Professional Documents
Culture Documents
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ
( ھـ1437- 1436
(م2016-2015)
ﺑﺴﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺑﻌﺪ ﺷﻜﺮ اﳌﻮﱃ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ إرﺷﺎدﻧﺎ إﱃ ﺳﺒﻴﻞ اﳒﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ وﻣﺼﺪاﻗﺎ
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰٕ ﴿ :واذ ﺗﺄذن رﺑﻛم ﻟﺋن ﺷﻛرﺗم ﻷزﯾدﻧﻛم وﻟﺋن ﻛﻔرﺗم إن ﻋذاﺑﻲ ﻟﺷدﯾد﴾
ﺻﺪق اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ,
وﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ )ﻻﻳﺸﻜﺮ اﷲ ﻣﻦ ﻻﻳﺸﻜﺮ اﻟﻨﺎس (
ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮﻧﺎ اﳋﺎﻟﺺ و اﺣﱰاﻣﻨﺎ اﻟﻜﺎﻣﻞ إﱃ ﲰﺎﺣﺔ أﺳﺘﺎذﻧﺎ
اﳌﺸﺮف :اﻷﺳﺘﺎذ ﻛﻨﺘﺎوي ﳏﻤﺪ ,اﻟﺬي ﻗﺒﻞ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ
وﻛﺎن أﻓﻀﻞ ﻋﻮن وﺧﲑ ﻣﻮﺟﻪ ,ﻛﻤﺎ ﻧﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﳉﺰﻳﻞ
إﱃ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻫﻢ ﻣﻌﻨﺎ ﰲ اﳒﺎز ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ
وﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﺎ أن ﻧﺸﻜﺮ أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮﳍﺎ ﺗﻘﻮﱘ وﺗﺴﺪﻳﺪ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮة أﻋﻤﺎﳍﻢ واﻧﺸﻐﺎﻻ ﻢ .
إ واﻟﺪ ﻲ اﻟﻌﺰ ﺰة اﻟ ﻋﻠﻤﺘ ا ﺮص ﻋ اﻟﺼﻼة
ﻋﺮﻓﺎﻧﺎ ﺑﻔﻀﻠ ﺎ وﺣﻨﺎ ﺎ.
ً
إ واﻟﺪي اﻟﺬي ﺣﺮص ﻋ ﻌﻠﻴﻤﻲ و ﻌﺐ ﻣﻦ أﺟ .
إ ﻞ ﻣﻦ ﺎن ﻋﻮن إﺧﺮاج ﺬا اﻟﻌﻤﻞ .
أ ﺪي ﻟ ﻢ ﺬﻩ اﳌﺬﻛﺮة اﻟ اﺳﺄل ﷲ أن ﻳﺠﻌﻠ ﺎ
ﻣ ان ﺣﺴﻨﺎ ﻢ .
ﻋﺒﺪ ﺍ - ﺍﻟﻌﻴﺪ
أ
ﻣﻘـــــــــــــــــــدﻣــــــــــــــﺔ
ﻣﻘــــــــــدﻣـــــــــﺔ:
ﯾﻌد اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻋﻠﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﺑذاﺗﻪ ،ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻠﻛﻠورﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻣوروث
ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﻣظﺎﻫرﻩ ،وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻔﻬﻲ ﻛﻣوروث ﺛﻘﺎﻓﻲ ،أﺷﻛﺎﻻ ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر
اﻟﺷﻔﻬﻲ اﻟﻣﺗﻛﺎﻣل ،اﻟذي ﯾﺷﻣل ﻛل ﻣن اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ واﻟﻘﺻص واﻷﻏﺎﻧﻲ واﻷﻟﻐﺎز ،اﻷﺳﺎطﯾر واﻷﺣﺎﺟﻲ،
اﻟﻧﻛت واﻟﺣﻛـم واﻟﺑﻘﺎﻻت واﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ .واﻟﺗﻌرض ﻷﺣد أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻔﻬﻲ ،ﯾﻘودﻧﺎ إﻟﻰ
اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻣظﺎﻫر واﻟدﻻﻻت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺑﺗﻧﺎﻗﺿﺎﺗﻪ وﺗﻌﻘﯾداﺗﻪ .ﻓﺎﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻫو
اﻟذاﻛرة اﻟﺣﯾﺔ واﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ﻟﻠﺷﻌب ،ﻷﻧﻪ ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺷﻔﻬﯾﺎ ،وﯾﺗداوﻟﻬﺎ ﺟﯾﻼ ﺑﻌد ﺟﯾل ،ﯾﺣﻔظﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟذاﻛرة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻫذا ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﺿﻣن ﺧﻠودﻫﺎ ﺑﯾن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻬو ﯾﻌﻛس ﻓﻠﺳﻔﺔ وواﻗﻊ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻷﺻﯾﻠﺔ ،ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ.
وﺗﻌد اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ أﺣد أﺷﻛﺎل اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﺑﺎﻗﻲ أﺷﻛﺎل اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻷﺧرى ،ﻓﻬﻲ ﺗﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ دﻻﻻت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋن ﻣظﺎﻫر اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إﻧﻬﺎ اﻟﻣرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﺣﺎﻟﺗﻪ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻛس ﻓﻠﺳﻔﺔ وﺣﻛﻣﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻟواﻗﻊ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.إن اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟذي ﯾﺗداوﻟﻪ وﯾﺣﻔظﻪ أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺟﯾﻼ ﺑﻌد ﺟﯾل ﻋن طرﯾق اﻟرواﯾﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ،ﻟﯾﺄﺗﻲ اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺑذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أﺷﻛﺎل
اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻷدﺑﻲ اﻟﻣذﻛورة آﻧﻔﺎ ،ﻓﻬو أﻗدر أﻧواع اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺻوﯾر اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎ
ﯾدور ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻋﻼﻗﺎت وﺗﻌﺎﻣﻼت وأﺣداث وﻏﯾرﻫﺎ.
ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎ ﺳﺑق ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣدد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ ؟
وﻫو ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ اﻟﻣوﺳوم :اﻟوظﺎﺋف اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ
ب
ﻣﻘـــــــــــــــــــدﻣــــــــــــــﺔ
ﻣﻘـــــــــــــــــــدﻣــــــــــــــﺔ
أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟدﻻﻟﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻋﻧﺎﺻر اﻟدﻻﻟﺔ
ﺛﺎﻟﺛﺎ -أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ
ﺗوطﺋﺔ:
إن اﻟﺧـوض ﻓـﻲ ﺑﺣ ـ ـث أو درس ﻣﻬﻣ ـ ـ ـﺎ ﻛﺎن ﻣﺟﺎﻟـ ـ ـ ـﻪ اﻟﻣﻌرﻓﻲ أو ﺣﻘﻠﻪ اﻟدﻻﻟﻲ
ﻻ ﯾﻛون ﺳﻬﻼ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘف ﺻﺎﺣﺑﻪ أو اﻟﺑﺎﺣث ﻓﯾﻪ أو اﻟطﺎﻟب وﻗﻔﺔ ﺗﻣﺣﯾص وﺗﺣﻘﯾق
وﺗﻣﻌن ﻓﻲ ﻣﺻطﻠﺣﺎﺗﻪ؛ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ أﻫل اﻟﺗﺧﺻص ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﺑﺣث
أو اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ،ﻓﺎﻟﻌﻠم ﺑﻬﺎ واﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ أو اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء
وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻟﻐوﯾﺎ إذا وﺟدت ،ﯾﻣﻧ ـ ـ ـﺢ اﻟدارس ﻗ ـ ـدرة ﻋﻠﻰ ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـم ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬـ ـ ـﺎ
أو ﯾﺗﺻل ﺑﻬﺎ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻟدﻻﻻت وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ،ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻪ ودرﺳﻪ ،وﻫذا دأﺑﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ،ﻓﻘد
ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ أﻫم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدﻻﻟﺔ وﺷرﺣﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺗﺎﺑﻊ :اﻟدﻻ ﻟﺔ،
اﻟدال ،اﻟﻣدﻟول.
أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟدﻻﻟﺔ :
-1اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ:
ﺗﻧﺣدر ﻣن ﺟذر )دﻟل( وﻟﻪ أﺻﻼن ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﺑن ﻓرس )ت395ه( » :أﺣدﻫﻣﺎ
إﺑﺎﻧﺔ اﻟﺷﻲء ﺑﺄﻣﺎرة ﺗﺗﻌﻠﻣﻬﺎ ،واﻵﺧر اﺿطرب ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ،ﻛﺄن ﻧﻘول دﻟﻠت ﻓﻼن ﻋﻠﻰ
اﻟطرﯾق واﻟدﻟﯾل :اﻷﻣﺎرة ﻓﻲ اﻟﺷﻲء وﻫو ﺑﯾن اﻟدﻻﻟﺔ واﻟدﻻﻟﺔ ،واﻷﺻل اﻵﺧر ﻗوﻟﻬم:
ﺗدﻟدل اﻟﺷﻲء إذ اﺿطرب«.1
وﻣن اﻟﺷواﻫد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻹرﺷﺎد واﻟﻬداﯾﺔ واﻹﺑﺎﻧﺔ ﻗوﻟﻪ ﻋز وﺟل ﴿ :ﻳﺎ ﺃَﻳﻬﺎ ﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﺁَﻣﻨﻮﺍ
ﻫﻞْ ﺃَﺩﻟﱡﻜُﻢ ﻋﻠَﻰ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺗُﻨﺠِﻴﻜُﻢ ﻣﻦ ﻋﺬَﺍﺏٍ ﺃَﻟﻴﻢٍ ﴾ 2وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ ﻭﺣﺮﻣﻨﺎ ﻋﻠَﻴﻪ ﺍﻟْﻤﺮﺍﺿﻊ ﻣﻦ ﻗَﺒﻞُ
3
ﻓَﻘَﺎﻟَﺖ ﻫﻞْ ﺃَﺩﻟﱡﻜُﻢ ﻋﻠَﻰ ﺃَﻫﻞِ ﺑﻴﺖ ﻳﻜْﻔُﻠُﻮﻧَﻪ ﻟَﻜُﻢ ﻭﻫﻢ ﻟَﻪ ﻧَﺎﺻﺤﻮﻥ ، ﴾ وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ ﺇِﺫْ ﺗَﻤﺸﻲ ﺃُﺧﺘُﻚ
ﻓَﺘَﻘُﻮﻝُ ﻫﻞْ ﺃَﺩﻟﱡﻜُﻢ ﻋﻠَﻰ ﻣﻦ ﻳﻜْﻔُﻠُﻪ ﻓَﺮﺟﻌﻨﺎﻙَ ﺇِﻟَﻰ ﺃُﻣﻚ ﻛَﻲ ﺗَﻘَﺮ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟَﺎ ﺗَﺤﺰﻥ ﻭﻗَﺘَﻠْﺖ ﻧَﻔْﺴﺎ ﻓَﻨﺠﻴﻨﺎﻙَ ﻣﻦ ﺍﻟْﻐَﻢ ﻭﻓَﺘَﻨﺎﻙَ
4
ﻓﻬذﻩ اﻷﯾﺎت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ذات ﻣﻌﻧﻰ ﻟﻐوي ﻓُﺘُﻮﻧًﺎ ﻓَﻠَﺒِﺜْﺖ ﺳﻨﲔ ﻓﻲ ﺃَﻫﻞِ ﻣﺪﻳﻦ ﺛُﻢ ﺟِﺌْﺖ ﻋﻠَﻰ ﻗَﺪﺭٍ ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﴾
-1أﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ﺗﺢ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،دار اﻟﺟﺑل ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ن
،1999ﻣﺞ ،2ص 259
-2ﺳورة اﻟﺻف ،اﻵﯾﺔ10 :
3
-ﺳورة اﻟﻘﺻص ،اﻵﯾﺔ11:
4
-ﺳورة طﻪ ،اﻵﯾﺔ 40 :
6
أﺳﺎﺳﻲ واﺣد ،ﻫو أن اﻟدﻻﻟﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻬداﯾﺔ إﻟﻰ طرﯾق اﻹرﺷﺎد ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﺻﺎﺣب
1
اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط » ودﻟﻪ ﻋﻠﯾﻪ دﻻﻟﺔ ،ﻓﺎﻧدل ﺳدد إﻟﯾﻪ«
-2اﺻطﻼﺣﺎ:
أﻣﺎ اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﺻطﻼح ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗدل ﺑﻪ وﻫﻲ ﺑﺧﻼف
اﻻﺳﺗدﻻل ،ﻷﻧﻪ طﻠب اﻟﺷﻲء ﻣن ﺟﻬﺔ ﻏﯾرﻩ ،ﻓﺎﻻﺳﺗدﻻل ﻓﻌل اﻟﻣﺳﺗدل.2
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت» :اﻟدﻻﻟﺔ ﻫﻲ ﻛون اﻟﺷﻲء ﺑﺣﺎﻟﻪ ﯾﻠزم ﻣن اﻟﻌﻠم ﺑﻪ اﻟﻌﻠم
ﺑﺷﻲء آﺧر ،واﻟﺷﻲء اﻷول ﻫو اﻟدال واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو اﻟﻣدﻟول « 3ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا
اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻗرﯾب ﺟدا ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ،ﻣن ﺣﯾث ﻛون
اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ﻫﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻠم ﺑﺷﻲء ﻣﺎ ﻣوﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻌﻠم ﺑﺷﻲء آﺧر.
ودﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﺎﺻطﻼح ﻋﻠﻣﺎء اﻷﺻول ﺗﻧﺣﺻر ﻓﻲ ﺛﻼث أوﺟﻪ
ﻫﻲ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ واﻟﺗﺿﻣﯾن واﻻﻟﺗزام ،ﻓﺈن ﻟﻔظ " اﻟﺑﯾت" ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺑﯾت ﺑطرﯾق
اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ،وﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻘف وﺣدﻩ ﺑطرﯾق اﻟﺗﺿﻣﯾن ،ﻷن اﻟﺑﯾت ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺳﻘف ،أﻣﺎ
طرﯾق اﻻﻟﺗزام ﻓﻬو دﻻﻟﺔ ﻟﻔظ )اﻟﺳﻘف( ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺋط ،ﻓﺈﻧﻪ ﻏﯾر ﻣوﺿوع ﻟﻠﺣﺎﺋط وﺿﻊ
ﻟﻔظ )اﻟﺣﺎﺋط( ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻣطﺎﺑﻘﺎ ،وﻻ ﻫو ﻣﺗﺿﻣن ،ﻣن ﻧﻔس اﻟﺑﯾت ﻟﻛﻧﻪ ﻛﺎﻟرﻓﯾق
اﻟﻣﻼزم اﻟﺧﺎرج ﻋن ذات اﻟﺳﻘف اﻟذي ﻻ ﯾﻧﻔك اﻟﺳﻘف ﻋﻧﻪ.
ﻓﺎﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻧد اﻷﺻوﻟﯾﯾن ﻫﻲ ﻛون اﻟﻠﻔظ ﺑﺣﯾث إذا أرﺳل ُﻋﻠم ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻟﻠﻌﻠم
ﺑوﺿﻊ ذﻟك اﻟﻠﻔظ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ وﯾﺷﯾر ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺗﯾن ﻫﺎﻣﺗﯾن ﻫﻣﺎ :ﻗﺿﯾﺔ
اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ...وﻗﺿﯾﺔ اﺧﺗﻼف ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻧﺎطﻘﺔ واﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻟﻠدﻻﻟﺔ
وﺗﻌرﯾف اﻷﺻوﻟﯾﯾن ،إذ ﯾرى اﻟﻣﻧﺎطﻘﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷرﯾف اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ"ﻫو ﻛون
اﻟﺷﻲء "...واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺷﻲء ﻫﻧﺎ ﻣطﻠق اﻷﻣر ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻘول اﻷﺻوﻟﯾون إن اﻟدﻻﻟﺔ
ﻫﻲ " ﻛون اﻟﻠﻔظ " واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻠﻔظ ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻧطﻘﻪ وﺗﺄﻛد ﺳﻣﺎﻋﻪ .واﻷﺷﯾﺎء ﺗدل ﻋﻠﻰ
1
-اﻟﻔﯾروز أﺑﺎدي ،اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ،دار اﻟﺟﯾل ،ﺑﯾروت ،دط ،،ص ، 388ﺑﺎب اﻟﻛﻼم ،ﻓﺻل
اﻟدال.
2
-ﯾﻧظر :أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ،اﻟﻔروق اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ﺗﺢ ﻋﻣﺎد زﻛﻲ اﻟﺑﺎروﻧﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺗوﻓﯾﻘﯾﺔ ،ﻣﺻر
دطـ ص70/67 :
3
-اﻟﺷرﯾف اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺎﺷرون ،ﻟﺑﻧﺎن ،دت ،ص109
7
ﻏﯾرﻫﺎ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻠﻔظﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﻠﻔظﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻠﻔظﯾﺔ أو اﻷﻟﻔﺎظ ﻣﻌروﻓﺔ ،وﻏﯾر
اﻷﻟﻔﺎظ ﻣﺛل :اﻟﺧط ،اﻹﺷﺎرة واﻟﻌﻘد واﻟﻧﺻﺑﺔ ،أي اﻟﺣﺎل.
وﯾﻌد اﻟﺟﺎﺣظ أول ﻣن ﺣدد ﻫذﻩ اﻟدوال وﻓﺻل اﻟﻘول ﻓﯾﻬﺎ ،إذ ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣﻌرض
ﺣدﯾﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺎن » وﺟﻣﯾﻊ أﺻﻧﺎف اﻟدﻻﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻟﻔظ وﻏﯾر ﻟﻔظ ﺧﻣﺳﺔ
أﺷﯾﺎء ﻻ ﺗﻧﻘص وﻻ ﺗزﯾد أوﻟﻬﻣﺎ اﻟﻠﻔظ ﺛم اﻹﺷﺎرة ،ﺛم اﻟﻌﻘد ﺛم اﻟﺧط ،ﺛم اﻟﺣﺎل اﻟﺗﻲ
1
ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظﯾﺔ ﻫﻲ دﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻛدﻻﻟﺔ ﻟﻔظ ﺗﺳﻣﻰ ﻧﺻﺑﺔ «
اﻻﺳم )ذﻫب( ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﻌدن اﻟﻧﻔﯾس ،وﻛذﻟك دﻻﻟﺔ ﻟﻔظ اﻟﻔﻌل )ذﻫب( ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﻘﺎل
ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ آﺧر ﺑﺣﺳب ﻣﺎ اﺳﺗﻌﻣل ﻟﻪ ﻟﻔظ اﻟﻔﻌل )ذﻫب( ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ .ودﻻﻟﺔ )اﻟﺧط(
ﻫﻲ دﻻﻟﺔ اﻟرﻣوز اﻟﻣﺧطوطﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗرﻣز إﻟﯾﻪ ،ﻛدﻻﻟﺔ ﺧط )ق ل م( )ﻗﻠم( ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻔظ
اﻟﻣﻌﺑر ﻋن ﺗﻠك اﻷداة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ .ودﻻﻟﺔ )اﻹﺷﺎرة ( ﻛﺑﻌض ﺣرﻛﺎت أﺟزاء
اﻟﺑدن :اﻟﯾدﯾن واﻟرأس واﻟﺷﻔﺗﯾن واﻟﺣﺎﺟﺑﯾن ،....ﻛﻠﻬﺎ ﺣرﻛﺎت ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎن ﻣﻌروﻓﺔ
ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ،ﻓﺎﻹﯾﻣﺎء ﺑﺎﻟرأس ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻓﻘﺔ أو اﻟرﻓض ودﻻﻟﺔ اﻹﺷﺎرة
ﺷرﯾﻛﺔ دﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔظ وﻋون ﻟﻪ وﺗرﺟﻣﺎن ﻋﻧﻪ وﻛﺛﯾر ﻣﺎ ﯾﻧوب اﻹﯾﻣﺎء ﻋن اﻟﻠﻔظ أﻣﺎ دﻻﻟﺔ
اﻟﻌﻘد ﻓﻬﻲ دﻻﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻌرب ﻟﻠﺣﺳﺎب ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ دون اﻟﻠﻔظ واﻟﺧط ،وﺗﺑدأ ﻣن
اﻟدﻻﻟﺔ ﺑﺛﻧﻲ وﺳط اﻟﯾد اﻟﯾﻣﻧﻰ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﻌدد ﺧﻣﺳﺔ ) 2«... (5وﻫﻛذا.
