Professional Documents
Culture Documents
محتوٌات الكتاب
3 مقدمة
6 الفصل األول :العٌش ممتنعا
7 مفاتٌح الحرٌة
9 اآلالم المتنامٌة
21 رإٌة لؤلمل
21 من الٌؤس إلى الحماس
21 لماذا نبقى ؟
27 الفصل الثانً :الروابط الوثٌقة
27 التواصل مع أنفسنا
29 االرتباط بالقوة اإللهٌة
11 االرتباط بالعالم من حولنا
11 االرتباط باآلخرٌن
18 الفصل الثالث :مسار روحانً
18 إٌقاظ الجانب الروحانً
33 برنامج روحانً ولٌس دٌنً
31 رحلة روحانٌة
31 الجانب الروحانً هو جانب عملً
36 اقتران القول بالعمل
38 تطبٌق الجانب الروحانً
12 االتصال الواعً
13 الجانب اإلبداعً للروح
17 الفصل الرابع :حالتنا الجسمانٌة
17 إنها عبلقة
18 عدم التحكم بؤنفسنا
12 الجنس
13 البحث عن اإلثارة والمؽامرة
11 الرفاهٌة والصحة
16 المرض
18 العجز
63 األزمات العاطفٌة والروحانٌة
61 الشٌخوخة
63 الموت والحٌاة مع الحزن
61 الشجاعة
67 الفصل الخامس :العالقات
68 الزمالة
72 الصداقة
71 الربط بٌن عالمٌن ,العبلقات خارج الزمالة
71 العابلة
77 أن تكون أبا
83 التعوٌض والتسوٌة
1
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
2
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
مقدمة
إن كتاب النص األساسً ٌإكد لنا بؤنه سوؾ ٌتكشؾ لنا المزٌد ,كما أن خبرتنا تعزز ذلك األمر .لقد تم
الكشؾ عن المزٌد خبلل السنوات التً مضت منذ كتابة تلك السطور ,وسٌتكشؾ المزٌد كل ٌوم نعٌشه
ممتنعٌن ونطبق فٌه مبادئ التعافً .إننا ننمو ونتطور كؤفراد ,كما أننا ننمو ونصبح أكثر نضجا كزمالة.
وكلما اكتسبنا المزٌد من تجاربنا ,كلما تمكنا من نقل تلك الخبرة .وهذا ٌعنً أن كل جٌل جدٌد من
األعضاء الجدد ٌملك المزٌد من الموارد فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن عن الجٌل الذي سبقه .ولكن ما
إذا كان هذا األمر سٌعزز من قوتنا أو سٌضعفها ,فهذا ٌعتمد بشكل كامل على كٌفٌة تفهمنا لهدفنا
األساسً ,وكٌفٌة ممارسة مبادئ المشاركة ,واالهتمام ,والخدمة.
إن ثروتنا األهم تكمن فً عمق خبرتنا الشخصٌة لعملٌة التعافً .ونحرص على مشاركة تلك الثروة
القٌّمة من خبلل اجتماعاتنا ,أو فً احتفاالتنا ,أو أثناء اللقاءات الودٌة ,أو فً أدبٌاتنا مرة أُخرى ,نسعى
إلى سرد تجربتنا وقوتنا وآمالنا من زمبلبنا االعضاء على هٌبة كتاب .وهذا الكتاب الذي كتبه مدمنون
من أجل مدمنٌنٌ ,قدم لمحة سرٌعة عن زمالتنا .إنها تجربة مدمنٌن متعافٌن ساعدوا بعضهم البعض على
مواجهة الحٌاة بظروفها بدون تعاطً المخدرات ,ألٌام وشهور وسنوات وعقود متتالٌة .إن هذا الكتاب
ٌعد بمثابة تجربة موجهة إلى األعضاء الجدد ,كما أنه أٌضا ٌعتبر إحٌاء لمشاعر اعضابنا القدامى.
بالطبع قد ال ٌتضمن كل ما ٌعرفه أو ٌإمن به أعضاإنا ,ولكنه ٌعكس ما قمنا باكتشافه ومشاركته منذ
عام ,2893عندما تم اعتماد كتاب النص األساسً.
تم إعداد المسودة األولى من الكتاب الذي ٌحمل عنوان "العٌش ممتنعا" فً عام ,2894ولكن تارٌخ هذا
المشروع ٌرجع إلى سنوات أبعد من ذلك .بعد كتابة النص األساسً لزمالة المدمنٌن المجهولٌن ,أدرك
بعض األعضاء أنها لن تكون الكلمة األخٌرة فً موضوع معاٌشتنا ألسلوب وطرٌقة زمالة المدمنٌن
المجهولٌن .وقد احتوت النسخ التً تم إعدادها فً 2894و 2881على العدٌد من النصابح المفٌدة,
واالقتراحات البناءة ,والقواعد التً تساعد على االمتناع واالستمرار فٌه .ولكن معظمنا ال ٌتبع القواعد
والتعلٌمات بشكل جٌد .ففً بعض األحٌان تكون خبرتنا مختلفة عن ما نؤمل تحقٌقه فً إطار هذه العملٌة.
ونكتشؾ أن ما نشترك فٌه لٌس هو بالضرورة الخطوات التً نتخذها ,ولكنها المبادئ التً نحاول
ممارستها فً حٌاتنا .فً السنوات التالٌة ,نجحت أجٌال من المدمنٌن من االستمرار فً هذا االمتناع
باستخدام كتاب النص األساسً لٌكون هو مصدر توجٌهنا .وهذه التجربة أتاحت لنا تفهم مبادئ التعافً
مقارنة بؤي طرٌقة أُخرى.
لقد أدركنا منذ البداٌة إننا نصؾ مشكلة ال تتعلق فقط بتعاطً بمادة معٌنة بل بمرض إذا ما ترك دون
عبلج قد ٌظهر فً أعراض مرضٌة مختلفة حتى ٌتسبب فً قتلنا .لذا فإن التركٌز على جانب واحد من
أعراض هذا المرض ٌعد نظرة ضٌقة للؽاٌة بالنسبة لنا .فكما ندرك أن اإلدمان ٌإثر على جمٌع جوانب
حٌاتنا ,فإننا نستطٌع أن نرى أن التعافً ٌإثر على كل ما نفعله .فعبلقتنا مع عاببلتنا ومع عملنا وكل
قٌّمنا الروحانٌة– حتى مع أجسادنا – فكلها تتشكل من ماضٌنا و الطرٌقة التً نواجه بها مرضنا
"االدمان" .وكما أن النتابج اإلٌجابٌة العابدة من التعافً عادة ما تكون أكبر من أحبلمنا ,فإن تؤثٌر هذا
التعافً على حٌاتنا وعلى حٌاة من حولنا أكبر من أن ٌتم قٌاسه .إننا قد ال ندرك مدى الخٌر الذي نقوم به
من خبلل االمتناع عن التعاطً والتمسك بمبادئ البرنامج فً حٌاتنا قدر االمكان .إن امتناننا للطرٌقة
الجدٌدة للحٌاة ٌعد حافزا لنا لتقدٌم المزٌد من العطاء و التمسك بالحٌاة و المزٌد من الحب.
3
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
لقد طلب منا سرد قصتنا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن مرارا وتكرارا .قد ٌصعب أن نرى أنفسنا ككل
فً خطوة واحدة ,لذا ال نستطٌع معرفة الصورة الشاملة لتعافٌنا ألننا عملنا الجرد وشاركنا به " الخطوة
الخامسة " لمرة واحدة ,أو باستمرارٌة امتناعنا عن التعاطً لمدة معٌنة .بل نراها مراحل متعددة فً
التعافً والتؽٌرات التً نمر بها تتؽٌر دابما مع امتداد آمالنا وذلك من خبلل منظورنا والفطنة للتطلع
لؤلفضل .إن المشاركة بسرد الحقٌقة عن حٌاتنا تعتبر من أقوى األفعال التً ٌمكن أن نقوم بها ,حٌث نبدأ
فً إدراك الخٌط الذي ٌربط تجاربنا ,بالرؼم من إحساسنا االٌجابً بؤننا تؽٌرنا إلى أشخاص مختلفٌن
خبلل مراحل حٌاتنا .نستطٌع أن نرى األنماط التً ساعدتنا أو تلك التً تسببت فً تراجعنا ,ونستطٌع
أن نجد األمل حتى فً األوقات الصعبة التً تمر بها حٌاتنا.
إن التعافً عملٌة متكاملة على مدى الحٌاة .وكلما كنا جادٌن بشؤنها ,كلما أصبح واضحا أنه مازال أمامنا
الكثٌر من مراحل النمو بؽض النظر عن مكاننا فً الرحلة .فالتعلم عملٌة مستمرة ال تنتهً .إن تؤثٌر
الممارسة المستمرة لبرنامج المدمنٌن المجهولٌن ال ٌقتصر على جعل حٌاتنا أكثر ٌسرا ,بل جعلها أكثر
ثراء ,وأفضل جودة ,وأكثر توهجا وأهمٌة .نبدأ أوال باالمتناع عن التعاطً ,ومن عند هذه النقطة سٌوفر
لنا البرنامج الوسابل التً نحتاجها للتعرؾ على اإلجابات التً تصلح لنا .فاللحظات المختلفة تقدم لنا
تجارب تعلٌمٌة ,وتساعدنا على المواجهة والتؽلب على الصعاب .ونؤمل أن تتمكن التجربة التً نشارك
بها هنا فً دفع أعضابنا إلى األمام ,إلى أبعد مما نعرفه اآلن.
هذا الكتاب لٌس قابمة نصابح .ولكن مجموعة من الخبرات والقوة واألمل للعٌش ممتنعٌن كما نطبق فً
حٌاتنا الٌومٌة و من خبلل نمو العبلقات وفً خدمتنا لؤلخرٌن .بالتؤكٌد لن ٌحظى كل ما هو موجود فً
صفحات هذا الكتاب بؤهمٌة متساوٌة للجمٌع .فكل واحد فٌنا ٌواجه تحدٌات مختلفة فً رحلة حٌاته .ولكن
نؤمل أن ٌجد كل عضو ما ٌهمه فً هذا الكتاب.
إن الصفحات القادمة تحمل تجارب العدٌد من المدمنٌن من جمٌع أنحاء العالم .مبات األعضاء ٌشاركون
رإاهم وخبراتهم فً العٌش بدون تعاطً من خبلل مشاركتهم معنا فً ورش العمل ,المراسبلت,
والتحدث معنا ومن خبلل مشاركاتهم فً المنتدٌات اإللكترونٌة ومن خبلل مشاركاتهم المسجلة .ومع
تطور تلك التجارب أخذ هذا الكتاب شكله الحالً .فمع مواصلة رحلتنا تؽٌر منظور العٌش ممتنعا .فقد
تؽٌرت المحتوٌات والهٌكل حسب معطٌات الكتاب .لقد ساعدت هذه العملٌة على فتح األبواب ,وانبهرنا
حقا بالتطور الحاصل .لقد اكتسبنا معرفة وخبرة من بعضنا البعض وكانت المحصلة رابعة .أما الخٌط
المشترك الذي ٌربط تلك التجارب المتنوعة فٌتركز فً اكتساب القوة من زمالة المدمنٌن المجهولٌن .
بؽض النظر عن مدى عملنا الفعال باالثنتً عشرة خطوة التً تستمر فٌه رحلتنا فً الحٌاة .فمشاركتنا
بتجاربنا أعطت هذا الكتاب أكثر معنى وقٌمة .بل أن العبلقات الراسخة التً تبلورت فً زمالة المدمنٌن
المجهولٌن سواء مع بعضنا البعض أو مع أنفسنا أو مع القوة اإللهٌة كانت أكثر قٌمة وثراء عن ما
توقعنا .لقد حرصنا على التواصل مع البرنامج والزمالة على مدى العدٌد من السنوات ألننا وجدنا هناك
ما نحتاجه .وفً الوقت الذي كنا نستؽرب فٌه من كٌؾ نجعل زمالة المدمنٌن المجهولٌن جزءا من
حٌاتنا ,اآلن ال ٌستطٌع الكثٌر منا تخٌل حٌاتنا بدونها .وعندما استخدمنا الوسابل المتواجدة ,واصلت
تجربة التعافً النمو واالزدهار بؽض النظر عن التحدٌات التً واجهتنا أو المدة التً امتنعنا فٌها عن
التعاطً.
4
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن أهم نقطة فً االمتناع عن التعاطً هو أننا مازلنا أحٌاء لنفعل ذلك ,وبالنسبة لهإالء المصابٌن
بمرض اإلدمان فهذا ٌعتبر معجزة فً حد ذاته .فنحن نتعافى لنعٌش حٌاة جٌدة نستحقها .وهذه الحٌاة قد
تؤتً ببعض التحدٌات و بعضها لم نتوقعه .إن العٌش لما أبعد مما كنا نحلم ٌعنً أننا نعٌش على ارض
مجهولة .إن العدد البل محدود من المدمنٌن الذي ساهموا فً إعداد هذا الكتاب قد أوضح بؤن معجزة
االمتناع عن التعاطً لٌست آخر التجارب التً مروا بها ,أو آخر التجارب التً ٌحتاجونها .فقد تعلمنا
بؤننا نستطٌع النجاة من أي شًء والحفاظ على هذا االمتناع .لذا لم ٌفت األوان بعد لبدء هذه التجربة
والتواصل مع الزمالة و العمل بالخطوات وإحٌاء القٌم الروحانٌة فً داخلك لتجد حٌاة جدٌدة فً
انتظارك .وطالما امتلكنا الرؼبة والتصمٌم الصادق فً االمتناع عن التعاطً ومواصلة العودة لؽرؾ
االجتماعات و التعافً فإن تعافٌنا سٌستمر بطرق لم نتخٌلها من قبل .إننا نعٌش ممتنعٌن وفً كل ٌوم
تستمر الرحلة.
5
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
العٌش ممتنعا
إن حٌاة االمتناع عبارة عن رحلة مستمرة مدى الحٌاة .وٌوفر برنامج زمالة المدمنٌن المجهولٌن الوسابل
التً تساعدنا على بناء حٌاة مفعمة باألمل وزاخرة بالتطلعات .لٌس من المهم مكاننا فً الرحلة ,فنحن
نإمن بؤن األمور ستسٌر لؤلفضل ,وأننا سنكون أفضل حاال .إننا ُنمارس الحٌاة وفق مبادئ معٌنة,
ونسعى إلى إٌجاد طرٌقة جدٌد للحٌاة .نجرب أشٌاء جدٌدة ,بعضها قد ٌكون مناسبا لنا أكثر من ؼٌرها.
وبٌنما نعٌش تجربة الحٌاة بدون تعاطً المخدرات بتحدٌاتها ونجاحاتها ,بمعجزاتها ومعوقاتها ,بطرقها
المسدودة وأبوابها المفتوحة ,فإننا نرى العالم بشكل أوضح مع تفهم أفضل لمكاننا فٌه.
إن برنامج زمالة المدمنٌن المجهولٌن هو الطرٌق الذي وجدناه للهروب من حٌاة الٌؤس واأللم .ولكن هذا
لٌس كل ما تقدمه زمالة المدمنٌن المجهولٌن فقط .بل طرٌق وعملٌة مستمرة وأسلوب للحٌاة .الكثٌر منا
بدأ هذا البرنامج بدون أمل فً إٌقاؾ هذا األلم .فً البداٌة تتولد الرؼبة والتصمٌم من المعاناة والخوؾ.
إن معاٌشه البرنامج ٌؽٌر توقعاتنا وتطلعاتنا .فزمالة المدمنٌن المجهولٌن تمنحنا القدرة على االنتقال من
حالة الٌؤس إلى الرؼبة القوٌة فً عٌش الحٌاة ,وتعزٌز الجوانب الروحٌة .فنحن نشعر بالراحة تقرٌبا
منذ بداٌة التعافً ,وتبدو أول تجاربنا للفرحة مثل رإٌة األلوان ألول مرة .فتتفتح عقولنا ,وتنطلق
أرواحنا حرة طلٌقة .وحتى إذا كانت تلك الراحة لفترات محدودة ,فإن الفرحة تعزز قدرتنا على مواجهة
األٌام واللٌالً الصعبة.
لٌس من المهم ما نفكر نحن فٌه بخصوص تعافٌنا ,بل المهم هو الجهد الذي نبذله .إن العٌش ممتنعٌن
عبارة عن عملٌة روحانٌة ,وتعلمنا أن العالم من حولنا أكبر مما تخٌلناه وإنه لٌس بعٌدا جدا كما تصورنا
وشعرنا بالخوؾ منه .إن معتقداتنا الخاطبة حول هإالء الذٌن لم ٌتعاطوا المخدرات هً التً شكلت
فكرتنا عنما سنكون علٌه بعد أن نتوقؾ عن التعاطً .وعندما وصل البعض إلى مرحلة االمتناع عن
التعاطً ,كثٌر منا شعر بالقلق من أن حٌاته سوؾ تكون ضٌقة ومملة .ولكن ما وجدناه فعبل كان أكثر
من أحبلمنا .لقد أصبح أمامنا العدٌد من الفرص ,بل والقدرة أٌضا على االستفادة منها .واألهم من ذلك
أصبحت عبلقاتنا مع الناس أكثر أهمٌة وأكثر إرضاء لنا .بل أن العبلقات الوثٌقة التً تربطنا مع
األعضاء الذٌن شاركونا عملٌة التعافً كانت أكثر عمقا حتى عن أفراد عاببلتنا .إننا نرتبط بعبلقات ألفة
ومودة لها خصوصٌتها ,وعندما تستمر تلك العبلقات على مر السنوات ,فإنها تزداد قوة وتتحول إلى
عاطفة وطٌدة وتفهم عمٌق لبعضنا البعض.
إن التزامنا بتعافٌنا لهو أمر مهم بالنسبة لنا .فالحفاظ على التعافً كؤولوٌة قد ٌعنً العدٌد من األشٌاء
بالنسبة لنا مع مرور الوقت .فنحن بحاجة إلى الحفاظ على عبلقاتنا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,ولكن
من المهم أٌضا أن نؤخذ مسإولٌة حٌاتنا بالكامل .لذا تبرز العدٌد من األشٌاء التً ٌجب أخذها فً
االعتبار واالهتمام بها ,ونحن كمدمنٌن نمٌل إلى التفكٌر المتطرؾ بمعنً أن نحصل على كل شًء أو ال
نحصل على أي شًء ,أو أن الشًء إما صحٌح أو خطؤ .فإٌجاد التوازن عملٌة مستمرة .إن حضور
االجتماعات بشكل منتظم ال ٌعنً حضورها كل لٌلة من األسبوع ,ولكن االجتماعات لها دور هام فً
تعزٌز سعادتنا ,وفً قدرتنا على حمل الرسالة .الحفاظ على حسن حالنا ٌستلزم مواصلة االهتمام بها
ورعاٌتها .وتبدو الحٌاة أكثر ٌسرا عندما نتحرر من أفكارنا السلبٌة بؤن الحٌاة صعبة .بعد سنوات من
التعافً ,شارك أحد االعضاء باإلجابة على السإال التالً" هل من المعقول أن الحٌاة بسٌطة لهذه
الدرجة؟" ,والجواب بكل بساطة "نعم".
6
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن المبادئ التً نطبقها فً برنامج زمالة المدمنٌن المجهولٌن تحمل الكثٌر من المعانً التً نحتاجها
طوال حٌاتنا .إنها تزودنا بالطرٌقة التً تساعدنا على االمتناع عن التعاطً وتحرٌر أنفسنا .إن العمل
بالخطوات االثنتً عشر ,ودراسة التقالٌد بتمعن ,ووضع أنفسنا فً خدمة االخرٌن فً الزمالة وخارجها
ٌساعدنا على اكتشاؾ أنفسنا والتعرؾ على معتقداتنا .كما أن حمل الرسالة ٌتٌح لنا التعرؾ على الهبات
الممنوحة لنا وإدراك حدودنا وتوجٌهنا نحو التؽٌٌر.
ٌمكننا أن نقٌس حٌاتنا لٌس بالسنوات ,أو بمكتسباتنا وخسابرنا ,ولكن بالدرجة التً ننعم فٌها بالسبلم فً
حٌاتنا وفً العالم من حولنا .إن التطور الروحانً هو النجاح الحقٌقً .ومع تطور عملٌة التعافً ,نبدأ
فً اكتشاؾ مشاعر لم نكن نعترؾ بوجودها من قبل .فتفتح الذهن ٌتٌح لنا فرصة أكبر للمشاهدة,
وتعزٌز الوضوح فً داخلنا ونحن نسٌر عبر العملٌة التً ال تنتهً من االستسبلم ,ثم التسلح بعملٌة
الجرد الشخصً ,ودعواتنا إلحداث التؽٌر.
إن الرسالة التً نحملها تتكون من ثبلثة أجزاء :أي مدمن ٌستطٌع أن ٌتوقؾ عن التعاطً ,وٌفقد الرؼبة
للتعاطً وٌجد طرٌقة جدٌدة للحٌاة .ونحن نركز دابما على الجزأٌن األولٌن .ألن امتناعنا عن التعاطً
حاجة ملحة عندما نصل لهذه المرحلة ,كما أن فقداننا لفكرة الرؼبة الملحة للتعاطً أمر ضروري
بالنسبة لنا لبلستمتاع بحٌاتنا .ولكن العمل الجاد ال ٌنتهً هنا .فإٌجاد طرٌقة جدٌدة للحٌاة لٌست عمبل ٌتم
إنجازه مرة واحدة .البعض منا تنتابه حالة من التخبط والتشوٌش عندما نحاول مرارا وتكرارا إلٌجاد
حٌاة مبلبمة لنا .ولكننا نواصل حمل الرسالة باستخدام خبرتنا لمساعدة اآلخرٌن .وكلما نتشارك بخبرتنا
مع االخرٌن كلما تزداد رسالتنا باألهمٌة والقٌمة.
مفاتٌح الحرٌة
عندما ُنطبق هذه المبادئ فً جمٌع شإونناٌ ,عنً أننا نواجه أمور حٌاتنا ونتصرؾ كؤشخاص متعافٌن
وٌصبح هذا التصرؾ جزء من حٌاتنا الطبٌعٌة .على سبٌل المثال فً البداٌة قد نمٌل إلى ممارسة األمانة
بوعً وإدراك ولكن مع استمرارنا فً تطبٌق ممارسة هذه القٌم ,نجد أن عدم األمانة ٌصبح أمرا ؼٌر
مرٌح بالنسبة لنا ,بل حتى مإلم ,وبالتدرٌج نجد أن األمانة قد أصبحت قٌمة طبٌعٌة مزروعة داخلنا.
فنحن فً األصل نتسم باألمانة ,بل ونعجب بها أٌضا .البعض قد ٌقول إننا بذلك ندرك تدخل القوة
اإللهٌة .فعندما تنزاح عٌوبنا فقد ال نشعر بذلك بل قد ال ندرك حدوث تؽٌٌر ما لم نرجع إلى سلوكنا
القدٌم ,ونجد إنه لم ٌعد مرضٌا أو مرٌحا بالنسبة لنا .ونبدأ فً الحدٌث إلى موجهنا لنقول له "لقد فعلتها
مرةٌ أُخرى" أو حتى ألن نا نفكر فً أننا نسٌر وفق عٌوبنا القدٌمة ,أو ندرك أنه قد مضى وقت طوٌل قبل
أن ٌخطر ببالنا هذا السلوك .إن تعلم كٌؾ نركز على مشاعرنا الحقٌقٌة دون أن نرتبط بدافع معٌن ٌعد
نوعا جدٌدا من الحرٌة .وبمرور الوقت تتبلشً الرؼبة فً مقاومة قٌمنا.
إن السجن الذي وضعنا أنفسنا فٌه لم ٌعد ٌناسبنا .فنحن نملك الحرٌة لبلكتشاؾ وإدراك ما نستطٌع
التفوق فٌه .إننا نملك حرٌة للمشاركة واالندماج واإلبداع واالهتمام ومشاركة االخرٌن ,بل احٌانا ندهش
أنفسنا بهذا التؽٌر ,أخذ المجازفات ,تقبل النقد والوقوؾ على أقدامنا .لقد وجدنا معتقداتنا وبدأنا نتصرؾ
على أساسها .إذ بدأنا بؤخذ القرار مستندٌن إلى قٌمنا ,فنحن نجتاز الخوؾ ونتٌجة لهذا نلمس المعجزات.
إننا نسٌر بٌن الخوؾ ونستفٌ ق على معجزات تحٌط بنا .إننا نملك الحرٌة اآلن بؤن نكون ما نرؼب فٌه
وأن نعٌش الحٌاة التً اخترناها.
7
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
عندما نشعر بالشكر واالمتنان العمٌق ,نستطٌع عندبذ أن ننظر إلى الوراء ونرى أن طرٌقنا إلى هذه
اللحظة لم ٌكن قصٌرا ,بل احٌانا متعرجا .وإن ما كنا نعتقد أنه أسوأ قرار اتخذناه فً وقت التعافً هو
نفسه الذي فتح الباب أمام بعض أهم الفرص التً اكتشفناها الحقا .قد ال تناسبنا بعض القرارات التً
اتخذناها من قبل .فما هو صحٌح بالنسبة لنا عند نقطة معٌنة فً مسٌرة تعافٌنا قد ٌكون ؼٌر صحٌح
لباقً مشوار حٌاتنا ,ولكن قد ٌصعب علٌنا االنتقال .الهداٌا تصلنا مؽلفة بحٌث ال ٌمكنا التعرؾ علٌها
حتى نفحتها .فكل شًء فً هذه الحٌاة ال ٌعتبر جٌدا دابما وال سٌبا دابما .ال نستطٌع أن ندعً أنه لم
ٌكن هناك أخطاء خبلل عملٌة التعافً ,ولكن فً بعض األحٌان قد تؤخذنا تلك األخطاء إلى اتجاه لم نفكر
فٌه من قبل.
إن التعافً لٌست عملٌة موحدة .فنحن جمٌعا ال نمر بمراحل التعافً بنفس الطرٌقة ,وال نخرج منها
جمٌعا بنفس التؤثٌر .ولكن هناك بعض المراحل المعروفة التً ٌجب أن نمر بها .فهناك أجزاء ومراحل,
ومنعطفات نلؾ عندها وسبللم نصعد علٌها .فكل واحد فٌنا لدٌه فترات من النمو المكثؾ ,وأوقات ٌكون
فٌها التؽٌٌر تصرفا ذكٌا .إن تبنً أسلوب جدٌد فً الحٌاة ٌعنً إننا ٌجب أن نعٌش بطرٌقة جدٌدة ,وإننا
قد نتعرض للحٌرة واالضطراب أو الضٌاع حتى لو كنا قد تعافٌنا منذ سنوات عدٌدة .إن السماح بمساحة
من الحرٌة لكل منا لكً ٌنمو وٌتطور بخطواته الخاصة أمر صعب ,خاصة إذا كنا نهتم بعضنا البعض,
ولكن تقبل النفس و احترام الذات هً نتابج السٌر فً عملٌة التعافً بطرٌقتنا الخاصة.
من ناحٌة أُخرى الوقت لٌس مثل التجربة .فوجودنا هنا منذ مدة طوٌلة ال ٌعنً بالضرورة إننا نعرؾ كل
شًء نحتاج إلى معرفته .فاألمر ال ٌنتهً من بعض الخطوات التً نعملها علٌها فً التعافً لتمنحنا
الحرٌة .فحٌاتنا مازالت زاخرة باألحداث .نحن نبدأ من مواقع مختلفة ,ونتطور بخطى مختلفة أٌضا.
الوقت ٌمثل فرصة للنمو والتطور ,ولكن ٌتعٌن علٌنا أٌضا التؽلب على التحدٌات وتقبل فكرة الدروس
فً التعافً .فتطبٌق مبدأ الصدق والتفتح الذهنً واالستعداد ٌعزز قدرتنا فً التعلم ,والشعور باالمتنان
والتواضع .إن الفرق بٌن التواضع والذل قد ٌتمثل فً مستوى تقبلنا للمعلومات التً نحصل علٌها.
فعندما نصؽً بتفتح ذهنًٌ ,ستطٌع أي شخص أن ٌحمل الرسالة لنا.
ال توجد مبادئ ؼٌر ضرورٌة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,وإن كنا قد نتعلمها حسب أوقاتنا الخاصة
وبالترتٌب الذي ٌناسبناٌ .قترح أن نقلل من توقعتنا فً حالة البحث عن حلول ألنفسنا خاصة عندما نعمل
بشًء قلٌل جدا من الخطوات ونترك الكثٌر ,أو نهمل فهم التقالٌد أو نعٌش صراعات مع قٌمنا المؽلوطة
الخاصة بنا .إن المبادئ الروحانٌة ال تعتمد على الوقت أو الظروؾ .فنحن نتعلم بالمبلحظة والتجربة.
هناك فرق بٌن الشعور بؤننا مرضى ولن نتحسن أبدا ,وبٌن إدراكنا بؤننا لم نحاول النمو فً تعافٌنا.
فاالكتشاؾ ٌمتد على مدى حٌاتنا ,حٌث نبدأ من جدٌد مرات ومرات .وتصبح العملٌة أسهل إذا كانت
لصالحنا ,حتى ولو شعرنا بالمقاومة .وقد شارك أحد األعضاء قاببل" :عادة ما اسمع من األعضاء الجُدد
بؤنهم ال ٌستطٌعون تخٌل حضور اجتماعات زمالة المدمنٌن المجهولٌن طوال حٌاتهم .لقد كان لدي نفس
التحفظ ,ولكن الٌوم ال أستطٌع تخٌل حٌاتً بدون زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إننا نتعلم أن نعمل ما ٌنبؽً
عمله ,إلى جانب ما نرؼب فً القٌام به .قد ال نرؼب فً بعض األحٌان فً استكمال برنامجنا ,ولكننا
ندرك المردود العابد علٌنا عندما نتحمل مسإولٌة تعافٌنا ,وندرك أٌضا عواقب عدم القٌام بذلك.
قد ٌصعب قبول المعلومات الجدٌدة عندما ال تؤتً إلٌنا بالطرٌقة التً نعتقد إنها المناسبة .وسواء كانت
المعلومات نفسها ؼرٌبة بالنسبة لنا ,أو أن من حمل الرسالة لٌس هو الشخص الذي نبحث عنده على
8
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نصٌحة ,فإننا قد نرفض األفكار الجدٌدة ألننا لم نقبل األمر برمته .وقد ذكر أحد األعضاء" :قد اقبل
الوقوؾ على رأسً فً زاوٌة إذا ما أكد لً الموجه إن هذه الطرٌقة سوؾ تنجح ,ولكن عندما تؤتً
الكلمات التً قد تنقذ حٌاتً من شخص ال أهتم به على اإلطبلق فإنه من السهل رفضها " إن الوسابل
الجدٌدة تصبح متوفرة أمامنا إذا ما سمحنا ألنفسنا باالندهاش من كل من مضمون الرسالة وحامل
الرسالة نفسه .وإذا ما تطلب األمر ٌتعٌن إعادة تقٌٌم نظام االعتقاد لدٌنا بحٌث نستطٌع أن نرى أن
مقاومتنا األولٌة هً تحفظ تجاه رؼبتنا .إن تجربة أشٌاء جدٌدة فً مرحلة التعافً هً إحدى الطرق
إلبعاد أنفسنا عن الجمود .فبؽض النظر عن مدة امتناعنا عن التعاطً ,فٌنبؽً أن نحضر االجتماعات
ونستمع إلى إٌقاع الرسالة" .وكؤن أذنٌك مسدودة وفجؤة تنفتح وتستطٌع أن تسمع وتصؽً على ما فاتك
من قبل" ,كما قال أحد األعضاء".
إن تقالٌدنا تعلمنا بؤنه ال توجد تصنٌفات للعضوٌة بزمالة المدمنٌن المجهولٌن .فنهج الزمالة هو أن
العضو الجدٌد من الممكن أن ٌساعد على إنقاذ حٌاة العضو القدٌم كما أن العكس صحٌح .وعندما ندرك
هذه الحقٌقٌة فإن الكثٌر من القٌود التً نضعها ألنفسنا تتبلشىٌ .جب أن نكون قدوة لكً ٌتعلم االخرٌن
منا .حتى فً الحاالت التً نعلم فٌها االشخاص لعدم القٌام بشًء ما ,فؤننا بهذا العمل نحمل الرسالة .كما
أن مشاركة التجربة تمنحها المعنى والقٌمة .وتتركز آمالنا حٌنبذ فً كون العضو الجدٌد سٌبذل أفضل
مما فعلنا نحن ,وأنه ٌستطٌع التعلم من أخطابنا .ولكن األمر ال ٌسٌر على هذا النحو فً كل األوقات,
فنحن نمٌل إلى التعلم بالطرٌقة الصعبة .ولكن حٌنما شاركنا أحد األعضاء الذي تعافى منذ عامٌن مإكدا
أن تجربتنا التً استمرت لمدة عشر سنوات قد منعته من ارتكاب نفس األخطاء ,نشعر بؤننا نتحسن على
المستوى الشخصً وعلى مستوى الزمالة.
إن الحكمة تعنً االستفادة من التجربة السابقة لمواكبة األحداث الجدٌدة .عندما نفكر اآلن فً حٌاتنا
مقارنة باإلدمان النشط ,فإنه ٌجب أن نتذكر بؤن" :لٌس من المهم الحالة التً كنا علٌها ,بل إلى أٌن
ذاهبٌن اآلن ".لذا أن الحالة التً نحن علٌها فً التعافً تمثل فً حد ذاتها االساس الراسخ لحكمتنا.
فنحن نتعلم من تجربتنا ,ونستخدمها فً مساعدة اآلخرٌن .إن حكمتنا تنمو وتزداد عندما نتعلم أن نرى
أنفسنا بكل أمانة بدون األحكام المسبقة أو القفز إلى النتابج.
اآلالم المتنامٌة
إن عاجبل أم آجبل قد نمر بتجربة خاصة أو مشكلة ما لم نسمع بها فً اجتماعاتنا .ففً بعض األحٌان
تتسبب أحداث مثل االنفصال أو خسارة وظٌفة أو تؽٌٌرات فً العابلة ,كل هذا ٌجعل احاسٌسنا متدفقة
بدون توقؾ .الحزن و المعاناة أو الخٌانة قد تعزز شعورنا بالوحدة .وفً بعض األحٌان االُخرى قد نمر
بتؽٌرات جسدٌة "صحٌة" تحمل مشاعر الٌؤس والقلق والخوؾ.
كما أن هناك بعض األوقات التً نجد أنفسنا فً أزمة حتى لو كانت الظروؾ المحٌطة بنا تبدو جٌدة.
حتى متعة العٌش فً أحبلمنا مثل الحصول على وظٌفة جدٌدة أو االنتقال إلى مكان بعٌد أو تكوٌن أسرة
قد تجعلنا نشعر بعدم االنتماء .وفً بعض األحٌان قد ٌإدي وقوع حدث خارجً إلى بدء المشكلة .وفً
أوقات أخرى قد تنطلق تلك المشاعر بدون سبب ,حٌث قد نشعر بؤننا نقؾ عند طرٌق مسدود حتى لو لم
ٌكن هناك أي أحداث تإدي إلى الشعور بذلك .وما أن ننجح فً التؽلب على هذا الشعور وتحقٌق
التعافً ,فإننا ندرك أن األمر لن ٌستمر إلى األبد .ولكن هذا ال ٌعنً أن الطرٌق بات مفتوحا أمامنا.
9
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
فنحن نخرج من هذه التجربة بإٌمان قوي وتفهم عمٌق بقدرتنا على التعافً .فمن خبلل بذلنا المزٌد من
الجهد مع الشعور باالمتنان ومواصلة العودة االجتماعات سنتحرر.
فً نهاٌة المطاؾ سٌمر كل واحد منا بؤزمة مشاعر خبلل مرحلة التعافً .ونبدأ فً التساإل ما إذا كان
هذا التعافً سٌستمر ,أو أنها مرحلة مإقتة ومهلة قصٌرة نبدأ بعدها فً المعاناةٌ .قول أحد األعضاء:
"تبدو حٌاتً مستقرة بالنظر إلى الظروؾ الخارجٌة ,ولكن فً داخلً كنت أشعر بالضٌاع والتخبط .لقد
كنت ممتنعا عن التعاطً ,ولكننً كنت تعٌسا ومنفعبل وخابفا ".قد نمر بتلك المشاعر المظلمة بعد
سنوات عدٌدة من االمتناع .فنحن نتعامل مع مرض اإلدمان ,ولكن بعض قضاٌانا األساسٌة تظل دون
حل .وتبدأ المشاعر المدفونة لسنوات عدٌدة تطفو على السطح مرة اُخرى ,وقد نملك أو ال نملك الوسابل
البلزمة للتعامل معها .قال أحد األعضاء "مع اكتشافً الكثٌر من األشٌاء عن نفسً بدأت مشاعري
تظهر بشكل مإلم ,ال توجد نهاٌات تعٌسة فً التعافً ولكن أحٌانا هذا ما أشعر به " التعافً ٌعطٌنا
فرص جدٌدة للحٌاة وٌنبؽً علٌنا فً كل مرة تلبٌة نداء التعافً .
إن الحضٌض الذي قد نصل إلٌه فً التعافً قد ٌكون مرعبا .فنحن احٌانا قد نمر بؤوقات صعبة للؽاٌة
ومظلمة ,وعندما نتؤلم ٌصعب علٌنا أحٌانا التواصل مع االخرٌن لطلب المساعدة ومن السهل أن نرى
االختبلؾ ولٌس أوجه الشبه .ولكن حتى فً تلك األوقات الصعبة تستمر رحلة التعافًٌ .قول أحد
أعضاء زمالة المدمنٌن المجهولٌن " :ال تدع الٌؤس ٌتمكن منك فً الخمس الدقابق األخٌرة قبل حدوث
المعجزة " نحن هنا ال نتحدث عن التجربة األولى ,فحٌاتنا ملٌبة باللحظات التً ٌجب علٌنا أن نتخذ فٌها
قرارا صعبا فإما أن ننمو ونستمر فً التعافً أو نؽادر .الكثٌر ٌبتعد عنا لٌس عندما ٌمر بؤوقات عصٌبة
ولكن عندما نمر بحاجز روحانً ونقوم بتجاوزه .إننا نفقد طرٌقنا الصحٌح قبل حدوث المعجزة ,وقد
ٌتكرر هذا التصرؾ مرارا وتكرارا.
إن اإلٌمان القوي الذي ٌساعدنا على بناء حٌاة ناجحة قد ٌكون ؼٌر كاؾٍ للحفاظ على هذه الحٌاة ٌوما
بعد ٌوم .هنا ٌظهر نوع جدٌد من االستسبلمٌ ,جب أن نجربه به إذا رؼبنا فً البقاء ممتنعٌن والحفاظ
على مسٌرة نمونا .إن النمو الروحانً قد ٌبدو مذهبل ومخٌفا وقد ٌشعرنا بالوحدة أٌضا .البعض منا قد
ٌفقد األمل وال ٌستمر فً وقت حرج عند نقطة حاسمة من عملٌة التعافً وذلك عندما لم ٌعد ٌتبقى شٌبا
ما نلقً باللوم علٌه أو نؽٌره عدا أنفسنا .األنانٌة والتمركز حول الذات تموت بصعوبة بالؽة .ولكننا
نستطٌع أن نستكمل النمو بمساعدة اآلخرٌن الذي نجحوا فً تجاوز هذا الطرٌق قبلنا ,لنجد فً النهاٌة
الكثٌر من النعم والهبات فً انتظارنا على الجانب اآلخر .إن ما سمعناه من نصابح فً البداٌات األولى
مازال قابما :واصل العودة إلٌنا مهما كانت المشكبلت والصعاب! الكثٌر من التحدٌات التً تواجهنا تتسم
بالصعوبة ,ولكنها فً حقٌقتها تحدٌات روحانٌة .ومن الصعب اكتشاؾ األزمات الروحانٌة .فعادة ما
تظهر فً شكل أزمة فً العبلقات أو النواحً المالٌة أو المهنٌة أو العابلٌة.
عندما نكون فً أزمة قد نحاول شتى طرق الهروب واالعتذار قبل أن نلجؤ إلى الخطوات .قد تظهر
الكثٌر من المشاعر مثل :التعصب والؽضب والدفاعٌة واالستٌاء واالنتقام ,فضبل عن اختبار مدى تسامح
وصبر من حولنا .إن الطرٌقة الوحٌدة للخروج من هذا النفق المظلم هو المرور فٌه ,لنشمر عن سواعدنا
ونبدأ العمل الجاد .هذا الصراع عادة ما ٌدفعنا إلى المرحلة التالٌة فً عملٌة تعافٌنا .وقد نخرج من هذه
المعركة أقوى وأكثر صحة ومستعدٌن للتجربة ,إذا كنا فعبل نرؼب فً العمل الجاد.
10
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
فً بداٌة مرحلة التعافً كان ٌقال لنا إنه بالمواظبة على حضور االجتماعات فإننا سوؾ نسمع قصتنا
سواء عاجبل أو آجبل .إن من الخطؤ أن نظن أن قصة تعافٌنا هً القصة الوحٌدة التً ممكن أن نستفٌد
منها .إننا نسمع قصص االخرٌن بقلوبنا ونصؽً لها بؤذاننا .لذا نحن بحاجة لحضور االجتماعات لسماع
االخرٌن .لذا فً بعض األحٌان قد ٌنبؽً علٌنا أن نبحث نحن عن اجتماعات جدٌدة ,وأن نسؤل من حولنا
من األ عضاء ونشاركهم االحداث .نتعرؾ على أناس مروا بما نمر به اآلن واستطاعوا الخروج منه
متعافٌن .إننا نحتاج إلى آخرٌن ٌؤخذوا بٌدنا وٌسٌروا معنا نفس الطرٌق الصعب.
هناك أمل .فعندما نصؽً إلى اآلخرٌن ونشاركهم اآلالم ونتعرؾ على الطرٌقة التً نجحوا من خبللها
فً التؽلب على الصعاب نزداد معرفة وتتفتح اآلفاق من حولنا .ونتعرؾ على وسابل جدٌدة ,ونستطٌع
أن نتعلم كٌؾ نستفٌد من خبراتهم للمضً قدما فً مشوار حٌاتنا .عندما نؽٌر سلوكنا أو وجهات نظرنا
نستطٌع أن نرحم أنفسنا و نجد الشعور باالمتنان .وربما أهم الدروس القٌمة من بٌنها جمٌعا هو التعاطؾ
مع أنفسنا واالخرٌن .ولكن التعاطؾ لٌس طرٌقة للعبلج بل أنه نمط ألسلوب جدٌد للحٌاة .عندما نرى
أوجه الشبه مع بعضنا البعض ونرى نمو اآلخرٌن نبدأ فً اإلٌمان بإمكانٌة تحقٌق التعافً .إن االصؽاء
إلى مدمنٌن آخرٌن بدون الحكم علٌهم هو بداٌة اإلصؽاء لقلوبنا بدون حكم أو معاقبة .عندما نشعر
بالرحمة تجاه أنفسنا ,فإننا نقدم لها العذر فً أن تكون متواجدة فً هذا العالم ,وهذا ٌجعلنا أكثر فابدة
للعالم.
إن قدرتنا على الشعور بالفرح واالمتنان ٌمكن أن تكون نتٌجة مباشرة للمعاناة التً تحملناها .إن االمتناع
عن التعاطً لٌس ضمانا بؤنه لن ٌحدث السوء ,ولكنها مبادئ تعلمنا كٌؾ نعٌش وفق معطٌات الحٌاة,
كما أنها تمنحنا الشجاعة والقوة والحكمة التً تساعدنا على البقاء ممتنعٌن عن التعاطً أٌا كانت
األوضاع .إننا نستطٌع أن نعٌش الفرحة أٌا كان ما نمر به .إن اإلٌمان ٌجعلنا نستمر حتى لو لم ٌكن
هناك سبب لذلك.
إن أحد مزاٌا التواصل والمشاركة هو أن نكتشؾ أن تجربتنا المإلمة ٌمكن أن تساعد شخص آخر.
عندما نقول "لقد مررت بذلك ,واستطعت الحفاظ على امتناعً عن التعاطً" ,ندرك بكل امتنان أننا
وصلنا إلى الجانب اآلخر لشًء كنا نخشى أن ال نتؽلب علٌه .وهنا نشعر بالرضا الشدٌد من قدرتنا لٌس
فقط فً الوصول إلى الهدؾ ,بل فً مساعدة شخص آخر على التقدم.
إن التؽلب على األوقات الصعبة ٌساعد على تعزٌز إٌماننا .عندما نتصارع مع قضاٌانا وال نجد لها
إجابات سهلة فإننا نمر بتجربة نمو كبٌرةٌ .قول أحد األعضاء "هناك مشاهدون وهناك مكتشفون للجانب
الروحانً .األول ٌحاول أن ٌكون فً أمان ,بٌنما الثانً ٌقحم نفسه وٌطلب العون من هللا ,إننا نشعر
بالٌقٌن بتلك العبلقة كلما واصلنا درب التعافً ".فكلما نتقدم وننضج فً عملٌة التعافً نشعر أكثر
بالراحة تجاه المشكبلت الصعبة أكثر من شعورنا باالطمبنان من وجود الحلول .إن معرفتنا لجمٌع
االجوبة ٌجعل من الصعب علٌنا تقبل المعلومة .وعادة عندما نقول أننا نبحث عن حلول ,فإننا فً واقع
األمر نبحث عن القدرة على التحكم .ونحاول مرارا وتكرارا البحث عن الحلول واالجابات علما بؤننا ال
نحتاج الكثٌر منها .إن خطوات التعافً تساعد على زٌادة قدرتنا على أن نكون صادقٌن مع أنفسنا ومع
اآلخرٌن .والحقا فً المراحل التالٌة نستطٌع أن ندرك مسإولٌتنا تجاه أفعالنا ودوافعنا .إن التعرؾ على
دوافع تصرفاتنا ٌساعدنا على إٌجاد المخرج من كافة سلوك المرض الذي ٌظهر .كما أنه ٌعزز قدرتنا
11
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
على رإٌة األشٌاء بوضوح .ونبدأ فً التقدم لؤلمام تجاه ما نرؼب فً الوصول إلٌه بدال من مجرد
الهروب مما نخاؾ منه.
فً كل مرة نتخلى عن تحكمنا تكون هناك درجة من الحزن وبعدها تظهر بوادر احتمالٌة القدرة على
استمرارٌة تسرٌح إرادتنا .فً كل مرة ننجح فً ذلك نجد نوعا جدٌدا من الحرٌة فً داخلنا .ولكن قد
ٌحتاج األمر إلى سنوات قبل أن نشعر بتلك الحرٌة .إننا نتشبث بقوة ,ونخطؤ فً محاولة التحكم فً جمٌع
المتؽٌرات فً حٌاتنا حماٌة لعملٌة التعافً .إن عملٌة التخلً عن تحكمنا تختلؾ من فترة ألخرى طٌلة
فترة تعافٌنا.
إن الشعور بالرضا عند الخسارة ٌعد أحد طرق تعلم مبدأ التقبل .عندما نخسر ونشعر بؤننا مازلنا قادرٌن
على الشعور بالرضا داخل أنفسنا فإن شًء ما ٌتؽٌر .وٌصبح الشعور بضرورة مواصلة القتال والعٌش
ألجل البقاء أمرا سهبل .قد نتنازل لشخص آخر بؤن ٌصبح هو على حق أو نتؽاضى عن أشٌاء بدون أن
نخسر أنفسنا أو كرامتنا .إننا نرى دورنا فً المواقؾ المختلفة بدون أن نرى أنه كان خطؤ شخص آخر.
وفً العادة ف إن الخسارة التً نحاول جاهدٌن تقبلها فً الوقت الحالً تساعدنا على التعامل مع الخسابر
السابقة التً تسٌطر علٌنا .إن التقبل لٌست عملٌة تعنً أن نؤخذ كل شًء أو نترك كل شًء ,كما أنها ال
تحدث فجؤة ومرة واحدة .ومثل الكثٌر من الدروس التً نتعلمها فً مرحلة التعافً ,ولكن هناك آالم و
دروس أقل ألما عادة ما ننساها و ال نستفٌد من تجربتها مع العلم أنها مهمة.
كلما نتعلم المزٌد عن أنفسنا كلما استطعنا العمل فً اتجاه تحقٌق آمالنا .وفً نفس الوقت ,نتذكر دابما أن
الرإٌة الخاصة عن أنفسنا هً نظرة خاطفة لمشٌبة القوة اإللهٌة فً داخلنا .وكلما تابعنا أمانٌنا قد نجد
أنفسنا فً أماكن لم نكن نتخٌلها .كل شًء ممكن حدوثه ,ولكن هذا ٌعنً أننا ٌجب أن نتحمل المجازفة و
االقدام على الشًء وفً بعض االحٌان نخوض التجربة .وفً بعض األحٌان تفشل التجربة .حتى عندما
نسقط فإننا نستطٌع أن نقؾ مرةٌ أُخرى ونتحرك لؤلمام .وهذا جزء من رحلتنا ,فٌبدأ الخوؾ ٌتقلص
تدرٌجٌا من حقٌقة انفسنا ,ولكن ال نصل للتعافً من خبلل االنتظار والتبلد بل ٌجب أن نعمل جاهدٌن.
إننا نتعلم وننمو ونعطً ,ونطور من تعافٌنا– ونواصل العودة مرةٌ أُخرى إلى ؼرؾ االجتماعات.
رؤٌة لألمل
إن تعلم القبول والمحبة والشفقة هً أمور تساعدنا على تقبل أنفسنا بدون شروط .ومع زٌادة عمق
إٌماننا ,فإن تفهمنا لمعنى العمل بحسن نٌة ٌبدأ فً التؽٌر أٌضا .لم نعد نستخدم أنماط مرضنا أو موقعنا
فً التعافً كعذر للسلوك السٌا .بل أننا نحرص على تعزٌز عملٌة التعافً من خبلل التعلم .إننا نتصالح
مع أنفسنا ومع كل مكتسباتنا وخسابرنا ومع ما تعلمناه ,ثم نبدأ بالشعور باالمتنان لؤلحداث التً أوصلتنا
إلى هذه النقطة من التعافً .إن مراحل عملٌة النمو قوة دافعة أقوى منا .والعابد من العملٌة هو الشعور
بالسكٌنة والتسامح مع النفس.
تتؽٌر عملٌة تقبل الن فس مع الوقت .ونتعلم العٌش مع ضعفنا وعٌوبنا .بل ونجد أن العٌوب التً قبلنا بها
وتسامحنا عنها هً األسهل فً القضاء علٌها من تلك التً حاولنا التصادم معها والسٌطرة علٌها .قد
نشخص خطؤ الحواجز التً تعٌق مسٌرتنا .ولكن تعلم توجٌه اهتمامنا تجاه األهداؾ وبعٌدا عن العٌوب
واألفكار المسٌطرة عبارة عن نوع جدٌد من الحرٌة .إذ نبدأ فً اإلٌمان بؤن سماتنا اإلٌجابٌة لٌست جزءا
من الواجهة الخارجٌة أو من صنع خٌالنا .ونرى أن مشاعرنا لم تعد تخٌفنا كما كان الوضع فً
12
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الماضً ,بل أنها تمر اآلن أسرع من قبلُ .ندرك أننا قد ال نؽٌر مشاعرنا فً التو واللحظة ولكن قد نؽٌر
سلوكنا .فؤمزجتنا تتؽٌر تبعا ألفعالنا ,وعندما نقوم بالفعل الصحٌح نبدأ الشعور بالراحة.
إن الشخص الذي نراه فً المرآة قد ٌشبه فً مبلمحه ما ٌراه اآلخرون فً أنفسنا .وعندما نقع فً شراك
األفكار المسٌطرة على الذات فإننا قد ال ندرك مدى األضرار التً نتسبب بها لآلخرٌن من حولنا ,أو
حتى ألنفسنا .وبالمثل عندما نتصل باألخرٌن لطلب المساعدة فإننا قد ال نرى التؤثٌر اإلٌجابً على
أرواحنا أو على العالم من حولنا مباشرة .قد نرى أنفسنا بنفس الصورة التً بدأنا بها ,وال ندرك أن
المبادئ التً بدأنا فً تطبٌقها قد أصبحت جزءا منا .إذ أننا نثق بموجهنا وأصدقابنا فً إبراز التؽٌٌرات
التً حصلت لنا و ال نراها بؤنفسنا.
إن االهتمام بالجوانب الروحانٌة تبدو مثل تنظٌؾ المنزل .فإذا كنا نرؼب فً االستفادة منها فٌجب أن
ٌستمر العمل .وكلما حافظنا على وتٌرة األعمال الروتٌنٌة بشكل أفضل ,كلما قلت المعاناة عند إنجاز
عملٌة التنظٌؾ الكبرى عندما ٌحٌن الوقت ,وكلما قلت الحاجة إلى إجراء التؽٌرات الربٌسٌة .إننا
مسإولون عن عملٌة تعافٌنا ,ولكن ٌجب أن نذكر أنفسنا أن نكون مرنٌنٌ .قول أحد األعضاء "لقد مرت
علً أوقات كرهت فٌها عملٌة الخطوات ,بل كنت أشعر بها وكؤنها عقاب لً .واآلن أشعر بالحماس
الشدٌد تجاه عملٌة التعافً ,ألننً أدرك اآلن أن هذه الخطوات هً الطرٌق إلى الحرٌة".
إن التعافً لٌست المعاناة فً حد ذاتها ,بل أن مقاومتنا لها هو ما ٌتسبب فً ظهور اآلالم .عندما نبتعد
عن تلك العملٌة ,ونتصرؾ بعٌدا عن معتقداتنا – فإن هذا األمر ٌتسبب فً حدوث األلم .إن التعاطً هو
نوع من التحرٌؾ والتشوٌه .إننا ننجذب إلى األشٌاء التً تشوه رإانا ,من استخدام المخدرات إلى
الؽضب .إن الصواب وصحة العقل هما اسلوب العٌش بتناؼم مع الواقع .عندما ٌستٌقظ الجانب
الروحانً فً داخلنا ,فإننا نكون راؼبٌن فً رإٌة الصورة بوضوح .ونتعرؾ على عادات التفكٌر التً
تقودنا مرةٌ أُخرى إلى نفس المشاعر مرات ومرات بؽض النظر عن ما ٌدور حولنا .حتى نضع علٌها
اسم "الحماس" أو "الخوؾ" ,و هذه المشاعر قد تكون متماثلة .إن حرٌة اختٌار الطرٌقة التً نصؾ بها
تجربتنا تمنحنا حرٌة اختٌار كٌؾ نعٌش حٌاتنا.
إن السماح ألنفسنا بالسعادة قد تكون عملٌة طوٌلة .ولكنها عادة ما تستمر بطرٌقة أو بؤخرى .البعض منا
ٌخشى الشعور باالطمبنان لكنه قد ٌإدي بصورة سلبٌة إلى مشاعر الثقة الزابدة بالنفس .البعض اآلخر
ٌخشى الشعور بالسعادة ,حٌث لن ٌجد ما ٌسعى إلى تحقٌقه .إن إدراك األشٌاء التً تجعلنا سعداء ٌعتبر
من األمور الصعبة للؽاٌة ,خاصة إذا كانت العبلقة بٌن البحث عن المتعة متشابكة مع سلوكنا المدمر.
وهنا ٌصبح إٌجاد التوازن بمثابة تحدي كبٌر .كما ٌقول أحد االعضاء "عندما بدأت فً االمتناع ,
أصبحت أستطٌع أن أشعر باأللم تجاه كل ورقة شجر تسقط من الشجرة" " ,أشعر بؤننً مبتدئ فً
البحث عن السعادة .لقد ظننت أنه ٌجب أن ابتعد عن المتعة حتى أصل إلى مرحلة التعافً".
عندما نتعلم معنى الحب فً ؼرؾ االجتماعات فإن ذلك ٌجعلنا مستعدٌن لممارسة أنواع أُخرى من
العبلقات .قد نجد الحب ونكوّ ن عابلة أو نرجع إلى العابلة التً تركناها .البعض ٌكتشؾ أن لدٌه موهبة
االنؽماس فً العالم بطرق أُخرى ,سواء من خبلل اإلبداع أُو التعاطؾ أو قدرتنا كمدمنٌن متعافٌن
المتمٌزة على التركٌز على شًء واحد ومحاولة إنجازه حتى ٌتحقق .فالمهارات التً نتعلمها خبلل
عمرنا المتبقً ,تصبح بدورها وسابل نستخدمها للمساعدة فً حمل الرسالة .عندما تستمر مشاركتنا فً
13
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
زمالة المدمنٌن المجهولٌن فإننا نستطٌع أن ندرك دورنا الفعال فً صنع العالم .قد ال نرى كل تلك
التؽٌرات فً البداٌة ,ولكننا نشعر بها بطرٌقة ما ,ونشعر بومٌض األمل وبؤن حٌاتنا آخذة فً التؽٌر.
إن إحٌاء تعافٌنا مرة اُخرى لٌس باألمر الصعب ,فٌجب علٌنا أن نعزز مشاعر الشوق والحماس .إن
الجزء الصعب من العملٌة هو إٌجاد الرؼبة واالستعداد للعمل واالتصال بشخص ما هاتفٌا أو الذهاب إلى
اجتماع فً الوقت الذي نشعر فٌه بعدم وجود أي إلهام أو محرك ٌدفعنا لذلك .هناك لمسات سحرٌة
ونعمة التبام جروحنا فً االجتماعات ,ولكن أنماط سلوكنا القدٌمة قد تحجب عنا رإٌة ذلك .إن العودة
إلى االجتماعات بعد ؼٌاب لفترة قد ٌكون صعبا وقد ٌكون ؼٌر مرٌحا وفً حاالت أخرى قد ٌكون مثل
لشخص العابد إلى بٌته .هناك شًء من الحبلوة فً دخول ؼرفة االجتماعات التً لم تطؤها أقدامنا منذ
وقت طوٌل وقد نبلحظ أن األشٌاء لم تتؽٌر .ولكن األمر الثابت أٌضا أن االجتماعات مازالت أكثر فابدة
عندما نحرص على حضورها بانتظام .فعندما نؽٌب عن حضور االجتماعات قد تبدو مملة وكبٌبة .ولكن
اللمسة السحرٌة تحصل من خبلل استمرارنا فً حضور االجتماعات ,ومشاهدة بعضنا البعض ونحن
ننمو ونتؽٌر ,ومراقبة المعجزة وهً تتحقق فً حٌاة كل منا .فً بعض األحٌان قد ٌقول أحدهم كلمات
رابعة واألهم من ذلك أن الروعة تؤتً من مشاهدة هذا النمو ولٌس من السماع عنه .
إن الحماس مثله مثل الٌؤس .فهو محرك أساسًٌ ,بعث القوة التً تحركنا لؤلمام .ولكن الحماس ال ٌؤتً
من خارجنا بل ٌنبع من الداخل .وكلما اعتمدنا على هذا الحماس ,كلما ازداد فً داخلنا .إن االنتقال من
الٌؤس إلى الحماس هو الخطوة األولى .رحلتنا فً التعافً مجرد بداٌة كما أن قدراتنا واحتٌاجاتنا للنمو
الروحانً ببل حدود .إن نفس الوسابل التً نجحت فً إنقاذنا من حافة الموت ٌمكنها أن تواصل تحقٌق
المعجزات عندما نتعلم أن نشحن رحلتنا بالحب والحماس بدال من األلم والٌؤس.
هناك نقلة تحدث لكل واحد ما خبلل رحلة التعافً ,لحظة ؼٌر معروفة عندما ننتقل من الٌؤس إلى
الحماس واألمل .عندما ٌكون المحرك هو خوفنا من الشعور بؤلم أكبر ,فإننا نبدأ فً اكتشاؾ فرص
جدٌدة للنمو فً معركتنا ,ونصبح أكثر تصمٌما على المضً قدما نحو األمل ,بدال من الخوؾ .هذه قد ال
تكون الصحوة الروحانٌة األولى ,إال أنها صحوة للروح نحو إحساس جدٌد بالقدرة.
إن اإلٌمان فً عملٌة التؽٌٌر ٌعنً إٌماننا بؤننا نتحرك فً االتجاه الصحٌح ,حتى ولو لم ٌكن هذا هو
االتجاه الذي اعتقدنا إننا ٌجب أن نسٌر فٌه .فنتؽلب على تحدٌات أكبر ,ونتعرؾ على مبادئ جدٌدة لم
14
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نعرفه ا من قبل ,ونمٌل إلى مسإولٌاتنا حتى لو بدت ثقٌلة علٌنا وال نستطٌع احتمالها .نتعلم أن القوة
اإللهٌة سوؾ تساعدنا فً تحقٌق ماال نستطٌع القٌام به ,ولكن هذه القوة لن تقوم بالعمل نٌابة عنا أذ ٌجب
أن نجتهد ونعمل .وسنجد أنه من المستؽرب حقا قدرتنا على التعامل مع األمُور .عندما نتوقؾ عن
محاولة التحكم فً األمور التً لٌس لدٌنا القوة على تؽٌٌرها ,ندرك عندبذ أٌن تكمن قوتنا ,وكٌؾ ٌمكن
استخدامها إلحداث التؽٌٌر فً أنفسنا وفً العالم.
إننا جزء من شًء ما .ولكننا لسنا فقط جزءا من شًء واحد .إن ما تعلمناه عن الوحدة فً زمالة
ا لمدمنٌن المجهولٌن ٌساعدنا على إدراك كٌؾ ٌمكن أن نكون أفراد فً عاببلتنا وأفراد فً مجتمعاتنا
وأفراد فً فرٌق عمل أو فرٌق رٌاضً .ندرك أننا لسنا وحٌدٌن :فنحن هنا مع بعضنا البعض ولخدمة
بعضنا البعض .وٌنمو داخلنا الشعور بالثقة كلما تطورت التجربة ,ندرك أن أفعالنا لها تبعات إٌجابٌة
علٌنا وعلى الناس من حولنا .إن إنكار هذٌن األمرٌن ٌعنً بؤننا ما زلنا متمحورٌن على أنفسنا .إننا نهتم
بما حولنا ونرؼب فً التعرؾ على كٌفٌة العطاء لؤلخرٌن.
فً كل مرة نستسلم فٌها نجد أن الٌؤس الذي ٌدفعنا للرجوع هو نفسه الذي ٌشعل فً داخلنا الحماس الذي
ٌدفعنا لؤلمام .عندما ٌتحول األمل إلى حقٌقة تتؽٌر حٌاتنا .إن تجربتنا تإكد ما نعتقده ,وٌتحول هذا
االعتقاد إلى إٌمان .وعندما ٌنمو هذا اإلٌمان إلى معرفة ,نجد أن البرنامج الذي حاربنا الكثٌر لتطبٌقه قد
أصبح جزءا منا .وعندبذ نجد ما كنا نبحث عنه ,وهو االرتباط مع اآلخرٌن ,واالرتباط بالقوة اإللهٌة,
واالرتباط مع العالم من حولنا واألكثر دهشة هو االرتباط بؤنفسنا.
لماذا نبقى ؟
ما هو الشًء الذي ٌجعلنا نبقى فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن بعد أن أصبح الٌؤس أقل حدة ؟ بالطبع
هناك رؼبة فً مساعدة األعضاء الجُدد .الخطوة الثانٌة عشرة تذكرنا بؤن "حمل الرسالة" ٌؤتً أوال.
مرحلة ما من التعافً قد ٌشعر بؤن حده الٌؤس قلت وهذا هو ما تبقى فً الؽرفة أوٌ ولكن كثٌرا منا عند
هذا هو أكثر شًء سٌحصل علٌه .وإن كان البعض منا لدٌه بعض الشعور الملح مع التردد فً
المشاركة" :هل هذا هو ما تبقى هنا لنا فعبل ؟" فلنتذكر إن التزامنا بتقدٌم المساعدة "حمل الرسالة" قد
ٌكون هو العامل الذي دفعنا لمواصلة العودة واالجتماعات.
إن إجابتنا الٌوم لما قٌل أعبله واضحة "ال" .إننا نشهد تؽٌرا فً حٌاتنا وفً حٌاة المدمنٌن حول العالم,
لٌس فقط التؽٌٌر من حالة الٌؤس ومن الشعور بالوحدة عندما أتٌنا إلى الزمالة ألول مرة .بل أننا نرى
تؽٌٌرات فً أنفسنا وفً الطرٌقة التً تربطنا مع اآلخرٌن من المرة األولى التً بدأنا فٌها العمل
بالخطوات مقارنة بنجاح التجربة األولى والتجربة التً تلٌها .إن تجربتنا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن
تعلمنا التفاعل مع اآلخرٌن فً أجواء تبدو فً بعض األحٌان مجهدة ,وأن نبقى على الحب فً داخلنا
واالنفتاح على اآلخر .فنتعلم أنه من المهم التمسك بالمبادئ ,ونتعرؾ متى نبتعد باسم الوحدة ,مدركٌن
أن هناك الرب الرحٌم لعباده ٌمسك بزمام األمور .إننا نخطط الٌوم للمستقبل بؽض النظر عن النتابج
حتى لو كنا حقٌقة نرؼب فٌها .الحٌاة والمحبة وتحمل الخسابر واالحتفال بالنجاح ,نجد أن وسابل
التعافً التً منحتنا الحٌاة قد ساعدتنا أٌضا فً العٌش بسكٌنة وامتنان و كرامة ومتعة .ومع تطبٌق
المبادئ ٌزداد تفهمنا عمقا ونموا.
15
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ال توجد حدود لعملٌة النمو .وال توجد حدود لما ٌمكن أن ٌؤخذنا التعافً إلٌه ,وال توجد حدود إلى أي
مدى سنكون أفضل .إننا نحدث شرخا فً طرٌق تعافٌنا عندما نضع تحفظا على الخطوة الثانٌة من خبلل
التفكٌر بؤن هناك أجزاء منا ال ٌمكن استعادة صوابنا فٌها .عندما نقبل بفكرة أننا سنكون أفضل ,وأن ال
نهاٌة لما ٌمكن أن تقدمه لنا عملٌة التعافً ,نبدأ فً تفهم أن الجانب الروحانً لٌس مجرد طرٌق
للخبلص .إنه أسلوب حٌاة سوؾ ٌستمر معنا لٌحمل إلٌنا المزٌد من الهبات الجدٌدة ,واإلمكانٌات
الجدٌدة ,والوعً الجدٌد طالما أننا مستمرون فً تطبٌقه .إذا سمحنا لؤلمل فً المستقبل أن ٌحركنا بدال
من الخوؾ من الماضً ,سنجد الحماس الذي ٌحركنا لؤلمام عندما تكون الحٌاة جمٌلة مثلما كانت ونحن
فً وسط الصراع.
لقد وجدنا الطرٌق للوصول إلى الحٌاة و للحرٌة و للحماس و للنمو ببل حدود .لم نعد محبوسٌن فً عملٌة
ٌدٌرها الٌؤس .شًء مختلؾ ه ناك قد ٌحدث عندما نتحرك نحو التعافً مدفوعٌن بالتعاطؾ واألمل
والحماس .لقد حصلنا على الحرٌة فً حٌاتنا .لقد تحررنا من اإلحساس بالجمود .نحن أحرار فً
اكتشاؾ الطاقة التً تكمن فً قلوبنا .لدٌنا القدرة على حب ورعاٌة اآلخرٌن أكثر عمقا عن ما تخٌلنا.
نعم نحن رإٌة لؤلمل ,كما ٌقول كتاب النص األساسً .هذا الكتاب كله متعلق برإٌة األمل وبؤن هناك
دابما شًء ٌنموٌ ,دفعنا لؤلمام خبلل رحلة التعافً وخبلل رحلة حٌاتنا .إننا ال نمتنع عن التعاطً فقط,
بل ننمو ونتطور .إن برنامج زمالة المدمنٌن المجهولٌن ٌمنحنا وسابل للحٌاة .ولكن العمل الجاد لٌس له
نهاٌة ,كما أن العابد من هذا البرنامج مازال مستمرا أٌضا .إننا نعمل لنحسن ظروفنا ,ونبدع ونعٌد
تشكٌل حٌاة تتناسب مع رإٌتنا ألنفسنا .قد ٌكون التؽٌٌر الذي نسعى إلٌه فً أفكارنا وسلوكٌاتنا .نتعلم
كٌؾ نرى العالم أكثر وضوحا .إن الفضل ٌرجع إلى التعافً فً تعزٌز قدرتنا على رإٌة أنفسنا والناس
من حولنا .إن المكافآت الكبرى فً انتظارنا دابما إذا كنا راؼبٌن حقا فً بذل الجهود.
إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن عبارة عن جسر للحٌاة ,وطرٌق ٌمكن أن نسٌر علٌه طوال حٌاتنا .والهدٌة
هً الحرٌة .كل مستوى من الحرٌة نكتشفه ٌفتح أمامنا بابا آخر من الحرٌة ,كما أن كل مستوى من
الوعً ٌتٌح لنا التعرؾ على المزٌد من األشٌاء التً لم نراها من قبل .وبالرؼم من أن حٌاتنا قد تختلؾ
من شخص آلخر ,إال أننا نتشارك فً نفس الرحلة .إننا سعداء بؤننا وجدنا رحلة التعافً ,وأن نعٌش
ونحن ممتنعٌن عن التعاطً وأن نعرؾ إنه أٌا كنا خبلل رحلتنا ,فإن الرحلة تستمر.
16
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الروابط الوثٌقة
إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن عبارة عن برنامج أفعال ولٌس نظرٌات .إننا ال نفكر بطرٌقتنا فً أسلوب
جدٌد للحٌاة ,ولكننا نعٌش بؤسلوبنا بطرٌقة تفكٌر جدٌدة .قبل أن نتعافى ,تكون هوٌتنا مبنٌة على الخٌال:
من نطمح أن نكون ,ما ٌمكن أن نكون ,من ٌجب أن نكون ,أو حتى من اعتدنا أن نكون .ولكن بعد
التعافً نرتبط أكثر بالواقع من خبلل األفعال .نظهر للحٌاة ونقوم بدورنا .نجرب التواصل مع أعمالنا
وعبلقاتنا والتزاماتنا .والبعض منا ٌبدأ برعاٌة نبتة صؽٌرة فً بٌته وحماٌتها .أٌنما بدأنا فإن كل منا
ٌخرج إلى العالم خالٌا من السموم ,وٌسعى إلى اكتشاؾ تجربة جدٌدة .نحن ندرك هوٌتنا من خبلل اتخاذ
موقؾ ما أو تحمل مخاطرة وإتاحة الفرصة أمامنا لكً نكون عرضة للتجارب المختلفة .حتى فً حالة
ارتكاب أخطاء فإننا نتعلم شٌبا هاما ٌنفعنا.
ٌتم تعرٌفنا كمدمنٌن ,وٌركز مبدأ المجهولٌة فً الزمالة على تعرٌفنا بؤن هذا هو الجانب المهم .ألننا إذا
نسٌنا أننا نعانً من مرض ممٌت ,فإنه ال جدوى فً أن نفكر من نكون .ولكن ما أن ندرك تلك الحقٌقة و
نواجهها بواقعٌة ونعتاد على فكرة االمتناع عن التعاطً ,فإن جمٌع األبواب تفتح أمامنا .وباعتبارنا
مدمنٌن متعافٌن فإنا نكون أحرارا فً اكتشاؾ العالم والتعرؾ على هوٌتنا واختٌار ما ٌناسبنا وما نرؼب
فً تحقٌقه .ولقد أشار أحد األعضاء ذو الخبرة بؤن لعبة الحٌاة كلها تكمن فً تحدٌد من نكون ,والقٌام
بذلك بكل وعً وتصمٌم.
التواصل مع أنفسنا
قد ٌستؽرق األمر وقتا طوٌبل حتى نطلق الحرٌة ألنفسنا .عندما نصل إلى مرحلة التعافً نكون قد
تعرضنا للتدمٌر بطرق شتى .وبالرؼم من أن حٌاة االمتناع ال تعنً مواجهة األزمات فقط إال أنه فً
بعض األحٌان قد ٌكون كذلك .إن مشاعرنا تتمٌز بالقوة .هناك الكثٌر من التؽٌٌر فً حٌاتنا و قد ٌحدث
هذا التؽٌٌر فوضى عارمة حتى ولو كان إٌجابٌا .إن شخصٌاتنا وأحاسٌسنا قد طالها التشوٌه بسبب
إدماننا ,وعندما نتعافى نشعر بمزٌد من االضطراب والحٌرة .وقد ٌستؽرق ذلك بعض الوقت قبل أن
تتاح لنا الفرص (أو نحتاج) إلى توجٌه السإال التالً " :حسنا من أنا؟" نحن نتؽٌر مع التعافً ,ولكننا
نكتشؾ أٌضا هوٌتنا ,ونجد أنفسنا .بالنسبة لكثٌر منا هذا هو اإلحٌاء واستعادة النفس الذي تتحدث عنه
الخطوة الثانٌة .بل قد ٌكون نوعا من تصحٌح الحالة لم نجربه من قبل ألنه لم ٌتاح لنا الفرصة أن نكون
كما نحن أنفسنا بدون تمثٌل وبدون تخفً و بدون محاولة أن نكون شٌبا آخر ؼٌر حقٌقتنا.
طرق مختلفة لوصؾ أنفسنا ,كما أن أهم تلك ُ
الطرق قد تتؽٌر بناء على نظرتنا إلى قد تكون هناك ُ
مكانتنا وموقعنا فً الحٌاة .إن الهوٌة كلمة محٌرة .إنها تشٌر إلى األشٌاء التً تجعلنا مختلفٌن عن بعضنا
البعض ,واألشٌاء التً تجعلنا متطابقٌن .إن هوٌتنا تتشكل من األشٌاء التً تمٌزنا سواء كجزء من
مجموعة أو ككٌان منفصل عنها .قد تختلؾ قصصنا ,ولكن أدبٌاتنا دابما تذكرنا بؤن قصصنا قد تختلؾ
ولكن اإلدمان ٌوحدنا .
قطة ما ,تكون هوٌتنا كمدمنٌن متعاطٌن هً إشارة التعرٌؾ بنا .وفً نهاٌة الطرٌق ,ال نجد سوى عند ُن ٌ
اإلدمان فقط .ومع الحفاظ على تعافٌنا نبدأ فً اكتشاؾ أنفسنا .البعض منا ٌرجع إلى الهوٌة التً ٌعرفها
وفقدها ,والبعض اآلخر ٌدخل فً مرحلة ٌكون فٌها ؼٌر متٌقن من هوٌته .فتجاربنا القدٌمة قد تجعل من
الصعب على بعض منا أن ٌرى نفسه بؤسلوب جدٌد .إن المسمٌات التً حصلنا علٌها كمدمنٌن متعاطٌن,
17
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
تجعلنا من الصعب ان نتؽٌر .كما أن تجاربنا العاطفٌة القوٌة قد تشكل هوٌتنا ,بل وقد تحددها فً بعض
األحٌان .إن تلك التجارب هً التً خلقت هوٌتنا ,لذا قد ال نرؼب فً أن نرى أنفسنا بشكل آخر .فً
بعض األحٌان نجد أنفسنا جامدٌن أمام تجاربنا السابقة مثل سوء المعاملة أو السجن أو وفاة من نحبهم.
كٌؾ ٌمكننا تحقٌق التصالح بٌن ما كنا علٌه وأصبحنا علٌه بعد التعافً؟ نرؼب أن نتحرر من الماضً
ولكن بدون أن نفقد أي فرصة للتعلم منه.
فً بعض األحٌان قد ٌستؽرق األمر بعض الوقت لنتعرؾ على هوٌتنا .بل قد نعرّض أنفسنا للتدمٌر حتى
نعود إلى حالة األلم أو الفوضى " عدم اإلدارة" التً اعتدنا علٌها ,وذلك عندما تبدو حٌاتنا مختلفة تماما
عن ما كانت علٌه .ومع الوقت نتعلم أن جزءا كبٌرا من حالة الفوضى التً نواجهها هً نتٌجة
الختٌاراتنا .وعندما نبدأ فً الشعور باالرتٌاح تجاه اختٌاراتنا ,تتؽٌر حٌاتنا وفً بعض األحٌان بصورة
جذرٌة.
إن ما ٌجعلنا نصل إلى أقصى مستوٌات السعادة هً بعض األشٌاء التً لم نعتقد فً ٌوم ما أنها
ستسعدنا .البعض منا مر بتجربة إحٌاء األحبلم القدٌمة ,واستعادة قدرتنا على تنفٌذ أمانٌنا ,وأخٌرا نعٌش
الحٌاة التً طال ما رؼبنا فً أن نعٌشها .البعض اآلخر قد ٌرى أن األحبلم التً تركناها خلفنا لم تعد
مناسبة لما أصبحنا علٌه اآلن .إننا نبدأ الرحلة ٌرافقنا تارٌخ طوٌل من الوعود واألحبلم المحطمة من
الخٌانة والفشل والعجز .إن إٌماننا بؤننا نستحق أن نحلم وأن تتحقق أحبلمنا هً عملٌة خاصة بنا .قد
نشعر بالخوؾ من الحلم ,بل أن البعض منا قد ٌعاقب نفسه لسنوات طوٌلة بعد التعافً ,وٌعمل على منع
دخول البهجة إلى حٌاته ألنه ٌشعر أنه ال ٌستحقها .إن المحبة واإلمكانٌات التً نجدها فً زمالة المدمنٌن
المجهولٌن ٌمكن أن تساعدنا فً تحطٌم هذه األنماط بؽض النظر عن المدة التً عشنا فٌها فً هذه
االنماط.
قد تكبلنا تلك األنماط بسرعة ,لذا فإن الٌقظة ضرورٌة لمنع األنماط القدٌمة من الظهور على السطح.
ٌجب أن ٌكون هناك ما ٌحطم الدابرة المستمرة من التفكٌر السلبً .قد ٌكون ذلك فعبل نقوم به مثل :نقوم
بالتؤمل أو حضور اجتماع أو قد ٌكون فعبل إٌجابٌا ٌقوم به شخص آخر لنا .إن أصدقاإنا وموجهٌنا
ٌعرفوننا جٌدا وٌعرفون متى ننحرؾ عن الطرٌق ,وٌساعدوننا على إحداث نقلة فً حٌاتنا .عندما نعٌش
بمبدأ للٌوم فقط ,,نجد فً داخلنا الشجاعة الكافٌة التً لم نتوقعها ,ونستطٌع أن نتقدم نحو المستقبل
ترافقنا مشاعر الفرحة واإلثارة واآلمال العرٌضة .ولكن عندما ٌتمكن الماضً منا أو نقلق بشؤن
المستقبل فإننا نجد أنفسنا محاصرٌن حتى قبل أن نعرؾ ذلك.
ال ٌوجد حل واحد بسٌط لتحقٌق التسامح مع ماضٌنا ,فإن ذلك نادرا ما ٌحدث فجؤة .فخبلل عملٌة
التعافً ,نجد بعض أجزابنا المتناثرة قد أصبحت بٌن أٌدٌنا ,والبعض اآلخر نستطٌع أن نضعه فً خانه
التوكٌل .وفً بعض األحٌان تتم هذه العملٌة بسبلم وفً أحٌان أخرى تكون مرعبة .إن عدم حل مشكلة
أو قضٌة خبلل دورة واحدة من الخطوات ,أو بعد عدة محادثات مع موجهٌنا ال ٌعنً إننا ال نحقق تقدما.
إن استعراض الماضً فً عمل الخطوات مرات ومرات أو فً األحبلم ٌعد جزءا من التجربة التً
ٌمر بها الكثٌر منا خبلل مرحلة التعافً .إن كل خطوة نقوم بها تعٌد لنا جزءا آخرا من أنفسنا وتخفؾ
إحساسنا بالندم والعار والخوؾ .إننا نتحرر من بعض األشٌاء التً عرفناها عن أنفسنا ونكتشؾ أشٌاء
أخرى .نعود مرةٌ أُخرى ألشٌاء كنا نحبها ونجد إنها ما زالت تناسبنا الٌوم .إن الطرٌقة التً ٌمكن أن
نتؽٌر بها قد تكون مفاجبة بالنسبة لنا.
