Professional Documents
Culture Documents
23 0227
23 0227
إعداد
المهندس عوده محمد يوسف األغا
مؤسسة كاسل للهندسة الصحية والمقاوالت
خان يونس
المحتويات
الصفحة الموضوع
3 ملخص البحث
4 المقدمة
4 اآلثار السلبية على البيئة والسكان
4 القنابل العنقودية
4 القنابل الفراغية أو االرتجاجية
5 اليورانيوم المنضب
5 الفوسفور األبيض
5 بلدوزرات التدمير والتجريف
5 خسائر اإلنتاج الزراعي
5 خسائر اإلنتاج الحيواني
5 خسائر قطاع المياه
5 خسائر الثروة السمكية
6 آثار الحرب السلبية على المنشآت
7 الكلوريدات
7 الكربنة
7 عملية التكثيف
8 الحركة الميكانيكية للمنشآت
8 المخلفات االنشائية
8 مميزات ومساويء تدوير المخلفات االنشائية
10 النتيجة
11 التوصيات
12 المصادر
13 خريطة قطاع غزة
14 صور من الحرب على غزة
15 الجداول
اآلثار البيئية والمناخية على السكان والمنشآت بعد حرب االحتالل اإلسرائيلي على
قطاع غزة نهاية ديسمبر 2008
مجال البحث
شن االحتالل اإلسرائيلي عدوانًا وحربًا تدميرية على قطاع غزة طالت السكان والمنشآت ،استمرت ثالثة
أسابيع مستخدمًا كميات هائلة من القنابل والمتفجرات المحرمة دوليًا ،بكافة أسلحته الجوية والبرية والبحرية،
محدثًا دمارًا هائًال ومتعمدًا في كافة مناحي الحياة البشرية دمرت آالف المنازل واألبنية السكنية ،ومنشآت
الخدمات والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والمصانع ،أدت إلى آثار بيئية خطيرة على حياة السكان
والمنشآت.
ومن أخطر ما استخدمه جيش االحتالل القنابل العنقودية المحرمة دوليًا والقنابل الفسفورية محدثًا
تشوهات بشعة في أجساد السكان وحروق خطيرة وإ عاقات دائمة لكثير من األفراد بمجرد مالمسة مادة
الفسفور ألجسادهم تمخضت عن استشهاد أكثر من 1400شهيد و 6000جريح ،أدى هذا التدمير إلى تصدع
آالف األبنية والمنشآت.
في هذا البحث نود إبراز تلك اآلثار السلبية على السكان والمنشآت كي نصل إلى اقتراح الحلول الممكنة
لتجنب إطالة أمد هذه األضرار والتأثيرات السلبية على حياة السكان.
ABSTRACT
On 27.12.2008, Israel Forces started a harmful war on Gaza Strip, using a
huge Quantity of weapons to destroy human life and shelter for more than three
weeks.
That caused the death and injury of thousands of people.
In addition of damaging thousands of houses, and services structures, using
Intenationally Benned cluster Bombs, Phosphorus Bombs using all weapons they
have.
That matter, effected all human life and construction in Gaza strip.
So, we are invited to search for a suitable solution to decrease this massacre on
this Community, and help to avoid the more loss of life.
المقدمة
عندما شن االحتالل اإلسرائيلي حربًا غادرة على قطاع غزة نهاية ديسمبر ،2008استمرت ثالثة أسابيع
مستخدمًا كافة األسلحة الجوية والبرية والبحرية ،ممطرًا المنطقة بكٍم كبير من القنابل والصواريخ والمتفجرات
تمخضت عن خسائر فادحة في األرواح والممتلكات ،وكافة مناحي الحياة البشرية ،ولم يبقي أي وسيلة لديه إال
واستخدمها لقتل أكبر عدد من السكان وتدمير المنشآت السكنية والحكومية ودور العبادة والمدارس
والمستشفيات وشبكات توزيع المياه والكهرباء واالتصاالت ،ولم تسلم األراضي الزراعية مزارع الدواجن
والحيوانات وكل ما يتعلق بحياة السكان وأعمالهم بكل حقٍد وكراهية ،برهنت على الوجه الحقيقي لإلرهاب
الصهيوني الذي لم يترك بشرًا وال حجرًا وال شجرًا إال ونالت منه آلته العسكرية محاوًال التأثير بشكل مباشر
على السكان ،من الناحية اإلنسانية واالقتصادية واالجتماعية والنفسية.