أﻣﺎ دﻻﻟﺔ اﻟﻧﺻﺑﺔ ﻓﻬﻲ دﻻﻟﺔ اﻟﺣﺎل واﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷﺧص أو اﻟﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ،
ﯾﻘول اﻟﺟﺎﺣظ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ » وأﻣﺎ اﻟﻧﺻﺑﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺣﺎل اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﺑﻐﯾر اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﺷﯾرة ﺑﻐﯾر
اﻟﯾد « 3وﯾﻔﻬم ﻣن ﻗوﻟﻪ ﻫذا أن اﻟﻧﺻﺑﺔ ﻫﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷﺟﺳﺎم وﯾﻘوم
ﻣﻘﺎم اﻟﻠﻔظ واﻹﺷﺎرة ﻓﻲ أداء اﻟﻣﻌﻧﻰ.
1
-اﻟﺟﺎﺣظ )اﺑو ﻋﺛﻣﺎن ﻋﻣر ﺑن ﺑﺣر( ،اﻟﺑﯾﺎن واﻟﺗﺑﯾﯾن ،ﺗﺢ وﺷرح ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط1998 ،7م ،ج ،1ص78:
2
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ واﻟﺻﻔﺣﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ
3
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص81 :
8
1
-ﯾﻧظر ﺳﺎﻣﻲ ﻋﯾﺎد ﺣﻧﺎ وآﺧرون ،ﻣﻌﺟم اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ،ط ،1987 1ص128
2
-ﻓردﻧﺎ ﻧدي ﺳوﺳﯾر ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻷﻟﺳﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﯾوﺳف ﻏﺎزي وﻣﺟﯾد اﻟﻧﺻر،
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ط ،1986 ،1ص81
-3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص 89
9
1
-اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث – ﺑﯾروت ،ﻣﺞ ،1ص12
2
-ﯾﻧظر :اﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ﻣﺞ ،5ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون ،دار اﻟﻔﻛر ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر
، 1979-1939ص131
3
ﯾﻧظر :اﺑراﻫﯾم اﻧﯾس ،دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ط ،1980 ،4ص38
4
-اﺑن ﻋﻘﯾل ،ﺷرح اﺑن ﻋﻘﯾل ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ اﺑن ﻣﺎﻟك ،ﺗﺢ ﻫﺎدي ﺣﺳن ﺣﻣودي ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ،
ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ط ،1999 1ج ،1ص20
5
اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص 21
10
ﻓﻲ ﻗوﻟﻬم ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻛﻠﻣﺔ اﻹﺧﻼص ،وﻛﻘول اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ) أﺻدق
ﻛﻠﻣﺔ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﺑﯾد( ]اﻟطوﯾل[ :
1
أﻻ ﻛل ﺷﻲء ﻣﺎ ﺧﻼ اﷲ ﺑﺎطل *** وﻛل ﻧﻌﯾم ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ زاﺋل
ﻓﺎﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﺣﺎة ﻟﻬﺎ وﺟود ﻣﺳﺗﻘل ،ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﺟزﺋﻲ ﻣﻔرد ،ﻛوﻧﻬﺎ
ﺗﺷﻛل وﺣدة اﻟﻛﻼم.
وﻧﺧﻠص ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﻘدم إﻟﻰ أن اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻛﻠﻣﺎت ﺗﻛﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ
اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻷﺣﺎﺳﯾس ،ﺣﺗﻰ ﺗؤدي اﻟﻠﻐﺔ وظﯾﻔﺔ
اﻟﺗواﺻل ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ،وﺗﺣﻘق اﻟﺗﻔﺎﻫم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم.
راﺑﻌﺎ -أﻧواع اﻟدﻻﻻت
اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺻوﺗﯾﺔ:
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻠﻐﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ " أﺻوات ﯾﻌﺑر ﺑﻬﺎ ﻛل ﻗوم ﻋن أﻏراﺿﻬم"،2
ﻓﺈن اﻟﺻوت ﯾﻣﺛل اﻟﻣﺎدة اﻟﺧﺎم ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ ،ﺑل ﻫو إﺣدى ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
أن ﺗﻧﺣل إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى ،وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟوﺣدات اﻟﺻوﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛب ﻣﻧﻬﺎ
اﻟﻛﻠﻣﺎت ﻣن ﻟﻐﺔ إﻟﻰ أﺧرى.
إذن ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺻوﺗﯾﺔ ﺗﻠك اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻣد ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻷﺻوات
وﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺻوات اﻷﻟﻔﺎظ أو ﺑﻌض ﺣروﻓﻬﺎ أو ﺻورﺗﻬﺎ اﻟﻠﻔظﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ،وﻧﺟد
ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺣﯾن ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺻوات اﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺷﻛل ﻟﻠﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣوﺿوﻋﺔ،
ﻛﺣﻛﺎﯾﺔ اﻷﺻوات ﻣﺛل :ﺻﻬﯾل ﺣﻛﺎﯾﺔ ﺻوت اﻟﻔرس أو اﻟﺣﺻﺎن )وﻏﺎق( ﺣﻛﺎﯾﺔ
ﺻوت اﻟﻐراب )وﺧرﯾر( ﺣﻛﺎﯾﺔ ﺻوت اﻟﻣﺎء.
اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ:
أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ ﻫﯾﻛل
وﻣﺑﻧ ـﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ،أو ﻫﻲ » اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻷوزان واﻟﺻﯾﻎ اﻟﻣﺟردة « 3ﻓﻔﻲ
1
-زﻛرﯾﺎ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺻﯾﺎم ،ﺷﻌر ﻟﺑﯾد ﺑﯾن ﺟﺎﻫﻠﯾﺗﻪ ٕواﺳﻼﻣﻪ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ص128
2
-اﺑن ﺟﻧﻲ ،اﻟﺧﺻﺎﺋص ،ت ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺟﺎر ،ج ،1دار اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ص 33
3
-ﺣﻠﻣﻲ ﺧﻠﯾل ،اﻟﻛﻠﻣﺔ دراﺳﺔ ﻟﻐوﯾﺔ وﻣﻌﺟﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻣﺻر ،دط،1988 ،ص57
11
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺟد ﺻﯾﻎ اﻷﺳﻣﺎء ﺗدل دﻻﻟﺔ ﺻرﻓﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻣﻰ ،ﻓﺎﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ
اﻟﺻرﻓﯾﺔ ﻟﻼﺳم ،وﯾدﺧل ﺿﻣن اﻻﺳم اﻟﻣﺻدر واﺳم اﻟﻣرة واﺳم اﻟﻬﯾﺋﺔ ،أﻣﺎ اﻟدﻻﻟﺔ
اﻟﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﺻﻔﺎت ﻓﻬﻲ اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺻوف ﺑﺎﻟﺣدث ،ودﻻﻟﺔ اﻷﺳﻣﺎء
اﻟﻣوﺻوﻟﺔ دﻻﻟﺗﻬﺎ اﻟﺻرﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻣوم اﻟﻐﯾﺎب ،ﻛﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟظرﻓﯾﺔ اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ أو
اﻟظرﻓﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻷﻓﻌﺎل ﻓدﻻﻟﺗﻬﺎ اﻟﺻرﻓﯾﺔ ﻫﻲ دﻻﻟﺔ اﻟﺣدث واﻟزﻣﺎن ﻣﻌﺎ ،ودﻻﻟﺔ اﻟﻔﻌل
ﻋﻠﻰ اﻟزﻣن دﻻﻟﺔ ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻓﻘط ،ﻓﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣدث أو اﻟزﻣن ﻫو ﺟزء ﻣن دﻻﻟﺔ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻔﻌل
ووزﻧﻪ ،وﻫﻣﺎ اﻟوظﯾﻔﺗﺎن اﻟﺻرﻓﯾﺗﺎن اﻟﻠﺗﺎن ﯾؤدﯾﻬﻣﺎ اﻟﻔﻌل.1
اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ:
وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻷﻟﻔﺎظ أو اﻟﺻور اﻟﻛﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ
2
اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ أو اﻟﻣﻧطوﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ أو اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ
وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟوظﺎﺋف اﻟﻧﺣوﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﻛﻠﻣﺔ
أو اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗرﺗﯾب اﻷﻟﻔﺎظ وﻓق ﺗرﺗﯾب
اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻘﺻود،وﺗﻘﺳم اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﻫﻣﺎ:
أ -دﻻﻟﺔ ﻧﺣوﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ :وﻫﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟوظﺎﺋف واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎدة ﻣن
اﻟﺟﻣل واﻷﺳﺎﻟﯾب ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
ب-دﻻﻟﺔ ﻧﺣوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻷﺑواب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻣﺛل ﺑﺎب اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ
وﺑﺎب اﻟﻣﻔﻌوﻟﯾﺔ...إﻟﺦ.
اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﻌﺟﻣﯾﺔ:
وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔردة أﺛﻧﺎء اﻟوﺿﻊ اﻟﻠﻐوي،
3
وﯾﺳﻣﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟدارﺳﯾن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﻔردة ﻟﻠﻛﻠﻣﺎت.
-ﯾﻧظر :ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن ،اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﻣﺑﻧﺎﻫﺎ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب ،ط،1994 ،1 1
ص95
2
ﻓﺎﺿل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺳﺎﻗﻲ ،أﻗﺳﺎم اﻟﻛﻼم اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟوظﯾﻔﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ،
اﻟﻘﺎﻫرة ،1977 ،ص 209
-3اﺑرﻫﯾم أﻧﯾس ،دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ط ،1980 ،4ص48
12
1
-ﻣﺣﻣد ﺑوادي ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم ﺑﻌﻧوان أﻟﻔﺎظ اﻟﻌﻘﺎﺋد واﻟﻌﺑﺎدت واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس ﺳطﯾف ،ص68
1
-اﻟﻣﯾداﻧﻲ أﺑﻲ ﻓﺿل ،ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻣﺛﺎل ،ﻣﻧﺷورات دار ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة ـ ﻟﺑﻧﺎن ،ﻣﺞ ،1ط ،2د.ت،
ص.13
2
-اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.14
3
-اﻟﻌﺳﻛري أﺑﻲ ﻫﻼل ،ﺟﻣﻬرة اﻷﻣﺛﺎل ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ج ،1988 ،1ص.11
15
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﯾﻘول أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر ﻣن ﻛﺗﺎﺑﻪ» :واﻷﻣﺛﺎل ﻧوع ﻣن اﻟﻌﻠم ﻣﻧﻔرد
ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ إﻻ ﻣن اﺟﺗﻬد ﻓﻲ طﻠﺑﻪ ﺣﺗﻰ أﺣﻛﻣﻪ ،وﺑـﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎﺳﻪ
ﺣﺗﻰ أﺗﻘﻧـﻪ.وﻟﯾس ﻣـن ﺣﻔظ ﺻد ار ﻣن اﻟﻐرﯾب ﻓﻘﺎم ﺑﺗﻔﺳﯾر ﻗﺻدﻩ وﻛﺷف أﻏراﺿﻪ وﺧطﺑـﻪ ﻗﺎد ار
ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘـوم ﺑﺷـرح اﻷﻣﺛﺎل واﻹﺑﺎﻧـﺔ ﻋن ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ واﻹﺧﺑﺎر ﻋن اﻟﻣﻘﺎﺻد ﻣﻧﻬﺎٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج ﻓﻲ
ﻣﻌرﻓﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻐـرﯾب إﻟﻰ اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﺻوﻟﻬﺎ واﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺄﺣﺎدﯾﺛﻬﺎ وﯾﻛﻣل ﻟذﻟك ﻣن
اﺟﺗﻬد ﻓﻲ اﻟرواﯾﺔ وﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ.1«..
وأطﻠـق ﻟﻔظ )ﻣﺛل( ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻣوﺟزة اﻷدﺑﯾﺔ وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗـدل ﻋﻠﻰ ﻋﻘـل واع وﺗﺄﻣل
ﺑﻌﯾد ،وﺻﻧﻌﺔ ظﺎﻫرة ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾق اﻟﻌﺑﺎرة وﺗﻧﺳﯾﻘﻪ. 2
ﻫذﻩ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌﺎرﯾف أو ﻣﺿﺎﻣﯾن ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ واﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﺑﯾن ﺷﯾﺋﯾن ،وﺑذﻟك
ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺛـﻼ ﺳﺎﺋ ار ،ﺛـﺎﺑﺗﺎ وﻣﺗداوﻻ ،ﻓﻬو ﻛﺟﻣﻠﺔ اﺳﺗﻌﺎرﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻣوﻗف ﺑطرﯾﻘﺔ
ﺗﻠﻣﯾﺣﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﺷﺎر واﻟﺷﯾوع ﺑﯾـن اﻟﻧﺎس .وﻟﻛن رﻏم ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺛل ﻟﯾس
ﺗﻌﺑﯾ ار ﻟﻐوﯾﺎ ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﯾﺣﻣل ﻓﻲ ﻣـدﻟوﻻﺗﻪ اﻟﻛـﺛﯾر ﻣن اﻟﺻور اﻟﺗﻌﺑﯾرﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟـﺄ
إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺎﺋب ﻋﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﺞ ﻓﻲ ﺣﯾـﺎﺗﻬم اﻻﺟﺗـﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن إرﻫﺎﺻﺎت
وﺗﻧﺎﻗﺿﺎت.
2ـ اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻸﻣﺛﺎل:
ﻧﺟد ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﻣﺛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣن أﻋطﻰ اﻷوﻟوﯾﺔ أو ﻏﻠب اﻟﺟﺎﻧب اﻷدﺑﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻘدم وﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﻟﻣﺛل وأﺳﻠوﺑﯾﺗﻪ .واﺑـن اﻟﻣﻘﻔﻊ
ﯾرى أن اﻟﻛﻼم إذا ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﺛـل ﻛﺎن أﺣﺳن إﻟﻰ اﻟﺳﻣﻊ واﺧف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔظ،
ﺣﯾث ﯾﻘول »:إذا ﺟﻌل اﻟﻛﻼم ﻣﺛﻼ ﻛﺎن أوﺿﺢ ﻟﻠﻣﻧطق وآﻧف ﻟﻠﺳﻣﻊ وأوﺳﻊ ﻟﺷﻌوب
اﻟﺣدﯾث«.3
1
-اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ﺟﻣﻬرة اﻷﻣﺛﺎل ،ص 3ـ .4
2
-ﯾﻧظر :ﻋﺎﺑدﯾن ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،اﻷﻣﺛﺎل ﻓﻲ اﻟﻧﺛر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم ﻣﻊ ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﻧظﺎﺋرﻫﺎ ﻓﻲ اﻵداب
اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ،دار ﻣﺻر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط ،1957 ،1ص.14
3
-اﻟﻣﯾداﻧﻲ ،ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻣﺛﺎل ،ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق ،ص.14
16
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
واﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﺑن ﻋﺑد رﺑﻪ اﻟذي ﯾرﻛز أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺟﻣـﺎﻟﯾﺔ
ﻓﯾﻘول» :واﻷﻣﺛﺎل ﻫﻲ وﺷﻲ اﻟﻛﻼم وﺟوﻫر اﻟﻠﻔظ وﺣﻠﻲ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺧﯾرﺗﻬﺎ اﻟﻌرب،
وﻗدﻣﺗﻬﺎ اﻟﻌﺟم وﻧطق ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل زﻣﺎن وﻋﻠﻰ ﻛـل ﻟﺳﺎن ،ﻓﻬﻲ أﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﺷﻌر وأﺷرف ﻣن
اﻟﺧطﺎﺑﺔ ،ﻟم ﯾﺳر ﺷﻲء ﻣﺳﯾرﻫﺎ وﻻ ﻋم ﻋﻣـوﻣﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻗﯾـل :أﺳﯾر ﻣن ﻣﺛل«.1
ﻓﻬو ﻫﻧﺎ ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺛل ﻣﻧذ اﻟﻘدم إﻟﻰ اﻵن.أﻣﺎ اﻟﻣرزوﻗﻲ ﻓﯾرﻛز
ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻗﺻر اﻟﻣﺛل ﺣﯾث ﯾﻘول» :واﻟﻣﺛل ﺟﻣﻠـﺔ ﻣن اﻟﻘـول ﻣﻘﺗﺿﺑﺔ ﻣـن أﺻﻠﻬﺎ ،أو
ﻣرﺳﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ،ﻓﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﻘﺑول وﺗﺷﺗﻬر ﺑﺎﻟﺗداول ،ﻓﺗﻧﻘل ﻋﻣﺎ وردت ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﻗﺻدﻩ
ﺑﻬﺎ ،ﻣن ﻏـﯾر ﺗﻐﯾﯾر ﻟﯾﻠﺣﻘوا ﻓﻲ ﻟﻔظﻬﺎ ،وﻋﻣـﺎ ﯾوﺟﺑﻪ اﻟظﺎﻫر إﻟﻰ أﺷﺑﺎﻫﻪ ﻣـن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،ﻓﻠذﻟك
ﺗﺿرب ،وان ﺟﻬـﻠت أﺳﺑـﺎﺑﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺧرﺟت ﻋﻧﻬﺎ«.2
وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﺛـل ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎم وﺑﺳﯾط ،ﺣﯾث ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ )دﯾوان اﻷدب(
ﺑﻘـول» :ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﺗرﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻟﻔظﻪ وﻓﻲ ﻣﻌﻧـﺎﻩ ،ﺣﺗﻰ اﺑﺗذﻟوﻩ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم،
وﻓﺎﻫـوا ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺳراء واﻟﺿراء ،واﺳﺗدروا ﺑﻪ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻣن اﻟدر ،ووﺻﻠوا ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟب
اﻟﻘﺻﯾﺔ ،وﺗﻔرﺟوا ﺑﻪ ﻋـن اﻟﻛرب واﻟﻛرﺑﺔ ،وﻫو ﻣن أﺑﻠﻎ اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻷن اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﺟﺗﻣﻌون
.3
ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗص أو ﻣﻘﺻر ﻓﻲ اﻟﺟودة ،أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺑﻠوغ اﻟﻣدى ﻓﻲ اﻟﻧﻔﺎﺳﺔ«
وﻧﻘﻼ ﻋن اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻗﺎل اﺑن اﻟﺳﻛﯾت» :اﻟﻣﺛـل ﻟﻔظ ﯾﺧﺎﻟف ﻟﻔظ اﻟﻣﺿروب ﻟﻪ
وﯾواﻓق ﻣﻌﻧﺎﻩ ،ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك اﻟﻠﻔظ ﺷﺑﻬوﻩ ﺑﺎﻟﻣﺛﺎل اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﯾﻪ ﻏﯾرﻩ« .4وﻗﺎل أﺑو
إﺳﺣﺎق إﺑراﻫﯾم اﻟﻧظﺎم :ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺛل أرﺑﻊ ﻻ ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻛﻼم» :إﯾﺟﺎز
اﻟﻠﻔظٕ ،واﺻﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،وﺣﺳن اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ،وﺟودة اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ« .5ﻓﻬو ﻫﻧﺎ
ﯾﻌرف اﻟﻣﺛل ﻋن طرﯾق ذﻛر ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﯾﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،واﻟدﻗﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﻧﻰ ،وروﻋﺔ اﻟﺻورة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ.
