You are on page 1of 617

~1~

‫و دق القلب‬
‫رواية‬

‫بقلم‬

‫سهام صادق‬
‫~‪~2‬‬
‫اصدار‬

‫بيت الروايات و احلكاوي‬

‫املصرية‬

‫‪https://www.facebook.com/groups/Rewayat.‬‬

‫‪/Msrya‬‬

‫فريق العمل‬

‫فاطمة – ا مساء – االء – يارا –‬


‫مروة‬

‫~‪~3‬‬
‫الممدمه‬
‫********‬
‫حٌنما ٌدق الملب ال ٌعرؾ المنطك وال الفلسفه ال‬
‫ٌنظر الً المال وال الجمال ‪ٌ ...‬نسً االحالم التً‬
‫صنعها فً فارس األحالم‪ ...‬تجبرهُ بؤن ٌصمد ولكن‬
‫ٌصبح كالطفل الصؽٌر ال ٌرٌد شًء سوي ما دق له‬
‫‪..‬ضعٌؾ بٌن اضلعنا نضعؾ معه دون ان نشعر‬
‫نسمط معه فً الهاوٌه ‪ ...‬تصفعه بؤن ٌتولؾ عن‬
‫النبض وال حٌاة لمن ت ُنادي‬
‫الماضً كان حابل بٌنهم ‪ ..‬جاء بها المدر إلٌه من‬
‫بعٌد ‪ ...‬لست علٌها الحٌاه وهً ال تعرؾ أنها ت ُنهً‬
‫ضرٌبة ثمره زرعها والدها ‪ ..‬وعندما دق للبهما‬
‫كانت البداٌة‬

‫~‪~4‬‬
‫الفصل األول‬
‫********‬

‫ٌمؾ امام المرآه ٌنظر إلً هٌبته ال ُمنممه ‪ٌ....‬نثر‬


‫عطره ثم ٌلمً بنظره اخٌره علً هٌبته ٌُحرن ٌده‬
‫علً شعره األسود وٌسٌر بعنجهٌة وصالبة‬
‫مالمحه‪ٌ ...‬هبط الدرج ورابحة عطره تسبك خطواته‬
‫ٌتجه نحو ؼرفة الطعام وٌنحنً نحو والدته ٌمبل‬
‫رأسها‬
‫‪ -‬صباح الخٌر‬
‫فترفع لٌلً عٌناها نحوه بحب وفخر‬
‫‪ -‬صباح الخٌر ٌاحبٌبً‬
‫كانت جلسه صامته ‪ ..‬وانهً فطوره وودع والدته‬
‫التً تنظر الٌه وداخلها ٌتمنً امنٌه واحده ان تري‬
‫أحفادها وأتجه نحو سٌارته لٌفتح له السابك بابها مع‬
‫~‪~5‬‬
‫ابتسامه اعتاد علٌها واتجه نحو ممر شركات عابلته‬
‫بهٌبته وولاره وهذا هو‬
‫" عمران العمري"‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬
‫ولفت تتؤمل لطرات الجلٌد وهً تتسالط والول مره‬
‫تشعر بؤن حٌاتها لد تؽٌرت ‪ ..‬حٌاة كان ٌملبها الدالل‬
‫والرفاهٌه ‪..‬‬
‫عام وأكثر لد مر ومر معه كل شا ‪..‬تبدلت حٌاتها‬
‫بالكامل‬
‫من منزل فخم فً أرلً أحٌاء لندن الً منزل رٌفً‬
‫صؽٌر‬
‫من خدم ٌلبون رؼباتها ‪ ..‬الً ال شا‬
‫لتشهك بفزع وهً تتذكر الطعام الذي وضعته علً‬
‫المولد‬
‫~‪~6‬‬
‫فتركض تحت نظرات والدها المتعجبه التً تالشت‬
‫سرٌعا بعدما عاد الً جرٌدته ٌنظر بحسره الً اسماء‬
‫رجال األعمال دون ان ٌري أسمه بٌنهم‬
‫تذولت الطعام بسعاده وهً ال تُصدق انها أصبحت‬
‫طاهٌة ماهره ‪ ..‬وهذا كان بفضل العجوز كرستٌن‬
‫التً تصؾ لها الوصفات المختلفه وتُعلمها من خبرتها‬
‫وعندما جاء بذهنها أسم العجوز ‪ ..‬وجدت الباب ٌدق‬
‫وصوت العجوز ٌعلو‬
‫‪ -‬حٌاه ‪..‬أفتحً الباب لبل أن أتجمد‬
‫لتضحن حٌاه وهً تفتح لها الباب ‪ ..‬وتنظر الً مافً‬
‫ٌدها‬
‫‪ -‬صنعتً الكعكه ألٌس ذلن كوكو‬
‫فضحكت العجوز وأردفت للداخل ‪ ..‬ونظرت نحو‬
‫الرجل الجالس بسخط وأشارت بؤصبعها لها كً‬
‫تمترب‬

‫~‪~7‬‬
‫‪ -‬هل سٌظل والدن جالس طوال حٌاته هكذا ٌشاهد‬
‫الجرٌدة وٌبكً علً ماله الذي اضاعه بؽروره‬
‫فؽمزت لها حٌاه بعٌنٌها‬
‫‪ -‬سٌسمعن كوكو وٌؤتً لٌوبخن ‪..‬ال أعلم لما انتم‬
‫االثنان ال تطٌمون بعضكم‬
‫فكشرت العجوز وهً تضع بؤحدي أٌدٌها علً‬
‫خصرها‬
‫‪ -‬والدن هو من ال ٌُطاق عزٌزتً‬
‫ولبل أن تُكمل العجوز عباراتها الساخطه ‪ ...‬أمسكت‬
‫بٌدها تجرها خلفها نحو المطبخ‬
‫حٌاه ‪ :‬تعالً لتتذولً طعامً كوكو ‪ ..‬سوؾ أتفوق‬
‫علٌكً‬
‫ولرصت وجنتٌها بخفه ‪ ..‬لتضحن العجوز علً‬
‫مداعبة تلن الفتاه التً أحبتها كما لو كانت حفٌدتها ‪..‬‬
‫فهً بعمر أحفادها‬
‫~‪~8‬‬
‫‪-‬أمممم ‪ ،‬هاٌل ٌافتاه ‪ ..‬ولكن طعام ونكهة كوكو هً‬
‫األفضل‬
‫لتتعاال ضحكات حٌاه وفجؤه صمتت حٌنما سمعت‬
‫صوت والدها المتذمر كالعاده‬
‫‪ -‬حٌاه اٌن الطعام ؟‬
‫فعادت لسمات العجوز المضحكه الً تهجمها‬
‫وسخطها علً هذا الرجل الذي كلما نظرت الٌه او‬
‫سمعت صوته شعرت بالضٌك ‪ ..‬فمنذ ان انتمل الً‬
‫منطمتهم البسٌطه الهادبه التً ٌسكنها البسطاء وهو‬
‫ٌتعامل معهم بترفع وكؤنه مازال رجل األعمال‬
‫المصري المؽترب" محمود الرخاوي"‬
‫لم ٌكفً بالنسبه لها أنه مسلم بل واٌضا متعجرؾ ‪..‬‬
‫ولكن تلن الصؽٌره التً هً هالة من النماء والطٌبه‬
‫‪..‬جعلتها تؽٌر نظرتها كلٌا عن المسلمٌن حتً انها‬
‫اصبحت لرٌبه لدرجه ال توصؾ من للبها وكؤنها‬
‫تعرفها منذ زمن ولٌس عام ونصؾ ال أكثر‬
‫~‪~9‬‬
‫‪ -‬أحضري الطعام لوالدن المدلل ‪ ،‬واطعمٌه فً فمه‬
‫أٌضا‬
‫لتبتسم حٌاه وهً تضع الطعام فً االطباق ‪ ..‬ورؼم‬
‫معرفتها بسخط والدها علً ما أعدته اال انها صنعته‬
‫فزمن االطعمه الفخمه لد أنتهً ‪ ..‬وال بد أن ٌعٌشوا‬
‫حٌاه ُممتصده فالمال الملٌل الذي تبمً لدٌهم لن ٌكفٌهم‬
‫سوي لعام أخر ومن ثم ال شا سٌكون لدٌهم ‪ ..‬ولكن‬
‫ماٌجعلها تؤمل بحٌاه أفضل أنها فً سنتها األخٌره‬
‫بالجامعه وسوؾ تعمل بشهادتها التً تُحبها فهً‬
‫"تدرس األلتصاد"‬
‫أحالم حلمت داخلها وهً ال تعلم ان للؽد لرارات‬
‫اخري‬
‫وشعرت بٌد العجوز الحانٌه وهً تربت علً ٌدها‬
‫‪ -‬سٌكون الؽد أفضل ٌاصؽٌرتً‬
‫وعندما بدء ٌعلو صوت والدها مره أخري ‪..‬صرخت‬
‫العجوز بضجر بعد أن كانت تتحدث بحنو‬
‫~ ‪~ 10‬‬
‫‪ -‬اذهبً لوالدن المدلل‬
‫كؾ بكؾ‬
‫وتابعت وهً تنصرؾ ‪..‬وتضرب ً‬
‫‪ -‬ال أعلم من والد من‬
‫لتذهب حٌاه نحو والدها الذي ٌجلس بترفع علً المابدة‬
‫الصؽٌره ‪..‬وٌنظر بسخط أمامه‬
‫‪ -‬ارٌنً ماذا أعدتً الٌوم‬
‫فوضعت الطعام علً الطاوله بهدوء ‪ ..‬وهً تعلم‬
‫النتٌجه‬
‫‪ -‬ماهذا !‬
‫لتنطك بتعلثم ‪ ..‬وهً تُطالع ما تضعه علً الطاوله‬
‫‪ -‬أنه حساء بالخضار ‪ ..‬ونوع السلطه التً تحبها‬
‫وكادت ان تتُابع بؤسم طبك أخر بسٌط‪..‬اال انه هتؾ‬
‫صارخا ً‬
‫‪-‬كفً أصمتً‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫وبدء وجهه ٌشحب وهو ٌُتمتم‬
‫‪ -‬أنتهٌت بهذا الوضع ٌا ابن الرخاوي ‪..‬بعد أن كنت‬
‫من أثرٌاء لندن ‪ ..‬بعد ان كان أسمن ٌلمع فً‬
‫الصحؾ‬
‫لتنظر الٌه بؤسً وهً تربت علً كفه بحنو وصمت‬
‫فرفع وجهه نحوها ‪ ..‬وأبتسم وهو ٌتؤمل مالمحها‬
‫الهادبه هامسا بحب‬
‫‪ -‬انا ال أستحمن ‪ ..‬تستحمً أب افضل منً ‪..‬‬
‫سامحٌنً علً مافعلته بكً‬
‫وعندما رأت دموع والدها تتسالط علً وجهه ‪..‬‬
‫نهضت لتحتضنه بحب‬
‫حٌاه ‪ :‬انت أفضل أب ‪ ..‬صدلنً أبً انا راضٌه‬
‫بحٌاتنا‬
‫أرضً انت اٌضا وانسً ما كنت علٌه‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫لٌنظر الٌها بؤسً ‪ :‬ال أستطٌع صؽٌرتً ‪ ..‬تلن الحٌاه‬
‫ال ألدر علٌها ‪..‬حٌاة الفمر سٌبه ‪ ..‬سٌبه بشده‬
‫فتؤملته بصمت ‪ ..‬وهً تعلم ان ال شا سٌؽٌر سخط‬
‫والدها‬
‫فدوما كان رجال متؽطرس متكبرا ‪ٌ..‬ري كل شا من‬
‫علو‬
‫حتً فً حدٌثه عن والدتها رحمها هللا كان ٌُخبرها‬
‫دوما انها كانت مجرد ممرضه ال أكثر‪..‬فمد تعرؾ‬
‫علٌها بالمشفً عندما ُكسرت أحدي سالٌه وكانت‬
‫ترعاه خاصه عندما علمت بؤنه عربً مثلها فوالدتها‬
‫كانت جزابرٌة من حٌث والدتها ام والدها فكان‬
‫مصري‬
‫مرض أستمراطً لدي والدها ال تعلم هل المال هو من‬
‫زاد ؼطرسته ام هً نشؤة سٌبه ُزرعت داخله‬
‫ومن حدٌثه الدابم عن والدٌه علمت أنها نشؤه وان‬
‫البرج العالً ها لد سمط دون شعور منه ‪ ...‬صفمه‬
‫~ ‪~ 13‬‬
‫ضخمه دخلها بكل تعجرؾ انهت حصاد سنوات‬
‫طوٌله ‪ ..‬وكؤن عمله كان مؽٌب ٌوم ان مضً عمود‬
‫تلن الصفمه‬
‫أنتهوا من تناول الطعام ‪ ..‬وذهبت لتعد له لهوته‬
‫وبعدما أنهت كل ماعلٌها فعله ‪ ..‬ركضت نحو‬
‫حاسوبها‬
‫لتنظر الً الرساله التً بعثتها صدٌمتها‬
‫‪ٌ -‬اأهال أهال بالناس الحلوه‬
‫فؤبتسمت حٌاه لرسالة صدٌمتها ‪..‬فهً تعود معها‬
‫لموطنها الذي لم تراه ‪ ..‬ورؼم انها تتحدث العربٌه‬
‫‪..‬اال ان لهجة موطنها العامٌه كانت تجهلها ‪ ..‬اما االن‬
‫ومعها فهً فتاه مصرٌه أصٌله كما أصبحت تُخبرها‬
‫"فرح"‬
‫حٌاه ‪ :‬أحكٌلً ٌال عملتً أٌه مع العرٌس‬
‫وضحكت وهً تمرأ رسالة صدٌمتها‬
‫~ ‪~ 14‬‬
‫‪ -‬طفشته كالعاده ٌابنتً ‪...‬ده جاي ٌمولً عرفٌنً‬
‫بنفسن‬
‫ٌكونش كنت فً ممابله عمل وانا معرفشً‬
‫فردت حٌاه ضاحكه ‪ٌ:‬كونش انتً بتجٌبً الكالم ده‬
‫منٌن وٌعنً اٌه ٌكونشً دٌه ‪ ..‬انتً متؤكده انن‬
‫صحفٌه ٌافرح‬
‫لتبعث فرح برسالتها وهً تضحن‬
‫‪ -‬الء ٌاحٌاه كده كتٌر بمالنا سنه صحاب ولسا مش‬
‫عارفه تلمطً منً الكالم‬
‫وضحكت وهً تتذكر ٌوم ان عرفتها علً احدي‬
‫المنتدٌات العربٌه وكٌؾ كانت تتحدث بالعربٌه‬
‫الفصحً واحٌانا باالنجلٌزٌه واحٌانا اخري تدمج‬
‫اللؽتان ببعضهم‬
‫وكٌؾ كانت تبحث عن صحبه من موطنها فً محنتها‬

