You are on page 1of 6

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المملكة العربية السعودية‬


‫وزارة التعليم‬
‫جامعة الملك سعود‬
‫كلية العلوم‬
‫الكيمياء والحياة‬

‫غازات الدم والغوص في أعماق البحار‬

‫إعداد الباحث‪ /‬مشلح الديحاني‬


‫غازات الدم والغوص في أعماق البحار‬

‫‪-‬يستطيع الغطاسون التنفس في األعماق تحت الماء ألن الغازات التي يحملونها مضغوطة‪,‬‬
‫وهناك جهاز متصل باسطوانات الهواء التى يحملونها معهم يعرف بالمنظم‪ ,‬ويعمل أتوماتيكيا‬
‫لضبط ضغط الهواء الخارج من األسطوانات‪ ,‬والذي يدخل الى رئتي الغطاس‪ ,‬ويعمل المنظم‬
‫على معادلة الضغط داخل وخارج الرئتين‪.‬‬

‫‪-‬تنظيم ضغط الهواء الذي يتنفسه الغطاسون ليس هو العامل المهم الوحيد‪ ,‬ألنه تحت الضغوط‬
‫العالية حتى في األعماق المتوسطة تذوب كمية من الغازات التي يتنفسها الغطاس في دمه أكبر‬
‫من الكمية التي تذوب تحت الضغوط العادية‪ .‬وبذلك يذوب أي غاز موجود في أسطوانات‬
‫الهواء التي يحملها الغطاس في الدم بتركيز أكبر مما يحدث في الحاالت العادية‪.‬‬

‫‪-‬المكون األساسي للهواء هو غاز النتروجين ‪ .N2‬عندما يبلغ غاز النتروجين الذائب درجات‬
‫عالية من التركيز في الدم يمكن أن يسبب مشكلتين مختلفتين‪:‬‬

‫‪-1‬األولى هي التخدير بالنتروجين‪ ,‬وتأثيرات تلك الحالة تشبه الحالة الناتجة عن تناول كمية‬
‫كبيرة من المشروبات الكحولية‪.‬‬

‫‪-2‬المشكلة الثانية تحدث عن صعود الغطاس إلى سطح الماء‪ .‬فعندما يقل ضغط النيتروجين‬
‫الذائب في الدم يميل إلى الخروج وينتج عن ذلك تكوين فقاعات غازية صغيرة للغاية‪ .‬واذا‬
‫حدث ذلك يصاب الغطاس بما يعرف بالتنحي ويشعر بآالم حادة للغاية قد تؤدي إلى الوفاة‪.‬‬
‫يتفادى الغطاسون التنحي بإتاحة الفرصة لغاز النتروجين للخروج من مجرى الدم تدريجيا‪ ,‬وذلك‬
‫بالتوقف لمدة معينة أثناء صعودهم إلى سطح الماء‪ .‬ومن األهمية أن يتخذ االحتياطات الكافية‬
‫في المياه العميقة لتجنب التخدير بغاز النيتروجين وكذلك اإلصابة بالتحني‪ .‬ولهذا النوع من‬
‫الغطس‪,‬غالبا مايستخدم الغطاسون المحترفون أسطوانات هوائية تحتوي على خليط خاص من‬
‫الغازات بدال من الهواء المضغوط‪.‬‬
‫أحد هذه الخالئط هو خليط النتروجين واألكسجين المعروف باسم النيتروكس الذي يحتوي على‬
‫كمية أقل من غاز النتروجين من تلك الكمية الموجودة في الهواء المضغوط‪ .‬باستنشاق‬
‫النيتروكس يقلل الغطاس من خطورة المشاكل التي يسببها غاز النتروجين‪ .‬ويستخدم غطاسو‬
‫المناطق العميقة جدا خليطا من غاز الهيليوم واألكسجين يعرف باسم الهيليوكس‪ .‬هذا الخليط‬
‫من الغازات يتجنب تأثيرات غاز النتروجين الضارة‪ ,‬لكنه قد يؤدي إلى ضغط عصبي عال‬
‫حيث يهتز الغطاس ويفقد السيطرة على حركته‪ .‬وهناك خليط غازي ثالث يعرف باسم التراي‬
‫ميكس‪ ,‬وهو عبارة عن خليط الهيليوكس السابق تضاف إليه كمية قليلة من غاز النتروجين لمنع‬
‫مشكلة االهتزاز التي تصيب الغطاسين‪ ,‬ويستخدم هذا الخليط في عمليات الغطس العميقة جدا‪.‬‬

