األم‪77‬ر ‪ ‬زك ‪77‬اة الفط ‪77‬ر من رمض ‪77‬ان‪ 7‬على الن ‪77‬اس ‪...‬‬‫٭ َّ‬
‫على كل ذكر أو أثىن من املسلمني) [متفق]‪.‬‬ ‫كسائر العبادات اليت ال جتب إال على املكلف يف نفسه‪.‬‬
‫٭ ِعلَّة وجوب زكاة الفطر (النفقة)‪ ،‬فلزم املنفق أ ْن خُي رج الزكاة عن كل من ينفق عليه بالشرع‪  .‬القي ‪77 7‬اس‪ ،‬فكم ‪77 7‬ا جتب عليه ‪77 7‬ا زك ‪77 7‬اة ماهلا‪،‬‬
‫جتب عليها زكاة الفطر‪.‬‬ ‫٭ َّ‬
‫يزكى عن العبد َّ‬
‫ألن العبد ال ميلك أصاًل ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب الزكاة عن مجيع من جتب نفقته عليه)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬وضعف استثناء الزوجة والعبد ألنَّه ال ميلك أصاًل‬ ‫الراجح‬
‫على العبد ‪-‬إ ْن كان له مال‪ -‬أ ْن خُي رج‬ ‫تؤدي زكاة الفطر عن‬ ‫على الزوجة أ ْن ِّ‬ ‫يؤدي زكاة الفطر عن نفسه وعن زوجته وعن أوالده وعن عبيده‬ ‫على الرجل أ ْن ِّ‬
‫زكاة الفطر عن نفسه إ ْن مل يؤدها عنه‬ ‫نفسها‪ ،‬إن مل يؤدها عنها زوجها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫سيده‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/516‬واالختيار (‪ ،)1/123‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)75‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/263‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/352‬واجملموع (‪ ،)6/114‬واحملرر (‪،)1/226‬‬
‫واملغين (‪ ،)3/90‬والشرح الكبري (‪ ،)7/91‬والدراية يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪)5/108‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫من يخرج زكاة ِ‬
‫الفطر عن األوالد الصغار (إن كانوا أغنياء)؟‬ ‫مسألة (‪)67‬‬
‫ُ‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة الفطر على املرء يف نفسه‪ ،‬وعلى ولده الصغار (إ ْن مل يكن هلم مال)‪ ،‬واتفقوا على وجوب إخراج زكاة‬ ‫تحرير محل‬
‫الفطر عن الصغري الذي له مال (غين)‪ ،‬واختلفوا من الذي خيرج الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫جتب على األب زكاة الفطر ألوالده الصغار مطل ًقا‪7‬‬ ‫خُت رج زكاة الفطر من مال الصغري نفسه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬
‫هل تقاس زكاة الفطر على زكاة املال يف الوجوب؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث ابن عم ‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬أم ‪77 7‬رين رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬بص ‪77 7‬دقة الفط ‪77 7‬ر عن الص ‪77 7‬غري‬ ‫‪ ‬لعلهم قاسوه على وجوب زكاة املال‪.‬‬
‫والكب‪77 7 7‬ري‪ ،‬واحلر والعب‪77 7 7‬د ممن متون‪77 7 7‬ون) [ق‪77 7 7‬ط‪ /‬ت‪ /‬ش‪77 7 7‬ا‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬وحنوه عن علي ‪ /‬ق ‪77 7‬ال‬
‫الش‪77‬افعي‪ :‬س‪77‬نده منقط‪77‬ع‪ ،‬وق‪77‬ال ال‪77‬دارقطين‪ :‬احلديث موق‪77‬وف‪ /‬وق‪77‬د س‪77‬اق الغم‪77‬اري ع‪7‬دة ط‪77‬رق‬
‫األدلة‬
‫للحديث‪ 7‬وجزم بصحتها]‪ ،‬والصغري ممن ميونه والده‪.‬‬
‫‪7‬اعا من قمح ‪-‬أو ب‪77‬ر‪ -‬عن ك‪7‬ل إنس‪7‬ان ص‪7‬غري أو كب‪77‬ري)‬
‫(أدوا ص‪7‬دقة الفط‪77‬ر ص ً‬
‫‪ ‬قول‪7‬ه ‪ُّ :‬‬
‫[د‪ /‬حم‪ /‬هق‪ /‬طح‪ /‬وحسنه ابن قدامة‪ /‬وضعفه األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جتب على األب)‪ ،‬لتعلق‪ 7‬زكاة الفطر بالبدن‪ ،‬واهلل أعلم‬ ‫الراجح‬
‫خُي رج األب زكاة فطر ابنه الغين من ماله وال يقرب مال ابنه‬ ‫خُي رج األب زكاة ِ‬
‫الفطر من مال ابنه الصغري‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الغين‪ ،‬إ ْن مل خُي رجها (األب) من ماله‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/516‬واملبسوط (‪ ،)3/104‬واالختيار (‪ ،)1/123‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)72‬والقوانني الفقهية (‪ ،)76‬واملغين‬
‫(‪ ،)3/79‬واحلاوي الكبري (‪)6/120‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل يشترط في وجوب زكاة ِ‬
‫الفطر الغنى (ملك النِّصاب)؟‬ ‫مسألة (‪)68‬‬
‫اتفقوا على وجوب زكاة الفطر على الغين مالك النصاب‪ ،‬واختلفوا يف وجوهبا على الفقري الذي ال ميلك النصاب‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫(ال) جتب زكاة الفطر على الفقري الذي جيوز له أخذ‬ ‫فقريا)‪،‬‬
‫جتب زكاة الفطر على كل من عنده ما فضل‪ 7‬عن قوته وقوت عياله (ولو كان ً‬
‫الزكاة‬ ‫ولو مل ميلك النصاب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫أكثر العلماء‬ ‫‪146‬‬
‫هل تقاس زكاة الفطر على زكاة املال يف الوجوب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬اعا من قمح ٭ ح‪7‬ىت ال جيتم‪7‬ع يف ح‪7‬ق الفق‪7‬ري أنَّه جيوز ل‪7‬ه أخ‪7‬ذ زك‪7‬اة‬ ‫(أدوا صدقة الفطر ص‪ً 7‬‬ ‫صعري عن أبيه قال رسول اهلل ‪ّ :‬‬ ‫‪ ‬حديث ثعلبة بن ُ‬
‫حر أو ممل‪ٍ 7‬‬
‫‪7‬وك‪ ،‬غ‪ٍ 7‬ين أو فق‪ٍ 7‬ري‪ ،‬ذك‪ٍ 7‬ر أو أن‪77‬ثى‪ .‬أم‪77‬ا الفط‪77 7 7‬ر‪ ،‬وجيب علي ‪77 7 7‬ه إخ‪77 7 7‬راج زك ‪77 7 7‬اة الفط‪77 7 7‬ر يف نفس‬ ‫‪-‬أو بر‪ -‬عن كل ٍ‬
‫إنسان؛ صغ ٍري أو كب ٍري‪ٍّ ،‬‬
‫غ‪77 7‬نيكم فيز ّكي‪77 7‬ه اهلل‪ ،‬وأم‪77 7‬ا فق‪77 7‬ريكم‪ 7‬ف‪77 7‬ريد اهلل علي‪77 7‬ه أك‪77 7‬ثر مما أعطى) [د‪ /‬حم‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬طح‪ /‬الوقت‪.‬‬
‫نص على إخ‪77 7‬راج الزك‪77 7‬اة من ‪ ‬قول ‪77 7 7 7‬ه ‪( :‬ال ص‪77 7 7 7‬دقة إال عن ظه ‪77 7 7 7‬ر ِغ‪77 7 7 7‬ىن) [خ]‪،‬‬ ‫وحس‪77 7‬نه ابن قدام‪77 7‬ة‪ /‬وض‪77 7‬عفه األلب‪77 7‬اين واألرن ‪77 7‬ؤوط]‪ ،‬احلديث ّ‬ ‫األدلة‬
‫والفقري ال غىن له‪ ،‬فال جتب عليه‪.‬‬ ‫الفقري‪.‬‬
‫َّ‬
‫ألن زك ‪77 7‬اة الفط ‪77 7‬ر ح ‪77 7‬ق م ‪77 7‬ال ال يزي ‪77 7‬د بزي ‪77 7‬ادة املال‪ ،‬فلم يُعت ‪77 7‬رب وج ‪77 7‬ود النص ‪77 7‬اب ل ‪77 7‬ه‬ ‫‪‬‬
‫كالكفارة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب) فدليلهم أقوى وال مانع من أ ْن يأخذ الشخص الزكاة ويعطي جزء منها يف نفس الوقت‬ ‫الراجح‬
‫من مل يبلغ قوته أو ماله حد النصاب فال يأمث برتكه‬ ‫من زاد عنده الطعام عن قوت يومه أمث برتكه إخراج زكاة الفطر‬
‫ثمرة الخالف‬
‫إخراج زكاة الفطر‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/516‬واملبسوط (‪ ،)3/102‬واالختيار (‪ ،)1/123‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/322‬والذخرية (‪ ،)3/159‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)3/371‬واجملموع (‪ ،)6/110‬واملغين (‪ ،)3/94‬والشرح الكبري (‪)7/85‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫هل على السيد في عبده الكافر زكاة ِ‬
‫الفطر؟‬ ‫مسألةـ (‪)69‬‬
‫ّ‬
‫اتفق األئمة األربعة ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على وجوب زكاة الفطر على العبد املسلم‪ ،‬ويزكي عنه سيده (ولو كان للعبد مال)‪ ،‬واختلفوا هل جتب على سيد العبد أ ْن‬ ‫تحرير محل‬
‫خُي رج زكاة ِ‬
‫الفطر عن العبد الكافر؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫على السيد يف العبد الكافر زكاة فط ِر‬ ‫(ليس) على السيد يف العبد الكافر زكاة فط ٍر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (الكوفيون)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫أن العبد مكلَّف‪ ،‬أو ألنَّه مال؟‬
‫اختالفهم يف الزيادة الواردة يف حديث ابن عمر ‪ ƒ‬وهو قوله‪( :‬من املسلمني)‪ /‬هل زكاة الفطر الواجبة على السيد يف العبد ملكان َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ف ‪77‬رض رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬زك ‪77‬اة الفط‪7 7‬ر‪ 7‬على ٭ الروايات اليت يف ح‪7‬ديث ابن عم‪7‬ر ‪ ƒ‬ومل ت‪7‬ذكر لف‪7‬ظ‪( :‬من املس‪7‬لمني)‪ ،‬كرواي‪7‬ة‪:‬‬
‫حر أو عب‪7‬د (أم‪77‬رين رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬بص‪77‬دقة الفط‪77‬ر عن الص‪77‬غري والكب‪77‬ري‪ ،‬واحلر والعب‪77‬د ممن متون‪77‬ون)‬
‫صاعا من شعري‪ ،‬على كل ٍّ‬ ‫صاعا من متر أو ً‬ ‫الناس من رمضان‪ً ،‬‬
‫[ق‪77‬ط‪ /‬ت‪ /‬ش‪77‬ا‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وحنوه عن علي ‪ /‬ق‪77‬ال الش‪77‬افعي‪ :‬س‪77‬نده منقط‪77‬ع‪ ،‬وق‪77‬ال ال‪77‬دارقطين‪:‬‬ ‫نص يف احلديث على اإلسالم‪.‬‬ ‫ذكر أو أنثى من املسلمني) [متفق]‪ّ ،‬‬
‫احلديث موق‪77‬وف‪ /‬وق‪77‬د س‪77‬اق الغم‪77‬اري ع‪77‬دة ط‪77‬رق للح‪77‬ديث‪ 7‬وج‪77‬زم بص‪77‬حتها]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬‬ ‫٭ جتب زكاة الفطر للعبد‪ ،‬ملكان التكليف‪ ،‬فيشرتط فيه اإلسالم‪.‬‬
‫األدلة‬
‫صاعا من قمح ‪-‬أو بر‪ -‬عن كل إنس‪7‬ان ص‪7‬غري أو كب‪7‬ري‪ ،‬ح ّ‪7‬ر‬ ‫(أدوا صدقة الفطر ً‬ ‫٭ إمجاع على أن العبد إذا ُأعتق‪ ،‬ومل خُي رج عنه م‪7‬واله زك‪7‬اة الفط‪7‬ر‪ ،‬أن‪7‬ه ال ‪ّ :‬‬
‫‪7‬دل على س ‪77‬قوطها ح ‪77‬ال أو مملوك‪[ )،‬د‪ /‬حم‪ /‬هق‪ /‬طح‪ /‬وحسنه ابن قدامة‪ /‬وضعفه األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬ ‫يلزم ‪77‬ه إخراجه ‪77‬ا عن نفس ‪77‬ه‪ ،‬خبالف الكف ‪77‬ارات‪ ،‬ف ‪ّ 7‬‬
‫٭ َّ‬
‫ألن زكاة الفطر للعبد ملكان أنَّه مال‪ ،‬فال عالقة له باإلسالم‪.‬‬ ‫الكفر من باب أوىل‪.‬‬
‫٭ وكان ابن عمر ‪ ƒ‬خيرج عن العبيد الكفار‪ ،‬والعربة مبا رأى الراوي ال مبا روى‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ليس على السيد زكاة الفطر يف عبده الكافر)‪ ،‬وزيادة ‪(:‬من املسلمني) يف حديث ابن عمر ‪ ƒ‬أخرجها الشيخان فال مطعن فيها وهي نص يف‬
‫الراجح‬
‫املسألة فال عدول عنها‬
‫كافرا أخرج زكاة فطره وإال أمث‬
‫عبدا ً‬
‫من ملك‪ً 7‬‬ ‫كفارا فال زكاة فطر عليه فيهم وإن كثروا‬
‫عبيدا ً‬
‫من ملك ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/517‬واملبسوط (‪ ،)3/103‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/70‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/322‬والذخرية (‪ ،)3/155‬واحلاوي الكبري (‪،)3/358‬‬
‫واجملموع (‪)6/118‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
146

www.alukah.net 145
‫من يخرج زكاة ِ‬
‫الفطر عن المكاتب؟‬ ‫مسألة (‪)70‬‬
‫ُ‬
‫اتفق األئمة األربعة على وجوب زكاة الفطر على العبد َّ‬
‫وأن سيده هو الذي يزكي عنه ولو كان عنده مال‪ ،‬واتفقوا على وجوب زكاة الفطر‪ 7‬على‬ ‫تحرير محل‬
‫املكاتب‪ ،‬واختلفوا من الذي ِّ‬
‫يزكي عنه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫يؤدي الزكاة عن نفسه‬


‫جيب على املكاتب أ ْن ِّ‬ ‫يؤدي زكاة املكاتب‬
‫جيب على السيّد أ ْن ِّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬أبو ثور‬ ‫‪145‬‬
‫تردد املكاتب بني احلر والعبد‬ ‫سبب الخالف‬
‫فيزكي عن نفسه كسائر األحرار‪.‬‬ ‫٭ يأخذ املكاتب حكم (احلر)‪ِّ ،‬‬ ‫٭ يأخذ املكاتب حكم (العبد)‪ِّ ،‬‬
‫فيزكي عنه سيده‪.‬‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬ف‪77‬رض اهلل رس‪77‬ول ‪ ‬زك‪77‬اة ‪ ‬حديث ابن عمر ‪( :ƒ‬أمرين رسول اهلل ‪ ‬بصدقة الفطر عن الصغري والكبري‪،‬‬
‫الفط‪77‬ر على الن‪77‬اس من رمض‪77‬ان ‪ ...‬على ك‪77‬ل ح‪7ٍّ 7‬ر أو عب‪77‬د ذك‪77‬ر واحلر والعب ‪77‬د‪ ،‬ممن متون ‪77‬ون) [ق ‪77‬ط‪ /‬ت‪ /‬ش ‪77‬ا‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬وحنوه عن علي ‪ /‬ق ‪77‬ال الش ‪77‬افعي‪:‬‬
‫األدلة‬
‫س‪77 7‬نده منقط‪77 7‬ع‪ ،‬وق‪77 7‬ال ال‪77 7‬دارقطين‪ :‬احلديث موق‪77 7‬وف‪ /‬وق‪77 7‬د س‪77 7‬اق الغم‪77 7‬اري ع‪77 7‬دة ط‪77 7‬رق‬ ‫أو أنثى من املسلمني) [متفق]‪ ،‬واملكاتب يف حكم العبد‪.‬‬
‫للح‪77‬ديث‪ 7‬وج‪77‬زم بص‪77‬حتها]‪ ،‬واملك‪77‬اتب ال ميون‪77‬ه ص‪77‬احبه‪ ،‬وال تلزم‪77‬ه مؤنت‪77‬ه‪ ،‬فه‪77‬و أش‪77‬به‬
‫باألجنيب‪.‬‬
‫(يؤد ي املكاتب الزكاة عن نفسه)‪ ،‬فإحلاقه باحلر أوىل من إحلاقه بالعبد‬
‫القول الثاين‪ِّ :‬‬ ‫الراجح‬
‫خيرج املكاتب زكاة الفطر عن نفسه وعن من تلزمه نفقتهم‬ ‫يأمث من مل خيرج زكاة فطر عبده املكاتب‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/518‬واملبسوط (‪ ،)3/103‬واالختيار (‪ ،)1/123‬واملدونة (‪ ،)1/385‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)72‬واجملموع (‪،)6/109‬‬
‫واملغين (‪ ،)3/96‬والشرح الكبري (‪)7/87‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫هل يجب عن عبيد التجارة زكاة ِ‬
‫الفطر؟‬ ‫مسألةـ (‪)71‬‬
‫وأن سيده ِّ‬
‫يزك ي عنه‪ ،‬ولو كان عنده مال‪ ،‬واختلفوا يف زكاة عبيد التجارة‪ ،‬وهم العبيد الذين‬ ‫اتفق األئمة األربعة على وجوب زكاة الفطر على العبد‪َّ ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫بيعا وشراءً‪ ،‬فهل على مالكهم زكاة فطر فيهم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫أعدوا للتجارة ً‬ ‫الخالف‬

‫(ال) جيب على السيد أ ْن خُي رج زكاة الفطر عن عبيد التجارة‬ ‫جيب على السيد أ ْن خُي رج زكاة الفطر عن عبيد التجارة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫٭ عم‪77 7 7‬وم اس‪77 7 7‬م العب‪77 7 7‬د يقتض‪77 7 7‬ي وج‪77 7 7‬وب الزك‪77 7 7‬اة يف عبي‪77 7 7‬د التج‪77 7 7‬ارة ٭ القي‪77‬اس؛ ل‪77‬و قلن‪77‬ا جيب على الس‪77‬يد يف عبي‪77‬د التج‪77‬ارة الزك‪77‬اة‪ ،‬الجتم‪77‬ع يف حقهم‬
‫ص ‪7‬ص ه ‪77‬ذا‬
‫وغ‪77‬ريهم‪ ،‬حلديث ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬ف‪77‬رض رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬زك‪77‬اة الفط‪7‬ر‪ 7‬زكات ‪77‬ان يف م ‪77‬ال واح ‪77‬د؛ زك ‪77‬اة ع ‪77‬روض التج ‪77‬ارة‪ ،‬وزك ‪77‬اة الفط ‪77‬ر‪ .‬فيخ َّ‬
‫على الن ‪77‬اس‪ ...‬على ك ‪77‬ل ح ‪7ٍّ 7‬ر‪ ،‬أو عب ‪77‬د ذك ‪77‬ر‪ ،‬أو أن ‪77‬ثى من املس ‪77‬لمني) القياس عموم حديث ابن عمر ‪.ƒ‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬القي‪7‬اس على الس‪77‬ائمة من هبيم‪7‬ة األنع‪77‬ام إذا ُأع‪ّ 7‬دت للتج‪7‬ارة‪ ،‬فال ت‪َّ 7‬‬
‫‪7‬زكى إال م‪77‬رة‬ ‫[متفق]‪.‬‬
‫ألن نفق‪77 7‬ة عبي‪77 7‬د التج‪77 7‬ارة جتب على م‪77 7‬الكهم‪ ،‬فيجب علي‪77 7‬ه زك‪77 7‬اة واحدة‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫الفطر عنهم‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب على السيد إخراج زكاة الفطر عن عبيد التجارة)؛ لعموم حديث ابن عمر ‪َّ ،ƒ‬‬
‫وألن زكاة الفطر يف العبيد جتب عن البَ َدن‬
‫الراجح‬
‫وزكاة التجارة جتب عن القيمة وهي املال‪ ،‬خبالف السوم والتجارة فإهنما جيبان بسبب مال واحد‬
‫من مل خيرج زكاة الفطر عن عبيده الذين أعدهم للتجارة فال إمث عليه‬ ‫من مل خيرج زكاة الفطر عن عبيده الذين أعدهم للتجارة أمث‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/518‬واملبسوط (‪ ،)3/107‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/133‬واملدونة (‪ ،)1/386‬والذخرية (‪ ،)3/161‬واحلاوي الكبري (‪،)3/358‬‬
‫واجملموع (‪ ،)6/120‬واملغين (‪ ،)3/91‬والشرح الكبري (‪)7/91‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫أنواع الطعام التي تُخرج منها زكاة ِ‬
‫الفطر‬ ‫مسألةـ (‪)72‬‬
‫تحرير محل الخالف اتفق األئمة األربعة على وجوب إخراج زكاة الفطر‪ ،‬وعلى أهنا خُت رج من الطعام‪ ،‬واختلفوا يف نوع الطعام الواجب إخراجه يف زكاة الفطر‪ ،‬واخلالف على‬
‫قولني‬
‫جتب زكاة الفطر من غالب قوت البلد أو قوت‬ ‫البّر أو التمر أو الشعري أو الزبيب أو اإلقِط‬
‫جتب زكاة الفطر ‪-‬على التخيري‪ -‬من ُ‬
‫املكلَّف إذا مل يقدر على قوت البلد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫مالك (حكاه عبد الوهاب)‪ /‬الشافعي‬
‫اختالفهم يف مفهوم حديث أيب سعيد اخلدري ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬اعا من ٭ ح ‪77‬ديث أيب س ‪77‬عيد اخلدري ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬كن ‪77‬ا خنرج يف‬ ‫٭ حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪( :‬كن‪7‬ا خنرج زك‪7‬اة الفط‪7‬ر يف عه‪7‬د رس‪7‬ول اهلل ‪‬؛ ص ً‬
‫خرج س‪77‬ببه‬
‫أن اختالف امل ـــُ َ‬ ‫صاعا من متر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬يفهم من احلديث التخيري زكاة الفطر ‪ ،)...‬يفهم من‪77‬ه َّ‬ ‫صاعا من أقط‪ ،‬أو ً‬ ‫صاعا من شعري‪ ،‬أو ً‬ ‫طعام‪ ،‬أو ً‬
‫املخ رِج أو ق‪77‬وت غ‪77‬الب البل‪77‬د‪ ،‬وليس س‪77‬ببه‬ ‫اعتبار قُ‪77‬وت ْ‪7‬‬ ‫من هذه األصناف فإذا أخرج من هذا أو هذا أجزأ عنه‪.‬‬
‫‪ ‬رواية يف حديث أيب سعيد ‪ ‬قال‪( :‬كنا خنرج ‪-‬إذ كان فينا رسول اهلل ‪ -‬زكاة الفط‪77‬ر عن لإلباحة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪7‬اعا من ش ‪77‬عري‪ ،‬أو ‪ ‬لقول‪77 7 7‬ه ‪ ‬عن الفق‪77 7 7‬راء ي‪77 7 7‬وم الفط‪77 7 7‬ر‪( :‬أغن‪77 7 7‬وهم عن‬
‫‪7‬اعا من أق ‪77‬ط‪ ،‬أو ص ‪ً 7‬‬
‫‪7‬اعا من طع ‪77‬ام‪ ،‬أو ص ‪ً 7‬‬
‫ك ‪77‬ل ص ‪77‬غري وكب ‪77‬ري‪ ،‬ح ‪7ّ 7‬ر أو ممل ‪77‬وك‪ ،‬ص ‪ً 7‬‬
‫‪7‬اعا من زبيب) [م]‪ ،‬فقص ‪77‬روا الزك ‪77‬اة على أجن ‪77‬اس مع ‪77‬دودة‪ ،‬فلم جيز الع ‪77‬دول الطلب‪- 7‬الط‪77‬واف‪ -‬يف ه‪77‬ذا الي‪77‬وم) [ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ص‪/‬‬ ‫‪7‬اعا من متر‪ ،‬أو ص ‪ً 7‬‬ ‫ص‪ً 7‬‬
‫زن‪ /‬وضعفه ابن امللقن واأللباين]‪ ،‬والغىن حيصل بالقوت‪.‬‬ ‫عنها‪.‬‬
‫‪ ‬كما ال جيوز إخراج القيم‪7‬ة عن زك‪7‬اة الفط‪7‬ر‪ ،‬وال جيوز إخ‪7‬راج زك‪7‬اة املال من غ‪7‬ري جنس‪7‬ه‪ ،‬ك‪7‬ذا‬
‫ال جيوز العدول عن هذه األصناف‪.‬‬
‫الرب‪ ،‬وأهل‬
‫القول الثاين‪( :‬من غالب قوت البلد)‪ ،‬وهذا فيه تيسري على الناس ومراعاة الختالف أحواهلم‪ ،‬فأهل اخلليج قوهتم األرز‪ ،‬وأهل الشام قوهتم ّ‬ ‫الراجح‬
‫املغرب قوهتم غري ذلك‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫من أخرج زكاة فطره يف دول اخلليج من األرز أجزأته‬ ‫من أخرج زكاة فطره يف دول اخلليج من األرز مل جتزئه وعليه إخراج األصناف املنصوص عليها‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فقط‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/519‬واالختيار (‪ ،)1/123‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)71‬والذخرية (‪ ،)3/168‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/377‬واجملموع (‪ ،)6/130‬واملغين‬
‫(‪ ،)3/83‬والشرح الكبري (‪ ،)7/123‬خمتصر إرواء الغليل (‪ )1/162‬برقم (‪ ،)844‬خالصة البدر املنري البن امللقن (‪)1/313‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪145‬‬
‫مقدار زكاة ِ‬
‫الفطر‬ ‫مسألة (‪)73‬‬
‫صاعا من متر أو‬
‫أن زكاة الفطر خُت رج من (التمر) و(الشعري) مبقدار صاع؛ حلديث ابن عمر ‪( :ƒ‬فرض رسول اهلل ‪ ‬زكاة الفطر على الناس من رمضان‪ً ،‬‬ ‫اتفق العلماء على َّ‬
‫صاعا من شعري ‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف مقدار ما خُي رج من (القمح)‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫ً‬
‫جيزئ من القمح (الرب) مبقدار نصف صاع‬ ‫خيرج من القمح مبقدار صاع‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف مقدار ما خُي رج من القمح‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪145‬‬
‫‪7‬اعا من ب‪7ٍّ7‬ر‬‫صعري عن أبيه أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬أخرجوا يف صدقة الفط‪77‬ر‪ ،‬ص‬ ‫ص ‪ 7‬رس‪7‬ول ٭ حديث ابن أيب ُ‬ ‫٭ حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪( :‬كنا خُن رج زك‪7‬اة الفط‪7‬ر يف عه‪7‬د‬
‫‪7‬اعا من ش‪7‬عري أو متر عن ك‪7‬ل واح‪7‬د) [حم‪ /‬د‪ /‬ق‪7‬ط‪ /‬كم‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬طح‪ً /‬واحلديث‬ ‫‪7‬اعا من ‪-‬بني اث‪7‬نني‪ -‬أو ص ً‬ ‫‪7‬اعا من أق ‪77‬ط‪ ،‬أو ً‬ ‫‪7‬اعا من ش ‪77‬عري أو ص ‪ً 7‬‬
‫‪7‬اعا من طع ‪77‬ام أو ص ‪ً 7‬‬ ‫اهلل ‪ ،‬ص ‪ً 7‬‬
‫‪7‬اعا من زبيب‪ ،‬وذل‪77 7‬ك بص‪77 7‬اع الن‪77 7‬يب ‪[ )‬خ‪ /‬م]‪ ،‬فظ‪77 7‬اهره أنَّه أراد اختلف يف سنده ومتنه‪ /‬وضعفه اإلمام أمحد وغريه‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬احلديث داللته ظاهرة‪.‬‬ ‫متر‪ ،‬أو ص‪ً 7 7‬‬
‫٭ روى ابن املس‪77‬يب أن‪77‬ه ق‪77‬ال‪( :‬ك‪77‬انت ص‪77‬دقة الفط‪77‬ر على عه‪77‬د رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬نص‪77‬ف ص‪77‬اع من‬ ‫بالطعام القمح‪ ،‬أو يقاس الرب (القمح) على الشعري‪.‬‬
‫‪7‬اعا من متر) [ش‪ /‬طح‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬م‪77‬را‪ /‬ق‪77‬ال الغم‪77‬اري ‪-‬نقاًل عن ابن‬ ‫ً‬ ‫‪7‬‬‫ص‬ ‫أو‬ ‫‪7‬عري‪،‬‬ ‫‪7‬‬‫ش‬ ‫من‬ ‫ا‬‫‪7‬اع‬
‫ً‬ ‫‪7‬‬‫ص‬ ‫أو‬ ‫‪7‬ة‪،‬‬
‫‪7‬‬ ‫ط‬ ‫حن‬ ‫(أدوا ص‪7‬دقة الفط‪7‬ر ص‪7‬اعا من قمح‬
‫‪7‬ق‪/‬طح‪ /‬وحس‪77 7‬نه ابن قدام‪7ً 7 7‬ة‪ /‬وض‪77 7‬عفه عبد اهلادي‪ :-‬مرسل صحيح]‪.‬‬ ‫حم‪/‬ه‪ّ :7 7‬‬‫ص‪7‬عري عن أبي‪7‬ه ق‪7‬ال‬ ‫‪ ‬حديث ثعلب‪7‬ة بن‬
‫‪-‬أو ب‪77 7‬ر‪ -‬عن ك‪77 7‬ل إن ُس‪77 7‬ان) [ د‪/‬‬
‫أن الن‪7‬يب ‪ ‬بعث مناديً‪7‬ا يف فج‪7‬اج مك‪7‬ة‪( :‬أال َّ‬
‫إن‬ ‫‪ ‬حديث عم‪7‬رو بن ش‪7‬عيب عن أبي‪7‬ه عن ج‪7‬ده‪َّ ،‬‬ ‫األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫(أن الن ‪77‬يب ف ‪77‬رض ص ‪77‬دقة الفط‪77 7‬ر‪ ،‬ص‪77 7‬اعا من متر‪ ،‬أو صدقة الفطر واجبة على كل مسلم‪ُ ... 7‬مدَّان من قمح‪ ،‬أو سواه صاع من طعام) [ت‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬ق‪77‬ط‪/‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫هق‪ /‬قال الرتمذي حسن غريب‪ /‬وضعفه األلباين]‪.‬‬ ‫ً‬ ‫صاعا من شعري‪ ،‬فعدل الناس إىل نصف صاع به) [متفق]‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪7‬اعا من متر أو ش‪77‬عري)‪ ،‬منهم ابن‬‫‪7‬‬‫ص‬ ‫أو‬ ‫القمح‪،‬‬ ‫من‬ ‫‪7‬دان‬‫‪7‬‬‫م‬ ‫‪7‬ر‬‫‪7‬‬‫ط‬‫الف‬ ‫‪7‬اة‬‫‪7‬‬‫ك‬ ‫(ز‬ ‫‪7‬الوا‪:‬‬‫‪7‬‬‫ق‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬حابة‬ ‫‪7‬‬‫ص‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫مجع‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬ا‬‫ن‬ ‫في‬ ‫‪7‬ان‬‫ك‬ ‫‪-‬إذ‬ ‫‪7‬ر‬‫ط‬ ‫الف‬ ‫‪7‬اة‬
‫‪7‬‬ ‫ك‬ ‫ز‬ ‫خنرج‬ ‫‪7‬ا‬‫ن‬ ‫(ك‬ ‫‪7‬ال‪:‬‬‫ق‬ ‫‪‬‬ ‫اخلدري‬ ‫‪7‬عيد‬ ‫س‬ ‫أبو‬ ‫روى‬ ‫ما‬ ‫‪‬‬
‫‪7‬اعا من طع ‪77‬ام ‪ ...‬ح ‪77‬ىت ق ‪77‬دم معاوي ‪77‬ة املدين ‪77‬ة فق ‪77‬ال‪ :‬إين ألرى عباس ‪ ƒ‬وابن مسعود ‪ ‬وابن الزبري ‪( ‬قاله على املنرب)‪ ،‬وجابر ً‪[ )‬عبد‪ /‬ش]‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‬ ‫‪7‬ول‬ ‫‪7‬‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫صاعا من متر‪ ،‬فأخذ الن‪7‬اس ب‪7‬ذلك‪ ،‬ق‪7‬ال أب‪7‬و س‪7‬عيد‪:‬‬ ‫ً‬ ‫تعدل‬ ‫الشام‬ ‫ُمدَّين من مسراء‬
‫فال أزال أخرجه كما كنت أخرجه) [متفق]‪.‬‬
‫القول األول (صاع من بر)‪ ،‬وهذا من باب األخذ باألحوط‬ ‫الراجح‬
‫من أخرج نصف صاع من القمح يف زكاة الفطر أجزأه وبرأت ذمته‬ ‫من أخرج نصف صاع من القمح يف زكاة الفطر‪ ،‬مل جيزئه وبقي يف ذمته‬
‫نصف صاع آخر عن نفسه وعن كل شخص ميونه‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/519‬واملبسوط (‪ ،)3/112‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/72‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)71‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/322‬واحلاوي الكبري (‪،)3/382‬‬
‫واجملموع (‪ ،)6/128‬واملغين (‪ ،)3/81‬والشرح الكبري (‪ ،)7/120‬املراسيل أليب داود (ص‪ ،)16‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية للغماري (‪)5/117‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫متى يجب إخراج زكاة ِ‬
‫الفطر؟‬ ‫مسألة (‪)74‬‬
‫حر‪ ،‬أو‬
‫أن زكاة الفطر جتب يف آخر رمضان‪ ،‬حلديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬فرض رسول اهلل ‪ ‬زكاة الفطر على الناس‪ ...‬على كل ٍّ‬‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫عبد ذكر‪ ،‬أو أنثى من املسلمني) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف حتديد وقت وجوب إخراجها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫جتب زكاة الفطر بغروب مشس آخر يوم من رمضان‬ ‫جتب زكاة الفطر بطلوع فجر يوم الفطر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية أشهب)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية ابن القاسم)‬ ‫‪145‬‬
‫هل زكاة الفطر عبادة متعلقة بيوم العيد‪ ،‬أو خبروج شهر رمضان؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن زك‪77‬اة الفط‪77‬ر عب‪77‬ادة متعلق‪77‬ة بي‪77‬وم العي‪77‬د‪ ،‬وي‪77‬وم العي‪77‬د ٭ َّ‬
‫ألن زك ‪77‬اة الفط ‪77‬ر عب ‪77‬ادة متعلق‪7 7‬ة‪ 7‬خبروج ش ‪77‬هر رمض ‪77‬ان‪ ،‬وليل ‪77‬ة العي ‪77‬د ليس ‪77‬ت من ش ‪77‬هر‬ ‫٭ َّ‬
‫رمضان‪.‬‬ ‫يبدأ من الفجر‪ ،‬فال تتقدمه‪ ،‬كاألضحية‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن الن ‪77‬يب ‪ ‬ف ‪77‬رض زك ‪77‬اة الفط ‪77‬ر‪ ،‬طُ ْه‪77‬رة للص ‪77‬ائم من اللغ ‪77‬و‬
‫وال ‪7َّ 7‬رفث‪ ،‬وطعم ‪77‬ة للمس ‪77‬اكني) [د‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬س ‪77‬نن‪ /‬وص ‪77‬ححه األلب ‪77‬اين]‪ ،‬فأض ‪77‬يفت زك ‪77‬اة‬
‫ألن اإلضافة دليل االختصاص‪.‬‬ ‫الفطر إىل الفطر‪ ،‬فكانت كزكاة املال‪َّ ،‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جتب بغروب مشس آخر يوم من رمضان)‪ ،‬فبدخول هذا الوقت خيرج رمضان ويدخل العيد ويبدأ التكبري والتهليل له‬ ‫الراجح‬
‫إذا ولد له مولود من آخر يوم من رمضان بعد املغرب وقبل الفجر‪ ،‬فال جيب إخراج‬ ‫إذا ولد مولود من آخر يوم من رمضان بعد املغرب‬
‫معسرا وأيسر قبل الفجر‪.‬‬
‫زكاة الفطر عنه‪ ،‬ومثله لو أسلم بعد املغرب أو تزوج أو كان ً‬ ‫وقبل الفجر‪ ،‬جيب إخراج زكاة الفطر عنه‪ ،‬وكذا لو‬
‫أما إ ْن مات بعد املغرب وقبل الفجر َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فإن زكاة الفطر جتب عليه‬ ‫معسرا وأيسر قبل‬
‫أسلم بعد املغرب‪ ،‬أو تزوج‪ ،‬أو كان ً‬
‫الفجر‪ .‬أما من مات قبل الفجر َّ‬
‫فإن زكاة الفطر تسقط‬
‫عنه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/521‬واملبسوط (‪ ،)3/108‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/74‬واملدونة (‪ ،)1/385‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/321‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)3/361‬واجملموع (‪ ،)6/126‬واملغين (‪ ،)3/89‬والشرح الكبري (‪ ،)7/113‬وسنن ابن ماجة (‪ ،)1/585‬وصحيح اجلامع برقم (‪)3570‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫الذمة؟‬ ‫هل تُعطى زكاة ِ‬
‫الفطر لفقراء أهل ِّ‬ ‫مسألة (‪)75‬‬
‫أن زكاة الفطر تعطى لفقراء املسلمني‪ ،‬حلديث ابن عمر ‪( :ƒ‬أمرنا رسول اهلل ‪ ‬أ ْن خُن رج صدقة عن كل صغري وكبري‪...‬وكان‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫يأمر أ ْن خنرجها قبل الصالة‪ ،‬ويقول‪ :‬أغنوهم عن طواف هذا اليوم) [قط‪ /‬هق‪ /‬طأ‪ /‬ص‪ /‬زن‪ /‬وضعفه ابن امللقن واأللباين]‪ ،‬واختلفوا هل نُعطي‬
‫الخالف‬
‫زكاة الفطر لفقراء أهل الذمة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جتوز زكاة الفطر لفقراء اهل الذمة‬ ‫(ال) جتوز زكاة الفطر لفقراء أهل الذمة‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫معا؟‬
‫هل سبب جواز أخذ زكاة الفطر هو الفقر فقط؟‪ ،‬أو الفقر واإلسالم ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن س‪77‬بب ج‪77‬واز أخ‪77‬ذ زك‪77‬اة الفط‪77‬ر ه‪77‬و الفق‪77‬ر فق‪77‬ط‪ ،‬وه‪77‬ذا وص‪77‬ف ينطب‪77‬ق على‬ ‫معا‪ .‬٭ َّ‬
‫ألن سبب جواز أخذ زكاة الفطر هو الفقر واإلسالم ً‬ ‫٭ َّ‬
‫الذمة‪.‬‬‫٭ القياس على زكاة املال‪ ،‬فكما أهَّن ا ال تعطى أله‪7‬ل الذم‪7‬ة وال أهل ِّ‬
‫ُ‬
‫الذمة‪.‬‬ ‫‪ ‬إذا كانت زكاة املال جتوز للمؤلفة قلوهبم‪ ،‬فتجوز زكاة الفطر ألهل ِّ‬ ‫من‬ ‫‪7‬ذ‬ ‫‪7‬‬ ‫خ‬‫ؤ‬‫ُ‬‫ت‬ ‫‪7‬دقة‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬‫ب‬ ‫‪7‬رهم‬ ‫جتوز هلم حلديث‪( :‬ف ‪77‬أعلمهم َّ‬
‫أن اهلل أم ‪7‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عن عم ‪77 7‬رو بن ميم ‪77 7‬ون‪ ،‬وعم ‪77 7‬رو بن ش ‪77 7‬رحبيل‪ ،‬وم ‪7ّ 7 7‬رة اهلم ‪77 7‬ذاين‪( :‬أهنم ك ‪77 7‬انوا‬ ‫فرتد إىل فقرائهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فكذا زكاة الفطر‪.‬‬ ‫أغنيائهم ّ‬
‫يعطون الرهبان من صدقة الفطر) [أموا‪ /‬زن‪ /‬ش‪ /‬عب]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتوز زكاة الفطر ألهل ِّ‬
‫الذمة)‪ ،‬فال يُعطى الكافر من زكاة الفطر حبجة أنَّه فقري أو مسكني‪ ،‬وال يصح القياس على املؤلفة‬
‫الراجح‬
‫قلوهبم َّ‬
‫ألن يف دفع الزكاة للمؤلفة قلوهبم فيه منفعة عامة لإلسالم واملسلمني‪ ،‬خبالف مسألتنا فال مصلحة‪ 7‬يف إعطائهم‬
‫من أعطى زكاة الفطر لكافر من أهل ِّ‬
‫الذمة‪ ،‬مل تصح منه ومل تربأ ذمته وعليه‬ ‫من أعطى زكاة الفطر لكافر من أهل ِّ‬
‫الذمة‪ ،‬مل تصح منه ومل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫غريها‬ ‫تربأ ذمته وعليه غريها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/523‬واملبسوط (‪ ،)3/111‬واملدونة (‪ ،)1/392‬والذخرية (‪ ،)3/170‬والشرح الكبري (‪)7/137‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146
‫كتاب الصيام‬
‫ويشتمل على اآلتي‪:‬ـ‬
‫(األول)‪:‬ـ الصوم المفروض (الواجب)‪ ،‬ويحتوي على جملتين‪.‬‬
‫أ‪ -‬القسم ّ‬
‫‪ ‬الجملة األولى‪:‬ـ أنواع الصيام الواجب‪.‬‬
‫‪ ‬الجملة الثانية‪:‬ـ أركان الصيام‪ ،‬ويحتوي على أركان‪:‬‬
‫الزمان‪.‬‬
‫‪ -‬الركن األول‪:‬ـ َّ‬
‫‪ -‬الركن الثاني‪ :‬اإلمساك‪.‬‬
‫‪ -‬الركن الثالث‪ :‬النيّة‪.‬‬
‫القسم (الثاني)‪ :‬الفطر وأحكامه‪.‬ـ‬ ‫ب‪-‬‬
‫كتاب الصيام (الثاني)‪ :‬الصوم (المندوب إليه)‪ ،‬وكتاب االعتكاف‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الصيام‬
‫أمجعوا على وجوب صوم شهر رمضان‪ ،‬ومل ينقل إلينا خالف عن أحد من األئمة يف ذلك‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ال خالف يف وجوب الصيام على البالغ العاقل الصحيح‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يوما ويكون ثالثني‪.‬‬‫تسعا وعشرين ً‬ ‫العريب يكون ً‬ ‫أن الشهر ّ‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫أن االعتبار يف حتديد شهر رمضان إمنا هو الرؤية‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫املفسر‪.‬‬
‫ال خالف بني األصوليني يف أن اجململ حُي مل على ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫أن الشهر من اليوم التايل‪.‬‬‫الع ِش ِّي‪َّ ،‬‬
‫أن اهلالل إذا ُرئي من َ‬‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫أن من أبصر هالل الصوم وحده َّ‬
‫أن عليه أ ْن يصوم‪.‬‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫أمجعوا على أنَّه ال يُقبل يف الفطر إال اثنان‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أمجعوا على أنه ال تراعى رؤية بلد آخر يف البلدان النائية كاألندلس واحلجاز‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫اتفقوا على أن آخر زمان اإلمساك غيبوبة الشمس‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫انعقد اإلمجاع على وجوب الفطر واإلمساك عن األكل بقول واحد‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫أمجعوا على أنَّه جيب على الصائم اإلمساك زمان الصوم عن املطعوم واملشروب واجلماع‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫أن االحتالم يف هنار شهر رمضان (ال) يُفسد الصوم‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-13‬‬
‫جيوز للمريض أ ْن يصوم وأ ْن يُفطر باتّفاق‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫أمجعوا على أن املريض إذا صام أجزأه صومه‪7.‬‬ ‫‪-15‬‬
‫أن احل ّد (الضابط) يف جواز الفطر يف السفر هو حصول املشقة‪.‬‬ ‫كأن الصحابة ‪ ‬جممعون على َّ‬ ‫‪-16‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫كلهم مل يوجبوا على من دخل البلد مفطرا كفارة‪.‬‬ ‫‪-17‬‬
‫حكم املسافر إذا أفطر هو القضاء باتّفاق‪ ،‬وكذلك املريض‪.‬‬ ‫‪-18‬‬
‫أمجعوا على جواز فطر الشيخ الكبري والعجوز اللذان ال يقدران على الصيام‪.‬‬ ‫‪-19‬‬
‫من جامع يف هنار رمضان فقد أفطر بإمجاع‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫أن عليه كفَّارة ُأخرى‪.‬‬ ‫أن من وطئ يف يوم رمضان مث كفَّر مثّ وطئ يف يوم آخر‪َّ ،‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫‪145‬‬ ‫‪-21‬‬
‫مرارا يف يوم واحد من هنار رمضان‪ ،‬أنه ليس عليه إاّل كفَّارةٌ واحدة‪.‬‬ ‫أن من وطئ ً‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-22‬‬
‫عمدا يف قضاء رمضان كفَّارة‪.‬‬ ‫اتّفق اجلمهور على أنَّه ليس يف الفطر ً‬ ‫‪-23‬‬
‫أن من سنن الصوم تأخري السحور وتعجيل الفطر‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-24‬‬
‫اتّفقوا على النَّهي عن صيام يوم الفطر ويوم األضحى‪.‬‬ ‫‪-25‬‬
‫تطوع فقطعه لعذر قضاءٌ‪.‬‬ ‫أمجعوا على أنَّه ليس على من دخل يف صيام ّ‬ ‫‪-26‬‬
‫التطوع فليس عليه قضاء‪.‬‬
‫أن من خرج من صالة ّ‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-27‬‬
‫أن االعتكاف مندوب إليه بالشرع‪ ،‬وواجب بالنذر‪.‬‬ ‫ال خالف َّ‬ ‫‪-28‬‬
‫أن من شرط االعتكاف املسجد‪.‬‬ ‫الكل على َّ‬‫أمجع ّ‬ ‫‪-29‬‬
‫أن مباشرة النساء حترم على املعتكف يف املسجد‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-30‬‬
‫ال خالف يف اشرتاط النِّية لالعتكاف‪.‬‬ ‫‪-31‬‬
‫عامدا بطل اعتكافه‪.‬‬
‫أن املعتكف إذا جامع ً‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-32‬‬
‫اتفقوا على أنَّه ال جيوز للمعتكف اخلروج من املسجد إال حلاجة اإلنسان‪ ،‬أو ما يف معناها مما تدعو إليه الضرورة‪.‬‬ ‫‪-33‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫َّ‬
‫أ‪ -‬القسم (األول) الصوم املفروض (الواجب)‬
‫الجملة األولى‪ :‬أنواع الصيام الواجب‬
‫(ال يوجد مسائلـ مختلف فيها في الجملة األولى)ـ‬
‫‪146‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬أركان الصيام‬
‫الركن األول‪ :‬الزمان‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫الحكم إذا (لم) تمكن رؤية هالل شهر رمضانـ (إذا حال دون رؤية الهالل غيم)‬ ‫‪1‬‬
‫الحكم إذا ُرؤي القمر في النهار (قبل الزوال)‬ ‫‪2‬‬
‫من رأى هالل شوال (وحده) هل يُفطر؟‬ ‫‪3‬‬
‫عدد الشهود العدول المخبرين عن رؤية هالل رمضان (لدخول شهر رمضان)‬ ‫‪4‬‬
‫عدد الشهود العدول المخبرين عن رؤية هالل شوال (لخروج شهر رمضان)‬ ‫‪5‬‬
‫إذا ُرؤي الهالل في بلد‪ ،‬فهل تُعتبر تلك الرؤية لبقية البلدان؟‪( ،‬اختالف مطالع األهلّة)‬ ‫‪6‬‬
‫أول زمان اإلمساك في رمضان‬ ‫‪7‬‬
‫أول زمان اإلمساك عند طلوع الفجر‬ ‫‪8‬‬
‫حكم اإلمساك قبل طلوع الفجر (في جزء من الليل)‬ ‫‪9‬‬
‫الحكم إذا (لم) تمكن رؤية هالل شهر رمضان (إذا حال دون رؤية الهالل غيم)‬ ‫مسألةـ (‪)1‬‬
‫يوما‪،‬‬ ‫أمجعوا على وجوب صيام شهر رمضان‪ ،‬على البالغ العاقل احلاضر الصحيح‪ ،‬إذا مل تكن فيه الصفة املانعة من الصوم (احليض للنساء)‪ ،‬وأمجعوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫تسعا وعشرين ً‬‫أن الشهر العريب يكون ً‬
‫يوما‪َّ ،‬‬
‫وأن االعتبار يف حتديد شهر رمضان هو الرؤية‪ ،‬واختلفوا إذا مل نتمكن من رؤية هالل رمضان ليلة (‪ ،)29‬من شعبان (غُ َّم اهلالل) فماذا نفعل؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫ويكون ثالثني ً‬ ‫الخالف‬

‫إذا ُغ َّم اهلالل وكان ممن يستدل بالنجوم وتبنّي‬ ‫إذا غُ َّم اهلالل رجعنا للحساب‬ ‫يصوم يوم الشك‬ ‫يوما ّأول الشهر‪،‬‬
‫تكمل عدة شعبان (‪ً )30‬‬ ‫األقوال‬
‫له باحلساب َّأن اهلالل مرئي صيام وجيزيه‬ ‫الفلكي‪ 7،‬مبسري القمر والشمس‬ ‫أمحد‪ /‬بعض الصحابة كابن عمر‪ƒ‬‬ ‫وتكمل عدة رمضان (‪ )30‬آخر الشهر‬
‫ونسبتها‬
‫ابن سريج (شافعي)‬ ‫الشخري‬
‫مطرف بن ّ‬
‫َّ‬ ‫اجلمهور‬
‫اإلمجال الذي يف حديث أيب هريرة ‪ ‬من قوله ‪( :‬صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإ ْن غُ ّم عليكم فاقدروا له) [خ‪ /‬م]‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪( :‬ف ‪77‬إ ْن ُغ ّم عليكم‬ ‫* ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة‪( : ‬ف‪77 7‬إ ْن‬ ‫* ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪( :‬ف ‪77‬إ ْن ُغ ّم عليكم فاق ‪77‬دروا‬ ‫* ح‪77 7‬ديث ابن عب‪77 7‬اس ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال ‪( :‬ص‪77 7‬وموا‬
‫فاقدروا له)‪ ،‬معىن التقدير هو عده باحلساب‪،‬‬ ‫غُ ّم عليكم فاق ‪77 7 7 7 7 7‬دروا له) مع ‪77 7 7 7 7 7‬ىن‬ ‫‪7‬ائما؛ أل ّن‬
‫له)‪ ،‬مع ‪77‬ىن اق ‪77‬دروا ل ‪77‬ه ه‪77‬و‪ْ :‬أن يص ‪77‬بح املرء ص ‪ً 7‬‬ ‫لرؤيت‪77‬ه وأفط‪77‬روا لرؤيته‪ ،‬ف‪77‬إن غُ َّم عليكم‪ 7‬ف‪77‬أكملوا‬
‫واخلط‪77‬اب ملن يس‪77‬تدل باحلس‪77‬اب الفلكي دون‬ ‫التق‪77 7‬دير ل‪77 7‬ه‪ :‬ه‪77 7‬و ع‪77 7‬دُّه باحلس‪77 7‬اب‪،‬‬ ‫(اق‪7‬دروا ل‪7‬ه) معناه‪7‬ا‪ :‬ض‪7‬يِّقوا الع‪7‬دد لش‪7‬هر ش‪7‬عبان ليك‪7‬ون‬ ‫يوما) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فه‪77‬ذا احلديث‪7‬‬ ‫ع‪77‬دة ش‪77‬عبان ثالثني ً‬
‫غريه‪.‬‬ ‫مجيع‪77‬ا من يس‪77‬تدل‬ ‫واخلط‪77‬اب للن‪77‬اس ً‬ ‫يوم‪77‬ا؛ لقول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ‬ ‫(‪ً )29‬‬ ‫مف ِّس ‪7 7 7‬ر للمجم‪77 7 7‬ل يف ح‪77 7 7‬ديث أيب هري‪77 7 7‬رة‪: ‬‬
‫باحلساب الفلكي وغريه‪.‬‬ ‫ض‪ِّ7‬يق‪ ،‬وقوله‪ :‬ﮋﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫(فاق ‪77 7‬دروا ل ‪77 7‬ه)‪ ،‬ف ‪77 7‬وجب أ ْن حُي م ‪77 7‬ل اجملم ‪77 7‬ل على‬
‫[الطالق‪ ]٧ :‬أي‪ُ :‬‬ ‫األدلة‬
‫املفسر‪.‬‬
‫ّ‬
‫ﯦﮊ [الرع‪77 7‬د‪ ،]٢٦ :‬أي‪ :‬ويض ‪77‬يق ال ‪77‬رزق على من‬
‫يشاء‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث أيب هري ‪77 7‬رة ‪( :‬ال تق‪77 7‬دموا رمض‪77 7‬ان‬
‫‪7‬وما‬
‫بص‪77‬وم ي‪77‬وم أو ي‪77‬ومني‪ ،‬إال رج‪77‬ل ك‪77‬ان يص‪77‬وم ص‪ً 7‬‬
‫‪ ‬حيتمل أ ْن يكون اهلالل قد ظهر فنصوم‬ ‫فليصمه) [متفق]‪ ،‬وهذا هني عن صيام يوم الشك‪.‬‬
‫احتياطًا‪.‬‬
‫يوما) محاًل للمجمل على املفسر‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬مذهب اجلمهور يف هذا محل اجململ على املفسر‪ ...‬إخل)‪ ،‬وقال عن مذهب ابن عمر‬
‫القول األول‪( :‬إكمال العدة (‪ً )30‬‬
‫‪ ƒ‬وتأويله للحديث‪( :‬وفيه بُع ٌد يف اللفظ)‬ ‫الراجح‬

‫إذا غم يوم الثالثني من شعبان وأثبت‬ ‫إذا غم يوم الثالثني من شعبان‬ ‫إذا غُ َّم يوم الثالثني من شعبان فال يصام بنية إذا غم يوم الثالثني من شعبان فيجب صيامه على‬
‫وأثبت احلساب ظهور اهلالل لوال احلساب ظهور اهلالل لوال الغيم فعلى‪ 7‬من‬ ‫أنه من رمضان‬ ‫رمضان‪ ،‬وإذا غم اليوم املكمل للثالثيني من‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يستدل باحلساب الصيام دون عوام الناس‬ ‫الغيم فعلى‪ 7‬املسلمني مجيعا الصوم‬ ‫رمضان فال جيوز فطره على أنه يوم العيد‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/530‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)39‬واجلوهرة النرّي ة (‪ ،)1/137‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/345‬والتلقني (‪ ،)1/72‬والتاج واإلكليل‪ ،)3/279( 7‬واإلقناع للماوردي (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)73‬واجملموع (‪ ،)6/279‬واملغين (‪ ،)3/108‬واإلنصاف (‪)3/269‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ؤي القمر في النَّهار (قبل الزوال)‬
‫الحكم إذا ُر َ‬ ‫مسألةـ (‪)2‬‬
‫العشي (من املغرب إىل ظلمة الليل) يوم (‪ )29‬من شعبان‪ ،‬أو يوم (‪ )29‬من رمضان‪َّ ،‬أن اليوم التايل للشهر اجلديد‪ ،‬واختلفوا إذا (مل) ير اهلالل ليلة (‪ ،)29‬ولكن‬‫اتفقوا على َّأن القمر إذا ُرؤي من ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫ؤي اهلالل (بعد) الزوال يكون له حكم اليوم الثاين (املستقبل)‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫ُرؤي يف هنار اليوم الثاين قبل الزوال ‪-‬وهذه ظاهرة نادرة‪ -‬فهل له حكم‪ ،‬مع اتّفاقهم أنّه إذا ُر َ‬ ‫الخالف‬
‫إذا رؤي القمر قبل الزوال فهو لليلة املاضية (كأنه رؤي أمس بعد املغرب)‪ ،‬وإذا رؤي بعد‬ ‫إذا رؤي القمر يف النهار فهو لليوم املستقبل كأنه رؤي بعد املغرب يف نفس‬
‫الزوال فهو لليوم املستقبل (كأنه رؤي اليوم بعد املغرب)‬ ‫اليوم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الثوري‪ /‬أبو يوسف‪ /‬ابن حبيب (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬

‫ترك اعتبار التجربة فيما سبيله التجربة‪ ،‬والرجوع إىل األخبار يف رؤية اهلالل يف النهار‪ ،‬وليس فيه أثر عن النيب ‪ ‬يُرجع إليه‪ ،‬ولكن روي عن عمر ‪ ‬أثران؛ أحدمها عام‪ ،‬واآلخر‬
‫سبب الخالف‬
‫مفسر له‬
‫خاص ّ‬
‫قوم‪7‬ا رأوا اهلالل بع‪77‬د ال‪7‬زوال ف‪7‬أفطروا‪ ،‬فكتب إليهم‬ ‫* م‪77‬ا رواه األعمش عن ش‪77‬قيق بن س‪77‬لمة ق‪77‬ال‪( :‬أتان‪77‬ا كت‪77‬اب عم‪77‬ر وحنن خبَ‪77‬انِِقني‪ * :‬ما روى الثوري عن عمر‪( :‬أنّه بلغ عم‪7‬ر أ ّن ً‬
‫هنارا قب ‪77‬ل ال ‪77‬زوال ف ‪77‬أفطروا‪ ،‬وإذا رأيتم ‪77‬وه بع ‪77‬د ال ‪77‬زوال فال تفط ‪77‬روا)‬ ‫هنارا فال تفط‪77‬روا ح‪77‬ىت يش‪77‬هد‬
‫أن األهل‪77‬ة بعض‪77‬ها أك‪77‬رب من بعض‪ ،‬ف‪77‬إذا رأيتم اهلالل ً‬ ‫َّ‬
‫يل ‪77‬ومهم‪ ،‬وق ‪77‬ال‪ :‬إذا رأيتم اهلالل ً‬
‫رجالن أهنما رأياه باألمس) [هق‪ /‬عد‪ /‬ش‪ /‬وسنده صحيح]‪ ،‬فاعترب عمر ‪ ‬رؤية [عن‪ /‬ش‪ /‬مح]‪ ،‬فاعترب عمر ‪ ‬الرؤية بعد الزوال لليوم املس‪7‬تقبل‪ ،‬والرؤي‪7‬ة قب‪7‬ل ال‪7‬زوال لليلي‪7‬ة املاض‪7‬ية‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫القم‪77‬ر يف النه‪77‬ار للي‪77‬وم املس‪77‬تقبل وليس للي‪77‬وم الف‪77‬ائت‪ ،‬ف‪77‬أمرهم إذا رأوه ي‪77‬وم (‪ )30‬فالم الق ‪77‬وم ألهنم أفط ‪77‬روا ي ‪77‬وم ( ‪ )30‬يف رمض ‪77‬ان ملا رأوا اهلالل بع ‪77‬د ال ‪77‬زوال ظنًّا منهم أ ّن ي ‪77‬ومهم ه ‪77‬و‬
‫ّأول شوال‪.‬‬ ‫من رمضان وقد غُ ّم عليهم أمس أ ْن ال يُفطروا‪.‬‬

‫وعموما حدوث ذلك من النّادر‪ ،‬ويشهد له كالم القاضي‪( :‬والذي يقتضي القياس‬ ‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬إذا رؤي اهلالل يف النهار فهو لليوم املستقبل)‪ ،‬وهذا من باب االحتياط للصيام‪،‬‬
‫الراجح‬
‫هنارا فنعتربه كأمّن ا رأيناه لياًل يف نفس اليوم‬
‫ورؤي اهلالل ً‬
‫أن القمر ال يُرى والشمس بعد مل تغب)‪ ،‬فإذا حصل ُ‬ ‫والتحري َّ‬
‫إذا رؤي اهلالل قبل الزوال هنار يوم (‪ )30‬شعبان يعترب يوم الرؤية أول رمضان وثبت يف الذمة‬ ‫إذا ُرؤي اهلالل بعد الزوال هنار يوم (‪ )30‬شعبان يعترب يوم الرؤية من شعبان‬
‫صيام يوم‪ ،‬وإذا رؤي يوم (‪ ،)30‬من رمضان بعد الزوال‪ ،‬أفطر الناس َّ‬
‫ألن يوم الرؤية أصبح من‬ ‫(يوم شك)‪ ،‬وإذا ُرؤي يوم (‪ )30‬رمضان بعد الزوال يعد يوم الرؤية املتمم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫شوال‬ ‫لشهر رمضان‬
‫واألم (‪ ،)2/104‬واحلاوي الكبري (‪،)3/411‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/530‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/82‬وحتفة امللوك (‪ ،)1/139‬والتلقني (‪ ،)1/73‬وجامع األمهات (‪ّ ،)1/170‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)51‬والشرح الكبري (‪)3/6‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫من رأى هالل شوال (وحده) هل يُفطر؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫أن من رأى هالل رمضان وحده َّ‬
‫أن عليه الصوم‪ ،‬واختلفوا لو رأى هالل شوال وحده هل يُفطر؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫أمجع العلماء ‪-‬خالفًا لعطاء‪ -‬على َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫يُفطر من رأى هالل شوال وحده‬ ‫(ال) يُفطر من رأى هالل شوال وحده‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫كل؟ (مل يذكره ابن رشد)‬‫هل يقاس الفطر على الصوم بقول شهادة الواحد يف ٍّ‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫أن إثب‪77‬ات الص‪77‬يام والفط‪77‬ر بالرؤي‪77‬ة (احلس) ويك‪77‬ون بش‪77‬هادة ش‪77‬اهدين حلديث‪ * :‬حديث ابن عباس ‪ ƒ‬قال ‪( : ‬صوموا لرؤيته وأفطروا‬ ‫* األص‪77‬ل َّ‬
‫(ص‪77‬وموا لرؤيت‪77‬ه وأفط‪77‬روا لرؤيته‪ ... ،‬وإ ْن ش‪77‬هد ش‪77‬اهدان فص‪77‬وموا وأفط‪77‬روا) [ن‪ /‬حم‪ /‬لرؤيته) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وهذا قد رأى اهلالل فيفطر‪.‬‬
‫جالسا عند عمر‪ ،‬فأتاه راكب‬ ‫ق‪77‬ط‪ /‬وص‪7َّ 7‬ححه األلب‪77‬اين]‪ ،‬واس‪77‬تثين من ذل‪77‬ك الص‪77‬يام فيص‪77‬ح بش‪77‬هادة رج‪77‬ل واح‪77‬د حلديث‬
‫‪ ‬حديث الرباء ‪ ‬قال‪( :‬كنت ً‬
‫عكرمة‪( :‬أهنم ش ُّ‪7‬كوا يف هالل رمض‪77‬ان ف‪7‬أرادوا أ ْن ال يص‪7‬وموا ‪ ...‬فج‪7‬اء أع‪77‬رايب فش‪7‬هد فزعم أنه رأى هالل شوال وحده‪ ،‬فقال عمر‪ :‬أيها الناس‬ ‫األدلة‬
‫أنَّه رأى اهلالل‪ ،‬ف ‪77‬أمر بالل أ ْن ين ‪77‬ادي بالن ‪77‬اس أن يقوم ‪77‬وا وأن يص ‪77‬وموا) [د‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬كم‪ /‬أفطروا) [بز‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬وهو مرسل]‪.‬‬
‫ه ‪77‬ق‪ /‬طح‪ /‬وس ‪77‬نده ص ‪77‬حيح]‪ ،‬وإمنا ف ‪7َّ 7‬رق بني هالل الص ‪77‬وم والفط ‪77‬ر ملك ‪77‬ان س ‪ّ 7‬د الذريع ‪77‬ة‪  ،‬ما دام أنه جاز الصيام بشهادة الفرد الواحد‪ ،‬فيجوز إ ًذا الفطر‬
‫برؤية الفرد الواحد‪.‬‬ ‫حىت ال يدَّعي ال ُف َّساق أهنم رأوا اهلالل فيفطروا وهم مل يروه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يُفطر)‪ ،‬وهذا من باب االحتياط‪ ،‬ومن باب توحيد وقت الصيام والفطر جلميع املسلمني‪ ،‬وحىت ال يوضع املسلم‪ 7‬موضع التهمة‪ ،‬وإن‬ ‫الراجح‬
‫تأكد من أنه رأى اهلالل فيفطر ولو بالنية فإهنا تكفيه‪ ،‬ولكن ال يظهر الفطر حبال‬
‫من رأى هالل شوال وحده وردت شهادته فأفطر فإنه منتهك حلرمة رمضان ووجب من رأى هالل شوال وحده وردت شهادته فأفطر سرا فقد فعل‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ما جيب عليه وال شيء عليه‬ ‫عليه التوبة والقضاء (وزاد مالك‪ :‬والكفارة)‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/531‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/377‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/130‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/335‬والبيان والتحصيل (‪،)2/351‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)3/449‬وهناية املطلب (‪ ،)4/19‬واملغين (‪ ،)166 ،3/163‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)2/629‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫عدد الشهود العدول المخبرين عن رؤية هالل رمضان (لدخول شهر رمضان)‬ ‫مسألةـ (‪)4‬‬
‫أمجع األئمة األربعة على أنَّه ال يُقبل يف الفطر إال شهادة (اثنان)‪ ،‬وخالف يف ذلك أبو ثور (وسيأيت يف املسألة القادمة)‪ ،‬واختلفوا يف عدد الشهود املخربين عن رؤية هالل رمضان‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يُصام بشهادة الرجل الواحد إذا كانت السماء مغيمة‪ ،‬وإذا‬ ‫يُصام بشهادة الرجل الواحد‬ ‫ال يُصام إال بشهادة رجلني‬
‫كانت صافية ‪-‬مبصر كبري‪ -‬ال يُصام إال بشهادة اجلم الغفري‪،‬‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي (رواية املزين)‪ /‬أمحد‬ ‫ورواية‪( :‬إذا كانت السماء مغيمة)‬
‫ورواية‪( :‬تكفي شهادة رجلني إن كانت السماء صافية)‬ ‫ونسبتها‬
‫مالك‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫اختالف اآلثار يف إثبات الشهادة يف دخول الشهر‪ /‬وتردد اخلرب يف ذلك بني أ ْن يكون من باب الشهادة اليت يشرتط فيها العدد‪ ،‬أو من باب العمل باألحاديث اليت ال يشرتط فيها العدد‬ ‫سبب‬
‫(أي‪ :‬هل املخرب شاه ٌد أو را ٍو؟)‬ ‫الخالف‬
‫* حديث ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪( :‬جاء أعرايب إىل النيب ‪ ‬فقال‪ :‬أبص‪77‬رت * ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ج ‪77‬اء أع ‪77‬رايب إىل الن ‪77‬يب‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث عب‪77 7 7‬د ال‪77 7 7‬رمحن بن زي‪77 7 7‬د ق‪77 7 7‬ال‪ :‬ح‪77 7 7‬دثين‬
‫وأن حمم‪7ً 7‬دا عب‪77‬ده ورس‪77‬وله؟‪ ،)... ،‬ومحله على ما إذا كانت السماء مغيبة‪ 7،‬لص‪77‬عوبة‬ ‫اهلالل الليلة‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬أتش‪77‬هد أن ال إل‪77‬ه إال اهلل‪َّ ،‬‬
‫أص‪7‬حاب رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬أن‪7‬ه ق‪7‬ال‪( :‬ص‪7‬وموا لرؤيت‪7‬ه‪،‬‬
‫ق‪77‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا بالل أذِّن يف الن‪77‬اس فليص‪77‬وموا غ‪7ً 7‬دا) [ن‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬الرؤي‪77‬ة‪ ،‬أم‪7‬ا الس‪7‬ماء الص‪77‬افية باملص‪77‬ر الكب‪77‬ري ف‪77‬ريى في‪7‬ه ع‪7‬ادة‬
‫وأفط ‪77‬روا لرؤيت ‪77‬ه‪ ،‬ف ‪77‬إن غُ ّم عليكم ف ‪77‬أكملوا ثالثني‪،‬‬
‫أكثر الناس اهلالل‪.‬‬ ‫وصححه احلاكم‪ /‬وضعَّفه غري واحد]‪.‬‬ ‫فإن شهد ش‪7‬اهدان فص‪7‬وموا وأفط‪77‬روا) [د‪ /‬حم‪ /‬ن‪/‬‬
‫قط‪ /‬من‪َّ /‬‬
‫ق‪77‬ط‪ /‬وص‪7َّ 7‬ححه‪ 7‬األلب‪77‬اين]‪ ،‬ي‪77‬رجح ه‪77‬ذا احلديث‪ 7‬ملك‪77‬ان‬
‫* يُقب‪77 7‬ل الص‪77 7‬يام بش‪77 7‬هادة الرج‪77 7‬ل الواح‪77 7‬د؛ ألن‪77 7‬ه ليس في‪77 7‬ه هتم‪77 7‬ة‪ ،‬خبالف‬ ‫األدلة‬
‫فيفرق بني األمرين‪.‬‬‫اإلفطار ففيه هتمة‪َّ ،‬‬
‫القي‪77 7 7‬اس‪ ،‬أي تش‪77 7 7‬بيه الش‪77 7 7‬هادة على رؤي‪77 7 7‬ة اهلالل‪،‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬تراءى الناس اهلالل‪ ،‬فأخربت رسول‬ ‫بالشهادة يف احلقوق‪ ،‬فيشرتط فيه شاهدين‪.‬‬
‫اهلل ‪ ‬أين رأيته‪ ،‬فصام‪ ،‬وأمر الناس بصيامه) [حم‪ /‬د‪َّ /‬‬
‫وصححه‪7‬‬
‫احلاكم]‪.‬‬
‫يوما فيما لو تأخر الناس عن بداية الصيام‪،‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يصام بشهادة رجل واحد)‪ ،‬وهذا فيه مجع بني األحاديث‪ ،‬واحتياط لدخول الشهر‪ ،‬حىت ال يقع الناس يف صيام أقل من (‪ً )29‬‬
‫ويثبت شهر شوال بالرؤية آخر الشهر‬ ‫الراجح‬

‫لو شهد واحد يف يوم غيم عند القاضي برؤية هالل رمضان‪،‬‬ ‫لو شهد واحد عند القاضي برؤية هالل رمضان‪ ،‬أعلن يوم الغد من‬ ‫لو شهد واحد عند القاضي برؤية هالل رمضان‪،‬‬
‫أعلن يوم الغد من رمضان وأقيمت الرتاويح تلك الليلة‬ ‫رمضان وأقيمت الرتاويح تلك الليلة‬ ‫مل يُعلن الغد من رمضان وأمت الناس عدة شعبان‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫واملدونة (‪ ،)267-1/266‬والتاج واإلكليل‪ ،)3/279( 7‬وهناية املطلب (‪ ،)4/12‬واجملموع (‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/532‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/139‬واحمليط الربهاين (‪ّ ،)2/376‬‬
‫مراجع‬
‫‪ ،)281-6/280‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/436‬والشرح الكبري (‪)3/8‬‬ ‫المسألة‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫عدد الشهود العدول المخبرين عن رؤية هالل شوال (لخروج شهر رمضان)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫يوما‪ ،‬أو بشهادة عدلني على رؤية هالل شوال‪ ،‬واختلفوا لو رأى هالل شوال‬
‫اتفقوا على ثبوت خروج رمضان‪ 7‬ودخول شوال؛ ّإما بإكمال ع ّدة رمضان‪ً )30( 7‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫شاهد واحد هل يقبل ويثبت خروج رمضان‪ 7‬ودخول شوال بشهادته؟‪ ،‬خالف على قولني‬
‫يقبل يف الفطر شهادة رجل واحد‬ ‫(ال) يقبل يف الفطر إال بشهادة اثنني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‪ /‬أبو ثور‪ /‬أبو بكر بن املنذر‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪145‬‬

‫وترد د اخلرب يف ذلك بني أن يكون من باب الشهادة أو من باب العمل باألحاديث اليت ال يشرتط فيها العدد‬
‫اختالف اآلثار يف إثبات خروج الشهر ودخوله‪ّ ،‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪ ( :‬ج‪77‬اء أع‪77‬رايب إىل النيب ‪ ‬فق‪77‬ال‪ :‬أبص‪77‬رت اهلالل الليل‪77‬ة‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬أتش‪77‬هد أ ْن ال إل‪77‬ه إال‬ ‫* ح ‪77‬ديث عب ‪77‬د ال ‪77‬رمحن بن زي ‪77‬د ق ‪77‬ال‪ :‬ح‪ّ 7 7‬دثين‬
‫وأن حمم ً‪7‬دا عب‪7‬ده ورس‪7‬وله؟‪ 7،‬ق‪7‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬ي‪7‬ا بالل‪ ،‬أذِّن يف الن‪7‬اس فليص‪7‬وموا غ ً‪7‬دا) [ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬من‪/‬‬ ‫اهلل َّ‬ ‫أص ‪77 7‬حاب رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬أن ‪77 7‬ه ق ‪77 7‬ال‪( :‬ص ‪77 7‬وموا‬
‫ص‪77‬ححه احلاكم‪ /‬وض‪7ّ 7‬عفه غ‪77‬ري واح‪77‬د]‪ ،‬ال تع‪77‬ارض بني ه‪77‬ذا احلديث وح‪77‬ديث ربعي بن خ‪77‬راش ‪ ،‬وجيم‪77‬ع بينهم‪77‬ا أن‪77‬ه‬ ‫لرؤيت ‪77 7 7 7 7‬ه وأفط ‪77 7 7 7 7‬روا لرؤيته‪ ،‬ف ‪77 7 7 7 7‬إ ْن غُ َّم عليكم‬
‫جيوز العم‪77‬ل ب‪77‬االثنني؛ ش‪77‬هادة الواح‪77‬د وش‪77‬هادة االث‪77‬نني‪ ،‬فال تع‪77‬ارض بينهم‪77‬ا‪ ،‬وتش‪77‬بيه ال‪77‬رائي ب‪77‬الراوي أمث‪77‬ل من تش‪77‬بيه‬ ‫ف ‪77‬أكملوا ثالثني‪ ،‬ف ‪77‬إ ْن ش ‪77‬هد ش ‪77‬اهدان فص ‪77‬وموا‬
‫الرائي بالشاهد‪ ،‬الشرتاط العدد يف الشهادة‪.‬‬ ‫وأفطروا) [د‪ /‬حم‪ /‬ن‪ /‬قط‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫* ح‪77‬ديث ربعي بن خ‪77‬راش ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬اختل‪77‬ف * انعق‪7‬د اإلمجاع على وج‪7‬وب الفط‪7‬ر واإلمس‪7‬اك عن األك‪7‬ل بق‪7‬ول واح‪7‬د (املؤذِّن)‪ ،‬ف‪7‬وجب أ ْن يك‪7‬ون األم‪7‬ر ك‪7‬ذلك‬ ‫األدلة‬
‫الناس يف آخر يوم من رمضان‪ ،‬فقدم‪ 7‬أعرابي‪77‬ان‪ ،‬يف دخول الشهر وخروجه‪ ،‬فكالمها عالمة على زمان الفطر والصوم‪.‬‬
‫فش‪77‬هدا عن‪77‬د الن‪77‬يب ‪ ‬أله‪7ّ 7‬ل اهلالل أمس عش‪77‬ية‪  ،‬حديث الرباء ‪ ‬قال‪( :‬كنت عند عمر‪ ،‬فأتاه راكب فزعم أنَّه رأى هالل شوال وحده‪ ،‬فقال عمر‪ :‬أيّها‬
‫ف‪77 7 7‬أمر رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬الن‪77 7 7‬اس أ ْن يفط‪77 7 7‬روا وأ ْن الناس‪َ :‬أفْ ِطروا) [بز‪ /‬قط‪ /‬هق‪/‬سنن‪ /‬وهو مرسل]‪.‬‬
‫أن الصيام جاز برؤية شاهد واحد‪ ،‬فيجوز الفطر برؤية شاهد واحد‪.‬‬ ‫يغ ‪77 7‬دوا إىل املص ‪7 7‬لَّى) [د‪ /‬ق ‪77 7‬ط‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬وص ‪77 7‬ححه ‪ ‬ما دام َّ‬
‫األلباين]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬شهادة اثنني)‪ ،‬وهذا من باب االحتياط لشهر الصوم‪ ،‬فيعترب دخول الشهر بشهادة واحد‪ ،‬وال يعترب خروجه إال بشهادة اثنني‪ ،‬هذا األحوط للعبادة‬ ‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫من شهد عند القاضي وحده برؤية هالل شوال مل‬
‫من شهد عند القاضي وحده برؤية هالل شوال قبلت شهادته ويعلن العيد من الغد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يوما‬
‫تقبل شهادته وأكملت عدة رمضان ( ‪ً )30‬‬
‫واملدونة (‪ ،)1/267‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/382‬وهناية املطلب (‪ ،)4/12‬واجملموع (‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/532‬واالختيار (‪ ،)1/130‬والعناية (‪ّ ،)2/325‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)6/281‬واملغين (‪ ،)3/165‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)2/628‬واإلقناع البن املنذر (‪ ،)1/191‬واحمللى‪)4/374( 7‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ؤي الهالل في بلد‪ ،‬فهل تُعتبر تلك الرؤية لبقية البلدان؟ (اختالف مطالع األهلَّة)‬
‫إذا ُر َ‬ ‫مسألةـ (‪)6‬‬
‫أمجع العلماء على وجوب صيام رمضان برؤية اهلالل (على خالف يف عدد املخربين عن الرؤية)‪ ،‬فإذا رؤي اهلالل يف بلد وثبت ذلك‪ ،‬فهل يلزم بقية بالد املسلمني ‪-‬ممن مل ير‬ ‫تحرير محل‬
‫لكل بلد رؤية؟ وهذه املسألة تسمى اختالف املطالع‪ ،‬واخلالف فيها على قولني‬
‫اهلالل‪ -‬أ ْن يصوموا‪ ،‬أم ّ‬ ‫الخالف‬
‫إذا ثبتت رؤية هالل رمضان يف بلد‪ ،‬وجب على بقية بالد‬
‫إذا ثبتت رؤية هالل رمضان يف بلد‪( ،‬مل) تلزم الرؤية بقية بالد املسلمني‪ ،‬إال أن حيملهم اإلمام على ذلك‬ ‫املسلمني الصوم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫مالك (رواية املدنيني)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية ابن القاسم واملصريني)‪ /‬الشافعي‬
‫(واشرتط احتاد املطالع)‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر تعارض رواية األثر والنظر‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن أم الفض‪77‬ل بنت احلارث بعثت‪77‬ه إىل معاوي‪77‬ة بالش‪77‬ام‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬فق‪77‬دمت‪ 7‬الش‪77‬ام‪ ،‬فقض‪77‬يت حاجته‪77‬ا‪ ،‬واس‪77‬تهل‬ ‫* النَّظ‪77 7‬ر‪ :‬البالد إذا مل ختتل‪77 7‬ف مطالعه‪77 7‬ا (خ‪77 7‬ط الط‪77 7‬ول) ك‪77 7‬ل * أث‪77‬ر ك‪77‬ريب‪َّ :‬‬
‫االختالف‪ ،‬فيجب أ ْن م‪77 7 7 7 7‬ل بعض‪77 7 7 7 7‬ها على بعض؛ ألهنا يف علي رمض‪77‬ان وأن‪77‬ا بالش‪77‬ام‪ ،‬ف‪77‬رأيت اهلالل ليل‪77‬ة "اجلمع‪77‬ة"‪ ،‬مث ق‪77‬دمت املدين‪77‬ة يف آخ‪77‬ر الش‪77‬هر‪ ،‬فس‪77‬ألين عب‪77‬د اهلل بن عب‪77‬اس‬
‫حُي‬
‫‪ ،ƒ‬مث ذك‪77‬ر اهلالل فق‪77‬ال‪ :‬م‪77‬ىت رأيتم اهلالل؟‪ ،‬فقلت‪ :‬رأين‪77‬اه ليل‪77‬ة اجلمع‪77‬ة‪ 7،‬فق‪77‬ال‪ :‬أنت رأيت‪77‬ه؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬ورآه الن‪77‬اس‪،‬‬
‫قياس األفق الواحد‪.‬‬
‫وص‪77‬اموا وص‪77‬ام معاوي‪77‬ة‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬لكن‪77‬ا رأين‪77‬اه ليل‪77‬ة "الس‪77‬بت"‪ ،‬فال ن‪77‬زال نص‪77‬وم ح‪77‬ىت نكم‪77‬ل ثالثني‪ ،‬أو ن‪77‬راه) [م]‪ ،‬ه‪77‬ذا ي‪77‬دل‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬ص‪77‬وموا لرؤيت‪77‬ه وأفط‪77‬روا لرؤيته) على أن لكل بلد رؤيته‪.‬‬
‫عموم‪77‬ا‪ ،‬ف‪77‬إ ْن رآه بل ‪77‬د ل‪77‬زم البل ‪77‬د‬
‫[خ‪ /‬م]؛ اخلط ‪77‬اب للمس ‪77‬لمني ً‬ ‫األدلة‬
‫شاهدا لدخول الشهر ال‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ [البقرة‪ ،]185:‬من مل ير اهلالل مل يعترب ً‬
‫حكما‪.‬‬
‫حقيقةً وال ً‬ ‫اآلخر‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه ثبت وقت وج ‪77‬وب الص ‪77‬يام بش ‪77‬هادة الثق ‪77‬ات‪ ،‬ف ‪77‬وجب ‪ ‬حديث ابن عباس ‪( :ƒ‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واخلطاب ألفراد املسلمني‪ ،‬فال يلزم بلدا رؤية بلد‬
‫آخر‬
‫صومه على مجيع املسلمني‪.‬‬
‫‪ ‬التوقيت خيتلف بني بالد املسلمني‪ ،‬فإذا طلع القمر يف املشرق فال يلزم أهل املغرب أ ْن ميسكوا عن الطعام والشراب‪،‬‬
‫وكذا عند الغروب‪ ،‬فكذلك خيتلفون يف وقت دخول الشهر‪.‬‬
‫تطور وسائل االتصاالت‪ ،‬فإذا ُرؤي‬
‫خصوصا مع ّ‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬جيب برؤية بلد صيام بقية البلدان)‪ ،‬وهذا أقرب الحتاد املسلمني وتوحيد الكلمة وعدم التفرق بينهم‪ ،‬وهذا من مقاصد الشريعة‪،‬‬
‫اهلالل يف أي مكان انتقل اخلرب إىل مجيع البلدان يف وقت قصري‬ ‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫إذا ثبتت رؤية هالل شهر رمضان يف السعودية‪ ،‬وجب على‬
‫غم عليهم‬ ‫أهل الشام ومصر وليبيا وغريهم أ ْن يصوموا‪ ،‬وإن مل يروه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫إذا ثبتت رؤية هالل شهر رمضان يف السعودية‪ ،‬ومل يثبت ذلك يف مصر ‪-‬مثاًل ‪ -‬ومل يلزمهم الصيام ولو ّ‬
‫وال جيوز هلم الفطر‪ ،‬وإذا أفطروا قضوا ذلك اليوم‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/535‬واالختيار (‪ ،)1/129‬والبحر الرائق (‪ ،)2/290‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/334‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)79‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/409‬والبيان (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)3/478‬واملغين (‪ ،)3/107‬واإلنصاف (‪)3/273‬‬
‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫َّأول زمان اإلمساك في رمضان‬ ‫مسألةـ (‪)7‬‬
‫اتفقوا على َّأن آخر زمان اإلمساك عند غيبوبة الشمس‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋﮀﮁﮂﮃﮄﮊ [البقرة‪ ،]187 :‬واختلفوا يف ّأول زمان اإلمساك عن األكل والشرب يف رمضان‪ ،‬واخلالف‬ ‫تحرير محل‬

‫على قولني يبدأ اإلمساك من طلوع الفجر األمحر الذي يكون بعد األبيض‬ ‫يبدأ اإلمساك عند طلوع الفجر الثاين املستطري األبيض (الفجر الصادق)‬ ‫الخالف‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫حذيفة ‪ /‬ابن مسعود ‪( ‬أهل اليمامة)‬ ‫مجهور العلماء‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف وقت اإلمساك‪ /‬اشرتاك اسم الفجر‪ ،‬فهو يطلق على األبيض واألمحر‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪145‬‬
‫أن الش ‪77‬مس مل تطل ‪77‬ع)‪،‬‬ ‫‪7‬حرت م ‪77‬ع النيب ‪ ‬وه ‪77‬و النه ‪77‬ار‪ ،‬إال َّ‬ ‫* ح ‪77‬ديث حذيف ‪77‬ة ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬تس ‪َّ 7‬‬ ‫* ح ‪77 7 7‬ديث مسرة بن جن ‪77 7 7‬دب ‪ ‬ق ‪77 7 7‬ال رس ‪77 7 7‬ول اهلل ‪( :‬ال يغ‪77 7 7 7 7‬رنَّكم من‬
‫ورواي‪77‬ة‪ :‬تس‪77‬حرت مث انطلقت‪ 7‬إىل املس‪77‬جد‪ ،‬فم‪77‬ررت مبنزل حذيف‪77‬ة‪ ،‬ف‪77‬دخلت علي‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬أمر بلقح‪77‬ة‬ ‫سحوركم أذان بالل‪ ،‬وال بياض األفق املستطيل هكذا‪ ،‬حىت يس‪77‬تطري هك‪77‬ذا)‬
‫فحلبت‪ ،‬وبق‪7‬در فس‪7‬خنت‪ ،‬مث ق‪7‬ال‪ :‬ك‪7‬ل‪ ،‬فقلت‪ :‬إين أري‪77‬د الص‪77‬وم‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬وأن‪7‬ا أري‪77‬د الص‪77‬وم‪ .‬ق‪7‬ال‪:‬‬ ‫معرتضا [م]‪.‬‬
‫ً‬ ‫وحكاه محاد بيديه‪ ،‬قال‪ :‬يعين‬
‫فأكلنا‪ ،‬مث شربنا‪ ،‬مث أتينا املسجد‪ ،‬فأقيمت الصالة) [حم‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬طح‪ /‬وإسناده حسن]‪.‬‬ ‫* قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫األدلة‬
‫* ح‪77 7‬ديث قيس بن س‪77 7‬عد عن أبي ‪77‬ه ق ‪77‬ال‪ :‬ق ‪77‬ال رس ‪77‬ول اهلل ‪( :‬كل ‪77‬وا واش ‪77‬ربوا‪ ،‬وال يَِهي‪77 7‬دنَّكم ‪-‬أي‬ ‫وفرق بينه‪77‬ا بـ(اخلي‪77‬ط‬
‫ﭽ ﭾﮊ [البقرة‪ ،]187:‬ظاهره متييز الليل من النهار‪ّ ،‬‬
‫يزج‪77‬ركم‪ -‬الس‪77‬اطع اْل ُمص‪77‬عد‪ ،‬فكل‪77‬وا واش‪77‬ربوا ح‪77‬ىت يع‪77‬رتض لكم األمحر) [د‪ /‬ت‪ /‬طح‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬وص ‪77‬ححه‬
‫كالنص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نص يف ذلك أو‬
‫األبيض) ومل يقل األمحر‪ ،‬وهذا ّ‬
‫األلباين]‪.‬‬
‫ونص حديث مسرة ‪ّ ، ‬أما حديث حذيفة ‪ ‬فقال عنه احلازمي‪ :‬أمجع أهل العلم على ترك العمل بظاهره‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫القول األول‪( :‬عند طلوع الفجر الثاين املستطري األبيض)؛ لظاهر اآلية‪ّ ،‬‬
‫منسوخ باآلية‪ .‬أما حديث قيس‪ ،‬فقيل‪ :‬املراد عليه ( األمحر) هو األبيض‪ ،‬وهذا سائغ يف لغة العرب‪ ،‬وموافق ملا يف اآلية‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثاين بأنّه شا ّذ‪ ،‬وكذا قال أبو‬ ‫الراجح‬
‫داود‬
‫لو أكل املسلم بعد الفجر الثاين (األبيض) وقبل ظهور الفجر (الشفق‪ 7‬األمحر)‪ ،‬فصيامه صحيح‬ ‫لو أكل املسلم بعد الفجر الثاين (األبيض) وقبل ظهور‪ 7‬الفجر (الشفق‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وال شيء عليه‬ ‫األمحر)‪ ،‬فصيامه باطل‪ ،‬ويأمث وعليه اإلعادة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/536‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬واهلداية (‪ ،)1/120‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/138‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)81‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/349‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)74‬وحلية العلماء (‪ ،)2/18‬واملغين (‪ ،)3/105‬وكشاف القناع (‪)2/299‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫َّأول زمان اإلمساك عند طلوع الفجر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫احملرم لألكل والشرب؛ هل هو‬ ‫اتفق اجلمهور على َّ‬
‫أن أول زمان اإلمساك عن األكل والشرب هو طلوع الفجر الثاين (الفجر الصادق) واختلفوا يف احل ّد ِّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫أول طلوع الفجر حقيقة‪ ،‬أم عندما يتبني للناظر ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيب اإلمساك عندما يتبنّي الفجر للناظر إليه‬ ‫جيب اإلمساك عند طلوع الفجر نفسه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬
‫اإلمجال يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ [البقرة‪ ]187:‬فإن إضافة (التبنّي ) لنا ﮋ ﭶ ﭷ ﮊ هو‬ ‫سبب الخالف‬
‫الذي أوقع اخلالف؛ ألنه قد يتبنّي نفسه ويتميّز وال يتبنّي لنا‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ * قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾﮊ‪ 7 ،‬ظ‪77‬اهر اللف‪77‬ظ ي‪77‬وجب تعل ‪77‬ق اإلمس ‪77‬اك ب‪77‬العلم‪ 7‬بطل ‪77‬وع‬
‫ﭽ ﭾﮊ ‪ 7،‬القياس يوجب تعلق اإلمساك بطلوع الفجر نفسه ‪-‬ولو مل يت‪7‬بنّي‬
‫لن‪77 7‬ا‪ -‬قيا ًس ‪7 7‬ا على الغ‪77 7‬روب وعلى س‪77 7‬ائر ح‪77 7‬دود األوق‪77 7‬ات الش‪77 7‬رعية‪ ،‬ك‪77 7‬الزوال الفجر؛ ألنه قال‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﮊ ‪ ،‬فعلق‪ 7‬احلكم بالطلوع بتبيّنه للناظر‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وغ‪77‬ريه‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬
‫‪7‬إن االعتب‪77‬ار يف مجيعه‪7‬ا يف الش‪77‬رع وه‪77‬و ب‪77‬األمر نفس‪77‬ه ال بالص‪77‬بح املتعلّ‪77‬ق ‪َّ ‬‬
‫ألن األصل بقاء الليل‪ ،‬فيجوز األكل والشرب حىت يتبنّي طلوع‬
‫الفجر‪.‬‬ ‫به‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬جيب اإلمساك عند طلوع الفجر نفسه)‪ ،‬كاألمر يف سائر احلدود‪ ،‬بل ويصعب تبنّي طلوع الفجر بالنظر اآلن؛ َّ‬
‫فإن كثرة إضاءة املدن متنع ذلك‪،‬‬
‫الراجح‬
‫لذا ضبطت األوقات عن عامة الناس اآلن عن طريق الوسائل والربامج احلديثة‬
‫من أكل أو شرب شا ًكا يف طلوع الفجر‪ 7‬مث (مل) يتبني له أطلع أم ال؟‪،‬‬ ‫من أكل أو شرب شا ًكا يف طلوع الفجر‪ 7‬مث (مل) يتبني له أنه طلع أو ال؟‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫بأن الفجر طلع ومل يره وجب‬ ‫بأن الفجر طلع ومل يره جاز له األكل حىت فصيامه صحيح وال قضاء عليه‪ /‬ومن ُأخرب َّ‬ ‫جيب عليه القضاء‪ /‬ومن ُأخرب َّ‬
‫اإلمساك‬
‫واإلكليل (‪ ،)3/351‬واحلاوي الكبري (‬ ‫وجممع األهنر (‪ ،)1/230‬والدر املختار (‪ ،)2/371‬واملقدمات املمهدات (‪،)1/249‬عليه‬
‫والتاج‬ ‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/536‬يراه‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)3/423‬واجملموع (‪ ،)6/306‬واملغين (‪ ،)7/437‬واملبدع (‪)3/28‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم اإلمساك قبل طلوع الفجر (في ٍ‬
‫جزء من الليل)‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫مشروعية األكل والشرب حىت طلوع الفجر‪ ،‬واختلفوا هل جيوز ْأن يتَّصل األكل والشرب بطلوع الفجر أم ميسك قبل ذلك؟‪ ،‬واخلالف على‬ ‫ّ‬ ‫تحرير محل الخالف اتفق اجلمهور على‬
‫قولني‬
‫جيب اإلمساك عن األكل والشرب قبل طلوع الفجر يف جزء من الليل‬
‫(إذا شك يف طلوع الفجر)‬ ‫جيوز األكل والشرب‪ 7‬حىت يطلع الفجر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مجهور العلماء‬
‫مالك (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫‪146‬‬
‫هل من الورع واالحتياط اإلمساك قبل طلوع الفجر؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق ‪77‬ال‪َّ :‬‬
‫(إن بالاًل ين ‪77‬ادي * هذا من ب‪7‬اب االحتي‪7‬اط للعب‪7‬ادة‪ ،‬وس ً‪7‬دا لذريع‪7‬ة الوق‪7‬وع يف األك‪7‬ل بع‪7‬د‬ ‫* ح ‪77‬ديث عب ‪77‬د اهلل بن عم ‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫بلي ‪77‬ل‪ ،‬فكل ‪77‬وا واش ‪77‬ربوا ح ‪77‬ىت ين ‪77‬ادي ابن أم مكت ‪77‬وم‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬وك ‪77‬ان ابن أم مكت ‪77‬وم دخول وقت الفجر‪ ،‬فما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪.‬‬
‫رجاًل أعمى‪ ،‬ال ين‪77‬ادي ح‪77‬ىت يق‪77‬ال ل‪77‬ه‪ :‬أص‪77‬بحت أص‪77‬بحت) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وه‪77‬ذا نص‬
‫األدلة‬
‫كالنص‪ ،‬وهذا املواف‪7‬ق لقول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ّ‬ ‫يف موضع اخلالف أو‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ [البقرة‪.]187:‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن من السنة تأخري السحور‪ ،‬وال حيصل‪ 7‬ذلك إال باتصاله بأذان الفجر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز األكل والشرب إىل الفجر)؛ لظاهر احلديث واآلية‪ ،‬وحتديد زمن للتوقف عن األكل والشرب قبل الفجر حتكم بال دليل‬ ‫الراجح‬

‫من شك يف طلوع الفجر فأكل فعليه القضاء؛ قيل‪ :‬وجوبًا‪ ،‬وقيل‪:‬‬ ‫من شك يف طلوع الفجر فأكل فال شيء عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/538‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/77‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/373‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/336‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/303‬واإلقناع (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)74‬ومغين احملتاج (‪ ،)2/161‬واملغين (‪ ،)7/438‬والفروع البن مفلح (‪)5/20‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬أركان الصيام‬
‫الركن الثاني‪ :‬اإلمساك‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسليـ‬ ‫‪145‬‬
‫هل ُي ْفطر الصائم بما يرد الجوف (الحلق والمعدة) مما ليس ٍّ‬
‫بمغذ؟‬ ‫‪10‬‬
‫هل يُفطر الصائم بما يرد الجوف من (غير) منفذ الطعام والشراب؟‬ ‫‪11‬‬
‫هل يُفطر الصائم بما يدخل الجسم من (غير) الجوف ومن (غير) الطعام والشراب؟‬ ‫‪12‬‬
‫هل يفسد صيام من قبَّل فأمذى؟‬ ‫‪13‬‬
‫حكم ال ُقبلة للصائم‬ ‫‪14‬‬
‫حكم ِ‬
‫الحجامة للصائم‬ ‫‪15‬‬
‫حكم من ذرعه القيء وهو صائم‬ ‫‪16‬‬
‫حكم من استقاء وهو صائم فقاءـ‬ ‫‪17‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل ُي ْفطر الصائم بما يرد الجوف (الحلق والمعدة) مما ليس ٍّ‬
‫بمغذ؟‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫أمجعوا على وجوب اإلمساك عن املطعوم واملشروب (مما هو مغ ّذ)‪ ،‬لقوله‪ 7‬تعاىل‪ :‬ﮋ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫تحرير محل‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﮊ [البقرة‪ ،]187:‬واختلفوا هل يُفطر إذا دخل جوفه أكل و شرب مما ليس مبغ ّذ؟؛ كمن بلع حبوبًا أو شرب دواءً‪ ،‬أو وضع قطرة أنف‪ ،‬أو أكل‬
‫الخالف‬
‫ورقة مثاًل ‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من أدخل جوفه ما ليس بطعام وال شراب فال يُفطر‬ ‫من أدخل جوفه (حلقه أو معدته) ما ليس ٍّ‬
‫مبغذ فقد أفطر‬ ‫األقوال‬ ‫‪146‬‬
‫احلسن بن صاحل‬ ‫عامة أهل العلم‬ ‫ونسبتها‬
‫هل يُقاس املغ ّذي على غري املغ ّذي؟‪ ،‬وذلك َّ‬
‫أن املنطوق به هو املغ ّذي‬ ‫سبب الخالف‬
‫* أل ّن الص‪7‬يام عب‪7‬ادة (غ‪7‬ري) معقول‪7‬ة املع‪7‬ىن‪ ،‬فاملقص‪7‬ود‪ 7‬من‪7‬ه إمنا ه‪7‬و اإلمس‪7‬اك فق‪7‬ط * َّ‬
‫ألن املقصود بالصوم معىن معقول املعىن‪ ،‬فلم يُلحق املغ ّذي بغري املغ ّذي‪.‬‬
‫البَرد‪ ،‬يف الصوم ويقول‪ :‬إنه ليس‬ ‫‪ ‬حديث أنس ‪ ‬قال‪( :‬رأيت أبا طلحة يأكل َ‬ ‫مما يرد اجلوف‪ ،‬فيسوى بني املغ ّذي وغري املغ ّذي‪.‬‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﮊ ‪ 7 ،‬ه‪77‬ذا ع‪77‬ام يف حترمي األك‪77‬ل س‪77‬واء ك‪77‬ان من بطعام‪ ،‬وال شراب) [جممع‪ /‬بز‪ /‬ع‪ /‬طح]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫حرما األكل والشرب‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﮊ‪ ،‬ظاهر الكتاب والسنة إمنا َّ‬ ‫املغ ّذي أو غريه‪ ،‬وال فرق‪.‬‬
‫املعتاد‪.‬‬
‫للنيب ‪ ،‬وقد أنكر فعله بعض‬
‫القول األول‪( :‬من أدخل جوفه ما ليس مبغذ يُفطر)؛ لظاهر الكتاب والسنة‪ ،‬وما نقل من فعل أيب طلحة ‪- ‬إن ثبت‪ -‬فهو اجتهاد منه ومل يرفعه ّ‬ ‫الراجح‬
‫العلماء‪ ،‬كسعيد بن املسيّب ‪-‬رمحه اهلل‪َّ -‬‬
‫ألن َالبَرد مما يقطع الظمأ‬
‫(ليس) من املفطرات‪ :‬شرب الدخان‪ ،‬واستنشاق البخور‪ ،‬واملنظار الفمي‪ ،‬ومعطِّر الفم‪،‬‬ ‫من املفطرات‪ :‬شرب الدخان‪ ،‬واستنشاق البخور‪ ،‬واملنظار الفمي‪ ،‬ومعطِّر الفم‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وقطرة األنف‪ ،‬واملخدر الطيب عن طريق االستنشاق‪ ،‬وبلع الغبار واحلصى والظُّفر‬ ‫وقطرة األنف‪ ،‬واملخدر الطيب عن طريق االستنشاق‪ ،‬وبلع الغبار واحلصى والظُّفر‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/538‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)39‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)40‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/51‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)345‬والقوانني الفقهية‬
‫مراجع المسألة‬
‫(ص‪ ،)80‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/154‬والبيان (‪ ،)3/503‬واملغين (‪ ،)7/410‬وكشف املخدرات (‪)1/277‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يُفطر الصائم بما يرد الجوف من (غير) منفذ الطعام والشراب؟‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫أمجعوا على أ ّن ما يرد اجلوف من منفذي الطعام والشراب مما هو ٍّ‬
‫مغذ أنَّه يُفطر به الصائم؛ لعموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭳ ﭴ ﮊ [البقرة‪،]187:‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واختلفوا فيما يدخل اجلوف منن غري منفذي الطعام والشراب‪ 7‬كاحلقنة‪ ،‬هل هو مفطر؟‪ 7،‬واخلالف على قولني‬
‫ما يرد اجلوف من (غري) منفذ الطعام‪ 7‬والشراب مما ليس بطعام وال شراب (ال) يفطر‬ ‫ما يرد اجلوف من (غري) منفذ الطعام‪ 7‬والشراب مما ليس بطعام‬
‫داود‪ /‬احلسن‪ 7‬بن صاحل‬ ‫وال شراب يفطر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫األئمة األربعة‬
‫هل يقاس املغ ّذي على غري املغ ّذي؟‪ ،‬وذلك أن املنطوق هو املغ ّذي‬ ‫سبب الخالف‬
‫* أل ّن الص ‪77‬يام عب ‪77‬ادة (غ ‪77‬ري) معقول ‪77‬ة املع ‪77‬ىن‪ ،‬فاملقص ‪77‬ود من ‪77‬ه إمنا ه ‪77‬و * َّ‬
‫ألن املقصود بالصوم معىن معقول‪ 7‬املعىن‪ ،‬فلم يلحق املغ ّذي بغري املغ ّذي‪.‬‬
‫اإلمساك فقط عما يرد اجلوف‪ ،‬فيسوى بني املغ ّذي وغري املغ ّذي‪  .‬ألنَّه مل يصل إىل احللق‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ألهنا ليس بطعام وال شراب يف عرف الناس‪ ،‬فالكل والشرب‪ 7‬يكون عن طريق‬ ‫‪ ‬ألنَّه يصل إىل جوف الصائم ولو مل يصل حلقه‪.‬‬
‫الفم‪.‬‬
‫ألن الصيام عبادة غري معقولة املعىن؛ َّ‬
‫وألن اإلنسان يستطيع ْأن يستغين باإلبر املغ ّذية دون طعام وشراب أليام وأسابيع‬ ‫القول األول‪( :‬يفطر)؛ َّ‬ ‫الراجح‬
‫ليس من املفطرات‪ُ :‬ح َقن املغ ّذي‪َ ،‬ح ْقن الدم‪ ،‬غسيل الكلَى‬ ‫من املفطرات‪ُ 7:‬ح َقن املغ ّذي‪َ ،‬ح ْقن الدم‪ ،‬غسيل الكلَى‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/538‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)39‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)2/202‬واهلداية يف شرح البداية (‪ ،)1/123‬واملدونة (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/269‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/424‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/154‬وأسىن املطالب (‪ ،)1/415‬واملغين (‪ ،)7/411‬وكشاف القناع (‪ ،)2/318‬والسبيل املرشد (‪)2/699‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يُفطر الصائم بما يدخل الجسم من (غير) الجوف ومن (غير) الطعام والشراب؟‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫أن ما يرد اجلوف من منفذي الطعام‬ ‫أن ما يرد اجلوف من منفذي الطعام والشراب (الفم واألنف) مما هو مغ ّذ أنَّه يفطر‪ ،‬واألئمة األربعة على َّ‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫مبغذ حيصل به الفطر‪ .‬واختلفوا فيما يدخل اجلسم من (غري) اجلوف وهو مما (ليس) بطعام وال شراب هل يفطّر؟‪ ،‬واخلالف على‬ ‫والشراب مما هو (ليس) ٍّ‬ ‫الخالف‬
‫مبغذ يفطر قولنيما يرد اجلسم من (غري) منفذي الطعام والشراب‪ 7‬وهو ليس ٍّ‬
‫مبغذ (ال) يفطر‬ ‫ما يرد اجلسم من (غري) منفذي الطعام‪ 7‬والشراب وهو ليس ٍّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫داود‪ /‬شيخ اإلسالم‪ /‬احلسن بن صاحل‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫أن املنطوق إمنا هو املغ ّذي‬ ‫هل يقاس املغ ّذي على غري املغ ّذي‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫* أل ّن الصيام معقول املعىن‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن الصيام عبادة (غري) معقولة املعىن‪.‬‬
‫* حديث عائشة ~ قالت‪( :‬اكتحل رسول اهلل ‪ ‬وهو صائم) [ج‪77‬ه‪ /‬ع‪ /‬ه‪77‬ق‪/‬‬ ‫ألن كل ما دخل اجلسم من العني واألذن يصل احللق‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األدلة‬
‫‪7‬ح ذل ‪77‬ك يف‬
‫ّ‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫‪7‬إذا‬ ‫‪7‬‬ ‫ف‬ ‫‪7‬اين]‪،‬‬‫‪7‬‬ ‫ب‬ ‫األل‬ ‫‪7‬ححه‬‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫و‬ ‫‪7‬ذي‪/‬‬‫‪7‬‬ ‫م‬‫الرت‬ ‫‪7‬عفه‬‫‪7‬‬ ‫ض‬ ‫و‬ ‫‪7‬ال‪،‬‬‫‪7‬‬ ‫ق‬‫م‬ ‫‪7‬نده‬‫‪7‬‬ ‫س‬ ‫ويف‬ ‫طب‪/‬‬
‫العني وهو ليس مبنفذ‪ ،‬فيصح يف غريها مما هو ليس مبنفذ‪.‬‬
‫وعموما املسألة حباجة ملزيد من البحث من الناحية الطبية‬
‫ً‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال يفطر)؛ ألنه ليس ٍّ‬
‫مبغذ وال يصل اجلوف‪ ،‬ومل يستخدم من منفذ الطعام والشراب‪،‬‬ ‫الراجح‬
‫من املفطرات‪ 7:‬قطرة العني واألذن‪ ،‬والكحل‪ ،‬واملنظار الشرجي‪ ،‬وما ليس من املفطرات‪ :‬قطرة العني واألذن‪ ،‬والكحل‪ ،‬واملنظار الشرجي‪ ،‬وما يدخل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عن طريق اإلحليل والفم والرحم وفتحة الشرج‬ ‫يدخل عن طريق اإلحليل والفم والرحم وفتحة الشرج‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/538‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/67‬والفتاوى اهلندية (‪ ،)1/203‬والنوادر والزيادات (‪ ،)1/44‬والشرح الكبري للشيخ الدردير (‪،)1/524‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)75‬والبيان (‪ ،)3/531‬واملغين (‪ ،)7/412‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)3/38‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪ ،)2/698‬وفتاوى شيخ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يفسد صيام من قبَّل فأمذى؟‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫من خرج منه املذي أو املين لغري شهوة فال شيء عليه فهو أشبه باالحتالم‪ ،‬ومن قبل أو ملس فأمىن أفطر بال خالف‪ ،‬ومن قبل أو ملس ومل ِ‬
‫ميذ ومل يُنزل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫(مي ِن) فال يفسد صومه بال خالف‪ ،‬واختلفوا فيمن قبّل وأمذى هل يفسد صومه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫عامدا بالقبلة أو اللّمس أفطر‬
‫من أمذى ً‬ ‫عامدا بالقبلة أو اللّمس (مل) يفطر‬
‫من أمذى ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫‪145‬‬
‫باملين أم بالبول؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫هل يُشبَّه خروج املذي ّ‬
‫باملين‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن املذي خارج بشهوة‪ ،‬وخرج باملباشرة‪ ،‬فهو أشبه ّ‬ ‫‪ ‬أل ّن املذي ال يوجب الغسل‪ 7،‬فهو أشبه خبروج البول‪.‬‬ ‫األدلة‬

‫املين حفظًا لصيامه‬ ‫الراجح‬


‫املين‪ ،‬وعلى الصائم ْأن يتجنب ما يسبب خروج ّ‬
‫القول األول‪( :‬من أمذى مل يفطر)‪ ،‬فأحكام املذي ختتلف عن أحكام ّ‬
‫من قبَّل وهو صائم فأمذى فسد صومه وعليه قضاء ذلك اليوم‬ ‫من قبَّل وهو صائم فأمذى فصيامه صحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/539‬واحمليط (‪ ،)2/386‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/139‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/196‬والتفريع (ص‪ ،)152‬واجملموع (‪ ،)6/227‬وهناية‬
‫مراجع المسألة‬
‫احملتاج (‪ ،)3/173‬واملغين (‪ ،)7/416‬واحملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد (‪ ،)1/229‬واإلنصاف (‪)3/301‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم ال ُقبلة للصائم‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫خصوصا إ ْن مل يأمن على نفسه فساد الصوم‪ ،‬وقد سبق الكالم فيمن قبّل فخرج‪ 7‬منه شيء‪ ،‬والكالم هنا يف حكم‬
‫ً‬ ‫ال ينبغي للصائم أ ْن يُقبّل الزوجة‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫الفعل‪ ،‬وهو ال ُقبلة للصائم‪ ،‬واخلالف فيها على أربعة أقوال‬
‫القبلة توجب الفطر‪7‬‬ ‫تكره القبلة للصائم بقصد اللذة‬ ‫تكره القبلة للشاب وجتوز للشيخ‬ ‫جتوز القبلة للصائم مع أمن فساد الصوم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫قوم‬ ‫مالك‬ ‫ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬

‫هل ما ثبت من فعله ‪ ‬من باب تشريع اإلباحة أو ألنَّه أملك‪ 7‬الناس إلربه؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77 7‬ديث ميمون‪77 7‬ة بنت س‪77 7‬عد ~‬ ‫* حديث عائش‪7‬ة ~ ق‪7‬الت‪( :‬ك‪7‬ان الن‪7‬يب * ح ‪77 7 7‬ديث عائش ‪77 7 7‬ة ~ ق ‪77 7 7‬الت‪  :‬أل ّن القبلة من مق ّدمات‬
‫ق‪77 7 7 7‬الت‪( :‬س‪77 7 7 7‬ئل رس‪77 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬عن‬ ‫‪ ‬يقبِّل ويباش‪77 7 7 7‬ر وه‪77 7 7 7‬و ص‪77 7 7 7‬ائم‪ ،‬وك‪77 7 7 7‬ان (ك‪77 7 7 7‬ان رس‪77 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬يقبِّل وه‪77 7 7 7‬و اجلماع‪ ،‬وال يؤمن وقوع‬
‫مجيعا)‬
‫القبل‪77 7‬ة للص‪77 7‬ائم فق‪77 7‬ال‪ :‬أفط‪77 7‬را ً‬ ‫أملككم إلرب ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وحنوه عن أم ص ‪77 7 7 7‬ائم‪ ،‬وك ‪77 7 7 7‬ان أملككم إلرب ‪77 7 7 7‬ه)‪ ،‬احملذور‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫[طح‪ /‬حم‪ /‬جه‪ /‬وهو ضعيف]‪.‬‬ ‫والش ‪77 7 7 7 7‬اب ال ميل‪77 7 7 7 7‬ك إرب‪77 7 7 7 7‬ه خبالف‬ ‫سلمة وحفصة ‪.ƒ‬‬
‫الشيخ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز ال ُقبلة ْإن ِأمن الصائم فساد الصوم)؛ لثبوت ذلك من فعله ‪ ،‬واألصل يف فعل النيب ‪ ‬التشريع‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول‬
‫الراجح‬
‫بأ ّن ال ُقبلة توجب الفطر بالشذوذ‬
‫من قبّل وهو صائم فسد صومه‬ ‫إذا قبّل الشاب أو الشيخ وهو‬ ‫إذا قبّل الشاب وهو صائم فقد‬
‫من قبّل وهو صائم فال شيء عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وقضى‬ ‫صائم فقد خالف السنة‬ ‫خالف السنة دون الشيخ‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/539‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)58 /3‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/106‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/196‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/263‬واألم للشافعي (‪ ،)2/107‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)79‬واملغين (‪ ،)4/360‬والشرح الكبري (‪ ،)7/416‬واحملرر يف الفقه‪)1/229( 7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم ِ‬
‫الحجامةـ للصائم‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫أن األكل والشرب واجلماع من املفطرات‪ ،‬واختلفوا هل احلِجامة للصائم تفطر؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫أمجعوا على َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫احلجامة مباحة للصائم‬ ‫احلجامة مكروهة للصائم‬ ‫احلجامة تفطر الصائم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬الثوري‬ ‫أمحد‪ /‬داود‪ /‬األوزاعي‪ /‬إسحاق‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف احلجامة‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫* ح ‪77 7‬ديث ثوب ‪77 7‬ان ‪ ‬وراف ‪77 7‬ع بن خ ‪77 7‬ديج ‪ ‬ق ‪77 7‬ال ‪ * :‬ح‪77‬ديث ثوب‪77‬ان ‪ ‬وراف‪77‬ع بن خ‪77‬ديج ‪ ‬ق‪77‬ال ‪ * :‬تس ‪77‬قط األح ‪77‬اديث للتع ‪77‬ارض بينه ‪77‬ا‪،‬‬
‫ونرج‪77 7 7‬ع لل‪77 7 7‬رباءة األص‪77 7 7‬لية‪ ،‬إذ مل يُعلم‬ ‫(أفطر احلاجم واحملجوم) [حم‪ /‬جه‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬طيا‪( /‬أفطر احلاجم واحملجوم)‪.‬‬
‫(أن رس ‪77 7 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬الناسخ من املنسوخ ‪.‬‬ ‫‪7‬رجح على ح‪77‬ديث * ح ‪77 7 7 7 7‬ديث ابن عب ‪77 7 7 7 7‬اس ‪َّ :ƒ‬‬ ‫وص‪77‬ححه غ‪77‬ري واح‪77‬د]‪ ،‬فه‪77‬ذا احلديث م‪َّ 7‬‬
‫ابن عب ‪77 7‬اس ‪ ƒ‬عن ‪77 7‬د كث ‪77 7‬ري من العلم ‪77 7‬اء؛ ألنَّه ي‪77 7 7‬وجب احتجم وه‪77‬و ص‪77‬ائم) [خ]‪ ،‬فيجم‪77‬ع بني ح‪77‬ديث ثوب‪77‬ان‬
‫األدلة‬
‫وألن هذا احلديث وجب العمل به‪ ،‬وح‪7‬ديث ابن وابن عباس ‪ ƒ‬حبمل النهي على الكراه‪7‬ة‪ ،‬وح‪7‬ديث‬ ‫حكما؛ َّ‬
‫ً‬
‫‪7‬وخا‪ ،‬وه ‪77‬ذا ابن عب ‪77 7‬اس ‪ ƒ‬على أن ‪77 7‬ه راف ‪77 7‬ع للحظ‪77 7 7‬ر يف ح ‪77 7‬ديث‬
‫‪7‬خا أو منس ‪ً 7‬‬
‫عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬حيتم ‪77‬ل أ ْن يك ‪77‬ون ناس ‪ً 7‬‬
‫ثوبان ‪.‬‬ ‫شك ال يوجب العمل‪ ،‬وال يرفع العلم املوجب له‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ألن احلجامة دم خارج من البدن أشبه الفصد‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫القول الثاين‪( :‬احلجامة تكره للصائم)؛ حلديث ابن عباس ‪ ƒ‬الدال على رفع احلظر عن احلجامة‪ ،‬وميكن محل حديث ثوبان ‪ ‬على َّ‬
‫أن املعىن‪ :‬قربا من الفطر‪،‬‬ ‫الراجح‬
‫أيضا أصح‬
‫إن حديث ابن عباس ‪ً ƒ‬‬ ‫أيضا‪ ،‬مث َّ‬ ‫ولو قلنا‪َّ :‬‬
‫إن احلجامة تفطر إلضعافها للمحجوم‪ ،‬فما بال احلاجم يفطر ً‬
‫أمرا‬
‫إن احتجم الصائم فقد فعل ً‬ ‫مكروها ومل يفسد‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫إن احتجم الصائم فعل ً‬ ‫إن احتجم الصائم فسد صومه وأعاد يومه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/540‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)39‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/107‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/389‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/198‬والتفريع (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)150‬واألم للشافعي (‪ ،)2/106‬وروضة الطالبني (‪ ،)2/222‬واملغين (‪ ،)7/419‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/40‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم من ذرعه القيء وهو صائم‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫أن من استقاء فقاء فقد أفطر‪ ،‬واختلفوا فيمن ذرعه (غلبه) القيء هل يفطر؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫ذهب أكثر العلماء إىل َّ‬ ‫تحرير محل‬

‫من ذرعه القيء أفطر‬ ‫من ذرعه القيء (مل) يفطر‬ ‫الخالف‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ربيعة الرأي‬ ‫مجهور الفقهاء‬
‫توهم من التعارض بني األحاديث الواردة يف هذه املسألة‬ ‫ما يُ ّ‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬
‫ض ‪7‬أ‪ -‬فلقيت‬ ‫(أن رسول اهلل ‪ ‬قاء فأفطر ‪-‬ويف رواية‪ :‬فتو ّ‬ ‫* ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬من ذرع‪77‬ه القيء وه‪77‬و ص‪77‬ائم‪ * ،‬حديث أيب الدرداء ‪َّ :‬‬
‫فليس علي‪77 7‬ه قض‪77 7‬اء‪ ،‬ومن اس‪77 7‬تقاء فعلي‪77 7‬ه القض‪77 7‬اء) [ت‪ /‬د‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬ثوبان يف مسجد دمشق‪ ،‬فذكرت ذلك له‪ ،‬فقال‪ :‬صدق‪ ،‬أنا صببت ل‪7‬ه وض‪7‬وءه) [ت‪/‬‬
‫ج ‪77‬ه‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬وض ‪77‬عفه البخ ‪77‬اري وأمحد‪ /‬وص‪77 7‬ححه حم‪ /‬دا‪ /‬طح‪ /‬من‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وه‪77‬و ص‪77‬حيح]‪ ،‬فظ‪77‬اهر احلديث يفط‪77‬ر من ق‪77‬اء س‪77‬واءٌ ذرع‪77‬ه‬
‫الرتم‪77 7 7‬ذي واحلاكم واأللب‪77 7 7‬اين]‪ ،‬جيم ‪77 7 7‬ع بني ح‪77 7 7‬ديث أيب هري‪77 7 7‬رة ‪ ‬القيء أو مل يذرعه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫وح ‪77‬ديث أيب ال ‪77‬درداء ‪ ‬اجملم ‪77‬ل؛ فيك ‪77‬ون ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪‬‬
‫مف ِّس ‪ً7‬را ل ‪77‬ه‪ ،‬وال ‪77‬واجب محل اجملم ‪77‬ل على املف ِّس ‪7‬ر‪ ،‬فيف ‪7ّ 7‬رق بني القيء‬
‫واالستيقاء‪.‬‬
‫املفسر حلديث أيب الدرداء ‪ ،‬واجلمع بني احلديثنْي أوىل من إعمال أحدمها‬
‫القول األول‪( :‬مل يفطر)؛ عماًل حبديث أيب هريرة ‪ِّ ‬‬ ‫الراجح‬
‫من غلبه القيء فسد صيامه وأكمله حلرمة رمضان وعليه قضاء ذلك اليوم‬ ‫من غلبه القيء أكمل صيامه وال قضاء عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/541‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ )1/325‬حديث رقم (‪ ،)63‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/56‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)40‬واملدونة‬
‫مراجع المسألة‬
‫الكربى (‪ ،)1/200‬والرسالة البن أيب زيد القريواين (ص‪ ،)60‬واألم للشافعي (‪ ،)2/110‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)75‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)50‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد‬
‫(‪)1/353‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من استقاء وهو صائم فقاء‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫ذهب مجهور الفقهاء إىل َّ‬
‫أن من ذرعه القيء (مل) يفطر‪ ،‬واختلفوا فيمن استقاء وهو صائم فقاء هل يفطر؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫من استقاء فقاء (مل) يفطر‬ ‫من استقاء فقاء فقد أفطر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫طاووس‬ ‫مجهور الفقهاء‬
‫يتوهم من التعارض بني األحاديث الواردة يف هذه املسألة‬
‫ما ّ‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬
‫* حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من ذرعه القيء وهو صائم‪ ،‬فليس عليه قضاء‪ ،‬ومن استقاء فعلي‪7‬ه القض‪7‬اء) [ت‪( * /‬مل) يص ‪77‬ح ح ‪77‬ديث يف فط ‪77‬ر من‬
‫اس‪77‬تقاء‪ ،‬س‪77‬واء ذرع‪77‬ه القيء أم ق‪77‬اء‬ ‫نص يف املسألة‪.‬‬
‫د‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬جه‪ /‬طح‪ /‬قط‪ /‬وضعفه البخاري وأمحد‪ /‬وصححه الرتمذي واحلاكم واأللباين]‪ ،‬واحلديث ّ‬ ‫األدلة‬
‫متعم ًدا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫* ح ‪77‬ديث أيب ال ‪77‬درداء ‪( :‬أ ّن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق ‪77‬اء ف ‪77‬أفطر)‪[ ،‬ت‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬طح‪ /‬من‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬وه ‪77‬و ص ‪77‬حيح]‪ ،‬في ‪77‬ه‬
‫دليل على فطر من قاء‪ ،‬وعليه حيمل حديث أيب هريرة ‪.‬‬

‫حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬


‫نص يف ّ‬
‫القول األول‪( :‬يفطر من استقاء)؛ حلديث أيب هريرة ‪ ،‬وهو ّ‬
‫تعمد القيء (مل) يفسد صومه‬
‫من ّ‬ ‫تعمد القيء فسد صومه وعليه القضاء‬
‫من ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وال شيء عليه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/541‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/56‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)40‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/200‬والرسالة البن أيب زيد القريواين (ص‪،)60‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واألم للشافعي (‪ ،)2/110‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)75‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)50‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)1/353‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬أركان الصيام‬
‫ّ‬
‫الركن الثالث‪ :‬النية‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسليـ‬ ‫‪146‬‬

‫هل النية شرط في صحة الصوم (صوم رمضان)؟‬ ‫‪18‬‬


‫النية المجزية في الصوم‬ ‫‪19‬‬
‫وقت النية للصوم‬ ‫‪20‬‬
‫هل الطهارة من الجنابة شرط في صحة الصوم؟‬ ‫‪21‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل النية شرط في صحة الصوم (صوم رمضان)‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫اتفقوا على اشرتاط النية يف العبادات؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ [البينة‪ ،]5:‬وقول النيب ‪( ‬إمنا األعمال بالنيات) [خ‪ /‬م]‪،‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫ومل يشرتط أحد النية لصحة صوم التطوع‪ ،‬واختلفوا هل تبييت النيّة شرط يف صحة صوم رمضان؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) حيتاج رمضان إىل نيّة إال للمريض واملسافر‬ ‫النية شرط يف صحة الصوم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫زفر (حنفي)‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪145‬‬
‫االحتمال املتطرق إىل الصوم؛ هل هو عبادة معقولة املعىن أو غري معقولة املعىن؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* َّ‬
‫ألن الص‪77 7 7‬يام غ‪77 7 7‬ري معق‪77 7 7‬ول‪ 7‬املع‪77 7 7‬ىن‪ ،‬فتجب في‪77 7 7‬ه الني‪77 7 7‬ة؛ لقول‪77 7 7‬ه ‪( :‬إمنا * أل ّن الصيام معقول املعىن‪ ،‬فيحصل املعىن إذا صام وإن (مل) ينو‪.‬‬
‫‪7‬وما ش‪77‬رعيًّا؛ ألن‪77‬ه ال جيوز الفط‪7‬ر‪7‬‬ ‫األعمال بالنيات) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫* أل ّن أي ص‪77‬وم يك‪77‬ون يف رمض‪77‬ان ينقلب ص‪ً 7‬‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث حفص‪77‬ة ~ ق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪( :‬من مل ي‪77‬بيّت الص‪77‬يام من اللي‪77‬ل فال فيه أصاًل ‪ ،‬والوقت ال يتسع لغري الصيام‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ص ‪77 7 7‬يام له) [تخ‪ /‬ط‪77 7 7‬أ‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77 7 7‬ه‪ /‬طح‪ /‬ق‪77 7 7 7‬ط‪ /‬ه‪77 7 7 7‬ق‪ /‬ويف س‪77 7 7 7‬نده‬
‫اضطراب‪ /‬وصححه األلباين لطرقه]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬النية شرط يف صحة الصوم)‪ ،‬فالنية شرط يف العبادات كلها‪ ،‬وقد قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن قول زفر ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬إنّه شاذ‪ ،‬وقال‪( :‬لكن‬
‫الراجح‬
‫ختصيص زفر رمضان بذلك من بني أنواع الصوم فيضعف)‬
‫من مل يعلم بدخول رمضان حىت الظهر ‪-‬مثاًل ‪ -‬ومل يكن أكل أو شرب‪،‬‬ ‫من مل يعلم بدخول رمضان حىت الظهر ‪-‬مثاًل ‪ -‬ومل يكن أكل أو شرب‪،‬‬
‫مسافرا فيقع منه نفاًل ‪/‬‬
‫مريضا أو ً‬
‫يقع منه الصيام عن الفرض إال أ ْن يكون ً‬ ‫فرضا بل نفل‪ /‬ومن مل ين ِو صيام رمضان حىت غروب‬
‫فال يقع منه الصيام ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ومن مل ين ِو صيام رمضان حىت غروب الشمس ومل يفطر أجزأه صيام ذلك‬ ‫الشمس ومل يفطر مل جيزئه صيام ذلك اليوم‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/543‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/86‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/347‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)1/248‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)79‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)6/200‬وأسىن املطالب (‪ ،)3/10‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)157‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)1/350‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫النية المجزية في الصوم‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫صح ة الصوم‪ ،‬واختلفوا يف تعيني النية اجملزئة فيه‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫أن النيّة شرط يف ّ‬ ‫اتفق مجهور العلماء خالفًا ‪-‬لزفر‪َّ -‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يكفي يف النيّة اعتقاد مطلق‪ 7‬الصوم‬ ‫ال ب ّد يف النيّة من تعيني صوم رمضان‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫أن كِال األمرين موجود يف الشرع‪/‬‬ ‫هل الكايف يف تعيني النيّة يف الصوم‪ ،‬هو تعيني جنس العبادة (الصوم)‪ ،‬أو تعيني شخصها (صوم رمضان)؟‪ ،‬وذلك َّ‬
‫سبب الخالف‬
‫‪146‬‬
‫فرضا؟‬
‫صوما آخر هل ينقلب‪ً 7‬‬ ‫اختالفهم فيمن نوى يف أيام رمضان ً‬
‫* ال ب ّد يف الصيام من تعيني شخص العبادة‪ ،‬كالص‪77‬الة‪ ،‬فيعني عن‪77‬د الص‪77‬الة * يكفي يف الص‪77 7 7‬وم تع‪77 7 7‬يني جنس العب‪77 7 7‬ادة‪ ،‬كالوض‪77 7 7‬وء يكفي في‪77 7 7‬ه ني‪77 7 7‬ة رف‪77 7 7‬ع‬
‫احلدث‪ ،‬وال ينوي به صالة معيّنة‪.‬‬ ‫للظهر صالة الظهر‪ ،‬وللعصر صالة العصر‪.‬‬
‫‪7‬احلج‪ ،‬ف‪77‬إذا حج ‪-‬‬
‫* يلح‪7‬ق الص‪77‬يام بالعب‪77‬ادة ال‪7‬يت ال تنقلب من ح‪7‬ال إىل ح‪7‬ال‪ ،‬كص‪7‬الة العص‪77‬ر * يلحق الص‪77‬يام بالعب‪77‬ادة ال‪77‬يت تنقلب من ح‪77‬ال إىل ح‪7‬ال‪ ،‬ك‪ّ 7‬‬
‫تطوعا انقلب حجه إىل حج الفريضة‪.‬‬ ‫من وجب عليه احلج‪ -‬ابتداءً ً‬ ‫ظهرا ملن مل يصلها وتذكرها وهو يف الصالة‪.‬‬
‫‪-‬مثاًل ‪ -‬ال تنقلب ً‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عموم قوله ‪( :‬إمنا األعمال بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ‪  /‬ألن صوم رمضان فرض مستحق‪ 7‬يف زمنه‪ ،‬فال جيب تعيني النيّة له‪،‬‬
‫كطواف الزيارة‪.‬‬ ‫م]‪.‬‬
‫‪ ‬صوم رمضان قربة مضافة إىل وقتها‪ ،‬فيجب تعيني النيّة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬تعيني نيّة صوم رمضان)؛ لداللة احلديث على ذلك‪ ،‬وحىت تتميّز هذه العبادة عن عبادة النافلة‪ ،‬وهو يوافق القاعدة الفقهية‪( :‬األمور مبقاصدها)‬ ‫الراجح‬

‫من صام يوم الشك‪ 7‬بنيَّة النفل مث تبني أنَّه من رمضان وقع عن رمضان‬ ‫من صام يوم الشك بنيَّة النفل مث تبني أنَّه من رمضان (مل) يقع عن رمضان‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/543‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/313‬وفتح باب العناية بشرح النقاية (‪ ،)1/2‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)1/248‬والقوانني الفقهية (ص‪،)79‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)3/402‬وهناية املطلب (‪ ،)4/6‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)157‬والفروع (‪)1/28‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫وقت النية للصوم‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬
‫اتفقوا على اشرتاط النية يف العبادات‪ ،‬وذهب األئمة األربعة إىل اشرتاط النية لصحة صوم رمضان‪ ،‬واختلفوا مىت ينوي من أراد الصيام‪ ،‬سواء الصيام الواجب أو‬ ‫تحرير محل‬
‫النافلة؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫الذمة‪ ،‬وجيزئ أ ْن‬
‫جيب أ ْن ينوي قبل الفجر للصيام‪ 7‬الواجب يف ّ‬ ‫جيب أ ْن ينوي قبل الفجر للفريضة‪ 7،‬وجيزئ بعد الفجر‬ ‫جيب أ ْن ينوي قبل الفجر للفريضة‬
‫ينوي بعد الفجر للفريضة‪ 7‬والنافلة والنذر أليام حمدودة‬ ‫للنافلة‬ ‫والنافلة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث عن عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬ق‪77‬ال يل رس‪77‬ول اهلل ‪ * ‬حديث عائشة ومعاوية ‪ ƒ‬ومحلومها على الفرض والنفل‪.‬‬ ‫* ح‪77‬ديث حفص‪77‬ة ~ ق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪:‬‬
‫الذم ‪77‬ة؛ ألن ال ‪77‬واجب‬ ‫ذات يوم‪ :‬يا عائشة‪ ،‬هل عندكم شيء؟‪ ،‬قالت‪ :‬فقلت‪ :‬ي‪77‬ا‬
‫* يف ‪77‬رق بني ال ‪77‬واجب املعني وال ‪77‬واجب يف ّ‬ ‫(من مل ي ‪77 7 7‬بيّت الص ‪77 7 7‬يام من اللي ‪77 7 7‬ل فال‬
‫املعنّي ل ‪77‬ه وقت خمص ‪77‬وص يق ‪77‬وم مق ‪77‬ام الني ‪77‬ة يف التع ‪77‬يني‪ ،‬وال ‪77‬ذي يف‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬ما عندنا شيء‪ ،‬قال‪ :‬فإين صائم) [م]‪.‬‬ ‫ص‪77 7 7 7‬يام له) [تخ‪ /‬ط ‪77 7 7 7‬أ‪ /‬حم‪ /‬دا‪ /‬د‪ /‬ت‪/‬‬
‫الذمة ليس له وقت خمصوص فوجب التعيني بالنيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫* ح‪77‬ديث معاوي‪77‬ة ‪ ‬أن‪77‬ه ق‪77‬ال على املن‪77‬رب‪( :‬مسعت رس‪77‬ول‬ ‫ج ‪77 7 7 7 7‬ه‪ /‬طح‪ /‬ق ‪77 7 7 7 7‬ط‪ /‬ه ‪77 7 7 7 7‬ق‪ /‬ويف س ‪77 7 7 7 7‬نده‬
‫اهلل ‪ ‬يق ‪77 7‬ول‪ :‬الي ‪77 7‬وم ه ‪77 7‬ذا ي ‪77 7‬وم عاش ‪77 7‬وراء‪ ،‬ومل يكتب ‪ ‬حديث سلمة بن األك‪7‬وع ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬أم‪77‬ر الن‪77‬يب ‪ ‬رجاًل من‬
‫اهلل‬
‫اض ‪77 7‬طراب‪ /‬وص ‪77 7‬ححه األلب‪77 7 7‬اين لطرق‪77 7 7‬ه]‪،‬‬
‫األدلة‬
‫من ك‪77‬ان أك‪7‬ل فليص‪7‬م‪ 7‬بقي‪77‬ة يوم‪77‬ه‪،‬‬ ‫أن ْ‬ ‫علين ‪77‬ا ص‪77 7‬يامه‪ ،‬وأن‪77 7‬ا ص‪77 7‬ائم‪ ،‬فمن ش‪77 7‬اء فليص‪77 7‬م‪ ،‬ومن ش‪77 7‬اء أس‪77‬لم‪-‬أن أذّن يف الن‪77‬اس ‪َّ :-‬‬
‫‪7‬إن الي ‪77‬وم ي ‪77‬وم عاش ‪77‬وراء) [خ‪ /‬م]‪،‬‬ ‫فليفط ‪77 7‬ر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فيجم ‪77 7‬ع بني األح ‪77 7‬اديث حبم ‪77 7‬ل ح ‪77 7‬ديث ومن مل يكن أك‪77 7‬ل فليص ‪77‬م‪ ،‬ف ‪َّ 7‬‬ ‫وه‪77 7‬ذا احلديث ع‪77 7‬ام يف ص‪77 7‬وم الف‪77 7‬رض‬
‫عائش ‪77‬ة ومعاوي‪77 7‬ة ‪ ƒ‬على النف‪77 7‬ل‪ ،‬وح‪77 7‬ديث حفص‪77 7‬ة ~ وكان صيام عاشوراء واجبًا‪.‬‬ ‫‪7‬ريجح على غ‪77 7 7 7 7 7‬ريه من‬
‫والنافل‪77 7 7 7 7 7‬ة ف‪ّ 7 7 7 7 7 7‬‬
‫على الفرض‪.‬‬ ‫األحاديث‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬التفريق بني صوم الفريضة والنفل)‪ ،‬فاجلمع بني األدلة وإعماهلا أوىل من العمل ببعضها‪ ،‬واجلمع ممكن‪ ،‬فقوله ‪( :‬هل عندكم شيء؟) واضح الداللة يف صحة‬ ‫الراجح‬
‫يصح؛ لقول معاوية ‪( :‬ومل يكتب علينا صيامه) فعلم َّ‬
‫أن أمره ‪ ‬بصيامه لالستحباب‬ ‫صوم النفل بابتداء النيّة من النهار‪ ،‬أما استدالل احلنفية بصيام عاشوراء وأنه فرض فال ّ‬
‫من نوى صيام رمضان‪ 7‬أو صيام نفل بعد الفجر صح منه‪ ،‬ومن‬ ‫من نوى صيام نفل بعد الفجر صح منه‪ ،‬ومن نوى صيام‬ ‫من نوى صيام رمضان أو صيام نفل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫نوى صيام نذر بعد الفجر (مل) يصح منه‬ ‫رمضان‪ 7‬أو نذر بعد الفجر (مل) يصح منه‬ ‫أو صيام نذر بعد الفجر (مل) يصح منه‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/544‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/136‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)1/116‬والتفريع (ص‪ ،)144‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)120‬واألم‬
‫مراجع المسألة‬
‫للشافعي (‪ ،)2/104‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/152‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/350‬واملمتع يف شرح املقنع (ص‪)23‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل الطهارة من الجنابة شرط في صحةـ الصوم؟‬ ‫مسألة (‪)21‬‬
‫أن الطهارة من اجلنابة شرط يف صحة الصالة‪ ،‬واتفقوا على أ ّن من أصابه االحتالم وهو صائم ال يفسد صومه‪ ،‬واختلفوا يف صحة صوم؛ من أصبح يف رمضان‪7‬‬ ‫تحرير محل اتفقوا على َّ‬
‫حائضا وطهرت ومل تغتسل‪ ،‬حىت طلع الفجر‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫جنبًا‪ ،‬أو أجنب من الليل ومل يغتسل‪ ،‬أو كانت املرأة ً‬ ‫الخالف‬
‫تعمد أ ْن يبقى جنبًا حىت طلع‬ ‫إذا ّ‬
‫إذا طهرت احلائض قبل الفجر وأخرت‬ ‫الفجر فسد صومه‬ ‫األقوال‬
‫الغسل حىت طلع الفجر فسد صومها‬ ‫ليست الطهارة من اجلنابة شرطًا يف صحة الصوم‬
‫النخعي‪ /‬طاووس‪ /‬عروة بن الزبري‬ ‫مجهور الفقهاء‬ ‫ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫ابن املاجشون (مالكي)‬
‫‪‬‬
‫ما روي عن أيب هريرة ‪ ‬أنه كان يقول‪( :‬من أصبح جنبًا يف رمضان أفطر‪ ،‬ما أنا قلته‪ ،‬حممد ‪ ‬قاله ورب الكعبة) [خ‪ /‬م]‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة وأم س‪77‬لمة ‪( :ƒ‬ك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ليص‪77‬بح جنبً‪77‬ا من مجاع ‪-‬غ‪77‬ري * ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ‪ ‬أن‪77 7‬ه ك‪77 7‬ان ‪ ‬ألهنا ص‪77‬امت بعض الي‪77‬وم غ‪77‬ري ط‪77‬اهرة‪،‬‬
‫يق ‪77‬ول‪( :‬من أص ‪77‬بح جنبً ‪77‬ا يف رمض ‪77‬ان‪ 7‬وخ ‪77‬الف االحتالم ألن ‪77‬ه ال يبط ‪77‬ل الص ‪77‬يام‪،‬‬ ‫احتالم‪ -‬يف رمضان‪ ،‬مث يصوم) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫أفط‪77 7 7 7 7 7‬ر‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪ ،‬وه‪77 7 7 7 7 7‬ذا ع‪77 7 7 7 7 7‬ام‪ ،‬واحليضة تبطله‪.‬‬ ‫أن االحتالم بالنهار ال يفسد الصوم‪.‬‬‫* اإلمجاع على َّ‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ‪ 7...‬ﭫ ﭬﭭ ﭮ فيحم‪77 7 7‬ل ه‪77 7 7‬ذا احلديث على املتعم‪77 7‬د؛‬ ‫األدلة‬
‫متعم‪77 7 7‬د‪ -‬ال‬ ‫ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﮊ ألن احملتلم ‪-‬وه ‪77 7 7‬و غ‪77 7 7‬ري ّ‬
‫يفسد صومه‪.‬‬ ‫[البقر‪ ،]187:‬فمن الزم إباحة املباشرة مجيع الليل أن يطلع الفجر وهو جنب‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬الطهارة ليست شرطًا للصوم)؛ لصريح داللة حديث عائشة وأم سلمة ‪ ƒ‬أما حديث أيب هريرة ‪ ‬فقال عنه احلازمي‪ :‬إنه منسوخ‪ ،‬وأن هذا كان ّأول ما ُشرع الصوم عندما‬ ‫الراجح‬
‫حمرما على الصائم بعد العشاء‪ ،‬وقد قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القول الثاين والثالث‪( :‬أقاويل هؤالء شاذة مردودة بالسنن املشهورة الثابتة)‬
‫كان األكل واجلماع ً‬
‫من أذَّن عليها الفجر وهي حائض‬ ‫من أذَّن عليه الفجر وهو جنب ومل‬
‫متعمدة‪ ،‬مل يصح منها صيام‪ ،‬وتأمث‬ ‫متعمدا فسد صومه‪ ،‬وعليه‬
‫ً‬ ‫يغتسل‬ ‫من أذَّن عليه الفجر وهو جنب مث اغتسل فصيامه صحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وتقضي اليوم‬ ‫القضاء واالمث‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/545‬ومراقي الفالح شرح نور اإليضاح (ص‪ ،)234‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين ( ‪ ،)2/441‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/545 ( ،)1/339‬وكفاية‬
‫مراجع المسألة‬
‫الطالب الرباين ( ‪ ،)1/567‬وخمتصر املزين ( ‪ ،)8/152‬واحلاوي الكبري ( ‪ ،)3/414‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد ( ‪ ،)1/350‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي ( ‪)1/428‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫القسم (الثاني)‪ :‬الفطر وأحكامه‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫إذا صام المريض والمسافر في رمضان هل يجزئه صومه عن الفرض؟‬ ‫‪22‬‬ ‫‪146‬‬

‫ما األفضل للمسافر والمريض؛ الصوم أو الفطر؟‬ ‫‪23‬‬


‫السفر الذي يُبيح الفطر في رمضان‬
‫نوع َّ‬ ‫‪24‬‬
‫المرض الذي يُبيح الفطر في رمضان‬ ‫‪25‬‬
‫متى يشرع للمسافر الفطر؟‬ ‫‪26‬‬
‫هل يُمسك المسافر المفطر عن الطعام إذا وصل بلده قبل المغرب؟‬ ‫‪27‬‬
‫سفرا ثم (ال) يصوم؟‬
‫هل يجوز للصائم في رمضان أن ُي ْنشئ ً‬ ‫‪28‬‬
‫هل يجب قضاء صوم رمضان على المجنون؟‬ ‫‪29‬‬
‫هل اإلغماء مفسد للصوم؟‬ ‫‪30‬‬
‫متتابعا؟‬
‫هل يقضي المسافر والمريض ما عليهما من صيام رمضان ً‬ ‫‪31‬‬
‫ما يجب على من أ ّخر قضاء رمضان حتى دخل رمضان آخر‬ ‫‪32‬‬
‫ما يجب على من مات وعليه صوم؟‬ ‫‪33‬‬
‫الحامل والمرضع إذا أفطرتا ماذا يجب عليهما؟‬ ‫‪34‬‬
‫الشيخ الكبير والعجوز اللذان ال يقدران على الصوم إذا أفطرا ماذا يجب عليهما؟‬ ‫‪35‬‬
‫متعمد في نهار رمضانـ‬
‫الواجب على من أفطر بجماع ّ‬ ‫‪36‬‬
‫هل تجب الكفارة باإلفطار باألكل والشرب متعم ًدا في رمضان؟ـ‬ ‫‪37‬‬
‫الواجب على من جامع في نهار رمضان ناسيًا لصومه‬ ‫‪38‬‬
‫الواجب على المرأة المطاوعة لزوجها على الجماع في نهار رمضان‬ ‫‪39‬‬
‫هل ك ّفارة الجماع في رمضان على التخيير أو على الترتيب؟‬ ‫‪40‬‬
‫مقدار اإلطعام في كفارة الجماع في رمضان‬ ‫‪41‬‬
‫‪-‬المتعمد‪ -‬في رمضان بتكرر الجماع؟‬
‫ّ‬ ‫هل تتكرر ك ّفارة المجامع‬ ‫‪42‬‬
‫معسرا وقت الوجوب؟‬
‫هل يجب اإلطعام على المجامع في رمضان عم ًدا‪ ،‬إذا أيسر وقد كان ً‬ ‫‪43‬‬
‫الواجب على من أفطر بسبب مختلَف فيه‬ ‫‪44‬‬
‫حكم من أفطر في رمضان عام ًدا بما يوجب (الكفارة) ثم طرأ عليه سبب يُبيح له الفطر‪ ،‬فهل عليه‬ ‫‪45‬‬
‫كفارة؟‬
‫حكم من أفطر عام ًدا في (قضاء) رمضان‬ ‫‪46‬‬
‫حكم الرفث والخنا باللسان للصائم‬ ‫‪47‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫إذا صام المريض والمسافر في رمضان‪ ،‬هل يجزئه صومهـ عن الفرض؟‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫حتمل املريض واملسافر املش ّقة‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن املريض واملسافر (على خالف يف نوع السفر) واحلامل واملرضع والشيخ الكبري كلهم يرتخصون بالفطر‪ ،‬واختلفوا لو ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫فصاما رمضان هل جيزئهما عن صيام الفرض؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫صيام املريض واملسافر (ال) جيزئه عن صيام الفرض‬ ‫صيام املريض واملسافر جيزئه عن صيام الفرض‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫مجهور العلماء‬
‫‪146‬‬
‫هل حُي مل قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ [البقرة‪ ]184:‬على احلقيقة أم اجملاز؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ‪ ،‬حتمل‬ ‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ‪،‬‬
‫اآلية على احلقيقة‪ ،‬ففرض املسافر ع ّدة من أيام أخر‪.‬‬ ‫حتم ‪77‬ل اآلي ‪77‬ة على اجملاز وتق‪ّ 7 7‬در‪ 7‬فيه ‪77‬ا كلم ‪77‬ة (ف ‪77‬أفطر)‪ ،‬فيك ‪77‬ون املع ‪77‬ىن‪ :‬من ك ‪77‬ان‬
‫* حديث ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬ق‪7‬ال‪( :‬خ‪7‬رج رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬ع‪7‬ام الفتح يف ش‪7‬هر رمض‪7‬ان‪،‬‬ ‫مسافرا وأفطر فع ّدة من أيام أخر‪.‬‬ ‫مريضا أو ً‬ ‫ً‬
‫فص ‪77‬ام ح ‪77‬ىت بل ‪77‬غ الكدي ‪77‬د‪ ،‬مث أفط ‪77‬ر ف ‪77‬أفطر الن ‪77‬اس)‪ ،‬ق ‪77‬ال الزه ‪77‬ري‪ :‬وك ‪77‬انوا يأخ ‪77‬ذون‬ ‫* ح‪77 7‬ديث أنس ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬كن‪77 7‬ا نس‪77 7‬افر م‪77 7‬ع الن‪77 7‬يب ‪ ‬فلم يُعب الص‪77 7‬ائم على‬ ‫األدلة‬
‫باألح‪7‬دث فاألح‪7‬دث من أم‪7‬ر رس‪7‬ول اهلل ‪[ )‬متف‪77‬ق]‪ ،‬فه‪7‬ذا ي‪7‬دل على نس‪7‬خ الص‪7‬وم‬ ‫املفط ‪77 7‬ر‪ ،‬وال املفط ‪77 7‬ر على الص ‪77 7‬ائم) [متف ‪77 7‬ق]‪ 7،‬وك ‪77 7‬ان أص ‪77 7‬حاب رس ‪77 7‬ول اهلل ‪‬‬
‫يف السفر‪.‬‬ ‫يسافرون فيصوم بعضهم‪ 7‬ويفطر بعضهم‪7.‬‬
‫‪ ‬حديث جابر وغريه ‪ €‬قال ‪( :‬ليس من الرب الصيام يف السفر) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث محزة األس ‪77‬لمي ‪ ‬ق ‪77‬ال للن ‪77‬يب ‪( :‬أأص‪77 7‬وم يف الس‪77 7‬فر؟‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬إ ْن‬
‫شئت فصم‪ ،‬وإن شئت فأفطر) [متفق]‪.‬‬
‫الرب ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬احلجة على أهل الظاهر‬
‫مجعا بني اآلية واحلديث‪ ،‬قال أبو عمر بن عبد ّ‬
‫القول األول‪( :‬جيوز الصوم والفطر للمريض واملسافر وجيزئ عن الفرض)؛ ً‬ ‫الراجح‬
‫أن املريض إذا صام أجزأه صومه)‬ ‫إمجاعهم على َّ‬
‫مريضا (مل) جيزئه صيامه وكان عاصيًا‬
‫مسافرا أو ً‬‫من صام يف رمضان حال كونه ً‬ ‫مريضا أجزأه صيامه عن الفرض‬
‫مسافرا أو ً‬
‫من صام يف رمضان حال كونه ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بفعله وعليه قضاء ذلك اليوم‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/547‬وبدائع الصنائع (‪ ،)95 /2‬والبحر الرائق (‪ ،)2/281‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)121‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)82‬وخمتصر املزين (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)8/153‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)77‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)51‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪)156‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ما األفضل للمسافر والمريض؛ الصوم أو الفطر؟‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫اتفق األئمة األربعة على مشروعية الفطر للمريض واملسافر وأنَّه رخصة هلم‪ ،‬واختلفوا يف أيهما األفضل هلما (الصوم‪ 7‬أم الفطر) مع عدم املشقة؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة‬ ‫تحرير محل‬
‫أقوال‬ ‫الخالف‬
‫الصوم والفطر على التخيري‬
‫للمريض واملسافر‪ ،‬وليس أحدمها‬ ‫الفطر أفضل من الصوم للمريض واملسافر‬ ‫الصوم أفضل من الفطر للمريض واملسافر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أفضل من اآلخر فاألفضل األيسر‬ ‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫‪145‬‬
‫جماهد‪ /‬قتادة‪ /‬عمر بن عبدالعزيز‬
‫ظاهر معارضة املفهوم لبعض املنقول‪ ،‬وظاهر معارضة املنقول بعضه لبعض‬ ‫سبب الخالف‬
‫* املعق ‪77‬ول‪ :‬جيوز الفط ‪77‬ر للص ‪77‬ائم ملك ‪77‬ان رف ‪77‬ع * حديث محزة األسلمي ‪ ‬أنه قال‪( :‬ي‪7‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬أج‪7‬د يب ق‪7‬وة على الص‪77‬يام يف * ح‪77 7 7 7‬ديث عائش‪77 7 7 7‬ة ~ ق‪77 7 7 7 7‬الت‪:‬‬
‫املش ‪77 7‬قة‪ ،‬فه ‪77 7‬و رخص ‪77 7‬ة‪ ،‬وم ‪77 7‬ا ك ‪77 7‬ان ك ‪77 7‬ذلك السفر‪ ،‬فهل علي جناح؟‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ :‬هي رخصة من اهلل‪ ،‬فمن أخ‪77‬ذ هبا‪( ،‬س ‪77 7‬أل محزة األس ‪77 7‬لمي ‪ ‬رس‪77 7 7‬ول‬
‫اهلل ‪ :‬أأص ‪77‬وم يف الس ‪77‬فر؟‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪:‬‬ ‫فحسن ‪ ‬الفطر‪.‬‬ ‫فاألفض‪77 7‬ل ترك‪77 7‬ه‪ ،‬ألن الص‪77 7‬وم حكم ش‪77 7‬رعي‪ ،‬فحسن ومن أحب أ ْن يصوم فال جناح عليه) [م]‪ّ ،‬‬
‫إ ْن ش‪77‬ئت فص‪77‬م‪ ،‬وإ ْن ش‪77‬ئت ف‪77‬أفطر)‬ ‫والفط ‪77‬ر فع ‪77‬ل مب ‪77‬اح‪ ،‬فيعس ‪77‬ر ْأن يك ‪77‬ون املب ‪77‬اح * حديث جابر ‪ ‬قال ‪( :‬ليس من الرب الصيام يف السفر) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫(أن رس‪77 7‬ول اهلل ‪[ ‬متف ‪77 7 7‬ق]‪ ،‬ف‪77 7 7‬دل على التخي‪77 7 7 7‬ري دون‬‫* ك‪77 7‬ان آخ‪77 7‬ر فعل‪77 7‬ه ‪ ‬الفط‪77 7‬ر يف الس‪77 7‬فر؛ حلديث ج‪77 7‬ابر ‪َّ :‬‬ ‫أفضل من الواجب‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب الدرداء ‪ ‬قال‪( :‬خرجنا خرج عام الفتح إىل مكة يف رمضان فصام حىت بلغ كراع الغميم‪ ،‬فص‪77‬ام الن‪77‬اس‪ ،‬مث أفضلية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫حر دع‪77‬ا بق‪77‬دح من م‪77‬اء فرفع‪77‬ه‪ ،‬ح‪77‬ىت نظ‪77‬ر الن‪77‬اس إلي‪77‬ه‪ ،‬مث ش‪77‬رب‪ ،‬فقي‪77‬ل ل‪77‬ه بع‪77‬د ذل‪77‬ك‪َّ :‬‬
‫إن‬ ‫مع رسول اهلل ‪ ‬يف بعض غزواته يف ٍّ‬
‫بعض الناس قد صام‪ ،‬فقال‪ :‬أولئك العصاة‪ ،‬أولئك العصاة) [م]‪.‬‬ ‫شديد‪ ،‬ما فينا صائم إال رسول اهلل ‪‬‬
‫وعبداهلل بن رواحة) [د‪ /‬وصححه األلباين]‪  ،‬ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال ‪َّ :‬‬
‫(إن اهلل حيب أ ْن تُ‪77‬ؤتى رخص‪77‬ه‪ ،‬كم‪77‬ا حُي ب أ ْن‬
‫تُؤتى عزائمه) [حب‪ /‬بزا‪ /‬هق‪ /‬طب‪ /‬بع‪ /‬طح‪ /‬ش‪ /‬وهو صحيح]‪.‬‬ ‫والرسول ‪ ‬ال خيتار إال األفضل‪.‬‬
‫خصوصا مع توفر وسائل السفر املرحية‪ ،‬فاهلل تعاىل يقول‪ :‬ﮋ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‪[‬البقرة‪:‬‬
‫ً‬ ‫الفطر أفضل مع املشقة‪ ،‬والصوم أفضل إذا مل جيد املشقة‪،‬‬ ‫الراجح‬
‫‪ ،]185‬فأحيانًا يكون اليسر للشخص أ ْن يصوم مع الناس وأحيانًا عكس ذلك‬
‫من فعل األرفق يف سفره من صيام‬
‫من أفطر يف سفره فقد أتى باألفضل‬ ‫من صام يف سفره فقد أتى باألفضل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أو فطر فقد أتى باألفضل‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/549‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/96‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)1/124‬والتلقني (‪ ،)75 /1‬والكايف البن عبد الرب (ص‪ ،)121‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)6/171‬وروضة الطالبني (‪ ،)2/370‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/346‬ومسائل اإلمام أمحد برواية أيب داود (ص‪)135‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫السفر الذي يُبيح الفطر في رمضان‬
‫نوع َّ‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫هذه املسألة مبنية على اخلالف يف مقدار املسافة اليت جتوز فيها الفطر يف السفر‪ ،‬وقد سبق الكالم فيها يف اجلملة الثالثة من كتاب الصالة‪ ،‬الباب الرابع‪( :‬يف صالة‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫املسافر)‪ ،‬وقد اتفق العلماء على مشروعية الفطر يف السفر‪ ،‬واختلفوا يف نوع السفر الذي يبيح ذلك‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫كل سفر ينطلق عليه اسم السفر‬
‫يُفطر املسافر يف ّ‬ ‫يُفطر املسافر يف السفر الذي تُقصر فيه الصالة (على خالف يف مقدار املسافة اليت جيوز فيها القصر)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪145‬‬
‫معارضة ظاهر اللفظ للمعىن املعقول‪ /‬اخلالف يف مسألة مقدار املسافة اليت جتوز فيها القصر يف السفر‬ ‫سبب الخالف‬

‫* املع ‪77‬ىن املعق ‪77‬ول‪ :‬إج ‪77‬ازة الفط ‪77‬ر يف الس ‪77‬فر‪ ،‬حملل املش ‪77‬قة‪ ،‬وملا ك‪77‬انت (املش ‪ّ 7‬قة) ال توج ‪77‬د يف ك ‪77‬ل س ‪77‬فر‪ * ،‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ [البق‪77 7‬رة‪ ،]184:‬فظ‪77 7‬اهره إباح‪77 7‬ة‬ ‫وجب أ ْن جيوز الفطر يف السفر الذي فيه مشقة‪.‬‬
‫سفرا‪.‬‬ ‫* ملا كان الصحابة ‪ ‬كأهنم جممعون على احلد يف السفر‪ ،‬وجب ْأن يُقاس ذلك على احل ّد يف قصر الصالة‪.‬‬
‫الفطر يف كل ما يسمى ً‬
‫(إن اهلل وض‪77‬ع عن‬‫‪ ‬أث‪7‬ر ابن عم‪7‬ر وابن عب‪7‬اس ‪( :ƒ‬كان‪7‬ا يُقص‪7‬ران الص‪7‬الة ويفط‪7‬ران يف أربع‪7‬ة بُ‪7‬رد‪ ،‬وهي س‪7‬تة وعش‪7‬رون ‪ ‬ح‪77‬ديث أنس ‪ ‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫فرسخا) [خ تعلي ًقا‪ /‬طأ‪ /‬هق‪ /‬شا‪ /‬عب‪ /‬هق‪ /‬وصححه النووي]‪ ،‬فالسفر َّ‬
‫مقدر‪ 7‬مبقدار (‪ )4‬بُرد‪.‬‬ ‫ً‬
‫املس‪77‬افر الص‪77‬وم وش‪77‬طر الص‪77‬الة‪ ،‬أو نص‪77‬ف الص‪77‬الة) [ن‪ /‬ه‪77‬ق‪/‬‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬ال تس ‪77‬افر املرأة ثالث‪77 7‬ة ‪-‬أي‪77 7‬ام‪ -‬إال م‪77 7‬ع ذي حمرم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فالس‪77 7‬فر مق‪77 7‬در‪7‬‬
‫طب‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬وحس‪77‬نه غ‪77‬ري واح‪77‬د]‪ ،‬فك‪77‬ل من انطل‪77‬ق علي‪77‬ه اس‪77‬م‬
‫بثالثة أيام‪.‬‬
‫مسافر جاز أ ْن يُفطر‪.‬‬
‫كل ما ينطلق عليه اسم السفر بال حتديد للمسافة‪،‬‬ ‫أن الراجح يف مسألة مقدار املسافة اليت جيوز فيها القصر يف السفر‪ ،‬أنه ّ‬ ‫القول الثاين‪( :‬يفطر املسافر يف كل سفر)؛ بناء على َّ‬ ‫الراجح‬
‫ضعف القول األول خالفهم يف مقدار املسافة اليت جيوز فيها القصر‪ ،‬واخلالف يف ذلك بني األئمة الثالثة واحلنفية‬ ‫ويُ ِّ‬
‫مسافرا‬
‫مسافرا‪ ،‬وال من خرج من مدينة اخلرب إىل دولة البحرين يعترب ً‬ ‫يسمى ً‬ ‫من خرج من مدينة اخلرب إىل دولة البحرين ‪-‬مثاًل ‪ -‬واملسافة بينهما (‪)15‬كم‪ ،‬ال َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ويشرع له الفطر‬ ‫يفطر (عند األئمة الثالثة خالفًا للحنفية)‪7‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/550‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/391‬وجممع األهنر (‪ ،)1/249‬والرسالة البن أيب القريواين (ص‪ ،)61‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/269‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)77‬والتنبيه (ص‪ ،)66‬واملغين (‪ ،)4/345‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/18‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫المرض الذي يُبيح الفطر في رمضان‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫اخلالف يف هذه املسألة كاخلالف يف املسألة السابقة‪ ،‬وقد اتفقوا على مشروعية الفطر للمريض ووجوب القضاء عليه إذا أفطر‪ ،‬واختلفوا يف نوع املرض‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫الذي يُبيح ذلك‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يُفطر كل مريض انطلق‪ 7‬عليه اسم املرض‬ ‫يُفطر املريض الذي يلحقه من الصوم مشقة وضرر (املرض الغالب)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬
‫معارضة ظاهر اللفظ للمعىن املعقول‬ ‫سبب الخالف‬

‫* املع ‪77‬ىن املعق ‪77‬ول‪ :‬إج ‪77‬ازة الفط ‪77‬ر يف املرض ألج ‪77‬ل املش ‪77‬قة‪ ،‬وملا ك ‪77‬انت (املش ‪77‬قة) ال توج ‪77‬د يف ك ‪77‬ل م ‪77‬رض‪ * ،‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ [البق‪77 7 7‬رة‪:‬‬ ‫وجب أ ْن جيوز الفطر يف املرض الذي فيه مشقة‪.‬‬
‫كل سفر‪ ،‬بل يف السفر الطويل الذي تلحقه مش ّقة‪ ،‬فكذا‬
‫‪ ،]184‬فظ‪77 7 7‬اهره إباح‪77 7 7‬ة الفط‪77 7 7‬ر يف ك‪77 7 7‬ل م‪77 7 7‬ا‬ ‫‪ ‬إذا كان املسافر ال يُباح له الفطر يف ّ‬
‫األدلة‬
‫مرضا‪.‬‬ ‫املريض‪.‬‬
‫يسمى ً‬ ‫َّ‬
‫ألن املسافر يباح له الفطر‪ 7‬وإ ْن مل حيتج‬ ‫‪7‬ريا ش‪77‬اهد ‪َّ ‬‬
‫ض‪7‬ا يس‪ً 7‬‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮊ [البق‪77‬رة‪ ،]185:‬ف‪77‬املريض مر ً‬
‫إليه‪ ،‬فكذلك املريض‪.‬‬ ‫يشق عليه‪ ،‬فيلزمه كالصحيح‪.‬‬
‫للشهر‪ ،‬وال ّ‬
‫القول األول‪( :‬يُفطر املرض الذي تلحقه مشقة)؛ أل ّن التفريق يف احلكم بني السفر واملرض ظاهر‪ ،‬فالسفر له ضابط يُعرف به‪ ،‬سواء باملسافة‪ ،‬أو بامل ّدة‪ ،‬أما‬ ‫الراجح‬
‫املرض فال ضابط له‪ ،‬واألصل‪ :‬املنع من الفطر‬
‫من أصابه زكام أو صداع أو جرح يسري وحنوه‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬ص‪7‬ا‪7‬ب‪7‬ه‪ 7‬ز‪7‬ك‪7‬ا‪7‬م‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬ص‪7‬د‪7‬ا‪7‬ع‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬ج‪7‬ر‪7‬ح‪ 7‬ي‪7‬س‪7‬ري‪ 7‬و‪7‬حن‪7‬و‪7‬ه‪ 7‬ف‪7‬أ‪7‬ف‪7‬ط‪7‬ر‪ 7‬ب‪7‬س‪7‬ب‪7‬ب‪7‬ه‪ 7‬كان منته ًكا حلرمة رمضان‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فأفطر بسببه ال إمث عليه وهو معذور‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/550‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/391‬وفتح باب العناية بشرح النقاية (‪ ،)1/2‬واملقدمات املمهدات (ص‪،)113‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/261‬واملنهاج القومي (ص‪ ،)250‬وحتفة احملتاج (‪ ،)3/429‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)1/432‬والروض املربع (ص‪)159‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫متى يُشرع للمسافر الفطر؟‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫أن من دخل عليه شهر رمضان وهو يف السفر أنه يباح له الفطر‪ ،‬وذهب عامة أهل العلم َّ‬
‫أن من دخل عليه‬ ‫أن املسافر (على خالف يف نوع السفر) يرتخص بالفطر‪ ،‬ومل خيتلفوا َّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫رمضان وهو مقيم مث سافر أثناء الليل أنه يباح له الفطر صبيحة تلك الليلة‪ ،‬واختلفوا فيمن سافر يف هنار رمضان وهو صائم‪ ،‬هل يباح له الفطر يف يومه الذي سافر فيه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) يفطر املسافر يف يومه الذي خرج فيه‬


‫مسافرا‬ ‫مسافرا‬
‫يفطر املسافر يف يومه الذي خرج فيه ً‬
‫ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‪ /‬احلسن‪ /‬الشعيب‬ ‫‪145‬‬
‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة األثر للنظر‬ ‫سبب الخالف‬
‫* عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬الى‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬ ‫* ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬خ‪77‬رج رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ع‪77‬ام الفتح يف ش‪77‬هر رمض‪77‬ان‪ ،‬فص‪77‬ام ح‪77‬ىت بل‪77‬غ الكدي‪77‬د‪ ،‬مث أفط‪77‬ر‬
‫[حممد‪.]33:‬‬ ‫فأفطر الناس) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فدل هذا على جواز فطر من سافر أثناء النهار ‪.‬‬
‫* ملا ك ‪77‬ان املس ‪77‬افر ال جيوز ل ‪77‬ه إال أ ْن يُ‪77 7‬بيّت ني ‪7 7‬ةَ‬ ‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬خ‪77‬رج ع‪77‬ام الفتح إىل مك‪77‬ة يف رمض ‪77‬ان‪7‬‬ ‫* ك‪77‬ان آخ‪77‬ر فعل‪77‬ه ‪ ‬الفط‪77‬ر يف الس ‪77‬فر؛ حلديث ج‪77‬ابر ‪َّ :‬‬
‫صومه‪.‬‬
‫الصوم ليلةَ سفره‪ ،‬مل جيز له أ ْن يُبطل َ‬ ‫فصام حىت بلغ كراع الغميم‪ ،‬فص‪7‬ام الن‪7‬اس‪ ،‬مث دع‪7‬ا بق‪7‬دح من م‪7‬اء فرفع‪7‬ه‪ ،‬ح‪7‬ىت نظ‪7‬ر الن‪7‬اس إلي‪7‬ه‪ ،‬مث ش‪7‬رب‪ ،‬فقي‪7‬ل ل‪7‬ه بع‪7‬د‬
‫إن الص‪7‬وم عب‪7‬ادة ختتل‪7‬ف بالس‪7‬فر واحلض‪7‬ر‪ ،‬ف‪7‬إذا‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫إن بعض الناس قد صام‪ ،‬فقال‪ :‬أولئك العصاة‪ ،‬أولئك العصاة) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫ذلك‪َّ :‬‬
‫اجتمعا فيها غلب حكم احلضر على السفر‪.‬‬ ‫* قال جعفر بن جبري‪( :‬كنت مع أيب بصرة الغفاري ‪-‬صاحب النيب ‪ -‬يف سفينة من الفسطاط يف رمضان‪ 7،‬فرف‪77‬ع مث‬ ‫األدلة‬
‫ق ‪77‬رب غ ‪77‬داؤه‪ ،‬ق ‪77‬ال جعف ‪77‬ر يف حديث ‪77‬ه‪ :‬فلم جياوز ال ‪77‬بيوت ح ‪77‬ىت دع ‪77‬ا بالس ‪77‬فرة وق ‪77‬ال جلعف ‪77‬ر‪ :‬اق ‪77‬رتب‪ ،‬قلت‪ :‬ألس ‪77‬ت ت ‪77‬رى‬
‫البيوت‪ ،‬فقال أبو بصرة‪ :‬أترغب عن سنة رسول اهلل ‪‬؟) [د‪ /‬هق‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫‪7‬فرا‪ ،‬وق‪77‬د ُر ِّحلت ل‪77‬ه راحلته‪،‬‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث حمم‪77‬د بن كعب ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬أتيت أنس بن مال‪77‬ك ‪ ‬يف رمض‪77‬ان وه‪77‬و يري‪77‬د س‪ً 7‬‬
‫ولبس ثي ‪77‬اب الس ‪77‬فر ‪-‬وق ‪77‬د تق ‪77‬ارب غ ‪77‬روب الش ‪77‬مس‪ -‬ف ‪77‬دعا بطع ‪77‬ام فأك ‪77‬ل‪ .‬فقلت‪ 7‬ل ‪77‬ه‪ُ :‬س‪7 7‬نة؟‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ُ :‬س‪7 7‬نة‪ ،‬مث ركب)‬
‫[ت‪/‬قط‪ /‬هق‪ /‬طب‪ /‬بغ‪ /‬سنن‪ /‬وهو صحيح]‪.‬‬
‫‪ ‬إن املرض والسفر‪ 7‬متساويان يف إباحة الفطر‪ ،‬فكما جاز الفطر للمرض‪ ،‬جيوز الفطر للسفر‪.‬‬
‫مسافرا)؛ ألن ‪ ‬ثبت عنه أنه أفطر يف سفر‪ ،‬وأفطر الناس معه‪ ،‬بل وصف ‪ ‬الذين مل يفطروا بالعصاة‪ ،‬فتكون هذه‬
‫القول األول‪( :‬يفطر املسافر يف يومه الذي خرج فيه ً‬ ‫الراجح‬
‫األحاديث خمصصة لعموم اآلية‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫من خرج من بيته بعد صالة الفجر أو العصر يف‬
‫مسافرا جاز له الفطر ذلك اليوم‬
‫من خرج من بيته بعد صالة الفجر أو العصر يف رمضان‪ً 7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مسافرا (مل) جيز له الفطر ذلك اليوم‬
‫ً‬ ‫رمضان‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/550‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬واألصل (املبسوط) للشيباين (‪ ،)2/202‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)1/210‬والتهذيب يف اختصار‬
‫مراجع المسألة‬
‫املدونة (‪ ،)1/356‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)2/445‬واألم للشافعي (‪ ،)2/111‬وفتح العزيز (‪ ،)6/426‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)156‬وكشاف القناع (‬
‫‪)2/312‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يُمسك المسافر المفطر عن الطعام إذا وصل بلده قبل المغرب؟‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫مفطرا ك ّفارة‪ ،‬واختلفوا إذا وصل املسافر مقر‬
‫صائما‪ ،‬وكلهم مل يوجبوا على من دخل ً‬
‫استحب مجاعة من العلماء ملن علم أنه يدخل املدينة أول يومه أ ْن يدخل ً‬
‫ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫مفطرا أثناء هنار رمضان‪( 7‬ومثله احلائض تطهر قبل الغروب)‪ ،‬هل جيب عليه اإلمساك بقية يومه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬ ‫إقامته‬
‫املسافر الذي يدخل بلده هنار رمضان‪ 7،‬وهو مفطر جيب عليه أ ْن مُي سك‬
‫ويكف عن األكل‪ ،‬ومثله احلائض تطهر قبل الغروب‬ ‫املسافر الذي يدخل بلده يف هنار رمضان‪ ،‬وهو مفطر‪( ،‬ال) جيب عليه اإلمساك‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫‪145‬‬

‫اختالفهم يف تشبيه الذي يصل لبلده من سفره أثناء هنار رمضان مبن ثبت لديه دخول شهر رمضان يف يوم شك أفطر فيه‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن املس‪77‬افر أك‪77‬ل لس‪77‬بب م‪77‬بيح‪ ،‬والش‪77‬اك أك‪77‬ل ملوض‪77‬ع اجله‪77‬ل‪ ،‬فال يش‪77‬بّه من وص‪77‬ل * يشبّه من وصل لبلده من سفر أثناء هنار رمض‪7‬ان مبن ثبت لدي‪7‬ه دخ‪7‬ول ش‪7‬هر‬ ‫* َّ‬
‫ألن كالمها س‪7‬بب م‪7‬وجب لإلمس‪7‬اك عن األك‪7‬ل‬ ‫شك أفطر فيه‪َّ ،‬‬
‫لبلده من سفر أثناء هنار رمضان‪ 7،‬مبن ثبت لديه دخول الشهر يف يوم شك أفطر فيه‪ .‬رمضان يف يوم ّ‬
‫‪ ‬أث‪77 7‬ر عب‪77 7‬د اهلل بن مس‪77 7‬عود‪  7‬ق‪77 7‬ال‪( :‬من أك‪77 7‬ل يف أول النه‪77 7‬ار فليأك‪77 7‬ل يف آخ‪77 7‬ره) بعد إباحته‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬أل ّن إهناء السفر لو وجد قبل الفجر وجب الصيام‪ ،‬فإذا حصل بعد الفجر‬ ‫[هق]‪.‬‬
‫‪7‬تمر وجب اإلمساك‪ ،‬كمن حصل له العلم يف أثناء النهار بدخول شهر رمضان‪.‬‬ ‫يستمر يف فطره إىل آخر النهار‪ ،‬كم‪7‬ا ل‪7‬و اس ّ‬ ‫‪ ‬أبيح له الفطر أول النهار‪ ،‬فكان له ْأن ّ‬
‫يف سفره‪.‬‬
‫ألن إباحة الفطر حصل بنص صريح‪ ،‬فال مُي نع من االستمرار يف الفطر‪ ،‬إال بَِن ٍّ‬
‫ص مثله‪ ،‬وال دليل؛‬ ‫القول األول‪( :‬ال جيب على املسافر اإلمساك)‪ ،‬وله أ ْن يتمادى يف فطره؛ َّ‬
‫الراجح‬
‫الظن به‬
‫ومنعا إلساءة ّ‬ ‫َّ‬
‫وألن اجلميع ال يُوجب عليه الكفارة‪ ،‬إال أنَّه ينبغي له عدم اجملاهرة يف فطره‪ ،‬سدًّا للذريعة‪ً ،‬‬
‫يأمث من يأكل ويشرب يف هنار رمضان إذا وصل من سفر أفطر فيه‪ ،‬ويـؤجر إ ْن‬
‫(ال) يأمث من يأكل ويشرب يف هنار رمضان إذا وصل من سفر أفطر فيه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ترك األكل‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/551‬والبحر الرائق (‪ ،)2/304‬وجممع األهنر (‪ ،)1/373‬والتفريع (ص‪ ،)146‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/306‬واملهذب يف فقة اإلمام‬
‫مراجع المسألة‬
‫الشافعي (‪ ،)1/327‬ومغين احملتاج (‪ ،)1/438‬واملغين (‪ ،)4/387‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/62‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫سفرا ثم (ال) يصوم؟‬
‫هل يجوز للصائم في رمضان أن ُي ْنشئ ً‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬
‫ال خالف يف جواز الفطر للمسافر‪ 7‬الذي دخل عليه رمضان وهو مسافر‪ ،‬واخلالف هنا فيمن دخل عليه الشهر وهو مقيم مث يسافر بعد أ ْن صام بعض‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫مقيما‪ ،‬فهل جيوز له أ ْن يفطر يف سفره؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫أيام رمضان ً‬
‫يرتخص‬
‫من دخل عليه الشهر وهو مقيم مث سافر (ال) جيوز له أن ّ‬
‫بالفطر‬ ‫من دخل عليه الشهر وهو مقيم مث سافر جيوز له أن يرتخص بالفطر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬
‫عبيدة السلماين‪ 7/‬سويد بن غفلة‪ /‬أبو جملز‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ [البقرة‪]185:‬‬ ‫سبب الخالف‬

‫أن من ش‪77‬هد * قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮊ‪ ،‬يفهم من‪77‬ه َّ‬


‫أن من‬ ‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮊ‪ ،‬يُفهم من‪77‬ه َّ‬
‫شهد بعض الشهر‪ ،‬فالواجب عليه أ ْن يصوم الشهر كلّه‪.‬‬ ‫الشهر كاماًل صامه كاماًل ‪ ،‬ومن شهد بعضه صام البعض الذي شهده‪.‬‬
‫سفرا يف رمضان وأفطر فيه‪ ،‬حلديث ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪:‬‬ ‫األدلة‬
‫* ألن النيب ‪ ‬أنشأ ً‬
‫(خ‪77‬رج رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ع‪77‬ام الفتح يف ش‪77‬هر رمض‪77‬ان‪ ،‬فص‪77‬ام ح‪77‬ىت بل‪77‬غ الكدي‪77‬د مث‬
‫أفطر‪ ،‬فأفطر الناس) [خ‪ /‬م‪ ،‬ومثله عن جابر ‪.]‬‬
‫نص على جواز الفطر ملن شهد‬
‫أن فعله ‪ّ ‬‬ ‫مقيما مث سافر يرتخص بالفطر)؛ لفعل النيب ‪ ‬الذي يؤيّد تأويل اجلمهور لآلية‪ ،‬فضاًل َّ‬
‫القول األول‪( :‬كم كان ً‬ ‫الراجح‬
‫كون الشهر دخل عليه وهو مقيم‬ ‫يضر ْ‬
‫بعض الشهر مث سافر‪ ،‬وال ّ‬
‫قادرا على الصيام‬
‫من سافر أثناء رمضان حرم عليه الفطر‪ ،‬فإ ْن مل يكن ً‬ ‫من سافر أثناء رمضان فله الصيام والفطر‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يف السفر مل يسافر‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/552‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬املبسوط للسرخسي (‪ ،)3/91‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/134‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/201‬والتفريع‬
‫مراجع المسألة‬
‫(ص‪ ،)144‬والبيان (‪ ،)3/470‬واجملموع (‪ ،)6/174‬واملغين (‪ ،)4/345‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/18‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يجب قضاء صوم رمضان على المجنون؟‬ ‫مسألةـ (‪)29‬‬
‫أن املسافر إذا أفطر يف رمضان قضى‪ ،‬وكذا املريض لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮊ [البقرة‪ ،]184:‬ومجهور الفقهاء على وجوب‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫القضاء على املغمى عليه مىت فسد صومه‪ ،‬واختلفوا يف وجوب القضاء على اجملنون الذي فاته الصيام‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ليس على اجملنون قضاء (وعندهم تفصيل)‬ ‫جيب قضاء الصيام على اجملنون‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬
‫ظاهر تعارض عموم اآلية مع األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(رف‪77‬ع القلم عن ثالث‪77‬ة؛ عن الن‪77‬ائم ح‪77‬ىت يس‪77‬تيقظ‪ ،‬وعن الص‪77‬يب ح‪77‬ىت‬
‫* ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪ُ :‬‬ ‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫حيتلم‪ ،‬وعن اجملنون حىت يعقل) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حم‪ /‬هق‪ /‬قط‪ /‬طب‪ /‬وصححه غري واحد]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ﮨ ﮩﮊ [البقرة‪ ،]185:‬واجملنون‬
‫ألن اجلنون معىن مينع الوجوب ابتداءً إذا وجد يف مجيع الشهر‪ ،‬فال يصح الصيام مع فقد العقل‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫شاهد للشهر فيجب عليه الصوم‪.‬‬
‫ضعف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول األول وقال‪َّ :‬‬
‫(إن اإلغماء واجلنون صفة يرتفع هبما التكليف وخباصة اجلنون‪،‬‬ ‫القول الثاين‪( :‬ليس على اجملنون قضاء)‪ ،‬وقد ّ‬ ‫الراجح‬
‫فإذا ارتفع التكليف مل يوصف مبفطر وال صائم)‬
‫من ترك صيام شهر رمضان بسبب اجلنون مث‬
‫من ترك صيام شهر رمضان بسبب اجلنون مث أفاق بعد رمضان (مل) يقض‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أفاق بعد رمضان عليه القضاء‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/553‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬املبسوط للسرخسي (‪ ،)3/88‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/88‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/208‬والتفريع (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)153‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/463‬وهناية املطلب (‪ ،)11/348‬واملغين (‪ ،)4/344‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/17‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل اإلغماء مفسد للصوم؟‬ ‫مسألةـ (‪)30‬‬
‫أن من أدخل جلوفه ما ليس مبغ ّذ فقد أفطر‪ ،‬وذهب األئمة األربعة إىل َّ‬
‫أن ما يرد اجلوف من (غري) منفذ الطعام‬ ‫أمجع العلماء على أ ّن الصوم يفسد باألكل والشرب واجلماع‪ ،‬وذهب عامة أهل العلم إىل َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫أن من استقاء فقاء يفطر‪ ،‬واختلفوا فيمن صام وأغمي عليه وقت الصيام هل يفطر؟‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬ ‫والشراب مما ليس بطعام وال شراب أنَّه مفطر‪ ،‬وذهب مجهور الفقهاء إىل َّ‬
‫الخالف‬
‫إ ْن أغمي عليه بعد‬ ‫إ ْن أغمي عليه قبل الفجر‬
‫إ ْن أغمي عليه كامل اليوم‬ ‫مضي أكثر النهار ال‬ ‫فسد‪ ،‬وإ ْن أغمي عليه بعد‬
‫فسد‪ ،‬وإ ْن أغمي عليه وأفاق‬ ‫اإلغماء (ليس) مبفسد للصوم مطل ًقا‬ ‫اإلغماء مفسد للصوم مطل ًقا‬
‫يفسد‪ ،‬وإ ْن أغمي عليه‬ ‫الفجر مل يفسد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫يف جزء من النهار مل يفسد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي (رواية)‬ ‫‪145‬‬
‫يف أول النهار فسد‬ ‫نسبة ابن القاسم لبعض‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أهل العلم‬
‫مالك‬
‫هل يقاس الغمى عليه‪ 7‬على النائم أم على اجملنون (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫ألن الني‪77 7 7 7‬ة حص‪77 7 7 7‬لت من‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬يقضي من أغمي‬ ‫‪ ‬عم ‪77 7 7 7‬وم قول ‪77 7 7 7‬ه ‪( :‬إمنا‬ ‫‪ ‬ألن النية صحت منه‪ ،‬وزوال‬ ‫كل عمل ابن له إال‬ ‫‪ ‬قوله رسول اهلل ‪( :‬يقول اهلل تعاىل‪ّ :‬‬
‫عليه أكثر النهار احتياطًا اللي‪7‬ل فيص‪7‬ح الص‪7‬يام م‪7‬ع إفاق‪7‬ة‬ ‫األعمال بالنيات‪ ،‬وإمنا لكل‬ ‫االستشعار بعد ذلك ال مينع صحة‬ ‫الص‪77 7‬يام‪ ،‬فإنَّه يل‪ ،‬وأن‪77 7‬ا أج‪77 7‬زي‪ ،‬ب‪77 7‬ه ي‪77 7‬دع طعام‪77 7‬ه وش‪77 7‬رابه من‬
‫ج‪7‬زء من النه‪7‬ار‪ ،‬كم‪7‬ا ل‪7‬و ن‪7‬ام‬ ‫واستحسانًا‪.‬‬ ‫ام ‪77 7‬رئ م ‪77 7‬ا ن ‪77 7‬وى) [خ‪ /‬م]‪،‬‬ ‫الصوم‪ ،‬كالنوم يف مجيع النهار‪.‬‬ ‫أجلي) [متف‪77‬ق]‪ ،‬فالص‪77‬وم ه‪77‬و اإلمس‪77‬اك م‪77‬ع النيّ‪77‬ة‪ ،‬فق‪77‬د أض‪77‬يف‬
‫أو غفل عن الصوم‪.‬‬ ‫فمن أغمي علي‪7‬ه قب‪7‬ل الفج‪7‬ر‬ ‫ت‪77 7 7‬رك الطع‪77 7 7‬ام والش‪77 7 7‬راب هلل تع‪77 7 7‬اىل‪ ،‬واملغمى علي‪77 7 7‬ه مل ميس‪77 7 7‬ك‬
‫‪ ‬عم ‪77 7‬وم قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩﮊ [البق‪77 7 7 7 7 7‬رة‪ :‬مل ين‪77‬و‪ ،‬والني‪77‬ة ش‪77‬رط لص‪77‬حة‬ ‫لذلك‪.‬‬
‫الصوم‪.‬‬ ‫ألن الني‪77‬ة أح‪77‬د رك‪77‬ين الص‪77‬وم فال جتزئ وح‪77‬دها كاإلمس‪77‬اك‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ،]185‬واملغمى عليه‪ 7‬شاهد للشهر‪.‬‬
‫وحده‪.‬‬
‫ألن اإلغم‪7‬اء يش‪7‬به اجلن‪7‬ون ال الن‪7‬وم؛ ألنَّه يزي‪7‬ل اإلحس‪7‬اس‪ ،‬ول‪7‬و ‪ ‬أث‪77 7‬ر ابن عم‪77 7‬ر ‪( :ƒ‬أن‪77 7‬ه ك‪77 7‬ان يص‪77 7‬وم‬ ‫‪َّ ‬‬
‫تطوع‪7‬ا فيغمى علي‪7‬ه فال يُفطر) [ه‪7‬ق]‪ ،‬دل َّأن‬ ‫ً‬ ‫نُبّه مل يتنبّه‪.‬‬
‫اإلغماء يف الصوم ال يفسده‪.‬‬
‫ألن اإلغم ‪77‬اء مع ‪77‬ىن مين ‪77‬ع وج ‪77‬وب الص ‪77‬وم‪ ،‬فأفس ‪77‬ده وج ‪77‬وده يف‬ ‫‪َّ ‬‬
‫بعضه كاحليض‪.‬‬
‫املغمى عليه على النائم أوىل‪ ،‬واهلل أعلم‬
‫القول اخلامس‪( :‬من أغمي عليه وأفاق يف جزء من النهار صح صومه إ ْن نوى الصيام قبل أ ْن يُغمى عليه)‪ ،‬فقياس َ‬
‫الراجح‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫من أغمي عليه قبل‬ ‫من نوى الصوم قبل الفجر‬
‫من أغمي عليه يف النهار‬
‫طلوع الشمس‪ ،‬فأفاق‬ ‫وأغمي عليه‪ 7‬بعد دخول‬ ‫من صام وأغمي عليه ولو كامل اليوم‬
‫فأفاق ولو بضع دقائق قبل‬ ‫من صام وأغمي عليه أثناء صومه ولو ساعة‪ ،‬فسد صيامه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عند الغروب فسد‬ ‫صح صومه ولو مل‬‫الفجر ّ‬ ‫صح صيامه‬
‫املغرب صح صومه‬
‫صومه‬ ‫يفق إىل آخر النهار‬

‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/553‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)39‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/70‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/353‬والذخرية (‪ ،)2/494‬والفواكه الدواين (‪ ،)2/723‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألة‬
‫الكبري (‪ ،)3/441‬وهناية املطلب (‪ ،)4/46‬واملغين (‪ ،)4/343‬واملبدع شرح املقنع (‪ ،)3/17‬واجلامع ألحكام الصيام حملمود عبد الكرمي عويضة (ص‪)66‬‬ ‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫متتابعا؟‬
‫هل يقضي المسافر والمريض ما عليهما من صيام رمضان ً‬ ‫مسألةـ (‪)31‬‬
‫متتابعا أم متفرقًا؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن املسافر واملريض إذا أفطرا يف رمضان أهنما يقضيان‪ ،‬واختلفوا هل يقضيان الصوم ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫متتابعا (فهو خمرّي يف ذلك أو مستحب له فعل ذلك)‬
‫(ال) جيب على املريض واملسافر القضاء ً‬ ‫متتابعا‬
‫جيب على املريض واملسافر أ ْن يقضيا الصوم ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مجهور العلماء‬ ‫علي ‪ /‬ابن عمر ‪ /ƒ‬النخعي‪ /‬الشعيب‪ /‬داود‬
‫تعارض ظواهر اللفظ‪ 7‬والقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪145‬‬
‫أن القض‪77‬اء يك‪77‬ون على ص‪77‬فة األداء‪ * ،‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮊ [البقرة‪ 7،]184:‬ظاهره يقتضي إجياب العدد‬ ‫* القي‪77‬اس يقتض‪77‬ي َّ‬
‫فقط ال إجياب التتابع‪.‬‬ ‫واحلج‪.‬‬
‫كالصالة ّ‬
‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث أيب هري ‪77 7‬رة ‪ ‬ق ‪77 7‬ال ‪( :‬من ك‪77 7‬ان علي ‪77 7‬ه * أثر عائشة ~ قالت‪( :‬نزلت‪ :‬فع ّدة من أيام أخر متتابعات‪ ،‬فنسخت‪ :‬متتابعات) [عب‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬وهو صحيح]‪.‬‬
‫وضعفه الدارقطين ]‪.‬‬ ‫مرفوعا إىل النيب ‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ص‪77‬وم رمض‪77‬ان فليس‪77‬رده وال يقطعه) [ه‪77‬ق‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬وض‪77‬عف ‪ ‬أثر ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬إ ْن سافر‪ ،‬فإن شاء ّفرق‪ ،‬وإن شاء تابع) [قط‪ /‬وروي‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عن ابن املنكدر‪ ،‬قال‪ :‬بلغين َّ‬ ‫سنده غري واحد]‪.‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ُ ‬سئل عن تقطيع قضاء صيام شهر رمضان فقال ‪( :‬ذل‪77‬ك إلي‪7‬ك‪ ،‬أرأيت‬
‫ل‪77‬و ك‪77‬ان على أح‪77‬دكم دين فقض‪77‬ى ال‪77‬درهم وال‪77‬درمهني ح‪77‬ىت يقض‪77‬ي م‪77‬ا علي‪77‬ه من ال‪77‬دَّيْن‪ ،‬ه‪77‬ل ك‪77‬ان ذل‪77‬ك قاض‪77‬يًا دين‪77‬ه؟‪ ،‬ق‪77‬الوا‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬فاهلل أحق بالعفو والتجاوز منكم) [أثر‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬وحسنه الدارقطين‪ ،‬وصححه ابن اجلوزي‪ /‬وهو مرسل]‪.‬‬

‫صح‪ -‬على االستحباب ال الوجوب‬ ‫الراجح‬


‫متتابعا لقوة أدلة القول‪ ،‬وحيمل حديث أيب هريرة ‪- ‬لو ّ‬
‫متتابعا)‪ ،‬واألوىل ْأن يقضي ً‬
‫القول الثاين‪( :‬ال جيب القضاء ً‬
‫من قطع تتابع قضاء صيامه بال عذر أمث ومل جيزئه على‬
‫من قطع تتابع قضاء صيامه بال عذر جاز له ذلك‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫القول َّ‬
‫بأن التتابع شرط‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/554‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/75‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/76‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/212‬والكايف البن عبد الرب (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/339‬واألم للشافعي (‪ ،)7/69‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)189‬واملغين (‪ ،)4/408‬واحملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/230‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما يجب على من أخَّر قضاء رمضان حتى دخل رمضان آخر؟‬ ‫مسألةـ (‪)32‬‬
‫علي الصيام من شهر رمضان‪ ،‬فما أقضيه حىت جييء شعبان) [متفق]‪ ،‬ومن‬‫اتفقوا على جواز تأخري قضاء رمضان إىل شهر شعبان؛ لفعل عائشة ~ قالت‪( :‬كان يكون ّ‬
‫للنص أنه إذا اتّصل مرض املريض حىت يدخل رمضان آخر فال قضاء‬
‫أخر قضاء رمضان ‪-‬لعذر‪ -‬حىت دخل رمضان آخر قضى وال شيء عليه‪ ،‬إال يف قول شاذ خمالف ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫أخر قضاء رمضان ‪-‬بال عذر‪ -‬حىت دخل رمضان آخر‪ ،‬ماذا جيب عليه مع الصيام؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫عليه‪ ،‬واختلفوا فيمن َّ‬
‫أخر قضاء رمضان حىت دخل رمضان آخر الكفارة (الصغرى أي اإلطعام) مع‬
‫جيب على من ّ‬
‫املتأخر بعد صيام شهر رمضان دون الكفارة‬
‫جيب عليه قضاء الصيام ِّ‬ ‫قضاء الصيام املتأخر‬
‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬احلسن البصري‪ /‬إبراهيم النخعي‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل تقاس الكفارات بعضها على بعض أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬أخر مس ‪77‬تهني * ال جيوز قي ‪77 7‬اس الكف ‪77 7‬ارات بعض ‪77 7‬ها على بعض‪ ،‬فال جيب علي ‪77 7‬ه س ‪77 7‬وى‬ ‫ألن كلهم مس ‪77‬تهني حبرم ‪77‬ة الص ‪77‬وم‪ ،‬فاملت ‪ِّ 7‬‬ ‫* القي ‪77‬اس على من أفط ‪77‬ر متعم ‪7ً 7‬دا؛ َّ‬
‫ب ‪77‬رتك القض ‪77‬اء زم ‪77‬ان القض ‪77‬اء‪ ،‬ومن أفط ‪77‬ر متعم‪7ً 7 7‬دا مس‪77 7‬تهني باألك‪77 7‬ل يف ي‪77 7‬وم ال جيوز في‪77 7‬ه الصيام‪.‬‬
‫أخ ‪77‬ر‬
‫‪ ‬ألنَّه ص‪77 7‬وم واجب‪ ،‬فلم جيب علي ‪77‬ه يف ت ‪77‬أخريه كف‪77 7‬ارة‪ ،‬كم‪77 7‬ا ل‪77 7‬و ّ‪7‬‬ ‫األكل‪.‬‬
‫أخر الص ‪77‬وم‪ 7‬ح ‪77‬ىت األداء والنذر‪.‬‬
‫‪ ‬م ‪77‬ا روي عن ابن عم ‪77‬ر وابن عب ‪77‬اس وأيب هري ‪77‬رة ‪ ‬أهنم ق ‪77‬الوا فيمن َّ‬ ‫األدلة‬
‫دخل رمضان‪ 7‬آخر‪( :‬أطعم عن كل يوم مسكينًا) [البخاري معل ًقا]‪7.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ت ‪77‬أخري ص ‪77‬وم رمض ‪77‬ان‪ 7‬عن وقت ‪77‬ه‪ ،‬إذا مل ي ‪77‬وجب القض ‪77‬اء أوجب الفدي ‪77‬ة‪ ،‬كالش ‪77‬يخ‬
‫اهلرم‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬عليه كفارة)‪ ،‬لقوة أدلة أصحاب القول؛ وألنه مل يرد عن الصحابة ‪ ‬ما خيالف قول ابن عمر وابن عباس وأيب هريرة ‪ ،‬بل روي القول بوجوب‬
‫الراجح‬
‫الكفارة عن ستة من الصحابة‪‬‬
‫أخر قضاء رمضان إىل دخول رمضان‪ 7‬آخر بال عذر‪ ،‬مل يأمث وليس‬
‫من َّ‬
‫أخر قضاء رمضان إىل دخول رمضان‪ 7‬آخر بال عذر‪ ،‬أمث وعليه القضاء مع الفدية‬
‫من َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عليه إال القضاء فقط‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/555‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)40‬وخمتصر القدوري (ص‪ ،)2‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)2/354‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/219‬والتفريع (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)154‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/451‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)67‬واملغين (‪ ،)4/400‬وكشاف القناع (‪)2/334‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما يجب على من مات وعليه صوم‬ ‫مسألةـ (‪)33‬‬
‫من كان عليه صيام ومات قبل إمكان الصيام؛ لضيق وقت الصيام أو لعذر من مرض أو سفر أو عجز‪ ،‬فهذا ال شيء عليه يف قول أكثر أهل العلم‪ ،‬واخلالف فيمن مات وعليه صوم‬ ‫تحرير محل‬
‫مع إمكان القضاء‪ ،‬فهل يصوم عنه وليّه‪ ،‬أو يُطعم عنه؟‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫(ال) يصوم عنه وليه عن رمضان بل‬ ‫يصوم عنه وليه وإذا مل يستطع‬ ‫(ال) يصوم عنه وليه ولكن (ال) يصوم عنه وليه ويطعم‬
‫يطعم عنه‪ ،‬ويصوم عنه للنذر‬ ‫أطعم‬ ‫عنه من الثلث إذا أوصى‬ ‫يُطعم عنه من تركته‬ ‫يصوم عنه وليه مطل ًقا‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قدمي)‬
‫أمحد‬ ‫نسب أليب حنيفة‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي (جديد)‬ ‫‪146‬‬

‫معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬


‫‪ ‬عن ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬فق‪77 7‬الت ام‪77 7‬رأة‪:‬‬ ‫* األص‪77 7 7‬ل أن‪77 7 7‬ه ال يص‪77 7 7‬وم * ال يص‪77 7 7‬وم أح‪77 7 7‬د عن أح‪77 7 7‬د‪ * ،‬اجلم ‪77 7 7 7‬ع بني ح ‪77 7 7 7‬ديث عائش ‪77 7 7 7‬ة‬ ‫* حديث عائشة ~ ق‪77‬ال ‪( :‬من‬
‫إن أمي م ‪77‬اتت وعليه ‪77‬ا‬‫(ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪َّ ،‬‬ ‫أح‪77 7 7‬د عن أح‪77 7 7‬د‪ ،‬كم‪77 7 7‬ا ال كم ‪77‬ا ال يص ‪77‬لي أح ‪77‬د عن أح ‪77‬د‪ ،‬وح ‪77 7‬ديث ابن عب ‪77 7‬اس ‪ ‬واآلي ‪77 7‬ة‪،‬‬ ‫م‪77 7‬ات وعلي‪77 7‬ه ص‪77 7‬يام‪ ،‬ص‪77 7‬ام عن‪77 7‬ه وليه)‬
‫صوم نذر‪ ،‬أفأصوم عنه‪7‬ا؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬أرأيت‬ ‫يُص ‪7‬لِّي أح‪77‬د عن أح ‪77‬د‪ ،‬وال وال يتوض‪77‬أ أح‪77‬د عن أح‪77‬د‪ ،‬وإذا فيخرّي بني الصوم واإلطعام‪.‬‬ ‫[خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ل‪7‬و ك‪77‬ان على أم‪77‬ك دين فقض‪7‬يتيه‪ ،‬أك‪77‬ان‬ ‫أوص ‪77‬ى‪ ،‬فالوص ‪77‬ية واجب ‪77‬ة النف ‪77‬اذ‬ ‫يتوضأ أحد عن أحد‪.‬‬ ‫* ح ‪77 7 7‬ديث ابن عب‪77 7 7‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77 7 7‬ال‪:‬‬
‫ي‪77‬ؤدي ذل‪77‬ك عنه‪77‬ا؟‪ ،‬ق‪77‬الت‪ :‬نعم‪ ،‬ق‪77‬ال‪:‬‬ ‫* قوله تعاىل ‪-‬يف قراءة‪ :-‬من الثلث‪.‬‬ ‫(ج ‪77‬اء رج ‪77‬ل إىل الن ‪77‬يب ‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬ي ‪77‬ا‬
‫فصومي عن أمك) [خ]‪.‬‬ ‫ﮋ ﮁ ﮂ يُطَّوقونه‬ ‫رس‪77 7 7‬ول اهلل‪َّ ،‬‬
‫إن أمي م‪77 7 7‬اتت وعليه‪77 7 7‬ا‬
‫‪ ‬س ‪77 7 7‬ئل ابن عب‪77 7 7‬اس ‪ ƒ‬عن رج ‪77 7 7‬ل‬ ‫ﮄ ﮊ [البقرة‪.]184:‬‬ ‫صوم شهر‪ ،‬أفأقضيه عنها؟‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ل‪7‬و‬
‫ك ‪77 7‬ان على أم ‪77 7‬ك دين‪ ،‬أكنت قاض ‪77 7‬يه‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬هرا‪،‬‬ ‫م ‪77 7‬ات وعلي ‪77 7‬ه ن ‪77 7‬ذر‪ ،‬أ ْن يص ‪77 7‬وم ش ‪ً 7 7‬‬ ‫‪ ‬أثر ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫عنه ‪77 7‬ا؟‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬ف ‪77 7‬دين اهلل‬
‫وعلي‪77 7 7‬ه ص‪77 7 7‬وم رمض‪77 7 7‬ان‪ ،‬فق‪77 7 7‬ال‪( :‬أم‪77 7 7‬ا‬ ‫املوقوف‪( :‬من مات وعليه‬
‫رمض‪77‬ان فليطعم عن‪77‬ه‪ ،‬وأم‪77‬ا الن‪77‬ذر فيص‪77‬ام‬ ‫صيام شهر‪ ،‬فليُطعم عنه‬ ‫أح‪77‬ق بالقض‪77‬اء) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فظ‪77‬اهر النص‬
‫عنه) [أثر]‪.‬‬ ‫كل يوم مسكينًا)‬ ‫يوجب الصيام على الويل‪.‬‬
‫مكان ّ‬
‫ألن الص ‪77 7 7‬وم ال ‪77 7 7‬واجب لرمض ‪77 7 7‬ان ال‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫[جه‪ /‬ت‪ ،‬ومثله عن عائشة‬ ‫* القي‪77 7 7‬اس على الن‪77 7 7‬ذر‪ ،‬فكم‪77 7 7‬ا جيب‬
‫تدخل ‪77‬ه النياب ‪77‬ة ح ‪77‬ال احلي ‪77‬اة‪ ،‬فك ‪77‬ذا بع ‪77‬د‬ ‫~]‪.‬‬ ‫عليه أ ْن يص‪7‬وم عن‪7‬ه للن‪7‬ذر‪ ،‬فك‪7‬ذلك ل‪7‬ه‬
‫الوفاة كالصالة‪.‬‬ ‫رمضان‪ ،‬فكالمها صيام واجب‪.‬‬

‫حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬


‫نص يف ّ‬
‫القول األول‪( :‬يصوم عنه وليّه)‪ ،‬سواء لرمضان أو للنذر‪ ،‬حلديث عائشة وابن عباس ‪ ‬فهو ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫من مات وعليه صيام نذر صام عنه وليه‬ ‫من مات وعليه صيام من رمضان‬ ‫من مات وعليه صيام من‬ ‫من مات وعليه صيام من‬
‫من مات وعليه صيام من رمضان أو‬
‫وإن كان عليه صيام من رمضان‬‫وأجزأه‪ْ ،‬‬ ‫رمضان أو نذر فأوصى ومل يكن أو نذر صام عنه وليه إن استطاع‬ ‫رمضان أو نذر فصام عنه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫نذر صام عنه وليه وأجزأه‬
‫أطعم عنه وأجزأه‬ ‫له مرياث مل جيب الوفاء بوصيته وأجزأه‪ ،‬وإال انتقل إىل اإلطعام‬ ‫وليه مل جيزئه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/555‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/103‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/85‬واملدونة الكربى (‪ ،)15/39‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)82‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/343‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)3/545‬واملغين (‪ ،)4/398‬والفروع (‪ )5/72‬واملغين (‪ ،)4/398‬والسبيل املرشد (‪)2/722‬‬
‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الحامل والمرضع إذا أفطرتا‪ ،‬ماذا يجب عليهما؟‬ ‫مسألةـ (‪)34‬‬
‫نفسيهما ولديْهما‪ ،‬وليس عليهما سوى القضاء‪ ،‬واخلالف ماذا جيب على احلامل‬
‫(ال) خالف بني العلماء على جواز فطر احلامل واملرضع إذا خافتا على نفسيهما أو على ْ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫نفسيهما؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫ْ‬ ‫على‬ ‫واملرضع إذا أفطرتا يف رمضان خوفًا على ولديْهما ال‬
‫احلامل تقضي وال تطعم‪ ،‬واملرضع‬ ‫احلامل واملرضع تُطعمان وال قضاء‬
‫تقضي وتطعم‬ ‫احلامل واملرضع تقضيان وتطعمان‬ ‫احلامل واملرضع تقضيان وال إطعام عليهما‬ ‫عليهما‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أبو عبيد‪ /‬أبو ثور‬
‫مالك‬ ‫ابن عمر ‪ /ƒ‬ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫‪146‬‬

‫تردد شبه احلامل واملرضع بني الذي جيهده الصوم وبني املريض‬ ‫سبب الخالف‬
‫* تش ‪77 7‬بيه احلام ‪77 7‬ل واملرض ‪77 7‬ع ب ‪77 7‬املريض؛ ألنَّه * تش‪77 7 7‬بيه احلام‪77 7 7‬ل واملرض‪77 7 7‬ع مبن جيه‪77 7 7‬ده الص‪77 7 7‬وم‪ * ،‬تلح‪77‬ق احلام‪77‬ل ب‪77‬املريض‪ ،‬فتقض‪77‬ي‬ ‫* تش ‪77‬بيه احلام‪77‬ل واملرض ‪77‬ع مبن جيه‪77‬ده‬
‫فتطعمان؛ ألنَّه فطر بسبب نفس ع‪77‬اجزة عن طري‪77‬ق وال تطعم‪ ،‬وتلح‪77‬ق املرض‪77‬ع ب‪77‬املريض‬ ‫فطر ُأبيح لعذر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الص‪77‬وم ك‪77‬اهلرم‪ .‬ب‪77‬دليل ق‪77‬راءة‪( :‬وعلى‬
‫ومبن جيهده الصوم فتقضي وتطعم‪.‬‬ ‫(إن اهلل وض‪77‬ع عن املس‪77‬افر اخللقة‪ 7،‬وكذلك التشبيه باملريض فتقضيان‪.‬‬ ‫‪ ‬قول النيب ‪َّ :‬‬
‫ال ‪77‬ذين يُطََّوقون ‪77‬ه فدي ‪77‬ة طع ‪77‬ام مس ‪77‬كني)‬
‫شطر الصالة‪ ،‬وعن احلام‪7‬ل واملرض‪7‬ع الص‪7‬وم) ‪ ‬أث‪77‬ر ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬أن‪77‬ه ق‪77‬ال‪( :‬احلبلى واملرض‪77‬ع ‪ ‬ألن املرض ‪77‬ع ميكنه ‪77‬ا أ ْن تسرتض ‪77‬ع‬ ‫األدلة‬
‫[ن‪ /‬ط‪ /‬س‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬نة‪ 7/‬عب‪ /‬وحس‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬نه الرتم‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ذي إذا خافت ‪77‬ا على أوالدمها أفطرت ‪77‬ا وأطعمتا) [د‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬لول ‪77 7‬دها‪ .‬خبالف احلام‪77 7 7‬ل‪ ،‬فاحلم ‪77 7‬ل‬ ‫[البق‪77 7 7 7‬رة‪ ،]184:‬أي‪ :‬يُكلَّفون‪77 7 7‬ه‪ ،‬فمن‬
‫س ‪77‬نن‪ /‬من‪ /‬إش‪ /‬وحنوه عن ابن عم ‪77‬ر ‪ ،ƒ‬وص ‪77‬ححه متص‪77 7 7 7‬ل باحلام‪77 7 7 7‬ل‪ ،‬واخلوف علي‪77 7 7 7‬ه‬ ‫واأللباين]‪ ،‬ومل يأمر ‪ ‬بالكفارة‪.‬‬ ‫ُكلِّف بالصيام ومل يستطع قضى‪.‬‬
‫كاخلوف على بعض أعضائها‪.‬‬ ‫األلباين]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬احلامل واملرضع تقضيان وتطعمان)؛ حلديث ابن عباس ‪ ƒ‬ومثله عن ابن عمر ‪ ،ƒ‬وال خمالف هلما من الصحابة ‪‬‬ ‫الراجح‬
‫من أفطرت بسبب احلمل تقضي‬
‫من أفطرت بسبب احلمل أو الرضاع تقضي‬ ‫من أفطرت بسبب احلمل أو الرضاع من أفطرت بسبب احلمل أو الرضاع قضت‬
‫لتربأ ذمتها‪ ،‬ومن أفطرت بسبب‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وتطعم لتربأ ذمتها‬ ‫وبرئت ذمتها‬ ‫أطعمت وبرئت ذمتها‬
‫الرضاع تقضي وتطعم لتربأ ذمتها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/557‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/135‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/143‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/210‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)1/255‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)6/178‬والتذكرة يف الفقه الشافعي البن امللقن (‪ ،)54‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (‪ ،)156‬واملغين (‪ ،)4/394‬والسبيل املرشد (‪ ،)2/726‬واجلامع ألحكام القرآن للقرطيب (‬
‫‪)2/193‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الشيخ الكبير والعجوز اللذان ال يقدران على الصوم إذا أفطرا‪ ،‬ماذا يجب عليهما؟‬ ‫مسألة (‪)35‬‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫أن الشيخ الكبري والعجوز اللذان ال يقدران على الصيام أ ّن هلما أ ْن يفطرا‪ ،‬واختلفوا ماذا جيب عليهما؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫يستحب اإلطعام عن الشيخ الكبري والعجوز إذا أفطر‬ ‫جيب عن الشيخ الكبري والعجوز إذا أفطرا اإلطعام (كل يوم‪ ،‬م ّد أو حفن حفنات)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫االختالف يف قراءة اآلية يف‪( :‬وعلى الذين يُطََّوقونه) أي‪ :‬يُكلَّفونه‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫* قراءة‪( :‬وعلى الذين يُطََّوقونه)‪ ،‬جيب العم‪7‬ل هبا وإ ْن مل تثبت يف املص‪7‬حف‪ ،‬إذا وردت * مل تثبت ق‪77 7‬راءة‪( :‬وعلى ال‪77 7‬ذين يُطََّوقون‪77 7‬ه)‪ ،‬فال جيب العم‪77 7‬ل‬
‫هبا‪ ،‬ويك‪7‬ون حكم الش‪77‬يخ الكب‪77‬ري والعج‪77‬وز حكم املريض ال‪7‬ذي‬ ‫من طريق اآلحاد العدول‪ ،‬والشيخ الكبري والعجوز من الداخلني يف حكم هذه اآلية‪.‬‬
‫‪ ‬قول ابن عباس ‪ ƒ‬يف معىن اآلية‪( :‬كانت رخصة للشيخ الكبري‪ ،‬واملرأة الكبرية‪ ،‬ومها متادى به املرض حىت ميوت‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪7‬ل ي ‪77‬وم مس ‪77‬كينًا) [د‪ /‬ه ‪77‬ق‪/‬س ‪77‬نن‪ /‬من‪ /‬أث ‪77‬ر‪/‬‬
‫يطيق ‪77‬ان الص ‪77‬يام‪ ،‬أ ْن يُفط ‪77‬را ويطعم ‪77‬ا مك ‪77‬ان ك ‪ّ 7‬‬
‫وصححه األلباين]‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن األداء صوم واجب‪ ،‬فجاز أ ْن يسقط إىل الكفارة‪ ،‬كالقضاء‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب اإلطعام)؛ عماًل بالقراءة واحتياطًا للعبادة‬ ‫الراجح‬
‫من أفطر لِ ِكرَبٍ وهرم ومل يطعم عن كل يوم مسكينًا ال أمث‬ ‫يؤد الواجب‬ ‫ِِ‬
‫من أفطر لكرَبٍ وهرم يُطعم عن كل يوم مسكينًا وإاّل أمث برتك ذلك‪ ،‬ومل ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عليه‪ ،)2/18‬والتفريع (ص‪،)154‬‬ ‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/557‬عليه‬
‫واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/397‬وخمتصر اختالف العلماء (‬
‫مراجع المسألة‬
‫والفواكه الدواين (‪ ،)1/309‬واألم للشافعي (‪ ،)2/113‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/465‬واملغين (‪ ،)4/396‬واملمتع يف شرح املقنع (ص‪ ،)17‬واجلامع ألحكام القرآن للقرطيب (‬
‫‪)2/192‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫متعمد في نهار رمضان‬
‫الواجب على من أفطر بجماع ّ‬ ‫مسألةـ (‪)36‬‬
‫متعم ًدا‪ ،‬واختلفوا ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫اتّفقوا على فساد صوم من جامع يف هنار رمضان ّ‬
‫جيب على من جامع يف هنار رمضان الكفارة فقط‬ ‫جيب على من جامع يف هنار رمضان القضاء فقط‬ ‫جيب على من جامع يف هنار رمضان القضاء والكفارة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫الشعيب‪ /‬النخعي‪ /‬ابن جبري‬ ‫اجلمهور‬
‫االحتمال الوارد يف حديث أيب هريرة ‪ ‬وداللته‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪146‬‬
‫* ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال‪ :‬ج‪77‬اء رج‪77‬ل إىل الن‪77‬يب * ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ج‪77‬اء رج‪77‬ل إىل الن‪77‬يب‬ ‫* ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ج‪77‬اء رج‪77‬ل إىل الن‪77‬يب ‪ ،‬فق‪77‬ال‪:‬‬
‫‪ ،‬فق ‪77 7 7 7‬ال‪ :‬هلكت ي ‪77 7 7 7‬ا رس ‪77 7 7 7‬ول اهلل‪ ،)...‬مل تكن ‪ ،‬فق ‪77 7 7 7‬ال‪ :‬هلكت ي ‪77 7 7 7‬ا رس ‪77 7 7 7‬ول اهلل‪ ،)...‬ليس يف‬ ‫هلكت ي‪77 7‬ا رس‪77 7‬ول اهلل‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬وم‪77 7‬ا أهلك‪77 7‬ك؟‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬وقعت على‬
‫الكفارة عزمة يف احلديث‪ ،‬ألنَّه لو كان عزمة لوجب احلديث‪ 7‬ذكر القضاء‪ ،‬ولكن الكفارة فقط‪.‬‬ ‫ام ‪77‬رأيت يف رمض ‪77‬ان‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬ه ‪77‬ل جتد م ‪77‬ا تعت ‪77‬ق ب ‪77‬ه رقب ‪77‬ة؟‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫على الرج ‪77 7‬ل إذا مل يس ‪77 7‬تطع اإلعت ‪77 7‬اق أو اإلطع ‪77 7‬ام أ ْن‬ ‫ق‪77‬ال‪ :‬فه‪77‬ل تس‪77‬تطيع أ ْن تص‪77‬وم ش‪77‬هرين متت‪77‬ابعني؟‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ق‪77‬ال‪:‬‬
‫يص ‪77 7‬وم‪ ،‬وال ب‪ّ 7 7 7‬د‪ ،‬فه ‪77 7‬و رج ‪77 7‬ل ص ‪77 7‬حيح على ظ ‪77 7‬اهر‬ ‫فهل جتد م‪77‬ا تطعم س‪77‬تني مس‪7‬كينًا؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬مث جلس‪ ،‬ف‪77‬أيت‬
‫األدلة‬
‫احلديث‪ 7،‬ومل ي‪77 7 7 7‬أمره الن‪77 7 7 7‬يب ‪ ‬بالص‪77 7 7 7‬يام لش‪77 7 7 7‬هريْن‬ ‫بعرق فيه متر‪ ،‬فقال‪ :‬تص‪ّ 7‬دق هبذا‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬أعلى أفق‪77‬ر من‪77‬ا!‪،‬‬ ‫النيب ‪َ ‬‬
‫متتابعنْي ‪.‬‬ ‫البتيه‪77‬ا أه‪7‬ل بيت أح‪7‬وج إلي‪7‬ه من‪77‬ا‪ ،‬فض‪77‬حك الن‪7‬يب ‪ ‬ح‪7‬ىت‬ ‫فم‪77‬ا بني ْ‬
‫ب‪77‬دت أنياب‪77‬ه‪ ،‬مث ق‪77‬ال‪ :‬اذهب فأطعم‪77‬ه أهل‪77‬ك) [خ‪ /‬م]‪ .‬ورواي‪77‬ة ق‪7‬ال‬
‫ص ‪ْ 7‬م َي ْو ًم‪77‬ا َم َكانَ‪77‬هُ َوا ْس ‪َ7‬ت ْغ ِف ِر‬ ‫‪7‬ل َبْيتِ‪َ 7‬‬
‫‪7‬ك‪َ ،‬و ُ‬ ‫للمج‪77‬امع‪( :‬فَ ُك ْل‪77‬هُ َأنْ َ‬
‫ت َو ْ‪َ7‬أه ُ‬
‫اهللَ َعَّز َو َج َّل) [عوا‪ /‬طح‪ /‬ش]‪.‬‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وقد حكم ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬على القول الثاين والثالث بأهنا أقوال شا ّذة‪ ،‬وقال عن القول الثاين‪ :‬لعلهم مل يبلغهم‬
‫القول األول‪( :‬القضاء والكفارة)‪ ،‬واحلديث ّ‬ ‫الراجح‬
‫حديث أيب هريرة ‪‬‬
‫ذمته‬
‫من جامع يف هنار رمضان‪ ،‬عليه الكفارة‪ ،‬وتربأ ّ‬ ‫ذمته‬
‫من جامع يف هنار رمضان‪ ،‬عليه القضاء وتربأ ّ‬ ‫ذمته‬
‫من جامع يف هنار رمضان‪ ،‬عليه القضاء والكفارة‪ ،‬وال تربأ ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بذلك‬ ‫بذلك‬ ‫إاّل هبما‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/558‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)39‬وخمتصر القدوري (‪ ،)2‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/91‬والتفريع (ص‪ ،)146‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/341‬وكفاية‬
‫مراجع المسألة‬
‫األخيار (ص‪ ،)203‬والبيان (‪ ،)3/519‬واملمتع يف شرح املقنع (ص‪ ،)34‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/29‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫هل تجب الكفارة باإلفطار باألكل والشرب متعم ًدا في رمضان؟‬ ‫مسألةـ (‪)37‬‬
‫متعم ًدا يف هنار رمضان‪ 7‬فإنَّه أفطر‪ ،‬وجيب‬
‫أن من أكل أو شرب ّ‬ ‫أن من أفطر باجلماع يف هنار رمضان أنَّه آمث وعليه الكفارة املغلّظة‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫عامة الفقهاء على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫أيض ا كفارة مثل كفارة اجلماع؟؛ وهي عتق رقبة‪ ،‬مث صيام شهرين متتابعني‪ ،‬مث إطعام ستّني مسكينًا‪ ،‬واخلالف‬ ‫عليه القضاء واالستغفار‪ ،‬واختلفوا هل جتب عليه ً‬
‫متعم ًدا‪ ،‬فإن عليه القضاء فقط‬ ‫على قولني‬
‫من أفطر يف هنار رمضان ّ‬ ‫متعم ًدا فعليه القضاء والك ّفارة‬
‫من أكل أو شرب يف هنار رمضان ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أهل الظاهر‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الثوري‬
‫سبب الخالف‬
‫‪146‬‬
‫اختالفهم يف جواز قياس املفطر باألكل والشرب على املفطر باجلماع‬
‫ص‪7‬ة باجلم‪77‬اع (إ ْن قلن‪77‬ا بالقي‪77‬اس)‪ ،‬وإ ْن ك‪77‬انت تل‪77‬ك الكف‪77‬ارة عقابً‪77‬ا‬‫(أن رجاًل أفط‪77‬ر يف رمض‪77‬ان‪ ،‬ف‪77‬أمره رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أن * الكف‪77‬ارة املغلّظ‪77‬ة خا ّ‬‫* عن أيب هري‪77‬رة ‪َّ :‬‬
‫مسكينا) [م‪ /‬طأ]‪ .‬النته ‪77‬اك حرم‪77‬ة الص‪77‬وم‪ ،‬إال أهنا أش ‪ّ 7‬د يف اجلم‪77‬اع‪ ،‬ملا في‪77‬ه من مي‪77‬ل للنفس إلي‪77‬ه‪( ،‬إ ْن قلن ‪77‬ا‬
‫ً‬ ‫يكّفر بعتق رقبة‪ ،‬أو صيام شهرين متتابعني‪ ،‬أو إطعام ستني‬
‫األدلة‬
‫‪7‬إن احلكم للجم‪77‬اع وح‪77‬ده‪ ،‬وال يتع ‪ّ 7‬دى حكم اجلم‪77‬اع يف رمض‪77‬ان‪ 7‬إىل‬ ‫* القي‪77‬اس على إفس‪77‬اد الص‪77‬وم باجلم‪77‬اع‪ ،‬كإفس‪77‬اد الص‪77‬يام باألك‪77‬ل والش‪77‬رب‪ ،‬بع‪77‬دم القي‪77‬اس)‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬
‫األكل والشرب‪.‬‬ ‫فهو شبيه له‪ ،‬ملا فيه من انتهاك حرمة الصوم‪.‬‬
‫الذمة‪ ،‬وال يقاس اجلماع‬
‫نص على إجياب الكفارة لألكل والشرب‪ ،‬واألصل براءة ّ‬ ‫متعمدا عليه القضاء فقط)‪ ،‬فال يوجد ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬من أكل أو شرب يف هنار رمضان ً‬
‫احلج أش ّد العقوبات‪ ،‬وكذا يف الصيام‪ّ ،‬أما حديث‬
‫على غريه‪ ،‬ألن املقصود بكفارة اجلماع الردع العقاب األكثر‪ ،‬أل ّن النفس متيل إليه أكثر عادة؛ لذا وجب يف اجلماع يف ّ‬ ‫الراجح‬
‫فسرته بقية األحاديث‪ ،‬وقد بوب عليه البخاري ومسلم ‪-‬رمحهما اهلل‪ -‬بـ ـ ـ (باب تغليظ حترمي اجلماع يف هنار رمضان)‬
‫أيب هريرة ‪ ‬فهو جممل ّ‬
‫متعم ًدا وجب عليه القضاء وكفارة‬
‫من أكل أو شرب يف هنار رمضان ّ‬
‫ذمته بذلك‬
‫متعم ًدا وجب عليه القضاء وتربأ ّ‬
‫من أكل أو شرب يف هنار رمضان‪ّ 7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ذمته إاّل بذلك‬
‫اجلماع‪ ،‬وال تربأ ّ‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/560‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/73‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/327‬والرسالة البن أيب زيد القريواين (ص‪ ،)61‬والكايف البن عبد الرب (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)125‬واألم للشافعي (‪ ،)2/105‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/153‬واملغين (‪ ،)349 /4‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)1/418‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الواجب على من جامع في نهار رمضان ناسيًا لصومه‬ ‫مسألة (‪)38‬‬
‫متعم ًدا فهو آمث‪ ،‬وصومه فاسد‪ ،‬وعليه القضاء والكفارة املغلّظة؛ عتق رقبة‪ ،‬مث صيام شهرين متتابعني‪ ،‬مث إطعام ستّني‬ ‫تحرير محل‬
‫ذهب عامة الفقهاء إىل أ ّن من جامع يف هنار رمضان ّ‬
‫مسكينًا‪ .‬واختلفوا فيمن جامع يف هنار رمضان‪ 7‬ناسيًا ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫من جامع ناسيًا يف هنار رمضان فعليه القضاء‬
‫والكفارة‬ ‫من جامع ناسيًا يف هنار رمضان فعليه القضاء فقط‬ ‫ناسيا يف هنار رمضان فال قضاء عليه وال كفارة‬
‫من جامع ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫‪145‬‬
‫أمحد‪ /‬أهل الظاهر‬
‫معارضة ظاهر األثر للقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ج ‪77‬اء رج ‪77‬ل إىل‬ ‫* ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال رس ‪77‬ول اهلل ‪( :‬من نس ‪77‬ي وه ‪77‬و * قي‪77‬اس ناس‪77‬ي الص‪77‬وم أثن‪77‬اء اجلم‪77‬اع بناس‪77‬ي الص‪77‬الة‪،‬‬
‫النيب ‪ ،‬فقال‪ :‬هلكت ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬وم‪7‬ا‬ ‫فليتم ص ‪77‬ومه‪ ،‬فإمنا أطعم ‪77‬ه اهلل وس ‪77‬قاه) فمن نسي الص‪7‬الة ليس علي‪7‬ه إال القض‪7‬اء؛ حلديث‪( :‬من‬ ‫ص‪77‬ائم‪ ،‬فأك ‪77‬ل أو ش ‪77‬رب‪ّ ،‬‬
‫أهلك ‪77‬ك؟‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬وقعت على ام ‪77‬رأيت يف رمض ‪77‬ان‪،‬‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬فاجلم‪77 7‬اع من مبطالت الص‪77 7‬وم‪ ،‬ف‪77 7‬إذا وق‪77 7‬ع من الص ‪77 7‬ائم ن‪7‬ام عن ص‪7‬الة أو نس‪7‬يها فليص‪7‬لها إذا ذكرها) [ع‪ /‬ه‪7‬ق‪/‬‬
‫قال‪ :‬هل جتد م‪7‬ا تعت‪77‬ق ب‪77‬ه رقب‪7‬ة؟‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل‬ ‫طب‪ /‬أثر‪ /‬طأ‪ /‬دا‪ /‬ش‪ /‬د‪ /‬وسنده صحيح]‪.‬‬ ‫ناسيًا مل يفسد صومه‪ ،‬كاألكل والشرب ناسيًا‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫متعم‪7ً 7 7‬دا‪ ،‬ومل‬
‫ي ‪77 7‬ذكر الرج‪77 7‬ل أنَّه ج‪77 7‬امع ناس‪77 7‬يًا أو ّ‬ ‫* عم ‪77 7‬وم قول ‪77 7‬ه ‪( :‬رف ‪77 7‬ع عن أم ‪77 7‬يت اخلط ‪77 7‬أ‪ ،‬والنس‪77 7 7‬يان‪ ،‬وم‪77 7 7‬ا ‪ ‬الكف ‪77‬ارة لرف ‪77‬ع االمث‪ ،‬وه ‪77‬و مرف ‪77‬وع عن الناس ‪77‬ي‪،‬‬
‫أن احلكم فيهم ‪77‬ا‬ ‫‪7‬دل على َّ‬‫يس ‪77‬أله ‪ ‬عن ذل ‪77‬ك‪ ،‬ف ‪ّ 7‬‬ ‫اس‪77 7‬تكرهوا عليه) [ج‪77 7‬ه‪ /‬طب‪ /‬ق‪77 7‬ط‪ /‬كم‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬حب‪ /‬طح‪ /‬وه‪77 7‬و فال كفارة عليه‪.‬‬
‫واحد‪.‬‬ ‫صحيح]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال قضاء وال كفارة)‪ ،‬وهو باق على صومه‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬املخطئ والناسي حكمهما واحد‪ ،‬وتأثري النسيان يف إسقاط القضاء بنّي ‪ ،‬واألصل أ ْن ال‬
‫الراجح‬
‫دل حديث أيب هريرة ‪ ‬على رفع حكم القضاء عن الناسي‬ ‫يدل الدليل على ذلك‪ ،‬وال دليل هاهنا على ذلك‪ ،‬خبالف األمر بالصالة‪ ،‬فقد َّ‬
‫قضاء حىت ّ‬
‫يُلزم الناسي ً‬
‫من جامع يف يوم رمضان‪ 7‬ناسيًا فصيامه فاسد‬ ‫من جامع يف يوم رمضان ناسيًا فصيامه فاسد‬
‫من جامع يف يوم رمضان ناسيًا فصيامه صحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وعليه إمساك بقية يومه وعليه القضاء والكفارة‬ ‫وعليه إمساك بقية يومه وعليه قضاءه‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/561‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/65‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/91‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/208‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/341‬وخمتصر املزين (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)152 /8‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/432‬واملبدع شرح املقنع (‪ ،)3/30‬واإلنصاف (‪ ،)3/311‬واحمللى (‪ )185 /6‬رقم (‪)737‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الواجب على المرأة المطاوعة لزوجها على الجماعـ في نهار رمضان‬ ‫مسألةـ (‪)39‬‬
‫متعم ًد ا فهو آمث وصومه فاسد‪ ،‬وعليه القضاء والكفارة‪ ،‬وال إشكال أ ّن الزوجة املكرهة على‬
‫ذهب عامة الفقهاء إىل أ ّن الرجل إذا جامع يف هنار رمضان ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫ذلك يفسد صومها‪ ،‬وليس عليها كفارة (إال عند املالكية فقد أوجبوها على الزوج)‪ ،‬واختلفوا يف الزوجة املطاوعة هل عليها كفارة؟‪ ،‬واخلالف على‬
‫قولني‬
‫جتب الك ّفارة على املرأة املطاوعة لزوجها يف اجلماع يف هنار‬
‫(ال) جتب الك ّفارة على املرأة املطاوعة لزوجها يف اجلماع يف هنار رمضان‬ ‫رمضان‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬داود‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (املذهب)‬
‫معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫* القياس؛ فإن الرجل واملرأة يف حكم إفساد الصوم س‪77‬واء‪ ،‬فكالمها * ح‪7‬ديث أيب هري‪7‬رة ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬ج‪7‬اء رج‪7‬ل إىل الن‪7‬يب ‪ ،‬فق‪7‬ال‪ :‬هلكت ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪،‬‬
‫ق ‪77‬ال‪ :‬وم ‪77‬ا أهلك ‪77‬ك؟‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬وقعت على ام ‪77‬رأيت يف رمض ‪77‬ان‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬ه ‪77‬ل جتد م ‪77‬ا تعت ‪77‬ق ب ‪77‬ه‬ ‫انتهك حرمة الشهر‪ ،‬وكالمها مكلّف‪.‬‬
‫رقبة؟‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل يأمر النيب ‪ ‬املرأة بكّفارة‪ ،‬بل أمر الرجل لوحده مع علمه بفعل‬ ‫األدلة‬
‫ذلك منهما‪.‬‬
‫مايل يتعلّق بالوطء‪ ،‬فكان على الرجل فقط كاملهر‪.‬‬ ‫حق ّ‬ ‫‪ ‬ألن الك ّفارة ّ‬
‫النيب ‪‬‬ ‫َّ‬
‫طوعا)؛ لظاهر حديث أيب هريرة ‪‬؛ فإن الرجل جاء يسأل عما حدث له ولزوجه‪ ،‬وأرشده ّ‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال جتب الكّفارة على املرأة اجملامعة ً‬ ‫الراجح‬
‫وكأن الكّفارة متعلًِّقا به وحده كالنفقة‬
‫للكفارة‪َّ ،‬‬
‫من طاوعت زوجها على اجلماع يف رمضان وجب عليها القضاء فقط‪ ،‬وتربأ‬ ‫من طاوعت زوجها على اجلماع يف رمضان وجب عليها القضاء‬
‫ذمتها بذلك‪ ،‬وإ ْن جامع الزوج زوجته‪ -‬وهو مفطر لسبب مباح كسفر‪ ،7-‬ال‬ ‫ذمتها يف ذلك‪ ،‬وإ ْن جامع الزوج زوجته ‪-‬وهو‬ ‫والكفارة‪ ،‬لتربأ ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ّ‬
‫جيب عليها وال عليه الكفارة‬ ‫مفطر‪ 7‬لسبب مباح كسفر‪ 7-‬فيجب عليها الك ّفارة دونه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/564‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/98‬وفتح باب العناية بشرح النقاية (‪ ،)1/2‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/196‬والتفريع (ص‪ ،)149‬وتقومي النظر يف‬
‫مراجع المسألة‬
‫مسائل خالفية ذائعة (‪ ،)2/90 892‬واجملموع (‪ ،)6/235‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (‪ ،)159‬واملغين (‪ ،)4/375‬واإلنصاف (‪ ،)3/223‬والسبيل املرشد (‪)2/735‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫هل ك ّفارة الجماع في رمضان على التَّخيير أو على التَّرتيب؟‬ ‫مسألة (‪)40‬‬
‫يوما‪ ،‬وإطعام ستّني مسكينًا‪ ،‬لكن هل‬
‫ذهب مجهور العلماء إىل أ ّن من جامع يف هنار رمضان فإ ّن صيامه فاسد‪ ،‬وعليه القضاء والكفارة‪ ،‬وهي‪ :‬عتق رقبة‪ ،‬وصيام ستني ً‬ ‫تحرير محل‬
‫هذه الكفارة على الرتتيب (أي‪ :‬ال ينتقل املكلف إىل أحد الواجبات إال بعد العجز عن اليت قبلها)‪ ،‬أم على التخيري (أي‪ :‬يفعل منها ما شاء ابتداءً من غري عجز عن‬
‫الخالف‬
‫اآلخر؟)‪ ،‬واخلالف يف هذه املسألة على قولني‬
‫كفارة اجلماع يف رمضان على التخيري‪( ،‬وقيل‪ :‬يستحب اإلطعام أكثر)‬ ‫كفارة اجلماع يف رمضان على الرتتيب‬ ‫األقوال‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫ونسبتها‬ ‫‪145‬‬

‫تعارض ظاهر اآلثار واألقيسة يف كفارة اجلماع يف رمضان‬ ‫سبب الخالف‬


‫(أن رجاًل أفط ‪77‬ر يف رمض ‪77‬ان‪ 7،‬ف ‪77‬أمره رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬أ ْن يك ّف‪77‬ر‬ ‫* ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ج ‪77‬اء رج ‪77‬ل إىل الن‪77 7‬يب ‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪ :‬هلكت ي ‪77‬ا * ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪َّ :‬‬
‫رسول اهلل‪ ،‬قال‪ :‬وما أهلكك؟‪ ،‬قال‪ :‬وقعت على امرأيت يف رمضان‪ 7،‬ق‪77‬ال‪ :‬ه‪77‬ل بعتق رقبة‪ ،‬أو صيام شهرين متت‪7‬ابعني‪ ،‬أو إطع‪7‬ام س‪7‬تني مس‪7‬كينًا) [م‪ /‬ط‪77‬أ]‪ ،‬ظ‪7‬اهره التخي‪7‬ري‪،‬‬
‫فإن (أو) إمنا يقتضي يف لسان العرب التخيري‪.‬‬ ‫جتد م‪77 7‬ا تعت‪77 7‬ق ب‪77 7‬ه رقب‪77 7‬ة؟‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬فه‪77 7‬ل تس‪77 7 7‬تطيع أ ْن تص‪77 7 7‬وم ش‪77 7 7‬هرين َّ‬
‫متتابعني؟‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬فه‪7‬ل جتد م‪7‬ا تطعم س‪7‬تني مس‪7‬كينا؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬ال‪[ )...‬خ‪ * /‬تش‪7‬بيه كف‪7‬ارة اجلم‪7‬اع بكف‪7‬ارة اليمني ال‪7‬يت هي على التخيري‪ :‬ﮋ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫م]‪ ،‬ظ‪77 7 7‬اهر احلديث ي‪77 7 7‬وجب َّ‬ ‫األدلة‬
‫أن الكف‪77 7 7‬ارة على ال‪77 7 7‬رتتيب‪ ،‬فق‪77 7 7 7‬د س‪77 7 7 7‬أله ‪ ‬عن ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﮊ [املائدة‪.]89:‬‬
‫االستطاعة عليها مر ّتبًا‪.‬‬
‫ألن الص ‪77‬يام وق ‪77‬ع بدل‪77‬ه اإلطع‪77‬ام‪ 7‬يف مواض‪77‬ع ش ‪7‬ىّت من الش ‪77‬رع‪،‬‬ ‫* يس‪77‬تحب اإلطع ‪77‬ام أك‪77‬ثر؛ َّ‬
‫* تشبيه كفارة اجلم‪7‬اع بك ّف‪7‬ارة الظِّه‪7‬ار ال‪7‬يت هي على ال‪7‬رتتيب‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ وه ‪77‬و مناس ‪77‬ب أك ‪77‬ثر من غ ‪77‬ريه‪ ،‬ب ‪77‬دليل ق ‪77‬راءة‪( :‬وعلى ال ‪77‬ذين يُطََّوقون ‪77‬ه فدي ‪77‬ة طع ‪77‬ام مس ‪77‬كني)‪7‬‬
‫[البقرة‪.]184:‬‬ ‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ‪...‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮊ [اجملادلة‪3:‬و‪.]4‬‬

‫القول األول‪( :‬على الرتتيب)؛ ألن من ورى احلديث على الرتتيب أكثر؛ وألن الرتتيب زيادة واألخذ هبا متعنّي ‪ ،‬وألن رواية الرتتيب هي لفظ النيب ‪ ،‬ورواية التخيري هو لفظ‬ ‫الراجح‬
‫كفارة اجملامع يف رمضان؛ إما العتق أو الصيام أو اإلطعام‪ ،‬واإلطعام أفضل‪ ،‬وبفعل أي‬‫كفارة اجملامع يف رمضان؛ العتق‪ ،‬فإن مل يستطع صام ستني يوما‪ ،‬فإن مل يستطع الراوي‬
‫ً ْ‬ ‫ْ‬
‫ذمته‪ /‬ومن كان عليه كفارة مجاع رمضان‪ 7‬فأطعم ستني مسكينا وهو‬ ‫واحدة منها تربأ ّ‬ ‫مسكينا‪ ،‬وال تربأ ذمته بغري ذلك‪ /‬ومن كان عليه كفارة مجاع‬
‫ً‬ ‫أطعم ستني‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫قادر على الصوم أجزأه ذلك‬ ‫رمضان‪ 7‬فأطعم ستني مسكينًا وهو قادر على الصوم مل جيزئه ذلك‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/564‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)1/159‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)2/412‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)1/254‬والقوانني الفقهية‬
‫مراجع المسألة‬
‫(ص‪ ،)84‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/432‬والوسيط يف املذهب (‪ ،)6/47‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)160‬واملغين (‪)65 /3‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫مقدار اإلطعام في ك ّفارة الجماع في رمضان‬ ‫مسألةـ (‪)41‬‬
‫يوما‪ ،‬أو إطعام ستّني مسكينًا (على خالف هل هي على الرتتيب أم‬
‫عمدا كفارة مغلّظة‪ ،‬وهي عتق رقبة‪ ،‬أو صيام ستني ً‬ ‫ذهب مجهور العلماء َّ‬
‫أن على اجملامع يف رمضان ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫التخيري؟)‪ ،‬واختلفوا يف مقدار‪ 7‬اإلطعام يف ك ّفارة اجلماع‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫الرب‪ ،‬وم ّدين (نصف صاع)‬
‫يطعم لكل مسكني (م ّد) من ّ‬ ‫يطعم لكل مسكني م ّدين (نصف صاع) من الرب‪ ،‬أو صاع من غريه‬ ‫يطعم لكل مسكني (م ّد) مب ّد النيب ‪‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫من غريه‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫سبب الخالف‬
‫‪145‬‬
‫معارضة القياس لألثر‬
‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث كعب بن عُج ‪77 7‬رة ‪ ‬ملا م ‪7ّ 7 7‬ر الن ‪77 7‬يب ‪ ‬ب ‪77 7‬ه زمن‬ ‫* تش‪77 7‬بيه فدي‪77 7‬ة اإلطع‪77 7‬ام بفدي‪77 7‬ة األذى للمح‪77 7‬رم املنص‪77 7‬وص عليه‪77 7‬ا يف‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث أيب هري‪77 7 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7 7‬ال‪( :‬ج‪77 7 7‬اء‬
‫احلديبي ‪77‬ة وه ‪77‬و حم ِرم فق ‪77‬ال ل ‪77‬ه‪( :‬ص ‪77‬م ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام‪ ،‬أو تص ‪77‬دق‬ ‫حمرم ‪77‬ا‪،‬‬
‫ح ‪77‬ديث كعب بن عج ‪77‬رة ‪( :‬أن ‪77‬ه ك ‪77‬ان م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ‪ً ‬‬ ‫رج ‪77 7‬ل إىل الن‪77 7‬يب ‪ ‬أفط ‪77 7‬ر يف رمض ‪77 7‬ان‪...‬‬
‫بثالث ‪77‬ة آص ‪77‬ع من متر على س ‪77‬تة مس ‪77‬اكني بني ك ‪77‬ل مس ‪77‬كينني‬ ‫فآذاه القمل يف رأسه‪ ،‬فأمره رسول اهلل ‪ ‬أن حيلق رأسه‪ ،‬وقال‪ :‬صم‬ ‫‪7‬اعا‪،‬‬
‫بعرق فيه متر قدر مخسة عش‪7‬ر ص ً‬ ‫فأيت َ‬
‫صاع) [د‪ /‬حم‪ /‬خز‪ /‬حب‪ /‬طب‪ /‬وصحح إسناده األرنؤوط]‪.‬‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬أو أطعم ستة مساكني مدين لكل إنسان) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫وق‪77 7‬ال ‪-‬في‪77 7‬ه‪ُ :-‬ك ْل‪77 7‬ه أنت‪ ،‬وأه‪77 7‬ل بيت‪77 7‬ك‪،‬‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬ف‪77 7‬رض النيب ‪ ‬ص‪77 7‬دقة الفط‪77 7‬ر ‪-‬أو ‪ ‬ح‪77‬ديث أيب بري‪77‬د املدين ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ج‪77‬اءت ام‪77‬رأة من ب‪77‬ين‬ ‫يوم ‪77 7 7‬ا‪ ،‬واس‪77 7 7 7‬تغفر اهلل) [د‪ /‬ق‪77 7 7 7 7‬ط‪/‬‬
‫وص‪7ْ 7 7 7 7‬م ً‪7‬‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬اهر‪ :‬أطعم‬ ‫قال‪ :‬رمضان‪ -‬على الذكر‪ ،‬واألنثى‪ ،‬واحلر‪ ،‬واململ‪77‬وك‪ :‬ص‪77‬اعا من متر‪ ،‬بياض‪77‬ة بنص‪77‬ف وس‪77‬ق ش‪77‬عري‪ ،‬فق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪ ‬للمظ‪ِ 7‬‬ ‫وصححه‪ 7‬األلباين]‪ ،‬ورواي‪7‬ة‪( :‬أيت مبكت‪7‬ل في‪7‬ه‬
‫ً‬
‫ي شعري مكان م ّد بُّر) [هق]‪7.‬‬ ‫ّْ‬‫د‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫فإن‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫م]‪.‬‬ ‫صاعا من شعري‪ ،‬فعدل الناس به نصف صاع من ّبر) [خ‪/‬‬ ‫أو ً‬ ‫‪7‬اعا)‪ ،‬والص ‪77 7 7‬اع‪)4( :‬‬ ‫مخس ‪77 7 7‬ة عش ‪77 7 7‬ر ص ‪ً 7 7 7‬‬
‫‪ ‬رواي‪7‬ة يف ح‪7‬ديث اجملامع يف رمض‪7‬ان‪ ،‬ق‪7‬ال ل‪7‬ه ‪( :‬ف‪7‬أطعم‪ 7‬وس‪ً 7‬قا من متر ‪َّ ‬‬
‫ألن فدي‪77 7 7‬ة األذى للمح‪77 7 7‬رم نص‪77 7 7‬ف ص‪77 7 7‬اع من التم‪77 7 7‬ر أو‬ ‫مدا‪.‬‬
‫مدود‪ ،‬فيكون اجملموع (‪ً )60‬‬
‫الشعري بال خالف‪ ،‬فكذا فدية اإلطعام للمجامع‪.‬‬ ‫صاعا‪.‬‬
‫بني ستِّني مسكينًا) [د‪ /‬دا‪ /‬بغ]‪ ،‬والوسق‪ :‬ستّون ً‬
‫للذمة فذلك حسن‪ ،‬واهلل أعلم‬
‫وإبراء ّ‬ ‫الراجح‬
‫القول األول‪( :‬م ّد لكل مسكني)‪ ،‬لداللة حديث أيب هريرة ‪ ‬على هذا‪ ،‬ولو زاد على ذلك احتياطًا ً‬
‫اجملزئ والذي تربأ به ذمة اجملامع يف‬
‫اجملزئ والذي تربأ به ذمة اجملامع يف رمضان إطعام (‪)60‬‬ ‫اجملزئ والذي تربأ به ذمة اجملامع يف رمضان إطعام (‪ )120‬مدًّا من‬ ‫رمضان إطعام (‪ )60‬مدًّا من أي نوع‬
‫الرب أو (‪ )120‬مدًّا من التمر والشعري وحنوه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مدًّا من ّ‬ ‫الرب أو (‪ )240‬مدًّا من التمر والشعري وحنوه‬
‫ّ‬ ‫من الطعام؛ ّبر أو شعري أو متر وحنوه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/566‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/89‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/59‬وعقد اجلواهر الثمينة‪ ،)1/254( 7‬والشامل يف الفقه (ص‪ ،)8‬والوسيط يف املذهب (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)6/64‬واجملموع (‪ ،)6/248‬واملغين (‪ ،)3/67‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)1/426‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫‪-‬المتعمد‪ -‬في رمضان بتكرر الجماعـ‬
‫ّ‬ ‫هل تتكرر ك ّفارة المجامع‬ ‫مسألةـ (‪)42‬‬
‫مرارا يف يوم واحد أنَّه ليس‬ ‫أن من وطئ يف يوم رمضان مث ك ّفر مث وطئ يف يوم آخر‪َّ ،‬‬
‫أن عليه ك ّفارة أخرى‪ ،‬وأمجعوا على أنَّه من وطئ ً‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫تتكرر الكفارة عليه؟‪ ،‬مع اتفاقهم أنَّه جيب عليه صوم‬
‫عليه إال كفارة واحدة‪ ،‬واختلفوا فيمن وطئ يف يوم رمضان ومل يك ّفر مث وطء يف يوم آخر؛ هل ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يومني قضاءً‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من وطئ يف رمضان ومل يك ّفر مث وطئ يف يوم آخر‪َّ ،‬‬
‫فإن عليه ك ّفارة‬ ‫من وطئ يف رمضان ومل يك ّفر مث وطئ يف يوم آخر‪َّ ،‬‬
‫فإن عليه لكل يوم‬
‫واحدة‬ ‫ك ّفارة‬
‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫تشبيه احلدود بالك ّفارات‬ ‫سبب الخالف‬
‫حكم منف ‪77 7‬رد بنفس ‪77 7‬ه؛ ألنَّه هت ‪77 7‬ك للص ‪77 7‬وم‪ ،‬وال تش ‪77 7‬به * تش‪77‬بيه الك ّف‪77‬ارات باحلدود‪ ،‬فك ّف‪77‬ارة واح‪77‬دة جتزئ عن أفع‪77‬ال كث‪77‬رية‪ ،‬كم‪77‬ا‬
‫* جُي ع ‪77 7‬ل لك ‪77 7‬ل ي ‪77 7‬وم ٌ‬
‫مرة‪ ،‬إذا مل حي ّد بواحد منها‪.‬‬‫ألن الكفارة فيها نوع من القربة‪ ،‬واحلدود زجر حمض‪ .‬يلزم الزاين جلد واحد وإ ْن زىن ألف ّ‬ ‫الكفارات باحلدود؛ َّ‬
‫كل يوم عب‪77‬ادة مس‪77‬تقلّة عن ص‪77‬وم ‪ ‬ألهنا كف ‪77 7‬ارات من جنس واح‪77 7‬د‪ ،‬فيكتفى منه ‪77 7‬ا بكف ‪77 7‬ارة واح ‪77 7‬دة‪ ،‬كمن‬ ‫‪ ‬ألنَّه ال تداخل بني أيام رمضان‪ ،‬فصوم ّ‬ ‫األدلة‬
‫بقي‪77‬ة األي‪7‬ام‪ ،‬ب‪77‬دليل أنَّه ال يفس‪77‬د ص‪77‬وم الي‪77‬وم األول بفس‪77‬اد ص‪7‬وم الي‪77‬وم الث‪7‬اين‪ ،‬أحدث أحداثًا متنوعة‪ ،‬فإنَّه يكفيه وضوء واحد‪.‬‬
‫وكذا ال تتداخل الكفارات‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬لكل يوم كفارة)‪ ،‬فهذا الذي يفهم من ظاهر أدلّة وجوب الكّفارة؛ وألنه ملا زاد اجلرم ناسب ْأن تُضاعف العقوبة وال ختفف؛ َّ‬
‫وألن الشرع يتوق‬ ‫الراجح‬
‫خصوصا ْإن كان ممن ال يقدر الصوم؛ وألنَّه جيب عليه قضاء صوم يومني‬
‫ً‬ ‫باملبادرة بالكفارة‬
‫من وطئ يف رمضان ومل يك ّفر مث وطئ يف يوم آخر‪ ،‬فعليه عتق رقبة‬ ‫من وطئ يف رمضان ومل يك ّفر حىت وطئ يف يوم آخر‪ ،‬فعليه عتق رقبتني‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫يوما‪ ،‬فإ ْن مل يستطع فإطعام (‪)60‬‬
‫واحدة‪ ،‬فإ ْن مل يستطع فصيام (‪ً )60‬‬ ‫يوما‪ ،‬فإ ْن مل يستطع فإطعام (‪)120‬‬ ‫فإ ْن مل يستطع فصيام (‪ً )120‬‬
‫مسكينًا‬
‫الطالب الرباين (‪ ،)1/574‬واألم للشافعي‬ ‫وبدائعا الصنائع (‪ ،)2/101‬وفتح القدير (‪ ،)2/337‬والذخرية للقرايف (‪ ،)2/521‬وكفاية‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪،)1/566‬مسكينً‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)2/108‬وفتح العزيز (‪ ،)6/450‬واملغين (‪ ،)4/386‬والعدة شرح العمدة (‪)1/142‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫معسرا وقت الوجوب؟‬
‫هل يجب اإلطعام على المجامع في رمضان عم ًدا‪ ،‬إذا أيسر وقد كان ً‬ ‫مسألةـ (‪)43‬‬
‫عاجزا عن اإلطعام وقت‬ ‫ذهب مجهور الفقهاء إىل َّ‬
‫أن اجملامع يف رمضان إ ْن عجز عن اإلعتاق والصيام أنه يطعم ستّني مسكينًا‪ ،‬واختلفوا فيمن كان ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫وجوب اإلطعام عليه‪ ،‬مث أيسر بعد زمن‪ ،‬فهل جيب عليه اإلطعام أم يسقط عنه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫معسرا‪ 7‬وقت وجوب اإلطعام مث أيسر وجب عليه اإلطعام‬ ‫معسرا‪ 7‬وقت وجوب اإلطعام مث أيسر‬
‫من جامع وكان ً‬
‫من كان ً‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (الصحيح)‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫سقط عنه اإلطعام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (املذهب)‪ /‬األوزاعي‬
‫ألنَّه حكم مسكوت عنه‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ل‪77 7 7‬و ك‪77 7 7‬ان اإلطع‪77 7 7‬ام واجبً ‪77 7 7‬ا عن ‪77 7 7‬د العج‪77 7 7‬ز لبيّن‪77 7 7‬ه ‪ * ‬تش‪77‬بيه كف‪77‬ارة اإلطع‪77‬ام بال‪77‬ديون‪ ،‬فيع‪77‬ود وجوهبا علي‪77‬ه كم‪77‬ا يع‪77‬ود وج‪77‬وب تس‪77‬ديد ال‪77‬دَّين وقت‬
‫لألع ‪77 7‬رايب؛ ألنَّه ملا دف ‪77 7‬ع إلي ‪77 7‬ه الن ‪77 7‬يب ‪ ‬ب ‪77 7‬التمر وأخ ‪77 7‬ربه اإلثراء‪.‬‬
‫حباجت ‪77‬ه إلي ‪77‬ه ق ‪77‬ال ل ‪77‬ه ‪( :‬أطعم ‪77‬ه أهلك‪[ )7‬خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل ‪ ‬حديث األعرايب اجملامع يف رمضان‪ ،‬قال له النيب ‪( :‬فهل جتد إطعام س‪7‬تِّني مس‪7‬كينًا؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬ال)‬ ‫األدلة‬
‫العرق إال أنَّه ‪ ‬مل يُسقطها عنه‪.‬‬ ‫يأمره بك ّفارة أخرى‪.‬‬
‫النيب ‪ ‬بإعساره قبل أ ْن يدفع إليه َ‬
‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬فبالرغم أنَّه أخرب ّ‬
‫‪ ‬ألهنا كفارة واجبة فلم تسقط بالعجز عنها كسائر الكفارات‪.‬‬
‫وألن االعتبار بالعجز حال الوجوب‪َّ ،‬‬
‫وألن من بدأ بالتكفري باإلطعام‬ ‫ألن النيب ‪ ‬أسقطها عن األعرايب آخر األمرين‪َّ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬يسقط اإلطعام والكفارة)؛ َّ‬ ‫الراجح‬
‫مث قدر على الصيام ال يعود إليه‬
‫معسرا حني وجوب كفارة اجلماع عليه مث وجد مقدارها بعد زمن ومل خيرجها أمث‬ ‫من كان ً‬ ‫معسرا‪ 7‬حني وجوب كفارة اجلماع عليه مث‬
‫من كان ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وهي يف ذمته حىت خيرجها‬ ‫وجد مقدارها بعد زمن ال يلزمه إخراج شيء‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/567‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/98‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/196‬واملدونة الكربى (‪ ،)6/64‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/127‬وروضة الطالبني (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)6/273‬وأسىن املطالب (‪ ،)7/312‬واملغين (‪ ،)4/385‬والفروع (‪)5/381‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الواجب على من أفطر بسبب مختلَف فيه‬ ‫مسألةـ (‪)44‬‬
‫عامدا‪،‬‬
‫عامدا؛ كاألكل والشرب ً‬ ‫متعمد ا يف رمضان مع القضاء‪ ،‬وقد اتفق الفقهاء على أشياء أهنا تفطِّر باإلضافة إىل اجلماع ً‬
‫ً‬ ‫عامة الفقهاء على وجوب الكفارة على من جامع‬
‫إن الفقهاء اختلفوا يف أشياء‪ ،‬هل تفطِّر أو ال؟‪،‬‬
‫عامد ا‪ ،‬فهذا جيب فيها القضاء باتفاق الفقهاء األربعة‪ ،‬وسبق اخلالف يف مسألة (‪ :)37‬هل جتب الك ّفارة مع القضاء‪ .‬مثّ َّ‬
‫والقيء ً‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ومن ذلك‪ :‬ما يرد اجلوف مما ليس مبغ ّذ‪ ،‬وما يرد اجلوف من غري منفذ‪ 7‬الطعام‪ ،‬والقبلة واحلجامة وبلع احلصاة وحنوها‪ ،‬فهذه جيب فيها القضاء عند من يرى أهنا تُفسد‪ 7‬الصيام‪،‬‬
‫أيضا كفارة اجلماع؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫واخلالف هل جيب فيها ً‬
‫من أفطر بسبب خمتلف فيه جيب عليه القضاء فقط‬ ‫من أفطر بسبب خمتلف فيه جيب عليه القضاء والكفارة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫سائر الفقهاء‬ ‫مالك‬
‫أن امل ْف ِطر بشيء فيه اختالف‪ ،‬فيه َشبه بغري املفطر وفيه َشبه باملفطر‬
‫َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن املفطر بشيء خمتلف فيه‪ ،‬فيه شبه أكرب بغري املفطر‪.‬‬ ‫* َّ‬ ‫ألن املفطر بشيء فيه اختالف فيه شبه أكرب من املفطر‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫‪ ‬القياس على إفساد الصيام باجلماع‪ ،‬ملا فيه من انتهاك حرمة الصوم‪  .‬الكفارة املغلّظة خاصة باجلماع (إ ْن قلنا بالقياس)‪ ،‬وإن كانت تلك الكفارة عقابًا النتهاك حرم‪77‬ة‬
‫(أن رجاًل أفط‪77‬ر يف رمض‪77‬ان‪ ،‬ف‪77‬أمره رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬الص ‪77‬وم‪ ،‬إال أهنا أش ‪77‬د يف اجلم ‪77‬اع؛ ملا في ‪77‬ه من مي ‪77‬ل للنفس إلي ‪77‬ه‪( ،‬وإ ْن قلن ‪77‬ا بع ‪77‬دم القي ‪77‬اس) ف ‪َّ 7‬‬
‫‪7‬إن احلكم‪7‬‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬كينا) [م‪ /‬للجماع وحده‪ ،‬وال يتع ّدى‪ 7‬حكم اجلماع يف رمضان إىل ما هو خمتلف فيه هل يفطر أو ال؟‪.‬‬ ‫أ ْن يكّ‪7‬ف‪7‬ر بعت‪77‬ق رقب‪77‬ة‪ ،‬أو ص‪77‬يام ش‪77‬هرين متت‪77‬ابعني‪ ،‬أو إطع‪77‬ام س‪77‬تني مس‪ً 7‬‬
‫طأ]‪.‬‬
‫الذمة‪ ،‬وال يُقاس اجلماع على غريه؛ َّ‬
‫ألن املقصود بكفارة اجلماع الردع والعقاب‬ ‫نص على إجياب الكّفارة مما هو خمتلف فيه‪ ،‬واألصل براءة ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬عليه القضاء فقط)‪ ،‬فال يوجد ّ‬ ‫الراجح‬
‫األكرب؛ مليالن النفس إليه‪ ،‬أما حديث أيب هريرة ‪َّ ‬‬
‫فإن املقصود منه أنَّه أفطر باجلماع يف رمضان‪ ،‬فقد ّبوب عليه اإلمام مسلم ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬باب تغليط حترمي اجلماع يف رمضان‬
‫من أفطر بسبب خمتلف فيه تربأ ذمته بالقضاء وحده‪ ،‬فال جيب إال الصوم على من قبَّل أو ملس‬ ‫ذمته إال‬
‫من أفطر بسبب خمتلف فيه وجب عليه القضاء والكفارة‪ ،‬وال تربأ ّ‬
‫فأمذى‪ 7‬ومثله على من احتجم (عند أمحد)‪ ،‬وال جيب إال الصوم على من استقاء فقاء (عند مجهور‬ ‫بذلك‪ ،‬فيجب القضاء والكفارة على من استقاء (عند أيب ثور‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الفقهاء)‬ ‫واألوزاعي)‪ ،‬وجتب القضاء والك ّفارة يف االحتجام (عند عطاء)‪ ،‬ومن‬
‫جامع ناسيا فعليه القضاء والكفارة (رواية عند مالك)‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/567‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/360‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/97‬وشرح زروق على الرسالة (‪ ،)2/41‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/253‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألة‬
‫الكبري (‪ ،)3/440‬واجملموع (‪ ،)6/232‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)159‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)1/446‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من أفطر في رمضان عام ًدا بما يوجب (الكفارة) ثم طرأ عليه سبب يُبيح له الفطر‪ ،‬فهل عليه كفارة؟‬ ‫مســألــة (‪)45‬‬
‫أن من جامع يف رمضان َّ‬
‫فإن عليه الكفارة‪ ،‬واختلفوا فيمن جامع يف رمضان مث طرأ عليه سبب يبيح الفطر‪ ،‬كمن سافر أو مرض أو حاضت‬ ‫اتفق األئمة األربعة على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫متعمدا (عند من يرى َّ‬
‫أن عليه كفارة)‪ ،‬فهل طروء العذر بالفطر يرفع الكفارة؟‪ ،‬اخلالف‬ ‫املرأة املطاوعة يف اجلماع (وقلنا جيب عليها كفارة)‪ ،‬ومثله من أكل أو شرب ً‬ ‫الخالف‬
‫على قولني‬
‫متعمدا مبا يوجب عليه الكفارة مث طرأ عليه سبب مبيح للفطر‬
‫ً‬ ‫من أفطر‬ ‫متعمدا مبا يوجب عليه الكفارة مث طرأ عليه سبب مبيح للفطر‪( 7‬ال) كفارة‬
‫ً‬ ‫من أفطر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫فعليه الكفارة‬ ‫عليه‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬
‫هل املعترب الفعل نفسه (أي الفطر يف يوم جيوز له فيه الفطر)‪ ،‬أم االستهانة بالشرع؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* املعترب األمر يف نفسه‪ ،‬فهو م ْفطر يف يوم جاز له اإلفْطار فيه‪ ،‬وقد كشف له الغيب ذلك‪ * .‬املعترب االس‪77 7‬تهانة بالش‪77 7‬رع‪ ،‬فه‪77 7‬و ملا أفط‪77 7‬ر مل يكن عن‪77 7‬ده علم باإلباح‪77 7‬ة‬
‫ألن صوم اليوم ال‪7‬ذي أفط‪7‬ر في‪7‬ه متعم ً‪7‬دا مبا ي‪7‬وجب الكف‪7‬ارة خ‪7‬رج عن كون‪7‬ه مس‪7‬تحقًّا‪ ،‬واستهان بفعله‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن جواز الفطر معىن طرأ بعد وجوب الكفارة فلم يسقطها‪.‬‬ ‫أن الي‪77‬وم ال‪77‬ذي ص‪77‬امه من ‪َّ ‬‬
‫فلم جتب في‪77‬ه كف‪77‬ارة؛ كص‪77‬وم املس‪77‬افر‪ ،‬أو كم‪77‬ا ل‪77‬و ص‪77‬امه بني‪77‬ة َّ‬
‫‪7‬وما واجبً ‪77‬ا يف رمض ‪77‬ان جبم ‪77‬اع ت ‪77‬ام فاس ‪77‬تقرت الكف ‪77‬ارة يف‬
‫‪ ‬ألنَّه أفس ‪77‬د ص ‪ً 7‬‬ ‫شوال‪.‬‬
‫ذمته‪.‬‬
‫ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬جتب عليه الكفارة) لقوة أدلتهم‪ ،‬ولسد باب التهاون يف أحكام الشريعة‬ ‫الراجــح‬
‫متعمدا يف رمضان مث مرض أو سافر يف يومه ذلك‬
‫ً‬ ‫من جامع أو أكل‬ ‫متعمدا مث مرض أو سافر يف‬
‫ً‬ ‫متعمدا يف رمضان أو أكل أو شرب‬
‫ً‬ ‫من جامع أو أكل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫جيب عليه القضاء والكفارة‪ ،‬وال تربأ ذمته بغري ذلك‬ ‫يومه ذلك‪ ،‬جيب عليه القضاء دون الكفارة وتربأ ذمته بذلك‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/568‬وفتح باب العناية بشرح النقاية (‪ ،)1/2‬ومراقي الفالح شرح نور اإليضاح (ص‪ ،)250‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪،)2/254‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والقوانني الفقهية (ص‪ ،)83‬واجملموع (‪ ،)6/340‬وحاشية البجريمي على اخلطيب (‪ ،)2/391‬واملغين (‪ ،)4/378‬واملمتع يف شرح املقنع (ص‪)37‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم من أفطر عام ًدا في (قضاء) رمضان‬ ‫مســألــة (‪)46‬‬
‫أن عليه القضاء والكفارة‪ ،‬واختلفوا يف من أفسد صيامه ‪-‬مبا ذُ ِكر‪ ،-‬يف (قضاء رمضان)‪،‬‬
‫أن من أفسد صيامه يف رمضان مبا يوجب الكفارة‪َّ ،‬‬
‫اتفق مجهور أهل العلم َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من أفطر يف (قضاء) رمضان مبا يوجب‬ ‫من أفطر يف (قضاء) رمضان مبا يوجب عليه القضاء‬ ‫من أفطر يف (قضاء) رمضان مبا يوجب عليه القضاء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عليه القضاء والكفارة يف رمضان‪ ،‬فعليه‬ ‫أيضا‬
‫والكفارة يف رمضان فعليه القضاء والكفارة ً‬ ‫والكفارة يف رمضان‪ ،‬فعليه القضاء فقط‬ ‫‪145‬‬