‫~ ‪~ 15‬‬
‫وبدأت صدالتهم رؼم تحفظها فً البداٌه لهذه الصداله‬
‫‪..‬ؾ فتاه نشؤة فً وطن ؼربً بالتؤكٌد ستكون‬
‫معتمداتها ؼٌرها تمام‬
‫ولكن مع مرور الولت علمت ان حٌاه ن أسمها حٌاه‬
‫حما ‪..‬‬
‫وانتبهت الً رساله حٌاه ‪ ..‬وصورتها بالحجاب‬
‫فشهمت بسعاده‬
‫‪ -‬حٌاه مش معمول انتً أتحجبتً‬
‫حٌاه ‪ :‬أشترٌته امبارح ‪ ..‬خالص ٌافرح أنا لررت‬
‫ألبس الحجاب ‪ ..‬انا مسلمه وده فرض علٌا ‪ ..‬ؼٌر‬
‫انً سعٌده اووي بمراري ده‬
‫لتجد هاتفها ٌعلو رنٌنه ‪ ..‬فتضحن وهً تري رلم‬
‫صدٌمتها التً أكتسبتها فً محنتها وكانت خٌر صدٌمة‬
‫لها‬
‫‪ -‬الء انا عاٌزه احتفل بٌكً ٌاحٌاه ٌابنت محمود‬
‫~ ‪~ 16‬‬
‫وكان صخب ضحكاتهم ٌعلو ‪ ..‬لٌمؾ والدها خلؾ‬
‫الباب‬
‫الذي لم ٌكن ُمؽلك بالكامل وابتسم بسعاده وهو ٌري‬
‫صؽٌرته تسٌر فً األتجاه الصحٌح ورؼم انه لم ٌركع‬
‫فرضا ً ٌوما ً اال أن ابنته ها هً تإدي فروضها ‪..‬كما‬
‫انها ستستر نفسها ب لباس الستر والعفه‬
‫وأبتعد عن الباب وهو ٌتذكر الماضً ‪ٌ ..‬تذكر شبابه‬
‫وطٌشه وٌتذكر الفتاه التً هدم مستمبلها وحٌاتها‬
‫وأنهً بعمرها وهً تحمل طفله فً احشابها بعد ان‬
‫رفض االعتراؾ به ورؼم انه ٌعرؾ انه طفله وان‬
‫هو من خدعها اال انه كان جبانا ً ولد هرب بعد ان علم‬
‫بموتها‬
‫لٌنكسر ظهر والدها واخاها ‪..‬اما هو بضعة اشهر من‬
‫الشعور بالذنب وبعدها عاد كما هو " محمود‬
‫الرخاوي" الذي ال ٌعرؾ الرحمه ‪..‬الذي ٌضع نفسه‬
‫دوما فً الممدمه‬
‫~ ‪~ 17‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬
‫جلس بترفع علً كرسً مكتبه ‪ ..‬ومالمحه الجامده‬
‫مازالت مرسومه علً وجهه ‪ ..‬لٌُطالع سكرتٌرته وهو‬
‫ٌُشٌر لها‬
‫‪ -‬كل العمود اللً طلبتها منن جاهزه ٌامها‬
‫فنظرت الٌه مها بهدوء وهً تمترب منه وداخلها‬
‫ٌتحدث‬
‫‪ -‬نفسً اشوفن مره بتضحن ٌاشٌخ ‪..‬كله أوامر‬
‫أوامر ‪ ..‬ابتسم هتموت نالص عمر‬
‫والتربت منه ووضعت ما طلبه أمامه ‪ ..‬لٌجلب للمه‬
‫الذي ُ‬
‫طبع علٌه شعار شركات العابله ‪ ..‬وبدء ٌضع‬
‫أمضته‬
‫وٌُطرق الباب الذي لم ٌُؽلك بؤكمله بطرٌمه مسرحٌه‬
‫وٌردؾ بعدها فٌجعل تلن الوالفه ‪..‬كالمنومه فً عشك‬

‫~ ‪~ 18‬‬
‫هذا الرجل الذي أؼرمت به منذ اول ٌوم عمل لها هنا‬
‫‪..‬‬
‫ورفع عمران عٌناه نحو صدٌمه ال ُممرب لابال ‪:‬‬
‫تعاال ٌامروان‬
‫ثم نظر الً التً جانبه ‪ :‬اتفضلً انتً ٌامها‬
‫فجمعت األوراق التً امامه ‪ ...‬وللبها ٌدق بعنؾ‬
‫وأبتسم لها مروان بلطافه ‪...‬فتعلثمت فً حركتها‬
‫وخطت سرٌعا خارج الؽرفه الفخمه وأؼلمت الباب‬
‫خلفها وهً تتمنً لو أحبها ٌوما ً‬
‫‪ -‬بطل توزع أبتسامتن دٌه علً الموظفٌن ‪ ..‬بٌفهموها‬
‫حاجه تانٌه‬
‫فجلس مروان بؤسترخاء علً احد المماعد‪..‬زافرا ً‬
‫أنفاسه‬
‫‪ -‬هما اللً بٌفهموا تصرفاتً ؼلط ‪.‬‬
‫وعندما رأي نظرات عمران الجامده تابع ‪:‬‬
‫~ ‪~ 19‬‬
‫‪ -‬اخبارن اٌه مع نٌره ‪ ..‬مشاعرها بمٌت واضحه‬
‫اووي‬
‫لٌنهض عمران من مجلسه ساخطا ً ‪ ..‬واتجه نحو‬
‫شرفة مكتبه‬
‫‪ -‬فٌن البرنامج الجدٌد ٌابشمهندس !‬
‫فؤدرن مروان انه لن ٌؤخذ أجابه من صدٌمه ‪..‬مادام‬
‫لم ٌرؼب بذلن‬
‫وأخرج احدي الفالشات من جٌب سرواله وهو‬
‫ٌُحركها ٌمٌنا ً وٌسارا ً بٌده‬
‫وأتجه نحو الحاسوب الموجود علً المكتب الفخم‬
‫‪ -‬تطبٌك البرنامج الجدٌد ده طفره ‪...‬‬
‫فؤلترب منه عمران وهو ٌُتابع ما أكمله صدٌمه بعده‬
‫فهما ٌعمالن فً مجال الحاسوب ‪ ...‬وهذا كان عالمهم‬
‫الذي أشتركوا بحبه ورؼم أختصاص مروان بهذا‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫التخصص اال ان عمران لم ٌكن تخصصه بل كان‬
‫شؽفه منذ الصؽر‬
‫فدراسته كانت كما رؼب جده ووالده بما انه الحفٌد‬
‫األكبر‬
‫" مهندس معماري" ‪ ..‬فمن سٌُدٌر بعدهم أعمالهم اذا‬
‫لم ٌدرس مارؼبوا به ‪ ..‬ولد حمك رؼبتهم كما ظل‬
‫ٌُمارس رؼبته بل وأسس شركته الخاصه من رأس‬
‫ماله الخاص‬
‫فهم عابله "الكفاح والجد أساس حٌاتهم وهذا سبب من‬
‫أسباب ثرابهم "‬
‫فلم ٌكونوا من االثرٌاء ٌوما ‪ ..‬جده كان ٌعمل بناء‬
‫ومن مجرد عامل اصبح ُمماول صؽٌر وبدء ٌكبر‬
‫وٌكبر الً ان أنشا أسمه ‪ ..‬وبدء رأس ماله من ال‬
‫شا لٌصبح بعد سنون صرح ال ٌُستهان به وكان والده‬
‫رحمه هللا نفس نهج جده‬

‫~ ‪~ 21‬‬
‫وبعدما أنتهوا من بعض التعدٌالت النهابٌه ‪ ..‬نهض‬
‫عمران من فوق كرسٌه لابال ‪:‬‬
‫‪ -‬أعمل اجتماع مع المبرمجٌن ‪ ..‬وعرفهم علً‬
‫البرنامج الجدٌد اللً هنبدء فً تطبٌمه‬
‫لٌُحرن مروان رأسه بتفهم‬
‫ونظر نحو صدٌمه وهو ٌُؽادر مكتبه ‪..‬فهو شرٌن بهذه‬
‫الشركه فنسبته ‪02‬بالمبه‬
‫وتمتم بمحبه ‪ :‬هللا ٌعٌنن ٌاصاحبً شؽل فً البرمجه‬
‫وشؽل فً المماوالت ‪ ..‬وشؽل فً األدوٌه ‪..‬انت لو‬
‫جبل كان زمانه أتهد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلست علً أرٌكتها ال ُمفضله بؤسترخاء وهً تتؤمل‬
‫الممال الذي نُشر الٌوم وٌحمل أسمها ‪...‬فؤبتسمت‬
‫براحه فهً تُجاهد بؤن تُسلط الضوء علً المري‬
‫الفمٌره وحاجتهم‬
‫~ ‪~ 22‬‬
‫لٌعلو صوت هاتفها فتبتسم‬
‫‪ -‬اهال باألعالمً المشهور‬
‫فٌضحن أمجد وهو ٌرتشؾ من مشروبه الساخن‬
‫‪ -‬شاٌؾ أسمن منور النهارده الجرٌده ‪ ..‬انتً سٌبتً‬
‫حموق المرأه ودخلتً علً الفساد‬
‫فٌتعالً صوت ضحكات فرح ‪ :‬انا بتاعت كله ٌاباشا‬
‫لٌتسؤل وهو ٌبتسم ‪ :‬خالً عامل اٌه ‪ ..‬أكٌد مشفش‬
‫الممال‬
‫ولبل أن ترد علٌه كان صوت والدها ٌعلو ‪ ..‬لتهتؾ‬
‫بهمس‬
‫‪ -‬سٌادة اللواء اه جٌه علً السٌره ‪ ..‬استر ٌارب‬
‫فضحن أمجد ‪ :‬روحً لمضاكً ٌاوصمة العار علً‬
‫العٌله المرموله ‪.‬‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫ولبل أن توبخه وتخبرهه أن كانت هً وصمة عار ‪..‬‬
‫فهو بالتؤكٌد وصمتان ولكن كما العاده ٌؽلك لبل أن‬
‫ٌحصل منها علً رد الصاع صاعٌن‬
‫وأبتسمت بحب ‪ ..‬فهذا هو أمجد حبٌبها ‪ ..‬حبٌبها الذي‬
‫تُداري حبه داخلها تحت سالطة لسانها ومناطحته‬
‫كالند‬
‫حتً احٌانا ٌخبرها بؤنه ٌراها رجال ولٌست فتاه‬
‫وزفرت انفاسها بؤسً ‪ ..‬الً ان أنتبهت لمرب والدها‬
‫منها‬
‫وهو ٌتحدث بصوته الحانً‬
‫‪ٌ -‬ابنتً ٌاحببتً انا معاكً اننا الزم نسلط الضوء‬
‫علً الناس الؽالبه ‪ ..‬بس بؤسلوب أفضل من كده‬
‫أسلوب الشد ده مبٌجبش فاٌده مع الحكومه ‪.‬‬
‫لتدخل فً نماش طوٌل مع والدها عن كل السلبٌات‬
‫والفساد والظلم الذي ٌُحاوط الفمٌر فً هذه البلد ‪..‬‬

‫~ ‪~ 24‬‬
‫ولكن فً النهاٌه رد والدها كؤؼلب االباء انهاء‬
‫المنالشه بدبلوماسٌه‬
‫وضمها الٌه بحب وهو ٌتسؤل ‪ :‬صاحبتن اللً‬
‫مصدعه دماؼً عنها أخبارها اٌه‬
‫لتتسع ابتسامه فرح بحب ‪ :‬حٌاه لبست الحجاب ٌابابا‬
‫‪ ..‬انا فرحانه اووي انها وصلت للمرحله دٌه ‪..‬‬
‫ولبلته بؤمتنان ‪ :‬تربٌتن لٌا نفعت ٌاسٌادة اللواء ‪..‬‬
‫للتذكر حدٌثه لها دوما منذ ان كانت صؽٌره‬
‫" مدي اٌدن دٌما بالخٌر والسالم ‪ ..‬الفً جنب كل من‬
‫ٌري فٌكً الخٌر "‬
‫وها هً تفعل ‪..‬تفعل ما تربٌت علٌه ورأت علٌه‬
‫والدها ‪ ..‬والدها الرجل الطٌب الذي رؼم وظٌفته التً‬
‫ٌضبطها المانون اال ان للبه عامر بحب الخٌر‬
‫والرحمه والعدل الذي بُنً علٌه هذا المانون ولكن‬
‫هٌهات لانون اصبح مٌزان العدل به لٌس بمٌزان‬

‫~ ‪~ 25‬‬
‫وشعرت بٌده الحانٌه علً وجهها‬
‫‪ -‬فً عرٌس متمدملن‬
‫لتبتعد عن والدها بفزع هاتفه ‪ :‬تانً ٌابابا !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫نظرت الً ما صنعته لها العجوز بسعاده وهً ال‬
‫تُصدق ما رأت علٌه نفسها ‪..‬فستان طوٌل بؤكمام ٌالبم‬
‫حجابها ففً البداٌه أندهشت العجوز ثم سرٌعا ً ما‬
‫ابتسمت لها‬
‫أبتسامه ودوده لابله ‪ :‬هذا ما ٌؤمرن به دٌنن‬
‫ٌاصؽٌرتً ‪ ..‬فلٌحفظن هللا‬
‫ثم تالشت أبتسامتها تدرٌجٌا ‪ ..‬وهً تعطٌها ظهرها‬
‫وكؤنها تُنهً الحدٌث‬
‫‪ -‬األن ستبتعدي عنً من أجل دٌنن ‪.‬‬
‫وماكان منها سوي أن ضمتها بحب ‪ ..‬تخبرها بتفهم‬
‫~ ‪~ 26‬‬
‫‪ -‬انا بحثت عن ذاتً كوكو ‪ ..‬بحثت عن الطرٌك الذي‬
‫وجدت فٌه الراحه والسكٌنه ‪.‬‬
‫وتمدمت أمامها وهً تبتسم بؤبتسامتها الهادبه‬
‫‪ -‬اما انتً كوكو !‬
‫وأؼمضت عٌن وفتحت األخري وهً تُفكر بطرٌمة‬
‫مسرحٌه‬
‫‪ -‬أممممم ‪ ..‬ال أستطٌع البعد عنن ٌاجمٌل‬
‫ومالت علٌها تُدؼدؼها بمشاكسه وحب ‪ ..‬حتً تالشت‬
‫الفجوه التً ظنت العجوزحدوثها ‪ ...‬فالعجوز معها‬
‫نسٌت كل معتمداتها عن االسالم‬
‫وضحكت العجوز ‪ ..‬الً ان ضربتها علً ذراعها‬
‫‪ -‬كفً ٌافتاه ‪ ..‬ال اعلم كٌؾ أحببتن‬
‫ومدت بٌدٌها تربت علً وجنتٌها ‪ ..‬وهً تُطالعها‬
‫بحنان ‪:‬‬

‫~ ‪~ 27‬‬
‫‪ -‬لدٌكً شا مرٌح للنفس ٌاصؽٌره ‪ ..‬انتً طٌبه‬
‫الملب ؼٌر والدن‬
‫ومن هنا علت ضحكات حٌاه ‪ ..‬لتتبعها ضحكات‬
‫العجوز‬
‫وها هً األن تمؾ امام المرآه تنظر الً ما صنعته‬
‫العجوز لها بعد تلن اللٌله ‪..‬‬
‫وتمترب منها العجوز وتمسد علً فستانها لابله ‪:‬‬
‫‪ -‬أعجبن ما صنعته ماكٌنة الخٌاطه خاصتً‬
‫لتبتسم حٌاه ‪ ..‬وللبها ٌدق كالطبول ‪:‬‬
‫‪ -‬جمٌل ‪..‬بل رابع كوكو !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫الفصل الثانً‬
‫******‬

