You are on page 1of 36

‫أﺣﻛﺎم زوﺟﺔ اﻟﻣﻔﻘود‬

‫إﻋداد‬

‫د ‪ /‬إﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﻣﻬدي اﻷطروﻧﻲ‬

‫اﻟﻣدرس ﺑﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ‬

‫ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‬

‫واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎت ﺑﺎﻟزﻗﺎزﯾق‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٦٨ -‬‬
‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫إن اﻟﺣﻣــد ﷲ ﻧﺣﻣــدﻩ وﻧــﺳﺗﻌﯾﻧﻪ وﻧــﺳﺗﻬدﯾﻪ وﻧــﺻﻠﻲ وﻧــﺳﻠم ﻋﻠــﻰ ﺳــﯾدﻧﺎ‬
‫ﻣﺣﻣــد اﻟﻬــﺎدي اﻟﺑــﺷﯾر ﻣــن أرﺳــﻠﻪ اﷲ رﺣﻣــﺔ ﻟﻠﻌــﺎﻟﻣﯾن وﻋﻠــﻰ آﻟــﻪ وﺻــﺣﺑﻪ‬
‫وآل ﺑﯾﺗﻪ أﺟﻣﻌﯾن ﺛم أﻣﺎ ﺑﻌد ‪:‬‬
‫ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻟﻣ ــﺎ ﻛﺛ ــر اﻟﻬ ــرج واﻟﻣ ــرج وﻛﺛ ــرت اﻟﻔ ــﺗن واﻟﺣـ ـوادث ﻓ ــﻲ زﻣﻧﻧ ــﺎ ﻫ ــذا‬
‫وﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻓﻘــدان ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣــﺳﻠﻣﯾن ‪ ،‬ﺑــل ﻟﻣــﺎ ﺻــﻌﺑت ظــروف‬
‫اﻟﻣﻌﯾــﺷﺔ ﻋﻠــﻰ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻧــﺎس ﺣﺗــﻰ أﺻــﺑﺢ اﻟﻛﺛﯾــر ﻣﻣــن ﯾﻌوﻟــون اﻷﺳ ـرة‬
‫ﯾﺧرﺟون ﺳﻌﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرزق وﻟﻛن ﻗد ﻻ ﯾﻌودون ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك أﯾـﺿﺎ اﻧﺗـﺷرت‬
‫وﺗﯾــﺳرت وﺳــﺎﺋل اﻻﺗــﺻﺎل ﺑــﯾن اﻟــدول اﻟﻣﺗﻌــددة ﺣﺗــﻰ أﺻــﺑﺢ اﻟﻌــﺎﻟم ﻛﻘرﯾــﺔ‬
‫ﺻــﻐﯾرة ﻣــن اﻟــﺳﻬل واﻟﻣﯾــﺳر ﻓﯾﻬــﺎ اﻟﺗواﺻــل ﺑــﯾن أﻓ ـراد اﻟﻌــﺎﻟم أﺟﻣــﻊ ﺑطــرق‬
‫ﺑﺳﯾطﺔ وﻓﻲ أوﻗﺎت ﻗﺻﯾرة وﺗﻛﻠﻔﺔ ﯾﺳﯾرة ‪.‬‬
‫ﻟــذا ﻛــﺎن ﻣــن اﻟواﺟــب ﻋﻠﯾﻧــﺎ أن ﻧﻘــف ﻋﻠــﻰ ﺣــﺎل اﻟــﺷﺧص اﻟﻣﻔﻘــود ﻓــﻲ‬
‫ﺣﺎدﺛﺔ ﻣن اﻟﺣوادث أو ﻓـﻲ ﻏﯾـر ﺣﺎدﺛـﺔ وﻫـل اﻷﺷـﺧﺎص اﻟﻣﻔﻘـودون ﻫـؤﻻء‬
‫ﯾﺗﺳﺎوون ﻓﻲ ﻧظرة اﻟﺷرع وﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ ﻋﻠﯾﻬم أم أن ﻫﻧـﺎك اﺧـﺗﻼف ﺑـﯾن ﻛـل‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺣــﺳب ﺣــﺎل وظــروف اﻟﻔﻘــد ؟ وﻫــل زوﺟﺗــﻪ ﺗﺑﻘــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺻﻣﺗﻪ ﻓــﻼ‬
‫ﺗﺣ ــل ﻟﻐﯾـ ـرﻩ ﻣ ــن اﻷزواج أم ﻻ ؟ وﻫ ــل أﻣواﻟ ــﻪ ﯾﻧﻔ ــق ﻣﻧﻬ ــﺎ أم ﻻ ؟ ﺑ ــل ﻫ ــل‬
‫ﺗوزع أﻣواﻟﻪ ﻛﻣﯾراث ﻟﻣن ﯾﺧﻠﻔوﻩ أم ﻻ ؟‬
‫وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻫل ﻧﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻔﻘود ﺑﺎﻟﻣوت أم ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة؟‬
‫ﺧﻼﻓــﺎت ﺑــﯾن اﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻟﻛــل ﻣــﻧﻬم دﻟﯾﻠــﻪ وﻣــﺎ اﺳــﺗﻧﺑطﻪ ﻣــن اﻷدﻟــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﯾﻌﺿدون ﺑﻬﺎ آراءﻫم ‪ ،‬ﻧﻌرض ﻫذﻩ اﻟرؤى واﻷدﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﺣـث ﻣﯾـﺳر ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻘﺎرئ ‪ ،‬أدﻋو اﷲ أن ﯾوﻓﻘﻧﻲ ﻓﯾـﻪ ﺑﻌرﺿـﻪ ﺑﺄﺳـﻠوب ﯾﻔﻘﻬـﻪ اﻟﺟﻣﯾـﻊ ‪ ،‬وأن‬
‫ﯾﻠﻬﻣﻧـﻲ ﻓﯾــﻪ ﺳـﺑﯾل اﻟرﺷــد ‪ ،‬وأن ﯾﺟﻌــل اﺧﺗﯾـﺎري وﺗرﺟﯾﺣــﻲ ﻓﯾـﻪ ﻟﻣــﺎ ﯾﺣﺑــﻪ‬
‫اﷲ ﻋز وﺟل وﯾرﺿﺎﻩ ‪ ،‬وأن ﯾﺟﻧﺑﻧﻲ ﻓﯾﻪ اﺗﺑـﺎع اﻟﻬـوى واﻹﻋﺟـﺎب ﺑـﺎﻟرأي‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٦٩ -‬‬
‫ﺑــﻼ دﻟﯾــل وﻻ ﺳــﻧد ﻓﻬــو اﻟﻬــﺎدي إﻟــﻰ ﺳــﺑﯾل اﻟرﺷــﺎد ‪ ،‬وﻻ وﻟــﻲ ﻟﻧــﺎ وﻻ ﺳــﻧد‬
‫إﻻ ﻫو وﻛﻔﻰ ﻫﺎدﯾﺎ ووﻛﯾﻼ ‪.‬‬
‫ﻫــذا وﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻣــن ﺗوﻓﯾــق ﻓﻣــن رﺑــﻲ ﻋــز وﺟــل ﻓﻬــو اﻟﻣــدﺑر ﻟﻸﻣــر‬
‫اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻛل ﻫم ‪ ،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن ﻧﻘص وﺗﻘﺻﯾر ﻓﻣﻧﻲ وﻣن اﻟﺷﯾطﺎن ﻓﻬو‬
‫اﻟذي أﻗﺳم ﻟﯾﻘﻌـدن ﻟﻧـﺎ ﺻـراط اﷲ اﻟﻣـﺳﺗﻘﯾم وﻟﯾﺄﺗﯾﻧـﺎ ﻣـن ﺑـﯾن أﯾـدﯾﻧﺎ وﻣـن‬
‫ﺧﻠﻔﻧـﺎ وﻋــن أﯾﻣﺎﻧﻧـﺎ وﻋــن ﺷـﻣﺎﺋﻠﻧﺎ ‪ ،‬ﻛﻔﺎﻧــﺎ اﷲ ﺷـر ﻛــل ﺷـﯾطﺎن ﻣــن إﻧــس‬
‫أو ﺟن وﺟﻌﻠﻧﺎ ﻣن ﻋﺑﺎدﻩ اﻟﻣﺧﻠﺻﯾن ﻓﻼ ﯾﻛون ﻟﻠﺷﯾطﺎن ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺳﺑﯾﻼ ‪.‬‬
‫وﺻﻠﻲ اﻟﻠﻬم وﺳﻠم وﺑـﺎرك ﻋﻠـﻰ ﺳـﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣـد وﻋﻠـﻰ آﻟـﻪ وﺻـﺣﺑﻪ وﺳـﻠم‬
‫ﺗﺳﻠﯾﻣﺎ ﻛﺛﯾ ار واﻟﺣﻣد ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‬
‫ﻓﻲ‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٠ -‬‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻔﻘود وأﻗﺳﺎﻣﻪ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻔﻘود‬

‫اﻟﻣﻔﻘود ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪ :‬ﻓﻘد اﻟﺷﻲء ﯾﻔﻘدﻩ ﻓﻘدا وﻓﻘودا ‪ ،‬ﻓﻬـو ﻣﻔﻘـود ‪ ،‬وﻓﻘﯾـد‬
‫ﻋدﻣﻪ؛ واﻟﻔﺎﻗد ﻣن اﻟﻧـﺳﺎء ‪ :‬اﻟﺗـﻲ ﯾﻣـوت زوﺟﻬـﺎ أو وﻟـدﻫﺎ أو ﺣﻣﯾﻣﻬـﺎ ‪.‬‬‫ِ‬
‫‪َ َ :‬‬
‫أَﺑو ُﻋﺑﯾد ‪ :‬اﻣ أرَة ِ ٌ ِ‬
‫وﻫﻲ اﻟﺛﻛول )‪.(١‬‬
‫ﻓﺎﻗد َ َ‬
‫وﻓﻘد اﻟﺷﻲء ﻓﻘدا وﻓﻘداﻧﺎ ‪ :‬ﺿﺎع ﻣﻧﻪ‬
‫‪(٢).‬‬
‫واﻟﻔﻘﯾد ‪ :‬اﻟﻣﻔﻘود‬
‫واﻟﻣﻔﻘود ﻓﻲ اﻟﺷرع ﻫو ‪ :‬ﻏﺎﺋب ﻟم ﯾدر أﺣﻲ ﻫو ﻓﯾﺗوﻗﻊ ﻗدوﻣﻪ أم ﻣﯾت‬
‫أودع اﻟﻠﺣد )‪.(٣‬‬
‫اﺟﺗﻣﻌ ــت ﻛﻠﻣ ــﺔ اﻟﻔﻘﻬ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ أن اﻟﻣﻔﻘ ــود ﻫ ــو اﻟﻐﺎﺋ ــب اﻟ ــذي ﻻ ﯾ ــدرى‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻻ ﻣوﺗﻪ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫أﻗﺳﺎم اﻟﻣﻔﻘود‬

‫)‪(١‬‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ج ‪ ٣‬ص ‪ ٣٣٧‬ﻣﺎدة ‪ :‬ﻓﻘد‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺟﯾز ص ‪٤٧٧‬ﻣﺎدة ‪ :‬ﻓﻘد طﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑوزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻻﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ج ‪ ٤‬ص ‪ ٢٩٢‬ط دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ط اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﻻﺑـن اﻟﻬﻣـﺎم ج ‪ ٦‬ص ‪ ١٤١‬ط دار اﻟﻔﻛـر & ﻣـﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾـل ج ‪ ٤‬ص‬
‫‪ ٣١٧‬ط دار اﻟﻔﻛــر ﺑﯾــروت & اﻟﺣــﺎوي ﻟﻠﻣــﺎوردي ج ‪ ٨‬ص ‪ ٢٤٩‬ط دار اﻟﻔﻛــر‬
‫ﺑﯾــروت & اﻟــﺷرح اﻟﻣﻣﺗــﻊ ﻋﻠــﻰ زاد اﻟﻣــﺳﺗﻘﻧﻊ ج ‪ ١١‬ص ‪ ٢٩٩‬ط اﻷوﻟــﻰ دار‬
‫اﺑن اﻟﺟوزي‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧١ -‬‬
‫إذا ﻧظرﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﺗب اﻟﻔﻘﻪ ﻧﺟد أن ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗﺳم اﻟﻣﻔﻘـود إﻟـﻰ أﻧـواع‬
‫ﺑﺣــﺳب اﻷﺣـوال واﻟظــروف اﻟﺗــﻲ ﻓﻘــد ﻓﯾﻬــﺎ وﺑﺣــﺳب ﻣﻛــﺎن ﻓﻘــدﻩ ‪ ،‬واﻟــﺑﻌض‬
‫اﻵﺧر ﻟم ﯾﺳر ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺗﻘـﺳﯾم ﺑـل أﻋطـﻰ اﻟﻣﻔﻘـود ﺣﻛﻣـﺎ واﺣـدا ‪ ،‬وﻣﻣـن‬
‫ﻗﺳم اﻟﻣﻔﻘود اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﻗﺳﻣوﻩ‬
‫إﻟﻰ ‪:‬‬
‫‪ – ١‬اﻟﻣﻔﻘود ﻓﻲ ﺑﻼد اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرات ﻣﺛﻼ وﻻ ﯾﻌرف ﻣﻛﺎﻧﻪ ‪.‬‬
‫‪ – ٢‬اﻷﺳﯾر ﺗﻌرف ﺣﯾﺎﺗـﻪ وﻗﺗـﺎ ﺛـم ﯾﻧﻘطـﻊ ﺧﺑـرﻩ وﻻ ﯾﻌـرف ﻟـﻪ ﻣـوت وﻻ‬
‫ﺣﯾﺎة ‪ ،‬ﻓﻬذا ﻻ ﯾﻔرق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻣ أرﺗـﻪ ﺣﺗـﻰ ﯾﻌﻣـر وﯾﻧﻘـﺿﻲ ﺗﻌﻣﯾـرﻩ ﻓـﯾﺣﻛم‬
‫ﻟﻪ ﺣﯾﻧﺋذ ﺑﺣﻛم اﻟﻣوﺗﻰ ‪.‬‬
‫‪ – ٣‬اﻟﻣﻔﻘــود ﻓــﻲ أرض اﻟﻌــدو واﻟﻣﻌﺗــوك ﺑــﯾن اﻟــﺻﻔﯾن ‪ ،‬ﺣﻛﻣــﻪ ﺣﻛــم‬
‫اﻷﺳﯾر ﻻ ﺗﺗزوج اﻣرأﺗﻪ أﺑدا أو ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺳﻧﯾن ﻣﺎ ﯾﻌﻠم أﻧﻪ ﻗد ﻣـﺎت‬
‫ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾؤﻣن ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺳر ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻌدو ‪.‬‬
‫‪ – ٤‬اﻟﻣﻔﻘود ﻓﻲ ﻓﺗن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وأرﺿﻬم ﯾﻔﻘد ﻓـﻲ ﻣﻌﺗـرك اﻟﻔﺗﻧـﺔ وﯾﻧﻌـﻰ‬
‫إﻟﻰ زوﺟﺗﻪ ﻓﻬذا ﯾﺟﺗﻬد ﻓﯾﻪ اﻹﻣﺎم وﯾﺗﻠو ﻟﻪ أﻣ ار ﯾﺳﯾ ار ﻗدر ﻣﺎ ﯾﺗﺻرف ﻣن‬
‫ﻫرب أو اﻧﻬـزام ﯾﺟﺗﻬـد ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟﺣـﺎﻛم واﻹﻣـﺎم ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻐﻠـب ﻋﻠـﻰ ظﻧـﻪ ﻣﻣـﺎ‬
‫ﯾؤدﯾﻪ إﻟﯾﻪ اﻟﻔﺣص ﻋن‬
‫أﺧﺑﺎرﻩ )‪.(١‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﻓﻘﺳﻣوﻩ ﻟﻘﺳﻣﯾن ‪:‬‬