‫صيام يومني عن كل يوم أفطر فيه‬ ‫قتادة‬ ‫اجلمهور‬


‫ابن القاسم‪ /‬ابن وهب‬
‫هل هتك حرمة الصيام خاص بشهر رمضان؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ألهّن ا عب‪77 7 7 7‬ادة جتب الكف‪77 7 7 7‬ارة يف أدائه‪77 7 7 7‬ا ف‪77 7 7 7‬وجب يف * القياس على احلج الفاسد‪.‬‬ ‫* ألنه ليس لغري شهر رمضان حرمة كشهر رمضان‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬ألن ‪77‬ه أفط ‪77‬ر يف غ ‪77‬ري رمض ‪77‬ان فلم تلزم ‪77‬ه كف ‪77‬ارة كم ‪77‬ا ل ‪77‬و قضائها كاحلج‪.‬‬
‫أفطر يف صيام الكفارة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬عليه القضاء)‪ ،‬ألن القضاء يفارق األداء‪ ،‬ألنه متعني بزمان حمرتم‪ ،‬والفطر فيه جبماع وحنوه فيه هتك له‪ ،‬خبالف القضاء‬ ‫الراجــح‬
‫من جامع يف صيام قضاء رمضان فسد‬ ‫من جامع يف صيام قضاء رمضان فسد صومه وقضى‬ ‫من جامع يف صيام قضاء رمضان فسد صومه وقضى‬
‫ثمرة الخالف‬
‫صومه وصام يومني عنه وتربأ ذمته بذلك‬ ‫يومه وعليه الكفارة املغلظة‪ ،‬وال تربأ ذمته إال بذلك‬ ‫يومه وتربأ ذمته بذلك‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/569‬املبسوط للسرخسي )‪ ،(3/76‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)2/206‬واملدونة الكربى (‪ ،)2/394‬والرسالة البن أيب زيد للقريواين‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(ص‪ ،)61‬واألم للشافعي (‪ ،)252 /3‬واجملموع (‪ ،)6/319‬واملغين (‪ ،)4/378‬والشرح املمتع (‪)6/400‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الرفث وال َخنَا باللسان للصائم‬
‫حكم َّ‬ ‫مســألــة (‪)47‬‬
‫السحور) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفق العلماء على َّ‬
‫أن األكل‬ ‫وأخروا َّ‬
‫عجلوا الفطور َّ‬ ‫أن ِمن ُسنن الصوم تأخري السحور وتعجيل الفطر‪ ،‬لقوله ‪( :‬ال يزال الناس خبري ما َّ‬
‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫عامدا مجيعها تفسد الصوم‪ ،‬واختلفوا هل َّالرفث والُف ْحش من الكالم واخلنا باللسان مما يبطل الصوم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫متعمدا وكذا اجلماع والقيء ً‬
‫والشرب ً‬
‫الرفث من مفسدات‪ 7‬الصيام (ومثله الكذب والغيبة والنميمة والظلم وحنوه)‬ ‫الرفث واخلنا غري مفسد‪7‬‬
‫كف اللسان عن َّ‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫حراما‬
‫للصوم وإ ْن كان ً‬
‫مجهور العلماء‬
‫هل النهي يقتضي فساد املنهي عنه؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ق‪77 7‬ال ‪( :‬الص‪77 7‬يام ُجنَّة‪ * ،‬حديث أيب هريرة ‪( :‬الصيام ُجنَّة‪ ،)...‬والنهي يقتضي فساد املنهي عن‪7‬ه‪ ،‬فمن فع‪7‬ل ش‪7‬يًئا من‪7‬ه مل يص‪7‬م كم‪7‬ا أم‪7‬ر‬
‫الرفث واجلهل‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫فال يَ ‪77‬رفث وال جيه ‪77‬ل‪ ،‬وإن ام ‪77‬رؤ قاتله أو ش ‪77‬امته ‪ ،‬ومن مل يصم كما أمر ‪ ‬مل يصم؛ ألنَّه مل يأت بصيام سامل عن ّ‬
‫أن يدع طعامه وشرابه) [خ]‪،‬‬ ‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من مل يدع قول الزور والعمل به‪ ،‬فليس هلل حاجة يف ْ‬ ‫فليقل‪ :‬إين صائم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واألمر للندب‪.‬‬
‫وإن مل يرضه فهو باطل ساقط‪.‬‬ ‫فدل َّ‬
‫أن اهلل تعاىل ال يرضى صومه وال يتقبله‪ْ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬كف اللسان واجب وفعله غري مفسد‪ 7‬للصوم)‪َّ ،‬‬
‫فإن النَّهي عن الشيء ال يدل على فساد املنهي عنه‪ ،‬وحتمل األحاديث اليت ذكرها أصحاب القول‬ ‫الراجــح‬
‫الثاين على استحباب ترك تلك األشياء‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثاين بأنَّه قول شاذ‬
‫أبدا‬
‫من اغتاب وهو صائم فسد صومه وال ميكنه قضاؤه ً‬ ‫من اغتاب وهو صائم أمث وصيامه صحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/569‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/111‬وجممع األهنر (‪ ،)1/355‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/341‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/396‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/464‬واجملموع (‪ ،)6/258‬والفروع (‪ ،)3/48‬واملبدع شرح املقنع (‪ ،)2/445‬واحمللى (‪ )6/177‬مسألة (‪)734‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫كتاب الصيام (الثاني)‪ :‬الصوم (املندوب) إليه‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫ما هو يوم عاشوراء؟‬ ‫‪48‬‬ ‫‪145‬‬
‫حكم صيام يوم عرفة‬ ‫‪49‬‬
‫حكم صيام الست من شوال‬ ‫‪50‬‬
‫حكم صيام الغُرر من كل شهر‬ ‫‪51‬‬
‫حكم صيام أيام التشريق‬ ‫‪52‬‬
‫حكم صيام يوم الجمعةـ‬ ‫‪53‬‬
‫حكم صيام يوم الشك‬ ‫‪54‬‬
‫حكم صيام يوم السبت‬ ‫‪55‬‬
‫حكم صيام الدَّهر‬ ‫‪56‬‬
‫حكم صيام النصف ِ‬
‫اآلخر من شعبان‬ ‫‪57‬‬
‫ما يجب على من أفطر في صوم التطوع (بال عذر)‬ ‫‪58‬‬
‫ما يجب على من أفطر في صوم التطوع ناسيًا‬ ‫‪59‬‬
‫ما هو يوم عاشوراء؟‬ ‫مســألــة (‪)48‬‬
‫أن صيام يوم عاشوراء مندوب إليه ألمره ‪ ‬بصيامه من حديث عائشة ~ قالت‪( :‬ملا قدم النيب ‪ ‬املدينة صام عاشوراء وأمر بصيامه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وحلديث سلمة‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫فإن اليوم يوم عاشوراء) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن يوم‬ ‫بن األكوع ‪ ‬قال‪( :‬أمر النيب ‪ ‬رجالًمن أسلم ْأن ِّأذن يف الناس َّ‬
‫أن من أكل فليصم بقية يومه‪ ،‬ومن مل يكن أكل فليصم‪َّ ،‬‬
‫الخالف‬
‫أي يوم هو‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫عاشوراء يقع يف شهر اهلل احملرم‪ ،‬واختلفوا ّ‬
‫يوم عاشوراء هو اليوم (العاشر) من حمرم‬ ‫يوم عاشوراء هو اليوم (التاسع) من حمرم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫ابن عباس ‪ƒ‬‬
‫ظاهرا يف حتديد يوم عاشوراء‬
‫اختالف اآلثار ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77 7‬ديث احلكم بن األع‪77 7‬رج ق‪77 7‬ال‪( :‬انتهيت إىل ابن عب‪77 7‬اس ‪ ƒ‬وه‪77 7‬و متوس‪77 7‬د * ح‪77‬ديث أيب غطف‪77‬ان ق‪77‬ال‪( :‬مسعت ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬يق‪77‬ول‪ :‬حني ص‪77‬ام رس‪77‬ول اهلل ‪‬‬
‫رداءه يف زمزم‪ ،‬فقلت له‪ :‬أخربين عن صوم عاشوراء‪ ،‬فقال‪ :‬إذا رأيت هالل احملرم ي‪7‬وم عاش‪77‬وراء وأم‪77‬ر بص‪77‬يامه‪ ،‬ق‪77‬الوا ل‪7‬ه‪ :‬ي‪7‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬إن‪7‬ه ي‪7‬وم تعظم‪77‬ه اليه‪77‬ود والنص‪77‬ارى‪،‬‬
‫األدلــة‬
‫صائما‪ ،‬قلت ل‪7‬ه‪ :‬هك‪7‬ذا ك‪7‬ان حمم‪7‬د ‪ ‬يص‪7‬ومه؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬فقال رسول اهلل ‪ :‬فإذا كان العام املقبل ْإن شاء اهلل صمنا اليوم التاس‪7‬ع‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬فلم ي‪7‬أت‬ ‫فاعدد‪ ،‬وأصبح يوم التاسع ً‬
‫العام املقبل حىت تويف رسول اهلل ‪[ )‬م]‪.‬‬ ‫نعم) [م]‪.‬‬
‫وأن النيب ‪ ‬مل يكن يصوم اليوم التاسع من قبل هذا احلديث‪ ،‬مث أراد صيام‬ ‫أن عاشوراء هو اليوم العاشر‪َّ ،‬‬
‫القول الثاين‪( :‬عاشوراء اليوم العاشر)‪ ،‬ودليلهم صريح يف َّ‬
‫التاسع خمالفة لليهود‪ ،‬فوافاه األجل قبل ذلك‪ ،‬أما حديث القول األول من كالم ابن عباس ‪ ƒ‬فإنَّه حيتمل أنَّه أراد َّ‬
‫أن آخر األمريْن منه ‪ ‬هو اجلمع بني التاسع‬ ‫الراجــح‬
‫والعاشر خمالفةً لليهود‬
‫من صام يوم التاسع من حمرم فقط فإنه (مل) يصم يوم عاشوراء و(مل) حيصل له‬ ‫من صام يوم التاسع من حمرم فقط فقد صام يوم عاشوراء وحصل له فضله‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فضله‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/571‬وفتح القدير للكمال ابن اهلمام (‪ ،)2/303‬والفتاوى اهلندية (‪ ،)1/202‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)78‬وكفاية الطالب الرباين (‪ ،)2/531‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الكبري (‪ ،)473 /3‬واجملموع (‪ ،)6/383‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/362‬واإلنصاف (‪)3/346‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم صيام يوم عرفة‬ ‫مســألــة (‪)49‬‬
‫(سئل النيب ‪ ‬عن صيام يوم عرفة فقال‪ :‬يُكفِّر السنة املاضية والباقية) [م]‪ ،‬واختلفوا يف‬
‫اتفق العلماء على استحباب صيام يوم عرفة لغري احلاج‪ ،‬حلديث أيب قتادة ‪ ‬قال‪ُ :‬‬ ‫تحرير محل‬
‫حكم صيام يوم عرفة للحاج‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫يستحب صيام يوم عرفة للحاج‬ ‫يستحب فطر يوم عرفة للحاج‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن الزبري ‪ /‬عثمان بن أيب العاص‪ /‬عائشة ~‪/‬‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬

‫إسحاق‬
‫ظاهر تعارض قول النيب ‪ ‬عن فضل صيام يوم عرفة مع فعله ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬لن إلي‪77‬ه بلنب‪ * ،‬قوله ‪ ‬عن يوم عرفة‪( :‬يكفِّر السنة املاضية والباقية)‪،‬‬ ‫هَّن ُّ‬ ‫* َّ‬
‫ألن الن‪77‬يب ‪ ‬أفط‪77‬ر ي‪77‬وم عرف‪77‬ة‪ ،‬حلديث أم الفض‪77‬ل ~‪( :‬أ م ش‪77‬كوا يف ص‪77‬وم الن‪77‬يب ‪ ،‬فأرس‪َ 7‬‬
‫وه ‪77‬ذا الفض ‪77‬ل يش ‪77‬مل احلاج وغ ‪77‬ريه‪ ،‬وكراه ‪77‬ة الص ‪77‬وم في ‪77‬ه‬ ‫فشرب وهو خيطب الناس بعرفة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فنحمل فضل صيام يوم عرفة أنَّه لغري احلاج‪.‬‬
‫* عن أيب هري‪77 7‬رة ‪َّ :‬‬
‫(أن الن‪77 7‬يب ‪ ‬هنى عن ص‪77 7‬يام ي‪77 7‬وم عرف‪77 7‬ة بعرفة) [د‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪ /‬حم‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬طح‪ /‬وض ‪77 7‬عفه ال ‪77 7‬بزار معللة بالضعف عن الصيام‪ ،‬فإ ْن زالت فال حرج‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫والطرباين‪ ،‬وقال األرنؤوط‪ :‬إسناده ضعيف]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الصوم يضعف احلاج ومينعه عن الدعاء يف هذا اليوم العظيم‪.‬‬
‫‪ ‬ق‪7‬ال ابن عم‪7‬ر ‪( :ƒ‬حججت م‪7‬ع الن‪7‬يب ‪ ‬فلم يص‪7‬م ي‪7‬وم عرف‪7‬ة‪ ،‬وم‪7‬ع أيب بك‪7‬ر فلم يص‪7‬مه‪ ،‬وم‪7‬ع عم‪7‬ر فلم‬
‫يصمه‪ ،‬ومع عثمان فلم يصمه‪ ،‬وأنا ال أصومه وال آمر به وال أهنى عنه) [ت‪ /‬دا‪ /‬حم‪ /‬وحسنه الرتمذي]‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬يستحب الفطر يوم عرفة للحاج‪ ،‬لثبوت ذلك عنه ‪ ‬مطل ًقا‬ ‫الراجــح‬
‫الصيام يوم عرفة للحاج‪ 7‬أفضل إ ْن مل يضعفه عن العبادة‬ ‫الفطر يوم عرفة للحاج أفضل مطل ًقا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/572‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/332‬وفتح القدير للكمال ابن اهلمام (‪ ،)2/350‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/350‬واملقدمات املمهدات (‪،)1/242‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واجملموع (‪ ،)6/379‬واإلفصاح (‪ ،)1/253‬واملغين (‪ ،)4/444‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (‪)164‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم صيام الست من شوال‬ ‫مســألــة (‪)50‬‬
‫اتفقوا على استحباب صيام يوم عاشوراء‪ ،‬وعلى صيام يوم عرفة لغري احلاج‪ ،‬وعلى استحباب صيام يومي االثنني واخلميس‪ ،‬وعلى استحباب صيام ثالثة أيام من الشهر دون‬ ‫تحرير محل‬
‫حتديد‪ ،‬وعلى وجوب صيام رمضان‪ ،‬واختلفوا يف حكم صيام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يكره صيام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان‬ ‫يسن صيام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬

‫هل ثبت احلديث الوارد يف فضل صيام ستة أيام من شوال؟‪( ،‬أشار إليه ابن رشد)‪ ،‬وهل صيام ستة أيام بعد رمضان يؤول إىل إحلاقه برمضان؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث أيب أي ‪77‬وب ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬من ص ‪77‬ام رمض ‪77‬ان مث أتبع ‪77‬ه س ‪77‬تًا من ش ‪77‬وال‪ ،‬ك ‪77‬ان * حىت ال يُلحق الناس برمضان ما ليس من رمضان‪.‬‬
‫كصيام الدهر) [م]‪ ،‬ورواية‪( :‬من صام رمضان وستة أيام من شوال‪ ،‬فكأمّن ا صام السنة ‪ ‬ق‪77‬ال اإلم‪77‬ام مال‪77‬ك ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬م‪77‬ا رأيت أح‪7ً 7‬دا من أه‪77‬ل الفق‪77‬ه يص‪77‬ومها‪،‬‬
‫ومل يبلغ ‪77 7‬ين ذل ‪77 7‬ك عن أح ‪77 7‬د من الس ‪77 7‬لف‪ ،‬وإ ّن أه ‪77 7‬ل العلم يكره ‪77 7‬ون ذل ‪77 7‬ك‬ ‫كلها) [حم‪ /‬بز‪ /‬طح‪ /‬هق‪ /‬قال شعيب األرنؤوط صحيح لغريه]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ألنَّه ال يُلح ‪77‬ق ص ‪77‬وم ال ِّس‪7 7‬ت من ش ‪77‬وال بص ‪77‬وم رمض ‪77‬ان‪ ،‬لوج ‪77‬ود ي ‪77‬وم العي ‪77‬د فاص ‪77‬ل وخيافون بدعته‪.‬‬
‫بينهما‪.‬‬
‫ردا على قول اإلمام مالك ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬إما ألنَّه مل يبلغه‬
‫القول األول‪( :‬يستحب صيام ست من شوال)‪ ،‬ودليلهم نص يف حمل اخلالف‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ً -‬‬ ‫الراجــح‬
‫احلديث‪ ،‬أو مل يصح عنده وهو األظهر)‬
‫من صام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان‪ ،‬فقد خالف سنة النيب ‪‬‬ ‫من صام ستة أيام من شوال بعد صيام رمضان‪ ،‬فقد وافق سنة النيب ‪ ‬وحصل له‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ومل حيصل‪ 7‬له األجر‬ ‫فضلها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/573‬وفتح باب العناية بشرح النقاية (‪ ،)1/2‬ومراقي الفالح شرح نور اإليضاح (‪ ،)236‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/243‬وشرح خمتصر خليل‬
‫مراجع المسألــة‬
‫للخرشي (‪ ،)2/243‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)80‬واملهذب للشريازي (‪ ،)1/344‬واجملموع (‪ ،)6/378‬واملغين (‪ ،)4/438‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد ابن حنبل (‪)1/318‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم صيام الغُرر من كل شهر‬ ‫مســألــة (‪)51‬‬
‫اتفقوا على استحباب صيام ثالثة أيام من كل شهر ‪-‬دون حتديد هلا‪ -‬حلديث معاذة العدوية أهنا سألت عائشة ~‪( :‬أكان رسول اهلل ‪ ‬يصوم كل شهر ثالثة أيام؟‪،‬‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬من أي الشهر كان يصوم؟‪ ،‬قالت‪ :‬ما كان يبايل من أي الشهر يصوم) [م]‪ ،‬وقال ‪ ‬لعبد اهلل بن عمرو بن العاص ‪- ‬ملا أكثر من الصيام‪( :-‬إمنا‬ ‫تحرير محل‬
‫يكفيك من كل شهر ثالثة أيام) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف حكم حتري صيام الغُرر (وهي صيام اليوم الثالث عشر‪ ،‬والرابع عشر‪ ،‬واخلامس عشر من كل شهر‪ ،‬وهي األيام اليت‬ ‫الخالف‬
‫يكتمل فيها ضوء القمر)‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫‪145‬‬

‫يكره صيام األيام الغُرر من كل شهر‬ ‫يستحب صيام األيام الغُرر من كل شهر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫هل يُعمل باألحاديث املطلقة يف صيام ثالثة أيام من كل شهر أم باألحاديث اليت قيدت الصيام باأليام الغرر؟‪ ،‬خمافة الظن بأهنا واجبة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث أيب ذر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬أمرن‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أ ْن نص‪77‬وم من الش‪77‬هر ثالث‪77‬ة * ح‪77 7‬ىت ال يظن اجله‪77 7‬ال َّ‬
‫أن ص‪77 7‬يام الي‪77 7‬وم الث‪77 7‬الث عش‪77 7‬ر والراب‪77 7‬ع عش‪77 7‬ر واخلامس عش‪77 7‬ر‬
‫أي‪77‬ام ال‪77‬بيض؛ ثالث عش‪77‬رة‪ ،‬وأرب‪77‬ع عش‪77‬رة‪ ،‬ومخس عش‪77‬رة) [ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬واجبة‪.‬‬
‫طي ‪77‬ا‪ /‬حم‪ /‬وحس ‪77‬نه الرتم ‪77‬ذي]‪ ،‬ورواي ‪77‬ة‪( :‬ص‪77‬يام ثالث ‪77‬ة أي‪77‬ام من ك‪77‬ل ش‪77‬هر ص‪77‬يام ‪ ‬ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬أوص ‪77‬اين خليلي ‪ ‬بثالث؛ بص ‪77‬يام ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام من ك ‪7ّ 7‬ل‬ ‫األدلــة‬
‫وأن أوتر قب‪7‬ل أن أن‪7‬ام) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فالص‪77‬يام يف احلديث مطل‪77‬ق دون‬ ‫الدهر‪ ،‬أيام البيض‪ ،‬صبيحة ثالثة عشرة‪ ،‬وأربع عشرة‪ ،‬ومخس عشرة) [ن]‪ .‬شهر‪ ،‬وركعيت الضحى‪ْ ،‬‬
‫حتديد أيّام بعينها‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يُستحب صيام الغُرر من كل شهر)؛ لثبوت فضلها يف احلديث الصحيح‪ ،‬وال اجتهاد مع النص‬ ‫الراجــح‬
‫حتديدا من كل شه ٍر‪ ،‬فقد خالف السنة وفعل‬
‫حتديدا من كل شه ٍر فقد وافق السنة من صام يوم‪ )13( :‬و (‪ )14‬و (‪ً )15‬‬‫من صام يوم‪ )13( :‬و (‪ )14‬و (‪ً )15‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫املفضول‬ ‫وفعل املستحب‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/573‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)2/79‬ومراقي الفالح شرح نور اإليضاح (ص‪ ،)235‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/243‬ومواهب اجلليل (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)2/414‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)67‬واجملموع (‪ ،)6/384‬واملغين (‪ ،)4/445‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/318‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم صيام أيام التشريق‬ ‫مسألة (‪)52‬‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫أن صيام يومي العيديْن حرام؛ لثبوت النهي عن صيامهما يف عدة أحاديث‪ ،‬واختلفوا يف حكم صيام أيام التشريق‪ ،‬وهي يوم (‪ )11‬و (‪ )12‬و (‪ )13‬من عيد األضحى‬ ‫تحرير محل‬
‫من شهر ذي احلجة‪ ،‬سواء كان الصيام نافلة أو ملن عليه صيام واجب وهو املتمتع الذي مل يقدر على اهلدي‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫حيرم صيام أيام التشريق إال ملتمتع ال جيد اهلدي‬ ‫يكره صيام أيام التشريق‬ ‫جيوز صيام أيام التشريق مطل ًقا‬ ‫(ال) جيوز صيام أيام التشريق مطل ًقا‬
‫األقوال‬
‫مالك‪ /‬الشافعي (قدمي)‪ /‬أمحد (املعتمد)‪7‬‬ ‫إال ملتمتع ال جيد اهلدي‬ ‫الزبري ‪ /‬ابن عمر ‪ /ƒ‬ابن‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (جديد)‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬أهل الظاهر‬
‫ونسبتها‬
‫مالك‬
‫‪145‬‬
‫سريين‬
‫تردد قوله ‪( :‬أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر هلل) [م] بني أ ْن حُي مل على الوجوب أو على الندب‬ ‫ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ِ‬
‫* ح ‪77‬ديث‪( :‬أي ‪77‬ام التش ‪77‬ريق أي ‪77‬ام أك ‪77‬ل وش ‪77‬رب وذك ‪77‬ر هلل)‪ * ،‬ح ‪77 7 7 7‬ديث أيب س ‪77 7 7 7‬عيد‪ 7‬اخلدري‪ *  7‬ح‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ديث‪( :‬أي‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ام ‪ ‬عن ابن عم‪77‬ر وعائش‪77‬ة ‪ ƒ‬ق‪77‬اال‪( :‬مل ي‪ّ 7‬‬
‫‪7‬رخص يف‬
‫حيمل احلديث على الوجوب‪ ،‬فيحرم صيام أيام التشريق‪ .‬قال‪ :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يق‪77‬ول‪( :‬ال التش‪77 7 7 7 7‬ريق أي‪77 7 7 7 7‬ام أك‪77 7 7 7 7‬ل أي ‪77‬ام التش ‪77‬ريق أ ْن يص ‪77‬من إال ملن مل جيد اهلدي ‪-‬أي‪:‬‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عقب‪77‬ة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ي‪77‬وم عرف ‪77‬ة وي‪77‬وم النح‪77‬ر وأي‪77‬ام يص‪77 7‬ح الص‪77 7‬يام يف ي‪77 7‬ومني‪ ،‬ي‪77 7‬وم الفط‪77 7‬ر وش ‪77 7 7 7 7‬رب وذك ‪77 7 7 7 7‬ر هلل)‪ ،‬املتمتع إذا عدم اهلدي‪[ )-‬خ]‪.‬‬
‫التش‪77‬ريق عي‪77‬دنا أه‪7‬ل اإلس‪77‬الم‪ ،‬وهي أي‪7‬ام أك‪7‬ل وش‪7‬رب) [د‪ /‬ت‪ /‬من رمض‪77 7 7‬ان‪ ،‬وي‪77 7 7‬وم النحر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬حُي م ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ل احلديث على‬
‫أن م ‪77 7‬ا ع ‪77 7‬دا الندب‪ ،‬فيكره ص‪7‬يام أي‪7‬ام‬ ‫دلي ‪77 7‬ل اخلط ‪77 7‬اب يقتض ‪77 7‬ي َّ‬ ‫ن‪ /‬وحسنه الرتمذي]‪ ،‬فسوى بني يوم النحر والتشريق‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ابن الع ‪77‬اص ‪ ‬ق ‪77‬ال يف أي ‪77‬ام التش ‪77‬ريق‪( :‬ه ‪77‬ذه ه‪77‬ذين الي‪77‬ومني يص‪77‬ح الص‪77‬يام في‪77‬ه‪ ،‬وإال التشريق‪.‬‬
‫* ويستثىن املتمتع‬ ‫األي‪7‬ام ال‪7‬يت ك‪7‬ان رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يأمرن‪7‬ا بإفطاره‪7‬ا‪ ،‬وينهى عن كان ختصيصهما عبثًا ال فائدة منه‪.‬‬
‫حلديث ابن عمر وعائشة‬ ‫ص‪77 7‬يامها) [د‪ /‬حم‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬خ‪77 7‬ز‪ /‬ط ‪77 7‬أ‪ /‬ق‪77 7‬ال ش‪77 7‬عيب األرن‪77 7‬ؤوط‪:‬‬
‫‪ ƒ‬اآليت‪.‬‬ ‫إسناده صحيح على شرط الشيخني]‪.‬‬

‫القول الرابع‪( :‬ال تُصام أيام التشريق‪ ،‬ويستثىن من ذلك املتمتع الذي مل جيد اهلدي ومل يستطع الصيام قبل عيد األضحى)‪ ،‬لداللة احلديث الظاهرة على مساواة أيام التشريق يف احلكم‬
‫الراجح‬
‫مع عيدي الفطر واألضحى‪ ،‬وللرتخيص بصيامه للمتمتع‪ 7‬كما يف حديث ابن عمر وعائشة ‪ƒ‬‬
‫حيرم صيام التطوع يف أيام التشريق وجيوز ملن مل جيد‬ ‫يكره صيام التطوع يف‬ ‫جيوز صيام التطوع يف أيام التشريق‬ ‫ملن مل جيد اهلدي ومل يكن قد صام‬
‫حيرم صيام أيام التشريق ْ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اهلدي ومل يكن قد صام ثالثة أيام قبل العيد‬ ‫أيام التشريق لغري املتمتع‬ ‫ثالثة أيام ومن باب أوىل صيام النفل‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/575‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/81‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/332‬وكتاب اخلصال (ص‪ ،)12‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/374‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/477‬واجملموع‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)6/445‬واملغين (‪ ،)4/425‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)1/452‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم صيام يوم الجمعةـ‬ ‫مســألــة (‪)53‬‬
‫يوما‪ ،‬واتفقوا أنه إذا صام قبل يوم اجلمعة بيوم أو بعده بيوم فال حرج يف صيامه‪ ،‬واختلفوا يف حكم إفراد يوم‬
‫يوما ويفطر ً‬
‫ال إشكال يف جواز إفراد يوم اجلمعة بالصيام إذا كان ذلك يوافق صومه‪ ،‬كمن يصوم ً‬ ‫تحرير محل‬
‫اجلمعة بصيام النافلة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يكره إفراد يوم اجلمعة بالصيام‬ ‫(ال) يكره إفراد يوم اجلمعة بالصيام‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫‪145‬‬‫ونسبتها‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف إفراد صيام يوم اجلمعة‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬ابرا‪ :‬أمسعت رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬هنى أ ْن يُف‪77‬رد ي‪7‬وم اجلمع‪77‬ة‬ ‫(أن النيب ‪ ‬كان يصوم ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬قال‪ :‬وما رأيته يُفطر * حديث جابر ‪َّ :‬‬
‫(أن رجاًل سأل ج ً‬ ‫* حديث ابن مسعود ‪َّ :‬‬
‫ورب البيت) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ي ‪77‬وم اجلمع ‪77‬ة) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬طب‪ /‬أمحد‪ /‬ق ‪77‬ال الرتم ‪77‬ذي‪ :‬حس ‪77‬ن غ ‪77‬ريب‪ /‬وحس ‪77‬ن إس ‪77‬ناده بصوم؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم ِّ‬
‫* حديث أيب هريرة ‪‬قال ‪( :‬ال يصوم أحدكم يوم اجلمعة‪ ،‬إال أ ْن يصوم قبله‪ ،‬أو يص‪77‬وم‬ ‫األلباين]‪ ،‬ظاهره جواز صيام يوم اجلمعة مطل ًقا‪.‬‬
‫بعده) [خ‪ /‬م]‪ ،‬جنمع بني األحاديث‪ ،‬فنحمل الكراهة على إفراد يوم اجلمعة بالصيام‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث أم املؤمنني جويرية ~‪( :‬أن رسول اهلل ‪ ‬دخل عليها يوم اجلمعة وهي صائمة‪،‬‬
‫غدا؟‪ ،‬قالت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فأفطري)‬
‫فقال‪ :‬أصمت أمس؟‪ ،‬قالت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬أتريدين ْأن تصومي ً‬
‫[خ]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يُكره إفراد يوم اجلمعة بالصيام)‪ ،‬ودليلهم نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وليس يف حديث ابن مسعود ‪ ‬ما يدل على جواز إفراد يوم اجلمعة بالصيام‪ ،‬فيمكن محله على صيام األيام البيض‬
‫الراجــح‬
‫(الغُرر)‬
‫من أفرد يوم اجلمعة بصيام ٍ‬
‫نفل بال عادة له أو موافقة لصيام مستحب‪ 7‬كعرفة كره له‬ ‫من أفرد يوم اجلمعة بصيام ٍ‬
‫نفل بال عادة له أو موافقة لصيام مستحب‪ 7‬كعرفة استحب له‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ذلك‬ ‫ذلك‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/575‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/407‬وفتح القدير (‪ ،)2/350‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/284‬وجامع األمهات (ص‪ ،)178‬واملهذب (‪،)1/346‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪ ،)1/245‬واملغين (‪ ،)4/426‬واملمتع يف شرح املقنع (ص‪)56‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم صيام يوم الشك‬ ‫مســألــة (‪)54‬‬
‫يوم الشك هو‪ :‬يوم الثالثني من شعبان إذا كان يف السماء ما مينع رؤية اهلالل من غيم أو قرت‪ .‬أو إذا حتدث الناس برؤية اهلالل ومل يشهد هبا أحد‪ ،‬أو شهد هبا مجع ال يعتد‬
‫فإن ُغ َّم‬
‫بشهادهتم‪ .‬وقد ذهب مجهور العلماء إىل أ ّن النهي عن صيام يوم الشك يكون إذا صامه املسلم على أنَّه من شهر رمضان‪ ،‬حلديث‪( :‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته‪ْ ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫الشك يوم االثنني‪ ،‬ومل يكن صيامه‬
‫تطوعا بال عادة‪ ،‬كمن كان عادته ْأن يصوم يوم االثنني‪ ،‬ووافق يوم ّ‬‫حتري صيام يوم الشك ً‬ ‫عليكم فأكملوا العدة ثالثني) [م]‪ ،‬واختلفوا يف ِّ‬ ‫الخالف‬
‫مواصلة لصيام أيام قبله‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫‪145‬‬

‫حتري صيام يوم الشك‬


‫جيوز ِّ‬ ‫تطوعا إال أن يوافق عادة‬
‫حتري صيام يوم الشك ً‬ ‫يكره ِّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي (كراهة حترمي)‪ /‬أمحد (كراهة تنزيه)‬
‫ظاهر تعارض النهي عن صوم يوم الشك مع فعله ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث عمار ‪ ‬قال‪( :‬من صام يوم الش‪7‬ك‪ 7‬فق‪77‬د عص‪77‬ى أب‪77‬ا القاسم) * ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬ك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يص‪77‬وم ح‪77‬ىت نق‪77‬ول‪ :‬ق‪77‬د ص‪77‬ام‪ ،‬ويفط‪77‬ر‬
‫صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان‪ ،‬كان يص‪77‬وم‬ ‫حىت نقول‪ :‬قد أفطر‪ ،‬ومل أره ً‬ ‫[د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬قط‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬دا‪ /‬وصححه غري واحد]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫(أن الن‪7‬يب ‪ ‬مل يكن يص‪7‬وم يف‬ ‫* عن أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ال تتقدموا رمضان بيوم وال ي‪7‬ومني‪ ،‬إال الشهر كله‪ ،‬كان يصوم ش‪7‬عبان إال قلياًل ) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ورواي‪7‬ة‪َّ :‬‬
‫تاما إال شعبان‪ ،‬يصل به رمضان) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حم]‪.‬‬ ‫شهرا ً‬
‫السنة ً‬ ‫صوما كان يصومه أحدكم فليصمه) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫أ ْن يوافق ذلك ً‬
‫يدل على جواز ذلك‪ ،‬فليس فيه حتري لصيام‬
‫تطوع ا)‪ ،‬لألحاديث الصرحية الدالة على النهي عن ذلك‪ ،‬وحديث عائشة ~ ال ّ‬
‫القول األول‪( :‬حيرم صيام يوم الشك ً‬ ‫الراجــح‬
‫تطوعا‪َّ ،‬‬
‫ألن من عادته ‪ ‬اإلكثار من صيام شهر شعبان‬ ‫الشك ً‬
‫يوم ّ‬
‫تطوعا على غري عادته فيؤجر على فعله‬
‫من صام يوم الشك‪ً 7‬‬ ‫تطوعا على غري عادته فقد خالف السنة وأمث بذلك‬
‫من صام يوم الشك ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/576‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)2/78‬ودرر احلكام (‪ ،)1/198‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/348‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)78‬والبيان (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/557‬واجملموع (‪ ،)6/399‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/451‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/319‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم صيام يوم السبت‬ ‫مســألــة (‪)55‬‬
‫وردا‪ ،‬واخلالف‬
‫مفرد ا‪ -‬ومثله صيام املنذور وقضاء الفوائت وصيام الكفارة‪ ،‬وكذا ما وافق السنة كيوم عرفة وعاشوراء‪ ،‬أو وافق ً‬
‫ال إشكال يف جواز صيام يوم السبت للفريضة ‪-‬ولو كان ً‬ ‫تحرير محل‬
‫يف حكم صيام يوم السبت (نافلة) هل جيوز؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫مفردا‬
‫جيوز صيام يوم السبت ً‬ ‫يوما بعده‬
‫يوما قبله أو ً‬
‫جيوز صيام يوم السبت إذا صام ً‬ ‫مفردا كان أو مضافًا ليوم‬
‫مينع (حترميًا أو كراهةً) صيام يوم السبت ً‬
‫مالك‪ /‬ابن حجر‪ /‬أبو داود‬ ‫اجلمهور‬ ‫قبله أو بعده‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫بعض احملدثني‬
‫اختالفهم يف تصحيح ما روي عنه ‪ ‬أنَّه قال‪( :‬ال تصوموا يوم السبت‪ ،‬إال فيما افرُت ض عليكم)‪[ 7‬د‪ /‬حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬وقد حسنه غري واحد‪ /‬وأعله‪ 7‬النسائي ووصفه باالضطراب]‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن الن‪77 7 7‬يب ‪  ‬ح ‪77‬ديث أم س ‪77‬لمة ~ ق‪77‬الت‪( :‬أك ‪77‬ثر ص‪77‬وم رس ‪77‬ول اهلل‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث جويري‪77 7 7‬ة بنت احلارث ~‪َّ :‬‬ ‫* قول ‪77‬ه ‪( :‬ال تص ‪77‬وموا ي ‪77‬وم الس ‪77‬بت‪ ،‬إال فيم ‪77‬ا اف ‪77‬رتض عليكم)‪،‬‬
‫دخ‪77 7‬ل عليه‪77 7‬ا ي‪77 7‬وم اجلمع‪77 7‬ة وهي ص‪77 7‬ائمة‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪ :‬ص‪77 7‬مت ‪ ‬الس ‪77 7‬بت واألح ‪77 7‬د‪ ،‬ويق ‪77 7‬ول‪ :‬يوم ‪77 7‬ا عي ‪77 7‬د للمش ‪77 7‬ركني‬ ‫ويف رواي ‪77 7‬ة‪( :‬ول ‪77 7‬و مل جيد أح ‪77 7‬دكم إال حلاء ش ‪77 7‬جرة فليفط ‪77 7‬ر علي ‪77 7‬ه)‬
‫أمس؟‪ ،‬ق ‪77 7‬الت‪ :‬ال‪ ،‬فق ‪77 7‬ال‪ :‬تري ‪77 7‬دين أن تص ‪77 7‬ومي غ ‪7ً 7 7‬دا؟‪ ،‬فأحب أ ْن أخالفهم) [خز‪ /‬حم‪ /‬ن‪ /‬كم‪ /‬طب]‪.‬‬ ‫[حب‪ /‬ن‪ /‬ج‪77 7 7 7 7‬ه‪ /‬د]‪ ،‬دل احلديث‪ 7‬على من ‪77 7 7‬ع الص ‪77 7 7‬وم مطل ًق‪77 7 7‬ا لغ ‪77 7 7‬ري‬
‫ق ‪77 7‬الت‪ :‬ال‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬ف ‪77 7‬أفطري) [خ]‪ ،‬ه ‪77 7‬ذا احلديث ناس ‪77 7‬خ ‪ ‬حديث‪( :‬من صام رمضان مث أتبعه بست من شوال‪،‬‬ ‫الفرض‪ ،‬ومل يستثن من الصورة صيام ي‪7‬وم قبل‪77‬ه أو ي‪77‬وم بع‪77‬ده كص‪77‬يام‬ ‫األدلــة‬
‫‪7‬إن الي‪77‬وم ال‪77‬ذي بع‪77‬د كان كصيام الدهر) [م]‪ ،‬فقد يكون منها يوم السبت‪.‬‬ ‫حلديث‪( 7:‬ال تص‪77‬وموا ي‪77‬وم الس‪77‬بت)‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬ ‫ي‪77‬وم اجلمع‪77‬ة‪ ،‬فلم‪77‬ا خص ص‪77‬ورة الف‪77‬رض ب‪77‬اإلذن علم تن‪77‬اول النهي ملا‬
‫اجلمعة‪ 7‬هو السبت‪.‬‬ ‫قبلها‪.‬‬
‫‪ ‬مينع صوم السبت ملا فيه من تعظيم اليوم الذي تعظمه اليهود‪.‬‬
‫يوما بعده)‪ ،‬وهبذا جنمع بني األحاديث‪ ،‬فنحمل حديث‪( :‬ال تصوموا يوم السبت) على اإلفراد‪ ،‬وحنمل حديث‪( :‬كان أكثر‬
‫يوما قبله أو ً‬
‫القول الثاين‪ :‬جيوز صيام يوم السبت إذا صام ً‬ ‫الراجــح‬
‫صيامه ‪ ‬السبت واألحد) على أنّه صام األحد مع السبت‬
‫مفردا استحب له ذلك‬
‫من صام يوم السبت ً‬ ‫من صام قبل يوم السبت بيوم أو بعده بيوم فقد وافق‬ ‫حمرما‪/‬‬
‫مفردا فقد خالف السنة أو فعل شيًئا ً‬
‫من صام يوم السبت ً‬
‫السنة‪ /‬وإذا وافق يوم عرفة يوم السبت صيامه لعدم‬ ‫وإذا وافق يوم عرفة يوم السبت أفطر وله أجر االمتثال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ختصيصه بالصيام‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،)1/578( :‬بدائع الصنائع (‪ ،)2/79‬ومراقي الفالح شرح نور اإليضاح (ص‪ ،)237‬والنوادر والزيادات (‪ ،)1/76‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)78‬واجملموع (‪،)6/439‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪ ،)3/155‬واملغين (‪ ،)4/428‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/494‬فيض القدير شرح اجلامع الصغري (‪)6/530‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم صيام الدَّهر‬ ‫مســألــة (‪)56‬‬
‫ضررا عليه أو ّفوت‬
‫يوما) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فصام ‪ ‬شطر (نصف) الدهر‪ ،‬واتفقوا على كراهة صيام الدهر ملن خاف ً‬ ‫يوما ويفطر ً‬‫ثبت يف السنة َّأن أفضل الصيام صيام داود ‪( :‬كان يصوم ً‬ ‫تحرير محل‬
‫حًقا‪ ،‬واختلفوا يف صيام الدهر حبيث ال يفطر إال يومي العيد وأيام التشريق‪ ،‬وال يلحق الصائم من ذلك ضرر وال يفوت حقًّا‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز صيام الدهر‬ ‫تنزيها)‬
‫مينع صيام الدهر (كراهةً أو ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (اجلمهور)‪7‬‬ ‫أبو حنيفة‬
‫هل النهي عن صيام الدهر معلل‪ 7،‬فإذا انتفت العلة انتفى احلكم أم ليس مبعلل؟‪ ،‬فاحلكم يدور مع علّته (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* األح‪77‬اديث الدال‪77‬ة على النهي عن ص‪77‬يام ال‪77‬دهر كقول‪77‬ه ‪ ‬لعب‪77‬د اهلل بن عم‪77‬رو * ألن النهي عن ص‪77 7 7 7‬يام ال‪77 7 7 7‬دهر إمنا خلوف الض‪77 7 7‬عف واملرض‪ ،‬ف‪77 7 7‬إذا انتفى ذل‪77 7 7 7‬ك انتفى النهي‪،‬‬
‫الع‪77‬اص ‪( :‬إمنا يكفي‪77‬ك من ك‪77‬ل ش‪77‬هر ثالث‪77‬ة أي‪77‬ام ‪-‬إىل أ ْن ق‪77‬ال‪ :-‬أح‪77‬د عش‪77‬ر فاحلكم يدور مع علته‪.‬‬
‫يوم‪77‬ا‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬إيِّن أطي‪77‬ق أك‪77‬ثر من ذل‪77‬ك‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬ال ص‪77‬وم ف‪77‬وق ‪ ‬حديث محزة األسلمي ‪ ‬قال‪( :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إين رجل أسرد الصوم‪ ،‬أفأصوم يف السفر؟‪،‬‬ ‫ً‬
‫صيام داود‪ ،‬شطر الدهر‪ ،‬صيام يوم وإفطار يوم)‪ ،‬ورواية‪( :‬ه‪77‬و أفض‪77‬ل الص‪77‬يام‪ ،‬فقال ‪ :‬صم إ ْن شئت‪ ،‬وأفطر إ ْن شئت) [م]‪ ،‬ومل ينكر عليه ‪ ‬سرد الصوم‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪7‬أولوا النهي‬
‫‪7‬ح عن بعض الص‪77‬حابة ‪ ‬أهنم ك‪7‬انوا يس‪7‬ردون الص‪77‬وم بع‪7‬د م‪77‬وت النيب ‪ ،‬وت ّ‬ ‫‪ ‬صّ‬ ‫وال أفضل من ذلك) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب قت‪7‬ادة ‪( :‬قي‪7‬ل‪ :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬فكي‪7‬ف مبن ص‪7‬ام ال‪7‬دهر؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬أنّه عن صيام مجيع األيام مبا فيها أيام العي‪7‬د والتش‪7‬ريق‪ ،‬منهم أب‪7‬و طلح‪7‬ة‪ ،‬ص‪7‬ام أربعني س‪7‬نة [خ]‪،‬‬
‫وعمر‪ ،‬وابنه عبد اهلل‪ ،‬وأبو أمامة‪ ،‬وعائشة ‪[ ‬هق]‪.‬‬ ‫ال صام وال أفطر) [م]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز صيام الدهر) ملن ال يشق عليه ذلك‪ ،‬أخ ًذا بفهم الصحابة ‪ ‬للنصوص املانعة من ذلك‪ ،‬بل نقل هذا القول عن مجاهري العلماء‬ ‫الراجــح‬
‫من صام الدهر فقد أحسن‬ ‫من صام الدهر فقد أساء وخالف سنة النيب ‪‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/578‬النتف يف الفتاوى للسغدي‪ ،)1/146( 7‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/332‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/392‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/260‬والبيان‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)3/553‬واجملموع (‪ ،)6/388‬واملغين (‪ ،)4/429‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/319‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم صيام النصف ِ‬
‫اآلخر من شعبان‬ ‫مســألــة (‪)57‬‬
‫يسن صيام النصف األول من شعبان من اليوم األول إىل يوم (‪ )15‬من شعبان‪ ،‬واتفقوا على مشروعية صيام النصف ِ‬
‫اآلخر من شعبان من اليوم (‪ )16‬إىل اليوم (‪ )30‬ملن‬
‫تحرير محل‬
‫قضاء أو كفارًة‪ ،‬أو وصل ما بعد‬
‫نذرا أو ً‬‫يوما‪ ،‬أو ممن يصوم يوم االثنني واخلميس فصادف ما بعد النصف‪ ،‬أو كان يصوم ً‬
‫يوما ويفطر ً‬
‫اعتاد صوم الدهر أو كان ممن يصوم ً‬ ‫الخالف‬
‫خص النصف األخري من شعبان بصوم نافلة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫النصف مبا قبل النصف‪ ،‬واختلفوا يف حكم من ّ‬ ‫‪145‬‬
‫جيوز ختصيص صيام النصف األخري من شعبان‬ ‫حيرم ختصيص صيام النصف األخري من شعبان‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫الشافعي‬
‫ظاهر تعارض هنيه ‪ ‬مع فعله (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث أيب هريرة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ال ص‪77‬وم بع‪77‬د * حديث أم سلمة ~ قالت‪( :‬م‪7‬ا رأيت رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يص‪7‬وم ش‪7‬هرين متت‪7‬ابعني إال ش‪7‬عبان ورمض‪7‬ان)‪ ،‬ورواي‪7‬ة‪:‬‬
‫تام‪77‬ا إال ش ‪77‬عبان‪ ،‬يص ‪77‬ل ب ‪77‬ه رمض ‪77‬ان) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬وأص ‪77‬له عن ‪77‬د البخ ‪77‬اري‬
‫‪7‬هرا ً‬
‫النص ‪77‬ف من ش ‪77‬عبان ح ‪77‬ىت رمض ‪77‬ان) [د‪ /‬ت‪ /‬ج ‪77‬ه‪( /‬مل يكن يص ‪77‬وم يف الس ‪77‬نة ش ‪ً 7‬‬ ‫األدلــة‬
‫ومسلم بلفظ‪( :‬كان يصوم شعبان كله)]‪.‬‬ ‫هق‪ /‬دا‪ /‬وصححه الرتمذي واأللباين]‪.‬‬
‫* حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬كان رسول اهلل ‪ ‬يُقرن ‪-‬يصل‪ -‬شعبان برمضان) [طح‪ /‬جممع‪ /‬طب‪ /‬ويف سنده مقال]‪.‬‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وميكن محل األحاديث اليت استدل هبا اجلمهور‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز ختصيص صيام النصف األخري من شعبان)‪ ،‬وحديث أيب هريرة ‪ّ ‬‬ ‫الراجــح‬
‫على َّ‬
‫أن املراد صوم نصف شعبان الثاين مع ما قبله‪ ،‬وهبذا ميكن اجلمع بني األحاديث‬
‫من خص النصف األخري من شعبان بصيام ومل تكن له عادة أجر‬ ‫من خص النصف األخري من شعبان بصيام ومل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫تكن له عادة أمث‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/578‬واللباب يف اجلمع‪ 7‬بني السنة والكتاب (‪ ،)1/407‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/332‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/241‬وحاشية العدوي على‬
‫مراجع المسألــة‬
‫كفاية الطالب الرباين (‪ ،)2/407‬وحتفة احملتاج (‪ ،)3/417‬وفتح املعني (‪ ،)2/273‬والفروع (‪ ،)5/98‬واإلنصاف (‪)3/348‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما يجب على من أفطر في صوم التَّطوع (بال عذر)‬ ‫مســألــة (‪)58‬‬
‫تطوعا مث أفطر (بال عذر) ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تطوعا مث أفطر (لعذر) فال شيء عليه‪ ،‬واختلفوا فيمن صام ً‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن من صام ً‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫من أفطر يف صيام التطوع بال عذر فال قضاء عليه لليوم الذي أفطر فيه‬ ‫من أفطر يف صيام التطوع بال عذر فعليه قضاء اليوم الذي أفطر‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫فيه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫اختالف ظاهر اآلثار فيمن أفطر يف صوم التطوع بال عذر‪ /‬وهل يُقاس صوم التطوع على صالة التطوع أم على حج التطوع؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث أم هانئ ~ قالت‪( :‬ملا كان يوم فتح مكة جاءت فاطم‪77‬ة فجلس‪77‬ت عن يس‪77‬ار رس‪77‬ول اهلل‬ ‫* ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة وحفص‪77‬ة ‪ ƒ‬زوجي الن‪77‬يب ‪ ‬أهنم‪77‬ا‪( :‬أص‪77‬بحتا‬
‫‪ ،‬وجلست أنا عن ميينه‪ ،‬فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب‪ ،‬فناولته للن‪7‬يب ‪ ،‬فش‪77‬رب من‪7‬ه مث ن‪7‬اولين‬ ‫ص ‪77‬ائمتني متطوع ‪77‬تني‪ ،‬فأه ‪7ِ 7‬دي إليهم ‪77‬ا طع ‪77‬ام فأفطرت ‪77‬ا علي ‪77‬ه‪ ،‬ف ‪77‬دخل‬
‫إي ‪77‬اه فش ‪77‬ربت من ‪77‬ه‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪ ،‬لق ‪77‬د أفط ‪77‬رت‪ 7‬وكنت ص ‪77‬ائمة‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬أكنت تقض ‪77‬ني‬ ‫عليهما رس‪77 7 7 7‬ول اهلل ‪ ،‬فق‪77 7 7 7‬الت حفص‪77 7 7 7‬ة‪ :‬ي‪77 7 7 7‬ا رس‪77 7 7 7‬ول اهلل‪ ،‬إين‬
‫تطوع‪77‬ا)‪ ،‬ويف رواي‪77‬ة‪( :‬الص‪77‬ائم املتط‪77‬وع أم‪77‬ري نفس‪77‬ه‪ ،‬إ ْن‬
‫ش‪77‬يئا؟‪ ،‬ق‪77‬الت‪ :‬ال‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬فال يض‪77‬رك إ ْن ك‪77‬ان ً‬ ‫أص ‪77‬بحت أن ‪77‬ا وعائش ‪77‬ة ص ‪77‬ائمتني متطوع ‪77‬تني‪ ،‬فأه ‪77‬دي إلين ‪77‬ا طع ‪77‬ام‬
‫شاء صام‪ ،‬وإ ْن شاء أفطر) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬كم‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬ ‫يوما آخر) [ط‪77‬أ‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬د‪/‬‬ ‫فأفطرنا عليه‪ ،‬فقال ‪( :‬اقضيا مكانه ً‬ ‫األدلــة‬
‫علي رسول اهلل ‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا خبَّأت لك ِخبًئا‪ ،‬فقال ‪:‬‬ ‫* حديث عائشة ~ قالت‪( :‬دخل َّ‬
‫هق‪ /‬بز‪ /‬وهو مرسل‪ ،‬وسنده ضعيف]‪.‬‬
‫أما إين كنت أريد الصيام‪ ،‬ولكن قربيه) [م]‪.‬‬
‫* قياس صيام التطوع على حج التطوع‪ ،‬وق‪77‬د أمجع‪77‬وا على َّ‬
‫أن من‬
‫أن من خرج من صالة التطوع فليس‬ ‫* قياس صيام التطوع على صالة التطوع‪ ،‬وقد أمجعوا على َّ‬ ‫متطوعا وخرج منهما َّ‬
‫فإن عليه القضاء‪.‬‬ ‫ً‬ ‫دخل يف احلج والعمرة‬
‫عليه القضاء‪.‬‬ ‫* حيمل حديث أم هانئ (اآليت) على النسيان‪.‬‬
‫ألن احلج له حكم خاص‪ ،‬وهو َّ‬
‫أن املفسد له يلزمه املسري فيه إىل‬ ‫وألن قياس الصوم على الصالة أشبه منه على احلج‪َّ ،‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال قضاء عليه)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪َّ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫آخره‬
‫من أفسد صيام التطوع مل يأمث ومل جيب عليه القضاء إال إذا شاء‬ ‫يوما غريه‬
‫من أفسد صيام التطوع أمث وقضى ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/579‬وإيثار اإلنصاف يف آثار اخلالف (ص‪ ،)90‬والغرة املنيفة (ص‪ ،)70‬والتفريع (ص‪ ،)144‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/282‬واألم‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫للشافعي (‪ ،)2/112‬وفتح العزيز (‪ ،)6/464‬واملغين (‪ ،)3/89‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/54‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما يجب على من أفطر في صوم التَّطوع ناسيًا‬ ‫مســألــة (‪)59‬‬
‫ناسيا ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تطوعا مث أفطر ً‬ ‫أمجعوا على َّأن من صام ً‬
‫تطوعا مث أفطر لعذر فال شيء عليه‪ ،‬واختلفوا فيمن صام ً‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫من أفطر يف صيام التطوع ناسيًا فعليه القضاء‬ ‫من أفطر يف صيام التطوع ناسيًا فال شيء عليه‬
‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫ابن عُليَّة‬ ‫اجلمهور‬
‫هل يُقاس صوم التطوع على صالة التطوع أم على حج التطوع؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن من دخ ‪77‬ل يف‬ ‫* ح‪77‬ديث أم ه‪7‬اين ~ ق‪7‬الت‪( :‬ملا ك‪7‬ان ي‪7‬وم فتح مك‪7‬ة ج‪7‬اءت فاطم‪7‬ة فجلس‪77‬ت عن يس‪7‬ار رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬وجلس‪7‬ت * القي ‪77‬اس على احلج‪ ،‬فق‪77‬د أمجع‪77‬وا على َّ‬
‫فإن عليه القضاء‪.‬‬ ‫متطوعا وخرج منهما َّ‬‫ً‬ ‫أن‪77‬ا عن ميين‪77‬ه‪ ،‬فج‪77‬اءت الولي‪77‬دة بإن‪77‬اء في‪77‬ه ش‪77‬راب‪ ،‬فناولت‪77‬ه للن‪77‬يب ‪ ،‬فش‪77‬رب من‪77‬ه مث ن‪77‬اولين إي‪77‬اه فش‪77‬ربت من‪77‬ه‪ ،‬فقلت‪ :‬ي‪77‬ا احلج والعمرة‬
‫تطوعا)‪[ ،‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ق‪7‬ط‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬كم‪ /‬وه‪7‬و * القي ‪77‬اس على من أفس ‪77‬د حج التط ‪77‬وع ناس ‪77‬يًا فإنَّه جيب‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬لقد أفطرت وكنت صائمة‪ ،‬فقال ‪( :‬ال يضرك إن كان ً‬
‫عليه القضاء‪.‬‬ ‫صحيح]‪ ،‬حيمل هذا احلديث على أن ّأم هانئ ~ أفطرت ناسية ومل يأمرها ‪ ‬بالقضاء‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫* القياس على من أفسد صالة التطوع ناسيًا‪ ،‬فال جيب عليه القضاء‪.‬‬
‫فليتم صومه‪ ،‬فإمنا أطعمه اهلل وسقاه) [متفق]‪،‬‬ ‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا أكل أحدكم أو شرب ناسيًا ّ‬
‫فإذا ُعذر اإلنسان بالنسيان يف صيام الفرض فهو معذور من باب أوىل يف صيام النافلة‪ ،‬كما لو أفطر بعذر‪.‬‬
‫علما بأن تصور املسألة عند اإلمام مالك واضح‪ ،‬ألنه يرى فطر من‬ ‫فرضا معذور بالفطر ناسيا فمن باب أوىل الصائم نفاًل ‪ً ،‬‬ ‫القول األول‪( :‬ال قضاء عليه)‪ ،‬فإن كان الصائم ً‬
‫متعمدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ألن من أكل أو شرب ناسيًا فهو باق على صومه أصاًل ومل يفطر‪ ،‬فإ ْن متادى يف ذلك فهو أفطر‬ ‫أن تصور املسألة يصعب عند بقية األئمة‪َّ ،‬‬ ‫أكل أو شرب ناسيًا‪ ،‬إال َّ‬ ‫الراجــح‬
‫وليس ناسيًا‬
‫من أفطر ناسيا يف صيام النفل مل يأمث وعليه قضاء ذلك‬ ‫من أفطر ناسيا يف صيام النفل مل يأمث وليس عليه قضاء‬
‫ثمرة الخالف‬
‫اليوم‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/580‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/90‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/322‬والنوادر والزيادات (‪ ،)1/50‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)1/256‬واألم للشافعي (‪،)7/70‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)3/468‬واملغين (‪ ،)4/367‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/343‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫كتاب االعتكاف‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬ ‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬ ‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫التسلسلي‬
‫‪146‬‬
‫مطلق النذر باالعتكاف هل من شرطه التتابع؟‬ ‫‪70‬‬ ‫العمل الذي يخص المعتكف (وخروجه من المسجد)‬ ‫‪60‬‬
‫خروج المعتكف من المسجد لغير حاجة‬ ‫‪71‬‬ ‫المسجد الذي يصلح للرجال االعتكاف فيه‬ ‫‪61‬‬
‫هل للمعتكف أ ْن يدخل بيتًا (سقفا) غير بيت مسجده؟‬ ‫‪72‬‬ ‫حكم االعتكاف في غير المسجد‬ ‫‪62‬‬
‫حكم البيع والنكاح في المسجد للمعتكف‬ ‫‪73‬‬ ‫مكان اعتكاف المرأة‬ ‫‪63‬‬
‫هل ينفع المعتكف شرط إذا شرطه أثناء االعتكاف؟‬ ‫‪74‬‬ ‫أقل زمان االعتكاف‬ ‫‪64‬‬
‫نذرا‪ -‬بالخروج من المسجدـ‬
‫الحكم إذا انقطع التتابع ‪-‬للمعتكف ً‬ ‫‪75‬‬ ‫الوقت الذي يدخل فيه المعتكف إلى اعتكافه (إذا نذر‬ ‫‪65‬‬
‫(لعذر المرض)‬ ‫االعتكاف)‬
‫هل يفسد االعتكاف بالجنون أو اإلغماء؟‬ ‫‪76‬‬ ‫وقت خروج المعتكف من معتكفهـ لمن اعتكف العشر‬ ‫‪66‬‬
‫األواخر من رمضان‬
‫ما يجب على المعتكف إذا قطع اعتكافه بدون عذر‬ ‫‪77‬‬ ‫هل الصوم شرط لصحة االعتكاف؟‬ ‫‪67‬‬
‫هل يفسد االعتكاف بفعل كبيرة؟‬ ‫‪78‬‬ ‫هل يفسد االعتكاف بفعل ما دون الجماع؟‬ ‫‪68‬‬
‫خروج المعتكف من المسجد لغير حاجة‬ ‫‪79‬‬ ‫ما يجب على المجامع في اعتكافه‬ ‫‪69‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫العمل الذي يخص المعتكف (وخروجه من المسجد)‬ ‫مســألــة (‪)60‬‬
‫إمجاعا‪ ،‬وواجب بالنذر‪ ،‬ويكون يف رمضان أكثر منه يف غريه‪ ،‬وخباصة يف العشر األواخر منه‪،‬‬ ‫االعتكاف هو‪( :‬اللُّبث يف املسجد من شخص خمصوص بنية)‪ ،‬وهو مندوب إليه بالشرع ً‬
‫تحرير محل‬
‫حلديث عائشة ~ قالت‪( :‬كان النيب ‪ ‬يعتكف العشر األواخر من رمضان حىت قبضه اهلل) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفقوا َّأن من أعمال املعتكف؛ الصالة وذكر اهلل تعاىل‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬واتفقوا َّأن‬
‫الخالف‬
‫للمعتكف اخلروج من املسجد ملا ال بد له منه‪ ،‬كقضاء احلاجة‪ ،‬واختلفوا هل جيوز له اخلروج من املسجد ألعمال الُقرب اليت يلزم منها اخلروج؛ كدفن اجلنازة وعيادة املريض وصلة الرحم‬
‫وحنوها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫‪145‬‬
‫عمل املعتكف؛ مجيع أعمال القرب والرب املختصة باآلخرة (داخل املسجد‬ ‫عمل املعتكف؛ الصالة وذكر اهلل وقراءة القرآن وبقية القرب (داخل املسجد)‬
‫وخارجه)‬ ‫األئمة األربعة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن وهب (مالكي)‪ /‬الثوري‬
‫َّ‬
‫ألن العمل الذي خيص املعتكف مسكوت عنه يف الشرع‪ ،‬وليس فيه حد مشروع بالقول‪ /‬واختالف اآلثار عن الصحابة‬ ‫سبب الخالف‬
‫ض‪7‬ا‪ ،‬وال يش‪77‬هد جن‪77‬ازة‪ ،‬وال خيرج * ق ‪77‬ال علي ‪( :‬إذا اعتك ‪77‬ف الرج ‪77‬ل فليش ‪77‬هد اجلمع ‪77‬ة‪ ،‬وليع ‪77‬د املريض‪ ،‬وليحض ‪77‬ر‬ ‫* ق‪77‬الت عائش‪77‬ة ~‪( :‬الس‪7‬نة للمعتك‪77‬ف أ ْن ال يع‪77‬ود مري ً‬
‫اجلنازة) [عب‪ /‬حم‪ /‬أثر]‪.‬‬ ‫حلاجته إال ملا ال بد له منه) [د‪ /‬هق‪ /‬وال تثبت كلمة (السنة) يف األثر]‪.‬‬
‫ألن االعتكاف حبس النفس على ال ُقرب األخرويّة كلها‪.‬‬ ‫ألن االعتك ‪77‬اف حبس النفس على األفع ‪77‬ال املختص ‪77‬ة باملس ‪77‬اجد‪ ،‬فه ‪77‬و من جنس الص ‪77‬الة * َّ‬ ‫* َّ‬
‫والطواف‪ :‬ﮋ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﮊ [البقرة‪.]125:‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬ك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يُ‪77‬دين إيل رأس‪77‬ه وه‪77‬و يف املس‪77‬جد‬
‫الرب أهم من تسريح الشعر‪.‬‬ ‫فأرجله) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واالشتغال بالعلم وكتابته وأعمال ّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ ‬حديث عائشة ~ قالت‪( :‬كان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬إذا اعتك‪7‬ف ال ي‪7‬دخل ال‪77‬بيت إال حلاج‪77‬ة‬
‫ألن الفعل الذي يتع ّدى نفعه للناس أهم وأنفع‪.‬‬‫‪َّ ‬‬ ‫أن املعتكف ال خيرج من املسجد‪.‬‬ ‫اإلنسان) [متفق]‪ 7،‬فدل َّ‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬عمل املعتكف؛ الصالة والذكر والقرآن وصالة اجلنازة وصلة الرحم وغريها داخل املسجد)‪ ،‬أما بقية القرب اليت يلزمها اخلروج من املسجد فال يفعلها‪7‬‬
‫الراجــح‬
‫إذا مل يشرتط (عند من يقول جبواز االشرتاط)‬
‫مريضا خارج املسجد أو شهد جنازة حال كونه معتك ًفا‪( 7‬مل) ينقطع‬
‫من عاد ً‬ ‫مريضا خارج املسجد أو شهد جنازة حال كونه معتك ًفا‪ 7‬انقطع اعتكافه‬
‫من عاد ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اعتكافه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/583‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/118‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/114‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/236‬والتفريع (ص‪،)158‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)3/495‬واجملموع (‪ ،)6/347‬واملغين (‪ ،)4/469‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/358‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫المسجد الذي يصلح للرجال االعتكاف فيه‬ ‫مســألــة (‪)61‬‬
‫أمجع األئمة األربعة َّأن االعتكاف (للرجال) يكون يف املسجد‪ ،‬وهو شرط لصحة االعتكاف‪َّ ،‬‬
‫وأن مباشرة ّالنساء حرام على املعتكف يف املسجد‪ ،‬واختلفوا أي املساجد اليت يصلح فيها‬ ‫تحرير محل‬
‫االعتكاف؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫ال يصح االعتكاف إال يف‬ ‫يصح االعتكاف يف كل مسجد (على خالف هل يلزم أ ْن تقام فيه اجلماعة أم ال؟)‬ ‫يعتكف الرجال يف املساجد الثالثة‬
‫مسجد يُصلَّى فيه اجلمعة‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (مشهور)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫الرحال‬
‫اليت يُش ّد إليها ِّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية ابن احلكم)‬ ‫حذيفة ‪ /‬سعيد بن املسيب‬
‫‪145‬‬

‫ظاهر معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب الخالف‬


‫* قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ [البقرة‪ 7،]187:‬االعتكاف عام لكل * ح‪77 7 7 7‬ىت ال ينقط‪77 7 7 7 7‬ع عم‪77 7 7 7 7‬ل‬ ‫* ألن الن ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬يب ‪ ‬اعتك ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ف يف‬
‫املعتك ‪77 7‬ف ب ‪77 7‬اخلروج إىل ص‪77 7 7‬الة‬ ‫مسجد لظاهر اآلية‪.‬‬ ‫مس‪77 7 7‬جده‪ ،‬فال يق ‪77 7 7‬اس علي ‪77 7 7‬ه س‪77 7 7‬ائر‬
‫ألن صالة اجلماعة واجبة‪ ،‬فإذا مل تكن مجاعة يف املس‪77‬جد ف‪77‬وت املعتك‪77‬ف ال‪77‬واجب أو كث‪7‬ريا؛ ألداء اجلمعة الواجبة عليه‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫املس ‪77 7 7‬اجد‪ ،‬فهي غ ‪77 7 7‬ري مس ‪77 7 7‬اوية ل ‪77 7 7‬ه‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫باحلرمة وال بالفضل‪.‬‬
‫‪ ‬ق ‪77 7 7 7 7‬ول عائش ‪77 7 7 7 7 7 7‬ة ~‪( :‬ال‬ ‫اجلماعة‪.‬‬ ‫صالة‬
‫‪ ‬عن حذيف‪7‬ة ‪ ‬ق‪7‬ال‪ :‬مسعت رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يق‪7‬ول‪( :‬ك‪7‬ل مس‪7‬جد ل‪7‬ه م‪7‬ؤذن وإم‪7‬ام‪ ،‬فاالعتك‪7‬اف في‪7‬ه اعتك ‪77 7 7 7 7 7 7‬اف إال يف مس ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬جد‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ق ‪77‬ال حذيف ‪77‬ة ‪( :‬م ‪77‬ا االعتك ‪77‬اف‬
‫جامع)‪.‬‬ ‫يصح) [قط‪ /‬ويف سنده انقطاع]‪.‬‬ ‫إال يف ثالثة مس‪7‬اجد؛ املس‪7‬جد احلرام‪،‬‬
‫ض‪7 7 7‬ا ‪ ...‬وال اعتك‪77 7‬اف إال يف مس‪77 7‬جد‬ ‫واملس‪77‬جد األقص‪77‬ى‪ ،‬ومس‪77‬جد الرس‪77‬ول‬
‫‪ ‬ق‪77 7‬ول عائش‪77 7‬ة ~‪( :‬ال ُّس‪7 7 7‬نة على املعتك‪77 7‬ف أ ْن ال يع‪77 7‬ود مري ً‬
‫جامع)‪ ،‬ويف لفظ‪( :‬إال مسجد مجاعة) [د‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬وكلمة (السنة) ال تثبت]‪.‬‬ ‫مرفوعا]‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪[ )‬عب‪ /‬ش‪ /‬وال يثبت‬
‫أيضا؛ لظاهر اآلية‪ ،‬أما ختصيص املساجد الثالثة فهذا يُفضي إىل ترك هذه‬
‫القول الثاين‪( :‬يصح االعتكاف يف كل مسجد تقام فيه اجلماعة)‪ ،‬واألوىل يف مسجد تقام فيه اجلمعة ً‬ ‫الراجــح‬
‫ويشق على املسلمني من خارج تلك املساجد أ ْن يصلوا إليها‪ ،‬ولو وصلوها ملا وسعت تلك املساجد الناس كلهم‬
‫السنة والشعرية العظيمة؛ إذ يتع ّذر ّ‬
‫من اعتكف يف مسجد غري‬ ‫من اعتكف يف مسجد غري جامع فاعتكافه صحيح‬ ‫من اعتكف يف غري املساجد الثالثة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫جامع فاعتكافه (غري) صحيح‬ ‫فاعتكافه (غري) صحيح‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/584‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/115‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)2/393‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/235‬واإلشراف على‬
‫مراجع المسألــة‬
‫نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/288‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/491‬واجملموع (‪ ،)6/325‬مسائل اإلمام أمحد برواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)195‬واملغين (‪)4/461‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم االعتكاف في غير المسجد‬ ‫مســألــة (‪)62‬‬
‫اتفقوا على مشروعية االعتكاف‪ ،‬واختلفوا هل من شرط االعتكاف ْأن يكون يف مسجد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يصح االعتكاف يف غري املسجد‬
‫ّ‬ ‫من شرط االعتكاف أ ْن يكون يف مسجد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن لبابة (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬
‫االحتمال الذي يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ [البقرة‪ ،]187:‬بني أ ْن يكون له دليل خطاب أو ال يكون؟‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ ‪ ،‬دلي‪77‬ل اخلط‪77‬اب اش‪77‬رتط * قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ ‪،‬‬
‫املفه ‪77 7‬وم من ‪77 7‬ه َّ‬
‫أن االعتك ‪77 7‬اف ج ‪77 7‬ائز يف غ ‪77 7‬ري املس ‪77 7‬جد‪ ،‬وأن ‪77 7‬ه ال مُي ن ‪77 7‬ع‬ ‫املساجد لالعتكاف‪ ،‬ومن شرطه ترك املباشرة‪.‬‬
‫ألن ق ‪77‬ائاًل ل ‪77‬و ق ‪77‬ال‪ :‬ال تع ‪77‬ط فالنً ‪77‬ا ش ‪77‬يًئا إذا ك ‪77‬ان داخاًل يف‬‫فأرجل‪7‬ه‪ ،‬وك‪7‬ان ال املباش ‪77‬رة‪َّ ،‬‬
‫علي رأسه وهو يف املس‪7‬جد ِّ‬
‫‪ ‬حديث عائشة ~ قالت‪( :‬كان ‪ ‬يُدخل ّ‬ ‫األدلــة‬
‫الدار‪ ،‬لكان مفه‪7‬وم دلي‪7‬ل اخلط‪7‬اب ي‪7‬وجب أ ْن تعطي‪7‬ه إذا ك‪7‬ان خ‪7‬ارج‬ ‫يدخل البيت إال حلاجته إذا كان معتكًفا) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫الدار‪.‬‬ ‫‪ ‬قالت عائشة ~‪( :‬ال اعتكاف إال يف مسجد‪ 7‬مجاعة) [د‪ /‬قط‪ /‬هق]‪.‬‬
‫وألن النيب ‪ ‬مل يعتكف إال يف مسجد‪.‬‬‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫القول األول‪( :‬االعتكاف يف املسجد)‪ ،‬بل‪ 7‬نقل‪ 7‬ابن‪ 7‬قدامة‪7- 7‬رمحه اهلل‪ 7-‬اإلمجاع على‪ 7‬اشرتاط‪ 7‬املسجد‪ 7‬يف االعتكاف للرجال‪ ،‬وقد وصف ابن رشد‪- 7‬رمحه‬
‫الراجــح‬
‫اهلل‪ 7-‬القول الثاين بأنَّه قول‪ 7‬شاذ‬
‫من اعتكف يف غرفة هيأها يف بيته صح اعتكافه‬ ‫من اعتكف يف غرفة هيأها يف بيته (مل) يصح اعتكافه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/584‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)2/393‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/146‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/256‬وأسهل املدارك‬
‫مراجع المسألــة‬
‫شرح إرشاد السالك (ص‪ ،)320‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)81‬واجملموع (‪ ،)6/326‬واملغين (‪ ،)4/461‬واملمتع يف شرح املقنع (ص‪)66‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫مكان اعتكاف المرأة‬ ‫مســألــة (‪)63‬‬
‫اتفقوا على مشروعية االعتكاف‪ ،‬وأمجع األئمة األربعة على َّ‬
‫أن االعتكاف للرجال يكون يف املسجد‪ ،‬واختلفوا يف حكم اعتكاف املرأة يف املسجد‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫تعتكف املرأة يف مسجد بيتها‪ ،‬وجيوز أن تعتكف يف املسجد مع‬ ‫يشرتط اعتكاف املرأة يف املسجد‬
‫تنزيها االعتكاف يف املسجد لوحدها‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫زوجها فقط‪ ،‬ويكره ً‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة‬ ‫‪146‬‬
‫ظاهر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬

‫(أن رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬ك‪77 7‬ان يعتك‪77 7‬ف العش‪77 7‬ر األواخ‪77 7‬ر من رمض‪77 7‬ان‪ * ،‬حديث عائشة ~ قال ‪( :‬أل ْن تصلي املرأة يف بيتها خ‪77‬ري هلا من‬ ‫* عن عائش‪77 7‬ة ~‪َّ :‬‬
‫فاس ‪77‬تأذنته عائش ‪77‬ة ف ‪77‬أذن هلا‪ ،‬وس ‪77‬ألت حفص‪7 7‬ةُ عائش‪7 7‬ةَ أ ْن تس ‪77‬تأذن هلا ففعلت‪ ،‬فلم ‪77‬ا رأت أ ْن تص ‪7‬لِّي يف حجرهتا‪ ،‬وأل ْن تص ‪7‬لِّي يف حجرهتا خ‪77‬ري هلا من أ ْن تص ‪7‬لِّي‬
‫ذل‪77‬ك زينب أم‪77‬رت ببن‪77‬اء فب‪77‬ين هلا‪ ،‬فأبص‪77‬ر ‪ ‬األبني‪77‬ة فق‪77‬ال‪ :‬م‪77‬ا ه‪77‬ذه؟‪ ،‬ق‪77‬الوا‪ :‬بن‪77‬اء عائش‪77‬ة‪ ،‬يف ال ‪77‬دار‪ ،‬وأل ْن تص‪7 7‬لِّي يف ال ‪77‬دار خ ‪77‬ري هلا من أ ْن تص‪7 7‬لِّي يف املس ‪77‬جد)‪.‬‬
‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬فلما كانت صالة املرأة يف بيتها أفضل من‪7‬ه يف املس‪7‬جد وجب‬ ‫وحفصة‪ ،‬وزينب) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فدل على جواز اعتكاف املرأة يف املسجد‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫أ ْن يكون االعتكاف يف بيتها أفضل‪ 7‬بالقياس‪.‬‬ ‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ [البقرة‪.]187:‬‬
‫ألن اعتكاف املرأة يف بيتها أسرت هلا‪.‬‬ ‫ألن االعتك ‪77 7‬اف قُرب ‪77 7‬ة يش ‪77 7‬رتط هلا املس ‪77 7‬جد يف ح ‪77 7‬ق الرج ‪77 7‬ل‪ ،‬فيش ‪77 7‬رع يف ح ‪77 7‬ق املرأة‪َّ  ،‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ّ‬
‫كالطواف‪.‬‬
‫يصح القياس على الصالة‪َّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫القول األول‪( :‬يشرتط اعتكاف املرأة يف املسجد)‪ ،‬وهو أفضل‪ ،‬فلو جاز اعتكاف املرأة يف بيتها ألرشد ‪ ‬زوجاته لذلك‪ ،‬وال ّ‬ ‫الراجــح‬
‫صالة الرجل للنافلة يف بيته أفضل وال يصح اعتكافه فيه وهو نافلة‬
‫من اعتكفت يف بيتها صح اعتكافها‬ ‫من اعتكفت يف بيتها (مل) يصح اعتكافها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/584‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/113‬واهلداية (‪ ،)1/129‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/256‬والذخرية (‪ ،)2/535‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/485‬وفتح‬
‫مراجع المسألــة‬
‫العزيز (‪ ،)6/501‬مسائل اإلمام أمحد برواية أيب داود السجستاين (ص‪ ،)138‬واملغين (‪)4/464‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫أقل زمان االعتكاف‬ ‫مســألــة (‪)64‬‬
‫ليس ألكثر االعتكاف حد عند أكثر العلماء‪ ،‬بل جيوز َّ‬
‫الد هر كله عدا األيام اليت ال جيوز صيامها‪ ،‬وكلهم خيتار العشر األواخر من رمضان لالعتكاف‪ ،‬واختلفوا يف أقل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫مدة االعتكاف‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫أقل االعتكاف وأكمله استحبابًا عشرة‬ ‫أقل االعتكاف يوم وليلة‬ ‫أقل االعتكاف ‪-‬كمااًل ‪-‬‬ ‫حد ألقل مدة االعتكاف‬ ‫ال َّ‬
‫أيام‬ ‫أبو حنيفة (مشهور)‪ /‬مالك (رواية‬ ‫ثالثة أيام‬ ‫أبو حنيفة (رواية)‪ /‬الشافعي‪ /‬أكثر الفقهاء‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪145‬‬
‫مالك (رواية ابن القاسم والبغداديون)‬ ‫البغداديون)‬ ‫مالك (رواية)‬
‫ظاهر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رسول اهلل ‪‬‬‫ألن الص‪77‬يام من ش‪77‬رط االعتك‪77‬اف‪  ،‬حديث عائشة ~‪َّ :‬‬ ‫* حديث ابن عمر ‪ ƒ‬ق‪7‬ال‪( :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬إيِّن ن‪7‬ذرت ‪ ‬مل أق ‪77 7‬ف على دلي ‪77 7‬ل هلذا * َّ‬
‫هنارا ك‪77‬ان يعتك‪77‬ف العش‪77‬ر األواخ‪77‬ر من رمض‪77‬ان)‬
‫فيص‪77 7 7 7 7‬وم يف النه‪77 7 7 7 7‬ار ويعتك‪77 7 7 7 7‬ف ً‬ ‫ْأن أعتك‪77 7‬ف يف املس‪77 7‬جد احلرام ليلة‪ ،‬فق‪77 7‬ال ل‪77 7‬ه ‪ :‬أوف القول‪.‬‬
‫‪7‬دل على َّ‬
‫أن العش‪77‬ر هي‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬ففعله‪  7‬ي ّ‬ ‫ولياًل ‪.‬‬ ‫بن‪77 7‬ذرك) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ف‪77 7‬دل على ج‪77 7‬واز االعتك‪77 7‬اف جبزء من‬
‫األدلــة‬
‫األقل‪ ،‬وليدرك‪ 7‬املعتكف فضل ليلة القدر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اليوم‪.‬‬
‫‪ ‬االعتك ‪77‬اف يف اللغ ‪77‬ة يق ‪77‬ع على القلي ‪77‬ل والكث ‪77‬ري‪ ،‬ومل‬
‫حيده الشرع بشيء خيصه‪ ،‬فيبقى على أصله‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال حد ألقل االعتكاف)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬ال معىن للنظر والقياس مع وجود األثر الثابت)‪ ،‬فإذا جاز اعتكاف جزء من الليل جاز أقل من‬
‫الراجــح‬
‫ذلك‪ ،‬ولكن ينبغي عدم التوسع يف ذلك‪ ،‬كما يفعله بعض الناس؛ حيث إنّه ينوي االعتكاف كلّما دخل املسجد ليصلِّي فيه صالة اجلماعة‬
‫لو نوى االعتكاف مبهما غري حمدد يلزمه‬ ‫لو نوى االعتكاف مبهما غري حمدد‬ ‫مبهما‬
‫لو نوى االعتكاف ً‬ ‫مبهما غري حمدد يلزمه أقل ما ينطلق‬
‫لو نوى االعتكاف ً‬
‫االعتكاف عشرة أيام‬ ‫غري حمدد يلزمه االعتكاف يلزمه االعتكاف يوم أقل وهو ما يشرع‬ ‫عليه اسم االعتكاف‪ ،‬ولو ساعة من ليل أو هنار‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫االعتكاف ملن قصد املسجد مدة لبثه‬ ‫ثالثة أيام‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/586‬وخمتصر اختالف العلماء (‪ ،)2/49‬وجممع األهنر (‪ ،)1/377‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/386‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/352‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والبيان (‪ ،)580 /3‬واجملموع (‪ ،)6/491‬واملغين (‪ ،)4/461‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)3/122‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)2/765‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الوقت الذي يدخل فيه المعتكف إلى اعتكافه (إذا نذر االعتكاف)‬ ‫مســألــة (‪)65‬‬
‫أقل‬
‫(يوما) أو ّ‬
‫اتفق األئمة األربعة ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على أنَّه من نذر اعتكاف شهر أنَّه يدخل املسجد قبل غروب الشمس من أول ليلة يف الشهر‪ ،‬واختلفوا فيمن نذر االعتكاف ً‬ ‫تحرير محل‬
‫من شهر مىت يدخل املسجد؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يدخل املعتكف املسجد بعد‬ ‫إذا نذر املعتكف عشرة أيام دخل قبل‬ ‫يدخل املعتكف املسجد قبل غروب الشمس‬ ‫يدخل املعتكف املسجد قبل طلوع الفجر‪،‬‬
‫صالة الصبح‬ ‫طلوع الفجر‪ ،‬وإذا نذر عشر ليال‬ ‫مالك‬ ‫وخيرج بعد الغروب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫األوزاعي‬ ‫دخل قبل الغروب‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬زفر‪ /‬الليث‬
‫أبو ثور‬
‫ظاهر معارضة األقيسة بعضها ببعض‪ ،‬وظاهر معارضة األثر جلميعها‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن أول الي ‪77‬وم والش ‪77‬هر ه ‪77‬و ليل ‪77‬ه‪ ،‬فيعت ‪77‬رب اللي ‪77‬ل‪ * ،‬ألن اسم اليوم خاص بالنهار‪ ،‬واس‪77‬م * ح‪77 7‬ديث عائش‪77 7‬ة ~ ق‪77 7‬الت‪:‬‬ ‫ألن اللي‪77‬ل ال يتب‪77‬ع النه‪77‬ار ال‪77‬ذي بع‪77‬ده‪ ،‬ب‪77‬دليل * َّ‬
‫* َّ‬
‫اللي‪77 7 7‬ل خ ‪77 7‬اص باللي‪77 7 7‬ل‪ ،‬فيف ‪7َّ 7 7‬رق بني من (ك ‪77 7‬ان رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬إذا أراد ْأن‬ ‫امتداد يوم عرفة إىل فجر يوم النحر‪ ،‬لذا يدخل فيدخل املعتكف قبل مغيب الشمس‪.‬‬
‫يعتك ‪77 7‬ف ص‪7 7 7‬لَّى الفج ‪77 7‬ر مث دخ ‪77 7‬ل‬ ‫أياما أو ينذر ليايل‪.‬‬ ‫مع‪77 7‬ا‪ ،‬ينذر ً‬ ‫املعتكف قبل الفجر‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫* أل ّن اس ‪77 7‬م الي‪77 7‬وم يق ‪77 7‬ع على اللي ‪77 7‬ل والنه ‪77 7‬ار ً‬
‫معتكفه) [خ‪ /‬م]‬ ‫ألن اس ‪77‬م الي ‪77‬وم ينطل ‪77‬ق على النه ‪77‬ار دون فيدخل املعتكف قبل غروب الشمس‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫الليل‪ ،‬فيدخل قبل طلوع الفجر‪.‬‬
‫أن اسم اليوم يف كالم العرب قد‬ ‫القول الرابع‪( :‬يصلِّي املعتكف الصبح ويعتكف)‪ ،‬وهذا من الزم القول األول؛ لفعل النيب ‪ ‬لذلك‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ّ ( :-‬‬
‫واحلق َّ‬
‫الراجــح‬
‫معا‪ ،‬ولكن يُشبه أ ْن تكون داللته األوىل إمنا هي على النهار‪ ،‬وداللته على الليل بطريق اللزوم)‬ ‫مفردا‪ ،‬وقد يُقال على الليل والنهار ً‬ ‫يقال على النهار ً‬
‫من نذر اعتكاف يوم وجب أ ْن‬ ‫من اعتكف عشرة أيام وجب أ ْن‬ ‫من نذر اعتكاف يوم وجب أ ْن يعتكف من‬ ‫من نذر اعتكاف يوم وجب أ ْن يعتكف‬
‫يعتكف من بعد صالة الفجر‬ ‫يعتكف من قبل الفجر‪ ،‬وإن اعتكف‬ ‫املغرب إىل املغرب ملدة (‪ )24‬ساعة‬ ‫من الفجر إىل املغرب‬
‫إىل املغرب‬ ‫عشر ليال وجب أ ْن يدخل قبل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الغروب‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/587‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/122‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/110‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/299‬والتلقني (‪ ،)1/76‬وحلية‬
‫مراجع المسألــة‬
‫العلماء (‪ ،)3/184‬واجملموع (‪ ،)6/494‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)167‬واملغين (‪)4/492‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫وقت خروج المعتكف من معتكفهـ لمن اعتكف العشر األواخر من رمضان‬ ‫مســألــة (‪)66‬‬
‫اتفقوا على مشروعية االعتكاف‪ ،‬وكل العلماء خيتار االعتكاف يف العشر األواخر من رمضان‪ ،‬لثبوت ذلك عن النيب ‪ ،‬فقد كان النيب ‪ ‬يصلِّي الفجر مثَّ يدخل معتكفه‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واختلفوا مىت خيرج املعتكف؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫خيرج املعتكف من معتكفه بعد صالة العيد وجوبًا‬ ‫خيرج املعتكف بعد غروب الشمس ليلة العيد‬ ‫خيرج املعتكف من معتكفه بعد صالة العيد استحبابًا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫سحنون‪ /‬ابن املاجشون‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬

‫هل الليلة الباقية من العشر‪ 7‬األخرية من رمضان‪ ،‬هي من حكم العشر أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن ليلة الفطر من العشر األواخر‪.‬‬ ‫ألن الليل‪77 7‬ة األخ‪77 7‬رية من العش‪77 7‬ر (ليس‪77 7‬ت) من * َّ‬
‫* َّ‬ ‫ألن الليلة األخرية من العشر هي من حكم العشر‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن الس‪77‬نة اجملم‪77‬ع عليه‪77‬ا أ ْن ال خيرج املعتك‪77‬ف ح‪77‬ىت‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫ألن أب ‪77‬ا قالب ‪77‬ة ك ‪77‬ان ي ‪77‬بيت يف املس ‪77‬جد ليل ‪77‬ة الفط ‪77‬ر‪ ،‬مث حكم العشر‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬خروج املعتكف بعد املغرب أرف‪7‬ق ب‪7‬ه‪ ،‬ليتهي‪7‬أ يصبح‪ ،‬ملقامه ‪ ‬ليلة الفطر يف معتكفه‪.‬‬ ‫يغدو كما هو إىل العيد [أثر]‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬حىت يوصل املعتكف عبادة االعتكاف بعبادة صالة‬ ‫للعيد ويتزيّن له‪ ،‬موافقة لسنة العيد‪.‬‬ ‫‪ ‬ليخرج املعتكف إىل املصلَّى وهو متلبِّس بالعبادة‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪7‬إن ك ‪7ّ 7 7‬ل عب ‪77 7‬ادة ج ‪77 7‬رى ع ‪77 7‬رف الش ‪77 7‬رع على‬ ‫العي ‪77 7‬د‪ ،‬ف ‪َّ 7 7‬‬
‫اتص‪77 7 7 7 7‬اهلما‪ ،‬فاتص‪77 7 7 7 7‬اهلما على الوج‪77 7 7 7 7‬وب‪ ،‬ك‪77 7 7 7 7‬الطواف‬
‫وركعتيه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬خيرج املعتكف بعد صالة العيد استحبابًا)‪ ،‬ليصل عبادة بعبادة‪ ،‬ويصلِّي وأثر العبادة عليه‪ ،‬فهذا من حماسن اإلسالم‪ .‬ويصعب القول ببطالن اعتكافه‬
‫الراجــح‬
‫وذهاب أجره لو خرج قبل ذلك‬
‫من خرج قبل صالة العيد فقد قطع اعتكافه‬ ‫من خرج بعد غروب مشس آخر يوم من‬ ‫من خرج بعد غروب مشس آخر يوم من رمضان فقد مت‬
‫ثمرة الخالف‬
‫رمضان فقد مت اعتكافه‬ ‫اعتكافه وفعل خالف األوىل‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/588‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬وفتاوى قاضي خان (‪ ،)1/110‬والبحر الرائق (‪ ،)2/329‬والتفريع (ص‪ ،)159‬وشرح زروق على الرسالة (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ ،)1/489‬واجملموع (‪ ،)6/501‬وروضة الطالبني (‪ ،)2/255‬واملغين (‪ ،)4/490‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/52‬‬

‫هل الصوم شرط لصحة االعتكاف؟‬ ‫مســألــة (‪)67‬‬


‫ال خالف يف اشرتاط النية لالعتكاف‪ ،‬واختلفوا هل الصوم شرط لصحة االعتكاف؟ وهل يصح االعتكاف بال صوم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬‫‪146‬‬
‫الصوم (ليس) شرطًا لصحة االعتكاف‬ ‫الصوم شرط لصحة االعتكاف‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (لالعتكاف املسنون)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬علي ‪ /‬ابن مسعود ‪‬‬ ‫أبو حنيفة (لالعتكاف الواجب)‪ /‬مالك‪ /‬ابن عمر ‪ /ƒ‬ابن عباس ‪ƒ‬‬
‫ألن اعتكاف النيب ‪ ‬إمنا وقع يف رمضان‪ ،‬فهو اعتكاف بصوم‪َّ /‬‬
‫وألن االعتكاف اقرتن مع الصوم يف آية واحدة‪ ،‬آية‪ )187 ( :‬من سورة البقرة‬ ‫َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن النيب ‪ ‬اعتكف يف العشر األواخر من رمضان‪[ 7‬خ‪ /‬م]‪ ،‬فقد اقرتن الص‪77‬وم باعتكاف‪77‬ه * ح ‪77 7‬ديث ابن عم ‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬ي ‪77 7‬ا رس ‪77 7‬ول اهلل‪ ،‬إيِّن ن ‪77 7‬ذرت أ ْن أعتك ‪77 7‬ف يف‬ ‫* َّ‬
‫املس‪77 7‬جد احلرام ليلة‪ ،‬فق‪77 7‬ال ل‪77 7‬ه ‪ :‬أوف بن‪77 7‬ذرك) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واللي‪77 7‬ل ليس مبح‪7ّ 7 7‬ل‬ ‫فدل على أنَّه شرط‪.‬‬
‫‪ّ ،‬‬
‫* اق ‪77‬رتان الص ‪77‬وم باالعتك ‪77‬اف يف آي ‪77‬ة واح ‪77‬دة ي‪77 7‬دل على تالزمهم‪77 7‬ا‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ للصيام‪7.‬‬
‫‪7‬ودا‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ‪...‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ [البق ‪77‬رة‪ * :‬اعتك‪77 7 7 7 7‬اف الن‪77 7 7 7 7‬يب ‪ ‬يف العش ‪77 7 7‬ر األواخ ‪77 7 7‬ر من رمض ‪77 7 7‬ان‪ 7‬مل يكن مقص‪ً 7 7 7 7 7‬‬
‫‪7‬ودا ل ‪77 7 7‬ه ‪ ‬يف‬ ‫األدلــة‬
‫لالعتك ‪77 7 7‬اف‪ ،‬وإمنا اتف‪77 7 7‬ق ذل ‪77 7‬ك اتفاقً ‪77 7‬ا‪ ،‬ومل يكن الص ‪77 7‬وم مقص ‪ً 7 7 7‬‬ ‫‪.]187‬‬
‫االعتكاف‪.‬‬
‫ض‪7‬ا‪ ،‬وال يش‪7‬هد جن‪7‬ازة‪ ...‬وال‬
‫ألن عائش‪77‬ة ~ ق‪7‬الت‪( :‬الس‪7‬نة للمعتك‪77‬ف أ ْن ال يع‪77‬ود مري ً‬‫* َّ‬
‫‪ ‬عم ‪77 7‬وم قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮊ ‪ ،‬دلت اآلي ‪77 7‬ة على‬ ‫]‪.‬‬ ‫~‬ ‫عائشة‬ ‫عن‬ ‫(السنة)‬ ‫كلمة‪:‬‬ ‫تثبت‬ ‫وال‬ ‫هق‪/‬‬ ‫[د‪/‬‬ ‫)‬ ‫بصوم‬ ‫إال‬ ‫اعتكاف‬
‫مشروعية االعتكاف بال صوم‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يصح االعتكاف بال صوم)‪ ،‬وإ ْن كان األوىل أ ْن جيمع االعتكاف والصوم‪ 7‬ليجتمع للعبد عبادتني‬ ‫الراجــح‬
‫صح اعتكافه‪ ،‬ويصح اعتكاف يوم العيد‪،‬‬
‫لو اعتكف املسلم بال صوم ّ‬ ‫لو اعتكف املسلم بال صوم (مل) يصح اعتكافه‪ ،‬وال يصح االعتكاف يف األيام املنهي عن‬
‫أقل من يوم (عند الشافعي وأمحد)‬
‫ويصح اعتكاف الليل مبفرده‪ ،‬واعتكاف ّ‬ ‫الصيام فيها‪ ،‬كالعيدين‪ ،‬وال يصح إفراد الليل باالعتكاف‪ ،‬وال يكون االعتكاف أقل من‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يوم‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/588‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/115‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/109‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/290‬واملقدمات املمهدات (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)1/257‬وهناية املطلب يف دراية املذهب (‪ ،)4/80‬والبيان (‪ ،)3/578‬واملغين (‪ ،)4/459‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)1/445‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يفسد االعتكاف بفعل ما دون الجماع‬ ‫مســألــة (‪)68‬‬
‫ناسيا كذلك فسد اعتكافه‪ ،‬واختلفوا فيمن باشر فيما دون اجلماع؛ من‬
‫أن من جامع ً‬ ‫عامدا بطل اعتكافه‪ ،‬وذهب اجلمهور ‪-‬خالفًا للشافعية‪َّ -‬‬ ‫أمجعوا َّ‬
‫أن املعتكف إذا جامع ً‬ ‫تحرير محل‬
‫ال ُقبلة واللمس وحنومها إن كانت بشهوة وبدون إنزال هل يفسد اعتكافه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) يفسد االعتكاف بالوقوع مبا دون اجلماع إال أ ْن يُنزل‬ ‫يفسد االعتكاف بالوقوع مبا دون اجلماع‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي (قول)‬
‫هل االسم املرتدد بني احلقيقة واجملاز يف قوله تعاىل‪( :‬ﮆﮇ) [البقرة‪ ،]187:‬له عموم أو ال؟‪ ،‬وهو أحد أنواع االسم املشرتك‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قوله تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮊ‪ ،‬املباش‪7‬رة * قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮆﮇ ﮊ ‪ ،‬املباشرة يف اآلية اسم مشرتك ليس له عموم‪ ،‬فهو‬
‫ي ‪77‬دل على اجلم ‪77‬اع حقيق‪77‬ة بإمجاع‪ ،‬وي‪77‬دل على م ‪77‬ا دون اجلم‪77‬اع باجملاز‪ ،‬واالس‪77‬م الواح‪77‬د ال‬ ‫يف اآلية اسم مشرتك له عموم‪ ،‬ينطلق على اجلماع وما دونه‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫معا‪ ،‬إال إذا أنزل فيكون اإلنزال مبنزلة اجلماع‪ ،‬ألنَّه يف معناه‪.‬‬
‫ض ‪7‬ا‪ ... ،‬وال ميس يدل على احلقيقة واجملاز ً‬
‫‪ ‬ق‪77‬ول عائش‪77‬ة ~‪( :‬الس‪77‬نة للمعتك‪77‬ف أن ال يع‪77‬ود مري ً‬
‫ألن املباشرة بال إنزال ال تفسد الصوم وال احلج‪ ،‬فكذا االعتكاف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫امرأة وال يباشرها) [د‪ /‬هق‪ /‬وال تثبت كلمة‪( :‬السنة)]‪.‬‬
‫لقوة ّأد لة القول‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬األشهر االسم املرتدد بني احلقيقة واجملاز ليس له عموم)‬
‫القول الثاين‪( :‬ال يفسد االعتكاف باملباشرة دون إنزال)‪ّ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫حمرما على‬
‫أمرا ً‬
‫من باشر وهو معتكف ومل ينزل (مل) يفسد اعتكافه‪ ،‬ويأمث لفعله‪ً 7‬‬ ‫من باشر وهو معتكف ومل يُنزل فسد اعتكافه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫املعتكف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/589‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)41‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/123‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/116‬والتهذيب يف اختصار‬
‫مراجع المسألــة‬
‫املدونة (‪ ،)1/141‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/354‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)82‬واجملموع (‪ ،)6/523‬واملغين (‪ ،)4/475‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)144 /3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ما يجب على المجامع في اعتكافه‬ ‫مســألــة (‪)69‬‬
‫عامدا بطل اعتكافه‪ ،‬واختلفوا ماذا جيب عليه ‪-‬مع اإلمث وبطالن اعتكافه‪-‬؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن املعتكف إذا جامع ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫جيب على اجملامع يف اعتكافه كفارة (على خالف بينهم؛ قيل‪ :‬عليه‬ ‫(ال) شيء على اجملامع وهو معتكف سوى اإلمث وبطالن اعتكافه‬
‫كفارة اجلماع يف رمضان‪ ،‬وقيل‪ :‬يتصدق بدينارين‪ ،‬وقيل‪ :‬يعتق رقبة‪،‬‬ ‫اجلمهور‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫صاعا من متر‬
‫فإ ْن مل جيد فبدنة‪ ،‬فإ ْن مل جيد تصدق بعشرين ً‬ ‫‪145‬‬

‫احلسن‪ /‬جماهد‪ /‬الزهري‬


‫هل جيوز القياس يف الكفارة أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫ألن االعتك‪77 7‬اف عب‪77 7‬ادة يفس‪77 7‬دها ال‪77 7‬وطء حتدي‪7ً 7 7‬دا‪ ،‬ف‪77 7‬وجبت الكف‪77 7‬ارة‬ ‫َّ‬
‫ألن االعتك‪77 7 7 7‬اف عب‪77 7 7 7‬ادة (ال) جتب بأص‪77 7 7 7‬ل الش‪77 7 7 7‬رع فلم جتب بإفس‪77 7 7 7‬ادها كف‪77 7 7 7‬ارة‪ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫بالوطء فيها‪ ،‬كصوم رمضان واحلج‪.‬‬ ‫كالنوافل‪.‬‬
‫ألن االعتكاف عبادة (ال) يدخل املال يف جرباهنا‪ ،‬فلم جتب الكفارة بإفسادها‪ ،‬كالصالة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ألن َّوج‪77 7 7 7‬وب الكف‪77 7 7 7‬ارة إمنا يثبت بالش‪77 7 7 7‬رع‪ ،‬ومل ي‪77 7 7 7‬رد الش‪77 7 7 7‬رع بإجياهبا فتبقى على‬
‫األصل‪.‬‬
‫ألن الصيام واجب بأصل الشرع خبالف االعتكاف‪ ،‬وال جيوز‬ ‫القول األول‪( :‬ال جتب الكفارة)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪ ،‬وال يصح القياس على اجملامع يف هنار رمضان؛ َّ‬
‫احلج مباين لسائر العبادات‪ ،‬لذا ميضي يف فاسده‪،‬‬
‫ألن ّ‬‫أيضا القياس على احلج‪َّ ،‬‬
‫للصائم الفطر‪ 7‬بال عذر بينما جيوز للمعتكف قطع اعتكافه بال عذر‪ .‬وال يصح ً‬ ‫الراجــح‬
‫ويلزم بالشروع فيه‪ ،‬وجيب بالوطء فيه بدنة‪ ،‬ولو قلنا بالقياس هنا للزم أ ْن تكون الكفارة بدنة‪َّ ،‬‬
‫ألن احلكم يف الفرع يثبت على صفة احلكم يف األصل‬
‫من جامع وهو معتكف عاملا فسد اعتكافه وعليه اإلمث‪ ،‬وعليه الكفارة‬ ‫من جامع وهو معتكف عاملا فسد اعتكافه وعليه اإلمث‪ ،‬وال جتب عليه كفارة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫(على خالف ما هي؟)‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد ( ‪ ،)1/590‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)41‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/115‬وبداية املبتدي (‪ ،)42‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ ،)2/294‬والذخرية (‪ ،)2/544‬وحلية العلماء ( ‪ ،)3/188‬والبيان (‪ ،)595 /3‬واملغين (‪ ،)4/473‬والشرح الكبري على منت املقنع ( ‪ ،)3/142‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪/1‬‬
‫‪)327‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫مطلق النذر باالعتكاف هل من شرطه التتابع؟‬ ‫مســألــة (‪)70‬‬
‫شهرا مطلًقا ومل يشرتط التتابع‪ ،‬هل‬
‫أياما أو ً‬
‫أياما متتابعة يلزمه التتابع بال إشكال‪ ،‬ومثله من نوى االعتكاف يف شهر بعينه يلزمه التتابع‪ ،‬واختلفوا فيمن نذر مطلق االعتكاف ً‬
‫من نذر االعتكاف ً‬ ‫تحرير محل‬
‫متتابعا أم يعتكف متفرقًا؟‪ ،‬وهل يدخل الليل يف االعتكاف أم ال يدخل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يلزمه االعتكاف ً‬ ‫الخالف‬
‫أياما ال يلزمه التتابع‪ ،‬فيعتكف بالنهار‬
‫من نذر االعتكاف ً‬ ‫وهنارا‬
‫أياما يلزمه التتابع لياًل ً‬
‫من نذر االعتكاف ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪145‬‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (إال أن ينذر شهرا)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫هل يقاس نذر االعتكاف املطلق على نذر الصوم املطلق؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫يصح فيه التفريق‪ ،‬فال جيب فيه التتابع مبطلق النذر‪ ،‬كالصيام‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألن االعتكاف معىن ّ‬ ‫َّ‬
‫ألن االعتك ‪77‬اف مع ‪77‬ىن حيص ‪77‬ل يف اللي ‪77‬ل والنه ‪77‬ار‪ ،‬ف ‪77‬إذا أطلق ‪77‬ه اقتض ‪77‬ى التت ‪77‬ابع‪ ،‬كم ‪77‬ا ل ‪77‬و ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫والف ‪77‬رق عن ‪77‬د أمحد‪ :‬أن الش ‪77‬هر يتن ‪77‬اول اللي ‪77‬ايل واألي ‪77‬ام على التت ‪77‬ابع‪ ،‬خبالف إطالق‬
‫‪‬‬ ‫شهرا‪ ،‬وكمدة اإليالء والعُنة والعِدَّة‪ ،‬وهبذا يفارق الصيام‪.‬‬ ‫زيدا ً‬ ‫حلف ال يكلِّم ً‬ ‫األدلــة‬
‫إذا ذُكرت األيام دخ‪7‬ل فيه‪7‬ا اللي‪7‬ل‪ ،‬وإذا ذُك‪7‬ر اللي‪7‬ل دخ‪7‬ل فيه‪7‬ا النه‪7‬ار‪ ،‬لقول‪7‬ه‪ 7‬تع‪7‬اىل يف األيام والليايل فال تقتضي التتابع‪ ،‬فلم يلزمه‪ ،‬كنذر صومها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قصة زكريا ‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟﮊ [مرمي‪ ،]10:‬ويف موضع آخر‪ :‬ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ‬

‫ﮙﮊ [آل عمران‪ ،]41:‬فعرَّب يف موضع بالليل‪ ،‬ويف موضع بالنهار‪ ،‬والقصة واحدة‪.‬‬
‫متتابعا)‪ ،‬للفرق بني نذر االعتكاف املطلق ونذر الصيام املطلق‬
‫القول األول‪( :‬يلزمه االعتكاف ً‬ ‫الراجــح‬
‫من نذر اعتكاف عشرة أيام وخرج يف مجيع لياليها صح اعتكافه‪ ،‬وجيوز أ ْن يفرقها‬ ‫من نذر اعتكاف عشرة أيام لزمه أ ْن يعتكفها متتابعة وإن خرج يف أحدى لياليها فسد‬
‫على عدة شهور وال حرج‪ ،‬و (ال) يلزم املعتكف الناذر أن يعتكف الليايل املتخللة‬ ‫اعتكافه وعليه اإلعادة‪ ،‬ويلزم املعتكف الن ِ‬
‫َّاذر أ ْن يعتكف الليل والنهار‪ ،‬والليايل املتخللة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫لأليام‪ ،‬فيعتكف من طلوع الفجر إىل غروب الشمس‪ ،‬مث يعود ثانية بعد طلوع الفجر‪،‬‬ ‫لأليام‬
‫وهكذا‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/590‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)3/119‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/94‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/294‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/352‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫واألم للشافعي (‪ ،)2/116‬واجملموع (‪ ،)6/491‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (‪ ،)167‬واملغين (‪ ،)4/491‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/355‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫خروج المعتكف من المسجد لغير حاجة‬ ‫مســألــة (‪)71‬‬
‫إيل رأسه وهو‬
‫اتفقوا أنَّه (ال) جيوز للمعتكف اخلروج من املسجد إال حلاجة اإلنسان أو ما هو يف معناها مما تدعو إليه الضرورة‪ ،‬حلديث عائشة ~ قالت‪( :‬كان ‪ ‬إذا اعتكف يُدين َّ‬
‫فأرجله‪ ،‬وكان ال يدخل البيت إال حلاجة اإلنسان) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫أن الذي خيرج من معتكفه‪( 7‬لغري) حاجة ينتقض اعتكافه‪ ،‬واختلفوا مىت ينقطع اعتكافه؟‪،‬‬ ‫يف املسجد ِّ‬
‫الخالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫لو خرج املعتكف من املسجد انتقض‬ ‫لو خرج املعتكف من املسجد انتقض اعتكافه بعد ساعة من خروجه‬ ‫لو خرج املعتكف من املسجد انتقض اعتكافه عند‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اعتكافه بعد (نصف) يوم من خروجه‬ ‫(أي جزء من الزمان‪ ،‬وليس جزءا من ‪ 24‬ساعة)‬ ‫أول خروجه‬
‫الصاحبان‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ليس يف وقت اخلروج من املسجد للمعتكف حد منصوص عليه‪ ،‬إال االجتهاد وتشبيه ما مل يتفقوا عليه مبا اتفقوا عليه‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اخلروج من املعتك ‪77‬ف لغ ‪77‬ري حاج ‪77‬ة خيالف مع ‪77‬ىن ‪ ‬حديث صفية ~‪( :‬أتت النيب ‪ ‬ت‪7‬زوره يف معتكف‪7‬ه‪ ،‬فلم‪7‬ا ق‪7‬امت ‪ ‬حديث صفية ~ ي‪77‬دل على َّ‬
‫أن اخلروج‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األدلــة‬
‫االعتكاف قليل‪77‬ه وكث‪7‬ريه فيبطل‪7‬ه‪ ،‬فاالعتك‪7‬اف ه‪7‬و اللُّبث لتنقلب‪ 7‬خرج معها ليقلبها) [خ]‪ ،‬ف‪7‬اخلروج اليس‪7‬ري معف‪7‬و عن‪7‬ه‪ ،‬كم‪7‬ا ل‪7‬و القليل معفو‪ 7‬عنه‪.‬‬
‫تأىّن يف مشيه يف العودة من خروجه للحاجة‪.‬‬ ‫يف املسجد‪.‬‬
‫يسريا بطل اعتكافه)‪ ،‬ألنَّه خالف معىن االعتكاف‪ ،‬أما خروجه ‪ ‬مع صفيّة ~‪ ،‬فيحمل على اخلروج للحاجة‪َّ ،‬‬
‫ألن الوقت لياًل ومل يأمن ‪‬‬ ‫القول األول‪( :‬لو خرج املعتكف ً‬ ‫الراجــح‬
‫عليها‬
‫لو خرج املعتكف من املسجد أقل من يوم‬ ‫لو خرج املعتكف من املسجد لوقت يسري يكون باق على اعتكافه‬ ‫لو خرج املعتكف من املسجد ولو لوقت يسري فسد‬
‫ثمرة الخالف‬
‫يكون باق على اعتكافه‬ ‫اعتكافه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/591‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)41‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)42‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/351‬واإلشراف على نكت مسائل‬
‫مراجع المسألــة‬
‫اخلالف (‪ ،)2/292‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)2/165‬والبيان (‪ ،)3/585‬واجملموع (‪ ،)6/499‬واملغين (‪ ،)4/469‬مطالب أويل النهى (‪)2/248‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل للمعتكف أ ْن يدخل بيتًا (سق ًفا) غير بيت مسجده؟‬ ‫مســألــة (‪)72‬‬
‫اتفقوا أنَّه (ال) جيوز للمعتكف اخلروج من املسجد إال حلاجة اإلنسان؛ من بول وغائط أو ما يف معناها مما تدعو إليه الضرورة‪ ،‬واختلفوا هل جيوز للمعتكف ْأن يدخل حتت‬ ‫تحرير محل‬
‫سقف يف غري املسجد ‪-‬إذا خرج ملا جيوز له اخلروج‪ ،-‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يرخص للمعتكف أ ْن يدخل بيتًا غري بيت مسجده‬
‫(ال) ّ‬ ‫يرخص للمعتكف أ ْن يدخل بيتًا غري بيت مسجده‬
‫ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن عمر‪ / ƒ‬عطاء‪ /‬إبراهيم النخعي‪ /‬إسحاق‬ ‫األئمة األربعة‬ ‫‪146‬‬

‫ليس يف دخول املعتكف بيتًا غري بيت مسجده ح ّد منصوص عليه‪ ،‬إال االجتهاد‪ ،‬وتشبيه ما مل يتفقوا عليه مبا اتفقوا عليه‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬األصل يف املعتكف لزوم املسجد‪ ،‬وال خيرج إال حلاجة اإلنسان‪ ،‬لفعله ‪.‬‬ ‫‪ ‬األصل اجلواز ما مل يدل الدليل على منعه‪ ،‬فما دام جاز له اخلروج جاز له أن‬
‫األدلــة‬
‫رفعا للمشقة‪.‬‬
‫يدخل حتت سقف غري منزله ً‬
‫رفعا للمشقة‬
‫القول األول‪( :‬يرخص له يف ذلك)‪ً ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫لو دخل املعتكف حتت سقف غري املسجد انقطع اعتكافه‬ ‫لو دخل املعتكف حتت سقف غري املسجد (مل) ينقطع اعتكافه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/591‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)41‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‪ ،)406 /2‬وجممع األهنر (‪ ،)1/256‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/235‬واالستذكار (‬
‫‪ ،)10/280‬وأسهل املدارك شرح إرشاد السالك (ص‪ ،)320‬واجملموع (‪ ،)6/536‬وحاشية البجريمي على شرح املنهج (‪ ،)2/99‬واملغين (‪ ،)4/465‬وشرح منتهى اإلرادات (‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫‪)1/504‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم البيع والنِّكاح في المسجدـ للمعتكف‬ ‫مســألــة (‪)73‬‬
‫حترم األمر الطَّيب والطاعة‪ ،‬والنِّكاح طاعة كالصوم‪ ،‬وحضوره وفعله قُربة‪ ،‬ومدته‬ ‫اتفق األئمة األربعة على أنَّه ال بأس للمعتكف ْأن يعقد النكاح يف املسجد وحضور عقد النِّكاح‪َّ ،‬‬
‫ألن االعتكاف عبادة ال ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫عادة ال تتطاول فال يشغل عن االعتكاف‪ ،‬فلم يكره؛ كتشميت العاطس ورد السالم‪ ،‬واختلفوا يف حكم البيع والشراء للمعتكف‪ ،‬مع اتفاقهم َّأن البيع والشراء للمعتكف (ال) يفسد اعتكافه‪ ،‬واخلالف‬ ‫الخالف‬
‫على قولني‬
‫‪145‬‬
‫مينع للمعتكف البيع والشراء يف املسجد‬ ‫جيوز للمعتكف البيع والشراء (اإلجياب والقبول) يف املسجد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (الصحيح)‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (قول)‬
‫ليس يف البيع والشراء للمعتكف‪ 7‬حد منصوص عليه‪ ،‬إال االجتهاد وتشبيه ما مل يتفقوا عليه مبا اتفقوا عليه‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن ال‪77 7 7‬بيع والش‪77 7 7‬راء من حاج‪77 7 7‬ة املعتك‪77 7 7‬ف‪ ،‬فه‪77 7 7‬و حمب‪77 7 7‬وس عن ‪ ‬حديث عمرو بن شعيب‪ 7‬عن أبيه عن جده ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول اهلل ‪ ‬عن البيع والشراء يف املسجد) [ت‪ /‬د‪ /‬جه‪/‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫اخلروج‪ ،‬أم ‪77‬ا النهي عن ال ‪77‬بيع والش ‪77‬راء يف املس ‪77‬جد فيحم ‪77‬ل على غ ‪77‬ري حم‪ /‬وحسنه الرتمذي‪ ،‬وصححه‪ 7‬األلباين]‪ ،‬فإذا ُمنع البيع والش‪7‬راء يف املس‪7‬جد يف غ‪7‬ري ح‪7‬ال االعتك‪7‬اف‪ ،‬ففي ح‪7‬ال االعتك‪7‬اف‬
‫أوىل‪.‬‬ ‫املعتكف‪.‬‬
‫‪ ‬عن عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬ك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يض‪77‬ع حلس‪77‬ان ‪ ‬عن أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا رأيتم الرجل يبيع ويش‪7‬رتي يف املس‪7‬جد‪ ،‬فقول‪7‬وا‪ :‬ال أربح اهلل جتارت‪7‬ك) [حب‪ /‬خ‪7‬ز‪ /‬ت‪ /‬ب‪7‬ز‪/‬‬
‫األدلــة‬
‫قائم‪7‬ا ين‪77‬افح عن رس‪77‬ول اهلل ‪[ )‬ت‪ /‬هق‪ /‬طب‪ /‬كم‪ /‬دا‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬وهذا فيه تشنيع على البائع واملشرتي يف املسجد‪.‬‬
‫‪7‬ربا يف املس‪77‬جد يق‪77‬وم علي‪77‬ه ً‪7‬‬
‫من‪ً 7‬‬
‫ن‪ /‬أش‪ /‬وحس ‪77‬نه الرتم ‪77‬ذي]‪ ،‬ف ‪77‬النيب ‪ ‬رخص يف إنش ‪77‬اد الش ‪77‬عر يف ‪ ‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ‪ ‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫املس ‪77‬جد للمص ‪77‬لحة‪ ،‬فج ‪77‬از اإلجياب والقب ‪77‬ول يف ال ‪77‬بيع للمعتك‪7 7‬ف‪ 7‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﮊ [النور‪ ،]37 ،36 :‬فاملساجد حمل للعبادة دون البيع والتجارة فيمنع ذلك هلا‪.‬‬
‫للمصلحة‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬مُي نع املعتكف من البيع والشراء)‪َّ ،‬‬
‫فإن املساجد تصان عن ذلك لغري املعتكف‪ ،‬فمن باب أوىل املعتكف‪ ،‬ويدخل يف هذا احلكم‪ 7‬البيع اإللكرتوين عن طريق اإلنرتنت من خالل‬
‫الراجــح‬
‫أجهزة اجلوال وغريها‬
‫يأمث املعتكف إذا باع أو اشرتى أثناء اعتكافه‬ ‫(ال) يأمث املعتكف بالبيع والشراء أثناء اعتكافه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/592‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/413‬وفتح القدير (‪ ،)397 /2‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/229‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/323‬واجملموع (‪ ،)6/529‬وروضة الطالبني‬
‫مراجع المسألــة‬
‫وعمدة املفتني (‪ ،)2/393‬واملغين (‪ ،)4/478‬والفروع (‪)5/194‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل ينفع المعتكف شرط إذا شرطه أثناء االعتكاف؟‬ ‫مسألةـ (‪)74‬‬
‫وأن الذي خيرج لغري حاجة ينقطع اعتكافه‪ ،‬واختلفوا لو اشرتط‬‫اتفقوا أنَّه (ال) جيوز للمعتكف‪ 7‬اخلروج من املسجد إال حلاجة اإلنسان من بول وغائط وحنومها‪َّ ،‬‬
‫املعتكف اخلروج من معتكفه ومسجده‪ ،‬سواء لفعل‪ 7‬طاعة؛ كزيارة مريض وشهود جنازة وحنوها‪ ،‬أو لفعل‪ 7‬مباح‪ ،‬كاألكل يف بيته وحنوه‪ ،‬فهل ينفع االشرتاط وينفذ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫دون تأثري على االعتكاف؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ينفع (جيوز) الشرط يف االعتكاف‬ ‫(ال) ينفع‪ ،‬و(ال جيوز) الشرط يف االعتكاف‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أكثر الفقهاء‬ ‫مالك‬
‫‪146‬‬

‫تشبيه االعتكاف باحلج يف َّ‬


‫أن كليهما عبادة مانعة لكثري من املباحات‬ ‫سبب الخالف‬
‫ض‪7‬باعة ~ ملا أرادت‬ ‫* ال يُش‪7‬بَّه االعتك‪7‬اف ب‪7‬احلج‪ ،‬فل‪77‬و اش‪7‬رتطت يف احلج أ ْن تلبس املخي‪77‬ط أو * يُشبَّه االعتكاف باحلج يف جواز االعتكاف‪ ،‬وقد قال النيب ‪ ‬ل ُ‬
‫حيث حبسيت) [م]‪ ،‬ف ‪77 7‬اإلحرام إل ‪77 7‬زام بالعب ‪77 7‬ادات‬
‫أن حملّي ُ‬‫‪7‬احلج واش ‪77 7‬رتطي َّ‬
‫احلج‪( :‬أهلّي ب ‪ّ 7 7‬‬
‫ّ‬ ‫يصح‪ ،‬فكذا هنا‪.‬‬ ‫حتلق رأسه ال ّ‬
‫ض ‪7‬ا‪ ،‬بالشروع‪ ،‬وجتوز خمالفته بالشرط‪ ،‬واالعتكاف من باب أوىل‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬الس ‪77‬نّة للمعتك ‪77‬ف‪ 7:‬أ ْن ال يع ‪77‬ود مري ً‬ ‫األدلة‬
‫خيتص بقدر‪ ،‬فإذا شرط اخلروج وحنوه‪ ،‬فكأنه نذر القدر الذي أقامه‪.‬‬ ‫ألن االعتكاف ال ّ‬ ‫وال خيرج حلاج‪77 7‬ة إال م‪77 7‬ا ال ب ‪ّ 7 7‬د منه) [د‪/‬ه‪77 7‬ق‪ /‬وال تثبت كلم‪77 7‬ة (الس‪77 7‬نة) يف ‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ق‪77 7‬ول الن‪77 7‬يب ‪( :‬املس‪77 7‬لمون على ش‪77 7‬روطهم) [د‪ /‬ق‪77 7‬ط‪ /‬كم‪ /‬عب‪ /‬وص‪77 7‬ححه األلب‪77 7‬اين]‪،‬‬ ‫األثر]‪.‬‬
‫‪ ‬مل جت ِر عادة املسلمني على وضع شروط للعبادة‪ ،‬فال يُقبل الشرط فيه‪ .‬وهذا عام لالعتكاف وغريه‪.‬‬

‫حيل‬
‫احلج فهو ليم ّكن احملرم أن ّ‬ ‫خصوصا يف االعتكاف الواجب‪َّ ،‬‬
‫ألن األصل بقاء املعتكف يف املسجد والتفرغ التام لذلك‪ ،‬أما االشرتاط يف ّ‬ ‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬ال ينفع الشرط)‪،‬‬
‫الراجح‬
‫احلج خمتلَف فيه‪ ،‬والقياس فيه ضعيف)‬
‫احلج؛ ألنه يلزم بالشروع فيه‪ ،‬خبالف االعتكاف‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬لكن االشرتاط يف ّ‬
‫من ّ‬
‫من اشرتط أ ْن يأكل يف بيته حال كونه معتك ًفا نفعه شرطه وال ينقطع اعتكافه بفعله‬ ‫من اشرتط أ ْن يأكل يف بيته حال كونه معتك ًفا مل ينفعه شرطه وينقطع‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ذلك‬ ‫اعتكافه بفعله ذلك‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/592‬ومراتب اإلمجاع (ص‪ ،)41‬النتف يف الفتاوى (‪ ،)1/161‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)2/448‬والتهذيب يف اختصار‬
‫مراجع المسألة‬
‫املدونة (‪ ،)1/142‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/298‬وخمتصر املزين مع األم (‪ ،)8/157‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/490‬واملغين (‪ ،)4/471‬واإلنصاف (‬
‫‪)3/358‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫نذرا‪ -‬بالخروج من المسجدـ (لعذر المرض)‬
‫الحكم إذا انقطع التتابع ‪-‬للمعتكف ً‬ ‫مسألة (‪)75‬‬
‫الزما بالنَّذر املطلق‪ ،‬أو َشَرط املعتكف‬ ‫سبق يف مسألة (‪َّ )70‬‬
‫أن النذر املطلق باالعتكاف يوجب التتابع عند األئمة الثالثة‪ ،‬خالفًا للشافعي‪ ،‬فإذا كان التتابع ً‬ ‫تحرير محل‬
‫يف نذره التتابع‪ ،‬فإنَّه يلزمه ذلك بال إشكال‪ ،‬واخلالف هنا لو انقطع التتابع للمعتكف خلروجه من املسجد لعذر املرض الذي يتع ّذر معه البقاء يف املسجد‪،‬‬
‫الخالف‬
‫فماذا يلزم املعتكف؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫إذا خرج الذي نذر التتابع يف االعتكاف من املسجد انقطع التتابع‬ ‫إذا خرج الذي نذر التتابع يف االعتكاف من املسجد (مل) ينقطع التتابع‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫التتابع للمعتكف إذا نذر ذلك وانقطع لعذر‪ ،‬ليس فيه شيء حمدود من قبل السمع (القرآن والسنة)‪ ،‬فيقع التنازع من قبل تشبيههم ما اتفقوا عليه ‪-‬من‬ ‫سبب الخالف‬
‫العبادات اليت شرطها التتابع مثل صوم الظهار‪ -‬مبا اختلفوا فيه‬
‫‪7‬ح ترك ‪77‬ه‪ ،‬خبالف قط ‪77‬ع التت ‪77‬ابع للحيض‪،‬‬ ‫ألن املعتك‪77 7 7 7 7‬ف مع‪77 7 7 7 7‬ذور ب‪77 7 7 7 7‬اخلروج من املس‪77 7 7 7 7‬جد‪ ،‬كاحلائض خترج زمن ‪َّ ‬‬
‫ألن التت ‪77‬ابع مش ‪77‬روط بالن ‪77‬ذر فال يص ‪ّ 7‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫احليض‪ ،‬وتب ‪77‬ين على م ‪77‬ا س ‪77‬بق بال خالف‪ ،‬وكالص ‪77‬ائم لكف ‪77‬ارة الظه ‪77‬ار يقط ‪77‬ع فإنَّه يتكرر‪ ،‬ويظن وجوده زمن النذر‪ ،‬فيصري كاخلروج حلاجة اإلنسان‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫التتابع لعذر‪.‬‬
‫عذرا يف ترك التتابع للمعتكف؛ َّ‬
‫فإن املشّقة‬ ‫القول األول‪( :‬مل ينقطع التتابع)‪َّ ،‬‬
‫فإن املرض عذر لإلفطار‪ ،‬وجلمع الصالتني‪ ،‬ولسقوط بعض أركان الصالة‪ ،‬فيكون ً‬ ‫الراجح‬
‫جتلب التَّيسري‬
‫متتابعا وخرج من املسجد لعذر املرض‪ ،‬ورجع بعد ذلك‬‫متتابعا وخرج من املسجد لعذر املرض‪ ،‬رجع بعد ذلك من نذر االعتكاف ً‬ ‫من نذر االعتكاف ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫واستأنف االعتكاف‬ ‫بىن على ما سبق من أيّام االعتكاف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/592‬املبسوط للسرخسي (‪ ،)3/125‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)2/447‬وعقد اجلواهر الثمينة يف مذهب عامل املدينة (‪،)1/260‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وشرح زروق على الرسالة (‪ ،)484 /1‬واألم للشافعي (‪ ،)2/115‬واجملموع (‪ ،)6/516‬واملغين (‪ ،)4/478‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/360‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يفسد االعتكاف بالجنون أو اإلغماء؟‬ ‫مسألة (‪)76‬‬
‫لصحة العبادة؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫أن التكليف شرط لصحة االعتكاف؛ الفتقاره إىل النيّة‪ ،‬كالصالة والصيام‪ ،‬والنيّة شرط ّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫مغمى عليه باتفاق األئمة‪،‬‬
‫يصح ابتداءً االعتكاف من جمنون وال سكران وال َ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮊ [البينة‪ ،]5 :‬وقوله ‪( :‬إمنا األعمال بالنيات) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وال ّ‬ ‫الخالف‬
‫واختلفوا فيمن اعتكف وهو عاقل مث طرأ عليه جنون أو إغماء‪ ،‬هل يؤثّر على االعتكاف؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫صح اعتكاف اليوم‬
‫يبطل االعتكاف باجلنون واإلغماء‪ ،‬فإ ْن بقي يف املسجد ّ‬ ‫(ال) يبطل االعتكاف باجلنون واإلغماء ابتداءً‪( ،‬على خالف بينهم هل حيسب‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال‬
‫الذي ُأغمي عليه فيه‬ ‫زمن اجلنون من االعتكاف أم ال؟)‬
‫ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ليس يف اجلنون واإلغماء للمعتكف شيء حمدود من قبل السمع‪ ،‬فيقع التنازع من قبل تشبيههم ما اتفقوا عليه ‪-‬من العبادات اليت من شرطها التتابع مثل صوم‬ ‫سبب الخالف‬
‫الظهار‪ -‬مبا اختلفوا فيه‬
‫تصح نيّة الصوم من املغمى عليه‬
‫لصحة االعتكاف‪ ،‬وال ّ‬‫ألن الصوم شرط ّ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن اإلغماء كالنوم‪ ،‬فال ينايف االعتكاف‪.‬‬
‫األدلة‬
‫ويصح اليوم الذي نوى فيه؛ لصحة انعقاد النية قبل فقد العقل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واجملنون‪،‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن اجلنون وقع للمعتكف بغري اختياره فال يؤاخذ عليه‪.‬‬

‫خصوصا يف الزمن اليسري؛ ألنَّه يشبه بالنوم‪ ،‬ويبطل باجلنون الرتفاع التكليف‪ ،‬واهلل أعلم‬ ‫لعل التفريق بني اإلغماء واجلنون أوىل‪ ،‬فال يبطل االعتكاف باإلغماء‬ ‫الراجح‬
‫ً‬
‫جن مث أفاق يستأنف اعتكافه من جديد إذا كان‬
‫من اعتكف وأغمي عليه أو ّ‬ ‫جن ثن أفاق يبين على اعتكافه األول إذا كان‬
‫من اعتكف وأغمي عليه أو ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫نذرا‬
‫ً‬ ‫نذرا‬
‫ً‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/592‬مراقي الفالح شرح نور اإليضاح (ص‪ ،)266‬والفتاوى اهلندية (‪ ،)1/213‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/278‬والشرح الصغري‬
‫مراجع المسألة‬
‫للدردير (‪ ،)1/477‬واحلاوي الكبري (‪ ،)3/495‬واجملموع (‪ ،)6/517‬واملبدع شرح املقنع (‪ ،)3/5‬ومطالب أويل النهى (‪)2/250‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ما يجب على المعتكف إذا قطع اعتكافه بدون عذر‬ ‫مسألةـ (‪)77‬‬
‫تطوعا وقطعه املعتكف (بدون) عذر‬
‫لو كان االعتكاف واجبًا بالنذر فال خالف يف وجوب قضائه إذا قطعه املعتكف (بدون) عذر‪ ،‬واختلفوا لو كان االعتكاف ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫فماذا جيب عليه؟ مع اتفاقهم على أ ّن االعتكاف يفسد‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫املتطوع اعتكافه بدون عذر فال شيء عليه‬
‫لو قطع املعتكف ّ‬ ‫املتطوع اعتكافه بدون عذر جيب عليه القضاء‬
‫لو قطع املعتكف ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪145‬‬
‫هل حيمل قضاء النيب ‪ ‬لالعتكاف يف شوال على الوجوب أم على االستحباب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77 7 7‬ديث عائش‪77 7 7‬ة ~‪َّ :‬‬
‫(أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬اعتك ‪77 7‬ف العش ‪77 7 7‬ر‬ ‫(أن رسول اهلل ‪ ‬اعتكف العشر األواخ‪7‬ر من رمض‪7‬ان فاس‪7‬تأذنته عائش‪7‬ة‬ ‫* حديث عائشة ~‪َّ :‬‬
‫‪7‬إن الن‪77‬يب ‪ ‬قض‪77‬ي ومل ي‪77‬أمر زوجات‪77‬ه‬ ‫األواخ‪77‬ر من رمض‪77‬ان‪)...‬؛ ف‪َّ 7‬‬
‫باالعتك ‪77‬اف‪ ،‬ف ‪77‬أذن هلا‪ ،‬وس ‪77‬ألت حفص ‪7‬ةُ عائش ‪7‬ةَ أ ْن تس ‪77‬تأذن هلا‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فلم ‪77‬ا رأت ذل ‪77‬ك زينب‬
‫ابنة جحش أمرت ببن‪7‬اء‪ ،‬فب‪7‬ين هلا ق‪7‬الت‪ :‬وك‪7‬ان رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬إذا ص‪7‬لَّى انص‪7‬رف إىل بنائ‪7‬ه‪ ،‬فبص‪7‬ر‬
‫‡ بالقضاء‪.‬‬
‫احلج والعم‪77 7 7‬رة‪،‬‬ ‫‪7‬رب أردن‬
‫باألبني‪77‬ة‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬م‪77‬ا ه‪77‬ذا؟‪ ،‬ق‪77‬الوا‪ :‬بن‪77‬اء عائش‪77‬ة‪ ،‬وحفص‪77‬ة‪ ،‬وزينب‪ ،‬فق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪ :‬ال‪ّ 7‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن التط ‪77 7‬وع ال يل ‪77 7‬زم بالش ‪77 7‬روع في ‪77 7‬ه يف غ ‪77 7‬ري ّ‬
‫األدلة‬
‫التطوع لو قطعها بال عذر‪.‬‬ ‫هبذا‪ ،‬م ‪77‬ا أن ‪77‬ا مبعتك ‪77‬ف‪ ،‬فرج ‪77‬ع‪ ،‬فلم ‪77‬ا أفط ‪77‬ر اعتك ‪77‬ف عش ‪7ً 7‬را من ش ‪77‬وال) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فقض ‪7‬ى‪ 7‬الن ‪77‬يب ‪‬‬
‫وكاحلال يف صالة ّ‬
‫االعتكاف ملا تركه بال عذر‪.‬‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ [حمم‪77‬د‪ ،]33:‬فق‪77‬د هنى اهلل تع‪77‬اىل عن إبط‪77‬ال العم‪77‬ل‪،‬‬
‫فإ ْن أبطله أعاده‪.‬‬
‫احلج‪ ،‬وما فعله ‪ ‬من قضاء االعتكاف حيمل على الندب ال الوجوب‬
‫القول الثاين‪( :‬ال شيء على من قطع اعتكافه بال عذر) وخيالف االعتكاف َّ‬ ‫الراجح‬

‫ويستحب له‬
‫ّ‬ ‫ذمته‪،‬‬
‫من قطع اعتكافه بال عذر فال شيء عليه يف ّ‬ ‫ذمته االعتكاف بدل األيام اليت نوى أ ْن يعتكفها‬
‫من قطع اعتكافه بال عذر وجب يف ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫القضاء‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/593‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)50‬وبدائع الصنائع (‪ ،)117 /2‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)2/447‬وشرح ابن ناجي التنوخي‬
‫مراجع المسألة‬
‫على منت الرسالة (‪ ،)283 /1‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)2/166‬واألم للشافعي (‪ ،)3/260‬واجملموع (‪ ،)6/366‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)52‬واملغين (‪)6/476‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫هل يفسد االعتكاف بفعل كبيرة؟‬ ‫مسألة (‪)78‬‬
‫هنارا وهو معتكف‪ ،‬واختلفوا هل يفسد االعتكاف بفعل كبرية؛‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن االعتكاف يفسد باجلماع‪ ،‬وذهب اجلمهور إىل فساد االعتكاف ملن سكر ً‬
‫تحرير محل‬
‫والسرقة وحنوها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫كالغيبة والنَّميمة والقذف َّ‬ ‫الخالف‬

‫يفسد االعتكاف بفعل كبرية‬ ‫(ال) يفسد االعتكاف بفعل كبرية (إال بالزىن واللواط)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫السكر (مل يذكره ابن رشد)‬‫هل يُقاس بقية الكبائر على ُّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬القياس على فساد اعتكاف من َس‪َ 7‬كر‪ ،‬جبامع َّ‬
‫أن كاًل منهم‪77‬ا‬ ‫شرعي‪ ،‬وال دليل‪.‬‬ ‫‪ ‬األصل صحة االعتكاف‪ ،‬فال يبطل إال بدليل‬
‫ّ‬
‫بالسكر فسد بكل كبرية‪.‬‬ ‫احملرم‪ ،‬كم‪77‬ا ال يفس‪77‬د كبرية‪ ،‬فلما فسد االعتكاف ُّ‬
‫‪ ‬ملا ك‪77‬ان االعتك‪77‬اف ال يفس‪77‬د ب‪77‬الكالم املب‪77‬اح‪ ،‬فإن‪77‬ه ال يفس‪77‬د ب‪77‬الكالم ّ‬
‫الصوم بذلك‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫مفسدا‪.‬‬
‫‪ ‬النهي عن فعل‪ 7‬كبرية ال يعود إىل ذات املنهي عنه‪ ،‬وإمّن ا ألمر خارج‪ ،‬فال يكون ً‬
‫‪ ‬ينقطع االعتكاف بالزىن واللواط؛ ألنَّه لو أتى أهله انقطع‪ ،‬فمن باب أوىل ما هو أكرب منه‪.‬‬
‫لتلبسه بعبادة االعتكاف‪ ،‬وال يصح‬ ‫القول األول‪( :‬ال يفسد اعتكافه)؛ َّ‬
‫ألن األصل صحة االعتكاف مع نقصان أجره‪ ،‬وألنَّه يتأكد يف حّقه وجوب املبادرة للتوبة‪ّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫ألن السكران ليس من أهل املسجد‪ ،‬وال جيوز له املكوث فيه؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ [النساء‪:‬‬ ‫السكر‪َّ ،‬‬
‫القياس على ُّ‬
‫من اعتكف ووقع يف كبرية كغيبة ومنيمة‪ ،‬أمث وانقطع اعتكافه‬ ‫من اعتكف ووقع يف كبرية كقذف حمصنة أو اكل الربا‪ ،‬أمث (مل) ينقطع‪.]43‬‬
‫اعتكافه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ِّ‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/593‬واإلمجاع البن املنذر (ص ‪ ،)50‬ومراتب اإلمجاع (ص ‪ ،)41‬واملبسوط للسرخسي ( ‪ ،)3/126‬وتبيني احلقائق ( ‪ ،)1/352‬وعقد اجلواهر الثمينة يف‬
‫مراجع المسألة‬
‫مذهب عامل املدينة ( ‪ ،)1/259‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)85‬واحلاوي الكبري ( ‪ ،)3/494‬واجملموع ( ‪ ،)6/518‬واملغين ( ‪ ،)4/476‬واإلقناع (‪ ،)1/327‬وكشاف القناع ( ‪)2/362‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫‪146‬‬

‫كتـاب احلــج‬

‫كتاب احلـج‬
‫ويشتمل على اآلتيـ‬
‫احلج جمرى املق ّدمات‪.‬‬
‫‪ -‬الجنس األول‪:‬ـ األشياء اليت جتري من عبادة ّ‬
‫احلج جمرى األركان‪.‬‬
‫‪ -‬الجنس الثاني‪ :‬األشياء اليت جتري من عبادة ّ‬
‫احلج جمرى األمور الالحقة‪( ،‬أحكام األفعال)‪.‬‬
‫‪ -‬الجنس الثالث‪ :‬األشياء اليت جتري من عبادة ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اجلنس األول‪ :‬األشياء التي جتري من عبادة احلج جمرى املقدمات‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (اجلنس األول)‬
‫ال خالف يف وجوب احلج‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حج من ليس مبسلم‪.‬‬‫يصح ّ‬
‫احلج‪ :‬اإلسالم؛‪ 7‬إذ ال ّ‬
‫ال خالف بني العلماء أ ّن من شروط ّ‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪146‬‬
‫تصح الصالة منه (من السبع إىل العشر)‪.‬‬
‫الصيب الذي ّ‬
‫احلج من ّ‬‫صحة وقوع ّ‬ ‫ينبغي أ ْن ال خيتلف يف ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫للحج‪.‬‬
‫ال خالف يف اشرتاط االستطاعة ّ‬ ‫‪-4‬‬
‫تطو ًعا‪.‬‬
‫احلج يقع عن الغري ّ‬
‫ال خالف بني املسلمني أ ّن ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اجلنس األول‪ :‬األشياء التي جتري من عبادة احلج جمرى املقدمات‬

‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألةـ‬ ‫الرقم التسلسليـ‬


‫الصبي (هل يثاب على فعله؟)‬
‫ّ‬ ‫حج‬
‫حكم ّ‬ ‫‪1‬‬
‫(الحج المباشر)؟‬
‫ّ‬ ‫الحج بنفسه‬
‫ما هي االستطاعة لمن يريد ّ‬ ‫‪2‬‬
‫الحي العاجز ببدنه دون ماله (المعضوب)‬
‫النيابة في الحج عن ّ‬ ‫‪3‬‬
‫الحج عن الميت‬
‫حكم ّ‬ ‫‪4‬‬
‫حج عن نفسه؟‬
‫من يريد الحج عن غيره‪ ،‬هل يشترط أن يكون ّ‬ ‫‪5‬‬
‫الحج عن الغير‬
‫حكم أخذ (األجرة) على أداء ّ‬ ‫‪6‬‬
‫هل تجب فريضة الحج على العبد؟‬ ‫‪7‬‬
‫هل يجب الحج على الفور أو يجب على التراخي؟‬ ‫‪8‬‬
‫هل من شرط وجوب الحج على المرأة أن يكون معها زوج أو محرم؟‬ ‫‪9‬‬
‫حكم العمرة‬ ‫‪10‬‬
‫الصبي (هل يثاب على فعله؟)‬
‫ّ‬ ‫حج‬
‫حكم ّ‬ ‫مسألةـ (‪)1‬‬
‫ال خالف يف وجوب احلج؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ)[آل عمران‪ ،]97:‬وال خالف يف اشرتاط اإلسالم للحج؛ إذ (ال)‬ ‫تحرير محل‬
‫حجة اإلسالم (الفرض)‪ ،‬واتفق األئمة األربعة على صحة حج الصيب املميز‬‫الصيب (ال) يُسقط عنه ّ‬ ‫َّ‬
‫حج البالغ‪ ،‬وإن حج ّ‬
‫حج من ليس مبسلم‪ ،‬واتّفقوا على صحة ّ‬
‫يصح ّ‬
‫ّ‬ ‫الخالف‬
‫الذي يعقل‪ ،‬واختلفوا يف صحة حج الصيب الذي (ال) يعقل‪ ،‬وهل يثاب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولنْي‬
‫الصيب الذي (ال) يعقل‬ ‫األقوال‬
‫حج ّ‬ ‫يصح ّ‬‫(ال) ّ‬ ‫الصيب مطل ًقا‪7‬‬
‫يصح حج ّ‬
‫ّ‬
‫أبو حنيفة (املشهور)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫الصيب‪ 7-‬لألصول‬ ‫سبب الخالف‬
‫حج ّ‬ ‫معارضة األثر ‪-‬يف حكم ّ‬
‫‪7‬ويل؛‬
‫‪7‬ح عق ‪77 7‬دها من ال ‪ّ 7 7‬‬
‫‪7‬ح من غ ‪77 7‬ري عاق ‪77 7‬ل‪ ،‬وال يص ‪ّ 7 7‬‬ ‫* ح ‪77 7 7‬ديث ابن عب‪77 7 7‬اس ‪َّ ( :ƒ‬‬
‫أن ام‪77 7 7‬رأةً رفعت ص‪77 7 7‬بيًا هلا‪ * ،‬األص ‪77 7‬ل أ ّن احلج عب ‪77 7‬ادة بدنيّ ‪77 7‬ة‪ ،‬فال تص ‪ّ 7 7‬‬
‫وقالت‪ :‬أهلذا حج يا رسول اهلل؟‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬ولك أجره) [خ‪ /‬كالصالة‪.‬‬
‫الصيب حىّت حيتلم)‪ ،‬ورواية‪( :‬يعقل)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪:‬‬ ‫م]‪.‬‬
‫‪ ‬عموم حديث‪( :‬رفع القلم عن ثالث‪...‬وعن ّ‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬يب ‪( ‬يكرب) [ن‪ /‬هق‪ /‬كم‪ /‬طيا‪ /‬بغ‪ /‬خز‪ /‬حم‪ /‬وصححه غري واحد]‪.‬‬ ‫(حج يب أيب م ‪77‬ع الن ‪ّ 7‬‬
‫‪ ‬عن الس ‪77‬ائب بن يزي ‪77‬د ‪ ‬ق ‪77‬ال‪ّ :‬‬
‫الصيب؛ كالنذر‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫وأنا ابن سبع سنني) [خ]‪.‬‬
‫يصح من ّ‬ ‫ألن اإلحرام سبب يلزم به حكم‪ ،‬فال ّ‬
‫الصيب)‪ ،‬وحديث ابن عباس ‪ ƒ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬وينبغي ْأن ال خُي تلف يف صحة وقوعه ‪-‬أي‬ ‫(يصح وجيوز حج ّ‬ ‫القول األول‪ّ :‬‬ ‫الراجح‬
‫احلج‪ -‬ممن يصح وقوع الصالة منه‪ ،‬من السبع إىل العشر)‬
‫صبِيّا مل يصح حجه ومل يلزمه جتنيبه فعل حمظورات اإلحرام‪ ،‬وجيوز له رفض‬
‫حج َج َ‬
‫من َ‬ ‫صبِيّا صح حجه ونال أجر حتجيجه ولزمه جتنيبه‬
‫حج َج َ‬
‫من َ‬
‫اإلحرام وخلعه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فعل حمظورات اإلحرام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/597‬واملبسوط (‪ ،)4/173‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/160‬وحاشية رد احملتار (‪ ،)459 /2‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/411‬والذخرية (‪ ،)3/297‬واألم (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/193‬واملهذب (‪ ،)1/359‬واملغين (‪ ،)3/214‬واإلنصاف (‪)3/390‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫(الحج المباشر)؟‬
‫ّ‬ ‫الحج بنفسه‬
‫ما هي االستطاعة لمن يريد ّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫احلج؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [آل عمران‪ ،]97:‬واختلفوا يف تفسري االستطاعة وضابطها‪،‬‬
‫ال خالف يف اشرتاط االستطاعة بالبدن واملال مع األمن لوجوب ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫االستطاعة‪ :‬القدرة على املشي‪ ،‬والزاد‪ :‬القدرة على التكسب يف الطريق ولو‬ ‫االستطاعة‪ :‬ملك الزاد والراحلة‬
‫بالسؤال‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‪ /‬عمر ‪ ‬وابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫‪146‬‬
‫مالك‬
‫معارضة األثر الوارد يف تفسري االستطاعة لعموم لفظ االستطاعة‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث أنس ‪ ‬يف قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [آل * ح ‪77‬ديث أنس ‪( ‬قي ‪77‬ل‪ :‬ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪ :‬م ‪77‬ا الس ‪77‬بيل؟ ق ‪77‬ال‪ :‬ال ‪77‬زاد والراحل ‪77‬ة)‪،‬‬
‫عم‪7‬ران‪ 7،]97:‬قي‪7‬ل‪ :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ :‬م‪7‬ا الس‪7‬بيل؟ ق‪7‬ال‪ :‬ال‪7‬زاد والراحل‪7‬ة) [كم‪ /‬ج‪7‬ه‪ /‬ع‪7‬د‪ /‬ق‪7‬ط‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬ش‪7‬ا‪ /‬حيمل على من ال يستطيع املشي‪ ،‬وليس له قوة على االكتساب يف طريقه‪.‬‬
‫وص‪77‬ححه احلاكم على ش‪77‬رط الش‪77‬يخني‪ ،‬وح ّس ‪7‬نه الرتم‪77‬ذي‪ ،‬وض‪77‬عفه األش‪77‬بيلي وابن املن‪77‬ذر واأللب‪77‬اين‪ .‬وق‪77‬ال * عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [آل عم‪7‬ران‪ ،]97:‬فمن اس‪7‬تطاع‬
‫الغم ‪77‬اري‪ :‬يف س ‪77‬نده مق ‪77‬ال‪ ،‬ول ‪77‬ه ط ‪77‬رق ص ‪77‬حيحة عن احلس ‪77‬ن ‪ ‬مرس‪7 7‬اًل ‪ ،]،‬فيحم ‪77‬ل احلديث على ك ‪77‬ل املش‪77 7 7‬ي والق‪77 7 7‬وة على التكس‪77 7 7‬ب فه‪77 7 7‬و مس‪77 7 7‬تطيع‪ ،‬فه‪77 7 7‬و ش‪77 7 7‬امل جلمي‪77 7 7‬ع أن‪77 7 7‬واع‬ ‫األدلة‬
‫االستطاعة‪.‬‬ ‫مكلف‪ ،‬وقد فسرت عموم االستطاعة بالزاد والراحلة‪ ،‬فيجب الرجوع لتفسريه ‪.‬‬

‫‪ ‬عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) ‪ ،‬فق ‪77‬د اش ‪77‬رتط هن ‪77‬ا االس ‪77‬تطاعة ومل يش ‪77‬رتطها ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ) [احلج‪ ،]27:‬أي‪:‬‬
‫زائدا على ما يف العبادات‪.‬‬ ‫حكما ً‬ ‫فدل التقييد هبا َّ‬
‫أن هلا ً‬ ‫للصالة والصوم‪ّ ،‬‬
‫مشاة‪.‬‬
‫ونص حديث أنس ‪ ،‬وقد كان الناس حيجون بغري زاد فأنزل اهلل‪{ :‬ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ} [البقرة‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬االستطاعة‪ :‬ملك الزاد والراحلة؛ لظاهر اآلية‪ّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫‪ ،]197‬واألصل َّ‬
‫أن املشقة جتلب التيسري‪ ،‬فمن يسر الدين شرط االستطاعة للحج‬
‫سريا والتكسب يف طريقه يلزمه احلج ويأمث برتكه‬
‫من استطاع احلج ً‬ ‫احلج‬
‫سريا ال يلزمه املشي‪ ،‬وهو معذور برتك ّ‬
‫من استطاع احلج ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/598‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/202‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/417‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/380‬والقوانني الفقهية (‪ ،)1/86‬واألم (‪ ،)2/123‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)4/6‬والشرح الكبري (‪ ،)3/169‬واإلنصاف (‪ ،)3/401‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ )5/270‬برقم (‪ ،)872‬وتفسري ابن كثري (‪)1/548‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫الحي العاجز ببدنه دون ماله (المعضوب)‬
‫النيابة في الحج عن ّ‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫حج (الفرض) عن‬‫(تطو ًعا)‪ ،‬واخلالف يف ِّ‬
‫احلج عن العاجز ّ‬ ‫احلج الواجب‪ ،‬وال خالف يف صحة ّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن القادر على احلج بنفسه ال جيوز له ْأن يستنيب غريه يف ّ‬
‫دائما‪ ،‬فهل عليه ْأن يُنيب غريه‪ ،‬إن كانت له استطاعة‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫بدنيا ً‬
‫عجزا ً‬
‫عاجزا عنه ً‬
‫احلج‪ ،‬وكان ً‬
‫دائما‪ ،‬وهو (املعضوب)‪ ،‬وهو الذي توافرت فيه شرائط وجوب ّ‬ ‫عجزا ً‬‫العاجز ً‬
‫ماديّة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تلزم النيابة باملال ملن عجز عن احلج بنفسه‬ ‫ال تلزم النيابة عن العاجز عن احلج بنفسه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة (رواية)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة (املذهب)‪ /‬مالك‬
‫معارضة األثر للقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫* العبادات ال ينوب فيها أح ٌد عن ٍ‬
‫أحد‪ ،‬فكما ال يُصلي أحد عن أحد باتفاق‪ ،‬وال * ح ‪77 7‬ديث ابن عب ‪77 7‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬ج ‪77 7‬اءت ام ‪77 7‬رأةٌ من َخثْعم فق ‪77 7‬الت‪ :‬إ ّن‬
‫‪7‬ريا ال يثبت على الراحل‪77‬ة‪ ،‬أف‪77‬أحج عن‪77‬ه؟‪،‬‬ ‫‪7‬يخا كب‪ً 7‬‬‫فريض‪77‬ة اهلل أدركت أيب ش‪ً 7‬‬ ‫يزكي أحد عن أحد‪ ،‬فكذلك ال حيج أحد عن أحد‪.‬‬
‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ) [النجم‪ ،]39:‬وه ‪77‬ذا ليس من قال‪ :‬نعم‪ .‬وذلك يف حجة الوداع) [متفق]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬كما جيب اإلطعام باملال للعاجز عن الص‪77‬يام‪ ،‬فك‪77‬ذلك الع‪77‬اجز عن احلج‬ ‫سعيه‪.‬‬
‫يُنيب مباله حال احلياة‪.‬‬
‫‪ ‬عم‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [آل عم‪77 7‬ران‪ ،]97:‬وه‪77 7‬ذا غ‪77 7‬ري‬
‫مستطيع‪.‬‬
‫النص‪َّ ،‬‬
‫وألن احلج عبادة تدخلها النيابة بعد الوفاة‪ ،‬فكذلك قبل الوفاة‬ ‫نص يف حمل اخلالف وال اجتهاد مع ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬تلزم النيابة باملال ألداء احلج عنه)‪ ،‬واحلديث ّ‬ ‫الراجح‬
‫خبالف الصالة‬
‫حيج عنه‪،‬‬
‫من عجز عن احلج بنفسه وعنده مال وجب عليه أن يُنيب من ّ‬ ‫احلج مطل ًقا ولو كان عنده مال‬
‫من عجز عن احلج بنفسه سقط عنه ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وإال أمث لرتك الواجب‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/599‬واملبسوط (‪ ،)4/153‬والتلقني (‪ ،)1/79‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/7‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/9‬وهناية املطلب (‪ ،)4/133‬واجملموع (‪ ،)7/94‬وأسىن املطالب‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)1/450‬والفروع (‪ ،)5/255‬واملبدع (‪)3/91‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الحج عن الميت‬
‫حكم ّ‬ ‫مسألةـ (‪)4‬‬
‫حيج‪ ،‬هل جيب على ورثته أ ْن خيرجوا من ماله ما حُي ّج به‬
‫حج الفريضة عليه ومل ّ‬
‫حج حجة الفريضة‪ ،‬واختلفوا فيمن مات بعد وجوب ّ‬
‫عمن مات وقد ّ‬
‫التطوع ّ‬
‫حج ّ‬ ‫اتفقوا على جواز ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫عنه؟ واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيب على الورثة ْأن خُي رجوا من مال امليت ما حُي ّج به عنه (إال) إذا أوصى‬ ‫جيب على الورثة ْأن خُي رجوا من مال امليت ما حُي ّج به عنه‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬ ‫‪146‬‬

‫معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬


‫* ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ج‪77‬اءت ام‪77‬رأةٌ من جهين‪77‬ة إىل الن‪77‬يب ‪ ،‬فق‪77‬الت‪ :‬ي‪77‬ا * ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ج ‪77‬اءت ام ‪77‬رأةٌ من َخثْعم فق ‪77‬الت‪ :‬إ ّن فريض ‪77‬ة اهلل أدركت أيب‬
‫كبريا ال يثبت على الراحلة‪ ،‬أفأحج عنه‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ .‬وذلك يف حجة الوداع) [متفق]‪.‬‬ ‫شيخا ً‬‫ً‬ ‫رس‪77‬ول اهلل َّ‬
‫إن ّأمي ن‪77‬ذرت احلج فم‪77‬اتت أف‪77‬أحج عنه‪77‬ا؟‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬حجي عنه‪77‬ا‪ ،‬أرأيت ل‪77‬و‬
‫احلج عن ‪ ‬كم ‪77‬ا جيب اإلطع ‪77‬ام‪ 7‬باملال للع ‪77‬اجز عن الص ‪77‬يام‪ ،‬فك ‪77‬ذلك الع ‪77‬اجز عن احلج يُ ‪77‬نيب مبال ‪77‬ه ح ‪77‬ال‬ ‫كان عليها دين أكنت قاض‪7‬يته؟ ديْن اهلل أح‪7‬ق بالقض‪7‬اء) [خ]‪ ،‬ش‪77‬به الن‪7‬يب ‪ّ ‬‬
‫احلج احلياة‪.‬‬
‫بنص الق ‪77‬رآن‪ 7،‬ومثل ‪77‬ه احلج املن ‪77‬ذور‪ ،‬ف ‪77‬وجب ّ‬
‫امليت بقض ‪77‬اء ال ‪77‬دَّيْن‪ ،‬وه ‪77‬و واجب ّ‬ ‫األدلة‬
‫عنه‪.‬‬
‫ط‪،‬‬ ‫‪ ‬عن بري ‪77‬دة ‪َّ :‬‬
‫(أن ام ‪77‬رأة أتت الن‪77 7‬يب ‪ ،‬فق‪77 7‬الت‪ :‬إن أمي م ‪77‬اتت ومل حتج ق‪ّ 7 7‬‬
‫جي عنها) [م]‪.‬‬ ‫أفأحج عنها؟‪ ،‬قال‪ُ :‬ح ِّ‬
‫ّ‬
‫حج‬
‫حيج عنه ّ‬
‫تطوعا عن امليت فجاز أن ّ‬ ‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال اجتهاد مع النص؛ َّ‬
‫وألن احلج تدخله النيابة ً‬ ‫القول األول‪( :‬يلزم الورثة ْأن خيرجوا من مال امليت ما حُي ج به عنه)‪ ،‬واحلديث ّ‬ ‫الراجح‬
‫الواجب خبالف الصالة‬
‫احلج ومل يوص باحلج عنه (مل) يلزم ورثته إخراج ما حيج به عنه من الرتكة‪،‬‬
‫من مات وقد وجب عليه ّ‬ ‫من مات وقد وجب عليه احلج يؤخذ من تركته قبل قسمتها ما حُي ّج به عنه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ويسقط عنه احلج‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/599‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/426‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/221‬واملدونة (‪ ،)1/481‬وخمتصر املزين مع األم (‪ ،)8/158‬واإلنصاف (‪ ،)3/404‬وكشف املخدرات (‪،)1/293‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/273‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حج عن نفسه؟‬
‫من يريد الحج عن غيره‪ ،‬هل يشترط أن يكون ّ‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫اتفقوا على جواز اإلنابة يف احلج يف اجلملة يف بعض الصور كحج التطوع‪ ،‬واختلفوا فيمن يريد احلج عن غريه حيًّا كان أو ميتًا‪ ،‬هل يشرتط أ ْن يكون‬ ‫تحرير محل‬
‫حج عن نفسه قبل ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫ّ‬
‫(ال) يشرتط ملن حيج عن غريه أن يكون قد حج عن نفسه‪ ،‬لكن‬
‫يشرتط ملن حيج عن غريه أ ْن يكون قد حج عن نفسه أواًل‬ ‫‪146‬‬
‫األفضل أ ْن حيج عن نفسه أواًل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫اختالفهم يف صحة حديث‪( :‬لبيك عن شربمة) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬مسع رجاًل يق‪7‬ول‪ :‬لبي‪7‬ك عن ش‪7‬ربمة‪ ،‬ق‪7‬ال‪:‬‬ ‫يؤدي ‪77‬ه عن غ ‪77‬ريه من مل يُس ‪77‬قط * حديث ابن عباس ‪َّ :ƒ‬‬
‫‪ ‬احلج مما تدخل ‪77‬ه النياب ‪77‬ة‪ ،‬فج ‪77‬از أن ِّ‬
‫ومن ش ‪77‬ربمة؟‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬أخ يل‪ ،‬أو ق ‪77‬ال‪ :‬ق ‪77‬ريب يل‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬أفحججت عن نفس ‪77‬ك؟‪،‬‬ ‫فرضه عن نفسه؛ كالزكاة‪.‬‬
‫فح ّج عن نفس ‪77 7‬ك مث ُح ّج عن ش ‪77 7‬ربمة) [د‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪ /‬ق ‪77 7‬ط‪ /‬حب‪ /‬طح‪/‬‬
‫ق ‪77 7‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ُ :‬‬ ‫األدلة‬
‫طب‪ /‬وصححه ابن حبان والبيهقي والغماري‪ 7‬واأللباين]‪.‬‬
‫صيب عن غريه‪.‬‬
‫حج ّ‬‫‪ ‬لو حج عن غريه ومل حيج عن نفسه‪ ،‬ال يقع عن الغري‪ ،‬كما لو ّ‬
‫حمل اخلالف‪ ،‬والقياس على الزكاة قياس‬
‫بناء على صحة حديث ابن عباس ‪ ƒ‬وهو نص يف ّ‬ ‫القول الثاين‪( :‬يشرتط احلج عن النفس ملن أراد احلج عن الغري)؛ ً‬
‫الراجح‬
‫مع الفارق‪ ،‬فالزكاة جيوز أن ينوب فيها عن غريه‪ ،‬ولو بقي على نفسه جزء من زكاته مل يؤده‪ ،‬بينما جيوز أن حيج عن غريه إذا شرع يف احلج عن نفسه قبل‬
‫إمتامه‬
‫احلج عن نفسه وليس عن غريه‬
‫من حج عن غريه قبل أن حيج عن نفسه‪ ،‬وقع ّ‬ ‫صحيحا عن غريه‬
‫ً‬ ‫احلج‬
‫من حج عن غريه قبل ْأن حيج عن نفسه‪ ،‬وقع ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/600‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/215‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/151‬وإرشاد السالك (ص‪ ،)42‬واللباب (ص‪ ،)209‬والتنبيه للشريازي (ص‪،)70‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫والكايف البن قدامة (‪ ،)1/472‬وشرح الزركشي على اخلرقي (‪ ،)3/43‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/274‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الحج عن الغير‬
‫حكم أخذ (األجرة) على أداء ّ‬ ‫مسألةـ (‪)6‬‬
‫حيج ليأخذ)‪ ،‬واختلفوا يف حكم من آجر نفسه بأجر ٍة‬
‫ليحج‪ ،‬وليس ّ‬ ‫ال إشكال يف َّ‬
‫أن من أخذ للحج ما يبلغ به البيت ذهابًا وإيابًا دونٍ زيادة فال حرج فيه‪( ،‬أي يأخذ ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫احلج‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫زائدة على تكلفة ّ‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيوز أخذ األجرة على احلج‬ ‫يكرهُ اإلجارة على احلج‪ ،‬وإ ْن وقع جاز‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املذهب)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫‪146‬‬
‫هل جيوز أخذ األجرة على فعل ال ُقرب؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫وجل‪ ،‬فال جتوز اإلجارة عليه‪.‬‬ ‫عز ّ‬ ‫* اإلمجاع على ج‪77‬واز اإلج‪77‬ارة على َكْتب املص‪77‬احف‪ ،‬وبن‪77‬اء املس‪77‬اجد‪ ،‬وهي * َّ‬
‫ألن احلج قربة إىل اهلل ّ‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه ‪( :‬واخّت ذوا مؤذّنً‪77‬ا ال يأخ‪77‬ذ على أذان‪77‬ه أج‪7ً 7‬را) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين]‪ ،‬ف‪77‬إذا‬ ‫قربة‪.‬‬
‫‪ ‬قول ‪77‬ه ‪( :‬أح ‪77‬ق م ‪77‬ا أخ ‪77‬ذمت علي ‪77‬ه أج ‪77‬را كت ‪77‬اب اهلل) [خ]‪ ،‬ف ‪77‬إذا ج ‪77‬از أخ ‪77‬ذ مل جيز يف األذان مل جيز يف احلج‪ ،‬فكالمها عبادة وقربة‪.‬‬
‫األجرة على كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬جاز على احلج‪.‬‬
‫ألن احلج يقع طاعة‪ ،‬فال جيوز أخذ العوض عن الطاعة‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬أخ ‪77‬ذ أص ‪77‬حاب الن ‪77‬يب ‪ ‬اجلع ‪77‬ل على الرقي ‪77‬ة بكت‪77 7‬اب اهلل تع‪77 7‬اىل‪ ،‬وأخ‪77 7‬ربوا‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عب‪77‬ادة بن الص‪77‬امت ‪ :‬أن‪77‬ه ك‪77‬ان يعلّم رجاًل الق‪77‬رآن‪ ،‬فأه‪77‬دى ل‪77‬ه قو ًس ‪7‬ا‪ ،‬فس‪77‬أل‬ ‫بذلك النيب ‪ ‬فصوهبم [خ]‪.‬‬
‫النيب ‪ ‬عن ذلك فق‪7‬ال ل‪7‬ه‪( :‬إ ْن س‪7‬رك أن تتقل‪7‬د قو ًس‪7‬ا من ن‪7‬ار فتقلّ‪7‬دها) [د‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬كم‪/‬‬ ‫‪ ‬احلج عبادة تدخله النيابة‪ ،‬فجاز أخذ األجرة عليه‪.‬‬
‫ص‪ /‬وص ‪77‬ححه احلاكم وال ‪77‬ذهيب واألرن ‪77‬ووط واأللب ‪77‬اين]‪ ،‬ف ‪77‬إذا مل جتز اهلدي ‪77‬ة مل جتز اإلج ‪77‬ارة من‬
‫باب أوىل‪.‬‬
‫وتكسًبا‪ ،‬وحادثة الرقية حادثة عني‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال تؤخذ األجرة على احلج)؛ ألهَّن ا قُربة وليست جتارة‪ ،‬أما كتابة املصاحف وحنوه قد يفعلها الشخص قربة أو ً‬
‫رحبا ّ‬
‫الراجح‬

‫من أعطي مبلغًا ليحج به عن غريه فنقص عن كفايته لزم املوكل ما نقص‪ ،‬وإ ْن فضل منه‬ ‫من أعطي مبلغًا ليحج به عن غريه فنقص عن كفايته مل جيب له شيء‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ضل الطريق أو ضاعت النفقة مل يلزمه الضمان‬
‫شيء لزمه رده ملن أعطاه‪ ،‬ولو ُأحصر أو َّ‬ ‫فضل منه شيء أخذه على أنه أجرةً له‪ ،‬وإ ْن ضاعت النفقة فهي من ضمانه‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/601‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/171‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)10/277‬والذخرية (‪ ،)5/401‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/521‬واحلاوي الكبري (‪،)4/257‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واجملموع (‪ ،)7/139‬واملغين (‪ ،)3/229‬واإلنصاف (‪)6/46‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل تجب فريضة الحج على العبد؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫احلج على املسلم العاقل البالغ احلر املستطيع‪ ،‬واختلفوا يف وجوب احلج على العبد‪ ،‬اخلالف على قولني‬
‫اتفقوا على وجوب ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫احلج على العبد‬
‫جيب ّ‬ ‫ال جيب احلج على العبد حىت يُعتق‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬
‫تعارض عموم بعض النصوص مع ما خصصته بعض النصوص األخرى (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬
‫ِ‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال الن ‪77‬يب ‪( :‬أميا ص ‪77‬يب حج مث بل ‪77‬غ احلنث ‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ)‬
‫فعليه حجة أخرى‪ ،‬وأميا عبد حج مث ُأعتق فعليه حجة أخ‪77‬رى) [ه‪77‬ق‪ /‬ش‪[ /‬آل عمران‪ ،]97:‬وهذا عام للعبد‪.‬‬
‫إن اهلل ف‪77 7‬رض‬ ‫‪ ‬عم‪77 7‬وم ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ‪ ‬من قول‪77 7‬ه ‪( :‬أيه‪77 7‬ا الن‪77 7‬اس‪َّ :‬‬ ‫وهو موقوف‪ ،‬وقال ابن حزم‪ :‬مرسل]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فحج‪77 7‬وا) [د‪ /‬حم‪ /‬حب‪ /‬ق‪77 7‬ط‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬ص‪ /‬ب ‪77 7‬غ‪ /‬وص ‪77 7‬ححه األلب ‪77 7‬اين‬
‫احلج ّ‬
‫عليكم ّ‬
‫واألرنؤوط]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيب احلج على العبد)‪ ،‬فإن احلج عبادة من شرطها االستطاعة‪ ،‬واالستطاعة هي ملك الزاد والراحلة‪ ،‬والعبد ال ميلك‬ ‫الراجح‬

‫إذا حج العبد مث عتق فليس عليه حجة أخرى‬ ‫حجة اإلسالم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫حج العبد مث عُتق فعليه ّ‬
‫إذا ّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/601‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/3‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/148‬والشرح الكبري للدردير (‪ ،)2/5‬وحاشية العدوي (‪ ،)1/517‬وخمتصر املزين مع األم (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)8/158‬وهناية املطلب (‪ ،)4/127‬واملغين (‪ ،)3/213‬واإلقناع (‪ ،)1/335‬واحمللى‪)7/47( 7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يجب الحج على الفور أو يجب على التراخي؟‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫تحرير محل الخالف يستحب ملن وجب عليه احلج‪ ،‬وتوفرت فيه شروطه‪ ،‬وعنده االستطاعة ْأن يسارع يف أداء احلج‪ ،‬واختلفوا هل جيب عليه ذلك على الفور أم جيوز التأخري؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫احلج على الفور‬ ‫احلج على الرتاخي‬
‫ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (البغداديون)‪ /‬أمحد‬ ‫مالك (املتأخرون)‪ /‬الشافعي‬
‫هل يُشبَّه أول وقت من أوقات احلج الطارئة على املكلف املستطيع بأول وقت الصالة أم بآخرها؟‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫احلج خمتص بوقت‪ ،‬فيكون األصل تأثيم تاركه إذا ذهب الوقت‪ ،‬مثل من ترك وقت الصالة حىت ذهب‪.‬‬ ‫حج الن‪77 7 7 7‬يب ‪ّ * ‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن احلج فُ‪77 7 7 7‬رض قب‪77 7 7 7‬ل ّ‬
‫أخ‪7‬ره الن‪77‬يب * يُش ‪7‬بَّه احلج ب‪77‬آخر وقت الص‪77‬الة ال‪77‬ذي ال جيوز ت‪77‬أخري الفع‪77‬ل عن‪77‬ه؛ َّ‬
‫ألن احلج ينقض ‪7‬ي‪ 7‬ب‪77‬دخول وقت ال ميكن فعل‪77‬ه في‪77‬ه‬ ‫بسنتنْي ‪ ،‬فلو كان على الف‪77‬ور ملا ّ‪7‬‬
‫(بعد املوت)‪ ،‬كما ينقضي وقت الصالة بدخول وقت ال يكون املصلي فيه مؤديًا‪.‬‬ ‫‪ ،‬ولو أخره لعذر لبيّنه‪.‬‬
‫احلج ب‪77 7 7‬أول وقت الص ‪77 7 7‬الة‪ ،‬وال * ت ‪77‬أخري احلج في ‪77‬ه غ ‪77‬رر على املكل ‪77‬ف‪ ،‬فق ‪77‬د ميوت يف خالل ذل ‪77‬ك الع ‪77‬ام‪ ،‬خبالف أول وقت الص ‪77‬الة وآخ ‪77‬ره فه ‪77‬و وقت‬ ‫* يُش ‪77 7 7‬به ّ‬ ‫األدلة‬
‫جيب أداء الص‪77 7 7‬الة ب‪77 7 7‬أول ال‪77 7 7‬وقت‪ ،‬فك‪77 7 7‬ذا يسري‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕ)[آل عمران‪ ،]97 :‬وهذا أمر‪ ،‬واألمر يقتضي الفورية‪.‬‬ ‫احلج‪.‬‬
‫ّ‬
‫ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال ‪( :‬من أراد احلج فليتعج‪77‬ل؛ فإنَّه ق‪77‬د ميرض املريض‪ ،‬وتض‪77‬ل الداب‪77‬ة‪ ،‬وتك‪77‬ون احلاج‪77‬ة)‬ ‫‪‬‬
‫[حم‪ /‬طيا‪ /‬هق‪ /‬جه‪ /‬سنن‪ ،‬وحسنه األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬
‫أداء هلا يف وقتها املشروع‪ ،‬أما بتأخري احلج سيدخل وقت ال تصح‬ ‫(احلج على الفور)‪ ،‬وال يصح قياسه على تأخري الصالة إىل آخر وقتها؛ َّ‬
‫ألن تأخريها يكون ً‬ ‫القول الثاين‪ّ :‬‬ ‫الراجح‬
‫واجبا أصاًل ؛ لتأخريه لغري غاية‬
‫احلج على التوسعة خيرجه عن كونه ً‬
‫احلج‪ .‬ووجوب ّ‬ ‫فيه عبادة ّ‬
‫(ال) يأمث من أخر أداء احلج بال عذر وهو‬
‫يأمث من أخر أداء احلج بال عذر وهو مستطيع‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مستطيع‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/602‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/380‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/114‬والتلقني (‪ ،)1/79‬والكايف البن بد الرب (‪ ،)1/358‬وجامع األمهات (ص‪ ،)183‬والبيان (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)4/45‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/33‬واملغين (‪ ،)3/232‬والشرح املمتع على زاد املستقنع (‪)7/13‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫هل من شرط وجوب الحج على المرأة أن يكون معها زوج أو محرم؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫وأمنت يف سفرها‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن املرأة لو حجت بدون حمرم فحجها صحيح‪،‬‬ ‫أمجعوا على أنَّه ال جيوز سفر املرأة للحج إال على وجه يؤمن فيه من البالء‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫‪-‬ابتداء‪ -‬احلج وليس عندها حمرم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬ ‫املرأة‬ ‫على‬ ‫جيب‬ ‫هل‬ ‫واختلفوا‬ ‫فاْل َم ْحَرم ليس من شرط صحة احلج‪،‬‬
‫من شرط وجوب احلج للمرأة وجود حمرم ومطاوعته هلا‬ ‫ليس من شرط وجوب احلج للمرأة وجود احملرم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫‪145‬‬
‫معارضة األمر باحلج والسفر إليه للنهي عن سفر املرأة إاّل مع ذي حمرم‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [آل * عن أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ال حيل المرأة تؤمن باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬أ ْن تس‪77‬افر‬
‫عمران‪ ،]97:‬األمر باحلج عام فيغلَّب على النهي عن س‪7‬فر املرأة ب‪77‬دون مس‪77‬رية ي‪77‬وم إال م‪77‬ع ذي حمرم)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬مس‪77‬رية ي‪77‬وم وليل‪77‬ة)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬ثالث‪77‬ة أي‪7‬ام)‬
‫خيصص عموم النهي عن سفر املرأة لوحدها يف مجيع األسفار‪ ،‬أو يكون‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ّ ،‬‬ ‫حمرم‪.‬‬
‫مفسًرا لالستطاعة‪.‬‬
‫‪7‬رتين الظعين ‪77‬ة ترحتل هذا احلديث ِّ‬ ‫‪ ‬قول ‪77‬ه ‪ ‬لع ‪77‬دي ‪( :‬إل ْن ط ‪77‬الت ب ‪77‬ك حي ‪77‬اة‪ ،‬ل ‪َّ 7‬‬ ‫األدلة‬
‫* ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال الن ‪77‬يب ‪( :‬وال تس ‪77‬افر املرأة إال م ‪77‬ع ذي حمرم»‪،‬‬ ‫من احلرية حىت تطوف بالكعبة ال ختاف إال اهلل) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫فق ‪77‬ام رج ‪77‬ل‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪ ،‬إن ام ‪77‬رأيت خ ‪77‬رجت حاج ‪77‬ة‪ ،‬وإين اكتتبت يف‬
‫‪ ‬ألنَّه سفر واجب فلم يشرتط ل‪7‬ه الْ َمح‪77‬رم‪ ،‬كاملس‪7‬لمة إذا ختلص‪7‬ت‪ 7‬من‬
‫غزوة كذا وكذا‪ ،‬قال‪ :‬انطلق فحج مع امرأتك) [متفق]‪.‬‬
‫أيدي الكفار‪.‬‬
‫واجبا ملا أمر برتك اجلهاد من أجله‪ .‬أما قوله ‪‬‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وألنه لو مل يكن ً‬
‫حلج املرأة)‪ ،‬وحديث ابن عباس ‪ّ ƒ‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يشرتط وجود حمرم ّ‬ ‫الراجح‬
‫لعدي ‪ ،‬فهو من باب اإلخبار وليس من باب اإلباحة وال بيان احلكم‬
‫من ال حمرم هلا يسقط عنها وجوب احلج‬ ‫من ال حمرم هلا خترج للحج مع رفقة آمنة‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/602‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/110‬واهلداية (‪ ،)1/133‬والبيان والتحصيل (‪ ،)18/228‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/521‬واألم (‪ ،)2/127‬وحلية‬
‫مراجع المسألة‬
‫العلماء (‪ ،)3/200‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/522‬ومطالب أويل النهى (‪ ،)2/291‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/280‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم العمرة‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫اتفقوا على وجوب احلج يف العمر مرة واحدة‪ ،‬واختلفوا هل جتب العمرة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫وتطوع‬
‫العمرة سنة ّ‬ ‫العمرة واجبة كاحلج‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أبو ثور‪ /‬داود‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬أبو عبيدة‪ /‬الثوري‪ /‬األوزاعي‪ /‬وابن عباس ‪ ƒ‬وابن عمر ‪ /ƒ‬مجاعة من التابعني‬
‫ظاهر تعارض اآلثار‪ ،‬وتردد األمر باإلمتام‪( :‬ﮱ) يف املسألة بني أن يقتضي الوجوب أم ال يقتضيه‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪145‬‬
‫* ح‪77 7 7‬ديث ابن عم‪77 7 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7 7‬ال ‪( :‬ب ‪77 7‬ين اإلس‪77 7 7‬الم على‬ ‫احلج وعطف عليه العمرة‪.‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮱﯓ ﯔ ﯕ) [البقرة‪ ،]196:‬أمر‪ ‬بإمتام ّ‬
‫وأن حمم‪7‬دا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬وأن تقيم مخس‪...‬وحج البيت من استطاع إليه سبياًل ) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ْ‬ ‫* ح‪77‬ديث األع‪7‬رايب عن عم‪77‬ر ‪ :‬ق‪7‬ال ‪( :‬اإلس‪7‬الم أ ْن تش‪7‬هد أ ْن ال إل‪7‬ه إال اهلل‪ً َّ ،‬‬
‫* حديث عمر ‪ ‬من ح‪7‬ديث ه‪7‬ذا جربي‪7‬ل أت‪7‬اكم يعلمكم‪7‬‬ ‫الصالة‪ ،‬وتؤيت الزكاة‪ ،‬وحتج وتعتمر‪ ،‬وتغتسل من اجلنابة) [قط‪ /‬خز‪ /‬حب‪ /‬وصححه غري واحد]‪.‬‬
‫أن ال إل‪77‬ه إال اهلل‪...‬وحتج‬ ‫دينكم‪ ،‬ق‪77‬ال‪( :‬اإلس‪77‬الم‪ 7‬أ ْن تش‪77‬هد َّ‬
‫* عن قت ‪77‬ادة ق ‪77‬ال‪( :‬ملا ن ‪77‬زلت‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [آل عم ‪77‬ران‪ ،]97:‬ق ‪77‬ال ‪:‬‬
‫ب‪77‬اثنني؛ حج‪77‬ة وعم‪77‬رة‪ ،‬فمن قض‪7‬امها فق‪77‬د قض‪77‬ى الفريض‪77‬ة) [عب‪ /‬عن عط‪77‬اء مبعن‪7‬اه وه‪77‬و مقط‪77‬وع‪ ،‬وق‪7‬ال الغم‪77‬اري‪ :‬مرس‪77‬ل البيت إن استطعت إليه سبياًل ) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫* عن ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬س‪77 7‬أل رج ‪77‬ل الن ‪77‬يب ‪ ‬عن العم‪77 7‬رة‬ ‫غريب]‪.‬‬
‫أواجب‪77 7‬ة هي؟ ق‪77 7‬ال‪ :‬ال‪ ،‬وألن تعتم‪77 7‬ر خ‪77 7‬ري ل‪77 7‬ك) [حم‪ /‬ت‪/‬‬ ‫األدلة‬
‫*عن زي‪77 7‬د بن ث‪77 7‬ابت ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬احلج والعم‪77 7‬رة فريض‪77 7‬تان‪ ،‬ال يض‪77 7‬رك بأيهم‪77 7‬ا ب‪77 7‬دأت) [ق‪77 7‬ط‪ /‬كم‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬وض‪77 7‬عّفه‬
‫طب‪ /‬قال الغماري‪ :‬وهو موقوف]‪.‬‬ ‫الغماري]‪.‬‬
‫*عن ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬العم‪77‬رة واجب‪77‬ة كوج‪77‬وب احلج‪ ،‬وه‪77‬و احلج األص‪77‬غر) [ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬كم‪ /‬وإس‪77‬ناده ض‪77‬عيف‪ ،‬ول‪77‬ه * ح‪77‬ديث ابن أيب ص‪77‬اع احلنفي‪ 7‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬احلج‬
‫مكت‪77 7‬وب والعم‪77 7‬رة تط‪7ّ 7 7‬وع) ورواي‪77 7‬ة‪( :‬احلج جه‪77 7‬اد والعم‪77 7‬رة‬ ‫مرفوعا بلفظ‪ :‬احلج األكرب يوم النحر‪ ،‬واحلج األصغر العمرة (قط‪ /‬هق)]‪.‬‬‫طريق آخر صححه احلاكم‪ ،‬وروي ً‬
‫تطوع) [ش‪ /‬هق‪ /‬وهو منقطع]‪7.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪ ،‬ه ‪77‬ل على النس ‪77‬اء جه ‪77‬اد؟‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬عليهن جه ‪77‬اد ال قت ‪77‬ال في ‪77‬ه؛ احلج‬
‫والعمرة) [حم‪ /‬جه‪ /‬وسنده صحيح]‪ ،‬وكلمة‪( :‬عليهن)‪ ،‬تقتضي اإلجياب‪ ،‬والسؤال عن الواجب أصاًل ‪.‬‬
‫ممكنا‬
‫مجعا بني األحاديث وأخ ًذا جلميع رواياته‪ ،‬والعمل بكل األحاديث أوىل من العمل ببعضها ما دام اجلمع بينهما ً‬ ‫القول األول‪( :‬وجوب العمرة)؛ َّ‬
‫ألن فيه ً‬ ‫الراجح‬
‫(ال) يأمث من ترك العمرة وهو مستطيع‬ ‫يأمث من ترك العمرة وهو مستطيع ومتمكن من أدائها‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/604‬وحتفة الفقهاء ( ‪ ،)1/391‬والدر املختار (‪ ،)2/472‬والنوادر والزيادات (‪ ،)2/321‬والبيان والتحصيل ( ‪ ،)3/467‬ومنح اجلليل (‪ ،)2/186‬والبيان (‪ ،)4/10‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)7/4‬وأسىن املطالب (‪ ،)1/443‬ومسائل اإلمام أمحد وإسحاق بن راهويه ( ‪ ،)5/2074‬والشرح الكبري ( ‪ ،)3/160‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية ( ‪)5/282‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ّ‬
‫اجلنس الثاني‪ :‬األشياء التي جتري من عبادة احلج جمرى األركان‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف القول يف (شروط اإلحرام)‬
‫‪145‬‬
‫اتفقوا على أ ّن احمل ِرم الرجل ‪-‬دون املرأة‪ -‬ال يلبس (املخيط)‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مجهور العلماء على إجازة لباس اخلفني مقطوعني ملن (مل) جيد النعلني‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أمجع العلماء على أ ّن احملرم ال يلبس الثوب املصبوغ بالورس والزعفران‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أمجعوا على أ ّن إحرام املرأة يف وجهها‪ ،‬وتغطي رأسها‪ ،‬وتسرت شعرها‪ ،‬وتسدل ثوهبا على وجهها من فوق رأسها سداًل خفيًفا تسرت به عن نظر الرجال‬ ‫‪-4‬‬
‫إليها‪.‬‬
‫أمجعوا أنّه ال خُي َّمر رأس احملرم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حيرم على احمل ِرم ّ‬
‫باحلج والعمرة‪.‬‬ ‫أمجعوا على أ ّن الطيب كله ُ‬ ‫‪-6‬‬
‫أمجع املسلمون على أ ّن وطأ النساء على احملرم حرام‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اتفقوا على أنه جيوز للمحرم‪ 7‬غسل‪ 7‬رأسه من اجلنابة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫طمي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اتفقوا على منع غسل احملرم باخل ّ‬ ‫‪-9‬‬
‫أن االصطياد من حمظورات اإلحرام‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-10‬‬
‫أمجعوا على أنَّه ال جيوز للمحرم‪ 7‬الصيد وال أكل ما صاد منه هو‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫ّ‬
‫اجلنس الثاني‪ :‬األشياء التي جتري من عبادة احلج جمرى األركان‬
‫القول يف (شروط اإلحرام)‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬
‫ما ميقات أهل العراق؟‬ ‫‪11‬‬
‫من أقّت (ذات عرق) ألهل العراق؟‬ ‫‪12‬‬
‫الحج أو العمرة‪ ،‬أو أحرم بعده‬
‫حكم من تع ّدى الميقات وقصده ّ‬ ‫‪13‬‬
‫خارجا (قبل) المواقيت‬
‫مكان إحرام من كان منزله ً‬ ‫‪14‬‬
‫حكم من ترك اإلحرام من ميقاته‪ ،‬وأحرم من ميقات آخر‬ ‫‪15‬‬
‫مر بالمواقيت ويريد دخول مكة‪ ،‬ولم يرد الحج أو العمرة‬
‫حكم من ّ‬ ‫‪16‬‬
‫يستحب أ ْن يحرم أهل مكة بالحج؟‬
‫ّ‬ ‫متى‬ ‫‪17‬‬
‫الحج؟ـ‬
‫هل ما بعد (تسع) من ذي الحجة من أشهر ّ‬ ‫‪18‬‬
‫حكم من أحرم بالحج قبل أشهر الحج‬ ‫‪19‬‬
‫هل تكره العمرة في أي يوم من أيام السنة؟‬ ‫‪20‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم تكرار العمرة في السنة الواحدة‬ ‫‪21‬‬
‫ما يجب على من لبس السراويل وهو محرم لعدم اإلزار‬ ‫‪22‬‬
‫حكم قطع المحرم للخفين إذا لم يجد النعلين‬ ‫‪23‬‬
‫للنعلين‬
‫مقطوعين وهو واجد ْ‬
‫ْ‬ ‫للخفين‬
‫ْ‬ ‫حكم لبس المحرم‬ ‫‪24‬‬ ‫‪145‬‬

‫حكم لبس المرأة المحرمةـ للثوب المعصفر‬ ‫‪25‬‬


‫حكم تخمير الرجل المحرم وجهه‬ ‫‪26‬‬
‫حكم لبس المرأة المحرمةـ للقفازين‬ ‫‪27‬‬
‫حكم الطيب للمحرم (قبل) إحرامه‬ ‫‪28‬‬
‫حكم غسل المحرم لرأسه (لغير الجنابة)‬ ‫‪29‬‬
‫ْمي‬ ‫ِ‬
‫حكم غسل المحرم رأسه بالخط ّ‬ ‫‪30‬‬
‫حكم دخول الحمام (المغتسل) للمحرم‬ ‫‪31‬‬
‫إذا صاد من هو حالل (غير محرم) هل يجوز للمحرم األكل منه؟‬ ‫‪32‬‬
‫لو اضطر المحرم لألكل وهو قادر أن يصيد (صيد ّبر) فماذا يأكل؟‬ ‫‪33‬‬
‫هل عقد النكاح للمحرم من محظورات اإلحرام؟‬ ‫‪34‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫ما ميقاتـ أهل العراق؟‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫اتفق الفقهاء على املواقيت املذكورة يف حديث ابن عباس ‪ ƒ‬من قوله ‪( :‬وقَّت رسول اهلل ‪ ‬ألهل املدينة ذا احلليفة‪ ،‬وألهل الشام اجلحفة‪ ،‬وألهل‬
‫جند قرن املنازل‪ ،‬وألهل اليمن يلملم‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪ ،‬واتّفقوا أ ّن من أحرم من أهل العراق من ذات عرق فإحرامه صحيح‪ ،‬واختلفوا يف األفضل من ميقات‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫أهل العراق‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫األفضل‪ 7‬أ ْن حيرم أهل العراق من العقيق ٍ‬
‫(واد قبل ذات عرق)‬ ‫األفضل أ ْن حيرم أهل العراق من ذات عرق‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫الشافعي‪ /‬الثوري‬ ‫مجهور فقهاء األمصار‬
‫اختالف ظاهر اآلثار‪ ،‬واالختالف يف صحة حديث ابن عباس ‪( ƒ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫مهل أهل املدين‪7‬ة * ح‪77‬ديث ابن عب‪7‬اس ‪( ƒ‬أن الن‪77‬يب ‪ ‬وقّت أله‪77‬ل املش‪77‬رق العقيق)‬ ‫* حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬مسعت ‪-‬مث انتهى كأنه يرفعه للنيب ‪ُّ -‬‬
‫‪7‬ووي‪ ،‬وابن حج ‪77 7 7 7‬ر‪،‬‬ ‫‪7‬ل [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪ /‬وحس ‪77 7 7 7‬نه الرتم ‪77 7 7‬ذي‪ ،‬وص ‪ّ 7 7 7‬‬
‫‪7‬ححه الن ‪ّ 7 7 7‬‬ ‫ومهل أه‪7‬ل الع‪7‬راق من ذات ع‪7‬رق‪ ،‬ومه ُّ‬
‫من ذي احلليفة‪ ،‬والطريق اآلخر اجلحفة‪ُّ ،‬‬
‫واأللباين]‪.‬‬ ‫ومهل أهل اليمن من يلملم) [م]‪.‬‬
‫أهل جند من قرن‪ُّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫* ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬وقّت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ذات ع‪77‬رق أله‪77‬ل الع‪77‬راق) [د‪/‬‬
‫ن‪ /‬طح‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬ش‪ /‬وروي عن ابن عباس ‪ ƒ‬وهو صحيح]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬األفضل‪ 7‬أ ْن حيرم أهل العراق من ذات عرق)‪ ،‬لصحة حديث عائشة ~‪ ،‬وإلمجاع العلماء على جواز اإلحرام دونه‪ ،‬فلو كان ميقات لوجب‬
‫الراجح‬
‫اإلحرام منه‬
‫من أحرم من أهل العراق من العقيق فقد وافق السنة‬ ‫من أحرم من أهل العراق من ذات عرق فقد وافق السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/607‬والبناية (‪ ،)4/158‬والدر املختار (‪ ،)2/475‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/379‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/33‬واألم (‪ ،)2/150‬والبيان (‪،)4/109‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫والغرر البهية (‪ ،)2/282‬واملبدع (‪ ،)3/101‬وكشف املخدرات (‪)1/300‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫من أقّت (ذات عرق) ألهل العراق؟‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫تحرير محل الخالف اتفق الفقهاء على املواقيت املذكورة يف حديث ابن عباس ‪[ ƒ‬متفق]‪ ،‬وهي‪ :‬ذو احلليفة‪ ،‬واجلحفة‪ ،‬وقرن املنازل‪ ،‬ويلملم‪ .‬وذهب اجلمهور ‪-‬خالفًا للشافعية‪-‬‬
‫أن ميقات أهل العراق ذات عرق‪ ،‬واختلفوا فيمن أقّت ذات عرق ألهل العراق‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫إىل َّ‬
‫الرسول ‪ ‬هو من أقّت ذات عرق ألهل العراق‬ ‫عمر بن اخلطاب ‪ ‬هو من أقّت ذات عرق ألهل العراق‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫بعض املالكية‪ /‬الشافعي (قول)‬
‫سبب الخالف‬
‫‪146‬‬
‫ظاهر تعارض فعل عمر ‪ ‬لتوقيت النيب ‪ ‬لذات عرق‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬ملا فتح هذان املص‪7‬ران ‪-‬الكوف‪77‬ة والبص‪77‬رة‪ -‬أت‪7‬وا * ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬مسعت ‪-‬مث انتهى كأن ‪77‬ه يرفع ‪77‬ه للن ‪77‬يب ‪ -‬مه‪7ُّ 7 7‬ل أه ‪77‬ل‬
‫إن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ح‪ّ 7 7‬د أله ‪77‬ل جند قرنً ‪77‬ا‪ ،‬وه ‪77‬و املدينة من ذي احلليفة‪ ،‬والطريق اآلخر اجلحفة‪ ،‬ومه‪7ُّ 7‬ل أه‪77‬ل الع‪77‬راق من ذات ع‪7‬رق‪،‬‬ ‫عم ‪77‬ر‪ ،‬فق ‪77‬الوا‪ :‬ي ‪77‬ا أم ‪77‬ري املؤم ‪77‬نني‪َّ ،‬‬
‫ومهل أهل اليمن من يلملم‪[ )7‬م]‪.‬‬
‫ومهل أهل جند من قرن‪ُّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أردن ‪77‬ا قرنً ‪77‬ا ش ‪7َّ 7‬ق علين ‪77‬ا‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬ف ‪77‬انظروا ح ‪77‬ذوها من‬
‫ج ‪77‬ور عن طريقن ‪77‬ا‪ ،‬وإنَّا إ ْن ْ‬
‫* ح‪7‬ديث عائش‪7‬ة ~ ق‪7‬الت‪( :‬وقّت رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬ذات ع‪7‬رق أله‪7‬ل الع‪7‬راق) [د‪/‬‬ ‫فحد هلم ذات عرق) [خ]‪.‬‬ ‫طريقكم‪َّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عن ط‪77‬اووس عن أبي‪77‬ه ق‪77‬ال‪( :‬مل ي‪77‬وقت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ذات ع‪77‬رق‪ ،‬ومل يكن ن‪ /‬طح‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬ش‪ /‬وروي عن ابن عباس ‪ ƒ‬وهو صحيح]‪.‬‬
‫ّ‬
‫حينئ ‪77 7‬ذ أه ‪77 7‬ل مش ‪77 7‬رق‪ ،‬ف ‪77 7‬وقّت الن ‪77 7‬اس ذات ع ‪77 7‬رق) [ش‪ /‬ق ‪77 7‬ال الغم ‪77 7‬اري‪ :‬س ‪77 7‬نده‬
‫ضعيف]‪.‬‬
‫أن عمر ‪ ‬مل يبلغه حتديد رسول اهلل‪ ، ‬أو َّ‬
‫أن عمر‬ ‫القول الثاين‪( :‬رسول اهلل ‪ ‬هو من أقّت ذات عرق)‪ ،‬وال تعارض بينه وبني حديث ابن عمر ‪ ƒ‬إذ من اجلائز َّ‬
‫الراجح‬
‫‪ ‬ومن سأله مل يعلموا بتوقيت رسول اهلل ‪‬له‪ ،‬فقال برأيه فأصاب‪ ،‬وقد حدد النيب ‪ ‬ميقات أهل الشام‪ :‬اجلحفة‪ ،‬وهي حينها دار كفر مل تفتح بعد‪ ،‬ويكون مثلها‬
‫فأهل من ذات عرق فقد وافق سنة‬
‫ال أجد مثرة جلية للخالف يف هذه املسألة؛ فإ ْن كان أقّته عمر ‪ ‬فهو ثابت بإمجاع الصحابة ‪ ،‬فمن كان من أهل العراق َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فأهل من ذات عرق فقد وافق اهلدي النبوي‬
‫بالنص‪ ،‬ومن كان من أهل العراق َّ‬
‫ّ‬ ‫خليفة راشد أوصى النيب ‪ ‬باتباع سنته‪ .‬وإ ْن كان أقّته النيب ‪ ‬فهو ثابت‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/607‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/166‬والبناية (‪ ،)4/158‬واملدونة (‪ ،)1/405‬والذخرية (‪ ،)3/207‬واجملموع (‪ ،)7/194‬وكفاية األخيار (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)216‬واملبدع (‪ ،)3/101‬وكشاف القناع (‪ ،)2/400‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)300-5/296‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الحج أو العمرة‪ ،‬وأحرم بعده‬
‫وقصده ّ‬
‫حكم من تع ّدى الميقات ْ‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫عمدا أو خطًأ‪ ،‬مث عاد إليه قبل أ ْن حُي رم فأحرم منه‪ ،‬أنَّه ال شيء عليه‪ ،‬واختلفوا لو مل يعد وأحرم بعد‬ ‫أن من تعدى امليقات ً‬ ‫اتفق األئمة األربعة على َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫امليقات فماذا عليه؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫من أحرم بعد امليقات ومل يرجع فسد‬ ‫من أحرم بعد امليقات مث رجع من أحرم بعد امليقات فال‬
‫نسكه‬ ‫شيء عليه مطل ًقا‬ ‫إىل امليقات فال شيء عليه‬ ‫من أحرم بعد امليقات عليه دم مطل ًقا‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫الظاهرية‬ ‫عطاء‪ /‬البصري‪ /‬النخعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬
‫اختالفهم يف ثبوت أثر ابن عباس ‪ ƒ‬وتأويله (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬من ت‪77‬رك نس ‪ً 7‬كا ‪ ‬أث‪77 7 7‬ر ابن عب‪77 7 7‬اس ‪ ƒ‬ق‪77 7 7‬ال‪  :‬مل يثبت دلي ‪77‬ل عن الن ‪77‬يب ‪ ‬عم‪77 7 7‬وم ح‪77 7 7‬ديث املواقيت عن ابن عب‪77 7 7‬اس‬
‫فعلي‪77 7 7 7‬ه دم) [ه ‪77 7 7‬ق‪ /‬ط ‪77 7 7‬أ‪ /‬ش‪ /‬ق ‪77 7 7‬ال ابن امللقن‪( :‬من ت ‪77 7 7‬رك نس ‪77 7 7‬كا فعلي ‪77 7 7‬ه دم)‪  ،‬ي‪77‬وجب ش‪77‬يًئا على من ‪ ƒ‬ق‪77 7 7 7 7‬ال‪( :‬وقّت رس‪77 7 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬أله‪77 7 7 7 7‬ل‬
‫هلن وملن أتى عليهن من غ‪77 7 7‬ري‬ ‫‪7‬ة‪...‬فهن ّ‬
‫ّ‬ ‫أن من رج‪77‬ع ول‪77‬و تلبس ترك اإلحرام من امليق‪77‬ات‪ ،‬املدين‪7 7 7‬‬‫وضعف رفعه‪ ،‬وك‪77‬ذا ابن ظ‪77‬اهره َّ‬ ‫موقوف بسند صحيح‪ّ ،‬‬
‫حجا أو عم ‪77‬رة) [خ‪/‬‬ ‫أهلهن‪ ،‬ملن ك ‪77‬ان يري ‪77‬د ًّ‬ ‫ّ‬ ‫الذمة‪.‬‬‫حج‪77‬ر]‪ ،‬ملا تلبس بالنسك ف‪7ّ 7‬وت علي‪77‬ه الرج‪77‬وع بالنسك‪ ،‬فهو مل يرتك النسك‪ .‬واألصل براءة ِّ‬ ‫األدلة‬
‫م]‪.‬‬ ‫إىل امليقات‪.‬‬
‫‪ ‬ال‪77 7 7 7 7‬دم وجب علي‪77 7 7 7 7‬ه لرتك‪77 7 7 7 7‬ه اإلح‪77 7 7 7 7‬رام من‬
‫امليقات‪ ،‬وال يزول برجوعه‪.‬‬
‫صح موقوفًا‬ ‫الراجح‬
‫نص على ذلك وقد ّ‬
‫القول األول‪( :‬من أحرم بعد امليقات عليه دم)‪ ،‬ألثر ابن عباس ‪ ƒ‬الذي ّ‬
‫فحجه أو‬
‫من أحرم بعد امليقات مث رجع من أحرم بعد امليقات ومل من أحرم بعد امليقات ومل يرجع ّ‬ ‫من أحرم بعد امليقات مث رجع إىل امليقات‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عمرته فاسدتان‬ ‫يرجع (مل) يلزمه دم‬ ‫إىل امليقات سقط عنه الدم‬ ‫(مل) يسقط عنه الدم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/606‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/171‬والعناية (‪ ،)3/109‬واملدونة (‪ ،)1/432‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/304‬واملهذب (‪ ،)1/373‬ومغين‬
‫مراجع المسألة‬
‫احملتاج (‪ ،)2/227‬واملغين (‪ ،)3/405‬وحاشية الروض املربع (‪ ،)3/542‬واحمللى (‪)5/57‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫خارجا (قبل) المواقيت‬
‫مكان إحرام من كان منزله ً‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫خارجا‬
‫ً‬ ‫أن من كان منزله دون امليقات فإحرامه من منزله‪ ،‬واختلفوا ما هو األفضل‪ 7‬ملن كان منزله‬‫اتفق اجلمهور ‪-‬خالفًا للظاهرية على أصول مذهبهم‪َّ -‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫(قبل) املواقيت‪ ،‬هل حيرم من امليقات احملدد له أم من منزله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫خارجا عن املواقيت‬ ‫ً‬ ‫األفضل‪ 7‬اإلحرام من (امليقات) ملن كان منزله‬ ‫خارجا عن املواقيت‬
‫ً‬ ‫األفضل اإلحرام من (املنزل) ملن كان منزله‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي (املذهب)‪ /‬أمحد‪ /‬إسحاق‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬الثوري‬ ‫‪145‬‬
‫ظاهر معارضة فعل الصحابة ‪ ،‬لفعل النيب ‪ ‬لظاهر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ق‪7‬د أح‪77‬رمت الص‪77‬حابة ‪ ‬من قب‪7‬ل امليق‪7‬ات وهم أع‪77‬رف بالس‪77‬نة‪ * ،‬حديث ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪( :‬وقَّت رسول اهلل ‪ ‬ألهل املدين‪77‬ة ذا احلليف‪7‬ة‪ ،‬وأله‪77‬ل‬
‫ف ‪77‬روي عن عم ‪77‬ر وعلي ‪ ‬يف قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ الش‪77 7‬ام اجلحف‪77 7‬ة‪ ،‬وأله‪77 7‬ل جند ق‪77 7‬رن املن‪77 7‬ازل‪ ،‬وأله‪77 7‬ل اليمن يلملم‪ ،‬فهن هلن‪ ،‬وملن أتى‬
‫ﯕ) [البقرة‪ ]196:‬قاال‪( :‬إمْت امهما أن حترم هبما من دويرة أهلك) عليهن من غ‪77 7‬ري أهلهن ملن ك‪77 7‬ان يري‪77 7‬د احلج والعم‪77 7‬رة‪ ،‬فمن ك‪77 7‬ان دوهنن‪ ،‬فمهل‪77 7‬ه من‬
‫ْ‬ ‫األدلة‬
‫َّ‬
‫[هق‪ /‬سنن‪ /‬كم‪ /‬بغ‪ /‬ش‪ /‬وصححه احلاكم‪ ،‬وقال الذهيب‪ :‬على شرط أهل‪77‬ه‪ ،‬وك‪77‬ذلك ح‪77‬ىت أه‪77‬ل مك‪77‬ة يهل‪77‬ون منه‪77‬ا) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ف‪77‬دل أن األفض‪77‬ل اإلح‪77‬رام من‬
‫امليقات مطل ًقا‪.‬‬ ‫الشيخني]‪.‬‬
‫النيب ‪ ‬وأصحابه ‪ ‬أحرموا من امليقات‪ ،‬وهم ال يفعلون إاّل األفضل‪7.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ ‬ألن ّ‬
‫للحج والعمرة من بلدك‪ ،‬أي‬ ‫سفرا ّ‬ ‫اتباعا لفعل النيب ‪ ،‬وقد فُ ِّسر قول عمر ‪ ‬وعلي ‪َّ ‬‬
‫بأن معناه ْأن ُتْنشئ ً‬ ‫القول الثاين‪ :‬األفضل (اإلحرام من امليقات)؛ ً‬ ‫الراجح‬
‫تنوي ذلك من بلدك‪ ،‬وقد أنكر عمر‪ ‬على عبداهلل بن احلصني ‪ ‬ملا أحرم من مصره‬
‫مكروها‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫من أحرم من منزله قبل الوصول للميقات فقد خالف السنة‪ ،‬وفعل ً‬ ‫من أحرم من منزله قبل الوصول للميقات فقد وافق السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/608‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/164‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/434‬وجممع األهَّن ر (‪ ،)1/266‬والذخرية (‪ ،)3/211‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/21‬واألم (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)7/180‬وحتفة احملتاج (‪ ،)4/49‬واملغين (‪ ،)3/250‬واملبدع (‪ ،)3/105‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/65‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم من ترك اإلحرام من ميقاته‪ ،‬وأحرم من ميقاتـ آخر‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من أحرم من ميقاته الذي وقّته له رسول اهلل ‪ ، ‬فقد فعل ما جيب عليه ووافق السنة‪ ،‬واختلفوا يف حكم من ترك اإلحرام من ميقاته‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫وأحرم من ميقات آخر‪ ،‬كما لو أحرم أهل املدينة من اجلحفة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من ترك اإلحرام من ميقاته وأحرم من ميقات آخر فقد أتى بواجب‬ ‫من ترك اإلحرام من ميقاته وأحرم من ميقات آخر فقد ترك واجبًا من‬
‫اإلحرام من امليقات‬ ‫واجبات اإلحرام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل اإلحرام من امليقات من النسك الذي جيب يف تركه دم أو ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬من ت‪77‬رك نس‪77‬كا فعلي‪77‬ه دم) [ه‪77‬ق‪ /‬ط‪77‬ا‪ /‬ش‪ /‬ق‪77‬ال ‪ ‬ألنَّه مل ي ‪77‬رتك نس ‪ً 7‬كا‪ ،‬والن ‪77‬يب ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬هن هلن‪ ،‬وملن أتى عليهن من غ ‪77‬ري‬
‫أهلهن‪ ،‬ممن أراد احلج والعم ‪77‬رة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وه ‪77‬ذا أتى عليه ‪77‬ا من غ ‪77‬ري أهله ‪77‬ا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ابن امللقن‪ :‬موق ‪77‬وف بس ‪77‬ند ص ‪77‬حيح‪ ،‬وض ‪7ّ 7‬عف رفع‪77 7‬ه‪ ،‬وك‪77 7‬ذا ابن حج‪77 7‬ر]‪ ،‬وه ‪77‬ذا‬
‫فأصبح من أهل امليقات الثاين‪.‬‬ ‫تارك مليقاته الذي أقته له النيب ‪( :‬وألهل املدينة ذي احلليفة) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬فائدة التأقيت للمواقيت املنع من جتاوزها من غري إحرام‪ ،‬وبتجاوزه‪77‬ا إىل‬
‫غريها أبطل ذلك‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال شيء على من ترك اإلحرام من ميقاته وأحرم من ميقات آخر)؛ ألنَّه يف احملصلة أحرم من امليقات ومل يتجاوز امليقات بال إحرام‬ ‫الراجح‬
‫من أحرم من أهل املدينة من اجلحفة فال شيء عليه وفعل خالف السنة‬ ‫من أحرم من أهل املدينة من اجلحفة فعليه دم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/608‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/164‬والبحر الرائق (‪ ،)3/52‬وإرشاد السالك (ص‪ ،)42‬وشرح السيوطي على املنهاج (‪ ،)2/120‬والسراج الوهاج (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)155‬واملغين (‪ ،)3/250‬والشرح الكبري (‪)3/209‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫مر بالمواقيت ويريد دخول مكة‪ ،‬ولم يرد الحج أو العمرة‬
‫حكم من ّ‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫مر بامليقات وال يريد الذهاب ملكة‪،‬‬
‫احلج أو العمرة‪ ،‬وال خالف أنه ال إحرام على من ّ‬
‫مر به ويريد ّ‬ ‫أن اإلحرام من امليقات جيب على كل من ّ‬‫ال خالف َّ‬
‫مر باملواقيت ويريد الذهاب ملكة لغري‬
‫مروا بامليقات‪ ،‬واختلفوا فيمن ّ‬ ‫وال خالف َّ‬
‫أن من يكثر تردده ملكة؛كسائقي التاكسي وحنوهم ال يلزمه اإلحرام إذا ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫النسك‪ ،‬هل يلزمه اإلحرام؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫مر باملواقيت ومل يرد النسك‬‫(ال) يلزم اإلحرام ملن ّ‬ ‫مر بامليقات ويريد مكة يلزمه اإلحرام‬ ‫كل من ّ‬ ‫ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫تعظيما هلا أو للنسك؟‪( 7‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫هل األمر باإلحرام ملن يريد دخول مكة ً‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اإلح ‪77‬رام لتعظيم البقع ‪77‬ة املش ‪77‬رفة‪ ،‬فيس ‪77‬توي يف ذل ‪77‬ك من ‪ ‬مفه‪77‬وم ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬وقّت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أله‪77‬ل املدين‪77‬ة ذا احلليف‪77‬ة‪،‬‬
‫وأله‪77‬ل الش‪77‬أم اجلحف‪77‬ة‪ ...‬ق‪77‬ال‪ :‬فهن هلن‪ ،‬وملن أتى عليهن من غ‪77‬ري أهلهن‪ ،‬ملن ك‪77‬ان يري‪77‬د‬ ‫أراد الدخول إليها للنسك أو لغري النسك‪.‬‬
‫حمرما) [ش‪ /‬احلج والعمرة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فجعل‪  7‬املواقيت ملن يريد احلج والعمرة‪.‬‬
‫‪ ‬أث‪7‬ر ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ال جياوز امليق‪7‬ات إال ً‬ ‫األدلة‬
‫ألدى ذل ‪77‬ك إىل إجياب العم ‪77‬رة‬
‫ط‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬وه‪77 7‬و موق‪77 7‬وف على ابن عب‪77 7‬اس ‪ ، ƒ‬وق ‪77 7‬ال احلاف ‪77 7‬ظ‪  :‬ل ‪77‬و قلن ‪77‬ا بوج ‪77‬وب اإلح ‪77‬رام على ك ‪7ّ 7‬ل من م ‪7ّ 7‬ر املواقيت ّ‬
‫مرة يف العمر‪.‬‬
‫مرارا يف السنة الواحدة‪ ،‬ومها ال جيبان إال ّ‬ ‫مرارا‪ ،‬وتكرار العمرة ً‬ ‫واحلج ً‬ ‫إسناده جيد]‪.‬‬
‫ألن األصل عدم الوجوب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫خصوصا مع تيسري وسائل السفر والرتحال‬
‫ً‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال جيب اإلحرام إال ملن أراد النسك)؛ لظاهر حديث ابن عباس ‪ƒ‬؛ َّ‬
‫وألن إجياب اإلحرام فيه مشقة‪،‬‬
‫الراجح‬
‫هذه األيام‪ ،‬وقد ُأثر عن بعض الصحابة ‪- ‬كابن عمر ‪ -ƒ‬دخول مكة بغري إحرام‬
‫قاصدا م ّكة بغري نسك ومل حيرم‪ ،‬مل يأمث وال شيء عليه‬
‫مر بامليقات ً‬
‫من ّ‬ ‫قاصدا م ّكة لغري نسك ومل حيرم‪ ،‬أمث وعليه دم‬
‫مر بامليقات ً‬
‫من ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/608‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/167‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/165‬والتلقني (‪ ،)1/80‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)80‬واألم (‪ ،)2/154‬وفتح العزيز (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)7/277‬واملهذب (‪ ،)1/358‬واملبدع (‪ ،)3/104‬واإلقناع (‪)1/347‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫يستحب أ ْن يُحرم أهل مكة بالحج‬
‫ّ‬ ‫متى‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫احلل‪ ،‬لقوله ‪ ‬يف حديث ابن عباس ‪( :ƒ‬وكذاك أهل مكة يهلون منها) [خ‪ /‬م]؛ ولفعل‬ ‫اتفقوا على أ ّن أهل مكة حيرمون باحلج من مكة‪ ،‬وبالعمرة من ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫املكي ال يلزمه اإلهالل حىت خيرج إىل مىن‪ ،‬واختلفوا مىت يستحب له أن‬
‫عائشة ~ ملا أراد العمرة أهلت من التنعيم [خ]‪ ،‬وقد أمجع فقهاء األمصار على أ ّن ّ‬ ‫الخالف‬
‫باحلج ‪ ،‬وسيكرر املؤلف ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬هذه املسألة يف مسألة (القول يف اإلحرام)‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫حيرم ّ‬
‫باحلج إذا رأوا‬
‫يستحب أ ْن حُي رم أهل مكة ّ‬
‫باحلج إذا خرج الناس إىل مىن‬
‫يستحب أ ْن حُي رم أهل مكة ّ‬ ‫هالل شهر ذي احلجة‬
‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬
‫مالك‬
‫ظاهر تعارض فعل الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* أثر عمر بن اخلطاب ‪( :‬أنه ك‪77‬ان ي‪77‬أمر * عن عبي ‪77‬د بن ج ‪77‬ريج أن ‪77‬ه ق ‪77‬ال لعب ‪77‬د اهلل بن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬ي ‪77‬ا أب ‪77‬ا عب ‪77‬د ال ‪77‬رمحن رأيت ‪77‬ك تص ‪77‬نع أربع ‪77‬ا مل أر أح ‪7ً 7‬دا من‬
‫أهل مكة أ ْن يُهلوا إذا رأوا اهلالل) [طأ]‪ .‬أص‪77‬حابك يص‪77‬نعها‪ ...،‬ورأيت‪77‬ك إذا كنت مبك‪77‬ة أه‪77‬ل الن‪77‬اس إذا رأوا اهلالل ومل هتل أنت ح‪77‬ىت ك‪77‬ان ي‪77‬وم الرتوي‪77‬ة‪ .‬ق‪77‬ال‬
‫عبد اهلل‪ ... :‬وأما اإلهالل‪ :‬فإين مل أر رسول اهلل ‪ ‬يهل حىت تنبعث به راحلته) [متفق]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫للمكي عمل احلج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫* حىت يتصل‬
‫‪ ‬حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬أمرنا الن‪7‬يب ‪ ‬ملا أحللن‪7‬ا‪ ،‬أ ْن حنرم إذا توجهن‪7‬ا إىل م‪7‬ىن‪ ،‬فأهللن‪7‬ا من األبطح‪ ،‬ح‪7‬ىت إذا‬
‫باحلج) [م]‪.‬‬
‫كان يوم الرتوية وجعلنا مكة بظهر أهللنا ّ‬
‫باحلج إذا خرج الناس إىل مىن)‪ ،‬وهذا هو املوافق لفعله ‪‬؛ ولفعل‪ 7‬الصحابة‪ ‬ملا أقاموا باألبطح‬
‫القول الثاين‪( :‬حيرم أهل مكة ّ‬ ‫الراجح‬

‫من أهل باحلج من أهل مكة من بداية شهر‬


‫من أهل باحلج من أهل مكة يوم الثامن (الرتوية‪ /‬الثامن من ذي احلجة) عند اخلروج ملىن فقد وافق السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ذي احلجة فقد وافق السنة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/609‬وكررها يف (‪ ،)1/631‬واهلداية (‪ ،)1/154‬والبناية (‪ ،)4/312‬واملدونة (‪ ،)1/400‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/20‬وهناية املطلب (‪ ،)4/319‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)7/196‬واملغين (‪ ،)3/364‬والشرح الكبري (‪ ،)3/421‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)1/362‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫الحج؟‬
‫هل ما بعد (تسع) من ذي الحجة من أشهر ّ‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫احلج الزماين هو‪ :‬شوال وذو القعدة وتسع من ذي احلجة‪ ،‬وهي داخلة يف عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒﭓ ) [البقرة‪ ،]197:‬واختلفوا فيما بعد‬
‫اتفقوا على أ ّن ميقات ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫احلج‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫(تسع) من ذي احلجة‪ ،‬هل يدخل يف أشهر ّ‬
‫احلج‪ :‬شوال وذو القعدة و(تسع)‬
‫أشهر ّ‬
‫احلج‪ :‬شوال وذو القعدة و(عشر) من ذي احلجة‬
‫أشهر ّ‬ ‫من ذي احلجة‬ ‫احلج‪ :‬شوال وذو القعدة وكامل شهر ذي احلجة‬
‫أشهر ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬
‫الشافعي‬
‫االختالف يف معىن قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* عم‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ )‪  ،‬قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ‪ ‬أش‪77‬هر احلج هي ال‪77‬يت س‪7ّ 7‬ن اهلل تع‪77‬اىل فيه‪77‬ا اإلح‪77‬رام واإلحالل‪ ،‬ف‪77‬اإلحرام يب‪77‬دأ‬
‫وجب أ ْن يُطل‪77‬ق أش‪77‬هر احلج على مجي‪77‬ع أي‪77‬ام ذي احلج‪77‬ة ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ)‪ 7 7،‬واإلح ‪77‬رام من شهر شوال‪ ،‬واإلحالل يف اليوم العاشر من شهر ذي احلجة‪.‬‬
‫ينقض‪77 7‬ي بانقض‪77 7‬اء الي‪77 7‬وم التاس‪77 7‬ع (ليل‪77 7‬ة ‪ ‬ق ‪77‬ال ابن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬أش ‪77‬هر ّ‬
‫احلج‪ :‬ش ‪77‬وال وذو القع ‪77‬دة وعش ‪77‬ر من ذي احلجة)‬ ‫كما يطلق على مجيع أيام شوال وذي القعدة‪.‬‬
‫* ق‪77‬ال ابن مس‪77‬عود وابن عم‪77‬ر وابن عب‪77‬اس ‪( :‬أش‪77‬هر النحر)‪ ،‬فال يفرض اإلحرام بع‪77‬ده‪ ،‬فلم [خ]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫احلج‪ :‬ش ‪77 7‬وال وذو القع ‪77 7‬دة وذو احلج ‪77 7‬ة كله)‪[ ،‬ذك ‪77 7 7‬ره‬
‫‪ ‬الي ‪77‬وم العاش ‪77‬ر من ذي احلج ‪77‬ة ه ‪77‬و ي ‪77‬وم ّ‬
‫احلج األك ‪77‬رب‪ ،‬في ‪77‬ه الط ‪77‬واف وال ‪77‬رمي‬ ‫يكن ما بعده من أشهر احلج‪.‬‬
‫والسعي والتحلل‪ ،‬فوجب أ ْن يكون من أشهر احلج‪.‬‬ ‫القرطيب يف تفسريه‪ ،‬وابن حجر يف الفتح]‪.‬‬

‫احلج‪.‬‬
‫ألن يوم النحر فيه ركن احلج‪ ،‬وهو طواف اإلفاضة وغريه من أفعال ّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫القول الثالث‪( :‬أشهر احلج؛ شوال وذي القعدة وعشرة من ذي احلجة)‪ ،‬وذلك لتفسري ابن عمر ‪ ƒ‬هلا بذلك‪ ،‬كما يف الصحيح‬ ‫الراجح‬
‫جيوز إنشاء احلج يف شوال وذي القعدة‬ ‫جي‪7‬و‪7‬ز‪ 7‬ت‪7‬أ‪7‬خ‪7‬ري‪ 7‬طو‪7‬ا‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬ف‪7‬ا‪7‬ض‪7‬ة‪ 7‬إىل‪ 7‬آ‪7‬خ‪7‬ر‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ش‪7‬هر‪ 7،7‬ف‪7‬إ‪ْ 7‬ن‪7‬‬
‫ينقضي احلج بيوم النحر‪ ،‬ويلزم الدم فيما عمل بعد ذلك؛ لتأخريه عن وقته‬
‫جت‪7‬ا‪7‬و‪7‬زه‪ 7‬ف‪7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬د‪7‬م‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7.7‬و‪7‬ت‪7‬ك‪7‬و‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬ش‪7‬ه‪7‬ر‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬ث‪7‬ال‪7‬ث‪7‬ة‪ 7‬إىل التاسع من ذي احلجة‪ ،‬أما العاشر فال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫(ذكره القرطيب)‬
‫ينعقد فيه اإلحرام؛ َّ‬
‫ألن احلج عرفة‬ ‫أ‪7‬ش‪7‬ه‪7‬ر‪ 7‬كا‪7‬م‪7‬ل‪7‬ة‪ 7،7‬و‪7‬ت‪7‬ك‪7‬و‪7‬ن‪ 7‬ش‪7‬ه‪7‬و‪7‬ر‪ 7‬ال‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬س‪7‬و‪7‬ا‪7‬ه‪َّ 7‬ن‪ 7‬يف‪7‬‬
‫ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/609‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/385‬ودرر احلكام (‪ ،)1/217‬وجامع األمهات (ص‪ ،)187‬وبلغة السالك (‪ ،)2/62‬وخمتصر املزين مع األم (‪ ،)8/159‬وهناية‬
‫مراجع المسألة‬
‫احملتاج (‪ ،)3/256‬واإلنصاف (‪ ،)3/431‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)3/101‬وتفسري القرطيب (‪)2/404‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم من أحرم بالحج قبل أشهر الحج‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫ال خالف َّ‬
‫أن اإلحرام قبل أشهر احلج (قبل شوال) مكروه؛ كمن أحرم للحج يف رمضان‪ ،‬واختلفوا فيمن فعل ذلك‪ ،‬هل ينعقد إحرامه للحج؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫احلج ينعقد إحرامه إحرام عمرة‬
‫من أحرم للحج قبل أشهر ّ‬ ‫يصح إحرامه‬
‫احلج (مل) ّ‬
‫من أحرم للحج قبل أشهر ّ‬ ‫صح إحرامه مع الكراهة‬
‫احلج ّ‬
‫من أحرم للحج قبل أشهر ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أهل الظاهر‬ ‫أكثر العلماء‬
‫احلج‪ ،‬وهل يشبه أشهر احلج بوقت الصالة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫احلج والعمرة‪ ،‬وحتديد أشهر ّ‬
‫ظاهر التعارض بني األمر بإمتام ّ‬ ‫‪146‬‬
‫* قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البق ‪77‬رة‪ ،]196:‬فمن * قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ * ال‪77‬وقت ال‪77‬ذي أح‪77‬رم في‪77‬ه مل يقب‪77‬ل اإلح‪77‬رام ب‪77‬احلج‪ ،‬فينص‪77‬رف‬
‫ﭗ ﭘ) [البق‪77‬رة‪ ،]197:‬تق‪77‬ديره‪ :‬وقت احلج أش‪77‬هر إىل ما يقبله يف نظريها وهو العمرة‪.‬‬ ‫أحرم انعقد إحرامه؛ ألنَّه مأمور بإمتامه إن شرع فيه‪.‬‬
‫ّ‬
‫فرضا‪.‬‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ معلوم‪77‬ات وحمددة‪ ،‬فال جيوز جتاوزه‪77‬ا‪،‬كم‪77‬ا ال جتوز الص‪77‬الة * ألنَّه لو نذر أ ْن يصوم أيام رمضان‪ 7،‬انقلب نذره ً‬
‫‪ ‬ألنَّه نوى مطلق اإلحرام‪ ،‬والعمرة تنعقد باإلحرام‪.‬‬ ‫ﯗ) [البق‪77‬رة‪ ،]189:‬فك‪77‬ل الش‪77‬هور م‪77‬واقيت للعم‪77‬رة‪ ،‬فك‪77‬ذا قبل الوقت‪.‬‬
‫‪7‬احلج إال‬
‫‪ ‬ق ‪77‬ال ابن عب ‪77‬اس ‪( :ƒ‬الس ‪77‬نة أ ْن ال حيرم ب ‪ّ 7‬‬ ‫احلج‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫احلج) [خ]‪.‬‬
‫حمر ًم ‪77‬ا ال مين ‪77‬ع انعق ‪77‬اده‪ ،‬كانعق ‪77‬اد الن ‪77‬ذر م ‪77‬ع كراهت ‪77‬ه‪ ،‬يف أشهر ّ‬
‫‪ ‬كون ‪77‬ه َّ‬
‫وانعقاد اإلحرام دون جترد من امليقات‪.‬‬
‫‪7‬ح يف زم‪77 7‬ان ال ميكن إيق ‪77‬اع أفع‪77 7‬ال‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن اإلح‪77 7‬رام ب ‪77‬احلج يص‪ّ 7 7‬‬
‫احلج فيه‪ ،‬وهو شوال‪ ،‬فعلم أنه ال خيتص بزمان‪.‬‬
‫ّ‬
‫احلج فإنه يتحلّل بعمرة‬ ‫القول الثالث‪( :‬ينعقد عمرة)؛ َّ‬ ‫الراجح‬
‫ألن فيه إمتام لإلحرام الذي التزمه يف غري زمنه‪ ،‬وحاله حال من فاته ّ‬
‫من أحرم باحلج يف رمضان‪ 7‬أو قبله‪ ،‬انعقد إحرامه عن احلج مع‬
‫من أحرم باحلج يف رمضان‪ 7‬أو قبله‪ ،‬انقلب إحرامه عن عمرة‬ ‫من أحرم باحلج يف رمضان‪ 7‬أو قبله‪ ،‬مل ينعقد إحرامه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الكراهة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/609‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/60‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/160‬والتلقني (‪ ،)1/80‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/385‬وجامع األمهات (ص‪ ،)187‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)4/27‬ومغين احملتاج (‪ ،)2/231‬وغاية البيان (ص‪ ،)167‬واحملرر يف الفقه (‪ ،)1/236‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/527‬واحمللى‪)5/45( 7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫هل تكره العمرة في أي يوم من أيام السنة؟‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬
‫اتفق العلماء على جواز العمرة يف كل أوقات السنة‪ ،‬واختلفوا هل تكره يف أيام معيّنة من السنة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫تكره العمرة يوم عرفة‪ ،‬ويوم النحر‪ ،‬وأيام التشريق‬ ‫جتوز العمرة يف كل يوم من أيام السنة بال كراهة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف تأويل أثر عائشة ~ على فرض صحته (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬
‫احلج‪ ،‬فخ‪77‬الفهم الن‪77‬يب ‪ ‬وق‪77‬ال‪  :‬أثر عائشة ~ قالت‪( :‬حلَّت العمرة يف السنة كلّها‪ ،‬إال يف أربعة أي‪77‬ام‪:‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن العم‪77‬رة ك‪77‬انت ال تُفع‪77‬ل يف اجلاهلي‪77‬ة أي‪77‬ام ّ‬
‫ي‪7‬وم عرف‪7‬ة‪ ،‬وي‪7‬وم النح‪7‬ر‪ ،‬ويوم‪7‬ان بع‪7‬ده) [ه‪77‬ق‪ /‬وه‪77‬و موق‪77‬وف‪ ،‬وض‪7ّ 7‬عفه الن‪77‬ووي‬ ‫(دخلت العمرة يف احلج إىل يوم القيامة) [م]‪.‬‬
‫ألن ذلك ال‬ ‫مساعا من رسول اهلل ‪‬؛ َّ‬ ‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البق‪77‬رة‪ ،]196:‬ه‪77‬ذا مطل‪77‬ق غ‪77‬ري يف اجملموع]‪ ،‬والظاهر أهَّن ا قالت ذلك ً‬ ‫األدلة‬
‫يدرك باالجتهاد‪.‬‬ ‫مقيَّد بوقت معنَّي ‪.‬‬
‫احلج‪.‬‬
‫باحلج‪ ،‬فأداء العمرة فيها يُشغل عن ّ‬ ‫ألن هذه األيام أيام شغل ّ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬األصل عدم الكراهية إال بدليل‪ ،‬وال دليل على الكراهة‪.‬‬
‫القران يف يوم عرفة بال كراهة‪ ،‬فال يكره إفراد العمرة فيه‪.‬‬ ‫‪ ‬وألنَّه جَي وز ِ‬
‫باحلج‪ ،‬فال يُدخل‬
‫ّ‬ ‫القول األول‪( :‬جتوز العمرة يف كل يوم من أيام السنة)؛ َّ‬
‫ألن األصل عدم املنع‪ ،‬وقول عائشة ~‪ ،‬لو صح‪ -‬حُي مل على من كان مشتغاًل‬
‫الراجح‬
‫العمرة عليه‪ ،‬ويتلبس به وهو متلبس باحلج‬
‫من اعتمر يوم عرفة أو النحر أو أيام التشريق فقد خالف السنة‬ ‫حاجا‪ -‬فقد وافق السنة‬
‫من اعتمر يف يوم عرفة ‪-‬ومل يكن ًّ‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/610‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/178‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/392‬وحاشية الطحطاوي (ص‪ ،)740‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)95‬ومواهب اجلليل (‪،)3/22‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وحلية العلماء (‪ ،)3/212‬واجملموع (‪ ،)7/148‬والفروع (‪ ،)5/322‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)1/595‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم تكرار العمرة في السنة الواحدة‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫اتّفقوا على مشروعية العمرة واستحباهبا‪ ،‬واختلفوا يف حكم تكرارها يف السنة عدة مرات‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫مرة يف السنة‬
‫يستحب تكرار العمرة أكثر من ّ‬
‫ّ‬ ‫مرة واحدة يف السنة‬
‫تستحب العمرة ّ‬
‫ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أكثر العلماء‬ ‫مالك‬
‫مرة واحدة يف العام (مل يذكره ابن رشد)‬
‫ظاهر تعارض عموم األدلة يف تكرار العمرة مع فعله ‪‬من االعتمار ّ‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫‪َّ ‬‬
‫ألن النيب ‪ ‬اعتمر مرة يف العام‪ ،‬وأفعاله ‪ ‬حتمل على الوج‪77‬وب أو ‪ ‬عموم األدلة املرغبة بالعمرة‪ ،‬كقوله ‪( :‬العمرة إىل العمرة كّفارة ملا بينهما) [خ‪/‬‬
‫م]‪.‬‬ ‫الندب‪.‬‬
‫ألن العمرة عب‪7‬ادة تش‪7‬تمل على الط‪7‬واف والس‪7‬عي‪ ،‬فال تفع‪7‬ل يف الس‪7‬نة ‪ ‬ثبت‪( :‬أ ّن ّأم املؤمنني عائشة ~ وغريها من الصحابة كابن عمر وعلي‬
‫‪َّ ‬‬
‫األدلة‬
‫مرتني) [هق]‪.‬‬‫وأنس ‪ ‬اعتمروا يف سنة واحدة ّ‬ ‫كاحلج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إاّل مرة‬
‫‪ ‬القياس على الصالة فهي تتكرر يف اليوم‪ ،‬فتكرر العمرة يف السنة‪.‬‬
‫‪ ‬أثر علي ‪ ‬قال‪( :‬العمرة يف الشهر مرة) [ش‪ /‬وحنوه عن عطاء عند (ش)]‪.‬‬
‫نص‪ ،‬وال تقاس العمرة‬
‫القول الثاين‪( :‬يستحب تكرار العمرة يف السنة)‪ ،‬فال مُي نع أحد من التقرب إىل اهلل تعاىل بشيء من الطاعات يف موضع مل يأت باملنع منه ّ‬ ‫الراجح‬
‫احلج؛ ألنَّه مؤقت مرة يف السنة‪ ،‬وفعله ‪ ‬ال مينعه‪ ،‬فإن املندوب ال ينحصر فيه‪ ،‬وقد كان ‪ ‬يرتك الشيء املستحب لرفع املشقة عن األمة‬
‫على ّ‬
‫مرة فقد أتى بعمل مرغب فيه‬
‫من اعتمر يف السنة الواحدة أكثر من ّ‬ ‫من زاد عن عمرة واحدة يف السنة فقد خالف السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/610‬والدر املختار ( ‪ ،)2/585‬ومواهب اجلليل (‪ ،)2/467‬وحاشية العدوي ( ‪ ،)1/518‬والبيان ( ‪ ،)4/63‬واجملموع ( ‪ ،)7/179‬والفروع (‪ ،)6/71‬واملبدع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)3/238‬والشرح املمتع ( ‪)7/377‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما يجب على من لبس السراويل وهو محرم لعدم اإلزار‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫اتفق العلماء على أنَّه ال جيوز لبس املخيط عند اإلحرام‪ ،‬وأن املنع خاص بالرجال؛ لقوله ‪( :‬ال تلبسوا القمص‪ ،‬وال العمائم‪ ،‬وال السراويالت‪ ،‬وال‬ ‫تحرير محل‬
‫الربانس‪ ،‬وال اخلفاف) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفقوا على أ ّن من وجد اإلزار ال جيوز له لبس السراويل‪ ،‬واختلفوا فيمن مل جيد اإلزار ولبس السراويل‪ ،‬ماذا عليه؟‪،‬‬ ‫الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫إزارا فال شيء عليه‬
‫ً‬ ‫جيد‬ ‫ال‬ ‫َّه‬
‫ن‬ ‫أل‬ ‫حمرم‪-‬‬ ‫‪-‬وهو‬ ‫السراويل‬ ‫لبس‬ ‫من‬ ‫إزارا فعليه فدية‬
‫من لبس السراويل ‪-‬وهو حمرم‪ -‬ألنَّه ال جيد ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬الثوري‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫‪146‬‬
‫ظاهر تعارض العموم مع االستثناءات يف اآلثار (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫واخلف ملن مل جيد‬
‫ّ‬ ‫* ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ال تلبس ‪77‬وا القمص‪ ،‬وال العم ‪77‬ائم‪ * ،‬ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال ‪( :‬الس‪77‬راويل ملن مل جيد اإلزار‪،‬‬
‫وال الس ‪77‬راويالت‪ ،‬وال ال ‪77‬ربانس‪ ،‬وال اخلف ‪77‬اف‪ ،‬إاّل أح ‪77‬د مل جيد نعلني‪ ،‬النعلني) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬مسعت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬خيطب بعرف‪77‬ات‪ ،‬يق‪77‬ول‪ :‬من مل جيد‬
‫األدلة‬
‫فليلبس خفني‪ ،‬وليقطعهم‪77‬ا أس‪77‬فل من الكع‪77‬بني) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ول‪77‬و ك‪77‬ان يف اإلزار فليلبس السراويل) [خ]‪.‬‬
‫السراويل رخصة‪ ،‬لذكرها ‪ ‬كما استثىن اخلفنْي ‪.‬‬
‫حمل اخلالف‪ ،‬ويف هذا مجع بني روايات احلديث‬
‫نص يف ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز لبس السراويل للمحرم الذي ال جيد اإلزار)‪ ،‬وحديث ابن عباس ‪ّ ƒ‬‬ ‫الراجح‬

‫حمظورا‬
‫ً‬ ‫من لبس سراويل حال إحرامه لفقد اإلزار ليس عليه فدية لكونه مل يرتكب‬ ‫من لبس السراويل حال إحرامه فعليه فدية سواء وجد إزارا أو مل جيد‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/613‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/188‬واللباب (‪ ،)1/419‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/347‬ومنح اجلليل (‪ ،)2/306‬وحاشية العدوي مع شرح اخلرشي‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)2/347‬والوسيط (‪ ،)2/681‬والبيان (‪ ،)4/151‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)55‬واحملرر (‪)1/238‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم قطع المحرم للخفين إذا لم يجد النعلين‬ ‫مسألةـ (‪)23‬‬
‫اتفقوا على جواز لبس اخلفني للمحرم إذا مل جيد النعلني‪ ،‬واختلفوا إذا مل جيد النعلني فهل يقطع اخلفني قبل لبسهما؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬

‫من مل جيد النعلني يلبس اخلفني دون القطع‬ ‫من مل جيد النعلني يلبس اخلفني بعد القطع‬ ‫الخالف‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫مجهور العلماء‬
‫ظاهر تعارض األثر املطلق مع املقيد (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫لنص ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪( :ƒ‬إال أح‪77 7‬د مل جيد نعلني‪ ،‬فليلبس * عم‪77 7 7 7‬وم اإلطالق يف ح‪77 7 7 7‬ديث ابن عب‪77 7 7 7‬اس ‪ ƒ‬ق‪77 7 7 7‬ال‪( :‬مسعت رس‪77 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬خيطب‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫بعرف‪77‬ات‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬من مل جيد اإلزار فليلبس الس‪77‬راويل‪ ،‬ومن مل جيد النعلني فليلبس اخلفني)‬ ‫خفني‪ ،‬وليقطعهما أسفل من الكعبني) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬فهذا احلديث متأخر عن حديث ابن عمر ‪.ƒ‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن يف قطع اخلفني إفساد هلما‪ ،‬واهلل ال حيب الفساد‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫‪ ‬ألنَّه ملبوس أبيح لعدم غريه فأشبه السراويل‪ ،‬وقطعه ال خيرجه عن احلظر‪.‬‬
‫لنص حديث ابن عمر ‪ ƒ‬املقيد‪ ،‬فيحمل املطلق من حديث ابن عباس ‪ ƒ‬على املقيد من حديث ابن عمر ‪ƒ‬‬
‫القول األول‪( :‬يقطع اخلفني قبل اللبس)؛ ّ‬ ‫الراجح‬
‫من لبس اخلف دون قطعه ‪-‬عند فقد النعل‪ -‬فال شيء عليه‬ ‫من لبس اخلف دون قطعه ‪-‬عند فقد النعل‪ -‬فعليه فدية‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/612‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/421‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/144‬واملعتصر من املختصر (‪ ،)1/159‬واملدونة (‪ ،)1/464‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/346‬واألم (‪ ،)2/160‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/97‬واملغين (‪ ،)3/281‬واحملرر (‪)1/238‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫للنعلين‬
‫مقطوعين وهو واجد ْ‬
‫ْ‬ ‫للخفين‬
‫ْ‬ ‫حكم لبس المحرم‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫اتفقوا على جواز لبس اخلفني للمحرم إذا مل جيد النعلني‪ ،‬واختلفوا لو وجد احملرم النعلني‪ ،‬فهل جيوز له لبس اخلفني بعد قطعهما؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫جيوز لبس اخلفني ‪-‬بعد القطع‪ -‬لواجد النعلني‬ ‫ال جيوز لبس اخلفني ‪-‬بعد القطع‪ -‬لواجد النعلني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬
‫االختالف يف فهم داللة أثر ابن عمر ‪( ƒ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال ‪( :‬إال أحد مل جيد نعلني‪ ،‬فليلبس اخلفني‪ ،‬وليقطعهما ‪ ‬ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال ‪( :‬إال أح‪77 7‬د ال جيد النعلني‪)...‬‬
‫حرام ‪77‬ا وفي‪77 7‬ه إمث أو فدي‪77 7‬ة‪ ،‬مل ي‪77 7‬أمر ‪‬‬
‫أس ‪77 7‬فل من الكع‪77 7‬بني) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وه ‪77 7‬ذا واج ‪77 7‬د للنعلني‪ ،‬فال رخص ‪77 7‬ة ل ‪77 7‬ه للبس ول‪77 7‬و م‪77 7‬ع [خ‪ /‬م]‪ ،‬ل‪77 7‬و ك‪77 7‬ان لبس‪77 7‬هما ً‪7‬‬
‫األدلة‬
‫بقطعهما لعدم الفائدة‪.‬‬ ‫القطع‪.‬‬
‫ألن قطع اخلفني مع وجود النعلني إفساد للمال‪ ،‬واهلل ال حيب الفساد‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز لبس اخلفني ‪-‬بعد القطع‪ 7-‬لواجد النعلني)؛ لظاهر داللة حديث ابن عمر ‪ ƒ‬إذا األصل املنع‪ ،‬وأبيح للحاجة‪ ،‬فتق ّدر بقدرها‬ ‫الراجح‬
‫من لبس اخلفني بعد قطعهما وهو واجد للنعلنْي فال شيء عليه‬ ‫من لبس اخلفني بعد قطعهما وهو واجد للنعلني فعليه الفدية‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/612‬والبناية (‪ ،)4/152‬واملعتصر من املختصر (‪ ،)1/158‬واملدونة (‪ ،)1/464‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/346‬واحلاوي الكبري (‪،)4/97‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وهناية املطلب (‪ ،)4/254‬واملغين (‪ ،)3/282‬واحملرر (‪)1/238‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم لبس المرأة المحرمةـ للثوب المعصفر‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫مسه الزعفران وال‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬
‫أن املرأة احملرمة ال تلبس الثوب املصبوغ بالورس أو الزعفران (وكالمها طيب)؛ لقوله ‪( :‬ال تلبسوا من الثياب شيًئا ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫الورس) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف حكم لبس احملرمة للثوب املصبوغ بالعصفر (نبات طيب)‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز لبس الثوب املعصفر للمحرمة‬ ‫جيوز لبس الثوب املعصفر للمحرمة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫هل نبات العصفر يع ّد من الطيب أو ال يع ّد منه (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن الن ‪77 7 7 7 7‬يب ‪ ‬هنى عن لبس ِ‬
‫الق ِس‪ِّ 7 7 7 7 7 7‬ي‪ ،‬وعن لبس‬ ‫كن حيرمن يف املعص ‪77‬فرات‪[ )7‬خ تعلي ًق‪77‬ا‪ /‬ه ‪77‬ق‪ * /‬ح ‪77 7 7 7 7‬ديث علي ‪َّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث‪( :‬أ ّن أزواج الن ‪77‬يب ‪ّ ‬‬
‫املعصفر) [م]‪.‬‬ ‫وصححه ابن حجر ووصله البيهقي]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن املعصفر‪ 7‬من الطيب‪ ،‬كالزعفران والورس‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬ليس العصفر‪ 7‬من الطيب‪ ،‬كاحلناء‪.‬‬
‫علي ‪ ‬حيمل على النهي عن لبس املعصفر للرجال‪ ،‬ألنَّه من‬ ‫ّ‬ ‫القول األول‪( :‬جيوز للمحرمة لبس الثوب املعصفر)؛ ملا ثبت من فعل أزواج النيب ‪ .‬وحديث‬
‫الراجح‬
‫كساء النساء‪ ،‬ومثله النهي عن لبس القسي (وهي ثياب الكتان املخلوطة باحلرير‪ ،‬نسبة إىل قرية قِس مبصر)‬
‫ل‪7‬و‪ 7‬ل‪7‬ب‪7‬س‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬مل‪7‬ر‪7‬أ‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬حمل‪7‬ر‪7‬م‪7‬ة‪ 7‬ث‪7‬و‪7‬بً‪7‬ا‪ 7‬م‪7‬ع‪7‬ص‪7‬ف‪7ً7‬ر‪7‬ا‪ 7‬فعليها الفدية‬ ‫ل‪7‬و‪ 7‬ل‪7‬ب‪7‬س‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬مل‪7‬ر‪7‬أ‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬حمل‪7‬ر‪7‬م‪7‬ة‪ 7‬ث‪7‬و‪7‬بً‪7‬ا‪ 7‬م‪7‬ع‪7‬ص‪7‬ف‪7ً7‬ر‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ال‪ 7‬ح‪7‬ر‪7‬ج‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪7‬ا‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/612‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/126‬والعناية (‪ ،)2/442‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/148‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/496‬واألم (‪،)2/161‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وفتح العزيز (‪ ،)7/457‬والشرح الكبري (‪ ،)3/327‬والفروع (‪)5/523‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم تخمير الرجل المحرم وجهه‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫وأن هلا ْأن تغطي وجهها وتسرت شعرها‪ ،‬وتسدل ثوهبا على وجهها من فوق رأسها‪ ،‬سداًل خفيًفا تسترت به عن نظر الرجال‬ ‫أمجعوا على أ ّن إحرام املرأة يف وجهها‪َّ ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫إليها‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫أن الرجل احملرم ال خيمر رأسه‪ ،‬واختلفوا هل خُي مر وجهه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز للمحرم أ ْن خُي مر وجهه إىل احلاجبني‬ ‫(ال) جيوز للمحرم أن خيمر وجهه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬أبو ثور‪ /‬مجع من الصحابة ‪‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫‪146‬‬
‫االختالف يف ثبوت الزيادة يف حديث ابن عباس ‪...( ƒ‬وال وجهه) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ملبيً‪77‬ا) [خ‪/‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪ ƒ‬يف الرجل الذي وقصته دابته فسقط ‪ ‬رواي‪77‬ة يف ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬وال ختم‪77‬روا رأس‪77‬ه‪ ،‬فإن‪77‬ه يبعث ي‪77‬وم القيام‪77‬ة ّ‬
‫وهم من‬
‫فمات فقال ‪( :‬اغسلوه مباء وسدر وك ّفن‪7‬وه يف ثوبي‪7‬ه‪ ،‬وال م]‪ ،‬يف ه‪77‬ذه الرواي‪77‬ة مل ي‪77‬ذكر الوج‪77‬ه‪ ،‬والرواي‪77‬ة ال‪77‬يت ذك‪77‬ر فيه‪77‬ا الوج‪77‬ه‪ ،‬حص‪77‬ل فيه‪77‬ا ْ‬ ‫األدلة‬
‫ملبيًا) [م]‪ .‬أحد الرواة‪.‬‬
‫ختمروا رأسه وال وجهه؛ فإنّه يبعث يوم القيامة ّ‬
‫‪ ‬عن ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬إحرام الرجل يف رأسه‪ ،‬وإحرام املرأة يف وجهها) [طأ]‪.‬‬
‫الوهم‪ ،‬وإذا احتاج املسلم تغطية الوجه أو جزء منه خوفًا من‬
‫نص يف ذلك‪ ،‬واألصل سالمة احلديث من ْ‬ ‫القول األول‪( :‬ال جيوز للمحرم ختمري وجهه‪ ،‬واحلديث ّ‬ ‫الراجح‬
‫املرض‪ ،‬فيفعل ويفدي‪ ،‬وهو معذور بذلك وال إمث عليه‬
‫من غطَّى وجهه وهو حمرم بال حاجة أمث وعليه الفدية‪ ،‬ومع‬
‫من غطَّى وجهه وهو حمرم فال شيء عليه‪ ،‬سواء فعل ذلك حلاجة أو لغري حاجة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫احلاجة عليه الفدية بال إمث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/613‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)2/482‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/7‬واملدونة (‪ ،)1/395‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/368‬واألم (‪ ،)7/255‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)4/101‬ومسائل اإلمام أمحد‪ ،‬رواية أيب داود (ص‪ ،)174‬واملغين (‪)3/301‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم لبس المرأة المحرمةـ للقفازين‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫أن إحرام املرأة يف وجهها‪َّ ،‬‬
‫وأن هلا أن تغطي رأسها وتسرت شعرها وتسدل ثوهبا على وجهها من فوق رأسها‪ ،‬سداًل خفي ًفا تسترت به عن نظر‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الرجال إليها‪ ،‬واتفق األئمة األربعة على حترمي لبس النقاب للمحرمة‪ ،‬واختلفوا يف حكم سرت اليدين بالقفازين‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز للمرأة احملرمة أ ْن تلبس القفازين‬ ‫(ال) جيوز للمرأة احملرمة أ ْن تلبس القفازين‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫اختالفهم يف قياس بعض املسكوت عنه على املنطوق به‪ /‬احتمال اللفظ املنطوق به وثبوته أو عدم ثبوته‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال ‪( :‬ال تنتقب املرأة وال تلبس القفازين) [خ]‪  .‬كم‪77‬ا جيوز للم ‪77‬رأة أ ْن تغطي الي‪77‬دين بقميص وعب‪77‬اءة وحنوه‪77‬ا‪ ،‬ك ‪77‬ذلك‬
‫‪ ‬ح‪77 7 7‬ديث ابن عم‪77 7 7‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬هنى النس‪77 7 7‬اء يف إح‪77 7 7‬رامهن عن جيوز أ ْن تغطي بقف‪77 7‬از خمي‪77 7‬ط‪َّ ،‬‬
‫ألن لبس‪77 7‬هما لتغطي‪77 7‬ة الي‪77 7‬دين‪ ،‬وه‪77 7‬و ج‪77 7‬ائز‬
‫القفازين والنقاب)‪[ .‬هق‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬كم‪ /‬قال احلاكم‪ :‬صحيح على شرط مسلم]‪ .‬للمحرمة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬أث ‪77‬ر ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬إح ‪77‬رام الرج ‪77‬ل يف رأس ‪77‬ه‪ ،‬وإح ‪77‬رام املرأة يف‬
‫وجهها) [ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬وه‪77‬و موق‪77‬وف‪ ،‬واملرف‪77‬وع ض‪77‬عيف]‪ ،‬مفه‪77‬وم‬
‫أن ما عدا الوجه جيوز تغطيته‪ ،‬ومن ذلك الكفان‪.‬‬ ‫األثر َّ‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز للمرأة احملرمة لبس القفازين)‪ ،‬وحديث ابن عمر ‪ ƒ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال اجتهاد مع النص‬ ‫الراجح‬

‫لو لبست املرأة احملرمة القفازين ال شيء عليها‬ ‫لو لبست املرأة احملرمة القفازين فعليها فدية لبس املخيط‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/613‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/186‬ومنحة اخلالق (‪ ،)2/348‬والتلقني (‪ ،)1/83‬وجامع األمهات (ص‪ ،)205‬واملهذب (‪ ،)1/382‬والبيان (‪،)4/156‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واملنهاج القومي (ص‪ ،)295‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)56‬واحملرر (‪)1/239‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم الطيب للمحرم (قبل) إحرامه‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫أن احملرم ‪-‬رجاًل كان أو امرأ ًة ‪ -‬ال جيوز له التطيب بعد إحرامه‪ ،‬واختلفوا يف حكم الطيب لبدن الرجل (قبل) اإلحرام‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫يستحب الطيب قبل اإلحرام‬ ‫يكره الطيب قبل اإلحرام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬داود‬ ‫مالك‪ /‬مجاعة من الصحابة ‪ ‬والتابعني‬
‫وألن الطيب يبقى أثره بعد اإلحرام‬ ‫تعارض ظاهر اآلثار يف الطيب للمحرم قبل إحرامه؛ َّ‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬

‫(أن رجاًل ج‪77 7‬اء إىل الن‪77 7‬يب ‪ ‬جبب ‪77 7‬ة مض ‪7ّ 7 7‬مخة بطيب‪ * ،‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬كنت أطيّب رأس رس ‪77‬ول اهلل‬ ‫* ح‪77 7‬ديث ص‪77 7‬فوان بن يعلى ‪َّ :‬‬
‫فق‪77‬ال‪ :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬كي‪7‬ف ت‪7‬رى يف رج‪77‬ل أح‪77‬رم بعم‪7‬رة يف جب‪7‬ة بع‪77‬د م‪7‬ا تض‪7‬مخ بطيب؟‪  ،‬إلحرام‪77‬ه قب‪77‬ل أ ْن حيرم‪ ،‬وحلل‪77‬ه قب‪77‬ل أ ْن يط‪77‬وف ب‪77‬البيت) [خ‪/‬‬
‫قال ‪ :‬أم‪7‬ا الطيب ال‪7‬ذى ب‪7‬ك فاغس‪7‬له عن‪7‬ك ثالث م‪7‬رات‪ ،‬وأم‪7‬ا اجلب‪7‬ة فانزعه‪7‬ا‪ ،‬مث اص‪7‬نع م]‪.‬‬
‫* م ‪77‬ا قالت ‪77‬ه عائش ‪77‬ة ~ ملا بلغه ‪77‬ا إنك ‪77‬ار ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬تطيب‬ ‫ما شئت يف عمرتك كما تصنع يف حجك) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫أن ك‪77‬ل م‪77‬ا ال جيوز للمح‪77‬رم‪ 7‬ابت‪77‬داؤه وه‪77‬و حمرم؛ مث‪77‬ل لبس املخي‪77‬ط احملرم قب‪77‬ل إحرام‪77‬ه‪ ،‬ق‪77‬الت‪( :‬ي‪77‬رحم اهلل أب‪77‬ا عب‪77‬د ال‪77‬رمحن‪ ،‬طيبَّت‬
‫* اإلمجاع انعق‪77‬د على َّ‬
‫حمرما) [م]‪.‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬فطاف على نسائه‪ ،‬مث أصبح ً‬ ‫وقتل الصيد‪ ،‬ال جيوز له استصحابه‪ ،‬والطيب مثله‪.‬‬
‫ألن أثر الطيب يبقى بعد اإلحرام‪ ،‬والطيب ممنوع على احملرم‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬يستحب الطيب قبل اإلحرام)‪ ،‬وفعله ‪ ‬نص على ذلك‪ ،‬وهو متأخر عن حديث صاحب اجلُبة‪ ،‬وليس كل ما حرم ابتداؤه حرم فعله‬ ‫الراجح‬
‫للمحرم‪ ،‬فالنكاح حيرم ابتداؤه للمحرم‪ 7‬وال حيرم استصحابه‬
‫من تطيب قبل إحرامه وبقي على بدنه منه شيء أبقاه تأسيًا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بفعل النيب ‪‬‬ ‫من كان على بدنه بقية من طيب استحب له غسله قبل اإلحرام‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/614‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/3‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/422‬والبيان والتحصيل (‪ ،)17/317‬والذخرية (‪ ،)3/225‬واألم (‪ ،)2/164‬وهناية املطلب‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)4/217‬وغاية البيان (ص‪ ،)38‬والشرح الكبري (‪ ،)3/227‬واملبدع (‪)3/170‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم غسل المحرم لرأسه (لغير الجنابة)‬ ‫مسألةـ (‪)29‬‬
‫اتفقوا على وجوب غسل الرأس واجلسد بسبب اجلنابة حال اإلحرام‪ ،‬واختلفوا يف كراهية غسل الرأس لغري اجلنابة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫(يكره) غسل احملرم رأسه لغري اجلنابة‬ ‫(ال بأس) بغسل احملرم رأسه مطل ًقا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف فعل الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬

‫(أن ابن عباس والْ ِم ْسور‪ 7‬بن خمرمة ‪ ƒ‬اختلف‪7‬ا ب‪7‬األبواء‪ ،‬فق‪7‬ال عب‪7‬د اهلل‪ * :‬أث‪77‬ر عب‪77‬د اهلل بن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬أنَّه ال يغس‪77‬ل رأس‪77‬ه وه‪77‬و حمرم إال‬ ‫* عن عبد اهلل بن جبري‪َّ :‬‬
‫يغس‪77‬ل احملرم رأس‪77‬ه‪ ،‬وق‪77‬ال املس‪77‬ور‪ :‬ال يغس‪77‬ل احملرم رأس‪77‬ه‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬فأرس‪77‬لين ابن عب‪77‬اس إىل أيب أي‪77‬وب من احتالم)‪[ ،‬طأ‪ /‬ن‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫األنص‪77‬اري‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬ذهبت فوجدت‪77‬ه يغتس‪77‬ل بني الق‪77‬رنني وه‪77‬و متس‪77‬رت بث‪77‬وب‪ ،‬فس‪77‬لمت علي‪77‬ه وقلت‪ * :‬اإلمجاع على َّ‬
‫أن احملرم ممن‪77 7‬وع من قت‪77 7‬ل القم‪77 7‬ل ونت ‪77 7‬ف الش‪77 7 7‬عر‬
‫أرس ‪77‬لين إلي ‪77‬ك ابن عب ‪77‬اس أس ‪77‬أل كي ‪77‬ف ك ‪77‬ان رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬يغس ‪77‬ل رأس ‪77‬ه وه ‪77‬و حمرم‪ .‬فوض ‪77‬ع أب ‪77‬و وإلق ‪77‬اء التفث (الوس ‪77‬خ)‪ ،‬والغاس ‪77‬ل رأس ‪77‬ه أو جس ‪77‬ده؛ ه ‪77‬و إم ‪77‬ا أ ْن‬
‫أي‪77‬وب ي‪77‬ده على الث‪77‬وب‪ ،‬فطأط‪77‬أ ح‪77‬ىت ب‪77‬دا يل رأس‪77‬ه‪ ،‬مث ق‪77‬ال إلنس‪77‬ان يص‪77‬ب علي‪77‬ه‪ :‬أص‪77‬بب‪ ،‬فص‪77‬ب يفعل هذا كله أو بعضه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫على رأس‪77‬ه‪ ،‬مث ح‪77‬رك رأس‪77‬ه بي‪77‬ده‪ ،‬فأقب‪77‬ل هبم‪77‬ا وأدب‪77‬ر‪ ،‬مث ق‪77‬ال‪ :‬هك‪77‬ذا رأيت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يفع‪77‬ل)‬
‫[خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫* أث ‪77‬ر ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬أنَّه ك‪77‬ان يغس ‪77‬ل رأس ‪77‬ه وه ‪77‬و حمرم‪ ،‬ويق ‪77‬ول‪ :‬ال يزي ‪77‬ده إال ش ‪77‬عثًا) [ط ‪77‬أ‪ /‬ن‪/‬‬
‫هق]‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬ال بأس بغسل الرأس للمحرم)‪ ،‬وحديث ابن جبري نص يف ذلك‪ ،‬ليس يف منع قتل القمل للمحرم إمجاع‬ ‫الراجح‬

‫من غسل رأسه وهو حمرم لغري جنابة فقد خالف هدي النيب ‪‬‬ ‫من غسل رأسه وهو حمرم لغري جنابة فال حرج عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/615‬والبحر الرائق (‪ ،)2/349‬واللباب (‪ ،)1/182‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/596‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)92‬واحلاوي الكبري (‪،)4/122‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واملهذب (‪ ،)1/391‬واملغين (‪ ،)3/279‬والفروع (‪)5/405‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫ْمي‬ ‫حكم غسل المحرم رأسه ِ‬
‫بالخط ِّ‬ ‫مسألة (‪)30‬‬
‫باخلطمي (وهو نبات يتخذ ورقه ‪-‬بعد دقه‪ -‬لتنظيف الرأس)‪ ،‬واختلفوا يف حكم الفدية على من غسل رأسه باخلِطمي وهو‬
‫ِّ‬ ‫اتفقوا على منع غسل احملرم لرأسه‬ ‫تحرير محل‬
‫حمرم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫طمي ال شيء عليه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األقوال‬


‫إذا غسل احملرم رأسه باخل ِّ‬ ‫طمي افتدى‬
‫إذا غسل احملرم رأسه باخل ِّ‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (املذهب)‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫هل اخلطمي من أصناف الطيب؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫اخلطمي من الطيب‪ ،‬ك ‪77‬الورس والزعف ‪77‬ران‪ ،‬والطيب ممن ‪77‬وع على ‪ ‬قول‪77‬ه ‪ ‬يف الرج‪77‬ل ال‪77‬ذي وقص‪77‬ته دابت‪77‬ه فم‪77‬ات وه‪77‬و حمرم‪( :‬اغس‪77‬لوه مباء وس‪77‬در‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫‪‬‬
‫ملبيً‪77‬ا) [خ‪/‬‬
‫وكفن‪77‬وه يف ثوبي‪7‬ه‪ ،‬وال حتنط‪77‬وه‪ ،‬وال ختم‪77‬روا رأسه‪ ،‬فإنَّه يبعث ي‪7‬وم القيام‪77‬ة ّ‬ ‫احملرم‪.‬‬
‫األدلة‬
‫م]‪ ،‬فأمر ‪ ‬بغسله بالسدر مع إثبات حكم اإلحرام يف ح ّقه‪ ،‬واخلِطمي كالسدر‪.‬‬
‫اخلطمي ليست بطيب‪ ،‬فيجوز الغسل هبا كالرتاب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫‪‬‬
‫خروجا من اخلالف‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال شيء على من غسل رأسه باخلطمي)‪ ،‬حلديث الرجل الذي وقصته دابته‪ ،‬واألوىل عدم استعماله‬ ‫الراجح‬
‫ً‬
‫إذا غسل احملرم رأسه باخلطمي فال إمث عليه ومل يرتكب حمظورا من حمظورات‬ ‫حمظورا من حمظورات‬ ‫ً‬ ‫باخلطمي أمث وارتكب‬
‫ِّ‬ ‫إذا غسل احملرم رأسه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اإلحرام‬ ‫اإلحرام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/616‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/124‬وجممع األهَّن ر (‪ ،)1/269‬واللباب (‪ ،)1/183‬واملدونة (‪ ،)1/413‬والذخرية (‪ ،)3/328‬والبيان (‪ ،)4/204‬واجملموع‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)7/355‬ومسائل اإلمام أمحد برواية ابنه أيب الفضل (ص‪ ،)243‬واملغين (‪)3/279‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫(المغتسل) للمحرم‬
‫َ‬ ‫حكم دخول الحمام‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫هلذه املسألة تعلق باملسألة رقم (‪ ،)29‬وقد اتفقوا على وجوب االغتسال من اجلنابة للمحرم‪ ،‬واختلفوا يف حكم االغتسال لغري اجلنابة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫(ال بأس) باالغتسال للمحرم مطل ًقا‬ ‫(يكره) االغتسال للمحرم‪7‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬داود‬ ‫مالك‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف فعل الصحابة ‪ /‬وإذا جاز غسل اجلزء جاز غسل الكل (مل يذكر ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫‪ ‬أث‪77 7‬ر عب‪77 7‬د اهلل بن عم‪77 7‬ر ‪( :ƒ‬أن‪77 7‬ه ال يغس‪77 7‬ل رأس‪77 7‬ه وه‪77 7‬و حمرم إال من ‪ ‬إذا ج ‪77‬از غس ‪77‬ل ال ‪77‬رأس للمح ‪77‬رم‪ ،‬ج ‪77‬از غس ‪7‬ل‪ 7‬الب ‪77‬دن لنفس العل ‪77‬ة‪ ،‬وق ‪77‬د دل‬
‫حديث عبداهلل بن جبري ‪ ‬على جواز غسل الرأس للمحرم‪[ 7‬خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫احتالم)‪[ ،‬طأ‪ /‬ن‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬
‫‪ ‬اإلمجاع على أ ّن احملرم ممن ‪77 7‬وع من قت ‪77 7‬ل القم ‪77 7‬ل ونت ‪77 7‬ف الش ‪77 7‬عر وإلق ‪77 7‬اء ‪ ‬ال دليل على منع الغسل‪ ،‬فيبقى على أصل اجلواز‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫التفث (الوسخ)‪ ،‬والغاسل رأس‪7‬ه أو جس‪7‬ده‪ ،‬ه‪7‬و إم‪7‬ا أن يفع‪7‬ل ه‪7‬ذا كل‪7‬ه أو‬
‫بعضه‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال بأس باالغتسال للمحرم)‪ ،‬وهو أوىل باجلواز من غسل الرأس‬ ‫الراجح‬
‫إذا اغتسل احملرم فال شيء عليه‬ ‫إذا اغتسل احملرم فعليه الفدية‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/616‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/269‬وحتفة امللوك (ص‪ ،)166‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/387‬وجامع األمهات (ص‪،)206‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وخمتصر املزين مع األم (‪ ،)8/163‬والبيان (‪ ،)4/203‬ومسائل اإلمام أمحد وابن راهويه (‪ ،)5/2315‬ومسائل اإلمام أمحد برواية أيب داود (ص‪)144‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫إذا صاد من هو حالل (غير محرم) هل يجوز للمحرم األكل منه‬ ‫مسألة (‪)32‬‬
‫الرب من حمظورات اإلحرام‪ ،‬لقوله تعاىل‪ ( :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [املائدة‪ ،]96:‬وقوله تعاىل‪ ( :‬ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ) [املائدة‪ ،]95:‬وأمجعوا على أنَّه (ال)‬
‫أمجعوا على أن صيد ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫جيوز للمحرم األكل من الصيد الذي صاده‪ ،‬واختلفوا إذا صاد احلالل فهل جيوز للمحرم األكل منه؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إذا صاد احلالل للمحرم فال جيوز أكله له‪ ،‬وإذا‬ ‫األقوال‬
‫حيرم على احملرم أكل ما صاد احلالل مطلًقا‬ ‫جيوز للمحرم أكل ما صاد احلالل مطلًقا‬
‫صاد لغري احملرم جيوز‬
‫الثوري‪ /‬ابن عباس‪ /ƒ‬علي‪ /‬ابن عمر‪ƒ‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬عمر‪ /‬ابن الزبري‪‬‬ ‫ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫تعارض ظاهر اآلثار يف صيد احلالل للمحرم‪ /‬هل يتعلق النهي عن أكل صيد احلالل بشرط القتل‪ ،‬أو يتعلق بكل واحد منهما النهي عن االنفراد‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث أيب قت‪77‬ادة ‪( :‬أنّ‪77‬ه ك‪77‬ان م‪77‬ع رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬ح‪77‬ىت إذا ك‪77‬انوا ببعض طري‪77‬ق * ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬أنَّه أه ‪7ِ 7‬دي لرس ‪77‬ول اهلل ‪ * ‬ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ص‪77‬يد ال‪77‬رب لكم‬
‫محارا وحش‪77‬يًا وه‪77‬و ب‪77‬األبواء‪ ،‬ف‪77‬رده علي‪77‬ه وق‪77‬ال‪( :‬إن‪77‬ا مل حالل وأنتم ح‪77 7 7‬رم‪ ،‬م‪77 7 7‬ا مل تص‪77 7 7‬يدوه أو يُص‪77 7 7‬اد‬
‫ً‬ ‫محارا وحش‪7ً7‬يا فاس‪77‬توى‬
‫مك‪77‬ة ختل‪77‬ف م‪77‬ع أص‪77‬حاب ل‪77‬ه حمرمني ‪-‬وه‪77‬و غ‪77‬ري حمرم‪ ،-‬ف‪77‬رأى ً‬
‫لكم) [ش‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬قط‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ين‪/‬‬ ‫أن ين ‪77‬اولوه س ‪77‬وطه ورحمه ف ‪77‬أبوا علي ‪77‬ه‪ ،‬فأخ ‪77‬ذه مث ش ‪77‬د على نرده عليك إال أنا حرم) [خ‪ /‬م]‪.‬‬‫على فرس ‪77‬ه‪ ،‬فس ‪77‬أل أص ‪77‬حابه ْ‬
‫ألن النهي يتعلق باألكل والصيد‪ ،‬كل على انفراد‪ .‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬ق ‪77 7‬ط‪ /‬وض ‪77 7‬عفه ابن ح ‪77 7‬زم وص ‪77 7‬احب اجلوهر‬ ‫احلم ‪77‬ار فقتل ‪77‬ه‪ ،‬فأك‪77‬ل من‪77‬ه بعض أص‪77‬حاب رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬وأىب بعض‪77‬هم‪ ،‬فلم ‪77‬ا أدرك‪77‬وا * َّ‬
‫النقي‪ /‬وص‪77 7 7 7‬ححه احلاكم وابن خزمية وابن حب‪77 7 7 7‬ان‬ ‫رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬س ‪77‬ألوه عن ذل ‪77‬ك‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬إمنا هي طعم ‪77‬ة أطعمكم اهلل) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ف ‪77‬النهي‬ ‫األدلة‬
‫والغماري]‪.‬‬ ‫يتعلق باألكل مع القتل‪.‬‬
‫* حيمل حديث أيب قتادة ‪ ‬أنه صيد لغ‪7‬ري احملرم‪،‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث عب‪77‬د ال ‪77‬رمحن ال‪77‬تيمي ق‪77‬ال‪( :‬كن ‪77‬ا م‪77‬ع طلح‪77‬ة بن عبي‪77‬د اهلل وحنن حمرم ‪77‬ون‪،‬‬
‫وحيمل حديث ابن عباس أنّه صيد للمحرم‪.‬‬ ‫فأه‪7ِ 7‬دي إلي‪77‬ه ظ‪77‬يب (أو ط‪77‬ري) وه‪77‬و راقد‪ ،‬فأك‪77‬ل بعض‪77‬نا‪ ،‬فاس‪77‬تيقظ طلح‪77‬ة فواف‪77‬ق على‬
‫أكله‪ ،‬وقال‪ :‬أكلنا مع رسول اهلل ‪[ )‬م]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬يأكل احملرم من الصيد ما مل يصطد له)‪ ،‬وهذا فيه مجع بني األحاديث وإعمال هلا‪ ،‬وهو أوىل من األخذ ببعض األحاديث‬ ‫الراجح‬
‫حمرما فاصطاد له حالل حرم عليه‬
‫من كان ً‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬كا‪7‬ن‪ 7‬حم‪7‬ر‪ً 7‬م‪7‬ا‪ 7‬مل‪ 7‬جي‪7‬ز‪ 7‬ل‪7‬ه‪ 7‬أ‪7‬كل‪ 7‬ص‪7‬ي‪7‬د‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ال‪7‬ل‪ 7‬و‪7‬إ‪ْ 7‬ن‪ 7‬مل‪7‬‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬كا‪7‬ن‪ 7‬حم‪7‬ر‪ً 7‬م‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ا‪7‬صط‪7‬ا‪7‬د‪ 7‬له‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬ل‪7‬ي‪7‬س‪ 7‬حم‪7‬ر‪ً 7‬م‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ال‪ 7‬ح‪7‬رج‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ي‪7‬أ‪7‬ك‪7‬ل‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫األكل‪ ،‬وإن كان اصطاده لنفسه مل حيرم‬ ‫ي‪7ُ7‬صطَ‪7‬د‪ 7‬له‪ 7‬و‪7‬إ‪ْ 7‬ن‪ 7‬مل‪ 7‬ي‪7‬ع‪7‬ن‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ص‪7‬ي‪7‬د‪7‬ه‪7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد ( ‪ ،)1/617‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/150‬وحتفة امللوك (ص‪ ،)173‬والبيان والتحصيل ( ‪ ،)4/61‬وحاشية الدسوقي ( ‪ ،)2/79‬وهناية املطلب (‪ ،)4/408‬واجملموع (‪ ،)7/324‬والشرح الكبري (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)3/290‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)2/125‬ومطالب أويل النهى (‪ ،)2/337‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/321‬واحمللى (‪)7/253‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫لو اضطر المحرم لألكل وهو قادر أن يصيد (صيد ّبر) فماذا يأكل؟‬ ‫مسألةـ (‪)33‬‬
‫أمجعوا على أن الصيد من حمظورات اإلحرام‪ ،‬لقوله تعاىل‪ ( :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [املائدة‪ ،]96:‬وقوله تعاىل‪ ( :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ) [املائدة‪:‬‬ ‫تحرير محل‬
‫اضطر احملرم لألكل أو يهلك فماذا يأكل؟‪ ،‬واخلالف على‬ ‫الخالف‬
‫‪ ،]95‬وأمجعوا على أنه ال جيوز األكل من الصيد الذي صاده احملرم‪ ،‬ال للمحرم وال لغري احملرم‪ ،‬واختلفوا لو ّ‬
‫إذا اضطر احملرم لألكل يصيد ويأكل‬ ‫قولني‬ ‫إذا اضطر احملرم لألكل أكل امليتة وحلم اخلنزير دون الصيد‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي‪ /‬أبو يوسف‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬زفر‬ ‫ونسبتها‬ ‫‪146‬‬
‫تعارض مفسدتان؛‪ 7‬أكل امليتة وأكل الصيد للمحرم‪ ،‬أيهما أشد حرمة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن احملرم ممن‪77‬وع من الص‪77‬يد‪ ( :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ )‪ ،‬ومل يس‪77‬تثن الض‪77‬رورة وال * َّ‬
‫ألن امليتة حمرمة لعينها‪ ،‬والصيد حمرم لغ‪7‬رض من األغ‪7‬راض‪ ،‬وم‪7‬ا ح‪7‬رم لعل‪7‬ة أخ‪7‬ف‬ ‫‪َّ ‬‬
‫غريها‪ ،‬أما امليتة فمرخص فيها للضرورة‪( :‬ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ مما حرم لعينه‪ ،‬وما هو حمرم لعينه أغلظ‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه أ ْ‪7‬ك‪7‬ل ض‪77‬رورة إلحي‪77‬اء النفس‪ ،‬فكم‪77‬ا أنَّه يس‪77‬تبيح أك‪77‬ل امليت‪77‬ة ك‪77‬ذلك يس‪77‬تبيح‬
‫ﯡ) [األنع‪77‬ام‪ ،]145 :‬ف‪77‬احملرم املض‪77‬طر فه‪77‬و ممن‪77‬وع من الص‪77‬يد مطلً‪7‬ق‪7‬ا وغ‪77‬ري ممن‪77‬وع من‬
‫أكل الصيد وهو حم ِرم‪ ،‬وال مينع ذلك الفدية‪.‬‬
‫امليتة‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬حرم‪77‬ة امليت‪77‬ة أش‪ّ 7‬د من حرم‪77‬ة الص‪77‬يد‪ ،‬الرتف‪77‬اع حرم‪77‬ة الص‪77‬يد بع‪77‬د اإلح‪77‬رام خبالف‬
‫جامع‪77‬ا بني أك‪77‬ل امليت‪77‬ة وقت‪77‬ل الص‪77‬يد‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ألن احملرم ل‪77‬و قت‪77‬ل الص‪77‬يد ص‪77‬ار ميت‪77‬ة‪ ،‬فيك‪77‬ون ً‬ ‫‪‬‬
‫امليت ‪77‬ة‪ ،‬ف ‪77‬ريتكب أه ‪77‬ون الض ‪77‬ررين‪ ،‬ف ‪َّ 7‬‬
‫‪7‬إن الض ‪77‬رورة للمح ‪77‬رم‪ 7‬ترف ‪77‬ع اإلمث‪ ،‬ك ‪77‬احللق عن ‪77‬د‬
‫وأكل امليتة يغنيه عن الصيد‪.‬‬
‫األذى‪.‬‬
‫‪ ‬يف أك‪7‬ل الص‪77‬يد حمظ‪77‬وران‪ :‬القت‪7‬ل واألك‪7‬ل‪ ،‬ويف أك‪7‬ل امليت‪77‬ة حمظ‪77‬ور واح‪77‬د‪ ،‬ف‪7‬ريتكب‬
‫أخف احملظورين‪.‬‬
‫القول الثاين (يأكل الصيد دون امليتة)‪ ،‬فدليلهم أقوى وأظهر‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬القول األول أحسن سدًّا للذريعة‪ ،‬والقول الثاين أقيس‬ ‫الراجح‬
‫جوعا وهو حمرم فوجد ميتة وأمكنه الصيد فله األكل منه‪،‬‬
‫من أشرف على اهلالك ً‬ ‫قادرا على الصيد‬
‫جوعا وهو حمرم أكل امليتة ولو كان ً‬
‫من أشرف على اهلالك ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وعليه جزاء الصيد‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/619‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/445‬وجممع األهَّن ر (‪ ،)1/300‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/391‬والنوادر والزيادات (‪ ، )2/467‬واحلاوي الكبري (‪،)4/98‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وروضة الطالبني (‪ ،)3/209‬وحاشية العبادي (‪ ،)4/171‬ومسائل اإلمام أمحد برواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)243‬واملغين (‪)3/293‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل عقد النكاح للمحرم من محظورات اإلحرام؟‬ ‫مسألة (‪)34‬‬
‫أن من حمظورات اإلحرام‪ :‬لبس املخيط‪ ،‬والتطيب‪ ،‬واجلماع‪ ،‬وإزالة الشعر‪ ،‬والصيد‪ ،‬واختلفوا هل النكاح واخلِطبة من حمظورات اإلحرام؟‪،‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫النكاح (ليس) من حمظورات اإلحرام‬ ‫النكاح من حمظورات اإلحرام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬
‫‪146‬‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف حكم نكاح احملرم‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77 7‬ديث عثم‪77 7‬ان ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪ :‬ق‪77 7‬ال رس‪77 7‬ول اهلل ‪( :‬ال يَنكح احملرم وال * ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ت‪77‬زوج رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬ميمون‪7‬ة وه‪7‬و حمرم) [خ‪/‬‬
‫األدلة‬
‫م]‪.‬‬ ‫يُنكح‪ ،‬وال خَي طب) [م]‪.‬‬
‫القول األول (النكاح من حمظورات اإلحرام)‪ ،‬لنص حديث عثمان ‪َّ ، ‬‬
‫وألن حديث ابن عباس ‪ ƒ‬حكاية فعل‪ ،‬وهو معارض بأحاديث كثرية تدل على أنّه‬
‫َّ‬
‫األصم قال‪( :‬حدثتين خاليت ميمونة أن رسول اهلل ‪ ‬تزوجها وهو حالل) [م]‪ ،‬وحديث أيب رافع ‪ ‬قال‪:‬‬
‫‪ ‬نكح ميمونة ~ وهو حالل‪ ،‬منها‪ :‬حديث ّ‬ ‫الراجح‬
‫(تزوج رسول اهلل ‪ ‬ميمونة وهو حالل‪ ،‬وكنت الرسول بينهما) [حم‪ /‬ت]‬
‫ّ‬
‫إذا نكح احملرم فنكاحه صحيح وال حرج عليه‬ ‫إذا نكح احملرم فهو آمث ونكاحه فاسد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/620‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/110‬والبحر الرائق (‪ ،)3/111‬والفواكه الدواين (‪ ،)2/29‬وحاشية العدوي (‪ ،)2/75‬واألم (‪ ،)5/84‬والبيان (‪،)4/186‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وكفاية األخيار (ص‪ ،)224‬ومسائل اإلمام أمحد وابن راهويه (‪ ،)5/2193‬واملبدع (‪ ،)3/145‬وكشاف القناع (‪ ،)2/441‬ومنار السبيل (‪)1/249‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف القول يف (أنواع النسك)‬
‫العلماء اتفقوا على أ ّن هذا النوع من النسك ‪-‬أي التمتع‪ -‬الذي هو املعين بقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ) [البقرة‪.]196:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ّ‬
‫اتفق العلماء على أن من مل يكن من حاضري املسجد احلرام فهو متمتع‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫(ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) [البقرة‪.]196:‬‬ ‫(املكي) على أنَّه ليس عليه دم متتّع؛ لقوله تعاىل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اتفق القائلون بوقوع التمتع من‬ ‫‪-3‬‬
‫احلج يف العمرة‪.‬‬
‫حج بفسخ ّ‬ ‫أن رسول اهلل ‪ ‬أمر أصحابه ‪ ‬عام َّ‬ ‫كلهم متفقون َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫‪145‬‬

‫أن املعتمر إذا أهل باحلج ومل يبق عليه من أفعال العمرة إال احلالق‪ ،‬فإنَّه ال ميكن له أ ْن يدخل احلج إىل العمرة ِ‬
‫بالقران‪.‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫ّ‬ ‫ّ ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫القول يف أنواع النسك‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫‪146‬‬

‫من هو المتمتع بالحج؟‬ ‫‪35‬‬


‫من هم حاضري المسجد الحرام في قوله تعالى ( ﰓﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) [البقرة‪]1967:‬‬ ‫‪36‬‬
‫هل يقع التمتع من المكي؟‬ ‫‪37‬‬
‫متمتعا‬
‫حكم فسخ الحج إلى عمرة ليكون الحاج ً‬ ‫‪38‬‬
‫من أنشأ عمرة في رمضان واعتمر في شوال هل يكون متمتعا؟‬ ‫‪39‬‬
‫الوقت الذي يجوز فيه ِ‬
‫القران (إدخال الحج على العمرة)‬ ‫‪40‬‬
‫أهل مكة (من حاضري المسجد الحرام) هل عليهم دم القران؟‬ ‫‪41‬‬
‫أي األنساك أفضل؟‬ ‫‪42‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫من هو المتمتع بالحج؟ـ‬ ‫مسألةـ (‪)35‬‬
‫أن الدم الواجب على املتمتع يكون لغري حاضري املسجد احلرام‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن املتمتع يلزمه هدي‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ‬ ‫اتفقوا أ ّن أنواع النسك ثالثة؛ متتع وقران وإفراد‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ ) [البقرة‪ ، ]196:‬واختلفوا يف من هو املتمتع‪ ،‬وصفة التمتع‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬

‫التمتع ْأن يُهل الرجل بالعمرة ولو (قبل) أشهر احلج فيعتمر‪ ،‬مث‬ ‫التمتع أ ْن يُهل الرجل بالعمرة يف أشهر احلج فيعتمر‬ ‫التمتع أ ْن يُهل الرجل بالعمرة يف أشهر احلج فيعتمر‪ ،‬مث حيل ويبقى‬ ‫األقوال‬
‫حيل ويبقى مبكة مث يهل باحلج من غري ْأن ينصرف لبلده‬ ‫مث حيل‪ ،‬فهو متمتع ولو عاد إىل بلده ومل حيج‬ ‫مبكة‪ ،‬مث يهل باحلج من غري أ ْن ينصرف لبلده‬ ‫‪145‬‬
‫ونسبتها‬
‫طاووس‬ ‫احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف تأويل قوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) [البق‪77‬رة‪ 7،]197:‬وقوله ‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ‪َّ ‬‬
‫ألن املتمت‪77 7‬ع وجب علي‪77 7‬ه اهلدي؛ ألنَّه متت‪77 7‬ع بإس‪77 7‬قاط أح‪77 7‬د‬
‫تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ) ‪ ،‬ففرض اهلل ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ) ومل يستثن اهلل تعاىل راجعا إىل السفرين عنه‪ ،‬وحج واعتمر يف سفرة واحدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫األدلة‬
‫تع ‪77 7‬اىل على املتمت ‪77 7‬ع اهلدي‪ ،‬إ ْن أح ‪77 7‬رم بالنس ‪77 7‬ك يف أش ‪77 7‬هر احلج‪ ،‬أهل‪77‬ه أو غ‪77‬ري راج‪77‬ع‪ ،‬ول‪77‬و ك‪77‬ان هلل تع‪77‬اىل م‪77‬راد غ‪77‬ري‬
‫ذلك لبينه يف كتابه أو سنة نبيه ‪.‬‬ ‫سفرا وجعل حجته وعمرته يف سفر واحد‪.‬‬ ‫وأسقط عنه ً‬
‫القول األول‪ :‬التمتع اإلهالل للعمرة واحلج يف أشهر احلج دون الرجوع ألهله‪ ،‬وقد وصف ابن املنذر قول احلسن بأنه مل يتابع عليه ومل يذهب إليه أحد من أهل العلم‪ ،‬ووصف القرطيب ‪-‬‬ ‫الراجح‬
‫رمحه اهلل‪ -‬قول طاووس بأنه شاذ ومل يقل به أحد من العلماء‬
‫من اعتمر قبل أشهر احلج مث عاد إىل بلده انقطع متتعه فإذا مل‬
‫من اعتمر يف أشهر احلج مث عاد إىل بلده مل ينقطع‬ ‫من اعتمر يف أشهر احلج مث عاد إىل بلده انقطع متتعه فإذا أراد نسك‬
‫يرجع إىل بلده مل ينقطع متتعه ويكفيه اإلهالل باحلج‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫متتعه فإذا أراد نسك التمتع كفاه اإلهالل باحلج‬ ‫التمتع أعاد عمرة وحجة‬
‫لتحصيل نسك التمتع‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/621‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/212‬واجلامع الصغري (ص‪ ،)157‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/467‬والرسالة البن أيب زيد (ص‪ ،)77‬والتلقني (‪،)1/85‬واللباب (ص‪،)196‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫والبيان (‪ ،)4/71‬واملقدمة‪ 7‬احلضرمية (ص‪ ،)153‬واحملرر (‪ ،)1/235‬والفروع (‪ ،)5/342‬وتفسري القرطيب (‪)2/396‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫من هم حاضرو المسجد الحرام في قوله تعالى‪ ( :‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) [البقرة‪]196:‬‬ ‫مسألةـ (‪)36‬‬
‫اتفقوا أ ّن أهل مكة‪ 7‬من حاضري املسجد احلرام‪ ،‬واتفقوا أ ّن من كان منزله قبل امليقات ‪-‬كأهل املدينة والطائف‪ -‬ليسوا من حاضري املسجد احلرام‪ ،‬واتفقوا أن حاضري املسجد احلرام ليس‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫عليهم هدي التمتع‪ ،‬واختلفوا فيمن هم دونه (أي‪ :‬داخل) امليقات‪ ،‬هل هم من حاضري املسجد احلرام؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫من بعُد عن مكة مسافة قصر من‬ ‫أهل املواقيت فمن دوهنم من حاضري‬ ‫أهل مكة وذي طُوى وأمثاهلم من حاضري املسجد‬
‫أهل مكة‪ 7‬وساكن احلرم هم فقط من حاضري املسجد احلرام‬ ‫حاضري املسجد احلرام‬ ‫املسجد احلرام‬ ‫احلرام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الظاهرية‪ /‬الثوري‬
‫الشافعي (جديد)‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬
‫‪145‬‬

‫اختالفهم فيما يدل عليه (اسم) حاضري املسجد احلرام باألقل واألكثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن حاض ‪77 7‬ر الش ‪77 7‬يء من دن ‪77 7‬ا من ‪77 7‬ه‪  ،‬ألنَّه تفسري نافع موىل ابن عمر ‪.ƒ‬‬ ‫ألن م ‪77 7 7 7 7‬ا دون املواقيت مواض ‪77 7 7 7 7‬ع ‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن املس‪77 7‬جد احلرام يُطل‪77 7‬ق على مجي‪77 7‬ع مك‪77 7‬ة‪،‬‬
‫ش‪77 7 7‬رع فيه‪77 7 7‬ا النس‪77 7 7‬ك (اإلح‪77 7 7‬رام) ملن ومن ك ‪77‬ان دون مس ‪77‬افة القص ‪77‬ر ق ‪77‬ريب‬ ‫لقول ‪77 7 7‬ه تع ‪77 7 7‬اىل‪( :‬ﯘ ﯙ ﯚ)‬
‫ألن املسجد احلرام يُطل‪7‬ق على نفس الكعب‪77‬ة‪ ،‬لقول‪77‬ه تع‪7‬اىل‪:‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫من حكم احلاض‪77 7 7 7 7 7‬ر‪ ،‬ب‪77 7 7 7 7 7‬دليل أن من‬ ‫سكن داخل امليقات‪ ،‬فأشبه احلرم‪.‬‬ ‫[الفتح‪.]27:‬‬
‫(ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ) [البقرة‪.]144:‬‬
‫ألن من دون امليق‪77 7 7 7 7 7‬ات حيل ل‪77 7 7 7 7 7‬ه قاصده ال يرتخص برخص السفر‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن املس ‪77 7‬جد احلرام يُطل ‪77 7‬ق على مجي ‪77 7‬ع احلرم‬
‫‪ ‬إلطالق االس‪77‬م على الكعب‪77‬ة وعلى م‪77‬ا حوهلا من املس‪77‬جد احلرام‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫دخول مكة بال إحرام كأهل مكة‪.‬‬ ‫ال ‪77‬ذي حيرم ص ‪77‬يده‪ ،‬لقول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭙ ﭚ‬
‫لقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ) [التوب‪77 7‬ة‪،]7:‬‬
‫ﭘ) [اإلس‪7‬راء‪ 7،]1 :‬والن‪7‬يب ‪ ‬مل يُس‪7‬ر ب‪7‬ه من املس‪7‬جد‪ ،‬ب‪7‬ل من‬
‫والعهد كان باحلديبية وهي من احلرم‪.‬‬
‫بيت أم هانئ‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬هم أهل مكة وما اتصل هبا من بنيان هم من حاضري املسجد احلرام)‪ ،‬وهذا هو األقرب لفهم اآلية‬ ‫الراجح‬
‫متمتعا من جدة فليس عليه‬
‫من أحرم ً‬
‫من أحرم متمتعا من عسفان فليس‬
‫متمتعا من عسفان فعليه هدي التمتع‬
‫من أحرم ً‬ ‫إفرادا‬
‫هدي التمتع التمتع ويقع منه ً‬ ‫متمتعا من جدة فعليه هدي التمتع‬
‫من أحرم ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫إفرادا‬
‫عليه هدي التمتع ويقع منه ً‬ ‫إفرادا‬
‫التمتع ويقع منه ً‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/622‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/169‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/169‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/382‬وجامع األمهات (ص‪ ،)190‬واللباب يف الفقه (ص‪ ،)197‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألة‬
‫الكبري (‪ ،)4/50‬واملغين (‪ ،)3/414‬واإلنصاف (‪ ،)3/440‬وأحكام القرآن البن العريب (‪)1/257‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫هل يقع التمتع من المكي؟‬ ‫مسألةـ (‪)37‬‬
‫مفردا‪ .‬وقال طاوس ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬من اعتمر يف غري أشهر احلج مث أقام مبكة حىت احلج وحج من عامه فهو متمتع‪ ،‬وإن على املكي إذا متتع من غري مكة اهلدي‪ ،‬وقد‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن للمكي أن حيج ً‬ ‫تحرير محل‬
‫وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬قول طاووس بأنه شاذ‪ .‬واختلفوا هل يقع التمتع من املكي أو ال يقع‪ ،‬وهل عليه هدي أو ليس عليه اهلدي؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) يقع التمتع من املكي ويكره منه ذلك وإن فعل عليه اهلدي‬ ‫يقع التمتع من املكي (على خالف بينهم من هم حاضرو املسجد احلرام)‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫االختالف يف تأويل قوله تعاىل‪ ( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) ‪( ،‬مل‬ ‫سبب الخالف‬
‫يذكره ابن رشد)‬
‫قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ‪‬‬
‫ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) ‪ ،‬فجع‪77‬ل يف اآلي‪77‬ة التمت‪77‬ع ملن مل‬
‫[البق‪7‬رة‪ ،]196:‬مفه‪7‬وم اآلي‪7‬ة ع‪7‬ام ومل تف‪7‬رق بني املكي وغ‪7‬ري املكي وال جيوز ختص‪7‬يص يكن أهله من حاضري املسجد احلرام على اخلصوص‪.‬‬
‫األدلة‬
‫دفع ‪77‬ا ملش ‪77‬قة تع ‪77‬دد الس ‪77‬فر‪ُ ،‬فرف ‪77‬ق علي ‪77‬ه‬ ‫َّ‬
‫ألن دخ ‪77‬ول العم ‪77‬رة يف أش ‪77‬هر احلج ثبت رخص ‪77‬ة لآلف ‪77‬اقي ً‬ ‫العم‪77‬وم إال مبخص‪77‬ص جيب الرج‪77‬وع إلي‪77‬ه‪ ،‬وم‪77‬ا ك‪77‬ان قرب‪77‬ة وطاع‪77‬ة يف غ‪77‬ري ح‪77‬ق املكي ‪‬‬
‫بإس‪77‬قاط إح‪77‬دى الس‪77‬فرتني‪ ،‬ومن هم من حاض‪77‬ري املس‪77‬جد احلرام ال حيت‪77‬اج إىل س‪77‬فر أص‪7‬اًل ‪ ،‬فلم تكن‬ ‫فهو قربة وطاعة يف املكي‪.‬‬
‫العمرة يف أشهر احلج مشروعة يف حقهم أصاًل ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يقع التمتع من املكي وال هدي عليه)‪ ،‬لعموم اآلية‪ ،‬وحيتمل رجوع التخصيص يف اسم اإلشارة يف اآلية‪( :‬ذلك ملن مل يكن أهله‪ )...‬إىل اهلدي أو الصوم ال إىل التمتع‬ ‫الراجح‬
‫ليس للمكي إال اإلفراد وإن متتع وجب عليه اهلدي‬ ‫جيوز للمكي‪ 7‬أن يتمتع ‪-‬وعند بعضهم مع الكراهة‪ -‬ويسقط عنه دم هدي‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/622‬واهلداية (‪ ،)1/155‬واالختيار (‪ ،)1/159‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/382‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/59‬وفتح العزيز (‪ ،)7/164‬والبيان (‪ ،)4/83‬واملبدع (‪،)3/116‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/532‬وتفسري القرطيب (‪)2/396‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫متمتعا‬
‫فسخ الحج إلى عمرة ليكون الحاج ً‬
‫حكم ْ‬ ‫مسألة (‪)38‬‬
‫اتفقوا أن رسول اهلل ‪ ‬أمر أصحابه ‪ ‬عام احلج بفسخ احلج إىل عمرة‪ ،‬يف قوله ‪ ‬ملن مل يسق اهلدي‪( :‬لو استقبلت من أمري ما استدبرت‪ ،‬ملا سقت اهلدي‪ ،‬وجلعلتها عمرة) [خ‪/‬‬ ‫تحرير محل‬
‫متمتعا‪ ،‬واخلالف‬
‫حيول النية من اإلحرام باحلج إىل اإلحرام بالعمرة‪ ،‬ليكون ً‬
‫مفردا‪ ،‬هل جيوز له أ ْن ّ‬
‫م]‪ ،‬وال خالف أنه ال جيوز فسخ احلج إىل عمرة مفردة‪ ،‬واخلالف فيمن حج قارنًا أو ً‬ ‫الخالف‬
‫على قولني‬
‫(يستحب) حتويل النية من احلج إىل العمرة (ملن مل يسق اهلدي)‬ ‫(يكره) حتويل النية باحلج إىل العمرة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‪ /‬داود‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪146‬‬
‫فسخ الصحابة ‪ ‬احلج إىل العمرة يف حجة الوداع‪ ،‬خاص هبم أو هو لعموم األمة؟‬ ‫هل ْ‬ ‫سبب الخالف‬
‫* فسخ الصحابة ‪ ‬احلج إىل عمرة من ب‪7‬اب اخلص‪77‬وص ألص‪7‬حاب رس‪7‬ول اهلل ‪ ،‬لعم‪7‬وم قول‪7‬ه * أم‪77‬ره ‪ ‬ملن مل يس‪77‬ق اهلدي من أص‪7‬حابه ‪ ‬بفس‪77‬خ احلج إىل عم‪77‬رة‪ ،‬وق‪77‬ال‪( :‬ل‪7‬و‬
‫تع‪7‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البق‪7‬رة‪ ،]196:‬وحلديث احلارث بن بالل عن أبي‪7‬ه ق‪7‬ال‪( :‬قلت‪ :‬استقبلت من أمري ما استدبرت ‪ ،)...‬وهذا نُقل عن (‪ )14‬صحابيًا‪.‬‬
‫يا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬الفس‪7‬خ لن‪7‬ا خاص‪7‬ة أم ملن بع‪7‬دنا؟ ق‪7‬ال‪ :‬لن‪7‬ا خاص‪7‬ة)[حم‪ /‬ن‪ /‬ج‪7‬ه‪ /‬وه‪7‬و باط‪7‬ل ال أص‪7‬ل * أن عم ‪77‬ر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬متعت ‪77‬ان كانت ‪77‬ا على عه ‪77‬د رس ‪77‬ول اهلل ‪ ،‬أن ‪77‬ا أهنى عنهم ‪77‬ا‪،‬‬
‫وأع ‪77‬اقب عليهم ‪77‬ا ‪ ،)...‬ف ‪77‬أثبت ‪َّ ‬‬
‫أن متع‪7 7‬ة‪ 7‬احلج من زمن الن ‪77‬يب ‪ ‬وك ‪77‬ان منع‪7 7‬ه‪7‬‬ ‫له]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫* قول عمر ‪( :ƒ‬متعتان كانت‪7‬ا على عه‪7‬د رس‪7‬ول اهلل ‪ ،‬أن‪7‬ا أهنى عنهم‪7‬ا‪ ،‬وأع‪7‬اقب عليهم‪7‬ا؛ متع‪7‬ة للمتعة‪ 7‬اجتهادا خاصا منه ‪.‬‬
‫‪ ‬سأل سراقة النيب ‪ ‬ملا أمرهم بالفسخ‪( :‬ألعامنا هذا أم لألبد‪ ،‬فشبك رسول‬ ‫النساء ومتعة احلج) [ص]‪ ،‬وهذا إمجاع من الصحابة ‪ ‬على ترك متعة احلج‪.‬‬
‫اهلل ‪ ‬بني أصابعه مث قال‪( :‬بل لألبد) [م‪ /‬حم‪ /‬واللفظ ألمحد]‪7.‬‬ ‫* عن عثمان ‪ ‬قال‪( :‬متعة احلج كانت لنا‪ ،‬وليست لكم) [كار]‪.‬‬
‫* قال أبو ذر ‪( :‬ما كان ألحد بعدنا أ ْن حُي رم باحلج مث يفسخه إىل عمرة) [ن]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يستحب) فسخ احلج إىل عمرة‪ ،‬محاًل ألمره ‪ ‬يف حجة الوداع على العموم‪ ،‬لألحاديث الصحيحة الدالة على ذلك‬ ‫الراجح‬
‫من فسخ احلج إىل عمرة ‪-‬وهو مل يسق اهلدي‪ -‬فقد وافق السنة‪ ،‬وفعل األفضل‬ ‫من فسخ احلج إىل عمرة متتع فقد خالف السنة‪ ،‬وفعل املفضول‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/622‬واللباب يف شرح الكتاب (‪ ،)1/432‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/21‬والتهذيب يف اختصار املدونة‪ ،)1/589( 7‬والبيان والتحصيل (‪ ،)4/58‬وحلية العلماء (‪،)3/238‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫وأسىن املطالب (‪ ،)1/462‬وحتفة احملتاج (‪ ،)4/149‬واحملرر (‪ ،)1/236‬وكشاف القناع (‪ ،)2/415‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/332‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫من أنشأ عمرة في رمضان واعتمر في شوال هل يكون متمتعا؟‬ ‫مسألةـ (‪)39‬‬
‫اتفق مجهور العلماء َّ‬
‫أن من أنشأ عمرة يف شوال ومل يرجع لبلده‪ ،‬مث حج من عامه أنَّه متمتع ‪-‬خالفًا للحسن‪ 7‬البصري وطاووس كما تقدم يف املسألة‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫رقم (‪ -) 35‬واختلفوا لو أنشأ العمرة يف رمضان واعتمر يف شوال هل يكون متمتعا؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫العربة بوقت اإلحرام‬ ‫العربة بوقت الطواف كله أو أغلبه‬ ‫العربة بوقت احلل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‪ /‬الشافعي (جديد)‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قدمي)‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‬ ‫‪145‬‬
‫هل يكون املعتمر متمتعا بإيقاع إحرام العمرة يف أشهر احلج فقط‪ ،‬أم بإيقاع الطواف معه‪ ،‬مث إ ْن كان بإيقاع الطواف معه فهل إيقاعه كله أو أكثره؟‬ ‫سبب الخالف‬

‫متمتع‪77 7 7 7‬ا إال بإيق‪77 7 7 7‬اع‬ ‫* الع‪77‬ربة بإيق‪77‬اع العم‪77‬رة كامل‪77‬ة يف أش‪77‬هر * َّ‬
‫ألن الط ‪77 7 7‬واف من أهم أرك ‪77 7 7‬ان العم ‪77 7 7‬رة‪ ،‬ف ‪77 7 7‬وجب أن يك ‪77 7 7‬ون * ال يك‪77 7 7 7‬ون املعتم‪77 7 7 7‬ر ً‬
‫ألن باإلحرام تنعقد‬ ‫اإلحرام يف أشهر احلج‪َّ ،‬‬ ‫متمتعا إذا طاف يف شوال‪.‬‬
‫معتمرا من ترك السعي املعتمر ً‬ ‫يسمى ً‬ ‫احلج‪ ،‬فال َّ‬
‫األدلة‬
‫العمرة‪.‬‬ ‫والط ‪77‬واف‪ ،‬وال يص ‪77‬دق علي ‪77‬ه أنَّه اعتم ‪77‬ر‬
‫إال باالنتهاء من كامل عمرته‪.‬‬
‫ألن الطواف هو احلد الفاصل يف أداء العمرة‪ ،‬فمن أحرم يف شعبان واعتمر يف رمضان أدرك فضل عمرة رمضان‬ ‫القول الثاين‪( :‬العربة بوقت الطواف)‪َّ ،‬‬ ‫الراجح‬

‫م‪7‬ن‪ 7‬غ‪7‬ر‪7‬ب‪7‬ت‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬مش‪7‬س‪ 7‬ل‪7‬ي‪7‬ل‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬أل‪7‬و‪7‬ل‪ 7‬م‪7‬ن‪7‬‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬غ‪7‬ر‪7‬ب‪7‬ت‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬مش‪7‬س‪ 7‬ل‪7‬ي‪7‬ل‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬أل‪7‬و‪7‬ل‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬ش‪7‬و‪7‬ا‪7‬ل‪ 7‬ب‪7‬ع‪7‬د‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ط‪7‬اف‪7‬‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬غ‪7‬ر‪7‬ب‪7‬ت‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬مش‪7‬س‪ 7‬ل‪7‬ي‪7‬ل‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬أل‪7‬و‪7‬ل‪ 7‬م‪7‬ن‪7‬‬
‫ش‪7‬و‪7‬ا‪7‬ل‪ 7‬ب‪7‬ع‪7‬د‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬س‪7‬ع‪7‬ى‪ 7‬س‪7‬ع‪7‬ي‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ل‪7‬ه‪ 7‬ش‪7‬و‪7‬ط‪ً7‬ا‪ 7‬و‪7‬اح‪7‬د‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ل‪7‬ي‪7‬س‪ 7‬ل‪7‬ه‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ي‪7‬ت‪7‬م‪7‬ت‪7‬ع‪ 7‬ب‪7‬ت‪7‬ل‪7‬ك‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪7( 7‬ا‪7‬ل‪7‬ش‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ع‪7‬ي‪ 7،7)7‬و‪7‬إ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ش‪7‬و‪7‬ا‪7‬ل‪ 7‬ب‪7‬ع‪7‬د‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ك‪7‬ا‪7‬ن‪ 7‬دخ‪7‬ل‪ 7‬يف‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬ح‪7‬ر‪7‬ا‪7‬م‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ف‪7‬ل‪7‬ي‪7‬س‪ 7‬ل‪7‬ه‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬يت‪7‬م‪7‬ت‪7‬ع‪ 7‬بت‪7‬ل‪7‬ك‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪7‬‬ ‫ك‪7‬ا‪7‬ن‪ 7‬ق‪7‬د‪ 7‬طا‪7‬ف‪ 7‬ث‪7‬ال‪7‬ثة‪ 7‬أ‪7‬ش‪7‬و‪7‬ا‪7‬ط‪ 7‬ف‪7‬أ‪7‬ق‪7‬ل‪ 7‬ف‪7‬ل‪7‬ه‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬يت‪7‬م‪7‬ت‪7‬ع‪ 7‬هب‪7‬ا‪7( 7‬أ‪7‬ب‪7‬و‪7‬‬ ‫أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ي‪7‬ت‪7‬م‪7‬ت‪7‬ع‪ 7‬هب‪7‬ا‪7‬‬
‫‪2/390‬ف‪7‬ة‪ 7)،)7‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/506‬وبلغة السالك (‪ ،)2/36‬وحتفة احملتاج (‬ ‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/624‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/176‬والبحر الرائق ( ح‪7‬ني‪7‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)4/152‬وحاشية اجلمل (‪ ،)2/495‬ومسائل اإلمام أمحد برواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)233‬والكايف البن قدامة (‪)1/475‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الوقت الذي يجوز فيه ِ‬
‫القران (إدخال الحج على العمرة)‬ ‫مسألة (‪)40‬‬
‫احلج مث أردف (أدخل) عليها احلج قبل الطواف يكون قارنًا‪ ،‬حلديث عائشة ~ قالت‪( :‬خرجنا مع النيب ‪ ‬يف حجة‬ ‫أهل بالعمرة يف أشهر ّ‬
‫اتفقوا ‪-‬خالفًا أليب ثور‪ -‬أ ّن من ّ‬
‫مجيعا) [خ]‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن من أهل بالعمرة ومل يبق عليه من أفعاهلا إال‬ ‫تحرير محل الخالف الوداع‪ ،‬فأهللنا بعمرة‪ ،‬مث قال النيب ‪ :‬من كان معه هدي فليهل باحلج مع العمرة‪ ،‬مث ال حيل حىت حيل منهما ً‬
‫احللق‪ ،‬فال جيوز له إدخال احلج وال يكون قارنًا‪ ،‬واختلفوا يف الوقت الذي جيوز فيه إدخال احلج على العمرة ليكون قارنًا‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫يدخل احلج على العمرة ما مل يطف‬ ‫ويصل يدخل احلج على العمرة ما مل ينته من‬ ‫للقران قبل يدخل احلج على العمرة ِ‬
‫للقران ما مل يطف‬ ‫يدخل احلج على العمرة ِ‬
‫ِّ‬
‫أربعة أشواط‬ ‫سعي العمرة‬ ‫ركعيت الطواف‬ ‫الشروع بالطواف‬
‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك (رواية)‬ ‫مالك (رواية)‬ ‫مالك (رواية)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل العربة يف العمرة بإيقاع الطواف أم بانتهاء أعمال العمرة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الع ‪77‬ربة بإيق ‪77‬اع العم ‪77‬رة كامل ‪77‬ة‪ ،‬فال ‪َّ ‬‬
‫ألن لألك ‪77 7 7‬ثر حكم الك ‪77 7 7‬ل‪ ،‬فمن مل‬ ‫ألن العربة ب‪77‬الطواف‪ ،‬ألنَّه ركن العم‪77‬رة األول‪َّ  ،‬‬
‫َّ‬ ‫ألن الط ‪77 7 7 7 7 7‬واف من أهم أرك ‪77 7 7 7 7 7‬ان ‪‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫العمرة‪ ،‬فوجب أ ْن يُدخل املعتمر احلج وال مين‪77‬ع الط‪77‬واف ل‪77‬زوم احلج ملن أدخل‪77‬ه علي‪77‬ه‪ ،‬ألنَّه يسمى من ترك الس‪77‬عي معتم ً‪7‬را إال باإلتي‪7‬ان يطف أربعة أشواط كأنَّه مل يطف‪.‬‬
‫األدلة‬
‫بأركان العمرة كاملة‪.‬‬ ‫على العم ‪77 7 7‬رة فب‪77 7 7‬ل الط‪77 7 7‬واف ليك‪77 7 7‬ون مل يكمل عمرته‪.‬‬
‫قارنًا‪.‬‬
‫القول األول يدخل احلج على العمرة ِ‬
‫للقران (قبل الشروع يف الطواف)‪ ،‬فمن طاف فقد دخل يف العمرة فال يُدخل عليها احلج‬ ‫الراجح‬
‫من انتهى من أربعة أشواط من‬ ‫من بقي عليه شوط واحد من سعي‬ ‫من أهنى طواف العمرة قبل أ ْن يركع ركعتني مث‬ ‫من شرع يف طواف العمرة (مل) يصح‬
‫العمرة‪( ،‬مل) حيل له أ ْن يُدخل احلج‬ ‫العمرة مث أراد أ ْن حيج حجة قران صح‬ ‫أراد أ ْن جيعلها حجة قران صح منه ذلك مع‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫منه أ ْن يغري نيته إىل حج قران‬
‫على العمرة‬ ‫منه ذلك‬ ‫الكراهة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)633 ،1/624‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)2/533‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/168‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/384‬والذخرية (‪ ،)3/289‬واألم (‪ ،)2/148‬والوسيط (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/614‬والغرر البهية (‪ ،)2/310‬واحملرر (‪ ،)1/235‬واملغين (‪ ،)3/268‬وفتح الباري (‪)4/7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫أهل مكة (من حاضري المسجد الحرام) هل عليهم دم القران؟‬ ‫مسألةـ (‪)41‬‬
‫املكي ليس عليه دم متتع‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ‬
‫اتفقوا أ ّن َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫املكي هدي إذا حج قارنًا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) ‪ ،‬واختلفوا هل على ّ‬
‫الخالف‬

‫يلزم القارن من حاضري املسجد احلرام دم (هدي)‬ ‫(ال) يلزم القارن من حاضري املسجد احلرام دم (هدي)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن املاجشون‬ ‫اجلمهور‬
‫‪145‬‬

‫االختالف يف تأويل قوله تعاىل‪ ( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ‬


‫سبب الخالف‬
‫ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) [البقرة‪ ، ]196:‬وهل يقاس القارن على املتمتع يف مجيع أحواله (مل يذكره ابن رشد)‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ‬
‫ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰇﰈﰉﰊ ﰋﰌ ﰍﰎﰏ ﰐﰑ ﰒﰓﰔ ﰕﰖ ﰗﰘ‬
‫ﰙ ﰚ ﰛ) ‪ ،‬ف‪77‬املتمتع من حاض‪77‬ري املس‪77‬جد احلرام يس‪77‬قط عن‪77‬ه اهلدي‪ ،‬ﰙ ﰚ ﰛ)‪ ،‬نصت اآلية على س‪7‬قوط اهلدي عن املتمت‪7‬ع من حاض‪7‬ري‬ ‫األدلة‬

‫ألنَّه ال جيمع بني نسكني يف سفر واح‪77‬د‪ ،‬ومثل‪7‬ه الق‪7‬ارن من حاض‪77‬ري املس‪77‬جد املسجد احلرام‪ ،‬فيبقى القارن على األصل من وجوب اهلدي عليه‪.‬‬
‫احلرام‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬ال يلزم القارن دم (هدي)‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن املتمتع والقارن من حاضري املسجد احلرام‪ ،‬واملعىن فيهما واحد‪ ،‬وهو اجلمع بني نسكني يف سفر‬ ‫الراجح‬
‫من أراد حج القران وهو من حاضري املسجد احلرام فأعماله وأعمال املف ِردواحد من أراد حج القران وهو من حاضري املسجد احلرام فال بد له من هدي‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أو ما ينوب عنه من صيام‬ ‫واحدة إال أنه يؤجر على عمرة وحجة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/624‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/48‬والبناية (‪ ،)4/314‬والذخرية (‪ ،)3/291‬وحاشية العدوي (‪ ،)1/560‬وحلية العلماء (‪ ،)3/227‬ومنهاج الطالبني (ص‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)91‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/483‬واحملرر (‪)1/235‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫أي األنساك أفضل؟‬
‫ُّ‬ ‫مسألةـ (‪)42‬‬
‫أي األنساك الثالثة هو أفضل‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫اتفق األئمة األربعة على جواز التلبية بأي نسك‪( ،‬متتع أو قران أو إفراد) ملن ساق اهلدي‪ ،‬واختلفوا ّ‬
‫القران أفضل إ ْن ساق اهلدي‬ ‫التمتع أفضل ملن مل يسق اهلدي‬ ‫اإلفراد أفضل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫أمحد (الصحيح)‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬
‫اختالفهم يف النسك الذي فعله النيب ‪ ‬يف حجة الوداع‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77 7 7 7‬ديث عائش ‪77 7 7 7‬ة ~ ق ‪77 7 7 7‬الت‪:‬‬
‫‪145‬‬
‫* ح‪77 7 7‬ديث ابن عم‪77 7 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7 7‬ال‪( :‬متت‪77 7 7‬ع *ح‪77‬ديث عم‪77‬ر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬مسعت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يق‪77‬ول ‪-‬وه‪77‬و ب‪77‬وادي العقي‪77‬ق‪ :-‬أت‪77‬اين الليل‪77‬ة‬
‫أهل يف هذا الوادي املبارك‪ ،‬وقل‪ :‬عمرة يف حجة) [خ]‪.‬‬ ‫رس ‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬يف ع ‪77 7 7‬ام حج ‪77 7 7‬ة ال ‪77 7 7‬وداع آت من ريب فقال‪َّ :‬‬ ‫(خرجن‪77 7 7‬ا م‪77 7 7‬ع رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬ع‪77 7 7‬ام‬
‫حج‪77‬ة ال‪77‬وداع‪ ،‬فمن‪77‬ا من أه‪7َّ 7‬ل بعم‪77‬رة‪،‬‬
‫عليا‪ ،‬وعثم‪77‬ان ينهى عن املتع‪77‬ة‪ ،‬وأن جيم‪77‬ع بينهما‪ ،‬فلم‪77‬ا‬‫ب‪77 7‬العمرة إىل احلج‪ ،‬وأه‪77 7‬دى وس‪77 7‬اق اهلدي * ح‪77‬ديث م‪77‬روان بن احلكم ق‪77‬ال‪( :‬ش‪77‬هدت ًّ‬ ‫ومن‪77‬ا من أه‪7َّ 7‬ل حبج‪ ،‬وأه‪7َّ 7‬ل رس‪77‬ول اهلل‬
‫أهل هبما؛ لبيك بعم‪7‬رة وحج‪7‬ة‪ ،‬وق‪7‬ال‪ :‬م‪7‬ا كنت ألدع س‪7‬نة رس‪7‬ول اهلل‪ ‬لقول أح‪7‬د)‬ ‫علي َّ‬
‫رأى ذلك ّ‬ ‫معه من ذي احلليفة) [متفق]‪.‬‬
‫‪ ‬باحلج) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫* قول ‪77‬ه ‪( :‬ل ‪77‬و اس ‪77‬تقبلت‪ 7‬من أم ‪77‬ري م ‪77‬ا [متفق]‪.‬‬
‫* حديث ج‪7‬ابر ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬خرجن‪7‬ا م‪7‬ع‬
‫اس ‪77 7 7‬تدبرت‪ ،‬ملا س ‪77 7 7‬قت اهلدي‪ ،‬وجلعلته ‪77 7 7‬ا * حديث أنس ‪ ‬قال‪( :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪ :‬لبيك حجة يف عمرة) [متفق]‪.‬‬ ‫رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬مهلني ب ‪77 7‬احلج مف ‪77 7‬ردا)‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫* ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬خرجن ‪77‬ا م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ع ‪77‬ام حج ‪77‬ة ال ‪77‬وداع‪ ،‬ف ‪77‬أهللت‬ ‫عمرة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فقد متىن ‪ ‬التمتع‪.‬‬ ‫ورواي‪7‬ة‪( :‬أه‪7‬ل رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يف حجت‪7‬ه‬
‫بعمرة‪ ،‬مث قال ‪ :‬من كان معه هدي فليهل‪7‬ل ب‪7‬احلج م‪7‬ع العم‪7‬رة‪ ،‬مث ال حيل ح‪7‬ىت حيل منهم‪7‬ا‬ ‫ب ‪77‬احلج) [م‪ /‬خ‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬ط‪77 7‬أ‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬طح‪/‬‬
‫مجيعا) [متف‪77 7‬ق]‪ ،‬ومعل‪77 7‬وم أنَّه ‪ ‬ك‪77 7‬ان مع‪77 7‬ه اهلدي‪ ،‬ويبع‪77 7‬د أن ي‪77 7‬أمر ب ‪ِ 7‬‬
‫‪7‬القران من مع‪7 7‬ه‪ 7‬ه‪77 7‬دي‬ ‫جه‪ /‬وروي عن بعض الصحابة ‪.]‬‬
‫ويكون معه هدي وال يكون قارنًا‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن التمت ‪77‬ع والق ‪77‬ران ((رخص ‪77‬ة))؛‬
‫لذا وجب فيهما الدم‪.‬‬
‫* ح ‪77‬ديث حفص ‪77‬ة ~ ق ‪77‬ال ‪( :‬إين قل ‪77‬دت ه ‪77‬ديي‪ ،‬ولب ‪77‬دت رأس ‪77‬ي‪ ،‬فال أح ‪7ّ 7‬ل ح ‪77‬ىت أحنر‬
‫هديي) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ف ملن حج معه‪ ،‬أما‬ ‫صٌ‬ ‫مفردا‪ ،‬لكنه َو ْ‬ ‫النيب ‪ ‬حج ً‬ ‫حج قارنًا‪ ،‬وال خيتار اهلل تعاىل لنبيه إال األفضل‪ ،‬وحديث جابر ‪ ‬ليس فيه تصريح َّ‬
‫أن‬ ‫القول الثالث‪( :‬القران أفضل)‪َّ ،‬‬
‫ألن النيب ‪ّ ‬‬
‫ِ‬
‫متمتعا فتحمل على أنَّه قارن‪ ،‬فالصحابة ‪ ‬يطلقون التمتع ويعنون به القران‬ ‫الراجح‬
‫أحاديث حجه ‪ً ‬‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬ح‪7‬ج‪ 7‬م‪7‬ف‪7‬ر‪ً 7‬د‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ق‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬لىب‪ 7‬ب‪7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬م‪7‬ف‪7‬ر‪ً 7‬د‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ا‪7‬أل‪7‬فض‪7‬ل‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬جي‪7‬ع‪7‬ل‪7‬ه‪7‬ا‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬لىب‪ 7‬ب‪7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬م‪7‬ف‪7‬ر‪ً 7‬د‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ا‪7‬أل‪7‬فض‪7‬ل‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ي‪7‬د‪7‬خ‪7‬ل‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ق‪7‬ر‪7‬ا‪7‬ن‪ً7‬ا‪ 7‬م‪7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ق‪7‬ة‪ 7‬مل‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ع‪7‬ل‪7‬ه‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ن‪7‬يب‪ 7‬‬ ‫وع‪7‬م‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬أل‪7‬ف‪7‬ضل‪7‬‬
‫ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ي‪7‬ت‪7‬م‪7‬ت‪7‬ع‪ 7‬هب‪7‬ا‪ 7‬إ‪7‬ىل‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬م‪7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ق‪7‬ة‪ 7‬ل‪7‬ل‪7‬ن‪7‬يب‪7‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/626‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/25‬وحتفة امللوك (ص‪ ،)165‬والبيان والتحصيل (‪ ،)4/76‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)91‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/44‬وكفاية األخيار‬
‫مراجع المسألة‬
‫(ص‪ ،)213‬واملغين (‪ ،)3/260‬والشرح الكبري (‪ ،)3/232‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/336‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف القول يف (اإلحرام)‬
‫أن الغسل لإلهالل سنّة‪ ،‬وأنَّه من أفعال احملرم‪.‬‬ ‫اتفق مجهور العلماء على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬على أ ّن اإلحرام ال يكون إال بنيّة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اتّفق العلماء على أ ّن لفظ تلبية رسول اهلل ‪ ‬هو‪( :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن احلمد والنعمة لك وامللك‪ ،‬ال‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪145‬‬
‫شريك لك)‪.‬‬
‫أمجع أهل العلم على أ ّن تلبية املرأة‪ ،‬هو أ ْن تُسمع نفسها بالقول‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫احلج‪.‬‬
‫أمجع فقهاء األمصار على أ ّن (امل ّك ّي) ال يلزمه اإلهالل حىت إذا خرج إىل مىن؛ ليتصل له عمل ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫(معتمرا) فإهنم أمجعوا على أنَّه يلزمه أن خيرج إىل‬
‫ً‬ ‫وأما إذا كان‬
‫(حاجا)‪ّ ،‬‬ ‫يهل إال من جوف م ّكة إذا كان ًّ‬ ‫ال خالف أ ّن (امل ّك ّي)‪ 7‬ال ّ‬ ‫‪-6‬‬
‫احلل واحلرم‪ ،‬وباجلملة اتفقوا على أهَّن ا سنة املعتمر‪.‬‬
‫(احلل) مثّ حيرم منه؛ ليجمع بني ّ‬‫ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫القول يف اإلحرام‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫‪146‬‬

‫حكم االغتسال لإلحرام‬ ‫‪43‬‬


‫حكم التلفظ بالتلبية للنسك‬ ‫‪44‬‬
‫حكم الزيادة على لفظ التلبية الواردة عن الرسول ‪‬‬ ‫‪45‬‬
‫حكم التلبية‬ ‫‪46‬‬
‫حكم رفع الصوت بالتلبية‬ ‫‪47‬‬
‫الموضع الذي أهل منه النبي ‪ ‬في حجة الوداع‬ ‫‪48‬‬
‫الحكم لو أحرم (المكي) بالعمرة من مكة‬ ‫‪49‬‬
‫المحرم (بالحج) متى يقطع التلبية؟‬ ‫‪50‬‬
‫المحرم (بالحج) متى يقطع التلبية عند رميه لجمرة العقبة؟‬ ‫‪51‬‬
‫المحرم (بالعمرة) متى يقطع التلبية؟‬ ‫‪52‬‬
‫حكم إدخال العمرة على الحج ليكون قارنًا‬ ‫‪53‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫(الر َمل) في األشواط الثالثة األول في طواف القدومـ والعمرة‬
‫حكم َّ‬ ‫‪54‬‬
‫هل على أهل مكة رمل في الطواف إذا حجوا؟‬ ‫‪55‬‬
‫األركان التي تستلم في الطواف‬ ‫‪56‬‬
‫حكم جمع ركعتي الطواف إذا كرر الطواف‬ ‫‪57‬‬
‫حكم الطواف من داخل ِ‬
‫‪145‬‬
‫الحجر‬ ‫‪58‬‬
‫حكم الطواف (والركوع بعده) وقتـ النهي عن الصالة‬ ‫‪59‬‬
‫اشتراط الطهارة للطواف‬ ‫‪60‬‬
‫هل يُجزئ طواف (القدوم) عن طواف (اإلفاضة)؟‬ ‫‪61‬‬
‫هل يجزئ طواف (الوداع) عن طواف (اإلفاضة)؟‬ ‫‪62‬‬
‫عدد الطواف والسعي الواجب على (القارن)‬ ‫‪63‬‬
‫(للحج والعمرة)‬
‫ّ‬ ‫حكم السعي بين الصفا والمروة‬ ‫‪64‬‬
‫الحكم لو (عكس) السعي فبدأ بالمروة قبل الصفا‬ ‫‪65‬‬
‫اشتراط الطهارة للسعي‬ ‫‪66‬‬
‫للحج والعمرة‬
‫حكم من سعى قبل أن يطوف ّ‬ ‫‪67‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم االغتسال لإلحرام‬ ‫مسألةـ (‪)43‬‬
‫اتفق العلماء على مشروعيّة االغتسال لإلهالل باحلج أو العمرة‪َّ ،‬‬
‫وأن االغتسال ليس من شروط صحة اإلحرام‪ ،‬وأنَّه من أفعال احملرم‪ ،‬واختلفوا هل الغسل‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫للمحرم واجب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الغسل‪ 7‬لإلحرام واجب (على النفساء)‬ ‫الغسل لإلحرام سنة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪146‬‬
‫هل أمره ‪ ‬للنفساء بالغسل حيمل على الندب أم الوجوب؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* األص ‪77‬ل ب ‪77‬راءة الذم ‪77‬ة ح ‪77‬ىت يثبت الوج ‪77‬وب ب ‪77‬أمر ال م ‪77‬دفع في ‪77‬ه‪ ،‬وال دلي ‪77‬ل على * ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪ِ :‬‬
‫(نفس‪77‬ت أمساء بنت عميس مبحم‪77‬د بن‬
‫أيب بكر‪ ،‬ف‪77‬أمر رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أب‪77‬ا بك‪77‬ر بقول‪77‬ه‪ :‬مره‪77‬ا فتغتس‪77‬ل مث لته‪77‬ل)‬ ‫ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أثر عبد اهلل بن عمر ‪( :ƒ‬أنّه يغتسل إلحرامه أحيانا‪ ،‬ويتوضأ أحيانًا) [طأ]‪[ .‬م]‪ ،‬واألمر يدل على الوجوب‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬سئل نافع‪( :‬أكان ابن عمر يغتسل عند اإلحرام؟‪ ،‬فقال‪ :‬كان رمبا يغتسل‬
‫ورمبا توضأ) [ش]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬الغسل لإلحرام سنة)‪ ،‬وحيمل أمره ‪ ‬ألمساء ~ على االستحباب‬ ‫الراجح‬
‫أمرا واجبًا‬
‫إذا تركت النفساء االغتسال لإلحرام أمثت لرتكها ً‬ ‫من أحرم ومل يغتسل فال حرج عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/628‬والبناية (‪ ،)4/167‬ومراقي الفالح (ص‪ ،)48‬وإرشاد السالك (ص‪ ،)43‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/101‬واملهذب (‪ ،)1/374‬والوسيط (‪،)2/634‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واملغين (‪ ،)3/257‬واملبدع (‪ ،)1/164‬واحمللى‪ )7/82( 7‬مسألة (‪)824‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم التلفظ بالتلبية للنسك‬ ‫مسألة (‪)44‬‬
‫اتفقوا على وجوب النية للنسك‪ ،‬فاإلحرام للحج أو العمرة ال يكون إال بنية‪ ،‬واختلفوا هل تشرتط التلبية مع عقد النية النعقاد النسك؟‪ ،‬واخلالف على‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫قولني‬
‫التلفظ بالتلبية شرط مع النية (ويكفي أي لفظ يدل عليها)‬ ‫التلفظ بالتلبية (ال) يشرتط‪ ،‬وجتزئ النية لعقد اإلحرام من غري التلبية‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل يقاس ابتداء اإلحرام على الصالة‪ ،‬أم على الصيام؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫ألن اإلحرام عبادة ذات حترمي وحتليل‪ ،‬فكان النطق هبا واجبًا كالصالة‪.‬‬ ‫‪ ‬عموم حديث‪( :‬إمنا األعمال بالنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ]‪َّ * .‬‬
‫* أفعال ‪77‬ه ‪ ‬حممولة على الوج ‪77‬وب ح ‪77‬ىت ي ‪77‬دل ال ‪77‬دليل على غ ‪77‬ري ذل ‪77‬ك‪ ،‬وق ‪77‬د‬ ‫‪ ‬القياس على الصيام الذي ينعقد بالنية بال لفظ‪.‬‬
‫األدلة‬
‫تلفظ ‪ ‬باحلج فقال‪( :‬لبيك حجةً يف عمرة) [متف‪77‬ق]‪ ،‬وق‪77‬د ق‪77‬ال‪( :‬خ‪77‬ذوا ع‪77‬ين‬
‫مناسككم) [هق‪ /‬سنن‪ /‬طأ‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬التلفظ بالنية سنة)‪ ،‬وال يقاس النسك على الصالة يف كل أحواله‪ ،‬فقد شبه ‪ ‬الطواف بالبيت بالصالة‪ ،‬مع أنَّه حيل الكالم فيه خبالف الصالة‪،‬‬ ‫الراجح‬
‫وال يدل قوله ‪( :‬خذوا عين مناسككم) على الوجوب‪ ،‬فقد فعل ‪ ‬أفعااًل كثريًة من باب االستحباب‬
‫من نوى اإلحرام للحج أو العمرة بال تلبية أو ما يقوم مقامها (مل) ينعقد‬ ‫من نوى اإلحرام للحج أو العمرة بال تلبية انعقد إحرامه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫إحرامه‬
‫والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/365‬وروضة‬ ‫بداية اجملتهد (‪ ،)630 ،1/629‬والبحر الرائق (‪ ،)2/346‬والدر املختار (‪ ،)2/482‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪،)1/498‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫الطالبني (‪ ،)3/58‬واملنهاج القومي (ص‪ ،)277‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)56‬واملبدع (‪)3/122‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم الزيادة على لفظ التلبية الواردة عن الرسول ‪‬‬ ‫مسألة (‪)45‬‬
‫أن لفظ تلبية رسول اهلل ‪( :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪َّ ،‬‬
‫إن احلمد والنعمة لك وامللك‪ ،‬ال شريك لك) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وال‬ ‫اتفق العلماء على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫خالف عند اجلمهور يف استحباب هذا اللفظ يف التلبية‪ ،‬واختلفوا يف حكم الزيادة على تلبية رسول اهلل ‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫التلبية واجبة بلفظ رسول اهلل ‪ ‬ولو مرة واحدة‬ ‫جتوز الزيادة على تلبية رسول اهلل ‪ ‬أو تبديلها‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬

‫هل يدل قوله ‪( :‬خذوا عين مناسككم) واقتصاره ‪ ‬على تلبية بلفظ معني‪ ،‬على وجوب األخذ به ومنع غريه؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬أه‪7َّ 7‬ل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬بالتوحي‪77‬د‪ :‬لبي‪77‬ك اللهم لبي‪77‬ك‪ * -‬لقول‪7‬ه ‪( :‬خ‪7‬ذوا ع‪7‬ين مناس‪7‬ككم) [ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ب‪77‬غ‪ /‬ش‪77‬ا]‪ ،‬ومل ي‪7‬زد‬
‫ف‪77‬ذكر التلبي‪77‬ة‪ -‬ق‪77‬ال‪ :‬والن‪77‬اس يزي‪77‬دون‪ :‬ذا املع‪77‬ارج‪ ،‬وحنوه‪ ،‬والن‪77‬يب ‪ ‬يس‪77‬مع وال ‪ ‬على ه‪77‬ذه التلبي‪77‬ة‪ ،‬فيحم‪77‬ل فعل‪77‬ه ‪ ‬على من‪77‬ع الزي‪77‬ادة عليه‪77‬ا‪ ،‬كم‪77‬ا متن‪77‬ع‬
‫يق ‪77 7‬ول ش ‪77 7‬يًئا) [د‪ /‬حم‪ /‬خ ‪77 7‬ز‪ /‬ب ‪77 7‬ز‪ /‬ب ‪77 7‬غ‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬س‪77 7 7‬نن‪ /‬ط‪77 7 7‬أ‪ /‬من‪ /‬وص‪77 7 7‬حح إس‪77 7 7‬ناده الزيادة على أشواط الطواف والسعي‪.‬‬
‫األدلة‬
‫األعظمي]‪.‬‬
‫* أثر ابن عمر ‪ ƒ‬كان يزيد يف التلبية‪( :‬لبيك لبي‪77‬ك‪ ،‬لبي‪77‬ك وس‪77‬عديك‪ ،‬واخلري‬
‫بيديك‪ ،‬لبيك والرغباء إليك والعمل) [م]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز الزيادة على تلبية رسول اهلل ‪ ‬أو تبديلها)‪ ،‬وفعل الصحابة ‪ ‬حجة يف ذلك‪ ،‬وسكوت النيب ‪ ‬على ذلك إقرار منه‪ ،‬وال تدل تلبية‬ ‫الراجح‬
‫الرسول ‪ ‬على عدم جواز اخلروج عنها‪ ،‬فقد قدَّم أناس أفعال يوم النحر وأقروا فيها‪ ،‬خالفًا لفعله ‪ ‬يف يوم النحر فأجازهم ‪‬‬
‫ال يليب احلاج واملعتمر إال مبا ورد عل الرسول ‪ ‬وإال كان خمال ًفا‬ ‫من لىّب خبالف ما ورد عن النيب ‪ ‬فليس خمال ًفا لللسنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)630 ،1/629‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/5‬وحاشية الشرنبالين (‪ ،)1/220‬والنوادر والزيادات (‪ ،)2/330‬ومنح اجلليل (‪ ،)2/270‬والبيان (‪،)4/142‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واجملموع (‪ ،)7/245‬واحملرر (‪ ،)1/237‬واإلنصاف (‪ ،)3/452‬واحمللى (‪)7/94‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم التلبية‬ ‫مسألة (‪)46‬‬
‫اتّفقوا على مشروعية التلبية للمحرم‪ ،‬وأهَّن ا من شعائر اإلحرام الظاهرة‪ ،‬واتّفقوا على استحباب اإلكثار من التلبية‪ ،‬واتفقوا على لفظ تلبية رسول اهلل ‪‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واستحباهبا يف التلبية‪ ،‬وعلى جواز الزيادة عليها ‪-‬خالفًا للظاهرية‪ -‬واختلفوا يف حكم التلبية‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫التلبية شرط لصحة انعقاد اإلحرام مع النية‬
‫التلبية مستحبة‬ ‫التلبية واجبة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫(ويكفي أي لفظ أو فعل يدل عليها)‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫السنيّة أو على الوجوب؟‬
‫االختالف يف تأويل حديث‪( :‬خذوا عين مناسككم)‪ ،‬وهل حُي مل فعله ‪ ‬للتنبيه على ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫* لقوله ‪( :‬خذوا عين مناسككم)‪ ،‬وقال ‪ * :‬لقوله ‪( :‬خذوا عين مناس‪77‬ككم)‪ ،‬فال حيم‪77‬ل مجي‪77‬ع م‪77‬ا فعل‪77‬ه‬ ‫* َّ‬
‫ألن أفعال‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ه ‪ ‬إذا أتت بيانً‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ا‬
‫‪7‬ريا من‬‫احلج على الوج ‪77 7 7‬وب‪ ،‬فق ‪77 7 7‬د فع ‪77 7 7‬ل كث ‪ً 7 7 7‬‬
‫(لبي ‪77‬ك حج ‪77‬ة يف عم ‪77‬رة) [متف‪77 7‬ق]‪ ،‬وه ‪77‬ذا حمم ‪77‬ول ‪ ‬من مناس ‪77 7 7‬ك ّ‬ ‫ل ‪77‬واجب حُت م ‪77‬ل على الوج ‪77‬وب‪ ،‬ح ‪77‬ىت‬
‫على الش ‪77 7‬رطية‪ ،‬ك ‪77 7‬احلكم يف الص ‪77 7‬الة؛ َّ‬
‫ألن احلج السنن‪.‬‬ ‫يدل الدليل على غري ذلك‪ ،‬وقد ق‪77‬ال‬
‫ألن الص‪77‬حابة ‪ ‬زادوا ي التلبي‪77‬ة‪ ،‬كق‪77‬ول عم‪77‬ر ‪( :‬لبي‪77‬ك‬ ‫* َّ‬ ‫عبادة له بداية وهناية‪.‬‬ ‫‪( :‬خ ‪77‬ذوا ع ‪77‬ين مناس ‪77‬ككم) [ه ‪77‬ق‪/‬‬ ‫األدلة‬
‫وس ‪77 7‬عديك واخلري بني ي‪77 7‬ديك‪ ،‬لبي ‪77 7‬ك والرغب ‪77 7‬اء إلي ‪77 7‬ك والعمل)‬ ‫سنن‪ /‬طأ‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬
‫[م]‪ ،‬ول‪77 7‬و ك‪77 7‬انت التلبي‪77 7‬ة واجب‪77 7‬ة ملا ص‪77 7‬حت الزي‪77 7‬ادة عليه‪77 7‬ا أو‬
‫تغيريها‪.‬‬
‫احلج الواجب منها واملستحب‬ ‫القول الثالث‪( :‬التلبية مستحبة وال شيء على تاركها)؛ َّ‬ ‫الراجح‬
‫ألن فعله ‪ ‬جاء بيانًا ألفعال ّ‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬ت‪7‬ر‪7‬ك‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ت‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ية‪ 7‬ص ّح‪ 7‬إ‪7‬ح‪7‬ر‪7‬ا‪7‬م‪7‬ه‪ 7‬و‪7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬نو‪7‬ى‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬ح‪7‬ر‪7‬ا‪7‬م‪ 7‬ل‪7‬ل‪7‬ح‪7‬ج‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ب‪7‬ال‪ 7‬ت‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬نو‪7‬ى‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬ح‪7‬ر‪7‬ا‪7‬م‪ 7‬ل‪7‬ل‪7‬ح‪7‬ج‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬و‪7‬مل‪ 7‬ي‪7‬ل‪7‬يب‪ 7،7‬صح‪ 7‬إ‪7‬ح‪7‬ر‪7‬ا‪7‬م‪7‬ه‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫و‪7‬ال‪ 7‬د‪7‬م‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬و‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬خ‪7‬ا‪7‬ل‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬هل‪7‬د‪7‬ي‪7‬‬ ‫م‪7‬ا‪ 7‬ي‪7‬ق‪7‬و‪7‬م‪ 7‬م‪7‬ق‪7‬ا‪7‬م‪7‬ه‪7‬ا‪ 7‬ك‪7‬ت‪7‬ق‪7‬ل‪7‬ي‪7‬د‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬بُ‪ْ 7‬د‪7‬ن‪7( 7‬مل‪ 7)7‬ين‪7‬ع‪7‬ق‪7‬د‪7‬‬ ‫د‪7‬م‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/630‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/151‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/170‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/324‬وحاشية العدوي (‪ ،)1/522‬واخلالصة‬
‫مراجع المسألة‬
‫الفقهية (ص‪ ،)211‬واجملموع (‪ ،)7/225‬واملغين (‪ )3/270‬والشرح الكبري (‪ ،)3/256‬واإلنصاف (‪)3/452‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم رفع الصوت بالتلبية‬ ‫مسألة (‪)47‬‬
‫خصوصا عند التقاء الرفاق‪ ،‬وعند اإلطالل على شرف من‬
‫ً‬ ‫اتفقوا على مشروعية التلبية للمحرم‪ ،‬وأهَّن ا من شعائر اإلحرام الظاهرة‪ ،‬واتفقوا على استحباب اإلكثار منها‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫األرض‪ ،‬واختلفوا يف حكم رفع الصوت بالتلبية‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫رفع الصوت بالتلبية سنة للرجال إال يف مساجد‬
‫اجلماعة بل يكفيه أن يُسمع من يليه‬ ‫رفع الصوت بالتلبية واجب على الرجال والنساء‬ ‫رفع الصوت بالتلبية سنة للرجال دون النساء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬
‫مالك‬ ‫‪145‬‬

‫اختالفهم يف تأويل األمر الوارد يف األثر‪ ،‬وهل خيص الرجال دون النساء؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث الس‪77‬ائب بن خالد أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق‪77‬ال‪ * :‬ح ‪77 7‬ديث الس ‪77 7‬ائب وق ‪77 7‬ول أيب ح ‪77 7‬ازم‪ ،‬وق ‪77 7‬د‬ ‫* عن الس ‪77‬ائب بن خالد َّ‬
‫أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬أت ‪77‬اين جربي ‪77‬ل ف ‪77‬أمرين‬
‫محل ‪77 7‬ه على االس ‪77 7‬تحباب‪ ،‬ويس ‪77 7‬تثىن من ذل ‪77 7‬ك‬ ‫(أتاين جربيل فأمرين أن آمر أصحايب‪.)...‬‬ ‫أن آمر أصحايب ومن معي‪ ،‬أن يرفع‪7‬وا أص‪7‬واهتم بالتلبي‪7‬ة وب‪7‬اإلهالل) [ط‪7‬أ‪/‬‬
‫ألن األص ‪77‬ل فيه ‪77‬ا الس ‪77‬كوت‬ ‫* ق‪77‬ال أب‪77‬و ح‪77‬ازم‪( :‬ك‪77‬ان أص‪77‬حاب رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ال مس ‪77‬اجد اجلماع ‪77‬ة َّ‬ ‫ش‪ /‬د‪ /‬هق‪ /‬حم‪ /‬ت‪ /‬قط‪ /‬كم‪ /‬تخ‪ /‬جه‪ /‬وصحح إسناده الغماري بطرقه]‪.‬‬
‫يبلغ‪77‬ون الروح‪77‬اء‪ ،)...‬وه‪77‬ذا أم‪77‬ر‪ ،‬وه‪77‬و ع‪77‬ام للرج‪77‬ال واخلشوع‪.‬‬‫* ق ‪77‬ال أب ‪77‬و ح ‪77‬ازم‪( :‬ك ‪77‬ان أص ‪77‬حاب رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ال يبلغ ‪77‬ون الروح ‪77‬اء‬ ‫األدلة‬
‫والنساء‪ ،‬وختصيصه بالرجال ختصيص بال دليل‪.‬‬ ‫ح‪77‬ىت ُتبَ ّح حل‪77‬وقهم) [ش‪ /‬ص]‪ ،‬حتم‪77‬ل ه‪77‬ذه األح‪77‬اديث على الرج‪77‬ال دون‬
‫‪ ‬كان الناس يسمعون كالم أمهات املؤمنني وال‬ ‫ألن األصل يف صوت املرأة أنَّه عورة‪.‬‬ ‫النساء‪َّ ،‬‬
‫وأغلبهن روايات لألحاديث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حرج يف ذلك‬
‫وسدا ملفسدة مساع صوت املرأة‪ ،‬وقد أمرت املرأة بتغطية وجهها يف احلج عند الرجال‪،‬‬
‫القول األول‪ :‬رفع الصوت بالتلبية سنّة للرجال دون النساء‪ ،‬عماًل بفهم الصحابة ‪ ‬لألحاديث‪ً ،‬‬ ‫الراجح‬
‫السنة مع خفض صوهتا‪ ،‬وميكن هلا رفع صوهتا إن كانت مع‬ ‫ومنعت من اهلرولة بني الصفا واملروة‪ ،‬كل ذلك غلًقا هلذا الباب‪ ،‬ومل تصح إمامتها وال كوهنا قاضية‪ ،‬وهي مل حترم من هذه ُّ‬
‫ل‪7‬و‪ 7‬ر‪7‬ف‪7‬ع‪ 7‬ال‪7‬ر‪7‬ج‪7‬ل‪ 7‬ص‪7‬و‪7‬ت‪7‬ه‪ 7‬يف‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ت‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬يف‪ 7‬م‪7‬س‪7‬ج‪7‬د‪7‬‬ ‫لو‪ 7‬خ‪7‬ف‪7‬ض‪ 7‬ال‪7‬ر‪7‬ج‪7‬ل‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬امل‪7‬ر‪7‬أة‪ 7‬أ‪7‬ص‪7‬و‪7‬اهت‪7‬م‪7‬ا‪ 7‬يف‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ت‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪7‬‬ ‫لو‪ 7‬ر‪7‬ف‪7‬ع‪7‬ت‪ 7‬امل‪7‬ر‪7‬أة‪ 7‬ص‪7‬وهت‪7‬ا‪ 7‬ب‪7‬ال‪7‬ت‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬خ‪7‬ا‪7‬ل‪7‬ف‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪ 7،7‬و‪7‬لو‪ 7‬خ‪7‬ف‪7‬ض‪ 7‬ال‪7‬ر‪7‬ج‪7‬ل‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ا‪7‬جل‪7‬م‪7‬ا‪7‬ع‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬خ‪7‬ال‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬ ‫خ‪7‬ال‪7‬ف‪7‬ا‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬ ‫صو‪7‬ت‪7‬ه‪ 7‬هب‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬خا‪7‬ل‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/629‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/6‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/145‬والذخرية (‪ ،)3/232‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/355‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/89‬والوسيط‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)2/637‬واملغين (‪ ،)3/270‬وكشاف القناع (‪ ،)2/419‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/349‬واحمللى (‪)7/94‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫أهل منه النبي ‪ ‬في حجة الوداع‬
‫الموضع الذي َّ‬ ‫مسألةـ (‪)48‬‬
‫استحب العلماء أ ْن يكون ابتداء احملرم بالتلبية بإثر صالة يصليها‪ ،‬حلديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬فصلَّى رسول اهلل ‪ ‬يف املسجد‪ ،‬مث ركب القصواء) [م]‪ ،‬واتفقوا على‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫أهل منه ‪ ‬يف ذي احلليفة‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫أن من أهل من أي موضع من امليقات صح‪ ،‬واختلفوا يف املوضع الذي َّ‬ ‫َّ‬
‫أهل ‪ ‬ملا أهل على البيداء (املرتفع الذي أمام‬
‫أهل ‪ ‬حني استوت به راحلته‬
‫َّ‬ ‫ذي احلليفة من طريق مكة)‬ ‫أهل ‪ ‬من مسجد ذي احلليفة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫بعض الصحابة ‪‬‬
‫ظاهر تعارض اآلثار الناقلة ملوضع إهالله ‪ ‬يف حجة الوداع‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح‪77 7 7 7 7 7 7‬ديث املازين ‪ ‬ق‪77 7 7 7 7 7 7‬ال‪  :‬ح ‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬أص‪77‬بح رس‪77‬ول ‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬ك‪7‬ان ‪ ‬إذا اس‪7‬توت ب‪7‬ه راحلت‪7‬ه قائم‪7‬ة عن‪7‬د‬
‫أهل‪ ،‬فقال‪ :‬لبيك اللهم لبيك) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫(خرجن ‪77 7 7‬ا م ‪77 7 7‬ع رس ‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬يف اهلل ‪ ‬بذي احلليفة‪ ،‬فركب راحلت‪7‬ه ح‪7‬ىت اس‪7‬توى مسجد ذي احلليفة ّ‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عقب‪77‬ة ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬م‪77‬ا أه ّ‪7‬ل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬إال عن‪77‬د املس‪77‬جد ‪-‬يع‪77‬ين‬ ‫أهل هو وأصحابه) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫احلج‪ ،‬فلم ‪77 7‬ا ك ‪77 7‬ان ب ‪77 7‬ذي احلليف ‪77 7‬ة‪ ،‬البيداء‪ّ ،‬‬
‫ص‪7‬لَّى يف املس‪77‬جد أرب‪77‬ع ركع‪77‬ات‪ ،‬مث ‪ ‬ح‪77 7‬ديث أنس ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬ص‪7َّ 7 7‬لى رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬مسجد ذي احلليفة‪ -‬حني قام بعريه) [خ‪ /‬م‪ /‬ومثل‪77‬ه ح‪77‬ديث س‪7‬امل بن عب‪77‬د اهلل‬ ‫األدلة‬
‫ل‪77‬ىب دب‪77‬ر الص‪77‬الة‪ ،‬مث خ‪77‬رج إىل ب‪77‬اب العص ‪77‬ر ب ‪77‬ذي احلليف ‪77‬ة ركع‪77 7‬تني ‪ ،...‬مث ركب راحلت‪77 7‬ه عن أبيه]‪.‬‬
‫املس‪77‬جد) [ ذك‪77‬ره ابن ح‪77‬زم يف حج‪77‬ة حىت استوت به على البي‪7‬داء‪ ،‬محد اهلل وس‪7‬بح وك‪7‬رب‪ ،‬مث ‪ ‬ح‪77 7 7 7‬ديث ج‪77 7 7 7‬ابر ‪ ‬ق‪77 7 7 7‬ال‪َّ :‬‬
‫(إن إهالل الن‪77 7 7‬يب ‪ ‬من ذي احلليف‪77 7 7 7‬ة حني‬
‫استوت به راحلته) [خ]‪.‬‬ ‫أهل باحلج) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫الوداع]‪.‬‬
‫ّ‬
‫(كل حدَّث ال‬
‫القول األول‪( :‬أهل ‪ ‬من مسجد ذي احلليفة)‪ ،‬ألنَّه أول نقل إلهالله ‪ ،‬وقد سئل ابن عباس ‪ ƒ‬عن اختالف الناس يف وقت إهالل النيب ‪ ،‬فقال‪ّ :‬‬ ‫الراجح‬
‫عن ّأول إهالله ‪ ،‬بل عن أول إهالل مسعه) [د‪ /‬حم‪ /‬كم‪ /‬هق]‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن الناس يأتون متسابقني‪ ،‬وهذا فيه مجع بني األخبار السابقة‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬ه‪ّ 7‬ل‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ب‪7‬ي‪7‬د‪7‬ا‪7‬ء‪ 7‬ق‪7‬ر‪7‬ب‪ 7‬ذ‪7‬ي‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ف‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ق‪7‬‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬أه‪ّ 7‬ل‪ 7‬ل‪7‬ل‪7‬ن‪7‬س‪7‬ك‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬م‪7‬س‪7‬ج‪7‬د‪ 7‬ذ‪7‬ي‪7‬‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬أه‪ّ 7‬ل‪ 7‬ع‪7‬ن‪7‬د‪ 7‬ا‪7‬س‪7‬ت‪7‬و‪7‬ائ‪7‬ه‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ر‪7‬ا‪7‬ح‪7‬ل‪7‬ت‪7‬ه‪7( 7‬ر‪7‬ك‪7‬و‪7‬ب‪7‬ه‪ 7‬س‪7‬ي‪7‬ا‪7‬ر‪7‬ت‪7‬ه‪ 7)7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬وا‪7‬ف‪7‬ق‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬ ‫ا‪7‬حل‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ف‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬وا‪7‬ف‪7‬ق‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/631‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/145‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/9‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/396‬والذخرية (‪ ،)3/229‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/81‬وهناية‬
‫مراجع المسألة‬
‫املطلب (‪ ،)4/215‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)3/96‬وكشاف القناع (‪ ،)2/407‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/350‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫الحكم لو أحرم (المكي) بالعمرة من مكة‬ ‫مسألةـ (‪)49‬‬
‫معتمرا؛ فإهنم أمجعوا على أنّه يلزمه أ ْن خيرج إىل احلل‪ ،‬مث حيرم منه‪ ،‬ليجمع بني احلل‬ ‫تحرير محل‬
‫حاجا‪ ،‬وأما إن كان ً‬
‫يهل إال من جوف مكة إ ْن كان ً‬ ‫املكي ال ُّ‬
‫ال خالف أ ّن ّ‬
‫أن ذلك سنة العمرة‪ ،‬واختلفوا إذا أحرم املكي للعمرة من مكة ومل خيرج إىل احلل فما حكمه؟‪ ،‬واخلالف على‬ ‫واحلرم‪ ،‬كما جيمع احلاج بينهما‪ ،‬وباجلملة اتّفقوا َّ‬ ‫الخالف‬
‫إذا أحرم املكي للعمرة من مكة (ال) جيزئه‬ ‫إذا أحرم املكي للعمرة من مكة جيزئه وعليه دم‬ ‫األقوال‬
‫(مالكي)‬ ‫الثوري‪ /‬أشهب‬ ‫(مالكي)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‪ /‬الشافعي‪ /‬ابن القاسم‬ ‫ونسبتها‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪146‬‬
‫هل مجع املكي بني احلل واحلرم يف عمرته شرط أو واجب؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬عم‪7‬وم أث‪77‬ر ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬من ت‪7‬رك نس‪ً 7‬كا فعلي‪77‬ه دم) [ه‪77‬ق‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ش‪ /‬ق‪77‬ال ابن امللقن‪َّ  :‬‬
‫ألن العم ‪77 7 7‬رة نس ‪77 7 7‬ك من ش ‪77 7 7‬رطها اجلم ‪77 7 7‬ع بني احلل واحلرم ‪-‬ح ‪77 7 7‬ال‬
‫موق‪77‬وف بس‪77‬ند ص‪77‬حيح‪ ،‬وض‪77‬عف رفع‪77‬ه‪ ،‬وك‪77‬ذا ابن حج‪77‬ر]‪ ،‬وه‪77‬ذا ت‪7‬ارك لنس‪77‬ك اإلح‪77‬رام من اإلهالل‪ ،-‬ومل يقع منه ذلك‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫احلل‪ ،‬كما لو ترك غري املكي اإلحرام من امليقات فعليه دم‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬إذا أحرم املكي من مكة جيزئه وعليه دم)‪ ،‬وهذا هو ظاهر أثر ابن عباس ‪ ،ƒ‬فكل من ترك اإلحرام من ميقاته فعليه دم‬ ‫الراجح‬
‫لو أحرم املكي للعمرة من مكة‪ ،‬مل ينعقد إحرامه‪ ،‬وال تصح عمرته‬ ‫لو أحرم املكي للعمرة من مكة انعقد إحرامه وعليه اإلمث‪ ،‬لرتك الواجب‪ ،‬وعليه الفدية‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/632‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/167‬والبحر الرائق (‪ ،)2/343‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/301‬والبيان (‪ ،)4/118‬والغرر البهية (‪ ،)2/281‬والفروع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)5/306‬واإلنصاف (‪)4/55‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫المحرم (بالحج) متى يقطع التلبية؟‬ ‫مسألة (‪)50‬‬
‫أن التلبية تبدأ عند اإلهالل بنسك احلج‪َّ ،‬‬
‫وأن السنة رفع الصوت هبا للرجال‪ ،‬واختلفوا يف وقت قطع التلبية‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫يقطع احلاج التلبية عند رمي مجرة العقبة يوم النحر‬ ‫يقطع احلاج التلبية بزوال مشس يوم عرفة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫فقهاء األمصار‪ /‬أهل احلديث‬ ‫مالك‬
‫النيب ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ظاهر معارضة فعل بعض الصحابة ‪‬؛ لألثر الوارد عن ّ‬
‫‪145‬‬

‫* أث‪77 7 7‬ر علي ‪( :‬أن‪77 7 7‬ه ك‪77 7 7‬ان يقط‪77 7 7‬ع التلبي‪77 7 7‬ة إذا زاغت * ح‪77 7‬ديث ابن عب‪77 7‬اس ‪( ƒ‬أ ّن أس‪77 7‬امة ك‪77 7‬ان ردي‪77 7‬ف النيب ‪ ‬من عرف‪77 7‬ة إىل املزدلف‪77 7‬ة‪ ،‬مث أردف‬
‫الش‪77 7‬مس من ي‪77 7‬وم عرفة) [ط‪77 7‬أ‪ /‬ش‪ /‬ومثل‪77 7‬ه عن أيب بك‪77 7‬ر‪ ،‬الفض ‪77‬ل من املزدلف‪77‬ة إىل م‪77‬ىن‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬وكالمها ق ‪77‬ال‪ :‬مل ي‪77‬زل الن‪77‬يب ‪ ‬يليّب ح‪77‬ىت رمى مجرة العقب‪77‬ة)‬
‫[خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫وعمر‪ ،‬وعثمان ‪.]‬‬
‫األدلة‬
‫حمتجا بعم ‪77‬ل أه ‪77‬ل املدين ‪77‬ة‪( :‬قط ‪77‬ع التلبي ‪77‬ة ‪ ‬أثر ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪( :‬مسعت عمر بن اخلطاب يل‪77‬يب عن‪77‬د اجلم‪77‬رة‪ ،‬فقلت‪ :‬ي‪7‬ا أم‪7‬ري املؤم‪77‬نني‪،‬‬ ‫* ق ‪77‬ال مال ‪77‬ك ً‬
‫بزوال مشس يوم عرفة‪ ،‬مل يزل عليه أهل العلم‪ 7‬ببلدنا)‪ .‬فيم‪77‬ا التلبي‪77‬ة هن‪77‬ا؟‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬وه‪77‬ل قض‪77‬ينا نس‪77‬كنًا بع‪77‬د)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬ق‪77‬ال‪ :‬مسعت عم‪77‬ر يه‪7ّ 7‬ل باملزدلف‪77‬ة)‬
‫[سنن‪ /‬وحنوه عن ابن مسعود‪ 7‬وميمونة ‪.]ƒ‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يقطع احلاج التلبية عند رمي مجرة العقبة)‪ ،‬وحديث ابن عباس ‪ ƒ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬أما النقل عن الصحابة ‪ ‬فهو خمتلف‪ ،‬قال ابن عبد‬ ‫الراجح‬
‫الرب ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬واختلف يف ذلك عن عثمان وعائشة)‬
‫ّ‬
‫من السنة أ ْن يستمر احلاج يف التلبية بعد زوال الشمس يوم عرفة إىل أن يرمي مجرة العقبة‬ ‫من السنة أ ْن يتوقف احلاج عن التلبية بزوال الشمس‬
‫ثمرة الخالف‬
‫يوم عرفة ويشتغل بالدعاء والتهليل وغري ذلك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/632‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/80‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)2/43‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/371‬والذخرية (‪ ،)3/233‬وخمتصر املزين مع األم (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)8/165‬وحلية العلماء (‪ ،)3/293‬واملغين (‪ ،)3/383‬واإلنصاف (‪ ،)4/35‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/363‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫المحرم (بالحج) متى يقطع التلبية عند رميه لجمرة العقبة؟ـ‬ ‫مسألة (‪)51‬‬
‫اتفق مجهور العلماء ‪-‬خالفًا ملالك‪َّ -‬‬
‫أن احلاج يستمر يف التلبية إىل أ ْن يرمي مجرة العقبة يوم النحر‪ ،‬واختلفوا هل تُقطع التلبية مع رمي أول حصاة أو آخر‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫حصاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تُقطع التلبية مع رمي أول حصاة‬ ‫تُقطع التلبية مع رمي آخر حصاة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫إسحاق‬ ‫‪146‬‬
‫النيب ‪ ‬التلبية‪ ،‬وهل التكبري مع الرمي مينع التلبية؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫االختالف مىت قطع ّ‬
‫* ح‪77‬ديث الفض‪77‬ل ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬أفض‪7‬ت‪ 7‬م‪77‬ع النيب ‪ ‬يف * حديث ابن مسعود ‪ ‬قال‪( :‬مل يزل النيب ‪ ‬يُليب حىت رمى اجلمرة بأول حصاة) [خز]‪.‬‬
‫عرف ‪77‬ات‪ ،‬فلم ي ‪77‬زل يُل ‪77‬يب ح ‪77‬ىت رمى مجرة العقب ‪77‬ة‪ ،‬يُكرّب * حديث ابن مسعود ‪ ‬قال‪( :‬أتى الن‪77‬يب ‪ ‬مجرة العقب‪77‬ة‪ ،‬فرماه‪77‬ا من بطن ال‪77‬وادي بس‪77‬بع حص‪77‬يات‪،‬‬
‫مع كل حصاة‪ ،‬مث قطع التلبي‪7‬ة يف آخ‪77‬ر حص‪77‬اة) [خ‪77‬ز‪ /‬يُكرّب مع كل حصاة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬والتكبري مع كل حصاة يدل على أنَّه قطع التلبية عند ّأول الرمي‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ه‪77‬ق‪ /‬وص‪77‬ححه ابن خزمية‪ ،‬وأص‪77‬له يف الص‪77‬حيحني ب‪77‬دون ‪َّ ‬‬
‫ألن احلاج يتحلل بالرمي‪ ،‬فإذا شرع احلاج فيه قطع التلبية‪.‬‬
‫لفظ‪ :‬مث قطع التلبية يف آخر حصاة]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬تقطع التلبية من أول الرمي)‪ ،‬فمن اشتغل بالتكبري اشتغل هبا عن التلبية‪ ،‬ولعل مراد الفضل ‪ ‬بالتلبية أنه التكبري‬ ‫الراجح‬
‫من قطع التلبية عند رمي أول حصاة من يوم النحر وشرع يف التكبري فقد وافق السنة‬ ‫من قطع التلبية عند رمي آخر مجرة من يوم النحر‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فقد وافق السنة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/633‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/364‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/156‬واللباب يف اجلمع‪ 7‬بني السنة والكتاب (‪ ،)1/443‬واألم (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/242‬والبيان (‪ ،)4/332‬واملغين (‪ ،)3/383‬واإلنصاف (‪)4/35‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫المحرم (بالعمرة) متى يقطع التلبية؟‬ ‫مسألة (‪)52‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن التلبية تبدأ عند اإلهالل بنسك العمرة‪ ،‬وأن السنة رفع الصوت هبا للرجال‪ ،‬واختلفوا يف وقت قطع التلبية‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫يقطع املعتمر التلبية إذا افتتح الطواف‬ ‫يقطع املعتمر التلبية إذا انتهى إىل احلرم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫ظاهر معارضة القياس لفعل بعض الصحابة ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬
‫ألن التلبية معناها‪ :‬إجابة إىل الطواف بالبيت‪ ،‬فال تنقطع حىت يشرع فيه‪.‬‬ ‫* أث ‪77‬ر ابن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬أنَّه ك ‪77‬ان ي ‪77‬رتك التلبي ‪77‬ة يف العم ‪77‬رة إذا انتهى * َّ‬
‫إىل احلرم)‪ .‬ورواية‪( :‬يقط‪7‬ع التلبي‪7‬ة إذا دخ‪77‬ل احلرم)‪[ ،‬ط‪77‬أ‪ /‬خ‪77‬ز‪ /‬ب‪77‬غ‪  /‬ح ‪77 7‬ديث ابن عب ‪77 7‬اس ق ‪77 7‬ال ‪( :ƒ‬يُليِّب املعتم ‪77 7‬ر ح ‪77 7‬ىت يس ‪77 7‬تلم احلجر) [د‪ /‬ش‪ /‬وه ‪77 7‬و‬
‫موقوف‪ ،‬وضعفه األلباين]‪.‬‬ ‫ومثله عن هشام ابن عروة ‪.]‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ش‪77‬عيب عن أبي‪77‬ه عن ج‪77‬ده ق‪77‬ال‪( :‬اعتم‪77‬ر الن‪77‬يب ‪ ‬ثالث عُم‪77‬ر‪،‬‬
‫كل ذلك ال يقطع التلبية حىت يستلم احلجر) [هـ‪ /‬ش‪ /‬وإسناده ضعيف]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يقطع املعتمر التلبية إذا افتتح الطواف)؛ لتتصل التلبية بتكبري الطواف‬ ‫الراجح‬
‫من قطع التلبية عند الشروع يف طواف العمرة فقد وافق السنة‬ ‫من قطع التلبية عند دخول احلرم فقد وافق السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/633‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/80‬والبحر الرائق (‪ ،)2/371‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/371‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/233‬واألم (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/225‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/164‬واملغين (‪ ،)3/361‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/231‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم إدخال العمرة على الحج ليكون قارنًا‬ ‫مسألةـ (‪)53‬‬
‫أن من أهل بالعمرة‬ ‫أن من أهل بالعمرة يف أشهر احلج مث أردف (أدخل) عليها احلج قبل الطواف يكون قارنًا‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫اتفق مجهور العلماء ‪-‬خالفًا أليب ثور‪ -‬على َّ‬
‫تحرير محل الخالف ومل يبق عليه من أفعاهلا إال احللق فال جيوز له إدخال احلج عليها‪ ،‬وال يكون قارنا‪ ،‬واختلفوا هل جيوز إدخال (العمرة) على (احلج) ليكون قارنًا‪ ،‬وسبق الكالم عن‬
‫إدخال احلج على العمرة يف املسألة رقم (‪ ،)40‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ال جيوز إدخال العمرة على احلج‪ ،‬وال احلج على العمرة‬ ‫جيوز إدخال العمرة على احلج‪ ،‬وقد أساء‬ ‫ال جيوز إدخال العمرة على احلج‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬

‫هل إدخال احلج على العمرة يُقاس عليه إدخال العمرة على احلج من كل وجه؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن عم ‪77 7‬ل احلج يس ‪77 7‬تغرق عم ‪77 7‬ل العم ‪77 7‬رة ‪ ‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬خرجن ‪77‬ا م ‪77‬ع الن ‪77‬يب * َّ‬
‫ألن عب ‪77 7‬ادة احلج والعم ‪77 7‬رة ك ‪77 7‬ل منهم ‪77 7‬ا عب ‪77 7‬ادة مس ‪77 7‬تقلة‪ 7،‬فال‬
‫ويزيد عليها‪ ،‬فإذا أدخ‪77‬ل العم‪77‬رة على احلج مل ‪ ‬يف حج ‪77‬ة ال ‪77‬وداع‪ ،‬فأهللن ‪77‬ا بعم ‪77‬رة‪ ،‬مث ق ‪77‬ال الن ‪77‬يب ت‪77 7 7‬دخل إح‪77 7 7‬دامها على األخ‪77 7‬رى‪ ،‬كم‪77 7‬ا ال ت ‪77 7‬دخل ص‪77 7 7‬الة على‬
‫ي‪77‬أت بزي‪77‬ادة على العم‪77‬ل وال أف‪77‬اد فائ‪77‬دة‪ ،‬فلم ‪ :‬من ك‪77‬ان مع‪77‬ه ه‪77‬دي فليه‪77‬ل ب‪77‬احلج م‪77‬ع العم‪77‬رة‪ ،‬صالة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫يكن إلدخاهلا مع ‪77‬ىن يف احلج‪ ،‬خبالف إدخ ‪77‬ال مث ال حيل ح ‪77‬ىت حيل منهم ‪77‬ا مجيعا) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فم ‪77‬ا دام ‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البق‪77‬رة‪،]196:‬‬
‫احلج على العم‪77 7‬رة يس‪77 7‬تفيد الوق‪77 7‬وف وال‪77 7‬رمي أنَّه جيوز إدخ‪77 7‬ال احلج على العم‪77 7‬رة‪ ،‬فيج‪77 7‬وز قيا ًس‪7 7‬ا وإمتامهما يكون بأعمال النسك فيهما واإلحالل منهما‪.‬‬
‫واملبيت‪ ،‬فيمنع إدخال الضعيف على القوي‪ .‬إدخال العمرة على احلج‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز إدخال العمرة على احلج)‪ ،‬فاألصل يف العبادات املنع‪ ،‬إال إذا دل الدليل على جوازه‪ ،‬ومل يدل الدليل على جواز ذلك‬ ‫الراجح‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬د‪7‬خ‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬فال‪ 7‬ي‪7‬س‪7‬م‪7‬ى‪ 7‬ق‪7‬ا‪7‬ر‪7‬نً‪7‬ا‪ 7‬و‪7‬ب‪7‬ق‪7‬ي‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪7‬‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬د‪7‬خ‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬مل‪ 7‬ي‪7‬ك‪7‬ن‪ 7‬ق‪7‬ا‪7‬ر‪7‬نً‪7‬ا‪ 7،7‬م‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬د‪7‬خ‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬صا‪7‬ر‪ 7‬ق‪7‬ا‪7‬ر‪7‬نً‪7‬ا‪ 7،7‬ل‪7‬ك‪7‬ن‪7‬ه‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫إف‪7‬ر‪7‬ا‪7‬د‪7‬ه‪ 7،7‬و‪7‬م‪7‬ن‪ 7‬أد‪7‬خ‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ج‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬م‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬مل‪ 7‬ي‪7‬ن‪7‬ع‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬و‪7‬ب‪7‬ق‪7‬ي‪ 7‬م‪7‬ع‪7‬ت‪7‬م‪ً7‬ر‪7‬ا‪7‬‬ ‫خم‪7‬ا‪7‬ل‪7‬ف‪ 7‬ل‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪ 7‬ل‪7‬ع‪7‬د‪7‬م‪ 7‬و‪7‬ر‪7‬و‪7‬د‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ن‪7‬ة‪ 7‬يف‪ 7‬ذ‪7‬ل‪7‬ك‪7‬‬ ‫و‪7‬ب‪7‬ق‪7‬ي‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬إ‪7‬ف‪7‬را‪7‬د‪7‬ه‪7‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/633‬وفتح الباري (‪ ،)4/7‬وشرح صحيح البخاري البن بطال (‪ ،)4/379‬وشرح النووي على مسلم (‪ ،)8/137‬والتمهيد البن عبد الرب (‬
‫‪ ،)8/230‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/120‬والدر املختار (‪ ،)2/530‬واملدونة (‪ ،)1/404‬وجامع األمهات (ص‪ ،)189 :‬واألم (‪ ،)2/149‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/31‬واملغين‬ ‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)3/423‬واحملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/235‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫(الر َمل) في األشواط الثالثة األول في طواف القدوم والعمرة‬
‫حكم َّ‬ ‫مسألة (‪)54‬‬
‫النيب ‪ ‬رمل يف عمرة صلح احلديبية‪ ،‬واختلفوا هل الرمل فضيلة أم سنة واجبة؟‪ ،‬واخلالف‬ ‫َّ‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫(الرَمل) ‪-‬وهو اإلسراع يف املشي‪ -‬من سنن الطواف‪ ،‬وأن ّ‬
‫أن َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫على قولني‬
‫الرمل سنة واجبة‬ ‫الرمل فضيلة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن املاجشون (مالكي)‪ /‬بعض الظاهرية‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫للر َمل‪ 7‬كان لعلة أو لغري علة؟‬
‫هل فعله ‪َّ ‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬رم ‪77‬ل يف‬ ‫أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ * ‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪َّ :‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث ابن الطفي ‪77‬ل عن ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬قلت البن عب‪77‬اس‪ :‬زعم قوم ‪77‬ك َّ‬
‫وأن ذل ‪77‬ك س‪77‬نة‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ص‪77‬دقوا‪ ،‬رم ‪77‬ل رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬حني ط‪77‬اف ب‪77‬البيت‪ ،‬الثالث ‪77‬ة األش ‪77‬واط يف حج ‪77‬ة ال ‪77‬وداع‪ ،‬ومش ‪77‬ى أربعا)‬ ‫حني ط‪77‬اف ب‪77‬البيت رم ‪77‬ل َّ‬
‫‪7‬النيب ‪ ‬وبأص‪77‬حابه ه ‪7‬زاًل ‪ ،‬وقع‪77‬دوا ينظ‪77‬رون [م]‪ ،‬واألص ‪77‬ل محل فعل ‪77‬ه ‪ ‬على الوج ‪77‬وب‪ ،‬لقول ‪77‬ه‬ ‫وك‪77‬ذبوا ليس بس‪77‬نة‪ ،‬إن قري ًش ‪7‬ا زمن احلديبي‪77‬ة ق‪77‬الوا‪ :‬إ ّن ب‪ّ 7‬‬
‫أن بكم ق‪7ّ 7‬وة‪ ،‬فك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬خ‪77‬ذوا ع‪77‬ين مناس‪77‬ككم) [ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ب‪77‬غ‪/‬‬ ‫للن‪77‬يب ‪ ‬وأص‪77‬حابه‪ ،‬فبلغ‪77‬ه ذل‪77‬ك ‪ ‬فق‪77‬ال ألص‪77‬حابه‪ :‬ارمل‪77‬وا‪ ،‬أروهم َّ‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬يرم‪77‬ل من احلج‪77‬ر األس‪77‬ود إىل ال‪77‬ركن اليم‪77‬اين‪ ،‬ف‪77‬إذا ت‪77‬وارى عنهم مش‪77‬ى) [م]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬رم‪77‬ل من شا]‪.‬‬
‫‪ ‬عم ‪77 7‬وم أث ‪77 7‬ر ابن عب ‪77 7‬اس ‪( :ƒ‬من ت ‪77 7‬رك نس ‪77 7‬كا‬ ‫احلجر إىل احلجر) [م]‪.‬‬
‫‪ ‬ق‪77‬ول عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬م‪77‬ا لن ‪77‬ا وللرم‪77‬ل‪ ،‬إمنا كن‪77‬ا راءيْن‪77‬ا ب‪77‬ه املش‪77‬ركني وق ‪77‬د أهلكهم اهلل‪ ،‬مث ق‪77‬ال‪ :‬ش‪77‬يء فعلي‪77 7‬ه دم) [ه‪77 7‬ق‪ /‬ط‪77 7‬أ‪ /‬ش‪ /‬ق‪77 7‬ال ابن امللقن‪ :‬موق‪77 7‬وف‪7‬‬
‫َ‬
‫بسند صحيح‪ ،‬وضعف رفعه‪ ،‬وكذا ابن حجر]‪.‬‬ ‫صنعه النيب ‪ ‬فال حنب أ ْن نرتكه) [خ]‪.‬‬
‫(الرَمل فضيلة)‪ ،‬وعليه حيمل حديث جابر ‪ ،‬وهو من االقتداء به ‪‬‬
‫القول األول‪َّ :‬‬ ‫الراجح‬
‫الر َمل فعليه دم‬
‫من ترك َّ‬ ‫من ترك الرمل فال شيء عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/634‬واحمللى‪ ،)7/97( 7‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/10‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/147‬والشرح الكبري للدردير (‪ ،)2/41‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)2/272‬واجملموع (‪ ،)8/39‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/87‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/572‬وكشاف القناع (‪)2/480‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حجوا؟‬
‫هل على أهل مكة َر َمل في الطواف إذا ّ‬ ‫مسألة (‪)55‬‬
‫أمجعوا على أنَّه ال َر َمل على من أحرم باحلج من مكة ‪-‬من غري أهلها‪ -‬وهم املتمتعون‪ ،‬ألهَّن م رملوا من حني دخوهلم حني طافوا للقدوم‪ ،‬واختلفوا هل‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫على أهل مكة َر َمل يف الطواف إذا حجوا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ليس) على أهل مكة َر َمل إذا طافوا للحج‬ ‫وكل طواف قبل عرفة مما يوصل‬ ‫للحج‪ّ ،‬‬‫على أهل مكة رمل إذا طافوا ّ‬
‫أمحد‪ /‬ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫بينه وبني السعي فإنَّه يُرمل فيه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬
‫هل الرمل خمتص باملسافر أم ال خيتص به؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫واردا على مك ‪77‬ة‪،‬‬ ‫(أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬رم ‪77 7‬ل يف الثالث ‪77 7‬ة األش ‪77 7‬واط يف * َّ‬
‫ألن الرم ‪7‬ل‪ 7‬خيتص باملس ‪77‬افر‪ ،‬ألنَّه ‪ ‬حني رم ‪77‬ل ك ‪77‬ان ً‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث ج ‪77 7‬ابر ‪َّ :‬‬
‫مسافرا من املدينة‪.‬‬
‫تعليم‪77‬ا وك ‪77‬ان مع ‪77‬ه أه ‪77‬ل فقد جاء ً‬ ‫حج ‪77‬ة ال ‪77‬وداع‪ ،‬ومش ‪77‬ى أربعا) [م]‪ ،‬وق ‪77‬د فعل ‪77‬ه ‪ً ‬‬ ‫األدلة‬
‫مكة‪.‬‬
‫القول األول (على أهل مكة رمل)‪ ،‬فإمَّن ا هي سنة ثابتة‪ ،‬واألصل يف أفعاله ‪ ‬التشريع‪ ،‬وهي سنة متبعة‪ ،‬عن عطاء ‪-‬رمحه اهلل‪َّ :-‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬رمل يف‬ ‫الراجح‬
‫عمرته‪ ،‬وأبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬واخللفاء كذلك‪ ،‬ورمل النيب ‪ ‬يف حجته)‪[ ،‬ش‪ /‬حم]‬
‫من رمل من أهل مكة إذا طاف حلجه فقد أتى بعمل ليس من السنة‬ ‫من رمل من أهل مكة إذا طاف حلجه فقد وافق السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/635‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/131‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/33‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/115‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/330‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)8/43‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/86‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه أيب الفضل صاحل (‪ ،)2/482‬وخمتصر اخلرقى (ص‪)58 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫األركان التي تستلم في الطواف‬ ‫مسألةـ (‪)56‬‬
‫أن من سنة الطواف استالم الركنني األسود واليماين‪( ،‬أي تقبيله أو ملسه وتقبيل اليد) يف كل شوط‪ ،‬خالفًا لبعض السلف‪ ،‬كمجاهد وطاووس وغريمها‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫تحرير محل‬
‫الذين قالوا‪ :‬ال تُستلم األركان إال يف الوتر من أشواط الطواف للرجال دون النساء‪ ،‬لقول عمر ‪ ‬لَ ّما قبّل احلجر‪( :‬إمنا أنت حجر‪ ،‬ولوال أيِّن رأيت رسول‬
‫الخالف‬
‫اهلل ‪ ‬قبّلك ما قبلتك) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف حكم استالم الركن العراقي والشامي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يستلم يف الطواف األركان األربعة‬ ‫ال يستلم يف الطواف إال احلجر األسود والركن اليماين‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫عبد اهلل وعروة ابنا الزبري‪ /‬معاوية ‪‬‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة األثر لفعل‪ 7‬بعض الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أربع‪77‬ا ‪ ‬ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬كن‪77‬ا ن‪77‬رى إذا طفن‪77‬ا‪ ،‬أن نس‪77‬تلم‬
‫* عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد اهلل بن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬ي‪7‬ا أب‪7‬ا عب‪77‬د ال‪77‬رمحن‪ ،‬رأيت‪7‬ك تص‪77‬نع ً‬
‫مل أر أح‪7ً 7 7‬دا من أص‪77 7‬حابك يص‪77 7‬نعها‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬م‪77 7‬ا هن ي‪77 7‬ا ابن ج‪77 7‬ريج؟‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬رأيت‪77 7‬ك ال متس من األركان كلها) [طح]‪.‬‬
‫األرك ‪77‬ان إال اليم ‪77‬انيني ‪ ،...‬فق ‪77‬ال ابن عم ‪77‬ر‪ :‬أم ‪77‬ا األرك ‪77‬ان ف ‪77‬إين مل ََأر رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ميس إال ‪ ‬أثر معاوية ‪ ‬أنَّه كان يس‪77‬تلم األرك‪77‬ان كله‪77‬ا‪ ،‬فق‪77‬ال ل‪77‬ه‬
‫األدلة‬
‫ابن عباس‪ :‬إنه ال يُس‪77‬تلم ه‪77‬ذان الركن‪77‬ان‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ليس ش‪77‬يء‬ ‫اليمانيني) [متفق]‪.‬‬
‫مهجورا) [خ]‪.‬‬
‫ً‬ ‫* عن ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬م‪77‬ا ت‪77‬ركت اس‪77‬تالم ه‪77‬ذين الرك‪77‬نني يف ش ‪77‬دة وال رخ‪77‬اء من‪77‬ذ رأيت من البيت‬
‫النيب ‪ ‬يستلمهما) [متفق]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يُستلم إال احلجر األسود والركن اليماين)‪ ،‬ألن األصل يف استالمهما التعبد وهو موقوف على ما ورد‪ ،‬وقد اقتصر ‪ ‬على هذين الركنني‪ ،‬وما‬ ‫الراجح‬
‫فعله بعض الصحابة ‪ ‬اجتهاد منهم ال يُوافقون عليه‪ ،‬لذا أنكر عليهم ابن عباس ‪ƒ‬‬
‫يشرع استالم الركن الشامي والركن العراقي عند الطواف‬ ‫ال يشرع استالم الركن الشامي والركن العراقي عند الطواف‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/636‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/49‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/147‬واملدونة (‪ ،)1/396‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/236‬واألم (‪،)2/186‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)4/137‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/572‬ومطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى (‪)2/392‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم جمع ركعتي الطواف إذا كرر الطواف‬ ‫مسألة (‪)57‬‬
‫أن من سنة الطواف صالة ركعتني بعد انقضاء املتنفل للطواف‪ ،‬واألفضل أ ْن تصلَّى خلف مقام إبراهيم ‪ ،‬واألوىل أن يصلِّي ركعتني‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫بعد كل طواف سبعة أشواط‪ ،‬واختلفوا هل جيوز أ ْن يطوف عدة مرات‪ ،‬مرتني أو ثالثة أو أكثر لكل طواف سبعة أشواط‪ ،‬ويؤخر صالة الركعتني‪ ،‬مث‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫كل ثنتني (ركعتني) بسالم‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫كل ركعات الطواف‪ّ ،‬‬ ‫يصلي ّ‬
‫يصح طواف عدة مرات مث يصلي ركعتني لكل طواف‬ ‫السنة أن يصلي الطائف ركعتني بعد كل سبعة أشواط‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫أمحد (من املفردات)‬ ‫مجهور العلماء‬
‫على ماذا حيمل فعله ‪ ‬من صالة ركعتني بعد كل طواف؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ك ‪77‬ان إذا ط ‪77‬اف ب ‪77‬احلج أو العم ‪77‬رة‪ * ،‬روي عن عائشة ~‪( :‬أهَّن ا كانت ال تفرق بني ثالثة أس‪77‬ابيع‪ ،‬مث‬
‫أربعا‪ ،‬مث يص‪77‬لي س‪77‬جدتني) [خ‪ /‬تركع ست ركعات) [ش‪ /‬وقد أنكر ذلك الفاكهي يف أخبار مكة]‪.‬‬ ‫أول م‪77‬ا يق‪77‬دم فإنَّه يس‪77‬عى ثالث‪77‬ة أط‪77‬واف وميش‪77‬ي ً‬
‫* َّ‬
‫ألن املقص ‪77 7‬ود إمنا ه ‪77 7‬و ركعت ‪77 7‬ان لك ‪77 7‬ل ط ‪77 7‬واف س ‪77 7‬بعة أش ‪77 7‬واط‪،‬‬ ‫م]‪ ،‬فلم جيمع ‪ ‬بني أكثر من طواف‪.‬‬
‫* ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق‪77‬دم مك‪77‬ة فط‪77‬اف على راحلت‪77‬ه‪ ،‬والطواف ليس له وقت معلوم‪ 7‬وال الركعتان املس‪77‬نونتان بع‪77‬ده‪ ،‬فج‪77‬از‬ ‫األدلة‬
‫اجلمع بني أكثر من ركعتني ألكثر من أسبوعني (طوافني)‪.‬‬ ‫فلما فرغ صلى ركعتني) [حم‪ /‬د]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الن ‪77‬يب ‪ ‬ط ‪77‬اف (‪ )7‬أش ‪77‬واط وانص ‪77‬رف عن وت ‪77‬ر‪ ،‬فل ‪77‬و مجع بني ط ‪77‬وافني‬
‫لطاف (‪ )14‬شوطًا وانصرف عن شفع‪ ،‬وأخل باملواالة بني الطواف والصالة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬السنة ْأن يصلي ركعتنْي بعد كل طواف)؛ لفعله ‪‬‬ ‫الراجح‬
‫من طاف عدة أسابيع وأخر الصالة إىل آخر أسبوع مل خيالف‬ ‫من طاف عدة أسابيع وأخر الصالة إىل آخر أسبوع فقد خالف السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/636‬وأخبار مكة للفاكهي (‪ ،)1/219‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/14‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/150‬السنة‬
‫والتهذيب يف اختصار املدونة (‪،)1/533‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫ومواهب اجلليل (‪ ،)3/114‬واجملموع (‪ ،)8/54‬وحتفة احملتاج (‪ ،)4/93‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/514‬والشرح الكبري (‪)3/402‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم الطواف من داخل ِ‬
‫الح ْجر‬ ‫مسألة (‪)58‬‬
‫اتفقوا أن من طاف من خارج احلجر فطوافه صحيح‪ ،‬واختلفوا يف حكم الطواف من داخل احلجر‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫إدخال احلجر يف الطواف سنة الزمة (واجب)‬ ‫احلجر من البيت‪ ،‬وإدخال احلجر يف الطواف شرط يف صحته‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫هل من طاف من داخل احلجر يع ّد طائفا من داخل الكعبة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬

‫أن قوم‪77‬ك حني بن‪77‬وا الكعب‪77‬ة اقتص‪77‬روا * عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ) [احلج‪.]29:‬‬ ‫* ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬ال هلا ‪( :‬أمل ت‪77‬ري َّ‬
‫عن قواع‪77‬د إب‪77‬راهيم‪ ،‬ق‪77‬الت‪ :‬فقلت‪ :‬ي‪7‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬أفال ترده‪77‬ا على قواع‪77‬د إب‪77‬راهيم؟‪َّ  ،‬‬
‫ألن لألك‪77‬ثر حكم الك‪77‬ل‪ ،‬ف‪77‬إذا ط‪77‬اف من داخ‪77‬ل احلج‪77‬ر فقد ت‪77‬رك‬
‫ربع الطواف‪ ،‬وطاف الثالثة أرباع فتكون جمزئة له‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬لوال حدثان قومك بالكفر لفعلت) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫*قال ابن عباس‪( :‬احلجر من البيت‪ ،‬قال تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ)‪ ،‬ورأيت رسول اهلل ‪ ‬طاف من وراء احلجر) [حم‪ /‬وصححه‬ ‫األدلة‬
‫البيهقي]‪.‬‬
‫‪ ‬عن عائش‪7‬ة ~ ق‪7‬الت‪( :‬كنت أحب أ ْن أدخ‪7‬ل ال‪7‬بيت فأص‪7‬لي فيه‪ ،‬فأخ‪7‬ذ رس‪7‬ول‬
‫اهلل ‪ ‬بيدي ف‪7‬أدخلين احلج‪7‬ر‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ص‪7‬لِّي يف احلج‪77‬ر‪ ،‬إذا أردت دخ‪7‬ول ال‪7‬بيت فإمَّن ا‬
‫هو قطعة من البيت) [د‪ /‬ت‪ /‬حم‪ /‬طيا‪ /‬وحسنه األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬شرط لصحة الطواف)؛ َّ‬
‫ألن احلجر جزء من البيت العتيق‬ ‫الراجح‬
‫من طاف من داخل احلجر وانصرف من مكة صح طوافه وعليه دم‬ ‫من طاف من داخل احلجر (مل) يصح طوافه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/637‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/61‬والبحر الرائق (‪ ،)2/352‬واملدونة (‪ ،)1/425‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/72‬واألم (‪ ،)2/193‬واملهذب (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/404‬وخمتصر اخلرقى (ص‪ ،)58 :‬والكايف البن قدامة (‪)1/513‬‬
‫على‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم الطواف (والركوع بعده) وقت النهي عن الصالة‬ ‫مسألةـ (‪)59‬‬
‫اتفقوا على أنَّه يُنهى عن صالة النافلة عند شروق الشمس وغروهبا‪ ،‬ومن صالة الصبح حىت تطلع الشمس‪ ،‬واختلفوا هل يُنهى عن الطواف وقت‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫النهي عن الصالة‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫يكره الطواف بعد الصبح والعصر‪ ،‬ومينع‬ ‫جيوز الطواف بعد الصبح والعصر‪ ،‬ومينع وقت‬
‫جيوز الطواف يف مجيع األوقات‬ ‫وقت الشروق‬ ‫الشروق والغروب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫سعيد بن جبري‪ /‬جماهد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬
‫اخلالف يف حكم الصالة وقت النهي‪ ،‬وهل يلحق الطواف بالصالة يف هذا اخلالف؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬يب ‪ ‬ق ‪77‬ال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ‪( :‬هنى رس‪77 7‬ول اهلل ‪  ‬ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪( :‬هنى رس ‪77‬ول اهلل * ح ‪77‬ديث جب ‪77‬ري بن مطعم‪( : 7‬أن الن ‪ّ 7‬‬
‫ي‪77‬ا ب‪77‬ين عب‪77‬د من‪77‬اف‪ ،‬إ ْن ولِّيتم من ه‪77‬ذا األم‪77‬ر ش‪77‬يًئا فال‬ ‫عن الص ‪77 7‬الة بع ‪77 7‬د العصر ح ‪77 7‬ىت تغ ‪77 7‬رب الش ‪77 7‬مس‪  ،‬عن الصالة بعد العصر‪[ )...‬متفق]‪.‬‬
‫وعن الص ‪77‬الة بع ‪77‬د الص ‪77‬بح ح ‪77‬ىت تطل ‪77‬ع الش ‪77‬مس) ‪ ‬أث‪77‬ر عم‪77‬ر ‪( :‬أن‪7‬ه ط‪7‬اف ب‪7‬البيت س ً‪7‬بعا بع‪77‬د متنع ‪77 7‬وا أح ‪7ً 7 7‬دا ط ‪77 7‬اف هبذا ال ‪77 7‬بيت أ ْن يص ‪77 7‬لى فيه‪ ،‬أي‬
‫األدلة‬
‫[متف ‪77‬ق]‪ ،‬ويلح ‪77‬ق الط ‪77‬واف بالص ‪77‬الة‪ ،‬فمن ط ‪77‬اف ص‪77‬الة الفج‪77‬ر‪ ،‬مث خ‪77‬رج من مكة ح‪77‬ىت إذا ك‪77‬ان س ‪77‬اعة ش ‪77‬اء من لي ‪77‬ل أو هنار) [ش‪ /‬حم‪ /‬كم‪ /‬د‪ /‬ت‪/‬‬
‫ب ‪77‬ذي ط ‪77‬وى فطلعت الش ‪77‬مس ص ‪77‬لَّى ركع ‪77‬تني‪ ،‬ن‪ /‬جه‪ /‬طح‪ /‬وحسنه احلاكم والرتمذي]‪.‬‬ ‫صلَّى‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ركعتان مكان ركعتني) [شيبة‪ /‬طأ]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جيوز الطواف وقت النهي مطلًقا)؛ حلديث جبري ‪ ،‬وبناء على جواز صالة ذوات األسباب وقت النهي‬ ‫الراجح‬
‫ي‪7‬ط‪7‬و‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ا‪7‬ج‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬مل‪7‬ع‪7‬ت‪7‬م‪7‬ر‪ 7‬يف‪ 7‬أ‪7‬ي‪ 7‬و‪7‬ق‪7‬ت‪ 7‬ش‪7‬ا‪7‬ء‪ 7‬ب‪7‬ال‪7‬‬ ‫ال‪ 7‬ي‪7‬ط‪7‬و‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ا‪7‬ج‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬مل‪7‬ع‪7‬ت‪7‬م‪7‬ر‪ 7‬و‪7‬ق‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ش‪7‬ر‪7‬و‪7‬ق‪7‬‬ ‫ال‪ 7‬ي‪7‬ط‪7‬و‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ا‪7‬ج‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬مل‪7‬ع‪7‬ت‪7‬م‪7‬ر‪ 7‬و‪7‬ق‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ش‪7‬ر‪7‬و‪7‬ق‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ومواهبه‪7‬ة‪7‬اجلليل (‪ ،)2/539‬وهناية‬
‫واملبسوط للسرخسي (‪ ،)1/153‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/41‬والذخرية للقرايف (‪ ،)236 ،3/243‬ك‪7‬ر‪7‬ا‪7‬‬ ‫‪1/638‬ا‪7‬ل‪،)7‬غ‪7‬ر‪7‬و‪7‬ب‪7‬‬
‫و‪7‬‬ ‫بداية اجملتهد (‬
‫مراجع المسألة‬
‫املطلب يف دراية املذهب (‪ ،)2/341‬والوسيط يف املذهب (‪ ،)2/39‬واملغين (‪ ،)2/81‬والشرح الكبري (‪)1/800‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫اشتراط الطهارة للطواف‬ ‫مسألةـ (‪)60‬‬
‫أن الطهارة من احلدث األصغر ليست من شرط يف صحة السعي‪ ،‬وأمجعوا َّ‬
‫أن الطهارة من سنة الطواف‪ ،‬واختلفوا يف حكم الطواف بال طهارة‪ ،‬واخلالف‬ ‫ال خالف َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جيزئ الطواف بال طهارة إ ْن كان (ال)‬
‫يعلم‪ ،‬وال جيزئ إ ْن كان يعلم‬ ‫جيزئ الطواف بال طهارة‬ ‫سهوا‬
‫عمدا وال ً‬
‫(ال) يصح الطواف بال طهارة؛ ال ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫أبو ثور‬
‫‪146‬‬

‫تردد الطواف بني أ ْن يُلحق حكمه حبكم الصالة‪ ،‬أو ال يلحق (ذكره ابن رشد يف كتاب الطهارة)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قول‪77 7‬ه ‪ ‬ألمساء بنت عميس ~ وهي ح‪77 7‬ائض‪( :‬افعلي م ‪77 7‬ا يفع ‪77 7‬ل احلاج‪ * ،‬إمجاع العلم‪77 7‬اء على ج‪77 7‬واز الس‪77 7‬عي بني ‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫الص‪77‬فا واملروة من غ‪77‬ري طه‪77‬ارة‪ ،‬وه‪77‬و ركن ﯩ ﯪ ﯫﯬ) [البقرة‪.]286:‬‬ ‫غري أال تطويف بالبيت حىت تطهري) [م ]‪.‬‬
‫‪ ‬عم ‪77‬وم ح ‪77‬ديث‪( :‬رف ‪77‬ع عن أم ‪77‬يت اخلط ‪77‬أ‬ ‫* حديث ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬ق‪7‬ال ‪( :‬الط‪7‬واف ب‪7‬البيت ص‪7‬الة‪ ،‬إال أ ّن اهلل أح‪7‬ل في‪7‬ه كالطواف‪.‬‬
‫األدلة‬
‫النطق‪ ،‬فمن نطق فيه فال ينطق إال خبري) [ت‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬دا‪ /‬حب‪ /‬وهو صحيح]‪ * .‬ليس كل عبادة يش‪77‬رتط فيه‪77‬ا الطه‪7‬ر من والنسيان وما استكرهوا عليه) [م]‪.‬‬
‫‪ ‬عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) احليض‪ ،‬من ش‪77 7 7 7‬رطها الطه‪77 7 7 7‬ر من احلدث‪،‬‬
‫أصله الصوم‪.‬‬ ‫[احلج‪.]26:‬‬
‫القول األول (ال يصح الطواف بال طهارة)‪ ،‬حلديث أمساء ~‪ ،‬وهو نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال يقاس السعي على الطواف يف كل أحواله‪ ،‬ورفع اإلمث ال مينع من عدم‬
‫الراجح‬
‫الصحة‪ ،‬فمن صلَّى بال طهارة وهو ال يعلم ال إمث عليه ووجب إعادة الصالة‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬ط‪7‬ا‪7‬ف‪ 7‬ب‪7‬ال‪ 7‬ط‪7‬ه‪7‬ا‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬نا‪7‬س‪7‬يً‪7‬ا‪ 7‬ف‪7‬ط‪7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ه‪7‬‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬ط‪7‬ا‪7‬ف‪ 7‬بال‪ 7‬ط‪7‬ه‪7‬ا‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ي‪7‬س‪7‬ت‪7‬ح‪7‬ب‪ 7‬ل‪7‬ه‪7‬‬
‫م‪7‬ن‪ 7‬ط‪7‬ا‪7‬ف‪ 7‬بال‪ 7‬ط‪7‬ه‪7‬ا‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ف‪7‬ط‪7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ه‪ 7‬ب‪7‬ا‪7‬ط‪7‬ل‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ص‪7‬ح‪7‬يح‪7‬‬ ‫اإل‪7‬عا‪7‬د‪7‬ة‪ 7،7‬وإ‪ْ 7‬ن‪ 7‬س‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ر‪ 7‬ف‪7‬ع‪7‬ل‪7‬ي‪7‬ه‪ 7‬د‪7‬م‪7‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/638‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/129‬والبحر الرائق (‪ ،)2/354‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/367‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/238‬وهناية املطلب‬
‫مراجع المسألة‬
‫يف دراية املذهب (‪ ،)4/279‬والبيان (‪ ،)4/273‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/513‬والشرح الكبري (‪)3/399‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫هل يُجزئ طواف (القدوم) عن طواف (اإلفاضة)؟‬ ‫مســألــة (‪)61‬‬
‫احلج‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن الطواف الواجب الذي‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫أن الطواف ثالثة أنواع؛ قدوم على مكة‪ ،‬وطواف اإلفاضة بعد رمي مجرة العقبة يوم النحر‪ ،‬وطواف الوداع هناية ّ‬
‫تحرير محل‬
‫املعين بقوله تعاىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [احلج‪ ]29:‬وأنه ال جيزئ‬
‫يفوت احلج بفواته هو طواف (اإلفاضة)‪ ،‬وأنّه ّ‬ ‫الخالف‬
‫عمدا‪ ،‬واختلفوا هل جُي زئ طواف القدوم عن طواف اإلفاضة إذا نسيه‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫عنه دم إذا تركه ً‬
‫جيزئ طواف (القدوم) عن طواف (اإلفاضة) إذا نسي طواف اإلفاضة‬ ‫(ال) جيزئ طواف (القدوم) عن طواف اإلفاضة إذا نسي طواف اإلفاضة‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض املالكية‬ ‫اجلمهور‬
‫يصح فعل العبادة قبل وقت وجوهبا؟ (مل يذكره ابن رشد)‬
‫هل ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن طواف اإلفاض‪7‬ة يب‪7‬دأ ي‪7‬وم النح‪7‬ر‪ ،‬وط‪77‬واف الق‪7‬دوم يق‪7‬ع قب‪77‬ل أ ْن جيب وقت ط‪7‬واف * بناء على َّ‬
‫أن الواجب للحاج طواف واحد‪ ،‬وقد حصل منه‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ) [البقرة‪:‬‬ ‫ا‪.‬‬‫ً‬‫ناسي‬ ‫الوقت‬ ‫قبل‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ص‬ ‫كمن‬ ‫فهو‬ ‫اإلفاضة‪،‬‬
‫‪.]286‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه ‪( :‬رف ‪77‬ع عن أم ‪77‬يت اخلط ‪77‬أ والنس ‪77‬يان وم ‪77‬ا اس ‪77‬تكرهوا عليه)‬
‫[م]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جُي زئ طواف القدوم عن طواف اإلفاضة)؛ َّ‬
‫ألن طواف اإلفاضة عبادة مؤقتة كالصالة‪ ،‬فال جيوز أ ْن تفعل قبل وقتها‪ ،‬وال يعارض هذا رفع االمث‬
‫الراجــح‬
‫عنه إ ْن كان ناسيًا‬
‫من نسي طواف اإلفاضة ورجع إىل بلده ومل ميكنه الرجوع لفعله مت‬ ‫من نسي طواف اإلفاضة ورجع إىل بلده فهو حمرم وعليه أن يعود لفعله وإن جامع أهله‬
‫ثمرة الخالف‬
‫حجه وعليه دم‬ ‫فسد حجه وعليه أن يتمه فاسدا ويقضي حجة أخرى‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/642‬واجلوهرة النرية (‪ ،)159 /1‬فتح القدير (‪ ،)510 /2‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)362 /1‬ومواهب اجلليل (‪ ،)124 /4‬واإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪/3‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)239‬وحاشية البجريمي (‪ ،)460 /2‬وشرح الزركشى على خمتصر اخلرقى (‪ ،)545 /1‬وكشاف القناع (‪)505 /2‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يجزئ طواف (الوداع) عن طواف (اإلفاضة)؟‬ ‫مســألــة (‪)62‬‬
‫أمجعوا على أ ّن الطواف ثالثة أنواع؛ قدوم على مكة‪ ،‬وطواف اإلفاضة بعد رمي مجرة العقبة يوم النحر‪ ،‬وطواف الوداع‪ ،‬وأمجعوا على أن الطواف الواجب الذي‬
‫املعين بقوله تعاىل‪( :‬ﮬ ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ) [احلج‪ ]29:‬وأنه ال‬
‫يفوت احلج بفواته هو طواف (اإلفاضة) وأنَّه ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫جيزئ عنه دم إذا تركه عمدا‪ ،‬واختلفوا هل جيزئ طواف الوداع عن طواف اإلفاضة إذا نسيه مع اتفاقهم َّ‬
‫أن من طاف الوداع بنيّة اإلفاضة‪ ،‬فطوافه لإلفاضة‬
‫وللوداع صحيح إن طاف وخرج من مكة‪ ،‬واخلالف لو طاف الوداع ونسي اإلفاضة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫‪145‬‬

‫(ال) جيزئ طواف (الوداع) عن طواف (اإلفاضة) إال بالنية‬ ‫جيزئ طواف الوداع عن طواف اإلفاضة إذا نسي طواف اإلفاضة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫اجلمهور‬
‫هل تعيني النية شرط يف صحة طواف اإلفاضة‪ ،‬أم املقصود أداء الطواف بعد وجوبه؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن طواف الوداع طواف بالبيت‪ ،‬معمول به يف وقت الوج‪7‬وب ال‪77‬ذي ه‪77‬و * َّ‬
‫ألن الطواف ال جيزئ إال بتعيني الني‪7‬ة‪ ،‬فتع‪77‬يني الني‪7‬ة ش‪77‬رط يف إج‪77‬زاء الط‪7‬واف؛‬ ‫* َّ‬
‫طواف اإلفاضة‪ ،‬كمن نذر الص‪7‬يام يف رمض‪77‬ان ووق‪7‬ع عن ص‪7‬يام رمض‪77‬ان‪ ،‬ومن حلديث‪( :‬إمنا األعمال بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫حيج عن نفسه وقع لنفسه‪.‬‬
‫حج عن غريه ومل ّ‬
‫ّ‬
‫القول األول‪( :‬جيزئ طواف الوداع عن طواف اإلفاضة) ألنَّه فعل العبادة ‪-‬أي‪ :‬الطواف‪ -‬املطلوبة منه‪ ،‬كمن وقف يف عرفات يف وقت الوقوف ومل يعلم أنّه‬
‫الراجــح‬
‫مىن ومزدلفة ومل يعلم‬
‫دخل عرفات‪ ،‬ففعله‪ 7‬صحيح‪ ،‬ومثله من دخل ً‬
‫من طاف طواف الوداع بنية طواف الوداع ونسي طواف اإلفاضة ورجع إىل‬ ‫من طاف طواف الوداع بنية طواف الوداع ونسي طواف اإلفاضة مث عاد إىل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أهله فهو باقي على إحرامه ويلزمه الرجوع لفعله‬ ‫حجه‬
‫وصح ّ‬
‫أهله مل يلزمه الرجوع ّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/642‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)383 /1‬والبحر الرائق (‪ ،)23 /3‬والنوادر والزيادات ط الغرب اإلسالمي (‪ ،)483 /4‬والذخرية للقرايف (‪ ،)272 /3‬وأسىن املطالب‬
‫مراجع المسألــة‬
‫شرح روض الطالب ط‪ .‬الكتب العلمية (‪ ،)130 /3‬وحاشية الرملي على أسىن املطالب (‪ ،)457 /1‬واملغين (‪ ،)5/346‬وكشاف القناع (‪)2/505‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫عدد الطواف والسعي الواجب على (القارن)‬ ‫مســألــة (‪)63‬‬
‫احلج‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن املكي ليس عليه إال طواف اإلفاضة‪ ،‬وأمجعوا على أنه ليس على املعتمر إال طواف العمرة‪ ،‬وأمجعوا على‬ ‫أن طواف القدوم والوداع من سنن ّ‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫احلج أ ّن عليه طوافنْي ؛ طواف للعمرة حلله منها‪ ،‬وطواف للحج يوم النحر‪ ،‬وأمجعوا على َّأن للمفرد طواف واحد‪ ،‬واختلفوا يف عدد الطواف والسعي‬ ‫َّ‬
‫أن من ّمتتع بالعمرة إىل ّ‬ ‫الخالف‬
‫للقارن‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫على القارن طوافان وسعيان‬ ‫جيزئ القارن طواف واحد وسعي واحد‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‪ /‬األوزاعي‪ /‬ابن أيب ليلى‪ /‬علي ‪ ‬وابن مسعود ‪‬‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬ابن عمر ‪ ƒ‬وجابر ‪‬‬
‫ظاهر معارضة القياس لألثر‪ ،‬وهل دخول العمرة يف احلج يف القران يصريمها كالنسك الواحد؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫مستقل‪ ،‬من شرط كل واحد منهم‪77‬ا إذا‬
‫ّ‬ ‫احلج والعمرة نسك‬
‫فعل من ّ‬ ‫لكل ٍ‬ ‫* ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬خرجن ‪77‬ا م ‪77‬ع الن ‪77‬يب ‪ ‬يف حج ‪77‬ة ال ‪77‬وداع فأهللن ‪77‬ا * َّ‬
‫ألن َّ‬
‫بعم‪77‬رة‪ ،‬مث ق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪ :‬من ك‪77‬ان مع‪77‬ه ه‪77‬دي فليه‪77‬ل ب‪77‬احلج م‪77‬ع العم‪77‬رة‪ ،‬مث ال حيل انفرد؛ طوافه وسعيه‪ ،‬فوجب أ ْن يكون األمر كذلك إذا اجتمعا‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫مجيعا‪ ....‬وأم ‪77‬ا ال ‪77‬ذين مجع ‪77‬وا احلج والعم ‪77‬رة‪ ،‬فإمنا ط ‪77‬افوا طوافً ‪77‬ا‬
‫ح ‪77‬ىت حيل منهم ‪77‬ا ً‬
‫واحدا) [متفق]‪.‬‬
‫ً‬
‫النص‬
‫حمل‪ 7‬اخلالف‪ ،‬وال اجتهاد مع ّ‬ ‫نص يف‪ّ 7‬‬
‫القول‪ 7‬األول‪( :‬جيزئ القارن طواف واحد وسعي واحد)‪ ،‬وحديث عائشة ~ املتفق‪ 7‬عليه ٌّ‬ ‫الراجــح‬

‫حج القارن كحج املتمتع بطوافنْي وسعينْي‬


‫ّ‬ ‫حج القارن كحج املفرد بطواف واحد وسعي واحد‬
‫ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/642‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/27‬واهلداية (‪ ،)1/151‬والتلقني (‪ ،)1/85‬والشرح الكبري للدردير (‪ ،)2/28‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/37‬والبيان (‪ ،)4/371‬واملغين‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)3/409‬والعدة شرح العمدة (ص‪)220 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫(للحج والعمرة)‬
‫ّ‬ ‫حكم السعي بين الصفا والمروة‬ ‫مســألــة (‪)64‬‬
‫احلج بفواته هو طواف (اإلفاضة)‪ ،‬وأنَّه ال جُي زئ عن تركه دم‪ ،‬واختلفوا يف حكم السعي‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫أمجعوا على أ ّن الطواف الذي يفوت ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫تطوع‬
‫السعي ّ‬ ‫السعي سنة (واجب)‬ ‫السعي واجب (ركن)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض الصحابة ‪‬‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫‪145‬‬
‫ظاهر معارضة الكتاب لألثر‪ ،‬واخلالف يف صحة أثر عبد اهلل بن املؤمل ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫(أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬ك‪77 7 7‬ان يس‪77 7 7‬عى * قوله تعاىل‪( :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ * ظاهر قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫* ح ‪77 7‬ديث عب ‪77 7‬د اهلل بن املؤم ‪77 7‬ل ‪َّ :‬‬
‫‪7‬إن اهلل كتب عليكم الس‪77‬عي) [ش‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬حم‪ /‬كم‪ /‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ويق‪77‬ول‪ :‬اس‪77‬عوا‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬
‫[البق‪77 7‬رة‪ 7 7،]158:‬معن‪77 7‬اه‪ :‬ال جن‪77 7‬اح علي‪77 7‬ه أ ْن (ال) يط‪77 7‬وف‬ ‫وصححه الغماري]‪.‬‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) ‪.‬‬
‫احلج حممول‪7‬ة على الوج‪7‬وب‪ ،‬إال م‪7‬ا أخرج‪7‬ه هبم‪77‬ا‪ ،‬كقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫أن أفعال‪7‬ه ‪ ‬يف عب‪7‬ادة ّ‬ ‫* األص‪7‬ل َّ‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫ﮆ ﮇ ﮈ) [النساء‪ ،]176:‬أي‪ :‬لئال تضلّوا‪.‬‬ ‫الدليل من مساع أو إمجاع أو قياس‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ) [البقرة‪.]286:‬‬ ‫* تواترت اآلثار بوصله ‪ ‬بني الطواف والسعي‪.‬‬
‫يصح حديث عبد اهلل بن املؤمل‪.‬‬ ‫* مل ّ‬
‫ألن الس‪77 7‬عي نس‪77 7‬ك‪ ،‬وق‪77 7‬د ق‪77 7‬ال ابن عب‪77 7‬اس ‪( :ƒ‬من ‪ ‬عم‪77‬وم ح‪77‬ديث‪( :‬رف‪77‬ع عن أم‪77‬يت اخلط‪77‬أ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫ت ‪77 7‬رك نس ‪ً 7 7 7‬كا فعلي‪77 7 7‬ه دم) [ه‪77 7 7‬ق‪ /‬ط‪77 7 7‬أ‪ /‬ش‪ /‬ق ‪77 7‬ال ابن امللقن‪ :‬والنسيان وما استكرهوا عليه) [م]‪.‬‬
‫وضعف رفعه‪ ،‬وكذلك ابن حجر]‬
‫موقوف بسند صحيح‪ّ ،‬‬
‫احلج وال العمرة بدون سعي؛ محاًل لفعله ‪ ‬على الوجوب‪ ،‬ولو قلنا بظاهر اآلية‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [البقرة‪،]158:‬‬
‫يصح ّ‬‫القول األول‪( :‬السعي ركن)‪ ،‬وال ّ‬ ‫الراجــح‬
‫فال معىن إلجياب الدم عليه وقد نفى اهلل تعاىل عنه اجلناح‬
‫صح حجه أو عمرته وال‬‫من ترك السعي ّ‬ ‫صح حجه أو عمرته وعليه‬
‫من رجع لبالده دون سعي ّ‬ ‫من ترك السعي فهو باقي على إحرامه وعليه الرجوع إلمتام حجه وإال فعليه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫شيء عليه‬ ‫دم‬ ‫ْإن جامع أهله إمتام حجه فاسدا وجيب عليه حج آخر من قابل وكذا العمرة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/644‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/384‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/50‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/133‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/8‬وشرح خمتصر خليل للخرشي‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫(‪ ،)2/317‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/155‬وهناية املطلب يف دراية املذهب (‪ ،)4/302‬واملغين (‪ ،)3/351‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/335‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الحكم لو (عكس) السعي فبدأ بالمروة قبل الصفا‬ ‫مســألــة (‪)65‬‬
‫أمجعوا على أنَّه ليس يف أثناء أشواط السعي‪ 7‬قول حمدود‪ ،‬فهو موضع دعاء‪ ،‬وذهب اجلمهور إىل َّ‬
‫أن من سنة السعي أ ْن ينحدر الراقي على (الصفا) بعد الفراغ‬
‫من الدعاء فيمشي جبلةً ‪ ،‬حىت إذا بلغ بطن املسيل رمل‪ ،‬فإذا جاوزه مشى حىت يأيت املروة‪ ،‬يفعل ذلك سبع مرات‪ ،‬واختلفوا لو بدأ باملروة قبل الصفا فما‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫احلكم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫إذا بدأ باملروة قبل الصفا أجزأه الشوط‬ ‫إذا بدأ باملروة قبل الصفا ألغى الشوط الذي عكس فيه وطاف شوطًا آخر‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‬ ‫اجلمهور‬
‫هل حيمل فعله ‪ ‬يف البدء بالصفا على الوجوب أم على االستحباب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قوله ‪ ‬عند السعي‪( :‬أب‪7‬دأ مبا ب‪7‬دأ اهلل ب‪7‬ه‪ ،‬نب‪7‬دأ بالص‪7‬فا) [م]‪ ،‬يري‪7‬د قول‪7‬ه ‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ) [البقرة‪.]286:‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬عموم قوله ‪( :‬رفع عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) [م]‪.‬‬ ‫تعاىل‪( :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ) [البقرة‪.]158:‬‬
‫القول األول‪( :‬يلغي الشوط األول) وذلك محاًل لفعله ‪ ‬على الوجوب‬ ‫الراجــح‬
‫صح حجه وسعيه‬
‫من بدأ باملروة قبل الصفا ومل يأت بشوط آخر بطل سعيه‪ ،‬وبطل حجه عند من بدأ باملروة قبل الصفا يف السعي جهاًل ومل يأت بشوط آخر ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وال شيء عليه‬ ‫يصح حجه وعليه دم‬
‫(مالك والشافعي وأمحد)‪ ،‬وعند (أيب حنيفة) ّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/645‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/50‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/20‬واملدونة (‪ ،)1/427‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/368‬والتنبيه (ص ‪ ،)76‬وهناية املطلب (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/304‬ومسائل اإلمام أمحد برواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)217 :‬والكايف البن قدامة (‪)1/516‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫اشتراط الطهارة للسعي‬ ‫مســألــة (‪)66‬‬
‫السعي من أعمال احلج‪ ،‬وأنَّه ليس ألشواط السعي قول حمدود‪ ،‬وعلى لزوم البدء بالصفا قبل املروة ‪-‬خالفًا لعطاء‪َّ -‬‬
‫وأن السعي يكون بعد‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الطواف‪ ،‬واألوىل واألكمل أ ْن يكون السعي بطهارة‪ ،‬واختلفوا يف اشرتاط الطهارة لصحة السعي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تشرتط الطهارة للسعي‬ ‫ال تشرتط الطهارة للسعي‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن البصري‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪146‬‬

‫االختالف يف ثبوت الزيادة يف حديث أمساء بنت عميس ~ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله ‪ ‬ألمساء بنت عميس ~ ملا حاضت‪( :‬افعلي ما يفعل * زي‪77 7‬ادة يف ح‪77 7‬ديث أمساء بنت عميس ~ ملا حاض‪77 7‬ت‪ ،‬ق‪77 7‬ال هلا الن‪77 7‬يب ‪( :‬افعلي‪ 7‬م‪77 7‬ا يفع‪77 7‬ل‬
‫‪7‬عي بني الص‪77‬فا واملروة) [ط‪77‬أ‪ /‬وأص‪77‬ل احلديث يف الص‪77‬حيحني‬ ‫احلاج‪ ،‬غ‪77‬ري أاّل تط‪77‬ويف ب‪77‬البيت وال تس‪ْ 7‬‬
‫ّ‬ ‫احلاج‪ ،‬غري أاّل تطويف بالبيت حىت تطهري) [متفق]‪.‬‬
‫ّ‬
‫تسعي بني الصفا واملروة]‪.‬‬
‫‪ ‬عن عائش ‪77 7‬ة وأم س ‪77 7‬لمة ‪ ‬قالت ‪77 7‬ا‪( :‬إذا ط ‪77 7‬افت املرأة ب ‪77 7‬البيت بدون زيادة‪ :‬وال ْ‬ ‫األدلــة‬
‫وصلت ركعتني‪ ،‬مث حاضت‪ ،‬فلتطف بالصفا واملروة) [أثر‪ /‬ش]‪ * .‬القي ‪77‬اس على الط ‪77‬واف‪ ،‬فكم ‪77‬ا َّ‬
‫أن الطه ‪77‬ارة الزم ‪77‬ة للط ‪77‬واف فك ‪77‬ذا الس ‪77‬عي‪ ،‬فالس ‪77‬عي ي ‪77‬أيت بع ‪77‬د‬
‫الطواف متصاًل به‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال تشرتط الطهارة للسعي)‪ ،‬لداللة حديث أمساء ~ املتفق عليه‬ ‫الراجــح‬
‫حل فال شيء‬
‫حيل فعليه إعادة السعي‪ ،‬وإذا ذكر بعد ما ّ‬
‫إذا سعى بغري طهارة وذكر قبل أن ّ‬ ‫إذا سعى بغري طهارة فال شيء عليه‪ ،‬وسعيه صحيح‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/646‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/51‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/135‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/433‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/69‬وهناية املطلب يف دراية املذهب (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/303‬والوسيط يف املذهب (‪ ،)2/655‬والشرح الكبري (‪ ،)3/408‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/206‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫للحج والعمرة‬
‫حكم من سعى قبل أ ْن يطوف ّ‬ ‫مســألــة (‪)67‬‬
‫وأن للمتمتع طوافني‪ ،‬وللمفرد طواف واحد‪ ،‬واتفقوا على َّأن السعي من أعمال احلاج واملعتمر‪َّ ،‬‬
‫وأن األصل فيه ْأن يكون السعي بعد الطواف‪،‬‬ ‫أمجعوا على أنَّه ليس للمعتمر إال طواف العمرة‪َّ ،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واختلفوا فيمن سعى قبل أن يطوف‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫إذا سعى مث طاف وخرج من مكة صح‬ ‫يصح السعي قبل الطواف‬
‫ّ‬ ‫يصح السعي قبل الطواف‬
‫(ال) ّ‬
‫نسكه‪ ،‬وإن مل خيرج أعاد السعي‪ 7‬والطواف‬ ‫الثوري‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫‪145‬‬

‫أخر بقوله‪( :‬ال حرج) (مل يذكره ابن رشد)‬


‫احلج أو ّ‬
‫ظاهر تعارض قوله ‪( ‬خذوا عين مناسككم‪ ،)7‬مع إذنه ‪ ‬ملن ق ّدم يف أفعال ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الس‪77 7‬عي نس‪77 7‬ك‪ ،‬وق‪77 7‬د ق‪77 7‬ال ابن عب‪77 7‬اس‬
‫َّ‬ ‫ألن الن ‪77‬يب ‪ ‬ط ‪77‬اف مث س ‪77‬عى وق ‪77‬ال‪( :‬خ ‪77‬ذوا ع ‪77‬ين مناس ‪77‬ككم ) ‪ ‬ح‪77‬ديث أس‪77‬امة بن ش‪77‬ريك ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬خ‪77‬رجت م‪77‬ع الن‪77‬يب ‪ ‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫حاجا فكان الناس يأتونه‪ ،‬فمن قال‪ :‬ي‪7‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬س‪7‬عيت قب‪7‬ل ‪( ƒ‬من ترك نسكا فعليه دم)‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫َّ‬
‫[ه ‪77 7‬ق‪ /‬س ‪77 7‬نن‪ /‬ط ‪77 7‬أ‪ /‬ب ‪77 7‬ع‪ /‬ش ‪77 7‬ا]‪ ،‬واألص‪77 7‬ل أن أفعال‪77 7‬ه ‪ ‬حممول‪77 7‬ة على‬
‫احلج‪ ،‬فل ‪77‬و‬ ‫َّ‬
‫ألن الس‪77 7‬عي ليس ش ‪77‬رطًا لص ‪77‬حة ّ‬ ‫الوج ‪77‬وب‪ ،‬وق ‪77‬د ت ‪77‬واترت اآلث ‪77‬ار بوص ‪77‬له ‪ ‬بني الط ‪77‬واف والس ‪77‬عي‪ 7،‬أ ْن أط ‪77‬وف أو ق ‪77‬دمت ش ‪77‬يًئا أو أخ ‪77‬رت ش ‪77‬يًئا‪ ،‬فك ‪77‬ان يق ‪77‬ول‪ :‬ال ‪‬‬
‫ح‪77 7‬رج ال ح‪77 7‬رج‪ ،)...‬ورواي‪77 7‬ة‪( :‬م‪77 7‬ا ُس ‪7 7‬ئل عن ش‪77 7‬يء إال قبض تركه فعليه دم‪ ،‬فص ّ‪7‬ح (عن‪7‬د احلنفي‪7‬ة)‪ ،‬فمن ب‪7‬اب‬ ‫وتقدمي الطواف على السعي‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫حج من قدمه على الطواف‪.‬‬ ‫بكفي ‪77‬ه كأن ‪77‬ه ي ‪77‬رمي هبا يومئ ‪77‬ذ ويق ‪77‬ول‪ :‬ال ح ‪77‬رج ال ح ‪77‬رج) [د‪/‬‬
‫أوىل صحة ّ‬
‫ج‪77 7‬ه‪ /‬حم‪ /‬خ‪77 7‬ز‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬ع‪ /‬ق‪77 7‬ط‪ /‬وص‪77 7‬ححه‪ 7‬األعظمي‪ ،‬واألرن‪77 7‬ؤوط‪،‬‬
‫األلباين]‪.‬‬
‫أخ ر وذلك يف أفعال كثري من احلج‪ ،‬وال خيالف ذلك قوله‬
‫دل عليه صراحة حديث أسامة بن شريك ‪ ،‬وقد أذن ‪ ‬ملن قدَّم أو َّ‬ ‫القول الثاين‪( :‬يصح السعي قبل الطواف)‪ ،‬وهذا ما ّ‬ ‫الراجــح‬
‫احلج‬
‫خصوصا مع كثرة الزحام والناس أيام ّ‬
‫ً‬ ‫‪( :‬خذوا عين مناسككم‪ ،)7‬وهذا رفق بالناس‬
‫صح‬
‫من سعى قبل أن يطوف فحجه وعمرته صحيحتان وال شيء من سعى قبل أن يطوف وخرج من مكة ّ‬ ‫من سعى قبل أ ْن يطوف لغى سعيه وعليه اإلعادة بعد الطواف‪،‬‬
‫نسكه وعليه دم‬ ‫عليه‬ ‫فإ ْن خرج من مكة فعليه الرجوع لفعله‪ ،‬فإ ْن كان أصاب النساء‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فسد حجه أو عمرته وعليه امتامهما فاسدتني وجيب عليه حج أو‬
‫عمرة من قابل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/646‬والبحر الرائق (‪ ،)2/357‬واجلامع الصغري وشرحه النافع الكبري (ص‪ ،)162 :‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباين (‪ ،)1/536‬والثمر الداين شرح رسالة ابن أيب‬
‫مراجع المسألــة‬
‫زيد القريواين (ص‪ ،)370 :‬واجملموع (‪ ،)8/78‬والغرر البهية يف شرح البهجة الوردية (‪ ،)2/378‬واملغين (‪ ،)7/111‬اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف للمرداوي (‪)4/21‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (الوقوف بعرفة)‬
‫احلج من قابل؛ لقوله ‪( :‬احلج عرفة) [حم‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬وهو صحيح]‪.‬‬
‫احلج‪ ،‬وأ ّن من فاته فعليه ّ‬
‫أمجعوا على أ ّن الوقوف بعرفة ركن من أركان ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫مبتدعا‪.‬‬
‫فاجرا أو ً‬ ‫احلج هي للسلطان‪ ،‬أو من يقيمه السلطان لذلك‪ ،‬وأنَّه يصلّى وراءه ًبرا كان أو ً‬ ‫أن إقامة ّ‬‫ال خالف َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ال خالف أن السنة يف الصالة‪ :‬أن يأيت املسجد بعرفة يوم عرفة مع الناس‪ ،‬فإذا زالت الشمس خطب الناس‪ ،‬ومجع بني الظهر والعصر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪145‬‬
‫ال خالف بني العلماء َّ‬
‫أن اإلمام إذا مل خيطب يوم عرفة قبل الظهر أ ّن صالته جائزة‪ ،‬خبالف اجلمعة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫(سرا)‪.‬‬
‫أمجعوا أ ّن القراءة يف صالة الظهر والعصر يوم عرفة ً‬ ‫‪-5‬‬
‫أمجعوا على أن الصالة‪ 7‬بعرفة مقصورةٌ إذا كان اإلمام مسافرا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مل خيتلف العلماء أ ّن رسول اهلل ‪ ‬وقف بعرفة بعدما صلى الظهر والعصر إىل غروب الشمس‪ ،‬داعيًا إىل اهلل تعاىل‪ ،‬وأنه ملا استيقن غروهبا‬ ‫‪-7‬‬
‫دفع منها إىل املزدلفة‪ .‬وال خالف بينهم أن هذا هو سنة الوقوف‪.‬‬
‫أمجعوا أ ّن آخر وقت للوقوف بعرفة (قبل) فجر يوم النحر‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الوقوف بعرفة‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫‪146‬‬

‫وقت أذان المؤذِّن بعرفة للظهر والعصر‬ ‫‪68‬‬


‫كم أذان وإقامة لصالتي الظهر والعصر بعرفة؟‬ ‫‪69‬‬
‫(المكي) الصالة بمنى وعرفات ومزدلفة؟‬
‫ُّ‬ ‫الحاج‬
‫ُّ‬ ‫هل يقصر‬ ‫‪70‬‬
‫حكم صالة الجمعةـ بمنى وعرفات‬ ‫‪71‬‬
‫حكم من وقف بعرفة (بعد الزوال) ودفع منها (قبل الغروب)‬ ‫‪72‬‬
‫حكم من وقف يوم عرفة بعُرنة‬ ‫‪73‬‬
‫حكم المبيت بمزدلفة‬ ‫‪74‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫وقت أذان المؤذِّن بعرفة للظهر والعصر‬ ‫مســألــة (‪)68‬‬
‫بأن يصل اإلمام إىل عرفة يوم عرفة قبل الزوال‪ ،‬فإذا زالت الشمس خطب الناس مث مجع بني الظهر والعصر يف أول وقت الظهر‪ ،‬مث وقف حىت تغيب‬ ‫اتفقوا على صفة الوقوف بعرفة‪ْ ،‬‬
‫تحرير محل‬
‫مبتدعا‪ ،‬وال‬
‫فاجرا أو ً‬ ‫َّ‬ ‫الشمس‪ ،‬وهذه الصفة جممع عليها من فعله ‪ ،‬وال خالف بينهم َّأن إقامة ّ‬
‫احلج للسلطان األعظم أو من ينيبه السلطان األعظم لذلك‪ ،‬وأنه يصلى وراءه؛ ًّبرا كان أو ً‬ ‫الخالف‬
‫خالف بني العلماء َّأن اإلمام لو (مل) خيطب يوم عرفة قبل الظهر َّأن صالته صحيحة جائزة‪ ،‬خبالف اجلمعة‪ ،‬واختلفوا يف وقت أذان املؤذن بعرفة للظهر والعصر‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫األذان بعد اخلطبة‬ ‫املؤذن يوم عرفة إذا أخذ اإلمام يف إذا صعد اإلمام املنرب ُأمر ِّ‬
‫املؤذن باألذان كاحلال‬ ‫خيطب اإلمام حىت ميضي صدر من خطبته أو يؤذن ِّ‬
‫اخلطبة‬ ‫بعد‬ ‫الصالة‬ ‫قيم‬ ‫ي‬ ‫مث‬ ‫اجلمعة‬ ‫يوم‬ ‫الثانية‬ ‫اخلطبة‬ ‫يؤذن املؤذن وهو خيطب‬ ‫بعضها مث ِّ‬
‫‪145‬‬
‫أمحد‬ ‫ُ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أبو ثور‪ /‬ابن نافع‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك‬
‫االختالف يف رواية حديث جابر ‪ ‬من فعله ‪ ‬يوم عرفة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*حديث جابر ‪ ‬الطويل قال‪( :‬فأج‪77‬از‬ ‫‪ ‬رواي‪77 7 7‬ة يف ح‪77 7 7‬ديث ج ‪77 7‬ابر ‪( :‬أتى * القياس على صالة اجلمعة‪.‬‬ ‫‪ ‬مل أقف على دليل هلذا القول‪.‬‬
‫رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬ح‪7‬ىت أتى عرف‪7‬ة‪ ،‬ف‪7‬نزل هبا‪،‬‬ ‫‪ ‬من بطن ال ‪77‬وادي‪ ،‬فخطب مث وق ‪77‬ف‬
‫ح ‪77‬ىت إذا زاغت الش ‪77‬مس أم ‪77‬ر بالقص ‪77‬واء‪،‬‬ ‫قلياًل مث خطب‪ ،‬وأم ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ر بالاًل ف ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬أذّن‬
‫ف‪77‬رحلت ل‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬أتى بطن ال‪77‬وادي‪ ،‬فخطب‬ ‫وأق ‪77‬ام‪ ،‬وص‪7 7‬لّى الظه ‪77‬ر‪ ،‬مث أق ‪77‬ام وص‪7 7‬لَّى‬ ‫األدلــة‬
‫الن ‪77‬اس ‪-‬ف ‪77‬ذكر اخلطب ‪77‬ة‪ -‬مث أذَّن‪ ،‬مث أق ‪77‬ام‬ ‫جامع‪77 7‬ا بينهم ‪77 7‬ا) [ذك ‪77 7‬ره فقه ‪77 7‬اء‬ ‫العص ‪77 7‬ر ً‬
‫فص ‪7 7‬لَّى الظه‪77 7‬ر‪ ،‬مث أق ‪77 7‬ام فص‪7 7 7‬لَّى العص ‪77 7‬ر)‬ ‫الش‪77 7 7 7‬افعية يف كتبهم ومل أق‪77 7 7 7‬ف علي‪77 7 7 7‬ه يف‬
‫[م]‪.‬‬ ‫كتب احلديث]‪.‬‬
‫القول الرابع‪( :‬األذان بعد اخلطبة)؛ لداللة حديث جابر ‪ ‬الصحيح على ذلك‬ ‫الراجــح‬
‫من السنة أ ْن يؤذّن يوم عرفة بعد انتهاء‬ ‫من السنة أ ْن يؤذّن يوم عرفة بني اخلطبتني‬ ‫من السنة أ ْن يؤذّن يوم عرفة يف اخلطبة‬ ‫من السنة أ ْن يؤذّن يوم عرفة واإلمام خيطب‬
‫ثمرة الخالف‬
‫اإلمام من اخلطبة‬ ‫معا‬
‫الثانية لينتهي األذان واخلطبة ً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/648‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/151‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/22‬واملدونة (‪ ،)1/249‬والبيان والتحصيل (‪ ،)2/57‬وهناية املطلب يف دراية املذهب (‪ ،)4/310‬والوسيط يف‬
‫مراجع المسألــة‬
‫املذهب (‪ ،)2/656‬واملغين (‪ ،)3/365‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/235‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫كم أذان وإقامة لصالتي الظهر والعصر بعرفة؟‬ ‫مســألــة (‪)69‬‬
‫سرا‪ ،‬واختلفوا كم أذان وإقامة هلما‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫ال خالف يف مشروعية اجلمع بني صاليت الظهر والعصر يوم عرفة‪َّ ،‬‬
‫وأن القراءة فيهما ًّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫جيمع اإلمام يوم عرفة بأذان واحد وإقامتني‬ ‫جيمع اإلمام يوم عرفة بأذاننْي وإقامتنْي‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫ظاهر معارضة األثر لفعل‪ 7‬بعض الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬

‫* أثر عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬من رواي‪7‬ة عب‪77‬د ال‪77‬رمحن بن يزي‪77‬د ق‪77‬ال‪( :‬خ‪77‬رجت * ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬الطوي‪77‬ل ق‪77‬ال‪( :‬فأج‪77‬از رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ح‪77‬ىت أتى عرف‪77‬ة‪ ،‬ف‪77‬نزل‬
‫‪7‬رحلت ل‪77 7‬ه‪ ،‬ف‪77 7‬أتى بطن ال‪77 7‬وادي‪،‬‬‫مجع‪77‬ا‪ ،‬ص‪7‬لَّى الص‪77‬التنْي ك‪7ّ 7‬ل واح‪77‬د هبا‪ ،‬ح‪77 7‬ىت إذا زاغت الش‪77 7‬مس أم‪77 7‬ر بالقص‪77 7‬واء‪ ،‬ف‪ِّ 7 7‬‬
‫م‪77‬ع عب‪77‬د اهلل بن مس‪77‬عود‪ 7‬إىل مك‪77‬ة‪ ،‬فلم‪77‬ا أتى ً‬
‫منهم‪77 7‬ا ب‪77 7‬أذان وإقامة‪ ،‬ومل يص‪7ّ 7 7‬ل بينهم‪77 7‬ا) [خ‪ /‬وه‪77 7‬و موق‪77 7‬وف على ابن مس‪77 7‬عود فخطب‪ 7‬الن‪77 7‬اس ‪-‬ف‪77 7‬ذكر اخلطب‪77 7‬ة‪ -‬مث أذن‪ ،‬مث أق ‪77‬ام فص‪77 7‬لى الظه ‪77‬ر‪ ،‬مث أق‪77 7‬ام فص ‪77‬لى‪7‬‬ ‫األدلــة‬
‫العصر) [م]‪.‬‬ ‫‪.]‬‬
‫ألن األصل هو أ ْن تفرد كل صالة بأذان وإقامة‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬أذان وإقامتني)؛ لداللة حديث جابر ‪ ‬الصرحية على ذلك‬ ‫الراجــح‬
‫من السنة يوم عرفة أ ْن يؤذن ويقيم لصالة الظهر‪ ،‬مث يقيم لصالة العصر بال‬ ‫السنة يوم عرفة أ ْن يؤذن ويقيم لصالة الظهر‪ ،‬ويؤذن ويقيم لصالة العصر‬
‫من ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فاصل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/649‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/152‬وبداية املبتدي (ص ‪ ،)45‬واملدونة (‪ ،)1/429‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/256‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)86 :‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/169‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/519‬والعدة شرح العمدة (ص ‪)207‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫(المكي) الصالة بمنى وعرفات ومزدلفة؟‬
‫ُّ‬ ‫الحاج‬
‫ُّ‬ ‫هل يقصر‬ ‫مســألــة (‪)70‬‬
‫قادما من خارج مكة‪ ،‬وهو ليس من حاضري املسجد احلرام أنّه يقصر الصالة يف مىن وعرفات ومزدلفة‪ ،‬واختلفوا يف حكم قصر الصالة ْإن كان‬
‫اتفقوا على أن احلاج إن كان ً‬ ‫تحرير محل‬
‫احلاج مكيًّا‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) يقصر احلاج املكي الصالة‬ ‫يقصر احلاج املكي الصالة يف مىن وعرفة ومزدلفة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬الثوري‪ /‬أبو ثور‬ ‫مالك‪ /‬األوزاعي‬ ‫‪145‬‬

‫هل القصر يف احلج بسبب السفر أو النسك؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أحدا أمتّ الصالة معه ‪ ‬بعد اإلس‪7‬الم‪ ،‬ممن ك‪7‬ان مع‪7‬ه من أه‪7‬ل مك‪7‬ة * األص ‪77‬ل املع ‪77‬روف َّ‬
‫أن القص‪7 7‬ر‪ 7‬ال جيوز إال للمس ‪77‬افر‪ ،‬ح ‪77‬ىت ي ‪77‬دل ال ‪77‬دليل على‬ ‫أن ً‬‫* ألنَّه مل يرو َّ‬
‫التخصيص‪ ،‬وال دليل على ذلك‪.‬‬ ‫حجة الوداع‪.‬‬
‫يف ّ‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬قصر عمر ‪ ‬الصالة مبىن‪ ،‬ومثله الصديق ‪[ ‬طأ‪ /‬هق]‪.‬‬
‫للمكي اجلمع بعرفة ومزدلفة‪ ،‬جاز له القصر فيهما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬ما دام أنه جاز‬
‫للحاج امل ّك ّي ألخرب ‪ ‬أهل مكة ممن كان معه بإمتام الصالة‬
‫ّ‬ ‫القول األول‪( :‬يقصر احلاج املكي يف مىن وعرفة ومزدلفة)‪ ،‬وهذا القصر للنسك‪ ،‬ولو وجب اإلمتام‬ ‫الراجــح‬
‫يتم الصالة يف مىن وعرفة ومزدلفة‬
‫املكي أ ْن ّ‬
‫الواجب على احلاج ّ‬ ‫املكي أ ْن يقصر الصالة يف مىن وعرفة ومزدلفة‬
‫من السنة للحاج ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/650‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‪ ،)2/427‬واملعتصر من املختصر من مشكل اآلثار (‪ ،)1/81‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/120‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪2/59‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫)‪ ،‬والبيان (‪ ،)2/480‬وحاشية البجريمي على شرح املنهج ( ‪ ،)2/129‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)230 :‬وكشاف القناع ( ‪)2/5‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم صالة الجمعة بمنى وعرفات‬ ‫مســألــة (‪)71‬‬
‫اتفق العلماء على فرضية صالة اجلمعة‪ ،‬فهي فرض (عني) بشروطها املذكورة يف كتاب صالة اجلمعة‪ ،‬واختلفوا هل على احلاج يف مىن وعرفات صالة مجعة‪ ،‬فيما لو صادف يوم اجلمعة يوم‬ ‫تحرير محل‬
‫عرفة أو يوم الرتوية أو أيام التشريق‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جتب اجلمعة بعرفة ومىن أيام احلج إذا كان أمري احلج ممن ال يقصر الصالة‬ ‫احلج على تفصيل‪:‬‬
‫(ال) جتب اجلمعة بعرفة وال مبىن أيام ّ‬
‫أبو حنيفة‬ ‫‪ -‬مالك‪( :‬ال على أهل مكة وال على غريهم‪ ،‬إال إذا كان اإلمام من أهل عرفة)‬
‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪146‬‬
‫‪ -‬وعند الشافعي‪( :‬إال إذا كان هناك (‪ )40‬رجاًل من أهل عرفة)‬
‫‪ -‬وعند أمحد‪( :‬إذا كان وايل مكة ‪ -‬يوم اجلمعة ‪ -‬مبكة جيمع هبم‪ ،‬وإن كان مبىن فال مجعة)‬
‫هل جتب صالة اجلمعة عند ف ْقد شرط االستيطان واإلقامة؟‪ /‬واالختالف يف تأويل تركه ‪ ‬لصالة يوم اجلمعة وهو يف مىن (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫‪‬‬ ‫يصل اجلمعة يف عرفات‪ ،‬يف حجة الوداع وقد صادفه العيد وهو مبىن‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألن النيب ‪ ‬مل ِّ‬ ‫‪‬‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [اجلمعة‪ ،]97:‬وهذا خطاب عام لكل من جيب عليه‬ ‫لف ْقد شروط وجوب صالة اجلمعة‪ ،‬كاإلمامة واالستيطان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومجعا بعد اخلطبة‪.‬‬
‫قصرا ً‬ ‫َّ‬
‫ألن احلاج واإلمام كالمها مشروع له صالة يوم عرفة ً‬ ‫‪‬‬ ‫األدلــة‬
‫حضور اجلمعة‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه إذا اجتمع يوم عيد ويوم مجعة تسقط اجلمعة (عند بعضهم)‪ ،‬فمن ب‪7‬اب أوىل اجتم‪7‬اع‬
‫يوم عرفة ويوم العيد‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬ال جتب اجلمعة مطل ًقا بعرفة؛ لرتكه ‪ ‬صالة اجلمعة‪ ،‬والشتغال الناس بعبادة أخرى‪ ،‬ولو كان واجبًا على أحد؛ ألمر النيب ‪ ‬أصحابه ‪ ‬ممن هو من أهل مكة‬
‫الراجــح‬
‫أ ْن يصلوا اجلمعة‬
‫احلج ممن ال يقصر الصالة (أي‪:‬‬
‫إذا صادف يوم اجلمعة يوم عرفة وكان أمري ّ‬ ‫إذا صادف يوم اجلمعة يوم عرفة أو مىن سقطت صالة اجلمعة على التفصيل بينهم‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ههو أمري املنطقة وليس أمري املوسم) وجب عليهم إقامة صالة اجلمعة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/650‬وتبيني احلقائق (‪ ،)1/218‬والبحر الرائق (‪ ،)2/153‬واملدونة (‪ ،)1/482‬والذخرية للقرايف (‪ ،)2/356‬وفتح العزيز (‪ ،)7/353‬وروضة الطالبني (‪،)3/92‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واملغين (‪ ،)3/365‬والشرح الكبري (‪)3/424‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم من َوقَف بعرفة (بعد الزوال) ودفع منها (قبل الغروب)‬ ‫مســألــة (‪)72‬‬
‫أن النيب ‪ ‬وقف يف عرفة إىل غروب الشمس‪ ،‬واتفقوا على أ ّن من وقف بعرفة بعد الزوال‪ ،‬أو دفع منها بعد الغروب أ ّن وقوفه صحيح‪ ،‬وكذلك لو‬‫مل خيتلف العلماء َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫دفع منها قبل الغروب مث عاد إليها قبل الفجر‪ ،‬واختلفوا فيمن وقف بعرفة بعد الزوال ودفع منها قبل الغروب ومل يرجع إليها‪ ،‬فما حكم حجه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يصح وقوف من وقف بعرفة بعد الزوال ودفع قبل الغروب‬
‫ّ‬ ‫ف بعرفة بعد الزوال ودفع قبل الغروب‬
‫يبطل وقوف من َوقَ َ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مجهور العلماء‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬

‫هل من شرط صحة الوقوف بعرفة اجلمع بني النهار والليل؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫مضرس ‪ ‬قال‪( :‬أتيت رسول اهلل ‪ ‬جبم‪77‬ع‪ ،‬فقلت ل‪77‬ه‪ :‬ه‪77‬ل يل من‬ ‫ألن من دف ‪77‬ع قب ‪77‬ل الغ ‪77‬روب مل جيم ‪77‬ع بني وق ‪77‬وف اللي ‪77‬ل والنه ‪77‬ار * حديث عروة بن ِّ‬ ‫* َّ‬
‫فيبط ‪77 7‬ل وقوف ‪77 7‬ه‪ ،‬واحلج عرف ‪77 7‬ة‪ ،‬وق ‪77 7‬د وق ‪77 7‬ف ‪ ‬إىل اللي ‪77 7‬ل وق ‪77 7‬ال‪ :‬حج؟‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬من ص‪7‬لَّى ه‪77‬ذه الص‪77‬الة معن‪77‬ا‪ ،‬ووق‪77‬ف ه‪77‬ذا املوق‪77‬ف ح‪77‬ىت نفيض وأف‪77‬اض قب‪77‬ل‬
‫هنارا‪ ،‬فق‪7‬د متّ حج‪7‬ه‪ ،‬وقض‪7‬ى تفث‪7‬ه) [حم‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ص‪7‬ح‪/‬‬ ‫ذلك من عرف‪7‬ات؛ لياًل أو ً‬ ‫(خذوا عين مناسككم) [هق‪ /‬سنن‪ /‬طأ‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫كم‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬حب‪ /‬طي‪77‬ا‪ /‬وحس‪77‬نه الرتم‪77‬ذي وص‪77‬ححه احلاكم‪ ،‬وق‪77‬ال ابن رش‪77‬د‪ :‬أمجع‪77‬وا على ص‪7‬حة‬
‫احلديث وعلى َّ‬
‫أن املراد بقوله‪( :‬النهار) أنه بعد الزوال]‪.‬‬
‫مضرس ‪ ،‬فهو واضح الداللة‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬للجمهور ْأن يقولوا‪َّ :‬‬
‫إن وقوفه ‪ ‬بعرفة إىل‬ ‫القول الثاين‪( :‬صح وقوفه)؛ لداللة حديث عروة بن ّ‬ ‫الراجــح‬
‫خميًرا بني ذلك‬
‫املغيب قد نبّأ حديث عروة بن مضرس ‪ ‬أنَّه على جهة األفضل؛ إذ كان ّ‬
‫من وقف بعد الزوال مث انصرف قبل الغروب ومل يرجع إىل عرفة صح وقوفه (على‬ ‫من وقف بعد الزوال مث انصرف قبل الغروب ومل يرجع إىل عرفة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫تفصيل بينهم)‬ ‫ولو جزءا من الليل فسد وقوفه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/651‬واهلداية شرح أحاديث البداية (‪ ،)5/398‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/127‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)1/157‬واملدونة (‪ ،)1/422‬ومواهب‬
‫اجلليل (‪ ،)3/95‬والتنبية يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)77 :‬وكفاية األخيار يف حل غاية االختصار (ص‪ ،)214 :‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/520‬والروض املربع شرح زاد املستقنع‪7‬‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫(ص‪)276 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم من وقف يوم عرفة بعُرنة‬ ‫مســألــة (‪)73‬‬
‫سيذكر املؤلف هذه املسألة مرة ثانية يف القول يف أحكام العيد‪ ،‬وقد اتفقوا على وجوب الوقوف بعرفة‪َّ ،‬‬
‫وأن من وقف هبا بعد الزوال ودفع منها بعد الغروب فوقوفه‬ ‫تحرير محل‬
‫حجه؟ واخلالف على قولني‬ ‫ٍ‬
‫صحيح‪ ،‬واختلفوا فيمن وقف ُبعرنة‪( ،‬وهو واد على حدود عرفة وغري داخل يف حدودها) مث دفع مع الناس ومل يدخل عرفة‪ ،‬فما حكم ّ‬ ‫الخالف‬
‫حج له‬
‫من وقف يوم عرفة بعُرنة ومل يدخل عرفة فال ّ‬ ‫فحجه صحيح‬
‫من وقف يوم عرفة بعُرنة ومل يدخل عرفة ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬

‫هل النهي عن الوقوف بوادي عُرنة من باب احلظر أو من باب الكراهة؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث جب‪77‬ري وج‪7‬ابر وأيب هري‪77‬رة ‪ ،‬ق‪77‬ال ‪( :‬عرف‪77‬ة كله‪77‬ا موق‪77‬ف‪ ،‬وارتفع‪77‬وا عن بطن‬ ‫* األصل أن الوقوف بكل عرفة جائز‪ ،‬إال ما قام عليه الدليل‪.‬‬
‫عُرن‪77‬ة‪ ،‬واملزدلف‪77‬ة كله‪77‬ا موقف‪ ،‬وارتفع‪77‬وا عن بطن حم ِّس‪7‬ر‪ ،‬وك‪77‬ل فج‪77‬اج مك‪77‬ة طري‪77‬ق ومنح‪77‬ر)‬
‫األدلــة‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77 7 7‬ه‪ /‬طح‪ /‬ب‪77 7 7‬ز‪ /‬طب‪ /‬حب‪ /‬هت‪ /‬وأص‪77 7‬له عن‪77 7‬د مس‪77 7‬لم ب‪77 7‬دون االس‪77 7 7‬تثناء لعرن‪77 7 7‬ة‬
‫وحمسر]‪.‬‬
‫ّ‬
‫حج له)؛ للحديث الصحيح الوارد يف الرفع عن بطن عرنة؛ َّ‬
‫ألن من وقف يف بطن عُرنة مل يدخل يف عرفة أصاًل‬ ‫القول الثاين‪( :‬من وقف يف عُرنة فقط فال ّ‬ ‫الراجــح‬
‫من وقف يف عُرنة (مل) يصح وقوفه ومل يصح حجه‬ ‫من وقف يف عُرنة فقد صح وقوفه وعليه دم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)696 ،1/652‬واهلداية شرح أحاديث البداية (‪ ،)5/398‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/29‬والبحر الرائق (‪ ،)2/363‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/97‬وحاشية العدوي على‬
‫مراجع المسألــة‬
‫كفاية الطالب الرباين (‪ ،)1/539‬واجملموع (‪ ،)8/120‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/96‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)59 :‬والشرح الكبري (‪)3/428‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم المبيت بمزدلفة‬ ‫مســألــة (‪)74‬‬
‫أمجعوا على َّأن من وقف بعرفة مث بات يف املزدلفة ليلة النحر‪ ،‬ومجع فيها بني املغرب والعشاء مع اإلمام‪ ،‬ووقف فيها بعد صالة الصبح إىل اإلسفار‪ ،‬فحجه تام‪ ،‬وهذه الصفة اليت فعلها ‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واختلفوا يف حكم املبيت مبزدلفة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫املبيت مبزدلفة واجب‬ ‫املبيت مبزدلفة فرض‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مجهور العلماء (على خالف بينهم يف مقدار املبيت الواجب)‬ ‫األوزاعي‪ /‬مجاعة من التابعني‬ ‫‪145‬‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله ‪( :‬من صلى هذه الصالة معنا‪ ،)...‬وتعارضه مع اإلذن للضعفة برتك املبيت مبزدلفة‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ * َّ‬
‫ألن الن ‪77‬يب ‪ ‬ق ‪77‬دَّم ض ‪77‬عفة أهل ‪77‬ه لياًل فلم يش ‪77‬هدوا مع ‪77‬ه ص ‪77‬الة الص ‪77‬بح مبزدلف ‪77‬ة؛ فعن عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪:‬‬
‫أن تفيض من مجع بلي‪77‬ل‪ ،‬ف‪77‬أذن هلا) [خ‪ /‬م]‪،‬‬ ‫ﮃ ﮄ ﮆ ﮇ ﮈ) [البق‪77‬رة‪ 7 ،]198:‬ظ‪77‬اهر (ك‪77‬انت س‪77‬ودة ام‪77‬رأة ض‪77‬خمة ثبط‪77‬ة‪ ،‬فاس‪77‬تأذنت رس‪77‬ول اهلل ‪ْ ‬‬
‫وقال ابن عباس ‪( :ƒ‬أنا ممن قدم النيب ‪ ‬ليلة املزدلفة يف ضعفة أهله) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫اآلية لزوم املبيت مبزدلفة‪.‬‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عب‪77‬د ال‪77‬رمحن ال‪77‬ديلمي ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬احلج عرفة‪ ،‬ومن ج‪77‬اء ليل‪77‬ة مجع قب‪77‬ل طل‪77‬وع الفج‪77‬ر فق‪77‬د‬
‫مضرس‪  7‬من قوله ‪( :‬من صلَّى هذه الصالة معن‪77‬ا‬ ‫* حديث عروة بن ِّ‬ ‫األدلــة‬
‫أن من‬ ‫‪-‬يعين صالة الصبح مبزدلفة‪ -‬ووقف هذا املوقف ح‪77‬ىت نفيض‪ ،‬وأف‪77‬اض قب‪77‬ل أدرك) [ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬د‪ /‬حم‪ /‬وص ‪77‬ححه ابن خزمية وابن حب ‪77‬ان واحلاكم وال ‪77‬دار قط ‪77‬ين]‪ ،‬دل احلديث َّ‬
‫احلج‪ ،‬وهذا يقتضي عدم ركنية املبيت مبزدلفة‪.‬‬ ‫هنارا‪ ،‬فق‪77‬د مت حج‪77‬ه‪ ،‬وقض‪77‬ى تفث‪77‬ه) [حم‪/‬ت‪/‬د‪/‬ن‪ /‬وقف بعرفة آخر جزء من ليلة املزدلفة أدرك ّ‬ ‫ذل‪77‬ك من عرف‪77‬ات لياًل أو ً‬
‫ج‪77‬ه‪ /‬ص‪77‬ح‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬حب‪ /‬طي‪77‬ا‪ /‬وحس‪77‬نه الرتم‪77‬ذي وص‪77‬ححه احلاكم‪ ،‬ق‪77‬ال ابن ‪ ‬إمجاع العلم ‪77‬اء على َّ‬
‫أن وقت الوق ‪77‬وف بعرف ‪77‬ة ميت‪ّ 7 7‬د إىل الفج ‪77‬ر‪ ،‬وه ‪77‬ذا يقتض ‪77‬ي ت ‪77‬رك الوق ‪77‬وف مبزدلف ‪77‬ة‬
‫للمتأخر‪.‬‬ ‫رشد‪ :‬أمجعوا على صحته]‪.‬‬

‫فإن أكثرهم على َّ‬


‫أن من وقف باملزدلفة لياًل ودفع منها قبل الصبح أن‬ ‫القول الثاين‪( :‬املبيت مبزدلفة واجب)؛ إلمجاع املسلمني على ترك األخذ جبميع ما يف حديث ابن مضرس ‪َّ ،‬‬
‫حجه تام‪ ،‬وكذلك من بات فيها ونام عن الصالة‪ ،‬وكذلك أمجعوا على َّ‬
‫أن من وقف مبزدلفة ومل يذكر اهلل تعاىل فحجه تام‪ ،‬فيضعف بذلك االحتجاج باحلديث وظاهر اآلية للقول‪7‬‬ ‫الراجــح‬
‫األول‬
‫ّ‬
‫فحجه صحيح وعليه دم‬
‫من فاته املبيت مبزدلفة ّ‬ ‫فحجه فاسد‬
‫من فاته املبيت مبزدلفة ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/654‬واهلداية شرح أحاديث البداية (‪ ،)5/407‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/133‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/61‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/332‬والشرح الكبري للدردير (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ ،)2/44‬واملهذب (‪ ،)1/424‬وهناية احملتاج (‪ ،)3/300‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/521‬والعدة شرح العمدة (ص‪)211 :‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف القول يف (رمي اجلمار)‬
‫النيب ‪ ‬دفع من مزدلفة إىل مىن قبل طلوع الشمس‪ ،‬وأنّه يف يوم النحر رمى مجرة العقبة من بعد طلوع الشمس‪.‬‬ ‫اتفقوا‪ 7‬على ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫أمجع املسلمون أ ّن من رمى مجرة العقبة يف يوم النحر بعد طلوع الشمس إىل زواهلا فقد رماها يف وقتها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أمجعوا أ ّن رسول اهلل ‪( ‬مل) يرم يوم النحر غري مجرة العقبة‪7.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪145‬‬
‫املستحب لرمي مجرة العقبة هو من لدن طلوع الشمس إىل وقت الزوال‪ ،‬ومن رماها قبل غروب الشمس من يوم‬ ‫ّ‬ ‫أمجع العلماء أ ّن الوقت‬ ‫‪-4‬‬
‫النحر أجزأ عنه‪ ،‬وال شيء عليه‪.‬‬
‫احلج ما ثبت عنه ‪ ‬أنّه رمى يف حجته اجلمرة يوم النحر‪ ،‬مثّ حنر بدنه‪ ،‬مث حلق رأسه‪ ،‬مث طاف طواف اإلفاضة‪.‬‬ ‫أمجع العلماء على أ ّن سنّة ّ‬ ‫‪-5‬‬
‫أمجعوا على أ ّن من حنر قبل أن يرمي فال شيء عليه‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫احلاج (سبعون)‪ 7‬حصاة؛ منها يف يوم النحر مجرة العقبة‪ 7‬بسبع‪.‬‬‫اتفقوا‪ 7‬على أ ّن مجلة ما يرميه ّ‬ ‫‪-7‬‬
‫أن احلاج يُعيد الرمي إذا (مل) تقع احلصاة يف العقبة‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫كل مجرة منها بسبع‪.‬‬
‫كل يوم من أيام التشريق ثالث مجار بواحد وعشرين حصاة‪ّ ،‬‬ ‫أمجعوا على أنَّه يرمي يف ّ‬ ‫‪-9‬‬
‫أمجعوا أنّه جيوز أ ْن يرمي يف يومنْي وينفر يف الثالث‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫أن حجم احلصاة يف مثل حصى اخل ْذف‪.‬‬ ‫أمجعوا َّ‬ ‫‪-11‬‬
‫الوقوف بعد اجلمرة األوىل والثانية للدعاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫أمجعوا على أ ّن من سنّة رمي اجلمار الثالث يف أيام التشريق أ ْن يكون‪ 7‬بعد الزوال‪ .‬وأ ّن من سنته‬ ‫‪-12‬‬
‫أمجعوا على أن من مل يرم اجلمار أيام التشريق حىت تغيب الشمس من آخرها أنه ال يرميها بعد‪.‬‬ ‫‪-13‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫القول يف رمي اجلمار‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬
‫‪146‬‬
‫حكم رمي جمرة العقبة (قبل) الفجر‬ ‫‪75‬‬
‫حكم من أ ّخر رمي جمرة العقبة حتى غابت الشمس‬ ‫‪76‬‬
‫حكم من حلق قبل أ ْن يرمي يوم النحر‬ ‫‪77‬‬
‫حكم من حلق قبل أ ْن ينحر‬ ‫‪78‬‬
‫حكم من ق ّدم طواف اإلفاضة على الرمي والحلق‬ ‫‪79‬‬
‫حكم الرمي قبل الزوال أيام التشريق‬ ‫‪80‬‬
‫حكم من ترك رمي بعض الجمار أيام التشريق‬ ‫‪81‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم رمي جمرة العقبة (قبل) الفجر‬ ‫مسألةـ (‪)75‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن النيب ‪ ‬وقف باملشعر احلرام ‪-‬املزدلفة‪ -‬بعدما صلّى الفجر‪ ،‬مث دفع منها قبل طلوع الشمس إىل مىن‪ ،‬ورمى مجرة العقبة يوم النحر بعد طلوع‬
‫أن من رمى مجرة العقبة بعد طلوع الشمس إىل زواهلا فقد رماها يف وقتها‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬مل يرم يوم النحر من‬ ‫الشمس [م]‪ ،‬وأمجع املسلمون‪ 7‬على َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫اجلمرات غريها‪ ،‬واختلفوا يف حكم من رمى مجرة العقبة قبل الفجر‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يصح رمي مجرة العقبة قبل طلوع الفجر‬
‫ّ‬ ‫يصح رمي مجرة العقبة قبل طلوع الفجر‬
‫(ال) ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الثوري‬
‫ظاهر تعارض األثر مع فعل بعض أمهات املؤمنني ‡ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* (مل) ي ‪77‬رخص ‪ ‬ألح ‪77‬د ب ‪77‬الرمي قب ‪77‬ل الفج ‪77‬ر‪ ،‬وق ‪77‬د ق ‪77‬ال‪( :‬خ ‪77‬ذوا ع ‪77‬ين * حديث عائشة ~ ق‪7‬الت‪( :‬أرس‪7‬ل رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬ب‪7‬أم س‪7‬لمة ي‪7‬وم النح‪7‬ر ف‪7‬رمت اجلم‪7‬رة‬
‫قبل الفجر‪ ،‬ومضت‪ 7‬فأفاضت‪ ،‬وكان ذلك الي‪7‬وم ال‪7‬ذي يك‪7‬ون عن‪7‬دها رس‪7‬ول اهلل ‪[ )‬د‪/‬‬ ‫مناسككم) [م]‪.‬‬
‫* ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬ق‪77‬دمنا رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬أغيلم‪77‬ة من ب‪77‬ين عب‪77‬د ش‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬وصححه احلاكم والغماري]‪.‬‬
‫يلطح أفخاذن ‪77 7‬ا ويق ‪77 7‬ول‪ * :‬أثر أمساء ~ (أهنا رمت اجلمرة بليل وقالت‪ :‬إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول اهلل‬
‫املطلب من مجع بليل على مُحُ ‪77 7‬رات لن ‪77 7‬ا‪ ،‬فجع ‪77 7‬ل ُ‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬ين ال ترم‪77‬وا اجلم‪77‬رة‪ ،‬ح‪77‬ىت تطل‪77‬ع الش‪77‬مس)‪ ،‬ق‪77‬ال ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬وال ‪[ )‬د‪ /‬ن‪ /‬ه ‪77‬ق]‪ ،‬ورواي ‪77‬ة‪( :‬ف ‪77‬ارحتلت ح ‪77‬ىت رمت اجلم ‪77‬رة‪ ،‬مث رجعت فص ‪77‬لت الص ‪77‬بح يف‬
‫َُأبْي‪َّ 7‬‬
‫إخ ‪77‬ال أح ‪7ً 7‬دا يعق ‪77‬ل ي ‪77‬رمي ح ‪77‬ىت تطل ‪77‬ع الش ‪77‬مس) [عب‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬ج‪77 7‬ه‪ /‬منزهلا‪ ،‬وقالت‪ :‬إ ّن رسول اهلل ‪ ‬أذن للظعن) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫هق]‪.‬‬
‫خروجا من اخلالف‪ ،‬لألحاديث الصحيحة الدالة على ذلك من فعل أمهات املؤمنني‬
‫ً‬ ‫القول الثاين‪(:‬ال بأس برمي مجرة العقبة قبل طلوع الفجر)‪ ،‬واألوىل الرمي بعد الفجر‬ ‫الراجح‬
‫‡‬
‫صح رميه‬
‫ّ‬ ‫الفجر‬ ‫قبل‬ ‫رمى‬ ‫من‬ ‫من رمى قبل الفجر أعاد الرمي بعد الفجر‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/656‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/31‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/258‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/547‬والبيان والتحصيل (‪ ،)4/51‬وخمتصر املزين (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)8/165‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)87 :‬واملغين (‪ ،)3/382‬والشرح الكبري (‪ ،)3/452‬واهلداية شرح أحاديث البداية (‪)5/412‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم من أ ّخر رمي جمرة العقبة حتى غابت الشمس‬ ‫مسألةـ (‪)76‬‬
‫أمجع العلماء َّ‬
‫أن الوقت املستحب لرمي مجرة العقبة هو من لدن طلوع الشمس إىل وقت الزوال‪ ،‬وأنَّه إ ْن رماها قبل غروب الشمس من يوم النحر أجزأ عنه وال شيء عليه ‪-‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫دم ا إذا أخرها إىل ما بعد الزوال‪ -‬واختلفوا يف حكم من أخر رمي مجرة العقبة يوم النحر حىت غابت الشمس‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫خالفا ملالك الذي استحب أ ْن يريق ً‬
‫من مل يرم حىت غربت الشمس‪ ،‬مل‬ ‫ال شيء على من أخر الرمي‬ ‫من أخر رمي اجلمرة العقبة إىل‬
‫يرم إال من الغد بعد الزوال‬ ‫إىل الليل أو الغد‬ ‫ال شيء على من رمى لياًل ‪ ،‬وإ ْن أخرها إىل الغد عليه دم‬ ‫بعد الغروب عليه دم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫‪146‬‬
‫أمحد‬ ‫الشافعي‪ /‬الصاحبان‬ ‫مالك‬
‫ظاهر معارضة فعله ‪ ‬مع الرخص بالتقدمي والتأخري يف أفعال احلج (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رسول اهلل ‪ ‬رخص لرع‪77‬اة اإلب‪77‬ل أن * أدل‪77 7 7‬ة الق‪77 7 7‬ول الث‪77 7 7‬اين عن ابن ‪ ‬أث‪77 7‬ر ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬من‬‫ألن ال‪7‬رمي قب‪7‬ل الغ‪7‬روب ه‪7‬و * حديث ابن عمر ‪َّ :ƒ‬‬ ‫* َّ‬
‫فاته الرمي حىت تغيب الش‪77‬مس‪ ،‬فال‬ ‫املتف ‪77‬ق علي ‪77‬ه من فعل ‪77‬ه ‪ ،‬ومن يرموا بالليل)‪ ،‬ورواية‪( :‬الراعي يرمي بالليل ويرمي بالنه‪77‬ار) [ش‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬عمر وابن عباس ‪.‬‬
‫‪ ‬م ‪77‬ا دام أنَّه ج ‪77‬از الت ‪77‬أخري إىل ي ‪77‬رم ح ‪77‬ىت ت ‪77‬زول الش ‪77‬مس من الغد)‬ ‫خ ‪77 7 7‬الف س ‪77 7 7‬نة من س ‪77 7 7‬نن احلج بز‪ /‬قط‪ /‬وحسنة احلاكم والطحاوي]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫[هق]‪.‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ك ‪77‬ان الن ‪77‬يب ‪ ‬يس ‪77‬أل ي ‪77‬وم النح ‪77‬ر الليل فيجوز إىل الغد‪.‬‬ ‫فعليه دم‪.‬‬
‫ُ‬
‫مبىن‪ ،‬فقال رجل‪ :‬رميت بعد ما أمسيت‪ ،‬فقال‪ :‬افع‪77‬ل وال ح‪77‬رج) [خ‪/‬‬
‫م]‪.‬‬

‫اتباعا للسنة‬
‫أخر الرمي إىل الليل وإىل الغد)‪ ،‬واألوىل عدم التأخري ً‬
‫القول الثالث‪( :‬ال شيء على من َّ‬ ‫الراجح‬
‫من رمى بعد املغرب أو من الليل‬ ‫أخر رمي مجرة العقبة إىل‬
‫من َّ‬ ‫أخر رمي مجرة العقبة إىل‬
‫من َّ‬
‫أعاد الرمي بعد زوال مشس يوم‬ ‫بعد الغروب أو إىل الغد فقد‬ ‫أخر رمي مجرة العقبة إىل الغد فقد خالف السنة‬
‫من َّ‬ ‫ما بعد الغروب فقد خالف‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫احلادي عشر قبل رمي ذلك اليوم‬ ‫أخذ بالرخصة‬ ‫السنة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/656‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/137‬واهلداية (‪ ،)1/147‬واملدونة (‪ ،)1/434‬والبيان والتحصيل (‪ ،)4/51‬واألم (‪ ،)2/235‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/165‬واإلنصاف (‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)4/38‬وكشاف القناع (‪ ،)2/500‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/414‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من حلق قبل أن يرمي يوم النحر‬ ‫مسألةـ (‪)77‬‬
‫أمجع العلماء على َّ‬
‫أن السنة يوم النحر‪ ،‬ما فعله ‪‬؛ من رمي مجرة العقبة‪ ،‬مث النحر‪ ،‬مث ح ْلق الرأس‪ ،‬مث طواف اإلفاضة‪ ،‬واختلفوا فيمن قدم وأخر يف هذه‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫األفعال‪ 7‬ومن ذلك من قدم احللق‪ 7‬على الرمي‪ ،‬فماذا عليه‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من حلق قبل الرمي ال شيء عليه‬ ‫من حلق قبل الرمي عليه فدية‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة (وزاد على القارن دمان)‪ /‬مالك‬ ‫‪145‬‬
‫ظاهر معارضة فعله ‪ ‬مع الرخصة يف أفعال احلج يوم النحر بالتقدمي والتأخري (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الن‪77 7 7‬يب ‪ ‬حكم على كعب بن عج ‪77 7‬رة ‪ ‬بالفدي‪77 7 7‬ة‪ * ،‬ح‪77‬ديث عب‪77‬د اهلل بن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬وق‪77‬ف رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يف حج‪77‬ة ال‪77‬وداع مبىن للن‪77‬اس‬ ‫* َّ‬
‫فق ‪77 7‬ال ل ‪77 7‬ه ‪( :‬أيؤذي ‪77 7‬ك ه ‪77 7‬وام رأس ‪77 7‬ك؟‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬يسألونه‪ ،‬فجاء رجل فقال‪ :‬يا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬مل أش‪7‬عر فحلقت قب‪77‬ل أ ْن أحنر‪ ،‬فف‪7‬ال‪ :‬اذبح وال‬
‫ف‪77‬احلق‪ ،‬وص‪77‬م ثالث‪77‬ة أي‪77‬ام‪ ،‬أو أطعم س‪77‬تة مس‪77‬اكني‪ ،‬أو انس‪77‬ك حرج‪ ،‬مث جاء رج‪7‬ل آخ‪7‬ر فق‪7‬ال‪ :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل مل أش‪7‬عر فنح‪7‬رت قب‪7‬ل أ ْن أرمي‪ ،‬فق‪7‬ال‪ :‬ارم‬ ‫األدلة‬
‫أخر إال قال‪ :‬افعل وال ح‪77‬رج) [خ‪/‬‬ ‫نسيكة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فإذا كان النيب ‪ ‬حكم على من حلق قب‪77‬ل وال حرج‪ .‬فما ُسئل رسول اهلل ‪ ‬عن شيء ق ّدم وال ّ‬
‫م]‪.‬‬ ‫حمله من باب الضرورة بالفدية فكيف باحللق بال ضرورة‪.‬‬
‫النص‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن حديث‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال اجتهاد مع ّ‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال فدية على من حلق قبل الرمي)‪ ،‬وحديث ابن عمر ‪ّ ƒ‬‬ ‫الراجح‬
‫كعب بن عجرة ‪( :‬احلديث مل يُذكر فيه حلق الرأس قبل رمي اجلمار)‬
‫من حلق رأسه قبل الرمي فقد أخذ بالرخصة وال فدية عليه‬ ‫من حلق رأسه قبل الرمي فقد خالف السنة وعليه دم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/658‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/41‬وملتقى األحبر (ص‪ ،)438 :‬واملدونة (‪ ،)1/433‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/187‬وفتح العزيز (‪ ،)7/380‬واجملموع‬
‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)8/207‬ومسائل اإلمام أمحد برواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)234 :‬واملغين (‪)3/395‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم من حلق قبل أن ينحر‬ ‫مسألةـ (‪)78‬‬
‫أن السنة يوم النحر على ما فعله ‪ ‬هو رمي مجرة العقبة‪ ،‬مث ح ْلق الرأس‪ ،‬مث طواف اإلفاضة‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن من حنر قبل أ ْن يرمي‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬
‫دما) [هق‪ /‬ش]‪ ،‬واختلفوا فيمن حلق‬ ‫أخر فليهرق ً‬‫فال شيء عليه‪ ،‬ألنَّه منصوص عليه‪ ،‬خالفًا البن عباس ‪ ƒ‬الذي يقول‪( :‬من قدَّم من حجه شيًئا أو ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫قبل أ ْن ينحر ماذا عليه؟‪ ،‬واخلالف على القولني‬
‫من حلق قبل أن ينحر فعليه دم وإن كان قارنًا فعليه دمان‬ ‫من حلق قبل أ ْن يذبح فال شيء عليه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬زفر (وعلى القارن ثالث دماء)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر معارضة فعله ‪ ‬مع الرخصة يف أفعال احلج يوم النحر بالتقدمي والتأخري (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77 7‬ديث عب ‪77‬د اهلل بن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬وق‪77 7‬ف رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬يف حج‪77 7‬ة ‪َّ ‬‬
‫ألن النحر قبل احللق هو املتفق على أنه من سنة النيب ‪ ‬يوم النحر‪ ،‬وقد‬
‫ال‪77‬وداع بش‪77‬يء للن‪77‬اس يس‪77‬ألونه‪ ،‬فج‪77‬اء رج‪77‬ل فق‪7‬ال‪ :‬ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬مل أش‪7‬عر قال‪( :‬خذوا عين مناسككم) [م]‪ ،‬ومن خالف السنة يف احلج فعليه دم‪.‬‬
‫فحلقت قبل أ ْن أحنر‪ ،‬ففال‪ :‬اذبح وال حرج‪ ،‬مث جاء رجل آخ‪77‬ر فق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا ‪ ‬ألنَّه مل يوجد التحلّل‪ ،‬فلزمه الدم كما لو حلق قبل يوم النحر‪.‬‬
‫األدلة‬
‫رس ‪77‬ول اهلل مل أش ‪77‬عر فنح ‪77‬رت قب ‪77‬ل أ ْن أرمي‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬ارم وال ح ‪77‬رج‪ .‬فم ‪77‬ا‬
‫أخ‪77‬ر إال ق ‪77‬ال‪ :‬افع ‪77‬ل وال ح ‪77‬رج)‬
‫ُس‪7 7‬ئل رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن ش ‪77‬يء ق‪ّ 7 7‬دم وال ّ‬
‫[خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫نص يف رفع احلرج‬ ‫الراجح‬
‫القول األول‪( :‬ال شيء على من حلق قبل أن يذبح)‪ ،‬وحديث عبد اهلل بن عمر ‪ّ ƒ‬‬
‫من حلق رأسه قبل أ ْن يذبح فقد خالف السنة وعليه الفدية‬ ‫من حلق رأسه قبل أ ْن يذبح يوم النحر فقد أخذ بالرخصة وال حرج عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/658‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/42‬واهلداية (‪ ،)1/164‬واملدونة (‪ ،)1/434‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/374‬واألم (‪ ،)7/225‬والبيان (‪،)4/342‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واملغين (‪ ،)3/395‬والشرح الكبري (‪)3/461‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من قدَّم طواف اإلفاضة على الرمي والحلق‬ ‫مسألة (‪)79‬‬
‫أن من السنة يوم النحر على ما فعله ‪ ‬هو‪ :‬رمي مجرة العقبة‪ ،‬مث النحر‪ ،‬مث ح ْلق الرأس‪ ،‬مث طواف اإلفاضة‪ ،‬وأمجعوا َّ‬
‫أن من حنر قبل أ ْن يرمي فال شيئ عليه‪ ،‬إال ما‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫أخر فليهرق دماً (ويف ثبوته عنه نظر)‪ ،‬واختلفوا فيمن ق ّدم طواف اإلفاضة على الرمي واحللق‪ ،‬ما حكم فعله؟‪،‬‬ ‫ُروي عن ابن عباس ‪ ‬أنه كان يقول‪ :‬من قدَّم يف حجه شيئاً أو َّ‬
‫الخالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من قدَّم طواف اإلفاضة على الرمي‬ ‫من قدَّم اإلفاضة على الرمي واحللق‬ ‫األقوال‬
‫دما‬ ‫من قدَّم طواف اإلفاضة على الرمي واحللق مث حلق فال إعادة عليه‬
‫واحللق مث جامع أهله أهرق ً‬ ‫يلزمه إعادة الطواف‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫األوزاعي‬ ‫مالك‬
‫ظاهر معارضة فعله ‪ ‬مع الرخصة يف أفعال احلج يوم النحر بالتقدمي والتأخري (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أثر ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬من‬ ‫‪‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن ال‪77 7‬رمي واحلل‪77 7‬ق قب‪77 7‬ل ط‪77 7‬واف * ح ‪77‬ديث عب‪77‬د اهلل بن عم ‪77‬ر ق‪77‬ال ‪( :‬وق ‪77‬ف رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬يف حج ‪77‬ة ال‪77‬وداع مبىن للن‪77‬اس يس ‪77‬ألونه‪ ،‬فج‪77‬اء‬
‫نس ‪77 7 7‬ي أو ت ‪77 7 7‬رك ش ‪77 7 7‬يًئا من نس ‪77 7 7‬كه‬ ‫اإلفاضة هو املتف‪7‬ق علي‪77‬ه من س‪77‬ننه ‪ ‬رجل فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬مل أشعر فحلقت قبل أ ْن أحنر‪ ،‬فقال‪ :‬اذبح وال حرج‪ ،‬مث جاء رجل آخ‪77‬ر فق‪77‬ال‪:‬‬
‫دم‪77‬ا) [ط‪77‬أ‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ت‪77‬ه]‪،‬‬ ‫فليه‪77‬رق ً‬ ‫ي‪77 7‬وم النح‪77 7‬ر‪ ،‬وق‪77 7‬د ق ‪77‬ال ‪( :‬خ ‪77‬ذوا يا رسول اهلل مل أشعر فنحرت قبل أ ْن أرمي‪ ،‬فقال‪ :‬ارم وال حرج‪ .‬فما ُس‪7‬ئل رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬عن ش‪7‬يء ق‪ّ 7‬دم‬
‫وهذا ترك احللق وهو نسك‪.‬‬ ‫أخر إال قال‪ :‬افعل وال حرج) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫وال ّ‬ ‫عين مناسككم) [م]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬رواية يف حديث عبد اهلل بن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬وأتاه رج‪77‬ل ي‪77‬وم النح‪77‬ر‪ ،‬وه‪77‬و واق‪77‬ف‬
‫عن‪77‬د اجلم‪77‬رة‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬إين أفض‪77‬ت قب‪77‬ل أ ْن أرمي‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ارم) [حم‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ت‪77‬ه‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ق‪77‬ال األرن‪77‬ؤوط‪ :‬إس‪77‬ناده‬
‫صحيح]‪.‬‬

‫القول الثاين‪( :‬ال إعادة من قدَّم طواف اإلفاضة على الرمي واحللق‪ ،‬وطوافه صحيح)‪ ،‬لداللة حديث ابن عمر ‪ ƒ‬الصرحية على ذلك‬ ‫الراجح‬
‫من طاف طواف اإلفاضة مث جامع‬ ‫ال يصح طواف اإلفاضة ملن ق ّدمه‬
‫يصح طواف اإلفاضة ملن ق ّدم على الرمي واحللق ويتحلل من نسكه بعد الرمي عند (الشافعي وأمحد)‪/‬‬
‫أهله صح طوافه وحجه وذبح شاة‬ ‫على الرمي واحللق‪ ،‬وال يتحلل من‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫(ومقتضى قول احلنفية)‪ 7:‬يصح وعليه دم وإ ْن كان قارنًا فدمان‬
‫لرتكه نسك للحج‬ ‫نسكه‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/659‬والبحر الرائق (‪ ،)3/26‬والدر املختار (‪ ،)2/470‬ومواهب اجلليل ( ‪ ،)3/131‬وشرح خمتصر خليل للخرشي ( ‪ ،)2/337‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/165‬واحلاوي الكبري (‪،)4/192‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫واملغين ( ‪ ،)3/396‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)1/391‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم الرمي قبل الزوال أيام التشريق‬ ‫مســألــة (‪)80‬‬
‫اتفقوا َّأن مجلة ما يرمي احلاج ( ‪ )70‬حصاة؛ منها يف يوم النحر مجرة العقبة بسبع‪ ،‬وأمجعوا على أنَّه يعيد الرمي إذا مل تقع احلصاة يف العقبة‪ ،‬وأنه يرمي يف كل يوم من أيام التشريق‬
‫ثالث مجار بإحدى وعشرين حصاة‪ ،‬كل مجرة منها بسبع‪ ،‬وأنه جيوز ْأن يرمي يف يومني وينفر يف الثالث‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ) [البقرة‪،]203:‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫وأمجعوا على َّأن من سنة رمي اجلمار الثالث يف أيام التشريق ْأن يكون بعد الزوال‪ ،‬واختلفوا فيمن رمي اجلمار قبل الزوال‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫رمي اجلمار أيام التشريق من طلوع الشمس إىل غروهبا‬ ‫ال يصح رمي اجلمار أيام التشريق قبل الزوال‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪145‬‬
‫علي الباقر‪ /‬أبوحنيفة (يوم النفر األول للمتعجل)‬
‫أبو جعفر حممد بن ّ‬ ‫مجهور العلماء‬
‫هل الرخصة يف التقدمي والتأخري يف أفعال احلج يشملها التقدمي يف فعل بعض املناسك؟ ( مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬مل يرم النيب ‪ ‬اجلمار أيام التش‪77‬ريق إال بع‪77‬د ال‪77‬زوال‪ ،‬حلديث ج‪7‬ابر ‪ ‬حديث عبد اهلل بن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬وقف رسول اهلل ‪ ‬يف حجة الوداع مبىن للناس يس‪7‬ألونه‪ ،‬فج‪7‬اء‬
‫‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬رمى رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬اجلم‪77‬رة ي‪77‬وم النح‪77‬ر ض‪77‬حى‪ ،‬وأم‪77‬ا بع‪77‬د رج‪77‬ل فق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬مل أش‪77‬عر فحلقت قب‪77‬ل أ ْن أحنر‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬اذبح وال ح‪77‬رج‪ ،‬مث ج‪77‬اء رج‪77‬ل آخ‪77‬ر‬
‫فقال‪ :‬يا رس‪7‬ول اهلل مل أش‪7‬عر فنح‪7‬رت قب‪7‬ل أ ْن أرمي‪ ،‬فق‪7‬ال‪ :‬ارم وال ح‪7‬رج‪ .‬فم‪7‬ا ُس‪7‬ئل رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬عن‬ ‫فإذا زالت الشمس) وقد قال‪( :‬خذوا عين مناسككم) [م]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫أخ‪7‬ر إال ق‪77‬ال‪ :‬افع‪77‬ل وال ح‪77‬رج) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فم‪77‬ا دام أن ‪77‬ه جيوز التق ‪77‬دمي والت ‪77‬أخري يف أفع ‪77‬ال‬
‫ألن األص‪77‬ل يف أفع‪77‬ال املناس‪77‬ك الت‪77‬وقيت‪ ،‬فال يص‪77‬ح الوق‪77‬وف بعرف‪77‬ة ش‪77‬يء ق ‪ّ 7‬دم وال ّ‪7‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫احلج‪ ،‬فيجوز التقدمي يف زمن الرمي‪.‬‬ ‫ومزدلفة‪ 7‬قبل وقته‪ ،‬فكذا الرمي‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يصح الرمي قبل الزوال أيام التشريق)‪ ،‬والرخصة يف تقدمي وتأخري األعمال يوم النحر ال يتضمن الرخصة يف تقدمي أعمال املناسك عن وقتها‪ ،‬فهذا باب‬
‫الراجــح‬
‫آخر‬
‫من رمى اجلمار بعد الفجر أو قبل الزوال صح رميه وأدى الواجب‪ ،‬وجاز له اخلروج لطواف‬ ‫من رمى اجلمار قبل الزوال أيام التشريق أعاد الرمي بعد الزوال وإال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الوداع يوم الثاين عشر أو الثالث عشر‬ ‫فعليه فدية ترك الواجب‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/660‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/68‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/137‬واملدونة (‪ ،)1/436‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/376‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/194‬واجملموع‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)8/282‬واملغين (‪ ،)3/399‬واإلنصاف (‪)4/45‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم من ترك رمي بعض الجمار أيام التشريق‬ ‫مســألــة (‪)81‬‬
‫(مالكي)‪ ،‬وأمجعوا على َّأن من مل يرم اجلمار أيام التشريق حىت‬
‫ّ‬ ‫أمجعوا على َّأن من سنة رمي اجلمار الثالثة يف أيام التشريق ْأن يكون بعد الزوال‪ ،‬وذهب اجلمهور َّأن رمي مجرة العقبة (ليست) من أركان احلج خالفًا لعبد امللك‬ ‫تحرير محل‬
‫تغيب الشمس من آخرها أنَّه ال يرميها بعد ذلك‪ ،‬واختلفوا فيمن ترك رمي بعض اجلمار‪ ،‬سواء ترك رمي بعض احلصاة أو ترك رمي كامل اجلمرة (الصغرى أو الوسطى أو الكربى)‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫ال شيء يف ترك‬ ‫إن ترك رمي حصاة‬ ‫إ ْن ترك حصاة عليه م ّد من طعام‬
‫فصاعدا عليه لكل مجرة‬
‫ً‬ ‫من ترك رمي األحجار كلها أو بعضها أو واحد منها إ ْن ترك مجرة‬
‫رمي بعض اجلمار‬ ‫واحدة فال شيء عليه‬ ‫ويف حصاتني مدان‪ 7،‬ويف ثالث دم‬
‫إطعام مسكني‪ 7،‬وإ ْن ترك رمي اجلميع‬ ‫فعليه دم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫بعض التابعني كمجاهد‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري (لكن قال‬ ‫فعليه دم إال مجرة العقبة‪7‬‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬
‫يف الرابعة دم)‬ ‫أبو حنيفة‬
‫االختالف يف صحة األثر يف الرتخيص برتك رمي حصاة‪ ،‬وهل ترك اجلزء كرتك الكل (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن األص‪7‬ل ع‪7‬دم‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫َّ‬
‫ألن من ت‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬رك رمي ثالث * ح ‪77‬ديث س ‪77‬عد ‪ ‬ق ‪77‬ال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ألن من رمى جبزء كمن ت‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬رك ‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫َّ‬
‫ألن الن‪77 7 7‬يب ‪ ‬رمى بس‪77 7 7‬بع حص‪77 7 7‬يات حلديث‪ 7‬عائش‪77 7 7‬ة‬ ‫‪‬‬
‫وج ‪77 7‬وب الفدي ‪77 7‬ة إال‬ ‫رمي بك‪77‬ل‪ ،‬فم‪77‬ا دام أن‪77‬ه على من ت‪77‬رك حص ‪77 7‬يات (أو أرب ‪77 7‬ع) ال يُع ‪ّ 7 7‬د راميً ‪77 7‬ا (خرجن ‪77‬ا م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ‪‬‬ ‫~ ق‪77 7 7‬الت‪( :‬رمى رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬إذا زالت الش‪77 7 7‬مس‪،‬‬
‫ب‪77 7 7 7‬دليل‪ ،‬وال دلي‪77 7 7 7‬ل‬ ‫احلص‪77‬اة والثن‪77‬تني‪ ،‬فك‪77‬ذا م‪77‬ا زاد عنه‪77‬ا‪ ،‬للجم‪77 7‬رة لرتك‪77 7‬ه األك‪77 7‬ثر‪ ،‬ومن ت‪77 7‬رك يف حجت‪77 7‬ه‪ ،‬فبعض‪77 7‬نا يق‪77 7‬ول‪:‬‬ ‫ك ‪77‬ل مجرة بس ‪77‬بع حص ‪77‬يات) [حم‪ /‬د‪ /‬كم‪ 7/‬من]‪ ،‬واألص ‪77‬ل‬
‫على وج‪77‬وب الفدي‪77‬ة‬ ‫رميت بس ‪77 7 7 7 7 7‬بع‪ ،‬وبعض‪77 7 7 7 7 7‬نا‬ ‫نسكا فعليه دم‬ ‫لعدم الدليل على التحديد‪.‬‬ ‫يف فعل ‪77‬ه ‪ ‬التش ‪77‬ريع‪ ،‬ومن ترك ‪77‬ه فق ‪77‬د ت ‪77‬رك النس ‪77‬ك ومن‬
‫على من ت ‪77 7‬رك بعض‬ ‫يق‪77 7 7‬ول‪ :‬رميت بس‪77 7 7‬ت‪ ،‬فلم‬ ‫ترك النسك فعليه دم‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫الرمي‬ ‫يعب بعض ‪77 7 7 7 7 7 7‬نا على بعض)‬ ‫ألن من ت ‪77‬رك رمي حص ‪77‬اة واح ‪77‬دة‪ ،‬مل يص ‪77‬ح من ‪77‬ه رمي‬ ‫‪َّ ‬‬
‫[حم‪ /‬ن‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬وه‪77 7‬و منقط‪77 7‬ع‬ ‫الثاني‪77‬ة ح‪77‬ىت يكم‪77‬ل األوىل‪ ،‬وبالت‪77‬ايل من ت‪77‬رك حص‪77‬اة كمن‬
‫اإلسناد وال يثبت]‪.‬‬ ‫أن من ترك الكل فعليه دم‪.‬‬ ‫ترك الكل‪ ،‬وقد أمجعوا َّ‬
‫يرخص يف ترك رمي احلصاة‪ ،‬وأما من ترك حصاتني فأكثر فاالحتياط له اإلطعام‪َّ ،‬‬
‫فإن ترك رمي مجرة كاملة فعليه دم‪ ،‬ويكون يف هذا مجع بني األقوال‪ ،‬وإعمال حلديث‪ 7‬سعد ‪‬‬ ‫الراجــح‬
‫من نسي رمي مجرة‬ ‫من نسي رمي حصاة‬ ‫من نسي رمي أقل من ثالث‬ ‫من رمى األوىل حبصاة والثانية والثالثة‬ ‫من نسي رمي حصاة فصاعدا مث مل يتدارك ما نسيه فعليه‬
‫كاملة فرميه صحيح‬ ‫واحدة فرميه صحيح وال‬ ‫حصيات فال دم عليه وعلى كل‬ ‫مثلها عليه بكل حصاة إطعام مسكني‬ ‫دم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وال فدية عليه‬ ‫فدية عليه‬ ‫حصاة مد من طعام‬ ‫موضع رميه إال مجرة العقبة‬
‫بداية اجملتهد (‪ )1/660‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ )5/430‬احمللى (‪ ،)7/188‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/139‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/163‬واملدونة (‪ ،)1/434‬والذخرية للقرايف (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/277‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/203‬واملهذب (‪ ،)1/420‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/590‬وكشاف القناع (‪)2/510‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫ّ‬
‫اجلنس الثالث‪ :‬األشياء التي جتريـ يف عبادة احلج جمرى األمور الالحقة (أحكام األفعال)‬
‫اًل‬
‫أو ‪ :‬القول يف اإلحصار‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف القول يف (اإلحصار)‬
‫أمجع‪77‬وا على إجياب القض‪77‬اء على احملص‪77‬ر مبرض أو م‪77‬ا أش‪77‬بهه‪ ،‬كمن فات‪77‬ه احلج خبط‪77‬أ من الع‪77‬دد يف األي‪77‬ام‪ ،‬أو خبف‪77‬اء اهلالل علي‪77‬ه‪ ،‬أو غ‪77‬ري ذل‪77‬ك من‬ ‫‪-1‬‬
‫‪146‬‬

‫األعذار‪.‬‬
‫أمجعوا على أن احملصر بعدو ليس من شرط إحالله الطواف بالبيت‪7.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫احملصر يستوي فيه حاضر املسجد احلرام وغريه بإمجاع‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬
‫بم يحصل اإلحصار في الحج في قوله‪( :‬فإن أحصرتم)؟‬ ‫‪82‬‬ ‫‪145‬‬

‫هل يجب الهدي على المحصر بالعدو‬ ‫‪83‬‬


‫أين يذبح الهدي من حصر بالعدو؟‬ ‫‪84‬‬
‫المحصر بالعدو هل يجب عليه إعادة النسك؟‬ ‫‪85‬‬
‫المحصر بالعدو هل يجب عليه الحلق أو التقصير؟‬ ‫‪86‬‬
‫الحج بالمرض هل يجوز له أن يتحلل؟‬
‫المحصر عن ّ‬ ‫‪87‬‬
‫هل يجب الهدي على المحصر بالمرض؟‬ ‫‪88‬‬
‫حكم من فاته الحج بسبب اإلحصار بغير العدو والمرض‬ ‫‪89‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫بم يحصل اإلحصار في الحج (فإ ْن أحصرتم)؟‬ ‫مســألــة (‪)82‬‬
‫اتفقوا على أن احملصر يف احلج والعمرة ال يلزمه إمتام النسك‪ ،‬واختلفوا يف املراد باإلحصار يف قوله تعاىل‪( :‬ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) ‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫احملصر هو املمنوع من احلج بأي نوع؛‬ ‫املراد باإلحصار احملصر باملرض‬ ‫املراد باإلحصار احملصر املمنوع بالعدو‬
‫عدو أو خطأ يف ع ّد األيام أو غريه‬
‫مرض أو ّ‬ ‫واحملصر بالعدو (كالمها)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫جماهد‪ /‬النخعي‪ /‬عطاء‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫أبو حنيفة‬
‫االختالف يف تأويل اآلية‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ) [البقرة‪]196:‬‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬

‫ألن اإلحصار عند بعض أهل اللغة‪ 7‬يطل‪77‬ق‬ ‫َّ‬ ‫* ألنَّه ال يقال‪ :‬عند أهل اللغة ‪‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫على الع ‪77 7 7 7 7‬دو‪ ،‬وعن بعض ‪77 7 7 7 7‬هم على املرض‪،‬‬ ‫(أحصر) يف العدو‪ ،‬وإمنا يقال‪:‬‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯶ) ‪ ،‬فل‪77‬و ك‪77‬ان احملص‪77‬ر ه‪77‬و احملص‪77‬ر ب‪77‬املرض ملا ك‪77‬ان ل‪77‬ذكر املرض بع‪77‬د ذل‪77‬ك‬
‫فيك‪77‬ون اإلحص‪77‬ار ه‪77‬و املن‪77‬ع من الوج‪77‬ه ال‪77‬ذي‬ ‫(حصره) العدو‪ ،‬و(أحصره)‬ ‫فائدة‪.‬‬
‫تقصده بالعوائق مجلة‪.‬‬ ‫املرض‪.‬‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ) ‪ ،‬هذه حجة ظاهرة‪ ،‬حيث ذكرت اآلي‪7‬ة حكم‬
‫* قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﯷ ﯸ ) ‪ ‬ح‪77‬ديث احلج‪77‬اج بن عم‪77‬ر األنص‪77‬اري ‪‬‬
‫ألن املرض ق‪77 7 7 7‬ال‪( :‬مسعت رس‪77 7 7 7‬ول اهلل ‪ ‬يق‪77 7 7 7‬ول‪ :‬من‬ ‫اخلوف مث أردفت حبكم األمن‪.‬‬
‫أي‪ :‬أمنتم من املرض؛ َّ‬ ‫األدلــة‬
‫على ص‪77 7 7 7‬نفني؛ ص‪77 7 7 7‬نف حمص‪77 7 7 7‬ر‪ُ ،‬كس ‪77 7‬ر أو ع ‪77 7‬رج فق ‪77 7‬د ح ‪7ّ 7 7‬ل‪ ،‬وعلي ‪77 7‬ه حج ‪77 7‬ة‬ ‫أبدا‪ ،‬وفعل الشيء الواحد يأيت ملعنيني‪ ،‬إم‪7‬ا (فع‪7‬ل) وه‪7‬ذا إذا أوق‪7‬ع بغ‪7‬ري‬
‫* فعل (أحصر) معناه (أفعل) ً‬
‫أخ‪77‬رى) [حم‪ /‬د‪ /‬دا‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬ه ‪77‬ق‪/‬‬ ‫فعل من األفعال‪ ،‬أو (أفعل) إذا عرضه لوق‪7‬وع ذل‪7‬ك الفع‪7‬ل ب‪7‬ه‪ ،‬ول‪7‬ذا (أحص‪7‬ر) يطل‪7‬ق على الع‪7‬دو؛ ألنَّه‬
‫وصنف غري حمصر‪.‬‬ ‫عرضه لإلحصار‪ ،‬وأما املرض فهو فاعل اإلحصار‪.‬‬
‫وصححه‪ 7‬احلاكم واأللباين وحسنه الرتمذي]‪.‬‬
‫* ال يطل‪7‬ق األمن إال يف ارتف‪7‬اع اخلوف من الع‪7‬دو‪ ،‬وإ ْن قي‪7‬ل إن‪7‬ه املرض‪ ،‬فه‪7‬و اس‪7‬تعارة‪ ،‬وال يص‪7‬ار هلا‬
‫إال ألمر يوجب اخلروج عن احلقيقة‪.‬‬
‫ألن اآلية نزلت يف صلح احلديبية‪ ،‬عندما ُأحصر النيب ‪ ‬من قريش‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫القول الثالث‪( :‬اإلحصار يكون بالعدو وباملرض وغريه)‪ ،‬أما حصره بالعدو على ظاهر اآلية فبعيد‪ ،‬حلديث احلجاج ‪َّ ،‬‬
‫فإن أسباب اإلحصار متجددة‪ ،‬فمن خالف النظام وذهب إىل‬
‫الراجــح‬
‫احلج بال تصريح ‪-‬مثاًل ‪ -‬ومت إرجاعه من قبل مراكز التفتيش‪ ،‬فهو حمصر‬
‫من أحرم حبج فأخطأ يف عد األيام وإذا ما‬ ‫من أحرم حبج فحصره العدو أو‬ ‫من أحرم حبج فحصره العدو حل مكانه ومن أحرم باحلج مث مرض بقي على إحرامه مث جعلها‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ظنه يوم عرفة هو يوم العيد حل مكانه‬ ‫مرض حل مكانه‬ ‫عمرة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/662‬وتفسري القرطيب (‪ ،)2/371‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/107‬واهلداية (‪ ،)1/175‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/388‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ ،)2/392‬واألم (‪ ،)2/173‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/357‬واملغين (‪ ،)3/326‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/245‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يجب الهدي على المحصر بالعدو؟‬ ‫مســألــة (‪)83‬‬
‫مجهور العلماء َّأن احملصر يف احلج على ضربني؛ حمصر مبرض‪ ،‬وحمصر بالعدو‪ ،‬واتفق اجلمهور َّأن احملصر بالعدو حيل من حجه أو عمرته حيث ُأحصر ‪-‬خالفًا للنووي واحلسن بن صاحل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫اللذيْن قاال‪ :‬ال يتحلل للحج إال يوم النحر‪ ،-‬واختلفوا هل جيب اهلدي على احملصر؟ ومكان ذبح اهلدي ْإن وجب عليه أو كان معه هدي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيب اهلدي على احملصر بالعدو‬ ‫ال جيب اهلدي على احملصر بالعدو‪ ،‬وإ ْن كان معه‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫حل‬
‫هدي ذحبه حيث ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫‪146‬‬

‫هل حنره ‪ ‬باحلديبية من هد ٍي عندما أحصر لكون‪ 7‬اهلدي معه ابتداءً‪ ،‬أو هو لوجوب النحر حىت يتحلّل؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* األص‪77 7‬ل أ ّن (ال) ه ‪77 7‬دي على احملص ‪77 7‬ر‪ ،‬إال أ ْن يق‪77 7 7‬وم * قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) [البق‪77‬رة‪ ،]196:‬اآلي‪77‬ة وردت يف احملص‪77‬ر‪،‬‬
‫نص‪.‬‬ ‫ال‪77 7‬دليل علي‪77 7‬ه وال دلي‪77 7‬ل‪ ،‬وم‪77 7‬ا حنره ‪ ‬يف احلديبي‪77 7‬ة ه‪77 7‬و‬
‫واهلدي فيها ّ‬
‫اهلدي الذي سيق ابتداءً‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫* ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬خ‪77‬رج معتم‪7ً 7‬را‪ ،‬فح‪77‬ال كف‪77‬ار ق‪77‬ريش بين‪77‬ه وبني ال‪77‬بيت‪ ،‬فنح‪77‬ر هدي‪77‬ه‬
‫وحل‪77‬ق رأس‪77‬ه باحلديبي‪77‬ة‪ ،‬وقاض‪77‬اهم على أ ْن يعتم‪77‬ر الع‪77‬ام املقبل [خ‪ /‬م]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪ :‬ق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪ ‬ألص‪77‬حابه‪( :‬قوم‪77‬وا‬
‫فاحنروا مث احلقوا) [خ]‪ ،‬وهذا أمر بالنحر واحلالقة‪ ،‬واألصل فيه الوجوب‬
‫القول الثاين‪( :‬جيب اهلدي على احملصر)؛ لفعله‪  7‬وأصحابه ‪ ‬ذلك‪ ،‬ولو كان غري واجب لرجع به ‪ ‬إىل املدينة أو خري أصحابه ‪ ‬بني الذبح وبني إرجاع اهلدي‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫لكن ذحبه ‪ ‬بعد اإلحصار دل على وجوب ذلك‬
‫من جاء للحج ومل يسق اهلدي فحصر بالعدو حتلّل باحلالقة واهلدي‪ ،‬وعند (أيب حنيفة) باهلدي فقط‬ ‫من جاء للحج ومل يسق اهلدي فحصر بالعدو حتلّل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫حبلق أو تقصري شعره‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/664‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/106‬واهلداية (‪ ،)1/175‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/388‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)2/393‬واألم (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)2/173‬والبيان (‪ ،)4/409‬واملغين (‪ ،)3/326‬والشرح الكبري (‪)3/338‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫أين يذبح الهدي من حصر بالعدو؟‬ ‫مســألــة (‪)84‬‬
‫ذهب األئمة الثالثة ‪-‬أبو حنيفة والشافعي وأمحد‪ -‬إىل وجوب اهلدي على احملصر بالعدو‪ ،‬خالفًا ملالك‪ ،‬واختلفوا أين يذحبه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫حل‬
‫احملصر بالعدو يذبح هديه حيث َّ‬ ‫احملصر بالعدو يذبح هديه يف احلرم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬
‫اختالفهم يف موضع حنر رسول اهلل ‪ ‬هديه عام احلديبية‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪145‬‬
‫ألن الن ‪77 7 7 7‬يب ‪ ‬حنر هدي ‪77 7 7 7‬ه يف احلرم‪ ،‬حلديث ناحي ‪77 7 7 7‬ة * ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬خ‪77‬رج معتم‪7ً 7‬را‪ ،‬فح‪77‬ال كف‪77‬ار ق‪77‬ريش بين‪77‬ه وبني ال‪77‬بيت‪،‬‬ ‫* َّ‬
‫فنحر هديه وحلق رأسه باحلديبية وقاضاهم به على أن يعتمر العام املقبل [خ‪ /‬م]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪َّ :‬‬
‫(أن الن‪77‬يب‬
‫األس‪77 7 7 7 7‬لمي ‪( :‬أنَّه أتى الن‪77 7 7 7 7‬يب ‪ ‬حني ص‪ّ 7 7 7 7 7 7‬د اهلدي‬
‫ّ ‪ ‬قال ألصحابه‪ :‬قوموا فاحنروا‪ ،‬مث احلقوا) ٍ‬
‫[خ]‪.‬‬
‫فق ‪77‬ال‪ :‬ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪ :‬ابعث معي ب ‪77‬ه فأن ‪77‬ا أحنره‪ ،‬ق ‪77‬ال‪:‬‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ)‬
‫فدفع ‪77 7‬ه رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬إلي‪77 7‬ه‪ ،‬ف ‪77 7‬انطلق ب‪77 7‬ه ح ‪77 7‬ىت حنره يف‬ ‫األدلــة‬
‫حمصورا إىل أ ْن يصل إىل البيت العتيق‪.‬‬
‫ً‬ ‫[الفتح‪ ،]25:‬أي‬
‫احلرم)‪[ ،‬ن‪ /‬قال القرطيب‪ :‬ال يصح]‪.‬‬
‫ألن اهلدي تابع للمهدي‪ ،‬واملهدي حل مبوضعه‬ ‫‪َّ ‬‬
‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ)‬
‫[احلج‪.]33:‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يذبح احملصر حيث حل)؛ لفعله ‪ ‬عام احلديبية‪ ،‬أما اآلية‪( :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ) املخاطب به اآلمن الذي ميكنه الوصول إىل‬ ‫الراجــح‬
‫ص َّد عن البيت وهو يقدر أ ْن يدخل احلرم فلم يفعل‬ ‫البيت‪ ،‬أما احملصر بالعدو فخارج عنه‪َّ ،‬‬
‫وألن النيب ‪ُ ‬‬
‫من أحصر بالعدو خارج مكة (مل) يلزمه إرسال هديه إىل احلرم وإمنا يذحبه يف حمل إحصاره‬ ‫من أحصر بالعدو خارج احلرم لزمه أ ْن يرسل هبديه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫إىل احلرم حىت ينحر هناك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/664‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/106‬واهلداية (‪ ،)1/175‬والغرر البهية يف شرح البهجة الوردية (‪ ،)2/375‬واإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪،)1/272‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والكايف البن قدامة (‪ ،)1/535‬والشرح الكبري (‪ ،)3/348‬وتفسري القرطيب (‪،)2/379‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫المحصر بالعدو هل يجب عليه إعادة النسك؟‬ ‫مســألــة (‪)85‬‬
‫مجهور العلماء على َّأن احملصر يف احلج على ضربني؛ حمصر مبرض وحمصر بالعدو‪ ،‬واتفق اجلمهور على أ ّن احملصر بالعدو‪ ،‬حيل حيث أحصر‪ ،‬واختلفوا هل جيب عليه قضاء النسك الذي ُأحصر فيه؟‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫إن كان ُأحصر يف نسك واجب لزمه القضاء وإال‬ ‫جتب اإلعادة على احملصر مطل ًقا‬ ‫(ال) إعادة على احملصر‬
‫فال‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫ألن مجهور العلماء على َّ‬
‫أن القضاء جيب بأمر ثان غري أمر األداء‬ ‫هل قضى رسول اهلل ‪ ‬العمرة اليت ُحصر عنها أو مل يقض؟‪ /‬وهل يثبت القضاء بالقياس أم ال؟‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫ألن النس‪77 7‬ك م‪77 7‬ا زال على أص‪77 7‬ل الوج‪77 7‬وب ومل‬ ‫* ح‪77 7‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬وقاض‪77 7‬اهم على أن يعتم‪77 7‬ر الع‪77 7‬ام املقبل)‪ ،‬ورواي‪77 7‬ة‪( :‬ملا ‪‬‬ ‫* ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪( :ƒ‬أ ّن رس‪77 7‬ول‬
‫حبس كف‪77‬ار ق‪77‬ريش رس‪77‬وله يف عمرت‪77‬ه عن ال‪77‬بيت‪ ،‬حنر هدي‪77‬ه وحل‪77‬ق ه‪77‬و وأص‪77‬حابه‪ ،‬مث يسقط عنه باإلحصار‪.‬‬ ‫اهلل ‪ ‬خ‪77‬رج معتم ‪7ً 7‬را فح ‪77‬ال كف ‪77‬ار ق ‪77‬ريش‬
‫رجعوا حىت اعتمر العام املقبل) [طح‪ /‬وحنوه عند البخاري]‪ ،‬وهذه عم‪77‬رة القض‪7‬اء لتل‪77‬ك‬ ‫بين‪77‬ه وبني ال‪77‬بيت‪ ،‬فنح‪77‬ر هديه وحل‪77‬ق رأس‪77‬ه‬
‫العمرة؛ لذا قيل هلا‪ :‬عمرة القضاء‪.‬‬ ‫باحلديبي ‪77‬ة‪ ،‬وقاض ‪77‬اهم على أ ْن نعتم ‪77‬ر الع ‪77‬ام‬
‫ألن احملص ‪77‬ر ق ‪77‬د فس ‪77‬خ احلج يف عم ‪77‬رة‪ ،‬ومل يتم واح ‪7ً 7‬دا‬‫*وجب علي ‪77‬ه احلج والعم ‪77‬رة‪َّ ،‬‬ ‫أن رس‪77 7 7‬ول اهلل‬‫املقب‪77 7 7‬ل) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل يُعلم َّ‬
‫األدلــة‬
‫منهما‪.‬‬ ‫‪ ‬أم‪77 7 7‬ر أح‪7ً 7 7 7‬دا من أص‪77 7 7‬حابه ‪ ‬وال ممن‬
‫أن احملصر مبرض وحنوه عليه القضاء‪ ،‬فكذا احملصر بالعدو‪.‬‬ ‫* لإلمجاع َّ‬ ‫ك ‪77 7‬ان مع ‪77 7‬ه أ ْن يقض ‪77 7‬ي ش ‪77 7‬يًئا وال أ ْن يع ‪77 7‬ود‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث احلج‪77‬اج بن عم‪77‬ر األنص‪77‬اري ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬مسعت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يق‪77‬ول‪ :‬من‬ ‫لشيء‪.‬‬
‫‪7‬ل‪ ،‬وعلي ‪77‬ه حج ‪77‬ة أخ ‪77‬رى) [حم‪ /‬د‪ /‬دا‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬ه ‪77‬ق‪/‬‬ ‫ُكس ‪77‬ر أو عُ ‪77‬رج فق ‪77‬د ح ‪ّ 7‬‬
‫وصححه‪ 7‬احلاكم واأللباين وحسنه الرتمذي]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جتب عليه إعادة النسك)؛ محاًل لفعله‪  7‬من القضاء على الوجوب‪ ،‬ومن باب أوىل وجوب القضاء لو كان النسك واجبًا (وهذا يوافق القول الثالث)‬ ‫الراجــح‬
‫ومنع من النسك الواجب‪ ،‬وجب عليه‬ ‫من ُأحصر ُ‬ ‫مفردا وحصر فعليه حجة وعمره‪ ،‬وإ ْن كان قارنًا فعليه حج‬
‫إن ْكان أحرم باحلج ً‬ ‫ومنع من احلج أو العمرة‬
‫من ُأحصر ُ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫القضاء من العام املقبل للحج وعند قدرته للعمرة‬ ‫معتمرا‪ 7‬قضى عمرته‬
‫وعمرتان‪ ،‬وإ ْن كان ً‬ ‫وحتلل برأت ذمته‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/664‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/107‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/177‬وجامع األمهات (ص‪ ،)210 :‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/187‬وفتح الوهاب بشرح منهج الطالب (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)1/184‬وحاشية اجلمل (‪ ،)2/552‬والعدة شرح العمدة (ص ‪ ،)230‬وكشاف القناع (‪ ،)2/527‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)5/433‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫المحصر بالعدو هل يجب عليه الحلق أو التقصير‬ ‫مســألــة (‪)86‬‬
‫أن احملصر يف احلج على ضربني؛ حمصر مبرض وحمصر بالعدو‪ ،‬واتفق اجلمهور على َّ‬
‫أن احملصر بالعدو حيل حيث ُأحصر وينحر هديه‪( ،‬على خالف يف‬ ‫مجهور العلماء على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫وجوبه ويف مكان ذحبه)‪ ،‬واختلفوا هل جيب على احملصر بالعدو ْأن حيلق شعره أو يقصر بعد حنر اهلدي؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيب على احملصر بالعدو احللق أو التقصري وهو من النسك‬ ‫ليس على احملصر بالعدو حلق وال تقصري‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬أبو يوسف‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬حممد بن احلسن‬ ‫‪145‬‬
‫هل يسقط احللق والتقصري عن احملصر كما سقطت عنه بقية املناسك كالطواف والسعي؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ألنَّه باإلحص ‪77 7‬ار ذهب عن ‪77 7‬ه النس ‪77 7‬ك‪ ،‬وس ‪77 7‬قط عن ‪77 7‬ه مجي ‪77 7‬ع املناس ‪77 7‬ك‪ * ،‬لفعله ‪ ‬عام احلديبية عندما أحصر‪( :‬فنحر هديه وحلق رأسه) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [البق‪77‬رة‪ 7 ،]196:‬ف‪77‬احللق ب‪77‬اق‬ ‫كالطواف والسعي‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫على أص‪77‬ل الوج‪77‬وب‪ ،‬وم‪77‬ا دام أنّ‪77‬ه ق‪77‬ادر علي‪77‬ه فيجب‪ ،‬خبالف م‪77‬ا من‪77‬ع من‪77‬ه؛ ك‪77‬الطواف‬
‫والسعي‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيب احللق أو التقصري)‪ ،‬على أصل الوجوب‪ ،‬وفعله ‪ ‬حيمل على التشريع‬ ‫الراجــح‬
‫من أحصر عن البيت ومل حيلق فعليه دم لرتكه النسك‪ ،‬وال يتحلل‪ 7‬إال باحللق (عند‬ ‫من أحصر عن البيت بسبب العدو ويتحلل بذبح اهلدي‬
‫ثمرة الخالف‬
‫مالك) وبالذبح واحللق‪( 7‬عند غريه)‪ .‬وعند (أيب يوسف) ال شيء عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/664‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)2/431‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/71‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/389‬والشرح الكبري للدردير (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)2/93‬واجملموع (‪ ،)8/302‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/181‬واملغين (‪ ،)3/330‬والفروع وتصحيح الفروع (‪)6/82‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الحج بالمرض هل يجوز له أن يتحلل؟‬
‫المحصر عن ّ‬ ‫مســألــة (‪)87‬‬
‫أن احملصر بالعدو حيل حيث أحصر ‪-‬خالفًا للثوري واحلسن بن صاحل‪ ،-‬وال‬ ‫أن احملصر على ضربني؛ حمصر بالعدو وحمصر باملرض‪ ،‬واتفق اجلمهور على َّ‬
‫مجهور العلماء على َّ‬
‫نعشا‪ .‬واختلفوا هل احملصر باملرض حيل له ما حيل للمحصر بالعدو من‬
‫فرق بني املكي وغريه عند اجلمهور‪ ،‬وعند الزهري‪ :‬ال بد ْأن يقف املكي بعرفة للحج وإن نعش ً‬ ‫تحرير محل‬
‫التحلل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫من أحصر عن احلج باملرض حيل مكانه وحكمه حكم احملصر بالعدو‬ ‫من أحصر عن احلج باملرض يتحلل‪ 7‬بعمرة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬ابن مسعود ‪‬‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬ابن عمر وابن عباس وعائشة ‪‬‬
‫هل يقاس احملصر باملرض على احملصر بالعدو‪ ،‬واالختالف يف تأويل األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ض‪7 7‬باعة بنت الزب ‪77‬ري‪ * ،‬حديث احلجاج بن عمر األنصاري قال‪ :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪( :‬من‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬دخ ‪77‬ل رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬على ُ‬
‫‪7‬ل‪ ،‬وعلي‪77‬ه حج‪77‬ة أخ‪77‬رى) [حم‪ /‬دا‪ /‬د‪ /‬ق‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪/‬‬‫ّ‬ ‫‪7‬‬ ‫ح‬ ‫‪7‬د‬‫‪7‬‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫‪7‬رج‬‫‪7‬‬ ‫ع‬ ‫أو‬ ‫‪7‬ر‬‫‪7‬‬ ‫س‬‫ك‬‫ُ‬ ‫حجي‬ ‫هلا‪:‬‬ ‫‪7‬ال‬ ‫‪7‬‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫‪7‬ة‪،‬‬ ‫فق‪77‬ال هلا‪ :‬لعل ‪7‬ك‪ 7‬أردت احلج‪ ،‬ق‪77‬الت‪ :‬واهلل ال أج‪77‬دين إال وجع‪7‬‬
‫أن حملي حيث حبس‪77 7 7‬تين) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فل‪77 7 7‬و ك‪77 7 7‬ان املرض ي‪77 7 7‬بيح احلِ‪77 7 7‬ل م‪77 7 7‬ا كم‪ /‬هق‪ /‬وصححه احلاكم واأللباين وحسنه الرتمذي]‪.‬‬
‫واش‪77 7 7‬رتطي َّ‬ ‫األدلــة‬
‫أن احملصر بعدو ليس الطواف من شرط إحالله بالبيت‪.‬‬ ‫* لإلمجاع على َّ‬ ‫احتاجت إىل اشرتاط‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه بالتحلل‪ 7‬ال يستفيد االنتقال من حله وال التخلص من األذى الذي به‪.‬‬
‫ألن األصل يف ذلك قوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ)‪ ،‬فما دام أنَّه قادر على إمتام أحدمها فيتمه‪ ،‬وحيمل‬ ‫القول األول‪( :‬حيل بعمرة احملصر عن احلج مبرض)؛ َّ‬ ‫الراجــح‬
‫أخره‬
‫حديث احلجاج ‪ ‬على من ُكسر أو عرج ومل يستطع إكمال النسك ولو ّ‬
‫من أحصر باملرض يبقى على إحرامه حىت يذهب ملكة ويطوف ويسعى ويتحلل من أحصر باملرض حلق‪ ،‬وأرسل هديه للحرم يقِّدر يوم النحر وحيل يف اليوم‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الثالث من أيام التشريق‬ ‫بالعمرة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/666‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)2/463‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‪ ،)2/471‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/201‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)2/389‬وفتح العزيز (‪ ،)8/8‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/173‬واملغين (‪ ،)3/327‬الشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/517‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يجب الهدي على المحصر بالمرض؟‬ ‫مســألــة (‪)88‬‬
‫مجهور العلماء على َّأن احلصر يف احلج على ضربني؛ حمصر بالعدو‪ ،‬وحمصر باملرض‪ ،‬وذهب األئمة األربعة ‪-‬خالفًا ملالك‪ -‬أ ّن على احملصر بالعدو هدي‪ ،‬واختلفوا هل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫احملصر مبرض عليه اهلدي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ال جيب اهلدي على احملصر مبرض‬ ‫جيب اهلدي على احملصر مبرض‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫داود‪ /‬أبو ثور‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬
‫هل يعطى احملصر باملرض أحكام احملصر بالعدو؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [البق‪77‬رة‪ * :‬ح ‪77‬ديث احلج ‪77‬اج بن عم ‪77‬ر األنص ‪77‬اري ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬مسعت رس ‪77‬ول اهلل ‪‬‬
‫حل‪ ،‬وعلي‪77‬ه حج‪77‬ة أخ‪77‬رى) [حم‪ /‬د‪ /‬دا‪ /‬ق‪/‬‬ ‫يقول‪ :‬من ُكسر أو عُرج فقد ّ‬ ‫‪ ،]196‬هذا عام يف حكم اإلحصار سواء للعدو أو للمرض‪.‬‬
‫‪ ‬فت ‪77‬وى ابن مس ‪77‬عود ‪ ‬ق ‪77‬ال‪ :‬يف الرج ‪77‬ل ال ‪77‬ذي ل ‪77‬دغ وه‪77‬و حمرم فأحص ‪77‬ر‪( :‬ابعث ‪77‬وا ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪/‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وص‪77‬ححه احلاكم واأللب‪77‬اين‪ ،‬وحس‪77‬نه الرتم‪77‬ذي]‪ ،‬ظ‪7‬اهره‬
‫باهلدي‪ ،‬واجعل‪77‬وا بينكم وبين‪77‬ه يوما‪ ،‬ف‪77‬إذا ذبح مبك‪77‬ة ح‪77‬ل) [ه ‪77‬ق‪ /‬مخ‪ /‬ش‪ /‬وص ‪77‬ححه يتحلل مبجرد املرض‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ً‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) ‪ ،‬ه‪77‬ذا خ‪77‬اص باحملص‪77‬ر‬ ‫ابن حزم]‪.‬‬
‫من العدو‪ ،‬فيبقى احملصر باملرض على أصل عدم الوجوب‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب اهلدي على احملصر مبرض)؛ َّ‬
‫ألن اآلية عامة يف حكم احملصر ألي سبب كان‬ ‫الراجــح‬
‫من مرض بعد أ ْن أحرم باحلج وأراد التحلل‪ 7‬حلق أو قصر من شعره‬ ‫من مرض بعد أ ْن أحرم باحلج ذبح هديًا إذا أراد التحلل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/666‬واحمللي (‪ )7/203‬مسألة (‪ ،)873‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/107‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‪ ،)2/471‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/400‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والذخرية للقرايف (‪ ،)3/190‬واألم (‪ ،)2/240‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/361‬واإلنصاف (‪ ،)4/71‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)1/600‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم من فاته الحج بسبب اإلحصار بغير العدو والمرض‬ ‫مســألــة (‪)89‬‬
‫أمجعوا على إجياب القضاء على من حصره املرض حىت فاته احلج‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫أن احملصر ألي سبب غري العدو واملرض أنَّه يتحلل بعمرة‪ ،‬واختلفوا فيمن فاته احلج بسبب‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫غري اإلحصار‪ ،‬كمن أحصر باخلطأ يف َّ‬
‫عد يف األيام‪ ،‬أو خلفاء اهلالل عليه أو غري ذلك‪ ،‬هل عليه هدي؟‪ ،‬واخلالف على القولني‬
‫احملصر ألي سبب غري العدو واملرض (ال) هدي عليه وعليه إعادة احلج‬ ‫احملصر ألي سبب غري العدو واملرض عليه اهلدي‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫هل يقاس احملصر بالعدو واملرض على احملصر بغري ذلك من األسباب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬عموم قوله تع‪7‬اىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) ‪ ‬ح ‪77 7‬ديث احلج ‪77 7‬اج بن عم ‪77 7‬ر األنص ‪77 7‬اري ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬مسعت رس ‪77 7‬ول اهلل ‪‬‬
‫حل‪ ،‬وعليه حجة أخرى) [حم‪ /‬دا‪ /‬د‪ /‬ق‪ /‬ت‪/‬‬ ‫يقول‪ :‬من ُكسر أو عُرج فقد ّ‬ ‫[البقرة‪ ،]196:‬وهذا عام لكل حمصر‪.‬‬
‫‪ ‬فتوى ابن مسعود ‪ ،‬قال يف الرجل الذي لدغ وهو حمرم فأحص‪77‬ر‪( :‬ابعث‪77‬وا ن‪/‬ج‪77‬ه‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وص‪77‬ححه احلاكم واأللب‪77‬اين وحس‪77‬نه الرتم‪77‬ذي]‪ ،‬ظ‪77‬اهره ال جيب‬
‫باهلدي‪ ،‬واجعل‪77 7 7‬وا منكم وبين ‪77 7‬ه يوم‪77 7 7‬ا‪ ،‬ف‪77 7 7‬إذا ذبح مبك‪77 7 7‬ة ح‪7َّ 7 7 7‬ل) [ه ‪77 7 7‬ق‪ /‬مخ‪ /‬ش‪ /‬عليه اهلدي‪.‬‬
‫‪ ‬األص ‪77‬ل أن (ال) جيب اهلدي على احملص ‪77‬ر لغ ‪77‬ري املرض والع ‪77‬دو‪ ،‬إال أ ْن يق ‪77‬وم‬ ‫وصححه ابن حزم]‪ ،‬ومثله احملصر لغري مرض‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫الدليل عليه‪ ،‬وال دليل على إجيابه‪.‬‬ ‫بأن احملصر مبرض عليه اهلدي‪ ،‬فمن باب أوىل احملصر لغري ذلك‪.‬‬ ‫‪ ‬لإلمجاع َّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الن‪77‬يب ‪ ‬قض‪77‬ى عمرت‪77‬ه ال‪77‬يت أحص‪77‬ر فيه‪77‬ا‪( :‬مث رجع‪77‬وا ح‪77‬ىت اعتم‪77‬ر الع‪77‬ام‬
‫املقب‪77 7‬ل) [طح‪ /‬وحنوه عن ‪77 7‬د البخ‪77 7‬اري]‪ ،‬ومن ب‪77 7‬اب أوىل ذل‪77 7‬ك ملن حص‪77 7‬ره غ‪77 7‬ري‬
‫العدو‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حكمه حكم احملصر باملرض) فإحلاقه باملريض أوىل‬ ‫الراجــح‬
‫عد األيام حل من حجه جبعلها عمرة بال هدي‬
‫من أحصر بسبب خطئه يف ِّ‬ ‫حل من حجه وجعلها عمرة وذبح هديًا‬
‫عد األيام َّ‬
‫من أحصر بسبب خطئه يف ِّ‬
‫ثمرة الخالف‬
‫يذحبه ووجب عليه احلج من قابل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/666‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/181‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)1/257‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/202‬وحاشية الصاوي على الشرح الصغري = بلغة‬
‫مراجع المسألــة‬
‫السالك ألقرب املسالك (‪ ،)2/130‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/348‬وأسىن املطالب يف شرح روض الطالب (‪ ،)1/529‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/534‬والشرح الكبري (‪)3/511‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫‪146‬‬