‫جلست تُمسد ٌد والدها الراكض علً سرٌر المشفً‬


‫بؤسً‬
‫فالٌوم الذي كان أسعد أٌام حٌاتها عندما حملت فستانها‬
‫الذي صنعته العجوز هدٌة لها ‪ ..‬وذهبت راكضه الً‬
‫والدها كً تُخبره بفرحتها ‪ ..‬لتلجمها الصدمه وهً‬
‫تراه منبطح علً األرض دون حركه‬
‫لٌُساعدها جٌرانها لنمله الً المشفً ‪ ..‬وكانت الفاجعه‬
‫الكبري‪ ..‬والدها ٌُعانً من سرطان الدم وفً حالة‬
‫متؤخره‬
‫ومع عمره الذي تجاوز منتصؾ الستون أصبح العالج‬
‫مرهك لبدنه‬

‫~ ‪~ 29‬‬
‫أربعه أشهر مروا وكؤنهم كالكابوس ‪..‬ولوال العجوز‬
‫كرستٌن وفرح التً دوما تُحادثها وتعطٌها األمل‬
‫والصبر ‪ ..‬لكان الوجع لد أهلكها ‪ ..‬فمهما كانت‬
‫خصال والدها اال انه كل شا بالنسبه لها هو عالمها‬
‫الصؽٌر ‪ ..‬والدتها توفت وهً فً سن صؽٌر فمد‬
‫كانت بالخامسه ‪ ..‬ورؼم بعد والدها عنها وتفرؼه‬
‫الكلً لصفماته ونسابه‪ ...‬احبته بشده وتمنت دوما لربه‬
‫كؤي أب ألبنته ‪ ...‬وجاء المرب كما تمنت ولكن عندما‬
‫خسر والدها كل أمواله‬
‫لتشعر بحركته ونظراته الواهنه ‪ ..‬فمسحت دموعها‬
‫سرٌعا هاتفة بلهفه ‪ :‬أترٌد شا ٌاوسٌم‬
‫فؤبتسم والدها بحزن ‪ ..‬فهً منذ ان مرض وأنهكه‬
‫المرض ولم ٌعد كما كان ‪..‬اصبحت تُنادٌه بهذا اللمب‬
‫سؤتركن‬
‫ِ‬ ‫‪-‬آه ٌاحٌاه ‪ ..‬لمن‬
‫كان ٌتسؤل داخله بؤلم ‪ ..‬فكل رفمابه لد ذهبوا عندما‬
‫أفلس وخافوا أن ٌُطالبهم بمساعده‬
‫~ ‪~ 30‬‬
‫جمع صدالات عده من كل االوطان ولكن كله تالشً‬
‫وعندما جاء بذهنه صدٌك عمره حسام الذي أنمطع‬
‫عنه بسبب حٌاته التً كان الحرام هو أساسها‬
‫افاق من شروده علً صوتها الحنون بعد ان حسم‬
‫أمره ‪:‬‬
‫‪ -‬هٌا ٌاوسٌم ‪ ..‬سنذهب للبٌت فجلسة العالج لد‬
‫أنتهت‬
‫وتابعت بدعابه كً تجعله ٌضحن ‪:‬‬
‫‪ -‬سؤحضر لن أفخر األكالت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬جلست فرح بحضن عمتها تمص لها عن صدٌمتها‬
‫وما أصابها ‪ ..‬لتربت عمتها علً ظهرها بحنو‬
‫‪ -‬للبً وجعنً علٌها اووي ٌافرح ‪ ..‬مسكٌنه‬
‫وأعتدلت فرح فً جلستها وهً تنظر الً عمتها‬
‫الطٌبه‬
‫~ ‪~ 31‬‬
‫‪ -‬عاٌزه أساعدها ومش عارفه أعمل اٌه ‪ ..‬بفكر‬
‫أسافر لندن‬
‫وتابعت بتذمر ‪ :‬بس سٌادة اللواء اخوكً مش موافك‬
‫‪ ..‬ماتمنعٌه ٌاعمتو‬
‫وألتربت منها تُمبلها علً وجنتٌها كً تستمٌلها فً‬
‫صفها ولكن‬
‫‪ -‬باباكً عنده حك ٌافرح ‪ ..‬احنا اٌه ضمنا الناس دٌه‬
‫‪ ..‬دٌه مجرد بنت أتعرفتً علٌها علً النت وكل اللً‬
‫بٌنكم رساٌل وتلٌفون‬
‫فؤمتمع وجه فرح من تلن األفكار التً ٌظنها أباها‬
‫واٌضا عمتها ‪ ..‬وتمتمت بؤعتراض ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬اعمتو ٌاحببتً ما انا بحكٌلكم عنها وانتوا حبتوها‬
‫من كالمً‬
‫فهتفت عمتها بتشبث ‪ :‬دٌه حاجه ودٌه حاجه‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫فرح ‪ :‬والدها كان رجل أعمال معروؾ ‪ ..‬أنا بفكر‬
‫أسؤل عمران عن أسمه بما ان لٌه بٌزنس فً لندن‬
‫لٌصدح صوت عمران ‪ ..‬وهو ٌهبط درجات الدرج‬
‫بؤنالته المعتاده وبروده‬
‫‪ -‬بتفكري تسؤلٌنً عن أٌه ٌافرح‬
‫فتنظر الٌه والدته بحب لابله ‪ :‬عاٌزه تسؤلن عن بنت‬
‫‪..‬والدها رجل أعمال مصري فً لندن‬
‫فطالعها عمران لثوانً ولبل ان ٌسؤلها عن أسمه‪..‬‬
‫بدء رنٌن هاتفه ٌعلو‬
‫وأتجه الً مكتبه لٌُتابع محادثته العملٌه بعٌدا عنهم‬
‫وألتربت من عمتها ‪ ..‬تضم ذراعها لها ‪:‬‬
‫مالن ٌالولو ؟‬
‫فتنهدت لٌلً وهً تُطالع أبنة أخٌها‬

‫~ ‪~ 33‬‬
‫‪ -‬هٌفضل لحد أمتً لفل علً نفسه ‪ ..‬ابنً عمره‬
‫بٌتسرق من ؼٌر ماٌحس ‪..‬انا أستعوضت ربنا فً‬
‫مازن وصابره‬
‫فتتالشً البسمه من وجه فرح ‪ ..‬عندما تذكرت ابن‬
‫عمتها الذي توفً منذ اربع سنوات وكان األبن‬
‫االوسط لعمتها‬
‫كم أوجعهم فمدانه فمد توفً فً حادث وهو مازال‬
‫عرٌس جدٌد لم ٌمضً علً زواجه سوي ثالثة أشهر‬
‫وبعدها رحل كما ٌرحل الجمٌع عندما ٌنمضً العمر‬
‫ووجدت عمتها تبكً ‪ ..‬فضمتها الٌها بحب‬
‫وهً ال تعلم بما ستواسً للب عمتها‬
‫لٌخرج عمران من مكتبه فً تلن اللحظه ‪ ..‬وعندما‬
‫رأي دموع والدته ألترب منها ٌُمبل ٌدٌها ‪..‬فؤبتسمت ‪:‬‬
‫‪ -‬كنتً عاٌزه اٌه بمً ٌافرح ‪!..‬‬
‫وكادت أن تُجٌب فرح ‪ ..‬فتذكر شا لابال بسخط ‪:‬‬
‫~ ‪~ 34‬‬
‫‪ -‬انتً مش هتعملً شوٌه فً اللً بتكتبٌه ‪ ..‬للمن‬
‫عاٌز ٌتمص شوٌه‬
‫وكالعاده ال ٌترن لماء اال وٌوبخها ‪ ..‬فتمتمت هامسه ‪:‬‬
‫أنا بمول أخد بعضً وأمشً أحسن‬
‫فسمعتها عمتها ‪ ..‬وأبتسمت لٌنظر هو الً والدته‬
‫فتُحرن ٌدٌها تخبرهُ ان ال دخل لها بٌنهم‬
‫واخٌرا ختم كالمه ‪ :‬مش كفاٌه علٌا األستاذ التانً ‪..‬‬
‫كمان انتً‬
‫وتابع بجمود ‪ :‬بس علً األلل هو بٌهاجم من ؼٌر ما‬
‫ٌخلً حد ٌمسن علٌه حاجه اما انتً‬
‫وأشار لها بؤصبعه ‪ :‬شكلً همفلكم المناه الفضابٌه‬
‫والجرٌده عشان ترتاحوا‬
‫فطالعته بتؤفؾ ثم أشاحت بوجهها بعٌدا عنه ‪ ..‬فمهما‬
‫احتد معها فال تُجادله فمد تعودت علً طباعه وحفظتها‬

‫~ ‪~ 35‬‬
‫ال جدال مع "عمران العمري" فً النهاٌه ستكون هً‬
‫الخاسره وال تفهم شا‬
‫واخٌرا نطمت ‪ :‬طب والمناه ومن أمالن العٌله العرٌمه‬
‫‪ ..‬اٌه اللً دخل الجرٌده اللً بشتؽل فٌها فً الحكاٌه‬
‫وتذكرت صاحب الجرٌده الذي هو فً االصل صدٌك‬
‫عمران وكادت أن تُكمل سخطها علٌه‬
‫فدق للبها بعنؾ ‪ ..‬وهً تسمع صوت أمجد المرح‬
‫ٌعلو وٌتجه نحوهم‬
‫‪ -‬العٌله كلها متجمعه ‪ ..‬فاضل خالً بمً وكده فرٌك‬
‫ال ُمعارضٌن ٌكمل‬
‫وألترب من والدته ٌُمبل ٌدها ثم جبٌنها ‪ ..‬بعد ان أشار‬
‫لعمران بالتحٌه‬
‫ونظر الً المابعه بجانب والدته ؼامزا ً لها‬
‫‪ -‬انتً طبعا مش من ضمن فرٌك المعارضٌن ‪ ..‬انتً‬
‫مع الثوار‬
‫~ ‪~ 36‬‬
‫وحٌاها ضاحكا ‪ ..‬لتضحن علً د ُعابته ‪ ..‬بل نست‬
‫كل شا معه‬
‫أمجد حب طفولتها ومراهمتها حتً لعمرها الخامس‬
‫والعشرون ‪ ..‬وكلما مرت األعوام أزداد حبه السري‬
‫فً للبها هً تعلم بؤنه ٌراها كؤخت له وفضلت ان‬
‫تخفً مشاعرها بدال أن ٌُجرح كبرٌابها ٌوما‬
‫ورحل عمران بعد أن أعطً لهم نصابحه ‪ ..‬ام هً لد‬
‫احبت الجلسه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أرتخت بذلنها علً لبضة ٌدها وهً تزفر أنفاسها‬
‫وتُطالع ماتبمً من مال لدٌهم فً رصٌدهم المصرفً‬
‫‪..‬فلم ٌعد ُمتبمً اال الملٌل‬
‫لتنهض العجوز من فوق كرسٌها وتمترب منها‬
‫وتحتضنها بحزن‬
‫‪ -‬ال تحزنً صؽٌرتً ‪..‬‬
‫~ ‪~ 37‬‬
‫وأخذت تربت علً ذراعٌها وهً تُفكر فً حل تدبٌر‬
‫المال من أجل عالج والدها‬
‫لتهمس حٌاه بوجع ‪ٌ :‬جب ان أبحث عن عمل‬
‫فتشعر العجوز باأللم ‪ ..‬وهً تعود لمكان جلوسها‬
‫مجددا ً‬
‫‪ -‬لو كان معً مال ٌاصؽٌرتً ‪..‬‬
‫وكادت أن تُكمل بالً عباراتها ‪ ..‬فوضعت حٌاه بٌدها‬
‫علً كفها تربت علٌه برفك‬
‫‪ -‬أعلم كوكو‬
‫وحدلت بؽرفة والدها المؽلمه وهً تتمنً ان ٌخٌب‬
‫شعورها فكلمات والدها تلن األٌام أصبحت عن‬
‫الوداع حتً أنها باتت تكتم حسرتها داخلها‬
‫‪ -‬حٌن ٌعود من سفرته أخبرٌه ان محمود الرخاوي‬
‫من هاتفه ثم أملً لها عنوانه‬

‫~ ‪~ 38‬‬
‫لٌنؽلك الخط وهو ٌتمنً أن ٌلحك به صدٌمه لبل فوات‬
‫األون‬
‫فهو من ٌستطٌع أن ٌستؤمن علٌه أبنته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫فً تلن اللٌله الممطره ‪..‬‬
‫نهضت فرح بوجع بملبها وهً تشعر بؤن شا سٌحدث‬
‫‪ ..‬لتركض نحو ؼرفة والدها لتجدها فارؼه‪..‬‬
‫ووضعت بٌدها علً للبها لتتذكر حدٌثه لٌلة أمس وهو‬
‫ٌخبرها أن تظل لوٌه لرٌبه من هللا دوما ‪ ..‬فٌعلو رنٌن‬
‫هاتؾ المنزل‬
‫فتذهب نحوه وهً تتمنً ان ال ٌكون شا لد حدث‬
‫وصدحت صرخه عالٌه فً أرجاء المنزل‬
‫‪-‬بااااااباااا ‪ ..‬الء‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫جلس عمران علً فراشه وهو ُمطرق رأسه ألسفل‬
‫بصدمه ‪ ..‬بعدما تلمً خبر وفاة خاله بعد أن أصٌب‬
‫بطلك ناري‬
‫ولم ٌكن الحال مختلؾ عن والدته التً أصبح للبها‬
‫ٌنض بالحزن والوادع‬
‫اما أمجد فركض خارج شمته وهو ٌحمل مفاتٌح‬
‫سٌارته‬
‫وهو ٌُفكر فً فرح وكٌؾ سٌكون حالها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫وضعت األزهار علً لبر والدها ‪ ..‬وهً تدعو هللا‬
‫بؤن ٌرحمه ‪ ..‬وسارت بخطً بطٌبه وللبها مازال‬
‫ٌتمطر ألما ً‬
‫المرض هزم والدها ‪ ..‬ولم ٌتحمل العالج رؼم انها‬
‫باعت كل شا تملكه أثاث المنزل وحاسوبها وهاتفها‬
‫اللذان كانوا لد تبموا لها من حٌاة الثراء‬
‫~ ‪~ 40‬‬
‫وصلت منزلها بؤرهاق ‪ ..‬لتجد العجوز تنتظرها‬
‫‪ -‬لما ذهبتً بمفردن حٌاه ‪..‬‬
‫فؤبتسمت حٌاه بشحوب ‪ :‬أردت ان استرجع ذكرٌاتً‬
‫الملٌله معه‬
‫وفتحت باب مسكنها وخطت للداخل لتخطو العجوز‬
‫خلفها‬
‫‪ -‬ذكرٌاتً معه كانت هنا فً هذا البٌت البسٌط‬
‫وسمطت دموعها وهً تتذكر كٌؾ كان ٌتدلل علٌها ‪..‬‬
‫كٌؾ كان ٌجلس ٌمرء جرٌدته ‪ ..‬وكٌؾ كان ٌتذمر‬
‫علً كل شا‬
‫وخرجت آهات وجعها وهً تدعو‬
‫‪ -‬اجعلنً لوٌه ٌاهللا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫فً مطعم بسٌط كانت تركض فتاه هنا وهنان تنظر‬
‫للزبابن ببتسامه هادبه من ٌراها ٌظن ان هذه‬
‫األبتسامه نابعه من الداخل كما الظاهر‬
‫وضعت المشروبات علً الطاوله وهً تنظر لألسره‬
‫الصؽٌره ‪..‬‬
‫وذهبت نحو صدٌمتها التً وضعت لها المشروبات‬
‫كً تُمدمها‬
‫كانت تُرهك نفسها فً العمل ودروسها حتً تنام دون‬
‫أن تشعر‬
‫ووجدت ٌد تضرب علً كتفها ثم صراخ رفٌمتها فً‬
‫العمل‬
‫‪ -‬حفلة تخرجن بعد ساعتٌن وانتً مازالتً هنا‬
‫ودفعتها لابله ‪ :‬هٌا الً المنزل كً تستعدي‬
‫فطالعتها حٌاه بحب ‪ ..‬فمع كل آلم تحصل علٌه‬
‫ٌعوضها هللا بؤناس ٌحبونها‬
‫~ ‪~ 42‬‬
‫وبدء هاتفها الصؽٌر بالرنٌن وأبتسمت عندما رأت‬
‫األسم‬
‫‪ -‬لما الصراخ كوكو ‪ ..‬سؤتً حاضر ‪ ..‬أعلم ان لم‬
‫أتً ستجعلً العجوز كوستانً ٌطردنً من العمل‬
‫‪..‬فؤنتً الحب المدٌم ٌاجمٌلة الجمٌالت‬
‫وبعد ان كانت العجوز توبخها فً الهاتؾ علً تؤخرها‬
‫فً العوده ‪...‬صمتت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولؾ عمران ٌنظر الً والدته الشاحبه وهو ٌتسؤل ‪:‬‬
‫طب وبعدٌن ٌاأمً هنعمل اٌه ‪..‬هنفضل سٌبنها لفله‬
‫علً نفسها فً أوضتها كده‬
‫وتابع بؤرهاق وهو ٌجلس بجانب والدته فً شمة خاله‬
‫‪:‬‬
‫وال حتً راضٌه تٌجً تعٌش معانا‬