1
-اﺑن ﻋﺑد رﺑﻪ ،اﻟﻌﻘد اﻟﻔرﯾد ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ج1402 ،3ه ـ 1982م،
ص.63
2
-اﻟﺳﯾوطﻲ ،اﻟﻣزﻫر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻷدب وأﻧواﻋﻬﺎ ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ج ،1ص.486
3
-اﻟﻔﺎراﺑﻲ ،دﯾوان اﻷدب ،ج ،1ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ دار اﻟﺷﻌب ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
واﻟﻧﺷر اﻟﻘﺎﻫرة ،ط ، .2003 ،1ص.74
4
-اﻟﻣﯾداﻧﻲ ،ﻣﺟﻣﻊ اﻷﻣﺛﺎل ،ﻣﺻدر ﺳﺎﺑق ،ص.13
-5اﻟﻣﯾداﻧﻲ ،اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص14
17
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻗـد ﺣـﺎول اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻠﻲ ﺑن اﻟﺷﯾﺦ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟﻣﺛل ﺟﻣﻠﺔ
أو ﺟﻣﻠﺗﯾن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺟﻊ ،وﺗﺳﺗﻬدف اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﻣوﻋظﺔ ،...إن و اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ
ﺗﻘـطﯾر أو ﺗﻠﺧﯾص ﻟﻘﺻـﺔ أو ﺣﻛـﺎﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺗﻪ إﻻ ﺑﻌد ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺻﺔ أو اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑر اﻟﻣﺛل ﻋن ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ.1
وﯾﻌرف ﻋز اﻟدﯾن ﺟﻼوﺟﻲ اﻟﻣﺛل ﺑﻘوﻟﻪ» :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻣوﺟزة ،ﻟطﯾﻔﺔ اﻟﻠﻔظ
واﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﯾـﺻدر ﻋن ﻋﺎﻣـﺔ اﻟﺷﻌب ،ﻟﯾﻛون ﻣرآة ﺻﺎدﻗﺔ ﻟﻪ ،ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺧزوﻧﻪ
اﻟﺣﺿﺎري ،وواﻗﻌﻪ اﻟﻣﻌﯾش ،وآﻣﺎﻟﻪ وﺗطﻠﻌﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وﻫـو ﻣرﺗﺑط ﻏﺎﻟﺑـﺎ ﺑﺣﻛﺎﯾﺔ
وﻗﻌت ﺳواء ﻋرﻓﻧﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ أم ﺟﻬﻠﻧﺎﻫﻣﺎ« .2وﯾﻌرﻓﻪ راﺑﺢ اﻟﻌوﺑﻲ ﺑﺄﻧﻪ» :ﻗول ﺳﺎﺋر أو
ﻣﺄﺛور ،ﻓرﺿﻲ أو ﺧـراﻓﻲ ،ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص وﻣﻘوﻣﺎت ،ﻓﻬو ﯾدل ﻓﻲ ﺻﻣﯾﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﯾﻣﺛل ﺑﻪ اﻟﺷﻲء دون ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻣـﻊ ﻣﺧﺎﻟﻔـﺔ ﻟﻔظﻪ ﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺿروب اﻟذي ﻗـﺎم
ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﺗﺷﺑﯾﻪ ﺣـﺎل اﻟذي ﺣﻛﻰ ﻓﯾﻪ ﺑﺣﺎل اﻟذي ﻗﯾل ﻷﺟﻠﻪ ،وﻫذا ﺗﺷﺑﯾﻪ ﺑـﺎﻟﻣﺛﺎل
اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻋﻠﯾﻪ ﻏﯾرﻩ«.3
ﻫذﻩ اﻟ ﺗﻌﺎرﯾف ﺣﺗﻰ ٕوان وﺻﻔت اﻟدﻻﺋل اﻟظﺎﻫرة ﻟﻠﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ ،إﻻ أن اﻟﻣﺛـل ﻻ ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻟﻐرض ﻓﻘط ٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﻐوص ﻓﻲ ﻣدﻟوﻻت
ﺳوﺳﯾو ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻋﻣـق ،ﺑل ﻫـو أداة ﺗﺻف اﻟواﻗـﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣراﺣﻠﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ،
وﺑذﻟك ﻧﺟد ﺗﻌﺎرﯾف أﺧرى أﻋﻣق واﺷﻣل ،ﺑل وأﻋم ،ﻓﻣﻧﻬـﺎ ﻣن رﺑطت ﺑﯾن اﻷﻣﺛﺎل وﺑﯾن
ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺷﻌب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬـﺎ ﻟم ﺗﻠـﻎ اﻟﺟﺎﻧب اﻷدﺑﻲ واﻟﺷﻛـﻠﻲ ،ﻷن اﻟﺟـﺎﻧب اﻷدﺑﻲ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺛل ،ﻫﻣﺎ ﻣﺗﻛﺎﻣﻼن ﻹظﻬﺎر ﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ.
وﻣـن ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ أﻋطت اﻷﻫﻣﯾـﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن ﻣﻌـﺎ ﻧﺟـد ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ
أﺣﻣد أﻣﯾن ،ﺣﯾث ﯾﻘول إن اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ » :ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻷدب ،ﯾﻣﺗﺎز ﺑﺈﯾﺟﺎز
1
-ﯾﻧظر :اﺑن اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺗﻠﻲ ،ﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزاﺋر1990 ،
ص19
2
-ﺟﻼ وﺟﻲ ﻋز اﻟدﯾن ،اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺑﺳطﯾف ،ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺳطﯾف ،ص.11
3
-اﻟﻌوﺑﻲ راﺑﺢ ،اﻟﻣﺛل واﻟﻠﻐز اﻟﻌﺎﻣﯾﺎن ،ط ،2005 ،01ص 3ـ .4
18
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻠﻔظ وﺣﺳن اﻟﻣﻌﻧﻰ وﻟطـف اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ وﺟودة اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺧﻠو ﻣﻧﻪ أﻣﺔ ﻣن اﻷﻣم،
وﻣزﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل أﻧﻬﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﻛل طﺑﻘﺎت اﻟﺷﻌب«.1
ﻓﻬو ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺛل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻣزاﯾﺎﻩ وﺻﻔﺎﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻧﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف
ﻗـد أﺑرز ﺑﻛـل وﺿوح اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻓﻬو ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺟﺎرب ﻛل ﻗوم،
وﻣﺣﺻول ﺧﺑرﺗﻬم ،وﻫو ﺿرب ﻣن ﺿروب اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻣﺎ ﺗزﺧر ﺑﻪ اﻟﻧﻔس ﻣن ﻋﻠم وﺧﺑرة
وﺣﻘﺎﺋق واﻗﻌﯾﺔ ،وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺷﻌر اﻟذي ﯾﻌد اﻟﺧﯾﺎل ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﺎﻹﯾﺟﺎز وﻟطف اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ وﺟﻣﺎل اﻟﺑﻼﻏﺔ.2
ﻓﺎﻟﻣﺛل إذا ﻫو وﻟﯾد اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺞ ﻓﯾﻬﺎ أول ﻣرة ،وﻧﺗﺎج اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺷﺗرك ﻓﯾـﻪ
ﻛل أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ .ﻛﻣﺎ أﻧـﻪ ﯾﺑرز اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ ،واﻟﻌﺎﻟم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛـل اﻟﻣؤرخ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻷﻋراف اﻟﺗﻲ ﺗﺳود
ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻛﻣﺎدة ﺗراﺛﯾﺔ ﯾﺣﻣل ﻓـﻲ طﯾﺎﺗﻪ أﺣداﺛﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾـﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻫﺎﻣـﺔ ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي أﻧﺗﺟت ﻓﯾﻪ.ﻓﻬو وﻟﯾد ﻫذﻩ اﻟﺑﯾﺋﺔ ووﻟﯾد ﺗﺟ ـرﺑﺗﻪ اﻟطوﯾﻠﺔ ،ﺗﻌﻛس
ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺻراﻋﺎت وﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ،إﻧﻪ ﯾﺗﺻـل ﺑﻛل ﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟﺣﯾـﺎة
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗراﻩ ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻷﺧﻼق واﻟﺣﻛﻣﺔ واﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗوﺟﯾﻪ ،واﻟﺳﺧرﯾﺔ واﻟﺗﻬﻛم واﻟﻧﻛﺗﺔ
واﻟﻔﻛﺎﻫﺔ ،واﻟﻌظـﺔ واﻟﻌﺑرة واﻟﺣب واﻟﻛرﻩ واﻻﺿطراب واﻻطﻣﺋﻧﺎن ،اﻟﺧـوف واﻷﻣـن،
اﻟﺳﻌﺎدة واﻟـﺷﻘﺎء ،واﻟﺧﺻب واﻟﺟذب ،واﻟﺣـرب واﻟﺳﻠم ،واﻟﺣﯾـﺎة واﻟﻣوت .3وﻫذا إن دل
ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﺈﻧﻣﺎ ﯾـدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﺣﻣـل ﻓﻲ ﺗ ارﺛـﻪ ﻫذا اﻟﻠون ﻣن اﻷدب
اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻫو ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾزﺧر ﺑﺗراث ﻋرﯾق ،ﯾﺑـرز ﻣﺳﺗوى ذﻛـﺎﺋﻪ وﻓﻛرﻩ ،ﺣﻛﻣﺗﻪ وﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺑﯾر.
- 1أﺣﻣد أﻣﯾن ،ﻗﺎﻣوس اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺗﻌﺎﺑﯾر اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﻧﺷر،
اﻟﻘﺎﻫرة ،1953 ،ص61
2
-ﯾﻧظر :أﺣﻣد أﺑو زﯾد وآﺧرون ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻔوﻟﻛﻠور ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،1972 ،
ص.310
3
-ﯾﻧظر :ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺻﺣﻰ ،اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،1981 ،ص.112
19
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
1
-ﯾﻧظر :ﺑن ﻫدوﻗﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ـ أﻣﺛﺎل ﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗرﯾﺔ اﻟﺣﻣراء وﻻﯾﺔ ﺑرج
ﺑوﻋرﯾرﯾﺞ ـ اﻟﺟزاﺋر ،1992 ،ص.13
20
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻛﺎﻧت وﺻﻔﺎت ﺟﺎﻫزة ﻓﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ وﺗداوﻟﻬﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻛﯾﺎن اﻟﺗراﺛﻲ
ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﺗﺑﻧﺎﻫﺎ.
ﻗد ﯾرﺗﺑط ﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷﺄة اﻟﻣﺛل ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻧﺷﺄة اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ »ﻓﺎﻟﺑﻌض ﯾرى أن اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠﺗﻧﺎ ﻋن اﻟﺟﺎﻫﻠﯾﺔ وﺻدر اﻹﺳﻼم ،وﻋﺻر
اﻟدوﻟﺔ اﻷﻣوﯾﺔ واﻟﻌﺑﺎﺳﯾﺔ ،ﻟﯾﺳت ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔٕ ،واﻧﻣﺎ ﻟﻐﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ،ﻟﻐﺔ اﻟﺷﻌراء واﻟﻛﺗﺎب،
أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻛﺎﻧوا ﯾﺗﺣدﺛون ﻟﻐﺔ أو ﻟﻬﺟﺔ ﻋﺎﻣﯾﺔ ،ﻧﺷﺄت ﻣن ﺗزاوج اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﺣﻰ
ﺑﺑﻌض اﻟﻠﻬﺟﺎت اﻟدﺧﯾﻠﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وأن اﻟﻛﺗﺎب ﻛﺎﻧوا ﯾﻔﺻﺣون ﻣﺎ ﯾروى ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻓﻲ ﻛﺗﺑﻬم.1
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟرأي ﻻ ﯾؤﻛد ﺳوى اﺧﺗﻼف ﻟﻐﺔ اﻟﺑﺎدﯾﺔ ﻋن ﻟﻐﺔ اﻟﺣﺿر،
واﺧﺗﻼف ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻋن آﺧر ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻓﻲ
إطﺎر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟﯾﺳت ﻟﻬﺟﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻣﻔردﻫﺎ ،وﺑﻧطﻘﻬﺎ ﻋن اﻟﻔﺻﺣﻰ اﻟﺗﻲ ﻛﺗب
ﺑﻬﺎ اﻟﺷﻌراء واﻟﻛﺗﺎب.
وﯾرى ﺣﻠﻣﻲ ﺑدﯾر ،أن اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ازدﻫرت ﻟﻣﺎ ﺿﻌﻔت اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻹﻣﺎرات
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻋﻧدﻫﺎ دﺧﻠﺗﻬﺎ ﻟﻛﻧﺔ ﻣﻣﻠوﻛﯾﺔ ،ودﺧﻠﺗﻬﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﺣﻛﺎم ،وﻣن واﻻﻫم .وأﺧذت اﻟﻠﻬﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﺗﺗﺷﻛل ﺑﻌدة ﺗﺄﺛﯾرات،
ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺄﺛر اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﻠﻐﺎت اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ،ﺛم ﺗﺄﺛرﻫﺎ ﺑﻠﻐﺎت اﻟﺷﻌوب اﻟﺗﻲ ﻏزت
اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ أﯾﺎم ﺿﻌﻔﻬﺎ ،2ﻛﻣﺎ ﺣﺻل ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻟﻠﻐﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻛﺎﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ،ﺛم ﺑﻠﻐﺎت اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻏزت ﻫذﻩ اﻟﺑﻼد،
ﻛﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ واﻻﯾطﺎﻟﯾﺔ واﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ.
1
-ﯾﻧظر :ﺣﻠﻣﻲ ﺑدﯾر ،أﺛر اﻟدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺣدﯾث ،ط ،2ﻣﺻر :دار اﻟوﻓﺎء ﻟدﯾﻧﺎ
اﻟطﺎﺑﻌﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ 1997م ،ص33
2
-ﯾﻧظر :ﺣﻠﻣﻲ ﺑدﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 175
21
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ورﺑﻣﺎ ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﺟﺎءت ﻋﺎﻣﯾﺎت اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ ،وﻗد ﻻ
ﯾﺷﻣل اﻟﺧﻼف ﻛل اﻟظواﻫر اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ﻟﻛن أﻛﺛر اﻟﺧﻼف ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣﻔردات اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ وﻓﻲ ﻣﺧﺎرج أﺻوات اﻟﺣروف ،وﻓﻲ اﻟﻠﻛﻧﺔ اﻟﻣﺗﺣدث ﺑﻬﺎ .وﻗد اﺳﺗﺗﺑﻊ
ذﻟك ﺧﻼف ﺟوﻫري ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،وﻣن ﺛم ﻓﻲ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت
ﺗطو ار ﺣﺳب اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل إﻗﻠﯾم ﻣن اﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻌرﺑﯾﺔ.1
وﻋﻠﻰ ﻫذا ،ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻗﯾﻠت ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻﺣﻰ ،ﺣﯾن ﺳﺎدت
اﻟﻔﺻﺣﻰ ،وﻗﯾﻠت ﺑﺎﻟﻠﻬﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ أزﻣﻧﺔ ﻣﺗﺄﺧرة ،وﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﺟﺎرب
إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓردﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻋﻣﯾﻘﺔ اﻟﺟذور ﻓﻲ ﺷﻌب ﻣﻌﯾن.2
ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺑﺣث ﻋن أﺻل اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ أو ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ،ﻷن اﻟﻣﺛل
ﻻ ﯾﺻﯾر ﻣﺛﻼ إﻻ ﺑﻌد أن ﯾﺳﯾر وﯾﻧﺗﺷر ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺷﻌب ،وﻫذا ﻻ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻟﻪ إﻻ ﺑﻌد ﻓﺗرة
زﻣﻧﯾﺔ ،ﻗد ﺗطول ﻓﻲ ظل اﻧﻌدام وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗروج ﻟﻪ.