‫أنواع الغوص تحت الماء‪:‬‬

‫هناك نوعان أساسيان من الغوص‪ -1 :‬الغوص المكتنف والذي يتعرض فيه جــسم الغ ـواص‬
‫لضغــط الماء المحيط به ‪ -2‬الغوص بالمركبات التي تحمي الغواص من ضغط الماء‪.‬‬

‫الغوص المكتنف‪.‬‬

‫يزداد ضغط الماء على الجسم كلما زاد عمق الماء‪.‬‬

‫ويكون لهذا الضغط تأثير خطر على الغواص في المحيط‪ .‬يتكون الغوص المكتنف من نماذج‬
‫ثالثة هي‪ -1 :‬الغوص بحبس النفس‪ -2 ,‬الغوص بالرئة المائية (الغوص بأجهزة التنفس)‪-3 ,‬‬
‫سطحيا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫الغوص بالتجهيز السطحي (مزود‬

‫أيضا الغوص الحر‬


‫‪-‬الغوص بحبس النفس أقدم وأبسط أشكال الغوص تحت الماء‪ ,‬ويسمى ً‬
‫والغوص العاري والغوص باألنبوبة‪ .‬واليستعمل غواص حبس النفس أية أجهزة بتاتًا‪ ,‬لكن أغلب‬
‫ـصير للتنــفس يدعى قصبة التنفس‬
‫ـوبا قـ ًا‬
‫أولئك يستعملون قناع الوجه‪ ,‬وزعـانــف األرجــل وأنبـ ً‬
‫(السنوركل)‪ .‬يساعد هذا األنبوب الغواص على السباحة على السطح وكذلك مالحظة ما تحت‬
‫الماء قبل الغوص‪.‬‬
‫‪-‬الغوص بحبس النفس معروف أكثر في الغوص الترفيهي‪ .‬ويمكن ألكثر الغواصين بحبس‬
‫التنفس أن يغوصوا إلى عمق حوالي ‪12 – 9‬م‪ .‬ويجب أن يخرجوا إلى السطح للتنفس بعد أقل‬
‫الغواصين المهرة أن ينزلوا إلى عمق ‪33‬م ويبقوا تحت الماء‬
‫من دقيقة واحدة‪ .‬ويمكن لبعض ّ‬
‫لمدة تصل إلى دقيقتين‪.‬‬

‫‪-‬غوص الرئة المائية أو الغوص بأجهزة التنفس يعطي الغواصين قابلية كبرى للحركة ومجاالً‬
‫أكثر من الغوص بحبس النفس أو غوص التجهيز السطحي‪ .‬تشمل الرئة المائية على خزانات‬
‫معدنية مملوءة بهواء مضغوط‪ ,‬أو مخلوط خاص من هواء التنفس‪ .‬يتنفس الغواص من هذه‬
‫الخزانات بوساطة خرطوم‪ ,‬وهناك جهاز مبتكر يسمى منظم الهواء يزود الغواص بحاجته‬
‫أيضا القناع وزعانف األرجل ‪.‬‬
‫المطلوبة من الهواء‪ .‬ويستعمل غواص الرئة ً‬

