You are on page 1of 12

‫اآلثار البيئية والمناخية على السكان والمنشآت بعد حرب االحتالل اإلسرائيلي على‬

‫قطاع غزة نهاية ديسمبر ‪2008‬‬

‫‪The effect of Environment pollution over Inhabitors and‬‬


‫‪Construction after Israeli war on Gaza Strip Dec.2008‬‬

‫بحث مقدم للمؤتمر العلمي الدولي الثاني للعلوم الطبيعية والتطبيقية‬


‫‪/30-31‬مايو ‪ 2011‬في محور الطاقة والبيئة وعلوم األرض‬

‫إعداد‬
‫المهندس عوده محمد يوسف األغا‬
‫مؤسسة كاسل للهندسة الصحية والمقاوالت‬
‫خان يونس‬
‫المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪3‬‬ ‫ملخص البحث‬
‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫اآلثار السلبية على البيئة والسكان‬
‫‪4‬‬ ‫القنابل العنقودية‬
‫‪4‬‬ ‫القنابل الفراغية أو االرتجاجية‬
‫‪5‬‬ ‫اليورانيوم المنضب‬
‫‪5‬‬ ‫الفوسفور األبيض‬
‫‪5‬‬ ‫بلدوزرات التدمير والتجريف‬
‫‪5‬‬ ‫خسائر اإلنتاج الزراعي‬
‫‪5‬‬ ‫خسائر اإلنتاج الحيواني‬
‫‪5‬‬ ‫خسائر قطاع المياه‬
‫‪5‬‬ ‫خسائر الثروة السمكية‬
‫‪6‬‬ ‫آثار الحرب السلبية على المنشآت‬
‫‪7‬‬ ‫الكلوريدات‬
‫‪7‬‬ ‫الكربنة‬
‫‪7‬‬ ‫عملية التكثيف‬
‫‪8‬‬ ‫الحركة الميكانيكية للمنشآت‬
‫‪8‬‬ ‫المخلفات االنشائية‬
‫‪8‬‬ ‫مميزات ومساويء تدوير المخلفات االنشائية‬
‫‪10‬‬ ‫النتيجة‬
‫‪11‬‬ ‫التوصيات‬
‫‪12‬‬ ‫المصادر‬
‫‪13‬‬ ‫خريطة قطاع غزة‬
‫‪14‬‬ ‫صور من الحرب على غزة‬
‫‪15‬‬ ‫الجداول‬
‫اآلثار البيئية والمناخية على السكان والمنشآت بعد حرب االحتالل اإلسرائيلي على‬
‫قطاع غزة نهاية ديسمبر ‪2008‬‬

‫‪The effect of Environment pollution over Inhabitors and‬‬


‫‪Construction after Israeli war on Gaza Strip at Dec.2008‬‬

‫مهندس عوده محمد يوسف األغا‬


‫مؤسسة كاسل للهندسة الصحية والمقاوالت‬
‫خان يونس‬

‫مجال البحث‬

‫شن االحتالل اإلسرائيلي عدوانًا وحربًا تدميرية على قطاع غزة طالت السكان والمنشآت‪ ،‬استمرت ثالثة‬
‫أسابيع مستخدمًا كميات هائلة من القنابل والمتفجرات المحرمة دوليًا‪ ،‬بكافة أسلحته الجوية والبرية والبحرية‪،‬‬
‫محدثًا دمارًا هائًال ومتعمدًا في كافة مناحي الحياة البشرية دمرت آالف المنازل واألبنية السكنية‪ ،‬ومنشآت‬
‫الخدمات والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والمصانع‪ ،‬أدت إلى آثار بيئية خطيرة على حياة السكان‬
‫والمنشآت‪.‬‬
‫ومن أخطر ما استخدمه جيش االحتالل القنابل العنقودية المحرمة دوليًا والقنابل الفسفورية محدثًا‬
‫تشوهات بشعة في أجساد السكان وحروق خطيرة وإ عاقات دائمة لكثير من األفراد بمجرد مالمسة مادة‬
‫الفسفور ألجسادهم تمخضت عن استشهاد أكثر من ‪ 1400‬شهيد و‪ 6000‬جريح‪ ،‬أدى هذا التدمير إلى تصدع‬
‫آالف األبنية والمنشآت‪.‬‬
‫في هذا البحث نود إبراز تلك اآلثار السلبية على السكان والمنشآت كي نصل إلى اقتراح الحلول الممكنة‬
‫لتجنب إطالة أمد هذه األضرار والتأثيرات السلبية على حياة السكان‪.‬‬