ﯾرى زاﯾﻠر »أن اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻗد ﻧطق ﺑﻪ ﻓرد ﻓﻲ زﻣن ﻣﻌﯾن ،وﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﺎ،
ﺣس اﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن ﻟﻪ ،ﻓﻬو ﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻧﺗﺷر ﺑﯾﻧﻬم ،وﻛﺄﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ذات
ﻓﺈذا ﻣس اﻟﻣﺛل ّ
أﺟﻧﺣﺔ«.3
وﻻ ﯾﺧﺗﻠف راﺑﺢ اﻟﻌوﺑﻲ ﻣﻊ زاﯾﻠر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺧﻠق اﻟﻣﺛل أو ﻧﺷﺄﺗﻪ ﺣﯾث ،ﯾﻌﺗﺑر
ﺧﻠﻘﻪ ﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻔردة ،وذﻟك ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف طﺑﻘﺎت اﻟﺷﻌب ،وﻣن أي ﻣﺟﺎل
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،ﺛم ﯾﻧﺗﺷر دون اﻫﺗﻣﺎم ﺑﻘﺎﺋﻠﻪ ،وﻫذا اﻻﻧﺗﺷﺎر ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺛل ﻗد ﻣس
ﺣس اﻟﻣﺳﺗﻣﻌﯾن ﻟﻪ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﯾر ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎ» ،وﯾزداد اﻧﺗﺷﺎرﻩ ﻣﺎداﻣت ﻫﻧﺎك
ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺳﺗﺧداﻣﻪ ،وﺑذﻟك ﯾﻛﺗب ﻟﻪ اﻟﻌﯾش ﻣﻊ اﻷﺟﯾﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺷﻬﺎد ﺑﻪ،
1
-ﯾﻧظر :ﺣﻠﻣﻲ ﺑدﯾر ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .35
2
-ﯾﻧظر :ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد أﺣﻣد رﺷوان ،اﻟﻔوﻟﻛﻠور واﻟﻔﻧون اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع،
ﻣﺻر :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ 1993م ص.43
3
-ﻧﺑﯾﻠﺔ اﺑراﻫﯾم ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ط ،3اﻟﻘﺎﻫرة :دار ﻏرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر،
،1981ص.175
22
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺑﺣﺳب ﻣﻼءﻣﺔ ﻣﻐزاﻩ ﻟﻠزﻣن واﻟظروف اﻟﺷﺑﯾﻬﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎل اﻟﺗﻲ ﻗﯾل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘول اﻟذي اﺗﺧذ
ﻣﺛﻼ ،وﻧرﻛن إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﻪ ﺣﯾن ﻧود ﺗﺟﻧب اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟطوﯾل ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺟرﺑﺗﻧﺎ«.1
وﺗﻛﻣن ﺻﻌوﺑﺔ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺛل وﺗﺎرﯾﺧﻪ وﻣﻧﺑﻌﻪ ،ﻓﻲ ﻋدم اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻧﺎس ﺑﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻘﺎﺋل ،ﻷن اﻟذي ﯾﻬﻣﻬم ﻣﻧﻪ ﻫو ﻣدى ﺗﻌﺑﯾرﻩ ﻋﻣﺎ ﺗزﺧر ﺑﻪ ﻧﻔوﺳﻬم ،وﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ –
أﯾﺿﺎ – ﺗﻌدد ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻷﻣﺛﺎل اﻟرﯾﻔﯾﺔ ،وﻫﻧﺎك اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺣﺿرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﻋدة
أوﺳﺎط ﺣرﻓﯾﺔ وطﺑﻘﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻣﻊ ذﻟك ﯾﻣﻛن إرﺟﺎع ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ أو ﺑﻌض اﻷﻟﻔﺎظ إﻟﻰ ﺣﻘﺑﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ،
ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗوﺣﻲ ﺑﻪ اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري »إذا ﻋطﺎك اﻟﻌﺎطﻲ ﻣﺎ ﺗﺷﻘﻰ
ﻣﺎ ﺗﺑﺎطﻲ« 2وﻣﻌﻧﺎﻩ إذا ﻗدر اﷲ ﻟك رزﻗﺎ ﻓﻼ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷﻘﺎء أو ﻣﻌﺎﻧﺎة أو ﻛﻔﺎح.
وﻟﻌل ﻟﻔظﺔ " ﺗﺑﺎطﻲ" ﻣن اﻷﺻل اﻟﻔرﻧﺳﻲ Battreﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة واﻟﻛﻔﺎح،
وﻫذﻩ اﻟﻠﻔظﺔ ﯾﺳﺗدل ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺛل ﻗﯾل ﺑﻌد دﺧول ﻓرﻧﺳﺎ اﻟﺟزاﺋر .وﺗﺄﺛر اﻟﺷﻌب
اﻟﺟزاﺋري ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻐﺎزي.
وﺗﻧوع ﻣﺻﺎدر اﻷﻣﺛﺎل ،وﺗﻔﺎوت أزﻣﻧﺔ ﺻدورﻫﺎ ،ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ أﻣﺎم أﻣﺛﺎل ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ
أﺣﯾﺎﻧﺎ ،ﻛﺎﻟذي ﻻﺣظﻪ راﺑﺢ اﻟﻌوﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺛﻠﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن :اﻟﻘرش اﻷﺑﯾض ﯾﻧﻔﻊ ﻓﻲ اﻟﯾوم
اﻷﺳود ،اﺻرف ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﯾب ﯾﺄﺗﯾك ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﯾب.
ﺣﯾث ﯾﻘول » :إن اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﺛﻠﯾن راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻔوارق ﻓﻲ أﺻﻠﻬﻣﺎ ،أو ﻓﻲ
ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ،ﺗﺄﺛﯾ ار ﯾدﻓﻊ اﻟﺷﺧص ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺗﺟرﺑﺗﻪ ﺗﻌﺑﯾرا ،ﯾﻠﺧص
ﻧﺗﯾﺟﺗﻬﺎ اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﺗﻌﯾش ﻣرة أﺧرى ﺑﻣﺎ ﯾواﻓق ﺗﺟرﺑﺗﻪ وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ .وﺗﺟﺎرب اﻟﻧﺎس ﻗد
ﺗﺧﺗﻠف ،وﻗد ﺗﺗﻔق ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ،ﻓﻘد ﯾﻛون اﻟﻣﺛل اﻷول دﻋوة ﻟﻠﻔﻘﯾر ﺑﺎﻟﺗﻘﺷف ﻓﻲ ظرف
ﻣﺎ ،وﻗد ﯾﻛون اﻟﻣﺛل اﻟﺛﺎﻧﻲ دﻋوة ﻟﻠﻣﯾﺳور ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻛل ﻣﺛﺎل ﻧﺎﺑﻊ أو ﻣوﺟﻪ
إﻟﻰ ﻓﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ«.3
وﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻫﻧﺎﻟك ﺗﺿﺎرب ﺑﯾن اﻟﻣﺛﻠﯾن ﻷن ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗوﺳط ﻓﻲ
اﻹﻧﻔﺎق ﻓﺎﻷول ﯾدﻋو إﻟﻰ ﻋدم اﻟﺗﺑذﯾر ،واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺗﯾر ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾواﻓق ﻣﺎ
1
-راﺑﺢ اﻟﻌوﺑﻲ ،أﻧواع اﻟﻧﺛر اﻟﺷﻌﺑﻲ ،دط ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،دط ،ص.44
2
-ﻣن اﻟذاﻛرة اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
3
-راﺑﺢ اﻟﻌوﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .46/45
23
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗدﻋو إﻟﯾﻪ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ ﻭﻟَﺎ ﺗَﺠﻌﻞْ ﻳﺪﻙَ ﻣﻐْﻠُﻮﻟَﺔً ﺇِﻟَﻰ ﻋﻨﻘﻚ ﻭﻟَﺎ ﺗَﺒﺴﻄْﻬﺎ
ﻛُﻞﱠ ﺍﻟْﺒﺴﻂ ﻓَﺘَﻘْﻌﺪ ﻣﻠُﻮﻣﺎ ﻣﺤﺴﻮﺭﺍ ﴾ 1ﻓﻛﺄن ﯾد اﻟﺑﺧﯾل ﻣﻐﻠوﻟﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﻘﻪ وﻫﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن
اﻟﺷﺢ واﻟﺗﻘﺗﯾر ،أﻣﺎ ﺑﺳط اﻟﻛف ﻓﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن اﻟﺗﺑذﯾر ،وﻓﻲ اﻵﯾﺔ دﻋوة إﻟﻰ ﺣﺳن اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺷﺢ واﻟﺑﺧل اﻟذي ﯾﺿر ﺑﺻﺎﺣب اﻟﻣﺎل وﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﺑذﯾر
اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻏﯾر وﺟوﻫﻪ اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،ﯾؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﻪ إﻟﻰ اﻹﻓﻼس ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﺗﺻرف ﻣﻣﻘوت.
1
-ﺳورة اﻻﺳراء ،اﻵﯾﺔ29 :
24
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗدوﯾن أﺛﻧﺎء ﻧﺷﺄﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ،إﻻ ﺑﻌد أن ﯾﺳﺗﻛﻣل
ﻧﻣوﻩ ﻋﻠﻰ أﯾدي اﻟﻧﺎس.
اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺻـﺎدق ﻓﻲ ﺗﻌﺑﯾرﻩ ﻓﻬـو ﯾﻧﻘل ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺻدق ودون
ﺧوف ﻣن ﻗوة اﻟرﺋﯾس أو اﻟﺣﺎﻛم أو اﻟﻣﺳؤول ،وﻻ ﻣن ﻧﻘد اﻟﻧﻘﺎد واﻟدارﺳﯾن ،ﻓﺎﻟﻣﺛل
ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﯾﺻﯾب اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﻔﻛرة ﻓﻲ اﻟﺻﻣﯾم.1
ﻣﻌظم اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻹﯾﺟﺎز ،ﺑﺣﯾث ﯾدل ﻗﻠﯾل اﻟﻛﻼم ﻓﯾﻪ
ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ،ﻓﻬو ﻣﻛون ﻣن أﻗل ﻗدر ﻣن اﻷﻟﻔﺎظ ،وأﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟدﻻﻟﺔ ،2وﺗﺗﻣﯾز
ﺑﺟودة اﻟﻣﻌﻧﻰ واﻻﺧﺗﺻﺎر واﻟﺗرﻛﯾز ،ﻓﻬﻲ...أﻛﺛر ﻣـﺎ ﺗﺗﺳم ﻣن ﺣﯾث ﻣﺳﺗواﻫﺎ
ﺑﺎﻹﯾﻘـﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﺗـﺎم أو اﻟﻧﺎﻗص ،وﻟﻛن ﻫـذا اﻹﯾﻘﺎع ﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾـن ،وﺛﺎﻧﯾﻬﻣﺎ
اﻻﺗﺻـﺎف ﺑﺎﻹﯾﺟـﺎز واﻟدﻗﺔ .3...وﻗد اﺳﺗﻣدت ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﺷﻛﻠﻬﺎ وﻣروﻧﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻠﻬﺟﺔ
اﻟﻌﺎﻣﯾـﺔ ،ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻧطوﻗﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻹﻋراب ،وﺗﺿﺑط
ﻛﻠﻣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻘط ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ ﺷﻛل إﯾﻘﺎع اﻟﻣﺛل وظروﻓﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﯾﻣﺛل ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻓﻬو ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺟﺎرب
اﻟﺷﻌب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﺛل ﻣرآة ﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺔ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ وﻧظرﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل
ﺗﻧﻘل ﻟﻧﺎ ﺑﺻورة أﻣﯾﻧﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺷﻌوب ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﺎﺷﻔﺔ اﻟﻧﻘﺎب
ﻋن ﻣﻛﻧوﻧﺎت اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﻬﻲ أﺻدق أداة ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔرد واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
ﺑﻣﺎ أن اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻟذا ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻓﻲ ﺳﯾرﻫﺎ
وﺗداوﻟﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻗل ﺷﻔوﯾﺎ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻫﻲ ﺗﺑدو ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز
ﻣن اﻟﺗراث اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،وﻟﺷﻌب ﺑﻌﯾﻧﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺿم ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ
اﻟﺧﺑرة اﻟطوﯾﻠﺔ ،واﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺣﺳﯾﺔ ،واﻟﺣﻛﻣﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،وآداب اﻟﺳﻠوك ،وﻛذﻟك
1
-إﺑراﻫﯾم ﻧﺑﯾﻠﺔ ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻏرﯾب ،دار ﻏرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة،
ص .174
2
-ﺑدﯾر ﺣﻠﻣﻲ ،أﺛر اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺣدﯾث ،دار اﻟوﻓﺎء ﻟدﻧﯾﺎ اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،2002ص.32
3
-ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ =اﻟﻼز=دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻷﻣﺛﺎل
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1987 ،ص.100
25
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻷﻣﺛﺎل ﺗﻧﻘل ﻣن ﺷﻔﺎﻩ إﻟﻰ ﺷﻔﺎﻩ ﻋﺑر أﺟﯾﺎل ﻣﺗﻌددة.1ﻓﺎﻟرواﯾﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﺗﻌد ﺧﺎﺻﯾﺔ أو
ﻣﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﺑل ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟرواﯾﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ،واﻷدب
اﻟﺷﻌﺑﻲ أﯾﺿﺎ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ،أي ﯾﻧﻘل ﻋن طرﯾق اﻟرواﯾﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﻋﺎﻣـﺔ،
ﻣﻌﺗﻣدا ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻣﻧطوﻗﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎرف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم رﻣوزﻫﺎ وﻣدﻟوﻻﺗﻬﺎ ،وﺗﻌد
اﻟذاﻛرة اﻟﻧﺎﻗل اﻷﺳﺎﺳﻲ ،ﻟﻬذا اﻹﺑداع اﻟﺷﻔوي ،واﻟﻠﻐﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ
واﻟﺳﻬوﻟﺔ ،وﻻ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻹﻋراب وﻫﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻷم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﻠﻣﻬﺎ اﻟطﻔل،
وﯾﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣن أﺳرﺗﻪ ،وﯾﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ.
اﻷﻣﺛﺎل ذات طﺎﺑﻊ ﺷﻌﺑﻲ ،ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺄﻟﻔﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ
ﻷﻧﻬﺎ ﻧﺎﺑﻌـﺔ ﻣن أوﺳﺎطﻪ ،ﻧﻣت ﻣن ﺻﻣﯾم اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟﺷﻌب وﺣﺎﻓظ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن
ﻋواﻣل اﻟزوال واﻻﻧدﺛﺎر.ﻻ ﺗﺷﯾر اﻟﺻﻔﺔ)اﻟﺷﻌﺑﻲ( اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺻف ﺑﻬﺎ اﻟﺗراث إﻟﻰ أﻧﻪ
ﻧﺗﺎج وزاد ﻣن ﯾﺳﻣون ب )اﻟطﺑﻘﺎت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ( أو )اﻟﺑﺳطﺎء( ٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻧﺗﺎج
اﻟﺷﻌب ﻛﻠﻪ وزادﻩ ،ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف طﺑﻘﺎﺗﻪ ،وﻓﺋﺎﺗﻪ ،وﺑﯾﺋﺎﺗﻪ ،وﻣراﺣﻠﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ .2ﻓﺎﻟﻣﺛل
اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻫو وﻟﯾد اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،ﺛم ذاﺑت اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﻟﺗﺻﺑﺢ
ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ،ﺗﻣس واﻗﻌﻬم وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬم ،أﻓراﺣﻬم وأﺗراﺣﻬم ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي واﻓق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗداول واﻟﺗﻧﺎﻗل.
ﯾﺣﻣل اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ وظﺎﺋف ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ،أﻫﻣﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﻬو
ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم ﺑﻌرض اﻟﻔﻛرة أو اﻟﻣوﻗف ،ﺛم ﯾﺗرك اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻐﯾر ﻣﻔﺗوﺣﺎ،
ﺳـواء ﺑﺗﻘﺑل اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ أو اﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟﻌﻣل ﺑﻬﻣﺎ ،أو ﺑرﻓﺿﻬﻣﺎ.
ﺗﺗﻣﯾز اﻷﻣﺛﺎل ﺑﺎﻹﯾﻘﺎع ،ﻓﻣن اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻣﻌظم اﻷﻣﺛﺎل
اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻣوﺟـزة ﺗﺗﻣﺎﺳك وﺗﺻﻣد أﻣﺎم اﻟزﻣن ،ﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر إﯾﻘﺎﻋﯾﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ
1
-أﺑو اﻟﻔﺗوح ﻋﻠﻲ ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻸﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺗﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟروﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك
ﺳﻌود ،اﻟرﯾﺎض ،1995 ،ص.01
2
-ﺳﻼم رﻓﻌت ،ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ـ ﻧظرة ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ـ ،دار اﻟﻔﺎراﺑﻲ ،ﻟﺑﻧﺎن،ط،1
،1989ص.227
26
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻻﻋﺗدال واﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻷﺟزاء ،وﻓﻲ اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ،واﻟﺗراﻛﯾب اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ واﻟﺳﺟﻊ
واﻟﺟﻧﺎس ،ﻓﺎﻹﯾﻘﺎع إذا ﻣﺎ وﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺛل ﻋﻣل ﻋﻠﻰ إظﻬﺎرﻩ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻛﻼم اﻟﻌﺎدي،
واﻟﻣﺗﻛﻠم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺛﺎل ﻓﻲ ﺣدﯾﺛﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺳﺎﻣﻊ ﯾﺗﻔطن إﻟﻰ ﺗﻌﺎﺑﯾر
اﻷﻣﺛﺎل ،وذﻟك ﻟﺗﻐﯾر ﻧﺑرة ﺻوت اﻟﻣﺗﻛﻠم ،وﻫذا ﻟﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﺑﻼﻏﯾﺔ
ٕواﯾﻘﺎﻋﯾﺔ وﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ.واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻛل ﻫذا ﻫﻧﺎك ﺗﻌرﯾف ﻗدﻣﻪ ﻓرﯾدﯾرﯾك زاﯾﻠر ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ
ﻛﺗﺎﺑﻪ )ﻋﻠـم اﻷﻣﺛﺎل اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ( ﯾﺷﻣل ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﯾﻘول ﺑﺄﻧﻪ :اﻟﻘول
اﻟﺟﺎري ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﺷﻌب ،اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑطﺎﺑﻊ ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ وﺷﻛل أدﺑﻲ ﻣﻛﺗﻣل ﯾﺳﻣو
ﻋﻠﻰ أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﻌروﻓﺔ.1
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص أن اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ أﺷﻛﺎل
اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ،ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻟواﻗﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻛل ﺗﻧﺎﻗﺿﺎﺗﻪ وﺻراﻋﺎﺗﻪ
وﯾﻛﺷف اﻟﻛﺛﯾر ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺑﯾن أﻓرادﻩ ،ﺑل وﯾﻣﺗﺎز ﻋن ﻫذﻩ
اﻷﺷﻛﺎل ﺑﺧﺻﺎﺋص دﻗﯾﻘﺔ ،إﻧﻪ اﻟﺻورة اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف أﺣوال اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣن أﻋﺎد ﺧﻠق ٕواﺛراء اﻟﻣﺛل واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ أﺑﺳط ﺻورﻩ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ،وﻫذا
ﻣﺎ ﺿﻣن ﻟﻪ اﻟدﯾﻣوﻣﺔ واﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ.