18
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إننا نترك بعضا من ماضٌنا خلفنا خبلل مسٌرتنا ,أنها مثل لعبة أطفال :ففً كل مرة نتقدم خطوة لؤلمام,
ٌجب أن ننظر إلى الوراء ونسترجع قطعا من ماضٌنا .قد تزول عٌوب شخصٌاتنا ,ولكن بعض األشٌاء
األخرى قد تزول أٌضا .قد نؽٌر وظابفنا ونكتشؾ أن هوٌتنا كانت ترتبط بعمل نقوم به من أجل كسب
لقمة العٌش ,أو نرى تؽٌرا فً عبلقاتنا ونجد أننا تؽٌرنا أٌضا بطرق مختلفة .قد ٌكون هذا مزعجا و قد
ال نرؼب فً االعتراؾ بؤن ما كان ٌناسبنا فً الماضً ,لم ٌعد ٌنفعنا الٌوم .وعندما نبدأ فً اكتشاؾ
أنفسنا ,قد نخشى مواصلة النمو ألنه ٌفتح أمامنا إمكانٌات قد تفقدنا ذاتنا التً عرفناها .لقد علمتنا التجربة
أنه كلما زادت رؼبتنا فً المضً قدما لؤلمام فً حٌاتنا ,كلما زادت قدرتنا على إٌجاد هوٌتنا واكتشاؾ
ذاتنا.
إننا ندرك الحقابق من خبلل المرور بالصعاب والحفاظ على تعافٌنا واالستفادة من خبراتنا .قد نعتقد إننا
نحن من نخضع لبلختبار ,ولكن الحقٌقة إننا نحن من نجري االختبار بشكل مستمر ,نختبر إٌماننا
وتفهمنا مقابل خبراتنا .عندما نمر بالصعوبات خبلل مرحلة التعافً فقد نشعر بؤننا ما زلنا فً نفس
المكان الذي تركناه قبل أن نمتنع عن التعاطً .وبالرؼم من أننا فً بعض األحٌان نعٌد خلق تجاربنا
القدٌمة فً حٌاتنا الجدٌدة ,عادة ما نتخطى صعوبات مإقتة للوصول إلى حالة دابمة.
إن العملٌة البسٌطة التً تنطوي على تقبل النفس تساعد على تؽٌرنا .نبدأ فً معاملة أنفسنا بشكل أفضل,
ونستجٌب للعالم بهوٌة بتواضع جدٌد ٌ .قول كتاب النص األساسً فً الخطوة الثامنة "نرؼب فً أن
ننظر للعالم بدون عدوانٌة وال خوؾ ".وبٌنما نتخلص من حطامنا ونعٌش حٌاتنا بشكل مختلؾ فإننا
ٌمكن أن نحترم أفعالنا ونشعر باالحترام ألنفسنا خبلل عملٌة التعافً .إن جزء من السحر الذي ٌتسم به
الكثٌر من األعضاء ذوي الخبرة هو أنهم ٌبدون ؼٌر عادٌٌن وممٌزٌن .وٌقول أحدهم أن هذا ٌرجع إلى
أنهم تخلصوا من الحالة الدفاعٌة خبلل مسٌرتهم .ومع مرور المزٌد من الوقت نشعر باالرتٌاح تجاه
أنفسنا .ونظهر أمام العالم بصورتنا الحقٌقٌة .إن الحرٌة هً جزء من الوعد الذي أشار إلٌه "التقلٌد
الثالث" .وألن لدٌنا شرط واحد للعضوٌة فً الزمالة -وهو الرؼبة فً التوقؾ عن التعاطً – فإننا
ُنمنح الحرٌة لنكون على حقٌقتنا .لم نعد بحاجة إلى الكذب للحصول على القبول .
هناك أكثر من طرٌقة ٌمكن أن نفهم بها جملة "ممارسة هذه المبادئ" .فنحن ُنمارسها ولكننا ال نصٌبها
فً كل المرات .وٌقول كتاب النص األساسً فً الخطوة السادسة "ندرك إننا ننمو عندما نرتكب أخطاء
جدٌدة "....إن التدرٌب العملً المنتظم بدءا من األساسات والنمو تدرٌجٌا من هذه النقطة هو نفسه
الطرٌق إلى إتقان عمل ما بدءا من تعلم العزؾ على آلة أو تعلم لؽة جدٌدة ,وصوال إلى تعلم كٌؾ ٌمكن
19
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
أن نعٌش حٌاة روحانٌة مثمرة ,مرتكزة على المبادئ .إننا ال نتعلم مهارات جدٌدة بل نحطم عاداتنا
القدٌمة .بعضها قد ٌكون متؤصبل بعمق وٌبدو كجزء منا.
إن بناء عبلقة مع شًء أعظم من أنفسنا ٌعتبر مشروع ٌجب أن نتحمل مسإولٌته منذ المرة األولى التً
نبدأ فٌها تطبٌق الخطوات ,وٌتواصل معنا خبلل مراحل التعافً .بالنسبة للبعض منا فإن االلتزام
الروحً هو من خبلل الدعاء والتؤمل .و البعض اآلخر ٌحاول أن ٌضع الدعاء محور حٌاته ,وٌسعى إلى
رضا هللا فً كل أعماله .وأٌا كان الوضع سواء ممارسة أو تجربة ,فإن عبلقتنا مع القوة اإللهٌة هً التً
تشكل تفهمنا لحقٌقتنا ,والرتباطنا بالعالم من حولنا .إن أفعالنا ودوافعنا تعكس قٌّمنا ومعتقداتنا .عندما
نتناؼم مع قوة أعظم منا ,فكؤننا نسٌر فً انسٌابٌة مع التٌارات فً حٌاتنا.
بعد سنوات من االمتناع نرى أنفسنا مختلفٌن عما كنا علٌه فً البداٌة .وكلما نجحنا فً تطوٌر هوٌة ما
بعد "المدمن" نتساءل ما إذا كان هذا المسمى مازال ملتصقا بنا ,وما إذا كنا ما زلنا ننتمً إلى الزمالة.
ونمٌل إلى تحقٌق التوازن من خبلل االبتعاد عن الطرفٌن النقٌضٌن .إن بحث عبلقتنا مع زمالة المدمنٌن
المجه ولٌن قد تؤخذنا إلى مستوٌات أعمق .كما أن الحلول التً نجدها تساعد على التخلص من تحفظاتنا
الجدٌدة و طلب تؤمٌن اساساتنا ٌعد جزءا من سر ترسٌخ هذا األساس لكً ٌدوم العمر كله.
ٌقال أن من ٌرؼب فً الوصول و اكتشاؾ أرض جدٌدة ٌجب أن ٌقضً وقتا طوٌبل فً البحر .فً
بع ض األحٌان عندما نشعر أننا ضللنا طرٌقنا فً البحر فقد نتساءل ما إذا كان البرنامج مازال ٌحظى
بؤهمٌة لدٌنا .إننا نخشى هذه الشكوك ألننا ُندرك أنها قد تقتلنا ,لكن الخوؾ من التساإل بشؤن أسلوبنا
الجدٌد فً الحٌاة قد ٌإدي إلى خداع أنفسنا .إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن ال تعنً تعلم كٌفٌة الخضوع
أو اإلذعان ,إنها تدور حول بناء عبلقة مع هو أعظم من أنفسنا وؼالبا ما ٌواجه هذه العبلقة بعض
العواصؾ "المشاكل" .من المهم أن نعرؾ أن هناك أعضاء سوؾ ٌمنحوننا الفرصة للتفكر بشؤن تعافٌنا.
وبالرؼم من أن البعض سٌكون ؼٌر قادر على االستجابة لتلك الشكوك ,إال أن تفهمهم لمشاعرنا
ومشاركتها قد ٌساعدنا على التؤكد أننا لسنا بمفردنا .وفً لحظات الشك الكبٌرة فإن "اكذب اكذب حتى
تصدق نفسك" هً الوصفة الخاطبة ,حتى وأن كانت صالحة فً بعض األوقات األخرىٌ .جب أن نتسم
باألمانة والشجاعة مع أنفسنا تجاه ما نشعر به وما نإمن به .فمن بٌن تلك الشكوك قد ٌنمو اإلٌمان .إننا
ال نستطٌع أن ننكر مشاعرنا ,بل ٌجب التعامل معها بعناٌة.
نتعلم ما هً الحقٌقة ؟ فهً ما ٌُحدد اتجاه حٌاتنا .إن هذه البوصلة المعنوٌة هً نتاج جهود فً تفهم
وتطبٌق المبادئ الروحانٌة .عندما نبتعد عن ما نعـرؾ أنه صحٌح نشعر باإلحباط .عندما ننسى ما هو
حقٌقً بالنسبة لنا نفقد الطرٌق وننحرؾ بشكل ٌعرضنا للخطر .ومن ناحٌة أُخرى عندما ٌتؽٌر تفهمنا
للحقٌقة قد نشعر بؤننا فقدنا الطرٌق بصورة أكبر مما هو حاصل بالفعل .إن هذه البوصلة تإدي عملها
على أكمل وجه وتقودنا إلى اتجاه جدٌد .خبلل هذه الفترات من الشكك وعدم التٌقن ,نواجه استسبلما
جدٌدا وإٌمانا أعمق وفً كثٌر من األحٌان شعورا مختلفا عن من نكون.
إننا نعود إلى ممارسة طرقنا القدٌمة فً الخوؾ بؤننا سنصبح ذلك الشخص الذي قد ال نعرفه أو ال نحبه
.كما أن البعض منا ٌخشى أن ٌخوض فً أعماق نفسه وفً نهاٌة الطرٌق ال ٌجد شٌبا .ولكن الفراغ
الذي كنا نخشاه ٌتٌح لنا مساحة للنمو والتؽٌر .ونتوقؾ عن محاولة إعادة تشكٌل أنفسنا بالقوة ونترك
هذا النمو ٌتم ببساطة .وفً الوقت الذي نشق طرٌقنا فٌه عبر تلك الطبقات ,نجد األمان والوضوح والثقة
بؤن أٌا كان ما سٌحدث ,فإننا ال ٌجب أن نخسر أنفسنا مرةٌ أُخرى.
20
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
هناك بعض التساإالت التً ٌمكن أن نجد لها إجابات بؤنفسنا ,ولكن لمواجهة تلك التساإالت نحتاج إلى
دعم الناس الذٌن نثق فٌهم .إن الفارق بٌن العزلة والفصل هو خٌط رقٌق للؽاٌة نكتشفه من خبلل
التجربة .ومن األسبلة التً ٌجب أن نتعلم أن نسؤلها ألنفسنا "هل أفعالً تؤتً لخدمة هدؾ نبٌل فً الوقت
الحالً؟" قد نحتاج إلى أن نكون لوحدنا حتى نتواصل مع القوة اإللهٌة .وفً بعض األحٌان ٌكون أفضل
شًء نفعله هو الراحة وقراءة كتاب أو مشاهدة فٌلم وأن نوكل أمورنا .هذا لٌس مثل الفصل وإن كان
الفارق ٌختلؾ من شخص آلخر .فالفارق موجود فً داخلنا .ومع الوقت نستطٌع أن نفرق بٌن ما هو
بناء وما هو مدمر .
إن تقبل تؽٌرنا من الناحٌة الروحانٌة ٌعد جزءا من نمونا الشخصً .إذا كانت عبلقتنا مع القوة اإللهٌة
حقٌقٌة وذات مؽزى فإنها بالطبع ستتؽٌر مع الوقت .ولكن فً بعض األحٌان هذا ٌجعلنا نشعر باألزمة.
وإذا استسلمنا فإننا سنعود إلى الخطوات ,وفً إعادة النظر فً الخطوتٌن الثانٌة والثالثة ٌمكننا أن نجد
عبلقتنا باإلٌمان وهو األهم بالنسبة لنا .ومع تؽٌر قٌمنا ستتطور معتقداتنا أٌضا .إن عدم محاولة فهم
لماذا تحدث لنا األش ٌاء وكٌؾ تحدث تلك األشٌاء ٌتٌح لنا اكتشاؾ تجربة روحانٌة بدون أن نتساءل ما
إذا كان ما نفعله صواب.
إن األفعال قد ال تتطلب حركة فً كل األوقات ,ففً بعض األحٌان ٌنبؽً أن نقؾ وال نثٌر الضجة حتى
نتؽٌر ونتقدم ومثال ذلك التؤمل ,فالتؤمل ال ٌشعرنا بالراحة فً البداٌة ألنه ٌطلب منا أن نكون هادبٌن
مع أنفسنا كً نستحضر أذهاننا لحظة التؤمل .ولكن هذا هو الوقت الذي نطلب فٌه المساعدة ونستمع إلى
اإلجابات وننظر ألنفسنا جٌدا ونرى أنفسنا على حقٌقتها ونعرؾ مكاننا .عندما نستطٌع أن نقؾ فً
مكاننا ونراقب العالم من حولنا بدون الحكم علٌه ,فإننا نحصل على الوضوح الذي ٌمكننا من خبلله
التعرؾ على ما هو صواب بالنسبة لنا وما هو خطؤ.
نتعلم أن نثق فً عملٌة التؽٌٌر التً نمر بها ونسمح لها بالوقت الكافً لكً تنجح معنا .عندما ُنحدد
مواعٌد زمنٌة معٌنة للمدة التً سوؾ تستؽرقها آالمنا أو مخاوفنا أو عجزنا عن اإلجابة على سإال ما
فإننا سنخٌب أمالنا فً عملٌة التعافً .إن التعافً ٌعمل جٌدا ولكن لٌس على حسب الجدول الزمنً الذي
نحدده ألنفسا .فبل بد للتؽٌٌر أن ٌؤخذ وقته وال بدٌل لذلك .
تكرار الكثٌر من عمل الخطوات هو بقصد التوضٌح ولئلنصات إلى الصوت الداخلً الذي ٌخبرنا عندما
نكون على المسار الصحٌح أو عندما ال نكون ملتزمٌن بقٌمنا .فً كل مرة نتحرر من بعض القٌود التً
تقٌدنا بالتوقعات الخاطبة حول من نكون .لم نعد محصورٌن بإدماننا أو نظرتنا القدٌمة والضٌقة حول ما
المفروض أن تكون علٌه الحٌاة .إننا نتعلم أن القوة التً نكتسبها فً الخطوة الحادٌة عشرة تكون متاحة
لنا عندما ننفذ مشٌبة القوة اإللهٌة و نعٌش تقبل النفس .إن أكبر تؽٌٌر عادة ما ٌحدث عندما ال نراقب
حدوثه .نصحو فً الصباح ونجد أنفسنا نعٌش حٌاة ال ندرك أنها حٌاتنا .فنجد االستقرار والكرامة
والشرؾ فً معامبلتنا مع اآلخرٌن بعد أن كنا نرى الصراع والذل والعزلة.
نكتسب احترام الذات عندما نوفً بالتزاماتنا .وهذا قد ٌبدأ مع االلتزام بخدمة المجموعة مثل :إعداد
القهوة و قٌادة االجتماع وؼٌرها من األمُور .وعندما تبدأ قدرتنا على شق الطرٌق فً النمو فإننا نقبل
تحدٌات أكبر .و من أكبرها هو الوفاء بالتزامنا بتطبٌق الخطوات .وقد اقترح أحد األعضاء بؤن تحدٌد
نمط حٌاتنا ال ٌعتمد على تطبٌق الخطوات ,ولكن على الطرٌقة التً ُنطبق بها هذه الخطوات .نبدأ
المشروع الكبٌر بؤخذ أجزاء صؽٌرة ,و نبذل الجهد ونتؤنى فً العمل وإن كان شاقا و ؼٌر محبب ,ألن
21
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
هذا ٌعلمنا الكثٌر من األشٌاء المختلفة أفضل من التعلم من خبلل شق الطرٌق بسرعة و العمل طوال
اللٌل للوفاء بالجدول الزمنً المحدد.
من خبلل الخطوات نكشؾ عن طبقات الوهم والخٌال التً كانت تخدعنا .ندرك بؤننا نعانً من مرض,
ولكن هذا المرض هو لٌس هوٌتنا أو من نكون .ونتعلم بؤننا ال ندعً الكمال و لٌس لدٌنا القدرة للتحكم
فً األمور .ونتعلم إن هوٌتنا لٌست هً الماضً أو عٌوب شخصٌتنا .ونبلحظ عندما نكون فً حٌرة بٌن
كٌؾ نحن اآلن لما ٌنؽً أن نكون علٌه .وبٌنما نعمل جاهدٌن على هذه األوهام البعض منا ٌتساءل ,
ماذا تبقى !
نتحدث مع األعض اء باحترام وثقة ,وهم ٌذكروننا بؤن العمل بالبرنامج لن ٌحولنا إلى شخص آخر ؼٌر
ما نحن علٌه فً الحقٌقة .ومع تطور عبلقتنا الواعٌة بالقوة اإللهٌة وسابل سٌنمو لدٌنا وعً وإدراك بؤنه
ال ٌنبؽً بؤن نكون نسخة خٌالٌة و مثالٌة منا .فنحن نؤتً كما نحن ونإدي خدماتنا على أكمل وجه عندما
نتصرؾ بحقٌقة أنفسنا .إن أفعالنا البسٌطة التً ال تحمل أي تص ّنع تساعد على إزالة التشوهات
واألكاذٌب والعٌوب ,فضبل عن شعورنا المستمر بعدم كفاءتنا .إننا ُندرك بدقة من نحن عندما ٌتجلى
إنكار الذات فً خدمتنا لؤلخرٌن.
إن األدوات التً نحتاجها لبناء هذا األساس لٌست هً كل ما نحتاجه من أدوات فً المستقبل ولكن لٌس
ألنها فقدت قٌمتها .األساس دابما هام ولكن عند نقطة معٌنة قد ال ٌكون كافٌا للحفاظ علٌنا .عندما نصل
إلى نقطة تكون فٌها كل معرفتنا لٌست كافٌة ,هنا نبحث عن أعضاء أكثر خبرة .وعندبذ نحصل على
نفس اإلرشادات والتوجٌهات البسٌطة التً سمعناها فً البداٌة .اإلجابات تكمن فً الخطوات .وتنمو
عبلقة أكثر عمقا مع الخطوات حتى بعد أن طبقناها مرات عدٌدة .بالنسبة لبعضنا ,تبدو الممارسة
المستمرة للدعاء و التؤمل والكتابة ,وحتى التمرٌنات البدنٌة مفٌدة فً البداٌة ,ولكنها تصبح أكثر أهمٌة
مع مرور الوقت .إن الحفاظ على التدرٌب العملً على مدى فترة طوٌلة ٌوفر هٌكبل صلبا للبرنامج
ٌمكننا االعتماد علٌه.
بالنسبة للكثٌر منا فإن االمتناع ومواصلته ٌعد من أكبر إنجازاتنا ,بؽض النظر عن أي شًء نقوم به فً
الح ٌاة .بالنسبة لآلخرٌن فقد ٌعتبر أكبر هدٌة جمٌلة قدمناها لهم .قد ال ٌكون من الممكن أن نشارك
الشًء الذي نشعر تجاهه باالمتنان والتقدٌر مع أناس من خارج نطاق زمالتنا .وقد نشعر وكؤنه حاجز
صؽٌر بٌننا وبٌن العالم.
22
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
البعض منا ٌظل بالكامل داخل دابرة التعافً ,فٌصبح جمٌع األصدقاء من المتعافٌن ,وٌظل عالمنا
مرتبطا بالزمالة ,لٌس ألننا نخشى الخروج من هذه الدابرة ,بل ألننا نحصل على راحة كبٌرة من
التواصل والتفاعل داخل زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إن هذا التفاعل الجمٌل والمستوى العمٌق من
المشاركة و رإٌة أوجه الشبه تجعل من الزمالة شٌبا خاصا بالنسبة لنا ,والقدرة على التحدث بشكل
صرٌح عن مشاعرنا والسخرٌة منها فً أحلك األوقات وحتى أصعب المشكبلت التً مررنا بها ,كل
هذه األشٌاء ال تتوفر خارج ؼرؾ االجتماعات.
هذا أمر مقبول بالنسبة للبعض منا ,فنحن سعداء بؤن ترتبط حٌاتنا بزمالة المدمنٌن المجهولٌن .ولكن
بالنسبة للبعض اآلخر فإن خلق نفس القدر من التواصل والمودة مع العالم الخارجً الذي تعلمنا أن نحبه
خبلل فترة التعافً قد ٌمثل تحدا كبٌرا .قد نشعر ببعض أنواع االرتباط فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,
ولكن نشعر بؤنواع مختلفة من هذا االرتباط فً أماكن أخرى – مع عاببلتنا ومع مجتمعاتنا الدٌنٌة ومع
زمبلء العمل أو مع الجٌران .إننا سعداء بإٌجاد بعض من هوٌتنا فً الزمالة والبعض اآلخر هناك
خارجها ,كل واحد منا ٌجد المزٌج التً ٌناسبه " للٌوم فقط" .إن تقبل النفس بالنسبة لكثٌر منا ٌعنً
إٌجاد التوازن بٌن تعافٌنا ,وبٌن حٌاتنا خارج الزمالة.
توجد بعض األوقات التً ال نكون فٌها ضمن الزمالة بالقدر الذي نرؼب فٌه .ونبلحظ الفارق عند
التعافً .فنحن نبلحظ الفارق فً مشاعرنا عندما نرجع مرةٌ أُخرى للزمالة .فعندما ٌكون االرتباط ؼٌر
وثٌقٌ ,سهل علٌنا اإلحساس بؤن األخرٌن قد تخلوا عنا .فالناس من حولنا ٌسؤلون عنا أثناء ؼٌابنا "أٌن
كنتم!" ولكننا نشعر باالستٌاء من هذا السإال .بل ٌبدأ الشعور بالخطر عندما نشعر بالؽضب فً
االجتماعات ألن الحاضرٌن ال ٌستجٌبون لنا بالطرٌقة التً نرؼب فٌها.
هنا تصبح أدوات البرنامج بمثابة أسلحة إذا ما اخترنا استخدامها كذلك .حتى الخطوات ٌمكن أن تصبح
فرصة لنا لسوء استؽبلل أنفسنا حول جوانب النقص فً شخصٌاتنا .بعض األعضاء ٌقولون :أن عٌوبنا
وسابل من أجل البقاء والتً لم تعد تعمل .وفً بعض األحٌان فإن أفضل وسابلنا تنشؤ من أسوأ عٌوبنا
الشخصٌة .إننا نتؤرجح بٌن التمركز حول الذات وبٌن العمل المكثؾ لتحقٌق التعافً ,وتدرٌجٌا نجد
التوازن بٌن النقٌضٌن ,بحٌث نقضً المزٌد من الوقت على مقربة من نقطة الوسط كلما واصلنا
التجربة.
عندما ندق بالمطرقة على أصبع اإلبهام على سبٌل المثالٌ ,تؽٌر إحساسنا بالتناسب بٌن أصابعنا ونشعر
كؤن هذا اإلبهام ٌمثل جزءا ضخما فً أجسادنا .ونبدأ فً التفكٌر فً كل حركة تتعلق بهذا اإلبهام ,وما
إذا كان سٌتعرض ألي ضرر .نفس الشًء ٌنطبق على الذات " االنا" .فعندما نتعرض للضرر أو األلم
نشعر بؤننا أكبر من كل شًء حولنا .وكل حوار ٌبدو وكؤنه ٌدور حول أنفسنا .إن التواضع ٌعنً
اكتشاؾ النسبٌة بٌن أنفسنا والعالم من حولنا على ضوء الواقع ,بحٌث ُندرك جٌدا حجم المساحة التً
نحتلها فً هذا العالم بالفعل .نكتشؾ أننا نحتل مساحة لٌست كبٌرة أو صؽٌرة مثلما كنا نظن .إننا نحظى
بؤهمٌة فً حٌاة الناس من حولنا ,ولكن هذا ال ٌعنً بؤنهم دابما ما ٌفكرون فً تؤثٌر أفعالهم علٌنا.
إن الهوس بالذات ٌضرب بجذوره فً الخوؾ .ومن أعمق أنواع الخوؾ التً ٌشعر بها الكثٌر منا هو
الخوؾ من أن نفقد أنفسنا بالكامل .إننا نخشى أن نتخلى عن ما نعرفه عن أنفسنا كً نتؽٌر ,نحن نخشى
أن نتؤمل و نطلق مشاعرنا عن أنفسنا ,نخشى أن نطلق العنان لمعتقداتنا حول موقعنا فً العالم خوفا
بؤن ٌكون ال مكان لنا فٌه .بالنسبة لكثٌر منا التحرر من التحكم بؤنفسنا قد ٌكون الخطوة األولى تجاه
23
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إٌجاد أنفسنا ,فبل ٌجب علٌنا التشبث بقوةٌ .قول أحد األعضاء" :عندما أسرح األمور وال أتوكل على هللا
بها ,فسرعان ما ٌكون التخبط و الحٌرة هً عنوانً" .إن التوكٌل على هللا ٌمنحنا الحرٌة مرة أخرى
بشكل طبٌعً وتدرٌجً .بدال من إجبار أنفسنا على الدخول فً قالب كٌؾ ٌنبؽً أن نكون .
إننا نصارع التمركز حول الذات طوال حٌاتنا .إنه لٌس عٌبا نتخلص منه لمرة واحدة فقط ,فهو ٌظهر
مرات ومرات .وفً بعض األحٌان قد ٌدفعنا أحد المشاعر إلى التمركز حول الذات .اإلدمان مرض
ٌشوه أفكارنا وسلوكٌاتنا .وعندما نتدرب على التقبل الذاتً ,فإننا نبعد أنفسنا عن ردود الفعل
واالنعكاسات السلبٌة .هذا ٌمنحنا القدرة على رإٌة الصورة كاملة مقارنة بالنقطة الصؽٌرة التً تتٌحها
وجهة نظرنا المحدودة .إن دعاء السكٌنة عبارة عن أداة نستخدمها مرارا وتكرارا خبلل رحلة تعافٌنا:
مدركٌن ما الذي نستطٌع تؽٌٌره ,كما أننا لن نملك القوة على تؽٌٌر كل شًء.
االرتباط باآلخرٌن
فً بعض األٌام قد ٌبدو من السهل أن ننظر إلى اوجه الشبة مع االخرٌن ,والشعور بترحٌبهم بنا أو
ترحٌبنا بهم فً االجتماعات .فً أوقات أُخرى كل ما نسمعه هً األشٌاء التً تدفعنا إلى البعد عن
المجموعة .عندما نبدأ فً مبلحظة االختبلفات أكثر من تقدٌر أوجه التشابه ,فإنه ٌصبح بمثابة علم أحمر
ٌُرفع كمإشر على عدم رضانا عن أنفسنا .عندما ُنركز على شخصٌات اآلخرٌن ,فإننا قد نتجه إلى
النمٌمة والتشاحن ونساهم فً إحداث انقسام وعدم الوحدة .وعندما نركز على شخصٌاتنا ,سرعان ما
نصبح متمحورٌن فً أنفسنا ومهووسٌن بذواتنا .عندما نركز على العٌش وفق مشٌبة القوة اإللهٌة
وحمل الرسالة ,هنا تتطور هوٌاتنا وتزدهر .وتوفر الخطوة العاشرة الفرصة لتنفٌذ هذا التطور وتشجٌعه
مع تهذٌب كافة األفكار المتناثرة التً تنمو خارج السٌطرة.
عندما نحضر االجتماعات بانتظامٌ ,تعرؾ علٌنا الناس وٌقضون معنا الوقت .وعندما ٌشٌر أحد
األعضاء إلٌنا قاببل" :هل تعرؾ بؤنك تعانً من حالة ٌؤس متكررة فً هذا الوقت من العام" ,هنا ٌمكننا
اتخاذ إجراء ما لمواجهة نمط ما ال ٌمكننا رإٌته بؤنفسنا .عندما ٌبلحظ أحد األشخاص الذٌن ال نعرفهم
جٌدا إلى كرمنا أو لطفنا ,فإننا نتعلم بؤن الناس ترى فٌنا األشٌاء الجمٌلة التً ربما ال نراها فً أنفسنا .إن
الزمبلء من حولنا ٌعكسون صورتنا لنراها وٌظهرون ما تؽٌر فٌنا.
أن ممارسة التعاطؾ مع االخرٌن ٌساعدنا فً عدم مقارنة أنفسنا باألخرٌن ,حٌث نبدأ فً إدراك
العبلقات الوثٌقة وأوجه التشابه بٌننا .تقالٌدنا تعلمنا أننا جمٌعا سواسٌة .هذا ال ٌعنً أننا متطابقٌن تماما
فاختبلفاتنا الشخصٌة واضحة و فً بعض االحٌان مسلٌة .الكثٌر منا شاركنا بما أشعر بالراحة بداٌة
حضورنا لبلجتماعات ,حٌث ٌجتمع الكثٌر من األجناس المختلفة من الناس فً ؼرفة واحدة ٌتبادلون
األفكار والود بٌنهم .هذا قد ٌتعارض بشكل ملحوظ مع ما جربناه قبل إدماننا النشط وإثنابه.
إن األشٌاء التً تفرقنا عن بعضنا البعض فً العالم الخارجً ال تعنً أي شًء فً زمالة المدمنٌن
المجهولٌن .فالمرض ال ٌمٌزنا وال ٌجب أن نفعل نحن ذلك .ندرك أن هذا حقٌقً من حٌث المبدأ ,ولكن
فً بعض األحٌان ٌعد صراعا من الناحٌة العملٌة .بعض أنماط التعصب والتمٌٌز تكون متؤصلة بعمق
فً داخل نسٌج حٌاتنا لدرجة أننا ال نبلحظها .وعلى جانب آخر ,إذا كان لدٌنا تجربة فً التعامل مع
التمٌز أو الظلم ,فإننا قد نكون على وعً تام بمإشراتها حتى لو لم تكن موجودة بالفعل.
24
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بالنسبة للبعض فإن "االصؽاء إلى قصصنا" ٌعنً إٌجاد شخص ٌشاركنا نفس الخلفٌة أو المعتقدات.
ولكن عدم حدوث ذلك على الفور قد ٌعرضنا لئلحباط و الخوؾ .إذ ٌقول بعضنا" :أدرك أنها قد تنجح,
ولكن لٌس بالنسبة لشخص مثلً" .عندما ٌقول بعض األعضاء لنا أن حاجتنا للصحبة مبالػ فٌها ,نشعر
هنا بعدم الترحٌب بنا ,بل نشعر بؤن ال أحدا ٌعٌرنا أي اهتمام على اإلطبلق .ولكن الكثٌر منا اكتشؾ
بؤنه بالرؼم من حالة عدم الراحة فً البداٌة فإننا نسعى إلى الحصول على زمالة متنوعة .فً البداٌة على
سبٌل المثال نحتاج :إلى مدمن ٌشاركنا وٌتفهم رؼباتنا الجنسٌة أو ماضٌنا ,بعدها نرى أننا نحتاج إلى
أكثر من ذلك ,إلى أعضاء ٌستطٌعون أن ٌتفهموا مشاعرنا بؽض النظر عن ما نشاركهم فٌه .قد نشعر
بالدهشة من األعضاء الذٌن ترتبط قصصهم بنا ,أو الذٌن نشعر بالراحة عند التحدث معهم.
ٌنتابنا إحساس بعدم الراحة عندما نشعر "بؤننا الفرٌدٌن من نوعنا" فً االجتماع ,ولكن هذا قد ٌمنحنا
إحساسا أكبر بالترابط .نتعلم تقبل ومحبة من نكون ,سواء كنا نشعر بؤننا نتشابه مع الناس من حولنا أم
ال .نتعلم التعامل والمشابهة مع أناس من مستوٌات أخرى ,بٌنما فً الماضً لم نفكر فً محاولة ذلك
على اإلطبلق .كثٌر منا ٌبقً عٌونه على أبواب ؼرؾ االجتماعات ٌترقب األعضاء الجُدد الذٌن قد
ٌشعرونه بنفس احساسه "الفرٌد من نوعه" .وفً كثٌر من مجتمعات زمالة المدمنٌن المجهولٌن المحلٌة
ٌقوم قلٌل من األعضاء الذٌن ٌنحصرون ضمن دابرة االنعزال إلى خلق مجتمع كبٌر ومتنوع .إن عضو
أو عضوٌن من المدمنٌن الصؽار سٌنشرون األمان فً االجتماع لذلك العضو الصؽٌر الجدٌد الذي قد
ٌدخل ,وهكذا تستمر األمور .فً كل مرة نشعر بؤننا بحاجه للعزلة فإننا نضٌؾ سببا مهما آخر لكً نبقى
فً الزمالة .إن كل منا مإهل لحمل الرسالة لذلك المدمن " رجل أو امرأة" الذي سٌرى نفسه فٌنا.
إننا ال نستطٌع أن نعرؾ ما هو الشًء الذي سٌقوي عبلقة اآلخرٌن بنا .عندما نشعر باالرتباط بسبب
مرض مشترك وتعافً مشتركٌُ ,صبح اختبلفنا عامبل ٌثري تجربتنا بدال من أن ٌحدها .وكلما تقابلنا مع
المزٌد من الناس وحضرنا المزٌد من المإتمرات والفعالٌات وتواصلنا مع أعضاء آخرٌن فً الخدمة أو
على اإلنترنت تنمو دابرة زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,ونجد أناس ٌتشاركون معنا تجربتنا .ولكن األكثر
دهشة هو أننا نجد أناس ٌتشاركون معنا مشاعرنا ,وحتى إحساسنا باالرتباط وعدم االرتباط .عندما
نتشارك فً تجربتنا بصدق وأمانة فإننا نتٌح لآلخرٌن الفرصة لبلرتباط بنا والتواصل معنا بالرؼم من
االختبلفات.
عندما نساعد الناس على االمتناع عن التعاطً فسٌتؽٌر شًء ما بداخلنا .نكتشؾ اللمسة السحرٌة و
الهدٌة عندما نرى نور األمل ٌنبعث من عٌنً شخص ما .نتعلم أن نخرج من دابرة الهاجس الذاتً
واألفكار المسٌطرة .بمعنى أن كثٌر من الحلول تكمن فً تقدٌم الخدمة .إننا نجنً ثمار جهودنا طالما
أننا نعود مرة أخرى ونواصل العودة .إن المدمن فً داخلنا قد ٌكون هو نفسه الشخص الذي ٌنقذ حٌاتنا
فٌما بعد.
هناك الكثٌر الذي ٌمكن أن ٌقال حول النمط القدٌم لنداء الخطوة الثانٌة عشرة .قد نشعر بالحٌرة ونحصر
أنفسنا بحمل الرسالة ألولبك األعضاء الذٌن نعلم أنهم قد انتكسوا .قد نخاؾ تجاه األشخاص الجدد الذٌن
ال نعرفهم .ربما هناك سبب ٌجعلنا حذرٌن :ألننا عندما نتعاطى نكون خطرٌن ,وقد نجد العذر ألنفسنا
بؤن نقول نحن األن نقوم بعلمٌة تعوٌض أنفسنا "ال أحتاج إلى إقحام حٌاتً فً متاهات ومآسً " .ولكن
عندما "نحمً أنفسنا" من العضو الجدٌد ,فإننا ال نحمً حٌاتنا من المآسً والمتاهات ,بل نحرم أنفسنا
من فرصة مشاهدة حدوث المعجزة .فً بعض األحٌان قد ٌكون هذا الشخص الجدٌد بحاجة ماسة إلى
25
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الجماعة وعدم البقاء بمفرده .إن السماح لشخص بؤن ٌكون معنا ونحن نمضً فً حٌاتنا من األمور التً
ال تقدر بثمن.
إننا نعلّم بعضنا البعض كٌؾ نصل إلى اآلخرٌن .إن حقٌقة قٌام شخص آخر بمساعدتنا فً تحقٌق ذلك ال
ٌعنً قدرتنا على الوصول تلقابٌا إلى العضو الجدٌد .إن وجود أشخاص تحت التوجٌه فً نداء الخطوة
الثانٌة عشرة ٌتٌح لهم التعلم ,وٌبعدنا عن محاولة تنفٌذ ذلك وحدنا .إننا تعلمنا أن نكون وسط األالم
الكبٌرة لؤلخرٌن بدون أن نتؤثر بهذه االالم.
إننا نشعر بعمق مشاعرنا فً النقٌضٌن .فنحن نواجه الحٌاة بشجاعة فابقة أو نختبا خوفا من التحرك .إن
ثمن النمو بالنسبة لكثٌر منا هو استٌقاظ المزٌد من المشاعر أكثر مما كنا نتوقع .إنها تحتاج الشجاعة
والتواضع لكً ال نتراجع مرةٌ أُخرى .وعادة ما ندرك بؤن تفكٌرنا السلبً قد ظهر .ربما بدأنا بالسماح
لحالة االستٌاء أن تبرز ,واكتشفنا تدرٌجٌا بؤننا أقل صدقا .إن حجب الحقٌقة ٌتٌح الفرصة للكذب ,وبعدها
تصبح المشاركة أصعب وهكذا حتى نجد أنفسنا نتعامل مع تداعٌات كبٌرة لسلوك سٌا .إن اإلدمان
والتعافً كبلهما قابلٌن للتطور .نادرا ما نقؾ جامدٌن فً أماكننا ,فنحن عادة أما أن نتحسن أو نزداد
سوءا .
إننا خٌاراتنا هً ما ٌحدد هوٌتنا .فاتخاذ قرار بناء أُسرة ٌعنً التخلً عن االستقبللٌة التً عهدناها من
قبل ,كما أن قرار عدم بناء أسرة ٌعنً ضرورة إٌجاد طرق أخرى لنشعر بالتواصل مع الناس ,وهكذا.
التقلٌد السابع ٌشٌر إلى أن كل شًء له ثمن بؽض النظر عن النواٌا ,ونكتشؾ الحقٌقة المتؤصلة فً ذلك
كلما تقدمنا أكثر فً مشروع حٌاتنا وعملٌة تعافٌنا .كل اختٌار نتخذه سواء كان جٌدا أو سٌبا ٌعنً أن
هناك خٌارات أخرى تركناها خلفنا .عندما نتفكر فً حٌاتنا فإننا قد ندخل فً متاهة ال منتهٌة إذا ما بقٌنا
فً دابرة "ماذا لو؟" .الخطوة الرابعة تحذرنا من الوقوع فً شرك "االنؽماس فً مشاعر الحزن" التً
ٌمكن أن تنشؤ .الٌوم نبدأ فً رإٌة أنفسنا لٌس كما كنا بل كما أصبحنا .إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن
تساعدنا على تحمل نتابج – ومزاٌا -تحولنا.
لقد مررنا جمٌعا بتجربة بدء حٌاة جدٌدة مع أشخاص جُدد ,وأماكن جدٌدة ,وأشٌاء جدٌدة ,لندخل حٌاة
جدٌدة ال نعرفها جٌدا .إن الرؼبة فً النجاة والشعور باالرتٌاح لٌس ؼرٌبا بالنسبة لنا كمدمنٌن ,ولكن فً
مرحلة التعافً نبدأ فً الترابط مع اآلخرٌن ونسعى إلى تحقٌق األمان األساسً .وربما ٌكون هذا هو
الطرٌق ,أن نإمن بقدرتنا على اإلٌمان بالحب فً حٌاتنا ٌعتبر بمثابة تحدي ٌواجهنا .إن االحتٌاجات
األساسٌة هً تلك التً نعتقد أننا لن نحققهاٌ .بدأ األمر بعملٌة اإلصبلح والتعوٌض و تفهم قدرتنا على أن
نسامح وأن ٌسامحنا األخرون ,وإننا نستطٌع تحل مسإولٌة أفعالنا واتخاذ اختٌارات أفضل.
وبالرؼم من وجهاتنا قد تكون مختلفة إال أن رحبلتنا متشابهة .نحن نسٌر عبر العدٌد من الهوٌات
المختلفة قبل أن نجد القبول الذاتً .وندفع أنفسنا لؤلمام باستخدام األدوات التً نشترك فٌها .وعندما
نخرج عن المسار فإننا نصل إلى نفس النهاٌات .عندما نسٌر لؤلمام من خبلل تطبٌق المبادئ الروحانٌة
فإننا قد نذهب إلى وجهات مختلفة فً حٌاتنا .ولكن إذا انتكسنا فإننا ننتهً إلى مؤزق مشترك .هذا هو ما
نشترك فٌه جمٌعا ,فلٌس الوجهة التً نتجه إلٌها ولكن الوجهة التً جبنا منها ,وكٌفٌة تقدمنا لؤلمام.
معا نصل إلى نقطة الحرٌة .إذ نحتاج إلى بعضنا للوصول إلى تلك النقطة ,ومن أهم األشٌاء الجمٌلة
التً نقوم بها فً الزمالة هو دعمنا لبعضنا البعض لتحقٌق أحبلمنا .إن المشاركة فً اآلمال والنجاحات
26
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ٌُعد جزءا من حمل الرسالة مثلما نتشارك فً الخوؾ والصعوبات .لدٌنا رسالة أمل ٌنبؽً حملها .إن
هذه الرسالة هدٌة وواجب فً نفس الوقت .قد ال نرى أوجه الشبة واالرتباط فً أحبلم اآلخرٌن ,ولكننا
قد نرتبط معهم فً األمل والطاقة والمتعة وبهذا نستطٌع إدراك أحبلمهم .إننا نشعر باإللهام من رحبلت
اآلخرٌن .إن وجودنا فً مرحلة نمو اآلخرٌن ٌمنحنا األدوات واإللهام للمضً قدما لؤلمام .ولكننا نجد
أٌضا أننا قادرون على البقاء وعٌش الحٌاة التً شكلناها ألنفسنا .إن التعافً رحلة ٌمكن أن نثق فٌها
ونإمن بها .فالبداٌات الجدٌدة ممكنة فً أي وقت نكون مستعدٌن لها.
27
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
مسار روحانً
إن الخطوات عبارة عن مسار لنمو روحانً .فبل ٌتم الفصل بٌن الجانب الروحانً والبرنامج .تماما
مثل أوجه قطعة األلماس ال ٌتم فصلها عن الحجر نفسه .إن العناصر الروحانٌة فً برنامجنا لٌست
أجزاء منفصلة فننظرها إلٌها كعملٌة متكاملة .كما أن تفهمنا لما تحوٌه من معانً قد ٌتؽٌر مع الوقت.
فً بعض األحٌان نعتقد أن المبادئ الروحانٌة منفصلة عن األفعال التً ٌجب أن نقوم بها ,ولكنها فً
واقع األمر مرتبطة ببعضها البعض .فالمبادئ الروحانٌة توفر لنا اللؽة التً من خبللها نستطٌع تطوٌر
قٌمنا وااللتزام بها فً حٌاتنا .إن هذه المبادئ تصؾ معتقداتنا ,أفعالنا ,واألسباب الكامنة وراء تلك
األفعال .إن عبلقتنا بالمبادئ التً نمارسها تعد عبلقة إبداعٌة .فحن نتعلم ٌوما بعد ٌوم كٌؾ نستخدمها
بطرق جدٌدة ,وفً تولٌفات جدٌدة للتعبٌر عن هوٌتنا بشكل أفضل ومساعدة الناس من حولنا .عندما
نتفهم تلك المبادئ بشكل أفضل ,نستطٌع أن نتصرؾ بما ٌتفق مع معتقداتنا .ومع ممارسة المبادئ
الروحانٌة ,نكتشؾ بؤنها "ال تجعلنا روحانٌٌن " بل توقظ شٌبا ما بقً بداخلنا طوال حٌاتنا .إن المبادئ
الروحانٌة ٌنبؽً أن تكون هً الحالة الطبٌعٌة لنا .
البعض منا ٌستٌقظ روحانٌا وهو مفعم بإحساس كبٌر بقوة أعظم منه .البعض ٌشعر بوعً روحانً بطا
ولطٌؾ ,ولكن فً كل األحوال فإنا نشعر بالقوة اإللهٌة .إن حقٌقة اكتشاؾ وجود أناس ٌهتمون بنا ٌمكن
أن ٌكون أداة من أدوات حالة الٌقظة الروحانٌة .فؤلول مرة نكتشؾ أننا نهم اآلخرٌن .إن العٌش وفق
المبادئ ٌقودنا إلى وعً أكبر بموقعنا فً العالم وقدرتنا على العٌش براحة .فً الكثٌر من األحٌان نسمع
خبلل االجتماع "إن أهم نقطة تدركها عن قوة اعظم من نفسك هو أنك أضعؾ من هذه القوة " .وأٌا
كانت النتابج المترتبة على إدراك بؤننا ال نمثل محور هذا الكون فإن اكتشاؾ تلك الحقٌقة أمر هام .قد
نعتبر أنفسنا كابنات متمٌزة ,ولكن مرضنا المتمركز حول الذات مازال ٌوهمنا بؤنه ما هو مطلوب منا
أكثر مما ٌمكننا الحكم به .
عندما نبدأ فً االنسجام مع العالم ,نصبح أكثر حكمة حول اختٌار كفاحنا .نتعلم متى ٌمكننا استخدام
طاقتنا إلحداث فارق ملموس ,ومتى نتجاهل األمور .إن تعلم االبتعاد عن المعركة بعد أن تكون قد بدأت
ٌصبح فً بعض األحٌان أصعب من عدم خوض المعركة على اإلطبلق .هذا ال ٌعنً بؤننا ٌجب أن نتفق
مع أي شخص أو أي شًء ,أو إن نفقد قدرتنا على مساندة الحق .على العكس نتعلم كٌؾ نتقدم لؤلمام
28
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
وكٌؾ نتراجع فً الوقت المناسب .بعض القضاٌا تستحق النضال حتى لو كنا ندرك أننا ؼٌر قادرٌن
على الفوز .بٌنما هناك أمور ال تستحق ذلك حتى ولو كنا متؤكدٌن من الحسم لصالحنا .هذا نوع من
الذكاء والفطنة نتعلمه بالتجربة .إننا نتعلم من خبلل التجربة أن نفرق بٌن المبدأ الذي ٌحتاج إلى مساندة
ووجهة النظر التً ال ٌجب تجاهلها .ومع الوقت نملك القدرة على ال متى نقؾ بشجاعة ومتى نستسلم,
ومع التجارب العملٌة تصبح لدٌنا قدرة أفضل على تحدٌد الصواب.
إن تعلم تقبل ما ال ٌمكن تؽٌٌره واتخاذ اإلجراء المناسب فً الوقت المناسب لٌس فقط جزءا من عملٌة
التعافً من اإلدمان بل إنه جزء من نمونا .الكثٌر منا ٌبدون كاألطفال ,فما زالنا نرؼب فً الحصول
على كل شًء بطرٌقتنا بؽض النظر عن أي شًء آخر .وهذا عادة ما ٌعنً أننا نمر بمرحلة مراهقة
مإلمة فً مرحلة تعافٌنا مهما بلػ عمرنا .ونصل إلى سن الرشد عندما نستخدم مبادبنا الروحانٌة بدال
من عٌوبنا للتعامل مع الواقع .إن دمج المبادئ فً حٌاتنا ٌتٌح لنا تفهم الفارق بٌن الصواب والخطؤ .إن
كثٌر من عٌوبنا التً تعٌق نمونا تصبح قوة فعالة عندما نسرح مخاوؾ التمركز حول الذات.
فً كثٌر من األحٌان خبلل فترة اإلدمان نمر بؤوقات صفاء للذهن ,عندبذ نرى حقٌقة ما أصبحنا علٌه,
ولكن المعرفة فً حد ذاتها ال تإدي إلى تؽٌٌر .هنا تبرز الحاجة الماسة إلى بذل جهود إلحداث هذا
التؽٌٌر .وفعبل تتؽٌر حٌاتنا ألننا نقوم بذلك .البعض منا ٌقول بؤننا "نطبق" المبادئ الروحانٌة ألنها تعمل
معنا بطرٌقة معٌنة .البعض اآلخر ٌفضل أن ٌقول أنه "ٌجرب" المبادئ ألننا نعلم أننا نستطٌع أن نصبح
األفضل مع التجربة .أٌا كانت الطرٌقة فإن الفعل هو األهم.
إن الفعل الربٌسً الذي نقوم به هو االستسبلم ,فنحن نستسلم كل ٌوم .هناك دابما مجال لتجاهل بعض
األمور .هناك حرٌة كبٌرة فً تفهم إننا نملك دابما إمكانٌة االستسبلم .فً البداٌة قد نشعر بالحٌرة ونفكر
فً ضرورة االستسبلم لمرضنا .وفً واقع األمر هذا هو ما كان معظمنا ٌقوم به قبل أن ٌؤتً إلى
الزمالة ! ففً حالة اإلدمان النشط نحول إرادتنا إلى مرضنا كل ٌوم .وفً التعافً نتعلم االستسبلم إلى
عملٌة التؽٌٌر وإلى البرنامج لنتمكن من آخر المطاؾ من االستسبلم للقوة اإللهٌة .عندما نستسلم فً أي
معركة فنحن نسلم أنفسنا فً رعاٌة قوة أعظم منا .وبعدها ٌصبح من الطبٌعً أن نلزم أنفسنا لخدمة هذه
القوة ,بؽض النظر عن طرٌق فهمنا لها.
إن االستسبلم ٌعنً االستفادة من التفتح الذهنً لرإٌة األشٌاء بطرٌقة جدٌدة ,فضبل عن الرؼبة فً
العٌش بطرٌقة مختلفة .عندما ننفتح على رإى جدٌدة قد نجد المزٌد من األسبلة التً نرؼب فً الحصول
على إجاباتها .فً كل مرة ندرك إمكانٌات لم تكن موجودة من قبل ,ونكتسب المزٌد من الحرٌة .إننا
أحرار فً تؽٌٌر فكرنا ,وتؽٌٌر رإٌتنا ,وتؽٌٌر حٌاتنا .الحرٌة تعنً إننا لم نعٌش فً عالم ٌفرض علٌنا.
ونرى كٌؾ أن االستسبلم ٌحتاج إلى مزٌد ومزٌد من الشجاعة.
تتجلى معجزة التعافً عندما تصل الرسالة لمدمنا لم نكن نتوقع له أن ٌمتنع ٌوما ما .الٌوم نستطٌع أن
نرى آماال جدٌدة فً عٌون اآلخرٌن .لقد أصبح التناقض واضحا بدرجة ال ٌمكن إؼفالها .كما نشعر
بالمعجزة أٌضا عندما نشارك بكلمات ٌحتاج المدمن إلى سماعها حتى لو كنا ال ندرك ماذا نقول .عندما
نشر أننا نحمل رسالة قوٌة ندرك بؤن أحدهم قد قام بمساعدتنا من قبل .إن اكتشاؾ أننا حقا نملك
اإلجابات التً نحتاجها فهو بمثابة العثور على هدٌة على باب المنزل .عندما نمر بؤوقات عصٌبة فإن
أفضل ما نستطٌع أن نسمح ألنفسنا بقبول الهدٌة وهً مساعدة شخص آخر.
29
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ال نستطٌع التظاهر بؤن الروحانٌة لٌست محور برنامج زمالة المدمنٌن المجهولٌن أو طرٌقة زمالة
المدمنٌن المجهولٌن للحٌاة .ولكن هناك دابما متسع لمختلؾ المعتقدات ,بما فً ذلك هإالء الذٌن ال
معتقدات لهم على اإلطبلق .إن حقنا فً الجانب الروحانً فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن هو حق ؼٌر
مشروط ,كما أنه ٌعنً ضرورة منح هذا الحق لآلخرٌن .إن األمر ؼٌر معقد ,ولكنه ٌمثل جانب من
جوانب تعافٌنا .إن أي تعرٌؾ فردي للمبادئ الروحانٌة سٌكون بمثابة تقٌٌد لها .إن تقالٌدنا تذكرنا دابما
بؤن زمالة المدمنٌن المجهولٌن لٌست مكانا لتبنً مسار واحد للمبادئ الروحانٌة.
إن إٌجاد الجانب الروحانً الذي ٌناسبنا ٌعد واحدا من التحدٌات الهامة التً تواجهنا عند التعافً ,وعادة
ما نخشى التحدث عن ذلك التحدي .قد نشعر بالخوؾ من إحساسنا بؤننا ؼٌر مرؼوب فٌنا ,أو أن
اآلخرٌن ال ٌشعرون بالراحة عند التعامل معنا .عندما نحمل الرسالة فإننا نتعلم أن تكون الحدود واضحة
بٌن تجاربنا الروحانٌة الشخصٌة وبٌن رسالة زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إن إٌجاد التوازن الذي نتعرؾ
فٌه على تجارب اآلخرٌن بدون خلق انطباع معٌن بؤننا نتبنى معتقدا معٌنا قد ٌشكل كفاحا كبٌرا.
عندما نمارس مسار دٌنً معٌن ٌشٌر إلى لؽة محددة للمفاهٌم الروحانٌة ,فإننا نسؤل أنفسنا كٌؾ ٌمكننا
التعبٌر عن ذلك بطرٌقة ٌفهمها الجمٌع .نمٌل إلى استخدام لؽة أكثر عمومٌة احتراما لجمٌع الرإى
والمفاهٌم المختلفة فً الزمالة ,حتى وإن كنا فً بعض الظروؾ األخرى قد نستخدم لؽتنا الروحانٌة
الخاصة التً تتناسب مع معتقداتنا الشخصٌة .قد ٌصعب إٌجاد طرٌقة للتحدث عن مبادبنا الروحانٌة,
وفً نفس الوقت نترك المجال للجمٌع إلٌجاد طرٌقهم الروحانً الخاص أٌضا .نستخدم الكثٌر من
الكلمات المختلفة لوصؾ القوة اإللهٌة .ونبذل قصارى جهدنا لمشاركة تجاربنا الروحانٌة العمٌقة بطرٌقة
تتٌح لجمٌع من فً ؼرؾ االجتماعات تفهمها.
واألهم من ذلك أننا نجد من نثق بهم ونحترمهم ونشعر معهم باالرتٌاح فً مشاركة تجاربنا .إن العمل ال
ٌحدث دابما فً االجتماعات .فنحن نتبادل التجارب ونكتشؾ مع موجهٌنا خبلل العمل بالخطوات و مع
أصدقابنا الذٌن نثق فٌهم .ال نحتاج على اإلطبلق إلى ترك زمالة المدمنٌن المجهولٌن إلٌجاد طرٌقنا
الروحانً ,ولكن إذا ما تم اكتشاؾ هذا الطرٌق خارج ؼرؾ االجتماعات ,فمن المهم أن ندرك أن زمالة
المدمنٌن المجهولٌن ترحب بنا وتستقبلنا بعد كل رحلة جدٌدة نخوضها .فً كل مرة ٌكون لدٌنا تفهما
جدٌدا للمشاركة ,و تحدٌات جدٌدة نخوض ؼمارها نتٌجة لنمونا الروحانً.
من أجمل األشٌاء التً ٌتسم بها برنامجنا هو أنه ناجح بؽض النظر عن اختبلؾ المعتقداتٌ .جب أن
تكون زمالة المدمنٌن المجهولٌن مكانا ٌشعر فٌه الجمٌع بؤنه مرحب بهم .حتى لو كنا على ثقة تامة بؤن
جمٌع من فً الؽرفة ٌإمن بنفس المعتقدات ,فإنه ٌجب أن نتؤكد من أن رسالة زمالة المدمنٌن المجهولٌن
واضحة .إننا ال نحدد تطبٌقنا للتقالٌد على تلك األوقات التً تظهر فٌها مشكلة تحتاج إلى حل .إن الحفاظ
على وضوح الرسالة ٌساعد الجمٌع" .كلما تعلمت أكثر كٌؾ أشارك اآلخرٌن فً مبادبً الروحانٌة
30
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
باستخدام لؽة زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,كلما رأٌت الرابطة القابمة بٌن معتقداتً وبٌن الزمالة أكثر
وضوحا" كما أشار أحد األعضاء .عندما نجد طرق لتبادل ومشاركة تصوراتنا وأفكارنا باستخدام لؽة
مشتركة للتعافً فستقوى رسالة زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إن زمالتنا تواصل النضج وتتطور كلما حمل
كل واحد منا تفهمه وإدراكه المتنامً إلى اآلخرٌن ,إننا نتطور مع خبرات اآلخرٌن عندما نكون راؼبٌن
فً االستماع بذهن منفتح.
بالرؼم من أهمٌتها وكونها تشكل محورا لعملٌة تعافٌنا .إال أن كثٌر منا ٌقاوم الحدٌث عن مسؤلة المسار
الروحانً ألنه ٌعتبره دخوال فً نقاش دٌنً .وهناك العدٌد من األسباب التً تجعلنا ال نشعر بالراحة
تجاه تناول هذا الموضوع .أوال ألنه قد ٌكون بعضنا قد تعلم أن ال ٌتحدث عن هذا الموضوع .ندرك أن
قوة اإلٌمان مسؤلة شخصٌة للؽاٌة .البعض منا ال ٌملك الوسٌلة للتحدث عن هذا الموضوع بدون أن ٌمس
معتقدات اآلخرٌنٌ .جب علٌنا التؽٌر كثٌرا ألن هذا ٌساعدنا على التعرؾ على مسارنا اإلٌمانً .وأٌا
كان ذلك المسار فإن برنامجنا ال ٌمثل تهدٌدا له .ولكنه قد ٌواجه التحدٌات عندما نبدأ فً ممارسة
المبادئ الروحانٌة بصورة أكثر فعالٌة عن ذي قبل.
قد ندخل فً مناقشات فلسفٌة طوال الٌوم ,ولكن ال نصل إلى أي تقدم فً حٌاتنا الروحانٌة .ومن ناحٌة
أخرى فإن كثٌر من الناس الذٌن نعرفهم ٌتحدثون قلٌبل عن تلك الجوانب الروحانٌة .إن التجربة الجٌدة
تكون عادة أقوى من الكلمات الكثٌرة .إن المبادئ التً نشاركها خبلل الخطوات ,والتقالٌد ,والمفاهٌم,
وباقً أدٌباتنا هً جرعة مكثفة تزودنا باللؽة المشتركة التً نستطٌع كلنا فهمها.
نقول مرات ومرات بؤنه برنامج روحانً ولٌس دٌنً ,ولكن هذا ال ٌعنً أن البرنامج ال ٌصلح مع
المتدٌنٌن .البعض ٌؤتً إلى زمالة المدمنٌن المجهولٌن بؤساس راسخ من العقٌدة التً ٌرتاح إلٌها .البعض
اآلخر ٌصل إلى هذه المعتقدات نتٌجة للجهد الذي نقوم به من أجل خلق عبلقة مع القوة اإللهٌة خبلل
الخطوات .البعض ٌجد طرٌقا بدٌبل للروحانٌة ,أو ٌجد أن الجوانب الروحانٌة التً نحققها من خبلل
البرنامج تعد كافٌة .ال توجد إجابة صحٌحة أو إجابة خطؤ فً هذه المسؤلة ,وال ٌوجد طرٌق تقدمً
ٌصلنا مباشرة بالدٌن أو ٌبعدنا عنه .المهم هو أن نقبل أن البرنامج ٌتسم بطبٌعة روحانٌة ,وأن بعض
األمور التً نعتمد علٌها فً البرنامج تحمل الكثٌر من الؽموض ,والبعض اآلخر قد ٌكون ال معنى له.
الكثٌر منا ٌقول أنه بعد سنوات من التعافً ال نعرؾ كٌؾ تحقق ذلك ,ولكن كل ما ندركه أنه قد حدث.
إن اإلٌمان بؤن هناك دابما بعض األشٌاء التً ال نعرؾ كٌؾ تحققت ٌعنً أن هناك دابما مجال لوجود
شًء أكبر منا ٌعمل من أجلنا ومن خبللنا. .
البعض منا حافظ على مبادبه الدٌنٌة التً اعتاد علٌها وكبر بها ,ولكن عند اإلدمان قد نلجؤ إلى بعض
الطرق التً تتعارض تماما مع تلك المعتقدات .وكان ٌتعٌن على الكثٌر منا بذل الجهود الشاقة إلبعاد
أنفسنا عن معتقداتنا بحٌث تصبح هذه المعتقدات مسؤلة حساسة بالنسبة لنا .وقد ٌستؽرق األمر وقتا
طوٌبل حتى ندرك ل ماذا تشعرنا هذه اللؽة بعدم الراحة .عندما نستمع إلى اآلخرٌن ٌتحدثون عن القوة
اإللهٌة ,نشعر وكؤننا مدفوعٌن إلى تلك األحاسٌس مرة أخرى ,وهذا الطبٌعً أن ٌجعلنا متوترٌن.
قد ٌكون لدٌنا تجارب تدٌن ؼٌر ناجحة أو تجارب جعلت عبلقتنا مع التدٌن ؼٌر مرٌحة .وٌصبح مواجهة
هذا األمر نوعا من التحدي .الكثٌر منا بذل جهودا دٌنٌة لحماٌتنا من اإلدمان ,ووجد أن اإلٌمان وحده
لٌس كافٌا لتحرٌرنا .أو قد ٌكون لدٌنا إٌمان قوي ولكن قد نخشى أن تطلب منا زمالة المدمنٌن المجهولٌن
31
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
التخلً عن هذا اإلٌمان .أٌا كانت تجاربنا ,فمن المهم لعملٌة التعافً أن نجد طرٌقة لتفهم هذه األمور.
عندما نكون فً مرحلة اكتشاؾ ذلك ,فإن آراء اآلخرٌن حول ما ٌجب أن نكون علٌه قد تجعلنا نشعر
بالحٌرة أو التهدٌد .من المهم أن نترك ألنفسنا ولآلخرٌن الوقت والمساحة للوصول إلى معتقداتنا
الشخصٌة التً تناسبنا .على الجانب اآلخر ,قد ٌتعٌن علٌنا الحد من المناقشات المطولة التً قد ٌحتاج
إلٌها البعض للتوفٌق بٌن التعافً مع معتقداتنا األخرىٌ .قول أحد األعضاء معترفا" :لقد واجهت صراعا
هاببل مع معتقداتً منذ أن انضممت إلى زمالة المدمنٌن المجهولٌن .مازالت أمارس المعتقدات التً
كبرت علٌها ,وقد كانت تعمل بشكل فعال منذ أن تعافٌت .ولكن عندما دخلت إلى الؽرؾ وبدأت فً
مشاركة ٌقظتً الروحانٌة مع اآلخرٌن شعرت بالتجمد .شعرت لوهلة بضرورة اتباع الطرٌق ,ولكنً
أدركت حاجتً إلى أن أبقى هنا أٌضا .لذا كان علً أن أجد الطرٌق إلى سد الفجوة القابمة بٌنهما ".بدون
هذ ا المجهود فإننا قد نتعرض لنفور الناس ,أو الحد من تفهمنا للعبلقة التً تربط بٌن التطور الروحانً
وتجربتنا فً التعافً.
إن النمو الروحانً قد ٌمثل كفاحا فً بعض األحٌان ,ولكن هذا ال ٌعنً أن األمور تسٌر بشكل سًء .إن
هذا الصراع هو الذي ٌساعدنا على إٌجاد الطرٌق الروحانً المناسب لنا .إن معتقداتنا تقوى كلما
استٌقظت أرواحنا .عندما نمارس معتقداتنا فعلٌا تصبح أكثر أهمٌة .بالنسبة لبعض منا هذا ٌعنً إٌجاد
طرٌقة للدعاء تكون مقبولة بالنسبة لنا ,البعض ٌجد طرقا أخرى لتحقٌق التواصل الواعً الذي ٌناسب
معتقداتنا .ولكن العنصر األساسً للنمو الروحانً ٌتمثل فً أنه نمو أو تطور وهو ما ٌعنً تؽٌٌر ,والذي
بدوره سٌؽٌرناٌ .قول أحد األعضاء" :بعد عشر سنوات من التعافً ,أدركت إننا لم أكن أمٌنا فً عبلقتً
مع هللا ألننً كنت أتظاهر بعدم الؽضب .وتساءلت إذا لم أكن صادقا فً العبلقة مع هللا ,كٌؾ نجحت
عبلقاتً األخرى؟" فً كل مرة ندرك وجود فرصة للتطور الروحانً ,نجد صحوة أمل جدٌدة.
رحلة روحانٌة
إٌجاد عبلقة واعٌة مع هللا على قدر فهمنا ٌعد تجربة شخصٌة ,ولكن ٌجب أن نعرؾ أننا لسنا وحٌدٌن
فً رحلة البحث .هناك جزء من هذا البحث ٌتسم بالخصوصٌة الشدٌدة وٌصعب البوح به .هناك بعض
األوقات التً ٌجب أن نسٌر فً الطرٌق بمفردنا مع القوة اإللهٌة .وعندما ندرس التقالٌد ندرك أنه ال
ٌوجد أي عامل خارجً ٌمكن أن ٌإثر على رحلة تعافٌنا الشخصٌة ,وأن وحدتنا ٌجب أن تؤتً فً
المقدمة .هذه المبادئ الروحانٌة ال تتعارض مع بعضها ولكنها تحتاج إلى الدعاء .عندما نعٌش وفق
مبادئ روحانٌة فإن الوعً والتعاطؾ ٌصبحا بمثابة نور إرشادي خبلل رحلة تعافٌنا .فً الخطوة
الحادٌة عشرة ندعو للحصول على القوة لكً ننفذ إرادة هللا .فً هذه المرحلة الروحانٌة قد نبحث عن
الكلمات التً نحتاج إلى البوح بها حول تجربتنا بدون خلق فواصل مع من حولنا.
نحتاج إلى االنفتاح خبلل رحلتنا .ال تهم التسمٌات التً سترافقنا خبلل رحلتنا أو توجهنا .عندما نعرؾ
معنى مشاركة مشاعرنا وخبراتها بدون تسمٌة نكتشؾ أهمٌة هذه الحرٌة .قد نستؽرب من النقاط
المشتركة التً نجد أنها تربطنا مع اآلخرٌن الذٌن ٌبدو وكؤنهم ٌسٌرون على طرٌق روحانً آخر .عندما
نبدأ فً رإٌة األشٌاء المشتركة فً رحبلتنا ,نجد أن هذه االختبلفات قد تساعدنا فعبل خبلل الطرٌق,
بدال من خلق حواجز بٌننا.
32
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
قد ٌصعب التعبٌر عن تجاربنا الروحانٌة فً كلمات ألننا نتحدث عن أشٌاء ال ترى ,وؼالبا ما تعجز
الكلمات عن التعبٌر عن ما مرر نا به .وفً كثٌر من األحٌان تكون اللؽة التً نتحدث بها عن تجاربنا
الروحانٌة جلبناها من أماكن أخرىٌ .تطلب األمر الكثٌر من التدرٌب العملً حتى نصل إلى لؽتنا
الخاصة .عندما نسعى جاهدٌن إلٌجاد التسمٌات المناسبة لتجاربنا ,فإننا ال نرؼب فً أن ٌقال لنا أننا
نسٌر على الطرٌق الخطؤ .إننا نستمع إلى بعضنا البعض بقلب مفتوح وذهن مفتوح ,ونشارك تجربتنا مع
اإلدراك بؤنه لٌس من الضروري أن نشارك األمر مع شخص آخر .وبنفس الروح نتفهم أنه من الصعب
على اآلخرٌن أن ٌشاركونا تجاربهم أٌضا ,وأننا فً بعض األحٌان سوؾ نستمع إلى أشٌاء تتطلب منا أن
نكون موضوعٌٌن بدون أحكام مسبقة.
إن كل منا ٌجد طرٌقة لبلستسبلم ,ولكن هذا ال ٌعنً إننا جمٌعا لدٌنا نفس قوة اإلٌمان باهلل .إن كثٌر من
أعضابنا متعافٌن منذ سنوات ولٌسوا متدٌنٌن .وبالنسبة لبعض منا فإن اإلٌمان بزمالة المدمنٌن المجهولٌن
قد ٌستوعب فكرة قوة أ و ضعؾ اإلٌمان التً كانت تمثل فً حد ذاتها نقلة نوعٌة .إننا نلقى كل ترحٌب
من الزمالة بؽض النظر عن إٌماننا .فزمالة المدمنٌن المجهولٌن ال تضع فكرة ثابتة حول الطرٌقة التً
ٌمارس بها األعضاء حٌاتهم الروحانٌة .إن التحدي الذي ٌواجهنا كؤفراد هو أن نجد تعرٌفا للروحانٌة
ٌكون منطقٌا بالنسبة لنا .من خبلل االستماع الجٌد بذهن مفتوح إلى مجموعة من آراء وخبرات
األعضاء ,فإننا نشكل إدراكنا الخاص الذي ٌفٌدنا فً طرٌق تعافٌناٌ .قول أحد األعضاء "إننً لم أسمع
أحد ٌتكلم عن ضعؾ التدٌن كطرٌق خطؤ فً رحلة التعافً ,ولكننً صدقت ذلك .لقد تعاملت مع الجانب
الروحانً بنفس الطرٌقة التً تعلمتها عند التعامل مع العناصر األخرى من البرنامج ,وهو أن أخذ ما
احتاج إلٌه ,وأترك الباقً خلفً .ومع مرور السنوات استطعت أن أتفهم وأقبل أن أفكار اآلخرٌن حول
الروحانٌة والعبلقة مع هللا مختلفة عن أفكاري .إن جزء من قوة وجمال زمالة المدمنٌن المجهولٌن إن
فٌها متسع للجمٌع .إن ما ٌطلق علٌه اآلخرون مبادئ روحانٌة ,أقول علٌه أنا مبادئ أخبلقٌة".
أٌا كان المسمى ,فإن المبادئ الموجودة فً الخطوات والتقالٌد تخذنا بعٌدا عن اإلدمان النشط والتمركز
على الذات والخوؾ .عندما نساعد شخص فً معركته ,فإننا نحرر أنفسنا من األفكار المسٌطرة على
ذاتنا .عندما نبذل بسخاء فإننا نبتعد عن الطمع .لقد وجدنا أنه ال حدود إلمكانٌات التعافً ألي عضو
ٌمارس مبادئ زمالة المدمنٌن المجهولٌن سواء أطلقنا على هذه المبادئ روحانٌة أم ال.
بالنسبة لبعض منا فإن الروحانٌة تعنً ببساطة األشٌاء ؼٌر المربٌة أو الملموسة .كل شخص منا لدٌه
سره الخاص واستقبللٌته بشؤن المفهوم الذي نجده مناسبا لنا .إن عبارة "على قدر فهمنا " ٌمكن أن تكون
نقطة التزام للكثٌر منا .تطبٌق المبادئ الروحانٌة ال ٌعنً الوصول إلى إٌمان مطلق .ال ٌوجد شخص
آخ ر لدٌه الحق فً الحكم على ما نقوم به وما إذا كان خطؤ أو صواب .ما هو مهم بالنسبة لنا هو أننا
نرؼب فً قبول تجربة اآلخر بذهن منفتح وإن نشارك تجاربنا بدون بذل جهد إلقناع بعضنا البعض فً
ما هو صحٌح أو صواب .فإن ما ٌساعد شخص على التعافً قد ال ٌساعد اآلخر .إننا ببساطة نتشارك
فً ما ٌناسبنا.
إن البقاء متفتحٌن ذهنٌا على معتقداتنا ,ومعتقدات اآلخرٌن ٌساعدنا على تحرٌر أنفسنا من الشراك التً
نضعها ألنفسنا .قد نرى أن مبادبنا الروحانٌة تحدث فارقا فً حٌاتنا عندما نقوم بؤداء الشًء الصواب
من أجل سبب معٌن .وهذا ما ٌطلق علٌه النص األساسً "النٌة الحسنة" .إننا نستطٌع أن نستمع إلى
الصوت القادم من داخلنا بدال من األصوات المزعجة حولنا.
33
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
عندما نتعثر فً اختبلفاتنا وتحفظاتناٌ ,صبح من السهل أن ننسى لماذا نهتم بالجانب الروحانً فً زمالة
المدمنٌن المجهولٌن .وٌنبهنا النص األساسً ببساطة إلى "إننا نخفؾ من آالم العٌش من خبلل المبادئ
الروحانٌة" .فالمدمن ٌشعر بالحٌاة بدقة شدٌدة وحساسٌة ,وؼالبا ما ٌكون هذا األلم هو الذي ٌدفعنا إلى
استخدام ما ندرك جٌدا أنه لن ٌجعلنا أفضل .إننا نكون فً هذا الوقت راؼبٌن فً تبادل حتى لحظة واحدة
من الراحة مقابل حٌاة طوٌلة من المشقة .إن البقاء على قٌد الحٌاة ٌعتبر حلما مستحٌبل عندما جبنا إلى
زمالة المدمنٌن المجهولٌن ولكننا نتعلم تدرٌجٌا أن نواجه الحقٌقة وأن نكوّ ن أصدقاء بما تعنً الكلمة .إن
المبادئ الروحانٌة التً نطبقها تساعدنا على الحد من هذا األلم ,وكلما تعمقنا أكثر فً ممارسة تلك
المبادئ ,كلما اكتشفنا أنها تمثل مفاتٌح الحرٌة .وتصبح حٌاتنا أسهل كلما تعافٌنا فً جمٌع جوانب حٌاتنا.
وعندما نطبق مبادئ األمانة والنزاهة واإلخبلص فً حٌاتنا ,لن نصبح بحاجة إلى الحفاظ على مسار
قصصنا أو تؽطٌتها .وسوؾ نندهش عندما نجد أنه من السهل أن نعٌش بهذه الطرٌقة .نستطٌع أن نحب
حٌاتنا ,وأن نجد السعادة فً أن نعٌشها ,وأن نواجه العالم بكل الحماس والحب.
عندما نستشعر لمحة عابرة من إرادة هللا فً داخلنا ,نكتشؾ هذه اللمحة العابرة فً حٌاتنا الروحانٌة
نفسها .إن هذا الجانب الروحانً متؽٌر باستمرار .وفً كثٌر من األحٌان نشعر بؤننا "ؼٌر روحانٌٌن"
ألن تلك اللمحات تظهر وتختفً ,أو ألننا ما زلنا نملك أفكارا مبعثرة ,أو ألننا مازلنا نتصرؾ بطرق كنا
نؤمل أن نتبعها بعد سنوات من التعافً .عندما نقصر ,ال ٌعنً ذلك أننا ؼٌر روحانٌٌن ,ولكن ٌعنً أننا
بشر .وفً نهاٌة األمر إذا لم نقصر فً هذا الجانب ,فإننا لن نستطٌع ممارسة الخطوة العاشرة .إن منحنا
العذر بؤننا بشر ٌتٌح ألنفسنا الفرصة للنمو والتطور .إننا نعٌش روحانٌٌن لمدة طوٌلة قبل أن ندرك أننا
نقوم بذلك فعبل.
إن الروحانٌة عبارة عن عبلقة مع الواقع .ومع تطور حٌاتنا الروحانٌة ,نجد أن الحقٌقة أصبحت أقل
خوفا وأنها أصحبت مرنة .نتعلم أن نعٌش مع حرٌتنا .ندرك بؤن أي تؽٌٌر فً تصوراتنا ٌعنً إحداث
نقلة واسعة فً الطرٌقة التً نتفهم بها موقفنا .عندما ترتكز حٌاتنا على الجانب الروحانً ,فإن رإانا
وردود أفعالنا تعتمد على عبلقة متنامٌة ومتؽٌرة تجاه قوة أعظم من أنفسنا .إن التمركز على الذات ٌتٌح
الفرصة للتواضع .ندرك أننا لسنا أبطال القصة فً كل مرة ,بل أن كل جهد نبذله ٌستطٌع أن ٌحقق
فارقا حقٌقٌا فً حٌاة من حولنا.
ومع تطور حٌاتنا الروحانٌة ,نشعر بمزٌد من االمتنان تجاه حٌاتنا وتجاه الناس الذٌن ٌشاركوننا تلك
الحٌاة .وكلما رأٌنا الجانب اإلٌجابً من العالم من حولنا ,كلما شعرنا بالمزٌد من االمتنان والتقدٌر لتلك
القوة التً أخرجت منا هذا الوعً واإلدراك .عندما ٌحدث التجانس بٌن أجسادنا وعقولنا وأرواحنا ,فإن
حٌاتنا تصبح مختلفة .نستطٌع أن نعٌش فً توازن.
34
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
تعتبر حقٌقٌة .وبالرؼم من أننا قد نرى بعض األشٌاء المإلمة حول أنفسنها ,إال أنا ندرك إنها لٌست
الحقٌقة كاملة حول من نكون.
نتعلم أن أرواحنا لٌست منفصلة عن أنفسنا ,إنها جزء منا .ونكتسب وعٌا حول الطبٌعة المجردة لما هو
صواب بالنسبة لنا .وتبدأ شخصٌاتنا المبعثرة فً االلتبام معا لتشكل الكل .إن التكامل هو المرحلة التً
تصبح فٌها شخصٌاتنا متناؼمة مع تصرفاتنا وأفكارنا ومشاعرنا وقٌمنا .قد ٌستؽرق األمر وقتا طوٌبل
بالنسبة لكثٌر منا لٌصل لهذه المرحلة ,ووقتا أطول لنشعر أنه حقٌقة واقعة .ومع الوقت نملك القدرة
على تقرٌب سلوكنا أكثر إلى قٌمنا ومعتقداتنا بدال من مشاعرنا وردود أفعالنا.
عندما نسمح لجعل الجانب الروحانً بسٌطا ,فإننا نتٌح لهذا الجانب أن ٌكون شامبل .أٌا كانت معتقداتنا
تجاه القوة اإللهٌة ,بل حتى إذا كنا ال نإمن بتلك القوة على اإلطبلق ,فإن لدٌنا جانب روحانً فً داخل
كل منا ,إن الضوء الكامن فً أنفسنا والذي ٌحركنا وٌحدد من نحن" .لقد كانت روحً هً الشًء الوحٌد
الباقً على قٌد الحٌاة ",كما قال أحد األعضاء" .لقد كانت تسحب جسمً مثل حٌوان ألٌؾ متردد .هذه
األوقات كنت أعتقد أن روحً ماتت .ولكنها كانت بحالة جٌدة ولكن لم نكن نتطرق إلى مثل هذه
األمور ".فً بعض األحٌان ٌسؤل األعضاء الجدد عن متى ستبدأ حالة الٌقظة الروحانٌة فً حٌاتهم .وفً
ال وقت الذي نسؤل فٌه عن هذا األمرٌ ,كون قد حدث بالفعل .قد ال نستطٌع أن نحدد بدقة لحظة واحدة من
الٌقظة الروحانٌة ,ولكننا ندرك أننا استٌقظنا بالفعل.
وعندما نزٌل تلك الضبابٌة التً تبعدنا عن الحقٌقة ,نجد أن الضوء فً داخلنا ٌسطع أكثر وأكثر .إنه
الجمال الذي تراه فً عٌون شخص ما ,سواء كان عضوا جدٌدا ٌحدوه األمل أو قدٌما ٌبدو اإلشعاع
الصادر منه ٌمؤل المكان .ونشعر بذلك األمر فً االجتماع .الكثٌر منا ٌدخل إلى مبنى شهد الكثٌر من
األحداث وٌبلحظ أن الؽرفة التً تعقد اجتماع زمالة المدمنٌن المجهولٌن "دافبة مثل البٌت".
وبنفس الطرٌقة نعلم أن تحقٌق مشٌبة هللا فً البداٌة ال ٌتطلب إال الحضور .عندما نقبل على الحٌاة بإرادة
وذهن منفتح ,فإن األشٌاء الجٌدة تبدأ فً الظهور .وال نحتاج إلى بذل جهدا كبٌرا لنجدها .وٌقترح أحد
الموجهٌن "قم بتعرٌؾ قدمٌك على األرض عندما تصحو من النوم .واحترم مواعٌدك واحرص على
الوفاء بالتزاماتك .وعندما ترتطم بالحابط ,التفت حولك وابحث عن مخرج" .نتعلم أن نستمع إلى
ضمابرنا التً مازالت تشكل صوتا ضعٌفا ٌرشدنا إلى االتجاه الصحٌح .أما المخرج فهو عادة ما ٌكون
فً آخر مكان نتوقع أن نجده ,لٌقودنا إلى الطرٌق ,إلى الفرصة ,أو إلى المعجزة التً نبحث عنها.