‫أحكام جزاء الصيد‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬القول يف أحكام جزاء الصيد‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (أحكام جزاء الصيد)‬
‫أمجع املسلمون على َّأن قوله تعاىل‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [املائدة‪ ،]95:‬هي آية حمكمة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مل خيتلف العلماء ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬باجلملة يف تقدير الصيام باإلطعام يف كفارة جزاء الصيد‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن احملرم إذا قتل الصيد َّ‬
‫أن عليه اجلزاء‪.‬‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪145‬‬
‫مل خيتلف املسلمون يف حترمي قتل الصيد يف احلرم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اتفقوا على أن احملرم إن قتل الصيد مث أكله أمث‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أن اجلراد من صيد الرب الذي جيب على احملرم فيه اجلزاء‪.‬‬ ‫أكثر العلماء ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫اتفقوا على أن صيد الرب حمرم على احملرم‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫اتفقوا على أن صيد البحر حالل كله للمحرم‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫اتفق العلماء ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على القول حبديث‪( :‬مخس‪ 7‬من الدواب ليس على احملرم جناح يف قتلهن‪ :‬الغراب‪ ،‬واحلِدأة‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والكلب العقور)‬ ‫‪-9‬‬
‫[خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ال خالف بينهم يف قتل احلية واألفعى واألسود‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫أن السمك من صيد البحر‪.‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-11‬‬
‫أن صيد ما عدا السمك حالل‪.‬‬ ‫ال خالف ‪-‬عند من حيل عنده صيد مجيع ما يف البحر‪َّ -‬‬ ‫‪-12‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫القول يف أحكام جزاء الصيد‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫‪146‬‬

‫ما الواجب على المحرم في قتل الصيد‬ ‫‪90‬‬


‫هل يستأنف الحكم على المحرم القاتل للصيد أو يحكم به بحكم الصحابة ‪‬؟‬ ‫‪91‬‬
‫الصيد للمحرم على الترتيب أو التخيير؟‬
‫هل حكم الكفارة في آية ّ‬ ‫‪92‬‬
‫يقوم الصيد إذا اختار المحرم أن ِّ‬
‫يكفر باإلطعام في كفارة الصيد للمحرم؟‬ ‫كيف ّ‬ ‫‪93‬‬
‫كيفية تقدير الصيام بالطعام في كفارة الصيد للمحرم‬ ‫‪94‬‬
‫إذا صاد المحرم خطًأ أو ناسيًا هل عليه كفارة؟‬ ‫‪95‬‬
‫الحكم لو اشترك جماعة في قتل صيد الحرم‬ ‫‪96‬‬
‫هل يمكن أ ْن يكون أحد الحكمين في تقدير مثل الصيد هو قاتل الصيد (الجاني)‬ ‫‪97‬‬
‫موضع اإلطعام في كفارة الصيد‬ ‫‪98‬‬
‫الحكم لو قتل الحالل صيد الحرم‬ ‫‪99‬‬
‫عدد الكفارات على المحرم إذا صاد وأكل الصيد‬ ‫‪100‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫فدية صيد األرنب واليربوع‬ ‫‪101‬‬
‫مقدار الفدية في صغار الصيد‬ ‫‪102‬‬
‫فدية صيد الحمام‬ ‫‪103‬‬
‫الفدية في كسر بيض النعامة للمحرم‬ ‫‪104‬‬
‫‪145‬‬
‫الفدية في صيد الجراد للمحرم‬ ‫‪105‬‬
‫حكم قتل المحرم ما زاد على الخمس الفواسق‬ ‫‪106‬‬
‫ما الذي يلحق بالكلب العقور فيجوز قتله للمحرم؟‬ ‫‪107‬‬
‫حكم قتل الوزغ (للمحرم) في الحرم‬ ‫‪108‬‬
‫ما يجوز للمحرم من قتل الغربان‬ ‫‪109‬‬
‫حكم صيد المحرم للحيوان (البرمائي)‬ ‫‪110‬‬
‫حكم صيد المحرم لطير الماء‬ ‫‪111‬‬
‫الجزاء في قطع نبات الحرم‬ ‫‪112‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما الواجب على المحرم في قتل الصيد؟‬ ‫مســألــة (‪)90‬‬
‫أمجعوا على َّأن قوله تعاىل‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [املائدة‪ ،]95:‬هي آية حمكمة‪ ،‬واختلفوا لو قتل احملرم الصيد ماذا جيب عليه‪ ،‬إذا اختار احملرم أن تكون الفدية‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫من ّالنعم؛ هل الواجب هو قتل الصيد قيمة أو ِمثله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫طعاما وبني أ ْن يشرتي‬
‫احملرم الذي قتل الصيد الواجب عليه قيمة الصيد‪ ،‬وهو خمري بني أ ْن يشرتي به ً‬ ‫الواجب على احملرم الذي قتل الصيد‪ ،‬املِثل من النّعم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫به املثل‪ /‬أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬
‫الصيد‪ ،‬وعلى الذي هو مثل قيمة الصيد‬ ‫َّ‬
‫ألن املثل يف قوله تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ)‪ ،‬يطلق على الذي هو مثل ّ‬ ‫سبب الخالف‬

‫ألن انطالق لف ‪77‬ظ‪( :‬املث ‪77‬ل) على الش ‪77‬بيه‪ ،‬أق ‪77‬وى يف لس ‪77‬ان الع ‪77‬رب * املراد بقوله تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ)‪ ،‬أي‪ :‬ومن قتله متعمدا فعليه قيمة ما قتل من النّعم‬ ‫* َّ‬
‫صياما‪.‬‬ ‫القيمة‪.‬‬ ‫يف‬ ‫املثل‬ ‫على‬ ‫انطالقه‬ ‫من‬ ‫وأظهر‬
‫طعاما أو عدل ذلك ً‬ ‫أو عدل القيمة ً‬
‫ألن املثل ‪-‬الذي هو العدل‪ -‬هو املنصوص عليه يف اإلطعام والصيام‪.‬‬ ‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ)‪ ،‬أي‪ :‬ال خيرج عن هبيم ‪77‬ة * َّ‬
‫عام‪77‬ا يف مجي‪77‬ع الص‪77‬يد‪ ،‬ومن الص‪77‬يد م‪77‬ا ليس ل‪77‬ه ش‪77‬بيه‪ ،‬فيُع‪77‬دل إىل‬ ‫األنعام‪ ،‬اإلبل والبقر والغنم‪.‬‬
‫* ل‪77‬و محلن‪77‬ا املث‪77‬ل على الش‪77‬بيه‪ ،‬لك‪77‬ان ً‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث ج‪77 7‬ابر ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬س‪77 7‬ألت رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬عن الض ‪77 7‬بع‪ ،‬القيمة‪ ،‬كضمان سائر املتلفات‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫فق ‪77‬ال‪ :‬ه ‪77‬و ص ‪77‬يد وجع ‪77‬ل في ‪77‬ه كبش إذا ص ‪77‬اده احملرم) [د‪ /‬وص ‪77‬ححه * ال يوجد للحي‪7‬وان املص‪7‬يد ِمث‪7‬ل يف احلقيق‪7‬ة إال جنس‪7‬ه‪ ،‬ل‪7‬ذا يُلج‪7‬أ من التع‪7‬ديل إىل التش‪7‬بيه ل‪7‬ه‪ ،‬وم‪7‬ا دام‬
‫أن ال‪77‬واجب في‪77‬ه من غ‪77‬ري جنس‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬وجب أ ْن يك‪77‬ون مثل‪77‬ه يف التع‪77‬ديل والقيم‪77‬ة‪ ،‬ف‪77‬احلكم يف الش‪77‬بيه ف‪77‬رع‬ ‫َّ‬ ‫األلباين]‪.‬‬
‫‪ ‬أقض‪77 7‬ية الص‪77 7‬حابة ‪ ‬حيث قض‪77 7‬وا يف النعام‪77 7‬ة بدن‪77 7‬ة ويف الغ‪77 7‬زال منه‪.‬‬
‫ألن احلكم بالتعديل شيء خيتلف باختالف األوقات‪ ،‬ولذا حيتاج احملكمنْي املنصوص عليهما‪.‬‬ ‫* َّ‬ ‫شاة‪.‬‬
‫يدل على اعتبارهم للمثل يف الصيد وفهمهم‬ ‫ألن ذلك هو املعىن األظهر لآلية‪ ،‬لذا حكم الصحابة ‪ ‬باملثل ألنواع كثرية من الصيد‪ ،‬مما ّ‬ ‫القول األول‪( :‬الواجب املثل من النعم)؛ َّ‬
‫الراجــح‬
‫لآلية هبذا املعىن‬
‫طعاما لكل مسكني نصف صاع من بر‪ ،‬أو‬ ‫من صاد نعامة خيري يف قيمة النعامة بني أ ْن يشرتي هبا ً‬ ‫من قتل وهو حمرم نعامة فعليه بدنة‪ ،‬ومن قتل غزااًل فعليه شاة‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫صاعا من غريه‪ ،‬أو يشرتي بقيمته املثل ما مياثل النعامة‬
‫ً‬ ‫ضبعا فعليه شاة‬
‫ومن صاد ً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)671 ،1/668‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/198‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/63‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)93 :‬وإرشاد السالك إىل أشرف املسالك (ص‪ ،)47 :‬واألم (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ ،)2/220‬وهناية املطلب (‪ ،)4/399‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/500‬والشرح الكبري (‪)3/350‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يُستأنف الحكم على المحرم القاتل للصيد أو يحكم به بحكم الصحابة ‪‬‬ ‫مســألــة (‪)91‬‬
‫تشبيها هلا‪ ،‬ومن قتل غزااًل فعليه شاة ‪ ،‬ومن قتل بقرة وحشية فعليه بقرة‬ ‫إذا قتل احملرم الصيد‪ ،‬وكان فيه حكم للصحابة ‪ ،‬مثل حكمهم‪َّ :‬‬
‫أن من قتل نعامة فعليه بدنة ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫إنسية‪ .‬فهل حُي كم فيه حبكم فيه الصحابة ‪ ،‬أم يُستأنف احلكم فيه حبكم عدلني آخرين جديدين‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ّ‬
‫من صاد ‪-‬وهو حمرم‪ -‬مما حكم الصحابة ‪ ‬فيه حُي كم به وال يُعدل عنه‬ ‫من صاد ‪-‬وهو حمرم‪ -‬مما حكم الصحابة ‪ ‬فيه يُستأنف احلكم فيه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫‪146‬‬
‫هل احلكم باملثل يف قوله‪( :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ) [املائدة‪ ،]95 :‬حكم شرعي غري معقول املعىن أو هو معقول املعىن؟‬ ‫سبب الخالف‬

‫ألن حكم الصحابة ‪ ‬معقول املعىن‪ ،‬فما حكموا فيه ليس يوجد شيء‬ ‫* َّ‬
‫ألن احلكم باملثل عبادة غري معقولة املعىن يف قوله تعاىل‪( :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ * َّ‬
‫أشبه له منه‪ ،‬مثل النعامة‪ ،‬فإنَّه ال يوجد أشبه هبا من البدنة‪ ،‬فال معىن إلعادة‬ ‫ﯱ) ‪ ،‬فيعاد مع تكرر احلدث‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫احلكم‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن الصحابة ‪ ‬كانوا يستأنفون احلكم يف كل صيد‪ ،‬وال يرجعون إىل‬
‫‪ ‬ألن الصحابة ‪ ‬أقرب وأبصر بالعلم‪ ،‬فكان حكمهم حجة على غريهم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫احلكم السابق‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال يعاد‪ ،‬وحيكم به حبكم الصحابة ‪ ،)‬فحكم الصحابة ‪ ‬فاصل يف ذلك وعادل‪ ،‬وال يوجد أعدل منهم‪ ،‬وقد قال تعاىل‪( :‬ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫الراجــح‬
‫ﯰ ﯱ) ‪ ،‬وال أعدل من الصحابة ‪ ‬على اإلطالق‬
‫من صاد وهو حمرم‪ ،‬حَي كم له باملثل اثنني من عدول املسلمني مطل ًقا‪ ،‬وهكذا يف من صاد وهو حمرم‪ ،‬نظرنا؛ فإ ْن كان له حكم سابق من الصحابة ‪ ‬حكمنا‬
‫ثمرة الخالف‬
‫به مباشرة‪ ،‬وإ ْن مل يكن‪ ،‬حيكم له به اثنني من املسلمني العدول‬ ‫مجيع الصيد‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/672،668‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/83‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/199‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/330‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباين (‪،)1/562‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)4/291‬واملهذب (‪ ،)1/395‬والشرح الكبري (‪ ،)3/350‬والفروع وتصحيح الفروع (‪)5/494‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الصيد للمحرم على الترتيب أو التخيير؟‬
‫هل حكم الكفارة في آية ّ‬ ‫مســألــة (‪)92‬‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫أن آية الصيد للمحرم حمكمة‪ ،‬واختلفوا يف الكفارة فيها هل هي على التخيري أو على الرتتيب يف قوله تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬
‫تحرير محل‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ) [املائدة‪ ،]95:‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫كفارة الصيد للمحرم على الرتتيب‬ ‫كفارة الصيد للمحرم على التخيري‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫زفر (من احلنفية)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬

‫هل (أو) تقتضي التخيري يف كالم العرب‪ /‬وهل تشبه كفارة الصيد بكفارة الظهار والقتل؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* َّ‬
‫ألن (أو) مقتض‪77‬اها يف لس‪77‬ان الع‪77‬رب أهنا على التخي‪77‬ري يف قول‪77‬ه * التشبيه على الكفارات اليت فيها الرتتيب باتفاق‪ ،‬وهي كفارة الظهار والقتل‪.‬‬
‫‪ ‬القياس على هدي التمت‪7‬ع ففي‪7‬ه ال‪7‬رتتيب‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬ ‫تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ)‪.‬‬
‫ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ) ‪[ ،‬البقرة‪ ،]196:‬وقتل الصيد آكد‬ ‫األدلــة‬
‫حمظورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫منه؛ ألنَّه فعل‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الصحابة ‪ ‬كانوا حيكمون باملثل ابتداءً وال خُي ريون قاتل الصيد‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬كفارة الصيد على التخيري)؛ لظاهر داللة اآلية‪ ،‬كاحلال يف كفارة اليمني من قوله‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫الراجــح‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [املائدة‪]89:‬‬
‫من صاد وهو حمرم جيب عليه املثل ّأواًل ‪ ،‬فإ ْن مل يستطع يُطعم‪ ،‬فإ ْن مل يستطع يصوم‬ ‫من صاد وهو حمرم خيريه احلكمني يف اجلزاء بني املثل أو اإلطعام‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أو الصيام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)672 ،1/668‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/200‬واهلداية (‪ ،)1/166‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/385‬وجامع األمهات (ص‪ ،)215 :‬واحلاوي الكبري (‪،)15/299‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والوسيط يف املذهب (‪ ،)2/709‬واملغين (‪ ،)3/448‬والشرح الكبري (‪)3/331‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫يقوم الصيد إذا اختار المحرم أن ِّ‬
‫يكفر باإلطعام في كفارة الصيد للمحرم؟‬ ‫كيف ّ‬ ‫مســألــة (‪)93‬‬
‫يقوم بالصيام؛ الصيد نفسه‬ ‫اتفق اجلمهور على َّ‬
‫أن كفارة الصيد للمحرم على التخيري‪ ،‬واختلفوا إذا اختار احملرم الذي صاد ْأن يُطعم بدل من إخراج املثل أو القيمة؛ فما الذي َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫أم املثل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يقوم املثل للصيّد‬‫إذا اختار احملرم الذي صاد أن يُطعم‪ّ ،‬‬ ‫يقوم الصيد نفسه‬ ‫إذا اختار احملرم الذي صاد أ ْن يُطعم‪ّ ،‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫‪145‬‬
‫هل عطف كفارة اإلطعام يف اآلية يرجع على الصيد أو على مثله؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الشيء إمنا تقدر قيمته إذا عدم تقدير مثله (شبيهة)‪.‬‬ ‫* َّ‬ ‫* ألنَّه ملا مل يوجد مثل للصيد‪ُ ،‬رجع إىل تقديره بالطّعام‪.‬‬
‫أن املثل وجب بفع‪77‬ل الص‪77‬يد‪ ،‬فلم‪77‬ا ‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ) [املائ‪77‬دة‪ ،]95:‬يع‪77‬ين كف‪77‬ارة م‪77‬ا تق‪77‬دم‬ ‫ألن الطّعام‪ 7‬إمنا وجب بقتل الصيد‪ ،‬كما َّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪7‬ربا بالص‪7‬يد‪ ،‬فتعت‪7‬رب قيم‪7‬ة ذك ‪77‬ره‪ ،‬وال ‪77‬ذي تق ‪77‬دم ذك ‪77‬ره الص ‪77‬يد وذك ‪77‬ر املث ‪77‬ل‪ ،‬ف ‪77‬وجب أ ْن ترج ‪77‬ع الكف ‪77‬ارة إىل‬ ‫‪7‬ربا بالص‪7‬يد وجب أ ْن يك‪7‬ون اإلطع‪7‬ام معت ً‬‫ك‪7‬ان املث‪7‬ل معت ً‬
‫الصيد‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫أحدمها‪ ،‬ورجوعها إىل املثل أوىل؛ ألهَّن ا أقرب املذكورين‪.‬‬
‫ألن ضمان الصيد ضمان متلَف‪ ،‬وسائر املتلف‪7‬ات تعت‪7‬رب فيه‪7‬ا قيم‪7‬ة املتلَ‪7‬ف ال ‪َّ ‬‬
‫ألن الص‪77 7 7 7‬يد خيالف املتلف‪77 7 7 7‬ات األخ‪77 7 7 7‬رى‪ ،‬ففي املتلف‪77 7 7 7‬ات جيب املث‪77 7 7 7‬ل من نفس‬ ‫‪َّ ‬‬
‫اجلنس‪ّ ،‬أم ا الصيد فيجب املثل من هبيمة األنعام‪ ،‬فوجب تقدير قيمة املثل حينئذ‪.‬‬ ‫مثله‪.‬‬ ‫قيمة‬ ‫ال‬ ‫املتلف‪،‬‬ ‫الصيد‬ ‫قيمة‬ ‫فيه‬ ‫عترب‬ ‫ي‬
‫ُْ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫جيب‬ ‫الصيد‬ ‫فكذلك‬ ‫مثله‪،‬‬ ‫قيمة‬
‫أن الواجب قيمة املثل يف الصيد كما يف مسألة (‪ ،)90‬وبناء عليه جتب قيمة املثل يف الطعام‪ ،‬أما اإلمام‬ ‫(يقوم املثل للصيد)‪ ،‬بناء على أ ّن الراجح َّ‬‫القول الثاين‪ّ :‬‬ ‫الراجــح‬
‫مالك ‪-‬رمحه اهلل‪ ،-‬فقد خالف اإلمام أبا حنيفة ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف التقومي باملثل ووافقه عند التقومي بالطعام‬
‫طعاما‬
‫يقوم قيمة املثل‪ ،‬وهو الشاة وخيرج بقيمتها ً‬
‫من صاد غزااًل ‪-‬مثاًل ‪ّ -‬‬ ‫قل أو كثر‬
‫طعاما ّ‬
‫يقوم قيمة الغزال وخُي رج بقيمته ً‬
‫من صاد غزااًل ‪-‬مثاًل ‪ّ -‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/672،669‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/83‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/166‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/395‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/318‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)4/299‬والبيان (‪ ،)4/237‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/502‬والشرح الكبري (‪)3/332‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫كيفية تقدير الصيام بالطعام في كفارة الصيد للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)94‬‬
‫مل خيتلفوا يف تقدير الصيام بالطعام باجلملة يف كفارة الصيد للمحرم‪ ،‬وإن كانوا اختلفوا يف التفصيل‪ ،‬فإذا اختار احملرم يف كفارة الصيد ْأن يطعم‪ ،‬فإ ّن التقومي يكون باملد‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫يوما على تقدير املدود؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫واختلفوا كم يصوم ً‬
‫يوما‬
‫يوما ولكل مدين من غريه ً‬ ‫يوما لكل يصوم لكل م ّد من (الرب) ً‬ ‫يوما لكل مدين من (الرب)‪ ،‬ويصوم ً‬ ‫يصوم ً‬ ‫يوما‬
‫يصوم لكل مد ً‬
‫أمحد‬ ‫الرب‬ ‫غري‬ ‫من‬ ‫أمدد)‬ ‫(أربعة‬ ‫صاع‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫اختالفهم يف تقدير كفارة اإلطعام لكفارة اجلماع يف رمضان والكفارات األخرى (مل يذكره ابن لرشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن امل ّد ه‪77 7 7‬و املق‪77 7 7‬دار ال‪77 7 7‬ذي يُطعم لك‪77 7 7‬ل * َّ‬
‫ألن املدين من ال ‪77‬رب ه ‪77‬و املق ‪77‬دار ال ‪77‬ذي يُطعم لك ‪77‬ل ‪َّ ‬‬
‫ألن املد ه‪77 7 7 7‬و املق‪77 7 7 7‬دار ال‪77 7 7 7‬ذي يُطعم لك‪77 7 7 7‬ل مس‪77 7 7 7‬كني يف‬ ‫* َّ‬
‫مس ‪77 7‬كني يف الكف ‪77 7‬ارات؛ حلديث أيب هري ‪77 7‬رة مس‪77 7 7‬كني يف الكف ‪77 7‬ارات أو ص ‪77 7‬اع من غ‪77 7 7‬ريه‪ ،‬حلديث الكف‪77 7‬ارات‪ ،‬أو م‪77 7‬دين من غ‪77 7‬ريه؛ حلديث كعب بن عج ‪77 7‬رة‬
‫‪ ‬يف قص‪77 7‬ة اجملامع يف رمض‪77 7‬ان‪( :‬أيت للن‪77 7‬يب كعب بن عج‪77 7 7 7‬رة ‪ ‬يف كف‪77 7 7 7‬ارة احلل‪7 7 7 7 7‬ق‪ 7‬للمح‪77 7 7 7‬رم‪  :‬يف كف ‪77‬ارة احلل ‪77‬ق للمح ‪77‬رم‪ ،‬يف رواي ‪77‬ة ق ‪77‬ال‪( :‬أو تص ‪77‬دق‬
‫‪7‬اعا) (أطعم س ‪77‬تة مس ‪77‬اكني‪ ،‬م ‪77‬دين لك ‪77‬ل إنس ‪77‬ان) [خ‪ /‬م]‪ ،‬بثالث‪77‬ة آص‪77‬ع من متر على س‪77‬تة مس‪77‬اكني‪ ،‬بني ك‪77‬ل مس‪77‬كينني‬ ‫‪ ‬مبكت‪77 7 7 7 7‬ل في‪77 7 7 7 7‬ه مخس‪77 7 7 7 7‬ة عش‪77 7 7 7 7‬رة ص‪ً 7 7 7 7 7‬‬ ‫األدلــة‬
‫[د‪/‬ط‪/‬وص ‪77 7‬ححه األلب ‪77 7‬اين]‪ ،‬فه‪77 7 7‬و يس‪77 7 7‬اوي ( وحلديث اجملامع يف رمض ‪77‬ان ق ‪77‬ال ل ‪77‬ه الن ‪77‬يب ‪( :‬أطعم صاع) [د‪ /‬حم‪ /‬خز‪/‬حب‪ /‬طب‪ /‬وصحح إسناده األرن‪7‬ؤوط]‪،‬‬
‫‪ )60‬م‪7ً 7 7 7 7 7 7‬دا وه‪77 7 7 7 7 7‬ذه كف‪77 7 7 7 7 7‬ارة اجلم‪77 7 7 7 7 7‬اع يف وس‪ً 7 7 7 7 7‬قا من متر بني س‪77 7 7 7 7‬تني مس‪77 7 7 7 7‬كينًا) [د‪ /‬دا‪ /‬ب ‪77 7 7 7 7‬غ]‪ ،‬ويف رواي‪77‬ة يف اجملامع يف رمض‪77‬ان ق‪77‬ال ‪( :‬ف‪77‬إن م‪77‬د ْ‬
‫َّي ش‪77‬عري‬
‫مكان مد بر) [هق]‪.‬‬ ‫صاعا‪.‬‬
‫والوسق ستون ً‬ ‫رمضان]‪.‬‬
‫لكل مسكني مد من‬ ‫أن الراجح يف مقدار اإلطعام يف كفارة اجلماع يف رمضان إطعام ستني مسكينًا‪ِّ ،‬‬ ‫يوما)‪ ،‬وهذا بناء على َّ‬ ‫القول األول‪( :‬يصوم لكل مد ً‬ ‫الراجــح‬
‫طعام‬
‫من صاد غزااًل وقدرناه بـ ــ(‪ )100‬مد من بر‪ ،‬صام (‬ ‫من صاد غزااًل وهو حمرم وقدرناه ب ــ(‪ )100‬م ّد ّبر‪،‬‬ ‫من صاد غزااًل وهو حمرم‪ ،‬وقدرناه ب ـ ــ(‬
‫يوما‪ ،‬وإ ْن قدرناه ب ــ(‪ )100‬م ّد من شعري ‪ )100‬يوم‪ ،‬وإ ْن قدرناه ب ـ ـ ــ(‪ )100‬مد من شعري صام (‬
‫‪ )100‬مد من أي طعام من بر أو شعري أو صام (‪ً )50‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫‪ )50‬يوما‬ ‫يوما‬
‫صام (‪ً )25‬‬ ‫متر‪ ،‬صام يف كفارة الصيد (‪ )100‬يوم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/669‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/201‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/166‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/395‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/334‬واحلاوي الكبري (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫‪ ،)4/300‬واملهذب (‪ ،)1/396‬واملغين (‪ ،)3/450‬واإلنصاف (‪ ،)3/511‬واجلداول الفقهية لكتاب الصيام املسألة رقم (‪)41‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫إذا صاد المحرم خطًأ أو ناسيًا هل عليه كفارة؟‬ ‫مســألــة (‪)95‬‬
‫ناسيا‪ ،‬هل‬
‫ناسيا أو خمطًئا فال إمث عليه‪ ،‬واختلفوا ْإن صاد احملرم باخلطأ أو ً‬
‫إن من صاد وهو حمرم ً‬ ‫ذاكرا‪ ،‬وال خالف َّ‬
‫اتفقوا على وجوب الكفارة على احملرم إذا صاد عامدا أو ً‬ ‫تحرير محل‬
‫عليه كفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫إذا صاد احملرم خمطًئا فال كفارة عليه‬ ‫ناسيا فعليه الكفارة‬
‫إذا صاد احملرم خمطًئا أو ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬
‫االختالف يف تأويل قوله تعاىل‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [املائدة‪( ]95:‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪7‬إن * قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ)‪ ،‬فق‪77‬د اش‪77‬رتطت اآلي‪77‬ة العم‪77‬د وه‪77‬ذا‬ ‫* تشبيه جزاء الصيد عند اإلتالف بإتالف األموال‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬
‫نص‪.‬‬ ‫األموال عند إتالفها تُضمن خطأ ونسيانًا‬
‫ّ‬
‫ألن العمد هو املوجب للعقاب والكفارات عقاب هلا‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬س ‪77‬ألت رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن * َّ‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه ‪( :‬رف‪77‬ع عن أم‪77‬يت اخلط‪77‬أ والنس‪77‬يان وم‪77‬ا اس‪77‬تكرهوا عليه) [ج‪77‬ه‪ /‬حب‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ص‪/‬‬
‫الض‪77 7‬بع‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪ :‬ه‪77 7‬و ص‪77 7‬يد‪ ،‬وجع‪77 7‬ل في‪77 7‬ه كبش إذا ص‪77 7‬اده‬ ‫األدلــة‬
‫احملرم) [د‪ /‬وص‪77 7 7 7‬ححه األلب‪77 7 7 7‬اين]‪ ،‬ومل يف‪77 7 7 7 7‬رق بني عام‪77 7 7 7 7‬د طب‪ /‬كم‪ /‬وصححه احلاكم واأللباين]‪.‬‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر عم‪77‬ر ‪ ‬أ ّن رجاًل س‪77‬أله عن قت‪77‬ل ظ‪77‬يب وه‪77‬و حمرم فق‪77‬ال‪( :‬عم‪7ً 7‬دا قتلت‪77‬ه أم خط‪ً77‬أ؟‪ ،‬فق‪77‬ال الرج‪77‬ل‪:‬‬ ‫وناسي‪.‬‬
‫تعمدت رميه وما أردت قتله) [هق‪ /‬عب]‪ ،‬ففرق عمر ‪ ‬بني العمد واخلطأ‪.‬‬
‫متعمدا ناسيًا إلحرامه‪ ،‬أو املراد مبتعمد‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬على احملرم املخطئ والناسي الكفارة)‪ ،‬وذكر التعمد يف اآلية؛ إما أنّه حيمل على الغالب‪ ،‬أو املراد به القتل‬ ‫الراجــح‬
‫متعمدا الذي مل جيعل فيه الكفارة بل القصاص‬‫ً‬ ‫ليبنِّي أنه ليس كقتل بين آدم‬
‫من صدم محامة بسيارته خطأ فماتت وهو حمرم فليس عليه شيء‬ ‫من صدم محامة بسيارته خطأ فماتت وهو حمرم فعليه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫شاة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/671،669‬واحمللى‪ )7/214( 7‬مسألة (‪ ،)876‬واجلامع إلحكام القرآن للقرطيب (‪ ،)6/308‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/201‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‬
‫‪ ،)2/442‬والتلقني (‪ ،)1/83‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/391‬واألم (‪ ،)2/199‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/168‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)209 :‬والفروع‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫وتصحيح الفروع (‪)5/542‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫الحكم لو اشترك جماعة في قتل صيد الحرم‬ ‫مســألــة (‪)96‬‬
‫اتفقوا على وجوب الكفارة يف قتل صيد احلرم‪ ،‬واتفقوا َّأن قتل صيد احلرم من مجاعة أنَّه ال يُسقط اجلزاء عنهم مجلة‪ ،‬ولو كان كذلك لكان من أراد ْأن يصيد يف احلرم صاد يف مجاعة‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واختلفوا ماذا جيب على اجلماعة لو اشرتكت يف صيد واحد؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫صيدا فعلى كل‬
‫إذا قتل مجاعة من احملرمني ً‬ ‫صيدا فعليهم مجيعا‬
‫إذا قتل مجاعة من احملرمني ً‬ ‫صيدا فعلى كل واحد منهم جزاء كامل‬
‫إذا قتل مجاعة من احملرمني ً‬
‫واحد منهم جزاء كامل‪ ،‬وإذا صاده مجاعة من‬ ‫جزاء واحد‬ ‫مالك‪ /‬الثوري‪ /‬مجاعة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫واحدا‪ /‬أبو حنيفة‬
‫جزاء ً‬
‫مجيعا ً‬
‫احمللني فعليهم ً‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد (الصحيح)‬
‫‪146‬‬

‫هل جزاء الصيد موجبه هو التعدي فقط‪ ،‬أو التعدي على مجلة الصيد‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن احملرمني يغلظ عليهم فيجب على ك‪77‬ل‬ ‫ألن م‪77‬وجب اجلزاء يف الص‪77‬يد التع‪77‬دي على مجل‪77‬ة * َّ‬ ‫* َّ‬
‫ألن موجب اجلزاء يف الصيد التعدي فقط‪ ،‬أي النظر فيه للفاعل‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫ِ‬
‫واح ‪77 7 7 7‬د منهم اجلزاء‪ ،‬أم ‪77 7 7 7‬ا احمللّني فيخف‪77 7 7 7 7 7‬ف‬ ‫الصيد‪ ،‬أي النظر فيه يكون للصيد‪( 7‬للفعل)‪.‬‬
‫* من ب‪77‬اب س‪77‬د الذريع‪77‬ة‪ ،‬ح‪77‬ىت (ال) حيت‪77‬ال بالص‪77‬يد م‪77‬ع اجلماع‪77‬ة على‬
‫‪ ‬قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) عنهم‪.‬‬ ‫إسقاط أغلب الكفارة عنه‪.‬‬
‫[املائ‪77‬دة‪ 7،]95 :‬فق‪77‬د جع‪77‬ل اهلل ‪ ‬يف مقاب‪77‬ل الص‪77‬يد‬ ‫* َّ‬
‫ألن اإلمث ال يتبعض‪ ،‬فيق ‪77 7 7 7 7 7‬ع على اجلمي ‪77 7 7 7 7 7‬ع فيجب أ ْن ال يتبعض‬
‫اجلزاء‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫واحدا‪.‬‬
‫الواحد جزاءً ً‬
‫‪7‬ورا من حمظ‪77 7 7 7‬ورات‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن ك‪77 7 7‬ل واح‪77 7 7‬د من اجلماع‪77 7 7‬ة ارتكب حمظ‪ً 7 7 7 7‬‬
‫‪ ‬القي‪77‬اس على دي‪77‬ة اآلدمي‪ ،‬فل‪77‬و قتل‪77‬ه مجاع‪77‬ة خط‪77‬أ‬
‫وجبت عليهم دية واحدة‪.‬‬ ‫اإلحرام‪.‬‬
‫‪ ‬القياس على قتل اجلماعة للواحد (اآلدمي)‪ ،‬فكلهم يُقتلون به‪.‬‬
‫القول األول‪ :‬جيب على كل واحد منهم جزاء الصيد كاماًل ‪ ،‬وهذا فيه سد لباب التحايل على حمظورات اإلحرام والتهاون فيها‪ ،‬وهذا يناسب عظم اجلرم‪ ،‬فاتفاق مجاعة‬
‫الراجــح‬
‫من الناس على هتك حمظورات اإلحرام أعظم من وقوع فرد فيه‪ ،‬فناسب التغليظ عليهم وليس التخفيف عنهم‬
‫لو صاد عشرة من احملرمني غزااًل ‪ ،‬وجب‬ ‫لو صاد عشرة من احملرمني غزااًل ‪ ،‬وجب عليهم‬ ‫لو صاد عشرة من احملرمني غزااًل ‪ ،‬وجب عل كل واحد منهم شاة‬
‫عليهم عشر شياه‪ .‬ولو صاد عشرة من‬ ‫مجيعا شا ًة واحد ًة يدفع كل واحد منهم عُشر‬
‫ً‬ ‫فيجب عليهم عشرة شياه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫احمللني غزااًل ‪ ،‬وجب عليهم شاة واحدة‬ ‫قيمتها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/672،669‬واحمللى‪ )7/237( 7‬رقم (‪ ،)887‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/202‬وتبيني احلقائق (‪ ،)5/232‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/369‬والشرح الكبري‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫للدردير (‪ ،)2/76‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/320‬وهناية املطلب (‪ ،)4/426‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)62 :‬والكايف البن قدامة (‪)1/503‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يمكن أ ْن يكون أحد الحكمين في تقدير مثل الصيد هو قاتل الصيد (الجاني)؟‬ ‫مســألــة (‪)97‬‬
‫اتفقوا على وجوب الكفارة يف الصيد للمحرم‪ ،‬واتفق األئمة األربعة أ ّن كفارة الصيد للمحرم على التخيري‪ ،‬وأ ّن الذي حيكم مبثل الصيد أو قيمته من وصفه اهلل تعاىل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫بقوله‪( :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ) [املادة‪ ،]95:‬واختلفوا هل جيوز ْأن يكون أحد احلكمني‪ ،‬أو كالمها ممّ ْن قتل الصيد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز أ ْن يكون قاتل الصيد أحد احلكمني‬ ‫(ال) جيوز أ ْن يكون قاتل الصيد هو أحد احلكمني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (رواية)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة (الصحيح)‪ /‬مالك‬ ‫‪146‬‬

‫معارضة مفهوم الظاهر يف قوله تعاىل‪( :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)‪ ،‬ملفهوم املعىن األصلي يف الشرع‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)‪ 7 ،‬فلم يش ‪77‬رتط يف احلكمني إال‬ ‫حاكما على نفسه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ألن احملكوم عليه ال يكون‬ ‫* َّ‬
‫ص‪7‬ا م‪77‬ع تعم‪77‬د الفع‪77‬ل‪ ،‬فال العدالة‪ ،‬فيجب على ظاهره أ ْن جيوز احلكم ممن يوجد فيه هذا الشرط‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن قات‪77‬ل الص‪77‬يد يفس‪77‬ق بارتك‪77‬اب ه‪77‬ذا احملظ‪77‬ور خصو ً‬
‫يكون من ذوي العدل‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬القياس على الزكاة‪ ،‬جبامع أنّه مال خيرج‪7‬ه اإلنس‪7‬ان عن نفس‪7‬ه‪ ،‬كح ّ‪7‬ق اهلل‬
‫تعاىل وهو أمني عليه‪.‬‬
‫ألن احلكم هنا عقوبة‪ ،‬ويغلب‪ 7‬على الظن َّ‬
‫أن اإلنسان ال حيكم على نفسه‪ ،‬خبالف الزكاة وبقية‬ ‫القول األول‪( :‬ال جيوز أ ْن يكون قاتل الصيد أحد احلكمني)‪َّ ،‬‬
‫الراجــح‬
‫العبادات اليت يفعلها املسلم حسبةً‬
‫لو كان أحد احلكمني يف الصيد هو من قتل الصيد صح احلكم ونفذ‬ ‫لو كان أحد احلكمني يف الصيد هو قاتل الصيد (مل) يصح احلكم ويعاد مرة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أخرى‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)673 ،1/669‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/83‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/383‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/332‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/179‬وفتح العزيز (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)7/503‬واجملموع (‪ ،)7/430‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/501‬والشرح الكبري (‪)3/352‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫موضع اإلطعام في كفارة الصيد‬ ‫مســألــة (‪)98‬‬
‫اتفق األئمة األربعة على َّ‬
‫أن كفارة الصيد على التخيري‪ ،‬واختلفوا أين يطعم من اختار اإلطعام؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫ال يطعم إال مساكني مكة‬ ‫يطعم يف أي موضع‬
‫يطعم يف املوضع الذي أصاب فيه الصيد‪،‬‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫أو أقرب موضع فيه إطعام‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫‪145‬‬
‫االختالف يف قوله تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ) [املائدة‪ ،]95:‬فلم يشرتط فيه موضع‬ ‫سبب الخالف‬
‫* يش‪77 7 7 7 7‬به اإلطع‪77 7 7 7 7‬ام بالزك‪77 7 7 7 7‬اة‪ ،‬فه‪77 7 7 7 7‬و ح‪77 7 7 7 7‬ق * قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ)‪ 7 ،‬ظ‪77‬اهره * َّ‬
‫ألن املقص ‪77 7 7‬ود باإلطع ‪77 7 7‬ام الرف ‪77 7 7‬ق مبس ‪77 7 7‬اكني مك ‪77 7 7‬ة‪،‬‬
‫كاحلال يف اهلدي وكفارة احملظ‪77‬ور يف احلج‪ ،‬فال يُطعم‬ ‫للمس‪77 7 7‬اكني يف موض ‪77 7‬ع املال‪ ،‬فال ينق‪77 7 7‬ل من صحة اإلطعام يف أي مكان‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫إال هلم‪.‬‬ ‫موضعه‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬اإلطعام ملساكني مكة)‪ ،‬كاحلال يف بقية الكفارات ويف اهلدي الواجب وهدي التطوع وفدية ترك الواجب‬ ‫الراجــح‬
‫من وجب عليه اإلطعام يف جزاء الصيد يف جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة‬ ‫من وجب عليه اإلطعام يف جزاء الصيد يف جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة‬ ‫من وجب عليه اإلطعام يف جزاء الصيد يف‬
‫ثمرة الخالف‬
‫‪-‬مثاًل ‪ -‬أطعم يف مكة فقط‬ ‫‪-‬مثاًل ‪ -‬أطعم يف أي مكان‬ ‫جدة ‪-‬مثاًل ‪ -‬أطعم يف جدة فقط‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/673،670‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/75‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/64‬واملدونة (‪ ،)1/442‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/395‬واألم (‪ ،)2/202‬وأسىن‬
‫مراجع المسألــة‬
‫املطالب يف شرح روض الطالب (‪ ،)1/517‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)3/172‬ومطالب أويل النهى (‪)2/365‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الحكم لو قتل الحالل صيد الحرم‬ ‫مســألــة (‪)99‬‬
‫أن احملرم إذا قتل صيد احلرم فعليه اجلزاء؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ)‬‫أمجع العلماء على َّ‬
‫[املائدة‪ ،]95:‬وال خالف بينهم يف وقوع اإلمث على احلالل إ ْن صاد يف احلرم؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) [العنكبوت‪ ،]67:‬وقوله ‪ ‬يوم فتح مكة‪َّ :‬‬
‫(إن هذا البلد حرمه اهلل يوم خلق السموات واألرض‪ ،‬فهو حرام‪ ...‬ال يعضد شوكه‪ ،‬وال ينفر‬
‫صيده) [متفق]‪ ،‬واختلفوا يف وجوب جزاء الصيد على احلالل لو صاد يف احلرم‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫‪146‬‬
‫لو صاد احلالل يف احلرم ليس عليه جزاء الصيد‬ ‫لو صاد احلالل يف احلرم عليه جزاء الصيد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫داود وأصحابه‬ ‫مجهور الفقهاء‬
‫هل يقاس يف الكفارات (عند من يقول بالقياس)؟‪ ،‬وهل يقاس أصل من أصول الشرع عند الذين خيتلفون فيه‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ * مين‪77‬ع القي‪77‬اس يف الش‪77‬رع‪ ،‬والنص إمنا ج‪77‬اء يف ج‪77‬زاء الص‪77‬يد للمح‪77‬رم‪ 7،‬فال يق‪77‬اس علي‪77‬ه‬
‫احلالل‪.‬‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) ‪ ،‬هذا يف احملرم‪ ،‬ويقاس عليه احلالل‪.‬‬
‫إن ه‪77‬ذا البل‪77‬د حرم‪77‬ه اهلل ي‪77‬وم خل‪77‬ق الس‪77‬موات واألرض‪  ،‬مل يرد اجلزاء على احلالل يف الكتاب وال يف السنة واألصل براءة الذمة‪.‬‬ ‫‪ ‬ق‪77‬ول الن‪77‬يب ‪َّ ( :‬‬ ‫األدلــة‬
‫فهو حرام‪ ....‬ال يعضد شوكه‪ ،‬وال ينفر صيده)‪ ،‬وهذا للمحرم واحلالل‪  .‬قوله تعاىل‪( :‬ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ)‪ ،‬إعادة الضمري‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ)‪ ،‬مقيد‬
‫‪ ‬أث ‪77‬ر ابن عب ‪77‬اس ‪( :ƒ‬أنَّه حكم يف محام احلرم على احملرم واحلالل؛ يف باحملرم‪ ،‬فغري احملرم ال يدخل يف اآلية‪.‬‬
‫كل محامة شاة) [عب‪/‬ش‪ /‬هق‪ /‬وسنده صحيح ومثله عن عثمان ‪.]‬‬
‫وتعظيما حلرمة مكة واملدينة‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬على احلالل جزاء الصيد)؛ لصحة القياس على احملرم‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫لو صاد احلالل يف حرم مكة أو املدينة فعليه اإلمث دون جزاء الصيد‬ ‫لو صاد احلالل يف حرم مكة أو املدينة فعليه اإلمث وجزاء الصيد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/673،670‬احمللى (‪ )7/236‬رقم (‪ ،)885‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)2/441‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/85‬والتلقني (‪ ،)1/83‬والكايف البن‬
‫مراجع المسألــة‬
‫عبد الرب (‪ ،)1/391‬وحلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء (‪ ،)3/276‬واجملموع (‪ ،)7/441‬واملغين (‪ ،)3/316‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/182‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫عدد الكفارات على المحرم إذا صاد وأكل الصيد‬ ‫مســألــة (‪)100‬‬
‫اتفقوا على وجوب كفارة الصيد على احملرم الذي صاد يف احلرم لنص اآلية‪ ،‬واتفقوا على وقوع اإلمث على من أكل صيده مع اإلمث الواقع عليه بالصيد‪ ،‬واختلفوا ماذا جيب‬ ‫تحرير محل‬
‫عليه إذا صاد وأكل الصيد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫إذا صاد احملرم وأكل صيده وجب عليه كفارتان‬ ‫إذا صاد احملرم وأكل صيده فعليه كفارة واحدة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‪ /‬األوزاعي‬ ‫مجهور الفقهاء‬ ‫‪145‬‬
‫هل أكل الصيد تع ّد ٍ‬
‫ثان سوى تعدي القتل‪ ،‬أم ليس بتعد ثان؟‪ ،‬وإ ْن كان تعديًا عليه فهل هو مساو للتعدي األول أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* َّ‬
‫ألن األكل يع ّد تع ّديًا ثانيًا فيه اإلمث وكذا الكف‪77‬ارة‪ ،‬فه‪77‬و وق‪77‬ع يف‬ ‫* َّ‬
‫ألن األكل ‪-‬مع كونه إمثًا‪ -‬ال يع ّد تع ّديًا ثانيًا‪ ،‬فالتعدي بالصيد‪ ،‬واألكل مسكوت عنه‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫حمظور آخر فلزمه اجلزاء‪.‬‬ ‫‪ ‬اإلتالف بعد القتل ال يوجب اجلزاء‪ ،‬كما لو قتله وأحرقه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬إذا صاد احملرم وأكل فعليه كفارة واحدة)؛ َّ‬
‫ألن املمنوع الذي رتب اهلل تعاىل عليه اجلزاء هو الصيد وليس األكل‬ ‫الراجــح‬
‫من صاد محامة حال إحرامه مث أكلها فعليه شاتان‬ ‫من صاد محامة حال إحرامه مث أكلها فعليه شاة واحدة وهو آمث على أكلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/670،674‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/392‬واجلامع الصغري وشرحه النافع الكبري (ص‪ ،)150 :‬والتلقني (‪ ،)1/84‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/392‬واألم (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)2/227‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/306‬واملغين (‪ ،)3/292‬والشرح الكبري (‪)3/292‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫فدية صيد األرنب واليربوع‬ ‫مســألــة (‪)101‬‬
‫مل خيتلفوا َّأن من جعل على نفسه هديا أنَّه ال جيزئه أقل من اجلذع من الضأن والثين مما سواه‪ .‬وقد ذهب األئمة الثالثة ‪-‬خالفًا للحنفية الذي يرون القيمة للصيد‪ -‬إىل التقدير‬
‫تحرير محل‬
‫إنسي‪ ،‬واختلفوا يف املثل‬
‫باملثل للصيد‪ ،‬وقد أفىت الصحابة ‪ ‬يف أمثال أنواع من الصيد‪ ،‬فقالوا‪ :‬يف الضبع كبش‪ ،‬ويف الغزال عنز‪ ،‬ويف النعامة بدنة‪ ،‬ويف بقر الوحش بقر ّ‬ ‫الخالف‬
‫لألرنب والريبوع (دويبة هلا أربع قوائم وذنب جترت كما جترت الشاه‪ ،‬وهي من ذوات الكروش)‪ ،‬واخلالف فيها على قولني‬
‫يف األرنب عناق ويف الريبوع جفرة‬ ‫األرنب والريبوع ال يقومان إال مبا جيوز أ ْن يكون هديًا أو أضحية (اجلذع‬ ‫‪146‬‬
‫الشافعي‪ /‬وأمحد‬ ‫من الضأن والثين مما سواه)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫ظاهر معارضة قضاء الصحابة ‪ ‬لظاهر اآلية‪( :‬ﯲ ﯳ ﯴ) [املائدة‪( ،]95:‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ * قض‪77‬اء عم‪77‬ر ‪( :‬قض‪77‬ى يف الض‪77‬بع بش‪77‬اة‪ ،‬ويف الغ‪77‬زال بع‪77‬نز‪ ،‬ويف األرنب بعن‪77‬اق‪،‬‬
‫ﯳ ﯴ) ‪ 7 7،‬فال يق ‪77‬وم الص ‪77‬يد إال مبا يص ‪77‬لح أن يك ‪77‬ون ه ‪77‬ديا‪ ،‬فال يق ‪77‬وم ويف ال‪77‬ريبوع جبف‪77‬رة) [ت‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬خ‪77‬ز‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ومثل‪77‬ه عن ج‪77‬ابر ‪ /‬وص‪77‬حح إس‪77‬ناده‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫األدلــة‬
‫األعظمي]‪ ،‬والعن ‪77‬اق من املع ‪77‬ز ه ‪77‬و م ‪77‬ا ف ‪77‬وق اجلف ‪77‬رة وقي ‪77‬ل دوهنا‪ ،‬واجلف ‪77‬رة م ‪77‬ا أك ‪77‬ل‬
‫بأقل من جذع من الضأن وثين مما سواه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫واستغىن عن الرضاع من املعز‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يقوم األرنب بعناق والريبوع جبفرة)؛ لقضاء عمر ‪ ‬يف ذلك‪ ،‬واتباع الصحابة ‪ ‬يف ذلك أوىل‬ ‫الراجــح‬
‫يربوعا‪ ،‬وجب عليه من املعز عناق أو جفرة‬
‫من صاد أرنبًا أو ً‬ ‫أقل ما جيب عليه مثله من جذع الضأن‬
‫يربوعا ّ‬
‫من صاد أرنبًا أو ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/675‬والذخرية (‪ ،)3/333‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/376‬واألم (‪ ،)2/226‬واملهذب (‪ ،)1/395‬واإلنصاف (‪ ،)3/539‬واملبدع يف شرح املقنع (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪)3/176‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الصيد‬
‫مقدار الفدية في صغار َّ‬ ‫مســألــة (‪)102‬‬
‫ذهب األئمة الثالثة ‪-‬خالفًا أليب حنيفة الذي يرى الفدية للصيد‪ -‬إىل التقدير باملثل للصيد‪ ،‬واتفقوا على املثل يف كبار الصيد‪ ،‬واختلفوا يف تقومي املثل لصغار‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الصيد‪ ،‬كمن صاد نعامة صغرية‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يفتدي يف صغار الصيد باملثل من صغار النعم‪ ،‬وكبار الصيد بكبار املثل‬ ‫صغار الصيد مثل كباره يف الفدية باملثل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫مالك‬ ‫‪145‬‬
‫ظاهر تعارض القياس مع أحكام بعض الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) [املائدة‪ ،]95:‬فالفدية بالصغري للصغري وبالكبري‬ ‫‪ ‬القياس على الدية‪ ،‬فدية الصغري والكبري مستوية وال فرق‬
‫بينهما‪.‬‬
‫للكبري تتحقق‪ 7‬يف املثلية‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر عب‪77‬د اهلل بن عم‪77‬رو بن الع‪77‬اص ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬من أص‪77‬اب ول‪77‬د أرنب وه‪77‬و حمرم‪ ،‬في‪77‬ه ول‪77‬د‬
‫شاة)‪ .‬وعن عطاء قال‪( :‬يف صغار الصيد صغار الغنم) [سنن]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬التفريق بني صغار وكبار الصيد)‪ ،‬وذلك حلكم الصحابة ‪ ‬يف ذلك‬ ‫الراجــح‬
‫من صاد نعامة صغرية ففيها فصيل من اإلبل (عمره سنة)ن والفصال هو الفطام‬ ‫من صاد نعامة صغرية ففيها بدنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/675‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/393‬والذخرية (‪ ،)3/333‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/322‬والبيان (‪ ،)4/235‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/501‬والشرح الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪)3/353‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫فدية صيد الحمام‬ ‫مســألــة (‪)103‬‬
‫اتفقوا على وجوب ترك الصيد للمحرم يف احلِل واحلرم‪ ،‬واتفقوا على أنواع من الصيد أن هلا مثل؛ كالنعامة فيها بدنة‪ ،‬والغزال فيه شاة‪ ،‬واتفقوا يف احلل واحلرم على منع صيد احلرم‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫حمرما‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫للحالل‪ ،‬واختلفوا يف فدية من صاد محامة‪ ،‬سواء كان من محام احلرم أو محام احلل‪ ،‬إذا كان الصائد ً‬
‫يف صيد احلمام قيمته‬ ‫يف صيد محام احلرم بغري مكة يف كل صيد احلمام شاة‪ ،‬سواء محام‬ ‫يف صيد محام مكة شاة ويف محام احلل حكومة‬
‫أبو حنيفة‬ ‫احلرم أو احلل (وأحلق به كل الطيور)‬ ‫شاة أو حكومة‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬عطاء‬ ‫ابن القاسم (مالكي)‬
‫‪146‬‬

‫تعارض ظاهر اآلثار عن الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬أن على من ‪ ‬عن ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬م‪77‬ا ‪ ‬روي عن عم ‪77 7‬ر وابن عب‪77 7‬اس ‪  ƒ‬قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫‪ ‬حكم الص‪77 7‬حابة ‪ ‬يف محام مك‪77 7‬ة ب‪َّ 7 7‬‬
‫َّ‬
‫ك ‪77‬ان س ‪77‬وى محام احلرم ففي ‪77‬ه مثن ‪77‬ه ب‪77 7 7 7 7 7 7 7‬أن يف محام احلرم ش‪77 7 7 7 7 7 7 7‬اة فعن ابن ﯬ) [املائ‪77‬دة‪ 7،]95:‬أي‪ :‬ومن قتل‪77‬ه منكم‬ ‫صاده شاة‪ ،‬أما بقية احلمام فيبقى على األصل‪.‬‬
‫عب ‪77 7‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬يف محام احلرم يف متعمدا فعليه قيمة ما قتل من النعم‪.‬‬ ‫‪ ‬عن ابن عب‪77 7‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬م‪77 7‬ا ك‪77 7‬ان س ‪77 7‬وى إذا أصابه احملرم) [سنن]‪.‬‬
‫احلمام‪77‬ة من‪77‬ه ش‪77‬اة)‪ ،‬ويف رواي‪77‬ة‪( :‬ش‪77‬اة‬ ‫محام احلرم ففي ‪77 7 7‬ه مثن ‪77 7 7‬ه إذا أص ‪77 7 7‬ابه احملرم) [ه‪77 7 7 7‬ق‪/‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن ليس كل الصيد له مثل‪ ،‬فيع‪77‬دل إىل‬ ‫‪َّ ‬‬
‫على احملرم واحلالل) [قط‪ /‬هق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬القيمة‪ ،‬كضمان سائر املتلفات‪.‬‬ ‫سنن]‪.‬‬
‫ش]‪.‬‬ ‫‪ ‬عن قتادة ق‪7‬ال‪( :‬يف محام احلرم ش‪77‬اة‪ ،‬ويف محام‬
‫احلل درهم) [عب]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬يف كل احلمام شاة)‪ ،‬وال فرق بني احلرم واحلل إذا صاده احملرم؛ لآلثار الواردة عن الصحابة ‪ ‬يف ذلك وال خمالف هلم‬ ‫الراجــح‬
‫محاما فيقوم عليه قيمة احلمام‬
‫من صاد ً‬ ‫محاما يف احلل أو احلرم‬
‫من صاد ً‬ ‫من صاد محام احلل فعليه شاة أو‬ ‫من صاد محام احلرم فعليه شاة‪ ،‬ومن صاد محام‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فيشرتي به طعاما أو املثل‬ ‫فعليه شاة‬ ‫حيكم به حبسبه‬ ‫احلل حيكم فيه حبسبه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/675‬اإلمجاع البن املنذر (ص‪ ،)52‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/82‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/203‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/450‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/394‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)4/332‬والبيان (‪ ،)4/241‬واملغين (‪ ،)3/448‬والفروع وتصحيح الفروع (‪)5/499‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الفدية في كسر بيض النعامة للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)104‬‬
‫اتفقوا على منع الصيد للمحرم‪ ،‬واتفقوا على أنواع من الصيد َّ‬
‫أن هلا مثل‪ ،‬واختلفوا ماذا جيب على من كسر بيض النعام وهو حمرم‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يف بيض النعامة لكل بيضة ما يف بطن‬ ‫يف بيض النعامة قيمة البيض إذا مل يكن‬ ‫يف بيض النعامة قيمة البيض إذا مل يكن فيها‬ ‫يف بيض النعامة عُ ْشر مثن البدنة‬
‫الناقة بعد لقاحها إ ْن كان له إبل‪ ،‬وإ ْن‬ ‫فيها فرخ‪ ،‬وإ ْن كان فيها فرخ فعليه مثله‬ ‫فرخ‪ ،‬وإ ْن كان فيها فرخ فعليه قيمة النعامة‬ ‫مالك‬
‫مل يكن ففي كل بيضة درمهان‬ ‫من النعم (صغري اإلبل)‬ ‫حية‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أبو ثور (واشرتط أن خيرج حيًا مث‬ ‫‪145‬‬
‫ميوت)‬
‫ظاهر تعارض اآلثار واألقيسة فيه (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* عن علي ‪ ‬ق ‪77 7‬ال يف بيض النع‪77 7 7‬ام‬ ‫‪ ‬القي ‪77‬اس على دي ‪77‬ة اجلنني‪ ،‬فه ‪77‬و * ح ‪77 7‬ديث ابن عب ‪77 7 7‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77 7 7‬ال‪( :‬يف بيض * حديث ابن عباس ‪( :ƒ‬يف بيض‬
‫يص‪77 7 7 7‬يبه احملرم‪( :‬حتم‪77 7 7 7‬ل الفح‪77 7 7 7 7 7‬ل على‬ ‫حي ‪77 7 7 7 7‬وان متول‪7 7 7 7 7 7‬د‪ 7‬من حي ‪77 7 7 7 7‬وان النعام‪77‬ة يص‪77‬يبه احملرم مثنه) [عب‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬النعامة‪.)...‬‬
‫إبل‪7‬ك‪ ،‬ف‪7‬إذا ت‪7‬بني لقاحه‪7‬ا مسيت ع‪7‬دد م‪7‬ا‬ ‫اعتبارا طب‪ /‬وه‪77 7‬و ض‪77 7‬عيف‪ /‬وحنو ذل‪77 7‬ك عن ابن مس‪77 7‬عود ‪َّ ‬‬
‫ألن البيض ال مثل له فتجب قيمته‪.‬‬ ‫مضمون يوجب رده إليه‪ً ،‬‬ ‫األدلــة‬
‫أص‪77‬بت من ال‪77‬بيض)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬يض‪77‬رب‬ ‫ألن ذكاة األم ذكاة جلنينها‪.] .‬‬ ‫به‪َّ ،‬‬
‫بقدرهن نوقًا) [هق‪ /‬سنن‪ /‬عب]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬القيمة يف البيض الذي ليس فيه فرخ‪ ،‬واملثل من النعم فيما فيها فرخ)؛ ألثر ابن عباس ‪ ƒ‬وحنو ذلك عن عمر وابن مسعود ‪ ،‬واتباع األثر يف ذلك‬
‫الراجــح‬
‫أوىل‬
‫من كسر بيض نعامة وعنده إبل‬ ‫من كسر بيض نعامة فعليه قيمة البيض‪ ،‬وإ ْن‬ ‫من كسر بيض نعامة فعليه قيمة البيض‪ ،‬وإ ْن‬ ‫من كسر بيض نعامة فعليه عشر‬
‫فعليه بعددها ما حتمل به النوق‪ ،‬وإن‬ ‫كان فيه فرخ ففيه فصيل (من اإلبل)‬ ‫كان فيه فرخ فعليه نعامة‬ ‫مثن بدنة سواء فيه فرخ أو ال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫مل يكن عنده إبل فعليه درمهان عن‬
‫كل بيضة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/776‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/356‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/93‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/394‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪،)5/445‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)4/334‬واملهذب (‪ ،)1/388‬واملغين (‪ ،)3/446‬وكشاف القناع (‪ ،)2/436‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪)52‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫الفدية في صيد الجراد للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)105‬‬
‫أكثر العلماء على َّ‬
‫أن اجلراد من صيد الرب‪ ،‬وهو داخل يف عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [املائدة‪ ، ]96:‬خالفًا لبعض الصحابة ‪ ‬ممن جعله من‬ ‫تحرير محل‬
‫صيد البحر‪ ،‬واختلفوا فيمن صاد اجلراد وهو حمرم ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬ ‫الخالف‬

‫يف اجلراد شويهة‬ ‫يف اجلراد صاع من طعام‬ ‫يف اجلراد قيمته‬ ‫من قتل اجلراد فعليه مترة بكل‬ ‫من قتل اجلراد فعليه قبضة من طعام‬
‫ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫ربيعة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬ ‫جرادة‬ ‫مالك‪ /‬عمر ‪‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬

‫أبو حنيفة‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬


‫ظاهر تعارض اآلثار واألقيسة يف ذلك (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ‬ ‫‪َّ ‬‬


‫ألن الصاع هو أقل‬ ‫‪ ‬يضمنه بقيمته َّ‬
‫ألن‬ ‫‪ ‬أث ‪77‬ر عم ‪77‬ر ‪ ‬أن ‪77‬ه ج ‪77‬اء إلي ‪77‬ه رج ‪77‬ل ‪ ‬عن عمر ‪ ‬قال‪( :‬التمرة‬
‫ﯪ ﯫ ﯬ) [املائدة‪،]95:‬‬ ‫املكاييل الذي يقاس به‬ ‫اجلراد ال مثل له‪.‬‬ ‫فقال‪( :‬يا أمري املؤمنني أصبت ج‪77‬رادات خري من جرادة) [طأ‪ /‬ش]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫اإلطعام‪.‬‬ ‫بس‪77‬وطي وأن‪7‬ا حمرم‪ ،‬فق‪77‬ال ل‪77‬ه عم‪77‬ر ‪:‬‬
‫وهذا أقل املثل‪.‬‬
‫أطعم قبضة من طعام) [طأ]‪.‬‬
‫وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الرابع واخلامس بالشذوذ‪ ،‬وبالتايل أصبحت بقية األقوال متقاربة؛ إذ املقصود منها أقل الطعام‪ ،‬سواء قلنا قبضة أو مترة أو قيمة‬ ‫الراجــح‬
‫اجلرادة‬
‫جرادا أخرج شاة‬
‫من قتل ً‬ ‫صاعا‬
‫جرادا أخرج ً‬‫من قتل ً‬ ‫جرادا نظر إىل‬
‫من قتل ً‬ ‫مترا‬
‫جرادا فعليه إخراج ً‬
‫من قتل ً‬ ‫جرادا فعليه إخراج قبضة من‬
‫من قتل ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫صغرية (جفرة أو عناق)‬ ‫من أي أنواع الطعام‬ ‫طعاما‬
‫قيمته وأخرج به ً‬ ‫بعدده‬ ‫أي أنواع الطعام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/676‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/101‬واهلداية (‪ ،)1/168‬والذخرية (‪ ،)3/337‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/254‬واألم (‪ ،)2/215‬والبيان (‪ ،)4/244‬واملغين (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/441‬واإلنصاف (‪)3/490‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم قتل المحرم ما زاد على الخمس الفواسق‬ ‫مســألــة (‪)106‬‬
‫أن صيد البحر حالل للمحرم‪َّ ،‬‬
‫وأن صيد الرب حمرم لقوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ)‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫[املائدة‪ ،]96:‬واتفقوا ‪-‬خالفًا للنخعي‪ -‬على مخسة أصناف جيوز قتلها للمحرم‪ ،‬وهي املذكورة يف حديث ابن عمر ‪َّ ƒ‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬مخس من‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الدواب ليس على احملرم جناح يف قتلهن؛ الغراب واحلدأة والعقرب‪ 7‬والفأرة والكلب العقور) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف حكم قتل ما زاد على هذه اخلمس‪ ،‬واخلالف‬
‫على قولني‬
‫‪145‬‬

‫مقل‬
‫يقتل ما ورد يف احلديث‪ ،‬ويقاس عليها غريها (على خالف بينهم بني ٍّ‬ ‫ال يقتل إال ما ورد فيه احلديث‬
‫ومكث ٍر فيما يدخل يف حكم هذا احلديث)‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬
‫هل حديث ابن عمر ‪ ƒ‬من باب اخلاص أريد به اخلاص‪ ،‬أو من باب اخلاص أريد به العام؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪( :ƒ‬مخس من ال‪77 7‬دواب‪ ،)...‬ه‪77 7‬ذا من ب‪77 7‬اب اخلاص * ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬مخس من ال‪77‬دواب‪ ،)..‬ه‪77‬ذا من ب‪77‬اب اخلاص أري‪77‬د ب‪77‬ه‬
‫األدلــة‬
‫العام‪ ،‬فبقتل ما ورد يف احلديث وغريه مما يشاهبه‪.‬‬ ‫أريد به اخلاص‪ ،‬فال يقتل إال ما ورد فيه‪ ،‬ويلحق الذئب بالكلب‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يقتل ما ورد يف احلديث ويقاس عليها غريها)‪ ،‬وهذا هو األقرب‪ 7‬ملفهوم احلديث‬ ‫الراجــح‬
‫ال جيوز قتل ما مل يرد به احلديث من السباع‪ ،‬كاألسد والنمر والفهد‪ ،‬جيوز قتل ما مل يرد به احلديث مما يقاس عليه‪ ،‬من السباع والوزغ والزنبور (على‬
‫ثمرة الخالف‬
‫خالف بينهم يف تفصيل ذلك)‬ ‫ومثله الوزغ والزنبور وحنوها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/677‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/90‬تبيني احلقائق (‪ ،)2/66‬والذخرية (‪ ،)10/281‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)294‬وهناية املطلب (‪ ،)4/425‬والوسيط يف‬
‫مراجع المسألــة‬
‫املذهب (‪ ،)2/693‬والشرح الكبري (‪ ،)3/302‬واإلنصاف (‪)3/488‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما الذي يلحق بالكلب العقور فيجوز قتله للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)107‬‬
‫اتفق العلماء على جواز قتل احملرم الفواسق الواردة يف حديث ابن عمر ‪ ƒ‬من قوله ‪( :‬مخس من الدواب ليس على احملرم جناح يف قتلهن؛ الغراب واحلدأة والفأرة والكلب العقور)‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬وخالف النخعي فمنع قتل الفأرة‪ .‬واختلفوا ما الذي يلحق بالكلب العقور فيجوز قتله بال فدية‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫يلحق بالكلب العقور‪ 7‬مجيع السباع وكل ما ال يؤكل حلمه‬ ‫ال يقتل من الكالب العقورة إال‬ ‫يلحق بالكلب العقور كل سبع عاد‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫الكلب اإلنسي‪ ،‬ويلحق به الذئب‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬
‫‪146‬‬

‫هل حديث ابن عمر ‪ ƒ‬من باب اخلاص الذي أريد به اخلاص‪ ،‬أو من باب اخلاص الذي أريد به العام‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77 7‬ديث‪( :‬مخس من ال ‪77 7‬دواب ليس * ح‪77‬ديث‪( :‬مخس من ال‪77‬دواب ليس * حديث‪( :‬مخس من الدواب ليس على احملرم جناح يف قتلهن‪...‬والكلب العقور)‪ 7،‬ه‪77‬ذا من‬
‫على احملرم جن‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬اح يف على احملرم جن‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬اح يف قتلهن‪ ...‬باب اخلاص الذي أريد به العام‪ ،‬فيلحق به كل سبع وما ال يؤكل حلمه‪.‬‬
‫قتلهن ‪...‬والكلب العق ‪77 7‬ور)‪ 7،‬ه ‪77 7‬ذا من والكلب العق‪77 7 7 7 7‬ور)‪ ،‬ه‪77 7 7 7 7‬ذا من ب‪77 7 7 7 7‬اب * ألنَّه إمّن ا ح ‪77‬رم على احملرم م ‪77‬ا ُأح ‪7َّ 7‬ل للحالل‪َّ ،‬‬
‫وألن املباح ‪77‬ة األك ‪77‬ل ال جيوز قتله ‪77‬ا باإلمجاع؛‬
‫ب ‪77 7‬اب اخلاص ال ‪77 7‬ذي أري ‪77 7‬د ب ‪77 7‬ه الع ‪77 7‬ام‪ ،‬اخلاص الذي أريد به اخلاص‪ ،‬ويلح‪77‬ق لنهي رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬عن ص ‪77 7‬يد البه ‪77 7‬ائم من ح‪77 7‬ديث أنس ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬هنى رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬أ ْن‬ ‫األدلــة‬
‫تص‪77‬رب البه‪77‬ائم) [خ‪ /‬م] ورواي‪77‬ة‪( :‬هنى رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أ ْن تُص‪77‬رب البهيم‪77‬ة‪ ،‬وأ ْن يؤك‪77‬ل حلمه‪77‬ا إذا‬ ‫قياسا‪.‬‬
‫به الذئب ً‬ ‫فيلحق به كل عاد‪.‬‬
‫صربت) [طب‪ /‬جممع]‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ألن اهلل تعاىل أوجب اجلزاء من الصيد‪ ،‬وليس من هذه األصناف ما هو من الصيد‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫فإن وصف الكلب بالعقور وصف بدل على أنه يعدو على الناس‪ ،‬فناسب الوصف لكل حيوان يعدو‬ ‫القول األول‪( :‬يلحق بالكلب العقور السباع العادية)‪َّ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫ال جيوز للمحرم أ ْن يقتل إال للكلب‪ 7‬جيوز للمحرم‪ 7‬قتل السباع صغريها وكبريها؛ من الدواب والطري‪ ،‬ومثله كل ما ال يؤكل حلمه‬ ‫جيوز قتل احملرم لألسد والنمر والفهد‪،‬‬
‫ولو أنه ليس بسبع‬ ‫العقور‪ 7‬اإلنسي والذئب‬ ‫وال جيوز قتل ما ليس بعاد؛ كالثعلب‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫والقط ومثله صغار األسود اليت ال تعدو‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/678‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/90‬تبيني احلقائق (‪ ،)2/66‬والذخرية (‪ ،)10/281‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)294‬وهناية املطلب (‪ ،)4/425‬والوسيط يف املذهب‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)2/693‬والشرح الكبري (‪ ،)3/302‬واإلنصاف (‪)3/488‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم قتل الوزغ (للمحرم) في الحرم‬ ‫مســألــة (‪)108‬‬
‫اتفق العلماء ‪-‬خالفًا للنخعي‪ -‬على قتل الفواسق اخلمس‪ ،‬وهي الغراب واحلدأة والعقرب والفأر والكلب العقور‪ .‬وال خالف بينهم يف قتل احلية واألفعى‪ ،‬حلديث أيب سعيد‬
‫تحرير محل‬
‫اخلدري ‪ ‬قال رسول اهلل ‪( :‬يقتل احملرم احلية والعقرب‪ ،‬ويرمي بالغراب وال يقتله) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬جه ‪/‬طح‪ /‬هق‪ /‬وأصله عند مسلم عن حفصة ~]‪ ،‬واتفقوا على قتل‬
‫الخالف‬
‫الوزغ يف غري احلرم‪ ،‬واختلفوا يف حكم قتل الوزغ يف احلرم‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز قتل الوزغ يف احلل واحلرم للمحرم وغريه‬ ‫ال يقتل احملرم الوزغ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫فاجلمهور‬ ‫مالك‬
‫هل حتمل أحاديث قتل الوزغ على العموم أو يستثىن احملرم من ذلك (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* األخب ‪77 7‬ار املطلق ‪77 7‬ة يف * األخبار املتواترة يف قتل الوزغ مطل ًقا‪ ،‬كحديث أم شريك ‪( :‬أ ّن النيب ‪ ‬أمرها بقتل األوزاغ) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬من قت‪77‬ل وزغ‪77‬ة يف‬
‫قت‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ل ال‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬وزغ‪ ،‬أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ‪ ،‬ومن قتلها يف الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون األوىل‪[ )...‬م]‪.‬‬
‫‪7‬وعا‪ ،‬فقلت‪ :‬ي‪77‬ا أم املؤم‪77‬نني‪ ،‬م‪77‬ا تص‪77‬نعون هبذا ال‪77‬رمح؟‪،‬‬
‫‪7‬الت‪(:‬دخلت على عائش‪77‬ة ~ ف‪77‬رأيت يف بيته‪77‬ا رحمً‪77‬ا موض‪ً 7‬‬
‫ُ‬ ‫كح ‪77 7 7 7 7 7‬ديث‪( :‬أمرن ‪77 7 7 7 7 7‬ا ‪ ‬ح‪77‬ديث س‪77‬ائبة ~ ق‪7‬‬
‫بقت‪77 7‬ل ال‪77 7‬وزغ)‪ ،‬وه‪77 7‬ذا ق‪77‬الت‪ :‬ه‪77‬ذا هلذه األوزاغ نقتلهن ب‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬إ ّن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ح‪77‬دثنا أ ّن إب‪77‬راهيم علي‪77‬ه الس‪77‬الم حني ألقي يف الن‪77‬ار‪ ،‬مل تكن يف األرض داب‪77‬ة تطفئ‬ ‫األدلــة‬
‫عنه النار غري الوزغ‪ ،‬فكان ينفخ عليه‪ ،‬فأمرنا رسول اهلل ‪ ‬بقتله) [حم‪ /‬ن‪ /‬حب]‪ ،‬وهذا أمر بقتلها‪.‬‬ ‫مطلق‪ 7‬يف غري احلرم‬
‫‪ ‬األخب‪7‬ار يف قت‪7‬ل ال‪7‬وزغ يف احلرم؛ كح‪7‬ديث ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬ق‪7‬ال‪ :‬ق‪7‬ال رس‪7‬ول اهلل ‪( :‬اقتل‪7‬وا ال‪7‬وزغ ول‪7‬و يف ج‪7‬وف الكعبة) [طب‪ /‬وفي‪77‬ه‬
‫ضعف]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز للمحرم‪ 7‬قتل األوزاغ يف احلل واحلرم)؛ لألحاديث الواردة يف ذلك يف احلل واحلرم‪ ،‬وهي نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجــح‬
‫حيل قتل الوزغ يف احلرم ويؤجر على ذلك‬ ‫ال حيل قتل الوزغ يف‬
‫ثمرة الخالف‬
‫احلرم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/678‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/452‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/372‬والذخرية (‪ ،)3/316‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/367‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)7/315‬والبيان (‪)4/189‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫ما يجوز للمحرم من قتل الغربان؟‬ ‫مســألــة (‪)109‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬مخس من الدواب ليس على احملرم جناح يف قتلهن؛ الغراب واحلدأة والفأرة والكلب‬ ‫اتفق العلماء على جواز قتل الغراب‪ ،‬حلديث ابن عمر ‪َّ ƒ‬‬ ‫تحرير محل‬
‫العقور) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف الغربان اليت جيوز قتلها للمحرم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز قتل مجيع الغربان‬ ‫ال يقتل إال الغراب األبقع‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (واشرتط أ ْن يضر)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫طائفة من أهل احلديث؛ كابن خزمية وحممد بن حمب‬ ‫‪146‬‬
‫هل حيمل املطلق‪ 7‬من األثر على املقيد‪ ،‬وهل خيصص عموم االسم الوارد يف احلديث الثابت باحلديث املقيد؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪ :‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬مخس فواس‪77‬ق يقتلن يف * ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬مخس من ال‪77‬دواب ليس على احملرم‬
‫احلل واحلرم؛ احلي ‪77‬ة والغ ‪77‬راب األبق ‪77‬ع والف ‪77‬أرة والكلب العق ‪77‬ور واحلدأة) [م]‪ ،‬جن ‪77 7 7‬اح يف قتلهن‪ :‬الغ‪77 7 7‬راب واحلدأة والف ‪77 7 7‬أرة والكلب العق ‪77 7 7‬ور) [خ‪ /‬م]‪ ،‬الرواي‪77 7 7 7‬ات يف‬
‫األدلــة‬
‫فيحم ‪77‬ل املطل ‪77‬ق من ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬على املقي ‪77‬د من ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة األحاديث املطلقة أصح‪.‬‬
‫~‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز قتل مجيع الغربان)‪ ،‬كما جاز قتل مجيع ما ورد يف حديث ابن عمر ‪ ƒ‬بال قيد‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول األول بأنَّه شاذ‬ ‫الراجــح‬
‫وخصوصا إذا حصل منها أذى‬
‫ً‬ ‫جيوز قتل مجيع الغربان بال استثناء‬ ‫حيل قتل الغراب األبقع وهو الذي يأكل اجليف‪ ،‬أما بقية الغربان كغراب‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الزرع والغراب اجلبلي الكبري فال جيوز‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/678‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)5/456‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/243‬وحتفة امللوك (ص‪ ،)173‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)1/84‬والقوانني‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الفقهية (ص‪ ،)92‬واألم (‪ ،)2/199‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/341‬ومسائل اإلمام أمحد برواية ابنه عبد اهلل (ص‪ )206‬واملغين (‪)3/314‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم صيد المحرم للحيوان (البرمائي)‬ ‫مســألــة (‪)110‬‬
‫اتفقوا على جواز صيد البحر للمحرم‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [املائدة‪ ،]96:‬فيجوز‬
‫صيد مجيع أنواع السمك‪ 7‬من‪ :‬األخطبوط واحلبار واالستكوزا وحنوها‪ ،‬واختلفوا يف حكم صيد احملرم للحيوان الربمائي‪ ،‬مثل‪ :‬السلحفاة والسرطان وكلب‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫البحر والفقمة وحنوها‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫يلحق احليوان الربمائي باحليوان الربي‬ ‫يلحق احليوان الربمائي يف أكثر مكان يعيش فيه‬ ‫يلحق احليوان الربمائي مبكان والدته وتفرخيه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬

‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫عطاء‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬


‫اختالفهم يف سبب احلاق احليوان الربمائي بالبحر‪ ،‬هل هو الوالدة أم العيش الغالب أم يؤخذ باالحتياط؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الربم ‪77 7‬ائي تع ‪77 7‬ارض في ‪77 7‬ه دلي ‪77 7‬ل التح ‪77 7‬رمي‬ ‫‪ ‬عم ‪77 7 7‬وم قول ‪77 7 7‬ه تع ‪77 7 7‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ‪ ‬أل ّن العربة مبكان العيش فيلحق به‪.‬‬
‫ودليل التحليل‪ ،‬فيغلب التحرمي احتياطًا‪.‬‬ ‫ﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬
‫ﭟ ﭠ) ‪ ،‬وه‪77 7‬ذا ع‪77 7‬ام يف ح‪77 7‬ل اص‪77 7‬طياد م‪77 7‬ا يف‬ ‫األدلــة‬
‫البحر‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن التوال ‪77‬د أص ‪77‬ل والكينون ‪77‬ة ع ‪77‬ارض‪ ،‬فيك ‪77‬ون م ‪77‬ا‬
‫يتوالد يف املاء من نوع السمك‪.‬‬
‫فإن أغلب‪ 7‬العلماء ذهبوا إىل وجوب تذكية احليوان الذي يولد ويتكاثر يف الرب؛ كالسلحفاة والسرطان‪ ،‬وهي مما له رئة‬‫القول األول‪( :‬ينظر ملكان الوالدة)‪َّ ،‬‬
‫الراجــح‬
‫وجهاز تنفس كاحليوان الربي‪ ،‬خبالف احليوان البحري الذي يتنفس من خالل اخلياشيم‬
‫من صاد حيوانًا برمائيًا وهو حمرم فعليه جزاء‬ ‫إذا كان أكثر مكان يعيش فيه الربمائي هو البحر حيل‬ ‫إذا كان الربمائي يبيض ويفرخ يف املاء حل صيده‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫صيد‬ ‫صيده‪ ،‬وإال فال‬ ‫وإذا كان يف الرب مل حيل صيده للمحرم‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/679‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/94‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/437‬واملدونة (‪ ،)1/452‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/364‬واحلاوي الكبري (‪،)4/331‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واجملموع (‪ ،)7/296‬واملغين (‪ ،)3/440‬واإلنصاف (‪ ،)3/489‬وأحكام البحر يف الفقه اإلسالمي (ص‪)237‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم صيد المحرم لطير الماء‬ ‫مســألــة (‪)111‬‬
‫اتفقوا على جواز صيد البحر للمحرم؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ) [املائدة‪ ،]96:‬واختلفوا‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫يف حكم صيد احملرم لطري املاء الذي يعيش فيه‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫طري املاء من صيد البحر‬ ‫طري املاء من صيد الرب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪145‬‬
‫هل العربة حبيوان البحر بالوالدة أم بغالب العيش؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن ط‪77‬ري املاء يف‪77‬رخ وي‪77‬بيض يف ال‪77‬رب‪ ،‬ويتوال‪77‬د يف ال‪77‬رب‪ ،‬وإمنا دخول‪77‬ه البح‪77‬ر ليقت‪77‬ات * َّ‬
‫ألن أغلب‪ 7‬عيش ط‪77 7 7‬ري املاء يف املاء‪ ،‬فيلح‪7 7 7‬ق‪ 7‬حبي‪77 7 7‬وان البح‪77 7 7‬ر وحيكم ل‪77 7 7‬ه‬ ‫‪َّ ‬‬
‫من‪77‬ه ال ليعيش في‪77‬ه‪ ،‬فه‪77‬و كالص‪77‬ياد من اآلدم‪77‬يني‪ ،‬ول‪77‬و ت‪77‬رك ط‪77‬ري املاء الص‪77‬يد من املاء حبكمه‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫هللك‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬طري املاء من صيد الرب)‪ ،‬فهو ال عالقة له بالبحر ال من حيث الوالدة ال غريه‪ ،‬وهو مما ميوت غرقًا يف البحر لو مكث داخل املاء‪ ،‬فال يكون ال‬ ‫الراجــح‬
‫من حيوانات البحر وال من الربمائيات‬
‫حيل للمحرم‪ 7‬صيد طري املاء‪ ،‬وال جزاء عليه يف صيده‬ ‫ال حيل للمحرم صيد طري املاء‪ ،‬وإذا صاده فعليه اجلزاء‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/679‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/371‬واملدونة (‪ ،)1/452‬والذخرية (‪ ،)3/316‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/63‬واجملموع (‪ ،)7/333‬وأحكام الرب يف الفقه‬
‫مراجع المسألــة‬
‫اإلسالمي (‪)1/239‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الجزاء في قطع نبات الحرم‬ ‫مســألــة (‪)112‬‬
‫وأن على من فعله الكفارة‪ ،‬واتفقوا على منع قطع نبات احلرم‪ ،‬حلديث ابن عباس ‪َّ ƒ‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال يوم فتح مكة‪( :‬إ ّن‬ ‫مل خيتلفوا يف حترمي قتل الصيد يف احلرم‪َّ ،‬‬
‫هذا البلد حرمه اهلل يوم خلق السماوات واألرض‪ ،‬فهو حرام حبرمة اهلل إىل يوم القيامة‪ ،‬ال يُعضد شوكه‪ ،‬وال يُنفر صيده‪ ،‬وال يُلتقط لقطته) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا يف جزاء‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫قطع نبات احلرم‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جتب القيمة يف قطع نبات احلرم‬ ‫جيب اجلزاء فيمن قطع نبات احلرم‬ ‫(ال) جزاء يف قطع نبات احلرم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫هل يقاس النبات يف اجلزاء على احليوان‪ ،‬الجتماعهما يف النهي يف قوله ‪( :‬ال يُنفَّر صيدها وال يُعضد شجرها)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77 7 7 7‬ديث ابن عب‪77 7 7 7‬اس ‪( :ƒ‬ال * ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن مك‪77‬ة‪( :‬ال يُعض‪77‬د ش‪77‬وكه وال ‪َّ ‬‬
‫ألن النظ‪77 7‬ر إىل القيم‪77 7‬ة‪ .‬والنب‪77 7‬ات (ال)‬
‫مث ‪77‬ل ل‪77‬ه‪ ،‬فيع ‪77‬دل إىل القيم‪77‬ة‪ ،‬كم‪77‬ا يع‪77‬دل‬ ‫قياسا‪.‬‬
‫يُعض ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬د ش‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬وكه‪ ،)...‬ليس يف يُنفر صيده)‪ ،‬فإذا وجبت الفدية يف الصيد‪ ،‬وجبت يف الشجر ً‬
‫احلديث م ‪77‬ا ي ‪77‬دل على اجلزاء‪ ،‬فه ‪77‬و ‪َّ ‬‬
‫ألن م ‪77‬ا ح ‪77‬رم حلرم ‪77‬ة احلرم اس ‪77‬توى في ‪77‬ه املب ‪77‬اح واململ ‪77‬وك‪ ،‬كالص ‪77‬يد جيب في ‪77‬ه إىل القيم ‪77 7‬ة يف ص ‪77 7‬يد احلي ‪77 7‬وان‪ ،‬كض ‪77 7‬مان‬
‫سائر املتلفات‪.‬‬ ‫هني عن القط‪77 7 7 7 7 7‬ع جمرد من اجلزاء‪ ،،‬اجلزاء‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬عن ابن الزب‪77‬ري ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬من قط‪77‬ع من ش‪77‬جر احلرم ش‪77‬يًئا‪ ،‬ج‪77‬زاه حالاًل ك‪77‬ان‬ ‫جيب امتثاله‪.‬‬
‫حمرما يف الش‪77‬جرة الص‪77‬غرية ش‪77‬اة‪ ،‬ويف الكب‪77‬رية بق‪77‬رة) [ه‪77‬ق‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬وحنو ذل‪77‬ك عن‬ ‫أو ً‬
‫عطاء]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يف قطع نبات احلرم اجلزاء)؛ لصحة القياس على إتالف احليوان‪ ،‬فإذا وجب املثل يف احليوان وجب يف النبات‬ ‫الراجــح‬
‫يقوم عليه بقيمته‬
‫من قطع نبات احلرم َّ‬ ‫من قطع دوحة (شجرة كبرية) من احلرم فعليه بقرة‪ ،‬ومن قطع ما دوهنا فعليه‬ ‫من قطع نبات احلرم أمث وال جزاء‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وقت القطع وخُي رج القيمة‬ ‫شاة‬ ‫عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/679‬بدائع الصنائع (‪ ،)2/210‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/425‬واملدونة (‪ ،)1/452‬والذخرية (‪ ،)3/337‬واألم (‪ ،)2/229‬وفتح العزيز (‪ ،)8/69‬واملغين (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/320‬واإلنصاف (‪)3/554‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬القول يف فدية األذىـ‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (فدية األذى)‬
‫أن فدية األذى على ثالث خصال على التخيري؛ الصيام‪ ،‬أو اإلطعام‪ 7،‬أو النسك (الذبح)‪.‬‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫أن فدية حلق الرأس من األذى جتب على من حلق رأسه لضرورة؛ من مرض (قروح)‪ ،‬أو حيوان يؤذيه يف رأسه‪.‬‬ ‫اتفقوا‪َّ 7‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪146‬‬

‫أمجعوا على منع احملرم من قص األظفار (حكاية عن ابن املنذر ‪-‬رمحه اهلل‪.)-‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أمجعوا على منع احملرم من حلق الرأس‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن حلق الرأس للمحرم من أعمال احلج‪.‬‬‫ال خالف بني اجلمهور َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫سنتهن يف النسك التقصري‪7.‬‬
‫َّ‬ ‫رؤوسهن‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫َّ‬ ‫أمجع العلماء َّ‬
‫أن النساء (ال) حيلقن‬ ‫‪-6‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫القول يف فدية األذى‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫‪145‬‬

‫الفدية إذا أماط المحرم األذى بغير ضرورة‬ ‫‪113‬‬


‫حكم الفدية على من أماط األذى ناسيًا أو جاهاًل أو بالخطأ وهو محرم‬ ‫‪114‬‬
‫الواجب في فدية األذى للمحرم‬ ‫‪115‬‬
‫مقدار اإلطعام لكل مسكين في كفارة األذى للمحرم‬ ‫‪116‬‬
‫الفدية في قص األظفار للمحرم‬ ‫‪117‬‬
‫الفدية في قص (بعض) األظفار للمحرم‬ ‫‪118‬‬
‫الفدية في حلق شعر الجسد للمحرم‬ ‫‪119‬‬
‫الفدية في نتف من شعر رأسه أو لحيته شعرة أو شعرتين‬ ‫‪120‬‬
‫موضع أداء فدية األذى‬ ‫‪121‬‬
‫هل حلق الرأس من مناسك الحج؟‬ ‫‪122‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الفدية إذا أماط المحرم األذى بغير ضرورة‬ ‫مســألــة (‪)113‬‬
‫أمجعوا على وجوب فدية األذى وأهَّنا على التخيري لقوله ( ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ) [البقرة‪ ،]196:‬ولقوله ‪ ‬لكعب‬
‫بن عجرة ‪ ‬ملا أذاه القمل يف رأسه‪( :‬احلق رأسك‪ ،‬وصم ثالثة أيام أو أطعم ستة مساكني‪ ،‬أو انسك بشاة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن الفدية األذي واجبة على كل من‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫أماط األذى ضرورة‪ ،‬واختلفوا يف الفدية الواجبة على من أماط األذى ‪-‬فحلق رأسه مثاًل ‪ -‬بال ضرورة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من أماط األذى وهو حمرم بغري ضرورة عليه دم فقط‬ ‫من أماط األذى وهو حمرم بغري ضرورة عليه الفدية املنصوص عليها‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬

‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬


‫اختالفهم يف مفهوم حديث كعب بن عجرة ‪ ‬والقياس عليه (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث كعب بن عُج ‪77‬رة ‪ ،‬ف ‪77‬إذا وجبت الفدي ‪77‬ة على املض ‪77‬طر * ح ‪77‬ديث كعب بن عُج ‪77‬رة ‪( :‬أنَّه ك ‪77‬ان م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ف ‪77‬آذاه القم ‪77‬ل يف رأس ‪77‬ه‪،‬‬
‫ف ‪77‬أمره ‪ ‬أ ْن حيل‪7 7‬ق‪ 7‬رأس ‪77‬ه‪ ،‬وق ‪77‬ال‪ :‬ص ‪77‬م ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام‪ ،‬أو أطعم س ‪77‬تة مس ‪77‬اكني‪ ،‬أو انس ‪77‬ك‬ ‫فهي على غري املضطر أوجب‪ ،‬وهي باخليار كجزاء الصيد‪.‬‬
‫بش‪77‬اة)‪ ،‬ف‪77‬أي ذل‪77‬ك فع‪77‬ل أج‪77‬زأ‪ ،‬فالفدي‪77‬ة الواجب‪77‬ة باخلي‪77‬ار بني ثالث‪77‬ة أش‪77‬ياء إمَّن ا وجبت على‬ ‫األدلــة‬
‫املضطر‪ .‬وإماطة األذى بال عذر ال ختيري له‪ ،‬فعليه الذبح فقط‪ ،‬من ب‪77‬اب التغلي‪77‬ظ علي‪77‬ه بال‬
‫ختيري‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب الفدية على ما أماط األذى بال ضرورة)‪ ،‬وهذا من باب أوىل‪ ،‬والتخيري حاصل بنص احلديث‪ ،‬وإجياب الذبح دون غريه فيه حتكم بال‬
‫الراجــح‬
‫دليل‪ ،‬وأخذ جبزء من النص دون الباقي‬
‫من حلق رأسه بال ضرورة وهو حمرم وجب عليه صيام ثالثة أيام أو من حلق رأسه بال ضرورة وهو حمرم جيب عليه ذبح شاة توزع على مساكني احلرم (بال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ختيري)‬ ‫إطعام ستة مساكني أو ذبح شاة (على التخيري)‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/680‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/192‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/40‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/610‬واجملموع (‪)7/376‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم الفدية على من أماط األذى ناسيًا أو جاهاًل أو بالخطأ وهو محرم‬ ‫مســألــة (‪)114‬‬
‫ناسيا‪ ،‬واخلالف على‬
‫عامدا ‪-‬كمن حلق رأسه مثاًل أو قلم أظفاره‪ ،-‬واختلفوا يف وجوب الفدية على من أماط األذى ً‬
‫اتفقوا على وجوب الفدية على من أماط األذى ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫قولني‬
‫(ال) جتب فدية األذى على الناسي‬ ‫عامدا أو ناسيًا‬
‫جتب الفدية على من حلق ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬أهل الظاهر‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك ‪ /‬الشافعي (املذهب)‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬الليث‬ ‫‪145‬‬
‫هل يُلحق الناسي واملعذور بالعامد يف وجوب فدية األذى؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* القي ‪77‬اس على كث ‪77‬ري من العب ‪77‬ادات‪ ،‬مل يف ‪77‬رق الش ‪77‬رع فيه ‪77‬ا بني العام ‪77‬د * َّ‬
‫ألن الش‪77 7‬رع ف‪77 7‬رق بني العام‪77 7‬د والناس‪77 7‬ي يف مواض‪77 7‬ع كث‪77 7‬رية‪ ،‬فمن أخط‪77 7‬أ أو زاد أو‬
‫عامدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ذلك‬ ‫فعل‬ ‫من‬ ‫غري‬ ‫حكمه‬ ‫ا‪،‬‬‫ً‬‫ناسي‬ ‫الصالة‬ ‫يف‬ ‫نقص‬ ‫والناسي‪ ،‬فمن صلى وهو حمدث ناسيًا بطلت صالته‪.‬‬
‫ألن هذا الفعل من قبيل اإلتالفات‪ ،‬وال فرق فيها بني العامد واخلطأ‪ * ،‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ﮰ ﮱ) [األحزاب‪.]5:‬‬ ‫األموال‪.‬‬ ‫ضمان‬ ‫يف‬ ‫كما‬ ‫األدلــة‬
‫‪َّ ‬‬
‫تنبيه‪7‬ا * عم‪7‬وم قول‪7‬ه ‪ ‬من ح‪7‬ديث ابن عب‪7‬اس‪ ‬ق‪7‬ال ‪( :‬رف‪7‬ع عن أم‪7‬يت اخلط‪7‬أ والنس‪7‬يان‬ ‫ألن اهلل تعاىل أوجب الفدية على املع‪77‬ذور ب‪7‬املرض‪ ،‬فك‪77‬ان ذل‪77‬ك ً‬
‫واجلهل‪.‬‬ ‫كالنسيان‬ ‫آخر؛‬ ‫عذر‬ ‫بأي‬ ‫املعذور‬ ‫على‬ ‫وجوهبا‬ ‫على‬
‫وما استكرهوا عليه) [جه‪/‬حب‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬ص‪ /‬عوا ‪ /‬طب‪ /‬ش‪ /‬كم‪ /‬وه‪77‬و على ش‪77‬رط‬
‫الشيخني]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال جتب فدية األذى على الناسي)‪ ،‬فإ ّن التغليظ يف حق املتعمد‪ ،‬أما الناسي وحنوه فحقه التخفيف‬ ‫الراجــح‬
‫من حلق شعره أو قلم أظفاره ناسيًا أو جاهاًل أو خطًأ‪ ،‬فال إمث عليه وال كفارة‬ ‫من حلق شعره أو قلم أظفاره ناسيًا أو جاهاًل أو خطًأ فال إمث عليه‪،‬‬
‫وجتب عليه الكفارة؛ صيام ثالثة أيام أو إطعام ستة مساكني أو ذبح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫شاة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/681‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/194‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/607‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/389‬والغرر البهية يف شرح البهجة الوردية (‪،)2/346‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫وشرح منتهى اإلرادات (‪)1/557‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫القدر الواجب في فدية األذى للمحرم إن اختار الصيام أو اإلطعام‬ ‫مســألــة (‪)115‬‬
‫أمجع العلماء على َّ‬
‫أن الواجب يف فدية األذى‪ ،‬ملن حلق شعره أو قلم أظفاره ثالثة خصال؛ الصيام أو اإلطعام أو النسك (الذبح)‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ) [البقرة‪ ،]196:‬واختلفوا يف مقدار عدد أيام الصيام‪ ،‬وعدد املساكني يف اإلطعام‪ ،‬واخلالف على‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫قولني‬
‫الصيام يف فدية األذى عشرة أيام واإلطعام لعشرة مساكني‬ ‫الصيام يف فدية األذى ثالثة أيام واإلطعام لستة مساكني‬
‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن‪ /‬عكرمة‪ /‬نافع‬ ‫اجلمهور‬
‫تعارض ظاهر النص مع القياس (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫القي‪77‬اس على املتمت‪77‬ع ال‪77‬ذي مل جيد اهلدي‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث كعب بن عج ‪77‬رة ‪( :‬أنَّه ك ‪77‬ان م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬‬
‫ف ‪77‬أذاه القم ‪77‬ل يف رأس ‪77‬ه‪ ،‬ف ‪77‬أمره ‪ ‬أ ْن حيل ‪77‬ق رأس ‪77‬ه‪ ،‬وق ‪77‬ال‪ :‬ص ‪77‬م ﰁ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ)‪ 7 ،‬ويلح‪77‬ق‬
‫ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام‪ ،‬أو أطعم س ‪77‬تة مس ‪77‬اكني‪ ،‬أو انس ‪77‬ك بش ‪77‬اة) [خ‪ /‬م]‪،‬‬
‫اإلطعام يف العدد بالصيام‪.‬‬
‫فهذا نص يف عدد أيام الصيام وعدد املساكني يف اإلطعام‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬القي‪77‬اس على ج‪77‬زاء الص‪77‬يد‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ) [املائدة‪.]95:‬‬
‫القول األول‪( :‬فدية األذى صيام ثالثة أيام أو إطعام ستة مساكني)؛ للنص يف ذلك‪ ،‬وال قياس مع النص‬ ‫الراجــح‬
‫من حلق رأسه أو قلم أظفاره وجب عليه صيام عشرة أيام أو إطعام عشرة مساكني‬ ‫من حلق رأسه أو قلم أظفاره وجب عليه صيام ثالثة أيام أو‬
‫ثمرة الخالف‬
‫إطعام ستة مساكني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/681‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/366‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/74‬والذخرية (‪ ،)3/347‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباين (‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫‪ ،)1/553‬واملهذب (‪ ،)1/380‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/226‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/497‬وسرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/326‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫مقدار اإلطعام لكل مسكين في كفارة األذى للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)116‬‬
‫اتفقوا على وجوب كفارة األذى ملن حلق رأسه أو قلم أظافره‪ ،‬وأهَّنا الواردة يف حديث كعب بن عجرة ‪ :‬وهي صيام ثالثة أيام أو إطعام ستة مساكني أو ذبح شاة [خ‪ /‬م]‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫أن اإلطعام إذا كان من ُالبِّر َّأن لكل مسكني ُمدَّين‪ ،‬واختلفوا يف مقدار اإلطعام لكل مسكني إذا كان من التمر أو الزبيب أو القمح وحنوه‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫واتفقوا َّ‬ ‫الخالف‬

‫يطعم كل مسكني صاعا (‪ )4‬أمداد من غري الرب‬ ‫مدا من الرب ومدين من غريه‬
‫يطعم كل مسكني ً‬ ‫يطعم كل مسكني مدين مبد النيب ‪ ‬من الرب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (قياساً)‪ /‬الثوري‬ ‫أمحد‬ ‫وغريه‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف اإلطعام يف الكفارات (مل يذكر ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح‪77 7 7‬ديث كعب بن عج ‪77 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7 7‬ال ‪( :‬ص ‪77 7‬م ‪ ‬لق ‪77‬ول معاوي ‪77‬ة ‪ ‬يف احلنط ‪77‬ة‪( :‬أرى م ‪ّ 7‬دا من ‪ ‬القياس على مقدار صدقة الفطر‪ 7‬الواردة يف حديث ابن عم‪77‬ر ‪ƒ‬‬
‫قال‪( :‬ف‪77‬رض رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ص‪77‬دقة الفط‪77‬ر ص‪7‬اعاً من متر أو ص‪77‬اعاً من‬ ‫ثالث‪77 7‬ة أي‪77 7‬ام‪ ،‬أو أطعم س‪77 7‬تة مس‪77 7‬اكني ‪-‬م‪77 7‬دين لك‪77 7‬ل هذه يعدل مدين من الشعري) [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫شعري‪ ،‬فعدل الناس به نصف صاع من بر) [خ م]‪.‬‬ ‫إنس ‪77 7‬ان‪ -‬أو انس‪77 7 7‬ك ش‪77 7 7‬اة) [خ‪/‬م]‪ ،‬ومل يف ‪77 7‬رق بني‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬رواي‪77 7 7‬ة يف ح‪77 7 7‬ديث اجملامع يف رمض‪77 7 7‬ان ق‪77 7 7‬ال ل‪77 7 7‬ه رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪:‬‬ ‫طعام وآخر‪.‬‬
‫(ف ‪77 7‬أطعم وس ‪77 7‬قاً من متر بني س ‪77 7‬تني مس ‪77 7‬كيناً) [د‪ /‬دا‪ /‬ب‪77 7 7‬غ]‪ ،‬والوس ‪77 7‬ق‬ ‫ب بْ ِن عُ ْج‪7َ 7‬ر َة ‪ ‬ق ‪77‬ال ل ‪77‬ه‬ ‫‪ ‬رواي ‪77‬ة يف ح ‪77‬ديث َك ْع ِ‬
‫ك َوَأطْعِ ْم َفَرقً‪77 7 7 7 7 7‬ا َبنْي َ ِس ‪7 7 7 7 7 7‬ت َِّة‬ ‫‪( :‬فَ‪ِ 7 7 7 7 7 7‬‬
‫ستون صاعاً‪.‬‬ ‫‪7‬احل ْق َرْأ َس‪َ 7 7 7 7 7 7 7‬‬
‫ْ‬
‫‪ ‬رواي‪77‬ة يف ح‪77‬ديث اجملامع يف رمض‪77‬ان ق‪77‬ال‪( :‬ج‪77‬اءت ام‪77‬رأة من ب‪77‬ين‬ ‫ك نَ ِس ‪7 7‬ي َكةً)‬ ‫‪7‬‬
‫ُْ ْ‬ ‫‪7‬‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َأ‬ ‫ٍ‬
‫ام‬ ‫َم َس ‪7 7‬اكِني‪َّ َ َ ْ ُ ْ ،‬‬
‫ي‬‫َأ‬ ‫ة‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫َ‬‫ث‬ ‫ال‬ ‫َ‬‫ث‬ ‫م‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫َأو‬
‫بياض‪77‬ة بنص‪77‬ف وس‪77‬ق من ش‪77‬عري‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ ‬للمظ‪77‬اهر‪ :‬أطعم ه‪77‬ذا‪ ،‬ف‪77‬إن‬ ‫آص ٍع‪.‬‬
‫[خ‪/‬م]‪َ ،‬والْ َفَر ُق ثَالَثَةُ ُ‬
‫مدي شعري مكان مد بر) [هق]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يطعم لكل مسكني مدان)‪ ،‬وهذا ما دل عليه حديث كعب بن عجرة ‪ ‬نصاً فال يُعدل عنه‬ ‫الراجــح‬
‫من أراد اإلطعام عن فدية األذى أخرج من غري الرب (‪ )24‬مداً و(‬ ‫من أراد اإلطعام عن فدية األذى أخرج (‪)6‬‬ ‫من أراد اإلطعام عن فدية األذى أخرج (‪ )12‬مداً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الرب‬
‫‪ )12‬مدا من ّ‬ ‫أمداد من الرب و(‪ )12‬م ّدا من غريه‬ ‫من أي أنوع من الطعام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/682‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/187‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/56‬والذخرية (‪ ،)3/347‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/354‬والبيان (‪ ،)4/209‬وأسىن املطالب (‪،)1/530‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫واملغين (‪ ،)3/429‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/451‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الفدية في قص األظفار للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)117‬‬
‫اتفقوا على وجوب الفدية للمحرم يف لبس الثياب‪ ،‬ويف حلق الرأس لضرورة من حشرات أو قمل تؤذيه يف رأسه‪ ،‬وللمرض (على خالف يف تفسريه)؛ فقال ابن عباس‬
‫تحرير محل الخالف ‪ :ƒ‬املرض يكون قروح يف رأسه‪ ،‬وقال عطاء‪ :‬املرض الصداع‪ .‬وحكى ابن املنذر َّأن احملرم ممنوع من قص أظفاره بإمجاع‪ ،‬إال َّ‬
‫أن أبا حممد ابن حزم خالف يف هذا فقال‪:‬‬
‫جيوز للمحرم قص شاربه‪ ،‬وقد وصف ابن رشد هذا القول بالشاذ‪ ،‬واختلفوا يف وجوب الفدية على من قص أظفاره أو بعضها‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من قص أظفاره وهو حمرم فعليه‬ ‫ليس على احملرم يف قص أظفار فدية مطل ًقا‬ ‫من قص أظفاره وهو حمرم فعليه فدية األذى مطل ًقا‬ ‫‪145‬‬
‫دم‬ ‫عطاء‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫قوم‬
‫هل يلحق قص األظفار للمحرم‪ 7‬بقص الشعر الوارد فيه النص (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث كعب بن عج ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬احل ‪77‬ق رأس ‪77‬ك وص ‪77‬م ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام أو ‪ ‬مل ي ‪77‬رد ش ‪77‬يء يف الكت ‪77‬اب وال يف الس ‪77‬نة ‪ ‬ح‪77 7‬ديث كعب بن عج‪77 7‬رة ‪،‬‬
‫أطعم ستة مساكني أو انسك شاة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬والظفر يلحق بالشعر يف احلكم‪ .‬م ‪77 7 7‬ا ي ‪77 7 7‬دل على الفدي ‪77 7 7‬ة يف قص األظ ‪77 7 7‬افر‪ ،‬فقد لزمه دم من باب التغليظ علي‪77‬ه‬
‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [احلج‪ ،]29:‬واألص‪7‬ل ب‪7‬راءة الذم‪7‬ة‪ ،‬وح‪7‬ديث كعب ‪ ‬ومنع اخلي‪7‬ار عن‪7‬ه‪ ،‬ألن‪7‬ه ال حاج‪7‬ة ل‪7‬ه‬
‫بذلك فهو يف حكم املتعمد‪.‬‬ ‫يف األخذ من الشعر‪.‬‬ ‫وقص األظافر من إلقاء التفث‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث أم س‪77‬لمة ~ ق‪77‬الت‪ :‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬من ك‪77‬ان ل‪77‬ه ذبح يذحبه‪،‬‬
‫ف‪77 7‬إذا أه‪77 7‬ل هالل ذي احلج‪77 7‬ة فال يأخ‪77 7‬ذ من ش‪77 7‬عره وال من أظف‪77 7‬اره ش‪77 7‬يًئا ح‪77 7‬ىت‬
‫يض ‪77‬حي) [م]‪ ،‬فق ‪77‬د من ‪77‬ع ‪ ‬أخ ‪77‬ذ الظف ‪77‬ر للمض ‪77‬حي‪ 7‬وأحلق ‪77‬ه حبكم الش ‪77‬عر‪ ،‬فمن‬
‫باب أوىل إحلاق حكم الظفر للمحرم حبكم الشعر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب على احملرم فدية األذى إن قص أظفاره)‪ ،‬وهذا بنص حديث كعب ‪ ،‬وإحلاقًا لألظفار بالشعر‪ ،‬وليس املضحي يف ذلك بأوىل من احملرم‬ ‫الراجــح‬
‫من قص أظفاره وهو حمرم فعليه‬ ‫من قص أظفاره وهو حمرم فعليه اإلمث‬ ‫من قص أظفاره وهو حمرم فعليه إطعام ستة مساكني أو صيام ثالثة أيام أو‬
‫ثمرة الخالف‬
‫دم وال خيار له يف غريه‬ ‫الذبح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/682‬واملبسوط (‪)4/77‬أ وبدائع الصنائع (‪ ،)2/194‬واملدونة (‪ ،)1/443‬والذخرية (‪ ،)3/313‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)72‬واحلاوي الكبري (‪،)4/117‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫واملغين (‪ ،)3/297‬واإلنصاف (‪)3/456‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الفدية في قص (بعض) األظفار للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)118‬‬
‫أن احملرم ممنوع من قص أظفاره بإمجاع خالفًا أليب حممد بن حزم‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫أن‬ ‫اتفقوا على وجوب الفدية على احملرم يف لبس الثياب أو حلق الرأس‪ ،‬وحكى ابن املنذر َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫من قص أظفاره كلها عليه الفدية ‪-‬خالفًا لداود وعطاء‪ ،-‬واختلفوا يف حكم الفدية ووجوهبا على من قص بعض أظفاره‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ترفها كفَّر‬
‫إ ْن قص أظفاره ً‬ ‫ال شيء على احملرم حىت يقص مجيع أظفاره‬ ‫إذا أخذ ظفرا واحدا أطعم مسكينا واحدا‪ ،‬وإذا أخذ‬
‫مالك‬ ‫كاملة وما دونه يطعم‬ ‫ظفرين أطعم مسكينني‪ ،‬وإذا أخذ ثالثة فعليه فدية األذى‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬
‫قص بأقل اجلمع‪ ،‬وهي ثالثة‪ ،‬أم على من قص أظفار يده كاملة‪ ،‬وهل يفرق بني الرَّت فه وغريه؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫هل يصدق وصف قص األظفار على من َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن من قلَّم بعض أظف ‪77‬ار أص ‪77‬ابع الي ‪77‬د مل ‪َّ ‬‬
‫ألن قطع األظفار فيه إزالة جزء يرتفه ب‪77‬ه‪ ،‬فيكف‪77‬ر‬ ‫ألن أقل اجلمع ثالثة‪ ،‬فمن أخذ ثالثة أظفار صدق علي‪77‬ه ‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫أنَّه قص أظف ‪77 7‬اره فيكفِّر‪ ،‬كم‪77 7 7‬ا يف الش‪77 7 7‬عر يف قول ‪77 7‬ه تع‪77 7 7‬اىل‪ :‬يستكمل منفعة اليد‪ ،‬فال جيب عليه فدية إال كإزالة الشعر‪.‬‬
‫اإلطعام سنة‪ ،‬ما مل قص ثالثة أظفار‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫(ﯞ ﯟ ﯠ) [البق‪77‬رة‪ 7 ،]196:‬وال يص‪7ُ 7‬دق ه‪77‬ذا إال‬
‫حبلق الشعر باجلمع‪ ،‬من ثالث فأكثر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من قص ثالثة أظفار فأكثر عليه فدية األذى)؛ ألنَّه يصدق عليه أنَّه قص أظفاره‪ ،‬أما على القول الثاين فقد يقص من يد ثالثة أظفار ومن‬ ‫الراجــح‬
‫األخرى اثنني ومع هذا يسلم من الفدية‬
‫من قص أظفاره ملداواة قرحة أو جرح فال شيء‬ ‫من قص أربعة أظفار فعليه إطعام فقط‬ ‫من قص أربعة أظفار فعليه كفارة قص الشعر‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/682‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/435‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/77‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/389‬والذخرية (‪ ،)3/313‬وروضة الطالبني (‪،)3/136‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والبيان (‪ ،)4/211‬واملغين (‪ ،)3/297‬واإلنصاف (‪)3/456‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الفدية في حلق شعر الجسد للمحرم‬ ‫مســألــة (‪)119‬‬
‫اتفقوا على منع حلق شعر الرأس للمحرم حلديث كعب بن عجرة ‪( :‬احلق رأسك وصم ثالثة أيام أو أطعم ستة مساكني أو انسك بشاة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا هل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫جتب الفدية يف حلق سائر شعر اجلسد؛ كاإلبط والعانة والشارب وحنوها‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ال جتب الفدية على احملرم يف حلق سائر شعر اجلسد‬ ‫جتب الفدية على احملرم يف حلق سائر شعر اجلسد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫داود‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬
‫هل يلحق شعر سائر اجلسد بشعر الرأس يف احلكم؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ‪َّ ‬‬
‫ألن الفدية واردة يف حلق الرأس فال يقاس عليه غريه‪ ،‬فاألصل براءة الذمة‪.‬‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ) [البق ‪77‬رة‪ 7 7،]196:‬وقول ‪77‬ه ‪‬‬
‫األدلــة‬
‫لكعب بن عج ‪77‬رة ‪( :‬احل ‪77‬ق رأس ‪77‬ك‪ ،‬وص ‪77‬م ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام‪ ،)...‬وحل ‪77‬ق س ‪77‬ائر‬
‫اجلسد يلحق حبلق‪ 7‬الرأس جبامع الرتفه يف كل‪.‬‬
‫إن حلق شعر اجلسد كاإلبط ‪-‬مثاًل ‪-‬‬‫القول األول‪( :‬جتب الفدية على احملرم يف حلق شعر اجلسد)‪ ،‬إذ ال فرق بني حلق شعر الرأس وحلق بقية شعر اجلسد‪ ،‬بل َّ‬
‫الراجــح‬
‫حيصل به الرتفه أكثر من حلق شعر الرأس‪ ،‬فمن باب أوىل جتب فيه الفدية‬
‫من حلق شعر إبطه أو شاربه ‪-‬مثاًل وهو حمرم‪ -‬فال شيء عليه‬ ‫من حلق شعر إبطه أو شاربه ‪-‬مثاًل وهو حمرم‪ -‬وجب عليه؛ إما صيام ثالثة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أيام أو إطعام ستة مساكني أو ذبح شاة على التخيري‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/683‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)1/158‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/32‬واجملموع (‪ ،)7/247‬وحتفة احملتاج (‪ ،)4/170‬واملغين (‪ ،)3/430‬واإلنصاف‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪)3/455‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الفدية على المحرم فيمن َنتَف من شعر رأسه أو لحيته؛ شعرة أو شعرتين‬ ‫مســألــة (‪)120‬‬
‫اتفقوا على وجوب الفدية على احملرم يف حلق شعره أو نتفه أو قصه‪ ،‬واختلفوا فيمن نتف من رأسه شعرة أو شعرتني‪ ،‬ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫إ ْن أخذ من شعر رأسه الربع‬ ‫إ ْن نتف قلياًل من الشعر‪ 7‬فعليه‬ ‫إن قص شعرة فعليه مد‪ ،‬ويف‬ ‫ليس على احملرم يف نتف الشعر اليسري شيء‪،‬‬
‫فأكثر ففيه الفدية‬ ‫إطعام‪ ،‬والكثري فيه فدية‬ ‫الشعرتني مدان‪ ،‬ويف الثالثة فدية‬ ‫إال أن يكون من باب إماطة األذى‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫عبد امللك (مالكي)‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬احلسن‬ ‫مالك‬
‫‪145‬‬

‫هل منع احملرم من احللق من باب العبادة أو النظافة؟‬ ‫سبب الخالف‬


‫* يف ‪77‬رق بني القلي ‪77‬ل والكث ‪77‬ري‪ ،‬ألن ‪ ‬ال حتص ‪77 7 7 7 7‬ل النظاف ‪77 7 7 7 7‬ة وال ‪77 7 7 7 7‬تزين‬ ‫* ال حتص‪77 7 7 7‬ل النظاف‪77 7 7 7‬ة وال‪77 7 7 7‬تزين بإزال‪77 7 7 7‬ة الش‪77 7 7 7‬عر * ألن من‪77 7‬ع احملرم من حل‪77 7‬ق ال‪77 7‬رأس‬
‫نت‪77 7 7‬ف بعض الش‪77 7 7‬عر ال حيص‪77 7 7‬ل ب‪77 7 7‬ه واالس ‪77 7‬رتاحة حبل‪7 7 7‬ق‪ 7‬أق ‪77 7‬ل من رب ‪77 7‬ع‬ ‫عبادة‪ ،‬فاستوى فيه القليل والكثري‪.‬‬ ‫اليسري‪.‬‬
‫النظافة واالسرتاحة والتزين خبالف ال‪77 7 7 7‬رأس‪ ،‬فال ينطب‪77 7 7 7‬ق علي‪77 7 7 7‬ه اس‪77 7 7 7‬م‬ ‫ألن أق‪77‬ل اجلم‪77‬ع ثالث‪77‬ة‪ ،‬فمن نت‪77‬ف‬‫ألن الش ‪77‬عر‪ 7‬اليس ‪77‬ري ال يس ‪77‬مى حل ًق‪77‬ا‪ ،‬واألخ ‪77‬ذ ‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األدلــة‬
‫الكث ‪77 7 7 7‬ري‪ ،‬فالقلي ‪77 7 7 7‬ل ليس يف إزالت ‪77 7 7 7‬ه احلالقة‪.‬‬ ‫من الش ‪77‬عر من ب ‪77‬اب رف ‪77‬ع األذى في ‪77‬ه فدي ‪77‬ة بنص ثالث شعرات ص‪7‬دق علي‪77‬ه أنَّه حل‪7‬ق‬
‫ألن رب ‪77 7 7‬ع ال ‪77 7 7‬رأس يق ‪77 7 7‬وم مق ‪77 7 7‬ام‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫زوال أذى‪.‬‬ ‫ح‪77‬ديث كعب ‪( :‬احل‪77‬ق رأس‪77‬ك وص‪77‬م ثالث‪77‬ة أو قص فيكفر‪ ،‬حلديث كعب ‪.‬‬
‫الكل‪.‬‬ ‫أيام‪[ )...‬خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيب على من نتف ثالث شعرات فأكثر الفدية)‪ ،‬ألنه أقل اجلمع‪ ،‬فهو شعر آدمي يقع عليه اجلمع املطلق‬ ‫الراجــح‬
‫من قص أقل من ربع شعره فال‬ ‫من نتف أربع شعرات فعليه‬ ‫من نتف بعض شعره ألنه آذاه فعليه كفارة من نتف أربع شعرات فعليه كفارة‬
‫شيء عليه‪ ،‬ومن قص شعرتني‬ ‫اإلطعام‬ ‫قص الشعر‪7‬‬ ‫قص الشعر‪ ،‬وإذا نتفه لغري سبب اإليذاء فال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وثالثة وأربعة كذلك ال شيء‬ ‫شيء عليه‬
‫عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/683‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/192‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/216‬واملدونة (‪ ،)1/441‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/389‬واملهذب (‪ ،)1/392‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/114‬واملغين (‪ ،)3/429‬واإلنصاف (‪)3/456‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫موضع أداء فدية األذى‬ ‫مســألــة (‪)121‬‬
‫اتفقوا على وجوب الفدية على من قص شعره أو لبس الثياب من احملرمني‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن اهلدي يذبح مبكة لقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‪ ...‬ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫تحرير محل‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [البقرة‪ ،]196:‬وحمله مكة‪ ،‬واتفقوا َّأن الفدية على التخيري‪ ،‬وهي‪ :‬صيام ثالثة أيام أو إطعام ستة مساكني أو ذبح شاة‪ ،‬واتفقوا َّأن الصيام يكون يف أي مكان‪،‬‬
‫الخالف‬
‫واجلمهور على َّأن هذه الكفارة ال تكون إال بعد إماطة األذى‪ ،‬واختلفوا يف مكان أداء فدية األذى‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫اإلطعام والصيام يف أي مكان‪ ،‬والذبح مبكة‬ ‫اإلطعام والذبح مبكة ملساكني احلرم‪ ،‬والصيام يف أي مكان‬ ‫إطعاما أو ذحبًا‬
‫صياما أو ً‬
‫يفعل الفدية يف أي مكان كان‪ ،‬سواء كان ً‬
‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‬
‫استعمال قياس دم النسك على اهلدي‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قياس ال‪7‬ذبح لفدي‪77‬ة األذى على ذبح اهلدي‪ ،‬فيجب في‪77‬ه * ألن املقص ‪77 7 7 7 7‬ود بالنس ‪77 7 7 7 7‬ك واهلدي منفع ‪77 7 7 7 7 7 7‬ة‬ ‫* َّ‬
‫ألن الش ‪77 7‬رع ف ‪77 7‬رق بني اس ‪77 7‬م ذبيح ‪77 7‬ة فدي ‪77 7‬ة األذى فس ‪77 7‬ماها‬
‫املس‪77 7‬اكني اجملاورين ل‪77 7‬بيت اهلل تع‪77 7‬اىل‪ ،‬فال خيرج‬ ‫نس ‪77 7‬ك‪ ،‬ومسى ذبيح ‪77 7‬ة املتمت ‪77 7‬ع ه ‪77 7‬ديًا‪ ،‬فلم ‪77 7‬ا اختلفت أمساؤمها‬
‫م ‪77‬ا جيب في ‪77‬ه من ش ‪77‬روط؛ من ال ‪77‬ذبح مبك ‪77‬ة‪( :‬ﯲ ﯳ عنهم‪.‬‬
‫وجب أ ْن خيتل ‪77 7‬ف حكمهم ‪77 7‬ا‪ ،‬لرواي ‪77 7‬ة يف ح ‪77 7‬ديث كعب ‪:‬‬
‫(احل ‪77‬ق رأس ‪77‬ك مث اذبح ش ‪77‬اة ‪-‬نس‪ً 7 7‬كا‪ -‬أو ص ‪77‬م ثالث‪77 7‬ة أي‪77 7‬ام أو‬
‫ﯴ) [املائدة‪ ،]95:‬ويعطى ملساكني احلرم‪.‬‬
‫أطعم‪[ )...‬م]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬أثر ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪( :‬الدم والطعام مبكة‪ ،‬والصوم‬
‫ألن الن‪77 7‬يب ‪ ‬أم‪77 7‬ر كعبً‪77 7‬ا ‪ ‬بالفدي‪77 7‬ة يف احلديبي‪77 7‬ة وهي من حيث شاء) [هق‪ /‬سنن]‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬ ‫احلل‪.‬‬
‫ألن مقص‪77 7‬ود ال‪77 7‬ذبح واإلطع‪77 7‬ام منفع‪77 7‬ة مس‪77 7‬اكني مك‪77 7‬ة‬
‫ألن احلس‪77‬ن ‪ ‬اش‪77‬تكى بالس‪77‬قيا فحل‪77‬ق علي ‪ ‬رأس‪77‬ه وحنر اجملاورين للبيت‪ ،‬فال يصرف لغريهم‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫جزورا [طح]‪ ،‬والسقيا قرية يف طريق احلج‪.‬‬ ‫عنه ً‬
‫القول الثاين‪( :‬الذبح واإلطعام يف مكة)‪ ،‬فهذه طعمة ملساكني مكة فال تصرف إال إليهم‪ ،‬كاحلال يف اهلدي وبقية الكفارات لفعل حمظور أو ترك واجب‬ ‫الراجــح‬
‫من عليه فدية أذى فذبح أو أطعم يف بلده‪،‬‬ ‫من عليه فدية أذى فذبح أو أطعم يف بلده ‪-‬غري مكة‪-‬‬ ‫من عليه فدية أذى فذبح يف بلده أو أطعم جاز‪ ،‬فال ختتص‬
‫ثمرة الخالف‬
‫صح اإلطعام وأجزأه‪ ،‬أما الذبح فيعيده يف مكة‬ ‫فال جيزئه ويعيده يف مكة‬ ‫مبكان معني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/683‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/433‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/75‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)93‬والشرح الكبري للدردبري (‪ ،)2/67‬واألم (‪ ،)2/208‬وروضة‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الطالبني (‪ ،)3/188‬واملغين (‪ ،)3/468‬واإلنصاف (‪)3/532‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل حلق الرأس من مناسك الحج؟‬ ‫مســألــة (‪)122‬‬
‫أن احللق أفضل من التقصري؛ حلديث ابن عمر ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬قال‪ :‬اللهم ارحم احمللقني ‪-‬قاهلا ثالثًا‪ ،-‬قالوا‪ :‬واملقصرين‪ ،‬قال‪ :‬واملقصرين)‬ ‫ذهب مجهور العلماء إىل َّ‬
‫وأن سنتهن التقصري‪ ،‬واختلفوا هل حلق الرأس من نسك وأعمال‬ ‫أن احللق أو التقصري من أفعال احلج‪ .‬وأمجع العلماء على أنَّه ليس على النساء حلق‪َّ ،‬‬
‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬وال خالف َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫احلج؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫احللق نسك ملن حج أو اعتمر‪ ،‬لكن الذي‬ ‫ليس احللق والتقصري من أعمال احلج وإمنا هو إطالق‬ ‫احللق أو التقصري من أعمال احلج ونسكه ومما‬ ‫‪145‬‬
‫حيصر بعدو ليس عليه حلق وال تقصري‬ ‫حمظور‬ ‫يتحلل‪ 7‬به احملرم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫اجلمهور‬
‫هل حيمل فعله ‪ ‬يف احللق‪ 7‬على التشريع؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الن‪77 7‬يب ‪ ‬حل‪77 7‬ق يف حج‪77 7‬ة ال‪77 7‬وداع وتطيب‪ ،‬حلديث ‪َّ ‬‬
‫ألن الن‪77‬يب ‪ ‬حل‪77‬ق يف ص‪77‬لح احلديبي‪77‬ة من‬ ‫ألن الن ‪77‬يب ‪ ‬حل ‪77‬ق رأس ‪77‬ه يف حج ‪77‬ة ال ‪77‬وداع [خ‪َّ  /‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫حل وليس للنسك‪.‬‬ ‫م]‪ ،‬وقال‪( :‬خذوا عين مناسككم) [ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬عائش ‪77‬ة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬كنت أطيب رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬إلحرام ‪77‬ه باب اإلعالم أنَّه َّ‬
‫قبل أ ْن حيرم وحلله قبل أ ْن يطوف البيت) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ولو قلنا‬ ‫أن أفعاله ‪ ‬للتشريع‪.‬‬ ‫ش]‪ ،‬واألصل َّ‬ ‫األدلــة‬
‫ألن الن ‪77 7‬يب ‪ ‬حل ‪77 7‬ق يف ص ‪77 7‬لح احلديبي ‪77 7‬ة ملا منع ‪77 7‬ه احلل ‪7‬ق‪ 7‬واجب لك ‪77‬ان التطيب واجبً ‪77‬ا‪ ،‬فيحم ‪77‬ل فعل ‪77‬ه ‪ ‬على‬
‫‪َّ ‬‬
‫إطالق احملظور ورفعه‪.‬‬ ‫املشركون من وصول مكة [خ]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬احللق أو التقصري من أعمال احلج ومما يتحلل‪ 7‬به)‪ ،‬وقد فعله النيب ‪ ‬يف احلج واإلحصار‪ ،‬بيانًا ملشروعيته وأنَّه من املناسك‬ ‫الراجــح‬
‫احملصر لو ترك احللق أو التقصري فال شيء‬ ‫من ترك حلق الشعر فال شيء عليه‬ ‫من ترك حلق الشعر فقد ترك نس ًكا يوجب الدم‪،‬‬
‫عليه‬ ‫وجيب على كل حاج ومعتمر وعلى من فاته احلج‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ألي سبب‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/684‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/71‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/133‬والتلقني (‪ ،)1/88‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/400‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪،)203‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)4/156‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/524‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/264‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬القول يف كفارة املتمتع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (كفارة املتمتع)‬
‫‪146‬‬
‫باتفاق جيب على املتمتع هدي‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ) [البقرة‪.]196:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫معلوم باإلمجاع أنَّه قد جيب ‪-‬يف جزاء الصيد‪ -‬شاة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وأن من مل جيد اهلدي فعليه الصيام‪.‬‬‫أن كفارة املتمتع على الرتتيب‪َّ ،‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫أمجعوا َّ‬
‫أن املتمتع إذا صام ثالثة األيام يف العشر األول من ذي احلجة‪ ،‬أنَّه قد أتى هبا يف حملها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫أن العشر األول من ذي احلجة أهَّن ا من أيام احلج‪.‬‬
‫ال خالف َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫أن املتمتع ‪-‬غري الواجد للهدي‪ -‬لو صام السبعة أيام يف أهله أجزأه‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫حجا‬ ‫مفسدا للحج‪َّ ،‬‬
‫فإن عليه القضاء إذا كان ً‬ ‫أن من فاته احلج بعد أ ْن شرع فيه ألي سبب؛ إما لفوات ركن أو لغلطه يف الزمان أو جلهله أو لفعله ً‬ ‫ال خالف َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫واجبًا‪.‬‬
‫أن املفسد للحج؛ أما من األفعال املأمور هبا‪ :‬فرتك األركان‪ ،‬وأما من الرتوك املنهي عنها‪ :‬فاجلماع‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫أن من وطئ قبل الوقوف بعرفة فقد أفسد حجه‪ ،‬وكذا من وطئ من املعتمرين قبل أ ْن يطوف ويسعى‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-9‬‬
‫أن التحلل األصغر ‪-‬الذي هو رمي اجلمرة يوم النحر‪ -‬أنَّه حيل به احلاج من كل شيء حرم عليه‪ ،‬إال النساء والطيب والصيد (أي فيه‬ ‫ال خالف بينهم َّ‬ ‫‪-10‬‬
‫خالف)‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫أن املعتمر حيل من عمرته إذا طاف بالبيت وسعى بني الصفا واملروة‪ ،‬وإ ْن مل يكن حلق وال قصر‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-11‬‬
‫أمجعوا َّ‬
‫أن من فاته الوقوف بعرفة‪ ،‬أنَّه ال حيل إال بالطواف بالبيت والسعي بني الصفا واملروة (أي حيل بعمرة)‪ ،‬وعليه احلج من قابل‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫أن من حبسه مرض حىت فاته احلج َّ‬
‫أن عليه اهلدي‪.‬‬ ‫أمجعوا َّ‬ ‫‪-13‬‬
‫ج‬ ‫‪-14‬‬
‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫القول يف كفارة املتمتع‬

‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫‪146‬‬
‫الهدي الواجب على المتمتع‬ ‫‪123‬‬
‫لو صام من لم يستطع دفع ثمن هدي التمتع ثم وجده أثناء الصيام‬ ‫‪124‬‬
‫حكم تأخير صيام األيام الثالثة الواجبة على المتمتع ‪-‬غير الواجد لثمن الهدي‪ -‬إلى أيام التشريق‬ ‫‪125‬‬
‫حكم صيام األيام الثالثة الواجبة على المتمتع ‪-‬غير الواجد لثمن الهدي‪ -‬إلى قبل دخول شهر ذي الحجة‬ ‫‪126‬‬
‫حكم صيام األيام السبعة الواجبة على المتمتع ‪-‬غير الواجد لثمن الهدي‪ -‬إلى قبل الوصول ألهله‬ ‫‪127‬‬
‫ما يترتب على فوات الحج أو إفساده‬ ‫‪128‬‬
‫حكم المضي في الحج الفاسد‬ ‫‪129‬‬
‫حكم من جامع بعد الوقوف بعرفة وقبل رمي جمرة العقبة الكبرى‬ ‫‪130‬‬
‫حكم حج من جامع بعد رمي جمرة العقبة الكبرى وقبل طواف اإلفاضة‬ ‫‪131‬‬
‫هل يحل للمحرم بالحج استعمال الطيب والصيد بعد التحلل األول؟‬ ‫‪132‬‬
‫متى يتحلل المعتمر من عمرته؟‬ ‫‪133‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم حج من باشر فأنزل وهو محرم‬ ‫‪134‬‬
‫مرارا في الحج‬
‫مقدار الهدي على من وطئ ً‬ ‫‪135‬‬
‫حكم من وطئ في الحج ناسيًا (أو جاهاًل )‬ ‫‪136‬‬
‫هل على المرأة (الزوجة) الموطوءة في الحج هدي؟‬ ‫‪137‬‬
‫‪145‬‬
‫المجامعين في حج القضاء‬
‫ْ‬ ‫حكم تفريق الرجل والمرأة‬ ‫‪138‬‬
‫من أين يفترق المجامعان في حجة القضاء؟ـ‬ ‫‪139‬‬
‫ما هو الهدي الواجب على المحرم إذا جامع؟‬ ‫‪140‬‬
‫الواجب على المجامع وهو محرم إذا لم يجد الهدي‬ ‫‪141‬‬
‫هل يجب الهدي على من فاته الوقوف بعرفة؟ـ‬ ‫‪142‬‬
‫من فاته الحج وهو قارن كيف يقضي؟‬ ‫‪143‬‬
‫محرما إلى العام القادم لمن فاته الحج‬
‫حكم البقاء ً‬ ‫‪144‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الهدي الواجب على المتمتع‬ ‫مســألــة (‪)123‬‬
‫أن املتمتع جيب عليه هدي‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ) [البقرة‪ ،]196:‬وال خالف َّ‬
‫أن املتمتع لو ذبح بقرة أو بدنة فقد َّأدى‬ ‫ال خالف َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الواجب الذي عليه‪ ،‬واختلفوا يف تفسري اهلدي على املتمتع‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫اهلدي الواجب على املتمتع بدنة كاملة أو بقرة كاملة‬ ‫اهلدي الواجب على املتمتع هو شاة أو ُسبع بدنة أو بقرة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪146‬‬
‫اختالفهم فيما ينطلق‪ 7‬عليه اسم اهلدي‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ) ‪ ،‬معن‪77‬اه‪ :‬بق‪77‬رة ْأدون من بق‪77‬رة‪ ،‬وبدن‪77‬ة ْأدون‬ ‫* اهلدي اسم للشاة‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯲ ﯳ ﯴ) [املائدة‪،]95:‬‬
‫من بدنة‪.‬‬
‫ومعلوم باإلمجاع أنَّه قد جتب يف جزاء الصيد شاة‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن النيب ‪ ‬ملا حج ذبح مائة بدنة‪ ،‬فيكون أقل اجملزئ بدنة أو بقرة‪.‬‬
‫‪ ‬حديث جابر ‪ ‬قال‪( :‬كنا نتمتع مع رسول اهلل ‪ ‬بالعمرة إىل احلج‪،‬‬
‫األدلــة‬
‫فنذبح البقرة عن سبعة ونشرتك فيها) [م]‪.‬‬
‫‪ ‬أثر ابن عباس ‪ ƒ‬أنه سئل عن اهلدي فقال‪( :‬جزور أو بقرة أو شاة)‬
‫[متفق]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬اهلدي الواجب‪ ،‬شاة)‪ ،‬للداللة الواضحة ملعىن اآلية‪ ،‬وحديث جابر ‪ ‬على َّ‬
‫أن الواجب شاة‪ ،‬وفعل النيب ‪ ‬من باب الفضل وليس من باب‬
‫الراجــح‬
‫الوجوب‬
‫من متتع بالعمرة إىل احلج وذبح شاة (مل) تربأ ذمته ومل يتم حجه‪ ،‬وال يصح‬ ‫من متتع بالعمرة إىل احلج وجب عليه ذبح شاة وتربأ ذمته بذلك‪ ،‬وجيوز‬
‫ثمرة الخالف‬
‫اشرتاك أكثر من متمتع يف بقرة واحدة أو بدنة‬ ‫اشرتاك سبعة يف بقرة أو بدنة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/685‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/189‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/28‬والذخرية (‪ ،)3/289‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباين (‪ ،)1/554‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الكبري (‪ ،)4/354‬وهناية املطلب (‪ ،)4/194‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/480‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)1/559‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫لو صام من لم يستطع دفع ثمن هدي التمتع ثم وجده أثناء الصيام‬ ‫مســألــة (‪)124‬‬
‫اتفقوا على وجوب اهلدي على املتمتع‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن من مل جيد هدي التمتع انتقل إىل الصيام‪ ،‬فهي على الرتتيب؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫تحرير محل‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ) [البقرة‪ ،]196:‬واتفقوا أنَّه لو صام املتمتع ثالثة أيام مث وجد مثن اهلدي أنه يكمل صيامه‪ ،‬واختلفوا فيمن وجد مثن‬ ‫الخالف‬
‫اهلدي قبل إمتام صيام ثالثة أيام‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من مل جيد مثن اهلدي وشرع يف الصوم مث وجده أثناء صيام الثالثة أيام لزمه‬ ‫من مل جيد مثن اهلدي وشرع يف الصوم انتقل واجبه إىل الصوم‬
‫‪146‬‬

‫اهلدي‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬


‫أبو حنيفة‬
‫هل ما هو شرط ابتداء العبادة هو شرط يف استمرارها‪ ،‬فإن العجز عن اهلدي شرط البتداء الصيام‪ ،‬فهل يشرتط االستمرار يف العجز مدة الصيام؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﰃ ﰄ ﰅ)‪ ،‬وه‪77‬ذا غ‪77‬ري واج‪77‬د لله‪77‬دي‪ ،‬وبش‪77‬روعه يف * ألن ص ‪77‬يام ثالث ‪77‬ة أي ‪77‬ام يف احلج هي ب ‪77‬دل اهلدي‪ ،‬فمن وج ‪77‬د اهلدي فيه ‪77‬ا فق ‪77‬د‬
‫الصيام انتقل واجبه إليه‪ ،‬كما لو وجد اهلدي يف أثناء ص‪77‬يام األي‪77‬ام الس‪77‬بعة‪ ،‬وق‪77‬د وج ‪77‬د اهلدي يف وقت ‪77‬ه ف ‪77‬ريجع إلي ‪77‬ه‪ ،‬أم ‪77‬ا من وج ‪77‬د اهلدي خالل األي ‪77‬ام الس ‪77‬بعة ال‬ ‫األدلــة‬
‫يرجع ألنه مل جيد اهلدي يف أيام احلج‪.‬‬ ‫قال تعاىل‪( :‬واَل تب ِطلُوا َأعمالَ ُكم) [حممد‪.]33:‬‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُْ‬
‫هدرا يف احلج مع مشقته‪،‬‬
‫القول األول‪( :‬من مل جيد اهلدي وصام يكمل صيامه)‪ ،‬فما دام أنَّه تلبس بالصيام لسبب صحيح ال يبطل تلبسه به‪ ،‬وال يذهب صيامه ً‬
‫وميكن أ ْن يقع منه ذبح اهلدي بعد أيام التشريق لو قلنا أنه يرجع للهدي إذا وجده‪ ،‬وذلك فيمن ابتدأ الصيام من يوم (‪ )11‬أول أيام التشريق وصام يوم (‪)12‬‬ ‫الراجــح‬
‫ويوم (‪ )13‬مث وجد اهلدي فإنه سيذبح يوم (‪)14‬‬
‫من مل جيد مثن اهلدي وهو متمتع مث وجده أثناء صيامه لليوم الثالث قطع صيامه‬ ‫من مل جيد مثن اهلدي وهو متمتع مث وجده أثناء صيامه لليوم الثالث أكمل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وذبح هديه‬ ‫صيام بقية العشر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/686‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/181‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)1/163‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/433‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/183‬والوسيط يف‬
‫مراجع المسألــة‬
‫املذهب (‪ ،)2/625‬واجملموع (‪ ،)7/190‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/482‬واإلنصاف (‪)3/516‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم تأخير صيام األيام الثالثة الواجبة على المتمتع ‪-‬غير الواجد لثمن الهدي‪ -‬إلى أيام التشريق‬ ‫مســألــة (‪)125‬‬
‫وأن من مل يقدر على مثن اهلدي انتقل إىل الصيام وهذا على الرتتيب‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن من صام األيام الثالثة يف‬ ‫اتفقوا على وجوب اهلدي على املتمتع ومثله القارن‪َّ ،‬‬
‫العشر األول من ذي احلجة أنَّه قد أتى هبا يف حملها‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﰆﰇﰈﰉﰊ)[البقرة‪ ،]196:‬وال خالف َّ‬
‫أن األيام العشر األول من احلج‪ ،‬واختلفوا فيمن‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫أخر صيام الواجب إىل أيام التشريق‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫َّ‬
‫(ال) جيوز للمتمتع صيام األيام الثالثة يف أيام التشريق‬ ‫جيوز للمتمتع تأخري صيام األيام الثالثة إىل أيام التشريق‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬

‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (جديد)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي (قدمي)‪ /‬أمحد‬


‫تردد قوله ‪« :‬أيام مىن أيام أكل وشرب»‪ ،‬بني أ ْن حيمل على الوجوب‪ ،‬أو على الندب‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬حديث عائشة وابن عمر ‪ ƒ‬قاال‪( :‬مل يُرخص يف أيام التشريق أ ْن يُصمن ‪ ‬ح‪7‬ديث أيب هري‪7‬رة ‪ ‬ق‪7‬ال رس‪7‬ول اهلل ‪( :‬أي‪7‬ام م‪7‬ىن أي‪7‬ام أك‪7‬ل وش‪7‬رب) [ج‪77‬ه‪/‬‬
‫حب‪ /‬ب‪77‬غ‪ /‬طب‪ /‬ع‪77‬وا‪ /‬وحس‪77‬نه األلب‪77‬اين]‪ ،‬وه‪77‬ذا هني عن ص‪77‬يام أي‪77‬ام التش‪77‬ريق فيش‪77‬مل‬ ‫إال ملن مل جيد اهلدي) [خ]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫ألن اهلل تع‪77‬اىل أم‪77‬ر بالص‪77‬يام يف احلج‪ ،‬ومل يب‪77‬ق من أي‪77‬ام احلج إال ه‪77‬ذه األي‪77‬ام‪ ،‬احلاج وغريه‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫فيتعني الصيام فيها‪.‬‬
‫صوم التمتع‪ ،‬كيوم العيد‪.‬‬ ‫صوم غ ِري املتمتع مل ْ‬
‫جيز فيه ُ‬ ‫كل يوم ال جيوز فيه ُ‬
‫‪ ‬ألن ّ‬
‫خصوصا لو أخر الصيام لعذر كمن مل يستطع الصيام قبل‬‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬جيوز للمتمتع الصيام أيام التشريق)‪ ،‬ملا ثبت من الرخصة يف ذلك ملن أخر الصيام‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫ذلك‪ ،‬أو عجز عن اهلدي يوم النحر أو كان يأمل أن جيد مثن اهلدي فلم جيده‬
‫صم إىل يوم النحر‪ ،‬مل يصح صيامه بعد ذلك‪ ،‬وبقيت ذمته‬
‫املتمتع الذي مل يَ ُ‬ ‫صم إىل يوم النحر‪ ،‬يصح أ ْن يصوم أيام التشريق‪ ،‬يوم‪:‬‬
‫املتمتع الذي (مل) يَ ُ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مشغولة باهلدي حىت جيده‬ ‫‪13 ،12 ،11‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/686‬واألصل للشيباين (‪ ،)3/230‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)387-1/386‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/383‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/421‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الكبري (‪ ،)4/58‬وهناية املطلب (‪ ،)4/74‬واملغين (‪ ،)3/418‬واإلنصاف (‪)3/352‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم صيام األيام الثالثة الواجبة على المتمتع ‪-‬غير الواجد لثمن الهدي‪ -‬إلى قبل دخول شهر ذي الحجة‬ ‫مســألــة (‪)126‬‬
‫وأن من مل يستطع على مثن اهلدي انتقل إىل الصيام وهذا على الرتتيب‪ ،‬وأمجعوا على َّ‬
‫أن من صام األيام الثالثة يف‬ ‫اتفقوا على وجوب اهلدي على املتمتع ومثله القارن‪َّ ،‬‬
‫تحرير محل‬
‫العشر األول من ذي احلجة أنَّه قد أتى هبا يف حملها‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﰆﰇﰈﰉﰊ)[البقرة‪ ،]196:‬وال خالف َّ‬
‫أن األيام العشر األول من احلج‪ ،‬واختلفوا فيمن‬
‫الخالف‬
‫أخر صيام الواجب إىل قبل دخول شهر ذي احلجة‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫َّ‬
‫جيوز صيام األيام الثالثة قبل دخول شهر ذي احلجة وقبل اإلحرام باحلج‬ ‫(ال) جيوز صيام األيام الثالثة قبل دخول شهر ذي احلجة وقبل اإلحرام باحلج‬ ‫‪145‬‬

‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬


‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫هل ينطلق اسم احلج على األيام اليت قبل شهر ذي احلجة واليت اختلف يف كوهنا من شهر ذي احلجة؟‪ ،‬وإن انطلق فهل من شرط الكفارة أ ْن ال جتزئ إال بعد‬
‫سبب الخالف‬
‫وقوع موجبها‬
‫* ال جتزئ الكف ‪77‬ارة إال بع ‪77‬د وق ‪77‬وع موجبه ‪77‬ا‪ ،‬فال ص ‪77‬يام إال بع ‪77‬د الش ‪77‬روع يف * يقاس صيام الثالثة أيام على كفارة اليمني‪ ،‬حيث جيوز أ ْن يصوم قبل احلنث‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اإلحرام بالعمرة هو أحد إحرامي التمتع‪ ،‬فجاز الصوم بعده كاإلحرام باحلج‪.‬‬ ‫احلج‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ) ‪ ،‬ف‪77‬وقت وجوهبا أي‪77‬ام احلج‪ ،‬وه‪77‬ذه ‪ ‬قوله تع‪7‬اىل‪( :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﰂ) [البق‪77‬رة‪ ،]196:‬فه‪77‬و‬
‫متمتعا‪ ،‬واهلدي عليه واجب‪ ،‬وهو غري واجد له فيصوم‪.‬‬
‫مبجرد اإلحرام يسمى ً‬ ‫األيام ليست منها‪ ،‬فال جيوز‪ ،‬كما ال جيوز فيها ذبح اهلدي‪.‬‬
‫خصوصا إذا تيقن أنَّه غري واجد لثمن اهلدي‪ ،‬أو غلب على ظنه ذلك‪ ،‬وال يصح القياس على اهلدي‪،‬‬
‫ً‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز صيام الثالثة أيام بعد عمرة التمتع)‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫ألنَّه (ال) جيوز ذحبه باتفاق أيام العشر األوائل من ذي احلجة وجيوز فيها الصيام‬
‫من وجب عليه صيام ثالثة أيام لعدم مثن اهلدي وصامها قبل اإلحرام باحلج بعد‬ ‫من وجب عليه صيام ثالثة أيام لعدم مثن اهلدي وصامها قبل اإلحرام باحلج‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عمرة التمتع فصيامه صحيح وأدى الواجب وبرأت ذمته‬ ‫فعليه إعادة الصيام بعد اإلحرام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/686‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/181‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/173‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/383‬والذخرية (‪ ،)3/352‬واملهذب (‪ ،)1/370‬واملغين (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/317‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/160‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم صيام األيام السبعة الواجبة على المتمتع ‪-‬غير الواجد لثمن الهدي‪ -‬إلى قبل الوصول ألهله‬ ‫مســألــة (‪)127‬‬
‫اتفقوا على وجوب اهلدي على املتمتع والقارن‪ ،‬ومن مل جيد اهلدي يصوم ثالثة أيام يف احلج وسبعة أيام إذا رجع إىل أهله‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ‬
‫تحرير محل‬
‫ﰋ ﰌ ﰍ) [البقرة‪ ،]196:‬واتفقوا َّ‬
‫أن من صام السبعة األيام يف أهله أجزأه‪ ،‬واختلفوا إذا صامها بعد احلج وقبل الرجوع ألهله هل جيزئه ذلك؟‪ ،‬واخلالف‬ ‫الخالف‬
‫على قولني‬
‫(ال) جيزئ الصيام لأليام السبعة إال بعد الرجوع إىل أهله‬ ‫من صام األيام السبعة يف الطريق أجزأه‬
‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫االحتمال الوارد يف قوله تعاىل‪( :‬ﰂ ﰌ ﰍ)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﰂ ﰋ ﰌ ﰍ)‪ ،‬اس‪77‬م الراج‪77‬ع ينطل‪77‬ق على الرج‪77‬وع * قوله تعاىل‪( :‬ﰂ ﰋ ﰌ ﰍ) ‪ ،‬اسم الراجع ينطلق على من فرغ من الرجوع‪.‬‬
‫‪ ‬حديث جابر ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬من مل جيد ه‪77‬ديًا فليص‪77‬م ثالث‪77‬ة أي‪77‬ام يف احلج وس‪77‬بعة إذا‬ ‫نفسه‪ ،‬فيكون املراد‪ :‬إذا رجعتم من عمل احلج؛ ألنَّه املذكور‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫رجع إىل أهله) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز صيام األيام السبعة يف الطريق)‪ ،‬فإ ّن الرجوع إىل األهل ليس شرطًا يف صحة الصيام‪ ،‬لكن من باب اإلرفاق والتيسري على احلاج‪ ،‬حىت ال‬ ‫الراجــح‬
‫يصوم يف أيام احلج مع مشقته‪ ،‬وكما جاز للمسافر الصيام‪ ،‬جاز للحاج إذا كان ال يشق عليه فعل ذلك‬
‫من صام األيام السبعة يف الطريق أو يف مكة أو املدينة قبل الوصول لبلده أعادها بعد‬ ‫من صام األيام السبعة يف الطريق أو يف مكة أو املدينة قبل الوصول لبلده‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الوصول لبلده‬ ‫سقط عنه الواجب وأدى ما عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/687‬بدائع الصنائع (‪ ،)2/174‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/43‬واملدونة (‪ ،)431‬والبيان والتحصيل (‪ ،)416-3/415‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/56‬والبيان (‪،)4/97‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)3/335‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/308‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ما يترتب على فوات الحج أو إفساده‬ ‫مســألــة (‪)128‬‬
‫(ال) خالف َّ‬
‫أن من فاته احلج بعد ْأن شرع فيه؛ إما بفوات ركن من أركانه كالوقوف بعرفة‪ ،‬أو من قبل غلط يف الزمان‪ ،‬أو من قبل جهله أو نسيانه‪ ،‬أو إتيانه يف احلج‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫(تطوعا)‪ ،‬وهل عليه اهلدي‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ً‬ ‫حجه‬
‫(واجبا)‪ ،‬واختلفوا هل عليه القضاء ْإن كان ُّ‬
‫حجا ً‬ ‫مفسدا‪َّ ،‬‬
‫فإن عليه القضاء ْإن كان ً‬ ‫ً‬ ‫فعاًل‬
‫(ال) جيب على من فاته حج ‪-‬التطوع‪ -‬القضاء‬ ‫جيب على من فاته حج ‪-‬التطوع‪-‬‬ ‫جيب على من فاته حج ‪-‬التطوع‪ -‬القضاء واهلدي كما جيب‬
‫وال اهلدي‬ ‫القضاء دون اهلدي‬ ‫عليه ذلك يف احلج الواجب‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫مالك (رواية)‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬عطاء‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (يف رواية)‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم قوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البقرة‪( ]196:‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اهلدي واجب ملن مجع بني احلج ‪َّ ‬‬
‫ألن أص‪77 7 7 7 7‬ل العم‪77 7 7 7 7‬ل نافل‪77 7 7 7 7‬ة‪ ،‬فال جيب علي‪77 7 7 7 7‬ه‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫ألن النقصان الداخل على احلاج مشعر‪ 7‬بوجوب اهلدي‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫‪ ‬ألنَّه جيب على من فات‪77‬ه احلج قض‪77‬اء احلج ال‪77‬واجب علي‪77‬ه‪ ،‬على والعمرة‪ ،‬وهذا مل جيمع بينهما س‪77‬واء حتل‪77‬ل القض‪77‬اء‪ ،‬كم‪77‬ا ل‪77‬و أفس‪77‬د ص‪77‬الة أو ص‪77‬يام نافل‪77‬ة ال‬
‫جيب عليه إعادته‪.‬‬ ‫بعمرة أو مل يتحلل‪ 7‬هبا‪.‬‬ ‫أصل الوجوب يف احلج‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬جيب علي‪77 7 7‬ه القض‪77 7 7‬اء يف حج التط‪77 7 7‬وع لعم‪77 7 7‬وم قول ‪77 7 7‬ه تع‪77 7 7‬اىل‪  :‬ألن التحل ‪77‬ل وق ‪77‬ع ب ‪77‬العمرة‪ ،‬فك ‪77‬انت يف‬
‫حق فائت احلج مبنزل‪77‬ة ال‪77‬دم يف ح‪77‬ق احملص‪77‬ر‬ ‫(ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) ‪ ،‬وحجه مل يتم فيعيده‪.‬‬
‫‪ ‬جيب عليه اهلدي قياسا على احملصر الذي جيب عليه الذبح‪ .‬فال جيمع بينهما‪.‬‬
‫ً‬
‫القول األول‪( :‬جيب على من فاته احلج القضاء واهلدي)‪ ،‬لظاهر اآلية‪ ،‬ولفعله ‪ ‬يف صلح احلديبية‪ ،‬فلم يتحلل‪  7‬إال بالذبح واحللق‪ ،‬وقد وصف اإلمام ابن‬ ‫الراجــح‬
‫رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثالث بأنَّه شاذ‬
‫من فاته الوقوف بعرفة‪ ،‬حتلل بعمرة وبرئت‬ ‫من فاته الوقوف بعرفة‪ ،‬حتلل‪ 7‬بعمرة مث‬ ‫من فاته الوقوف بعرفة‪ ،‬حتلل‪ 7‬بعمرة وذبح هديه وحج من السنة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ذمته‬ ‫حج من السنة القادمة‬ ‫القادمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/687‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/336‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/43‬واملدونة (‪ ،)1/455‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/401‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/237‬وهناية‬
‫مراجع المسألــة‬
‫املطلب (‪ ،)4/431‬واملغين (‪ ،)3/455‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/358‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم المضي في الحج الفاسد‬ ‫مســألــة (‪)129‬‬
‫واجبا‪ ،‬واختلفوا هل ميضي يف احلج الفاسد‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫ال خالف َّ‬
‫أن من فسد حجه بعد أن شرع فيه فعليه القضاء إن كان احلج ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫من فسد حجه قطعه وال ميضي فيه‬ ‫من فسد حجه مضى فيه وال يقطعه وعليه دم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫داود‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة العموم يف قوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البقرة‪ ،]196:‬مع ختصيص احلج الفاسد‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪146‬‬
‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) ‪ ،‬فهذا أم‪7‬ر ع‪77‬ام باإلمتام‪ ،‬س‪7‬واء * كم ‪77 7‬ا (ال) ميض ‪77 7‬ي يف الص ‪77 7‬الة الفاس ‪77 7‬دة ويف الص ‪77 7‬يام الفاس ‪77 7‬د‪ ،‬ك ‪77 7‬ذا يف احلج‬
‫األدلــة‬
‫الفاسد‪ ،‬فيخصص احلج الفاسد من عموم اآلية‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) ‪.‬‬ ‫فاسدا‪.‬‬
‫صحيحا أو ً‬
‫ً‬ ‫كان احلج‬
‫القول األول‪( :‬من فسد حجه مضى فيه)‪ ،‬عماًل بظاهر اآلية‪ ،‬وال يصح قياسه على الصالة إذا ال يصح املضي فيها بعد ذهاب شرط من شروط صحتها‪ ،‬أما‬ ‫الراجــح‬
‫الصيام فيستحب له اإلمساك مع فساد صومه‬
‫من فسد حجه قطعه وحتلل بعمرة ومضى يف حال سبيله‬ ‫من فسد حجه أكمل بقية مناسك احلج‪ ،‬حاله حال احلج الصحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/687‬واملبسوط للسرخسي‪ ،)4/57( 7‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/448‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/397‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)93‬والتنبيه يف الفقه‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الشافعي (‪)1/73‬أ والكايف البن قدامة (‪ ،)1/532‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/149‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من جامع بعد الوقوف بعرفة وقبل رمي جمرة العقبة الكبرى‬ ‫مســألــة (‪)130‬‬
‫أن اجلماع من مفسدات احلج‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [البقرة‪ ،]197:‬واتفقوا َّ‬
‫أن من جامع قبل‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫الوقوف بعرفة فقد أفسد حجه‪ ،‬وكذلك من جامع من املعتمرين قبل ْأن يطوف ويسعى‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن من جامع بعد الرمي وقبل طواف اإلفاضة ال يفسد حجه‪ ،‬واختلفوا‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يف حكم حج من جامع بعد الوقوف بعرفة وقبل رمي مجرة العقبة الكربى (التحلل األول)‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من جامع بعد الوقوف بعرفة وقبل رمي مجرة العقبة فحجه صحيح‬ ‫من جامع قبل رمي مجرة العقبة فسد حجه ولو وقف بعرفة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪145‬‬

‫أبو حنيفة‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬


‫َّ‬
‫ألن للحج حتللني ‪-‬حتلاًل يشبه السالم يف الصالة‪ -‬وهو التحلل‪ 7‬األكرب‪ ،‬وحيصل بطواف اإلفاضة‪ ،‬وحتلاًل أصغر‪ ،‬فهل يشرتط يف إباحة اجلماع حتلالن أو‬
‫سبب الخالف‬
‫أحدمها؟‬
‫* ألن‪77 7‬ه (ال) يش‪77 7‬رتط إلباح‪77 7‬ة اجلم‪77 7‬اع حص‪77 7‬ول التحل ‪7 7‬ل‪ 7‬األك‪77 7‬رب‪ ،‬ب‪77 7‬ل يكفي‬ ‫* ألنه يشرتط إلباحة اجلماع حصول التحلل‪ 7‬األصغر واألكرب‪.‬‬
‫‪ ‬أث ‪77 7‬ر ابن عم ‪77 7‬ر وابن عب ‪77 7‬اس ‪( :ƒ‬ملا س‪77 7‬ئال عن اجلم ‪77 7‬اع يف اإلح ‪77 7‬رام‪ ،‬حكم ‪77 7‬ا التحلل‪ 7‬األصغر‪.‬‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث عب‪77 7‬د ال‪77 7‬رمحن بن يعم‪77 7‬ر ‪ ‬ق‪77 7‬ال رس‪77 7‬ول اهلل ‪( :‬احلج عرفة)‪،‬‬ ‫بالفساد) [هق]‪ ،‬ومل يستفصال من السائل هل وقع قبل عرفة أم بعده؟‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫ألن اجلم‪7‬اع ص‪7‬ادف إحرام‪7‬ا ك‪77‬اماًل ‪ ،‬مل خيفف‪77‬ه التحل‪7‬ل‪ 7‬األول وال الث‪7‬اين‪ ،‬فأفس‪7‬د [ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حم‪ /‬خز‪ /‬طيا‪ /‬قط‪ /‬وصححه احلاكم واأللباين‪ /‬ويف رواية‪( :‬فمن‬ ‫‪َّ ‬‬
‫أدرك عرف‪77‬ة فق‪77‬د أدرك احلج)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬فق‪77‬د مت حج‪77‬ه)‪ ،].‬دل احلديث على َّ‬ ‫ً‬
‫أن‬ ‫احلج‪ ،‬كما لو كان قبل الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫من وقف بعرفة فقد مت حجه وال يفسده بعد ذلك شيء‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من جامع قبل رمي مجرة العقبة فسد حجه)‪ ،‬الشرتاط كامل التحلل من أجل جواز اجلماع‪ ،‬أما حديث‪( :‬احلج عرفة)‪ ،‬هذا يدل أنَّه أعظم‬ ‫الراجــح‬
‫ركن فيه‪ ،‬وإال من شهد عرفة ومل يطوف اإلفاضة ومل يسع فقد فسد حجه باتفاق‬
‫صحيحا وعليه هدي بدنة‬
‫ً‬ ‫من جامع قبل رمي مجرة العقبة أكمل حجه‬ ‫من جامع قبل رمي مجرة العقبة‪ ،‬مضى يف حجه مع فساده‪ ،‬وعليه اهلدي‬
‫ثمرة الخالف‬
‫والقضاء‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/688‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)298-1/297‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/213‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/397‬والبيان والتحصيل (‪،)401-3/400‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)4/217‬وهناية املطلب (‪ ،)4/343‬واملغين (‪ ،)3/423‬وكشاف القناع (‪)2/443‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم حج من جامع بعد رمي جمرة العقبة الكبرى وقبل طواف اإلفاضة‬ ‫مســألــة (‪)131‬‬
‫أن اجلماع من مفسدات احلج‪ ،‬لقوله تعاىل‪ ( :‬ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [البقرة‪ ،]197:‬واتفقوا َّأن من جامع قبل‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫أن من جامع بعد الرمي وقبل طواف اإلفاضة ال يفسد حجه‪ ،‬واختلفوا‬ ‫الوقوف بعرفة فقد أفسد حجه‪ ،‬وكذلك من جامع من املعتمرين قبل ْأن يطوف ويسعى‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يف حكم حج من جامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة (التحلل الثاين)‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من جامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة فسد حجه‬ ‫من جامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة فحجه صحيح‬ ‫‪145‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫النخعي‪ /‬الزهري‪ /‬محاد‬ ‫اجلمهور‬
‫ألن للحج حتللني ‪-‬حتلاًل يشبه السالم يف الصالة‪ -‬وهو التحلل‪ 7‬األكرب‪ ،‬وحيصل بطواف اإلفاضة‪ ،‬وحتلاًل أصغر‪ ،‬فهل يشرتط يف إباحة اجلماع حتلالن أو‬ ‫َّ‬
‫سبب الخالف‬
‫أحدمها؟‬
‫ألن من شرط إباحة الوطء للمحرم حصول التحلل األكرب بطواف اإلفاضة‪.‬‬ ‫‪ ‬أثر ابن عباس ‪( :ƒ‬قال يف رج‪77‬ل أص‪7‬اب أهل‪77‬ه قب‪77‬ل أ ْن يفيض ي‪7‬وم النح‪77‬ر‪َّ * :‬‬
‫إحراما فأفسده‪ ،‬كالوطء قبل مجرة العقبة‪.‬‬ ‫‪7‬زورا بينهم‪77‬ا وليس علي‪77‬ه احلج من قابل) [ق ‪77‬ط‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬س ‪77‬نن]‪ ،‬وليس ل‪77‬ه‬
‫ينح‪77‬ر ج ‪ً 7‬‬
‫‪ ‬ألنَّه مجاع صادف ً‬ ‫األدلــة‬
‫خمالف من الصحابة ‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه مجاع وقع يف إحرام غري تام‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من جامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة فحجه صحيح)‪ ،‬لكنه عمل ما ال حيل له فعله‪ ،‬فيجربه باهلدي‬ ‫الراجــح‬
‫من جامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة فسد حجه ومضى فيه‪،‬‬ ‫من جامع بعد رمي مجرة العقبة وقبل طواف اإلفاضة (مل) يفسد حجه‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وعليه احلج من قابل‬ ‫وعليه هدي‪ ،‬وعند بعضهم حُي رم من احلل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/688‬ودرر احلكام (‪ ،)1/246‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)1/164‬والدونة (‪ ،)1/458‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/384‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/219‬والبيان‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)4/227‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/533‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/152‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل يحل للمحرم بالحج استعمال الطيب والصيد بعد التحلل األول؟‬ ‫مســألــة (‪)132‬‬
‫أن للمحرم حتللني؛ حتلل أصغر ( أول)‪ ،‬وحتلل أكرب (ثاين)‪َّ ،‬‬
‫وأن التحلل األكرب حيصل بالرمي واحللق وطواف اإلفاضة‪ ،‬وحيل للمحرم بعد كل شيء‪ ،‬أما التحلل‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫حل الطيب والصيد للمحرم بعد‬
‫األصغر فاتفقوا أنَّه ال حيل له النساء بعد‪ ،‬واختلفوا هل حيل له الطيب والصيد (مع اختالفهم مبا حيصل به التحلل األول)؟‪ ،‬واخلالف يف ِّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫التحلل األول على قولني‬
‫حيل للمحرم‪ 7‬الطيب والصيد بعد التحلل األول‬ ‫(ال) حيل للمحرم‪ 7‬الطيب والصيد بعد التحلل األول‬ ‫‪146‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫مالك‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف الطيب‪ ،‬ومفهوم آية منع الصيد (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬حديث عائشة ~ قالت‪( :‬كنت أطيِّب رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬إلحرام‪77‬ه‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯝﯞ ﯟ) [املائدة‪ ،]2:‬الظاهر منه أنَّه التحلل األكرب‪.‬‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬من رمى اجلم‪77‬رة وحل‪77‬ق أو قص‪77‬ر وحنر ه‪77‬ديا ‪-‬إن ك‪77‬ان مع‪77‬ه‪ -‬حني حيرم‪ ،‬وحلل‪77‬ه قب‪77‬ل أ ْن يط‪77‬وف ب‪77‬البيت) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وه‪77‬ذا نص على‬
‫ً ْ‬
‫حل الطيب قبل طواف اإلفاضة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫حل له ما حرم عليه‪ ،‬إال النساء والطيب) [طأ‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬هق‪ /‬وصححه األلباين]‪.‬‬ ‫فقد َّ‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬األص‪77‬ل أنَّه حيل للمح‪77‬رم ك‪7‬ل ش‪7‬يء بع‪77‬د التحل‪7‬ل األول‪ ،‬إال م‪7‬ا دل‬ ‫‪ ‬مينع من الطيب لبقاء اإلحرام‪.‬‬
‫النص على أنَّه ال حيل‪ ،‬ومل يدل النص إال على منع النساء‪.‬‬
‫حل للمحرم‬
‫القول الثاين‪( :‬حيل للمحرم‪ 7‬الصيد والطيب بعد التحلل األول)‪ ،‬أما الطيب فلحديث عائشة ~ يف الصحيحني نص‪ ،‬وأما الصيد فيلحق‪ 7‬ببقية ما َّ‬ ‫الراجــح‬
‫من السنة للمحرم بعد التحلل‪ 7‬األول أ ْن يتطيب‪ ،‬ولو صاد فال شيء‬ ‫إذا صاد احملرم بعد التحلل األول فعليه جزاء الصيد‪ ،‬وال شيء عليه لو تطيب لكنه فعل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عليه‬ ‫مكروها‬
‫ً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/689‬والذخرية للقرايف (‪ ،)3/269‬درر احلكام (‪ ،)1/229‬البحر الرائق (‪ ،)2/372‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)1/550‬والذخرية (‪ ،)3/268‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الكبري (‪ ،)4/191‬وحاشية اجلمل (‪ ،)2/516‬والكايف البن قدامة (‪ ،)1/476‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/226‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫متى يتحلّل المعتمر من عمرته؟‬ ‫مســألــة (‪)133‬‬
‫وحل له كل شيء‪ ،‬واختلفوا هل حيل‬ ‫أمجعوت على أن من جامع قبل الطواف فقد فسدت عمرته‪ ،‬اتفقوا َّ‬
‫أن املعتمر إذا طاف وسعى وحلق أو قصر فقد متت عمرته َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫املعتمر قبل فعل ذلك‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫(ال) حيل املعتمر إال بالطواف والسعي واحللق أو‬ ‫حيل املعتمر بالطواف‬ ‫حيل املعتمر بالطواف والسعي‬
‫التقصري‬ ‫ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (املشهور)‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪145‬‬
‫أمحد (رواية)‪ /‬الشافعي (املذهب)‬
‫مب حيصل التحلل‪ 7‬من العمرة؛ بالطواف والسعي واحللق‪ ،‬أو ببعض ذلك؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن ال ‪77 7 7 7 7‬ركن األك ‪77 7 7 7 7‬رب يف العم ‪77 7 7 7 7‬رة ه ‪77 7 7 7 7‬و ‪َّ ‬‬
‫ألن العمرة عبادة تشمل الطواف والسعي واحللق‪.‬‬ ‫ألن أرك‪77 7 7‬ان العم‪77 7 7‬رة الط‪77 7 7‬واف والس‪77 7 7‬عي وحيص‪77 7 7‬ل ‪َّ ‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫تاما‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫التحل‪77‬ل هبم‪77‬ا ألهنم‪77‬ا من النُّس‪77‬ك‪ ،‬أم‪77‬ا احلل‪77‬ق وإن ك‪77‬ان الطواف‪ ،‬وحيصل التحلل به‪.‬‬
‫إحراما ً‬
‫ألن الوطء صادف ً‬
‫من أعم ‪77‬ال العم ‪77‬رة إال أن ‪77‬ه ليس بنس ‪77‬ك‪ ،‬لكن يك ‪77‬ون‬ ‫األدلــة‬
‫للتحل ‪77‬ل (إطالق حمظ ‪77‬ور)‪ ،‬فال تفس ‪77‬د العم ‪77‬رة برتك ‪77‬ه‪،‬‬
‫فكذا ال تفسد بالوطء قبله‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيل املعتمر بالطواف والسعي)‪ ،‬وال ينبغي منه أ ْن يطأ قبل احللق‪َّ ،‬‬
‫ألن احللق ليس بركن‪ ،‬لذا لو نسي أ ْن حيلق وخرج من مكة ومل يستطع‬ ‫الراجــح‬
‫الرجوع‪ ،‬ال تفسد عمرته وجيربها بدم‪ ،‬وقد وصف ابن رشد – رمحه اهلل القول الثالث بأنه شاذ‬
‫إذا جامع املعتمر قبل احللق فسدت عمرته‬ ‫إذا جامع املعتمر بعد الطواف وقبل السعي‬ ‫إذا جامع املعتمر بعد الطواف والسعي وقبل احللق‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫(مل) تفسد عمرته‬ ‫(مل) تفسد عمرته وعليه دم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/689‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/380‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/403‬وجامع األمهات (ص‪ ،)239‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباين (‪ ،)2/34‬وروضة‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الطالبني (‪ ،)3/119‬والبيان (‪ ،)4/370‬واجملموع (‪ ،)7/363‬واملغين (‪ ،)5/373‬واإلنصاف (‪ ،)4/62‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪2/913‬م)‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم حج من باشر فأنزل‬ ‫مســألــة (‪)134‬‬
‫أن من جامع قبل الوقوف بعرفة فقد أفسد حجه‪ ،‬وذهب اجلمهور َّ‬
‫أن اجلماع املفسد للحج هو التقاء اخلتانني‪ ،‬وال يفسد مع من باشر ومل ينزل بال خالف‪،‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واختلفوا فيمن باشر وأنزل هل يفسد حجه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يفسد حج من باشر وأنزل‬ ‫(ال) يفسد حج من باشر وأنزل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (الصحيح)‬ ‫‪146‬‬
‫هل تقاس املباشرة مع اإلنزال على اجلماع‪ ،‬وهل يقاس احلج على الصيام يف املباشرة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن احلج عبادة يُفسدها الوطء‪ ،‬فأفسده اإلنزال عن مباش‪77‬رة‪،‬‬ ‫ألن املباشرة استمتاع ال جيب بنوعه احلد فلم يفسد احلج‪ ،‬كما لو مل ينزل‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ألنَّه ال نص يف فس ‪77‬اد احلج باملباش ‪77‬رة دون إن ‪77‬زال وال إمجاع‪ ،‬وال ه ‪77‬و يف مع ‪77‬ىن املنص ‪77‬وص كالصيام‬
‫عليه‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ال ‪77‬وطء يف الف ‪77‬رج يتعل ‪77‬ق ب ‪77‬ه أحك‪77 7‬ام كث ‪77‬رية دون النظ ‪77‬ر إىل اإلن‪77 7‬زال وعدم‪77 7‬ه‪ ،‬خبالف‬
‫املباشرة‪.‬‬
‫ألن احلج خيالف الصيام يف املفسدات‪ ،‬لذلك يفسد الصيام بتكرار النظر مع اإلنزال‪ ،‬بينما احلج ال يفسد بشيء من‬ ‫القول األول‪ ( :‬ال يفسد احلج باملباشرة)‪َّ ،‬‬
‫الراجــح‬
‫سائر حمظورات الصيام غري اجلماع‪ ،‬فافرتقا يف احلكم‬
‫من باشر فأنزل فسد حجه ويرتتب عليه أحكام اجلماع‪،‬‬ ‫من باشر فأنزل وجب عليه دم (شاة أو بدنة) على خالف بينهم‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فيمضي يف احلج وحيج من قابل وعليه فدية‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/669‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/195‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/56‬واملدونة (‪ ،)1/439‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/166‬واملهذب (‪ ،)1/395‬وحلية العلماء يف معرفة‬
‫مراجع المسألــة‬
‫مذاهب الفقهاء (‪ ،)3/270‬واملغين (‪ ،)5/169‬والروض املربع (ص‪ ،)260‬واإلمجاع البن املنذر (ص‪)59‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫مرارا في الحج‬
‫مقدار الهدي على من وطئ ً‬ ‫مســألــة (‪)135‬‬
‫مرارا يف احلج كم فدية تلزمه ؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫اتفقوا على أن من وطئ يف احلج فسد حجه وعليه فدية‪ ،‬واختلفوا فيمن وطئ ً‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫مرارا ومل يهد لوطئه األول فعليه هدي واحد‪ ،‬وإن أهدى وكرر الوطء‬
‫من وطئ ً‬ ‫من وطئ وكرر الوطء يف جملس واحد عليه‬ ‫مرارا ليس عليه‬
‫من وطئ ً‬
‫فعليه هدي آخر‬ ‫هدي واحد‪ ،‬وإن كرره يف جمالس عليه بكل‬ ‫إال هدي واحد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‪ /‬الشافعي (قول)‪ /‬حممد بن احلسن‪7‬‬ ‫وطء هدي‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي (األشهر)‬
‫‪145‬‬

‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (قول)‬


‫هل من وطئ ومضى يف حجه الفاسد حكمه يف احلرمة مثل من مل يطأ وحجه صحيح؟ ( مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫إحرام‪77 7‬ا ن ‪77 7‬اقص ‪ ‬ألنَّه وطء م‪77‬وجب للكف‪77‬ارة‪ ،‬ف‪77‬إذا تك‪77‬رر قب‪77‬ل التكف‪77‬ري عن األول مل ي‪77‬وجب كف‪77‬ارة‬ ‫ألن ال‪77 7 7 7 7 7‬وطء الث‪77 7 7 7 7 7‬اين ال ‪َّ ‬‬
‫ألن ال ‪77 7‬وطء الث ‪77 7‬اين ص ‪77 7‬ادف ً‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ثانية‪ ،‬كما يف الصيام‪.‬‬ ‫يفس‪77 7 7‬د احلج‪ ،‬فال جيب ب‪77 7 7‬ه احلرمة‪ ،‬فأوجب اهلدي‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه وطئ يف إح ‪77 7‬رام مل يتحل ‪77 7‬ل من ‪77 7‬ه وال أمكن ت ‪77 7‬داخل كفارات ‪77 7‬ه‪ ،‬فأش ‪77 7‬به ال ‪77 7‬وطء‬ ‫ش ‪77‬يء‪ ،‬كم ‪77‬ا ل ‪77‬و وطئ ثانيً ‪77‬ا‬
‫األول‪.‬‬ ‫قبل التكفري عن األول‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن اإلحرام الفاسد كالصحيح يف سائر الكفارات فكذلك الوطء‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ألنَّه إذا مل يكف ‪77‬ر عن ال ‪77‬وطء األول تت ‪77‬داخل كفارات ‪77‬ه‪ ،‬كم ‪77‬ا يت ‪77‬داخل حكم امله ‪77‬ر‬
‫واحلد‪.‬‬
‫ألن احلكم بفساد احلج كان للوطء األول‪ ،‬وألن مضيّه يف احلج بعد الوطء األول من باب‬ ‫مرارا فليس عليه إال هدي واحد)‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫القول األول‪( :‬من وطئ ً‬
‫العقوبة له‪ ،‬فال جُي مع له بني عقابني‪ ،‬وال فرق بني من وطء وكفَّر‪ ،‬ومن وطئ ومل يك ّف ر‪ ،‬سواء يف جملس أو جمالس فاحلكم مرتب على الفعل نفسه ال ألمر خارج‬ ‫الراجــح‬
‫عنه‪ ،‬سواءً قلنا هو التكفري األول أو اختالف اجمللس‬
‫من وطئ وهو حمرم وك ّفر مث وطئ وجبت عليه كفارة ثانية‬ ‫من وطئ وهو حمرم وكفر جيب على من كرر الوطء شاة لوطئه الثاين‬
‫ثمرة الخالف‬
‫مث وطئ ال جيب عليه شيء‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/689‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/218‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/52‬واملدونة (‪ ،)1/408‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/245‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (‪،)1/73‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫وحلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء (‪ ،)3/268‬واملغين (‪ ،)5/168‬واإلنصاف (‪)3/526‬‬

‫‪146‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من وطئ في الحج ناسيًا (أو جاهاًل )‬ ‫مســألــة (‪)136‬‬
‫ناسيا ما جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫عامدا‪َّ ،‬‬
‫فإن حجه يفسد وعليه اهلدي‪ ،‬واختلفوا فيمن وطئ ً‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫أن من وطئ يف احلج ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫من وطئ يف احلج ناسيًا أو جاهاًل ال كفارة عليه‬ ‫عامدا‬
‫من وطئ يف احلج ناسيًا أو جاهاًل فهو كمن وطئ ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (جديد)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (قدمي)‪ /‬أمحد‬
‫هل يقاس اجملامع يف احلج على اجملامع وهو صائم يف كل حال؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اجلم‪77 7 7‬اع ناس ‪77 7‬يًا ال يق‪77 7 7‬در على رده؛ كحل‪77 7 7‬ق الش‪77 7 7‬عر وقت‪77 7 7‬ل الص‪77 7 7‬يد‪  ،‬عم ‪77‬وم ح ‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ،ƒ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬رف ‪77‬ع عن أم ‪77‬يت اخلط ‪77‬أ والنس ‪77‬يان‬
‫وم ‪77‬ا اس ‪77‬تكرهوا عليه) [ج ‪77‬ه‪ /‬حب‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬س ‪77‬نن‪ /‬ص‪ /‬ع ‪77‬وا‪ /‬طب‪ /‬ش‪ /‬كم‪ /‬وه ‪77‬و‬ ‫فوجبت الفدية‪.‬‬
‫على شرط الشيخني]‪ ،‬فاخلاطئ والناسي معفو عنه‪.‬‬ ‫ألن اجلماع يف الصوم مفسد له وال فرق بني عمده وسهوه‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن احلج عبادة جيب بإفسادها الكفارة‪ ،‬فافرتق فيها وطء العام‪77‬د والناس‪77‬ي‬ ‫ألن ال ‪77‬وطء س ‪77‬بب يتعل‪7 7‬ق‪ 7‬ب ‪77‬ه وج ‪77‬وب القض ‪77‬اء يف احلج‪ ،‬فاس ‪77‬توى عم ‪77‬ده ‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫كالصوم‪.‬‬ ‫وسهوه كالفوات‪.‬‬
‫وألن اجملامع أفسد ما مل ميكن‬ ‫ألن الوطء ال يكاد يتطرق إليه النسيان دون غريه‪َّ ،‬‬
‫عامدا)‪َّ ،‬‬ ‫القول األول‪( :‬من وطئ ناسيًا أو جاهاًل فهو كمن وطئ ً‬ ‫الراجــح‬
‫إصالحه فوجبت العقوبة‬
‫حجه وال يفسد وال جيب عليه شيء‬
‫من جامع ناسيًا مضى يف ّ‬ ‫من جامع ناسيًا بطل حجه وعليه الفدية‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/690‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/213‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)51‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/475‬وجامع األمهات (ص‪ ،)202‬واحلاوي الكبري (‪،)4/219‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫وهناية املطلب (‪ ،)4/235‬واملغين (‪ ،)5/173‬والشرح الكبري على منت اإلقناع (‪)3/317‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫هل على المرأة ( الزوجة) الموطوءة في الحج هدي؟‬ ‫مســألــة (‪)137‬‬
‫طوع ا يفسد حجها كالزوج‪ ،‬واختلفوا هل حيب على الزوجة املوطوءة‬
‫أن الزوجة املوطوءة ً‬‫أن الزوج الواطئ يف احلج عليه هدي‪ ،‬وال خالف َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫هدي؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫على الزوجة املوطوءة هدي مطل ًقا‬ ‫ليس على الزوجة املوطوءة هدي‬ ‫الزوجة املطاوعة عليها هدي‪ ،‬وغري املطاوعة ال شيء عليها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مطل ًقا‬ ‫(على خالف هل جيب على الزوج هدي الزوجة؟)‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬

‫الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‬


‫هل يُلحق وجوب اهلدي على فساد احلج‪ ،‬فإذا فسد احلج وجب اهلدي‪ ،‬وهل يُقاس الوطء يف احلج على الصيام؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اجلماع واح‪7‬د‪ ،‬فلم ي‪7‬وجب ‪ ‬ال ف ‪77 7 7‬رق بني املطاوع ‪77 7 7‬ة وغريه ‪77 7 7‬ا يف فس ‪77 7 7‬اد احلج فك ‪77 7 7‬ذا‬ ‫‪7‬إن إفس‪77‬اد احلج وج‪77‬د من‪77‬ه يف ‪َّ ‬‬
‫‪ ‬إ ْن ك‪77‬انت الزوج‪77‬ة مكره‪77‬ة ف‪َّ 7‬‬
‫قياسا على حجه‪ .‬أك ‪77 7‬ثر من ه ‪77 7‬دي واح ‪77 7‬د‪ ،‬كم ‪77 7‬ا يف اهلدي‪.‬‬
‫حقها‪ ،‬فكان عليه إلفساده حجها هدي‪ً ،‬‬
‫‪ ‬لق‪77‬ول ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬يف اجملامع وه‪77‬و حمرم‪( :‬أه‪77‬د ناق‪77‬ة‪،‬‬ ‫‪ ‬إ ْن ك‪77‬انت الزوج‪77‬ة مطاوع‪77‬ة‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬
‫‪7‬إن فس‪77‬اد احلج ثبت بالنس‪77‬بة اجلماع للصائم‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ولته‪77 7 7‬د ‪-‬أي الزوج‪77 7 7‬ة‪ -‬ناقة) [ط‪77 7 7‬أ‪ /‬أث‪77 7 7‬ر]‪ ،‬ومل يف‪77 7 7‬رق بني‬ ‫إليها‪ ،‬فكان اهلدي واجب عليها‪.‬‬
‫مكرهة ومطاوعة‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال هدي على الزوجة مطلقا)‪ ،‬فكما أنَّه ال كفارة عليها يف اجلماع حال الصيام‪ ،‬فكذا ال كفارة عليها يف اجلماع حال احلج‪ ،‬واملكرهة من باب‬
‫الراجــح‬
‫أوىل‬
‫كرها يف احلج بدنة إ ْن كان الوطء‬
‫على الزوجة املوطوءة ً‬ ‫إذا طاوعت الزوجة زوجها يف‬ ‫إذا (مل) تطاوع املرأة زوجها فعلى الزوج ه ْديان (بدنتان)‬
‫ثمرة الخالف‬
‫قبل عرفة‪ ،‬وعليها شاة إ ْن كان الوطء بعد عرفة‬ ‫الوطء وهي حمرمة فال هدي عليها‬ ‫عند (مالك)‪ ،‬وال شيء عليها عند (أمحد)‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/690‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/326‬واملدونة (‪ ،)1/399‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)2/361‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/222‬والبيان (‪،)4/224‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واملغىن (‪ ،)5/167‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/339‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫حكم تفريق الرجل والمرأة ‪-‬المجامعين‪ -‬في حج القضاء‬ ‫مســألــة (‪)138‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من جامع وهو حمرم فقد فسد حجه وعليه القضاء من العام املقبل‪ ،‬واتفقوا على استحباب التفريق بني الزوجني يف حجة القضاء وأنَّه لو مل يفرق بينهما‬ ‫تحرير محل‬
‫فحجهما للقضاء صحيح ما مل يقع منهما ما يفسد احلج‪ ،‬واختلفوا هل جيب التفريق بينهما؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيب التفريق بني الزوجني يف حجة القضاء‬ ‫جيب التفريق بني الزوجني يف حجة القضاء‬
‫وعلي وابن عباس‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الصحابة كعمر ّ‬ ‫(األصح)‪ /‬بعض‬
‫‪ /‬بعض التابعني‬
‫ّ‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫مجهور العلماء‪ /‬ومنهم الشافعي (وجه)‬ ‫‪146‬‬

‫هل حيمل أمر الصحابة ‪ ‬يف التفريق بني الزوجني يف حجة القضاء على الوجوب أو االستحباب؟ ( مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* األص‪77‬ل ع‪77‬دم التفري‪77‬ق بني ال‪77‬زوجني‪ ،‬وال يثبت ه‪77‬ذا إال ب‪77‬دليل وال دلي‪77‬ل على‬ ‫* هذا من باب سد الذريعة وعقوبة هلما‪.‬‬
‫‪ ‬م‪77 7‬ا روي عن عم‪77 7‬ر وابن عب‪77 7‬اس ‪ ‬يف رج‪77 7‬ل وق‪77 7‬ع بامرأت‪77 7‬ه ومها حمرم‪77 7‬ان‪ ،‬ق‪77 7‬اال‪( :‬أمتا ذلك‪.‬‬
‫حجكما‪ ،‬فإذا ك‪7‬ان ع‪7‬ام قاب‪7‬ل فحج‪7‬ا وأه‪7‬ديا‪ ،‬ح‪7‬ىت إذا بلغتم‪7‬ا املك‪7‬ان ال‪7‬ذي أص‪7‬بتما في‪7‬ه م‪7‬ا ‪ ‬ألنَّه ال جيب التفري ‪77‬ق بني ال‪77 7‬زوجني يف قض‪77 7‬اء رمض ‪77‬ان إذا أفس ‪77‬داه‪ ،‬ك‪77 7‬ذلك‬
‫احلج‪.‬‬ ‫إمجاعا‪.‬‬
‫أصبتما‪ ،‬فتفرقا حىت حُت ال) [هق‪ /‬أثر]‪ ،‬وهذا أمر وليس هلم خمالف فيكون ً‬ ‫األدلــة‬
‫ألن اجتماع ال‪7‬زوجني ي‪7‬ذكر باجلم‪77‬اع فيك‪7‬ون من دواعي‪7‬ه‪ ،‬ورمبا وقع‪77‬ا يف ذل‪7‬ك م‪77‬رة ‪ ‬م ‪77‬ا روي عن عم ‪77‬ر وابن عب ‪77‬اس ‪ ‬فيمن وق ‪77‬ع بامرأت ‪77‬ه وه ‪77‬و حمرم‪ ،‬حيم ‪77‬ل‬ ‫‪َّ ‬‬
‫على االستحباب ال الوجوب‪.‬‬ ‫أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬ألهنم ‪77‬ا إذا ذك ‪77‬را م ‪77‬ا وج‪77 7‬دا من التعب وزي‪77 7‬ادة النفق ‪77‬ة حيرتزان عن ذل ‪77‬ك‬
‫أكثر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب التفريق بني الزوجني اجملامعني يف حج القضاء)‪ ،‬وهذا من باب االحتياط للعبادة وآمن من عدم الوقوع فيما وقعا به أول مرة‪ ،‬وهو من باب‬ ‫الراجــح‬
‫املصلحة هلما‬
‫يستحب التفريق بني الزوجني يف حجة القضاء‬ ‫يلزم التفريق بني الزوجني يف حجة القضاء وإال أمثا بذلك‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/690‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/350‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/45‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/398‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)731‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/222‬واجملموع (‪ ،)7/415‬واملغين (‪ ،)5/208‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫من أين يفترق المجامعان في حجة القضاء؟‬ ‫مســألــة (‪)139‬‬
‫اتفق مجهور العلماء على أنَّه يفرق بني الزوجني يف حجة القضاء‪ ،‬على خالف بينهم هل التفريق واجب أو مستحب؟‪ 7،‬واختلفوا من أين يقع التفريق بني‬
‫الزوجني؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫يفرق بني الزوجني من أول إحرامهما يف امليقات‬ ‫يفرق بني الزوجني من مكان ما أفسدا من احلج الذي قبله‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر تعارض فتاوى الصحابة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬
‫‪146‬‬
‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ألمر عمر وابن عباس ‪ ƒ‬للرجل ال‪7‬ذي وق‪7‬ع بامرأت‪7‬ه ومها حمرم‪7‬ان ق‪7‬اال‪( :‬أمتا ‪ ‬ألم ‪77‬ر علي ‪ ‬للرج‪77‬ل ال‪77‬ذي وق‪77‬ع بامرأت ‪77‬ه ومها حمرم‪77‬ان ق‪77‬ال‪( :‬يفرتق‪77‬ان من‬
‫حجكم ‪77‬ا‪ ،‬ف ‪77‬إذ ك ‪77‬ان ع ‪77‬ام قاب ‪77‬ل فحج ‪77‬ا وأه ‪77‬ديا‪ ،‬ح ‪77‬ىت إذا بلغتم ‪77‬ا املك ‪77‬ان ال ‪77‬ذي حيث حيرمان حىت حُي ال) [طأ]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن التفري‪77‬ق بينهم‪77‬ا من وقت االح‪77‬رام خلوف مع‪77‬اودة احملظ‪77‬ور‪ ،‬وه‪77‬و يوج‪77‬د‬ ‫أصبتما فيه ما أصبتما‪ ،‬فتفرقا حىت حُت ال) [هق‪ /‬أثر]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫ألن م ‪77‬ا قب ‪77‬ل موض ‪77‬ع اإلفس ‪77‬اد ك ‪77‬ان اإلح ‪77‬رام ص ‪77‬حيحا فلم جيب التفري ‪77‬ق في ‪77‬ه‪ ،‬يف مجيع إحرامهما‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ً‬
‫كال‪77 7‬ذي مل يفس‪77 7‬د‪ ،‬واختص التفري‪77 7‬ق مبوض‪77 7‬ع اجلم‪77 7‬اع ألنَّه رمبا ي‪77 7‬ذكرمها ذل‪77 7‬ك‬
‫املكان فيدعومها ذلك إىل معاودة الفعل‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يفرق بينهما من مكان ما أفسد‪ 7‬احلج الذي قبله)‪ ،‬وذلك عماًل بفتوى أغلب الصحابة ‪ ،‬واتباعهم أوىل‬ ‫الراجــح‬
‫لو جامع رجل زوجته يف عرفة مث أحرم للسنة اليت بعدها يفرق بينهما يف عرفة لو جامع الرجل زوجته يف عرفة‪ ،‬مث أحرم للس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة اليت بعدها من أبيار علي‬
‫ثمرة الخالف‬
‫‪-‬مثاًل ‪ -‬يفرق بينهما من أبيار علي حمل اإلحرام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/690‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/350‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/45‬والدر املختار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)2/560‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/398‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)731‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/222‬واملغين (‪ ،)5/207‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ما هو الهدي الواجب على المحرم إذا جامع؟‬ ‫مســألــة (‪)140‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن اجلماع يفسد احلج‪ ،‬وعلى وجوب اهلدي على اجملامع‪ ،‬واختلفوا يف نوع اهلدي الواجب‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫جتب بدنة على اجملامع وهو حمرم‬ ‫جتب شاة على اجملامع وهو حمرم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة ( للجماع بعد عرفة)‪ /‬مالك (الصحيح)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة (للجماع قبل عرفة)‪ /‬مالك (رواية)‬
‫هل هناك فرق بني اجلماع قبل عرفة وبعدها؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫‪َّ ‬‬
‫ألن اجلم ‪77‬اع قب ‪77‬ل عرف ‪77‬ة مع ‪77‬ىن ي ‪77‬وجب القض ‪77‬اء فلم جيب ب ‪77‬ه * لق ‪77‬ول ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬يف اجملامع وه ‪77‬و حمرم‪( :‬أه ‪77‬د ناق ‪77‬ة‪ ،‬ولته ‪77‬د ‪-‬أي الزوج ‪77‬ة‪ -‬ناقة) [ط ‪77‬أ‪/‬‬
‫أثر]‪.‬‬ ‫بدنة‪ ،‬كمن فاته احلج‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫ألن من ج‪77‬امع قب ‪77‬ل عرف‪77‬ة أفس ‪77‬د دخول‪77‬ه يف احلج لقول ‪77‬ه ‪  :‬ألنَّه مجاع صادف إحراما تاما فوجب به البدنة‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫(احلج عرفة) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪ /‬دا‪ /‬هق‪ /‬قط]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جتب بدنة على احملرم إذا جامع)‪ ،‬وال دليل على التفريق بني قبل الوقوف بعرفة وبعده‪َّ ،‬‬
‫وألن الصحابة ‪ ‬أفتوا بذلك دون تفريق‬ ‫الراجــح‬
‫بعد عرفة عند (أيب حنيفة) من جامع وهو حمرم يصح حجه وال جتزئ الشاة وال تربأ ذمته هبا‪،‬‬ ‫من جامع وهو حمرم يفسد حجه وجتزئ الشاة وتربأ ذمته‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وعند (مالك والشافعي وأمحد) يفسد حجه وال جتزئ الشاة وال تربأ ذمته هبا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/690‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)2/308‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/213‬واملدونة (‪ ،)1/431‬والبيان والتحصيل (‪ ،)17/623‬واحلاوي الكبري (‪،)4/216‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والوسيط يف املذهب (‪ ،)2/689‬واملغين (‪ ،)5/167‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)3/321‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الواجب على المجامع وهو محرم إذا لم يجد الهدي‬ ‫مســألــة (‪)141‬‬
‫اتفقوا على وجوب اهلدي على اجملامع وهو حمرم‪ ،‬على خالف بينهم يف الواجب عليه؛ هل هو بدنة أم شاة‪ ،‬واختلفوا فيمن مل جيد اهلدي أو مل يقدر عليه ماذا جيب عليه كبدل عنه؟‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من مل يقدر على اهلدي قوم الواجب عليه بالدراهم وقومت‬ ‫من مل يقدر على اهلدي يصوم عشرة أيام‬ ‫من مل يقدر على اهلدي بقيت يف‬
‫يوما‬
‫ً‬ ‫مد‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫يصوم‬ ‫أو‬ ‫الطعام‬ ‫وخيرج‬ ‫بالطعام‬ ‫الدراهم‬ ‫ذمته حىت يقدر عليه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‬
‫‪146‬‬

‫هل يقاس غري القادر على اهلدي بسبب اجلماع على غري القادر على الفدية بسبب ارتكاب احملظور أو التمتع باحلج؟ ( مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ألن الص‪77‬يام واإلطع‪77‬ام‪ 7‬ق‪77‬د وقع‪77‬ا ب‪77‬دل ال‪77‬دم يف موض‪77‬عني؛‬ ‫‪ ‬األص‪77‬ل وج ‪77‬وب اهلدي (الفدي‪77‬ة) * يشبه الدم الواجب على اجملامع وهو حمرم بدم التمتع‪.‬‬
‫يف الص ‪77 7‬يد وفدي ‪77 7‬ة األذى‪ ،‬ومل يق ‪77 7‬ع ال ‪77 7‬دم ب‪77 7 7‬دهلما إال يف‬ ‫على اجملامع‪ ،‬ومل ي ‪77‬رد النص بالب ‪77‬دل‬
‫‪ ‬فت ‪77‬وى ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬فيمن ج ‪77‬امع وه ‪77‬و حمرم ق ‪77‬ال ل ‪77‬ه‪( :‬إذا ك ‪77‬ان الع ‪77‬ام‬
‫موض ‪77 7‬ع واح ‪77 7‬د وه ‪77 7‬و اجلم ‪77 7‬اع‪ ،‬فقي ‪77 7‬اس املس‪77 7 7‬كوت عن‪77 7 7‬ه‬ ‫كما يف فدية األذى وه‪77‬دي التمت‪77‬ع‪،‬‬
‫(اجلم ‪77 7‬اع) على املنط ‪77 7‬وق ب ‪77 7‬ه (الص ‪77 7‬يد وفدي‪77 7 7‬ة األذى) يف‬ ‫‪7‬ة‬‫‪7‬‬ ‫ث‬ ‫ثال‬ ‫‪7‬وما‬‫‪7‬‬ ‫ص‬‫ف‬ ‫جتدا‬ ‫مل‬ ‫‪7‬إذا‬ ‫‪7‬‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬‫ً‬‫‪7‬دي‬‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫‪7‬ديا‬‫‪7‬‬ ‫ه‬ ‫وأ‬ ‫‪7‬ك‬‫‪7‬‬ ‫ت‬ ‫وامرأ‬ ‫أنت‬ ‫‪7‬احجج‬‫‪7‬‬ ‫ف‬ ‫‪7‬ل‪،‬‬‫‪7‬‬ ‫ب‬ ‫املق‬ ‫فبقي احلق يف الذمة‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫أي ‪77 7‬ام يف احلج وس ‪77 7‬بعة إذا رجعتم) [ه‪77 7 7‬ق‪ /‬أث‪77 7 7‬ر‪/‬ط ‪77 7‬أ‪ ،/‬وحنوه عن ابن عب‪77 7 7‬اس إجياب اإلطعام عند العجز عن الدم‪ ،‬أوىل‪.‬‬
‫‪.]ƒ‬‬
‫القول الثاين‪( :‬من جامع ومل يقدر على اهلدي فعليه صيام عشرة أيام)‪ ،‬وذلك لفتوى الصحابة ‪ ‬يف ذلك‪ ،‬فهو يف حكم اإلمجاع السكويت‬ ‫الراجــح‬
‫تربأ ذمة اجملامع غري القادر باإلطعام‪ 7‬مبكة أو مبىن‪ ،‬أو‬ ‫ال تربأ ذمة اجملامع غري القادر على اهلدي باإلطعام‪ ،‬وتربأ بالصيام ثالثة يف‬ ‫من أفسد حجه جبماع ومل يقدر‬
‫بالصوم‪ 7‬حيث شاء‬ ‫احلج وسبعة يف أي مكان‬ ‫على اهلدي بقي يف ذمته ولو لعدة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫سنوات ويذبح إذا قدر يف احلرم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/691‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/417‬واملدونة (‪ ،)1/402‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/383‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/224‬والبيان (‪ ،)224-4/223‬واملغين (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)5/166‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/163‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫هل يجب الهدي على من فاته الوقوف بعرفة؟‬ ‫مســألــة (‪)142‬‬
‫أمجع العلماء على َّ‬
‫أن من فاته احلج بسبب فوات وقت الوقوف بعرفة يوم عرفة‪ ،‬فإنَّه ال يتحلل من إحرامه إال بالطواف والسعي‪ ،‬أي حيل بعمرة‪ ،‬وعليه احلج من قابل‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫أيضا؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫واختلفوا هل جيب عليه اهلدي ً‬
‫( ال ) جيب اهلدي على من فاته الوقوف بعرفة‬ ‫جيب اهلدي على من فاته الوقوف بعرفة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬أبو ثور‬ ‫‪145‬‬
‫هل يقاس (يلحق) من فاته احلج لعدم الوقوف بعرفة على من فاته احلج بسبب املرض‪ ،‬وهل اهلدي بدل عن حج القضاء؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن األصل يف اهلدي إمنا هو ب‪7‬دل من القض‪7‬اء‪ ،‬ف‪7‬إذا ك‪7‬ان القض‪7‬اء للحج ال‪7‬ذي ف‪7‬ات‪،‬‬ ‫أن من حبس‪77‬ه م‪77‬رض ح‪77‬ىت فات‪77‬ه احلج‪ ،‬فإنَّه * َّ‬
‫ألن العلم‪77‬اء أمجع‪77‬وا على َّ‬
‫* َّ‬
‫فال هدي إال ما خصصه اإلمجاع‪.‬‬ ‫عليه هدي‪ ،‬وكذلك مثله من فاته بفوات الوقوف بعرفة‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬عن عطاء قال‪( :‬من فاته احلج فعليه دم وليجعلها عمرة‪ ،‬وليحج ‪ ‬ألن التحل‪77‬ل وق‪77‬ع بأفع‪77‬ال العم‪77‬رة‪ ،‬فك‪77‬انت العم‪77‬رة يف ح‪77‬ق ف‪77‬ائت احلج مبنزل‪77‬ة ال‪77‬دم يف‬
‫حق احملصر‪ ،‬فال جيمع بينهما‪.‬‬ ‫من قابل) [طأ‪ /‬هق‪ /‬وهو مرسل]‪.‬‬
‫القول األول‪ ( :‬جيب اهلدي على من فاته الوقوف بعرفة)‪ ،‬فقياس من فاته الوقوف بعرفة على من فاته احلج بسبب املرض أوىل‪ ،‬فكالمها قد حبس عن احلج‬ ‫الراجــح‬
‫ألمر خارج عن إرادته‬
‫من فاته الوقوف بعرفة حتلل بعمرة‪ ،‬مث حج من قابل وتربأ ذمته بذلك‪ ،‬وإذا حبس عن‬ ‫من فاته الوقوف بعرفة حج من قابل وذبح اهلدي وال تربأ ذمته إال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫احلج أو مل يستطيع فال يسقط عنه اهلدي‬ ‫بذلك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/691‬وحتفة امللوك (ص‪ ،)76‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/473‬والذخرية (‪ ،)3/192‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/202‬واملهذب (‪ ،)1/427‬واحلاوي الكبري (‪،)4/239‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والفروع وتصحيح الفروع (‪ ،)6/77‬واإلنصاف (‪)4/64‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫من فاته الحج وهو قارن كيف يقضي؟‬ ‫مســألــة (‪)143‬‬
‫متتعا َّ‬
‫أن له ْأن يقضي حبج مفرد‪ ،‬واختلفوا ْإن كان‬ ‫إفرادا أو ً‬ ‫أن من فاته احلج َّ‬
‫فإن عليه ْأن حيل بعمرة وحيج من السنة القابلة‪ ،‬وال إشكال ْإن كان نسكه ً‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫قارنًا كيف يقضي احلج؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫مفردا‪ 7‬من قابل‬
‫من فاته احلج وهو قارن فله أ ْن حيج ً‬ ‫من فاته احلج وهو قارن حج من قابل قارنًا‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫هل العمرة اليت يتحلل‪ 7‬هبا من فاته الوقوف بعرفة جتزئه عن عمرة احلج للقارن؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن القض ‪77 7‬اء حيكي األداء‪ ،‬فمن فات ‪77 7‬ه احلج قارنً ‪77 7‬ا قض ‪77 7‬اه قارنً ‪77 7‬ا‪َّ * ،‬‬
‫ألن القارن ملا فاته احلج حتلل بعم‪77‬رة‪ ،‬فيك‪7‬ون ال‪77‬ذي فات‪77‬ه احلج أدى العم‪77‬رة؛‬ ‫ألن القاع ‪77 7‬دة َّ‬
‫* َّ‬
‫األدلــة‬
‫فال يلزم بتكرارها‪.‬‬ ‫فيقضي مثل الذي عليه‪.‬‬
‫وألن القران ال يتميز فيه إعمال احلج من أعمال العمرة الشرتاكهما‬ ‫أن القضاء حيكي األداء‪َّ ،‬‬ ‫ألن األصل َّ‬ ‫القول األول‪( :‬من فاته احلج وهو قارن حيج قارنًا)؛ َّ‬
‫الراجــح‬
‫يف بعض األركان‬
‫مفردا فهو باخليار‬
‫من أحرم باحلج قارنًا وفاته احلج وجب عليه أ ْن يقضي احلج قارنًا وال تربأ ذمته من أحرم باحلج قارنًا وفاته احلج له أ ْن حيج قضاءً قارنًا أو ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يف ذلك‬ ‫إال بذلك‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقصد (‪ ،)1/691‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/80‬واملدونة (‪ ،)1/403‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/398‬واملهذب (‪ ،1/393‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/234‬املغين (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)5/428‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)2/524‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫محرما إلى العام القادم لمن فاته الحج‬
‫حكم البقاء ً‬ ‫مســألــة (‪)144‬‬
‫أن من فاته احلج حتلل بعمرة‪ ،‬وحج من العام الذي بعده‪ ،‬وذهب األئمة الثالثة ‪-‬خالفًا للحنفية‪َّ -‬‬
‫أن عليه اهلدي‪ ،‬واختلفوا هل جيوز له ْأن يبقى يف‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫إحرامه إىل السنة املقبلة مث حيج؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز ملن فاته احلج أ ْن يقيم على إحرامه إىل عام آخر‬ ‫(ال) جيوز ملن فاته احلج أ ْن يقيم على إحرامه إىل عام آخر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‬ ‫مجهور العلماء‬ ‫‪145‬‬
‫اختالفهم فيمن أحرم باحلج يف غري أشهر احلج‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ألنَّه ال جيوز اإلح‪77 7‬رام ب‪77 7‬احلج يف غ‪77 7‬ري أش‪77 7‬هر احلج ومن بقي يف إحرام‪77 7‬ه * ألنَّه جيوز اإلحرام باحلج يف غري أشهر احلج‪ ،‬وبالتايل جيوز البق‪7‬اء يف اإلح‪7‬رام بع‪7‬د‬
‫أشهر احلج‪.‬‬ ‫حمرما للحج يف غري أشهر احلج‪ ،‬كاحملرم بالعبادة قبل وقتها‪.‬‬ ‫بقي ً‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬لقول ‪77‬ه ‪( :‬من فات ‪77‬ه احلج فعلي ‪77‬ه دم‪ ،‬وليجعله ‪77‬ا عم ‪77‬رة وحيج من قابل) ‪َّ ‬‬
‫ألن تطاول املدة بني اإلحرام وفعل النسك ال مينع إمتامه كالعمرة‪.‬‬
‫[طا‪ /‬هق‪ /‬وهو مرسل عن عطاء]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز ملن فاته احلج البقاء يف اإلحرام للعام القادم)‪ ،‬حىت ال حيرم يف غري أشهر احلج‪ ،‬وملا فيه من املشقة واالمتناع عما أباح اهلل تعاىل بسبب‬ ‫الراجــح‬
‫حمظورات اإلحرام ورمبا وقع فيما يرتتب عليه أحكام هي أعظم من التحلل بعمرة‪ ،‬كما لو وقع منه مجاع وهو حمرم‬
‫من فاته احلج وبقي يف إحرامه إىل احلج الذي بعده‪ ،‬سقط عنه التحلل‪ 7‬بعمرة‬ ‫من فاته احلج وجب عليه التحلل‪ 7‬بعمرة واحلج من قابل واهلدي (خالفًا‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وسقط عنه اهلدي‬ ‫للحنفية)‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/692‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/526‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/176‬واملدونة (‪ ،)1/491‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/397‬واألم (‪ ،)2/181‬وأسىن املطالب‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)1/529‬واملغين (‪ ،)5/628‬واإلنصاف (‪)4/66‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬القول يف الكفارات املسكوت عنها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (الكفارات املسكوت عنها)‬
‫أن النسك (أي أفعال احلج) ضربان؛ نسك هو سنة مؤكدة‪ ،‬ونسك هو مرغب فيه‪.‬‬ ‫اتفق اجلمهور على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫فرضا من أعمال احلج‪ ،‬أنَّه ال جُي رب بدم إذا تركه احلاج‪.‬‬ ‫ال خالف بني العلماء َّ‬
‫أن ما كان ً‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪146‬‬
‫أن ما كان جيب تركه من حمظورات اإلحرام ففعله احلاج‪ ،‬فعليه الفدية‪ ،‬وما كان مرغب يف تركه ففعله احلاج‪ ،‬فليس عليه شيء‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫نكس الطواف أو نسي شوطًا من أشواطه‪ ،‬أنَّه يعيده ما دام مبكة‪.‬‬ ‫أن من َّ‬
‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-4‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫الكفارات املسكوت عنها‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫الرقم‬
‫عنوان المسألة‬
‫التسلسلي‬ ‫‪145‬‬

‫الفدية في ترك الفرض في الحج‬ ‫‪145‬‬


‫حكم الواجب على من َّ‬
‫نكس الطواف أو نسي شوطًا من أشواطه‬ ‫‪146‬‬
‫الواجب على من نسي ركعتي الطواف‬ ‫‪147‬‬
‫الواجب على من ترك طواف الوداع‬ ‫‪148‬‬
‫حكم من لم يدخل ِ‬
‫الح ْجر في طوافه‬ ‫‪149‬‬
‫ُ‬
‫حكم الطواف محمواًل (راكبًا)‬ ‫‪150‬‬
‫ما يجب على من ترك السعي‬ ‫‪151‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الفدية في ترك الفرض في الحج‬ ‫مســألــة (‪)145‬‬
‫أن النسك املرغب فيه ال دم على تاركه؛ كمن ترك َّالرَم َل‪ ،‬وال خالف َّ‬
‫أن ترك الفرض كالطواف والسعي ال جُي رب بدم‪ ،‬واختلفوا يف ترك الواجب؛ كمن‬ ‫ذهب اجلمهور َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ترك الرمي‪ ،‬ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ال جيب الدم إال فيما ورد فيه النص‬ ‫على كل فعل واجب تركه دم (على خالف بينهم فيما هو واجب من‬
‫أهل الظاهر‬ ‫أفعال احلج)‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫اجلمهور‬
‫هل العبادات يدخلها القياس؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ق‪77‬ول ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬من ت‪77‬رك نس‪ً 7‬كا فعلي‪77‬ه دم) [ه‪77‬ق‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬ش‪ /‬ق‪77‬ال * ألنَّه ال قي‪77‬اس يف العب‪77‬ادات‪ ،‬واألص‪77‬ل ب‪77‬راءة الذم‪77‬ة إال فيم‪77‬ا ورد في‪77‬ه النص وال جمال‬
‫ابن امللقن‪ :‬موق ‪77‬وف بس ‪77‬ند ص ‪77‬حيح وض ‪7ّ 7‬عف رفع‪77 7‬ه‪ ،‬وك‪77 7‬ذا ابن حج‪77 7‬ر]‪ ،‬ومل فيه لالجتهاد‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫ألن األصل يف أفعال احلج التوقف لقوله ‪( :‬خذوا ع‪77‬ين مناس‪77‬ككم) [ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪/‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫خيالفه أحد يف ذلك‪ ،‬فيكون من باب اإلمجاع السكويت‪.‬‬
‫طأ‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬كل واجب تُرك يف احلج ففيه دم)‪ ،‬فاألخذ باألثر أوىل‬ ‫الراجــح‬
‫لو خرج احلاج من عرفة قبل الغروب فال شيء عليه‪ ،‬ولو مل يبت مبىن فال شيء عليه‬ ‫لو خرج احلاج من عرفة قبل الغروب فعليه دم (عند من يرى ذلك‬
‫ثمرة الخالف‬
‫واجبًا)‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/693‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/424‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/65‬واملدونة (‪ ،)1/414‬والذخرية (‪ ،)3/302‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)199‬وحاشية‬
‫مراجع المسألــة‬
‫اجلمل (‪ ،)2/427‬واحملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد (‪ ،)1/244‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)3/339‬واحمللى‪ )7/117( 7‬مسألة (‪)835‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم الواجب على من َّ‬
‫نكس الطواف أو نسي شوطًا من أشواطه‬ ‫مســألــة (‪)146‬‬
‫نكس الطواف أو نسي شوطًا من أشواطه أنَّه يعيد ما دام ميكنه ذلك‪ ،‬أو كان قادرا على الرجوع‪ ،‬واختلفوا فيمن َّ‬
‫نكس الطواف أو نسي بعض أشواطه‬ ‫أن من َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫ً‬
‫وخرج من مكة ومل يقدر على الرجوع وبلغ أهله‪ ،‬ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيب عليه الرجوع ويعيد الطواف املنكوس وجيرب ما نقصه وال جيربه‬ ‫إ ْن ترك ثالثة أشواط فما دون جيزئه الدم‪ ،‬وإ ْن ترك أكثر من ذلك وجب الرجوع‬
‫الدم‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل يأخذ اجلزء األكرب حكم الكل‪ ،‬وعلى ماذا حيمل أمره ‪ ‬بقوله‪( :‬خذوا عين مناسككم) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن من َّ‬
‫نكس الط ‪77‬واف فق ‪77‬د خ ‪77‬الف هيئ ‪77‬ة الط ‪77‬واف ال ‪77‬يت فعله ‪77‬ا ‪‬‬ ‫الر َم َل واالضطباع‪َّ  .‬‬
‫نكس الطواف ترك هيئة مل متنع اإلجزاء‪ ،‬كما لو ترك َّ‬ ‫ألن من َّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫وقد قال‪( :‬خذوا عين مناسككم) [هق‪ /‬سنن‪ /‬طأ‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن من طاف أربعة أشواط فقد فعل‪ 7‬األكثر‪ ،‬والعربة باألكثر‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الط‪77‬واف عب‪77‬ادة متعلق‪77‬ة ب‪77‬البيت‪ ،‬ف‪77‬وجب ال‪77‬رتتيب فيه‪77‬ا وإمتامه‪77‬ا‬
‫بسبعة أشواط‪.‬‬
‫ألن األصل يف العبادات التوقف واملتابعة‪ ،‬ومل يرد عنه ‪ ‬إال الطواف كاماًل ومرتبًا فنبقى على األصل يف ذلك‬ ‫القول الثاين‪ ( :‬جيب الرجوع وإعادة الطواف)؛ َّ‬ ‫الراجــح‬
‫من أنقص من طواف اإلفاضة شوطني ناسيًا أو خمطًئا يف العد مث نبه‬ ‫من أنقص من طواف اإلفاضة شوطني ناسيًا أو خمطًئا يف العد مث نبه بعد أ ْن خرج من‬
‫بعد أ ْن خرج من مكة وجب عليه الرجوع وإال فهو باقي على‬ ‫مكة ومل ميكنه العودة جربه بدم وأجزأه وتربأ ذمته‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫إحرامه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/694‬وبداية املبتدي (‪ ،)51‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/359‬واملدونة (‪ ،)1/427‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)361-1/360‬وأىن املطالب (‪ ،)1/478‬وفتح العزيز‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)7/292‬واملغين (‪ ،)5/231‬والشرح الكبري على املقنع (‪)3/493‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫الواجب على من نسي ركعتي الطواف‬ ‫مســألــة (‪)147‬‬
‫أن من سنة الطواف ركعتني بعد انقضاء الطواف‪ ،‬واجلمهور على َّ‬
‫أن الطائف يأيت هبما بعد انقضاء كل طواف‪ ،‬واختلفوا فيمن طاف ونسي ْأن يصلي‬ ‫أمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ركعتني حىت رجع إىل أهله‪ ،‬ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من نسي ركعيت الطواف يركعهما حيث شاء‬ ‫يركع ركعيت الطواف ما دام يف احلرم‪ ،‬فإ ْن نسي فال شيء‬ ‫من نسي ركعيت الطواف فعليه دم‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫عليه‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫الثوري‬
‫هل ركعيت الطواف سنة أم واجبة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬بعا بع ‪77‬د‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن ركع‪77‬يت الط‪77‬واف س‪77‬نة غ‪77‬ري واجب‪77‬ة ومل تش‪77‬رع هلا مجاع‪77‬ة ‪ ‬أث ‪77‬ر ابن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬أنَّه ط ‪77‬اف ب ‪77‬البيت س ‪ً 7‬‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪{ :‬ﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ص‪7‬الة الفج‪77‬ر‪ ،‬مث خ‪77‬رج من مك‪77‬ة‪ ،‬ح‪77‬ىت إذا ك‪77‬ان ب‪7‬ذي‬ ‫ﯦ ﯧ} [البقرة‪ ،]125:‬وهذا فلم جيب برتكهما شيء‪ ،‬كسائر النوافل‪.‬‬
‫ط‪77 7 7‬وى‪ ،‬فطلعت الش‪77 7 7‬مس‪ ،‬ص‪77 7 7‬لى ركع‪77 7 7‬تني‪ ،‬وق‪77 7 7‬ال‪:‬‬ ‫أمر‪ ،‬واألصل يف األمر الوجوب‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ركعتان مكان ركعتني) [ش‪ /‬طأ]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ركع‪77 7 7 7 7 7 7 7‬يت الط‪77 7 7 7 7 7 7 7‬واف تابع‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ركع‪77 7 7 7‬يت الط‪77 7 7 7‬واف س‪77 7 7 7‬نة فلم جيب برتكهم‪77 7 7 7‬ا‬ ‫للطواف‪ ،‬فهما واجبتان‪.‬‬
‫شيء‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬من نسي ركعيت الطواف يصليهما حيث شاء)‪ ،‬وذلك لثبوت ذلك من فعل ابن عمر‪ ،‬وألنَّه مل جيب شيء من الصلوات إال الصلوات‬
‫الراجــح‬
‫اخلمس‬
‫من نسي ركعيت الطواف جاز أ ْن يصليهما يف أي‬ ‫من نسي ركعيت الطواف حىت وصل إىل أهله خارج احلرم‬ ‫من نسي ركعيت الطواف مل تربأ ذمته‬
‫ثمرة الخالف‬
‫مكان ولو يف بلده‬ ‫سقطت عنه وذمته بريئة‬ ‫إال بذبح شاء توزع مبكة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/695‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/353‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/12‬واملدونة (‪ ،)484-1/483‬ومواهب اجلليل (‪ ،)1/511‬واألم (‪ ،)2/237‬واللباب يف الفقه‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الشافعي (ص‪ ،)200‬واملغين (‪ ،)5/232‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/203‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫الواجب على من ترك طواف الوداع‬ ‫مســألــة (‪)148‬‬
‫ناسيا أو جاهاًل مث عاد فطاف قبل اخلروج من حرم مكة فال شيء عليه‪ ،‬واختلفوا فيمن تركه ومل‬
‫عامدا أو ً‬ ‫أن طواف الوداع من أعمال احلج‪َّ ،‬‬
‫وأن من تركه ً‬ ‫اتّفقوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ميكنه الرجوع ما جيب عليه‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من ترك طواف الوداع ومل ميكنه الرجوع فعليه دم (على خالف بينهم يف املسافة اليت‬ ‫من ترك طواف الوداع ومل ميكنه الرجوع فال شيء عليه‬
‫ميكن الرجوع منها)‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬‫‪146‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬
‫اختالفهم يف حكم طواف الوداع (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن النيب ‪ ‬طاف الوداع وقال ‪( :‬خذوا عين مناسككم) [هق‪ /‬سنن‪ /‬طأ‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن ط ‪77‬واف ال ‪77‬وداع يس ‪77‬قط عن املكي وعن احلائض‪ ،‬فه ‪77‬و ليس ‪َّ ‬‬
‫ينفرن أح ٌد حىت يكون آخر عهده بالبيت) [م]‪ ،‬وهذا أمر‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله ‪( :‬ال َّ‬ ‫بواجب‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم ق‪77‬ول ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬من ت‪77‬رك نس ‪ً 7‬كا فعلي‪77‬ه دم) [ه ‪77‬ق‪ /‬ط‪77‬ا‪ /‬ش‪ /‬ق ‪77‬ال ابن امللقن‪:‬‬
‫وضعف رفعه‪ ،‬وكذا ابن حجر]‪ ،‬وهذا تارك للنسك‪.‬‬ ‫موقوف بسند صحيح‪ّ ،‬‬
‫ألن طواف الوداع واجب بأمر النيب ‪ ‬إال أنَّه ‪ ‬خففه عن املرأة احلائض [متفق]‪ ،‬كما سقط عنها الصالة‬ ‫القول الثاين (من ترك طواف الوداع فعليه دم)؛ َّ‬
‫الراجــح‬
‫وهي واجبة‪ ،‬فكانت خمصصة من عموم الوجوب‬
‫من خرج من مكة دون أن يطوف للوداع ففي ذمته شاة يذحبها ويوزعها على مساكني‬ ‫من خرج من مكة دون أن يطوف الوداع فليس عليه شيء‬
‫ثمرة الخالف‬
‫احلرم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/695‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/204‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)2/504‬واملدونة (‪ ،)1/423‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/406‬واألم (‪ ،)2/197‬واحلاوي‬
‫مراجع المسألــة‬
‫الكبري (‪ ،)4/213‬واملغين (‪ ،)5/339‬والشرح الكبري على املقنع (‪)3/469‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم من لم يدخل ِ‬
‫الح ْجر في طوافه‬ ‫مســألــة (‪)149‬‬
‫ُ‬
‫أن احلجر (احلطيم املدار بالكعبة من جانب الشمال) من البيت‪ ،‬وعلى الطائف ْأن يدخله يف طوافه‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن من مل يدخل احلجر يف طوافه فعليه إعادة‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الطواف‪ ،‬واختلفوا فيمن فعل ذلك وخرج من مكة ووصل إىل أهله ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من مل يدخل احلجر يف الطواف وخرج من مكة يلزمه الرجوع والطواف ومل جيز طوافه‬ ‫من مل يدخل احلجر يف الطواف وخرج من مكة عليه دم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫‪145‬‬

‫هل من مل يدخل احلجر يف طوافه ينطبق عليه أنه طاف بالبيت؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن من مل يدخل احلجر يف الطواف فقد ترك هيئة مل ‪َّ ‬‬
‫ألن اهلل تعاىل أمر بالطواف بالبيت مجيعه بقوله‪( :‬ﮱ ﯓ ﯔ) [احلج‪،]29:‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫واالضطباع‪ ،‬فيجربه بدم‪ .‬واحلجر من البيت‪ ،‬فمن مل يطف به مل يعت ّد بطوافه‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الر َم َل‬
‫متنع اإلجزاء‪ ،‬كما لو ترك َّ‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث عائشة ~ قالت‪( :‬سألت النيب ‪ ‬عن احلجر‪ ،‬فقال‪ :‬هو من البيت) [م]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن النيب ‪ ‬طاف من وراء احلجر وقال‪( :‬خذوا عين مناسككم) [هق‪ /‬سنن‪ /‬طا‪ /‬بغ‪ /‬شا]‪.‬‬
‫القول الثاين (يلزمه الرجوع والطواف)‪ ،‬للبيان الصريح من النيب ‪ ‬أن احلجر من البيت‬ ‫الراجــح‬
‫من مل يدخل احلجر يف طواف اإلفاضة وخرج من مكة فعليه الرجوع وإال فهو باقي على إحرامه‬ ‫من مل يدخل احلجر يف طواف اإلفاضة؛ ورجع إىل أهله‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فطوافه ناقص وجيربه بدم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/695‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/11‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/131‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/72‬واملدخل البن احلاج (‪ ،4/224‬واألم (‪ ،)2/193‬واحلاوي الكبري‬
‫مراجع المسألــة‬
‫(‪ ،)4/149‬واملغين (‪ ،)5/229‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)3/201‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم الطواف محمواًل (راكبًا)‬ ‫مســألــة (‪)150‬‬
‫(راكبا) بغري عذر‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬ ‫أن الطواف راجاًل أفضل‪ ،‬وال خالف َّأن من طاف حممواًل لعذر فال حرج عليه‪ ،‬واختلفوا يف حكم من طاف حممواًل‬ ‫تحرير محل الخالف ال خالف يف َّ‬
‫يصح الطواف راكبًا لغري عذر‬ ‫يصح الطواف راكبًا لغري عذر‬
‫(ال) ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (رواية ابن قدامة)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (رواية اخلرقي وهي املذهب)‬
‫هل طواف النيب ‪ ‬بالبيت راكبا ًكان الستشراف الناس أم لبيان اجلواز؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪146‬‬
‫ألن من شرط صحة الطواف املشي مع القدرة عليه‪ ،‬كما من شرط الصالة القيام مع القدرة‪ ،‬لقوله ‪َّ * :‬‬
‫ألن الن‪77‬يب ‪ ‬ط‪77‬اف ب‪77‬البيت راكبً‪77‬ا من غ‪77‬ري م‪77‬رض)‬ ‫* َّ‬
‫[م]‪.‬‬ ‫(الطواف بالبيت صالة) [ن‪ /‬هق‪ /‬سنن‪ /‬كم‪ /‬من‪ /‬طب‪ /‬حب‪ /‬وصححه األلباين واألرنؤوط]‪.‬‬
‫ألن اهلل تعاىل أمر بالطواف مطل ًقا‪ ،‬فكيفما أتى به‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن الطواف عبادة تتعلق بالبيت‪ ،‬فلم جيز فعلها راكبًا لغري عذر‪.‬‬
‫أجزأه‪ ،‬وال جيوز تقييد املطلق بغري دليل‪.‬‬ ‫هنارا ودفع قبل الغروب‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬جيب الدم؛ ألنَّه ترك صفة واجبة يف ركن احلج‪ ،‬فأشبه ما لو وقف بعرفة ً‬
‫ألن النيب ‪ ‬ركب لعذر؛ ألنَّه ملا كثر عليه الناس ركب [م]‪ ،‬وقيل‪ :‬لكي يراه الناس وليشرف ويسألوه‬ ‫‪َّ ‬‬
‫[م]‪ ،‬وقيل‪ :‬طاف راكبًا لشكاة به [د‪ /‬هق]‪ ،‬وحيتمل أنَّه ‪ ‬أراد أن يعلم الناس ملناسكهم فلم يتم ّكن إاّل‬
‫بالركوب‪.‬‬
‫القول الثاين (يصح الطواف راكبا لغري عذر)‪ ،‬لفعله ‪ ‬واألصل يف فعله التشريع‪ ،‬وحلاجة الناس للركوب خصوصا مع شدة الزحام‪ ،‬قال ابن املنذر ‪-‬رمحه اهلل‪:-‬‬
‫الراجــح‬
‫(ال قول ألحد مع فعل‪ 7‬النيب ‪)‬‬
‫من طاف راكبًا لغري عذر فال شيء عليه وال حرج‬ ‫من طاف راكبًا لغري عذر فعليه دم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/695‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/44‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/461‬واملدونة (‪ ،)1/428‬والبيان والتحصيل (‪ ،)18/96‬واألم (‪ ،)2/190‬وحلية العلماء يف معرفة‬
‫مراجع المسألــة‬
‫مذاهب الفقهاء (‪ ،)3/282‬واملغين (‪ ،)5/250‬واإلنصاف (‪)4/13‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫ما يجب على من ترك السعي‬ ‫مســألــة (‪)151‬‬
‫سبق يف املسألة رقم (‪ )64‬الكالم عن حكم السعي‪ ،‬والكالم هنا يف حكم من ترك السعي‪ ،‬واحلكم هنا مبين على حكم السعي‪ ،‬واخلالف فيما جيب على من ترك السعي‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫على ثالثة أقوال‬
‫ال يصح النسك بدون السعي‬ ‫(ال) جيب على من ترك السعي شيء‬ ‫جيب (دم) على من ترك السعي وانصرف إىل‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫بعض الصحابة ‪ /‬ابن سريين‬ ‫أهله‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية رجحها ابن قدامة)‬
‫اختالفهم يف حكم السعي‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن السعي ركن‪ ،‬والركن ال يصح احلج بدونه‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫ألن السعي تطوع‪ ،‬فال حرج على تاركه‪.‬‬ ‫* َّ‬ ‫* َّ‬
‫ألن السعي‪ 7‬واجب‪ ،‬فمن تركه جربه بدم‪.‬‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ‪ ‬قول عائشة ~‪( :‬ط‪7‬اف رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬وط‪77‬اف‬
‫) [البق‪77‬رة‪ ، ]158:‬ونفي اجلن‪7‬اح يل‪7‬زم من‪7‬ه أ ْن ال ش‪7‬يء املس ‪77 7‬لمون مع ‪77 7‬ه ‪-‬أي بني الص ‪77 7‬فا واملروة‪ -‬فك ‪77 7‬انت‬ ‫األدلــة‬
‫س ‪77 7 7‬نة‪ ،‬فلعم ‪77 7 7‬ري م ‪77 7 7‬ا أمت اهلل حج من مل يط ‪77 7 7‬ف بني‬ ‫على تاركه‪.‬‬
‫الصفا واملروة) [م]‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬ال يصح النسك بدون السعي)؛ بناءً على َّ‬
‫أن السعي ركن يف احلج والعمرة‬ ‫الراجــح‬
‫سهوا أو جهاًل مل يتحلل‬
‫عمدا أو ً‬
‫من ترك السعي ً‬ ‫سهوا أو جهاًل فنسكه‬
‫عمدا أو ً‬
‫من ترك السعي ً‬ ‫من ترك السعي وانصرف إىل أهله مل تربأ ذمته‬
‫ثمرة الخالف‬
‫من إحرامه ويلزمه الرجوع والسعي‬ ‫صحيح وذمته بريئة‬ ‫إال بدم يذبح يف مكة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/696‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/50‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)4/362‬واملدونة (‪ ،)1/427‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/84‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/155‬واجملموع (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)8/76‬واملغين (‪ ،)5/238‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/240‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫ً‬
‫سادسا‪ :‬القول يف اهلدي‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف (اهلدي)‬
‫أن اهلدي املسوق يف عبادة احلج؛ منه ما هو واجب‪ ،‬ومنه ما هو تطوع‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫هدي املتمتع مما هو واجب باتفاق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪146‬‬
‫أن اهلدي ال يكون إال من األزواج الثمانية اليت نص اهلل تعاىل عليها‪َّ ،‬‬
‫وأن األفضل يف اهلدايا؛ اإلبل‪ ،‬مث البقر‪ ،‬مث الغنم‪ ،‬مث املعز‪.‬‬ ‫اتفق العلماء َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫أمجعوا َّ‬
‫أن اجملزئ يف اهلدي الثين فما فوقه‪ ،‬وأنَّه ال جُي زئ منها إال اجلذع من املعز يف الضحايا واهلدايا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ال خالف يف أن األغلى مثنًا من اهلدايا أفضل‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ال خالف أنه إذا كان اهلدي من اإلبل والبقر أنه يقلَّد نعاًل أو نعلني‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫النحر‬
‫أن الكعبة ال جيوز ألحد فيها ذبح‪ ،‬وكذلك املسجد احلرام‪ ،‬وأن املعىن من قوله { ﯲ ﯳﯴ} [املائدة‪ ]95:‬أنه إمنا أراد به َ‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫مبكة إحسانًا منه ملساكينهم وفقرائهم‪.‬‬
‫أن النحر مبىن للحج‪ ،‬ومبكة للعمرة‪.‬‬ ‫أمجع العلماء َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫أن ما عُدل من اهلدي بالصيام أنَّه جيوز حيث شاء؛ ألنَّه ال منفعة فيه ألهل احلرم‪ ،‬وال ألهل مكة‪.‬‬ ‫ال خالف عند اجلمهور َّ‬ ‫‪-9‬‬
‫أن التسمية مستحبة عند النحر؛ ألهَّن ا ذكاة‪ ،‬ويستحب للمهدي أ ْن يلي حنر هديه بيده‪.‬‬ ‫أمجع اجلمهور َّ‬ ‫‪-10‬‬
‫أن هدي التطوع إذا بلغ حمله‪ ،‬أنَّه يأكل منه صاحبه كسائر الناس‪ ،‬وأنَّه إذا عطب قبل أ ْن يبلغ حمله خلى بينه وبني الناس ومل يأكل منه‪.‬‬ ‫أمجعوا َّ‬ ‫‪-11‬‬
‫هدي جزاء الصيد وفديةُ األذى‪ :‬ظاهر من أمرمها أهنما كفارة؛ مل خيتلف الفقهاء يف‬‫اتفقوا على أنه ال يأكل صاحب الكفارة من الكفارة‪ ،‬وملـّـا كان ُ‬ ‫‪-12‬‬
‫أنه ال يأكل منها‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫القول يف اهلديـ‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم إهداء الجذع من بهيمة األنعام‬ ‫‪152‬‬ ‫‪145‬‬

‫حكم تقليد غنم الهدي‬ ‫‪153‬‬


‫موضع إشعار الهدي‬ ‫‪154‬‬
‫توقيف الهدي بعرفة (أو الحل)‬ ‫‪155‬‬
‫محل نحر الهدي‬ ‫‪156‬‬
‫حكم ذبح الهدي قبل يوم النحر‬ ‫‪157‬‬
‫مكان أداء الصدقة المعدولة عن الهدي الواجب في الصيد‬ ‫‪158‬‬
‫حكم ركوب الهدي‬ ‫‪159‬‬
‫إذا عطب هدي التطوع وذبحه دون محله فمن يأكل منه؟‬ ‫‪160‬‬
‫حكم بيع لحم الهدي الواجب المعطوب إذا عطب دون محله‬ ‫‪161‬‬
‫حكم األكل من الهدي الواجب إذا بلغ محله‬ ‫‪162‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم إهداء الجذع من بهيمة األنعام‬ ‫مســألــة (‪)152‬‬
‫أن أفضل اهلدايا هي‪ :‬اإلبل‪ ،‬مث البقر‪ ،‬مث الغنم‪ ،‬مث املعز‪َّ ،‬‬
‫وأن األعلى‬ ‫أن هدي التمتع واجب‪ ،‬وعلى وجوب هدي القارن (خالفًا للظاهرية يف القارن)‪ ،‬واتّفقوا َّ‬
‫اتّفقوا على َّ‬
‫السن اجملزية يف اهلدي (ومثله األضحية) الثين فما فوقه من اإلبل (مخس سنني)‪ ،‬ومن البقر (سنتان) ومن املعز والضأن (سنة)‪ ،‬واتّفقوا‬
‫ًمثنا هي األفضل‪ ،‬وأمجعوا على أ ّن ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫على عدم جواز اهلدي من اجلذع من املعز واإلبل والبقر‪ ،‬واختلفوا يف جواز إهداء اجلذع من الضأن وهو الذي له ستة أشهر‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز إهداء اجلذع من الضأن‬ ‫جيوز إهداء اجلذع من الضأن‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪146‬‬
‫ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫أكثر العلماء‬
‫اختالفهم يف االستثناء الوارد يف األضحية من اجلذع من الضأن (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪ :‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ال ت ‪77‬ذحبوا إال مس ‪77‬نة‪ ،‬إال أ ْن * ألنَّه ال جيزئ اجلذع يف غ ‪77‬ري الض ‪77‬أن‪ ،‬فك ‪77‬ذلك ال جيزئ في ‪77‬ه‪ ،‬حلديث أيب ب ‪77‬ردة ‪ ‬ق ‪77‬ال‪:‬‬
‫جذعا هي خري من شايت حلم‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬جتزئ‪77‬ك وال جتزئ‬ ‫ِ‬
‫(يا رسول اهلل؛ إن عندي عناقًا ً‬ ‫جذعا من الضأن) [م]‪.‬‬ ‫يعسر عليكم فتذحبوا ً‬ ‫األدلــة‬
‫عن أحد بعدك) [متفق]‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن اجلذع من الضأن ينزو في ْلقح‪.‬‬
‫قياسا على جوازه يف األضحية‪ ،‬وحديث جابر ‪ ‬صريح يف جواز ذلك‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬
‫القول األول‪( :‬جيوز اهلدي من اجلذع من الضأن)؛ ً‬ ‫الراجــح‬
‫من أهدى اجلذع من الضأن مل جيزئه إال أن يهدي الثين من الضأن أو من بقية هبيمة‬ ‫من أهدى اجلذع من الضأن أجزأه وبرأت ذمته‬
‫ثمرة الخالف‬
‫األنعام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/698‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/493‬واحمليط الربهاين (‪ ،)2/441‬واملدونة (‪ ،)1/412‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/402‬وهناية املطلب (‪ ،)18/162‬وحاشية‬
‫مراجع المسألــة‬
‫اجلمل (‪ ،)2/465‬واملغين (‪ ،)13/367‬والفروع وتصحيح الفروع (‪)5/549‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫حكم تقليد غنم الهدي‬ ‫مســألــة (‪)153‬‬
‫وعراها)‪ ،‬واختلفوا يف حكم تقليد الغنم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫ِ‬
‫ال خالف أنَّه إذا كان اهلدي من اإلبل والبقر أنَّه يقلد (أي‪ :‬جيعل على أعناقها النِّعال‪ ،‬وأذان القرب ُ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫تقلد الغنم‬ ‫(ال) تقلد الغنم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬داود‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫هل تقاس (يلحق) الغنم باإلبل يف التقليد؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪145‬‬

‫‪ ‬ألنَّه لو كان التقليد للغنم سنة لنقل إلينا‪ ،‬كما نقل يف اإلبل‪ * .‬أث ‪77 7‬ر عائش ‪77 7‬ة ~ ق ‪77 7‬الت‪( :‬كنت أفت ‪77 7‬ل القالئ ‪77 7‬د للنيب ‪ ،‬فيقل ‪77 7‬د الغنم‪ ،‬ويُقيم يف أهل ‪77 7‬ه‬
‫حالاًل )‪ ،‬ويف لفظ‪( :‬كنت أفتل قالئد الغنم للنيب ‪[ )‬خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫ألن الغنم هدي‪ ،‬فيسن تقليده كاإلبل‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬ألنَّه إذا ُس َّن تقليد اإلبل مع إمكان تعريفها باإلشعار‪ ،‬فالغنم أوىل‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬تقلَّد الغنم)؛ ألثر عائشة ~ الصريح يف ذلك‪ ،‬وليس التساوي يف النقل شرطًا لصحة احلديث‪ ،‬وقد كثر النقل يف اإلبل ألنَّه كان يُهدى من‬
‫الراجــح‬
‫اإلبل أكثر من غريه‬
‫من السنّة تقليد غنم اهلدي‬ ‫ليس من السنّة تقليد غنم اهلدي‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/698‬واألصل للشيباين (‪ ،)2/491‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)276-2/275‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/477‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)94‬والبيان (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/411‬واجملموع (‪ ،)8/357‬واملغين (‪ ،)5/454‬واإلنصاف (‪)4/101‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫موضع إشعار الهدي‬ ‫مســألــة (‪)154‬‬
‫يشق صفحة سنامها حىت يدميها)‪ ،‬خالفا أليب حنيفة الذي اعتربه ُمْثَلة‪ ،‬وقد اختلف األئمة الثالثة يف‬
‫ذهب عامة أهل العلم إىل استحباب إشعار اإلبل والبقر‪( ،‬وهو ْأن ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫اجلهة اليت تشعر منها اهلدي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يستحب إشعار اإلبل من اجلانب األمين‬ ‫يستحب إشعار اإلبل من اجلانب األيسر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬ ‫مالك‬ ‫‪146‬‬
‫ظاهر تعارض فعله ‪ ‬مع األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رسول اهلل ‪ ‬ص‪7‬لى الظه‪7‬ر ب‪7‬ذي احلليف‪7‬ة‪ ،‬مث دع‪7‬ا ببدن‪7‬ة‬ ‫* لفع‪77 7‬ل ابن عمر‪( : ‬أنَّه ك‪77 7‬ان إذا أه‪77 7‬دى ه‪77 7‬ديا من املدين‪77 7‬ة‪ ،‬قل‪77 7‬ده * حديث ابن عباس ‪َّ :ƒ‬‬
‫وأش ‪77‬عره ب ‪77‬ذي احلليفة‪ ،‬قل ‪77‬ده قب ‪77‬ل أ ْن يش ‪77‬عره‪ ،‬وذل ‪77‬ك يف مك ‪77‬ان‪ ،‬وه ‪77‬و فأش ‪77 7‬عرها يف ص ‪77 7‬فحة س‪77 7‬نامها األمين‪ ،‬مث س ‪77 7‬لت ال ‪77 7‬دم عنه‪77 7‬ا‪ ،‬وقل ‪77 7‬دها بنعلني‪ ،‬مث ركب‬
‫األدلــة‬
‫موج‪77‬ه للقبل‪77‬ة‪ ،‬يقل‪77‬ده بنعلني‪ ،‬ويش‪77‬عره من الش‪77‬ق األيس‪77‬ر‪ ،‬مث يس‪77‬اق مع‪77‬ه راحلته‪ ،‬فلما استوت على البيداء أهل باحلج) [م]‪.‬‬
‫حىت يوقف له من الناس بعرفة) [طأ‪ /‬هق]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يشعر اهلدي من اجلانب األمين)‪ ،‬وذلك لفعله ‪ّ ،‬أما ما نقل عن ابن عمر ‪ ،ƒ‬فقد اختلف النقل عنه‪ ،‬قال ابن قدامة ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬فعل النيب‬ ‫الراجــح‬
‫‪ ‬أوىل من قول ابن عمر ‪ ƒ‬وفعله بال خالف)‪َّ ،‬‬
‫وألن النيب ‪ ‬كان يعجبه التيمن يف شأنه كله‬
‫من السنة إشعار اهلدي من اجلانب األمين‬ ‫من السنة إشعار اهلدي من اجلانب األيسر‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/699‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/162‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/9‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/473‬والذخرية (‪ ،)3/356‬واألم (‪ ،)7/157‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/373‬واملغين (‪ ،)5/455‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/267‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫توقيف الهدي بعرفة (أو الحل)‬ ‫مســألــة (‪)155‬‬
‫اتفقوا على وجوب اهلدي على املتمتع‪ ،‬واألئمة األربعة ‪-‬رمحهم اهلل‪ -‬على وجوب اهلدي للقارن‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن من سنة اهلدي التقليد‪ ،‬واختلفوا يف حكم إيقاف اهلدي‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫بعرفة (أو احلل) قبل حنره يوم النحر‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ليس توقيف اهلدي بعرفة من السنة‬ ‫وقوف اهلدي بعرفة سنة‬ ‫احلل جيب أن‬
‫إذا اشرتى اهلدي مبكة ومل يدخله من ّ‬
‫وليس التعريف بسنة‬ ‫الشافعي (وزاد‪ :‬ومثله التعريف)‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬الثوري‪/‬‬‫احلل يستحب الوقوف بعرفة‬
‫يوقفه بعرفة وإ ْن أدخله من ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو ثور‬
‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الليث‪ /‬ابن عمر ‪ƒ‬‬
‫على ماذا حُي مل فعله ‪ ‬من إيقاف اهلدي بعرفة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* لفع‪7 7‬ل‪ 7‬الن ‪77‬يب ‪ ‬حيث أدخ ‪77‬ل اهلدي من احلل إىل احلرم ‪ ‬لفع‪77 7 7 7 7‬ل الن‪77 7 7 7 7‬يب ‪‬؛ حيث أدخ‪77 7 7 7 7‬ل اهلدي من احلل إىل ‪ ‬لع ‪77 7‬دم ورود األم ‪77 7‬ر ب ‪77 7‬ذلك‪ ،‬واألص ‪77 7‬ل‬
‫العدم‪.‬‬ ‫ق‪77‬ال‪( :‬خ‪77‬ذوا ع‪77‬ين مناس‪77‬ككم) [ه‪77‬ق‪ /‬س‪77‬نن‪ /‬ط‪77‬أ‪ ،‬ب‪77‬غ‪ /‬ش‪77‬ا]‪ ،‬احلرم‪ ،‬وحيمل فعله ‪ ‬على االستحباب‪.‬‬
‫ألن رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬إمنا س ‪77 7‬اق اهلدي‬‫‪ ‬أث ‪77‬ر ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ال ه ‪77‬دي إال م ‪77‬ا قُل ‪77‬د وس ‪77‬يق ‪َّ ‬‬ ‫واألصل يف فعله ‪ ‬الوجوب‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن مسكنه خارج احلرم‪.‬‬ ‫ووق ‪77‬ف بعرفة)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬ك ‪77‬ل ه‪77‬دي ال يوق ‪77‬ف بعرف ‪77‬ة فه‪77‬و من احلل َّ‬ ‫احلل واحلرم‪.‬‬
‫‪ ‬حىت جُي مع للهدي بني ّ‬
‫أضحية) [ص‪ /‬مح]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬وقوف اهلدي بعرفة سنة)؛ محاًل لفعله ‪ ‬على االستحباب؛ إذ مل يأت به األمر الصريح‬ ‫الراجــح‬
‫من أوقف اهلدي بعرفة فحسن‪ ،‬وإن مل‬ ‫ال حرج على من مل يقف اهلدي بعرفة‪ ،‬سواء كان‬ ‫إن اشرتى اهلدي مبكة ومل يقفه بعرفة ال جيزئه إال أن‬
‫يفعل مل يضره‬ ‫داخاًل يف احلل أو مل يكن‬ ‫احلل‪ ،‬فإن مل يفعل فعليه البدل فليس هو‬
‫خيرجه إىل ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫هدي‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/699‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/90‬والبحر الرائق (‪ ،)3/78‬والذخرية (‪ ،)3/380‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/148‬واملغين (‪ ،)5/302‬واحمللى‪)7/166( 7‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫محل نحر الهدي‬ ‫مســألــة (‪)156‬‬
‫سبق يف مسألة ( ‪ )84‬أين يذبح اهلدي من حصر بالعدو؟‪ ،‬ويف من أنشأ عمرةاجلملة النحر مبىن إمجاع من العلماء يف احلج‪ ،‬ويف العمرة مبكة‪ ،‬وأمجع العلماء على أنَّه ال جيوز ألحد ْأن يذبح يف الكعبة‪َّ ،‬‬
‫وأن‬
‫تحرير محل‬
‫واجبا أو‬
‫املراد بقوله تعاىل‪( :‬ﯲ ﯳﯴ) ‪ ،‬وقوله تعاىل (ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ) [احلج‪ ،]33 :‬إمنا هو النحر مبكة إحسانًا منه ملساكينها وفقرائها‪ ،‬واختلفوا أين يُذبح اهلدي‪ ،‬سواء كان ً‬ ‫الخالف‬
‫هدية أو فدية‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫كل هدي يتعلق حبرم أو إحرام ينحر يف احلرم إال‬ ‫ينحر اهلدي يف أي مكان إال هدي القران وجزاء‬ ‫اهلدي ألي سبب ينحر يف حدود احلرم‬ ‫هدي التمتع والقران ينحر مبىن وما كان‬ ‫‪146‬‬
‫فدية األذى ودم اإلحصار فحيث وجب‬ ‫الصيد كالمها يف احلرم‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (واستثىن دم‬ ‫بسبب آخر ينحر مبكة ويستثىن هدي‬
‫اإلحصار)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫الطربي‬ ‫الفدية يذبح بغري مكة‬
‫مالك‬
‫االختالف يف تأويل اآليات وظاهر تعارضها مع األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ق ‪77‬ال ‪( :‬م ‪77‬ىن كله ‪77‬ا ‪ ‬عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭸ ﭹ ﭺ ‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل يف الص ‪77‬يد‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ)‪،‬‬
‫منح‪7‬ر‪ ،‬وفج‪7‬اج مك‪7‬ة منح‪7‬ر وم‪7‬بيت) [م]‪ ،‬ﭻ ﭼ)‪ ،‬وقول‪77 7 7‬ه (ﯲ ﯳ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ دليل على َّ‬
‫أن اهلدي ينحر يف احلرم‪.‬‬
‫أن عموم الذبح يف احلرم‪ .‬ﯨﯩﯪ ﯫﯬ ﯭﯮﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ‪ ‬ألمر الن‪7‬يب ‪ ‬لكعب بن عج‪77‬رة ‪ ‬بالفدي‪77‬ة‪ ،‬وق‪7‬د‬ ‫دل َّأن النحر مبىن ومبكة‪.‬‬
‫ﯴ)‪ ،‬دل َّ‬
‫قال ‪77 7‬ه باحلديبي ‪77 7‬ة [خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل ي ‪77 7‬أمره ببعث‪77 7 7‬ه إىل احلرم‪،‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث كعب بن عج ‪77‬رة ي ‪77‬دل على‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪( :‬م‪77‬ىن كله‪77‬ا ﯴ)[املائدة‪.]95:‬‬ ‫ج ‪77 7‬واز ال ‪77 7‬ذبح بغ ‪77 7‬ري مك ‪77 7‬ة؛ حيث خرّي ه‬ ‫األدلــة‬
‫ومثل‪77 7‬ه بقي‪77 7‬ة أن‪77 7‬واع فدي‪77 7‬ة األذى‪ ،‬كله‪77 7‬ا ت‪77 7‬ذبح حيث‬ ‫منحر‪ ،‬وفجاج مكة منحر ومبيت)‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ)‪ ،‬وجبت‪.‬‬ ‫الن ‪77 7 7‬يب ‪ ‬بني ثالث خص ‪77 7 7‬ال‪ ،‬منه ‪77 7 7‬ا‪:‬‬
‫فما كان من هدي أو بدن يذبح يف احلرم‪.‬‬ ‫الذبح‪ ،‬وكان باحلديبية [خ‪/‬م]‪.‬‬
‫‪ ‬م ‪77‬ا وجب ل ‪77‬رتك نس ‪77‬ك ي ‪77‬ذبح يف احلرم قيا ًس ‪7‬ا على‬
‫اهلدي الواجب (كهدي التمتع والقران)‪.‬‬
‫القول الرابع‪( :‬اهلدي ينحر يف احلرم إال فدية األذى واإلحصار)؛ َّ‬
‫ألن األصل يف اهلدي أ ْن يذبح يف مكة إال ما وقع الدليل على استثنائه‬ ‫الراجــح‬
‫ال جيزئ حنر هدي التمتع والقران والفدية لرتك‬ ‫ال جيزئ حنر هدى القران وجزاء الصيد إال يف‬ ‫من حنر يف غري مكة من احلرم أجزأه‬ ‫من ذبح هدي التمتع والقران بغري مىن‬
‫ثمرة الخالف‬
‫واجب إال يف احلرم‬ ‫احلرم‪ ،‬وجيزئ حنر غريها يف أي مكان‬ ‫مل جيزئه ومن ذبح الفدية مبكة أجزأه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/700‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)416-2/415‬والذخرية (‪ ،)3/363‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/275‬واألم (‪ ،)2/238‬واحلاوي الكبري (‪،)4/162‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫واملغين (‪ ،)450 ،449 ،5/196‬واإلنصاف (‪ ،)4/23‬وتفسري الطربي (‪)18/527‬‬