‫ومن النماذج الشائعة لجهاز الرئة المائية جهاز يسمى رئة الدورة المفتوحة‪ .‬يتنــفس الغواص من‬
‫أيضا يسمى إعادة‬
‫الخزان‪ ,‬ثم يخرج هواء الزفير إلى الماء‪ .‬أما جهاز الدورة المقفلة‪ ,‬وهو ً‬
‫التنفس فيستخدم األكسجين أو خليط غاز األكسجين مع غازات أخرى‪ .‬وهو يرشح غاز ثاني‬
‫أكسيد الكربون والغازات الضارة األخرى من هواء الزفير إلى الخارج‪ ,‬وتضاف كمية أخرى من‬
‫تلقائيا‪ .‬وهذه العملية تم ّكن الغواص من أن يتنفس الهواء نفسه مرات ومرات‪.‬‬
‫ً‬ ‫غاز األكسجين‬
‫ويستعمل جهاز الدورة المقفلة عادة األكسجين بنسبة ‪.%133‬‬

‫سطحيا) يستلزم ارتداء بدلة غوص غير منفذة للماء وخوذة‪.‬‬


‫ً‬ ‫غوص التجهيز السطحي (المزود‬
‫يحصل الغواص على الهواء أو غاز التنفس من خالل خرطوم متصل بمضخات هواء على‬

‫قارب‪ .‬وأغلب أنواع الغوص العميق من نوع التجهيز السطحي حيث يرتدي الغواصون أنواعاً‬
‫الغواصين خوذات ثقيلة وبدالت من قماش التيل‪.‬‬
‫عديدة من الخوذات والبدالت‪ .‬يرتدي بعض ّ‬
‫تحل خوذات الزجاج الليفي الخفيف الوزن وأقنعة الغوص الخاصة محل الخوذات القديمة‬
‫المصنوعة من النحاس‪ .‬وباإلضافة إلى الخراطيم التي تزود بغاز التنفس هناك خراطيم أخرى‬
‫وأسالك للتزود بالماء الحار لتدفئة بدلة الغوص‪ ,‬وكذلك الكهرباء أو ضغط الهواء العالي لتوليد‬
‫طاقة اآلالت‪ ,‬والغازات المستعملة للِّحام المعدني‪.‬‬

‫الغوص في المركبات‪:‬‬

‫هناك أنواع عديدة من مركبات الغوص‪ .‬هذه المركبـات تمنع ابتالل الغواصين‪ ,‬وتحافظ على‬
‫دفئهم وبقائهم في مستوى ضغط مساو للضغط الجوي السطحي‪.‬‬

‫يرتدي بعض الغواصين بدلة معدنية تسمى الدرع المزود بمفاصل‪ .‬تغطي هذه البدلة الجسم كله‬
‫وتقي من الضغط‪ ,‬كما أنها تمكن الغواص من الحركة بحرية أكثر‪ .‬وبعض أنواع الدروع ذات‬
‫المفاصل تسمح للغواص بالهبوط والصعود بدون مساعدة األسالك‪.‬‬

‫الغواصات مركبات كبيرة للغوص‪ .‬وأغلبها سفن حربية تحمل أسلحة ضخمة‪ .‬ولمعلومات أكثر‬
‫الغواصة‪.‬‬

‫مخاطر الغوص تحت الماء‪:‬‬

‫يكون الضغط المؤثر تحت الماء أعلى مما هو على سطح األرض‪ .‬ويزداد الضغط حوالي‬
‫‪ 3,30‬كجم‪/‬سم‪ ²‬لكل ‪ 33‬سم من العمق‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ,‬يكون الضغط الواقع على‬
‫الغواص إلى عمق ‪13‬م تحت سطح الماء ضعف ضغط الهواء على سطح البحر‪ .‬ربما‬
‫يتضرر الغواص إذا لم يكن ضغط الرئتين وباقي الفراغات الهوائية في الجسم معادالً لضغط‬
‫الماء‪ .‬يسمى مثل هذا الضرر بارتروما أي الرضح الضغطي أو الكبس‪.‬‬