1
-إﺑراﻫﯾم ﻧﺑﯾﻠﺔ ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.175
27
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ ﺧﺗﺎم اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﻓﻘﻪ ،ﺑﻧﻔﯾﻬﺎ أو
ﺗﺄﻛﯾدﻫﺎ ،ﻓﻬو ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم ﺗﻘﯾﯾﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺑدي اﻟرأي ﻣن اﻟﻣوﻗف وﯾﻌطﻲ
اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ أو اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠب أو ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ،واﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻻ ﯾظﻬر دون
ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ذﻛرﻩ أو ﺿرورة ﻟذﻟك ،وﻫذﻩ اﻟﺿرورة ﺗﻣس اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺛﺎل إذا ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻏرض ﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻬدف ﻣن ﺧﻼل
ﺗﻠﺧﯾﺻﻬﺎ ﻟﻠﺗﺟﺎرب اﻟﻔردﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﻘد اﻟﺣﯾﺎة ،وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺷﻌرﻧﺎ اﻟﻣﺛل ﺑﻧﻘص ﻓﻲ ﻋﺎﻟم
اﻷﺧﻼق.وﻟﯾس ﻫذا ﺳوى اﻧﻌﻛﺎس ﻟﻣﺎ ﯾﺳود ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ ﻣن ﻋﯾوب أﺧﻼﻗﯾﺔ.1
ﺗﺗﺿﻣن اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻋدة وظﺎﺋف ﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع اﻟذي ﺗﺗﻧﺎوﻟﻪ ،واﻟذي
ﯾﻣس طﺑﻌﺎ اﻹﻧﺳﺎن وواﻗﻊ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،وﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﻣﺛل
اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻫﻲ :اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ واﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،واﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗرﺑوﯾـﺔ...،
1ـ اﻟوظﯾﻔـﺔ اﻻﺗﺻﺎﻟﯾﺔ :اﻟﻣﺛل ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن ﻓﻧون اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻷدﺑﻲ ﻫدﻓﻪ اﻻﺗﺻﺎل
واﻟﺗواﺻل ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وﻫذا اﻟﺗواﺻل ﯾﻛون ﺑﻧﻘل ﺗﺟﺎرب اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن.وﺑﻣﺎ أن
اﻟﻣﺛل ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻹﺑداع اﻟﻔﻧﻲ واﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻌد أداة ﺗواﺻﻠﯾﺔ ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ وأﯾﺿﺎ ﺗرﻓﯾﻬﯾﺔ،
ﻓﻬو ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻد ار ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣﺛﺎل ﺗﺣﻔظ ﺗﺟﺎرب اﻟﺷﻌوب
ﻣن اﻟزوال واﻻﻧدﺛﺎر ،وﺗﺳﻬم أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳود اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
2ـ اﻟوظﯾﻔـﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾـﺔ:ﻓﺎﻟﻣﺛل ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺿﺎﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟرﻗﯾب اﻟذي ﯾوﺟﻪ
ﺳﻠوك اﻟﻔرد ،وﻓق ﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﻪ اﻟﻘﯾم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﺳواء ﻣﻊ ﻧﻔﺳﻪ أو ﻣﻊ أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل ﺗراث ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻟو أﻣﻛن إﺣﻛﺎم ﺗﺻوﯾرﻩ ،ﺷﻌ ار
أو ﻧﺛ ار ،ﺗﻣﺛﯾﻼ ،أو ﻗﺻﺻﺎ ،ﻟﻛﺎن ﻣن ﺧﯾر اﻷدوات ﻟﻠﺿﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﻻﺑد ﻣﻧﻪ
ﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻷﻓراد ،ﻣﻧذ طﻔوﻟﺗﻬم ،ﺗﻧﺷﺋﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ.2
ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﯾﻘدم ﺗﺟرﺑﺔ ﺟﺎﻫزة ﻋن ﻣوﻗف ﻣﺎ ،أو ﻫو ﯾﻣﺛل ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﯾﻌﻛس اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﺑﻌض
اﻟﻣواﻗف أو اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎول اﻟﻣﺛل ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ أدﺑﯾﺔ ﻓﻧﯾﺔ ،ﻓﻬو ﯾﺣﺎول
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻟزوال ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﻛرﯾس ﻣﺛﻠﻬم اﻟﻌﻠﯾﺎ
1
-إﺑراﻫﯾم ﻧﺑﯾﻠﺔ ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.179
2
-اﻟﺳﺎﻋﺎﺗﻲ ﺣﺳن ،ﺣﻛﻣﺔ ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،1980 ،ص.26
28
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وأﺧﻼﻗﻬم.واﻟﻣﺛل ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﻘﺻﺔ ﺗﺷرح ﻣﻐزاﻩ ،وﺑﻬذا ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﺗﻌرف
ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.1
ﻓﺎﻟﻣﺛل ﻫو اﻹطﺎر اﻟذي ﯾﺣدد ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ،
وﯾﺣدد ﻣﺎ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻓﯾﻬﺎ وﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺿل ﻓﻲ ﻣﺗﺎﻫﺎت اﻻﻧﺣراف ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻓراد وﺗﻌرﯾﻔﻬم ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﺣﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ،واﻟﻧواﺣﻲ اﻟﻣﻧﻛرة اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋﻧﻬﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر
اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﺿﻣﯾر إﻟﻰ ﻛل أﻣﺔ ﻓﻲ أرﻗﻰ ﺻورة ﺑﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ ﺑﯾن اﻟﺣق
واﻟﺑﺎطل ،واﻟﺧﺑﯾث واﻟطﯾب ،واﻟﺧطﺄ واﻟﺻواب.2
ﻓﺎﻟﻣﺛل ﯾﻣﺛل إرﺛﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ زاﺧ ار ﻋن طرﯾﻘﻪ ﻧﺳﺗﻛﺷف اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ،
واﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣوﯾﻬﺎ ،ﺗﻌد ﻛﻣﺣدد ﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،وﻗﯾم وﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻛل اﻧﺣراف أﺧﻼﻗﻲ
3ـ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ:
وﻫﻲ ﺗﺣﻣل ﻧﻔس ﻣﻌﻧﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻬذﯾب اﻟﻧﻔس
وﺗﻘوﯾم اﻟﺧﻠق ،وﺗﻌﻠﯾم اﻟﻔرد طرق وﺳﺑل اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺛل،
ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل ﺗﻌد ﻣدرﺳﺔ ﯾﺗﻌﻠم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻔرد اﻟﺳﻠوك اﻟﺻﺣﯾﺢ واﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠﯾم اﻟذي
ﯾﺳﻠﻛﻪ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﻓﯾﻛﺗﺳب ﺗﻧﺷﺋﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ.3
وﻟﺋن ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﺗُﺧذت ﻣﺻد ار رﺳﻣﯾﺎ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
ﻓﺈن اﻷﻣﺛﺎل ﺑدورﻫﺎ ﻗد اﺗُﺧذت ﻣﺻد ار ﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌﺎدات اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ وﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ ﺣﺳب
اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،4ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل ﺑﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺣﻛﻣﺔ اﻟﺷﻌب وﻓﻠﺳﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻬﻲ
ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻛرﯾس ﻣﻘوﻣﺎت اﻷﻣﺔ ٕواﻟﻰ ﻏرس ﻋﺎداﺗﻪ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ ﻓﻲ اﻷﻓراد ،ﻓﻣﻧﻬﺎ
ﯾﺳﺗﺧﻠﺻـون اﻟﻣوﻋظﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺟدون اﻟﻣواﺳﺎة ﻓﯾﻬﺎ ،وﺗﺳﺎﻋد ﻗﻠﯾﻠﻲ اﻟﺗﺟﺎرب
ﺟﻼوﺟﻲ ﻋزاﻟدﯾن ،اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺳطﯾف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.16 - 1
2
-ﺟﻼوﺟﻲ ﻋزاﻟدﯾن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.16
3
-ﺷﻌﻼن إ ﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ،اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺻري ﻣن أﻣﺛﺎﻟﻪ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،1972 ،
ص.47
- 4اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .47
29
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
وﻋدﯾﻣﻲ اﻟﺧﺑرة ﺑﺗوﺟﯾﻬﻬم ،وﻫﻲ ﻣﻧﺑر ﻟﻠﻛﺷف ﻋن ﺑﻌض اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ
ﺑذﻣﻬﺎ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد اﻟﺑدﯾل ﻋﻧﻬﺎ.
- 1ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1982
ص10
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.11
30
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد أن ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺳﻼم وﯾﻌﺎﯾﺷﻬﺎ أﯾﺿﺎ ،ﻓﻠﻸﻣﺛﺎل دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،ﻷﻧﻬﺎ
ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻧﺎس وﺗﻔﺎﻋﻠﻬم ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض وﻓق ﻣﺻﺎﻟﺢ وأﻫداف ﻣﺷﺗرﻛﺔ.
1
-إﺑراﻫﯾم ﻧﺑﯾﻠﺔ ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .177
2
-اﺑن اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺗﻠﻲ ،ﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .181
31
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
1
-إﺑراﻫﯾم ﻧﺑﯾﻠﺔ ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.147
2
-اﻟﻣﺎوردي ﻋﻠﻲ ،اﻷﻣﺛﺎل واﻟﺣﻛم ،ت/ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،دار اﻟوطن ،1999 ،ص.20
32
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻋن ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎﻧـﺔ أو ﺑﺎﻟﻔﺷل واﻹﺣﺑﺎط.ﯾﻘول اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻣﺟذوب ﻓﻲ إﺣدى
رﺑﺎﻋﯾﺎﺗﻪ:
ﺷـ ـ ـف ﻋﻧ ــ ـد اﷲ ﻣــــ ـﺎ وﺳﻌــــ ـﻪ ﻻ ﺗﺧﻣــ ـم ﻓ ـ ـﻲ ﺿﯾـ ـق اﻟﺣﺎل
أﻣـــ ـ ـﺎ اﻟرﺟــــــ ــﺎل ﻻ ﺗﻘطﻌـ ــــ ـﻬﺎ).(1 اﻟﺷــــــدة ﺗـــ ــــﻬ ـــــــــ ـزم اﻷرذال
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻛل ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﷲ ﺳﻬل ﻻ ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﯾﻪ ،ﻟذﻟك ﻻ داﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﯾﺄس
واﻟﺟﺑن ،ﻓﺻﺑر اﻟﻣرء ﯾظﻬر ﻓﻲ اﻟﺷداﺋد وأن أرﺑﺎب اﻟﺷﺟﺎﻋﺔ واﻟﻣروءة واﻟﻬﻣﺔ ﯾﻘﺎﺳون
اﻟﺷداﺋد وﻧواﺋب اﻟزﻣﺎن ،ﻟﻛﻧﻬم ﯾﺻﺑرون وﯾﺗﻐﻠﺑون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻘوة إرادﺗﻬم وﺷدة ﻋزﯾﻣﺗﻬم.
ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺗﺄﺛﯾر ﻗوي ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻣﻊ ،ﻓﻬو ﯾﺟﻌل اﻷﻓراد ﯾﻧﺻﺎﻋون ﻛﻣﺎ
ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺑﻪ ﻗوة اﻟﻌرف واﻟﻣﻌﺗﻘـد اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻓﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻬـذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﯾﺑرر ﻣﺎﻟـﻪ ﻣن ﻣﻛﺎﻧﺔ
وأﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،إذ ﻧﺟد ﻫذا اﻟﺷﻛل اﻟﻔرﯾد ﺑطرﯾﻘﺗﻪ اﻟﺗﺧﯾﯾرﯾﺔ واﻹرﺷﺎدﯾﺔ ،ﯾﺳﺎﻋد
ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﺷر اﻟﺧﻠق اﻟﻘوﯾم ،واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺗﺟددة واﻟﻣﺗﻐﯾرة ﺑﺷﻛل ﺳﻠﯾم ،ﻣﻊ
اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌرف واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد.
وﻣن ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﻣﺛل ﻟﻪ دور وأﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﻣﺛﺎل ﻓﻧﺎ ﻣن اﻟﻔﻧون اﻷدﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺣﯾﺔ ،ﺗﻌﻠﻘت ﺑﻛل ﺷﻲء،
وﺗﻧـﺎوﻟت ﻛل ﺷﻲء ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ،ﻓﺗراﻫﺎ ﺗﻌﺎﻟـﺞ اﻷﺧـﻼق واﻟﺣــﻛﻣﺔ ،واﻟﻣوﻋظﺔ واﻟﺗرﺑﯾﺔ
واﻟﺗوﺟﯾﻪ ،واﻟﺳﺧرﯾﺔ واﻟﺗﻬﻛم ،واﻟﻧﻛﺗﺔ ،واﻟﻔﻛﺎﻫﺔ ،واﻟﻌﺑرة ،واﻟﺣب واﻟﻛرﻩ ،واﻻﺿطراب
واﻻطﻣﺋﻧﺎن ،واﻟﺧوف واﻷﻣن ،واﻟﺳﻌﺎدة واﻟﺷﻘﺎء ،واﻟﺧﺻب واﻟﺟدب ،واﻟﺣرب واﻟﺳﻠم،
واﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣوت ،ﻓﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ،وﯾﺣوم ﺣوﻟﻬﺎ ،وﯾﻧﺑﻊ ﻣﻧﻬﺎ ،أو ﯾﺻب ﻓﯾﻬﺎ،
ﻣﺟﺎل ﻓﺳﯾﺢ ﻟﻔن اﻟﻣﺛل وﻣﺿرب ﻋرﯾض ﻟﻪ.2
إذا ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل ﻋﺎﻟﺟت ﻛل ﻣوﺿوع ،وﺗطرﻗت إﻟﯾﻪ ،ﻓﻘد رﻛزت اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
ﺑﻬذﻩ اﻟﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻛﺎن اﻟﻣﺛل ﻓﻠﺳﻔﺔ ﺗﺷﻊ أﻓﻛﺎ ار ﻧﯾرة ،ﯾﺳﻌﻰ
اﻟﻘﺎﺋل ﻣن ﺧﻼﻟﻪ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾس ﻫـرم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺗﯾﻧﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.ﻟﻘد ﻛﺎن رﺳﺎﻟﺔ
1
-اﻟﻣﺟذوب ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟﻘول اﻟﻣﺄﺛور ،ﺗﺻﻧﯾف ﻧور اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﯾﺔ.08 ،
2
-ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺻﻠﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺻﺣﻰ ،اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر
1981ص.112
33
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗﺣﻣل أﺑﻌﺎدا دﻻﻟﯾﺔ ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻛﺗل اﻷﻓراد ﺣﺗﻰ ﻏـدا اﻟﻣﺛل
دﺳﺗو ار ﻣﻧظﻣﺎ ﻟﻠﻧﺎس ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬم.1
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل ﺗﻣﺛل ﺑﺎﺑﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﺑﻣﺻراﻋﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﯾﻣر
ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،إن ﻟﻬـﺎ ﻓﻠﺳﻔﺔ ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟرﺑـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺷﺔ ،وﻫﻲ أﺑـدا ﺗﻣﺛل
ﺧﻼﺻﺔ ﻟﺗﺟﺎرب إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ أن ﺗﻌﻠم اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟرﯾـف اﻟﺟزاﺋري ﻣـﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗﻌﻠﻣﻪ ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻻرﺗﺟﺎل واﻟﺗﻬور وﻗﺻر
اﻟﻧظر.
إن اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻣـﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﺎﻟم ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣر وﻣﻧـﻬﺎ اﻟﺣﻠو ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﺳﻲ
اﻟﻌﻧﯾف ،وﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻠﯾن اﻟﻠطﯾف ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ اﻟﺣﻠﻘﺎت ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن
وواﻗﻌﻪ ،واﻹﻧﺳﺎن وظروﻓﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﻋﯾﺷﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ. 2
وﻣن ﻛل ﻫذا ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن أﻫﻣﯾﺔ وﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﻣدى ﻗدرﺗﻪ اﻟﻛﺑﯾرة
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺧﺗﻠف ﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎة ،وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ،أو إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻬﺎ.ﻛل ﻫذا
ﯾؤﻛد ﻟﻧﺎ ﻋﻠﻰ أوﻟوﯾﺗﻪ وأﺳﺑﻘﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن أﺷﻛﺎل اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻷﺧرى ،وﻫذا ﻣﺎ
ﺟﻌل ﻟﻪ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻌﺻﻣﺔ واﻟﺧﻠود واﻟرﺳوخ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻧﺎس ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ أﺛر ﻋﻠﯾﻬم،
وﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻰ آراﺋﻬم ،ﺣﺗﻰ أﻧﻬم ﯾﻠﺟﺄون إﻟﻰ ﺗداوﻟﻪ وﺗردﯾدﻩ ﻓﻲ ﻣواﻗف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟﺣﺳم
ﺧﻼف ،أو إﺛراء ﺣوار ،أو إﺳﻛﺎت ﻋدو أو ﺛرﺛﺎر...
ﺳﺎدﺳﺎ -اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر:
اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣرآة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس ﻋﺎدات ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻩ ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻛس ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣواﻗف واﻟﺣوادث اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﻫﻲ ﺗﻬـدف إﻟﻰ ﺗﻘوﯾم ﺳﻠوك
اﻷﻓـراد ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬم اﻟﻧﺻﯾﺣﺔ أو اﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎﺳب ،أو ﺗﻌﯾن اﻟﯾﺎﺋس ﻣن اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻣﻧﺣﻪ اﻟﺻﺑر ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻬﺎ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻌﻛس ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ وأﺻﺎﻟﺗﻪ،
وأﺧﻼﻗﻪ أﯾﺿﺎ ،وﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ ﻋدة ﺑﺎﺣﺛﯾن ﻟﻌﺑوا دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻠدراﺳﺎت
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،وﻧذﻛر ﻣﻧﻬم ،ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب ﻣن اﻟﺟزاﺋر ،اﻟذي اﺷﺗﻬر ﺑﻛﺗﺎب )أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ
1
-اﺑن ﺳﺎﻟم ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺑﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺷﺎر ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺗﺑﯾﯾن اﻟﺟﺎﺣظﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ
اﻟدراﺳﺎت ،اﻟﺟزاﺋر ،1999 ،ص.28
2
-ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص.11
34
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻐرب( ،وﻋﺛﻣﺎن اﻟﻌﻛﺎك ﻣن ﺗوﻧس واﺷﺗﻬر ﺑﻛﺗﺎﺑﻪ )اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﻌﺎدات اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ(،
وﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺳﻲ ﻣن اﻟﻣﻐرب ﺑﻛﺗﺎﺑﻪ)ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺷﻌر اﻟﻣﻠﺣون( ،ﻓﻘد أﺳﻬم ﻫؤﻻء ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ ﺗرﺳﯾﺦ
اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ واﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ،واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ.