‫اﻷول ‪ :‬ﻣ ــن اﻧﻘط ــﻊ ﺧﺑ ـ ـرﻩ ﻟﻐﯾﺑ ــﺔ ظﺎﻫرﻫ ــﺎ اﻟـ ــﺳﻼﻣﺔ ﻛﺄﺳ ــر وﺳـ ــﯾﺎﺣﺔ ‪،‬‬
‫وطﻠب ﻋﻠم ‪ ،‬ﻓﻬذا ﯾﻧﺗظر ﺑﻪ ﺗﻣﺎم ﺗﺳﻌﯾن ﺳﻧﺔ ﻣﻧذ وﻟد ‪.‬‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻻﺑن ﻋﺑد اﻟﺑر ج ‪ ١‬ص ‪ ٢٦١ ، ٢٦٠‬ط دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٢ -‬‬
‫اﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣــن اﻧﻘطــﻊ ﺧﺑ ـرﻩ ﻟﻐﯾﺑــﺔ ظﺎﻫرﻫــﺎ اﻟﻬــﻼك ‪ ،‬ﻛﻣــن ﻏــرق ﻣرﻛﺑــﻪ‬
‫ﻓــﺳﻠم ﻗــوم دون ﻗــوم ‪ ،‬أو ﻓﻘــد ﻣــن ﺑــﯾن أﻫﻠــﻪ ﻛﻣــن ﯾﺧــرج إﻟــﻰ اﻟــﺻﻼة ﻓــﻼ‬
‫ﯾﻌود ‪ ،‬أو إﻟﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻓﻼ ﯾﻌود ‪ ،‬أو ﻓﻘد ﻓﻲ ﻣﻔﺎزة ﻣﻬﻠﻛﺔ )‪.(١‬‬
‫أﻣــﺎ إذا ﻧظرﻧــﺎ ﻟﻸﺣﻧــﺎف واﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻧﺟــدﻫم ﻟــم ﯾــﺳﯾروا ﻋﻠــﻰ ﻧﻬــﺞ ﺗﻘــﺳﯾم‬
‫اﻟﻣﻔﻘود ﺑل ﻛل ﻣن ﻏﺎب واﻧﻘطﻊ ﺧﺑرﻩ ﯾﻌد ﻣﻔﻘودا ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﻲ‬

‫)‪(١‬‬
‫ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ج ‪ ١٠‬ص ‪ ٤٦١‬ﻧﺷر وزارة اﻟﻌدل اﻟرﯾﺎض‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٣ -‬‬
‫اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻘود وزوﺟﺗﻪ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻘود وزوﺟﺗﻪ‬
‫اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻬل ﺣﯾﺎﺗﻪ أو ﻣوﺗﻪ ﻓﻣﻧﻬم ﻣن‬
‫ﻟم ﯾﺣل ﻟﻬﺎ اﻟزواج ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺢ ﻣوت زوﺟﻬﺎ ‪ ،‬وﻣـﻧﻬم ﻣـن أﺑـﺎح ﻟﻬـﺎ اﻟﺗـزوج‬
‫ﺑﻌد ﺗرﺑص ﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺳﻧراﻩ ‪- :‬‬
‫وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب اﺧﺗﻼﻓﻬم إﻟﻰ ‪- :‬‬
‫ﻣﻌﺎرﺿــﺔ اﺳﺗــﺻﺣﺎب اﻟﺣــﺎل ﻟﻠﻘﯾــﺎس ‪ ،‬وذﻟــك أن اﺳﺗــﺻﺣﺎب اﻟﺣــﺎل‬
‫ﯾوﺟــب أن ﻻ ﺗﻧﺣــل ﻋــﺻﻣﺔ إﻻ ﺑﻣــوت أو طــﻼق ﺣﺗــﻰ ﯾــدل اﻟــدﻟﯾل ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻏﯾ ــر ذﻟ ــك ‪ ،‬وأﻣ ــﺎ اﻟﻘﯾ ــﺎس ﻓﻬ ــو ﺗ ــﺷﺑﯾﻪ اﻟ ــﺿرر اﻟﻼﺣ ــق ﻟﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﻏﯾﺑﺗ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻹﯾﻼء واﻟﻌﻧﺔ ﻓﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﯾن )‪.(١‬‬
‫آراء اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣرأة وزوﺟﻬﺎ اﻟﻣﻔﻘود ﺑﺳﺑب اﻟﻔﻘد‪:‬‬
‫اﻟرأي اﻷول ‪ :‬ذﻫب اﻷﺣﻧﺎف واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدﯾد إﻟﻰ ‪:‬‬
‫أن اﻣ ـرأة اﻟﻣﻔﻘــود ﻻ ﺗﺑــﯾن ﻣﻧــﻪ ‪ ،‬ﻓــﻼ ﺗﺗــزوج ﻣــن آﺧــر ﻓﻬــﻲ اﻣ ـرأة‬
‫اﺑﺗﻠﯾت ﻓﻠﺗﺻﺑر ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﺑﯾن ﻣوت أو طﻼق )‪.(٢‬‬
‫وﻓــﻲ رواﯾــﺔ اﻟﺣــﺳن ﻋــن أﺑــﻲ ﺣﻧﯾﻔــﺔ أﻧــﻪ إذا ﺗــم ﻟــﻪ ﻣﺎﺋــﺔ وﻋــﺷرون ﺳــﻧﺔ‬
‫ﻣن ﯾوم وﻟد ﺣﻛم ﺑﻣوﺗﻪ ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣروي ﻋن أﺑﻲ ﯾوﺳف ﻣﺎﺋـﺔ ﺳـﻧﺔ ‪ ،‬وﻗـدرﻩ‬
‫ﺑﻌﺿﻬم ﺑﺗﺳﻌﯾن )‪.(٣‬‬

‫)‪(١‬‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ﻻﺑن رﺷد ج ‪ ٣‬ص ‪ ٧٥‬ط دار اﻟﺣدﯾث اﻟﻘﺎﻫرة‪.‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ج ‪ ١١‬ص ‪ & ٦٧‬اﻟﺣـﺎوي ﻟﻠﻣـﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪ ٧١٦‬ط‬
‫دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺑرﺗﻲ ج ‪ ٦‬ص ‪ ١٤٨‬ط دار اﻟﻔﻛر‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٤ -‬‬
‫اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم إﻟﻰ أن‬
‫اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود ﺗﺗرﺑص أرﺑﻊ ﺳﻧﯾن ﺛم ﺗﻌﺗد أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر وﻋﺷ ار ‪ ،‬ﻏﯾر أن‬
‫اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ﺧص ﻫذا ﺑﺎﻟﻐﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ظﺎﻫرﻫﺎ اﻟﻬﻼك ‪ ،‬ﺑﺧﻼف اﻟﻐﯾﺑـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻟــﯾس ظﺎﻫرﻫــﺎ اﻟﻬــﻼك ﻛﺎﻟــﺳﻔر ﻓــﻲ طﻠــب اﻟﻌﻠــم أو اﻟــﺳﯾﺎﺣﺔ أو اﻟﺗﺟــﺎرة ﻓــﻲ‬
‫)‪(١‬‬
‫طرﯾق ﻏﯾر ﻣﻬﻠك‬
‫ﻓﻬذا ﻓﯾﻪ رواﯾﺗﺎن ﻋﻧدﻫم ‪:‬‬
‫اﻷوﻟــﻰ ‪ :‬ﻻ ﺗﺗــزوج اﻣ أرﺗــﻪ ﺣﺗــﻰ ﯾﺗــﯾﻘن ﻣوﺗــﻪ أو ﯾﻣــﺿﻲ ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــدة ﻻ‬
‫ﯾﻌــﯾش ﻣﺛﻠﻬــﺎ ‪ ،‬ﻷن اﻷﺻــل ﺣﯾﺎﺗــﻪ واﻟﺗﻘــدﯾر ﻻ ﯾــﺻﺎر إﻟﯾــﻪ إﻻ ﺑﺗوﻗﯾــف وﻻ‬
‫ﺗوﻗﯾف ﻫﺎﻫﻧﺎ ﻓوﺟب اﻟﺗوﻗف ‪.‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ :‬أﻧﻪ ﯾﻧﺗظر ﺑﻪ ﺗﻣﺎم ﺗﺳﻌﯾن ﺳﻧﺔ ﻣن ﯾوم ﻓﻘد )‪.(٢‬‬
‫اﻷدﻟﺔ‬
‫أدﻟﺔ أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻷول ‪:‬‬
‫اﺳﺗدل أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻷول ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻫﺑوا إﻟﯾﻪ ﺑﺎﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻣــﺎ رواﻩ ﺳـوار ﺑــن ﻣــﺻﻌب ﻋــن ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﺷــرﺣﺑﯾل ﻋــن اﻟﻣﻐﯾـرة‬
‫ﺑن ﺷﻌﺑﺔ ‪ :‬ﻗﺎل رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ‪:‬‬

‫)‪(٣‬‬
‫) اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود اﻣرأﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺗﯾﻬﺎ اﻟﺧﺑر (‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻣﺑـــﺳوط ﻟﻠﺳرﺧـــﺳﻲ ج ‪ ١١‬ص ‪ & ٦٧‬اﻟﻣﻐﻧـــﻲ ﻻﺑـــن ﻗداﻣـــﺔ ج ‪ ٦‬ص ‪٣٨٩‬‬
‫ﻧﺷر ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ج ‪ ٦‬ص ‪٣٨٩‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﺳــﻧن اﻟــدارﻗطﻧﻲ ج ‪ ٤‬ص ‪ ٤٨٣‬رﻗــم ‪ ٣٨٤٩‬ﺑــﺎب اﻟﻣﻬــر ط اﻷوﻟــﻰ ﻣؤﺳــﺳﺔ‬
‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﺷﻌﯾب اﻷرﻧؤوط‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٥ -‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾـﺎ ‪ :‬ﻗـول ﻋﻠـﻲ رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻧـﻪ ﻓﯾﻬـﺎ ‪} :‬ﻫـﻲ اﻣـرأة اﺑﺗﻠﯾـت ﻓﻠﺗـﺻﺑر‬
‫ﺣﺗــﻰ ﯾــﺳﺗﺑﯾن ﻣــوت أو طــﻼق { ﻓﻬــذا ﺧــرج ﺑﯾﺎﻧــﺎ ﻟﻠﺑﯾــﺎن اﻟﻣــذﻛور ﻓــﻲ‬
‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻣرﻓوع ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛــﺎ ‪ :‬ﻷن ﻣــن ﺟﻬــل ﻣوﺗــﻪ ﻟــم ﯾﺣﻛــم ﺑوﻓﺎﺗــﻪ ﻛﻣــن ﻏــﺎب أﻗــل ﻣــن أرﺑــﻊ‬
‫ﺳﻧﯾن ‪.‬‬
‫راﺑﻌـﺎ ‪ :‬ﻷﻧـﻪ ﻟﻣـﺎ ﺟــرى ﻋﻠﯾـﻪ ﺣﻛـم اﻟوﻓـﺎة ﻓــﻲ ﻣﺎﻟـﻪ ﻣـﻊ اﻟﺟﻬـل ﺑﺣﯾﺎﺗــﻪ ‪،‬‬
‫ﺟ ــرى ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺣﻛ ــم اﻟﺣﯾ ــﺎة ﻓ ــﻲ زوﺟﺎﺗ ــﻪ ﻛﻣ ــﺎ ﯾﺟ ــري ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺣﻛ ــم اﻟﺣﯾ ــﺎة ﻓ ــﻲ‬
‫أﻣﻬﺎت أوﻻدﻩ ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬وﻷﻧـﻪ ﻟـو ﻏﺎﺑـت اﻟزوﺟـﺔ ﺣﺗـﻰ ﺧﻔـﻲ ﺧﺑرﻫـﺎ ﻟـم ﯾﺟـز أن ﯾﺣﻛـم‬
‫ﺑﻣوﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ ﻓﻲ إﺑﺎﺣﺔ أﺧﺗﻬﺎ ﻟزوﺟﻬﺎ ‪ ،‬وﻧﻛﺎح أرﺑﻊ ﺳواﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳــﺎ ‪ :‬ﻷﻧــﻪ ﻟﻣــﺎ ﺟــرى ﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ ﻏﯾﺑﺗــﻪ ﺣﻛــم طﻼﻗــﻪ وظﻬــﺎرﻩ ﺟــرى‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻛم اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرﯾﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ‬
‫ﺳﺎﺑﻌﺎ ‪ :‬ﻷن اﻟﻧﻛـﺎح ﻋـرف ﺛﺑوﺗـﻪ واﻟﻐﯾﺑـﺔ ﻻ ﺗوﺟـب اﻟﻔرﻗـﺔ واﻟﻣـوت ﻓـﻲ‬
‫ﺣﯾز اﻻﺣﺗﻣﺎل ﻓﻼ ﯾزال اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎﻟﺷك )‪.(٣‬‬
‫أدﻟﺔ أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫اﺳﺗدل أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫) وﻻ ﺗﻣﺳﻛوﻫن ﺿ ار ار ﻟﺗﻌﺗدوا (‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺣﺑﺳﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎل إﺿرار وﻋدوان ‪.‬‬

‫)‪(١‬‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ج ‪ ٦‬ص ‪١٤٦‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪٧١٧‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ج ‪ ٦‬ص ‪١٤٧‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ رﻗم ‪٢٣١‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٦ -‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣﺎ روى اﻷﺛرم واﻟﺟوﺟزاﻧﻲ ﺑﺈﺳﻧﺎدﻫﻣﺎ ﻋـن ﻋﺑﯾـد ﺑـن ﻋﻣﯾـر ﻗـﺎل‬
‫‪ :‬ﻓﻘد رﺟل ﻓﻲ ﻋﻬد ﻋﻣر ‪ ،‬ﻓﺟﺎءت اﻣرأﺗﻪ اﻟﻰ ﻋﻣر ﻓذﻛرت ذﻟـك ﻟـﻪ ﻓﻘـﺎل‬
‫‪ :‬اﻧطﻠﻘــﻲ ﻓﺗرﺑــﺻﻲ أرﺑــﻊ ﺳــﻧﯾن ‪ .‬ﻓﻔﻌﻠــت ﺛــم أﺗﺗــﻪ ﻓﻘــﺎل ‪ :‬اﻧطﻠﻘــﻲ ﻓﺎﻋﺗــدي‬
‫أرﺑﻌﺔ أﺷـﻬر وﻋـﺷ ار ﻓﻔﻌﻠـت ‪ ،‬ﺛـم أﺗﺗـﻪ ﻓﻘـﺎل ‪ :‬أﯾـن وﻟـﻲ ﻫـذا اﻟرﺟـل ؟ ﻓﺟـﺎء‬
‫وﻟﯾﻪ ﻓﻘﺎل ‪ :‬طﻠﻘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻔﻌـل ‪ ،‬ﻓﻘـﺎل ﻟﻬـﺎ ﻋﻣـر ‪ :‬اﻧطﻠﻘـﻲ ﻓﺗزوﺟـﻲ ﻣـن ﺷـﺋت‬
‫ﻓﺗزوﺟــت ﺛــم ﺟــﺎء زوﺟﻬــﺎ اﻷول ‪ ،‬ﻓﻘــﺎل ﻟــﻪ ﻋﻣــر ‪ :‬أﯾــن ﻛﻧــت ؟ ﻗــﺎل ‪ :‬ﯾــﺎ‬
‫أﻣﯾ ــر اﻟﻣ ــؤﻣﻧﯾن اﺳ ــﺗﻬوﺗﻧﻲ اﻟ ــﺷﯾﺎطﯾن ﻓ ــو اﷲ ﻣ ــﺎ أدري ﻓ ــﻲ أي أرض اﷲ‬
‫ﻛﻧــت ؟ ﻋﻧــد ﻗــوم ﯾــﺳﺗﻌﺑدوﻧﻧﻲ ﺣﺗــﻰ اﻏﺗ ـزاﻫم ﻣــﻧﻬم ﻗــوم ﻣــﺳﻠﻣون ‪ ،‬ﻓﻛﻧــت‬
‫ﻓﯾﻣــﺎ ﻏﻧﻣــوﻩ ‪ ،‬ﻓﻘــﺎﻟوا ﻟــﻲ ‪ :‬أﻧــت رﺟــل ﻣــن اﻹﻧــس وﻫــؤﻻء ﻣــن اﻟﺟــن ﻓﻣﺎﻟــك‬
‫وﻣﺎﻟﻬم ؟ ﻓﺄﺧﺑرﺗﻬم ﺧﺑري ‪ ،‬ﻓﻘﺎﻟوا ‪ :‬ﺑﺄي أرض اﷲ ﺗﺣب أن ﺗﺻﺑﺢ ؟ ﻗﻠت‬
‫اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻫﻲ أرﺿﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﺻﺑﺣت وأﻧﺎ أﻧظر إﻟﻰ اﻟﺣرة ‪.‬‬
‫ﻓﺧﯾرﻩ ﻋﻣر ‪ :‬إن ﺷﺎء اﻣرأﺗﻪ ٕوان ﺷﺎء اﻟﺻداق‪ ،‬ﻓﺎﺧﺗﺎر اﻟـﺻداق وﻗـﺎل‬
‫)‪(٢‬‬
‫‪ :‬ﻗد ﺣﻣﻠت ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﻓﯾﻬﺎ ‪.‬‬