‫‪145‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم ذبح الهدي قبل يوم النحر‬ ‫مســألــة (‪)157‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن السنة يف وقت ذبح اهلدي‪ ،‬يوم النحر ويومان بعده (على خالف)‪ ،‬واختلفوا يف حكم الذبح قبل يوم النحر‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫جيوز ذبح هدي التمتع والقران والتطوع‬ ‫(ال) جيوز ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم النحر‪ ،‬وجيوز ذبح هدي‬ ‫(ال) جيوز ذبح هدي التمتع والقران‬
‫قبل يوم النحر‬ ‫التطوع وسائر الدماء قبل يوم النحر‬ ‫والتطوع قبل يوم النحر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي (الصحيح)‪ /‬أمحد‬ ‫‪146‬‬
‫ظاهر تعارض فعل النيب ‪ ‬يف احلج مع القياس (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬لفعل‪ 7‬النيب ‪ ‬وق‪77‬د ق‪77‬ال‪( :‬خ‪77‬ذوا ع‪77‬ين ‪َّ ‬‬
‫ألن اهلدي قربة غري معقولة املع‪7‬ىن فتختص مبك‪7‬ان وزم‪7‬ان معني‪ ،‬أم‪77‬ا ‪ ‬قي ‪77‬اس ه ‪77‬دي التمت ‪77‬ع والق ‪77‬ران والتط ‪77‬وع‬
‫مناس ‪77‬ككم) [ه ‪77‬ق‪ /‬س ‪77‬نن‪ /‬ط ‪77‬أ‪ /‬ب ‪77‬غ‪ /‬ش ‪77‬ا]‪ ،‬هدي التطوع فهو صدقة وليس يف األصول صدقة خمصوص‪77‬ة مبك‪77‬ان أو على دم اجلربان الذي ال خيتص بوقت‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫فقد ذبح اهلدي الواجب وهدي التط‪77‬وع زمان ال جيوز أداؤها يف غريه‪.‬‬
‫يف مكة يوم النحر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يذبح هدي التمتع والقران والتطوع إال يوم النحر)؛ لفعله ‪ ،‬واألصل يف هذا التعبد‪َّ ،‬أما الدم الواجب لرتك واجب أو فعل‪ 7‬حمظور فاألمر‬ ‫الراجــح‬
‫تأخريا وتقدميًا‬
‫فيه واسع ً‬
‫من ذبح هدي التمتع أو القران أو التطوع من ذبح هدي التمتع أو القران قبل يوم النحر مل جيزئه وعليه البدل‪ ،‬من ذبح هدي التمتع أو القران أو التطوع‬
‫ثمرة الخالف‬
‫قبل يوم النحر أجزأه وكان تعجياًل‬ ‫ومن ذبح هدي التطوع قبل يوم النحر أجزأه‬ ‫قبل يوم النحر مل جيزئه وعليه البدل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/701‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/76‬والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (‪...)7/434‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/959‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/191‬واإلنصاف (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/445‬والفروع وتصحيح الفروع (‪ ،)5/356‬وإعالء السنن (‪)10/395‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫مكان أداء الصدقة المعدولة عن الهدي الواجب في الصيد‬ ‫مســألــة (‪)158‬‬
‫ال خالف عند اجلمهور َّ‬
‫أن ما ُعدل من اهلدي بالصيام أنَّه جيوز حيث شاء‪ ،‬ألنَّه ال منفعة يف ذلك؛ ال ألهل احلرم‪ ،‬وال ألهل مكة‪ ،‬واختلفوا إذا أراد احملرم العدول إىل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫الصدقة الواجبة يف الصيد‪ ،‬أين يتصدق؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الصدقة املعدولة عن اهلدي جتوز يف أي مكان‬ ‫الصدقة املعدولة عن اهلدي ملساكني مكة واحلرم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪145‬‬
‫هل الصدقة املعدولة عن اهلدي الواجب يف الصيد تلحق باهلدي أم بالصيام؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫ألن الص ‪77‬دقة ب ‪77‬دل من ج ‪77‬زاء الص ‪77‬يد ال ‪77‬ذي ه ‪77‬و أله ‪77‬ل مك ‪77‬ة؛ * قوله تعاىل‪( :‬ﯵﯶﯷﯸ)‪ ،‬وهذا عام وغري جائز ختصيصه مبكان إال بداللة‪ ،‬ومن‬ ‫* َّ‬
‫لقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫خصه على مساكني مكة فقد خص اآلية بغري دليل‪.‬‬
‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ليس يف األص‪77‬ول ص‪77‬دقة خمصوص‪77‬ة مبك‪77‬ان ال جيوز أداؤه‪77‬ا يف غ‪77‬ريه‪ ،‬فج‪77‬ازت الص‪77‬دقة يف ك‪77‬ل‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ) [املائ ‪77 7‬دة‪ ،]95:‬ف ‪77 7‬وجب أ ْن تك ‪77 7‬ون مكان‪.‬‬
‫‪ ‬كما جاز الصيام يف كل مكان جازت الصدقة‪ ،‬فكالمها بدل‪.‬‬ ‫الصدقة كذلك‪.‬‬
‫القول الثاين (الصدقة يف أي مكان) الختالف اآلية‪ ،‬ويقيَّد اهلدي بأ ْن يكون ألهل مكة‪ ،‬وما دام أنَّه جاز إخراج الصدقة يف فدية األذى لغري أهل مكة‪ ،‬كما‬ ‫الراجــح‬
‫يف حديث كعب بن عجرة ‪ ‬يف احلديبية‪ ،‬فكذا بقية الصدقات‬
‫من أخرج صدقة الصيد لغري مساكني مكة‪ ،‬فقد أجزأه وبرئت ذمته‬ ‫من أخرج صدقة الصيد لغري مساكني احلرم مبكة مل جيزئه وجيب‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عليه إخراجها مرة أخرى‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/701‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/75‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)3/41‬واملدونة (‪ ،)1/442‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/389‬واحلاوي الكبري (‪،)4/230‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫والتنبيه (ص‪ ،)75‬واملغين (‪ ،)5/449‬واإلنصاف (‪ ،)533-3/532‬وإعالء السنن (‪)10/395‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم ركوب الهدي‬ ‫مســألــة (‪)159‬‬
‫اتفقوا على وجوب اهلدي للمتمتع باحلج‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫أن من سنة اهلدي التقليد‪ ،‬واتفقوا على جواز ركوب اهلدي للضرورة واحلاجة‪ ،‬واختلفوا هل جيوز ركوب اهلدي‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫تطوعا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫واجبا أو ً‬
‫من إبل أو بقر على الطريق إىل مكة بال ضرورة؛ سواء كان هديًا ً‬
‫يكره ركوب اهلدي بغري ضرورة‬ ‫جيوز ركوب اهلدي مطل ًقا‪ 7‬لضرورة ولغري ضرورة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مجهور العلماء‬ ‫أهل الظاهر‬ ‫‪146‬‬
‫ظاهر تعارض احلديث املطلق مع املقيد أو هل حيمل املقيد من حديث جابر ‪ ‬على املطلق من حديث أيب هريرة ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث أيب هريرة ‪( :‬أن رسول اهلل ‪ ‬رأى رجاًل يسوق بدنة‪ * ،‬حديث جابر ‪ ‬وقد سئل عن رك‪7‬وب اهلدي فق‪7‬ال‪( :‬مسعت رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يق‪7‬ول‪:‬‬
‫ظهرا) [م]‪.‬‬
‫فق‪77‬ال‪ :‬اركبه‪77‬ا‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬إهنا ه‪77‬دي‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬اركبه‪7‬ا ويل‪77‬ك اركبها باملعروف إذا أجلئت إليها حىت جتد ً‬
‫* َّ‬
‫ألن االنتفاع مبا قُصد به القربة إىل اهلل تعاىل‪ ،‬منعه مفهوم من الشريعة‪.‬‬ ‫يف الثانية أو يف الثالثة) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ألنه من املنافع اليت ذكرها اهلل سبحانه يف قوله‪{ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ‪ ‬ألنَّه تعلق به حق املساكني‪ ،‬فلم جيز ركوهبا من غري ضرورة كملكهم‪.‬‬
‫ﭶ ﭷ} [احلج‪.]33:‬‬
‫القول الثاين (يكره ركوب اهلدي لغري ضرورة)؛ حلديث جابر ‪ ،‬وهو حديث مقيّد للركوب املطلق‪ 7‬يف حديث أيب هريرة ‪ ،‬وميكن محل حديث أيب‬ ‫الراجــح‬
‫هريرة ‪َّ ‬‬
‫أن اإلذن للرجل الذي يسوق البدنة حصل ملا رأى ‪ ‬من حاجته للركوب‬
‫من ركب اهلدي بال حاجة وال ضرورة فقد خالف السنة‬ ‫من ركب اهلدي بال حاجة وال ضرورة فال شيء عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/701‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/144‬تبيني احلقائق (‪ ،)2/91‬واملدونة (‪ ،)1/408‬والذخرية (‪ ،)3/361‬واحلاوي الكبري (‪ ،)4/376‬والبيان (‪،)4/414‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫واملغين (‪ ،)5/442‬والكايف البن قدامة (‪)1/538‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
‫إذا عطب هدي التطوع وذبحه دون محله فمن يأكل منه؟‬ ‫مســألــة (‪)160‬‬
‫فنحره صاحبه فمن يأكل منه؟‪ ،‬واخلالف‬ ‫أمجعوا َّ‬
‫أن هدي التطوع إذا بلغ حمله (مكة) أنه يأكل منه صاحبه كسائر الناس‪ ،‬واختلفوا إذا عطب اهلدي (أي هلك وانكسر) ُ‬ ‫تحرير محل‬
‫على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إذا حنر اهلدي املعطوب ال يأكل منه األغنياء‬ ‫إذا حنر اهلدي املعطوب أكل منه الناس دون رفقته ‪-‬وإن كانوا‬ ‫إذا حنر اهلدي املعطوب أكل منه سائر‬
‫وال صاحبه‬ ‫فقراء‪ -‬ودون مالكه‬ ‫الناس ورفقته دون مالكه‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬داود‪ /‬أبو ثور‬ ‫مالك‬
‫ظاهر تعارض اآلثار (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن رس‪7‬ول ‪َّ ‬‬
‫ألن اهلدي للفق ‪77 7‬راء يف أص ‪77 7‬له‪ ،‬ف ‪77 7‬إذا عطب‬ ‫ذؤيبًا أبا قبيص‪7‬ة ح ّدث‪7‬ه‪َّ ،‬‬ ‫* حديث ابن عباس ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن ْ‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث ناجي‪77 7 7‬ة األس‪77 7 7‬لمي ‪- ‬وك‪77 7 7‬ان‬
‫اهلل ‪ ‬ك‪77 7‬ان يبعث مع‪77 7‬ه بالب‪77 7‬دن مث يق‪77 7‬ول‪ :‬إ ْن عطب منه‪77 7‬ا ش‪77 7‬يء قبل أ ْن يصل إىل حمله‪ ،‬ذبح ودفع للفقراء‪.‬‬
‫ص‪77 7 7‬احب بُ‪77 7 7‬دن الن‪77 7 7‬يب ‪ -‬ق‪77 7 7‬ال‪( :‬قلت‪ :‬ي‪77 7 7‬ا‬
‫وخشيت عليه موتً‪77‬ا‪ ،‬فاحنره‪77‬ا‪ ،‬مث اغمس نعله‪77‬ا يف دمها‪ ،‬مث اض‪77‬رب‬
‫رس‪77‬ول اهلل كي‪77‬ف أص‪77‬نع مبا عطب من الب‪77‬دن؟‬
‫ب ‪77‬ه ص ‪77‬فحتها‪ ،‬وال تطعمه ‪77‬ا أنت‪ ،‬وال أح ‪77‬د من أه ‪77‬ل رفقت ‪77‬ك) [م‪/‬‬
‫ق ‪77‬ال‪ :‬احنره واغمس نعل ‪77‬ه يف دم ‪77‬ه‪ ،‬مث اض ‪77‬رب‬ ‫األدلــة‬
‫ص ‪77 7‬فحته وخ ‪7ِّ 7 7‬ل بين ‪77 7‬ه وبني الن ‪77 7‬اس فلي ‪77 7‬أكلوه) ويف رواية عند أمحد‪( :‬وخيليها والناس‪ ،‬وال يأكل منها هو وال أحد من‬
‫فدل على منع الرفقة من األكل ومنع املالك كذلك‪.‬‬ ‫[حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬ط ‪77 7‬أ]‪ ،‬دل على من‪77 7‬ع أصحابه]‪ّ ،‬‬
‫املالك من األكل من اهلدي‪.‬‬
‫أصح‪ ،‬وقد منع السائق ورفقته من األكل من اهلدي املعطوب حىت ال‬
‫القول الثاين (يأكل من اهلدي املعطوب الناس دون رفقته)؛ حلديث ابن عباس ‪ ƒ‬وهو ّ‬ ‫الراجــح‬
‫يقصر يف حفظها‪ ،‬فيعطبها ليأكل هو ورفقته منها‪ ،‬فتلحقه‪ 7‬التهمة‬
‫ِّ‬
‫إ ْن أكل من هدي التطوع املعطوب عليه قيمة ما أكل أو أمر إ ْن أكل من هدي التطوع املعطوب عليه قيمة‬ ‫إ ْن أكل مالك هدي التطوع املعطوب منه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫طعاما يتصدق به‬
‫ما أكل أو أمر بأكله‪ً ،‬‬ ‫حلما يتصدق به‬
‫بأكله‪ً ،‬‬ ‫وجب عليه بدله‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/702‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/145‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/225‬واملدونة (‪ ،)1/410‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/403‬واألم (‪ ،)2/238‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)381-4/380‬واملغين (‪ ،)5/435،438‬واحملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد (‪)1/250‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
146

www.alukah.net
145
‫حكم بيع لحم الهدي الواجب المعطوب إذا عطب دون محله‬ ‫مســألــة (‪)161‬‬
‫ال خالف َّ‬
‫أن اهلدي الواجب إذا عطب قبل ْأن يصل إىل حمله (مكة) ومثله لو سرق أو ضل‪ ،‬مل جيزئه‪ ،‬وعاد الوجوب إىل ذمته‪ ،‬واختلفوا إذا عطب اهلدي الواجب فذحبه‬ ‫تحرير محل‬
‫دون حملّه‪ ،‬كيف له ْأن يتصرف باللحم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫لصاحب اهلدي الواجب املعطوب أ ْن يأكل منه ويطعم منه‬ ‫لصاحب اهلدي الواجب املعطوب أن يتصرف فيه كما شاء؛ من أكل أو بيع أو هبة أو صدقة‬
‫األغنياء والفقراء ويكره أ ْن يبيع منه شيًئا‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪145‬‬
‫مالك‬
‫ظاهر تعارض األثر مع القياس (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اهلدي خرجت من ملك صاحبه وبقي يف ذمته‪ ،‬فال‬ ‫تطوع ‪77‬ا‪ ،‬فعطب‪ ،‬ف ‪77‬احنره‪ ،‬مث اغمس النع ‪77‬ل يف ‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬عن ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬إذا أه ‪77‬ديت ه ‪77‬ديًا ً‬
‫دمه‪ ،‬مث اضرب هبا صفحته‪ ،‬ف‪77‬إ ْن أكلت‪ 7‬أو أم‪77‬رت ب‪77‬ه ع‪7َّ7‬رفت‪ .‬وإذا أه‪77‬ديت ه‪77‬ديًا واجبً‪77‬ا فعطب ميكنه التصرف به ببيع‪ ،‬كما ال يبيع حلم األضحية‪.‬‬
‫ف‪77‬احنره‪ ،‬مث ك‪77‬ل إ ْن ش‪77‬ئت‪ ،‬وأه‪77‬ده إ ْن ش‪77‬ئت‪ ،‬وبع‪77‬ه إ ْن ش‪77‬ئت‪ ،‬وتق‪7َّ 7‬و ب‪77‬ه يف ه‪77‬دي آخ‪77‬ر) [س‪77‬نن‪/‬‬ ‫األدلــة‬
‫ش]‪.‬‬
‫أيضا؛ ألنَّه ملكه‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه مىت كان له أ ْن يأكل ويطعم األغنياء‪ ،‬فله أ ْن يبيع ً‬
‫شق عليه مبنع البيع‪ ،‬فيجب عليه هديني‬
‫استقر يف ذمته بدله فال يُ ّ‬
‫القول األول‪( :‬لصاحب اهلدي أ ْن يتصرف فيه كما شاء)؛ ألثر ابن عباس ‪ ،ƒ‬وألنَّه ّ‬ ‫الراجــح‬
‫ليس من السنة أ ْن يبيع شيًئا من اهلدي الواجب املعطوب‬ ‫من باع اهلدي الواجب املعطوب فال حرج عليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/703‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/145‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/225‬واملدونة (‪ ،)1/410‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/403‬واألم (‪ ،)2/238‬واحلاوي الكبري (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)4/376‬واملغين (‪ ،)5/435،438‬وكشاف القناع على منت اإلقناع (‪)3/16‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪146‬‬
‫حكم األكل من الهدي الواجب إذا بلغ محله‬ ‫مســألــة (‪)162‬‬
‫واجبا من واجبات احلج فعليه دم (على خالف بينهم فيما هو واجب)‪َّ ،‬‬
‫وأن من الواجب يف فدية األذى الذبح (على‬ ‫وأن من ترك ً‬‫اتفق األئمة األربعة على وجوب هدي التمتع والقران‪َّ ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫التخيري)‪ ،‬واختلفوا ما الذي يؤكل منه يف اهلدي الواجب وما الذي ال يؤكل منه؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يؤكل من هدي التمتع والقران وال يؤكل من غريمها‬ ‫يؤكل من كل اهلدي الواجب إال جزاء الصيد‬ ‫(ال) يؤكل من اهلدي الواجب كله‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫ونذر املساكني وفدية األذى‬ ‫الشافعي‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬
‫‪146‬‬

‫ألنَّه يظهر يف اهلدي معنيان؛ أحدمها‪ :‬أنَّه عبادة مبتدأة‪ ،‬والثاين‪ :‬أنَّه كفارة‪ ،‬وأحد املعنيني يف بعضها أظهر‬ ‫سبب الخالف‬
‫* تش‪77 7 7‬به مجي‪77 7 7‬ع أص‪77 7 7‬ناف اهلدي ال‪77 7 7‬واجب * يغلب‪ 7‬تش ‪77 7 7‬بيه ه ‪77 7 7‬دي ج ‪77 7 7‬زاء الص ‪77 7 7‬يد وفدي ‪77 7 7‬ة * يغلب‪ 7‬تش‪77‬بيه ه‪77‬دي التمت‪77‬ع والق‪77‬ران بالعب‪77‬ادة‪َّ ،‬‬
‫ألن التمت‪77‬ع والق‪77‬ران أفض‪77‬ل من‬
‫بالكف‪77 7 7 7 7‬ارة‪ 7،‬فكم‪77 7 7 7 7‬ا ال جيوز األك‪77 7 7 7 7‬ل من األذى بالكف‪77‬ارة‪ ،‬وق‪77‬د اتفق‪77‬وا على أنَّه ال يأك‪77‬ل اإلفراد‪ ،‬فيكون اهلدي فيها فضيلة وليس كفارة تدفع العقوبة‪.‬‬
‫ألن الرس ‪77‬ول ‪( :‬س ‪77‬اق اهلدي مع ‪77‬ه من ذي احلليف ‪77‬ة) [متف ‪77‬ق]‪ ،‬وق ‪77‬د ثبت‬ ‫ص‪77 7‬احب الكف‪77 7‬ارة من الكف‪77 7‬ارة‪ ،‬وه‪77 7‬دي ج‪77 7‬زاء ‪َّ ‬‬ ‫الكفارة فكذا اهلدي‪.‬‬
‫هَّن‬
‫الص‪77 7 7 7‬يد وفدي‪77 7 7 7‬ة األذى ظ‪77 7 7 7‬اهر يف أمرمها أ م‪77 7 7 7‬ا (أنه ‪ ‬أمر من كل بدنة جبزء منها‪ ،‬فأكل منها) [م]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن الن ‪77‬يب ‪ ‬ذبح عن أزواج ‪77‬ه ف ‪77‬أكلن من حلومها‪ ،‬وك ‪77‬انت عائش ‪77‬ة ~‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫كفارة‪.‬‬
‫ألن جزاء الص‪7‬يد ب‪77‬دل‪ ،‬فال يأك‪77‬ل من‪7‬ه ومثل‪7‬ه قارنة فأكلت منه [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫فدية األذى الذي وجب بفعل حمظور‪.‬‬
‫النص‬
‫القول الثالث‪( :‬يأكل من هدي التمتع والقران)‪ ،‬وفعله ‪ ‬صريح يف ذلك‪ ،‬وهو نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال اجتهاد مع ّ‬ ‫الراجــح‬
‫من أكل من هدي التمتع والقران فال شيء عليه‪ ،‬ومن أكل من فدية األذى‬ ‫من أكل من هدي التمتع والقران والدم‬ ‫يعطي اللحم كله للمساكني‪ ،‬وكذا النعل‬
‫حلما‬
‫أو جزاء الصيد أو الدم الواجب لرتك واجب ضمن مبثله ً‬ ‫الواجب لرتك واجب فال شيء عليه‪ ،‬ومن‬ ‫الذي قلد به‪ ،‬واجللة (الغطاء) ْإن كان جملاًل ‪،‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أكل من جزاء الصيد أو فدية األذى ضمن‬ ‫حلما‬
‫وإذا أكل من اهلدي ضمن مبثله ً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/703‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/145‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/225‬واملدونة (‪ ،)1/410‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/403‬والبيان (‪ ،)4/418‬واملغين (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)5/444‬واإلنصاف (‪)4/104‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬
‫‪145‬‬
145

www.alukah.net
146
‫‪146‬‬

‫كتاب الجهاد‬

‫‪543‬‬
‫كتاب اجلهاد‬
‫وينقسم إلى جملتين‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة أركان احلرب‬
‫وتحته سبعة فصول‬
‫األول‪ :‬معرفة حكمـ من وظيفة الجهاد‪ ،‬ولمن تلزم‪.‬‬
‫يحاربون‪.‬‬
‫الثاني‪:‬ـ معرفة الذين َ‬
‫صنف من أصناف أهل الحرب‪،‬ـ مما ال يجوز ذلك‪.‬ـ‬ ‫الثالث‪ :‬معرفة ما يجوز من النكاية في ِ‬
‫الرابع‪ :‬معرفة جواز شروط الحرب‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬معرفة العدد الذينـ (ال) يجوز الفرار عنهم‪.‬‬
‫السادس‪:‬ـ هل تجوز المهادنة؟‪.‬‬
‫السابع‪ :‬لماذا يحاربون؟‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف اجلملة األوىل (معرفة أركان احلرب)‬
‫أن اجلهاد على املسلمني فرض على الكفاية‪( ،‬ال) فرض عنْي ‪.‬‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫األصحاء‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الرجال‪ ،‬األحرار‪ ،‬البالغني‪ ،‬الذين جيدون ما يغزون به‪،‬‬ ‫(ال) خالف يف وجوب اجلهاد على‪ِّ :‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عامة الفقهاء متّفقون على أ ّن من شرط فريضة اجلهاد إذن األبويْن‪ ،‬إال أ ْن يكون فرض عنْي ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫حياربون‪ :‬مجيع املشركني‪.‬‬
‫اتّفقوا على أ ّن الذين َ‬ ‫‪-4‬‬
‫بالعدو بطريق االستعباد جائزة بطريق اإلمجاع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النّكاية‬ ‫‪-5‬‬
‫أمجعت الصحابة ‪ ‬على جواز استعباد أهل الكتاب؛ ذكراهنم وإناثهم‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫بعد تأم ٍ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ال خالف يف جواز القتل إذا مل يكن يوجد َ‬ ‫‪-7‬‬
‫اتّفقوا على جواز تأمني اإلمام‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنَّه جيوز يف احلرب قتل املشركني الذكران البالغني املقاتلني‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫والصيب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(ال) خالف بني العلماء أنَّه (ال) جيوز قتل صبيان املشركني وال نسائهم‪ ،‬ما مل تقاتل املرأة‬ ‫‪-10‬‬
‫اتفق املسلمون على جواز قتل املشركني ‪-‬يف احلرب‪ -‬بالسالح‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫اتّفق عوام الفقهاء على جواز رمي حصون املشركني باملنجنيق (املدفع)‪ ،‬سواء كان فيها نساء وذريّة أو مل يكن‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫شرط احلرب على الكفار بلوغ الدعوة هلم باتفاق‪ ،‬وال جيوز حرابتهم قبل ذلك‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫أمجعوا على أنَّه (ال) جيوز فرار املسلم يف احلرب من ِضعف عدد املشركني‪.‬‬ ‫‪-14‬‬
‫أن املقصود باحملاربة ألهل الكتاب ‪-‬ما عدا أهل الكتاب من قريش ونصارى العرب‪ -‬هو أحد أمرين؛ إما دخول اإلسالم‪ ،‬أو إعطاء اجلزية‪.‬‬ ‫اتّفق املسلمون على َّ‬ ‫‪-15‬‬
‫اتّفق عامة الفقهاء على جواز أخذ اجلزية من اجملوس‪.‬‬ ‫‪-16‬‬

‫‪545‬‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬معرفة أركان احلرب‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم الجهاد على المسلمينـ‬ ‫‪1‬‬
‫هل أخذ اإلذن من األبوين المشركين شرط لوجوب الجهاد؟‬ ‫‪2‬‬
‫هل إذن الغريم شرط لوجوب الجهاد؟‬ ‫‪3‬‬
‫هل يُحارب الحبشة والترك؟‬ ‫‪4‬‬
‫حكم استعباد الرهبان وقتلهم وأسرهم‬ ‫‪5‬‬
‫حكم قتل األسير‬ ‫‪6‬‬
‫أمان العبد‬ ‫‪7‬‬
‫أمان المرأة‬ ‫‪8‬‬
‫حكم قتل من (ال) يشارك في الحرب من الكافرين (ممن ال يطيق القتال)‬ ‫‪9‬‬
‫حكم قتل المشركين في الحرب بالحرق بالنار‬ ‫‪10‬‬
‫رمي (المدن) بالمنجنيق (المدافع)‬ ‫‪11‬‬
‫النكاية بالعدو بالمباني (الدور) والحيوان والنبات‬ ‫‪12‬‬
‫حكم تكرار الدعوة لإلسالم قبل الحربـ‬ ‫‪13‬‬
‫الضِّعف الذي (ال) يجوز ِ‬
‫الفرار عنهم في المعركة‬ ‫‪14‬‬
‫هل تجوز مهادنة الكفار؟‬ ‫‪15‬‬
‫حكم وقوع الهدنة على مال يدفعه المسلمون للكفار‬ ‫‪16‬‬
‫مقدار مدة مهادنة الكفار‬ ‫‪17‬‬
‫هل تقبل الجزية من المشركين (غير) أهل الكتاب؟‬ ‫‪18‬‬
‫العدو (دار الحرب)ـ‬
‫حكم السفر بالقرآن إلى أرض ّ‬ ‫‪19‬‬

‫‪546‬‬
‫حكم الجهاد على المسلمين‬ ‫مسألةـ (‪)1‬‬
‫اتفق العلماء على مشروعية اجلهاد (القتال) يف سبيل اهلل‪ ،‬واختلفوا يف حكمه‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫اجلهاد تطوع‬ ‫اجلهاد فرض على الكفاية‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عبد اهلل بن احلسن‬ ‫اجلمهور‬
‫تأويل قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [البقرة‪( ]216:‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ)‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) [البقرة‪ ،]216:‬وكتب معناه (فرض)‪.‬‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ [البق‪77‬رة‪ 7،]216:‬كتب معن‪7‬اه (ش‪7‬رع)‪ ،‬وليس‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ) [التوب‪77‬ة‪ ،]122:‬دل على َّ‬
‫أن اجله‪77‬اد ف‪77‬رض على الكفاي‪77‬ة مبع‪77 7 7‬ىن الوج ‪77 7 7‬وب‪ ،‬كم ‪77 7 7‬ا يف قول ‪77 7 7‬ه تع ‪77 7 7‬اىل‪:‬‬
‫(ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫إذا قام به البعض سقط عن اآلخرين‪.‬‬ ‫األدلة‬

‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [البقرة‪.]180:‬‬


‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ) [النساء‪ ،]95:‬اجملاهد والقاعد موعود باحلسىن‪ ،‬فدل على أنّه فرض كفاية‪.‬‬
‫ط إال وترك بعض الناس‪ ،‬فدل أنّه فرض كفاية‪.‬‬ ‫* مل خيرج النيب ‪ ‬اجلميع الغزوات‪ ،‬ومل خيرج ق ّ‬
‫القول األول‪( :‬اجلهاد فرض على الكفاية)‪ ،‬فلم خيرج ‪ ‬يف عامة السرايا‪ ،‬كما أ ّن بعض الصحابة ‪ ‬بقي يف املدينة يف بعض الغزوات‪ ،‬وال يُصرف (كتب)‬
‫إىل النَّدب إال بدليل‪ ،‬وال دليل على ذلك‪ ،‬أما آية الوصية (فكتب) فيها مبعىن (فرض)‪ ،‬إال أهّن ا نُسخت بتشريع املواريث‬ ‫الراجح‬

‫إذا تركت األمة اإلسالمية جهاد الطلب‬ ‫إذا تركت األمة اإلسالمية جهاد الطلب وهي قادرة عليه أمث مجيع من هو قادر على اجلهاد‪ ،‬وإذا فعله‬
‫وهي قادرة عليه فال إمث عليها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بعضهم انتفى اإلمث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/708‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/3‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/294‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)1/91‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/347‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)14/112‬والتنبيه يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)232-231‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/116‬واإلنصاف (‪)4/116‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪547‬‬
548
‫هل أخذ اإلذن من األبوين المشركين شرط لوجوب الجهاد؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫وعامة الفقهاء على َّ‬
‫أن من‬ ‫والزمىن‪ّ ،‬‬
‫األصحاء‪ ،‬وال جيب على املرضى َّ‬
‫َّ‬ ‫ال خالف يف وجوب اجلهاد على الرجال األحرار البالغني الذين جيدون ما يغزون‪،‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫شرط فريضة اجلهاد إذن األبوين (إال أ ْن يكون عليه فرض عني)‪ ،‬واختلفوا يف أخذ اإلذن من األبوين املشركني‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يُستأذن األبوين املشركني للجهاد‬ ‫(ال) يُستأذن األبوين املشركني للجهاد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الثوري‬ ‫اجلمهور‬
‫معارضة فعل الصحابة لظاهر األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن من الص‪77‬حابة ‪ ‬من ك‪77‬ان جياه‪77‬د م‪77‬ع الرس‪77‬ول ‪ ‬ووال‪77‬ده * ح‪77‬ديث عب‪77‬د اهلل بن عم‪77‬رو بن الع‪77‬اص ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ج‪77‬اء رج‪77‬ل إىل الن‪77‬يب ‪ ‬يس‪77‬تأذنه‬
‫أحي وال‪7‬داك‪ ،‬ق‪7‬ال نعم‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬ففيهم‪77‬ا فجاه‪77‬د) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ه‪7‬ذا ع‪77‬ام ال‬
‫للجه‪7‬اد‪ ،‬فق‪77‬ال ل‪7‬ه‪ٌّ :‬‬ ‫مشرك‪ ،‬ومل يستأذنه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫يفرق بني األبوين املسلمني وغريمها‪ ،‬فمعىن األبوة متحقق‪ 7‬فيهما‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬ال يستأذن األبوين املشركني للجهاد)‪ ،‬لفعل الصحابة ‪ ‬لذلك‪ ،‬وإقرار الرسول ‪ ‬هلم‪ ،‬وقد قال تعاىل‪( :‬ﭰﭱﭲﭳﭴﭵ‬
‫الراجح‬
‫ﭶ)[النساء‪]141 :‬‬

‫من غزا مع املسلمني دون إذن أبويه املشركني أمث‬ ‫من غزا مع املسلمني دون إذن أبويه املشركني (مل) يأمث‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/708‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/294‬واالستذكار (‪ ،)5/40‬والذخرية (‪ ،)3/395‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/122‬وهناية املطلب (‪ ،)17/403‬وشرح‬
‫الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)6/438‬وكشاف القناع (‪)3/44‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪549‬‬
‫هل إذن الغريم شرط لوجوب الجهاد؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫وأن شروط وجوب اجلهاد املتفق عليها هي‪ :‬اإلسالم والبلوغ والعقل واحلرية والذكورية‬ ‫ذهب عامة الفقهاء إىل وجوب أخذ اإلذن للجهاد من األبوين املسلمني‪َّ ،‬‬
‫واالستطاعة بالبدن واملال‪ ،‬واختلفوا هل جيب أخذ اإلذن من الغرمي‪ ،‬ملن عليه دين ٌّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫وفاء‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫خصوصا إذا مل يرتك ً‬
‫ً‬ ‫حال‬
‫وفاء‬
‫(ال) جيب على املدين استئذان الغرمي (الدائن) للجهاد‪ ،‬إال أن جيد ً‬ ‫وفاء‬
‫جيب على املدين استئذان الغرمي (الدائن) للجهاد إال إذا ترك ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫هل منع الدَّين لتكفري اخلطايا سبب مؤثِّر يف وجوب إذن الغرمي؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن اجله‪77‬اد يف س‪77‬بيل اهلل واإلميان أفض‪77‬ل ‪ ‬األصل عدم املنع من اجله‪7‬اد م‪7‬ا مل ي‪7‬رد دلي‪7‬ل على وج‪7‬وب االس‪7‬تئذان‪،‬‬ ‫* ح‪77‬ديث أيب قت‪77‬ادة‪( :‬أ ّن الن‪77‬يب ‪ ‬ق‪77‬ام فيهم ف‪77‬ذكر َّ‬
‫مت يف س ‪77 7‬بيل اهلل‪ ،‬تكفَّر ع ‪77 7‬ين وال دليل‪.‬‬ ‫األعم ‪77 7‬ال‪ .‬فق ‪77 7‬ام رج ‪77 7‬ل فق ‪77 7‬ال‪ :‬ي ‪77 7‬ا رس ‪77 7‬ول اهلل‪ ،‬أرأيت ْإن ُّ‬
‫األدلة‬
‫خطاي‪77‬اي‪ ،‬فق‪77‬ال ل‪77‬ه رس‪77‬ول اهلل ‪ :‬نعم وأنت ص‪77‬ابر حمتس‪77‬ب مقب‪77‬ل غ‪77‬ري م‪77‬دبر‪ ،‬إال ال‪77‬دَّين‪  ،‬ألن ‪77‬ه إذا مل يق ‪77‬در على الوف ‪77‬اء فال منفع ‪77‬ة للغ ‪77‬رمي يف ترك ‪77‬ه الغ ‪77‬زو‪ ،‬وق ‪77‬د‬
‫يُرزق يف الغزو ما يؤدي به الدين‪.‬‬ ‫فإ ّن جربيل ‪ ‬قال يل ذلك)‪[ ،‬م]‪ ،‬فالدَّيْن مانع من التكفري فوجب استئذان الغرمي‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيب استئذان الغرمي للجهاد)‪ ،‬أل ّن مراجعة جربيل ‪ ‬للنيب ‪ ‬يف ذلك فيه داللة على تأثري ال ّدين يف املغفرة للمجاهد‪ ،‬واليت هو مقصد اجملاهد‬
‫الراجح‬
‫األول‬
‫من أراد أن جياهد وعليه دين ومل يأذن له صاحبه فال مانع من‬ ‫ينبغي لقائد اجليش أن يرد من أراد اجلهاد وعليه دين ومل يأذن له صاحب الدين‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ذلك إذا كان هناك من يقضيه عنه لو مات‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/709‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/242‬والبحر الرائق (‪ ،)5/77‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/464‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/351‬والتنبيه يف الفقه الشافعي‬
‫(ص‪ ،)232‬ومنهاج الطالبني (ص‪ ،)307‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/119‬واإلنصاف (‪)4/122‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪550‬‬
‫هل يُحارب الحبشة والتُّرك؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫اتفق العلماء على أ ّن مجيع املشركني حياربون‪ ،‬واختلفوا هل يستثىن صنف من أصناف املشركني‪ ،‬وهم احلبشة والرُّت ك‪ ،‬فال حياربون؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫ال جيوز ابتداء احلبشة والرتك باحلرب‬ ‫حيارب مجيع املشركني بال استثناء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف صحة األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ *قوله ‪( :‬دعوا احلبشة ما ودع‪7‬وكم‪ ،‬واترك‪7‬وا الرُّت ك م‪7‬ا ترك‪7‬وكم)‪[ ،‬د‪/‬ن‪/‬حم ورواي‪7‬ة‪:‬‬
‫(اترك ‪77‬وا احلبش ‪77‬ة م ‪77‬ا ترك ‪77‬وكم‪ ،‬فإنَّه ال يس ‪77‬تخرج ك ‪77‬نز الكعب ‪77‬ة إال ذو الس ‪77‬ويقتني من احلبشة)‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫ﯜ ﯝ ﯞ) [األنفال‪ ،]39:‬وهذا عام ال خيص فئة دون أخرى‪.‬‬
‫وصححه احلاكم ووافقه الذهيب‪ /‬وقال األلباين‪ :‬يف سنده رجل ضعيف]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيارب مجيع املشركني)‪ ،‬لعموم اآلية‪ .‬قال القرايف‪ُ :‬سئل اإلمام مالك عن صحة األثر‪ ،‬فلم يعرتف بذلك‪ ،‬وقال‪ :‬مل يزل الناس يتحامون غزوهم‬ ‫الراجح‬
‫(ال) يُشرع ابتداء احلبشة والرتك بالقتال‬ ‫يُشرع ابتداء احلبشة والرتك بالقتال كما يُشرع ذلك يف سائر املشركني‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/709‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)2/711‬والبحر الرائق (‪ ،)85-5/84‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)98‬والذخرية (‪ ،)3/386‬واألم (‪ ،)4/253‬والتنبيه يف الفقه‬
‫الشافعي (ص‪ ،)232‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/125‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)6/448‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪551‬‬
‫حكم استعباد الرهبان وقتلهم وأسرهم‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫وكبارا‪ ،‬وكذلك‬
‫صغارا ً‬
‫وشيوخا وصبيانًا ً‬
‫ً‬ ‫ذكورا وإناثًا‬
‫أمجعوا على جواز النِّكاية بالعدو يف النفوس باالستعباد والتَّملك‪ ،‬وذلك يف مجيع املشركني‪ً ،‬‬
‫الر هبان الذين مل يشاركوا يف القتال‪ ،‬هل جيوز استعبادهم وقتلهم وأسرهم‪ ،‬واخلالف على‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫الرهبان إذا شاركوا بالقتال يقتلوا بال خالف‪ ،‬واختلفوا يف ُّ‬
‫قولني‬
‫جيوز اسرتقاق الرهبان مطل ًقا‬ ‫تعرض للرهبان ال بقتل وال أسر وال استعباد‬‫(ال) يُ َّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر تعارض عموم اآلية مع األثر‪ /‬واالختالف يف صحة األثر (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول أيب بك‪7‬ر الص‪7‬ديق ‪( :‬س‪7‬تمرون على ق‪7‬وم يف الص‪7‬وامع‪ ،‬هم احتبس‪7‬وا ‪ ‬عم ‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫أنفسهم فيها‪ ،‬فذروهم وما حبسوا أنفسهم له) [ط‪/‬هق‪ /‬وق‪7‬د روي من أوج‪7‬ه‬
‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [التوب ‪77‬ة‪،]5:‬‬
‫كله‪77 7‬ا ض‪77 7‬عيفة منقطع‪77 7‬ة‪ ،‬وحنوه عن خال‪77 7‬د بن زي‪77 7‬د ‪َّ ‬‬
‫أن رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬خ‪77 7‬رج‬
‫مش ‪77‬يعا أله ‪77‬ل مؤت ‪77‬ه‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬وس ‪77‬تجدون رج ‪7‬ا يف الص ‪77‬وامع مع ‪77‬تزلني الن ‪77‬اس‪ ،‬فال وهذا عام يتناول بعمومه الرهبان وغريهم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫اًل‬ ‫ًّ‬
‫‪ ‬ألنّه كافر ال نفع يف حياته‪ ،‬فيعامل كغريه‪.‬‬ ‫تعرضوا هلم) وهو منقطع أيضا]‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ألهنم ليسوا من أهل القتال‪.‬‬
‫تأسيا بفعل الصحابة ‪ ‬لذلك‪ ،‬وألنّه ال ضرر منه فيخشى‬
‫تعرض للرهبان بقتل وال اسرتقاق)‪ً ،‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يُ َّ‬ ‫الراجح‬

‫من أسر راهبا مل يلزمه فك أسره‬ ‫من أسر راهبا لزمه فك أسره يف احلال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/710‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)2/711‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/245‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/499‬والبيان والتحصيل (‪ ،)1854‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)14/192‬وهناية املطلب (‪ ،)17/463‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/125‬واملغين (‪ ،)3/178‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)6/547‬واهلداية يف ختريج‬ ‫مراجع المسألة‬
‫أحاديث البداية (‪)6/10‬‬

‫‪552‬‬
‫حكم قتل األسير‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫اتفق العلماء على أ ّن اإلمام خمرّي يف األسرى بني املن (العفو بال مقابل) واالستعباد وأخذ الفداء‪ ،‬واختلفوا هل جيوز لإلمام قتل األسري؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫مينع اإلمام من قتل األسري‬ ‫جيوز لإلمام قتل األسري‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‪ /‬احلسن البصري‪ /‬سعيد بن جبري ‪‬‬ ‫أكثر العلماء‬
‫ظاهر تعارض قوله تعاىل‪( :‬ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) [حممد‪ ،]4:‬وتعارض األفعال‪ ،‬ومعارضة ظاهر الكتاب لفعله ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬

‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ *قوله تعاىل‪( :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬


‫دل ظاهر اآلية على أ ّن القتل أفضل من االستعباد‪ ،‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ) ‪ ،‬ظاهر اآلية ُّ‬
‫يدل‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ) [األنفال‪ّ ،]67:‬‬
‫املن أو الفداء‪ ،‬وهذه اآلية‬
‫على أنّه ليس لإلمام بعد األسر إال ّ‬ ‫وكان سبب نزول اآلية مشاورته ‪ ‬يف أسرى بدر‪ ،‬وإشارة عمر ‪ ‬بقتلهم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ناسخة لفعله ‪ ‬من قتل األسري‪.‬‬ ‫صربا؛ عقبة بن أيب ُمعيط‪ ،‬والنّضر بن‬
‫*أل ّن الرسول ‪ ‬قتل األسرى‪( ،‬فقتل يوم بدر ثالثة ً‬
‫ِ‬
‫ومطعم بن عدي)‪[ ،‬طب‪ /‬ش]‪ ،‬وقتل ‪ :‬هالل بن َخطل [هق‪ /‬قط‪ /‬طب]‪.‬‬
‫َّ‬
‫*ألن النيب ‪ ‬مل يقتل ُأسارى بدر‪.‬‬ ‫احلارث‪ُ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز قتل األسري)‪ ،‬أل ّن اآلية‪( :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) خمصصة بالسنة‪ ،‬وليس املقصود منها حصر ما يُفعل باألسارى‪ ،‬بل فعله ‪ ‬حكم زائد على‬ ‫الراجح‬
‫خصوصا من َّ‬
‫اشتد ضرره على املسلمني‬ ‫ً‬ ‫ما يف األمرين‪ ،‬وقد قتل النيب ‪ ‬يف آخر حياته يف فتح مكة‪ ،‬وقد تكون املصلحة أحيانًا يف قتل األسري‪،‬‬
‫املن‪ ،‬واالستعباد‪ ،‬وأخذ الفداء‪،‬‬
‫اإلمام خمرَّي يف األسرى بني‪ :‬املن‪ ،‬واالستعباد‪ ،‬وأخذ الفداء‪ ،‬وضرب اجلزية‪ ،‬أو القتل عند اإلمام خمري يف األسرى بني‪ّ :‬‬
‫وضرب اجلزية (دون) القتل‬ ‫األئمة الثالثة‪ ،‬وعند احلنفية خمري بني االستعباد والقتل فقط‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/711‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)302-3/301‬وبدائع الصنائع (‪ ،)7/119‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)1/94‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/366‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)14/173‬والبيان (‪ ،)12/147‬واملغين (‪ ،)13/44‬واإلنصاف (‪)4/130‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪553‬‬
‫أمان العبد‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫احلر‪ ،‬دون أخذ إذن‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنّه (ال) جيوز قتل األسري بعد تأمينه‪ ،‬واتفقوا على جواز تأمني اإلمام‪ ،‬ومجهور العلماء على جواز أمان الرجل املسلم ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫من اإلمام ‪-‬خالفًا البن املاجشون‪ ،-‬وأمجعوا أ ّن أمان الصيب غري املراهق ال جيوز‪ ،‬ومثله أمان اجملنون‪ ،‬واختلفوا يف حكم أمان العبد‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز أمان العبد إال أن يكون مأذونا له يف القتال‬ ‫جيوز أمان العبد مطلقا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة العموم‪ 7‬للقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن األم ‪77‬ان من ش ‪77‬رطه الكم ‪77‬ال‪ ،‬والعب ‪77‬د ن ‪77‬اقص بالعبودي ‪77‬ة‪ ،‬ف ‪77‬وجب أ ْن يك ‪77‬ون‬ ‫َّ‬ ‫*عم ‪77 7 7‬وم ح ‪77 7 7‬ديث عم ‪77 7 7‬رو بن ش ‪77 7 7‬عيب عن أبي ‪77 7 7 7‬ه عن ج ‪77 7 7 7‬ده‪ ،‬وحنوه عن علي ‪:‬‬
‫(املس ‪77‬لمون‪ 7‬تتكاف ‪77‬أ دم ‪77‬اؤهم‪ ،‬ويس ‪77‬عى ب ‪77‬ذمتهم أدن ‪77‬اهم‪ ،‬وهم ي ‪7ٍ 7‬د على من س ‪77‬واهم) للعبودي ‪77‬ة ت ‪77‬أثري يف إس ‪77‬قاطه‪ ،‬قيا ًس‪7 7‬ا على تأثريه ‪77‬ا يف إس ‪77‬قاط كث ‪77‬ري من األحك ‪77‬ام‬
‫[طي‪77‬ا‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ح‪77‬ه‪ /‬ه‪77‬ق]‪ ،‬ويف رواي‪77‬ة‪( :‬وجيري عليهم أدن‪77‬اهم)‪ ،‬وأدن‪77‬اهم أي‪ :‬أقلهم‪ ،‬الشرعية‪ ،‬وأ ْن خيصص عموم احلديث هبذا القياس‪.‬‬
‫ألن العبد (ال) جيب عليه اجلهاد‪ ،‬فال يصح أمانه كالصيب‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫فيدخل كل وضيع بالنص وكل شريف بالفحوى‪ ،‬ودخل يف األدىن العبد‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ح‪7‬ديث علي ‪ ‬ق‪7‬ال رس‪7‬ول اهلل ‪( :‬ذم‪7‬ة املس‪7‬لمني واح‪7‬دة‪ ،‬يس‪7‬عى هبا أدن‪7‬اهم‪َّ  ،‬‬
‫ألن العب‪77 7 7 7 7 7‬د جمل‪77 7 7 7 7 7‬وب من دار احلرب‪ ،‬فال يُ‪77 7 7 7‬ؤمن أ ْن ينظ‪77 7 7 7‬ر هلم يف تق‪77 7 7 7 7 7‬دمي‬
‫‪7‬رف وال مصلحتهم‪.‬‬ ‫‪7‬لما فعلي‪7‬ه لعن‪7‬ة اهلل واملالئك‪7‬ة والن‪7‬اس أمجعني‪ ،‬ال يُقب‪7‬ل من‪7‬ه ص ٌ‬ ‫فمن أخفر مس ً‬
‫عدل)‪[ ،‬خ]‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫القول األول‪( :‬جيوز أمان العبد)؛ لعموم‪ 7‬احلديث فهو نص يف حمل اخلالف وداللته واضحة‪ ،‬وأل ّن العبد مسلم‪ 7‬مكلَّف ّ‬
‫فصح أمانه كاحلر‪ ،‬وليس هو مبتهم‪ ،‬فاألصل‬
‫الراجح‬
‫براءة الذمة‬
‫جيوز قتل احلريب الذي أمنه العبد‬ ‫(ال) جيوز قتل احلريب الذي أمنه العبد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/712‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/70‬وبدائع الصنائع (‪ ،)7/106‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/559‬ومنح اجلليل (‪ ،)3/170‬واألم (‬
‫‪ ،)7/370‬والوسيط يف املذهب (‪ ،)7/43‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/162‬واملغين (‪ ،)7/34‬وكشاف القناع (‪ ،)3/105‬ونيل األوطار (‪)7/34‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪554‬‬
‫أمان المرأة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫احلر‪ ،‬دون أخذ إذن‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنّه (ال) جيوز قتل األسري بعد تأمينه‪ ،‬واتفقوا على جواز تأمني اإلمام‪ ،‬ومجهور العلماء على جواز أمان الرجل املسلم ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫من اإلمام ‪-‬خالفًا البن املاجشون‪ ،-‬وأمجعوا أ ّن أمان الصيب غري املراهق ال جيوز‪ ،‬ومثله أمان اجملنون‪ ،‬واختلفوا يف حكم أمان املرأة للكافر احملارب‪ ،‬واخلالف على‬
‫أمان املرأة موقوف على إذن اإلمام‬ ‫جيوز أمان املرأة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن املاجشون‪ /‬سحنون‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم قوله ‪( :‬قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ) [متفق ]‪ /‬وقياس املرأة يف التأمني على الرجل‪ /‬واالختالف يف ألفاظ مجوع املذكر هل تتناول النساء أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*حديث أم هانئ بنت أيب طالب ~ قالت‪( :‬ذهبت إىل رسول اهلل ‪ ‬عام الفتح‪ ،‬فقلت‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪* ،‬قول ‪77‬ه ‪( :‬ق ‪77‬د أجرن ‪77‬ا من أج ‪77‬رت ي ‪77‬ا أم ه ‪77‬انئ)‪ ،‬يُفهم‬
‫زعم ابن أمي أن ‪77‬ه قات ‪77‬ل رجاًل ق ‪77‬د أجرته‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬ق ‪77‬د أجرن ‪77‬ا من أج ‪77‬رت ي ‪77‬ا أم ه ‪77‬انئ) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فُهم من ‪77‬ه من‪77‬ه أ ّن أم‪77‬ان أم ه‪77‬انئ ~ ال ص‪77‬حة ل‪77‬ه يف نفس‪77‬ه‪ ،‬وأنّ‪77‬ه‬
‫لوال إجازة النيب ‪ ‬لذلك مل يؤثّر‪.‬‬ ‫إمضاء أمان أم هانئ ~ من جهة أنّه قد انعقد وأثّر‪.‬‬
‫*قول‪77‬ه ‪( :‬املس‪77‬لمون تتكاف‪77‬أ دم‪77‬اؤهم‪ ،‬ويس‪77‬عى ب‪77‬ذمتهم أدن‪77‬اهم‪ ،‬وهم ي‪77‬د على من س‪77‬واهم) [طي‪77‬ا‪ /‬حم‪ /‬د‪* /‬أل ّن املرأة ناقص‪77‬ة عن الرج ‪77‬ل يف ب‪77‬اب اجله ‪77‬اد‪ ،‬فلم جيز‬ ‫األدلة‬
‫أماهنا كأمان الصيب‪.‬‬ ‫هق]‪ ،‬أدناهم أي‪ :‬أقلهم‪ ،‬وقد دخل يف األدىن املرأة‪.‬‬
‫‪ ‬ال يُ‪77 7 7 7 7 7‬ؤمن أ ْن يك ‪77 7 7 7‬ون يف أم ‪77 7 7 7‬ان املرأة ض‪77 7 7 7 7 7‬رر على‬ ‫*قياس املرأة على الرجل‪ ،‬فال فرق بينهما يف إجازة األمان‪.‬‬
‫املسلمني‪ 7،‬فكان موقوفًا على إذن اإلمام‪.‬‬ ‫‪ ‬أجارت زينب بنت رسول اهلل ‪ ‬أبا العاص بن الربيع‪ ،‬فأمضاه رسول اهلل ‪[ ‬هق‪ /‬عب‪ /‬ش]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جبوز أمان املرأة)‪ ،‬لنص حديث أم هانئ ~‪ ،‬فهو أظهر يف أ ّن النيب ‪ ‬أخرب بلزوم العقد‪ ،‬وقد أشار ابن املنذر ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬أ ّن املسألة إمجاع من أهل العلم‪،‬‬
‫الراجح‬
‫وأومأ إىل ضعف قول املخالف‬
‫جيوز قتل الكافر احلريب الذي أمنته املرأة إذا مل جُيِ ز‬
‫(ال) جيوز قتل الكافر احلريب الذي أمنته املرأة مطل ًقا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اإلمام أماهنا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/712‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/69‬وبدائع الصنائع (‪ ،)7/106‬والذخرية (‪ ،)3/444‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)3/170‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)13/145‬والوسيط يف املذهب (‪ ،)7/43‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/162‬واملغين (‪ ،)13/76‬ونيل األوطار (‪)7/34‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪555‬‬
‫حكم قتل من (ال) يُشارك في الحرب من الكافرين (ممن ال يُطيق القتال)‬ ‫مسألةـ (‪)9‬‬
‫(ال) خالف بني املسلمني أنّه جيوز يف احلرب قتل املشركني الذكران البالغني‪ ،‬وال خالف أنّه (ال) جيوز قتل صبيان املشركني وال قتل نسائهم ما مل تقاتل املرأة والصيب‪ ،‬فإذا قاتلت املرأة استبيح دمها‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫لقوله ‪ ‬ملا قُتلت امرأة‪( :‬ما كانت هذه لتقاتل) [حم‪ /‬د‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬هق]‪ ،‬واختلفوا يف قتل غري املشاركني يف القتال؛ كاملعاق واملريض والشيخ الكبري وحنوهم‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫(ال) يُقتل الشيوخ واحلراث‬
‫يقتل مجيع املشركني بال استثناء‬ ‫(املزارعني)‬ ‫(ال) يُقتل الشيوخ فقط‬ ‫(ال) يُقتل من مل يشارك يف احلرب‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي (األصح)‬ ‫الثوري‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫األوزاعي‬
‫ثالثة أسباب؛ األول‪ :‬ظاهر معارضة بعض اآلثار خبصوصها لعموم الكتاب واألثر‪ /‬والثاين‪ :‬ظاهر معارضة قوله تعاىل‪( :‬ﯯ ﯰﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ) [البقرة‪:‬‬ ‫سبب‬
‫‪ ،]190‬لقوله تعاىل‪( :‬ﮬ ﮭﮮ ﮯ) [التوبة‪ ،]5:‬والثالث‪ :‬اختالفهم يف العلة املوجبة للقتل‪ ،‬هل هي الكفر أم إطاقة القتال؟‬ ‫الخالف‬
‫*ح‪77 7‬ديث رب‪77 7‬اح بن الربي‪77 7‬ع ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪* :‬قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫(أن النيب ‪ ‬كان إذا *حديث‪( :‬وال تقتلوا‬ ‫*عن ابن عباس ‪َّ :ƒ‬‬
‫(خرجن ‪77‬ا م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬يف غ ‪77‬زوة ﮯ)‪ ،‬ه ‪77‬ذا يقتض ‪77‬ي قت ‪77‬ل ك ‪77‬ل مش ‪77‬رك‪ ،‬وه ‪77‬ذه اآلي ‪77‬ات ناس ‪77‬خة‬ ‫شيخا فانيًا)‪ ،‬فنص‬
‫ً‬ ‫بعث جيوش ‪77 7‬ه ق ‪77 7‬ال‪ :‬ال تقتل ‪77 7‬وا الول ‪77 7‬دان وال‬
‫فمررن ‪77‬ا ب ‪77‬امرأة مقتولة‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬م ‪77‬ا‬ ‫أص ‪77 7 7 7 7 7‬حاب الص ‪77 7 7 7 7 7‬وامع) [ش‪ /‬حم‪ /‬ه‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ق‪ /‬احلديث على الشيخ‬
‫لقوله تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ) ‪.‬‬
‫ك ‪77 7‬انت ه ‪77 7‬ذه لتقات ‪77 7‬ل‪ ،‬مث ق ‪77 7‬ال‪ :‬احلق‬ ‫الفاين دون غريه‪.‬‬ ‫والصحيح أنَّه من قول أيب بكر ‪.]‬‬
‫خبال ‪77 7‬د فال يقت ‪77 7‬ل ذري ‪77 7‬ة وال عس ‪77 7‬ي ًفا)‪* ،‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه ‪ُ( :‬أم‪77‬رت أن أقات‪77‬ل الن‪77‬اس ح‪77‬ىت يش‪77‬هدوا أ ْن ال إل‪77‬ه إال‬
‫حممدا رسول اهلل) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫(أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬إذا‬ ‫*ح ‪77 7‬ديث أنس ‪َّ :‬‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬ج‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ه‪ /‬كم‪ 7/‬ه‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ق‪ /‬طح‪ /‬اهلل وأ ّن ً‬ ‫‪7‬يخا فانيً‪77‬ا وال‬ ‫‪7‬‬‫ش‬ ‫‪7‬وا‬ ‫‪7‬‬‫ل‬‫تقت‬ ‫بعث جيش‪77‬ه‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬ال‬
‫ً‬ ‫األدلة‬
‫*ح‪77 7 7‬ديث مسرة ‪ ‬ق‪77 7 7‬ال ‪( :‬اقتل‪77 7 7‬وا ش‪77 7 7‬يوخ املش‪77 7 7‬ركني واس‪77 7 7‬تحيوا‬ ‫‪7‬غريا وال ام ‪77 7‬رأة) [د‪ /‬ه‪77 7 7‬ق] وض ‪77 7‬عفه‬
‫ش‪77 7‬رخهم)‪[ ،‬حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬ويف رواي‪77 7‬ة‪( :‬واس‪77 7‬تبقوا)‪ /‬ق‪77 7‬ال الرتم‪77 7‬ذي‪:‬‬
‫وصححه احلاكم وابن حبان]‪.‬‬ ‫طفاًل ص‪ً 7 7‬‬
‫الغماري‪.‬‬
‫‪7‬اب حسن صحيح]‪ .‬وشرخهم‪ :‬الص‪77‬غار ال‪77‬ذين مل ي‪77‬دركوا‪ ،‬أو الش‪77‬باب أه‪77‬ل‬ ‫*عن ابن وهب ق‪77 7 7‬ال‪( :‬أتان‪77 7 7‬ا كت‪7 7 7‬‬
‫عم‪77‬ر‪ ،‬وفي‪77‬ه‪ :‬ال تغلّ‪77‬وا وال تغ‪77‬دروا وال‬
‫تقتل ‪77 7 7 7 7 7 7‬وا ولي ‪77 7 7 7 7 7 7‬دا‪ ،‬واتق ‪77 7 7 7 7 7 7‬وا اهلل يف اجللد الذين ينتفع‪ 7‬هبم‬ ‫*أل ّن العل ‪77 7‬ة املوجب ‪77 7‬ة للقت ‪77 7‬ل إطاق ‪77 7‬ة القت ‪77 7‬ال‪،‬‬
‫ً‬ ‫للنهي عن قت‪77 7 7 7‬ل النس‪77 7 7 7‬اء م‪77 7 7 7‬ع أهّن م كف‪77 7 7 7‬ار‪،‬‬
‫*أل ّن العلة املوجبة للقتل هي الكفر‪ ،‬فتطرد يف مجيع الكفار‪.‬‬ ‫الفالحني)‪[ ،‬ص‪ /‬هق]‪.‬‬ ‫ويلحق هبم من مل يُطق القتال لنفس العلة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يُقتل من مل يشارك يف احلرب) لقوة أدلة القول‪ ،‬فإ ّن اإلسالم يتشوف إىل حفظ الدماء‪ ،‬فهو دين الرمحة‪ ،‬واألدلة متظافرة على ترك قتل من ال يقاتل‬ ‫الراجح‬
‫الواجب على اجملاهدين اجتناب قتل‬ ‫الواجب على اجملاهدين‬
‫جيوز للمجاهدين قتل كل من وجد من الكفار يف املعركة دون‬ ‫الواجب على اجملاهدين اجتناب قتل من ال‬
‫املزارعني واحلراث من الكفار وجيوز‬ ‫اجتناب قتل الشيوخ من‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫استثناء‬ ‫يطيق القتال من الكفار‬
‫قتل من عداهم‬ ‫الكفار وجيوز قتل من‬

‫‪556‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/714‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)2/711‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/245‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/499‬والذخرية (‪ ،)3/397‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/192‬وهناية املطلب (‪،)17/463‬‬ ‫مراجع‬
‫والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/125‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)6/545‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/22‬‬ ‫المسألة‬

‫‪557‬‬
‫حكم قتل المشركين في الحرب بالحرق بالنار‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫صح النهي عن الْ ُمثلة بالعدو (تشويه البدن بعد املوت جبدع األنف وقطع اليد وحنوه)‪ ،‬حلديث عبد اهلل بن زيد ‪ ‬قال‪( :‬هنى رسول اهلل ‪ ‬عن املثلة) [خ]‪ ،‬واتفق‬
‫املسلمون‪ 7‬على جواز قتل املشركني بالسالح؛ كالسهم والسيف والبندقية وحنوها مما يقتل جبرمه‪ ،‬وال خالف أنّه إذا قُدر على العدو فال جيوز حتريقه بالنار‪،‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واختلفوا يف حكم رمي املشركني بالنار إذا (مل) ميكن إال بذلك‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز حتريق املشركني بالنار ورميهم‪ 7‬هبا إذا ابتدأ‬ ‫جيوز حتريق املشركني بالنار ورميهم‪ 7‬هبا‬
‫العدو‬ ‫يكره حتريق املشركني بالنار ورميهم هبا‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك(الصحيح)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪/‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الثوري‬ ‫مالك (رواية)‪ /‬عمر ‪‬‬
‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬
‫ظاهر معارضة العموم‪ 7‬للخصوص‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أمرين *عم‪77 7 7 7‬وم قول‪77 7 7 7‬ه تع‪77 7 7 7‬اىل‪( :‬ﮬ ﮭ ﮮ ‪ ‬عموم قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫*ح‪77 7 7‬ديث محزة بن عم‪77 7 7‬رو األس‪77 7 7‬لمي ‪ ‬ق ‪77 7 7‬ال‪َّ :‬‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [البقرة‪.]194:‬‬ ‫رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬على س‪77‬رية‪ ،‬فخ‪77‬رجت فيه‪77‬ا‪ ،‬فق‪77‬ال يل‪ :‬إ ْن ﮯ)[التوبة‪ ،]5:‬ومل يستثن قتاًل دون قتل‪.‬‬
‫وج ‪77‬دمت فالنً ‪77‬ا ف ‪77‬أحرقوه بالن ‪77‬ار ف ‪77‬وليت‪ ،‬فن ‪77‬اداين ف ‪77‬رجعت‬
‫‪ ‬فع‪77 7 7‬ل الص‪77 7 7‬حابة ‪ ‬ل‪77 7 7‬ذلك‪ ،‬فق‪77 7 7‬د ح‪7َّ 7 7 7‬رق علي ‪‬‬ ‫األدلة‬
‫إلي‪77‬ه‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬إ ْن وج‪77‬دمت فالنً‪77‬ا ف‪77‬اقتلوه وال حترق‪77‬وه‪ ،‬فإنَّه ال‬
‫بعض غالة الش‪77 7 7 7‬يعة [خ]‪ ،‬وح‪7ّ 7 7 7 7‬رق خال‪77 7 7 7‬د ‪ ‬بعض‬
‫رب النّ ‪77 7‬ار) [حم‪ /‬د‪ /‬ه‪77 7 7‬ق‪ /‬وص‪77 7 7‬ححه‬
‫يُع‪ّ 7 7 7‬ذب بالن ‪77 7‬ار إال ّ‬
‫أصحاب الردة [عب]‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫األلباين‪ /‬وهو عند البخاري بلفظ‪ 7:‬إن النار ال يُعذب هبا]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز حتريق املشركني بالنار)‪ ،‬بل أصبح هذا من ضروريات احلرب‪ ،‬فاألسلحة احلديثة أغلبها تقتل بالتحريق‪ ،‬وال ميكن النكاية بالعدو إال هبا‪ ،‬أما حديث محزة‬
‫الراجح‬
‫وإن قدروا على قتله بالسيف وحنوه مث هنى عنه ‪‬‬ ‫ابتداء‪ْ ،‬‬
‫‪ ‬فقد كان املقصود من التحريق ْأن حيصل به القتل‪ً ،‬‬
‫إذا حتصن املشركون ومل نقدر عليهم إال‬ ‫إذا حتصن املشركون ومل نقدر عليهم إال بتحريقهم فاهلدي إذا حتصن املشركون ومل نقدر عليهم إال بتحريقهم فال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫بتحريقهم وبادروا برمينا بالنار فال مانع من‬ ‫مانع من حتريقهم‬ ‫عدم فعل ذلك‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/716‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)2/709‬وبدائع الصنائع (‪ ،)7/100‬والذخرية (‪ ،)3/409‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/551‬واملغين (‪،)13/138‬‬
‫والشرح الكبري على منت املقنع (‪)10/396‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪558‬‬
559
‫رمي (المدن) بالمنجنيق (المدافع)‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫اتفق عوام الفقهاء على جواز رمي احلصون باجملانيق (املدافع) اليت يُقصف هبا من بعيد دون متييز بني مقاتل وغريه‪ ،‬وهذا جيوز ولو كان يف احلصون نساء وذرية‪ ،‬فريموا ويقصد برميه‬
‫يوما) [هق‪ /‬مرا‪ /‬ت]‪َّ ،‬‬
‫وألن الكف عن ذلك يُفضي إىل تعطيل اجلهاد‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫يوما)‪ ،‬ورواية‪( :‬سبعة عشر ً‬ ‫املقاتلة‪ ،‬لفعل النيب ‪ ،‬فقد (نصب املنجنيق على أهل الطائف أربعني ً‬
‫وتسمى هذه احلالة (مبسألة التَّرتيس) وكانت احلرب غري قائمة أو باإلمكان القدرة عليهم بدون رمي مع األمن من شرهم‪ ،‬مل جيز رميهم‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫بتلك احلصون واملدن أسرى من املسلمني َّ‬
‫الخالف‬
‫لكن إذا دعت احلاجة إىل رميهم للخوف منهم على املسلمني جاز رميهم؛ ألهنا حالة ضرورة ويقصد برميه الكفار‪ ،‬واختلفوا يف جواز الرمي إذا مل خيف منهم‪ ،‬ولكن مل يقدر‬
‫عليهم إال بالرمي‪ ،‬واحلرب قائمة بني الفريقني وهم مترتسون باملسلمني‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيوز الرمي باملنجنيق ولو كان يف احلصن أسرى من املسلمني‬ ‫(ال) جيوز الرمي باملنجنيق إ ْن كان باحلصن أسرى من املسلمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‪ /‬األوزاعي‪ /‬الليث‬
‫ظاهر معارضة اآلية للنظر يف مصلحة املسلمني (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫*ألن النظ‪77‬ر إىل املص‪77‬لحة يقتض‪77‬ي اجلواز‪ ،‬فبه‪77‬ذا حيص‪77‬ل مق‪77‬دار النكاي‪77‬ة ال‪77‬يت‬ ‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) [الفتح‪ ،]25:‬فقد أخ‪7‬رب جيوز أن تبلغ هبم يف نفوسهم ورقاهبم‪.‬‬
‫أن كف ‪77‬ار ق ‪77‬ريش هم ال ‪77‬ذين ص ‪77‬دوا املس ‪77‬لمني عن دخ ‪77‬ول املس ‪77‬جد احلرام‪ ،‬وهنى املس ‪77‬لمني عن قت ‪77‬اهلم ‪َّ ‬‬
‫ألن ت‪77‬رك ال‪77‬رمي يفض‪77‬ي إىل تعطي‪77‬ل اجله‪77‬اد‪ ،‬ويك‪77‬ون ذريع‪77‬ة للمش‪77‬ركني‬ ‫تع ‪77‬اىل َّ‬ ‫األدلة‬
‫لوج ‪77‬ود رج ‪77‬ال ونس ‪77‬اء من املؤم ‪77‬نني املستض ‪77‬عفني يف مك ‪77‬ة ممن يكتم ‪77‬ون إمياهنم‪ ،‬فل ‪77‬و دخ ‪77‬ل اجليش ألص ‪77‬اهبم للترتس دائما باملسلمني ليأمنوا على أنفسهم وذراريهم‪.‬‬
‫القتل‪ ،‬ولو تزيلوا أي (متيز) الكافر من املسلم يف مكة لعذب اهلل تعاىل الكافرين‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز الرمي باملنجنيق ولو كان يف احلصن أسرى من املسلمني)‪ ،‬وهذا لضرورة احلرب‪ ،‬ولقفل باب عظيم من التكتيك العسكري‪ ،‬فلو علم الكفار أ ّن الترتس باملسلمني مينع‬
‫الراجح‬
‫من رميهم ألخذوا هبذه الطريقة يف كل حرب‪ ،‬أما كفار قريش فقد أمهلهم اهلل تعاىل لعلمه مبا سيكون من بعد ذلك فتح مكة ودخول أهلها يف اإلسالم‪ ،‬وملا فيه من حرمة املكان‬
‫مسلما برميه باملنجنيق فعلى الرامي الكفارة عند الشافعية‪ ،‬والدية‬
‫إ ْن قتل ً‬ ‫معصوما فعليه ال ّدية والكفارة‬
‫ً‬ ‫(ال) يُرمى باملنجنيق ولو ترك فتح احلصن‪ ،‬فمن فعل ذلك فقتل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يف رواية عندهم‪ .‬وليس عليه شيء؛ ال دية وال كفارة عند احلنفية‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/717‬والسري الصغري (ص‪ ،)135‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/64‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/513‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)98‬واحلاوي الكبري (‪ ،)13/133‬والبيان (‬
‫‪ ،)12/136‬واملغين (‪ ،)13/141‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/291‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪560‬‬
561
‫النكاية بالعدو بالمباني (الدور) والحيوان والنبات‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫إذا كانت احلاجة تدعو إىل هدم املباين وعقر الدواب وحرق النبات وإتالف ذلك عليهم فيُفعل ذلك بال خالف‪ ،‬واختلفوا يف جواز فعل ذلك من باب النكاية بالعدو وغيظهم‬
‫فقط‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫جيوز قطع الشجر‪ ،‬وال جيوز قتل الدواب وال هدم‬ ‫(ال) جيوز قطع الشجر وعقر الدواب وختريب املباين إغاظةً للعدو‬ ‫جيوز قطع الشجر وعقر الدواب وهدم‬
‫املباين‬ ‫األوزاعي‬ ‫املباين من باب إغاظة العدو‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫اختالفهم يف مفهوم خمالفة فعل أيب بكر الصديق ‪ ‬لفعله ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫ختربن *ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬يف قط ‪77‬ع الن ‪77‬يب ‪ ‬لنخ ‪77‬ل ب ‪77‬ين‬
‫‪7‬جرا مثم‪7ً7‬را‪ ،‬وال ّ‬ ‫تقطعن ش‪ً 7‬‬
‫ّ‬ ‫*وصية أيب بك‪77‬ر الص‪77‬ديق ‪ ‬جليوش‪7‬ه‪( :‬ال‬ ‫*ح‪77 7 7‬ديث ابن عم ‪77 7‬ر ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن الن‪77 7 7‬يب ‪‬‬
‫النضري‪.‬‬ ‫‪7‬ل‬
‫‪7‬‬ ‫ع‬‫ف‬ ‫ش]‪،‬‬ ‫‪7‬غ‪/‬‬
‫‪7‬‬ ‫ي‬ ‫‪7‬ق‪/‬‬ ‫‪7‬‬‫ه‬ ‫‪7‬أ‪/‬‬‫ط‬ ‫[‬ ‫)‬ ‫بعريا‪ ،‬وال َّ اًل‬
‫خن‬ ‫حترقن‬ ‫تعقرن شا ًة وال ً‬‫عامرا‪ ،‬وال َّ‬
‫ً‬ ‫قط ‪77‬ع خنل ب ‪77‬ين النض ‪77‬ري وأح ‪77‬رق‪ ،‬ويف ذل ‪77‬ك‬
‫جيوز‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ‫‪7‬ك‪،‬‬ ‫‪7‬‬‫ل‬ ‫ذ‬ ‫عن‬ ‫النهي‬ ‫‪7‬خ‬ ‫‪7‬‬‫س‬ ‫بن‬ ‫‪7‬ه‬‫‪7‬‬‫م‬‫عل‬ ‫‪7‬ان‬‫‪7‬‬‫ك‬‫مل‬ ‫‪7‬ان‬‫‪7‬‬‫ك‬ ‫إمنا‬ ‫‪7‬ذا‬‫‪7‬‬‫ه‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬ديق‬‫الص‪7‬‬ ‫ن‪77‬زلت اآلي‪77‬ة من قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭟ ﭠ‬
‫‪ ‬أحاديث النهي عن قتل الدواب واختاذها ً‬
‫غرضا‪.‬‬
‫خاصا به ‪.‬‬‫أ ْن خيالف الصديق النيب ‪ .‬أو يكون فعله ‪ ‬ببين النضري ًّ‬ ‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ)) [متف‪7‬ق]‪ ،‬وليس‬
‫غرضا [م]‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنّه ‪ ‬هنى عن قتل الدواب ً‬
‫صربا [خ]‪ ،‬ولعن من اخّت ذه ً‬ ‫ألحد بعد فعله ‪ ‬حجة وال قول‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬أل ّن احليوان له روح فلم جيز قتله لغيظ املشركني‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن فيه نكاية بالعدو‪.‬‬
‫‪ ‬قول ‪77 7‬ه ‪ ‬ألس ‪77 7‬امة‪ : ‬أغ ‪77 7‬ر على ُأب ‪ ‬أل ّن ه ‪77‬ذا من اإلفس ‪77‬اد‪ ،‬وق ‪77‬د ق ‪77‬ال تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫ْىَن‬ ‫ْ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) [البق‪77 7‬رة‪:‬‬ ‫وحرق) [د‪ /‬جه]‪.‬‬‫صباحا‪ِّ ،‬‬ ‫ً‬
‫‪.]205‬‬
‫بالعدو وختويف لغريهم وردع هلم‪ ،‬وفِعل الصديق‬
‫القول األول‪ ( :‬جيوز قطع الشجر وعقر الدواب وهدم املباين من باب اإلغاظة بالعدو)؛ حلديث ابن عمر ‪ ƒ‬؛ وملا فيه من نكاية ّ‬ ‫الراجح‬
‫‪ ‬اجتهاد منه وخاص به‪ ،‬لكن فعله ‪ ‬مق ّدم عليه‬
‫من قطع الشجر يف احلرب فال حرج عليه‪ ،‬ومن قتل‬ ‫(ال) حرج على من قطع الشجر وعقر‬
‫من قطع الشجر أو عقر الدواب أو هدم املباين فقد خالف السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الدواب أو هدم املباين فقد خالف السنة‬ ‫الدواب وهدم املباين يف احلرب‬

‫‪562‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/717‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/31‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)4/119‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/500‬والذخرية (‪ ،)3/407‬واألم (‪ ،)4/272‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)14/184‬واملغين (‪)148-13/143‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪563‬‬
‫حكم تكرار الدعوة لإلسالم قبل الحرب‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫باالتفاق شرط حماربة الكافرين بلوغهم دعوة إلسالم هلم‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬﯭ) [اإلسراء‪ ،]15:‬واختلفوا هل جيب تكرار الدعوة لإلسالم عند تكرار‬ ‫تحرير محل‬
‫احلرب؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يستحب تكرار الدعوة عند تكرار احلرب (ال) جيب وال يستحب تكرار الدعوة عند تكرار احلرب‬ ‫جيب تكرار الدعوة عند تكرار احلرب حىت مع بلوغ الدعوة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫نافع موىل ابن عمر ‪ƒ‬‬ ‫اجلمهور‬ ‫مالك‬
‫ظاهر معارضة القول للفعل‪7‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫*اجلم ‪77‬ع بني ح ‪77‬ديث بري ‪77‬دة‪ ، ‬وح ‪77‬ديث *حديث ابن عم‪7‬ر ‪ ƒ‬ق‪7‬ال‪( :‬أغ‪7‬ار رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬على ب‪7‬ين‬ ‫*ح‪77‬ديث بري‪77‬دة ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ك‪77‬ان رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬إذا ّأم‪77‬ر أم‪7ً 7‬ريا على جيش‪،‬‬
‫ابن عم‪77 7 7‬ر ‪ ، ƒ‬ف ‪ّ 7 7 7‬‬
‫‪7‬نرجح الق ‪77 7 7‬ول على املص ‪77 7 7‬طلق وهم غ ‪7ّ 7 7‬ارون وأنع ‪77 7‬امهم تس ‪77 7‬قي على املاء‪ ،‬فقت ‪77 7 7‬ل‬ ‫ق‪7‬ال ل‪7‬ه‪ :‬إذا لقيت ع‪7‬دوك من املش‪7‬ركني ف‪7‬ادعهم إىل ثالث خص‪7‬ال؛ ادعهم‬
‫الفعل‪ ،‬ومحل الفعل على اخلصوص للجم‪77‬ع مق‪77 7‬اتلهم وس‪77 7‬ىب ذراريهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ففعل‪77 7‬ه ‪ ‬ناس‪77 7‬خ لقول‪77 7‬ه‪،‬‬ ‫إىل اإلس ‪77 7‬الم ف ‪77 7‬إ ْن هم أج ‪77 7‬ابوك فاقب ‪77 7‬ل منهم وك ‪77 7‬ف عنهم‪ ،‬مث ادعهم إىل‬
‫وإمّن ا ك ‪77‬ان تك ‪77‬رار ال ‪77‬دعوة أول اإلس ‪77‬الم قب ‪77‬ل انتش ‪77‬ار ال ‪77‬دعوة‪،‬‬ ‫بني األحاديث‪.‬‬ ‫‪7‬إن أب‪7‬و‬
‫التَّح‪7‬ول من دارهم إىل دار امله‪7‬اجرين ‪ ،...‬ف‪7‬إ ْن أب‪7‬و فس‪7‬لهم اجلزي‪7‬ة‪ ،‬ف ْ‬
‫بدليل دعوهتم إىل اهلجرة‪.‬‬ ‫فاستعن باهلل وقاتلهم) [م]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬بعث رسول اهلل ‪ ‬رهطً‪77‬ا من األنص‪77‬ار إىل أيب‬ ‫‪ ‬عن ابن عب‪77 7‬اس ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬م‪77 7‬ا قات‪77 7‬ل رس‪77 7‬ول اهلل ‪ً ‬‬
‫قوم‪77 7‬ا ق‪77 7‬ط إال‬
‫راف‪77‬ع‪ ،‬ف‪77‬دخل علي‪77‬ه عبداهلل بن عتي‪77‬ك بيت‪77‬ه فقتل‪77‬ه وه‪77‬و ن‪77‬ائم )‬ ‫دعاهم إىل اإلسالم) [حم]‪.‬‬
‫[خ]‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله ‪ ‬لعلي‪  7‬يف فتح خي‪7‬رب‪( :‬على رس‪77‬لك ح‪7‬ىت ت‪7‬نزل بس‪77‬احتهم‪،‬‬
‫مث ادعهم إىل اإلس ‪77 7 7‬الم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واألص‪77 7 7 7‬ل يف األم‪77 7 7 7‬ر يف األح‪77 7 7 7 7‬اديث‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يستحب تكرار الدعوة)‪ ،‬وهذا فيه مجع بني األحاديث وإعطاء فسحة لقائد اجليش أو السرية النظر يف األمر حسب ما تقتضيه املصلحة‬ ‫الراجح‬
‫من حارب ومل يكرر الدعوة فقد امتثل اهلدي النبوي‬ ‫من حارب قبل تكرار الدعوة فال حرج عليه‬ ‫من حارب قبل تكرار الدعوة (مل) يقم بواجب الدعوة قبل القتال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/718‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)2/709‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/243‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/496‬والذخرية (‪ ،)3/402‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)3/273‬والبيان‬
‫(‪ ،)121-12/120‬واملغين (‪ ،)13/29‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)444-6/442‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪564‬‬
565
‫الضِّعف الذي (ال) يجوز الفرار عنهم في المعركة‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫الضعف‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الضعف من املشركني‪ ،‬واختلفوا يف تفسري ِّ‬
‫اتفقوا على أنَّه (ال) جيوز للمسلم يف املعركة أ ْن يفر عن ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫الضعف الذي (ال) جيوز الفرار منه يف املعركة يكون بالقوة‬
‫ِّ‬ ‫الضعف الذي (ال) جيوز الفرار منه يف املعركة يكون بالعدد فقط‬
‫ِّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية ابن املاجشون)‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم قوله تعاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) ‪ ،‬ه‪77‬ذا من ب‪77‬اب اإلخب‪77‬ار‪ ،‬أو من ب‪77‬اب‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫الراج ‪77‬ل والف ‪77‬ارس‪ ،‬مما يُعلم أنَّه ال‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ البش ‪77‬ارة‪ ،‬وق ‪77‬د ف ‪77‬رقت الش ‪77‬ريعة يف الغنيم ‪77‬ة بني ّ‬
‫تساوي بينهما‪ ،‬واعتبار اختالف القوة يكون يف القتال‪.‬‬
‫الضعف بالعدد‪،‬‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [األنفال‪ ،]66:‬ظاهر اآلية أ ّن ِّ‬ ‫األدلة‬
‫فاملسلم يقابل اثنني من املشركني‪ ،‬وهذا بعد التخفيف‪ ،‬وإال كان املسلم‬
‫يقابل عشرة من املشركني‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬الضعف الذي ال جيوز الفرار منه يكون بالقوة مع اعتبار العدد)‪ ،‬وهذا القول ال بد من املصري إليه يف هذه األيام‪ ،‬إذ القوة العسكرية اآلن ال تقاس‬
‫الراجح‬
‫جيشا بأكمله‪ ،‬أما فيما مضى من العصور فكانت العدة مع تفاوهتا متقاربة‬ ‫بالعدد‪ ،‬بل بالعدة والعتاد‪ ،‬فيمكن جلندي واحد مع طائرة ْأن يهلك ً‬
‫فارا من‬
‫إذا فر اجملاهد من خصمه ألنه أقوى منه وأشد عدة منه (ال) يعد ً‬ ‫فارا من‬
‫إذا فر اجملاهد من خصمه ألنَّه أقوى منه وأشد عدة منه يعد ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الزحف‬ ‫الزحف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/720‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)2/712‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/348‬والبيان والتحصيل (‪ ،)10/49‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/182‬وهناية املطلب (‬
‫‪ ،)449-17/448‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/122‬واإلنصاف (‪)4/125‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪566‬‬
‫هل تجوز مهادنة الكفار؟‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫عقد ا على ترك القتال مدة بعوض أو بغري عوض‪ .‬وهي جائزة بشرطها ويلزم االلتزام هبا‬
‫املهادنة ‪-‬وتسمى املوادعة واملعاهدة واملساملة والصلح املؤقت‪ ،-‬هي‪ :‬أ ْن يُعقد ألهل احلرب ً‬ ‫تحرير محل‬
‫مىت وقعت‪ ،‬واختلفوا مىت جتوز مهادنة الكفار وهل جيوز الصلح بدون ضرورة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جتوز املهادنة ‪-‬من غري سبب‪ -‬إذا رأى اإلمام املصلحة فيها ولو بال‬
‫(ال) جتوز املهادنة إال ملكان الضرورة الداعية ألهل اإلسالم؛ من فتنة أو غري ذلك‬ ‫ضرورة‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫جماهد‪ /‬وعكرمة‪ /‬واحلسن وقتادة (وغريهم)‬
‫اجلمهور‬
‫معارضة ظاهر قوله تعاىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [التوبة‪ ،]5:‬وقوله تعاىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ) [التوبة‪،]29:‬‬
‫سبب الخالف‬
‫لقوله تعاىل‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ) [األنفال‪]61:‬‬

‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ *قوله تعاىل‪( :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬


‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) ‪.‬‬ ‫خمصصة لآليات اآلمرة بالقتال‪.‬‬
‫ﰈ)‪ ،‬هذه اآلية (آية الصلح) ّ‬
‫*صاحل النيب ‪ ‬قريْ ًشا ع‪7‬ام احلديبي‪7‬ة على ت‪7‬رك القت‪77‬ال [خ]‪ ،‬ومل يكن ذل‪7‬ك *قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫األدلة‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) ‪ ،‬هات‪77‬ان‬ ‫ملوضع الضرورة‪.‬‬
‫اآليتان فيهما األمر بالقتال وهي ناسخة آلية الصلح‪ ،‬فال جيوز ذلك إال لضرورة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز املهادنة بال ضرورة)‪ ،‬مىت وجدت املصلحة يف ذلك‪ ،‬خصوصاًمع ضعف املسلمني يف هذه العصور‪ ،‬ومساح أكثر الدول (غري املسلمة) للمسلمني بفتح مراكز إسالمية‬
‫الراجح‬
‫ومساجد مما يتيح للمسلمني نشر اإلسالم‪ ،‬واإلسالم يتطلع إىل حفظ الدماء ال لسفكها‬

‫لو عقد اإلمام اهلدنة لغري ضرورة كانت باطلة وغري الزمة لعموم املسلمني‬ ‫لو عقد اإلمام اهلدنة لغري ضرورة جازت وأصبحت الزمة لعموم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫املسلمني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/720‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)2/259‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)7/114‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)104‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/603‬واحلاوي‬
‫الكبري (‪ ،)14/350‬وهناية املطلب (‪ ،)18/76‬واملغين (‪ ،)13/154‬واإلنصاف (‪)4/212‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪567‬‬
‫حكم وقوع الهدنة على مال يدفعه المسلمون للكفار‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫مجاهري أهل العلم على جواز اهلدنة بشيء يأخذه أهل اإلسالم من الكفار‪ ،‬على أ ْن (ال) يكون ذلك الشيء هو اجلزية‪ ،‬وجتوز املهادنة دون أ ْن يدفع الكفار‬
‫للمسلمني شيًئا‪ ،‬واختلفوا يف حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه أهل اإلسالم للكفار‪ 7،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫(ال) جيوز لإلمام أ ْن يُصاحل الكفار على شيء يدفعه املسلمون إىل الكفار‪ ،‬إال أ ْن خُي افوا أ ْن‬ ‫جيوز لإلمام أ ْن يُصاحل الكفار على شيء يدفعه املسلمون إىل‬
‫يُستأصلوا كلّهم‬ ‫الكفار إذا دعت ضرورة إىل ذلك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف تأويل فعله ‪ ‬من مهِّه املصاحلة مقابل مال يدفعه للكافرين (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫هم أن يص‪77 7‬احل على م ‪77 7‬ال يدفع ‪77 7‬ه للكف ‪77 7‬ار‪ 7،‬من ح ‪77 7‬ديث *القي‪77‬اس على إمجاع العلم‪77‬اء على ج‪77‬واز ف‪77‬داء أس‪77‬رى املس‪77‬لمني؛ أل ّن املس‪77‬لمني إذا ص‪77‬اروا إىل ه‪77‬ذا‬ ‫*ألنَّه ‪ّ ‬‬
‫س ‪77‬عيد بن املس ‪77‬يب ق ‪77‬ال‪( :‬أرس ‪77‬ل الن ‪77‬يب ‪ ‬إىل عيين ‪77‬ة بن حص ‪77‬ن‪ :‬احل ّد‪ ،‬فهم مبنزلة األسارى‪.‬‬
‫أرأيت إ ْن جعلت ل‪77 7‬ك ثلث متر األنص‪77 7‬ار‪ ،‬أترج ‪77 7‬ع مبن مع ‪77 7‬ك من‬
‫‪ ‬قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫غطف‪77‬ان‪ ،‬وخت ّذل بني األح‪77‬زاب‪ ،...‬فأرس‪77‬ل الن‪77‬يب ‪ ‬إىل س‪77‬عد بن‬ ‫األدلة‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) [التوب‪77‬ة‪ 7،]111:‬أخ‪7‬رب تع‪77‬اىل أ ّن املؤم‪77‬نني إذا قتل‪77‬وا‬
‫عب‪77 7 7‬ادة وس‪77 7 7‬عد بن مع‪77 7 7‬اذ‪ ،‬فق‪77 7 7‬اال‪ :‬فإنّ‪77 7 7‬ا ن‪77 7 7‬رى أ ْن ال نُعطيهم إال‬
‫أو قُتلوا استح ّقوا اجلنة‪ ،‬فاستوت احلالتان يف الثواب‪ ،‬فلم جيز دفع العوض لدفع الثواب‪.‬‬
‫السيف) [سع‪ /‬مح]‪.‬‬
‫النيب ‪ ‬يف آخر أمره امتنع عن الدَّفع لعيينة بن حصن بعد مشاورة السعديْن‪.‬‬ ‫ّ ّ‬‫ن‬ ‫أل‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬أل ّن دفع العوض من باب الضرورات‪ ،‬خوفًا من سحق املسلمني‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز لإلمام أن يصاحل الكفار على شيء يدفع هلم للضرورة)‪ ،‬وهذا هو ظاهر فعله ‪ ،‬وباجلملة ال خيرج القول الثاين عن هذا القول؛ فإ ّن خوف‬
‫الراجح‬
‫االستئصال ُّ‬
‫يعد ضرورًة قصوى‪ ،‬فكأ ّن بني القولني تالق مع اختالف يف تفسري الضرورة‬
‫لو صاحل اإلمام على أ ْن يدفع للكفار شيًئا لضرورة‪ 7‬ال تصل إىل‬
‫لو صاحل اإلمام على أ ْن يدفع للكفار‪ 7‬شيًئا لضرورة ال تصل إىل خوف االستئصال فصلحه باطل‬ ‫خوف االستئصال فصلحه صحيح‬
‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/720‬واملبسوط (‪ ،)10/87‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)7/114‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)104‬ومنح اجلليل (‪ ،)3/229‬واحلاوي الكبري (‪،)14/296‬‬
‫واملهذب (‪ ،)3/323‬واجملموع (‪ ،)19/440‬واحملرر يف الفقه (‪ ،)2/182‬واملبدع (‪)3/360‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪568‬‬
569
‫مقدار مدة مهادنة الك ّفار‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫اتفقوا على جواز املهادنة ولزوم الوفاء هبا مىت ُوضعت على الوجه الصحيح‪ ،‬واختلفوا هل جتوز املهادنة م ّدة مفتوحة‪ ،‬أم ال ب ّد من م ّدة حمددة كصلح‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫احلديبية‪ ،‬على خالف بينهم يف مقدار مدة صلح احلديبية‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز الصلح ألكثر من املدة اليت صاحل عليها النيب ‪ ‬يف صلح احلديبية‬
‫ليس للصلح م ّدة حمدودة‪ ،‬فيجوز الصلح م ّدة مفتوحة‬ ‫وهي عشر سنني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد (رواية أيب اخلطاب وهي املذهب)‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (رواية القاضي)‬
‫االختالف يف تأويل معىن املدة اليت صاحل عليها النيب ‪ ‬يف صلح احلديبية‪ ،‬هل هو من باب التحديد أم من باب االتفاق بني الطرفنْي ؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*األص ‪77‬ل عم ‪77‬وم األم ‪77‬ر بالقت ‪77‬ال ح ‪77‬ىت يُس ‪77‬لموا أو يُعط ‪77‬وا اجلزي ‪77‬ة؛ لقول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪  :‬صاحل النيب ‪ ‬أهل احلديبية عشر سنني‪ ،‬وقي‪7‬ل على أرب‪77‬ع س‪7‬نني‪ ،‬وقي‪77‬ل‬
‫(ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ على ثالث‪ ،‬وه‪77‬ذا وق ‪77‬ع من ب‪77‬اب االتف‪77‬اق بني الط‪77‬رفني‪ ،‬وليس من ب‪77‬اب‬
‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ التحدي ‪77‬د ألك ‪77‬ثر زمن الص ‪77‬لح‪ ،‬فل ‪77‬و وق ‪77‬ع االتف ‪77‬اق على أك ‪77‬ثر من ذل ‪77‬ك ملا‬
‫امتنع ‪ ‬عن ذلك‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) [التوبة‪ 7،]29:‬وختصص هذه اآلية بفعل‪7‬ه ‪ ‬ع‪7‬ام‬
‫احلديبية‪ ،‬فال يُزاد يف الصلح على امل ّدة اليت صاحل عليها رسول اهلل ‪.‬‬
‫‪ ‬الصلح مدة مفتوحة يفضي إىل ترك اجلهاد بالكلية‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ليس للصلح‪ 7‬م ّدة حمدودة)‪ ،‬وما وقع منه ‪ ‬يف صلح احلديبية كان على سبيل االتفاق وليس لتحديد امل ّدة‬ ‫الراجح‬
‫يصح‬
‫لو صاحل اإلمام أهل الكفر مدة (‪ )12‬أو زيادة على ذلك ّ‬ ‫لو صاحل اإلمام أهل الكفر ملدة (‪ )12‬سنة مثاًل ‪ ،‬بطلت الزيادة‪ ،‬ويبطل الصلح‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الصلح‪ ،‬ولزم الوفاء به‬ ‫يف أحد الوجهني؛ بناء على مسألة تفريق الصفقة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/720‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/245‬والبناية (‪ ،)7/115‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/469‬ومنح اجلليل (‪ ،)3/229‬والذخرية (‪ ،)3/449‬وخمتصر املزين مع‬
‫األم (‪ ،)8/386‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/351‬واملغين (‪ ،)13/155‬واملبدع (‪ ،)3/359‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص ‪)221‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪570‬‬
571
‫هل تقبل الجزية من المشركين (غير) أهل الكتاب؟‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫أن املقصود باحملاربة ألهل الكتاب (اليهود والنصارى)؛ إما لدخول اإلسالم‪ ،‬أو إلعطاء اجلزية‪ ،‬ويستثىن من ذلك أهل الكتاب من قريش ونصارى العرب‪ .‬واتفق‬‫اتفق املسلمون على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫عامة الفقهاء على جواز أخذ اجلزية من اجملوس كما تُؤخذ من أهل الكتاب؛ لقوله ‪ ‬عن اجملوس‪( :‬سنّوا هبم ُسنّة أهل الكتاب) [طأ‪ /‬عب‪ /‬ش‪ /‬هق‪ /‬ويف سنده انقطاع‪ /‬وعند البخاري‬
‫الخالف‬
‫شهد ابن عوف أ ّن رسول اهلل ‪ ‬أخذها من جموس هجر]‪ ،‬واختلفوا يف حكم أخذ اجلزية من الكفار ‪-‬غري أهل الكتاب واجملوس‪ ،-‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تُؤخذ اجلزية من أهل الكتاب فقط دون غريهم‬ ‫كل مشرك إال مشركي العرب‬ ‫تُؤخذ اجلزية من ِّ‬ ‫كل مشرك‬
‫تُؤخذ اجلزية من ِّ‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد (ظاهر املذهب)‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك‬ ‫ونسبتها‬
‫ظاهر معارضة العموم للخصوص‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77‬ه ‪ ‬ألم‪77‬راء الس‪77‬رايا ال‪77‬ذين ك‪77‬ان يبعثهم إىل مش‪77‬ركي الع‪77‬رب ‪* -‬قول ‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ *قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ومعل ‪77 7 7‬وم‪ 7‬أهنم ك ‪77 7 7‬انوا غ ‪77 7 7‬ري أه ‪77 7 7‬ل الكت ‪77 7 7‬اب‪( :‬إذ لقيت ع ‪77 7 7‬دوك من ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬
‫املش ‪77‬ركني ف ‪77‬ادعهم إىل ثالث خص ‪77‬ال‪ ...‬ف ‪77‬إن أب ‪77‬وا فس ‪77‬لهم اجلزي ‪77‬ة)‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ) [األنف‪77 7‬ال‪:‬‬
‫[م]‪ ،‬وهذا عام يشمل مجيع املشركني‪.‬‬
‫ﮙ) [التوب‪77‬ة‪ 7 ،]29:‬دلت اآلي‪77‬ة بعمومه‪77‬ا على أخ‪77‬ذ اجلزي‪77‬ة ‪.]39‬‬
‫‪ ‬ملا ج‪77‬از اس‪77‬رتقاق نس‪77‬اء غ‪77‬ري أه‪77‬ل الكت‪77‬اب‪ ،‬ج‪77‬از أخ‪77‬ذ اجلزي‪77‬ة منهم‬
‫* قوله ‪ُ( :‬أمرت أن أقاتل الناس حىت يقول‪77‬وا ال‬ ‫وعجما دون مشركي العرب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من أهل الكتاب عربًا‬ ‫كأهل الكتاب‪.‬‬
‫إله إال اهلل‪ ،‬فإذا قالوها منعوا مين دماءهم وأمواهلم‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬ؤدي‬‫‪ ‬قول‪77‬ه ‪( :‬أال أدلّكم على كلم‪77‬ة تُ‪77‬دين لكم هبا الع‪77‬رب‪ ،‬وت‪ّ 7‬‬ ‫ذل وص‪77‬غار‪ ،‬فتؤخ‪77‬ذ منهم م‪77‬ا دام أهنا ُأخ‪77‬ذت من‬ ‫‪ ‬أل ّن أخ‪77‬ذ اجلزي‪77‬ة ّ‬
‫إال حب ّقها‪ ،‬وحساهبم على اهلل تعاىل) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ه‪77‬ذا‬ ‫اجلزي‪77‬ة إليكم العجم‪ ،‬ش‪77‬هادة أن ال إل‪77‬ه إال اهلل) [حم‪ /‬حب‪ /‬ن‪ /‬ي‪77‬ع‪/‬‬ ‫أهل الكتاب‪ ،‬وهم أفضل دينًا‪.‬‬
‫ع ‪77 7‬ام ومت ‪77 7‬أخر عن اخلص ‪77 7‬وص من أم ‪77 7‬ر الن ‪77 7‬يب ‪‬‬ ‫‪7‬ذهيب]‪ ،‬فعم‬
‫‪7‬ذي واحلاكم وال‪ّ 7‬‬‫كم‪ /‬ت‪ /‬وض‪7ّ 7‬عفه األرن‪77‬ووط‪ /‬وح ّس‪7‬نه الرتم‪ّ 7‬‬ ‫‪ ‬قياس غري اجملوس على اجملوس‪ ،‬فلما جاز أخ‪77‬ذها من اجملوس‪ ،‬وهم‬
‫لسراياه؛ لذا هو ناس‪7‬خ ل‪7‬ه‪ ،‬فاآلي‪7‬ة أم‪7‬ر بقت‪7‬اهلم على‬ ‫‪7‬دل على افرتاقهم ‪77 7‬ا‪ ،‬وأ ّن‬
‫وعم بال ‪77 7‬دين الع ‪77 7‬رب‪ ،‬ف ‪ّ 7 7‬‬
‫باجلزي ‪77 7‬ة العجم‪ّ ،‬‬ ‫ليسوا بأهل كتاب‪ ،‬جاز من غري اجملوس جبامع الكفر‪.‬‬
‫العموم‪ ،‬وهي متأخرة‪ ،‬فهي يف عام الفتح‪.‬‬ ‫اجلزية تؤخذ من العجم دون العرب إال أهل الكتاب؛ لآلية‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬تؤخذ اجلزية من أهل الكتاب فقط)؛ لظاهر داللة اآلية يف ذلك‪ ،‬وأل ّن أصل دين أهل الكتاب دين مساوي‪ ،‬خبالف األديان امللحدة املنكرة لوجود اهلل تعاىل‬ ‫الراجح‬
‫(ال) تُؤخذ اجلزية من املشركني سواء كانوا‬ ‫وعجما‪ ،‬ومن مشركي‬ ‫تقبل اجلزية من أهل الكتاب عربًا‬
‫ً‬ ‫تقبل اجلزية من البوذيّني‪ ،‬والشيوعيّني‪ ،‬ومشركي العرب والعجم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عجما‪ ،‬وليس هلم إال اإلسالم أو‬
‫عربًا أو ً‬ ‫العجم‪ ،‬أما مشركو العرب فليس هلم إاّل اإلسالم أو السيف‬
‫السيف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)748 ،1/722‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/190‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/307‬والذخرية (‪ ،)3/451‬والتاج واإلكليل‪ ،)4/594( 7‬واألم (‪ ،)4/182‬واملهذب (‪ ،)3/306‬وكفاية‬
‫األخيار (ص ‪ ،)508‬والكايف البن قدامة (‪ ،)4/124‬واإلقناع (‪ ،)2/16‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/44‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪572‬‬
573
‫العدو (دار الحرب)‬
‫حكم السفر بالقرآن إلى أرض ّ‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫الرب ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬إمجاع الفقهاء على‬
‫أمجع العلماء على وجوب حفظ كتابِاهلل تعاىل من الضَّياع‪ ،‬واالمتهان‪ ،‬ووجوب صيانته من األعداء‪ ،‬وحكى ابن عبد ّ‬
‫العدو إذا خيف عليه من االمتهان‪ ،‬وهذا احلكم خاص باملصحف املطبوع ورقيًّا‪ ،‬وخيرج منه برامج املصحف اإللكرتونية‪ ،‬وكتب‬ ‫تحرير محل‬
‫عدم السفر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫الخالف‬
‫العدو مع األمن عليه من الضياع‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫التفسري‪ ،‬وترمجة القرآن باللغات األخرى‪ ،‬واختلفوا يف حكم السفر بالقرآن إىل أرض ّ‬
‫العدو‬
‫جيوز السفر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫العدو‬
‫(ال) جيوز السفر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (الصحيح)‬ ‫عامة الفقهاء‬ ‫ونسبتها‬
‫هل النهي عام أريد به العام‪ ،‬أو عام أريد به اخلاص؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪ :‬ق ‪77‬ال رس ‪77‬ول اهلل ‪( :‬ال تس ‪77‬افروا ب ‪77‬القرآن إىل * ح‪7‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪7‬ال‪ :‬ق‪7‬ال رس‪7‬ول اهلل ‪( :‬ال تس‪7‬افروا ب‪7‬القرآن إىل أرض‬
‫أرض الع‪77 7 7‬دو؛ خماف‪77 7 7‬ة أ ْن تنال‪77 7 7‬ه أي‪77 7 7‬ديهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ه‪77 7 7‬ذا النهي ع‪77 7 7‬ام عن أخ‪77 7 7‬ذ الع ‪77‬دو؛ خماف ‪77‬ة ْأن تنال ‪77‬ه أي ‪77‬ديهم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ه ‪77‬ذا ح ‪77‬ديث ع ‪77‬ام أري ‪77‬د ب ‪77‬ه اخلاص‪ ،‬وه ‪77‬و‬
‫األدلة‬
‫العدو‪ ،‬فيحمل على عموم‪77‬ه‪ ،‬س‪7‬واء ُأمن علي‪77‬ه املهان‪77‬ة أو مل خ‪77‬وف املهان‪77‬ة‪ ،‬كم‪77‬ا بنّي ذل‪77‬ك احلديث‪( :‬خماف‪77‬ة أن تنال‪77‬ه أي‪77‬ديهم)‪ ،‬ف‪77‬إذا مل خيف من‬ ‫املصحف إىل أرض ّ‬
‫ذلك جاز‪.‬‬ ‫يؤمن‪.‬‬
‫وخصوصا يف اجلبهات وأماكن القتال‪،‬‬
‫ً‬ ‫كل مكان‪،‬‬
‫العدو)‪ ،‬إذا ُأمن عليه من املهانة‪ ،‬فاملسلم حيتاج النظر يف القرآن يف ِّ‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز السفر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫الراجح‬
‫أن العلَّة يف احلديث خمافة االمتهان‪ ،‬وهي منتفية هنا فال حرج‬
‫وما دام َّ‬

‫العدو ولو أمن عليه املهانة‬


‫(ال) يأمث من سافر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫العدو حىت لو أمن عليه املهانة‬
‫يأمث من سافر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/723‬بدائع الصنائع (‪ ،)7/102‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)7/108‬وإعالء السنن (‪ ،)12/26‬وجامع األمهات (ص ‪ ،)244‬وشرح خليل للخرشي (‪،)3/115‬‬
‫اإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‪ ،)1/104‬وأسىن املطالب (‪ ،)1/62‬واملغين (‪ ،)1/204‬واإلقناع (‪)2/20‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪574‬‬
‫اجلملة الثانية‬
‫أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون‬

‫وتحته سبعة فصول‬


‫األول‪:‬ـ حكم ال ُخ ُمس‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬حكم األربعةـ األخماس‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬حكمـ األنْفال‪.‬ـ‬
‫الرابع‪ :‬حكمـ ما ُوجد من أموالـ المسلمين عند الكفار‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬حكم األرضين‪.‬‬
‫السادس‪:‬ـ حكم الفيء‪.‬‬
‫السابع‪ :‬أحكامـ الجزيةـ والمال الذي يُؤخذ من الكفار عن طريق الصلح‪.‬‬

‫‪575‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف اجلملة الثانية‬
‫(أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون)‬
‫قسرا من أيدي الروم ‪-‬ما عدا األرضني‪ -‬أ ّن مخسها لإلمام‪.‬‬ ‫اتفق املسلمون على أ ّن الغنيمة اليت تؤخذ ً‬ ‫‪-1‬‬
‫أمجع مجهور العلماء على َّ‬
‫أن أربعة أمخاس الغنيمة للغامنني‪ ،‬إذا خرجوا بإذن اإلمام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫اتّفقوا على أ ّن السهم من الغنيمة يستح ّقه الذكران األحرار البالغني من املقاتلني‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اتّفقوا على إباحة الغزو للنساء‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اتّفق املسلمون على حترمي الغُلول‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫اتّفق العلماء على جواز تنفيل اإلمام من الغنيمة (أي‪ :‬يزيد على نصيبه) ملن يشاء‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أمجعوا على أ ّن الك ّفار غري ضامنني ألموال املسلمني إذا أخذها الك ّفار من املسلمني بالغلبة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫العلماء جممعون على أنّه (ال) جيوز أخذ اجلزية من أهل الكتاب العجم‪ ،‬ومن اجملوس‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫كتايب‪.‬‬
‫قرشي ّ‬‫اتّفقوا ‪-‬فيما حكي عن بعضهم‪ -‬أ ّن اجلزية ال تؤخذ من ّ‬ ‫‪-9‬‬
‫واحلريّة‪ ،‬وأهنا (ال) جتب على النساء‪ ،‬وال على الصبيان‪ ،‬وال على العبيد‪.‬‬
‫اتّفقوا على أ ّن اجلزية جتب بثالثة أوصاف؛ الذكوريّة‪ ،‬والبلوغ‪ّ ،‬‬ ‫‪-10‬‬
‫مضي احلول؛ أل ّن احلول شرط يف وجوهبا‪ ،‬وأهنا تسقط عنه إذا أسلم قبل انقضاء احلول‪.‬‬
‫الذم ّي إال بعد ّ‬
‫اتّفقوا على أ ّن اجلزية (ال) جتب على ّ‬ ‫‪-11‬‬
‫اتّفقوا على أ ّن اجلزية تصرف يف مصاحل املسلمني اشرتا ًكا من غري حتديد؛ كاحلال يف الفيء‪ ،‬وهذا عند من رأى أ ّن اجلزية مصروفة إىل اجتهاد اإلمام‪.‬‬ ‫‪-12‬‬

‫‪576‬‬
‫ّ‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬أحكام أموال احملاربني إذا متلكها املسلمون‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫الخ ُمس‬
‫كيفية تقسيم ُ‬ ‫‪20‬‬
‫ماذا يُفعل بسهم الرسول ‪ ‬من الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القربى بعد موته ‪‬؟‬ ‫‪21‬‬
‫من هم ذوو القربى في قوله تعالى (ﭛ ﭜ) [األنفال‪]41:‬؟‬ ‫‪22‬‬

‫الصفي من الغنيمة‬
‫حكم َّ‬ ‫‪23‬‬
‫هل يستحق من الغنيمة من خرج لوحده للقتال بغير إذن اإلمام؟‬ ‫‪24‬‬
‫هل للنساء سهم من الغنيمة إذا خرجن مع الجيش؟‬ ‫‪25‬‬
‫هل للعبيد سهم من الغنيمة إذا خرجوا مع الجيش؟‬ ‫‪26‬‬
‫للصبي المراهق سهم من الغنيمة إذا خرج مع الجيش؟‬
‫ّ‬ ‫هل‬ ‫‪27‬‬
‫للتجار واُألجراء من الغنيمة؟‬
‫هل يُسهم ّ‬ ‫‪28‬‬
‫حكم الجعائل‬ ‫‪29‬‬
‫إذا لحق عسكر اإلسالم مدد في دار الحرب قبل أن يقسموا الغنيمة‪ ،‬أو يحرزوها بــدار اإلســالم‪ ،‬هـل يشــاركونهم‬ ‫‪30‬‬
‫فيها؟‬
‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سريّة من العسكر وغنمت‬ ‫‪31‬‬
‫مقدار ما يجب للفارس من الغنيمة‬ ‫‪32‬‬
‫ما يجوز للمجاهد أخذه من الغنيمة قبل ِ‬
‫القسمة‬ ‫‪33‬‬
‫عقوبة ِّ‬
‫الغال‬ ‫‪34‬‬

‫‪577‬‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫من أي شيء من الغنيمة يكون النفل؟‬ ‫‪35‬‬

‫‪578‬‬
‫الح ّد األعلىـ للنّفل‬ ‫‪36‬‬
‫هل يجوز الوعد بالتَّنفيل قبل الحرب؟‬ ‫‪37‬‬
‫السلَب؟‬
‫هل تنفيل اإلمام شرط في استحقاق َّ‬ ‫‪38‬‬
‫السلَب؟‬
‫ما شرط استحقاق َّ‬ ‫‪39‬‬
‫السلَب؟‬
‫يخمس َّ‬
‫هل َّ‬ ‫‪40‬‬
‫حكم ما ُوجد من أموال المسلمين عند الكفار‬ ‫‪41‬‬
‫حكم العبد واألمة المغنومة من الكفار إذا تبيّن أنها ألحد المسلمين‬ ‫‪42‬‬
‫لو أسلم الكافر وفي يده مال للمسلم هل يجوز لمن بيده المال أخذه؟‬ ‫‪43‬‬
‫إذا دخل مسلم إلى الكفار المحاربين خلسة وأخذ مال (مسلم) منهم فلمن يكون المال؟‬ ‫‪44‬‬
‫إذا أسلم الحربي وهاجر إلى دار اإلسالم وترك ولده وزوجته وماله في دار الحرب فما حكمهم؟‬ ‫‪45‬‬
‫حكم ما افتتح المسلمون من األرض عنوة‬ ‫‪46‬‬
‫كيفية قسمة الفيء‬ ‫‪47‬‬
‫هل تجب الجزية على الفقير والمقعد والشيخ الكبير وأهل الصوامع ونحوهم؟‬ ‫‪48‬‬
‫مقدار الجزية الواجبة‬ ‫‪49‬‬
‫لو أسلم ِّ‬
‫الذمي بعد تمام الحول هل تسقط الجزية عنه؟‬ ‫‪50‬‬
‫حكم أخذ الزكاة من نصارى بني تغلب‬ ‫‪51‬‬
‫هل يجب تعشير تجارة أهل الذمة؟‬ ‫‪52‬‬

‫‪579‬‬
‫كيفية تقسيم ال ُخ ُمس‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫العدو الكافر ‪-‬باستثناء األرض‪ -‬أ ّن أربعة أمخاسها للمجاهدين‪ ،‬واخلُمس لإلمام؛ لقوله‪ 7‬تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫قسرا من ّ‬ ‫اتفق املسلمون‪َّ 7‬‬
‫أن الغنيمة اليت تُؤخذ ً‬ ‫تحرير محل‬
‫ﭙ ﭚ) [األنفال‪ ،]41:‬واختلفوا يف كيفية تقسيم اخلُ ُمس على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫اخلُ ُمس مبنزلة الفيء‬ ‫اخلُ ُمس يقسم على (ثالثة) أقسام‬ ‫اخلُ ُمس يقسم على (أربعة) أقسام‬ ‫اخلُ ُمس يُقسم على (مخسة) أقسام‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬عامة الفقهاء‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫الشافعي (األظهر)‪ /‬أمحد (املشهور)‬
‫هل ِذكر األصناف يف اآلية‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ) ‪ ،‬املقصود منه تعيني اخلُمس هلم‪ ،‬أم القصد التنبيه هبم على غريهم‪ ،‬فيكون ذلك من باب اخلاص الذي أريد به العام؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ * قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ * قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ *قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ)‪ 7،‬ذك‪77‬ر األص‪77‬ناف‬
‫ﭟ ﭠ)‪ 7 7 ،‬ف‪7 7‬ذْكر اهلل تع‪77 7‬اىل ه ‪77‬و ﭞ ﭟ ﭠ) ‪ ،‬يف اآلي‪77 7‬ة من ب‪77 7‬اب اخلاص ال‪77 7 7‬ذي أري‪77 7 7‬د ب‪77 7 7‬ه‬
‫ﭟ ﭠ)‪ 7 7،‬نص ‪77‬ت اآلي ‪77‬ة على مخس ‪77‬ة أقس ‪77‬ام‪،‬‬
‫الفتت ‪77‬اح الكالم‪ ،‬وليس قس ‪77‬ما بذات ‪77‬ه‪ ،‬وم ‪77‬ا ف‪77 7 7 7 7‬ذكر اهلل تع‪77 7 7 7 7‬اىل ه‪77 7 7 7 7‬و الفتت ‪77 7 7‬اح الع‪77‬ام‪ ،‬ف‪77‬ذكرهم املقص‪77‬ود من‪77‬ه التنبي‪77‬ه لغ‪77‬ريهم‬
‫ً‬ ‫وقس ‪77‬م اهلل تع ‪77‬اىل ورس ‪77‬وله ‪ ‬قس ‪77‬م واح ‪77‬د‪ ،‬وافتت ‪77‬اح‬
‫الكالم‪ ،‬وس‪77 7 7 7 7 7‬هم الن‪77 7 7 7 7 7‬يب ‪ ‬وذي فيتع ‪ّ 7 7‬دى إليهم‪ ،‬فج ‪77 7‬از لإلم‪77 7 7‬ام أ ْن يص‪77 7 7‬رف‬ ‫كان للرسول ‪ ‬فهو لذي القرىب‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫صالحا للمسلمني‪7.‬‬
‫ً‬ ‫يراه‬ ‫فيما‬ ‫الغنيمة‬ ‫‪ ‬األثر‪( :‬كان عمر وعثم‪77‬ان ‪ ƒ‬يعطي‪77‬ان القرىب سقطا مبوت النيب ‪.‬‬ ‫‪7‬راده‬ ‫‪7‬‬ ‫ف‬‫إل‬ ‫ال‬ ‫‪7‬ه‪،‬‬‫‪7‬‬ ‫ب‬ ‫‪7‬ربك‬‫‪7‬‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫‪7‬اب‬‫‪7‬‬‫ب‬ ‫من‬ ‫‪7‬اىل‬‫‪7‬‬ ‫ع‬‫ت‬ ‫اهلل‬ ‫‪7‬م‬‫‪7‬‬ ‫س‬ ‫با‬ ‫‪7‬ة‬‫‪7‬‬ ‫ي‬‫اآل‬
‫ذوي القرىب) [حم‪ /‬وهو ضعيف]‪.‬‬ ‫بسهم‪ ،‬فللّه تعاىل الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ ‬عن ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬إ ّن‬
‫أب‪77‬ا بك‪77‬ر وعم‪77‬ر ق ّس‪7‬ما اخلمس على‬ ‫‪ ‬عن ابن عم ‪77‬ر وابن عب ‪77‬اس ‪( :ƒ‬ك ‪77‬ان رس ‪77‬ول اهلل‬
‫ثالثة أسهم) [طرب]‪.‬‬ ‫‪ ‬يقسم اخلُمس على مخسة) [حم‪ /‬هق]‪.‬‬

‫نص اآلية يف ذلك‪ ،‬ولفعل الصحابة ‪‬‬


‫القول األول‪( :‬يُقسم اخلُمس على (مخسة) أقسام)‪ ،‬لصريح ّ‬ ‫الراجح‬
‫ختمس الغنيمة‪ ،‬وجُت عل يف بيت املال‪،‬‬
‫(ال) ّ‬ ‫يُقسم اخلمس؛ قسم لذي القرىب‪ ،‬وقسم‬ ‫يُقسم اخلُمس؛ قسم واحد هلل ورسوله ‪ ،‬وقسم‬
‫يُقسم اخلُمس؛ على اليتامى‪،‬‬
‫ويُعطى منه الغين والفقري‪ ،‬ويوزعها اإلمام‬ ‫لذي القرىب‪ ،‬وقسم لليتامى‪ ،‬وقسم للمساكني‪ ،‬وقسم لليتامى‪ ،‬وقسم للمساكني‪ ،‬وقسم البن‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬
‫حسب ما يراه‬ ‫السبيل‬ ‫البن السبيل‬

‫‪580‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/725‬والسري الصغري (ص ‪ ،)248‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)2/270‬وجممع األهنر (‪ ،)1/648‬والنوادر والزيادات (‪ ،)3/366‬واملقدمات املمهدات (‬
‫‪ ،)1/357‬وهناية املطلب (‪ ،)11/505‬والبيان (‪ ،)12/228‬واملغين (‪ ،)9/287‬واملبدع (‪)3/328‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪581‬‬
‫ماذا يفعل بسهم الرسول ‪ ‬من الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القربى بعد موته ‪‬؟‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫العدو الكافر ‪-‬باستثناء األرض‪ -‬وأ ّن أربعة أمخاسها للمجاهدين‪ ،‬واخلُمس لإلمام‪ ،‬وسبق يف املسألة السابقة اخلالف يف تقسيم اخلُمس الذي‬
‫قسرا من ّ‬ ‫اتفق املسلمون َّ‬
‫أن الغنيمة اليت تُؤخذ ً‬
‫هو لإلمام‪ ،‬واخلالف هنا فيما يُفعل بسهم رسول اهلل ‪ ‬وبسهم ذي القرىب بعد موته ‪ ،‬وبالتايل خيرج احلنفية من هذا اخلالف؛ إلسقاطهم سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب ابتداءً‪،‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على أربعة أقوال‬
‫جُي عل سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب يف السالح‬ ‫يكون سهم الرسول ‪ ‬لإلمام‪ ،‬وسهم ذي‬ ‫رد سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب‬
‫يُ ّ‬ ‫رد سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب على‬ ‫يُ ّ‬
‫والعدة‬ ‫القرىب لقرابة اإلمام‬ ‫على باقي اجليش‬ ‫بقية األصناف الذين هلم اخلمس‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد‬ ‫قتادة‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫الشافعي (األصح)‬ ‫الطربي‬
‫االختالف يف مفهوم اآلية (ﭒ ﭓ ﭔ) [األنفال‪ ،]41:‬واالختالف يف ظاهر األحاديث (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ ( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ *قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ ( :‬ﭗ ﭘ ﭙ)‪* ،‬ح‪77 7‬ديث أيب بك‪77 7‬ر ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪ :‬مسعت رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬قول‪77 7 7 7‬ه ‪( :‬ال حيل يل مما أف‪77 7 7 7‬اء اهلل عليكم وال‬
‫‪7‬رد س ‪77 7‬هم الرس ‪77 7‬ول ‪ ‬وذي الق ‪77 7‬رىب ‪ ‬يق ‪77 7‬ول‪( :‬إذا أطعم اهلل نبيً‪77 7 7‬ا طُعم ‪77 7‬ة مث قبض ‪77 7‬ه مث‪77‬ل ه‪77‬ذه إال اخلمس‪ ،‬وه‪77‬و م‪77‬ردود عليكم) [ص‪/‬‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ي‪ّ 7 7‬‬
‫على ب‪77 7 7‬اقي اجليش من ب‪77 7 7‬اب إحلاقهم‪ ،‬ك‪77 7 7‬انت لل‪77 7 7‬ذي يلي بع‪77 7 7‬ده) [حم‪ /‬د‪ /‬ه‪77 7 7 7‬ق‪ /‬ق‪77 7 7‬ال د‪ /‬ن‪ /‬طأ‪ /‬حم]‪.‬‬
‫نص اهلل تع ‪77 7 7‬اىل على أص ‪77 7 7‬ناف‬
‫ﭠ)‪ّ 7 7 7 7 7،‬‬
‫‪7‬بيها ببقي‪77 7 7‬ة األص‪77 7 7‬ناف املنص‪77 7 7‬وص الغم‪77 7 7‬اري‪ :‬وفي‪77 7 7‬ه الولي‪77 7 7‬د‪ 7،‬وثق‪77 7 7‬ه األك‪77 7 7‬ثر‪ ،‬واحتج ب‪77 7‬ه ‪ ‬األث‪77 7‬ر‪( :‬ك‪77 7‬ان يف خالف‪77 7‬ة أيب بك‪77 7‬ر وعم‪77 7‬ر ‪ƒ‬‬
‫ً‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫ش‬ ‫ت‬ ‫يرد على البقية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫يُص ‪77‬رف س ‪77‬هم الرس ‪77‬ول ‪ ‬وذي الق ‪77‬رىب يف اخلي ‪77‬ل‬ ‫مسلم‪ 7،‬وحسنه األلباين]‪.‬‬ ‫حمدودة‪ ،‬فإذا سقط بعضهم ّ‬
‫عليهم يف اآلية‪.‬‬
‫‪ ‬قال ابن عباس ‪ ƒ‬عن س‪7‬هم ذوي الق‪7‬ريب‪ :‬والعدة يف سبيل اهلل) [حمب]‪7.‬‬
‫(إنَّا كنّا نزعم أنه لنا) [هق]‪.‬‬
‫القول الرابع‪( :‬جُي عل سهم الرسول ‪ ‬وذي القرىب يف مصاحل املسلمني)؛ لظاهر احلديث‪( :‬وهو مردود عليكم)‪ ،‬ولفهم الصحابة ‪ ‬لذلك‬ ‫الراجح‬
‫يُقسم اخلُمس بعد النيب ‪ ‬على أربعة أقسام‪:‬‬ ‫يُقسم اخلُمس بعد النيب ‪ ‬على مخسة أقسام‪:‬‬ ‫يُقسم اخلُمس بعد النيب ‪ ‬على‬
‫قسم للعدة والسالح (مصاحل املسلمني)‪ ،‬وثالثة‬ ‫قسم لإلمام‪ ،‬وقسم لقرابة اإلمام‪ ،‬وقسم‬ ‫أربعة أقسام؛ قسم للجيش‪ ،‬وثالثة‬ ‫يُقسم اخلٌمس بعد النيب ‪ ‬على ثالثة‪:‬‬
‫اليتامى‪ ،‬واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أقسام؛ لليتامى‪ ،‬واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‬ ‫لليتامى‪ ،‬وقسم للمساكني‪ ،‬وقسم البن السبيل‬ ‫أقسام؛ لليتامى‪ ،‬واملساكني‪ ،‬وابن‬
‫السبيل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/725‬والبناية ( ‪ ،)7/171‬واحلاوي الكبري ( ‪ ،)8/390‬والبيان ( ‪ ،)12/229‬واملغين ( ‪ ،)6/459‬وكشاف القناع ( ‪ ،)3/84‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي ( ‪ ،)4/598‬واهلداية يف ختريج‬
‫أحاديث البداية ( ‪)6/50‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪582‬‬
‫من هم ذوو القربى في قوله تعالى (ﭛ ﭜ) ؟‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫ترد على من ذكرهم اهلل تعاىل يف قوله‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ)‬ ‫اتفق املسلمون َّ‬
‫أن مُخ س الغنيمة ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫[األنفال‪ ،]41:‬واختلفوا ما املراد بذي القرىب يف اآلية؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ذوو القرىب هم بنو هاشم وبنو املطلب‪7‬‬ ‫ذوو القرىب هم بنو هاشم فقط‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫مالك‬
‫حل الصدقة هلم‪ ،‬أم على النصرة للنيب ‪‬؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫هل حُي مل معىن ذوي القرىب على عدم ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77‬ديث جب‪77‬ري بن مطعم ‪ ،‬ق‪77‬ال‪ ( :‬ملا ك‪77‬ان ي‪77‬وم خي‪77‬رب وض‪77‬ع رس‪77‬ول اهلل ‪‬‬ ‫حتل هلم الصدقة دون غريهم‪.‬‬
‫*أل ّن بين هاشم (ال) ّ‬
‫س‪77‬هم ذي الق ‪77‬رىب يف ب ‪77‬ين هاش ‪77‬م‪ ،‬وب ‪77‬ين املطلب‪ ،‬وق‪77‬ال رس ‪77‬ول اهلل ‪ :‬إن ‪77‬ا وبن ‪77‬و‬ ‫األدلة‬
‫املطلب ال نفرتق يف جاهلية‪ ،‬وال إسالم‪ ،‬وإمّن ا حنن وهم شيء واحد) [خ]‪.‬‬
‫حمل اخلالف‬
‫نص يف ّ‬
‫لنص حديث جبري ‪ ،‬فهو ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬بنو هاشم وبنو املطلب‪)7‬؛ ّ‬ ‫الراجح‬
‫إذا منع اإلمام بين املطلب من سهم ذوي القرىب فقد منعهم حقهم‬ ‫إذا طالب بنو املطلب اإلمام بسهم ذوي القرىب (مل) يعطهم‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/726‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)7/172‬وجممع األهنر (‪ ،)1/648‬والبيان والتحصيل (‪ ،)2/383‬والذخرية (‪ ،)3/142‬واحلاوي الكبري (‪ ،)8/431‬والبيان‬
‫(‪ ،)8/82‬والتذهيب يف أدلة الغاية والتقريب (ص‪ ،)230‬واملغين (‪ ،)9/293‬والشرح املمتع (‪)8/27‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪583‬‬
‫الصفي من الغنيمة‬
‫حكم َّ‬ ‫مسألةـ (‪)23‬‬
‫في من الغنيمة ليس‬
‫الص ّ‪7‬‬
‫للنيب ‪ ،‬سواء غاب عن القسمة أو حضرها‪ ،‬وأمجعوا على أن َّ‬‫(ال) خالف على وجوب مُخ س اخلُمس من الغنيمة ‪-‬عند من يرى وجوبه‪ّ -‬‬
‫النيب ‪ ‬من املغنم قبل القسمة؛ كاجلارية‪ ،‬والعبد‪ ،‬والثوب‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫في‪ 7:‬شيء خيتاره ّ‬‫والص ّ‬
‫ألحد بعد رسول اهلل ‪- ‬خالفًا أليب ثور‪ -‬الذي قال جيري جمرى سهم النيب ‪ّ ،‬‬ ‫الخالف‬
‫الصفي مع اخلُمس؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ّ‪7‬‬ ‫النيب ‪‬‬
‫والسيف وحنوه‪ .‬وقد اختلفوا هل يأخذ ّ‬
‫في‬
‫والص ّ‬
‫للنيب ‪ ‬اخلُمس َّ‬ ‫ليس للنيب ‪ ‬إال اخلُمس فقط‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مجهور العلماء‬ ‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬
‫ظاهر تعارض املفهوم من احلديث مع املنطوق (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫في) [د‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬وصححه ابن حبان واحلاكم]‪.‬‬ ‫الص ّ‬
‫‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ال حيل يل مما أف ‪77‬اء اهلل عليكم وال مث ‪77‬ل ه ‪77‬ذه *عن عائشة ~ قالت‪( :‬كانت صفيّة من َّ‬
‫عبدا‪ ،‬وإ ْن شاء أمةً‪ ،‬وإ ْن شاء فر ًس‪7‬ا‪ ،‬خيت‪7‬اره‬
‫في‪ ،‬إ ْن شاء ً‬ ‫ّ‬ ‫إال اخلُمس‪ ،‬وه‪77 7‬و م ‪77 7‬ردود عليكم) [ص‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬ط ‪77 7‬أ‪ /‬حم]‪* ،‬عن الشعيب قال‪( :‬كان للنيب ‪ ‬سهم يدعى َّ‬
‫الص‬
‫السري‪.‬‬
‫للنيب ‪ ‬معروف‪ 7‬عند أهل العلم‪ ،‬وال خيتلف فيه أهل ِّ‬ ‫في ّ‬
‫الص ّ‬
‫فأخذ َّ‬
‫قبل اخلُمس) [د‪ /‬هق‪ /‬طح]‪ْ ،‬‬ ‫دل أنَّه ليس للنيب ‪ ‬إال اخلُمس‪.‬‬‫ّ‬ ‫األدلة‬
‫في) [ه‪77‬ق‪/‬‬‫ص‪ّ 7‬‬‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ‪ ‬حديث وفد عبد القيس‪ ،‬ال‪77‬ذي رواه ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬وفي‪77‬ه‪( :‬وأ ْن يعط‪77‬وا س‪77‬هم النيب ‪ ‬وال َّ‬
‫وحنوه ما كتب النيب ‪ ‬إىل زهري بن أقيش عند‪ :‬د‪ /‬ن‪ /‬حم]‪.‬‬ ‫في‪.‬‬
‫الص ّ‬
‫ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬ومل يذكر َّ‬
‫في)‪ ،‬وهذا ثابت من فعله ‪ ،‬واخلالف يف هذه املسألة يع ّد خالفًا ضعيًفا‪ ،‬ويكفي ضعفه أنّه مل يُذكر اسم املخالف يف كتب الفقه‬ ‫والص ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬للنيب ‪ ‬اخلُمس ّ‬ ‫الراجح‬
‫في وبعد قسمة الغنيمة يأخذ اخلمس‬
‫الص ّ‬
‫قبل قسمة الغنيمة يأخذ النيب ‪َّ ‬‬ ‫الصفي‬
‫عند قسمة الغنيمة يأخذ النيب ‪ ‬اخلمس دون َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/728‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/9‬والبحر الرائق (‪ ،)5/98‬وإعالء السنن (‪ ،)12/276‬واهلداية شرح البداية (‪ ،)6/52‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/401‬ومنح‬
‫اجلليل (‪ ،)3/251‬واحلاوي الكبري (‪ ،)8/390‬وروضة الطالبني (‪ ،)7/7‬واملغين (‪ ،)9/291‬واإلقناع (‪)3/164‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪584‬‬
‫هل يستحق من الغنيمة من خرج لوحده للقتال بغير إذن اإلمام؟‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫أمجع مجهور العلماء على أ ّن أربعة أمخاس الغنيمة للغامنني‪ ،‬إذا خرجوا بإذن اإلمام؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬فملَّك اهلل تعاىل‬
‫تحرير محل‬
‫أربعة أمخاس الغنيمة للمقاتلني بوصفها هلم‪( :‬ﭔ)‪ ،‬واستثىن منها اخلُمس‪ ،‬واختلفوا هل يأخذ من الغنيمة من خرج للقتال بغري إذن اإلمام‪ ،‬سواء خرجت جمموعة لوحدها أو‬
‫الخالف‬
‫فرد لوحده‪ ،‬وليس مع اجليش وغنموا ؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫من خرج‪ 7‬للقتال بغري إذن اإلمام وغنم‪ ،‬يأخذ الغنيمة كلّها (إن مل يكن له‬ ‫إذا خرجت السرية أو الرجل بغري إذن اإلمام‪ ،‬فكل ما‬ ‫إذا خرجت السرية أو الرجل بغري إذن‬
‫منعة)‬ ‫ساقت نفل يأخذه اإلمام‬ ‫اإلمام فلها أربعة أمخاس الغنيمة‬ ‫األقوال‬
‫ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫أمحد (املذهب)‪ /‬أبو حامد (شافعي)‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر تعارض نص اآلية مع األمر الواقع (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ظاهر قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ *أل ّن الفعل الواقع يف عهد الرسول ‪ ‬أ ّن مجيع السرايا ‪ ‬أث‪77‬ر عم‪77‬ر ‪( :‬الغنيم‪77‬ة ملن ش‪77‬هد الوقيعة) [ه‪77‬ق‪ /‬ش‪ /‬عب‪ /‬وه‪77‬و موق‪77‬وف]‪،‬‬
‫فدل بعمومه أ ّن من (مل) يشهد الوقيعة فال شيء له‪ ،‬ويأخذه كلَّه من قاتل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إمنا ك‪77 7 7 7‬انت خترج عن إذن‪77 7 7 7‬ه ‪ ‬كم‪77 7 7 7‬ا ه‪77 7 7 7‬و معل‪77 7 7 7‬وم يف‬
‫يفرق بني‬
‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‪ ،‬ومل ِّ‬
‫اكتساب مباح‬ ‫‪ ‬ما يأخذه الواحد أو من ال منعة هلم ‪-‬على سبيل التلصص‪-‬‬ ‫الغنيمة‪.‬‬ ‫استحقاق‬ ‫يف‬ ‫ا‬‫ً‬‫ط‬‫شر‬ ‫اإلمام‬ ‫إذن‬ ‫فكان‬ ‫رية‪،‬‬ ‫الس‬
‫ِّ‬
‫ٌ‬ ‫من خرج بإذن اإلمام وبغري إذن اإلمام‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬أخ‪77 7 7‬ذه الغنيم‪77 7 7‬ة كلّه‪77 7 7‬ا عقوب‪77 7 7‬ة هلم؛ لغ‪77 7 7‬زوهم بال إذن مبنزل‪77‬ة االحتط‪77‬اب‪ ،‬خبالف م‪77‬ا إذا ك‪77‬انوا أه‪77‬ل منع‪77‬ة وش‪77‬وكة ف‪77‬دخوهلم‪ 7‬ال خيفى‬
‫خمس م ‪77‬ا‬‫على اإلم ‪77‬ام ع ‪77‬اد ًة وعلي ‪77‬ه أن ينص ‪77‬رهم‪ ،‬فهم مبنزل ‪77‬ة الغ ‪77‬ازين بإذن ‪77‬ه‪ ،‬فيُ ّ‬ ‫اإلمام‪.‬‬
‫غنموه‪.‬‬
‫ال‪7‬ق‪7‬و‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬أل‪7‬و‪7‬ل‪7( 7:7‬خت‪7‬م‪7‬س‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬غ‪7‬ن‪7‬ي‪7‬م‪7‬ة‪ 7‬مط‪7‬ل‪ً 7‬ق‪7‬ا‪ 7،)7‬و‪7‬ه‪7‬ذ‪7‬ا‪ 7‬ي‪7‬و‪7‬ا‪7‬ف‪7‬ق‪ 7‬ظ‪7‬اه‪7‬ر‪ 7‬ا‪7‬آل‪7‬ي‪7‬ة؛‪ 7‬أل‪ّ 7‬ن‪ 7‬ا‪7‬جل‪7‬ي‪7‬ش‪ 7‬ك‪7‬ل‪7‬ه‪ 7‬ل‪7‬ه ت‪7‬أ‪7‬ث‪7‬ري‪ 7‬يف‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ن‪7‬ص‪7‬ر‪ 7‬و‪7‬يف‪ 7‬ال‪7‬ظّ‪7‬ف‪7‬ر‪ 7‬ب‪7‬ال‪7‬ع‪7‬د‪ّ 7‬و‪ 7،7‬ف‪7‬ال‪ 7‬ق‪7‬و‪7‬ة‪ 7‬ل‪7‬لس‪7‬ر‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬ب‪7‬ال‪ 7‬ب‪7‬ق‪7‬ي‪7‬ة‪ 7‬اجل‪7‬ي‪7‬ش‪ 7،7‬و‪7‬ق‪7‬د‪ 7‬ض‪ّ 7‬ع‪7‬ف‪ 7‬ا‪7‬ب‪7‬ن‪ 7‬رش‪7‬د‪7‬‬
‫الراجح‬
‫‪7-‬ر‪7‬مح‪7‬ه‪ 7‬ا‪7‬هلل‪ 7-7‬ا‪7‬لق‪7‬و‪7‬ل‪ 7‬ال‪7‬ث‪7‬ا‪7‬ين‪7‬‬
‫حيل له من الغنيمة‬ ‫من خرج‪ 7‬بإذن اإلمام وغنم فله أربعة‬
‫ختمس الغنيمة‪ ،‬ويأخذها الغازون كلها‬ ‫من خرج بغري إذن اإلمام وغنم (ال) ّ‬
‫من خرج بال إذن اإلمام وغنم‪ ،‬فال ّ‬ ‫شيء‪ ،‬وترجع لإلمام‪ ،‬وتصرف مصارف الفيء‬ ‫أمخاس الغنيمة‪ ،‬حاله حال الذي خرج مع‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫جيش املسلمني وغنم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/729‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/73‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/303‬وإعالء السنن (‪ ،)12/128‬واألم (‪ ،)7/373‬والبيان (‪ ،)12/207‬واجملموع (‪،)18/161‬‬
‫واملغين (‪)13/167‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪585‬‬
586
‫هل للنساء سهم من الغنيمة إذا خرجن مع الجيش؟‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫هلن سهم من الغنيمة أم‬
‫هلن الغزو‪ ،‬واختلفوا إذا خرجت النساء للغزو مع اجليش املسلم‪ ،‬هل ّ‬
‫اتفقوا على أ ّن الغنيمة للذكران األحرار البالغني‪ ،‬واتفقوا على أ ّن النساء مباح ّ‬
‫هلن؟‪ ،‬والرضخ‪ :‬أ ْن تُعطى املرأة شيًئا من الغنيمة دون مقدار السهم‪ .‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يُرضخ َّ‬
‫للمرأة سهم من الغنيمة كالذكران‬ ‫يُرضخ للمرأة شيء من الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫األوزاعي‬ ‫اجلمهور‬
‫اختالفهم يف تشبيه املرأة بالرجل يف كوهنا إذا غزت هلا تأثري يف احلرب أم ال‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث حشرج عن جدت‪7‬ه ق‪7‬الت‪( :‬خ‪7‬رجت م‪7‬ع رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يف غ‪7‬زوة خي‪7‬رب س‪7‬ادس س‪7‬ت نس‪7‬وة‪،‬‬ ‫*أث ‪77‬ر ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ملا ُس‪7 7‬ئل عن خ ‪77‬روج النس ‪77‬اء للح ‪77‬رب‬
‫‪7‬رجنت‪ ،‬وب‪77 7‬إذن من‬
‫فبل‪77 7‬غ رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ،‬فبعث إلين‪77 7‬ا فجئن‪77 7‬ا فرأين‪77 7‬ا في‪77 7‬ه الغض‪77 7‬ب‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪ :‬م‪77 7‬ع من خ‪َّ 7 7‬‬ ‫فأم ‪77 7 7‬ا أ ْن‬
‫(كن حيض‪77 7 7‬رن احلرب م‪77 7 7‬ع رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪7ّ ،‬‬
‫ق‪77 7 7‬ال‪ّ :‬‬
‫‪7‬رجنت؟‪ ،‬فقلن ‪77‬ا‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل خرجن‪77‬ا نغ‪77‬زل الش‪77‬عر ونعني ب‪77‬ه يف س‪77‬بيل اهلل‪ ،‬ومعن ‪77‬ا دواء للج ‪77‬رحى‪،‬‬ ‫خ‪َّ 7‬‬ ‫هلن) [د‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ولف‪77‬ظ‬ ‫هلن س‪7‬هم فال‪ ،‬وق‪7‬د ك‪7‬ان يرض‪7‬خ ّ‬ ‫يُض‪7‬رب ّ‬
‫ونن ‪77‬اول الس ‪77‬هام ونس ‪77‬قي الس ‪77‬ويق‪ .‬فق ‪77‬ال‪ :‬قمن‪ ،‬ح ‪77‬ىت إذا فتح اهلل علي ‪77‬ه خي ‪77‬رب أس ‪77‬هم لن ‪77‬ا كم ‪77‬ا أس ‪77‬هم‬ ‫هلن)]‪.‬‬
‫مسلم‪( 7:‬وأما سهم فال يضرب ّ‬
‫األدلة‬
‫مترا) [د‪ /‬ن‪ /‬وسنده جمهول‪ ،‬وضعفه األلباين]‪.‬‬ ‫للرجال‪ ،‬وكان ذلك ً‬
‫* (ال) تُش ‪7‬بَّه املرأة بالرج‪77‬ل يف احلرب‪ ،‬فتأثريه‪77‬ا دون الرج‪77‬ل؛‬
‫*تشبه املرأة بالرجل‪ ،‬فلها تأثري مثله يف احلرب‪.‬‬ ‫يوما جيش كله من النساء‪.‬‬ ‫لذا (مل) يغزو ً‬
‫‪ ‬أل ّن اإلس‪77 7‬الم أس ‪77 7‬قط وج ‪77 7‬وب اجله ‪77 7‬اد عن املرأة‪ ،‬فليس هلا ‪ ‬عن س‪77‬عيد بن املس‪77‬يب عن ابن ش‪77‬هبل‪( :‬أ ّن الن‪77‬يب ‪ ‬ض‪77‬رب لس‪77‬هلة بنت عاص‪77‬م ي‪77‬وم ح‪77‬نني بس‪77‬هم‪،‬‬
‫فقال رجل من القوم‪ُ :‬أعطيت سهلة مثل سهمي) [ص]‪.‬‬ ‫سهم كالرجال‪.‬‬
‫حمل اخلالف‬
‫نص يف ّ‬
‫القول األول‪( :‬يرضخ للمرأة وال يُسهم هلا من الغنيمة)؛ لصحة خرب ابن عباس ‪ ،ƒ‬فهو ّ‬ ‫الراجح‬
‫يُ‪7‬ع‪7‬ط‪7‬ي‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬م‪7‬ا‪7‬م‪ 7‬ج‪7‬ز‪7‬ءً‪7‬ا‪ 7‬غ‪7‬ري‪ 7‬م‪7‬ق‪ّ 7‬د‪7‬ر‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬غ‪7‬ن‪7‬ي‪7‬م‪7‬ة‪ 7‬ل‪7‬ل‪7‬م‪7‬ر‪7‬أ‪7‬ة‪ 7،7‬و‪7‬ي‪7‬ك‪7‬و‪7‬ن‪7‬‬
‫سهما من الغنيمة مثل ما يأخذ الذكر‬
‫تأخذ املرأة ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ذ‪7‬ل‪7‬ك‪ 7‬د‪7‬و‪7‬ن‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬س‪7‬ه‪7‬م‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/729‬والسري الصغري (ص‪ ،)247‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/256‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)101‬ومنح اجلليل (‪ ،)3/189‬واجملموع (‪ ،)19/362‬وعمدة‬
‫السالك (ص ‪ ،)235‬وخمتصر اخلرقي (ص ‪ ،)140‬واملغين (‪ ،)13/93‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/56‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪587‬‬
‫هل للعبيد سهم من الغنيمة إذا خرجوا مع الجيش؟‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫اتفقوا على أ ّن الغنيمة للذكران األحرار البالغني‪ ،‬واختلفوا يف العبيد هل هلم شيء من الغنيمة؟ واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫للعبد سهم واحد من الغنيمة‬ ‫ظ من الغنيمة مطل ًقا إاّل أ ْن يأيت بغنيمة‬
‫(ليس) للعبد ح ّ‬ ‫يُرضخ للعبد شيء من الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو ثور‪ /‬احلسن البصري‪ /‬عمر بن عبد العزيز‬ ‫األوزاعي‬ ‫اجلمهور‬
‫معا؟‪ ،‬أم لألحرار دون العبيد‬ ‫هل عموم اخلطاب يف قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬يتناول األحرار والعبيد ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث عم ‪77‬ري م ‪77‬وىل أيب اللحم ق ‪77‬ال‪( :‬ش ‪77‬هدت ‪ ‬أل ّن العب ‪77‬د ال ميل ‪77‬ك‪ ،‬فملك ‪77‬ه لس ‪77‬يّده‪ ،‬فم ‪77‬ا أخ ‪77‬ذه من * أث‪77‬ر عم‪77‬ر ‪( :‬ليس أح‪77‬د إاّل ول‪77‬ه يف ه‪77‬ذا املال ح‪7ّ 7‬ق‪ ،‬إال‬
‫أصح]‪.‬‬
‫الرب‪ :‬وهو ّ‬ ‫يف رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬ف‪77‬أمر الغنيم‪7‬ة ع‪7‬اد لس‪7‬يده‪ ،‬ورمبا مل حيض‪7‬ر س‪7‬يده القت‪7‬ال‪ ،‬فيغنم ما ملكت أميانكم) [طأ‪ /‬قال ابن عبد ّ‬ ‫خي‪77‬رب م‪77‬ع س‪77‬اديت‪ ،‬فكلم‪77‬وا َّ‬
‫‪ ‬أل ّن العبد مسلم‪ 7‬مكلّ‪77‬ف‪ ،‬فل‪77‬ه م‪77‬ا للمس‪77‬لمني‪ ،‬وعلي‪77‬ه م‪77‬ا‬ ‫يب فقلِّدت س‪77‬ي ًفا‪ ،‬ف‪77‬إذا أن‪77‬ا أج‪7ّ 7‬ره ف‪77‬أخرب أيّن ممل‪77‬وك‪ ،‬السيد وهو مل يغزو‪.‬‬
‫احلر‪ ،‬والعن‪77‬اء يف احلرب‬ ‫على املس‪77‬لمني‪ ،‬وحرمت‪77‬ه كحرم‪77‬ة ّ‬ ‫فأمر يل بش‪77‬يء من ُخ‪7‬رثي املت‪7‬اع) [د‪ /‬ت‪ /‬وص‪77‬ححه‬
‫واحد‪.‬‬ ‫األلباين]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬روي عن األس‪77 7 7‬ود بن يزي‪77 7 7‬د أنّ‪77 7 7‬ه ق‪77 7 7‬ال‪( :‬ش‪77 7 7 7‬هد فتح‬ ‫‪ ‬أل ّن العبي ‪77 7‬د ال جيب عليهم القت ‪77 7‬ال‪ ،‬فال يك ‪77 7‬ون‬
‫القادس‪77‬ية عبي‪77‬د‪ ،‬فض‪77‬رب هلم س‪77‬هامهم) [ذك‪77‬ره الط‪77‬ربي يف‬ ‫هلم سهم من الغنيمة‪.‬‬
‫تارخية]‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬يُرضخ للعبد‪ 7‬شيء من الغنيمة)‪ ،‬لفعله ‪‬؛ وأل ّن العبد ال ميلك‪ ،‬ولكن يُعطى من باب اإلحسان إليه‪ ،‬فآية الغنيمة‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫الراجح‬
‫يصح‬
‫ﭙ)‪ ،‬مل تشمله‪ ،‬واألثر يف ذلك مل ّ‬
‫واحدا من الغنيمة سواء كان راجاًل‬
‫سهما ً‬
‫يأخذ العبد ً‬ ‫(ال) يُعطى العبد شيًئا من الغنيمة‪ ،‬ال سهم‪ ،‬وال يُرضخ‬ ‫يُعطي اإلمام جزءًا غري مق ّدر‪ 7‬من الغنيمة للعبد‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فارسا‬
‫أو ً‬ ‫له‬ ‫مبقدار دون السهم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/729‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/45‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/268‬والذخرية (‪ ،)3/429‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/132‬واللباب يف الفقه‬
‫الشافعي (‪ ،)1/421‬والبيان (‪ ،)12/218‬وأسىن املطالب (‪ ،)3/93‬ومسائل اإلمام أمحد برواية أيب داود (‪ ،)1/323‬واملغين (‪)13/93‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪588‬‬
‫للصبي المراهق سهم من الغنيمة إذا خرج مع الجيش؟‬
‫ّ‬ ‫هل‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫للصيب سهم من الغنيمة كالبالغني؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ّ‬ ‫اتفقوا أ ّن الغنيمة للذكران األحرار البالغني‪ ،‬واختلفوا هل‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫للصيب وال يُسهم له‬
‫ّ‬ ‫يُرضخ‬ ‫للصيب كالبالغني إن كان يطيق القتال‬
‫ّ‬ ‫يُسهم‬ ‫للصيب كالبالغني مطل ًقا‬
‫ّ‪7‬‬ ‫يُسهم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫مالك‬ ‫األوزاعي‬
‫ظاهر تعارض فعل الصحابة ‪ ‬لعموم‪ 7‬قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪]41:‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬أل ّن أخ‪77 7 7 7‬ذ الس‪77 7 7 7‬هم من الغنيم‪77 7 7 7‬ة من‪77 7 7 7‬وط بالقت‪77 7 7 7‬ال *روي عن عمر ‪ ‬وابن عباس ‪َّ :ƒ‬‬
‫(إن الغلمان ال س‪77‬هم هلم‪ ،‬وانتش‪77‬ر‬ ‫* أث‪77‬ر عم‪77‬ر ‪( :‬ليس أح‪7‬د إاّل ول‪7‬ه‬
‫واملق‪77 7‬اتلني‪ ،‬فمن محل الس ‪77 7‬الح ولدي ‪77 7‬ه الق ‪77 7‬درة على ذلك بني الصحابة) [ش]‪.‬‬ ‫يف ه ‪77 7 7‬ذا املال ح ‪7ّ 7 7 7‬ق إال م ‪77 7 7‬ا ملكت‬
‫القتال كان مقاتاًل ‪ ،‬فسهم له كس‪7‬ائر املق‪77‬اتلني‪ ،‬فه‪77‬و ‪ ‬عن عقب‪77‬ة بن ع‪77‬امر ق‪77‬ال‪ :‬اختل‪77‬ف الن‪77‬اس يف فتح االس‪77‬كندرية؛ حيث مل‬ ‫أميانكم) [ط‪77‬أ‪ /‬ق‪77‬ال ابن عب‪77‬د ال‪7ّ 7‬رب‪ :‬وه‪77‬و‬
‫يقسم عمرو للص‪7‬بيان ش‪7‬يًئا‪ ،‬فق‪7‬ال‪ :‬انظ‪7‬روا‪ ،‬ف‪7‬إ ْن ك‪7‬ان ق‪7‬د أش‪7‬عر‪ ،‬فاقس‪7‬موا‬ ‫ذكر مقاتل‪.‬‬ ‫أصح]‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األدلة‬
‫له) [ذكر صاحب املغين َّ‬
‫أن اجلوزجاين رواه‪ /‬قال األلباين‪ :‬مل أقف عليه]‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث‪( :‬أس‪77 7‬هم رس‪77 7‬ول اهلل ‪‬‬
‫ص ‪7 7‬غار‪ ،‬ب‪77 7‬ل ك‪77 7‬ان ال جييزهم‬ ‫للصبيان خبيرب) [هق‪ /‬وهو منقطع]‪.‬‬
‫‪ ‬مل يثبت عن الن‪77 7‬يب ‪ ‬أنّ‪77 7‬ه ك‪77 7‬ان يُقس‪77 7‬م لل ّ‬
‫للقتال‪.‬‬
‫القسم هلم‬
‫معلوما الشتهر‪ ،‬وملا توقّف الصحابة ‪ ‬يف ْ‬
‫للصيب وال يُسهم له)‪ ،‬لعدم ثبوت ذلك عن الصحابة ‪ ،‬ولو كان ً‬
‫ّ‬ ‫القول الثالث‪( :‬يُرضخ‬ ‫الراجح‬
‫إذا كان الصيب يُطيق القتال وحيمل السالح فيأخذ‬ ‫الصيب سهم واحد من‬
‫يأخذ ّ‬
‫للصيب مبقدار دون السهم‬
‫ّ‪7‬‬ ‫يعطي اإلمام جزءًا غري مق ّدر‪ 7‬من الغنيمة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫من الغنيمة كما يأخذ الذكور البالغني‬ ‫الغنيمة‪ ،‬مثله مثل الذكور البالغني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/729‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/300‬وجممع األهنر (‪ ،)1/647‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/520‬والنوادر والزيادات (‪ ،)3/188‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/475‬‬
‫واألم (‪ ،)4/174‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/163‬واملغين (‪ ،)13/95‬وكشاف القناع (‪)3/87‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫ّ‬

‫‪589‬‬
‫للتجار واُألجراء من الغنيمة؟‬
‫هل يُسهم ّ‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬
‫فارسا‪ ،‬واختلفوا فيمن خرج مع املسلمني املقاتلني ولكن ليس للقتال‬
‫اتفقوا على أ ّن من خرج من املسلمني للقتال يف سبيل اهلل فله سهم من الغنيمة‪ ،‬راجاًل كان أو ً‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫بل للتجارة أو اإلجارة (العمل عندهم) بأجرة للخدمة‪ ،‬وشهدوا القتال ومل يقاتلوا‪ ،‬هل هلم سهم من الغنيمة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫للتجار واألجراء ما دام أهنم شهدوا القتال‪ ،‬ولو مل يقاتلوا‬
‫يُسهم ّ‬ ‫للتجار واألجراء الذين مل يقاتلوا‬
‫(ال) يُسهم ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (املشهور)‪ /‬الشافعي (قول)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫ختصيص عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬بالقياس الذي يوجب الفرق بني التجار واُألجراء وسائر الغامنني‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ)‪ ،‬والتج‪77 7‬ار واُألج ‪77 7‬راء حكمهم خالف س‪77 7‬ائر *عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ)‪ 7،‬وه‪77‬ذا ع‪7‬ام‪،‬‬
‫والعم‪77 7‬وم‪ 7‬جيري على ظ‪77 7‬اهره‪ ،‬في‪77 7‬دخل يف قس‪77 7‬مة الغنيم‪77 7‬ة التج‪77 7‬ار‬ ‫اجملاهدين؛ ألهّن م مل يقصدوا القتال‪ ،‬بل قصدوا التجارة‪ ،‬فهم مستثنون من عموم اآلية‪.‬‬
‫*ح‪77‬ديث ع‪77‬وف بن مال‪77‬ك ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬بعث‪77‬ين رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يف س‪77‬رية‪ ،‬فق‪77‬ال رج‪77‬ل‪ :‬أخ‪77‬رج مع‪77‬ك واُألجراء‪.‬‬
‫ض‪7‬ا‪ ،‬فيُعني‬‫‪7‬هما يف املغنم‪ ،‬مث ق‪77‬ال‪ :‬واهلل ال أدري أتغنم‪77‬ون‪ 7‬أم ال تغنم‪77‬ون‪ ،‬ولكن اجع‪77‬ل يل *يُشبه باجلعائل‪ ،‬وهو أ ْن يُعني أه‪7‬ل ال‪7‬ديوان بعض‪7‬هم بع ً‬
‫على أ ْن جتع‪77‬ل يل س‪ً 7‬‬ ‫األدلة‬
‫مغنما‪ ،‬فسألت النيب ‪ ‬عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ما القاعد منهم الغازي‪.‬‬ ‫معلوما‪ 7،‬فجعلت له ثالثة دنانري‪ .‬فغزونا فأصبنا ً‬‫شيًئا ً‬
‫أجد له يف ال‪7‬دنيا واآلخ‪7‬رة إال دن‪7‬انريه ه‪7‬ذه الثالث‪7‬ة ال‪7‬ذي أخ‪7‬ذ) [طب‪ /‬د‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وحنوه عن يعلى ‪ ‬حديث‪( :‬يُسهم لألجري) [عب‪ /‬ش]‪.‬‬
‫‪ ‬أث‪77‬ر عم‪77‬ر ‪( :‬الغنيم‪77‬ة ملن ش‪77‬هد الوقيعة) [ه‪77‬ق‪ /‬ش‪ /‬عب‪ /‬وه‪77‬و‬ ‫بن أمية‪/‬وحسنه الطرباين وصححه األلباين]‪.‬‬
‫موقوف]‪ ،‬وهذا شهد الوقيعة وإ ْن مل يقاتل‪.‬‬ ‫‪ ‬أل ّن الغنيمة للمقاتلني‪ ،‬فمن قاتل استح ّقها وإاّل فال‪.‬‬
‫للتجار وال األجراء الذين مل يقاتلوا)‪ ،‬فهذا القول أقرب للدليل‪ ،‬ولو قلنا‪ :‬يأخذون‪ ،‬ألخذوا ّمرتني؛ ّمرة من األجر‪ ،‬وأخرى من الغنيمة‪ ،‬فأصبحوا‬
‫القول األول‪( :‬ال يسهم ّ‬ ‫الراجح‬
‫أكثر حظًّا ممن قاتل‬
‫لو حضر التاجر القتال‪ ،‬ومثله األجري خلدمة املقاتل ومل يقاتلوا‬
‫لو حضر التاجر القتال‪ ،‬ومثله األجري خلدمة املقاتل ومل يقاتلوا فال شيء هلم من الغنيمة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫استح ّقوا األجرة‪ ،‬واستح ّقوا سهم الغنيمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/730‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10/45‬وبدائع الصنائع (‪ ،)9/4364‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/520‬والشرح الكبري للدردير (‪ ،)2/192‬واجملموع (‬
‫‪ ،)18/159‬واملغين (‪ ،)166-13/163‬ونيل األوطار (‪ ،)7/326‬وتفسري القرطيب (‪)8/17‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪590‬‬
591
‫حكم الجعائل‬ ‫مسألةـ (‪)29‬‬
‫اجلعائل‪ :‬مفردها ُجعل‪ ،‬وهو ما جُي عل للعامل على عمله‪ ،‬واملراد أ ْن يقول اإلمام‪ :‬من قتل فالنًا فله َسلَبه‪ ،‬أو‪ :‬من فتح باب كذا فله كذا من املال‪ ،‬وحنو‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ذلك‪ .‬وقد اتفقوا على استحقاق الغنيمة للمقاتل‪ ،‬واختلفوا يف جواز اجلعائل‪ ،‬سواء كانت ملسلم أو لكافر‪ ،‬ملقاتل أو غري مقاتل‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جتوز اجلعائل (على تفصيل بينهم؛ فاشرتط بعضهم بذهلا من السلطان‪ ،‬أو تكون للضرورة‪ ،‬أو أ ْن‬
‫(ال) جتوز اجلعائل‬ ‫ال تكون قبل الغزو‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الثوري‪ /‬الليث‬
‫األئمة األربعة‬
‫مستقل (مل يذكره ابن رشد)‬
‫ّ‪7‬‬ ‫هل تشبه اجلعائل باإلجارة أم هي عقد‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ألنّه ُجعل يف مصلحة فجاز‪ ،‬كأجرة الدليل‪ ،‬وقد استأجر الن‪77‬يب ‪ ‬وأب‪77‬و بك‪77‬ر ‪ ‬يف اهلج‪77‬رة من ‪ ‬أل ّن يف اجلع‪7‬ل ن‪7‬وع إج‪7‬ارة جمهول‪7‬ة‪ ،‬فك‪7‬ان في‪7‬ه غ‪7‬رر‪،‬‬
‫فلم جيز‪.‬‬ ‫دهّل م على الطريق [خ]‪.‬‬

‫‪ ‬أل ّن النيب ‪ ‬جعل للسرية الثلث والربع مما غنموا [حم‪ /‬د‪ /‬هق‪ /‬من‪ّ /‬‬
‫وصححه احلاكم واأللباين]‪  .‬أل ّن اجلعائ ‪77‬ل ق ‪77‬د تك ‪77‬ون للمس ‪77‬لم وق ‪77‬د تك ‪77‬ون للك ‪77‬افر‪،‬‬ ‫األدلة‬
‫فأص‪77 7 7‬بحت ض‪77 7 7‬ربًا من ض‪77 7 7‬روب االس‪77 7 7‬تعانة بالك‪77 7 7‬افر يف‬
‫احلرب‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز اجلعائل)؛ ملا فيه من مصلحة‪ 7‬للمسلم‪7‬ني‪ 7،‬فهو مبذول ملن‪ 7‬قام‪ 7‬بعمل‪ 7‬زيادة على‪ 7‬ما هو مطلوب‪ 7‬منه‪ ،‬وخيالف اإلجارة‪ ،‬بل حكى‬
‫الراجح‬
‫ابن قدامة ‪-‬رمحه اهلل‪ 7-‬اإلمجاع على‪ 7‬جواز اجلعالة يف‪ 7‬احلرب‪7‬‬
‫من ُجعِل له جعل من أجل مهمة ما يف احلرب فقام‬
‫هبا فليس له منه شيء ألنَّه (ال) يصح‬ ‫يستحب لإلمام أ ْن جيعل جعاًل ملن يقوم مبهمة ما يف احلرب لشحذ مهم اجلنود وغريهم‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/731‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/258‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/266‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/465‬وحاشية العدوي (‪ ،)2/16‬وحتفة احملتاج (‪،)9/272‬‬
‫وحاشية اجلمل (‪ ،)5/210‬واملغين (‪ ،)13/58‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)6/534‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪592‬‬
‫إذا لحق عسكر اإلسالم مدد في دار الحرب قبل أ ْن يقسموا الغنيمة‪ ،‬أو يحرزوها بدار اإلسالم‪ ،‬هل يشاركونهم فيها؟‬ ‫مسألةـ (‪)30‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن اجملاهد إذا حضر أرض املعركة وقاتل فله سهم الغنيمة‪ ،‬وكذلك لو شهد املعركة ومل يقاتل استحق السهم من الغنيمة‪ ،‬وكذا اتفقوا على أ ّن اجملاهد إذا حلق باجليش بعد‬ ‫تحرير محل‬
‫انتهاء املعركة وخروجهم لدار اإلسالم أ ْن ال شيء له‪ ،‬واختلفوا لو حلقهم بعد انتهاء املعركة وقبل عودهتم لدار اإلسالم‪ ،‬هل يستحق الغنيمة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫إذا جاء اجملاهد بعد انتهاء القتال وقبل رجوع اجليش إىل دار اإلسالم‪ 7‬فله سهم من الغنيمة‬ ‫إذا جاء اجملاهد بعد انتهاء القتال فليس له سهم من الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫سببان للخالف‪ :‬األثر والقياس؛ فأما األثر فإنّه ورد يف هذه املسألة أثرين متعارضني‪ ،‬وأما القياس فهو هل يُلحق تأثري الغازي يف احلفظ‪ 7‬بتأثريه يف اآلخذ؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬بعث رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬أب‪77 7‬ان بن *ح‪77‬ديث ابن عمر ‪ ƒ‬ق‪7‬ال‪( :‬إمنا تغيّب عثم‪7‬ان عن ب‪7‬در‪ ،‬فإنَّه ك‪7‬انت حتت‪7‬ه بنت رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬وك‪77‬انت مريض‪7‬ة‪ ،‬فق‪77‬ال‬
‫‪7‬درا وس‪77‬همه) [خ]‪ ،‬فض‪77‬رب ل‪77‬ه رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬بس‪77‬هم ومل حيض‪77‬ر القت‪77‬ال؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫إن ل‪77‬ك أج‪77‬ر رج‪77‬ل ممن ش‪77‬هد ب‪ً 7‬‬‫س‪77‬عيد ابن الع‪77‬اص على س‪77‬رية من املدين‪77‬ة ِقب‪77‬ل جند‪ ،‬فق‪77‬دم أب‪7‬ان بن ل‪77‬ه الن‪77‬يب ‪َّ :‬‬
‫س‪7‬عيد وأص‪7‬حابه على رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬خبي‪7‬رب بع‪7‬د أن فتحه‪7‬ا‪ ،‬فق‪7‬ال اشتغاله كان بسبب اإلمام‪.‬‬
‫النيب‪ :‬اجلس ي‪77 7‬ا أب‪77 7‬ان‪ .‬ومل يقس‪77 7‬م هلم) [د‪ /‬ه‪77 7 7‬ق‪ /‬خ تعليً‪7‬ق‪77 7‬ا‪  /‬أثر عمر ‪ ‬قال‪( :‬الغنيمة ملن شهد الوقيعة) [هق‪ /‬ش‪ /‬عب]‪ ،‬وهذا مل يشهد الوقيعة‪.‬‬
‫* يلح‪7‬ق ت‪7‬أثري الغ‪7‬ازي باحلف‪7‬ظ بت‪7‬أثري اآلخ‪7‬ذ‪ ،‬فال‪7‬ذي ج‪7‬اء قب‪7‬ل ْأن يص‪7‬ل اجليش إىل بالد املس‪7‬لمني ل‪7‬ه ت‪7‬أثري يف حف‪7‬ظ الغنيم‪7‬ة‪ ،‬فيش‪7‬به‬ ‫وصححه األلباين]‪.‬‬
‫*(ال) يُلحق تأثري الغازي باحلف‪7‬ظ بت‪7‬أثري األخ‪7‬ذ‪ ،‬فاحلف‪7‬ظ أض‪7‬عف‪ ،‬التأثري يف احلفظ بالتأثري يف األخذ‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬دوه ‪ ‬أل ّن متام ملك الغنيمة‪ 7‬بتمام االستيالء‪ ،‬وال يكون ذلك إال باإلحراز إىل دار اإلسالم‪ 7‬أو قس‪77‬متها‪ ،‬فمن ج‪7‬اء قب‪77‬ل ذل‪77‬ك‬ ‫فلم جيب ل ‪77‬ه م ‪77‬ا وجب للغ ‪77‬ازي ال ‪77‬ذي أخ ‪77‬ذ الغنيم ‪77‬ة من ع ‪ّ 7‬‬
‫فقد أدركها قبل ملكها فاستحقها‪.‬‬ ‫قهرا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أث‪7‬ر عم‪7‬ر ‪( :‬أنَّه كتب إىل س‪7‬عد‪ 7:‬ق‪7‬د أم‪7‬ددتك بق‪7‬وم‪ ،‬فمن أت‪7‬اك قب‪7‬ل أ ْن تُف‪7‬ين القتلى‪ 7‬فأش‪7‬ركه يف الغنيمة ) [ه‪7‬ق‪ /‬وه‪7‬و‬
‫منقطع وفيه جمالد وهو ضعيف]‪.‬‬

‫نص يف حمل اخلالف‪ 7،‬ويشهد له أثر ابن عمر ‪ ،ƒ‬وحيمل فعله‪  7‬لعثمان ‪ ‬أنَّه‪ 7‬من باب املواساة له‪ ،‬وأنَّه أعطاه‬
‫القول األول‪( :‬ليس له سهم)‪ 7،‬ودليلهم عن أيب هريرة ‪ّ ‬‬ ‫الراجح‬
‫من اخلُمس الذي هو هلل تعاىل ولرسوله ‪‬‬
‫إذا وصل اجملاهد إىل جبهة القتال بعد انتهاء القتال سقط‪7‬‬
‫استحق سهمه من الغنيمة‪7‬‬
‫ّ‬ ‫إذا وصل اجملاهد إىل جبهة القتال بعد انتهاء القتال وقبل رجوع اجليش‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ح ّقه من الغنيمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/732‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)727 /2‬والعناية (‪ ،)5/478‬وإعالء السنن (‪ ،)12/128‬والنوادر والزيادات (‪ ،)3/179‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/159‬واملهذب (‬
‫‪ ،)3/299‬والوسيط (‪ ،)4/542‬وإعانة الطالبني (‪ ،)2/231‬واإلنصاف (‪ ،)4/165‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص ‪)21‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪593‬‬
‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سريّة من العسكر وغنمت‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫سبق يف مسألة (‪ )24‬الكالم‪ 7‬عن كيفية قسمة الغنيمة فيما لو خرجت جمموعة بغري إذن اإلمام‪ ،‬والكالم هنا يف السريّة اليت تنفصل عن جيش املسلمني‪ ،‬أو تسبقه فتغنم‪ ،‬والسرية‪ :‬هي‬
‫القطعة من اجليش‪ ،‬قد يصل عددها أربعمائة فرد‪ ،‬ومسيت سرية؛ ألهّن ا تسري (تسري) بالليل‪ .‬وال إشكال أنَّه إذا أقام األمري بدار اإلسالم وبعث سرية منفردة وغنمت أ ّن الغنيمة هلا‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫‪-‬ما‪ -‬بإذن اإلمام فغنمت‪ ،‬فكيف تُقسم الغنيمة؟‪ ،‬اخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫وحدها‪ ،‬واخلالف‪ :‬لو خرجت السرية مع اجليش‪ ،‬لكن انفردت عنه مبهمة ّ‬
‫اإلمام باخليار‪ ،‬إ ْن شاء مخَّس ما غنمت‬
‫السرية‪ ،‬وإ ْن شاء نفَّله كله‬ ‫للسرية‬
‫السرية اخلُ ُمس‪ ،‬والباقي َّ‬
‫يؤخذ من غنيمة َّ‬ ‫السرية من غنيمة‬
‫السرية فيما انفردت به َّ‬
‫يشارك اجليش أهل َّ‬ ‫األقوال‬
‫َّ‬
‫احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫النخعي‬
‫السرية‪ ،‬بتأثري من حضر القتال‪ ،‬وهم أهل السرية؟‬
‫هل يُشبَّه تأثري العسكر (اجليش) يف غنيمة َّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫(السرية) بت‪77‬أثري من حض‪77‬ر ‪ ‬عم‪77‬وم أث‪7‬ر عم‪77‬ر ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬الغنيم‪77‬ة ملن ش‪7‬هد‬
‫*حديث عمرو بن ش‪7‬عيب‪ ،‬عن أبي‪7‬ه‪ ،‬عن ج‪7‬ده‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬ق‪7‬ال رس‪7‬ول اهلل ‪(* :‬ال) يشبَّه تأثري من أخذ الغنيمة َّ‬
‫الوقيعة)‪.‬‬ ‫الردئ‪.‬‬ ‫تأثريا من ِّ‬
‫(املسلمون تتكافأ دماؤهم‪ ،‬ويسعى‪ 7‬بذمتهم أدناهم‪ ،‬وجيري عليهم أقصاهم‪ ،‬القتال (اجليش)‪ ،‬فاملباشر أعظم ً‬
‫ض‪7 7‬عِ ُفهم‪ ،‬ومتس‪7ِّ 7 7‬ريهم على‬
‫ُّهم‪ 7‬على ُم ْ‬ ‫ِ‬
‫وهم ي‪77 7‬د على من س‪77 7‬واهم ي‪77 7‬رد ُمش‪7 7‬د ُ‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫السرية‪.‬‬ ‫قاعدهم‪ ،‬ال يُقتل مؤمن بكافر‪ ،‬وال ذو عهد يف عه‪7‬ده) [طي‪7‬ا‪ /‬د‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ه‪7‬ق‪/‬‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪.]41:‬‬ ‫ﭙ)‪ ،‬والذي غنم هم َّ‬ ‫األدلة‬
‫وحسنه األلباين]‪.‬‬
‫‪ ‬أث ‪77 7‬ر عم ‪77 7‬ر ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬الغنيم ‪77 7‬ة ملن ش ‪77 7‬هد الوقيعة) [ش‪/‬‬
‫طب‪ /‬ع‪77‬د‪ /‬وه‪77‬و موق‪77‬وف]‪ ،‬وال‪77‬ذي ش‪77‬هد الوقيع‪77‬ة هم ال َّس‪7‬رية‬ ‫تأثريا يف أخذ الغنيمة‪ ،‬كتأثري من حضر القتال‪ ،‬فهم شيء واحد‪.‬‬ ‫*أل ّن للجيش ً‬
‫ِ‬
‫‪ ‬فع ‪77‬ل الن ‪77‬يب ‪( :‬لَ ّم‪77‬ا بعث س ‪77‬رية من اجليش قب ‪77‬ل أوط ‪77‬اس‪ ،‬فغنمت ال َّس ‪7‬رية‪ ،‬دون اجليش‪.‬‬
‫أشرك بينها وبني اجليش) [خ]‪.‬‬
‫تتقوى بوجود اجليش‪ ،‬وتضعف بدونه‬
‫السرية من الغنيمة)؛ لصحة داللة حديث‪( :‬املسلمون تتكافأ دماؤهم)‪ ،‬وأل ّن السرية ّ‬
‫السرية فيما انفردت به َّ‬
‫القول األول‪( :‬يُشارك اجليش أهل َّ‬ ‫الراجح‬
‫لو غنمت سرية‪ ،‬إما ْأن يؤخذ منها اخلُمس‬
‫ويرد الباقي على‬
‫لو غنمت سرية‪ ،‬يؤخذ من الغنيمة اخلُمس ّ‬ ‫السرية وعلى‬
‫لو غنمت سرية‪ ،‬يُؤخذ من الغنيمة اخلُمس ويُقسم الباقي على َّ‬
‫ويرد الباقي على السرية لوحدها‪ ،‬أو تأخذه‬
‫ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫السرية وحدها دون اجليش‬ ‫اجليش مشارك ًة بالسوية‬
‫السرية مجيعها نافلة بال ختميس‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/732‬والنوادر والزيادات (‪ ،)3/175‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/580‬واملهذب (‪ ،)3/299‬واجملموع (‪ ،)19/364‬والبيان (‪ ،)12/223‬واحملرر (‪ ،)2/177‬واملغين (‬
‫‪ ،)13/131‬وكشاف القناع (‪ ،)3/83‬وموسوعة‪ 7‬فقه احلسن البصري (ص‪)762‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪594‬‬
595
‫مقدار ما يجب للفارس من الغنيمة‬ ‫مسألة (‪)32‬‬
‫اتفقوا على املقدار الواجب من الغنيمة للرجل الذي ال فرس له‪ ،‬سهم واحد‪ ،‬واختلفوا يف مقدار سهم الفارس‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫للفارس سهمان‬ ‫للفارس ثالثة أسهم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر اختالف اآلثار‪ ،‬ومعارضة‪ 7‬القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫عم‪77‬ه ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ش‪77‬هدنا احلديبي‪77‬ة م‪77‬ع رس‪77‬ول اهلل ‪ ،‬فقس‪77‬مت‪7‬‬ ‫*ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪( :ƒ‬أ ّن الن‪77 7‬يب ‪ ‬أس‪77 7‬هم لرج‪77 7 7‬ل وفرس‪77 7 7‬ه ثالث‪77 7 7‬ة *ح‪77‬ديث جمم‪77‬ع عن ابن يعق‪77‬وب عن ّ‬
‫سهما‪ ،‬فأعطى الفارس سهمني‪ ،‬وأعطى‬ ‫خيرب على أهل احلديبية‪ ،‬فقسمها رسول اهلل ‪ ‬مثانية عشر ً‬ ‫أسهم؛ سهمان للفرس‪ ،‬وسهم لراكبه) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫‪7‬هما) [د‪ /‬ش‪ /‬حم‪ /‬طب‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وص‪77‬ححه احلاكم وال‪77‬ذهيب‪ ،‬وض‪77‬عف إس‪77‬ناده الش‪77‬افعي‪ ،‬ويف‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث أيب رهم ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬كنت أن ‪77 7‬ا وأخي فارس ‪7 7‬نْي ي ‪77 7‬وم خي ‪77 7‬رب‪ ،‬الراج‪77‬ل س ً‬
‫فأعطانا الن ‪77‬يب ‪ ‬س ‪77‬تة أس ‪77‬هم؛ أربع ‪77‬ة لفرس ‪77‬ينا‪ ،‬وس‪77 7‬همني لن‪77 7‬ا) [ه‪77 7‬ق]‪ ،‬سند احلديث كالم طويل ذكره الغماري]‪.‬‬
‫األدلة‬
‫*ح ‪77‬ىت ال يك ‪77‬ون س ‪77‬هم الف ‪77‬رس أك ‪77‬ثر من س ‪77‬هم اإلنس ‪77‬ان‪ ،‬ف ‪77‬الفرس حي ‪77‬وان‪ ،‬فكي ‪77‬ف يُعطى أك ‪77‬ثر من‬ ‫نص يف حمل اخلالف‪.‬‬‫احلديثان ّ‬
‫‪ ‬أل ّن الف ‪77‬رس ال ‪77‬ذي يف احلرب أعظم‪ ،‬وكلفت ‪77‬ه أك ‪77‬ثر‪ ،‬فينبغي أ ْن يك ‪77‬ون اآلدمي‪.‬‬
‫‪7‬هما) [ش‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬س‪77‬نده ص‪77‬حيح‬
‫‪ ‬عن ابن عمر ‪( :ƒ‬أ ّن النيب ‪ ‬جعل للفارس‪ 7‬س‪7‬همني‪ ،‬والراج‪7‬ل س‪ً 7‬‬ ‫سهمه أكثر‪.‬‬
‫على شرط الشيخني]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬للفارس ثالثة أسهم)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القياس الذي أخذ به أصحاب القول الثاين‪ " :‬وهذا القياس ليس بشيء؛ ألن سهم الفرس إمنا استحقه اإلنسان‬
‫الراجح‬
‫الذي هو الفارس بالفرس‪ ،‬وغري بعيد أن يكون تأثري الفارس بالفرس يف احلرب ثالثة أضعاف تأثري الراجل‪ ،‬بل لعله واجب‪ ،‬مع أن حديث ابن عمر أثبت"‬
‫من أعطى للفارس‪ 7‬سهمني فقد وافق سنة النيب ‪‬‬ ‫من أعطى للفارس‪ 7‬ثالثة أسهم فقد وافق سنة النيب ‪‬‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/733‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)178 /2‬وإعالء السنن (‪ ،)12/169‬والسري الصغري (ص ‪ ،)112‬وحتفة امللوك (ص ‪ ،)185‬واملدونة الكربى (‬
‫واألم (‪ ،)2/98‬وإعانة الطالبني (‪ ،)2/231‬واملبدع (‪ ،)3/332‬والروض املربع (‪ ،)1/297‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/63‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)1/518‬والكايف البن عبد الرب (‪ّ ،)1/475‬‬

‫‪596‬‬
‫ما يجوز للمجاهد أخذه من الغنيمة قبل القسمةـ‬ ‫مسألةـ (‪)33‬‬
‫اتفقوا على حترمي الغلول‪ ،‬والغلول هو‪ :‬أخذ شيء من الغنيمة قبل قسمتها؛ ودليل حترميه حديث عبادة بن الصامت ‪ ،‬قال النيب ‪( :‬أدوا اخليط واملخيط‪ ،‬وإياكم‬
‫والغلول؛ فإنَّه عار على أهله يوم القيامة) [حم‪ /‬وحنوه عن العرباض بن سارية‪ ‬عند‪ :‬بز‪ /‬طب‪ /‬ورجال سند وثقات]‪ ،‬واختلفوا هل جيوز للغزاة األكل من طعام الغنيمة يف‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫ما داموا يف أرض العدو‪ ،‬ومثله العلف للدواب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جيوز للمجاهد األكل من طعام الغنيمة‬ ‫جيوز للمجاهد األكل من طعام الغنيمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن شهاب الزهري‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة اآلثار اليت جاءت يف حترمي الغلول لآلثار الواردة يف إباحة أكل الطعام‬ ‫سبب الخالف‬
‫فالتفت فإذا رسول * ح ‪77‬ديث عب ‪77‬ادة بن الص ‪77‬امت ‪ ،‬ق ‪77‬ال الن ‪77‬يب ‪( :‬أدوا‬ ‫ّ‬ ‫*حديث ابن مغفل‪  7‬قال‪( :‬أصبت جراب شحم يوم خيرب‪ ،‬فقلت‪ :‬ال أعطي منه شيًئا‪،‬‬
‫اخلي ‪77‬ط واملخي ‪77‬ط‪ ،‬وإي ‪77‬اكم والغل ‪77‬ول؛ فإن ‪77‬ه ع ‪77‬ار على أهل ‪77‬ه‬ ‫اهلل ‪ ‬يبتسم) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫ي‪77 7 7 7 7 7‬وم القيامة)‪ ،‬ت ‪77 7 7 7‬رجح أح ‪77 7 7 7‬اديث حترمي الغل‪77 7 7 7 7 7‬ول على‬ ‫*حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬كنا نصيب يف مغازينا العسل والعنب فنأكله وال نرفعه) [خ]‪.‬‬
‫*ح ‪77‬ديث ابن أيب أوىف ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬أص ‪77‬بنا طعام‪77‬ا ي ‪77‬وم خي ‪77‬رب‪ ،‬وك ‪77‬ان الرج ‪77‬ل جييء فيأخ ‪77‬ذ منه مق ‪77‬دار‪ 7‬م ‪77‬ا يكفي ‪77‬ه األحاديث املبيحة ألكل الطعام‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ً‬
‫فننطلق) [ذ‪ /‬من‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬وصححه احلاكم]‪ ،‬هذه األحاديث وحنوها خمصصة ألحاديث الغلول‪.‬‬
‫يقل يف دار احلرب‪ ،‬فأبيح ليقوى اجملاهد على القتال‪.‬‬ ‫‪ ‬أل ّن الطعام والعلف‪ّ 7‬‬
‫نص ظاهر يف املسألة‬
‫القول األول‪( :‬جيوز للمجاهد األكل من طعام الغنيمة)‪ ،‬وأحاديث القول ّ‬ ‫الراجح‬
‫لو أكل اجملاهد من مال الغنيمة بغري ضرورة وبدون إذن‬ ‫لو أكل اجملاهد من مال الغنيمة لضرورة‪ 7‬أو لغري ضرورة‪ ،‬مبقدار ما حيتاجه‪ ،‬بإذن أو بغري إذن من اإلمام‪ ،‬جاز‬
‫ثمرة الخالف‬
‫اإلمام ُع ّد غااًل للغنيمة‬ ‫ذلك ومل يع ّد غااًل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/734‬والعناية (‪ ،)5/484‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/261‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)2/69‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/401‬وجواهر العقود (‪،)1/383‬‬
‫وأسىن املطالب (‪ ،)4/197‬واملغين (‪ ،)13/168‬والكايف البن قدامة (‪ ،)4/136‬وكشاف القناع (‪)3/73‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪597‬‬
‫عقوبة الغال‬ ‫مسألةـ (‪)34‬‬
‫اتفقوا على حترمي الغلول‪ ،‬وهو من كبائر الذنوب‪ ،‬وموعد صاحبه بالعقوبة‪ ،‬واختلفوا يف عقوبة الغال الدنيويّة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يعزر‬
‫الغال ّ‬ ‫الغال حيرق رحله ومتاعه كله‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أمحد‬
‫غل فاحرقوا متاعه)‬ ‫اختالفهم يف تصحيح حديث‪( :‬من ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77‬ديث عم ‪77‬ر ‪ ‬عن الن‪77‬يب ‪( :‬إذا وج ‪77‬دمت الرج‪77‬ل ق ‪77‬د غ‪7َّ 7‬ل‪ ،‬ف ‪77‬أحرقوا متاع ‪77‬ه واض‪77‬ربوه) ‪ ‬أل ّن الن‪77 7 7 7‬يب ‪ ‬مل حيرق‪ ،‬وق‪77 7 7 7‬ال للرج‪77 7 7 7‬ل ال‪77 7 7 7‬ذي أخ‪77 7 7 7‬ذ من‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ق‪77‬ال الرتم‪77‬ذي نقال عن البخ‪77‬اري‪ :‬في‪77‬ه رج‪77‬ل منك‪77‬ر احلديث‪ ،‬وق‪77‬د أط‪77‬ال الغنيم‪77 7‬ة‪( :‬كن أنت جتيء ب ‪77‬ه ي ‪77‬وم القيام‪77 7‬ة‪ ،‬فلن أقبل‪77 7‬ه من‪77 7‬ك)‬
‫[د]‪ ،‬ومل حيرق متاعه‪.‬‬ ‫الغماري الكالم فيه]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬عن عم ‪77‬رو بن ش ‪77‬عيب عن أبي ‪77‬ه عن ج ‪77‬ده‪( :‬أ ّن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬وأب ‪77‬ا بك ‪77‬ر وعم ‪77‬ر أحرق ‪77‬وا ‪ ‬أل ّن إحراق املتاع فيه إضاعة للمال‪ ،‬وقد هنى الن‪77‬يب ‪ ‬عن‬
‫إضاعة املال‪.‬‬ ‫متاع الغال) [هق‪ /‬ش]‪.‬‬

‫نص على التحريق؛ وملا فيه من إضاعة املال‪ ،‬ولعدم وجود عقوبة حتريق يف الشريعة بسبب السرقة‬
‫يعزر)‪ ،‬لضعف احلديث الذي ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬الغال ّ‬ ‫الراجح‬
‫غل من الغنيمة ُحّر ق متاعه ورحله إال املصحف وما فيه روح‪ ،‬وال حترق ثيابه اليت‬ ‫من ّ‬
‫غزره اإلمام مبا يرى من عقوبة تردعة‬ ‫حيرق‪ ،‬وكذا ال حيرق‬ ‫يلبسها‪ ،‬وال سالحه وال نفقته‪ ،‬وإ ْن مات قبل أ ْن حُي رق رحله مل َّ‬
‫غل من الغنيمة ّ‬
‫من ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫متاع الصيب والعبد‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/735‬والنتف يف الفتاوى للسغدي‪ ،)727 /2( 7‬واملعتصر من املختصر (‪ ،)1/238‬والنوادر والزيادات (‪ ،)3/203‬والكايف البن عبد الرب (‪،)1/473‬‬
‫وإرشاد السالك (ص‪ ،)51‬واألم (‪ ،)4/265‬وهناية املطلب (‪ ،)11/532‬ومسائل اإلمام أمحد وإسحاق بن راهويه (‪ ،)8/3913‬واحملرر (‪ ،)2/178‬واملغين (‪،)13/169‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/71‬‬

‫‪598‬‬
‫من أي شيء من الغنيمة يكون النَّفل؟‬ ‫مسألة (‪)35‬‬
‫معينًا‪ ،‬وقد سبق يف املسألة رقم (‬
‫مقدارا ّ‬
‫النّفل‪ :‬زيادة تضاف إىل سهم الغازي‪ .‬وقد اتفق العلماء على جواز النَّفل قبل إحراز الغنائم للتحريض على القتال؛ حبيث يزيد اإلمام على نصيب السرية‪ ،‬أو اجملاهد الفرد ً‬ ‫تحرير محل‬
‫‪ )31‬أ ّن النخعي ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يرى جواز تنفيل كامل الغنيمة للسرية اليت خرجت وغنمت لوحدها‪ ،‬واخلالف هنا من أين يُؤخذ النفل؟‪ ،‬وقد اختلفوا فيه على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫ظ اإلمام‬
‫النَّفل يكون من مخس اخلمس‪ ،‬وهو ح ّ‬
‫النَّفل يكون من مجلة رأس الغنيمة بعد أخذ اخلمس‬ ‫فقط‬ ‫النَّفل يكون من اخلمس الواجب لبيت مال املسلمني‬ ‫األقوال‬
‫أمحد‪ /‬أبو عبيد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫ونسبتها‬
‫الشافعي‬
‫هل بني اآليتني الواردتني يف الغنائم تعارض‪ ،‬أم مها على التخيري‪ ،‬ومها قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]1:‬وقوله تعاىل (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‬
‫[األنفال‪ /]41:‬واختالف اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬

‫*قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ *هي أدل‪77 7‬ة الق‪77 7‬ول األول‪ ،‬وق‪77 7‬د خص‪77 7‬وا اخلمس حبظ *قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) ‪ ،‬أي‪ :‬حكمه‪77 7‬ا‬
‫ﭙ) ‪ 7،‬هذه اآلية ناسخة لقوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ اإلم ‪77 7‬ام ح ‪77 7‬ىت ال يُ ‪77 7‬زاحم اليت ‪77 7‬امى واملس ‪77 7‬اكني وأبن ‪77 7‬اء وملكيته‪77‬ا هلل تع‪77‬اىل وللرس‪77‬ول ‪ ،‬وال تع‪77‬ارض بني ه‪77‬ذه اآلي‪77‬ة وقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭒ‬
‫السبيل يف نصيبهم‪.‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)؛ ألهنا على التخيري‪.‬‬ ‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ)‪ 7 ،‬فال نف‪77‬ل بع‪77‬د إح‪77‬راز‬
‫* ح ‪77‬ديث ح ‪77‬بيب بن مس ‪77‬لمة‪( : 7‬أ ّن الن ‪77‬يب ‪ ‬ك ‪77‬ان ين ّف ‪77‬ل الرب ‪77‬ع من الس ‪77‬رايا بع ‪77‬د‬ ‫الغنيمة إال من اخلمس‪.‬‬
‫األدلة‬
‫اخلمس يف الب ‪77 7 7 7‬داءة‪ ،‬وينفِّلهم الثلث بع ‪77 7 7 7‬د اخلمس يف الرجع ‪77 7 7 7‬ة) [حم‪ /‬د‪ /‬ه ‪77 7 7 7‬ق‪ /‬من‪/‬‬ ‫*ح‪77 7‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪( :ƒ‬أ ّن رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬بعث س ‪77‬رية‬
‫وص‪7‬ححه‪ 7‬احلاكم واأللب‪7‬اين]‪ ،‬فك‪77‬ان ين ّف‪7‬ل ‪ ‬قب‪7‬ل ب‪77‬دء الغ‪7‬زوة‪ ،‬وبع‪77‬د الف‪77‬راغ من الغ‪77‬زوة‪،‬‬ ‫فيه‪77‬ا عب‪77‬د اهلل بن عم‪77‬ر قِب‪77‬ل جند‪ ،‬فغنم‪77‬وا إباًل كث‪77‬رية‪ ،‬فك‪77‬ان‬
‫‪7‬دل على أ ّن النف ‪77‬ل من رأس الغنيم ‪77‬ة بع ‪77‬د اخلمس‪ ،‬فق ‪77‬د ملّكهم‪ 7‬النّف ‪77‬ل قب ‪77‬ل‬ ‫وه ‪77‬ذا ي ‪ّ 7‬‬ ‫بعريا) [متفق]‪.‬‬
‫بعريا ً‬
‫بعريا‪ ،‬ونفلوا ً‬ ‫سهامه اثين عشر ً‬
‫إحراز الغنيمة ابتداءً‪.‬‬
‫رب العاملني‪ ،‬وبالتايل تكون آية األنفال (‪)41‬‬
‫وعموما النفل من اخلمس‪ ،‬وليس من نصيب اجملاهدين‪ ،‬وعموم اجليش الذي ملكهم إيّاه ّ‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬النفل يكون من اخلمس الواجب لبيت مال املسلمني)‪،‬‬
‫ناسخة لآلية األوىل من السورة‪ ،‬وهذا مذهب مجهور العلماء كما قال القرطيب‬ ‫الراجح‬

‫بعد إحراز الغنيمة يُعطى اجليش أربعة أمخاسها‪ ،‬واخلمس‬ ‫بعد إحراز الغنيمة يُعطى اجليش أربعة أمخاسها‪ ،‬واخلمس‬
‫بعد إحراز الغنيمة خُي رج اخلمس ويوزع على املذكورين يف اآلية‪ ،‬وباقي الغنيمة‬ ‫الثاين يُقسم مخسة أقسام ‪-‬حسب ما ذكر يف اآلية‪-‬‬ ‫الثاين خُي رج منه النَّفل أواًل ‪ ،‬مث تُقسم إىل ثالثة أقسام عند‬
‫األربعة أمخاس‪ ،‬خُي رج منها النفل مث يوزع على اجليش‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وخيرج من مخس اهلل ورسوله ‪ ‬فقط النفل‬ ‫أيب حنيفة‪ ،‬وعند مالك يتصرف فيه اإلمام‬

‫‪599‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/736‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/266‬والبناية (‪ ،)7/180‬وإعالء السنن (‪ ،)12/272‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/517‬والنوادر والزيادات (‪ ،)3/221‬واألم (‪ ،)4/150‬والبيان (‪ ،)12/198‬وحتفة‬
‫احملتاج (‪ ،)7/144‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)257‬واملغين (‪ ،)13/53‬واجلامع ألحكام القرآن للقرطيب (‪)8/4‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪600‬‬
‫الح ّد األعلى للنّفل‬ ‫مسألةـ (‪)36‬‬
‫ألقل النّفل‪ ،‬فيجوز لإلمام أ ْن ينفِّل بالشيء اليسري‪ ،‬واختلفوا يف احل ّد األقصى واألعلى للنفل‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫اتفق العلماء على جواز النَفل‪ ،‬وال إشكال أنَّه (ال) ح ّد ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫ال ح ّد ألكثر النَّفل‪ ،‬وهو موكول الجتهاد اإلمام‬ ‫جيوز أ ْن ينفِّل السريّة مجيع ما غنمت‬ ‫(ال) جيوز النَّفل بأكثر من الثلث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أبو حنيفة (لو نفَّل قبل اإلحراز)‪ /‬النخعي‬ ‫أبو حنيفة (لو نفَّل بعد اإلحراز)‪ /‬أمحد‬
‫االختالف يف مفهوم حديث حبيب بن مسلمة‪ 7‬يف نفل السرايا دون اجليش‪ ،‬وهل هو خمصص آلية األنفال (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ‪ ‬أل ّن الن‪ّ 7‬‬


‫‪7‬يب ‪ ‬ن ّف‪77‬ل م‪7ّ 7‬رة الرب‪77‬ع‪ ،‬وم‪77‬رة الثلث‪ ،‬وم‪77‬رة‬ ‫‪7‬يب ‪ ‬ك‪7‬ان يُنفِّل الرب‪77‬ع‬‫* حديث حبيب بن مسلمة ‪( :‬أ ّن الن ّ‬
‫‪7‬دل على أ ّن األم‪7‬ر كل‪7‬ه موك‪7‬ول إىل‬ ‫ﭘﭙ)‪ ،‬ه‪77 7‬ذه اآلي‪77 7‬ة حمكم‪77 7‬ة غ‪77 7‬ري منس‪77 7‬وخة‪ ،‬وهي نصف الس‪7‬دس‪ ،‬ف ّ‬ ‫من الس‪77‬رايا بع‪77‬د اخلمس يف الب‪77‬داءة‪ ،‬وينفلهم الثلث بع‪77‬د اخلمس‬
‫اإلمام‪ ،‬وليس ما ورد من مقدار‪ 7‬التنفيل للتحديد‪.‬‬ ‫يف الرجع ‪77‬ة) [حم‪ /‬د‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬من‪ /‬وص ‪77‬ححه احلاكم واأللب ‪77‬اين]‪ ،‬فلم‬
‫خمصصة‪.‬‬ ‫عامة غري َّ‬ ‫ّ‬
‫‪7‬يب ‪ ‬أك ‪77‬ثر من الثلث‪ ،‬فال يتج ‪77‬اوز هلذا املق ‪77‬دار‪ ،‬وه ‪77‬ذا‬
‫ينفِّل الن ‪ّ 7‬‬
‫‪ ‬أث ‪77‬ر عم ‪77‬ر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬الغنيم ‪77‬ة ملن ش ‪77‬هد الوقعة) [ش‪/‬‬ ‫األدلة‬
‫طب‪ /‬ع‪77 7‬د‪ /‬وه‪77 7‬و موق‪77 7‬وف]‪ ،‬والس ‪77‬رية هي ال ‪77‬يت ش ‪77‬هدت‬ ‫ص ‪7 7‬ص آلي ‪77 7‬ة األنف ‪77 7‬ال‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫احلديث‪ 7‬خم ّ‬
‫الوقعة‪ ،‬وهلا دون اخلمس‪ ،‬فجاز أ ْن حتوز مجيع الغنيمة‪.‬‬ ‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) ‪( ،‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ)‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬ال يُنفِّل بأكثر من الثلث)‪ ،‬فهذا ما ورد يف السنة‪ ،‬واالقتصار عليه أوىل‪ّ ،‬أما قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) [األنفال‪ ،]1:‬فهذه اآلية منسوخة باآلية‪( :‬ﭒ ﭓ‬
‫الراجح‬
‫ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬كما ذهب لذلك مجهور العلماء‬
‫يُنفِّل اإلمام ما شاء‪ ،‬لكن عند مالك تُؤخذ من‬
‫مخس الغنيمة‪ ،‬وعند الشافعي تُؤخذ من مخس‬ ‫يُنفِّل اإلمام كامل الغنيمة للسرية دون ختميس‬ ‫يُنفِّل اإلمام للسرية ثلث الغنيمة‪ 7‬فأقل بعد أخذ اخلمس منها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اخلمس‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/737‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)2/772‬وبدائع الصنائع (‪ ،)7/115‬وإعالء السنن (‪ ،)12/289‬واالختيار (‪ ،)4/133‬واملدونة الكربى (‪،)1/517‬‬
‫والبيان والتحصيل (‪ ،)3/80‬واألم (‪ ،)4/151‬واحلاوي الكبري (‪ ،)8/401‬واملغين (‪ ،)13/55‬واملبدع (‪)3/310‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪601‬‬
‫هل يجوز الوعد بالتَّنفيل قبل الحرب؟‬ ‫مسألةـ (‪)37‬‬
‫ات‪7‬ف‪7‬ق‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ع‪7‬ل‪7‬م‪7‬ا‪7‬ء‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪ 7‬ج‪7‬و‪7‬ا‪7‬ز‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬نّ‪7‬ف‪7‬ل‪ 7‬م‪7‬ن‪ 7‬ا‪7‬إل‪7‬م‪7‬ا‪7‬م‪ 7،7‬و‪7‬أ‪7‬نَّ‪7‬ه‪ 7‬جي‪7‬و‪7‬ز‪ 7‬إذ‪7‬ا‪ 7‬ب‪7‬دأ‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ر‪7‬ب‪ 7،7‬و‪7‬اخ‪7‬ت‪7‬ل‪7‬ف‪7‬و‪7‬ا‪ 7‬ه‪7‬ل‪ 7‬جي‪7‬و‪7‬ز‪ 7‬ل‪7‬إل‪7‬م‪7‬ا‪7‬م‪ 7‬أ‪ْ 7‬ن‪ 7‬ي‪7‬ع‪7‬د‪ 7‬س‪7‬ر‪7‬يّ‪7‬ةً‪ 7‬أ‪7‬و‪ 7‬جن‪7‬د‪7‬يً‪7‬ا‪ 7‬با‪7‬ل‪7‬نَّ‪7‬ف‪7‬ل‪ 7‬ق‪7‬ب‪7‬ل‪ 7‬ا‪7‬حل‪7‬ر‪7‬ب‪7‬؟‪ 7،7‬و‪7‬ا‪7‬خل‪7‬ال‪7‬ف‪ 7‬ع‪7‬ل‪7‬ى‪7‬‬ ‫تحرير محل‬
‫ق‪7‬و‪7‬ل‪7‬ني‪7‬‬ ‫الخالف‬
‫جيوز الوعد بالتّنفيل قبل احلرب‬ ‫يكره التّنفيل قبل احلرب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫(اجلمهور)‬ ‫(مالك)‬
‫معارضة مفهوم‪ 7‬القصد من الغزو لظاهر األثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن الن‪77‬يب ‪ ‬ك‪7‬ان ين ّف‪7‬ل الرب‪7‬ع من الس‪77‬رايا بع‪77‬د‬ ‫* أل ّن الغ‪77‬زو إمّن ا يُقص‪77‬د ب‪77‬ه وج‪77‬ه اهلل تع‪77‬اىل؛ ولتك‪77‬ون‪ 7‬كلم‪77‬ة اهلل تع‪77‬اىل هي العلي‪77‬ا‪ ،‬ف‪77‬إذا * ح‪7‬ديث ح‪7‬بيب بن مس‪7‬لمة ‪َّ :‬‬
‫وع ‪77‬د اإلم ‪77‬ام بالنف ‪77‬ل قب ‪77‬ل احلرب‪ِ ،‬خي ‪77‬ف أ ْن يس ‪77‬فك الغ ‪77‬زاة دم ‪77‬اءهم يف ح ‪7ّ 7‬ق غ ‪77‬ري اهلل اخلمس يف الب ‪77 7‬داءة‪ ،‬وينفِّلهم‪ 7‬الثلث بع‪77 7‬د اخلمس يف الرجع‪77 7‬ة) [حم‪ /‬د‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬من‪/‬‬
‫وصححه احلاكم واأللباين]‪ ،‬ثبت عنه ‪ ‬أنَّه كان يعد بالنّفل يف الب‪77‬داءة‪ ،‬أي‪ :‬قب‪77‬ل‬ ‫تعاىل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫النص‪.‬‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ملا ك‪77‬ان ي‪77‬وم ب‪77‬در‪ ،‬ق‪77‬ال الن‪77‬يب اهلل ‪ ‬ق‪77‬ال‪ :‬من قت‪77‬ل بدء الغزو‪ .‬وال اجتهاد مع ّ‬
‫* أل ّن املقصود من الوعد بالتَّنفيل قبل احلرب التنشيط على احلرب‪.‬‬ ‫أسريا فله كذا وكذا) [د‪ /‬طرب‪ /‬كم‪ /‬هق]‪.‬‬ ‫قتياًل فله كذا وكذا‪ ،‬ومن أسر ً‬
‫أيضا‪ ،‬ومل يصرفه ذلك عن وجه اهلل‬
‫حمل اخلالف‪ ،‬ومعلوم أ ّن اجملاهد موعود بالغنيمة ً‬
‫نص يف ّ‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز الوعد بالتَّنفيل قبل احلرب)‪ ،‬وحديث حبيب بن مسلمة ‪ّ ‬‬ ‫الراجح‬
‫تعاىل‪ ،‬والقتال لرفع كلمة ال إله إاّل اهلل؛ فإ ّن العربة يف ذلك بالنية‬
‫فردا بالنّفل قبل اخلروج للحرب‬
‫(ال) حرج على اإلمام أ ْن يعد سريّة أو ً‬ ‫األوىل عدم الوعد من اإلمام بالنّفل قبل اخلروج للحرب‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/737‬واالختيار (‪ ،)4/132‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/258‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/477‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/130‬واألم (‪،)4/151‬‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)8/401‬واملغين (‪ ،)9/226‬واملبدع (‪)3/310‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪602‬‬
‫السلَب؟‬
‫هل تنفيل اإلمام شرط في استحقاق َّ‬ ‫مســألــة (‪)38‬‬
‫البس ا له من ثياب وحنوها‪ ،‬وما كان معه من سالح يستعني به يف القتال‪ ،‬وأما ما معه من مال ومتاع ال يستعني به يف احلرب فليس داخاًل يف‬
‫السلَب‪ :‬ما كان القتيل ً‬
‫َّ‬
‫السلب تنفيل‬ ‫تحرير محل‬
‫كافرا فله َسلَبه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واختلفوا هل يُشرتط ألخذ ّ‬
‫السلَب‪ .‬وال خالف أ ّن القاتل يف احلرب يستحق سلب املقتول ‪-‬يف اجلملة ‪ ،-‬لقوله ‪( :‬من قتل ً‬‫َّ‬
‫اإلمام بعد احلرب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫السلَب ُمستحق للقاتل سواء نفَّله اإلمام أو مل ينفِّله‬


‫َّ‬ ‫(ال) يُستحق َسلَب املقتول إال أ ْن ينفِّله اإلمام للقاتل أو يشرتطه القاتل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬إسحاق‪ /‬مجاعة من السلف‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الثوري‬
‫االختالف يف قوله ‪ ‬يوم حنني من حديث أيب قتادة ‪( :‬من قتل قتياًل فله سلَبه)‪ ،‬ورواية‪( :‬من قتل قتياًل له عليه بينة فله سلبه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬هل هذا منه ‪ ‬على جهة‬
‫سبب الخالف‬
‫النَّفل أو على جهة االستحقاق للقاتل؟‬
‫* قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنف‪7‬ال‪ ،]41 :‬ملا نص اهلل تع‪7‬اىل يف * قول‪77‬ه ‪( :‬من قت‪77‬ل ق‪77‬تياًل فل‪77‬ه َس‪7‬لَبه)‪ ،‬ه‪77‬ذا من ب‪77‬اب بي‪77‬ان اس‪77‬تحقاق‬
‫للسلب‪ 7‬مطل ًقا‪.‬‬
‫اآلي‪77‬ة على أ ّن اخلمس هلل تع‪77‬اىل‪ ،‬علم أ ّن األربع‪77‬ة أمخاس واجب‪77‬ة للغ‪77‬امنني‪ ،‬كم‪77‬ا أنّ‪77‬ه ملا نص على الثلث القاتل َّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن ال َّس ‪7‬لب م‪77‬أخوذ من الغنيم‪77‬ة بغ‪77‬ري تق‪77‬دير اإلم‪77‬ام واجته‪77‬اده‪ ،‬فلم‬ ‫لألم يف املواريث علم أ ّن الثلثني لألب‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫* قول‪77‬ه ‪( :‬من قت‪77‬ل ق‪77‬تي فل‪77‬ه س‪7‬لبه)‪ ،‬ه‪77‬ذا من جه‪77‬ة النف‪77‬ل‪ ،‬وم‪77‬ا قض‪77‬ى ب‪77‬ه ‪ ‬ي‪77‬وم ح‪77‬نني‪ ،‬وق‪77‬د يفتقر إىل إذنه‪ ،‬كالسهم من الغنيمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫اًل‬
‫مُح ل على النَّفل ال االستحقاق ملعارضة آية الغنيمة‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ) ‪.‬‬

‫(السلب مستحق‪ ،‬أذن به اإلمام أو مل يأذن)‪ ،‬لظاهر قوله ‪ ،‬وأل ّن هذا مما حيفِّز اجملاهدين‪ ،‬قال أبو عمر ابن عبد الرب‪ :‬قوله ‪( :‬من قتل قتياًل فله‬
‫القول الثاين‪َّ :‬‬
‫سلَبه)‪ ،‬هذا حمفوظ عن النيب ‪ ‬يف ُحنني ويف بدر‪ ،‬وهذا فيه رد على اإلمام مالك حني قال‪َّ :‬‬ ‫الراجــح‬
‫إن النيب ‪ ‬مل ينفِّل إال يف ُحنني‬
‫عند الشافعي‪ :‬يأخذ القاتل سلَب املقتول بغري إذن اإلمام‪ ،‬فهو‬ ‫السلب إىل الغنيمة ويوزعه على اجملاهدين بالسوية‪ ،‬و(ال) يصح للقاتل أ ْن‬
‫جيوز لإلمام أ ْن يضم َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫السلَب بإذن اإلمام‬
‫مستحق له بالقتل‪ ،‬وعند أمحد‪ :‬األوىل أ ْن يأخذ َّ‬ ‫يستحوذ عليه دون إذن اإلمام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/738‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)47 /10‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)133 /4‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)209 :‬وإرشاد السالك (ص‪ ،)51 :‬وخمتصر املزين (‬
‫‪ ،)8/377‬واحلاوي الكبري (‪ ،)393 /8‬واملغين (‪ ،)13/70‬والشرح الكبري (‪)453 /10‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪603‬‬
‫السلَب؟‬
‫ما شرط استحقاق َّ‬ ‫مســألــة (‪)39‬‬
‫صبيا أو‬
‫السَلب ْأن يكون املقتول من املقاتلة الذين جيوز قتاهلم‪ ،‬فمن قتل ً‬
‫السلب‪ ،‬وال خالف أ ّن من شرط استحقاق َّ‬
‫أن القاتل يف احلرب يستحق ّ‬ ‫(ال) خالف يف اجلملة َّ‬
‫تحرير محل‬
‫السَلب شروط‬
‫يستحق سَلبه‪ ،‬وقال األوزاعي‪ :‬من قتل يف حني معمة القتال فليس له سلب‪ ،‬واختلفوا هل الستحقاق َّ‬
‫ّ‬ ‫فانيا أو ضعيًفا ممن ال يقاتل مل‬
‫شيخا ً‬
‫امرأًة أو ً‬ ‫الخالف‬
‫أخرى؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫السلب‪ 7‬للقاتل إذا كان القتل قبل معمعة‪7‬‬
‫يُستحق َّ‬ ‫السلَب للقاتل إال إذا قتله مقباًل غري مدبر‬
‫(ال) يُستحق َّ‬ ‫السلَب للقاتل بكل حال دون‬
‫يُستحق َّ‬
‫األقوال‬
‫احلرب أو بعدها‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫شرط‬
‫ونسبتها‬
‫قوم‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم حديث‪( :‬من قتل قتياًل فله سلَبه) (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫السلَب‪ 7‬يكون للمب‪77‬ارزة أو احلرب‪ ،‬ف‪77‬النيب ‪‬‬ ‫‪ ‬عم‪7‬وم قول‪7‬ه ‪( :‬من قت‪7‬ل ق‪7‬تياًل فل‪7‬ه س‪7‬لبه) ‪َّ ‬‬
‫ألن األص ‪77‬ل يف حص ‪77‬ول ال َّس ‪7‬لَب‪ 7‬أ ْن يغ ‪77‬رر املش ‪77‬رك بقتل ‪77‬ه‪  ،‬أل ّن ّ‬
‫مل يُع‪7‬ط ال َّس‪7‬لَب‪ 7‬إال للمب‪7‬ارزة‪ ،‬أو ملن كفى املس‪7‬لمني‬ ‫منهزما)‪.‬‬
‫(أي يربز للقتال وليس ً‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬وهذا عام بدون شرط‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫شره‪.‬‬‫ّ‬ ‫ومل‬ ‫‪7‬ه‪،‬‬ ‫س‬‫نف‬ ‫‪7‬ر‬ ‫ش‬ ‫املسلمني‬ ‫كفى‬ ‫قد‬ ‫احلرب‬ ‫بعد‬ ‫املنهزم‬ ‫َّ‬
‫ألن‬ ‫‪‬‬
‫يستحق سلَبه‪ ،‬كاألسري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يغرر قاتله بقتله فلم‬
‫السلَب بكل حال)‪ ،‬لعموم احلديث‪ ،‬أما التخصيص أو التقييد باألحوال املذكورة يف األحاديث وكوهنا شرطًا الستحقاق السلب‪ 7‬فغري‬
‫ستحق َّ‬
‫القول األول‪( :‬يُ ّ‬ ‫الراجــح‬
‫من الحق مشر ًكا أراد الفرار من املعركة من الحق مشر ًكا أراد الفرار من املعركة فقتله وأخذ سلبه من لقي مشر ًكا حني احتدام احلرب فقتله فليس له‬
‫ثمرة الخالف‬
‫سلبه‪ ،‬خبالف من قتل قبل احلرب أو بعده‬ ‫فليس له سلبه‬ ‫فقتله وأخذ سلبه كان له‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/738‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)47 /10‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)181 /7‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)209 :‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)99 :‬واألم للشافعي (‪/7‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)364‬وخمتصر املزين (‪ ،)249 /8‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)1/635‬واملغين (‪ ،)13/65‬وشرح الزركشى على خمتصر اخلرقى (‪)182 /3‬‬

‫‪604‬‬
‫السلَب؟‬
‫خمس َّ‬
‫هل يُ َّ‬ ‫مســألــة (‪)40‬‬
‫اتفقوا على َّأن الغنيمة ّ‬
‫ختمس‪ ،‬فيُخرج منها اخلُمس قبل توزيعها على الغامنني‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [األنفال‪ ،]41:‬واختلفوا هل‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫السلب؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫خيمس َّ‬
‫ّ‬
‫السلَب مطل ًقا‬
‫خيمس َّ‬
‫ّ‬ ‫السلَب‪ 7‬مطل ًقا‬
‫خيمس َّ‬‫(ال) ّ‬ ‫خيمسه‬
‫السلَب جاز أ ْن ّ‬
‫إذا استكثر اإلمام َّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫األوزاعي‪ /‬مكحول‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫إسحاق‬
‫ظاهر معارضة فعل عمر ‪ ‬ملطلق حديث عوف بن مالك ‪( ‬مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* عن أنس بن مال‪77 7‬ك ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬إ ّن ال‪77 7‬رباء بن مال‪77 7 7‬ك محل على * ح ‪77‬ديث ع ‪77‬وف بن مال ‪77‬ك األش ‪77‬جعي ‪ ‬وقال ‪77‬ه ابن الولي ‪77‬د‪  :‬عم‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﭒ‬
‫س ‪7‬لب للقاتل) [م‪ /‬ويف رواي‪77‬ة‪( :‬ومل ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫مرزب‪77‬ان ي‪77‬وم ال‪77‬دارة فطعن‪77‬ه طعن‪77‬ة على قرب‪77‬وس َس ‪7‬رجه فقتله‪ ،‬فبل‪77‬غ َّ‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬قض‪77‬ى بال ّ‬
‫خيمس الس‪7 7‬لَب) حم‪ /‬د]‪َّ ،‬‬
‫دل احلديث إم ‪77‬ا بظ ‪77‬اهره أو بنص ‪77‬ه أ ّن‬ ‫س ‪7‬لَبه ثالثني أل ًف‪77‬ا‪ ،‬فبل ‪77‬غ ذل ‪77‬ك عم ‪77‬ر بن اخلط ‪77‬اب ‪ ،‬فق ‪77‬ال أليب ِّ‬
‫ﭙ) [األنف‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ال‪،]41:‬‬ ‫ّ‬
‫خيمس‪.‬‬‫السلب ال ّ‬
‫خنمس ال ّس‪7‬لَب‪ ،7‬وإ ّن س‪7‬لَب ال‪7‬رباء ق‪7‬د بل‪7‬غ م‪7‬اال ّ‬
‫طلحة‪( :‬إنّا كنّا ال ّ‬ ‫األدلــة‬
‫وال ّس‪7 7‬لَب من مجل ‪77‬ة الش‪77 7‬يء ال‪77 7‬ذي‬
‫خنمس ال ّس‪7‬لَب)‪ ،‬ويف رواي‪7‬ة زي‪7‬ادة‪:‬‬ ‫‪7‬ريا‪ ،‬وال أراين إال مخّس ‪77‬ته)‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬فك ‪77‬ان أول س‪77 7‬لب مخس يف * قول عمر ‪( :‬كن‪7‬ا ال ِّ‬ ‫ًكث ‪ً 7‬‬
‫يُغنم‪.‬‬
‫أن األم ‪77‬ر من فعل ‪77‬ه ‪‬‬ ‫دل على َّ‬ ‫اإلسالم [ش‪ /‬هق]‪ ،‬فالتفريق بني الكثري والقليل‪ 7‬سنة عمر ‪( .‬على عه ‪77‬د رس ‪77‬ول اهلل ‪َّ ،)‬‬
‫السلَب‪.‬‬
‫عدم ختميس َّ‬
‫السلَب ملا استكثره فهذا‬
‫صدرا من خالفته‪ ،‬وأما فعل عمر ‪ ‬بتخميس َّ‬
‫السلَب مطل ًقا)‪ ،‬لفعل النيب ‪ ‬واخللفاء من بعده؛ أبو بكر وعمر ً‬
‫خيمس َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬ال ّ‬ ‫الراجــح‬
‫اجتهاد خاص منه ‪ ‬وليس إمجاع من الصحابة ‪ ،‬وحديث ابن عوف ‪ ‬خمصص لعموم‪ 7‬اآلية‬
‫السلَب قلياًل وجب‬
‫لو كان ّ‬ ‫خيمسه‬
‫جيز لإلمام أ ْن ّ‬
‫كثريا أو قلياًل مل ْ‬
‫السلب ً‬
‫لو كان ّ‬ ‫كثريا أخذ اإلمام مُخ سه كاحلال يف الغنيمة‬
‫السلب ً‬
‫إذا كان ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ختميسه كاحلال يف الغنيمة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/738‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)133 /4‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)266 /2‬وإعالء السنن (‪ ،)12/295‬والنوادر والزيادات (‪/3‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)225‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)99 :‬واألم للشافعي (‪ ،)4/150‬وروضة الطالبني (‪ ،)335 /5‬واملغين (‪ ،)13/69‬والعدة شرح العمدة (ص‪)636 :‬‬

‫‪605‬‬
‫حكم ما ُوجد من أموال المسلمين عند الكفار‬ ‫مســألــة (‪)41‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن ما ُوجد من أموال الكفار عند الكفار بعد الغلبة عليهم‪ 7‬يكون ختميسه‪ 7‬للمسلمني‪ ،‬واختلفوا يف األموال اليت عند الكفار وهي للمسلمني أواًل ‪ ،‬ولكن اسرُت دت منهم بطريق الغلبة‪ 7،‬ما‬ ‫تحرير محل‬
‫حكمها؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إذا حاز الكفار املال وبلغ دارهم مث أخذه‬ ‫ما ُوجد من مال املسلم قبل القسم‬ ‫ما اسرتد املسلمون من أيدي الكفار من‬ ‫ما اسرتده املسلمون من أيدي الكفار من أموال املسلمني تعود ألرباهبا‬
‫املسلمون فهو لصاحبه قبل القسم‪ ،‬ويأخذه‬ ‫يعود لصاحبه‪ ،‬وبعد القسم صاحبه‬ ‫أموال املسلمني يُقسم هو غنيمة‪ 7‬للجيش‬ ‫من املسلمني‬
‫بثمنه بعد القسم‪ ،‬وما حازه الكفار لكن مل‬ ‫أوىل به بثمنه‬ ‫األقوال‬
‫الزهري‪ /‬عمرو بن دينار‪ /‬علي بن أيب‬ ‫الشافعي‪ /‬أبو ثور‬
‫يبلغوا به دارهم فهو لصاحبه‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‪ /‬عمر بن‬ ‫طالب ‪‬‬ ‫ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اخلطاب ‪‬‬
‫ظاهر تعارض اآلثار والقياس‪ /‬وهل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوهم عليها أم ليس ميلكوهنا؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77 7‬ديث عم ‪77 7‬ران بن احلص ‪77 7‬ني ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪:‬‬ ‫* ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪َّ  :‬‬
‫(أن رجاًل‬ ‫* حديث أس‪7‬امة بن زي‪7‬د ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬قلت‪ :‬ي‪7‬ا‬ ‫* ح‪77 7‬ديث عم‪77 7‬ران بن احلص‪77 7‬ني ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬أغ‪77 7‬ار املش‪77 7‬ركون على س‪77 7‬رح‬
‫(أغار املشركون على سرح املدينة‪ ،)...‬دل‬ ‫وج‪77 7‬د بع‪7ً 7 7‬ريا ل‪77 7‬ه ك‪77 7‬ان املش‪77 7‬ركون ق‪77 7‬د‬ ‫‪-‬إن ش‪77 7‬اء اهلل‪-‬؟‬ ‫رس‪77 7‬ول اهلل‪ ،‬أين ت‪77 7‬نزل غ‪7ً 7 7‬دا ْ‬ ‫املدين ‪77‬ة وأخ ‪77‬ذوا العض ‪77‬باء ناق ‪77‬ة رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬وام ‪77‬رأة من املس ‪77‬لمني‪ ،‬فلم‪77‬ا‬
‫احلديث أ ّن الكف ‪77‬ار إذا مل يبلغ ‪77‬وا دارهم يُ ‪77‬رد‬ ‫أص ‪77‬ابوه‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ْ :‬إن أص ‪77‬بته قب ‪77‬ل ْأن‬ ‫وذل‪7‬ك زمن الفتح‪ -‬ق‪7‬ال‪ :‬وه‪7‬ل ت‪7‬رك لن‪7‬ا عقي‪7‬ل‬ ‫كانت ذات ليل‪7‬ة ق‪7‬امت املرأة وق‪7‬د ن‪7‬اموا ف‪7‬ركبت العض‪7‬باء مث ت‪7‬وجهت إىل‬
‫مال املسلم لصاحبه مطل ًقا‪.‬‬ ‫يُقسم فهو لك‪ ،‬وإ ْن أصبته بعد القس‪7‬م‬ ‫من منزل؟‪ .‬وكان عقي‪7‬ل ورث أب‪7‬ا ط‪7‬الب ألنَّه‬ ‫املدين‪77‬ة‪ 7،‬ون‪77‬ذرت لئن جناه‪77‬ا اهلل لتنحره‪77‬ا‪ ،‬فلم‪77‬ا وص‪77‬لت‪ 7‬وأخ‪77‬ربت بن‪77‬ذرها‪،‬‬
‫‪ ‬أل ّن م‪77 7 7‬ا مل يص‪77 7 7‬ل املال ل‪77 7 7‬دار الكف‪77 7 7‬ر مل‬ ‫أخذت‪77‬ه بالقيم‪77‬ة) [ق‪77‬ط‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬واحلديث‬ ‫أن الك‪77 7‬افر ميل‪77 7‬ك م‪77 7‬ال‬ ‫ك‪77 7‬افر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ف‪77 7‬دل َّ‬ ‫ق ‪77‬ال ‪ :‬بئس م ‪77‬ا جزيتيه ‪77‬ا‪ ،‬ال ن ‪77‬ذر فيم ‪77‬ا ال ميل ‪77‬ك ابن آدم‪ ،‬وال ن ‪77‬ذر يف‬
‫حيوزوه حيازة كاملة‪ ،‬فريجع املال للمسلم‪.‬‬ ‫ض‪77‬عفه ابن رش‪77‬د وال‪77‬دارقطين وال‪77‬بيهقي‬ ‫املس‪77 7 7‬لم‪ ،‬ف ‪77 7‬إذا اس‪77 7 7‬رتده املس‪77 7 7‬لمون غلب‪77 7 7‬ة فه‪77 7 7‬و‬ ‫‪7‬دل أ ّن الك‪7‬افر ال ميل‪7‬ك م‪7‬ال املس‪7‬لم‬ ‫معصية) [م]‪ ،‬فلم ميلِّكه‪7‬ا ‪ ‬الناق‪7‬ة‪ ،‬ف ّ‬
‫وغ ‪77‬ريهم]‪ ،‬ف ‪77‬دل على التفري ‪77‬ق بني م ‪77‬ا‬ ‫غنيمة‪.‬‬ ‫اليت غلبه عليها‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ُوج ‪77 7‬د قب ‪77 7‬ل القس ‪77 7‬مة وم ‪77 7‬ا ُوج‪77 7‬د بع‪77 7‬د‬ ‫* ألهّن م أمجع‪77 7‬وا أ ّن الك‪77 7‬افرين غ‪77 7‬ري ض‪77 7‬امنني‬ ‫* ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ذهبت فرس‪77‬ه فأخ‪77‬ذها الع‪77‬دو‪ ،‬فظه‪77‬ر عليهم‬
‫القسمة‪.‬‬ ‫ألم ‪77 7 7‬وال املس ‪77 7 7‬لمني‪ ،‬فل ‪77 7 7‬زم من ‪77 7 7‬ه أ ْن يك ‪77 7 7‬ون‬ ‫املسلمون فردت عليه زمن رسول اهلل ‪ ،‬وأب‪7‬ق عب‪7‬د ل‪7‬ه فلح‪7‬ق ب‪7‬الروم فظه‪7‬ر‬
‫* قض‪77 7‬اء عم‪77 7‬ر ‪( :‬من وج ‪77‬د مال ‪77‬ه‬ ‫الكف‪77‬ار م‪77‬الكني ل‪77‬ه‪ ،‬فل‪77‬و ك‪77‬انوا غ‪77‬ري م‪77‬الكني‬ ‫عليهم املسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النيب ‪[ )‬خ]‪.‬‬
‫بعين‪77‬ه فه‪77‬و أح‪7ّ 7‬ق ب‪77‬ه‪ ،‬م‪77‬امل يُقس‪77‬م) [ص‪/‬‬ ‫لضمنوا‪.‬‬ ‫* تش‪7‬بيه األم‪7‬وال بالرق‪7‬اب‪ ،‬فكم‪7‬ا أ ّن الكف‪7‬ار ال ميلك‪7‬ون رق‪7‬اب املس‪7‬لمني‪ ،‬فك‪7‬ذا‬
‫أثر]‪.‬‬ ‫‪ ‬أل ّن الكف‪77 7 7‬ار ملك‪77 7 7‬وه باس‪77 7 7‬تيالئهم‪ 7‬فص‪77 7 7‬ار‬ ‫ال ميلك ‪77‬ون أم ‪77‬واهلم‪ ،‬كم ‪77‬ا ال ميل ‪77‬ك الب ‪77‬اغي ال رق ‪77‬اب وال أم ‪77‬وال الع ‪77‬ادل (املبغى‬
‫غنيمة كسائر أمواهلم‪.‬‬ ‫عليه)‪.‬‬
‫ضعف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثالث والرابع‪ ،‬فقال‪( :‬من َّفرق بني احلكم قبل‬
‫القول األول‪( :‬ما اسرتد املسلمون من أموال املسلمني تعود ألرباهبا)‪ ،‬وهذا القول أحظ بالدليل وأوضح داللة‪ ،‬وقد ّ‬
‫القسم وبعده‪ ،‬وبني ما أخذه املشركون بغلبة أو بغري غلبة‪ ،‬فليس له حظ من النظر)‬ ‫الراجــح‬

‫‪606‬‬
‫من وجد ماله يف الغنيمة قبل أ ْن تصل إىل‬ ‫من وجد ماله بعينه يف الغنيمة‬ ‫من وجد ماله بعينه يف الغنيمة فال حق له‬ ‫من وجد ماله بعينه يف الغنيمة‪ 7‬وجب على اإلمام رده عليه مطل ًقا‬
‫ديار الكفار فهو له مطل ًقا وأما إن وصل‬ ‫فاسرتده قبل قسمتها فهو له وإال‬ ‫فيه وهو من الغنيمة‬
‫إىل ديار الكفار فهو له إذا مل تقسم الغنيمة‬ ‫دفع مثنه وأخذه إ ْن شاء‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وأما إذا قسمت فهو له إ ْن دفع مثنه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/739‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)190 /7‬وفتح القدير (‪ ،)7 /6‬واملدونة الكربى (‪ ،)14 /3‬وعقد اجلواهر الثمينة يف مذهب عامل املدينة (‪ ،)319 /1‬وخمتصر املزين (‪ ،)380 /8‬واجملموع (‪ ،)12/117‬واملغين (‪،)117 /13‬‬
‫والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)476 /10‬اهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/84‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪607‬‬
‫حكم العبد واألمة المغنومةـ من الكفار إذا تبيّن أنها ألحد المسلمين‬ ‫مســألــة (‪)42‬‬
‫ذميًّا‪ ،‬وال خالف يف هذا‪ ،‬واختلفوا لو استوىل الكفار على األمة والعبد واملدبَّر واملكاتب وأم الولد‪ ،‬مث‬
‫مسلما أو ّ‬
‫حر مل ميلكوه سواء كان ً‬
‫إذا استوىل الكفار على ٍّ‬ ‫تحرير محل‬
‫غنمه املسلمون‪ 7‬منهم فما حكمه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫رد األمة والعبد وأم الولد وحنوها لسيدها‬
‫(ال) تُ ُّ‬ ‫ُتَر ُّد األمة وأم الولد دون غريمها لسيدها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬
‫هل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوا عليها أم ليس ميلكوهنا؟‪ /‬وهل يلحق به ما يقوم باملال؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫وأم الولد‪ ،‬ألنّه ال ‪ ‬أل ّن الكف ‪77‬ار ميلك ‪77‬ون ك ‪77‬ل م ‪77‬ا حص ‪77‬لوا علي ‪77‬ه ب ‪77‬القهر مما يق ‪7ّ 7‬وم باملال‪ ،‬واألم ‪77‬ة والعب ‪77‬د وحنومها مما‬
‫‪ ‬الك ّفار (ال) ميلكون ما حصلوا عليه من املكاتب ّ‬
‫وأم الولد والعبد القن‪.‬‬ ‫يقوم باملال فيملكها الكفار‪ ،‬وال فرق بني األمة ّ‬ ‫ّ‬ ‫كاحلر‪.‬‬
‫جيوز نقل امللك فيها ّ‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬أل ّن أم الولد ال جيوز لغري سيدها استحالهلا‪.‬‬
‫رد األمة وأم الولد لسيدها)‪ ،‬بناءً على الراجح يف املسألة السابقة‪ ،‬من أ ّن الكفار ال ميلكون‪ 7‬أموال املسلمني بالغلبة‪ 7‬عليها بالقهر‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد‬ ‫األول‪( :‬تُ ُّ‬
‫القول ّ‬
‫خصوصا من يرى أ ّن الكفار ميلكون على املسلمني سائر األموال‪ ،‬وقال‪( :‬ال‬
‫ً‬ ‫‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثاين‪ ،‬فقال‪( :‬استثناء أم الولد واملدبَّر من سائر األموال ال معىن له)‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫فرق بني سائر األموال إال أ ْن يثبت يف ذلك مساع)‬
‫مىت خرجت األمة وأم الولد بالقسم ألحد املسلمني أو اشرتاها إنسان‪ ،‬مل يكن لسيدمها‬ ‫جيب أ ْن ترجع األمة وأم الولد لسيدها قبل وبعد القسم‪ ،‬وجيوز‬
‫أخذمها إال بالثمن‬ ‫لإلمام أ ْن يفدي أم الولد أو جُي رب سيدها على فدائها‪ ،‬وإ ْن مل يكن‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫لسيدها مال أعطيت له واتبعه الذي أخرجت يف نصيبه بقيمتها دينًا‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/742‬واهلدايةمىتيفأيسر‬
‫شرح بداية املبتدي (‪ ،)2/393‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)7/195‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)2/53‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‬
‫‪ ،)3/375‬واألم للشافعي (‪ ،)4/301‬وخمتصر املزين (‪ ،)8/380‬واملغين (‪ ،)13/122‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)10/482‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪608‬‬
‫لو أسلم الكافر وفي يده مال للمسلم هل يجوز لمن بيده المال أخذه؟‬ ‫مســألــة (‪)43‬‬
‫أكثر العلماء على أ ّن الكفار إذا أخذوا أموال املسلمني مث قهرهم املسلمون فأخذوها منهم وعلم صاحبها ‪-‬قبل قسمتها‪ -‬أهنا ترد على صاحبها بغري‬
‫شيء‪ ،‬وال خالف أ ّن الكافر احلريب إذا أسلم أو دخل على املسلمني بأمان بعد أن استوىل على مال مسلم فأتلفه فإنّه (ال) ضمان عليه‪ ،‬واختلفوا لو‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫أسلم الكافر لوحده ويف يده مال للمسلم سواء عُلم املسلم أو ُجهل‪ ،‬هل جيوز له أخذ املال‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫لو أسلم الكافر وبيده مال للمسلم مل يصح له أخذه‬ ‫لو أسلم الكافر وبيده مال للمسلم يصح له أخذه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫هل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوا عليها أم ليس ميلكوهنا؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قول‪77 7‬ه ‪( :‬من أس‪77 7‬لم على ش‪77 7‬يء فه‪77 7‬و ل‪77 7‬ه) [ص‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬وحس ‪77 7‬نه ‪ ‬ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ذهبت فرس‪77‬ه فأخ‪77‬ذها الع‪77‬دو‪ ،‬فظه‪77‬ر عليهم املس‪77‬لمون‬
‫أن الك ‪77‬افر ال ميل ‪77‬ك م ‪77‬ا حص ‪77‬ل علي ‪77‬ه من‬ ‫‪7‬ردت عليه زمن رس ‪77‬ول اهلل ‪[ ‬خ]‪ ،‬ف ‪َّ 7‬‬
‫‪7‬دل َّ‬ ‫ف ‪َّ 7‬‬ ‫األلباين]‪.‬‬
‫ألن الكفار ميلكون ما حصلوا عليه من املسلمني بالقهر والغلبة‪ .‬املسلمني بالقهر والغلبة‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث املغ‪77‬رية بن ش‪77‬عبة ‪ ‬أن‪77‬ه ص‪77‬حب قوم‪77‬ا يف اجلاهلي‪77‬ة فقتلهم وأخ‪77‬ذ أم‪77‬واهلم مث‬
‫‪7‬ت من‪7‬ه يف ش‪7‬يء)‬ ‫ج‪7‬اء فأس‪7‬لم‪ ،‬فق‪7‬ال ل‪7‬ه الن‪7‬يب ‪( :‬أم‪7‬ا اإلس‪7‬الم فَأقب ُ‪7‬ل‪ ،‬وأم‪7‬ا املال فلس َ‪7‬‬
‫[خ]‪.‬‬
‫القول األول‪ ( :‬لو أسلم الكافر وبيده مال للمسلم يصح له أخذه)‪ ،‬فهو أصبح من املسلمني وله ما للمسلمني وعليه ما على املسلمني‪ ،‬فصح أخذه‬
‫الراجــح‬
‫غدرا‬
‫قهرا‪ ،‬وأما حديث املغرية فإنه يف حق أخذه ً‬‫للمال‪ ،‬كما صحح نكاحه وواليته‪ ،‬خبالف ما أخذ منه ً‬
‫لو أسلم الكافر وبيده مال مسلم فريده للمسلم‪ 7‬أو يرد مثنه‪ ،‬وإذا كان املال أم ولد أو‬ ‫لو أسلم الكافر وبيده مال مسلم‪ 7‬صح للكافر أخذه بال عوض‪،‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أمة ردها على صاحبها‬ ‫إال أم الولد واألمة فرتد عند أيب حنيفة ومالك‬

‫‪609‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/742‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)387 /2‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/261‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)566 /4‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)3/127‬واألم للشافعي (‪ ،)4/270‬واحلاوي الكبري (‪ ،)14/278‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)151 /4‬واملغين (‪)13/122‬‬

‫‪610‬‬
‫إذا دخل مسلم إلى الكفار المحاربين ِخلْسةً وأخذ مال (مسلم) منهم فلمن يكون المال؟‬ ‫مســألــة (‪)44‬‬
‫اتّفقوا أ ّن ما أخذه املسلمون يف احلرب من مال الكافرين فهو غنيمة للمسلمني‪ 7،‬وذهب عامة أهل العلم‪ 7‬إىل أ ّن ما أخذه الكفار من أموال املسلمني مث قهرهم املسلمون فأخذوها‬
‫منهم وعلم صاحبها ُر َّد ت إليه قبل قسمها بغري شيء‪ ،‬ولو دخل مسلم لوحده إىل الكفار وأخذ ماهلم فهو للمسلمني‪ ،‬سواء قلنا‪ :‬يشاركه فيها اجليش أو ال يشاركه‪ ،‬وسواء خرج‬ ‫تحرير محل‬
‫أن املال ملسلم فما حكمه‪ ،‬وملن يكون؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫بإذن اإلمام أو بغري إذنه‪ ،‬لكن لو خرج مسلم إىل الكفار ِخلسةً وأخذ منهم مااًل فتبني َّ‬ ‫الخالف‬

‫من أخذ مااًل من الكفار وتبنّي أنّه ملسلم فهو لصاحب املال‬ ‫من أخذ مااًل من الكفار وتبنّي أنّه ملسلم فمن أخذه أوىل به‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي (مقتضى مذهبه)‪ 7/‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬
‫هل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوهم عليها أم ليس ميلكوهنا؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬أل ّن الكفار ميلكون ما حصلوا عليه من املسلمني بالقهر والغلبة‪  7.‬حديث عمران بن احلصني ‪ ‬قال‪( :‬أغار املشركون على سرح املدين‪77‬ة وأخ‪77‬ذوا العض‪77‬باء ناق‪77‬ة رس‪77‬ول اهلل ‪‬‬
‫وامرأة من املسلمني‪ 7،‬فلما كانت ذات ليلة قامت املرأة ‪-‬وقد ناموا‪ -‬فركبت العضباء مث ت‪77‬وجهت إىل املدين‪77‬ة ‪-‬‬ ‫‪ ‬أل ّن املال أصبح مل ًكا لواحد بعينه فأشبه ما لو قُسم‪.‬‬
‫ونذرت لئن جناها اهلل بنَحرها‪ ،-‬فلم‪7‬ا وص‪7‬لت وأخ‪7‬ربت ب‪7‬ذلك الن‪7‬يب ‪ ‬ق‪7‬ال‪ :‬بئس م‪7‬ا جزيتيه‪7‬ا‪ ،‬ال ن‪7‬ذر فيم‪7‬ا ال‬
‫األدلــة‬
‫ميل‪77‬ك ابن آدم‪ ،‬وال ن‪77‬ذر يف معص‪77‬ية) [م]‪ ،‬ومل ميلِّكه‪77‬ا الن‪77‬يب ‪ ‬الناق‪77‬ة على ال‪77‬رغم أهّن ا ن‪77‬ذرت ب‪77‬ذحبها‪ ،‬ومساه ن‪77‬ذر‬
‫قهرا‪.‬‬
‫معصية‪ ،‬وهي قد أخذت الناقة من الكفار ً‬
‫‪ ‬ألنّه مل حيصل يف يده بعوض‪ ،‬فكان صاحبه أحق به‪ ،‬كما لو أدركه يف الغنيمة‪ 7‬قبل قسمته‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬من أخذ مااًل من الكفار وهو ملسلم فهو لصاحب املال)‪ ،‬لظاهر داللة حديث عمران بن احلصني ‪ ،‬وأل ّن الكفار (ال) ميلكون ما حصلوا عليه من مال ملسلم‬ ‫الراجــح‬
‫بالغلبةشيء من الكفار كان ملكه‪ 7‬إال إذا كان هو يف األصل ملسلم فريده عليه بال مقابل‬
‫من استوىل على‬ ‫من استوىل على شيء من الكفار كان ملكه‪ 7‬وإ ْن كان هو يف‬
‫األصل ملسلم ولصاحبه اسرتداده بثمنه‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/743‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)393 /2‬وبداية املبتدي (ص‪ ،)117 :‬وشرح ابن ناجي التنوخي على منت الرسالة (‪ ،)384 /1‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب‬
‫الرباين (‪ ،)14 /2‬واألم للشافعي (‪ ،)293 /4‬والبيان (‪ ،)190 /12‬واملغين (‪ ،)13/119‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)79 /3‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪611‬‬
‫إذا أسلم الحربي وهاجر إلى دار اإلسالم وترك ولده وزوجته وماله في دار الحرب فما حكمهم؟‬ ‫مســألــة (‪)45‬‬
‫اتفقوا َّأن احلريب إذا أسلم يف دار احلرب حقن دمه وماله وأوالده الصغار‪ ،‬وكذا ْإن دخل دار اإلسالم ومعه أوالده وماله وزوجته وأسلم‪ ،‬واختلفوا لو َّأن احلريب أسلم وهاجر إىل دار اإلسالم وترك يف دار‬ ‫تحرير محل‬
‫الكفر ولده الصغري وزوجته وماله فما حكمهم؟‪ ،‬وهل جيوز سبيهم (واخلالف يف األوالد الصغار وليس الكبار)‪ ،‬وأخذ ماله غنيمة لو غلب عليهم املسلمون؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إذا أسلم احلريب وهاجر إىل دار اإلسالم‪ 7‬فما ترك‬ ‫إذا أسلم احلريب وهاجر إىل دار اإلسالم فكل ما‬ ‫إذا أسلم احلريب وهاجر إىل دار اإلسالم فكل ما ترك له حرمة اإلسالم‬
‫من زوجة وولد له حرمة اإلسالم‪ 7،‬وما ترك من‬ ‫ترك (ليس) له حرمة اإلسالم‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مال (فليس) له حرمة اإلسالم‪7‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬
‫مالك‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله ‪( :‬أمرت أ ْن أقاتل الناس حىت يقولوا‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬فإذا قالوها عصموا مين دماءهم وأمواهلم إال حبقها) [متفق]‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله ‪( :‬فإذا قالوها عصموا مين دماءهم وأمواهلم)‪ ،‬األصل أ ّن املبيح للمال ‪ ‬ألنَّه مل يثبت إس‪77 7‬الم ول‪77 7‬ده وزوجت‪77 7‬ه بإس‪77 7‬المه‪ ،‬ومل ‪َّ ‬‬
‫ألن أوالد املسلم يتبعونه يف اإلسالم‪.‬‬
‫يعص‪77‬م مال ‪77‬ه الختالف ال ‪77‬دارين‪ ،‬ول‪77‬ذا ل‪77‬و ُس ‪7‬يب الطف ‪77‬ل ‪َّ ‬‬
‫ألن ماله وداره يف دار احلرب فهي تبع لذلك‪.‬‬ ‫هو الكفر‪ ،‬وأ ّن العاصم هو اإلسالم‪ ،‬وقد أسلم‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن أوالده أوالد مس‪77‬لم‪ ،‬ف‪77‬وجب أ ْن يتبع‪77‬وه يف اإلس‪77‬الم‪ ،‬كم‪77‬ا ل‪77‬و ك‪77‬انوا مع‪77‬ه يف وأب‪77 7 7‬واه يف دار الكف‪77 7 7‬ر مل يتبعهم‪77 7 7‬ا‪ ،‬ويتب‪77 7 7‬ع س‪77 7 7‬ابيه يف‬ ‫األدلــة‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫الدار‪.‬‬
‫ألن داره بقعة يف دار احلرب‪ ،‬فجاز اغتنامها‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬أل ّن ماله مال مسلم‪ 7،‬فال جيوز اغتنامه‪ ،‬كما لو كان يف دار اإلسالم‪7.‬‬
‫ضع ف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول الثالث‪ ،‬فقال‪( :‬والتفريق بني املال والزوجة والولد هذا جار‬
‫القول األول‪( :‬إذا أسلم احلريب وهاجر لدار اإلسالم فما ترك له حرمة اإلسالم)‪ ،‬وقد ّ‬
‫على غري قياس)‪ ،‬ورد على القول الثاين فقال‪( :‬األصل أ ّن املبيح للمال هو الكفر‪ ،‬والعاصم هو اإلسالم‪ ،‬فمن زعم أ ّن ها هنا مبيح غري الكفر من متلك عدو أو غريه‪ ،‬فعليه الدليل)‬ ‫الراجــح‬

‫لو غزا املسلمون دار كفر فسبوا وغنموا واتضح‬ ‫لو غزا املسلمون دار كفر فسبوا وغنموا واتضح َّ‬
‫أن‬ ‫لو غزا املسلمون دار كفر فسبوا وغنموا واتضح َّ‬
‫أن بعض السيب والغنيمة هم‬
‫أن بعض السيب والغنيمة هم أبناء ومال رجل‬‫َّ‬ ‫بعض السيب والغنيمة هم أبناء ومال رجل أسلم‬ ‫أبناء ومال رجل أسلم والتحق بدار اإلسالم وجب ردها عليه‬
‫ثمرة الخالف‬
‫أسلم والتحق بدار اإلسالم‪ 7‬وجب رد السيب إليه‬ ‫والتحق بدار اإلسالم (مل) يلزم ردها عليه‬
‫ومل يلزم رد املال إليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/743‬وشرح السري الكبري (ص‪ ،)719 :‬والبحر الرائق (‪ ،)112 /5‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)319 /1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)102 :‬وروضة الطالبني (‪ ،)252 /10‬وكفاية‬
‫األخيار (ص ‪ ،)502‬واملغين (‪ ،)13/115‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪)13 /2‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪612‬‬
613
‫حكم ما افتتح المسلمون من األرض ِعنوة‬ ‫مســألــة (‪)46‬‬
‫قسرا من املشركني يف احلرب من متاع ولباس ودواب وحنوها‪َّ ،‬أن مخسها لبيت مال املسلمني‪ ،‬واألربعة أمخاس الباقية للمجاهدين‪ ،‬واختلفوا يف قسمة األرض مما افتتح املسلمون‪ ،‬واخلالف‬
‫اتفق املسلمون أ ّن الغنيمة اليت تُؤخذ ً‬ ‫تحرير محل‬
‫على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫اإلمام خمرّي بني قسمة األرض على املسلمني أو يضرب‬ ‫تُقسم األرض على الغامنني كما تٌقسم بقية الغنائم‬ ‫(ال) تُقسم األرض على الغامنني إال أ ْن يرى اإلمام املصلحة فيه‬
‫على أهلها الكفار اخلراج‬ ‫الشافعي‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املشهور)‬
‫ما يُظن من تعارض بني آية سورة األنفال‪( :‬ﭒﭓﭔﭕﭖ) [األنفال‪ ،]41 :‬وآية سورة احلشر‪( :‬ﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ) [احلشر‪ ،]7 :‬مع قوله تعاىل‪( :‬ﭑﭒﭓﭔ) [احلشر‪]10:‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬عام ‪77‬ل أه ‪77‬ل‬ ‫* ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪َّ :ƒ‬‬ ‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ)‪ ،‬وقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ * آية األنفال‪( :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ) ‪ ،‬ه‪7‬ذه يف‬
‫خي ‪77‬رب بش ‪77‬طر م ‪77‬ا خيرج من متر أو زرع) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وح ‪77‬ديث‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ الغنيم ‪77‬ة‪ ،‬وآي ‪77‬ة احلش ‪77‬ر‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫عائش‪77 7‬ة ~ ق‪77 7‬الت‪( :‬ك‪77 7‬ان الن‪77 7‬يب ‪ ‬يبعث عب‪77 7‬د اهلل بن‬
‫ﮏ)‪ ،‬ه‪77 7 7 7 7 7‬ذه يف الفيء‪ ،‬فتُحم‪77 7 7 7 7 7‬ل آي‪77 7 7 7 7 7‬ة األنف‪77 7 7 7 7 7‬ال على‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ) ‪ ،‬آية األنفال واحلشر متواردتان على معىن واحد‬
‫رواحة إىل يهود خيرب فيخرص النخل حني يطيب‪ ،‬قب‪77‬ل أ ْن‬
‫يُؤكل) [عب‪ 7/‬د‪ /‬ق‪77 7‬ط]‪ ،‬يُفهم من احلديثني َّ‬
‫أن رس‪77 7‬ول اهلل‬ ‫فيخمس كل ما غُنم من متاع وأرض‪.‬‬ ‫ظاهرها‪َّ ،‬‬ ‫(الفيء)‪ ،‬وآي‪77‬ة احلش‪77‬ر خمصص‪77‬ة آلي‪77‬ة األنف‪77‬ال ال‪77‬يت هي حممول‪77‬ة على اخلي‪77‬ار‪ ،‬فليس من‬
‫‪ ‬مل يكن قس‪77‬م ك‪77‬ل أرض خي‪77‬رب‪ ،‬لكن قس‪77‬م طائف‪77‬ة وت‪77‬رك‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث بش‪77 7 7‬ري بن يس‪77 7 7‬ار ‪( :‬أ ّن رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬حني‬ ‫قسمة الغنيمة‪ 7‬قسمة األرض‪.‬‬
‫طائف‪77 7‬ة مل يقس‪77 7‬مها‪ ،‬فب ‪77 7‬ان َّ‬
‫أن اإلم ‪77 7‬ام باخلي‪77 7‬ار بني القس ‪77 7‬مة‬ ‫‪7‬هما‪ ،‬فجع ‪77‬ل‬ ‫ظه ‪77‬ر على خي ‪77‬رب قس ‪77‬مها على س ‪77‬تة وثالثني س ‪ً 7‬‬ ‫األدلــة‬
‫* قول‪77 7 7‬ه تع‪77 7 7‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫واإلقرار بأيديهم‪ ،‬وهو الذي فعل عمر ‪.‬‬ ‫نص‪77 7‬ف ذل‪77 7‬ك كل‪77 7‬ه للمس‪77 7‬لمني‪ ،‬وجع‪77 7‬ل النص‪77 7‬ف اآلخ‪77 7‬ر ملن‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ) ‪ ،‬ه‪77‬ذه اآلي‪77‬ة أش‪77‬ركت مجي‪77‬ع الن‪77‬اس ب‪77‬الفيء‪،‬‬
‫ي‪77‬نزل ب‪77‬ه من الوف‪77‬ود واألم‪77‬ور ون‪77‬وائب الن‪77‬اس) [حم‪ /‬د‪ /‬ب‪77‬غ‪/‬‬
‫عمت‬
‫احلاضرين واآلتني‪ ،‬وهذا فهم عمر ‪ ‬فقد ق‪77‬ال عن اآلي‪77‬ة‪( :‬م‪7‬ا أرى إال وق‪77‬د ّ‬
‫وق ‪77‬ال عم ‪77‬ر ‪ ‬كم ‪77‬ا عن ‪77‬د (خ)‪ :‬م ‪77‬ا فتحت على قري ‪77‬ة‪ ،‬إال‬
‫اخلل ‪77 7‬ق) [ط ‪77 7‬ا]‪ ،‬ومل يقس ‪77 7‬م األرض ال ‪77 7‬يت فتحت أيام ‪77 7‬ه عن ‪77 7‬وة‪ ،‬ومنه ‪77 7‬ا أرض الع ‪77 7‬راق‬
‫قس ‪77‬متها كم ‪77‬ا قَس ‪77‬م رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬خي ‪77‬رب]‪ ،‬فتقس ‪77‬م األرض‬
‫ومصر‪.‬‬
‫لعم‪77 7 7 7 7‬وم الكت‪77 7 7 7 7‬اب ولفعل‪77 7 7 7 7‬ه ‪ ‬ال‪77 7 7 7 7‬ذي جيري جمرى البي‪77 7 7 7 7‬ان‬
‫للمجمل‪ 7‬فضاًل عن العام‪.‬‬
‫املن عليهم أو قسمتها‪ ،‬بناء على فعله ‪ ‬مبكة اليت فتحت‬
‫القول الثالث‪( :‬اإلمام خمرَّي بني القسمة وضرب اخلراج)‪ ،‬فهذا القول أحظ بالدليل‪ ،‬هذا إذا مل يسلموا بعد الغلبة عليهم‪ 7،‬فإ ْن أسلموا ُخرِّي اإلمام بني ِّ‬
‫جد ا‪ ،‬ومجع الغماري ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬بني أدلة القول الثالث وأدلة القول الثاين فقال‪ :‬ال تعارض بينها‪ ،‬فقد ورد َّ‬
‫أن خيرب مل تُفتح كلها عنوة‬ ‫ِعنوة [م]‪ ،‬وقد قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القول األول‪ :‬ضعيف ً‬ ‫الراجــح‬
‫صلحا عامل أهله على شطر مما خيرج منه‬ ‫[د]‪ ،‬فما فُتح عنوة قسمه ‪ ،‬وما فُتح ً‬
‫لو شاء اإلمام قسم األرض‪ ،‬ولو شاء أبقى األرض‬ ‫خُت َّمس األرض كما خُت َّمس‪ 7‬الغنيمة‪ 7،‬فيكون مخسها لبيت املال‪،‬‬ ‫تكون األرض املفتوحة عنوة وق ًفا يصرف خراجها يف مصاحل املسلمني من أرزاق‬
‫املغنومة يف أيدي أهلها ويضرب عليها اخلراج مدة‬ ‫وأربعة أمخاس للمجاهدين‬ ‫املقاتلة وبناء القناطر واملساجد وغري ذلك من سبل اخلري‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫معلومة‬

‫‪614‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/743‬وتبيني احلقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشليب (‪ ،)248 /3‬وفتح القدير للكمال ابن اهلمام (‪ ،)469 /5‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)264 /1‬والذخرية للقرايف (‪ ،)417 /3‬واحلاوي الكبري‬
‫(‪ ،)405 /8‬والتنبية يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)236 :‬واملغين (‪ ،)4/189‬وزاد املستقنع يف اختصار املقنع (ص‪ ،)97 :‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/90‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪615‬‬
‫كيفية قسمة الفيء‬ ‫مســألــة (‪)47‬‬
‫الفيء ‪-‬عند اجلمهور‪ -‬هو‪ :‬كل ما صار للمسلمني من الكفار من ِقبل ُّالرعب واخلوف‪ ،‬من غري ْأن يوجف خبيل أو ركاب‪ ،‬فهو املال َّ‬
‫احملصل بال حرب‪ .‬وقد اختلفوا يف اجلهة اليت تصرف فيها‬
‫الفيء ويف ختميسه‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫خممس‪ ،‬ويُقسم على األصناف‬