هناك الكثٌر من التصرفات اإلبداعٌة التً تساعدنا على إٌجاد الطرٌق .ما أن نبدأ حٌاتنا ,سنجد عددا ال
محدودا من االختٌارات التً تتوفر أمامنا تبدأ بالظهور ,ومواجهة حٌاتنا ولكنها ال تنتهً عند هذه
النقطة .وٌقول عضو آخر "إننً أدعو هللا فً كل لحظة ,ساببل المساعدة فً تفاصٌل حٌاتً الٌومٌة,
راجٌا أن أحب تلك التفاصٌل أكثر .إننً أإمن أن إرادة هللا بالنسب لً هً أن اشعر باالمتنان ,حتى تجاه
األشٌاء الصؽٌرة ".إن القدرة على قبول الحٌاة بنفس معطٌاتها ٌعد جزءا أساسٌا للٌقظة الروحانٌة .وإما
أن نقبل ذلك أو نظل فً حالة بإس.
إن الحٌاة الروحانٌة تعنً إدراكنا أن هناك مساحة للنمو والتطورٌ .قول أحد األعضاء "إنها لٌست لحظة
اكتشاؾ عظٌمة ,إنه تفهم هادئ بؤننً ال أفعل التصرفات السلبٌة التً اعتدت علٌها .أجد نفسً منسجمة
35
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
مع عالمً ".نبدأ فً الشعور بالٌقظة والتعاطؾ تجاه اآلخرٌن .ونستعٌد ثقتنا وقوتنا .ونرى أنفسنا جزءا
من شًء أكبر ,ونسعى إلى العٌش فً تناؼم مع هذا الشًء.
كل هذا ال ٌعنً أننا نحصل تلقابٌا على كل ما نرؼب فٌه .إن عبلقتنا بقوة إدراكنا تعد هامة للؽاٌة .إن
الحٌاة تعطً وتؤخذ ,كما أنها لٌست شخصٌة .إن إدراكنا لٌقظتنا الروحانٌة تشمل رضانا عن الحٌاة بكل
ما فٌها .ولكن الكثٌر منا ٌمر بلحظات ال ٌكون راضٌا فٌها عن ما ٌحدث من حوله .عندما نتؤلم ,أو
نشعر بالخوؾ ,أو حتى عندما نثور .فً بعض األحٌان نشعر بالحٌرة ونعتقد أن الحٌاة الروحانٌة تعنً
أننا سعداء وسنحصل على كل ما نؤمل فٌه ,وإذا ما شعرنا بعدم السعادة أو لم نصل إلى طرٌقنا على
الفور ,نشعر أننا فقدنا التوازن .إن التعافً لٌس قصة خٌالٌة أسطورٌة .عندما نواجه الخسارة أو
اإلحباط ,أو عندما نجد أنفسنا أمام أخبار أو مواقؾ لم نكن نرؼب فً مواجهتها فإن هذا ال ٌعنً إن
حٌاتنا الروحانٌة لٌست على ما ٌرام .ولكن فً واقع األمر فإنه فً مثل هذه الحاالت التً ٌظهر هذا
الجانب بشكل قوي للؽاٌة .إن استجابتنا لؤلحداث ولدورنا فً تلك األحداث ٌصبح أكثر مبلبمةٌ .مكننا أن
نستجٌب لؤلحداث بدون المبالؽة فً التصرؾ أو التحفظ فٌها .نستطٌع أن نعٌش اللحظة الراهنة.
من المهم بالنسبة لنا أن نتذكر دابما أن نفصل بٌن الكلمات المعبرة عن الخطوات وعن ما ٌقوله الناس
عن الخطوات .وبالمثل فإن عبلقتنا مع القوة اإللهٌة وفً ظل تطورها قد ال نلتزم بالنموذج الذي وضعه
اآلخرون لنا ,وقد تكون العبلقة مختلفة عن ما تخٌلنا أن تكون علٌه فً ٌوم ما .مشاعر الود واأللفة ؼٌر
محددة مسبقا وؼٌر متوقعة بهذه الطرٌقة تصبح مثل عبلقاتنا مع البشر.
الكثٌر منا ٌإمن بنقطة تحفظ تجاه القوة اإللهٌة وهو أن هللا القوي لن ٌرضً باألشٌاء أن تحدث مثلما
تحدث فعبل ,إن ما تحملناه من صعوبات وجحٌم اإلدمان ال ٌمكن أن ٌكون من صنع هللا المحب .وهناك
الكثٌر من الطرق التً تخرجنا من هذه النقطة ,ولٌس من المفترض أن نختار نحن ما ٌناسب جمٌع
األعضاء .إن ما اكتشفناه هو أننا سنمر بصعوبات فً الحٌاة ولكننا نحصل على العناٌة اإللهٌة حٌن
نتجاوز تلك الصعوبات بدون تعاطً .قد ٌكون الدرس صعبا ,وقد نجد أن بعض المواقؾ المإلمة التً
مرت بنا ما هً إال تداعٌات ألفعالنا نحن وقراراتنا نحن .واألهم من ذلك أن األلم الذي تحملناه ممكن أن
ٌتحول إلى أداة لمساعدة اآلخرٌن .ومع التعافً وحمل الرسالة نكتشؾ أن كل ما مر بنا ٌمكن أن ٌكون
مصدرا لنا إلٌجاد القبول ,والتعاطؾ ,والكلمات التً نحتاجها لمساعدة شخص آخر لكً ٌجد الطرٌق
بعٌدا عن الٌؤس واإلحباط .إننا ببل قوة خبلل فترة اإلدمان ,ولكن عند االستسبلم لمشٌبة هللا نكتشؾ إننا
نعتبر أدوات قوٌة للتؽٌٌر.
36
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن عملٌة التؽٌر بالنسبة لكل واحد منا تبدأ باالستسبلم .ومع الوقت نجد أن تقبل األمر الواقع ٌساعدنا
على تحرٌر أنفسنا من األلم والمعاناة .نبدأ بتقبل أننا مدمنون .ومن المرة األولى التً نقر فٌها بؤننا ببل
قوة اإلدمان ,وأن حٌاتنا أصبحت ؼٌر قابلة لئلدارة ,نبدأ فً الشعور بالراحة .وهذه الراحة هً بداٌة
الشعور باالمتنان الذي سوؾ ٌقودنا خبلل مرحلة التعافً.
إن االمتنان لٌس حالة مزاجٌة .إنه مجموعة من األفعال ,وطرٌقة نوجه بها أنفسنا فً عبلقتنا مع العالم.
فً بعض األحٌان ٌكون حالة من االنضباط ,بحٌث نرتبط بهذا السلوك خاصة عندما نكون معتادٌن على
رإٌة العالم من خبلل شعورنا باالستٌاء واالستحقاق .إن التواضع واالمتنان ٌعمبلن معا .إننا نمارس
فعل االمتنان سواء كنا نشعر به أو ال نشعر .الشعور قد ال ٌؤتً طبٌعٌا فً البداٌة ولكن عندما نمارس
كلمة "شكرا" نبدأ فً إدراك أننا نملك الكثٌر الذي ٌجب أن نشعر باالمتنان والشكر تجاهه .الكثٌر منا بدأ
بهذا األمر وٌإمن أنه ال مجال للتراجع ,عندما نبدأ فً استشعار كم نحن محظوظٌن فإن تساإالتنا لم تعد
تخٌفنا كما كانت من قبل .قد ال نجد إجابات على الفور ,ولكن نبدأ فً اكتشاؾ أن اإلجابات المتعلقة
بطبٌعة هللا أقل أهمٌة من المكافؤة التً نحصل علٌها من بناء العبلقة حتى إذا كنا ال نفهمها جٌدا أو نإمن
بها ككل.
إن المبادئ الروحانٌة تبدو مجردة حتى ٌتم تفعٌلها .إن قٌمنا هً المبادئ التً نتبناها إلرشادنا وتوجٌهنا.
قد تتؽٌر مع الوقت ,لكن عندما نؽٌرها من أجل الراحة أو إسعاد اآلخرٌن ,فإننا ندرك ذلك .إننا نرتكب
هذا الخطؤ عدة مرات قبل أن نتعلم أن ندرك ذلك .قد نتوقؾ عن ممارسة عٌوبنا ,لٌس ألنها خطؤ ,بل
ألنها أصبحت ؼٌر مرٌحة بالنسبة لنا .إننا ال نتحمل الطرٌقة التً تجعلنا نشعر بها.
عادة ما نتصرؾ على أساس المبادئ الروحانٌة قبل أن نستوعبها ببساطة ألننا نرؼب فً أن نعٌش
حٌاتنا .فً البداٌة نتعلم المبادئ من خبلل التصرؾ على حسب االقتراحات .وعندما ندخل المبادئ
الروحانٌة فً حٌاتنا ,تصبح قٌّما .ونمٌل إلى تثمٌن بعض منها إلى درجة أن تصبح جزءا منا .عندما
نتعلم نصبح فقد نصبح متشددٌن ,وعندما ٌصبح التطبٌق أكثر اندماجا فً حٌاتنا ,نجد أنفسنا أقل حدة.
"لقد كان إدراكً لؤلمانة قاس جدا ",كما ٌقول أحد األعضاء" .إلى درجة أننً كنت افتقد اللباقة فً تفهم
مشاعر اآلخرٌن .وفً ٌوم من األٌام تورطت فً نزاع قابم بٌن اثنٌن من الذٌن أقوم بتوجٌههم .األول
اعترؾ أنه أذى اآلخر بشكل كبٌر ,الذي كان فً بٌتً فً هذا الوقت .إن الصراحة مع أي واحد منهم
فً ذلك الوقت قد سٌإدي إلى تفاقم الموقؾ .لقد تعلمت أن أحقق التوازن بٌن مبدأ األمانة ,وبٌن
السكوت .ومنذ ذلك الوقت تعلمت أٌضا أن أحقق التوازن بٌن العطؾ والشفقة".
إننا نستخدم األدوات المرتبطة بالنواحً الروحانٌة بدءا من المراحل األولى للتعافً .فنحن ندعو
ونمارس التؤمل ,ونحضر االجتماعات ,ونستمع إلى االقتراحات ,ونعمل الخطوات .وما أن نكتشؾ ماذا
تعنً الجوانب الروحانٌة بالنسبة لنا ,ندرك أن هناك أشٌاء أخرى فً حٌاتنا تعتبر روحانٌة أٌضا.
اإلنشاد قد ٌعتبره البعض منا أحد أشكال الدعاء ,والمشً فً الطبٌعة الجمٌلة ٌمكن أن ٌكون بمثابة حالة
من التؤمل .وقد أشار أحد األعضاء قاببل "لست شخصا متدٌنا على اإلطبلق .ولكن عندما كنت فً قاربً
فً المحٌط فً أحد األٌام ,شعرت بالرابطة التً تجمعنً مع المٌاه التً تجعلنً أطفو ,والسماء من
فوقً ,والناس على الشاطا ,وكل ما ٌحٌط بً .إن مشاعر التواصل واالرتباط كانت عنصرا قوٌا".
عندما نمارس االمتنان بمشاركة اآلخرٌن ,نبدأ فً الشعور بروابطنا مع بعضنا ومع القوة اإللهٌة.
37
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
فً كل مرة نشعر فٌها باالرتباطٌ ,زٌد إدراكنا أكثر .نرى أنفسنا جزءا من شًء أكبر ونسعى إلى العٌش
فً تجانس معه .عندما نصل إلى هذا التجانس ,فإن الحرٌة التً نشعر بها تصبح شٌبا ملموسا .إننا
نتحرر من مشاعر العزلة والضعؾ ,ونتخلص من مخاوؾ التمركز حول الذات التً كانت تشوب جمٌع
أفكارنا وتصرفاتنا .هذه الحرٌة تؤتً وتذهب ولكن فً المرة األولى التً نشعر بها ,فإننا نشعر بؤمل
جدٌد فً أن الحٌاة ال ٌجب أن تكون مإلمة بهذا الشكل .إن اإلدمان مرض مإلم .ومشاعرنا الروحانٌة ال
تقتل هذا األلم ,ولكن تتٌح لنا القدرة على المضً لؤلمام ,وتخطٌه ,ثم استبعاده فً باقً حٌاتنا .قد نتقبل
مشاعرنا ,ونشعر بها ,ونتحرك لؤلمام .نبدأ فً الوثوق بؤن األلم الذي نشعر به فً لحظات من حٌاتنا لن
ٌستهلكنا .ونبدأ فً الثقة بؤنفسنا بدون الخوؾ بؤن تدمرنا مشاعرنا.
إن ارتكاب األخطاء هو جزء من عملٌة التعلم .نتعلم الكثٌر من خبلل عدم تحقٌق الهدؾ .إن مراجعة
الذات هً عبارة عن العودة إلى تجاربنا الكتشاؾ النقاط التً نعٌش فٌها بتجانس مع قٌمنا ,والنقاط التً
نبتعد فٌها ع نها .إذا لم ندعو فإننا لن نكتشؾ إذا كنا نطبق مبادبنا فً جمٌع شإوننا أم ال .لن نستطٌع أن
نكتشؾ الحقٌقة .إن الخطوات تساعدنا على البقاء فً تجانس مع مبادبنا ,ومع أنفسنا .وكلما تقدمنا فً
هذا األمر ,نصبح قادرٌن فً مراحل مبكرة على تحدٌد النقاط التً سوؾ سنبدأ فً االبتعاد عنها .وؼالبا
ما تكون التؽٌرات الصؽٌرة هً التً تخلق فارقا كبٌرا فً حٌاتنا .وبنفس الطرٌقة فإن التؽٌٌر البسٌط فً
الوقت ٌستطٌع أن ٌحول وجهة السفن فً البحر ,والتؽٌٌرات البسٌطة فً الطرٌقة التً نستجٌب فٌها
لمجرٌات حٌاتناٌ ,مكن أن تحررنا من األنماط القدٌمة المتكررة وتفتح أمامنا أبوابا جدٌدة من التفكٌر
والتصرفات.
و نحن نمارس المبادئ الروحانٌة ,نبدأ نجربها ثم نمٌل إلى التناقض فنرفضها كلها ,ثم نكتشؾ أن تلك
المبادئ مهمة بالنسبة لنا .طالما أننا نملك الرؼبة ,فإننا نواصل التؽٌر .وتصبح قٌّمنا أكثر وضوحا مع
الفعل .إن المبادئ التً طبقناها فً ٌوم من األٌام باعتبارها تدرٌبا أو ألنها اقترحت علٌنا أصبحت اآلن
تشكل جزءا منا .األشٌاء التً كانت صعبة بالنسبة لنا فً بداٌة عملٌة التعافً أصبحت اآلن طبٌعٌة
بالنسبة لنا .قد ال نبلحظ هذا التؽٌٌر حتى نندمج مع عاداتنا الجدٌدة .على سبٌل المثال قد ٌصعب فً
البداٌة حضور االجتماعات مرة أخرى عندما نبعد لفترة من الوقت .فالعادات السابقة مثل الحضور فً
األوقات المحددة ٌحتاج مرة أخرى إلى إعادة االنضباط .وٌصبح األمر أكثر سهولة مع التجربة مثلما
كانت أول مرة.
عندما ٌتحسن تطبٌقنا فً التعافً تقل مخاوفنا .ونطور مهارات جدٌدة ونعتاد على فكرة ممارسة المبادئ
فً مجاالت أخرى من حٌاتنا ,حتى إذا كنا نشعر بالخوؾ .ندرك مع الوقت إن األلم قد ٌكون حافزا
للنمو ,ولٌس مجرد تهدٌدا لتوازننا الذي حققناه أخٌرا .وعلى جانب آخر نتعلم أٌضا أن األلم لٌس مثل
النمو ٌ ,جب أن ٌدفعنا إلى اتخاذ فعل إذا كنا نرؼب فً تحقٌق الراحة .ونصبح أكثر رؼبة فً القٌام
بالتصرؾ الذي سوؾ ٌحررنا .وعندما تتقلص قدرتنا على تحمل األلم تزٌد حاجتنا إلى إجراء تؽٌٌر.
38
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
هو بالتحدٌد ما ٌحررنا من السٌاج الذي صنعناه حول أنفسنا .فً بعض األحٌان ٌكون من الواضح
حاجتنا إلى التؽٌٌر وإال سنواجه مشاكل ,وفً أحٌان أخرى نصبح أحرارا فً البقاء بدون تؽٌٌر .هناك
الكثٌر من التصرفات التً ٌمكن اتخاذها إذا كنا نرؼب فً التؽٌٌر ,ولكن أبسطها قد ٌكون أهمها .عندما
نعطً اآلخرٌن ,نخرج عن المسار المرسوم بحٌث ٌتاح لنا فرصة اكتشاؾ رإٌة جدٌدة فً حٌاتنا .ومن
الؽرٌب أن معظم التصرفات البعٌدة عن األنانٌة التً نفعلها هً األكثر استحقاقا للمكافؤة .إن الخدمات
البعٌدة عن األنانٌة هً تنفٌذ إلرادة القوة اإللهٌة ,ولفابدة البشرٌة ولمصلحتنا أٌضا .عندما نكون جزءا
من هذه العملٌة فإننا نرى أن قوة عظٌمة تسري فً داخلنا إلحداث التؽٌٌر فً حٌاة اآلخرٌن .وعندما
نرى ذلك ٌتحقق فبل ٌمكننا إنكار أنه حقٌقة .
لقد جبنا للزمالة بحثا عن طوق نجاه والٌوم نصل إلى حٌاة تتجاوز أحبلمنا .حتى وإن كنا قد سمعنا ذلك
فً االجتماعات على مدى سنوات ,إال أننا مازلنا نشعر بالدهشة عندما ٌنفتح العالم أمامنا .وفً بعض
األحٌان نشعر بالخوؾ .هناك لحظات تنفتح فٌها الحٌاة أمامنا بالعدٌد من الخٌارات التً قد تبدو خالٌة.
فنحن الذٌن ك نا نختار من بٌن العدٌد من الخٌارات السٌبة على مدى سنوات ,نجد أمامنا العدٌد من
الخٌارات التً قد ال تشعرنا بالراحةٌ .جب أن نصل إلى درجة مقاومة حتى نعزز التزامنا بالبرنامج .قد
نشعر بالخوؾ من هذه النقلة ,فبل ٌوجد طرٌقة لمعرفة إلى أٌن ستؤخذنا .
ٌمكن أن نشعر بالخوؾ من الكثٌر من األشٌاء ألنها تبدو أنانٌة ,أو ألننا نخشى أن تإخذ مناٌ .قول أحد
األعضاء "أعتقد لم ٌكن من المسموح لنا أن نفشل ,وأنا أعتقد إننً كنت من الفاشلٌن .لذا لم ٌكن هناك
مفر بالنسبة لً .لقد كنت احتاج إلى أدوات لكً أنقذ حٌاتً ".إن التحرر من األفكار القدٌمة ال ٌؤتً
بسهولة ,وال ٌؤتً مرة وحدة .والحمد هلل على ذلك .ألننا لو فكرنا بهذه الطرٌقة خبلل عملٌة التعافً ولو
مرة واحدة فقد ال ننجو.
إن تقبل حرٌتنا ٌعد شجاعة عظٌمة و روحانٌة عالٌةٌ .قول أحد األعضاء "فً بداٌة مرحلة التعافً قال
لً أحد األشخاص إننً استطٌع أن أعٌش حٌاتً اآلن .لقد كنت وكؤننً أسمعها ألول مرة .لقد كانت
الحٌاة تمر دون أن أشعر بها ,وؼالبا بسبب إننً لم أكن أرى نفسً فٌها .زمالة المدمنٌن المجهولٌن
منحتنً روح الشجاعة أمام الحٌاة مرة أخرى ,وأن أواجه الحٌاة ...وأعٌشها!" إن أحبلمنا وآمالنا هً
نوع من اإلرشاد والتوجٌه" .هذ اللمحة العابرة" قد ال تكون معنا فً الطرٌق ,ولكنها قد تحدد مسار
رحلتنا.
عندما نكون راؼبٌن فً السٌر نحو أحبلمنا ,ننجح فً تجاوزها" .لقد كنت أخشى بعد أن أحقق كل ما
حلمت به ,أال أجد ما أسعى إلٌه خبلل مرحلة التعافً ",كما اعترؾ أحد األعضاء .إن تحقٌق أهدافنا
لٌس نهاٌة المطاؾ .إن نهاٌة الرحلة وتحقٌق أحد أهدافها ما هو إال بداٌة مرحلة جدٌدة فً حٌاتنا .الكثٌر
منا اعتاد على التحرك بدفعة من األزمات أو الكوارث .ولكن األمر ٌحتاج إلى تجارب وممارسة لتعلم
كٌؾ ٌمكن تحفزٌنا بشًء آخر ؼٌر األلم .إن الرؼبة فً الخروج واتخاذ إجراء ما تجاه ما نراه صحٌحا
ٌصبح نوعا جدٌدا من الثقة" .مثلما كنت أصارع لتنفٌذ الخطوة الرابعة ,فإننً أصراع اآلن لتحقٌق
أهدافً واألشٌاء التً استمتع بها اآلن ",كما قال أحد األعضاء .إننا نحول االحتٌاج إلى رؼبة ,واألفكار
الملحة تحتاج إلى تصمٌم .عندما نصبح راؼبٌن فً قبول ما سٌحررنا ,فإننا نكون مستعدٌن للتحرر
فعبل.
39
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بعد سنوات من التعافً ,نستطٌع أن ننظر إلى العمل الذي قمنا به ,ونشعر باالمتنان والرضا ,ونستطٌع
أن نرى الفجوات المرعبة فً هذا العمل أٌضا .توجد لحظة فً حٌاتنا ندرك فٌها أن كل العمل والجهد
الذي بذلناه كان ٌخدم اعتقادنا بؤننا إذا ما قمنا بالعمل الصحٌح ,سنحصل على ما نرٌد .عندما ندرك إن
ما كنا نبحث عنه لٌس العبلقة الواعٌة ولكن الراحة السكٌنة فإننا سنشعر بالخوؾ .هل هذا ٌعنً بؤن
عبلقتنا مع القوة اإللهٌة ضعٌفة؟ هل عملٌة التعافً كذبة؟ بعض حاالت الٌقظة الروحانٌة قد تكون جافة
شٌبا ما وهنا نعً أن هذا بمثابة جرس إنذار .عندما نستٌقظ من الظبلم داخل أنفسنا ,فإننا نتؤلم" .المرة
األولى التً نظرت فٌها إلى داخلً ورأٌت الحقٌقة عن بعض األشٌاء كانت مإلمة للؽاٌة ",كما ٌقول أحد
األعضاء" .لقد اعتقدت أن هذه هً حقٌقتً ,وشعرت بالفزع .لقد ظننت أنه أتٌحت لً فرصة رإٌة كل
هذه الهبات من حولً ,فقط ألعً أنها قد تكون ٌوما ما لؽٌري "
إن القدرة على تؽٌٌر الفرضٌات حول العالم تعد واحدة من أنواع الحرٌة التً نملكها ألنها تساعدنا على
استخدام البدابل التً كنا ال نتخٌلها من قبل .نحن نخفً قلة احترامنا للذات ,وننظر له على أنه نقص فً
االهتمام بالعالم من حولنا ,ونرى حٌاتنا فً ممر ضٌق بٌن البدابل السٌبة" .لقد رأٌت نفسً مقاومة
إلرادة هللا ",كما قال أحد األعضاء .إن عبلقتنا مع هللا عانت العدٌد من األضرار خبلل مرحلة اإلدمان
النشط ,وقد اعتقدنا أن ٌكون من الصعب تصحٌح تلك العبلقة.
ندرك أن التفرقة والتعصب تجاه المبادئ الروحانٌة أمر خطٌرا بالنسبة لنا ,ولكن فً بعض األحٌان
نطور نوعا مختلفا من التعصب بعد تعافٌنا بفترة قصٌرة .قد نطور مجموعة من المعتقدات فً التعافً
ونقاوم أي شًء ٌهددها .ولكن هذه هً الطرٌقة التً ٌمكن بها مراجعة الحقٌقة .إن الحقٌقة لٌست األشٌاء
التً تتؽٌر ,ولكن هو ما نعرفه عنها وكٌفٌة فهمها .كلما اقتربنا من الحقٌقة ندرك أنها ال ٌمكن أن
تضرنا ,حتى إذا كانت مإلمة فً لحظتهاٌ .قول أحد األعضاء "إن ترك المعتقدات القدٌمة كان أمرا
صعبا للؽا ٌة ألننً كنت ال أعرؾ ما أإمن به حتى أبدأ به ".إن العمل بالخطوات ٌساعد فً تحدٌد
معتقداتنا وما إذا كانت المعتقدات القدٌمة مازالت تناسبنا.
"لقد كنت أشعر باإلحراج ,والؽربة ,والفراغ عندما كنت أدعو" ,كما ٌعترؾ أحد األعضاء" .عبلقتً
باهلل كانت تتطلب المثابرة .كان علً أن أدعو خبلل الوقت الذي كنت أشعر فٌه بالفراغ .لقد استؽرق
األمر الكثٌر من الوقت حتى تصبح طبٌعٌة ".إن الرؼبة فً المحاولة حتى عندما ٌكون األمر صعبا ,أو
عندما ال تشعر بؤي مشاعر على اإلطبلق ,ما هو إال نوع من اإلٌمان .ونستطٌع أن نتجاوز عبر تلك
األوقات الصعبة من خبلل الممارسة الروحانٌة الٌومٌة .فالعادة تدفعنا حتى تتؽٌر مشاعرنا .لدٌنا إٌمان
بتجارب زمبلبنا بؤن الممارسة والتجربة سوؾ تساعدنا.
إن الرؼبة فً تجربة عبلقة قوٌة مع القوة اإللهٌة قد تكون عامل قوة ,ولكننا قد نتردد فً البداٌة .نحاول
استكشاؾ األمر فً البداٌة .قد نصارع ونكافح مع الدعاء والتؤمل لفترة طوٌلة قبل أن نشعر بالتؽٌر.
ٌقول أحد األعضاء "لقد جربت العدٌد من الممارسات المختلفة لمدة سبع سنوات قبل أن أجد النعمة
الصحٌحة فً المكان الصحٌح .إن اكتشاؾ الطرٌق إلى الروحانٌة مثل إٌجاد اللباس الذي ٌناسبنً .تقول
إحدى العضوات بؤنها كانت ال ترؼب فً الدعاء إلى درجة أن ؼٌرت الموجهة ذلك تماما "ضعً النص
األساسً فً أحد أركان الؽرفة ,واجلسً فً الجانب اآلخر ,وحاولً الوصول بٌدٌك ",كما قال
الموجهة ".أٌا كانت الطرٌقة التً ندعو بها ,فالدعاء هً عبارة عن رفع أٌدٌنا لطلب العون .إنه عمل
ٌتجلى فٌه الصدق ,وبالنسبة لبعض منا هو أول عمل صادق نقوم به.
40
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
قد نشعر بالراحة أكثر فً سلك مساراتنا الضٌقة القدٌمة ببل من صعود الهضبة ,وؼالبا ال نشعر بؤننا
محاصرٌن فً تلك الممرات الضٌقة حتى نبقى هناك بعض الوقت ,وهنا ٌصبح من الصعب الحصول
على الحر ٌةٌ .جب أن نكون راؼبٌن فً الشعور بعدم الراحة إذا كنا نرؼب فً التحرر .إن محاولة أداء
عمل جدٌد قد ٌكون هو االستسبلم واإلذعان بالنسبة لنا .قد ٌكون من الصعب إتاحة الفرصة لآلخرٌن
لتجربة حرٌتنا" .باعتباري مدمنا فإننً عبد العادة ".كما قال أحد األعضاء" .فً ثالث مرة أذهب إلى
المطعم أطلب نفس الشًء" .إن راحتنا فً العادات ٌجعل من السهل الحفاظ على الروتٌن .إن الخوؾ من
المرض فً بعض األحٌان ٌجعلنا نخشى أن نتحرر من العادة وإال سنجد أنفسنا فً خطر .إن محاولة
التعرؾ على تصورات جدٌدة ,وأفكار جدٌدة ,وتجارب جدٌدة ٌمكن أن ٌكون جزءا من حٌاتنا
الروحانٌة.
ثقتنا المبالػ فٌها ٌمكن أن ٌبعدنا من التواضع الذي نحتاجه بشده .وٌمثل انفتاح الذهن حجر الزاوٌة فً
رحلة تعافٌنا ,وهذا ٌتضمن انفتاح الذهن تجاه برنامجنا الخاص .عندما نتوقؾ عن القابلٌة للتعلٌم نصبح
فً خطر .فً كثٌر من األحٌان نخلق الحواجز بٌنما وال نتعلم إتباع العبلمات اإلرشادٌة .عندما نبنً
جدران بدال من ممرات خروج ,فإننا ال نبعد الفرص الجدٌدة من أمامنا فقط ,بل نحبس أنفسنا فً الطرق
القدٌمة من التفكٌر ورإٌة العالم .من السهل أن نقع فً أسر الشباك التً نضعها حول أنفسنا .وعندما
نحصل على بعض الحرٌة ,نرؼب فً التمسك بها .ومع نمو هذا اإلحساس وتحوله إلى فرحة وامتنان
ٌصبح أكثر قٌمة عندنا .ونشعر بالخوؾ من أن نفقد ما اكتسبناه بحٌث نمنع أنفسنا من التقدم لؤلمام.
قد نإمن أن هناك طرٌقة واحدة فقط لزمالة المدمنٌن المجهولٌن لكً تإتً ثمارها .عندما ٌنجح تجربة
معٌنة أو طرٌقة معٌنة فً إنقاذ حٌاتنا ,نرفض عندبذ الجنوح بعٌدا .مع أن هذا الحل قد ٌنقذ حٌاتنا ,وقد
ٌكون مفٌدا عندما نحمل الرسالة أٌضا .ولكن المخاطرة تكمن فً تحولنا إلى العناد واالنؽبلق الذهنً,
بحٌث نستبعد األعضاء الذٌن ال ٌطبقون نفس طرٌقتنا .عندما نفكر ندرك جٌدا ماذا ٌمكن أن ٌقدم لنا
البرنامج ,ال نترك مجاال له لكً ٌنمو ,وال نترك مجاال لنا للنمو داخله .واألسوأ من ذلك عندما ٌحٌن
وقت الحاجة إلى المزٌد ,سنكون قد أقنعنا أنفسنا بؤنها لن تتوفر من خبلل زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إن
رؼبتنا فً مشاركة تجربتنا الحالٌة فً التعافً تساعد مجموعاتنا على تجربة نفس النمو والمرور
بمرحلة التجدٌد مثلما نمر نحن كؤفراد.
لدٌنا الكثٌر من البداٌات خبلل مرحلة التعافً .وفً مراحل مبكرة نتعلم أننا نستطٌع أن نبدأ ٌومنا مرة
أخرى فً أي وقت .وكلما تقدمنا ,نتعلم إننا نستطٌع دابما أن نبدأ رحلة جدٌدة فً التعافً ,وأن نبدأ فً
أي وقت نحتاج إلى ذلك .لسنا بحاجة إلى أن نهدم حٌاتنا حتى نبدأ من جدٌد .قد نعتقد أننا انتهٌنا ,فً
الوقت الذٌن نكون فٌه قد بدأنا .عندما منحتنا زمالة المدمنٌن المجهولٌن كل ما طلبناه ,فإن هذه هً بداٌة
رحلتنا ,وكلما استمرت الرحلة سنحتاج إلى جمٌع األدوات التً حصلنا علٌها .إن استخدامنا لتلك
األدوات من قبل ال ٌعنً أننا سنتخلى عنها.
االتصال الواعً
كلما نجحنا فً تطوٌر المزٌد من الطرق لعبلقة واعٌة باهلل ,كلما اكتشفنا مزاٌا جدٌدة فً كل عبلقاتنا.
بالنسبة للبعض منا قد ال ٌنحصر إدراك الوعً فقط على هذا الجانبٌ .قول أحد األعضاء "أنا أثق
بالوحدة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن .وأثق فً قدرتها على الوصول إلً ,وأنا أجدها عندما أحتاج
41
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إلٌها .لقد ساعدتنً زمالة المدمنٌن المجهولٌن عندما كنت ال أستطٌع الحركة ".إن تعلم الدعاء عملٌة نمو
فً حد ذاتها واالستمرار برحلة حٌاة التعافً هً المكافؤة .عندما كنت أعمل الخطوة الثالثة ألول مرة,
بدأت دعابً بالقول "الحمد هلل" .معظم الوقت اآلن ال أقول "من فضلك" أو "شكرا" ,أو أي نوع من
أنواع الحوارات ,بل الحمد هلل .اخذ نفسا عمٌقا وأحمد هللا على تلك اللحظة الهادبة من التواصل".
إن الدعاء ٌساعدنا على االبتعاد عن الخوؾ وعدم الثقة وٌعزز اإلٌمان .فتح األبواب أمام إٌمان عمٌق
ٌتٌح لنا مقابلة األزمات بهدوء وسكٌنة" .أسعى إلى الدعاء فً كل لحظة ".كما ٌقول أحد األعضاء.
"بالطبع أخفق فً ذلك كل ٌوم ,ولكنه ٌؽٌر نظرتً لؤلمور .أنا أدرك اآلن مدى ضعؾ وقٌمة الحٌاة.
"بدال من التفكٌر الطوٌل فً أسباب حدوث األشٌاء ,نكتشؾ ما ٌمكن أن نتعلمه ",كما قال أحد األعضاء.
"فً المراحل األولى من التعافً كانت دعواتً تعكس مدى الٌؤس واالستسبلم .لقد تعلمت الدعاء كوسٌلة
لخلق التواصل الواعً .واآلن أفكر فً القوة اإللهٌة فً كل لحظة ,وأصبحت حٌاتً كلها دعاء,
واستخدمت حكمتً فً التؤمل ,وأنا أحٌا بإرادة هللا .لقد أصبحت حرا من الناحٌة الروحانٌة ,أبعد من
اإلدمان النشط ,وأقرب إلى البهجة الخالصة للوجود فً كل لحظة".
ٌإمن الكثٌر من األعضاء بؤن القوة اإللهٌة تتجلى معنا من خبلل الناس الذٌن ٌدخلون فً حٌاتناٌ .وضح
أحد األعضاء "إن المشاركة فً االجتماعات هً أعلى مستوى من الدعاء بالنسبة لً ,ألننً أدرك
عظمة القوة اإللهٌة .وأستطٌع أن أشعر بها ,وال أتراجع .فً بعض األحٌان أحتاج إلى أشخاص آخرٌن
أمامً حتى استطٌع أن أتظاهر إننً أتكلم إلٌهم عندما أكون فً الحقٌقة اتكلم إلى هللا .وفً بعض
األحٌان احصل على اإلجابة من خبللهم ".إن اإلصؽاء نوع من التؤمل .وٌتم توصٌل بعض من أهم
الرسابل من خبلل أشخاص بعٌدٌن .عندما نستمع بذهن مفتوح فإننا نستطٌع أن نستمع إلى الرسالة التً
نحتاجها .إن أحد هبات التعاطؾ هً القدرة على االستماع إلى صدق اآلخرٌن .نتعلم أن نهدأ داخل
أنفسنا .هذا السبلم الروحانً ٌصبح أساسا راسخا الستقرارنا العاطفً ,وٌمنحنا الشجاعة الكافٌة لتحمل
المخاطر .عندما نستطٌع أن نضمن هدوء أذهاننا ,نستطٌع أن نستمع إلى اإلجابات التً نحتاجها .فً
كثٌر من األحٌان نكون تواقٌن إلى إجابات تكون موجودة أمامنا.
وفً بعض األحٌان ,ال تختلؾ العبلقة الواعٌة مع هللا عن أي عبلقة أخرى .إن مقابلة شخص كل ٌوم
فً نفس الوقت والمكان ٌعد بداٌة جٌدة فً التعرؾ على هذا الشخص ,ولكن لتحسٌن تلك العبلقة ٌجب
أن تكون راؼبا فً المشاركة بكل صراحة وانفتاح .األلفة تنمو مع الوقت .عندما ٌقؾ شخص ما بجانبنا
فً األوقات الصعبة ,نعم ٌقنا إذا كنا نثق به أم ال .إن عبلقات مع اآلخرٌن والتً تساعدنا على تخطً
األوقات الصعبة تكون ثمٌنة بالنسبة لنا.
إن وجودي اآلن وفً تلك اللحظة ,والشعور بالحٌاة ,واإلدراك ,والتؤمل هو مشاعر نسمع عنها عندما
ٌتحدث األعضاء عن تجاربهم مع الدعاء والتؤمل .الكثٌر منا ال ٌعرؾ هذا الشعور العمٌق من الوحدة فً
كل لحظة استٌقاظ ,ولكن إدراك قدرتنا على الشعور به ٌجلب لنا بعض الهدوء والراحة" .إن الشعور
العابر الذي كنت أتوق إلٌه هو السبلم فً داخل نفسًٌ .جب علً أن أكون راؼبا فً ترك العالم حتى
استطٌع أن احصل على هذه الفرصة ".حتى عندما نجرب هذا الشعور بالسبلم للحظة واحدة ,نستطٌع أن
نبقٌه فً قلوبنا ونحن نعٌش حٌاتناٌ .قول أحد األعضاء "لقد كنت أشعر باإلرهاق والضٌق مما ٌدور
داخل رأسً وما أحدث به نفسً من سوء حال وأن األمور لن تكون على ما ٌرام .وفً ٌوم ما خبلل
التؤمل تبخرت كل تلك األفكار من رأسً .
42
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إذا الحظنا الكلمة "شعابر" فً كلمة الروحانٌة سندرك أهمٌة وجود جانب دوري ٌتم بانتظام فً الجانب
الروحانً .إن ممارسة المبادئ مثل ممارسة أي تمرٌن آخر .كلما حرصت على ممارسته بانتظام
ووعً ,كلما زادت درجة إتقانك" .عندما ال أإدي دعابً فً الصباح ,اشعر بعدم االرتٌاح ,وكؤننً
فقدت طاقتً ".بالطبع ال نستطٌع أن نقول ألي شخص ,متى وكٌؾ وأٌن ٌدعو .إن التواصل الواعً قد
ال ٌتضمن تحدٌد أي كلمات على اإلطبلق .ثم التوقؾ والتؤمل ٌصبح ألمر مفٌدا " .لقد كنت أصارع
حتى أصل إلى ٪٠١١بالمابة ,استطٌع أن أحقق تقدما تجاه الهدؾ ثم أشعر بالخوؾ فؤتراجع ,وأبدأ فً
تعنٌؾ نفسً على الدوام" .كما ٌقول أحد األعضاء .إن الممارسة الروحانٌة المنتظمة تعلمنا االنضباط
فً التزاماتنا األخرى.
إن القدرة على استكمال جهودنا لتحقٌق هدؾ ما تتوفر من خبلل االجتهاد .إن تطوٌر بعض االستقبللٌة
من مشاعرنا السلبٌة ٌعد أحد مكافآت التؤمل .إن هذه الممارسات تساعدنا على التركٌز ورإٌة األشٌاء
من حولنا .نتذكر أن نطبق برنامجنا أوال ,ثم نحترم حدودنا .نحن نسعى كل ٌوم للحفاظ على التوازن
الروحانً .وفً بعض األحٌان نحقق نجاح أكثر من اآلخرٌن .عندما نتعامل بالحب والتواضع ,سنندهش
من إنجازاتنا ,حٌث نتوقؾ عن الخوؾ من أنفسنا ,ونجد الشجاعة لمواجهة ما نإمن به.
إن التزامنا بزمالة المدمنٌن المجهولٌن قد ٌكون أول وعد نفً به" .لقد كنت أسعى دابما للحصول على
الحرٌة من القٌود والسلطة .إن الطرٌقة التً أقنعت بها نفسً تجاه حرٌتً هً أن أكون مثل البدو
الرحل .فعندما ال اجد مكانً وقد تبدو الخٌارات ال تحد من حرٌتً فإن أمتعً العاطفٌة العاطفً دابما
على الباب .ولكن طلبت منً زمالة المدمنٌن المجهولٌن أن أفعل شٌبا لم أوافق علٌه من قبل ,وهو أن
أبقىٌ ".جب أن نتصالح مع مقاومتنا بهدؾ تعزٌز االلتزام داخل البرنامج .ولكن الحب ؼٌر المشروط
الذي تعلمناه فً الزمالة ٌعتبر واحدا من األشٌاء الراسخة التً مررنا بها .إن الثقة هً التً منحتنا
الشجاعة لكً نتحمل هذا الشعور بعدم الراحة.
ومع الوقت نكتشؾ أن مبادئ البرامج هً التً توجهنا فً خٌاراتنا .إن القدرة على االختٌار بحكمة تبدأ
عندما نكون قادرٌن على اإلخبلص ألنفسنا حول دوافعنا ورؼباتنا .وفً بعض األحٌان ٌكون عدم أداء
أي فعل هو أكثر األشٌاء روحانٌة التً نستطٌع أن نمارسها .فقد تمنعنا من إجراء أي تؽٌٌرات فٌما بعد,
وتتٌح لنا الوقت الكافً للبحث عن توجٌه من القوة اإللهٌة .إن السعادة والضحك قد تكون بمثابة جانب
روحانً مثل الدعاء والخدمة .البعض ٌقول أن الراحة تبدأ عندما نخفؾ عن أنفسنا.
43
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الرسال ة .خدمة اآلخرٌن تعلمنا الكثٌر عن جوانبنا الروحانٌة .إنها الطرٌقة التً تتٌح لنا إظهار حبنا
وامتناننا ,ولكنها أٌضا الطرٌقة التً نتعلم منها عندما نتواصل معا ,نكون أقوى وأكثر ذكاء عن ما نعتقد.
إن التقلٌد الثانً ٌذ ّكرنا أن هللا المحب ٌرشدنا فً جهودنا عندما نخدم اآلخرٌن ,وهذا ما ٌمكن أن نراه
بوضوح عندما ال تتداخل اختبلفاتنا أو تعثرنا على المدى القصٌر فً حمل الرسالة .نرى رعاٌة هللا
لزمالة المدمنٌن المجهولٌن ونإمن إننا نستمد الرشد فً حٌاتنا أٌضاٌ .قول أحد األعضاء "عندما تماطل
مجموعتً بشؤن قرار ما ألن بعضنا لم ٌكن واثقا منه ,نستطٌع أن نتخذ قرارا أفضل فً وقت الحق .لقد
تعلمت أن أطبق ذلك على حٌاتً الشخصٌة .عندما استؽرق وقتا أطول فً الدعاء ,أتخذ قرارات
أفضل".
البعض ٌرى خدمته فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن بمثابة تدرٌب ,حٌث نستطٌع أن نتعلم كٌؾ نطبق
مبادئ التقبل واالحترام المتبادل .لٌس األمر سهبل فً كل األوقات ,ولكننا نشترك فً الهدؾ الواحد
والرابطة الواحدة .وألننا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن سواسٌة وكلنا نتعلم ,فإننا نكون دابما الطالب
والمعلم .لٌس من المهم كم من الوقت أمضٌناه فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,فالفرصة دابما متاحة لتعلم
أشٌاء جدٌدة عن أنفسنا " .إننً أخدم زمالة المدمنٌن المجهولٌن لكً أصبح عضوا فعاال ,ولكن مع
الوقت تطورت فً داخلً رؼبة حقٌقٌة لخدمة زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إن الخدمة جعلتنً أشعر
بالرضا تجاه نفسً .فؤنا فعال ومنتج ,واتطلع وأدعو كل ٌوم لؤلعضاء الجدد أن ٌنضموا إلٌنا وٌساعدوننا
فً حمل الرسالة .لقد استؽرق األمر وقتا طوٌبل لكً تنمو زمالة المدمنٌن المجهولٌن .للتمسك بما تعلمناه
ٌحتاج األمر إلى الصبر واألمل والتقبل والحب وااللتزام".
نستطٌع أن نقدم الكثٌر لعالمنا .عندما نجد التعافً ,ال ٌستطٌع اإلدمان أن ٌحدنا .إننا نصبح ذوي قٌمة
سواء داخل الزمالة أو خارجها" .الٌوم أستطٌع أن أدرك إننً أداة تتبع إرادة القوة اإللهٌة .وأملك حق
اختٌار ما إذا كنت أستطٌع أن أكون منسجما مع النؽمات ,أو أن اخلق أؼنٌة جدٌدة ,أو فقط اخلق
ضجة ".من خبلل االلتزام بالمبادئ الروحانٌة نستطٌع أن نعٌش ,ونعمل ,ونقبل الظروؾ التً تواجهنا
فً العالم الحقٌقً سواء داخل أو خارج زمالة المدمنٌن المجهولٌن .عندما نإدي الخطوات بالترتٌب,
نتعلم كٌؾ نطبقها فً حٌاتنا الٌومٌة .إذا طبقنا تلك المبادئ فإننا لن نستخدمها مرة أخرى ,وسنواصل
تحسٌن قدرتنا على الخدمة وعلى التوافق مع معطٌات الحٌاة .إننا نعترؾ بقلة حٌلتنا ,ونطلب المساعدة,
ونعترؾ بؤخطابنا ,ونعمل على تصحٌح عٌوبنا ,ونسؤل المشورة والتوجٌه .عندما نطبق المبادئ على
أفكارنا وتصرفاتنا الٌومٌة ,فإننا نعزز من جودة حٌاتنا.
نبدأ فً ترتٌب أنفسنا بمساعدة الخطوات كجزء من حٌاتنا .إن المشاركة سواء كنا نحكً قصتنا أو
نقرأها تساعد على تهدبة األمور .نجرب النمو الروحانً بشكل أعمق فً كل مرة نإدي فٌها خطوة.
ومع الوقت نبدأ فً االستسبلم ,والوثوق بالعملٌة ,وفً كل مرة ٌنفتح باب آخر داخلنا .وٌتوقؾ الجوع
الذي نشعر به فً داخلنا عندما نبدأ فً الدعاء ,أو التؤمل ,أو الخدمة .وعندما نتحرر من عٌوبنا نستطٌع
أن نعٌش حٌاتنا بالكامل .وتبدأ الخٌارات الضٌقة التً كانت تحدد طرٌقنا فً االبتعاد ,ونبدأ فً الحلم
والتخٌل والخلق وحل المشكبلت أو حتى البحث عن السعادة فً الحٌاة نفسها .إن برنامج زمالة المدمنٌن
المجهولٌن ٌوفر لنا األساس الراسخ .نستطٌع أن نستخدم هذا األساس فً تحقٌق إنجاز ما ,طالما أنه
ٌتركز على المبادئ الروحانٌة .نتعلم أن نثق فً مبادئ زمالة المدمنٌن المجهولٌن لترشدنا فً جمٌع
شإوننا.
44
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
من المهم أن ٌكون لدٌنا قناعة حول ما نقوم به .إننا ال نتؽٌر حتى نتماشى مع ما ٌدور حولنا .وبسبب
هذا الشعور الجدٌد باإلقناعٌ ,صبح الطرٌق واضحا" .قبل زمالة المدمنٌن المجهولٌن كنت جبانا وتابعا.
ولكن ٌقظتً الروحانٌة أجبرتنً على الوقوؾ صامدا بجانب معتقداتً ".كما ٌشرح أحد األعضاء .إن
الضٌق والخوؾ والؽرور ٌقفون عابقا أمام قدرتنا على االستجابة والخلق والحرٌة .نفتح هذا الطرٌق
عندما نبعد عن األنانٌة ونمٌل للنشاط والخدمة .نتعلم أن نحترم ونحب الناس بدون الحصول على القبول
واالستحسان.
نتحول إلى أعضاء مسإولٌن فً مجتمعاتنا ,ونجلب ما نتعلمه فً االجتماعات ونجربه على حٌاتنا .إن
خدمة اآلخرٌن عملٌة مهمة جدا بالنسبة للبشرٌة .فً أوقات مختلفة قد ٌقودنا طرٌقنا إلى خدمة اآلخرٌن
بشكل مباشر أو ؼٌر مباشر .ومن أروع المشاعر التً نحس بها عندما نكون جزءا من اإلنسانٌة .عندما
نمارس مبادبنا الروحانٌة نشعر بالوعً والتعاطؾ مع اآلخرٌن .إن الجانب الروحانً ٌعلمنا كٌؾ نشعر
بالبشر .وبعد سنوات طوٌلة من العزلةٌ ,ظهر شعور بالرفاهٌة داخلنا ٌإكد لنا إننا نسٌر على المسار
الصحٌح.
نبدأ فً تطبٌق أسلوب الحٌاة هذا مع عاببلتنا ,ومع زمبلبنا فً العمل وفً عبلقاتنا األخرى .ونبذل
قصارى جهدنا كل ٌوم .فً بعض األحٌان نتحسن قلٌبل ,وفً أوقات أخرى نحقق تقدما ملموسا فً
ممارسة المبادئ ,أو قد نعجز .إن مسٌرة تقدمنا لٌست دابما ثابتة ,ولكنها تختلؾ مع الوقت .نتعلم أن
نعٌش مبادبنا .ونبدأ فً الرفض إذا كان الشًء ؼٌر مناسب لنا حتى وإن كنا سنخسر قبول واستحسان
شخص ما .نتعلم أن نهتم بؤنفسنا ,وبمسإولٌاتنا ,وعدم إلقاء اللوم على اآلخرٌن إذا لم تتحقق مساعٌنا.
نبدأ فً اكتشاؾ فرص النمو التً تتوفر أمامنا فً أفضل وأسوأ أوقاتنا.
إن األمل والتحرر من اإلدمان النشط جاء مبكرا ,وذهب سرٌعا .وهذا ما ٌطلق علٌه البعض "سحابة
صٌؾ " ال نحتاج إلى العمل للحصول علٌه ولكن ٌؤتً وقت عندما "نؤخذ فقط" .إنه مفترق الطرق
والكثٌر منا ٌتوقؾ هنا ,وال ٌعرؾ أبدا ماذا خسر؟ .نحصل على المكافؤة الحقٌقٌة للتعافً من خبلل
العطاء ورد الجمٌل الناشا عن االمتنان لما أخذناه ,ومن األمل فً المستقبل .إن الخادم المإتمن المحب
هو من العٌش بمبادئ روحانٌة .فً البداٌة نؤخذ ثم نعطً ثم نتشارك .إن الحٌاة تعبٌر إبداعً لحب هللا
كً نعٌش ونستٌقظ ونشعر أن الصراحة واألمانة هً هبة وعطٌة لنا ومنا.
إن تواصلنا الروحانً ٌحركنا إلى األمام ,إلى حٌاة جدٌدة زاخرة بالسعادة والنمو والتعلم المستمر.
نكتشؾ داخل أنفسنا حب الحٌاة .إن تجاربنا تتحول إلى أدوات للتعافً ومفاتٌح للرحمة .نجد داخل أنفسنا
الصفاء والجمال الذي لم نتوقعه .أٌا كانت تجربة التواصل الواعً ,فإنه ٌبرز شعورا بالقبول والراحة
من بعد االضطراب والقلق .إن مبادئ زمالة المدمنٌن المجهولٌن هً األدوات التً نحتاجها للتعامل مع
معطٌات الحٌاة .أن البحث عن إرادة هللا تقربنا من الشعور بالحب وبالفابدة وأن نكون جزءا من شًء
أكبر منا.
إن األساس الروحانً الذي وجدناه فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ٌمنحنا الثقة فً الحٌاة والتمتع بها,
ومساعدة اآلخرٌن ,وحمل رسالة المدمنٌن المجهولٌن متؤكدٌن بؤننا نسٌر فً الطرٌق الذي نحتاج أن
نكون فٌه .نبدأ الشعور بالتواصل مع العالم من حولنا ونعٌش حٌاتنا لهدؾ ما .نجد الشجاعة فً فً
التعامل بقلوبنا ,واالستماع إلى الصوت فً داخلنا الذي ٌدفعنا إلى اإلبداع واالستكشاؾ والعٌش.
45
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نصل إلى زمالة المدمنٌن المجهولٌن ونحن نتطلع إلى الحٌاة .نجد الحب والشجاعة والتواصل واإلحساس
بالطرٌق .كل ما تطلعنا إلٌه فً حٌاتنا من سبلم وأمان نجده فً تجربة التعافً .وعندما نبحث عن إرادة
هللا فً داخلنا ,نصل إلى إدراك الهدؾ .إن الٌقظة الروحانٌة عملٌة نمو كبٌرة .إننا نعزز هذه الروح
وندرك أننا أخٌرا أحرار لنعٌش براحة وأمانة واحترام.
46
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
حالتنا الجسمانٌة
كل منا ٌنظر إلى نفسه بطرٌقة مختلفة .فنحن كابنات روحانٌة وعاطفٌة ذات جسد وروح .وبما أننا
مدمنٌن فنحن عرضة للشعور بالؽربة و الشعور بؤننا معزولٌن ,بل وفً بعض األحٌان نشعر أننا
معزولٌن حتى عن أنفسنا ,وكؤن كل األجزاء التً تشكل شخصٌاتنا ال تترابط لتصنع شخصٌة واحدة.
عندما نركز على الواقع ,نبدأ فً تقبل أنفسنا بجمٌع التناقضات الموجودة داخلنا .وتتجمع كل األجزاء
معا بؤشكالها الجمٌلة الملونة والمتؽٌرة دابما .ونستبعد تماما فكرة أن تلك األجزاء ٌجب أن تتصاؾ بشكل
مثالً حتى نكون على ما ٌرام .نستطٌع أن نرى انسجاما مذهبل فً حٌاتنا بمجرد إدراكنا بما ٌدور فً
داخلنا سواء جسمانٌا ,و عاطفٌا و روحانٌا.
نتناول كثٌرا مسؤلة تؤثٌر اإلدمان على أجسامنا ,ولكننا نتجاهل جانب التعافً البدنً بدرجة مذهلة .نحرر
أذهاننا وأرواحنا ,ونسلمهما للقوة اإللهٌة ,ولكن أجسادنا تصبح قصة أخرى .إن حٌاتنا الجسمانٌة
والعاطفٌة والروحانٌة مترابطة ,نستطٌع التفكٌر فً كل من هذه الجوانب على حده ولكننا ال نستطٌع
أن نفصلها عن بعضها .فإذا لم نتعامل مع جانب التعافً الجسدي فإننا سنكون عرضة لخطر االبتعاد عن
مسارنا الروحانً .
إن العناٌة بؤجسامنا ٌمكن أن تكون تحدٌا .نبدأ بالتؤرجح بٌن تدلٌل أنفسنا بطرق تجعلنا نشعر باألنانٌة أو
نعاقب أنفسنا ,أو نضع العراقٌل فً محاولة للسٌطرة على األنماط التً تبدو مثل أعراض اإلدمان .بعد
فترة طوٌلة من الصراع مع الطرق والوسابل التً تدفعنا إلى السلوك الصحً ,نجد ما نحتاج بالفعل أن
نقوم به اال وهو االستسبلم .وعادة عندما نقوم بمساعدة عضو جدٌد كً ٌطبق الخطوات ,فإننا نرى كم
ٌنطبق ذلك على حٌاتنا الٌوم.
وبالرؼم من أنه قد ٌكون لدٌنا بعض المعتقدات حول شكل العبلقة مع أجسامنا ,إال أن معظمنا ٌشعر بؤننا
ال نرتقً إلى المستوى المطلوب .هناك الكثٌر من الناس الذٌن ٌرؼبون فً أن ٌقدموا النصٌحة حول
الطرٌقة إلى تحقٌق ذلك المستوى ,ولكن إذا ما نظرنا بؤمانة إلى كٌفٌة ارتباطنا بؤجسامنا سنجد أنها
عبلقة جدٌدة ومخٌفة .فً الكثٌر من األحٌان نتخلى عن الحرٌة التً ٌقدمها لنا برنامجنا ألننا ؼٌر
مستعدٌن للتحرر .نحن نعرؾ حدودنا ,ولكن نرى إنها أشٌاء ٌجب التحكم فٌها والسٌطرة علٌها ,ولٌس
االستسبلم لها.
إن روح الدعابة تتٌح لنا إخراج جانب إٌجابً من النظرة الشخصٌة السلبٌة ألنفسنا .عندما نستطٌع
الضحك على أنفسنا ,فإن ذلك ٌخفؾ عنا قلٌبل .إننا نقوم بؤعمالنا ولكننا نتعلم أن نستمتع أٌضا .إننا نرى
عٌوبنا ولكن هناك أشٌاء ٌحبها اآلخرٌن فٌنا .إن التوازن فً حٌاتنا لٌس أمر ثابتا وهو أشبه بالمشً على
الحبل .وهذا ال ٌتحقق إال إذا كنا نتحرك .فنحن فً حركة دابمة وكذلك هً الطرٌقة التً نرى بها أنفسنا.
إنها عالقة
إن عبلقتنا مع أجسامنا قد تكون عبلقة صحٌة ومثمرة ,أو قد تكون مإذٌة ومدمرة .وفً بعض األحٌان
تكون بٌن الحالتٌن .نحن نعٌش وننمو ,ونكون فً بعض األحٌان فً أفضل حاالتنا وقد نكون فً
أسوأها ,ونادرا ما تكون العملٌة فً خط مستقٌم فً اتجاه واحد .ومثل أي عبلقة ,فإنها تتطلب التواصل
والمسإولٌة ,واالنتباه إلى أجسامنا لكً نلبً احتٌاجاتها ,ونهتم بها ,ونبحث عن المساعدة إذا لزم األمر.
47
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بالنسبة لمعظمنا هذا ال ٌؤتً بشكل طبٌعًٌ .قول أحد األعضاء "لقد كنت أحتاج إلى تعلم كٌؾ أتعامل مع
جسمً وكؤنه صدٌقً " قلٌل منا جاء إلى زمالة المدمنٌن المجهولٌن وهو ٌملك خبرة أو معرفة ما
ٌناسبه .ومهما زادت معرفتنا فإن الحٌاة عبر اإلدمان النشط تعنً قضاء فترات أطول فً اإلساءة إلى
أجسامنا وإهمالها.
إن عبلقتنا بؤجسامنا كانت عبلقة مضطربة .فقد أمضٌنا الكثٌر من الوقت ونحن نحاول الهروب منها.
فقد ذهبنا بها إلى أقصى الحدود لٌس فقط من خبلل المخدرات ,أو الجرعات الزابدة ,بل بطرق أخرى
أٌضا مثل البقاء مستٌقظٌن على مدى أٌام طوٌلة ,ثم النوم على مدى أٌام أخرى طوٌلة وعدم تناول
الطعام ,أو تناول كمٌات كبٌرة جدا من الطعام وبطرق ؼٌر صحٌة ,أو بٌع أجسادنا أو التورط فً
عبلقات جنسٌة ؼٌر آمنة ,أو الدخول فً مشاجرات أو تعرٌض أنفسنا لحاالت عنؾ شدٌدة .قد ٌإدي
مرضنا إلى الشعور بحالة فورٌة من النشوة والسعادة ,ولكن تعلم كٌؾ نعتنً بؤجسادنا قد ٌستؽرق وقتا
طوٌبل ,ونفس الشًء ٌنطبق على الشفاء .إننا نرؼب فً الحصول على نتابج فورٌة منذ البداٌة ,ولكن
معظم النتابج تؤتً بالتدرٌج.
إن جودة هذه العبلقة تختلؾ مع الوقت .فً بعض األحٌان نعتنً بؤنفسنا وفً أحٌان أخرى ال نفعل .فً
بعض األحٌان نشعر باالضطراب تجاه أشكالنا ,ونعتقد أن إصبلح أنفسنا من الخارج سوؾ ٌسد الفجوة
الموجودة فً الداخل .إن سوء العناٌة بؤنفسنا قد ٌكون مإشرا على أننا نواجه مشكلة أو ورطة سواء من
حٌث احترام الذات أو أولوٌاتنا .عندما ال نعتنً بؤنفسنا بدنٌا ,فإن هذا قد ٌعنً أننا ال نعتنً بؤنفسنا
عاطفٌا أو روحانٌا أٌضا .ومن ناحٌة أخرى ,فإن تؽٌر المزاج قد ٌكون عبلمة على وجود مشكلة
جسمانٌة .عندما نبلحظ تؽٌرا فً الطرٌقة التً نشعر أو نتفاعل بها ,فإن األمر ٌستحق أن ننظر إلى ما
بداخلنا بشكل أعمق.
إن بعض القضاٌا أو تؽٌرات الحٌاة تإدي إلى إٌجاد تصحٌح فً عبلقاتنا مع أجسامنا ,مثل االبتعاد عن
التدخٌن ,أو الدخول فً تجربة حمل أو انقطاع الطمث ,أو التعافً من إصابة .كما أن الحصول على
وظٌفة تتسم بالعمل المكثؾ عن ما اعتدنا علٌه ,أو العمل فً أوقات دوام مختلفة قد ٌإثر بالفعل على
مشاعرنا وعلى الطرٌقة التً نهتم بها بؤنفسنا .إن التؽٌرات العاطفٌة أٌضا مثل بداٌة أو نهاٌة عبلقة
رومانسٌة قد تؽٌر الطرٌقة التً ننظر بها إلى أجسامنا أو نرتبط بها .وسواء كانت هذه التؽٌٌرات
لؤلفضل أو لؤلسوأ ,فإنه نوع من االختٌار الذي ٌجب أن نؤخذه.
إن العناٌة بؤنفسنا تإدي إلى أنواع أخرى من الحرٌة ,بما فً ذلك زٌادة الطاقة ,أو حرٌة الحركة ,أو
احترام الذات واالنضباط .إننا نطور القدرة على اتخاذ تصرفات تجاه مجاالت أخرى فً حٌاتنا .إذا كنا
نقاوم تؽٌٌرا كبٌرا ,فإننا نقاوم التؽٌرات البسٌطة التً تجعل هذا التؽٌٌر الكبٌر ممكنا .عندما ال نتخذ أي
إجراء تجاه جانب معٌن من عملٌة تعافٌنا ,فإن هذا ؼالبا ما ٌكون مإشرا تجاه التحول .عادة االنطبلقة
القوٌة تؤتً بعد حالة جمود .
48
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
وتزداد قدرتنا على إفبلت قبضتنا من التحكم باألشٌاء .البعض ٌقترح إننا فً مرحلة االستسبلم المتقدم.
إننا نسترجع القدرة على التحكم ثم نتركها مرة أخرى .وفً كل مرة نجد أن قدرتنا على ذلك تزداد قلٌبل,
وأن بعض ما استرجعناه من قبل ٌمكن أن نتخلى عنه لؤلبد .فً المرة التالٌة نجد أنفسنا مازلنا متمسكٌن
ببعض األجزاء من ماضٌنا" .قد ابتعد عن هذا الجزء من حٌاتً ",كما نقول" .ولكن ٌجب علً أن
أتمسك باألجزاء األخرى ".إن اكتشاؾ الخط بٌن المسإولٌة الشخصٌة والتحكم المقصود ٌعد تحدٌا.
تقول إحدى العضوات "إن االستسبلم الحقٌقً هو االستسبلم لحقٌقة واحدة هو أننً سوؾ استسلم طوال
حٌاتً ".إن األمر مختلؾ لكل واحد منا ,بل لمعظمنا ,فاإلجابات تتؽٌر طوال مراحل رحلة التعافً.
إن الشعور باألمان داخل أجسامنا قد ٌبدو حلما بعٌد المنال .فنحن نشعر بالبدانة الشدٌدة ,أو النحافة
الشدٌدة ,أو بالطول الشدٌد ,أو القصر الشدٌد أٌضا .كما نشعر بؤننا تقدمنا فً السن ,أو ما زلنا صؽار
جدا .البعض منا ٌشعر بؤنه ولد فً الوقت والمكان وبالجنس والثقافة الخطؤ .قد ال نتعرؾ بسهولة على
الشخص الذي نراه فً المرآة أو فً الصور" .ال ٌمكن أن ٌكون هذا هو أنا" عندما نشعر بمشكلة فً
داخلنا ,ننظر للخارج حتى نوضحها .إن شعورنا بالعزلة ٌطفو على جمٌع مشاعرنا ,بل قد نشعر بعدم
الراحة الداخلٌة مع أنفسنا.
نحن نجلب هذه القضاٌا معنا فً رحلة التعافً ,ولكن قد ٌحتاج األمر إلى بعض الوقت حتى نشعر
بؤهمٌة ذلك .البعض ٌشٌر خبلل االجتماعات بؤنه كان نحٌفا جدا عندما بدأ فً االمتناع عن التعاطً,
لكن الشًء الذي ال نتحدث عنه كثٌرا هو استجابتنا عندما تبدأ أجسامنا فً التعافً ونزداد وزنا .البعض
ٌكتشؾ أنه ما أن ٌبدأ فً اكتساب الوزن ,فإنه ال ٌتوقؾ ,بل أن البعض ٌضعها فً شكل دعابة قاببل "ما
أن ننزل الملعقة ,حتى نبدأ فً رفع الشوكة" ولكنه أمر لٌس دابما مضحكا .قد نشعر بالخجل الشدٌد أو
بالرعب عندما نكتسب وزنا .البعض قد ٌعود إلى التعاطً مرة أخرى للتعامل مع هذا األمر .قد نظل
متعافٌن ولكن نجد أن السلوك القهري – األكل حتى الشعور بعدم الراحة ,القًء ,الصٌام ,سوء استخدام
أدوٌة المسهبلت ,الخضوع لنظام ؼذابً قاسً ٌجلب معه مشكبلته الخاصة .إن مسؤلة الهوس بالوزن قد
ٌإدي إلى عودتنا للتحكم والسٌطرة على أنفسنا ,قد نتوقؾ عن األكل ,ونتدرب بشكل مكثؾ ,ونقسو
على أنفسنا حتى نصل إلى الشكل المتناسق ألجسامنا.
البدابل قد تكون أداة جٌدة فً االبتعاد عن المخدرات ,أو استبدال السلوك المدمر ,لكنه قد ٌخلق مشاكله
الخاصة .فسٌطرة أفكار معٌنة أو تبنً أنماط إجبارٌة بدال من استخدام المخدرات قد تظهر بعد أن
نتعافى .الكثٌر منا ٌجد أن عبلقته بالطعام عبلقة معقدة .فنحن لم ندرك أبدا كٌؾ نؤكل بالشكل الصحٌح,
ففً فترة التعاطً كان هناك أشٌاء أخرى أكثر أهمٌة من األكل .فنحن نؤكل بشكل ؼٌر منتظم ,أو نؤكل
الوجبات السرٌعة ,أو ال نؤكل .وقد ٌصبح الشعور بالجوع أمرا عادٌا ,وبالمٌل للقًء أو باألكل بقدر
اإلمكان كلما وجدنا األكل .
إن كتٌب "تقبل النفس" ٌحذرنا من أننا "فً بعض األحٌان قد نسقط فً دوامة الرؼبة فً أن نكون ما
نعتقد أننا ٌجب أن نكون" .وعادة ما نتصرؾ وكؤن ذلك ٌسري على بعض أجزاء منا ال ٌمكن أن نراها.
إننا ندرك بؤن التحرر من عٌوب شخصٌاتنا ٌؤتً عن طرٌق تقبل أنفسنا كما نحن ,والرؼبة فً أن
ٌخلصنا هللا من تلك العٌوب .ولكن عندما ٌؤتً األمر إلى ما نعتقد أنه ٌمثل عٌوبنا الجسمانٌة ,فإننا نواجه
تلك المشكلة من خبلل التحكم فً أنفسنا أو معاقبتها .نخترع قواعد صارمة ونسعى إلى العٌش بها.
نتصرؾ وكؤن هذه األفكار المسٌطرة مختلفة عن تلك األفكار التً استسلمنا لها من قبل .قد ٌصعب
49
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
التعرؾ على الفارق بٌن السلوكٌات التً نستطٌع أن نؽٌرها بؤنفسنا ,وبٌن تلك التً ٌجب أن نستسلم لها.
ونكون على المسار الخاطا عندما نتمسك بمعاٌٌر ؼٌر منطقٌة ونلوم أنفسنا بشدة إذا عجزنا على الوفاء
بتطلعاتنا ؼٌر الواقعٌة .إن إتاحة الفرصة لنا لنكون بشرا ال ٌعنً إننا نستطٌع أن نعٌش بدون حدود أو
قٌود ولكن تعنً أننا ندفع حٌاتنا إلى التوازن من خبلل عمل ما ٌنبؽً وترك النتابج إلى القوة اإللهٌة.
وبالرؼم من أن لدٌنا خبرة جٌدة فً مشاركة ما نواجه من مشاكل مع القوة اإللهٌة ونتٌح لهذه القوة أن
تقؾ معنا فً حٌاتنا ,إال أن كثٌر منا ٌنظر إلى هذه العبلقة بؤجسامنا باعتبارها شٌبا ٌجب التحكم فٌه من
خبلل قوة اإلرادة .وسواء كنا نتعلم كٌؾ نؤكل جٌدا ,ونكتسب أو نخسر وزنا ,أو نتخلص من التدخٌن أو
ؼٌرها من العادات ,فإننا عادة ما ننسى بؤن لدٌنا برنامج ٌعلمنا التحرر .ولكن بدال من ذلك نقول على
سبٌل الخطؤ ٌجب "أن نضع أنفسنا تحت السٌطرة" .قد ال نتحرر أبدا من مرض اإلدمان ,ولكن هذا ال
ٌعنً إننا ال نستطٌع أن نمارس تجربة الحرٌة.
إن الخوؾ من التؽٌٌر من األمور الشابعة بٌن المدمنٌن .فنحن أناس نصنع عاداتنا ثم نلتزم بما تعودنا
علٌه ! ولكن فً بعض األحٌان نصل إلى حد اإلفراط .وقد نقؾ مشلولٌن بسبب الخوؾ .وفً بعض
األحٌان نخشى من النتابج والتبعات .وفً أحٌان أخرى نشعر بنوع من الخطر ٌربط نفسه بجمٌع
األشٌاء ,فتتفاقم حالة المخاوؾ ,أو نتجنب المخاطرة إلى درجة تجعل حٌاتنا مقٌدة للؽاٌة .البعض منا
ٌمنع نفسه من الشعور باالستمتاع إما ألنه ٌشعر بالخوؾ من المستقبل أو ألنه ٌشعر بالخوؾ من
الماضً الذي نطلق له العنان.
البعض منا ٌختبا من خبلل عدم العناٌة بنفسه .فنبتعد عن النظافة الشخصٌة أو األمور الصحٌة ,وزٌادة
الوزن ,أو نظهر كؤناس ؼبر مبالٌن .قد نرؼب فً أن التخفً وراء هذه التصرفات خوفا من االهتمام أو
لفت األنظار ,أو نبتعد عن طرٌقة العٌش القدٌمة التً ال نستطٌع أن نؽٌرها .عندما نعترؾ بخوفنا,
وننظر له بصدق وأمانة ,فإننا ندرك أن التصرفات التً نقوم بها لتجنب الضرر تإدي فً بعض األحٌان
إلى آثار أكثر تدمٌرا من تبعات الخوؾ .ولكن عندما نترك األمور تسٌر على طبٌعتها ,فإننا نكون
أحرارا فً أنفسنا ,بدون خوؾ ,بدون تؤنٌب ضمٌر ,بدون تحفظ.
نبدأ فً الخروج من الحفرة التً حفرناها ألنفسنا عندما ندرك أن تصرفاتنا ؼٌر صحٌحة .عندما نتحدث
عن أشٌاء تهمنا فإننا نبدي شعورنا باالمتنان تجاه األشٌاء الصؽٌرة المتعلقة بنا مثل طرٌقتنا الممٌزة فً
المشً و الطرٌقة التً نرمش بها وأهم من ذلك الدؾء فً مشاعرنا عندما ندرك أننا مرتبطون بالقوة
اإللهٌة .إننا نشعر بالسعادة بحقٌقة أننا متمٌزون ,وأن لدٌنا جوانب جمالٌة نقدمها للعالم .إن تمٌزنا هو
هبة ونعمة ,وعندما ننسى ذلك فإننا نسمح للمرض بؤن ٌتسلل مرة أخرى إلى حٌاتنا.
عندما نقع فً فخ عدم اإلعجاب بؤنفسنا أو حتى كره أنفسنا ,فإن قدرتنا على الحب تتقلص .ونقع فً
الكذبة القدٌمة بؤنه ال قٌمة لنا أو أننا مفلسون .و عندما نسرح عٌوبنا الشخصٌة وؼٌرها من األمور التً
نحملها ,نبدأ فً اكتشاؾ حقٌقة إنسانٌتنا ,والجوانب الروحانٌة ,وجمالنا .إن التقبل لهذه األمور قد ٌكون
من أصعب األعمال التً سنقوم بها.
إن تقبل النفس ٌؤتً مع تطوٌر عبلقة صحٌة مع الواقع .نقبل الواقع ,ونتعلم كٌؾ نطلب السكٌنة ,نؽٌر ما
نستطٌع ونسلم الباقً .نكتشؾ أننا قد نكون سعداء بؤبداننا إذا رؼبنا فً ترك األمور تسٌر بدون تحكم و
لٌس بالطرٌقة القدٌمة وهً إهمال أنفسنا ولكن بإتاحة الفرصة لنا لتجربة حرٌتنا .نبدأ فً اكتشاؾ
50
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إدراكناٌ .قول النص األساسً "إن من حقنا التمتع بؤبسط األشٌاء فً الحٌاة مثل العٌش فً تناؼم مع
الطبٌعة ".وهذا حقٌقً! عندما نرى ألوان أوراق الشجر أو نشعر بهبوب الرٌاح علٌنا ,نشعر بمتعة أننا
على قٌد الحٌاة .نجد طعما لكل ما ٌشعرنا بالمتعة والذي لم نشعر به منذ زمن بعٌد .البعض منا ٌكتشؾ
أنه ٌرؼب فً ممارسة الفنٌ ,رؼب فً التواصل بؤسالٌب إبداعٌة .قد نقـ ّدر أننا رٌاضٌون ,أي نستطٌع
أن نجري أو نسبح أو نرقص .لقد فقدنا أنفسنا وها نحن الٌوم نجدها ولم تعد الفكرة تستوجب التفكٌر بها
على اإلطبلق .عندما نعبر عن البهجة فً حٌاتنا ,فإنها تصل إلى حركاتنا ,وإلى عملنا ,وإلى البرٌق فً
أعٌننا .إن لدٌنا جوانب جمالٌة أبعد من مجرد حزمة صفات .عندما نتٌح ألرواحنا أن تشرق من خبللنا,
فإننا نشعر بالجمال بؽض النظر عن رأٌنا فً شكلنا الخارجً.
الجنس
إن توجٌه سإال إلى ؼرفة ملٌبة بالمدمنٌن حول كٌفٌة تعرفهم على الجنس قد ٌإدي إلى تلقً إجابات
ؼرٌبة جدا .معظمنا ٌصارع بطرٌقة معٌنة مع رؼباته الجنسٌة .إن اكتشاؾ ما هو الصواب ,وما هو
الخطؤ بالنسبة لنا ٌعتبر طرٌقا محفوفا بالتحدٌات .كل واحد منا لدٌه مفهومه عن الجنس ,ونشاطه
الجنسً الذي ٌمارسه بطرٌقته .إن الخطوات توفر لنا األدوات التً تتٌح لنا التصالح مع ماضٌنا والعٌش
بدون أفكار سلبٌة قد تكون موجودة لدٌنا عن الجنس .نبدأ بتقبل أن هناك الكثٌر ال نعرفه .إن الرؼبة فً
التعرؾ على الطرٌقة التً شكلت وجهة نظرنا بشؤن حٌاتنا الجنسٌة وحٌاة اآلخرٌن الجنسٌة قد ٌساعدنا
على تفهم معتقداتنا.
الكثٌر منا ٌكون أكثر راحة عندما ٌفضل الجنس عن الصداقة الحمٌمة .إننا نكافح مع أمور مثل كراهٌة
الذات و ازدراء اآلخرٌن أو سوء المعاملة .قد نبلحظ بؤنه من األفضل أن نمارس الجنس ؼٌر اآلمن بدال
من الدخول فً حوارات صعبة .إن الصدق واألمانة والحوار المفتوح مع موجهنا ٌصل بنا إلى مستوى
جدٌد من الثقة .وعندما نشعر بالدؾء فً عبلقاتنا مع موجهنا والزمالة ,فإن قدرتنا على الشعور
بمشاعر الود واأللفة مع شركاء حٌاتنا ومع اآلخرٌن تنمو أٌضا.
إن أؼلب مشاعر العار المإلمة تؤتً من خبلل ممارساتنا الجنسٌة .فسلوكٌاتنا فً الماضً تعكس مدى
رؼبتنا فً الحصول على الجنس أو وأٌضا المزٌد منه ,أو قد اعتقدنا أنه أفضل ما نستطٌع أن نقدمه
للحصول على الحب .إن العنؾ الجنسً قد ٌكون جزءا من قصصنا أٌضا .قد ٌصعب التحدث فً ذلك
وقد نعتقد أننا الوحٌدون .ولكن على خبلؾ ذلك ,فهو أمر شابع بٌن المدمنٌن .إن إٌجاد الكلمات والمكان
اآلمن للتحدث فً هذا األمر قد ٌكون هو الفارق بٌن المقدرة على العٌش مع أنفسنا فً الحاضر وقضاء
حٌاتنا نحاول الهروب من الماضً .فً الخطوة الرابعة نبحث فً ماضٌنا ,ونبدأ فً التعرؾ على أنفسنا
وماذا حدث لنا أو ماذا فعلنا .إن التعافً من هذه المسابل ٌحتاج إلى وقت ,ولكنه ٌتحققٌ .جب أن نتحلى
بالصبر مع أنفسنا .وبالتدرٌج سنستطٌع أن نتحرر من بعض من جروحنا العمٌقة .وعندما نبدأ فً
التحرر من الحٌرة والتناقضات فً حٌاتنا فإننا نستطٌع أن نتقدم لؤلمام وقد خفت تلك األعباء التً
حملناها معنا .
دابما ما نناضل فً العبلقات .وٌقترح األعضاء الذٌن لدٌهم بعض الخبرات أن نعطً أنفسنا راحة فً
السنة األولى ,وأن نبقى بعٌدا عن العبلقات ,ونولً أهمٌة أكثر للتعافً ,ولكن قلٌل منا ٌقتنع بهذه
النصٌحة الحكٌمة .إننا نؤتً للتعافً وحٌدٌن وبشعور عدم األمان .مشاعرنا مازالت هشة ,وال نملك
51
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الحكمة المناسبة للحكم على األشٌاء .وعندما نلهث وراء العبلقات بكل قوتنا لنكتشؾ كم هً حافلة
بالمشاكل .من الصعب أن ٌقٌم اثنٌن من المرضى عبلقة جٌدة .إننا نخطا فً الحب ,ونجد أنفسنا
ملتزمٌن بعبلقة قبل أن نتعرؾ على بعضنا البعض أو نخشى من االلتزام بدرجة إننا ال نتٌح لشرٌك
حٌاتنا الفرصة .إننا نفتح الباب لبلنتكاسة عندما نقع فً فخ الرؼبات الملحة واألفكار المسٌطرة .نجرب
و نرتكب األخطاء و كل خطؤ ٌحمل ضررا و نفعا ولكن األخطاء دروس نتعلم ونستفٌد منها وإال فإن
الشعور بالذنب سٌضعنا فً زاوٌة أو سٌخرجنا من البرنامج .وكلما زادت ممارستنا الستخدام الخطوات
وؼٌرها من أدوات التعافً ,كلما زادت قدرتنا على االستفادة من أخطابنا لنتقدم لؤلمام.
نحن نعرّؾ أنفسنا جزبٌا حسب رؼباتنا الجنسٌة ,بالنسبة للبعض فإن هذا التعرٌؾ ٌشكل جزءا كبٌرا
من هوٌتنا .فً بعض األحٌان نستخدم ذلك مثل سبلح لتبرٌر شعورنا المختلؾ .قد نكون أكثر إدراكا
بالناس المتحفظٌن معنا أكثر من ؼٌرهم .وفً ؼرؾ زمالة المدمنٌن المجهولٌن نلقى معاملة جٌدة
وترحٌب بؽض النظر عن حدٌثنا عن رؼباتنا الجنسٌة .نجد من ٌحبنا ,ومن نشعر معهم بالراحة بؽض
النظر عما نفكر به تجاه الجنس.