في هذا البحث الموجز بعض من هذه اآلثار السلبية على البيئة والسكان والمنشآت جراء استخدامه
األسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا فكانت اآلثار المباشرة هي تدمير آالف المباني السكنية كليًا أو جزئيًا وتشريد
آالف العائالت ليعيشوا في العراء وسط برد الشتاء وحر الصيف ،وكذلك تسبب هذا التدمير آالف القتلى
والجرحى واإلعاقات واألمراض النفسية للصغار والكبار ،كما احدث هذا التدمير والقصف العشوائي تلوثًا في
البيئة ناتجة عن االنفجارات والقنابل والغازات المنبعثة من الحرائق والغبار واألتربة ،واألخطر من ذلك
القصف العنيف باألسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا والتي سببت إصابات كثيرة وتشوهات دائمة ومستمرة لكل
من طالته (م.)1
وتعتبر هذه القنابل من أسلحة الدمار الشامل استخدم االحتالل اإلسرائيلي في حربه على قطاع غزة هذه
القنابل بكثرة للتأثير على نفسيات السكان والمقاومة ،حيث أنها تحدث إصابات بالغة في أجساد األفراد وتؤدي
إلى البتر أو التشوهات الدائمة ،وتحتوي هذه القنابل على غطاء مصنوع من ألياف الكربون وفي داخلها
جزيئات صغيرة من معدن ثقيل مثل حبات الرمل وعند انفجارها تحدث تحتك شديد في أجساد الضحايا
وتتحول إلى أشالء صغيرة يصعب عالجها أو إجراء أي عمليات جراحية للمصابين الستخراج الشظايا
(م)2
باإلضافة إلى حروق شديدة من الدرجة األولى تؤدي للقضاء على أي فرد تصيبه.
استخدم اإلسرائيليون في حربهم على قطاع غزة أيضًا القنابل الفراغية أو اإلرتجاجية بواسطة سالح
الجو إلرهاب السكان وإ حداث أكبر قدر من التدمير في المنشآت والمباني السكنية فتحدث هذه القنابل تفريغًا
كبيرًا للهواء الداخلي للمنشآت محدثًا انفجارًا قويًا جدًا وهدم أجزاء المباني األساسية باتجاه داخل المباني ،وهو
ما ميز استخدامه في األيام األولى للحرب ،خاصة على المراكز األمنية واألبنية الحكومية ،فأحدث تصدعات
كبيرة جدًا وتشققات Cracksتجعل استخدام المبنى المصاب صعبًا وآيًال للسقوط بحيث يحظر استخدامه.
وهو أحد المخلفات الناتجة من عملية إنتاج اليورانيوم المشبع Enriched Uraniumالمستخدم في
األسلحة النووية واستخدمه اإلسرائيليون في أغلفة القنابل أو داخل المتفجرات حيث أنه يحترق ليصبح ذرات
غبار محدثًا سحابة دخان ينتشر إلى مدى واسع إلى األعلى ثم ينزل متخلًال في التربة أو بالقرب من مصادر
المياه واألماكن الرطبة ،وبسبب استنشاق هذا الغبار يحدث أمراض خطيرة وفشل كلوي للمصابين في غضون
أسابيع وهذا دليل آخر على أن اإلسرائيليون أرادوا قتل البشر والحجر والشجر بكافة أسلحتهم إلرهاب السكان
والتأثير على نفسياتهم بكل الوسائل ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية.
لقد شاهد العالم بأسره على شاشات التلفزة العربية واألجنبية مباشرة استخدام االحتالل اإلسرائيلي قنابل
الفسفور األبيض والدخان الناتج عن قصف األماكن المأهولة بتلك القنابل الفتاكة وسقوط مادتها الحارقة على
األفراد والمجمعات البشرية واحتراق األجساد وتحولها إلى جثث وأشالء هامدة محترقة حيث أن هذه القنابل
تعتبر من األسلحة الكيميائية فعندما يشتعل الفسفور ويزداد اشتعاله لدى تعرضه لألوكسجين ينتج عن ذلك
ثالث وخامس أكسيد الفسفور ثم انفجار هائل ودخان كثيف وحرارة عالية جدًا لها القدرة على حرق أي شيء
ولدى مالمسته لألفراد يحدث حروقًا عميقة وخطيرة في الجلد مع آالم شديدة وموت كامل لألعضاء المصابة
(م)3
وزيادة في خطورته هي قدرته العالية على الذوبان في الدهون والنفاذ السريع إلى داخل الجسم المصاب.