‫ـناسبا مع تناقص ضغط الماء‪ .‬واالّ حدثت‬


‫يجب أثناء الصعود أن يكون الضغط في الرئتين مت ً‬
‫تسمى االنصمام الهوائي‪ .‬يتنفس الغواص جزيئات من الهواء تحت الماء أكثر مما‬
‫حالة خطيرة ّ‬
‫طا‪ .‬وحينما يعلو‬
‫يتنفسه على سطح األرض‪ .‬وذلك لكون هواء التنفس تحت الماء مضغو ً‬
‫الغاطس على السطح‪ ,‬فإن الهواء في الرئتين يتمدد‪ ,‬وذلك لكون الضغط أقل‪ .‬واذا لم يتمكن من‬
‫إخراج هواء الزفير‪ ,‬ربما يتسبب في تمزق الرئتين‪ ,‬وتندفع فقاعات الهواء إلى الدم‪ .‬ويمكن لهــذه‬
‫الفــقاعات أن تســد مجرى الدم‪ ,‬وتتسبب في شلل أو موت الغواص‪ .‬ويمكن تجنب االنصمام‬
‫الهوائي بممارسة التنفس الطبيعي والصعود التدريجي‪.‬‬

‫هناك حالة تعرف بشلل الغواص (التحني) أو تفقع الدم ويسمى أيضاً داء الغواص‪ ,‬وتح ــدث‬
‫ويكون النيتروجين أكثر من ثالثة أرباع هواء التنفس‬
‫عندما تتكون فقاعات النيتروجين في الدم‪ِّ .‬‬
‫الطبيعي لإلنسان‪ .‬ويمتص الغواص الذي تنفس الهواء المضغوط كمية كبيرة من النيتروجين‬
‫الذي ينفذ إلى الدم‪ .‬ويخرج النيتروجين الزائد بوساطة الزفير أثناء صعود الغواص‪ .‬ولكن في‬
‫حالة صعود الغواص بصورة سريعة تتكون فقاعات النيتروجين في الدم‪ .‬ويمكن لفقاعات‬
‫النيتروجين أن تسد مجرى الدم‪ ,‬ومن ثم تسبب الشلل أو تقضي على حياة الغواص‪ .‬ويمكن أن‬
‫يتجنب الغواص حالة الشلل باالرتفاع التدريجي بحيث يسمح للنتروجين الزائد بالخروج من خالل‬
‫التنفس‪ .‬هناك جدول يسمى جدول إزالة الضغط‪ ,‬ويمكن أن يتصرف الغواص على أساس هذه‬
‫معين دون أن يمتّص كمية خطرة من‬
‫اللوحة طوال المدة التي يمكنه البقاء خاللها في عمق ّ‬
‫النيتروجين‪ .‬وكذلك معرفة طريقة الصعود ببطء‪ ,‬حتى يتجنب اإلصابة بشلل الغواص‪ .‬ويجب‬
‫أن يوضع الشخص الذي يعاني من انصمام وعاء دموي هوائي أو شلل الغوص في حجرة إزالة‬
‫الضغط مباشرة‪ .‬وفي هذه الحجرة يعود الغواص إلى الضغط الذي يجعل الفقاعات تتكثّف بحيث‬
‫يذوب الغاز مرة أخرى في الدم‪ .‬ثم يتناقص الضغط في تلك المرحلة‪.‬‬

‫يمكن أن يسبب تنفس الغواص للهواء في األعماق المفرطة نوعاً من التأثير المخدر يسمى خدر‬
‫غالبا في‬
‫النيتروجين‪ .‬تسبب هذه الحالة فقدان القدرة على التفكير‪ .‬ويحدث الخدر النيتروجيني ً‬
‫اء مخلوطـًا‬
‫الغواصين أن يتنفس ـوا هو ً‬
‫األعماق المفرطة‪ .‬ولتجنب تلك الحالة‪ ,‬يجب على ّ‬
‫بالهيليوم بدالً من النيتروجين‪ .‬وربما يعاني الغواص الذي يتنفس الهواء المكون من األكسجين‬
‫بنسبة ‪ %133‬في األعماق تسمم األكسجين‪ ,‬حيث يصاب الغواص بدوار ويتقيأ‪ ,‬وربما تحدث‬
‫له تشنجات‪ .‬ويمكن لخليط الهواء المحتوي على نسبة عالية من األكسجين أن يسبب كذلك‬
‫تسمم األكسجين‪.‬‬

You might also like