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻧﺟدﻩ ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﺎل
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،واﻟﺳﺑب راﺟﻊ إﻟﻰ ﺷﺳﺎﻋﺔ اﻟﺟزاﺋر ،وﺗﻌدد اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﻓﯾﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ
ﻋن اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﺗﻘدﻣت أﺷواطﺎ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ دراﺳﺗﻬﺎ وﺟﻣﻌﻬﺎ ،ﺣﯾث
ﻧﺟد ﻋدة دارﺳﯾن ﻗد أﻟﻔوا ﻣﺻﻧﻔﺎت ﻋﻧﻬﺎ ،وﻛﻠﻬم ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﻫدف واﺣد ﻫو ﺧدﻣﺔ
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ وﻗﯾدﻫﺎ ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻧدﺛر ﻣﻊ اﻟزﻣن واﻻﺧﺗﻼف اﻟوﺣﯾد
ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻫو طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أو اﻟﺗﺑوﯾب ،ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﻗﺎم ﺑوﺿﻊ ﻣﺻﻧﻔﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻣوﺿوﻋﻲ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻣﺛﺎل ﺣﺳب ﻣواﺿﯾﻌﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻣن ﻗﺎم ﺑﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗرﺗﯾب أﺑﺟـدي ﻟﻠﺣروف. 1
وﻗد أﻟﻔت ﻛﺗب ﻛﺛﯾرة ﻣن ﻗﺑل ،ﺗﻌﻧﻰ ﺑﻧﺻوص اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﺿﻌﻬﺎ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدارﺳﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﺧﻼل اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر واﻟﻧﺻف
اﻷول ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن إﻻ أن أﺑﺣﺎﺛﻬم ﺗﻣﺛل رؤﯾﺔ ﻏﯾر ﺻﺎدﻗﺔ ﻋن ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ
اﻟﺟزاﺋري ،ﻛوﻧﻬﺎ ﻛﺗﺑت ﺑﺄﻗﻼم ﻣﺗﺷددﯾن ﻗﺳﺎة اﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﯾن ،ﻫدﻓﻬم ﻫو اﻻﺣﺗﻼل واﻟﺳﯾطرة،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓطرﯾﻘﺔ اﺧﺗﯾﺎرﻫم اﻟﻧﺻوص ﻟﻠﺗرﺟﻣـﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻷطﻣﺎﻋﻬم اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻼل ،ﻓﻬم
ﯾﻛﺗﺑون ﻓﻘط ﻣﺎ ﯾﺟدون ﺑﻪ ﻣﺑررات ﻟﻠﻬﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر ،ﻟذﻟك ﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎ أن ﺗﺗﺻدى ﻟﻬذﻩ
اﻟﺣرﻛﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ ﺑﻌض اﻷﻗﻼم اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ ﻋﺎﻣـﺔ واﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﻣﺣﺎوﻟﺗﻬم اﻟدﻓﺎع ﻋن
ﺛﻘﺎﻓﺗﻬم اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ.
1
-ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص.12
- 1ﯾﻧظر :ﺳﺗﯾﺑﺎﻧوق ،ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟﺣﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺑوﺑﺎﻛﯾر،
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر -ع1419) ،13 :ه 1998 /م (،ص.35،36
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ واﻟﻣوﺿﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
37
ﻟﺗﺗﻠوﻫﺎ رواﯾﺔ )ﺑﺎن اﻟﺻﺑﺢ( ﺳﻧﺔ ﺛﻣﺎﻧﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1980م( ،ﺛم )اﻟﺟﺎزﯾﺔ
واﻟدراوﯾش( ﺳﻧﺔ ﺛﻼث و ﺛﻣﺎﻧﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف 1983وﻓﻲ اﻟﻘﺻﺔ ﻛﺗب ﺑن ﻫدوﻗﺔ
)ظﻼل ﺟزاﺋرﯾﺔ( ﺳﻧﺔ ﺳﺗﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1960م() ،واﻷﺷﻌﺔ اﻟﺳﺑﻌﺔ( ﺳﻧﺔ اﺛﻧﯾن
و ﺳﺗﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1962م( ،و)اﻟﻛﺎﺗب وﻗﺻص أﺧرى( ﺳﻧﺔ أرﺑﻊ و ﺳﺑﻌﯾن
و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1974م( ﻛﻣﺎ أﻟف دﯾواﻧﺎ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة اﻟﻧﺛر ،ﻋﻧواﻧﻪ )اﻷرواح
اﻟﺷﺎﻋرة (وﻛﺗب أﺧرى .ﻗﺻص ﻣن اﻷدب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ )ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﺻص ﺗرﺟﻣﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب
واﺧﺗﺎرﻫﺎ ﻣن اﻷدب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺻدرت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋن اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
ﺳﻧﺔ ﺛﻼث و ﺛﻣﺎﻧﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1983م(
اﻟﻧﺳر واﻟﻌﻘﺎب )ﻗﺻﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﺑﺎﻷﻟوان( ﺻدرت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋن اﻟﺷرﻛﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﺳﻧﺔ ﺧﻣس و ﺛﻣﺎﻧﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف ) 1985م (
ﻗﺻﺔ ﻓﻲ اﯾرﻛوﺗﺳك )ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﺳوﻓﯾﺎﺗﯾﺔ ﻣﺗرﺟﻣﺔ( ﺻدرت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋن
اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ﺳﻧﺔ ﺳت و ﺛﻣﺎﻧﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف) 1986م(.
دﻓ ـ ـﺎع ﻋـ ـ ـن اﻟﻔداﺋﯾﯾن )دراﺳﺔ ﻣﺗرﺟﻣﺔ ﻋن ﻋﻣل ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺟﺎك ﻓﯾرﺟﯾس
)ﻧﺷرت ﻓﻲ ﺑﯾروت ﺳﻧﺔ ﺧﻣس و ﺳﺑﻌﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1975م( ،وﺳﻠﻣت ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ.
ﻏ ـ ـداً ﯾوم ﺟدﯾد )رواﯾﺔ )ﺻدرت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺳﻧﺔ اﺛﻧﯾن و ﺗﺳﻌﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ
وأﻟف )1992م( ﻓﻲ ﺑﯾروت ﻋن دار اﻷدب ﺳﻧﺔ ﺳﺑﻊ و ﺗﺳﻌﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ
وأﻟف )1997م(.
أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺻدر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻋن اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠطﻔوﻟﺔ ﺳﻧﺔ ﺛﻼث
وﺗﺳﻌﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1993م(.
ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ أﻛﺗوﺑر ﻋﺎم ﺳﺗﺔ و ﺗﺳﻌﯾن و ﺗﺳﻌﻣﺎﺋﺔ و أﻟف )1996م(.1
-1ﯾﻧظر :أﺣﻣد دوﻏﺎن ،ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣدﯾث ،ﻣﻧﺷورات اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب ،دﻣﺷق،
ط ،1،1996ص.410،411
38
1
-اﺑن ﻫدوﻗﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،1992،ص.08
2
-اﺑن ﻫدوﻗﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ،،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.09
39
- 1اﺑن ﻫدوﻗﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳـ ـ ــﻪ ،ص .93
- 2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳـ ـ ــﻪ ،ص .102
- 3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳـ ـ ــﻪ ،ص .136
4
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ .166
40
وﯾﻧﺳب اﻟﻣﺛل ﻟﻠﺷﺎﻋر اﻟﺣطﯾﺋﺔ ﻟﻣﺎ ﺣﺿرﺗﻪ اﻟوﻓﺎة ﻓﺟﺎء أﻫﻠﻪ و ﺑﻧو ﻋﻣﻪ ﯾطﻠﺑون
اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻘﯾل ﻟﻪ ﯾﺎ ﺣطﯾﺊ أوص ﻓﻘﺎل و ﺑﻣﺎ أوﺻﻲ؟ ﻣﺎﻟﻲ ﺑﯾن ﺑﻧﻲ .ﻗﺎﻟوا :ﻗد ﻋﻠﻣﻧﺎ أن
ﻣﺎﻟك ﺑﯾن ﺑﻧﯾك ﻓﺄوص .ﻓﻘﺎل وﯾل ﻟﻠﺷﻌر ﻣن رواﯾﺔ اﻟﺳوء .ﻓﺄرﺳﻠﻬﺎ ﻣﺛﻼ .ﻓﻘﺎﻟوا :أوص
ﻓﻘﺎل :أﺧﺑروا أﻫل ﺿﺎﺑﺊ ﺑن اﻟﺣﺎرث أﻧﻪ ﻛﺎن ﺷﺎﻋ ار ﺣﯾث ﯾﻘول :ﻟﻛل ﺟدﯾد ﻟذة ﻏﯾر
أﻧﻧﻲ وﺟدت ﺟدﯾد اﻟﻣوت ﻏﯾر ﻟذﯾذ .
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺷﻌر اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻣﺛل »اﻟﺣدﯾث ﻗﯾﺎس« 1اﻟذي ﯾﻘول ﻋﻧﻪ ﺑن ﻫدوﻗﺔ
أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣﺛل ﻣﺗﺄﺛر أو ﻣؤﺛ ار ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﺗوﻧﺳﯾﺔ ﺗراﺛﯾﺔ ،و ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻧﻼﺣظ
ﻫﺟرة اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ و اﻧﺣراﻓﻬﺎ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ واﻟﺑﻧﺎء .و اﻷﻣر ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ
»اﻟﻣرﺑﻲ ﻣن ﻋﻧد رﺑﻲ« 2ﻫذا اﻟﻣﺛل اﻟﻣﺗداول ﺑﯾن اﻟﻧﺎس إﺷﺎرة ﺿﻣﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﻌد ﻏﯾﺑﻲ
ﯾﺗﻌذر ﺗﻔﺳﯾرﻩ وﻗد رﺑطﻪ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ ﺑﻘﺻﯾدة ﻣﺷﻬورة ﻟﻌﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻣﺟذوب،
وﻧﺣن ﻧﻼﺣظ اﻟﺗﺟﺎور اﻟدﻻﻟﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﻣﺛل و اﻟﺷﻌر.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت و اﻻﻧزﻻﻗﺎت اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺛل ﻓﻲ
اﻟﻣﻐرب و ﺗوﻧس و اﻟﺟزاﺋر ،ﻧظ ار ﻻﺳﺗﻐﻼﻟﻪ وﻓق ﻣﻧظورات ﯾﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎم و اﻟداﻓﻊ.
وﻫﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﻣﺳﺎﺋل ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﯾﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟﺑﻼغ ﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻪ ،ﻛون اﻹﺳﻧﺎد
ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺳﯾﻠﻌب دو ار وظﯾﻔﯾﺎ ﻣﻬﻣﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺂﺛر اﻷوﻟﯾﺎء
واﻷﺟداد اﻟذﯾن ﻟﻬم ﺑﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ واﻟﺣﻛﻣﺔ.
وﻟﻌل ذﻟك ﻣﺎ ﯾﺑرر ﻣﺛﻼ ﻣن ﻧوع» :ﺳﺎل اﻟﻣﺟرب و ﻻ ﺗﺳﺎل اﻟطﺑﯾب«.3
ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻣﺔ د ارﺳﺗﻧﺎ ﺣول ﻛﺗﺎب اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ أن
اﻟﻬدف اﻷﺳﺎس ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻌرض اﻟﻣﻘﺗﺿب ﻛﺎن ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ اﻷدب
اﻟﺷﻌﺑﻲ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻧﺎدر اﻟذي ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرف ﻣوﺳوﻋﯾﺔ ﯾﺻﻌب
اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗب أﺧرى .
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ 62
- 2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ 86
- 3ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ ،أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ،ص 95
41
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص) ( 107 ،43
2
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص) (226 ،31 ،25 ،24
-3اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص) ( 86 ،31 ،82
4
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ص)( 76 ،32،35
42
[5اﻟﺧوف:1
ﺑوﺳﻌدﯾﺔ ﺧﺎﯾف ﻣن ﻟﻛﻼب ،واﻟﻛﻼب ﺧﺎﯾﻔﯾن ﻣن ﺑوﺳﻌدﯾﺔ -
ﯾﺧﺎف ﻣن ظﻠو -
اﺧذاﻩ ﻋﻛﺎﯾل اﻟﻛﻼب -
اﻟﻣرﻫوﺑﺔ ﻣن اﻟﺣﻧش ﺗدوى اﻟﺿرﺳﺎﯾﺔ -
[6اﻟﺧﯾﺎﻧﺔ:2
ﺧﺎﯾن اﻟﺑﯾت ﻣﺎ ﯾﺗﻌس -
اﻟﻣﻠﺢ دودة وﻣﺎ ﻟﻘﯾﻧﺎﻟو دواء -
واﺣد ﻣﺎ راح ﻣن واﺣد ﺳﺎﻟم. -
راﺑﻌﺎ -اﻟﺗﻧﺎص ﻓﻲ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
أ -اﻟﺗﻧﺎص ﻣﻊ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم:
ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺳﻣﻌﻬﺎ ،ﺗﺗداﻋﻰ إﻟﻰ أذﻫﺎﻧﻧﺎ ﻣﻌﺎن
ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻘرآن ،إﻣﺎ ﻋن طرﯾق ظﻬور ﻣﻘوم ﻟﻔظﻲ ﻣﺑﺎﺷر ،أو ﻣﻘوم ﻣﻌﻧوي ﻣذﻛور
ﻋن طرﯾق اﻟﺗرادف أو اﻟﺗﺄوﯾل أو اﻟﺗﻔﺳﯾر .أو ﺗﺗداﻋﻰ إﻟﻰ أذﻫﺎﻧﻧﺎ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ
ﺗﺑﻌﯾﺔ وﺗراﺑط ﺑﻣﺎ ﺳﻣﻌﻧﺎ ،ﻓﻠو ﻧطﻘت ﺑﻛﻠﻣﺔ ) ﻗﺗل( ﻣﺛﻼ ،ﻟﺗداﻋت إﻟﻰ ذﻫن اﻟﺳﺎﻣﻊ
ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﺟرﯾﻣﺔ ،ﻗﺻﺎص ،ﻋﻣد ،ﺧطﺄ ،ﺳﺟن ،دﯾﺔ ،وﻫﻛذا؛ ﻓﺎﻟﺗداﻋﻲ ﯾﻘوم ﺑدور
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﺧطﺎب ،وﻫو ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﺗﺟرﺑﺗﻪ ﻓﺎﻟﻣﺛل )اﻟزواج ﺳﺗرة(
ﺎس
ْﺗُم َﻟِﺑ ٌ
ﻟَﻛُم َوأَﻧ ْ
ﺎس ْ﴿ُ...ﻫــــــ ﱠن َﻟِﺑ ٌ اﻟﺧﻠﻔﯾ ـ ـﺔ ﻟـ ـ ـﻪ ﻣوﺟ ـ ـ ـودة ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛ ـ ـ ـرﯾم ،ﻗ ـ ـ ـﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ:
ُﻟَﻬﱠن ،3﴾...ﻓﺎﻟﺗﻧﺎص ﻣﻌﻧوي ،إذ ﺟﺎء ﻣﻌﻧﻰ اﻵﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﺗر ﺑﺎﻟﻠﺑﺎس.
ب-اﻟﺗﻧﺎص ﻣﻊ اﻟﺣدﯾث اﻟﻧﺑوي اﻟﺷرﯾف:
اﻟﻣﺛل):اﻟﺳﻛﺎت ﻣن ﺑﺧت اﻟرﺿﻰ( ،اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﺷرﯾف،
)ﻻﺗﻧﻛﺢ اﻟﺑﻧت ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄذن وﻻ اﻟﺛﯾب ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺄﻣر ﻓﻘﯾل ﯾﺎ رﺳول اﷲ ﻛﯾف إذﻧﻬﺎ؟ ﻗﺎل:
إذا ﺳﻛﺗت( .1ﺗﻧﺎص ﻟﻔظﻲ وﻣﻌﻧوي :ﺻﻣت اﻟﺑﻛر وﺳﻛوﺗﻬﺎ إذا اﺳﺗﺄذﻧوﻫﺎ ﻋﻧد ﺧطﺑﺗﻬﺎ
دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ رﺿﺎﻫﺎ.
ج-اﻟﺗﻧﺎص ﻣﻊ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم:
اﻟﻣﺛل) :اﻟﻠﻲ ﻣﺎ ﻋﻧدو أﻧﺛﻰ ﻣﺎ ﺑﻛﺎو ﻋﻠﯾﻪ( اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ
اﻟﻘدﯾم]اﻟواﻓر[:2
ﻓﻠوﻻ ﻛﺛرة اﻟﺑﺎﻛﯾن ﺣوﻟﻲ***** ﻋﻠﻰ إﺧواﻧﻬم ﻟﻘﺗﻠت ﻧﻔﺳﻲ
ﺗﻧﺎص ﻟﻔظﻲ وﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﺑﻛﺎء اﻷﻧﺛﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﻟك.
ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﺑﻌض اﻟﻛﻠﻣﺎت وﻣدﻟوﻻﻟﺗﻬﺎ
ﻣدﻟوﻟﻬﺎ اﻟﻛﻠﻣﺔ
اﻟﺣذاء اﻟﺻﺑﺎط
ﻓﻛر ﺧﻣم
ﯾﻣﺗﻠك ﯾﻛﺳب
اﻟﺟﯾد ﻟﻣﻠﯾﺢ
ﻣن ﺷﻛون
ﺟﺎء ﺑﻪ ﺟﺎب
ﻧظر ،رأى ﺷﺎف
ﻷﺟل ﻓﻲ ﺳﺑﺔ
ﻣﺛل ﻛﯾﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ
ﺻﺎﺣب ،ﺻﺎﺣﺑﺔ ﻣول ،ﻣوﻻﻩ
ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣﺎ ﺗﻧﺟﻣش
اﻟﻣطر اﻟﻧو
ﻣﻠك اﻧﺗﺎع
أﻣس اﻟﺑﺎرح
اﻧﺗظري اﺳﺗﻧﺎي
ﺧﺎرج اﻟﺑ ار
اﻟﻔﻘﯾر اﻟﻘﻠﯾل
وﺟدت ﻟﻘﺎت
ﻟﯾس ﻣن ﺣﻘك ،ﻟﯾس ﻟك ﺧﺎطﯾك
-زﯾﺎدة اﻟﻼﺣﻘﺔ" اﻟﺷﯾن "ﻓﻲ آﺧر اﻟﻛﻠﻣﺔ وﻫو ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ" اﻟﻛﺷﻛﺷﺔ "ﻧﺣو :
ﻣﺎﺗﺑدﻟوش ،ﻣﺎﯾﺻﻠﯾش ،ﻣﺎﻟﻘﺎش ،وزﯾﺎدة ﺣرف اﻟﺷﯾن ﻓﻲ آﺧر اﻟﻛﻠﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ
ﻣﻧﻬﺎ اﻷﻓﻌﺎل .ﻓﺄﻓﺳد ذﻟك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت.
ﺛﺎﻣﻧﺎ -ﻧﻣﺎذج ﻣن اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺷرح
1
اﻟﻣﺛل ﻷول» :اﻷﺑرة ﺗﻛﺳﻲ ﻏﯾرﻫﺎ وﻫﻲ ﻋرﯾﺎﻧﺔ«
ُﺧﺎط
اﻵﺧر ﻣﺛﻘوب ،ﯾ
َﺣد طرﻓﯾﻬﺎ ُ َﻣﺣدﱠد و َ
اﻹﺑرة ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط أَداةٌ أ ُ
ﻣﻌﻧﻰ ِْ
طَرف
اﻟﻣرﻓَقَ :
طَرﻓُﻪُ .وـ ﻣن ِْ
اﻟﻘَرِنَ :
ﺑﻬﺎ .وـ ﻣن ا َﻟﻌﻘرب أَو اﻟﻧﺣﻠﺔ :ﻣﺎ ﺗَ ﻠَْﺳﻊ ﺑﻪ .وـ ﻣن ْ
طَرﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺳم ،ﻟﯾﻧﻔذ ﻣﻧﻬﺎ
ﻘَن:إِﺑرة ﯾُﻐرز َ
اﻟﻣْﺣ ِ
اﻟﻌظم اﻟﻧﺎﺗﺊ ﻋﻧد ْﺛَﻧﻲ اﻟذراع.وإِﺑرة ِ
ﺑوﺧز
اﻟﻣﺳﺟل ﻟﺗﻌﯾدﻩ) .ج( ٌإِﺑَر .وﯾﻛﻧﻰ ْ
ﱠ ﺗَﻣﱡر ﻋﻠﻰ أَﺛر اﻟﺻوت
اﻟدوُاء إﻟﯾﻪ .وإِﺑرةُ :ﻣﺎ ُ
اﻹﯾذاء اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ُﺧﻔْﯾﺔ.