وبالرؼم من ان البعض منا وصل إلى الزمالة وهو ال ٌعٌر اهتماما لمسؤلة الجنس ,إال أن البعض اآلخر
صارع الحٌرة أو التشوٌه حول هذا الموضوع .قد نتورط فً سلوكٌات تتناقض تماما مع معتقداتنا وذلك
بهدؾ استمرار التعاطً أو اكتساب التقبل من اآلخرٌن .أو قد نكون قد بحثنا عن الجنس بنفس الطرٌقة
التً بحثنا فٌها عن المخدرات ومع الشعور بؤن هذا الموضوع خارج عن إرادتنا .البعض منا سعى
وراء المثٌرات لٌدخل فً عبلقة بعد عبلقة بدون أن ٌشعر بالرضا واإلشباع .والكثٌر منا خلط بٌن
االتصال الجنسً والحمٌمٌة ,وأصبح منفصبل عن مشاعره ورؼبته فً االتصال العاطفً الذي ٌساعد
على الراحة البدنٌة .هذا األمر قد ٌتبعنا جدا فً مرحلة تعافٌنا وقد ٌشٌر إلى صراع دابر مع اكتشاؾ
الود العاطفً .بالنسبة لهإالء الذٌن استخدموا الجنس كطرٌقة لمحاولة االندماج فً المجتمع فإن األمر
ٌحتاج إلى بعض الوقت الكتشاؾ الفارق بٌن العبلقة الجنسٌة وبٌن االحتفاظ بمشاعر ود وألفة .إن العمل
على حل هذه التعقٌدات ٌحتاج إلى وقت ,وإلى ثقة فً موجهٌنا وأصدقابنا القرٌبٌن منا والرؼبة فً
تحدي تلك االفتراضات ,إلى اإلٌمان بعملٌة التؽٌر ,وأخٌرا تقبل النفس.
إن الفص ل التالً سوؾ ٌبحث عبلقاتنا بمزٌد من التفاصٌل .إن ما نقوله اآلن هو أن جزء من تعلم كٌؾ
نعاٌش أجسادنا هو فً حد ذاته عملٌة تؽٌٌر ولنتعلم أن ندرك رؼباتنا الجنسٌة .إننا نرؼب فً تعلم كٌؾ
نشبع رؼباتنا الجنسٌة بطرق مباحة و صحٌة ومرضٌة وهو شًء لم نكن نتخٌله فً مرحلة اإلدمان
النشط.
إن الجنس ٌكون مختلفا ونحن ممتنعون عن التعاطً ,فعندما ال نكون مخدرٌن أو فً حالة تحفٌز
مصطنعة .نستطٌع أن نشعر بتجاربنا مع شرٌك حٌاتنا بطرٌقة مختلفة تماما .قد ٌبدو األمر مخٌفا فً
بعض األحٌان ,وقد ٌكون مثٌرا فً احٌانا اخرى .إن إٌجاد المتعة فً حٌاتنا الجنسٌة بدون التفكٌر فٌها
كبدٌل للتعاطً قد ٌكون نوعا من الحرٌة الرابعة .وبالنسبة للبعض منا قد ٌستؽرق األمر وقتا أكثر من
االخرٌن .نستطٌع أن نستمتع بؤنفسنا ومع بعضنا البعض ونتعلم كٌؾ نتواصل حقا .نستطٌع أن نشعر
باأللفة والمودة ,وأن ننفتح أمام اآلخرٌن بدون زٌؾ .ال حاجة لنا إلى استؽبلل بعضنا البعض مثل
المخدرات ,فعندما نتعامل مع بعضنا البعض كبشر فإننا نشعر حقا بكرامتنا .
52
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
من المثٌر للدهشة أن كثٌرا منا ٌكون مؽرمون بالرٌاضات العنٌفةٌ .قول أحد األعضاء الذي ٌقضً
عطلة نهاٌة األسبوع فً التزلج على الجلٌد " :فً تلك اللحظات عندما أكون فعبل على حافة الحٌاة
والموت ,وعندما ال أكون واثقا من أننً سؤجد خطوتً التالٌة أشعر بوجودي فً تلك اللحظة .ال أفكر
فً التزاماتً المالٌة أو زوجتً أو وظٌفتً ,ولكن أفكر فً كم هو جمٌل أن أكون على قٌد الحٌاة ,وكٌؾ
سؤبقى على هذه الطرٌق" .البعض منا ٌتجه إلى ممارسة رٌاضة تنافسٌة أو بناء األجسام وٌحصل على
المتعة واإلثارة أثناء ممارسته لها .نجد الحماس وااللتزام تجاه تلك األنشطة التً تبدو وأنها تبعدنا عن
اإلدمان .لدٌنا حرٌة تجربة أشٌاء جدٌدة وتحمل مخاطر جدٌدة.
الكثٌر منا ٌتحمس لركوب الدرجات النارٌة وٌجد فٌها اإلثارة .إننا نشعر بإحساس الحرٌة ,فضبل عن
القوة ,والمؽامرة .البعض منا ٌقود سٌارته بسرعة فابقة ,وٌشعر أن اإلثارة لٌست فً القٌادة بسرعة,
ولكن فً الهروب من شًء ما .قد نعتقد أن هذا ال ٌنطبق علٌنا ,حتى ٌقترح موجهنا أن نحاول االلتزام
بالقوانٌن المرورٌة لمدة أسبوع ,فقط على سبٌل التجربة .بٌنما البعض منا ٌجد طرقا مقبولة للمؽامرة
واإلثارة خبلل فترة التعافً ,البعض اآلخر ٌجد أن الحاجة لهذه المؽامرات تخؾ بعد فترة ,أو أنها
ستحدث فجوة كبٌرة إذا ما استمرٌنا بها .
فً بعض األحٌان نشعر بالقلق عندما ال ٌكون هناك متنفس لطاقتنا ,ومن المدهش أن ندرك أن هذا القلق
ٌؤتً من نفس مصدر الحماس .وٌصبح بمثابة طاقة مفٌدة إذا ما وجهناها فً االتجاه الصحٌح وإال
ستصبح طاقة مدمرة .إن نفس الطاقة التً تشعل الجانب التدمٌري تستطٌع أن تشعل اإلثارة ,واإلبداع,
والطموح و قد تدفعنا إلى المؽامرة أو الكارثة .ومثل الكثٌر من األشٌاء التً لم نكتشفها عن أنفسنا قد
تكون قٌمة إضافٌة فً أنفسنا أو عٌبا مدمرا وذلك على حسب طرٌقة االستخدام.
ٌقول أحد األعضاء “عندما أجد نفسً محاط بالخوؾ المتمركز حول نفسً ,أسعى إلى المجازفات التً
قد تقودنً إلى خسارة كل شًء .لقد كنت أعٌش على حافة التعافً فقط لمجر الشعور بؤننً ال أتعاطً.
وحا ولت أن أمؤل هذا الفراغ بؤشٌاء مثل المقامرة ,والتسوق ,وأي شًء ٌجعلنً أشعر بالقوة حٌنما أكون
ضعٌفا .واآلن بعد أن رأٌت نفسً بوضوح ,أدرك إننً ٌجب أن أكون أكثر صرامة فً التعامل مع
مرضً مدركا طبٌعة هذا المرض الممٌتة".
فً بعض اللحظات قد نشعر إننا نتمسك بالتعافً بكلتا ٌدٌنا .وهناك بعض األوقات التً نمر بها خبلل
فترة سٌطرة األفكار بحٌث ٌؤتً التصرؾ مختلفا .وهناك بعض األوقات عندما ٌإدي خوفنا من مرضنا
53
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إلى التجمد ,ومقاومة التؽٌر ,أو الخوؾ من الجدٌد ألن أي شًء ٌبعدنا عن الروتٌن الٌومً قد ٌحمل
مخاطرة .ولكن التعافً ال ٌعنً دابما التهرب والتنصل من مسإولٌاتنا .عندما ندرك أن حٌاتنا فً عناٌة
القوة اإللهٌة فإننا نستطٌع أن نتحرر .البعض منا ٌعبر عن ذلك حرفٌا بحٌث ٌمارس األلعاب الخطٌرة
مثل القفز بالمظبلت أو القفز بالحبال .نبدأ فً ممارسة الحٌاة كمؽامرة ,ونمارس هذه الرؼبة فً تجربة
مجاالت أخرى فً حٌاتنا.
الرفاهٌة والصحة
إن الحٌاة مؽامرة ,ونحن نستطٌع أن نجرب أكثر مما تخٌلناه أو حلمنا به .نستطٌع أن نعٌش فٌما وراء
الحواجز التً وضعناها ألنفسنا عندما استسلمنا للحدود الحقٌقٌة الماثلة أمامنا .ففً كل مرة ٌنؽلق أحد
األبواب نجد أن هناك بابا آخرا قد فتح .مع التقبل للنفس تؤتً الرؼبة فً اكتشاؾ اتجاهات جدٌدة .الكثٌر
منا ٌندم على الوقت أو القدرات التً أهدرت ,ولكن عندما نبدأ فعبل فً االكتشاؾ بذهن منفتح نجد أن
أمامنا خٌارات لم نكن نتخٌلها من قبل.
إن لدٌنا عبلقة صعبة مع كلمة "ٌجب" .لقد أنفقنا الكثٌر من حٌاتنا نتمرد على األشٌاء التً ٌتوقعها منا
اآلخرون ,ولكن عندما نتعافى نجد أن لدٌنا قابمة طوٌلة من األشٌاء التً "ٌجب" أن ننفذها .قد نكون
مثقلٌن بكلمة "ٌجب" فبؽض النظر عن ما نفعله فإنه ؼٌر صحٌح .إن توقعاتنا عن أنفسنا قد تكون كبٌرة
للؽاٌة بدرجة تع وقنا .إن جزء من تطوٌر عادات جدٌدة نحافظ علٌها هو إٌجاد وسابل أفضل للقٌام بهذه
العادات عن ما "ٌجب" أن نقوم به .إن الطرٌقة التً تعطً نتابج مثمرة تصبح جزءا من حٌاتنا بسرعة
مقارنة باألشٌاء التً ننفذها ونحن نتخٌل أننا مجبرون على فعلها .ولكن ٌجب أن نصبر قلٌبل قبل أن
نجد هذه النتابج المثمرة .وسواء كنا نبحث عن راحة البال التً نجدها خبلل الممارسة أو المتعة والبهجة
بسبب تحسن مهاراتنا فإننا فً كل األحوال سنكون سعداء بؤننا قادرون على االنضباط تجاه أنفسنا.
البعض ٌعتبر ممارسة الرٌاضة نشاط ٌجب أن نقوم به لكً نحافظ على صحتنا .ولكن بالنسبة للبعض
اآلخر ,فاألمر أكثر عمقا من ذلكٌ .قول أحد األعضاء "عندما أجري أشعر وكؤننً أمارس الدعاء
وٌصبح ذهنً صافٌا ".قد ٌجد البعض منا أن إٌجاد ارتباط روحانً فً ممارسة الرٌاضة ٌصبح أسهل
من مجرد التؤمل بدون نشاط حركً ,إن ممارسة الرٌاضة ستستمر وستبقى نشاط نإدٌه باستمرار إذا
ما اعتبرنا انها جزء من عبلقتنا الروحانٌة بدال من اعتبار انها واجبا علٌنا القٌام به.
البعض ٌرى العناٌة الشخصٌة باعتبار انها جزءا من عملٌة التعوٌض .نبدأ باالبتعاد عن سوء استؽبلل
النفس ,وتدرٌجٌا نتعلم كٌؾ نعامل أجسادنا وأذهاننا وأرواحنا باحترام .عندما نهتم بؤجسامنا لتحقٌق
عافٌتنا مثلما نفعل لصدٌق نحترمه ,فإننا نبدأ فً الشعور بشكل مختلؾ حول من نكون وماذا سنصبح.
إننا ننتقل من مرحلة "ٌجب" إلى "ٌتعٌن علً" ونجد إن االهتمام بؤنفسنا لٌس مجرد واجب ولكن
إحساسنا بالمسإولٌة تجاه أنفسنا ٌعتبر أكبر نعمة ,عندما نعامل أنفسنا بشفقة ,نتعلم كٌؾ نقـ ّدر أنفسنا.
إن النشاط الرٌاضً المنتظم ٌعتبر طرٌقة الحترام الذات ,وبناء عبلقة مختلفة مع أجسادنا .قد نتؽاضى
عن بعض االضطرابات العاطفٌة حول مظهرنا الخارجً ونبدأ فً حب أنفسنا كما نحن .نستطٌع أن
نمشً بعزة وكرامة ونعامل اآلخرٌن باحترام .نبدأ فً رإٌة أنفسنا ككتلة واحدة ونلؽً فكرة "أن
جسمً" منفصل تماما عن "روحً" أو "نفسً".
54
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نشعر بالحٌوٌة والتجدد البدنً ,وندرك أننا قادرون على دفع أنفسنا ألبعد مما تخٌلنا .إن وضع أهداؾ
بدنٌة ألنفسنا وتحقٌقها قد تإدي إلى نتابج مثمرة على الفور .نجد الحرٌة من مرضنا من خبلل ممارسة
مبادئ برنامجنا ,نتعلم أن االنضباط ٌمثل جزءا من هذه الحرٌة :لدٌنا القدرة على االستمرار فً حلمنا
ونحقق هدفا بعد اآلخر.
قد نقاوم تحقٌق األهداؾ أو الوصول إلى "الصحة الكاملة" .نمنع أنفسنا من كل شًء ,إما ألننا نشعر
بؤننا ال نستحق كل شًء أو ألننا نخشى التؽٌٌر الذي سٌجلبه لنا .فً بعض األحٌان قد ٌإدي الدعاء إلى
بدء عملٌة التؽٌٌر .فعل بسٌط مثل إعداد وجبة ألنفسنا قد ٌكون هو الرابطة األولى للسلسلة الجدٌدة,
فعندما نبدأ فً ممارسة أنماط صحٌة فً حٌاتنا ,نشعر بالحٌوٌة والتعافً والرؼبة فً وضع أهداؾ
جدٌدة.
قد ٌستؽرق األمر وقتا طوٌبل لكً نتخلص من االعتقاد بؤن القوانٌن العامة للحٌاة ال تسري علٌنا ,من
الحد األقصى للسرعة إلى قوانٌن الفٌزٌاء .إن النجاة من الموت أٌام التعاطً قد ٌدفع البعض منا إلى
التفكٌر فً أننا بمنؤى عنه حتى ونحن ندرك أن قوة الشعور باألحقٌة التً ساعدتنا على الحفاظ على عادة
ما ال ٌختفً بسرعة حتى أن البعض ٌصارع الشعور بؤن مسؤلة امتناعه عن التعاطً أمرا ٌجب على
العالم أن ٌحتفل به وأن ٌعطٌه ما ٌرٌد.
بالنسبة للبعض منا فإن الشعور الخاطا بؤهمٌتنا ٌكون قوٌا إلى درجة أننا نعتقد أن العناٌة بؤنفسنا ال
تعتبر مسإولٌتنا ,إنما هً مهمة شركاء حٌاتنا والمتخصصٌن الطبٌٌن ,أو المراقبٌن والحراس .وتقول
كتبنا بؤنه "من خبلل عدم القدرة على تقبل المسإولٌات الشخصٌة فإننا نخلق المشاكل ألنفسنا" من المهم
أن نجلس مع موجهٌنا ونتعرؾ على مسإولٌاتنا الشخصٌة :ما هً األشٌاء التً نكون مسإولٌن عنها,
وما هً األشٌاء الخارجة عن إطار مسإولٌاتنا ,عندما ننظر إلى تلك األمور نجد أننا نشعر بالمزٌد من
المسإولٌة تجاه اآلخرٌن أكثر من أنفسنا .إن تعلم االهتمام بؤنفسنا ٌعد جزءا من تحمل مسإولٌاتنا
الشخصٌة ,ومن الؽرٌب أن األمر قد ٌكون صعبا.
ٌقول أحد األعضاء القدامى "لٌس هناك أتعس من مدمن ٌملك قدرة عالٌة على مصارعة األلم" ,والحقٌقة
قاس للؽاٌة,
أن كثٌر منا ٌصارع مع هذا األمر .البعض منا ٌتحمل مصاعب بدنٌة أو سوء استؽبلل بدنً ٍ
والكثٌر منا ٌستطٌع تحمل المعاناة العاطفٌة القاسٌة .قد ٌصبح من الطبٌعً أن نشعر بالفخر تجاه هذه
القدرة على التحمل .إن القوة تبدو نتٌجة مثمرة فً حد ذاتها وهً بالتؤكٌد مهارة تساعد على البقاء ولكننا
لسنا حرٌصٌن علٌها بالقدر البلزم .بالنسبة لكثٌر منا ,هذه القوة تعد جزءا من هوٌتنا ,سواء من حٌث
الطرٌقة التً نرى بها أنفسنا ,أو كٌؾ نرؼب فً أن نظهر أنفسنا أمام العالم .ما الذي ٌمكن أن ٌكون
صعبا بعد هذه القدرة الهابلة على التحمل؟
اإلجابة موجودة فً السإال نفسه .عندما نرى مدمن نشط ٌملك هذه القدرة الهابلة على تحمل األلم
وٌمضً إلى أقصى ما ٌستطٌع ,ندرك أنه لٌس هناك حاجة لكل هذا المعانة .ولكن فً حٌاتنا الحالٌة قد
ال نبلحظ أننا نقوم بنفس الشًء .وعندما نطبق الخطوات نرى إننا نتحمل أكثر مما نحتاج بل أكثر مما
هو صحً بالنسبة لناٌ .قول أحد األعضاء "لم أعد أعٌش كالحٌوانات بعد اآلن ,ولكن عندما أتجاهل األلم
الجسدي وأتمنى أن ٌنجلً عنً بسرعة ,أشعر إننً ما زلت أحٌا فً مرحلة المعاناة التً ال حاجة لها".
إن إدراك أن القواعد تنطبق علٌنا ,بمعنى عندما ٌكون هناك خطؤ ما فإننا نتوقؾ ونتفحص األمر بعناٌة.
55
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن الحفاظ على حالة بدنٌة جٌدة ٌعنً تقبل فكرة أنها بحاجة إلى العناٌة واإلصبلح .عندما نتعافى,
ٌكتشؾ الكثٌر منا زٌادة أهمٌته فً حٌاة عابلته .نحن نطور صداقة أكثر عمقا ,ونصبح أكثر إنتاجٌة فً
العمل وفً مجتمعاتنا .وبدال من الماضً الذي كنا نمثل فٌه عببا على اآلخرٌن ,نجد إن لنا أهمٌة كبٌرة
لكثٌر من الناس .إن عدم العناٌة بؤنفسنا وممارسة تدمٌر الذات فً مرحلة التعافً ,تعود بنا إلى الكذبة
القدٌمة "أنا أضر نفسً فقط" .بالنسبة للناس الذٌن ٌهتمون بنا ,فإن الفشل فً العناٌة بؤنفسنا ٌعد أمرا
محبطا .وقد ٌإدي إلى أنهم ٌهتمون بنا مرة أخرى .إن العناٌة بؤنفسنا ٌعد تعوٌضا لٌس فقط ألنفسنا,
ولكن للذٌن ٌحبوننا ,وتنفٌذا إلرادة هللا .إنها طرٌقة إلظهار امتناننا بؤننا على قٌد الحٌاة.
المرض
الكثٌر منا ٌعانً من أمراض أخرى أكثر من مرض اإلدمان .البعض من هذه األمراض قد تكون أحد
تبعات اإلدمان و األحداث التً وقعت عندما كنا نتعاطى .وبعضها قد ال ٌكون مرضا ناتجا عن اإلدمان,
ولكنها بالتؤكٌد تإثر على تعافٌنا .وفً بعض األحٌان قد تبدو وكؤنها تسٌطر على باقً حٌاتنا .إن تعلم
كٌفٌة استخدام األدوات التً اكتسبناها فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن للتعامل مع تحدٌاتنا األخرى ٌعد
جزء من عٌش الحٌاة بشروطها.
عندما نعانً أو نرى شخصا آخر ٌعانً فإننا نسعى إلى إٌجاد سبب لذلك وتفسٌر له .إنه مإشر جٌد
ٌتضمن اتجاهٌن :نرؼب فً الحصول على تفسٌر ,وننتهً باللوم أو اتخاذ حكم .حتى فً اللحظات التً
نحتاج فٌها إلى راحة وعناٌة ,نشعر بالؽضب – تجاه أنفسنا واآلخرٌن ونتذمر من حالتنا .وبهذا فإننا
نبعد عنا أهم ما نحتاجه .إن التصورات والخٌاالت الخاصة بما هو "عادل" أو ؼٌر عادل تجعلنا فً حالة
دابمة من االستٌاء والشفقة على أنفسنا .فً بعض األحٌان عندما نسعى إلى دعم أصدقابنا من خبلل
مساعدتهم على إٌجاد تفسٌرات لما ٌحدث لهم ,نصبح وكؤننا نحملهم بالمزٌد من اللوم .قد نستطٌع أن
نحول هذا المنظور قلٌبل ونبحث عن الدرس المستفاد بدال من التفسٌر .قد نجد أن ما نحتاجه فعبل هو
وضع كل تلك التساإالت جانبا والعٌش للٌوم فقط .
عندما ٌصٌبنا مرض ما ,فإن لدٌنا هذٌن الخٌارٌن إما أن نتقبل ما حدث ونبدأ التعامل معه بالطرٌقة
الصحٌحة ,أو نتظاهر بؤن شٌبا لم ٌحصل لنا .وفً كثٌر من الوقت نختار إهمال ما عرفنا إما ألننا
خابفون أو ألننا ال نرؼب فً الدخول فً متاهة .بالنسبة لبعض منا فإن الخوؾ من الخضوع للعبلج
الطبً قد ٌبدو مفهوما ,خاصة إذا كان ذلك ٌحمل معه إمكانٌة تناول دواء .تقٌٌم المخاطر والفوابد هنا
لٌس سهبل .الشك أن إٌجاد الطبٌب الذي نثق فٌه ٌجعل العملٌة أسهل .ونبدأ فً األخذ فً االعتبار بؤن
ترك المشكلة بدون عبلج سوؾ ٌإدي إلى تفاقم المشاكل أكثر من قبل .توكٌل األمر لٌس كتجاهله.
عندما نقوم بعمل ما ونترك النتابج للقوة اإللهٌة فإننا بهذا نوكل أمورنا .ولكن عندما ال نتحمل مسإولٌتنا,
وننتظر الحلول السحرٌة فهذا ٌعنً أننا ال نطبق الخطوة الثالثة ,وأننا ال نتحمل مسإولٌاتنا ونحن نعلم أن
اإلٌمان لٌس كاألمنٌات.
هناك فارق بٌن اإلنكار والرفض :عندما نبدأ باألنكار فنحن ال ندرك ذلك ,وقد تكون األدلة واضحة
أمامنا ,ولكننا ال نراها .وعندما نستطٌع أن نقول "نحن فً حالة إنكار " فهذا لٌس صحٌحا .وعند هذه
النقطة نكون بصدد اختٌار تقبل ما هو حقٌقً أو الهروب منه والتظاهر بعدم وجوده .ولكن عندما نرفض
56
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
االعتراؾ بالحقٌقة ,فنحن فً خطر .إن التمرد ٌمكن أن ٌكون ممٌتا بالنسبة لنا .االدعاء والتظاهر أداة
قد نستخدمها لؤلفضل أو األسوأ.
إن الخوؾ الذي ٌمنعنا من التحرك لؤلمام قد ٌنتج عن عدة أسباب .إن آراء اآلخرٌن عنا قد تكون
مازالت مهمة إلى درجة أنها قد تعرض حٌاتنا لمخاطر :الشعور بوصمة عار بسبب مرضنا سواء من
جانب المجتمع بشكل عام ,أو من األشخاص الذٌن نحبهم ,أو حتى أصدقابنا فً زمالة المدمنٌن
المجهولٌن .وهذا قد ٌمنع الكثٌر منا من الخضوع للفحص أو العبلج .إن حكمنا الخاص والخوؾ قد
ٌكون عامبل مفاجبا بالنسبة لنا .فً مرحلة التعافً المبكرة ,نتعلم شٌبا عن اإلسقاط :إن ما ٌزعجنا بشؤن
شخص آخر هو الصحٌح بالنسبة لنا أٌضا .وهكذا األمر مع الخوؾ :ما نتخٌل أن اآلخرٌن ٌقولونه عنا
هو عادة ما نعتقده فً أنفسنا .من المهم أن نقوم باإلجراء المناسب مع أنفسنا بدال من ان ننهً العمل
على األمر بمشاعرنا فقط .
قد نستؽرب أن مشكلة فً األسنان ,على سبٌل المثال قد ترجعنا إلى الخطوة السادسة والسابعة .ولكن
عندما ندرك أن خوفنا ٌمنعنا من العناٌة بؤنفسنا ,فإننا ندرك العمل الذي ٌجب أن نقوم به .فً بعض
األحٌان قد ٌساعدنا أن ننظر إلى هذا اإلجراء كجزء من عملٌة تقدٌم اإلصبلحات أو التعوٌض ,فنحن
نتعامل مع حطام الماضًٌ .قول أحد األعضاء" :لقد أمضٌت جزءا كبٌرا من السنة الثانٌة من التعافً
وأنا أحاول معالجة أسنانً ,وقد الحظت أن آخرٌن ٌقومون بنفس الشًء ,لقد كانت عملٌة كبٌرة من
احترام للذات ,وتعوٌض للنفس" قد ٌبدو ذلك جزءا من الخطوة العاشرة ,التعامل مع ما هو خطؤ فً
الوقت الحالً .البعض منا شعر بؤننا قد خلقنا مشكبلتنا الصحٌة نتٌجة لئلدمانٌ .قول النص األساسً بؤنه
بالرؼم من أننا لسنا مسإولون عن إدماننا ,إال أننا مسإولون عن تعافٌنا .وقد ٌساعدنا أن ندرك أن هذا
األمر ٌنطبق على أجسامنا كما هو الحال مع أرواحنا.
قد ٌتملكنا الخوؾ من المرض .وسواء كنا نخشى من تشخٌص مرض معٌن أو الخوؾ من الفكرة العامة
أن شٌبا ما قد ٌحصل لنا ,او ان ٌإدي إلى ضعؾ شدٌد ال نعتقد أننا على استعداد لتقبله .او ان نخشى أن
تخلق مشكبلتنا الصحٌة حالة من عدم الخوؾ بشؤن حالتنا المالٌة أو مستقبلنا المهنً أو عاببلتنا ,أو أن
عبلجنا قد ٌعطل تعافٌنا .إن خوفنا من شًء ال نعرؾ أبعاده وخارج عن إرادتنا قد ٌكون مستؽربا من
جانب الناس الذٌن تعرضوا لمخاطر جسٌمة ,ولكن األحاسٌس لٌست دابما منطقٌة .إن الخوؾ ٌفتح
أمامنا الباب لكً نتصرؾ بشجاعة ,فعندما نقؾ ونواجه ما نخشاه ونتعامل معه بؤفضل ما لدٌنا من
قدرة ,فقد ال نشعر بشجاعتنا على اإلطبلق ,ولكن هذه هً اللحظات التً تعد خٌر شاهد على ما هو
ممكن فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إننا نظهر قوة شخصٌاتنا.
عندما نستخدم األدوات المتوفرة لدٌنا ونطلب مساعدة موجهنا ,ونسعى إلى التجربة والقوة واألمل من
اآلخرٌن ,ونتٌح الفرصة لمجموعتنا أن تقدم لنا الدعم البلزم ونسعى إلى االستفادة من كتب مثل أوقات
المرض وؼٌرها الخاصة بزمالة المدمنٌن المجهولٌن فإننا نستطٌع أن نتخذ القرارات التً تإدي إلى
راحتنا ,ونقدم على اتخاذ خطوة نحو االتجاه الصحٌح .قد تكون لحظات تحدد عملٌة تعافٌنا.
قد نبدأ بم حاولة قطع العهود على انفسنا مع هللا بؤشٌاء كثٌرة إذا ما تخلصنا من متاعبنا .هذا النوع من
التفاوض شابع ,ولكن خطر وعادة ال ٌفٌد .عندما نبدأ فً المقاٌضة على الوعود والتطلعات فً دعواتنا,
فإننا نضع أنفسنا فً أزمة روحانٌة .عندما نقبل الحٌاة بشروطها فإننا نستطٌع أن نفهم أن هذه الشروط
ؼٌر قابلة للتفاوض .إن المعجزة تحدث لنا وحولنا فً كل األوقات .إن حقٌقة أننا على قٌد الحٌاة
57
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
وممتنعٌن لدرجة مواجهة هذا التحدي هً معجزة فً حد ذاتها ,وهناك الكثٌر من المعجزات التً
سنجدها إذا ما بحثنا عنها .إن االمتنان هو أهم ما نحتاجه عندما ٌصعب إٌجاده .إن البحث عن أسباب
االمتنان فً اللحظة التً نواجه فٌها أزمة قد تحدث فارقا .ولكن طلب المعجزة ال ٌفٌد .فنحن نقوم بالعمل
المطلوب و نوكل النتابج هلل.
إن االستسبلم فً وقت المرض قد ٌعنً العدٌد من األشٌاء المختلفة .نحن نستسلم لعملٌة التؽٌٌر,
ونستسلم لحقٌقة الموت ,وإمكانٌة الحٌاة .إن االستسبلم فً هذه الحالة ال ٌعنً الٌؤس .وقد قال أحد
األعضاء فً وسط مرضه الطوٌل" :لقد كان من السهل علً االستسبلم إلى احتمالٌة الموت .لقد كان
نوعا مختلفا من االستسبلم بالنسبة لً بحٌث أصبحت راؼبا فً الصراع من أجل حٌاتً".
ال ٌوجد نموذج محدد للمدمن المتعافً ,ولٌس هناك طرٌقة صحٌحة واحدة إلنجاز ذلك .البعض منا
ٌنظر إلى نفسه وحٌاته بؤمانة ,فقد ال ٌرؼب البعض فً العٌش كل هذه العمر ,قد ٌبدو األمر ؼرٌبا ولكنه
حقٌقة .فطول العمر لٌس هدفا شامبل ,أو البد أن ٌكون كذلك .البعض منا ٌتخذ خٌارات مع علمه بؤنها قد
تقصر حٌاته .قد نختار التدخٌن ,قد نختار تناول الطعام بطرٌقة نعلم إنها تضرنا ,قد نؤخذ قرارا بتوقؾ
أو رفض العبلج من المرضٌ .قول أحد األعضاء عن والدٌه اللذان ٌواجهان صعوبات التقدم فً السن:
"لن أفعل ذلك فً ابنتً .لدي حٌاة أحبها ,ولكنها هذا ال ٌعنً إننً أرؼب فً البقاء للنهاٌة" .قد نستؽرب
من بعض القرارات التً نتخذها أو قوة مشاعرنا تجاهها .هذه القرارات تكون شخصٌة وتتخذ بما
ٌتماشى مع قٌمنا .نرؼب فً التؤكد من أننا نتصرؾ على ضوء معتقداتنا ,بحٌث ال نفتح طرٌقا قد ٌإدي
بنا مرة أخرى إلى التعاطً .إن كل واحد منا ٌجد التوازن الذي ٌستطٌع أن ٌعٌش به بٌن العناٌة الفابقة
بؤنفسنا ,وإهمال أنفسنا بصورة مدمرة .أٌا كان االختٌار فإن ما ٌهم هو أننا ندرك إننا نتخذ القرار ,أي أن
ندرك بؤن لنا حرٌة االختٌار وأنه ٌجب أن ٌتم ذلك بؤمانة وبكل انفتاح.
إننا دابما فً سلسلة متصلة بٌن الصحة والمرض ,بٌن الفعل واألمنٌة ,بٌن العٌش حسب معتقداتنا وخٌانة
أنفسنا وقٌمنا .إننا نعود إلى األدوات التً تعلمناها مرات ومرات لتعدٌل هذا التوازن ,وإلٌجاد طرٌقة
للعودة إلى حٌاتنا التً نشعر فٌها بالراحة .إن عملٌة التعدٌل واالستسبلم عبارة عن مصدر ال ٌنضب من
التطوٌر ألنفسنا .فنحن نجد قٌّمنا ونعلم معنى أن نعٌش على أساسها .ومع مرور الوقت قد نترك تطلعاتنا
تجاه حٌاه اعتقدنا أنها تصلح لنا أو تجاه ما ٌتوقعه منا اآلخرون لنعٌش حٌاتنا وفق القٌم التً وجدناها
بؤنفسنا .وعندما ندرك ما هو حقٌقً بالنسبة لنا ,فإننا نكتشؾ أننا ؼٌر مجبرٌن على أن نكون مثالٌٌن أو
أن ندمر أنفسنا .إننا أحرار فً الحٌاة وفقا الختٌاراتنا وتصمٌمنا نحن.
العجز
"فقط للٌوم" كما تقول قرأتنا "سؤحاول أن أجد نظرة أفضل لحٌاتً ".وبالرؼم من أن معظم المدمنٌن
ٌقاومون التؽٌٌر ,فنحن ندرك أنه من األفضل لنا تطوٌر وعٌنا حتى نستطٌع أن نؽٌر تصوراتنا .فبل
ٌوجد ما ٌؽٌر تصوراتنا إال تجربة العجز .وتكون الفرص كاآلتً ,إذا عشنا حٌاتنا كاملة سوؾ نمر فً
مرحلة ما بتجربة العجز ,سواء لفترة قصٌرة نسبٌا أو بطرٌقة تؽٌر حٌاتنا على الدوام .وفً كلتا الحالتٌن
فإن الدروس التً سوؾ نتعلمها من تلك التجربة سوؾ تساهم فً إثراء حٌاتنا وتوسٌع مداركنا ,حتى إذا
كانت بعض اختٌاراتنا ضٌقة النطاق.
58
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نحن نعلم أن تعافٌنا ٌجب أن ٌؤتً أوال ,ولكن عندما نكون مقعدٌن فإن الموضوع ٌحتاج اهتمام أكثر مما
كان علٌه كل ٌوم .البعض منا ٌدخل تجربة التعافً وهو مقعد بشكل دابم والتً كانت مسؤلة العجز جزءا
من حٌاته .وقد أظهرت تجربتنا بؤن أي مدمن ٌستطٌع أن ٌتعافى ,وأن التحدٌات اإلضافٌة التً ٌفرضها
العجز أو الشلل ال تشكل حواجز على طرٌق الحٌاة .وكما قال أحد األعضاء "أدرك أنه ال ٌوجد أي
تعافً من العمى ,مثلما ساهم هذا البرنامج فً تخلٌصً من اإلدمان ,ولكن نظرتً للعجز قد تتحسن,
وقد ٌمتد ذلك إلى روحً مثل أي عضو ٌرى النور .كل شًء ٌعتمد فً النهاٌة على تقبل الذات ,ولكن
أنا ببساطة لدى شًء أكثر ٌتعٌن علً تقبله".
"حارب من أجل حدودك" كما ٌقال ,و" فً النهاٌة ستكون لك" .قد ندرك حدودنا بحٌث ال نتخٌل أنفسنا
بدونها .نحن نرثً قدراتنا التً فقدناها ,ونخشى من القادم .الكثٌر منا ٌصارع مع حاجته لطلب
المساعدة .بل أن الشعور باإلحباط من األشٌاء البسٌطة مثل الطرٌق ؼٌر المستوي أو قطع زر من
القمٌص ,أو أشٌاء أخرى بسٌطة قد نراها ضخمة ومحبطة .قد نستؽرب من حجم الوقت والتفكٌر الذي
استؽرق ألداء أشٌاء بسٌطة.
إن محاولة التحدث عن االمتنان فً وقت نحن فٌه مقعدون قد ٌبدو ؼٌر منطقً وٌثٌر الؽضب .قد نفكر
"إنك لم تحصل علٌه أو لٌس لدٌك فكرة عن االمتنان " إن الشفقة على الذات لٌست أقل خطورة عندما
نجد ما ٌبررها ,من أن نشعر بؤننا فً المسار الخطؤ وكبل الحالتٌن قد تقتلنا .إذا كنا قد أمضٌنا فترة فً
التعافً فإننا نعلم أن االمتنان هو أفضل وسلة للتنفٌس والشعور بالراحة .البعض منا ٌجد االمتنان فً
إدراكه أن األمر قد ٌكون أسوأ من ذلك ,وٌجد الراحة فً مساعدة الذٌن ٌصارعون تحدٌات أكبر.
بالنسبة للبعض منا فإن الراحة التً نجدها فً االمتنان عندما نكتشؾ أشٌاء نتمٌز بها – بدءا من الناس
الذي ٌهتمون بنا ,وإلى العبلقة مع القوة اإللهٌة المحبة .إن وجود قابمة االمتنان تعد أداة أساسٌة فً
أوقاتا مثل هذهٌ .قول أحد األعضاء القدامى المعروفٌن بالتذمر" :إذا لم تجد ما تشعر تجاهه باالمتنان,
فؤبدأ بحقٌقة أنك لم تعد فً خطر واستمر من تلك النقطة "
إن تعلم كٌؾ ٌمكن الوصول إلى األعضاء ذوي االحتٌاجات الخاصة ٌعد نموا فً حد ذاته .إن التساإل
عن كٌفٌة تقدٌم ٌد العون بدال من افتراض ما ٌحتاجه اآلخرون هو نوع من التعاطؾ .ندرك أن المساعدة
البسٌطة قد تكون شكبل قوٌا من أشكال الحب والتقبل .بل قد نحتاج إلى تؽٌٌر سٌاساتنا بما ٌتٌح للعضو
أن ٌجرب متعة الخدمة بؽض النظر عن القدرة البدنٌة.
إن العجز ال ٌنفً أحقٌتنا فً الخدمة ,على العكس فقد ٌجعلنا أكثر إدراكا باحتٌاجات أعضابنا والمعوقات
التً تقؾ فً طرٌق التعافً أمام المدمنٌن الذي ما زالوا ٌعانون .هناك دابما طرٌقة لكل شخص لكً ٌرد
الجمٌل إلى زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,حتى لم ٌكن لدٌنا أفكار إبداعٌة عن أفضل طرٌقة للخدمة .قد
نكون نماذج قوٌة لبللتزام والرؼبة عندما ننظر إلى العوابق التً قابلتنا فً الماضً ونعمل على مساعدة
اآلخرٌن .قد نكون على وعً كامل بمسابل الوصول إلٌنا حتى وإن كانت تإثر علٌنا لفترة مإقته فقط
على سبٌل المثال ,سواء كانت قابمة االجتماعات تخبرنا عن االجتماعات التً ٌمكن أن ندخلها بكرسً
متحرك أو ال ,نبدأ فً التفكٌر بشكل أدق ما الذي ٌجعل اجتماعاتنا أمنه ومرحبة ,فاالجتماع الذي ٌكون
بابه عند مستوى األرض ولكن الوصول إلى الحمام ٌحتاج إلى سلم قد ٌصعب حضوره تماما مثل عقد
اجتماع على سطح القمر ب النسبة لكثٌر منا ,عندما نستفٌد من خبراتنا ووعٌنا عند تقدٌم خدمات لمجتمع
زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,فإننا نساعد على حمل الرسالة لجمٌع المدمنٌن بؽض النظر عن قدرتهم على
59
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الحركة أو أي مشكلة أخرى .وبهذه الطرٌقة فإن التحدي قد ٌساعد الزمالة ككل على حمل الرسالة
بصورة أكثر فعالٌة.
فً أوقات الحاجة ,نجد دابما أن أعضاء زمالة المدمنٌن المجهولٌن مستعدٌن دابما لمساعدتنا ,قد ال ٌكون
ذلك من قبل الناس الذٌن توقعنا مساعدتهم أو تمنٌنا مساعدتهم .قد نستؽرب األشخاص المستعدٌن لخوض
الصعاب معنا ,ومن هم ؼٌر المستعدٌن لذلك .إن المجهولٌة داخل الزمالة تعنً بؤننا جمٌعا سواسٌة .كل
واحد منا ٌملك القدرات الثمٌنة ,ومعا نستطٌع تحقٌق ما لم ٌمكن تحقٌقه بمفردنا .إننا نتٌح الفرصة
ألنفسنا لبلنفتاح إلى اآلخرٌن المستعدٌن للسٌر معنا بدال من التركٌز على إحباطنا من هإالء الرافضٌن
لذلك .وبالرؼم من أ ننا قد نتمنى أن تؤتً أفعال الناس متماشٌة مع توقعاتنا ,إال أننا ال نرؼب فً أن نفقد
المعجزات الصؽٌرة فً أن نرى هإالء الذٌن لم نكن نتوقع مساعدتهم ٌتقدمون الصفوؾ وٌقدمون لنا ٌد
العون.
إن الدروس التً نتعلمها فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن حول المشاركة واالهتمام وطلب المساعدة وتقدٌم
ما نستطٌع من مساعدة تتٌح لنا أدوات قوٌة نستطٌع استخدامها خارج الزمالة أٌضا .قد نشعر برابطة
جدٌدة مع أشخاص آخرٌن ٌصارعون تحدٌاتهم البدنٌة ونجد أن مشاركة تجاربنا ٌقربنا منهم .قد نجد
الراحة مع اآلخرٌن فً داخل أو خارج الزمالة الذٌن ٌواجهون نفس القضاٌا وٌسعون إلى إٌجاد الطرق
للتكٌؾ.
إن اعتزازنا وكبرٌابنا قد ٌكون العابق األكبر عن التحدٌات البدنٌة التً نواجهها .فاالعتزاز ٌملً علٌنا
الحاجة إلى اإلحساس بمظهر جٌد ,وهذا ٌضع المعوقات أمامنا .إن اإلحراج أو الخجل أو عدم الرؼبة
فً أن ٌشاهدنا اآلخرون بهذا الشكل قد ٌمنعنا من القٌام بما ٌجب أن نقوم به ,أو ٌمنعنا من الحٌاة والتمتع
بحٌاتنا كما هً .إن عجزنا الجسمانً قد ٌصبح عذرا لنا للمٌل لبلنعزال واالنسحاب والخوؾ إذا ما
أفسحنا له المجال.
بالتدرٌج نجد أن العجز قد أجبرنا على تؽٌٌر عاداتنا ,كما ؼٌّر نظرتنا للعالم .نبلحظ التفاصٌل التً
ؼابت عنا من قبل ,ونتواصل مع ناس لم نراهم من قبل .وكما ٌتؽٌر إٌقاع حٌاتنا ,وتتؽٌر النؽمة التً
نسمعها أٌضا .نتعلم أن نحترم بدال من ان نسقط فً فخ القٌود ,وأن نبنً مهاراتنا وأرصدتنا فً
مجاالت جدٌدة .ونتعلم أن الوقت وبعض الهداٌا التً نحصل علٌها قد تؤتً فً أسوأ ؼبلؾ .إن االنفتاح
على الدروس التً نتعلمها من كل تجربة ٌساعدنا على اجتٌاز الطرٌق حتى فً األوقات الصعبة,
مدركٌن أن عدم حاجتنا إلى أن نكون بمفردنا ٌجعل األمور أسهل.
إن المرض العقلً حقٌقة واقعة ,وقد ٌكون خطٌرا .من المهم أن ندرك بؤنه بالرؼم من أن المرض نفسه
عبارة عن قضٌة خارجٌة تحتاج إلى عبلج ,إال صراعنا مع المرض العقلً والطرٌقة التً ٌإثر بها
60
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
على تعافٌنا "قضٌة داخلٌة" جداٌ .جب أن ندرك هذه الحقٌقة لضمان عدم فشلنا فً البحث عن مساعدة
إضافٌة ,وذلك بسبب وصمة العار التً سنشعر بها فً ؼرؾ االجتماعات أو الحٌرة بشؤن العبلقة بٌن
المرض العقلً والتعافً .ولكن هذا ضروري أٌضا لتفهم بؤننا قد نشعر ببعض االكتباب ,والقلق ,أو
الخروج عن شعورنا بدون أن نعانً من المرض العقلً.
فً بعض األحٌان ٌكون ما نمر به هو تبعات الحالة البدنٌة ,فعندما تخرج السموم من أجسامنا تكون
األمور متعبة بالنسبة لنا .معظمنا فً المراحل األولى من التعافً ٌجد أن هناك مشكلة فً عواطفنا,
ٌتؤرجح مزاجنا بشكل عنٌؾ ,تبدو حٌاتنا درامٌة للؽاٌة ,وقد نكون مندفعٌن .وطالما أننا ال نفرض خطرا
على أنفسنا أ و اآلخرٌن ,الكثٌر منا اكتشؾ أن األمور تهدأ مع الوقت عندما نتعود على حٌاتنا الجدٌدة
وٌعتاد جسمنا على التعافً .فً بعض األحٌان نبدو مثل المجانٌن ,ولكننا بحاجة إلى بعض الوقت فقط.
إن التخلص من السموم العاطفٌة قد ٌحتاج إلى وقت أطول من السموم الجسمانٌة .إن الوقت الذي نحضر
فٌه االجتماعات قد ٌكون هو الوقت الوحٌد الذي تهدأ فٌه أفكارنا .إن وجود أناس من حولنا مروا بنفس
التجربة وخرجوا منها بثقة عالٌة ٌبدو أمرا مطمبنا ,قد ال نقتنع بقدرتنا على المرور من ذلك ,ولكن ثقة
موجهنا تمنحنا األمل.
إن التؽٌرات الجسمانٌة تضعنا أمام تحدٌات عاطفٌة أٌضا .بعض األمراض الجسمانٌة أو اإلصابات فً
الرأس لها مكونات عاطفٌة ,وهإالء الذي ٌصارعون أمراضا جسمانٌة أخرى قد ٌجدون أن تفكٌرنا
متؤثر كثٌرا بهم .عندما نبلحظ أو ٌبلحظ أحباإنا تؽٌٌر مفاجا فً سلوكنا ,فمن المهم أن نعرؾ ما إذا
كان هناك مجهود بدنً كبٌر نقوم به فً العمل.
لكن لٌس هناك سبب عضوي أو جسمانً ٌإدي إلى االضطراب .فنحن نخضع للكثٌر من التؽٌرات
العاطفٌة المكثفة فً مرحلة التعافً ,وقد تكون مخٌفة أٌضا .فً كثٌر من األوقات قد نخطا األزمة
الروحانٌة بمرض عقلً .إن الحزن العمٌق واالكتباب والهلع الذي ٌنتج عن الذكرٌات القادمة من
الماضً التً تطؽى على الحاضر ,كل ذلك قد ٌكون جزءا من عملٌة التؽٌٌر التً نمر بها فً طرٌقنا
للحرٌة .إننا نرؼب حقا فً الشفاء من مشاعرنا.
إن األلم من النمو الروحانً قد ٌبدو مثل إحساس االكتباب .كما أن "لٌلة مظلمة للروح" ٌمكن أن تكون
مخٌفة وتشعرنا بالوحدة .ولكن ما ٌحدث فً داخلنا عادة ما تكون عملٌة التؽٌٌر التً سوؾ تقودنا إلى
النور .إن إظهار هذا الشعور ومشاركته مع موجهنا واألعضاء اآلخرٌن الذٌن نثق فٌهم قد ٌكون أقصى
ما نستطٌع أن نقوم به لكً تمر األزمة .نتحدث عن "التؽٌٌر" ونتلقى نصابح بالثقة ,ولكن ال نعرؾ دابما
ما معنى "العملٌة" .قد نشعر بالحٌرة مما ٌبدو أنه ٌؤخذنا بعٌدا .إذا ما ركزنا فً تطبٌق إٌماننا على
تصرفاتنا ,نستطٌع أن نمر عبر الصعوبات مع وعً جدٌد وفهم جدٌد.
هذا النوع من األزمات قد ٌكون مخٌفا فً حدته ,وفً بعض األحٌان نستطٌع أن نفرقه عن نوع آخر من
الصراعات التً جرت فً ماضٌنا .أزمة عمٌقة ولكنها مإقتة وٌمكن الخروج منها بالصمود حتى تنتهً.
ٌقول النص األساسً "نمر بتجربة روحانٌة ونتؽٌر" .قد نعود إلى االستقامة ونعٌش منتجٌن فً سعادة.
ولكن قد ال ٌكون من المنطق أو السبلمة أن ننتظر ما هً نوع األزمة التً نمر بها قبل أن نطلب
المساعدة .قد نحتاج إلى أدوات جدٌدة لنستمر فً بناء حٌاتنا ,وهذا ال ٌعنً أننا تخلٌنا عن العمل السابق
أو متنصلٌن اللتزاماتنا إذا ما بحثنا عنها فً مكان آخر.
61
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
البعض من أعضابنا األكثر خبرة قد مروا بلحظات عمٌقة من عدم الصواب عندما كان ما بداخلنا ال
ٌنعكس على خارجنا – عندما كنا نقوم بؤشٌاء تتعارض مع معتقداتنا ,عندما كنا بطرٌقة أو بؤخرى نعٌش
كذبة كبٌرة أو ننكر ما ٌجري حولنا .إن االنقطاع بٌن ما نرؼب فٌه وما نإمن به وما نقوم به ٌكفً لكً
ٌشعرنا بالجنو ن ,وقد ٌكون قوة محفز لبلنتكاس .إن العودة مرة أخرى للعٌش فً بكرامة ٌبدأ عندما
نشارك شخص آخر بؤمانة وصدق .قد ٌكون طرٌقا طوٌبل ولكن البدٌل مإلم للؽاٌة إلى درجة أننا قد ال
ننجو منه ممتنعٌن عن التعاطً .عندما نصرح لموجهنا أو أصدقابنا الذٌن نثق فٌهم عن ما ٌحدث معنا,
قد نستطٌع أن نشعر بؤمل قلٌل مرة أخرى.
الشٌخوخة
إن مراحل الحٌاة التً ٌمر بها كل إنسانتختلؾ معنا بسبب مرضنا .قد تبدو مكبرة من خبلل األفكار
المسٌطرة والتمركز على الذات ,أو قد تبدو أكثر درامٌة عن أصدقابنا وجٌراننا ؼٌر المدمنٌن .ولكن
لدٌنا أٌضا تحدٌات بدنٌة ٌجب أن نتعامل معها والتً تكون إحدى تبعات إدماننا – التكلفة العالٌة
للمستوى المعٌشً المتدنً ,كما ٌطلق علٌه البعض .الكثٌر منا ٌعانً من أمراض أخرى بسبب ما مر
به ,وقد نصارع الجتٌاز هذه المصاعب من خبلل الخجل والشعور بالذنب الذي نشعر به قبل أن نرؼب
فً الحصول على عبلج أو قبل أن نحصل علٌه .البعض منا ٌمر بصدمة – العنؾ أو سوء االستؽبلل
الذي ٌفرض تبعات بعد فترة طوٌلة من اندمال الجروح" .إن التواصل مع جسمً كانت عملٌة بطٌبة
للؽاٌة" كما قال أحد األعضاء" .أي معلومات جدٌدة من جسمً كنت أشعر بها برعب وذعر ".لقد مررنا
بتجربة الحوادث ,والعبلقات العنٌفة ,والحروب والسجن – كل هذه المواقؾ لها تبعات بدٌنة وعاطفٌة
التً تظهر بطرق مختلفة مع مرور الوقت .بالنسبة للبعض منا هناك التجربة البسٌطة والؽرٌبة من
ضٌاع الوقت .عندما نتعافى نشعر وكؤننا قد استٌقظنا من سبات طوٌل" .نظرت فً المرآة ,وكانت هناك
امرأة عجوز تنظر إلً ".كما تقول إحدى العضوات" ,وفً كل مرة أشعر بالصدمة .وٌبدو لً فً آخر
مرة نظرت فٌها أننً أبدأ من جدٌد .مازالت أشعر أننً طفلة ,ولكننً أبدو مثل جدة".
إن احتمالٌة الموت أقل تنبٌها لكثٌر منا عن إمكانٌة الشٌخوخة .إن البقاء متعافً لفترة طوٌلة شًء,
والسماح ألنفسنا بالوصول إلى الشٌخوخة شًء آخر .والبعض منا ٌشعر بالحزن الشدٌد عندما ٌحدث
ذلك .قد نشعر بالحزن لفترة ,بٌنما نفقد الوقت والفرصة خبلل فترة اإلدمان .قد نشعر بالخسارة بعد
التعافً بسنوات عدٌدة ,عندما – على سبٌل المثال نصبح أجدادا ,وندرك كم فقدنا من عمر أوالدنا .لم
نكن ندرك الوقت الذي مر على اإلطبلق ,حتى ٌشٌر أحد األشخاص بؤن أصدقابنا أو من نتقابل معهم
أصؽر منا بجٌل كامل.
عادة ما تكون الضؽوط االجتماعٌة الخاصة باالحتفاظ بالشباب أو المظهر الجمٌل ضخمة بالنسبة لنا
بسبب التمركز حول الذات ,وذلك الشعور بؤن العمر ٌمضً ,حٌث نشعر بؤننا قاٌضنا بمظهرنا,
وبالتصور القدٌم الذي شؽلنا أثناء اإلدمان بؤننا سنموت شبابا ومتؤلقٌن .عندما ندرك أننا كبرنا فً السن
ولن نموت شبابا ,وإننا قد نعٌش طوٌبلٌ ,شعر بالبعض منا بؤحاسٌس مختلطةٌ .شعر باالمتنان ,وفً
نفس الوقت بالٌؤس" .لم أكن مستعدا لذلك ",كما نعتقد .البعض منا ٌسعى إلى الحفاظ على شبابه بقدر
اإلمكان ,حٌث نبذل أقصى طاقتنا للعناٌة بؤنفسنا بحٌث نبدو ونشعر بؤننا مازلنا شبابا .البعض منا ٌشعر
بؤن لدٌه خطط ٌجب تنفٌذها ,وٌتخذ الخطوات البلزمة لضمان مستقبله ومستقبل أوالده .إن إٌجاد
التوازن بٌن التباهً واحترام الذات ,وبٌن كراهٌة وتقبل النفسٌ ,عتبر صراعا بالنسبة للكثٌر منا.
62
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
وعندما نستسلم فً النهاٌة ,نجد أن الشٌخوخة عبارة عن رحلة ونحن نستمتع بتلك المؽامرة ,فنحن ال
نكبر فً السن فقط ,ولكن ننضج أٌضا!
ٌقول أحد األعضاء "ال ٌوجد الكثٌر فً هذه المرحلة من الشٌخوخة سوى تقبل النفس ,وتقبل ما تحدثه
المرحلة من تطورات على الجسم ".ومثل كثٌر من األشٌاء فً التعافً ,تبدو بسٌطة من الخارج ولكن
الدخول إلٌها قد ٌبدو طرٌقا طوٌبل .قد ٌستحٌل الفصل بٌن التؽٌرات التً تصاحب التقدم فً السن
المصحوب بالحكمة عن التؽٌرات التً تؤتً مع العمل على الخطواتٌ ,ا له من مزٌج رابع! .ومع
مرور الوقت ومع كبر زمالتنا نبدأ فً مبلحظة أن بعض األعضاء القدامى ٌزدادون جماال .هناك شًء
ممٌز فً الجانب الروحانً ٌشع من شكلنا الخارجً ,نوع من الشباب الدابم الذي ٌبدو مثل األناقة
واحترام النفس .وبالرؼم من أننا قد نخشى الشٌخوخة ,إال أن كثٌر منا ٌجد أننا من الممكن أن نحب ما
أصبحنا علٌه األلم واألمراض وؼٌرها" .مع كبر السن لم أعد استطٌع القٌام عن الكرسً دون االستناد
على الطاولة " كما ٌقول أحد األعضاء " .ولكننً أشعر باألمان أكثر حول من أكون ,إننً أعتبر نفسً
أكثر جاذبٌة عن ذي قبل".
بالطبع فقدان مدمن بسبب مرض اإلدمان لٌست تجربة الموت الوحٌدة أثناء التعافً .فالمتعافً قد ٌموت
أٌضا ,فنحن نفقد أفرادا من أسرتنا ,وأصدقابنا ,وفً بعض األحٌان كلما زاد ترابطنا كلما زادت فرصة
المرور بتجربة الخسارة .وهو احساس حقٌقً فعبل :فنحن نحب أكثر ,ونهتم أكثر ,ونشاطر اآلخرٌن
أكثر من ذي قبل حتى أكثر من الناس الذي لٌسوا أعضاء فً الزمالة .من مكافآت التعافً هو أن حٌاتنا
تصبح ثرٌة وملٌبة بالناس الذٌن نهتم بهم ,ولكننا نخسر بعضا منهم ,وٌكون األمر صعبا .فً بعض
األحٌان نشعر بالذنب بسبب بقابنا على قٌد الحٌاة وقد ال نعلم ما الحكمة وراء بقابنا أحٌاء كل هذا العمر.
بالنسبة لكثٌر منا فإن اإلجابات التً نجدها فً الخطوات تحملنا إلى لحظات شك حقٌقٌة .ولكنها لحظات
معٌنة وٌمكن أن ٌختلؾ نوع هذه الشكوك من وقت آلخر .إن عملٌة الحزن تجبرنا على التعاٌش بسبلم
مع األسبلة التً ال نجد لها إجابات ,وبهذه الطرٌقة تصبح هبة.
البعض منا ٌجد أن الموت الذي نجربه فً مرحلة التعافً هو عبارة عن مشاعر بقٌت من الخسابر
السابقة التً لم تتاح لنا فرصة الحزن علٌها .لقد تعلمنا من خبلل الخطوات بؤن المشاعر التً ال نشعر
63
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بها خبلل اللحظة ,عادة ما تبقى ونشعر بها الحقا .إن تجربة المرور عبر خسارة فً الوقت الحالً قد
تعٌد لنا مشاعر الحزن القدٌمة التً نسٌناها من الماضً .قد نشعر بالدهشة من قوة عاطفتنا عند خسارة
أحد األصدقاء أو حتى حٌوان ألٌؾ .قد نظن أنه من السهل أن نمر بهذه المشاعر بسهولة نسبٌة ونجد أننا
انهزمنا بتلك التجربة .البعض اآلخر منا ٌجد أنه مازال هناك مسافة بٌن أنفسنا والعالم ,أو أن ردود
أفعالنا لٌست فورٌة .فً بعض األحٌان تكون مشاعرنا ؼٌر عمٌقة كما تخٌلنا ,نعتقد أنه ٌجب أن نمر
بتجربة معٌنة ,ولكن مشاعرنا قد تكون مختلفة فً بعض األحٌان .إن إعطاء اإلذن ألنفسنا بتجربة
المشاعر وعدم الحكم علٌها تعتبر هبة نستطٌع أن نمنحها ألنفسنا .وأٌا كانت استجابتنا ,فإنها ملكنا,
ونستطٌع أن نملكها بدون السماح لها أن تبتلعنا أو تحدد من نحن .إننا نملك الحرٌة لتجربة مجموعة
واسعة من المشاعر ,وأن ندرك فً نفس الوقت بؤن مشاعرنا لٌست الحدود ألنفسنا أو لعالمنا.
إن الحزن هو تجربتنا الخاصة .والسماح ألنفسنا بالوقت والمساحة التً نتجاوز حالة الحزن هذه ٌعود
لمدى التزامنا ولؤلمانة الذي جربناها من قبل .إن المشاعر تتحرك بإٌقاعها فً أوقات ال نختارها ,وقد
ٌصعب التخٌل بؤننا ال "نخطً التعامل مع هذه األحزان" عندما نشعر باالستؽراب من الموجة العارمة
من المشاعر فً اللحظات ؼٌر المناسبة .ومثلما هو حال الكثٌر من التجارب فً مرحلة التعافً فبل ٌوجد
طرٌقة واحدة مثالٌة و صحٌحة .إننا نشعر بالراحة من إدراكنا أن كل شًء ٌجب أن ٌمر ,وأن مشاعرنا
ٌجب أن تتؽٌر ,وأن اآلخرٌن من حولنا الذٌن مروا بمشاعر الحزن من قبلنا قد وجدوا طرٌقة للبقاء على
قٌد الحٌاة مع مشاعرهم ,وحاولوا مرة أخرى .إننا نجد فً مرحلة التعافً بؤن حتى أسوأ األمور التً
تمر بنا ٌمكن تحوٌلها إلى درس نتعلم منه ,ثم أداة قد نستخدمها لمساعدة اآلخرٌن.
عندما نبحث عن عبلقة واعٌة مع هللا نجد فإننا مجاالت كثٌرة للخدمة داخل و خارج زمالة المدمنٌن
المجهولٌن ,إن الخدمة تساعدنا على إٌجاد قٌمة لحٌاتنا عندما ال نرى أن ألنفسنا قٌمة .إن العطاء بسخاء
لآلخرٌن خاصة إذا كانوا ٌعانون من األلم عبارة عن طرٌق ٌساعدنا على تجاوز مشاعر الحزن
والحٌرة.
فً كثٌر من األحٌان نسمع األعضاء وهو ٌقولون" :كل ٌوم ٌمر علٌنا ونحن ممتنعون نشعر بؤنه مكافؤة
ألنه أتٌحت لنا فرصة أخرى" .نعانً من مرض خطٌر ,ومن حسن حظنا أننا مازلنا أحٌاء ,بل أكثر
حظا ألننً سعداء بؤننا مازلنا أحٌاء .الكثٌر منا مر بتجربة الشعور بالموت وهو حً خبلل مرحلة
اإلدمان ,حٌث كان كل ٌوم بمثابة عبء للبقاء حٌا .الكثٌر منا لدٌه الكثٌر من محاوالت االنتحار ,لقد
حاولنا بالتؤكٌد أن ننهً حٌاتنا ,لقد اعتبرناها حٌاة رخٌصة.
من المستؽرب كٌؾ كنا نشعر بالصدمة عندما نتلقى خبرا سٌبا من الطبٌب .إن ردود أفعالنا تبدو كؤننا ال
نشعر باالمتنان أو ؼٌر واقعٌٌن .ومرة أخرى إن إتاحة الفرصة ألنفسنا لنشعر بما نرٌده له أهمٌة كبٌرة
بالرؼم من صعوبته .فقط مجرد من خبلل االعتراؾ بمشاعرنا نستطٌع أن نتعامل معها وبمجرد البدء
فً مشاركة اآلخرٌن بمشاعرنا فإن حدتها ستخؾ ,قال أحد األعضاء الذي كان ٌمر بؤزمة صحٌة" :ال
أعلم إذا كان متبقٌا أمامً ٌوم واحد أو عقد كامل ,ولكننً ال أرؼب فً أن أمضٌه فً الخوؾ ".إننا
نحصل على الطمؤنٌنة عندما نستخدم األدوات التً المتوفرة لدٌنا ,وهً نفس األدوات التً قادتنا إلى
أن نعٌش حٌاتنا سعداء ,كما ٌمكن أن تساعدنا فً السٌر إلى نهاٌة رحلتنا بكرامة وسكٌنة.
64
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بالطبع ال نعلم متى تؤتً النهاٌة ,والكثٌر منا ٌمر بتحذٌرات كاذبة .وفً بعض األحٌان تكون هذه
التحذٌرات بمثابة حالة تنبٌه ,تتٌح لنا إعادة النظر إلى المستوى العملً والروحانً الذي قد ٌعنً ترتٌب
حٌاتنا.
فً لحظات األلم القاسً ,نمر بحالة ثبات عمٌقة .فً تلك اللحظات ٌمكننا أن نرى عمق الظبلم داخلنا
واع ال
ولكن نرى أٌضا عظمة عبلقتنا بالقوة اإللهٌة .إن الحزن الشدٌد الذي نشعر به ٌجلب إلٌنا تواصل ٍ
ٌستطٌع أي شًء آخر أن ٌجلبه .إن الرؼبة فً االنسحاب واالبتعاد عن الضوضاء والزحام أو حتى من
الناس الذي ٌدعموننا قد ٌكون نوعا من حماٌة النفس :فنحن قد نخشى تحرٌك تلك المشاعر ولكن إتاحة
الفرصة للناس الذٌن نثق به كً ٌقدموا لنا ٌد العون ٌذكرنا دابما أننا لسنا وحٌدٌن ,حتى فً أصعب
اللحظات .كما أن إتاحة الفرص للناس كً ٌساعدوننا ٌمكن أن ٌكون شكبل من أشكال الخدمة لهم أٌضا.
عندما نتٌح الفرصة لآلخرٌن كً ٌعبروا عن حبهم لنا فً لحظات الضعؾ ,فإن كل منا ٌحصل على
مكافؤته .إن العناٌة والمشاركة الذٌن نتحدث عنهما هما مسارٌن على طرٌق واحد ,وهإالء الذٌن
اعتادوا على العطاء عادة ما ٌكون من الصعب علٌهم إتاحة الفرصة لآلخرٌن لكً ٌردون مشاعر الحب
بالحب.
إن إتاحة الفرصة لآلخرٌن لكً ٌحبوننا عبارة عن فعل الحب .عندما نجد أنفسنا فً حاجة إلى المساعدة,
فإنه ٌسهل علٌنا الشعور بالذل أو تحمٌل اآلخرٌن أعباء .ولكن تتاح لنا فرصة ترك اآلخرٌن الذٌن
ٌحبوننا لكً ٌعبروا عن هذا الحب المتعمد على أرضٌة صلبة .إن الضعؾ الذي نمر به ٌتٌح لنا تجارب
مختلفة للحب .إنه من الكرم أن نترك األشخاص ٌتقربون منا ,ونحاول أن نفهم أنهم هم أٌضا ٌمرون
بمش اعر خاصة لما ٌحدث .إن التدرٌب على عدم محاولة التحكم باألمور واالبتعاد عن التمركز حول
الذات ٌساعدنا فً تلك األوقات .عندما نساعد أحبابنا للتؽلب على مشاعر الخوؾ والحزن ,فإننا نجد
الكلمات التً نحتاج إلى سماعها لنتؽلب نحن على مشاعر الحزن واأللم الخاصة بنا .
وبا لتؤكٌد عندما ندرك أن هناك من ٌهمه أمرنا وٌحبنا ,فإننا ندرك أن حٌاتنا تبدو مختلفة مما كانت علٌه.
فنحن لنا أهمٌة فً العالم ,كما ساهمنا فً حٌاة الناس من حولنا والناس الذٌن ال نراهم .إن الحب الذي
شاركناه مع اآلخرٌن ,والعاببلت التً كنا جزءا منها ,واالجتماعات التً بدأت وساعدت اآلخرٌن ,كلها
من أشكال اإلصبلحات التً قدمناها وهً طرٌقة لجلب راحة البال إلى أنفسنا وإلى العالم .إننا نشعر
باالمتنان لما نملكه وما كنا نملكه ,وندرك بشكل أفضل عن معظم الناس أن الموت لٌس هو البدٌل
األسوأ .لقد شاهدنا اآلخرٌن وهو ٌعانون من مصٌر أسوأ ,وربما مررنا نحن به أٌضا .بالنسبة لبعض منا
فإننا نجد فً االستسبلم الذي ٌؤتً بعد األفكار السٌبة بؤننا قادرٌن أخٌرا على تجاهل األمر وعٌش
اللحظة .إن إبعاد الخوؾ ,والؽضب ,وبالتدرٌج كل ما ٌربطنا بحٌاتناٌ ,جعلنا أحرارا.
الشجاعة
إن السكٌنة لتقبل األشٌاء التً ال ٌمكن أن نؽٌرها عادة ما ٌؤتً بعد أن ٌكون لدٌنا الشجاعة لتؽٌٌر األشٌاء
التً نستطٌع تؽٌٌرها .األمر ٌحتاج إلى شجاعة وتواضع لفتح أبواب جدٌدة وإؼبلق أبواب قدٌمة .
بالنسبة لكثٌر منا الشجاعة لم تكن أحد صفاتنا عندما جبنا إلى ؼرؾ االجتماعات ,ولكننا نجدها هنا .قد
نشعر بالخوؾ ولكنه ال ٌمنعنا من الظهور ومواجهة التحدٌات .عندما نجتاز خوفنا ٌتحول هذا الخوؾ
إلى إٌمان.
65
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
وأخٌرا إن هذا الفصل ٌتناول الشجاعة .الشجاعة فً تقبل األشٌاء التً ال ٌمكن تؽٌٌرها ,وتؽٌٌر األشٌاء
التً نستطٌع تؽٌٌرها ,الشجاعة فً أن ننظر إلى أنفسنا كما نحن ونقبل أنفسنا ,الشجاعة فً التحدث عن
األشٌاء التً ال تشعرنا بالراحة ,وأن نواجه بعض القضاٌا التً تفرض تحدٌا علٌنا.
إن تطبٌق برنامج ٌتعلق بالجزء الجسدي من التعافً ال ٌعنً بالضرورة تطبٌق برنامج بدنً ,بالرؼم أن
البعض منا ٌقوم بذلك .إننا ال نمارس جمٌعا الرٌاضة ,أو نتناول وجبات صحٌة ,أو عبلج بدنً كجزء
من برنامجنا الٌومً ,بالرؼم من أن بعضا منا ٌجعل ذلك أمرا حٌوٌا من التعافً .المبادئ هً ما
نشاركها مع اآلخرٌن حتى لو كان التطبٌق مختلفا .إننا جمٌعا نجد من الضروري أن نواجه حقٌقة
أجسامنا أٌا كانت ,عاجبل أم آجبل ,وذلك كً نستطٌع التعرؾ على الضرر الذي حدث ,ومعالجة ما
ٌمكن معالجته ,واالستسبلم للباقً ,وااللتزام بالصدق .إن ما اكتسبناه هو تقبل حقٌقتنا الجسمانٌة,
والقدرة على عٌش حٌاتنا بالكامل بقدر المستطاع ,والرؼبة فً عٌش الحٌاة بشروطها.
66
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
العالقات
إن التعافً ال ٌحدث فً فراغ .فنحن نحتاج إلى بعضنا البعض ,ونحتاج إلى المشاركة فً العالم من
حولنا حتى نتمكن من التعافً .إن العٌش متعافٌن متعلق بشكل كبٌر بعبلقاتنا .مع أنفسنا ومع أحبابنا
ومع زمبلبنا والمجتمع وفً نهاٌة المطاؾ مع القوة اإللهٌة ,الناس فً حٌاتنا هم الوسابل التً بها
نستشعر النعم .إننا نرى معجزة التؽٌر فً اآلخرٌن ,فهم ٌعكسون تؽٌرنا نحن .إنهم بمثابة النافذة التً
نرى من خبللها العالم ,والوسٌلة التً نحقق بها النمو الروحانً.
الحقٌقة هً أن معظمنا لم ٌكن ٌتمتع بعبلقات جٌدة .البعض قد ٌقول بؤن عدم القدرة على بناء أو الحفاظ
على عبلقات قوٌة ٌعد واحدا من أعراض اإلدمان .ذكر النص األساسً بؤن هذا المرض ٌجعلنا
"مراوؼٌن وخابفٌن ومنعزلٌن ",بحٌث نطور عادات ؼرٌبة ونفقد المنح االجتماعٌة .عندما جبنا إلى
التعافً ,لم نكن دابما ندرك بؤننا مخطبون بشؤن طرق عبلقاتنا باآلخرٌن .إن خبرتنا كمدمنٌن هً التً
تشكل عاداتنا وتوقعاتنا.
لم نكن أشخاص ٌسهل التعامل معهم .إذا تعاطٌنا سببنا األذى لآلخرٌن ,وؼالبا ما ٌكون القرٌبٌن منا هم
األكثر تضررا .من الممكن أن نتسم بالعناد والشك والؽضب ونشعر بالخوؾ ,ننتقد كل شًء وهناك من
الصفات الخاصة بنا ,لقد عشنا فً جحٌم ,وألقٌنا اآلخرٌن فً جحٌمنا أٌضا .لقد جربنا الخسارة والفشل
والعنؾ فً أؼلب األوقات .وعندما ٌتعلق األمر ببناء عبلقات جٌدة مع عاببلتنا أو زمبلبنا فً العمل
فإننا نحتاج إلى تؽٌٌر الطرٌقة التً نتعامل بها معهم .إن اكتساب المهارات فً التعافً قد ٌستؽرق وقتا
طوٌبل ,وقد تكون عملٌة التؽٌٌر مإلمة .عندما نعود للنظر فً فترة اإلدمان النشط ,ونرى الضرر الذي
سببناه والعبلقات التً دمرناها وفرص األلفة التً القٌنا بها بعٌدا فإننا قد نبقى ؼارقٌن فً عزلتنا عن
المجتمع .ولكننا أٌضا قد نجد شٌبا من االمتنان فً أننا ممتنعٌن عن التعاطً وأننا نتؽٌر .إن تجاربنا مع
العبلقات قد ٌقودنا إلى التفكٌر بؤنه ال أمل لنا فً عبلقات ناجحة ,ولكن خبرتنا فً الخطوة الثانٌة تثبت
لنا إمكانٌة عودتنا إلى الصواب .إننا نحتاج إلى المساعدة التً ال ٌستطٌع منحنا إٌاها من نحبهم .القٌمة
العبلجٌة لمدمن ٌساعد مدمنا آخر ال ٌعادلها شًء آخر .إن طرٌقة زمالة المدمنٌن المجهولٌن فً
االهتمام والمشاركة هً السبلح األخٌر فً مواجهة التهرب ,والعزلة ,وتدمٌر الذات .
العمل الجاد أمر ضروري .إن األمور التً نحتاج للتعامل معها ستظهر خبلل تفاعلنا مع اآلخرٌن داخل
و خارج الزمالة .فعندما نتعرؾ على حٌاتنا و بمجرد أن نبقى كما نحن فعبل ,فإننا نبدأ فً التعافً
وباستمرار تعافٌنا قد نواجه صعوبات وصراعات الحٌاة .وعندما ال نجد المخدرات التً كنا نلقً علٌها
بالبلبمة ,نبدأ فً تفهم الدور الذي نلعبه فً كفاحنا .و ندرك أننا بؤنفسنا نتسبب فً خلق هذا الحطام حتى
ونحن ممتنعون ,و نجد صعوبة فً التصالح مع أنفسنا .البعض منا ٌكافح لٌإمن بؤن التؽٌر الدابم أمر
محتمل .إن األعضاء الذٌن ٌهتمون بنا سٌساعدوننا فً التعرؾ على الطرق التً مازالت تتسبب فً
خلق مشاكلنا ,ولكن تقع علٌنا مسإولٌة فً العمل علٌها .
إننا نتعلم المشاركة ,والمشاركة الحمٌمة .بالنسبة لكثٌر منا ٌكون التوجٌه هو أول عبلقة عملٌة صادقة
,على األقل األولى منذ فترة طوٌلة .فالتوجٌه قد ٌكون بمثابة نموذج ٌمكننا من البدء فً بناء عبلقات
صحٌة ومحبة ومنتجة .الكثٌر من األعضاء القدامى ٌتذكرون أنهم كانوا أعضاء جددا ٌإمنون
"بالمستحٌل" ,وٌكثرون من طرح األسبلة والمشاركة كما أنهم ٌعترفون بتحفظاتهم .لقد ارتكبنا أخطاء
فً العامة وتحملنا تبعاتها.
67
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بنٌنا األساس لٌس من خبلل التظاهر والتمثٌل ,ولكن من خبلل خوض الكفاح بؤمانة وشجاعة ,ومن
خبلل قبول المساعدة خبلل مسٌرتنا .التعافً لٌست عملٌة منهجٌة دابما ,فنحن نسعى إلى بناء عبلقات
حمٌمٌة مع اآلخرٌن ,ومع القوة اإللهٌة ,وهذا لم ٌؤتً بشكل طبٌعً مع كل منا .
ال نؤتً جمٌعا إلى زمالة المدمنٌن المجهولٌن بمفردنا .الكثٌر منا جاء إلى التعافً ومعه آخرٌن ٌشاركهم
الحٌاة ,األطفال ,والوالدٌن ,وآخرٌن قرٌبٌن منه .ولكن الكثٌر من تلك العبلقات تكون قد تدمرت بسبب
مرضنا .وعندما ندرك عدم قدرتنا على إصبلح تلك العبلقات دفعة واحدة ٌصبح الهروب منها أمرا
سهبل .ولكن العبلقات لٌست مثل المخدرات ,حتى لو كنا قد استخدمناها لنفس الؽرض ,فبل نستطٌع
تحسٌن عبلقاتنا بمجرد أن نمتنع .إن العمل الحقٌقً للعٌش ممتنعٌن ٌحدث عندما نندمج فً المجتمع
ونقٌم عبلقات مع اآلخرٌن .خٌارنا الوحٌد هو أن نتعلم ونحن نمضً قدما .فنتعلم كٌؾ نتعامل مع
عاببلتنا ,ومع زمبلبنا فً العمل ,ومع مجتمعنا ككل وفً نفس الوقت نتعلم كً نجد مكاننا فً ؼرؾ
االجتماعات .إن كل عبلقة نقٌمها تإثر على اآلخرٌن .وكل واحد منا ٌعلمنا شٌبا ٌساعدنا فً العبلقات
األخرى.
نحن ال ننجح فً التعافً على المدى البعٌد بدون أن نقٌم عبلقات سواء داخل أو خارج ؼرؾ
االجتماعات .إن العبلقات تإثر على كل شًء نقوم به ,وعلى كل من حولنا .إن الطرٌقة التً نستثمر بها
تجاربنا تشكل هوٌتنا .إذا أردنا البقاء متعافٌن ,وإتاحة الفرصة للنمو والتؽٌر ,فإنه ٌتوجب علٌنا مواجهة
مواقؾ ملٌبة بالمشاعر .إن امتناعنا عن التعاطً هو معجزة بحد ذاته ,ولكن األمر ال ٌتوقؾ عند هذا
الحد .فنحن ننمو لكً نحصل على السكٌنة التً نبحث عنها ولكً نصبح أناس ٌعتمد علٌهم ومحبٌن
للناس ولكً نتمكن من إحداث التؽٌٌر فً حٌاتنا و فً حٌاة مدمنٌن آخرٌن وأبعد من ذلك.
العبلقات هً محور كل شًء نقوم به .ال توجد خطوة أو تقلٌد ال ٌرتبط بالعبلقات ,كما أن جمٌع أدبٌاتنا
تتحدث عن العبلقات بطرٌقة أو بؤخرى .ال ٌوجد جانب من جوانب تعافٌنا ٌتسبب لنا فً مزٌد من األلم
أو المزٌد من الفرح مثل العبلقات ,وهنا نرى أنفسنا ننمو ,ونرى عملٌة تعافٌنا تبدو أكثر وضوحا.
الزمالة
عندما بدأت زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,كانت الفكرة ببساطة هً أن المدمن ٌمكن أن ٌتعافى ضمن
المجتمع بدال من إبعاده عنه لفترات طوٌلة .بالنسبة لكثٌر منا الٌوم فإن النقلة النوعٌة فً عملٌة تعافٌنا
تكمن فً الحب واأللفة التً نشعر بها مع باقً األعضاء .فنحن نؤتً معا إلى الزمالة .وببقابنا معا نجد
معنى آخر للحب العمٌق والثقة والتً تمكننا من التؽلب على الجراح والمتاعب التً قد تحدث ونحن
نواصل طرٌق التعافً ,إن الروابط التً تربطنا هً الجذور التً تؽذي نمونا .
عندما نستسلم ألول مرة بٌن ٌدي الزمالة ,تظهر عبلقة تواصل بٌن المدمن الذي ٌعانً وبٌن الزمالة.
نعرؾ منذ البداٌة بؤن زمالة المدمنٌن المجهولٌن هً طوق نجاتنا .وعندما نصل إلى الشاطا بوسٌلة
أخرى ,فإننا ال ندرك بوضوح أنه من الممكن من أن ٌكون األمر محبطا عندما نحتاج إلى تعرٌؾ أحدا
بؤن زمالة المدمنٌن المجهولٌن لٌست برنامجا مستمرا للرعاٌة البلحقة أو متابعة ما بعد العبلج .نحن
نمتنع فً الزمالة ,ونبقى ممتنعٌن مع الزمالة.