‫‪ABSTRACT‬‬

‫‪On 27.12.2008, Israel Forces started a harmful war on Gaza Strip, using a‬‬
‫‪huge Quantity of weapons to destroy human life and shelter for more than three‬‬
‫‪weeks.‬‬
‫‪That caused the death and injury of thousands of people.‬‬
‫‪In addition of damaging thousands of houses, and services structures, using‬‬
‫‪Intenationally Benned cluster Bombs, Phosphorus Bombs using all weapons they‬‬
‫‪have.‬‬
‫‪That matter, effected all human life and construction in Gaza strip.‬‬
So, we are invited to search for a suitable solution to decrease this massacre on
this Community, and help to avoid the more loss of life.
‫المقدمة‬

‫عندما شن االحتالل اإلسرائيلي حربًا غادرة على قطاع غزة نهاية ديسمبر ‪ ،2008‬استمرت ثالثة أسابيع‬
‫مستخدمًا كافة األسلحة الجوية والبرية والبحرية‪ ،‬ممطرًا المنطقة بكٍم كبير من القنابل والصواريخ والمتفجرات‬
‫تمخضت عن خسائر فادحة في األرواح والممتلكات‪ ،‬وكافة مناحي الحياة البشرية‪ ،‬ولم يبقي أي وسيلة لديه إال‬
‫واستخدمها لقتل أكبر عدد من السكان وتدمير المنشآت السكنية والحكومية ودور العبادة والمدارس‬
‫والمستشفيات وشبكات توزيع المياه والكهرباء واالتصاالت‪ ،‬ولم تسلم األراضي الزراعية مزارع الدواجن‬
‫والحيوانات وكل ما يتعلق بحياة السكان وأعمالهم بكل حقٍد وكراهية‪ ،‬برهنت على الوجه الحقيقي لإلرهاب‬
‫الصهيوني الذي لم يترك بشرًا وال حجرًا وال شجرًا إال ونالت منه آلته العسكرية محاوًال التأثير بشكل مباشر‬
‫على السكان‪ ،‬من الناحية اإلنسانية واالقتصادية واالجتماعية والنفسية‪.‬‬

‫في هذا البحث الموجز بعض من هذه اآلثار السلبية على البيئة والسكان والمنشآت جراء استخدامه‬
‫األسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا فكانت اآلثار المباشرة هي تدمير آالف المباني السكنية كليًا أو جزئيًا وتشريد‬
‫آالف العائالت ليعيشوا في العراء وسط برد الشتاء وحر الصيف‪ ،‬وكذلك تسبب هذا التدمير آالف القتلى‬
‫والجرحى واإلعاقات واألمراض النفسية للصغار والكبار‪ ،‬كما احدث هذا التدمير والقصف العشوائي تلوثًا في‬
‫البيئة ناتجة عن االنفجارات والقنابل والغازات المنبعثة من الحرائق والغبار واألتربة‪ ،‬واألخطر من ذلك‬
‫القصف العنيف باألسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا والتي سببت إصابات كثيرة وتشوهات دائمة ومستمرة لكل‬
‫من طالته (م‪.)1‬‬

‫أوًال‪ :‬اآلثار السلبية على البيئة والسكان‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬القنابل العنقودية ‪Cluster bombs‬‬

‫وتعتبر هذه القنابل من أسلحة الدمار الشامل استخدم االحتالل اإلسرائيلي في حربه على قطاع غزة هذه‬
‫القنابل بكثرة للتأثير على نفسيات السكان والمقاومة‪ ،‬حيث أنها تحدث إصابات بالغة في أجساد األفراد وتؤدي‬
‫إلى البتر أو التشوهات الدائمة‪ ،‬وتحتوي هذه القنابل على غطاء مصنوع من ألياف الكربون وفي داخلها‬
‫جزيئات صغيرة من معدن ثقيل مثل حبات الرمل وعند انفجارها تحدث تحتك شديد في أجساد الضحايا‬
‫وتتحول إلى أشالء صغيرة يصعب عالجها أو إجراء أي عمليات جراحية للمصابين الستخراج الشظايا‬
‫(م‪)2‬‬
‫باإلضافة إلى حروق شديدة من الدرجة األولى تؤدي للقضاء على أي فرد تصيبه‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬القنابل الفراغية أو اإلرتجاجية‪:‬‬