‫)‪(١‬‬ ‫)‪(٣‬‬
‫واﻟﻌﻧ ــﺔ‬ ‫ﺛﺎﻟﺛـــﺎ ‪ :‬ﺗ ــﺷﺑﯾﻪ اﻟ ــﺿرر اﻟﻼﺣ ــق ﻟﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﻏﯾﺑﺗ ــﻪ ﺑ ــﺎﻹﯾﻼء‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻓﯾﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺧﯾﺎر ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ﻫذﯾن ‪.‬‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﺣــﺎوي ﻟﻠﻣــﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪ &٧١٥‬اﻟﺑﯾــﺎن واﻟﺗﺣــﺻﯾل ﻻﺑــن رﺷــد اﻟﻘرطﺑــﻲ ط‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ دار اﻟﻐرب اﻻﺳﻼﻣﻲ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ج ‪ ٥‬ص ‪٣٥٣‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٢‬‬
‫) ‪ (١‬اﻹﯾﻼء ﻫو ‪ :‬اﻟﺣﻠف ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن وطء اﻟزوﺟـﺔ ﻣطﻠﻘـﺎ أو أﻛﺛـر ﻣـن أرﺑﻌـﺔ‬
‫أﺷﻬر اﻧظر ﻣﻐﻧﻲ اﻟﻣﺣﺗﺎج ج ‪ ٥‬ص ‪١٥‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٧ -‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬وﻷن اﻟـﺿرر إذا ﻋظـم ﻣـدﻓوع ‪ ،‬وﻗـد ﻧﻔـﺳﺦ اﻟﻧﻛـﺎح ﺑـﺎﻟﻌﺟز ﻋـن‬
‫اﻹﻧﻔﺎق واﻻﺳﺗﻣﺗﺎع وﻏﯾرﻫﻣﺎ ﻣﻊ ﺗﻌرﺿﻬﻣﺎ ﻟﻠـزوال ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﺟـﺎز اﻟﻔـﺳﺦ ﺑﻬـذا‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟﺿرر اﻟﯾﺳﯾر ‪ ،‬ﻓﻸن ﯾﺻﺢ ﺑﺎﻟﺿرار اﻟﻣﺗﻔﺎﺣش ﻓﯾﻣﺎ ﻧﺣن ﻓﯾﻪ أوﻟﻰ ‪.‬‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻧﺎﻗش أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣـﺎ اﺳـﺗدل ﺑـﻪ أﺻـﺣﺎب اﻟـرأي اﻷول‬
‫ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ – أﻣﺎ اﻟﺣدﯾث اﻟذي روى ﻋـن اﻟﻧﺑـﻲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾـﻪ وﺳـﻠم ﻓﻠـم ﯾﺛﺑـت‬
‫وﻟم ﯾذﻛرﻩ أﺻﺣﺎب اﻟﺳﻧن ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ﻣــﺎ رووﻩ ﻋــن ﻋﻠــﻲ ﯾروﯾــﻪ اﻟﺣﻛــم وﺣﻣــﺎد ﻣرﺳــﻼ ‪ ،‬واﻟﻣــﺳﻧد ﻋﻧــﻪ‬
‫ﻣﺛــل ﻗوﻟﻧــﺎ ‪ ،‬ﺛــم ﯾﺣﻣــل ﻣــﺎ رووﻩ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻔﻘــود اﻟــذي ظــﺎﻫر ﻏﯾﺑﺗــﻪ اﻟــﺳﻼﻣﺔ‬
‫ﺟﻣﻌﺎ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﻣﺎ روﯾﻧﺎﻩ ‪.‬‬
‫ج – ﻗــوﻟﻬم إﻧــﻪ ﺷــك ﻓــﻲ زوال اﻟزوﺟﯾــﺔ ﻣﻣﻧــوع ﻓــﺈن اﻟــﺷك ﻣــﺎ ﺗــﺳﺎوى‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﻓﯾﻪ اﻷﻣران ‪ ،‬واﻟظﺎﻫر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺗﻧﺎ ﻫﻼﻛﻪ‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻧﺎﻗش أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻷول ﻣﺎ اﺳﺗدل ﺑﻪ أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أ – أﻣﺎ ﺣدﯾث ﻋﻣر ﻓﻘد روي أﻧﻪ رﺟﻊ ﻋن ﻗﺿﯾﺗﻪ ﺣﯾن رﺟـﻊ اﻟـزوج ‪،‬‬
‫وﻛذﻟك اﺑن ﻋﺑﺎس وﻋﺛﻣﺎن ﻓﺻﺎر إﺟﻣﺎﻋﺎ ﺑﻌد ﺧﻼف ‪.‬‬

‫) ‪(٢‬‬
‫اﻟﻌﻧﺔ ﻫﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻧﯾن ﻫو اﻟذي ﯾﻣﺗﻧـﻊ ﻋﻠﯾـﻪ وﻗـﺎع اﻣرأﺗـﻪ اﻧظـر ﻧﻬﺎﯾـﺔ اﻟﻣطﻠـب ج‬
‫‪ ١٢‬ص ‪٤٧٩‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد ج ‪ ٣‬ص ‪٧٥‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻣطﻠــب ﻓــﻲ دراﯾــﺔ اﻟﻣــذﻫب ﻷﺑــﻲ اﻟﻣﻌــﺎﻟﻲ ط اﻷوﻟــﻰ دار اﻟﻣﻧــﺎﻫﺞ ج ‪١٥‬‬
‫ص ‪٢٨٧‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٣‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٨ -‬‬
‫ب – اﻻﻋﺗﺑــﺎر ﺑﺎﻟﻌﻧــﺔ واﻹﻋــﺳﺎر ﻣــﻊ ﻓــﺳﺎدﻩ ﺑﻐﯾﺑــﺔ اﻟﻣﻌــروف ﺣﯾﺎﺗــﻪ ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺔ ‪:‬‬
‫ﻧﻘ ــص اﻟﺧﻠﻘ ــﺔ وﻓ ــﻲ اﻹﻋ ــﺳﺎر ﻣ ــﺎ أﻟزﻣ ــﻪ ‪ ،‬وﻫﻣ ــﺎ ﻣﻔﻘ ــودان ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻔﻘ ــود‬
‫ﺑﺳﻼﻣﺔ ﺧﻠﻘﺗﻪ وﺻﺣﺔ ذﻣﺗﻪ )‪.(١‬‬
‫ج – أﻧﻪ ﻻ ﻣﻌﺗﺑر ﺑﺎﻹﯾﻼء ﻷﻧﻪ ﻛﺎن طﻼﻗـﺎ ﻣﻌﺟـﻼ ﻓـﺎﻋﺗﺑر ﻓـﻲ اﻟـﺷرع‬
‫ﻣؤﺟﻼ ﻓﻛـﺎن ﻣوﺟﺑـﺎ ﻟﻠﻔرﻗـﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻐرﺑـﺔ ﺗﻌﻘـب اﻷوﺑـﺔ ‪ ،‬واﻟﻌﻧـﺔ ﻗﻠﻣـﺎ ﺗﻧﺣـل‬
‫ﺑﻌد اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﺳﻧﺔ )‪.(٢‬‬

‫اﻟرأي اﻟراﺟﺢ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ أرى أن ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم اﻟذي ﺻـﺎر إﻟﯾـﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾـﺔ ﻟﻠﻣﻔﻘـود ﻧظـر ﻓﻬـو‬
‫ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ وﻗد ﺗﻌددت ﻓﻌـﻼ أﺳـﺑﺎب اﻟﻔﻘـد‬
‫‪ ،‬وأﯾـﺿﺎ أﺻــﺑﺢ ﻣـن اﻟﯾــﺳﯾر اﻟوﻗـوف ﻋﻠــﻰ ﺣﺎﻟـﺔ ﻫــذا اﻟـﺷﺧص اﻟﻣﻔﻘــود إذا‬
‫ﻛ ــﺎن ﺣﯾ ــﺎ أم ﻣﯾﺗ ــﺎ ﻧظـ ـ ار ﻟﺗﻌ ــدد وﺳ ــﺎﺋل اﻻﺗ ــﺻﺎل ﻣ ــن ﺗﻠﯾﻔوﻧ ــﺎت واﻧﺗرﻧ ــت‬
‫ٕواذاﻋﺎت وﻗﻧوات وﻏﯾرﻫـﺎ ‪ ،‬وأﯾـﺿﺎ وﺟـود ﺳـﻔﺎرات ﻟﻛـل ﺑﻠـدة ﻓـﻲ ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن‬
‫اﻟﺑﻠــدان ‪ ،‬ﻓﻣــن اﻟﻣؤﻛــد أن ﻣــن ﻓﻘــد ﻓــﻲ ﻓﺗﻧــﺔ ﻟﻠﻣــﺳﻠﻣﯾن ﻟــﯾس ﻛﻣــن ﻓﻘــد ﻓــﻲ‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪٧١٧‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﻻﺑن ﻧﺟﯾم اﻟﺣﻧﻔﻲ ط اﻷوﻟﻰ دار اﻟﻛﺗـب اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﺑﯾـروت ﻟﺑﻧـﺎن ج ‪٥‬‬
‫ص ‪٢٧٥‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٧٩ -‬‬
‫ﺣــرب ﻣــﻊ اﻟﻌــدو ‪ ،‬ﻓﻣــن ﻓﻘــد ﻓــﻲ ﻓﺗﻧــﺔ ﻣــﺛﻼ ﯾﺟﺗﻬــد ﻓﯾــﻪ اﻟﺣــﺎﻛم ﻧظـ ار ﻟــزوال‬
‫ظروف ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗﻧﺔ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑﺧـﻼف اﻷﺳـﯾر ﻛﻣـﺎ ﺳـﺑق وﻫﻛـذا‬
‫‪.‬‬
‫أﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻧـﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻔﻘـود اﻟــذي ﻓﻘـد ﻓـﻲ ﺳـﻔر ﻟﺗﺟــﺎرة وﻏﯾـرﻩ أو ﻓﻘـد ﻓـﻲ ﺑــﻼد‬
‫اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾـﺔ‪ ،‬أو ﻓـﻲ ﻏﯾﺑـﺔ ظﺎﻫرﻫـﺎ اﻟﻬـﻼك ﻛﻣـﺎ ﻋﻧـد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠـﺔ ‪،‬‬
‫أو اﻟﻣﻔﻘــود ﻋﺎﻣــﺔ ﻋﻧــد اﻷﺣﻧــﺎف واﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓــﺈﻧﻧﻲ أرى واﷲ أﻋﻠــم أن اﻟ ـرأي‬
‫اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟﻘﺑول ﻫﻧﺎ ﻫو اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ وﺧﺎﺻﺔ إذا وﺿﻌﻧﺎ ﻓـﻲ اﻻﻋﺗﺑـﺎر ﻛﻣـﺎ‬
‫ﺳﺑق ﺗﻌدد وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل ﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻟﻌﺎﻟم ﻛﻠﻪ ﻛﻘرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ‪.‬‬
‫إذ ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار ‪ ،‬وﻻ ﺷك أن اﻟﻣـرأة إذا ﺗـﺿررت ﺑﻐﯾـﺎب زوﺟﻬـﺎ‬
‫ﻛــﺎن ﻫــذا ﺿــر ار ﯾﺟــب رﻓﻌــﻪ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻻ ﺑــد ﻣــن اﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ اﻟــﻧص ﻓــﻼ‬
‫ﯾﺣﻛم ﺑﻣوﺗﻪ ﺑﻌد ﻋﺎم ﻣﺛﻼ أو أﺷﻬر إذ اﻟﻧص ورد ﺑﺎﻟﺗرﺑص أرﺑﻊ ﺳـﻧﯾن ﺛـم‬
‫اﻟﻌدة ﻓﻼ ﺑد ﻣن اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻫذا واﷲ أﻋﻠم ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻣدة اﻟﺗرﺑص واﻟﻌدة‬
‫ﻣﺗﻰ ﺗﺑدأ ﻣدة اﻟﺗرﺑص ﻋﻧد أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪- :‬‬
‫ﻟﻠﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸرﺑﻊ ﺳﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺑﺻﻬﺎ اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود ﻗوﻻن ‪:‬‬
‫اﻟﻘـــول اﻷول ‪ :‬ﺗﺑﺗ ــدئ اﻟﺣ ــﺳﺎب ﻣ ــن اﻟوﻗ ــت اﻟ ــذي اﻧﻘط ــﻊ ﺧﺑـ ـرﻩ ﻛ ــﺄن‬
‫ﯾﻛون ﯾراﺳﻠﻬﺎ ﻛل ﺷﻬر واﻧﻘطﻊ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻬر اﻟﻣﺣرم ‪ ،‬ﻓﺗﺑدأ اﻟﺗرﺑص ﻣن‬
‫ﻣﺣرم ‪ ،‬وﺗﺣﺗﺳب اﻷرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻣن ﻣﺣرم ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٠ -‬‬
‫اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﺣﺗﺳب اﻟﻣدة ﻣن ﻗﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻬـﺎ أن ﺗﺗـرﺑص أرﺑـﻊ‬
‫ﺳﻧﯾن ‪.‬‬
‫واﻟﻔــرق ﺑــﯾن اﻟﻘــوﻟﯾن ‪ :‬إذا ﻧظرﻧــﺎ إﻟــﻰ أن اﻷرﺑــﻊ ﺳــﻧﯾن ﺗﻌﺑدﯾــﺔ وأﻧﻬــﺎ‬
‫ﺗﻘدﯾر ﻣـن اﻟـﺷرع اﻋﺗﻣـﺎدا ﻟﻠﻐﺎﻟـب ﻓﻔـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﯾﻘـوى أﻧﻬـﺎ ﺗﺗوﻗـف ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺣﻛــم اﻟﻘﺎﺿــﻲ ‪ٕ ،‬واذا ﻧظرﻧــﺎ إﻟــﻰ أﻧﻬــﺎ اﺟﺗﻬﺎدﯾــﺔ وﻓﯾﻬــﺎ ﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾــل ﻓﻔــﻲ‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻌﻠــﺔ ﻣوﺟــودة ﻣﻧــذ اﻟﻔﻘــد وﻣﻧــذ اﻧﻘطــﺎع اﻟﺧﺑــر ‪ ،‬ﻓﯾﻘــوى اﻟﻘــول‬
‫اﻷول ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــول اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن أﻧﻬــﺎ ﻣﻌﻠﻠــﺔ ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ إذا اﻧﻘطــﻊ ﺧﺑ ـرﻩ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺣﺻل اﻟﺿرر ﻟﻬﺎ ﻓﺗﺑدأ اﻟﺣﺳﺎب ﻣن ذﻟك اﻟوﻗت )‪.(١‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫واﻹﻣـﺎم ﻣﺎﻟـك ‪ ،‬ﺣﯾـث‬ ‫ٕواﻟﻰ اﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ ذﻫـب اﻟـﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓـﻲ اﻟﻘـدﯾم‬
‫ﻗــﺎل ‪ :‬إن أﻗﺎﻣــت ﻋــﺷرﯾن ﺳــﻧﺔ ﺛــم رﻓﻌــت أﻣرﻫــﺎ إﻟــﻰ اﻟــﺳﻠطﺎن ﻧظــر ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫وﻛﺗـب إﻟـﻰ ﻣوﺿـﻌﻪ اﻟـذي ﺧـرج إﻟﯾـﻪ ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﯾـﺋس ﻣﻧـﻪ ﺿـرب ﻟﻬـﺎ ﻣـن ﺗﻠــك‬
‫اﻟﺳﺎﻋﺔ أرﺑﻊ ﺳﻧﯾن )‪.(٣‬‬
‫واﺳﺗدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ب ‪- :‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬أن ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ أﻣرﻫﺎ ﺑـﺎﻟﺗرﺑص ﻣـن وﻗـت‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻪ واﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾـــﺎ ‪ :‬أﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــدة ﺗﻘ ــدرت ﺑﺎﺟﺗﻬ ــﺎد ﻓﺎﻗﺗ ــﺿﻰ أن ﺗﺗﻘ ــدر ﺑ ــﺎﻟﺣﻛم ﻛﺎﻟﻌﻧ ــﺔ‬
‫وﺧﺎﻟﻔت ﻣدة اﻹﯾﻼء اﻟﻣﻘدرة ﺑﺎﻟﻧص )‪.(٤‬‬
‫اﻟرأي اﻟراﺟﺢ‬