هناك جزبٌة مهمة تجعل من وحدتنا عنصرا مهما فً عملٌة التعافً هو أنه من السهل أن ننسى كم نحن
متشابهون .حتى بعد أن أمضٌنا فترة طوٌلة فً الزمالة قد نرى أن اختبلفاتنا تفصلنا عن بعضنا البعض
68
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بدال من أن تعطٌنا الحرٌة التً نحتاج إلٌها لننمو .إنها من األشٌاء التً توصلنا إلى العضو الجدٌد والتً
بالكاد نجهلها ,ولكن عندما نعرؾ بعضنا البعض لسنوات طوٌلة ولكن ال نهتم ببعضنا ,فإن األمر قد
ٌحتاج إلى المزٌد من الجهد لرأب هذا الصدع .قد نرى أن إحدى الشخصٌات التً ال تعجبنا مازالت
ق ادرة على حمل الرسالة لشخص ال نستطٌع أن نصل إلٌه نحن .اهتمامنا ببعضنا البعض بالرؼم من
مشاعرنا الشخصٌة تجاه بعضنا قد ٌجلب إلٌنا مكافآت مدهشة .عندما نرى أنفسنا نهتم بشخص ال نحبه
أو ال نعرفه ,فإننا قد نستشعر المشاركة بإنسانٌة ,وندرك المستوى الجدٌد من الروحانٌة فً أنفسنا.
إننا نطلق على زمالة المدمنٌن المجهولٌن اسم الزمالة لسبب ما وهو أننا مجتمع متساوي ,تقاربنا بسبب
الحاجة ,ولكنا عندما نعود مرات ومرات نكتشؾ رابطة مشتركة تجمعنا .إن لدٌنا حق االختٌار لٌس فقط
االنضمام أو عدم االنضمام ,ولكن أٌضا فً معنى العضوٌة بالنسبة لنا ,وكٌؾ ٌمكن أن نجربها أو
نظهرها .ومع تطور عبلقاتنا مع اآلخرٌن ننتقل من اإلحساس بالعزلة إلى االرتباط بشكل عمٌق .البعض
ٌقول أن زمالة المدمنٌن المجهولٌن بالنسبة لنا تعنً بؤننا لم نعد وحٌدٌن .إن االرتباط ٌؽٌرنا ,كما أن
حقٌقة ترابطنا كلنا بسبب المرض القاتل بمعنى أن المخاطر كبٌرة .قد نشعر باالمتنان أن لدٌنا صدٌق
لسنوات عدٌدة ,ولكن الحقٌقة أننا فقدنا العدٌد من األصدقاء على مدى الوقت وهنا نستشعر باالمتنان
بشكل مختلؾ .إن صداقتنا عبارة عن االحتفاء بنجاتنا .ترابطنا من خبلل المرض المشترك كما أن
الهدؾ األساسً ٌجمعنا فً رابطة مشتركة مختلفة عن اآلخرٌن.
منذ اللحظة التً نصل فٌها إلى باب زمالة المدمنٌن المجهولٌن تبدأ تجربتنا للعبلقات .الترحٌب الذي
نتلقاه كؤعضاء جدد قد ٌبقى محفورا فً ذاكرتنا .الكثٌر شعر بؤنه عومل كإنسان ألول مرة منذ سنوات
طوٌلة عندما جاء إلى االجتماع" :فً أول اجتماع حضرناه كانت المرة األولى منذ فترة طوٌلة التً
أتعامل فٌها كشخص ,ولٌس كمشكلة أو كحالة ٌنبؽً التعامل معها" إن ترحٌب الناس لنا وجلوسهم معنا
و احتضانهم لنا بدون مقابل أبلػ تعبٌرا عن الرسالة التً نسمعها بالكلمات" .إن اللؽة المحسوسة من
التقدٌر واإلٌمان و التعاطؾ" هو بالضبط ما نحتاجه ,وقد ٌحدث هذا التبادل من االحترام بٌن ؼرباء فً
اجتماعاتنا .أنها معجزة .ومع مرور الوقت ندرك أن لدٌنا شبكة أمان مكونة من أناس نثق بهم ,كما ٌمكنا
أن نعتمد على أناس ٌهتمون بنا طوال مسٌراتنا.
إن العبلقات هً إحدى المجاالت التً نظهر فٌها اختبلفاتنا بحدة .البعض منا ٌبقى منعزال ,بٌنما
اآلخرٌن ٌحرصون على إحاطة أنفسهم بالناس .البعض منا ٌطور دابرة اجتماعٌة واسعة وحٌوٌة داخل
الزمالة ,بٌنما البعض اآلخر ٌحتفظ بقلة من األصدقاء الذٌن ٌشعر بالراحة معهم .البعض منا ٌجد أن
عملٌة التعافً كانت هادبة بكل الطرق ,بٌنما البعض اآلخر مازال ٌتؤلم ولكنه ممتنع .البعض منا ٌتوقؾ
عن العبلقات النسابٌة عندما ٌمتنع ,البعض اآلخر قد ٌبدو على نحو جامح قلٌبل .ال ٌوجد مجال معٌن
من التعافً نستطٌع فٌه تقدٌم المزٌد من النصابح .ولكن األشٌاء التً تجمعنا فً الزمالة ال ترتبط بؤٌة
قواعد أو نصابح ,بل أنها ترتبط بطبٌعة مرضنا واألدوات التً نستخدمها لمواجهة هذا المرض .إن ما
نتشارك فٌه هو مرض اإلدمان ومبادئ التعافً قد ترشدنا فً كافة شإوننا.
هناك بعض األمور التً تنطبق علٌنا جمٌعا .فكلنا مرضى ,ومحور مرضنا هو التمركز حول أنفسنا.
ومن أهم األدوات التً نستخدمها لمقاومة المرض هو التعاطؾ ,اإلحساس بؤن اآلخرٌن ٌفهموننا جٌدا,
وقلقنا نحن على اآلخرٌن ٌتٌح لنا الخروج من بوتقة الذات والتواصل مع شًء أكبر .إن التعاطؾ ٌعنً
التواصل مع بعضها البعض ,ورإٌة الجانب المظلم المخفً كما أننا نتفهم معنى الحب واأللم .هذا ٌختلؾ
69
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
عن خشٌتنا من الصدق و إخراج الحقٌقة من داخل شخص ما ,واستخدامها ضده كسبلح .قد نسلم الحقٌقة
لشخص ما على طبق من ذهب ,حقٌقة واضحة ومخٌفة وقد تكون مضحكة أٌضا .ولكننا ال نستخدم هذه
الحقٌقة لفرض السٌطرة على الشخص أو إلهانته .إننا نرى بعضنا البعض ومن خبلل نظرتنا الخاصة
التً تإكد بؤننا نملك روحا أفضل ,وإننا نستطٌع الحصول على مزٌد من النمو.
إن أكثر األشٌاء التً نتؤثر منها فً الزمالة هً عادة ما تكون التحدٌات والصعوبات والتً نتعلم منها
الكثٌر .فقد نتخٌل أننا نستطٌع أن نتعلم المبادئ الروحانٌة من خبلل القراءة عنها ,ولكننا نتعلم معناها
وكٌفٌة تطبٌقها من خبلل مصادمات بعضنا ببعض ,والتً تكون فً بعض األحٌان مواجهات حادة .فً
بعض األحٌان ٌمكن اعتبار عدم تصعٌد صراع ما نوعا من النجاح .قد ال نملك القوة لصنع السبلم,
ولكن بالتؤكٌد نستطٌع أن نجنب العضو الجدٌد من تؤثٌر الموقؾ علٌه ,ونستطٌع تعزٌز أجواء التعافً
حولنا .فً كثٌر من األحوال نرى بعض األعضاء ال ٌحبون بعضهم البعض ولكنهم ٌتجاهلون اختبلفاتهم
لمساعدة عضو جدٌد ,أو زٌارة صدٌق مرٌض أو تقدٌم ٌد العون وقت الشدة .إن الصراع بٌن الحٌاة
والموت واألحداث الدرامٌة التً تنشؤ والتفكك فً الؽرؾ كلها تساعدنا على تنعٌم الجوانب الحادة فً
شخصٌاتنا .إننا نتعلم كٌؾ نعامل بعضنا بؽض النظر عن مشاعرنا وعن تجاربنا السابقة .
إن الزمالة هً التً تؤخذنا بعٌدا عن حالة االنعزال والخوؾ التً ٌشعر بهما المدمن ,وتحملنا إلى الحب
واالهتمام والمشاركة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن .عندما نكون فً خضم أسوأ حاالت الصراع ,فإننا
نكافح لكً نتذكر أننا مرؼوب بنا فً االجتماعات ,وأن هناك أناس نثق بهم ,وٌهتمون بنا وإننا مازلنا فً
وسط الزمالة وعملٌة التعافً .إننا ندرك حاجاتنا الحقٌقٌة .عموما كل عضو سٌسعى للمساعدة ,حتى لو
كان هنا تجارب سٌبة بٌننا .نبدأ فً الثقة بؤننا فً أمان .ومع مرور الوقت ,كلما أبدٌنا اهتماما باآلخرٌن,
وبدأنا نشعر بدعمهم لنا ,نبدأ فً الشعور بقلٌل من األمان .قد تزداد رؼبتنا فً تحمل المخاطر ,وتجاهل
األمور التً ال تسٌر كما نرٌد ,ونجرب طرق مختلفة و فً كل مرة نصبح أكثر استعدادا للمخاطر,
ونجد من ٌقؾ بجانبنا ,لنصل إلى مستوى جدٌد من األمان والثقة.
فً كثٌر من األحٌان نقول لؤلعضاء الجدد بؤننا سنحبهم حتى ٌتعلموا أن ٌحبوا أنفسهم .إن ما نقوم به هو
تبادل الحب من أجل الحٌاة .وهذا حقٌقً بؽض النظر عن الطرٌقة التً نعبر بها عن هذا الحب .البعض
منا ٌكون دافبا وعاطفٌا ,البعض اآلخر قد ٌكون فظا ,ولكن ما نقوم به فً االجتماعات ٌكون مماثبل.
فنحن نوجه اهتمامنا إلى خارج أنفسنا ,ونجد نوعا جدٌدا من الترابطٌ .ذكر النص األساسً بؤن الحب هو
"تدفق طاقة الحٌاة من شخص إلى آخر ".وهذا ضروري فً تعزٌز التعافً .نحن نرتبط مع اآلخرٌن,
ونوكلهم للقوة اإللهٌة .إن االنفتاح على العالم من حولنا ٌعد بمثابة صحوة روحانٌة.
أحد أوجه الترابط التً تنشؤ مبكرا فً مرحلة التعافً عادة ما تكون مع المجموعة المحلٌة (سواء نطلق
علٌها ذلك أم ال) ففً االجتماع نرتبط مع بعضنا ونحضر إلٌه بانتظام .ننظر إلى أعضاء المجموعة
الذٌن ٌرتبطون ببعضهم البعض ,ونرؼب فً أن نحصل على ما لدٌهم .نتعرؾ على اآلخرٌن من
األعضاء الجدد والذٌن ٌخوضون الصراع ,ونقلق بشؤن عودتهم مرة أخرى إلى االجتماعات فً المرة
القادمة .نعطً األمل لؤلعضاء اآلخرٌن ,ونجد األمل ألنفسنا أٌضا .نجد أنفسنا سعداء حقا برإٌة
اآلخرٌن ٌحتفلون بتعافٌهم .ونشعر باالهتمام تجاه اآلخرٌن.
إن إنكار الذات ٌحررنا من تمحورنا حول أنفسنا ,كما أن االهتمام باآلخرٌن وإدراك اهتمام اآلخرٌن بنا
ٌعتبر صحوة أخرى.
70
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن صحوتنا الروحانٌة تظهر بوضوح فً تصرفاتنا .نحن ننضم إلى المجموعة و نجد موجها ونؤخذ
موقعا فً الخدمة .كما نحرص على االلتزام ونقوم بؤشٌاء معٌنة بشكل منتظم .وأٌضا نتعلم طرقا جدٌدة
إلظهار امتناننا و فً نفس الوقت نتعلم أن نصبح أناس ٌعتمد علٌهم .وعندما نقطع التزاما على أنفسنا
فإنا نتعلم قبول المسإولٌة وأن نتشبث بالتزامنا فً األوقات الصعبة ,ونبذل أقصى جهدنا ونطلب
المساعدة ع ندما نحتاجها .نتعلم حدودنا من خبلل التزامنا ,ونعمل على تقبل مسإولٌاتنا ونبقى ملتزمٌن
حتى فً أصعب األوقات ,ونكتشؾ أنه من الممكن أن نرتكب األخطاء .نتعلم أن الصعوبات و
االختبلفات لٌست نهاٌة القصة .قد نقدم الخدمة لتبدأ األنا ,ولكن مع الوقت نتعلم من خبلل الصعوبات أن
نتخلى عن أنانٌتنا ,وهذا هو الهدؾ .نصبح جزءا من شًء أكبر من أنفسنا .لقد قضٌنا معظم فترات
حٌاتنا فً الهدم .والٌوم نجد أن ما ٌجلب السعادة لنا هو أن تكون جزءا من شًء ال ٌنقذ حٌاة اآلخرٌن
فقط ,بل ٌجعل حٌاتهم ذات قٌمة أٌضا.
إن الرؼبة فً الخدمة تنبع من اإلحساس باالهتمام والمسإولٌة ,ومن المهم أن نشٌر إلى أن الخدمة لٌس
مقصورة على ما نفعله داخل نظام الخدمة ,أو حتى داخل زمالة المدمنٌن المجهولٌن فقط .فؤٌا كان
شكلها ,فهً ما نقدمه بسبب اهتمامنا باآلخرٌن .فً االجتماعات قد تعنً ترتٌب المقاعد ,أو التنظٌؾ بعد
االجت ماع ,وقد تعنً تخصٌص وقت للتحدث مع مدمن ال زال ٌعانً من األلم ,أو توصٌل أحد األعضاء
إلى االجتماع ,أو التؤكد من إحساس اآلخرٌن باالحتواء داخل الزمالة .إن هذه األفعال تخلصنا من
التمركز حول أنفسنا .إن الخدمة تفتح أمامنا أبواب التؽٌٌر والحب .وكلما مارسنا إنكار الذات أكثر ,
كلما أصبح من السهل ممارستها ,واإلحساس بنتابجها المثمرة.
الصداقة
قد نختار األشخاص األوابل الذٌن نتقرب منهم خبلل فترة التعافً فقط ألنهم موجودون ,أو ألنهم
ٌحضرون نفس االجتماعات الذي نحضره .عندما نكون فً أزمة ,ال ٌهم إذا كنا نثق بؤحد أم ال ,نسعى
للتواصل ونشعر باالمتنان بوجود شخص ٌؤخذ بؤٌدٌنا وٌجذبنا إلى النجاة .نحتاج إلى الثقة قبل أن ندرك
من هو الذي ٌستحق هذه الثقة .إن هذا التمٌٌز ٌؤتً من التجربة الصعبة التً تتمثل فً الثقة بؤشخاص ال
ٌستحقون ذلك ,والتعرض لئلساءة ,والرجوع مرة أخرى .ومع نمو احترامنا ألنفسنا ,نصبح أكثر دقة فً
من نثق بهم .ونتعرؾ على بعض أكثر ,ولكننا ن ّكون فكرة أفضل عن أنفسنا وما نرؼب فً تحقٌقه فً
صداقاتنا .نبدأ فً إدراك العناصر التً تخلق صداقة صحٌة .إن اإلحساس باألمان ٌمكن أن ٌكون أكبر
فارق فً عبلقاتنا .نبدأ فً الشعور بقدرتنا على الوثوق بالناس ,ونصبح أكثر قٌمة أمام أنفسنا.
إن التقلٌد الثالث ٌعلمنا أننا جمٌعا نلقى قبوال فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن .وإنه لن ٌتم التخلً عنا إذا ما
ارتكبنا أي خطؤ .هنا نبدأ فً اكتشاؾ أنواع مختلفة من العبلقات ,وأنواع مختلفة من الصراعات ,ولكن
األهم أننا واثقون بؤننا سنلقى الترحٌب .من األشٌاء التً الحظناها خبلل التعافً هو وجود العدٌد من
األنواع المختلفة من الصداقات .لذا ٌجب تجربتها ,وإٌجاد الطرق األكثر راحة فً التواصل .وهذه
األشٌاء تتؽٌر أٌضا مع الوقت .إن العبلقات تتسم باالنسٌابٌة وهو ما ٌجعلها تمثل تحدٌا أٌضا .فهً تتؽٌر
طوال الوقت .فقد ٌطلب عضو تجنبنا معرفته لسنوات لقابنا لتناول القهوة معا وسرعان ما نصبح
أصدقاء وقد نجد شخص كنا قرٌبٌن منه وفً وقت ما نجده ٌبتعد عنا وال نجد شٌبا مشترك بٌننا اآلن .إن
توقعاتنا بشؤن أصدقابنا (أو بشؤن شرٌك حٌاتنا ,أو بشؤن الموجه ,أو بشؤن أحد الوالدٌن) ٌمكن أن تبعدنا
من إبراز حقٌقة تلك العبلقات.
71
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نحن نتجاهل األشٌاء التً تبعدنا عن اآلخرٌن وعن أنفسنا .وتساعد الخطوات والتقالٌد على تعلٌمنا كٌفٌة
ممارسة المبادئ وكٌفٌة إزالة الشوابب التً تجعل من الصعب علٌنا رإٌة الحقٌقة" .لقد كانت هناك
أجزاء فً نفسً قد تجمدت ألن طفولتً تعرضت للتدمٌر ",كما ٌوضح أحد األعضاء" .لقد اتخذت
القرار بعدم إتاحة الفرصة ألي شخص أن ٌضرنً مرة أخرى ,وإننً سؤعتمد على نفسً .لقد بنٌت
حولً جدارا عازال ,ال مكان فٌه ألي شخص آخر ,وال حتى قوتً العظمى .لقد احتاج األمر إلى بذل
الكثٌر من الجهد فً الخطوات لكً أدرك أن عبلقاتً المبكرة قد وضعت األنماط لعبلقاتً القادمة".
تمحورنا حول ذواتنا هو صلب مرضنا .وٌجب التعامل مع هذا األمر منذ بداٌة التعافً وباقً حٌاتنا .نبدأ
بتعلم أنها المرة األولى التً ندخل فٌها اجتماعات ,ونشعر بؤنه المكان الصحٌح .هوٌتنا كمدمنٌن والتً
شعرنا بها والمشاعر التً ٌعرفها الناس الذٌن مروا بالمعاناة ,تحطم قٌود التمركز حول أنفسنا وتحررنا
من أنفسنا.
إن الهروب من فخ التمركز حول الذات ٌجعلنا ننفتح على اآلخرٌن ,ونندهش بمهاراتهم ومواهبهم .لقد
أصبحنا أكثر قوة بطرٌق معٌنة وأضعؾ بطرق أخرى .نكتشؾ أننا نستطٌع تقدٌم المساعدة وطلب
المساعدة من نفس الشخص .فهم ٌحتاجون ما حصلنا علٌه ,ونحن نحتاجهم أٌضا .نجد أنفسنا فً عالم ال
ٌكون فٌه أي شخص بالشكل الذي كنا نعتقده .كل فرد له قصته وصراعاته وجوانب قوته وجوانب
ضعفه .نستطٌع أن نتعلم من أي شخص ,وكل شخص .إن التحرر من دور الضحٌة واللوم والخجل ٌتٌح
لنا أن نرى الطرق العدٌدة التً تربطنا مع الناس من حولنا ,حتى هإالء الذٌن لم نعرفهم بعد.
إن هبات التعافً متوفرة أمامنا كلنا ,وتؤتً من خبللنا جمٌعا .نشعر بفرحة وحزن كل واحد فٌنا ,ونرى
بعضنا ونحن ننمو ونسعى إلى مساعدة بعضنا البعض حتى لو كان األمر ال ٌمسنا .إن التعاطؾ هو
القدرة على التواصل مع اآلخرٌن على مستوى القلب والروح .إن تعلم تطوٌر التعاطؾ ٌحتاج إلى
تطوٌر الوعً بعٌدا عن أنفسنا .نطور قدرتنا على االهتمام والرعاٌة ,حتى فً بعض الحاالت نمنح
الحب ل لناس بدون أي مقابل .إن التعاطؾ ٌساعدنا على االجتماع مع بعضنا البعض أٌنما كنا.
هنا تحدث المفارقة .نحتاج إلى تطوٌر التعاطؾ واالهتمام تجاه اآلخرٌن واالبتعاد عن التمركز حول
الذات ,بدون أن نفقد نظرتنا عن أنفسناٌ .مكن أن نتؤرجح بٌن النقٌضٌن من التمركز حول الذات إلى
إهمال الذات ,ثم العودة مرة أخرى .عندما نجد أنفسنا قد وقعنا فً هذا النمط ,قد نشعر باإلحباط
واالستٌاء .عندما نقوم بجرد أنفسنا نجد أن رؼبتنا فً االنصهار فً احتٌاجات شخص آخر لٌست أنانٌة
على اإلطبلق ولكن الرؼبة فً التحكم ,حٌث أن اإلحساس بعدم القدرة على التخلً عنها قد ٌمنحنا بعض
الشعور باالهتمام .عندما نبتعد عن التمركز على الذات فإننا ال نفقد هوٌتنا ,بل نعززها .وهناك دابما
فرصة للتعاطؾ وترسٌخ مفاهٌم الحب .ندرك أننا فً حد ذاتنا نستحق الحب واالهتمام بنا من قبل
اآلخرٌن ,ومن قوم أعظم من أنفسنا .إننا جمٌعا نملك الفرصة لتجربة هذه الحرٌة .ولكن قد ٌحتاج األمر
لبعض منا إلى وقت أطول عن اآلخرٌن .إننا نخرج ونعود إلى التمركز على الذات ,كلما تعلمنا التفرقة
بٌن احتٌاجاتنا ورؼباتنا ومخاوفنا.
نكتشؾ أرواحنا المتقاربة هنا فً ؼرؾ االجتماعات أشخاص ٌستطٌعون فهمنا .نضحك على طرابؾ
بعضنا البعض ,وعلى تجاربنا .عندما نشعر بالراحة مع التؽٌرات التً تحدث لحٌاتنا ,نجد الجانب المرح
فً كثٌر من األمور الضخمة التً واجهناها فً األٌام األولى من التعافً .ولكن عندما كنا فً علمٌة
النمو تلك ,لم تكن تلك األمور مضحكة على اإلطبلق .إن أصدقاءنا فً عملٌة التعافً ساعدونا لنضحك
72
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
على أنفسنا .إنهم قادرون على رفع معنوٌاتنا أو تحطٌمها ,ولكن فً النهاٌة ٌقبلوننا كما نحن .إن
الصداقات التً نقٌمها خبلل فترة التعافً تعتبر من بٌن أكثر العبلقات متانة.
البعض منا ٌستخدم كلمة "العابلة" لٌصؾ مدى االرتباط بهم ,وفً بعض األحٌان قد ٌكون هذا هو
الشعور الحقٌقً تجاههم .عندما نقضً االجازات معا ,ونحتفل بالمناسبات السعٌدة والتعٌسة ,ونشاهد
المبارٌات معا .أحدى العضوات تإكد بؤن المجموعة المحلٌة مثل العابلة ,لٌس فقط فً قوة العبلقة ,بل
ألننا ال نختار أفرادها مسبقا .تقول معلقة" :البعض منهم صعب التعامل بالفعل ولكنهم ٌنتمون إلٌنا,
ونحبهم كما هم ".البعض منا لدٌه أقارب فً ؼرؾ االجتماعات أو ٌتشاركون فً مرحلة التعافً ,وقد
ٌكون أعضاء زمالة المدمنٌن المجهولٌن جزءا من حٌاة أطفالنا ,ووالدٌنا ,وزوجاتنا .أحد األعضاء كان
ٌحرص على إحضار أمه معه فً جمٌع فعالٌات زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,حٌث كانت أمه كبٌرة فً
السن ووحٌدة ,وسرعان ما أصبحت أما لجمٌع األعضاء الذٌن كانوا ٌتوقون إلى العبلقات العابلٌة.
البعض ٌنظر إلى الزمالة بؤكملها على أنها عابلته ,بل أن عادة ما ٌكون هناك واحد أو اثنٌن على فً
المكان ٌحٌون بقولهم "مرحبا بعابلتً" عندما ٌبدإون مشاركاتهم باالجتماعات .ولكن البعض منا قد
ٌشعر بعدم الراحة فً ذلك ,خاصة إذا كانت عاببلتنا تتسم بالعنؾ أو عدم األمان ,أو إذا كنا قد مررنا
بتجربة مع شكل آخر من المجموعات التً كانت تطلب من أعضابها إحضار ضامن مقابل عضوٌتهم,
ٌبدو الحدٌث عن زمالة المدمنٌن المجهولٌن كعابلة خطرا بالطرق التالٌة :فقد نحدد ما نعتقد ,كؤن نعتقد
بؤنه سٌطلب منا التضحٌة بؤنفسنا أو أن نضع أنفسنا فً ضرر ما من أجل العابلة .بالنسبة لبعضنا ال
ٌحمل هذا األمر أي تهدٌد على اإلطبلق .إننا ال نملك اللؽة التً تساعدنا على وصؾ أنواع عبلقاتنا فً
زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,خاصة بعد أن بقٌنا هناك لفترة طوٌلة.
نحن نستمر معا فً كفاحنا الٌومً من أجل الحٌاة ,المشاعر العاطفٌة ,والعبلقات المحطمة ,ومشاعر
الوالدة والموت .إن إحساسنا بالترابط ٌتعمق داخل أنفسنا .قد ال ٌكون لدٌنا دابما نفس عمق العبلقات
مثلما كان فً السنوات القلٌلة الماضٌة ولكن تؤصل العبلقات هذا والذي ٌنمو ٌبدو جمٌبل أٌضا عندما
تتواصل العبلقة مع الناس الذٌن كانوا ٌشكلون جزءا من التعافً فً مرحلته المبكرة ,إن عامل الوقت
ٌضٌؾ شٌبا على تلك العبلقات .إننا نتمتع بعبلقات طوٌلة استطاعت مقاومة العواصؾ العاتٌة ,أشخاص
نراهم مرتٌن فً العام ولكنهم ٌتواصلون معنا بسهولة فابقة وكؤن الوقت لم ٌفصلنا ,أشخاص أنقذوا
حٌاتنا وال نراهم لسنة أو حتى لعقد كامل ,أشخاص ٌشكلون نسٌجا مترابطا فً حٌاتنا الٌومٌة .هذه هً
العبلقات العاطفٌة التً تتجاوز ما نعرفه عن الصداقة ,ولكنها ال تتماشى بالضبط مع ما نعنٌه بالعابلة.
إننا نبنً عبلقات طوٌلة األمد و نكتشؾ نوعا من األمان لم نتخٌله من قبل كلما استمرٌنا فً التعافً .
نعرؾ بعضنا البعض جٌدا .لقد شاهدنا بعضنا ٌنمو وٌكبر فً السن ,وفً الخطوط المرسومة على
وجوهنا نجد الضحكات والصراعات التً تشاركنا فٌها طوال الوقت .قد نبدو أكثر قربا فً وقت ما,
وأكثر بعدا فً أوقات أخرى ولكن إدراكنا بؤننا بجانب بعضنا البعض فً وقت الحاجة ٌقلل من شعورنا
بؤننا وحٌدٌن فً هذا العالم .إن الحب والتواصل ٌبدو أكثر عمقا عن أي تجربة مررنا بها.
إن الطرٌقة التً نحب بها فً مرحلة التعافً ٌمكن أن تكون عمٌقة وجمٌلة .نتعلم كٌؾ نحب بعضنا,
لٌس فقط زمبلء مدمنٌن ,ولكن عاببلتنا والذٌن هم حولنا بقوة هابلة لم نكن نتخٌلها .الكثٌر منا ابتعد عن
الحب فً وقت اإلدمان .إن من أحبنا فً ذلك الوقت قد جعلنا نشعر بالعار .فً مرحلة التمركز حول
الذات تبدو طرق مبادلتنا الحب ال تفً باحتٌاجاتنا ومتطلباتنا المتنامٌة دابما .ولكن عندما حصلنا على
73
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الرعاٌة البلزمة واالهتمام والدعم قمنا باستؽبللها .البعض منا نشؤ فً منزل ملًء باإلدمان أو فً
ظروؾ أخرى لم ٌشعر فٌها بالحب الحقٌقً أو كان الحب ٌؤتً وٌذهب بشكل عشوابً حتى تعلمنا أال
نثق به.
إن العبلقات دابما ما تشهد تطورا وننتقل دابما إلى أفاق جدٌدة مع نمو وعمق عبلقاتنا .سٌكون هناك
دابما أخطاء .لكن القدرة على إدراك األخطاء ومحوها واالنتقال إلى المرحلة التالٌة هً هبة الخطوة
العاشرة ولٌس مجرد أننا قادرٌن على الحفاظ على المشكلة صؽٌرة وتجنب تفاقمها .إننا نصارع االعتقاد
بؤننا لسنا طٌبٌن بالدرجة الكافٌة .المشكبلت البسٌطة قد تضخم إحساسنا بؤننا ؼٌر مدهشٌن أو ؼٌر
مرؼوب فٌنا وؼٌر جدٌرٌن بالعبلقة .وحتى بعد سنوات عدٌدة من التعافً ,نجد أنفسنا نتؤرجح بٌن تجنب
المسإولٌة عن المشكلة ,واالعتقاد بؤن الخطؤ منا .إن االستسبلم ٌحررنا من اإلحساس بؤنه ٌجب علٌنا
القٌام بالتعوٌض العتقادنا أننا كنا سٌبٌن .نستطٌع أن نستسلم ونهتم بالشًء الذي لنا دور فٌه وإهمال
الباقً .إن تقبل فكرة أننا نرتكب األخطاء وأن هذا لٌس نهاٌة العالم أو نهاٌة عبلقتنا ٌعد جزءا من
تصالحنا مع إنسانٌتنا.
نستطٌع أن نتشارك بصدق مع بعضنا البعض .فبعٌدا عن اإلدمان نحن بشر :أعضاء فً مجتمع لدٌهم
مزاٌا وعٌوب مثل أي شخص آخر ,إننا قادرون على أن نحب وأن ُنحب ,وأن نهتم باآلخرٌن ونساهم
فً سعاد تهم .خبلل عملٌة التعافً نبنً عبلقات مع أنفسنا ومع أعضاء الزمالة ,ومع القوة اإللهٌة .فً
النهاٌة إن ما ٌحدث هو أننا نشعر بحب اآلخرٌن لنا ودعمهم وفً نفس الوقت نتعلم أن نقٌم عبلقات
صادقة بدون أسرار أو مراوؼة .قلبً ٌتدفق بالحب األمان فً الزمالة.
أبناء األرض ,اصحاب المبادئ والمتحضرون كلها اسماء نستخدمها لنمٌز أنفسنا عن الناس خارج
الزمالة ,ونعزز خطؤ شعورنا بالتمٌز .نحن فً صراع مع خوؾ بؤن اندماجنا كثٌرا فً العالم الخارجً
سوؾ ٌخرجنا من عالم زمالة المدمنٌن المجهولٌن .إن كل منا ٌسعى إلى تحقٌق التوازن الذي ٌتٌح لنا
المشاركة فً العالم بدون التضحٌة بالتعافً أو تعرٌض أنفسنا للمخاطر.
فً ظل وجود قاعدة من األمان واأللفة فً الزمالةٌ ,صبح من السهل الخروج إلى العالم الخارجً .إن
تعلم كٌفٌة الحٌاة وتطبٌق التقالٌد ٌمنحنا مهارات خاصة تلقى ترحٌبا خارج ؼرؾ االجتماعات .إن
الرؼبة ,والصدق ,واإلٌمان بالوحدة ,واإلٌمان ببرنامج تجعل منا أناس ذوي قٌمة عالٌة فً أي مكان
نختار أن نخدم فٌه .إننا ندرك كٌؾ نجعل أنفسنا مفٌدٌن ولدٌنا المقدرة على التعلم ,وكٌؾ ٌمكن أن
74
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نظهر االحترام ونتٌح لآلخرٌن فرصة التحدث .إن القدرة على التركٌز على الهدؾ األساسً والعمل
بإبداعٌة فً سبٌل تحقٌقه ٌعد جزءا من طرٌقنا فً الحٌاة والذي ال نستطٌع حصر قٌمته للعالم أجمع .إن
تعلم الخدمة ٌمنحنا مهارات قٌادٌة .ولكن عبلقاتنا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن هً التً تدفعنا إلى أداء
عمل محدد ,وهذا هو أحد األسباب المهمة التً تدفعنا إلى االنضمام إلى الزمالة.
بالرؼم من كل ما نقوله عن زمالة المدمنٌن المجهولٌن باعتبارها البٌت أو المكان الذي نحتاج أن نكون
فٌه ,أو المكان الذي نلقى فٌه كل الترحٌب ,فإننا فً بعض األوقات نفقد الطرٌق إلى األشٌاء الجمٌلة التً
نملكها .عندما نتٌح لآلخرٌن أن ٌتعرفوا على تعافٌنا وأهمٌة وجود الزمالة فً حٌاتنا ,فإننا قد نندهش من
مدى جاذبٌة هذا األمر .فلٌس من المعتاد بالنسبة لنا أن نسمع شخصا ؼٌر مدمن ٌقول "أتمنى أن ٌكون
لدي ما تملكونه ".فهم قد ٌرون الروعة فً هذه الهبات التً حصلنا علٌها ,ولكنهم قد ال ٌدركون
الصع وبات فً زمالتنا ,أو الصعوبات التً مررنا بها "للحصول على مكاننا" .وإذا كانوا محظوظٌن فلن
ٌفهموا السبب أبدا .قد نشعر بالسعادة لحظهم السعٌد لعدم إدمانهم ,ولكننا نشعر باالمتنان بما لدٌنا.
نتعلم أن نهتم ونشارك اآلخرٌن .وبالرؼم من أن الحدود قد تكون مختلفة مع الناس فً الخارج ,إال أن
المبادئ التً تعلمناها فً مرحلة تعافٌنا ٌمكن ممارستها فً جمٌع شإون حٌاتنا .إن الصدق والسكٌنة
صفات تلقى تقدٌرا فً كل مكان وزمان .فً بعض األحٌان نفكر بؤن لدٌنا همومنا وآالمنا ,بٌنما
اآلخرٌن لدٌهم قصصهم أٌضا .عندما نتشارك تلك الهموم معا فإننا نتعلم من بعضنا البعض.
العائلة
إن عبلقاتنا مع عاببلتنا ٌمكن أن تشكل واحدة من أكبر التحدٌات .فبل توجد مجموعة مشاعر محددة تجاه
أفراد األسرة .فهناك أوقات نرى طفولتنا من وراء عدسات وردٌة ,وأوقات أخرى ننسى أي فرحة أو
قٌمة موجودة على اإلطبلق .إن القابمة الحقٌقٌة والخٌالٌة آلالمنا على الجانبٌن قد تكون صعبة لكً
نجتازها .وسواء كانت مازالت جزءا من حٌاتنا أم ال ,فإن عبلقتنا مع أسرتنا تشكل جانبا حساسا لنا
جمٌعا.
إذا كان لدٌنا عبلقة ثابته مع عاببلتنا ,فقد ال نستطٌع أن ننتظر حتى نحصل على الخطوة التاسعة
لمواجهة كل الصعوبات فً تلك العبلقات .وسواء حاولنا تؽٌٌر عبلقاتنا مع عاببلتنا أم ال ,فإننا نتعامل
مع تبعات أفعالنا ,ونتابج التعافً فً كل مرة نراهم.
إن التعوٌض ٌعنً التؽٌٌر ,وعبلقاتنا مع عاببلتنا تتؽٌر فً مرحلة التعافً .البعض منا ٌختار أن ٌضع
حدودا جدٌدة فً العبلقةٌ .تذكر أحد األعضاء قاببل بؤنه قد ٌجب أن ٌبتعد قلٌبل لفترة ما" :لقد كانوا
أشخاص جٌدٌن ,ولكن كان علً أن اكتشؾ نفسً ,ولم أكن استطٌع ذلك داخل عابلتً" .عضوه أخرى
ترى أن التعوٌضات ال ٌعنً تحمل سوء استؽبلل أو معاملة أي شخص ,ورأت أنها تستطٌع أخٌرا أن
تبتعد عن ذلك المنزل المدمر.
على جانب آخر ,ومع تواصل مرحلة تعافٌنا ,الكثٌر منا ٌرؼب فً عبلقات أقرب من السابق مع
عاببلتهم .نحن نشعر بالمتعة مع عابلتنا ,والقدرة على التواجد والمشاركة كعضو منتج و مسإول فً
البٌت وهذه هً المكافؤة التً نحصل علٌها .إن ما نتعلمه حول العضوٌة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن
ٌمكن أن ٌنطبق على عاببلتنا أٌضا .عندما نتصرؾ بذهن متفتح ورؼبة فً الخدمةٌ ,كون العابد أكبر
75
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
مما نبذله .فً بعض األحٌان ٌوجد هناك مردود مباشر ٌتمثل فً إٌجاد الحب والعبلقات الجٌدة مع
أشخاص نهتم بهم .حتى عندما ٌكون المردود ؼٌر مباشر ,فإننا نشعر به مع مرور الوقت :إن تصحٌح
سلوكنا عبارة عن شًء ال نتلقى استجابة علٌه من اآلخرٌن ,ولكنه ٌساهم فً تؽٌٌر عبلقاتنا مع أنفسنا,
ومع القوة اإللهٌة ,ومع العالم من حولنا .عندما نتعلم أن نتصرؾ بدون ؼضب ,أو استٌاء ,أو خوؾ
فإننا نطور نمونا العاطفً بدرجة لم نكن نتصورها.
إنه نوع من التحدي أن نستطٌع تجاهل طرٌقتنا القدٌمة مع عاببلتنا ,خاصة إذا كانت تلك الطرق تعمل
لمصلحتنا .فً بعض األحٌان تعطٌنا الخدمة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن نظرة على شكل تصرفاتنا
فً البٌت .قد نرى أنفسنا نلعب نفس األدوار التً نلعبها فً مواقع آخرى فً حٌاتنا :نتصرؾ كضحاٌا
أو كمنقذٌن ,كوسطاء أو اصحاب مبادرات .وفً بعض األحٌان تكون تلك التصرفات إٌجابٌة وفً بعض
األحٌان ال تكون .ولكن قدرتنا على إدراك تلك التصرفات فً مجال معٌن من حٌاتنا ٌتٌح لنا تؽٌٌر
سلوكنا فً جمٌع شإوننا.
عندما ٌعتاد الناس على إنقاذنا أو تحمل المسإولٌات عناٌ ,بدو من األسهل تركهم ٌواصلون ذلك .ولكن
عندما نطبق برنامجنا ,فإننا ندرك الثمن الذي ندفعه لعدم تحمل المسإولٌة عن اآلخرٌن سواء فً
عبلقاتنا ,أو وظابفنا ,واألهم من ذلك فً أرواحنا .إن االبتعاد عن االعتماد على اآلخرٌن ٌمكن تحقٌقه
بسهولة .نحن نشعر باالمتنان تجاه هإالء الذٌن ٌحاولون مساعدتنا سواء قبلنا أم رفضنا مساعدتهم .إننا
نحاول أن نبقً فً أذهاننا حكمة التقلٌد السابع" :كل شًء له ثمنه ,بؽض النظر عن النواٌا ".نحن نسعى
إلى قبول المساعدة عندما نحتاج لها ,وأن نبتعد إذا استطعنا .هناك قدر كبٌر من الحرٌة فً تحمل
مسإولٌة أنفسنا .نستطٌع أن ننظر إلى أنفسنا بعٌوننا نحن ,وأن نكون واضحٌن بشؤن دوافعنا.
بعد سنوات طوٌلة من التعافً ,وجدت إحدى العضوات نفسها فً موقؾ ٌستدعً أن تتولى رعاٌة أبوها
وأمها ,التً مرت معهم بؤوقات صعبة أثناء فترة نموها" .مإخرا أصبح من الواضح كم هم ٌتسمون
باإل نسانٌة والطٌبة" كما تقول" .لقد كنت أشعر باألسى عندما ال ٌتعرؾ أبً علً ,ولكن لٌس هذا هو
المهم ,ألننً أتذكر من هو ".إن بعض من أصعب اللحظات فً حٌاتنا تحتوي على مفاتٌح الندمال
جروحنا وآالمنا العمٌقة .لذا فً التعافً قد تؤتً الهبات عندما ال نسعى إلٌها ,وعندما نفكر فً الخطوة
الصحٌحة التالٌة.
قد نستؽرب الطرق العدٌدة التً ٌتصرؾ فٌها الناس خبلل تلك المواقؾ .حتى عندما نبحث عن مساعدة
خاصة لمواجهة عبلقاتنا فً الطفولة ,وعبلقاتنا مع عاببلتنا ,فإنه ال ٌجب إٌقاؾ التعافً فً زمالة
المدمنٌن المجهولٌن ,بل على العكس ألن أساسٌات برنامجنا تساعدنا فً صراعنا مع مشاعرنا وذكرٌاتنا
القوٌة .وعندما ٌقدم أشخاص آخرون لنا الحب والتعاطؾ ,فإننا نتعلم أننا لسنا وحٌدٌن كما كنا نعتقد.
عندما نوجه نظرة صادقة على حٌاتنا نستطٌع أن نرى الطٌب والسٌا فً معظم عاببلتنا .إن عملٌة
التعافً تتٌح لنا حرٌة اختٌار ما نرؼب فً جلبه من الماضً وما نرؼب فً تركه خلفنا .إنه لٌس من
السهل القٌام بذلك ,ولكن القدرة على اتخاذ القرار تعزز من قوتنا على أداء ذلكٌ .ذكرنا بعض األعضاء
القدامى "إذا ال كنت تعرؾ ما ترٌده ,فلن تحصل علٌه".
إن كثٌر من أنماط العبلقات التً بقٌت معنا طوال حٌاتنا هً نتاج فترات مبكرة من حٌاتنا .فنحن لم نولد
بكل هذا الضرر .ولكننا نعٌش بؤحداث ماضٌنا ,وبعضها قاسً .إن سوء المعاملة ٌؤخذ الكثٌر من
76
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
األشكال ,ولٌس كل ما تحتوٌه تجربتنا ٌمكن ذكرة .وبؽض النظر عن مكاننا فً تلك المعادلة ,فإن
ذكرٌاتنا تطاردنا .إن تجاربنا حافلة باألمور التً تكرر مرات ومرات :الخجل ,الخوؾ ,اإلٌمان
بضرورة تبرٌر وجودنا ,واإلحساس بالؽربة عن أنفسنا ,وعن أجسادنا ,والناس اآلخرٌن .وٌظهر ذلك
فً عبلقاتنا فً شكل مشاعر إحباط .وٌبدو من الصعب أمامنا تكوٌن عبلقة صحٌة ومحبة ,لذا فإن أول
مإشر على التوتر والخبلؾ ٌبدو مإكدا لشكوكنا .نتحرك بعٌدا قبل أن ٌتاح لخوفنا فرصة التحول إلى
حقٌقة أو ٌثبت عكسه.
إن التصالح مع تجاربنا ٌحدث مع الوقت ,ففً فترات :هناك أمور ٌجب مواجهتها على الفور إذا كنا
نرؼب فً مواجهة الحٌاة ممتنعٌن ,وأمور ٌجب أن نطور من أجلها أساس راسخ فً مرحلة تعافٌنا حتى
ٌمكننا مواجهتها .إن ما حملناه معنا وكان األثقل فً رحلتنا ؼالبا ما ٌكون مشاعر الٌؤس .هناك أوقات
نشعر فٌها باإلحباط من أن نجد أنفسنا نواجه نفس األمور التً تعاملنا معها لسنوات طوٌلة ماضٌة,
ولكننا نجد حرٌة أكبر عندما نواصل تحطٌمها .عندما نقع فً قبضة األنماط القدٌمةٌ ,جب أن نتذكر
الخطوط الحمراء :ال تتعاطى ,أٌا كان السبب! قد ٌكون هناك وقت طوٌل بٌن العمل الذي نقوم به بشؤن
أمر معٌن ,وبٌن وعٌنا بؤنه قد حدث تؽٌٌر فً حٌاتنا.
بالنسبة لهإالء الذي ٌملكون تجاربا طوٌلة من العبلقات المإلمة ,قد ٌكون من المستؽرب أن ٌبلحظوا
عدد العبلقات الدابمة والمحبة التً ٌتمتعون بها فً الزمالة .فالحب ٌتسلل إلٌنا .إن حقٌقة وجود هذا
الحب فً حٌاتنا ٌساعدنا بهدوء على اندمال الجروح التً ال ٌستطٌع شًء آخر أن ٌصل إلٌها.
نتعلم أن نستمع جٌدا ,ونتواصل بطرٌقة نستطٌع من خبللها أن ٌستمع إلٌنا .ومثلما ٌكون دورنا
كموجهٌن فً الزمالة ,نتعلم أن نلتقً بؤطفالنا عند النقطة التً ٌقفون عندها .واألهم من ذلك نتعلم عندما
نبعد فكرة التمركز حول الذات بعٌدا عن طرٌقنا ,فإننا نكتشؾ الحب ,والتعاطؾ ,والتراحم ,والعبلقات
الودودة .عندما نتصالح مع أنفسنا ,نجد السبلم فً كل ما حولنا ,بما فً ذلك أطفالنا .وربما تكون أفضل
هدٌة نقدمها ألطفالنا هو قبولهم ألنفسهم .ونظرا ألننا ال نستطٌع أن نعطً ما ال نملكه ,فإن ما نرؼب فً
تحقٌقه فً أطفالنا ٌستطٌع أن ٌكون القوة المحركة لنا فً رحلتنا.
إن إنجاب األطفال هو التزام مدى الحٌاة ,سواء دخلنا التجربة بحرص وبعد تفكٌر أو كانت مفاجؤة
بالنسبة لنا .إن من األشٌاء التً تمٌز عبلقة األبوة عن ؼٌرها من العبلقات فً التعافً هو الثبات
واالستقرار :فنحن ال نتوقؾ عن كوننا آباء ,حتى لو كنا لسنا مع أوالدنا طوال الوقت .وسواء كنا معهم
طوال الوقت أو ال نراهم على اإلطبلق ,فإن حقٌقة كوننا آباء ٌعطٌنا لطاقة الحب التً قد لم نشعر بها
77
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
من قبل .نحن أصبحنا أكثر قوة وأكثر ضعفا عن ما كنا نتخٌل .إن إنجاب األطفال ٌعرضنا لروابط
أعمق مما مر بنا فً حٌاتنا ,ولكنها تجربة العمر أٌضا.
الكثٌر منا ٌعتقد أن كونه أبا ٌعنً القدرة على أداء مهمة األب بشكل فطري ,وأنه من الصعب طلب
المساعدة .إن مبدأ التفتح الذهنً ٌساعدنا على أن نظل قادرٌن على التعلم ,ونبحث عن المعلمٌن من
حولنا .البعض منا ٌجد الدعم الذي ٌحتاجه من خبلل اصطحاب أطفاله إلى االجتماعات وتربٌتهم فً
أجواء الزمالة ,البعض اآلن لدٌه أطفال ال ٌعلمون على اإلطبلق أنه ٌمر بمرحلة التعافً .أٌا كانت
اختٌاراتنا بشؤن عاببلتنا وتفاعلنا مع أعضاء الزمالة ,نحن ندرك أن المهارات التً نتعلمها فً الزمالة
تجعلنا أفضل كآباء ,وشركاء للحٌاة ,وأطفال آلبابنا فً أي مرحلة من حٌاتنا.
هناك نطاق واسع من الخبرة فً كوننا آباء فً مرحلة التعافً .البعض منا ٌصطحب أوالده معه خبلل
مرحلة اإلدمان ومرحلة التعافً ,البعض ٌبدأ تكوٌن أسرة جدٌدة بعد التعافً ,البعض لٌس لدٌه أطفال
ولكنه ٌصبح جزءا مهما من حٌاة األطفال .من الصعب التحدث عن تجربة بدون تجرٌدها من النظرٌات
المختلفة أو المعتقدات الخاصة باألبوة ,أو حتى الطرق المختلفة للتواصل .كلنا نملك وجهات نظر حول
ما هو الصحٌح وما هو الخطؤ .إن التعافً فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ٌمنحنا الحرٌة فً إدراك ما هو
صحٌح بالنسبة لنا وفرصة عٌش حٌاتنا بؤفضل قدراتنا .وكما أنه ال ٌوجد نموذج مثالً للمدمن المتعافً
فإنه ال ٌوجد نموذج لؤلب المتعافً.
عندما نتحمل مسإولٌة أوالدنا فقد ٌصعب التفرٌق بٌن ما هو تحت السٌطرة وما هو خارجها .إن كتابة
الجرد الشخصً ٌساعدنا على تحدٌد ما نإمن به حتى نستطٌع أن نتصرؾ على أساسه" .لقد ذهلت
عندما علمت إننا ننتظر طفبل .لم أعرؾ ماذا أفعل .لقد طلب منً موجهً أن اكتب بعض األسبلة
البسٌطة التً قد تكون مفٌدة لً .ما هو الطفل؟ ما هً احتٌاجات الطفل؟ ما هً مسإولٌات الطفل؟ ما
معنى األب؟ ما هً مسإولٌات اآلباء؟ إن األبوة تعتبر إحدى المجاالت التً قد ٌإدي تمركزنا حول
ذواتنا على اإلضرار بها .إن المرور بمرحلة التعافً ٌساعدنا على االبتعاد من التمركز حول الذات,
وٌساعدنا عندما نحاول إعادة تشكٌل سلوكٌاتنا القدٌمة التً ال نرؼب فً نقلها إلى الجٌل الجدٌد .إن
العٌش بصدق ونزاهة ٌعدنا للتؽٌٌر .إننا كقدوة ألبنابنا ٌعلمهم أكثر مما تستطٌع الكلمات.
إذا كنت منفصبل عن أطفالك لفترة من الوقت فقد تحتاج إلى التعرؾ علٌهم مرة أخرى حتى تستطٌع
التعامل معهم .وهناك دابما صراع عندما تحاول التجمع مرة أخرى مع أطفالك ,فهم لدٌهم مشاعرهم
الخاصة عن ما حدث ,وقد ٌكون من المإلم أن تعرفها .إن عبلقاتنا مع أوالدنا قد تتسمم لٌس فقط بسبب
الضرر الذي تسببنا فٌه ألطفالنا ,بل بسبب الشعور بالذنب والخجل مما حدث.
إن كراهٌة الذات تعد شكبل آخر من أشكال التمركز حول الذات ,وتجعلنا ال نرى احتٌاجات الشخص
الذي أمامنا .عندما نخرج عن الطرٌق ندرك أننا قد نكون آباء جٌدٌن فً أي مرحلة من مراحل حٌاة
أبنابنا ,حتى لو كانوا بالؽٌن ,فمازال لدٌنا ما نعطٌهم .إن تجربتنا مع الخدمة الخالٌة من األنانٌة تعلمنا
بؤنه إذا كان لدٌنا رؼبة ,فإن فرص مساعدتنا سوؾ تظهر أمامنا.
"لقد تركت أطفالً ٌبدإون بالحب .لقد أظهروا لً الدؾء والحنان الذي لم أعرفه من قبل ,وتعلمت أن
أتوقؾ عن السٌطرة على مشاعري واالستمتاع باللحظة ",تقول إحدى األمهات أثناء التعافً" .إن عابلة
زوجً الكبٌرة والدافبة علمت أطفالً كٌؾ ٌحبون وٌظهرون هذا الحب .إننً أتعلم منه كٌؾ أقبل حبهم
78
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
حتى لو كنت أشعر بعدم الراحة ".إن جزء من المتعة وصعوبة األبوة هو أننا نخضع للتجربة طوال
الوقت .فلٌس هناك طفلٌن متشابهٌن ,ولٌس هناك والدٌن متشابهٌن أٌضا .إننا نتعلم أن نكٌؾ معتقداتنا
حسب الحقٌقة ,نتؤكد من سلوكنا ونستخدم األدوات التً تعلمناها فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن لنبنً
أسرة نكون سعداء بانتمابنا إلٌها.
بل حتى أفضل اآلباء قد ٌؤتً علٌهم وقت ٌشعرون فٌه بعدم الثقة بحبهم ألوالدهم .نحن بشر ولسنا من
خلقهم ,وقد ٌؤتً الوقت الذي ٌكون فٌه عدم القٌام بتصرؾ خاطا هو أفضل ما نقدمه .إحدى العضوات
تقول" :أجلس على ركبتً وأدعً من أجل أن تمر اللحظة التً أرؼب فٌها فً ضرب أوالدي ",كما
تقول سٌدة أخرى" .أذهب إلى ؼرفتً وأدعو أن أنام ".إن اإلحباط والخوؾ قد ٌقودنا إلى ردة فعل
بطرٌقة اعتقدنا أنها أصبحت من الماضً .نحن لسنا كاملٌن ,ولكننا ننمو .لقد بدأنا بعدم إٌذاء اآلخرٌن,
واكتشفنا إننا نستطٌع أن نكون أفضل إذا كانت لدٌنا رؼبة المحاولة.
إن إنجاب األطفال ونحن فً مرحلة اإلدمان عملٌة صعبة دابما ,فحتى أسوأ اآلباء ال ٌرؼبون فً إٌذاء
أوالدهم ,ولكن إدماننا ٌعرضهم للضرر بما نفعله وبما ال نفعله .البعض منا ٌبذل أقصى طاقته ,ولكنه ال
ٌستطٌع التوازن" .لقد اعتقدت أنه لكً أكون أبا جٌدا لطفلً ٌكفً أن اشتري له الوجبات السرٌعة
واأللعاب من المال الذي سرقته" كما ٌقول أحد األعضاء .فً كثٌر من األحٌان ٌبدو من األفضل إذا لم
نكن بجانب أطفالنا .نتركهم آلباء آخرٌن ,أو مع أقاربنا ,أو فً الرعاٌة
بٌنما نواصل نحن اإلدمان ,ونجد عندما نتعافى أن الرؼبة فً أن نكون آباء جٌدٌن لم تكن كافٌة إلخراج
األبوة من نفوسنا .البعض منا كان متواجد جسمانٌا ,ولكنه ؼابب عاطفٌا أو ؼٌر قابل للتوقعٌ ",قول أحد
األعضاء" .ال حاجة إلى اإلنكار ,وال توجد طرٌقة للتخلص من األذى .سوؾ أقضً كل حٌاتً أحاول
إصبلح ما أفسدته "
ندرك أننا تسببنا فً الضرر ألطفالنا ,ولكن فً بعض األحٌان ننسى أطفال اآلخرٌن الموجودٌن حولنا
أثناء اإلدمان :قد نكون حاضنً أطفال أثناء التعاطً ,أو قد نتجاهل أو نسا معامبلت األطفال فً
األماكن التً نتعاطى فٌها .إذا لم نستطٌع توقٌؾ هذا األذى فعلى األقل قد نوقؾ المزٌد منه .هذا فً حد
ذاته ٌإدي إلى اختبلؾ .إن البرنامج ٌساعدنا على إٌقاؾ الضرر ,وٌتٌح لنا فرصة مشاركة التجربة مع
اآلخرٌن من خبلل اجتماعات الرعاٌة ,وقوة النموذج .نستطٌع أن نحطم الدابرة فً عاببلتنا ,ونساعد
اآلخرٌن على أن ٌكونوا أفضل مع أوالدهم أٌضا.
على جانب آخر البعض منا قد ٌرؼب فً تحمل مسإولٌة أكبر من التً ٌستطٌع بالفعل التحكم فٌها .نرى
أبنابنا ٌعانون ونمٌل إلى لوم أنفسنا على المصاعب التً ٌمرون بها .نتوقع األسوأ على ضوء تجربتنا.
إنه نوع آخر من التمركز حول الذات حٌث ال نرى أوالدنا لٌس كما هو أو هً ,ولكن صورة أخرى
ألنفسنا ,وألبوتنا ,أو قراراتنا" .لقد كنت أعتقد أن ابنً نسخة منً ",كما قال أحد األعضاء" .لقد اعتقدت
أنه سٌحب نفس األشٌاء وٌرؼب فً نفس األشٌاء التً أحبها .إن األمر ٌبدو مزعجا عندما تدرك أن له
شخصٌته المستقلة ,ولكننً أشعر باالمتنان .اآلن بدأنا فً التعرؾ على بعضنا البعض .إنه لٌس أنا,
ولكنه شخصٌة أحبها فعبل ".إن الثقة بؤن أبنابنا لهم طرٌقهم الخاص ,وعبلقتهم الخاصة مع القوة اإللهٌة
قد ٌستطٌع أن ٌحمل لنا إدراكا آخر للخطوة الثالثة .عندما نخرج عن الطرٌقٌ ,صبح أوالدنا محل
اهتمامنا وتركٌزنا باعتبارهم أناسا متمٌزٌن .إن تعافٌنا هو رسالة لهم وإلى أنفسنا بؤن هناك فرصة
أخرى.
79
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
فً بعض األحٌان نرى مإشرات على أن مرضنا ٌظهر على أبنابنا ,وال ٌكون واضحا ما إذا كانوا
ٌمرون بمرحلة ما ,أو أنهم مدمنون مثلنا .نتؤرجح بٌن إنكار ما ٌحدث ,ووصؾ أي سلوك مزعج على
أنه عرض من أعراض اإلدمان .إن رؼبتنا فً تجنٌب أبنابنا تجربتا قد تإدي فً بعض األحٌان إلى
افتراض أننا نعلم األفضل لهم .إن التؤكد من أن أبنابنا ٌعرفون الطرٌق إلى التعافً قد ٌعنً عدم دفعهم
إلٌه بالقوة .حتى بالنسبة لكل الذٌن نحبهم ,فإنه مازال برنامج جذب.
كثٌرون منا فقدوا أبنابهم بطرٌقة أو بؤخرى .إما إنهم أخذوا منا ,أو نعطٌهم نحن آلخرٌن لضمان
سبلمتهم ,أو ٌحدث أمر ما لهم .بالنسبة للبعض منا هذا هو أعمق جرح فً اإلدمان ,وأكبر خسارة نشعر
بها .ولكن مع الوقت وباألدوات التً نتعلمها فً البرنامجٌ ,بدأ الجرح فً االندمال سواء استعدنا عبلقتنا
معهم أم ال.
إذا كنا محظوظٌن بوجود أبنابنا معنا أثناء التعافً ,قد نجد أن عملٌة نمونا و عملٌة نموهم مختلفة تماما.
"لقد نمونا معا إلى جانب بعضنا البعض ",كما ٌقول أحد المدمنٌن" .لقد كنت طفبل مثلهم تماما ,وكان
ٌجب أن أكون أبا لنا جمٌعا .إنه من المحرج أن ٌنضج أبنابك أسرع منك ".نحن نحتاج للمساعدة,
ونحتاج إلى النصٌحة ,ونحتاج إلى القوة .إن طلب المساعدة من أصدقابنا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن,
أو أفراد المجتمع ,أو ؼٌرهم من األشخاص الموجودٌن فً حٌاة أبنابناٌ ,ساعدنا على إٌجاد األدوات
والخبرات التً نحتاجها" .لقد كنت أبا وحٌدا ,ولكننً استطعت أن أقوم بالمهمة بمفردي ".كما ٌشرح
أحد األعضاء .عندما نشعر بحرٌة طلب المساعدة ,فإننا نستطٌع أن نحصل على األدوات التً نحتاجها
لتربٌة أوالدنا بالطرٌقة التً نإمن أنها صحٌحة.
سواء جبنا للتعافً مع عاببلتنا أم ال ,فإن لدٌنا الرؼبة فً بناء تلك العابلة مرة أخرى .البعض منهم ٌكون
أسرة كباقً األسر التً اعتدنا علٌها ,نجد شرٌك الحٌاة ولدٌنا األوالد ,أو نجد شرٌك الحٌاة ونتشارك فً
األوالد .ولكننا نبنً أسرة بطرٌقة أخرى أٌضا .نؤخذ أطفال عابلة أخرى أو أصدقاء ال ٌستطٌعون تربٌة
أطفالهم ,نقوم بالتبنً أو بالرعاٌة .نمزج بٌن العاببلت بشكل مذهل" .لقد شعرت بانكسار القلب عندما
علمت أن أحد تداعٌات اإلدمان هو عدم قدرتً على إنجاب األطفال .إحدى الموجهات التً كانت
تشاركنً العمل فً الخطوات كانت تسؤل إذا كان هناك أي أم بدون أطفال ترؼب فً تربٌة أطفال بدون
أم .لقد كان ذلك بمثابة النور الذي أضاء طرٌقً – .نظرت حولً ورأٌت هإالء األطفال من الشوارع
الذٌن لٌس لدٌهم من ٌربٌهم ,وظهرت إرادة القوة اإللهٌة ".البعض منا قد ٌرعى شخص مسن أو صدٌق
مرٌض لٌس لدٌه من ٌعتنً به .وقد ٌحدث أن نجد بٌوتنا ملٌبة بالحب وبالناس الذٌن نحبهم سواء كانوا
أقارب لنا أم ال .إن الروابط التً تربطنا ال تقتصر على تلك العبلقات التً ظهرت مع أولبك الذٌن
ادركنا وجودهم عندمنا قدمنا للزمالة وأتحدنا .مفهوم العابلة ٌمكن أن ٌكون صعبا بالنسبة لنا .ولكننا نتعلم
أن نصنع السبلم مع هذا المفهوم بطرٌقة أو بؤخرى ,فً بعض األحٌان من خبلل إعادة هٌكلته بالكامل
من جدٌد.
التعوٌض والتسوٌة
عندما ٌتؽٌر سلوكنا فإننا ال نترك مجاال للفوضى ٌعٌق صحوتنا .ولكننا ندرك أنه لٌس هناك طرٌقة لعدم
دق ناقوس الخطر فهناك حاالت ٌكون الضرر الذي سببناه لآلخرٌن أكبر من أن ٌؽتفر .إن تصحٌح
ال خطؤ ضروري لكً نعٌش بدون الشعو بالذنب أو الخجل أو الندم الذي قد ٌسبب فً تدمٌرنا .ولكن
80
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
العملٌة ال تبدأ أو تنتهً عندما نتحدث مع الشخص الذي سببنا له األذى .بمساعدة موجهنا نستطٌع تقدٌم
اإلصبلحات وبدء مرحلة جدٌدة ٌسودها السبلم والتصالح مع تبعات أفعالنا .إن وجود عبلقة صادقة مع
أنفسنا ,وتؽٌٌر حقٌقً وملموس فً حٌاتنا تعد من العناصر الضرورٌة لكً ٌصبح تصحٌح الخطؤ له
معنى وقٌمة .هناك سبب فً أننا نصل إلى هذا العمل فً مرحلة متؤخرة من الخطوات ,وهو أن هذه
العملٌة تعد واحدة من أهم الواجبات التً نقوم بها وال نستطٌع عملها بسهولة.
إن التصحٌح المباشر بالكبلم ٌعد مهما فً مرحلة التعافً ,ولكنه لٌس الجزء الوحٌد فً العملٌة .فإن
معاٌشة هذه التعوٌضات تعنً إتاحة الفرصة للتؽٌٌر فً شخصٌاتنا ,وفً سلوكنا لٌكون متناؼما وذو
قٌمة فً حٌاة من ٌهمنا أمرهم ,إننا نقوم بذلك سواء كانوا ٌتؽٌرون أم ال ,وسواء كانوا ٌٌسامحوننا أم ال,
وسواء أصبحت عبلقتنا وفق رؼبتنا أم ال .عندما نقوم بدورنا ,نشعر بارتٌاح فً قلوبنا وأرواحنا .ولكن
هذا ال ٌعنً إجبار أي شخص آخر على أن ٌقوم بدوره هو ,كما أنه ال ٌعنً أن عاببلتنا سوؾ تتحول
بلمسة سحرٌة إلى الشكل الذي نرؼب فٌه .إننا نتعلم أن نصنع السبلم مع عاببلتنا ,وأن نتقبل واقعهم
كما هم .ونتعلم أن نتبلقى عند النقطة التً ٌقفون عندها بدون شروط أو توقعات.
هناك بعض الناس من ال ٌستطٌع سماحنا أو ال ٌتسامحون بالقدر الذي نرؼب فٌه وفً كثٌر من األحٌان
ٌكونون من أفراد عاببلتنا ,فإن الحقٌقة أن ذلك لن ٌحدث حتى ٌكونوا مستعدٌن لذلك .إن العٌش مع هذه
الحقٌقة قد ٌكون صعبا .إن الرؼبة فً تقدم التعوٌضات قد تكون قوٌة لدرجة أن األمر ٌزداد سوءا ألننا
ال نستطٌع أن نتجاهله وال نستطٌع أن نترك لهم الفرصة لتندمل جروحهم .قالت إحدى العضوات بؤنه
بعد اثنا عشرة عاما من بدء محاوالتها لتقدٌم اإلصبلحات أعلنت ابنتها أخٌرا أنها قد سامحتها" .لقد كان
من الرحمة بً أننً كل هذه السنوات لم أكن على علم بؤنها مازالت تحاول وتتصارع من أجل ذلك".
كما قالت" .ألننً لو علمت لم أكن استطٌع أن أتجاهل األمر وال أعلم إذا كنا سنستطٌع أن نصل إلى هذه
النقطة ".أٌا كان ما نرؼب فً أن نقوله للناس الذٌن تسببنا فً ضرر لهم ,فإننا ندرك بؤن تصحٌح الخطؤ
ٌكون عن طرٌق التؽٌٌر .وبٌنما نستطٌع نحن أن نشعر بعمق التؽٌٌر فً حٌاتنا ,فإن الناس الذي عانوا
معنا سنوات خبلل إدماننا قد ٌحتاجون إلى وقت طوٌل لكً ٌثقوا أو ٌصدقوا هذا التؽٌٌر .قد ٌكون لدٌنا
نحن أٌضا شك فً ذلك .فلدٌنا شكوك من أن هذه التؽٌٌرات سوؾ تستمر ,وعندما ال ٌإمن اآلخرون
بؤننا قد تؽٌرنا ,فإننا قد نقع فً نفس الفخ معهم .إن وجود أشخاص ٌإمنون بنا ,وبتعافٌنا قد ٌكون أساسٌا
فً المضً قدما فً هذه العملٌة ,خاصة عندما تكون طوٌلة .وستكون المكافؤة شعور عمٌق بتقبل النفس:
نسامح ألنفسنا ,ونسامح اآلخرٌن ,ونجد السكٌنة بؽض النظر عن ما ٌفكر فٌه اآلخرون أو ٌشعرون به
أو ٌقولونه لنا .قال أحد األعضاء "أنا لم أعد مثل السابق ,بؽض النظر عن عدم اقتناعه بذلك".
إن الت سامح مبدأ روحانً هام ٌجب أخذه فً االعتبار :نصبح على وفاق مع حقٌقة تصرفاتنا ,كما نتسامح
مع الناس الذٌن تنازعنا معهم .فً بعض األحٌان ٌكون معنى التسامح هو عودة العبلقة إلى الحالة
السابقة ,أو حالة جدٌدة تعتمد على الحقٌقة الحالٌة ,وفً بعض األحٌان قد تعنً أن نتصالح مع حقٌقة بؤن
العبلقة مع هذا الشخص قد انتهت .إن التصالح ٌعنً أٌضا استعادة التوازن –مثل "تصفٌة الحسابات".
عندما نؤخذ ما هو لٌس ملكنا ,مثل تحمل المسإولٌة عن مشاعر أو تصرفات شخص آخر ,فإننا نبعد عن
التوازن ,والنتٌجة عادة ما تكون الفشل و الدمار .إننا نسعى بكل جهدنا لتصحٌح الضرر الذي تسببنا فٌه,
واستعادة التوازن فً عبلقاتنا ,ونترك النتابج .إن مواجهة ردود فعل بعض الناس من الماضً قد تتٌح
لنا رإٌة واضحة لما كنا علٌه ,كما قد نحتاج إلى بعض الجهد لكً نعٌد السكٌنة مع هذا األمر .نرؼب
81
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
فً أن نكون على دراٌة كاملة بما أصبحنا علٌه ,ونستخدم تلك المعلومات الجدٌدة عن ماضٌنا للمضً
قدما.
إذا كان تصحٌح الخطؤ ٌعنً التؽٌر ,فإن أحد التؽٌرات التً ٌجب أن نجرٌها هً عدم تعرٌض أنفسنا
لسوء المعاملة بعد اآلن .إن إٌجاد التوازن بٌن االستماع إلى اآلخرٌن وبٌن تعرٌض أنفسنا للخطر صعب
للؽاٌة .نحن الشخص الوحٌد الذي ٌستطٌع أن ٌحقق هذا التوازن وقد ٌتحقق فً لحظة .مثل كثٌر من
األشٌاء التً نمر بها ونبذلها فً عملٌة التعافً ,فإنها تؤتً فً مراحل .وقد ٌكون من المفٌد أن نعلم أن
مواجهة أمر ما مرة واحدة ال ٌعنً بالضرورة أن األمر قد انتهى مع قضٌة ما أو ذكرى مإلمة أو
تصحٌح خطؤ .المزٌد من األمور تتكشؾ أمامنا ,وفً بعض األحٌان أثناء التعامل مع أمر ما نعرفه جٌدا
فإننا نكتشؾ أشٌاء لم نكن نتوقعها.
إن االستمرار مع اإلدراك بؤن هناك شخص لم ٌؽفر لك أمر صعب للؽاٌة ,ولكن من خبلله نكتشؾ
مستوٌات من والتسامح والقبول التً لم نكن نعرفها من قبل .إنها تصل بنا إلى فهم أوضح لمعنى الخطوة
التاسعة ,وندرك الفارق بٌن األمل والتوقع .ففً الوقت الذي نكون فٌه تواقٌن إلى تسامح شخص ما ,أو
أن نسٌطر على الوضع فً موقؾ كان الضرر فٌه مشتركا ,فإننا بالرؼم من ذلك ال نملك الحق أو
المنطق فً توقع ذلك .فً بعض األحٌان تبدأ رحلة التسامح مع التماس العذر لشخص لم ٌسامحنا .فعندما
نسامحهم فإننا نتفهم حجم األلم الذي ٌشعرون به ومدى استٌابهم منا .نتعلم أن إحساس وتحمل كل شخص
للضرر ٌختلؾ عن ؼٌرة .فقد نرى أن موقفا ما ٌسهل نسٌانه وتجاهله ,بٌنما ٌرى شخص آخر أنه ذنب
ال ٌؽتفر .إنه لٌس من شؤننا أن نقرر أو أن نؽٌر .عندما ندرك مدى عمق الضرر الذي سببناه ,فإننا نرى
أن مسامحتهم لنا قد ٌكون جزءا من تصحٌح الخطؤ .كما ندرك أٌضا بؤن التسامح له أٌضا تبعات على
األشخاص الذي نحاول أن نقدم لهم إصبلحات فقد ٌإدي ذلك إلى تهدٌد عبلقاتهم األخرى أو شعورهم
تجاه أنفسهم .نحن الوحٌدون الذٌن نملك التحكم فً عملٌة التعافً و نستطٌع أن نصحح أخطابنا نحن.
وأما ما لٌس فً أٌدٌنا فبل نهتم به.
إن المعجزات تحدث بالفعل ,ونحن لسنا الوحٌدٌن الذٌن نمر التماثل للشفاء من األلم ,فً بعض األحٌان
ٌكون التصالح ممكنا ولكن قد ال ٌكون حسب الجدول الزمنً الذي وضعناه أو حسب شروطنا .إننا نطبق
التسامح ,والصبر ,والتقبل .ولكن ٌجب أن نتٌح فرصة لعامل الزمن حتى لو استؽرق ذلك طوال العمر .
فً الوقت الراهن نحن محاطون بالناس الذٌن ٌإمنون بنا وٌهتمون بنا ,وإذا ما انتبهنا لذلك فسندرك أن
هناك دابما من ٌحتاج إلى مساعدتنا .ونستطٌع أن نحول الحب الذي نشعر به تجاه هإالء الذي ٌرحبون
به ونقٌم ونستعٌد عبلقاتنا المتوفرة فً حٌاتنا الٌوم.
العالقات العاطفٌة
ٌوفر النص األساسً اقتراحا حول العبلقات العاطفٌة :نبدأ بالكتابة عن ما نرؼب فٌه وما نبحث عنه
ونرٌد الحصول علٌه .عندما نطرح هذه األسبلة البسٌطة ,نبدأ فً إدراك كٌؾ ٌمكن أن نستخدم أدوات
التعافً لتؽٌٌر سلوكنا وتجربة العبلقة الوثٌقة .نتعلم أن نختبر دوافعنا وأن نكون صادقٌن بشؤن متطلباتنا,
نبدأ من التحرر من العبلقات القدٌمة ونجرب العبلقات الحالٌة .إن تجربة مبادئ مثل األمانة والشجاعة
واإلٌمان تفتح أمامنا إمكانٌة دخول الحب والقبول والثقة إلى حٌاتنا.
82
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ماذا نرٌد ؟
عادة ما نسمع إننا إذا كنا قد أعددنا قابمة ألنفسنا فً مرحلة التعافً المبكرة بما نرٌده ,لكنا اآلن نبٌع
أنفسنا .قد ال ٌنطبق ذلك على البداٌات فقط ولكن مع الوقت تصبح أحبلمنا لمحة من إرادة هللا ,ولٌس
خارطة طرٌق .الكثٌر منا وجد ذلك فً العبلقات العاطفٌة أٌضا .نسعى إلى إٌجاد الشرٌك بنفس الطرٌقة
التً قد نشتري بها سٌارة جدٌدة .نضع قابمة بالمواصفات التً نرٌدها أو التً ال نرٌدها ,ونبدأ فً تقٌٌم
المودٌبلت المتوفرة على أساس هذه القابمة .قد نندهش عندما نجد الشخص الذي ٌتوافق مع معاٌٌرنا,
بٌنما ال تسٌر األمور وفق المخطط لها.
قد ٌقترح موجهنا توجٌه القابمة إلى أنفسنا ,متسابلٌن ماذا نحتاج لكً نكون الشخص الذي تخٌلنا إنه
سٌكون شرٌك حٌاتنا .البعض قد ٌقترح االبتعاد عن تلك القابمة ,والتفكٌر بدال من ذلك فً العناصر التً
تشكل عبلقة نرؼب فً أن نكون جزءا منها .البعض منا ٌكون مبدعا فً خٌاالته :ففً الوقت الذي ٌبدأ
فٌه الموعد األول ,نكون قد تخٌلنا جمٌع مراحل العبلقة بالكامل من البداٌة وحتى الطبلق .إن السماح
ألنفسنا لمعاٌشة الحاضر والواقع ٌعنً إننا قد نحصل على عبلقة مع شخص ,ولٌس لٌس تلك العبلقة
الخٌالٌة .إن تعلم معاٌشة اللحظة ٌحررنا كً نستمتع نحن بواقعنا .إن تطبٌق مهارات مثل التواصل
واالستماع الفعال ,وممارسة مبادئ مثل الوحدة والتعاطؾ والمشاركة قد تساعدنا على تعلم استخدام
األدوات التً نحتاجها إلقامة عبلقة وطٌدة ودابمة قبل أن نبدأ فً تكوٌنها .هذه السلوكٌات ال تساعدنا
على الحصول على ما نرٌد فحسب ,بل تعزز سعادتنا وشعورنا بالراحة أٌا كنا.
هناك الكثٌر من المشاعر فً قدرتنا على الحصول على هذا النوع من العبلقات الذي نرٌده :الخوؾ,
األنانٌة ,التحفظ ,اإلٌمان بؤن هذا األمر سوؾ ٌنتهً بطرٌقة سٌبة .وكلما قمنا بجرد أنفسنا كلما أصبح
من السهل علٌنا رإٌة العقبات داخل أنفسنا التً تقؾ بٌننا وبٌن ما نرٌد .قد نخطؤ باالندفاع بدال من
المبادرة ,ونتخٌل إننا قد وقعنا فً الحب حال ما نشعر بالسعادة ,وقد نقاوم تلك المشاعر .إن رؼبتنا فً
عدم المخاطرة بقلوبنا تعنً بؤنها لم تمتلا بالحب .فعندما نتعلم االنفتاح ,فإننا نتعلم البقاء رؼم جروحنا.
ومن المدهش أنه كلما أصبح من السهل علٌنا تحمل هذا النوع من األلم كلما قل وقوعنا فً مرة أخرى.
ستتحسن قدرتنا على االختٌار ,ونبدأ فً العبلقات بحذر أكثر ,ونتعلم أن ندرك الصعوبات و نواجهها
أسرع من ذي قبل .تبدأ العبلقات الصحٌة باإلحبلل محل الفوضى التً انهكتنا .فً بعض األحٌان قد
نفتقد هذه الفوضى .إن الحٌاة بدون فوضى ومشاكل اإلدمان قد تبدو ؼرٌبة .قد نضطر إلى خلق أحداث
درامٌة فً حٌاتنا أثناء التعافً فقط لنحس بؤن األمور تبدو طبٌعٌة .
"ال تنزلق إلى عبلقات عاطفٌة فً العام األول" هً من أكثر النصابح التً تتكرر ,ولكنها األقل استجابة
فً الزمالة .نحتاج إلى وضع أقدامنا على أرض صلبة فً البداٌة ,وأن نمشً بعض الخطوات ,وندرك
حقٌقتنا ,ولكن الكثٌر منا ال ٌؤخذون الوقت الكافً للبداٌة وهذا مثل بناء منزل بدون أساس :فإن آجبل أو
عاجبل ٌجب إنجاز العمل ,من السهل جدا أن تقوم بالبناء من البداٌة بدال من البناء على أنقاض بناء قدٌم
.الكثٌر منا ممن ال ٌفضلون االنتظار فً البداٌة تبرز حاجتهم إلى التؤنً الحقا .إذا ما نجحنا فً التؽلب
على أول صدمة ونحن متعافٌن ,فإن سٌكون لدٌنا فكرة جٌدة عن ماذا ٌعنً عامل هذا الوقت.
لٌس كل شخص منا قادر على االنتظار لمدة عام كامل .والبعض منا ٌحتاج إلى مزٌد من الوقت قبل أن
ٌبدأ فً اللقاء .بل أننا قد نشعر بمزٌد من السعادة والسكٌنة عندما نكون بدون شرٌك ,ونفضل البقاء بهذا
83
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الشكل .وما أن ندرك أنه لٌس هناك ما نخشاه ,وأنه لٌس هناك صح أو خطؤ عندها نستطٌع إٌجاد تفسٌر
لتساإالتنا ,وندرك أننا نستطٌع أن نؽٌر رأٌنا الحقنا إذا ما اخترنا ذلك.
إننا نرٌد خلطة سحرٌة لتجعل عبلقاتنا ناجحة :سنة ,ثبلث سنوات ,الخطوة الخامسة ,دورة الخطوات.
ولكن الحقٌقة اسهل من ذلك ,ولكن الصعوبة فً التحدٌد .البعض منا ال ٌكون مستعدا أبدا وٌصارع
طوال حٌاته .نعرؾ أعضاء خبراء فً المبادئ ولكنهم فشلوا مرات عدٌدة فً الزواج بعٌدا عن تلك
المبادئ .كما نرى أعضاء جدد ٌدخلون فً عبلقات وتنجح .عندما تنجح العبلقة نكون سعداء بالحصول
على تلك النتٌجة ,وعندما تفشل نحاول أن نفهم لماذا حدث ذلك ؟ .ولكن بعض الدروس تكون واضحة
إلى درجة إننا ال نسعى إلى بذل مجهود للتعلم منها .مع الممارسة نستطٌع أن نطور مسإولٌتنا الشخصٌة
ومصداقٌتنا وتمٌزنا .وفً أؼلب األحٌان نكون ندرك بؤننا نرتكب أخطؤ ,ونسعى إلى استؽبلل شخص ما
بالسٌطرة علٌه و خداعة أو إساءة معاملته -ومسإولٌتنا تجاه أنفسنا وتجاه الشخص اآلخر فً إٌقاؾ ذلك
فورا.