‫الفيء غري ّ‬ ‫الفيء فيه اخلمس‪ ،‬ويصرف على من ذكر يف آية األنفال‪،‬‬ ‫الفيء جلميع املسلمني‪ ،‬وال مخس يف شيء منه‬
‫اخلمسة‪ 7‬الذين يقسم عليهم اخلمس‬ ‫والباقي مصروف إىل اجتهاد اإلمام‬ ‫اجلمهور‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫الشافعي (املذهب)‬
‫هل األصناف اخلمسة املذكورون يف اآلية‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ) [احلشر‪ ]7:‬تنبيها على املستحقني ومن فوقهم أو من باب التعداد واحلصر هلم فال يتعداها؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ * قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ * قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮔﮕﮖﮗ)‪ ،‬اآلية ذكرت بعض األصناف من باب ﮑ)‪ ،‬اآلية ذكرت األص‪7‬ناف ال‪7‬ذين يس‪7‬توجبون الفيء‪ ،‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ)‪ ،‬ظ ‪77‬اهر اآلي ‪77‬ة أ ّن‬
‫مجي‪77‬ع الفيء يُقس‪7‬م‪ 7‬على األص‪77‬ناف اخلمس‪7‬ة‪7‬‬ ‫فال يتعداهم‪ 7‬إىل غريهم‪ ،‬فهذا خاص هبم‪.‬‬ ‫التنبيه هلم ويتعداهم إىل من فوقهم‪.‬‬
‫املذكورين يف اآلية‪.‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث عم ‪77‬ر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ك ‪77‬انت أم ‪77‬وال ب ‪77‬ين النض ‪77‬ري مما أف ‪77‬اء اهلل على‬ ‫األدلــة‬
‫رس‪7‬وله مما مل يوج‪7‬ف علي‪7‬ه املس‪7‬لمون خبي‪7‬ل وال ِرك‪7‬اب‪ ،‬فك‪7‬انت للن‪7‬يب ‪‬‬
‫خالصة‪ ،‬فكان ينفق منها على أهله نفقة سنة‪ ،‬وما بقي جيعل‪77‬ه يف ِ‬
‫الك‪77‬راع‬
‫خيمس‪.‬‬ ‫والسالح عدة يف سبيل اهلل) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وهذا يدل أ ّن الفيء ال ّ‬
‫خيم س)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن قول الشافعي‪ :‬مل يقل به أحد قبل الشافعي‪ ،‬وإمنا محله على هذا القول ألنَّه رأى الفيء قد قُسم‬
‫القول األول‪( :‬الفيء جلميع‪ 7‬املسلمني وال َّ‬
‫على األصناف يف آية الغنيمة (األنفال)‪ ،‬مث مال إىل القول الثالث‪ ،‬لكن حديث عمر ‪ ‬الصحيح يدل على القول األول‬ ‫الراجــح‬

‫يعطي ويل األمر الفيء ملن ذكروا يف آية‬ ‫خيمس ويل األمر الفيء فيعطي اخلمس ملن ذكروا يف اآلية‬ ‫ِّ‬ ‫يصرف ويل األمر الفيء يف املصاحل العامة للمسلمني؛ كبناء‬
‫األنفال واحلشر وال يتعداهم إىل غريهم‬ ‫والباقي جيعله يف املصاحل العامة للمسلمني؛‪ 7‬كبناء‬ ‫املستشفيات واملرافق العامة وغري ذلك‪ ،‬ويعطي من شاء من رعيته‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫املستشفيات واملرافق العامة وغري ذلك‪ ،‬ويعطي من شاء‬
‫رعيته (‪ ،)4/441‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)99 :‬واحلاوي الكبري (‪،)8/389‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/746‬وفتح القدير (‪ ،)25 /6‬والبحر الرائق (‪ ،)89 /5‬واإلشراف على نكت مسائلمناخلالف‬
‫واملهذب (‪ ،)302 /3‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)220 :‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)155 /4‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪616‬‬
617
‫هل تجب الجزية على الفقير والمقعد والشيخ الكبير وأهل الصوامع ونحوهم؟‬ ‫مســألــة (‪)48‬‬
‫كف اليد عنهم ودخوهلم حتت احلماية والرعاية‪ ،‬والتزام الدولة النظر يف‬
‫اجلزية هي‪ :‬املال الذي يدفعه الكتايب ومن يف حكمه لبيت مال املسلمني‪ ،‬جزاء َّ‬
‫شؤوهنم وفق ضوابط حمددة‪ .‬وقد اتفقوا أنّه (ال) جزية على صيب وال زائل العقل‪ 7‬وال امرأة وال عبد‪ ،‬واختلفوا يف وجوهبا على من ليس من أهل القتال؛‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫والزمن واألعمى وأهل الصوامع‪ ،‬ومثله الفقري وحنوهم‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫كالشيخ الفاين َّ‬
‫والزمن واألعمى وأهل الصوامع والفقري‬
‫جتب اجلزية على الشيخ الفاين َّ‬ ‫والزمن واألعمى وأهل الصوامع والفقري‬
‫(ال) جتب اجلزية على الشيخ الفاين َّ‬
‫وحنوهم‬ ‫وحنوهم‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫اجلمهور‬
‫هل تقتل هذه األصناف يف احلرب إذا مل تشارك فيها أم ال تقتل؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬ارا) [حم‪ /‬ش‪ /‬عب‪ /‬ت‪ /‬ن‪/‬‬ ‫‪ ‬أل ّن ه‪77 7 7 7 7‬ذه األص‪77 7 7 7 7‬ناف منهي عن قتله‪77 7 7 7 7‬ا‪ ،‬فال جتب عليهم اجلزي‪77 7 7 7 7‬ة؛ كالنس‪77 7 7 7 7‬اء ‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه ‪( :‬خ‪77‬ذ من ك‪77‬ل ح‪77‬امل دين‪ً 7‬‬
‫قط‪ /‬هق‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬فهذا يشمل مجيع األصناف بال استثناء‪.‬‬ ‫والصبيان‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [البقرة‪ 7،]286:‬والفقري‬
‫وحنوه يدخل يف معىن هذه اآلية‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتب اجلزية على هذه األصناف)‪ ،‬فإحلاقها مبن اتِّف ق على سقوط اجلزية عنهم؛ كالصيب واجملنون واملرأة أوىل‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪:-‬‬
‫الراجــح‬
‫(كل هذه مسائل اجتهادية ليس فيها توقيت شرعي)‬
‫والزمن واألعمى وحنوهم‪ ،‬سواء كانوا‬
‫تؤخذ اجلزية من الشيخ الفاين َّ‬ ‫والزمن واألعمى وحنوهم ممن ال يطيق القتال‪،‬‬
‫تسقط اجلزية عن الشيخ الفاين َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أغنياء أو فقراء وال فرق‬ ‫وإ ْن كانوا أغنياء‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/749‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)79 /10‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)53 /6‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)479 /1‬والذخرية للقرايف (‪ ،)452 /3‬واألم للشافعي (‬
‫‪ ،)4/186‬وخمتصر املزين (‪ ،)385 /8‬واملغين (‪ ،)13/219‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪)224 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪618‬‬
619
‫مقدار الجزية الواجبة‬ ‫مســألــة (‪)49‬‬
‫أمجع العلماء على جواز أخذ اجلزية من أهل الكتاب العجم ومن اجملوس‪ ،‬واتّفقوا أ ّن اجلزية جتب بثالثة أوصاف‪ :‬الذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬واحلرية‪ ،‬واختلفوا يف مقدار اجلزية الواجبة على كل شخص‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫أقل اجلزية دينار أو عدله معافر‬ ‫درمها‪ ،‬وعلى املتوسط‬ ‫ال َّ‬ ‫أقل اجلزية دينار‪ ،‬وال َّ‬
‫الخالف‬
‫جيب على الغين ( ‪ً )48‬‬ ‫حد ألكثر اجلزية وال ح ّد ألقلّها‬ ‫حد ألكثرها‬ ‫جيب على أهل الذهب أربعة دنانري‪،‬‬
‫(ثياب باليمن)‬ ‫درمها‬
‫درمها‪ ،‬وعلى الفقري ( ‪ً )12‬‬
‫( ‪ً )24‬‬ ‫الثوري‬ ‫الشافعي‬ ‫وعلى أهل الو ِرق أربعون ً‬
‫درمها‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املشهور)‬ ‫مالك‬
‫اختالف اآلثار يف مقدار اجلزية الواجبة‬ ‫سبب الخالف‬
‫* أث ‪77‬ر عم ‪77‬ر ‪( :‬أنّ ‪77‬ه جع ‪77‬ل اجلزي ‪77‬ة على * ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪( :‬خ‪77‬ذ من ك‪77‬ل‬ ‫* ح ‪77‬ديث مع ‪77‬اذ ‪ ‬مل ‪7‬ا بعث‪77‬ه ‪ ‬إىل * اجلم‪77 7 7 7‬ع بني اآلث‪77 7 7 7‬ار يف مق‪77 7 7 7‬دار اجلزي‪77 7 7 7‬ة فهي‬ ‫* أثر عم‪7‬ر ‪( :‬أنّ‪7‬ه ف‪7‬رض اجلزي‪7‬ة‬
‫ّ‬
‫‪7‬ارا‪ ،‬أو عدل‪77‬ه مع‪77‬افر) [حم‪/‬‬ ‫اليمن ق ‪77‬ال ل ‪77‬ه‪( :‬خ ‪77‬ذ من ك ‪77‬ل ح ‪77‬امل حتمل على التَّخيري‪.‬‬
‫ثالث طبق‪77‬ات؛ على الغ‪77‬ين مثاني ‪77‬ة وأربعني ح‪77‬امل دين‪ً 7‬‬ ‫يف ح‪77 7‬ق الغ‪77 7‬ين أربع‪77 7‬ون درمهً‪77 7‬ا‪ ،‬أو‬
‫درمهً‪77 7‬ا‪ ،‬وعلى املتوس‪77 7‬ط أربع‪77 7‬ة وعش‪77 7‬رين ش‪ /‬عب‪ /‬ن‪ /‬ت‪ /‬ق ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ط‪ /‬ه ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ق‪/‬‬ ‫* عم ‪77‬وم م ‪77‬ا ينطل ‪77‬ق علي ‪77‬ه اس ‪77‬م اجلزي ‪77‬ة الكث ‪77‬ري‬ ‫أقل اجلزية‪.‬‬
‫دينارا)‪ ،‬هذا دل على ّ‬ ‫ً‬ ‫أربع‪77 7 7 7‬ة دن‪77 7 7 7‬انري‪ ،‬ويف ح‪7ّ 7 7 7 7‬ق الفق‪77 7 7 7‬ري‬
‫‪7‬رجح ه ‪77‬ذا‬ ‫درمهً ‪77 7‬ا‪ ،‬وعلى الفق ‪77 7‬ري اثن‪77 7‬ا عش‪77 7‬ر درمهً‪77 7‬ا) وص‪77 7‬ححه غ‪77 7‬ري واح‪77 7‬د]‪ ،‬ي ‪ّ 7‬‬ ‫* تع ‪77‬دد اآلث ‪77‬ار يف أك ‪77‬ثر اجلزي ‪77‬ة ي ‪77‬دل والقلي‪77‬ل فال ت‪77‬وقيت في‪77‬ه‪ ،‬وليس في‪77‬ه ت‪77‬وقيت يف‬ ‫عش‪77 7 7 7 7‬رة دراهم أو دين‪77 7 7 7 7‬ار) [عب‪/‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪7‬رجح ه ‪77‬ذا األث ‪77‬ر على احلديث على غ ‪77 7 7‬ريه ألنّ‪77 7 7‬ه مرف‪77 7 7‬وع‬ ‫على التَّخي ‪77 7‬ري بينه ‪77 7‬ا‪ ،‬وأنَّه ال ت ‪77 7‬وقيت ح‪77 7 7 7‬ديث متف‪77 7 7 7‬ق على ص‪77 7 7 7‬حته‪ 7،‬وق‪77 7 7 7‬د ورد يف‬
‫[ش‪ /‬عب‪ /‬ه‪77 7‬ق]‪ ،‬ي‪ّ 7 7‬‬ ‫‪7‬رجح ه ‪77‬ذا األث ‪77‬ر على‬ ‫ش‪ /‬ه ‪77‬ق]‪ ،‬ي ‪ّ 7‬‬
‫للنيب ‪.‬‬ ‫األصح‪.‬‬ ‫غريه ألنّه‬ ‫ألك‪77 7‬ثره‪ ،‬فيجم ‪7 7‬ع‪ 7‬بني ح‪77 7‬ديث مع‪77 7‬اذ الكتاب مطل ًقا‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫غريه ألنّه األصح‪.‬‬
‫ّ‬
‫ﮘ ﮙ) [التوبة‪.]29:‬‬ ‫‪ ‬وتعدد اآلثار عن عمر ‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬ال حد ألكثر اجلزية وال ألقلها)‪ ،‬ويُرتك ذلك الجتهاد اإلمام‪ ،‬ونوع العملة واحلالة االقتصادية والقيمة املالية اليت تتغري من زمن إىل زمن‪ ،‬وقد قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القول الثالث‪( :‬وهو األظهر)‬ ‫الراجــح‬
‫خيتلف تقدير اجلزية حبسب حال املعطي‪( ،‬ال) يُؤخذ يف اجلزية أقل من دينار‪،‬‬ ‫تقدير اجلزية مصروف إىل اجتهاد اإلمام‬ ‫(ال) جيوز أخذ أقل من دينار يف‬ ‫يُؤخذ من الغين أربعة دنانري‪ ،‬أو‬
‫وجيوز أخذها ثيابًا ال مااًل‬ ‫فقريا أو غنيًا أو متوسطًا‬
‫سواء كان ً‬ ‫اجلزية‪ ،‬وأكثرها حبسب ما‬ ‫حتديدا‪ ،‬ال يزيد وال‬
‫أربعون درمهًا ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يصاحلون عليه‬ ‫ينقص‪ ،‬ومعها ضيافة ثالثة أيام‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/749‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)137 /4‬وتبيني احلقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشليب (‪ ،)276 /3‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)68 :‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)479 /1‬واحلاوي الكبري (‪/14‬‬
‫‪ ،)299‬والبيان (‪ ،)255 /12‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪ ،)223 :‬واملغين (‪)13/209‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪620‬‬
‫لو أسلم ِّ‬
‫الذمي بعد تمام الحول هل تسقط الجزية عنه؟‬ ‫مســألــة (‪)50‬‬
‫أن اجلزية (ال) جتب‪ 7‬على ِّ‬
‫الذمي‪ 7‬إال بعد هناية احلول‪ ،‬وأهنا تسقط‪ 7‬عنه إذا أسلم قبل انقضاء‪ 7‬احلول‪ ،‬فاحلول شرط يف وجوب اجلزية‪ ،‬فإذا وجد الرافع‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫استقر وجوب اجلزية يف ذمته‪ ،‬فهل‪ 7‬تسقط عنه بإسالمه أم ال تسقط؟‪ 7،‬واخلالف‪7‬‬
‫للجزية‪- 7‬وهو اإلسالم‪( -‬مل) جتب‪ 7،‬واختلفوا‪ 7‬لو أسلم‪ 7‬الذمي‪ 7‬بعد‪ 7‬متام‪ 7‬احلول وقد‪7ّ 7‬‬ ‫الخالف‬
‫على‪ 7‬قولني‪7‬‬
‫من أسلم بعد متام احلول (مل) تسقط عنه اجلزية للحول املاضي‬ ‫من يُسلم بعد متام احلول سقطت عنه اجلزية‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫هل اإلسالم يهدم اجلزية الواجبة أو ال يهدمها؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اإلسالم (ال) يهدم وجوب اجلزية عنه ح‪7‬ال كف‪77‬ره‪ ،‬كم‪7‬ا‬ ‫* َّ‬ ‫كثريا من الواجبات‪.‬‬
‫* أل ّن اإلسالم يهدم وجوب اجلزية حال الكفر‪ ،‬كما يهدم ً‬
‫‪7‬ريا من احلق ‪77 7‬وق املرتتب ‪77 7‬ة علي ‪77 7‬ه‪ ،‬كس ‪77 7‬ائر ال‪77 7 7‬ديون‬
‫‪ ‬عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [األنف ‪77‬ال‪ ،]38:‬ال يه‪77 7 7‬دم كث‪ً 7 7 7‬‬
‫واخلراج‪.‬‬ ‫واجلزية من مجلة ما سلف‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪ ƒ‬قال ‪( :‬ليس على املسلم جزية) [د‪ /‬ت‪ /‬حم]‪ ،‬وهذا أصبح من املسلمني‪.‬‬
‫يؤدي اخلراج ‪-‬أي اجلزية ‪[ )-‬د‪ /‬جه]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث‪( :‬ال ينبغي للمسلم‪ 7‬أ ْن ِّ‬
‫صغَار‪ ،‬فال تُؤخذ ممن أسلم‪ ،‬كما لو أسلم قبل احلول‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن اجلزية َ‬
‫وجيب ما هو أعظم من اجلزية من الذنوب واملعاصي والشرك باهلل تعاىل‪ ،‬وأل ّن اجلزية حق مايل للدولة وليس‬ ‫جيب ما قبله‪ّ ،‬‬‫ألن اإلسالم ّ‬‫القول األول‪( :‬تسقط اجلزية)‪َّ ،‬‬
‫الراجــح‬
‫هو دين آلدمي‪ ،‬ومال الدولة العام له أحكامه اخلاصة؛ لذا مل جتب فيه الزكاة‬
‫الذمي بعد سنة ومل يدفع اجلزية وجبت يف ذمته‬‫إذا أسلم ِّ‬ ‫إذا أسلم ِّ‬
‫الذمي بعد سنة ومل يدفع اجلزية سقطت عنه يف مجيع األحوال‪ ،‬حىت لو اهّت م أنَّه أسلم إلسقاط‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ووجب عليه دفعها‪ ،‬وال تربأ ذمته إال بذلك‬ ‫اجلزية عنه‪ ،‬وتربأ ذمته قضاءً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/750‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)403 /2‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)52 /6‬واملدونة الكربى (‪ ،)283 /2‬والتفريع للجالب (ص‪ ،)218 :‬واألم‬
‫للشافعي (‪ ،)304 /4‬واحلاوي الكبري (‪ ،)315 /14‬واملغين (‪ ،)13/221‬واهلداية على مذهب اإلمام أمحد (ص‪)224 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪621‬‬
‫حكم أخذ الزكاة من نصارى بني تغلب‬ ‫مســألــة (‪)51‬‬
‫سبق أ ْن تكلَّم ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن هذه املسألة يف كتاب الزكاة‪ ،‬مسألة (‪ ،)2‬وقد اتفقوا أ ّن الزكاة (ال) تُؤخذ من الكفار سواء كانوا أهل الكتاب أو غريهم‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫ويؤخذ العشر من أهل الذمة دون الزكاة‪ ،‬واختلفوا يف نصارى بين تغلب (النصارى العرب)‪ ،‬هل تُؤخذ منهم الزكاة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫تُؤخذ الزكاة ِ‬
‫(ضع ًفا) من نصارى بين تغلب دون غريهم‬ ‫(ال) تُؤخذ الزكاة من مجيع أهل الذمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫مجهور العلماء‬
‫ظاهر معارضة فعل عمر ‪ ‬لظاهر النصوص (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اإلس‪77‬الم ش‪77‬رط يف قب‪77‬ول الزك‪77‬اة‪ ،‬فكم‪77‬ا ال جتب على الك‪77‬افر الص‪77‬الة والص‪77‬يام فك‪77‬ذا ال * ثبت عن عم‪77‬ر ‪ ‬أنّ‪77‬ه ص‪77‬احل نص‪77‬ارى ب‪77‬ين تغلب على تض‪77‬عيف الص‪77‬دقة‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪7‬ؤدي‬
‫نؤدي كم‪77‬ا ي‪ِّ 7‬‬
‫جتب الزك‪77‬اة‪ ،‬ق‪77‬ال تع‪77‬اىل‪( :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [الفرق‪77‬ان‪ :‬عليهم‪ ،‬ملا طلب‪ 7‬منهم دفع اجلزية‪ ،‬قالوا‪ :‬حنن عرب ال ِّ‬
‫العجم‪ ،‬ولكن خ‪7‬ذ من‪77‬ا كم‪7‬ا يأخ‪7‬ذ بعض‪7‬كم من بعض ‪-‬يعن‪77‬ون الص‪7‬دقة‪،-‬‬ ‫‪.]23‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث مع‪77‬اذ ‪ ‬ملا بعث‪77‬ه الن‪77‬يب ‪ ‬إىل اليمن ق‪77‬ال ل‪77‬ه‪( :‬إنّ‪77‬ك ت‪77‬أيت قوم‪77‬ا من أه‪77‬ل الكت‪77‬اب‪ ،‬فق‪77‬ال عم‪77‬ر ‪( :‬ال‪ ،‬ه‪77‬ذا ف‪77‬رض على املس‪77‬لمني)‪ ،‬فق‪77‬الوا‪ :‬ف‪77‬زد م‪77‬ا ش‪77‬ئت‬
‫ً‬
‫أن هبذا االس‪77 7‬م‪ ،‬ال باس‪77 7‬م اجلزي ‪77‬ة‪ ،‬ففع‪77 7‬ل فرتاض‪77 7‬ى ه ‪77‬و وهم على أ ّن ِض‪7 7‬عف‬
‫فليكن أول م‪77‬ا ت‪77‬دعوهم إلي‪77‬ه ش‪77‬هادة أ ْن ال إل‪77‬ه إال اهلل ‪ ،...‬ف‪77‬إ ْن أط‪77‬اعوك ل‪77‬ذلك‪ ،‬ف‪77‬أعلمهم َّ‬
‫الصدقة عليهم‪[ .‬هق‪ /‬سنن‪ /‬كار‪ /‬أموا]‪.‬‬ ‫وترد على فقرائهم) [متفق]‪7.‬‬‫اهلل افرتض عليهم صدقة يف أمواهلم‪ ،‬تُؤخذ من أغنيائهم ّ‬
‫القول األول‪( :‬ال تؤخذ من مجيع أهل الذمة‪ ،‬مبا فيهم نصارى بين تغلب)‪ ،‬وفعل عمر ‪ ‬اجتهاد منه ِ‬
‫وحنكة‪ ،‬وإال فقد صرح ‪ ‬بأ ّن الزكاة فرض على املسلمني‪،‬‬
‫الراجــح‬
‫فيعترب ما أخذه منهم جزية وضريبة وليس زكاة‬
‫تؤخذ الضريبة من أهل الذمة العرب ِضعف زكاة املسلمني‬ ‫عجما‬
‫تُؤخذ اجلزية من أهل الذمة سواء كانوا عربًا أو ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)751 ،1/454‬واملبسوط (‪ ،)2/178‬والبناية (‪ ،)3/361‬واملدونة الكربى (‪ ،)298 /2‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)67‬وحتفة احملتاج يف شرح‬
‫املنهاج وحواشي الشرواين والعبادي (‪ ،)290 /9‬ومغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج (‪ ،)251 /4‬واملغين (‪ ،)9/343‬والشرح الكبري (‪)10/590‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪622‬‬
‫هل يجب تعشير تجارة أهل ِّ‬
‫الذمة؟‬ ‫مســألــة (‪)52‬‬
‫ليكف عنهم‪ ،‬أو توضع على أهل الذمة‬
‫يتربعون هبا ّ‬‫وصلحيَّة‪ :‬وهي اليت ّ‬
‫اجلزية على ثالثة أصناف‪َ ،‬عنويّة‪ :‬وهي اليت تفرض على احلربيني بعد اهنزامهم‪ ،‬فهي مفروضة على أهل البالد املفتوحة عنوة‪ُ ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫وعشريّة‪ :‬وهي ما يُفرض على أهل الذمة يف أمواهلم‪ ،‬وقد اختلفوا هل جيب العشر يف أموال أهل الذمة اليت يتجرون هبا يف بالد املسلمني‪ ،‬ومثله لو كانوا حربيني‪ ،‬واخلالف على‬
‫بالرتاضي والصلح‪ُ ،‬‬ ‫الخالف‬
‫ثالثة أقوال‬
‫(ال) يُؤخذ من أموال جتار أهل الذمة شيء إال‬ ‫يؤخذ من أموال جتار أهل الذمة نصف‬ ‫يُؤخذ من أموال جتار أهل ِّ‬
‫الذمة العُشر‪ ،‬إال ما يساق للمدينة فنصف العشر‬
‫األقوال‬
‫بالصلح عليه أو بالشرط‬ ‫العُشر‬ ‫مالك‬
‫ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫مل يأت يف العُشر على أموال التجار ُسنَّة يُرجع إليها عن رسول اهلل ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫* فع ‪77 7‬ل عم ‪77 7‬ر ‪ ‬من ش ‪77 7‬رطه نص ‪77 7‬ف العُش ‪77 7‬ر على من‬ ‫العش ‪77‬ر من مش ‪77‬ركي * أل ّن عم ‪77 7‬ر ‪ ‬ش ‪77 7‬رط نص ‪77 7‬ف العُش ‪77 7‬ر‬
‫* عن رج ‪77‬ل من أص ‪77‬حاب الن ‪77‬يب ‪ ‬ملا ُس‪7 7‬ئل‪( :‬مل كنتم تأخ ‪77‬ذون ُ‬
‫دخ‪77‬ل احلج‪77‬از من أه‪77‬ل الذم‪77‬ة‪ ،‬ه‪77‬ذا على وج‪77‬ه الش‪77‬رط‬ ‫على من دخ‪77 7‬ل احلج ‪77 7‬از من أه‪77 7‬ل الذم ‪77 7‬ة‬ ‫العرب؟‪ ،‬قال‪ :‬ألهنم كانوا يأخذون منا العشر إذا دخلنا إليهم) [أموا]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫وليس من ب‪77 7 7‬اب الس‪77 7 7‬نة الالزم‪77 7 7‬ة‪ ،‬فال جيب ش‪77 7 7‬يء من‬ ‫‪ ‬قول‪77‬ه ‪( :‬ليس على املس‪77‬لمني عُش‪77‬ور‪ ،‬إمّن ا العُش‪77‬ور على اليه‪77‬ود والنص‪77‬ارى) [د‪[ /‬ه ‪77‬ق]‪ ،‬وفعل ‪77‬ه ‪ ‬ل ‪77‬ذلك ك ‪77‬ان ب ‪77‬أمر من‬
‫أموال التجار إال بالشرط‪.‬‬ ‫الرسول ‪.‬‬ ‫أن الواجب يف مال جتار أهل الكتاب العُشر‪.‬‬ ‫حم]‪َّ ،‬‬
‫فدل َّ‬
‫الذمة نصف العشر)‪ ،‬لثبوت ذلك من سنة عمر ‪ ‬مبحضر من الصحابة ‪ ،‬فكان ذلك مبنزلة اإلمجاع السكويت‬ ‫القول الثاين‪( :‬يُؤخذ من أموال جتار أهل ِّ‬ ‫الراجــح‬
‫الذمة من جتارة ألرض (ال) يُؤخذ من أموال التجار شيء إال ما اصطُلح عليه أو‬ ‫ما دخل به أهل ِّ‬ ‫ما دخل به أهل الذمة من جتارة ألرض املسلمني يُؤخذ منه العشر لبيت مال‬
‫نوعا من اجلزية الصلحية‪،‬‬
‫املسلمني يُؤخذ منه نصف العشر لبيت اشرتط‪ ،‬فتكون اجلزية العشرية ً‬ ‫املسلمني‪ ،‬وما دخل املدينة (خاصة) يُؤخذ منه نصف العشر‪ ،‬وعلى هذا تكون‬
‫وأقل ما جيب أ ْن يشارطوا عليه هو ما فرضه عمر ‪،‬‬ ‫مال املسلمني‪ ،‬بشرط ْأن يبلغ ما يتجرون‬ ‫الصلحية‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ّ‬ ‫اجلزية العشرية غري ُّ‬
‫وإن شورطوا على أكثر فحسن‪ ،‬واحلريب كالذمي يف‬ ‫ْ‬ ‫به احلول والنصاب املعلوم يف كتاب‬
‫احلكم)‪ ،‬واحلاوي الكبري (‪/14‬‬
‫الزكاة للجالب (ص‪ ،)219 :‬والرسالة للقريواين (ص‪68 :‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/752‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)200 /2‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)38 /2‬والتفريع‬
‫‪ ،)341‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)322 /3‬واملغين (‪ ،)13/229‬والعدة شرح العمدة (ص‪)657 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪623‬‬
‫كتـاب األيم ــان‬

‫‪624‬‬
‫كتاب األميان‬
‫وينقسم إلى جملتين‬
‫‪ -‬الجملة األولى‪ :‬في معرفة ضروب األيمان وأحكامها‬
‫‪ -‬الجملة الثانية‪:‬ـ في معرفة األشياء الرافعة لأليمان الالزمة وأحكامها‬

‫‪625‬‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب األميان‬
‫أن األشياء منها؛ ما جيوز يف الشَّرع أ ْن يُقسم به‪ ،‬ومنها ما (ال) جيوز أ ْن يقسم به‪.‬‬ ‫اتَّفق اجلمهور على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫اتّفقوا‪ 7‬على إباحة األميان اليت بأمساء اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أن األميان؛ منها لغو‪ ،‬ومنها منعقدة‪.‬‬ ‫اتّفقوا‪ 7‬على َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫إقساما بشيء‪ ،‬وإمّن ا خترج خمرج اإللزام الواقع بشرط من الشروط‪ ،‬أهَّن ا تلزم يف ال ُقرب‪ ،‬وفيما يُلزمه‬‫أن األميان اليت ليست ً‬ ‫اتّفق اجلمهور على َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫بالشَّرع؛ كالطالق والعِتاق‪7.‬‬
‫حل األميان‪.‬‬
‫أن االستثناء‪ 7‬له تأثري يف ِّ‬ ‫أمجعوا باجلملة َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫أن استثناء مشيئة اهلل تعاىل يف األمر احمللوف على فعله أو تركه‪ ،‬أنَّه رافع لليمني‪.‬‬ ‫اتَّفق اجلميع على َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫ث هو املخالفة ملا انعقدت عليه اليمني‪.‬‬ ‫أن موجب احلِْن ِ‬ ‫اتّفقوا‪َّ 7‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أن اليمني على نية املستحلِف يف الدعاوى‪.‬‬ ‫اتّفقوا‪َّ 7‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أن الكفارة يف األميان هي األربعة املذكورة يف قوله تعاىل‪( :‬ﯟ) [املائدة‪.]897:‬‬ ‫اتّفقوا‪َّ 7‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أن كفارة اليمني على التَّخيري‪ ،‬وال جيوز له الصيام إال إذا عجز‪.‬‬ ‫اجلمهور على َّ‬ ‫‪-10‬‬
‫أن كفارته كفارة ميني واحدة‪.‬‬‫أن من حلف على أمور شىَّت بيمني واحدة‪َّ ،‬‬ ‫اتّفقوا‪َّ 7‬‬ ‫‪-11‬‬
‫أن الكفارات بعدد األميان‪ ،‬كما لو حلف بأميان شىَّت على أمور شىَّت ‪.‬‬ ‫ال خالف أنَّه إذا حلف بأميان شىَّت على شيء واحد‪َّ ،‬‬ ‫‪-12‬‬

‫‪626‬‬
‫اجلملة األوىل‬
‫يف معرفة ضروب األميان وأحكامها‬
‫وتشتمل ثالثة فصول‬
‫الفصل األول‪:‬ـ في معرفة األيمان المباحة وتمييزها من غير المباحة‪.‬ـ‬
‫الفصل الثاني‪:‬ـ في معرفة األيمان اللَّغوية والمنعقدة‪.‬ـ‬
‫الفصل الثالث‪ :‬في معرفة األيمان التي ترفعهاـ الكفارة والتي (ال) ترفعها‪.‬‬

‫‪627‬‬
‫اجلملة األوىل‪ :‬يف معرفة ضروب األميان وأحكامها‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫الحلف بغير اهلل تعالى‬ ‫‪1‬‬
‫عز وجل وأفعاله‬
‫الحلف بصفات اهلل ّ‬ ‫‪2‬‬
‫المراد باليمين اللغو‬ ‫‪3‬‬
‫هل في اليمين الغموس كفارة؟‬ ‫‪4‬‬
‫الحلف بالكفر باهلل تعالى‬ ‫‪5‬‬
‫حكم األيمان التي إن تخرج مخرج اإللزام بشرط‬ ‫‪6‬‬
‫قول القائل‪( :‬أقسم أو أشهد) هل هو يمين؟‬ ‫‪7‬‬

‫‪628‬‬
‫الحلف بغير اهلل تعالى‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫والصحايب‪ ،‬واآلباء‪ ،‬والشَّرف وغريها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وجل‪ -‬إال قواًل شا ًذا يف ذلك‪ ،‬واختلفوا يف جواز احللف مبعظَّم ‪-‬غري اهلل ّ‬
‫عز وجل‪-‬؛ كالكعبة‪ ،‬والنيب ‪،‬‬ ‫‪-‬عز ّ‬
‫اتفقوا على جواز احللف باهلل ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫بكل معظّم‬
‫يكره احللف ّ‬ ‫وجل‬
‫عز ّ‬‫(ال) جيوز احللف مبعظّم غري اهلل ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫اهلل‪-‬عز وجل‪ -‬لألثر‪ /‬واختالفهم يف بناء اآلية واحلديث‬
‫ّ‬ ‫معارضة ظاهر الكتاب يف احللف مبعظّم غري‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫*ألن اهلل تع‪77‬اىل أقس‪77‬م يف الكت‪77‬اب بأش‪77‬ياء كث‪77‬رية من خملوقات‪77‬ه‪ ،‬مث‪77‬ل قول‪77‬ه‪( :‬ﭑ ﭒ)‬ ‫*ح ‪77‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪ ،ƒ‬ق ‪77‬ال الن ‪77‬يب ‪( :‬أال َّ‬
‫إن اهلل ينه ‪77‬اكم أ ْن حتلف ‪77‬وا بآب ‪77‬ائكم‪ ،‬من‬
‫[الطارق‪ ، ]1:‬وقوله‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ) [النجم‪( ،]1:‬ﭑ ﭒ) [الصافات‪،]1:‬‬ ‫كان حال ًفا‪ ،‬فليحلف باهلل أو ليصمت) [خ‪ /‬م]‪.‬‬

‫‪ ‬ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ،ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬ال حُي ل‪77‬ف بغ‪77‬ري اهلل‪ ،‬وإيِّن مسعت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يق‪77‬ول‪( :‬ﮢ ﮣ) [النازعات‪.]1:‬‬
‫من حل ‪77 7‬ف بغ ‪77 7‬ري اهلل‪ ،‬فق ‪77 7‬د كف ‪77 7‬ر أو أش ‪77 7‬رك) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬حب‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬وحس ‪77 7 7‬نه‬
‫*املقصود حبديث‪( :‬من ك‪7‬ان حال ًف‪7‬ا فليحل‪7‬ف باهلل)‪ ،‬ه‪7‬و أ ْن ال يُعظَّم من مل يُعظّم‪7‬ه الش‪7‬رع‬ ‫الرتمذي‪ ،‬وصححه‪ 7‬ابن حبان]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ب‪77‬دليل قول‪77‬ه‪( :‬إ ّن اهلل ينه‪77‬اكم أ ْن حتلف‪77‬وا بآب‪77‬ائكم)‪ ،‬وه‪77‬ذا من ب‪77‬اب اخلاص ال‪77‬ذي ُأري‪77‬د ب‪77‬ه‬
‫بكل معظَّم‪.‬‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث بري‪77‬دة ‪ ‬ق‪77‬ال‪ :‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬من حل‪77‬ف باألمان‪77‬ة فليس منّا) [حم‪/‬‬
‫العام‪ ،‬فيجوز احللف ِّ‬
‫د‪ /‬حب‪ /‬بز‪ /‬طح‪ /‬وصححه احلاكم واملنذري والنووي وغريهم]‪.‬‬
‫‪ ‬قول الن‪7‬يب ‪ ‬للرج‪7‬ل ال‪7‬ذي ج‪7‬اء يس‪77‬أل عن اإلس‪77‬الم‪ ،‬لَ ّم‪7‬ا وىّل وق‪7‬ال‪ :‬واهلل ال أزي‪77‬د على‬
‫وجل‪.-‬‬
‫‪-‬عز ّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن احللف بالشيء تعظيم له‪ ،‬فال يكون ذلك إاّل هلل ّ‬
‫هذا وال أنقص‪ ،‬قال ‪( :‬أفلح وأبيه إ ْن صدق) [م]‪ ،‬وهذا حلف باآلباء‪.‬‬
‫(ورب‬
‫القول األول‪ :‬حيرم احللف مبعظّم غري اهلل تعاىل‪ ،‬وهذا فيه مجع بني الكتاب واألثر‪ ،‬فإ ّن األميان الواردة يف الكتاب‪ ،‬املقسوم به فيه حمذوف‪ ،‬وهو اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬وأ ّن التقدير‪ّ :‬‬
‫(ورب النازعات)‪ .‬وحديث‪( :‬أفلح وأبيه) إما منسوخ وكان ذلك قبل النهي‪ ،‬أو هو كالم جرى على ألسنة العرب دون قصد احللف‪ ،‬أو‬ ‫(ورب الصافات)‪ّ ،‬‬ ‫(ورب السماء)‪ّ ،‬‬ ‫النجم)‪ّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫ورب أبيه)‬
‫أنّه حيمل على التأكيد وليس التّعظيم‪ ،‬أو يف الكالم حمذوف تقديره‪( :‬أفلح ّ‬
‫مكروها‪ ،‬وميينه منعقدة‪ ،‬وال إمث‬ ‫وجل‪ -‬فقد أتى عماًل‬
‫‪-‬عز ّ‬ ‫من حلف مبعظّم غري اهلل ّ‬ ‫حراما‪ ،‬وفاعله عاص‪ ،‬وعليه أ ْن يتوب‬
‫ً‬
‫عليه‪ ،‬وعليه الوفاء‪ ،‬وعليه كفارة اليمني إ ْن حنث‬ ‫وجل‪ -‬فعل ً‬ ‫‪-‬عز ّ‬ ‫من حلف مبعظّم غري اهلل ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ويستغفر‪ ،‬وميينه غري منعقدة‪ ،‬وال كفارة إ ْن حنث‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/758‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/109‬والعناية (‪ ،)5/69‬والبيان والتحصيل (‪ ،)18/26‬واألم (‪ ،)7/64‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/262‬واحملرر (‪ ،)2/197‬والفروع‬
‫وجل (ص ‪)73‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫عز ّ‬ ‫وتصحيح الفروع (‪ ،)10/437‬وأحكام اليمني باهلل ّ‬

‫‪629‬‬
630
‫عز وجل وأفعاله‬
‫الحلف بصفات اهلل ّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫الرحيم)‪ ،‬واختلفوا يف جواز احللف بصفات اهلل تعاىل الثبوتية‪،‬‬ ‫الرمحن‪ّ ،‬‬‫جل جالله‪ ،‬مثل‪( :‬اهلل‪ ،‬الرب‪ ،‬اإلله‪ّ ،‬‬
‫يسمى هبا غريه ّ‬
‫املختصة به‪ ،‬وال َّ‬
‫ّ‬ ‫اتفقوا على جواز احللف بأمساء اهلل تعاىل‬
‫ِ‬ ‫تحرير محل‬
‫والعزة واحلكمة‪ .‬أو صفات خربيّة؛ كالوجه واليدين والعينني‪ ،‬ومثله الصفات الفعلية اليت تتعلق مبشيئة اهلل تعاىل‪ ،‬اليت إ ْن‬
‫سواء كانت صفات ذاتية؛ كالعلم‪ 7‬والقدرة والسمع والبصر‪ّ ،‬‬ ‫الخالف‬
‫شاء فعلها وإ ْن شاء مل يفعلها‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫عز وجل وأفعاله‬
‫(ال) جيوز احللف بصفات اهلل ّ‬ ‫عز وجل وأفعاله‬
‫جيوز احللف بصفات اهلل ّ‬ ‫األقوال‬
‫ابن املواز (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫هل يُقتصر باحلديث‪( :‬من كان حال ًفا فليحلف باهلل) على ما جاء به تعليق احلكم فيه (اسم اهلل تعاىل فقط)‪ ،‬أو يُعدَّى إىل الصفات واألفعال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬أال إ ّن اهلل ينه ‪77‬اكم أ ْن حتلف ‪77‬وا بآب ‪77‬ائكم‪ ،‬من ك ‪77‬ان حالًف‪77‬ا فليحل ‪77‬ف باهلل أو *ح‪77‬ديث‪( :‬فليحل‪77‬ف باهلل)‪ ،‬اقتص‪77‬ر احلديث على اس‪77‬م اهلل تع‪77‬اىل فال يع‪77‬دى‬
‫إىل غريه‪.‬‬ ‫ليصمت) [خ‪ /‬م]‪ ،‬كما جاز احللف باسم اهلل تعاىل‪ ،‬جاز احللف بصفاته وأفعاله؛ لعموم احلديث‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن صفات األفعال أمور متج ّددة فال يُقسم هبا‪.‬‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﰗ ﰘ ﰙ) [ص‪ ،]82:‬وهذا حلف بصفة‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث آخر رجل يدخل اجلنة يقول‪ّ :‬‬
‫(وعزتك ال أسألك غريها) [خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث جربيل ‪ ‬قال‪ّ :‬‬
‫(وعزتك ال يسمع هبا أحد إال دخلها) [هق]‪.‬‬
‫وعزتك وجاللك) [م]‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث الذي يُغمس يف اجلنة ويقال له‪( :‬هل رأيت ً‬
‫بؤسا قط؟‪ ،‬فيقول‪ :‬ال‪ّ ،‬‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن دليل القول الثاين‪( :‬تعليق احلكم يف احلديث باالسم فقط‪ ،‬مجود‬
‫عز وجل وأفعاله)‪ ،‬وأدلة القول ّ‬
‫القول األول‪( :‬جيوز احللف بصفات اهلل ّ‬ ‫الراجح‬
‫كثري)‬
‫(ال) تنعقد اليمني باحللف بصفات اهلل تعاىل وأفعاله‪ ،‬وال يرتتب عليها‬ ‫تنعقد اليمني باحللف بصفات اهلل تعاىل وأفعاله‪ ،‬ويرتتب عليها آثار اليمني الصحيحة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫آثار اليمني الصحيحة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/758‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)8/132‬والبحر الرائق (‪ ،)4/306‬والذخرية (‪ ،)4/6‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/265‬وروضة الطالبني (‪ ،)11/10‬وكفاية األخيار (ص‬
‫‪ ،)539‬واإلنصاف (‪ ،)11/3‬وكشاف القناع (‪ ،)6/230‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)55‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪631‬‬
632
‫المراد باليمين اللغو‬ ‫مسألةـ (‪)3‬‬
‫اتفقوا على أ ّن األميان؛ منها ميني (لغو)‪ ،‬ومنها ميني (منعقدة)؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [املائدة‪ ،]89:‬واختلفوا يف املراد بيمني اللغو‪ ،‬واخلالف‬ ‫تحرير محل‬
‫على مخسة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫حيرم‬
‫اليمني اللغو‪ْ :‬أن حيلف الرجل على ْأن ِّ‬ ‫ميني اللغو‪ :‬هي اليمني على فعل املعاصي‬ ‫ميني اللغو‪ْ :‬أن حيلف الرجل وهو‬ ‫ميني اللغو‪ :‬ما مل تنعقد عليه النية‪ ،‬مثل ما جيري‬ ‫يظن‬
‫ميني اللغو‪ :‬هي اليمني على الشيء ; ُّ‬
‫على نفسه ما أحله اهلل تعاىل‬ ‫الشعيب‪ /‬مسروق‬ ‫غضبان‬ ‫على األلسنة عادة‪ ،‬كقول الرجل‪ :‬ال واهلل‬ ‫الرجل أنّه على يقني منه فخرج على‬
‫سعيد بن جبري‬ ‫إمساعيل القاضي (مالكي)‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬عائشة ~‬ ‫خالفه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬قتادة‪ /‬جماهد‪ /‬النخعي‪/‬‬
‫احلسن ابن أيب احلسن‬
‫االشرتاك الذي يف اسم اللغو‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن اللغ ‪77‬و ي ‪77‬دل على مع ‪77‬ىن ُع‪77‬ريف ‪ ‬ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق ‪77‬ال ‪( :‬من ‪ ‬ح ‪77 7‬ديث عائش‪77 7‬ة ~ ق‪77 7‬ال ‪( :‬من‬ ‫*اللغ‪77‬و يُطل‪77‬ق على الكالم ال‪77‬ذي ال تنعق‪77‬د علي‪77‬ه‬ ‫*اللغو يُطلق على الكالم الباطل‪ ،‬كقوله‬
‫رد)‪،‬‬ ‫يف الش ‪77 7‬رع‪ ،‬وهي األميان ال ‪77 7‬يت ب‬ ‫ني‪77 7 7‬ة املتكلم ب‪77 7 7‬ه؛ لظ‪77 7 7‬اهر قول‪77 7 7‬ه تع‪77 7 7‬اىل‪( :‬ﯓ‬ ‫تعاىل‪( :‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ)‬
‫رد) عم ‪77 7‬ل عماًل ليس علي ‪77 7‬ه أمرن ‪77 7‬ا فه ‪77 7‬و ّ‬
‫نّي عم ‪77 7‬ل عماًل ليس علي ‪77 7‬ه أمرن‪77 7‬ا فه‪77 7‬و ّ‬
‫الش‪77 7 7 7 7 7 7‬ارع س‪77 7 7 7 7 7 7‬قوط حكمه‪77 7 7 7 7 7 7‬ا‪[ ،‬خ‪ /‬م]‪ ،‬اليمني على فع ‪77 7‬ل معص ‪77 7‬ية ميني ومن ح ‪7ّ 7 7 7‬رم على نفس‪77 7 7 7‬ه احلالل‪ ،‬فعمل ‪77 7 7‬ه‬ ‫ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫[فصلت‪.]26 :‬‬
‫حمرمة‪ ،‬فتك‪7‬ون م‪7‬ردودة الغي‪7‬ة وال ي‪7‬رتتّب مردود وال يرتتب على ميينه أثر‪.‬‬ ‫ك‪77‬الطالق يف الغض‪77‬ب يف قول‪77‬ه ‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬أث‪77‬ر أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬لغ‪77‬و اليمني‪ ،‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)‪ ،‬فيمني‬
‫‪( :‬ال طالق يف إغالق) [حم‪ /‬تخ‪ /‬عليها أثر‪.‬‬ ‫ظن أنَّه اللغ‪77 7 7‬و ض‪ّ 7 7 7 7‬د اليمني املنعق‪77 7 7‬دة‪ ،‬وهي املؤك‪77 7 7‬دة‪،‬‬
‫حل ‪77 7 7 7‬ف اإلنس ‪77 7 7 7‬ان على الش ‪77 7 7 7‬يء يُ ُّ‬
‫د‪ /‬جه‪ /‬ه‪7‬ق]‪ ،‬ف‪7‬إذا مل يُعت‪7‬رب الطالق‬ ‫)‪.‬‬ ‫الذي حلف عليه‪ ،‬فإذا هو غري ذلك‬
‫ف‪77 7 7 7‬وجب ْأن يك‪77 7 7 7‬ون احلكم املض‪77 7 7 7‬اد للش‪77 7 7 7‬يء‬ ‫األدلة‬
‫يف اإلغالق‪ ،‬فمثل‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ه اليمني يف‬
‫املضاد‪.‬‬
‫اإلغالق‪.‬‬
‫*ح‪77 7 7 7 7‬ديث عائش‪77 7 7 7 7‬ة ~ ق‪77 7 7 7 7‬ال ‪( :‬اليمني‬
‫اللغ‪77 7 7‬و‪ ،‬كالم الرج‪77 7 7‬ل يف بيت‪77 7 7‬ه‪ :‬ال واهلل‪ ،‬وبلى ‪ ‬ح‪77 7 7 7 7‬ديث ابن عب ‪77 7 7 7‬اس ‪ƒ‬‬
‫ق ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ال ‪( :‬ال ميني يف غضب)‬
‫واهلل) [د‪ /‬حب‪ /‬ه‪77‬ق‪ ،‬وص‪77‬حح وقف‪77‬ه ال‪77‬دارقطين‪،‬‬
‫[قط]‪.‬‬
‫وصحح رفعه األلباين]‪.‬‬

‫قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬األظهر هو القول األول والثاين‪ ،‬فيكون املراد بيمني اللغو كال القولني‪ ،‬فلو حلف اإلنسان على شيء وظهر خالفه‪ ،‬أو قال‪ :‬واهلل يف كالمه بال قصد اليمني‪ ،‬فهو ميني لغو‪ ،‬أما احللف‬
‫حرم النيب ‪ ‬على نفسه‪ ،‬قال له تعاىل‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) [التحرمي‪]2:‬‬ ‫الراجح‬
‫فلما ّ‬
‫أحل اهلل تعاىل‪ ،‬فهي ميني‪ّ ،‬‬
‫بالغضب على فعل معصية‪ ،‬وعلى حترمي ما ّ‬
‫لو قال‪ -‬مثاًل ‪ :-‬واهلل ال آكل اخلبز ما‬ ‫لو قال‪ :‬واهلل ال أصلي اجلماعة‪ ،‬كانت‬ ‫إذا غضب رب البيت غضبًا‬ ‫إذا قال الضيف لصاحب البيت‪ :‬واهلل ال‬ ‫لو قال‪ :‬واهلل َّ‬
‫إن فالنًا مل يسافر‪.‬‬
‫حييت‪ ،‬مث أكله‪ ،‬فال شيء عليه‬ ‫ميني لغو‪ ،‬وال حكم هلا‪ ،‬وجيب عليه أن‬ ‫شديدا‪ 7‬مث حلف أنَّه ال يشرتي‬
‫ً‬ ‫أجلس حىت جتلس‪ ،‬مث أصر صاحب البيت‬ ‫لكونه الغالب على ظنه‪ ،‬مث ظهر‬
‫ثمرة الخالف‬
‫يصلي‬ ‫أشياء معينة مث اشرتاها فال شيء‬ ‫عليه فجلس‪ ،‬فال شيء عليه‪7‬‬ ‫خالفه فال شيء عليه‬
‫عليه‬

‫‪633‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/759‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/295‬ودرر احلكام (‪ ،)2/39‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/578‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)9/28‬واألم (‪ ،)7/66‬وهناية املطلب (‪ ،)18/306‬والكايف البن قدامة (‪،)4/186‬‬
‫وشرح الزركشي (‪ ،)7/73‬وتصحيح الفروع (‪ ،)10/447‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)137‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪634‬‬
‫هل في اليمين الغموس كفارة؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا على وجوب الكفارة يف اليمني (املنعقدة) إذا خالف ما حلف عليه‪ ،‬واليمني املنعقدة هي‪ :‬اليمني اليت حيلفها على أمر من املستقبل؛ أ ْن يفعله‪ 7‬أو ال يفعله‪ .‬وقد اتفقوا على (عدم)‬
‫وجوب الكفارة يف ميني (اللغو) على خالف يف معناها ‪-‬كما يف املسألة السابقة‪ ،-‬واختلفوا هل يف اليمني (الغموس) كفارة؟‪ ،‬واليمني الغموس هي‪ :‬اليمني اليت حيلفها على أمر ٍ‬
‫ماض‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫غموسا ألهنا تغمس صاحبها يف النار‪ ،‬واخلالف يف ك ّفارة ميني الغموس على قولني‬ ‫ً‬ ‫أو على أمر حال كاذبًا‪ ،‬وهي من كبائر الذنوب‪ ،‬ومسيت‬

‫يف اليمني الغموس كفارة‬ ‫ليس يف اليمني الغموس كفارة‬


‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬الظاهرية‪ /‬األوزاعي‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة عموم الكتاب لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77‬ديث أيب أمام‪77‬ة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬من اقتط‪77‬ع ح‪77‬ق ام‪77‬رئ مس‪77‬لم‪ 7‬بيمين‪77‬ه (حلف‪77‬ه)‪ ،‬ح‪7َّ 7‬رم *عم ‪77‬وم قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫أن ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‪[ ) ...‬املائ‪77‬دة‪،]89:‬‬ ‫اهلل علي‪77‬ه اجلن‪77‬ة‪ ،‬وأوجب ل‪77‬ه الن‪77‬ار‪ ،‬وإ ْن ك‪77‬ان قض‪77‬يبًا من أراك) [م]‪ ،‬ظ‪77‬اهره ي‪77‬وجب َّ‬
‫اليمني الغموس ليس فيها كفارة‪.‬‬
‫ظاهر اآلية يوجب أ ْن يكون يف اليمني الغموس كفارة‪ ،‬لكوهنا من األميان املنعقدة‪.‬‬
‫‪-‬مرفوعا‪ -‬قال‪( :‬مخس ليس هلن كفارة‪ ،‬ومنها احلل‪77‬ف على‬ ‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬أل ّن اهلل تع ‪77 7‬اىل أوجب الكف ‪77 7‬ارة م ‪77 7‬ع فس ‪77 7‬اد العم ‪77 7‬ل‪ ،‬ف ‪77 7‬أوجب الكف ‪77 7‬ارة على املظ ‪77 7‬اهر وهو‬ ‫ً‬
‫ميني فاجرة يقتطع هبا مال امرئ مسلم‪[ )7‬حم‪ /‬وحسنه األلباين]‪.‬‬
‫(ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [اجملادلة‪ 7،]1:‬وجتب الكفارة على من تعمد‪ 7‬الفطر باجلماع يف هنار‬
‫احلج باجلماع تلزمه الكفارة‪ ،‬فكذا من حلف كاذبًا‪.‬‬ ‫رمضان‪ ،‬ومن أفسد ّ‬
‫ردا على الشافعي‪( :‬ولكن للشافعي ّإما ْأن يستثين من األميان الغموس ما ال يُقتطع هبا‬‫القول األول‪( :‬ليس يف اليمني الغموس كفارة)‪ ،‬فاحلديث خاص واآلية عامة‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ً -‬‬
‫مجيعا‪ ،‬أو ليس ميكن فيها أ ْن هتدم احلنث‬
‫ً‬ ‫األمرين‬ ‫هتدم‬ ‫الكفارة‬ ‫تكون‬ ‫أال‬ ‫فوجب‬ ‫واحلنث‪،‬‬ ‫حق الغري‪ ،‬وهو الذي ورد فيه النص‪ ،‬أو يقول‪َّ :‬‬
‫إن األميان اليت يقتطع هبا حق الغري قد مجعت الظّلم‬ ‫الراجح‬
‫ورد املظلمة وكفَّر سقط عنه مجيع اإلمث)‬
‫فإن تاب ّ‬ ‫ألن رفع احلنث بالكفارة إمنا هو من باب التوبة‪ ،‬وليس تتبعض التوبة يف َّ‬
‫الذنب الواحد بعينه‪ْ ،‬‬ ‫دون الظلم‪َّ ،‬‬
‫من حلف ميني الغموس التوبة‪ ،‬وك ّفر كفارة ميني سقط عنه اإلمث‪ ،‬كاحلال يف اليمني املنعقدة‬ ‫كفارة ميني الغموس التوبة إىل اهلل تعاىل وال يُقبل غري ذلك‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/761‬النتف يف الفتاوى (‪ ،)1/381‬واالختيار (‪ ،)4/47‬واملدخل البن احلاج (‪ ،)2/4‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/266‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/268‬والبيان (‪ ،)10/488‬واملغين‬
‫(‪ ،)9/496‬وكشاف القناع (‪ ،)6/235‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)150‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪635‬‬
‫الحلف بالكفر باهلل تعالى‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫حمرما ومعصية‪ ،‬حلديث أيب هريرة ‪ ‬أ ّن رسول اهلل ‪ ‬قال‪( :‬من‬
‫أمرا ً‬
‫من قال‪( :‬أنا كافر باهلل تعاىل‪ ،‬أو مشرك باهلل‪ ،‬أو يهودي)‪ ،‬إ ْن فعل كذا‪ ،‬مث فعل ذلك‪ ،‬فقد اتفقوا أنَّه فعل ً‬ ‫تحرير محل‬
‫حلف مبلّة غري اإلسالم فهو كما قال) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وال خيرج من اإلسالم‪ 7،‬سواء خالف ما حلف عليه أو مل خيالفه‪ ،‬واختلفوا هل هذه ميني تُوجب الكفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫احللف بالكفر باهلل تعاىل ميني وعليه فيها الكفارة إذا خالف اليمني‬ ‫احللف بالكفر باهلل تعاىل ليست ميينًا وال كفارة فيها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املعتمد)‪7‬‬
‫اختالفهم هل اليمني بكل ما له ُحرمة‪ ،‬أم ليس جيوز اليمني إال باهلل تعاىل فقط؟‪ ،‬مث إ ْن وقعت فهل تنعقد‪ 7‬أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن األميان تنعق ‪77‬د بك ‪77‬ل م ‪77‬ا عظَّم الش ‪77‬رع حرمت ‪77‬ه‪ ،‬أل ّن احلل ‪77‬ف ب ‪77‬التعظيم ك ‪77‬احللف ب ‪77‬رتك التعظيم‪،‬‬ ‫َّ‬
‫*ألن األميان املنعقدة ‪-‬اليت هي بصيغ القسم‪ -‬إمنا هي األميان الواقعة باهلل عز وجل وبأمسائه‪.‬‬
‫َّ‬
‫فإن اهلل تعاىل جعل غاية اليمني وذل‪77‬ك كم‪77‬ا أنَّه جيب التعظيم ْأن (ال) ي‪77‬رتك التعظيم‪ ،‬فكم‪77‬ا أن من حل‪77‬ف بوج‪77‬وب ح‪77‬ق اهلل علي‪77‬ه‪،‬‬ ‫قوله تعاىل‪( :‬ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [األنعام‪َّ ،]109 :‬‬
‫كذلك من حلف برتك وجوبه‪ ،‬لزمه‪ .‬فحاصله أ ّن هذا احللف كناية عن احللف باهلل تعاىل‪.‬‬ ‫وأغلظها‪ ،‬اليمني باهلل عز وجل‪ ،‬فلم تتغلظ بغريه‪.‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ƒ‬أ ّن النيب ‪ ‬قال‪( :‬من حلف بغري اهلل فقد كف‪7‬ر أو أش‪7‬رك) [حم‪ /‬د‪  /‬قوله تعاىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ) [املائدة‪ ،]89 :‬فه‪7‬ذا ع‪7‬ام يش‪7‬مل اليمني بغ‪7‬ري‬
‫ت‪ /‬حب‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬طي‪7‬ا‪ /‬وحس‪7‬نه الرتم‪7‬ذي‪ ،‬وص‪7‬ححه ابن حب‪7‬ان]‪ ،‬ف‪7‬دل على س‪7‬قوط الكف‪7‬ارة يف ملة اإلسالم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫أن رسول اهلل ‪( :‬من حلف مبل‪7‬ة غ‪7‬ري اإلس‪7‬الم فه‪7‬و كم‪7‬ا ق‪7‬ال) [خ‪ /‬م]‪،‬‬ ‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪َّ ‬‬ ‫وجل‪.‬‬
‫اليمني بغري اهلل عز ّ‬
‫ميينا‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف بالالت والعَّ‪7‬زى‪ ،‬فليق‪7‬ل‪ :‬ال إل‪7‬ه إال اهلل) [متف‪7‬ق]‪ ،‬فاعترب ميينه ً‬
‫‪ ‬أف ‪77‬ىت غ ‪77‬ري واح ‪77‬د من الص ‪77‬حابة ‪َّ ‬أن على من حل ‪77‬ف ب ‪77‬الكفر باهلل تع ‪77‬اىل فعلي ‪77‬ه الكف ‪77‬ارة‪ ،‬ك ‪77‬ابن‬ ‫ومل يذكر الكفارة‪.‬‬
‫عباس وعائشة وحفصة وأم سلمة وابن عمر ‪[ ‬عب‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬سنن]‪.‬‬

‫يصح دليل مرفوع على وجوب الكفارة‬


‫صحيحا‪ ،‬ومل ّ‬
‫ً‬ ‫شرعيا‬
‫قسما ً‬
‫القول األول‪( :‬احللف بالكفر باهلل تعاىل ليست ميينًا وال كّفارة فيها)؛ ألنه مل يقسم ً‬ ‫الراجح‬
‫من قال‪ :‬واهلل أنا يهودي أو نصراين ْإن مل أفعل كذا‪ .‬انعقدت ميينه‪ ،‬وعليه كفارة ميني ْإن حنث ‪،‬‬ ‫من قال‪ :‬واهلل أنا يهودي أو نصراين ْإن مل أفعل كذا‪ .‬مث مل يفعل فعليه التوبة كفارة لفعله‬
‫وإن مل حينث فال كفارة‪ ،‬وعليه التوبة ألنَّه وقع يف معصية‬ ‫املشني‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ْ‬
‫التوبة؛ ألنه وقع يف معصية‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/762‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/379‬والدر املختار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)3/7/17‬واملدونة الكربى (‪ّ ،)1/582‬‬
‫وشرح خليل للخرشي (‪ ،)3/54‬واحملرر (‪،)2/197‬‬ ‫ّ‬
‫واإلقناع (‪ ،)4/336‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)90‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪636‬‬
637
‫حكم األيمان التي تخرج مخرج اإللزام بشرط‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫فعلي صدقة ألف ريـال‪ ،‬أو إ ْن فعلت كذا فلن آكل اخلبز‪ ،‬أو أشرب احلليب‪ ،‬ومثله لو قال‪ :‬إ ْن فعلت كذا‬ ‫لو قال‪ :‬إ ْن فعلت كذا فعلي مشي إىل بيت اهلل تعاىل‪ ،‬أو إ ْن فعلت‪ 7‬كذا ّ‬
‫فعلي صدقة‪ ،‬فهذه ميني صرفة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كذا‬ ‫فعلت‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫إ‬ ‫واهلل‬ ‫‪:‬‬ ‫اًل‬‫ث‬ ‫م‬ ‫فقال‬ ‫تعاىل‪،‬‬ ‫اهلل‬ ‫اسم‬ ‫استخدم‬ ‫لو‬ ‫ما‬ ‫خبالف‬ ‫بشرط‪،‬‬ ‫حر ‪ ،‬أو امرأيت طالق‪ .‬فهذه ظاهرها القسم‪ ،‬وحقيقتها إلزام معلّق‬
‫فغالمي‪ّ 7‬‬ ‫تحرير محل‬
‫إلزاما‬
‫فعلي الصدقة بكذا)‪ ،‬وقد يكون ً‬ ‫إلزاما بفعل قربة‪ ،‬كقوله‪( :‬إ ْن فعلت كذا ّ‪7‬‬ ‫علي املشي إىل بيت اهلل تعاىل‪ ،‬فهذا نذر باتفاق‪ ،‬واإللزام املعلَّق بشرط قد يكون ً‬
‫وخبالف ما لو قال‪ّ :‬‬ ‫الخالف‬
‫حر ‪ ،‬أو زوجي طالق‪ ،‬وقد اختلفوا يف لزومها‪ ،‬وهل فيها كفارة إذا خالف؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫بالعتق أو الطالق‪ ،‬كقوله‪ :‬إ ْن فعلت كذا فغالمي ّ‬
‫األميان اليت خترج خمرج اإللزام‬
‫بشرط غري الزمة‪ ،‬وال كفارة‬ ‫األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط (ال)‬
‫األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط فيها الكفارة‪ ،‬إال الطالق والعتق يقع‬ ‫كفارة فيها‪ ،‬وإ ْن مل يفعل ما حلف عليه أمث‬
‫فيها‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو عبيد‪ /‬أبو ثور‬
‫مالك‬
‫أهل الظاهر‬
‫نذورا؟‬
‫هل األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط ميني أو نذر‪ ،‬أو ليست أميانًا وال ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألهنا ليست بنذر فيلزم اإلتيان‬ ‫*ألهَّن ا ميني‪ ،‬وهي داخلة حتت عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [المائدة‪:‬‬ ‫*ألهّن ا من جنس النذر‪ ،‬فهي من األشياء اليت‬
‫هبا‪ ،‬وال بأميان فرتفعها‬ ‫‪ ،]89‬فتجب فيها الكفارة‪.‬‬ ‫نص الشرع على أنّه إذا التزمها اإلنسان لزمته‪،‬‬
‫ّ‬
‫الكفارة‪.‬‬ ‫فيجب الوفاء به وإال أمث؛ لعموم قوله ‪( :‬من‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‪ ...‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) [التحرمي‪ ،]2-1 :‬ظاهر هذا‬
‫َّ‬ ‫نذر أ ْن يطيع اهلل فليطعه‪ ،‬ومن نذر أ ْن يعصي‬ ‫األدلة‬
‫أن اهلل تعاىل مسى بالشرع القول الذي خمرجه خمرج الشرط‪ ،‬أو خمرج اإللزام دون شرط وال ميني‪،‬‬
‫اهلل فال يعصيه) [خ]‪.‬‬
‫علي كذا)‪ ،‬فيكون ميينًا بالعرف الشرعي‪.‬‬
‫مساه ميينًا‪ ،‬وقد نزلت اآلية ملا قال النيب ‪( :‬حرام ّ‬
‫*حىت لو قلنا إهنا نذر‪ ،‬فتجب فيها الكفارة لقوله ‪( :‬كفارة النذر كفارة ميني) [م]‪.‬‬
‫هبن‪ ،‬الطالق والنكاح والعتاق) [ص‪ /‬هق‪ /‬ش]‪.‬‬‫‪ ‬يقع الطالق والعتق لقوله ‪( :‬ثالث ال يُلعب َّ‬
‫يرجع لنية القائل هل نوى النذر أم اليمني؟‪ ،‬فإ ْن مل ينو‪ ،‬يكون الراجح القول الثاين‪( :‬األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط فيها الكفارة إذا خالف ما التزمه‪ ،‬إال إذا خالف وكان ميينه يف العتق أو‬
‫ردا على املالكية‪( :‬يعسر هذا على املالكية لتسميتهم إياها أميانا‪ ،‬لكن لعلهم إمنا مسوها أميانا على طريق التجوز والتوسع‪ ،‬واحلق أنّه ليس‬
‫الطالق‪ ،‬فيلزمه وال كفارة)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ًّ -‬‬ ‫الراجح‬
‫ميينا إال أ ّن حكمه حكم اليمني إال ما خصصه اإلمجاع مثل الطالق‬ ‫وإن كان ليس ً‬ ‫ميينا‪ْ ،‬‬
‫أن النذر ليس ً‬‫جيب أن تسمى حبسب الداللة اللغوية) مث قال‪ :‬حديث‪( :‬كفارة النذر كفارة ميني)‪ ،‬ظاهره َّ‬

‫‪638‬‬
‫(ال) يلزمه أ ْن يفعل ما ألزم به‬ ‫يلزمه أ ْن يفعل ما ألزم به نفسه‪ ،‬فيمتنع عن فعل‬
‫نفسه‪ ،‬وال ك ّفارة عليه‪ ،‬وهي‬ ‫يلزمه أ ْن يفعل ما ألزم به نفسه‪ ،‬وإذا خالف ك ّفر‪ ،‬إال يف العتق والطالق‪ ،‬إ ْن خالف وقع العتق‬ ‫فعلي‬
‫ووقع الطالق‬ ‫املعلق به‪ ،‬فلو قال‪ :‬إ ْن منت عن الصالة ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يف حكم اللغو‬ ‫صدقة‪ ،‬وجب عليه الوفاء بعدم النوم عنها‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/763‬وتكملة‪ 7‬اجملموع (‪ ،)17/113‬وأسىن املطالب (‪ ،)3/273‬واملغين (‪ ،)9/508‬وكشاف القناع (‪ ،)6/240‬وامللخص الفقهي (‪)2/605‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪639‬‬
‫قول القائل‪( :‬أقسم أو أشهد) هل هو يمين؟‬ ‫مسألةـ (‪)7‬‬
‫اتفقوا أنّه لو قال‪( :‬أقسم باهلل‪ ،‬أو أشهد باهلل‪ ،‬أو أحلف باهلل‪ ،‬أهّن ا أميان صحيحة‪ ،‬واختلفوا لو قال‪( :‬أقسم أو أشهد أو أحلف) إ ْن كان كذا وكذا‪ ،‬ومل يذكر لفظ اجلاللة‪ ،‬هل يكون ميينًا؟‪ ،‬واخلالف‬ ‫تحرير محل‬
‫على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫لو قال‪( :‬أقسم أو أشهد) وأراد هبا باهلل تعاىل بالنية فهي‬
‫ميني‪ ،‬وإ ْن مل يرد هبا اهلل تعاىل فليست ميينًا‬ ‫قول (أقسم أو أشهد) ميني صحيحة‬ ‫قول (أقسم أو أشهد) ليست ميينًا مطل ًقا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫الشافعي (املذهب)‬
‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫املراعى اعتبار صيغة اللفظ‪ ،‬أو اعتبار مفهومه بالعادة أو اعتبار النية‬
‫هل َ‬ ‫سبب الخالف‬
‫*املعت‪77‬رب ب‪77‬اليمني ص‪77‬يغة اللف‪77‬ظ بالع‪77‬ادة‪ ،‬ففي اللف‪77‬ظ حمذوف وال ب‪ّ 7‬د أنَّه اهلل تع‪77‬اىل‪ ،‬فالع‪77‬ادة *ليس املعت ‪77 7‬رب ب ‪77 7‬اليمني ص‪77 7‬يغة اللف ‪7 7‬ظ‪ 7‬وال اعتب ‪77 7‬ار الع‪77 7‬ادة‪ ،‬لكن‬ ‫*املعت‪77‬رب ب‪77‬اليمني ص‪77‬يغة اللف‪77‬ظ‪ ،‬وه‪77‬و مل يكن يف‬
‫املعترب نية القائل‪ ،‬فاللفظ صاحل أ ْن يكون ميينًا‪ ،‬وصاحل أ ْن (ال)‬ ‫من قال‪ :‬أقسم‪ ،‬يُريد‪ :‬أقسم باهلل تعاىل‪.‬‬ ‫لفظه مقسوم‪ 7‬به‪ ،‬فال يكون ميينًا‪.‬‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ‪ ...‬ﮣ ﮤ ﮥ) يك‪77‬ون ميينً‪77‬ا‪ ،‬والني‪77‬ة متيزه‪77‬ا؛ لعم‪77‬وم ح‪77‬ديث عم‪77‬ر ‪ ‬ق‪77‬ال الن‪77‬يب‬ ‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫‪( :‬إمّن ا األعمال بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫ميينا‪.‬‬
‫فسمى اهلل تعاىل الشهادة ً‬
‫[املنافقون‪ّ ،]2 -1 :‬‬ ‫ﯝﯞﯟ) [النور‪ 7،]46 :‬فاللعان أميان‪،‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ق‪77‬ول العب‪77‬اس ‪ ‬للن‪77‬يب ‪( :‬أقس‪77‬مت علي‪77‬ك ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل لتبايعنّه‪ ،‬فبايع‪77‬ه الن‪77‬يب ‪،‬‬ ‫لقول‪7‬ه ‪( :‬ل‪7‬وال األميان لك‪7‬ان يل وهلا ش‪7‬أن) [حم‪/‬‬
‫وقال‪ :‬أبررت قسم عمي) [حم‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬وفيه ضعف]‪.‬‬ ‫ض‪77‬يا‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وص‪77‬ححه أمحد ش‪77‬اكر]‪ ،‬وق‪77‬د ق‪77‬ال تع‪77‬اىل‪:‬‬
‫‪7‬دل على َّأن مطل ‪77‬ق الش ‪77‬هادة ال ‪ ‬ق ‪77‬ول أيب بك ‪77‬ر ‪ ‬للن ‪77‬يب ‪( :‬أقس ‪77‬مت علي ‪77‬ك ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل لتخ ‪77‬ربين مبا أص ‪77‬بت مما‬
‫(ش ‪77‬هادات باهلل)‪ ،‬ف ‪ّ 7‬‬
‫أخطأت‪ ،‬فقال النيب ‪ :‬ال تُقسم) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫ميينا حىت تقرتن بذكر اهلل تعاىل‪.‬‬
‫يكون ً‬
‫القول الثاين‪( :‬أقسم أو أشهد ميني صحيحة)؛ حلديث أيب بكر ‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬
‫لو قال‪ :‬أقسم أو أشهد ونوى اليمني فهي ميني صحيحة جيب‬ ‫لو قال‪ :‬أقسم أو أشهد كان كالمه لغوا‪ ،‬ومل‬
‫لغوا ال حكم له‬ ‫صحيحا‪ ،‬فوجب عليه الوفاء هبا أو الكفارة‬
‫ً‬ ‫لو قال‪ :‬أقسم أو أشهد‪ ،‬اعترب ميينًا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عليه الوفاء أو الكفارة‪ ،‬وإ ْن مل ينو يكون ً‬ ‫تنعقد‪ 7‬ميينًا‬

‫واملدونة الكربى (‪ ،)1/580‬والذخرية (‪ ،)4/11‬واألم (‪ ،)7/64‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)403‬ومسائل اإلمام أمحد‪ ،‬رواية‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/765‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/380‬ودرر احلكام (‪ّ ،)2/40‬‬
‫ابنه أيب الفضل (‪ ،)3/229‬واملبدع (‪ ،)8/64‬واإلقناع (‪ ،)4/332‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)90‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪640‬‬
‫اجلملة الثانية‬

‫يف معرفة األشياء الرافعة لألميان الالزمة وأحكامها‬

‫وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬النظر في االستثناء‪ ،‬وتحته فصالن‪:‬‬


‫الفصل األول‪:‬ـ في شروط االستثناء المؤثر في اليمين‬
‫الفصل الثاني‪ :‬في تعريفـ األيمان التيـ يؤثّر فيها االستثناء من التي ال تؤثّر‬

‫القسم الثاني‪ :‬النظر في الكفارات‪ ،‬وتحته ثالثة فصول‪:‬‬


‫الحنَث وشروطه وأحكامهـ‬ ‫موجب َ‬ ‫الفصلـ األول‪:‬ـ في َ‬
‫الفصلـ الثاني‪ :‬في رفع الحنث‪ ،‬وهي الك ّفاراتـ‬
‫الحنَث‪ ،‬وكم ترفع؟‬‫الفصلـ الثالث‪:‬ـ متى ترفع الك ّفارةـ َ‬

‫‪641‬‬
‫اجلملة الثانية‪ :‬يف معرفة األشياء الرافعة لألميان الالزمة وأحكامها‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم االستثناء إذا فصله عن اليمين‬ ‫‪8‬‬
‫إذا نوى الحالف االستثناء بقلبه (ولم) ينطق به هل يصح؟‬ ‫‪9‬‬
‫هل تصح نية االستثناء المتأخرة عن النطق باليمين؟‬ ‫‪10‬‬
‫هل يؤثر استثناء المشيئة في الطالق والعتق؟‬ ‫‪11‬‬
‫مكرها؟‬
‫لو أتى الحالف بالمخالف ناسيًا أو ً‬ ‫‪12‬‬
‫لو فعل بعض المحلوف عليه هل يحنث؟‬ ‫‪13‬‬
‫لو اختلف لفظ الحالف عن نيته‬ ‫‪14‬‬
‫حكم التورية في اليمين‬ ‫‪15‬‬
‫رؤوسا فأكل رؤوس حيتان (سمك)‬
‫ً‬ ‫لو حلف أن (ال) يأكل‬ ‫‪16‬‬
‫شحما‬
‫لحما فأكل ً‬
‫لو حلف أن (ال) يأكل ً‬ ‫‪17‬‬
‫مقدار اإلطعام لكل مسكين في كفارة اليمين‬ ‫‪18‬‬
‫هل يكون مع الخبز إدام في اإلطعام؟‬ ‫‪19‬‬
‫ما المجزئ من الكسوة في كفارة اليمين؟ (مقدار الكسوة)‬ ‫‪20‬‬
‫هل يشترط التتابع في األيام الثالثة في صيام كفارة اليمين؟‬ ‫‪21‬‬
‫اشتراط العدد في المساكين في كفارة اليمين‬ ‫‪22‬‬
‫هل يشترط اإلسالم والحرية في المساكين في كفارة اليمين؟‬ ‫‪23‬‬
‫هل من شرط الرقبة ‪-‬المعتقة في كفارة اليمين‪ -‬سالمتها من العيوب؟‬ ‫‪24‬‬
‫هل من شرط الرقبة ‪-‬المعتقة في كفارة اليمين‪ -‬أن تكون مؤمنة؟‬ ‫‪25‬‬
‫حكم تقديم كفارة اليمين على الحنث‬ ‫‪26‬‬
‫مرارا كثيرة وحنث‬
‫الكفارة لو حلف على شيء واحد ً‬ ‫‪27‬‬
‫الكفارة لو حلف في يمين واحد بأكثر من صفتين من صفات اهلل تعالى ثم حنث‬ ‫‪28‬‬

‫‪642‬‬
‫حكم االستثناء إذا فصله عن اليمين‬ ‫مسألةـ (‪)8‬‬
‫حل األميان‪ ،‬واتفق اجلميع على أ ّن استثناء مشيئة اهلل تعاىل يف األمر احمللوف على فعله أو تركه أنّه رافع لليمني؛ َّ‬
‫ألن االستثناء هو رفع للزوم اليمني‪،‬‬ ‫أمجعوا على أ ّن االستثناء ‪-‬يف اجلملة‪ 7-‬له تأثري يف ِّ‬
‫ومقصودا من أول اليمني‪.‬‬
‫ً‬ ‫به‪،‬‬ ‫ا‬‫ظ‬
‫ً‬ ‫وملفو‬ ‫اليمني‪،‬‬ ‫مع‬ ‫)‬ ‫اًل‬‫ص‬ ‫(مت‬
‫ً ّ‬ ‫ا‬ ‫ق‬‫َّس‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫االستثناء‬ ‫يكون‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫اليمني‪،‬‬ ‫انعقاد‬ ‫على‬ ‫ا‬ ‫ومؤثر‬
‫ً‬ ‫ا‪،‬‬ ‫صحيح‬
‫ً‬ ‫االستثناء‬ ‫كان‬ ‫وأمجعوا على أنَّه مىت اجتمع‪ 7‬يف االستثناء ثالثة شروط‪،‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يصح االستثناء‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫قصدا‪ ،‬هل ّ‬ ‫حكما؛ من قطع نفس أو عطاس أو تثاؤب‪ ،‬أ ّن الفاصل غري مؤثر‪ ،‬واختلفوا لو فصل االستثناء باليمني ً‬ ‫واتفقوا أ ّن فصل املستثىن منه بفاضل ً‬
‫لو فصل االستثناء عن اليمني بسكتة يسرية للتذ ّكر أو لكالم‬
‫الفصل الطويل يف االستثناء يف اليمني غري مؤثر (على خالف يف م ّدته)‬ ‫صح االستثناء‬ ‫اتصال االستثناء باليمني شرط لصحة االستثناء‬
‫الغري ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن عباس ‪ /ƒ‬قتادة‬ ‫اجلمهور‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫حال هلا؟‬‫هل االستثناء مانع النعقاد اليمني ابتداء أو ٌّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫ً‬
‫*حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف فق‪77‬ال إ ْن ش‪77‬اء *ح ‪77‬ديث عكرم ‪77‬ة ‪ ‬ق ‪77‬ال رس ‪77‬ول اهلل ‪( :‬واهلل ألغ ‪77‬زو ّن قري ًش‪7 7‬ا‪* ،‬ألن استثناء حال لليمني ولو مع البعد‪ ،‬فال يلزم فيه االتصال‪.‬‬
‫إن ش‪77 7 7‬اء اهلل) [د‪ /‬ع‪ /‬طح‪/‬‬ ‫اهلل مل حينث) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ه‪ /‬حمب‪ /‬ع‪ /‬وص‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ححه قاهلا ثالث م‪77 7 7‬رات‪ ،‬مث س‪77 7 7‬كت مث ق‪77 7 7‬ال‪ْ :‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ) [الفرق‪7‬ان‪ ]68:‬مث بع‪7‬د س‪7‬نة ن‪7‬زل‪( :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫طب‪ /‬م‪77‬ع‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬حب‪ /‬مح‪ /‬جمم‪77‬ع‪ /‬ق‪77‬ال اهليتمي‪ :‬رجال‪77‬ه رج‪77‬ال الص‪77‬حيح‪،‬‬ ‫األلباين]‪ ،‬الفاء للرتتيب والتعقيب مع الفورية‪.‬‬
‫*ألن االس‪77 7 7 7‬تثناء م‪77 7 7 7‬انع النعق‪77 7 7 7‬اد اليمني‪ ،‬فيش‪77 7 7 7‬رتط أن يك‪77 7 7 7‬ون وق‪77 7‬ال أب‪77 7‬و داود‪ :‬احلديث مس‪77 7‬ند البن عب ‪77 7‬اس ‪ /ƒ‬وق‪77 7‬ال ابن حج‪77 7‬ر‪:‬‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ) [الفرقان‪ ،]70:‬فصح االستثناء مع بعد الزمن‪.‬‬ ‫ّ‬
‫إسناده مضطرب]‪ ،‬فقد حلف ‪ ‬مث سكت مث مل يغزهم‪.‬‬ ‫متصاًل ‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬ال لليمني ب ‪77‬القرب مث ‪77‬ل الكف ‪77‬ارة‪ ،‬فال يل ‪77‬زم في ‪77‬ه ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‪‬ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث عب‪77‬د ال‪77‬رمحن بن مسرة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬إذا حلفت * َّ‬
‫ألن االس ‪77‬تثناء ح ‪ّ 7‬‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [الكهف‪ ،]24-23:‬فقد علّق املشيئة على ال‪7‬ذكر‬ ‫على ميني ف ‪77 7‬رأيت أ ّن غريه ‪77 7‬ا خ ‪77 7‬ري منه ‪77 7‬ا فكف‪77 7‬ر عن ميينك) االتصال‪.‬‬
‫ّ‬
‫بعد النسيان‪.‬‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬قال‪ :‬ك ّفر‪ ،‬ومل يقل‪ :‬فاستث ِن‪.‬‬
‫صح االستثناء؛ حلديث عكرمة ‪ ،‬فهو نص يف ذلك‪ ،‬وال يناقضه حديث أيب هريرة ‪ ‬فيصح عند الفورية ولكن ال يشرتط‪ ،‬ويصح عند السكتة‬ ‫القول الثاين‪ :‬لو فصل االستثناء عن اليمني بسكتة يسرية ّ‬
‫اليسرية‪ ،‬أما االستثناء بعد طول الفصل‪ ،‬ملا وجبت كفارة أصاًل ‪َّ ،‬‬
‫وألن االستثناء يف اليمني بعد الفراغ منها رجوع عنها‪ ،‬وال رجوع عن اليمني إال بكفارة‪.‬‬ ‫الراجح‬

‫من قال‪ :‬واهلل ال يدخل فالن بييت؛ فعند ابن عباس ‪ ƒ‬يصح له أن يقول‬ ‫من قال‪ :‬واهلل ال يدخل فالن بييت‪ ،‬مث ف ّكر قليال أو َّ‬
‫ذكره أحد‬ ‫من قال‪ :‬واهلل ال يدخل فالن بييت‪ ،‬مث ف ّكر قلياًل فقال‪ :‬إ ْن‬
‫إ ْن شاء اهلل ولو بعد عام‪ ،‬وعند قتادة يصح له ذلك قبل أ ْن يقوم من جملسه‬ ‫صح استثناؤه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫باالستثناء‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء اهلل‪ّ ،‬‬ ‫شاء اهلل‪ ،‬مل يصح االستثناء‪ ،‬وانعقد ما حلف عليه‬

‫ورد احملتار (‪ ،)3/371‬وحاشية الدسوقي مع الشرح الكبري (‪ ،)2/130‬ومنح اجلليل (‪ ،)4/105‬والتنبيه (‪ ،)1/198‬واجملموع (‪ ،)17/150‬واملغين (‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/767‬والعناية سرح اهلداية (‪ّ ،)5/94‬‬
‫‪ ،)9/522‬واملبدع (‪ ،)8/72‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)184‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪643‬‬
‫إذا نوى الحالف االستثناء بقلبه (ولم) ينطق به هل يصح؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫(متصاًل ) مع اليمني‪ ،‬وملفوظًا به‪،‬‬ ‫صحيحا‪ ،‬ومؤثّر على انعقاد اليمني ‪ ،‬وهي‪ْ :‬أن يكون االستثناء متَّسًقا ّ‬
‫ً‬ ‫أمجعوا أنَّه إذا اجتمع يف االستثناء ثالثة شروط كان االستثناء‬ ‫تحرير محل‬
‫ومقصودا من أول اليمني‪ .‬واختلفوا إذا حلف احلالف ونوى االستثناء يف قلبه‪ ،‬سواء كان االستثناء بألفاظ االستثناء‪ ،‬أو بتخصيص العموم‪ ،‬أو بتقييد املطلق‪ ،‬واخلالف على‬ ‫ً‬ ‫الخالف‬
‫قولني‬
‫يصح االستثناء من اليمني يف القلب إذا استثىن ب ـ ـ (إاّل )‬ ‫(ال) يصح االستثناء من اليمني إال بنطق املستثىن‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض املالكية‬ ‫اجلمهور‬
‫معا؟‬
‫هل تلزم العقود الالزمة فقط بالنية دون اللفظ‪ ،‬أو باللفظ والنية ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫*أل ّن العق‪77‬ود الالزم‪77‬ة ك‪77‬اليمني‪ ،‬تل‪77‬زم وتنعق‪77‬د ب‪77‬النطق والني‪77‬ة‪ ،‬ومثل‪77‬ه الطالق والعت‪77‬ق‪  ،‬ح ‪77‬ديث عم ‪77‬ر ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬إمّن ا األعم ‪77‬ال بالني ‪77‬ات وإمّن ا لك ‪77‬ل ام ‪77‬رئ م ‪77‬ا‬
‫فلو نوى الطالق بقلبه ومل يتلفظ مل يقع‪ ،‬كذلك لو نط‪77‬ق واس‪77‬تثىن بقلب‪77‬ه (مل) يص‪7‬ح ن ‪77‬وى) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فمن ن ‪77‬وى االس ‪77‬تثناء بـــ(إال) ول ‪77‬و مل يتلف ‪77‬ظ ب ‪77‬ه‪ ،‬ف ‪77‬إ ّن النيّ ‪77‬ة‬
‫معتربة؛ لظاهر احلديث‪.‬‬ ‫االستثناء‪ ،‬ال بالطالق وال باليمني‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من حلف‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن ش‪77‬اء اهلل‪ ،‬مل حينث) [حم‪/‬‬
‫ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬عب‪ /‬ع‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬قوله‪( :‬فقال) دليل على اعتبار النطق‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يصح االستثناء من اليمني إال بالنطق) وقد قال ابن قدامة ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬ال نعلم فيه خمال ًفا‪ .‬وما دام أ ّن اليمني ال تنعقد مبجرد النية‪ ،‬فكذا‬
‫الراجح‬
‫االستثناء فيها‪ ،‬وقال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القول الثاين‪ :‬التفرقة بني (إال) وغريه من احلروف ضعيف‬
‫من قال‪ :‬واهلل ال أفعل كذا‪ ،‬وعقد يف قلبه إال أ ْن يشاء اهلل‪ ،‬صح استثناؤه‪،‬‬ ‫من قال‪ :‬واهلل ال أفعل كذا‪ ،‬وعقد يف قلبه‪ :‬إال أ ْن يشاء اهلل‪ ،‬أو إ ْن شاء اهلل‪ ،‬فال‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ولو استثىن بغري (إال) مل يصح‬ ‫أثر ملا عقده يف قلبه وجيب عليه أ ْن يلتزم ما حلف به‪ ،‬أو يك ّفر إ ْن حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/768‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/210‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/411‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/410‬وبلغة السالك (‪ ،)2/207‬والكايف البن قدامة (‪ ،)4/188‬واملغين (‬
‫‪ )13/485‬والشرح الكبري (‪ ،)11/187‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)194‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪644‬‬
‫هل تصح نية االستثناء المتأخِّرة عن النُّطق باليمين؟‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫ومقصودا من أول اليمني‪ .‬واختلفوا فيمن أحدث نية‬
‫ً‬ ‫(متصاًل ) مع اليمني‪ ،‬وملفوظًا به‪،‬‬
‫صحيحا‪ ،‬ومؤثّر على انعقاد اليمني‪ ،‬وهي‪ْ :‬أن يكون االستثناء متَّسًقا ّ‬
‫ً‬ ‫أمجعوا أنه إذا اجتمع يف االستثناء ثالثة شروط أنه كان االستثناء‬ ‫تحرير محل‬
‫االستثناء متأخرة عن النطق باليمني‪ ،‬كمن حلف على شيء‪ ،‬فذ ّكره من جبانبه ‪-‬مثاًل ‪ -‬باالستثناء فاستثىن‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫تصح نية االستثناء املتأخرة يف استثناء العموم بتخصيص‪ ،‬أو‬
‫املطلق بتقييد‪ ،‬وال يصح استثناء العدد بنية متأخرة‬ ‫(ال) تصح نية االستثناء املتأخرة‬ ‫تصح نية االستثناء املتأخرة (بشرط) اتصاهلا باليمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫قول (مل يُنسب ألحد)‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬

‫حال لليمني؟‬
‫هل االستثناء مانع لعقد اليمني أو ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫*أل ّن االس ‪77 7‬تثناء ح ‪ُّ 7 7‬‬
‫‪ ‬يص ‪ّ 7‬‬
‫‪7‬ح االس ‪77‬تثناء املت ‪77‬أخر بتخص ‪77‬يص العم ‪77‬وم‪ ،‬وتقيي ‪77‬د املطل ‪77‬ق‪،‬‬ ‫‪7‬ال لليمني بع ‪77 7‬د عق ‪77 7‬ده‪ ،‬فال تل ‪77 7‬زم الني ‪77 7‬ة ل ‪77 7‬ه من أول اليمني‪ ،‬مث ‪77 7‬ل *ألن االستثناء مانع من عقد اليمني ابتداء‪ ،‬فال بد‬
‫من اش‪77 7 7‬رتاط الني‪77 7 7‬ة أول اليمني؛ ليوج‪77 7 7‬د املانع قب‪77 7 7‬ل أل ّن املستثىن منه يقب‪77‬ل أ ْن يك‪77‬ون أجنا ًس‪7‬ا خمتلف‪77‬ة‪ ،‬خبالف الع‪77‬دد؛‬ ‫حتل اليمني بعد عقده‪.‬‬ ‫الكفارة ّ‬
‫فإنّ ‪77‬ه ل ‪77‬و أراد الع ‪77‬دد األق ‪77‬ل ابت ‪77‬داء حلل ‪77‬ف علي ‪77‬ه‪ ،‬فب ‪7‬داًل من قول ‪77‬ه‬ ‫‪7‬وفن الليل‪7 7‬ة‪ 7‬على تس ‪77‬عني عقد اليمني‪.‬‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ،‬ق ‪77‬ال‪( :‬ق ‪77‬ال س ‪77‬ليمان ‪ :‬ألط ‪َّ 7‬‬
‫عشرة إال مخسة‪ 7،‬كان األوىل أ ْن يقول (مخسة) ابتداءً‪.‬‬ ‫غالما يقات‪77‬ل يف س‪77‬بيل اهلل‪ ،‬فق‪7‬ال ل‪7‬ه ص‪7‬احبه ق‪7‬ل‪ :‬إن ش‪77‬اء اهلل‪ ،‬فنس‪7‬ي‪،‬‬ ‫امرأة‪ ،‬كل تلد ً‬
‫هبن‪ ،‬فلم تأت امرأة منهن بولد إال واح‪77‬دة بش‪77‬ق غالم‪ ،‬فق‪7‬ال ‪ :‬ل‪77‬و اس‪77‬تثىن‪7،‬‬ ‫فطاف ّ‬ ‫األدلة‬
‫فدل على صحة نية االستثناء املتأخرة‪.‬‬ ‫أو قال‪ :‬إ ْن شاء اهلل مل حينث) [خ]‪ّ ،‬‬
‫‪ ‬عم ‪77 7‬وم قول ‪77 7‬ه ‪( :‬من حل ‪77 7‬ف‪ ،‬فق ‪77 7‬ال‪ :‬إ ْن ش ‪77 7‬اء اهلل مل حينث) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪/‬‬
‫حمب‪ /‬ع‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬وهذا يف احملصلة‪ ،‬قال‪ :‬إ ْن شاء اهلل‪.‬‬
‫أل ّن االستثناء يكون بعد اليمني‪ ،‬وكذلك نيته ال مانع أ ْن تكون بعد اليمني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القول األول‪ :‬تصح نية االستثناء املتأخرة‪ ،‬ملا تقرر يف املسألة رقم ( ‪ )8‬بأن االستثناء حال لعقد اليمني‬ ‫الراجح‬
‫من حلف‪ :‬أ ْن (ال) يفعل شيًئا‪ ،‬أو حلف بأ ْن يتصدق بعشرة‬ ‫بأن يتصدَّق‬
‫من حلف ْأن (ال) يفعل شيًئا‪ ،‬أو حلف ْ‬
‫رياالت مث تذكر االستثناء‪ ،‬فقال‪ :‬إ ْن شاء اهلل يف األوىل‪ ،‬أو‬ ‫بعشرة رياالت‪ ،‬مث َّ‬
‫تذكر االستثناء متصاًل باليمني‪،‬‬ ‫بأن يتصدق بعشرة رياالت‪ ،‬مث َّ‬
‫تذكر االستثناء‬ ‫من حلف‪ْ :‬أن (ال) يفعل شيًئا أو حلف ْ‬
‫عشرة إال ثالثة يف الثانية‪ ،‬صح استثناؤه يف األوىل‪ ،‬ومل يصح‬ ‫فقال‪ْ :‬إن شاء اهلل يف األوىل‪ ،‬أو عشرة إال ثالثة يف‬ ‫متصاًل باليمني‪ ،‬فقال‪ْ :‬إن شاء اهلل يف األوىل‪ ،‬أو عشرة إال ثالثة يف الثانية صح استثناؤه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫استثناؤه يف الثانية وعليه الكفارة إ ْن حنث‬ ‫الثانية‪ ،‬مل يصح وعليه الكفارة ْإن حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/769‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)8/143‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/116‬وإرشاد السالك (ص ‪ ،)53‬والشامل يف فقه اإلمام مالك (‪ ،)2/272‬والتنبيه (ص‪ ،)198‬وفتح العزيز (‪ ،)9/25‬والكايف البن‬
‫قدامة (‪ ،)4/187‬والشرح الكبري (‪ ،)11/186‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)192‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪645‬‬
‫هل يؤثر استثناء المشيئة في الطالق والعتق؟‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫سبق اخلالف يف املسألة رقم (‪ ،)6‬يف األميان اليت خترج خمرج اإللتزام بشرط‪ ،‬وقد اتفق اجلميع على أ ّن استثناء مشيئة اهلل تعاىل يف األمر احمللوف على فعله أو على تركه أنّه رافع لليمني‪،‬‬
‫واختلفوا هل االستثناء مؤثّر يف الطالق والعتاق‪ ،‬سواء علّق االستثناء مبجرد الطالق أو العتق فقط‪ ،‬كقوله‪ :‬هي طالق إ ْن شاء اهلل‪ ،‬أو هو عتيق إ ْن شاء اهلل‪ ،‬أو يعلِّق الطالق بشرط من الشروط‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫مثل أ ْن يقول‪ :‬إ ْن كان كذا فهي طالق إ ْن شاء اهلل‪ ،‬أو إ ْن كان كذا فهو عتيق إ ْن شاء اهلل‪ ،‬فهل االستثناء يؤثر يف القول الذي خرج خمرج الشرط‪ ،‬وبالقول الذي خرج خمرج اخلرب؟‪ ،‬اخلالف‬
‫االستثناء املعلَّق مبجرد الطالق والعتق‪ ،‬واالستثناء املعلَّق بشرط من‬ ‫قولني بشرط من‬ ‫على‬
‫واالستثناء املعلَّق‬ ‫االستثناء املعلَّق مبجرد الطالق والعتق (ال) يؤثر وال يرفع احلكم‪ 7،‬وال يُ َّ‬
‫سمى ميينًا‪،‬‬
‫الشروط يف الطالق والعتق‪ ،‬كالمها مؤثِّر ويرفع احلكم‬ ‫الشروط مؤثر‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬ ‫مالك‪ /‬أمحد‬
‫حال لليمني؟‬
‫هل االستثناء مانع لعقد اليمني أو ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن االس‪77‬تثناء ح‪ٌّ 7‬‬
‫‪7‬ال للعق‪77‬ود‪ ،‬ف‪77‬وجب أ ْن يك‪77‬ون ل‪77‬ه ت‪77‬أثري يف الطالق‪ ،‬وإ ْن‬ ‫َّ‬ ‫*ألن االس‪77‬تثناء املعلَّق مبج‪77‬رد الطالق والعت‪77‬ق هي من جنس الن‪77‬ذر‪ ،‬وليس‪77‬ت ميينً‪77‬ا‪ ،‬فتجب علي‪77‬ه وال يرفعه‪77‬ا االس‪77‬تثناء؛‬
‫َّ‬
‫كان وقع‪.‬‬ ‫ألهَّن ا مما لزم من الشرع‪.‬‬
‫*ألن االستثناء سواء قلنا هو حال لليمني أو مانع هلا‪ ،‬إال أنّ‪7‬ه ملا ق‪7‬رن بلف‪77‬ظ جمرد الطالق ال يك‪7‬ون ل‪77‬ه ت‪7‬أثري في‪77‬ه‪ ،‬إذ ق‪77‬د ‪ ‬ح‪77 7‬ديث أيب هري‪77 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7‬ال ‪( :‬من حل‪77 7‬ف‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪ :‬إ ْن ش‪77 7‬اء اهلل مل‬
‫حينث) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬حمب‪ /‬ع‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬كما صح االس‪77‬تثناء‬ ‫وقع الطالق‪ ،‬فلو قال لزوجته‪( :‬أنت طالق إ ْن شاء اهلل ) وقع؛ َّ‬
‫ألن املانع إمنا يقوم ملا مل يقع يف املستقبل‪.‬‬
‫األدلة‬
‫أن االس ‪77‬تثناء ي ‪77‬ؤثِّر يف اليمني يف اليمني فكذا يف الطالق والعتق‪ ،‬فكالمها إلزام بعدم الفعل‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬من حل ‪77‬ف‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬إ ْن ش ‪77‬اء اهلل مل حينث)‪ ،‬ظ ‪77‬اهره َّ‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه علّ ‪77 7‬ق الطالق والعت ‪77 7‬ق باملش ‪77 7‬يئة‪ ،‬وهي ال تعلم‪ ،‬وال يل ‪77 7‬زم بالش ‪ّ 7 7‬‬
‫‪7‬ك‬
‫شيء‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه تعليق إىل ما ال سبيل إىل علمه‪ ،‬فيبطل‪ ،‬كما لو علَّقه على مستحيل‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬االستثناء املعلق مبجرد الطالق والعتق‪ ،‬واالستثناء املعلَّق بشرط فيها مؤثّر‪ ،‬ملا تقرر أ ّن االستثناء ٌّ‬
‫حال لعقد اليمني‬ ‫الراجح‬
‫ّ‬
‫من قال لزوجته‪ :‬أنيت طالق إال أ ْن يشاء اهلل‪ ،‬مل تطلق‪ ،‬إال إذا أكد ذلك‪،‬‬ ‫من قال لزوجته‪ :‬أنيت طالق إال أ ْن يشاء اهلل‪ ،‬طلقت‪ ،‬ولو قال‪ :‬أنيت طالق إ ْن غادريت البيت اليوم‪ ،‬مل تطلق إال إذا‬
‫ولو قال‪ :‬أنيت طالق إ ْن غادريت البيت اليوم‪ ،‬مل تطلق إال إذا غادرته‬ ‫غادرته‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/769‬وبدائع الصنائع (‪ ،)3/157‬وتبيني احلقائق (‪ ،)2/241‬والبيان والتحصيل (‪ ،)6/155‬والتاج واإلكليل‪ ،)5/359( 7‬واحلاوي الكبري (‪ ،)10/258‬والبيان (‪ ،)10/129‬ومسائل‬
‫اإلمام أمحد وإسحاق بن راهويه (‪ ،)5/2469‬والشرح الكبري (‪)8/438‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪646‬‬
647
‫مكرها؟‬
‫لو أتى الحالف بالمخالف ناسيًا أو ً‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫اتفقوا على أ ّن موجب احلْن ث هو املخالفة ملا انعقدت عليه اليمني‪ ،‬وذلك بفعل ما حلف على أال يفعله‪ ،‬أو ترك ما حلف على فعله‪ ،‬واختلفوا يف حكم‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ذاكرا لذلك لكن ُأكره على الفعل أو الرتك‪ ،‬فهل حينث؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من أتى باملخالف ناسيًا حللفه‪ ،‬أو ً‬
‫مكرها (ال) حينث‬
‫لو أتى احلالف باملخالف ناسيًا أو ً‬ ‫مكرها حينث كالعامد واملختار‬
‫لو أتى احلالف باملخالف ناسيًا أو ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫صص كل منهما بصاحبه‬
‫ظاهر معارضة عموم األدلة من القرآن واألثر‪ ،‬حبيث ميكن أ ْن خُي ّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫(رف‪77‬ع عن أم‪77‬يت اخلط‪77‬أ والنس‪77‬يان وم‪77‬ا اس‪77‬تكرهوا عليه) [ن‪ /‬ت‪ /‬ج‪77‬ه‪/‬‬
‫*عم‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪( :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) *عم‪77‬وم قول‪77‬ه ‪ُ :‬‬
‫د‪ ،‬وهو صحيح]‪ ،‬ظاهره (ال) حينث املخطئ والناسي‪.‬‬ ‫[املائدة‪ ،]89:‬ومل يفرق بني عامد وناسي‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)‬ ‫األدلة‬
‫يتعمد املخالفة‪ ،‬فال حنث عليه‪.‬‬
‫[األحزاب‪ ،]5:‬وهو مل َّ‬
‫‪ ‬القياس على النائم واجملنون؛ لعلة عدم القصد‪.‬‬
‫ابتداء‪ ،‬فلزم ْأن تكون‬
‫مكرها ال حينث)؛ لقوة أدلة القول؛ وأل ّن أصل عقد اليمني اإللزام للنفس مبا ال يلزم ً‬
‫ناسيا أو ً‬
‫القول الثاين‪( :‬لو أتى احلالف باملخالف ً‬ ‫الراجح‬
‫املخالفة مع اإلرادة‬
‫نوعا معينًا من الطعام‪ ،‬مث نسي وأكله أو أكره على أكله‪،‬‬
‫من حلف أ ْن (ال) يأكل ً‬ ‫نوعا معينًا من الطعام‪ ،‬مث نسي وأكله أو‬
‫من حلف أ ْن (ال) يأكل ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫(مل) حينث‬ ‫أكره على أكله‪ ،‬حنث وعليه الكفارة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/772‬واهلداية (‪ ،)2/317‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/192‬وحاشية العدوي مع اخلرشي (‪ ،)3/71‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)2/894‬والتبصر للخمي‬
‫(‪ ،)4/1758‬والبيان (‪ ،)10/559‬وجواهر العقود (‪ ،)2/261‬وروضة الطالبني ( ‪ ،)11/3‬والكايف البن قدامة ( ‪ ،)4/193‬وشرح الزركشي (‪ ،)7/67‬واإلنصاف (‪)11/24‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪648‬‬
‫لو فعل بعض المحلوف عليه هل يحنث؟‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫آلكلن الرغيف)‪ ،‬مث أكل بعض الرغيف وترك بعضه فهو (ال) حينث‪ ،‬واختلفوا لو حلف على‬
‫ّ‬ ‫اتفق األئمة األربعة على أ ّن من حلف على (فعل) شيء‪ ،‬كقوله‪( :‬واهلل‬ ‫تحرير محل‬
‫(ترك) شيء‪ ،‬كقوله‪( :‬واهلل ال آكل الرغيف) مث أكل بعضه‪ ،‬هل حينث؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫لو فعل بعض احمللوف على تركه (مل) حينث‬ ‫لو فعل بعض احمللوف على تركه حينث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫مالك‪ /‬أمحد (املذهب)‬
‫موجب اليمني بأقل ما ينطلق‪ 7‬على االسم أو جبميعه (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫هل يتعلَّق َ‬ ‫سبب الخالف‬

‫يدل عليه االس‪77‬م‪ ،‬وه‪77‬ذا من ب‪77‬اب ‪ ‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ يف اعتك ‪77‬اف الن ‪77‬يب ‪ ،‬ق ‪77‬الت‪( :‬ك ‪77‬ان ‪ ‬يُص ‪77‬غي ّ‬
‫إيل رأس ‪77‬ه وه ‪77‬و جماور ‪-‬‬ ‫بأقل ما ّ‬
‫*يُؤخذ يف حلف الرّت ك ّ‬
‫‪7‬دل‬
‫معتكف‪ -‬يف املس‪7‬جد وأن‪77‬ا ح‪7‬ائض) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ومل يبط‪77‬ل اعتكاف‪7‬ه ‪ ‬ب‪7‬إخراج ج‪7‬زء من جس‪7‬ده‪ ،‬ف ّ‬ ‫االحتياط‪.‬‬
‫‪ ‬مقتضى اليمني‪ ،‬املنع من فعل مجيع احمللف عليه‪ ،‬فاقتض‪77‬ت املن‪77‬ع على أ ّن فعل البعض ال يتعلَّق به حكم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫َ‬
‫‪ ‬كما ال حينث من حلف على فعل شيء وفعل بعضه‪ ،‬كذلك من حلف على ترك شيء وفعل بعضه‪.‬‬ ‫أقل شيء منه‪.‬‬‫من فعل ّ‬
‫‪ ‬أل ّن اليمني تعلّقت‪ 7‬برتك اجلميع‪ ،‬فال حينث بفعل البعض‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬لو فعل بعض احمللوف على تركه (مل) حينث‪ ،‬لقوة أدلة القول‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬وأما تفريق مالك بني الفعل والرتك‪ ،‬فلم جير يف ذلك على أصل‬ ‫الراجح‬
‫واحد)‬
‫لو قال‪( :‬واهلل ال آكل هذا الرغيف) وأكل بعضه‪ ،‬احنلّت ميينه‬
‫لو قال‪( :‬واهلل ال آكل هذا الرغيف) وأكل بعضه‪ ،‬فال حينث حىت يأكله كله‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ووجبت عليه الكفارة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/772‬والبحر الرائق (‪ ،)4/347‬وتبيني احلقائق (‪ ،)3/125‬وأقرب السالك مع حاشية الصاوي (‪ ،)2/232‬وشرح الزرقاين (‪ ،)4/225‬واحلاوي الكبري (‪،)15/379‬‬
‫وحبر املذهب (‪ ،)10/474‬وتكملة اجملموع (‪ ،)18/108‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)55 /3‬واملغين (‪ ،)9/589‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)256‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪649‬‬
‫لو اختلف لفظ الحالف عن نيته‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫اتفقوا أنّه لو حلف املسلم على شيء بلفظ‪ ،‬وقد توافق اللفظ مع نيته‪ ،‬أنّه انعقد ميينه مبا تلفظ به ونواه‪ ،‬كمن حلف أال يأكل اللحم‪ ،‬وينوي بذلك مجيع‬
‫اللحوم‪ ،‬وكذلك لو حلف بلفظ حمدد‪ ،‬كمن حلف أ ْن ال يأكل (حلم عجل) انعقد ميينه على ما حدده‪ .‬واختلفوا فيمن أطلق اللفظ يف اليمني‪ ،‬وخالف يف نيته‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫حلما‪ ،‬وهو يقصد (بنيته) أنَّه ال يأكل الدجاج فقط‪ ،‬أما لو قال‪ :‬قصدت باللحم الفاكهة‪،‬‬
‫يتحمله اللفظ‪ ،‬كمن حلف (بلفظه) أ ْن ال يأكل ً‬
‫ظاهر لفظه‪ ،‬فيما َّ‬
‫فهذا ال يُقبل‪ ،‬لعدم احتمال اللفظ‪ ،‬وقد اختلفوا فيمن خالف لفظه نيته يف احللف فيما حيتمله اللفظ‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫العربة يف اليمني بالنية (على تفصيل عندهم)‬ ‫العربة يف اليمني باللفظ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‬
‫هل املعترب يف األميان اللفظ أم النية؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [املائ ‪77‬دة‪ ،]89:‬ف ‪77‬املعترب م‪77‬ا انعق‪77‬د علي‪77‬ه‬ ‫‪ ‬أل ّن العربة يف العقود الالزمة هو اللفظ‪ ،‬وكذا اليمني‪.‬‬
‫اليمني‪ ،‬وهي نية احلالف‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬حديث عمر ‪ ‬قال ‪( :‬إمّن ا األعمال بالنيات‪ ،‬وإمّن ا لكل امرئ ما نوى) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فهذا ن‪7‬وى‬
‫معينًا فال يلزمه غريه‪ ،‬إذ احلالف تلفظ ونوى‪ ،‬ومل يأت بلفظ جمرد‪ ،‬فيقدِّم اللفظ على النية‪.‬‬
‫شيًئا ّ‬
‫أقل مما حلف عليه‬
‫أعم مما حلف عليه‪ ،‬أو ّ‬
‫القول الثاين‪( :‬العربة يف اليمني بالنية)؛ أل ّن احلالف أعلم مبراده‪ ،‬بل إنّه قد يُريد ّ‬ ‫الراجح‬
‫من حلف أن (ال) يأكل اللحم‪ ،‬وهو ينوي حلم الغنم فقط‪،‬‬
‫من حلف أ ْن (ال) يأكل اللحم‪ ،‬وهو ينوي حلم الغنم فقط‪ ،‬حرم عليه حلم الغنم‪ ،‬وجاز له أكل‬ ‫حرم عليه كل أنواع اللحوم والدجاج والسمك وغريها؛‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بقية اللحوم‪ ،‬وال حينث بذلك‬
‫عمال ًبظاهر اللفظ‪ ،‬وإ ْن أكل شيًئا من ذلك حنث‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/772‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)8/163‬والبناية (‪ ،)6/154‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)108‬والتبصرة (‪ ،)4/1684‬وتكملة‪ 7‬اجملموع (‪ ،)18/43‬والفقه املنهجي (‬
‫‪ ،)3/19‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)3/453‬والكايف البن قدامة (‪ ،)4/196‬واإلنصاف (‪ ،)1150‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)217‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪650‬‬
‫حكم التورية في اليمين‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫الذ هن‪ ،‬وهو يقصد أمرا آخر حيتمله اللفظ املذكور‪ ،‬كمن قال‪ :‬واهلل هذا أخي‪ ،‬ويقصد أخاه يف‬ ‫التَّورية يف اليمني هي‪ :‬القسم على شيء معناه متبادر إىل ِّ‬
‫تحرير محل اإلسالم‪ ،‬أو يقول‪ :‬واهلل أنا يف احلرم‪ ،‬ويقصد أنَّه يف حدود حرم املدينة ومكة‪ ،‬وليس يف املسجد‪ ،‬وقد اتفقوا على أنّه (ال) جيوز التّورية يف اليمني يف الدعاوى‬
‫الخالف‬
‫أمام القاضي‪ ،‬واختلفوا يف حكم التَّورية يف (غري) الدعاوى‪ ،‬وليس احلالف ظامل ا وال ضرورة له يف ذلك وال مصلحة‪ ،‬كالتورية يف املواعيد وغريها‪ ،‬واخلالف‬
‫ً‬
‫(ال) جتوز التورية يف اليمني‬ ‫قولني‬ ‫على‬ ‫جتوز التورية يف اليمني‬ ‫األقوال‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫ونسبتها‬

‫هل املعترب يف اليمني ظاهر اللفظ أم املعىن القائم بالنفس؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬اليمني على ني‪77‬ة املس‪77‬تحلف) [م]‪ ،‬احلديث‬ ‫* املعترب يف اليمني املعىن القائم بالنفس‪ ،‬ال ظاهر اللفظ‪.‬‬
‫‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [املائ‪77‬دة‪ ،]89:‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وه‪77 7‬ذا ع‪77 7‬ام لليمني أم‪77 7‬ام القاض‪77 7‬ي وغريه‪77 7‬ا‪ ،‬وختصيص‪77 7‬ه‬
‫بالقضاء ال دليل عليه‪.‬‬ ‫واحلالف عقد اليمني على ما نواه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عم‪77‬ر ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬إمنا األعم‪77‬ال بالني‪77‬ات‪ ،‬وإمنا لك‪77‬ل ام‪77‬رئ م‪77‬ا ن‪77‬وى) *حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ميينك على ما يصدقك به صاحبك) [م]‪.‬‬
‫[خ‪ /‬م]‪.‬‬
‫املرجوة منها‬
‫ّ‬ ‫لقوة وصراحة أدلة القول؛ َّ‬
‫وألن التَّورية يف اليمني تبطل الفائدة‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال جتوز التَّورية يف اليمني)؛ ّ‬ ‫الراجح‬

‫من طلب من صديقه سل ًفا وكان مماطاًل ‪ ،‬فقال له‪ :‬واهلل ال أملك‪ 7‬ريااًل‬ ‫واحدا‬
‫ً‬ ‫من طلب من صديقه سل ًفا وكان مماطاًل ‪ ،‬فقال له‪ :‬واهلل ال أملك ريااًل‬
‫أن ما معه من فئة (‪ )500‬لاير مثاًل ‪ ،‬كان كاذبًا‬ ‫واحدا يف جييب‪ .‬ويقصد َّ‬
‫ً‬ ‫أن ما معه من فئة (‪ )500‬لاير مثاًل ‪ ،‬جاز له احللف على نيته‬ ‫ثمرة الخالف يف جييب‪ .‬ويقصد َّ‬
‫ولو أراد بذلك التورية‬ ‫هذه وال شيء عليه‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/773‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)30/212‬واملختصر الفقهي البن عرفة (‪ ،)2/379‬ومغين احملتاج (‪ ،)6/182‬والنجم الوهاج (‪ ،)10/24‬واإلنصاف (‬ ‫مراجع‬
‫‪ ،)11/253‬واإلقناع (‪ ،)4/393‬ومطالب أويل النهى (‪ ،)6/518‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)304‬‬ ‫المسألة‬

‫‪651‬‬
‫رؤوسا فأكل رؤوس حيتان (سمك)‬
‫ً‬ ‫لو حلف أن (ال) يأكل‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫رأس ا من هبيمة األنعام حنث‪ ،‬واختلفوا لو أكل رأس حوت (مسكة) هل حينث؟‪ ،‬واخلالف علال قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫رؤوسا وأكل ً‬
‫ً‬ ‫اتفقوا أنّه لو حلف أ ْن (ال) يأكل‬
‫الخالف‬
‫رؤوسا فأكل رؤوس حيتان (ال) حينث‬
‫من حلف أ ْن (ال) يأكل ً‬
‫رؤوسا‪ ،‬فأكل رؤوس حيتان حنث‬
‫من حلف أ ْن (ال) يأكل ً‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (قول)‪ /‬الشافعي (بشرط أال يكون يف بلد يباع فيه رؤوس‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (قول)‪ /‬أمحد (املذهب)‬ ‫السمك مفردة)‬
‫هل املراعى يف لفظ اليمني داللة اللّفظ أو داللة اللغة؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*أل ّن املراعى يف االس ‪77‬م والع ‪77‬رف‪ ،‬ويف الع ‪77‬رف ال يطل‪77 7‬ق على رأس احلوت اس‪77 7‬م *أل ّن املراعى يف االسم داللة اللغة‪ ،‬فيطلق يف اللغة اسم الرأس على رأس احلوت‪.‬‬
‫ال ‪77‬رأس‪ ،‬إذ ال ‪77‬رأس للحي ‪77‬وان ال ‪77‬ذي حيص ‪77‬ل ب ‪77‬ه التذكي‪77 7‬ة‪ ،‬ورأس احلوت وجس‪77 7‬مه ‪ ‬ل‪77‬و حل‪77‬ف أال يش‪77‬رب م‪77‬اءً‪ ،‬فإنّ‪77‬ه حينث بش‪77‬رب املاء املاحل واملاء النجس‪ ،‬فيتن‪77‬اول عم‪77‬وم‬
‫اسم الرأس رأس السمك‪.‬‬ ‫سواء‪ ،‬فاملفهوم عند الناس رؤوس األنعام ال رؤوس السمك‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اسم الرأس يقع على العصفور واجلراد وغريه‪ ،‬ومعلوم أ ّن العموم غ‪7‬ري م‪7‬راد‬
‫هنا‪ ،‬واحلالف مل يُرد ذلك‪.‬‬
‫رؤوسا فأكل رأس حوت ال حينث)؛ ألنّه ينصرف إىل هبيمة األنعام حقيقة‪ ،‬ما مل ينو احلالف غري ذلك‬
‫ً‬ ‫القول األول‪( :‬من حلف ال يأكل‬ ‫الراجح‬
‫رؤوسا‪ ،‬فأكل رأس مسك احنلت ميينه وحنث ووجبت عليه الكفارة‬ ‫رؤوسا‪ ،‬فأكل رأس مسك مل تنحل ميينه‪ ،‬وما زالت‬
‫من حلف ال يأكل ً‬
‫من حلف ال يأكل ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫منعقدة‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/774‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)1/398‬واحمليط الربهاين (‪ ،)4/284‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)109‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪/2‬‬
‫‪ ،)895‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)190‬وحبر املذهب (‪ ،)10/447‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)3/461‬وكشف املخدرات (‪ ،)808 /2‬وأحكام البحر يف الفقه اإلسالمي‬ ‫مراجع المسألة‬
‫(ص ‪)591‬‬

‫‪652‬‬
‫شحما‬
‫لحما فأكل ً‬‫لو حلف أ ْن (ال) يأكل ً‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫املخ والكبد والطحال والقلب والكرش‬
‫الشحم‪- ،‬ومثله‪ّ :‬‬
‫حلما انعقدت ميينه‪ ،‬وحرم عليه أكل اللحم‪ ،‬واختلفوا لو أكل ّ‬
‫اتفقوا على أ ّن من حلف أ ْن ال يأكل ً‬ ‫تحرير محل‬
‫والدماغ والقانصة‪ ،-‬هل حينث؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫شحما حنث‬ ‫حلما فأكل ً‬ ‫لو حلف ال يأكل ً‬ ‫شحما (ال) حينث‬
‫حلما فأكل ً‬ ‫لو حلف ال يأكل ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل املعترب يف اليمني داللة اللفظ احلقيقي‪ ،‬أم املعترب فيه الشيء وما يتولّد منه (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫حلم‪77‬ا‪* ،‬أل ّن اس‪77 7‬م الش‪77 7‬يء ينطل‪77 7‬ق على الش‪77 7‬يء وعلى م‪77 7‬ا يتولّ‪77 7‬د من‪77 7‬ه‪ ،‬واللحم والش‪77 7‬حم‬
‫* املعت ‪77‬رب يف اليمني دالل ‪77‬ة اللف ‪77‬ظ احلقيقي‪ ،‬وه ‪77‬و حلَ ‪77‬ف (ال) يأك ‪77‬ل ً‬
‫كالمها شيء واحد‪.‬‬ ‫والشحم هو خالف اللحم‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ال ي‪77‬دخل ال َّش‪7‬حم يف اس‪77‬م اللحم ال لغ‪77‬ة وال عرفً‪77‬ا‪ ،‬ب‪7‬دليل ل‪77‬و أم‪77‬ر وكيل‪77‬ه ‪ ‬أل ّن الشحم‪ 7‬حلم حقيقة‪ ،‬ويتخذ منه ما يتخذ من اللحم‪ ،‬فأشبه حلم الفخذ‪.‬‬
‫شحما‪ ،‬مل يكن ممتثاًل ألمره‪ ،‬وال ينفذ الشراء‪.‬‬ ‫بشراء حلم فاشرتى له ً‬
‫شحما (ال) حينث)؛ أل ّن املعترب يف اليمني داللة اللفظ احلقيقي وما انعقدت عليه اليمني‪( :‬ﯙﯚﯛ‬
‫حلما فأكل ً‬
‫القول األول‪( :‬لو حلف ال يأكل ً‬ ‫الراجح‬
‫ﯜﯝﯞ) [املائدة‪]89:‬‬

‫شحما احنلت ميينه‪ ،‬ووجبت عليه كفارة‬


‫حلما فأكل ً‬
‫من حلف أ ْن ال يأكل ً‬ ‫شحما بقيت ميينه منعقدة‬
‫حلما فأكل ً‬
‫من حلف أ ْن ال يأكل ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اليمني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/774‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)398 /1‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)8/183‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/601‬والكايف البن عبد الرب (‪ ،)1/451‬واألم (‬
‫‪ ،)7/84‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)404 :‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه أيب الفضل (‪ ،)2/395‬واملغين (‪ ،)13/589‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)279‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪653‬‬
‫مقدار اإلطعام لكل مسكينـ في كفارة اليمين‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫أن عليه الكفارة‪ ،‬واتفقوا أ ّن الكفارة فيها هي األنواع األربعة اليت ذكرها اهلل تعاىل بقوله‪ ( :‬ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬ ‫أمجعوا على أ ّن من حلف باسم من أمساء اهلل تعاىل مث حنث َّ‬
‫ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ) [املائدة‪ ،]89:‬وأمجعوا على أ ّن احلالف إذا عدم اإلطعام أو الكسوة أو العتق صام؛ لقوله تعاىل‪:‬‬ ‫تحرير محل‬
‫( ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ) [املائدة‪ ،]89:‬وذهب مجهور العلماء إىل أ ّن احلالف إذا حنث فإنَّه خمرّي بني اإلطعام أو الكسوة أو العتق‪ ،‬خالفًا البن عمر ‪ ƒ‬الذي ّفرق فيها فقال‪ :‬كفارة اليمني‬ ‫الخالف‬
‫املغلّظة؛ العتق والكسوة‪ ،‬وكفارة اليمني اليت مل تغلَّظ باإلطعام‪ ،‬مع اتفاق اجلميع أنّه إذا مل جيد انتقل إىل الصيام‪ ،‬واختلفوا يف مقدار اإلطعام لكل واحد من العشرة مساكني‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫كفارة اإلطعام يف اليمني‪ ،‬لكل مسكني م ّد من ّبر‪ ،‬أو‬ ‫كفارة اإلطعام يف اليمني‪ ،‬لكل مسكني نصف صاع من‬
‫نصف صاع من غريه‬ ‫صاعا من شعري أو متر أو غريه‬ ‫كفارة اإلطعام يف اليمني‪ ،‬لكل مسكني م ّد من حنطة مب ّد النيب ‪‬‬
‫حنطة أو ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (وخصه بأهل املدينة)‪ /‬الشافعي‪ /‬ابن القاسم (مالكي)‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة‬
‫احلج‬
‫متعمدا يف رمضان‪ ،‬وبني كفارة األذى يف ّ‬ ‫ً‬ ‫اختالفهم يف تأويل قوله تعاىل‪( :‬ﯣﯤﯥﯦﯧ)‪ /‬وتردد كفارة احلنث بني كفارة الفطر‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ)‪ ،‬املراد * قول ‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ (:‬ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ‪ ‬حديث أيب يزيد املدين ‪ ‬قال‪( :‬جاءت ام‪77‬رأة من ب‪77‬ين‬
‫ﯧ)‪ ،‬املراد قوت كامل اليوم‪ ،‬وه‪7‬و غ‪7‬داء وعش‪7‬اء‪ ،‬ف‪7‬وجب بياضة بنصف وسق شعري‪ ،‬فقال النيب ‪ ‬للمظاهر‪ :‬أطعم‬ ‫أكلة‪ 7‬واحدة‪ ،‬فوجب امل ّد ألنه وسط يف الشبع‪.‬‬
‫َّي شعري مكان م ّد ّبر) [هق]‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫مد‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫فإ‬ ‫هذا‪،‬‬ ‫*القي‪77‬اس على كف‪77‬ارة الفط‪77‬ر متعم‪7ً 7‬دا يف رمض‪77‬ان‪ ،‬من ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة نصف صاع ليكفي وجبتني‪.‬‬
‫بعرق في‪77‬ه متر *القي‪77 7 7 7 7‬اس على كف‪77 7 7 7 7‬ارة األذى يف احلج‪ ،‬من ح‪77 7 7 7 7‬ديث كعب بن ‪ ‬ح ‪77 7 7 7 7‬ديث كعب بن عج‪77 7 7 7 7‬رة ‪...( :‬أو أطعم س‪77 7 7 7 7‬تة‬
‫‪ ‬قال‪( :‬جاء رجل إىل النيب ‪ ‬أفطر يف رمضان‪...‬فأيت َ‬
‫ق‪7‬در مخس‪7‬ة عش‪7‬ر ص‪7‬اعا‪ ،‬وق‪7‬ال ‪-‬في‪7‬ه‪ :-‬ك‪7‬ل أنت وأه‪7‬ل بيت‪7‬ك) [د‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬عج ‪77‬رة ‪ :‬أنَّه ك ‪77‬ان م ‪77‬ع رس ‪77‬ول اهلل ّ‪ ‬حمرم‪77‬ا ف ‪77‬آذاه القم ‪77‬ل يف مساكني‪ ،‬مدين لكل إنسان) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫احلج‪ ،‬وهي نص ‪77‬ف ص ‪77‬اع‬ ‫ّ‬ ‫يف‬ ‫األذى‬ ‫‪7‬ة‬‫‪7‬‬ ‫ي‬‫فد‬ ‫على‬ ‫‪7‬اس‬ ‫‪7‬‬ ‫ي‬‫الق‬ ‫‪‬‬ ‫أطعم‬ ‫أو‬ ‫‪7‬ام‪،‬‬‫ي‬‫أ‬ ‫‪7‬ة‬‫ث‬‫ثال‬ ‫‪7‬م‬‫ص‬‫(‬ ‫‪7‬ال‪:‬‬‫ق‬‫و‬ ‫‪7‬ه‬‫س‬ ‫رأ‬ ‫‪7‬ق‬‫ل‬‫حي‬ ‫أن‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬أمره‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫رأسه‬ ‫ا)‪،‬‬ ‫‪7‬اع‬
‫ً‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ص‬ ‫‪7‬ر‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ش‬ ‫ع‬ ‫‪7‬ة‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫س‬ ‫مخ‬ ‫‪7‬ه‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ي‬‫ف‬ ‫‪7‬ل‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ت‬‫مبك‬ ‫(ُأيت‬ ‫‪7‬ة‪:‬‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ي‬‫روا‬ ‫ويف‬ ‫وص‪77 7‬ححه األلب‪77 7‬اين]‪،‬‬
‫س ‪77 7‬تة مس ‪77 7‬اكني‪ ،‬م ‪77 7‬دين لك ‪77 7‬ل إنس ‪77 7‬ان) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واملدان‪ :‬نص ‪77 7‬ف من التمر أو الشعري بال خالف‪ ،‬فكذا فدية احلانث‪.‬‬ ‫مدا‪ ،‬ولكل مسكني م ّد‪.‬‬ ‫والصاع (‪ )4‬مدود‪ ،‬فيكون اجملموع (‪ً )60‬‬
‫صاع‪.‬‬

‫للذمة فذلك أحسن‬


‫وإبراء ّ‬
‫القول األول‪ :‬كّفارة اإلطعام يف اليمني (م ّد لكل مسكني)؛ لداللة حديث أيب هريرة ‪ ‬على هذا املعىن‪ ،‬ولو زاد احتياطًا ً‬ ‫الراجح‬
‫ذمة احلانث يف اليمني إطعام (‪)10‬‬ ‫اجملزئ الذي تربأ به ّ‬ ‫ذمة احلانث يف اليمني إطعام (‪ )20‬مدًّا‬‫اجملزئ الذي تربأ به ّ‬ ‫ذمة احلانث يف اليمني إطعام (‪ )10‬مدود من أي‬ ‫اجملزئ الذي تربأ به ّ‬
‫الرب‪ )20( ،‬مدًّا من التمر والشعري‪ ،‬وحنوها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أمداد من ّ‬ ‫من احلنطة‪ ،‬أو (‪ )40‬مدًّا من الشعري‪ ،‬والتمر‪ ،‬وغريها‬ ‫نوع من الطعام؛ من ّبر‪ ،‬أو شعري‪ ،‬أو متر‪ ،‬أو حنوه‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/775‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)3/209‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)1/398‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/454‬والتنبيهات املستنبطة (‪ ،)2/847‬واألم (‪ ،)7/67‬وجواهر العقود (‪ ،)2/264‬والشرح‬
‫الكبري (‪ ،)8/616‬واإلمجاع البن املنذر (ص ‪ ،)137‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪ ،)364‬واجلداول الفقهية لكتاب احلج (م‪)41 /‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪654‬‬
‫هل يكون مع الخبز إدام في اإلطعام؟‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫ذهب مجهور الفقهاء إىل أ ّن احلالف الذي حينث خمرّي بني اإلطعام أو الكسوة أو العتق‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ‬ ‫تحرير محل‬
‫خبزا للمساكني‪ ،‬هل يلزمه تقدمي إدام مع اخلبز؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫الرب أو الشعري‪ ،‬فق ّدم ً‬
‫ﯨﯩﯪﯫﯬﯭ)‪ ،‬واختلفوا فيمن اختار اإلطعام ‪ ،‬فاختار ّ‬
‫يلزم تقدمي اإلدام مع اخلبز (على خالف بينهم يف الوسط‬
‫من اإلدام‪ ،‬هل هو الزيت أو اللنب أو السمن أو التمر)‬ ‫(ال) يلزم تقدمي اإلدام مع اخلبز‬ ‫األقوال‬
‫شعريا أو ذرة)‪ /‬ابن حبيب‬ ‫ونسبتها‬
‫أبو حنيفة (إذا أطعمهم ً‬ ‫اجلمهور‪ /‬أبو حنيفة (إذا أطعمهم حنطة)‬
‫(مالكي)‬
‫االختالف يف تأويل قوله تعاىل‪( :‬ﯣﯤﯥﯦﯧ) [املائدة‪ /]89:‬وهل العربة باإلطعام اإلشباع أم جمرد اإلطعام؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪ ‬قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ)‪ 7،‬واإلدام‬ ‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯣﯤﯥﯦﯧ)‪ ،‬فمن أعطى حبًا بال إدام فقد أطعم‪.‬‬
‫داخل يف الطعام‪.‬‬ ‫‪ ‬أل ّن احلنطة تشبع بال إدام‪ ،‬خبالف غريها (عند أيب حنيفة)‪.‬‬
‫احلب دون اإلدام‪ ،‬كقول ابن عب‪77‬اس ‪( :ƒ‬لك‪77‬ل ‪ ‬يعطى اإلدام مع خبز الشعري والذرة ليمكنه من الشبع‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ما ورد من آثار عن الصحابة ‪ ،‬وفيها إعط‪77‬اء ّ‬
‫مس‪77‬كني م‪ّ 7‬د) [ط‪77‬رب]‪ ،‬وق‪77‬ول ابن عم‪77‬ر ‪( :ƒ‬م‪7ِّ 7‬د من حنط‪77‬ة لك‪77‬ل مس‪77‬كني) [عب]‪ ،‬ومثل‪77‬ه عن زي‪77‬د‬
‫بن ثابت ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يلزم تقدمي اإلدام مع اخلبز)؛ لظاهر اآلية؛ وملا ورد عن الصحابة ‪ ‬يف ذلك‪ ،‬ولو ق ّدم اإلدام فذلك أفضل‬ ‫الراجح‬
‫من حنث يف حلفه وكفَّر عن ميينه بإطعام اخلبز أو الرز‪،‬‬ ‫إداما كان‬
‫من حنث يف حلفه وكفَّر عن ميينه بإطعام اخلبز أو الرز دون إدام‪ ،‬أجزأه‪ ،‬ولو قدَّم معه ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫لزمه تقدمي اإلدام معه لتربأ ِذمته‬ ‫أفضل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/776‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)3/211‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)2/341‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/417‬والتفريع (‪ ،)1/297‬وشفاء الغليل للمكناسي (‪،)1/386‬‬
‫واحلاوي الكبري (‪ ،)14/306‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪ ،)371‬وتفسري القرطيب (‪)6/180‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪655‬‬
656
‫ما المجزئ من الكسوة في كفارة اليمين؟ (مقدار الكسوة)‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫ذهب مجهور العلماء إىل أ ّن احلالف الذي حينث خمرّي بني اإلطعام والكسوة والعتق‪ ،‬لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬ ‫تحرير محل‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭ) [املائدة‪ ،]89:‬واختلفوا لو اختار الكسوة‪ ،‬فما اجملزئ منها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫الواجب على احلانث ْأن يكسي ما جُي زئ فيه الصالة (على خالف بينهم يف نوع‬
‫جُي زئ احلانث أ ْن يكسي بأقل ما ينطلق عليه اسم الكسوة‬ ‫الكسوة)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‪ /‬أبو يوسف‬
‫اللغوي أو املعىن الشرعي؟‬
‫ّ‬ ‫هل الواجب األخذ بأقل داللة االسم‬ ‫سبب الخالف‬
‫*الواجب األخذ يف داللة قوله تع‪77‬اىل‪( :‬ﯨ ﯩ) املع‪77‬ىن الش‪77‬رعي‪ ،‬فالكف‪77‬ارة *ال‪7‬واجب األخ‪7‬ذ يف الكس‪7‬وة بأق‪7‬ل دالل‪7‬ة االس‪7‬م اللغ‪7‬وي للكس‪7‬وة يف قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﯨ‬
‫ﯩ) فيجوز أ ْن يكسى بأي نوع منها؛ ألنّه يقع عليه اسم الكسوة‪.‬‬ ‫عبادة‪ ،‬فلم جيز فيها أقل مما يسرت يف الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬أثر أيب موسى األشعري ‪( :‬حلف على ميني فك ّف‪77‬ر‪ ،‬فكس‪77‬ا ك‪7‬ل إنس‪77‬ان منهم ‪ ‬أث ‪77‬ر عم ‪77‬ران بن احلص ‪77‬ني ‪( :‬أ ّن رجاًل س ‪77‬أله عن الكس ‪77‬وة‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬أرأيت ل ‪77‬و أ ّن‬
‫وف‪7ً 7‬دا دخل‪77‬وا على أم‪77‬ريهم فكس‪77‬ا ك‪7ّ 7‬ل رج‪77‬ل منهم قلنس‪77‬وة ‪ ،‬ق‪77‬ال الن‪77‬اس إنّ‪77‬ه كس‪77‬اهم؟)‬ ‫مقعدا‪ 7‬وإما ظهرانيًا) [هق‪ /‬طب‪ /‬عب‪ /‬وإسناده صحيح]‪.‬‬
‫ثوبًا‪ ،‬إما ً‬
‫األدلة‬
‫[هق‪ /‬مح]‪.‬‬
‫‪ ‬ألنّه يستوي ق ْدر اإلطعام يف الكفارة بني الرجال والنس‪7‬اء‪ ،‬ف‪7‬وجب أ ْن يس‪7‬توي ق‪7‬در‬
‫ض‪7 7‬ا‪ ،‬ول ‪77‬و اعتربن ‪77‬ا فيهم ‪77‬ا س ‪77‬رت الع ‪77‬ورة‪ 7‬ل ‪77‬وجب اختالف الق ‪77‬در فيه ‪77‬ا؛‬
‫الكس ‪77‬وة فيه ‪77‬ا أي ً‬
‫الختالف عورة الرجل عن عورة املرأة‪.‬‬
‫أيضا‬
‫ساترا للصالة‪ ،‬إذ إ ّن صرف األلفاظ املطلقة إىل املعىن الشرعي أوىل‪ ،‬ويف هذا مراعاة للعرف ً‬
‫كساء ً‬
‫القول األول‪ :‬الواجب أن يكسي احلانث ً‬ ‫الراجح‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ عند أيب حنيفة‪ :‬جيب يف الكسوة قميص أو رداء أو كساء أو ملحفة‪ 7‬أو إزار‪،‬‬
‫جيزئ يف الكسوة‪ :‬سراويل‪ ،‬أو إزار‪ ،‬أو رداء‪ ،‬أو عمامة‪ ،‬أو منديل‪ ،‬أو جبة‪ ،‬أو‬ ‫املهم أنَّه يسرت مجيع البدن‪ ،‬وال جتزئ العمامة وال السراويل عند أيب يوسف‪.‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫درع من صوف‪ ،‬أو مشاغ‪ ،‬أو غرتة أو غريها‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ عند مالك‪ :‬جيب ثوب للرجل يسرت مجيع البدن‪ ،‬وللمرأة ثوب ومخار‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ عند أمحد‪ :‬جيب للرجل ثوب أو قميص يصلي فيه‪ ،‬أو إزار ورداء‪.‬‬

‫‪657‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/776‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/384‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)2/342‬والذخرية (‪ ،)4/63‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/273‬واألم (‪ ،)7/68‬وهناية املطلب (‬
‫‪ ،)18/314‬والكايف البن قدامة (‪ ،)4/194‬وشرح الزركشي (‪ ،)7/135‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)379‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪658‬‬
‫هل يشترط التتابع في األيام الثالثة في صيام كفارة اليمين؟‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫ذهب مجهور العلماء إىل أ ّن احلالف الذي حينث خمرّي بني اإلطعام والكسوة والعتق‪ ،‬لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫متتابعا؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ﯫﯬﯭ ) [املائدة‪ ،]89:‬واختلفوا لو اختار احلانث الصيام‪ ،‬هل يلزمه أ ْن يصوم ً‬
‫يشرتط التتابع يف صيام كفارة اليمني‬ ‫(ال) يشرتط التتابع يف صيام كفارة اليمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫هل جيوز العمل بالقراءة اليت ليست يف املصحف (القراءة الشاذّة)؟‪ /‬واختالفهم هل حُي مل األمر مبطلق الصوم على التتابع أم ليس حيمل عليه؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯱﯲ ﯳ ﯴ)‪ ،‬هذا مطلق فيبقى *قراءة ابن مسعود ‪( :‬فمن مل جيد فصيام ثالثة أي‪77‬ام متتابع‪77‬ة ذل‪77‬ك كف‪7‬ارة أميانكم) [عب‪ /‬ش‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وإس‪77‬ناده ص‪77‬حيح]‪،‬‬
‫منزل‪77‬ة مْن ِزل‪77‬ة أخب‪77‬ار اآلح‪77‬اد‪،‬‬
‫ومثل‪77‬ه ق‪77‬راءة أيب بن كعب ‪ ،‬فيُعم‪77‬ل ب‪77‬القراءة ال‪77‬يت ليس‪77‬ت يف املص‪77‬حف‪ ،‬فق‪77‬راءة اآلح‪77‬اد َّ‬
‫وهي صاحلة لتقييد املطلق وختصيص العام‪.‬‬ ‫على إطالقه‪.‬‬
‫‪ ‬القياس على عدم وجوب التتابع يف قضاء رمضان‪  .‬أل ّن األصل يف الصيام الواجب يف الشرع إمنا هو التتابع‪.‬‬
‫‪ ‬أثر ابن عب‪7‬اس ‪ ƒ‬ق‪7‬ال يف كف‪7‬ارة اليمني‪( :‬ه‪7‬و باخلي‪7‬ار يف ه‪7‬ؤالء الثالث‪ ،‬األول‪ ،‬ف‪7‬إ ْن مل جيد ش‪7‬يًئا من ذل‪7‬ك‪ ،‬فص‪7‬يام‬ ‫األدلة‬
‫ثالثة أيام متتابعات) [طرب‪ /‬هق]‪.‬‬
‫‪ ‬القي‪77‬اس على كف‪7‬ارة القت‪7‬ل والظه‪7‬ار‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ) [النس‪77‬اء‪ ،]92:‬فيُحم‪7‬ل املطل‪77‬ق يف آي‪77‬ة كف‪7‬ارة اليمني‬
‫على املقيّد يف كفارة القتل والظهار‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال يشرتط التتابع يف صيام كفارة اليمني)‪ ،‬لألمر املطلق يف اآلية‪ ،‬خبالف ما ورد من األمر بالصيام يف كفارة القتل والظهار‪ ،‬فقد جاءت مقيدة بالتتابع‬ ‫الراجح‬
‫يوما‪ ،‬وقطع التتابع فأفطر اليوم الثاين ‪-‬مثاًل ‪ -‬فإ ْن كان لغري عذر انقطع تتابعه اتفاقًا‪ ،‬ووجب‬
‫لو صام لكفارة‪ 7‬اليمني ً‬ ‫يوما‪ ،‬وتوقف اليوم الثاين‪ ،‬مث‬
‫لو صام لكفارة‪ 7‬اليمني ً‬
‫عليه االستئناف‪ ،‬وإ ْن ْكان لعذر؛ كمرض‪ ،‬وسفر‪ ،‬وحيض‪ ،‬ونفاس‪ ،‬وصيام رمضان‪ 7،‬انقطع التتابع‪ ،‬واستأنف عند‬ ‫صح صيامه‪ ،‬وبرأت ذمته‪ ،‬وأدى الواجب‪،‬‬ ‫أكمل ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أيب حنيفة‪ ،‬وال يستأنف عند أمحد‬ ‫ومع ذلك فاملستحب التتابع‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/776‬وبدائع الصنائع (‪ ،)2/76‬واجلوهرة النرية (‪ ،)1/143‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)111‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)1/446‬واحلاوي الكبري (‬
‫‪ ،)10/463‬وهناية املطلب (‪ ،)18/318‬واملغين (‪ ،)9/554‬واإلقناع (‪ ،)4/338‬ونيل األوطار (‪ ،)8/240‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)405‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪659‬‬
‫اشتراط العدد في المساكين في كفارة اليمين‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫اتفقوا على أ ّن احلانث لو أراد أ ْن يك ّف ر بالطعام‪ ،‬وأطعم عشرة مساكني‪ ،‬فقد فعل الوجب الذي عليه؛ لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠ ﯡﯢ ) [املائدة‪:‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واحدا عشرة أيام‪ ،‬أو يطعم مسكينني كل واحد منهما مخسة أيام‪ ،‬أم أ ّن العدد الوارد يف اآلية الزم؟‪ ،‬واخلالف على‬
‫‪ ،]89‬واختلفوا هل جيوز له أ ْن يُطعم مسكينًا ً‬ ‫الخالف‬
‫واحدا عشرة أيام‬ ‫قولني‬
‫جيوز يف كفارة اليمني إطعام مسكينًا ً‬ ‫جيب يف كفارة اليمني إطعام عشرة مساكني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل كفارة اليمني حق واجب للعدد‪ 7‬املذكور يف اآلية (ﯡﯢ)‪ ،‬أو حق واجب على املكفِّر وق ّدر بالعدد املذكور؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ذم‪77‬ة املكفِّر‪ ،‬فيجب علي‪77‬ه إخ‪77‬راج مق‪77‬دار م‪77‬ا يطعم‬
‫* أل ّن كفارة اليمني حق واجب للعدد‪ 7‬املذكور يف اآلي‪77‬ة (ﯡ ﯢ) * أل ّن كف‪77‬ارة اليمني ح‪77‬ق واجب يف ّ‬
‫عشرة مساكني بأي طريقة أخرجها‪.‬‬ ‫كالوصية‪ ،‬فمن أوصى لعشرة‪ 7‬مساكني لزم استيفاء العدد‪.‬‬
‫ردد اإلطعام عشرة أيام‪ ،‬كمن أطعم كل يوم مسكينًا فيجزئه‪.‬‬ ‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ ( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ )‪ 7،‬اآلي‪77‬ة اش‪77‬رتطت الع‪77‬دد‪  ،‬أل ّن من َّ‬
‫‪ ‬أل ّن اإلطعام ل‪7‬دفع اجلوع‪ ،‬واجلوع يتج‪7‬دد‪ ،‬فل‪7‬و أطعم‪7‬ه عش‪7‬رة أي‪7‬ام‪ ،‬ك‪7‬ان كمن أطعم‬ ‫فمن أطعم أقل من العدد املذكور كان غري ممتثل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬نص غ ‪77‬ري واح ‪77‬د من الص ‪77‬حابة ‪ ‬على اس ‪77‬تيعاب الع ‪77‬دد املذكور يف اآلي ‪77‬ة‪ ،‬عشرة مساكني‪.‬‬
‫ّ‬
‫قال عمر ‪( :‬أطعم عشرة مساكني) [عب‪ /‬ش‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وس‪77‬نده ص‪77‬حيح‪ ،‬وحنوه ‪ ‬كم ‪77‬ا ج ‪77‬از إعط ‪77‬اء كام ‪77‬ل زك ‪77‬اة األم ‪77‬وال الواجب ‪77‬ة لص ‪77‬نف واح ‪77‬د‪ ،‬ك ‪77‬ذا جيوز إعط ‪77‬اء‬
‫كفارة اليمني ملسكني واحد‪.‬‬ ‫عن علي وزيد وابن عمر ‪.]‬‬

‫النص‬
‫نص يف ذلك‪ ،‬وال اجتهاد مقابل ّ‬ ‫القول األول‪( :‬جيب إطعام عشرة مساكني)؛ لظاهر اآلية‪ ،‬وتفسري الصحابة ‪ّ ‬‬ ‫الراجح‬
‫ذمته‪ ،‬لكن يدفع‬
‫واحدا عشرة أيام أجزأه يف كفارة اليمني‪ ،‬وبرأت ّ‬
‫من أطعم مسكينًا ً‬ ‫واحدا عشرة أيام (مل) جيزئه ذلك عن كفارة اليمني‪،‬‬
‫من أطعم مسكينًا ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫له كل يوم بيومه‪ ،‬وال تدفع مرة واحدة‪ ،‬ومثله لو أطعم اثنني مدة مخسة أيام لكل‬ ‫واحدا وبقي عليه إطعام تسعة مساكني‬
‫وكان كمن أطعم مسكينًا ً‬
‫منهما‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/777‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)2/341‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/195‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/20‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/412‬والتنبيه (ص ‪ ،)199‬والبيان (‬
‫‪ ،)10/586‬ومسائل اإلمام أمحد رواية أيب داود السجستاين (ص‪ ،)301 :‬واحملرر (‪ ،)2/198‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)372‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪660‬‬
‫هل يشترط اإلسالم والحرية في المساكين في كفارة اليمين؟‬ ‫مسألةـ (‪)23‬‬
‫اتفقوا على أنّه جيوز للحانث عن اليمني أن يك ّفر بإطعام املساكني أو كسوهتم؛ لقوله تعاىل‪( :‬ﯟﯠ ﯡﯢ‪ ...‬ﯨﯩ) [املائدة‪،]89:‬‬ ‫تحرير محل‬
‫إطعاما أو كسوة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫حتل هلم صدقة الكفارة؟‪ ،‬سواء كان ً‬
‫أحرارا حىت ّ‬
‫واختلفوا هل يشرتط يف املساكني الذين سيطعمهم أ ْن يكونوا مسلمني أو ً‬
‫(ال) يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني لكفارة اليمني‬ ‫يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني لكفارة اليمني‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫اشرتاط اإلسالم‪ /‬هل استيجاب الصدقة بالفقر‪ 7‬فقط‪ ،‬أم بالفقر واإلسالم‬
‫سبب الخالف‬
‫اشرتاط احلرية‪ /‬هل يتصور يف العبيد وجود الفقر أم ال؟‪ ،‬فهم مكفيون من ساداهتم يف غالب األحوال‪ ،‬أو ممن جيب أ ْن يكفوا‬
‫*تش ‪77‬بيه كف ‪77‬ارة اليمني بالزك ‪77‬اة الواجب ‪77‬ة على املس ‪77‬لمني‪ ،‬فيش ‪77‬رتط *تش‪77‬بيه كف‪77‬ارة اليمني بالص‪77‬دقات ال‪77‬يت تك‪77‬ون عن تط‪77‬وع‪ ،‬فيج‪77‬وز لغ‪77‬ري املس‪77‬لمني‪ ،‬وق‪77‬د أنب‪77‬أ الس‪77‬مع أنَّه‬
‫يثاب بالصدقة على الفقري غري املسلم‪.‬‬ ‫اإلسالم يف املساكني الذين جتب هلم هذه الكفارة‪.‬‬
‫جيوع ‪77‬ه س ‪77‬يده م ‪77‬ع وج ‪77‬وب نفقت ‪77‬ه علي ‪77‬ه‪ ،‬فك ‪77‬ان العبي ‪77‬د واألح ‪77‬رار س ‪77‬واءٌ يف‬
‫*العبد نفقته واجبة على سيده‪ ،‬فال حيتاج املعونة بالكف‪77‬ارات وم‪77‬ا *ق ‪77‬د يوج ‪77‬د من العبي ‪77‬د من ّ‬
‫استحقاق كفارة اليمني‪.‬‬ ‫جرى جمراها من الصدقات‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬كم ‪77 7‬ا اش ‪77 7‬رتط يف الرقب ‪77 7‬ة املعتق ‪77 7‬ة أ ْن تك ‪77 7‬ون مؤمن‪77 7 7‬ة‪ ،‬فك‪77 7 7‬ذا يف ‪ ‬قوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠ ﯡﯢ ) [املائدة‪ ،]89:‬وهذا عام يشمل املسلم والكافر‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن الكفارة وجبت لدافع املسكنة‪ ،‬وهذا موجود يف الكافر كاملسلم‪ ،‬بل هو يف الكافر أوىل؛ ألنّ‪77‬ه‬ ‫اإلطعام‪.‬‬
‫‪ ‬أل ّن الكف‪77 7‬ارة ال ت‪77 7‬دفع إىل احلريب اتفاقً‪77 7‬ا‪ ،‬فك‪77 7‬ذلك غ‪77 7‬ريه جبامع ِّ‬
‫يرغبهم يف اإلسالم‪.‬‬
‫الكفر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني)؛ إذ األصل يف العبادات املالية أهنا تُعطى لفقراء املسلمني‪ ،‬ولألحرار‪َّ ،‬‬
‫ألن العبيد ال ميلكون أصاًل ‪ ،‬فضاًل عن وجوب‬ ‫الراجح‬
‫نفقتهم على أسيادهم‬ ‫لو أعطى الكافر والعبد املسكني كفارة اليمني مل تربأ ذمة‬
‫لو أعطى الكافر الذمي والعبد املسكني كفارة اليمني برأت ذمة احلانث‪ ،‬وأخرج ما وجب عليه‬ ‫احلانث‪ ،‬وجيب إخراجها مرة أخرى للحر املسلم‬
‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/777‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)3/212‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/104‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/593‬وشرح خليل للخرشي (‪ ،)3/58‬والتدريب يف الفقه الشافعي (‬
‫‪ ،)4/291‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)299 /2‬واملغين (‪ ،)9/538‬والروض الندي (ص ‪ ،)493‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)356‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪661‬‬
‫هل من شرط الرقبة ‪-‬المعتقة في كفارة اليمين‪ -‬سالمتها من العيوب؟‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫اتفقوا على أ ّن احلانث عن اليمني جيب أ ْن يكفر باإلطعام أو الكسوة أو حترير رقبة؛ لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ) [املائدة‪ ،]89:‬واختلفوا هل يُشرتط يف الرقبة املعتقة السالمة من العيوب اليت تؤثر يف مثنها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون سليمة من‬
‫العيوب‬ ‫يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون سليمة من العيوب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫فقهاء األمصار‬
‫أهل الظاهر‬
‫يدل عليه؟‬
‫يدل عليه االسم‪ ،‬أو باسم ما ّ‬
‫هل الواجب األخذ بأقل ما ّ‬ ‫سبب الخالف‬

‫‪7‬دل علي‪7‬ه االس‪7‬م‪،‬‬


‫دل * قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ)‪ ،‬ال‪7‬واجب األخ‪7‬ذ بأق‪7‬ل م‪7‬ا ي ّ‬ ‫‪7‬دل علي‪77‬ه االس‪7‬م‪ ،‬وق‪7‬د ّ‬ ‫*قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ)‪ ،‬ال‪77‬واجب األخ‪77‬ذ مبا ي ّ‬
‫اس ‪77 7‬م الرقب ‪77 7‬ة على رقب ‪77 7‬ة كامل ‪77 7‬ة خالي ‪77 7‬ة من العي ‪77 7‬وب؛ إذ األص ‪77 7‬ل الس ‪77 7‬المة من وقد جاء لفظ‪( :‬رقبة) مطلق من غري تقييد‪.‬‬
‫العيوب‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬كما (ال) جيوز إخ‪7‬راج الث‪7‬وب املعيب والطع‪7‬ام املعيب‪ ،‬فك‪7‬ذا ال جيوز إعت‪7‬اق‬
‫العبد املعيب‪.‬‬
‫ظاهرا بسبب العيوب‪ ،‬فإ ّن اهلل طيّب ال يقبل إاّل طيًّبا‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط يف الرقبة املعتقة السالمة من العيوب)‪ ،‬الختالف مثن الرقبة املعتقة اختالفًا ً‬ ‫الراجح‬

‫يصح إعتاق العبد املقعد‪ ،‬وفاقد البصر‪ ،‬ومقطوع اليدين أو الرجلني‪ ،‬عن‬ ‫(ال) يصح إعتاق العبد املقعد‪ ،‬وال فاقد البصر‪ ،‬وال مقطوع اليدين أو‬
‫ثمرة الخالف‬
‫كفارة اليمني‪ ،‬وكذا كل عبد فيه عيوب تنقص الثمن‪ ،‬ومتنعه العمل‬ ‫الرجلني‪ ،‬عن كفارة اليمني‪ ،‬وكذا كل عيب ينقص الثمن‪ ،‬ومينع العبد من‬
‫العمل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/778‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/419‬وأسهل املدارك (ص‪ ،)423‬والتهذيب للبغوي (‪ ،)112 /8‬وإعانة الطالبني (‪ ،)4/366‬واإلرشاد إىل سبيل الرشاد‬
‫(ص‪ ،)409 :‬واملغين (‪ ،)9/546‬واحمللى‪ ،)6/338( 7‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)398‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪662‬‬
‫هل من شرط الرقبة ‪-‬المعتقةـ في كفارة اليمين‪ -‬أ ْن تكون مؤمنة؟‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫اتفقوا على أ ّن احلانث عن اليمني جيب أ ْن يكفر باإلطعام أو الكسوة أو حترير رقبة؛ لقوله تعاىل‪ ( :‬ﯟﯠ ﯡﯢ ﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭ) [املائدة‪ ،]89:‬واختلفوا هل يُشرتط يف الرقبة املعتقة أ ْن تكون مؤمنة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون مؤمنة‬ ‫يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفارة اليمني أ ْن تكون مؤمنة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫هل حُي مل املطلق على املقيد يف األشياء اليت تتفق يف األحكام وختتلف يف األسباب‪ ،‬كحال حكم كفارة اليمني مع كفارة القتل‬ ‫سبب الخالف‬
‫*حيمل املطلق على املقيد يف األشياء اليت تتف‪77‬ق يف األحك‪77‬ام وختتل‪77‬ف يف األس‪77‬باب‪(* ،‬ال) حيم‪77 7‬ل املطل‪77 7‬ق على املقي‪77 7‬د يف األش‪77 7‬ياء ال‪77 7‬يت تتف‪77 7‬ق يف األحك‪77 7‬ام وختتل‪77 7‬ف يف‬
‫فيش ‪77‬رتط يف الرقب ‪77‬ة اإلميان‪ ،‬محال على اش ‪77‬رتاط ذل ‪77‬ك يف كف ‪77‬ارة القت ‪77‬ل‪ ( :‬ﭚ ﭛ األس‪77‬باب‪ ،‬فال يش‪77‬رتط اإلميان؛ إلطالق اللف‪77‬ظ يف آي‪77‬ة كف‪77‬ارة اليمني‪( :‬ﯪ ﯫ‬
‫ﯬﯭ)‪ ،‬فيدخل فيه الرقبة املؤمنة والكافرة‪.‬‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [النساء‪.]91:‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث معاوي‪77‬ة بن احلكم الس‪77‬لمي ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ك‪77‬انت يل جاري‪77‬ة‪ ،‬ف‪77‬أتيت النيب‬
‫علي رقب‪77‬ة‪ ،‬أفأعتقه‪77‬ا؟‪ ،‬فس‪77‬أهلا الن‪77‬يب ‪ ،‬مث ق‪77‬ال‪ :‬أعتقه‪77‬ا فإهنا مؤمن‪77‬ة)‬
‫‪ ‬فقلت‪ّ 7:‬‬
‫فدل أنَّه أجاز عتقها عن الكفارة بشرط اإلميان‪.‬‬ ‫[م]‪ّ ،‬‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط يف الرقبة املعتقة يف كفَّارة اليمني اإلميان)؛ أل ّن احلكم واحد‪ ،‬وهو إعتاق رقبة بسبب كفارة‪ ،‬وعند أكثر األصوليني حُي مل املطلق على املقيد‬
‫الراجح‬
‫إذا احتد السبب واختلف احلكم‬
‫من أعتق رقبة غري مؤمنة يف كفارة اليمني‪ ،‬أجزأته وبرأت ذمته‪ ،‬واحنلت ميينه‬ ‫م‪7‬ن‪ 7‬أ‪7‬ع‪7‬ت‪7‬ق‪ 7‬ر‪7‬ق‪7‬ب‪7‬ة‪ 7‬غ‪7‬ري‪ 7‬م‪7‬ؤ‪7‬م‪7‬ن‪7‬ة‪ 7‬يف‪ 7‬ك‪7‬ف‪7‬ا‪7‬ر‪7‬ة‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ي‪7‬م‪7‬ني‪ 7،7‬مل‪ 7‬جت‪7‬ز‪7‬ئ‪7‬ه‪ 7،7‬و‪7‬ي‪7‬ل‪7‬ز‪7‬م‪7‬ه‪ 7‬إ‪7‬ع‪7‬ت‪7‬ا‪7‬ق‪ 7‬ر‪7‬ق‪7‬ب‪7‬ة‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫م‪7‬ؤ‪7‬م‪7‬ن‪7‬ة‪7‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/778‬واملبسوط للشيباين (‪ ،)3/198‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)2/343‬واجلامع ملسائل املدونة (‪ ،)393 /6‬واملعونة (‪ ،)1/642‬والفواكه الدواين (‪،)1/413‬‬
‫واألم (‪ ،)7/69‬وحتفة احملتاج (‪ ،)10/16‬ومغين احملتاج (‪ ،)6/191‬واملغين (‪ ،)9/546‬وشرح الزركشي على اخلرقي (‪ ،)7/135‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)385‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪663‬‬
‫حكم تقديم كفارة اليمين على الحنث‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من حلف مث حنث مث كّفر‪ ،‬فقد احنلّت ميينه وارتفع عنه االمث‪ ،‬واختلفوا فيمن حلف مث كّفر مث حنث‪ ،‬فق ّدم التكفري على احلنث هل يقبل منه ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫(ال) جيوز تقدمي الك ّفارة على احلنث‬ ‫جيوز تقدمي الك ّفارة على احلنث‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية أشهب)‬ ‫الشافعي (واستثىن الصوم فال جيزئ قبل احلنث)‪ /‬أمحد‪ /‬مالك (املذهب)‬
‫احلق الواجب قبل وقت وجوبه؟‪ /‬وهل الكفارة رافعة للحنث أو مانعة له؟‬ ‫خريا منها‪ /)...‬واختالفهم هل جُي زئ ّ‬ ‫اختالف الرواية يف حديث‪( :‬من حلف على ميني فرأيت أ ّن غريها ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث عب‪77‬د ال‪77‬رمحن بن مسرة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬إذا حلفت على ميني ف‪77‬رأيت أ ّن غريه‪77‬ا خ‪77‬ري منه‪77‬ا فك ّف‪77‬ر * ح ‪77‬ديث عب ‪77‬د ال ‪77‬رمحن بن مسرة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬إذا حلفت على ميني ف ‪77‬رأيت‬
‫عن ميينك‪ ،‬وأت ال‪77 7‬ذي ه‪77 7‬و خ‪77 7‬ري) [م]‪ ،‬ورواي‪77 7‬ة عن عن أيب موسى‪( :‬إين واهلل ‪-‬إ ْن ش‪77 7‬اء اهلل‪ -‬ال أ ّن غريه‪77‬ا خ‪77‬ري منه‪77‬ا ف‪77‬أت ال‪77‬ذي ه‪77‬و خ‪77‬ري‪ ،‬وك ّف‪77‬ر عن ميينك) [خ]‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪:‬‬
‫‪7‬ريا منه ‪77‬ا‪ ،‬إال‬
‫(إين واهلل ‪-‬إن ش ‪77‬اء اهلل‪ -‬ال أحل ‪77‬ف على ميني ف ‪77‬أرى غريه ‪77‬ا خ ‪ً 7‬‬ ‫خريا منها‪ ،‬إال ك ّفرت عن مييين‪ ،‬وأتيت الذي هو خري) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫أحلف على ميني فأرى غريها ً‬
‫*ألنَّه وإ ْن ك‪77‬ان م‪77‬وجب الكف‪77‬ارة احلنث‪ ،‬إال أنّ‪77‬ه جيوز تق‪77‬دمي احلق ال‪77‬واجب قب‪77‬ل وقت وجوب‪77‬ه‪ ،‬كتق‪77‬دمي أتيت الذي هو خري‪ ،‬وك ّفرت عن مييين) [خ]‪.‬‬
‫ّ‬
‫*الظاهر أ ّن الك ّفارة إمنا جتب بعد احلنث كالزكاة بعد احلول‪.‬‬ ‫الزكاة قبل وجوهبا‪.‬‬
‫*ألن الكفارة رافعة للحنث إذا وقع‪ ،‬فلم جيز تقدميها عليه‪.‬‬ ‫*أل ّن الك ّفارة بعد احلنث مانعة للحنث‪ ،‬فيجوز تقدميها‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) [التح‪77‬رمي‪ ،]2:‬فالكف‪77‬ارة قب‪77‬ل احلنث حتل‪77‬ه‪ ،‬والتحل‪77‬ة ال ‪ ‬أل ّن الكف ‪77‬ارة تس ‪77‬رت اجلناي ‪77‬ة (هت ‪77‬ك حرم ‪77‬ة اس ‪77‬م اهلل تع ‪77‬اىل) وال جناي ‪77‬ة قب ‪77‬ل‬
‫احلنث‪.‬‬ ‫تكون بعد احلنث‪ ،‬ألنّه بعد احلنث احنلت اليمني باحلنث ال بالكفارة‪.‬‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [املائ‪77‬دة‪ ،]89:‬دل أ ّن اليمني س‪77‬بب الك ّف‪7‬ارة‪ ،‬ومن ‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) ‪ ،‬تق‪77‬ديره‪ :‬مبا عق‪77‬دمت األميان‬
‫وحنثتم فكفارته)‪.‬‬ ‫ك ّفر بعد وجود السبب أجزأه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز تقدمي الكفارة على احلنث)‪ ،‬وبذلك يُعمل جبميع روايات احلديث‪ ،‬والعمل جبميع الروايات أوىل من العمل ببعضها‬ ‫الراجح‬
‫يصح تكفريه‪ ،،‬ووجب عليه‬
‫من حلف مث كّفر مث حنث‪ ،‬ال يرتفع احلنث‪ ،‬ومل ّ‬ ‫صح تكفريه‪ ،‬واحنلت ميينه‪ ،‬وارتفع االمث‪ ،‬واملستحب احلنث مثّ التكفري عند‬
‫من حلف مث كّفر مث حنث‪ّ ،‬‬
‫التكفري ّمرة ثانية‬ ‫الشافعي وأمحد‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/779‬والغرة املنيفة (ص‪ ،)179‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/192‬والبيان والتحصيل (‪ ،)5/186‬والتاج واإلكليل‪ ،)4/422( 7‬وهناية املطلب (‪ ،)18/308‬وتكملة‪ 7‬اجملموع (‬
‫‪ ،)18/113‬وهناية احملتاج (‪ ،)8/181‬واملغين (‪ ،)3/418‬والشرح الكبري (‪ ،)11/198‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص ‪)330‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪664‬‬
‫مرارا كثيرة وحنث‬
‫الكفارة لو حلف على شيء واحد ً‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫أن عليه كفارة ميني واحدة‪ ،‬وال خالف بينهم أنّه إذا‬ ‫اتفقوا أ ّن من حلف على أمور شىّت بيمني واحدة‪ ،‬كقوله‪( :‬واهلل ال آكل‪ ،‬واهلل ال أشرب‪ ،‬واهلل ال أمشي)‪َّ ،‬‬
‫حلف بأميان شىّت على شيء واحد‪ ،‬كقوله‪( :‬واهلل وتاهلل وباهلل ورب البيت‪ ،‬واألحد الصمد‪ ،‬ال أدخل البيت)‪ ،‬أ ّن عليه كفارات بعدد األميان‪ ،‬كاحللف بأميان شىّت‬
‫مرار ا كثرية‪ ،‬كقوله‪( :‬واهلل واهلل واهلل ال أفعل كذا)‪ ،‬أو‪( :‬واهلل ال أفعل كذا‪ ،‬واهلل ال أفعل كذا)‪ ،‬مث‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫على أشياء شىّت ‪ ،‬واختلفوا إذا حلف على شيء واحد بعينه ً‬
‫حنث‪ ،‬فكم ك ّفارة جتب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫مرارا كثرية مث حنث جتب عليه كفارات‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه ً‬
‫بعددها إذا أراد بالتكرار االستئناف أو التغليظ‬ ‫مرارا كثرية مث حنث جتب عليه كفارة واحدة‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (املذهب)‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية)‪ /‬الشافعي (قول)‬
‫هل املوجب للتعدد يف األميان‪ ،‬هو تعدد األميان باجلنس أو بالعدد؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*أل ّن املوجب للتع‪77‬دد يف األميان تع‪77‬دد األميان ب‪77‬اجلنس (املقس‪77‬م علي‪77‬ه)‪ ،‬وه‪77‬و أقس‪77‬م على * أل ّن املوجب للتع ‪77‬دد‪ 7‬يف األميان تع ‪77‬دد األميان بع ‪77‬دد تك ‪77‬رار اليمني (القس ‪77‬م‬
‫‪7‬رارا‪ ،‬فه‪77 7‬و إم‪77 7‬ا يري‪77 7‬د التك‪77 7‬رار أو‬
‫احملل‪77 7‬وف ب‪77 7‬ه)‪ ،‬وه‪77 7‬و ذك‪77 7‬ر احملل‪77 7‬وف ب‪77 7‬ه م‪ً 7 7‬‬ ‫شيء واحد (اجلنس احمللوف عليه)‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬أث‪77 7‬ر ابن عم‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬إذا أقس ‪77‬مت م‪77 7‬رارا فكف‪77 7‬ارة واح‪77 7‬دة) [عب‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬وس‪77 7‬نده االستئناف‪.‬‬
‫ً‬
‫صحيح]‪.‬‬
‫مرارا مث حنث وجبت عليه كفارة واحدة‪ ،‬أل ّن احمللوف عليه شيء واحد‬
‫القول األول‪( :‬من حلف على شيء واحد بعينه ً‬ ‫الراجح‬
‫مرارا كثرية‪ ،‬انعقدت ميينه بعدد املرات‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه ً‬ ‫مرارا كثرية‪ ،‬فهو كمن حلف ميينًا واحدة‪ ،‬فإذا‬
‫من حلف على شيء واحد بعينه ً‬
‫بكل لفظ حملوف‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اليت كررها يف احمللوف به‪ ،‬وإذا حنث وجب عليه ّ‬ ‫ذمته‬
‫مرة واحدة برأت ّ‬‫حنث وك ّفره ّ‬
‫الرب (‪ ،)1/447‬والذخرية (‪،)4/17‬‬ ‫عبدّفارة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/780‬والدر املختار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)3/714‬والدر املختار شرح التنوير (ص‪ ،)281‬والكايف البن ك‬
‫واملهذب (‪ ،)3/115‬والبيان (‪ ،)10/586‬واملغين (‪ ،)9/514‬وكشاف القناع (‪ ،)6/244‬وأحكام اليمني باهلل عز وجل (ص‪)250‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪665‬‬
‫الكفارة لو حلف في يمين واحد بأكثر من صفتين من صفات اهلل تعالى ثم حنث‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬
‫ورب البيت ال آكل‪ ،‬أقسم باهلل ال آكل)‪ ،‬مث حنث‪ ،‬أ ّن عليه كفارات متعددة بعدد األميان‪،‬‬
‫(ال) خالف أنّه لو حلف بأميان شىّت على شيء واحد‪ ،‬كقوله‪( :‬واهلل ال آكل‪ّ ،‬‬
‫وجل‪ ،‬كقوله‪( :‬بالسميع العليم احلكيم ال آكل) أو قال‪( :‬بالسميع والعليم واحلكيم‪- 7‬بالعطف‪ ،)-‬مث‬
‫عز ّ‬ ‫واختلفوا لو حلف يف ميني واحدة بأكثر من صفتني من صفات اهلل ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫حنث‪ ،‬كم يلزمه كفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫من حلف على ميني واحدة بأكثر من صفتني هلل تعاىل مث حنث جتب عليه‬
‫كفارة واحدة‬ ‫من حلف على ميني واحدة بأكثر من صفتني هلل تعاىل مث حنث جتب عليه كفارات بعدد الصفات‬
‫(إذا أدخل بني القسمني حرف عطف)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (بشرط أال يريد استئناف ميني بكل كلمة)‪ /‬الشافعي‪/‬‬
‫أمحد‬ ‫أبو حنيفة (رواية)‬

‫هل مراعاة الواحدة أو الكثرة يف اليمني هو راجع إىل (صيغة القول) أو إىل (تعداد األشياء) اليت يشتمل عليها القول الذي خمرجه خمرج اليمني؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*أل ّن مراع‪77‬اة الواح‪77‬دة أو الك‪77‬ثرة يف اليمني راج‪77‬ع إىل (تع‪77‬دد األش‪77‬ياء) أي‪ :‬ع‪77‬دد م‪77‬ا تض‪77‬منته ص‪77‬يغة * أل ّن مراع‪7‬اة الواح‪7‬دة أو الك‪77‬ثرة يف اليمني راج‪7‬ع إىل (ص‪7‬يغة الق‪7‬ول‪ ،‬أي‪َّ :‬‬
‫أن‬
‫املراعى يف اليمني عدد احمللوف علي‪7‬ه وه‪7‬و واح‪7‬د‪ ،‬وميكن محل تع‪7‬دد الص‪7‬فات‬ ‫القول من األشياء اليت ميكن أ ْن يقسم بكل واحد منها على انفراد‪.‬‬
‫على التأكيد‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫كل صفة من الصفات صاحلة‪ ،‬أل ْن يقسم هبا على ِحدا وبانفراد‪ ،‬فتتعدد بتعددها‪.‬‬ ‫‪ ‬أل ّن ّ‬
‫‪ ‬ألنَّه لو حلف بأميان شىت على شيء واحد‪ ،‬تع ّددت الكفارات‪.‬‬
‫القول الثاين‪ ( :‬من حلف على ميني واحدة بأكثر من صفتني مث حنث فعليه كفارة واحدة)؛ أل ّن احمللوف عليه واحد‪ ،‬ومحل تع ّدد الصفات على التأكيد ممكن‬ ‫الراجح‬
‫من حلف فقال‪ :‬بالسميع والعليم واحلكيم‪ 7،‬ال أفعل كذا‪ ،‬مث حنث فعليه‬ ‫من حلف فقال‪ :‬بالسميع والعليم واحلكيم‪ ،‬ال أفعل كذا‪ ،‬مث حنث فعليه ثالث كفارات‪ ،‬وإذا‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ك ّفارة واحدة‬ ‫قال‪ :‬بالسميع العليم‪ 7‬احلكيم‪- 7‬بدون واو‪ -‬فعليه كفارة واحدة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/780‬وبدائع الصنائع (‪ ،)4/1587‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪ ،)1/447‬والذخرية (‪ ،)4/18‬وروضة الطالبني (‪ ،)11/16‬وأسىن املطالب (‪ ،)4/245‬وفتح العزيز (‬
‫‪ ،)12/248‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)47 /3‬وعمدة‪ 7‬الفقه (ص ‪ ،)123‬والشرح الكبري (‪)11/171‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪666‬‬
‫كتـاب النُّـذور‬

‫‪667‬‬
‫ّ‬
‫كتـاب النـذور‬

‫ويشمل ثالثة فصول‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬في أصناف النذر‪.‬‬


‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬فيما يلزم النذور وما ال يلزم‪ ،‬وجملة أحكامها‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثالث‪ :‬في معرفة الشيء الذي يلزم عن النذر وأحكامها‪.‬‬

‫‪668‬‬
‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب النذور‬

‫وصرح بلفظ النَّذر‪.‬‬


‫الرضا َّ‬ ‫اتفقوا‪ 7‬على لزوم النَّذر املطلق يف ال ُقرب‪ ،‬إ ْن كان على وجه ِّ‬ ‫‪-1‬‬
‫نذرا ب ُقربة‪.‬‬
‫أمجعوا على لزوم النَّذر الذي خرج خمرج الشرط‪ ،‬إ ْن كان ً‬ ‫‪-2‬‬
‫اتفقوا‪ 7‬على لزوم النَّذر باملشي إىل بيت اهلل تعاىل للحج أو العمرة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن من نذر املشي للصالة لغري املساجد الثالثة‪( 7‬ال) يلزمه‪.‬‬ ‫أكثر الناس َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫أن من نذر من جهة (اخلرب) أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل اهلل تعاىل‪ ،‬أنَّه يلزمه‪ ،‬كقوله‪ :‬نذرت مايل للمساكني‪.‬‬ ‫اتفقوا‪َّ 7‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪669‬‬
‫كتاب النذور‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫حكم النَّذر المطلق في ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫‪1‬‬
‫هل يشترط في النَّذر التصريح بلفظ (النذر) في النَّذر المطلق؟‬ ‫‪2‬‬
‫هل يشترط في النَّذر أن يخرج على وجه الرضا في النَّذر المطلق؟‬ ‫‪3‬‬
‫من نذر فعل معصية‬ ‫‪4‬‬
‫حرم على نفسه شيئا من المباحات‬
‫من ّ‬ ‫‪5‬‬
‫النَّذر المطلق (المبهم) الذي لم يعيّن فيه الناذر شيًئا‬ ‫‪6‬‬
‫من نذر الذهاب ماشيًا إلى بيت اهلل الحرام بمكة وعجز عن المشي‬ ‫‪7‬‬
‫من نذر أ ْن يمشي إلى مسجد النبي ‪ ‬أو إلى بيت المقدس‬ ‫‪8‬‬
‫من نذر أ ْن يمشي إلى غير المساجد الثالثة‬ ‫‪9‬‬
‫الواجب فيمن نذر أ ْن ينحر ابنه في مقام إبراهيم‬ ‫‪10‬‬
‫من نذر أ ْن يجعل ماله كله في سبيل اهلل (نذر أ ْن يتصدَّق بكل ماله)‬ ‫‪11‬‬

‫‪670‬‬
‫حكم النَّذر المطلق في ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫مســألــة (‪)1‬‬
‫علي صوم شهر)‪ ،‬لعموم قوله تعاىل‪( :‬ﮊ ﮋ‬
‫نذرا ب ُقربة (طاعة)‪ ،‬كقول القائل‪( :‬إ ْن شفى‪ 7‬اهلل مريضي‪ ،‬فلله ّ‬
‫أمجعوا على لزوم النَّذر الذي خمرجه خمرج الشرط إذا كان ً‬ ‫تحرير محل‬
‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) [املائدة‪َّ ،]1:‬‬
‫وألن اهلل تعاىل مدح ذلك فقال‪( :‬ﭙ ﭚ) [اإلنسان‪ ،]7:‬واختلفوا يف حكم النَّذر املطلق يف ال ُقرب (الطاعة) اليت هلا أصل يف الشَّرع؛‬
‫الخالف‬
‫علي صوم شهر)‪ ،‬خبالف ملا ليس له أصل يف الوجوب يف الشرع‪ ،‬كعيادة املريض‪ ،‬هل يلزم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫كالصوم والصالة والصدقة واحلج‪ ،‬كقول القائل‪( :‬هلل ّ‬
‫(ال) يلزم الوفاء بالنذر املطلق يف ال ُقرب‬ ‫يلزم الوفاء بالنَّذر املطلق يف ال ُقرب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫بعض أصحاب الشافعي‬ ‫اجلمهور‬
‫االختالف يف مفهوم كلمة النَّذر عند العرب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮍ ﮎ) وقول‪77‬ه‪( :‬ﭙ ﭚ) ‪ ،‬حُي م‪77‬ل األم‪77‬ر‬ ‫* عموم قوله تعاىل‪( :‬ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ) ‪ ،‬وهذا عقد جيب الوفاء به‪.‬‬
‫بالوفاء على الندب ال على الوجوب‪.‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭙﭚ) ‪ ،‬وهذا مدح للموفني بالنذور وهو شامل لكل نذر‪.‬‬
‫ألن النَّذر عند العرب وعد بشرط (قاله غالم ثعلب)‪.‬‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ‪ ‬ﮠ ﮡ ‪َّ ‬‬
‫‪7‬تأجر‪ ،‬وم‪77‬ا‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ‪‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ‪َّ ‬‬ ‫األدلــة‬
‫ألن ما التزمه اآلدمي بعوض يلزمه بالعقد‪ 7،‬ك‪77‬املبيع واملس‪َ 7‬‬
‫التزمه بغري عوض ال يلزمه مبجرد العقد‪ 7،‬كاهلبة‪.‬‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ) [التوبة‪ ،]77 -75:‬فأخرب عز وجل بوقوع العقاب بنقضه للنذر‪.‬‬
‫‪ ‬حديث عائشة ~ قال ‪( :‬من نذر أ ْن يُطيع اهلل فليطعه) [خ]‪ ،‬وهذا نذر الطاعة‪.‬‬
‫وعدا بالشرط‬
‫نذرا‪ ،‬وإ ْن مل يكن بشرط‪ ،‬وليس ً‬‫تسمي املُلتزم ً‬ ‫وألن الصحيح َّ‬
‫أن العرب ِّ‬ ‫القول األول‪( :‬يلزم الوفاء بالنذر املطلق يف ال ُقرب)‪ ،‬لظاهر داللة النص من الكتاب والسنة‪َّ ،‬‬ ‫الراجــح‬
‫علي صوم شهر) مل ينعقد‪ 7‬نذره وال جيب عليه صيام‬
‫لو قال‪( :‬هلل ّ‬ ‫علي صوم شهر) انعقد‪ 7‬نذره ولزمه صيام شهر‬‫لو قال‪( :‬هلل ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫شهر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/784‬والبحر الرائق و (‪ ،)309 /4‬وجممع‪ 7‬األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)545 /1‬ومواهب اجلليل (‪ ،)319 /3‬والتفريع يف فقه اإلمام مالك بن أنس (‪ ،)1/273‬هناية‬
‫املطلب يف دراية املذهب (‪ ،)423 /18‬وشرح مشكل الوسيط (‪ ،)283 /4‬واملغين (‪ ،)13/623‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)343 /11‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪671‬‬
‫هل يشترط في النَّذر التصريح بلفظ (النَّذر) في النَّذر المطلق؟‬ ‫مســألــة (‪)2‬‬
‫علي‬
‫علي صوم شهر)‪ ،‬واتفقوا على لزوم النذر املطلق يف الُقرب كقوله‪( :‬هلل ّ‬‫(إن شفى اهلل مريضي‪ ،‬فلله ّ‬ ‫اتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف الُقرب الذي خرج خمرج الشرط كقوله‪ْ :‬‬
‫صوم شهر)‪- ،‬وخالف فيه بعض الشافعية كما يف املسألة السابقة‪ -‬والذين ذهبوا إىل لزوم النَّذر املطلق يف القرب‪ ،‬اتفقوا على لزومه بشرط‪ْ :‬أن خيرج النَّذر على وجه الرضا ال‬
‫تحرير محل‬
‫علي نذر صوم شهر)‪ ،‬أو‬
‫مصر ًحا فيه بالشيء املنذور كقوله‪( :‬هلل ّ‬
‫علي نذر صوم شهر)‪ ،‬وسواء كان النَّذر َّ‬ ‫وأن خيرج منه بلفظ النذر كقوله‪( :‬هلل ّ‬ ‫على وجه اللَّجاج (الغضب)‪ْ ،‬‬
‫علي ْأن أحج) ومل يذكر كلمة‬ ‫الخالف‬
‫علي نذر صوم أو صالة) (على خالف بينهم يف أقل الواجب عليه)‪ ،‬واختلفوا لو مل يصرح بلفظ (النذر) كقوله‪( :‬هلل ّ‬ ‫كان غري مصرح كقوله‪( :‬هلل ّ‬
‫(النذر)‪ ،‬هل ينعقد النذر ويلزمه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يصرح الناذر بلفظ النذر‬
‫ينعقد النذر ولو مل ِّ‬ ‫يصرح الناذر بلفظ النذر‬
‫(ال) ينعقد النَّذر إذا مل ِّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫ابن املسيب‬
‫معا‪ ،‬أو بالنية فقط؟‬‫هل جيب النذر بالنية واللفظ ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫* جيب النذر بالنية‪ ،‬وليس من شرطه التصريح باللفظ‪.‬‬ ‫معا‪ ،‬فالنية ال تُعلم إال باللفظ‪.‬‬
‫* جيب النَّذر بالنية واللفظ ً‬
‫ألن ح ‪77‬ذف لف ‪77‬ظ (الن ‪77‬ذر) من الن ‪77‬ذر غ ‪77‬ري معت ‪77‬رب‪َّ ،‬‬
‫ألن الق ‪77‬ول ال ‪77‬ذي خمرج ‪77‬ه خمرج‬ ‫‪7‬ار بوج‪77‬وب ش‪77‬يء مل يوجب‪77‬ه اهلل * َّ‬
‫* ألنَّه ل‪77‬و مل يص‪77‬رح بلف‪77‬ظ الن‪77‬ذر‪ ،‬يك‪77‬ون كأنَّه إخب‪ٌ 7‬‬ ‫األدلــة‬
‫يصرح بلفظ النذر‪.‬‬ ‫النذر يُقصد به النذر‪ ،‬وإ ْن مل ِّ‬ ‫يصرح جبهة الوجوب وهو لفظ (النذر)‪.‬‬ ‫تعاىل عليه‪ ،‬إال أ ْن ِّ‬
‫القول الثاين‪( :‬ينعقد النذر ولو مل يصرح بلفظ النذر)‪ ،‬الجتماع النية واللفظ‪ 7‬الدال على إلزام النفس‪ ،‬وهذا كاف يف محله على النذر واللزوم‬ ‫الراجــح‬
‫نذرا‬
‫علي أ ْن أحج) لزمه احلج ً‬
‫لو قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫علي أ ْن أحج) مل يتعلَّق وجوب احلج يف ذمته‬
‫لو قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/784‬وبدائع الصنائع (‪ ،)92 /5‬والبحر الرائق (‪ ،)309 /4‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)112 :‬ومواهب اجلليل (‪ ،)318 /3‬وأسىن املطالب يف شرح روض‬
‫الطالب (‪ ،)587 /1‬وفتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين (ص‪ ،)311 :‬واإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل (‪ ،)358 /4‬ومطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى (‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫‪)426 /6‬‬

‫‪672‬‬
‫الرضا في النَّذر المطلق؟‬
‫هل يشترط في النَّذر أ ْن يخرج على وجه ِّ‬ ‫مســألــة (‪)3‬‬
‫اتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف ال ًقرب إذا خرج خمرج الشرط‪ ،‬واتفقوا على لزوم النَّذر املطلق يف القرب ‪-‬خالفًا لبعض الشافعية‪ ،-‬وذهب اجلمهور إىل (عدم) اشرتاط‬
‫تحرير محل‬
‫الرضا‪ ،‬واختلفوا لو خرج على وجه اللجاج (الغضب)‪ 7‬هل‬ ‫التصريح بلفظ النذر ‪-‬خالفًا البن املسيب‪ ،-‬واتفقوا َّ‬
‫أن النَّذر املطلق يف ال ُقرب يلزم إذا خرج على وجه ِّ‬
‫الخالف‬
‫يلزمه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط للزوم النذر أ ْن خيرج من جهة الرضا‬ ‫يشرتط للزوم النذر أ ْن خيرج على جهة الرضا ال اللجاج (الغضب)‪7‬‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة (قول)‪ /‬مالك‬ ‫أبو حنيفة (املذهب)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫هل النذر املطلق يف القرب الذي خيرج خمرج الشرط عند الغضب (اللجاج)‪ /‬وهل يُلحق بالنذر أم اليمني؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن اللف ‪77‬ظ من جنس الن ‪77‬ذر‪ ،‬فهي من األش ‪77‬ياء ال ‪77‬يت نص الش ‪77‬رع على‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫* َّ‬
‫ألن األصل يف ال ُقربة أ ْن تكون على جهة الرضا‪ ،‬ال على جهة اللجاج (الغضب)‪.‬‬
‫أنَّه إذا التزمه‪77‬ا اإلنس‪77‬ان لزمت‪77‬ه‪ ،‬فيجب الوف‪77‬اء ب‪77‬ه‪ ،‬لعم‪77‬وم‪ 7‬قول‪77‬ه ‪( :‬من‬ ‫قاصدا النذر وال ال ُقربة‪ ،‬فيكون حكمها حكم اليمني‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه يف اللجاج (الغضب)‪ 7‬ال يكون ً‬ ‫األدلــة‬
‫نذر أ ْن يُطيع اهلل فليطعه) [خ]‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال يشرتط للزوم‪ 7‬النذر أ ْن خيرج من جهة الرضا)‪ ،‬لظاهر لفظ الناذر‪ ،‬ولظاهر احلديث‪ ،‬والتفاق القولني على َّ‬
‫أن من نذر وهو غضبان لزمه شيء‪ ،‬سواء‬
‫الراجــح‬
‫قلنا‪ :‬كفارة ميني‪ ،‬أو الوفاء بالنذر‪7‬‬
‫علي أ ْن أحج) وهو غضبان انعقد نذره‪ ،‬ولزمه الوفاء به‬
‫من قال‪( :‬هلل ّ‬ ‫علي أ ْن أحج) وهو غضبان (ال) ينعقد نذره‪ ،‬وجيب عليه كفارة ميني فقط‬
‫من قال‪( :‬هلل ّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/785‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)42 /24‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)738 /3‬واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪ ،)650 :‬والشرح‬
‫مراجع المسألــة الكبري للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (‪ ،)161 /2‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)475 /4‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)459 /8‬واملغين (‪ ،)13/622‬والعدة شرح العمدة‬
‫(ص‪)505 :‬‬

‫‪673‬‬
‫من نذر فعل معصية‬ ‫مســألــة (‪)4‬‬
‫علي أ ْن أشرب اخلمر) وحنوه‪،‬‬
‫علي صيام شهر)‪ ،‬وأمجعوا أنَّه (ال) حيل الوفاء بنذر املعصية‪ ،‬كمن قال‪( :‬نذر ّ‬
‫أمجع اجلمهور على لزوم الوفاء بنذر الطاعة‪ ،‬كمن قال‪( :‬نذر ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫واختلفوا هل جتب عليه كفارة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫من نَ َذر ن ْذر معصية تلزمه كفارة ميني‬ ‫من نَ َذر ن ْذر معصية فال كفارة عليه وال يلزمه شيء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‪ /‬سفيان‪ /‬الكوفيون‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫تعارض ظواهر اآلثار يف هذه املسألة‪ ،‬وذلك أنَّه روي يف هذه املسألة حديثان‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~ ق‪77‬ال ‪( :‬من ن ‪77‬ذر أ ْن يُطي ‪77‬ع اهلل فليطع‪77‬ه‪ ،‬ومن ن‪77‬ذر أ ْن يعص‪77‬ي اهلل فال يعص‪77‬ه) [خ]‪ * ،‬ح‪77 7 7‬ديث عم‪77 7 7‬ران بن حص‪77 7 7‬ني ‪ ‬ق‪77 7 7‬ال ‪( :‬ال ن‪77 7 7‬ذر يف معص‪77 7 7‬ية‪،‬‬
‫وكفارت ‪77‬ه كف ‪77‬ارة ميني) [ن‪ /‬تخ‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬طح‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬واحلديث‬ ‫أن املعصية ال تلزم‪ ،‬ومل يذكر كفارة‪.‬‬ ‫تضمن َّ‬
‫يرجح هذا احلديث‪ ،‬وقد َّ‬
‫َّ‬
‫* ح‪77‬ديث أيب إس‪77‬رائيل ‪ ‬حني ن‪77‬ذر أن يق‪77‬وم يف الش‪77‬مس وال يقع‪77‬د‪ ،‬وال يس‪77‬تظل‪ ،‬وال يتكلَّم‪ 7،‬ق‪77‬ال ‪ :‬مضطرب‪/‬قال الرتمذي‪ :‬حديث غ‪7‬ريب‪ ،‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين‪ ،‬وق‪7‬د تكلم علي‪7‬ه‪7‬‬
‫ْ‬
‫كالما طوياًل ]‪ ،‬جيمع بني ه‪77‬ذا احلديث وح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~‪،‬‬ ‫ً‬ ‫رشد‬ ‫ابن‬ ‫‪7‬اىل‪،‬‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫ع‬ ‫ت‬ ‫هلل‬ ‫‪7‬ة‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫ع‬ ‫طا‬ ‫‪7‬ان‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫ك‬ ‫‪7‬ا‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫م‬ ‫تم‬‫ُ‬‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫‪7‬أمره‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫ف‬ ‫[خ]‪،‬‬ ‫‪7‬ومه)‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ص‬ ‫وليتم‬ ‫(م‪77 7‬روه‪ ،‬فليتكلَّم وليجلس وليس‪77 7‬تظل‪،‬‬
‫‪7‬أن املعص‪7‬ية ال تل‪7‬زم‪ ،‬وه‪7‬ذا احلديث‪ 7‬تض َّ‪7‬من ل‪7‬زوم‬ ‫فحديث عائش‪7‬ة يُفي‪7‬د ب َّ‬ ‫ويرتك ما كان معصية‪ ،‬ومل يأمره بالكفارة‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث عم‪77‬ران بن حص‪77‬ني ‪ ‬يف املرأة ال‪77‬يت ن‪77‬ذرت أ ْن تنح‪77‬ر العض‪77‬باء ناق‪77‬ة رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ملا جناه‪77‬ا اهلل الكفارة‪ ،‬فيجمع بني احلديثني‪ 7،‬واجلمع أوىل‪ ،‬فتجب كفارة اليمني‪.‬‬
‫تع ‪77‬اىل من األس ‪77‬ر‪ ،‬فق ‪77‬ال هلا ‪( :‬ال وف ‪77‬اء لن ‪77‬ذر يف معص ‪77‬ية‪ ،‬وال فيم ‪77‬ا ال ميل ‪77‬ك العب ‪77‬د) [م]‪ ،‬ومل يأمره ‪77‬ا ‪ ‬ل ‪77‬و حل ‪77‬ف على فع ‪77‬ل معص ‪77‬ية للزمت ‪77‬ه كف ‪77‬ارة ميني‪ ،‬وك ‪77‬ذا ل ‪77‬و ن ‪77‬ذر أ ْن‬
‫يفعل معصية‪.‬‬ ‫بالكفارة‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن النذر مل ينعقد أصاًل ‪ ،‬فال كفارة فيه‪ ،‬كلغو اليمني‪.‬‬
‫القول الثاين‪ ( :‬من نذر معصية تلزمه كفارة ميني)‪ ،‬وهذا على القول بصحة احلديث‪ ،‬وهبذا حيمل املطلق من حديث عائشة ~ على املقيَّد من حديث عمران ‪ ،‬واجلمع‪ 7‬بني‬
‫الراجــح‬
‫احلديثني ‪-‬ما دام ممكنًا‪ -‬أوىل من إمهال أحدمها‬
‫من نذر أ ْن (ال) يصلي أو يصوم يوم العيد ‪-‬مثاًل ‪ -‬انعقد‪ 7‬نذره‪،‬‬ ‫من نذر أ ْن (ال) يصلي أو يصوم يوم العيد ‪-‬مثاًل ‪ -‬مل ينعقد نذره‪ ،‬وال جيوز له الوفاء به‪ ،‬وعليه التوبة‬
‫وحيرم عليه الوفاء به‪ ،‬وتلزمه كفارة ميني‬ ‫واالستغفار‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/785‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)195 /1‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)339 /2‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)87 :‬وشرح زروق على منت الرسالة (‪ ،)2/622‬واألم للشافعي (‬
‫‪ ،)279 /2‬والغرر البهية يف شرح البهجة الوردية (‪ ،)209 /5‬واملغين (‪ ،)13/624‬ومطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى (‪)423 /6‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪674‬‬
‫حرم على نفسه شيئا من المباحات‬
‫من َّ‬ ‫مســألــة (‪)5‬‬
‫حرم على نفسه شيًئا من املباحات‪ ،‬كقوله‪:‬‬
‫حرم اهلل) [طب]‪ ،‬واختلفوا فيما جيب على من َّ‬
‫كاملستحل ما َّ‬
‫ِّ‬ ‫أحل اهلل‪،‬‬
‫احملرم ما َّ‬
‫(إن ِّ‬‫حترمي املباح مذموم شرعاًكتحليل احلرام‪ ،‬حلديث أم معبد ~ قال ‪َّ :‬‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫علي شرب العسل‪ ،‬أو وطء الزوجة) وحنوه‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫(حرام ّ‬
‫مباحا فعليه كفارة ميني‬
‫حرم على نفسه شيًئا ً‬
‫من ّ‬ ‫مباحا فال شيء عليه مطلًقا‬
‫حرم على نفسه شيًئا ً‬
‫من ّ‬ ‫حرم الزوجة‬
‫مباحا فال شيء عليه إال إذا ّ‬
‫حرم على نفسه شيًئا ً‬
‫من َّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫أهل الظاهر‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫معارضة مفهوم النظر لظاهر قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ‪ ‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ) [التحرمي‪]2 -1:‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫حيرم احلالل‪ ،‬وال ‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬
‫* النظر‪ /‬النذر ليس هو اعتقاد خالف احلكم الشرعي‪ ،‬فال ِّ‬
‫حُي لل احلرام‪ ،‬والتصرف يف هذا إمنا هو للشارع‪ ،‬فوجب أ ْن يكون ملكان هذا ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ‪ ‬ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ِّ‬
‫حرم على نفسه شيًئا أباحه اهلل تعاىل له بالشرع‪ ،‬أنَّه (ال)‬
‫أن من ّ‬‫املفهوم َّ‬
‫أن الكف ‪77‬ارة حتل ه ‪77‬ذا العق ‪77‬د‪ ،‬وق ‪77‬د‬‫ﭧ )‪ ،‬ظ ‪77‬اهره َّ‬ ‫ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) [النحل‪ ،]116:‬وحترمي املباح‬
‫حرمه الشرع‪ ،‬وقد قال تعاىل‪:‬‬ ‫يلزمه‪ ،‬كما (ال) يلزم إ ْن نذر حتليل شيء َّ‬
‫حرم ‪77 7‬ه ‪ ‬على‬ ‫مساها تع ‪77 7‬اىل ميينً‪77 7‬ا‪ ،‬س ‪77 7‬واء ك ‪77 7‬ان ال ‪77 7‬ذي َّ‬ ‫افرتاء وكذب على اهلل تعاىل‪ ،‬وهو باطل مطل ًقا‬
‫(ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ) [املائدة‪ ،]87:‬وقال‪:‬‬ ‫األدلــة‬
‫نفسه العسل أو اجلماع‪.‬‬ ‫ومردود وحمدث‪.‬‬
‫(ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ) [األعراف‪.]32:‬‬
‫* أث ‪77 7‬ر ابن عب ‪77 7‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬إذا ح ‪7ّ 7 7‬رم الرج ‪77 7‬ل علي ‪77 7‬ه‬
‫امرأت ‪77‬ه‪ ،‬فهي ميني يكفرها‪ ،‬وق ‪77‬ال‪( :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫حرم على نفسه الزوجة وقع يف الظهار وانطبق عليه قوله تعاىل‪:‬‬
‫‪ ‬إذا َّ‬
‫(ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ)‬
‫ﯳ ﯴ ﯵﯶ) ) [األحزاب‪[ ]21:‬م]‪.‬‬
‫[اجملادلة‪.]3:‬‬
‫حرم على نفسه املباح فعليه كفارة ميني)‪ ،‬وأدلتهم نص يف حمل اخلالف‪ ،‬فال يُعدل عنها إىل النظر‬
‫القول الثالث‪( :‬من ّ‬ ‫الراجــح‬
‫من قال‪ :‬العسل حرام علي وزوجيت حرام علي‪ ،‬فعليه‬ ‫من قال‪ :‬العسل حرام علي وزوجيت حرام علي‪ ،‬فعليه كفارة الظهار بتحرمي من قال‪ :‬العسل حرام علي وزوجيت حرام علي‪،‬‬
‫وأيضا عليه كفارة ميني بتحرمي‬ ‫زوجته‬ ‫بتحرمي‬ ‫ميني‬ ‫كفارة‬ ‫فليس عليه شيء وكالمه لغو وكذب‬ ‫زوجته وال شيء عليه بتحرمي العسل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫ً‬
‫العسلالرب (‪ ،)1/450‬احلاوي‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/787‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)320 /2‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)597 /2‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)88 :‬والكايف البن عبد‬
‫الكبري (‪ ،)10/185‬وفتح العزيز (‪ ،)521 /8‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)191 /4‬واملغين (‪ ،)505 ،13/465‬واحمللى باآلثار (‪)307 /9‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪675‬‬
‫النَّذر المطلق (المبهم) الذي لم يُعيِّن فيه النَّاذر شيًئا‬ ‫مســألــة (‪)6‬‬
‫نذر إن شفى‬
‫علي ٌ‬
‫نذرا مطلًقا ومل ينو فيه شيًئا‪ ،‬كقوله‪( :‬هلل ّ‬
‫علي نذر صيام شهر إن شفى مريضي)‪ ،‬واختلفوا لو نذر ً‬ ‫اتفقوا على وجوب الوفاء بالنذر املعنَّي ‪ ،‬كقوله‪( :‬هلل ّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫مريضي)‪ ،‬وسكت ومل يعنِّي املنذور‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫مبهما فعليه أقل ما ينطلق عليه االسم من ال ُقَرب‬
‫نذرا ً‬
‫من نذر ً‬ ‫مبهما فعليه كفارة ِظهار‬
‫نذرا ً‬‫من نذر ً‬ ‫مبهما فعليه كفارة ميني‬
‫نذرا ً‬‫من نذر ً‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫القاضي حسني (شافعي)‬ ‫سعيد بن جبري‪ /‬قتادة‬ ‫أكثر العلماء (اجلمهور)‬
‫ظاهر تعارض مفهوم األثر مع داللة اللغة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الن ‪77 7 7 7 7 7‬ذر املبهم ه ‪77 7 7 7 7 7‬و أغل ‪77 7 7 7 7 7‬ظ األميان‪َّ * ،‬‬
‫ألن اجملزئ يف النذر املبهم أقل ما ينطلق عليه االسم‪.‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث عقب ‪77‬ة بن ع ‪77‬امر ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬كف ‪77‬ارة ‪َّ ‬‬
‫النَّذر كفارة ميني) [م]‪ ،‬ورواية‪( :‬كف‪77‬ارة الن‪77‬ذر ‪ -‬ف ‪77‬وجب ل ‪77‬ه أغل ‪77‬ظ الكف ‪77‬ارات وهي كف ‪77‬ارة‬
‫األدلــة‬
‫إذا مل يس‪7ِّ 7 7 7‬م‪ -‬كف‪77 7 7‬ارة ميني) [ت‪ /‬وق‪77 7 7‬ال‪ :‬حس‪77 7 7 7‬ن الظهار‪.‬‬
‫صحيح غريب]‪ ،‬واحلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫مبهم ا فعليه كفارة ميني)‪ ،‬واحلديث نص يف ذلك‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القول الثاين وهو من أوجب كفارة ظهار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫نذرا ً‬
‫القول األول‪( :‬من نذر ً‬ ‫الراجــح‬
‫(وأما من قال‪ :‬فيه كفارة الظهار‪ ،‬فخارج عن القياس والسماع)‬
‫علي نذر إ ْن جنحت يف االختبارات) لزمه أ ْن‬
‫من قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫علي نذر إ ْن جنحت يف‬
‫من قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫علي نذر إ ْن جنحت يف‬
‫من قال‪( :‬هلل َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يوما‪ ،‬أو يطعم مسكينًا‬
‫يصلي ركعتني‪ ،‬أو يصوم ً‬ ‫االختبارات) لزمه كفارة ظهار‬ ‫االختبارات) ال يلزمه النذر‪ ،‬وعليه كفارة ميني‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/788‬وبدائع الصنائع (‪ ،)92 /5‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)40 /2‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/412‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‬
‫‪ ،)3/56‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/296‬وأسىن املطالب يف شرح روض الطالب (‪ ،)576 /1‬واملغين (‪ ،)13/623‬العدة شرح العمدة (ص‪ ،)506 :‬شرح ابن بطال (‪)6/161‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪676‬‬
‫من نذر َّ‬
‫الذهاب ماشيًا إلى بيت اهلل الحرام بمكة وعجز عن المشي‬ ‫مســألــة (‪)7‬‬
‫اتفقوا على لزوم النذر باملشي إىل بيت اهلل احلرام‪ ،‬فيمشي حبج أو عمرة راجاًل ‪ ،‬واختلفوا لو عجز عن املشي بعض يف الطريق أو كله ماذا جيب عليه؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز عن املشي وركب عليه واجب آخر (واختلفوا فيه على أقوال؛ قيل‪ :‬املشي مرة‬ ‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز عن املشي‬
‫أخرى‪ ،‬وقيل‪ :‬دم‪ ،‬هدي‪ ،‬وقيل‪ :‬كفارة ميني)‬ ‫وركب (ال) شيء عليه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املذهب)‪ /‬علي ‪ /‬أهل املدينة‪ /‬أهل مكة‬ ‫ابن عمر ‪ /ƒ‬ابن املسيب‪ /‬أبو سلمة‪ 7‬ابن عبد الرمحن‬
‫منازعة األصول ملسألة النذر باملشي إىل بيت اهلل احلرام وخمالفة األثر هلا‬ ‫سبب الخالف‬
‫تشبيها بسائر األفعال الواجبة يف احلج اليت تسقط‪ 7‬بإراقة الدم‪ ،‬كمن ترك ‪-‬مثاًل ‪ -‬اإلحرام من امليقات‪.‬‬
‫* عليه دم‪ً /‬‬ ‫* ح‪77‬ديث عقب‪77‬ة بن ع‪77‬امر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ن‪77‬ذرت أخ‪77‬يت أ ْن‬
‫تشبيها باملتمتع والقارن جيب عليهما اهلدي لفعلهم‪7‬ا نس‪7‬كني يف س‪7‬فرة واح‪7‬دة‪ ،‬وه‪7‬ذا فع‪7‬ل م‪7‬ا جيب علي‪7‬ه يف‬ ‫متش ‪77‬ي إىل بيت اهلل ع ‪77‬ز وج‪77‬ل‪ ،‬ف ‪77‬أمرتين أ ْن أس ‪77‬تفيت هلا‬
‫* عليه هدي‪ً /‬‬
‫سفر واحد‪ ،‬فعله يف سفرين‪ ،‬فهو أخل بواجب املشي‪ ،‬فهو كمن ترك اإلحرام من امليقات‪.‬‬ ‫رس ‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ،‬فاس ‪77 7 7‬تفتيت هلا‪ ،‬فق ‪77 7 7‬ال ‪ :‬لتمش‪،‬‬
‫ولرتكب) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل يأمرها بشيء وال كفارة‪  .‬رواي‪77‬ة يف ح‪77‬ديث عقب‪77‬ة بن ع‪77‬امر ‪ ‬ق‪77‬ال هلا ‪َّ :‬‬
‫(إن اهلل ال يص‪77‬نع بش‪77‬قاء أخت‪77‬ك ش‪77‬يًئا‪ ،‬فلتحج ولتكفِّر عنه‪77‬ا) [د‪ /‬حم‪/‬‬
‫(أن رس‪77 7 7‬ول اهلل ‪ ‬وضعفه األلباين]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬لتحج راكبة مث تكفِّر عن ميينها) [خز‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬وض‪7‬عفه األلب‪7‬اين]‪ ،‬ويف رواي‪7‬ة‪( :‬مروه‪7‬ا فلتختم‪7‬ر‬ ‫‪ ‬ح‪77 7 7‬ديث أنس بن مال‪77 7 7‬ك ‪َّ :‬‬ ‫األدلــة‬
‫رأى رجاًل يُه‪77‬ادى بني ابني‪77‬ه‪ ،‬فس‪77‬أهلم عن‪77‬ه‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬ول‪77‬رتكب ولتص‪77‬م ثالث‪77‬ة أي‪77‬ام) [د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬حم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وض‪77‬عفه األلب‪77‬اين واألرن‪77‬ؤوط]‪ ،‬دلت رواي‪77‬ات احلديث‪ 7‬مبجمله‪77‬ا على‬
‫إن اهلل لغين عن تعذيب هذا نفسه‪ ،‬وأمره أ ْن يركب) وجوب الكفارة‪ ،‬ومساها ‪ ‬كفارة ميني‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ ‬عموم حديث‪( :‬كفارة النذر كفارة ميني) [م]‪.‬‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬ومل يأمره بشيء وال كفارة‪.‬‬
‫يضعف‬
‫القول األول‪( :‬ال شيء على من نذر املشي للبيت احلرام وعجز)‪ ،‬وذلك حلديث عقبة ‪ ‬يف الصحيحني‪ ،‬وحديث أنس ‪ ،‬ولو كفَّر كفارة ميني لكان أوىل‪ ،‬ومما ِّ‬
‫كثري ا يف الواجب عليه‪ ،‬وجعل بعضهم املشي بالنذر من واجبات احلج اليت جيب فيها الدم برتكها‪ ،‬وهذا من باب إحالة املختلف فيه إىل املختلف فيه‪ ،‬أما‬
‫القول الثاين اختالفهم ً‬ ‫الراجــح‬
‫التكفري بكفارة اليمني ففيه وجه من السنة‬
‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز وركب أي وسيلة نقل‪:‬‬ ‫من نذر املشي للبيت احلرام وعجز ركب أي وسيلة‬
‫‪ -‬عند أهل املدينة وعلي ‪ :‬عليه أ ْن ميشي مرة أخرى يف حجة أخرى من حيث عجز‪ ،‬وإ ْن شاء ركب وأجزأه وعليه‬ ‫نقل‪ ،‬ال شيء عليه‪ ،‬وذمته بريئة من النذر‬
‫دم‪.‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫‪ -‬عند أهل مكة‪ 7‬وأيب حنيفة والشافعي وأمحد (املعتمد)‪ :‬أجزأه وجيب عليه اهلدي (كهدي التمتع)‪.‬‬
‫‪ -‬عند مالك‪ :‬عليه أ ْن ميشي مرة أخرى يف حجة أخرى من حيث عجز‪ ،‬وعليه اهلدي بدنة أو بقرة‪ ،‬فإ ْن مل جيد فشاة‪.‬‬

‫‪677‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/788‬واهلداية شرح البداية (‪ ،)6/157‬واملعتصر من املختصر من مشكل اآلثار (‪ ،)261 /1‬واملدونة (‪ ،)466 /1‬والرسالة للقريواين (ص‪ ،)88 :‬واجملموع شرح‬
‫املهذب (‪ ،)492 /8‬وكفاية النبيه يف شرح التنبيه (‪ ،)306 /8‬واملغين (‪ ،)13/635‬وعمدة الفقه (ص‪)120 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪678‬‬
‫من نذر أن يمشي إلى مسجد النبي ‪ ‬أو إلى بيت المقدس‬ ‫مســألــة (‪)8‬‬
‫اتفقوا أ ّن من نذر أ ْن ميشي إىل املسجد احلرام أنَّه يلزمه ذلك‪ ،‬فيمشي حبج أو عمرة ما دام أنَّه قادر عليه‪ ،‬واختلفوا فيمن نذر أ ْن ميشي إىل املسجد النبوي أو إىل بيت املقدس‬
‫ليصلي فيهما‪ ،‬هل يلزمه النَّذر‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫من نذر املشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو بيت املقدس (ال) يلزمه النذر‬ ‫من نذر املشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو بيت املقدس لزمه النذر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو يوسف (إال إذا صلَّى يف املسجد احلرام)‬
‫اختالفهم يف املعىن الذي تُسرج املطي بسببه من حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد؛ املسجد احلرام‪ 7،‬ومسجدي هذا‪ ،‬وبيت املقدس) [حم‪ /‬طأ‪/‬‬
‫الرحال)]‬
‫سبب الخالف‬
‫تح‪ /‬د‪ /‬وأصله‪ 7‬يف الصحيحني بلفظ‪( :‬ال تُشد ِّ‬
‫* قول‪77‬ه ‪( :‬ال تس‪77‬رج املطي إال لثالث‪77‬ة مس‪77‬اجد ‪ ،)...‬املع‪77‬ىن ال‪77‬ذي تُس‪77‬رج املطي إىل‬ ‫* قول‪77‬ه ‪( :‬ال تُس‪77‬رج املطي إال لثالث‪77‬ة مس‪77‬اجد ‪ ،)...‬املع‪77‬ىن ال‪77‬ذي تُس‪77‬رج املطي إىل تل‪77‬ك‬
‫تل ‪77‬ك املس ‪77‬اجد من أجل ‪77‬ه‪ ،‬ه ‪77‬و ملوض ‪77‬ع ص ‪77‬الة الف ‪77‬رض‪ ،‬والف ‪77‬رض ال ين ‪77‬ذر‪ ،‬ألنَّه أص‪7 7‬اًل‬ ‫املساجد من أجله‪ ،‬هو ملوضع صالة النفل مع صالة الفرض فيها‪.‬‬
‫وألن ما ال أصل له يف الشرع ال جيب بالنذر‪.‬‬ ‫واجب بالشرع ال بالنذر‪َّ ،‬‬ ‫* ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ص‪77‬الة يف مس‪77‬جدي ه‪77‬ذا أفض‪77‬ل من أل‪77‬ف ص‪77‬الة فيم‪77‬ا‬
‫* قول‪77‬ه ‪( :‬ص‪77‬الة يف مس‪77‬جدي ه‪77‬ذا أفض‪77‬ل من أل‪77‬ف ص‪77‬الة ‪ ،)...‬ه‪77‬ذا حُي م‪77‬ل على‬ ‫س‪77‬واه‪ ،‬إال املس‪77‬جد احلرام) [متف‪77‬ق]‪ ،‬وه‪77‬ذا يش‪77‬مل الف‪77‬رض والنف‪77‬ل‪ ،‬فيجب املش‪77‬ي على من‬ ‫األدلــة‬
‫‪7‬ريا إىل اجلم‪77 7‬ع بني ه‪77 7‬ذا احلديث وح‪77 7‬ديث‪( :‬ص‪77 7‬الة‬ ‫ص‪77 7‬الة الف‪77 7‬رض (ال) النَّف‪77 7‬ل‪ ،‬مص‪ً 7 7‬‬ ‫نذر الصالة فيه‪ ،‬ومثله بيت املقدس‪.‬‬
‫أح ‪77 7‬دكم يف بيت ‪77 7‬ه أفض ‪77 7‬ل من ص ‪77 7‬الته يف مس ‪77 7‬جده ه ‪77 7‬ذا‪ ،‬إال املكتوب ‪77 7‬ة) [تخ‪ /‬د‪ /‬ق ‪77 7‬ال‬ ‫‪ ‬يل‪77‬زم املش‪77‬ي ملس‪77‬جد الن‪77‬يب ‪ ‬وبيت املق‪77‬دس‪ ،‬كم‪77‬ا يل‪77‬زم املش‪77‬ي للمس‪77‬جد احلرام بالن‪77‬ذر‪،‬‬
‫الغماري‪ :‬رجاله ثقات إال أنَّه معلول]‪ ،‬وإال وقع التضاد بني هذين احلديثني‪7.‬‬ ‫لشموهلا يف حديث‪( :‬ال تشد الرحال إال إىل ثالث مساجد) [خ‪ /‬م]‬
‫القول األول‪( :‬من نذر املشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو بيت املقدس لزمه النذر)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪ ،‬وال يصح املعىن املشار إليه يف القول الثاين‪ ،‬من عدم وجوب ما ال أصل له يف‬
‫الشرع‪ ،‬لقوله ‪ ‬لعمر ‪( :‬أوف بنذرك) ملا قال‪ :‬إين نذرت يف اجلاهلية أن أعتكف ليلة يف املسجد احلرام [متفق]‬ ‫الراجــح‬

‫(علي نذر أ ْن أذهب مشيًا إىل املسجد النبوي ألصلي فيه)‪ ،‬جيزئه أ ْن يصلي‬
‫علي نذر أ ْن أذهب ماشيًا إىل املسجد النبوي ألصلي فيه‪ ،‬وجب أ ْن يذهب إليه من قال‪َّ :‬‬ ‫من قال‪َّ :‬‬
‫يف أي مسجد‪ ،‬وإ ْن نذر املشي إىل املسجد احلرام للصالة فيه لزمه ملكان احلج‬ ‫أيضا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مشيًا‪ ،‬وعند أيب يوسف لو ذهب مشيًا للمسجد احلرام أجزأه عن ذلك ً‬
‫والعمرة‬
‫الفقهية (ص‪ ،)114 :‬واألم للشافعي (‪/2‬‬ ‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/790‬واألصل املعروف باملبسوط للشيباين (‪ ،)485 /2‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)231 /6‬واملدونة (‪ ،)1/565‬القوانني‬
‫‪ ،)281‬وخمتصر املزين (‪ ،)405 /8‬واملغين (‪ ،)13/639‬والفروع وتصحيح الفروع (‪ ،)90 /11‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/162‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪679‬‬
‫من نذر أ ْن يمشي إلى غير المساجد الثالثة‬ ‫مســألــة (‪)9‬‬
‫اتفقوا َّ‬
‫أن من نذر أ ْن ميشي إىل املسجد احلرام أنَّه يلزمه ذلك النذر‪ ،‬وسبق اخلالف يف املسألة السابقة فيمن نذر أ ْن ميشي إىل مسجد النيب ‪ ‬أو إىل بيت املقدس‪،‬‬
‫تحرير محل‬
‫واختلفوا يف حكم الوفاء بنذر املسري إىل غري املساجد الثالثة؛ املسجد احلرام‪ ،‬واملسجد النبوي‪ ،‬وبيت املقدس‪ ،‬واخلالف يف بقية املساجد اليت هلا فضل كمسجد قباء‪،‬‬
‫الخالف‬
‫أما املساجد اليت (ال) فضل هلا فخارجة عن حمل اخلالف‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يلزم النذر باملشي لغري املساجد الثالثة إذا نذر يف مسجد له فضل زائد‬ ‫(ال) يلزم النذر باملشي لغري املساجد الثالثة مطل ًقا‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫ابن حبيب (مالكي)‬ ‫أكثر العلماء‬
‫االختالف يف تأويل حديث أيب هريرة ‪ ‬من قوله ‪( :‬ال تُسرج املطي إال لثالثة مساجد‪ ،‬املسجد احلرام‪ ،‬ومسجدي هذا‪ ،‬وبيت املقدس) [حم‪ /‬طأ‪ /‬تخ‪ /‬د‪ /‬وأصله‬
‫سبب الخالف‬
‫يف الصحيحني بلفظ‪( :‬ال تُشد ِّالرحال)] (أشار إليه ابن رشد)‬
‫* ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ال تُس‪77‬رج املطي إال لثالث‪77‬ة مس‪77‬اجد‪ ،‬املس‪77‬جد احلرام‪ * ،‬أث ‪77‬ر عب‪77‬د اهلل بن أيب بك ‪77‬ر عن عمت ‪77‬ه عن جدت‪77‬ه‪( :‬أهَّن ا ك‪77‬انت جعلت على‬
‫ومس‪7‬جدي‪ 7‬ه‪7‬ذا‪ ،‬وبيت املق‪7‬دس)‪ ،‬ه‪7‬ذا نص على ع‪7‬دم ج‪7‬واز الس‪7‬فر لغ‪7‬ري ه‪7‬ذه املس‪7‬اجد يف نفس‪77‬ها مش‪77‬يًا إىل مس‪77‬جد قب‪77‬اء‪ ،‬فم‪77‬اتت ومل تقض‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬أفىت عب‪77‬د اهلل بن عب‪77‬اس‬
‫األدلــة‬
‫ابنتها أ ْن متشي عنها) [طأ‪ /‬بغ‪ /‬طيا‪ /‬كار]‪ ،‬وهذا نص يف لزوم النذر باملشي‬ ‫النذر ويف غريه‪.‬‬
‫إىل ما له فضل من املساجد‪.‬‬ ‫‪ ‬أنكر أبو هريرة ‪ ‬على من ذهب إىل وادي طوى [ذكره يف تأسيس األحكام]‬
‫القول األول‪ ( :‬ال يلزم النذر باملشي لغري املساجد الثالثة)‪ ،‬وهذا هو املفهوم من حديث أيب هريرة ‪ ،‬وفيه سد لذريعة‪ 7‬زيارة املساجد األخرى وشد الرحال إليها‪،‬‬
‫الراجــح‬
‫وسد لذريعة الوقوع يف البدعة أو الشرك‬
‫من نذر من أهل املدينة املشي إىل مسجد قباء لزمه الوفاء بنذره‪.‬‬ ‫من نذر زيارة مسجد قباء مشيًا مل ينعقد نذره‪ ،‬وال يلزم الوفاء به إال ندبًا‬
‫ثمرة الخالف‬
‫الرحال (ال) جيوز إال‬ ‫وخصصت أهل املدينة دون غريهم؛ َّ‬
‫ألن شد ِّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/790‬وعمدة القارئ (‪ ،)11/470‬وإكمال املعلم (‪ ،)4/267‬وسبل السالم (‪ ،)4/114‬وتأسيس األحكام (‪ ،)5/98‬والتجريد للقدوري‪،)6521 /12( 7‬‬
‫والدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)627 /2‬والفواكه الدواين على رسالة ابن أيب زيد القريواين (‪ ،)422 /1‬وحاشية العدوي (‪ ،)36 /2‬واألم للشافعي (‪/7‬‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)73‬وخمتصر املزين (‪ ،)405 /8‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)4/216‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)11/363‬‬

‫‪680‬‬
‫الواجب فيمن نذر أ ْن ينحر ابنه في مقام إبراهيم‬ ‫مســألــة (‪)10‬‬
‫علي نذر أ ْن أذبح ابين‪ ،‬اتفقوا أنَّه (ال) حيل له ذحبه‪ ،‬واختلفوا يف الواجب عليه‪ ،‬واخلالف على سبعة أقوال‬
‫أي مكان‪ ،‬كقوله‪ :‬هلل ّ‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من نذر أ ْن يذبح ابنه؛ سواء يف مقام إبراهيم أو يف ّ‬ ‫تحرير محل‬
‫من نذر ذبح ابنه فعليه‬ ‫من نذر ذبح ابنه فال شيء عليه‬ ‫من نذر ذبح ابنه‬ ‫من نذر ذبح ابنه‬ ‫من نذر ذبح ابنه فعليه‬ ‫من نذر ذبح ابنه فعليه شاة‬ ‫من نذر ذبح ابنه فعليه حنر بدنة‬ ‫الخالف‬
‫كفارة ميني‬ ‫الشافعي‪ /‬أبو يوسف‬ ‫فعليه أ ْن حيج بولده‬ ‫فعليه أ ْن يهدي‬ ‫مائة من اإلبل‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫مالك‬
‫ديته‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (قياس املذهب)‬ ‫الليث‬ ‫نسب لابن عباس ‪/ƒ‬‬
‫علي ‪‬‬ ‫ابن حبيب (مالكي)‬
‫أن هذا الفعل خاص بإبراهيم ‪ ،‬ومل‬ ‫خمرج على اخلالف يف املسألة املشهورة‪ :‬هل يلزمنا شرع من قبلنا؟‪( ،‬وإ ْن كان الظاهر َّ‬ ‫تقرب بابنه‪ ،‬هل هو الزم للمسلمني أم ليس بالزم؟‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫قصة إبراهيم ‪ ‬ملا َّ‬
‫شرعا ألهل زمانه)‬ ‫سبب الخالف‬
‫يكن ً‬
‫* قص ‪77 7 7 7‬ة إب ‪77 7 7 7‬راهيم ‪ ،‬فهي من * قص‪77 7 7‬ة إب‪77 7 7‬راهيم ‪ ،‬فهي * قص‪77 7 7‬ة عب‪77 7 7‬د املطلب‪( 7:‬ملا * نفس دلي‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ل * نفس دلي ‪77‬ل الق‪77‬ول * قص ‪77‬ة إب ‪77‬راهيم ‪ ‬ليس بالزم للمس ‪77‬لمني‪  ،‬ح ‪77 7‬ديث‪( :‬ال ن ‪77 7‬ذر‬
‫ش ‪77‬رع من قبلن ‪77‬ا‪ ،‬وه ‪77‬و ش ‪77‬رع لن ‪77‬ا‪ ،‬من ش‪77 7 7 7‬رع من قبلن‪77 7 7 7‬ا‪ ،‬وه‪77 7 7 7‬و أم ‪77 7‬ر حبف ‪77 7‬ر زم ‪77 7‬زم‪ ،‬ن ‪77 7‬ذر هلل الق‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ول األول األول والث ‪77‬اين‪ ،‬لكن فه‪7‬و ش‪7‬رع خص ب‪7‬ه إب‪7‬راهيم ‪ ،‬وش‪7‬رع من يف معص‪77 7 7‬ية وكفارت‪77 7 7‬ه‬
‫كف‪77 7 7‬ارة ميني) [د‪ /‬ت‪/‬‬ ‫شرعا لنا‪.‬‬
‫وحُي م‪77 7 7‬ل م‪77 7 7‬ا ذك‪77 7 7‬ر فيه‪77 7 7‬ا من كبش ش‪77 7‬رع لن‪77 7‬ا‪ ،‬وحُي م‪77 7‬ل م‪77 7‬ا ذك‪77 7‬ر تعاىل أ ْن ينحر بعض ولده‪ ،‬والث‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬اين‪ ،‬لكن حُت م ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ل ال ُق‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬رب قبلنا ليس ً‬
‫الف‪77 7 7 7‬داء على ال ُق‪77 7 7 7‬رب اإلس‪77 7 7 7‬المية‪ ،‬فيه‪77 7 7 7‬ا من كبش الف‪77 7 7 7‬داء على فخ‪77 7‬رج الس‪77 7‬هم البن‪77 7‬ه عب‪77 7‬د حتم ‪77 7 7 7 7 7 7‬ل القرب ‪77 7 7 7 7 7 7‬ة اإلس ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬المية على ‪ ‬ألنَّه ن‪77 7‬ذر معص‪77 7‬ية ال جيب الوف‪77 7‬اء ب‪77 7‬ه وال ن‪ /‬ج‪77 7 7 7 7 7 7‬ه‪/‬كم‪/‬ه‪77 7 7 7 7 7 7‬ق‪/‬‬
‫جيوز‪ ،‬حلديث‪( :‬ال ن ‪77 7 7 7‬ذر يف معص ‪77 7 7 7‬ية‪ ،‬وال وصححه األلباين]‬ ‫وهي اهلدي‪ ،‬فتجب يف اهلدي ال ُق‪77 7‬رب اإلس‪77 7‬المية‪ ،‬كاهلدي‪ ،‬اهلل ‪-‬وال‪77 7 7 7‬د الرس‪77 7 7 7‬ول ‪ -‬اإلس‪77 7 7 7 7 7 7 7‬المية على احلج بولده‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫فيم ‪77‬ا ال ميل ‪77‬ك ابن آدم)‪[ ،‬م] وحلديث‪( :‬من ‪ ‬ح‪77 7 7‬ديث‪( :‬كف‪77 7 7‬ارة‬ ‫بدن ‪77‬ة‪ ،‬وك ‪77‬ذا يف ف ‪77‬داء ابن ‪77‬ه‪ ،‬ف‪77‬األمر فتجب علي‪77 7 7 7‬ه ش‪77 7 7 7‬اة‪ ،‬ف‪77 7 7 7‬األمر فف‪77 7 7 7 7‬داه مبائ‪77 7 7 7 7‬ة من اإلب‪77 7 7 7 7‬ل) إهداء الدِّية‪7.‬‬
‫النذر كفارة ميني) [م]‪.‬‬ ‫نذر أ ْن يعصي اهلل فال يعصه) [خ]‪.‬‬ ‫ب ‪77‬ذبح إب ‪77‬راهيم ‪ ‬البن ‪77‬ه ك ‪77‬األمر ب‪77 7 7 7‬ذبح إب‪77 7 7 7‬راهيم ‪ ‬البن‪77 7 7 7‬ه [كم‪ /‬وض‪77 7 7 7 7 7‬عفه ال‪77 7 7 7 7 7‬ذهيب]‪،‬‬
‫ومثله من نذر ذبح ابنه‪.‬‬ ‫كاألمر بذبح شاة‪.‬‬ ‫بذبح بدنة‪.‬‬
‫القول السابع‪( :‬من نذر ذبح ابنه فعليه كفارة ميني)‪ ،‬ألنَّه نذر معصية‪ ،‬وسبق يف مسألة (‪ )4‬من كتاب النذور َّ‬
‫أن من نذر فعل معصية تلزمه كفارة ميني‪ ،‬أما قصة إبراهيم ‪ ‬فهي خمتصة بإبراهيم ‪ ،‬وال يتعداه‬
‫إىل غريه‪ ،‬بل حىت أنَّه ال يتعداه ألهل زمانه‪ ،‬حلكمة اهلل تعاىل أعلم هبا‪ ،‬فضاًل عما ورود مما خيالف ذلك يف شرعنا‬ ‫الراجــح‬

‫تربأ ذمته بكفارة‬ ‫مل ينعقد نذره وال يلزمه عليه شيء‬ ‫يفدي ابنه بالذهاب‬ ‫يق ّدر دية ابنه‬ ‫يفدي ابنه بذبح (‪)100‬‬ ‫يفدي ابنه بذبح شاة‬ ‫يفدي ابنه بذبح ناقة أو بعري‬
‫اليمني‬ ‫به إىل احلج‬ ‫وخيرجها يف‬ ‫من اإلبل ويتصدق هبا‬ ‫ويتصدق هبا‬ ‫ويتصدق هبا‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فداء‬
‫سبيل اهلل ً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/791‬والتجريد للقدوري (‪ ،)6507 /12‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (رد احملتار) (‪ ،)739 /3‬واملدونة (‪ ،)576 /1‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)114 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)489 /15‬والبيان يف مذهب‬
‫اإلمام الشافعي (‪ ،)4/472‬واملغين (‪ ،)13/476‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)124 /8‬واحمللى (‪)8/15‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪681‬‬
‫من نذر أ ْن يجعل ماله كله في سبيل اهلل تعالى (نذر أ ْن يتصدق بكل ماله)‬ ‫مســألــة (‪)11‬‬
‫اتفقوا َّ‬
‫أن من نذر من جهة (اخلري) أ ْن جيعل ماله كله يف سبيل اهلل تعاىل‪ ،‬كقوله‪( :‬نذرت مايل للمساكني)‪ ،‬أنَّه يلزمه ذلك وال ترفعه الكفارة (على خالف يف مقدار ما خيرج)‪ ،‬واختلفوا فيمن نذر من جهة (الشرط) أ ْن جيعل ماله‬ ‫تحرير محل‬
‫كله يف سبيل اهلل‪ ،‬كقوله‪( :‬مايل للمساكني إ ْن فعلت كذا) ففعل‪ ،‬اختلفوا ماذا جيب عليه يف احلالني (اخلرب‪ /‬الشرط)؟‪ ،‬واخلالف على ستة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إ ْن كان املال كثريا أخرج مُخُسه‪،‬‬ ‫من نذر ماله‬ ‫من نذر ماله للمساكني أخرج مجيع‬ ‫من نذر ماله للمساكني جيب‬ ‫من نذر ماله للمساكني جيب عليه إخراج ثلث ماله‬ ‫من نذر ماله للمساكني جتب‬
‫وإن كان وسطًا فسبعه‪ ،‬وإ ْن كان‬
‫ْ‬ ‫للمساكني خيرج‬ ‫األموال اليت جتب فيها الزكاة‬ ‫عليه إخراج مجيع ماله‬ ‫مالك‬ ‫عليه كفارة ميني‬
‫قلياًل فعشره‪ /‬قتادة‬ ‫مثل زكاة ماله‪/‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫زفر‪ /‬النخعي‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ربيعة‬
‫ظاهر معارضة األصل يف هذه املسألة لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الن‪77 7‬ذر املطل‪77 7‬ق ‪ ‬مل أقف على دليل هلذا القول‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬االستحس ‪77 7 7 7‬ان‪ /‬ال واجب إال م ‪77 7 7 7‬ا‬ ‫* ح‪77‬ديث أيب لباب‪77‬ة ‪ ‬ملا ت‪77‬اب اهلل تع‪77‬اىل علي‪77‬ه ق‪77‬ال‪( :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول * األص ‪77 7‬ل الوف ‪77 7‬اء بالن ‪77 7‬ذر الالزم‬ ‫* ح‪77‬ديث عقب‪77‬ة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪:‬‬
‫حمم‪77‬ول على معه‪77‬ود‬ ‫اهلل‪ ،‬أج‪77‬اورك وأخنل‪77‬ع من م‪77‬ايل ص‪77‬دقة إىل اهلل‪ ،‬وإىل رس‪77‬وله‪ ،‬فق‪77‬ال على الناذر‪ ،‬وهو نَ َذر مجيع مال‪77‬ه‬
‫أوجب ‪77 7 7‬ه اهلل تع‪77 7 7‬اىل‪ ،‬وه‪77 7 7‬و الزك‪77 7 7‬اة‪،‬‬ ‫(كف ‪77 7‬ارة الن ‪77 7‬ذر كف ‪77 7‬ارة ميني)‬
‫يف الش ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬رع‪ ،‬وال‬ ‫فينصرف نذره إىل أموال الزكاة‪.‬‬ ‫‪ :‬جيزيك من ذلك الثلث) [طأ‪ /‬حم‪ /‬د‪ /‬دا‪ /‬ويف سنده ضعف]‪ .‬ف‪77 7 7‬وجب علي‪77 7 7‬ه م‪77 7 7‬ا ن‪77 7 7‬ذره على‬ ‫[م]‪.‬‬
‫جيب يف الش ‪77 7‬رع إال‬ ‫‪ ‬ت ‪77 7 7‬ربع الص ‪ّ 7 7 7‬ديق ‪ ‬بك ‪77 7 7‬ل مال ‪77 7 7‬ه‬ ‫‪ ‬قول‪77‬ه ‪ ‬لكعب بن مال‪77‬ك ‪ ‬ملا ختلَّف عن غ‪77‬زوة تب‪77‬وك فت‪77‬اب الوجه الذي قصده‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث‪( :‬من ن‪77 7 7‬ذر م‪77 7 7‬ا ال‬
‫اهلل تع‪77‬اىل علي‪77‬ه‪ ،‬ق‪77‬ال‪( :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪َّ ،‬‬ ‫يُطي ‪77‬ق فعلي ‪77‬ه كف ‪77‬ارة ميني) [د‪/‬‬
‫األدلــة‬
‫قدر الزكاة‪.‬‬ ‫وق ‪77 7 7‬ال‪( :‬أبقيت هلم اهلل ورس ‪77 7 7‬وله)‪،‬‬ ‫إن من توب‪77‬يت أ ْن أخنل‪77‬ع من ‪ ‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه ‪( :‬من ن‪77‬ذر أ ْن‬
‫وقب ‪77‬ل من‪77‬ه ‪[ ‬د‪ /‬ت‪ /‬ق‪77‬ال الرتم‪77‬ذي‪:‬‬ ‫م‪77 7‬ايل ص‪77 7‬دقة إىل اهلل ورس‪77 7‬وله‪ ،‬فق‪77 7‬ال ‪ :‬أمس‪77 7‬ك علي‪77 7‬ك بعض يطي‪77 7 7‬ع اهلل فليطع‪77 7 7‬ه) [خ]‪ ،‬فه‪77 7 7‬و‬ ‫قط‪ /‬هق‪ /‬جه]‪.‬‬
‫نَ َذر ن ْذر طاعة فيلزمه الوفاء به‪ .‬حس‪77 7 7‬ن ص‪77 7 7‬حيح‪ ،‬وض‪77 7 7‬عفه ابن ح‪77 7 7‬زم يف‬ ‫مالك) [متفق]‪ ،‬ويف رواية‪( :‬جيزئ عنك الثلث) [د]‪.‬‬
‫احمللى]‬
‫القول األول‪( :‬من نذر ماله للمساكني فعليه كفارة ميني)‪ ،‬ولعل هذا القول األحظ دلياًل ‪ ،‬فليس‪ 7‬كل من تصدق مباله لزمه ذلك‪ ،‬وقد قال ‪ ‬للرجل الذي جاء يتصدق مبثل بيضة من ذهب‪ ،‬قال‪( :‬يأيت أحدكم مبا ميلك‪ ،‬فيقول‪ :‬هذه‬
‫صدقة‪ .‬مث يقعد يتكفف الناس‪ ،‬خري الصدقة ما كان عن ظهر ِغىن) [د‪ /‬كم‪ /‬وصححه الذهيب‪ /‬ويف سنده مقال]‪ ،‬وقد ضعف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬مجيع األقوال إال القول األول والثاين‬ ‫الراجــح‬
‫إ ْن كان ميلك (‪ )100‬ألف‬ ‫حيسب زكاة ماله‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله إ ْن‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله إ ْن شفي ولده‪ ،‬يقسم ماله كله إىل‬ ‫من نذر أ ْن يتصدق مباله كله‬
‫أخرج (‪ )20‬ألفا‪ ،‬وإ ْن كان‬ ‫وخيرجها ويربأ‬ ‫شفي ولده خيرج ما ميلكه من‬ ‫إ ْن شفي ولده‪ ،‬فعليه أ ْن خيرج‬ ‫ثالثة أقسام‪ ،‬وخيرج ثلثه يف سبيل اهلل‪ ،‬وبذلك تربأ ذمته‬ ‫إ ْن شفي ولده يطعم عشرة‬
‫ميلك (‪ )7000‬أخرج (‬ ‫بذلك‪ ،‬وهذه غري‬ ‫الذهب والفضة وهبيمة األنعام ومال‬ ‫من ماله كله دون استثناء‬ ‫مساكني أو يكسوهم أو‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫‪ ،)1000‬وإ ْن كان ميلك(‬ ‫الواجبة إذا حل‬ ‫التجارة والزرع‪ ،‬ويرتك بيته وما‬ ‫يعتق رقبة‪ ،‬فإ ْن مل جيد صام‬
‫‪ )500‬أخرج (‪)50‬‬ ‫احلول على املال‬ ‫يستعمله من مقتنيات‬ ‫ثالثة أيام وبرأت ذمته‬

‫‪682‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/792‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)134 /4‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)54 /3‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)113 :‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)94 /3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)458 /15‬وأسىن املطالب يف شرح روض‬
‫الطالب (‪ ،)1/576‬واملغين (‪ ،)13/629‬ومنتهى اإلرادات (‪ ،)254 /5‬واحمللى (‪)8/10‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪683‬‬
‫كتـاب َّ‬
‫الضحـايـا‬

‫‪684‬‬
‫َّ‬
‫كتاب الضحايا‬

‫ويشمل أربعة أبواب‬

‫الباب األول‪ :‬في حكمـ الضحايا‪ ،‬ومن المخاطب بها؟‪.‬‬


‫الباب الثاني‪:‬ـ في أنواع الضحايا وصفاتها وأسنانها وعددها‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬في حكم الذبح‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬في أحكامـ لحوم الضحايا‪.‬ـ‬

‫‪685‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الضحايا‬

‫أمجع العلماء على جواز الضحايا من مجيع هبيمة األنعام‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫كلهم جممعون على أنَّه (ال) جتوز الضحية بغري هبيمة األنعام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أمجع العلماء على اجتناب‪ :‬العرجاء‪ ،‬واملريضة‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن ما كان من عيوب األضحية خفي ًفا‪ ،‬فال تأثري له يف منع اإلجزاء‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫(ال) خالف يف َّ‬
‫أن املرض البنِّي مينع اإلجزاء‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أن قطع األذن كله أو أكثره عيب‪.‬‬ ‫مل خيتلف اجلمهور َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫أمجعوا على أنَّه (ال) جيوز اجلَ َذع من املعز‪ ،‬بل الثَّين فما فوقه‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أن الكبش (ال) جُي زئ إال عن واحد‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫أمجعوا على أنَّه (ال) جيوز أ ْن يشرتك يف النُّسك أكثر من سبعة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫الذبح قبل صالة العيد (ال) جيوز‪.‬‬ ‫أن َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-10‬‬
‫أن األيام (املعدودات) هي أيام التشريق‪.‬‬ ‫(ال) خالف بينهم َّ‬ ‫‪-11‬‬
‫املضحي غريه على َّ‬
‫الذبح‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫اتفقوا على أنَّه جيوز أ ْن َيو ِّكل‬ ‫‪-12‬‬
‫أن املضحي مأمور أ ْن يأكل من حلم أضحيته ويتصدَّق‪.‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-13‬‬
‫العلماء متفقون ‪-‬فيما علمت‪ -‬أنَّه (ال) جيوز بيع حلم األضحية‪.‬‬ ‫‪-14‬‬

‫‪686‬‬
‫كتاب الضحايا‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫حكم األضحية‬ ‫‪1‬‬
‫أفضل الضحايا‬ ‫‪2‬‬
‫التضحية بما فيه عيب (أشد) من العيوب المنصوص عليها‬ ‫‪3‬‬
‫التضحية بما فيه عيب (مساو) للعيوب المنصوص عليها‬ ‫‪4‬‬
‫التضحية في الص ّكاء‬ ‫‪5‬‬
‫التضحية باألبتر‬ ‫‪6‬‬
‫التضحية بالجذع من الضأن‬ ‫‪7‬‬
‫االشتراك في األضحية في (اإلبل والبقر)‬ ‫‪8‬‬
‫من ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫‪9‬‬
‫متى يذبح األضحية من ليس له إمام من أهل القرى؟‬ ‫‪10‬‬
‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫‪11‬‬
‫الذبح في (الليالي) التي تتخلل أيام النحر‬ ‫‪12‬‬
‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫‪13‬‬
‫حكم بيع أجزاء من األضحية ‪-‬غير اللحم‪-‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪687‬‬
‫حكم األضحية‬ ‫مســألــة (‪)1‬‬
‫اتفقوا على مشروعية األضحية وفضلها‪ ،‬وأنَّه (ال) ينبغي للموسر‪ 7‬أ ْن يرتكها‪ ،‬واختلفوا يف حكمها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫األضحية واجبة‬ ‫األضحية ُسنة مؤكدة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (رواية)‬ ‫مالك (مشهور)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الصاحبان‬
‫هل فعله ‪ ‬يف ذبح األضحية حممول على الوجوب أو على الندب؟ ‪ /‬واختالفهم يف مفهوم‪ 7‬األحاديث الواردة يف أحكام الضحايا‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77 7‬ديث أم س ‪77 7‬لمة ~ َّ‬
‫أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬إذا دخ ‪77 7 7‬ل العش ‪77 7 7‬ر وأراد * مل ي‪77‬رتك ‪ ‬الض‪77‬حية ق‪77‬ط‪ ،‬ح‪77‬ىت يف الس‪77‬فر‪ ،‬ودل علي‪77‬ه ح‪77‬ديث ثوب‪77‬ان ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ذبح‬
‫‪7‬حي‪ ،‬فال يأخ‪77‬ذ من ش ‪77‬عره ش‪77‬يًئا‪ ،‬وال من أظف‪77‬اره) [م]‪ ،‬فقول‪77‬ه‪ :‬رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬أض‪77‬حيته يف الس‪77‬فر‪ ،‬مث ق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا ثوب‪77‬ان‪ ،‬أص‪77‬لح حلم ه‪77‬ذه األض‪77‬حية‪ ،‬ق‪77‬ال‪:‬‬ ‫أح‪77‬دكم أ ْن يض‪ِّ 7‬‬
‫دل على وجوهبا‪.‬‬ ‫أن األض‪77 7‬حية ليس‪77 7‬ت بواجب‪77 7‬ة‪ ،‬فل‪77 7‬و فلم أزل أطعمه منها حىت قدم املدينة) [م]‪ ،‬فمداومته ‪ ‬على فعلها َّ‬ ‫‪7‬حي)‪ ،‬دلي ‪77‬ل على َّ‬‫(إذا أراد أح ‪77‬دكم أ ْن يض ‪ِّ 7‬‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث أيب ب‪77 7‬ردة ‪ ‬ملا ذبح قب ‪77‬ل الص ‪77‬الة أم ‪77‬ره ‪ ‬بإع ‪77‬ادة أض ‪77‬حيته‪ ،‬فق ‪77‬ال ل‪77 7‬ه‪ِّ :‬‬
‫(إن‬ ‫كانت واجبة ملا علَّقها ‪ ‬على إرادة املكلَّف‪.‬‬
‫* َت‪77‬رك بعض الص‪77‬حابة ‪ ‬ال‪ّ 7‬ذبح؛ ك‪77‬أيب بك‪77‬ر وابن عب‪77‬اس ‪[ ‬عب]‪ ،‬وض‪77‬حى ش‪77‬اتك ش‪77‬اة حلم‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬عن‪77‬دي داجن‪77‬ا جذع‪77‬ة من املع‪77‬ز‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬اذحبه‪77‬ا‪ ،‬وال‬ ‫األدلــة‬
‫َ‬
‫تصلح لغريك‪ ،‬مث قال‪ :‬من ذبح قب‪7‬ل الص‪7‬الة فإمنا ي‪7‬ذبح لنفس‪7‬ه‪ ،‬ومن ذبح بع‪7‬د الص‪7‬الة فق‪7‬د‬ ‫بالل ‪ ‬بديك [مح]‪ ،‬ولو كانت واجبة ملا تركها الصحابة ‪.‬‬
‫مت نُس ‪77‬كه وأص ‪77‬اب س ‪77‬نة املس ‪77‬لمني) [متف ‪77‬ق]‪ ،‬ول ‪77‬و ك ‪77‬انت غ ‪77‬ري واجب ‪77‬ة ملا أم ‪77‬ره ‪ ‬بإع ‪77‬ادة‬
‫الذبح‪.‬‬
‫أن أبا حنيفة ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬مل ير وجوب األضحية يف السفر مع َّ‬
‫أن‬ ‫القول األول‪( :‬األضحية سنة مؤكدة)‪ ،‬وحُي مل حديث ثوبان ‪ ‬على االستحباب َّ‬
‫املؤكد‪ ،‬فكما َّ‬
‫ظاهر حديث ثوبان ‪ ‬يدل عليه‪ ،‬فكذلك ال يدل على الوجوب يف غري السفر‪ ،‬أما أمره ‪ ‬أليب بردة ‪ ‬باإلعادة فليس للوجوب‪ ،‬ولكن من باب اإلخبار‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫واخلالف يف هذه املسألة يف حكم وجوب الذبح ابتداءً‬
‫موسرا‬
‫موسرا وجب عليه أ ْن يضحي وإال أمث برتك األضحية‪ ،‬وإ ْن كان ً‬
‫مقيما ً‬
‫من كان ً‬ ‫من ترك األضحية وهو قادر عليها فقد ترك سنة عظيمة وشعرية من شعائر‬
‫ثمرة الخالف‬
‫مسافرا ال جتب عليه‬
‫ً‬ ‫املسلمني وفاته اخلري الكثري لكن (ال) يأمث برتكها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/797‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)12/8‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)4/355‬واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪ ،)657 :‬وشرح ابن ناجي التنوخي‬
‫مراجع المسألــة‬
‫على منت الرسالة (‪ ،)357 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/71‬والبيان يف مذهب‪ 7‬اإلمام الشافعي (‪ ،)2/645‬واملغين (‪ ،)13/360‬واحملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل‬

‫‪688‬‬
‫أفضل الضحايا‬ ‫مســألــة (‪)2‬‬
‫أمجع العلماء على جواز الضحايا مع مجيع هبيمة األنعام‪ ،‬وكلهم جممعون على أنَّه (ال) جتوز الضحية بغري هبيمة األنعام‪ ،‬إال ما حكي عن احلسن بن صاحل أنه قال‪:‬‬
‫جتوز التضحية ببقر الوحش عن سبعة‪ ،‬والظيب عن واحد‪ .‬واختلفوا يف األفضل من الضحايا‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫أفضل الضحايا‪ :‬اإلبل مث البقر مث الكبش‬ ‫أفضل الضحايا‪ :‬الكبش مث البقر مث اإلبل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أشهب وابن شعبان (من املالكية)‬ ‫مالك‬
‫الذبح العظيم (الكبش) الذي فدى به إبراهيم ‪ ‬سنة باقية؟‬ ‫ظاهر معارضة القياس لدليل الفعل‪ /‬وهل ِّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫* دلي‪77 7‬ل الفع‪77 7‬ل‪ /‬مل ي‪77 7‬رو عن‪77 7‬ه ‪ ‬أنَّه ض‪77 7‬حى إال بكبش‪ ،‬كح ‪77 7‬ديث‪َّ :‬‬
‫(أن الن ‪77 7‬يب ‪ ‬ك‪77 7‬ان * القياس‪ /‬الضحايا قُرب‪7‬ة حبي‪7‬وان‪ ،‬ف‪7‬وجب أ ْن يك‪7‬ون األفض‪7‬ل فيه‪7‬ا األفض‪7‬ل‬
‫يف اهلدايا‪ ،‬واألفض‪77 7‬ل يف اهلدايا اإلب ‪77‬ل‪ ،‬وق ‪77‬د أه ‪77‬دى ‪ ‬يف حج‪77 7‬ة ال‪77 7‬وداع‬ ‫أن الكباش أفضل‪.‬‬ ‫يضحي بكبشني) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وال يفعل ‪ ‬إال األفضل‪َّ ،‬‬
‫فدل َّ‬
‫ألن إبراهيم ‪ ‬فدى ابنه بالكبش‪ ،‬وذلك سنة باقية‪ ،‬وهو مبنزلة األضحية‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬مائة من اإلبل‪ ،‬وحنر بيده ‪ ‬ثالثة وستني بدنة [م]‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫* حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪ ‬يف يوم اجلمع‪7‬ة‪( :‬من راح الس‪7‬اعة األوىل‬ ‫أن الكبش أفضل‪.‬‬ ‫(ﭖﭗﭘﭙ)[الصافات‪ ،]78:‬فدل َّ‬ ‫األدلــة‬
‫فكأمنا ق‪7َّ 7‬رب بدن‪77‬ة‪ ،‬ومن راح الس‪77‬اعة الثاني‪77‬ة فكأمنا ق‪7َّ 7‬رب بق‪77‬رة‪ ،‬ومن راح‬ ‫حلما‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن الكبش أطيب ً‬
‫كبشا) [متفق]‪ 7،‬فدل َّ‬
‫أن اإلبل أفضل‪.‬‬ ‫الساعة الثالثة فكأمنا ّقرب ً‬
‫حلما‪.‬‬
‫ألن اإلبل أكثر ً‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ضحى‬
‫القول الثاين‪( :‬أفضل الضحايا اإلبل)‪ ،‬ومل يقتصر ‪ ‬على الكباش يف كل حاله‪( ،‬فكان ‪ ‬يذبح وينحر باملصلى) [خ]‪ ،‬أي ينحر اإلبل‪ ،‬وثبت عنه ‪( :‬أنَّه َّ‬
‫الراجــح‬
‫باإلبل وبالكبش‪ ،‬فكان ‪ ‬يضحي عن نسائه بالبقر) [خ]‪ ،‬وكان ‪( :‬يضحي باملدينة باجلزور أحيانًا‪ ،‬وبالكبش إذا مل جيد اجلزور) [هق]‬
‫من ق ّدم اإلبل يف األضحية فقد فعل األفضل‬ ‫قادرا على التضحية باإلبل‬
‫من ق ّدم الكبش يف األضحية فقد فعل األفضل‪ ،‬وإ ْن كان ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/799‬ودرروالبقر‬
‫احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)235 /1‬والبحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة اخلالق وتكملة الطوري (‪ ،)387 /2‬والقوانني‬
‫الفقهية (ص‪ ،)126 :‬شرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)38 /3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)77 /15‬واملهذب يف فقة اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)433 /1‬واملغين البن قدامة (‪/9‬‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)438‬والعدة شرح العمدة (ص‪)231 :‬‬

‫‪689‬‬
‫التضحية بما فيه عيب (أشد) من العيوب المنصوص عليها‬ ‫مســألــة (‪)3‬‬
‫أمجع العلماء على اجتناب العرجاء البنِّي عرجها يف الضحايا‪ ،‬واملريضة البنِّي مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي؛ حلديث الرباء بن عازب ‪َّ :‬‬
‫(أن رسول اهلل ‪ُ ‬سئل‪:‬‬
‫ماذا َّيت َقى من الضحايا؟‪ ،‬فأشار بيده وقال‪ :‬أربع؛ العرجاء البنِّي عرجها‪ ،‬والعوراء البنِّي عورها‪ ،‬واملريضة البنِّي مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي) [حم‪ /‬طأ‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪/‬‬
‫أن ما كان من هذه األربع العيوب خفي ًفا فال تأثري له يف منع اإلجزاء‪ ،‬واختلفوا لو كانت العيوب‬ ‫تحرير محل الخالف جه‪ /‬طيا‪ /‬وصحح إسناده الرتمذي واأللباين]‪ ،‬كذلك أمجعوا على َّ‬
‫أشد من املنصوص عليها هل متنع اإلجزاء؟‪ ،‬مع اتفاقهم َّ‬
‫أن املرض البنِّي مينع اإلجزاء‪ ،‬واخلالف على قولني‬