‫استخدم اإلسرائيليون في حربهم على قطاع غزة أيضًا القنابل الفراغية أو اإلرتجاجية بواسطة سالح‬
‫الجو إلرهاب السكان وإ حداث أكبر قدر من التدمير في المنشآت والمباني السكنية فتحدث هذه القنابل تفريغًا‬
‫كبيرًا للهواء الداخلي للمنشآت محدثًا انفجارًا قويًا جدًا وهدم أجزاء المباني األساسية باتجاه داخل المباني‪ ،‬وهو‬
‫ما ميز استخدامه في األيام األولى للحرب‪ ،‬خاصة على المراكز األمنية واألبنية الحكومية‪ ،‬فأحدث تصدعات‬
‫كبيرة جدًا وتشققات ‪ Cracks‬تجعل استخدام المبنى المصاب صعبًا وآيًال للسقوط بحيث يحظر استخدامه‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬اليورانيوم المنضب ‪Depleted Uranium‬‬

‫وهو أحد المخلفات الناتجة من عملية إنتاج اليورانيوم المشبع ‪ Enriched Uranium‬المستخدم في‬
‫األسلحة النووية واستخدمه اإلسرائيليون في أغلفة القنابل أو داخل المتفجرات حيث أنه يحترق ليصبح ذرات‬
‫غبار محدثًا سحابة دخان ينتشر إلى مدى واسع إلى األعلى ثم ينزل متخلًال في التربة أو بالقرب من مصادر‬
‫المياه واألماكن الرطبة‪ ،‬وبسبب استنشاق هذا الغبار يحدث أمراض خطيرة وفشل كلوي للمصابين في غضون‬
‫أسابيع وهذا دليل آخر على أن اإلسرائيليون أرادوا قتل البشر والحجر والشجر بكافة أسلحتهم إلرهاب السكان‬
‫والتأثير على نفسياتهم بكل الوسائل ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والقوانين الدولية‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬الفسفور األبيض ‪White Phosphorus Bombs‬‬

‫لقد شاهد العالم بأسره على شاشات التلفزة العربية واألجنبية مباشرة استخدام االحتالل اإلسرائيلي قنابل‬
‫الفسفور األبيض والدخان الناتج عن قصف األماكن المأهولة بتلك القنابل الفتاكة وسقوط مادتها الحارقة على‬
‫األفراد والمجمعات البشرية واحتراق األجساد وتحولها إلى جثث وأشالء هامدة محترقة حيث أن هذه القنابل‬
‫تعتبر من األسلحة الكيميائية فعندما يشتعل الفسفور ويزداد اشتعاله لدى تعرضه لألوكسجين ينتج عن ذلك‬
‫ثالث وخامس أكسيد الفسفور ثم انفجار هائل ودخان كثيف وحرارة عالية جدًا لها القدرة على حرق أي شيء‬
‫ولدى مالمسته لألفراد يحدث حروقًا عميقة وخطيرة في الجلد مع آالم شديدة وموت كامل لألعضاء المصابة‬
‫(م‪)3‬‬
‫وزيادة في خطورته هي قدرته العالية على الذوبان في الدهون والنفاذ السريع إلى داخل الجسم المصاب‪.‬‬

‫أما تنفسه لفترة طويلة يتسبب بحروق في الفم وكسور في الفك بحيث تعتبر الحروق التي تسببها القنابل‬
‫الفسفورية في أجساد الضحايا من الحروق الخطيرة والمميتة لذلك تصنف هذه القنابل من أسلحة الدمار الشامل‬
‫والمحرمة دوليًا والتي استخدمها اإلسرائيليون دون رادع متجاوزين كل األعراف والمواثيق الدولية‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬استخدام اإلسرائيليون البلدوزرات الضخمة في التدمير‪.‬‬