‫)‪(١‬‬
‫ﺷرح زاد اﻟﻣﺳﺗﻘﻧﻊ ﻟﻠﺷﻧﻘﯾطﻲ ط اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ج ‪ ١٣‬ص ‪٣٢٨‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ح ‪ ١١‬ص ‪٧١٨‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻺﻣﺎم ﻣﺎﻟك ط دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت ج ‪ ٥‬ص ‪٤٥٠‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪٧١٨‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨١ -‬‬
‫أرى واﷲ أﻋﻠـ ــم أن اﻟ ـ ـراﺟﺢ ﻓـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ذﻫـ ــب إﻟﯾـ ــﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾـ ــﺔ‬
‫واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ واﻟﻘول اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﺧﻧﺎﺑﻠﺔ ‪ ،‬ﻷن ﻫذا ﻫو ﻣـﺎ ﺛﺑـت ﺑﻔﻌـل ﺳـﯾدﻧﺎ ﻋﻣـر‬
‫ﺑــن اﻟﺧطــﺎب رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻧــﻪ ‪ ،‬وﻷن اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻫــو اﻟــذي ﯾﺣﻛــم ﺑﻣوﺗ ــﻪ أو‬
‫ﻋدﻣــﻪ ‪ ،‬وﻻ ﺗﻛــون اﻟﻌــدة إﻻ ﺑﻌــد اﻟﺣﻛــم ﺑــﺎﻟﻣوت ‪ ،‬ﻓــﺈذا اﺣﺗــﺳﺑﻧﺎ اﻟﻣــدة ﻣــن‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﻔﻘد ﻟﻣﺎ ﻛـﺎن ﻟﺣﻛـم اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﻓﺎﺋـدة ﺑـل ﻟﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻟﻠرﻓـﻊ ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ ﻓﺎﺋـدة‬
‫وﻟﺗرﻛﻧﺎ اﻷﻣر ﻟﺗﻘدﯾرات ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧﺎس واﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻋﻠﻰ‬
‫وأﻋﻠم ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻋدة اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود‬
‫اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود ﺑﻌد ﺗرﺑص اﻷرﺑﻊ ﺳـﻧوات أو ﺑﻌـد أن ﯾﻣـر ﻣـن اﻟـزﻣن ﻣـﺎ‬
‫ﻻ ﯾﻌــﯾش ﻓﯾــﻪ اﻟﻣﻔﻘــود ﻣﺛﻠــﻪ ‪ ،‬ﺗﻌﺗــد ﻋــدة اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ﻋﻧﻬــﺎ زوﺟﻬــﺎ وﻫــﻲ أرﺑﻌــﺔ‬
‫أﺷﻬر وﻋﺷ ار دل ﻋﻠﻰ ذﻟك‬
‫ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٢ -‬‬
‫‪ ) -١‬واﻟذﯾن ﯾﺗوﻓون ﻣـﻧﻛم وﯾـذرون أزواﺟـﺎ ﯾﺗرﺑـﺻن ﺑﺄﻧﻔـﺳﻬن‬
‫)‪(١‬‬
‫أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر وﻋﺷ ار (‬
‫‪ -٢‬ﻣــﺎ ﺟــﺎء ﺻ ـرﯾﺣﺎ ﻋــن ﻋﻣــر ﺑــن اﻟﺧطــﺎب رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻧــﻪ ‪ :‬ﺣﯾــث‬
‫أﻣــر اﻟﻣـرأة أن ﺗﺗـرﺑص أرﺑــﻊ ﺳــﻧﯾن ‪ ،‬ﺛــم أﺗﺗــﻪ ﻓﺄﻣرﻫــﺎ أن ﺗﻌﺗــد أرﺑﻌــﺔ أﺷــﻬر‬
‫وﻋﺷ ار‪.‬‬
‫وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﻧـد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠـﺔ ‪ :‬أﻧﻬـﺎ ﺗﻌﺗـد ﺑﺛﻼﺛـﺔ ﻗـروء ﺑﻌـد أن ﯾطﻠﻘﻬـﺎ وﻟـﻲ‬
‫زوﺟﻬﺎ ‪.‬‬
‫وذﻟك ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻷﺛر ‪ :‬أن ﻋﻣر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ أﻣر وﻟﻲ اﻟـزوج أن‬
‫ﯾطﻠق اﻟﻣرأة ‪.‬‬
‫واﻟرواﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪ :‬أن ذﻟك ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑر ‪ ،‬وذﻟك ﻷن ‪- :‬‬
‫* وﻟﻲ اﻟرﺟل ﻻ وﻻﯾﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ طﻼق اﻣرأﺗﻪ ‪.‬‬
‫* وﻷﻧﻧـﺎ ﺣﻛﻣﻧــﺎ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺑﻌــدة اﻟوﻓـﺎة ﻓــﻼ ﯾﺟـب ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣـﻊ ذﻟــك ﻋــدة‬
‫اﻟطﻼق ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟو ﺗﯾﻘﻧت وﻓﺎﺗﻪ ‪.‬‬

‫* وﻷﻧﻪ ﻗد وﺟد دﻟﯾل ﻫﻼﻛﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ أﺑﺎح ﻟﻬﺎ اﻟﺗـزوج وأوﺟـب‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋدة اﻟوﻓﺎة ﻓﺄﺷﺑﻪ ﻣﺎ ﻟو ﺷﻬد ﺑﻪ ﺷﺎﻫدان )‪.(٢‬‬

‫)‪(١‬‬
‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ رﻗم ‪٢٣٤‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟـــﺷرح اﻟﻛﺑﯾـــر ﻻﺑـــن ﻗداﻣـــﺔ اﻟﻣﻘدﺳـــﻲ ط دار اﻟﻛﺗـــﺎب اﻟﻌرﺑـــﻲ ج ‪ ٩‬ص ‪،١٢٠‬‬
‫‪١٢١‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٣ -‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻋودة اﻟﻣﻔﻘود ﺣﯾﺎ‬
‫إذا ﻗﻠﻧــﺎ ﺑ ـرأي اﻟﻣﺎﻟﻛﯾــﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠــﺔ واﻟﻘــدﯾم ﻋﻧــد اﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ وﺗرﺑــﺻت اﻣ ـرأة‬
‫اﻟﻣﻔﻘود أرﺑﻊ ﺳﻧﯾن ﺛم اﻋﺗدت أرﺑﻊ أﺷـﻬر وﻋـﺷ ار ‪ ،‬ﺛـم ﻧﻛﺣـت ﻣـﺎ ﺷـﺎءت ‪،‬‬
‫وﻟﻛن ظﻬر اﻟزوج اﻟﻣﻔﻘود ﺑﻌد ذﻟك وﺑـﺎن ﺣﯾـﺎ ‪ ،‬ﻓﻣـﺎ اﻟﺣﻛـم ﻓـﻲ ذﻟـك ؟ ﻫـل‬
‫اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺎق ﻓﺗﻛون اﻟزوﺟﺔ ﻣن ﺣق اﻟزوج اﻷول وﯾﺛﺑت ﺑطﻼن اﻟﺛﺎﻧﻲ ؟ أم‬
‫أن اﻟﻧﻛﺎح اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻼ ﺗﻌود إﻟﻰ اﻷول ؟‬
‫وﺑﻣﻌﻧــﻰ آﺧــر ﻛﻣــﺎ ذﻛــر اﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ‪ :‬ﻫــل اﻟﺣﻛــم ﺑﺎﻟﻔرﻗــﺔ ظــﺎﻫ ار وﺑﺎطﻧــﺎ‬
‫ﻛﺎﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻌﻧﺔ ؟ أم ظﺎﻫ ار ﻓﻘط ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻷول ﻋﻠﻰ ﺣﻛﻣﻪ ؟‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٤ -‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﻘد ذﻛروا أن اﻟﻌدة واﻟﺗﺄﺟﯾل اﻟـذي ﺿـرب ﻻﻣـرأة اﻟﻣﻔﻘـود ﻟﯾـﺳت‬
‫طﻼﻗﺎ ‪ ،‬ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪:‬‬
‫أﻧﻪ إن ﺟﺎء ﻗﺑل أن ﺗﻧﻛﺢ اﻣرأﺗﻪ ﻓﻬو أﺣق ﺑﻬﺎ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ٕوان ﻧﻛﺣــت ﻓــدﺧل ﺑﻬــﺎ ﺛــم أﺗــﻰ ﻓــﻼ ﺳــﺑﯾل ﻟــﻪ إﻟﯾﻬــﺎ وﻻ ﻟــﻪ‬ ‫‪-‬‬
‫ﻋﻠﯾﻬــﺎ وﻻ ﻋﻠــﻰ ﻧﺎﻛﺣﻬــﺎ ﺷــﻲء ﻣــن اﻟــﺻداق اﻟــذي أﺻــدﻗﻬﺎ ﻷﻧﻬــﺎ ﻗــد‬
‫اﺳﺗﺣﻘﺗﻪ ﺑﻣﺳﯾﺳﻪ ﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫ٕوان ﻧﻛﺣت وﻟم ﯾدﺧل ﺑﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺛم ﻗدم زوﺟﻬﺎ ﻓﻘوﻻن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أﺣدﻫﻣﺎ ‪ :‬أﻧﻪ ﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬

‫واﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬أﻧﻪ أﺣق ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾدﺧل ﺑﻬﺎ اﻟزوج اﻟذي ﺗزوﺟﻬﺎ)‪.(١‬‬


‫وﻋﻠﻰ اﻟﻘدﯾم ﻋﻧد اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ‪- :‬‬
‫إن ﻋﺎد اﻟزوج اﻷول وﻛﺎﻧـت ﻟـم ﺗـﻧﻛﺢ ﻓـﺎﻟزوج اﻟﻌﺎﺋـد أﺣـق‬ ‫‪-‬‬
‫ﺑﻬﺎ ‪ ،‬واﻟزوﺟﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ‪.‬‬
‫ٕوان ﻛﺎﻧ ــت ﻗ ــد ﻧﻛﺣ ــت ﻓ ــﺎﻟزوج اﻷول ﺑﺎﻟﺧﯾ ــﺎر ﺑـ ــﯾن أن ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﯾﻧﺗزﻋﻬــﺎ ﻣــن اﻟــزوج اﻟﺛــﺎﻧﻲ وﯾﻐــرم ﻟﻬــﺎ ﻣﻬــر ﻣﺛﻠﻬــﺎ ‪ ،‬وﺑــﯾن أن ﯾﻘرﻫ ــﺎ‬
‫)‪٢‬‬
‫(‪.‬‬ ‫ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ وﯾﻐرم ﻫو ﻟﻪ ﻣﻬر ﻣﺛل اﻟزوﺟﺔ‬
‫واﻟواﺿــﺢ أن اﻷﻗ ـوال ﻣﺗﻌــددة ﻓــﻲ اﻟﻣــذﻫب اﻟــﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺳﺄﻟﺔ‬
‫ﺑﻧ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﺧﻼﻓﻬ ــم ﻓ ــﻲ ﻫ ــل ﯾﻧﻔ ــذ اﻟﺣﻛ ــم ﺑﺎﻟﻔرﻗ ــﺔ ظ ــﺎﻫ ار وﺑﺎطﻧ ــﺎ ﻛﺎﻟﻔ ــﺳﺦ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻧﺔ ‪ ،‬أو ظﺎﻫ ار ﻓﻘط ؟‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ أﻫل اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻷﺑﻲ ﻋﻣر اﻟﻘرطﺑـﻲ ط دار اﻟﻛﺗـب اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﺑﯾـروت ج‬
‫‪ ١‬ص ‪٢٦٠‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﻠب ج ‪ ١٥‬ص ‪٢٨٩‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٥ -‬‬
‫ﻓﻘﯾ ــل إن اﻟ ــزوج اﻷول إن ﺑ ــﺎن ﺣﯾ ــﺎ ﺑﻌ ــد أن ﻧﻛﺣ ــت ﻓﻬ ــو‬ ‫‪-‬‬
‫ﺑــﺎق ﻋﻠــﻰ زوﺟﯾﺗــﻪ ﻛﺎﻟﺟدﯾــد ﻋﻧــدﻫم ‪ ،‬وذﻟــك ﻟﺗﺑــﯾن اﻟﺧطــﺄ ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم‬
‫ﻟﻛن ﻻ ﯾطؤﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻌﺗد ﻟﻠﺛﺎﻧﻲ ‪.‬‬
‫وﻗﯾــل ﻫــﻲ زوﺟــﺔ اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻻرﺗﻔــﺎع ﻧﻛــﺎح اﻷول ﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ‬ ‫‪-‬‬
‫ﻧﻔوذ اﻟﺣﻛم ظﺎﻫ ار وﺑﺎطﻧﺎ ‪.‬‬
‫وﻗﯾــل اﻷول ﻣﺧﯾــر ﺑــﯾن أن ﯾﻧزﻋﻬــﺎ ﻣــن اﻟﺛــﺎﻧﻲ وﺑ ــﯾن أن‬ ‫‪-‬‬
‫ﯾﺗرﻛﻬﺎ وﯾﺄﺧذ ﻣﻧﻪ ﻣﻬر ﻣﺛل ‪ ،‬ﻟﻘﺿﺎء ﻋﻣر ﺑذﻟك )‪.(١‬‬
‫أﻣﺎ اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ‪ :‬ﻓﻬـو ﻋﻠـﻰ ﻣـذﻫب اﻟﺗﺧﯾﯾـر ﺑﻌـد اﻟـدﺧول ‪ ،‬ﻓـﺈن ﻋـﺎد‬
‫اﻟزوج اﻷول ﻧﻧظر ‪:‬‬
‫إن ﻛﺎن ﻗﺑل دﺧول اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺑﻬﺎ ﻓﻬﻲ زوﺟﺔ اﻷول ﺗرد إﻟﯾﻪ وﻻ ﺷﻲء‬
‫‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺑﻌد دﺧول اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻓﯾﺧﯾر اﻷول ﺑـﯾن أﺧـذﻫﺎ ﻓﺗـرد إﻟﯾـﻪ وﺑـﯾن أﺧـذ‬
‫ﺻداﻗﻬﺎ ﻓﺗﻛون زوﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﻲ )‪.(٢‬‬
‫ﺣﺟﺔ ﻣن رأى اﻟﺗﺧﯾﯾر ﻟﻠزوج اﻷول ‪:‬‬
‫ﻣــﺎ روي ﻋــن ﻋﻣــر وﻋﺛﻣــﺎن ﻗــﺎﻻ ‪ :‬إن ﺟــﺎء زوﺟﻬــﺎ اﻷول‬ ‫‪-‬‬
‫ﺧﯾــر ﺑــﯾن اﻟﻣ ـرأة وﺑــﯾن اﻟــﺻداق اﻟــذي ﺳــﺎق ﻫــو ‪ .‬وﻗــﺎل ﻋﻠــﻲ ذﻟــك ‪،‬‬
‫وﻟم ﯾﻌرف ﻟﻬم ﻣﺧﺎﻟف ﻣن ﻋﺻرﻫم ﻓﻛﺎن إﺟﻣﺎﻋﺎ ‪.‬‬
‫وﻷﻧﻪ ﺣﺎل ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﻌﻘدﻩ ﻋﻠﯾﻬﺎ ودﺧوﻟﻪ ﺑﻬﺎ )‪.(٣‬‬ ‫‪-‬‬