أما تنفسه لفترة طويلة يتسبب بحروق في الفم وكسور في الفك بحيث تعتبر الحروق التي تسببها القنابل
الفسفورية في أجساد الضحايا من الحروق الخطيرة والمميتة لذلك تصنف هذه القنابل من أسلحة الدمار الشامل
والمحرمة دوليًا والتي استخدمها اإلسرائيليون دون رادع متجاوزين كل األعراف والمواثيق الدولية.
باإلضافة إلى استخدام اإلسرائيليون كافة األسلحة المحرمة دوليًا ،استخدموا أضخم البلدوزرات
والجرافات لهدم وتدمير األماكن التي لم تطالها القنابل والصواريخ ،فدمروا مزارع الدواجن ،واألبقار،
والدفيئات الزراعية وآبار المياه ،وجرفوا كل مظاهر الحياة في األماكن التي وطؤوها ،هذه نماذج وجداول ما
تم حصره من خسائر حسب تقديرات الجهات المختصة ووزارة األشغال العامة:
ومن هذه الجداول التي صنفت الخسائر االقتصادية واآلثار البيئية والمادية نجد أن هذا العدوان لم
يستهدف المقاومة فقط بل استهدف كل شيء على وجه األرض في قطاع غزة وما قتل األطفال والكهول
والحيوانات إلى دليًال على الحقد الصهيوني على هذه المنطقة وأهلها.
لقد استهدف االحتالل اإلسرائيلي المباني والمرافق العامة والمنشآت والمساكن الخاصة واألبنية الحكومية
والمنشآت الصناعية والتجارية ودور العبادة والمساجد والمطار بالقصف العنيف بكافة األسلحة وتجريف وهدم
متعمد للمنشآت العامة والخاصة بقصد التأثير على معنويات السكان والمدافعين عن بلدهم ووطنهم ،وتركز
االستهداف على مناطق الشمال والحدود لتفريغ المناطق من السكان ،وتهجيرهم إلى أماكن أخرى بعيدًا عن
الحدود من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب فلم يبقى شيء في قطاع غزة إلى وطاله التدمير والضرر
المباشر أو الغير المباشر.
وهي الخسائر الناتجة عن التأثيرات السلبية للحرب وما أدت إليه من انحسار األنشطة االقتصادية
واألعباء المالية المطلوبة لمعالجة آثار الحرب وفقدان العديد من فرص العمل واالستثمار في
المجاالت المختلفة ،وسيتم التركيز على اآلثار السلبية على المنشآت واألبنية السكنية وقطاع البناء
وفيه:
منشآت متضررة ضررًا بالغًا جدًا وغير صالح لالستخدام اآلدمي. .a
منشآت متضررة ضررًا بالغًا لكن إمكانية ترميمه وإ صالحه واردة. .b
منشآت متضررة ضررًا متوسطًا ،وهناك إمكانية إصالحه بكلفة متوسطة. .c
منشآت متضررة ضررًا بسيطًا ،وهناك إمكانية ترميمه. .d
منشآت متضررة ضررًا طفيفًا ،وممكن ترميمه وصيانته بكلفة قليلة. .e
بعد توقف الحرب والصمود األسطوري للمقاومة والسكان تم حصر األضرار في قطاع المباني العامة
واألبنية السكنية والبنية التحتية والقطاع اإلنتاجي فكان مجموع الوحدات السكنية التي دمرت كليًا في جميع
المحافظات حوالي 3550وحدة ،والتي تضررت جزئيًا بلغ 36000وحدة (حسب تقدير وزارة األشغال
العامة واإلسكان) ،وتم استهداف 75مبنى حكومي دمر معظمها مثل المجلس التشريعي ،ومجمع الوزارات
الحكومي ،ومبنى األمانة العامة لمجلس الوزراء ،ووزارة العدل وجميع المباني األمنية التابعة لوزارة
الداخلية ،ومجمع إدارات وزارة المالية ومنشآت رياضية كما حدث في االستاد الرياضي في رفح ،ومطار
غزة الدولي ،وميناء الصيادين ،كما تضرر عددًا من المساجد حوالي 152مسجد ،ومن بينها 45مسجد دمر
بالكامل ،وتضرر حوالي 107مساجد أضرار جزئية باإلضافة إلى 180مدرسة بأضرار مختلفة.