‫لو كانت األضحية عيوهبا أشد من املنصوص عليها جتزئ‬ ‫(ال) جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا أشد من املنصوص عليها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬
‫هل اللفظ الوارد يف حديث الرباء بن عازب ‪ ،‬خاص ُأريد به اخلصوص‪ ،‬أو خاص ُأريد به العموم؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رس‪77 7‬ول اهلل ‪ُ ‬س‪7 7 7‬ئل‪ :‬م ‪77 7‬اذا يتقى من * ح‪77‬ديث ال‪77‬رباء بن ع‪77‬ازب ‪َّ :‬‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ُ ‬س ‪7‬ئل‪ :‬م‪77‬اذا يتقى من الض‪77‬حايا؟‪،‬‬ ‫* ح‪77 7‬ديث ال‪77 7‬رباء بن ع‪77 7‬ازب ‪َّ :‬‬
‫الض‪77‬حايا؟‪ ،‬فأش‪77‬ار بي‪77‬ده وق‪77‬ال‪ :‬أرب‪77‬ع‪ ،‬العرج‪77‬اء ال‪77‬بنّي عرجه‪77‬ا ‪ ،)...‬اللف‪77‬ظ يف فأش‪77‬ار بي‪77‬ده وق‪77‬ال‪ :‬أرب‪77‬ع ‪ ،)...‬اللف‪77‬ظ يف احلديث خ‪77‬اص ُأري‪77‬د ب‪77‬ه اخلص‪77‬وص‪ ،‬ول‪77‬ذلك‬
‫األدلــة‬
‫احلديث خاص ُأريد به العم‪7‬وم‪ 7،‬وه‪7‬ذا من الن‪7‬وع ال‪7‬ذي يق‪7‬ع في‪7‬ه التنبي‪7‬ه ب‪7‬األدىن أخرب بالعدد (أربع)‪ ،‬فال مينع اإلجزاء إال هذه العيوب األربعة املنصوص عليها‪.‬‬
‫على األعلى‪ ،‬فما هو أشد من املنصوص أحرى أ ْن (ال) جتزئ‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا أشد من املنصوص عليها)‪ ،‬لقوة ما استدل به اجلمهور‪ ،‬فإذا مل جُت زئ العوراء فمن باب أوىل العمياء‪ ،‬وهذا هو‬
‫الراجــح‬
‫الظاهر جبالء من حديث الرباء بن عازب ‪ ،‬وهذا مثل قوله تعاىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [اإلسراء‪ ،]23:‬فمن باب أوىل حترمي ما هو أكرب من التأفف‬
‫جتزئ التضحية بالكسيح اليت ال متشي‪ ،‬والعمياء اليت ال تبصر‪ ،‬ومقطوعة كامل‬ ‫(ال) جتزئ التضحية بالكسيح اليت ال متشي‪ ،‬أو مكسورة الساق‪ ،‬وال‬
‫األذن أو القرن أو َّ‬ ‫بالعمياء‪ ،‬وال مقطوعة كامل األذن أو القرن أو َّ‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الذنَب وحنوها‬ ‫الذنَب وحنوها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/801‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)358 /4‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)189 /2‬والذخرية للقرايف (‪ ،)4/147‬والقوانني الفقهية (ص‪:‬‬
‫‪ ،)127‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/81‬والبيان يف مذهب‪ 7‬اإلمام الشافعي (‪ ،)444 /4‬واملغين البن قدامة (‪ ،)475 /3‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)17 /7‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪690‬‬
‫التَّضحية بما فيه عيب (مسا ٍو) للعيوب المنصوص عليها‬ ‫مســألــة (‪)4‬‬
‫أمجع العلماء على اجتناب األضاحي الواردة يف حديث الرباء بن عازب ‪ ‬عندما ُسئل ‪ ‬عما َّيت َقى من األضاحي قال‪( :‬أربع؛‪ 7‬العرجاء البنِّي عرجها‪ ،‬والعوراء البنِّي عورها‪ ،‬واملريضة البنِّي مرضها‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫أن ما كان من هذه العيوب األربع خفي ًفا أنَّه (ال) تأثري له يف منع اإلجزاء‪ ،‬واختلفوا لو‬ ‫والعجفاء اليت ال تُنقي ) [حم‪ /‬طأ‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬طيا‪ /‬وصحح إسناده الرتمذي واأللباين]‪ ،‬كذلك أمجعوا على َّ‬
‫أن املرض البنّي مينع اإلجزاء‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫مفيد ا للنقص على حنو إفادة هذه العيوب املنصوص عليها‪ ،‬أي مساوية هلا‪ ،‬مع اتفاقهم على َّ‬ ‫الخالف‬
‫كانت العيوب يف سائر األعضاء ً‬
‫جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية‬ ‫جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية للمنصوص‬ ‫(ال) جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية للمنصوص عليها‬
‫للمنصوص عليها‪ ،‬و(ال) يستحب اجتناهبا‬ ‫عليها‪ ،‬ويستحب اجتناهبا‬ ‫مالك (مشهور)‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال‬
‫أهل الظاهر‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬بعض املالكية (ابن القصار‪ /‬ابن‬ ‫ونسبتها‬
‫اجلالب‪ /‬البغداديون)‬
‫اختالفهم يف مفهوم حديث الرباء بن عازب ‪ ،‬وهل يُفهم منه املعىن اخلاص الذي ُأريد به العام‪ ،‬وإ ْن قلنا‪ :‬العام‪ ،‬فأي عام هو‪ ،‬الذي أكثر أو املساوي أو مها معا؟‪ /‬وتعارض اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل‬ ‫* ح‪7‬ديث ال‪7‬رباء بن ع‪77‬ازب ‪َّ :‬‬ ‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث ال ‪77‬رباء بن ع ‪77‬ازب ‪َّ :‬‬ ‫* ح‪77‬ديث ال‪77‬رباء بن ع ‪77‬ازب ‪َّ :‬‬
‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ُ ‬س ‪7‬ئل‪ :‬م‪77‬اذا َّيتَقى من الض ‪77‬حايا؟‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬أرب ‪77‬ع‪:‬‬
‫‪ ‬س‪77‬ئل‪ :‬م‪77‬اذا يتقى من الض‪77‬حايا؟‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬أرب‪77‬ع‪:‬‬ ‫س‪77‬ئل‪ :‬م‪7‬اذا يتقى من الض‪77‬حايا؟‪ ،‬ق‪7‬ال‪ :‬أرب‪77‬ع‪ :‬العرج‪7‬اء‬ ‫العرج‪7‬اء ال‪7‬بنّي عرجه‪7‬ا ‪ ،)...‬ه‪7‬ذا احلديث من ب‪7‬اب اخلاص ال‪7‬ذي أري‪7‬د ب‪7‬ه الع‪7‬ام‪ ،‬وه‪7‬و من ب‪7‬اب التنبي‪7‬ه‬
‫العرج‪77 7‬اء ال‪77 7‬بنّي عرجه‪77 7‬ا ‪ ،)...‬ه‪77 7‬ذا احلديث من‬ ‫ال‪77 7 7‬بنّي عرجه‪77 7 7‬ا ‪ ،)...‬ه‪77 7 7‬ذا احلديث من ب‪77 7 7‬اب اخلاص‬ ‫ض ‪7‬ا التنبي‪77‬ه باملس‪77‬اوي على املس‪77‬اوي‪ ،‬فه‪77‬و ش‪77‬امل ملا ه‪77‬و أش‪77‬د للمنط‪77‬وق‪ ،‬أو‬
‫ب‪77‬األدىن على األعلى‪ ،‬وأي ً‬
‫ب ‪77 7‬اب اخلاص ال ‪77 7‬ذي ُأري ‪77 7‬د ب ‪77 7‬ه اخلاص‪ ،‬فال مين ‪77 7‬ع‬ ‫ال‪77‬ذي ُأري‪77‬د ب ‪77‬ه الع‪77‬ام‪ ،‬ولكن‪77‬ه من ب‪77‬اب التنبي ‪77‬ه ب ‪77‬األدىن‬ ‫مساو له‪ ،‬فتمنع العيوب الشبيهة اإلجزاء‪ ،‬كما متنعه العيوب اليت أكرب منها‪.‬‬
‫اإلجزاء إال من هذه األربع املنصوص عليها‪.‬‬ ‫على األعلى فق ‪77 7‬ط‪ ،‬ليس من ب‪77 7 7‬اب التنبي ‪77 7‬ه باملس ‪77 7‬اوي‬ ‫* حديث علي ‪ ‬قال‪( :‬أمرنا رسول اهلل ‪ ‬أ ْن نستشرف العني واألذن‪ ،‬وال نضحي بشرقاء‬
‫* ح‪7‬ديث ال‪7‬رباء ‪( :‬أرب‪7‬ع ال جتزئ ‪ ،)...‬ق‪7‬ال‬ ‫على املس‪7‬اوي‪ ،‬فال يُلح‪77‬ق هبذه األرب‪77‬ع املس‪7‬اوي هلا يف‬ ‫(مش‪77 7‬قوقة األذن)‪ ،‬وال خرق‪77 7‬اء (مثقوب‪77 7‬ة األذن)‪ ،‬وال ُم‪77 7‬دابرة (مقطوع‪77 7‬ة األذن من اجلنب)‪ ،‬وال‬ ‫األدلــة‬
‫ل‪77‬ه عبي‪77‬د بن ف‪77‬ريوز‪ :‬إين أك‪77‬ره ْأن يك‪77‬ون يف الس‪77‬ن‬ ‫العيوب إال على وجه االستحباب‪.‬‬ ‫برتاء) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬دا‪ /‬وصححه الرتمذي واحلاكم‪ ،‬وصححه األلباين بش‪7‬واهده]‪،‬‬
‫وأن يك‪77 7‬ون يف الق‪77 7‬رن نقص‪ ،‬ق‪77 7‬ال ال ‪7 7‬رباء‬ ‫نقص‪ْ ،‬‬ ‫* ح ‪77‬ديث ال ‪77‬رباء ‪( :‬أرب ‪77‬ع ال جتزئ ‪ ،...‬م ‪77‬ا كرهت ‪77‬ه‬ ‫جيم ‪7‬ع‪ 7‬بني ه‪77‬ذا احلديث وح‪77‬ديث ال‪77‬رباء ‪( :‬م‪77‬ا كرهت‪77‬ه فدع‪77‬ه وال حترم‪77‬ه ‪ ،)...‬حبم‪77‬ل ح‪77‬ديث‬
‫حترم‪77 7‬ه على أح‪77 7‬د)‬‫ّ‬ ‫وال‬ ‫‪7‬ه‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ع‬‫فد‬ ‫‪7‬ه‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ت‬‫كره‬ ‫‪( :‬م‪77 7‬ا‬ ‫‪7‬رجح ه ‪77‬ذا احلديث‬ ‫فدع‪77‬ه وال حترم‪77‬ه على غ‪77‬ريك ‪ ،)...‬ي‪َّ 7‬‬ ‫ال ‪77‬رباء ‪ ‬على اليس ‪77‬ري‪ ،‬وه ‪77‬ذا احلديث على الكث ‪77‬ري ال ‪77‬بنّي ‪ ،‬فيلح ‪77‬ق يف حكم املنص ‪77‬وص املس‪77‬اوي‬
‫[ن]‪ ،‬ي‪7‬رجح ه‪7‬ذا احلديث على ح‪7‬ديث علي ‪‬‬ ‫على غ‪77 7‬ريه‪ ،‬ويس‪77 7‬تحب اجتن‪77 7‬اب العي‪77 7‬وب‪ ،‬حلديث علي‬ ‫له‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال) جتزئ األضحية لو كانت عيوهبا مساوية للمنصوص عليها)‪ ،‬لقوة الدليل على ذلك‪ ،‬واحلديث من باب التنبيه باألدىن على األكثر وعلى املساوي‪ ،‬كقوله تعاىل‪( :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫ ﮬ) [اإلسراء‪ ،]23:‬فيدخل فيه ما هو مساوي لكلمة‪( 7‬أف)‬ ‫الراجــح‬
‫لو ضحى مبا فيها عيب مساو للعيب‬ ‫لو ضحى مبا فيها عيب مساو للعيب املنصوص عليه‬ ‫لو ضحى مبا فيها عيب مساو للعيب املنصوص عليه ال تقبل أضحيته‪ 7،‬وعليه إعادهتا‪ ،‬على‬
‫املنصوص عليه جتزئه بال كراهة‬ ‫جتزئه مع الكراهة‬ ‫خالف بينهم يف املعترب بالعيب‪ ،‬هل هو الثلث من األذن والذنب أو أكثر‪ ،‬ومثله ذهاب‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫األسنان‪ ،‬وعند مالك ذهاب جزء من القرن ليس بعيب ما مل يُ ْدِم‪ ،‬خالفًا ألمحد‪7‬‬

‫‪691‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/802‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‪ ،)93 /6‬ولسان احلكام (ص‪ ،)387 :‬واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪ ،)662 :‬وشرح ابن ناجي التنوخي على منت الرسالة (‪/1‬‬
‫‪ ،)361‬واحلاوي الكبري (‪ ،)83 /15‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)445 /4‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)544 /1‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)17 /7‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪692‬‬
‫التضحية في َّ‬
‫الصكاء‬ ‫مســألــة (‪)5‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬هنى عن أعضب األذن والقرن) [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬طيا‪ /‬كم‪ /‬وصححه احلاكم‬ ‫أن قطع األذن كله أو أكثره عيب‪ ،‬حلديث علي ‪َّ :‬‬‫(مل) خيتلف اجلمهور َّ‬
‫الصكاء‪ ،‬وهي اليت ُخلقت بال أذن‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫واأللباين مبجموع طرقه]‪ ،‬واألعضب‪ :‬املقطوع النصف فما فوق‪ ،‬واختلفوا يف التضحية يف َّ‬
‫جتزئ التضحية يف الصكاء‬ ‫(ال) جتزئ األضحية يف الصكاء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬
‫هل حديث علي ‪ ‬خاص ُأريد به العام‪ ،‬أو خاص أريد به اخلاص؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫اجلماء‪ ،‬وهي اليت مل خيلق هلا قرن‪.‬‬
‫(أن الن ‪77‬يب ‪ ‬هنى عن أعض ‪77‬ب األذن والق ‪77‬رن)‪ ،‬احلديث من ب ‪77‬اب * القياس على َّ‬ ‫* ح ‪77‬ديث‪َّ :‬‬
‫اخلاص ال‪77‬ذي ُأري‪77‬د ب‪77‬ه الع‪77‬ام‪ ،‬وه‪77‬و من ب‪77‬اب التنبي‪77‬ه ب‪77‬األدىن على األعلى‪ ،‬ف‪77‬إذا ‪َّ ‬‬
‫ألن هذا النقص ال يؤثر على اللحم‪ ،‬وال خُي ّل مبقصود األضحية‪ ،‬ومل يرد فيه هني‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫كانت العضباء ال جتوز فمن باب أوىل الصكاء‪ ،‬لذهاب مجيع األذن‪.‬‬
‫اجلماء فإنه ليس مبرض وال عيب‬ ‫َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬جتزئ التضحية بالصكاء)‪ ،‬وهذا يفارق العضباء لورود‪ 7‬النهي عنها‪ ،‬وهو عيب ورمبا يكون ملرض فيها‪ ،‬خبالف ّ‬ ‫الراجــح‬
‫َّ‬
‫بالصكاء اليت بال أذن فأضحيته جمزئة‪ ،‬ولكن التضحية بكاملة اإلذن أفضل‬ ‫ضحى‬
‫لو َّ‬ ‫َّ‬
‫بالصكاء اليت بال أذن فأضحيته (غري) جمزئة وال تقبل‪ ،‬وعليه‬ ‫لو ضحى‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/804‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)17 /12‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)270 /1‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/5‬واملعونة على مذهب عامل‬
‫املدينة (ص‪ ،)661 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)83 /15‬ومغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج (‪ ،)128 /6‬واملغين (‪ ،)3/372‬ودليل الطالب لنيل املطالب (ص‪)112 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪693‬‬
‫التضحية باألبتر‬ ‫مســألــة (‪)6‬‬
‫أمجع العلماء على اجتناب العيوب الواردة يف حديث الرباء بن عازب ‪ ‬يف الضحايا من قوله ‪( :‬أربع ال جتزئ؛ العرجاء البنِّي عرجها‪ ،‬والعوراء البنِّي عورها‪،‬‬
‫تحرير محل‬
‫واملريضة البنِّي مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال تُنقي) [حم‪ /‬طأ‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬طيا‪ /‬وصحح إسناده الرتمذي واأللباين]‪ ،‬واختلفوا يف التضحية يف البرتاء‪ ،‬وهي اليت ال ذنَب‬
‫الخالف‬
‫مقطوعا‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬ ‫(ألية) هلا ِخلقة أو‬
‫(ال) جتزئ األضحية بالبرتاء‬ ‫جتزئ األضحية بالبرتاء‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬ ‫الشافعي (إذا ُخلقت بال ذنَب)‪ /‬أمحد‬
‫تعارض ظاهر اآلثار يف هذه املسألة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫* ح ‪77‬ديث أيب س ‪77‬عيد اخلدري ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬اش ‪77‬رتيت كب ًش‪7 7‬ا ألض ‪77‬حي ب ‪77‬ه‪ ،‬فأك ‪77‬ل ال ‪77‬ذئب ذَنَب ‪77‬ه‪ ،‬فس ‪77‬ألت * ح ‪77 7‬ديث علي ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪( :‬أمرن ‪77 7‬ا رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬أ ْن نستش ‪77 7‬رف‬
‫رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬فق‪77‬ال‪ :‬ض‪7ِّ 7‬ح ب‪77‬ه) [حم‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬وإس‪77‬ناده ض‪77‬عيف‪ /‬ق‪77‬ال ابن رش‪77‬د‪ :‬ح‪77‬ديث أيب س‪77‬عيد‪  7‬العني واألذن‪ ،‬وال نض‪77‬حي بش‪77‬رقاء‪ ،‬وال خرق‪77‬اء‪ ،‬وال ُم‪77‬دابرة‪ ،‬وال‬
‫برتاء) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬وص‪77‬ححه الرتم‪77‬ذي واحلاكم‪،‬‬ ‫عن جابر اجلعفي‪ 7،‬وجابر عند أكثر احملدثني ال حيتج به]‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫وصححه األلباين بشواهده]‪ ،‬األصل يف النهي محله على التحرمي‪.‬‬
‫‪ ‬القي‪77‬اس على مقطوع‪77‬ة األذن والق‪77‬رن (األعض‪77‬ب)‪ ،‬فكم‪77‬ا أهنا ال‬
‫جتوز‪ ،‬فكذا مقطوعة الذنَب‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬ال جتزئ األضحية بالبرتاء)‪ ،‬وذلك لصحة حديث علي ‪ ،‬وهو مق ّدم‪ 7‬على حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬الضعيف‪َّ ،‬‬
‫وألن الذنَب (األلية) منتفع به أكثر‬
‫الراجــح‬
‫من العني يف العوراء‪ ،‬وبالرغم من ذلك مل جتزئ‪ ،‬ومن باب أوىل مقطوعة الذنَب أو اليت بال ذنَب ِخلقة‬
‫لو ضحى مبقطوعة الذنَب فأضحيته غري جمزئة وعليه إعادهتا‬ ‫‪ -‬عند الشافعي‪ :‬لو خلقت بال ألية جتزئ على الصحيح‪ ،‬ولو قطع الذئب ‪-‬أو غريه‪ -‬أليتها مل جتزئ‬
‫ثمرة الخالف‬
‫‪ -‬وعند أمحد‪ :‬جتزئ مطل ًقا سواء ُخلقت بال ألية أو قطعت أليتها‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/804‬والنتف يف الفتاوى للسغدي (‪ ،)239 /1‬واحمليط الربهاين يف الفقه النعماين (‪ ،)92 /6‬وخمتصر خليل (ص‪ ،)80 :‬وأسهل املدارك «شرح‬
‫مراجع المسألــة‬
‫إرشاد السالك يف مذهب إمام األئمة مالك» (‪ ،)501 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)83 /15‬روضة الطالبني (‪ ،)3/196‬املغين (‪ ،)13/372‬املمتع شرح املقنع (‪)2/500‬‬

‫‪694‬‬
‫بالج َذع من الضأن‬
‫التضحية َ‬ ‫مســألــة (‪)7‬‬
‫أمجعوا على جواز التضحية بالثَّين (ما له سنة) من املعز ومن الضأن ومن اإلبل والبقر‪ ،‬وأنَّه (ال) جيوز التضحية باجلذع (ما له ستة أشهر) من املعز‪ ،‬واختلفوا يف جواز‬ ‫تحرير محل‬
‫التضحية باجلذع من الضأن‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيوز التضحية باجلذع من الضأن‬ ‫جيوز التضحية باجلذع من الضأن‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حممد ابن حزم‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة العموم‪ 7‬للخصوص‬ ‫سبب الخالف‬
‫ضحى قبل الصالة‪،‬‬ ‫* العموم من حديث أيب بردة ‪ :‬أنَّه َّ‬ ‫* اخلصوص من حديث ج‪7‬ابر ‪ ‬ق‪7‬ال ‪( :‬ال ت‪77‬ذحبوا إال ُمس‪7‬نة‪ ،‬إال أ ْن يعس‪77‬ر عليكم فت‪77‬ذحبوا جذع‪77‬ة من‬
‫(فق ‪77‬ال ل ‪77‬ه ‪ :‬ش ‪77‬اتك ش ‪77‬اة حلم‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬ي ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫الض‪77‬أن) [م]‪ ،‬واملس‪77‬نة أك‪77‬رب من اجلذع بس‪77‬نة‪ ،‬واملراد‪ :‬ال‪77‬يت ألقت أس‪77‬ناهنا‪ ،‬وه‪77‬ذا احلديث خ‪77‬اص فيب‪77‬ىن على‬
‫عن‪77 7‬دي داجن ‪77‬ا جذع ‪77‬ة من املع ‪77‬ز‪ ،‬ق ‪77‬ال‪ :‬اذحبه ‪77‬ا‪ ،‬وال تص‪77 7‬لح‬ ‫العام من حديث أيب بردة ‪ ،‬فإنَّه استثين من عموم حديثه جذع الضأن بالنص‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪7‬رجح ه‪77‬ذا العم‪77‬وم يف من‪77‬ع التض‪77‬حية ب‪77‬الثين‬
‫لغ‪77‬ريك) [متف‪77‬ق]‪ 7،‬ي‪َّ 7‬‬ ‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬قس‪77‬م بني أص‪77‬حابه ض‪77‬حايا‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬فص‪77‬ار يل جذع‪77‬ة‪،‬‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث عب‪77‬د اهلل بن عقب‪77‬ة ‪َّ :‬‬
‫من املعز والضأن وغريها‪ ،‬على اخلصوص من ح‪77‬ديث ج‪7‬ابر‬ ‫ضح هبا) [متفق]‪.‬‬
‫فقال ‪ِّ :‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬حديث عقبة بن عامر ‪ ‬قال‪( :‬ضحينا مع رسول اهلل ‪ ‬باجلذع من الضأن) [ن‪ /‬وهو صحيح]‪.‬‬
‫جذعا يا‬
‫القول األول‪( :‬جيوز التضحية باجلذع من الضأن)‪ ،‬وحُي مل حديث أيب بردة ‪ ‬على األفضلية‪ ،‬وقد جاء يف رواية حلديث أيب بردة ‪ ‬قال‪( :‬ال أجد إال ً‬ ‫الراجــح‬
‫جذعا فاذبح) [طأ‪ /‬ن]‪ ،‬ومل خيصه هبذا احلكم‬
‫رسول اهلل‪ ،‬فقال ‪( :‬إ ْن مل جتد إال ً‬
‫من ضحى باجلذع من الضأن مل جيزئه وتلزمه إعادة‬ ‫من ضحى باجلذع من الضأن أجزأه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫األضحية والقوانني الفقهية (ص‪:‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/804‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)141 /4‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)70 /5‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪،)420 /1‬‬
‫مراجع المسألــة‬
‫‪ ،)126‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)397 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)75 /15‬واملغين (‪ ،)13/367‬وعمدة الفقه (ص‪ ،)51 :‬واحمللى باآلثار (‪)13 /6‬‬

‫‪695‬‬
‫االشتراك في األضحية في (اإلبل والبقر)‬ ‫مســألــة (‪)8‬‬
‫أن إشراك اآلخرين يف األضحية بقصد الثواب جائز (مع الكراهة عند أيب حنيفة)‪ ،‬كمن ذبح عن نفسه وعمن‬ ‫أن الكبش (ال) جُي زئ إال عن شخص واحد‪ ،‬وال خالف يف َّ‬ ‫أمجعوا َّ‬
‫فدخل علينا بلحم بقر‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما هذا؟‪ ،‬فقالوا‪ :‬ضحى رسول اهلل ‪ ‬عن أزواجه) [متفق]‪ ،‬وحلديث ابن شهاب قال‪( :‬ما حنر رسول‬ ‫ُ‬ ‫مبىن‪،‬‬ ‫(كنا‬ ‫قالت‪:‬‬ ‫~‬ ‫عائشة‬ ‫‪7‬‬
‫ث‬ ‫حلدي‬ ‫يعوهلم‪،‬‬
‫اهلل ‪ ‬عن أهل بيته إال بدنة واحدة أو بقرة واحدة) [طأ‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬وهو مرسل]‪ ،‬واختلفوا يف االشرتاك يف اإلبل والبقر بقصد التَّملك‪ ،‬كأ ْن يذبح بقرة أو ينحر بدنة عن أكثر من‬ ‫تحرير محل‬
‫أن البقرة تذبح عن سبعة‪ ،‬واختالفهم يف اإلبل‪ ،‬واألكثر أهنا تنحر عن سبعة خالفًا للشافعي الذي قال‪ :‬تذبح عن عشرة‪ ،‬حلديث رافع ‪‬‬ ‫شخص‪ ،‬مع اتفاق من يقول باجلواز على َّ‬ ‫الخالف‬
‫قال‪( :‬عُدل عن اجلزور بعشرة من الغنم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واخلالف يف مسألة جواز االشرتاك يف اإلبل والبقر على قولني‬
‫جيوز االشرتاك يف أضحية اإلبل والبقر‬ ‫(ال) جيوز االشرتاك يف أضحية اإلبل والبقر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫معارضة األصل يف هذه املسألة للقياس املبين على األثر الوارد يف اهلدايا‪ /‬وهل يلحق األجانب باألقارب يف التشريك؟‪ /‬وقياس الضحايا على اهلدايا‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن األم‪77‬ر بالتض‪77‬حية ال يتبعَّض‪ ،‬فمن ك‪77‬ان ل‪77‬ه ج‪77‬زء يف ض‪77‬حية (ال) * القياس املبين على األثر من ح‪7‬ديث ج‪7‬ابر ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬حنرن‪7‬ا م‪7‬ع‬ ‫* األص‪77‬ل أنَّه (ال) جيزئ إال واح‪77‬د عن واح‪77‬د‪َّ ،‬‬
‫رسول اهلل ‪ ‬عام احلديبية البدنة عن س‪7‬بعة‪ ،‬والبق‪7‬رة عن س‪7‬بعة)‬ ‫ينطلق عليه اسم أنَّه مضحي‪.‬‬
‫[م]‪ ،‬ويف رواي‪77‬ة‪( :‬س‪7َّ 7‬ن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬البدن‪77‬ة عن س‪77‬بعة‪ ،‬والبق‪77‬رة‬ ‫* ملا مل جيز االشرتاك يف الضأن‪ ،‬كذلك مل جيز يف غريه‪.‬‬
‫عن س ‪77 7‬بعة) [حم]‪ ،‬ويف رواي ‪77 7‬ة‪ :‬ق ‪77 7‬ال ‪( :‬البق ‪77 7‬رة عن س ‪77 7‬بعة‪،‬‬ ‫* َّ‬ ‫األدلــة‬
‫ألن اإلمجاع انعقد على منع التشريك يف األضحية لألجانب‪ ،‬فوجب ْأن يكون األقارب يف ذلك يف قياس األجانب‪.‬‬
‫‪ ‬لو اشرتك أكثر من واحد يف أضحية لكان كل واحد منهم قد أخ‪7‬رج بعض حلم من بق‪7‬رة أو بدن‪7‬ة‪ ،‬وه‪7‬ذه ليس‪7‬ت والبدن‪77‬ة عن س‪77‬بعة) [د]‪ ،‬ملا ج‪77‬از االش‪77‬رتاك يف اهلدي ج‪77‬از ذل‪77‬ك‬
‫قياسا‪.‬‬
‫يف األضحية ً‬ ‫أضحية كما لو اشرتى بعض حلم‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز االشرتاك يف أضحية اإلبل والبقر)‪ ،‬فتقدمي األثر أوىل من ترجيح األصل‪ ،‬وقد بنّي ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬سبب تقدمي اإلمام مالك لألصل على األثر فقال‪( :‬وأما‬
‫بأن ذلك كان حني صد املشركون رسول اهلل ‪ ‬عن البيت‪ ،‬وهدي احملصر ليس هو عنده‬ ‫فرجح األصل على القياس املبين على هذا األثر‪ ،‬ألنَّه اعتل حلديث‪ 7‬جابر ‪َّ ‬‬
‫مالك َّ‬
‫واجبًا‪ ،‬وإمنا هو تطوع‪ ،‬وهدي التطوع جيوز عنده فيه االشرتاك‪ ،‬وال جيوز االشرتاك يف اهلدي الواجب)‪ ،‬مث رد ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬على هذا بقوله‪( :‬لكن على القول َّ‬
‫بأن‬ ‫الراجــح‬
‫الضحايا غري واجبة‪ ،‬فقد ميكن قياسها على اهلدي)‬
‫لو اشرتك أكثر من واحد إىل سبعة أشخاص يف بقرة أو ناقة‬ ‫لو اشرتك أكثر من واحد يف األضحية أو اهلدي ببقرة أو ناقة (مل) جيزئ عنهم ولزم كل واحد منهم أضحية أو‬
‫بالتضحية هبا أو تقدميها هديًا أجزأهم ذلك‬ ‫هدي آخر‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/805‬وجممع‪ 7‬األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)517 /2‬والدر املختار شرح تنوير األبصار وجامع البحار (ص‪ ،)645 :‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪،)909 /2‬‬
‫واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪ ،)663 :‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)460 /4‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)502 /7‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)9 /7‬وكشاف‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫القناع عن منت اإلقناع (‪)532 /2‬‬

‫‪696‬‬
697
‫من ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫مســألــة (‪)9‬‬
‫أن ذبيحته حلم وليست بأضحية‪ ،‬إال عطاء ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬قال جبوازه من بعد طلوع الشمس‪ ،‬حلديث أيب بردة ‪ :‬أنَّه ذبح قبل الصالة‬ ‫أن من ذبح (قبل) وقت الصالة َّ‬‫اتفقوا على َّ‬
‫أن من ذبح بعد الصالة وبعد ذبح‬ ‫فقال له ‪( :‬شاتك شاة حلم)‪ ،‬وأمره بإعادة الذبح [متفق]‪ ،‬ولقوله ‪( :‬أول ما نبدأ به يف يومنا هذا أ ْن نصلي مث ننحر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫اإلمام فقد أصاب السنة‪ ،‬واختلفوا فيمن ذبح بعد الصالة أو مضي وقتها لكن (قبل) ذبح اإلمام‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫جيزئ ذبح األضحية قبل ذبح اإلمام‬ ‫(ال) جيزئ ذبح األضحية قبل ذبح اإلمام‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الثوري‬ ‫مالك‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬
‫* حديث أيب بردة ‪ :‬أنَّه ذبح قبل الصالة فقال له ‪( :‬شاتك شاة حلم) [متفق]‪.‬‬ ‫* حديث جابر ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬ص‪7‬لَّى بن‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬ي‪7‬وم‬
‫* حديث أنس ‪ ‬قال ‪( :‬من كان ذبح قبل الصالة فليعد) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫النح‪77‬ر يف املدين‪77‬ة‪ ،‬فتق‪77‬دم رج‪77‬ال فنح‪77‬روا‪ ،‬وظن‪77‬وا َّ‬
‫أن الن‪77‬يب‬
‫* ح ‪77‬ديث ال ‪77‬رباء بن ع ‪77‬ازب ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪َّ :‬‬
‫(إن أول م ‪77‬ا نب ‪77‬دأ ب ‪77‬ه يف يومن ‪77‬ا ه ‪77‬ذا أ ْن نص ‪77‬لي‪ ،‬مث نرج ‪77‬ع فننح ‪77‬ر) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ك ‪77‬ل‬ ‫‪ ‬ق‪77‬د حنر‪ ،‬ف‪77‬أمر الن‪77‬يب ‪ ‬من ك‪77‬ان حنر أ ْن يعي‪77‬د بنح‪77‬ر‬
‫األح‪77‬اديث ال‪77‬واردة يف ال‪77‬ذبح قب‪77‬ل الص‪77‬الة حُت م‪77‬ل على م‪77‬وطن واح‪77‬د‪ ،‬فمن ذبح قب‪77‬ل الص‪77‬الة فق‪77‬د ذبح قب‪77‬ل رس‪77‬ول اهلل ‪،‬‬ ‫آخ ‪77‬ر‪ ،‬وال ينح ‪77‬روا ح ‪77‬ىت ينح ‪77‬ر الن ‪77‬يب ‪[ )‬م]‪ ،‬ف ‪77‬دل َّ‬
‫أن‬ ‫األدلــة‬
‫فيجب أ ْن يك‪77‬ون املؤثِّر يف ع‪77‬دم اإلج‪77‬زاء إمنا ه‪77‬و ال‪77‬ذبح قب‪7‬ل الص‪7‬الة‪ ،‬كم‪7‬ا يف األح‪7‬اديث الثابت‪77‬ة‪ ،‬فهي ت‪7‬دل مبفه‪7‬وم اخلط‪77‬اب‬ ‫النح‪77‬ر قب‪77‬ل حنر اإلم‪77‬ام ال جيزئ‪ ،‬كم‪77‬ا ال جيزئ من ذبح‬
‫أن ال‪77‬ذبح بع ‪77‬د الص‪77‬الة جتزئ‪ ،‬ألنَّه ل‪77‬و ك‪77‬ان هن‪77‬اك ش ‪77‬رط آخ‪77‬ر لإلج‪77‬زاء مل يس ‪77‬كت عن ‪77‬ه ‪ ‬م‪77‬ع َّ‬
‫أن فرض ‪77‬ه‬ ‫‪-‬دالل‪77‬ة قوي‪77‬ة‪َّ -‬‬ ‫قبل الصالة‪.‬‬
‫التبيني‪.‬‬
‫القول الثاين‪ ( :‬جيزئ ذبح األضحية بعد الصالة وقبل ذبح اإلمام)‪ ،‬لقوة الدليل على ذلك ووجاهته‪ ،‬قال الغماري ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن حديث جابر ‪( :‬احلديث شاذ‪ ،‬وقع فيه‬
‫املصرحة َّ‬
‫بأن الذبح كان منهم قبل الصالة)‬ ‫التصرف من الراوي لظنه َّ‬ ‫الراجــح‬
‫أن النيب ‪ ‬إمنا أمرهم باإلعادة لكوهنم حنروا قبله‪ ،‬وهذا خمالف لألحاديث الصحيحة األخرى ّ‬
‫من ذبح األضحية بعد الصالة وقبل ذبح اإلمام فذحبه صحيح‪ ،‬واألوىل الذبح بعد ذبح اإلمام (عند أيب حنيفة وأمحد)‬ ‫من ذبح األضحية بعد الصالة وقبل ذبح اإلمام فشاته‬
‫شاة حلم‪ ،‬وعليه ذبح أخرى‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وعند الشافعي‪ :‬إذا مضى من هنار العيد قدر الصالة واخلطبة حل الذبح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/808‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)6/198‬واللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب (‪ ،)633 /2‬وجممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)2/518‬وخمتصر خليل (ص‪:‬‬
‫‪ ،)80‬وشرح ابن ناجي التنوخي على منت الرسالة (‪ ،)362 /1‬واحلاوي الكبري (‪ ،)85 /15‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)389 /8‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪ ،)34 /7‬واملبدع يف‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫شرح املقنع (‪)257 /3‬‬

‫‪698‬‬
699
‫متى يذبح األضحية من ليس له إمام من أهل القرى؟‬ ‫مســألــة (‪)10‬‬
‫أن من ذبح من أهل املدن الذين تقام فيهم الصالة بعد الصالة وبعد ذبح اإلمام فقد أصاب السنة‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن من ذبح يف اليوم الثاين من العيد فله أ ْن يذبح من الفجر‪ ،‬واختلفوا‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫يف أهل القرى ممن ليس هلم إمام وال تُقام فيهم صالة العيد مىت يذحبون األضحية؟‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫أهل القرى هلم أ ْن يذحبوا بعد طلوع‬ ‫يتحرون قدر الصالة واخلطبة ويذحبون أهل القرى هلم أ ْن يذحبوا‬ ‫أهل القرى َّ‬ ‫يتحرون ذبح أقرب األئمة إليهم‬
‫أهل القرى َّ‬
‫الشمس‬ ‫بعد الفجر مباشرة‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫عطاء‬ ‫أبو حنيفة‬
‫هل األمر بالذبح بعد الصالة خاص بأهل األمصار الذين تُقام فيهم الصالة‪ ،‬أم يعم األمر غريهم ممن ال تُقام فيهم الصالة؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن األض ‪77 7 7‬حية عب ‪77 7 7‬ادة يتعل ‪77 7 7‬ق آخره ‪77 7 7‬ا‬ ‫ألن بداي‪77‬ة ي‪77‬وم النح‪77‬ر من ‪َّ ‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ص ‪7‬لَّى بن ‪77‬ا رس ‪77‬ول اهلل ‪  ‬ألنَّه (ال) ص‪77‬الة يف ح‪77‬ق أه‪77‬ل الق‪77‬رى‪ ،‬ف‪77‬وجب االعتب‪77‬ار ‪َّ ‬‬
‫ض ‪7‬ا يتعل‪77‬ق‬‫أن الن‪77‬يب ‪ ‬بَق‪7‬در وقت الص‪7‬الة‪ ،‬وق‪7‬د ق‪7‬ال ‪( :‬من ذبح قب‪7‬ل الص‪7‬الة طل‪77‬وع الفج‪77‬ر الث‪77‬اين‪ ،‬فك‪77‬ان ب‪77‬الوقت (غ‪77‬روب الش‪77‬مس)‪ ،‬فأي ً‬ ‫ي‪77‬وم النح‪77‬ر‪ ،‬فتق‪77‬دَّم رج‪77‬ال فنح‪77‬روا‪ ،‬وظن‪77‬وا َّ‬
‫حمددا وقت األض ‪77 7 7 7‬حية كس ‪77 7 7 7‬ائر أوهلا ب ‪77 7 7 7 7 7‬الوقت (ش ‪77 7 7 7 7 7‬روق الش ‪77 7 7 7 7 7‬مس)‪،‬‬
‫وقت‪77 7‬ا ً‬
‫ق‪77 7‬د حنر‪ ،‬ف‪77 7‬أمر الن‪77 7‬يب ‪ ‬من ك‪77 7‬ان حنر أ ْن يُعي‪77 7‬د بنح‪77 7‬ر فإمنا هي ش‪77 7‬اة حلم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فاحلديث جع‪77 7‬ل ً‬
‫كالصيام‪.‬‬ ‫آخ ‪77‬ر‪ ،‬وال ينح ‪77‬روا ح ‪77‬ىت ينح ‪77‬ر الن ‪77‬يب ‪[ )‬م]‪ ،‬ومثل ‪77‬ه أله‪77‬ل األمص‪77‬ار‪ ،‬ويق‪77‬اس علي‪77‬ه من (ال) تق‪77‬ام فيهم الص‪77‬الة اليوم‪.‬‬
‫قول‪77‬ه ‪( :‬من ك‪77‬ان ذبح قب‪77‬ل الص‪77‬الة فليع‪77‬د) [خ‪ /‬م]‪ ،‬من أهل القرى‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫وه‪77 7‬ذا ع‪77 7‬ام أله‪77 7‬ل املدن والق‪77 7‬رى‪ ،‬إال َّ‬
‫أن أه‪77 7‬ل الق‪77 7‬رى ‪ ‬ألهنا عب‪77‬ادة وقته‪77‬ا يف ح‪77‬ق أه‪77‬ل األمص‪77‬ار بع‪77‬د ش‪77‬روق‬
‫يتح‪7َّ 7‬رون ق‪77‬در الص‪77‬الة واخلطب‪77‬ة وذبح اإلم‪77‬ام ملا مل يكن الشمس فال يتقدم وقتها يف حق غريهم‪ ،‬كصالة العيد‪.‬‬
‫عندهم صالة‪.‬‬
‫ترجح يف املسألة السابقة أنَّه (ال) جيزئ الذبح قبل الصالة‪ ،‬وال جيب االنتظار حىت يذبح اإلمام‪ ،‬فكما‬
‫القول الثاين‪( :‬يتحرى أهل القرى قدر الصالة واخلطبة)‪ ،‬وال يصح الذبح قبله‪ ،‬ملا َّ‬
‫َّ‬ ‫الراجــح‬
‫يصل هبم اإلمام ‪-‬لسبب ما‪ -‬مل جيزئ يف حقهم الذبح بعد الفجر‪ ،‬فكذا أهل القرى‬ ‫أن أهل املصر إذا مل ِّ‬
‫لو ذبح أهل القرى ‪-‬أو أهل املصر‪ -‬بعد‬ ‫لو ذبح أهل القرى بعد‬ ‫ينتظر أهل القرى قدر الصالة واخلطبة‪ ،‬مث يذحبون‬ ‫ينتظر أهل القرى أقرب األئمة إليهم‪ ،‬فإذا ذبح‬
‫طلوع الشمس أجزأهم‪ ،‬ولو ذحبوا بعد‬ ‫طلوع الفجر الثاين‬ ‫وال يتحرون عن ذبح اإلمام‬ ‫ذحبوا‪ ،‬ومن ذبح قبل ذلك فشاته شاة حلم‪ ،‬وعليه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الفجر مل جيزئهم‬ ‫أجزأهم ذلك‬ ‫اإلعادة‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/809‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)10 /12‬وبدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع (‪ ،)73 /5‬والتاج واإلكليل‪ 7‬ملختصر خليل (‪ ،)371 /4‬والثمر الداين شرح رسالة ابن‬
‫أيب زيد القريواين (ص‪ ،)394 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)85 /15‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)435 /4‬واملغين (‪ ،)13/385‬والروض املربع شرح زاد املستقنع (ص‪)290 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪700‬‬
701
‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫مســألــة (‪)11‬‬
‫اتفقوا على مشروعية ذبح األضحية يوم النحر‪ ،‬وهو اليوم العاشر من شهر ذي احلجة ( ‪ ،)10/12‬واختلفوا إىل مىت ميتد آخر يوم للذبح‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم (‪)30‬‬ ‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم (‬ ‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم (‪)13‬‬ ‫آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس‬ ‫الخالف‬
‫من ذي احلجة‬ ‫‪)10‬‬ ‫الشافعي‪ /‬األوزاعي‬ ‫يوم (‪)12‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو سلمة‪ / 7‬عطاء‬ ‫جابر ‪ /‬ابن جبري ‪ /‬ابن سريين‪7‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫اختالفهم ما هي األيام املعلومات يف قوله تعاىل‪( :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [احلج‪]27:‬؟‪ /‬ومعارضة دليل اخلطاب يف آية‬
‫احلج حلديث جبري بن مطعم ‪‬‬ ‫سبب الخالف‬

‫* قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ‪ ‬أث ‪77‬ر أيب أمام ‪77‬ة بن س ‪77‬هل بن ُح‪77‬نيف ق ‪77‬ال‪( :‬ك ‪77‬ان‬ ‫* حديث جبري بن مطعم ‪ ‬قال ‪( :‬كل عرف‪77‬ات‬ ‫* قوله تعاىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮥ) ‪ ،‬املراد باألي ‪77 7 7 7 7‬ام الرج ‪77‬ل من املس ‪77‬اكني يش ‪77‬رتي أض ‪77‬حيته‪ 7‬فيس ‪77‬منها‪،‬‬ ‫موق‪77 7 7 7‬ف‪ ،‬وارفع‪77 7 7 7‬وا عن بطن عُرن‪77 7 7 7‬ة‪ ،‬وك‪77 7 7 7‬ل مزدلف‪77 7 7 7‬ة‬ ‫ﮝ ﮞﮥ) ‪ ،‬املراد باألي‪77 7 7 7 7 7‬ام‬
‫ح ‪77‬ىت يك ‪77‬ون آخ ‪77‬ر ذي احلج ‪77‬ة‪ ،‬فيض ‪77‬حي هبا) [حم‪/‬‬ ‫موقف‪ ،‬وارفعوا عن حم ِّس‪7‬ر‪ ،‬وك‪7‬ل فج‪7‬اج م‪7‬ىن منح‪7‬ر‪،‬‬
‫املعلومات‪ :‬العش‪7‬ر األول ل‪77‬ذي احلج‪77‬ة‪ ،‬ومبا َّ‬
‫أن‬ ‫املعلوم‪77 7‬ات‪ :‬ي‪77 7‬وم النح‪77 7‬ر ويوم‪77 7‬ان بع‪77 7‬ده‪،‬‬
‫سنن‪ /‬هق‪ /‬وهو حديث مرسل‪ ،‬فيه من مل يسم‪ ،‬وق‪77‬ال‬ ‫وك‪77‬ل أي‪77‬ام التش‪77‬ريق ذبح) [حم‪ /‬ب‪77‬ز‪ /‬طب‪ /‬حب‪ /‬ه‪77‬ق‪/‬‬
‫اإلمجاع انعقد أنَّه (ال)‪ 7‬جيوز الذبح فيها إال يف‬ ‫ف‪77 7 7 7‬ريجح دلي‪77 7 7 7‬ل اخلط‪77 7 7 7‬اب يف اآلي‪77 7 7 7‬ة على‬
‫أمحد‪ :‬حديث منقطع وهو عجيب]‪.‬‬ ‫وأصله عن‪77‬د مس‪77‬لم]‪ ،‬فيُجمع بني احلديث واآلي‪77‬ة‪ ،‬إذ ال‬
‫اليوم العاشر‪ ،‬ف‪7‬وجب أ ْن يك‪7‬ون ال‪7‬ذبح يف ي‪7‬وم‬ ‫ح ‪77‬ديث جب ‪77‬ري بن مطعم ‪ ،‬فال حنر إال‬ ‫األدلــة‬
‫حكم‪7‬ا زائ‪7ً 7‬دا على‬ ‫معارض‪77‬ة بينهم‪77‬ا‪ ،‬فاحلديث اقتض‪77‬ى ً‪7‬‬
‫النحر فقط‪.‬‬ ‫يف يوم النحر ويومان بعده‪.‬‬
‫م‪77‬ا يف اآلي ‪77‬ة‪ ،‬فيج ‪77‬وز ال ‪77‬ذبح يف الي ‪77‬وم الث ‪77‬الث من أي ‪77‬ام‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الن‪77 7 7 7 7 7‬يب ‪ ‬هنى عن ادخ‪77 7 7 7 7 7‬ار حلوم‬
‫التش ‪77‬ريق‪ ،‬فه ‪77‬و باتف ‪77‬اق داخ ‪77‬ل فيه ‪77‬ا‪ ،‬وق ‪77‬د نص علي ‪77‬ه‬
‫األض‪77 7‬احي ف‪77 7‬وق ثالث‪ ،‬فال جيوز ال‪77 7‬ذبح‬
‫احلديث‪ ،‬واملقصود منه حتديد‪ 7‬أيام الذبح‪.‬‬
‫يف وقت ال جيوز فيه ادخار األضحية‪7.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬آخر يوم لذبح األضحية مغيب مشس يوم (‪ ،))13‬فيكون الذبح أربعة أيام‪ ،‬وهبذا نعمل باآلية واحلديث‪ 7،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن القول الرابع‪( :‬قول شاذ ال دليل عليه)‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫احلديث املقصود منه حتديد أيام الذبح‪ ،‬أما اآلية فليس املقصود منها ذلك‬ ‫الراجــح‬
‫أيام النحر (‪ )20‬يوما من بداية يوم (‪ )10‬من‬ ‫أيام النحر يوم واحد‪ ،‬وهو يوم النحر‪ ،‬وهو‬ ‫أيام النحر أربعة‪ :‬يوم (‪ ،)10‬و (‪ ،)11‬من ذي‬ ‫أيام النحر ثالثة‪ :‬يوم (‪ ،)10‬و (‪،)11‬‬
‫ذي احلجة إىل هناية الشهر يوم (‪ )30‬من ذي‬ ‫يوم عيد األضحى‪ ،‬يوم (‪ )10‬من ذي احلجة‬ ‫احلجة و (‪ ،)12‬و (‪ ،)13‬ومن حنر بعد غروب‬ ‫و (‪ )12‬من ذي احلجة‪ ،‬ومن حنر بعد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫احلجة ومن حنر بعد غروب مشس يوم (‪ )30‬مل‬ ‫ومن حنر بعد غروب مشس يوم (‪ )10‬مل‬ ‫مشس يوم (‪ )13‬مل جيزئه‬ ‫غروب مشس يوم (‪ )12‬مل جيزئه‬
‫جيزئه‬ ‫جيزئه‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/810‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)513 /9‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)188 /2‬وشرح زروق على منت الرسالة (‪ ،)1152 /2‬والثمر الداين شرح رسالة ابن أيب زيد‬
‫القريواين (ص‪ ،)395 :‬واإلقناع للماوردي (ص‪ ،)185 :‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)436 /4‬واملغين (‪ ،)13/386‬والروض املربع شرح زاد املستقنع (ص‪)290 :‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪702‬‬
703
‫الذبح في (الليالي) التي تتخلل أيام النحر‬ ‫مســألــة (‪)12‬‬
‫هنارا‪ ،‬واخلالف‬
‫هنار ا يف أيام الذبح‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذحبها يف الليل‪ ،‬من بعد املغرب إىل الفجر يف األيام اليت يشرع فيها الذبح ً‬
‫اتفقوا على مشروعية ذبح األضحية ً‬ ‫تحرير محل‬
‫على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز ذبح األضحية بالليل‬ ‫(ال) جيوز ذبح األضحية بالليل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (الصحيح)‬ ‫مالك (مشهور)‪ 7/‬أمحد (رواية)‬
‫معا‪ ،‬أو على النهار فقط؟‬
‫االشرتاك يف اسم اليوم يف قوله تعاىل‪( :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮥ) [احلج‪ /]27:‬وهل يُطلق على الليل والنهار ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫* اليوم يُطلق يف اللغة على الليل والنهار‪ ،‬لقوله‪ 7‬تعاىل‪:‬‬ ‫* اليوم يُطلق يف اللغة على النهار فقط‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ)‬
‫(ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ) [هود‪.]65:‬‬ ‫[احلاقة‪.]7:‬‬
‫يفرق بني الليل‬
‫‪ ‬التحرمي حكم شرعي يفتقر إىل دليل ِّ‬ ‫‪ ‬حديث ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪( :‬هنى النيب ‪ ‬عن َّ‬
‫الذبح لياًل ) [طب‪ /‬جممع‪ /‬وفيه مرتوك‪ ،‬وهو ضعيف]‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫والنهار‪ ،‬وال دليل‪.‬‬ ‫ويفوت بعض املقصود من األضحية‪.‬‬
‫يفرق طريَّا ّ‬
‫‪ ‬ألنَّه يتعذر بالليل تفرقة اللحم يف الغالب‪ ،‬فال َّ‬
‫‪ ‬األصل عدم التفرقة بني الليل والنهار‪.‬‬
‫وهنارا)‪ ،‬وهذا أظهر يف قوله تعاىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮥ) ‪ ،‬فوقت الذكر يف اآلية الليل والنهار باتفاق‪،‬‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز ذبح األضحية لياًل ً‬
‫وكذا وقت الذبح‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬إ ْن سلمنا َّ‬
‫أن داللة اليوم على النهار دون الليل‪ ،‬مل مينع ذلك الذبح بالليل إال بنحو ضعيف من إجياب دليل اخلطاب‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫وهو تعليق ضد احلكم بضد مفهوم‪ 7‬االسم‪ ،‬وهذا أضعف أنواع اخلطاب‪ ،‬وما أحد قال به من املتكلمني إال الدقاق فقط)‬
‫هنارا أجزأه ذلك سواء كان‬
‫من ذبح أضحيته لياًل أو ً‬ ‫من ذبح أضحيته لياًل كانت شاة حلم‪ ،‬ومل جتزئ عن األضحية‪ ،‬ومن ذبح عن واجب كمن نذر األضحية مل‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ذلك النحر واجبًا أو مسنونًا‬ ‫جيزئه عن الواجب‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/811‬ودرر احلكام شرح غرر األحكام (‪ ،)268 /1‬والدر املختار شرح تنوير األبصار وجامع البحار (ص‪ ،)646 :‬واملدونة (‪ ،)1/550‬والتاج‬
‫واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)390 /4‬وخمتصر املزين (‪ ،)392 /8‬واللباب يف الفقه الشافعي (ص‪ ،)397 :‬وخمتصر اخلرقي (ص‪ ،)147 :‬واملغين (‪)13/387‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪704‬‬
‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫مســألــة (‪)13‬‬
‫وأن يتصدَّق منها‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [احلج‪ ،]27:‬والبائس الفقري‪ :‬شديد الفقر‪ ،‬وقوله تعاىل‪( :‬ﯛ ﯜ‬ ‫اتفقوا َّأن املضحي مأمور ْأن يأكل من أضحيته‪ْ ،‬‬
‫تحرير محل‬
‫ﯝ) [احلج‪ ،]36:‬والقانع‪ :‬السائل‪ ،‬واملعرت‪ :‬احملتاج الذي ال يسأل لكن يتعرض لك‪ .‬ولقوله ‪ ‬عن األضاحي من حديث عائشة ~‪( :‬كلوا َّ‬
‫وادخروا وتصدَّقوا) [متفق]‪ ،‬واختلفوا كيف تقسم‬
‫الخالف‬
‫الضحايا وإىل كم قسم‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تقسم األضحية إىل قسمني‬ ‫تقسم األضحية ثالثة أقسام‬ ‫املضحي خمرَّي بني أكل كامل األضحية أو الصدقة بكاملها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‬ ‫أكثر العلماء‬ ‫ابن املواز (مالكي)‬
‫مل يثبت يف الكتاب وال السنة نص صريح يف األمر بتقسيم‪ 7‬األضحية‪ ،‬أو حتديد مقدار‪ 7‬ما يؤكل أو يتصدق به أو يهدى‪ ،‬واالختالف يف تأويل الكتاب (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬مل ي‪77‬رد ش‪77‬يء ث‪77‬ابت يف الكت‪77‬اب والس‪77‬نة يف تقس‪77‬يم األض‪77‬احي وال * قول ‪77‬ه ‪ ‬يف ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~‪( :‬كل ‪77‬وا َّ‬
‫وادخ‪77‬روا وتص ‪77‬دَّقوا)‪ ،‬دل على مش ‪77‬روعية * قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪( :‬ﮦ ﮧ‬
‫ﮩ‬ ‫مقدار التقسيم‪ ،‬فيبقى األصل جواز أ ْن جيع‪77‬ل على قس‪77‬م واح‪77‬د‪ ،‬إم‪77‬ا التقسيم لألضحية ثالثة أقسام‪ ،‬ومحله أغلبهم على االستحباب‪ ،‬خالفًا للظاهرية محلوه ﮨ‬
‫على الوجوب‪.‬‬ ‫تؤكل أو يتصدق هبا‪.‬‬ ‫األدلــة‬
‫ﮪ)‪ ،‬دل على تقس ‪77‬يم‬
‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﮦ ﮧ ﯛ ﯜ ﯝ) ‪ ،‬ذك‪77‬رت اآلي‪77‬ة ثالث‪77‬ة أص‪77‬ناف‪ ،‬األضحية إىل قسمني‪.‬‬ ‫‪( ‬ال) جيب األكل من األضحية‪،‬كما ال جيب األكل من العقيقة‪.‬‬
‫فينبغي ْأن تُقسم األضحية أثالثًا‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬تقسم األضحية ثالثة أقسام)‪ ،‬واَألوىل أ ْن تُقسم أثالثًا لظاهر اآلية واحلديث‪ ،‬وهذا من باب االستحباب‪ ،‬فلو خالف ذلك فال حرج‪ ،‬لكن ينبغي أ ْن يكون للفقري من‬
‫األضحية نصيب‪ ،‬ملا نص عليه عز وجل يف ذلك يف أكثر من موضع‪ ،‬وحلديث ابن عباس ‪ ƒ‬الذي قال يف وصف أضحية النيب ‪( :‬يطعم أهل بيته الثلث‪ ،‬ويطعم فقراء جريانه الثلث‪،‬‬ ‫الراجــح‬
‫ويتصدق على السؤال بالثلث) [رواه احلافظ األصفهاين يف القطائف]‬
‫السنة أ ْن يأكل نص ًفا‬ ‫عند أيب حنيفة وأمحد‪ :‬تقسم أثالثا استحبابًا‪ ،‬ويستحب عند أيب حنيفة زيادة قسم‬ ‫لو أكل املضحي كامل األضحية ومل يتصدق بشيء منها فال‬
‫ويتصدق بنصف‪ ،‬ولو‬ ‫فرضا ولو‬
‫الصدقة منها‪ ،‬وعند الظاهرية‪ :‬تقسم أثالثًا وجوبًا ويأكل من أضحيته ً‬ ‫حرج عليه‪ ،‬ولو تصدق بكاملها ومل يأكل منها فال حرج عليه‬
‫أكلها كلها جاز‬ ‫لقمة‪ ،‬وعند مالك‪ :‬تقسم ثالثة أقسام دون حتديد بالثلث‪ ،‬وال يأكلها كلها دون‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫صدقة‪ ،‬وعند عبد الوهاب املالكي‪ :‬ال جيب األكل من األضحية‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/813‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)360 /4‬والعناية شرح اهلداية (‪ ،)517 /9‬والتبصرة للخمي (‪ ،)1566 /4‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/383‬واملهذب يف فقه‬
‫اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)436 /1‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)455 /4‬واملغين (‪ ،)13/379‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪)582 /3‬‬ ‫مراجع المسألــة‬

‫‪705‬‬
706
‫حكم بيع أجزاء من األضحية ‪-‬غير اللحم‪-‬‬ ‫مســألــة (‪)14‬‬
‫العلماء متفقون على أنَّه (ال) جيوز بيع حلم األضحية أو شحمها‪ ،‬وال جيوز إعطاء اجلزار منها شيًئا كأجرة‪ ،‬واختلفوا يف بيع األجزاء األخرى لألضحية؛ كجلدها‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫وشعرها‪ ،‬وأطرافها‪ ،‬ورأسها‪ ،‬ولبنها‪ ،‬وغري ذلك مما يُنتفع به‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز بيع أجزاء األضحية عدا اللحم‬ ‫أي جزء من األضحية‬
‫(ال) جيوز بيع ّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬عطاء‬ ‫اجلمهور‬
‫هل تُلحق بقية أجزاء األضحية ‪-‬غري اللحم‪ -‬حبكم اللحم‪ ،‬أم حبكم االنتفاع باللحم‪ 7‬وبقية أجزاء األضحية؟(مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪7‬العروض من ب‪7‬اب االنتف‪7‬اع‪ ،‬وق‪7‬د‬ ‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث علي ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬أم‪77 7‬رين رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬أ ْن أق‪77 7‬وم على بدن‪77 7‬ة‪ ،‬وأ ْن أقس‪77 7‬مها * َّ‬
‫ألن مبادل‪77‬ة أج‪7‬زاء األض‪7‬حية ‪-‬غ‪7‬ري اللحم‪ -‬ب َ‬
‫كلها؛ جلوده‪77‬ا وجالهلا‪ ،‬وأ ْن ال ُأعطي اجلزار منه‪77‬ا ش‪77‬يًئا) [خ‪ /‬م]‪ ،‬وه‪77‬ذا نص يف حمل أمجع‪77‬وا على ج‪77‬واز انتف‪77‬اع املض‪77‬حي بلحم أض‪77‬حيته‪ ،‬وه‪77‬ذا ج‪77‬رى جمرى االنتف‪77‬اع‬
‫بلحم األضحية‪ ،‬وانتفاع املضحي جبلد األضحية‪.‬‬ ‫اخلالف‪.‬‬
‫األدلــة‬
‫‪ ‬ألنَّه جعل األضحية هلل تعاىل‪ ،‬فلم جيز أ ْن يبيع منها شيًئا؛ كالوقف‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬من باع جلد أضحيته‪ ،‬فال أضحية ل‪77‬ه) [ه‪77‬ق‪ /‬كم‪/‬‬
‫وهو حسن]‪.‬‬
‫قياسا على منع بيع اللحم‪َّ ،‬‬
‫وألن األضحية خرجت من ملك صاحبها فال يبيع وال يشرتي هبا‬ ‫أي جزء من األضحية)‪ ،‬وهذا ً‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز بيع ّ‬ ‫الراجــح‬
‫بالعروض؛ كالغربال واملنجل وحنوه‪،‬‬
‫‪ -‬عند أيب حنيفة يبيع أجزاء األضحية َ‬ ‫من باع أجزاء أضحيته من جلد وغريه فقد خالف اهلدي النبوي وتصرف باألضحية‬
‫وال يصح مبا تقع به املعاوضة؛ كالذهب والفضة والطعام‪ ،‬ويتصدق هبا‬ ‫مبا ال جيوز له‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بالعروض وبالدراهم والدنانري ومبا شاء‬
‫‪ -‬وعند عطاء يبيع أجزاء األضحية َ‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/813‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)14 /12‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/81‬وإرشاد السالك إىل أشرف املسالك يف فقه اإلمام مالك (ص‪،)55 :‬‬
‫والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/385‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/109‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي للشريازي (‪ ،)437 /1‬واملغين (‪ ،)13/382‬والعدة شرح العمدة‬ ‫مراجع المسألــة‬
‫(ص‪)236 :‬‬

‫‪707‬‬
‫كتـاب ال َّـذبـائــح‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫َّ‬
‫كتاب الذبائح‬

‫ويشمل مخسة أبواب‬

‫الذبح والنَّحر‪ ،‬وهو المذبوح أو المنحور‬‫البابـ األول‪ :‬في معرفة محل َّ‬
‫‪720‬‬
‫الباب الثاني‪:‬ـ في معرفة َّ‬
‫الذبح والنَّحر‬
‫الباب الثالث‪ :‬في معرفة اآللةـ التي بها يكون َّ‬
‫الذبح والنَّحر‬
‫الباب الرابع‪ :‬في معرفة شروط الذكاة‬
‫الباب الخامس‪ :‬في معرفة َّ‬
‫الذابح والنَّاحرـ‬

‫‪709‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الذبائح‬

‫‪7‬رد‬
‫الذبح‪ ،‬هو احلي‪77‬وان‪ 7‬ال‪7‬ربي ذو ال‪77‬دم‪ ،‬ال‪77‬ذي ليس مبح َّ‪7‬رم وال منف‪77‬وذ املقات‪77‬ل وال مي‪77‬ؤوس من‪77‬ه؛ بوق‪77‬ذ أو نطح أو ت‪ٍّ 7‬‬ ‫أن احليوان‪ 7‬الذي يعمل فيه َّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-1‬‬
‫أو افرتاس سبع أو مرض‪.‬‬
‫أن احليوان البحري ليس حيتاج إىل ذكاة‪.‬‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫بأن ال يُصاب هلا مقتل‪َّ ،‬‬
‫فالذكاة عاملة فيها‪.‬‬ ‫اتفقوا على أنَّه إذا غلب على الظَّن َّأن‪( :‬املنخنقة‪ /‬املوقوذة‪ /‬املرتدية‪ )...‬تعيش‪ ،‬وذلك ْ‬ ‫‪-3‬‬
‫الذكاة يف البهيمة اليت تُشرف على املوت‪ ،‬إذا كان فيها دليل على احلياة‪.‬‬ ‫اتفقوا على عمل َّ‬ ‫‪-4‬‬
‫الذكاة يف هبيمة األنعام؛ حنر وذبح‪.‬‬ ‫أن َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-5‬‬
‫وأن البق‪7‬رة جيوز فيه‪7‬ا ال َّ‪7‬ذبح والنَّح‪7‬ر‪ ،‬ومل خيتلف‪7‬وا يف ج‪7‬واز ال َّ‪7‬ذبح والنَّح‪7‬ر للغنم‬ ‫أن من ُسنَّة الغنم والط‪7‬ري ال َّ‪7‬ذبح‪َّ ،‬‬
‫وأن من ُس‪7‬نَّة اإلب‪7‬ل النَّح‪7‬ر‪َّ ،‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-6‬‬
‫والطري واإلبل يف موضع الضرورة‪.‬‬
‫الذبح الذي يُقطع فيه الودجان واملريء واحللقوم‪ُ ،‬مبيح لألكل‪.‬‬ ‫أن َّ‬
‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-7‬‬
‫أن التذكية به جائزة‪.‬‬ ‫أن كل ما أهنر الدم وفرى األوداج؛ من حديد أو صخر أو عود أو قضيب‪َّ ،‬‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫اتفقوا على جواز ذكاة من مجع مخسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ 7،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وترك تضييع الصالة‪7.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫اتفقوا على منع تذكية املشركني وعبدة األصنام‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫العلماء جممعون على جواز ذبائح أهل الكتاب‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫اجلمهور على جواز أكل الذبيحة اليت مل يُعلم هل ذَكر فيها الكتايب اسم اهلل تعاىل‪ ،‬ولست أذكر يف هذا خالفًا‪.‬‬ ‫‪-12‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫كتاب الذبائح‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫تأثير َّ‬
‫الذكاة في المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع‬ ‫‪1‬‬
‫محرمة األكل بالذكاة؟‬
‫هل تطهر جلود الحيوانات َّ‬ ‫‪2‬‬ ‫‪720‬‬

‫تأثير الذكاة في البهيمة التي أشرفت على الموت من شدة المرض‬ ‫‪3‬‬
‫هل ذكاة األم ذكاة لجنينها في الحيوان مأكول اللحم؟‬ ‫‪4‬‬
‫ما يُشترط في الجنين إذا خرج ميتًا بعد ذكاة أمه ليحل أكله‬ ‫‪5‬‬
‫هل للجراد ذكاة؟‬ ‫‪6‬‬
‫هل َّ‬
‫يذكى الحيوان البرمائي؟‬ ‫‪7‬‬
‫حكم نحر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫‪8‬‬
‫ما الواجب قطعه في محل الذبح ‪-‬عند التذكية‪ -‬ليباح أكل الحيوان‬ ‫‪9‬‬
‫الذبح فوق الجوزة‬ ‫‪10‬‬
‫الذبح من ناحية العنق (الرقبة) (الذبيحة ال َق ِفيَّة)‬ ‫‪11‬‬
‫الذابح حتى قطع نخاع الذبيحة (النَّ ْخع)‬ ‫لو تمادى َّ‬ ‫‪12‬‬
‫هل يُشترط في الذبح أ ْن يكون على فور (دفعة) واحدة‬ ‫‪13‬‬
‫بالسن والظُّفر والعظم‬
‫حكم التذكية ِّ‬ ‫‪14‬‬

‫‪711‬‬
‫حكم التسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫‪15‬‬
‫الذبح‬ ‫الذبيحة إلى جهة ِ‬
‫القبلة عند َّ‬ ‫حكم توجيه َّ‬ ‫‪16‬‬
‫هل تشترط نية الذبح؟‬ ‫‪17‬‬
‫لو ذبح الكتابي استنابة عن المسلم‬ ‫‪18‬‬
‫حكم ذبائح نصارى بني تغلب‬ ‫‪19‬‬
‫حكم ذبيحة المرتد‬ ‫‪20‬‬
‫حكم ذبيحة الكتابي لو ذبح ألعيادهم وكنائسهم‬ ‫‪21‬‬
‫حرم عليه في دينه‬
‫حكم ذبيحة الكتابي لو ذبح مما ّ‬ ‫‪22‬‬
‫حكم شحوم ذبائح الكتابي المحرمة عليهم‬ ‫‪23‬‬
‫حكم ذبائح المجوس‬ ‫‪24‬‬
‫ذبيحة المرأة والصبي‬ ‫‪25‬‬
‫ذبيحة المجنون والسكران‬ ‫‪26‬‬
‫تذكية السارق والغاصب‬ ‫‪27‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫السبع‬ ‫تأثير َّ‬
‫الذكاة في المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل َّ‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫ترد أو افرتاس سبع أو مرض‪َّ ،‬‬
‫وأن احليوان البحري‬ ‫نطح أو ٍّ‬
‫مبحرم‪ ،‬وال منفوذ املقاتل‪ ،‬وال ميؤس منه؛ بوقذ أو ٍ‬
‫أن احليوان الذي يعمل فيه الذبح هو‪ :‬احليوان الربي‪ ،‬ذو الدم الذي ليس َّ‬ ‫اتفقوا َّ‬
‫ليس حيتاج إىل ذكاة‪ .‬واختلفوا يف تأثري الذكاة يف األصناف املذكورة يف قوله تعاىل‪( :‬ﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ)[املائدة‪ ،]3:‬واملنخنقة‪ :‬اليت متوت‬ ‫تحرير محل‬
‫باخلنق (حبس النفس)‪ ،‬واملوقوذة‪ :‬اليت متوت بسبب الضرب بالعصا واحلجر وحنوه‪ ،‬واملرتدية‪ :‬اليت متوت بسبب السقوط من مكان عال‪ ،‬والنَّطيحة‪ :‬اليت متوت بنطح شاة أخرى‪ .‬وقد اتفقوا َّ‬
‫أن‬ ‫الخالف‬
‫فإن الذكاة تعمل فيها‪ ،‬واتفقوا َّ‬
‫أن االستثناء يف اآلية راجع إىل املنخنقة وما بعدها دون ما قبلها‪،‬‬ ‫هذه األصناف إذا مل تبلغ اإلصابة منها مبلغًا حبيث يغلب على الظن أهنا تعيش ولن هتلك َّ‬
‫واختلفوا هل الذكاة تعمل فيها‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫الذكاة يف األصناف اخلمسة املذكورة يف اآلية إذا ذُ ِّكيت قبل موهتا‬‫(ال) تعمل َّ‬ ‫تعمل َّ‬
‫الذكاة يف األصناف اخلمسة املذكورة يف اآلية إذا ذُ ِّكيت قبل موهتا‬ ‫األقوال‬
‫‪720‬‬
‫مالك (األشهر)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬الزهري‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬ ‫ونسبتها‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله تعاىل‪( :‬ﭣ ﭤﭥ) ‪ ،‬هل هو استثناء متصل‪ ،‬أو استثناء منقطع؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قوله تعاىل‪( :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ)‪ ،‬االستثناء يف اآلية‬ ‫* قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫منقطع (ال) تأثري له يف اجلملة‪ 7‬املتقدِّمة‪ 7،‬وهذا شأن االستثناء املنقطع يف كالم العرب‪.‬‬ ‫ﭤ ﭥ)‪ ،‬االس‪77 7‬تثناء يف اآلي‪77 7‬ة متَّص‪77 7‬ل‪ ،‬فخ‪77 7‬رج من اجلنس بعض م‪77 7‬ا يتناول‪77 7‬ه‬
‫ألن اآلية مل تتعلَّق بأعيان هذه األوصاف وهي حيَّة‪ ،‬إمنا تعلَّق هبا بعد املوت‪ ،‬فيك‪7‬ون االس‪7‬تثناء ً‬
‫منقطع‪7‬ا‪ ،‬ومع‪7‬ىن‬ ‫* َّ‬ ‫اللفظ‪ ،‬وهي األصناف اخلمس املذكورة‪ ،‬فتعمل فيها الذكاة‪.‬‬
‫قول‪77‬ه‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ)‪ ،‬إمنا ه‪77‬و‪ :‬حلم امليت‪77‬ة وحلم‬ ‫أن ال‪7َّ 7‬ذكاة تعم‪77‬ل يف ه‪77‬ذه األص‪77‬ناف إذا ك‪77‬انت مرج‪7َّ 7‬وة احلي‪77‬اة‪،‬‬
‫* اإلمجاع على َّ‬
‫املوقوذة واملرتدية وبقية األصناف‪ ،‬أي‪ :‬حلم هذه األصناف حمرم هبذه األسباب سوى اليت متوت من تلقاء نفسها‪،‬‬ ‫أن االستثناء متصل وله تأثري‪.‬‬ ‫فدل على َّ‬ ‫األدلة‬
‫ألن حلم احلي‪77‬وان حمرم يف ح‪77‬ال احلي‪77‬اة‪ ،‬ب‪77‬دليل اش‪77‬رتاط ال‪77‬ذكاة‪ ،‬ولقول‪77‬ه ‪( :‬م‪77‬ا قُط‪77‬ع من البهيم‪77‬ة وهي حي‪77‬ة فه‪77‬و‬
‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث جاري‪77 7‬ة كعب بن مال‪77 7‬ك ‪( :ƒ‬أهنا ك‪77 7‬انت ت‪77 7‬رعى ً‪7‬‬
‫غنم ‪77‬ا بس‪77 7‬لع‪،‬‬
‫ميتة) [حم‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬كم‪ /‬بز‪ /‬ويف سنده مقال]‪.‬‬
‫فأص‪77‬يبت ش‪77‬اة منه‪77‬ا‪ ،‬فأدركته‪77‬ا ف‪77‬ذكتها حبج‪77‬ر‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬كلوه‪77‬ا) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ومل‬
‫ألن البهيمة واحلالة هذه (ال) تعمل فيها الذكاة‪ ،‬فالذكاة للحي وهذه يف حكم امليتة‪.‬‬‫َّ‬ ‫‪‬‬ ‫يسأل ومل يستفصل ‪.‬‬
‫الذكاة يف األصناف اخلمسة املذكورة يف اآلية)‪ ،‬حلديث جارية كعب ‪ ،ƒ‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬لكن احلق يف ذلك كيفما كان األمر يف االستثناء‪ ،‬فواجب أ ْن تكون‬ ‫القول األول‪( :‬تعمل َّ‬
‫الذكاة تعمل فيها)‬ ‫الراجح‬
‫واحدا عنده‪ ،‬وامليؤوسة‬
‫عند مالك‪ :‬امليؤوس املقطوع مبوهتا ‪-‬منفوذة املقاتل‪( -‬ال) تعمل فيها الذكاة قواًل ً‬ ‫هذه األصناف إذا ذُ ّكيت وفيها نوع حياة‪ ،‬تعترب يف حكم املذكاة فيجوز‬
‫املشكوك فيها روايتان يف املذهب‪ ،‬فهذه األصناف على رواية عدم الذكاة فيها تعترب ميتة ال حيل أكلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أكلها‪ .‬واستثىن أمحد اليت مل يبق من حياهتا إال مثل حركة املذبوح‪ ،‬فال تباح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/818‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/233‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)12/5‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/425‬وجامع األمهات (ص‪ ،)226‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/50‬واجملموع (‬
‫‪ ،)9/72‬واملغين (‪ ،)13/314‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)6/668‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪713‬‬
www.alukah.net 720
‫محرمة األكل بالذكاة؟‬
‫هل تطهر جلود الحيوانات َّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫أن الذكاة (ال) حُتِ ل حلم احليوانات َّ‬
‫حمرمة األكل‪ ،‬فال جيوز حلمها ولو ذُ ِّكيت‪ ،‬واختلفوا هل تعمل الذكاة يف جلود حمرمة األكل فتطهر بالتذكية؟‪ ،‬واخلالف على‬ ‫اتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫قولني‬ ‫الخالف‬
‫تطهر اجللود‬
‫(ال) تعمل الذكاة يف احليوان حمرم األكل و(ال) ِّ‬ ‫وتطهر اجللود‬
‫الذكاة تعمل يف السباع وغريها ما عدا اخلنزير‪ِّ ،‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫هل مجيع أجزاء احليوان تابعة للحم يف احلليَّة واحلرمة‪ ،‬أم ليس بتابع للحم؟‪7‬‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪720‬‬
‫* ليس ‪77‬ت بقي ‪77‬ة أج ‪77‬زاء احلي ‪77‬وان تابع ‪77‬ة للحم‪ ،‬وعلى ه ‪77‬ذا إ ْن مل تعم ‪77‬ل ال ‪77‬ذكاة يف اللحم فإهنا * مجي‪77 7‬ع أج‪77 7‬زاء احلي‪77 7‬وان تابع‪77 7‬ة للحم‪ ،‬ف ‪77‬إذا (مل) تعم‪77 7‬ل ال‪77 7‬ذكاة يف اللحم مل‬
‫ألن األص‪7‬ل أهنا تعم‪77‬ل يف مجي‪7‬ع األج‪77‬زاء‪ ،‬ف‪77‬إذا ارتف‪77‬ع بال‪77‬دليل تعم‪77‬ل فيم‪77‬ا س‪77‬واه من ب‪77‬اب أوىل‪ ،‬كم‪77‬ا (ال) تعم‪77‬ل ال‪77‬ذكاة يف ذبح اجملوس‪77‬ي‪،‬‬ ‫تعم‪77‬ل يف س‪7‬ائر أج‪7‬زاء احلي‪77‬وان‪َّ ،‬‬
‫احملرم للحم عملها يف اللحم‪ ،‬بقي عملها يف سائر األجزاء‪ ،‬إال أن يدل دليل على ارتفاعه‪ .‬أو الذبح غري املشروع‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫األدلة‬
‫(دب‪77 7‬اغ األمي ذكاته) [طي ‪77 7‬ا‪ /‬د‪ /‬س ‪77 7‬نن‪ /‬ق ‪77 7‬ط]‪ ،‬أي‪  :‬عن أيب املليح عن أبي ‪77‬ه ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬هنى ‪ ‬عن جل ‪77‬ود الس ‪77‬باع)‪ ،‬ورواي ‪77‬ة‪:‬‬ ‫‪ ‬ح‪77 7‬ديث مس‪77 7‬لمة اهلذيل ‪ ‬ق‪77 7‬ال ‪ِ :‬‬
‫كذكات‪77‬ه‪ ،‬فش ‪7‬بَّه ال‪77‬دبغ بال‪77‬ذكاة‪ ،‬واملش ‪7‬بَّه ب‪77‬ه أق‪77‬وى من املش ‪7‬بَّه‪ ،‬ف‪77‬إذا طه‪77‬ر ال‪77‬دبغ م‪77‬ع ض‪77‬عفه‪( ،‬هنى عن لب‪77‬وس جل‪77‬ود الس‪77‬باع والرك‪77‬وب عليه‪77‬ا) [د‪ /‬ن‪ /‬ت‪ /‬حم‪/‬ب‪77‬ز‪ /‬س‪77‬نن‪/‬‬
‫ألن الدبغ يرفع العلة بعد وجودها‪ ،‬والذكاة متنعها‪ ،‬واملنع أقوى من الرفع‪ .‬طب‪ /‬وصححه األلباين واألرنؤوط]‪ ،‬وهذا النهي عام يف َّ‬
‫املذكى وغريه‪.‬‬ ‫فالذكاة أوىل‪َّ ،‬‬
‫ألن األصل يف الذكاة حتليل اللحم من أجل أكله‪ ،‬ويكون اجللد وبقية أجزاء احليوان تبع له‪ ،‬وال يقصد عادة‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال تعمل الذكاة يف احليوان حمرم األكل)‪َّ ،‬‬
‫الراجح‬
‫بالذكاة غري االستفادة باللحم ابتداءً‬
‫من ذكى أسدا أو ذئبًا ودبغ جلده‪ ،‬جاز له االستفادة منه يف الصالة واللباس والبيع وغريه من ذكى أسدا أو ذئبًا ودبغ جلده (مل) يطهر اجللد‪ ،‬ومل جيز له االستفادة‬
‫منه يف الصالة واللباس والبيع‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد وهناية املقصد (‪ ،)1/820‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)1/72‬وبدائع الصنائع (‪ ،)1/86‬والبيان والتحصيل (‪ ،)2/39‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)121‬واألم (‪ ،)1/23‬واحلاوي‬
‫الكبري (‪ ،)1/57‬واملغين (‪ ،)1/96‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)1/52‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪715‬‬
‫تأثير الذكاة في البهيمة التي أشرفت على الموت من شدة المرض‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫اتفقوا َّأن البهيمة اليت (مل) تشرف على املوت إذا ذكيت فهي حالل اللحم‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذكاة البهيمة اليت أشرفت على املوت من شدة املرض‪ ،‬هل تعمل َّ‬
‫الذكاة فيها أم‬
‫ال؟‪ ،‬مع اختالفهم يف املعترب يف البهيمة املشرفة على املوت؛ منهم من قال‪ :‬املعترب احلركة‪ ،‬وبعضهم قال‪ :‬املعترب حركة طرف العني وحتريك الذنب‪ ،‬والركض بالرجل‪ ،‬وبعضهم‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫قال‪ :‬يشرتط التَّنفس‪ ،‬وقد اختلفوا يف عمل الذكاة يف املشرفة على اهلالك من شدة املرض‪ ،‬واخلالف على قولني‬

‫الذكاة (ال) تعمل يف البهيمة املشرفة على املوت لشدة املرض‬ ‫الذكاة تعمل يف البهيمة املشرفة على املوت لشدة املرض إذا وجد فيها دليل احلياة (على‬
‫مالك (رواية)‬ ‫خالف يف املعترب يف دليل احلياة)‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬
‫ظاهر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن ال َّ‪7‬ذكاة إمنا تعم‪7‬ل يف احلي‪ ،‬واملش‪7‬رفة على املوت‬ ‫ألن من املعل‪7‬وم‪َّ 7‬‬
‫غنم‪77 7‬ا بس‪77 7 7‬لع‪* ،‬القياس‪َّ /‬‬
‫* األث ‪77 7‬ر‪ /‬ح‪77 7‬ديث جاري ‪77 7‬ة كعب بن مال‪77 7‬ك ‪( :‬أهنا ك‪77 7 7‬انت ت‪77 7 7‬رعى ً‪7‬‬
‫بس ‪77 7‬بب املرض يف حكم امليت‪ ،‬فال تعم‪77 7‬ل فيه‪77 7‬ا ال‪77 7‬ذكاة‪ ،‬وق‪77 7‬د ق‪77 7‬ال تع ‪77 7‬اىل‪:‬‬ ‫عملت‬ ‫‪7‬إذا‬ ‫‪7‬‬‫فأصيبت شاة منها‪ ،‬فأدركتها فذكتها حبجر‪ ،‬فقال ‪ :‬كلوه‪77‬ا) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ف‬
‫التذكية يف اليت أص‪7‬يبت فهي تعم‪7‬ل يف املريض‪7‬ة‪ ،‬ومل يس‪7‬أل الن‪7‬يب ‪ ‬ومل يستفص‪7‬ل عن (ﭑ ﭒ ﭓ) [املائدة‪.]3:‬‬ ‫األدلة‬
‫حال الشاة‪.‬‬
‫‪ ‬كما جاز تذكية البهيمة املريضة ال‪7‬يت (مل) تش‪7‬رف على املوت‪ ،‬فك‪7‬ذا البهيم‪7‬ة ال‪7‬يت‬
‫أشرفت على املوت‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬الذكاة تعمل يف البهيمة املشرفة على املوت)‪ ،‬لداللة حديث جارية كعب ‪ ‬على ذلك‪ ،‬فهو نص يف حمل اخلالف‬ ‫الراجح‬
‫إذا ذُ ِّكيت البهيمة املشرفة على املوت (مل) حيل أكلها فهي ميتة‪ .‬ومن نذر‬ ‫إذا ذُ ِّكيت البهيمة املشرفة على املوت ّ‬
‫حل أكلها‪ .‬ومن نذر ذبح شاة فاشرتاها مث‬
‫ثمرة الخالف‬
‫ذبح شاة فاشرتاها مث إهنا أشرفت على املوت فذحبها مل جيزئه وعليه شاة‬ ‫إهنا أشرفت على املوت فذحبها فقد أوىف بنذره‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/820‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/183‬والبحر الرائق (‪ ،)8/196‬والذخرية (‪ ،)4/127‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪ ،)429‬والبيان للعمراين (‬
‫‪ ،)4/534‬واجملموع (‪ ،)9/88‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)265‬والعدة شرح العمدة (‪)1/494‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫هل ذكاة األم ذكاة لجنينها في الحيوان مأكول اللحم؟‬ ‫مسألةـ (‪)4‬‬
‫اتفقوا إذا ذُكيت األم وخرج اجلنني حيًا أنَّه جيب أ ْن َّ‬
‫يذكى ليحل أكله‪ ،‬واختلفوا هل تعمل ذكاة األم يف جنينها إذا خرج منها ميتًا بعد ذبح األم‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫ذكاة األم ليست ذكاة جلنينها‬ ‫ذكاة األم ذكاة جلنينها (على خالف بينهم فيما يشرتط يف اجلنني ليحل أكله)‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أبو حممد ابن حزم‬ ‫اجلمهور‬
‫اختالفهم يف صحة اآلثار املروية يف هذه املسألة من حديث أيب سعيد اخلدري‪ ،‬مع خمالفته لألصول‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪720‬‬
‫*ح ‪77‬ديث أيب س ‪77‬عيد اخلدري ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬س ‪77‬ألنا رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬عن البق‪77 7‬رة أو *األصل َّ‬
‫أن اجلنني إذا كان حيًا مث م‪77‬ات مبوت أم‪7‬ه‪ ،‬فإنَّه ميوت خن ًق‪7‬ا‪ ،‬فيك‪77‬ون من املنخنق‪77‬ة‬
‫الناق ‪77‬ة أو الش ‪77‬اة‪ ،‬ينحره ‪77‬ا أح ‪77‬دنا فنج ‪77‬د يف بطنه ‪77‬ا جنين ‪77‬ا‪ ،‬أنأكل ‪77‬ه أو نلقي ‪77‬ه؟‪،‬‬
‫ال‪77‬يت ورد النهي بتحرميه‪77‬ا‪( ،‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫فقال‪ :‬كلوه إ ْن شئتم‪ ،‬ذكاته ‪-‬أو ذكاة اجلنني‪ -‬ذكاة أمه) [حم‪/‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77‬ه‪/‬‬
‫ق‪77 7‬ط‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬من‪ /‬كم‪ /‬وص‪77 7‬ححه احلاكم وال‪77 7‬ذهيب واأللب‪77 7‬اين وابن حب‪77 7‬ان وغ‪77 7‬ريهم‪ /‬ﭜ) [املائدة‪.]3:‬‬
‫األدلة‬
‫وض ‪77‬عفه ابن ح ‪77‬زم وعب ‪77‬د احلق وابن القط ‪77‬ان وغ ‪77‬ريهم‪ /‬وأط ‪77‬ال الغم ‪77‬اري الكالم عن ‪ ‬ح‪77 7‬ديث ابن عم‪77 7‬ر ‪ ƒ‬ق‪77 7‬ال رس‪77 7‬ول اهلل ‪ُ( :‬أحلَّت لن‪77 7‬ا ميتت‪77 7‬ان ودم‪77 7‬ان؛ والس‪77 7‬مك‬
‫واجلراد) [جه‪ /‬حم‪ /‬طأ‪ /‬وصححه األلباين]‪ ،‬مل ي‪7‬ذكر احلديث س‪7‬وى ميت‪7‬ة الس‪7‬مك واجلراد‪،‬‬ ‫احلديث يف اهلداية]‪ ،‬احلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫‪ ‬قي ‪77‬اس اجلنني على األعض ‪77‬اء‪ ،‬إال أنَّه متص ‪77‬ل ب ‪77‬األم اتص ‪77‬ال ِخلق ‪77‬ة‪ ،‬يتغ ‪7َّ 7‬ذى ومل َّ‬
‫يتعرض للجنني يف بطن أمه‪.‬‬
‫بغذائها‪ ،‬فتكون ذكاته بذكاهتا‪ ،‬كأعضائها‪.‬‬
‫نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وال قياس مع النص‬
‫القول األول‪( :‬ذكاة األم ذكاة جلنينها)‪ ،‬وحديث أيب سعيد اخلدري ‪ّ ‬‬ ‫الراجح‬
‫ميتا حرم عليه أكله‬
‫جنينا ً‬
‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها ً‬ ‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها جنينًا ميتًا جاز له أكله‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/821‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/42‬وتبيني احلقائق (‪ ،)5/293‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/382‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/342‬وهناية املطلب (‬
‫‪ ،)18/218‬والبيان للعمراين (‪ ،)4/556‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)8/32‬واإلنصاف (‪ ،)10/402‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/213‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪717‬‬
‫ما يُشترط في الجنين إذا خرج ميتًا بعد ذكاة أمه ليحل أكله‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫ذهب اجلمهور ‪-‬خالفًا أليب حنيفة وابن حزم رمحهما اهلل‪ -‬إىل َّ‬
‫أن ذكاة األم ذكاة جلنينها لو خرج ميتًا‪ ،‬واختلفوا فيما يشرتط يف اجلنني حىت حيل أكله‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫(ال) يشرتط حلل أكل اجلنني َّ‬
‫املذكاة َّ‬
‫أن يكون على متام اخللقة وال شعره نابت‬ ‫يشرتط يف اجلنني َّ‬
‫املذكاة أمه أ ْن يكون على متام اخللقة وشعره نابت‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫ظاهر معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫* القياس‪ /‬من عموم قوله ‪( :‬ذكاة اجلنني ذك‪7‬اة أمه)‪ ،‬يقتض‪77‬ي أ ْن يش‪7‬رتط يف اجلنني *العم‪77‬وم‪ /‬من ح‪77‬ديث أيب س‪77‬عيد‪ 7‬اخلدري ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬س‪77‬ألنا رس‪77‬ول اهلل عن البق‪77‬رة أو الناق‪77‬ة‬
‫احلي‪77‬اة قيا ًس ‪7‬ا على األش‪77‬ياء ال‪77‬يت تعم‪77‬ل فيه‪77‬ا التَّذكي‪77‬ة‪ ،‬واحلي‪77‬اة ال توج‪77‬د يف اجلنني إال إذا أو الشاة‪ ،‬ينحرها أحدنا فنج‪7‬د يف بطنه‪7‬ا جنينً‪7‬ا‪ ،‬أنأكل‪7‬ه أو نلقي‪7‬ه؟‪ ،‬فق‪7‬ال‪ :‬كل‪7‬وه إ ْن ش‪7‬ئتم‪،‬‬
‫ذكاته ‪-‬أو ذكاة اجلنني‪ -‬ذكاة أمه) [حم‪/‬د‪ /‬ت‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ق‪7‬ط‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬من‪ /‬وص‪7‬ححه‪ 7‬غ‪77‬ري واح‪77‬د‪،‬‬ ‫نبت شعره ومت خ ْلقه‪.‬‬
‫يفرق ‪ ‬بني اجلنني املشعر وغريه‪.‬‬ ‫* قال عبد اهلل بن كعب بن مالك‪( :‬كان أص‪77‬حاب رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يقول‪77‬ون‪ :‬إذا أش‪77‬عر وضعفه غري واحد]‪ ،‬ومل ِّ‬
‫اجلنني فذكات‪7‬ه ذك‪7‬اة أم‪7‬ه) [مح]‪ ،‬ويف رواي‪7‬ة عن ابن عم‪7‬ر ‪ƒ‬‬ ‫األدلة‬
‫مرفوع‪7‬ا‪( :‬ذك‪7‬اة اجلنني *عن ابن أيب ليلى ق‪77‬ال‪ ،‬ق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬ذك‪77‬اة اجلنني ذك‪77‬اة أمه‪ ،‬أش‪77‬عر أو مل يش‪77‬عر)‬ ‫ً‬
‫[قط‪/‬هق‪ /‬وله رواية أخرى عن نافع عن ابن عمر ‪ ƒ‬ويف سنده رجل جمهول فهو ضعيف]‪.‬‬ ‫إذا أشعر ذكاة أمه‪ ،‬ولكنه يُذبح حىت ينصب ما فيه من الدم) [حم‪ /‬وهو موقوف]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث ابن عمر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬إذا حنرت الناق‪77‬ة‪ ،‬ف‪77‬ذكاة م‪77‬ا يف بطنه‪7‬ا يف ذكاهتا‪ ،‬إذا القي ‪77‬اس‪ /‬يقتض ‪77‬ي أ ْن يك ‪77‬ون ذك ‪77‬اة اجلنني يف ذك‪77‬اة أم ‪77‬ه من قِب‪77‬ل أنَّه ج‪77‬زء منه ‪77‬ا‪ ،‬وإذا ك ‪77‬ان‬
‫ذلك كذلك فال معىن الشرتاط احلياة فيه‪.‬‬ ‫كان مت خلقه ونبت شعره) [طأ]‪.‬‬

‫القول الثاين‪( :‬ال يشرتط حلل اجلنني َّ‬


‫املذكى أ ْن يكون تام اخللقة وال شعره نابت)‪ ،‬لضعف روايات احلديث يف ذلك‪ ،‬واألصل العدم‪ 7.‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬يضعف أ ْن‬
‫خيصص حديث أيب سعيد اخلدري ‪ ‬بالقياس عند مالك‬ ‫الراجح‬

‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها جنينًا ميتًا ليس عليه شعر أو (مل) يكتمل عضو من أعضائه‬ ‫ميتا ليس عليه شعر أو (مل) يكتمل عضو من أعضائه‬
‫جنينا ً‬
‫من ذبح بقرة فوجد يف بطنها ً‬
‫حل له أكله‬ ‫(مل) حيل أكله ووجب إلقاؤه‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/821‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/42‬وتبيني احلقائق (‪ ،)5/293‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/382‬والتاج واإلكليل‪ 7‬ملختصر خليل (‪ ،)4/342‬وهناية املطلب (‪،)18/218‬‬
‫والبيان للعمراين (‪ ،)4/556‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)8/33‬واإلنصاف (‪ ،)10/402‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/213‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫هل للجراد ذكاة؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫حل أكل اجلراد‪ ،‬واتفقوا أنَّه إذا وجد اجلراد حيًا مث قُتل بقطع رأسه أو بإلقائه يف النار أو يف الزيت احلار أو يف املاء فإنَّه يؤكل‪ ،‬واختلفوا لو كان اجلراد ميتًا‬
‫اتفقوا على ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫دون سبب‪ ،‬هل جيوز أكله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيوز أكل اجلراد بدون ذكاة‬ ‫جيوز أكل اجلراد امليت ولو بدون تذكية‬ ‫األقوال‬
‫مالك‬ ‫عامة الفقهاء‪ /‬مطرف (مالكي)‬ ‫ونسبتها‬
‫‪720‬‬

‫هل ميتة اجلراد هو مما يتناوله اسم امليتة أم ال؟‪ ،‬يف قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ) [املائدة‪ ،]3:‬وهل اجلراد نثرة (والدة) حوت (مسك) أو حيوان بري؟ (كذا ذكره‬
‫سبب الخالف‬
‫ابن رشد)‬
‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ)‪ 7 ،‬ه‪77‬ذا (ال) يتن ‪77‬اول ميت‪77‬ة اجلراد‪ ،‬لقول ‪77‬ه ‪ ‬من ح‪77‬ديث ابن * قوله تعاىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ)‪ ،‬ه‪7‬ذا ع‪7‬ام يتن‪7‬اول ك‪7‬ل ميت‪7‬ة‪،‬‬
‫(ُأحل لنا ميتتان؛ الس‪7‬مك واجلراد) [حم‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين]‪ ،‬فالس‪7‬مك واجلراد ومنها ميتة اجلراد‪.‬‬
‫عمر ‪َّ :ƒ‬‬
‫مستثنيان من اآلية بنص احلديث‪.‬‬
‫حديث ابن أيب أوىف ‪ ‬قال‪( :‬غزونا م‪7‬ع رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬س‪7‬بع غ‪7‬زوات‪ ،‬نأك‪7‬ل مع‪7‬ه اجلراد) [خ‪/‬‬ ‫‪‬‬ ‫األدلة‬
‫م]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أنس ‪َّ :‬‬
‫(أن النيب ‪ ‬دعا على اجلراد باهلالك‪ ،‬وقال َّ‬
‫إن اجلراد ن‪77‬ثرة احلوت يف البح‪77‬ر)‬
‫[جه‪ /‬ت‪ /‬قال الرتمذي حديث غريب]‪ ،‬وما دام أنَّه من البحر فيلحق مبيتة البحر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز أكل اجلراد امليت ولو بدون تذكية)‪ ،‬ودليلهم نص يف حمل اخلالف من حديث ابن عمر وابن أيب أوىف ‪ ،‬ومل يُ َّفرق فيه بني جراد وآخر‪ ،‬وال بني موت وآخر‪،‬‬
‫فيكون مستثىن من عموم اآلية‬ ‫الراجح‬

‫جرادا ميتًا مل ًقا على األرض (مل) حيل له أكله‪ ،‬وإذا وجده‬
‫من وجد ً‬
‫حيًا حل له أكله بعد تذكيته‪ ،‬وذلك بقطع رأسه أو إلقائه يف النار أو‬ ‫حل له مجعه وأكله‬
‫جرادا ميتًا مل ًقا على األرض َّ‬
‫من وجد ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الزيت احلار وحنوه‬

‫‪719‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/823‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/228‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/229‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/537‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)1/111‬واألم (‪،)2/255‬‬
‫مراجع‬
‫والبيان للعمراين (‪ ،)4/525‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/547‬واإلنصاف (‪ ،)10/384‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد وهناية املقتصد للعبادي (‪ ،)2/1108‬وأحكام األطعمة‪7‬‬
‫المسألة‬
‫يف الشريعة اإلسالمية (ص‪)248‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫هل يذكى الحيوان البرمائي؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫حل احليوان البحري ؛كالسمك بال ذكاة‪ ،‬واتفقوا على وجوب ذكاة احليوان الربي؛كبهيمة األنعام‪ ،‬واختلفوا يف وجوب ذكاة احليوان الذي يعيش يف الرب‬ ‫اتفقوا على ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫والبحر (الربمائي)‪ ،‬كالسلحفاة‪ ،‬وسرطان البحر‪ ،‬والضفدع وكلب البحر والفقمة‪ 7‬وحنوها‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫احليوان الربمائي يُلحق باحليوان البحري فال احليوان الربمائي يُلحق مبكان مأواه وعيشه ووالدته‪ً ،‬برا‬
‫َّ‬ ‫احليوان الربمائي يُلحق باحليوان الربي َّ‬
‫فيذكى‬
‫حبرا‬
‫أو ً‬ ‫يذكى‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد‬
‫الشافعي‪ /‬ابن القاسم (مالكي)‬ ‫مالك‬
‫‪720‬‬

‫اختالفهم يف مكان إحلاق احليوان الربمائي‪ ،‬هل يلحق بالرب أو البحر‪ ،‬واختالفهم يف سبب اإلحلاق (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ) [املائ‪77‬دة‪  ،]3:‬قول ‪77 7‬ه ‪ ‬عن البح ‪77 7‬ر‪( :‬ه ‪77 7‬و الطَّه ‪77 7‬ور م ‪77 7‬اؤه ‪َّ ‬‬
‫ألن الع ‪77‬ربة مبك ‪77‬ان العيش فيُلح ‪77‬ق ب ‪77‬ه‪ ،‬ف ‪77‬إ ْن ك ‪77‬ان م ‪77‬أواه‬
‫احلِ ‪7ُّ 7 7 7 7‬ل ميتته) [ت‪ /‬ن‪ /‬ج‪77 7 7 7‬ه‪ /‬وص‪77 7 7 7‬ححه غ‪77 7 7 7‬ري املاء وي‪77 7 7‬رعى يف ال‪77 7‬رب ُأحلق ب‪77 7‬البحري؛ كالس‪77 7 7‬لحفاة‪ ،‬وإ ْن‬ ‫دلت اآلية على حترمي امليتة مطل ًقا‪ ،‬ويدخل فيها الربمائي‪.‬‬
‫عموم ‪77 7‬ا ك‪77‬ان م‪77‬أواه ال‪77‬رب ومرع‪77‬اه يف البح‪77‬ر فيلح‪77‬ق ب‪77‬الربي؛ كط‪77‬ري‬ ‫واح ‪77 7‬د]‪ ،‬دل على ح‪77 7 7‬ل ميت‪77 7 7‬ة البح‪77 7 7‬ر ً‪7‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه حيوان يعيش يف الرب وله نفس سائلة فيجب تذكيته‪.‬‬
‫س‪77‬واء ع‪77‬اش يف البح‪77‬ر فق‪77‬ط أم يف ال‪77‬رب والبح‪77‬ر املاء‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن احلي‪77‬وان ال‪77‬ذي (ال) يعيش إال يف البح‪77‬ر ميوت بإخراج‪77‬ه من‬ ‫األدلة‬
‫معا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫املاء‪ ،‬خبالف الربمائي فإنَّه يبقى حيًا بعد خروجه من املاء‪.‬‬
‫‪ ‬أث‪77 7 7‬ر ش‪77 7 7‬ريح ق‪77 7 7‬ال‪( :‬ك‪77 7 7‬ل ش‪77 7 7‬يء يف البح‪77 7 7‬ر‬
‫مذبوح) [تخ‪ /‬قط‪ /‬ويف سنده ضعف]‪.‬‬
‫‪ ‬قياس احليوان الربمائي على احليوان البحري‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يُلحق احليوان الربمائي باحليوان الربي)‪َّ ،‬‬
‫ألن له جهاز تنفس ورئة مثل احليوان الربي واإلنسان‪ ،‬خبالف احليوان البحري الذي يتنفس من خالل اخلياشيم‬ ‫الراجح‬
‫جيوز أكل ميتة السلحفاء والفقمة‪ 7‬والسرطان من وجد سلحفاة ميتة يف الرب حل له أكلها‪ ،‬ومن وجد‬ ‫(ال) حيل أكل السلحفاء والفقمة والسرطان‪ 7‬وحنوها إال بعد‬
‫ثمرة الخالف‬
‫طري ماء ميت يف البحر (مل) حيل له أكله‬ ‫وحنوها فهي يف حكم املذكاة‬ ‫ذكاهتا‪ ،‬ومن وجدها ميتة يف البحر (مل) حيل له أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/823‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/300‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/63‬وأسىن املطالب (‪ ،)1/566‬واملغين (‪ ،)13/344‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)8/23‬واجلداول‬
‫الفقهية املسألة رقم (‪ )110‬من كتاب احلج واملسالة رقم (‪ )100‬من كتاب الطهارة‪ ،‬وأحكام األطعمة‪ 7‬يف الشريعة اإلسالمية‪( 7‬ص‪ ،)293‬وأحكام البحر يف الفقه اإلسالمي (ص‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪)632‬‬

‫‪721‬‬
‫حكم نحر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫مسألةـ (‪)8‬‬
‫وأن من سنة الغنم والطري الذبح‪ ،‬لقوله تعاىل عن الكبش‪( :‬ﭩ ﭪ ﭫ) [الصافات‪َّ ،]107:‬‬
‫وأن من سنة‬ ‫أن الذكاة يف هبيمة األنعام؛ حنر وذبح‪َّ ،‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫وأن البقر جيوز فيها الذبح والنحر‪ ،‬لقوله‪ 7‬تعاىل‪( :‬ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ) [البقرة‪ ،]67:‬ولقول‪ 7‬عائشة ~‪( :‬ما حنر رسول اهلل ‪ ‬عن أزواجه إال‬ ‫اإلبل النحر‪َّ ،‬‬
‫الخالف‬
‫بقرة واحدة) [د‪ /‬جه]‪ ،‬ومل خيتلفوا َّ‬
‫أن يف مكان الضرورة جيوز ذبح ما ينحر‪ ،‬وحنر ما يذبح‪ ،‬واختلفوا يف فعل ذلك لغري ضرورة‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز ذبح ما ينحر‪ ،‬وال جيوز حنر ما‬
‫يذبح‬ ‫جيوز حنر ما يذبح‪ ،‬وذبح ما ينحر‬ ‫(ال) جيوز حنر ما يذبح وال ذبح ما ينحر‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (قول)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أشهب (مع الكراهة)‬ ‫مالك (املذهب)‬
‫ابن بكري (مالكي)‬
‫ظاهر معارضة الفعل للعموم‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫ألن أعن‪77‬اق اإلب‪77‬ل طويل‪77‬ة‪ ،‬ف‪77‬إذا ذُحبت‬ ‫* فعل ‪77 7‬ه ‪ ،‬فإنَّه ثبت‪( :‬أنَّه حنر من إبل ‪77 7‬ه س ‪77 7‬تني * عم‪77‬وم ح‪77‬ديث راف‪77‬ع بن خ‪77‬ديج ‪ ‬ق‪77‬ال‪ :‬قلت ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل‪ ،‬إن‪77‬ا نلقى ‪‬‬
‫غدا وليس معنا ُمدى‪ ،‬فقال ‪( :‬ما أهنر الدم وذُكر اس‪77‬م اهلل علي‪7‬ه تعذب خبروج روحها‪.‬‬ ‫‪7‬حى العدو ً‬ ‫وأعطى الب ‪77 7 7‬اقي عليً ‪77 7 7‬ا فنحرها) [م]‪( ،‬وض ‪َّ 7 7 7‬‬
‫األدلة‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫ظفرا) [متفق]‪ ،‬دل على جواز األمرين ً‬ ‫بكبش ‪77‬ني أملحني‪ ،‬ف ‪77‬ذحبهما بي ‪77‬ده) [خ‪ /‬م]‪ ،‬داوم فكلوه‪ ،‬ما مل يكن سنًّا أو ً‬
‫مجيعا‪.‬‬
‫ألن املقصود قطع األوداج وإخراج الدم‪ ،‬وهذا حيصل هبما ً‬ ‫َّ‬ ‫‪ ‬على حنر اإلبل وذبح الغنم فال يعدل عنه‪ .‬‬
‫وألن فعله ‪ ‬من حنر اإلبل ال يدل على وجوبه ومنع غريه‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز حنر ما يذبح‪ ،‬وذبح ما ينحر)‪ ،‬لعموم حديث رافع ‪َّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫تؤكل اإلبل بالذبح‪ ،‬وال تؤكل الشاة‬ ‫(ال) جيوز يف الغنم والطري إال الذبح‪ ،‬ويف اإلبل‬
‫لو حنر الشاة أو ذبح اإلبل فأكله جائز‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بالنحر‬ ‫إال النحر‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/824‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/41‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/569‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/543‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/429‬واألم (‪ ،)2/262‬واجملموع‬
‫(‪ ،)9/90‬واملغين (‪ ،)13/306‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪)1/550‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫ما الواجب قطعه في محل الذبح ‪-‬عند التذكية‪ -‬ليباح أكل الحيوان‬ ‫مسألةـ (‪)9‬‬
‫أمجعوا َّأن حمل الذبح احللق واللَّبَّة (الوهدة اليت بني أصل العنق والصدر)‪ ،‬وال خالف َّأن األكمل قطع األربعة؛ احللقوم (جمرى النفس)‪ ،‬واملريء (جمرى الطعام والشراب)‪ ،‬والودجني (مثىن ودج وهو العرق احمليط باحللقوم)‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫وهذا القطع مبيح لألكل‪ ،‬وهو األسرع خلروج روح احليوان‪ .‬واختلفوا يف الفعل املعترب للذبح‪ ،‬أو الواجب قطعه عند الذبح من األربعة؛ احللقوم واملريء والودجان‪ ،‬واخلالف على مخسة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫الواجب قطع كل األربعة‪ ،‬احللقوم‬ ‫الواجب يف الذبح قطع‬
‫يقطع الودجني فقط‬ ‫واملريء والودجني‬ ‫املريء واحللقوم‬ ‫الواجب يف الذبح قطع ثالثة من أربعة‬ ‫الوجب يف الذبح قطع الودجني واحللقوم‬ ‫األقوال‬
‫مالك (رواية)‬
‫مالك (رواية) حممد‪ 7‬بن احلسن‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك (مشهور)‬ ‫ونسبتها‬
‫‪720‬‬
‫سبب‬
‫مل يأت يف الواجب قطعه يف حمل الذبح شرط منقول‬
‫الخالف‬
‫*ح‪77 7 7 7‬ديث أيب أمام‪77 7 7 7‬ة‬ ‫*ألن ال ‪77 7 7‬واجب قط ‪77 7‬ع م ‪77 7‬ا وق ‪77 7‬ع علي‪7 7 7‬ه‪7‬‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن بقط ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ع املريء‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث راف‪77 7 7‬ع بن خ‪77 7 7‬ديج ‪ ‬ق‪77 7 7‬ال‪( :‬قلت ي‪77 7 7‬ا‬ ‫* حديث أيب أمامة ‪ ‬قال‪( :‬كانت جاري‪77‬ة لعقب‪7‬ة‬
‫‪( :‬م‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ا ف‪77 7 7 7 7 7 7‬رى‬ ‫اإلمجاع على ج‪77 7 7 7 7‬وازه‪ ،‬وق‪77 7 7 7 7‬د وق‪77 7 7 7 7‬ع‬ ‫واحللق‪77 7 7 7 7 7 7‬وم قط‪77 7 7 7 7 7 7‬ع يف حمل‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬إن‪7‬ا نلقى الع‪7‬دو غ ً‪7‬دا وليس معن‪7‬ا ُم‪7‬دى‪،‬‬ ‫غنم ‪77‬ا‪ ،‬فعطبت ش‪77 7‬اة‪ ،‬فكس‪77 7‬رت‬ ‫بن عم‪77 7‬رو ت‪77 7‬رعى ً‪7‬‬
‫األوداج) ه ‪77 7 7‬ذا ي ‪77 7 7‬دل‬ ‫اإلمجاع على قط‪77 7 7 7‬ع مجي‪77 7 7 7‬ع األربع‪77 7 7 7‬ة؛‬ ‫ال ‪77 7 7‬ذبح م ‪77 7 7‬ا ال تبقى احلي ‪77 7 7‬اة‬ ‫فقال ‪ :‬ما أهنر الدم وذكر اسم اهلل عليه فكل‪77‬وا)‬ ‫حج ‪77‬را من املروة ف ‪77‬ذكتها‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬ه ‪77‬ل أف ‪77‬ريتِ‬
‫ً‬
‫على وج‪77 7 7 7‬وب قط‪77 7 7 7‬ع‬ ‫احللق‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬وم واملريء واألوداج‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫مع ‪77 7‬ه‪ ،‬فأش ‪77 7‬به م ‪77 7‬ا ل ‪77 7‬و قط ‪77 7‬ع‬ ‫[متفق]‪ ،‬ظاهر احلديث يقتضي وجوب قط‪77‬ع بعض‬ ‫األوداج؟‪ ،‬ق‪77 7 7 7‬الت‪ :‬نعم‪ ،‬فق‪77 7 7 7‬ال‪ :‬ك‪77 7 7 7‬ل م‪77 7 7 7‬ا ف‪77 7 7 7‬رى‬
‫الودجني مجيعا‪.‬‬ ‫ال‪77 7‬ذكاة ملا ك ‪77‬انت ش ‪77‬رطًا يف التحلي ‪77‬ل‪7،‬‬ ‫األربعة‪.‬‬ ‫األوداج فقط‪ ،‬وعليه‪ 7‬حيمل ح‪7‬ديث أيب أمام‪7‬ة ‪،‬‬ ‫األوداج م‪77 7 7 7‬ا مل يكن ق‪77 7 7 7‬رض س‪7ٍّ 7 7 7 7‬ن أو ح‪7َّ 7 7 7 7‬ز ظُف‪77 7 7 7‬ر)‬
‫ومل يكن يف ذل‪77 7 7 7‬ك نص فيم‪77 7 7 7‬ا جيزئ‪،‬‬ ‫فيك‪77 7 7‬ون (م‪77 7 7‬ا ف‪77 7 7‬رى األوداج)‪ ،‬املراد ب‪77 7 7‬ه البعض ال‬ ‫[طب‪ /‬جمع‪ /‬مح‪ ،/‬واحلديث ض‪77‬عيف‪ ،‬ض‪77‬عفه ابن ح‪77‬زم‬ ‫األدلة‬
‫وجب أ ْن يك ‪77‬ون ال ‪77‬واجب يف ذل ‪77‬ك م‪77‬ا‬ ‫الكل‪ ،‬كما يدل عليه كالم العرب‪.‬‬ ‫دل على وج ‪77 7‬وب‬ ‫وق‪77 7‬ال‪ :‬خ‪77 7‬رب يف هناي ‪77 7‬ة الس ‪77 7‬قوط]‪َّ ،‬‬
‫وق ‪77‬ع علي‪7 7‬ه‪ 7‬اإلمجاع على ج ‪77‬وازه‪ ،‬ح ‪77‬ىت‬ ‫ألن لألك‪77‬ثر حكم الك‪77‬ل‪ ،‬ف‪77‬إن قط‪77‬ع ثالث‪77‬ة أوداج‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫قطع الودجني على ظاهر احلديث‪.‬‬
‫يرد الدليل على جواز االستثناء‪.‬‬ ‫كأنَّه قطع الكل‪ ،‬فالذكاة مبنية على التوسعة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألن بقط‪77‬ع ال‪77‬ودجني يقط‪77‬ع جمرى ال‪77‬دم‪ ،‬وبقط‪77‬ع‬ ‫‪‬‬
‫*ح‪77‬ديث أيب أمام‪7‬ة ‪ ‬ي‪77‬دل على قط‪77‬ع‬ ‫احللقوم يقطع التنفس‪.‬‬
‫مجيع األوداج األربعة‪.‬‬
‫القول الرابع‪( :‬الواجب قطع كل األربعة؛ احللقوم واملريء والودجني)‪ ،‬لظاهر حديث أيب رافع ‪ ،‬وضعف حديث أيب أمامة ‪ ،‬فيبقى حديث أيب رافع ‪ ‬على عمومه‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬وأما من‬
‫اشرتط قطع احللقوم واملريء‪ ،‬فليس له حجة من مساع‪ ،‬ومثله من اشرتط احللقوم واملريء دون الودجني)‬ ‫الراجح‬
‫حىت حيل أكل‬ ‫حىت حيل أكل الذبيحة‪7‬‬ ‫حىت حيل أكل الذبيحة‪ 7‬جيب قطع كل الودجني‪،‬‬
‫الذبيحة‪ 7‬يكفي أ ْن‬ ‫‪-‬عند مالك يقطع كامل األربعة‪.‬‬ ‫يقطع املريء واحللقوم‬ ‫حىت حيل أكل الذبيحة يقطع‪ :‬احللقوم والودجان‪،‬‬ ‫واحللقوم (كله‪ 7‬أو أكثره)‪ ،‬وأما إذا قطع الودجني‬
‫‪ -‬عند حممد بن احلسن يقطع أكثر‬ ‫أو‪ :‬املريء واحللقوم وأحد الودجني‪ ،‬أو‪ :‬املريء‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يقطع كامل الودجني‬ ‫معا‪ ،‬ولو قطع أحدمها مل‬
‫ً‬ ‫واملريء‪ ،‬أو أحد الودجني واحللقوم واملريء فإنه‬
‫األربعة ال كاملها‬ ‫والودجان‬
‫فقط‬ ‫جيز أكل الذبيحة‪7‬‬ ‫ال جيزئ‬

‫‪723‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/825‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)12/3‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/41‬والكايف يف فقه اإلمام مالك (‪ ،)1/427‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)123‬واألم (‪ ،)2/259‬والكاوي الكبري (‪ ،)15/87‬واملغين (‬ ‫مراجع‬
‫‪ ،)13/303‬واإلنصاف (‪ ،)10/392‬واحمللى (‪)7/440‬‬
‫المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫الذبح فوق الجوزة‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫أمجع العلماء على َّ‬
‫أن الذبح مهما كان يف احللق حتت اجلوزة (الغلصمة)‪ ،‬فقد متت الذكاة‪ ،‬واختلفوا فيمن ذبح فوق اجلوزة‪ ،‬ومل يقطعها يف نصفها‬ ‫تحرير محل‬
‫وخرجت اآللة إىل جهة البدن‪ ،‬هل يصح ذلك؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫تؤكل الذبيحة ولو مل تقطع اجلوزة من النصف‬ ‫لو مل تقطع اجلوزة من النصف (ال) تؤكل الذبيحة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أشهب وابن عبد احلكم وابن وهب (مالكية)‬ ‫مالك‪ /‬ابن القاسم‬ ‫‪720‬‬
‫هل قطع احللقوم شرط يف الذكاة أو ليس بشرط‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن قطع احللق‪77‬وم ش‪7‬رط يف ال‪7‬ذكاة‪ ،‬فال ب‪7‬د أ ْن تقط‪7‬ع اجلوزة‪ ،‬ألنَّه إذا * َّ‬
‫ألن املقصود بقطع احللقوم واملريء والودجني إسالة الدم‪ ،‬وهذا حيصل ول‪77‬و‬ ‫* َّ‬
‫األدلة‬
‫مل تقطع اجلوزة من النصف‪.‬‬ ‫سليما‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪7‬‬
‫م‬ ‫احللقو‬ ‫خرج‬ ‫اجلوزة‬ ‫فوق‬ ‫قطع‬
‫أبدا‪َّ ،‬‬
‫وألن إسالة الدم حيصل بقطع احللقوم واملريء‬ ‫القول الثاين‪( :‬تؤكل الذبيحة ولو مل تقطع اجلوزة من النصف)‪َّ ،‬‬
‫ألن األحاديث مل تتعرض لقطع اجلوزة ً‬ ‫الراجح‬
‫واألوداج كيفما كان‬
‫لو مل تقطع اجلوزة من النصف تعترب الذبيحة مذكاة ما دام أنَّه أهنر الدم‬ ‫لو مل تقطع اجلوزة من النصف تعترب الذبيحة ميتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وسال‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/827‬والذخرية (‪ ،)4/137‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/3‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)2/1114‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪725‬‬
‫الذبح من ناحية العنق (الرقبة) (الذبيحة ال َق ِفيَّة)‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫أن حمل الذبح احللق واللَّبَّة‪َّ ،‬‬
‫وأن األكمل يف الذبح قطع احللقوم‪ 7‬واملريء والودجني‪ ،‬واختلفوا لو ذبح من القفا‪ ،‬حىت وصل بقطعه إىل حمل الذبح‪ ،‬هل يصح وحتل به‬ ‫أمجعوا َّ‬
‫الذبيحة‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫جيوز الذبح من القفا‬ ‫(ال) جيوز الذبح من القفا‬


‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬إسحاق‪ /‬أبو ثور‪ /‬بعض الصحابة ‪‬‬ ‫مالك‪ /‬ابن املسيب‪ /‬ابن شهاب‬
‫هل تعمل الذكاة يف املنفوذة املقاتل أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الق‪7‬اطع ألعض‪7‬اء ال‪7‬ذكاة من القف‪7‬ا‪ ،‬ال يص‪7‬ل إليه‪7‬ا ب‪7‬القطع إال بع‪7‬د قط‪7‬ع النخ‪7‬اع‪  ،‬ح‪7‬ديث راف‪77‬ع بن خ‪7‬ديج ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬قلت ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪ ،‬إن‪77‬ا نلقى‪ 7‬الع‪77‬دو غ‪7ً 7‬دا وليس معن‪7‬ا‬ ‫* َّ‬
‫ُم‪77‬دي‪ 7،‬فق ‪77‬ال ‪( :‬م ‪77‬ا أهنر ال ‪77‬دم وذك ‪77‬ر اس ‪77‬م اهلل علي ‪77‬ه فكل ‪77‬وا) [متف ‪77‬ق]‪ ،‬وال ‪77‬ذبح من القف ‪77‬ا‬ ‫فرتد الذكاة على حيوان قد أصيب مقتله‪ ،‬فال تعمل فيه‪.‬‬
‫وهو مقتل من املقاتل‪ُ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫حيصل به سيالن الدم وقطع األوداج‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن القطع من القفا سبب لزهوق النفس‪ ،‬والقفا ليس حماًل للذبح‪.‬‬

‫القول الثاين‪( :‬جيوز الذبح من القفا)‪ ،‬بشرط ْأن يكون يف البهيمة حياة مستقرة عند وصول اآللة إىل األوداج‪ ،‬وبذلك يكون الذبح من القفا كالذبح من احللق‪ ،‬فالعربة بسبب زهوق‬
‫الروح وهو قطع األوداج‬ ‫الراجح‬

‫‪-‬عند أيب حنيفة يشرتط لتحل أ ْن يكون املوت بعد الوصول بالقطع إىل ثالثة من‬
‫األوداج‪.‬‬
‫من ذبح الشاة من قفاها (مل) حيل له أكلها ألهنا ميتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫‪-‬عند الشافعي بشرط أ ْن تصل اآللة إىل احللقوم واملريء‪ ،‬ويف الذبيحة حياة مستقرة‪.‬‬
‫‪-‬عند أمحد‪ :‬بشرط (أال) يكون تعمد ذلك‪ ،‬فإ ْن تعمد‪ 7‬فال تؤكل‪ ،‬وبشرط أ ْن يكون‬
‫فيها حياة مستقرة قبل وصول اآللة للحلقوم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/827‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/228‬وتبيني احلقائق (‪ ،)5/292‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/541‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)123‬واألم (‪ ،)2/262‬والبيان للعمراين (‬
‫‪ ،)4/533‬واملغين (‪ ،)13/307‬واإلنصاف (‪ ،)10/395‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)2/1117‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫لو تمادى َّ‬
‫الذابح حتى قطع نخاع الذبيحة (النَّ ْخع)‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫أن الذابح لو متادى يف الذبح حىت قطع النخاع وأبان رأس الذبيحة‪ ،‬وكان ساهيًا أو‬ ‫أن حمل الذبح احللق واللَّبَّة‪َّ ،‬‬
‫وأن األكمل يف الذبح قطع احللقوم‪ ،‬واتفقوا َّ‬ ‫أمجعوا َّ‬
‫متعمد ا هل تؤكل الذبيحة؟‪ ،‬مع اتفاقهم على كراهة هذا الفعل‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫فإن الذبيحة تُؤكل‪ ،‬واختلفوا لو فعل ذلك‬ ‫جاهاًل ‪َّ ،‬‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫ً‬
‫متعمدا (ال) تؤكل‬
‫ً‬ ‫لو متادى الذابح حىت قطع خناع الذبيحة‬ ‫متعمدا جاز أكلها‬
‫ً‬ ‫لو متادى الذابح حىت قطع خناع الذبيحة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مطرف‪ /‬ابن املاجشون (مالكي)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪720‬‬
‫هل من تعمد قطع ما ذُكر حلل الذبيحة مع غريه يؤثر يف صحة ذكاهتا أو ال يؤثر؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ذكى على الصفة غري الشرعية‪ ،‬فال تؤكل‪.‬‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث راف‪77‬ع بن خ‪77‬ديج من قول‪77‬ه ‪( :‬م‪77‬ا أهنر ال‪77‬دم وذُك‪77‬ر اس‪77‬م اهلل علي‪77‬ه * ألنَّه َّ‬
‫الذحبة) [م]‪ ،‬وهذا مل حُي سن الذبح‪.‬‬ ‫فكل‪77‬وا) [متف‪77‬ق]‪ ،‬فه‪77‬و قط‪77‬ع األوداج واحللق‪77‬وم واملريء وزاد عليه‪77‬ا‪ ،‬والع‪77‬ربة ‪ ‬قوله ‪( :‬إذا ذحبتم فأحسنوا ِّ‬
‫األدلة‬
‫‪7‬ؤدي إىل ع ‪77‬دم خ ‪77‬روج ال ‪77‬دم‪ ،‬حيث تفق ‪77‬د الذبيح ‪77‬ة اإلحس ‪77‬اس‬ ‫بالتذكية بقطع األوداج األربعة وقد فع‪7‬ل‪ ،‬أم‪7‬ا الزي‪7‬ادة فتحم‪7‬ل على الكراه‪7‬ة ‪َّ ‬‬
‫ألن ه ‪77‬ذا الفع ‪77‬ل ق ‪77‬د ي ‪ِّ 7‬‬
‫بذلك‪ ،‬فتكون مثل املوقوذة‪.‬‬ ‫(ال) على منع ِح ِّل الذبيحة‪.‬‬
‫متعمدا جاز أكلها)‪ ،‬فال ُح َّجة يف منع األكل حبصول ذكاته‬
‫القول األول‪( :‬لو متادى الذابح فقطع خناع الذبيحة ً‬ ‫الراجح‬
‫متعمدا تكون يف حكم امليتة فال تؤكل‬
‫ً‬ ‫لو أبان الذابح رأس الذبيحة‬ ‫متعمدا تكون مذكاة وجيوز أكلها‬
‫ً‬ ‫لو أبان الذابح رأس الذبيحة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/828‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)12/4‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)4/50‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/543‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪،)3/4‬‬
‫واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)1/459‬والبيان للعمراين (‪ ،)4/532‬واإلنصاف (‪ ،)10/404‬وكشاف القناع (‪ ،)6/211‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)1/1118‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪727‬‬
‫هل يُشترط في الذبح أ ْن يكون على فور (دفعة) واحدة‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫ذهب اجلمهور إىل مشروعية الفورية يف َّ‬
‫الذبح‪ ،‬مبعىن أنَّه إذا بدأ الذبح (ال) يرفع يده حىت ينتهي من القطع‪ ،‬وأنَّه إذا رفع يده قبل انتهاء الذبح مث أعادها بعد وقت طويل‬ ‫تحرير محل‬
‫فإن ذبيحته (ال) تؤكل‪ ،‬واختلفوا فيمن بدأ القطع مث توقف قلياًل ‪-‬ألي سبب‪ -‬مث استأنف‪ ،‬يعين أنَّه ذبح على دفعتني‪ ،‬هل تؤكل الذبيحة؟‪ ،‬وخالصة اخلالف على‬ ‫الخالف‬
‫قولني‬
‫لو ذبح وتوقف قلياًل مث استأنف الذبح (ال) تؤكل‬
‫ذبيحته‬ ‫لو ذبح مث وتوقف قلياًل مث استأنف الذبح تُؤ كل ذبيحته‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‪ /‬ابن حبيب (مالكي) ‪ /‬أبو احلسن اللخمي (مالكي)‬
‫سحنون (مالكي)‬
‫هل من شرط الذبيحة قطع كل أعضاء الذكاة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألنَّه ملا رف ‪77‬ع ي ‪77‬ده قب ‪77‬ل أ ْن يس ‪77‬تتم ال ‪77‬ذبح ك ‪77‬انت الذبيح ‪77‬ة‬ ‫* ليس من شرط الذكاة قطع كل أوداج الذبيحة‪.‬‬
‫‪7‬ذكاة‪ ،‬فال ت ‪77‬ؤثِّر فيه ‪77‬ا الع ‪77‬ودة‪ ،‬ألهَّن ا‬
‫غنم‪7‬ا بس‪77‬لع‪ ،‬فأص‪77‬يبت ش‪77‬اة منه‪77‬ا‪ ،‬ف‪77‬ذكتها حبج‪77‬ر‪ ،‬منف ‪77‬وذة املقات ‪77‬ل غ ‪77‬ري م ‪َّ 7‬‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث جاري‪77‬ة كعب بن مال‪77‬ك ‪( :ƒ‬أهنا ك‪77‬انت ت‪77‬رعى ً‪7‬‬
‫األدلة‬
‫فق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪ :‬كلوه‪77‬ا) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ه‪77‬ذه الش‪7‬اة ذُحبت على دفع‪77‬تني؛ األوىل إص‪7‬ابتها مث ت‪77‬ذكيتها حبج‪77‬ر‪ ،‬ومل مبنزلة ذكاة طرأت على منفوذة املقاتل‪.‬‬
‫يؤثِّر التوقف عن ذلك‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬لو ذبح مث توقف قلياًل مث استأنف تؤكل ذبيحته)‪ ،‬وهذا هو ظاهر حديث جارية كعب ‪ ،‬فهو ذبْح مث توقف مث ُأكمل الذبح‬ ‫الراجح‬
‫من ذبح مث توقف قلياًل ‪-‬لتعب أصابه مثاًل ‪ -‬مث رجع‬ ‫من ذبح مث توقف قلياًل ‪-‬لتعب أصابه مثاًل ‪ -‬مث رجع فأكمل‪ ،‬ذبيحته حالل وتذكيته صحيحة وال يضره‬
‫ثمرة الخالف‬
‫فأكمل‪ ،‬ذبيحته ميتة و(ال) حيل أكلها‬ ‫التوقف اليسري‪ .‬وعند اللخمي يشرتط لرفع اليد أ ْن يظن أنَّه قد أمت الذكاة فتبني غري ذلك‪ ،‬فأعاد يده‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/828‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)12/4‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/49‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/430‬والذخرية (‪ ،)4/137‬واإلنصاف (‪ ،)10/393‬وكشاف‬
‫القناع (‪ ،)6/206‬والفقه اإلسالمي‪ 7‬وأدلته (‪)3/658‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بالسن والظُّفر والعظم‬
‫حكم التذكية ِّ‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫أن كل ما أهنر الدَّم وفرى األوداج؛ من حديد أو صخر أو عود أو قضيب‪َّ ،‬‬
‫أن التذكية به جائزة‪ ،‬واختلفوا يف جواز التذكية بالسن والظفر والعظم‪ ،‬وخالصة‬ ‫أمجع العلماء على َّ‬
‫اخلالف على أربعة أقوال‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫جتوز التذكية بالعظم مطل ًقا و(ال) جتوز‬


‫(ال) جتوز التذكية بالعظم و(ال) بالظفر و(ال)‬ ‫بالسن والظفر املتصلني وجتوز‬ ‫جتوز التذكية بالعظم مطل ًقا و(ال) جتوز‬
‫بالسن‬ ‫جتوز التذكية بالعظم والسن والظفر‬ ‫بالسن والظفر‬
‫باملنزوعني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫‪720‬‬
‫الشافعي (املذهب)‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫الشافعي (قول)‪ /‬أمحد‬
‫أبو حنيفة‬
‫غدا‪ ،‬وليس معنا ُمدي‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أهنر الدم وذكر اسم اهلل عليه فكلوا‪ ،‬ما مل يكن‬
‫مفهوم النهي الوارد يف حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪( :‬قلت يا رسول‪ ،‬إنا نلقى‪ 7‬العدو ً‬
‫ُّ‬
‫السن فعظم‪ ،‬وأما الظفر فمدي احلبشة) [متفق]‬ ‫سبب الخالف‬
‫سنًا أو ظفراَ‪ ،‬وسأحدثكم عن ذلك‪ ،‬أما ِّ‬
‫* ح‪77 7‬ديث راف ‪77 7‬ع بن خ‪77 7‬ديج ‪( ،‬أم‪77 7‬ا الس‪77 7‬ن‬ ‫* ح‪77 7 7‬ديث راف‪77 7 7‬ع بن خ‪77 7 7‬ديج ‪ ،‬حُي م‪77 7 7‬ل‬ ‫* ح‪77 7‬ديث راف‪77 7‬ع بن خ‪77 7‬ديج ‪ ،‬النهي‬ ‫* حديث راف‪77‬ع بن خ‪7‬ديج ‪ ...( :‬م‪7‬ا‬
‫عظم‪77‬ا‪ ،‬فك‪77‬ل عظم‬ ‫فعظم)‪ ،‬عل‪77‬ل بك‪77‬ون الس‪77‬ن ً‬ ‫النهي يف احلديث على الكراه ‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ة (ال)‬ ‫في‪77 7‬ه معل‪77 7‬ل ب‪َّ 7 7‬‬
‫‪7‬أن الس‪77 7‬ن والظف‪77 7‬ر ال ينه‪77 7‬را‬ ‫مل يكن س ‪77 7‬نًا أو ظف‪7ً 7 7‬را)‪ ،‬ليس من طب ‪77 7‬ع‬
‫توج ‪77 7‬د في ‪77 7‬ه العل ‪77 7‬ة‪ ،‬فجم ‪77 7‬ع احلديث‪ 7‬بني النهي‬ ‫التح‪77 7 7 7 7 7 7‬رمي‪ ،‬ألنَّه ليس من اإلحس‪77 7 7 7 7 7 7‬ان يف‬ ‫ال‪77‬دم غالبً‪77‬ا‪ ،‬لكن إذا وج‪77‬د منه‪77‬ا م‪77‬ا ينه‪77‬ر‬ ‫السن والظفر أ ْن ينهرا الدم غالبًا‪ .‬أو َّ‬
‫أن‬ ‫األدلة‬
‫عنها كلها؛ العظم والظفر والسن‪.‬‬ ‫الفع‪77 7 7 7‬ل‪ ،‬وق‪77 7 7 7‬د ق‪77 7 7 7‬ال ‪...( :‬وإذا ذحبتم‬ ‫ال ‪77‬دم ج ‪77‬از‪ ،‬وه ‪77‬ذا إذا كان ‪77‬ا منفص ‪77‬لني ال‬ ‫النهي يف احلديث‪ 7‬يدل على فساد املنهي‬
‫فأحسنوا ِّ‬
‫الذحبة) [م]‪.‬‬ ‫متصلني‪ ،‬وحيمل احلديث على املتصلني‪.‬‬ ‫عنه‪.‬‬
‫فإن النهي يدل على فساد املنهي عنه‪ .‬إال َّ‬
‫أن ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬أيَّد القول الثالث فقال‪( :‬ال‬ ‫القول األول‪( :‬جتوز التذكية بالعظم وال جتوز بالسن والظفر)‪ ،‬لظاهر حديث رافع ‪َّ ،‬‬
‫معىن لقول من َّفرق بني العظم والسن)‬ ‫الراجح‬

‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم ما عدا‬ ‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم لكن يأمث‬ ‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم ما عدا‬ ‫تصح التذكية بكل ما ينهر الدم ما عدا‬
‫العظم‪ ،‬و(السن واألظفار) متصلة كانت أو‬ ‫من ذكى بعظم أو سن أو ظفر‬ ‫السن واألظفار إذا كانت متصلة‬ ‫السن واألظفار متصلة كانت أو‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫منفصلة‬ ‫منفصلة‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/829‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/227‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/42‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/430‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)123‬واحلاوي الكبري (‪،)15/28‬‬
‫واجملموع (‪ ،)9/81‬واملغين (‪ ،)13/301‬والفقه اإلسالمي وأدلته (‪)3/675‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪729‬‬
‫حكم التَّسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫اتفقوا على مشروعية التسمية عند ذبح الذبيحة‪ 7،‬وأهنا مستحبة‪ 7،‬وأنَّه لو قال‪( :‬باسم اهلل) أجزأه‪ ،‬على خالف بينهم فيما يزاد عليها‪ ،‬واختلفوا يف حكم التسمية‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫التسمية عند الذبح فرض مع الذكر ساقطة‬ ‫الخالف‬
‫التسمية عند الذبح سنة مؤكدة‬ ‫التسمية‪ 7‬عند الذبح فرض‬
‫مع النسيان‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬ابن عباس ‪ /ƒ‬أبو هريرة ‪‬‬ ‫أهل الظاهر‪ /‬ابن عمر ‪ /ƒ‬الشعيب‪ /‬ابن سريين‪7‬‬
‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (املذهب)‪ 7/‬مالك‪ /‬الثوري‬
‫معارضة ظاهر الكتاب يف هذه املسألة لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫(سئل‪ 7‬رسول اهلل ‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رس‪77‬ول اهلل‪َّ ،‬‬
‫إن نا ًس‪7‬ا من البادي‪7‬ة‬ ‫أن رس‪77 7‬ول *حديث هشام عن أبيه قال‪ُ :‬‬ ‫*قوله تعاىل‪( :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ *عم‪77 7‬وم ح‪77 7‬ديث ابن عب‪77 7‬اس ‪َّ :ƒ‬‬
‫(إن اهلل جتاوز ( أو‪ :‬وض‪77 7‬ع)‪ 7‬عن يأتونن‪77‬ا بلحم‪77‬ان‪ ،‬وال ن‪77‬دري أمسوا اهلل عليه‪77‬ا أم ال؟‪ ،‬فق‪77‬ال رس‪77‬ول اهلل ‪ :‬مسوا اهلل عليه‪77‬ا مث‬ ‫ﮈ ﮉ ﮊ) [األنعام‪ ،]121:‬وهذا هني ص‪7‬ريح عن اهلل ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪َّ :‬‬
‫كلوها) [طأ‪ /‬وقد رواه مالك مرساًل ‪ /‬واحلديث عند البخاري عن عائشة ~ ويف آخره‪ :‬وك‪77‬انوا‬ ‫‪7‬‬
‫)‬ ‫‪7‬ه‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ي‬‫عل‬ ‫‪7‬تكرهوا‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫س‬‫ا‬ ‫‪7‬ا‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫م‬‫و‬ ‫‪7‬يان‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫س‬ ‫أك‪77‬ل م‪77‬ا مل يس‪77‬م علي ‪7‬ه‪ 7‬عن‪77‬د ال‪77‬ذبح‪ ،‬وق‪77‬د مساه فس ‪7‬قا‪ ،‬أم‪77 7‬يت اخلط‪77 7‬أ والن‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫[ه‪77 7 7‬ق‪ /‬ج‪77 7 7‬ه‪ /‬حب‪ /‬ق‪77 7 7‬ط‪ /‬طب‪ /‬كم‪ /‬وص‪77 7 7‬ححه حديثي عهد بالكفر]‪ ،‬دل احلديث على عدم وجوب التسمية‪7.‬‬ ‫حمرم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫بارتكاب‬ ‫وال فسق إال‬
‫احلاكم واألرنؤوط]‪.‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث ع‪77‬دي بن ح‪77‬امت ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬قلت ي‪77‬ا رس‪77‬ول‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ) [األنع‪77‬ام‪ ،]145:‬فاحملرم‪77‬ات ه‪77‬ذه الثالث‪77‬ة فحس‪77‬ب‪ ،‬ومل ي‪77‬دخل فيه‪77‬ا‬ ‫‪7‬د‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫م‬‫املتع‬ ‫على‬ ‫‪7‬ا‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ه‬‫ومحلو‬ ‫األول‪،‬‬ ‫‪7‬ول‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ق‬ ‫ال‬ ‫‪7‬ة‬‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬‫ل‬ ‫أد‬ ‫‪‬‬ ‫اهلل‪ ،‬إين ُأرس ‪77‬ل كل ‪77‬يب وأمسِّي‪ ،‬فق ‪77‬ال ‪ :‬إ ْن أرس ‪77‬لت‬
‫دون الناسي‪.‬‬
‫مرتوك التسمية‪.‬‬ ‫كلب ‪77‬ك ومسيت فأخ ‪77‬ذ فقت ‪77‬ل فك ‪77‬ل‪ ،‬قلت‪ :‬إين أرس ‪77‬ل‬ ‫األدلة‬
‫كل ‪77‬يب فأج ‪77‬د مع ‪77‬ه كلبً ‪77‬ا آخ ‪77‬ر‪ ،‬ال أدري أيهم ‪77‬ا أخ ‪77‬ذ‪،‬‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [املائدة‪ ،]5:‬واملعروف أهَّن م (ال) يسمون‬
‫على الذبيحة‪ 7‬عند َّ‬
‫الذبح‪ ،‬وحل طعامهم‪ ،‬فدل على عدم وجوب التسمية‪.‬‬ ‫ق‪77 7 7‬ال‪ :‬فال تأك‪77 7 7‬ل فإمنا مسيت على كلب‪77 7 7‬ك ومل تس‪77 7 7‬م‬
‫على غريه) [م]‪.‬‬
‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ)[املائدة‪ ،]3:‬ومل يذكر تعاىل التسمية‪.‬‬ ‫‪ ‬عم‪77‬وم ح‪7‬ديث‪( :‬م‪7‬ا أهنر ال‪77‬دم وذُك‪7‬ر اس‪7‬م اهلل علي‪7‬ه‬
‫فكل) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ف‪77 7 7 7‬إذا مل ي‪77 7 7 7‬ذكر اس‪77 7 7 7‬م اهلل علي‪77 7 7 7‬ه فال‬
‫يأكل‪7.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬التسمية عند الذبح سنة)‪ ،‬ولو كانت واجبة ملا جاز أكل طعام أهل الكتاب‪ ،‬وال جاز أكل حلم اجلزار حىت نتأكد أنَّه ذكر اسم اهلل تعاىل عند الذبح‪ ،‬وألنَّه جاز أكل اللحم املشكوك يف التسمية‬
‫عليه‪ ،‬كما يف حديث هشام عن أبيه‪ ،‬وحتمل أدلة القول األول على االستحباب‪ ،‬والنهي على الكراهة‪ .‬وقد أمجع العلماء َّأن من أكل مرتوك التسمية ليس بفاسق‪ ،‬فدل على عدم وجوهبا‬ ‫الراجح‬
‫من نسي التسمية على الذبيحة فذحبه صحيح‬ ‫من نسي التسمية على الذبيحة‪ 7‬أو تعمد تركها‬
‫من تعمد ترك التسمية على الذبيحة‪ 7‬فقد تعمد خمالفة اهلدي النبوي وذبيحته‪ 7‬حالل‬ ‫وذبيحته حالل ومن تعمد تركها فذبيحته ميتة‬ ‫فذبيحته ميتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/829‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/238‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/46‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪ ،)1/428‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/328‬وهناية املطلب (‪ ،)18/113‬واملهذب‬
‫يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)1/459‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)8/31‬واإلنصاف (‪ ،)10/399‬وتفسري ابن كثري (‪ ،)2/271‬والسيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)2/1124‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

731
‫الذبح‬ ‫الذبيحة إلى جهة ِ‬
‫القبلة عند َّ‬ ‫حكم توجيه َّ‬ ‫مسألة (‪)16‬‬
‫أن من نسي استقبال القبلة عند الذبح حلَّت ذبيحته‪ ،‬واختلفوا يف حكم توجيه الذبيحة إىل‬ ‫اتفقوا على مشروعية التسمية عند َّ‬
‫الذبح‪ ،‬وأنَّه جيزئه أ ْن يقول‪( :‬باسم اهلل)‪ ،‬وأمجع العلماء على َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫جهة القبلة عند الذبح‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يكره توجيه الذبيحة إىل جهة‬
‫القبلة‬ ‫جيب توجيه الذبيحة إىل جهة‬
‫القبلة‬ ‫جيوز توجيه الذبيح إىل جهة القبلة‬ ‫يستحب توجيه الذبيحة إىل جهة القبلة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‪ /‬ابن عمر ‪ /ƒ‬ابن‬ ‫الشعيب‪ /‬النخعي‬ ‫اجلمهور‬
‫مالك (رواية)‬
‫سريين‬
‫املسألة مسكوت عنها وليس يف الشرع شيء يصلح أن يكون أصاًل تُقاس عليه هذه املسألة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫منزه‪77 7 7‬ة عن‬ ‫َّ‬
‫ألن القبل‪77 7 7‬ة جه‪77 7 7‬ة َّ‬ ‫‪‬‬ ‫ألن القبل ‪77 7 7‬ة جه ‪77 7 7‬ة‬ ‫*ألن األص‪77‬ل يف توجي‪77‬ه الذبيح‪77‬ة إىل القبل‪77‬ة * القي ‪77 7 7‬اس‪َّ /‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬ذبح الن ‪77‬يب ‪ ‬كبش ‪77‬ني أق ‪77‬رنني أملحني ي ‪77‬وم‬
‫األذى‪ ،‬فال يقض‪77 7 7 7 7‬ي حاجت‪77 7 7 7 7‬ه حنو‬ ‫العيد‪ ،‬فلم ‪77‬ا وجهه ‪77‬ا إىل القبل ‪7‬ة‪ 7‬ق ‪77‬ال‪( :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ أثن ‪77‬اء ال ‪77‬ذبح اإلباح‪77 7‬ة‪ ،‬إال أ ْن ي‪77 7‬دل ال‪77 7‬دليل معظمة‪ ،‬والذبح عبادة‪ ،‬ف‪77‬وجب‬
‫القبلة‪ ،‬وكذا ال يذبح حنوها‪ ،‬جبامع‬ ‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ) [األنع‪7‬ام‪ ،]79:‬على اشرتاط ذلك‪ ،‬وال فرق بني اجلهات‪ .‬أ ْن يش‪77 7 7 7 7 7‬رتط فيه‪77 7 7 7 7 7‬ا اجله‪77 7 7 7 7 7‬ة‪،‬‬
‫األذى يف كل‪.‬‬ ‫كالصالة‪.‬‬ ‫[هق‪/‬حم‪ /‬جه‪ /‬طأ‪ /‬حز]‪َّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫فدل على استحباب هذا الفعل‪.‬‬
‫* القي‪77 7‬اس على اس‪77 7‬تقبال القبل ‪7 7‬ة‪7‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫ألن الص‪77‬حابة ‪ ‬ك‪77‬انوا إذا ذحبوا اس‪77‬تقبلوا القبل‪77‬ة‪ ،‬ق‪77‬ال الش‪77‬عيب‪ :‬ك‪77‬انوا‬
‫بامليت عند الدفن‪.‬‬
‫يستحبون أ ْن يستقبلوا بالذبيحة القبلة‪.‬‬
‫القبلة جهة معظمة‪.‬‬ ‫ألن ِ‬
‫‪َّ ‬‬
‫القول األول‪( :‬يستحب توجيه الذبيحة إىل جهة القلبة عند الذبح)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬ليس يف الشرع شيء يصلح ْأن يكون أصاًل تقاس عليه هذه املسألة‪ ،‬إال ْأن يُستعمل فيها قياس مرسل ال‬
‫يستند إىل أصل خمصوص‪ ،‬وقياس شبه بعيد‪ ،‬لكن هذا ضعيف)‪ ،‬وقال عن قياس القول الثالث من قوهلم‪َّ :‬‬
‫(ألن القبلة جهة معظمة) قال‪ :‬ليس كل عبادة تشرتط فيها اجلهة‪ ،‬ما عدا الصالة‪ ،‬وقياس الذبح‬ ‫الراجح‬
‫على الصالة بعيد‬
‫من وجه الذبيحة إىل القبلة فقد‬ ‫من وجه الذبيحة إىل خالف‬ ‫من وجه الذبيحة إىل أي جهة فقد وافق‬
‫من وجه الذبيحة إىل القبلة فقد وافق السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫خالف السنة‬ ‫القبلة فقد عصى النيب ‪‬‬ ‫السنة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/832‬والنتف يف الفتاوى (‪ ،)1/230‬والبحر الرائق (‪ ،)8/194‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)124‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/16‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/94‬والبيان للعمراين (‬
‫‪ ،)4/450‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/550‬واإلنصاف (‪)10/404‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪720‬‬

‫‪733‬‬
‫هل تشترط نية َّ‬
‫الذبح؟‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫الذبح‪- ،‬أي‪ :‬قصد الفعل‪ 7‬لتؤكل ال جملرد إزهاق‬ ‫اتفقوا على مشروعية التَّسمية عند َّ‬
‫الذبح‪ ،‬وأنَّه جيزئ أ ْن يقول‪( :‬بسم اهلل)‪ ،‬واتفقوا من ذبح ونوى وقصد َ‬ ‫تحرير محل‬
‫الروح‪ ،-‬أنَّه تؤكل ذبيحته‪ ،‬واختلفوا فيمن ذبح بدون قصد‪ ،‬هل تؤكل ذبيحته؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) جتب نية الذبح عند ذبح الذبيحة‬ ‫جتب نية الذبح عند ذبح الذبيحة‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫هل الذبح عبادة أو هو فعل معقول‪ 7‬املعىن؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن الذبح فعل معقول املعىن‪ ،‬حيصل‪ 7‬عنه فوات النفس الذي هو املقص‪7‬ود من‪77‬ه‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫* َّ‬
‫ألن الذبح عبادة اشرتطت فيها الص‪77‬فة والع‪7‬دد‪ ،‬ف‪77‬وجب أ ْن تك‪77‬ون من ش‪77‬رطها‬
‫األدلة‬
‫فال تشرتط فيه النية‪ ،‬كما ال تشرتط يف إزالة النجاسة النية‪ ،‬بل إزالة عينها‪.‬‬ ‫النية‪.‬‬
‫يفرق بني الذبح لألكل والذبح لغري األكل‪ ،‬واألصل يف هذا حديث‪( :‬إمنا األعمال بالنيات‪ ،‬وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ‪/‬‬
‫القول األول‪( :‬جتب نية الذبح)‪ ،‬وهبذا َّ‬ ‫الراجح‬
‫من ذبح بال نية أو أخاف حيوانًا بسكني أو ضرب حيوانًا بسيف لدفع شره‬
‫من ذبح بال نية‪ ،‬أو ضرب حيوانًا بسيف لدفع شره فمات‪ ،‬أو ذبح اجملنون‬ ‫فمات‪ ،‬أو ذبح اجملنون والسكران والصيب غري املميز‪ ،‬كلهم (فال) حيل أكل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫والسكران والصيب غري املميز‪ ،‬فالذبيحة حالل أكلها‬
‫تلك الذبائح‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/830‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/45‬والتلقني يف الفقه املالكي (‪ ،)1/106‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/310‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/92‬والبيان للعمراين (‬ ‫مراجع‬
‫‪ ،)4/528‬والكايف يف فقه اإلمام أمحد (‪ ،)1/548‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)6/661‬‬ ‫المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫لو ذبح الكتابي استنابة عن المسلم‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫اتفق العلماء على منع تذكية املشركني وعبدة األصنام‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) [املائدة‪ ،]3:‬ولقوله تعاىل‪( :‬ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [املائدة‪:‬‬
‫‪ ،]3‬والعلماء جممعون على جواز ذبائح أهل الكتاب‪ ،‬لقوله تعاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬هذا بشرط أ ْن يكون‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫الذبح هلم وليس للمسلم‪ ،‬وبشروط أخرى‪ ،‬واختلفوا لو ذبح الكتايب بالنيابة عن املسلم‪ ،‬فالذبيحة للمسلم والذي يباشر الذبح عنه الكتايب هل جيوز‬
‫(ال) جيوز استنابة الكتايب يف الذبح عن املسلم‬ ‫جيوز – مع الكراهة ‪ -‬استنابة الكتايب يف الذبح عن املسلم‬ ‫‪720‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‬ ‫اجلمهور‬
‫هل من شرط ذبح املسلم‪ ،‬اعتقاد حتليل الذبيحة على الشروط اإلسالمية يف ذلك أم ال؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* عموم قوله تع‪7‬اىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)‪ ،‬ه‪7‬ذا * َّ‬
‫ألن الني‪77‬ة ش‪77‬رط يف ذبح الذبيح‪77‬ة‪ ،‬فال حتل ذبيح‪77‬ة الكت‪77‬ايب ملس‪77‬لم؛ ألنَّه (ال) يص‪77‬ح من‪77‬ه‬
‫وجود هذه النية‪.‬‬ ‫عام يشمل ما ذحبه الكتايب لنفسه وما ذحبه لغريه‪.‬‬
‫األدلة‬
‫‪ ‬ملا يف ذبح األضحية فلما فيها من القربة‪ ،‬وهو ليس من أهل القرب‬ ‫َّ‬
‫*ألن النية (ليست) شرطًا يف ذبح الذبيحة‪.‬‬
‫َّ‬
‫*ألن نية املستنيب جتزئ‪ ،‬والكتايب من أهل الذكاة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز استنابة الكتايب يف الذبح عن املسلم)‪ ،‬لعموم اآلية‬ ‫الراجح‬
‫لو ذبح كتايب ذبيحة املسلم بداًل عنه‪( ،‬ال) حيل للمسلم‪ 7‬أكلها ويأكلها الكتايب إ ْن شاء‬ ‫لو ذبح كتايب ذبيحة املسلم بداًل عنه حيل للمسلم أكلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/834‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/146‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/79‬وجامع األمهات (ص‪ ،)230‬والذخرية (‪ ،)3/365‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/91‬والبيان‬
‫مراجع المسألة‬
‫للعمراين (‪ ،)4/448‬واملغين (‪ ،)13/389‬واإلنصاف (‪ ،)4/82‬مسائل اإلمام أمحد برواية إسحاق (‪ )5/2201‬مسألة (‪)1480‬‬

‫‪735‬‬
‫حكم ذبائح نصارى بني تغلب‬ ‫مسألةـ (‪)19‬‬
‫العلماء جممعون على جواز ذبائح أهل الكتاب‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذبائح نصارى بين تغلب ‪( ،‬وهم نصارى بنو تغلب بن وائل‪ ،‬من العرب‪ ،‬انتقلوا يف‬
‫تحرير محل الخالف‬
‫اجلاهلية إىل النصرانية‪ ،‬وقبل منهم عمر ‪ ‬اجلزية مضاعفة باسم الصدقة)‪ ،‬وقد اختلفوا يف ذبائحهم هل حتل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) جتوز ذبائح نصارى بين تغلب‬ ‫ذبائح نصارى بين تغلب حتل مثل ذبائح أهل الكتاب‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (قول)‪ /‬علي ‪‬‬ ‫اجلمهور‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬
‫هل يتناول العرب املتنصرين واملتهودين‪ ،‬اسم (الذين أوتوا الكتاب)‪ ،‬كما يتناول ذلك األمم املختصة بالكتاب‪ ،‬وهم بنو إسرائيل والروم‬ ‫سبب الخالف‬

‫ألن اسم أهل الكتاب يف اآلية‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) ‪( ،‬ال)‬ ‫* قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) [املائ ‪77‬دة‪ ،]5:‬ه ‪77‬ذا * َّ‬
‫يتناول العرب‪ 7‬املتنصرين واملتهودين‪ ،‬كما يتناول اسم الذين أوتوا الكتاب يتن‪77 7‬اول إال األمم املختص‪77 7‬ة بالكت‪77 7‬اب من ب‪77 7‬ين إس‪77 7‬رائيل وال‪77 7‬روم وغ‪77 7‬ريهم‪ ،‬أم‪77 7‬ا‬ ‫األدلة‬
‫نصارى بين تغلب فهم يف حكم املرتدين‪.‬‬ ‫أصالة‪ ،‬فال فرق بني الكتايب العريب وغريه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ذبائح نصارى بين تغلب حتل مثل ذبائح أهل الكتاب)‪ ،‬وال فرق‪ ،‬وعموم اآلية يف تسمية أهل الكتاب يتناوهلم‬ ‫الراجح‬
‫حلما ذكاه بنفسه (مل) حيل له أكله‬
‫من قدم له نصراين من بين تغلب ً‬ ‫حلما ذكاه بنفسه جاز له أكله‬
‫من قدم له نصراين من بين تغلب ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/834‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/45‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/532‬واألم (‪ ،)2/254‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‪ ،)1/451‬واملغين (‪،)13/223‬‬
‫واإلنصاف (‪)10/387‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم ذبيحة المرتد‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬
‫اتفقوا على جواز تذكية من مجع مخسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وترك تضييع الصالة‪ .‬واتفقوا على منع تذكية املشركني وعبد‬
‫أن املرتد إذا ذهب إىل غري دين النصرانية واليهودية كمن ذهب إىل الوثنية َّ‬
‫أن ذبيحته (ال) تؤكل‪ .‬واختلفوا‬ ‫األصنام ومثلهم البوذيني ومن ال دين له‪ .‬واتفقوا َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫يف حكم ذبيحة املرتد‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫تؤكل ذبيحة املرتد‬ ‫(ال) تؤكل ذبيحة املرتد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫‪720‬‬
‫إسحاق‪ /‬الثوري‬ ‫اجلمهور‬
‫هل املرتد (ال) يتناوله اسم أهل الكتاب أو يتناوله؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫* قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)‪ ،‬ه ‪77‬ذا (ال) *قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ)[املائ ‪77‬دة‪ ،]5:‬ه ‪77‬ذا يتن ‪77‬اول املرت ‪77‬د‬
‫قوما فهو منهم‪.‬‬
‫ألن من توىل ً‬‫والكافر األصلي‪َّ ،‬‬
‫يتناول املرتد‪ ،‬فهو ليس له حرمة أهل الكتاب‪ ،‬كعبدة األوث‪77‬ان‪ ،‬ألنَّه‬ ‫األدلة‬
‫كافر (ال) يُقر على كفره‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال تؤكل ذبيحة املرتد)‪ ،‬فاملرتد غري أهل الكتاب‪ ،‬لذا وجب قتل املرتد لقوله ‪( :‬من بدل دينه فاقتلوه) [خ]‪ ،‬بينما أهل الكتاب قد يكونون أهل‬
‫الراجح‬
‫ذمة أو عهد معصومي الدماء‬
‫‪ -‬عند إسحاق تؤكل ذبيحة املرتد بال كراهة‬
‫لو ذبح مرتد ذبيحة لنفسه أو نيابة عن مسلم فحكمها حكم امليتة‬
‫‪ -‬وعند الثوري تؤكل ذبيحة املرتد مع الكراهة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫(ال) تؤكل‬
‫وعندمها ال تباح ذبيحته إال إذا ذهب إىل اليهودية أو النصرانية دون الوثنية‬ ‫‪-‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/835‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/71‬ولسان احلكام (ص‪ ،)381‬والبيان والتحصيل (‪ ،)16/436‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/214‬واملهذب يف فقه اإلمام الشافعي (‬
‫‪ ،)1/457‬واجملموع (‪ ،)9/75‬واملغين (‪ ،)13/289‬وشرح الزركشي على خمتصر اخلرقي (‪)6/250‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪737‬‬
‫حكم ذبيحة الكتابي لو ذبح ألعيادهم وكنائسهم‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫يسم بل‬
‫يسم تؤكل‪ ،‬واختلفوا إذا علم أنَّه مل ِّ‬
‫وأيضا إذ مل يُعلم أمسَّى عند الذبح أم (مل) ِّ‬
‫حل ذبيحة أهل الكتاب إذا مسى اهلل تعاىل عليها‪ً ،‬‬
‫أمجعوا على ِّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫عمد ا‪ ،‬وكان الذبح ألعيادهم وكنائسهم‪ ،‬أو ذكر (غري) اسم اهلل تعاىل عليها‪ ،‬كاملسيح‪ ،‬واخلالف يف حكم الذبيحة على ثالثة أقوال‬ ‫ترك التسمية ً‬
‫حترم ذبيحة أهل الكتاب ألعيادهم‬
‫وكنائسهم‬ ‫تباح ذبيحة أهل الكتاب ألعيادهم وكنائسهم‬ ‫تكره ذبيحة أهل الكتاب ألعيادهم وكنائسهم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أشهب (مالكي)‬ ‫مالك‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املذهب)‬
‫ظاهر تعارض عمومي الكتاب يف هذه املسألة وما خيصص منهما اآلخر؟‪ ،‬فكل واحد منهما يصح أ ْن يستثىن من اآلخر‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) *قول‪7‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ) *قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) ‪،‬‬
‫[املائ‪77‬دة‪ ،]5:‬ه‪77‬ذا من أه‪77‬ل الكت‪77‬اب‪ ،‬وه‪77‬ذا طع‪77‬امهم وه‪77 7 7 7‬ذا ذبح لغ‪77 7 7 7‬ري اهلل تع‪77 7 7 7‬اىل‪ ،‬فتك‪77 7 7 7‬ون اآلي‪77 7 7 7‬ة‬ ‫األصل يف ذبائح أهل الكتاب اجلواز‪ ،‬وحتمل ما‬
‫فتك ‪77‬ون ه ‪77‬ذه اآلي ‪77‬ة مس ‪77‬تثىن من قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﮓ خمصص ‪77 7‬ة لقول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ذبح ألعيادهم على الكراهة‪ ،‬ملكان معارضة اآلية‬ ‫األدلة‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ) ‪.‬‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) ‪.‬‬
‫لقوله تعاىل‪( :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ) [البقرة‪:‬‬
‫‪.]173‬‬
‫القول الثالث‪( :‬حترم ذبيحة أهل الكتاب ألعيادهم وكنائسهم)‪ ،‬فإذا كانت الذبيحة اليت تذبح لغري اهلل تعاىل على يد مسلم (ال) تؤكل‪ ،‬فمن باب أوىل اليت‬
‫تذبح لغري اهلل تعاىل على يد غري مسلم‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬األصل هو ْأن (ال) يؤكل من تذكيتهم‪ ،‬إال ما كان على شروط اإلسالم‬ ‫الراجح‬

‫حلما ذحبه مبناسبة ميالد‬


‫لو قدم نصراين ملسلم ً‬ ‫حلما ذحبه مبناسبة ميالد‬
‫لو قدم نصراين ملسلم ً‬ ‫حلما ذحبه مبناسبة ميالد‬
‫لو قدم نصراين ملسلم ً‬
‫املسيح رأس السنة امليالدي‪ ،‬حرم أكله‬ ‫املسيح رأس السنة امليالدي‪ ،‬جاز أكله‬ ‫املسيح رأس السنة امليالدي‪ ،‬املستحب عدم أكله‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد ( ‪ ،)1/835‬واملدونة الكربى ( ‪ ،)1/536‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/272‬واجملموع ( ‪ ،)9/78‬واملغين ( ‪ ،)13/294‬واإلنصاف ( ‪ ،)10/408‬والسيل املرشد إىل بداية اجملتهد‬
‫( ‪)2/1135‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حرم عليه في دينه‬
‫حكم ذبيحة الكتابي لو ذبح مما ّ‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫حل ذبيحة الكتايب إذا مسى اهلل تعاىل عليها‪ ،‬وكانت الذبيحة مما (ال) حترم عليهم يف التوراة‪ ،‬مما قال تعاىل عنه‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫أمجعوا على ِّ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ) [األنعام‪ ،]146:‬واختلفوا لو ذبح ما هو حمرم عليه‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫يف دينه؛ كاإلبل والنعام والبطة‪ ،‬وكل ما ليس مبشقوق األصابع‪ ،‬هل جيوز للمسلم‪ 7‬أكله‪ ،‬واخلالف على أربعة أقوال‬
‫يكره للمسلم أكل ذبيحة الكتايب مما‬ ‫إن كانت حمرمة عليهم بالتوراة (ال) جيوز‪ ،‬وإن‬ ‫(ال) جيوز للمسلم أكل ذبيحة‬ ‫جيوز للمسلم أكل ذبيحة الكتايب مما حرم عليه يف دينه‬
‫حرم عليه يف دينه‬ ‫كانوا هم من حرمها على أنفسهم جيوز‬ ‫الكتايب مما حرم عليه يف دينه‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬ابن وهب‪/‬‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪720‬‬
‫مالك (رواية)‬ ‫أشهب (مالكي)‬ ‫ابن القاسم (مالكي)‬ ‫ابن عبد احلكم‬
‫ظاهر معارضة عموم اآلية‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬الشرتاط نية الذكاة (اعتقاد حتليل الذبيحة بالتذكية)‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫*ألن م‪77‬ا حرم‪77‬ه اهلل تع‪77‬اىل عليهم أم‪77‬ر ح‪77‬ق‪ ،‬فال *األصل جواز طعام أهل الكتاب‬ ‫*ألنَّه يش‪77‬رتط يف ذبيح‪77‬ة أه‪77‬ل الكت‪77‬اب‬ ‫*عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫تعم ‪77‬ل في ‪77‬ه ال ‪77‬ذكاة‪ ،‬وم ‪77‬ا حرم ‪77‬وا على أنفس ‪77‬هم لقوله تعاىل‪( :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫ح‪77 7 7‬ىت حتل هلم مث حتل لن‪77 7 7‬ا‪ ،‬أ ْن يعتق‪7 7 7‬د‪7‬‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ)‪( ،‬ال) تشرتط نية الذكاة وال‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) ‪،‬‬ ‫هو أمر باطل فتعمل فيه التذكية‪.‬‬ ‫ألن الني ‪77 7‬ة ش ‪77 7‬رط يف‬ ‫حتلي ‪77 7‬ل الذبيح ‪77 7‬ة‪َّ ،‬‬ ‫اعتقاد حتليل الذبيحة للكتايب بالتذكية لعموم‬
‫ال‪77 7‬ذكاة‪ ،‬وهم (ال) يعتق‪77 7‬دون‪ 7‬حتليله‪77 7‬ا‬ ‫اآلية‪ ،‬فتحل ذبيحتهم مطل ًقا‪.‬‬
‫وملكان االختالف يف املسألة‬ ‫األدلة‬
‫بالتذكي‪77 7 7‬ة‪ ،‬فال جتوز ه‪77 7 7‬ذه الذبيح‪77 7 7‬ة‪،‬‬
‫واشرتاط بعض العلماء اعتقاد الكتايب‬
‫حرام‪77 7‬ا علين‪77 7‬ا ل ‪77‬و (مل)‬
‫فل‪77 7‬ذلك ك‪77 7‬انت ً‬
‫حتليل الذبيحة بالتذكية‪ ،‬فكرهت‬
‫تكن ت ‪77 7‬ذكيتهم هلا ذك ‪77 7‬اة‪ ،‬كم ‪77 7‬ا (ال)‬
‫مراعاة لذلك‪.‬‬
‫يكون ذبح اخلنزير لنا ذكاة‪.‬‬
‫أن ما حرم عليهم أو حرموا على أنفسهم هو يف وقت شريعة‬ ‫القول األول‪( :‬جيوز للمسلم أكل ذبيحة الكتايب مما حرم عليه يف دينه)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬نقاًل عن القاضي‪ :‬واحلق َّ‬
‫أيضا‪ ،‬ألنَّه لو اشرتط ذلك ملا جاز أكل ذبائحهم كلها بوجه من‬
‫ألن اإلسالم ناسخ جلميع الشرائع اليت قبله‪ ،‬فيجب أ ْن (ال) يراعى اعتقادهم يف ذلك‪ ،‬وال يشرتط ً‬‫اإلسالم أمر باطل‪َّ ،‬‬ ‫الراجح‬
‫منسوخا‪ ،‬واعتقاد شريعتنا ال يصح منهم‪ ،‬فتكون ذبائحهم جائزة لنا بإطالق‪ ،‬وإال ارتفع حكم آية التحليل مجلة‬
‫ً‬ ‫الوجوه‪ ،‬لكون اعتقاد شريعتهم يف ذلك‬
‫لو ذبح الكتايب ما حرم عليه يف التوراة يكون‬
‫األوىل أ ْن جيتنب املسلم أكل ذبيحة‬ ‫ميتة وال حيل للمسلم‪ 7‬أكله‪ ،‬وإذا ذبح ما‬ ‫لو قدَّم رجل من أهل الكتاب ملسلم بطة ذحبها لو قدَّم رجل من أهل الكتاب ملسلم‬
‫الكتايب احملرمة عليه‬ ‫بطة ذحبها (مل) حيل للمسلم‪ 7‬أكلها‬ ‫حل للمسلم أكلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫حرمه هو على نفسه فهو حالل للمسلم أكله‬

‫‪739‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/835‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/529‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪ ،)1/438‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/367‬واألم (‪ ،)2/266‬واجملموع (‪ ،)9/71‬واملغين (‪،)13/312‬‬
‫وكشاف القناع (‪ ،)6/211‬واألطعمة وأحكام الصيد والذبائح للفوزان (ص‪)112‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم شحوم ذبائح الكتابي المحرمة عليهم‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫حل ذبيحة الكتايب إذا مسَّى اهلل تعاىل عليها‪ ،‬وكانت الذبيحة مما (ال) حترم عليهم يف دينهم‪ ،‬واختلفوا يف حل أكل الشحوم من هبيمة األنعام مما حرم على أهل‬
‫أمجعوا على ِّ‬
‫الكتاب أكلها؛ كشحوم البقر والغنم من قوله تعاىل‪( :‬ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬ ‫تحرير محل‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [األنعام‪ ،]146:‬فإذا ذبح الكتايب البقرة‪ -‬مثاًل ‪-‬فمع اتفاقهم على جواز أكل حلم البقر للمسلم‪ 7،‬اختلفوا هل جيوز للمسلم‬ ‫الخالف‬
‫أيضا أكل شحم البقر احملرم على الكتايب‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫ً‬ ‫‪720‬‬
‫يكره للمسلم‪ 7‬أكل الشحوم احملرمة من‬ ‫(ال) جيوز للمسلم أكل الشحوم احملرمة من‬
‫جيوز للمسلم أكل الشحوم احملرمة من ذبائح أهل الكتاب‬ ‫ذبائح أهل الكتاب‬ ‫ذبائح أهل الكتاب‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مالك (رواية)‬ ‫مالك (املذهب)‪ /‬أشهب‬
‫ظاهر معارضة عموم اآلية‪( :‬ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [املائدة‪ ،]5:‬الشرتاط نية الذكاة (اعتقاد حتليل الذبيحة بالتذكية)‪ /‬وهل تتبعض التذكية أو‬
‫سبب الخالف‬
‫ال تتبعض؟‬
‫‪7‬ل مجي ‪77 7‬ع األعض ‪77 7‬اء وإم ‪77 7‬ا ال حتل مجيعه ‪77 7‬ا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫*ألن التذكي ‪77 7‬ة (ال) تتبعض‪ ،‬فإم ‪77 7‬ا حُت ‪ّ 7 7‬‬ ‫َّ‬
‫*ألن التذكي ‪77 7 7 7 7‬ة تتبعض‪ ،‬واألص ‪77 7 7 7 7‬ل ج ‪77 7 7 7 7‬واز‬ ‫*ألن التذكية تتبعض‪ ،‬فيصح أ ْن نقول (ال)‬
‫جيوز أك‪77 7 7‬ل الش‪77 7 7‬حم من ذبيح‪77 7 7‬ة الكت‪77 7 7‬ايب ذب‪77 7‬ائح أه‪77 7‬ل الكت‪77 7‬اب لعم‪77 7‬وم‪ 7‬قول ‪77 7‬ه تع ‪77 7‬اىل‪ :‬وحيث إن اهلل أحل لنا طعامهم فالتذكية إذن حتل مجيع أجزاء ما ذحبوه‪.‬‬
‫وجيوز أكل اللحم يف نفس الذبيحة‪.‬‬
‫(ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ *عموم قوله تعاىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) ‪ ،‬يدخل‬
‫فيه الشحم واللحم‪ 7،‬وال يشرتط اعتقاد حتليل الذبيحة للكتايب‪.‬‬ ‫*يش‪77 7‬رتط يف ذبيح‪77 7‬ة الكت‪77 7‬ايب ح‪77 7‬ىت حتل هلم‬
‫ﯥ ﯦ)‪ ،‬وملك‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬ان االختالف‬ ‫وحتل لنا‪ ،‬أ ْن يعتقدوا حتليلها بالتذكية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*حديث عبد اهلل بن مغفل ‪ ‬قال‪( :‬أصبت جراب شحم يوم خيرب‪ ،‬فقلت‪7‬‬
‫والش‪77 7 7 7‬رتاط بعض العلم‪77 7 7 7‬اء اعتق‪77 7 7 7‬اد حتلي‪77 7 7 7‬ل‬
‫ال أعطي منه شيًئا‪ .‬فالتفت فإذا رسول اهلل ‪ ‬يبتسم) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فيه دليل على‬
‫أيضا‪ ،‬جرى احلكم عليه بالكراهة‪.‬‬ ‫الشحم ً‬
‫جواز الشحوم لذبائح أهل الكتاب‪ ،‬فلم ينكر عليه ‪ ‬االنتفاع به‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جيوز للمسلم أكل الشحوم احملرمة من ذبائح أهل الكتاب)‪ ،‬فالتحرمي خاص هبم‪ ،‬وهذه الشحوم داخلة يف عموم اآلية‪ ،‬فإذا جاز أكل اللحم جاز أكل الشحم‪،‬‬
‫الراجح‬
‫واحلرمة متعلقة بالكتايب ال باملسلم‪ ،‬وقد أهدت يهودية لرسول اهلل ‪ ‬شاة‪ ،‬فأكل منها ومل حيرم شحم بطنها وال غريه [خ‪ /‬م]‬

‫‪741‬‬
‫لو ذبح الكتايب بقرة مثاًل ‪ -‬جيوز للمسلم أكل شحمها وحلمها وعظمها وال‬ ‫لو ذبح الكتايب بقرة ‪-‬مثاًل ‪ -‬جيوز للمسلم‬ ‫لو ذبح كتايب بقرة ‪-‬مثاًل ‪ -‬جيوز للمسلم‪7‬‬
‫ثمرة الخالف‬
‫حرج‬ ‫أكل حلمها‪ ،‬واألوىل له ترك شحمها‬ ‫أكل حلمها‪ ،‬وحيرم عليه أكل شحمها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/836‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/529‬والذخرية (‪ ،)4/123‬ومنح اجلليل شرح خمتصر خليل (‪ ،)2/416‬واألم (‪ ،)2/266‬واجملموع (‪ ،)9/70‬واملبدع يف‬
‫شرح املقنع (‪ ،)8/35‬وشرح منتهى اإلرادات (‪ ،)3/423‬واألطعمة‪ 7‬وأحكام الصيد للفوزان (ص‪)112‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم ذبائح المجوس‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫حل ذبائح أهل الكتاب ‪-‬بشروطها‪ ،-‬واتفقوا على عدم حل ذبائح املشركني وعبدة األصنام واألوثان‪ .‬واختلفوا يف حكم ذبائح اجملوس (وهم عبدة‬ ‫اتفقوا على ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الكواكب والنار‪ ،‬وهم يعتقدون‪َّ 7‬‬
‫أن للكون‪ 7‬إهلني‪ ،‬إله خري وهو النور‪ ،‬وإله شر وهو الظالم)‪ ،‬واختلفوا هل جيوز للمسلم أكلها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جتوز ذبائح اجملوس‬ ‫(ال) جتوز ذبائح اجملوس‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الظاهرية‪ /‬أبو ثور‪ /‬ابن املسيب‬ ‫اجلمهور‬
‫اخلالف يف مفهوم‪ 7‬قوله ‪ ‬عن اجملوس‪( :‬سنوا هبم سنة أهل الكتاب)‪ ،‬وهل يُلحقون‪ 7‬بأهل الكتاب أم ال؟ (مل يذكره ابن رشد)‬
‫‪720‬‬
‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ *ح‪77‬ديث عب‪77‬د ال‪77‬رمحن بن ع‪77‬وف ‪ ‬أن الن‪77‬يب ‪ ‬ق‪77‬ال يف اجملوس‪( :‬س‪77‬نوا هبم‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) [املائ‪77‬دة‪ :‬سنة أهل الكتاب) [طأ‪ /‬شا‪ /‬عن‪ /‬ش‪ /‬أموا‪ /‬سنن‪ /‬وقد أطال الغماري الكالم يف‬
‫أن اجملوس يف حكم الذبيحة كأهل الكتاب‪.‬‬ ‫سند احلديث]‪ ،‬دل على َّ‬
‫إمجاعا‪ ،‬واجملوس من مجلة املشركني‪.‬‬
‫‪ ،]3‬فتحرم ذبائح املشركني ً‬ ‫األدلة‬
‫ألن اجملوس يقرون باجلزية‪ ،‬فتباح ذب‪7‬ائحهم وص‪7‬يدهم ك‪7‬اليهود والنص‪7‬ارى‪،‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫‪ ‬قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪( :‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [املائ ‪77‬دة‪ ،]5:‬وه ‪77‬ؤالء‬
‫وقد أخذ ‪ ‬اجلزية من جموس هجر‪.‬‬
‫ليسوا من أهل الكتاب‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جتوز ذبائح اجملوس)‪ ،‬وقد نقل اإلمجاع غري واحد على هذا احلكم‪ ،‬قال ابن قدامة نقاًل عن إبراهيم احلريب‪ :‬خرق أبو ثور اإلمجاع‪ .‬أما حديث‪( :‬سنوا هبم سنة‬
‫أن احلديث خمتلف يف صحته‪ ،‬وتؤيده رواية يف احلديث عن حممد بن احلسن‪َّ :‬‬
‫(أن‬ ‫أهل الكتاب)‪ ،‬فهذا خاص باجلزية واملعاملة‪ ،‬وليس لبقية األحكام كالطعام والنكاح‪ ،‬فضاًل َّ‬ ‫الراجح‬
‫النيب ‪ ‬كتب إىل جموس هجر يعرض عليهم اإلسالم‪ ،‬فمن أسلم قبل منه‪ ،‬ومن مل يسلم ضرب عليه اجلزية‪ ،‬غري ناكحي نسائهم وال آكلي ذبائحهم) [طا‪ /‬ش‪ /‬عب وهو‬
‫مرسل]‬
‫حل للمسلم‪ 7‬أكلها‬
‫لو ذبح اجملوسي ذبيحة عن نفسه أو نيابة عن املسلم َّ‬ ‫لو ذبح اجملوسي ذبيحة عن نفسه أو نيابة عن املسلم (ال) تؤكل وهي يف حكم امليتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد (‪ ،)1/837‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)12/18‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/141‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/290‬وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباين‬
‫(‪ ،)1/588‬واألم (‪ ،)4/289‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/91‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه عبد اهلل (ص‪ ،)264‬واملغين (‪ ،)13/296‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/44‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪743‬‬
‫ذبيحة المرأة والصبي‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫اتفقوا على جواز ذبيحة من مجع مخسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وترك تضييع الصالة‪ .‬واختلفوا يف حكم ذبيحة املرأة والصيب مع‬ ‫تحرير محل‬
‫إمجاعهم على َّ‬
‫أن ذبيحة املرأة والصيب تؤكل‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫ذبيحة املرأة والصيب مكروهة‬ ‫ذبيحة املرأة والصيب جائزة‬


‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو املصعب (مالكي)‬ ‫اجلمهور‬
‫نقصان املرأة والصيب‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77 7‬ديث س‪77 7‬عد بن مع‪77 7‬اذ ‪َّ :‬‬
‫(أن جاري‪77 7‬ة لكعب بن مال‪77 7‬ك ك‪77 7‬انت ت‪77 7‬رعى الغنم بس‪77 7‬لع‪* ،‬تكره حملل نقصان املرأة والصيب عن الرج‪77‬ل يف بعض األحك‪77‬ام‬
‫فأص‪77‬يبت ش‪77‬اة‪ ،‬فأدركته‪77‬ا ف‪77‬ذكتها حبج‪77‬ر‪ ،‬ف ُس ‪7‬ئل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن ذل‪77‬ك‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬كلوه‪77‬ا) الشرعية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫[متفق]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ذبيحة املرأة والصيب جائزة)‪ ،‬وال كراهة فيها‪ ،‬وحديث جارية كعب ‪ ‬نص يف ذلك‬ ‫الراجح‬
‫إذا مل يكن يف البيت إال امرأة وصيب فاألفضل استدعاء رجل‬
‫ليتوىل الذبح ْإن أمكن ذلك‬ ‫إ‪7‬ذ‪7‬ا‪ 7‬ذ‪7‬حب‪7‬ت‪ 7‬ا‪7‬مل‪7‬ر‪7‬أ‪7‬ة‪ 7‬و‪7‬ا‪7‬ل‪7‬ص‪7‬يب‪ 7‬ت‪7‬ؤ‪7‬ك‪7‬ل‪ 7‬ذ‪7‬ب‪7‬ي‪7‬ح‪7‬ت‪7‬ه‪7‬م‪7‬ا‪ 7‬ب‪7‬ال‪ 7‬ح‪7‬ر‪7‬ج‪ 7،7‬ك‪7‬م‪7‬ا‪ 7‬ل‪7‬و‪ 7‬ذ‪7‬ب‪7‬ح‪ 7‬ا‪7‬ل‪7‬ر‪7‬ج‪7‬ل‪7‬‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/837‬االختيار لتعليل املختار (‪ ،)5/10‬وحاشية ابن عابدين (‪ ،)6/297‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/310‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/209‬والبيان للعمراين (‬
‫‪ ،)4/527‬واجملموع (‪ ،)9/76‬واملغين (‪ ،)13/311‬وكشاف القناع (‪)6/206‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫ذبيحة المجنون والسكران‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫اتفقوا على جواز تذكية من مجع مخسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وترك تضييع الصالة‪ ،‬واختلفوا يف حكم ذبيحة اجملنون والسكران‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جتوز ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫(ال) جتوز ذبيحة اجملنون وال السكران‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬ ‫‪720‬‬
‫هل تشرتط النية يف الذكاة (اعوجه الرضاحتليل الذبيحة بالذكاة)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن ال‪77‬ذكاة يعت‪77‬رب هلا القص‪77‬د‪ ،‬فيعت‪77‬رب هلا العق‪77‬ل‪ ،‬كالعب‪77‬ادة‪ ،‬ومن (ال) عق‪77‬ل * َّ‬
‫ألن النية ال تشرتط يف الذكاة‪ ،‬فتصح من اجملنون والسكران‪.‬‬ ‫* َّ‬
‫‪ ‬ألن الذبح فعل معقول‪ 7‬املعىن‪ ،‬حيصل به فوات النفس الذي هو املقص‪77‬ود من‪77‬ه‪،‬‬ ‫له (ال) يصح منه القصد‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فال تشرتط فيه النية‪ ،‬كما (ال) تشرتط النية يف إزالة النجاسة‪ ،‬بل إزالة عينها‪.‬‬
‫نفرق بني الذبح املقصود لألكل‪ ،‬والذبح غري املقصود لذلك‪ .‬واألصل يف هذا قوله ‪( :‬إمنا األعمال‬
‫القول األول‪( :‬ال جتوز ذبيحة اجملنون وال السكران)‪ ،‬وهبذا ِّ‬ ‫الراجح‬
‫بالنيات وإمنا لكل امرئ ما نوى) [خ‪ /‬م]‬
‫لو ذبح اجملنون أو السكران الذي (ال) يعقل فذبيحته حالل وتؤكل بال حرج‬ ‫لو ذبح اجملنون أو السكران الذي (ال) يعقل‪ ،‬فذبيحته ميتة (ال) تؤكل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/837‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/180‬ودرر احلكام (‪ ،)1/278‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪ ،)1/430‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/270‬واألم (‪ ،)2/264‬واحلاوي‬
‫الكبري (‪ ،)15/93‬واملغين (‪ ،)13/311‬وكشاف القناع (‪)6/205‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪745‬‬
‫تذكية السارق والغاصب‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫اتفقوا على جواز ذبيحة من مجع مخسة شروط‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وترك تضييع الصالة‪ .‬واختلفوا يف حكم تذكية السارق والغاصب‪ ،‬يعين لو‬
‫سرق شاة أو غصبها مث ذكاها هل جيوز أكلها؟‪ ،‬مع َّ‬
‫أن هذا الفعل (ال) يسقط عنه الضمان‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬

‫(ال) جتوز تذكية السارق والغاصب‬ ‫جتوز تذكية السارق والغاصب‬


‫األقوال ونسبتها‬
‫داود‪ /‬إسحاق بن راهويه‬ ‫اجلمهور‬
‫هل النهي يدل على فساد املنهي عنه أو ال يدل؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫*ألن النهي ي ‪77 7 7 7‬دل على فس ‪77 7 7 7‬اد املنهي عن ‪77 7 7 7‬ه‪ ،‬والس ‪77 7 7 7 7 7‬ارق‬ ‫*حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن رج‪7‬ل من األنص‪7‬ار ق‪7‬ال‪( :‬خرجن‪7‬ا م‪7‬ع رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬يف جن‪7‬ازة‪ ،‬فلم‪7‬ا‬
‫رج‪77‬ع اس‪77‬تقبله راعي ‪-‬ام‪77‬رأة‪ -‬فج‪77‬يئ بالطع‪77‬ام فوض‪77‬ع بني يدي‪77‬ه‪ ،‬فأك‪77‬ل ‪ ‬وه‪77‬و يل‪77‬وك يف لقمت‪77‬ه‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬أين والغاص ‪77 7‬ب منهي عن ذكاهتم‪77 7‬ا وتناوهلم‪77 7‬ا ومتلكهم ‪77 7‬ا‪ ،‬ف ‪77 7‬إذا‬
‫وج ‪77‬دت حلم ش ‪77‬اة أخ ‪77‬ذت بغ ‪77‬ري إذن أهله ‪77‬ا‪ ،‬مث ق ‪77‬ال للم ‪77‬رأة‪ :‬أطعمي ‪77‬ه األس ‪77‬ارى) [حم‪ /‬د‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬طب‪ /‬ذكوا فسدت التذكية‪.‬‬
‫وص‪7‬ححه الغم‪7‬اري]‪ ،‬فدل على ج‪7‬واز أك‪7‬ل املس‪7‬روق واملغص‪7‬وب‪ ،‬وإال ملا ج‪7‬از إطع‪7‬ام الش‪7‬اة لألس‪7‬ارى‪ ،‬وألم‪7‬ر‬
‫‪ ‬برميها‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*ح‪77‬ديث‪( :‬س‪77‬ئل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬عنه‪77‬ا ‪-‬أي‪ :‬عن ذك‪77‬اة الس‪77‬ارق والغاص‪77‬ب‪ -‬فلم ي‪77‬ر فيه‪77‬ا بأ ًس ‪7‬ا) [ذك‪77‬ره ابن‬
‫رشد ونسبه ملوطأ ابن وهب‪ /‬قال الغماري‪ :‬مل أقف على خرب يف هذا املعىن]‪.‬‬
‫َّ‬
‫*ألن النهي (ال) ي‪7‬دل على فس‪7‬اد املنهي عن‪7‬ه‪ ،‬إال إذا ك‪7‬ان املنهي عن‪7‬ه ش‪7‬رطًا من ش‪7‬روط ذل‪7‬ك الفع‪7‬ل‪ ،‬فتج‪7‬وز‬
‫تذكية السارق والغاصب‪ ،‬ألنَّه ليس صحة امللك شرطًا من شروط التذكية‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جتوز تذكية السارق والغاصب)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬حلديث جارية كعب ابن مالك ‪ ،‬الذي يدل على ذلك‪ ،‬فقد ذحبت بغري إذن صاحب الشأن‪َّ ،‬‬
‫وألن‬
‫الراجح‬
‫السارق والغاصب وإ ْن كان ذلك منه ال جيوز‪ ،‬إال أنَّه قصد بالتذكية والذبح ما يقصد حل الذبيحة‬
‫لو سرق شخص أو غصب شاة مث ذكاها فإهنا ميتة (ال)‬
‫تؤكل وجيب عليه ضماهنا‬ ‫لو سرق شخص أو غصب شاة مث ذكاها فيجوز أكلها مع إمثه وجيب عليه ضماهنا‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/838‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/76‬وتبيني احلقائق (‪ ،)6/9‬والتاج واإلكليل ملختصر خليل (‪ ،)4/385‬ومواهب اجلليل (‪ ،)3/253‬واجملموع (‪،)9/78‬‬
‫واإلنصاف (‪ ،)6/210‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/244‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪720‬‬

‫‪747‬‬
‫كتـاب الصيـد‬

www.alukah.net 720
‫َّ‬
‫كتاب الصيد‬

‫ويشمل أربعة أبواب‬

‫البابـ األول‪:‬ـ في حكم الصيد وفي محل الصيد‪.‬‬ ‫‪720‬‬


‫البابـ الثاني‪ :‬فيما يكون به الصيد‪.‬‬
‫البابـ الثالث‪:‬ـ في صفة الصيد والشرائط المشترطة في عمل َّ‬
‫الذكاة في الصيد‪.‬‬
‫البابـ الرابع‪ :‬فيمن يجوز صيده‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب الصيد‬
‫‪721‬‬

‫اتفق العلماء على َّ‬


‫أن األم‪7‬ر بالص‪7‬يد يف قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟﮊ [املائ‪7‬دة‪ ،]٢ :‬بع‪7‬د النهي عن‪7‬ه يف اآلية‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‬ ‫‪-1‬‬
‫[املائدة‪ ،]٩٦ :‬يدل على إباحة الصيد‪ ،‬لوقوع األمر به بعد النهي عنه‪.‬‬
‫أن حمل الصيد من احليوان البحري (السمك وأصنافه)‪ ،‬ومن احليوان الربي‪ ،‬حالل األكل غري املستأنس‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫اتفقوا على جواز الصيد باحملدَّد؛ كالرماح والسيوف والسهام‪ ،‬ومبا جرى جمراها مما يعقر‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫اتفقوا على جواز الصيد بالكالب املعلَّمة ما عدا الكلب األسود‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اتفقوا على جواز الصيد باجلوارح املعلمة ‪-‬باجلملة‪.-‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الكلب الذي (ال) يزدجر‪( ،‬ال) يسمى معلَّ ًما باتفاق‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫أن الذكاة املختصة بالصيد هي العقر‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حل الصيد‪ ،‬أنَّه إذا ُأدرك ‪-‬غري‪ -‬منفوذ املقاتل‪ ،‬أنَّه َّ‬
‫يذكى‪ ،‬إذا قدر عليه الصائد قبل أ ْن ميوت‪.‬‬ ‫أن من شرط ِّ‬‫اتفق األئمة األربعة على َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫حل الصيد باجلارح‪ ،‬أن (ال) يشاركه يف العقر من ليس عقره ذكاة له‪ ،‬ألنه ال يدري من قتل الصيد‪.‬‬ ‫أمجعوا على شرط ِّ‬ ‫‪-9‬‬
‫مقدورا على أخذه باليد دون خوف أو غرر‪.‬‬‫ً‬ ‫اشرتطوا حلل الصيد أ ْن يكون غري مقدور عليه حني إرسال اجلارح‪ ،‬خبالف ما لو كان الصيد‬ ‫‪-10‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫كتاب الصيدـ‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬
‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬
‫كيفية ذكاة الحيوان المستأنس إذا استوحش‬ ‫‪1‬‬
‫الصيد بالمعراض والحجر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪720‬‬
‫الصيد بالكلب األسود البهيم‬ ‫‪3‬‬
‫حكم الصيد بالجوارح غير الكلب‬ ‫‪4‬‬
‫اشتراط االنزجار في سائر الجوارح (عدا الكلب)‬ ‫‪5‬‬
‫هل من شرط الجارح أ ْن ال يأكل من الصيد (سواء كان كلبًا أو غيره)؟‬ ‫‪6‬‬
‫لو أدرك الصيد حيًّا فمات قبل أ ْن يذكيه ولم يمكنه ذكاته‬ ‫‪7‬‬
‫لو أرسل الجارح على صيد معيَّن فصاد آخر‬ ‫‪8‬‬
‫لو أدرك الصائد صيده حيًّا وليس معه ما يذكيه به من آلة حادة‬ ‫‪9‬‬
‫الصيد بالشبكة والحبل‬ ‫‪10‬‬
‫لو رمى الصيد فغابـ عن مصرعه (غاب عن عين الصائد)‬ ‫‪11‬‬
‫لو صاد صي ًدا بالسهم أو الجارح فسقط في الماء أو تردَّى من مكان عال‬ ‫‪12‬‬
‫لو ضرب الصيد فأبين منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫‪13‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫إذا اصطاد المحرم فهل يحل الصيد للحالل‬ ‫‪14‬‬
‫االصطياد بكلب المجوسي المعلَّم‬ ‫‪15‬‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫كيفية ذكاة الحيوان المستأنس إذا استوحش‬ ‫المسألة (‪)1‬‬
‫أن حمل الصيد من احليوان البحري هو السمك وأصنافه‪ ،‬ومن احليوان‬ ‫اتفقوا على إباحة الصيد لقوله‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﮊ [املائدة‪ ،]٢:‬وأمجعوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫يذكى‪،‬‬‫وند ‪-‬كالبعري مثاًل ‪ -‬واستوحش‪ ،‬فلم يُقدر على أخذه وحنره‪ ،‬فكيف َّ‬ ‫يذكى َّ‬‫الربي حالل األكل‪ ،‬غري املستأنس‪ ،‬واختلفوا لو استوحش حيوان مما َّ‬
‫الخالف‬
‫وهل جيوز أن يُصاد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫احليوان املستأنس إذا استوحش وندَّ‪ ،‬يقتل كالصيد‬ ‫وند فذكاته بالذبح أو النحر‬ ‫احليوان املستأنس إذا استوحش َّ‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك‬
‫‪720‬‬

‫ظاهر معارضة األصل يف هذه املسألة للخرب‬ ‫سبب الخالف‬


‫وأن *حديث رافع بن خديج ‪ ‬قال‪( :‬كنا مع النيب ‪ ‬بذي احلليف‪77‬ة‪ ،‬فأص‪77‬اب الن‪77‬اس‬ ‫أن احلي ‪77‬وان اإلنس ‪77‬ي (ال) يُؤك ‪77‬ل إال بال ‪77‬ذبح أو النح ‪77‬ر‪َّ ،‬‬ ‫* األص ‪77‬ل َّ‬
‫وغنما‪ ،‬فن‪7َّ 7‬د منه‪77‬ا بع‪77‬ري‪ ،‬وك‪77‬ان يف الق‪77‬وم خي‪77‬ل يس‪77‬رية‪ ،‬فطلب‪77‬وه‬
‫ً‬ ‫ج‪77‬وع‪ ،‬فأص‪77‬بنا إباًل‬ ‫احليوان الوحشي ال يؤكل إال بالعقر‪.‬‬
‫‪7‬وحش (مل) يثبت ل‪7‬ه حكم الوحش‪7‬ي‪ ،‬فال فأعي‪77‬اهم‪ ،‬ف‪77‬أهوى إلي‪77‬ه رج‪77‬ل بس‪77‬هم فحبس‪77‬ه اهلل تع‪77‬اىل‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬إن هلذه البه‪77‬ائم‬ ‫ألن احليوان اإلنسي إذا ت َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫ند عليكم منها‪ ،‬فاصنعوا به هكذا) [خ‪ /‬م]‪.‬‬ ‫جيب على احملرم اجلزاء بقتل‪77 7 7 7‬ه؛ ألنَّه ليس بص‪77 7 7 7‬يد‪ ،‬وال يص‪77 7 7 7‬ري احلم‪77 7 7 7‬ار أوباد كأوباد الوحش‪ ،‬فما َّ‬ ‫األدلة‬

‫ألن االعتب‪77‬ار يف احلي‪77‬وان يف ال‪77‬ذكاة حبال احلي‪77‬وان وقت ال‪77‬ذبح‪ ،‬ال بأص‪77‬له‪ ،‬ب‪77‬دليل‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫مباحا إذا استوحش‪.‬‬ ‫األهلي ً‬
‫الوحشي إذا قدر عليه وجب تذكيته يف احللق واللبة‪ ،‬فكذا األهلي لو استوحش‬
‫القول الثاين‪( :‬احليوان املستأنس إذا استوحش يقتل كالصيد)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬والقول حبديث رافع ‪ ‬أوىل لصحته‪ ،‬بل وهو جاري على جمرى‬
‫األصل‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن العلة يف كون العقر ذكاة يف بعض احليوانات هو عدم القدرة عليه ال غري‪ ،‬ال ألنَّه وحشي فقط‪ ،‬فإذا وجد هذا املعىن من اإلنسي‪ ،‬جاز ْأن‬ ‫الراجح‬
‫تكون ذكاته ذكاة الوحشي‪ ،‬وبذلك يتفق القياس والسماع‬
‫من هرب منه بعري فلم يقدر عليه إال برميه بسهم أو بالرصاص فمات فهو يف‬
‫حكم املذكى‪ ،‬وكذا لو سقط يف بئر ورأسه لألسفل ومل يقدر على الوصول إىل‬ ‫من هرب منه بعري فلم يقدر عليه إال برميه بسهم أو بالرصاص فمات‬
‫ثمرة الخالف‬
‫عنقه‪ ،‬يطعنه يف أي مكان من جسده وحيل‬ ‫فهو جيفة (ال) حيل أكله إال أ ْن يدركه حيًا فيذكيه‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/842‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/566‬واجلوهرة النرية على خمتصر القدوري (‪ ،)2/183‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/540‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‬
‫‪ ،)1/428‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/122‬والبيان (‪ ،)4/555‬واملغين (‪ ،)13/292‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)11/385‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫الصيد بالمعراض والحجر‬ ‫المسألة (‪)2‬‬
‫اتفقوا على جواز الصيد باآلالت احلادة؛ كالرماح والسيوف والسهام وما جرى جمراها من األسلحة احلديثة‪ ،‬مما يعقر وجيرح وخيرق جسد احليوان‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫واختلفوا يف الصيد بال ِـمعراض (وهو عود حمدد ورمبا ُجعل يف رأسه حديدة)‪ ،‬وكذا الصيد باحلجر احلاد‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫إذا خرق املعراض واحلجر جسد احليوان جاز أكله وإذا‬ ‫(ال) جيوز الصيد باملعراض وال باحلجر‬
‫مل خيرق مل جيز‬ ‫ا‬‫ق‬‫ً‬ ‫مطل‬ ‫احملدد‬ ‫واحلجر‬ ‫باملعراض‬ ‫الصيد‬ ‫جيوز‬ ‫احملدد مطل ًقا‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬ ‫األوزاعي‬ ‫ابن عمر‪ /‬احلسن البصري‬
‫‪720‬‬

‫بعضا‪ ،‬وظاهر معارضة األثر هلا‬‫معارضة األصول يف هذه املسألة بعضها ً‬ ‫سبب الخالف‬
‫أن العق‪77‬ر ه‪77‬و ذك‪77‬اة الص‪77‬يد‪* ،‬ح‪77‬ديث ع‪77‬دي بن ح‪77‬امت ‪ ‬س‪77‬أل الن‪77‬يب ‪ ‬عن املع‪77‬راض‬ ‫*ألن الوقي‪77 7 7 7 7‬ذ حمرم بالكت‪77 7 7 7 7‬اب‪ ،‬وه‪77 7 7 7 7‬ذا *من األص‪77‬ول الش‪77‬رعية َّ‬
‫َّ‬
‫املقتول باملعراض وقيذ فيمنع بإطالق‪ .‬والقت‪77 7‬ل ب‪77 7‬املعراض واحلج‪77 7‬ر احملدد من العق‪77 7‬ر ال‪77 7‬ذي فق ‪77 7‬ال‪( :‬م ‪77 7‬ا أص‪77 7 7‬اب بعرض ‪77 7‬ه فال تأك ‪77 7‬ل‪ ،‬فإنَّه وقيذ) ويف‬
‫رواي ‪77 7‬ة‪( :‬م ‪77 7‬ا خ ‪77 7‬رق فك ‪77 7‬ل‪ ،‬وم ‪77 7‬ا قت ‪77 7‬ل بعرض ‪77 7‬ه فال تأكل)‬ ‫خيتص به الصيد‪ ،‬فهو حالل‪ ،‬وليس وقي ًذا‪.‬‬
‫[متفق]‪ ،‬فبني ‪ ‬حكم الذي أصاب بعرضه‪ ،‬واستثناه من‬
‫األدلة‬
‫حكم اجلواز‪ ،‬فيبقى م ‪77‬ا أص ‪77‬اب حبده وخ ‪77‬رق على م ‪77‬ا ه ‪77‬و‬
‫عليه من احلل‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن م‪77‬ا قت‪77‬ل حبده مبنزل‪77‬ة م‪77‬ا طعن‪77‬ه برحمه أو رم‪77‬اه بس‪77‬همه‪،‬‬
‫ألنَّه حمدد وخرق وقتل حبده‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬إذا خرق املعراض واحلجر جاز أكله)‪ ،‬وهذا ما صوبه ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ ،-‬وحديث عدي ‪ ‬واضح الداللة يف املسألة‬ ‫الراجح‬
‫إذا صاد باملعراض واحلجر‪ ،‬نظرنا؛ فإذا كان خرق‬ ‫طائرا أو أرنبًا حبجر حاد فصدمه ومل‬
‫من رمى ً‬ ‫طائرا أو أرنبًا حبجر حاد‬
‫من رمى ً‬
‫اجلسد فهو َّ‬
‫مذكى يؤكل‪ ،‬وإذا مل خيرق اجلسد فهو‬ ‫حل‬
‫خيرق جسمه كان ميتة وإذا خرق جسده َّ‬ ‫فقتله كان ميتة ولو خرق احلجر‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫موقوذ مات بسبب الثقل فال يؤكل‬ ‫أكله‬ ‫جسده‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/844‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)12/448‬والبحر الرائق شرح كنز الدقائق (‪ ،)8/260‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/539‬واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪:‬‬
‫مراجع المسألة‬
‫‪ ،)680‬واألم للشافعي (‪ ،)6/6‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/25‬واملغين (‪ ،)13/282‬واإلنصاف (‪)10/420‬‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫الصيد بالكلب األسود البهيم‬ ‫المسألة (‪)3‬‬
‫اتفقوا على جواز االصطياد بالكلب املعلَّم على اخلصوص‪ ،‬واختلفوا يف جواز االصطياد بالكلب األسود البهيم الذي ال بياض فيه‬ ‫تحرير محل‬
‫مطل ًقا‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز الصيد بالكلب األسود البهيم‬ ‫(ال) جيوز الصيد بالكلب األسود البهيم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي‬ ‫أمحد‪ /‬إسحاق‪ /‬البصري‪ /‬النخعي‪ /‬قتادة‬ ‫‪720‬‬
‫ظاهر معارضة القياس للعموم‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن الن ‪77 7‬يب ‪ ‬أم ‪77 7‬ر بقت ‪77 7‬ل الكالب‪ ،‬مث هنى عن *قول‪7‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮊ‬ ‫*ح ‪77 7‬ديث ج ‪77 7‬ابر‪َّ :‬‬
‫قتلها‪ ،‬وقال‪ :‬عليكم باألسود البهيم ذي النقط‪7‬تني‪ ،‬فإنَّه ش‪7‬يطان) [د‪[ /‬املائدة‪ ،]4:‬هذا عام يدخل فيه مجيع أنواع الكالب‪.‬‬
‫ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬وص ‪77‬ححه الرتم ‪77‬ذي واأللب ‪77‬اين‪ /‬وأص ‪77‬ل احلديث عن ‪77‬د مس ‪77‬لم‬
‫ح‪77 7‬ديث ع‪77 7‬دي بن ح‪77 7‬امت ‪ ‬ق‪77 7‬ال ‪( :‬إذا أرس ‪77 7‬لت كالب ‪77 7‬ك املعلَّم ‪77 7‬ة‪،‬‬
‫ب ‪77‬دون ذك ‪77‬ر‪ :‬األس ‪77‬ود البهيم]‪ ،‬يقتض ‪77‬ي القي ‪77‬اس أ ْن (ال) جيوز اص ‪77‬طياد وذكرت اسم اهلل عليها‪ ،‬فكل مما أمسكن‪ 7‬عليكم) [متفق]‬
‫األدلة‬
‫أن النهي يقتض ‪77 7‬ي فس ‪77 7‬اد املنهي‬ ‫ص‪7 7 7‬ا إذا قلن ‪77 7‬ا َّ‬
‫الكلب األس ‪77 7‬ود‪ ،‬خصو ً‬
‫ح ‪77 7‬ديث أيب ثعلب ‪77 7‬ة اخلش ‪77 7‬ين ‪ ،‬ق ‪77 7‬ال ‪( :‬م‪77 7‬ا ص ‪77 7‬دت بكلب ‪77 7‬ك املعلَّم‪،‬‬
‫فاذكر اسم اهلل مث ُكل) [متفق]‪.‬‬ ‫عنه‪.‬‬
‫ألن الكلب األس‪77 7 7 7‬ود حيرم اقتن‪77 7 7 7‬اؤه‪ ،‬فلم يبح ص‪77 7 7 7‬يده كغ‪77 7 7 7‬ري املعلَّم‪،‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫مبحرم كسائر الرخص‪.‬‬ ‫فإباحة الصيد رخصة‪ ،‬فال تستباح َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬جيوز الصيد بالكلب األسود البهيم)‪ ،‬أخ ًذا بعموم اآلية واحلديث‪َّ ،‬‬
‫وألن النهي (ال) يدل على فساد املنهي عنه يف الصحيح‬ ‫الراجح‬
‫لو صاد الكلب األسود املعلَّم ومل يُدرك الصيد حيًا‪ ،‬جاز أكله ألنَّه‬ ‫لو صاد بالكلب األسود املعلَّم‪ ،‬ومل يُدرك الصيد حيًا ومل ِّ‬
‫يذكيه‪،‬‬
‫صيد صحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يكون ميتة (ال) يؤكل عند أمحد‪ ،‬وعند الباقي يكره أكله وال حيرم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/845‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/19‬واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪ ،)682 :‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/93‬وكفاية النبيه يف شرح التنبيه‬
‫(‪ ،)8/167‬واملغين (‪ ،)13/267‬واإلنصاف ( ‪ ،)10/427‬واألطعمة وأحكام الصيد والذبائح (ص ‪ ،)175‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية ( ‪)6/252‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
721

www.alukah.net 720
‫حكم الصيد بالجوارح غير الكلب‬ ‫المسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا على جواز االصطياد بالكلب املعلَّم ‪-‬غري الكلب األسود البهيم‪ ،-‬واختلفوا يف جواز االصطياد ببقية اجلوارح املعلَّمة‪ ،‬مثل‪ :‬الصقر والبازي والفهد‬ ‫تحرير محل‬
‫وحنوها‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫جيوز الصيد بالكلب املعلَّم والبازي املعلّم‬ ‫(ال) جيوز الصيد إال بالكلب َّ‬
‫املعلم‬ ‫جيوز الصيد جبميع اجلوارح املعلَّمة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬ ‫جماهد‬ ‫اجلمهور‬
‫‪720‬‬
‫االشرتاك يف لفظ‪( :‬مكلبني) الوارد يف اآلية‪ /‬وهل من شرط اجلارح اإلمساك على صاحبه أم ال؟‪ /‬وهل يوجد معىن اإلمساك يف غري الكلب؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ *قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ *ح‪7‬ديث ع‪7‬دي بن ح‪7‬امت ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬قلت ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪،‬‬
‫كلبتم من إن‪7‬ا ق‪7‬وم نتصَّ‪7‬يد هبذه الكالب وال‪7‬بزاة‪ ،‬فم‪7‬ا حيل لن‪7‬ا منه‪7‬ا؟‪،‬‬ ‫مكلبني‪ ،‬يع ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ين َّ‬
‫ِّ‬ ‫ﮢﮊ [المائ&&دة‪ِّ ،]4:‬‬
‫مكلبني من التَّكليب وه ‪77 7‬و اإلغ ‪77 7‬راء‪ ،‬ﮢﮊ‬
‫واجلوارح هي الكواس‪77‬ب‪ ،‬كقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ‪ 7‬ﭕ& ﭖ‪ 7‬ﭗ‪ 7‬ﭘﮊ‪[ 7‬األنعام‪ :‬الكالب فال يص‪77 7 7 7 7‬اد إال ب‪77 7 7 7 7‬الكالب بنص ق‪77 7 7 7 7‬ال‪ :‬م‪77 7 7 7 7‬ا علمت من كلب ‪-‬أو ب‪77 7 7 7 7‬از‪ -‬مث أرس‪77 7 7 7 7‬لت‬
‫وذك‪77 7 7‬رت اس‪77 7 7‬م اهلل علي‪77 7 7‬ه‪ ،‬فك‪77 7 7‬ل مما أمس‪77 7 7‬كن علي‪77 7 7‬ك)‬ ‫‪ 7،]60‬أي‪ :‬م‪77‬ا كس‪77‬بتم‪ ،‬فيك‪77‬ون املع‪77‬ىن‪ :‬وم‪77‬ا علمتم من الكواس‪77‬ب اآلية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫[ت‪/‬حم‪/‬ه‪77 7‬ق‪ /‬واحلديث ص‪77 7‬حيح إال قول‪77 7‬ه‪( :‬أو ب ‪77 7‬از) فه ‪77 7‬و‬ ‫اليت تغري الصيد‪ .‬فتقاس بقية اجلوارح املعلمة على الكالب َّ‬
‫َّ‬ ‫املعلمة‬
‫*ألن إمس ‪77 7 7‬اك الص ‪77 7 7‬يد (ال) يوج ‪77 7 7‬د إاّل يف منكر]‪.‬‬
‫املعلم إمس‪7‬اك الص‪7‬يد‪ ،‬فيج‪7‬وز الص‪7‬يد بك‪7‬ل الكلب‪ ،‬فال يقاس غريه عليه‪.‬‬
‫*ليس من ش‪7‬رط اجلارح َّ‬
‫ما قبل التعليم‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬جيوز الصيد جبميع اجلوارح املعلَّمة)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬وصحة القياس على الكلب املعلَّم‬ ‫الراجح‬
‫صقرا أو عقابًا وصاد به (مل)‬‫فهدا أو ً‬ ‫من علَّم ً‬ ‫صقرا أو عقابًا وصاد‬
‫ً‬ ‫من علَّم ً‬
‫فهدا أو‬ ‫صقرا أو عقابًا وصاد به صح صيده‬
‫ً‬ ‫من علَّم ً‬
‫فهدا أو‬
‫يصح صيده وال يصح إال بالكلب املعلَّم والبازي‬ ‫به (مل) يصح صيده ومل يكن معلَّما‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫كالكلب املعلم‬
‫املعلَّم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/845‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/52‬وتبيني احلقائق (‪ ،)6/50‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/341‬واملعونة (ص‪ ،)682:‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/19‬واحلاوي‬
‫الكبري (‪ ،)15/4‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/95‬واملغين (‪ ،)13/265‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)6/222‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫اشتراط االنزجار في سائر الجوارح (عدا الكلب)‬ ‫المسألة (‪)5‬‬
‫أن من شرط اجلوارح اليت يُصاد هبا أ ْن تقبل التعلَّم‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢﮊ [املائدة‪ ،]4:‬ولقوله ‪ ‬لعدي‬ ‫اتقفوا على َّ‬
‫تحرير محل‬
‫بن حامت ‪( :‬إذا أرسلت كلبك املعلَّم) [متفق]‪ .‬و(ال) خالف بينهم أنَّه يشرتط يف الكلب املعلَّم‪ ،‬أ ْن تدعوه فيجيب‪ ،‬وأ ْن تشليه (تغريه‬ ‫الخالف‬
‫بالصيد) فينشلي‪ ،‬وأ ْن تزجره فيزدجر‪ ،‬واختلفوا هل يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح غري الكلب؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫(ال) يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح‬ ‫يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح كالكلب‬ ‫‪721‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬أمحد‬
‫هل من شرط التعلم االنزجار؟‪ /‬وهل تُقاس سائر اجلوارح يف االنزجار على الكلب‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن الكلب الذي ال ينزجر (ال) يس‪7َّ 7‬مى معلَّ ًم‪7‬ا باتف‪77‬اق‪(* ،‬ال) تقاس سائر اجلوارح على الكلب يف االنزجار‪.‬‬
‫َّ‬
‫األدلة‬
‫ومن باب أوىل اشرتاطه يف غري الكلب‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يشرتط قبول االنزجار يف سائر اجلوارح كالكلب)‪ ،‬فهذا شرط يف الكلب‪ ،‬ومن باب أوىل يكون شرطًا يف غريه من اجلوارح‬ ‫الراجح‬
‫إذا مل يقبل الصقر أو البازي أو غريها ‪-‬عدا الكلب‪ -‬االنزجار وكان إذا دعاه صاحبه‬ ‫إذا مل يقبل الصقر أو البازي أو غريها ‪-‬عدا‬
‫أجاب وإذا انشاله ينشلي‪ ،‬يكون معلَّم‪ 7‬وجيوز أكل ما صاده‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الكلب‪ -‬االنزجار فهو غري معلَّم وصيده (ال) يؤكل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/847‬واالختيار لتعليل املختار (‪ ،)5/6‬واملقدمات املمهدات (‪ ،)1/418‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/94‬واحلاوي الكبري (‪،)15/11‬‬
‫واملغين (‪ ،)13/262‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)8/49‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫هل من شرط الجارح أ ْن (ال) يأكل من الصيد (سواء كان كلبًا أو غيره)؟‬ ‫المسألة (‪)6‬‬
‫أن من شروط اجلارح الذي يُصاد به أ ْن يعلَّم‪ ،‬وال خالف بينهم أنًّه يشرتط يف الكلب املعلَّم؛ أ ْن تدعوه فيجيب‪ ،‬وأ ْن تشليه (تغريه) فينشلي‪ ،‬وأ ْن تزجره‬
‫اتفقوا على َّ‬
‫فينزجر‪ ،‬ويتكرر منه ذلك عدة مرات‪ ،‬أقلها ثالث مرات‪ ،‬حىت يصري معلَّ ًما يف حكم العرف‪ ،‬واختلفوا لو أرسل اجلارح املعلَّم سواء كان كلبًا أو غريه‪ ،‬وبعدما صاد‬ ‫تحرير محل‬
‫أكل اجلارح من الصيد‪ ،‬هل جيوز أ ْن نأكل من ذلك الصيد؟‪ ،‬أو مبعىن آخر‪ ،‬هل من شرط تعليم اجلارح أ ْن (ال) يأكل من الصيد؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫ليس من شرط تعلم اجلارح ْأن (ال) يأكل من الصيد‬ ‫من شرط تعلُّم اجلارح أ ْن (ال) يأكل من الصيد‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‪ /‬أمحد (رواية)‪ /‬وسعد بن مالك‪ /‬ابن عمر ‪ /‬سلمان الفارسي‪‬‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (املعتمد)‪ /‬أمحد (األصح)‪ /‬إسحاق‪ /‬الثوري‪ /‬ابن عباس ‪ƒ‬‬
‫‪720‬‬

‫ظاهر اختالف اآلثار‪ /‬وهل إذا أكل اجلارح يكون ممس ًكا له أو ممس ًكا لصاحبه؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*حديث عدي بن ح‪7‬امت ‪ ‬ق‪7‬ال ل‪7‬ه ‪( :‬إذا أرس‪7‬لت كالب‪7‬ك املعلَّم‪7‬ة وذك‪7‬رت *رواية يف حديث أيب ثعلبة اخلشين ‪ ‬قال ‪( :‬إذا أرسلت كلبك املعلَّم‪ 7‬وذكرت‬
‫اس‪77 7‬م اهلل عليها‪ ،‬فك‪77 7‬ل مما أمس‪77 7‬كن عليكم‪ ،‬وإ ْن أك‪77 7‬ل الكلب فال تأك‪77 7‬ل‪ ،‬ف‪77 7‬إين اسم اهلل فكل‪ ،‬قلت‪ :‬وإ ْن أكل منه يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪ :‬وإ ْن أكل) [د‪/‬هق‪ /‬وهذه رواية‬
‫‪7‬رجح ح‪77‬ديث ع‪77‬دي ‪ ‬املتف‪77‬ق منكرة‪ ،‬وأصل احلديث يف الصحيحني بدون زيادة‪ ،‬قلت‪ :‬وإ ْن أكل منه‪ ،‬قال‪ :‬وإ ْن أكل‪،‬‬ ‫أخ‪77‬اف أ ْن يك‪77‬ون أمس‪77‬ك على نفس‪77‬ه) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ي‪َّ 7‬‬
‫علي‪77‬ه على ح‪77‬ديث ثعلب‪77‬ة ‪ ‬املختل‪77‬ف يف ص‪77‬حته‪ ،‬فيش‪77‬رتط عن‪77‬د إمس‪77‬اك اجلارح واحلديث ضعفه‪ 7‬ابن رشد وغري واحد]‪ ،‬حيمل حديث عدي ‪ ‬على الندب‪ ،‬وحديث‬
‫أيب ثعلبة ‪ ‬على اجلواز‪ ،‬فال يكون من شرط اجلارح عدم األكل‪.‬‬ ‫عدم األكل منه‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫ألن نية الكلب غري معلومة‪ 7،‬فقد‬‫أن االمس‪77‬اك إذا مل *ليس أكل اجلارح بدليل أنَّه مل ميسك لسيده‪َّ ،‬‬ ‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ [املائ‪77‬دة‪ ،]4:‬ظاهره َّ‬
‫يكن لصاحب اجلارح فال يؤكل‪ ،‬فهو أمسك لنفسه وليس لصاحبه للحديث‪ .7‬ميسك لسيده مث يبدو له فيمسك لنفسه‪ ،‬وقد يأكل جلوع أو غيظ على الصيد‪.‬‬
‫عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ ‪ ،‬ومل يذكر األكل‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬من شرط تعلم اجلارح ْأن ال يأكل من الصيد)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن دليل القول الثاين‪ :‬هذا خالف النص يف احلديث وخالف ظاهر الكتاب‬ ‫الراجح‬
‫من أرسل كلبه املعلَّجنس (نوعجنس (نوع))م على الصيد فوجده قد أكل منه من أرسل كلبه املعلَّم على الصيد فوجده قد أكل منه صح له أخذ ما تبقى منه ألنَّه‬
‫صيد صحيح‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫صحيحا‬
‫ً‬ ‫صيدا‬
‫(مل) يصح له أخذه ومل يكن ً‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/847‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/53‬وتبيني احلقائق (‪ ،)6/52‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/343‬واملعونة على مذهب عامل املدينة (ص‪ ،)683:‬وفتح العزيز شرح‬
‫الوجيز (‪ ،)12/20‬ومغين احملتاج (‪ ،)4/275‬واملغين (‪ ،)13/263‬وشرح الزركشي (‪ ،)6/613‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪ ،)6/260‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد‬ ‫مراجع المسألة‬
‫(‪)3/1179‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
721

www.alukah.net 720
‫لو أدرك الصيد حيًّا فمات قبل أ ْن يذكيه ولم يمكنه ذكاته‬ ‫المسألة (‪)7‬‬
‫اتفق األئمة األربعة َّ‬
‫أن الصائد إذا أدرك الصيد وفيه حياة مستقرة (غري منفوذ املقاتل)‪ ،‬أنَّه جيب عليه أ ْن يذكيه قبل أ ْن ميوت‪ ،‬ولو تأخر عن‬ ‫تحرير محل‬
‫متعمدا (ال) يؤكل‪ ،‬واختلفوا إذا خلَّص الصيد حيًّا فمات يف يده قبل أ ْن يتمكن من ذكاته‪ ،‬هل حيل أكله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫ً‬ ‫ذكاته‬ ‫الخالف‬

‫إذا تأخر عن تذكية الصيد وقد أدركه حيًّا ومل يتمكن من‬
‫إذا تأخر عن تذكية الصيد وقد أدركه حيًّا ومل يتمكن من ذكاته (ال) جيوز أكله‬ ‫ذكاته جيوز أكله‬ ‫األقوال‬
‫أبو حنيفة‬ ‫ونسبتها‬ ‫‪720‬‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫مفرط أو غري مفرط (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫تردد هذه احلال بني أ ْن يُقال َّ‬
‫أن الصائد ِّ‬ ‫سبب الخالف‬
‫املفرط‪ ،‬فال يؤكل صيده‪.‬‬
‫*قيا ًس ‪7‬ا على م ‪77‬ا ل ‪77‬و مل يق ‪77‬در على ختليص الص ‪77‬يد من اجلارح ح ‪77‬ىت *ألنَّه أدركه غري منفوذ املقاتل ويف غري يد اجلارح فأشبه ِّ‬
‫‪ ‬ألنَّه أدركه حيًّا حياًة مستقر ًة‪ ،‬فتعلَّقت إباحته بتذكيته‪ ،‬كما لو اتسع الزمان‬ ‫مات‪ ،‬مل يكن مفرطًا‪ ،‬فكذا هنا‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫مفرطًا بذلك‪َّ ،‬‬
‫وألن التكليف شرطه‬ ‫القول األول‪( :‬إذا تأخر عن تذكية الصيد وقد أدركه حيًّا ومل يتمكن من ذكاته جيوز أكله)‪ ،‬ألنَّه (ال) يُ ُّ‬
‫عد ِّ‬ ‫الراجح‬
‫االستطاعة‪ ،‬وهو مل يستطع ْأن يذكيه‪ ،‬فال يؤاخذ بذلك‬
‫من أدرك الصيد حيًا فانشغل بإخراجه من مكان ضيق وقع فيه أو بإحضار آلة‬ ‫من أدرك الصيد حيًا فانشغل بإخراجه من مكان ضيق وقع‬
‫التذكية فمات (مل) حيل له أكله وكان ميتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فيه أو بإحضار آلة التذكية فمات جاز له أكله ألنَّه (مل) يفرط‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/850‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/177‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)12/422‬والشرح الكبري للشيخ الدردير (‪ ،)2/104‬وحاشية الصاوي على الشرح‬
‫مراجع المسألة الصغري (‪ ،)162 /2‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/12‬وروضة الطالبني وعمدة املفتني (‪ ،)3/241‬واملغين (‪ ،)13/268‬ورؤوس املسائل اخلالفية‪( 7‬ص‪)1669 :‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫لو أرسل الجارح على صيد معيَّن فصاد آخر‬ ‫المسألة (‪)8‬‬
‫ميتا منفوذ املقاتل‪َّ ،‬‬
‫أن ذلك الصيد حالل‪ ،‬واختلفوا لو أرسل‬ ‫اتفقوا أنَّه لو أرسل الصائد اجلارح لصيد معني فصاده وقد مسى اهلل تعاىل عليه‪ ،‬وأدركه ً‬ ‫تحرير محل‬
‫أرنبا أو غزااًل آخر مل يرسله إليه‪ ،‬هل حيل أكله؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫اجلارح على صيد معني‪ -‬كغزال مثاًل ‪ ،-‬لكن اجلارح صاد له ً‬ ‫الخالف‬

‫لو أرسل الصائد اجلارح إىل صيد فصاد آخر مل يُرسله‬


‫لو أرسل الصائد اجلارح إىل صيد فصاد آخر (مل) يرسله إليه جيوز أكله‬ ‫إليه (مل) حيل أكله‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‬
‫‪721‬‬
‫مالك‬
‫هل تشرتط النية يف الصيد؟ (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ألن النية ليست بشرط يف اإلرسال لصيد بعينه‪ ،‬املهم أ ْن ينوي اإلرسال مطل ًق‪77‬ا‪ ،‬حلديث‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫*ألن الني‪77 7 7‬ة ش‪77 7 7‬رط يف اإلرس‪77 7 7‬ال‪ ،‬وه‪77 7 7‬و مل يرس‪77 7 7‬ل‬
‫اجلارح إىل الص ‪77‬يد اآلخ ‪77‬ر‪ ،‬وق ‪77‬د ق ‪77‬ال ‪ ‬لع ‪77‬دي بن عدي بن حامت ‪ :‬قال له ‪( :‬إذا أرسلت كالب‪7‬ك املعلَّم‪7‬ة وذك‪7‬رت اس‪7‬م اهلل‪ ،‬فك‪7‬ل مما‬
‫ح ‪77‬امت ‪( :‬إذا أرس ‪77‬لت كالب ‪77‬ك املعلَّم ‪77‬ة وذك ‪77‬رت أمس ‪77‬كن‪ 7‬عليك)‪ ،‬وه ‪77‬ذا ن ‪77‬وى إرس ‪77‬ال اجلارح‪ ،‬في ‪77‬دخل يف ح ‪77‬ل الص ‪77‬يد ك ‪77‬ل م ‪77‬ا أمس ‪77‬ك‬
‫اس ‪77‬م اهلل عليها‪ ،‬فك ‪77‬ل مما أمس ‪77‬كن‪ 7‬علي ‪77‬ك) [متف ‪77‬ق]‪ ،‬اجلارح لعموم‪( :‬فكل مما أمسكن عليك)‪ ،‬والصيد اآلخر مما أمسك‪ 7‬اجلارح‪.‬‬ ‫األدلة‬

‫‪ ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ [املائدة‪.]4:‬‬ ‫وهذا مل يرسل جارحه إىل الذي صاده‪.‬‬
‫‪ ‬ألنَّه (ال) ميكن تعلَّم اجلارح اصطياد واحد بعينه دون اآلخر‪ ،‬فسقط اعتبار ذلك‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬لو أرسل الصائد اجلارح إىل صيد فصاد آخر جيوز أكله)‪ ،‬لظاهر حديث عدي ‪ ،‬ومشوله لقوله ‪( :‬فكل مما أمسكن‬
‫عليك)‪ ،‬وهذا هو األقرب لفهم احلديث‪ ،‬أما قول املالكية فبناءً على اشرتاطهم تعيني َّ‬
‫املذكى يف الذكاة‪ ،‬وعقر الكلب يقوم مقام الذكاة‬ ‫الراجح‬
‫صيدا معينًا هلذا السبب‬
‫عندهم‪ ،‬فال بد أ ْن ينوي ً‬
‫صيدا آخر (مل) يرسله إليه الصائد‬
‫لو صاد اجلارح ً‬
‫صيدا آخر (مل) يرسله إليه الصائد فهو صيد جائز أكله‬
‫لو صاد اجلارح ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫فهو ميتة وليس بصيد‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/850‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/238‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/55‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/347‬والذخرية للقرايف (‪ ،)4/181‬والعزيز‬
‫شرح الوجيز (‪ ،)12/33‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/120‬واملغين البن قدامة (‪ ،)9/377‬وشرح الزركشي (‪ ،)6/621‬واألطعمة وأحكام الصيد والذبائح‬ ‫مراجع المسألة‬
‫(ص‪)184‬‬

‫‪720‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫لو أدرك الصائد صيده حيًّا وليس معه ما يذكيه به من آلة حادة‬ ‫المسألة (‪)9‬‬
‫سبق يف املسألة رقم (‪ )7‬اخلالف فيمن أدرك الصيد حيًّا حياة مستقرة (غري منفوذ املقاتل)‪ ،‬لكن مل ميكنه تذكيته‪ ،‬وهنا لو أدرك الصيد حيًّا‬ ‫تحرير محل‬
‫وكان باإلمكان أ ْن يذكيه لكن مل يكن معه آلة حادة لتذكيته‪ ،‬فماذا عليه أ ْن يفعل؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫لو أدرك الصائد صيده حيًّا ومل يكن معه حديدة أرسل كلبه عليه‬ ‫لو أدرك الصائد صيده حيًّا حياة مستقرة ومل يكن معه حديدة وحنوها‬
‫حىت يقتله وجاز أكله‬ ‫لتذكيته وتأخر عنه حىت مات (مل) جيز أكله‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪721‬‬
‫النخعي‪ /‬احلسن‪ 7‬البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫اخلالف يف مفهوم حديث عدي بن حامت ‪ ‬ومفهوم اآلية‬ ‫سبب الخالف‬

‫(وإن أدركت ‪77 7‬ه حيًّا *قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ [املائ ‪77‬دة‪ ،]4:‬فت ‪77‬دخل ه ‪77‬ذه‬
‫*رواي ‪77 7‬ة يف ح ‪77 7‬ديث ع ‪77 7‬دي بن ح ‪77 7‬امت ‪ ‬ق ‪77 7‬ال ل ‪77 7‬ه ‪ْ :‬‬
‫الصورة يف هذا العموم‪.‬‬ ‫فاذحبه) [خ‪ /‬م]‪ ،‬فإذا أدركه حيًّا ومل يذحبه ألي سبب كان (مل) حيل‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن الكلب مبنزلة آلة الصيد‪ ،‬فيصح ْأن يقتل هبا الصيد‪.‬‬ ‫‪ ‬ألنَّه أدركه حيًّا حياة مستقرة‪ ،‬فتتعلق إباحته بالتذكية ال بالعقر‪.‬‬
‫مفرط‪ ،‬فكان باإلمكان تذكيته‬
‫القول األول‪( :‬لو أدرك الصائد صيده حيًّا ومل يذكيه مل جيز أكله)‪ ،‬وذلك لداللة حديث عدي بن حامت ‪ ،‬وألنَّه ِّ‬ ‫الراجح‬
‫مفرط بعدم احضار آلة التذكية احلادة‬
‫ولو حبجر كما فعلت جارية كعب ‪ ،‬أو هو ِّ‬
‫لو أدرك الصائد الصيد حيًّا حياة مستقرة ومل يذكيه حىت مات فهو‬
‫ميتة وكذا لو أرسل عليه كلبه فقتله فهو ميتة‪ ،‬وعند أيب حنيفة هو ميتة لو أدرك الصائد صيده حيًّا ومل يذكيه ومل يرسل إليه كلبه حىت‬
‫مات فهو ميتة‪ ،‬وإ ْن قتله بالكلب فهو صيد جيوز أكله‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مطل ًقا ولو مل يكن يقدر على تذكيته‪ ،‬وعند مالك‪ :‬إذا تواىن يف طلب‬
‫الصيد فأدركه ميتًا وكان غري منفوذ املقاتل فهو ميتة ال حيل أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/851‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)12/422‬والبحر الرائق (‪ ،)8/254‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/533‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)119 :‬واحلاوي‬
‫الكبري (‪ ،)15/49‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/116‬واملغين البن قدامة (‪ ،)9/373‬واإلنصاف (‪)10/412‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫الصيد بالشبكة والحبل‬ ‫المسألة (‪)10‬‬
‫اتفقوا على مشروعية الصيد باآلالت احلادة؛ كالرماح والسيوف والسهام‪ ،‬وما جرى جمراها من أسلحة الصيد احلديثة‪ ،‬مما يعقر وجيرح وينفذ ملقاتل‬
‫احليوان‪ ،‬واختلفوا يف حكم الصيد بنصب احلبل والشبكة‪ ،‬هذا لو أنفذت ملقاتل احليوان بشيء حمدد فيها فمات بسببه احليوان‪ ،‬فهل حيل أكله؟‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫واخلالف على قولني‬
‫لو قُتل احليوان بالشبكة واحلبل فهو جائز‬ ‫حمرم‬
‫لو قُتل احليوان بالشبكة واحلبل فهو َّ‬ ‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪720‬‬
‫احلسن البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫هل يشرتط أ ْن يكون الفعل الذي ُأصيب به الصيد مبدؤه من الصائد ال غري‪ ،‬وليس من اآللة (أشار إليه ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن الصيد ليس مبدؤه من الصائد‪ ،‬وقد قتله ما ليس حبد‪ ،‬فهو موقوذ‪َّ  .‬‬
‫ألن الشبكة واحلبل مبدؤه من الصائد‪ ،‬فهو مبنزلة اآللة‪ ،‬وقد أنفذت املقاتل‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫األدلة‬

‫القول األول‪( :‬لو قتل احليوان بالشبكة واحلبل فهو حمرم)‪ ،‬وقد نقل ابن قدامة ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬االتفاق على هذا احلكم‪ ،‬واعترب قول احلسن‪ 7‬قواًل شا ًذا‬ ‫الراجح‬

‫ما صيد بالشبكة واحلبل فمات بسببها كان حالل األكل ألنَّه صيد صحيح‬ ‫ما صيد بالشبكة واحلبل فمات كان ميتة إال إذا أدركه الصائد فذكاه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/851‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)12/464‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)469 /6‬والفواكه الدواين (‪ ،)1/392‬واحلاوي الكبري (‪،)15/25‬‬
‫والبيان (‪ ،)4/553‬وفتاوى ابن الصالح (‪ ،)2/707‬واملغين (‪ ،)13/282‬واإلنصاف (‪)399-10/397‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫لو رمى الصيد فغاب عن مصرعه (غاب عن عين الصائد)‬ ‫المسألة (‬
‫أثرا لغري سهمه مما يتيقن معه أنَّه مات بسبب السهم أو الكلب‬
‫اتفقوا أنَّه لو رمى الصيد فصرعه يف حمله‪ 7‬حل له أكله‪ ،‬وكذا لو رمى الصيد فغاب عن الصائد فرتة مث وجده ووجد سهمه فيه أو أثره‪ ،‬ومل جيد ً‬ ‫تحرير محل‬
‫أثر ا آخر أو وجده قد غرق يف املاء أو وجده أننت وفسد حلمه‪ ،‬فهل يكون غياب الصيد عن نظر الصائد مؤثر يف جوازه؟‪ ،‬خالف على عدة أقوال‪ ،‬وحمصلها مخسة أقوال‬ ‫وليس بسبب آخر‪ ،‬أما لو وجد فيه ً‬ ‫الخالف‬
‫جيوز أكل الصيد إذا غاب عن‬
‫ناظر الصائد ما مل يكن ترك‬ ‫(ال) جيوز أكل الصيد إذا‬ ‫(ال) جيوز أكل الصيد إذا غاب عن‬ ‫يكره أكل الصيد إذا غاب عن ناظر‬
‫غاب عن ناظر الصائد مطلًقا‬ ‫ناظر الصائد إذا بات‬ ‫جيوز أكل الصيد إذا غاب عن ناظر الصائد ولو بات أيام‬ ‫الصائد إذا بات‬
‫طلبه‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد (املشهور)‪ /‬ابن املاجشون‬ ‫‪721‬‬
‫الشافعي‬ ‫مالك (املدونة)‪ /‬عبدالوهاب‬ ‫مالك‪ /‬الثوري‬
‫أبو حنيفة‬
‫شيئان‪ :‬األول‪ :‬الشك العارض يف عني الصيد أو يف ذكاته‪ /‬والثاين‪ :‬ظاهر اختالف اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألنَّه لو ترك طلبه حيتمل ْأن‬ ‫*حديث أيب ثعلية ‪ ‬عن النيب ‪ ‬قال‪* :‬حديث أيب ثعلية ‪ ‬يف الذي يدرك صيده بعد ثالثة أيام قال له ‪* ‬حديث أيب ثعلبة ‪ ‬قال ‪( :‬إذا حديث عبد اهلل بن أيب رزين‬
‫يكون الصيد قد مات بسبب‬ ‫عن أبيه‪ ،‬قال ‪ ‬يف الصيد‬ ‫رميت سهمك فغاب عنك‬ ‫(إذا رميت سهمك فغاب عنك مصرعه‪( : ،‬كل ما مل يننت) [م]‪.‬‬
‫غري الصيد‪ ،‬فال يُؤكل بالشك‪،‬‬ ‫يتوارى عن صاحبه‪( :‬لعل‬ ‫*حديث عدي ‪ ‬قال له ‪( :‬إذا وجدت سهمك فيه ومل جتد فيه مصرعه‪ ،‬فكل ما مل يبت)‪ ،‬وهذا‬ ‫فكل ما مل يبت) [ن‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬وهو عند‬
‫لكن لو مل يرتك الطلب مل يوجد‬ ‫هوام األرض قتلته) [طب]‪.‬‬ ‫هني‪ ،‬واألصل يف النهي التحرمي‪.‬‬ ‫أثر سبع‪ ،‬وعلمت أنَّه سهمك فكل) [ت‪ /‬هق‪ /‬وصححه الرتمذي]‪،‬‬ ‫مسلم بدون لفظ‪ :‬مصرعه‪ ،‬وال بذكر‬
‫تفريط من الصائد‬ ‫ويف رواية قال‪( :‬سألت رسول اهلل ‪ ،‬قلت‪َّ :‬إن أرضنا أرض صيد‪،‬‬ ‫الكراهة‪،‬‬ ‫البيات]‪ ،‬فيحمل النهي على‬ ‫األدلة‬
‫ملكان معارضة هذا احلديث مع األحاديث فريمي أحدنا الصيد فيغيب عنه ليلة أول ليلتني فيجده وفيه سهمه‪،‬‬
‫قال‪ :‬إذا وجدت سهمك ومل جتد فيه أثر غريه وعلمت أنَّه سهمك‬ ‫األخرى كحديث أيب ثعلبة ‪،‬‬
‫ولتطرق الشك على سبب موت الصيد‪ .‬فكله) [حم‪ /‬ن‪ /‬هق]‪ ،‬ورواية‪( :‬إذا وجدته بعد يوم أو يومني فكل‪،‬‬
‫وإن وجدته غرقًا فال تأكل) [متفق]‪.‬‬
‫ْ‬
‫وجد يقينًا‪،‬‬ ‫القول الثاين‪( :‬جيوز أكل الصيد إذا غاب عن ناظر الصائد ولو أيام) ما مل يننت‪ ،‬هذا إذا وجد سهمه فيه‪ ،‬وهذا القول األحظ بالدليل‪ ،‬حلديث أيب ثعلية وعدي ‪َّ ،ƒ‬‬
‫وألن جرحه بسهم سبب إباحته وقد ْ‬ ‫الراجح‬
‫واملعارض مشكوك فيه‪ ،‬فال يزول اليقني بالشك‬
‫لو غاب الصيد والكلب وما‬ ‫يوما أو أكثر عن‬
‫لو غاب الصيد ً‬
‫لو غاب الصيد ولو وقتًا‬ ‫يوما يكره أكله عند‬
‫لو غاب الصيد ً‬
‫زال الصائد يف طلبه يؤكل لو‬ ‫الصائد (ال) يؤكل عند مالك‪،‬‬ ‫يوما أو أكثر عن الصائد يؤكل بشرط أ ْن يكون‬
‫يسريا عن الصائد (مل) حيل‬
‫ً‬ ‫لو غاب الصيد ً‬ ‫مالك والثوري‪ ،‬وإذا غاب أكثر من‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫وجده مقتواًل ‪ ،‬أما إذا ترك‬ ‫ولو وجد منفوذ املقاتل و(ال)‬ ‫منفوذ املقاتل ما مل يننت عن ابن املاجشون‪ ،‬ومل يشرتطه أمحد‬
‫قياسا‬
‫ً‬ ‫‪7‬‬
‫ه‬ ‫أكل‬ ‫يوم (ال) يؤكل‬
‫الطلب فال يؤكل‬ ‫يؤكل مطل ًقا عند عبدالوهاب‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/852‬وجممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر (‪ ،)2/578‬واحمليط الربهاين (‪ ،)6/63‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/532‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/34‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/114‬واملغين (‪،)13/275‬‬
‫والواضح يف شرح اخلرقي (‪ ،)3/354‬واألطعمة وأحكام الصيد والذبائح (ص‪)186‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪720‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫لو صاد صي ًدا بالسهم أو الجارح فسقط في الماء أو تردَّى من مكان عال‬ ‫المسألة (‪)12‬‬
‫تردى على‬‫فرتد ى من جبل أو غرق‪ ،‬فال خالف يف حترميه‪ ،‬ولو وقع احليوان ‪-‬بعد نفذ السهم يف مقاتله‪ -‬يف املاء أو َّ‬
‫صيدا ومل يصبه يف املقاتل‪َّ ،‬‬
‫لو صاد ً‬ ‫تحرير محل‬
‫وجه ال يقتله ذلك‪ ،‬فال خالف يف إباحته‪ ،‬واختلفوا لو أرسل السهم أو اجلارح فأصاب الصيد يف مقتل لكن الصيد وقع يف املاء أو مكان عال يُقتل به‬
‫الخالف‬
‫مثل هذا الصيد‪ ،‬فهل جيوز أكله؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫تردى من‬
‫(ال) يؤكل الصيد مطل ًقا إ ْن وقع يف املاء أو َّ‬ ‫(ال) يؤكل الصيد إ ْن وقع يف املاء منفوذ‬ ‫تردى من جبل‬
‫لو سقط الصيد يف املاء أو َّ‬
‫جبل ولو منفوذ املقاتل‬ ‫تردى من جبل‬ ‫املقاتل‪ ،‬ويؤكل إ ْن َّ‬ ‫بعدما نفذت مقاتله يؤكل‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫‪721‬‬

‫أمحد (املشهور)‪ /‬عطاء‬ ‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‬


‫الشك الواقع يف سبب مقتل الصيد؛ هل هو السهم أو اجلارح أو سبب وقوعه يف املاء أو ترديه من اجلبل (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ألنَّه ل ‪77‬و أص ‪77‬ابه وأنف ‪77‬ذ مقاتل ‪77‬ه ص ‪77‬ار يف حكم ‪ ‬ح‪77 7‬ديث ع‪77 7‬دي ‪ ‬ق‪77 7‬ال ل‪77 7‬ه ‪( :‬إ ْن رميت *ذلك ألنَّه ميكن أ ْن يك‪77‬ون زه‪77‬وق نفس الص‪77‬يد من قِب‪77‬ل‬
‫الرتدي أو املاء‪ ،‬قبل زهوقها بإنفاذ املقاتل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫امليت بالذبح‪ ،‬فال يؤثِّر في‪77‬ه بع‪77‬د ذل‪77‬ك تردي‪77‬ه من الصيد‪ ،‬فوجدته بعد يوم أو ي‪77‬ومني‪ ،‬ليس ب‪77‬ه إال‬
‫أث‪77‬ر س‪77‬همك فكل‪ ،‬وإ ْن وق‪77‬ع يف املاء فال تأك‪77‬ل) ‪ ‬ح ‪77‬ديث ع ‪77‬دي ‪( :‬إ ْن رميت الص ‪77‬يد فوجدت ‪77‬ه ‪،...‬‬ ‫جبل أو سقوطه‪ 7‬يف املاء‪.‬‬
‫وإ ْن وق‪77 7 7 7 7‬ع يف املاء فال تأكل)‪ ،‬ومل يف ‪7ِّ 7 7 7‬رق بني منف‪77 7 7 7 7‬وذ‬ ‫[متفق]‪ ،‬فنص ‪ ‬على ما وقع يف املاء‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬ردى من جب‪77‬ل على م‪77‬ا وق‪77‬ع‬ ‫املقات‪77‬ل وغ‪77‬ريه‪ ،‬فيق‪77‬اس م‪77‬ا ت‪َّ 7‬‬
‫يف املاء‪.‬‬
‫ترد ى من جبل ولو كان منفوذ املقاتل)‪ ،‬ولو كان منفوذ املقاتل‪ ،‬وذلك لداللة حديث عدي‬
‫القول الثالث‪( :‬ال يؤكل الصيد مطل ًقا لو سقط يف املاء أو َّ‬
‫الراجح‬
‫الرتدي وغريه‪ ،‬وهذا من باب االحتياط‪ ،‬وحىت ال يقع الصائد يف احملذور‬
‫‪ ،‬وال فرق بني ِّ‬
‫من رمى غزااًل أو غريه بسهم فوجده غارقًا يف‬
‫من رمى غزااًل أو غريه بسهم فوجده غارقًا يف املاء أو‬ ‫من رمى غزااًل أو غريه بسهم فوجده غارقًا يف املاء كان ميتة وإ ْن أنفذت مقاتله‪ .‬وإ ْن وجده‬
‫مرتديًا من جبل ووجد السهم قد أصابه يف مقتل كان‬ ‫املاء أو مرتديًا من جبل ووجد السهم قد‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫مرتديًا من جبل ووجد السهم قد أصابه يف‬
‫ميتة (ال) حيل أكله‬ ‫أصابه يف مقتل حل له أكله‬
‫مقتل حل له أكله‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/853‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/224‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)4/407‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/345‬ومواهب اجلليل (‬
‫‪ ،)3/217‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/49‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/110‬واملغين (‪ ،)13/278‬واإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف للمرداوي (‪)10/422‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪720‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫لو ضرب الصيد فأبين منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫المسألة (‬
‫اتفقوا َّ‬
‫أن الصائد لو ضرب الصيد فأبني منه عضو وبقيت حياة الصيد مستقرة‪ ،‬فإنَّه (ال) جيوز أكل ما أبني منه‪ ،‬واختلفوا لو ضرب الصيد فأبني‬ ‫تحرير محل‬
‫منه عضو ومل تبق يف الصيد حياة مستقرة مع اتفاقهم على جواز أكل الصيد نفسه‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل ما ُأبني منه‪ ،‬وحاصل اخلالف على‬ ‫الخالف‬
‫لو ضرب الصيد وأبني منه عضو يؤكل الصيد وما أبني منه‬ ‫لو ضرب الصيد وأبني منه عضو يؤكل الصيد دون ما أبني منه قولني‬ ‫األقوال‬
‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املشهور)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬أمحد (رواية)‬ ‫ونسبتها‬
‫‪721‬‬
‫ظاهر معارضة قوله ‪( :‬ما قُطع من البهيمة وهي حيَّة فهو ميتة) [حم‪ /‬ت‪ /‬د‪ /‬جه]‪ ،‬لعموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮊ [املائدة‪،]4:‬‬
‫سبب الخالف‬
‫وقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ [املائدة‪.]94 :‬‬

‫*قول ‪77‬ه ‪( :‬م ‪77‬ا قُط ‪77‬ع من البهيم ‪77‬ة وهي حي ‪77‬ة فه ‪77‬و ميتة)‪ ،‬ه ‪77‬ذا ش ‪77‬امل *قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮊ‪ &،‬وقول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ ‪ ،‬يغلَّب حكم‬ ‫للحيوان اإلنسي والوحشي‪ ،‬فيؤكل الصيد دون العضو املقطوع‪.‬‬
‫الص ‪77‬يد والعق ‪77‬ر على م ‪77‬ا أبني من البهيم ‪77‬ة‪ ،‬وحُي م ‪77‬ل احلديث‪( :‬م ‪77‬ا قُط ‪77‬ع‪)...‬‬ ‫األدلة‬
‫على احليوان اإلنسي دون الوحشي‪.‬‬
‫ألن ما كان ذكاة لبعض احليوان‪ ،‬كان ذكاة جلميعه‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬
‫القول الثاين‪( :‬لو ضرب الصيد وأبني منه عضو يؤكل الصيد وما أبني منه)‪ ،‬واحلديث يف قطع العضو من البهيمة وما زالت البهيمة حيَّة‪ ،‬وهذا لو‬
‫سلمنا َّ‬
‫أن احلديث يف احليوان اإلنسي والوحشي‪ ،‬وقد جرت العادة عند الصيادين مع استعمال األسلحة احلديثة أ ْن يتكرر قطع البهيمة إىل جزئني‬ ‫الراجح‬
‫أو إىل أجزاء‪ ،‬فال يبقى فيه حياة أصاًل‬
‫لو أطلق النار على محار وحشي فقطع فخذه مث مات (مل) حيل أكل الفخذ لو أطلق النار على محار وحشي فقطع فخذه مث مات َّ‬
‫حل أكل الفخذ املقطوعة‬
‫ثمرة الخالف‬
‫وباقي احليوان‬ ‫وحل باقيه‬
‫املقطوعة َّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/854‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/253‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)12/453‬والنوادر والزيادات (‪ ،)346 /4‬والتاج واإلكليل (‪ ،)4/334‬وهناية‬
‫املطلب يف دراية املذهب (‪ ،)18/125‬ومغين احملتاج (‪ ،)6/102‬واملغين (‪ ،)13/280‬وشرح الزركشي (‪)6/629‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

www.alukah.net 721
‫إذا اصطاد المحرم فهل يحل الصيد للحالل‬ ‫المسألة (‬
‫سبق يف كتاب احلج املسألة رقم (‪ )32‬اخلالف فيما لو صاد احلالل للمحرم‪ ،‬وهنا اخلالف لو صاد احملرم فهل يأكله احلالل‪ ،‬وقد اتفقوا َّأن شروط الصائد‬
‫الرب خاصة‪ ،‬وهو‬
‫هي شروط الذابح‪ ،‬وهي‪ :‬اإلسالم‪ ،‬والذكورية‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬وترك تضييع الصالة‪ ،‬ويزاد على الصائد شرطًا آخر يف صيد ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫أ ْن ال يكون حُم ِر ًما‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ [املائدة‪ ،]٩٦:‬وقوله‪ :‬ﮋ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﮊ [املائدة‪ ،]٩٥:‬وأمجعوا‬ ‫الخالف‬
‫أنَّه (ال) جيوز للمحرم األكل من الصيد الذي صاده‪ ،‬واختلفوا هل جيوز للحالل األكل مما اصطاد احملرم؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫‪721‬‬
‫جيوز لغري احملرم األكل مما صاده احملرم‬ ‫(ال) جيوز لغري احملرم (احلالل) األكل مما صاد احملرم‬ ‫األقوال‬
‫الشافعي (قدمي)‪ /‬أبو ثور‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (جديد)‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫هل النهي يعود بفساد املنهي عنه؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ ‪ &،‬احملِرم *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﮊ‪ ،‬النهي (ال) يقتض‪7‬ي فس‪7‬اد‬
‫منهي عن‪77‬ه الص‪77‬يد‪ ،‬والنهي يع‪77‬ود بفس‪77‬اد املنهي عن‪77‬ه‪ ،‬ألنَّه مبنزل‪77‬ة ذبح املنهي عنه‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن اإلباحة متعلقة بالذكاة وقد حصل بالصيد‪ ،‬كما لو صاد احلالل‪.‬‬ ‫السارق والغاصب‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ألنَّه حي ‪77 7‬وان ح ‪77 7‬رم ذحبه حلق اهلل تع ‪77 7‬اىل‪ ،‬فلم حيل بذحبه‪ ،‬ك ‪77 7‬ذبح‬
‫اجملوسي‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز لغري احملرم األكل مما صاد احملرم)‪ ،‬لقوة أدلة القول‪َّ ،‬‬
‫وألن املعترب يف الصيد الصائد نفسه وهو حمرم الصيد عليه‪ ،‬فيكون صيده ميتة‬ ‫الراجح‬
‫ما صاده احملرم هو يف حكم امليتة للمحرم‪ ،‬ويف حكم الصيد احلالل لغري احمل ِرم‬ ‫ما صاده احمل ِرم هو يف حكم امليتة (ال) حيل ألحد أكله‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/855‬واللباب يف شرح الكتاب (‪ ،)1/216‬وفتح القدير البن اهلمام (‪ ،)6/21‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/29‬وجامع األمهات (ص‪:‬‬
‫‪ ،)209‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)3/500‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)7/330‬واملغين (‪ ،)5/139‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)3/470‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫االصطياد بكلب المجوسي المعلَّم‬ ‫المسألة (‪)15‬‬
‫اتفقوا على جواز االصطياد بالكلب الذي علَّمه املسلم والكتايب‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫تحرير محل‬
‫ﮥ ﮦﮊ [املائدة‪ ،]٤:‬واختلفوا هل جيوز للمسلم أ ْن يصيد بالكلب الذي علَّمه اجملوسي ويقاس عليه بقية األديان ‪-‬غري أهل الكتاب‪-‬؛ كالوثين‬
‫الخالف‬
‫والبوذي وغريهم‪ ،‬مع اتفاقهم أنَّه (ال) حيرم أكل ما صاده املسلم بالكلب املعلَّم من اجملوسي‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫يكره للمسلم االصطياد بالكلب الذي علمه اجملوسي‬ ‫جيوز للمسلم‪ 7‬االصطياد بالكلب الذي علمه اجملوسي‬ ‫‪720‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫جابر بن عبداهلل‪ / ‬احلسن‪/‬عطاء‪ /‬جماهد‪ /‬الثوري‬ ‫األئمة األربعة‬
‫هل املعترب يف الصيد‪ ،‬الصائد أم آلة الصيد؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫َّ‬
‫*ألن اخلطاب يف قوله‪ :‬ﮋﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮊ‬ ‫َّ‬
‫*ألن املعترب يف الصيد الصائد (ال) اآللة‪ ،‬والصائد هنا هو مسلم‪.‬‬
‫‪ ‬كما جيوز الصيد باآللة اليت صنعها اجملوس‪77‬ي؛ ك‪77‬الرمح والس‪77‬يوف ‪ ،‬متوجه حنو املؤمنني‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫والبنادق‪ ،‬كذا جيوز الصيد بالكلب الذي علمه اجملوسي‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز للمسلم االصطياد بالكلب الذي علمه اجملوسي)؛ لقوة أدلة القول‪ ،‬فالعربة بالصائد‪ ،‬وما دام أنَّه ذكر اسم اهلل تعاىل وجرح الصيد فهو‬ ‫الراجح‬
‫حالل‬
‫األوىل عدم الصيد بالكلب الذي علمه اجملوسي‪ ،‬فإ ْن صاد به جاز أكله مع‬ ‫(ال) حرج يف االصطياد بالكلب الذي علمه اجملوسي وهو‬
‫الكراهة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫كالصيد بالكلب الذي علمه املسلم وال فرق‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/855‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/245‬ودرر احلكام‪ 7‬شرح غرر األحكام (‪ ،)1/273‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/536‬واإلشراف على نكت مسائل‬
‫اخلالف (‪ ،)2/919‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/76‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/13‬واملغين البن قدامة (‪ ،)9/376‬واإلنصاف (‪)10/419‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫وهو‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫كتـاب العقيقــة‬
‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪720‬‬

‫كتاب العقيقة‬

‫ويشمل ستة أبواب‬

‫الباب األول‪:‬ـ في معرفة حكم العقيقة‪.‬‬


‫الباب الثاني‪ :‬في معرفة محل العقيقة‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬في معرفةـ من يُعق عنه وكم يُعق؟‬
‫الباب الرابع‪ :‬في معرفة وقت نسك العقيقة‪.‬‬
‫الباب الخامس‪ :‬في سنن العقيقةـ وصفتها‪.‬‬
‫الباب السادس‪:‬ـ في حكم لحم العقيقة وسائرـ أجزائها‪.‬ـ‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪721‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب العقيقة‬

‫(ال) خالف َّ‬


‫أن ُسنن العقيقة وصفتها كسنن الضحايا وصفتها اجلائزة‪ ،‬فيتقى‪ 7‬فيها من العيوب ما يتقى يف الضحايا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫كتاب العقيقة‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬ ‫‪720‬‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫حكم العقيقة‬ ‫‪1‬‬
‫األفضل في العقيقةـ‬ ‫‪2‬‬
‫هل يُعق عن الكبير؟‬ ‫‪3‬‬
‫هل يُعق عن الجارية (األنثى)؟‬ ‫‪4‬‬
‫عدد ما يُعق به عن الذكر واألنثى‬ ‫‪5‬‬
‫األفضل في وقت ذبح العقيقةـ‬ ‫‪6‬‬
‫حكم إدماء رأس المولود (تلطيخ رأسه بدم العقيقة)‬ ‫‪7‬‬
‫حكم حلق رأس المولود يوم السابع والصدقةـ بوزن شعره فِضَّة‬ ‫‪8‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم العقيقة‬ ‫المسألة (‪)1‬‬
‫العقيقة هي‪ :‬ما يُذبح من هبيمة األنعام‪ ،‬تقربًا إىل اهلل تعاىل بسبب املولود‪ .‬وقد اختلفوا يف حكمها‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫فرضا وال سنة‬
‫العقيقة (ليست) ً‬ ‫العقيقة سنة‬ ‫العقيقة واجبة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫اجلمهور‬ ‫الظاهرية‬
‫ظاهر تعارض مفهوم اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪721‬‬

‫*حديث عمرو بن ش‪77‬عيب عن أبي‪77‬ه عن ج‪7‬ده ق‪77‬ال‪ُ ( :‬س‪7‬ئل *ح ‪77 7‬ديث عم‪77 7 7‬رو بن ش‪77 7 7‬عيب‪( :‬من أحب‬ ‫*ح‪77 7 7 7‬ديث مسرة ‪ ‬ق‪77 7 7 7‬ال ‪( :‬ك‪7ُّ 7 7 7 7‬ل‬
‫رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬عن العقيق‪77 7‬ة‪ ،‬فق‪77 7‬ال‪ :‬ال ُأحب العق‪77 7‬وق ‪ -‬منكم أ ْن ينس‪77‬ك عن ول‪77‬ده فليفعل)‪ ،‬حيم‪77‬ل‬ ‫غالم م ‪77‬رهتن بعقيقت ‪77‬ه‪ ،‬تُ ‪77‬ذبح عن ‪77‬ه ي ‪77‬وم‬ ‫ٍ‬
‫كأنَّه كره االسم‪ ،-‬فقالوا‪ :‬ي‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل إمَّن ا نس‪77‬ألك عن هذا احلديث على اإلباحة‪.‬‬ ‫س ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ابعه‪ ،‬ومُي اط عن ‪77 7 7 7 7 7 7 7‬ه األذى)‪ ،‬ويف‬
‫أحدنا يولد له‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬من أحب منكم أ ْن ينس‪77‬ك عن ‪ ‬ألنَّه من فع ‪7 7‬ل‪ 7‬اجلاهلي‪77 7‬ة قب‪77 7‬ل اإلس‪77 7‬الم‪،‬‬ ‫رواي ‪77 7‬ة‪( :‬ويس ‪7َّ 7 7‬مى في ‪77 7‬ه وحُي ل ‪77 7‬ق رأس ‪77 7‬ه)‬ ‫األدلة‬
‫ول ‪77‬ده فليفعل‪7‬؛ عن الغالم ش ‪77‬اتان متكافئت ‪77‬ان وعن اجلاري ‪77‬ة ف‪77‬إذا ول‪77‬د ألح‪77‬دهم غالم ذبح ش‪77‬اة‪ ،‬ولطخ‬ ‫[حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬جه‪/‬من‪ /‬وص‪77‬ححه‬
‫ش ‪77 7‬اة) [حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬ه‪77 7 7‬ق‪/‬ط‪77 7 7‬أ‪ /‬وص‪77 7 7‬حح إس‪77 7 7‬ناده رأس املول‪77‬ود ب‪77‬دمها‪ ،‬وه‪77‬ذا ليس بس‪77‬نة وال‬ ‫الرتم ‪77 7‬ذي واحلاكم واأللب ‪77 7‬اين وغ ‪77 7‬ريهم]‪،‬‬
‫فرض‪.‬‬ ‫أن العقيقة سنة‪.‬‬ ‫احلاكم]‪ ،‬هذا يقتضي َّ‬ ‫هذا يقتضي وجوب العقيقة‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬العقيقة سنة)‪ ،‬وعليه حُي مل حديث مسرة ‪ّ ،‬أم ا القول الثالث فهو مرجوح‪ ،‬ولعل اإلمام أبا حنيفة ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬مل تبلغه‬
‫األحاديث يف العقيقة وهي متظافرة‪ ،‬لكثرة اعتماده على القياس‪ ،‬بسبب ظهور ِ‬ ‫الراجح‬
‫الفرق وكثرة الكذابني يف العراق يف وقته‬
‫من ترك العقيقة عن ولده (مل) يرتك‬ ‫أمرا رغب فيه‬ ‫من ترك العقيقة عن ولده وهو موسر‬
‫فضيلة من فضائل اإلسالم وال حُي ث على‬ ‫من ترك العقيقة عن ولده فقد ترك ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الشارع‬ ‫معسرا‪ 7‬فعلها مىت أيسر‬
‫أمث وإ ْن كان ً‬
‫فعلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/857‬وبدائع الصنائع (‪ ،)10/273‬وحاشية ابن عابدين (‪ ،)6/326‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/332‬والتلقني يف الفقة املالكي (‪،)1/105‬‬
‫والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/117‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)8/426‬واملغين (‪ ،)13/393‬والفروع وتصحيح الفروع (‪ ،)6/104‬واحمللى (‪،)8/312‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/273‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

www.alukah.net 721
‫األفضل في العقيقة‬ ‫المسألة (‪)2‬‬
‫ذكورا أو إناثًا (األزواج الثمانية)‪ ،‬واختلفوا ما األفضل‪ 7‬يف‬
‫أمجعوا على أنَّه (ال) جتزئ العقيقة إال من هبيمة األنعام؛ اإلبل والبقر والضأن واملعز‪ً ،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫العقيقة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫األفضل يف العقيقة اإلبل مث البقر مث الغنم‬ ‫األفضل‪ 7‬يف العقيقة الضأن‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫سائر الفقهاء‬ ‫مالك‬ ‫‪721‬‬
‫ظاهر تعارض األثر يف هذه املسألة مع القياس‬ ‫سبب الخالف‬
‫ألن العقيق‪7‬ة نُس‪7‬ك‪ ،‬ف‪7‬وجب أ ْن يك‪7‬ون األعظم فيه‪7‬ا أفض‪7‬ل‪،‬‬ ‫(أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬ع ‪7َّ 7 7‬ق عن احلس ‪77 7‬ن *القياس‪َّ /‬‬ ‫*األث ‪77 7‬ر‪ /‬من ح ‪77 7‬ديث ابن عب ‪77 7‬اس ‪َّ :ƒ‬‬
‫قياسا على اهلدايا‪.‬‬ ‫واحلس ‪77 7 7‬ني كب ًش‪7 7 7 7‬ا كب ًش‪7 7 7 7‬ا) [د‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ه‪77 7 7 7‬ق‪ /‬ويف رواي‪77 7 7 7‬ة للنس‪77 7 7 7‬ائي‪( :‬كبش‪77 7 7 7‬ني‬
‫ً‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث فض‪77‬ل التبك‪77‬ري لص‪77‬الة اجلمع‪77‬ة‪ ،‬ق‪77‬ال ‪( :‬من راح الس‪77‬اعة‬ ‫كبشني)]‪ ،‬فاختار ‪ ‬الكبش وال خيتار ‪ ‬إال األفضل‪.‬‬
‫أحب منكم أ ْن األوىل فكأمنا َّقرب بدنة‪ ،‬ومن راح الس‪77‬اعة الثاني‪7‬ة فكأمنا ق‪7َّ7‬رب بق‪77‬رة‪،‬‬
‫*ح ‪77‬ديث عم ‪77‬رو بن ش ‪77‬عيب عن أبي ‪77‬ه عن ج ‪77‬ده ق ‪77‬ال ‪( :‬من ّ‬ ‫األدلة‬
‫ينسك عن ولده فليفعل‪7‬؛ عن الغالم شاتان متكافئت‪77‬ان وعن اجلاري‪77‬ة ش‪77‬اة) [حم‪ /‬ومن راح الساعة الثالثة فكأمنا َّقرب كب ًش‪7‬ا أق‪77‬رن) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ي‪77‬دل على‬
‫َّ‬ ‫د‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬هق‪ /‬طأ‪ /‬وصحح إسناده احلاكم]‪.‬‬
‫أن اإلبل أفضل‪.‬‬
‫حلما‪.‬‬
‫ألن الضأن أطيب ً‬‫‪َّ ‬‬
‫وألن اإلبل جُي زئ يف األضحية واهلدي عن سبعة‪،‬‬ ‫أن األفضل‪ 7‬يف اهلدايا والضحايا اإلبل‪َّ ،‬‬
‫ترجح من قبل َّ‬
‫القول الثاين‪( :‬األفضل‪ 7‬يف العقيقة اإلبل)‪ ،‬كما َّ‬ ‫الراجح‬
‫فهي أفضل وأنفع للناس‬
‫من ذبح الشياه يف العقيقة وكان قادرا على حنر اإلبل أو ذبح البقر‬ ‫قادرا على حنر اإلبل أو ذبح البقر فقد فعل‬
‫من ذبح الشياه يف العقيقة وكان ً‬
‫فقد فعل املفضول‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫األفضل‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/858‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/333‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/390‬وعقد اجلواهر الثمينة (‪ ،)377 /2‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪،)12/118‬‬
‫وحتفة احملتاج (‪ ،)9/371‬واملغين (‪ ،)13/366‬والروض املربع (‪ ،)1/294‬وحاشية الروض املربع (‪)251 /4‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

www.alukah.net 721
‫هل يُعق عن الكبير؟‬ ‫المسألة (‪)3‬‬
‫أن العقيقة تكون عن الصغري‪َّ ،‬‬
‫وأن وقت الذبح يوم سابع املولود‪ ،‬واختلفوا هل يُشرع للمسلم أ ْن يعق عن نفسه إذا كرب‬ ‫ذهب اجلمهور إىل َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫ومل يعق عنه والده وهو صغري؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز أ ْن يعق الكبري عن نفسه‬ ‫(ال) يشرع أن يعق الكبري عن نفسه‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أمحد‪ /‬الظاهرية‪ /‬عطاء‪ /‬احلسنال‬ ‫اجلمهور‬
‫‪721‬‬
‫هل العقيقة شعرية متعلقة بالصغري دون الكبري (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬عق عن نفسه بعدما بُعث ب‪77‬النبوة)‬ ‫*ح‪7‬ديث مسرة ‪ ‬ق‪7‬ال ‪( :‬ك‪7‬ل غالم م‪7‬رهتن بعقيقت‪7‬ه‪ ،‬تُ‪7‬ذبح عن‪7‬ه ي‪7‬وم س‪7‬ابعه‪* ،‬حديث أنس ‪َّ :‬‬
‫ومُي اط عن ‪77 7‬ه األذى) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬ج‪77 7 7‬ه‪ /‬من‪ /‬وص‪77 7 7‬ححه الرتم‪77 7 7‬ذي واحلاكم [ه‪77‬ق‪ /‬طح‪ /‬ق‪77‬ال الن‪77‬ووي‪ :‬ح‪77‬ديث باط‪77‬ل‪ /‬وم‪77‬ال الغم‪77‬اري إىل تص‪77‬حيحه‬
‫وأطال الكالم فيه]‪.‬‬ ‫واأللباين وغريهم]‪ ،‬فدل قوله‪( :‬يوم سابعه)‪ ،‬على تعلقها بالصغري‪.‬‬
‫األدلة‬
‫َّ‬
‫ألن العقيقة واجبة يف الذمة‪ ،‬إىل ْأن يؤديها‪.‬‬ ‫ألن السنة يف العقيقة يف حق والد الصغري‪ ،‬فال يع‪7‬ق عن نفس‪7‬ه‪ ،‬كم‪7‬ا ال يع‪7‬ق ‪‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫ألنَّه مرهتن بالعقيقة فيؤديها عن نفسه‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫عنه أجنيب وال خُي رج عنه صدقة الفطر‪.‬‬