‫)‪(١‬‬
‫ﻗﻠﯾوﺑﻲ وﻋﻣﯾـرة ط ﻣوﻗـﻊ اﻻﺳـﻼم ‪ http://www.al-islam.com‬ج ‪ ١٣‬ص‬
‫‪٣٤٦‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٤ ،١٣٣‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٤‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٦ -‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ‬
‫ﻧﻔﻘﺔ اﻣرأة اﻟﻣﻔﻘود‬
‫اﻟﻣﻔﻘــود ﻗــد ﯾﺗــرك أﻣـواﻻ وﻗــد ﯾﺗــرك أﺷﺧﺎﺻــﺎ ﯾﻌــوﻟﻬم ‪ ،‬وﻫﻧــﺎ ﻧﻧظــر ﻫــل‬
‫ﯾﻧﻔــق ﻋﻠــﻰ ﻫــؤﻻء اﻷﺷــﺧﺎص ﻣــن ﻫــذا اﻟﻣــﺎل ‪ ،‬أم ﻧﺣﻔــظ ﻫــذا اﻟﻣــﺎل ﺣﺗــﻰ‬
‫ﻧﺗﯾﻘن ﻣن ﻣوت اﻟﻣﻔﻘود وﯾﺻﯾر ﻣﺎﻟﻪ ﻣﯾراﺛﺎ ؟‬
‫ذﻛــر اﻷﺣﻧــﺎف أن اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻋﻠﯾــﻪ ﺣﻔــظ أﻣـوال اﻟﻣﻔﻘــود ‪ ،‬ﺑــﺄن ﯾﻘــﯾم ﻣــن‬
‫ﯾﻧﺻﺑﻪ ﻟﻠﺣﻔظ ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣﺎل ﻻ ﺣﺎﻓظ ﻟﻪ ﻟﻌﺟز ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋن اﻟﺣﻔظ ‪ ،‬ﻓـﯾﺣﻔظ‬
‫ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻧظ ـ ار ﻟــﻪ ﻛﻣــﺎ ﯾﺣﻔــظ ﻣــﺎل اﻟــﺻﺑﻲ واﻟﻣﺟﻧــون اﻟــذي ﻻ وﻟــﻲ‬
‫ﻟﻬﻣﺎ ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﯾﺗﺳﺎرع إﻟﯾﻪ اﻟﻔﺳﺎد ‪ :‬ﻓﻠﻪ أن ﯾﺑﯾﻌﻪ وﯾﺣﻔظ ﺛﻣﻧﻪ ﻷن ذﻟك ﺣﻔظ ﻟـﻪ‬
‫ﻣﻌﻧﻰ ‪ ،‬و ﻻ ﯾﺄﺧذ ﻣﺎﻟﻪ اﻟذي ﻓﻲ ﯾد ﻣودﻋﻪ وﻣﺿﺎرﺑﻪ ﻟﯾﺣﻔظﻪ ﻷن ﯾـدﻫﻣﺎ‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٧ -‬‬
‫ﯾد ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻔظ ﻓﻛﺎن ﻣﺣﻔوظﺎ ﺑﺣﻔظﻪ ﻣﻌﻧـﻰ ﻓـﻼ ﺣﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ ﺣﻔـظ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ )‪.(١‬‬
‫وﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻘراﺑﺔ واﻟزوﺟﯾﺔ ‪:‬‬
‫أﻣﺎ اﻟزوﺟﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ واﺟﺑﺔ ﺑﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫) ﻟﯾﻧﻔق ذو ﺳﻌﺔ ﻣن ﺳﻌﺗﻪ (‬
‫وﻗد أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻧﻔﻘﺔ زوﺟﺔ اﻟﻣﻔﻘود واﺟﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻋﻧــد اﻷﺣﻧــﺎف وﻓــﻲ اﻟﺟدﯾــد ﻋﻧــد اﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ‪ :‬ﻓﻬــﻲ زوﺟــﺔ إﻟــﻰ أن‬
‫ﯾﺗﯾﻘن ﻣوﺗﻪ ‪ ،‬وﻣﺎ داﻣت زوﺟﺔ ﻓﺎﻟﻧﻔﻘﺔ واﺟﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﻓﯾﻧﻔــق ﻋﻠــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻟزوﺟــﺔ إﺣﯾــﺎء ﻟﻬــﺎ ‪ ،‬ﻓﻛــﺎن ﻫــذا ﻣــن ﺑــﺎب ﺣﻔــظ ﻣﻠــك‬
‫اﻟﻐﺎﺋب ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد ﻋﺟزﻩ ﻋن اﻟﺣﻔظ ﺑﻧﻔﺳﻪ )‪.(٣‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣن رأى أﻧﻬﺎ ﺗﺗرﺑص أرﺑﻊ ﺳﻧﯾن ﺛم ﺗﻌﺗد ‪ :‬ﻓﺎﻟﻧﻔﻘﺔ واﺟﺑﺔ ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻷرﺑﻊ ﺳﻧﯾن ﻫذﻩ ﻷﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻣﺎ زاﻟت ﻓﻲ ﺣﻛـم اﻟزوﺟـﺔ ﻓﻬـﻲ ﻣﺣﺑوﺳـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻷرﺑﻊ ﺳﻧﯾن ﻫذﻩ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟزوج اﻟﻣﻔﻘود )‪.(٤‬‬
‫وﻟﻛن ﻓﻲ ﻣدة اﻷرﺑﻌﺔ أﺷﻬر وﻋﺷ ار اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗدﻫﺎ اﻟﻣرأة ﻫـل ﯾﺟـب ﻟﻬـﺎ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﻣﺎل‬
‫اﻟﻣﻔﻘود ؟‬
‫اﻟرأي اﻷول ‪- :‬‬ ‫‪-‬‬

‫)‪(١‬‬
‫ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ج ‪ ١‬ص ‪ ٣٣٩‬ط دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﺳورة اﻟطﻼق آﯾﺔ رﻗم ‪٧‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ج ‪ ١‬ص ‪٣٣٩‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪٧٢٧‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٨ -‬‬
‫ﻟﻠﻣﺎﻟﻛﯾـــﺔ واﻟـــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓـــﻲ اﻟﻘـــدﯾم ‪ ،‬ﻓﻘــد ذﻫﺑ ـوا إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻟــﯾس ﻟﻬــﺎ‬
‫اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺗرة اﻟﻌدة )‪.(١‬‬
‫وذﻟك ﻟﻧﻔوذ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻔرﻗﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا رﻓﻌت اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻬﻰ ﻣـﺎ‬
‫زاﻟت ﻣﺣﺑوﺳﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ ‪ٕ ،‬واذا أﻣرﻫﺎ اﻟﺣﺎﻛم ﺑﺎﻟﺗرﺑص أرﺑﻊ‬
‫ﺳ ــﻧﯾن ﻓﻬ ــﻲ أﯾ ــﺿﺎ ﻣﺣﺑوﺳ ــﺔ ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓﺗ ــﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘ ــﺔ ‪ ،‬أﻣ ــﺎ إذا أﻣرﻫ ــﺎ‬
‫اﻟﺣــﺎﻛم ﺑــﺎﻟﺗرﺑص أرﺑﻌــﺔ أﺷــﻬر وﻋــﺷ ار وﻫــﻲ ﻣــدة ﻋــدة اﻟﻣﺗــوﻓﻰ ﻋﻧﻬــﺎ‬
‫زوﺟﻬﺎ ﻓﻘد ﻧﻔذ اﻟﺣﻛم ﻫﻧﺎ ﻓﻼ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ‬
‫اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪- :‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﻟﻠﺣﻧﺎﺑﻠـــﺔ ﻓﻘــد ذﻫﺑ ـوا إﻟــﻰ أن اﻟﻧﻔﻘــﺔ ﺗﺛﺑــت ﻟﻬــﺎ ﻣــدة اﻟﺗ ـرﺑص وﻣــدة‬
‫اﻟﻌدة ‪ ،‬ﺑل ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻌدة أﯾﺿﺎ إن ﻟم ﺗﺗزوج وﻟم ﯾﻔرق اﻟﺣﺎﻛم‬

‫ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺧرج ﺑﻌد ﻣن ﻧﻛﺎﺣﻪ )‪.(٢‬‬


‫اﻷدﻟﺔ‬
‫أﻣﺎ ﻣن ﻟم ﯾﺛﺑت ﻟﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻌدة ‪:‬‬
‫ﻓﻸﻧﻬم اﻋﺗﺑروﻫﺎ ﻣﻌﺗدة ﻣن وﻓﺎة ﻓﻼ ﺗﺟب ﻟﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ )‪.(٣‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣن أﺛﺑت ﻟﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﻸﻧﻬ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــدة اﻟﺗ ـ ـرﺑص ﻟـ ــم ﯾﺣﻛ ــم ﻓﯾـ ــﻪ ﺑﺑﯾﻧوﻧﺗﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن زوﺟﻬـ ــﺎ ﻓﻬـ ــﻲ‬
‫ﻣﺣﺑوﺳﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺣﻛم اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﺄﺷﺑﻪ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﻣدة ‪.‬‬
‫وأﻣــﺎ ﻣــدة اﻟﻌــدة ﻓﻸﻧﻬــﺎ ﻏﯾــر ﻣﺗﯾﻘﻧــﺔ ﺑﺧــﻼف ﻋــدة اﻟوﻓــﺎة ﻓــﺈن ﻣوﺗــﻪ‬
‫)‪.(١‬‬
‫ﻣﺗﯾﻘن‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٥‬ص ‪ ، ٤٥٢‬اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ج ‪ ١١‬ص ‪٧٢٧‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٥‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫اﻟﻣﻬذب ج ‪ ٣‬ص ‪١٥٦‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٨٩ -‬‬
‫اﻟرأي اﻟراﺟﺢ‬
‫أرى واﷲ أﻋﻠ ــم أن اﻟـ ـراﺟﺢ ﻓ ــﻲ ﺗﻠ ــك اﻟﻣ ــﺳﺄﻟﺔ ﻣ ــﺎ ذﻫ ــب إﻟﯾ ــﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾ ــﺔ‬
‫واﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻣــن ﺛﺑــوت اﻟﻧﻔﻘــﺔ ﻟﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣــدة اﻟﺗ ـرﺑص ﻷﻧﻬــﺎ ﻣــﺎ ازﻟــت زوﺟــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻔﻘــود ‪ ،‬أﻣــﺎ إذا ﺑــدأت ﻓــﻲ اﻟﻌــدة ﻓــﻼ ﺗﺛﺑــت ﻟﻬــﺎ اﻟﻧﻔﻘــﺔ ‪ ،‬ﻷن اﻟﻘﺎﺿــﻲ إذا‬
‫أﻣرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌدة ﻓﻘد ﺣﻛـم ﺑﻣـوت زوﺟﻬـﺎ ﻓﺗﻌﺎﻣـل ﻣﻌﺎﻣﻠـﺔ اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ﻋﻧﻬـﺎ زوﺟﻬـﺎ‬
‫‪ ،‬وﻷﻧﻬﺎ ﺣﺎل ﺗﺿررت ﺑرﻓﻊ أﻣرﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻛم ﻣﻊ ﺛﺑوت اﻟﻧﻔﻘﺔ وﺗوﻓرﻫﺎ ﻟﻬﺎ‬
‫‪ ،‬دل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﺑﻬﺎ ﻟﯾس ﻣن ﺟﻬـﺔ اﻻﻧﻔـﺎق ﻋﻠﯾﻬـﺎ وﻻ اﻟﻣـﺎل‬
‫ﻓﺄﺷﺑﻬت ﻣن ﺧﻠﻌت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن زوﺟﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗـﺳﺗﺣق ﻧﻔﻘـﺔ ‪ ،‬وأﯾـﺿﺎ ﻣ ارﻋـﺎة‬
‫ﻟﺣﺎل اﻟورﺛﺔ وﻣﺻﻠﺣﺗﻬم ‪.‬‬
‫ﻫذا واﷲ أﻋﻠﻰ وأﻋﻠم‬

‫ﻧﻔﻘﺔ اﻷﻗﺎرب ‪:‬‬


‫إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻔﻘود أوﻻدا ﺻﻐﺎ ار وﺑﻧﺎت وواﻟدﯾن ﻣﺣﺗﺎﺟﯾن ﻓﻬل ﺗﺟب‬
‫ﻧﻔﻘﺗﻬم ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ؟‬
‫ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟواﺟﺑﺔ ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد ‪ ،‬وﻗد ﺛﺑت وﺟوﺑﻬﺎ ﺑﻘوﻟـﻪ‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪:‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫)) وﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻟود ﻟﻪ رزﻗﻬن وﻛﺳوﺗﻬن ﺑﺎﻟﻣﻌروف ((‬
‫وأﯾﺿﺎ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪- :‬‬
‫)‪(٣‬‬
‫)) ﻓﺈن أرﺿﻌن ﻟﻛم ﻓﺂﺗوﻫن أﺟورﻫن ((‬

‫)‪(١‬اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٥‬‬


‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ رﻗم ‪٢٣٣‬‬ ‫)‪(١‬‬
‫) ‪(٢‬‬
‫ﺳورة اﻟطﻼق آﯾﺔ رﻗم ‪٦‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٠ -‬‬
‫أﯾــﺿﺎ ﻣــن اﻟﻧﻔﻘــﺎت اﻟواﺟﺑــﺔ ﻧﻔﻘــﺔ اﻟواﻟــدﯾن ‪ ،‬وﺟﺑــت ﺑﻘوﻟــﻪ‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪- :‬‬
‫)‪(١‬‬
‫)) وﻗ ــﺿﻰ رﺑ ــك أﻻ ﺗﻌﺑ ــدوا إﻻ إﯾ ــﺎﻩ وﺑﺎﻟواﻟ ــدﯾن إﺣ ــﺳﺎﻧﺎ ((‬
‫وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪- :‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫)) وﺻﺎﺣﺑﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ﻣﻌروﻓﺎ ((‬
‫‪ ‬وﻗـد ذﻫــب اﻷﺣﻧــﺎف واﻟﻣﺎﻟﻛﯾــﺔ إﻟــﻰ أن ﻫــؤﻻء ﯾﻧﻔــق ﻋﻠــﯾﻬم‬
‫ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﻔﻘود ‪ ،‬ﺣﯾث إن اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﺳﺋل ‪ :‬أﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ وﻟـدﻩ‬
‫)‪(٣‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺻﻐﺎر وﺑﻧﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﺔ أﺷﻬر وﻋﺷ ار ‪ ،‬ﻗﺎل ‪ :‬ﻧﻌم‬
‫وﻟﻛن إذا ﻛﺎن ﻟﻬؤﻻء ﻣﺎل أﯾﻧﻔق ﻋﻠﯾﻬم أﯾﺿﺎ ﻣن ﻣﺎل اﻟﻣﻔﻘود‬
‫؟‬
‫ﺳﺋل اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ﻋـن ذﻟـك ‪ :‬أ أرﯾـت اﻟﻣﻔﻘـود إذا ﻛـﺎن ﻟـﻪ وﻟـد‬
‫ﺻــﻐﺎر وﻟﻬــم ﻣــﺎل أﯾﻧﻔــق ﻋﻠــﯾﻬم ﻣــن ﻣــﺎل أﺑــﯾﻬم ؟ ﻗــﺎل ‪ :‬ﻻ ﯾﻧﻔــق‬
‫ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﻣﺎل أﺑﯾﻬم ‪.‬‬
‫ﻷن ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻗﺎل إذا ﻛﺎن ﻟﻠﺻﻐﯾر ﻣﺎل ﻟم ﯾﺟﺑر اﻷب ﻋﻠﻰ‬
‫ﻧﻔﻘﺗﻪ )‪.( ٤‬‬

‫) ‪(٣‬‬
‫ﺳورة اﻹﺳراء آﯾﺔ رﻗم ‪٢٣‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫ﺳورة ﻟﻘﻣﺎن آﯾﺔ رﻗم ‪١٥‬‬
‫)‪(٥‬‬
‫ﺑــداﺋﻊ اﻟــﺻﻧﺎﺋﻊ ج ‪ ٣‬ص ‪ & ٣٣٩‬اﻟﻣدوﻧــﺔ اﻟﻛﺑــرى ج ‪ ٥‬ص ‪ & ٤٥٢‬اﻟﻬداﯾــﺔ‬
‫ﺷرح اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻏﯾﺎﻧﻲ ط اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ج ‪ ٢‬ص ‪١٨٠‬‬
‫)‪(٦‬‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٥‬ص ‪٤٥٢‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩١ -‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺧﺎﻣس‬
‫ﻣﯾراث اﻟﻣﻔﻘود‬
‫اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﯾراث اﻟﻣﻔﻘود ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ﻋن أﻣرﯾن ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻹرث ﻣن اﻟﻣﻔﻘود ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إرث اﻟﻣﻔﻘود ﻣن ﻏﯾرﻩ ‪.‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ وﻫﻲ اﻹرث ﻣن اﻟﻣﻔﻘود‬
‫ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﻔﻘود ﺣﻲ ﻓـﻲ ﺣـق ﻧﻔـﺳﻪ ﺑﺎﻻﺳﺗـﺻﺣﺎب ﻣﯾﺗـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺣق ﻏﯾرﻩ ‪.‬‬
‫ﻓﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻻ ﯾﻘﺳم ﻣﺎﻟﻪ ﺑﯾن ورﺛﺗﻪ ﻷن اﻻﺳﺗﺻﺣﺎب ﯾـﺻﻠﺢ‬
‫ﻹﺑﻘﺎء ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٢ -‬‬
‫ﻓﻼ ﯾﻘﺳم ﻣﺎل اﻟﻣﻔﻘود ﺣﺗﻰ ﯾﺄﻛـد ﻣوﺗـﻪ أو ﯾﺑﻠـﻎ ﻣـن اﻟزﻣـﺎن ﻣـﺎ ﻻ‬
‫ﯾﺣﯾـﺎ إﻟـﻰ ﻣﺛﻠـﻪ ‪ ،‬ﻓﯾﻘــﺳم ﻣﯾ ارﺛـﻪ ﻣـن ﯾـوم ﯾﻣــوت أو ﺗﻣـﺿﻲ ﻣـدة ﯾﻐﻠــب‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟظن أﻧﻪ ﻻ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ ﻓﯾﺟﺗﻬد اﻟﻘﺎﺿﻲ وﯾﺣﻛم ﺑﻣوﺗﻪ )‪.(١‬‬
‫ﻏﯾر أن اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ذﻛـروا ﻓـﻲ اﻟﻣﻔﻘـود اﻟﻐﺎﻟـب ﻣـن ﺣﺎﻟـﻪ اﻟﻬـﻼك أﻧـﻪ‬
‫ﯾﻧظــر ﺑﻌــد أرﺑــﻊ ﺳــﻧﯾن ﻓــﺈن ﻟــم ﯾظﻬــر ﻟــﻪ ﺧﺑــر ﻗــﺳم ﻣﺎﻟــﻪ ﻷﻧــﻪ اﻟوﻗــت‬
‫اﻟــذي ﯾﺑــﺎح ﻻﻣ أرﺗــﻪ اﻟﺗــزوج ﻓﯾــﻪ ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﺣﻛــم ﺑوﻓﺎﺗــﻪ ﻓــﻼ وﺟــﻪ ﻟﻠوﻗــوف‬
‫ﻋن ﻗﺳم ﻣﺎﻟﻪ )‪.( ٢‬‬