َر ﻋن ِ
اﻹﺑِ
ِ
ﯾﻘﺎل ﻫذا اﻟﻣﺛل ﻓﻲ إﯾﺛﺎر اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ،ﻓﺎﻟرﺟل اﻟﻛرﯾم ﯾﺟوع ﻟﯾﺄﻛل اﻟﻐﯾر،
وﯾﻌرى ﻟﯾﻠﺑس اﻵﺧرون .ﻓﺈﯾﺛﺎر اﻟﻐﯾر ﻣن اﻟﺧﺻﺎل اﻟﺗﻲ ﻧوﻩ ﺑﻬﺎ اﻟﻘرآن ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻋز
وﺟل ﴿ :ﻭﺍﻟﱠﺬﻳﻦ ﺗَﺒﻮﺅﻭﺍ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﻟْﺈِﳝﺎﻥ ﻣﻦ ﻗَﺒﻠﻬِﻢ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﻣﻦ ﻫﺎﺟﺮ ﺇِﻟَﻴﻬِﻢ ﻭﻟَﺎ ﻳﺠِﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭِﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔً
ﻣﻤﺎ ﺃُﻭﺗُﻮﺍ ﻭﻳﺆﺛﺮﻭﻥ ﻋﻠَﻰ ﺃَﻧﻔُﺴﻬِﻢ ﻭﻟَﻮ ﻛَﺎﻥ ﺑِﻬِﻢ ﺧﺼﺎﺻﺔٌ ﻭﻣﻦ ﻳﻮﻕَ ﺷﺢ ﻧَﻔْﺴﻪ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟْﻤﻔْﻠﺤﻮﻥ﴾ 2ﻓﻬو
إذن ﺧﻠق إﺳﻼﻣﻲ ٕواﻧﺳﺎﻧﻲ ﻋظﯾم.
وﻓﻌل )ﺗﻛﺳﻲ( اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺛل ﯾﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟدارﺟﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ أو ﺑﺎﻷرﯾﺎف
واﻟﺑوادي وﻓﻌل )ﻛﺳﺎ( ﻣﺳﺗﻌﻣل ﺑﻛل ﺗﺻرﯾﻔﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟدارﺟﺔ ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻐطﺎء ،واﻟﻛﺳوة
ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﻣﻼﺑس ﻣطﻠﻘﺎ واﻟﻛﺳﯾوة ﻫﻲ ﻓﺳﺗﺎن ﻟﻠﻣرأة .وﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺛل أﻧﻪ
ﺑدأ ﺑﺎﺳم وﻫو )اﻷﺑرة(.
3
-2اﻟﻣﺛل اﻟﺛﺎﻧﻲ » :إذا ﺟﺎت ﺗﺟﯾﺑﻬﺎ ﺷﻌرةٕ ،واذا راﺣت ﺗﻘطﻊ ﺳﻧﺎﺑل«
دﻻﻟﺔ ﻫذا اﻟﻣﺛل أﻧﻪ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺑل ﻋﻠﯾك أو ﺗدﺑر ﻋﻧك ،ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر ﻓﻲ
ﺟﺎت وراﺣت ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟدﻧﯾﺎ ،ﻓﺎﻷﺻل ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺔ ) ﺟﺎت ،ﺟﺎءت ( و)راﺣت ذﻫﺑت(
1
-3اﻟﻣﺛل اﻟﺛﺎﻟث» :ﺟرح اﻟﻛﺑدة ﻣﺎ ﯾﺿر إﻻ ﻣوﻻﻩ«
ﯾدل ﻫذا اﻟﻣﺛل ﻋﻠﻰ ﻣن أﺻﺎﺑﺗﻪ ﻣﺻﯾﺑﺔ اﺳﺗﺧﻔﻬﺎ اﻟﻧﺎس وﻟم ﯾﻘدروا اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ.
وﻛﻠﻣﺔ اﻟﻛﺑدة ﻓﻲ اﻟدارﺟﺔ ﯾﻛﻧﻰ ﺑﻬﺎ اﻷﺑﻧﺎء ،وﻫﻲ ﺗﻛﺗب ﺑﺗﺎء ﻣرﺑوطﺔ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﺄﻧﯾﺛﻬﺎ وﺗﻧطق ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻛﺎف وﺳﻛون اﻟﺑﺎء.
2
-4اﻟﻣﺛل اﻟراﺑﻊ» :ﺣﺎج ﻣوﺳﻰ ﻫو ﻣوﺳﻰ اﻟﺣﺎج«
وﯾﺿرب ﻟﻠﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﺷدﯾد ﺑﯾن اﻷﺷﯾﺎء ،وﻫو ﯾﻘﺎل ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺗﺷﺎؤم وﻋدم اﻧﺗظﺎر
ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق اﻟﺗﻐﯾﯾر .وﻫو ﻣوﺟود وﻣﻌروف ﻓﻲ ﺳﺎﺋر اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ .وﯾﺻور
ﺗﺻوﯾ ار ﺷﻌﺑﯾﺎ ﻣﺎ ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﻋﺑث اﻹدارﯾﯾن ٕواﻫﻣﺎل أﻣور اﻟﻧﺎس أﺛﻧﺎء اﻻﺣﺗﻼل
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وﻛذﻟك أﯾﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،رﻏم أن ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻟﻌﻬدﯾن...
3
-5اﻟﻣﺛل اﻟﺧﺎﻣس»:اﻟﻣﺣﺎﻣﯾﺔ ﺗﻐﻠب اﻟﺳﺑﻊ«
ﯾﻘﺎل ﻓﻲ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻛﺎﺗف ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ،ﻓﺎﻟﺳﺑﻊ ﻻ ﯾﻐﻠﺑﻪ اﻟرﺟل وﺣدﻩ،
وﻟﻛﻧﻪ ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ذﻟك وأﻛﺛر .وﻫﻧﺎك ﻣﺛل ﺗوﻧﺳﻲ ﺟﻣﯾل ﯾﻘول :اﻻﺛﻧﯾن ﯾﻐﻠﺑو ،وﻟو
ﯾﻛوﻧو ﯾﻠﺑﻌو.
ﻟذا اﻟﻌدو ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﯾد اﺣﺗﻼل أي ﺑﻠد ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ ﻗدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع واﻟﺗﻔرﯾق
ﻓردﻫﺎ ﻟﯾﺿﻌف ﻗوﺗﻬﺎ وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﺣﺗﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓرق ﺗﺳد.
ﺑﯾن أ ا
4
-6اﻟﻣﺛل اﻟﺳﺎدس» :اﻟﺣﻧش ﻣﺎ ﯾﺣﻔر ﻏﺎر ﻣﺎ ﯾﺑﺎت ﺑرة«
ﻓﻬو ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟرﺟل اﻟذﻛﻲ ﯾدﺑر أﻣورﻩ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟظروف.
اﺑن
ﺎﻧِﻲ ﻋن ِ
اﻟﺻ َﺎﻏ ّ
ﺎبََﻧﻘﻠَﻪ ّ
اﻟذﺑ ُ
َش ُ َﻣﺣرﱠﻛَﺔً :ﱡَ ﻣﻌﻧﻰ ﺣﻧش ﻓﻲ ﺗﺎج اﻟﻌروسَ » 5
اﻟﺣﻧُ
اﻟﺣﯾﱠﺔُ وﻗﯾل :اﻷََﻓْﻌﻰ وﺑِﻬ َ ﺎ ُﺳﻣَﱢﻲ اﻟرُﱠﺟُل َﺣﻧَﺷﺎً وﻗﺎل
َشَ :
اﻟﺣﻧُ
اﻟﺻﺣﺎح ﻗﯾلَ :
َّﻋﺑٍﺎد .وﻓﻲ ّ
- 1ﻣﺣﻣد ﻣرﺗﺿﻰ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟزﺑﯾدي ،ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻣن ﺟواﻫر اﻟﻘﺎﻣوس ،ﺗﺢ اﻟدﻛﺗور ﻧواف اﻟﺟ ارح
ﻣراﺟﻌﺔ ،دار اﻷﺑﺣﺎث ،ﺗﻠﻣﺳﺎن -اﻟﺟزاﺋرط ،2011 ،1ﻣﺞ] 3ﺣﻧش[ ،ص. 454
- 2اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص68
48
أن ﻻ ﺣﯾﺎء ﻓﻲ اﻷﻗوال واﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ اﻟدﯾن ،أو أﻧﻬﺎ ﺟزء ﻣن
اﻟدﯾن...
وﺻﺎﺣب اﻟﻣﺛل ﺷﺑﻪ اﻟرﺟل ﯾوﻗﻌﻪ ﻓﻲ ورطﺔ ،ﺑﺎﻟﺣوﻟﯾﺔ ،وﻫﻲ ﻣن اﻟﻣﻌزى اﺑﻧﺔ
ﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻘﺎوم اﻟﺗﯾس ﻓوﻟدت ﻗﺑل اﻷوان !...
ﯾﻘﺎل ﻓﯾﻣن ﯾﺄﺗﻲ أﻋﻣﺎﻻ طﺎﺋﺷﺔ ﺗﺑدو ﻣرﺑﺣﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﯾﻣن ﯾراﻫن رﻫﺎﻧﺎ ﺧﺎﺳ ار.
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻘول اﻟﺧﺑر ﯾﺟﯾﺑوﻩ اﻟﺗواﻟﻲ.
1
اﻟﻣﺛل اﻟﺗﺎﺳﻊ» :ﺧطﺎر اﻟﺑﻌﯾر واﻟﻘﻧﻔود«
ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻏرر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟرﻫﺎن اﻟﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻟﺑس.
ﯾﺣﻛﻲ أن اﻟﺑﻌﯾر واﻟﻘﻧﻔذ ﺗراﻫﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﺎق ،وﻛﺎن اﻟﺑﻌﯾر ﻣﺗﺄﻛدا ﻣن رﺑﺢ اﻟرﻫﺎن،
ﻧظ ار ﻟﺧطﺎﻩ اﻟطوﯾﻠﺔ .واﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬدف اﻟذي ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ أن ﯾﺑﻠﻐﻪ ﻗﺑل اﻵﺧر،
واﻧطﻠﻘﺎ ووﺻل اﻟﺑﻌﯾر ﻗﺑل اﻟﻘﻧﻔذ وطﺎﻟب اﻟﺑﻌﯾر اﻟﻘﻧﻔذ ﺑﻠﻬﺟﺔ اﻟﻣﻧﺗﺻر أن ﯾﺳدد ﻟﻪ ﻣﺎ
ﺗراﻫﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻘﻧﻔذ :ﻣﻬﻼ ﯾﺎ ﺻﺎﺣﺑﻲ ،إﻧك ﻟم ﺗرﺑﺢ ﻟم ﺗﻘطﻊ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻧﻘطﺔ ﻛﻣﺎ
ﻗطﻌﺗﻬﺎ أﻧﺎ ،إﻧﻣﺎ ﻗﻔزت ﻗﻔزة ﻓﺑﻠﻐت اﻟﻬدف ،وﻟم ﺗدر ﻣﺎ ﺑﯾن ﻧﻘطﺔ اﻻﻧطﻼق وﻧﻘطﺔ
اﻟوﺻول ﻣن أﺷﯾﺎء ...إﻧك ﺧﺳرت اﻟرﻫﺎن ،ورﺑﺣﺗﻪ أﻧﺎ .ﻓﺄﻧﻛر اﻟﺑﻌﯾر ﻗول اﻟﻘﻧﻔذ
وﺗﺷﺎﺟرا ،واﺣﺗﻛﻣﺎ إﻟﻰ أﺣد اﻟﺣﯾواﻧﺎت ،وأدﻟﻰ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﺣﺟﺟﻪ ،وﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﻘﻧﻔذ ﻟﻠﺣﻛم:
إﻧﻧﻲ ﯾﺎ ﺳﯾدي أﺳﺗطﯾﻊ أن أﺣدﺛك ﻋن ﻛل ﻣﺎ رأﯾﺗﻪ وأﻧﺎ اﻗطﻊ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ،ﺟزﺋﯾﺔ ﺟزﺋﯾﺔ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺟﻣل ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ذﻟك وأﺗﺣداﻩ أﻣﺎﻣك أن ﯾذﻛر ﺷﯾﺋﺎ رآﻩ .وﻫﻛذا ﻗرر اﻟﺣﻛم أن
اﻟﻘﻧﻔذ ﻫو اﻟراﺑﺢ.
واﻟﻣﺛل ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﯾﻘﺎل ﻓﻲ اﻟﻐرر واﻟﻠﺑس ،وﯾﻌﻠﻲ ﻣن ذﻛﺎء اﻟﻘﻧﻔذ وﯾؤﻛد ﺑﻼدة
اﻟﺑﻌﯾر ،واﻟﻧﺎس ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻟﻘﻧﻔذ ﻣن أﺷد اﻟﺣﯾواﻧﺎت ذﻛﺎء وﺣﯾﻠﺔ .وﻫو ﻟذﻟك ﯾﻐﻠب
أﻋدى أﻋداء اﻹﻧﺳﺎن :اﻟﺛﻌﺑﺎن ،ﻷﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺿرﺑﻪ ﯾﻧﻛﻣش ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﯾر ﻛﺑﺔ
ﻣن ﺷوك ،ﻓﺗرﺗطم رأس اﻟﺛﻌﺑﺎن ﺑﺎﻟﺷوك وﻫﻛذا ﺣﺗﻰ اﻟﻣوت .ﺛم إﻧﻪ ﻣﺣﺑب ﻣن طرف
اﻟرﺟﺎل ﻷﻧﻪ "ﻋدو ﻟﻠﻣرأة ﻛﻣﺎ ﯾزﻋﻣون...
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻠﺗﻔت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻧظر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺷﻌﺑﻲ أن اﻟﺣﯾﺎة
ﻟدى ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف واﻟﺑوادي ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ب" اﻹﺣﯾﺎﺋﯾﺔ " أي أن
اﻟﺣﯾوان واﻟﺷﺟر وﻛل اﻷﺷﯾﺎء واﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ﻟﻬﺎ أرواح وﻋﻘول وﺗﺗﺻرف ﻛﺎﻹﻧﺳﺎن.
1
اﻟﻣﺛل اﻟﻌﺎﺷر» :ﺧﻠطﻬﺎ ﺗﺻﻔﻰ«
ﯾﻘﺎل ﻓﻲ ﻋدم ﻛﺗﻣﺎن ﻣﺎ ﯾﺿر واﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻪ ،وﻟو أدى ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻧزاع .ﻓﻬو أوﻟﻰ
ﻣن اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﻟم ﻣﻧﻬﺎ ﻛل طرف .ﻓﺎﻟﻣﺛل ﯾدﻋو إﻟﻰ
ﺣﺳم اﻟﺧﻼﻓﺎت ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﺑدل اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ.
واﻟﻣﺛل ﻣﺄﺧوذة أﻟﻔﺎظﻪ ﻣن ﻛﻼم اﻟﻔﻼﺣﯾن ،ﻓﻬم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷرﻋون ﻓﻲ اﻟﺗذرﯾﺔ
اﻟﺣب ﻣن اﻟﺗﺑن ،ﺑﻌد درس اﻟﺳﻧﺎﺑل ﯾﺧﻠطون ﻛوﻣﺔ اﻟﺳﻧﺎﺑل اﻟﻣدروﺳﺔ أﺛﻧﺎء
وﺗﺻﻔﯾﺔ ﱠ
اﻟﺗذرﯾﺔ .وﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺻﺣون ﺑﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ذﻫﺑت ﻣﺛﻼ »ﺧﻠطﻬﺎ ﺗﺻﻔﻰ« ﻷن ﻋدم
ﺗﺧﻠﯾط اﻟﻛوﻣﺔ اﻟﻣدروﺳﺔ وﺗﺻﻔﯾﺔ اﻷﺟزاء اﻟظﺎﻫرة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻘط ﻋﻣل ﻏﯾر ﻧﺎﺟﻊ .وﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗذرﯾﺔ واﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﺗﻛون »ﺑﺎﻟﻣﺟرد« وﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻛﻧﺳﺔ ﻣن ﻧﺑﺎت ﻗوي اﻟﺳوق ﯾﺳﻣﻰ
»اﻟﻘطف« و »ﺑﺎﻟﺷﯾﺣﺔ« اﻟﺗﻲ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻣﻛﻧﺳﺔ ﺻﻐﯾرة ﺗؤﺧذ ﻣن ﺷﺟﯾرات اﻟﺷﯾﺢ ،وﺑﺂﻟﺔ
اﻟﺗذرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ » اﻟﻣدرة « ﻟﻬﺎ ﯾد طوﯾﻠﺔ وﺧﻣس أﺻﺎﺑﻊ طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ رأﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ﯾد ﻣﻔﺗوﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن ﺧﺷب .وﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة ﻋﻧدﻣﺎ ﯾزول اﻟﺗﺑن وﯾﺑﻘﻰ ﺑﻌض
اﻟﻐﺑﺎر واﻟﻘﺷور اﻟﺧﺷﻧﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻﻔﺎة ﻣن ﻟوح ﺗﺳﻣﻰ »اﻟﻠوح « وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ﻣﺳﺣﺎة.
وﻣﻌﻧﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺧﻠط ﻓﻲ ﺗﺎج اﻟﻌروس:
َﻋم ﻣن
ﺗَﺧﻠﯾطﺎً َ َ :ﻣ َزﺟﻪُ أ ّ
وﺧﻠﱠطَﻪُ ْ
َﺧﻠِطُﻪ ﺑﺎﻟﻛَْﺳِر َﺧﻠْطﺎً َ
ﱠﻲء َْﺑﻐﯾرِﻩ ﯾْ
َﺧ»ﻠَطَﻪُ أَي اﻟﺷْ َ
اﻧﺎت
اﻟﺣﯾو ِ
ﻣﺛل ََ
ْط ﻓﻲ ِ
اﻟﺧﻠ ِ
ﺑﻌد َ
ﯾﯾز َ
اﻟﺗﱠﻣ ُ
ﯾُﻣﻛُِن ْ
ﻗَد ْ
اﻟﻣﺎﺋﻌﺎت أَو َْﻏﯾرِﻫﺎ َ و ْ
ِ ُون ﻓﻲ
ْأن َ ﯾﻛ َ
ض ٕوان
ﺿﻬﺎ ﻓﻲ َْﺑﻌ ٍ
ِء َْﺑﻌ ِ ﺗَداﺧُل أَﺟزِاء اﻟﺷﱠﻲ
ُ ْط:
اﻟﺧﻠ ِ
َﺻل َ
اﻟﻣرزوﻗِّﻲ :أ ُ
ﺑوب .وﻗﺎل َ ْ
اﻟﺣ ِ
وُ
ﺧﺎﻟَطَﺔ
ً َج.وﺧﺎﻟَطَﻪُ ُﻣ
ﱠﻲءْ :اﻣﺗَز
ﻓﺎﺧﺗﻠَطَ اﻟﺷ ُ
ﺑﺎﻟﻧﺎس َْ
َﺧﺗَ ﻠِطُ ﻛﺛﯾراً ّ
ﺗُوﺳﱢﻊ ﻓﻘﯾلَ:ﺧﻠِ طٌ ﻟﻣن ﯾْ
ﻋودﻩ
ﺑُت ُ
ﺎن أَي اﻟﺳُْﱠﻬم اﻟﱠذي َْﯾﻧ ُ
اﻟﻣﻌّوﺟ ِ
اﻟﻘَوُس ُ َْ
اﻟﺳُْﱠﻬم و ْ اﻟﺧﻠْطُ ﺑﺎﻟﻛَْﺳِر:
ﻣﺎزﺟﻪ .و ِ
وﺧﻼطﺎً َ َ :
ِ
اﺑِﻲ:
َﻋر ّ
وﺷﺎﻫدﻩ ْﻗَوُل اﺑن اﻷ َْ
اﻟﻘَوم ُِ
َذﻟِك ُْ
ﻗُوم .وﻛ َ
ﺗَﻌوﱠج ٕوان ﱢ
َﻋﻠَﻰ َِﻋوٍج ﻓﻼ َ ﯾزال َ ﯾ َ
ﺧـــــــــــــــــــــــــﺎﺗﻣــﺔ
ﺗﻌد اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ أﻛﺛر أﻧواع اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ وﺣﻣل وﺗرﺟﻣﺔ أﻓﻛﺎر
وذﻫﻧﯾﺎت أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻛذا ﻋﺎدﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻩ ،وأﻋراﻓﻪ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ
أﻧﻬﺎ ﺗﻌد وﻋﺎء ﺗﺻب ﻓﯾﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي أﻧﺗﺟﻬﺎ ،وﺣﺎﻓظ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗداول واﻟﺗﻧﺎﻗل
ﻣﺷﺎﻓﻬﺔ ﺟﯾﻼ ﺑﻌد ﺟﯾل ،ﻓﺎﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﺣﻼﻣﻪ وآﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة.
وﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
[1اﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﺻطﻼح ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗدل ﺑﻪ وﻫﻲ ﺑﺧﻼف
اﻻﺳﺗدﻻل ،ﻷﻧﻪ طﻠب اﻟﺷﻲء ﻣن ﺟﻬﺔ ﻏﯾرﻩ ،ﻓﺎﻻﺳﺗدﻻل ﻓﻌل اﻟﻣﺳﺗدل.
[2أن اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﻛﻠﻣﺎت ﺗﻛﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وﺗﺑﻠﯾﻎ اﻷﻓﻛﺎر
واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻷﺣﺎﺳﯾس ،ﺣﺗﻰ ﺗؤدي اﻟﻠﻐﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﺗواﺻل ﺑﯾن أﻓراد
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ،وﺗﺣﻘق اﻟﺗﻔﺎﻫم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم.
[3اﻟﻣﺛﺎل ذاﻛرة اﻟﺷﻌوب اﻟﺣﯾﺔ واﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ،ﻓﻛل اﻣﺔ ﻟﻬﺎ أﻣﺛﺎﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ.
[4ﺗﻌدد ﺗﻌﺎرﺑف اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﺣﺳب اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣرﻛز ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾوﻟﻲ
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻟﻠﺟﺎﻧب اﻷدﺑﻲ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﻟﻣﺛل
وأﺳﻠوﺑﯾﺗﻪ ،وﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺛل اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻫو ﻛل ﻣﺗﻛﺎﻣل ،ﯾﺷﻣل ﻋﻠﻰ ﻛل
اﻟﺟواﻧب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ ...
[5إن اﻷﻣﺛﺎل ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻣواﺻﻔﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺟﺎﻫزة ،ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﻓﻲ ﺻﯾﻎ ﻣﺧﺗﺻرة.
[6ﺗؤدي اﻷﻣﺛﺎل ﻋدة وظﺎﺋف ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة،ﺣﺳب اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ دو ار ﻛﺑﯾرا ،ﻛوﻧﻬﺎ
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﺗﺳﯾﯾرﻩ.
ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺛل ﻋﻧد ﺗﺣدﯾد دورﻩ أو وظﯾﻔﺗﻪ داﺧل اﻟﻣﺟﺗم؛ ﻷﻧﻪ ﺧﻼﺻﺔ [7
ﻟﺗﺟﺎرب اﻷﻓراد اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،وﺟزء ﻻ ﯾﻧﻔﺻل ﻋن ﺳﻠوﻛﺎﺗﻬم اﻟﯾوﻣﯾﺔ .وﻋﻠﯾﻪ ﺣددت
وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺛل ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻵﺗﯾﺔ :وظﯾﻔﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﺗرﺑوﯾﺔ ،وأﺧﻼﻗﯾﺔ ،وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ،
54
ﺧـــــــــــــــــــــــــﺎﺗﻣــﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻓﺗﺣددت وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺛل ﺑﺣﺳب ﺗﻔﺎﻋل وﺗﻌﺎﯾش اﻟﻔرد ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
[8ﺗطرق ﺑن ﻫدوﻗﺔ إﻟﻰ اﻷﺻل اﻟدﯾﻧﻲ وأﺻل اﻟﻧﺣو و اﻟﺑﻼﻏﺔ و اﻷﺻل اﻟﺧﺎص
ﺑﺎﻟﺷﻌر اﻟﻔﺻﯾﺢ وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ﺗﺗﺟﻠﻰ أﻫم اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت و اﻻﻧزﻻﻗﺎت اﻟدﻻﻟﯾﺔ.
[9ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻛﺎن ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻧﺎدر "أﻣﺛﺎل ﺷﻌﺑﯾﺔ" ﻟﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ.
وﺧﺗﺎﻣﺎ :
أﺳﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻛون ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا ﻗد أﺳﻬم ﺑﺑﻌض ﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﯾﻘﯾن أن ﻋﻣﻠﻧﺎ ﻫذا ﻟن ﯾﺳﻠم ﻣن زﻻت وﻫﻔوات ،ﻧﻠﺗﻣس ﻣن أﺳﺎﺗذﺗﻧﺎ وﺷﯾوﺧﻧﺎ اﻟﻛرام
وزﻣﻼﺋﻧﺎ اﻷﻓﺎﺿل ﻏض اﻟطرف واﻟﻌﻔو ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻬم أﻫل ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ أﻻ ﯾﺣرﻣوﻧﺎ ﻣن
ﻧﺻﺎﺋﺣﻬم اﻟرﺷﯾدة وﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم اﻟﺳدﯾدة .
ﻓﺎﻗﺑﻠﻪ اﻟﻠﻬم ﺧﺎﻟﺻﺎ ﻟوﺟﻬك واﺟﻌﻠﻪ زﺧ ار ﻟﻧﺎ وﻟواﻟدﯾﻧﺎ وﻷﺻﺣﺎب اﻟﺣﻘوق ﻋﻠﯾﻧﺎ
ﯾوم اﻟدﯾن.
وﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ وﺳﻠم .
56
اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
إﺑرﻫﯾم أﻧﯾس ،دﻻﻟﺔ اﻷﻟﻔﺎظ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ط.1980 ،4
.1ا
.2إﺑراﻫﯾم ﻧﺑﯾﻠﺔ ،أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻏرﯾب ،دار ﻏرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة.
.3أﺑو اﻟﻔﺗوح ﻋﻠﻲ ،اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻘﺎرن ﻟﻸﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺗﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟروﺳﯾﺔ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ،اﻟرﯾﺎض.1995 ،
.4أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ،ﺟﻣﻬرة اﻷﻣﺛﺎل ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ج1988 ،1
.5أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ،اﻟﻔروق اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ﺗﺢ ﻋﻣﺎد زﻛﻲ اﻟﺑﺎروﻧﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺗوﻓﯾﻘﯾﺔ ،ﻣﺻر
دط ص . 70/67
.6أﺣﻣد أﺑو زﯾد وآﺧرون ،دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻔوﻟﻛﻠور ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة1972 ،
.7أﺣﻣد أﻣﯾن ،ﻗﺎﻣوس اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺗﻌﺎﺑﯾر اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف
واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة.1953 ،
.8أﺣﻣد ﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻌﺟم ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ﺗﺢ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،دار اﻟﺟﺑل ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن
ن .1999
.9أﺣﻣد دوﻏﺎن ،ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺟزاﺋري اﻟﺣدﯾث ،ﻣﻧﺷورات اﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب ،دﻣﺷق،
ط.1996 ، 1
.10اﻟﺑﺧﺎري ،ﻣﺣﻣد ﺑن إﺳﻣﺎﻋﯾل .ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري،د/ط ،دار اﻟﻔﻛر "د/ت .م.12
.11ﺑدﯾر ﺣﻠﻣﻲ ،أﺛر اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺣدﯾث ،دار اﻟوﻓﺎء ﻟدﻧﯾﺎ اﻟطﺑﺎﻋﺔ،
اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2002،
.12ﺑن اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺗﻠﻲ ،ﻣﻧطﻠﻘﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﺟزاﺋر.1990 ،
.13ﺑن ﺟﻧﻲ ،اﻟﺧﺻﺎﺋص ،ت ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺟﺎر ،ج ،1دار اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺻرﯾﺔ.
.14ﺑن ﺳﺎﻟم ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺑﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺷﺎر ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺗﺑﯾﯾن اﻟﺟﺎﺣظﯾﺔ،
ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت ،اﻟﺟزاﺋر.1999 ،
.15ﺑن ﻋﺑد رﺑﻪ ،اﻟﻌﻘد اﻟﻔرﯾد ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ج1402 ،3ه ـ
1982م.
57
.16ﺑن ﻋﻘﯾل ،ﺷرح اﺑن ﻋﻘﯾل ﻋﻠﻰ أﻟﻔﯾﺔ اﺑن ﻣﺎﻟك ،ﺗﺢ ﻫﺎدي ﺣﺳن ﺣﻣودي ،دار
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ط ،1999 1ج1
.17ﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ﻣﺞ.5ﺗﺢ ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون ،دار اﻟﻔﻛر ﺳﻧﺔ
اﻟﻧﺷر 1979-1939
.18ﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﺗراث – ﺑﯾروت .
.19ﺑن ﻫدوﻗﺔ ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ـ أﻣﺛﺎل ﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗرﯾﺔ اﻟﺣﻣراء وﻻﯾﺔ ﺑرج
ﺑوﻋرﯾرﯾﺞ ـ اﻟﺟزاﺋر1992. ،
.20ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن ،اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﻣﺑﻧﺎﻫﺎ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب،
ط1994 ،1
.21اﻟﺟﺎﺣظ )اﺑو ﻋﺛﻣﺎن ﻋﻣر ﺑن ﺑﺣر( ،اﻟﯾﺎن واﻟﺗﺑﯾﯾن ،ﺗﺢ وﺷرح ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون،
ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط1998 ،7م ،ج.1
.22ﺟﻼ وﺟﻲ ﻋز اﻟدﯾن ،اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺳطﯾف ،ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑﺳطﯾف.
.23ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد أﺣﻣد رﺷوان ،اﻟﻔوﻟﻛﻠور واﻟﻔﻧون اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع ،ﻣﺻر :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ 1993م.
.24ﺣﻠﻣﻲ ﺑدﯾر ،أﺛر اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺣدﯾث ،ط ،2ﻣﺻر :دار اﻟوﻓﺎء ﻟدﯾﻧﺎ
اﻟطﺎﺑﻌﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﺳﻧﺔ 1997م.
.25ﺣﻠﻣﻲ ﺧﻠﯾل ،اﻟﻛﻠﻣﺔ دراﺳﺔ ﻟﻐوﯾﺔ وﻣﻌﺟﻣﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻣﺻر ،دط،
.1988
.26دﯾوان اﻟﺧﻧﺳﺎء،ط ، 1ﺗﺣﻘﯾق دروﯾش اﻟﺟودي ،ﻟﺑﻧﺎن :اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺻﯾدا.
.27ارﺑﺢ اﻟﻌوﺑﻲ ،أﻧواع اﻟﻧﺛر اﻟﺷﻌﺑﻲ ،دط ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﻣﺧﺗﺎر ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،دط.
.28زﻛرﯾﺎ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﺻﯾﺎم ،ﺷﻌر ﻟﺑﯾد ﺑﯾن ﺟﺎﻫﻠﯾﺗﻪ ٕواﺳﻼﻣﻪ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.
.29اﻟﺳﺎﻋﺎﺗﻲ ﺣﺳن ،ﺣﻛﻣﺔ ﻟﺑﻧﺎن ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت.1980 ،
.30ﺳﺗﯾﺑﺎﻧوق ،ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟﺣﻲ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز
ﺑوﺑﺎﻛﯾر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب -ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر -ع1419) ،13 :ه 1998 /م(.
58
.31ﺳﻼم رﻓﻌت ،ﺑﺣﺛﺎ ﻋن اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ـ ﻧظرة ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ـ ،دار اﻟﻔﺎراﺑﻲ،
ﻟﺑﻧﺎن،ط.1989 ،1
.32اﻟﺳﯾوطﻲ ،اﻟﻣزﻫر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻷدب وأﻧواﻋﻬﺎ ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ج.1
.33اﻟﺷرﯾف اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ﻧﺎﺷرون ،ﻟﺑﻧﺎن ،دت.
.34ﺷﻌﻼن إ ﺑراﻫﯾم أﺣﻣد ،اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺻري ﻣن أﻣﺛﺎﻟﻪ اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،
1972
.35ﻋﺎﺑدﯾن ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ،اﻷﻣﺛﺎل ﻓﻲ اﻟﻧﺛر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم ﻣﻊ ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﻧظﺎﺋرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻵداب اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ،دار ﻣﺻر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط1957 ،1
.36اﻟﻌوﺑﻲ راﺑﺢ ،اﻟﻣﺛل واﻟﻠﻐز اﻟﻌﺎﻣﯾﺎن ،ط. 2005 ،01
.37اﻟﻔﺎراﺑﻲ ،دﯾوان اﻷدب ،ج ،1ﻣﺟﻣﻊ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ دار اﻟﺷﻌب ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر اﻟﻘﺎﻫرة ،ط.2003 ،1
.38ﻓﺎﺿل ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺳﺎﻗﻲ ،اﻗﺳﺎم اﻟﻛﻼم اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟوظﯾﻔﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة1977 ،
.39ﻓردﻧﺎ ﻧدي ﺳوﺳﯾر ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻷﻟﺳﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﯾوﺳف ﻏﺎزي وﻣﺟﯾد
اﻟﻧﺻر ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،ط1986 ،1
.40اﻟﻔﯾروز أﺑﺎدي ،اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ،دار اﻟﺟﯾل ،ﺑﯾروت،دط ،ﺑﺎب اﻟﻛﻼم ،ﻓﺻل اﻟدال.
.41اﻟﻣﺎوردي ﻋﻠﻲ ،اﻷﻣﺛﺎل واﻟﺣﻛم ،ت/ﻓؤاد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،دار اﻟوطن1999 ،
.42اﻟﻣﺟذوب ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،اﻟﻘول اﻟﻣﺄﺛور ،ﺗﺻﻧﯾف ﻧور اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﯾﺔ
.52ﻣﺣﻣد ﺑوادي ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم ﺑﻌﻧوان أﻟﻔﺎظ اﻟﻌﻘﺎﺋد واﻟﻌﺑﺎدت واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس ﺳطﯾف ،ص68
.43ﻣﺣﻣد ﻣرﺗﺿﻰ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ اﻟزﺑﯾدي ،ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻣن ﺟواﻫر اﻟﻘﺎﻣوس ،ﺗﺢ اﻟدﻛﺗور
ﻧواف اﻟﺟراح ﻣراﺟﻌﺔ ،دار اﻻﺑﺣﺎث ،ﺗﻠﻣﺳﺎن -اﻟﺟزاﺋرط.2011 ،1
.44ﻣرﺗﺎض ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك ،اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺻﺣﻰ ،اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.1981 ،
59
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت:
........................................................................... اﻹﻫـــــــــــــــــــــداء
........................................................................... اﻟﺗﺷﻛــــــــــــــرات
أ ........................................................................... ﻣﻘدﻣـــــــــــــــــــﺔ
ﻣـــــدﺧـــــل:
4
ﻗــــــــــراءة ﻓــــﻲ ﻣﻌطﯾـــــﺎت اﻟﻌﻧــــــوان
05 .......................................................... أوﻻ -ﺗﻌرﯾف اﻟدﻻﻟﺔ
08 اﻟدﻻﻟﺔ......................................................... ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻋﻧﺎﺻر
09 اﻷﻟﻔﺎظ..................................... ﺛﺎﻟﺛﺎ -أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ دﻻﻟﺔ
10 اﻟدﻻﻻت......................................................... راﺑﻌﺎ -أﻧواع
اﻟﻔﺻـــــــل اﻷول:
13
ﻣﺎﻫﯾــــــﺔ اﻷﻣﺛــــــــﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾــــــــــــﺔ
14 اﻷﻣﺛﺎل............................................................ أوﻻ -ﻣﻔﻬوم
20 اﻟﻣﺛل.............................................................. ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻧﺷﺄة
23 اﻟﻣﺛل............................................ ﺛﺎﻟﺛﺎ -ﺧﺻﺎﺋص وﻣﻣﯾزات
26 اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ................................................ راﺑﻌﺎ -وظﯾﻔﺔ اﻷﻣﺛﺎل
30 اﻟﻣﺛل.................................................... ﺧﺎﻣﺳﺎ -اﻟﻬدف ﻣن
33 اﻟﺟزاﺋر................................ ﺳﺎدﺳﺎ -اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :
35 اﻟوظﺎﺋف اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﻌﺑد اﻟﺣﻣﯾد
ﺑن ﻫدوﻗﺔ
36 ................................ أوﻻ -ﻧﺑذة ﻋن ﺣﯾﺎة ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن ﻫدوﻗﺔ
38 ﻫدوﻗﺔ....................................... ﺛﺎﻧﯾﺎ -ﻣﺻﻧف ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺑن
61