قد ٌصعب االعتراؾ ,ولكن فً بعض األحٌان عندما نرؼب أن ندخل فً عبلقة ,فإننا عادة ما نسعى
إلى ذلك فً اللحظات التً نكون فٌها ؼٌر مستعدٌن لذلك .الكثٌر منا ٌصارع مع مخاوؾ أنه لن ٌجد
شرٌك حٌاته ,ولكن عدم إٌجاد شرٌك الحٌاة ال ٌعنً أننا سنكون وحٌدٌن .هذا النوع من الخوؾ ٌقود إلى
التوتر واأللم .عندما نكون وحٌدٌن ,حزٌنٌن ,أو نحاول تحطٌم أنفسنا ,قد نرؼب فً الحصول على أشٌاء
نرٌدها منذ فترة طوٌلة .فعندما تكون أولوٌاتنا مجرد أال نظل وحٌدٌن ,فإنا قد نساوم على قٌمنا أو على
أولوٌاتنا ,حتى نتمكن االرتباط بسرعة بشخص مازلنا فً طور التعرؾ علٌه .وٌقول المثل القدٌم" كن
حذرا عن الدعاء فقد ٌتحقق "
إننا نخطؤ عندما نربط العبلقة الوطٌدة بالجنس ,وقد نفكر أن األمر خطٌر عندما ٌكون ما نسعى إلٌه
مجرد البحث عن المتعة أو إصبلح جوانب حٌاتنا .أو نبحث عن الجنس فً حٌن أن ما نرٌده حقٌقة هو
الحب .إن الخوؾ من الوحدة ٌدفعنا إلى سد الفراغ الذي نشعر به بإقامة عبلقة "لقد أصبح قوتً اإللهٌة
ومخدري المفضل ",كما قالت إحدى العضوات عن الرجل الذي كانت تقٌم معه عبلقة وهً عضوة
جدٌدة" .لقد كنت أتصل به طوال الوقت ,عندما أشعر بالممل أو الوحدة أو السعادة ,وأسؤله" ,ماذا تفعل؟
لقد كنت ممتنعه بدون أدوات وبدون فكرة جدٌدة تسٌطر علً .لم ٌتؽٌر شًء( ".نفس هذه العضوة قالت
" :بؤن أحد األشخاص عرض علٌها الخروج معه بعد الساعة العاشرة مساء وتبدو فكرة جٌدة ,ال تقبل
بذلك" .فً بعض األحٌان ٌبدو أن آخر ما نختاره مخدرا لنا هو شخص آخر .فقد نستؽرب اكتشافنا بؤن
انهٌار عبلقة مع شخص قد ٌتحول بسهولة إلى هاجس فكري ,ولكن عندما نراجع تفكٌرنا نجد أننا
مهتمون فقط بما إذا كان هناك أحد ٌبلحظ ذلك وكٌؾ ٌنظر إلٌنا.
كثٌر من األحٌان نترك التعافً ٌؤخذ المقعد الخلفً فً العبلقة .نجد أنفسنا ال نحضر االجتماعات ,وقل
اتصالنا باآلخرٌن ,وال نبذل جهدا كافٌا لمساعدة أنفسنا .ال ٌوجد سبب أن نشعر باالستؽراب إذا ما
تعرضت تلك العبلقة للمعاناة عندما ال نعتنً بؤنفسنا ,ولكن قد نشعر بؤننا نؤخذ الطاقة التً نحتاجها بعٌدا
عن العبل قة بٌنما نحن بحاجة إلى الوقت والمساحة الكافٌة لكً نطبق برنامجنا .نحن نقوم بعملنا لكً
نكون الشخص المهٌؤ للعبلقة التً نرٌدها -ولكن ٌجب أن نواصل هذا العمل حتى نستطٌع أن نكون هذا
الشخص داخل العبلقة أٌضا" .إنها مثل صب "إكسٌر خاص" على عملٌة التعافً ",كما قال أحد
84
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
األعضاء" .إذا رؼبت فً أن تعرؾ نفسك ادخل فً عبلقة ".ولكن قال آخر" ,ال .إذا رؼبت أن تعرؾ
موجهك ,أدخل فً عبلقة".
البعض منا ٌبدأ فً االمتناع ثم ٌبدأ فً إقامة مجموعة من العبلقات التً تبدو جادة وتنتهً جمٌعها فً
هدوء .إن مسلسل الوقوع والخروج من الحب ٌمكن أن ٌكون لها عابدها الخاص ,وٌبدو أننا نكرر نفس
العبلقة مرات ومرات مع أشخاص مختلفٌن .إن حدة الحب المبكر قد تكون قهرٌة إلى درجة أننا نبحث
عنه مرات ومرات .فً بعض األحٌان ٌإدي سلوكنا فً العبلقة إلى تدمٌرها ,ولكننا نستطٌع أٌضا أن
نرى المتاعب حتى قبل أن تبدأ العبلقات – نبلحظ أننا نختار الناس ؼٌر المناسبٌن لنا .فً بعض األحٌان
نسخر من أنفسنا بعد انتهاء عبلقة ولكن الحقٌقة قد تكون مإلمة.
لٌس من المستؽرب أن البعض منا ٌؽرق فً الجنس .نحن بحاجة إلى شًء ٌجعلنا نشعر بالرضا
بسرعة .فً بعض األحٌان ٌكون التحرش باأللفاظ كافٌا لنشعر بالرضا فنحن دابما نحب المؽامرات ,إن
إقامة العبلقة هو تسرع فً حد ذاته حتى قبل أن تحدث .من الصعب أن نقول أنها مشكلة بالنسبة لنا
جمٌعا ,أو حتى بالنسبة لكل من تكون عبلقته بالجنس عرضٌة .ومثل العدٌد من األشٌاء فً مرحلة
التعافً ,ال تكون مشكلة حتى تحدث مشكلة فعبل .نرٌد أن نسؤل أنفسنا هل الجنس ٌجعل حٌاتنا ؼٌر قابلة
لئلدارة ,إذا كان ٌسهم فً سعادتنا أو تعاستنا ,إذا كانت الرؼبات القهرٌة تلعب دورا فً سلوكنا ,أو أننا
نكذب ,أو نحتفظ بؤسرار .فدعونا نلقً نظرة صادقة على ما إذا كان سلوكنا ٌتسبب فً األلم ألحبابنا ,أو
أنه قد ٌإلمهم إذا ما عرفوا عنه.
ٌجب أن نكون أمناء فٌما نفعله .فقد نكون نبحث عن عبلقة جادة ,أو نبحث عن وقت ممتع أو نبحث عن
المتاعب .إن تفهم دوافعنا ٌجعل من السهل أن نتفهم النتابج .فنحن ال نحصل دابما على ما نطلبه ولكن
عندما نرؼب فً شًء ونطلب آخر فإن النتابج عادة ما تكون محبطة .من الصعب أن نؤمل فً الصدق
واالنفتاح مع شرٌك حٌاتنا إذا كنا مازلنا نمارس خداع النفس.
إن ما ٌهم هو أننا نشعر بالراحة تجاه سلوكنا وقراراتنا .قد ٌكون لدى اآلخرٌن رأي آخر ,ولكننا نتعلم أن
نحدد رؼباتنا ,ومعتقداتنا ,ونعرؾ كٌؾ نختار حٌاتنا .قد ٌختلؾ ذلك من عضو آلخر ,ومن نقطة
ألخرى فً حٌاتنا نفسها .إن السلوك الذي كان مرٌحا فً أوابل مرحلة التعافً قد ال ٌخطر على بالنا فً
المراحل البلحقة أو قد نجد أنفسا بعد سنوات من التعافً إننا نشعر بحرٌة التجربة التً لم نشعر بها فً
البداٌة .إنه من المفٌد لسلوكنا أن نتؽٌر مع تؽٌر احتٌاجاتنا ورؼباتنا .القضٌة أن نكون واضحٌن مع
أنفسنا حول هذا األمر.
85
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن العبلقات هً إحدى المجاالت التً ال ٌنفع فٌها التجربة فقط .فؤهم األعمال التً تساعد على تحسٌن
العبلقات ال تستخدم على اإلطبلق فً العبلقات العاطفٌة ,ولكن تنجح مع موجهٌنا ومع أصدقابنا الذٌن
نثق فٌهم .حتى بعد سنوات من التعافً ,فإن التوفٌق بٌن ما فً قلوبنا وما فً رإوسنا ال ٌتحقق تلقابٌا.
ٌجب أن ٌكون لدٌنا أعٌن أخرى ترى معنا وشخص آخر ٌهتم بنا وٌنصت إلٌنا حتى ٌستطٌع مساعدتنا
فً ترتٌب األمور .إن الموجه الجٌد هو مفتاح إمكانٌة التؽٌر فً الطرٌقة التً نرتبط بها مع بعضنا
البعض .هذه العبلقة قد تشكل األساس لباقً العبلقات التً نقٌمها أثناء التعافً .البعض منا قد ٌحتاج إلى
وقت طوٌل من التعافً قبل أن ٌجد الموجه الذي ٌفهمنا ونستطٌع التواصل معه .قد نجد صدٌقا نثق به
ٌستمع إلٌنا بعناٌة و أٌنما نجد األمان لكً نبدأ ,فإن االنفتاح على التجربة مهم جدا للتؽٌر.
من المعروؾ أن المدمن ٌعانً من مشكبلت فً تقبل الواقع .وهذا ٌنطبق أٌضا على عبلقاتنا الوطٌدة.
فنحن نتشابك فً خٌاالت وتصورات حول شكل العبلقة ,وال نجد الطرٌق حول حقٌقتها .عندما نحب
الخٌال فإننا نؽضب من الواقع .إن الؽضب من الواقع هو عكس التقبل .قد نتورط بعمق مع الخٌال حول
شرٌك حٌاتنا لدرجة أننا نشعر بالؽضب منه إذا لم ٌعش معنا هذا الخٌال .فً بعض األحٌان ٌكون من
األفضل أن نبتعد ,بل أن هذا االبتعاد هو أسهل الطرق .إن الرحلة تتضمن تقبل الشخص الذي نحبه
بالرؼم من أنه ال ٌتماشى مع خٌالنا .من المحتمل أن الحب المثالً ؼٌر المشروط هو الحب الذي نستمده
من القوة اإللهٌة ,ولكن كلما اقتربنا من تحقٌق هذا الحب فً حٌاتنا ,كلما صحت أرواحنا .كلما كان
الحب عمٌقا ,كلما زادت قدرتنا على الحب .وكلما زاد انفتاحنا تجاه تحقٌق النمو من خبلل عبلقاتنا ,كلما
زادت تلك العبلقات متانة وقوة.
بعد سنوات عدٌدة من التعافً ,نجد أنفسنا أكثر نضجا ,فقد بدأت حٌاتنا تصبح فً كثٌر من الجوانب
بنفس الطرٌقة التً أردنا لها أن تكون ولكننا ما زلنا نصارع فً عبلقاتنا الوثٌقة .إن التمٌٌز بٌن الحب
الناضج والحب ؼٌر الناضج قد ٌحتاج إلى وقت طوٌل .إنها عملٌة قد تستؽرق حٌاتنا كلها .عندما نعترؾ
بؤن كثٌر من الضرر فً حٌاتنا ٌدور حول الجنس والحب ,فإننا نستطٌع أن نرى حجم المكاسب التً من
الممكن أن نحصل علٌها من خبلل العودة إلى التعقل فً هذا المجال .إننا نعمل على الخطوات لكً
نتخلص من حطام الماضً ومخلفاته ,ونستعٌن بالموجه لكً ٌساعدنا على مواجهة مخلفات الحاضر,
ونستخدم التقالٌد لتعلم طرق جدٌدة فً التعامل مع اآلخرٌن .لقد أصبحنا أكثر سخاء ,وأقل أنانٌة وخوفا.
لقد تعلمنا أن نضع الحدود والمعاٌٌر ,ولكن أن نكون منفتحٌن أٌضا .قد نصبح قاسٌن فً طلباتنا بحٌث
ٌصبح إٌجاد شرٌك للحٌاة عملٌة مستحٌلة .نتخلى عن توقعاتنا من اآلخرٌن ونبدأ بالتنازل من أنفسنا
قلٌبل.
تدرٌجٌا ندرك النواحً التً ٌجب علٌنا أن نتؽٌر فٌها ,ومتى نحتاج إلى التمسك بمعتقداتنا بقوة ,حتى لو
كان ذلك ٌستدعً الصبر .نبدأ فً التعرؾ على الجوانب التً تساعدنا فٌها معتقداتنا على تحقٌق األمان,
ومتى تدفعنا أنفسنا إلى نفس األنماط مرات ومرات" .لٌس لدى خوؾ تجاه فكرة االنفصال" كما قال أحد
األعضاء" .فؤنا أتوقعه ".عندما نتوقع األسوأ ,عادة ما نحصل علٌه .إن االستفادة من تجربتنا أمر مهم
للؽاٌة ,ولكن الرؼبة فً اإلٌمان بقدرتنا على المضً قدما إلى األمام من األشٌاء المهمة أٌضا .إن
السماح ألنفسنا ولآلخرٌن بالتؽٌر ٌعنً استسبلمنا إلمكانٌة أن نجد أنفسنا على أرض ؼرٌبة :عندما ال
نكرر نفس العبلقة ,قد نشعر بؤننا ال نعرؾ ماذا نعمل" .لقد استؽرق األمر سنوات عدٌدة" كما قال أحد
األعضاء" ,ولكن فً الخطوة الرابعة أصبح من الواضح بؤننً لم أتورط مع نفس الشخص مرات
ومرات لقد كنت أنا نفس الشخص .لٌس من المهم من كان الشخص اآلخر فؤنا أتصرؾ بنفس الطرٌقة".
86
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن القٌام بعمل مختلؾ قد ٌكون مخاطرة ,ولكن ارتكاب نفس الخطؤ هو ضمان للفشل .وقد قال أحد
األعضاء القدامى" :لقد كنا نعتقد أن المشكلة فً الثقة ,ولكننا اآلن ندرك أن المشكلة هً الشجاعة".
كلما زادت فرصتنا فً ممارسة الحرٌة من اإلدمان النشط ,كلما أدركنا كٌؾ قادنا إدماننا إلى الطرٌق
المسدود حتى لو كنا ال نتعاطى المخدرات .إن الطرٌقة التً نستطٌع أن نسبب الضرر لحٌاتنا ,أو أن
نضع أنفسنا موضع األذى سٌتكرر ,وكل المطلوب هو بعض الوضوح لتؽٌٌر األنماط القدٌمة والمإلمة.
فً بعض األحٌان قد نرى األمر واضحا ,ولكننا نفعله مرة أخرى .إننا نختبر دوافعنا ورؼباتنا,
ونشاركها مع اآلخرٌن ,ونقوم بكتابة الجرد الشخصً ,ولكننا مازلنا نمر بنفس الصراع فً الخدمة
مثلما حدث فً وظٌفتنا األخٌرة ,أو نفس العبلقة مع شرٌك آخر.
ٌمكن من السهل الحكم على بعضنا البعض عندما نرى تكرار هذا ,ولكن الحقٌقة أن األمر ال ٌنتهً
حتى ٌنتهً فعبل .فً بعض األحٌان نحتاج أن ٌكون األلم كبٌرا بما فٌه الكفاٌة .قبل أن نكون مستعدٌن
للتعامل مع بعض المشكبلت المدفونة فً أعماقنا .قد نشعر باإلحباط حٌن نكتشؾ بؤن نقابصنا الشخصٌة
قد اختفت ,ولكن لٌس بالترتٌب الذي نفضله .فً كل مرة نمر عبر عاصفة عاطفٌة ,فإنه تتاح لنا الفرصة
للتخلص من أعباء الماضً ,وإٌجاد حرٌة أكثر على الجانب اآلخر فإن تؤثٌر ماضٌنا ٌصبح أقل فً
تحدٌد مستقبلنا .
شجاعة الثقة
لٌس هناك طرٌقة صحٌحة أو طرٌقة خطؤ فً الحب .ما ٌهم هو أننا نتٌح ألنفسنا هذه المٌزة .فنحن نحب
من نحب .قد ال ٌبدو األمر منطقٌا أو صحٌحا .فاألزواج السعداء عادة ما ٌقولون" :سواء كنا نحب
بعضنا البعض أو سنكره بعضنا فً ٌوم ما ,فإن األمر متعة .قد نستمتع بؤوقاتنا ,قد نختلؾ ,ولكننا نحب
صحبتنا مع بعضنا البعض .قد ٌبدو األمر ؼرٌبا من الخارج ولكننا نستمتع بكل لحظة فٌه ".قد نكون
وجدنا شرٌك الحٌاة و قد ٌكون مجرد درس نتعلمه .عندما نتجاهل المشكبلت ونتٌح لآلخرٌن أن ٌكونوا
على طبٌعتهم ,فإننا نبعد عن أنفسنا إحساسنا بعدم األمان ,ونشعر بالصدق تجاه أنفسنا .إنها معادلة لٌست
صعبة .إننا أخٌرا سوؾ نشعر بالحرٌة من هذا اإلحساس المإلم بؤننا لن نستمر فً العبلقة ,أو إنهم إذا
أدركوا حقٌقتنا سٌتركوننا.
إن عبلقتنا مع أنفسنا تحدد شكل العبلقة مع اآلخرٌن .قد ٌبدو األمر واضحا ولكن فً لحظتها قد ٌفلت
األمر .عندما ال نشعر بقٌمة أنفسنا ,أو عندما نكون متؤلمٌن ,أو نشعر بالوحدة وعدم األمان ,فإنا نرؼب
فً شخص آخر ٌواسٌنا وٌطمبنا .ولكن من األفضل أن ندرك حقٌقتنا ,ونعرؾ احتٌاجاتنا ,وماذا نستطٌع
أن نقدم" .من األفضل أن ٌعرؾ شخص واحد على األقل فً العبلقة شخص واحد آخر فً العبلقة ",كما
ٌصؾ أحد األعضاء" .ولكننً أشعر بالؽربة مع نفسً فً بعض األوقات حتى لو كان األمر لٌس جدٌدا.
إن االعتقاد بالصدق فً داخلً من األمور التً قد تظهر وتختفً .قد أستطٌع اآلن أن احدد الكثٌر من
األحاسٌس ,ولكن هذا ال ٌعنً إننً أعرؾ شعوري فً لحظة معٌنة خاصة عندما تكون مشاعري قوٌة.
مازالت أشعر بالؽضب ,واإلحباط ,والمقاومة عندما ٌكون شعوري الحقٌقً شعورا بالوحدة واإلحباط أو
الخوؾ .وهذا ٌنعكس على الناس من حولً .واطمبن نفسً بفكرة أننً سوؾ أدرك ذلك قبل أن
استخدمها بعد أسبوع سًء ,بدال من شهر سًء أو انفصال .ولكن لم ٌنتهً األمر ".نستطٌع أن نرى
87
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نتٌج ة الخطوة العاشرة عندما نبدأ فً إدراك مشاعرنا .عندما نستطٌع أن نحدد ردود أفعالنا نستطٌع أن
نقوم برد الفعل بدال من الفعل.
إن ممارسة المبادئ فً عبلقاتنا ال تعنً أن نكون شخصا آخر ,أو نتصنع ,ولكن قد ٌبدو األمر ؼرٌبا
فً البداٌة .وهنا ٌستطٌع الموجه أن ٌقدم لنا المساعدة عندما نبدأ فً تجربة طرق جدٌدة لبلستجابة أو
التفاعل .وحٌن نبدأ فً إحبلل األفكار القدٌمة بطرق جدٌدة وأفكار وتصرفات جدٌدة فإنها تبرز بعض
القضاٌا التً لم نراها من قبل ,ونواجه االختٌار والتحدٌات التً لم نراها.
إن االرتباط بعبلقة ٌعد تجربة مختلفة عندما نضع الوحدة فً المقام األول .عندما نضع احتٌاجاتنا جانبا
ونفكر فً عبلقة الشراكة الجٌدة أو األسرة ككل .هذا ال ٌعنً أننا نستطٌع أن نتحمل فكرة عدم تلبٌة
احتٌاجاتنا .نبدأ فً إدراك أن كل واحد منا سوؾ ٌحصل على احتٌاجاته عندما ٌدخل كل واحد منا فً
العبلقة وهو ٌشعر بالرؼبة واإلٌمان بؤنه عندما نضع وحدتنا فً المقدمة نستطٌع أن ندع النتابج للقوة
اإللهٌة.
إن الدعم الذاتً مبدأ روحانً ,وتعلم كٌؾ ندعم أرواحنا ٌعد جزءا هاما من طرٌق نمونا .بالطبع ال نقوم
بذلك بمفردنا ,بل لدٌنا المجموعة ,ولدٌنا الموجه ,واألصدقاء الذٌن نثق فٌهم ,ولدٌنا القوة اإللهٌة التً
تساعدنا لبلستمرار .إننا نتشارك فً نجاحاتنا وإخفاقاتنا مع شركاء حٌاتنا ,ولكن نتعلم أال نجعلهم
مسإولٌن عن مزاجنا أو عن جودة معٌشتنا .عندما نمر بٌوم سًء ال ٌنبؽً أن نصر على أن ٌشعروا
بالتعاسة ,هنا ندرك أن هناك شًء ٌتؽٌر" .المرة األولى التً وصلت فٌها البٌت وأنا أشعر بالؽضب,
وبدأت شرٌكة حٌاتً فً الجدال معً ولم أتلفظ بؤي كلمة خطؤ وكان هذا بفضل القوة اإللهٌة" كما قال
أحد األعضاء.
إن تعلم الفرق بٌن الحصول على شرٌك والحصول على رهٌنة أو أن نكون نحن الرهٌنةٌ ,عد خطوة
لؤلمام بالنسبة لنا" .إن تجاهل توقعاتنا وتطلعاتنا" قد ٌصبح اسم جمٌل لمعنى البعد عن السٌطرة .إن
إتاحة الفرصة لشركابنا وألنفسنا أن نجرب االستقبللٌة تعنً أننا ننمو ونتؽٌر وفق خطواتنا ,وأن العبلقة
ٌمكن أن تستفٌد من ما ٌجلبه كل واحد منا .عندما نرؼب الجمود فً أماكننا وأن نبقً على العبلقة حتى
وهً تتؽٌر أو ونحن نتؽٌر ,فإننا ندرك االلتزام بطرٌقة جدٌدة .وكما هو طبٌعً فً التعافً أن تفكر فً
التعاطً ,فإنه فً بعض األحٌان فً العبلقات الوثٌقة قد تفكر فً الهروب .إن الوقوؾ فً مكانك بالرؼم
من القدرة على الهروب قد تكون تجربة روحانٌة عظٌمة .الحل الحكٌم ٌصبح ممكنا إذا كنا نرؼب فً
انتظار اإلجابة التً نحتاجها .إن التفتح الذهنً أمر مهم فً مواجهة المصاعب فً عبلقاتنا.
إن البقاء مع شخص ؼٌر متعافً ٌمثل تحدٌا فً حد ذاته .ومن هذه التحدٌات هو الشعور بؤننا ؼٌر
مرؼوب فٌنا من أصدقابنا فً ؼرؾ االجتماعات .وكثٌرا من األحٌان نفكر فً الناس الذٌن ٌدخلون
باعتبارهم نوعٌنٌ :مرون بمرحلة التعافً ,أو ٌحتاجون إلى التعافً .إن فكرة العبلقات السلٌمة من
شخص لٌس منا قد تبدو ؼٌر محتملة .فً الحقٌقة إنها لٌست أكثر أو أقل احتماال من اإلحساس بالسعادة
مع شخص متعافً .قد ٌتطلب األمر المزٌد من الجهد لترتٌب أولوٌاتنا بٌن التزامنا تجاه شرٌكنا وبٌن
تعافٌنا .عندما نكون بعٌدا عن التوازن ,قد ٌبدو وأننا نعٌش حٌاة مزدوجة .قد نجد أن اللؽة التً
نستخدمها للتعبٌر عن أنفسنا أو وصؾ إحساس ما لٌست نفسها .إن العبلقات تتطلب بعض التسوٌة
والتعلم .فً الؽرؾ نجد األدوات التً نحتاجها إلقامة العبلقات التً نرؼب فً وجودها فً حٌاتنا .أما
خارج الزمالة فإننا نجد الطرق لتطبٌق المبادئ بدون الحاجة إلى تسمٌة تصرفاتنا .إن المرونة التً
88
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
تتطلبها العبلقات تصبح أسهل عندما نمارس المبادئ فً حٌاتنا .نتعلم أن نواجه التحدٌات كلما ظهرت
وٌكون لدٌنا الشجاعة لنقول ما نفكر فٌه ونشعر به حتى لو كان األمر ؼٌر مرٌح .إن الرؼبة فً التؽٌر
تعنً أننا قد نتٌح للعبلقات أن تنمو وتتطور إلى شًء لم نتوقعه من قبل.
عندما ال تسٌر عبلقة مهمة بالنسبة لنا فً الطرٌق الصحٌح ,نشعر بؤن كل األمور كلها ال تسٌر فً
طرٌقها .إن الصراع مع أحبابنا قد ٌكون صدمة ,كما أن إنهاء العبلقة مع الحبٌب أو الصدٌق قد تصب
علٌنا موجات من المشاعر واألحاسٌس .إن العبلقة المضطربة تكون صعبة للجمٌع ,ولكن بالنسبة
للمدمن بؤنها تحمل خطرا خاصا :قد ٌكون األلم كبٌرا بحٌث ٌصبح التعاطً خٌارا مرة أخرى .عندما
ٌبدو أن أصدقاءنا فً التعافً ٌتجنبوننا فإننا نشعر بالعزلة بحٌث تصبح المشاركة فً االجتماعات ؼٌر
آمنة .هذا المثلث القدٌم من الخوؾ والؽضب واالستٌاء ٌمكن أن ٌصبح مثل قفص من حدٌد .إن االهتمام
بؤنفسنا بؤبسط الطرق ,مثل الطعام أو النوم أو الذهاب إلى العمل من األمور الصعبة عندما نشعر باأللم.
إن العضو الجدٌد ٌستطٌع أن ٌكون مثاال قوٌاٌ ,ذ ّكرنا بضرورة المواصلة ومحاولة طلب المساعدة .أي
عضو فً هذه اللحظة ٌستطٌع أن ٌنقذ حٌاتنا.
قد نجد بعد التفكٌر بؤن العبلقة تحتاج إلى إنهاء .ولكننا قد نحقق ذلك بطرٌقة مرٌحة ,بدال من االنفعال
والتسرع ,وترك جرح ٌصعب مداواته فٌما بعد .إن إنهاء عبلقة ال ٌعنً أن هناك طرؾ سٌا أو على
خطؤ ,بل قد ٌكون أفضل حل لكل األطراؾ .قد نشعر بالضؽط فً البقاء ضمن العبلقة ,للحصول على
قبول المجتمع أو األوالد أو للرضا عن النفس ,أو الخوؾ حتى لو كنا ندرك أن الوقت قد حان للرحٌل.
إنه نوع من الشجاعة أن نفعل ما نعتقد أن صحٌح بدون محاولة إلحاق ضرر بؤي شخص حتى نبرر
تصرفاتنا .لم نعد بحاجة إلى أن ندخل عبلقة حتى ننهً زواجا .قد نكون من الوضوح بحٌث ال نبدأ هذا
الزواج ,أو للخروج منه بكبرٌاءٌ .جب أن نبعد أفكارنا الصبٌانٌة ونترك ألنفسنا الفرصة أن نتواجد مع
بعضنا كراشدٌن و راؼبٌن ومستعدٌن لمشاركة التجربة.
فً بعض األحٌان عندما نتعامل مع عبلقة فقدناها ,فإننا نستؽرب قوة مشاعرنا .وٌبدو رد الفعل ؼرٌبا
على العبلقة التً خسرناها ,وقد تكون كذلك فعبل .هذا لٌس سبب للحكم على أنفسنا أو التظاهر بؤنه ال
ٌحدث .لٌس هناك خطؤ أو صواب فً مشاعرنا .بعض المشاعر التً لم نمر بها أثناء التعاطً مازالت
فً انتظارنا عندما نتعافى ,كما أن حدوث خسارة أثناء التعافً قد ٌطلق كل المشاعر المتعلقة بالخسابر
السابقة التً لم نحزن علٌها .إن موجهٌنا قد ٌكونون طوق النجاة بالنسبة لنا عندما نمر بهذه التجربة .إذا
كنا نرؼب حقا فً الصمود ,والثقة ,وإنجاز عملنا ,فإنا قد نجد العبلج الشافً فً الخطوات .إن االنتكاس
قد ٌكون محتمبل ,ولكن نفس الشًء ٌنطبق على تعقٌد حٌاتنا من خبلل القمار أو التسوق أو ممارسة
الجنس أو تناول أي طعام ٌستطٌع أن ٌبعد هذه المشاعر بعٌدا .البعض منا ٌكرر األمر لسنوات أثناء
التعافً قبل أن ٌرؼب أو ٌتمكن من المرور من األلم وإلقاء نظرة صادقة على ما ٌحدث.
إن أفكارنا حول العبلقات ؼالبا ما تعتمد على كل شًء إال الحقٌقة :نرؼب فً أن نصدق بؤن العبلقات قد
تحدث بمفردها وإننا قد ندخل فً عبلقة بسهولة .مثلما كنا نعتقد أن الخلطة الصحٌحة من المخدرات
سوؾ تجعل األمور تسٌر على ما ٌرام ,فإننا نعتقد أٌضا فً بعض األحٌان أن الخلطة الصحٌحة من
المواصفات والسمات قد تساعد على تقرٌب األرواح .نضع توقعات ؼٌر حقٌقٌة على أنفسنا وعلى
اآلخرٌن .ونتخٌل ونتوقع ما ٌجب أن تكون علٌه األشٌاء .إن الشراكة ال توجد ,بل ُتبنى .نحتاج إلى
89
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الظهور والمشاركة فً عملٌة البناء .ولكن ما أن نبدأ االهتمام بؤنفسنا ,فإن جمٌع المشاعر الحمٌمة تتوفر
لدٌنا.
التواصل الواعً
فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن لٌس حقٌقٌا بؤننا ال نستطٌع أن نحب بعضنا البعض حتى نحب أنفسنا .فً
الواقع هذا ما نقوم به .نجرب التعاطؾ ,وٌكبر هذا الشعور وٌتحول إلى إحساس أكبر .وبالتدرٌج نبنى
العبلقة مع أنفسا أٌضا ,ونبعد كل األشٌاء التً تجعلنا نكره ذاتنا أو ندمر ذاتنا .نتعلم أن نحب بعضنا
البعض ,ولكن تبقى عبلقاتنا معهم فً صراع حتى نعلم أن لدٌنا عبلقة مع أنفسنا ومع القوة اإللهٌة.
ونفس الشًء فإنه ٌمكن إثراء عبلقتنا مع أنفسنا ومع القوة اإللهٌة من خبلل عبلقاتنا مع اآلخرٌن.
نتعلم أن نحترم أرواح بعضنا البعض .لدٌنا كل الطرق الخاصة فً التفكٌر واإلحساس .عندما ندرك أن
كل واحد منا فً رعاٌة القوة اإللهٌة ,فإننا نقبل بعضنا كما نحن ,وندرك أن كل واحد منا له طرٌقه .إذا
كانت العبلقة قابمة على المبادئ الروحانٌة ,فإنها ستكون بمثابة دلٌل إرشادي .إن تعلم الخروج عن
ردود أفعالنا وقبول الواقع ٌجعلنا أكثر مرونة وقدرة على التعامل مع التحدٌات التً تمثلها لنا تلك
العبلقات.
بما أن التعافً عملٌة تنمو و تتطور لذا فإننا نستمر فً العمل بالخطوات ونكتشؾ المزٌد عن أنفسنا .و
نتعرؾ على نواٌانا ونكون فً حالة أفضل عندما نستمع إلى صوتنا نحن ,وضمٌرنا نحن ,ونسمع للحس
اإلنسانً .المدمنٌن الذٌن ٌنجحون فً التعافً ٌتمتعون بحدس جٌد ولكننا علمنا أنفسنا مع الوقت أال نثق
به .إن إدراك الفارق بٌن صوت الضمٌر وصوت المرض هو شًء ٌصعب شرحه .ولكننا نكتشفه من
خبلل التؤمل عندما نستمع إلى أنفسنا وإلى القوة اإللهٌة .إننا نتشارك تجربتنا مع موجهنا ,وٌقوم هو أو
هً بتحدٌد متى كانت ضمٌرنا ٌعمل بشكل جٌد .نصبح أكثر وعٌا باختٌاراتنا ,وبدوافعنا وندرك الفارق
بٌن التفكٌر حتى الوصول إلى قرار ,واتخاذ فعل أو رد فعل على ضوء االندفاع .إن االستماع إلى
ضمٌرنا ٌعنً أننا نستطٌع أن ننفتح على اآلخرٌن بدون سذاجة أو خداع .نتعلم أن نثق بضمٌرنا ونحترم
مشاعرنا.
إن العبلقة الواعٌة التً نتناولها فً الخطة الحادٌة عشرة هً العبلقة مع القوة اإللهٌة .أما األلفة فهً
التواصل الواعً مع البشر .نحن نتواصل عندما نقترب من اآلخرٌن و نرى الجانب اإللهً فٌهم ونراه
فً أنفسنا .نهتم بهم وبؤنفسنا عندما نكون معهم .عندما نشعر بالبهجة الحقٌقٌة حٌن ٌصل األعضاء بعد
صراع إلى الٌوم الثبلثٌن من االمتناع ,وعندما نجد الكلمات التً لم نكن نعتقد أنها داخلنا ,وعندما نجد
الترابط الحقٌقً مع إنسان ,ونشعر بنقلة فً داخلنا – فإننا نشعر بالحب فً التصرفات التً تنطلق من
خبللنا وتؽٌرنا إلى األفضل.
إن كل عبلقة تعلمنا كٌؾ نجعل عبلقاتنا أفضل ,وأقوى ,وأكثر معنى -إذا ما توقفنا واستمعنا إلى
الدروس .وكل هذه العبلقات بدورها تعود بنا إلى العبلقات مع أنفسنا .ال نستطٌع أن نجزم أن أي عبلقة
منها أقوى من األخرى مثلما ال نستطٌع أن نقول أن أي جانب من الهرم أهم من الجانب اآلخر .فً
الحقٌقة أن الهرم الموجود فً شعارنا مبنً على عبلقاتنا :مع أنفسنا ,ومع المجتمع ,والخدمة ,ومع هللا.
إن تلك العبلقات الراسخة فً صلب النواٌا الحسنة هً التً تصل بنا إلى نقطة الحرٌة .إن قدرتنا على
الحب تنمو بالتناسب مع جهودنا إلظهار الحب والرؼبة فً قبوله .ومع تلك القدرة على الحب وهو شًء
90
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
لم نفكر أننا نرٌده نبدأ فً الشعور بؤن حٌاتنا أصبحت ذات معنى وؼاٌة .إن الضرر التً تسببنا فٌه,
واأللم الذي عانٌنا منه ,والخسارة التً جربناها ,كلها ساعدت على تعمٌق مشاعرنا تجاه اآلخرٌن,
وإدراكنا لصراعهم .إن القٌمة الحقٌقٌة تكمن فً أن نكون كما نحن و لٌس بسبب بما مررنا به من
تجارب ولكن بالذي اكتسبناه .
91
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن أفكارنا عن النجاح تكون فردٌة مثلنا ,نبدأ فً أماكن مختلفة وتختلؾ وجهاتنا أٌضا .نعرؾ كٌؾ
ننجز بعض األشٌاء بمهارة عالٌة ,والبعض اآلخر ال ٌعرؾ كٌؾ؟ .قد نبدأ رحلة التعافً ونحن ال زلنا
على رأس العمل ,و قد ٌعتبر وجود مكان ثابت للعٌش فٌه أمر كبٌر .لدٌنا شٌبا مشتركا :نرؼب فً أن
نكون أحرارا .ن رؼب فً أن نلقى القبول واالحترام بدون التظاهر بؤننا أشخاص آخرٌن .وبؽض النظر
عن إنجازاتنا ,فإن مبادبنا التً نعٌش علٌها سوؾ تحافظ على حٌاتنا أو ستدمرنا.
نحن نتقدم فً هذه الرحلة من خبلل تطبٌق ما تعلمناه فً التعافً على باقً حٌاتنا .تشدد الخطوة الثانٌة
عشرة على "ممارسة هذه المبادئ فً جمٌع شإوننا" .إن الحرٌة التً نبحث عنها عبارة عن فكرة
مجردة من واقع ولكنها الطرٌقة التً نعٌش بهاٌ .ذكر النص األساسً "إن الخطوات ال تنتهً هنا ,إنها
بداٌات جدٌدة" إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن توفر لنا المبادئ التً تؽٌرنا ,فهً بمثابة المختبر الذي
نجرب فٌه تطبٌق جمٌع الطرق قبل أن نمارسها على العالم.
إن العمل الذي ننجزه فً الخطوات ٌساعدنا على تحدٌد قٌّمنا ,وٌعلمنا كٌؾ نحقق أهدافنا .لٌس من المهم
عدد المرات التً طبقنا فٌها الخطوات ,دابما ما نكتشؾ أشٌاء جدٌدة ,وٌتؽٌر المردود الذي نحصل
علٌه عندما نقوم بؤفضل ما لدٌنا .ولكن عندما نقؾ فً منتصؾ الطرٌق ,فإننا ال نفقد نصؾ منح التعافً
بل نحن نفقد الهدؾ .من الؽرٌب أننا نستسلم ببساطه عندما نصبح وجها لوجه مع أكثر عٌوب
شخصٌاتنا إٌبلما .إن التزامنا بالعمل فً الخطوات له تبعات سواء واصلنا العمل أم ال .عندما نتوقؾ
عن العمل فً منتصؾ الطرٌق فإننا نترك أنفسنا بوعً كبٌر وأمل ال ٌكفً .عندما نستمر فً العمل
نبلحظ أن أداء العمل ٌحتاج إلى طاقة أقل من تفادٌه.
عندما نستسلم ونتقبل أنفسنا ونتٌح لحٌاتنا أن تنفتح فإننا نتوقؾ عن البحث عن الجزء المفقود من حٌاتنا
والذي سٌجعل كل شًء على ما ٌرام .نستمر بالعٌش وفق حٌاة ملٌبة بالمبادئ وتتشكل رحلتنا إلى العالم
من هذه النقطة .نبعد عنا مخاوؾ التؽٌٌر ,وندرك بؤننا نتؽٌر باستمرار و نستطٌع أن نحافظ على التؽٌٌر
ونإمن بؤننا قادرٌن على البقاء ممتنعٌن مهما حدث وتصبح العملٌة أكثر سهولة وٌصبح التصرؾ
الصحٌح جزءا طبٌعٌا من حٌاتنا.
نحن نجرب أشٌاء جدٌدة وعندها نكتشؾ أنفسنا من الداخل ونقدم أنفسنا بشكل جٌد للخارج ,ومع تؽٌر
قٌمنا تتؽٌر حٌاتنا .تبدو العملٌة مثل سلم حلزونً حٌث نرى نفس المشهد مرات ومرات ,ولكن فً كل
مرة نراه من منظور مختلؾ .إن االنفتاح على وجهات نظر اآلخرٌن ٌساعدنا على تصفٌه تفكٌرنا,
عندما نعطً الحب ونبذل الجهد ونجدد االلتزام فً سلوكٌاتنا تتؽٌر حٌاتنا فً شكل معجزة.
السنٌن ولكن تبقى هذه العبارة صحٌحة .أٌا كانت وجهتنا فإننا نسعى إلى بناء حٌاة جدٌدة بنفس الطرق
ومع الوقت نتعلم بؤن كٌفٌة الوصول أهم بكثٌر من وجهتنا نفسها.
من أهم فوابد تجربتنا أننا ندرك أن مشاركتنا فً المجتمع هو اختٌار ,فالطرٌقة التً نتداخل فٌها مع
العالم حولنا هو قرارنا ,سواء كنا نستطٌع أو نرؼب فً ذلك هو قرارنا أٌضا .إن اندماجنا فً العالم
بالطرٌقة المرٌحة لنا هو جزء من رحلتنا ولٌس وجهتنا المقصودة .إن إٌجاد مكان لنا فً المجتمع لٌس
هو الهدؾ ولكنه الوسٌلة التً سوؾ نحقق بها أهدافنا .إن التركٌز على فكرة تحقٌق قبول المجتمع لنا
ٌمكن أن ٌبعدنا عن هدؾ العمل على تحقٌق الصحوة الروحانٌة .
الكثٌر منا ٌتساءل أي مجتمع نسعى إلى الحصول على قبوله؟ البعض ٌفهم كلمة "مجتمع" على أنها
زمالة المدمنٌن المجهولٌن نفسها .نجد طرٌقة لنجعل أنفسنا نشعر وكؤننا فً بٌتنا فً زمالة المدمنٌن
المجهولٌن حتى لو كنا دابما نشعر بالوحدة والشك والعزلة .عندما نفكر فً إٌجاد مكاننا فً هذا العالم
فإننا قد نواجه تحدٌات إضافٌة ,فإذا ما ابتعدنا بهوٌتنا عن فكرة الشعور بالؽربة فإن فكرة االنضمام إلى
شًء ما تمؤلنا بالشك قلٌبل .إن العودة إلى المجتمع خطوة صعبة وقد ٌترتب على ذلك عدة مخاطر ,ال
أحد ٌستطٌع أخذ القرار بالنٌابة عنا" .فً مرحلة النمو كنت أشعر دابما بؤننً ؼرٌب ,وقد وجدت القبول
فً مجتمع المخدرات ",كما قال أحد األعضاء .إن الشعور باالنتماء قد ٌمثل دفعة قوٌة لنا ,إن أسلوب
حٌاتنا الجدٌد قد ٌكون أصعب فً بعض األحٌان من ترك المخدرات.
عندما نلقً نظره حول األشٌاء التً أجبرتنا على التركٌز خارج أنفسنا نجد أن ما ٌحركنا هو الخوؾ
فنحن نخاؾ من أنفسنا و نخاؾ من العالم كما نخاؾ من أي شخص ٌكتشؾ كم نحن خابفون .نحن
نختفً وراء أقنعة ,فمن االلتزام الصارم بتقالٌد المجتمع إلى العداء الصرٌح .وبالنسبة لهإالء الذٌن
مروا بهذه التجربة عدة مرات قد نصبح حساسٌن بشكل ؼٌر عادي .نحن بالخطؤ نعتقد أن القبول
االجتماعً سوؾ ٌمنحنا الم ناعة من األلم الذي ٌبدوا أنه ٌنشؤ عن اهتمامنا بما ٌعتقده الناس عنا.
إن التعرؾ على جوانب قوتنا وجوانب ضعفنا قد ٌكون خادعا فقد ٌبدو الجانبٌن متشابهٌن ,جمٌعا نرٌد
أن نلملم شتاتنا والبعض منا أمامه طرٌق طوٌل لٌتعرؾ على المبادئ األساسٌة للسلوك المناسب ,بٌنما
البعض اآلخر ٌعرؾ تماما كٌؾ ٌكتشؾ الخطؤ .قد نقع فً فخ محاولة إظهار أنفسنا بشكل جٌد أو تصور
الصورة التً نرؼب أن نكون علٌها .إذا سمحنا لؤلشٌاء خارج أنفسنا من أن تحدد هوٌتنا فإن األمر
سٌنتهً بنا فً أن نكون شجرة بدون جذور وعند أول عاصفة ستتحطم الشجرة ,وعندما تصبح الرؼبة
فً الحصول على القبول أهم من التعافً فإننا سنكون عرضة لبلنتكاس أكثر مما نتوقع.
إن إخراج ما فً داخلنا ال ٌقتصر على الرؼبة فً التعافً ,فنحن نتعلم االستجابة الصحٌحة لحٌاتنا.
الكثٌر منا ٌؽطً قلة احترامه لذاته بالسلوك ؼٌر المناسب .وعادة ما نعتقد أن اآلخرٌن سوؾ ٌتصرفون
نفس تصرفنا فً األوقات الصعبة .نحن نعمد إلى إبعاد الناس عنا ,خوفا من أن ٌرونا كما نرى أنفسنا.
إن السماح ألنفسنا بالخروج إلى العالم كما نحن ٌعد خطوة كبٌرة .نحن ندرك سلوكنا وندرك ما ٌحٌط بنا
دون أن نتخلى عن فردٌتنا .ولكننا نبدأ فً السماح لآلخرٌن بدخول حٌاتنا ومشاركتنا .إن ما سنجده
بالتؤكٌد هو أننا كلما قل خوفنا كلما قل تخوٌفنا لآلخرٌن .وأخٌرا فإن الفكرة ال تعنً كٌؾ ٌقبلنا المجتمع
ولكن هل سنقبل نحن المجتمع ودورنا فٌه.
93
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن أولوٌاتنا تتؽٌر خبلل مراحل تعافٌنا ,فً البداٌة ٌبدو عدم التعاطً مثل وظٌفة بدوام كامل .عندما
ننتقل من حالة الٌؤس هذه فإن كثٌر منا ٌسعى إلى إشؽال نفسه باألمور المادٌة .نخطًء فً قٌاس النجاح
باألمان عندما تنتقل أولوٌاتنا مرة أخرى ,قد ٌكون ذلك نتٌجة ألنواع مختلفة من التؽٌٌر :إدراك تدرٌجً
بؤن هناك حالة رضا تنتظرنا " .لقد كنت أإمن بؤننً مقبوال من المجتمع ,لقد كنت أبذل جهدا كبٌرا
ولكننً نسٌت أن اهتم بنفسً بدنٌا وعقلٌا وروحانٌا وبالتدرٌج بدأ إدراكً ٌتطور .ومع تعزٌز عمق
العبلقة مع القوة اإللهٌة أصبح لدى رإٌة أوضح لما أرٌده .لم أعد أرؼب فً تسمٌات تعٌق نموي أو
تحدد شخصٌتً .لقد توقفت عن التفكٌر فً القبول االجتماعً كحالة .لقد كنت أرؼب فً أن أكون
الشخص الذي ٌرتاح الناس بوجوده .بعد أن وجدت طرٌقً إلى النجاة أحببت أن أشارك تلك التجربة
بحرٌة و بدون دوافع كاذبة ".
إن األحبلم تتحقق فعبل ,ولكن هذه لٌست نهاٌة القصة .إنجازاتنا تؤخذنا بعٌدا عن الماضً الذي تنتهً
عنده خططنا وتصوراتنا .إننا قد نخطا الهدؾ وهذا ٌعتبر جرس إنذار .هناك طرٌقة واحدة محتملة
والباقً ٌفشلٌ .جب أن نتذكر أن لدٌنا لمحة عابرة من إرادة هللا لنا .إن رؼباتنا قد تحدد االتجاهات لنا,
ولكن رحلتنا ستؤخذنا إلى مكان لم نشهده من قبل.
البعض منا ٌكون حٌوٌا بطبعه وٌسعى إلى تعدد األنشطة .قد نشعر بالقلق بؤن الحٌاة التً نشعر بالراحة
فٌها قد تكون ؼٌر مثٌرة .إن االبتعاد عن الحاالت المؤساوٌة والدراما تجعل من الممكن االستمتاع
باألشٌاء البسٌطة دون الشعور بؤنه ٌنبؽً عمل شًء مختلؾ .نكتشؾ أننا قد نحب حٌاتنا كما هً ,نتعلم
أن نوع العمل البلزم لجعل حٌاتنا جٌدة لٌس كصعوبة ما ٌنتج عن إفساد ما نقوم به من جهود شخصٌة.
أمضٌنا سنوات عدٌدة فً إحداث الكثٌر من الدمار والقصص المؤسوٌة الحزٌنة وعندما نرٌد إزالتها نجد
أنفسنا نخلق المزٌد منها .عندما نجد أنفسنا ندور فً تلك الفوضى التً صنعناها بؤٌدٌنا فإن موجهنا قد
ٌسؤل" :من أي شًء تهرب؟" وبعد أن نخرج من هذه الدابرة المدمرة ,نستطٌع أن نعً كم هو المطلوب
منا ,وعندما نستطٌع أن نهدأ ونطمبن فإن حٌاتنا تصبح أسهل .إن هذه المساحة تتٌح لنا االلتفات إلى ما
حولنا وسإال أنفسنا ماذا نحب فً حٌاتنا ,وماذا نرؼب فً تؽٌٌره؟.
إن جزء من األشٌاء التً تتؽٌر معنا هو تصورنا للعوامل التً تصنع األزمات .الكثٌر منا ٌقضً وقت
طوٌل فً مراحل التعافً المبكرة " ٌقضا جدا " ,فنحن نعً جٌدا كمٌة حطام الماضً أكثر من ادراكنا
بالمعجزة التً تحققت و نبدو وكؤننا فً حالة طوارئ مستمرة .إن المدمنٌن ؼرٌبٌن فعبل :فنحن نمٌل
94
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إلى جعل أمر بسٌطا حدثا مؤساوٌا ولكننا نتعامل مع األحداث الكارثٌة أفضل من معظم الناس .فنحن
ندرك أن أكثر مقٌاس الخبرة هو الناتج عن معاٌشة الحٌاة بشروطها .الخبرة منحتنا القدرة على النظر
إلى األحداث والمواقؾ بشكل أفضل.
كلما قلت أسرارنا كلما قل اهتمامنا بما ٌقوله أو ٌفعله اآلخرٌن ,إنها أسرارنا التً نخاؾ منها ,نحن
نختفً ألننا نشعر بالعار .إن قول الحقٌقة بدون تجمٌل أو حكم مسبق ٌخفؾ من حالة األسى .إن رؼبتنا
فً مواجهة الحقٌقة والتعامل معها تساعدنا على التنفٌس عن كمٌة األسى الموجودة فً أذهاننا .إن
ممارسة الخطوات بشكل مستمر تبعد اإلنكار والمراوؼة من تصرفاتنا ,وعندما نتعلم الرحمة نشعر بعدم
االستماع بالتركٌز على معاناة اآلخرٌن.
عندما نعمل بجد ونحقق النجاح فإننا بالتؤكٌد نشعر بالفخر من أنفسنا ,ولكن هناك فارق كبٌر بٌن الشعور
الجٌد تجاه أنفسنا وتصدٌق الضجة التً نحدثها تجاه إنجازاتنا .نكون حقا فً مشكلة إذا بدأنا نعتقد أن
النجاح الخارجً هو التعافً .عندما ندع التواضع واألمانة تبدأ فً التبلشً فإننا نعرض أنفسنا
واآلخرٌن من حولنا للخطر .إذا ما اختلطت األوراق بشؤن أولوٌاتنا فإننا قد نخسر أكثر مما كنا نتصور,
وعندما نحاول سد الفجوات فً داخلنا بؤشٌاء مادٌة أو مراكز مرموقة فإننا نجد نفسنا أكثر خواء من
قبل .عندما ٌختفً شعورنا باالمتنان فإننا ننسى من أٌن جبنا وال نهتم باألعضاء الجدد ,نؽرق فً الوهم
إلى درجة أننا ال نشعر أن هناك أي مشكلة .كثٌر من األعضاء ماتوا نتٌجة لؽرورهم .قوة الفرد ال
تساوي أبدا قوة الجماعة .لقد رأٌنا بعض األعضاء الذٌن حققوا نجاحا هاببل ولكنهم مازالوا ٌتعاطون أو
ٌرؼبون فً تدمٌر أنفسهم.
ربما ألننا كنا نعٌش بعٌدٌن عن المجتمع فإننا نمٌل إلى ان نكون حذرٌن للؽاٌة فً التعامل معه ,فالمدمن
لدٌه حساسٌة عالٌة تجاه الخداع .لٌس لدٌنا وقت للناس الذٌن ال ٌلتزمون بالحقٌقة حتى لو كنا نصارع
من أجل ممارسة األمانة .كفاحنا مع األمانة هو الذي ٌجعل المبادئ مهمة بالنسبة لنا .ندرك أنه من
السهل أن نتخلى عن الكرامة من أجل مكسب سرٌع حتى لو كنا نعرؾ النتابج المترتبة على ذلك فنحن
ال نملك رإٌة جٌدة تجاه العبلقات بٌن الناس أو طرٌقة الحصول على المال والسلطة وندرك كٌؾ نضع
أنفسنا فً المكان الذي ٌساعدنا على تحقٌق ما نرؼب فٌه| ,لذا لٌس من المستؽرب بؤن ٌعلق كثٌر منا فً
حالة مطاردة سواء داخل الزمالة أو خارجها.
نحن نجد الحرٌة عندما نتعلم أن نكون أنفسنا وندعم كزمالة جهودنا بؤنفسنا ,إنها لٌست قضٌة مالٌة.
عندما نتقدم للتقلٌد السابع نكتشؾ بؤن لدٌنا بعض األفكار المتشابكة حول االستقبللٌة فمن ناحٌة قد نكون
متحفظٌن وؼٌر راؼبٌن فً الثقة باآلخرٌن أو تحمل مخاطر العبلقة الوثٌقة ألي شخص أو أي شًء
ومن ناحٌة أخرى قد نكون معتادٌن على الحصول على احتٌاجاتنا بدون تحمل المسإولٌة .البعض منا
ٌخشى االستقبللٌة فً مرحلة اإلدمان النشط متشبثٌن بشركاء حٌاتنا أو عاببلتنا لكً تتحمل مسإولٌاتنا.
إن المٌل إلى الطابع النظامً الشدٌد قد ٌإدي بالبعض منا إلى الشعور بالوحدة ,ولكن بدون أي
استقبللٌة " .إن الخروج من السجن هو الحرٌة " كما قال أحد األعضاء ,ولكنه كان أمرا مرعبا " .لم
أكن أعرؾ كٌؾ أعٌش ,ولم أكن واثقا من رؼبتً فً التعلم " .إن تعلم اتخاذ القرار ألنفسنا ٌعنً أٌضا
قبول المسإولٌة عن تلك القرارات.
إن إلقاء اللوم على اآلخرٌن والتمسك بحالة االستٌاء قد ٌكون طرٌقة للتظاهر بؤننا لسنا مسإولٌن عن
العمل الذي ٌجب إنجازه فً داخلنا وفً الخارج " .لقد ذهبت إلى السجن وأنا متعافً" كما قال أحد
95
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
األعضاء " ,لقد واصلت تؽذٌة مرضً بدون مخدرات حتى تعلمت أن أطبق البرنامج على جمٌع جوانب
حٌاتً .الخطوة الرابعة تبدأ عملٌة التدمٌر التً تساعد على إعدادي لمواجهة المجتمعٌ .تعٌن علً تعلم
كٌفٌة المشاركة بدون أن أكون مدمرا " ,إن تولً المسإولٌة عن نفسنا ضرورة من أجل التحرك لؤلمام
كما أنها تفتح الباب أما عملٌة التصحٌح .إنها عملٌة إصبلح لهإالء الذٌن ٌهتمون بنا والذٌن لم نعد نمثل
عب َبا علٌهم ,إنها عملٌة تعوٌض للمجتمع الذي ٌمكن أن نرد له الجمٌل كما أنها تعوٌض ألنفسنا ونستمر
فً اإلصرار على تحدٌد طرٌقنا واختٌاراتنا.
إن أحد مزاٌا الجرد الشخصً هً عدم حاجتنا إلى انتظار شخص آخر لكً ٌخبرنا من نحن أو كٌؾ
نحن ؟ .عندما نصر على التمسك بؤحبلمنا ومعتقداتنا فإننا نمارس نوعا أعمق من االعتماد على النفس.
نحن نطور قدرتنا على اختٌار ما هو مناسب بالنسبة لنا والتمسك به حتى لو كان مختلفا عن ما ٌإمن به
اآلخرون .ال ٌجب أن نكون فً موقؾ دفاع حتى نتمسك بؤنفسنا وبمبادبنا ففً ظل التصورات الجدٌدة
نبدأ فً الثقة بتعافٌنا وبطبٌعتنا .إن المدمن ٌتمتع حقا بؽرٌزة جٌدة ودوافع سٌبة فً نفس الوقت .إن تعلم
إدراك الفرق ٌحتاج إلى وقت وممارسة وٌستطٌع الموجه أو األصدقاء الذٌن نثق فٌهم أن ٌحددوا الفارق
بٌن رؼباتنا ودوافعنا .
قد نتؽٌر ألننا أخترنا ذلك أو قد ٌحدث التؽٌر كنتٌجة لظروؾ خارجة عن إرادتنا .إن حٌاتنا تحتاج إلى
صٌانة مستمرة كما أن مفهومنا للنجاح ٌتؽٌر مع استمرار الحٌاة " .لقد كنت ناجحا فً جمٌع جوانب
حٌاتً ,وبعد أن ؼٌرت وظٌفتً وانتقلت إلى مدٌنة أخرى انتهى كل شًء ,نجاحً واحترامً لذاتً و
حتى متعة المشاركة فً اجتماعات زمالة المدمنٌن المجهولٌن .لقد كنت عضو قدٌم ولم أكن أعرؾ ماذا
أفعل؟ لقد أدركت أننً كنت أقٌس التعافً والقٌمة الذاتٌة باألمور الخارجٌة ولٌس بما فً داخلً,
وعندما انتهى النجاح والقبول إنهار كل شًء .لذا كان من الضروري النظر من زاوٌة أخرى ووضع
تصور جدٌد من خبلل الخطوات لمقارنة المشكبلت الحالٌة مع المشكبلت التً مررنا بها أثناء التعاطً
النشط وبهذا ٌمكن أن نجد الوسٌلة لتجنب الوقوع بها مرة أخرى .فً بعض األحٌان نقلل شؤن
الصراعات التً نواجهها ولكن إذا تجاهلناها فإننا قد نتعرض لبلنتكاس وفً النهاٌة فإن نجاحنا ال ٌقاس
من الخارج فقط بل من الداخل أٌضا .عندما نطبق المبادئ فً حٌاتنا فإننا ننجح فً كثٌر من جوانب
حٌاتنا ولكن األهم من ذلك أننا لم نعد نتعرض لؤلذى.
فكرة تساوي أفراد المجتمع ترتبط بشكل وثٌق مع مبدأ النزاهة ,فالنزاهة عبارة عن ترابط داخل أنفسنا:
نحن نفس الشخص أٌنما كنا ,كما أن التزامنا بقٌمنا كما نفهمها ال ٌعتمد على المناسبة أو الظروؾ ,فبل
حاجة إلى التظاهر بؤننا شخص آخر أو نسلط الضوء على جانب ونخفً الباقً حتى نحقق القبول .إن
الراحة النفسٌة فكرة جذابة جدا .إننا عندما نمارس النزاهة نستطٌع أن نسٌر بكرامة سواء وجدنا القبول
خارجٌا أم ال :فنحن نعرؾ من نحن .
إن الحرٌة تؤتً من اكتشاؾ الداخل .إن المدمن المتعافً ٌتمٌز بالذكاء واإلبداع والتعاطؾ سواء أدركنا
ذلك بؤنفسنا أم ال .تساعدنا الخطوات على تطوٌر أمانتنا وتكوٌن تصور حقٌقً عن أنفسنا كوسٌلة لتحقٌق
تقبل الذات ,وهً عملٌة مساعدة على اكتساب قبول المجتمع .الكثٌر منا ال ٌشعر أنه ٌستحق الحٌاة التً
ٌعٌشها بعد التعافً ونسعى إلى إظهارها بالطرٌقة التً نعامل بها أنفسنا .عندما نمارس االحترام والحب
ألنفسنا فإن أفكارنا ومشاعرنا تبدأ فً التؽٌر .إن تقبل الذات ٌقودنا لنتحمل المسإولٌة عن حٌاتنا وإدراك
96
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الهبات التً حصلنا علٌها وعندما ندعو بؤمانة وننظر فٌما لدٌنا فً هذه الحٌاة ونملك الشجاعة لتؽٌٌره
نجد أن قدرتنا على تشكٌل حٌاتنا تصبح محددة برؼبتنا نحن أكثر من أي شًء خارج أنفسنا.
االستقرار
مثل كثٌر من األشٌاء التً نسعى إلٌها خبلل التعافً فإن االستقرار عمل داخلًٌ .بدأ اإلحساس
باالستقرار من معرفة أننا بخٌر أٌا كان ما سٌحدث لنا .قد نعتقد أن هذا سٌكون نتٌجة تحقٌق أهدافنا ,
مثل الحصول على بٌت أو زوجة أو وظٌفة أو بعض المال ,ولكن عندما ٌتمكن منا الخوؾ فبل ٌهم ماذا
لدٌنا أو مع من نتشارك .إن األمان الذي نبحث عنه ٌؤتً من السبلم داخل أنفسنا ومن القوة اإللهٌة
والتواصل مع اآلخرٌن .إن اإلٌمان بؤن حٌاتنا هً ملك لنا قد ٌحتاج إلى وقت طوٌل للوصول إلٌه.
بالنسبة لبعض منا ٌبدأ االستقرار عندما نرؼب فً االلتزام بمكان معٌن .قد نبدأ بالحضور المنتظم إلى
مجموعتنا المحلٌة ونبدأ طرٌقنا من هناك ,البعض اآلخر ٌؤتً ومعه كل ضؽوط الحٌاة الروتٌنٌة ولكن
نجد أننا ال زلنا محاطٌن بتلك الضؽوط واننا نحتاج إلى التحرر من القٌود التً تربطنا بؤسالٌب حٌاتنا
القدٌمة قبل أن نشعر بؤنفسنا .إن األمان واإلحساس باالنتماء ٌتٌح لنا التؽٌر بدون الشعور بؤننا نفقد
أنفسنا .قال أحد األعضاء " عندما كنت أتعاطً كنت دابما أحمل مبلبسً معً ألننً لم أكن أعرؾ أٌن
سؤستٌقظ فً الٌوم التالً ولكن بعد التعافً أصبحت انتقً األثاث حتى أصبح بٌتً ملٌبا به ,والحقا
أدركت أننً كنت أشتري كل هذه األشٌاء للضمان أننً لن أفقدها .لم أكن أرؼب فً المزٌد من األوانً,
كل ما كنت أرٌده هو أن أعرؾ أٌن سؤكون " .إن السكٌنة قد تعنً وجود السبلم أو ؼٌاب الفوضى.
الكثٌر منا مر فً الحٌاة بشكل افتراضً وكؤن األحداث ستحصل لنا على أٌه حال .إن شعورنا بؤنفسنا
كان مشوها للؽاٌة إلى درجة أننا شعرنا بؤننا ببل قٌمة وال نملك تؤثٌرا على العالم .فً الخطوة األولى
أدركنا بؤن عبارة " إننا ببل قوة تجاه كل شًء " هً شرط االنتقال إلى مرحلة جدٌدة .نحن ال حول وال
قوة لنا على إدماننا وال نستطٌع ارجاع عجلة الزمن للوراء .أبعد من ذلك هو دهشتنا من حقٌقة قدرتنا
على االختٌار الٌوم وتحدٌد شكل حٌاتنا الجدٌدة ,إن عبلقتنا مع العالم هً انعكاس لعبلقتنا مع أنفسنا.
نحن منفتحون على أفكار جدٌدة وطرق جدٌدة فً التفكٌر والطرق الجدٌدة فً رإٌة ما نعتقد أننا نعرفه.
إن الثقة بالناس الذٌن ٌإمنون بنا ٌتٌح لنا تجربة أشٌاء جدٌدة حتى لو بدت مخٌفة وأن نإمن بؤن التؽٌٌر
الذي نراه حقٌقً.
إن شعورنا باالستقرار داخل أنفسنا ٌتٌح لنا تحمل مخاطر أكبر ,سواء كان هذا ٌعنً الرؼبة فً مواصلة
طرٌقنا الجدٌد أو أن نضع قلوبنا فً ٌد شخص نحبه .عندما نثق فً االستقرار نستطٌع أن نتجاهل
األشٌاء البسٌطة .لم نعد نقضً األٌام أو اللٌالً فً قلق أو التمنً فً أن ٌزاح كل ما نشعر به " .إننً
خابؾ من أن أظهر وأنا أحلم بالهروب والبدء من جدٌد وترك كل األشٌاء ورابً " .نحن نخاؾ من
اإلحساس باألمان ألننا ال نثق فً قدرتنا على الحفاظ علٌه .إن االستمرار فً الحٌاة بدون أحداث تقلبات
ومآسً ٌعتبر تجربة جدٌدة بالنسبة لنا.
إن االستقرار أمر مهم للؽاٌة حتى نستطٌع أن نواصل ولكن هناك فارق بٌن االستقرار والجمود .قد ال
نتحرك لؤلمام ألننا وصلنا إلى وجهتنا التً نرٌدها .بالطبع نرؼب فً االستمتاع بثمار جهودنا ولكننا قد
نطٌل االستمتاع بالثمر حتى تتعفن " .عندما تعافٌت كان األمر سهبل نسبٌا بالنسبة لً أن أتحول إلى
97
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
أسلوب الحٌاة العادٌة " كما قال أحد األعضاء " ,ولكن الخوؾ من التؽٌٌر أوقفنً متجمدا فً مكانً ".
لقد قضٌت أوقاتا طوٌلة للتمٌٌز بٌن الجحر والخندق.
هناك بعض المإشرات التً تساعد على التمٌٌز بٌن السكٌنة والرضا بالنفس .عندما نطلق األحكام
ونصبح جاحدٌن وثابرٌن فإننا نكون على الجانب الخطؤ من الطرٌق .عندما ٌبدأ التنافس بٌن بعضنا
البعض ٌصبح مرهقا أو عببا علٌنا ,أو عندما ننسى أننا مهمٌن لدى اآلخرٌن فإننا قد ننزلق مرة أخرى
إلى الرؼبات الملحة وذلك عندما نشعر بالبلمباالة والجحود .نزعم أننا " نحس بالملل " .إن الملل ٌعنً
أننا ال نستطٌع أن نرى الماضً بؤنفسنا لكً ندرك الفرق بٌنه وبٌن الحاضر ونهٌم فً التفاهات واألوهام
.إن العالم ٌصبح ممبل أو ممتعا على حسب ما نصنعه بؤٌدٌنا .شارك أحد األعضاء بقوله ":عادة عندما
تتداخل األٌام ٌكون السبب أننً ال أعٌش وفق معتقدات " .عندما نعود إلى التصرفات القدٌمة فإننا نحتاج
إلى الرجوع إلى تطبٌق أساسٌات برنامجنا .إن وقت االمتناع ال ٌعنً أننا لن نعانً من الجمود وفً
بعض األحٌان ٌحتاج المفهوم الجدٌد فً حٌاتنا إلى نظرة أخرى جدٌدة إلى الخطوات .قد نكتشؾ أن تبنً
توجه أفضل هو كل ما نحتاجه أو قد ٌكون الوقت قد حان إلجراء تؽٌٌر فً حٌاتنا.
إننا ندرك مسإولٌتنا عن أفعالنا ودوافعنا بشكل أكثر تكرارا وأوضح مع عملٌة التعافً .إن تحدٌد
توجهاتنا ٌساعدنا على إٌجاد الراحة من كافة الطرق التً ٌظهر بها المرض فً حٌاتنا ,كما أنها تتٌح لنا
القدرة على التحرك لؤلمام نحو ما نرٌده ولٌس فقط بعٌدا عن ما نخاؾ منه.
نحن أحرار فً خلق حٌاة نشعر بقٌمتها .عندما نوكل للقوة اإللهٌة فإن أفعالنا مع االستسبلم ٌسٌران
متوازٌان .قد نمضً الكثٌر من الوقت فً محاولة إقناع أنفسنا بؤننا نعرؾ كٌؾ ٌجب أن تسٌر علٌه
األمور ونتدخل فً إرادة القوة اإللهٌة .كل واحد منا مر بتجربة محاولة فرض شًء على الحٌاة لتظهر
أمامه الكثٌر من العقبات ,حتى ٌكتشؾ أخٌرا بؤن أفضل شًء هو أن ٌفوض األمر ,ومن ناحٌة أخرى
فً بعض األحٌان قد ٌفرض التحدي أو االلتزام نفسه علٌنا مهما كانت الصعوبة فً تجاهله إال إنه ٌبدو
امرا ال مفر منه ,وعندما نستسلم ونحاول إفبلت قبضتنا فإننا نذهل بما ٌمكن أن نحققه ,وكلما كان
االستسبلم مطلقا كلما استطعنا المضً قدما فً تحقٌق التزاماتنا.
الخروج من طرٌقتنا
إن كثٌر من تجاربنا هً نتٌجة لتصوراتنا .قد نشعر بالجمود بالرؼم من أن الظروؾ من حولنا فً تؽٌر
مستمر .هناك بعض األوقات ٌبدو فٌها كل شًء على ما ٌرام ولكننا نشعر بؤننا لم ننجز شٌبا .قد نمر
بفترات ال مباالة وإعادة توجٌه ونرى إننا مازلنا ناجحٌن ومتقدمٌن فً حٌاتنا أو قد نشعر بالفشل حتى لو
كان كل شًء ٌسٌر على ما ٌرام .ربما ما ننظر إلٌه أنه أمر جٌد أو سًء هو مجرد حدث و نحن الذي
نحوله إلى حدث جٌد أو حدث سًء بتصرفاتنا تجاهه وباستجابتنا له .قد نحول حالة إخفاق بسٌطة إلى
مشكلة كبٌرة تدوم لؤلبد ونزعم أنه خطؤ الجمٌع .نستطٌع أن نتجاوز الصعوبات بخطوات أسرع إذا ما
قبلناها وواصلنا التحرك .إن عملٌة التسرٌع هذه تصبح أسهل عندما نتعلم أال نحكم قبضتنا على األشٌاء .
قد تكون السماء أبعد من حدود نظرتنا .وقد ٌكون هناك حدود وضعناها ألنفسنا أو ظروؾ معٌنة هً
من تحدد لنا االختٌار بدون إرادتنا .فً كثٌر من األحٌان قد نرتطم بالحواجز التً توضع فً طرٌقنا
ونعتاد على التفكٌر فً أنفسنا بطرق معٌنة وٌصعب تخٌل أنفسنا بطرٌقة أخرى .قد نكون قاسٌن على
أنفسنا .إن منح أنفسنا فترة من الراحة تعد واحدة من المهارات التً نكتسبها فً التعافً ,كما أنها مهمة
98
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بالنسبة لقدرتنا على التؽٌر .من الصعب تعلم شًء جدٌد إذا ما زلنا نوهم أنفسنا بؤننا نعرؾ كل شًء .إن
عٌوبنا ونقابضنا الشخصٌة تمنعنا من القدرة على التصرؾ بناء على ما ٌفٌدنا ومن األمور التً ٌصعب
التحرر منها هً معتقداتنا عن أنفسنا وحدودنا.
إن العوابق تتٌح لنا فرصة اختبار إرادتنا وتصمٌمنا .البعض منا قد ٌناضل لٌجد طرٌقة إلى هدؾ ما
بالرؼم من إعاقته البدنٌة أو سجله اإلجرامً أو أي معوقات أخرى .إن العوابق فً طرٌقنا قد تجعلنا
أكثر التزاما بؤهدافنا .نحن نجد طرٌقة لكً نفعل المستحٌل ,وفً بعض األوقات األخرى تإدي الحواجز
إلى التفكٌر اإلبداعً والنظر إلى اتجاهات أخرى لبلستفادة من طاقاتنا.
إن عدد مرات نجاحنا وفشلنا لٌست مقٌاسا لبرنامجنا .إن مرات الفشل ال تملك القوة على تحدٌد هوٌتنا.
الفشل عبارة عن تجربة وقوة وأمل ولكن بشكل خفً .من المهم أن ندرك الفرق بٌن الفشل فً القٌام
بشًء و" أن نكون فاشلٌن " .عندما نكون صادقٌن نبدأ فً تحمل المسإولٌة من جانبنا .إن الندم قد ٌشعل
رؼبة جدٌدة فً التؽٌٌر .الفشل مثل النجاح له دور هام ٌلعبه فً حٌاتنا وٌؤخذنا إلى أماكن لم نختار أن
نذهب إلٌها .إنه ٌستطٌع تحرٌرنا لنجد أشٌاء جدٌدة ونبحث عن حدود آلفاقنا.
فً بعض األحٌان ٌكون ما نظن أنه فشل هو فً حقٌقة األمر إعادة توجٌه للمسار الصحٌح .نستطٌع أن
نركز بحٌث نتلقى دفعة عملٌة نحو تؽٌٌر مسارنا .بعد المرور بؤوقات صعبة ونحن ممتنعٌن قال أحد
األعضاء " احتجت إلى الفشل .لقد كنت خارج عن السٌطرة تماما ألننً اعتقدت إننً أتحكم بزمام
األمور بالكامل .لقد كنت ال أعرؾ التفرٌق بٌن النجاح الخارجً والنمو الداخلً فً التعافً " .عادة
عندما نستجٌب لمخاوفنا بالسٌطرة على أمر ما فإننا نفلت أمورا أخرى ونخلق المشاكل ألنفسنا .عندما
نواجه تحدٌات فً مجال معٌن من حٌاتنا ,تبدأ مجاالت أخرى فً المعاناة .عندما تشتد صعوبة األمور
وٌبدو وكؤن أكثر من جانب واحد ٌتعرض لمعوقات نبدأ فً تطبٌق أنماط سلوكٌاتنا القدٌمة مرة أخرى
حتى لو كنا نعلم بؤنها ال تفٌد .إن عدم إدارة األمور تتؽذى على نفسها .أقسى الدروس فً التواضع
ٌذكرنا بؤننا ال زلنا نحتاج المزٌد من التعلم .عندما نتوقؾ عن تطبٌق أساسٌات البرنامج نجد أنفسنا فً
ورطة.
ٌحتاج األمر إلى شجاعة لكً نسٌر على الطرٌق الصحٌح .إذا كانت المخاطر التً نتحملها حقٌقٌة,
فبالتؤكٌد سوؾ نخسر فً بعض األحٌان .إذا لم نقع فً منتصؾ الطرٌق فهذا قد ٌعنً أننا نضع حدودنا
عند مستوى منخفض .نحن نتعلم من خبلل أخطابنا وتستطٌع التجربة أن تعزز إٌماننا ,واألهم من ذلك
لٌس علٌنا أن نقوم بذلك بمفردنا .عندما نقبل بحقٌقة أننا سنكون على خٌر ما ٌرام حتى لو كنا نشعر
باإلحباط فإننا نبدأ بالشعور بمزٌد من الراحة تجاه فكرة تحمل المخاطر .نتعلم أن ندرك قدراتنا الطبٌعٌة
ونبدأ فً التحرك وفق إٌقاع حٌاتنا .نستطٌع أن نستجٌب للتؽٌرات كما تحدث بدون أن تشؽلنا رؼبتنا فً
الحكم علٌها أو تفسٌرها.
نضع األهداؾ ألنفسنا ونتحرك تجاه تحقٌقها ٌوما بٌوم أو قدما واحدة فً وقت واحد مدركٌن بؤنه عندما
نفعل الصواب فإننا سنحصل على األشٌاء الصحٌحة حتى لو لم تكن ما نتوقعه .نمٌل إلى التصرؾ
وكؤننا لم نحرز تقدما حتى نصل إلى أهدافنا .إن تعلم تخطً العثرات واألوقات الصعبة ٌتٌح لنا
االستمرار فً التحرك لؤلمام حتى لو كانت األمور ال تسٌر بطرٌقتنا .
99
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
البعض منا لم ٌصل على اإلطبلق إلى حٌث ٌجب أن ٌكون ولكن هذا ال ٌعنً أن هناك خطؤ ما فً
عملٌة تعافٌنا .نحن لم نبقً على تعافٌنا من أجل الحصول على مكافؤة بالرؼم من أن البقاء ممتنعٌن هو
مكافؤة فً حد ذاته .أٌا كانت المنح التً نحصل علٌها أو ال نحصل علٌها ٌجب أن نتذكر جٌدا بؤنه ال
ٌوجد الٌوم شًء خطؤ ستجعله االعراض اإلنسحابٌة أكثر سوءا .كلنا نمر بحاالت الخسارة والمصاعب
فً نقطة ما من تعافٌنا وإذا لم نكن راؼبٌن فً قبول ذلك باعتباره جزءا من عملٌة التعافً فإن رؼبتنا
فً النجاح قد تتحول إلى تحفظ .إذا شعرنا بالعار بسبب صعوبة ما نمر بها أو شعرنا بؤننا ال نستطٌع أن
نكون أمٌنٌن تجاه الصعوبات التً نمر بها فإن عبلقتنا بالزمالة سوؾ تتضرر بؽض النظر عن فترة
امتناعنا .
الكثٌر منا لدٌه توقعات بؤنه إذا ما أتمم عملٌة التعافً بشكل صحٌح ,فلن ٌواجه أي صعوبات أو آالم
وإنه سٌحصل على كل ما ٌرٌد ,هذه التوقعات قد تكون قاتلة .قد نرؼب فً التصدٌق بؤنه إذا ما أنجزنا
عملنا بشكل جٌد خبلل البرنامج فلن نخسر على اإلطبلق ,بٌنما فً الواقع ٌساعدنا البرنامج على
مواصلة الطرٌق أٌا كانت العقبات .بعض تجاربنا قد تكون عبارة عن خسابر بسٌطة بٌنما بعضها ٌحمل
فً طٌاته العدٌد من الكوارث المتكررة .إن السٌر لؤلمام لٌس سهبل ولكن هذا ما نقوم به .ال نستطٌع أن
نضع الحدود أو اإلطارات لمشاعرنا " .كنت أحتاج أن أكون أمٌنا تجاه ما شعرت به " كما قال أحد
األعضاء " ,حتى لو كان ذلك مإلما ,كنت حزٌنا وؼاضبا وخابفا وأشعر بالؽٌرة من نجاح اآلخرٌن ".
ال نحتاج إلى تعلم كٌؾ نعاٌش مشاعرنا ولكن من الجمٌل أن نعرؾ أننا محبوبٌن ونحظى بالدعم .مهما
كانت الصعوبات التً نمر بها ونحن ممتنعٌن فإننا ندرك أن كل شًء سٌصبح على ما ٌرام .نبدأ فً
اإلٌمان بمرونتنا وبثقتنا بتعافٌنا .نجد اإلٌمان والقوة داخل أنفسنا بحٌث ال نستطٌع إخراجها ما لم نسمح
نحن بذلك.
إذا كان لدٌنا تجارب مع الفشل فقد ٌصعب علٌنا اإلٌمان بؤن النجاح أمر ممكن .إن خبرتنا السابقة قد ال
تكون مرشدا جٌدا لنا ,وكما علمتنا الخطوة الثانٌة بؤن عدم الصواب هو أن تفعل نفس األشٌاء وتتوقع
نتابج مختلفة .فً بعض األحٌان نفعل أشٌاء مختلفة ونتوقع نفس النتابج ,حتى لو كنا ال نفعل ما نفعله
دابما فإننا مازلنا نتوقع أن نحصل على ما نحصل علٌه دابما .نتعلم أن األشٌاء قد تتؽٌر فعبل بالنسبة لنا
إذا كنا راؼبٌن فً ذلك .إذا كنا نرؼب فً الحصول على شًء لم نحصل علٌه سوؾ نحتاج إلى تجربة
بعض األشٌاء التً لم نجربها من قبل وأن نملك اإلٌمان .عندما نؽٌر تصرفاتنا ومعتقداتنا ودوافعنا فإن
حٌاتنا تتؽٌر ولكن لٌس دابما حسب ما نعتقد .إن مبدأ التفتح الذهنً الذي نمارسه فً تعافٌنا ٌتٌح لنا
القدرة على أن نتسم بالمرونة عندما تتؽٌر األشٌاء بطرٌقة ال نتوقعها " .لقد تعلمت أن أكون منفتحا ذهنٌا
حول كل األشٌاء حتى تلك التً تمنحنً السعادة " كما قال أحد األعضاء .قد نكون أحرارا لمدة طوٌلة
قبل أن ندرك ذلك.
إننا نحرص على أن ال نقٌد بعضنا البعض أو نحبط بعضنا من محاولة تحقٌق أحبلمناٌ .قول أحد
األعضاء " بعد العدٌد من سنوات التوجٌه أدركت أخٌرا بؤننً لن أمنع أي شخص من أن ٌقوم بما ٌرٌد,
إن السإال هو هل سٌكونون مطمبنٌن من مشاركتً بؤمانة ,إننً عندما أضع مطالب أو حدود فإننً
أصبح عمبل إضافً ٌحتاج الشخص الذي أقوم بتوجٌهه بالعمل علٌه " .إننا نساعد بعضنا البعض لنرى
بوضوح ما قد نواجهه ولكننا نصؽً أٌضا إلى إرشادنا الخاص.