‫ٕواﻧﻣــﺎ ﯾــرث اﻟﻣﻔﻘــود ورﺛﺗــﻪ اﻷﺣﯾــﺎء ﯾــوم اﻟﺣﻛــم ﺑﻣوﺗــﻪ ‪ ،‬وﻻ ﯾــورث‬
‫ﻣﻧﻪ ﻣن ﻣﺎت ﻗﺑل اﻟﺣﻛم وﻟو ﺑﻠﺣظﺔ ﻟﺟواز ﻣوﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ )‪.(٣‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ إرث اﻟﻣﻔﻘود ﻣن ﻏﯾرﻩ‬
‫ﻓﻘــد اﺗﻔــق ﺟﻣﻬــور اﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻣﻔﻘــود إذا ﻣــﺎت ﻟــﻪ ﻣــن ﯾرﺛــﻪ‬
‫وﻫو ﻣﺎ زال ﻣﻔﻘودا ﻟم ﯾﺣﻛم ﺑﻣوﺗﻪ ‪ ،‬وﻟم ﺗﻘم اﻟﺑﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ‪ ،‬ﻓﺣﯾﺎة‬
‫اﻟﻣﻔﻘــود ﻫــﻲ اﻷﺻــل اﻟﺛﺎﺑــت ﻫﻧــﺎ ‪ ،‬وﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﯾوﻗــف ﻟﻠﻣﻔﻘــود‬
‫ﺣﺻﺗﻪ ﻣن اﻟﻣﯾراث ‪ ،‬ﻓﺈن ﺟﺎء اﻟﻣﻔﻘود ﻛﺎن أﺣق ﺑﻪ ٕوان ظﻬـر ﻣوﺗـﻪ‬

‫) ‪ (١‬ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﻬر ﻓﻲ ﺷرح ﻣﻠﺗﻘﻰ اﻷﺑﺣـر ﻟـﺷﯾﺦ زادﻩ ط دار اﻟﻛﺗـب اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﺑﯾـروت‬
‫ﻟﺑﻧﺎن ج ‪ ٢‬ص ‪ & ٥٣٩‬اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٣‬ص ‪ & ٩٦‬اﻟﻣﻧﻬـﺎج ﻟﻠﻧـووي ج‬
‫‪ ١‬ص ‪٢٧٣‬‬
‫) ‪ (٢‬اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٦‬ص ‪٣٨٩‬‬
‫) ‪ (١‬اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٥‬ص ‪ & ٤٥٣‬ﻗﻠﯾوﺑﻲ وﻋﻣﯾرة ج ‪ ١٠‬ص ‪٢٥٦‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٣ -‬‬
‫ﺣــﯾن ﻣــوت ﻣورﺛــﻪ ‪ ،‬أو ﺑﻠــﻎ ﻣــن اﻟــﺳﻧﯾن ﻣــﺎ ﻻ ﯾﻌــﺎش إﻟــﻰ ﻣﺛﻠﻬــﺎ دﻓــﻊ‬
‫)‪(١‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻧﺻﯾﺑﻪ إﻟﻰ ﻣن ﯾرث ذﻟك اﻟﻣﺎل‬
‫وﻓﻲ ﻫذا ﻗﺎل اﻷﺣﻧﺎف ‪:‬‬
‫ٕوان ﻛ ــﺎن ﻣ ــﺎت ﺑﻌ ــض ﻣ ــن ﯾرﺛ ــﻪ اﻟﻣﻔﻘ ــود ﻗﺑ ــل ﻫ ــذا ﻓﻧ ــﺻﯾﺑﻪ ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣﯾ ـراث ﯾوﻗــف اﻟــﻲ أن ﯾﺗﺑــﯾن ﺣﺎﻟــﻪ ﻷﻧــﻪ ﻏﯾــر ﻣﺣﻛــوم ﺑﻣوﺗــﻪ وﻟﻛﻧــﻪ‬
‫ﯾﺷﺗﺑﻪ اﻟﺣﺎل ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺟﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺑطن ﻓﯾوﻗـف ﻧـﺻﯾﺑﻪ ﻓـﺈن ظﻬـر ﺣﯾـﺎ‬
‫ﻛ ــﺎن ذﻟ ــك ﻣ ــﺳﺗﺣﻘﺎ ﻟ ــﻪ ٕوان ﻟ ــم ﯾظﻬ ــر ﺣﺎﻟ ــﻪ ﻓ ــذﻟك ﻣ ــردود إﻟ ــﻰ ورﺛ ــﺔ‬
‫ﺻ ــﺎﺣب اﻟﻣ ــﺎل ﻋﻠ ــﻰ ﺳ ــﻬﺎﻣﻬم ﺑﻣﻧزﻟ ــﺔ اﻟﻣوﻗ ــوف ﻟﻠﺟﻧ ــﯾن إذا اﻧﻔ ــﺻل‬
‫اﻟﺟﻧﯾن ﻣﯾﺗـﺎ وﻫـذا ﻷﻧـﻪ ﻟـم ﯾظﻬـر ﺷـرط اﻻﺳـﺗﺣﻘﺎق ﻟـﻪ ﻓﯾﻛـون ﻣوروﺛـﺎ‬
‫‪(٢).‬‬
‫ﻋن اﻟﻣﯾت ﻛﺳﺎﺋر ورﺛﺗﻪ ﯾوم ﻣﺎت‬

‫وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋن اﻹﻣـﺎم ﻣﺎﻟـك ‪ :‬وﻗـف ﻧـﺻﯾب اﻟﻣﻔﻘـود ﻓـﺈن‬


‫أﺗﻰ ﻛﺎن أﺣق ﺑـﻪ ٕوان ﺑﻠـﻎ ﻣـن اﻟـﺳﻧﯾن ﻣـﺎ ﻻ ﯾﺣﯾـﺎ إﻟـﻰ ﻣﺛﻠﻬـﺎ رد إﻟـﻰ‬
‫اﻟــذﯾن ورﺛ ـوا اﺑﻧــﻪ اﻟﻣﯾــت ﯾــوم ﻣــﺎت وﯾﻘــﺳم ﺑﯾــﻧﻬم ﻋﻠــﻰ ﻣ ـوارﯾﺛﻬم ﻗــﺎل‬
‫)‪(٣‬‬
‫ﻣﺎﻟك ‪ :‬ﻻ ﯾرث أﺣد أﺣدا ﺑﺎﻟﺷك‬
‫وزو ًﺟـﺎ‬ ‫ـﯾن ِ َ ٍ‬
‫ُﺧﺗَ ْ ِ‬ ‫وﺧﻠﱠﻔَ ْ‬
‫ﻷب ‪ْ َ َ ،‬‬ ‫ـت أ ْ‬ ‫ـت َ َ‬ ‫وﻣﺛل اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻟـذﻟك ب ‪ :‬ا ْﻣـ َأرَةٌ َﻣﺎﺗَ ْ‬
‫ﻓﺎﻟﺗرَﻛـﺔُ ِﻣ ْـن‬
‫ـود َﺣﯾـﺎ َ ﱠِ‬
‫اﻟﻣﻔﻘُْ ُ‬ ‫ـﺎن اﻟ ﱠ ْ‬
‫ـزو ُج ْ َ‬ ‫إن َﻛ َ‬ ‫ـﺎل ‪ْ ِ :‬‬ ‫وﻋﺻﺑﺔً اﻹرث ‪ ،‬ﻓﻘََ َ‬ ‫ﻣﻔﻘودا ‪َ َ َ َ ،‬‬ ‫َ ُْ ً‬
‫اﻟﺛﻠﺛﺎن أَرﺑﻌﺔُ أ ٍ‬ ‫َﺳﻬم ‪ ِ َْ ْ ُ ْ ِ ،‬ﱡ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺳﺑﻌﺔ أ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫َﺳﻬم ‪،‬‬‫وﻟﻸﺧﺗﯾن َُ ِ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔُ أ ْ ُ َ‬ ‫ﻟﻠزو ِج ﱢ ْ ُ‬
‫اﻟﻧﺻف َ َ َ‬ ‫َﺳﻬم ‪ :‬ﱠ ْ‬ ‫َْ َ ْ ُ‬
‫ـﺻﺑﺔ ‪َ ،‬وﺗَـ ِ ﱡ‬
‫ـﺻﺢ‬ ‫ـﺎﻗﻲ ِْﻟﻠﻌـ ِ‬
‫َ ََ‬
‫ـﺎن و ْاﻟﺑـ ِ‬
‫اﻟﺛﻠﺛَـ ِ َ َ‬‫ـﯾن ﱡْ‬ ‫ﻣﯾﺗًــﺎ َِ ْ ُ ْ‬
‫ﻓﻠﻸﺧﺗَـ ْ ِ‬ ‫ـود َ ﱢ‬
‫اﻟﻣﻔﻘُْـ ُ‬ ‫ـﺎن اﻟـ ﱠ ْ‬
‫ـزو ُج ْ َ‬ ‫ان َﻛـ َ‬
‫َ ٕوِ ْ‬

‫) ‪ (٢‬ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻧﻬر ج ‪ ٢‬ص ‪ & ٥٣٩‬اﻟﻛﺎﻓﻲ ج ‪ ١‬ص ‪ & ٢٦٠‬اﻟﻣﻧﻬﺎج ج ‪ ٨‬ص‬


‫‪ & ٢٧٣‬اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٦‬ص ‪٣٨٩‬‬
‫)‪(٣‬اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ج ‪ ١١‬ص ‪٨٥ & ٨٤‬‬
‫)‪ ( ١‬اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٤‬ص ‪١٧٨‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٤ -‬‬
‫َﺣدا َ ِ ْ‬ ‫ﺛﻼﺛﺔً ِﻓﻲ ْ ٍ‬ ‫ِﻣن َ َ َ ٍ‬
‫ـﺎن اﻟ ﱠ ْ‬
‫ـزو ُج‬ ‫ﻓﺈن َﻛ َ‬ ‫ﯾن ‪ْ َِ ،‬‬ ‫وﻋﺷ ِر َ‬ ‫ﺗﻛن أ َ ً‬‫ﺳﺑﻌﺔ َ ُ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ﻓﺎﺿرب َ َ َ‬‫ﺛﻼﺛﺔ ‪ْ ِ ْ َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ـﺻﺑﺔ ‪،‬‬ ‫ـﺷر ﺳــﻬﻣﺎ ‪ ،‬وَﻻ َﺷــﻲء ِْﻟﻠﻌـ ِ‬ ‫ـﻬم ‪ْ ُ ْ ِ َ ،‬‬
‫وﻟﻸﺧﺗَـ ْ ِ‬ ‫ﺣﯾــﺎ َﻓﻠَــﻪ ﺗِــﺳﻌﺔُ أَﺳـ ٍ‬
‫ْ َ َ ََ‬ ‫ـﯾن اﺛَْﻧــﺎ َﻋـ َ َ َ ْ ً َ‬ ‫ُ َْ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ـﺎﻗﻲ ِْﻟﻠﻌـ ِ‬ ‫ـﺷر ﺳــﻬﻣﺎ و ْاﻟﺑـ ِ‬ ‫ﻣﯾﺗًــﺎ َِ ْ ُ ْ‬
‫ـﺻﺑﺔ ‪َ ،‬و ُﻫـ َـو‬ ‫َ ََ‬ ‫ـﯾن أَ ْرَﺑ َﻌــﺔَ َﻋـ َ َ َ ْ ً َ َ‬ ‫ﻓﻠﻸﺧﺗَـ ْ ِ‬ ‫ـزو ُج َ ﱢ‬‫ـﺎن اﻟـ ﱠ ْ‬
‫ان َﻛـ َ‬ ‫َ ٕوِ ْ‬
‫ِ‬
‫ﺳﻬﻣﺎ ﻷَﱠﻧـﻪُ‬ ‫ﻋﺷر َ ْ ً‬ ‫اﺛﻧﺎ َ َ َ‬ ‫وذﻟك َْ‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾن ‪َ ِ َ َ ،‬‬‫َﻗل ْ َ ْ َ ْ ِ‬ ‫اﻷﺧﺗﯾن أ َ ﱠ‬
‫ﻓﯾﻌطﻲ ْ ُ ْ َْ ِ‬ ‫َﺳﻬم ‪ِ َ ،‬‬
‫ُْ‬
‫ﺳﺑﻌﺔُ أ ٍ‬
‫َْ َ ْ ُ‬
‫ـﺻﺑﺔ َﺷـ ْ ً ِ‬ ‫ـدﻓﻊ ِْﻟﻠﻌـ ِ‬ ‫ِْ‬
‫ـﺎن‬
‫ـﺈن َﺑـ َ‬ ‫ـزو ُج َﺣﯾــﺎ ‪ ،‬ﻓَـ ِ ْ‬ ‫ـون اﻟـ ﱠ ْ‬ ‫َن َﯾ ُﻛـ َ‬ ‫ـﯾﺋﺎ ‪ ،‬ﻟ َﺟـ َو ِاز أ ْ‬ ‫ـﯾن ‪َ ،‬وَﻻ َﯾـ ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫اﻟﯾﻘـ ُ‬ ‫َ‬
‫ﻣﯾﺗًـﺎ َ ﱠ‬ ‫ﱡ‬
‫ـﺎم‬ ‫ـﯾن َﺳ ْ َ ِ‬
‫ـﻬﻣﺎن ﺗَ َﻣ ُ‬ ‫اﻷﺧﺗَ ْ ِ‬
‫رد َﻋﻠَـﻰ ْ ُ ْ‬ ‫ﺑﺎن َ ﱢ‬‫ان َ َ‬ ‫ﻛﻠﻬﺎ َﻟﻪُ ‪ٕ َ ،‬وِ ْ‬ ‫ﻓﺎﻟﺗﺳﻌﺔُ ُ َ‬ ‫اﻟزو ُج َﺣﯾﺎ َ ﱢ ْ َ‬ ‫ﱠْ‬
‫ﺳﺑﻌﺔُ أ ٍ‬ ‫اﻟﻌﺻﺑﺔ ْ ِ‬
‫ِ‬
‫َﺳﻬم ‪.‬‬‫وﻫو َ ْ َ ْ ُ‬ ‫اﻟﺑﺎﻗﻲ َ ُ َ‬ ‫ودﻓﻊ َِإﻟﻰ ْ َ َ َ َ‬ ‫ﺳﻬﻣﺎ ‪َ َ َ َ ،‬‬ ‫ﻋﺷر َ ْ ً‬ ‫ﺑﻌﺔَ َ َ َ‬ ‫أَ ْرَ َ‬
‫ـودا‬
‫ﻷب َﻣﻔﻘُْـ ً‬ ‫ﻷب وأَ ًﺧــﺎ ِ َ ٍ‬ ‫ﻷم وأ ْ ِ ٍ‬ ‫ـت ْاﻟﻣ ـ أرَةُ َزوﺟــﺎ وأَﻣــﺎ وأ ْ ِ‬ ‫َﻓﻠَــو َﺧﻠﱠﻔَـ ِ‬
‫ُﺧﺗًــﺎ َ َ‬ ‫ُﺧﺗًــﺎ ُﱟ َ‬ ‫َْ ًْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ـزو ِج اﻟﱢﻧ ـ ْ ُ‬
‫ـﺻف‬ ‫ـود َﺣﯾ ــﺎ َﻓﻠﻠ ـ ﱠ ْ‬ ‫اﻟﻣﻔﻘُْ ـ ُ‬
‫اﻷخ ْ َ‬ ‫ـﺎن ْ َ ُ‬ ‫ـول ‪َِ :‬إذا َﻛ ـ َ‬ ‫َن َﻧﻘُ ـ َ‬ ‫ﻓﺎﻟﻌ َﻣ ـ ُـل أ ْ‬
‫اﻹرث ‪َ ْ َ ،‬‬
‫اﻷب‬‫ـت ِﻣـ َـن ْ َ ِ‬ ‫اﻷخ و ْاﻷُ ْﺧـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـﻸخ ﻟِـ ْ ُ ﱢ‬
‫ـﺳدس َوﻟِـ ْ َ ِ‬ ‫َوﻟِـ ْ ُ ﱢ‬
‫ـﯾن ْ َ ِ َ‬ ‫ـﺳدس ‪َ ،‬و ْاﻟَﺑــﺎﻗﻲ َﺑـ ْ َ‬ ‫ـﻸم اﻟـ ﱡ ُ ُ‬ ‫ـﻸم اﻟـ ﱡ ُ ُ‬
‫ـﺷر ‪ٕ ،‬وِان َﻛــﺎن ﱢ ِ‬ ‫ـﺻﺢ ْاﻟﻣــﺳﺄََﻟﺔُ ِﻣــن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻠَــﻰ َ َ ٍ‬
‫ـزو ِج‬‫ﻣﯾﺗًــﺎ َﻓﻠﻠـ ﱠ ْ‬‫ﺛﻣﺎﻧَﯾــﺔَ َﻋـ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ﺛﻼﺛَــﺔ ‪َ ،‬وﺗَـ ﱡ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ـﻸب اﻟﱢﻧ ْ ُ‬
‫ـﺻف‬ ‫ـت ﻟِ ْ َ ِ‬ ‫وﻟﻸُ ْﺧ ِ‬ ‫ـﺳدس ‪ْ ِ َ ،‬‬ ‫اﻷم اﻟ ﱡ ُ ُ‬ ‫ـﻸخ ِﻣ َـن ْ ُﱢ‬ ‫‪،‬وﻟِ ْ َ ِ‬ ‫اﻟﻧﺻف َ ِ ْ ُ ﱢ‬
‫ﱢ ْ ُ‬
‫اﻟﺳدس َ‬ ‫وﻟﻸم ﱡ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔُ ﺗَُو ِ ُ‬‫ِ‬ ‫وﺗﻌول َِإﻟﻰ َ ِ ٍ‬
‫ﺑﺎﻹﻧﺻﺎف ‪ْ ِ ْ َ ،‬‬
‫ﻓﺎﺿرب‬ ‫ﻋﺷر ِ ِْ ْ َ‬ ‫اﻓق ﱠ َ َ‬
‫اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔَ َ َ َ‬ ‫ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ‪َ ،‬و ﱠ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪ُ َُ َ ،‬‬
‫)‪(١‬‬
‫وﻣﻧﻬﺎ َ ِ ﱡ‬
‫ﺗﺻﺢ‬ ‫ِ‬
‫وﺳﺑﻌﯾن ‪َ ْ َ ،‬‬
‫ِ‬
‫اﺛﻧﯾن َ َ ْ َ‬ ‫ﺗﻛن َْْ ِ‬ ‫اﻷﺧرى َ ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫إﺣداﻫﻣﺎ ﻓﻲ ْ ُ ْ َ‬ ‫ﻧﺻف ْ َ ُ َ‬
‫ِ ْ َ ِ‬
‫ـﻊ إﻟــﻰ ُﻛـ ﱢـل‬ ‫ـدة َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـﺎت ﻟﻠﻣﻔﻘُـ ِ‬
‫ﻏﯾﺑﺗــﻪ ُدﻓـ َ‬‫ـود َﻣـ ْـن َﯾ ِرﺛُــﻪُ ﻓــﻲ ُﻣـ ﱠ َْ‬ ‫أﻣــﺎ اﻟﺣﻧﺎﺑﻠــﺔ ‪ :‬إذا َﻣـ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ﻧﺻﯾب ُْ ِ‬ ‫ﯾﺻﯾﺑﻪُ ُ ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ارث َ ﱡ‬ ‫وِ ٍ‬
‫ـﺈن ُﻋﻠ َـم أﻧـﻪُ‬ ‫ﯾﻌﻠم َﺣﺎﻟُ ُـﻪ‪ ،‬ﻓ ْ‬ ‫اﻟﻣﻔﻘود ﺣﺗﻰ ُ َ َ‬ ‫ووﻗف َ ُ‬ ‫أﻗل ﻣﺎ ُ ُ‬
‫ـﻲء‬
‫ـﻲ َﺷ ٌ‬ ‫ـﺈن َﺑﻘ َ‬ ‫ُوﻗف‪ ،‬ﻓ ْ‬ ‫ﻣﻣﺎ أ ِ َ‬ ‫ﻧﺻﯾﺑﻪُ ِ ﱠ‬ ‫ﺟﻌل ُ ِ ِ‬
‫ﻟﻠﻣﻔﻘود َ ُ‬
‫ِ‬
‫ﻣوﱢرُﺛﻪُ ُ َ َ‬ ‫ﻣﺎت ُ َ‬‫ﯾوم َ َ‬ ‫ﺣﯾﺎً َ َ‬ ‫ﻛﺎن َ ﱠ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رد ﻋﻠــﻰ ﻣــن ﯾـ َ ِ ُ ِ‬ ‫ُﱠ‬
‫ـﺎت‬
‫ـوم َﻣـ َ‬ ‫ﻣﯾﺗــﺎً َﯾـ َ‬‫ـﺎن َ ﱢ‬‫ـﺎن أﱠﻧــﻪُ ﻛـ َ‬ ‫ان َﺑـ َ‬ ‫ـﺳﺗﺣﻘﻪُ ﻣـ ْـن َوَرﺛَــﺔ اﻟﻣﱢﯾــت‪ٕ ،‬و ْ‬ ‫َْ َ‬
‫دون‬ ‫ِ‬ ‫ﺛﺔ اﻟﻣﱢﯾ ِ‬ ‫اﻟﻣوﻗوف ﻋﻠﻰ ورَ ِ‬ ‫ﻣﺿت ُ ﱠ‬ ‫ﻛﺎﻧت ﱠ‬ ‫ﻣوﱢرُﺛﻪ أو َ ِ‬
‫اﻷول ُ َ‬ ‫ـت‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫رد‬ ‫ﻗد َ ْ‬ ‫اﻟﻣدةُ ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ﯾق َ ِ‬
‫ﻋﻣل‬ ‫ﺛﺔ ْ ِ‬ ‫ورَ ِ‬
‫اﻟﻣﻔﻘود‪ ،‬وطرْ ُ َ‬ ‫َ‬