‫~ ‪~ 43‬‬
‫فٌدق جرس الباب فً تلن اللحظه لتخرج الخادمه من‬
‫المطبخ نحو الطارق‬
‫وبعد ثوانً كان ٌردؾ أمجد الٌهم وهو ٌبحث بعٌنٌه‬
‫عنها‬
‫‪ -‬برضوه لسا حابسه نفسها‬
‫وجلس وهو ٌزفر أنفاسه وأحتوي كفً والدته بكفٌه‬
‫‪ -‬اٌه رأٌن تاخدٌها المزرعه ٌاست الكل ‪ ..‬واه تؽٌروا‬
‫جو انتو االتنٌن‬
‫فؤشار الٌه عمران وهو ٌنهض من مجلسه كً ٌذهب‬
‫ألجتماعه‬
‫‪ -‬فكره هاٌله ‪ ..‬ألنعٌها ٌاماما ‪ ..‬جو المزرعه فعال‬
‫هٌفٌدكم‬
‫وأنحنً نحو رأسها ٌمبلها ‪ ..‬فهتفت هً بؤسً ‪:‬‬
‫هشوفها ٌاوالد ‪ ..‬للبً وجعنً علٌها اووي ‪ ..‬هللا‬
‫ٌرحمن شاكر‬
‫~ ‪~ 44‬‬
‫ونهضت من مجلسها ‪ ..‬لتذهب نحو ؼرفتها‬
‫فولؾ أمجد بعد أن لمح صوره تجمعهم وهم صؽار ‪..‬‬
‫واتجه نحو الصوره ٌحملها وهو ٌتذكر ذكرٌات تلن‬
‫اللحظه‬
‫فهو وهً كانوا كما ٌلمبوهم دوما بالتوأم الملتصك ‪..‬‬
‫ولكن كلما كبروا بدأت الحٌاه تؤخذهم ‪ ..‬بل باألصح‬
‫تاخذه هو‬
‫حتً بدأت تبعتد هً عنه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أستلمت شهادة تخرجها وللبها ٌُطالبها بالبكاء ‪ ..‬ولكن‬
‫كما أعتادت أخبرت للبها بمراره‬
‫"سنظهر ألوٌاء ثم نبكً بمفردنا "‬
‫وتعلمت نظراتها بنظرات العجوز التً فتحت لها‬
‫ذراعٌها‬
‫~ ‪~ 45‬‬
‫فخطت بخطوات سرٌعا نحوها ‪ ..‬وضمتها العجوز‬
‫بموه‬
‫‪ُ -‬مبارن صؽٌرتً‬
‫ففرت دمعه من عٌنٌها ‪ ..‬فالعجوز لد أصطحبت معها‬
‫أبنابها بل وجعلت أبنها الذي ٌملن سٌاره ٌؤتً بهم ‪..‬‬
‫وصنعت لها فستان أخر جدٌد ٌُالبم حجابها‬
‫وحٌاها كل من أبناء العجوز بؤبتسامه صؽٌره بعد ان‬
‫باركوا لها‬
‫وألتفت نحو صوت من أذهلها لدومه ‪ ..‬وعادت تنظر‬
‫الً وجه العجوز الذي أصبح كحبة الطماطم‬
‫فالعجوز صاحب المطعم الذي تعمل به هنا‬
‫وؼمزت بعٌنٌها وأبتسمت ‪ ..‬لٌمترب العجوز كوستانً‬
‫وهو ٌحمل معه بالة من األزهار وٌُهنبها‬
‫ثم ذهب نحو كرستٌن التً أصبحت مرتبكه من‬
‫نظراتهم‬
‫~ ‪~ 46‬‬
‫وأشتمت زهور الباله ‪ ..‬ومالت بجسدها نحو كرستٌن‬
‫‪ -‬أعلم ان بالة االزهار من أجلن ولٌس من اجلً‬
‫كوكو ‪ ..‬فالعجوز لد أرتبن حٌنما رأي اوالدن‬
‫ٌاصؽٌره‬
‫وكادت ان توبخها العجوز اال ان ألتراب أحدي‬
‫صدٌماتها منها لد أنجدها ‪ ..‬لتنصرؾ مع صدٌمتها‬
‫ونظراتها مازالت نحو الثنابً ال ُمحب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫كان ٌُتابعها طٌلة طرٌك سفرتهم للمزرعه بصمت ‪..‬‬
‫وهو ال ٌُصدق أن من تجلس فً الخلؾ شارده شاحبه‬
‫هً فرح ابنة خاله التً ال ٌسكن ابدا لسانها فً‬
‫موضعه ولكن بعد مامروا به جعلها هكذا ‪ ..‬فخاله كان‬
‫األب واالم والصدٌك بالنسبه البنته ‪..‬فمنذ رحٌل‬
‫زوجته ولد جعل حٌاته كلها ألبنته‬

‫~ ‪~ 47‬‬
‫فكانت صدمه موته فاجعة بل نور ولد أنطفا بالنسبه‬
‫لها‬
‫فهمس أمجد بصوت حانً وهو ٌُتابعها عبر مرآة‬
‫سٌارته‬
‫‪ -‬فرح‬
‫فكان الصمت هو عنوان االجابه ‪ ..‬ولكن نظرات‬
‫عٌناها التابها له جعلت للبه ٌُدمً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫بدأت تتؤللم علً وحدتها ‪ ..‬تبتسم وتمنح السعاده لكل‬
‫من هم حولها ‪ ..‬وحٌن ٌُؽلك علٌها باب منزلها ٌبدء‬
‫للبها ٌخفك بالوجع ٌُطالبها بالصراخ‬
‫لتسمع طرلات هادبه علً باب منزلها ‪ ..‬فذهبت الً‬
‫موضع حجابها الذي ألمته للتو علً األرٌكه الوحٌده‬
‫التً أصبحت بالمنزل‬

‫~ ‪~ 48‬‬
‫وأستمرت الطرلات الً أن فتحت الباب ونظرت الً‬
‫الوالؾ أمامها وهً ال تُصدق‬
‫‪ -‬عمو حسام !‬
‫فتؤملها الرجل الذي لم تراه منذ عشر سنوات ‪ ..‬ورؼم‬
‫الشٌب الذي أحتل خصالت شعره التً لدٌما كانت‬
‫بسواد حالن‬
‫‪ -‬حٌاه ‪..‬‬
‫فحركت له رأسها ‪...‬فبالتؤكٌد كل تلن األعوام لد‬
‫ؼٌرت مالمحها‬
‫وأبتسم وهو ٌُطالعها ‪ :‬كبرتً ٌاحٌاه !‬
‫وبعد دلابك كان ٌجلس علً األرٌكه ٌتؤمل البٌت‬
‫الفارغ اال من الملٌل من األثاث البسٌط ‪..‬لٌشعر‬
‫باألسً علً وضع تلن الصؽٌره وٌلعن ؼبابه عندما‬
‫لطع عاللته بصدٌمه ‪ ..‬ولكن محمود كان ٌستحك كل‬
‫هذا فطباعه السٌبه أصبحت ال تُحتمل الً أن جاء‬
‫الٌوم الذي عرض علٌه صفمه مشبوها‬
‫~ ‪~ 49‬‬
‫فكان أخر خٌط بٌنهم وعلم ان شاكر ومراد صدٌمٌه‬
‫كانوا معهما كل الحك عندما أخبروه ان تلن الصداله‬
‫خطا وستصل به الً الهالن وخاصة بعد فعلته‬
‫الدنٌبه‬
‫فؤبتعد عنه ‪..‬حتً عندما علم بؤفالسه لم ٌُفكر بالسإال‬
‫ولكن حٌنما عاد من سفرته األخٌره وعلم من‬
‫سكرتٌرته بؤتصاله تعجب ولوال وجوده ب لندن من‬
‫أجل عمل هام أتً الٌه لكان ماجاء لهنا‬
‫ولكن االن للبه ٌنفطر ألما وهو ٌري تلن الفتاه التً‬
‫شعر بؤنها لٌست أبنة محمود بسبب طباعها رؼم ان‬
‫مالمحها تشبهه‬
‫وتمدمت نحوه تحمل فنجان المهوه ‪ ...‬ووضعتها امامه‬
‫فتسؤل حسام بعد أن تناول فنجان لهوته‬
‫‪ -‬سامحٌنً ٌابنتً انً مكنتش معاكم فً الظروؾ‬
‫الصعبه اللً مرٌتوا بٌها ‪ ..‬ربنا ٌرحمن ٌامحمود‬

‫~ ‪~ 50‬‬
‫فسمطت دموعها وهً تتذكر والدها ‪..‬وحركت له‬
‫رأسها بتفهم‬
‫وبدء ٌسؤلها عن حٌاتها وماذا تعمل ‪ ..‬الً ان نهض‬
‫من مجلسه وهو ٌتؤمل البٌت حوله‬
‫‪ -‬انتً خالص بمٌتً امانه عندي ٌاحٌاه ‪..‬‬
‫فهتفت حٌاه بؤعتراض ‪ :‬انا أتعودت علً عٌشتً هنا‬
‫فؤشار لها حسام بؤن ال تُجادله‬
‫‪ -‬هترجعً معاٌا مصر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 51‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫*******‬

‫كل شا مر سرٌعا دون أن تشعر ‪ ..‬ؼادرت لندن‬


‫وها هً األن فً موطن والدها ‪ ..‬وطنها الذي أحبته‬
‫عبر صدٌمتها فرح ‪ ..‬وعندما تذكرتها تمنت لو أن‬
‫أستطاعت التواصل معها ولكن فرح أختفت كما‬
‫أختفً كل شا جمٌل بحٌاتها ‪..‬‬
‫فؤبتسمت بشحوب عندما وجدت نظرات صدٌك والدها‬
‫تُطالعها ‪..‬‬
‫وربت علً كتفها بحنان ‪ ..‬وهو ٌبادلها بؤبتسامه أبوٌه‬
‫دافبه‬
‫‪ٌ -‬ال ٌابنتً‬

‫~ ‪~ 52‬‬
‫نظراته الحنوانه كانت تُطمبنها ‪ ..‬أحبت هذا الرجل‬
‫منذ صؽرها ولكنه أختفً فجؤه عنهم ‪ ..‬لٌعود وٌظهر‬
‫من جدٌد‬
‫وبعد ساعه كانت السٌاره تردؾ داخل بوابة ضخمه‬
‫لتُحدق بالمنزل الفخم الذي أمامها فهو ٌشبه منزلها‬
‫عندما كانت من األثرٌاء ‪ ..‬فطالعت المكان وتذكرت‬
‫حدٌث صدٌك والدها وهو ٌُخبرها انها ستُمٌم هنا فً‬
‫منزل أحد معارفه المرٌبٌن منه وٌعتبره بمثابة ابن له‬
‫الً ان ٌعود ُمجددا بعد ان ٌُصفً حساباته وتعٌش‬
‫معه وتعمل فً شركته الخاصه التً سٌُنشؤها‬
‫ورؼم للمها من عٌشها فً منزل ال تعرؾ أصحابه اال‬
‫أن مزاح صدٌك والدها خفؾ عنها وبعد وعده بؤن لن‬
‫تطٌل سفرته وسٌعود سرٌعا أطمبنت أكثر‬
‫ومع كل تلن الدوامه ‪ ..‬لم تشعر بنفسها وهً تجلس‬
‫بالصالون الفخم بعدما رحبت بهم الخادمه ‪ ..‬وذهبت‬
‫لتُخبر سٌدها بوجود الضٌؾ‬
‫~ ‪~ 53‬‬
‫فٌدخل عمران بهٌبته المعتاده ‪ ..‬وٌتمدم من حسام‬
‫بترحٌب واحترام فهو كان صدٌك خاله مراد وشاكر‬
‫رحمهم هللا ‪..‬وألرتباطه الشدٌد بؤخواله كان بالطبع‬
‫ٌري هذا الصدٌك دابما‬
‫فضمه الرجل بمحبه ولدم تعازٌه بؤسً علً موت‬
‫شاكر الذي علم به مإخرا ً ‪ ..‬وكانت هً تجلس تُشاهد‬
‫كل هذا بتوتر ‪ ..‬تفرن أٌدٌها ببعضهم وللبها ٌخفك‬
‫بموه‬
‫وداخلها ٌُخبرها أن هذا الرجل له هٌبه وولار مفرط‬
‫وبعدما تبادلوا بعض األحادٌث ‪ ..‬طلب حسام من‬
‫عمران األنفراد فً ؼرفة مكتبه ‪ ..‬وابتسم لحٌاه‬
‫الجالسه ُمطؤطؤة الرأس بخجل ونظر الً العصٌر‬
‫الذي وضعته الخادمه للتو أمامها‬
‫‪ -‬أشربً عصٌرن ٌاحٌاه ٌابنتً ‪ ..‬لحد ما أتكلم مع‬
‫البشمهندس شوٌه‬