‫باإلضافة إلى استخدام اإلسرائيليون كافة األسلحة المحرمة دوليًا ‪ ،‬استخدموا أضخم البلدوزرات‬
‫والجرافات لهدم وتدمير األماكن التي لم تطالها القنابل والصواريخ‪ ،‬فدمروا مزارع الدواجن‪ ،‬واألبقار‪،‬‬
‫والدفيئات الزراعية وآبار المياه‪ ،‬وجرفوا كل مظاهر الحياة في األماكن التي وطؤوها‪ ،‬هذه نماذج وجداول ما‬
‫تم حصره من خسائر حسب تقديرات الجهات المختصة ووزارة األشغال العامة‪:‬‬

‫خسائر المساحات واألدوات الزراعية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫قطاع اإلنتاج النباتي‪( .‬جـ‪)1‬‬ ‫‪.a‬‬
‫خسائر المشاتل الخاصة‪( .‬جـ‪)2‬‬ ‫‪.b‬‬
‫خسائر محطات التجارب الزراعية‪( .‬جـ‪)3‬‬ ‫‪.c‬‬
‫خسائر مشاتل الزراعة‪( .‬جـ‪)4‬‬ ‫‪.d‬‬
‫قطاع اإلنتاج الحيواني‪( .‬جـ‪)5‬‬ ‫‪.2‬‬
‫قطاع المياه‪( .‬جـ‪)6‬‬ ‫‪.3‬‬
‫خسائر قطاع الثروة السمكية‪( .‬جـ‪)7‬‬ ‫‪.4‬‬
‫خسائر المراكب ومعدات الصيادين‪(.‬جـ‪)8‬‬ ‫‪.a‬‬
‫خسائر مزارع االستزراع السمكي‪(.‬جـ‪)9‬‬ ‫‪.b‬‬

‫ومن هذه الجداول التي صنفت الخسائر االقتصادية واآلثار البيئية والمادية نجد أن هذا العدوان لم‬
‫يستهدف المقاومة فقط بل استهدف كل شيء على وجه األرض في قطاع غزة وما قتل األطفال والكهول‬
‫والحيوانات إلى دليًال على الحقد الصهيوني على هذه المنطقة وأهلها‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬آثار الحرب السلبية على المنشآت‪.‬‬

‫لقد استهدف االحتالل اإلسرائيلي المباني والمرافق العامة والمنشآت والمساكن الخاصة واألبنية الحكومية‬
‫والمنشآت الصناعية والتجارية ودور العبادة والمساجد والمطار بالقصف العنيف بكافة األسلحة وتجريف وهدم‬
‫متعمد للمنشآت العامة والخاصة بقصد التأثير على معنويات السكان والمدافعين عن بلدهم ووطنهم‪ ،‬وتركز‬
‫االستهداف على مناطق الشمال والحدود لتفريغ المناطق من السكان‪ ،‬وتهجيرهم إلى أماكن أخرى بعيدًا عن‬
‫الحدود من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب فلم يبقى شيء في قطاع غزة إلى وطاله التدمير والضرر‬
‫المباشر أو الغير المباشر‪.‬‬

‫الخسائر المباشرة‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫خسائر مادية وهي الناتجة عن التدمير المباشر للمنشآت واألبنية السكنية والمرافق‬ ‫‪.a‬‬
‫العامة في كافة القطاعات السكنية والمباني العامة والبنية التحتية وقطاع اإلنتاج‪.‬‬
‫خسائر تابعة لألعباء المالية المترتبة على رفع األنقاض والتدعيم العاجل للمنشآت‬ ‫‪.b‬‬
‫التي تشكل خطرًا على حياة السكان وإ يواء المشردين‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخسائر الغير مباشرة‪:‬‬

‫وهي الخسائر الناتجة عن التأثيرات السلبية للحرب وما أدت إليه من انحسار األنشطة االقتصادية‬
‫واألعباء المالية المطلوبة لمعالجة آثار الحرب وفقدان العديد من فرص العمل واالستثمار في‬
‫المجاالت المختلفة‪ ،‬وسيتم التركيز على اآلثار السلبية على المنشآت واألبنية السكنية وقطاع البناء‬
‫وفيه‪:‬‬