‫)‪ (١‬اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ج‪ ٨‬ص ‪٢٥٠ & ٢٤٩‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٥ -‬‬
‫ـﻲ‪ ،‬ﺛ ﱠـم ﺗُ ﱢ َ‬
‫ـﺻﺣﺣﻬﺎ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪُ‬ ‫ـود َﺣ ﱞ‬ ‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔُ ﻋﻠﻰ ﱠ‬
‫أن اﻟﻣﻔﻘُ َ‬ ‫َ‬ ‫أن ُ َ ﱠ َ‬
‫ﺗﺻﺣﺢ‬ ‫ذﻟك ْ‬
‫َ‬
‫)‪(١‬‬
‫َِ‬
‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺗﺎن‬ ‫ﺗﻧظر ﻣﺎ ﱠ ْ ِ‬ ‫ﱢٌ‬
‫ﺻﺣت ﻣﻧﻪُ‬‫َ‬ ‫ﺛم َ ُ َ‬
‫ﻣﯾت‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻣﺎ ﺣﻛم ﺗورﯾث اﻟﻣرأة ﻣن زوﺟﻬﺎ اﻟﻣﻔﻘود إن ظﻬر ﻣوﺗﻪ ﺑﻌـد اﻷرﺑﻌـﺔ‬
‫أﺷﻬر ؟‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺳﺄﻟﺔ ﺗﻧظــر ﻋﻧــد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾــﺔ واﻟﺣﻧﺎﺑﻠــﺔ ﻷن اﻷﺣﻧــﺎف واﻟــﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻻ‬
‫ﯾﺟﯾزون ﻟﻠﻣرأة اﻟﺗزوج إﻻ ﺑﻌد اﻟﺗﯾﻘن ﻣن ﻣوت زوﺟﻬﺎ‬
‫وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷﻘﯾن‬
‫ﻧﻧظر ‪ :‬إن ﺗﯾﻘﻧﺎ ﻣن ﻣوﺗﻪ ﺑﻌد اﻋﺗداد اﻟﻣرأة ﻓﻧﻧظر ﻫل ﺗزوﺟت اﻟﻣرأة‬
‫ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﻋدﺗﻬﺎ أم ﻻ ؟‬
‫أوﻻ ‪ :‬ﻓﺈن ﺟﺎء ﻣوﺗﻪ ﺑﻌد اﻟﻌدة وﻗﺑـل أن ﺗﺗـزوج اﻟﻣـرأة ورﺛﺗـﻪ وورﺛﻬـﺎ‬
‫‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﻣﺎ إن ﺗزوﺟت ﺑﻌد اﻷرﺑﻌﺔ أﺷﻬر وﻋﺷ ار ﻧﻧظر ‪:‬‬
‫أ – إن ﺑ ــﺎن ﻣوﺗ ــﻪ ﻗﺑ ــل أن ﯾ ــدﺧل ﺑﻬ ــﺎ اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ورﺛﺗ ــﻪ ‪ ،‬وﻋﻧ ــد اﻹﻣ ــﺎم‬
‫ﻣﺎﻟك ﻓرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ واﺳﺗﻘﺑﻠت ﻋدﺗﻬﺎ ﻣن ﯾوم ﻣﺎت‬
‫ب – أﻣﺎ إن ﺑـﺎن ﻣوﺗـﻪ ﺑﻌـد أن دﺧـل ﺑﻬـﺎ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻓـﻼ ﻣﯾـراث ﻟﻬـﺎ ﻣﻧـﻪ‬
‫) ‪.( ٢‬‬
‫وﻻ ﯾﻔرق ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن زوﺟﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫أﻣــﺎ ﻋﻧــد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠــﺔ ‪ :‬ﻓﻌﻠــﻰ اﻟﻘــول ﺑــﺄن ﻟﻬــﺎ أن ﺗﺗــزوج ﻟــم ﺗــرث اﻟــزوج‬
‫اﻷول وﻟم ﯾرﺛﻬﺎ إن ﻣﺎﺗت ﻗﺑﻠﻪ ‪ ،‬ﺑل ورﺛت اﻟﺛﺎﻧﻲ وورﺛﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻗــﺎل ﺻــﺎﺣب اﻟﻣﻐﻧــﻲ ‪ :‬ﻣﺗــﻰ ﻋﻠــم أن اﻷول ﻛــﺎن ﺣﯾــﺎ ورﺛﺗــﻪ وورﺛﻬــﺎ ‪،‬‬
‫إﻻ أن ﯾﺧﺗﺎر ﺗرﻛﻬﺎ ‪.‬‬

‫) ‪ (٢‬اﻟﻬداﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣذﻫب اﻹﻣﺎم أﺣﻣد ج ‪ ١‬ص ‪٦٣٠‬‬


‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٤‬ص ‪ & ١٧٨‬اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻ ﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٦‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٦ -‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻗـول أﺑـﻲ اﻟﺧطـﺎب إن ﺣﻛـم ﺑوﻗـوع اﻟﻔرﻗـﺔ ﺑﺗﻔرﯾـق اﻟﺣـﺎﻛم ظـﺎﻫ ار‬
‫وﺑﺎطﻧــﺎ ﻓــﻼ ﺗرﺛــﻪ وﻻ ﯾرﺛﻬــﺎ ﺑــل ﺗــرث اﻟﺛــﺎﻧﻲ ن ٕوان ﻟــم ﯾﺣﻛــم ﺑوﻗــوع اﻟﻔرﻗــﺔ‬
‫)‪(١‬‬
‫ﺑﺎطﻧﺎ ورﺛت اﻷول وورﺛﻬﺎ وﻟم ﺗرث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪.‬‬