100
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن القضٌة األساسٌة قد ال تكون تحقٌق النجاح أو الفشل ولكن إٌماننا بالنموٌ .قول مدمن آخر" لقد
أمضٌت سنوات من االمتناع قبل أن ٌنهار كل شًء الزواج والوظٌفة والوضع المادي وعبلقتً مع
أطفالً ,كان اآلخرون ٌذكروننً بؤن كل ٌوم اقضٌه ممتنعا هو ٌوم ناجح ولكن ذلك لم ٌكن ٌقنعنً,
ظننت أنهم ٌحبطونً ولكننً كنت أعمل بنجاح فً برنامج زمالة المدمنٌن المجهولٌن .كنت أحتاج إلى
إعادة ترتٌب أولوٌاتً ومازالت أرتبها إلى الٌوم ولكنً الٌوم أشعر بالسعادة والرضا " .نبدأ فً إدراك
أن التؽٌرات الكبٌرة فً حٌاتنا لٌست نهاٌة العالم ولكن مجرد نهاٌة لمرحلة أو تجربة .قال أحد األعضاء
مبلحظا " لقد اعتقدت بؤن عبارة بؽض النظر عن أي شًء تعنً عدم التعاطً حتى لو وقع زلزال,
ولكن تعلمت أنها تعنً ٌجب االستمرار حتى لو كنت ال تشعر برؼبة فً ذلك ".
إن االستمرار فً ذلك سوؾ ٌعلمك أنه حتى لو كانت السماء تقع فوق رإوسنا فبل ٌجب أن نتوقؾ.
عندما نمر بتجربة صعبة فإننا سنحصل على الطاقة والمناعة .قد ٌصعب البقاء فً االجتماع أو سماع ما
ٌرٌد اآلخرون قوله .نعتقد أنه ٌمكننا تجاوز العقبات بمجرد طؤطؤة رإوسنا فً األرض ,بل على العكس
هذا سٌجعل األمور أكثر سوءا ,تماما مثل أن تقول سوؾ أدٌر األمور بطرٌقتً حتى اتجاوز تلك
األوقات العصٌبة بعدها سؤشارك .عندما نواظب على حضور االجتماعات حتى مع شعورنا بالكبرٌاء
فإننا سنستمع إلى الرسالة رؼما عنا ,فطالما نحن متواجدون فإن الرسالة ستجدنا سواء كنا نبحث عنها أم
ال .نتعلم من الخبرة وننمو وعادة ما نجد أن المكان الجدٌد الذي نتواجد فٌه نتٌجة ظرؾ ما أفضل من
الذي قاومنا مسؤلة التخلً عنه.
نقلة إٌمانٌة
إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن تمنحنا أشكاال مختلفة من النجاح والفشل مقارنة بباقً العالم .إن حٌاتنا
ناجحة ألننا ممتنعٌن ونساعد اآلخرٌن ونملك عبلقات مع قوة أعظم من أنفسن .قد ٌصعب تذكر المرحلة
التً كان الجانب الخارجً فً شخصٌاتنا مضطربا .إذا كانت الحٌاة حلم فمن المإكد أننا سنتعرض من
وقت آلخر لكوابٌس! فنحن نمر باألوقات الصعبة واألوقات الجمٌلة ولكننا نعانً من مرض ٌقول لنا بؤن
وضعنا ال ٌتؽٌر سواء كنا نعمل بشكل جٌد أو ضعٌؾ .قد نؽرق فً التفكٌر سواء كنا نتمتع بمناعة من
الفشل أو أن الحٌاة صعبة دابما بالنسبة لنا فكل واحد منا ٌجرب األوقات الصعبة والنجاح الهابل ونتعلم
بؤنهما لٌسا القصة الكاملة أو حتى الجزء أألهم فً القصة.
إن كبل من النجاح والفشل بحد ذاتهما تحدي ,البعض منا ٌخلق أزمة ألننا ال نستطٌع أن نتعامل مع
التجارب اإلٌجابٌة .قد نخشى النجاح ألنه سوؾ ٌحملنا مسإولٌة وهذا ٌبدو مثل فخ نقع فٌه .قد نقلق من
أن النجاح سٌجعلنا نفقد التركٌز على البقاء ممتنعٌن .ببساطة قد ٌكون تجنب التحدي أسهل من تجربة
الفشل .ربما ال نشعر بقٌمتنا أو نعتقد أن الفشل أمر طبٌعٌا.
إن التعافً عملٌة تطور .نرؼب فً أن نصبح أفضل شخص بقدر اإلمكان وأن نإدي عمبل نشعر
بؤهمٌته ونحس بؤننا محبوبون ولنا قٌمة ,بالتؤكٌد ال توجد طرٌقة واحدة لتحقٌق ذلك ألننا جمٌعا مختلفٌن.
نرؼب فً الحصول على خارطة طرٌق للنجاح ولكن بعضنا ٌعتقد أن إٌجاد مثل هذا المسار المحدد
ٌؤخذنا بعٌدا .نتعلم ما هو الصحٌح بالنسبة لنا من خبلل جهودنا الخاصة.
قد ال ٌكون لدٌنا أحبلم عندما نصل هنا ,كما أن خبرتنا قد علمتنا بؤنه لٌس من السلٌم أن نشارك فً
أحبلمنا أو نتشبث بها بشكل قويٌ .جب علٌنا أن نجد طرٌقة لنرى رؼباتنا الخاصة ,ومع مرور الوقت
101
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نكتسب إدراكا أكثر حرصا على العٌش فً تناؼم مع معتقداتنا ,وحتى إذا كنا نشارك اآلخرٌن فً حٌاتنا
فإن رؼبتا فً تحمل مسإولٌتنا تجاه أنفسنا تحدد قدرتنا على اإلحساس بالحب والرضا فً حٌاتنا .إن
الكرامة التً نحٌا بها حٌاتنا هً األهم .وبعد ذلك إذا لم نحب شخصٌتنا أو تصرفاتنا أو إذا وجدنا
صحبتنا ؼٌر مرٌحة فهل ٌهم حقا ماذا نملك أو كم نملك؟.
نحن نبنى أساسا راسخا ,زمالة وحٌاة ...لٌس بالضروري أن تكون بنفس الترتٌب .إن هإالء الذٌن كانوا
سعداء الحظ وأسهموا فً تطوٌر مجتمع زمالة المدمنٌن المجهولٌن ٌدركون جٌدا أهمٌة أن ٌنبت شٌبا
مما بذروه .إن تجر بة ذلك مختلفة عن أي شًء نعرفه .الكثٌر منا ٌسخر قلبه وروحه لزمالة المدمنٌن
المجهولٌن ثم تؤتً عملٌة بناء حٌاتنا فٌما بعد .قد نجد أنفسنا نبدأ طرٌقنا المهنً أو نحقق األمان المادي
بعد سنوات من استقرار زمبلبنا فً التعافً .ال ٌوجد أسلوب صح أو خطؤ فً الطرٌقة التً ٌتحقق بها
تعافٌنا.
كلنا لدٌنا تجارب فً حٌاتنا مع أشخاص وأماكن وأشٌاء جدٌدة ونبدأ أسلوب جدٌد فً الحٌاة ال نفهمه
جٌدا .إن الرؼبة فً الحٌاة والشعور بالرضا لٌس مقصورا علٌنا نحن المدمنٌن ,ففً التعافً نبدأ
باالرتباط مع اآلخرٌن ونبذل الجهد لتحقٌق متطلبات األمان األساسٌة ومن الممكن أن تكون المسؤلة
كذلك .إن اإلٌمان بؤننا نستطٌع الثقة فً الحب فً حٌاتنا ٌعد تحدٌا فً حد ذاته .إن هذه االحتٌاجات
العمٌقة هً التً نإمن بؤننا لن تستطٌع تحقٌقها ,وٌبدأ هذا مع عملٌة اإلصبلحات فندرك بؤننا نستطٌع أن
نسامح اآلخرٌن وٌسامحونا وإننا نستطٌع أن نتحمل المسإولٌة عن تصرفاتنا واتخاذ اختٌارات أفضل.
خبلل مرحلة التعافً نسعى إلى تحسٌن تصرفاتنا وسلوكٌاتنا وتصوراتنا وحٌاتنا .إن الٌقظة التً تتحقق
أثناء عملنا فً الخطوات اإلحدى عشرة األولى تمنحنا القدرة على التصرؾ بطرٌقة جدٌدة .نطلب
معرفة مشٌبة القوة اإللهٌة والقوة على تحقٌقها وبعد االستسبلم وترتٌب األمور فً حٌاتنا فً الخطوات
السابقة تساعد العبلقة الواعٌة والمستمرة فً الخطوة الحادٌة عشرة على تؽٌٌرنا ,وكلما شعرنا أكثر
بقلة حٌلتنا كلما زادت قدرتنا على اتخاذ القرارات فً حٌاتنا .إن النص األساسً ٌقول لنا أننا نجد إرادة
هللا لنا فً األشٌاء التً نشعر أكثر بقٌمتها .قد نصؾ ذلك بلؽة روحانٌة خالصة أو ندرك الشعور
باالندماج فً الشًء الذي نفعله " .أدرك أننً أنفذ إرادة القوة اإللهٌة عندما تتبلشى كل هذه األصوات
الموجودة من رأسً ".
عند مستوى معٌن ٌتعلق كل هذا باإلٌمان .إن العٌش فً األحبلم ٌتطلب اإلٌمان بؤنه من الممكن تحقٌقها.
عندما نتصرؾ على أساس اإلٌمان فإننا نتحرك فً االتجاه اإلٌجابً .قد ٌصبح األمر مخٌفا وفً بعض
األحٌان ؼرٌبا .إن النقلة فً اإلٌمان تتطلب منا اإلٌمان بؤننا سنجد ارضا صلبة من تحتنا أو أننا
سنستطٌع التحلٌق فً السماء .إن تلك الخطوات البسٌطة تمنحنا الشجاعة للقفز.
االلتزام
إن األدوات التً نستخدمها لممارسة تعافٌنا تخدمنا أٌضا فً جمٌع شإوننا .إن الخٌال أداة ,وعندما نمنح
أنفسنا التصرٌح بالحلم فإننا نستخدم األدوات الكتشاؾ ما فً قلوبنا .قد ٌصبح األمر مخٌفا لما نعتقد به
حقا أو ما نرؼب فٌه أومن نكون .من خبلل ممارسة الدعاء والتؤمل نتعلم أن نستمع إلى الصوت الذي
بداخلنا .إن الناس الذٌن نثق بهم ٌساعدوننا على ترتٌب تلك الحقابق داخلنا .نتخذ قرارات مبنٌة على
الرؼبة تماما مثلما نظل متعافٌن " .نحن نقول لؤلعضاء الجدد أن ٌحضروا وأن ٌمنحوا زمالة المدمنٌن
102
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
المجهولٌن كل ما عندهم .لماذا ال أطبق ذلك على باقً شإون حٌاتً؟ " كما تساءل أحد األعضاء .من
المهم أن نتعلم أن نحلم ,ولكنها لٌست طرٌقتنا فً الحٌاة .إن الرؼبة بدون فعل مجرد خٌال.
من المهم أن ٌكون لدٌنا إٌمان بالقدرة اإللهٌة ,كما من المهم أٌضا أن ٌكون لدٌنا إٌمان بؤنفسنا .البعض
منا ٌحتاج إلى وقت طوٌل لكً ٌإمن بؤننا نستطٌع أن نسهم فً العالم بطرٌقة تخدم هدفا كبٌرا أو تخدم
قٌمنا .إن فعل الصواب بالرؼم من عدم وجود مراقبة هو عمل من أعمال الخدمة تجاه ما نإمن به.
البعض منا ٌطلق على هذا نزاهة والخطوة السادسة تطلق علٌه صفة شخصٌة ,أٌا كان المسمى فإن هذا
اإلجراء هو االنضباط الذي ٌشكل أساس وعٌنا المتنامً.
إذا ذهبت المبادئ اصبح االنضباط أقل أهمٌة .نحن نتحدث عن االلتزام تقرٌبا منذ الٌوم األول للتعافً,
فنحن نلتزم بالتواجد وبالبقاء ممتنعٌن حتى االجتماع القادم .إن التسمك بااللتزام ٌتطلب االنضباط وهذه
مهارة نكتسبها بالممارسة فهً ال تؤتً تلقابٌا مع معظمنا ولكننا عادة ما نخدم أهدافنا طوٌلة المدى بتؤجٌل
رؼباتنا قصٌرة األجل .إن االنضباط هو االلتزام فً التصرفات وإظهار لرؼبتنا وإرادتنا .إنه ٌختلؾ عن
" قوة اإلرادة " أو " اإلرادة الذاتٌة " .إننا ال نحاول إجبار أنفسنا على التؽٌٌر .إننا نؽٌر عبلقتنا حسب
تصرفاتنا وكلما زادت ثقتنا بالنمو كلما زادت رؼبتنا فً ممارسة االنضباط " .لقد وصلت إلى ما أنا فٌه
بفضل هللا ورفضً التام التهرب من عملٌة التعافً " كما قال أحد األعضاء .عندما ٌجتمع االنضباط
واإلٌمان نبدأ فً التحول إلى األشخاص الذٌن كنا نتمنى أن نكون.
إن الموهبة أو الهواٌات قد تؤتً طبٌعٌا ,ولكن أي مهارة تحتاج إلى ممارسة .إن تطوٌر القدرة على
التركٌز والحفاظ على الطاقة البلزمة للبقاء ممتنعا فً مهمة واحدة هو تحدي ,كما أن السماح ألنفسنا
بتحمل المخاطر هو تحدي آخرٌ .حتاج األمر إلى الشجاعة لمواجهة إبداعاتنا وضمان انضباطها لنحصل
على النتابج التً نرٌدها .قال أحد األعضاء " ال أشعر بؤن لدي الحرٌة فً الداخل لكً أقوم بما أستطٌع
أن افعله فً الخارج ,أعتقد أنها حرٌة مستقبلٌة ".
إن الوعً لٌس كالتحكم ,فنحن ال نحصل على التحرر تلقابٌا من عٌوبنا ألننا تعرفنا علٌها .الوعً ٌمنحنا
األمل وٌبٌن لنا الوجهة وفً بعض األحٌان قد ٌكون ذلك دافعا للعمل وفً بعض األحٌان ٌكون أفضل
شًء هو االنتظار .عندما ال نستطٌع أن نرى عٌوبنا أو أحد المعوقات فإن ذلك ٌعنً حاجتنا إلى بذل
جهد آخر .إن تقبل النفس ٌحررنا من تخٌبلتنا ,لكن العمل على إجراء التعوٌضات ٌتٌح لنا الشعور بقٌمة
نجاحنا .قد تكون اإلجابات مختلفة بالنسبة لكل واحد فٌنا وقد ال نعرفها حتى نكتشفها .إن أداء العمل
وبذل الجهد فً فترة التعافً ٌحررنا بطرق لم نكن نتوقعها ,فمن خبلل تجربة الحرٌة فقط ندرك بؤننا كنا
مقٌدون.
األهداؾ هً األحبلم التً نضعها موضع التنفٌذٌ .مكننا أن ندرك العمل ونقٌس تقدمنا بسهولة أكثر إذا ما
قسمنا األهداؾ إلى خطوات .وبعد ذلك فإننا نعرؾ شًء واحد أو اثنٌن حول أداء العمل فً الخطوات!
إن وضع أهداؾ ٌمكن تحقٌقها واالحتفال بإنجازات حققناها طوال مسٌرتنا ٌمكن أن ٌتٌح لنا رإٌة تقدمنا
وٌمنحنا لحظات نستطٌع أن نتوقؾ عندها ونقٌم ما وصلنا إلٌه وإلى أٌن سنتجه.
103
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
التعلٌم
اإلدمان قد ٌعٌق مسٌرة التعلٌم .البعض منا توقؾ عن التعلٌم بداٌة مسٌرته فً التعافً أو لم ٌشعر برؼبة
فً العودة من جدٌد ,هناك فجوات فً معرفتنا سواء نتٌجة إلدماننا أو من البٌبة التً جبنا منها وهذا
ٌمكن أن ٌكون مصدر خجل بالنسبة لنا أٌضا .إن نقص المعلومات لٌس عٌبا فً الشخصٌة ,إنه شًء ال
نعرؾ عنه حتى اآلن .هناك فارق بٌن المعرفة وبٌن عدم التعلم.
التعافً عبارة عن عملٌة تعلم .فنحن نتعلم المبادئ ونمارس طرٌقة جدٌدة للحٌاة .فً عملٌة التعافً
تعلمنا القراءة والكتابة واالهتمام والمشاركة والممارسة ومواصلة العودة ,إن القدرات التً نتمكن منها
ونحن نطبق الخطوات ٌمكن تحوٌلها فً مسار آخر بسهولة .عندما نطبق تلك المهارات على أنواع
أخرى من التعلٌم فإننا نمٌل إلى تحقٌق نتابج جٌدة حتى لو كانت الطرٌقة مختلفة تماما ,وحتى لو كنا نبدأ
من البداٌة فهناك حدود قلٌلة حول إلى أي مدى نستطٌع أن نستمر.
الكثٌر منا عاد إلى المدرسة بعد التعافً ,وقد اندهشنا من التحدٌات التً واجهتنا .حتى برنامج التدرٌب
فً العمل ٌمكن أن ٌكون مرعبا لنا عندما ال نكون معتادٌن على هذه الطرٌقة .هو أمر ال ٌنطبق على
الجمٌع والكثٌر منا ٌعود لفترة ثم ٌقرر إن العودة ؼٌر مناسبة " .لقد كنت أشعر باالمتنان لهذه الفرصة
ولكننً وجدت أٌضا إنه ال ٌنبؽً أن أفعل ذلك " كما قال أحد األعضاء .قد نرجع إلى المدرسة ألننا
بحاجة إلى مهارات جدٌدة أو نرؼب فً تجربة شًء جدٌد " .لقد كانت لدي أفكارا مشوهة حول المجتمع
" .كما قال أحد األعضاء " وكان علً أن أعرؾ جٌدا المركز الذي سؤلعب فٌه قبل أن أشارك "ٌ ,جب
علً معرفة كٌفٌة اللعب .
نحن نتعلم أكثر من المادة التً ندرسها ,نتعلم كٌؾ نتعلم .فكما تضررت أجسادنا باإلدمان فقد تضررت
أذهاننا أٌضا .أٌا كان ما ندرسه سواء كنا نعزؾ على القٌثار أو نتعلم اللحام أو الخٌاطة أو الفلسفة فإن
التعلم ٌمنح أذهاننا التمرٌن البلزم .نستطٌع أن نبلحظ ونشعر بالتعافً ونحن نمارس فكرة حفظ
المعلومات وتجمٌعها .نتعلم كٌؾ نعمل تحت الضؽط ونقبل المبلحظات .نتعلم كٌؾ نثابر ونجتهد خبلل
العملٌة .إن التسرع وعدم الصبر هو العابق أمامنا ,نرؼب فً معرفة شًء ولٌس تعلمه .إن الدراسة هً
عبارة عن عملٌة تدرٌب على التركٌز كما أن ممارسة التعلم ٌعد بداٌة جدٌدة.
البعض منا ٌرجع إلى المدرسة بخطة معٌنة فً ذهنه ولكننا نستطٌع أن نبهر أنفسنا .إن متعة التعلم لها
مردودها الخاص .قد ال نعرؾ الجوانب قد نتفوق فٌها وقد نكون أكثر ذكاء مما نعتقد " .لقد كنت أعتقد
أننً ؼبً ألن األمر استؽرق سنوات طوٌلة من االنتكاسة قبل أن أتعافً " كما قال أحد األعضاء " .إن
الحصول على مإهل علمً قد ساعدنً على اإلٌمان بذكابً " .إن االنفتاح على مواهبنا قد ٌتٌح لنا
سلوك طرٌق لم نكن نتخٌله.
الكثٌر منا ٌتشارك فً الشعور بؤننا ٌجب أن نلحق ما فاتنا أو نعوض الوقت الذي خسرناه فً اإلدمان.
إن تخصٌص وقت اللتزامنا فً المدرسة أو فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن قد ٌكون درسا فً التوازن .قد
نتخٌل أن جمٌع زمبلبنا فً الدراسة ٌتعاطون أو أنهم ٌشكلون وحدة ونحن ال نصلح لها .قد نشعر بعدم
األمان وإصدار األحكام فً نفس الوقت " .لقد كانت العملٌة عاطفٌة " كما قال أحد األعضاء " لقد كنت
واق ,شعرت بالوحدة ولكنً لم أملك تقبل الذات كً أسمح ألي أحد بالدخول فً اتخذ التعافً مثل درع ٍ
حٌاتً ".
104
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إذا ما اتجهنا إلى تحقٌق الكمال فإن فرصة الشعور بالراحة ستظهر عندما نذهب إلى المدرسة .قال أحد
األعضاء" كنت أشعر بالفشل إذا حصلت على درجات أقل من العبلمة الكاملة فً االختبار وال أستطٌع
أن أنام حتى احدد موضع الخطؤ ,لم أكن أنافس الطبلب اآلخرٌن بل كنت أنافس خوفً أنا " .خلؾ
الرؼبة فً الكمال هناك حابط من الخجل ,أي خطؤ ٌبدو وكؤننا فتحنا الباب أمام هذا السر .االقتراحات
تبدو مثل النقد والنقد ٌبدو مثل اإلدانة.
عادة ما نتصرؾ وكؤن حٌاتنا تبدأ فً وقت ما مستقببل :عندما نمضً وقتا جٌدا من االمتناع ,أو عندما
نستكمل دراستنا ,أو عندما نحصل على وظٌفة أو عندما تصبح حٌاتنا قابلة لئلدارة .فً برنامج "فقط
للٌوم" نتعلم بؤن المهم لٌس ما سٌحدث فً المستقبل .إن حٌاتنا هً ما نفعله اآلن .إن الطرٌقة التً نعٌش
بها لتحقٌق أهدافنا هً طرٌقتنا فً الحٌاة .فاألشجار الشامخة تحتاج إلى جذور راسخة .نحتاج إلى التؤكد
بؤننا نؤخذ الوقت الكافً لبناء األساس كلما تقدمنا لؤلمام.
المال
سواء كان لدٌنا الكثٌر أو القلٌل من المال فمعظمنا ٌملك عبلقة حافلة بالتحدٌات تجاه المال .ال توجد
مجموعة واحدة من القٌم ولكن لدٌنا مبادئ نمارسها .إن التقلٌد السابع ٌتناول دعم الذات من خبلل
مساهماتنا ,وبٌنما تشٌر التقالٌد مباشرة إلى المجموعات فان الكثٌر منا ٌجد أن ممارسة المبادئ فً حٌاته
الخاصة ضروري لتجربة الحرٌة .نتعلم أن ندعم أنفسنا مالٌا ونجد أن هناك طرق أخرى نستطٌع أن
نمارس بها دعم الذات .نتعلم أن نتحمل اتعابنا وننظؾ مخلفاتنا ونساهم فً األماكن المهمة بالنسبة لنا .قد
ٌكون من الصعب المشاركة بشؤن عبلقتنا بالمال .إن األمانة فً هذا األمر مع موجهنا قد تفتح أمامنا باب
التعافً فً جمٌع شإون حٌاتنا.
إن امتبلك المال والعمل قد ٌكونا ؼٌر مرتبطٌن عندما نصل هنا .نجد الموارد المالٌة التً احتاجنا إلٌها
فً مرحلة إدماننا النشط فً طرق أخرى .لقد مارسنا السرقة واالحتٌال واالستؽبلل وأقنعنا اآلخرٌن
بحقنا .لقد كنا نؤخذ دابما وأهدرنا الموارد التً كانت متوفرة لدٌنا .فً مرحلة التركٌز على الذات كنا
ؼافلٌن عن ما كنا نؤخذه من الناس حولنا .إن إدراكنا بؤننا لن نستطٌع أن نسدد ما علٌنا ٌمكن أن ٌكون
جزءا من القوة التً تدفعنا إلى طرٌقة جدٌدة فً الحٌاة .نحن علٌنا دٌون وفً كل مرة نقدم خدمات جٌدة
نشعر أن هناك حمل ٌزاح من داخلنا .لدٌنا مساهماتنا وتقدٌمها لٌس تضحٌة فهذا ٌخدمنا مثلما نقدم نحن
الخدمات.
إن اإلحساس بؤحقٌتنا الذي ساعدنا على العٌش خبلل فترة إدماننا قد ٌصحبنا إلى التعافً وعادة ما ٌظهر
فً أشكال ماكرة ,فلم نعد نسرق محافظ الناس ولكن قد ٌبدو منطقٌا أن نؤخذ بعض األدوات من العمل أو
نؤخذ سلعا قلٌلة من أحد المحبلت ونواصل استؽبلل الناس .قد ندرك أن هذا التصرؾ ؼٌر سلٌم ولكنه
ٌتعارض مع إحساسنا بؤننا ال نحصل من عملنا على ما نستحقه وأننا نستحق أجازة لم نحصل علٌها أو
أن الناس الذٌن نخدمهم فً العمل أو البٌت أو زمالة المدمنٌن المجهولٌن ٌجب أن ٌكونوا أكثر امتنانا لنا
عن ما هم علٌه .فً بعض األحٌان ٌظهر ذلك فً صورة عدم ثقة فً اآلخرٌن فنحن نشك دابما أن
شخص ما ٌحاول استؽبللنا.
هذا الشعور باالستٌاء قد ٌكون مدمرا ,فنحن ال نرى ما نملك ولكن نركز على ما ٌنقصنا .نشعر
بالخطر بدال من األمانٌ .صعب أن نشعر بالسعادة بٌنما ٌبدو العالم مكان مخٌفا و عدابٌا .إن تعلم
105
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ممارسة اإلٌمان واالمتنان ال ٌعنً أن نتخلص من الذكاء ولكن ٌعنً أن نبدأ فً تطوٌر أنواع أخرى من
الذكاء .نستطٌع أن ندافع عن أنفسنا بدون الشعور بؤننا فً حرب إلنقاذ حٌاتنا .نبدأ فً الثقة بؤن
احتٌاجاتنا سوؾ تلبى ونرى الخلل فً ظروفنا كفرصة بدال من حاجز ٌعٌق النمو.
حتى فً التعافً فإن الهوس وعدم القدرة على المقاومة ٌساهمان فً تشكٌل عادات إنفاق المال .فنحن
نركز فً األساس على الحصول على األحدث واألفضل .نستخدم المال بشكل ؼٌر حكٌم فً محاول لسد
الفراغ ,نرؼب فً شراء الحب أو القبول أو مظهر النجاح" .لقد كنت أعتقد أننً استطٌع أن اشتري
طرٌقً إلى التعافً" ,كما قال أحد األعضاءٌ .صبح المال وسٌلة أخرى للتؤثٌر على أمور السٌطرة
والتحكم ونصبح أكثر صبلبة لدرجة أننا نخلق مشكبلت أكثر مما نحلها .أو ببساطة نترك المال والفرص
تمر من بٌن أٌدٌنا ,فالشعور بالفقر طبٌعً بالنسبة لنا .البعض منا ٌجد بؤنها لٌست البضابع التً تلفت
نظرنا ,ولكنها المتابعة .وهذا قد ٌدفعنا إلى النجاح الكبٌر أو قد ٌشعل عرضا آخر من أعراض اإلدمان.
فنحن الوحٌدون الذٌن نعرؾ الحقٌقة .إذا كنا نقامر ,أو نفتح أو نؽلق نشاط ما فإن االنحراؾ من النجاح
المالً إلى الفشل والعودة مرة أخرى ٌعنً الحاجة إلى التوقؾ وإلقاء نظرة على تصرفاتنا .قد ٌصعب
االعتراؾ بؤننا نملك عبلقة مضطربة مع المال ,ولكن المشاركة بؤمانة مع شخص آخر نثق فٌه قد
ٌساعد فً بدء عملٌة التؽٌر .إن عدم القدرة على إدارة األمور المالٌة ٌعد أحد أعراض مشكلة أكبر .مثل
كثٌر من األشٌاء التً نصارعها معها " إنها مشكلة عملٌة لها حل روحانً" .قال أحد األعضاء" ,كثٌر
من األشٌاء البسٌطة ,مثل دفع الفواتٌر فً الوقت المحدد كانت تمنحنً شعورا بقٌمتً الذاتٌة ".بٌنما
أشارت إحدى العضوات بؤنها بدأت تتخلص من مشكلة استٌابها من دفع فواتٌرها بكتابة "شكرا على
خدمتك" ,على الفواتٌر التً دفعتها .إن الوفاء بااللتزامات ٌمكن أن ٌعد إنتصارا .بالنسبة لبعض منا
مشكلة اإلنفاق تحل بسرعة .البعض منا ٌنفق حٌاته ٌتعلم كٌؾ ٌدٌر أموره .االضطرابات المالٌة مشكلة
شابعة بٌن أعضاء زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,ولكن حلها لٌس متطلبا .إن التعامل مع مرضنا له تبعات
مالٌة .ولكن الكثٌر من الطرق التً تظهر فً التعافً لها تبعٌاتها المالٌة أٌضا .هذا ال ٌعنً عندما نطبق
برنامجنا فسنصبح أؼنٌاء .البعض منا ال ٌكسب ماال كثٌرا فً التعافً كما كان أثناء التعاطً ,خاصة
وأن المسإولٌة ٌترتب علٌها ثمنا ؼالٌا .ولكن الكثٌر منا ٌجد النجاح فً التعافً وٌحقق راحة مالٌة.
عندما نمارس النزاهة والعٌش بطرٌقتنا ,نستطٌع أن نحصل على الراحة مع أنفسنا ومع ظروفنا أٌا
كانت.
نتعلم أٌضا أن نطلب المساعدة حٌن نحتاجها .الكثٌر منا ٌصارع فً التعافً عندما ٌمرض أو ٌشعر
بالعجز ألن معتقداتنا حول الدعم الذاتً جعلت من الصعب علٌنا طلب المساعدة التً قد نكون بحاجة
ماسة إلٌها .إن التواضع الذي نشعر به من الخطوات ٌتٌح لنا طلب المساعدة عند الضرورة ,وندرك أننا
لسنا طٌبٌن للؽاٌة لٌكون لدٌنا احتٌاجات ,وال سٌبٌن للؽاٌة لنستحق المساعدة .قد نجد أن ما نرٌده مختلؾ
تماما عنما نحتاجه .وتعلم كٌفٌة مواكبة الظروؾ ٌتٌح لنا مرونة لم نتخٌلها من قبل .نتعلم أن نقبل
المساعدة ونجد طرقا أخرى للمشاركة أٌضا .إن الخسارة لٌست شعار الحٌاة كما أن الحصول على كل
شًء ال ٌعنً إننا لن نحتاج مرة أخرى.
إن الحذر أحد المبادئ التً ٌمارسها البعض أكثر من اآلخرٌن .إنها كلمة مضحكة ولكننا نذكرها عندما
نشٌر فً مرحلة الخدمة إلى التحفظ أو االحتٌاط .قال أحد األعضاء" :تعلمت أن أكون مسإوال وحذرا
مع أموال زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,بحٌث ال أضر بؤموال اآلخرٌن أٌضا .لقد تعلمت مبادئ األمانة
واالعتمادٌة .إنها جزء من ممارسة المبادئ".
106
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
فً الخدمة نتعلم أن نتحمل االلتزام بعقل وروٌة لضمان قدرتنا على الوفاء بما وعدنا به .فً مجاالت
أخرى فً حٌاتنا أٌضا نجد أن التخطٌط ٌجعلنا نشعر بالسعادة من أنفسنا .نحن نفعل ما فً وسعنا لضمان
أننا مسإولون حتى لو تؽٌرت الظروؾ" .لقد مررت بوقت صعب فً عملً ,وكان علً أن أعٌش على
مدخراتً لفترة من الوقت .لقد كنت أخجل من التحدث عن ذلك فً االجتماعات ,ولكننً تحدثت مع أحد
أصدقابً ال مدمنٌن .وفٌما بعد قٌل لً أنها كانت رسالة األمل له .وألننً كنت أخطط للمستقبل ,استطعت
أن أعبر تلك الفترة .إن ما تصورته فشبل ,تصوره هو نجاحا .لقد اكتسبت رإٌة أفضل فً حٌاتً".
كلنا نبلحظ فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن أن الذٌن ال ٌتسمون بالعطاء ,عادة ما ٌحتفظون بالمال .إن
فكرة منح جزء من ما أملك هً من األشٌاء التً نندهش حٌن نكتشفها .قد ٌكون أو ال ٌكون لدٌنا ثروة
مادٌة ,ولكن ثروتنا العاطفٌة والروحانٌة والعقلٌة ثروة ضخمة .لدٌنا ثروة من الخبرة .عندما نقدم طاقتنا,
ووقتنا ,وموهبتنا ,وإبداعاتنا ,فإننا نحصل على عابد أكثر بكثٌر.
العمل
بٌنما تساعدنا الخطوات على أن نكون أفضل ,فإن الخدمة تعتبر طرٌقة لتعلم كٌؾ نعمل ونشارك بفعالٌة
فً العالم مرة أخرى .الكثٌر من المهارات التً تعلمناها فً الخدمة تنعكس فً عملنا فً الحٌاة .فً
بعض األحٌان قد نشعر كؤننا ؼرباء فً وظابفنا ,ولكن فً خدمة زمالة المدمنٌن المجهولٌن نحن نشارك
بكل فاعلٌة وال نحتاج إلى التفكٌر ملٌا فً الهدؾ األساسً أو حقنا بالمشاركة فً الزمالة فً مكان تكون
السلطة النهابٌة هً للقوة اإللهٌة ,عندما نتعلم كٌؾ نعمل مع اآلخرٌن بتساوي فً األهمٌة ومع العطاء
فً الخدمة فإننا نتعلم و بدون أن نرى أنفسنا كسلطة أو ضحٌة .نتعلم أن نوجه طاقتنا فً اتجاه بناء كما
نتعلم كٌؾ نبقى مركزٌن على هدفنا .نحن نإدي أفضل ما لدٌنا وأبعد من إمكانٌاتنا الحالٌة ونجد أننا
نستطٌع أن نحٌا وننجح حتى لو لم نكن مثالٌٌن .إن الخدمة تواجه األنانٌة وتعزز شعورنا تجاه قٌمتنا
الذاتٌة .نتعلم أن نتراجع ونفكر قبل أن نطلق ردود أفعال .لٌس كل شًء ٌإثر فٌنا هو شخصً ,وال
ٌجب علٌنا أن نرد على ذلك كل مرة .إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن توفر لنا مكانا آمنا الرتكاب األخطاء
والتعرؾ على أنفسنا ,ونتعلم كٌؾ نرتبط بالناس .إن األشٌاء التً تجعلنا فً وضع دفاعً أو الثقة
بحقوقنا تبدو وكؤنها هً نفسها وتتكرر أٌنما ذهبنا .نحن نرى عٌوب شخصٌاتنا ,ونجد التواضع ,ونقوم
بالتصحٌح ,أو نؽٌر الدورة ونبدأ من جدٌد .كل واحد منا ٌرتكب األخطاء ,ولكن سرعة االعتراؾ
بالخطؤ تظهر مدى نزاهتنا والمسإولٌة عن تصرفاتنا.
إن تجربة الخدمة تساعدنا على تحمل المسإولٌات وكٌفٌة مواجهتها .نتعلم أن نتوقؾ ونستمع ,ونعلن
وجهة نظرنا عندما ٌكون لدٌنا ما نقوله .نبدأ فً الشعور بؤننا نستطٌع أن نؤخذ مكاننا الصحٌح فً العالم
كله بدون الشعور بالخوؾ أو الخجل .وعندما نمارس هذه المبادئ فً جمٌع شإوننا ,فإن بعض
الفروقات بٌن هوٌتنا فً عملنا ,وهوٌتنا فً حٌاة التعافً تبدأ فً االبتعاد.
إن أحد الطرق لممارسة هذه المبادئ هً أن نكون دابما مستعدٌن لخدمة صاحب العمل .بعض األعضاء
ٌسؤلون أنفسهم" :كٌؾ أطبق الوحدة فً العمل؟ كٌؾ أإكل القوة اإللهٌة طوال فترة عملً ٌومٌا؟ ما هو
الهدؾ األساسً فً هذا المكان ,وكٌؾ أستطٌع أن أحقق هذا الهدؾ؟ ما هو هدفً األساسً هنا؟ أٌا
كانت طبٌعة أعمالنا ,عندما نجعل مكان العمل فرصة لتطبٌق المبادئ فسٌصبح أفضل طرٌقة نستؽل فٌها
وقتنا .قال أحد األعضاء ",إن المسإولٌة تبدو عببا كبٌرا على ولكن إدراكً أنها طرٌقة لتنفٌذ المشٌبة
107
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
اإللهٌة فستصبح هذه المسإولٌة نعمة" مع االستعانة بالمبادئ الروحانٌة نستطٌع أن نكون أشخاص لهم
قٌمة عالٌة فً أي مكان .حتى أولبك الذٌن من حولنا سوؾ ٌدركون قٌمتنا قبل أن نشعر بها .وستتدفق
إبداعاتنا فً الوقت الذي تكون فٌه روحانٌاتنا فً أوجها .هذا ال ٌعنً بالضرورة أن نإلؾ الموسٌقى أو
نرسم لوحا (بالرؼم أنه من الممكن ذلك ) ,ولكننا قد نرى حلول للمشكبلت ونجد السعادة فً أداء كل
شًء بؤفضل ما لدٌنا من جهد.
إن االنتقال من زمالة المدمنٌن المجهولٌن إلى العمل لٌست عملٌة سهلة .قد نصدم عندما نكتشؾ أن
التقلٌد الثالث ال ٌنفع خارج زمالة المدمنٌن المجهولٌن .فً الزمالة عضوٌتنا فً مجموعة معٌنة ال
تتحقق بمجرد أننا نرؼب فً ذلك .من الممكن أن ٌتوجب علٌنا الحصول على مقعد لنا فً طاولة أخرى
وقد ٌكون هناك بعض األماكن التً تقبلنا كما تمنٌنا .إضافة إلى ذلك ما قد ٌبدو طبٌعً مع أصدقاء
زمالة المدمنٌن المجهولٌن قد ٌكون ؼٌر مناسب أوقد ٌسبب صدمة خارج الزمالة .نحن نعلم كٌؾ
نشارك مشاعرنا وتجاربنا ونتعلم الفارق بٌن الصداقة وعبلقات التعافً والعبلقات فً العمل ,ونبدأ فً
إدراك بؤننا نستطٌع أن نؽٌر سلوكنا دون أن نذل أنفسنا.
عندما نتقدم فً الخطوات ,نصبح أكثر قدرة على إدراك التقدم فً مجاالت أخرى أٌضا .إن التواضع
الذي نتعلمه فً الخطوات ٌساعدنا على معرفة مكاننا فً العالم .نبدأ فً الشعور بؤننا لسنا أفضل أو
أسواء من أي شخص آخر ,حتى فً العمل وأن الهبات التً حصلنا علٌها تساعدنا .لقد تحدث أحد
األعضاء عن إٌجاد العمل الذي ٌناسب "مهاراته ومواطن الضعؾ لدٌه" ,عندما نجد البٌبة المناسبة,
نرى أننا نستطٌع أن نكون ممٌزٌن ببعض األشٌاء التً كانت ؼٌر مرٌحة بالنسبة لنا من قبل .البعض منا
ٌحب العمل المٌدانً بطبعه و البعض ٌفضل العمل المكتبً وٌكون حاضر الذهن وجاهز فً كل لحظة.
وكبلهما ٌمكن أن ٌكون مٌزة جٌدة أو عٌب على حسب طبٌعة المكان الذي نعمل له .إن الشعور بالذنب
ألننا ؼٌر منتجٌن ونسرق الوقت فً العمل عبارة عن شعور ٌتؽذى على نفسه .من ناحٌة أخرى فإن
البقاء بدون حركة ٌمكن أن ٌكون أحد تداعٌات الخوؾ .عندما ال نؤخذ وقتا كافٌا لكً ٌنعكس ذلك على
مردود أعمالنا ,أو على الطرٌقة التً نعمل بها ,فإن األخطاء الصؽٌرة ٌمكن أن تتشكل بسرعة .وكما
هو الحال فً كل ما نفعله ,نسعى إلى تحقٌق التوازن الصحً.
أمورنا األخرى قد تختلؾ ,ولكن المبادئ التً نمارسها هً نفسها .البعض منا لم ٌعمل من قبل لكً
ٌتعافى ,وبالنسبة للبعض اآلخر منا فإننا قد بذلنا كل ما نستطٌع .والبعض منا ال ٌحتاج إلى العمل نظرا
لوضعه المالً الجٌد ,والبعض أصبح عاجز على العمل بانتظام .ولكننا الزلنا نستطٌع االستفادة من
العمل بطرٌقة منظمة ونصبح أشخاص ٌعتمد علٌهم .قد نقاوم التنظٌم فً حٌاتنا ,ولكنه قد ٌساعدنا بشكل
ملموس .فنحن فً النهاٌة نكرر ما أعتدنا علٌه .عندما نشعر أن لدٌنا هدؾ نعٌش أٌامنا من آجله ,فإننا
نصبح أكثر راحة مع أنفسنا وفً حٌاتنا .إن عملنا قد ٌساعد على ملء وقت فراؼنا و دفع استحقاقاتنا ,أو
قد ٌكون أحد األسباب الربٌسٌة فً تحدٌد من نكون .إنه هدؾ ٌسعى الكثٌر لتحقٌقه .وعندما نشعر بؤننا
نإدي عمبل رابعا فً مجال له قٌمة عالٌة ,فإن ذلك ٌحقق شعورا عمٌقا بالرضا .أٌا كانت هوٌتنا ,أو من
أٌن جبنا ,فلدٌنا دابما شًء ما نقدمه.
إن أخبلقٌات مهننا هً تجمٌع للعادات التً تحدد كٌؾ نستؽل الوقت .عندما نحدد هدفا ,قد نصبح أكثر
تصمٌما على تحقٌقه .قلٌل من الناس ٌكون لدٌهم نفس حافز المدمن الذي ٌسعى لكً ٌصلح حٌاته .عندما
نتعلم أن نوجه هذا التصمٌم تجاه أهداؾ صحٌة ,فإننا قد نحقق أشٌاء رابعة .نحن ندرك أن أداء شًء
108
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
بانتظام سوؾ ٌصبح عادة عندنا .وما ٌبدأ كنوع من االنضباط سرعان ما ٌتطور إلى عادة ,وفً النهاٌة
ٌصبح متعة .هناك خطورة فً هذه الطرٌقة فقد ٌصبح العمل بدٌل فالبدابل قد تكون خطرا أن كانت
تسٌر فً المسار الذي نرٌده .إن السمة الممٌزة لمرضنا هو التفاقم .عندما نبلحظ أن عبلقتنا بنشاط ما قد
أتاحت لنا تفسٌر عدم السٌطرة على جوانب أخرى من حٌاتنا ,فإنه قد ٌكون الوقت المناسب لمراجعة
تصرفاتنا ودوافعنا وخطواتنا.
قد نؽرق فً الش عور بعدم االكتفاء خبلل تعافٌنا ,ونقضً وقتنا وطاقتنا فً محاول إثبات أنفسنا أو نعٌش
فً معاٌٌر وهمٌة .قد نتؤرجح بٌن عدم الشعور باألمان والرؼبة للسعادة ,وبٌن مقاومة القواعد األساسٌة
ومتطلبات العمل .إن افتقارنا لتقبل النفس ٌظهر عندما ال نحصل على المدٌح و عندما نشعر باالستٌاء
من أنفسنا أو بؤنه ال قٌمة لنا وأننا نحتاج إلى التعوٌض .قد نجد أنفسنا نقوم بؤعمال بدال عن آخرٌن أو
نقوم بنوبات عمل ؼٌر مستحقة وذلك خوفا من أننا كنا بطرقة أو بؤخرى مستؽلٌن .قال أحد األعضاء,
"لقد تفوقت فً العمل .ولكن ما زلت ال أشعر بالمسإولٌة و اإلنتاجٌة .إن الشعور بؤننً ؼٌر مإهبل
ٌبلزمنً" قد ٌكون من الصعب أن تعرؾ الفرق بٌن الرؼبة الصادقة فً أن تعمل أفضل ما تستطٌع,
وبٌن األداء المدفوع بالخوؾ.
عندما ٌحركنا الخوؾ قد نبلحظ أن المماطلة تصبح مشكلة .فنحن نخاؾ أن ننهً ما بدأناه ,ونبدأ فً
تقدٌم األ عذار" .عندما أقترب من نهاٌة مشروع أشعر أنه عمل سٌذهب أدراج الرٌاح .ال أعرؾ من أٌن
تؤتً هذه المقاومة القوٌة التً أصبح ضعٌفا أمامها ".قد ٌكون لدٌننا العدٌد من األفكار ,والكثٌر من
األعمال التً لم تنتهً بحٌث ٌصبح اتخاذ القرار للمرحلة التالٌة أمرا ٌزٌد من الشعور بالقلق .قال أحد
المدمنٌن "أشعر أننً كمحرك بقوة ربع حصان فً سباق مٌل واحد ,بداٌة قوٌة ولكن نهاٌة سٌبة".
فً بعض األحٌان قد ٌصبح ممارسة عٌوبنا فً صالحنا ,فعلى سبٌل المثال قد نضر أنفسنا ألننا نقوم
بالتسوٌؾ بسبب مخاوفنا .نستطٌع أن نستؽل تلك الطاقة الستكمال أعمال أخرى" .إننً أكثر إنتاجٌة
عندما أقوم بالمماطلة" كما قال أحد األعضاء" .قد أقوم بجمٌع أعمال تنظٌؾ المنزل ألننً لم أذهب
للمدرسة ,أو أدفع الفواتٌر بدون مراجعة ألننً ال أرؼب فً الدخول فً مناقشات صعبة" ولكن كل
الجهود التً تبذل فً عمل ما ال تقربنا من هدفنا .فإن عاجبل أو آجبل ٌجب أن نعترؾ بالحقٌقة ونتعامل
مع الشًء الذي تجنبناه من قبل .فً معظم الوقت ٌستهلك تفادي العمل المزٌد من الطاقة أكثر من الجهد
الذي ٌحتاجه تؤدٌة العمل نفسة .إن الفاعلٌة فً العمل ستتحقق إذا تخلصنا من ذلك العٌب الذي ٌستنزؾ
وقتنا طاقتنا.
نس عى إلى تحقٌق التوازن ,ونجده فً طرق مختلفة .عندما نشعر بمزٌد من الراحة مع أنفسنا ,فإننا
نصبح أكثر راحة مع اآلخرٌن أٌضا .إن رؼبتنا وتواضعنا ٌظهران كرؼبة متؤصلة للقٌام باألفضل بؽض
النظر عن جودة العمل الذي نإدٌه لٌس ألن لدٌنا ما نرؼب فً إثباته ,بل بسبب حرصنا .قد نمارس
المبادئ فً مكان العمل دون أن نكون ساذجٌن أو مدفوعٌن برؼبة إسعاد اآلخرٌن .وعندما نبقى
متعافٌن ,فإننا نقوم بتطوٌر تارٌخ جدٌد .من المحتمل أن الزمبلء فً العمل لم ٌشاهدونا من قبل فً حالة
ٌؤس و على النقٌض قد ٌؤتً وقت فً التعافً وال ٌعتقدون أننا مدمنون .ال ٌجب أن نتخلى عن مجهولٌتنا
لكً تندمج شخصٌاتنا فً أعمالنا .هذا خٌار ٌجب أن نتخذه بؤنفسنا .نحن بشر نفعل كل ما نستطٌع لكً
نكون مسإولٌن ومنتجٌن.
109
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إن العمل قد ٌصبح عذرا لعدم ممارسة برنامجنا .لقد سمعنا العدٌد من المرات بؤننا سوؾ نفقد أي شًء
نقدمه على التعافً ,والكثٌر منا جرب ذلك فً العمل أو أشٌاء مادٌة قد جعلت من التعافً أمرا ؼٌر مهم
وعفى علٌه الزمن أو أنه لم ٌعد مناسبا .عندما نستخدم األدوات المتوفرة لنا ,فإننا قد نرى التحدٌات التً
نواجهها فً العمل كفرصة لتطبٌق برنامجنا .إن تطبٌق المبادئ لن تجعل الحٌاة أسوأ على اإلطبلق.
عندما ال نطبق البرنامج ,فإن مشكبلتنا تبدو متضخمة بشكل ؼٌر منطقً .نشعر أننا مسإولون بشكل
مفرط و بهوس ٌجبرنا على االستمرار فً العمل حتى فً أوقات اإلجازات والتً من المفترض أن
نستؽلها لنحصل على التصور البلزم لحٌاتنا.
إننا أعضاء ناجحون فً المجتمع سواء كنا نعمل أم ال ,و لدٌنا نزاهة كبٌرة تجاه أعمالنا والناس الذٌن
نخدمهم خارج الزمالة كما نفعل فً الزمالة وهذا أهم ما فً الموضوع .عندما نطبق تلك المبادئ على
جمٌع شإون حٌاتنا ,فإننا نعطً إضافة كبٌرة للعالم .وهذا لٌس مجرد كبلم نظري أو محاضرة حول
نظرٌة أو محاضرة أخرى عقٌمة حول "إمكانٌاتنا" ولكنها خبرتنا العملٌة.
المجهولٌة
إن إدماننا لم ٌعد ٌفصلنا عن العالم ولكن قرار اإلفصاح عن عضوٌتنا فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن
ٌجب أن ٌكون بحذر فقد نكون متهاونٌن بعفوٌة بشؤن مجهولٌتنا .إن كلمة "المجهولٌن" تمثل نصؾ اسم
برنامجنا وذلك لسبب .فما زالت هناك وصمة عار مرتبطة بكوننا مدمنٌن ,كما قد ٌكون هناك تبعات
تترتب على االعتراؾ بؤننا مدمنون متعافون .إن الحذر لٌس هو السبب الوحٌد إلخفاء الهوٌةٌ .شدد
التقلٌد الثانً عشر بؤن مجهولٌتنا هً األساس الروحً .بمعنى أن الخدمة التً نقدمها فً زمالة
المدمنٌن المجهولٌن تتسم بإنكار الذات .نحن ال نرؼب وال نحتاج إلى الحصول على إشادة لمساعدة
اآلخرٌن ,إننا نقوم بالخدمة لكً ننقذ حٌاتنا .نحن ال نستفٌد من تعاطؾ اآلخرٌن مع وضعنا ,فثمن ذلك
ؼالٌا جدا .فً ؼرؾ االجتماعات نحن متساوٌن مع بعضنا البعض ,وخارج الزمالة نحن سواسٌة مع
نظرابنا سواء فً العمل أو ؼٌره.
ٌجب أن نتفحص دوافعنا جٌدا قبل أن نعترؾ ألحدا بؤننا مدمنٌن ,ونتعلم هذه السٌاسة فً كل مرة نرؼب
فً إفشاء أي سر أو أي أمر مهم بالنسبة لنا .نؤخذ وقتنا وندعو للتؤكد من نواٌانا لنتحرر ونستخدم
تجربتنا فً التعافً كؤدوات مساعدة ولٌس كسبلح ضدنا .فٌجب أن ننتبه إذا كنا نبحث عن االهتمام ,أو
نتظاهر بؤهمٌتنا ,أو نحاول أن نبرر تصرفاتنا ,أو إذا كنا نحاول تقدٌم مساعدة أو توجٌه بناء على
تجربتناٌ .جب أٌضا أن نفكر فً حدودنا :هل نشعر باألمان تجاه هذا الشخص أو نحمً العبلقة من
خبلل عدم إفشاء سر عن أنفسنا؟ هل تؤخذنا تصرفاتنا إلى خارج الحدود التً وضعناها فً التقلٌد
الحادي عشر؟ لدٌنا شًء نستطٌع أن نفشٌه له قٌمته داخل وخارج ؼرؾ االجتماعات .إنها مجهولٌتنا
نحن ,ولدٌنا الخٌار فً ذلك.
فً بعض األحٌان قد ٌقال أن هناك أوقات ٌكون من المناسب فٌها التخلً عن إخفاء اإلدمان – وبالطبع
هناك أوقات عندما ٌكتشؾ ذلك الناس من خبلل تصرفاتنا .لدٌنا خٌارات حول كٌفٌة االستجابة .قالت
إحدى العضوات عن تجربتها" :لقد كنت احتفظ بعضوٌتً فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن باعتباره سرا,
ولكن إحدى السٌدات التً شاهدتها فً االجتماعات كانت صدٌقة ألحد زمبلبً فً العمل .وقد ذهبت
وأخبرته عنً وقام هو بدوره بإفشاء السر للجمٌع .لقد كان أمرا مخٌفا ولكن لم ٌحدث شًء ,اآلن أنا
110
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
حرة أن أكون كما أنا ,ال ٌنبؽً علً أن أتخفى بعد اآلن" من الممكن أن ٌكون إخفاء سر عضوٌة الزمالة
أمرا ؼٌر مرٌح أو حتى مخٌؾ .وعدم التستر على عضوٌتنا تعنً أن نكون على طبٌعتنا وٌحررنا لحمل
الرسالة عندما تحٌن الفرصة.
عندما نصادؾ شخص نعرفه من العمل أو من أي مكان فً اجتماعات زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,فإننا
نرؼب فً المحافظة على مجهولٌته ومجهولٌتنا .قد نشعر بالراحة إذا ما تشاركنا فً أمر عضوٌتنا مع
اآلخرٌن ,ولكن ذلك ال ٌعنً أن هذا ما ٌرٌده الشخص اآلخر .إن السماح لكل منا بتجربة العضوٌة
بطرٌقته الخاصة ٌعد جزءا من الحرٌة التً نمنحها لبعضنا البعض .ومثلما ال نحكم على رؼبة بعضنا
بالتوقؾ عن التعاطً فإننا ال نستطٌع أن نحكم على االلتزام أو جودة العضوٌة على أساس رؼبة
الشخص فً أن ٌعرؾ بؤنه عضو فً الزمالة.
إن تعلم االختٌار بحكمة وبشكل مناسب عملٌة مهمة للؽاٌة .قد نكون نحن النموذج الوحٌد للتعافً الذي
ٌراه اآلخرون ,وبالتالً فإن سلوكنا ٌعكس رسالتناٌ .تعٌن تذكر ذلك عندما نرتدي شعار الزمالة أو نضع
ملصقها على السٌارة .إننا بذلك نخبر الناس عن شًء ٌخصنا ,ونقول لهم عن الزمالة أٌضا .إننا ال
نحمل رسالتنا من خبلل ما نقوله فقط ,ولكن بما نفعله أٌضا.
وبنفس الطرٌقة فإن كل شخص منا ٌتخذ قرارات عن نفسه حول األجواء التً ٌشعر فٌها بالراحة.
البعض منا ال ٌتواجد فً مكان به مخدرات بعد التعافً ,البعض اآلخر ٌرى أن التزامنا بالعمل تجاه
عاببلتنا ٌعرضنا ألشخاص ٌتعاطون .إن ما قد ٌراه أحد األشخاص على أنه مخاطرة ؼٌر ضرورٌة,
ٌجدها اآلخر جزءا أساسٌا من العودة لبلندماج فً المجتمع .من المهم أن نتذكر أننا ٌمكن أن نؽادر
المكان إذا كان الوضع ؼٌر مرٌح.
التقٌٌم األمٌن ألنفسنا ضروري للتعافً ,عندما نتوخى الصدق عن حٌاتنا فإن هوٌتنا وأفعالنا تصبح
جزءا أساسٌا من رسالة التعافً .وعادة ما ٌشعر الزمبلء بالفخر بنجاحنا ,كما تشعر عاببلتنا .ولكننا ال
نرؼب فً فقدان أساس المساواة الذي ٌساعدنا جمٌعا على أن نكون أحٌاء وأحرارا .إن إدراك حقٌقة أن
كل منا لٌس أفضل أو أسوأ من العضو اآلخر ٌجعل من األسهل أن نعٌش مع ماضٌنا ,ونبدأ فً األمل
فً المستقبل .كما أنه ٌعنً أٌضا أن نستطٌع أن نرى نجاحنا كجزء من حٌاتنا ,ولكن لٌس كهوٌتنا
الكاملة :إن التؽٌر فً وضعنا لؤلفضل أو لؤلسوأ ال ٌجب أن ٌدمرنا .إن ممارستنا للزمالة المجهولة تعنً
إننا نستطٌع أن نكمل مسٌرة النمو فً األوقات الجٌدة والسٌبة ,ونستطٌع أن نستمر فً إدراك مزاٌا
المشاركة فً برنامج التعافً حتى لو كانت حٌاتنا ؼٌر عادٌة.
إن التقٌٌم الذاتً األمٌن ضروري لعملٌة التعافً ,ولكنه ٌصبح ممكنا إذا كنا ؼٌر معرضٌن إلدخال
شخص فً حٌاتنا .نختار تلك المراٌا بعناٌة ,نبحث عن هإالء الذٌن نثق فً صدقهم ,وقدرتهم على
المساعدة ,وكرمهم .هذه العملٌة الصعبة تصبح أصعب عندما نحظى بإشادة عن إنجازاتنا ,أو مهنتنا ,أو
مكانتنا االجتماعٌة .قد نجد أن الناس ؼٌر راؼبٌن فً أن ٌركزوا على عٌوبنا و قد ال ٌرونها أٌضا .
عندما نعامل أحد األعضاء على أنه عبلمة فارقة أكثر منه مدمن آخر ٌسعى إلى التعافً ,فإننا نحرمهم
من فرصة تجربة عملٌة التعافً التً قد ٌحتاجونها بشدة .ال ٌوجد عضو أعلى أو أدنى من آخر و عندما
ننسى ذلك فإننا نضر بعضنا البعض والزمالة بشكل عام.
111
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
هدٌة األمل
لدٌنا الكثٌر الذي ٌمكن أن نقدمه .فنحن مستمعون جٌدون ,ونعرؾ كٌؾ نجد القوة واألمل فً تجربتنا.
نحن واعون برحلتنا ونحن على هذا المسار .وبطرٌقتنا الخاصة نحب بعضنا ونهتم ببعضنا ونتمٌز
بالكرم .إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن عبارة عن معسكر للرعاٌة واالهتمام :نستطٌع أن نفهم أكثر عن
التعاطؾ فً عامنا األول فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن أكثر مما ٌستطٌع شخص آخر طوال حٌاته .إن
ما نتعلمه عن الحٌاة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ٌنطبق على العالم خارجها أٌضا ونحن نستطٌع أن
نكون أصدقاء جٌدٌن لآلخرٌن سواء كانوا أعضاء فً الزمالة أم ال .إن األدوات والمبادئ التً نتعلمها
هنا ٌمكنها أن تخدم اآلخرٌن داخل وخارج الزمالة .وعندما نخرج للمجتمع فإننا نكتشؾ كم نحن مفٌدٌن.
نتعلم من تجارب بعضنا البعض .إن الذٌن سبقونا نجحوا فً تمهٌد الطرٌق الذي نسلكه الٌوم ,فنحن نتبع
أثر اآلخرٌن كلما واصلنا الرحلة .نتعلم المسإولٌة من خبلل مراقبة اآلخرٌن ٌتحملون مسإولٌاتهم .إن
المشاركة بالحقٌقة عن أنفسنا تحررنا كما أن تجاربنا تحرر اآلخرٌن .حتى فً أكثر اللحظات المإلمة
نستطٌع أن نرى ما ٌمكنها إضافته .إذا كنا نرؼب فً إشراك الناس الذٌن نوجههم ونقربهم منا كلما
تقدمنا فً محنتنا ,فإنهم ٌستطٌعون منحنا الدعم واالطمبنان اللذٌن نحتاجهما كما أن ذلك ٌمنحهم الفرصة
للتعلم من تجاربنا وأخطابناٌ .مكننا أن نكون نموذجا للقوة والمثابرة ونستطٌع أن نتطلع إلى اآلخرٌن
كؤمل أٌضا.
عندما نجد مكاننا ,فإن ذلك بمثابة إٌجاد القطعة المفقودة فً اللؽز ,استعادة الحرٌة الؽٌر مكتملة تعنً إننا
نستطٌع أن نستمع إلى قلوبنا وإلى القوة اإللهٌة ,ونواصل الطرٌق إلى أٌنما قادنا .إن المرة األولى التً
نإمن فٌها بقدرتنا على البقاء متعافٌن ,نبدأ فً تفهم بؤن لدٌنا حق االختٌار بشؤن حٌاتنا .ولكن العٌش وفق
اختٌاراتنا ٌحتاج إلى شجاعة وصبر ومثابرةٌ .جب أن نكون راؼبٌن فً البقاء ممتنعٌن عندما تصبح
األمور أكثر صعوبة ,وأن نستمر حتى إن كنا ؼٌر متؤكدٌن إلى أٌن سٌقودنا الطرٌق .نحرص على القٌام
بما هو ضروري لبلهتمام بؤنفسنا .إن نفس األدوات التً جلبت لنا الحرٌة فً بداٌة التعافً تستطٌع أن
تعمل إذا ما واصلنا استخدامها بنفس الرؼبة واالستعداد.
إننا محبوبون وحٌاتنا لها معنى الٌوم .إننا نحقق أشٌاء مبهرة فً حٌاتنا ,أحٌانا من خبلل تحقٌق أهداؾ
كبٌرة ,وفً بعض األحٌان من خبلل العٌش على طبٌعتنا .وقد اشتكت إحدى العضوات إلى موجهتها
بؤنها كربة منزل ال تستؽل حٌاتها أو وقتها فً شًء مفٌد ,وإنه كان ٌنبؽً أن تفعل شٌبا أكثر أهمٌة.
ابتسمت الموجهة قابلة" .هل تمزحٌن؟ من خبلل تحطٌم دورة التعاطً فً أسرتك ,أنت تؽٌرٌن
الماضً!" إن أكبر إنجازاتنا قد ال تكون تلك األشٌاء التً ٌعرؾ عنها الجمٌع :إن الحقٌقة البسٌطة فً
أننا نعٌش قصصنا نحن هو عمل كبٌر .كما أن مساعدة اآلخرٌن وعٌش حٌاة نفخر بها قد ٌكون أبعد من
أقصى أحبلمنا .أٌا كان عملنا فإننا نحدث فارقا فً العالم ألننا ممتنعون.
112
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
وتستمر الرحلة
الٌقظة
إن الٌقظة الروحانٌة هً عبارة عن صحوة .البعض منا ال ٌزال بحاجة إلى ترك السرٌر .البعض منا
ٌستٌقظ للحظات ثم ٌؽرق فً سبات عمٌق مرة أخرى .إذا كنا نرؼب فً البقاء مستٌقظٌن وأحٌاء وإذا
كنا نرؼب فً استمرار معجزة التعافً فً حٌاتنا ,فإنه ٌجب أن نجد الطرٌقة التً نحول بها هذه الٌقظة
إلى أفعال ,لذلك إذا لم نحمل الرسالة فسوؾ ننام مرة أخرى.
ٌبدو أن ٌقظتنا تتم على مراحل ,ولٌست فً وقت واحد .قد ال ندركها من الوهلة األولى ,ولكن المرة
األولى التً نجد فٌها األمل هً لحظة من الٌقظة الروحانٌة .كل واحد منا ٌكتشؾ الٌقظة الجدٌدة ونحن
نختبر معتقداتنا ونجرب الحٌاة وفقا لتلك المعتقدات ,كم .إن األمانة والتفتح الذهنً والنٌة هً دابما
المبادئ الروحانٌة األولى التً نطبقها .نتعلم المزٌد من المبادئ كلما تقدمنا فً طرٌق التعافً ,وقد
تحظى بعض هذه المبادئ بؤهمٌة أكثر من ؼٌرها .ومع الوقت نكتسب المزٌد من الخبرة حول استخدام
هذه المبادئ فً توجٌه تصرفاتنا .إن الروحانٌة تعنً التقدم والتؽٌٌر واإلبداع .إن أساس تعافٌنا هو أن
نخرج من أنفسنا حتى نستطٌع العٌش.
فً األٌام األولى من التعافً ,البعض منا ٌتؤرجح لؤلمام والخلؾ بٌن الحماس الحقٌقً للفرضٌات
الواسعة الجدٌدة وبٌن الحزن على ما فقدناه .البعض منا ٌصؾ األٌام األولى من التعافً بؤنها مثل
"الؽٌمة السوداء" ,والبعض ٌتذكر أنه مر بفترة طوٌلة من الحزن واألسى .نحن نمر بالكثٌر من المشاعر
الجدٌدة والتً تتوالى أحٌانا بسرعة .ننمو ونتؽٌر ونبنً ونفقد عبلقات ,نذهب إلى االجتماعات ونتعلم
منها .وطٌلة أوقات التعافً نجرب حاالت ٌقظة جدٌدة ,وحاالت استسبلم جدٌدة ,وحرٌة جدٌدة .بل أن
أبسط المبادئ التً نتعلمها عندما نبدأ مرحلة التعافً تحمل لدٌنا الكثر من المعانً العمٌقة ونحن نطبقها
فً حٌاتنا .وفً الوقت الذي نظن أن التعافً قد قدم كل شًء لنا ,نكتشؾ المزٌد – إذا كنا نرؼب فً
قبول الهبات .
ال بدٌل عن الوقت فً مرحلة التعافً ,فهو ٌمنحنا فرصة الشفاء والنمو والبدء من جدٌد وبناء حٌاتنا
التً تهمنا وتهم من حولنا .ولكن الوقت بحد ذاته ال ٌقدم الشفاء أو ٌساعد على النمو أو ٌبدأ حٌاتنا من
جدٌد .األهم من ذلك هً التصرفات واألفعال التً نقوم بها .إن التطبٌق المستمر ألدوات التعافً تساعد
على تؽٌٌرنا .ومع استمرارنا عملٌة التعافً .نكتشؾ أننا ال نعمل على الخطوات فقط ,ولكن نعاٌشها.
فتلك الخطوات هً التً تشكل طرٌقتنا فً التفكٌر ,وتشكل مشاعرنا ,واستجابتنا للعالم .إن الخطوات
تعلمنا أن ننمو ونساعد اآلخرٌن .نتعلم أن نحب أنفسنا من خبلل قول الصدق .إن قبول ما نملكه هو جزء
من عملٌة تؽٌٌر وتعوٌض أنفسنا ,ولكن األهم أنها تساعد على بدء طرٌقنا فً تقدٌم اإلصبلحات
للمجتمع .إن التواضع هو األمانة عن من وماذا نحن؟ .نبدأ فً التعرؾ على ما نملكه وما نستطٌع أن
نقدمه .هناك فرق بٌن أن ننضم إلى البرنامج وبٌن أن نعٌش البرنامج .عندما نصل إلى فهم عمٌق لهذا
البرنامج بؤنفسناٌ ,صبح ملكنا وجزء منا.
إن بناء حٌاة روحانٌة ننمو معها هو عمل إبداعً عظٌم .وٌتطلب الممارسة ,وتطوٌر معتقداتنا وتطبٌقها
على حٌاتنا .الخطوة الحادٌة عشرة ال تقول" :نحافظ على صلة واعٌٍة" وإنما تقول" :نسعى إلى تحسٌن
صلتنا الواعٌة " .عندما نمارس برنامجنا ,فإن هذه العبلقة ال تزداد أهمٌة فقط ,بل تصبح أفضل .إن
113
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
تجربتنا الروحانٌة ال ٌجب أن تكون ذات معنى ألي شخص آخر إال أنفسنا .فالتركٌز على الجزء
اإلبداعً فً أنفسنا الذي ٌساعد على تؽٌٌر العالم من حولنا بشكل إٌجابً وذو معنى ,إنه عبارة عن
قبول للذات والذي ٌصبح واضحا فً حٌاتنا .نكتشؾ أن األشٌاء التً نهتم بها ونقدرها إنما تعكس إرادة
القوة اإللهٌة لنا .
إن تقبل النفس ٌمنحنا الحرٌة لكً نقوم بعمل صحٌح آخر ,أو االنتظار بهدوء للكلمات التالٌة أو األفعال
لتظهر .عندما ال نكون فً وسط العاصفة ,نبدأ فً تفهم أنفسنا ,ومرضنا ,وتعافٌنا بشكل مختلؾ.
نستطٌع أن نكون أنفسنا فً اللحظة الحالٌة بدون خوؾ أو اعتذار ,بدون الحاجة إلى توثٌق أو تبرٌر.
عندما تنطلق الجٌاد فً المضمار بعزم وجمال فإننا نعجب برشاقتها .وبنفس الطرٌقة عندما ننطلق فً
حٌاتنا بهدؾ وامتنان فإننا نعٌش الهدٌة ,عندما نصطدم بالتجارب العنٌدة فإننا نخلق الضرر والحٌرة,
مخز .إذا رؼبنا فً العودة إلى التواضع واالمتنان ,فإن حٌاتنا سوؾ تصبح أسهل .حتى ٍ فإننا فً وضع
لو لم ٌكن باستطاعتنا تحدٌد العمل الجٌد التالً ,فإننا نستطٌع أن نرى العمل السٌا القادم ونبتعد عنه .إذا
كانت روحانٌاتنا هً من ٌقودنا فإننا نستطٌع أن نمر عبر مراحل حٌاتنا بسهولة.
إن حٌاتنا فً التعافً مختلفة تماما عن ما أجبرنا للمجًء لزمالة المدمنٌن المجهولٌن ,إلى درجة أننا ال
نعرؾ كٌؾ نتصرؾ .فً بعض األحٌان حتى تحقٌق أهدافنا قد ٌجعل حٌاتنا صعبة .التجربة عادة ما
تكون هً المعلم .الوعً ٌخلق األساس لؤلفكار الجدٌدة .الحٌاة تمدنا بالفرص التً تحول المعلومات
الجدٌدة إلى أفعال .تطبٌق المعلومات الجدٌدة قد ٌستؽرق بعض الوقت .إن الوعً بؤننا نملك هبة جمٌلة
ٌؽٌر الطرٌقة التً ننظر بها ألنفسنا وللعالم .إننا نعٌش النعم .
الفرح واالمتنان ٌسٌران معا ٌدا بٌد .بالنسبة لبعضنا ٌعد الفرح هو ذلك الشعور بؤننا جزء من شًء أكبر
منا ,وأهم من مشاعرنا وتجاربنا اللحظٌة .نشعر بؤهمٌتنا ولكننا نكون أكثر أهمٌة عندما نرتبط مع
اآلخرٌن .هذا اإلحساس العمٌق بالفرح ال ٌتطلب أن نكون سعداء طوال الوقت .فهو إحساس أكبر من
ذلك .إن التواضع ٌعنً بؤننا نتفهم مكاننا فً العالم ,الفرح ٌؤتً من إحساسنا بؤن لنا هدؾ أو ؼاٌة ما.
الٌقظة الروحانٌة تجعلنا نرى كل المعجزات التً من حولنا حتى لو كانت الحٌاة صعبة .إن الروح
السخٌة هً العبلج الناجع للعزلة والوحدة والشعور بالؽربة .
إن كل منا ٌعمل فً البرنامج بطرٌقة مختلفة ,وٌتؽٌر ذلك مع الوقت .قد ٌعنً بؤننا نكتب أو نخدم أو
نحضر االجتماعات أو أننا مجرد نعٌش العبلقة الواعٌة مع هللا .أٌا كان المعنى بالنسبة لنا ,فإن لدٌنا
114
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
مسإولٌة أن نستمر إلى األمام .إن فكرة "إذا كنت ترؼب فً الحصول على ما لدٌنا ,افعل كما نفعل
نحن" لٌست لها تارٌخ انتهاء للصبلحٌة.
إن إدراكنا بؤننا نستطٌع أن نحصل على أشٌاء أفضل ٌجلب معه حرٌته الخاصة .نستطٌع أن نرى
التؽٌٌرات فً حٌاتنا وفً طرٌقة تفكٌرنا ,وندرك أن التعافً ٌعمل لصالحنا .وكلما زادت معرفتنا بذلك,
كلما أدركنا ما ٌجب أن نفعله .فلدٌنا أفكار حول ما ٌجب أن تكون علٌنا حٌاتنا "من اآلن" ,ونخجل من
أنفسنا من أنه لٌس لنا حضور فً زمالتنا .ال ٌجب أن ننحصر فً األفكار مثل "ٌجب أن" .إنها مسؤلة
تتعلق بالمرحلة األولى من التعافً ,ولكنها ترجع مرة أخرى عندما تمتد فترة تعافٌنا .أحد األعضاء الذي
كان مشردا فً الذكرى العشرٌن للتعافً ,كان ٌخجل من االحتفال" .ماذا لدي لكً أقدمه للعضو
الجدٌد؟" كان ٌتساءل؟ وكان الرد هو "إنك تستطٌع البقاء ممتنعا بؽض النظر عن أي شًء ".إن التقبل
ٌحررنا وٌجعلنا نشارك بصدق عن حٌاتنا بدون شعور بؤننا ٌجب أن نكون على نموذج معٌن أو أن
نكون شخصا آخر ؼٌر ما نحن علٌه .إن السكٌنة ال تعنً أننا لن نمر بؤوقات وأحداث صعبة .إنها تمنحنا
صفاء الذهن لكً نمر عبر هذه المصاعب ونواجهها .بؽض النظر عن ما سٌحدث ,فإننا نستطٌع أن نبقى
مكتملٌن وفرحٌن فً أعماقنا.
تفهمنا للخطوات ٌزداد عمقا ونبدأ فً اكتشاؾ الفرص المتوفرة فً طرٌقنا الجدٌد .وكلما زادت ثقتنا,
كلما ظلت عٌوننا مفتوحة .نحن لم نعد نركز على ماهٌه مشكلتنا ,نبدأ فً نقل اهتمامنا إلى القٌم التً
نملكها واألمل الذي نراه ألنفسنا .عندما نستطٌع أن ننفصل بٌن األمل و التمنً أو التوقع فإنه ٌساعدنا
على إٌقاؾ مثل هذه المشاعر .وٌحركنا األمل أكثر وأكثر بدال من الخوؾ .وٌنمو امتنان نابع من الراحة
من عدم التعاطً الٌوم وٌتحول إلى تقدٌر حقٌقً لحٌاتنا كما هً وكما ٌمكن أن تكون .عندما نحول
الشعور باالمتنان إلى تصرفات وأفعال ,فإننا نرى العالم مختلفا .قال أحد ألعضاء مشاركا وجهة نظره:
"لقد عاد إلً اإلحساس مرة أخرى ,إن حاستً الشم والمذاق مازاال ٌعمبلن .أوالدي وأحفادي ٌرتمون
بٌن أحضانً وٌشعرون باألمان .إن األشخاص الذٌن ٌدخلون حٌاتً ٌتركونها بشعور طٌب" إن الشعور
بالدهشة التً نجربها فً حٌاتنا ,وكؤننا نرى األشٌاء ألول مرة ٌحمل لنا الكثٌر من المشاعر .قلوبنا
تتحطم بسبب الضرر الذي تسببنا فٌه ,وفً نفس الوقت فإننا نشعر بالبهجة واالمتنان لنعمة التعافً.
إنه إحساس رابع أن ٌكون لدٌك القدرة على الشعور بؤنك على ما ٌرام مرة أخرى .حتى األلم ٌصبح
محتمبل فً بعض األوقات ,إنه ٌشعرنا بؤننا بشر .ولكن فً بعض األحٌان نشعر بؤننا ال نتحكم
بمشاعرنا" .عندما بدأت أحس ,لم ٌكن لدي سٌطرة على مشاعري ",كما قال أحد األعضاء" .لقد تعلمت
أشٌاء مختلفة للتعامل معها مع الوقت .لقد علمنً موجهً أن أقوم بتسمٌة مشاعري ,وأن أعد قابمة
مكتوبة باألشٌاء الصحٌة التً استطٌع أن أقوم بها عندما أكون عاطفٌا ".إن مشاعرنا لن تستهلكنا ,حتى
لو بدا أنه من الممكن ذلك .عند مستوى معٌن ال ٌهم ما نشعر به ,المهم ماذا نقوم به .لم نعد بحاجة إلى
التصرؾ بناء على مشاعرنا .فنحن الٌوم نملك حق االختٌار فً حٌاتنا وفً ما نفعله وكٌفٌة االستجابة
لؤلحداث .
قد نشعر باإلحباط أو الخوؾ أو الؽضب ,ولكن مشاعرنا لم تعد تسٌطر علٌنا .عندما ندرك أننا تخطٌنا
كل المشاعر التً مررنا بها ,نبدأ فً االعتقاد بؤننا بخٌر حتى لو كنا ال نشعر بذلك .إن أفضل درس ٌؤتً
دابما عندما ننظر للوراء إلى سلوكنا السٌا .إن الندم ٌساعدنا على الشعور بالشفقة لآلخرٌن والشعور
باإلمكانٌات التً تزخر بها طرٌقتنا الجدٌدة فً الحٌاة .وجود بعض التصورات ٌعنً إننا نستطٌع أن
115
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نضع مسافة قلٌلة بٌن أفكارنا ومشاعرنا وتصرفاتنا .إن مشاعرنا لن تقتلنا ,ولكن إنكارها قد ٌإدي إلى
ذلك .عندما نحاول تجنب شعور ما فإننا نخلق الضرر والحٌرة لتحوٌل االهتمام .إن االعتراؾ بمشاعرنا
هً إحدى طرق ممارسة األمانة.
أصبحنا نرى إدماننا بطرق مختلفة وندركه بمشاعر وتصرفات مختلفة .فً بعض األحٌان ٌكون األمر
بسٌطا مثل الهواجس والرؼبات الملحة ,ولكننا قد ندرك حاجتنا إلى إحكام زمام األمور ,والخوؾ من أن
نكون على خطؤ ,أو نشعر بالرثاء على أنفسنا .قد نرى ذلك فً التصرفات األخرى بما فً ذلك عدم الثقة
وعدم القدرة على الشعور بالحب أو الحزن ,أو الخوؾ من التؽٌٌر .قال أحد األعضاء" ,لقد طبقت
الخطوات ولم أطبق الخطوات و لقد جربت نتابج كبلهما" .إن رؼبتنا فً دفع ثمن تصرفاتنا المبنٌة على
عٌوبنا تبدأ فً التبلشً .نتعلم إدراك بمرضنا بشكل أفضل كلما زاد وعٌنا بما ٌجري فً داخلنا .عندما
تتحسن قدرتنا على النظر إلى أنفسنا بصدق وإدراك تصرفاتنا ,فإنه من السهل لنا تقبل أنفسنا .إن التقٌٌم
الذاتً األمٌن ٌتطلب قلٌبل من الموضوعٌة بحٌث نتوقؾ عن الحكم ونصبح راؼبٌن فً التؽٌٌر .إن
اإلحساس بالشفقة لآلخرٌن ٌعلمنا كٌؾ نشفق على أنفسنا .البعض منا ٌتساءل كٌؾ ٌمكن التعامل مع
شخص نقوم بتوجٌه وٌشعر بما نشعر به.
نعتمد على أساس صلب ,ومع ذلك ال نتوقؾ عن العمل على أساسه .ندرك ما ٌمكن أن نتوقعه عندما
ندخل إلى أحد اجتماعات زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,وهذا ٌجعلنا نشعر باألمان .قد نقاوم التؽٌٌرات فً
شكل أو طابع اجتماعاتنا حتى لو كانت تحمل فكرة جٌدة ,ألننا نتمسك بالشًء القدٌم نفسه .إن إجراء
تؽٌٌرات قد ٌكون تحدٌا فً مجاالت أخرى من حٌاتنا أٌضا .عندما نجرب التؽٌٌر ,فإننا نرؼب فً
العودة سرٌعا إلى المكان الذي نرتاح فٌه ونشعر فٌه باأللفة .السماح ألنفسنا بؤن ٌكون لدٌنا حٌاة عاطفٌة
بدون التحكم فً مشاعرنا هو نوع من الحرٌة الجدٌدة.
إن إدراك عدم إمكانٌة االستٌبلء على الجانب الروحانً الخاص بنا ٌتٌح لنا فرصة األمل بطرٌقة أخرى.