‫منشآت متضررة ضررًا بالغًا جدًا وغير صالح لالستخدام اآلدمي‪.‬‬ ‫‪.a‬‬
‫منشآت متضررة ضررًا بالغًا لكن إمكانية ترميمه وإ صالحه واردة‪.‬‬ ‫‪.b‬‬
‫منشآت متضررة ضررًا متوسطًا‪ ،‬وهناك إمكانية إصالحه بكلفة متوسطة‪.‬‬ ‫‪.c‬‬
‫منشآت متضررة ضررًا بسيطًا‪ ،‬وهناك إمكانية ترميمه‪.‬‬ ‫‪.d‬‬
‫منشآت متضررة ضررًا طفيفًا‪ ،‬وممكن ترميمه وصيانته بكلفة قليلة‪.‬‬ ‫‪.e‬‬
‫بعد توقف الحرب والصمود األسطوري للمقاومة والسكان تم حصر األضرار في قطاع المباني العامة‬
‫واألبنية السكنية والبنية التحتية والقطاع اإلنتاجي فكان مجموع الوحدات السكنية التي دمرت كليًا في جميع‬
‫المحافظات حوالي ‪ 3550‬وحدة‪ ،‬والتي تضررت جزئيًا بلغ ‪ 36000‬وحدة (حسب تقدير وزارة األشغال‬
‫العامة واإلسكان)‪ ،‬وتم استهداف ‪ 75‬مبنى حكومي دمر معظمها مثل المجلس التشريعي‪ ،‬ومجمع الوزارات‬
‫الحكومي‪ ،‬ومبنى األمانة العامة لمجلس الوزراء‪ ،‬ووزارة العدل وجميع المباني األمنية التابعة لوزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬ومجمع إدارات وزارة المالية ومنشآت رياضية كما حدث في االستاد الرياضي في رفح‪ ،‬ومطار‬
‫غزة الدولي‪ ،‬وميناء الصيادين‪ ،‬كما تضرر عددًا من المساجد حوالي ‪ 152‬مسجد‪ ،‬ومن بينها ‪ 45‬مسجد دمر‬
‫بالكامل‪ ،‬وتضرر حوالي ‪ 107‬مساجد أضرار جزئية باإلضافة إلى ‪ 180‬مدرسة بأضرار مختلفة‪.‬‬

‫أيضًا كانت البنية التحتية تعرضت إلى تدمير كبير خاصة شبكات الطرق الرئيسية وجسور وادي غزة‬
‫ومرافق المياه والصرف الصحي‪ ،‬ومئات األمتار من شبكات توزيع المياه والصرف الصحي وخزانات المياه‪،‬‬
‫ومرافق معالجة المياه العادمة‪ ،‬ومحطات نقل وتوزيع الطاقة‪ ،‬ومحوالت الكهرباء‪ ،‬وأبراج االتصاالت‪ ،‬يضاف‬
‫إلى ذلك خسائر في القطاع الصناعي والزراعي في أماكن لم يتم حصرها وهي القريبة من الحدود‪.‬‬

‫اآلن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وتوقفت آلة التدمير العسكرية واندحرت مرغمة وتم حصر‬
‫األضرار المباشرة وغير المباشرة بواسطة الجهات المختصة صار لزامًا علينا التفكير الجاد في إيجاد أسرع‬
‫الحلول إليواء المشردين وإ صالح وصيانة المنشآت التي تصدعت وتضررت‪ ،‬فالمباني التي تهدمت كليًا علينا‬
‫العمل على رفع األنقاض وتنظيف أماكنها‪ ،‬والتي تصدعت وتشققت يتوجب علينا صيانتها وإ صالحها‬
‫وتدعيمها في أسرع وقت تجنبًا لألخطار الناتجة عن إهمال الصيانة التي تقصر أعمار األبنية المتضررة‪ ،‬في‬
‫جو الغبار والرطوبة والغازات المنبعثة من مختلف األماكن والتي تؤثر مباشرة على تصدع المباني وشقوقها‬
‫خاصة األمالح الموجودة في التربة والكلوريدات التي تتغلغل داخل الشقوق وتسبب تآكل في حديد التسليح‬
‫الذي يضعف تحمل أجزاء المنشآت المصابة وبالتالي يقصر عمر البناء ويزداد خطورة استخدامه‪ ،‬ومن هذه‬
‫المؤثرات‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الكلوريدات ‪: Chlorides‬‬