أيضًا كانت البنية التحتية تعرضت إلى تدمير كبير خاصة شبكات الطرق الرئيسية وجسور وادي غزة
ومرافق المياه والصرف الصحي ،ومئات األمتار من شبكات توزيع المياه والصرف الصحي وخزانات المياه،
ومرافق معالجة المياه العادمة ،ومحطات نقل وتوزيع الطاقة ،ومحوالت الكهرباء ،وأبراج االتصاالت ،يضاف
إلى ذلك خسائر في القطاع الصناعي والزراعي في أماكن لم يتم حصرها وهي القريبة من الحدود.
اآلن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وتوقفت آلة التدمير العسكرية واندحرت مرغمة وتم حصر
األضرار المباشرة وغير المباشرة بواسطة الجهات المختصة صار لزامًا علينا التفكير الجاد في إيجاد أسرع
الحلول إليواء المشردين وإ صالح وصيانة المنشآت التي تصدعت وتضررت ،فالمباني التي تهدمت كليًا علينا
العمل على رفع األنقاض وتنظيف أماكنها ،والتي تصدعت وتشققت يتوجب علينا صيانتها وإ صالحها
وتدعيمها في أسرع وقت تجنبًا لألخطار الناتجة عن إهمال الصيانة التي تقصر أعمار األبنية المتضررة ،في
جو الغبار والرطوبة والغازات المنبعثة من مختلف األماكن والتي تؤثر مباشرة على تصدع المباني وشقوقها
خاصة األمالح الموجودة في التربة والكلوريدات التي تتغلغل داخل الشقوق وتسبب تآكل في حديد التسليح
الذي يضعف تحمل أجزاء المنشآت المصابة وبالتالي يقصر عمر البناء ويزداد خطورة استخدامه ،ومن هذه
المؤثرات:
تنتقل الكلوريدات إلى أجزاء المنشآت من خالل الشقوق والتصدعات التي حدثت جراء االنفجارات
العنيفة والقصف المتواصل فتبدأ أيونات الكلورايد تتغلغل بآلية انتقال بالخاصية الشعرية لحديد التسليح في
الخرسانة محدثة تآكل سريع يضعف من قدرة تحمل األجزاء الخرسانية في المنشأ.
والكربنة تعني عملية إشباع الوسط بثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء الجوي وملوثات حمضية
أخرى مثل ثاني أكسيد الفحم ،Co2 ،وثاني أكسيد الكبريت ، So2وتكون هذه العملية هي إشباع األجزاء
الخرسانية بثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت معًا ،واالهم هو تأثير ثاني أكسيد الكربون أثناء تغلغله
داخل الشقوق في أجزاء المنشآت مما يحدث التحول الكربوني بواسطة التفاعالت بين ثاني اكسيد الكربون
وهيدروكسيد الكالسيوم وسليكات الكالسيوم وهي عامل مهم لحدوث التآكل Corrossionويعتمد هذا على
تدفق ثاني أكسيد الكربون في المسامات أو الفراغات voidsدخل األجزاء الخرسانية.
وتحدث عملية التكثيف بوجود برك ومستنقعات مياه قريبة من المنشآت أو مقابلة لشواطئ البحر ،فيحدث
تكاثف البخار المائي في الفجوات األكثر اتساعًا لتؤثر بشكل مباشر على حديد التسليح وتسبب تناقص قيمة
PHداخل الشقوق وتتناقص قوة الطبقات القلوية الحامية لحديد التسليح فتبدأ عملية تفتت الخرسانة يتبعها تآكل
حديد التسليح معتمدًا على نشاط الشحنات السالبة الشديدة الفعالية ويتوقف معدل التآكل على سرعة رد الفعل
تبعًا للقرب من مكان التآكل وبذلك فإن عمر اإلنشاءات يعتمد على الزمن الالزم للبدء بالتآكل مضافًا إلى
الزمن الذي يستغرقه التآكل ليتطور لدرجة أن يبقى الوسط مناسبًا لحدوث ذلك.
تحدث الحركة الميكانيكية للمنشآت نتيجة لالهتزاز المفاجئ عند حدوث القصف أو تفريغ الهواء بواسطة
الطائرات الحربية التي مارسها االحتالل اإلسرائيلي بغزارة أثناء حربه على القطاع بقصد إرهاب السكان
والتأثير على صمودهم ،فيحدث من جراء ذلك تشققات في األبنية خاصة الخرسانية منها وعلى وجه
الخصوص بين األجزاء الخرسانية والبلوك ،فتساهم في دخول األبخرة المائية والغازات إلى أجزاء المنشأة
لتزيد عملية التفتت والتآكل ببطيء شديد.