‫وﻣن أﻗوال اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ذﻟك‬


‫ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ‪:‬‬
‫ﻗﻠت أرأﯾت إن ﺟـﺎء ﻣوﺗـﻪ ﺑﻌـد اﻷرﺑﻌـﺔ أﺷـﻬر وﻋـﺷر ﻣـن ﻗﺑـل أن ﺗـﻧﻛﺢ‬
‫أﺗورﺛﻬﺎ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﻗول ﻣﺎﻟك أم ﻻ ﻗﺎل ﻧﻌم ﺗرﺛﻪ ﻋﻧد ﻣﺎﻟك ﻗﻠت ﻓـﺈن ﺗزوﺟـت‬
‫ﺑﻌد أرﺑﻌﺔ أﺷﻬر وﻋﺷر ﺛـم ﺟـﺎء ﻣوﺗـﻪ أﻧـﻪ ﻣـﺎت ﺑﻌـد اﻷرﺑﻌـﺔ أﺷـﻬر وﻋـﺷر‬
‫ﻗــﺎل إن ﺟــﺎء أن ﻣوﺗــﻪ ﺑﻌــد ﻧﻛــﺎح اﻵﺧــر وﻗﺑــل أن ﯾــدﺧل ﺑﻬــﺎ ﻫــذا اﻟﺛــﺎﻧﻲ‬
‫ورﺛﺗﻪ وﻓرق ﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ واﺳـﺗﻘﺑﻠت ﻋـدﺗﻬﺎ ﻣـن ﯾـوم ﻣـﺎت ٕوان ﺟـﺎء أن ﻣوﺗـﻪ ﺑﻌـد‬
‫ﻣﺎ دﺧل ﺑﻬﺎ زوﺟﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻻ ﻣﯾراث ﻟﻬـﺎ ﻣﻧـﻪ إﻻ أن ﯾﻛـون‬
‫ﯾﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗزوﺟت ﺑﻌد ﻣوﺗﻪ ﻓـﻲ ﻋـدة ﻣﻧـﻪ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗرﺛـﻪ وﯾﻔـرق ﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ ٕوان‬
‫ﻛــﺎن ﻗــد دﺧــل ﺑﻬــﺎ ﻟــم ﺗﺣــل ﻟــﻪ أﺑــدا ٕوان ﺗزوﺟــت ﺑﻌــد اﻧﻘــﺿﺎء ﻋــدﺗﻬﺎ ﻣــن‬
‫)‪(٢‬‬
‫ﻣوﺗﻪ ﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن زوﺟﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﻲ وورﺛت زوﺟﻬﺎ اﻟﻣﻔﻘود‬
‫ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ ‪:‬‬
‫ووِرﺛَﻬَـﺎ‪،‬‬ ‫ﻗﺑل ََ ﱡ ِ ِ ﱠ ِ‬
‫ﺗزوﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺛـﺎﻧﻲ‪َ ،‬وِرﺛَﺗْـﻪُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ﻣﺎﺗت َْ َ‬‫اﻷول‪ ،‬أ َْو َ َ ْ‬ ‫زوﺟﻬﺎ ْ َﱠ ُ‬ ‫ﻣﺎت َ ْ ُ َ‬
‫ﻣﺗﻰ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ـدﺧل ﺑِﻬَـﺎ؛ ِ َﱠ‬ ‫ﺗزوﺟت اﻟﺛﱠ ِ‬ ‫َ َ َِ َ‬
‫ﻷﻧَﻧـﺎ ﻗَ ْـد ََﺗﺑﯾﱠﱠﻧـﺎ أَﱠﻧـﻪُ َﻣﺗَـﻰ ﻗَ َ‬
‫ـدم ﻗَْﺑ َـل‬ ‫ـﺎﻧﻲ َﻓﻠَ ْـم َﯾ ْ ُ ْ‬ ‫إن ََ ﱠ َ ْ‬
‫وﻛذﻟك ْ‬
‫َن ِﻓﯾﻬَـﺎ‬‫ﺿـﻲ َذ َﻛ َـر أ ﱠ‬ ‫ذﻛرَﻧـﺎ أَن ْ َ ِ‬
‫اﻟﻘﺎ َ‬ ‫ردت إﻟَ ْﯾ ِـﻪ ِﺑﻐَْﯾ ِـر َ ْ‬
‫ﺗﺧﯾِﯾ ٍـر‪َ .‬وﻗَ ْـد َ َ ْ‬ ‫ﱡُ ِ ِ‬
‫ﺑﻬﺎ‪ ُ ،‬ﱠ ْ‬
‫اﻟدﺧول َ‬
‫اﻟرَواَﯾ ِـﺔ‪ْ ُ ،‬‬
‫ﺣﻛ ُﻣـﻪُ ُﺣ ْﻛ ُـم َﻣـﺎ ﻟَ ْـو َد َﺧ َـل‬ ‫ـذﻩ ﱢ‬‫ﯾﺧﱠﯾـر ِﻓﯾﻬـﺎ‪َ .‬ﻓﻌﻠَـﻰ ﻫ ِ ِ‬
‫ُﺧرى‪ ،‬أَﱠﻧـﻪُ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫ِرَو َاﯾﺔً أ ْ َ‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٧‬‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ج ‪ ٤‬ص ‪١٧٨‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٧ -‬‬
‫ﻓﺎﺧﺗﺎرَﻫﺎ ُ ﱠ ْ‬
‫ردت‬ ‫ﻧظرَﻧﺎ؛ َِ ِ‬ ‫إن َ َ َ ﱠ ِ ِ‬ ‫ِﺑﻬﺎ ﱠ ِ‬
‫اﻷول‪َ َ ْ َ ،‬‬ ‫ﻗدم ْ َﱠ ُ‬ ‫ﻓﺈن َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ﺑﻬﺎ َ َ ْ‬ ‫دﺧل اﻟﺛﺎﻧﻲ َ‬ ‫َﻣﺎ ْ‬ ‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ .‬ﻓَﺄ ﱠ‬
‫ﻷﻧﻪ َﻻ َ ِ‬ ‫ﺛﻬﺎ؛ ِ َﱠ‬ ‫وﻟم َِ ْ ﱠ ِ‬ ‫َْ ِ‬
‫ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫زوﺟﯾﺔَ ََْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫وﻟم َﯾ ِرْ َ‬‫ﺗرث اﻟﺛﺎﻧﻲ َ َ ْ‬ ‫ﺛﺗﻪ‪َ َ ،‬‬‫ووِرَ ْ ُ‬‫ﺛﻬﺎ َ َ‬ ‫إﻟﯾﻪ‪َ ،‬وِرَ َ‬
‫اﻟﻐﯾﺑـ ِـﺔ‪ ،‬أَو ﺑﻌـ َـد ُ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـدﻫﻣﺎ ﻗَْﺑـ َـل ْ َِ ِ‬
‫ﻗدو ِﻣــﻪ‪ ،‬ﻓَـ ِ ْ‬
‫ـﺈن‬ ‫اﺧﺗﯾﺎرَﻫــﺎ؛ إ ﱠﻣــﺎ ﻓــﻲ ْ َ َْ ْ َ ْ‬ ‫ـﺎت أَ َﺣـ ُ ُ َ‬‫ان َﻣـ َ‬ ‫َ ٕوِ ْ‬
‫ﱠِ‬
‫ﺛﻬﺎ؛‬ ‫وﻟم َﯾ ِرْ َ‬
‫اﻷول َ َ ْ‬
‫ﺗرث ْ َﱠ َ‬ ‫وﻟم َِ ْ‬ ‫ﺛﻬﺎ‪ْ َ َ ،‬‬ ‫ووِرَ َ‬‫اﻟزو َج اﻟﺛﺎﻧﻲ َ َ‬ ‫ﺛت ﱠ ْ‬ ‫ﺗﺗزو َج‪َ .‬وِرَ ْ‬ ‫َن َََ ﱠ‬ ‫ﻟﻬﺎ أ ْ‬‫ﻗﻠﻧﺎ‪َ َ :‬‬ ‫ُْ َ‬
‫ﱡ‬ ‫ـﯾن َﺷـ ْ َ ْ ِ‬ ‫َِﱠ‬
‫ـت ﻗَْﺑـ َـل‬ ‫ان َﻣﺎﺗَـ ْ‬ ‫ـﯾن ْاﻵ َﺧـ ُـر‪ٕ َ .‬وِ ْ‬ ‫ـدﻫﻣﺎ‪ ،‬ﺗَ َﻌـ ﱠ َ‬ ‫ـذر أَ َﺣـ ُ ُ َ‬ ‫ـﯾﺋﯾن‪َ ،‬ﻓﺗَ َﻌـ َ‬ ‫ﻷن َﻣـ ْـن ُﺧﱢﯾـ َـر َﺑـ ْ َ‬
‫ﯾﺧﺗرﻫـﺎ وِرﺛَﻬـﺎ اﻟﺛﱠ ِ‬ ‫ﺧﺗﯾﺎر ْ َﱠ ِ‬‫اِْ ِ‬
‫ـﺎﻧﻲ‪َ .‬ﻫ َـذا‬ ‫ان ﻟَ ْـم َ ْ َْ َ َ َ‬ ‫اﺧﺗﺎرَﻫـﺎ َوِرﺛَﻬَـﺎ َ ٕوِ ْ‬‫ﻓﺈن ْ َ َ‬ ‫ﺧﯾر‪ْ َِ ،‬‬ ‫اﻷول‪ ُ ،‬ﱢ َ‬
‫ـﺎﻧﻲ َوَﻻ َﯾ ِرﺛُﻬَـﺎ‬ ‫ـرث اﻟﺛﱠ ِ‬ ‫ﻓﺈﻧﻬَـﺎ َﻻ ﺗَ ِ ُ‬ ‫َﺧﺗَـﺎ ُرُﻩ‪ َِ ،‬ﱠ‬ ‫ﻋﻠﻰ َﻣـﺎ أ ْ‬ ‫َﻣﺎ َ َ‬ ‫ﻗول أ ْ َ َِ‬
‫َﺻﺣﺎﺑﻧﺎ‪َ .‬وأ ﱠ‬ ‫ظﺎﻫر َ ِ‬ ‫َ ِ‬
‫ْ‬
‫وﻣﺗَــﻰ َﻋﻠِـ َـم‬ ‫ـﺎن َﺣﯾـﺎ‪َ َ ،‬‬ ‫اﻷول َﻛـ َ‬‫َن ْ َﱠ َ‬ ‫ﯾﻌﻠَ َـم أ ﱠ‬‫ـدد ﻟَﻬَـﺎ َﻋ ْﻘـ ًـدا‪ ،‬أ َْو َﻻ َ ْ‬ ‫َن ُﯾ َﺟـ ﱢ َ‬‫ـﺎل‪ ،‬ﱠإﻻ أ ْ‬ ‫ﺑِ َﺣ ٍ‬
‫ﺗرﻛﻬـﺎ‪َ ،‬ﻓﺗَﺑِـﯾن ِﻣ ْﻧـﻪ ﺑِ َ ِ‬
‫ـذﻟك‪،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ﯾﺧﺗَـﺎر َْ َ َ‬ ‫َن َ ْ‬ ‫ووِرﺛَﺗْ ُـﻪ‪ ،‬ﱠإﻻ أ ْ‬ ‫ﻛﺎن َﺣﯾﺎ‪َ ،‬وِرَ َ‬
‫ﺛﻬﺎ َ َ‬ ‫اﻷول َ َ‬ ‫َن ْ َﱠ َ‬ ‫أﱠ‬
‫ﻓﻼ ﺗَِرُﺛﻪ َوَﻻ َﯾ ِرُﺛﻬﺎ‪.‬‬ ‫ََ‬
‫ـﺎﻫ ًار‬‫اﻟﺣﺎﻛم ظَ ِ‬ ‫ﯾق ْ ِِ‬
‫ﺑﺗﻔ ِر ِ َ‬ ‫ﻗﺔ ِ َ ْ‬‫ﺑوﻗوِع ْاﻟﻔُرَ ِ‬ ‫ﻛﻣﻧﺎ ِ ُ ُ‬ ‫إن َﺣ َ ْ َ‬ ‫اﻟﺧطﺎب‪ْ ،‬‬‫ﻗول أ َِﺑﻲ ْ َ ﱠ ِ‬ ‫وﻋﻠﻰ َ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫وﺑﺎطًﻧــﺎ‪ ،‬وِرﺛَـ ْ ﱠ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻧﺣ ُﻛـ ْـم‬‫ان ﻟَـ ْـم َ ْ‬‫اﻷول َوﻟَـ ْـم َﯾ ِرﺛْﻬَــﺎ‪ٕ َ ،‬وِ ْ‬
‫ـرث ْ َﱠ َ‬ ‫ووِرﺛَﻬَــﺎ‪َ ،‬وﻟَـ ْـم ﺗَـ ِ ْ‬‫ـت اﻟﺛــﺎﻧﻲ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫)‪(١‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ َوَْﻟم ﯾرْﺛﻬﺎ‬ ‫ﺗرث ﱠ ِ‬ ‫وﻟم َ ْ‬ ‫ﺛﻬﺎ‪َ َ ،‬‬ ‫ﺑﺎطﻧﺎ‪َ ،‬وِرْﺛت ْ َﱠ َ‬ ‫ﺑوﻗوع ْاﻟﻔُ ْرَﻗﺔ َ ِ ً‬ ‫ُِ ُ‬
‫وورَ َ‬ ‫اﻷول َ َ‬

‫********************************‬

‫)‪(١‬‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ‪ ٨‬ص ‪١٣٧ & ١٣٦‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٨ -‬‬
‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬

‫ﻓــﻲ اﻟﺧﺗــﺎم أرﺟــو ﻣــن اﷲ أن ﯾﺗﻘﺑــل ﺟﻬــدي وﯾﺟﻌﻠــﻪ ﺧﺎﻟــﺻﺎ ﻟوﺟﻬــﻪ‬


‫اﻟﻛرﯾم وأن ﯾﺟﺑر ﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻧﻘص أو ﺗﻘﺻﯾر وﺑﻌد ﻓﺗﻠك ﺑﻌـض اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ‬
‫واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ذﻟك اﻟﺑﺣث ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻣﻔﻘود ﻫو اﻟﻐﺎﺋب اﻟذي ﻻ ﯾدرى ﺣﯾﺎﺗﻪ وﻻ ﻣوﺗﻪ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻣن اﻷﻫﻣﯾـﺔ ﺑوﺟـﻪ ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ زﻣﻧﻧـﺎ اﻟﺣـﺎﻟﻲ وﻗـد ﺗﻌـددت ﻓﻌـﻼ‬
‫أﺳﺑﺎب اﻟﻔﻘد ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﯾﺳﯾر اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻫذا اﻟﺷﺧص‬
‫اﻟﻣﻔﻘــود إذا ﻛــﺎن ﺣﯾــﺎ أم ﻣﯾﺗــﺎ ﻧظ ـ ار ﻟﺗﻌــدد وﺳــﺎﺋل اﻻﺗــﺻﺎل ﻣــن ﺗﻠﯾﻔوﻧــﺎت‬
‫واﻧﺗرﻧــت ٕواذاﻋــﺎت وﻗﻧـوات وﻏﯾرﻫــﺎ ‪ ،‬وأﯾــﺿﺎ وﺟــود ﺳــﻔﺎرات ﻟﻛــل ﺑﻠــدة ﻓــﻲ‬
‫ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺑﻠدان ‪ ،‬ﻓﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ﻣن ﻓﻘد ﻓﻲ ﻓﺗﻧﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ﻟﯾس ﻛﻣن‬
‫ﻓﻘد ﻓﻲ ﺣرب ﻣﻊ اﻟﻌدو ‪ ،‬ﻓﻣن ﻓﻘد ﻓﻲ ﻓﺗﻧﺔ ﻣـﺛﻼ ﯾﺟﺗﻬـد ﻓﯾـﻪ اﻟﺣـﺎﻛم ﻧظـ ار‬
‫ﻟزوال ظروف ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗﻧﺔ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺧﻼف ﻣن ﻓﻘـد ﻓـﻲ زﻟـزال‬

‫‪-‬‬
‫‪٦٩٩ -‬‬
‫أو اﻧﻬ ــدام ﻣﻧ ــزل ﻓﯾﺟ ــب ﻣ ارﻋ ــﺎة ظ ــروف اﻟﻔﻘ ــد ﻗﺑ ــل اﻟﺣﻛ ــم ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻔﻘ ــود‬
‫ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة أو اﻟﻣوت ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻣـرأة اﻟﻣﻔﻘـود ﺗﺗـرﺑص أرﺑـﻊ ﺳـﻧﯾن ﺛـم ﺗﻌﺗـد أرﺑﻌـﺔ أﺷـﻬر وﻋـﺷ ار‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ إذ ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ‪ - :‬إن ﻋﺎد اﻟزوج اﻟﻣﻔﻘود ﻗﺑل أن ﺗﻧﻛﺢ اﻣرأﺗﻪ ﻓﻬو أﺣق ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫ٕوان ﻧﻛﺣت ﻓدﺧل ﺑﻬﺎ ﺛم أﺗﻰ ﻓﻼ ﺳﺑﯾل ﻟﻪ إﻟﯾﻬﺎ وﻻ ﻟﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻧﺎﻛﺣﻬﺎ ﺷﻲء ﻣـن اﻟـﺻداق اﻟـذي أﺻـدﻗﻬﺎ ﻷﻧﻬـﺎ ﻗـد اﺳـﺗﺣﻘﺗﻪ ﺑﻣﺳﯾـﺳﻪ ﻟﻬـﺎ‬
‫ﻛﻣﺎ ذﻫب إﻟﻰ ذﻟك اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺳﺎ ‪ :‬ﻧﻔﻘﺔ زوﺟﺔ اﻟﻣﻔﻘود واﺟﺑﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﺳﺎدﺳﺎ ‪ :‬اﻟﻣﻔﻘود ﺣﻲ ﻓﻲ ﺣق ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻻﺳﺗﺻﺣﺎب ﻣﯾﺗﺎ ﻓﻲ ﺣق ﻏﯾرﻩ‬
‫ﻓﺑﻧــﺎء ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﻻ ﯾﻘــﺳم ﻣﺎﻟــﻪ ﺑــﯾن ورﺛﺗــﻪ ﻷن اﻻﺳﺗــﺻﺣﺎب ﯾــﺻﻠﺢ‬
‫ﻹﺑﻘﺎء ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ‪.‬‬

‫**************************‬

‫‪-‬‬
‫‪٧٠٠ -‬‬
‫اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‬
‫ﻛﺗب اﻟﺣدﯾث‬
‫ﺳــﻧن اﻟــدارﻗطﻧﻲ أﺑــو اﻟﺣــﺳن ﻋﻠــﻲ ﺑــن ﻋﻣــر ﺑــن أﺣﻣــد ﺑــن ﻣﻬــدي ﺑــن‬
‫ﻣﺳﻌود ﺑن اﻟﻧﻌﻣﺎن ﺑن دﯾﻧﺎر اﻟﺑﻐدادي اﻟدارﻗطﻧﻲ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣؤﺳـﺳﺔ‬
‫اﻟرﺳﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ‪ -‬ﻟﺑﻧﺎن‬
‫ﻛﺗب اﻟﻠﻐﺔ‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‬
‫اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣﻧﻔﻲ‬
‫اﻟدر اﻟﻣﺧﺗﺎر ﻻﺑن ﻋﺎﺑدﯾن ط دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت ط اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﻘدﯾر ﻻﺑن اﻟﻬﻣﺎم ط دار اﻟﻔﻛر‬
‫‪ .‬اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ‬
‫اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷرح اﻟﻬداﯾﺔ ﻟﻠﺑﺎﺑرﺗﻲ ط دار اﻟﻔﻛر‬
‫اﻟﺑﺣر اﻟراﺋق ﻻﺑن ﻧﺟﯾم اﻟﺣﻧﻔﻲ ط اﻷوﻟـﻰ دار اﻟﻛﺗـب اﻟﻌﻠﻣﯾـﺔ ﺑﯾـروت‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‬

‫‪-‬‬
‫‪٧٠١ -‬‬
‫اﻟﻬداﯾﺔ ﺷرح اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻠﻣرﻏﯾﺎﻧﻲ ط اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‬
‫ﻣﺟﻣـ ــﻊ اﻷﻧﻬـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــرح ﻣﻠﺗﻘـ ــﻰ اﻷﺑﺣـ ــر ﻟـ ــﺷﯾﺦ زادﻩ ط دار اﻟﻛﺗـ ــب‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‬
‫اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ‬
‫ﻣﻧﺢ اﻟﺟﻠﯾل ط دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت‬
‫اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻻﺑن ﻋﺑد اﻟﺑر ط دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ﻻﺑن رﺷد ج ط دار اﻟﺣدﯾث اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫اﻟﺑﯾﺎن واﻟﺗﺣﺻﯾل ﻻﺑن رﺷد اﻟﻘرطﺑﻲ ط اﻟﺛﺎﻧﯾـﺔ دار اﻟﻐـرب اﻻﺳـﻼﻣﻲ‬
‫ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‬
‫اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻺﻣﺎم ﻣﺎﻟك ط دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت‬
‫اﻟﻛـ ــﺎﻓﻲ ﻓـ ــﻲ ﻓﻘـ ــﻪ أﻫـ ــل اﻟﻣدﯾﻧـ ــﺔ ﻷﺑـ ــﻲ ﻋﻣـ ــر اﻟﻘرطﺑـ ــﻲ ط دار اﻟﻛﺗـ ــب‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت‬
‫اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ‬
‫اﻟﺣﺎوي ﻟﻠﻣﺎوردي ط دار اﻟﻔﻛر ﺑﯾروت‬
‫ﻧﻬﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣطﻠ ـ ــب ﻓ ـ ــﻲ د ارﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣ ـ ــذﻫب ﻷﺑ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻟﻲ ط اﻷوﻟ ـ ــﻰ دار‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ‬
‫ﻗﻠﯾوﺑﻲ وﻋﻣﯾرة ط ﻣوﻗﻊ اﻻﺳﻼم ‪http://www.al-islam.com‬‬
‫اﻟﻣﻬذب ﻟﻠﺷﯾرازي‬
‫اﻟﻣﻧﻬﺎج ﻟﻠﻧووي‬
‫اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣﻧﺑﻠﻲ‬
‫اﻟﺷرح اﻟﻣﻣﺗﻊ ﻋﻠﻰ زاد اﻟﻣﺳﺗﻘﻧﻊ ط اﻷوﻟﻰ دار اﺑن اﻟﺟوزي‬
‫ﻛﺷﺎف اﻟﻘﻧﺎع ط ﻧﺷر و ازرة اﻟﻌدل اﻟرﯾﺎض‬
‫اﻟﻣﻐﻧﻲ ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ ج ﻧﺷر ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‬

‫‪-‬‬
‫‪٧٠٢ -‬‬
‫ﺷرح زاد اﻟﻣﺳﺗﻘﻧﻊ ﻟﻠﺷﻧﻘﯾطﻲ ط اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ‬
‫اﻟﺷرح اﻟﻛﺑﯾر ﻻﺑن ﻗداﻣﺔ اﻟﻣﻘدﺳﻲ ط دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ‬
‫اﻟﻬداﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣــذﻫب اﻹﻣــﺎم أﺣﻣــد ﻷﺑــﻲ اﻟﺧطــﺎب اﻟﻛﻠــوذاﻧﻲ ط اﻷوﻟــﻰ‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏراس ﻟﻠﻧﺷر ‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫‪٧٠٣ -‬‬

You might also like