‫~ ‪~ 54‬‬
‫وسار من أمامها بعد أن حركت له رأسها بتفهم ‪..‬‬
‫فطالعها عمران بنظرات بارده خالٌة من أي شا‬
‫فؤزداد توترها أكثر ‪ ..‬ونظرت الً كؤس عصٌرها‬
‫وبدأت ترتشفه بشرود‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫نهض عمران من فوق ممعده بمسوه وهو ٌهتؾ ‪:‬‬
‫‪ -‬بتمول بنت مٌن ‪ ..‬لدرجادي انت نسٌت الراجل ده‬
‫عمل فٌنا اٌه‬
‫ونسً أحترامه لهذا الرجل الذي سانده بتوسٌع‬
‫عاللاته خارج البالد ‪ ..‬وألترب من حسام الجالس‬
‫بتوتر علً ممعده‬
‫‪ٌ -‬اعمران ٌابنً افهمنً ‪ ..‬حٌاه مش زي محمود‬
‫صدلنً‬
‫فضحن عمران ساخرا ً‬
‫~ ‪~ 55‬‬
‫‪ -‬الزباله عدٌم الشرؾ هٌخلؾ اٌه ‪ ..‬اكٌد زباله زٌه‬
‫وتنهد بضٌك عندما نهض حسام من ممعده‬
‫‪ -‬انا كنت فاكر ٌابنً ان لسا العٌله دٌه فٌها والد‬
‫األصول‬
‫فمطع عمران حدٌثه‬
‫‪ -‬انت ناسً عمل اٌه ‪ ..‬ناسً وال أفكرن‬
‫وضحن بمسوه ‪ :‬وكمان سماها حٌاه ‪ٌ ...‬ابجاحته‬
‫فتمتم حسام بتفهم ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬اعمران ٌابنً أنا فاهم شعورن كوٌس ‪ ..‬ولوال‬
‫عارؾ كرمن مكنتش جبتها هنا ‪ ..‬لالسؾ ٌابنً أنا‬
‫متورط فً شوٌة مشاكل بره البلد والزم أخلصها‬
‫فتنهد عمران بضجر ‪ ..‬وظل ٌُفكر للٌال الً ان لمعة‬
‫عٌناه بخبث أخفاه سرٌعا‬
‫‪ -‬موافك تمعد هنا‬

‫~ ‪~ 56‬‬
‫وجلس علً ممعده بهدوء ٌلٌك به‬
‫‪ -‬بس جوه البٌت ده الء ‪...‬وسامحٌنً الن ممدرش‬
‫أدخل بٌتً بنت الراجل الً ماتت عمتً بسببه وحسر‬
‫جدي وولدي‬
‫فنظر الٌه حسام بتفهم وتسؤل وهو ٌتمنً ان ال ٌُخٌب‬
‫عمران ظنه‬
‫‪ -‬طب وهتعٌش فٌن ‪ ..‬حٌاه اول مره تٌجً مصر‬
‫ومتعرفش حد وال حاجه هنا ‪ ..‬حتً أهل ابوها لسا‬
‫متعرفهومش ومتولعش هٌمبلوا بٌها بعد اللً عمله‬
‫محمود فٌهم‬
‫فمبض عمران علً ٌده بموه وهو ٌُتمتم‬
‫‪ -‬فً أوضه فً الجنٌنه ‪ ..‬هخلً الخدم ٌنضفوها لٌها‬
‫وعندما رأي نظرات الخٌبه فً عٌن حسام ‪ ..‬أكمل‬
‫حدٌثه‬

‫~ ‪~ 57‬‬
‫‪ -‬علً فكره االوضه دٌه والدي هللا ٌرحمه كان‬
‫عاملها للضٌوؾ اللً بٌجولنا من البلد ‪ ..‬عشان ٌاخدو‬
‫راحتهم ‪ ..‬ومتملمش متملش فخامه عن شكل الفٌال‬
‫فؤبتسم له حسام براحه ‪:‬‬
‫‪ -‬رٌحتنً ٌابنً ‪ ..‬دٌه أمانه عندي ومش عاٌز ابهدلها‬
‫‪ ..‬موصكاش علٌها ٌاعمران‬
‫ثم تابع ‪ :‬واتمنً تاللً لٌها شؽل كوٌس فً شركاتن‬
‫‪ ..‬حٌاه درست ألتصاد فً لندن‬
‫فتمتم بجمود ‪ :‬تمام‬
‫وبعد أن أنتهً الحدٌث عن تلن الجالسه بالخارج‬
‫تجهل ما ٌدور فً خلد من تجلس ب بٌته‬
‫تساءل عمران بهدوء عن حٌاة محمود بعد أن أفلس ‪..‬‬
‫فحكً له حسام كل ماٌعرفه‬
‫لٌُتمتم عمران ‪ :‬جدي كان عنده حك العادل حً ال‬
‫ٌموت ‪.‬‬
‫~ ‪~ 58‬‬
‫كان فً عمر التاسعه ولم ٌنسً لط ماكسر ظهر جده‬
‫وأبٌه ‪ ..‬فً موت ابنتهم المدهلل بعد أن تزوجها محمود‬
‫عرفٌا ً ثم تركها بعدما علم بحملها ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت تنظر الً الؽرفه التً أصطحبتها الٌها الخادمه‬
‫خارج الفٌال ‪ ..‬فمد كانت ؼرفة متوسطه الحجم‬
‫بمرحاض ملحك بها تطل علً الحدٌمه الواسعه ‪..‬‬
‫اعجبتها الؽرفه بشده فمد كانت مفروشه بؤثاث‬
‫عصري وبسٌط ‪ ..‬وجدت خادمة أخري تلحك بهما‬
‫وتحمل شراشؾ نظٌفه بٌدها ‪..‬واسرعت تعد السرٌر‬
‫لصاحبته الجدٌده ‪..‬‬
‫أبتسمت بلطافه بعد أن أعدت الخادمتان الحجره ولبل‬
‫أن ٌنصرفوا هتفت‬
‫‪ -‬هتمشوا لبل ما نتعرؾ‬

‫~ ‪~ 59‬‬
‫ومدّت بٌدها نحوهم كً تُصافحهم ‪ ..‬فنظرت‬
‫الخادمتان لبعضهم متعجبٌن من فعلتها‬
‫‪ -‬أنا اسمً حٌاه !‬
‫وسرٌعا زال ذهول الخادمتان ‪ ..‬فصافحوها بحبور‬
‫وأهتمام‬
‫ولالت إحداهن ‪ :‬انا أسمً نعمه ‪..‬‬
‫واشارت نحو صدٌمتها ‪ :‬ودٌه أمل‬
‫وتسابلت نعمه ‪ :‬انتً بتتكلمً عربً كوٌس ‪ ..‬الء‬
‫ولؽتنا العامٌه عادي‬
‫فضحكت حٌاه برله ‪ ..‬وبدأت تمص علٌهم صدٌماتها‬
‫الالتً تعرفت علٌهن بالمنتدٌات العربٌه وكٌؾ كانت‬
‫تبحث عن اهل وطنها الً أن جابت سٌرة فرح‬
‫‪..‬فمصت علٌهم ان لها صدٌمه ؼالٌه هنا وتتمنً أن‬
‫تلتمً بها‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫وأنتهً الحدٌث وذهبت الخادمتان بعد ان تهامسوا‬
‫لبعضهم عن لطافتها وجمالها الشرلً الهادئ‬
‫وولفت أمل بفزع عندما سمعت صوت عمران ٌُنادٌها‬
‫‪ -‬أمل‬
‫وألتفت نحوه بؤحترام ‪ ..‬وتمدمت منه لابله ‪:‬‬
‫‪ -‬أفندم ٌاعمران بٌه‬
‫فهتؾ عمران بجمود ‪ :‬البنت اللً بره دٌه متدخلش‬
‫الفٌال خالص ‪ ..‬رجلٌها متعتبش هنا مفهوم‬
‫فتسابلت أمل بحٌره ‪ :‬بس ٌافندم‬
‫عمران بؤمر ‪ :‬كالمً ٌتسمع‬
‫وتابع بمسوه لد أدهشتها ‪:‬‬
‫‪ -‬وجبات األكل تٌجً تاكلها معاكم فً المطبخ ‪..‬‬
‫وأوضتها بعد كده تنضفها هً بنفسها‬
‫ولبل أن تهتؾ الخادمه بحرؾ ‪..‬ذهب بؤعصاره‬

‫~ ‪~ 61‬‬
‫كؾ بكؾ‬
‫لتمؾ تضرب ً‬
‫‪ -‬ؼرٌبه اول مره البٌه ٌعامل ضٌؾ كده ‪.‬‬
‫وأتجهت نحو المطبخ ‪ ..‬لتجد ربٌستها بالعمل تجلس‬
‫ترٌح ألدامها وتحتسً لهوتها‬
‫فؤلتربت منها نعمه هامسه ‪ :‬البٌه كان عاٌزن فً أٌه‬
‫فبدأت أمل تحكً لها ما طلبه ‪ ..‬لتنظر الٌها نعمه‬
‫بدهشه متسابله‬
‫‪ -‬الء فعال ؼرٌبه ‪ ..‬اول مره عمران بٌه ٌعامل حد‬
‫كده وخاصة لو كان ضٌؾ عنده‬
‫وسرٌعا ما نطمت بعد تفكٌر‬
‫‪ -‬ماٌمكن مش عاٌزها فً الفٌال عشان الهانم الكبٌره‬
‫مش هنا ‪ ..‬وهو راجل أعزب ازاي بنت حلوه زٌها‬
‫تمعد معاه وهو لوحده‬
‫فطالعتها أمل بؤلتناع ‪ ...‬ولبل أن ترد علٌها هتفت‬
‫منٌره ‪:‬‬
‫~ ‪~ 62‬‬
‫‪ -‬هتفضلوا تتسٌروا كده ‪ ..‬شوفوا شؽلكم ٌال لبل ماكل‬
‫واحده فٌكم تروح علً بٌتها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تسطحت حٌاه بجسدها علً الفراش بؤرهاق وهً‬
‫مازالت ال تُصدق أنها هنا بمصر ‪ ..‬وان عمها حسام‬
‫لد رحل وتركها فً منزل ذلن الؽرٌب الذي أوصاه‬
‫علٌها ‪ ...‬ونظرت الً االموال التً امامها ولد‬
‫أعطاها لها حسام لبل رحٌله وأعطً لها رلمه‬
‫الخاص وودعها الً لماء لرٌب‬
‫وزفرت أنفاسها ‪ ..‬وتذكرت انها لم تسؤل أمل او نعمه‬
‫صدٌماتها ال ُجدد عن لبلة الصالة‬
‫‪ -‬ؼبٌه ٌاحٌاه ‪ ..‬أممم بكره الزم أسؤلهم‬
‫وؼابت فً ثبات عمٌك وهً ال تعلم بما سٌنتظرها هنا‬
‫اما هو ولؾ فً شرفته ٌُدخن بشرود ‪ٌُ ..‬طالع‬
‫حجرتها‬
‫~ ‪~ 63‬‬
‫‪ -‬حظن ولعن تحت أٌدي‬
‫وضحن ساخرا ‪ :‬سماكً حٌاه علً اسمها ‪ ..‬الء‬
‫حمٌمً عنده ضمٌر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أنهً برنامجه وبدء ٌضحن مع ُمعدٌن حلمة الٌوم الً‬
‫أن جابت إحداهن ترسم علً محٌاها البراءه والضعؾ‬
‫وهتفت ‪ :‬مستر أمجد‬
‫فؤلتؾ أمجد نحوها ببتسامه واسعه ‪ ..‬فتلن ُمتدربه‬
‫جدٌده لد طلب منه احد معارفه ان تتلمً تدرٌب بعد‬
‫تخرجها مباشرة‬
‫‪ -‬تمرٌر النهارده هاٌل ٌانهً‬
‫وأخذ زجاجة الماء من ٌد مساعده ‪ ..‬وسار من أمامها‬
‫وهً تسٌر خلفه‬
‫‪ -‬هٌكون لٌكً مستمبل حلو لو أستمرٌتً علً كده‬
‫~ ‪~ 64‬‬
‫ولبل أن تنطك بشا وجدت إحداهن تمترب منه بدالل‬
‫وتُحادثه ‪..‬لتمؾ فً مكانها بضٌك وهً تعلم ان‬
‫الوصول الٌه مازال صعب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬
‫أشرلت شمس الصباح بنورها الهادئ ‪ ..‬لتفتح حٌاه‬
‫شرفتها وهً تتذكر العجوز كرستٌن وسماء لندن ‪..‬‬
‫وهتفت بشوق‪:‬‬
‫‪ -‬وحشتٌنً ٌاكوكو‬
‫وبسطت ٌدها تُمبل راحة كفها‪ ..‬ثم نفخت بؤنفاسها كما‬
‫لو ستطٌر لبلتها عبر الهواء‬
‫‪ -‬هبعتلن كل ٌوم لبلة الصباح ٌاكوكو‬
‫لتسمع طرلات خافته علً الباب ‪ ..‬فتسرع لرإٌه من‬
‫جاء الٌها‬
‫‪ -‬ازٌن ٌاأمل ‪ ..‬وتسؤلت بنصؾ عٌن‬

‫~ ‪~ 65‬‬
‫‪ -‬أمل مش كده وال أنا ؼلطت‬
‫لتضحن أمل علً بساطتها ال ُمحببه‬
‫‪ -‬صح ٌاست حٌاه‬
‫فتُكشر حٌاه وجهها بطرٌمه ُمضحكه ‪ ..‬وهً تهتؾ ‪:‬‬
‫اسمً حٌاه ٌاأموله فاهمه‬
‫وألتربت منها تُمبل وجنتها ‪ :‬صباح الخٌر بمً ٌاأموله‬
‫فؤبتسمت أمل بسعاده وهً ال تُصدق طٌبة روح تلن‬
‫الفتاه‬
‫‪ -‬أنا جاٌه الولن أحنا مستنٌنن علً فطار انا ونعمه‬
‫وست منٌره‬
‫حٌاه ‪ :‬منٌره مٌن دٌه‬
‫فؤجابت أمل بهدوء ‪ :‬دٌه مدبرة المنزل والرٌسه‬
‫بتاعتنا ‪ ..‬هتتعرفً علٌها لما تٌجً ‪ٌ ..‬ال انا بمً‬
‫عشان أحضر الفطار للباشا‬