إذًا نجد أن األضرار والتأثيرات البيئية والمناخية بفعل آلة الحرب اإلسرائيلية تركزت على خسائر مادية
واقتصادية على كافة السكان والمباني بشكل أساسي بعد حدوث تشققات وتصدعات وانهيارات في العناصر
اإلنشائية وحدث ذلك في كثير من المباني التاريخية والدينية القديمة وبسبب القيمة التاريخية والمعمارية لكثير
من المباني المتضررة روعي بأن تتم عمليات تأهيل تلك المباني وفق المعايير والضوابط المعمارية
والحضارية مثل ما حصل في مسجد السيد هاشم في غزة ،لذا كان البد من وضع حلول مناسبة وسريعة
للحفاظ على القيمة التاريخية لهذه المنشآت ،وبسبب تلك التشوهات الداخلية التي أحدثتها االنفجارات
واالهتزازات في المنطقة المحيطة كان البد من استخدام خبرات وكفاءات عالية لعمل الترميمات الالزمة لكافة
األماكن المتضررة المتماثلة في القيمة التاريخية والتراثية.
ومن هذه اآلثار البيئية المخلفات اإلنشائية التي مألت شوارع قطاع غزة وهي نفايات صلبة خاملة في
معظمها وغير خطرة نتجت من مخلفات الحرب والقصف والتدمير ومن هدم المنشآت ويتنوع تركيب
المخلفات تبعًا لنوع المباني أو المنشآت المدمرة ،حيث نشطت جهات كثيرة لتدوير هذه المخلفات وإ عادة
استخدامها ،ألن ترك هذه المخلفات له مخاطر كثيرة ويضر بصحة السكان والبيئة والمصادر الطبيعية ،ومن
األضرار المتوقعة هي تلوث مصادر المياه Underground water resourcesمن خالل رشح الملوثات
إلى جوف األرض وتلوث البيئة البحرية Marine Environmentوالتي تعتبر في قطاع غزة هي المتنفس
الوحيد للسكان والسياحة الداخلية ،كما أن تلويث األرض بالمخلفات اإلنشائية Land pollutionوالشوارع
واألراضي الزراعية وتلويث الهواء الجوي بفعل الغازات الناتجة عن تحلل المواد العضوية التي تحتويها
النفايات والغبار الناتج من إلقاء القنابل والمتفجرات واندالع الحرائق في المكونات الخشبية والبالستيكية
والعضوية والمنقولة بفعل الرياح ،تؤدي إلى تلوث البيئة واإلضرار بالسكان وتدمر مساحات واسعة من
المناطق الزراعية والمزارع الخضراء وتؤذي الناظرين إليها وهو ما يسمى بالتلوث البصري Visual
pollutionكذلك عند حرق نفايات األسبست تشكل خطرًا على صحة السكان السيما أن كثيرًا من المنشآت
والمساكن المسقوفة والمغطاة باألسبست يضاف إلى ذلك انتشار اآلفات المؤذية والقوارض والثعابين السامة
وهي من اآلثار البيئية الضارة بوجود وحياة السكان.
خلفت النفايات الناتجة عن الحرب مشاكل كثيرة تشمل عدم وجود نظام ملزم في البلديات إلزالة هذه
النفايات وانعدام المكبات ومواقع دفنها وعدم توافر وسائل تدوير هذه النفايات بطرق تقنية حديثة وضعف
الرقابة على مواقع ومكبات النفايات ،حيث أن الطرق المتبعة في تدوير المخلفات بدائية لعدم وجود قاعدة
معلومات تجعل من الصعب حصر هذه الكميات الهائلة وال ترقى إلى أي وسيلة حديثة لالستفادة القصوى منها
إلعادة استخدامها بشكل كامل وأهمها تقليل كلفة أماكن تجميع النفايات الصلبة وخفض تكاليف النقل والتخلص
من النفايات الغير صالحة للتدوير بطرق غير مكلفة والتي أصبحت تزداد يومًا بعد يوم كما ان إنشاء مواقع
ومصانع إلعادة تدوير النفايات للحصول على الحصويات والرمال الصالحة للبناء واالستفادة منها في رصف
وصيانة الطرق والشوارع الداخلية وأعمال مختلفة.