‫تنتقل الكلوريدات إلى أجزاء المنشآت من خالل الشقوق والتصدعات التي حدثت جراء االنفجارات‬
‫العنيفة والقصف المتواصل فتبدأ أيونات الكلورايد تتغلغل بآلية انتقال بالخاصية الشعرية لحديد التسليح في‬
‫الخرسانة محدثة تآكل سريع يضعف من قدرة تحمل األجزاء الخرسانية في المنشأ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الكربنة ‪: Carbonisation‬‬

‫والكربنة تعني عملية إشباع الوسط بثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء الجوي وملوثات حمضية‬
‫أخرى مثل ثاني أكسيد الفحم‪ ،Co2 ،‬وثاني أكسيد الكبريت ‪ ، So2‬وتكون هذه العملية هي إشباع األجزاء‬
‫الخرسانية بثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت معًا‪ ،‬واالهم هو تأثير ثاني أكسيد الكربون أثناء تغلغله‬
‫داخل الشقوق في أجزاء المنشآت مما يحدث التحول الكربوني بواسطة التفاعالت بين ثاني اكسيد الكربون‬
‫وهيدروكسيد الكالسيوم وسليكات الكالسيوم وهي عامل مهم لحدوث التآكل ‪ Corrossion‬ويعتمد هذا على‬
‫تدفق ثاني أكسيد الكربون في المسامات أو الفراغات ‪ voids‬دخل األجزاء الخرسانية‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬عملية التكثيف ‪:Condensation‬‬

‫وتحدث عملية التكثيف بوجود برك ومستنقعات مياه قريبة من المنشآت أو مقابلة لشواطئ البحر‪ ،‬فيحدث‬
‫تكاثف البخار المائي في الفجوات األكثر اتساعًا لتؤثر بشكل مباشر على حديد التسليح وتسبب تناقص قيمة‬
‫‪ PH‬داخل الشقوق وتتناقص قوة الطبقات القلوية الحامية لحديد التسليح فتبدأ عملية تفتت الخرسانة يتبعها تآكل‬
‫حديد التسليح معتمدًا على نشاط الشحنات السالبة الشديدة الفعالية ويتوقف معدل التآكل على سرعة رد الفعل‬
‫تبعًا للقرب من مكان التآكل وبذلك فإن عمر اإلنشاءات يعتمد على الزمن الالزم للبدء بالتآكل مضافًا إلى‬
‫الزمن الذي يستغرقه التآكل ليتطور لدرجة أن يبقى الوسط مناسبًا لحدوث ذلك‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬الحركة الميكانيكية للمنشأ ‪:Mechanical Movement‬‬

‫تحدث الحركة الميكانيكية للمنشآت نتيجة لالهتزاز المفاجئ عند حدوث القصف أو تفريغ الهواء بواسطة‬
‫الطائرات الحربية التي مارسها االحتالل اإلسرائيلي بغزارة أثناء حربه على القطاع بقصد إرهاب السكان‬
‫والتأثير على صمودهم‪ ،‬فيحدث من جراء ذلك تشققات في األبنية خاصة الخرسانية منها وعلى وجه‬
‫الخصوص بين األجزاء الخرسانية والبلوك‪ ،‬فتساهم في دخول األبخرة المائية والغازات إلى أجزاء المنشأة‬
‫لتزيد عملية التفتت والتآكل ببطيء شديد‪.‬‬

‫إذًا نجد أن األضرار والتأثيرات البيئية والمناخية بفعل آلة الحرب اإلسرائيلية تركزت على خسائر مادية‬
‫واقتصادية على كافة السكان والمباني بشكل أساسي بعد حدوث تشققات وتصدعات وانهيارات في العناصر‬
‫اإلنشائية وحدث ذلك في كثير من المباني التاريخية والدينية القديمة وبسبب القيمة التاريخية والمعمارية لكثير‬
‫من المباني المتضررة روعي بأن تتم عمليات تأهيل تلك المباني وفق المعايير والضوابط المعمارية‬
‫والحضارية مثل ما حصل في مسجد السيد هاشم في غزة‪ ،‬لذا كان البد من وضع حلول مناسبة وسريعة‬
‫للحفاظ على القيمة التاريخية لهذه المنشآت‪ ،‬وبسبب تلك التشوهات الداخلية التي أحدثتها االنفجارات‬
‫واالهتزازات في المنطقة المحيطة كان البد من استخدام خبرات وكفاءات عالية لعمل الترميمات الالزمة لكافة‬
‫األماكن المتضررة المتماثلة في القيمة التاريخية والتراثية‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬المخلفات اإلنشائية ‪Contraction wastes‬‬