‫~ ‪~ 66‬‬
‫وكادت ان تنصرؾ أمل ‪ ..‬فهتفت حٌاه ‪ :‬أمل أستنً‬
‫وتسؤلت وهً تنظر للحجره ‪ :‬هً فٌن اتجاه المبله‬
‫عشان أصلً‬
‫لتُخبرها أمل باألتجاه وتنصرؾ مع أبتسامه طٌبه علً‬
‫وجهها‬
‫فتذهب حٌاه الً المرحاض وتبدء بطموسها الذي‬
‫ستعتاد علٌه ٌومٌا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬جلست لٌلً بجانب أبنة اخٌها فً الهواء الطلك‬
‫‪ ..‬فجو المزرعه كان ٌبعث فالروح الهدوء ‪ ..‬وربتت‬
‫علً ٌد فرح بحنو‬
‫‪ -‬هتفضلً لحد أمتً كده ٌاحبٌبت عمتو ‪ ..‬فٌن فرح‬
‫الً كلها طاله وروح‬
‫فطالعتها فرح بشحوب‬
‫‪ -‬كله راح ٌاعمتو مع موت بابا‬
‫~ ‪~ 67‬‬
‫فتؤملتها لٌلً بحزن فهً أٌضا روحها تتؤلم علً‬
‫احبابها فمد رحل شاكر كما رحل أخٌها مراد‬
‫وزوجها الحبٌب ومازن أبنها االوسط لرة عٌنها ‪..‬‬
‫وهتفت داخلها‬
‫‪ -‬الصبر من عندن ٌارب‬
‫وعادت تنظر الً فرح الهابمه‬
‫‪ -‬وجع الفراق صعب ٌابنتً ‪..‬وبالذات لما ٌكون‬
‫الفراق موت ٌعنً مش هنشوفهم تانً وال هنشم‬
‫رحٌتهم ‪ ..‬بس احنا مإمنٌن وعارفٌن ان اللً بٌروح‬
‫عمره ماهٌؽلً علً اللً خلمه‬
‫وناولتها المصحؾ الذي كان بجانبها وهً تنهض‬
‫‪ -‬صبري للبن بكالم ربنا ٌافرح‬
‫وأنصرفت وهً تدعو ألبنة أخٌها ولها بالصبر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫~ ‪~ 68‬‬
‫أنهت حٌاه فطورها بالمطبخ وسط أمل ونعمه ومنٌره‬
‫واٌضا السابك صالح الرجل الطٌب ‪ ..‬واندمجت‬
‫معهم بالحدٌث‬
‫لتنهض أمل من علً ممعدها بسرعه تعد المهوه‬
‫متذكره بؤن مٌعاد لهوة سٌدها المنضبط بكل مواعٌده‬
‫فطالعتها حٌاه بؽرابه بسبب فعلتها التً لم تعهدها بعد‬
‫ونظرت الً منٌره تسؤلها‬
‫‪ -‬مالها أمل لامت من علً األكل بسرعه‬
‫فربتت منٌره بطٌبه علً ٌدها ‪..‬فمد احبت تلن الفتاه‬
‫رؼم انها لٌست من األشخاص الذٌن ٌحبون الؽرباء‬
‫سرٌعا‬
‫‪ -‬ده مٌعاد لهوه عمران بٌه ‪ ..‬وامل المسبوله عن كل‬
‫حاجه تخصه‬
‫فحركت رأسها بتفهم ‪ ..‬وبدأت ترتشؾ عصٌرها‬
‫بهدوء وهً تُجاوب علً أسبله نعمه عن حٌاتها فً‬
‫بالد االنجلٌز كما سمتها منٌره المرأه االربعٌنٌه‬
‫~ ‪~ 69‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫هتؾ عمران بجمود وهو ٌُطالع االوراق التً أمامه‬
‫‪ -‬أدخل‬
‫فؤردفت أمل للداخل وهً تحمل فنجان لهوته ‪..‬‬
‫وبعدما وضعت المهوه أمامه‪ ..‬كادت ان تنصرؾ اال‬
‫ان صوته اولفها‬
‫‪ -‬الضٌفه فطرت‬
‫فحركت أمل رأسها باألٌجاب ‪ :‬اٌوه ٌافندم‬
‫فمدّ ٌده بورله ‪ ..‬لتمترب أمل وتؤخذها منه بعد ان‬
‫أشار الٌها بؤن تتمدم‬
‫‪ -‬تدٌها الكارت ده ‪..‬تجٌلً الساعه عشره الشركه‬
‫مفهوم‬
‫فنظرت امل للكارت ال ُمسجل به عنوان الشركه األم‬
‫الخاصه بالمماوالت وذات سٌط معروؾ‬
‫~ ‪~ 70‬‬
‫وذهبت الً حٌث عملها الذي ٌنتظرها وحٌاه التً‬
‫ستخبرها عن اوامر سٌدها‬
‫لٌتذوق من فنجان لهوته بعد أن أنصرفت ‪ ...‬وعٌناه‬
‫تلمع بومٌض من المسوه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أرتدت حٌاه أفخم ثٌابها وأبسطهم ‪..‬فمد أرتدت بنطال‬
‫من الجٌنز الواسع ٌعلوه بلوزه طوٌله تصل الً لبل‬
‫ركبتٌها ووضعت حجابها ولفته ببساطه علً‬
‫خصالتها التً تشبه عٌناها بُنٌة اللون ‪ ..‬ورؼم عدم‬
‫رضاها علً هٌبتها فهً تعلم ان الحجاب ٌلزمه ألتزام‬
‫وحشمه أكثر ال تالبمه مالبسها‬
‫وزفرت أنفاسها بملك فهً ستعمل بشركه كبٌره كما‬
‫أخبرها عمها حسام ‪ ...‬وظلت ترسم أحالم جمٌله‬
‫لعملها‬
‫الً أن دق باب ؼرفتها ‪ ..‬وهتفت وهً بالداخل‬
‫~ ‪~ 71‬‬
‫‪ -‬حاضر ٌا نعمه انا جاٌه اه‬
‫وفتحت الباب ‪ ..‬لتبتسم لها نعمه لابله ‪ :‬ربنا ٌوفمن‬
‫ٌاست‪..‬‬
‫ولبل أن تُكمل عدلت حدٌثها وهً تري أصبع حٌاه‬
‫نحو وجهها ‪ :‬لصدي ٌاحٌاه بس من ؼٌر ست‬
‫فضحكت حٌاه بؽرور مصطنع وخرجت من ؼرفتها‬
‫لابله ‪:‬‬
‫‪ -‬اٌوه كده‬
‫وظلت تتذكر عبارات فرح الً أن هتفت ‪ :‬ناس‬
‫مبتجٌش ؼٌر بالعٌن الزرله‬
‫فضحكت نعمه بموه وهً ال تمدر علً التنفس‬
‫‪ -‬لصدن بالعٌن الحمره‬
‫فؤبتسمت حٌاه برله ‪ :‬أهً كلها ألوان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫~ ‪~ 72‬‬
‫أطال عمران اجتماعه لدر المستطاع فً شركة‬
‫األدوٌه التً أسسها جده ألخٌه مازن رحمه هللا بعد ان‬
‫تخرج من كلٌة الصٌدله ‪ ...‬ورؼم أن االجتماع ال‬
‫ٌستحك كل هذا الولت اال انه فعل ذلن متعمدا ً ‪..‬‬
‫وهاهً الساعه الثانٌة عشر ظهرا ً‬
‫وانتهً األجتماع لتمترب نٌره منه لابله برله ال تفعلها‬
‫اال معه ‪:‬‬
‫‪ -‬الموظفٌن محتاجٌن دٌما رلابتن ومتابعتن ٌاعمران‬
‫‪..‬حاول تٌجً الشركه أكتر من كده‬
‫لٌنهض عمران من فوق ممعده هاتفا ً بجدٌه ‪:‬‬
‫‪ -‬أنتً موجوده بدالً ٌانٌره وانا واثك فً لدراتن وال‬
‫اٌه ٌادكتوره‬
‫فؤبتسمت نٌره بعلو وهً تراه ٌمدح بها ‪ ..‬فعمران ابن‬
‫صدٌك والدها وحلم حٌاتها بؤن تمترن به ولكن مع‬
‫عمران العمري لن ٌكون الاعه فً فخ الزواج أمرا ً‬
‫سهال‬
‫~ ‪~ 73‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫نظرت الً ساعة ٌدها فهً جالسة منذ الساعه العاشره‬
‫واالن لد تخطً الولت الثانٌة عشر ‪ ...‬شعرت بالملل‬
‫ولكنها وضعت االعذار لمدٌرها ‪ ..‬وأتجهت مره‬
‫أخري نحو سكرتٌرته تتساءل‬
‫‪ -‬امتً عمران بٌه هٌجٌه‬
‫وكادت أن تُخبرها سكرتٌرته بردها المعتاد ‪ ..‬ولكن‬
‫ربٌسها لد جاء وسار بخطً واثمه أمامهم‬
‫‪ -‬أوراق الصفمه الجدٌده تٌجً علً مكتبً حاال‬
‫ٌانجوي‬
‫فلملمت نجوي أورالها سرٌعا ً ‪ ..‬وأتبعته‬
‫وكادت أن تهتؾ حٌاه بؤسمها اال انها أختفت خلؾ‬
‫مدٌرها ذلن الرجل الذي أصبحت تهابه‬

‫~ ‪~ 74‬‬
‫وعادت تجلس علً ممعدها ثانٌة ‪ ..‬تعد األرلام كً ال‬
‫تشعر بالملل أكثر من ذلن‬
‫وخرجت نجوي من مكتب عمران بعد خمسة عشر‬
‫دلٌمه كما عدتهم هً‬
‫‪ -‬عمران بٌه مستنٌكً ‪ ..‬اتفضلً‬
‫فسارت حٌاه بخطوات متوتره ‪ ..‬وهً تحلم بوظٌفتها‬
‫الجدٌده‬
‫وأردفت داخل مكتبه الفخم ‪ ..‬وطالعته وهو ٌجلس‬
‫بهٌبه تلٌك به ‪ ..‬وأنتظرت ان ٌرفع وجهه عن‬
‫االوراق وٌُحادثها‬
‫اال انه ظل ٌُطالع أوراله ‪ ..‬فتنحنحت حرجا ً‬
‫فرفع عمران وجهه عن االوراق ‪ ..‬وطالعها ساخرا ً‬
‫وبدء ٌعدل من وضع جلسته حتً أصبح ٌجلس بزهو‬
‫علً ممعده وأشار بؤصبعه لها بؤن تتمدم وتجلس علً‬
‫الممعد الذي أمامه‬

‫~ ‪~ 75‬‬
‫فتمدمت نحوه ‪ ..‬وجلست بهدوء وأخرجت أورالها‬
‫سرٌعا من حمٌبتها ‪ ..‬فالبد انه سٌري شهادة تخرجها‬
‫الجامعٌه كما ٌفعل الرإساء‬
‫ومدّت أورالها الٌه لابله بخفوت ‪ :‬أتفضل دٌه أورالً‬
‫كان الحماس ٌطل من عٌنٌها ‪ ..‬وهذا مازاده لسوه بؤن‬
‫ٌكسرها وٌحط أحالمها ‪ ..‬وداخله ٌخبره ألٌست هذه‬
‫العداله‬
‫فؤبٌها لد حطم للب عمتن وحطم حلم جدٌّن وابان بؤن‬
‫ٌفرحوا بؤبنتهم وهً تزؾ لعرٌسها ولٌس ‪..‬‬
‫وعندما بدء شرٌط الماضً ٌمر أخذ االوراق منها‬
‫بموه ولذفهم أمامه علً المكتب ‪ ..‬فتعجبت من فعلته‬
‫ونظرت الٌه بحرج ‪ ..‬الً ان‬
‫‪ -‬مش محتاجٌن الورق ده ‪ ..‬الن اظن انت لسا‬
‫متخرجه جدٌد والشركه هنا عاٌزه ناس خبره‬
‫فحدلت به دون فهم ‪ ..‬لٌُكمل عمران حدٌثه بجمود ‪:‬‬
‫~ ‪~ 76‬‬
‫‪ -‬انسه حٌاه فً الشؽل معندٌش واسطه ‪ ..‬خبرتن هً‬
‫اللً بتحكم‬
‫وتابع حدٌثه بتساءل ‪ :‬أشتؽلتً لبل كده !‬
‫فؤبتسمت حٌاه ‪ :‬كنت بشتؽل نادله فً مطعم‬
‫فضحن عمران بتهكم ‪ ..‬فهً لد وضعت وظٌفتها‬
‫بنفسها‬
‫‪ٌ -‬بمً خالص شؽلن مش هٌتؽٌر احنا محتاجٌن‬
‫موظفه فً بوفٌه الشركه‬
‫فؤنصدمت ونظرت الٌه بذهول ‪ ..‬هل هذا هو حلمها ؟‬
‫وأبتلعت ؼصة بحلمها وهً تري المسوه التً تلمع‬
‫بعٌنٌه وال تعلم سببها‬
‫‪ -‬بس أنا كنت فاكره‬
‫فمبض عمران بؤنامله علً للمه وبدء ٌمضً علً‬
‫بعض األرواق التً امامه دون أن ٌهتم‬

‫~ ‪~ 77‬‬
‫‪ -‬ده عرض الشؽل بتاعنا ‪ ..‬واظن االنسان الزم ٌبدء‬
‫السلم من اوله وال اٌه ٌاأنسه حٌاه‬
‫فحركت رأسها بشحوب ‪ ..‬ونهضت من فوق ممعدها‬
‫‪ ..‬وبدأت تُطالعه وهً تتساءل داخلها‬
‫‪ -‬أطلع السلم من أوله ‪ ..‬اشتؽل نادله تانً‬
‫وأبتلعت ؼصتها مجددا ً ‪ ..‬ولبضت بٌدٌها علً حمٌبتها‬
‫ثم نظرت الً حذابها الذي لمعته بفرحة طفله‬
‫فهتؾ هو بجمود ‪ :‬ها ٌاأنسه‬
‫عباره صؽٌره لد نطمتها هدمت معها حلم جمٌل‬
‫تسالطت ورلته من ؼصن شجرتها الصؽٌره‬
‫‪ -‬موافمه‬
‫وأرتسم النصر علً فم الجالس بزهو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 78‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫********‬

‫أحتضنتها عمتها بفرحه عندما أخبرتها بؤنها ستتولً‬


‫أدارة الملجؤ الذي أنشؤته عابلة زوج عمتها الراحل‪..‬‬
‫منذ أن فتح هللا علٌهم‬
‫وما كان من عمتها اال انها رحبت بتلن الفكره بل‬
‫ودعمتها بشده‬
‫‪ -‬فكره جمٌله ٌافرح‬
‫فؤبتسمت فرح بشحوب وهً تُخبرها انها ستذهب األن‬
‫وكان ذهابها كصدمه لها ولمدٌر الملجؤ الحالً‬
‫وتؤملت ساحة الملجؤ وكٌؾ األطفال ٌعملون بثٌاب‬
‫رثه وٌحملون الممامه بؤٌدٌهم‬
‫وداخلها ٌتسؤل هل هذا ما ٌتلماه هإالء الٌتامً من‬
‫معامله طٌبه ؟‬
‫~ ‪~ 79‬‬
‫هً تعلم ان ابن عمتها ٌبعث األموال دوما وٌتكفل‬
‫بكل صؽٌره وكبٌره ‪ ..‬ولكن كالعاده الطمع هو سٌد‬
‫اي شا حتً لو كان علً حساب الٌتٌم وال ُمحتاج‬
‫وبدأت تلتمط بعض الصور بهاتفها لبل أن ٌراها أحد‬
‫‪..‬لتجد ٌد تربت علً كتفها‬
‫‪ -‬انتً ٌاأنسه هاتً تلٌفونن ده ‪ ..‬انتً شكلن صحفٌه‬
‫وال اٌه‬
‫فؤلتفت فرح الً صاحبة الصوت ولد ظهر األشمبزاز‬
‫علً وجهها‬
‫‪ -‬اه صحفٌه وهودٌكم فً ستٌن داهٌه‬
‫فؤخذت منها الهاتؾ بموه ‪ ..‬ودهسته تحت لدمٌها‬
‫لتنظر فرح لهاتفها بؽل وكادت ان تهجم علٌها لفعلتها‬
‫الولحه ‪ ..‬اال ان أحدهم ألترب سرٌعا من تلن الوالفه‬
‫هامسا ً‬