‫عق األب‬
‫القول األول‪( :‬ال يشرع ْأن يعق الكبري عن نفسه)‪ ،‬فهي عبادة متعلقة بالغري‪ ،‬وهي سنة وليست واجبة فال تبقى يف الذمة إىل األبد‪ ،‬ولو َّ‬
‫الراجح‬
‫عن ابنه ولو يف سن متأخر فال بأس‪ ،‬لعدم الدليل املانع‪ ،‬لكن ال يعق أح ٌد عن نفسه‬
‫من (مل) يعق عنه أبوه وعق عن نفسه بعد أ ْن كرب‪ ،‬وافق اهلدي‬
‫النبوي وأصاب السنة‬ ‫من (مل) يعق عنه أبوه وعق عن نفسه بعد أ ْن كرب‪ ،‬أتى مبا خيالف السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/858‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/69‬واملعتصر من املختصر (‪ ،)1/277‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/334‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/391‬وفتح العزيز‬
‫شرح الوجيز (‪ ،)12/117‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)8/431‬واملغين (‪ ،)13/397‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)3/277‬واحمللى (‪ ،)7/523‬واهلداية يف ختريج‬ ‫مراجع المسألة‬
‫أحاديث البداية (‪)6/280‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫هل يُعق عن الجارية (األنثى)؟‬ ‫المسألة (‪)4‬‬
‫اتفقوا على أنَّه يشرع أ ْن يُعق عن َّ‬
‫الذكر ‪-‬خالفًا أليب حنيفة رمحه اهلل‪ ،-‬واختلفوا هل يعق عن اجلارية (األنثى)؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫(ال) يُعق عن اجلارية‬ ‫يُعق عن اجلارية‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن‪ 7‬البصري‬ ‫اجلمهور‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف هذه املسألة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪720‬‬

‫*ح‪77‬ديث عم‪77‬رو بن ش‪77‬عيب عن أبي‪77‬ه عن ج‪77‬ده *ح ‪77‬ديث مسرة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ك ‪77‬ل غالم م ‪77‬رهتن بعقيقت ‪77‬ه‪ ،‬تُ ‪77‬ذبح عن ‪77‬ه ي ‪77‬وم س ‪77‬ابعه‪ ،‬ومُي اط عن ‪77‬ه‬
‫خص احلديث‬ ‫أحب منكم أ ْن ينس‪77 7 7 7 7 7‬ك عن األذى) [د‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬من‪ /‬وص‪77‬ححه الرتم ‪77‬ذي واحلاكم واأللب ‪77‬اين وغ‪77‬ريهم]‪ ،‬فق‪77‬د َّ‬ ‫ق‪77 7 7 7 7 7‬ال ‪( :‬من َّ‬
‫ول ‪77 7 7‬ده فليفعل؛ عن الغالم ش ‪77 7 7‬اتان متكافأت ‪77 7 7‬ان الغالم دون اجلارية‪ ،‬فال يُعق عن األنثى‪.‬‬
‫دم‪77‬ا‪ ،‬وأميط ‪77‬وا عن ‪77‬ه‬
‫(إن م ‪77‬ع الغالم عقيق ‪77‬ه‪ ،‬ف ‪77‬أهريقوا عن ‪77‬ه ً‬‫وعن اجلاري ‪77 7 7 7 7‬ة ش ‪77 7 7 7 7‬اة) [حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬طح‪ /‬كم‪  /‬ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫ه‪77‬ق‪ /‬ط‪77‬أ‪ /‬وص‪77‬حح إس‪77‬ناده احلاكم‪ /‬وحنوه عن أم األذى) [كم‪ /‬بز‪ /‬وصححه احلاكم]‪ ،‬وداللته كحديث مسرة ‪.‬‬
‫ألن العقيقة شكر للنعمة احلاصلة بالولد‪ ،‬واجلارية ال حيصل هبا سرور‪ ،‬فال يُشرع هلا عقيقة‪.‬‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫ُك ْرز ~]‪.‬‬
‫عق عن اإلناث‪.‬‬ ‫‪ ‬مل يُنقل عنه ‪ ‬أنَّه َّ‬
‫القول األول‪( :‬يعق عن اجلارية)‪ ،‬ودليلهم نص يف ذلك‪ ،‬أما حديث مسرة ‪ ‬ومثله حديث أيب هريرة ‪ ‬وإ ْن كان ظاهره َّ‬
‫أن العقيقة للغالم‪،‬‬
‫إال أنَّه ليس مبقصود منه ذلك‪ ،‬لألحاديث األخرى الدالة على دخول اجلارية يف احلكم‪ ،‬وال اجتهاد مع النص‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه‬ ‫الراجح‬
‫اهلل‪ -‬قول احلسن ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬بأنَّه شاذ‬
‫من عق عن بناته فقد خالف السنة‬ ‫من عق عن أوالده الذكور واإلناث فقد وافق‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫السنة وبدائع الصنائع (‪ ،)5/69‬والذخرية للقرايف (‪ ،)4/163‬والفواكه الدواين (‪ ،)2/874‬والعزيز شرح الوجيز (‪ )12/118‬واحلاوي‬
‫بداية اجملتهد (‪،)1/859‬‬
‫الكبري (‪ ،)15/127‬واملغين (‪ ،)13/395‬وشرح الزركشي (‪)7/51‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫وعن‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫عدد ما يُعق به عن الذكر واألنثى‬ ‫المسألة (‪)5‬‬
‫اتفقوا على أنَّه يُعق عن األنثى بشاة ‪-‬خالفًا أليب حنيفة واحلسن البصري رمحهما اهلل ‪ ،-‬واختلفوا بكم يُعق عن الذكر؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل‬
‫يُعق عن الغالم بشاتني‬ ‫يُعق عن الغالم بشاة واحدة‬ ‫الخالف‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو ثور‪ /‬داود‬ ‫مالك‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪721‬‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ع‪77‬ق عن *ح‪77‬ديث أم ُ‪7‬ك ْ‪7‬رز الكعبي‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪( :‬مسعت رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬يق‪77‬ول يف العقيق‪77‬ة‪ :‬عن الغالم‬ ‫*ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪َّ :ƒ‬‬
‫احلس ‪77 7‬ن واحلس ‪77 7‬ني كب ًش‪7 7 7‬ا كب ًش‪7 7 7‬ا) [د‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ه‪77 7 7‬ق]‪ ،‬ش ‪77‬اتان مكافئت ‪77‬ان ‪-‬متماثلت ‪77‬ان‪ ،-‬وعن اجلاري ‪77‬ة ش ‪77‬اة) [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬طح‪ /‬كم‪ /‬ه ‪77‬ق‪/‬‬
‫األدلة‬
‫وصححه احلاكم والرتمذي واأللب‪7‬اين‪ /‬وحنوه عن عائش‪77‬ة ~]‪ ،‬وهذا يقتض‪7‬ي الف‪7‬رق يف العقيق‪7‬ة‬ ‫وهذا يقتضي االستواء بني الذكر واألنثى‪.‬‬
‫بني الذكر واألنثى‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يُعق عن الغالم بشاتني‪ ،‬حلديث أم ُكْرز ~ وحنوه عن عائشة ~ أما حديث ابن عباس ‪ ،ƒ‬ففيه رواية عند النسائي‪( :‬عق عن‬
‫الراجح‬
‫احلسن واحلسني بكبشني كبشني)‬
‫السنة أ ْن يُعق عن الغالم بشاتني متساويتني‬ ‫السنة أ ْن يُعق عن الغالم بشاة واحدة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/859‬وبدائع الصنائع (‪ ،)10/273‬والذخرية للقرايف (‪ ،)4/163‬واملقدمات املمهدات (ص‪ ،)229 :‬والبيان يف مذهب اإلمام الشافعي (‬
‫‪ ،)4/465‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)8/447‬واملغين (‪ ،)13/395‬وشرح الزركشي (‪)7/51‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫األفضل في وقت ذبح العقيقة‬ ‫المسألة (‪)6‬‬
‫اتفقوا أنَّه (ال) جيزئ ذبح العقيقة قبل ميالد املولود‪ ،‬واتفقوا على َّ‬
‫أن أفضل وقت للذبح وهو املستحب اليوم السابع‪ ،‬واختلفوا هل حيسب‬ ‫تحرير محل‬
‫اليوم الذي ولد فيه املولود منها؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫هنارا‬
‫(ال) حُي سب اليوم الذي ولد فيه املولود من األيام السبعة ْإن ولد ً‬ ‫حُي سب اليوم الذي ولد فيه املولود من األيام السبعة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬ابن املاجشون‬ ‫‪720‬‬
‫االختالف يف مفهوم حديث مسرة ‪ ،‬وهل يطلق اليوم على جزء من اليوم؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫‪ ‬ح ‪77‬ديث مسرة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬ك ‪77‬ل غالم م ‪77‬رهتن بعقيقت ‪77‬ه‪ ،‬تُ ‪77‬ذبح عن ‪77‬ه ي ‪77‬وم ‪ ‬ح‪77 7‬ديث مسرة ‪( :‬ت‪77 7‬ذبح عن‪77 7‬ه ي‪77 7‬وم س‪77 7‬ابعه)‪ ،‬ظ‪77 7‬اهره َّ‬
‫أن الي‪77 7‬وم‬
‫س ‪77 7 7‬ابعه ومُي اط عن ‪77 7 7‬ه األذى) [حم‪ /‬د‪ /‬ن‪ /‬دا‪ /‬ج‪77 7 7 7‬ه‪ /‬من‪ /‬وص‪77 7 7 7‬ححه الرتم‪77 7 7 7‬ذي ال‪77‬ذي ول‪77‬د في‪77‬ه املول‪77‬ود (ال) حُي س‪77‬ب‪ ،‬ألنَّه ليس بي‪77‬وم ولكن ج‪77‬زء‬
‫أن اليوم الذي ولد فيه املولود يدخل في‪77‬ه‪ ،‬من يوم‪ ،‬فاليوم يطلق على اليوم الكامل الذي هو (‪ )24‬ساعة‪.‬‬ ‫واحلاكم واأللباين وغريهم]‪ ،‬ظاهره َّ‬
‫فيطل‪7 7‬ق‪ 7‬الي ‪77‬وم على ج ‪77‬زء من ‪77‬ه‪ ،‬فل ‪77‬و ق ‪77‬ال ش ‪77‬خص آلخ ‪77‬ر‪ :‬أس ‪77‬تأجر ل ‪77‬ك م ‪77‬دة‬ ‫األدلة‬
‫ظهرا مثال‪ ،‬النتهت مدة اإلجارة ظه‪77‬ر ي‪77‬وم‬ ‫أسبوع‪ ،‬وكان ذلك يوم السبت ً‬
‫اجلمعة‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬حُي سب اليوم الذي ولد فيه املولود من األيام السبعة)‪ ،‬وهذا هو األقرب ملفهوم احلديث‪ ،‬وهذا ما تعارف عليه أكثر الناس‬ ‫الراجح‬
‫ظهرا ‪-‬مثاًل ‪ -‬فاملستحب أ ْن يعق يوم‬
‫لو ولد املولود يوم السبت ظهرا ‪-‬مثاًل ‪ -‬فاملستحب أ ْن يعق يوم اجلمعة لو ولد املولود يوم السبت ً‬
‫هنارا (ال) لياًل ‪ ،‬فتذبح ضحى كالضحايا‬
‫السبت القابل‪ ،‬وتذبح ً‬ ‫ً‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أو بعد الفجر كاهلدايا‬ ‫الليل‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ‫النهار‬ ‫يف‬ ‫ذحبها‬ ‫القابل‪ ،‬سواء‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/859‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/334‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/387‬وأسىن املطالب (‪ ،)1/548‬واإلقناع يف حل ألفاظ أيب شجاع (‬
‫‪ ،)2/593‬واملغين (‪ ،)13/396‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)4/139‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم إدماء رأس المولود (تلطيخ رأسه بدم العقيقة)ـ‬ ‫المسألة (‪)7‬‬
‫كان من فعل اجلاهلية عند ذبح العقيقة أهَّن م يلطخون رأس الطفل املولود بدم العقيقة‪ ،‬وكانت العقيقة معلومة عند أهل اجلاهلية قبل اإلسالم‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫فما حكم هذا الفعل‪ 7‬يف اإلسالم؟‪ ،‬خالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يُستحب أ ْن ميس رأس املولود بقطنة غمست يف الدم‬ ‫يكره أ ْن يلطخ رأس املولود بدم العقيقة‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫احلسن البصري‪ /‬قتادة‬ ‫اجلمهور‬ ‫‪721‬‬
‫االختالف هل إدماء رأس املولود من أفعال اجلاهلية اليت أقرها اإلسالم أو نسخها؟ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث بري ‪77‬دة األس ‪77‬لمي ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬كن ‪77‬ا يف اجلاهلي ‪77‬ة إذا ول ‪77‬د ألح ‪77‬دنا غالم‪ ،‬ذُبح ل ‪77‬ه ‪ ‬رواية يف حديث مسرة قال ‪( :‬ك‪77‬ل غالم م‪77‬رهتن‬
‫شاة‪ ،‬ولُطِّخ رأسه بدمها‪ ،‬فلما جاء اإلسالم‪ ،‬كنا نذبح وحنلق رأسه ونلطخه بزعفران) بعقيقته‪ ،‬ت‪77‬ذبح عن‪77‬ه ي‪77‬وم س‪7‬ابعه ويُ‪77‬دمى) [د‪ /‬حم‪ /‬ت‪/‬‬
‫[حم‪ /‬د‪ /‬كم‪ /‬طح‪ /‬وصححه البيهقي واحلاكم]‪ ،‬فتلطيخ الرأس عم‪77‬ل من أعم‪77‬ال اجلاهلي‪77‬ة ط ‪77‬أ‪ /‬ه ‪77‬ق‪ /‬ق ‪77‬ال أب ‪77‬و داود‪ :‬في ‪77‬ه تص ‪77‬حيف‪ ،‬ويُس ‪7َّ 7‬مى أص ‪77‬ح‬
‫ويدمى غلط‪ /‬وهذه الرواية معلولة ففي سندها مدلس]‪.‬‬ ‫املنسوخة يف اإلسالم‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث مسرة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ك‪77‬ل غالم م‪77‬رهتن بعقيقت‪77‬ه‪ ،‬تُ‪77‬ذبح عن‪77‬ه ي‪77‬وم س‪77‬ابعه‪ ،‬ومُي اط‬
‫عن ‪77‬ه األذى) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪/‬ن‪ /‬دا‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬من‪ /‬وص ‪77‬ححه غ ‪77‬ري واح ‪77‬د]‪ ،‬فالس ‪77‬نة إماط ‪77‬ة األذى‬
‫عن املولود وليس وضع األذى عليه‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬يُكره ْأن يلطَّخ رأس املولود بدم العقيقة)‪ ،‬فهذا عمل ثبت نسخه‪ ،‬ولفظ‪( :‬يدمى) يف حديث مسرة ‪( ‬مل) يصح‪َّ ،‬‬
‫وألن الدَّم جنس‬
‫الراجح‬
‫ننجس املولود به‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬القول باالستحباب بأنَّه شاذ‬
‫فال ِّ‬
‫من لطخ رأس املولود بدم العقيقة فقد فعل‪ 7‬فعاًل من أفعال اجلاهلية اليت (ال) يقرها من لطخ رأس املولود بدم العقيقة فقد أتى بأمر رغب‬
‫فيه الشارع الكرمي‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫اإلسالم‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/860‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/48‬والفواكه الدواين (‪ ،)2/875‬والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/116‬واجملموع شرح املهذب (‬
‫‪ ،)8/448‬واملغين (‪ ،)13/398‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)3/274‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

www.alukah.net 721
‫حكم حلق رأس المولود يوم السابع والصدقة بوزن شعره ِفضَّة‬ ‫المسألة (‪)8‬‬
‫اتفقوا على استحباب ذبح العقيقة اليوم السابع من الوالدة (على خالف بينهم هل حيسب يوم الوالدة أو ال حيسب)‪ ،‬واختلفوا هل يستحب حلق‬ ‫تحرير محل‬
‫رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزنه فِضة؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫يستحب حالق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن شعره فضة (ال) يستحب حالق رأس املولود يوم سابعه وال التصدق بوزن شعره فضة‬ ‫األقوال‬
‫مالك (قول)‬ ‫مالك (قول ابن حبيب)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫‪721‬‬
‫االختالف يف صحة األثر الوارد يف حلق رأس املولود والصدقة بوزن شعره فضة (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*أث‪77‬ر فاطم‪77‬ة ~ بنت رس‪77‬ول اهلل ‪( :‬أهَّن ا حلقت ش‪77‬عر احلس‪77‬ن واحلس‪77‬ني ‪ ‬األصل يف األمور املستحبة َّ‬
‫أن يثبت فيها الدليل‪ ،‬وال دليل على االستحباب‪،‬‬
‫وزينب وأم كلث ‪77‬وم‪ ،‬وتص ‪77‬دَّقت بزن ‪77‬ة ذل ‪77‬ك فِضة) [ط ‪77‬أ‪ /‬حم‪ /‬ق ‪77‬ال الغم ‪77‬اري‪ :‬ومل يثبت احلديث يف حلق شعر املولود‪.‬‬
‫منقطع وموقوف]‪.‬‬
‫(إن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬أم ‪77‬ر فاطم ‪77‬ة‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬زين ش ‪77‬عر‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث علي ‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫احلس‪77‬ني وتص‪77‬دقي بوزن‪77‬ه فض‪77‬ة‪ ،‬وأعطي القابل‪77‬ة ِرج‪77‬ل العقيقة)‪ ،‬ويف رواي‪77‬ة‪:‬‬
‫(فوزنت‪77 7‬ه‪ ،‬فك‪77 7‬ان وزن‪77 7‬ه درمهً‪77 7‬ا) [ت‪/‬كم‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬ق ‪77 7‬ال الرتم‪77 7‬ذي‪ :‬إس ‪77 7‬ناده ليس‬
‫مبتصل]‪.‬‬

‫القول األول‪( :‬يستحب حلق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن الشعر فضة)‪ ،‬فهذا من فضائل األعمال‪ ،‬ويكفي يف العمل هبا احلديث ولو كان فيه‬ ‫الراجح‬
‫ضعف‬
‫ٌ‬
‫من حلق رأس املولود يوم سابعه وتصدق بوزن الشعر فضة فقد وافق السنة من حلق رأس املولود يوم سابعه وتصدق بوزن الشعر فضة فقد خالف السنة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/860‬وحاشية العدوي (‪ ،)1/747‬والبيان والتحصيل (‪ ،)3/385‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)8/432‬ومغين احملتاج (‪ ،)6/142‬واملغين (‬
‫‪ ،)13/397‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪ ،)3/29‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/285‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫كت ــاب األطعمـة‬
‫واألشـربـة‬ ‫‪720‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫كتاب األطعمة واألشربة‬

‫ويشتمل على مجلتني‬


‫الجملة األولى‪ :‬المحر َّمات في حال االختيار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجملة‪ :‬الثانية‪ :‬المحر َّمات في حالة االضطرار‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إمجاعا يف كتاب األطعمة واألشربة‬
‫‪720‬‬
‫اتفق العلماء على حترمي ميتة الرب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن حكمها حكم امليتة‪.‬‬ ‫أن اخلمسة اليت ذكرها اهلل تعاىل يف سورة املائدة آية (‪َّ )3‬‬ ‫(ال) خالف َّ‬ ‫‪-2‬‬
‫أن احملرم من اخلنزير؛ شحمه وحلمه وجلده‪.‬‬ ‫أن احملرمات لعينها اثنني؛ اخلنزير والدم‪ ،‬واتفقوا على َّ‬ ‫اتفق املسلمون َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫اتفقوا على حترمي الدم املسفوح من احليوان َّ‬
‫املذكى‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫حل احليوان البحري إذا مل يكن امسه مواف ًقا السم احليوان الربي احملرم؛ كخنزير وكلب املاء‪.‬‬ ‫أمجع العلماء على ِّ‬ ‫‪-5‬‬
‫اتفقوا على حترمي اخلمر قليلها وكثريها‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أمجعوا على حترمي شرب النَّبيذ بالقدر الذي يسكر منه‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫أن االنتباذ حالل مامل حتدث فيه الشِّدة املط ِربة اخلمرية‪.‬‬ ‫اتفقوا على َّ‬ ‫‪-8‬‬
‫أمجعوا على جواز االنتباذ يف األسقية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫أن اخلمر إذا ختللت من ذاهتا جاز أكلها‪.‬‬ ‫أمجعوا على َّ‬ ‫‪-10‬‬
‫التغذي باحملرمات حال االضطرار‪ ،‬إذا مل جيد شيًئا حالاًل َّ‬
‫يتغذى به‪.‬‬ ‫(ال) خالف على جواز ِّ‬ ‫‪-11‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫كتاب األطعمة واألشربة‬
‫(املسائل املختلف فيها)‬

‫عنوان المسألة‬ ‫الرقم التسلسلي‬


‫حكم ميتة البحر‬ ‫‪1‬‬
‫حكم أكل الجاللة‬ ‫‪2‬‬
‫إذا خالطت النجاسة المطعوم الحالل‬ ‫‪3‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم الدم غير المسفوح‬ ‫‪4‬‬
‫حكم دم الحوت (السمك)‬ ‫‪5‬‬
‫السباع من ذوات األربع‬
‫حكم ِّ‬ ‫‪6‬‬
‫جنس (نوع) السباع المحرمة‬ ‫‪7‬‬
‫حكم السباع من الطيور‬ ‫‪8‬‬
‫الح ُمرـ اإلنسية‬
‫حكم أكل لحوم ُ‬ ‫‪9‬‬
‫حكم أكل لحوم البغال‬ ‫‪10‬‬
‫حكم أكل لحوم الخيل‬ ‫‪11‬‬
‫حكم أكل لحم الحيوان المأمور بقتله‬ ‫‪12‬‬
‫حكم أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫‪13‬‬
‫حكم أكل الحيوان المنهي عن قتله‬ ‫‪14‬‬
‫حكم أكل خنزير الماء وكلبـ البحر ونحوها‬ ‫‪15‬‬
‫حكم شرب القليل من األنبذة‬ ‫‪16‬‬
‫حكم االنتباذ في غير األسقية‬ ‫‪17‬‬
‫انتباذ الخليطين‬ ‫‪18‬‬
‫خل‬
‫حكم الخمرـ إذا تحولت إلى ِّ‬ ‫‪19‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫التداوي بالنجاسات والمحرمات‬ ‫‪20‬‬
‫هل يجوز للمضطر األكل من الميتة حتى الشبع؟‬ ‫‪21‬‬
‫هل يأكل المضطر من الميتة إ ْن كان في سفر معصية؟‬ ‫‪22‬‬

‫‪720‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم ميتة البحر‬ ‫المسألة (‪)1‬‬
‫سبق يف كتاب الطهارة املسألة رقم (‪ ) 100‬الكالم عن هذه املسألة‪ ،‬وقد اتفق العلماء على حترمي ميتة الرب‪ ،‬واختلفوا يف ميتة البحر‪ ،‬هل هي‬ ‫تحرير محل‬
‫حالل؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫ما طفا من السمك‪ 7‬حرام‪ ،‬وما جزر‬ ‫ميتة البحر حرام‬
‫عنه البحر حالل‬ ‫بإطالق‬ ‫ميتة البحر حالل بإطالق‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫اجلمهور‬
‫أبو حنيفة‬ ‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬ ‫‪721‬‬
‫ظاهر تعارض اآلثار يف هذا الباب‪ ،‬وظاهر معارضة عموم الكتاب لبعضها معارضة كليَّة‪ ،‬وموافقته لبعضها موافقة جزئية‪ ،‬ومعارضة بعضها لبعض‬
‫معارضة جزئية‬ ‫سبب الخالف‬

‫*عم‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪* :‬ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬م ‪77‬ا ألقى‬ ‫‪7‬ديدا‪ ،‬ف‪77‬ألقى‬
‫جوع‪77‬ا ش‪ً 7‬‬
‫*ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬غزون‪7‬ا وأمرين‪77‬ا أب‪77‬و عبي‪77‬دة‪ ،‬فجعن‪77‬ا ً‬
‫ﮋﭑ ﭒ البحر أو جزر عنه فكلوه‪ ،‬وما مات فيه‬ ‫البح‪77‬ر حوتً‪77‬ا مل ن‪77‬ر مثله‪ ،‬يق‪77‬ال ل‪77‬ه العن‪77‬رب‪ ،‬فأكلن‪77‬ا نص‪77‬ف ش‪77‬هر‪ ،‬فلم‪77‬ا ق‪77‬دمنا املدين‪77‬ة‬
‫ﭓﮊ املائ ‪77 7‬دة‪ ،]3:‬وطف ‪77‬ا فال ت ‪77‬أكلوه) [د‪ /‬ج ‪77‬ه‪ /‬ق ‪77‬ط‪ /‬ه ‪77‬ق‪/‬‬ ‫ذكرن ‪77‬ا ذل ‪77‬ك للن ‪77‬يب ‪ ،‬فق ‪77‬ال‪ :‬كل ‪77‬وا‪ ،‬رزق أخرج ‪77‬ه اهلل تع ‪77‬اىل لكم‪ ،‬وأك ‪77‬ل من ‪77‬ه)‬
‫وه‪77 7 7‬و ض‪77 7 7‬عيف وأط‪77 7 7‬ال الغم‪77 7 7‬اري الكالم‬ ‫[متفق]‪.‬‬
‫ي‪77‬رجح عم‪7‬وم الكت‪7‬اب‬ ‫األدلة‬
‫عن‪77‬ه]‪ ،‬ي‪77‬رجح ه‪77‬ذا احلديث على ح‪77‬ديث‬ ‫*ح‪7‬ديث أيب هري‪7‬رة ‪ ،‬ق‪7‬ال ‪ ‬عن البح‪7‬ر‪( :‬ه‪7‬و الطَّه‪7‬ور م‪7‬اؤه احلل ميتته) [ت‪/‬‬
‫احملرم لعم‪77 7 7 7‬وم امليت‪77 7 7 7‬ة‪،‬‬
‫أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬لش ‪77‬هادة عم ‪77‬وم الكت ‪77‬اب‬ ‫يرجح هذا احلديث على غريه‪.‬‬ ‫ن‪ /‬جه‪ /‬د‪ /‬وصححه غري واحدي] َّ‬
‫ومنها ميتة السمك‪.‬‬
‫له‪.‬‬ ‫‪ ‬ح ‪77 7‬ديث‪ُ( :‬أحلت لن ‪77 7‬ا ميتت ‪77 7‬ان‪ ،‬الس ‪77 7‬مك‪ 7‬واجلراد) [ج‪77 7 7 7‬ه‪ /‬حم‪ /‬ط‪77 7 7 7‬أ‪ /‬وص‪77 7 7 7‬ححه‬
‫األلباين]‪.‬‬
‫إن النووي‪-‬رمحه اهلل‪ -‬نقل ضعفه عن مجع‬ ‫القول األول‪( :‬ميتة البحر حالل مطلًقا)‪ ،‬وأدلة القول نص يف حمل اخلالف‪ ،‬ودليل القول الثالث ضعيف حىت َّ‬
‫تسم من قال به فهو قول يف حكم اجملهول‪ ،‬ومل يذكره ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬ملا‬
‫جدا حىت إن كتب الفقه مل َّ‬ ‫الراجح‬
‫من احملدثني‪ ،‬أما القول الثاين فهو ضعيف ً‬
‫تكلم عن املسألة يف كتاب الطهارة‬
‫(ال) جيوز أكل السمك امليت الطايف الذي‬
‫مات حتف أنفه وجيوز أكل ما جزر عنه‬ ‫(ال) جيوز أكل ميتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫البحر‬ ‫تؤكل ميتة البحر سواء طفا أو جزر عنه البحر ما مل يفسد‬
‫البحر وألقاه‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/861‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/35‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/609‬وجامع األمهات (ص‪ ،)224 :‬والثمر الداين (ص‪ ،)666 :‬واجملموع شرح‬ ‫مراجع المسألة‬
‫املهذب (‪ ،)1/84‬والعدة شرح العمدة (ص‪)489 :‬ن وأحكام األطعمة‪ 7‬يف الشريعة اإلسالمية‪( 7‬ص‪ ،)293‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/292‬‬

‫‪720‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم أكل الجاَّل لة‬ ‫المسألة (‪)2‬‬
‫اتفقوا على حترمي أكل ما ورد يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫تحرير محل‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﮊ [املائدة‪ ،]٣:‬واختلفوا يف حكم اجلاَّل لة؛ وهو‪ :‬احليوان الذي يتغذى على النجاسة؛ كالطري الذي يأكل اجلِيف‪ .‬وقد‬
‫الخالف‬
‫أن اجلاَّل لة إذا ُحبست وُأطعم الطاهر فهو حالل‪ ،‬على خالف بينهم يف مدة احلبس هلا‪ ،‬واخلالف يف حكم أكل اجلاَّل لة على قولني‬
‫اتفقوا َّ‬
‫حيرم أكل اجلاللة‬ ‫(ال) حيرم أكل اجلاللة‬ ‫‪721‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي (رواية)‪ /‬أمحد (املذهب)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد (رواية)‬
‫ظاهر معارضة القياس لألثر‬ ‫سبب الخالف‬
‫*القي‪77 7‬اس‪ ،‬وه‪77 7‬و م‪77 7‬ا ي‪77 7‬رد ج‪77 7‬وف احلي‪77 7‬وان ينقلب إىل حلم ذل‪77 7‬ك احلي‪77 7‬وان *ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬هنى رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن حلوم اجلالل ‪77‬ة‬
‫وس‪77 7‬ائر أجزائ‪77 7‬ه‪ ،‬ف‪77 7‬إذا قلن‪77 7‬ا َّ‬
‫أن حلم احلي‪77 7‬وان حالل‪ ،‬وجب أ ْن يك‪77 7‬ون ملا وألباهنا) [د‪/‬حم‪ /‬ج‪77 7‬ه‪ /‬ت‪ /‬ه‪77 7‬ق‪ /‬ق‪77 7‬ال الرتم‪77 7‬ذي حس‪77 7‬ن غ‪77 7‬ريب‪ /‬وق‪77 7‬ال‬
‫ينقلب‪ 7‬من ذلك حكم ما ينقلب إليه‪ ،‬وهو اللحم‪ ،‬كما لو انقلب ترابًا‪ ،‬الغم ‪77‬اري يف س ‪77‬نده خالف ال يض ‪77‬ر‪ ،‬ويف رواي ‪77‬ة‪( :‬هنى عن ركوهبا وأك ‪77‬ل‬ ‫األدلة‬
‫حلومها)]‪.‬‬ ‫حلما‪.‬‬
‫أو كانقالب الدم ً‬
‫القول األول‪( :‬يكره أكل اجلاللة) وحيمل حديث ابن عمر ‪ ƒ‬يف النهي عن أكل اجلاللة على الكراهة‪ ،‬وذلك َّ‬
‫ألن احليوان (ال) ينجس بأكل‬
‫جنسا ظاهره‪َّ ،‬‬
‫وألن احلكم على اللحم مبناه‬ ‫النجاسة‪ ،‬كما َّ‬
‫إن شارب اخلمر (ال) حيكم بتنجس أعضائه‪ ،‬والكافر بأكل اخلنزير واحملرمات وال يكون ً‬
‫الراجح‬
‫سبب طارئ على اللحم وليس ذات اللحم ذاته‬
‫عند أيب حنيفة تكره اجلاللة إذا كانت ال تأكل إال العذرة وعند مالك‬
‫حيرم أكل اجلاللة؛ حلومها ولبنها‪ ،‬وهي جنسة‬ ‫حالل أكلها بال كراهة‪ ،‬وعند الشافعي‪ 7‬يكره إذا تغري حلم اجلاللة‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/863‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/255‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/39‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/542‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/372‬واجملموع‬
‫شرح املهذب (‪ ،)9/28‬واحلاوي الكبري (‪ ،)5/385‬واملغين (‪ ،)13/328‬واإلنصاف (‪ ،)10/356‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪ ،)264‬واهلداية‬ ‫مراجع المسألة‬
‫يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/294‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫إذا خالطت النجاسة المطعوم الحالل‬ ‫المسألة (‪)3‬‬
‫كالد بس والعجني والبطيخ‪ ،‬أو شراب (سائل) كالسمن والزيت واخلل والعصري وحنوها‪ ،‬وقد سبق يف كتاب الطهارة‬ ‫املطعوم إما جامد (طعام) ِّ‬
‫املسألة رقم (‪ ) 33‬يف املاء إذا وقعت فيه جناسة‪ ،‬وهنا الكالم عن سائر املطعومات واملشروبات ‪-‬غري املاء‪ -‬وقد اتفقوا أنَّه إذا وقعت جناسة يف السمن‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫السائل أنَّه جنس‪ ،‬واختلفوا يف حكم النجاسة اليت ختالط بقية املطعومات‪ ،‬واخلالف على (مذهبني) قولني‬
‫إذا وقعت النجاسة يف املطعومات حرمت إذا تغريت‬ ‫إذا وقعت النجاسة يف املطعومات حرمت مبجرد املخالطة وإ ْن (مل) يتغري للطعام لون وال رائحة وال طعم‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك (رواية)‪ /‬أهل الظاهر‬ ‫اجلمهور‬
‫‪720‬‬

‫(أن رسول اهلل ‪ُ ‬سئل عن الفأرة تقع يف السمن ‪ )...‬احلديث‬ ‫اختالفهم يف مفهوم حديث‪َّ :‬‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪‬وميمون ‪77‬ة ~‪( :‬أنَّه ُس‪7 7‬ئل ‪ ‬عن الف ‪77‬أرة تق ‪77‬ع يف الس ‪77‬من فق ‪77‬ال‪( :‬إ ْن ك ‪77‬ان *ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬وميمون ‪77‬ة ~‪ :‬أنَّه س ‪77‬ئل ‪ ‬عن‬
‫جام ً‪7‬دا فاطرحوه‪7‬ا وم‪7‬ا حوهلا‪ ،‬وكل‪7‬وا الب‪77‬اقي‪ ،‬وإ ْن ك‪7‬ان ذائبً‪7‬ا ف‪7‬أريقوه‪ ،‬أو ال تقرب‪77‬وه) [د‪ /‬ت‪ /‬وأص‪77‬له الفأرة تقع يف الس‪7‬من‪ ،...‬ه‪7‬ذا من ب‪7‬اب اخلاص ال‪7‬ذي أري‪7‬د‬
‫عن‪77‬د البخ‪77‬اري بلف‪77‬ظ‪( :‬خ‪77‬ذوها وم‪77‬ا حوهلا وكل‪77‬وا مسنكم)‪ ،‬ورواي‪77‬ة‪( :‬ألق‪77‬وه وم‪77‬ا حوهلا وكل‪77‬وه)]‪ ،‬ه‪77‬ذا من ب‪77 7‬ه اخلاص‪ ،‬فيم‪77 7‬رر احلديث على ظ‪77 7‬اهره‪ ،‬وس‪77 7‬ائر األش‪77 7‬ياء‬ ‫األدلة‬
‫يعترب فيها تغريها بالنجاسة أو عدم تغريها هبا‪.‬‬ ‫ينجس احلالل‪.‬‬‫أن نفس خمالطة النجس ِّ‬ ‫باب اخلاص الذي ُأريد به العام‪ ،‬فاملفهوم منه َّ‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن غري املاء ليس طهور فال يدفع النجاسة عن نفسه‪ ،‬فينجس مبجرد املالقاة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬إذا وقعت النجاسة يف املطعومات حرمت مبجرد املالمسة)‪ ،‬هذا هو ظاهر احلديث‪ ،‬وقد وصف ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬هذا القول بأنَّه املشهور‪،‬‬
‫الراجح‬
‫وقال عن قول اجلمهور‪( :‬كأهنم اقتصروا من بعض احلديث على ظاهره‪ ،‬ومن بعضه على القياس عليه‪ ،‬وأقرته الظاهرية على ظاهره)‬
‫عند الظاهرية‪ :‬إذا وقع فأر يف السمن خاصة فهو حرام‬
‫سواء مات فيه الفأر أو مل ميت وحيرم إمساكه وجيب أ ْن‬ ‫كثريا تنجس وال جيوز استعماله يف الطعام وال يؤكل‪،‬‬
‫لو وقعت النجاسة يف أي سائل ولو كان ً‬
‫باملتنجس عندهم بوجوه أخرى غري األكل؛‬
‫ِّ‬ ‫وإذا وقعت يف جامد أزيل وما حوله‪ ،‬ويف االنتفاع‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫يهراق إ ْن كان سائاًل ‪ ،‬وما عدا السمن لو وقعت فيه‬
‫كإنارة املصابيح وغريه خالف‬
‫الفأرة وماتت فهو حالل يؤكل مامل يتغري لونه أو طعمه‬
‫‪ ،)2/9‬واملغين (‪،)13/347‬‬ ‫رحيه‬ ‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/863‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)12/201‬والبيان والتحصيل (‪ ،)1/37‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/35‬وأسىن أو‬
‫املطالب (‬
‫وشرح الزركشي (‪ ،)6/699‬واحمللى‪)8/150( 7‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم الدم غير المسفوح‬ ‫المسألة (‬
‫أشار املؤلف ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬إىل هذه املسألة يف كتاب الطهارة املسألة رقم (‪ )105‬بعنوان‪ :‬هل يعفى عن الدم القليل‪ .‬وقد اتفقوا على حترمي الدم‬ ‫‪)4‬‬
‫املذك ى عند التذكية‪ ،‬من حيوان حالل األكل‪ ،‬كالبقرة والغنم‪ ،‬وأما أكل أو شرب الدم‬ ‫املسفوح (الذي يسيل)‪ ،‬وهو الذي سال من احليوان َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫السائل من احليوان احلي فهو حرام قليله وكثريه‪ ،‬ومثله الدم من احليوان احملرم األكل ولو ذُ ِّكي‪ ،‬فقليله وكثريه حرام‪ ،‬واختلفوا يف حكم الدم‬ ‫الخالف‬
‫القليل‪- 7‬غري املسفوح‪ 7-‬الذي يبقى يف عروق احليوان‪ ،‬وما يتلطخ به اللحم من الدم وهي احلمرة اليت تعلو القدر عند طبخ اللحم‪ ،‬واخلالف فيه‬
‫على قولني‬
‫‪721‬‬
‫(ال) حيرم الدم غري املسفوح‬ ‫الدم غري املسفوح حرام‬ ‫األقوال‬
‫مجهور العلماء‬ ‫الشافعي (قول)‪ /‬احلسن البصري‪ /‬سليمان التيمي‬ ‫ونسبتها‬
‫سبب‬
‫ظاهر معارضة االطالق يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﮊ‪ ،‬للمقيد من قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮨ ﮩ ﮪﮊ‬ ‫الخالف‬

‫*قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ‪[ &،‬املائ‪77‬دة‪* ،]4:‬قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬


‫حكم‪7‬ا زائ‪7ً 7‬دا ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮊ [األنع‪77‬ام‪ ،]١٤٥:‬ه‪77‬ذا يقتض‪77‬ي حبس‪77‬ب دلي‪77‬ل‬
‫ه‪77‬ذا يقتض‪77‬ي حترمي ال‪77‬دم املس‪77‬فوح وغ‪77‬ريه‪ ،‬ف‪77‬اطالق اآلي‪77‬ة يقتض‪77‬ي ً‪7‬‬
‫ألن معارض‪7‬ة املقي‪7‬د للمطل‪7‬ق‪ 7‬إمنا ه‪7‬و من ب‪7‬اب دلي‪7‬ل اخلطاب حترمي الدم املسفوح فقط‪ُّ ،‬‬
‫فريد املطلق من آي‪77‬ة املائ‪77‬دة‪( :‬وال‪77‬دم)‪ ،‬إىل‬ ‫على املقيد يف آية األنع‪7‬ام‪َّ ،‬‬ ‫األدلة‬
‫‪7‬فوحا)‪ ،‬فيش ‪77‬رتط يف حترمي ال ‪77‬دم أ ْن يك ‪77‬ون‬ ‫اخلط‪7‬اب‪ ،‬واملطل‪7‬ق ع‪7‬ام‪ ،‬والع‪7‬ام أق‪7‬وى من دلي‪7‬ل اخلط‪7‬اب‪ ،‬فيقض‪7‬ى ب‪7‬املطلق‪ 7‬من‬
‫املقي ‪77‬د من ه ‪77‬ذه اآلي ‪77‬ة (أو دم ‪77‬ا مس ‪ً 7‬‬
‫مسفوحا‪.‬‬ ‫آية املائدة على املقيد من آية األنعام‪ ،‬فيحرم قليل الدم وكثريه‪.‬‬
‫ً‬
‫القول الثاين‪( :‬الدم غري املسفوح ال حيرم)‪ ،‬وحُي مل املطلق على املقَّيد‪ ،‬قال عكرمة ‪ :‬لوال آية األنعام ال تبع املسلمون الدم يف عروق اللحم كما يفعل‬ ‫الراجح‬
‫اليهود‬
‫الدم الذي يبقى يف عروق اللحم ويعلو القدر عند طبخه (ال) جيوز أكله الدم الذي يبقى يف عروق اللحم ويعلو القدر عند طبخه هذا معفو عنه وال‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫حرج لو أكل مع اللحم‬ ‫وجيب إزالته‬
‫بداية اجملتهد ( ‪ ،)865 ،1/153‬واملبسوط للسرخسي ( ‪ ،)1/51‬والعناية شرح اهلداية ( ‪ ،)1/85‬والبيان والتحصيل ( ‪ ،)1/116‬والذخرية للقرايف ( ‪ ،)1/185‬واجملموع شرح املهذب (‬ ‫مراجع‬
‫‪ ،)2/558‬ومغين احملتاج ( ‪ ،)1/232‬واملغين البن قدامة ( ‪ ،)2/61‬وشرح الزركشي ( ‪ ،)6/666‬والدماء يف اإلسالم للشيخ عطية سامل (ص‪)47‬‬ ‫المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

www.alukah.net 721
‫حكم دم الحوت (السمك)‬ ‫المسألة (‪)5‬‬
‫سبق الكالم عن هذه املسألة يف كتاب الطهارة املسألة رقم (‪ ،) 104‬وقد اتفق املسلمون على جناسة الدم لعينه‪ ،‬واتفقوا على حترمي الدم املسفوح‬ ‫تحرير محل‬
‫من احليوان املذكي‪ ،‬واختلفوا يف دم احلوت (السمك) هل هو طاهر أم جنس؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫دم السمك‪ 7‬جنس‬
‫دم السمك‪ 7‬طاهر‬
‫مالك (رواية)‪ /‬الشافعي (األصح)‪ /‬أمحد‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (املشهور)‪ /‬الشافعي‪( 7‬وجه)‪ /‬أمحد (الصحيح)‬ ‫(رواية)‬
‫‪721‬‬

‫ظاهر معارضة العموم للقياس‬ ‫سبب الخالف‬


‫*عم‪77 7‬وم قول‪77 7‬ه تع‪77 7‬اىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ *حديث ابن عم‪7‬ر ‪ ƒ‬من قول‪7‬ه ‪ُ( :‬أحلَّت لن‪7‬ا ميتت‪7‬ان ودم‪7‬ان‪ ،‬فأم‪7‬ا امليتت‪7‬ان ف‪7‬احلوت واجلراد‪،‬‬
‫ﭔ ﭕ ﭖﮊ [املائدة‪ 7،]4:‬قول‪7‬ه‪( :‬ال‪7‬دم) وأم‪77‬ا ال‪77‬دمان فالكب‪77‬د والطح‪77‬ال) [ه‪77‬ق‪ /‬ج‪77‬ه‪ /‬ق‪77‬ط‪ /‬حم‪ /‬وص‪77‬ححه األلب‪77‬اين]‪ ،‬القي‪77‬اس يقتض‪77‬ي َّ‬
‫أن م‪77‬ا‬
‫ح‪7َّ 7‬ل ميتت‪77‬ه ح‪7َّ 7‬ل دم‪77‬ه‪ ،‬وم‪77‬ا ح‪77‬رمت ميتت‪77‬ه ح‪77‬رم دم‪77‬ه‪ ،‬واحلوت (الس‪77‬مك) مما ح‪7َّ 7‬ل ميتت‪77‬ه فال حيرم‬
‫ع‪77‬ام مل يف‪77‬رق في‪77‬ه بني دم ودم آخ‪77‬ر‪ ،‬وال ي‪77‬دخل‬
‫دمه وهو طاهر‪ ،‬وبالتايل هذا احلديث خمصص لعموم اآلية‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫فيه ماال دم سائل له فليس هو مبيتة أصاًل ‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث أيب هري‪77‬رة ‪ ‬ق‪77‬ال ‪ ‬عن البح‪77‬ر‪( :‬ه‪77‬و الطه‪77‬ور م‪77‬اؤه احلل ميتته) [ت‪ /‬ن‪/‬ج‪77‬ه‪ /‬د‪/‬‬
‫وص‪77‬ححه غ‪77‬ري واح‪77‬د]‪ ،‬ول‪77‬و ك‪77‬ان دم الس‪77‬مك جن ًس ‪7‬ا ملا ح‪7َّ 7‬ل أك‪77‬ل الس‪77‬مك ميتً‪77‬ا إال بال‪77‬ذكاة‪ ،‬وال‬
‫ذكاة له‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬دم السمك طاهر)‪ ،‬وأحاديث القول نص يف حمل اخلالف‪ ،‬وألنَّه تؤكل ميتة البحر بال ذكاة‪ ،‬فدل َّ‬
‫أن دمها غري جنس‬ ‫الراجح‬

‫(ال) جيوز أكل السمك بدمه‪ ،‬ولو أصاب دم‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫جيوز أكل السمك بدمه‪ ،‬ولو أصاب دم السمك الثوب أو املكان جازت الصالة فيه‬
‫يصل فيه‬
‫السمك‪ 7‬الثوب أو املكان مل َّ‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)865 ،1/153‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)1/87‬وبدائع الصنائع (‪ ،)1/61‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/128‬وشرح التلقني (‪ ،)1/259‬والبيان يف‬
‫مذهب اإلمام الشافعي (‪ ،)1/421‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)2/556‬واملغين (‪ ،)2/485‬واإلنصاف (‪ ،)1/327‬والدماء يف اإلسالم‪ 7‬للشيخ عطية سامل (ص‪)50‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
720

www.alukah.net 721
‫السباع من ذوات األربع‬
‫حكم ِّ‬ ‫المسألة (‪)6‬‬
‫السباع هي‪ :‬ذوات األنياب‪ ،‬وهي اليت تضرب بأنياهبا الشيء وتفرس؛ كاألسد والفهد والنمر والذئب والدب وغريها‪ .‬وقد اختلفوا يف‬ ‫تحرير محل‬
‫جواز أكل السباع وحنوها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫حيرم أكل السباع‬ ‫يكره أكل السباع‬


‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (اختاره يف املوطأ)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫مالك (رواية ابن القاسم وعليه مجهور املالكية)‬ ‫‪721‬‬
‫ظاهر معارضة الكتاب لآلثار‬ ‫سبب الخالف‬
‫*قول‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ *حديث أيب ثعلب‪7‬ة اخلش‪7‬ين ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬هنى رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬عن أك‪7‬ل ك‪7‬ل ذي ن‪7‬اب من‬
‫أن السباع حمرمة‪.‬‬‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ السباع) [متفق]‪ ،‬ظاهر احلديث َّ‬
‫*ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪َّ :‬‬
‫(أن رس ‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق ‪77‬ال‪ :‬أك ‪77‬ل ك ‪7ِّ 7‬ل ذي ن ‪77‬اب من الس ‪77‬باع‬ ‫األدلة‬
‫ﮮ ﮯﮊ [األنع ‪77 7‬ام‪ ،]١٤٥:‬فيجم‪77 7 7‬ع بني ه‪77 7 7‬ذه اآلي‪77 7 7‬ة‬
‫ح‪77‬رام) [خ‪ /‬م]‪ ،‬ه‪77‬ذا احلديث وال‪77‬ذي قبل‪77‬ه يتض‪77‬من زي‪77‬ادة على م‪77‬ا يف آي‪77‬ة األنع‪77‬ام وه‪77‬و‬
‫وحديث أيب ثعلبة اخلشين ‪ ،‬فيحمل احلديث على الكراهة ‪ .‬التحرمي‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬حيرم صيد السباع وأكلها)‪ ،‬واحلديث نص يف حمل اخلالف وهو موضح جململ اآلية‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬ال ميكن اجلمع بني حديث أيب‬
‫الراجح‬
‫أن الزيادة نسخ‪َّ ،‬‬
‫وأن القرآن يُنسخ بالسنة املتواترة‬ ‫هريرة ‪ ‬واآلية فيحمل احلديث على الكراهة‪ ،‬إال ْأن يُعتقد أنَّه ناسخ لآلية عند من يرى َّ‬
‫حلوم السباع حمرمة‪ ،‬وال تؤكل وهي يف حكم امليتة يف التحرمي ويأمث من أكلها‬ ‫حلوم السباع تؤكل وال إمث على من أكلها واألوىل جتنبها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/866‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)4/90‬وحتفة الفقهاء (‪ ،)3/65‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/372‬والذخرية للقرايف (‪ ،)4/99‬واألم للشافعي (‬
‫‪ ،)2/272‬وفتح العزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/126‬واملغين البن قدامة (‪ ،)13/319‬وشرح الزركشي (‪)4/272‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫جنس (نوع) السباع المحرمة‬ ‫المسألة (‪7‬‬
‫أن‪ :‬األسد والفهد والذئب والنمر‪ ،‬أهنا من جنس السباع‬‫ذهب األئمة األربعة ‪-‬عدا رواية عند املالكية‪ ،‬كما يف املسألة السابقة‪ -‬إىل حترمي حلوم السباع من ذوات األربع‪ ،‬وقد اتفقوا على َّ‬ ‫)‬
‫احملرمة‪ ،‬إال أهنم اختلفوا ما املراد بالسباع؟‪ ،‬وانبىن على هذا اخلالف‪ ،‬اخلالف يف حكم أنواع كثرية من احليوانات؛ كالضبع والثعلب‪ ،‬والفيل والريبوع والسنور وابن آوى وغريها‪ ،‬بناء على‬ ‫تحرير محل‬
‫اختالفهم يف املراد جبنس السباع‪ ،‬واختالفهم يف أسباب حترمي احليوانات األخرى‪ ،‬كاألمر بقتل بعض احليوانات‪ ،‬والنهي عن قتل بعضها‪ ،‬واالستخباث يف بعضها وغري ذلك‪ ،‬مع إمجاع‬ ‫الخالف‬
‫أن (القرد) ال يؤكل وال ينتفع به‪ ،‬وانبىن عليه اخلالف هل جيب على احمل ِرم كفارة بصيده أو ال؟‪ ،‬وما الذي يدخل فيه وما الذي ال يدخل فيه‪ ،‬وحاصل اخلالف يف جنس‬ ‫اجلمهور على َّ‬
‫السباع على ثالثة أقوال‬
‫السباع كل حيوان ينهش بأنيابه‬ ‫السباع كل ما عدى على الناس‬ ‫السباع كل ما أكل اللحم‬ ‫األقوال‬ ‫‪720‬‬

‫أمحد‬ ‫الشافعي‪ /‬مالك (رواية)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك (روية)‬ ‫ونسبتها‬


‫سبب‬
‫االختالف يف تأويل قوله ‪( :‬كل ذي ناب من السباع)‬
‫الخالف‬
‫*ح‪77‬ديث عب‪77‬د ال‪77‬رمحن بن عم‪77‬ار ق‪77‬ال‪( :‬س‪77‬ألت ج‪77‬ابر بن عبداهلل عن أك‪77‬ل الض‪77‬بع ‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬أص‪77‬يد هي؟‪* ،‬ح‪77 7‬ديث أيب ثعلب‪77 7‬ة اخلش ‪77 7‬ين ‪( :‬هنى‬ ‫*حديث أيب ثعلبة اخلشين ‪‬‬
‫ق‪77 7‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬مسعت ذل‪77 7‬ك من رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ،‬ق‪77 7‬ال‪ :‬نعم) [حم‪ /‬ت‪ /‬ن‪ /‬ج ‪77 7‬ه‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬ه ‪77 7‬ق‪ /‬ش‪ /‬وص‪77 7‬ححه رس‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬عن ك ‪77 7‬ل ذي ن ‪77 7‬اب من‬ ‫ق‪77‬ال‪( :‬هنى رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن‬
‫البخ‪77‬اري والرتم‪77‬ذي وابن حب‪7‬ان وغ‪77‬ريهم]‪ ،‬فيحم‪77‬ل ح‪77‬ديث‪( :‬هنى عن ك‪77‬ل ذي ن‪7‬اب من الس‪77‬باع) على احلي‪77‬وان ال‪77‬ذي الس‪77 7‬باع)‪ ،‬ظ‪77 7‬اهر احلديث َّ‬
‫أن ال‪77 7‬ذي ل‪77 7‬ه‬ ‫أك ‪77 7 7 7‬ل ك ‪77 7 7 7‬ل ذي ن ‪77 7 7 7‬اب من‬
‫ناب يأكل به فهو سبع‪.‬‬ ‫يعدو على الناس‪ ،‬والذي ال يعدو جيوز أكله‪ ،‬كالضبع‪ ،‬ويقاس عليه كل حيوان (ال) يعدو‪.‬‬ ‫الس ‪77 7 7‬باع) [متف ‪77 7 7 7‬ق]‪ ،‬فيش ‪77 7 7‬مل‬ ‫األدلة‬
‫بعموم‪7‬ه لف‪77‬ظ الس‪7‬باع‪ ،‬ك‪77‬ل م‪77‬ا *حديث خالد بن الوليد ‪( :‬أنَّه دخ‪7‬ل م‪7‬ع رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬على خالت‪7‬ه ميمون‪7‬ة‪ ،‬فوج‪7‬د عن‪7‬دها ض‪7‬بًا حمن‪7‬و ًذا‪ ،‬فقدم‪7‬ه *ح‪7‬ديث عب‪7‬دالرمحن بن عم‪7‬ار‪( :‬س‪7‬ألت‬
‫للن‪77‬يب ‪ ،‬فرف‪77‬ع ي‪77‬ده‪ ،‬وق‪77‬ال‪ :‬مل يكن ب‪77‬أرض ق‪77‬ومي‪ ،‬وأج‪77‬دين أعاف‪77‬ه‪ ،‬ق‪77‬ال خال‪77‬د‪ :‬فأكلت‪77‬ه ورس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ينظ‪77‬ر فلم ج‪77‬ابر عن أك‪77‬ل الض‪77‬بع‪ ،)...‬أج‪77‬از أك‪77‬ل‬ ‫أكل اللحم‪.‬‬
‫الضبع ألنه من الصيد‪.‬‬ ‫ينهى) [م]‪ ،‬فدل أنَّه ليس كل ذي ناب ال يؤكل‪ ،‬لكن العلة يف العدو على الناس‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬السباع كل حيوان ينهش بأنيابه)‪ ،‬وهذا هو ظاهر احلديث‪ ،‬أما علة أكل اللحم وعلة العدو على الناس‪ ،‬فهذا حباجة للدليل‪ ،‬فيبقي الكالم على ظاهر النص وهو أوىل‬ ‫الراجح‬
‫(ال) يؤكل الفيل والضبع‬
‫يؤكل الضبع (استثناءً) للحديث‪،‬‬ ‫والريبوع والسنور والثعلب‬
‫والوبر وال يؤكل ابن عرس والدب‬ ‫ثمرة‬
‫يؤكل الضبع والثعلب والفيل والريبوع وابن عرس والوبر‪ ،‬و وال يؤكل الكلب (لنجاسته) عينًا‬
‫والثعلب‪( 7‬على الصحيح)‪ ،‬والكلب‬ ‫وابن آوى والكلب وحنوها‬ ‫الخالف‬
‫مما يأكل اللحم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/867‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/220‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/39‬والتاج واإلكليل‪ ،)4/356( 7‬والفواكه الدواين (‪ ،)2/289‬واألم للشافعي (‪ ،)2/265‬والعزيز شرح الوجيز‬ ‫مراجع‬
‫(‪ ،)12/127‬واملغين (‪ ،)13/319‬واملمتع يف شرح املقنع (‪)4/359‬‬ ‫المسألة‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم السباع من الطيور‬ ‫المسألة (‪)8‬‬
‫ذهب األئمة األربعة ‪-‬عدا رواية عند املالكية‪ -‬إىل حترمي حلوم السباع من ذوات األربع‪ ،‬واختلفوا يف حكم حلوم السباع من الطيور‪ ،‬وهي اليت‬ ‫تحرير محل‬
‫هلا خملب‪ ،‬هل جيوز أكلها؟؛ كالعقاب‪ 7‬والبازي والصقر والشاهني واحلدأة والبومة وغريها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫جيوز أكل سباع الطيور‬ ‫حيرم أكل سباع الطيور‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫اجلمهور‬
‫‪720‬‬
‫ظاهر معارضة الكتاب لألثر (أشار إليه ابن رشد يف مسألة سابقة)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث ابن عب ‪77‬اس ‪ ƒ‬ق ‪77‬ال‪( :‬هنى رس ‪77‬ول اهلل ‪* ‬عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫عن أكل ك‪7‬ل ذي ن‪7‬اب من الس‪77‬باع‪ ،‬وك‪7‬ل ذي خملب ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ [األنعام‪ ،]١٤٥:‬وليس يف اآلية ما‬ ‫األدلة‬
‫من الطري) [م]‪ ،‬احلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬
‫مينع من أكل سباع الطيور‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل سباع الطيور)‪ ،‬واحلديث نص يف حكم هذه املسألة‪ ،‬وهو يتضمن زيادة حكم على ما يف عموم اآلية‪ .‬وقد وهم املؤلف ‪-‬‬
‫رمحه اهلل‪ -‬على غري عادته يف هذه املسألة يف موضعني‪ ،‬فنسب القول باحلل للجمهور‪ ،‬والصحيح من قوهلم أنَّه حرام‪ ،‬ونفى ْأن يكون حديث ابن‬ ‫الراجح‬

‫عباس ‪ ƒ‬يف الصحيحني‪ ،‬وهو يف صحيح مسلم‬


‫(ال) يأمث من أكل سباع الطيور فهي من املباح‬ ‫يأمث من أكل حلوم سباع الطري‪ ،‬فهي يف حكم امليتة‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/868‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/579‬وفتح القدير البن اهلمام (‪ ،)22/55‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/450‬والتاج واإلكليل (‪،)4/346‬‬
‫والعزيز شرح الوجيز (‪ ،)12/127‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/144‬واملغين (‪ ،)13/322‬وكشاف القناع عن منت اإلقناع (‪)6/190‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫الح ُمر اإلنسية‬
‫حكم أكل لحوم ُ‬ ‫المسألة (‪)9‬‬
‫اتفقوا على جواز أكل حلوم احلمر الوحشية فهي من الصيد‪ ،‬وقد أمر ‪ ‬أبا قتادة وأصحابه ‪ ‬بأكل احلمار الوحشي الذي صاده [متفق]‪ 7،‬واختلفوا يف‬ ‫تحرير محل‬
‫حكم أكل حلوم احلمر اإلنسية‪ ،‬وقد كانت مباحة أول اإلسالم‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يكره أكل حلوم احلمر اإلنسية‬ ‫يباح أكل حلوم احلمر اإلنسية‬ ‫حيرم أكل حلوم احلمر اإلنسية‬ ‫األقوال‬
‫مالك (رواية)‬ ‫ابن عباس ‪ /ƒ‬عائشة ~‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫‪721‬‬
‫ظاهر معارضة اآلية‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‪........‬ﮊ‪ ،‬لألحاديث الثابتة‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث ج ‪77‬ابر ‪ ‬ق ‪77‬ال‪( :‬هنى رس ‪77‬ول اهلل *عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ *جيم‪77‬ع بني اآلي‪77‬ة‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮊ‪ &،‬وح‪77 7‬ديث‬ ‫‪ ‬ي‪7‬وم خي‪7‬رب عن حلوم احلم‪7‬ر األهلية‪ ،‬وأذن ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮊ [األنعام‪.]145 :‬‬
‫يف حلوم اخلي‪7‬ل) [متف‪77‬ق]‪ ،‬ه‪7‬ذا احلديث ناس‪7‬خ‬
‫‪7‬إن الق‪77‬دور لتغلي ‪ -‬ج ‪77‬ابر ‪( :‬هنى رس ‪77‬ول اهلل ‪‬‬ ‫*ح‪77‬ديث ابن أيب أوىف ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬أص‪77‬ابتنا جماع‪77‬ة ي‪77‬وم خي‪77‬رب‪ ،‬ف‪َّ 7‬‬
‫ملا قبل ‪77‬ه من إباح ‪77‬ة احلم ‪77‬ر األهلي ‪77‬ة‪ ،‬واحلديث‬ ‫األدلة‬
‫وبعضها نضجت‪ -‬فجاء منادي الن‪7‬يب ‪ :‬ال ت‪7‬أكلوا حلوم احلم‪7‬ر ش‪7‬يًئا وأهريقوه‪7‬ا‪ ،‬ي‪77 7‬وم خي‪77 7‬رب عن احلم‪77 7‬ر األهلي‪77 7‬ة)‪،‬‬
‫حكم‪7‬ا زائ‪7ً 7‬دا على م‪77‬ا يف عم‪77‬وم اآلي‪77‬ة‪:‬‬
‫حيم‪77‬ل ً‪7‬‬
‫ق‪77 7‬ال ابن أيب أوىف‪ :‬فتح‪77 7‬دثنا أنَّه إمنا هنى عنه‪77 7‬ا ألهَّن ا مل خُت َّمس‪ ،‬وق‪77 7‬ال بعض ‪77‬هم‪ :‬هنى فيحمل احلديث على الكراهة‪.‬‬
‫ﮋﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮊ ‪.‬‬
‫عنه ‪77‬ا البت ‪77‬ة‪ ،‬ألهَّن ا ك ‪77‬انت تأك ‪77‬ل الع ‪77‬ذرة) [متف‪77‬ق]‪ ،‬فق ‪77‬د ك ‪77‬ان أك ‪77‬ل احلم ‪77‬ر معه ‪ً 7‬‬
‫‪7‬ودا‪،‬‬
‫ومنعه هلا ‪ ‬يوم خيرب لعلة‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل حلوم احلمر االنسية)‪ ،‬وهذا مما مت نسخه يف اإلسالم ملا أبيحت أول األمر‪ ،‬وقد جاء يف بعض روايات حديث أيب أوىف ‪َّ ‬‬
‫أن احلمر‪:‬‬
‫الراجح‬
‫(حرمت البتة) دون ذكر تعليل‪ ،‬ويف بعضها‪( :‬حرمت البتة ألهنا تأكل العذرة)‪ ،‬وهذا طبع دائم هلذا احليوان‪ ،‬فال يؤكل‬
‫(ال) يأمث من أكل حلوم احلمر‬
‫(ال) يأمث من أكل حلوم احلمر‬ ‫يأمث من أكل حلوم احلمر‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫واألوىل تركها وال جيب‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/868‬واجلوهرة النرية (‪ ،)2/185‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/589‬والتاج واإلكليل (‪ ،)3/235‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/16‬واألم‬
‫للشافعي (‪ ،)2/275‬واجملموع شرح املهذب (‪ ،)9/6‬واملغين البن قدامة (‪ ،)13/317‬واملبدع شرح املقنع (‪)9/170‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم أكل لحوم البغال‬ ‫المسألة (‬
‫اتفقوا على جواز أكل احلمري الوحشية والبقر الوحشية‪ ،‬واتفقوا على جواز أكل هبيمة األنعام من البقر والغنم واإلبل‪ ،‬واتفقوا على جواز سائر‬ ‫تحرير محل‬
‫الطيور غري ذات املخالب‪ ،‬من احلمام والعصافري وغريها‪ ،‬واختلفوا يف جواز أكل حلوم البغال‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يكره أكل حلوم البغال‬ ‫حيرم أكل حلوم البغال‬ ‫األقوال‬
‫مالك (رواية)‬ ‫اجلمهور‬ ‫ونسبتها‬
‫‪720‬‬
‫معارضة دليل اخلطاب يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ [النحل‪ ،]٨:‬وقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﮊ [غافر‪ ،]٧٩:‬لقوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮊ‬ ‫سبب الخالف‬
‫[األنعام‪]٤٥:‬‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ ‪ ،‬دلت اآلية *عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬


‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮊ‪ ،‬دلت اآلية بعمومها‬ ‫مبفهوم اخلطاب َّ‬
‫أن املباح يف البغال الركوب وليس األكل‪.‬‬
‫*قياس البغال على احلمار‪ ،‬فكما حرم احلمار ح‪7‬رم البغ‪7‬ل‪َّ ،‬‬
‫ألن البغ‪7‬ل على حل حلوم البغال‪.‬‬
‫متولد من احلمار األهلي‪ ،‬واملتولد من الشيء له حكمه يف التحرمي‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫‪ ‬ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬ذحبن‪77‬ا ي‪77‬وم خي‪77‬رب اخلي‪77‬ل والبغ‪77‬ال واحلم‪77‬ري‪،‬‬
‫فنهان‪77‬ا رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن البغ‪77‬ال واحلم‪77‬ري‪ ،‬ومل ينهن‪77‬ا عن اخليل) [خ‪ /‬ﭼﮊ‪ &،‬ومن ال ‪77‬ذي ي ‪77‬ركب اخلي ‪77‬ل والبغ ‪77‬ال واحلم ‪77‬ري‪ ،‬فهي للرك ‪77‬وب‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ولألكل ً‬ ‫م]‪.‬‬

‫زائدا عما يف اآلية‬


‫حكما ً‬ ‫الراجح‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل حلوم البغال)‪ ،‬وحديث جابر ‪ ‬نص يف حمل اخلالف‪ ،‬واحلديث حيمل ً‬
‫(ال) يأمث من أكل حلم البغال‬ ‫يأمث من أكل حلم البغال‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/868‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/37‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)594 /11‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‪ ،)3/30‬وحاشية الصاوي على الشرح الصغري‬
‫(‪ ،)45 /1‬واخلالصة الفقهية على مذهب السادة املالكية (ص‪ ،)285:‬واملهذب (‪ ،)1/449‬والبيان (‪ ،)4/501‬واملغين (‪ ،)9/407‬واإلرشاد إىل سبيل الرشاد (ص‪:‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪)385‬‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم أكل لحوم الخيل‬ ‫رقم المسألة (‪)11‬‬
‫اتفقوا على جواز أكل هبيمة األنعام وغريها من الطيور غري ذات املخلب‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل اخليل‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫يباح أكل حلوم اخليل‬ ‫حيرم أكل حلوم اخليل‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬أبو يوسف وحممد (الصاحبان)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬مالك‬
‫معارضة دليل اخلطاب يف آية النحل (‪ )8‬حلديث جابر ‪ /‬ومعارضة قياس الفرس على البغل واحلمار‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪720‬‬
‫*قول‪77 7 7 7 7 7 7‬ه تع‪77 7 7 7 7 7 7‬اىل‪ :‬ﮋﭡ ﭢ ﭣ *ح‪77‬ديث ج‪77‬ابر ‪ ‬ق‪77‬ال‪( :‬هنى رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ي‪77‬وم خي‪77‬رب عن حلوم احلم‪77‬ر األهلية‪ ،‬وأذن‬
‫ﭤ ﭥﮊ [النح‪77‬ل‪ ،]٨:‬دلت اآلي‪77‬ة مبفه‪77‬وم يف حلوم اخليل) [متفق]‪ ،‬وهذا نص على اجلواز‪.‬‬
‫أن املباح يف اخليل‪ ،‬الركوب واليس األكل‪  .‬ح‪77‬ديث أمساء ~ ق‪77‬الت‪( :‬ذحبن‪77‬ا على عه‪77‬د رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬فر ًس‪7‬ا ‪-‬وحنن باملدين‪77‬ة‪،-‬‬ ‫اخلطاب َّ‬ ‫األدلة‬
‫فأكلناه) [متفق]‪.‬‬
‫حمرم‪.‬‬
‫*يقاس الفرس على البغل واحلمار‪ ،‬وكالمها َّ‬
‫‪ ‬ألنَّه حيوان طاهر مستطاب‪ ،‬ليس بذي ناب وال خملب‪ ،‬فيحل كبهيمة األنعام‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألن اخليل ذو حافر فأشبه احلمار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يباح أكل اخليل‪ ،‬لنص حديث جابر ‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪( :-‬ال ينبغي أ ْن يُعارض ‪-‬أي حديث جابر ‪ -‬بقياس‬
‫الراجح‬
‫وال بدليل اخلطاب)‬
‫(ال) يأمث من أكل حلم اخليل‬ ‫يأمث من أكل حلم اخليل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/869‬وبدائع الصنائع (‪ ،)38 /5‬والغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة (ص‪ ،)174 :‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪،)1/436‬‬
‫وإرشاد السالك (ص‪ ،)57 :‬واألم (‪ ،)2/275‬واملهذب (‪ ،)1/449‬ومسائل اإلمام أمحد وإسحاق بن راهويه (‪ ،)5/2253‬واملغين (‪)13/324‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم أكل لحم الحيوان المأمور بقتله‬ ‫المسألة (‪)12‬‬
‫احلل واحلرم؛ الغراب واحلِدأة‪ ،‬والفأرة‪،‬‬
‫احلل واحلرم‪ ،‬حلديث عائشة ~ قال النيب ‪( :‬مخس فواسق يُقتلن يف ِّ‬ ‫اتفقوا على َّ‬
‫أن هناك مخس فواسق يقتلن يف ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫والعقرب‪ ،‬والكلب العقور) [متفق]‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل هذه الفواسق؛ الختالفهم يف فهم علة قتلها‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬

‫(ال) حيرم أكل الفواسق اخلمس‬ ‫حيرم أكل الفواسق اخلمس املنصوص عليها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪721‬‬
‫االختالف يف فهم علة األمر بقتل الفواسق اخلمس الواردة يف احلديث‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح‪77 7 7 7‬ديث عائش‪77 7 7 7‬ة ~‪( :‬مخس من الفواس ‪77 7 7 7‬ق يقتلن يف احلل واحلرم؛ الغ ‪77 7 7 7‬راب‪* ،‬ح ‪77‬ديث عائش ‪77‬ة ~‪( :‬مخس من الفواس ‪77‬ق يقتلن يف احلل واحلرم‪،)...‬‬
‫واحلدأة‪ ،)....‬األم‪77‬ر بقت‪77‬ل ه‪77‬ذه الفواس‪77‬ق م‪77‬ع وج‪77‬ود النهي عن قت‪77‬ل البه‪77‬ائم املباح‪77‬ة األم‪77 7‬ر بقت‪77 7‬ل الفواس‪77 7‬ق ملع‪77 7‬ىن التع‪77 7‬دي‪( ،‬التع‪77 7‬دي على الن‪77 7‬اس)‪ ،‬ال ملع‪77 7‬ىن‬
‫التح‪77‬رمي‪ ،‬فال حترم لعم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬ ‫أن العلة يف ذلك كوهنا حمرمة األكل‪.‬‬ ‫األكل‪ ،‬يفهم منه َّ‬
‫األدلة‬
‫َّ‬
‫ألن الن‪77 7‬يب ‪ ‬أب‪77 7‬اح قت‪77 7‬ل الفواس‪77 7‬ق يف احلرم‪ ،‬وال جيوز قت‪77 7‬ل ص‪77 7‬يد م‪77 7‬أكول يف ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫‪‬‬
‫احلرم‪.‬‬
‫ﮬ ﮭﮊ [األنعام‪.]١٤٥ :‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل الفواسق اخلمس املنصوص عليها)‪ ،‬ألهَّن ا من اخلبائث املأمور بقتلها‪ ،‬وعموم اآلية خمصص بأحاديث كثرية‬ ‫الراجح‬
‫يكره أكل الكلب وجيوز أكل الغراب واحلدأة وحنوها وال يأمث من‬ ‫حيرم أكل الكلب والغراب‪ 7‬واحلدأة عند الشافعي‪ 7‬وأمحد‪ ،‬وعند أيب حنيفة يكره‬
‫أكلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫أكل الغراب وحيرم الباقي ويأمث من أكلها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/879‬واحمليط الربهاين (‪ ،)437 /2‬وجممع األهنر (‪ ،)1/300‬وحاشية الدسوقي مع الشرح الكبري للدردير (‪ ،)2/108‬وشرح خمتصر خليل للخرشي (‬
‫‪ ،)3/18‬والوسيط يف املذهب (‪ ،)7/160‬وحتفة احملتاج (‪ ،)9/381‬والشرح الكبري على منت املقنع (‪ ،)3/301‬وخمتصر اإلنصاف والشرح الكبري (ص‪ ،)727 :‬واملغين‬ ‫مراجع المسألة‬
‫(‪ ،)1/870‬واملبدع يف شرح املقنع (‪)143 /3‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫المسألة (‪)13‬‬
‫أمجعوا على حل أكل اجلراد ( على خالف بينهم هل جيب ذكاته)‪ ،‬واتفقوا ‪-‬يف اجلملة‪ -‬على جواز أكل الدود الذي خيرج يف الطعام‪ ،‬وأمجعوا على‬
‫حترمي أكل األوزاغ‪ ،‬واختلفوا يف حكم أكل ما تستخبثه النفوس من احلشرات؛ كاجلراذين‪ ،‬واجلُعالن‪ ،‬واخلنافس‪ ،‬واحلرباء واحليات والضفادع‪،‬‬ ‫تحرير محل‬
‫الخالف‬
‫(على تفصيل عندهم يف بعض أنواع املستخبثات)‪ ،‬وحاصل اخلالف فيها على قولني‬
‫جيوز أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫حيرم أكل ما تستخبثه النفوس‬
‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪720‬‬
‫مالك (قياس املذهب)‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫اختالفهم يف مفهوم ما ينطلق عليه اسم اخلبائث يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ [األعراف‪]١٥٧:‬‬ ‫سبب الخالف‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ *قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮈ ﮉ ﮊ ﮊ‪ ،‬فال حيرم إال م ‪77‬ا ورد في‪77‬ه نص‪،‬‬
‫اخلب‪77‬ائث هي م‪77‬ا تس‪77‬تخبثه النف‪77‬وس عن‪77‬د الع‪77‬رب‪ ،‬وه‪77‬ذه األص‪77‬ناف واألصل يف جواز أكله عموم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫منها‪ ،‬فتحرم‪.‬‬
‫ﮢﮣﮤﮥﮦﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫‪ ‬قياس احلش‪7‬رات على ال‪7‬وزغ اجملم‪7‬ع على حترميه واملأمور بقتل‪7‬ه‪،‬‬
‫ﮯﮊ [األنعام‪ ،]١٤٥:‬فال حيرم ما تستخبثه النفوس‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫كما يف حديث أم شرك ~ [م] من أمره ‪ ‬بقتل األوزاغ‪.‬‬
‫‪ ‬ح ‪77 7 7 7 7 7 7‬ديث‪( :‬مخس من الفواس ‪77 7 7 7 7 7 7‬ق‪ ،‬يقتلن يف احلل واحلرم‪  ...‬حديث ملقام بن التلب عن أبيه ‪ ‬قال‪( :‬صحبت الن‪7‬يب ‪ ،‬فلم أمسع حلش‪7‬رة‬
‫األرض حترميًا) [د‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ق‪77‬ال ال‪77‬بيهقي‪ :‬إس‪77‬ناد غ‪77‬ري ق‪77‬وي]‪ ،‬فع‪77‬دم مساع الص‪77‬حايب ‪‬‬ ‫والعقرب والفأرة) [خ]‪ ،‬فجواز قتلها يدل على حترميها‪.‬‬
‫حلرمة احلشرات مع طول مقامه مع النيب ‪ ‬يدل على جواز أكلها‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم أكل ما تستخبثه النفوس)‪ ،‬وهذا يف اجلملة‪َّ ،‬‬
‫فإن ما تستخبثه النفوس خيتلف من مكان إىل مكان‪ ،‬فدول اخلليج ‪-‬مثاًل ‪( -‬ال)‬
‫الراجح‬
‫يأكلون احلشرات مجلة وتفصياًل ‪ ،‬بينما دول أخرى هو من طعامها اليومي‪ ،‬لذا املنع قائم وخاضع لعرف كل بلد على حدا‬
‫يباح أكل احلشرات‪ 7‬واحلية بشرط تذكيتها وال يأمث من أكلها‬ ‫حيرم أكل احلشرات‪ 7‬والعقارب واخلبائث ويأمث من أكلها‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/870‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/36‬ورد احملتار مع حاشية ابن عابدين (‪ ،)6/305‬والنوادر والزيادات (‪ ،)4/371‬والتبصرة للخمي (‪،)4/1507‬‬
‫والبيان (‪ ،)4/507‬وكفاية النبيه (‪ ،)8/229‬واملغين (‪ ،)13/317‬وحاشية الروض املربع (‪ ،)7/430‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (ص‪- 251‬‬ ‫مراجع المسألة‬
‫‪)257‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
721

www.alukah.net 720
‫حكم أكل الحيوان المنهي عن قتله‬ ‫المسألة ( ‪14‬‬
‫والصرد واخلطاف (كالمها نوع من الطيور)‪،‬‬
‫إذا هنى عن قتل حيوان‪ ،‬فهل حيرم أكله؟‪ ،‬وقد ورد النهي عن قتل بعض احليوانات؛ كالنملة‪ ،‬والنحلة‪ ،‬واهلدهد‪ُّ ،‬‬ ‫تحرير) محل‬
‫والضفدع‪ ،‬فإذا هُن ى عن قتل حيوان ‪-‬ما‪ -‬فهل جيوز أكله؟‪ ،‬خالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫تؤكل احليوانات املنهي عن قتلها‬ ‫(ال) تؤكل احليوانات املنهي عن قتلها‬ ‫األقوال‬
‫مالك‬ ‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (حكاه عنه الغزايل)‪ /‬أمحد‬ ‫ونسبتها‬
‫‪720‬‬
‫هل النهي يدل على فساد املنهي عنه (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫ص ‪7‬رد) [عب‪ /‬حم‪ /‬د‪  /‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث ابن عب‪77‬اس ‪َّ :ƒ‬‬
‫(أن الن‪77‬يب ‪ ‬هنى عن قت‪77‬ل أرب‪77‬ع من ال‪77‬دواب؛ النمل‪77‬ة والنحل‪77‬ة واهلده‪77‬د وال ُّ‬
‫ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ‬ ‫جه‪ /‬طح‪ /‬هق‪ /‬حب]‪.‬‬
‫‪ ‬حديث أيب احلويرث ‪ ‬عن النيب ‪( ‬أنه هنى عن قتل اخلطاطيف) [هق‪ /‬قال البيهقي سنده منتقد‪ ،‬وأبو احلويرث تابعي]‪.‬‬
‫ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬ‬
‫‪ ‬حديث عبداهلل بن العاص ‪ ‬قال‪( :‬ال تقتلوا الضفادع‪َّ ،‬‬
‫فإن نقيقه‪7‬ا تس‪7‬بيح‪ ،‬وال تقتل‪7‬وا اخلف‪7‬اش‪ ،‬فإنَّه ملا خ‪7‬رب بيت املق‪7‬دس‬
‫ﮭ ﮮ ﮯﮊ [األنع ‪77 7‬ام‪،]145 :‬‬ ‫األدلة‬
‫قال‪ :‬يارب سلطين على البحر حىت أغرقهم) [هق‪ /‬وهو موقوف]‪.‬‬
‫(أن طبيب‪7‬ا ذك‪7‬ر ض‪7‬فدعا يف دواء عن‪7‬د النيب ‪ ،‬فنهى رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬عن قتل‪7‬ه) [ن‪ /‬حم‪ /‬دل على جواز أكل املنهي عن قتله بعمومه‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬حديث عب‪7‬دالرمحن بن عثم‪7‬ان ‪ً َّ :‬‬
‫د‪ /‬هق‪ /‬جه‪ /‬كم‪ /‬قال احلاكم‪ :‬صحيح اإلسناد ووافقه الذهيب]‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن النهي يدل على فساد املنهي عنه‪.‬‬
‫زائدا عما يف عموم اآلية‬
‫القول األول‪( :‬ال تؤكل احليوانات املنهي عن قتلها)‪ ،‬وهناك بعض األحاديث ثابتة يف النهي عن قتل بعض احليوان‪ ،‬وفيها ختصيص أو معىن ً‬ ‫الراجح‬
‫األوىل عدم أكل احليوانات املنهي عن‬
‫قتلها وال إمث على من أكلها‬ ‫تبعا لصحة احلديث فيها) ومن أكلها فقد أمث‬
‫حيرم أكل احليوانات املنهي عن قتلها (على خالف بينهم يف أمسائها ً‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/870‬واملبسوط للسرخسي (‪ ،)11/248‬وبدائع الصنائع (‪ ،)5/35‬واملدونة (‪ ،)1/452‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪ ،)1/1214‬والذخرية (‪،)4/103‬‬
‫واجملموع (‪ ،)9/19‬ومغين احملتاج (‪ ،)6/147‬واملغين (‪ ،)13/345‬وشرح منتهى اإلرادات (‪)3/408‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫حكم أكل خنزير الماء وكلب البحر ونحوها‬ ‫المسألة (‪)15‬‬
‫حمرم يف الرب؛ مثل‪ :‬خنزير املاء وكلب املاء‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫اتفقوا على إباحة السمك‪- 7‬خاصة‪ ،-‬واختلفوا يف حكم أكل ما كان امسه مواف ًقا السم َّ‬ ‫تحرير محل الخالف‬
‫(ال) جيوز أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوها‬ ‫جيوز أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوها‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (وجه)‪ /‬الليث بن سعد‬ ‫اجلمهور‬
‫هل اسم خنزير البحر وحنوه لغوي؟‪ /‬وهل لالسم املشرتك عموم أم ليس له عموم؟‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪721‬‬
‫*ألن اسم خنزير البحر وحنوه أمساء لغوية‪ ،‬ولالسم املشرتك بني حي‪7‬وان‬ ‫َّ‬ ‫*ألن اسم اخلنزير اسم شرعي ال ينطبق إال على خنزير الرب وكذا الكلب‪.‬‬
‫عموم‪77‬ا‪ ،‬فتح‪77‬رم يف البح‪77‬ر كم‪77‬ا حترم يف ال‪77‬رب‪ ،‬فيق‪77‬اس م‪77‬ا يف‬
‫‪ ‬قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﮊ [املائ‪77‬دة‪ ،]٩٦:‬ال‪77‬رب والبح‪77‬ر ً‬
‫البحر يف احلكم على ما يف الرب‪َّ ،‬‬
‫ألن االسم يتناوله‪.‬‬ ‫وهذا يشمل خنزير املاء وكلب البحر وحنوها‪.‬‬
‫األدلة‬
‫احلل ميته) [ت‪ /‬ن‪  /‬عم‪77‬وم قول‪77‬ه تع‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﮊ‬ ‫‪ ‬ح ‪77‬ديث أيب هري ‪77‬رة ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪ ‬عن البح ‪77‬ر‪( :‬ه ‪77‬و الطَّه ‪77‬ور م ‪77‬اؤه ُّ‬
‫عموما من غري تفريق بني ال‪77‬ربي‬ ‫حرم اهلل تعاىل اخلنزير ً‬ ‫[املائدة‪ ،]4:‬فقد َّ‬ ‫جه‪ /‬د‪ /‬وصححه غري واحد]‪ ،‬وهذا شامل خلنزير البحر وكلبه وحنوها‪.‬‬
‫والبحري‪.‬‬ ‫فحل أكلها كالسمك‪.‬‬ ‫ألن هذه احليوانات (ال) تعيش إال يف البحر‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز أكل خنزير املاء وكلب البحر)‪ ،‬وغريها مما له أمسائها مشاهبة يف الرب‪ ،‬وجمرد تشابه االسم (ال) حيكم حبرمتها‬ ‫الراجح‬

‫أكل خنزير البحر وكلبه حالل‪ ،‬وكره مالك خنزير املاء‪ ،‬وال يكره ذلك عند غريه‪ ،‬عند أيب حنيفة ال يؤكل من البحر إال السمك خاصة وعند غريه‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫حيل أكل ما يعيش يف البحر إال ما له اسم مشابه حمرم يف الرب‬ ‫على خالف بينهم فيما جيب تذكيته وفيما ال جيب مما يعيش يف الرب والبحر‬
‫(الربمائي)‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/870‬والتجريد للقدوري (‪ ،)12/6366‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)11/604‬واملدونة الكربى (‪ ،)1/537‬والذخرية (‪ ،)3/316‬والتوضيح يف شرح خمتصر‬
‫ابن احلاجب (‪ ،)230 /3‬واحلاوي الكبري (‪ ،)15/60‬وكفاية األخيار (ص ‪ ،)527‬واملسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني (‪ ،)20 /3‬واملغين (‪ )13/346‬وأحكام‬ ‫مراجع المسألة‬
‫البحر يف الفقه اإلسالمي‪( 7‬ص‪)606‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم شرب القليل من األنبذة‬ ‫المسألة (‪)16‬‬
‫السكر‪ ،‬والنبيذ‪ :‬هو نقيع التمر أو‬ ‫اتفقوا على حترمي اخلمر قليله وكثريه‪ ،‬وأمجعوا على َّأن شرب كثري النبيذ إىل ِّ‬
‫حد السكر أنَّه حرام‪ ،‬واختلفوا يف حكم شرب القليل من النبيذ‪ ،‬حبيث (ال) يؤدي به إىل ُّ‬ ‫تحرير محل‬
‫الزبيب أو احلنطة أو الذرة أو الشعري أو غريها‪ ،‬إذا طُبخت حىت غلت‪ .‬واخلالف يف شرب القليل من األنبذة على قولني‬ ‫الخالف‬
‫يؤدي به إىل االسكار‬
‫جيوز شرب قليل النبيذ املسكر حبيث (ال) ِّ‬ ‫(ال) جيوز شرب النبيذ قليله وكثريه‬
‫أبو حنيفة‪ /‬النخعي‪ /‬الثوري‪ /‬ابن أيب ليلى‪ /‬شريك‪ /‬ابن شربمة‪ /‬سائر علماء الكوفة‪ /‬أكثر علماء البصرة‬ ‫مجهور فقهاء احلجاز‪ /‬مجهور احملدثني‬ ‫األقوال ونسبتها‬
‫ظاهر تعارض اآلثار واألقيسة يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪720‬‬
‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ [النح‪7‬ل‪ ،]٦٧ :‬ل‪7‬و ك‪7‬انت مثرات النخي‪7‬ل‬ ‫*ح‪77‬ديث عائش‪77‬ة ~ ق‪77‬الت‪ُ ( :‬س‪7‬ئل رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬عن البِْت‪77‬ع وه‪77‬و نبي‪77‬ذ‬
‫أن احملرم السكر فيها ال العني‪.‬‬ ‫حسنا‪ ،‬فدل َّ‬
‫حمرمة العني ملا مساه تعاىل رزقًا ً‬ ‫واألعناب َّ‬ ‫العسل‪ ،‬فق‪77‬ال‪ :‬ك‪77‬ل ش‪77‬راب الس‪77‬كر فه‪77‬و ح‪77‬رام) [خ]‪ ،‬وه‪77‬ذا ع‪77‬ام يش‪77‬مل‬
‫*قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﮊ‬ ‫القليل والكثري‪.‬‬
‫أن علة حترمي اخلمر إمنا ه‪7‬و الص‪7‬د على ذك‪7‬ر اهلل تع‪7‬اىل وإيق‪7‬اع الع‪7‬داوة والبغض‪7‬اء‪ ،‬وه‪7‬ذه العل‪7‬ة توج‪7‬د‬ ‫[املائدة‪ ،]٩١:‬نص َّ‬ ‫*ح‪77‬ديث ابن عم‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال ‪( :‬ك‪77‬ل مس‪77‬كر مخر‪ ،‬وك‪77‬ل مخر ح‪77‬رام)‬
‫يف القدر املسكر ال فيما دون ذلك‪ ،‬فوجب ْأن يكون ذلك القدر هو احلرام‪ ،‬إال ما انعقد عليه اإلمجاع من حترمي قليل‬ ‫[م]‪ ،‬وهذا عام يف القليل والكثري‪.‬‬
‫اخلمر وكثريها‪.‬‬ ‫*حديث جابر ‪ ‬قال ‪( :‬ما أسكر كث‪7‬ريه‪ ،‬فقليل‪7‬ه ح‪7‬رام) [ت‪ /‬د‪ /‬ن‪/‬‬
‫*أثر ابن عباس ‪ ƒ‬قال‪( :‬حرمت اخلمر لعينه‪7‬ا‪ ،‬والس‪7‬كر لغريها) [ن‪ /‬ب‪7‬ز‪ /‬ه‪7‬ق‪ /‬وه‪7‬و موق‪7‬وف عن ابن عب‪7‬اس ‪ƒ‬‬ ‫حم‪ /‬جه‪ /‬من‪ /‬طح‪ /‬هق‪ /‬وصححه ابن حبان‪ /‬وقال الرتمذي‪ :‬حسن غ‪7‬ريب]‪،‬‬
‫وهم من رفعه] وهذا نص يف حمل اخلالف‪.‬‬ ‫وهذا احلديث نص يف حمل اخلالف‪.‬‬ ‫األدلة‬
‫*حديث أيب بردة بن نيار ‪ ‬قال رسول اهلل ‪( :‬إيِّن كنت هنيتكم عن الشراب يف األوعية‪ ،‬فاشربوا فيما بدا لكم‪،‬‬ ‫*ح ‪77 7‬ديث أيب هري ‪77 7‬رة ‪َّ :‬‬
‫(أن رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬ق ‪77 7‬ال‪ :‬اخلم ‪77 7‬ر من ه ‪77 7‬اتني‬
‫وال تسكروا) [طح‪ /‬طيا‪ /‬ن‪ /‬قط‪ /‬هق‪ /‬قال النسائي‪ :‬حديث منكر]‪.‬‬ ‫الشجرتني‪ ،‬النخلة والعنبة) [م]‪.‬‬
‫مخرا‪ ،‬وإن من‬ ‫(إن من العنب ً‬ ‫*ح ‪77‬ديث النعم ‪77‬ان بن بش ‪77‬ري ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪َّ :‬‬
‫حيرم ش ‪77‬يًئا‪ ،‬وك ‪77‬ل‬ ‫*ح‪77‬ديث ابن مس ‪77‬عود ‪ ‬ق ‪77‬ال ‪( :‬إيِّن هنيتكم عن نبي ‪77‬ذ األوعي ‪77‬ة ‪-‬أي االنتب ‪77‬اذ‪ ،-‬أال َّإن وع ‪ً 7‬‬
‫‪7‬اء ال ِّ‬
‫مخرا‪ ،‬وأن‪77‬ا أهناكم عن ك‪77‬ل‬
‫مسكر حرام) [جه‪ /‬طح‪ /‬حب]‪ ،‬فدل َّأن العربة بالسكر وليس يف الوعاء وال االنتباذ‪.‬‬ ‫مخرا‪ ،‬ومن احلنط‪77‬ة ً‬ ‫مخرا‪ ،‬ومن ال‪77‬زبيب ً‬
‫العس‪77‬ل ً‬
‫*حديث أيب موسى ‪ ‬ق‪7‬ال‪( :‬يعث‪7‬ين رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬أن‪7‬ا ومع‪7‬ا ًذا إىل اليمن‪ ،‬فقلن‪7‬ا ي‪7‬ا رس‪7‬ول اهلل‪َّ :‬إن هبا ش‪7‬رابني يص‪7‬نعان‬ ‫مسكر) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪ /‬جه‪ /‬هق‪ /‬قط‪ /‬كم]‪.‬‬
‫من ال‪77‬رب والش‪77‬عري؛ أح‪77‬دمها يق‪77‬ال ل‪77‬ه ِ‬
‫الـمْزُر‪ ،‬واآلخ‪77‬ر يق‪77‬ال ل‪77‬ه البِْت‪77‬ع‪ ،‬فم‪77‬ا نش‪77‬رب؟ فق‪77‬ال الن‪77‬يب ‪ :‬اش‪77‬ربا وال تس‪77‬كرا)‬ ‫مَّن‬
‫* من جهة االشتقاق‪ ،‬فإنَّه معل‪7‬وم عن‪7‬د أه‪7‬ل اللغ‪7‬ة َّأن اخلم‪7‬ر إ ا مسيت ً‬
‫مخرا‬
‫[متفق]‪.‬‬ ‫العقل‪.‬‬ ‫خامر‬ ‫ملخامرهتا العقل‪ ،‬فوجب ْأن يطلق اسم اخلمر على كل ما‬
‫القول األول‪( :‬ال جيوز النبيذ قليله وكثريه)‪ ،‬قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ :-‬حجة احلجازيني (القول األول) من طريق السمع أقوى‪ ،‬وحجة العراقيني (القول الثاين) من طريق القياس أظهر‪ ،‬واألثر‬
‫الراجح‬
‫سدا للذريعة وتغليظًا‬ ‫ثابتا فالواجب ْأن يغلَّب على القياس‪ ،‬وال يبعد أ ْن ِّ‬
‫حيرم الشارع قليل املسكر وكثريه ً‬ ‫نصا ً‬‫إذا كان ً‬
‫احملرم يف األنبذة املسكرة عينها ويأمث من شرب القليل منها ولو مل‬
‫يؤدي إىل سكر صاحبه‬ ‫احملرم يف األنبذة املسكرة هو السكر نفسه (ال) عينها‪ ،‬فيشرب قليل النبيذ ما مل ِّ‬ ‫يسكر‪ ،‬وكل ما وجد فيه علة اخلمر يلحق باخلمر‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/871‬والبناية (‪ ،)12/365‬واالختيار (‪ ،)4/101‬والتهذيب يف اختصار املدونة (‪ ،)499 /4‬والكايف يف فقه أهل املدينة (‪ ،)442 /1‬وخمتصر املزين مع األم (‪،)372 /8‬‬
‫والتنبيه (ص‪ ،)247 :‬واحلاوي الكبري (‪ ،)376 /13‬ومسائل اإلمام أمحد رواية أيب داود السجستاين (ص‪ ،)346 :‬واملغين (‪ ،)12/513‬واهلداية يف ختريج أحاديث البداية (‪)6/325‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫حكم االنتباذ في غير األسقية‬ ‫المسألة (‬
‫االنتباذ هو‪ :‬طرح الزبيب أو التمر أو غريمها يف وعاء ماء‪ ،‬لينقع فرتة دون ْأن يطبخ‪ .‬وقد اتفقوا على َّ‬
‫أن االنتباذ حالل‪ ،‬مامل حتدث فيه الشدة املطربة اخلمرية‪ ،‬حلديث‪( :‬كنت هنيتكم عن‬
‫والسقاء فيشربه اليوم والغد وبعد الغد‪ ،‬إىل مساء الثالثة‪ ،‬مث يأمر به فيسقى أو يهراق) [م]‪،‬‬ ‫الظروف‪َّ ،‬‬
‫وإن ظرفًا ال حُي ل شيًئا وال حُي رمه‪ ،‬وكل مسكر حرام) [م]‪ ،‬وألنَّه ‪( :‬كان يُنبذ له الزبيب ِّ‬ ‫تحرير محل‬
‫وأمجعوا على جواز االنتباذ يف األسقية (الظروف املتخذة من اجللد)‪ ،‬واختلفوا هل يكره االنتباذ يف بقية األوعية؛ كالدُّباء (القرع يوضع النبيذ بداخله)‪ ،‬واملزفَّت (آنية تُطلى بالقار)‪ ،‬واحلَْنتم‬ ‫الخالف‬
‫(اجلرار اليت تصنع من الطني)‪ ،‬والنَّقري (أصل النخلة يُنقر ويوضع الرطب فيه)‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬
‫جيوز االنتباذ يف مجيع الظروف واألواين‬ ‫يكره االنتباذ يف الدُّباء واملزفت واحلنتم والنقري‬ ‫يكره االنتباذ يف الدُّباء واملزفَّت‬ ‫‪720‬‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبوحنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد (املذهب)‬ ‫أمحد (رواية)‪ /‬الثوري‬ ‫مالك (رواية ابن القاسم)‬
‫ظاهر اختالف اآلثار يف هذه املسألة‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن رس‪77‬ول اهلل ‪ ‬ق‪77‬ال‪ :‬إين كنت‬ ‫*ح‪77‬ديث عب‪77‬د ال‪77‬رمحن بن ج‪77‬ابر بن عب‪77‬د اهلل عن أبي‪77‬ه‪َّ :‬‬ ‫*حديث ابن عباس ‪ ƒ‬يف وفد عبد القيس قال هلم‬ ‫*ح ‪77‬ديث ابن عم ‪77‬ر ‪ ƒ‬ق‪77‬ال‪( :‬خطب الرس ‪77‬ول‬
‫مسكرا) [طح‪ /‬هق]‪.‬‬‫هنيتكم ْأن تنبذوا يف الدُّباء واحلنتم واملزفت‪ ،‬فانتبذوا‪ ،‬وال ُأحل ً‬ ‫‪( :‬أهناكم عن ال‪77 7 7 7‬دُّباء واحلنتم والنق‪77 7 7 7‬ري واملزفت)‬
‫‪ ‬الن ‪77‬اس يف بعض مغازي ‪77‬ه‪ ،‬فس ‪77‬ألت م ‪77‬اذا ق ‪77‬ال؟‬
‫*ح ‪77 7‬ديث أيب س ‪77 7‬عيد اخلدري ‪َّ ‬أن الن‪77 7‬يب ‪ ‬ق‪77 7‬ال‪( :‬هنيتكم عن حلوم األض ‪77 7‬احي بع ‪77 7‬د‬ ‫[خ‪ /‬م]‪ ،‬احلديث نص على النهي عن ه ‪77 7 7 7‬ذه األواين‬
‫فقي ‪77 7 7 7‬ل‪ :‬هنى ْأن ينب ‪77 7 7 7‬ذ يف ال ‪77 7 7 7‬دُّباء واملزفّت) [م]‪،‬‬
‫وادخروا‪ ،‬وهنيتكم عن االنتباذ‪ ،‬فانتبذوا وكل مسكر ح‪7‬رام) [ط‪7‬أ‪/‬‬ ‫ثالث‪ ،‬فكلوا وتصدقوا َّ‬ ‫األربعة‪ ،‬وه‪7‬و متض‪7‬من مزي ً‪7‬دا على م‪7‬ا يف ح‪7‬ديث ابن‬
‫احلديث نص على النهي عن االنتب ‪77 7 7 7 7‬اذ يف ه ‪77 7 7 7 7‬ذه‬ ‫األدلة‬
‫األواين‪ ،‬والنهي ال‪77 7 7 7 7‬وارد يف األح‪77 7 7 7 7‬اديث هني عن عم‪77‬ر ‪ ،ƒ‬فيؤخ‪7‬ذ ب‪7‬ه‪ ،‬والنهي ال‪7‬وارد يف األح‪7‬اديث طح‪ /‬كم‪ /‬ه‪77‬ق‪ /‬ق‪77‬ال ابن عب‪77‬د ال‪77‬رب‪ :‬احلديث ص‪77‬حيح حمف‪77‬وظ‪ /‬وق‪77‬ال احلاكم‪ :‬ص‪77‬حيح على ش‪77‬رط‬
‫االنتب ‪77‬اذ مطلًق‪77‬ا‪ ،‬فنس ‪77‬خ النهي املطل ‪77‬ق‪ ،‬وبقي النهي هني عن مطل‪77‬ق االنتب‪77‬اذ‪ ،‬فنس‪77‬خ وبقي النهي عن ه‪77‬ذه مس‪77 7‬لم]‪ ،‬فج ‪7َّ 7‬وز االنتب ‪77‬اذ يف ك ‪77‬ل ش ‪77‬يء‪ ،‬والنهي منس ‪77‬وخ هبذه األح ‪77‬اديث‪ ،‬فه ‪77‬و هني عن‬
‫االنتباذ هبذه األواين‪ ،‬وال يُعلم هني متقدم غريها‪.‬‬ ‫األواين األربع‪.‬‬ ‫يف هاتني اآلنيتني‪.‬‬
‫القول الثالث‪( :‬جيوز االنتباذ يف مجيع األواين)‪ ،‬والنهي عنها منسوخ‪ ،‬ال حكم له‪ ،‬كما ورد الرتخيص للحنتم غري املزفت كما يف حديث ابن عمر ‪ ƒ‬قال‪( :‬ملا هنى رسول اهلل ‪ ‬عن النبيذ يف‬
‫الراجح‬
‫اجلر غري املزفت) [متفق]‪َّ ،‬‬
‫وألن النهي عن االنتباذ يف األوعية املذكورة العلة إسراعه إىل السكر احملرم‪ ،‬مث أمرهم بالشرب فيها ملا مل توجد فيها‬ ‫األوعية‪ ،‬قالوا‪ :‬ليس كل الناس جيد‪ ،‬فارخص هلم يف ِّ‬
‫(ال) حرج يف االنتباذ يف مجيع الظروف واألواين‪ ،‬مبا فيها الدباء واملزفت واحلنتم‬ ‫األوىل اجتناب االنتباذ يف الدباء واملزفت واحلنتم‬
‫والنقري وغريها‬ ‫والنقري‬ ‫األوىل اجتناب االنتباذ يف الدباء واملزفت‬ ‫ثمرة الخالف‬

‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/877‬واالختيار (‪ ،)4/101‬كنز الدقائق (ص ‪ ،)620‬واملدونة الكربى (‪ ،)4/524‬والقوانني الفقهية (ص ‪ ،)117‬وحبر املذهب‪ ،)13/127( 7‬واجملموع (‪ ،)2/566‬ومسائل‬
‫اإلمام أمحد وإسحاق بن راهويه (‪ ،)4069 /8‬واملغين (‪ ،)12/514‬واحملرر (‪ ،)2/163‬ونيل األوطار (‪)8/208‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
721

www.alukah.net 720
‫انتباذ الخليطين‬ ‫المسألة (‪)18‬‬
‫مجيعا‪ ،‬وحنوها‪ .‬وقد اتفقوا على َّ‬
‫أن‬ ‫اخلليطان‪ :‬أ ْن ينقع يف املاء شيئان مع بعضهما‪ ،‬كمن ينقع الزبيب مع التمر اهلندي‪ ،‬أو ينفع البُسر ‪-‬الرطب قبل االستواء‪ -‬والرطب ً‬
‫انتباذ صنف واحد حالل‪ ،‬وسبب املنع من اخلليطني؛ َّ‬ ‫تحرير محل‬
‫مسكرا‪ ،‬وقد‬
‫ً‬ ‫أصبح‬ ‫َّه‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫يعلم‬ ‫ال‬ ‫ألن باخللط‪ 7‬بينهما يُسرع هلما حتوهلما إىل مسكر‪ ،‬وقد يشرب منه صاحبه وهو‬
‫الخالف‬
‫اختلفوا يف حكم انتباذ خليطني فأكثر‪ ،‬وخلالف على أربعة أقوال‬
‫حيرم اخلليطني مطل ًقا وإ ْن‬ ‫يكره اخلليطني يف‬
‫مل يكونا مما يقبل االنتباذ‬ ‫يباح اخلليطني‬ ‫األشياء اليت تقبل االنتباذ‬ ‫حيرم اخلليطني يف األشياء اليت تقبل االنتباذ‬
‫األقوال ونسبتها‬ ‫‪720‬‬
‫الداودي‬ ‫اجلمهور‬
‫قوم (مل يُنسب ألحد)‬ ‫أمحد (املذهب)‬
‫ترددهم هل النهي الوارد يف اخلليطني هو للكراهة أو للحظر؟‪ ،‬وإ ْن قلنا للحظر فهل يدل على فساد املنهي عنه أو ال يدل؟‬ ‫سبب الخالف‬
‫(أن النيب ‪ ‬قال‪* :‬حديث أيب سعيد‬ ‫*عموم حديث أيب سعيد اخلدري ‪َّ :‬‬ ‫(أن النيب ‪ ‬هنى *حديث أيب سعيد‬ ‫*حديث أيب سعيد‪ 7‬اخلدري‪َّ : 7‬‬
‫اخلدري‪ ، 7‬وحديث‬ ‫(أن النيب هنيتكم عن حلوم األضاحي بعد ثالث‪ ،‬فكلوا وتصدقوا‬ ‫اخلدري‪َّ : 7‬‬ ‫عن التمر والزبيب أ ْن خُي لط بينهما‪ ،‬وعن التمر‬
‫أيب قتادة ‪ ،‬محاًل هلما‬ ‫وادخروا‪ ،‬وهنيتكم عن االنتباذ‪ ،‬فانتبذوا‪ ،‬وكل مسكر‬ ‫‪ ‬هنى عن التمر‬ ‫والبُسر أ ْن خيلط بينهما) [م]‪.‬‬
‫الزهو والزبيب)‪ ،‬وحديث أيب حرام) [طأ‪ /‬طح‪ /‬هق‪ /‬وصححه ابن عبد الرب واحلاكم]‪ ،‬فهذا على التحرمي‪ ،‬ويُقاس‬ ‫*حديث أيب قتادة ‪ ‬قال ‪( :‬ال تنبذوا َّ‬
‫على املنصوص عليه يف‬ ‫مجيعا‪ ،‬وانتبذوا قتادة ‪( :‬ال تنبذوا)‪ ،‬عام يدخل فيه اخلليطني‪.‬‬ ‫مجيعا‪ ،‬وال التمر والزبيب ً‬
‫والزبيب ً‬ ‫األدلة‬
‫احلديثني سائر ما خُي لط‬ ‫حُي مل النهي يف احلديثني ‪ ‬حتمل أحاديث النهي عن اخلليطني على َّ‬
‫أن املنهي عنه‬ ‫كل واحد منهما على حدة) [خ‪ /‬م]‪ ،‬حيمل‬
‫ولو مل يقبل االنتباذ‪.‬‬ ‫خلط النبيذ بالنبيذ‪.‬‬ ‫على الكراهة‪.‬‬ ‫احلديثني على التحرمي يف األصناف اليت تقبل‬
‫منفردا فال حيرما‬
‫ألن كل واحد منهما جيوز شربه ً‬ ‫‪َّ ‬‬ ‫االنتباذ للنص عليها لعلة اسراعها إىل السكر‬
‫جمتمعني‪7.‬‬ ‫احملرم‪.‬‬
‫القول الثاين‪( :‬يكره اخلليطني يف األشياء اليت تقبل االنتباذ)؛ كالتمر والرطب‪ ،‬والزهو‪ ،‬والبسر والزبيب وحنوها‪ ،‬وهذا اخلوف تسارع اإلسكار إليها‬ ‫الراجح‬
‫حيرم خلط التمر‬ ‫حيرم خلط التمر والزبيب أو الزهو والرطب‪ ،‬مما‬
‫مخرا ويأمث شاربه وإ ْن اشتدَّا أمث مرتني‪ ،‬األوىل عدم خلط الزبيب (ال) حرج يف خلط التمر والزهو وحنو ذلك‪ ،‬وال حرج يف والزبيب مما يقبل التحول‬ ‫قد يصبح ً‬
‫ملسكر‪ ،‬وحيرم خلط‬ ‫شرهبا‬ ‫والزهو وحنو ذلك‬ ‫وال حيرم خلط ما ال يقبل االنتباذ وال يتحول ىل‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الفواكه مع بعضها‬ ‫مسكر‪ ،‬كسائر اخلضروات والفواكه‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/878‬وبدائع الصنائع (‪ ،)112 /5‬واهلداية يف شرح بداية املبتدي (‪ ،)4/396‬والنوادر والزيادات (‪ ،)14/288‬والتلقني (‪ ،)1/111‬واألم (‪ ،)6/193‬والبيان‬
‫(‪ ،)13/292‬واملغين (‪ ،)12/515‬واملبدع يف شرح املقنع (‪ ،)7/422‬والسبيل املرشد إىل بداية اجملتهد (‪)3/1224‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫خل‬
‫حكم الخمر إذا تحولت إلى ِّ‬ ‫المسألة (‪)19‬‬
‫أمجعوا على َّ‬
‫أن اخلمر إذا حتللت من ذاهتا جاز شرهبا وأكلها‪ ،‬واختلفوا إذا قصد ختليلها إنسان‪ ،‬كما لو ألقى فيها شيء يفسدها كامللح‪ ،‬فما حكم فعله‪ ،‬وهل‬ ‫تحرير محل‬
‫جيوز شرهبا أو أكلها؟‪ ،‬واخلالف على ثالثة أقوال‬ ‫الخالف‬
‫يباح ختليل اخلمر بفعل إنسان‬ ‫يكره ختليل اخلمر بفعل إنسان‬ ‫حيرم ختليل اخلمر بفعل إنسان‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك (قول)‬ ‫مالك (األصح)‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬
‫ظاهر معارضة القياس لألثر‬
‫‪720‬‬
‫سبب الخالف‬
‫أن األحك‪77‬ام املختلف‪77‬ة إمنا هي‬ ‫(أن أب‪77 7 7 7‬ا *القي‪77‬اس‪ /‬إنَّه ق‪77‬د ُعلم من ض‪77‬رورة الش‪77‬رع َّ‬
‫*ح‪77 7 7 7‬ديث أنس ‪َّ :‬‬ ‫*ح ‪77‬ديث أنس ‪َّ :‬‬
‫(أن أب ‪77‬ا طلح ‪77‬ة س ‪77‬أل الن ‪77‬يب ‪ ‬عن أيت ‪77‬ام‬
‫وإن اخلم ‪77‬ر غ ‪77‬ري ذات اخلل؛ واخلل باإلمجاع حالل‪،‬‬ ‫طلح‪7‬ة س‪7‬أل الن‪7‬يب ‪ ‬عن أيت‪7‬ام لل ‪77‬ذوات املختلف ‪77‬ة‪َّ ،‬‬ ‫مخرا‪ ،‬فق‪77‬ال ‪ :‬أهرقه‪77‬ا‪ ،‬ق‪77‬ال‪ :‬أفال أجعله‪77‬ا خاًّل ‪ ،‬ق‪77‬ال‪:‬‬ ‫ورث‪77‬وا ً‬
‫مخرا ‪ ،)...‬يُفهم من ف ‪77 7 7‬إذا انتقلت ذات اخلم ‪77 7‬ر إىل اخلل‪ ،‬وجب أ ْن يك ‪77 7‬ون حالاًل ‪ ،‬كيفم ‪77 7 7‬ا‬ ‫ورث‪77 7 7 7 7 7 7 7 7‬وا ً‬ ‫أن الن‪7‬يب ‪ُ ‬س‪7‬ئل عن‬ ‫ال) [د‪ /‬حم‪ /‬وهو عند مسلم ً‬
‫خمتصرا بلف‪7‬ظ‪َّ :‬‬
‫النهي أنَّه من ب‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬اب س‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬د انتقل‪ ،‬وحديث أيب طلحة ‪‬؛ النهي فيه (ال) يعود بفساد املنهي عن‪77‬ه‪،‬‬ ‫اخلم ‪77 7 7 7‬ر تتخ ‪77 7 7 7‬ذ خاًل ‪ ،‬فق ‪77 7 7 7‬ال‪ :‬ال]‪ ،‬ه‪77 7 7 7‬ذا احلديث نص يف حمل‬ ‫األدلة‬
‫الذريع‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ة‪ ،‬فيحم‪77 7 7 7 7 7 7 7 7 7 7‬ل على ح‪7‬ىت ل‪7‬و ح‪7‬رم فعل‪7‬ه فاجله‪7‬ة منفك‪7‬ة‪ ،‬فال حيرم اخلل‪ ،‬كمن ص‪7‬لَّى يف أرض‬ ‫اخلالف‪ ،‬ف‪7‬النهي في‪7‬ه مطلًق‪77‬ا لغ‪7‬ري عل‪77‬ة‪ ،‬ول‪7‬و ج‪7‬از االس‪77‬تفادة من‬
‫مغصوبة‪.‬‬ ‫الكراهة‪.‬‬ ‫اخلم‪7‬ر بتحويله‪77‬ا إىل اخلل‪ ،‬ألذن ‪ ‬يف ذل‪77‬ك حفاظً‪7‬ا على م‪77‬ال‬
‫‪َّ ‬‬
‫ألن علة التحرمي يف اخلمر تزول بتخللها‪.‬‬ ‫اليتيم‪ ،‬وقد كان هذا السؤال للنيب ‪ ‬ملا ُحِّرمت اخلمر‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬حيرم ختليل اخلمر بفعل إنسان)‪ ،‬لظاهر حديث أيب طلحة ‪َّ ،‬‬
‫فإن النهي فيه صريح‪ ،‬وحفظ مال اليتيم واجب‪ ،‬وتضييعه حرام؛ وبالرغم من ذلك‪ ،‬مل‬
‫الراجح‬
‫يأذن ‪ ‬بتحويل مخر األيتام إىل خل‪ ،‬ولو قلنا‪ :‬جيوز ذلك‪ ،‬لكنا أفسدنا مال اليتيم‪ ،‬ولوجب ضمانه‬
‫سواء بوضع شيء فيها أو بنقلها‬
‫يأمث من خلل اخلمر بفعله؛ ً‬
‫إذا خلل اخلمر بإضافة شيء‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫عليه طهرت واألوىل اجتناهبا تطهر اخلمر بتخليلها بفعل اإلنسان‪ ،‬ويباح شرهبا وأكلها واالنتفاع‬ ‫من الشمس إىل الظل‪ ،‬وعند مالك تطهر بتخليلها مع االمث‪،‬‬
‫هبا وال إمث على من فعل ذلك‬ ‫وعند الشافعي وأمحد تبقى على جناستها وهو وجه عند‬
‫للشبهة فيها‬
‫الشافعية إذا ختللت بنفسها ال بإضافة شيء عليها‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/879‬واحلجة على أهل املدينة (‪ ،)3/8‬وبدائع الصنائع (‪ ،)114 /5‬وشرح التلقني (‪ ،)360 /2‬واجلامع ملسائل املدونة (‪ ،)519 /22‬واملهذب (‬
‫‪ ،)1/94‬وفتح العزيز (‪ ،)10/82‬ومسائل اإلمام أمحد رواية ابنه أيب الفضل صاحل (‪ ،)129 /1‬واملغين (‪ )12/517‬االضطرار إىل األطعمة واألدوية احملرمة (ص‪)205‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫التداوي بالنجاسات والمحرمات‬ ‫المسألة (‬
‫(ال) خالف يف جواز استعمال احملرمات يف ضرورة التَّغذي‪ ،‬ملن ال جيد شيًئا َّ‬
‫يتغذى به وخيشى على نفسه اهلالك‪ ،‬وقد ذهب (اجلمهور) خالفا أليب حنيفة إىل‬ ‫تحرير محل‬
‫عدم جواز التداوي بشرب اخلمر‪ ،‬واختلفوا يف حكم التداوي بغريها من احملرمات والنجاسات عند احلاجة لذلك‪ ،‬واخلالف على قولني‬ ‫الخالف‬
‫(ال) جيوز التداوي بالنجاسات واحملرمات‬ ‫جيوز التداوي بالنجاسات واحملرمات‬ ‫األقوال‬
‫مالك‪ /‬أمحد‬ ‫طاهرا)‬ ‫ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي (إذا مل جيد ً‬ ‫‪720‬‬
‫تعارض ظاهر اآلثار (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬
‫*ح ‪77‬ديث أم س ‪77‬لمة ~ ق ‪77‬الت‪( :‬اش ‪77‬تكت ابن ‪77‬ة يل‪ ،‬فنب ‪77‬ذت هلا يف ك ‪77‬وز‪ ،‬ف ‪77‬دخل الن ‪77‬يب ‪ ‬وه ‪77‬و يغلي‪،‬‬ ‫*قول ‪77‬ه تع ‪77‬اىل‪ :‬ﮋ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫إن ابن‪7‬يت اش‪7‬تكت‪ ،‬فنب‪7‬ذت هلا ه‪7‬ذا‪ ،‬فق‪7‬ال ‪َّ :‬‬
‫إن اهلل مل جيع‪7‬ل ش‪7‬فاءكم مما ُحِّ‪7‬رم‬ ‫فقال‪ :‬ما ه‪7‬ذا؟‪ ،‬فقلت‪َّ :‬‬ ‫ﭢ ﭣﮊ [األنعام‪ ،]١١٩:‬كما ج‪7‬از اس‪7‬تعمال احملرم‬
‫عموما‪.‬‬
‫عليكم) [ع‪ /‬ش‪ /‬بز‪/‬حب‪/‬هق‪/‬كم‪/‬ط]‪ ،‬دل على عدم جواز التداوي باحملرمات ً‬ ‫للتغذي جاز استعماله للتداوي‪.‬‬
‫َّم َوحَلْ ُم اخْلِْن ِزي ِر‪[ ،‬املائدة‪،]3 :‬وهذا عام يشمل األكل وغريه‪.‬‬
‫ت َعلَْي ُك ُم الْ َمْيتَةُ َوالدُ‬
‫‪ ‬قوله تعاىل‪ُ  :‬حِّرَم ْ‬ ‫(رخص رس‪7‬ول اهلل ‪ ‬لعب‪7‬دالرمحن‬ ‫*حديث أنس ‪ ‬ق‪7‬ال‪َّ :‬‬ ‫األدلة‬
‫دواء فت‪77‬داووا‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫‪ ‬ح‪77‬ديث أيب ال‪77‬درداء ‪ ‬ق‪77‬ال ‪َّ :‬‬
‫(إن اهلل أن‪77‬زل ال‪77‬داء وال‪77‬دواء‪ ،‬وجع‪77‬ل لك‪77‬ل داء ً‬ ‫ابن ع ‪77‬وف والزب ‪77‬ري بن الع ‪77‬وام يف لبس احلري ‪77‬ر‪ ،‬حلك ‪77‬ة ك ‪77‬انت‬
‫تداووا حبرام) [د‪ /‬ويف سنده مقال]‪.‬‬
‫هبما) [متفق]‪ ،‬فدل على جواز التداوي باحملرم حملل احلاجة‪.‬‬
‫‪ ‬عن أيب هري ‪77 7‬رة ‪ ‬ق‪77 7 7‬ال‪( :‬هنى رس ‪77 7‬ول اهلل ‪ ‬عن ال‪77 7 7‬دواء اخلبيث) [حم‪ /‬د‪ /‬ت‪/‬زاد ابن ماج ‪77 7‬ه‪ :‬يع ‪77 7‬ين‬
‫السم]‪.‬‬
‫القول األول‪( :‬جيوز التداوي بالنجاسات واحملرمات)‪ ،‬حملل احلاجة‪ ،‬وقد أمر ‪ ‬العرنيني أ ْن يشربوا من أبوال اإلبل [خ‪ /‬م] وهو مستقذر‪َّ ،‬‬
‫فدل ْأن احلاجة داعية‬ ‫الراجح‬
‫الستعمال مثل هذه األنواع من األدوية‬
‫(ال) إمث على من تداوى بالنجاسات احملرمات واشرتط‬
‫يأمث من تداوى بالنجاسات ولو كانت احلاجة تدعو لذلك‬ ‫بعضهم أ ْن (ال) جيد غريها من املباح‪ ،‬وأ ْن يأمره به‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫الطبيب املسلم العدل‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/880‬ودرر احلكام (‪ ،)319 /1‬والبحر الرائق (‪ ،)1/122‬والدر املختار وحاشية ابن عابدين (‪ ،)1/210‬واملدخل البن احلاج (‪،)132 /4‬‬
‫واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)923 /2‬وحتفة احملتاج (‪ ،)1/296‬وهناية احملتاج (‪ ،)8/14‬واملغين (‪ ،)9/423‬واإلقناع (‪ ،)4/314‬واالضطرار إىل‬ ‫مراجع المسألة‬
‫األطعمة‪ 7‬واألدوية احملرمة (ص‪ ،)147‬وأحكام األطعمة‪ 7‬يف الشريعة اإلسالمية‪( 7‬ص‪ ،)450‬واملسائل الطبية املستجدة يف ضوء الشريعة (ص‪)107‬‬

‫‪721‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫هل يجوز للمضطر األكل من الميتة حتى الشبع؟‬ ‫المسألة (‪)21‬‬
‫ذهب األئمة األربعة إىل جواز أكل املضطر للميتة إذا خاف على نفسه اهلالك‪ ،‬واختلفوا هل جيوز له األكل إىل حد الشبع‪ ،‬واخلالف على‬ ‫تحرير محل‬
‫قولني‬ ‫الخالف‬
‫الرمق‬
‫(ال) يأكل املضطر من امليتة إال ما ميسك َّ‬ ‫جيوز للمضطر أ ْن يأكل من امليتة إىل حد الشبع‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‪ /‬بعض املالكية‬ ‫مالك‬
‫هل املباح من أكل امليتة عند االضطرار مجيعها أو ما يسد به الرمق‪ ،‬يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ [البقرة‪]١٧٣:‬‬ ‫سبب الخالف‬ ‫‪720‬‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ ‪ &،‬الظاهر *قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ ‪ ،‬الظ‪7‬اهر أنَّه ال‬
‫األدلة‬
‫يأكل إال ما يسد به الرمق‪ ،‬فهو مضطر‪ ،‬والضرورة تقدر بقدرها‪.‬‬ ‫من اآلية جواز األكل من مجيع امليتة وليس يف فعله بغي وال عدوان‪.‬‬
‫ألن فعله خالف األصل‪ ،‬فال يتمادى يف ذلك‪َّ ،‬‬
‫ألن األصل حرمته‬ ‫القول الثاين‪( :‬ال يأكل املضطر من امليتة إال ما ميسك الرمق)‪ ،‬وذلك َّ‬ ‫الراجح‬
‫يأمث املضطر يف كل لقمة أكلها زيادة على سد الرمق‪ ،‬وال يأخذ معه‬ ‫(ال) يأمث املضطر لو أكل حىت الشبع‪ ،‬وجيوز له التزود من امليتة‬
‫للطريق‪ 7‬وال يتزود من امليتة‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫للطريق‪ 7‬حىت جيد غريها‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/881‬والتجريد للقدوري (‪ ،)12/6379‬والبناية شرح اهلداية (‪ ،)5/55‬والنوادر والزيادات (‪ ،)2/36‬والقوانني الفقهية (ص‪ ،)116‬ومنت أيب‬
‫شجاع (ص‪ ،)43‬وروضة الطالبني (‪ ،)3/283‬وكفاية النبيه (‪ ،)8/255‬واملغين (‪ ،)9/415‬واحملرر (‪ ،)2/192‬واالضطرار إىل األطعمة‪ 7‬واألدوية احملرمة (ص‪)61‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫هل يأكل المضطر من الميتة إن كان في سفر معصية؟‬ ‫المسألة (‪)22‬‬
‫مسافرا‪ 7‬سفر معصية‪،‬‬
‫مسافرا‪ ،‬واختلفوا لو كان ً‬‫مقيما أو ً‬ ‫ذهب األئمة األربعة إىل جواز أ ْن يأكل املضطر من امليتة إ ْن خاف على نفسه اهلالك‪ ،‬سواءً كان ً‬ ‫تحرير محل‬
‫اضطرارا؟‪ ،‬واخلالف على قولني‬
‫ً‬ ‫كمن سافر لقطع الطريق أو لشرب اخلمر أو للزنا وحنوه‪ ،‬فهل جيوز له أكل امليتة‬ ‫الخالف‬
‫جيوز للمضطر‪ 7‬أكل امليتة ولو كان عاصيًا يف سفره‬ ‫(ال) حيل للمضطر أكل امليتة إن ْكان عاصيًا بسفره‬
‫األقوال ونسبتها‬
‫أبو حنيفة‬ ‫مالك‪ /‬الشافعي‪ /‬أمحد‬ ‫‪721‬‬
‫االختالف يف مفهوم قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ (مل يذكره ابن رشد)‬ ‫سبب الخالف‬

‫*قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮊ [البقرة‪* :‬قوله تعاىل‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮊ ‪ ،‬وهذا ينطبق عليه أنَّه مضطر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومعتد‪ ،‬فال يرتخص بذلك‪.‬‬ ‫باغ يف سفره‬
‫‪ ،]١٧٣‬وهذا ٍ‬
‫‪ ‬قول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮊ [البق‪77‬رة‪ ،]١٩٥:‬وقول‪7‬ه تع‪7‬اىل‪ :‬ﮋﭹ ﭺ‬
‫ﭻﮊ [النس‪77‬اء‪ ،]٢٩:‬وه‪77‬ذا إذا (مل) يأك‪77‬ل فق‪77‬د ألقى بنفس‪77‬ه إىل التهلك‪77‬ة وقت‪77‬ل نفس‪77‬ه‪،‬‬ ‫والرخص ال تُناط باملعاصي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ألن األكل من امليتة ُرخصة‪ُّ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫األدلة‬
‫حمرم عليه‪.‬‬
‫وهذا َّ‬
‫ألن اجلهة منفك‪77‬ة‪ ،‬فه‪7‬و آمث بس‪77‬فره غ‪7‬ري آمث بأكل‪7‬ه‪ ،‬كمن ص‪7‬لَّى يف أرض مغص‪7‬وبة‪ ،‬فه‪7‬و‬ ‫‪َّ ‬‬
‫آمث للغصب‪ 7‬ومأجور على صالته‪.‬‬
‫عاصيا بسفره)‪ ،‬ألهَّنا رخصة تعني على التخفيف يف األسفار املباحة حلاجة اإلنسان‪ ،‬لو تاب حلل له أكلها‬
‫القول األول‪( :‬ال حيل للمضطر أكل امليتة إن ْكان ً‬ ‫الراجح‬

‫مضطرا‬
‫ً‬ ‫(ال) يأمث العاصي بسفره لو أكل من امليتة إ ْن كان‬ ‫مضطرا‪ 7‬لذلك‬
‫ً‬ ‫يأمث العاصي بسفره لو أكل من امليتة ولو كان‬ ‫ثمرة الخالف‬
‫بداية اجملتهد (‪ ،)1/881‬والتجريد للقدوري (‪ ،)2/901‬والغرة املنيفة (ص‪ ،)44 :‬والتفريع (‪ ،)1/320‬واإلشراف على نكت مسائل اخلالف (‪ ،)1/304‬واألم (‪،)2/277‬‬
‫وحبر املذهب (‪ ،)2/341‬واإلقناع (‪ ،)4/312‬ومطالب أويل النهى (‪ ،)6/319‬وأحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية (‪)472‬‬ ‫مراجع المسألة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫قال ابن رشد ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬يف هناية كتاب احلج (‪( :) 704 /1‬كان الفراغ منه يوم األربعاء التاسع من مجادى األوىل الذي هو عام أربعة ومثانني‬
‫عاما‪ ،‬أو حنوها‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪ .‬كان رضي اهلل عنه عزم حني تأليف‬‫ومخسمائة‪ ،‬وهو جزء من كتاب اجملتهد الذي وضعته منذ أزيد من عشرين ً‬
‫الكتاب أواًل أال يُثبت كتاب احلج‪ ،‬مث بدا له بعد فأثبته)‪7‬‬

‫‪720‬‬
‫اخلامتة‬
‫نسأل الكرمي حسن اخلامتة‪،،،‬‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة‪ 7‬والسلم على أشرف األنبياء واملرسلني‪ ،‬وبعد‪،،،‬‬
‫فق‪77‬د مت بفض‪77‬ل اهلل تع‪77‬اىل االنته‪77‬اء‪ 7‬من اجلزء (الث‪77‬اين) وع‪77‬دد مس‪77‬ائله (‪ )492‬مس‪77‬ألة‪ ،‬وه‪77‬و ش‪77‬امل لكت‪77‬اب‪( :‬الزك‪77‬اة)‪ ،‬و(الص‪77‬يام)‪ 7،‬و(احلج)‪ ،‬و(اجله‪77‬اد واألميان‬
‫والن ‪77‬ذور والض ‪77‬حايا وال ‪77‬ذبائح والص ‪77‬يد والعقيق ‪7‬ة‪ 7‬واألطعم ‪77‬ة واألش ‪77‬ربة)‪ ،‬ومعظم اخلالف في ‪77‬ه على ق ‪77‬ولني‪ ،‬مث على ثالث ‪77‬ة أق ‪77‬وال‪ ،‬مث على أربع ‪77‬ة أق ‪77‬وال‪ ،‬وين ‪77‬در‬
‫اخلالف يف املس‪77‬ائل على مخس‪77‬ة أق‪77‬وال أو أك‪77‬ثر‪ .‬وق‪77‬د ك‪77‬ان ع‪77‬دد املس‪77‬ائل املختل‪77‬ف فيه‪77‬ا على ق‪77‬ولني ( ‪ )340‬مس‪77‬ألة‪ ،‬وع‪77‬دد املس‪77‬ائل املختل‪77‬ف فيه‪77‬ا على ثالث‪77‬ة‬
‫أقوال (‪ )108‬مسائل‪ ،‬وعدد املسائل املختلف فيها على أربعة أقوال (‪ )32‬مسألة‪ ،‬وعدد املسائل املختل‪77‬ف فيه‪7‬ا على مخس‪77‬ة أق‪7‬وال (‪ )10‬مس‪77‬ائل‪ ،‬ومس‪7‬ألة‬
‫واحدة خمتلف فيها على ستة أقوال‪ ،‬ومسألة واحدة خمتلف فيها على سبعة أقوال‪.‬‬
‫نسأل الكرمي أ ْن يتقبل هذا العمل وجيعله يف ميزان احلسنات‪ ،‬وأ ْن يكون‪ 7‬من العلم الذي ينتفع به‪.‬‬
‫وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪،،،‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫الفهـ ــارس‬
‫‪721‬‬

‫وتشمل اآلتـ ــي‪:‬‬


‫فهرس المراجع‬ ‫أواًل ‪:‬‬
‫فهرس الموضوعات‬ ‫ثانيًا‪:‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫فهرس املراجع‬
‫‪720‬‬
‫اإلمجاع‪ ،‬أليب بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري‪ ،‬املتوىف سنة (‪319‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬فؤاد عبد املنعم أمحد‪ ،‬دار املسلم‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أحكام األطعمة يف الشريعة اإلسالمية‪( ،‬دراسة مقارنة)‪ ،‬للدكتور عبداهلل بن حممد الطريقي‪ ،‬طباعة بإذن رئاسة إدارة البحوث العلمية واالفتاء والدعوة واإلرشاد يف‬ ‫‪‬‬
‫اململكة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1404( ،‬هـ)‪.‬‬
‫أحكام البحر يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬للدكتور عبدالرمحن بن أمحد بن فايع ‪ ،‬طباعة دار األندلس اخلضراء للنشر والتوزيع جبدة‪ ،‬ودار ابن احلزم ببريوت‪ ،‬الطبعة األوىل (‬ ‫‪‬‬
‫‪1421‬هـ)‪.‬‬
‫أحكام أهل الذمة البن اجلوزي أحكام أهل الذمة‪ ،‬حملمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية (املتوىف‪751 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف ابن أمحد البكري‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬شاكر بن توفيق العاروري‪ ،‬طبعة رمادى للنشر ‪ -‬الدمام‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1997 - 1418 ،‬م‪.‬‬
‫احلنفي (ت‪683 :‬هـ)‪ ،‬عليها تعليقات‪ :‬الشيخ حممود أبو دقيقة‪ ،‬مطبعة‬
‫ّ‬ ‫االختيار لتعليل املختار‪ ،‬أليب الفضل‪ ،‬عبد اهلل بن حممود بن مودود املوصلي البلدحي‪ ،‬جمد الدين‬ ‫‪‬‬
‫احلليب ‪ -‬القاهرة‪ ،‬عام ‪1356‬هـ ‪1937 -‬م‪.‬‬
‫آراء ابن رشد احلفيد الفقهية‪ ،‬للباحث أويدروغو تديان‪ ،‬رسالة املاجستري بقسم الفقه باجلامعة اإلسالمية باملدينة‪ ،‬للعام اجلامعي ‪1430-1429‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستذكار‪ ،‬أليب عمر يوسف بن عبد اهلل ابن عبد الرب النمري القرطيب‪ ،‬املتوىف سنة (‪463‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد املعطي قلعجي‪ ،‬دار قتيبة للطباعة‪ ،‬بريوت‪ ،‬ودار الوعي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1413 :‬ﻫ‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫أسىن املطالب يف شرح روض الطالب‪ ،‬لزكريا بن حممد بن زكريا األنصاري‪ ،‬زين الدين أيب حيىي السنيكي (املتوىف‪926 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حممد تامر‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪‬‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪2001‬م‪.‬‬
‫أسهل املدارك شرح إرشاد السالك يف مذهب األئمة مالك‪ ،‬أليب بكر بن حسن الكشناوي‪ ،‬املكتبة العصرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احملرمة‪ ،‬للدكتور عبداهلل بن حممد الطريقي‪ ،‬مكتبة دار املعارف بالرياض‪ ،‬الطبعة األوىل (‪1413‬هـ)‪.‬‬
‫االضطرار إىل األطعمة واألدوية ّ‬ ‫‪‬‬
‫األطعمة وأحكام الصيد والذبائح‪ ،‬للدكتور صاحل بن فوزان الفوزان‪ ،‬مكتبة دار املعارف بالرياض‪ ،‬الطبعة األوىل (‪1408‬ه)‪.‬‬ ‫‪721‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلشراف على نكت مسائل اخلالف‪ ،‬للقاضي أيب حممد عبد الوهاب املالكي‪ ،‬املتوىف سنة (‪422‬ﻫ)‪ ،‬دار ابن القيم‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1420 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلقناع يف فقه اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬ملوسى بن أمحد بن موسى بن سامل بن عيسى بن سامل احلجاوي املقدسي‪ ،‬مث الصاحلي‪ ،‬شرف الدين‪ ،‬أبو النجا (املتوىف‪968 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫احملقق‪ :‬عبد اللطيف حممد موسى السبكي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار املعرفة بريوت ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫إعانة الطالبني‪ ،‬لعالمة أىب بكر املشهور بالسيد البكري ابن السيد السيد حممد شطا الدمياطي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إعالء السنن‪ ،‬للمحدث ظفر أمحد العثمان التهانوي‪ ،‬وحتقيق تعليق حممد تقي عثمان‪ ،‬طباعة إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية بباكستان‪ ،‬الطبعة الثالثة (‪1415‬ه)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األم‪ ،‬لإلمام الشافعي‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد املطلب بن عبد مناف املطليب القرشي املكي (املتوىف‪204 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1400‬هـ‪ .‬األم‪ ،‬وطبعة دار املعرفة‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ ،‬لعالء الدين أيب احلسن علي املرداوي‪ ،‬املتوىف سنة (‪885‬ﻫ)‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األوسط يف السنن واإلمجاع واالختالف‪ ،‬أليب بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري (املتوىف‪319:‬هـ)‪ ،‬حتقيق ‪ :‬أبو محاد صغري أمحد بن حممد حنيف‪ ،‬دار طيبة ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫الرياض ‪ -‬السعودية‪ ،‬الطبعة ‪ :‬األوىل ‪ 1405 -‬هـ‪.‬‬
‫إيثار اإلنصاف يف آثار اخلالف‪ ،‬ليوسف بن قزأوغلي بن عبد اهلل‪ ،‬أيب املظفر‪ ،‬مشس الدين‪ ،‬املتوىف ‪654‬هــ‪ ،‬حتقيق‪ ،‬ناصر العلي الناصر اخلليفي‪ ،‬دار السالم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل‪1408 :‬هـ‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫األوسط يف السنن واإلمجاع واخلالف‪ ،‬أليب بكر حممد بن إبراهيم ابن املنذر‪ ،‬املتوىف سنة (‪318‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬أبو محاد صغري أمحد‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1405 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪ ،‬لزين الدين بن إبراهيم بن حممد‪ ،‬املعروف بابن جنيم املصري‪( 7‬ت‪970 :‬هـ)‪ ،‬ويف آخره‪ :‬تكملة البحر الرائق حملمد بن حسني بن علي‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القادري (ت بعد ‪ 1138‬هـ)‪ ،‬وباحلاشية‪ :‬منحة اخلالق البن عابدين‪ ،‬عن دار الكتاب‬
‫ّ‬ ‫احلنفي‬
‫ّ‬ ‫الطوري‬
‫ّ‬
‫حبر املذهب (يف فروع املذهب الشافعي)‪ ،‬للروياين‪ ،‬أبو احملاسن عبد الواحد بن إمساعيل (ت ‪ 502‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬طارق فتحي السيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬ ‫‪720‬‬

‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬لإلمام ابن رشد القرطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو الزهراء حازم القاضي‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬طبع سنة (‪1415‬ﻫ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬لعالء الدين أيب بكر الكاساين‪ ،‬املتوىف سنة (‪587‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي معوض‪ ،‬وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1406 :‬‬ ‫‪‬‬
‫ﻫ‪..‬‬
‫البناية شرح اهلداية‪ ،‬أليب حممد حممود بن أمحد بن موسى بن أمحد بن حسني الغيتاىب احلنفى بدر الدين العيىن (املتوىف‪855 :‬هـ)‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1420 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫البيان شرح املهذب‪ ،‬أليب احلسني حيىي بن أيب اخلري العمراين‪ ،‬املتوىف سنة (‪558‬ﻫ)‪ ،‬عناية‪ :‬قاسم حممد النوري‪ ،‬دار املنهاج‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البيان يف مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬أليب احلسني حيىي بن أيب اخلري بن سامل العمراين اليمين الشافعي (املتوىف‪558 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق قاسم حممد النوري‪ ،‬طبعة دار املنهاج ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1421 ،‬هـ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫البيان والتحصيل‪ ،‬أليب الوليد ابن رشد القرطيب‪ ،‬املتوىف سنة (‪520‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1408 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التاج واإلكليل ملختصر خليل‪ ،‬حملمد بن يوسف بن أيب القاسم بن يوسف العبدري الغرناطي‪ ،‬أبو عبد اهلل املواق املالكي (املتوىف‪897 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫األوىل‪1416 ،‬هـ‪1994-‬م‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫تأريخ اإلسالم ووفيات املشاهري واألعالم‪ ،‬للحافظ مشس الدين حممد بن أمحد الذهيب‪ ،‬املتوىف سنة (‪748‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عمر عبد السالم تدمري‪ ،‬دار الكتاب العريب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬
‫تأريخ قضاة األندلس‪ ،‬أليب احلسن النباهي األندلسي‪ ،‬املتوىف سنة (‪793‬ﻫ)‪ ،‬ضبط وتعليق‪ :‬د‪ .‬مرمي قاسم طويل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1415 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التبصرة‪ 7،‬لعلي بن حممد الربعي‪ ،‬أيب احلسن‪ ،‬املعروف باللخمي (املتوىف‪ 478 :‬هـ)‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬الدكتور أمحد عبد الكرمي جنيب‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬قطر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1432 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪.‬‬ ‫‪721‬‬

‫تبيني احلقائق شرح كنـز الدقائق‪ ،‬لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي احلنفي‪ ،‬املتوىف سنة (‪743‬ﻫ)‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1313 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حتفة احلبيب على شرح اخلطيب = حاشية البجريمي على اخلطيب‪ ،‬لسليمان بن حممد بن عمر البُ َجْيَرِم ّي املصري الشافعي (املتوىف‪1221 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬هـ ‪1995 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حتفة الفقهاء‪ ،‬لعالء الدين السمرقندي‪( ،‬املتوىف سنة ‪539‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1414 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املصري (املتوىف سنة‪804 :‬هـ) حتقيق‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الشافعي‬
‫ّ‬ ‫حتفة احملتاج إىل أدلة املنهاج (على ترتيب املنهاج للنووي)‪ ،‬البن املل ّقن‪ ،‬سراج الدين‪ ،‬أبو حفص‪ ،‬عمر بن علي بن أمحد‬ ‫‪‬‬
‫عبداهلل ابن سعاف اللّحياين‪ ،‬عن دار حراء‪ ،‬الطبعة األوىل‪ - ،‬مكة املكرمة‪ ،‬عام ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫التدريب يف الفقه الشافعي املسمى بـ «تدريب املبتدي وهتذيب املنتهي»‪ ،‬لسراج الدين أيب حفص عمر بن رسالن البلقيين الشافعي ومعه‪« 7‬تتمة التدريب» لعلم الدين‬ ‫‪‬‬
‫صاحل ابن الشيخ سراج الدين البلقيين ‪-‬رمحه اهلل‪ ،-‬حققه وعلق عليه‪ :‬أبو يعقوب نشأت بن كمال املصري‪ 7،‬دار القبلتني‪ ،‬الرياض ‪ -‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫األوىل‪ 1433 ،‬هـ ‪ 2012 -‬م‪.‬‬
‫التذكرة يف الفقه الشافعي البن امللقن‪ ،‬سراج الدين أيب حفص‪ ،‬عمر بن علي بن أمحد الشافعي املصري‪( 7‬املتوىف سنة‪804 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسن حممد حسن‬ ‫‪‬‬
‫إمساعيل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1427 ،‬هـ ‪ 2006 -‬م‪.‬‬
‫التفريع يف فقه اإلمام مالك بن أنس‪ ،‬أليب القاسم عبيد اهلل بن احلسني بن احلسن بن اجلالب البصري‪ 7،‬املتوىف سنة (‪378‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬سيد كسروي‪ 7،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األوىل ‪1428‬هـ‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫َّهان (املتوىف‪592 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬صاحل بن ناصر ابن‬
‫تقومي النظر يف مسائل خالفية ذائعة‪ ،‬ونبذ مذهبية نافعة‪ ،‬حملمد بن علي بن شعيب‪ ،‬أيب شجاع‪ ،‬فخر الدين‪ ،‬ابن الد َّ‬ ‫‪‬‬
‫صاحل اخلزمي‪ ،‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1422 ،‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫التلخيص احلبري‪ ،‬ألمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين‪ ،‬املتوىف سنة (‪852‬ﻫ)‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬الطبعة األوىل‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التلقني يف الفقة املالكي‪ ،‬أليب حممد عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعليب البغدادي املالكي (املتوىف‪422 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أيب أويس حممد بو خبزة احلسين التطواين‪ ،‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬هـ‪.‬‬ ‫‪720‬‬

‫ريازي (املتوىف سنة‪476 :‬هـ)‪ ،‬عن دار عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪.‬‬


‫الش ّ‬ ‫افعي‪ ،‬أليب إسحاق‪ ،‬إبراهيم بن علي بن يوسف ّ‬ ‫الش ّ‬‫التنبيه يف الفقه ّ‬ ‫‪‬‬
‫واملخَتلَطَِة‪ ،‬لعياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصيب السبيت‪ ،‬أيب الفضل (املتوىف‪544 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬الدكتور حممد‬ ‫ِ‬ ‫ات الْمسَتْنبَطةُ على ال ُكتُ ِ‬
‫ب الْ ُم َد َّونَة ْ‬ ‫بيه ُ ُ ْ‬‫التْن َ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫الوثيق‪ ،‬الدكتور عبد النعيم محييت‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1432 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪.‬‬
‫التهذيب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬حمليي السنة‪ ،‬أيب حممد‪ ،‬احلسني بن مسعود بن حممد بن الفراء البغوي الشافعي (املتوىف‪ 516 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫علي حممد معوض‪ 7،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1418 ،‬هـ ‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫التهذيب يف اختصار املدونة‪ ،‬خللف بن أيب القاسم حممد‪ ،‬األزدي القريواين‪ ،‬أبو سعيد ابن الرباذعي املالكي (املتوىف‪372 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جامع األمهات‪ ،‬جلمال الدين بن عمر ابن احلاجب املالكي‪ ،‬املتوىف سنة (‪646‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو عبد الرمحن األخضر األخضري‪ 7،‬اليمامة بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1421 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جامع البيان يف تأويل القرآن‪ 7،‬حملمد بن جرير بن يزيد بن كثري بن غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر الطربي (املتوىف‪310 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ،‬طبعة‪ :‬مؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫الرسالة‪ .‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1420 ،‬هـ ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫اجلامع ألحكام القرآن للقرطيب‪ ،‬أليب عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح األنصاري اخلزرجي مشس الدين القرطيب (املتوىف ‪671 :‬هـ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جالء األفهام يف فضل الصالة والسالم على حممد خري األنام‪ ،‬البن القيم اجلوزية‪ ،‬مكتبة دار الرتاث باملدينة املنورة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1413( :‬هـ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جواهر اإلكليل‪ ،‬للشيخ صاحل عبد السميع اآليب األزهري‪ 7،‬املكتبة الثقافية‪ ،‬بريوت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪ ‬اجلوهرة النرية‪ ،‬أليب بكر بن علي بن حممد احلدادي العبادي َّ ِ‬
‫الزبِيد ّ‬
‫ي اليمين احلنفي (املتوىف‪800 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة اخلريية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1322 ،‬هـ‬
‫‪ ‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري‪ ،‬للعالمة مشس الدين حممد عرفة الدسوقي‪ ،‬طباعة عيسى البايب احلليب وشركاؤه‪.‬‬
‫‪ ‬حاشية السندي على سنن ابن ماجه كفاية احلاجة يف شرح سنن ابن ماجه‪ ،‬حملمد بن عبد اهلادي التتوي‪ ،‬أبو احلسن‪ ،‬نور الدين السندي (املتوىف‪1138 :‬هـ)‪ ،‬طبعة‪ :‬دار‬
‫اجليل ‪ -‬بريوت‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫‪ ‬حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباين‪ ،‬أليب احلسن‪ ،‬علي بن أمحد بن مكرم الصعيدي العدوي (املتوىف‪1189 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد البقاعي‪ ،‬دار‬ ‫‪721‬‬

‫الفكر ‪ -‬بريوت‪1414 ،‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬


‫‪ ‬احلاوي الكبري‪ ،‬أليب احلسن علي بن حممد بن حبيب املاودري (املتوىف‪450 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي معوض‪ ،‬وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1414 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬احلجة على أهل املدينة‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬حممد بن احلسن بن فرقد الشيباين‪ ،‬املتوىف ‪189‬هـ‪ ،‬حتقيق‪ :‬مهدي حسن الكيالين القادري‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت ‪ -‬الطبعة الثالثة ‪1403‬هـ‪.‬‬
‫الشافعي (املتوىف‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الفارقي‪ ،‬امللّقب فخر اإلسالم‪ ،‬املستظهري‬
‫ّ‬ ‫الشاشي القفال‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬حلية العلماء يف معرفة مذاهب الفقهاء‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬حممد بن أمحد بن احلسني بن عمر‪،‬‬
‫الرسالة ببريوت ‪ ،‬ودار األرقم بعمان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عام ‪1980‬م‪.‬‬ ‫‪507‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬ياسني أمحد إبراهيم درادكة‪ ،‬عن مؤسسة ّ‬
‫‪ ‬درر احلكام شرح غرر األحكام‪ ،‬حملمد بن فرامرز بن علي الشهري مبال ‪-‬أو منال أو املوىل‪ -‬خسرو (املتوىف‪885 :‬هـ)‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫‪ ‬دقائق أويل النهى لشرح املنتهى‪ ،‬املعروف بشرح منتهى اإلرادات‪ ،‬ملنصور بن يونس بن صالح الدين بن حسن بن إدريس البهويت احلنبلي‪ ،‬املتوىف ‪1051‬هـ‪ ،‬عامل‬
‫الكتب‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1414‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬الدماء يف اإلسالم‪ ،‬للشيخ عطية بن حممد سامل‪ ،‬طباعة دار اليسر للنشر والتوزيع بالقاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل (‪1418‬ه)‪.‬‬
‫‪ ‬الديباج املذهب يف معرفة أعيان علماء املذهب‪ ،‬البن فرحون املالكي‪ ،‬املتوىف سنة (‪799‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد أبو النور‪ ،‬مكتبة دار الرتاث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬الذخرية‪ ،‬أليب العباس شهاب الدين أمحد بن إدريس بن عبد الرمحن املالكي الشهري بالقرايف (املتوىف‪684 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق حممد حجي‪ ،‬سعيد أعراب‪ ،‬حممد بو خبزة‪ ،‬طبعة‪:‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1994 ،‬م‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫رد احملتار على الدر املختار = حاشية ابن عابدين‪ ،‬البن عابدين‪ ،‬حممد أمني بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي احلنفي (ت‪1252 :‬هـ)‪ ،‬عن دار الفكر‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪‬‬
‫بريوت‪ ،‬عام ‪1412‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫الرسالة‪ ،‬أليب حممد عبد اهلل بن (أيب زيد) عبد الرمحن النفزي‪ ،‬القريواين‪ ،‬املالكي (املتوىف‪386 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الروض املربع شرح زاد املستنقع‪ ،‬ملنصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى احلنبلى (املتوىف‪1051 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الروض الندي شرح كايف املبتدي ‪ -‬يف فقه إمام السنة أمحد بن حنبل الشيباين رضي اهلل عنه‪ ،‬ألمحد بن عبد اهلل بن أمحد البعلي (‪ 1189 - 1108‬هـ)‪ ،‬أشرف على‬ ‫‪720‬‬ ‫‪‬‬
‫طبعه وتصحيحه‪ :‬فضيلة الشيخ عبد الرمحن حسن حممود‪ ،‬من علماء األزهر‪ ،‬الناشر‪ :‬املؤسسة السعيدية ‪ -‬الرياض‪.‬‬
‫روضة الطالبني‪ ،‬لإلمام أيب زكريا حمي الدين بن شرف النووي‪( ،‬املتوىف سنة ‪676‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عادل عبد املوجود‪ ،‬وعلي معوض‪ ،‬املكتب اإلسالمي بإشراف زهري الشاويش‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫روضة املستبني يف شرح كتاب التلقني‪ ،‬أليب حممد‪ ،‬وأيب فارس‪ ،‬عبد العزيز بن إبراهيم بن أمحد القرشي التميمي التونسي املعروف بابن بزيزة (املتوىف‪ 673 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عبداللطيف زكاغ‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2010 -‬م‪.‬‬
‫زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬البن قيم اجلوزية‪ ،‬املتوىف سنة (‪751‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬وعبد القادر األرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة العاشرة‪1405 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السبيل املرشد إىل بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬للدكتور عبداهلل العبادي‪ ،‬مطبوع هبامش شرح بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والرتمجة مبصر‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫اخلامسة ( ‪1433‬ه)‪.‬‬
‫القزويين‪( ،‬ت‪273 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬عن دار إحياء الكتب العربيّة ‪ -‬فيصل عيسى البايب احلليب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫سنن ابن ماجه‪ ،‬البن ماجه‪ ،‬أيب عبد اهلل‪ ،‬حممد بن يزيد‬ ‫‪‬‬
‫الس ِج ْستاين (ت‪275 :‬هـ)‪ ،‬احملقق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬عن‬ ‫سنن أيب داود‪ ،‬أليب داود‪ ،‬سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي ِّ‬ ‫‪‬‬
‫املكتبة العصريّة‪ ،‬صيدا ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫سنن الرتمذي‪ ،‬أليب عيسى‪ ،‬حممد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الرتمذي‪( ،‬ت‪279 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق وتعليق‪ :‬أمحد حممد شاكر و حممد فؤاد عبد الباقي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وإبراهيم عطوة عوض‪ ،‬عن شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البايب احلليب‪ ،‬ط‪ ،2‬مصر‪ 7،‬عام ‪1395‬هـ ‪1975 -‬م‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫الدارقطين (ت‪385 7:‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب االرنؤوط‪ ،‬حسن‬‫ّ‬ ‫البغدادي‬
‫ّ‬ ‫الدارقطين‪ ،‬أليب احلسن‪ ،‬علي بن عمر بن أمحد بن مهدي بن مسعود ابن النعمان ابن دينار‬ ‫ّ‬ ‫سنن‬ ‫‪‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬عام ‪ 1424‬هـ ‪ 2004 -‬م‪.‬‬ ‫عبداملنعم شليب‪ ،‬عبد اللطيف حرز اهلل‪ ،‬أمحد برهوم عن ّ‬
‫البيهقي (ت‪458 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد املعطي أمني قلعجي‪ ،‬عن جامعة‬ ‫ّ‬ ‫للبيهقي‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلُ ْسَر ْو ِجردي‪ 7،‬اخلراساينّ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الصغرى‬
‫السنن ّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫الدراسات اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬كراتشي ‪ -‬باكستان‪ ،‬عام ‪1410‬هـ ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫البيهقي (ت‪458 7:‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد عبد القادر عطا‪ ،‬عن دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫ردي اخلراساين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫السنن الكربى‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬أمحد بن احلسني بن علي بن موسى اخلُ ْسَر ْوج ّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫‪721‬‬

‫ط‪ ،3‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬عام ‪1424‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬


‫النسائي (ت‪303 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حسن عبد املنعم شليب‪ ،‬عن مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫السنن الكربى‪ ،‬أليب عبد الرمحن‪ ،‬أمحد بن شعيب بن علي اخلراساينّ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫بريوت‪ ،‬عام ‪1421‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫َّسائي (ت‪303 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪،‬‬
‫َّسائي‪ ،‬أيب عبد الرمحن‪ ،‬أمحد بن شعيب بن علي اخلراساينّ‪ ،‬الن ّ‬ ‫الصغرى للن ّ‬
‫السنن ّ‬
‫السنن = ُّ‬
‫سنن النّسائي = اجملتىب من ُّ‬ ‫‪‬‬
‫عن مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،2‬عام ‪1406‬هـ ‪1986 -‬هـ‪.‬‬
‫سري أعالم النبالء‪ ،‬لشمس الدين حممد بن أمحد الذهيب‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1402 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شجرة النور الزكية يف طبقات املالكية‪ ،‬حملمد بن حممد خملوف‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬لبنان‪ ،‬املطبوعة باألوفست عن الطبعة األوىل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شذرات الذهب يف أخبار من ذهب‪ ،‬البن العماد‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬دمشق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي‪ ،‬لشمس الدين حممد بن عبد اهلل الزركشي املصري احلنبلي (املتوىف سنة‪772 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق عبد املنعم خليل إبراهيم دار الكتب‬ ‫‪‬‬
‫العلمية ‪1423‬هـ‪.‬‬
‫شرح د‪ .‬عبد اهلل بن إبراهيم الزاحم على بداية اجملتهد وهناية املقتصد (منهج املستوى األول والثاين لطالب كلية الشريعة باجلامعة اإلسالمية)‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األوىل (‪1431‬ﻫ)‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪ ‬شرح صحيح البخارى البن بطال‪ ،‬املؤلف‪ :‬ابن بطال أبو احلسن علي بن خلف بن عبد امللك (املتوىف‪449 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو متيم ياسر بن إبراهيم‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة‬
‫الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‬
‫‪ ‬الشرح الصغري‪ ،‬أليب الربكات أمحد بن حممد الدردير‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪ ‬شرح العمدة‪ ،‬لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬حتقيق‪ :‬سعود بن صاحل العطيشان‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪1412 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬شرح العالمة أمحد بن حممد الربنسي الفاسي املعروف بزروق‪( ،‬املتوىف سنة ‪899‬هـ) على منت الرسالة البن أيب زيد القريواين‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‬
‫‪720‬‬

‫‪1427‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬الشرح الكبري‪ ،‬لشمس الدين أيب الفرج عبد الرمحن ابن قدامة املقدسي‪( ،‬املتوىف سنة ‪682‬ﻫ)‪ ،‬أشرف على طباعته‪ :‬حممد رشيد رضا‪.‬‬
‫‪ ‬شرح الكنـز ملال مسكني‪ ،‬ملعني الدين حممد بن عبد اهلل اهلروي‪ ،‬املتوىف سنة (‪954‬ﻫ)‪ ،‬ضبط وتصحيح‪ :‬حممود عمر الدمياطي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪:‬‬
‫‪2008‬م‪.‬‬
‫‪ ‬شرح خمتصر خليل للخرشي‪ ،‬حملمد بن عبد اهلل اخلرشي املالكي‪ ،‬أيب عبد اهلل (املتوىف‪1101 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ ،‬للعالمة الشيخ حممد بن صاحل العثيمني‪ ،‬دار ابن اجلوزي‪ 7،‬الطبعة األوىل‪1422 :‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬شفاء الغليل يف حل مقفل خليل‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬حممد بن أمحد بن حممد بن حممد بن علي بن غازي العثماين املكناسي (املتوىف‪919 :‬هـ)‪ ،‬دراسة وحتقيق‪ :‬الدكتور أمحد‬
‫ابن عبد الكرمي جنيب‪ ،‬مركز جنيبويه للمخطوطات وخدمة الرتاث‪ ،‬القاهرة ‪ -‬مجهورية مصر العربية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1429 ،‬هـ ‪ 2008 -‬م‪.‬‬
‫اإلسالمي ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النيسابوري (ت‪311 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ /‬حممد مصطفى األعظمي‪ ،‬عن املكتب‬ ‫ّ‬ ‫السلمي‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬صحيح ابن خزمية‪ ،‬أليب بكر‪ ،‬حممد بن إسحاق بن خزمية‬
‫اجلعفي‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد زهري بن ناصر‬
‫ّ‬ ‫البخاري‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬صحيح البخاري = اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل ‪ ‬وسننه وأيامه‪ ،‬أليب عبداهلل‪ ،‬حممد بن إمساعيل‬
‫الناصر‪ ،‬عن دار طوق النّجاة‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫النيسابوري (ت‪261 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ ‬صحيح مسلم = املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل ‪ ،‬لإلمام مسلم بن احلجاج‪ ،‬أيب احلسن القشريي‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫العريب ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬عن دار إحياء الرتاث ّ‬
‫العزيز شرح الوجيز‪ ،‬لإلمام أيب القاسم عبد الكرمي القزويين‪ ،‬املتوىف سنة (‪623‬ﻫ‪ ،‬حتقيق‪ :‬علي معوض‪ ،‬وعادل عبد املوجود‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1417‬ﻫ‪.‬‬
‫العدة شرح العمدة‪ ،‬لعبد الرمحن بن إبراهيم بن أمحد‪ ،‬أيب حممد هباء الدين املقدسي (املتوىف سنة‪624 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬صالح بن حممد عويضة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1426 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عقد اجلواهر الثمينة يف مذهب عامل املدينة‪ ،‬للشيخ جالل الدين عبد اهلل ابن شاش‪ ،‬املتوىف سنة (‪616‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد أبو األجفان‪ ،‬وعبداحلفيظ منصور‪ ،‬دار‬ ‫‪721‬‬ ‫‪‬‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪1415 :‬ﻫ‪.‬‬
‫عمدة الفقه‪ ،‬أليب حممد‪ ،‬موفق الدين عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي‪ ،‬الشهري بابن قدامة املقدسي (املتوىف‪620 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أمحد حممد عزوز‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬الطبعة‪1425 :‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫العناية يف شرح اهلداية‪ ،‬لكمال الدين حممد بن حممود البابريت‪ ،‬املتوىف سنة (‪786‬ﻫ)‪( ،‬مع فتح القدير)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عيون األنباء يف طبقات األطباء‪ ،‬ملوفق الدين أمحد بن القاسم املعروف بان أيب أصيبعة‪ ،‬املتوىف سنة (‪668‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1419 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة‪ ،‬لعمر بن إسحاق بن أمحد اهلندي الغزنوي‪ ،‬سراج الدين‪ ،‬أيب حفص احلنفي (املتوىف‪773 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد زاهد‬ ‫‪‬‬
‫بن احلسن الكوثري‪ 7،‬مكتبة أيب حنيفة ‪1988‬م‪.‬‬
‫فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ألمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين‪ ،‬املتوىف سنة (‪852‬ﻫ)‪ ،‬دار السالم‪ ،‬الطبعة األوىل‪1421 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فتح العزيز يف شرح الوجيز‪ ،‬لإلمام أيب القاسم عبد الكرمي بن حممد الرافعي القزويين‪( ،‬املتوىف سنة‪623 :‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فتح القدير‪ ،‬لكمال الدين‪ ،‬حممد بن عبد الواحد السيواسي‪ ،‬املعروف بابن اهلمام‪ ،‬املتوىف ‪861‬هـ‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فتح املعني بشرح قرة العني مبهمات الدين‪ ،‬لزين الدين‪ ،‬أمحد بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي املعربي املليباري اهلندي‪ ،‬املتوىف ‪987‬هـ‪ ،‬دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األوىل‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫فتح باب العناية بشرح النقاية‪ ،‬لعلي بن سلطان حممد القاري احلنيفي احلنفي‪ ،‬املتوىف سنة ‪1014‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفروع ‪ ،‬حملمد بن مفلح بن حممد بن مفرج‪ ،‬أيب عبد اهلل‪ ،‬مشس الدين املقدسي الراميين مث الصاحلي احلنبلي (املتوىف‪763 :‬هـ)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫الفقه املنهجي على مذهب اإلمام الشافعي ‪-‬رمحه اهلل تعاىل‪ ،-‬للدكتور ُمصطفى اخلِ ْن‪ ،‬والدكتور ُمصطفى البُغا‪ ،‬علي ّ‬
‫الش ْرجبي‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دمشق‪ ،‬الطبعة‪ :‬الرابعة‪ 1413 ،‬هـ ‪ 1992 -‬م‪.‬‬‫‪720‬‬

‫‪ ‬فقه سعيد بن املسيب‪ ،‬إعداد د‪ .‬هاشم مجيل عبد اهلل‪ ،‬ط أوىل مطبعة اإلرشاد ‪1394‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬الفواكه الدواين‪ ،‬للشيخ أمحد بن غنيم النفراوي‪ ،‬املتوىف سنة (‪1126‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬ﻫ‪.‬‬
‫‪ ‬فيض القدير شرح اجلامع الصغري‪ ،‬زين الدين حممد املدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفني بن علي بن زين العابدين احلدادي مث املناوي القاهري (املتوىف‪1031 :‬هـ)‪ ،‬ط‬
‫‪1356 ،1‬هـ ‪ -‬املكتبة التجارية الكربى ‪ -‬مصر ‪.-‬‬
‫‪ ‬القوانني الفقهية يف تلخيص مذهب املالكية‪ ،‬والتنبيه على مذهب الشافعية واحلنفية واحلنبلية‪ ،‬لأيب القاسم حممد بن أمحد بن جزي الغرناطي الكليب‪ ،‬املتوىف سنة (‬
‫‪741‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق أ‪.‬د‪ .‬حممد بن سيدي حممد موالي‪ .‬طبع دار النفائس ببريوت ط‪ 1‬عام ‪ ،1425‬ووزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الكايف يف فقه اإلمام أمحد‪ ،‬ألب حممد موفق الدين عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة اجلماعيلي املقدسي مث الدمشقي احلنبلي‪ ،‬الشهري بابن قدامة املقدسي (املتوىف‪:‬‬
‫‪620‬هـ)‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ ‬الكايف يف فقه أهل املدينة‪ ،‬أليب عمر‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب بن عاصم النمري القرطيب (املتوىف سنة‪463 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حممد أحيد ولد ماديك‬
‫املوريتاين‪ ،‬مكتبة الرياض احلديثة‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1400 ،‬هـ‪1980/‬م‪.‬‬
‫‪ ‬كتاب اخلصال‪ ،‬أليب بكر حممد بن يبقى بن زرب‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد احلميد العلمي‪ ،‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية باملغرب ‪1426‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬كشاف القناع عن منت اإلقناع‪ ،‬ملنصور بن يونس البهويت‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد أمني الضنّاوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫علي‬ ‫ِ‬
‫الشافعي (ت‪829 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫احلصين‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تقي ال ّدين‪ ،‬أيب بكر بن حممد بن عبد املؤمن بن حريز بن معلى احلسيين‬
‫حل غاية االختصار‪ ،‬ل ِّ‬
‫كفاية األخيار يف ّ‬ ‫‪‬‬
‫وحممد وهيب سليمان‪ ،‬دار اخلري‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دمشق ‪ -‬سورية‪ ،‬عام ‪1994‬م‪.‬‬ ‫عبداحلميد بلطجي ّ‬
‫كفاية الطالب الرباين لرسالة ابن أيب زيد القرواين‪ ،‬أليب احلسن املالكي‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف الشيخ حممد البقاعي‪ ،‬دار الفكر‪1412 ،‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اللباب يف اجلمع بني السنة والكتاب‪ ،‬جلمال الدين أيب حممد‪ ،‬علي بن أيب حيىي زكريا بن مسعود األنصاري اخلزرجي املنبجي‪ ،‬املتوىف ‪686‬هـ‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حممد فضل‬ ‫‪‬‬
‫عبدالعزيز املراد‪ ،‬دار القلم‪ /‬الدار الشامية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1414‬هـ‪.‬‬ ‫‪721‬‬

‫الشافعي (املتوىف سنة‪415 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الكرمي بن صنيتان العمري‪،‬‬


‫ّ‬ ‫اللباب يف الفقه الشافعي‪ ،‬ألمحد بن حممد بن أمحد بن القاسم الضيب‪ ،‬أيب احلسن ابن احملاملي‬ ‫‪‬‬
‫دار البخاري‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1416 ،‬هـ‪.‬‬
‫املبدع يف شرح املقنع‪ ،‬إلبراهيم بن حممد بن عبد اهلل بن حممد ابن مفلح‪ ،‬أيب إسحاق‪ ،‬برهان الدين (املتوىف‪884 :‬هـ)‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪1400‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املبسوط‪ ،‬حملمد بن أمحد بن أيب سهل مشس األئمة السرخسي (املتوىف‪483 :‬هـ)‪ ،‬دار املعرفة ‪ -‬لبنان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جملة البحوث اإلسالمية‪ ،‬حبث (الزيتون أحكامه الفقهية وفوائده) (‪ )341 /79‬للدكتور عبداهلل حممد الصاحل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جممع األهنر يف شرح ملتقى األحبر‪ ،‬لعبد الرمحن بن حممد بن سليمان املدعو بشيخي زاده‪ ،‬يعرف بداماد أفندي (املتوىف‪1078 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جمموع الفتاوى‪ ،‬لتقي الدين‪ ،‬أيب العباس‪ ،‬أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين (املتوىف‪728 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬جممع امللك فهد لطباعة‬ ‫‪‬‬
‫املصحف الشريف‪ ،‬املدينة النبوية‪1416 ،‬هـ‪1995/‬م‪.‬‬
‫اجملموع شرح املهذب‪ ،‬لإلمام أيب زكريا حمي الدين بن شرف النووي‪ ،‬املتوىف سنة (‪676‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احملرر يف الفقه على مذهب اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬أليب الربكات‪ ،‬جمد الدين‪ ،‬عبد السالم بن عبد اهلل بن اخلضر بن حممد بن تيمية احلراين‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1404‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احمللى‪ ،‬أليب حممد‪ ،‬علي بن أمحد ابن حزم‪ ،‬املتوىف سنة (‪456‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫احمليط الربهاين يف الفقه النعماين‪ ،‬للعالمة برهان الدين ابن مازة البخاري احلنفي‪ ،‬املتوىف سنة (‪616‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الكرمي سامي اجلندي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األوىل‪1424 :‬ﻫ‪.‬‬
‫املختصر الفقهي‪ ،‬البن عرفة‪ ،‬حممد بن حممد ابن عرفة الورغمي التونسي املالكي‪ ،‬أيب عبد اهلل (املتوىف‪ 803 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬حافظ عبد الرمحن حممد خري‪ ،‬مؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫خلف أمحد احلبتور لألعمال اخلريية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1435 ،‬هـ ‪ 2014 -‬م‪.‬‬
‫خمتصر القدوري‪ ،‬أليب احلسن أمحد بن حممد القدوري‪ ،‬املتوىف سنة (‪428‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 :‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪720‬‬

‫األم‪ ،‬عن دار املعرفة‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬عام ‪1410‬هـ‬


‫‪ ‬خمتصر املزينّ يف فروع الشافعيّة‪ ،‬أليب إبراهيم إمساعيل بن حيىي بن إمساعيل املزينّ (املتوىف سنة‪264 :‬هـ)‪ ،‬مطبوع مع ّ‬
‫‪1990 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬املدخل أليب عبد اهلل حممد بن حممد بن حممد العبدري الفاسي املالكي الشهري بابن احلاج (املتوىف‪737 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرتاث‬
‫‪ ‬املدونة‪ ،‬ملالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي املدين (املتوىف‪179 :‬هـ)‪ ،‬طبعة دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1415 ،‬هـ ‪1994 -‬م‬
‫مراتب اإلمجاع يف العبادات واملعامالت واالعتقادات‪ ،‬أليب حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطيب الظاهري (املتوىف ‪456 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫مراقي الفالح شرح منت نور اإليضاح‪ ،‬حلسن بن عمار بن علي الشرمباليل املصري احلنفي‪ ،‬املتوىف ‪1069‬هـ‪ ،‬املكتبة العصرية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مسائل أمحد بن حنبل رواية ابنه عبد اهلل‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين (املتوىف‪241 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري الشاويش‪ ،‬املكتب اإلسالمي‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1401 ،‬هـ ‪1981‬م‪.‬‬
‫الس ِج ْستاين (املتوىف‪275 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫مسائل اإلمام أمحد رواية أيب داود السجستاين‪ ،‬أليب داود‪ ،‬سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشري بن شداد بن عمرو األزدي ِّ‬ ‫‪‬‬
‫أيب معاذ طارق بن عوض اهلل بن حممد‪ ،‬مكتبة ابن تيمية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1420 ،‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫مسائل اإلمام أمحد بن حنبل رواية ابن أيب الفضل صاحل [‪203‬هـ ‪266 -‬هـ]‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين (املتوىف‪241 :‬هـ)‪ ،‬الدار‬ ‫‪‬‬
‫العلمية ‪ -‬اهلند‪.‬‬
‫املسائل الفقهية من كتاب الروايتني والوجهني‪ ،‬للقاضي أيب يعلى‪ ،‬حممد بن احلسني بن حممد بن خلف املعروف بـ ابن الفراء (املتوىف‪458 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الكرمي‬ ‫‪‬‬
‫بن حممد الالحم‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫املستدرك على الصحيحني‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬احلاكم حممد بن عبد اهلل بن حممد الضيب الطهماين النيسابوري املعروف بابن البيع (ت‪405 7:‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر‬ ‫‪‬‬
‫‪721‬‬

‫عطا‪ ،‬عن دار الكتب العلميّة‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬عام ‪1411‬هـ ‪1990 -‬م‪.‬‬
‫مسند أيب يعلى‪ ،‬أليب يعلى‪ ،‬أمحد بن علي بن املثُىن بن حيىي بن عيسى بن هالل التميمي‪ ،‬املوصلي (ت‪307 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حسني سليم أسد‪ ،‬عن دار املأمون للرتاث‪ ،‬ط‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،1‬دمشق‪ ،‬عام ‪1404‬هـ ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬أليب عبد اهلل‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباينّ (ت‪241 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرون‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إشراف‪ :‬د‪ /‬عبد اهلل بن عبد احملسن الرتكي‪ ،‬عن مؤسسة الرسالة‪ ،‬ط‪ ،1‬عام ‪ 1421‬هـ ‪2001 -‬م‪.‬‬
‫الشافعي ‪ ،‬أيب عبد اهلل‪ ،‬حممد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد املطلب بن عبد مناف املطليب القرشي املكي (ت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مسند اإلمام الشافعي‪ ،‬لإلمام‬ ‫‪‬‬
‫‪204‬هـ)‪ ،‬رتبه‪ :‬سنجر بن عبد اهلل اجلاويل‪ ،‬أيب سعيد‪ ،‬علم الدين (ت‪745 7:‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬ماهر ياسني فحل‪ ،‬عن شركة غراس‪ ،‬ط‪ ،1‬الكويت‪ ،‬عام ‪1425‬هـ ‪-‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫مصنف ابن أيب شيبة الكتاب املصنف يف األحاديث واآلثار‪ ،‬أليب بكر بن أيب شيبة‪ ،‬عبد اهلل بن حممد بن إبراهيم بن عثمان بن خواسيت العبسي (املتوىف‪235 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حتقيق‪ :‬كمال يوسف احلوت‪ ،‬طبعة‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1409 ،‬هـ‪.‬‬
‫مصنف عبد الرزاق املصنف‪ ،‬أليب بكر عبد الرزاق بن مهام بن نافع احلمريي اليماين الصنعاين (املتوىف‪211 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حبيب الرمحن األعظمي‪ ،‬طبعة‪ :‬اجمللس العلمي‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫اهلند‪ ،‬املكتب اإلسالمي ‪ -‬بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1403 ،‬هـ‪.‬‬
‫مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى‪ ،‬ملصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة‪ ،‬الرحيباىن مولدا مث الدمشقي احلنبلي (املتوىف‪1243 :‬هـ)‪ ،‬املكتب اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة الثانية‪1415 ،‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫املعونة على مذهب عامل املدينة‪ ،‬للقاضي أيب حممد عبد الوهاب املالكي‪ ،‬املتوىف سنة (‪422‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حسن الشافعي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1418‬ﻫ‪.‬‬
‫‪720‬‬

‫الشافعي (ت‪977 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ربيين‬
‫الش ّ‬ ‫مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج‪ ،‬حملمد بن أمحد اخلطيب ّ‬ ‫‪‬‬
‫املغين‪ ،‬ملوفق الدين أيب حممد عبد اهلل بن حممد ابن قدامة املقدسي‪( ،‬املتوىف سنة ‪620‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل الرتكي‪ ،‬ود‪ .‬عبد الفتاح احللو‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة الثالثة‪1417 :‬ﻫ‪.‬‬
‫املقدمات املمهدات‪ ،‬أليب الوليد حممد بن أمحد بن رشد القرطيب (املتوىف‪520 :‬هـ)‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املمتع يف شرح املقنع‪ ،‬لزين الدين املنجى بن عمثان بن أسعد بن املنجى التنوخي احلنبيلي املتويف‪695 :‬هــ‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد امللك بن عبد اهلل بن دهيش‪ ،‬مكتبة ومطبعة‬ ‫‪‬‬
‫النهضة احلديثة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1422 ،‬هـ‪.‬‬
‫املنتقى شرح املوطأ‪ ،‬أليب الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجييب القرطيب الباجي األندلسي (املتوىف‪474 :‬هـ)‪ ،‬طبعة‪ :‬مطبعة السعادة ‪ -‬جبوار‬ ‫‪‬‬
‫حمافظة مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1332 ،‬ه‪.‬‬
‫منح اجلليل شرح خمتصر خليل‪ ،‬حملمد بن أمحد بن حممد عليش‪ ،‬أيب عبد اهلل املالكي (املتوىف‪1299 :‬هـ)‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بريوت‪1409 ،‬هـ‪1989/‬م‬ ‫‪‬‬
‫منحة اخلالق على البحر الرائق‪ ،‬للعالمة حممد أمني املعروف بابن عابدين‪ ،‬املتوىف سنة (‪1252‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1418 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫منهاج الطالبني وعمدة املفتني يف الفقه‪ ،‬أليب زكريا حميي الدين حيىي بن شرف النووي (املتوىف‪676 :‬هـ)‪ ،‬حتقيق عوض قاسم أمحد عوض‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫األوىل‪1425 ،‬هـ‪2005/‬م‪.‬‬
‫املنهاج القومي‪ ،‬ألمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي السعدي األنصاري‪ ،‬شهاب الدين شيخ اإلسالم‪ ،‬أيب العباس (املتوىف‪974 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫األوىل ‪1420‬هـ‪2000-‬م‪.‬‬
‫منية املصلي وغُ نية املبتدئ‪ ،‬لإلمام أيب عبد اهلل حممد بن حممد الكاشغري احلنفي‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمينة عمر اخلراط‪ ،‬دار القلم دمشق‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املهذب يف فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬أليب إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشريازي‪ ،‬املتوىف سنة (‪476‬ﻫ)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪721‬‬

‫مواهب اجلليل‪ ،‬أليب عبد اهلل حممد بن حممد احلطاب الرعيين‪ ،‬املتوىف سنة (‪954‬ﻫ)‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النتف يف الفتاوى أليب احلسن علي بن احلسني بن حممد السغدي احلنفي‪( ،‬املتوىف سنة ‪461‬هـ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬احملامي د‪ /‬صالح الدين الناهي‪ ،‬دار الفرقان ‪ -‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عمان‪ /‬بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1404 :‬هـ‪.‬‬
‫النجم الوهاج يف شرح املنهاج‪ ،‬لكمال الدين‪ ،‬حممد بن موسى بن عيسى بن علي الد َِّمريي أيب البقاء الشافعي (املتوىف‪808 :‬هـ)‪ ،‬دار املنهاج (جدة)‪ ،‬حتقيق‪ :‬جلنة‬ ‫‪‬‬
‫علمية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪1425 ،‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫هناية املطلب يف دراية املذهب‪ ،‬لعبد امللك بن عبد اهلل اجلويين‪ ،‬املتوىف سنة (‪478‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬عبد العظيم حممد الديب‪ ،‬دار املنهاج‪ ،‬الطبعة األوىل‪1428 :‬ﻫ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النوادر والزيادات على ما يف املدونة من غريها من األمهات‪ ،‬أليب حممد عبد اهلل بن عبد الرمحن أيب زيد القريواين‪ ،‬املتوىف سنة (‪386‬ﻫ)‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الفتاح حممد‬ ‫‪‬‬
‫احللو‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1999‬م‪.‬‬
‫نيل األوطار من أحاديث سيد األخيار شرح منتقى األخيار‪ ،‬حملمد بن علي بن حممد الشوكاين‪ ،‬الناشر‪ :‬إدارة الطباعة املنريية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اهلداية شرح بداية املبتدي‪ ،‬لشيخ اإلسالم برهان الدين علي بن أيب بكر املرغيناين‪ ،‬املتوىف سنة (‪593‬ﻫ)‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اهلداية على مذهب اإلمام أيب عبد اهلل‪ ،‬أمحد بن حممد بن حنبل الشيباين‪ ،‬حملفوظ بن أمحد بن احلسن أيب اخلطاب الكلوذاين‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد اللطيف مهيم وماهر ياسني‬ ‫‪‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫الفحل‪ ،‬مؤسسة غراس‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1425‬هـ‪.‬‬
‫اهلداية يف ختريج أحاديث البداية‪ ،‬ألمحد بن حممد بن صديق الغماري احلسين‪ ،‬أيب الفيض‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م ‪1407 -‬هـ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪720‬‬

‫فهرس املوضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪3‬‬ ‫مقدمةـ‬
‫‪4‬‬ ‫الرموز المستخدمة في تخريج األحاديث‬
‫‪5‬‬ ‫كتاب الزكاة‬
‫‪6‬‬ ‫كتاب الزكاة ويشمل أربع جمل‬
‫‪7‬‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إجماعا في كتاب الزكاة‬
‫‪9‬‬ ‫الجملة األولى‪( :‬من تجب عليه الزكاة؟) (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪10‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف أموال الصغري؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)1‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪11‬‬ ‫حكم أخذ الزكاة من أهل الذمة‪.‬‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪12‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف أموال العبيد؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪13‬‬ ‫حكم الزكاة على من عليه دين‪.‬‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪14‬‬ ‫ذمة الغري (الدَّين)‪.‬‬
‫حكم زكاة املال الذي يف ّ‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪15‬‬ ‫حكم زكاة الثمار حمبَّسة األصول (املوقوفة)‪.‬‬ ‫مسألة (‪)6‬‬ ‫‪721‬‬

‫‪16‬‬ ‫على من جتب زكاة األرض (املزرعة) املستأجرة؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)7‬‬


‫‪17‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف أرض اخلراج إذا انتقلت‪ 7‬إىل املسلمني؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)8‬‬

‫‪18‬‬ ‫ما جيب يف أرض العُشر إذا انتقلت للذمي يزرعها؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪19‬‬ ‫ما جيب على من أخرج الزكاة فضاعت؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)10‬‬
‫‪20‬‬ ‫ماذا جيب على من ذهب بعض ماله بعد وجوب الزكاة فيه؟‪.‬‬ ‫مسألة (‪)11‬‬
‫‪21‬‬ ‫حكم الزكاة ملن مات بعد وجوهبا عليه‪.‬‬ ‫مسألة (‪)12‬‬
‫‪22‬‬ ‫احلكم إذا بيع املال بعد وجوب الصدقة (الزكاة) فيه‪.‬‬ ‫مسألة (‪)13‬‬
‫‪23‬‬ ‫حكم منع إخراج الزكاة ‪.‬‬ ‫مسألة (‪)14‬‬
‫‪24‬‬ ‫الجملة الثانية‪( :‬ما تجب فيه الزكاة من األموال) (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪25‬‬ ‫حكم زكاة احلُلي من الذهب‬ ‫مسألة (‪)15‬‬
‫‪26‬‬ ‫حكم زكاة اخليل‬ ‫مسألة (‪)16‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪27‬‬ ‫هل من شرط زكاة هبيمة األنعام أن تكون سائمة؟‬ ‫مسألة (‪)17‬‬
‫‪28‬‬ ‫حكم زكاة العسل‪7‬‬ ‫مسألة (‪)18‬‬
‫‪29‬‬ ‫أصناف النبات اليت جتب فيها الزكاة‬ ‫مسألة (‪)19‬‬
‫‪30‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف الزيتون؟‬ ‫مسألة (‪)20‬‬
‫‪31‬‬ ‫حكم زكاة العُروض املتخذة للتجارة‬ ‫مسألة (‪)21‬‬ ‫‪720‬‬

‫‪32‬‬ ‫الجملة الثالثة‪( :‬معرفةـ كم تجب الزكاة‪ِ ،‬‬


‫ومن كم تجب؟) (الجملة المختلف فيها)‬
‫‪34‬‬ ‫نصاب الذهب الذي جتب فيه الزكاة‬ ‫مسألة (‪)22‬‬
‫‪35‬‬ ‫الوقص يف الذهب والفضة‬
‫زكاة َ‬ ‫مسألة (‪)23‬‬
‫‪36‬‬ ‫حكم ضم الذهب إىل الفضة يف الزكاة إلكمال النِّصاب‬ ‫مسألة (‪)24‬‬
‫‪37‬‬ ‫كيفية ضم الذهب إىل الفضة يف الزكاة إلكمال النِّصاب‬ ‫مسألة (‪)25‬‬
‫‪38‬‬ ‫هل شرط نصاب الذهب والفضة أن يكونا ملالك واحد؟ (زكاة الشريكني)‬ ‫مسألة (‪)26‬‬
‫‪39‬‬ ‫هل يعترب بلوغ النِّصاب يف (املعدن) لوجوب الزكاة فيه؟‬ ‫مسألة (‪)27‬‬
‫‪40‬‬ ‫كيفية زكاة ما زاد على (‪ )120‬من اإلبل إىل أن تصل (‪)129‬‬ ‫مسألة (‪)28‬‬
‫‪41‬‬ ‫كيفية زكاة اإلبل إذا بلغت (‪ )130‬فأكثر‬ ‫مسألة (‪)29‬‬
‫‪42‬‬ ‫السن الواجب إخراجه يف زكاة اإلبل‬
‫احلكم لو عُدم ّ‬ ‫مسألة (‪)30‬‬
‫‪43‬‬ ‫هل جتب الزكاة يف (صغار) اإلبل؟‬ ‫مسألة (‪)31‬‬
‫‪44‬‬ ‫مىت جتب زكاة البقر‪ ،‬وما الواجب فيها؟‬ ‫مسألة (‪)32‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪45‬‬ ‫الوقص من البقر فيما بني (‪ )40‬وإىل (‪ )60‬بقرة‬
‫كيفية زكاة َ‬ ‫مسألة (‪)33‬‬
‫‪46‬‬ ‫كيفية زكاة الغنم إذا زادت عن (‪ )300‬شاة‬ ‫مسألة (‪)34‬‬
‫‪47‬‬ ‫ومعزا‪ ،‬فمن أي النصاب يأخذ املصدِّق (الساعي)؟‬
‫ُ‬ ‫غنما ً‬
‫إذا كان النصاب ً‬ ‫مسألة (‪)35‬‬
‫‪48‬‬ ‫هل تُ ُّ‬
‫عد يف زكاة الغنم على صاحب املال؛ العمياء‪ ،‬وذات العلّة؟‬ ‫مسألة (‪)36‬‬
‫‪49‬‬ ‫(السخال) مع األمهات يف حساب زكاة الغنم؟‬ ‫هل ُّ‬
‫تعد نسل األمهات ِّ‬ ‫مسألة (‪)37‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪50‬‬ ‫تأثري اخلُلطة على زكاة هبيمة األنعام‬ ‫مسألة (‪)38‬‬
‫‪51‬‬ ‫كيفية زكاة نصاب يف اخلُلطاء يف هبيمة األنعام‬ ‫مسألة (‪)39‬‬
‫‪52‬‬ ‫صفة اخلُلطة املؤثرة يف الزكاة‬ ‫مسألة (‪)40‬‬
‫‪53‬‬ ‫هل يف احلبوب والثمار نصاب مقدَّر لتجب الزكاة فيه؟‬ ‫مسألة (‪)41‬‬
‫‪54‬‬ ‫هل تُضم احلبوب إىل بعضها إلكمال (نصاب) الزكاة؟‬ ‫مسألة (‪)42‬‬
‫‪55‬‬ ‫باخلرص دون الكيل؟‬
‫هل جيوز تقدير نصاب الزكاة يف (العنب) و(التمر) ْ‬ ‫مسألة (‪)43‬‬
‫‪56‬‬ ‫باخلرص؟‬
‫هل جيوز تقدير نصاب الزكاة يف (الزيتون) ْ‬ ‫مسألة (‪)44‬‬
‫‪57‬‬ ‫هل حُي سب على الرجل ما أكل من مثره وزرعه قبل احلصاد؟‬ ‫مسألة (‪)45‬‬
‫‪58‬‬ ‫هل جيوز إخراج القيمة يف الزكاة بدل العني؟‬ ‫مسألة (‪)46‬‬
‫‪59‬‬ ‫كيفية زكاة عروض التجارة‬ ‫مسألة (‪)47‬‬
‫‪60‬‬ ‫الجملة الرابعة‪( :‬في وقت الزكاة) (المسائل المختلف فيه)‬
‫‪61‬‬ ‫اشرتاط مضي احلول لوجوب الزكاة‬ ‫مسألة (‪)48‬‬
‫‪62‬‬ ‫اشرتاط مضي احلول لزكاة (املعدن)‬ ‫مسألة (‪)49‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪63‬‬ ‫اشرتاط مضي احلول لربح التجارة‬ ‫مسألة (‪)50‬‬
‫‪64‬‬ ‫اشرتاط مضي احلول يف املال املستفاد‪ ،‬وملن عنده نصاب آخر حال عليه احلول‬ ‫مسألة (‪)51‬‬
‫‪65‬‬ ‫اشرتاط مضي احلول يف الدَّين الذي يف ِذ َّمة الغري‬ ‫مسألة (‪)52‬‬
‫‪66‬‬ ‫اشرتاط مضي احلول لفائدة (نتاج) املاشية‬ ‫مسألة (‪)53‬‬
‫‪67‬‬ ‫(السخال)‬
‫اشرتاط مضي احلول لزكاة نسل الغنم ِّ‬ ‫مسألة (‪)54‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪68‬‬ ‫حكم تعجيل إخراج الزكاة قبل مضي احلول‬ ‫مسألة (‪)55‬‬
‫‪69‬‬ ‫الجملة الخامسة (من تجب له الصدقة) (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪70‬‬ ‫هل جيوز صرف مجيع الزكاة لصنف واحد من املستحقني للزكاة؟‬ ‫مسألة (‪)56‬‬
‫‪71‬‬ ‫هل حق (املؤلفة قلوهبم) من الزكاة باق إىل اآلن؟‬ ‫مسألة (‪)57‬‬
‫‪72‬‬ ‫هل جتوز الزكاة على الغين حبال؟‬ ‫مسألة (‪)58‬‬
‫‪73‬‬ ‫ما وصف (ح ّد) الغين الذي ال حيل له أخذ الزكاة؟‬ ‫مسألة (‪)59‬‬
‫‪74‬‬ ‫أيهما أشد حاجة‪ ،‬الفقري أم املسكني؟‬ ‫مسألة (‪)60‬‬
‫‪75‬‬ ‫هل تصرف الزكاة للمساكني يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋﮤ ﮊ؟‬ ‫مسألة (‪)61‬‬
‫‪76‬‬ ‫هل تصرف الزكاة لغري اجملاهدين يف قوله تعاىل‪ :‬ﮋﮬ ﮭ ﮮ ﮊ؟‬ ‫مسألة (‪)62‬‬
‫‪77‬‬ ‫مقدار ما يُعطى للمساكني الواحد من الزكاة‬ ‫مسألة (‪)63‬‬
‫‪78‬‬ ‫كتاب زكاة الفطر‬
‫‪79‬‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إجماعا في كتاب الزكاة في كتاب (زكاة الفطر)‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪80‬‬ ‫كتاب زكاة الفطر (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪81‬‬ ‫حكم زكاة الفطر‬ ‫مسألة (‪)64‬‬
‫‪82‬‬ ‫على من جتب زكاة الفطر؟‬ ‫مسألة (‪)65‬‬
‫‪83‬‬ ‫عمن جتب زكاة الفطر؟‪7‬‬
‫َّ‬ ‫مسألة (‪)66‬‬
‫‪84‬‬ ‫من خُي رج زكاة الفطر عن األوالد والصغار (إن كانوا أغنياء)؟‬ ‫مسألة (‪)67‬‬ ‫‪721‬‬

‫‪85‬‬ ‫هل يشرتط يف وجوب زكاة الفطر الغىن (ملك النصاب)؟‬ ‫مسألة (‪)68‬‬
‫‪86‬‬ ‫هل على السيد يف عبده الكافر زكاة الفطر؟‬ ‫مسألة (‪)69‬‬
‫‪87‬‬ ‫من خيرج زكاة الفطر عن املكاتَب؟‬ ‫مسألة (‪)70‬‬
‫‪88‬‬ ‫هل جتب عن عبيد التجارة زكاة الفطر؟‪7‬‬ ‫مسألة (‪)71‬‬
‫‪89‬‬ ‫أنواع الطعام اليت خُت رج منها زكاة الفطر‬ ‫مسألة (‪)72‬‬
‫‪90‬‬ ‫مقدار زكاة الفطر‬ ‫مسألة (‪)73‬‬
‫‪91‬‬ ‫مىت جيب إخراج زكاة الفطر؟‪7‬‬ ‫مسألة (‪)74‬‬
‫‪92‬‬ ‫هل تعطى زكاة الفطر لفقراء أهل الذمة؟‬ ‫مسألة (‪)75‬‬
‫‪93‬‬ ‫كتاب الصيام‬
‫‪94‬‬ ‫كتاب الصيام ويشتمل على قسمين؛ الصوم المفروض‪ ،‬والفطر وأحكامه‬
‫‪95‬‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقا أو إجماعا في (كتاب الصيام)‬
‫‪97‬‬ ‫القسم (األول) الصوم المفروضـ (الواجب) الجملة األولى أنواع الصبام الواجب‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪98‬‬ ‫الجملة الثانية‪ :‬أركان الصيام‪ .‬الركن األول‪ :‬الزمان (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪99‬‬ ‫احلكم إذا (مل) متكن رؤية هالل شهر رمضان (إذا حال دون رؤية اهلالل غيم)‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪100‬‬ ‫احلكم إذا رؤي القمر يف النهار (قبل الزوال)‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪101‬‬ ‫من رأى هالل شوال (وحده) هل يُفطر؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪102‬‬ ‫عدد الشهود العدول املخربين عن رؤية هالل رمضان (لدخول شهر رمضان)‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪720‬‬

‫‪103‬‬ ‫عدد الشهود العدول املخربين عن رؤية هالل شوال (خلروج شهر رمضان)‪7‬‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪104‬‬ ‫إذا رؤي اهلالل يف بلد‪ ،‬فهل تعترب تلك الرؤية لبقية البلدان؟ (اختالف مطالع األهلَّة)‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪105‬‬ ‫أول زمان اإلمساك يف رمضان‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪106‬‬ ‫أول زمان اإلمساك عند طلوع الفجر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪107‬‬ ‫حكم اإلمساك قبل طلوع الفجر (يف جزء من الليل)‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪108‬‬ ‫أركان الصيام‪ .‬الركن الثاني‪ :‬اإلمساك (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪109‬‬ ‫مسألة (‪ )10‬هل يُ ْفطر الصائم مبا يرد اجلوف (احللق واملعدة) مما ليس ٍّ‬
‫مبغذ؟‬
‫‪110‬‬ ‫مسألة (‪ )11‬هل يُفطر الصائم مبا يرد اجلوف من (غري) منفذ الطعام والشراب؟‬
‫‪111‬‬ ‫مسألة (‪ )12‬هل يُفطر الصائم مبا يدخل اجلسم من (غري) اجلوف ومن (غري) الطعام والشراب؟‬
‫‪112‬‬ ‫مسألة (‪ )13‬هل يفسد صيام من قبَّل فأمذى؟‬
‫‪113‬‬ ‫مسألة (‪ )14‬حكم ال ُقبلة للصائم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪114‬‬ ‫مسألة (‪ )15‬حكم احلجامة للصائم‬
‫‪115‬‬ ‫مسألة (‪ )16‬حكم من ذرعه القيء وهو صائم‬
‫‪116‬‬ ‫مسألة (‪ )17‬حكم من استقاء وهو صائم فقاء‬
‫‪117‬‬ ‫الركن الثالث‪ :‬النيّة (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪118‬‬ ‫مسألة (‪ )18‬هل النية شرط يف صحة الصوم (صوم رمضان)‬
‫‪721‬‬

‫‪119‬‬ ‫مسألة (‪ )19‬النية اجملزية يف الصوم‬


‫‪120‬‬ ‫مسألة (‪ )20‬وقت النية للصوم‬
‫‪121‬‬ ‫مسألة (‪ )21‬هل الطهارة من اجلنابة شرط يف صحة الصوم‬
‫‪122‬‬ ‫القسم (الثاني)‪ :‬الفطر وأحكامه (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪124‬‬ ‫مسألة (‪ )22‬إذا صام املريض واملسافر يف رمضان‪ ،‬هل جيزئه صومه عن الفرض؟‬
‫‪125‬‬ ‫مسألة (‪ )23‬ما األفضل للمسافر واملريض؛ الصوم أو الفطر؟‬
‫‪126‬‬ ‫السفر الذي يُبيح الفطر يف رمضان‬
‫مسألة (‪ )24‬نوع َّ‬
‫‪127‬‬ ‫مسألة (‪ )25‬املرض الذي يُبيح الفطر يف رمضان‬
‫‪128‬‬ ‫مسألة (‪ )26‬مىت يُشرع للمسافر الفطر؟‬
‫‪129‬‬ ‫مسألة (‪ )27‬هل مُي سك املسافر املفطر عن الطعام إذا وصل بلده قبل املغرب‬
‫‪130‬‬ ‫سفرا مث (ال) يصوم؟‬
‫مسألة (‪ )28‬هل جيوز للصائم يف رمضان أن يُْنشئ ً‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪131‬‬ ‫مسألة (‪ )29‬هل جيب قضاء صوم رمضان على اجملنون‬
‫‪132‬‬ ‫مسألة (‪ )30‬هل اإلغماء مفسد للصوم؟‬
‫‪133‬‬ ‫متتابعا؟‬
‫مسألة (‪ )31‬هل يقضي املسافر واملريض ما عليهما من صيام رمضان ً‬
‫‪134‬‬ ‫أخر قضاء رمضان حىت دخل رمضان آخر‬
‫مسألة (‪ )32‬ما جيب على من َّ‬
‫‪135‬‬ ‫مسألة (‪ )33‬ما جيب على من مات وعليه صوم؟‬
‫‪720‬‬

‫‪136‬‬ ‫مسألة (‪ )34‬احلامل واملرضع إذا أفطرتا‪ ،‬ماذا جيب عليهما؟‬


‫‪137‬‬ ‫مسألة (‪ )35‬الشيخ الكبري والعجوز اللذان ال يقدران على الصوم إذا أفطرا‪ ،‬ماذا جيب عليهما؟‬
‫‪138‬‬ ‫متعمد يف هنار رمضان‬
‫مسألة (‪ )36‬الواجب على من أفطر جبماع ّ‬
‫‪139‬‬ ‫متعمدا يف رمضان؟‬
‫ً‬ ‫مسألة (‪ )37‬هل جتب الكفارة باإلفطار باألكل والشرب‬
‫‪140‬‬ ‫مسألة (‪ )38‬الواجب على من جامع يف هنار رمضان ناسيًا لصومه‬
‫‪141‬‬ ‫مسألة (‪ )39‬الواجب على املرأة املطاوعة لزوجها على اجلماع يف هنار رمضان‬
‫‪142‬‬ ‫مسألة (‪ )40‬هل ك ّفارة اجلماع يف رمضان على التخيري أو على الرتتيب؟‬
‫‪143‬‬ ‫مسألة (‪ )41‬مقدار اإلطعام يف ك ّفارة اجلماع يف رمضان‬
‫‪144‬‬ ‫‪-‬املتعمد‪ -‬يف رمضان بتكرر اجلماع‬
‫ّ‬ ‫مسألة (‪ )42‬هل تتكرر ك ّفارة اجملامع‬
‫‪145‬‬ ‫معسرا وقت الوجوب؟‬
‫عمدا‪ ،‬إذا أيسر وقد كان ً‬
‫مسألة (‪ )43‬هل جيب اإلطعام على اجملامع يف رمضان ً‬
‫‪146‬‬ ‫مسألة (‪ )44‬الواجب على من أفطر بسبب خمتلف فيه‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪147‬‬ ‫عامدا مبا يوجب (الكفارة) مث طرأ عليه سبب يبيح له الفطر‪ ،‬فهل عليه كفارة؟‬
‫مسألة (‪ )45‬حكم من أفطر يف رمضان ً‬
‫‪148‬‬ ‫عامدا يف (قضاء) رمضان‬
‫مسألة (‪ )46‬حكم من أفطر ً‬
‫‪149‬‬ ‫الرفث واخلَنَا باللسان للصائم‬
‫مسألة (‪ )47‬حكم َّ‬
‫‪150‬‬ ‫كتاب الصيام (الثاني)‪ :‬الصوم المندوب إليه (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪721‬‬
‫‪151‬‬ ‫ما هو يوم عاشوراء؟‬ ‫مسألة (‪)48‬‬
‫‪152‬‬ ‫حكم صيام يوم عرفة‬ ‫مسألة (‪)49‬‬
‫‪153‬‬ ‫حكم صيام الست من شوال‬ ‫مسألة (‪)50‬‬
‫‪154‬‬ ‫حكم صيام الغُرر من كل شهر‬ ‫مسألة (‪)51‬‬
‫‪155‬‬ ‫حكم صيام أيام التشريق‬ ‫مسألة (‪)52‬‬
‫‪156‬‬ ‫حكم صيام يوم اجلمعة‬ ‫مسألة (‪)53‬‬
‫‪157‬‬ ‫حكم صيام يوم الشك‬ ‫مسألة (‪)54‬‬
‫‪158‬‬ ‫حكم صيام يوم السبت‬ ‫مسألة (‪)55‬‬
‫‪159‬‬ ‫حكم صيام الدهر‬ ‫مسألة (‪)56‬‬
‫‪160‬‬ ‫حكم صيام النصف اآلخر من شعبان‬ ‫مسألة (‪)57‬‬
‫‪161‬‬ ‫ما جيب على من أفطر يف صوم التَّطوع (بال عذر)‬ ‫مسألة (‪)58‬‬
‫‪162‬‬ ‫ما جيب على من أفطر يف صوم التَّطوع ناسيًا‬ ‫مسألة (‪)59‬‬
‫كتاب االعتكاف‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪163‬‬ ‫كتاب االعتكاف (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪164‬‬ ‫العمل الذي خيص املعتكف (وخروجه من املسجد)‬ ‫مسألة (‪)60‬‬
‫‪165‬‬ ‫املسجد الذي يصلح للرجال منه االعتكاف‬ ‫مسألة (‪)61‬‬
‫‪166‬‬ ‫حكم االعتكاف يف غري املسجد‬ ‫مسألة (‪)62‬‬
‫‪167‬‬ ‫مكان اعتكاف املرأة‬ ‫مسألة (‪)63‬‬ ‫‪720‬‬

‫‪168‬‬ ‫أقل زمان االعتكاف‬ ‫مسألة (‪)64‬‬


‫‪169‬‬ ‫الوقت الذي يدخل فيه املعتكف إىل اعتكافه (إذا نذر االعتكاف)‬ ‫مسألة (‪)65‬‬
‫‪170‬‬ ‫مسألة (‪ )66‬وقت خروج املعتكف من معتكفه ملن اعتكف العشر األواخر من رمضان‬
‫‪171‬‬ ‫مسألة (‪ )67‬هل الصوم شرط لصحة االعتكاف؟‬
‫‪172‬‬ ‫مسألة (‪ )68‬هل يفسد االعتكاف بفعل ما دون اجلماع‬
‫‪173‬‬ ‫ما جيب على اجملامع يف اعتكافه‬ ‫مسألة (‪)69‬‬
‫‪174‬‬ ‫مطلق النذر باالعتكاف هل من شرطه التتابع؟‬ ‫مسألة (‪)70‬‬
‫‪175‬‬ ‫خروج املعتكف من املسجد لغري حاجة‬ ‫مسألة (‪)71‬‬
‫‪176‬‬ ‫هل للمعتكف أ ْن يدخل بيتًا (سق ًفا) غري بيت مسجده؟‬ ‫مسألة (‪)72‬‬
‫‪177‬‬ ‫حكم البيع والنكاح يف املسجد للمعتكف‬ ‫مسألة (‪)73‬‬
‫‪178‬‬ ‫هل ينفع املعتكف شرط إذا شرطه أثناء االعتكاف‬ ‫مسألة (‪)74‬‬
‫‪179‬‬ ‫نذرا‪ -‬باخلروج من املسجد (لعذر املرض)‬
‫احلكم إذا انقطع التتابع ‪-‬للمعتكف ً‬ ‫مسألة (‪)75‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪180‬‬ ‫مسألة (‪ )76‬هل يفسد االعتكاف باجلنون أو اإلغماء؟‬
‫‪181‬‬ ‫مسألة (‪ )77‬ما جيب على املعتكف إذا قطع اعتكافه بدون عذر‬
‫‪182‬‬ ‫مسألة (‪ )78‬هل يفسد االعتكاف بفعل كبرية؟‬
‫‪183‬‬ ‫كتاب الحج‬
‫‪184‬‬ ‫كتاب الحج يشمل؛ الجنس األول والثاني والثالث‬
‫‪721‬‬

‫‪185‬‬ ‫إجماعا في (الجنس األول)‬


‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪186‬‬ ‫الحج مجرى المق ّدمات (المسائل المختلف فيها)‬
‫الجنس األول‪ :‬األشياء التي تجري من عبادة ّ‬
‫‪187‬‬ ‫الصيب (هل يثاب على فعله؟)‪7‬‬
‫حج ّ‬ ‫حكم ّ‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪188‬‬ ‫(احلج املباشر)؟‬
‫احلج بنفسه ّ‬
‫ما هي االستطاعة ملن يريد ّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪189‬‬ ‫احلي العاجز ببدنه دون ماله (املعضوب)‪7‬‬
‫النيابة يف احلج عن ّ‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪190‬‬ ‫احلج عن امليت‬
‫حكم ّ‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪191‬‬ ‫حج عن نفسه‬
‫من يريد احلج عن غريه‪ ،‬هل يشرتط أن يكون ّ‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪192‬‬ ‫احلج عن الغري‬
‫حكم أخذ (األجرة) على أداء ّ‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪193‬‬ ‫هل جتب فريضة احلج على العبد؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪194‬‬ ‫هل جيب احلج على الفور أم الرتاخي؟‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪195‬‬ ‫هل من شرط وجوب احلج على املرأة أن يكون معها زوج أو حمرم؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪196‬‬ ‫مسألة (‪ )10‬حكم العمرة‬
‫‪197‬‬ ‫الحج مجرى األركان‬
‫الجنس الثاني‪ :‬األشياء التي تجري من عبادة ّ‬
‫‪197‬‬ ‫إجماعا في القول في (شروط اإلحرام)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪198‬‬ ‫القول في (شروط اإلحرام) (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪720‬‬
‫‪200‬‬ ‫مسألة (‪ )11‬ما ميقات أهل العراق؟‬
‫‪201‬‬ ‫مسألة (‪ )12‬من أقّت ذات عرق ألهل العراق؟‬
‫‪202‬‬ ‫احلج أو العمرة‪ ،‬وأحرم بعده‬
‫وقصده ّ‬
‫مسألة (‪ )13‬حكم من تع ّدى امليقات ْ‬
‫‪203‬‬ ‫خارجا (قبل) املواقيت‬
‫ً‬ ‫مسألة (‪ )14‬مكان إحرام من كان منزله‬
‫‪204‬‬ ‫مسألة (‪ )15‬حكم من ترك اإلحرام من ميقاته‪ ،‬وأحرم من ميقات آخر‬
‫‪205‬‬ ‫مر باملواقيت ويريد دخول مكة‪ ،‬ومل يرد احلج أو العمرة‬
‫مسألة (‪ )16‬حكم من ّ‬
‫‪206‬‬ ‫يستحب أ ْن حُي رم أهل مكة باحلج‬
‫ّ‬ ‫مسألة (‪ )17‬مىت‬
‫‪207‬‬ ‫احلج؟‬
‫مسألة (‪ )18‬هل ما بعد (تسع) من ذي احلجة من أشهر ّ‬
‫‪208‬‬ ‫مسألة (‪ )19‬حكم من أحرم باحلج قبل أشهر احلج‬
‫‪209‬‬ ‫مسألة (‪ )20‬هل تكره العمرة يف أي يوم من أيام السنة؟‬
‫‪210‬‬ ‫مسألة (‪ )21‬حكم تكرار العمرة يف السنة الواحدة‬
‫‪211‬‬ ‫مسألة (‪ )22‬ما جيب على من لبس السراويل وهو حمرم لعدم اإلزار‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪212‬‬ ‫مسألة (‪ )23‬حكم قطع احملرم للخفني إذا مل جيد النعلني‬
‫‪213‬‬ ‫مسألة (‪ )24‬حكم لبس احملرم للخفنْي مقطوعنْي وهو واجد للنعلنْي‬
‫‪314‬‬ ‫مسألة (‪ )25‬حكم لبس املرأة احملرمة للثوب املعصفر‬
‫‪215‬‬ ‫مسألة (‪ )26‬حكم ختمري الرجل احملرم وجهه‬
‫‪216‬‬ ‫مسألة (‪ )27‬حكم لبس املرأة احملرمة للقفازين‬
‫‪721‬‬

‫‪217‬‬ ‫مسألة (‪ )28‬حكم الطيب للمحرم (قبل) إحرامه‬


‫‪218‬‬ ‫مسألة (‪ )29‬حكم غسل احملرم لرأسه (لغري اجلنابة)‬
‫‪219‬‬ ‫مى‬ ‫ِ‬
‫مسألة (‪ )30‬حكم غسل احملرم رأسه باخلطْ ِّ‬
‫‪220‬‬ ‫مسألة (‪ )31‬حكم دخول احلمام (املغتسل) للمحرم‬
‫‪221‬‬ ‫مسألة (‪ )32‬إذا صاد من هو حالل (غري حمرم) هل جيوز للمحرم األكل منه‬
‫‪222‬‬ ‫مسألة (‪ )33‬لو اضطر احملرم لألكل وهو قادر أن يصيد (صيد ّبر) فماذا يأكل؟‬
‫‪223‬‬ ‫مسألة (‪ )34‬هل عقد النكاح للمحرم من حمظورات اإلحرام‬
‫‪224‬‬ ‫إجماعا في القول في (أنواع النسك)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪225‬‬ ‫القول في أنواع النسك (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪226‬‬ ‫مسألة (‪ )35‬من هو املتمتع باحلج؟‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪227‬‬ ‫مسألة (‪ )36‬من هم حاضري املسجد احلرام يف قوله تعاىل‪ ( :‬ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ) [البقرة ‪]196‬‬
‫‪228‬‬ ‫مسألة (‪ )37‬هل يقع التمتع من املكي؟‬
‫‪229‬‬ ‫متمتعا‬
‫فسخ احلج إىل عمرة ليكون احلاج ً‬
‫مسألة (‪ )38‬حكم ْ‬
‫‪230‬‬ ‫مسألة (‪ )39‬من أنشأ عمرة يف رمضان واعتمر يف شوال هل يكون متمتعا؟‬
‫‪720‬‬
‫‪231‬‬ ‫مسألة (‪ )40‬الوقت الذي جيوز فيه القران (إدخال احلج على العمرة)‬
‫‪232‬‬ ‫مسألة (‪ )41‬أهل مكة (من حاضري املسجد احلرام) هل عليهم دم القران؟‬
‫‪233‬‬ ‫مسألة (‪ )42‬أي األنساك أفضل؟‬
‫‪234‬‬ ‫إجماعا في القول في (اإلحرام)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪235‬‬ ‫القول في اإلحرام (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪237‬‬ ‫مسألة (‪ )43‬حكم االغتسال لإلحرام‬
‫‪238‬‬ ‫مسألة (‪ )44‬حكم التلفظ بالتلبية للنسك‬
‫‪239‬‬ ‫مسألة (‪ )45‬حكم الزيادة على لفظ التلبية الواردة عن الرسول ‪‬‬
‫‪240‬‬ ‫مسألة (‪ )46‬حكم التلبية‬
‫‪241‬‬ ‫مسألة (‪ )47‬حكم رفع الصوت بالتلبية‬
‫‪242‬‬ ‫أهل منه النيب‬
‫مسألة (‪ )48‬املوضع الذي َّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪243‬‬ ‫مسألة (‪ )49‬احلكم لو أحرم (املكي) بالعمرة من مكة‬
‫‪244‬‬ ‫مسألة (‪ )50‬احملرم (باحلج) مىت يقطع التلبية؟‬
‫‪245‬‬ ‫مسألة (‪ )51‬احملرم (باحلج) مىت يقطع التلبية عند رميه جلمرة العقبة؟‬
‫‪246‬‬ ‫مسألة (‪ )52‬احملرم (بالعمرة) مىت يقطع التلبية؟‬
‫‪247‬‬ ‫مسألة (‪ )53‬حكم إدخال العمرة على احلج ليكون قارنًا‬
‫‪721‬‬

‫‪248‬‬ ‫(الر َمل) يف األشواط الثالثة األول يف طواف القدوم والعمرة‬


‫مسألة (‪ )54‬حكم َّ‬
‫‪249‬‬ ‫حجوا؟‬
‫مسألة (‪ )55‬هل على أهل مكة َر َمل يف الطواف إذا ّ‬
‫‪250‬‬ ‫مسألة (‪ )56‬األركان اليت تستلم يف الطواف‬
‫‪251‬‬ ‫مسألة (‪ )57‬حكم مجع ركعيت الطواف إذا كرر الطواف‬
‫‪252‬‬ ‫مسألة (‪ )58‬حكم الطواف من داخل احلِجر‬
‫‪253‬‬ ‫مسألة (‪ )59‬حكم الطواف (والركوع بعده) وقت النهي عن الصالة‬
‫‪254‬‬ ‫مسألة (‪ )60‬اشرتاط الطهارة للطواف‬
‫‪255‬‬ ‫مسألة (‪ )61‬هل جُي زئ طواف (القدوم) عن طواف (اإلفاضة)؟‬
‫‪256‬‬ ‫مسألة (‪ )62‬هل جيزئ طواف (الوداع) عن طواف (اإلفاضة)؟‬
‫‪257‬‬ ‫مسألة (‪ )63‬عدد الطواف والسعي الواجب على (القارن)‬
‫‪258‬‬ ‫(للحج والعمرة)‬
‫ّ‬ ‫مسألة (‪ )64‬حكم السعي بني الصفا واملروة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪259‬‬ ‫مسألة (‪ )65‬احلكم لو (عكس) السعي فبدأ باملروة قبل الصفا‬
‫‪260‬‬ ‫مسألة (‪ )66‬اشرتاط الطهارة للسعي‬
‫‪261‬‬ ‫للحج والعمرة‬
‫مسألة (‪ )67‬حكم من سعى قبل أ ْن يطوف ّ‬
‫‪262‬‬ ‫إجماعا في (الوقوف بعرفة)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪720‬‬
‫‪263‬‬ ‫الوقوف بعرفة (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪264‬‬ ‫مسألة (‪ )68‬وقت أذان املؤذن بعرفة للظهر والعصر‬
‫‪265‬‬ ‫مسألة (‪ )69‬كم أذان وإقامة لصاليت الظهر والعصر بعرفة؟‬
‫‪266‬‬ ‫(املكي) الصالة مبىن وعرفات ومزدلفة؟‬
‫ُّ‬ ‫احلاج‬
‫مسألة (‪ )70‬هل يقصر ُّ‬
‫‪267‬‬ ‫مسألة (‪ )71‬حكم صالة اجلمعة مبىن وعرفات‬
‫‪268‬‬ ‫مسألة (‪ )72‬حكم من َوقَف بعرفة (بعد الزوال) ودفع منها (قبل الغروب)‬
‫‪269‬‬ ‫مسألة (‪ )73‬حكم من وقف يوم عرفة بعُرنة‬
‫‪270‬‬ ‫مسألة (‪ )74‬حكم املبيت مبزدلفة‬
‫‪271‬‬ ‫إجماعا في القول في (رمي الجمار)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪272‬‬ ‫القول في رمي الجمار (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪273‬‬ ‫مسألة (‪ )75‬حكم رمي مجرة العقبة (قبل) الفجر‬
‫‪274‬‬ ‫أخر رمي مجرة العقبة حىت غابت الشمس‬
‫مسألة (‪ )76‬حكم من ّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪275‬‬ ‫مسألة (‪ )77‬حكم من حلق قبل أن يرمي يوم النحر‬
‫‪276‬‬ ‫مسألة (‪ )78‬حكم من حلق قبل أن ينحر‬
‫‪277‬‬ ‫مسألة (‪ )79‬حكم من ق ّدم طواف اإلفاضة على الرمي‬
‫‪278‬‬ ‫مسألة (‪ )80‬حكم الرمي قبل الزوال أيام التشريق‬
‫‪279‬‬ ‫مسألة (‪ )81‬حكم من ترك رمي بعض اجلمار أيام التشريق‬
‫‪721‬‬

‫‪280‬‬ ‫الحج مجرى األمور الالحقة (أحكام األفعال)‬


‫الجنس الثالث‪ :‬األشياء التي تجري في عبادة ّ‬
‫‪280‬‬ ‫إجماعا في القول في (اإلحصار)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫القول في اإلحصار (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪281‬‬ ‫مسألة (‪ )82‬مب حيصل اإلحصار يف احلج يف قوله (فإن أحصرمت)؟‬
‫‪282‬‬ ‫مسألة (‪ )83‬هل جيب اهلدي على احملصر بالعدو؟‬
‫‪283‬‬ ‫مسألة (‪ )84‬أين يذبح اهلدي احملصر بالعدو؟‬
‫‪284‬‬ ‫مسألة (‪ )85‬احملصر بالعدو هل جيب عليه إعادة النسك؟‬
‫‪285‬‬ ‫مسألة (‪ )86‬احملصر بالعدو هل جيب عليه احللق أو التقصري‬
‫‪286‬‬ ‫احلج باملرض هل جيوز له أن يتحلل؟‬
‫مسألة (‪ )87‬احملصر عن ّ‬
‫‪287‬‬ ‫مسألة (‪ )88‬هل جيب اهلدي على احملصر باملرض؟‬
‫‪288‬‬ ‫مسألة (‪ )89‬حكم من فاته احلج بسبب االحصار بغري العدو واملرض‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪289‬‬ ‫القول في أحكام جزاء الصيد‬
‫‪290‬‬ ‫إجماعا في (أحكام جزاء الصيد)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪291‬‬ ‫القول في أحكام جزاء الصيد (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪293‬‬ ‫مسألة (‪ )90‬ما الواجب على احملرم يف قتل الصيد؟‬
‫‪720‬‬
‫‪294‬‬ ‫مسألة (‪ )91‬هل يُستأنف احلكم على احملرم القاتل للصيد أو حيكم به حبكم الصحابة ‪‬‬
‫‪295‬‬ ‫الصيد للمحرم على الرتتيب أو التخيري؟‬
‫مسألة (‪ )92‬هل احلكم يف آية ّ‬
‫‪296‬‬ ‫يقوم الصيد إذا اختار احملرم أن يكفِّر باإلطعام يف كفارة الصيد للمحرم؟‬
‫مسألة (‪ )93‬كيف ّ‬
‫‪297‬‬ ‫مسألة (‪ )94‬كيفية تقدير الصيام بالطعام يف كفارة الصيد للمحرم‬
‫‪298‬‬ ‫مسألة (‪ )95‬إذا صاد احملرم خطًأ أو ناسيًا هل عليه كفارة؟‬
‫‪299‬‬ ‫مسألة (‪ )96‬احلكم لو اشرتك مجاعة يف قتل صيد احلرم‬
‫‪300‬‬ ‫مسألة (‪ )97‬هل ميكن أ ْن يكون أحد احلكمني يف تقدير مثل الصيد هو قاتل الصيد (اجلاين)؟‬
‫‪301‬‬ ‫مسألة (‪ )98‬موضع اإلطعام يف كفارة الصيد‬
‫‪302‬‬ ‫مسألة (‪ )99‬احلكم لو قتل احلالل صيد احلرم‬
‫‪303‬‬ ‫مسألة (‪ )100‬عدد الكفارات على احملرم إذا صاد وأكل الصيد‬
‫‪304‬‬ ‫مسألة (‪ )101‬فدية صيد األرنب والريبوع‬
‫‪305‬‬ ‫الصيد‬
‫مسألة (‪ )102‬مقدار الفدية يف صغار َّ‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪306‬‬ ‫مسألة (‪ )103‬فدية صيد احلمام‬
‫‪307‬‬ ‫مسألة (‪ )104‬الفدية يف كسر بيض النعامة للمحرم‬
‫‪308‬‬ ‫مسألة (‪ )105‬الفدية يف صيد اجلراد للمحرم‬
‫‪309‬‬ ‫مسألة (‪ )106‬حكم قتل احملرم ما زاد على اخلمس الفواسق‬
‫‪310‬‬ ‫مسألة (‪ )107‬ما الذي يلحق بالكلب العقور فيجوز قتله للمحرم‬
‫‪721‬‬

‫‪311‬‬ ‫مسألة (‪ )108‬حكم قتل الوزغ (للمحرم) يف احلرم‬


‫‪312‬‬ ‫مسألة (‪ )109‬ما جيوز للمحرم من قتل الغربان؟‬
‫‪313‬‬ ‫مسألة (‪ )110‬حكم صيد احملرم للحيوان (الربمائي)‬
‫‪314‬‬ ‫مسألة (‪ )111‬حكم صيد احملرم لطري املاء‬
‫‪315‬‬ ‫مسألة (‪ )112‬اجلزاء يف قطع نبات احلرم‬
‫‪316‬‬ ‫إجماعا في (فدية األذى)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪317‬‬ ‫القول في فدية األذى (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪318‬‬ ‫مسألة (‪ )113‬الفدية إذا أماط احملرم األذى بغري ضرورة‬
‫‪319‬‬ ‫مسألة (‪ )114‬حكم الفدية على من أماط األذى ناسيًا أو جاهاًل أو باخلطأ وهو حمرم‬
‫‪320‬‬ ‫مسألة (‪ )115‬القدر الواجب يف فدية األذى للمحرم إن اختار الصيام أو اإلطعام‬
‫‪321‬‬ ‫مسألة (‪ )116‬مقدار اإلطعام لكل مسكني يف كفارة األذى للمحرم‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪322‬‬ ‫مسألة (‪ )117‬الفدية يف قص األظفار للمحرم‬
‫‪323‬‬ ‫مسألة (‪ )118‬الفدية يف قص (بعض) األظفار للمحرم‬
‫‪324‬‬ ‫مسألة (‪ )119‬الفدية يف حلق شعر اجلسد للمحرم‬
‫‪325‬‬ ‫مسألة (‪ )120‬الفدية على احملرم يف َنتَف من شعر رأسه أو حليته؛ شعرة أو شعرتني‬
‫‪326‬‬ ‫مسألة (‪ )121‬موضع أداء فدية األذى‬
‫‪720‬‬

‫‪327‬‬ ‫مسألة (‪ )122‬هل حلق الرأس من مناسك احلج؟‬


‫‪328‬‬ ‫إجماعا في (كفارة المتمتع)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪330‬‬ ‫القول في كفارة المتمتع (المسائل المختاف فيها)‬
‫‪332‬‬ ‫مسألة (‪ )123‬اهلدي الواجب على املتمتع‬
‫‪333‬‬ ‫مسألة (‪ )124‬لو صام من مل يستطع دفع مثن هدي التمتع مث وجده أثناء الصيام‬
‫‪334‬‬ ‫مسألة (‪ )125‬حكم تأخري صيام األيام الثالثة الواجبة على املتمتع ‪-‬غري الواجد لثمن اهلدي‪ -‬إىل أيام التشريق‬
‫‪335‬‬ ‫مسألة (‪ )126‬حكم صيام األيام الثالثة الواجبة على املتمتع ‪-‬غري الواجد لثمن اهلدي‪ -‬قبل دخول شهر ذي احلجة‬
‫‪336‬‬ ‫مسألة (‪ )127‬حكم صيام األيام السبعة الواجبة على املتمتع ‪-‬غري الواجد لثمن اهلدي‪ -‬قبل الوصول ألهله‬
‫‪337‬‬ ‫مسألة (‪ )128‬ما يرتتب على فوات احلج أو إفساده‬
‫‪338‬‬ ‫مسألة (‪ )129‬حكم املضي يف احلج الفاسد‬
‫‪339‬‬ ‫مسألة (‪ )130‬حكم من جامع بعد الوقوف بعرفة وقبل رمي مجرة العقبة الكربى‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪340‬‬ ‫مسألة (‪ )131‬حكم حج من جامع بعد رمي مجرة العقبة الكربى وقبل طواف اإلفاضة‬
‫‪341‬‬ ‫مسألة (‪ )132‬هل حيل للمحرم باحلج استعمال الطيب والصيد بعد التحلل األول‬
‫‪342‬‬ ‫مسألة (‪ )133‬مىت يتحلّل املعتمر من عمرته؟‬
‫‪343‬‬ ‫مسألة (‪ )134‬حكم حج من باشر فأنزل‬
‫‪344‬‬ ‫مسألة (‪ )135‬مقدار اهلدي على من وطئ مرارا يف احلج‬
‫‪721‬‬

‫‪345‬‬ ‫مسألة (‪ )136‬حكم من وطئ يف احلج ناسيًا (أو جاهاًل )‬


‫‪346‬‬ ‫مسألة (‪ )137‬هل على املرأة (الزوجة) املوطوءة يف احلج هدي؟‬
‫‪347‬‬ ‫مسألة (‪ )138‬حكم تفريق الرجل واملرأة اجملامعني يف حج القضاء‬
‫‪348‬‬ ‫مسألة (‪ )139‬من أين يفرتق اجملامعان يف حجة القضاء؟‬
‫‪349‬‬ ‫مسألة (‪ )140‬ما هو اهلدي الواجب على احملرم إذا جامع؟‬
‫‪350‬‬ ‫مسألة (‪ )141‬الواجب على اجملامع وهو حمرم إذا مل جيد اهلدي‬
‫‪351‬‬ ‫مسألة (‪ )142‬هل جيب اهلدي على من فاته الوقوف بعرفة؟‬
‫‪352‬‬ ‫مسألة (‪ )143‬من فاته احلج وهو قارن كيف يقضي؟‬
‫‪353‬‬ ‫حمرما إىل العام القادم ملن فاته احلج‬
‫مسألة (‪ )144‬حكم البقاء ً‬
‫‪354‬‬ ‫إجماعا في (الكفارات المسكوت عنها)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪355‬‬ ‫الكفارات المسكوت عنها (المسائل المختلف فيها)‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪356‬‬ ‫مسألة (‪ )145‬الفدية يف ترك الفرض يف احلج‬
‫‪357‬‬ ‫مسألة (‪ )146‬حكم الواجب على من َّ‬
‫نكس الطواف أو نسي شوطًا من أشواطه‬
‫‪358‬‬ ‫مسألة (‪ )147‬الواجب على من نسي ركعيت الطواف‬
‫‪359‬‬ ‫مسألة (‪ )148‬الواجب على من ترك طواف الوداع‬
‫‪360‬‬ ‫مسألة (‪ )149‬حكم من مل يُدخل احلِ ْجر يف طوافه‬
‫‪720‬‬

‫‪361‬‬ ‫مسألة (‪ )150‬حكم الطواف حممواًل (راكبًا)‬


‫‪362‬‬ ‫مسألة (‪ )151‬ما جيب على من ترك السعي‬
‫‪363‬‬ ‫إجماعا في (الهدي)‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪364‬‬ ‫القول في الهدي (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪365‬‬ ‫مسألة (‪ )152‬حكم إهداء اجلذع من هبيمة األنعام‬
‫‪366‬‬ ‫مسألة (‪ )153‬حكم تقليد غنم اهلدي‬
‫‪367‬‬ ‫مسألة (‪ )154‬موضع إشعار اهلدي‬
‫‪368‬‬ ‫مسألة (‪ )155‬توقيف اهلدي بعرفة (أو احلل)‬
‫‪369‬‬ ‫مسألة (‪ )156‬حمل حنر اهلدي‬
‫‪370‬‬ ‫مسألة (‪ )157‬حكم ذبح اهلدي قبل يوم النحر‬
‫‪371‬‬ ‫مسألة (‪ )158‬مكان أداء الصدقة املعدولة عن اهلدي الواجب يف الصيد‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪372‬‬ ‫مسألة (‪ )159‬حكم ركوب اهلدي‬
‫‪373‬‬ ‫مسألة (‪ )160‬إذا عطب هدي التطوع وذحبه دون حمله فمن يأكل منه؟‬
‫‪374‬‬ ‫مسألة (‪ )161‬حكم بيع حلم اهلدي الواجب املعطوب إذا عطب دون حمله‬
‫‪375‬‬ ‫مسألة (‪ )162‬حكم األكل من اهلدي الواجب إذا بلغ حمله‬
‫‪376‬‬ ‫كتاب الجهاد‬
‫‪721‬‬

‫‪377‬‬ ‫الجملة األولى‪ :‬في معرفة أركان الحرب‬


‫‪378‬‬ ‫إجماعا في الجملة األولى (معرفةـ أركان الحرب)‬
‫ً‬ ‫المسائل الفقهية التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪379‬‬ ‫الجملة األولى‪ :‬في معرفة أركان الحرب (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪380‬‬ ‫حكم اجلهاد على املسلمني‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪381‬‬ ‫هل أخذ اإلذن من األبوين املشركني شرط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪382‬‬ ‫هل إذن الغرمي شرط لوجوب اجلهاد؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪383‬‬ ‫هل حيارب احلبشة والرتك؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪384‬‬ ‫حكم استعباد الرهبان وقتلهم وأسرهم‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪385‬‬ ‫حكم قتل األسري‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪386‬‬ ‫أمان العبد‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪387‬‬ ‫أمان املرأة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪388‬‬ ‫حكم قتل من (ال) يشارك يف احلرب من الكافرين (ممن ال يطيق القتال)‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪389‬‬ ‫حكم قتل املشركني يف احلرب باحلرق بالنار‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫‪390‬‬ ‫رمي (املدن) باملنجنيق (املدافع)‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪391‬‬ ‫النكاية بالعدو باملباين (الدور) واحليوان والنبات‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫‪392‬‬ ‫حكم تكرار الدعوة لإلسالم قبل احلرب‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬ ‫‪720‬‬

‫‪393‬‬ ‫الضعف الذي ال جيوز الفرار عنهم يف املعركة‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬


‫‪394‬‬ ‫هل جتوز مهادنة الكفار؟‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫‪395‬‬ ‫حكم وقوع اهلدنة على مال يدفعه املسلمون للكفار‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫‪396‬‬ ‫مقدار مهادنة الك ّفار‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫‪397‬‬ ‫هل تقبل اجلزية من املشركني (غري) أهل الكتاب؟‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫‪398‬‬ ‫العدو (دار احلرب)‬
‫حكم السفر بالقرآن إىل أرض ّ‬ ‫مسألةـ (‪)19‬‬
‫‪399‬‬ ‫الجملة الثانية‪ :‬أحكام أموال المحاربين إذا تملكها المسلمون‬
‫‪400‬‬ ‫إجماعا في الجملة الثانية (أحكام أموال المحاربين إذا تملكها المسلمون)‬
‫ً‬ ‫المسائل الفقهية التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬
‫‪401‬‬ ‫الجملة الثانية‪ :‬أحكام أموال المحاربين إذا تملّكها المسلمون (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪403‬‬ ‫كيفية تقسيم اخلمس‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬
‫‪404‬‬ ‫ماذا يفعل بسهم الرسول‪ ‬من الغنيمة‪ ،‬وسهم ذوي القرىب بعد موته ‪‬؟‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪405‬‬ ‫من هم ذوو القرىب يف قوله تعاىل (ﭛ ﭜ) [األنفال‪]41:‬؟‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬

‫‪406‬‬ ‫حكم الصفي من الغنيمة‬ ‫مسألةـ (‪)23‬‬


‫‪407‬‬ ‫هل يستحق من الغنيمة من خرج لوحده للقتال بغري إذن اإلمام؟‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫‪408‬‬ ‫هل للنساء سهم من الغنيمة إذا خرجن مع اجليش؟‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫‪721‬‬
‫‪409‬‬ ‫هل للعبيد سهم من الغنيمة إذا خرجوا مع اجليش؟‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫‪410‬‬ ‫للصيب املراهق سهم من الغنيمة إذا خرج مع اجليش؟‬
‫ّ‬ ‫هل‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫‪411‬‬ ‫للتجار واُألجراء من الغنيمة؟‬
‫هل يسهم ّ‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬
‫‪412‬‬ ‫حكم اجلعائل‬ ‫مسألةـ (‪)29‬‬
‫‪413‬‬ ‫إذا حلق عسكر اإلسالم مدد يف دار احلرب قبل أن يقسموا الغنيمة‪ ،‬أو حيرزوها بدار اإلسالم‪ ،‬هل يشاركوهنم فيها؟‬ ‫مسألةـ (‪)30‬‬
‫‪414‬‬ ‫كيفية توزيع الغنيمة لو خرجت سريّة من العسكر وغنمت‬ ‫مسألةـ (‪)31‬‬
‫‪415‬‬ ‫مقدار ما جيب للفارس من الغنيمة‬ ‫مسألةـ (‪)32‬‬
‫‪416‬‬ ‫ما جيوز للمجاهد‪ 7‬أخذه من الغنيمة قبل القسمة‬ ‫مسألةـ (‪)33‬‬
‫‪417‬‬ ‫عقوبة الغال‬ ‫مسألةـ (‪)34‬‬
‫‪418‬‬ ‫من أي شيء من الغنيمة يكون النفل؟‬ ‫مسألةـ (‪)35‬‬
‫‪419‬‬ ‫احل ّد األعلى للنّفل‬ ‫مسألةـ (‪)36‬‬
‫‪420‬‬ ‫هل جيوز الوعد بالتنفيل قبل احلرب؟‬ ‫مسألةـ (‪)37‬‬
‫‪421‬‬ ‫السلَب؟‪7‬‬
‫هل تنفيل اإلمام شرط يف استحقاق َّ‬ ‫مسألةـ (‪)38‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪422‬‬ ‫ما شرط استحقاق السلب؟‪7‬‬ ‫مسألةـ (‪)39‬‬
‫‪423‬‬ ‫خيمس السلب؟‬ ‫هل ّ‬ ‫مسألةـ (‪)40‬‬
‫‪424‬‬ ‫حكم ما وجد من أموال املسلمني عند الكفار‬ ‫مسألةـ (‪)41‬‬
‫‪425‬‬ ‫حكم العبد واألمة املغنومة من الكفار إذا تبنّي أهنا ألحد املسلمني‬ ‫مسألةـ (‪)42‬‬
‫‪426‬‬ ‫لو الكافر أسلم ويف يده مال للمسلم هل جيوز ملن بيده املال أخذه؟‬ ‫مسألةـ (‪)43‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪427‬‬ ‫إذا دخل مسلم إىل الكفار احملاربني خلسة وأخذ مال (مسلم) منهم فلمن يكون املال؟‬ ‫مسألةـ (‪)44‬‬
‫‪428‬‬ ‫إذا أسلم احلريب وهاجر إىل دار اإلسالم وترك ولده وزوجته وماله يف دار احلرب فما حكمها؟‬ ‫مسألةـ (‪)45‬‬
‫‪429‬‬ ‫حكم ما افتتح املسلمون من األرض عنوة‬ ‫مسألةـ (‪)46‬‬
‫‪430‬‬ ‫كيفية قسمة الفيء‬ ‫مسألةـ (‪)47‬‬
‫‪431‬‬ ‫هل جتب اجلزية على الفقري واملقعد والشيخ الكبري وأهل الصوامع وحنوهم؟‬ ‫مسألةـ (‪)48‬‬
‫‪432‬‬ ‫مقدار اجلزية الواجبة‬ ‫مسألةـ (‪)49‬‬
‫‪433‬‬ ‫لو أسلم ال ّذمي بعد متام احلول هل تسقط اجلزية عنه ؟‬ ‫مسألةـ (‪)50‬‬
‫‪434‬‬ ‫حكم أخذ الزكاة من نصارى بين تغلب‬ ‫مسألةـ (‪)51‬‬
‫‪435‬‬ ‫هل جيب تعشري جتارة أهل ال ّذمة؟‬ ‫مسألةـ (‪)52‬‬
‫‪436‬‬ ‫كتاب األيمان‬
‫‪437‬‬ ‫الجملة األولى (ضروب األيمان) والجملة الثانية (األشياء الرافعة لأليمان)‬
‫‪438‬‬ ‫إجماعا في كتاب األيمان‬
‫ً‬ ‫المسائل الفقهية التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪440‬‬ ‫الجملة األولى‪ :‬في معرفة ضروب األيمان وأحكامها (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪441‬‬ ‫احللف بغري اهلل تعاىل‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪442‬‬ ‫عز وجل وأفعاله‬
‫احللف بصفات اهلل ّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪443‬‬ ‫املراد باليمني اللغو‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪444‬‬ ‫هل يف اليمني الغموس كفارة؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪721‬‬

‫‪445‬‬ ‫احللف بالكفر باهلل تعاىل‬ ‫مسألة (‪)5‬‬


‫‪446‬‬ ‫حكم األميان اليت خترج خمرج اإللزام بشرط‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪447‬‬ ‫قول القائل (أقسم أو أشهد) هل هو ميني؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪449‬‬ ‫الجملة الثانية‪ :‬في معرفةـ األشياء الرافعة لأليمان الالزمة وأحكامها (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪450‬‬ ‫حكم االستثناء إذا فصله عن اليمني‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪451‬‬ ‫إذا نوى احلالف االستثناء بقلبه (ومل) ينطق به هل يصح؟‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪452‬‬ ‫هل تصح نية االستثناء املتأخرة عن النطق باليمني؟‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫‪453‬‬ ‫هل يؤثر استثناء املشيئة يف الطالق والعتق؟‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪454‬‬ ‫مكرها؟‬
‫لو أتى احلالف باملخالف ناسيًا أو ً‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫‪455‬‬ ‫لو فعل بعض احمللوف عليه هل حينث؟‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫‪456‬‬ ‫لو اختلف لفظ احلالف عن نيته‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪457‬‬ ‫حكم التورية يف اليمني‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫‪458‬‬ ‫رؤوسا فأكل رؤوس حيتان (مسك)‬
‫ً‬ ‫لو حلف أن (ال) يأكل‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫‪459‬‬ ‫شحما‬
‫حلما فأكل ً‬
‫لو حلف أن (ال) يأكل ً‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫‪460‬‬ ‫مقدار اإلطعام لكل مسكني يف كفارة اليمني‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫‪461‬‬ ‫هل يكون مع اخلبز إدام؟‬ ‫مسألةـ (‪)19‬‬ ‫‪720‬‬

‫‪462‬‬ ‫ما اجملزئ من الكسوة يف كفارة اليمني؟ (مقدار الكسوة)‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬
‫‪463‬‬ ‫هل يشرتط التتابع يف األيام الثالثة يف صيام كفارة اليمني؟‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫‪464‬‬ ‫اشرتاط العدد يف املساكني يف كفارة اليمني‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫‪465‬‬ ‫هل يشرتط اإلسالم واحلرية يف املساكني يف كفارة اليمني؟‬ ‫مسألةـ (‪)23‬‬
‫‪466‬‬ ‫هل من شرط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفارة اليمني‪ -‬سالمتها من العيوب؟‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫‪567‬‬ ‫هل من شرط الرقبة ‪-‬املعتقة يف كفارة اليمني‪ -‬أن تكون مؤمنة؟‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫‪468‬‬ ‫حكم نقدمي كفارة اليمني على احلنث‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫‪469‬‬ ‫مرارا كثرية وحنث‬
‫الكفارة لو حلف على شيء واحد ً‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬
‫‪470‬‬ ‫الكفارة لو حلف يف ميني واحد بأكثر من صفتني من صفات اهلل تعاىل مث حنث‬ ‫مسألةـ (‪)28‬‬

‫‪471‬‬ ‫كتاب النذور‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪473‬‬ ‫إجماعا في كتاب النُّذور‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪474‬‬ ‫كتاب النذور (المسائل المختلف فيها )‬
‫‪475‬‬ ‫حكم النَّذر املطلق يف ال ُقرب (الطاعة)‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪476‬‬ ‫هل يشرتط يف النَّذر التصريح بلفظ (النَّذر) يف النذر املطلق؟‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪477‬‬ ‫الرضا يف النَّذر املطلق؟‪7‬‬
‫هل يشرتط يف النَّذر أ ْن خيرج على وجه ِّ‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪721‬‬

‫‪478‬‬ ‫حرم على نفسه شيئا من املباحات‬


‫من َّ‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪479‬‬ ‫النذر املطلق‪( 7‬املبهم) الذي مل يُعنِّي فيه النَّاذر شيًئا‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪480‬‬ ‫الذهاب ماشيًا إىل بيت اهلل احلرام مبكة وعجز عن املشي‬ ‫من نذر َّ‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪481‬‬ ‫من نذر أن ميشي إىل مسجد النيب أو إىل بيت املقدس‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪482‬‬ ‫من نذر أ ْن ميشي إىل غري املساجد الثالثة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪483‬‬ ‫الواجب فيمن نذر أ ْن ينحر ابنه يف مقام إبراهيم‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪484‬‬ ‫من نذر فعل معصية‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫‪485‬‬ ‫من نذر أ ْن جيعل‪ 7‬ماله كله يف سبيل اهلل تعاىل (نذر أ ْن يتصدق بكل ماله)‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪486‬‬ ‫كتاب الضحايا‬
‫‪488‬‬ ‫إجماعا في كتاب الضحايا‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪489‬‬ ‫كتاب الضحايا (المسائل المختلف فيها)‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪490‬‬ ‫حكم األضحية‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪491‬‬ ‫أفضل‪ 7‬الضحايا‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪492‬‬ ‫التضحية مبا فيه عيب (أشد) من العيوب املنصوص عليها‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪493‬‬ ‫التَّضحية مبا فيه عيب (مسا ٍو) للعيوب املنصوص عليها‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪494‬‬ ‫التضحية يف َّ‬
‫الصكاء‬ ‫مسألة (‪)5‬‬ ‫‪720‬‬

‫‪495‬‬ ‫التضحية باألبرت‬ ‫مسألة (‪)6‬‬


‫‪496‬‬ ‫التضحية باجلَ َذع من الضأن‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪497‬‬ ‫االشرتاك يف األضحية يف (اإلبل والبقر)‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪498‬‬ ‫من ذبح األضحية (قبل) ذبح اإلمام وبعد الصالة‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪499‬‬ ‫مىت يذبح األضحية من ليس له إمام من أهل القرى‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫‪500‬‬ ‫آخر زمان ذبح األضحية‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪501‬‬ ‫الذبح يف (الليايل) اليت تتخلل أيام النحر‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫‪502‬‬ ‫كيفية تقسيم األضحية‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫‪503‬‬ ‫حكم بيع أجزاء من األضحية ‪-‬غري اللحم‪-‬‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫‪504‬‬ ‫كتاب الذبائح‬
‫‪506‬‬ ‫إجماعا في كتاب َّ‬
‫الذبائح‬ ‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتّفاقًا أو‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪507‬‬ ‫كتاب الذبائح (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪509‬‬ ‫تأثري َّ‬
‫الذكاة يف املنخنقة واملوقوذة واملرتدية والنطيحة وما أكل السبع‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪510‬‬ ‫حمرمة األكل بالذكاة؟‬
‫هل تطهر جلود احليوانات َّ‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪511‬‬ ‫تأثري الذكاة يف البهيمة اليت أشرفت على املوت من شدة املرض‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪512‬‬ ‫هل ذكاة األم ذكاة جلنينها يف احليوان مأكول اللحم؟‪7‬‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪721‬‬

‫‪513‬‬ ‫ما يُشرتط يف اجلنني إذا خرج ميتًا بعد ذكاة أمه ليحل أكله‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪514‬‬ ‫هل للجراد ذكاة؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪515‬‬ ‫هل يذكى احليوان الربمائي؟‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪516‬‬ ‫حكم حنر ما يُذبح‪ ،‬وذبح ما يُنحر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪517‬‬ ‫ما الواجب قطعه يف حمل الذبح ‪-‬عند التذكية‪ -‬ليباح أكل احليوان‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪518‬‬ ‫الذبح فوق اجلوزة‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫‪519‬‬ ‫الذبح من ناحية العنق (الرقبة) (الذبيحة ال َق ِفيَّة)‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪520‬‬ ‫َّخع)‬
‫الذابح حىت قطع خناع الذبيحة (الن ْ‬ ‫لو متادى َّ‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫‪521‬‬ ‫هل يُشرتط يف الذبح أ ْن يكون على فور (دفعة) واحدة‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫‪522‬‬ ‫بالسن والظُّفر والعظم‬
‫حكم التذكية ِّ‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫‪523‬‬ ‫حكم التسمية عند ذبح الذبيحة‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪524‬‬ ‫الذبح‬ ‫الذبيحة إىل جهة ِ‬
‫القبلة عند َّ‬ ‫حكم توجيه َّ‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫‪525‬‬ ‫هل تشرتط نية الذبح؟‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫‪526‬‬ ‫لو ذبح الكتايب استنابة عن املسلم‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫‪527‬‬ ‫حكم ذبائح نصارى بين تغلب‬ ‫مسألةـ (‪)19‬‬
‫‪720‬‬
‫‪528‬‬ ‫حكم ذبيحة املرتد‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬
‫‪529‬‬ ‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح ألعيادهم وكنائسهم‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫‪530‬‬ ‫حرم عليه يف دينه‬
‫حكم ذبيحة الكتايب لو ذبح مما ّ‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫‪531‬‬ ‫حكم شحوم ذبائح الكتايب احملرمة عليهم‬ ‫مسألةـ (‪)23‬‬
‫‪532‬‬ ‫حكم ذبائح اجملوس‬ ‫مسألةـ (‪)24‬‬
‫‪533‬‬ ‫ذبيحة املرأة والصيب‬ ‫مسألةـ (‪)25‬‬
‫‪534‬‬ ‫ذبيحة اجملنون والسكران‬ ‫مسألةـ (‪)26‬‬
‫‪535‬‬ ‫تذكية السارق والغاصب‬ ‫مسألةـ (‪)27‬‬
‫‪536‬‬ ‫كتاب الصيد‬
‫‪538‬‬ ‫إجماعا في كتاب الصيد‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪539‬‬ ‫كتاب الصيد (المسائل المختلف فيها)‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪540‬‬ ‫كيفية ذكاة احليوان املستأنس إذا استوحش‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪541‬‬ ‫الصيد باملعراض واحلجر‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪542‬‬ ‫الصيد بالكلب األسود البهيم‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪543‬‬ ‫حكم الصيد باجلوارح غري الكلب‬ ‫مسألة (‪)4‬‬
‫‪544‬‬ ‫اشرتاط االنزجار يف سائر اجلوارح (عدا الكلب)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬ ‫‪721‬‬

‫‪545‬‬ ‫هل من شرط اجلارح أ ْن ال يأكل من الصيد (سواء كان كلبًا أو غريه)؟‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪546‬‬ ‫لو أدرك الصيد حيًّا فمات قبل أ ْن يذكيه ومل ميكنه ذكاته‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪547‬‬ ‫لو أرسل اجلارح على صيد معنَّي فصاد آخر‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪548‬‬ ‫لو أدرك الصائد صيده حيًّا وليس معه ما يذكيه به من آلة حادة‬ ‫مسألة (‪)9‬‬
‫‪549‬‬ ‫الصيد بالشبكة واحلبل‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬
‫‪550‬‬ ‫لو رمى الصيد فغاب عن مصرعه (غاب عن عني الصائد)‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪551‬‬ ‫تردى من مكان عال‬
‫صيدا بالسهم أو اجلارح فسقط يف املاء أو َّ‬
‫لو صاد ً‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫‪552‬‬ ‫لو ضرب الصيد فأبني منه عضو (لو تبق به حياة مستقرة)‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫‪553‬‬ ‫إذا اصطاد احملرم فهل حيل الصيد للحالل‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫‪554‬‬ ‫االصطياد بكلب اجملوسي املعلَّم‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫‪555‬‬ ‫كتاب العقيقة‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪557‬‬ ‫إجماعا في كتاب العقيقة‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪558‬‬ ‫كتاب العقيقة (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪559‬‬ ‫حكم العقيقة‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪560‬‬ ‫األفضل‪ 7‬يف العقيقة‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪561‬‬ ‫هل يُعق عن الكبري؟‬ ‫مسألة (‪)3‬‬ ‫‪720‬‬

‫‪562‬‬ ‫هل يُعق عن اجلارية (األنثى)؟‬ ‫مسألة (‪)4‬‬


‫‪563‬‬ ‫عدد ما يُعق به عن الذكر واألنثى‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪564‬‬ ‫األفضل‪ 7‬يف وقت ذبح العقيقة‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪565‬‬ ‫حكم إدماء رأس املولود (تلطيخ رأسه بدم العقيقة)‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪566‬‬ ‫حكم حلق رأس املولود يوم السابع والصدقة بوزن شعره فِضَّة‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪567‬‬ ‫كتاب األطعمة واألشربة‬
‫‪569‬‬ ‫إجماعا في كتاب األطعمة واألشربة‬
‫ً‬ ‫المسائل التي ذكرها ابن رشد ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬اتفاقًا أو‬
‫‪570‬‬ ‫كتاب األطعمة واألشربة (المسائل المختلف فيها)‬
‫‪571‬‬ ‫حكم ميتة البحر‬ ‫مسألة (‪)1‬‬
‫‪572‬‬ ‫حكم أكل اجلاَّل لة‬ ‫مسألة (‪)2‬‬
‫‪573‬‬ ‫إذا خالطت النجاسة املطعوم احلالل‬ ‫مسألة (‪)3‬‬
‫‪574‬‬ ‫حكم الدم غري املسفوح‬ ‫مسألة (‪)4‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
‫‪575‬‬ ‫حكم دم احلوت (السمك)‬ ‫مسألة (‪)5‬‬
‫‪576‬‬ ‫السباع من ذوات األربع‬
‫حكم ِّ‬ ‫مسألة (‪)6‬‬
‫‪577‬‬ ‫جنس (نوع) السباع احملرمة‬ ‫مسألة (‪)7‬‬
‫‪578‬‬ ‫حكم السباع من الطيور‬ ‫مسألة (‪)8‬‬
‫‪579‬‬ ‫حكم أكل حلوم احلُ ُمر االنسية‬ ‫مسألة (‪)9‬‬ ‫‪721‬‬

‫‪580‬‬ ‫حكم أكل حلوم البغال‬ ‫مسألةـ (‪)10‬‬


‫‪581‬‬ ‫حكم أكل حلوم اخليل‬ ‫مسألةـ (‪)11‬‬
‫‪582‬‬ ‫حكم أكل حلم احليوان املأمور بقتله‬ ‫مسألةـ (‪)12‬‬
‫‪583‬‬ ‫حكم أكل ما تستخبثه النفوس‬ ‫مسألةـ (‪)13‬‬
‫‪584‬‬ ‫حكم أكل احليوان املنهي عن قتله‬ ‫مسألةـ (‪)14‬‬
‫‪585‬‬ ‫حكم أكل خنزير املاء وكلب البحر وحنوها‬ ‫مسألةـ (‪)15‬‬
‫‪586‬‬ ‫حكم شرب القليل من األنبذة‬ ‫مسألةـ (‪)16‬‬
‫‪587‬‬ ‫حكم االنتباذ يف غري األسقية‬ ‫مسألةـ (‪)17‬‬
‫‪588‬‬ ‫انتباذ اخلليطني‬ ‫مسألةـ (‪)18‬‬
‫‪589‬‬ ‫خل‬
‫حكم اخلمر إذا حتولت إىل ِّ‬ ‫مسألةـ (‪)19‬‬
‫‪590‬‬ ‫التداوي بالنجاسات واحملرمات‬ ‫مسألةـ (‪)20‬‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪720‬‬
‫‪591‬‬ ‫هل جيوز للمضطر‪ 7‬األكل من امليتة حىت الشبع؟‬ ‫مسألةـ (‪)21‬‬
‫‪592‬‬ ‫هل يأكل املضطر من امليتة إن كان يف سفر معصية؟‬ ‫مسألةـ (‪)22‬‬
‫‪593‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪594‬‬ ‫الفهارس‬
‫‪720‬‬
‫‪595‬‬ ‫فهرسـ المراجع‬
‫‪610‬‬ ‫فهرسـ الموضوعات‬

‫‪www.alukah.net‬‬ ‫‪721‬‬
721

www.alukah.net 720

You might also like