الكثٌر منا ال ٌشعر بالراحة تجاه األمل .إننا نشعر بخٌبة أمل كبٌرة تجاه حٌاتنا بحٌث ٌصبح األمل فكرة
مستهلكة .البعض منا ال ٌستطٌع أن ٌفرق بٌن األمل واألمنٌات .لكن األمل فً التعافً ال ٌعنً أن
الحصول على مكاسب بضربة حظ أو أن الحب الحقٌقً سوؾ ٌعود لناٌ .بدأ األمل عندما نبدأ فً التفكٌر
بؤنه من الممكن أن نتوقؾ عن التعاطً ضد إرادتنا وأن نستمر فً البقاء ممتنعٌن .ونجد أن الرحلة
تتواصل مرات ومرات .وفً اللحظات المظلمة عندما ندرك أننا نملك حرٌتنا وأننا انتصرنا ٌصبح ذلك
ممكنا .لقد أصبح من الممكن تحطٌم الدابرة ,من الممكن نذهب بؤحبلمنا بعٌدا ,من الممكن إن تكون
قٌمتنا أعلى بكثٌر مما اعتقدناه عن أنفسنا .فً كل مرة ندرك أنه ممكن سٌزداد إٌماننا قوة ولن ٌتوقؾ
األمل .ال ٌهم كٌؾ تتحسن أو تسوء األمور ,فإننا ندرك أن مازال هناك أمل فً المضً لؤلما ونبدأ فً
تجربة األمل ؼٌر المشروط.
116
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
التً تدفعنا إلى إظهار اإلنكار ,والؽضب ,واالستٌاء ,والحاجة إلى أن نكون على صواب ,والشعور
بالتمٌز أو الدونٌة ,والخجل ,والندم ,والخوؾ.
وعندما ٌزداد إدراكنا بالخطوة األولىٌ ,صبح االستسبلم أمرا أكثر عمقا .وتنمو ثقتنا ونصبح أكثر رؼبة
فً التخلً عن التحكم بكل شًء ,نرى المزٌد من المجاالت فً حٌاتنا التً مازلنا نتخٌل قدرتنا على
التحكم فٌها .نادرا ما ٌبدو االستسبلم جذابا بالنسبة لنا فً البداٌة ولكنه ٌحتاج إلى وقت أقل إلدراك أن ما
نفعله ال ٌإدي إلى نتٌجة .فً البداٌة نفلت قبضتنا عندما نتعرض لؤلزمات ,ولكن قدرتنا على تحمل األلم
تقل مع التعافً .لقد أصبحنا أقل رؼبة للتماشً مع األشٌاء التً تجرح أرواحنا .وكلما زادت خبرتنا مع
األمل والهدوء الذي ٌتبعه ,أدركنا أن االستسبلم هو طرٌقة لنضع أقدامنا على األرض .االنتقال من
التفكٌر فً أننا نستسلم لمرضنا إلى إدراك بؤننا نستطٌع أن نستسلم لتعافٌنا هو بمثابة ٌقظة روحانٌة فً
حد ذاتها.
إن تؽٌٌر تصوراتنا مثل رإٌة العالم بنظارة جدٌدة .االستسبلم عبارة عن نقلة فً التصور ,فلم نعد نبحث
عن زاوٌة نستطٌع منها فرض السٌطرة والتحكم .إن األمانة تستطٌع أن تحدث نقلة فً تصوراتنا ,فهً
تفتح عٌوننا على الحقٌقة .فإننا نبدي اهتماما أقل بما قد ٌعتقد الناس عنا ونجد فً المقابل أننا أكثر قربا
لقٌمنا ومعتقداتنا .نبدأ فً التعرؾ بشكل واضح على معنى العٌش حسب إرادة القوة اإللهٌة .فً كل مرة
نستسلم ٌنفتح العالم أمامنا أكثر .نرى الهواجس السابقة ,ونقبل إمكانٌة تؽٌٌر تصوراتنا .قد نؤخذ نفسا
عمٌقا ونسؤل أنفسنا ماذا سٌحدث إذا ما تركنا محاولة تسٌٌر األمور بطرٌقتنا ,سٌزداد إٌماننا مع تزاٌد
تجاربنا ,وسٌتٌح لنا فرصة النظر إلى حٌاتنا من منظور مختلؾ .ومع اكتساب الخبرة ,ال نشعر بالحاجة
إلى الخروج من أي أزمة بالتصرؾ بما ٌخالؾ قٌمنا .نبدأ فً الثقة بؤن التوكٌل قد ٌإدي إلى مزٌد من
الهدوء والسكٌنة .وتبدأ سلسلة من الٌقظة الروحانٌة التً تساعد على تعزٌز إٌماننا.
إن الخ وؾ هو شعور طبٌعً .السإال هو كٌؾ نتصرؾ تجاهه؟ الخطوات الثالثة والحادٌة عشرة تتٌح
لنا دعوة القوة اإللهٌة المحبة إلى مشاركتنا فً قراراتنا ,كما تساعد الخطوة العاشرة على التؤكد من
أنفسنا كلما استمررنا فً طرٌقنا .فنحن ؼالبا آخر من ٌرى أو ٌعترؾ بنمونا .عندما نرى األعضاء
اآلخرٌن ٌتعافون ,وتتحسن حٌاتهم نتذكر أن نفس الشًء ٌنطبق علٌنا .ومع زٌادة عمق ٌقظتنا ,نواصل
التعرؾ على جوانب حٌاتنا التً تحتاج إلى مزٌد من الجهد والعمل .ومع تؽٌرنا ,نبدأ فً التؤقلم .وعندما
نتؤقلمٌ ,تحول توازننا ونتؽٌر أكثر .إن اإلحساس بؤننا نعرؾ كل شًءٌ ,تبعه شعور بؤننا ال نعرؾ أي
شًء .قد ٌبدو شعورا جٌدا عند الوهلة األولى ولكن بعدها نبدأ فً تعلم المزٌد من االستسبلم.
نتعلم أال نكون قاسٌن جدا على أنفسنا ,صحٌح فً نهاٌة الطرٌق لن ٌكون هناك الكثٌر ما ٌثٌر بهجتنا,
ولكننا سنتخلص من القلق ,والخجل ,والؽضب ,والحٌرة ,ونبدأ فً االسترخاء .إن إحدى الهبات التً
ٌجلبها التعافً هً استرجاع روح الدعابة .بالطبع تؤتً هذه الروح وتذهب ,ولكن عندما نفقد روح
الدعابة ,فإن ذلك ٌعد عبلمة على أننا قد نستفٌد من تؽٌر تصوراتنا .ذكرت إحدى العضوات عن امرأة
فً مجموعتها المحلٌة التً كانت ضحكتها تمؤل الؽرفة كلها" :إن ضحكاتها كانت تمنحنً األمل .لقد كان
لدٌها الكثٌر من الحب وتقبل النفس ,لقد كنا نسمع ضحكة المرح والبهجة ".نستطٌع أن نضحك ألن
األشٌاء أصبح لها معنى ,أو ألننا ندرك أن األمور ستكون أفضل .نستطٌع أن نرى اللمسات السحرٌة
فً حٌاتنا ونستمتع بها .المرح الضوء هو ما ٌضًء لنا الطرٌق .روح الدعابة التً نجدها فً قصص
بعضنا البعض تعد طرٌقة أخرى ندرك بها أننا فً المكان الصحٌح .إن ما ٌبدو مضحكا بالنسبة لنا ٌتؽٌر
117
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
كلما تقدمنا فً مراحل النمو .لقد أصبحنا أقل شعورا بالتسلٌة تجاه معاناة اآلخرٌن ,وأكثر قدرة على
رإٌة الجانب المضًء فً المواقؾ الصعبة.
الرضا عن النفس
إن الرضا عن النفس بمثابة كلمة السر لكثٌر منا ,ولكنه ٌظهر لنا بطرق مختلفة وفً أوقات مختلفة.
األهم من ذلك هو أن ما نعرفه عن الرضا عن النفس هو أننا ندرك هذا الشعور عندما نمر به .هناك
الكثٌر من المنطق فً محاولة تناول الموضوع قبل أن نشعر بهذا اإلحساس .فنحن نإمن دابما بؤن
تجربتنا سوؾ تكون مختلفة .أؼلبنا ال ٌدرك ذلك حتى ٌشعر بالمعاناة.
قد ال ندرك أن لدٌنا تحفظات حتى نكون فً مواجهة معها ,هذه التحفظات قد تكون مفاجبة – ولٌست
كما توقعناها على اإلطبلق .البعض منا ٌجد االعتزاز بالنفس والرضا عندما ٌنتهً من الخطوات.
البعض اآلخر ٌفقد األمل عندما ٌمر بفترات صعبة .البعض منا أكد أن األمور تصبح أصعب عندما
ٌسٌر كل شًء على ما ٌرام ,فحٌاتنا تصبح أفضل ونفكر "بؤن األمور قد انتهت على ذلك" .إن الرضا
عن النفس ٌكمن فً الفجوة الواقعة بٌن الٌؤس والحماس .فنحن ال نتعرض لخطر فقدان ما نملكه بل
أٌضا نفقد فرصة أن نكون فً وضع أفضل .إن عدم رإٌة األمل الذي ٌنظرنا ٌإدي إلى عدم رإٌة
الخوؾ التً ٌقؾ وراءنا .وبدال من أن ننتقل من الٌؤس إلى الحماس ,نتحرك من الٌؤس إلى الرضا عن
النفس .قد ٌكون ذلك أفضل عن ما لدٌنا ,ولكننا مازلنا ال نقدم االهتمام البلزم ألنفسنا.
إن قصصنا عن الرضا عن النفس تبدو متشابهة .فنحن نشعر باالنهماك فً العمل أو العبادة أو فً بعض
األنشطة األخرى ,معتقدٌن أن زمالة المدمنٌن المجهولٌن تحد من نمونا بطرٌقة ما ,أو أننا قد تجاوزنا
كل ما هو متعلق بالتعافً .نفقد الموجه أو نبتعد عنه وال نستطٌع إعادة التواصل مرة أخرى .فً بعض
األحٌان تكون هذه العملٌة تدرٌجٌة :نبتعد عن األصدقاء ,نتوقؾ عن حضور االجتماعات ,ننشؽل فً
العمل ,نبدأ فً تطوٌر الشعور باالستٌاء .ومع البعض نتوقؾ عن جهدنا فً التعافً ,وٌبدأ مرضنا فً
اكتساب مكانة فً داخلنا مرة أخرى .قد نفقد كل شًء بسبب عجزنا عن التخٌل .إن التفكٌر بؤننا لم نعد
بحاجة إلى االهتمام بحضور االجتماعات ,أو القٌام بالخطوات ,أو الرعاٌة قد ٌقودنا إلى نقطة متوقعة.
"لقد كنت منشؽبل كثٌرا بعملً .وتوقؾ الشعور بضرورة التواجد مع الزمالة وحضور االجتماعات",
كما قال أحد األعضاء .ال نستطٌع أن نرى كٌؾ ٌمكن أن ٌإثر فٌنا التعاطً ,خاصة إذا بدأ االنهٌار ٌؤخذ
شكبل مختلف ا عن قبل .من الممكن أن نهدئ أنفسنا ونؽفل فً وسط هذا البرنامج ,بٌنما نعتقد أننا مازلنا
مستٌقظٌن .إن مهارات العٌش التً اكتسبناها فً التعافً قد تصبح جزءا من اإلنكار الذي نتمسك به .هذا
ال ٌعنً أن كل من ٌفعل ذلك ٌتعرض لبلنتكاس ,ولكن ٌبدو أن كل فرد تعرض لبلنتكاس بعد فترة من
التعافً ٌمر بهذا الجزء من القصة.
إن خطر االنتكاس ال ٌنتهً بعد امتناعنا عن التعاطً لفترة من الزمن ,وقد اعترؾ أحد األعضاء الذي
قضى فترة ممتنعا" :حتى هذا الٌوم فإننً أحاول إقناع نفسً بالتخرج والتؤهل من هذا البرنامج .إن
معظم مشكبلتً تتعلق بالتمركز حول الذات وعدم الصواب ,وأسعى إلى فصل ذلك عن اإلدمان .لقد
بدأت فً القول لقد كبرت فً السن وأصبحت أكثر نضجا وحكمة .إن المدمن الحقٌقً ال ٌبقى ممتنعا كل
هذا الوقت .لقد أصبحت مدة امتناعً الطوٌلة تحفظا " البعض منا ٌخاؾ من االطمبنان والسكٌنة ألنها قد
تبدو مثل الرضا عن النفس أو قد تقود إلٌه .إذا لم ٌتبق ما نحارب من أجله ,فهل سٌتبقى ما نعٌش من
118
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
أجله؟ إن إٌجاد التوازن ٌعد تحدٌا .قد نتباطؤ ولكن ال نتوقؾ .نتعلم أن نشعر بالسعادة بدون الرضا عن
النفس قد نكون فً ؼاٌة السعادة بحٌاتنا كما هً ولكننا ال نتوقؾ عن القٌام باألساسٌات.
وكما أن البطارٌة ال تستطٌع أن تشحن نفسها ,فإننا ال نستطٌع إعادة البرٌق إلى تعافٌنا بدون مساعدة قوة
خارجٌة .إن المشاركة فً حٌاة زمبلبنا تبقً على زمالة المدمنٌن المجهولٌن حٌة كما أنها تبقً على
روح التعافً حٌة فً داخلنا أٌضا" .لم أكن أدرك كم كان اإلٌمان فً داخلً حتى فقدته ",كما قال أحد
األعضاء" .إن التعافً ٌبدأ وكؤن ال معنى له ,جاؾ ومثٌر للتشاإم ,لم أستطع التعرؾ على الجانب
السلبً بنفسً .كنت بحاجة إلى البحث عن فرص لمشاهدة المعجزة وهً تحدث ".إن التواصل مع من
لدٌهم الحماس واألمل هو البداٌة .التفكٌر فً التعافً ال ٌساعدنا مثلما ٌساعدنا العمل واتخاذ الخطوات
الجادة خاصة عندما ال نرؼب فً ذلك .عندما ال ٌإتً عملنا ثماره ,فٌجب أن نتوقؾ .ولكن إذا كان
عملنا ٌحقق نصؾ النتابج ,فإننا ٌجب أن نواصل حتى لو كان ذلك ؼٌر مرٌح ألننا اعتدنا على ذلك .فً
بعض األحٌان ٌبدو أنه كلما بقٌنا فترة أطول متعافٌن فإن رؼبتنا تكون أقل .مثلما كان الحال فً البداٌة
ٌجب علٌنا أن نحارب ونفعل ما نراه هو الصحٌح.
إن االحتفاالت قد تدفعنا بعٌدا عن الرضا عن النفس ,وٌرى كثٌر من األعضاء أن المإتمرات و
مناسبات الزمالة قد تعٌد االمتنان إلى نفوسنا مرة أخرى .فاالحتفال بتعافً أحد المدمنٌن الذي ٌحظى
بؤهمٌة لدٌنا قد ٌذكرنا بؤن وجودنا هنا هو معجزة فً حد ذاته .وااللتزام بتقدٌم الخدمة قد ٌدفعنا إلى
حضور االجتماعات بالرؼم من عدم رؼبتنا .إن مشاركة تجربتنا مع أحد األعضاء الجدد قد ٌخرجنا من
حالة الخوؾ ,كما أن حمل الرسالة ٌذكرنا بؤن لدٌنا رسالة .فً بعض األحٌان ٌجب أن نكون صادقٌن
حول شعورنا ,ونبعد عنا االعتقاد بؤنه ال ٌجب أن نشارك فً االجتماع شعورنا بؤن األمور ال تسٌر على
ما ٌرام أو إننا نرؼب فً التعاطً إذا كنا أكثر األعضاء امتناعا فً الؽرفة .حتى فً الحاالت التً ال
نرؼب فٌها بذلك ,فإننا ندرك ما ٌجب أن نفعله :إذا كنت تشعر بالرضا عن الذات فؤحمل نفسك إلى
اجتماع ,فهناك رسالة تنتظرك.
إن الصدق والتواضع وروح الدعابة قد تساعدنا على مواجهة التحدٌات .نتعلم أن نساعد األعضاء فً
اإلجابة على استفساراتهم ,ولكن بدون أن نبدو فً وضع أعلى أو فً وضع السلطة .إن حقٌقة طلب
اآلخرٌن من ا النصٌحة ال ٌعنً أننا مإهلون لتقدٌمها .نحن نشاركهم خبراتنا وجوانب قوتنا وآمالنا ,ولكن
ٌجب أن نكون حذرٌن فٌما ٌتعلق بآرابنا خاصة إذا كنا نعرؾ أنها ستإخذ مؤخذ الجد .من اللطٌؾ أن
119
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نشعر بؤهمٌتنا أو احترامنا ,ولكننا ننؽمس فٌها لدرجة التعرض للخطر .عندما نترك زمبلبنا ٌعتقدون
بؤننا لم ٌعد لدٌنا أي احتٌاجات ,فإن النتٌجة هو أننا ال نجد مبلذا لنا عندما نشعر باأللم والمعاناة.
ال توجد أي فترات من االمتناع ٌمكن أن تمحنا المناعة البلزمة عن مرضنا أو تخلصنا من تحدٌات
حٌاتنا .إن التعافً عملٌة ٌومٌة .عبلقتنا مع القوة اإللهٌة تتطلب التواصل الواعً طوال الوقت ,كما أن
النمو المتواصل ٌتطلب تلقً العلم والتعلٌم المستمر" .إن الحفاظ على األؼصان خضراء " ٌعنً أننا
مازلنا فً مرحلة النمو ,مازلنا نرؼب فً التؽٌر وبذل المزٌد من الجهد ألنفسنا .إننا نحافظ على التعافً
حٌا من خبلل تؽذٌته .إذا لم نحصل على الدعم والتؽذٌة البلزمة فإننا قد نذبل .إنها مسإولٌتنا أن نوجد
المساعدة ألنفسنا ,حتى لو كان ذلك ٌعنً البحث عنها فً أبعد األماكن.
إن الحقٌقة بسٌطة للؽاٌة .إذا ما استمرٌنا ممتنعٌن ففً ٌوم من األٌام سنكون نحن األعضاء األطول مدة
امتناعا فً ؼرفة االجتماعات .إنها هبة ومسإولٌة وفخ كل ذلك فً نفس الوقت .الكثٌر من األعضاء
ٌقولون أنه من السهل أن تشعر بالؽربة إذا كان هناك فجوة فً وقت التعافً .فً بعض األحٌان أن كونك
العضو الذي ٌتمتع بؤطول فترة تعافً فً الؽرفة ٌعتبر أمرا شاقا مثل حضور أول تسعٌن اجتماعا .قد
نشعر أن األعضاء الجدد ال ٌفهموننا ,أو أن ال ٌوجد من ٌسعى إلى التواصل معنا طلبا للمساعدة .عندما
نكون أكثر قدرة على إدراك مسإولٌتنا أكثر من قدرتنا على الحصول على ما نحتاج فإننا نشعر بالعزلة.
وأشار أحد األعضاء بؤن اعتباره هو األقدم كان ٌشعره بعدم الراحة" .أنا الشخص الذي ٌحضر إلٌه
اآلخرون لبلستفسار وال أشعر بؤنً كباقً األعضاء .إن األمر لٌس شعوري بؤننً "األفضل " ,ولكن
بؤننً "منعزل " .نحن ال نعرؾ متى وأٌن نجد أنفسنا فً مؤزق وبالطبع ال نعرؾ من سٌخرجنا منها.
وهذه أحد أهم وأجمل األشٌاء فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن فستجد دابما من ٌتقدم لك بٌد المساعدة .ؼالبا
ما ٌكون ذلك الشخص هو لمن لم نتوقعه .لٌس لدٌنا فرصة اختٌار من سٌنقذ حٌاتنا.
فً بعض األحٌان ٌقال أن تطورنا العاطفً ٌتوقؾ عندما نبدأ فً التعاطً ولكن عندما نتعافى نبدأ من
حٌث انتهٌنا .قد ال ٌكون األمر بهذه السهولة ,أو قد ٌكون كذلك ولكن الحقٌقة أن معظمنا لدٌه مهمة
تحقٌق النضج الجاد خبلل التعافً ,وقد نقضً سنوات عدٌدة فً هذه العملٌة .معظمنا ٌمر بوقت فً
التعافً نكون فٌه بؤمس الحاجة إلى التقدٌر واالعتبار .وتصبح األسبلة األساسٌة مهمة .هل أنا مبلحظ؟
هل أنا مسموع؟ هل أنا مهم ؟ هذا لٌس إنكارا للذات وال ٌعتبر مجهولٌة .بل إن هذا الشعور قد ٌكون
مدمرا ولكنه دابما ما نمر به .
قد ٌكون األمر جذابا أن نقؾ على منصة واضحة .بل فً الواقع أن الكثٌر من الناس ال ٌتطوعون لذلك
وعندما نصعد إلى أعلى ,قد ال نستطٌع أن ننزل مرة أخرى .عندما ٌعاملنا الناس بشكل مختلؾ بسبب
طول مدة تعافٌنا أو خدمتنا ,فقد نشعر بالوحدة والعزلة .وكلما قل االعتقاد بؤنا نستحق هذا االهتمام ,كلما
شعرنا بمزٌد من عدم األمان ,والمزٌد من األهمٌة التً نبحث عنها .عندما نمر بهذه النقطة فً حٌاتنا,
قد ننظر خلفنا ونرى الدعابة فً رؼبتنا فً أن نكون مشهورٌن فً زمالة تعتمد على المجهولٌة .ولكن
عندما نكون فً هذا الوضع فإننا قد نشعر أنه أهم شًء فً حٌاتنا .قال أحد األعضاء الذي ٌتمتع بوقت
طوٌل من التعافً" :عندما كنت عضوا جدٌدا ,منحتمونً الحب ولكنكم لم تدللونً ,وأرجو أال تفعلوا
ذلك اآلن .إنه أمر ٌفصلنً عن أي مدمن متعافً ".إن هذا العزل هو الذي ٌجعل األمر خطٌرا.
وفً حٌن توجد رؼبة ملحة لدى البعض منا من أن نصعد على المنصة ونبدو ظاهرٌن للجمٌع ,البعض
اآلخر لدٌه رؼبة فً إنزال اآلخرٌن من تلك المنصة .قد نتسم باللإم والحقارة والقسوة .إن ركل المنصة
120
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
لن ٌساعد أي شخص على التؽٌر .قال أحد األعضاء" ,فً وقت ما كنت أشعر فٌه بالجنون ,عندما انهار
كل شًء .ولم ٌكن الناس الذٌن لجؤت إلٌها ٌتسمون بالحقارة ,ولكنهم كانوا ٌتمتعون بالصدق والحب".
إذا كنت ترؼب فً مساعدة شخص على النزول إلى أرض الواقع ,فإن االنتظار هو أفضل حل .فالوقت
أكثر قوة منا .فقد نستطٌع أو ال نستطٌع أن نحمل الرسالة إلى صدٌق ٌنسى أننا جمٌعا متساوون هنا .قد
تكون أو ال تكون مسإولٌتا هً مواجهة اآلخر .إن إماطة القناع عن شخص ما عبارة عن تجربة وطٌدة
جدا .إذا لم ننتبه إلى الظروؾ ,قد ٌكون ما نفعله عنٌفا .التواضع واألمانة هما الوسٌلة األفضل بدال من
محاولة أن نصبح ضمٌر شخص آخر.
إن الحقٌقة هو أننا ال نستطٌع العٌش بمثالٌة حتى نستطٌع حمل الرسالة .واألهم من ذلك ,لٌس علٌنا
اختٌار من ٌستحق أن ٌكون الوسٌلة إلى تحقٌق شًء أكبر .نستطٌع حمل الرسالة حتى لو كنا ال نعٌشها
وبعض الناس قد ٌستفٌدون من مشاركاتنا ,ولكن ٌبدأ التدمٌر الداخلً عندما تقوم توقعاتنا وتطلعاتنا
بإجراء االختٌارات وقد نصاب بخٌبة أمل ,وبانقطاع التواصل ,والخوؾ من األشٌاء التً فعبل قد تنقذ
حٌاتنا.
األعضاء الجدد ٌتوقعون من األعضاء القدامى أن ٌكونوا مستقرٌن وأصحاب مبادئ ,وؼالبا ما ٌكون
األمر كذلك .ولكن قد تكون هناك بعض األوقات عندما ٌحدث بعض التقصٌر .وما أن نفقد شعورنا بؤننا
"مدمنون عادٌون" كؤي شخص آخر ,فإنه من الصعب استعادته مرة أخرى .نبحث عن اآلخرٌن الذٌن
مروا بهذه التجربة ,ونسؤلهم عن كٌفٌة التعامل معها .نحن مدمنون نتعافى ,ونبذل أقصى ما نستطٌع
لتعلم كٌؾ نعٌش .عندما نتذكر ذلك ,فإن كل شًء ٌعود إلى مكانه الصحٌح.
إن الوعً ٌمكن أن ٌتؽٌر من خبلل ما ٌحٌط بنا ,بدون الحاجة إلى اتخاذ إجراء ما .قال أحد األعضاء
مشاركا تجربته" ,فً نفس النقطة استحوذت على كل االهتمام الذي استطٌع أن أتحمله ,وبدأت فً دفع
الشخص التالً إلى األمام ".هذا هو أساس عملٌة التعلم ,وفً بعض األحٌان قد نخلق حالة من الفوضى
خبلل العملٌة .قد تكون وسٌلة مساعدة رابعة تساعدنا على التحرر من حاجتنا إلى القبول" .فً النهاٌة لم
أعد اهتم بما ٌعتقده الناس عنً ".كما قال أحد األعضاء القدامى .فً النهاٌة عندما نشعر باألمان فً
أنفسنا ,فإننا نحمل الرسالة دون التفوه بكلمة واحدة.
الوقت هو الوقت ,وفً النهاٌة ما نحصل علٌه هو مقعد فً اجتماع مثل أي شخص آخر .نبدأ فً
االستمتاع بعدم الكشؾ عن هوٌتنا ,حتى لو كان اآلخرون ٌرون أننا متمٌزٌن .عندما نشارك اآلخرٌن
تجاربنا من قلوبنا ,فإننا ال نتذكر بصفة عامة الكثٌر مما ذكرناه .نبتعد عن اإلحساس القوي بالذات
وٌحدث شًء آخرٌ .دخل الصدق حٌاتنا .نسمع التقدٌر بعد أن نتحدث ,وندرك أنه لٌس عنا .إنه الحب
الذي ؼمرنا هو الذي ٌعلمنا كل شًء فً لحظة .الحب الذي نشعر به فً ؼرؾ االجتماعات أكثر قوة
الكلمات التً نشاركها مع اآلخرٌن.
أفضل طرٌقة للتعافً النموذجً هو تطبٌق ما نقوله ,وإظهار أمانتنا وحقٌقتنا .عندما ٌكون هناك نوع ما
من الظهور ,فإن هناك نوع ما من الصدق ,وٌكون هناك نوع ما من الخطر .نحتاج إلى تذكر بؤن مهمتنا
األولى دابما هو السماح بإنقاذ حٌاتنا .إن مشاركة الحقٌقة هً بمثابة مٌزة لتعافٌنا ومسإولٌة لمن ٌتبعها,
حتى لو كانت ال تجعلنا نبدو فً صورة جٌدة .قال أحد األعضاء" ,أتذكر الناس الذٌن كانوا هنا عندما
جبت ,وكٌؾ كانوا ٌكشفون أنفسهم فً االجتماعات ,وأنا حرصت على تقلٌدهم .إنها طرٌقة تعود بالفابدة
على عملٌة التعافً كما أنها مسإولٌة للذٌن ٌتبعونها" نحن نتعلم من تجاربنا .إن مشاركة تجربة رحلتنا
121
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
مع اآلخرٌن هً عملٌة تنطوي على تعلٌمهم ,والتعلم منهم فً نفس الوقت .إن المشاركة الصادقة دابما
ما تكون جذابة ,حتى لو كنا نشاركهم أشٌاء ؼٌر مشوقة .عندما نشعر بالصدق واالنفتاح ,فإن الصدى
ٌرجع إلى الناس .عندما نتسم بالتواضع ,فإنهم ٌشعرون به ونحن كذلك.
التواصل قد ٌكون أفضل ما نقوم به من أجل أنفسنا ومن أجل من حولنا أٌضا .إن مشاهدة البرنامج ٌإتً
ثماره فً حٌاة شخص آخر ٌإكد التزامنا وٌمنحنا األمل .قال أحد األعضاء" ,بعد عشر سنوات من
التعافً ,وصلت إلى طرٌق مسدود .كانت النقلة بالنسبة لً هً مجموعة من األعضاء الجدد الذٌن
أٌقظونً بحماسهم وقوتهم .إنه نفس الحماس الذي أبقانً متعافٌا فً البداٌة ".قد ندرك التؽٌر فً
اآلخرٌن قبل أن نراه فً أنفسنا.
البعض منا ٌسعى جاهدا لمساعدة األعضاء الجدد .فنحن نحافظ على ما لدٌنا من خبلل منحه لآلخرٌن
ولكننا ال ندرك ما نملكه حتى نبدأ فً منحه .ففً اللحظة التً نتعامل فٌها مع شخص ٌعانً صراعا أو
ألما نجد داخلنا مصادر قوة لم نكن ندرك وجودها .عندما نرى أحد األشخاص ٌؤخذها وٌنطلق فإننا نشعر
بالشكر واالمتنان .ال ٌجب علً اختٌار من ٌحصل على هذه القوة ,فلٌس علٌنا اختٌار من نساعده .قد
ٌكون من األوقات الصعبة أن نجد هذا البرٌق ٌومض ,وٌذهب ,وٌتكرر ذلك مرات ومرات .عندما
نتواجد ونقوم بمسإولٌتنا ,تستمر الرسالة فً المضً قدما لؤلمام" .عندما أساعد أحد األشخاص خبلل
الخطوات ,أشعر بؤننً أداة إلرادة القوة اإللهٌة ".كما قال أحد األعضاء" .إن األمر ال ٌقع تحت
سٌطرتً ,ولكن مسإولٌتً أن أكون قرٌبا".
إن الجهد الذي بذلناه لبناء زمالتنا ٌعنً توفٌر الكثٌر من التجارب والقوة واآلمال لؤلعضاء الجدد .ولكن
المهارات التً حرصنا على تطوٌرها لمساعدة مجتمع زمالة المدمنٌن المجهولٌن على االنطبلق قد ٌكون
مختلفا عن تلك المهارات التً نحتاجها للحفاظ على الوحدة واالستقرار بعد أن ٌتشكل هذا المجتمع .نحن
مسإولون عن اإلحساس بؤننا مبعدون أو مهملون .إن السبب من أن ٌطلق علٌنا "الدٌناصورات" هو أنها
كابنات منقرضة .إن اإلبقاء على انضمامنا وتواجدنا ٌساعدنا على النمو وٌتطلب منا التؽٌٌر.
قد ٌبدو ذلك ؼرٌبا ,ولكننا مسإولون عن ترك أنفسنا ٌتم تجاوزها .قد ٌعتبر تحدٌا أن نوجه شخص آخر
لفترة ما ثم ٌقوم بتركنا .ولكننا نطمبن أنفسنا فً التفكٌر بؤنهم إذا كانوا ٌتحملون مسإولٌتهم عن تعافٌهم,
فقد أدٌنا مهمتنا .وباعتبارنا أعضاء فً الزمالة فإننا قد نرى نمونا .إن هإالء الذٌن كانوا هنا منذ األٌام
األولى قد ٌرونها بشكل مر وحلو فً نفس الوقت .إن حقٌقٌة تؽٌر زمالة المدمنٌن المجهولٌن وتؽٌر
أنماط وعادات االجتماعات قد ٌكون عذرا لبلبتعاد عن الزمالة .إنه تحفظ آخر ال ٌمكن أن نتنبؤ به .عندما
122
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
نظل على تواصل مع زمٌل ٌعٌش وٌنمو وٌتؽٌر فإننا ال نشعر كثٌرا .ولكن عندما نتحرك بعٌدا أو نؤخذ
بعض الراحة ,فإن التؽٌر ٌبدأ فً الظهور.
زمالة المدمنٌن المجهولٌن تتؽٌر .أناس ٌحضرون وٌذهبون .ولكننا نتؽٌر أٌضا .فً الوقت المتاح أمامنا,
فً عبلقاتنا مع اآلخرٌن ,فً الراحة التً نشعر بها فً خدمة اآلخرٌن أو مشاركتهم -كل هذه األشٌاء
تتؽٌر طبٌعٌا خبلل حٌاتنا .عندما تكون الخطوات جزءا من حٌاتنا المستمرة ,فإننا نتعرض بانتظام
الختبار حٌاتنا لكً نرى ما ٌحقق نجاحا وما ٌجب تحسٌنه .من الطبٌعً أن ننظر إلى زمالة المدمنٌن
المجهولٌن بقسوة فً بعض األحٌان .فنحن نعٌد النظر إلى زمالتنا ,وكٌؾ نرى أنفسنا داخلها ,واعتقادنا
تجاهها .قد نشعر بعدم الراحة والخوؾ و عندما نمنح أنفسنا الفرصة الختبار التزامنا ,فإننا نشعر
باألمانة تجاه ذلك مثل أي عبلقة أخرى.
عندما تتؽٌر معتقداتنا وتصوراتنا ,فإننا قد نجرب األلم والحٌرة التً تتركنا نشعر بالوحدة والعزلة .قد
نبتعد عن اآلخرٌن ,ولكن قد نبتعد أٌضا عن أنفسنا ,وعن القوة اإللهٌة .إن المشاركة مع اآلخرٌن فً
تلك اللحظات تعد أمرا هاما .قد نستؽرب من كم الترحٌب بهذه المشاركة .عندما نلتزم األمانة والصدق
فإ ننا نرتبط باآلخرٌن .وعندما ٌمضً وقت طوٌل على االمتناع ,فقد نقع فً فخ ما نظن أنه ٌجب
مشاركته مع اآلخرٌن فً االجتماعات .عندما تكون الرسالة التً نحملها عبارة عن انعكاس أمٌن لخبرتنا
بدال من ما نتخٌل أنه هو ما ٌرٌد اآلخرون أن ٌسمعوه ,فإن الصدق ٌمكن أن ٌحررنا جمٌعا.
هناك الكثٌر من الطرق للتفكٌر فً مرضنا .البعض ٌقول أن اإلدمان عبارة عن حالة حادة من الظروؾ
البشرٌة .فنحن نصارع مع نفس المخاوؾ الذي ٌشعر بها ؼٌرنا ,ولكننا نتعرض لهذه المشاعر بدرجة
تجعلنا نرؼب فً الموت أو الهروب منها .البعض اآلخر من األعضاء ٌقول أن اإلدمان هو مرض ٌعتمد
على الخجل .وفً قلب تفكٌرنا المرٌض هو اعتقادنا أن هناك خطؤ ما فً أنفسنا .عندما ننظر إلى العالم
أو على أنفسنا من خبلل نظرة الخجل فإننا نرى المزٌد من األدلة التً تثبت بؤننا على خطؤ أو أننا
سٌبون ,أو أننا لن نستعٌد راحة البال .إننا نصؾ صراعنا بشكل مختلؾ مع تؽٌر عبلقتنا معه.
بعض الناس ٌقول أن اإلدمان مرض الحنٌن إلى الماضً ,فنحن نعظم الماضً ونهاب الحاضر .قد ال
ندرك ذلك فً أنفسنا ,ولكن عندما نسمع الناس الذٌن نظنهم من األعضاء الجدد ٌشتكون "إن األمر لم
ٌعد كما اعتاد أن ٌكون" حول ما ٌبدو لنا أنه من الماضً القرٌب ,نبدأ فً اكتشاؾ الطرفة فً ذلك.
ٌحدث شًء خاص عندما نصل إلى التعافً .فالٌؤس الذي كنا نشعر به والتزامنا الكامل فً البداٌة
ٌجتمعان معا لخلق وقت ثمٌن وهام فً حٌاتنا .إنه لٌس مثل مجوعتنا المحلٌة األولى ,أو أول تواصل
حقٌقً مع الموجه ,أو أول مجموعة من األصدقاء مررنا معا بتجربة التعافً األولى .ولكن كونه لٌس
مماثبل ال ٌعنً أنه ؼٌر جٌد .قال أحد األعضاء" ,عندما انظر إلى تجربتً فً التعافً مثل عضو جدٌد,
ال أجد نفسً أصارع االختبلفات بٌن ما هو حقٌقً ,وبٌن ما أتذكره منها .قد أكون متواجدا الٌوم بدون
أن أحمل هذا الشعور بالحنٌن إلى الماضً أو إجراء مقارنة ".إن السماح لتجربة التعافً بالتؽٌر مع
تؽٌرنا قد ٌكون صعبا ,ولكنه هو الذي ٌجعل استمرارنا مع زمالة المدمنٌن المجهولٌن ممكنا ومثمرا
أٌضا.
إن األشٌاء التً نقوم بها عندما ٌكون مجتمع زمالة المدمنٌن المجهولٌن صؽٌرا هً األساسٌات .مثلما
هو الحال مع تجربة تعافٌنا الشخصٌة ,فإننا إذا ابتعدنا عن األساسٌات قد نواجه الصعوبة فً العودة
123
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إلٌها .عندما نصبح كسالى فإن الرسالة تتبلشى .عندما نرى ذلك فً مجموعتنا ,فإنه ٌجب تحمل
مسإولٌتنا لٌس من خبلل االعتراض أو العقاب ,بل بالعمل .فً بعض األحٌان قد ٌساعد بدء دراسة
الخطوات أو قراءة الكتٌبات على جلب التركٌز إلى االجتماعات مرة أخرى .وأهم األعمال هً التً نقوم
بها فً مجموعتنا المحلٌة .المشاركة فً مجموعتنا المحلٌة تجعلنا نشعر بؤننا فً بٌتنا بالفعل .اعترؾ
أحد األعضاء قاببل" ,لقد كنت أتمنى أن أقول أن تصرفاتً خالٌة من األنانٌة ,ولكن فً أعماق نفسً
كنت أدرك أن هدفً هو الحفاظ على مجموعتً المحلٌة بحٌث استطٌع أن أعود إلٌها مرة أخرى ".نشعر
بالراحة فً اجتماعاتنا عندما نشعر بالحب والقبول من اآلخرٌن ,وعندما نكون مفٌدٌن ,إن بعض
األشٌاء البسٌطة مثل اتصال أحد الزمبلء عندما ال نحضر االجتماعات قد تنشط المجموعة المحلٌة .عدم
االستسبلم فً األمور التً نمر بها سواء كنا قدٌمٌن أو حدٌثً التعافً .نحن نعلّم اآلخرٌن بكوننا مثاال
جٌدا .عندما نشارك تجربتنا فً التعافً بصدق وانفتاح من قلوبنا ,فإننا نحمل رسالة أقوى من مجرد
إلقاء محاضرة أو موعظة.
زمالة المدمنٌن المجهولٌن تختلؾ من مكان آلخر ,وفً مراحل مختلفة من النمو .ال ٌوجد نموذج
للتعافً .فً بعض األماكن تشارك األسرة فً التجربة .فً أماكن أخرى نصطحب األعضاء إلى منازلنا
للتخلص من السموم .وفً بعض األماكن ٌكون الحب الجاؾ هو االسمة الواضحة وقد نطلب من
الحاضرٌن الجلوس وعدم التحدث على اإلطبلق ,وفً أماكن أخرى نشجع اآلخرٌن على التحدث.
المبادئ متناسقة ,ولكن ممارستها أمر ٌختلؾ بشكل كبٌر .األساس هو أن نمارسها ,وأن وحدتنا تؤتً فً
المقدمة ,وأن نحافظ على تركٌزنا على هدفنا األساسً وهو حمل الرسالة للمدمن الذي مازال ٌعانً .إن
السٌاسة والجاه ٌبعدانا عن هدفنا .عندما ٌنسى أعضاء زمالة المدمنٌن المجهولٌن بؤن تعافٌهم الشخصً
ٌعتمد على وحدة زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,فإن كبلهما ٌكون فً خطر .فمجتمعات زمالة المدمنٌن
المجهولٌن قد تذبل وتموت فً بعض األوقات .إنها مؤساة نستطٌع أن نتعلم منها .نمٌل إلى االعتقاد أن
األشٌاء التً تؤتً مجانٌة تكون ال قٌمة لها ,بٌنما فً الواقع قد تكون ثمٌنة إلى أبعد حدود .عندما ندرك
أن زمالتنا فً مؤزقٌ ,جب أن نتخذ إجراء مناسبا فحٌاتنا تعتمد علٌها.
التواجد فً الخدمة
إن الرؼبة فً الخدمة تؽٌر عبلقتنا تجاه العالم .فتقدٌم الحب والعطاء ال ٌقتصر على زمالة المدمنٌن
المجهولٌن .فنحن نرتبط بالحب الذي ٌحٌط بنا من خبلل ممارسة التصرفات المعبرة عن الحب واالنفتاح
على تقبل نفس الشًء .إن الرؼبة فً تقبل المساعدة من شخص آخر ٌعد شكبل من أشكال العطاء .قد
ٌكون من المخجل االعتراؾ بالحاجة أو طلب المساعدة .عندما نسمح لشخص آخر أن ٌتقدم وٌساعدنا
فإننا نسمح له أن ٌعبر عن حبه وكرمه ,وعندما نتقدم لمساعدة شخص آخر فإننا نؤخذ أكثر مما نعطً.
فً بعض المجموعات وبعد دعاء الختام ٌقول أحد أعضاء زمالة المدمنٌن المجهولٌن" ,واصلوا العودة "
و فً أماكن أخرى ٌقولون" ,اذهبوا لمساعدة أحدهم " والمقولتان نابعتان من إدراك حقٌقة عندما نعطً
ونتٌح لآلخرٌن فرصة العطاء نجد التواصل مع القوة اإللهٌة األكبر منا"
إن الخدمة لٌست منصبا نشؽله فً لجنة ما ولكنها ما نحمله فً قلوبنا .إنها أسلوب حٌاة نستطٌع أن
نمارسه فً كل شإوننا .قد ٌكون األمر بسٌطا مثل اإلمساك بالباب مفتوحا ,أو صعبا مثل مساعدة أحبابنا
فً المراحل األخٌرة من حٌاتهم .إن عبلقتنا بالخدمة والطرٌقة التً نعبر بها ٌؽٌر تواضعنا وٌعمقه .إن
الرؼبة فً الخدمة هً دلٌل على تحررنا من أنفسنا .إن المجهولٌة تعد عنصرا أساسٌا فً الخدمة الخالٌة
124
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
من األنانٌة .عندما نتعلم أن نعطً بدون أنانٌة فً الخدمة لهإالء الذٌن ٌعانون تنفٌذا إلرادة القوة اإللهٌة
فإننا نجد السعادة والؽاٌة والكرامة.
سواء كنا نقدم أفضل ما لدٌنا فً هٌكل للخدمة ,العمل مع شخص ما أو أي شكل من أشكال الخدمة ,
فإن وجودنا فً الخدمة هو مبدأ بالنسبة لنا .ممارسة وتعلٌم الخدمة القابمة على المبادئ هً وسٌلة لحمل
الرسالة ,وطرٌقة الستقبال هبات التعافً التً ٌمنحها لنا .الخدمة تربطنا بالزمالة وتساعدنا على
التواصل وتعزز مشاركتنا .التزامنا بفتح باب فً أحد االجتماعات مرة فً األسبوع قد ٌشكل الفارق بٌن
المشاركة واالبتعاد .فً البداٌة تكون الخدمة هً الطرٌقة التً نبدأ فٌها الشعور بمدى فابدتنا والحاجة
إلٌنا .وفٌما بعد فإن وجودنا فً الخدمة ٌمنحنا السبب لعودتنا حتى لو كنا نشعر بؤننا ال نرؼب فً العودة
مرة أخرى.
إن القٌمة العبلجٌة لمدمن ٌساعد مدمنا آخر بمثابة طرٌق مكون من مسارٌن فً اتجاهٌن متعاكسٌن .ال
ٌهم من ٌقوم بالعطاء أو األخذ .فنحن جمٌعا متساوون فً طلب المساعدة وتقدٌمها ,وأٌا كنا على أي
طرؾ فإننا سنستفٌد .لم نعد بحاجة إلى نزن من ٌحصل على األكثر أو على األقل .الحقٌقة أننا نبحث
عن حافز أو إلهام أو شرارة تشعل فٌنا الحماس .االجتماع الجٌد هو بمثابة استجابة للخطوة الثانٌة
عشرة ,حضور مإتمر أو مخٌم تعافً ٌجعلنا نشعر باإلشباع فً ظل إدراكنا بؤننا منذ لحظات كنا فً
المكان المناسب الذي نحتاج إلى أن نكون فٌه .إنه شعور إدمانً ,فكلما شعرنا بؤنه جٌد كلما طلبنا
المزٌد .نحن نرؼب فً أن نتجاوز األوقات الصعبة ألننا ندرك إنه إذا واصلنا ذلك ,سوؾ نشعر بهذا
اإلشباع مرة أخرى .إنها لٌس خٌال مثلما كان الحال أٌام التعاطً .إنه تفهم جٌد بؤننا الٌوم نحظى باهتمام
شخص آخر.
إن الخدمة تؽٌر عبلقاتنا مع أنفسنا ومع حٌاتنا .نتعلم أن نترجم الحب واالمتنان إلى فعل ,وعندما نحشد
مشاعرنا الطٌبة فإنها تملك القدرة على تعمٌمها فً جمٌع شإون حٌاتنا .نحن نواجه عٌوبنا -وعٌوب
بعضنا البعض ونجد الطرٌق للعمل عبر هذه العٌوب" .فً المرة األولى التً ترأست اللجنة اكتشفت
المعنى الحقٌقً للمبادئ قبل الشخصٌات .فهل معنى ذلك أننً أشهد نموا !" كما قال أحد األعضاء .فً
الخدمة نلتقً مع آخرٌن ٌشعرون بالحماس تجاه تعافٌهم ,وٌساعد هذا الحماس على الحفاظ على نشاطنا
وحٌوٌتنا .بالنسبة لهإالء الذٌن كانوا ٌجدون صعوبة فً التواصل فإن الخدمة قد تمنحنا ما نستطٌع أن
نفعله ,كما تمنحنا سببا للبقاء حتى نهاٌة االجتماع أو الورشة أو أي نشاط .فً الوقت الحالً نبنً تلك
العبلقات والروابط التً تؽٌر حٌاتنا .نتعلم المزٌد عن التعافً فً عملٌة الخدمة ,ولكننا نفعل ذلك حتى
على هامش الخدمة ,فً ا ألحادٌث التً تتم أثناء اإلعداد إلقامة حدث ما أو القٌام بعملٌة النظافة بعد
الفعالٌات أو فً الرحلة الطوٌلة بالسٌارة عند التوجه إلى مكان لتنفٌذ التزام بالخدمة ,فنحن نبنً عبلقات
التواصل مع اآلخرٌن الجادٌن حول التعافً .قال أحد األعضاء ",لقد كنت ال أتكلم عندما أرؼب فً ذلك,
وأتكلم عندما ال أرؼب فً ذلك .لقد كنت أحاول أن أقوم بؤشٌاء جدٌدة والتوقؾ عن األشٌاء القدٌمة التً
لم تعد تجدي .لقد كان علً أن أتعلم طلب المساعدة ,وتفوٌض المسإولٌات ,وتحمل المخاطر
والمشاركة .كان علً تنظٌؾ بعض الفوضى سواء بمعناها الحرفً أو المجازي ,لماذا أخدم؟ إن ذلك
ٌعزز كافة الجهود التً أبذلها فً الخطوات".
البعض منا ٌقفز إلى الخدمة بكلتا قدمٌه فنحن نشارك فً كل حدث ٌمر ,ولكننا نواجه رفضا من بعض
األعضاء الذٌن ٌملكون وجهة نظر أخرى حول أداء بعض األشٌاء .أو نقدم الكثٌر من االلتزامات التً ال
125
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ٌمكن الحفاظ علٌها كلها ,وتدرٌجٌا ٌطؽى علٌنا االستٌاء .ونشعر بالتخاذل واالنسحاب .ونتحول من
االهتمام الزابد إلى عدم االهتمام على اإلطبلق .ونجد أنفسنا خارج الزمالة التً نحبها .وندخل أنفسنا فً
الرثاء على النفس ونتساءل ألم نقدم كل الجهد البلزم؟ وفً هذا الوقت فإننا نحتاج إلى االبتعاد قلٌبل عن
هذا النوع من الخدمة لفترة معٌنة والتركٌز على هدفنا األساسً.
عندما نتخلى عن الحٌرة واالضطراب ,فإن عملٌة تعافٌنا تبدأ فصبل جدٌدا .فً الوقت الحالً نظل
متعافٌن ونقدم الكثٌر من األعمال الطٌبة .وٌبدأ الحل فً الخطوة العاشرة .وٌنعكس ذلك على دوافعنا
للخدمة .هل نسعى إلى إجبار أنفسنا على التركٌز على الطرٌقة التً تتعامل بها زمالة المدمنٌن
المجهولٌن مع اآلخرٌن ,أم هل نرؼب فعبل فً تقدٌم المساعدة ؟ هل ٌجدر بنا أن ننتحى جانبا لبعض
الوقت ونترك لشخص آخر الفرصة؟ إن خبرتنا تتٌح لنا معرفة الجهد الذي ٌإتً ثماره والذي لم ٌإتً
ثماره .نستطٌع أن نتشارك فً هذه التجربة بدون التحكم فً النتابج .عندما نبدأ فً أخذ األمور بشكل
شخصً للؽاٌة فإننا قد نرؼب فً التفكٌر باالنسحاب .إن معرفة الوقت المناسب للتخلً عن إرادتنا
بخصوص نقطة معٌنة أو قرار أو مركز ٌحتاج إلى ممارسة .تدوٌر الخدمة مبدأ هام فً لضمان راحتنا
وراحة زمبلبنا أٌضا.
إن الخدمة قد تكون محاولة هروب من أنفسنا أو ستصل بنا إلى أجزاء أخرى من أنفسنا من خبلل إظهار
مهاراتنا واهتماماتنا .عندما نفكر أننا نتسلق سلما ونستخدم مركزنا كدلٌل على بعض النجاح فإن ذلك
ٌعتبر تعبٌرا عملٌا لؤلنا .ولكن عندما نمنح اآلخرٌن من قلوبنا شعورا باالمتنان والبعد عن األنانٌة فإننا
نجد أن التجربة قد تكون مجزٌة كما هً منتجة .عندما نستٌقظ روحانٌا فإننا نحتاج إلى أن نكون فً
الخدمة ونحتاج إلى القٌام بالخطوات للتعامل معها.
نجد التوازن بٌن الخدمة داخل وخارج زمالة المدمنٌن المجهولٌن أٌضا .نهتم ببعضنا البعض بطرق
بسٌطة كاصطحاب أحد األعضاء إلى اجتماع أو إحضار طعام لصدٌق مرٌض .إن البرنامج ٌتٌح لكل
منا إٌجاد الطرق التً تضمن لنا الراحة فً العطاء ,والطرق التً تتٌح لنا الراحة فً طلب المساعدة
أٌضا .ف نحن نواجه حدودنا بما فً ذلك حدود الشفقة ,ونتعلم أن نكون واقعٌٌن حول ما نستطٌع وما ال
نستطٌع أن نقوم به.
عندما ٌكون لدٌنا خبرة فً الخدمة ,نستطٌع أن نكون موردا ومعلما لآلخرٌن .ونإدي ذلك بتواضع
عندما نلتزم بجلب المزٌد من األعضاء إلى الخدمة بدون السٌطرة علٌهم .إن الصبر واللطؾ والثقة هً
مفاتٌح العملٌة .إذا ما عاملنا اآلخرٌن بثقة واحترام ,فإننا سنحصل على نفس الشًء بالمقابل .نستطٌع أن
نقوم من خبلل تقدٌم المثال الجٌد ,مثل المساعدة فً توجٌه مناقشة ما ,وتركٌز الطاقات بدون محاولة
التؤثٌر على النتابج .إن المشاركة بدون السعً إلى التحكم والسٌطرة ٌرسً النموذج لباقً حٌاتنا .ففً أي
مجال نجد أنفسنا فٌه .إننا نخدم زمالة المدمنٌن المجهولٌن بحب وإخبلص عندما نخدمها بتواضع.
وبالرؼم من أننا نربط القٌادة بنقص التواضع ,لكن بالنسبة لنا فإنه رفض الخدمة ٌعزز الشعور باألنا
وعدم الصبر .إن الخدمة دابما ما تكون متواضعة .نتعلم أن نكون خدم ونتؽلب فً طرٌقنا على كل
األمور التً تعزز األنا فً داخلنا .عندما ننسى أننا جزء بسٌط من عالم أكبر فنحن فً مؤزق.
هناك بعض الكلمات التً نستخدمها بشكل مختلؾ فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن عن باقً العالم .عندما
نتحدث عن اإلدمان على سبٌل المثال فإننا نواجه مرض روحانً ٌإثر على جمٌع مجاالت حٌاتنا .عندما
نتكلم عن الصحة العقلٌة فإنه ال ٌهمنا التعرٌفات الطبٌة :ننظر إلى تجربتنا لنحصل على إدراك عملً
126
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ٌفٌدنا .وعندما نتكلم عن القٌادة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن فإننا ال نشٌر إلى بعض األعضاء الذٌن
ٌملكون قوة أو سلطة أكبر عن اآلخرٌن .إن القٌادة هنا تعنً مشاركة التجربة بروح من التواضع
والوحدة .نحن نمارس القٌادة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن من خبلل الخدمة الخالٌة من األنانٌة .أٌا
كانت خدمتنا ,فإننا نتذكر اإلدمان ومعاناته فً كل ما نفعله ونمارس التقبل والشجاعة والفعل.
إن المسإولٌة تعد واحدة من أهم المبادئ التً نمارسها فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن ,والخدمة هً
أفضل الطرق لتعلم كٌفٌة ممارستها .الخدمة تجعلنا مشاركٌن على الدوام ومحاطٌن بالتعافً ,وتتٌح لنا
فرصة ممارسة التقبل أٌضا .من خبلل مشاركة الخبرات مع مدمنٌن آخرٌن ,فإننا نكتسب تفهما أعمق
ألنفسنا .نادرا ما ٌظل المدمن متعافٌا لفترة طوٌلة بدون ممارسة الخدمة الخالٌة من األنانٌة بشكل أو
بآخر .إن زمالة المدمنٌن المجهولٌن تعطً بدون مقابل ,ولكن هناك الكثٌر الذي من الممكن الحصول
علٌه من البرنامج .فبعد فترة ال تكون المكافؤة فً ما نحصل علٌه ,بل فً ما نقدمهٌ .بدأ العمل الحقٌقً
هنا ,ولسنا جمٌعا مستعدٌن له .إن جنً الثمار ٌعنً بؤننا ٌجب أن نؽرس البذرة من خبلل األفعال .هناك
مسإولٌة فً التعافً ,وتبدأ من خبلل تحمل مسإولٌة تعافٌنا.
فً بعض األحٌان تكون مسإولٌتنا عن شًء ما عملٌة مثمرة فً حد ذاتها .فبالنسبة للكثٌر منا الذي ال
ٌملك خبرة طوٌلة فً المسإولٌة ,قد ٌكون ذلك درسا جٌدا .البعض اآلخر ٌملك خبرة طوٌلة فً
المسإولٌة وتعلمنا الخدمة عدم التحكم باألشٌاء ,إن المرونة والتحمل والتوازن هً مبادئ نتعلم
ممارستها عندما نخدم .نتعلم ممارسة الوحدة حتى عندما ٌكون الوضع أو القرار ؼٌر مرٌحا ,ونضطر
إلى ممارسة الشجاعة أٌضا" .طوال حٌاتً كنت أشعر بالدونٌة" كما قال أحد األعضاء" .فقد ٌكشر أحد
الؽرباء فً وجهً ,واقضً ٌوما سٌبا .الخدمة جعلتنً أشعر بقٌمتً".
127
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
الخدمة .كما أنها تتٌح لنا التعرؾ على أفكار جدٌدة ,وطرق جدٌدة للعمل .قد ٌكون هناك فابدة فً إعادة
إٌجاد آلٌات العمل وكتابتها حتى وإن كان قد تم وضعها من قبل وقد نعتقد أن ذلك ؼٌر فعال وٌبطا
عجلة مسٌرتنا .إننا نتعلم من خبلل التجربة العملٌة و من خبلل تلك التجارب قد نجد طرق جدٌدة و
أفضل.
كل شًء ٌتؽٌر وهذا ٌحمل أخبارا سارة وأخرى ؼٌر سارة .إن النمو عبر التؽٌرات ال ٌعنً بالضرورة
الموافقة علٌها .ولكن المرونة هً مفتاح التعافً السعٌد .نحاول أن ٌكون لدٌنا إٌمان على المدى البعٌد.
قد ٌكون النمو والتطور مصاحبا لؤللم ,ولكنه لٌس بالضرورة أن نتعرض نحن لؤللم حتى نستطٌع أن
نتعرؾ علٌه .لٌس لدٌنا الكرة البلورٌة للتنبإ بالمستقبل .إن النتابج ؼٌر المرٌحة هً عبارة عن مرحلة
فً طرٌق تطورنا ,ولكنها لٌست نهاٌة الحكاٌة .إنها حقٌقة موجودة فً تعافٌنا الشخصً ,وحقٌقة فً
زمالتنا أٌضا .نحن ننمو ونتؽٌر ,وتنمو احتٌاجاتنا وتتؽٌر أٌضا .إذا كنا قد ساهمنا فً نشوء زمالة
المدمنٌن المجهولٌن فً مكان معٌن ,فقد ٌصبح األمر ؼٌر مرٌحا عندما تتحول هذه المجموعة الصؽٌرة
إلى مجتمع كبٌر للزمالة .وإذا ما شاركنا فً خدمة معٌنة لفترة طوٌلة ,فقد ٌكون من الصعب السماح
لآلخرٌن بالدخول وقبول فكرة وجود أكثر من طرٌقة إلنجاز العمل .كذلك عندما تظهر عٌوب
شخصٌاتنا كما كان الوضع من قبل ,فإننا ال نستطٌع التواصل والتفاهم بنفس الطرٌقة وقد ٌكون من
الصعب طلب المساعدة ألننا نعتقد "أنهم ٌقدمون الخدمة بالطرٌقة الخاطبة" و هنا من الصعب حمل
الرسالة ألن شعورنا باإلحباط ٌبدو واضحا.
إن حقٌقة اختبلؾ زمالة المدمنٌن المجهولٌن عما كانت علٌه هو دلٌل لنجاحنا ونجاح نمونا .ولكن
الفرص لٌست مختلفة .فاألساسٌات ال تتؽٌر .كما أن الرسالة التً نحملها ال تتؽٌر .إن األشٌاء التً ٌجب
أن نقوم بها للتوقؾ عن التعاطً وفقدان الرؼبة فً تعاطٌها وإٌجاد طرق جدٌدة للعبش ال تتؽٌر أٌضا.
ألننا نشعر باألمان فً ؼرؾ اجتماعاتنا المعتادة ,وقد تعودنا على المكان فإننا ال نرؼب فً تؽٌٌر أي
شًء .ولكن عندما نعتقد أن ما هو أفضل ؼٌر ضروري وال داعً له فإنه من الصعب أال نؤخذ األمر
بشكل شخصً .قد نجد المكان المناسب عندما ٌعاد ترتٌب المقاعد فً مجموعتنا المحلٌة .إن تعلم العمل
مع أشخاص جدد ,وتجربة طرق جدٌدة إلنجاز األعمال قد ٌكون متعبا وصعبا .إننا نتٌح لبعضنا البعض
اإلحساس بؤن لدٌنا مكانا فً الخدمة وفً الزمالة وذلك عندما نجعلها منفتحة ومرحبة .إن مجرد قول
"من فضلك" و" شكرا " قد ٌحدث فارق كبٌر فً حٌاة الناس.
إذا ما التزمنا بمبادئ التعافً ,فؤننا نلتزم ببقاء زمالتنا ونساعدها على النمو .كل واحد ٌنفذ ذلك بطرٌقته
الخاصة .قد نحب ونسعى إلى تطوٌر مجموعتنا المحلٌة .قد نبدأ اجتماعا إضافٌا .البعض منا ٌقدم أداء
استثنابٌا فً العمل مع األعضاء الجدد .البعض اآلخر ٌإدي عمبل رابع ٍا فً االتصاالت .قد نستمتع
بإعداد المناسبات ,أو إعداد المواقع اإللكترونٌة الجمٌلة .عندما تكون الخدمة فً قلوبنا ,فإننا نجد الطرق
لكً نكون مفٌدٌن كما نحن .إن الخدمة التً نإدٌها قد ال تتضمن "التصوٌت " ألي شًء .عندما نقدر
خبرة بعضنا البعض ونعمل على تعزٌز روح المرح والبهجة فً الخدمة ,نجد أن هناك مكان ٌتسع لنا
جمٌعا .وكما تساعدنا الخدمة فً تحقٌق النمو ,فإننا نحتاج إلى مشاركة الجمٌع فً ضمان حمل الرسالة
على نطاق واسع.
عندما نثق فً التقلٌد الثانً ,فإننا نتٌح ألنفسنا ولآلخرٌن ارتكاب األخطاء .فً بعض األحٌان تساعد
األخطاء التً نرتكبها فً الخدمة كما فً حٌاتنا على دفعنا إلى المرحلة التالٌة التً نحتاج إلى التوجه
128
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
إلٌها .إن الثقة فً التقلٌد الثانً ٌمنحنا األمل .فنحن ندرك أن زمام األمور بٌد هللا المحب ,وأن العملٌة
سوؾ تستمر بؽض النظر عن ما سٌحدث .إن رأٌنا قد ٌتداخل مع الرسالة .لٌس من المهم أن نكون
أفضل شخص فً الؽرفة حتى نكون أفضل شخص فً أداء الخدمة .إن جزء من جعل الخدمة جذابة هو
إٌجاد مكان لؤلشخاص الراؼبٌن فٌها.
من الضروري فً أي عمل نقوم به لرد الجمٌل هو أن نكون قادرٌن على لمشاركة مع اآلخرٌن وأن
نتعاون ,وهذي مهارات ال ٌجلبها معهم معظم الحاضرٌن فً الؽرفة .فالخدمة تعلمنا التواصل ,وقد تكون
واحدة من أكبر الدروس إحباطا فً حٌاتنا .وبعد مرات ومرات نجد أنفسنا فً الوضع الذي نعتقد أننا من
خبلله نعرض معلومات جٌدة وأن اآلخرٌن ال ٌفهمونها أو ال ٌتذكرون أنهم قد حصلوا علٌها.
إن التواصل أكثر من مجرد نقل معلومة .ال ٌمكن فصل الطرٌقة التً نتواصل بها عن ما نرؼب فً
توصٌله .إن إلقاء نظرة على الفارق بٌن ما نقوله ,وما ٌسمع ,وكٌؾ ٌستجٌب الناس لنا ٌمكن أن ٌكون
البداٌة لتؽٌر حقٌقً فً جمٌع عبلقاتنا .فً الخدمة أو فً حٌاتنا نحن نقدم المعلومات إلى الناس بطرق
مختلفة .عندما نقدم تلك المعلومات لهم بطرٌقة اإللقاء فإنهم سٌشعرون بالؽضب .وكثٌرا ما نقدم
المعلومة ونتوقع أن ٌدرك الناس سبب اهمٌتها .هناك حٌاة وراء تلك المعلومات ,لذا هناك سبب ألهمٌة
الطرٌقة التً نقدم بها تلك المعلومات ,واألمر ٌعود إلٌنا فً طرٌقة عرضها لآلخرٌن .عندما نقدم
معلومات بدون إلهام ٌتوقؾ الناس عن االستماع .والنتٌجة أننا نقطع أنفسنا عن الحدٌث المهم الذي
نحتاجه جمٌعا.
التقلٌد الثانً ٌعلمنا بؤن إرادة هللا المحب ٌعبر عنها من خبلل ضمٌر مجموعتنا .كل واحد منا مسإول
عن ضمان وصول المعلومات التً نحتاجها إلٌنا جمٌعا ,وعن القدرة على مشاركتها بحرٌة بحٌث تتاح
الفرصة إلظهار الجانب الذكً منا .عندما ننظر إلى بعضنا البعض باحترام ,فإننا نفتح الباب أمام نوع
مختلؾ من التواصل .عندما نطبق الجذب فً خدمتنا ,فإننا نعمل لنتؤكد من أنها تتسم باالنفتاح والترحٌب
والشمولٌة بقدر اإلمكان .عندما تؤتً المصلحة المشتركة أوال فإنها ستبدو دابما بارزة .
قد ٌكون لكل منا أفكاره الخاصة عن القضاٌا المختلفة ,وكٌفٌة إدارتها ,ولكن مبادبنا تذكرنا بؤن أفكارنا
لٌست الوحٌدة المهمة .إن طرح البدابل على الطاولة حتى لو كنا ال نتفق معها قد ٌساعدنا على توسٌع
نطاق الخٌارات للمجموعة .وعادة ما تظهر أفضل طرٌقة خبلل محاولة الحصول على اإلجماع ,لذا فإن
األمر متروك لنا لمنح أكبر قدر من المعلومات إلى المجموعة .إن الخضوع لضمٌر المجموعة فً
الوقت الذي نشعر فٌه بقوتنا ٌوفر لنا فرصة لتجربة الثقة .عندما نإمن بؤن كل شخص ؼٌر متفق معنا
ٌتصرؾ بناء على حسن نٌة ,فإننا قد نكون مستعدٌن إلفبلت قضبة تحكمنا .عندما نتؽلب على رؼباتنا
ونتقبل المجموعة ,فإن عبلقتنا بزمبلبنا أو المجموعة أو لجنة الخدمات لن تكون مشروطة بالعمل
بطرٌقتنا الخاصة .
إٌجاد الطرٌقة المحبة لعرض االختبلفات فً وجهات النظر أو الخبرة فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن
تمنحنا األدوات التً نتواصل بها بطرق مختلفة فً باقً حٌاتنا .نتعلم خبلل العملٌة بؤن التواصل مع
بعضنا هو لب التسامح .قد نقضً سنوات فً الشعور باالستٌاء والؽضب على موقؾ كان من الممكن
حله بحوار بسٌط .إن مواجهة المواقؾ ؼٌر المرٌحة واتخاذ إجراء ملًء بالحب هو دلٌل على النضج
واإلحساس بالنعمة .إن النضج العاطفً هو المكافؤة التً حصلنا علٌها من تسرٌح الؽضب واالستٌاء.
129
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
ال ٌجب علٌنا اختٌار الجٌل التالً من زمالة المدمنٌن المجهولٌن .ألننا سنعجب من الذي سٌحافظ على
تعافٌه ومن ال ٌستطٌع .إننا مررنا بتجارب كثٌرة فً دفن أحد األعضاء الذي كان ٌبدو "األكثر نجاحا"
أو االحتفال بذكرى تعافً أكثر األعضاء جنونا فً الؽرفة .ومع استمرارنا مع زمالة المدمنٌن
المجهولٌن نمٌل إلى التفكٌر بؤن األعضاء الجدد ال ٌملكون األساس أو الخبرة التً نملكها .إنها مسإولٌتنا
أن نشاركهم ما حصلنا علٌه ,وأن نتؤكد من أن زمالة المدمنٌن المجهولٌن سوؾ تواصل نموها .قال أحد
األعضاء من ذوي الخبرة "سوؾ ٌحملون خبراتهم إلى هذا البرنامج إلنقاذ حٌاتً ,لذا من األفضل أن
أضمن حصولهم على ما ٌحتاجونه إلنقاذ حٌاتً".
إن حقٌقة بقاء الزمالة حٌة هو دلٌل على أن هذا البرنامج ٌإتً ثماره ,وأنه مازال ٌعمل .إن مهمتنا هً
الثقة فً هذا الدلٌل أكثر من خوفنا أو من االعتقاد فً كٌفٌة القٌام بذلك .إذا كنا نإدي مهمتنا بشكل
صحٌح ,فسوؾ ننمو إلى أكثر ما نعرؾ اآلن – سواء على المستوى الفردي أو المجموعة .عندما ٌكون
لدٌنا إٌمان فً أن خدمتنا سوؾ ترشدنا لبلستعانة بالقوة اإللهٌة المحبة ,فإننا قد نتجاهل العقبات ونسمح
للعملٌة باالستمرارٌ .ؤتً النجاح عندما نعمل معا باتجاه إٌجاد الحلول .هناك بعض األوقات التً ٌتم فٌها
ارتكاب األخطاء ببساطة ,نقول ما لدٌنا ونبتعد عن الطرٌق .نجد الطرق التً تجعلنا مستمرٌن ومنتجٌن
وممتنٌن الخدمة .قد ٌكون مفٌدا أن نؤخذ بعض الراحة من نوع الخدمة التً تنطوي على لجان وقرارات
ونعود للخطوط األمامٌة فً ؼرؾ االجتماعات والخدمة بخطوط المساعدة الهاتفٌة مثبل ,تذكر أن مد ٌد
العون إلى مدمن بحاجة إلى مساعدة هو أهم ما نقدمه .عندما ننقل تركٌزنا إلى لؤلبواب األمامٌة فإن
شعورنا باالستٌاء والمشاحنات سٌتبلشى .عندما نحمل الرسالة فإنها تصل إلٌنا ,إن الرسالة هً الحرٌة,
والروابط التً تجمعنا معا هً الحب.
الحب
إن روح الحب التً نعبر عنها فً زمالة المدمنٌن المجهولٌن هً أقوى ما نملكهٌ .صؾ النص األساسً
هذا الحب على أنه "تدفق الحٌاة من شخص آلخر" ونرى ذلك ٌتحول إلى أفعال عندما نراقب أحد
المدمنٌن ٌعود إلى الحٌاة من ؼرؾ االجتماعات .العناق الذي نعطٌه ٌعتبر الجزء الدقٌق الخاص التً
نمنحها هً جزء أساسً فً طرٌقتنا وفً خبراتنا .زمالة المدمنٌن المجهولٌن هً عبارة عن حب
.عندما نمارس الخطوة الثانٌة عشرة بقدر استطاعتنا ,فإن الحب ٌصبح محور كل ما نفعله ,فبل ٌوجد
عبلج أقوى منه للٌؤس وتدمٌر الذات .إن الشفقة التً نشعر بها تجاه العضو الجدٌد هو أمر نتعلمه و ننقله
إلى عاببلتنا وإلى من حولنا وأخٌرا إلى أنفسنا .البعض ٌقول أن الخطوة الثانٌة عشرة تدور حول
الوصول إلى أي شخص ٌعانً .بالتؤكٌد ال نستطٌع أن ننظر بعٌدا كما استطعنا من قبل .فً بعض
األحٌان ٌكون من السهل علٌنا تقدٌم التعاطؾ والشفقة إلى األعضاء الجدد أكثر من األعضاء القدامى
الذٌن ٌعانون.
إن ممارسة الوحدة هً تعبٌر عن الحب .فنحن نتؽلب على أحكامنا ونتد معا مهما كان األمر .فً
البرنامج نتعلم التسامح والمصالحة .ال نؽفر دابما قبل أن نبدأ فً العمل معا مرة أخرى ولكننا نلتزم بؤن
ٌسود السبلم ألننا ال نستطٌع تجنب بعضنا بسهولة .إن التسامح هو تصرؾ وقرار .نحن نحتاج إلى كثٌر
من التسامح كما ٌجب أن نقدمه أٌضا .إن التسامح هو مكافؤة فً حد ذاتها .نبدأ فً إٌجاد السبلم داخل
أنفسنا .عندما نتحرر من الشعور بالذنب والخجل واالستٌاء فإن وأفكارنا تهدأ.
130
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
البعض منا ٌصارع لكً نمنح أنفسنا الفرصة للسعادة .قد نعتقد أننا ال نستحقها أو نخاؾ من أننا سوؾ
نتوقؾ عن العمل على أنفسنا .البعض منا ظل ؼٌر سعٌد لفترة طوٌلة ,بحٌث ٌشعر بعدم الراحة فً
تسرٌح الشعور بالمرارة .عندما نعامل السعادة على أنها مبدأ روحانً ,فإننا قد نرى عبلقتها بالتواضع.
إن قدرتنا على التمتع بحٌاتنا تتعلق مدى قرٌتنا فً التخلص من التمركز حول النفس .إذا كنا نفكر فً
السعادة كؤحد القٌم الروحانٌة سنستطٌع أن نراها على أنها هبة وهدؾ فً نفس الوقت .نعمل على
تسرٌح كل األشٌاء التً تقؾ فً طرٌق السعادة ونترك باقً األمر هلل .التواضع والتعاطؾ عنصران
أساسٌان فً الحٌاة الروحانٌة المثمرة .عندما نجد الفرحة العمٌقة التً تؤتً إلٌنا من خبلل ممارستنا
للتعاطؾ نجد أن السعادة أصبحت متاحة أكثر أمامنا" .لقد كان علً أن اتخذ قراري بالسعادة ",كما قال
أحد األعضاء" .ولكن اتخاذ هذا القرار بطرٌقة تإتً ثماره ٌعنً إٌجاد األساس لكً تستقر علٌه
السعادة".
إن السٌر بٌن التحدٌات ٌساعدنا على إٌجاد التعاطؾ ألنفسنا ولآلخرٌن .كلما طورنا من قدرتنا على
الشعور والتعبٌر عن التعاطؾ ,فإننا نزداد إدراكا بؤن نفس الروح تتدفق إلٌنا جمٌعا ,وأن لٌس هناك أحد
أكثر أو أقل أهمٌة من اآلخر .فكلنا مرضى ونعانً أحٌانا ,لٌس من المهم الفترة التً بقٌنا فٌها ممتنعٌن.
فكلنا نجلب األمل واإلجابات فً بعض األحٌان ,حتى لو كنا ال نشعر بذلك .قضاء ٌوما ممتنعا هو بمثابة
معجزة ,سواء تبعه ٌوم آخر أم ال .عندما نرى أحد األعضاء بمرحلة تقدم هابلة بعد ٠١أو ٠١سنة أو
أكثر من االمتناع عن التعاطً ,ندرك حقٌقة أن التعافً عملٌة ال تتوقؾ.
إن الحب هو قول وفعل ,إن التعبٌر عن الحب ٌؤخذ أشكاال كثٌرة .فً بعض األحٌان قد ٌكون العناق
بدؾء ,وفً بعض األحٌان إخبار شخص بالحقٌقة المرة .ولكن عندما ٌكون التصرؾ نابعا من الحب مع
نٌة الحب فإن ذلك ٌبدو واضحا .إنه أمر مهم للؽاٌة .نحن نشعر به وٌشعر به من هم حولنا .إنه ٌنقلنا
إلى السعادة بما تحمله الكلمة من منعى .عندما نثق بقدرتنا على الحب وعلى تلقً الحب بدون أن ٌجرحنا
أحد ,فإننا نستطٌع أن االستفادة من عبلقاتنا مع اآلخرٌن ومع العالم من حولنا.
إن البقاء ممتنعٌن لفترة طوٌلة ال ٌعنً فقط أن التعافً قد حدث ,ولكنه ٌعنً أٌضا أن الحٌاة قد استمرت.
نحن ننمو ونكبر فً السن ,ونعول عاببلت ,ونؽٌر وظابؾ ,ونتجول فً العالم ألننا أحٌاء ومتعافٌن.
ندرك بؤن السعادة هً ما بداخل أنفسنا وتجربة روحانٌة تستطٌع أن تقوى مع التعافً .نجد أنه بؽض
النظر عن ما ٌحدث فً خارجا فإن الفرح مازال حٌا داخلنا .قال أحد األعضاء مشاركا تجربته" :لقد
احتضنت مشاعري ووجدت الراحة فٌها ألننً أدرك إنها تمثل جزء من إعادة الحٌاة .إننً أحٌا .وبالرؼم
من الشعور بؤن ذلك قد ال ٌستمر ,إال إننً كنت مإمنا بؤن ذلك لٌس النهاٌة .لقد كنت أدرك أن ال شًء
ٌهم فً العالم أكثر من الحب .لقد أهدرت وقتا طوٌبل فً عدم اإلحساس بالحب".
الحب هو شكل من أشكال الذكاء .إنه من األمور البدٌهٌة التً تصل بنا إلى الكلمات الصحٌحة عندما
ٌنقطع الكبلم ,والتً تخبرنا متى نتقدم لؤلمام ومتى نرجع للخلؾ .نشعر بالحب عندما ننطق بالحقٌقة.
عندما نكون تحت تصرؾ إرادة القوة اإللهٌة فإننا نحمل الرسالة ,وتصل الرسالة التً نحتاجها إلٌنا.
عندما نتخلص من العٌوب التً تسد طرٌقنا ,نفسح المجال للحب المحٌط بنا .ونستفٌد من الحب األكبر
منا ,ونكتشؾ أننا قادرٌن على القٌام بؤشٌاء لم نكن نعتقد أنها ممكنة من قبل .وٌبدأ اإلشراق والتؤلق فً
التدفق من خبللنا.
131
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
هناك مقولة شهٌرة فً فترة التعافً بؤنه كلما تقدمنا فً الطرٌق كلما ضاق علٌنا .هذا صحٌح نوعا ما.
إن رؼبتنا فً ارتكاب نفس األخطاء السابقة تقل ,وفً أؼلب األوقات نتصرؾ لٌس بناء على أحاسٌسنا.
ولكن هذه لٌست نهاٌة القصة .إنها مثل المرور عبر نفق :فالطرٌق ٌبدأ فً الضٌق وٌصبح أكثر صعوبة
كلما اعتدنا على ممارسة طرٌقتنا الجدٌدة فً الحٌاة وبعدها وبدون أي إنذار أو تحذٌر ٌنفتح الطرٌق
ونصبح أحرارا ولم ٌعد الطرٌق ضٌقا ,فً بعض األحٌان ٌبدو كؤنه ال ٌوجد أمامنا مخرج على
اإلطبلق .نحن نسٌر حسب إٌقاعنا ,لنجد الخطوات واالتجاهات التً تناسبنا .إنها رحلة للداخل ولكنها ال
تتوقؾ .نواصل التعلم والنمو ,ونبحث عن طرق الحٌاة ونستفٌد من خبراتنا فً مساعدة اآلخرٌن .لٌس
من المهم الفترة التً قضٌناها متعافٌن ,فمازال هناك المزٌد الذي نتعلمه والمزٌد لكً نشاركه مع
اآلخرٌن .إن خطوتنا األولى قد وضعتنا على الطرٌق إلى الوعً والتواصل والسكٌنة .لقد حصلنا على
إمدادات ال نهاٌة لها من المبادئ التً ترشدنا خبلل رحلتنا فً الحٌاة.
فً الخطوة الثالثة ,نتخذ قرارا بتحوٌل إرادتنا إلى قوة أعظم منا ,وفً الخطوة الحادٌة عشرة نعود إلى
أنفسنا .إن الٌؤس الذي شعرنا به فً األٌام الصعبة كان بداٌة إلى عاطفة قوٌة من االهتمام والرعاٌة
والمشاركة والعطاء والنمو .فنحن الذٌن فقدنا األمل فً ٌوم ما وفقدنا قدرتنا حتى على الحفاظ على
حٌاتنا ,أصبحنا اآلن قادرٌن على التصرؾ فً حٌاتنا وفً خدمتنا لآلخرٌن ,وقد انبهرنا بالنتابج .نحن
نعٌش بكرامة وترابط ونعمة وندرك أننا نستطٌع أن نكون أفضل دابما.
وكلما حققنا المزٌد من التقدم فً أنفسنا وفً زمبلبنا ,زاد ٌقٌننا بؤن األمر ممكن .إن ما بدا لنا فً البداٌة
كمخرج لنا أصبح اآلن ٌقدم لنا طرٌقا للدخول نحو حٌاة لم نكن نتخٌلها ,إلى السعادة واألمل و إلى النمو
الذي ال ٌتوقؾ .نواصل التحسن إلى األفضل و نواصل اكتشاؾ طرق جدٌدة للحٌاة و حرٌات جدٌدة و
مسارات جدٌدة ٌجب اكتشافها .نسٌر معا ككٌان واحد فً الزمالة ,ونمهد الطرٌق كلما تقدمنا لكل أولبك
الذٌن سٌتبعوننا .بؽض النظر عن ما حققناه أو ما مدى إدراكنا بما ٌنبؽً علٌنا تحقٌقه فإننا إذا عشنا
ممتنعٌن فإن الرحلة ستستمر .
132
الرحلة تستمر العيش ممتنعا
تنويه:
133