‫~ ‪~ 80‬‬
‫‪ -‬دٌه لرٌبت عٌلة العمري ‪ ..‬هتودٌنا فً داهٌه‬
‫ٌاؼبٌه‬
‫وبدء الملك ٌظهر علً مالمح المرأه ‪ ..‬وخرج صوتها‬
‫بؤضطراب‬
‫‪ -‬منوره ٌاهانم !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلسوا بالمطبخ ٌفكرون من الذي سٌصطحبها للعمل‬
‫‪..‬فالسٌد عمران بعد أن علم من أوصلها أمس ‪ ..‬لد‬
‫تبدلت مالمحه وأمر صالح ان ال ٌصطحبها مجددا ً‬
‫بالسٌاره ‪ ..‬الكل أصبح ٌشعر بوجود شا عجٌب‬
‫بسٌدهم لم ٌكن لاسً لتلن الدرجة فحتً هم لم ٌُعاملهم‬
‫ٌوما ً هكذا رؼم انهم خدم لدٌه‬
‫لتخبرهم أمل بعد تفكٌر ‪:‬‬

‫~ ‪~ 81‬‬
‫‪ -‬وصلها انت ٌاعم صالح وعرفها الطرٌك أزاي‪..‬‬
‫البٌه كده كده بٌسوق أؼلب الولت عربٌته بنفسه واحنا‬
‫كمان مش محتاجٌن حاجه النهارده منن‬
‫فطالعها صالح بعد أن أطوي الجرٌده ُمفكرا ً‬
‫‪ -‬مع ان الطرٌك ُمتعب ‪ ..‬بس امري هلل‬
‫فتتجه نحوهم نعمه بلهفه بعد أن لمحت حٌاه تمترب‬
‫من الباب الخلفً للمطبخ‬
‫‪ -‬محدش ٌجبلها سٌره بلً لاله الباشا ‪...‬بالش‬
‫نجرحها‬
‫وبالفعل لد صمتوا ‪ ..‬لتردؾ الٌهم حٌاه كً تتناول‬
‫فطورها معهم‬
‫‪ -‬صباح الخٌر !‬
‫وأبتسمت أبتسامتها الهادبه ‪ ..‬وأنضمت لهم تمزح‬
‫معهم بطٌب خاطر بل وبدأت تسؤل كل واحدا ً منهم‬
‫عن حاله‬
‫~ ‪~ 82‬‬
‫الكل بدء ٌُحبها كما لو عرفوها منذ سنٌن‬
‫وأنتهً الفطور ‪ ...‬فحملت حٌاه حمٌبتها وهً تتمنً‬
‫أن تتؤللم علً تلن الوظٌفه فطٌلة اللٌل كانت تضمد‬
‫جراح للبها‬
‫تُخبره بالصبر والتحمل فحٌاة الدالل والرفاهٌه لد‬
‫أنتهً زمنها ولد أعتادت علً حٌاتها تلن فهً األن‬
‫تبحث عن لوت ٌومها‬
‫وسارت للخارج تنتظر صالح الذي أخبرها أنه‬
‫سٌوصلها لممر عملها ولد ظنت أنها ستركب كاألمس‬
‫تلن السٌاره الفخمه ولكن وجدت صالح ٌمودها خارجا ً‬
‫لتبدء رحلة المواصالت العامه ‪.‬فلم تسؤل عن السبب‬
‫وفضلت الصمت‬
‫لتصل الً الشركه بعد أرهاق ‪ ..‬فٌبتسم لها صالح‬
‫لابال‪:‬‬
‫‪ -‬اتمنً تكونً حفظتً الطرٌك ٌاحٌاه ٌابنتً‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫لتُحرن حٌاه رأسها بٌؤس ‪ ..‬وعندما وجدت عالمات‬
‫التعب علً ذلن الرجل الطٌب‬
‫‪ -‬بس هتعلم ٌاعم صالح متخفش علٌا‬
‫فؤبتسم لها صالح بود وهو ٌتسؤل داخله‬
‫‪ -‬لٌه عاٌز تبهدلها كده ٌاعمران بٌه ‪ ..‬البنت طٌبه‬
‫وشكلها بنت ناس ومش وش بهدله‬
‫وفاق من شروده علً صوت حٌاه‬
‫‪ -‬لولً بس أركب اٌه وانا راجعه‬
‫وأخرجت له مفكرتها الصؽٌره ‪ ..‬لٌُدون لها أسم‬
‫المجمع السكنً الذي ٌضم الطبمه الثرٌه التً تمطنها‬
‫حالٌا‬
‫‪ -‬لما تخلصً شؽلن ‪..‬أطلعً علً الطرٌك ده‬
‫واشار أتجاه الطرٌك ‪ ..‬وأكمل‬
‫‪ -‬وخدي تاكسً أفضل لٌكً من بهدلة المواصالت‬
‫العادٌه‬
‫~ ‪~ 84‬‬
‫وتسؤل بملك ‪ :‬معاكً فلوس مش كده‬
‫فؤبتسمت حٌاه كعادتها ‪ :‬اه معاٌا متملمش‬
‫لٌودعها صالح ‪ ..‬فتخطً بخطوات سرٌعه نحو‬
‫الشركه التً أتت بها باألمس وهً تظن انها ستحصل‬
‫علً ما تتمنً ولكن‬
‫ٌبدو ان الحٌاة لٌست هٌنه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان الكل ٌحٌه بؤحترام وهو ٌسٌر بزهو كالنجوم ‪..‬‬
‫لتمع عٌناه علٌها وهً تسٌر مع أحد الموظفٌن ٌُحادثها‬
‫عن طبٌعة عملها ودوامها‬
‫فؤبتسم وهو ٌري ابتسامتها‬
‫‪ -‬لرٌب لووي هتختفً أبتسامتن دٌه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫~ ‪~ 85‬‬
‫ربت علً كتؾ مساعده الشخصً بود وهو ٌخبره‬
‫‪ -‬مش مهم ٌاطارق شوفلً حد ؼٌرن ‪ ..‬وٌاسٌدي‬
‫مبروون علً الوظٌفه الجدٌده‬
‫لٌبتسم المدعو طارق لمن كان ربٌسه‬
‫‪ -‬حاضر ٌاأستاذ أمجد‬
‫وجلس أمجد علً ممعده وهو ٌمرء بعض االوراق‬
‫فهو من ٌُدٌر المناه الفضابٌه التً ٌُمولها أخٌه عمران‬
‫‪ ..‬بجانب انه لدٌه برنامجه الخاص‬
‫فٌعلو رنٌن هاتفه ‪ ..‬لٌنظر الً رلم المتصل بملك‬
‫‪ -‬اٌوه ٌاست الكل‬
‫وتابع دون تصدٌك ‪ :‬فرح‬
‫لتخبره فرح بكل ماحدث معها الٌوم بؤنفاس متمطعه ‪..‬‬
‫فٌهب من جلسته وهو ٌلمً األوراق جانبا ً‬
‫‪ -‬انا جاي حاال البلد‬
‫~ ‪~ 86‬‬
‫وبدء ٌسب بؤلفاظ لم تسمعها منه من لبل‬
‫لتنظر لها عمتها متسابله ‪ :‬مكلمتٌش عمران لٌه ‪..‬كان‬
‫هٌحللن الحكاٌه فً مكالمة تلٌفون‬
‫وعندما وجدت صمت ابنة اخٌها ‪ ..‬علمت ان‬
‫الصؽٌره مازالت تري أمجد بطلها كما أعتادت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫أنتهت أستراحة عمل الموظفٌن وجاء ولت أستراحتهم‬
‫هم أٌضا‬
‫لتنظر الً طٌؾ أخر موظفه بهٌبتها ال ُمنممه تؽادر‬
‫الماعه المخصصه ألستراحة الموظفون‪ ..‬ثم ولعت‬
‫عٌناها بآلم علً الزي الخاص بالعمل الذي تلبسه‬
‫فكانت تتمنً أن تكون مثلهم ‪..‬لتفٌك علً صوت‬
‫زمٌلتها‬
‫‪ -‬حٌاه هتتؽدي معانا‬
‫~ ‪~ 87‬‬
‫فحركت رأسها باألٌجاب وهً تُتمتم‬
‫‪ -‬انا جعان جدا ٌامنار‬
‫فضحكت منار وهً تتؤملها ‪:‬‬
‫‪ -‬طب ٌال تعالً نتؽدا احنا بمً ‪ ..‬لبل ماتكلٌنً انا‬
‫والواد رامً‬
‫منار ورامً كانوا خرٌجً معهد ولكن حالهم كما‬
‫اخبروها فً بداٌة تعارفهم فً الصباح ‪ ..‬انه حال‬
‫جمٌع الشباب‬
‫" ال أحد ٌعمل كما ٌتمنً او ٌُحب "‬
‫ومرت الساعات ال ُمتبمٌه وانتهً الدوام ‪ ..‬وطلبت من‬
‫رامً ومنار ان ٌُساعدوها بؤٌجاد سٌارة أجرة كً‬
‫تذهب لمنزلها‬
‫فً البداٌه ضحن كل منهما لابلٌن ‪:‬‬
‫‪ -‬شكلن هتخلصً فلوسن علً النزاهة ‪ ،‬ومرتبن‬
‫هٌضٌع أول بؤول‬
‫~ ‪~ 88‬‬
‫ولكن ساعدوها كما رؼبت وبالفعل لد دفعت أجرة ال‬
‫بؤس بها عندما علم السابك بوجهتها التً ال ٌمطنها‬
‫سوي االثرٌاء‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تمتمت أمل بضٌك ال ٌسمعه سواها بعد أن وضعت‬
‫الطعام‬
‫‪ -‬ماٌتجوزها ونخلص بمً‬
‫لٌمترب عمران مع ضٌفته التً عزمت نفسها من أجل‬
‫أن تُنالشه فً بعض األعمال ولم تكن سوي " نٌرة"‬
‫وتنحت أمل جانبا ً بعد ان دخلوا ؼرفة الطعام ‪..‬‬
‫وطالعت نٌرة بضٌك وسرٌعا مارسمت أبتسامة علً‬
‫شفتٌها عندما أمرها عمران ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص ٌاأمل اتفضلً أنتً‬
‫وأنصرفت أمل‪ ..‬وذهبت نحو المطبخ‬
‫~ ‪~ 89‬‬
‫فوجدت حٌاه تجلس تتناول طعامها ‪ ..‬فجلست تتسؤل‬
‫بفضول‬
‫‪ -‬أحكٌلً عملتً اٌه فً اول ٌوم‬
‫وتابعت بحالمٌه ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬ااا التعلٌم حلو ٌاوالد اكٌد طبعا لٌكً مكتب ولاعده‬
‫تحت التكٌؾ ٌاحٌاه‬
‫فضحكت حٌاه وهً تبتلع طعامها بصعوبه ‪ ..‬فماذا‬
‫ستُخبرها‬
‫هل ستُخبرها انها تعمل مثلهم ولكن االختالؾ فً‬
‫المكان لٌس أكثر‬
‫فخجلت من ان تحكً حمٌمة وضعها ‪ ..‬وفضلت ان‬
‫تمول عباره مختصره حتً ال تكون كاذبه‬
‫‪ -‬اه شؽل زي اي شؽل ٌاأمل ‪ ..‬ومافٌش شؽل ُمرٌح‬
‫واشارت نحو ال ُمكٌؾ بالمطبخ‬
‫‪ -‬ما أنتً لاعده فً التكٌؾ اه ٌاحموده‬
‫~ ‪~ 90‬‬
‫فضحكت كل من منٌره وأمل‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا ٌاحٌاه انا مش عارفه انتً ازاي كنتً عاٌشه‬
‫كل السنٌن اللً فاتت فً بالد الخواجات وبتتكلمً‬
‫عادي زٌنا‬
‫فردت ضاحكه ‪:‬‬
‫‪ -‬لسا برضوه مبمتش بنت مصرٌه أصٌله ‪ ..‬محتاجه‬
‫كورس مكثؾ منن‬
‫ووضعت نعمه بطبك طعام أخر امامها‬
‫‪ -‬وهللا ٌاحٌاه ٌاختً فً ناس بتتمنً تؽٌر الجنسٌه‬
‫اصال‬
‫فتسؤلت ببالهة وهً تُمضع الطعام‬
‫‪ -‬لٌه بتمولً كده ٌانعمه‬
‫وبدء ٌحكوا لها عن المعاناة التً ٌعٌشونها من ؼلو‬
‫األسعار وسوء المعٌشه ‪ ..‬فكانت تسمعهم وهً تشفك‬
‫علً حال كل منهما ‪ ..‬ولد نسٌت حالها وحٌاتها‬
‫~ ‪~ 91‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ضم أمجد والدته بذراعٌه ‪ ..‬وبدء ٌمص علٌها ما‬
‫فعلته ابنة أخٌها‬
‫‪ -‬وانتً كنتً فاكره فرح ٌاماما سكتت لٌهم ‪ ..‬مش‬
‫عاٌز الولن اعملت اٌه فً المدٌره‬
‫وتابع وهو ٌتؤمل مالمح ابنة خاله ‪ ..‬ثم نظر الً‬
‫والدته التً تنتظر ان ٌُتابع حدٌثه‬
‫‪ -‬دٌه عضتها ٌاماما‬
‫فنهضت فرح من جلستها ولد كسا وجهها معالم‬
‫الؽضب‬
‫‪ -‬لو كانوا سابونً علٌها كنت موتها ‪ ..‬دٌه بتشؽل‬
‫االطفال وبتضربهم وتحرلهم ‪ ..‬وبتاخد فلوس‬
‫التبرعات لٌها وللموظفٌن اللً مشؽالهم معاها ‪ ..‬دول‬
‫عصابه‬

‫~ ‪~ 92‬‬
‫فؤبتسم أمجد وهو ٌُطالعها ‪ ..‬وهتؾ بدعابه‬
‫‪ٌ -‬اواد ٌامتشرد انت ٌاجامد‬
‫لتنظر الٌه فرح بؽل ‪ ..‬فتبتسم عمتها علً أفعالهم‬
‫وفجؤة صرخ أمجد وهو ٌشعر بشا ٌصدم وجهه‬
‫‪ -‬بتضربٌنً بالمخده ٌافرح ‪ ..‬اما ورٌتن‬
‫وركض خلفها ‪ ..‬لتركض هً االخري‬
‫وعمتها تُطالعهم وداخلها ٌتمنً ان تراهم زوجٌن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أنهت جلستها الدافبه وخرجت كما دخلت ‪ ..‬وسارت‬
‫نحو ؼرفتها ‪ ..‬لتمع عٌناها علً فتاه ترتدي ثٌاب‬
‫فخمه وتمؾ بجانب سٌارة حمراء انثوٌه وأمامها‬
‫عمران ٌتحدثان وهً تبتسم مع كل كلمه تخرج من‬
‫فاها ‪ ..‬الً أن حان ولت انصرافها ‪ ..‬فؤلتربت منه‬
‫تُمبل وجنتٌه ولد اطالت لبلتها‬
‫~ ‪~ 93‬‬
‫فؤ َ َ‬
‫طرلَت رأسها بخجل وأكملت طرٌمها لتطفلها علٌهم‬
‫‪ ..‬فالفتاه لد رأتها‬
‫وأشارت نٌره أتجاهها ‪:‬‬
‫‪ -‬مٌن دٌه ٌاعمران‬
‫فنظر عمران نحو ما تُشٌر الٌه ‪ ..‬فضالت عٌناه‬
‫ببرود‬
‫‪ -‬ومن أمتً وانتً بتسؤلً فً حاجه متخصكٌش‬
‫ٌانٌره‬
‫ألجمتها عباراته ‪ ..‬ولكنها أصبحت ُمعتاده علً‬
‫أسلوبه هذا‬
‫وأبتسمت بحرج وهً تصعد سٌارتها‬
‫‪ -‬اون ‪..‬تصبح علً خٌر‬
‫وولؾ ٌُطالع الؽرفه التً تسكنها حٌاه ‪ ..‬وزفر أنفاسه‬
‫بضٌك‬
‫والمسوه تتؽلل داخل للبه‬
‫~ ‪~ 94‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬
‫أستٌمظ من نومه علً جرس الباب ‪ ..‬فنظر الً هاتفه‬
‫فوجد الولت لد تخطً الحادٌه عشر ‪..‬ونهض بتكاسل‬
‫فسفره الً المزرعه ورجوعه فً نفس الٌوم لد أرهمه‬
‫وأخذ ٌفرن عٌناه ثم خصالت شعره ‪ ..‬ولبض علً‬
‫ممبض الباب وهو ٌلعن الطارق داخله‬
‫ونظر بصدمه الً التً تمؾ امامه ‪:‬‬
‫‪ -‬نهً !‬
‫فتصنعت نهً الخجل وطؤطؤت رأسها ألسفل‬
‫‪ -‬أسفه انً صحٌت حضرتن من النوم ‪.‬‬
‫فطالعها أمجد بتساءل عن لدومها العجٌب الٌه‬
‫‪ -‬خٌر ٌانهً ‪ ..‬انتً عرفتً عنوان شمتً من مٌن‬
‫فؤرتبكت بتصنع ‪:‬‬