‫ومن هذه اآلثار البيئية المخلفات اإلنشائية التي مألت شوارع قطاع غزة وهي نفايات صلبة خاملة في‬
‫معظمها وغير خطرة نتجت من مخلفات الحرب والقصف والتدمير ومن هدم المنشآت ويتنوع تركيب‬
‫المخلفات تبعًا لنوع المباني أو المنشآت المدمرة‪ ،‬حيث نشطت جهات كثيرة لتدوير هذه المخلفات وإ عادة‬
‫استخدامها‪ ،‬ألن ترك هذه المخلفات له مخاطر كثيرة ويضر بصحة السكان والبيئة والمصادر الطبيعية‪ ،‬ومن‬
‫األضرار المتوقعة هي تلوث مصادر المياه ‪ Underground water resources‬من خالل رشح الملوثات‬
‫إلى جوف األرض وتلوث البيئة البحرية ‪ Marine Environment‬والتي تعتبر في قطاع غزة هي المتنفس‬
‫الوحيد للسكان والسياحة الداخلية‪ ،‬كما أن تلويث األرض بالمخلفات اإلنشائية ‪ Land pollution‬والشوارع‬
‫واألراضي الزراعية وتلويث الهواء الجوي بفعل الغازات الناتجة عن تحلل المواد العضوية التي تحتويها‬
‫النفايات والغبار الناتج من إلقاء القنابل والمتفجرات واندالع الحرائق في المكونات الخشبية والبالستيكية‬
‫والعضوية والمنقولة بفعل الرياح‪ ،‬تؤدي إلى تلوث البيئة واإلضرار بالسكان وتدمر مساحات واسعة من‬
‫المناطق الزراعية والمزارع الخضراء وتؤذي الناظرين إليها وهو ما يسمى بالتلوث البصري ‪Visual‬‬
‫‪ pollution‬كذلك عند حرق نفايات األسبست تشكل خطرًا على صحة السكان السيما أن كثيرًا من المنشآت‬
‫والمساكن المسقوفة والمغطاة باألسبست يضاف إلى ذلك انتشار اآلفات المؤذية والقوارض والثعابين السامة‬
‫وهي من اآلثار البيئية الضارة بوجود وحياة السكان‪.‬‬

‫مميزات ومساوئ تدوير المخلفات اإلنشائية ‪wastes problems‬‬

‫خلفت النفايات الناتجة عن الحرب مشاكل كثيرة تشمل عدم وجود نظام ملزم في البلديات إلزالة هذه‬
‫النفايات وانعدام المكبات ومواقع دفنها وعدم توافر وسائل تدوير هذه النفايات بطرق تقنية حديثة وضعف‬
‫الرقابة على مواقع ومكبات النفايات‪ ،‬حيث أن الطرق المتبعة في تدوير المخلفات بدائية لعدم وجود قاعدة‬
‫معلومات تجعل من الصعب حصر هذه الكميات الهائلة وال ترقى إلى أي وسيلة حديثة لالستفادة القصوى منها‬
‫إلعادة استخدامها بشكل كامل وأهمها تقليل كلفة أماكن تجميع النفايات الصلبة وخفض تكاليف النقل والتخلص‬
‫من النفايات الغير صالحة للتدوير بطرق غير مكلفة والتي أصبحت تزداد يومًا بعد يوم كما ان إنشاء مواقع‬
‫ومصانع إلعادة تدوير النفايات للحصول على الحصويات والرمال الصالحة للبناء واالستفادة منها في رصف‬
‫وصيانة الطرق والشوارع الداخلية وأعمال مختلفة‪.‬‬

You might also like