‫~ ‪~ 95‬‬
‫‪ -‬هو طارق مملش لحضرتن‬
‫فزفر أمجد أنفاسه بضٌك ‪ ..‬واشار لها بالدخول ‪..‬‬
‫فولفتهم هذه ستطول وهو أصبح ٌشعر بالملل‬
‫‪ -‬نهً أخلصً لولً انتً جاٌه لٌه ‪ ،‬طارق مملٌش‬
‫حاجه‬
‫فؤزداد أرتباكها ‪:‬‬
‫‪ -‬انا المساعده الشخصٌه لحضرتن بدل طارق‬
‫فطالعها أمجد هاتفا ً بدهشه‪:‬‬
‫‪ -‬نعم ‪ ،‬انا لولت لطارق عاٌز راجل مش بنت‬
‫وأردؾ بخطوات سرٌعه لؽرفته كً ٌجلب هاتفه‬
‫‪...‬وخرج مجددا ً لها ولبل أن ٌُهاتؾ طارق ‪ ..‬ألتربت‬
‫منه‬
‫‪ -‬أنا محتاجه الوظٌفه دٌه ٌا مستر أمجد أرجون !‬
‫فبدء ٌنظر لها ‪ ..‬فكٌؾ لفتاه مثلها ترتدي ثٌاب تحمل‬
‫الماركات وتُرٌد مثل تلن الوظٌفه‬
‫~ ‪~ 96‬‬
‫وبدأت تحكً له عن رؼبتها فً العمل لٌس من اجل‬
‫المال ولكن من اجل أن تبتعد عن المشاكل األسرٌه‬
‫مع زوجة أبٌها‬
‫وسمطت دموعها وهً تترجاه بؤن العمل هو الشا‬
‫الوحٌد الذي ٌُنسٌها زواج والدها من اخري بعد ان‬
‫توفت والدتها منذ تسعة أعوام‬
‫ونظرت الٌه بتوجس تتمنً أن تري فً عٌنٌه الموافمه‬
‫‪ ..‬ووجدت بالفعل ما تمنت‬
‫لٌزفر أمجد أنفاسه بتؤفؾ‬
‫‪ -‬خالص ٌانهً ‪ ..‬بس افهمً انا فً شؽلً مبحبش‬
‫الدلع ومعندٌش تجاوز فً أي حاجه وال بحب األهمال‬
‫مفهوم‬
‫فؤبتسمت بعد أن مسحت دموعها ‪..‬فؤول خطوات‬
‫لربها منه لد بدأت ‪ ..‬هً لم تكذب علٌه بشؤن حٌاتها‬
‫ولكن خطتها فً المرب منه كان هو هدفها األساسً‬
‫من هذا العمل‬
‫~ ‪~ 97‬‬
‫وهتفت سرٌعا ‪:‬‬
‫‪ -‬متملمش ‪ ..‬طارق فهمنً كل حاجه وأوعدن هكون‬
‫عند حسن ظن حضرتن‬
‫فضحن عمب جملتها األخٌره ‪ ..‬وتحرن نحو ؼرفته‬
‫مجددا ً‬
‫‪ -‬طب ٌانهً ممكن تعملٌلً فنجان لهوه ‪ ..‬لحد‬
‫ماأجهز‬
‫وماكان منها سوي األنصٌاع لطلبه وهً تُتمتم داخلها‬
‫بحالمٌه‬
‫‪ -‬مش متخٌله فً ٌوم ممكن اكون مرات أمجد‬
‫العمري‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬

‫~ ‪~ 98‬‬
‫جؾ حلمها وهً تستمع الً عبارات منار تُخبرها بؤن‬
‫بعد انهاء الدوام لدٌهم دوام اخر وهو العمل فً لسم‬
‫النظافه‬
‫فتنظٌؾ الشركه مسبولٌة علٌهم ‪..‬صحٌح ان تنظٌؾ‬
‫االدوار والمكاتب ال ٌكون ٌومٌا ولكن ٌوم ب ٌوم‬
‫وهذا هو الٌوم المخصص‬
‫فصعمت حٌاه وهً ال تستوعب شا ‪ ..‬فمد أخبرها أن‬
‫عملها هنا لٌس أكثر ‪ ..‬ونهضت من فوق ممعدها‬
‫وسارت بخطً سرٌعه نحو مكتبه بعد ان تجاهلت‬
‫نداء منار علٌها‬
‫‪ -‬ممكن ألابل عمران بٌه !‬
‫فتؤملت السكرتٌره زي عملها الخاص بعاملٌن البوفٌه‬
‫‪ -‬لو فً مشكله معاكً بلؽً بٌها شبون العاملٌن‬
‫وتجاهلتها وعادت الً تفحص الحاسوب الذي أمامها‬
‫فؤندفعت حٌاه داخل مكتبه ‪ ..‬لتُسرع االخري خلفها‬
‫~ ‪~ 99‬‬
‫‪ -‬انتً ٌاأنسه‬
‫ولكن بالفعل لد أصبحت داخل المكتب ‪ ..‬لٌرفع‬
‫عمران رأسه نحو التً ألتحمت مكتبه دون اذن ‪ ..‬ثم‬
‫أشار لسكرتٌرته‬
‫‪ -‬أخرجً أنتً ٌانجوي‬
‫فؤنصاعت نجوي ألمره ‪ ..‬ونظر الً التً تمؾ أمامه‬
‫بوجه محمن‬
‫‪ -‬دخولن بالطرٌمه الهمجٌه دٌه مٌتكررش تانً‬
‫ثم تابع بمسوه ‪:‬‬
‫‪ -‬لولً اللً عندن النً مش فاضً‬
‫فطالعته بكره لم تعرفه ٌوما ً‬
‫‪ -‬انت لولتلً انً هشتؽل فً البوفٌه مش فً النضافه‬
‫فنهض عمران من فوق ممعده ‪ ..‬ووضع بكلتا ٌدٌه فً‬
‫جٌبً سرواله‬

‫~ ‪~ 100‬‬
‫وهو ٌستنكر جملتها‬
‫‪ -‬الكالم ده تتكلمٌه مع شبون العاملٌن ٌا أنسه ‪..‬‬
‫أتفضلً النً مش فاضً للكالم ده‬
‫وكادت أن تتحدث اال انه اشار بٌده أن تنصرؾ‬
‫فشعرت بالحرج من تصرفه وانصرفت وهً تماوم‬
‫ذرؾ دموعها‬
‫وسارت فً الممر الطوٌل بعٌدا عن مكتبه وهً‬
‫تخرج هاتفها ‪ ..‬فمد لررت أن تُهاتؾ عمها حسام فلم‬
‫تعد تتحمل ذلن الماسً الذي أستؤمنه علٌها واخبرها‬
‫أنها فً مؤمن الً ان ٌعود‬
‫ولكن الرد كان "الهاتؾ مؽلك" ‪..‬‬
‫وولفت تمسح وجهها بضعؾ ‪ ..‬ثم تذكرت صدٌمتها‬
‫فرح‬
‫وكانت االجابه كما أعتادت " ان الهاتؾ اٌضا مؽلك "‬

‫~ ‪~ 101‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.‬‬
‫أستمبلتها منار ورامً بملك ‪:‬‬
‫‪ -‬روحتً فٌن ٌاحٌاه‬
‫فنظرت الٌهم والكالم الذي سمعته من شبون العاملٌن‬
‫مازال ٌتردد صداه فً اذنٌها فهم أخبروها أن هذا‬
‫العمل ضمن عملها وان ذلن ٌُزٌد راتبها وٌُحسن منه‬
‫وعندما لم تجد منار ردا ً منها ‪ ..‬مازحتها بلطافه‬
‫‪ -‬كنا زٌن كده بس اتعودنا ‪ٌ ..‬احٌاه أكل العٌش مر‬
‫ومش عاٌز كبر‬
‫ثم هتؾ رامً بؤسً‪:‬‬
‫‪ -‬لو أعترضتً هٌمولولن مع السالمه ‪ ..‬احنا روحنا‬
‫او جٌنا مجرد عمال مش أكتر‬
‫لم تجد ردا ً تخبرهم به ‪ ..‬فصمتت‬
‫كل ٌوم اصبحت تتعلم وتري أشٌاء لم تراها من لبل‬
‫~ ‪~ 102‬‬
‫وبدأت تُخبر نفسها " حٌاة الرفاهٌه والؽطرسه أنتهت‬
‫ٌاحٌاه "‬
‫وأفالت علً جملة منار األخٌره‬
‫‪ -‬متملمٌش محدش بٌشوفنا من الموظفٌن ؼٌر بتوع‬
‫األمن ‪ ..‬الننا بنضؾ الشركه بعد أنتهاء العمل‬
‫وكؤن هذا ماكنت تنتظره وارادت منار ان تُطمبنها به‬
‫‪ ..‬فلم ٌكن ذلن األمر ٌشؽلها ولكن أصبح ما بالٌد حٌله‬
‫وستتحمل الً أن ٌؤتً عمها حسام وٌؤخذها لبٌته ثم‬
‫كما وعدها بوظٌفه مرموله بشركته التً سٌنشؤها هنا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ابتسمت فرح بظفر بعد أن أمر عمران بؤلالة كل‬
‫العاملٌن ‪ ..‬وجلب أخرٌن ٌكونوا تحت أشرافها ‪...‬‬
‫ونظرت الً المبنً الخاص بالملجؤ وهدفها الجدٌد لد‬
‫بدء ‪ ..‬فستعطً لهإالء األطفال كل الحنان الذي فمدوه‬
‫‪ ..‬ستمحً عنهم لسوة األٌام وستنسً معهم وجعها‬
‫~ ‪~ 103‬‬
‫فمد أخبرت عمتها صباحا ً انها لن تعود للماهره حالٌا‬
‫‪ ..‬ولو ارادت الرحٌل فترحل ولكن عمتها الحنونه‬
‫أخبرتها انها لن تتركها كما أن الحٌاه الهادبه والهواء‬
‫الجمٌل هنا لد أراحها وستظل معها ‪..‬فالمسافه أٌضا‬
‫بٌن المزرعه والماهره ال تتخطً الساعتان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫وصلت حٌاه بؤنهان الً ؼرفتها فلم تعد تشعر بمدمٌها‬
‫وال اٌدٌها‪ ..‬لتُسرع أمل نحوها‬
‫‪ -‬أتؤخرتً كده لٌه ٌاحٌاه ‪ ..‬للمنا علٌكً‬
‫فؤبتسمت لها حٌاه بضعؾ ‪:‬‬
‫‪ -‬متملمٌش ٌاأمل كان عندي شؽل أضافً فً الشركه‬
‫فربتت أمل علً ذراعها ‪ ..‬فتؤوهت‬
‫‪ -‬أنا أسفه ٌاحٌاه ‪ ..‬ماله دراعن ٌاحببتً‬

‫~ ‪~ 104‬‬
‫فلم تعرؾ بما ستُجٌبها ‪ ..‬أتُخبرها انها كانت تُنظؾ‬
‫الؽبار وتمسح األرضٌات‬
‫فتمتمت بهدوء وهً تفتح نور ؼرفتها‬
‫‪ -‬الء هو وجعنً لوحدي مش عارفه ٌمكن أكون‬
‫أتخبطت فٌه من ؼٌر ماخد بالً‬
‫فطالعتها أمل بحنو ‪:‬‬
‫‪ -‬هتٌجً المطبخ تتعشً وال اجبلن األكل هنا‬
‫فؤبتسمت لها وهً تخلع حذابها ‪:‬‬
‫‪ -‬لو مش هتبعن ٌاأمل ممكن تجبهولً هنا‬
‫فؤتسعت أبتسامة أمل ‪ ..‬ورحلت وهً تهتؾ ‪:‬‬
‫‪ -‬تعبن راحه ٌاحٌاه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 105‬‬
‫أؼلك حاسوبه بضٌك وصورتها الٌوم تمتحم عمله‬
‫وكلما رأها تذكر والدها فٌزداد ممته علٌها‬
‫ونهض من فوق معمده ‪ ..‬وولؾ امام شرفة مكتبه‬
‫ٌُطالع الحدٌمة الواسعه الً ان ولعت عٌناه علً أمل‬
‫تحمل صنٌة طعام وتتجه نحو ؼرفة تلن التً تظن‬
‫أنها هانم هنا‬
‫‪ -‬فاكره نفسن هانم ٌابنت محمود‬
‫وعزم داخله ان ٌُخبرهم ؼدا ان ال احد منهم ٌذهب لها‬
‫بطعام ‪ ..‬فؤذا أرادت شا تؤتً لتؤخذه فهً لٌست بهانم‬
‫وهم خدمها‬
‫اما هً جلست تتناول طعامها بنعاس وحمدت ربها‬
‫أنها صلت فرضها فالنعاس ٌُؽلبها‬
‫لتضحن أمل علً هٌبتها ‪:‬‬
‫‪ -‬شكلن تعبتً النهارده ٌاحٌاه‬
‫وتسؤلت ‪ :‬اومال هتعملً اٌه لو كنتً بتشتؽلً زٌنا‬
‫~ ‪~ 106‬‬
‫فؤرتشفت حٌاه الماء وهً تود أن تُخبرها ان ال فرق‬
‫بٌنهم ولكن كما أعتادت الصمت هو األنسب دوما ً‬
‫‪ -‬شكرا ٌاأمل ‪ ..‬الحمدهلل شبعت تسلم أٌدن‬
‫فحملت أمل الطعام وودعتها ‪ ..‬لتذهب هً نحو‬
‫فراشها‬
‫وضمت وسادتها الٌها وشرعت فً البكاء الً ان‬
‫ؼفت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 107‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫**********‬

‫أعتادت علً عملها حتً أنها كونت صدالات مع‬


‫الموظفٌن وبدء الكل ٌُمدرها وٌُحبها ‪ ..‬شهر لد مر‬
‫دون ان تشعر به‬
‫لم ٌتؽٌر شا بحٌاتها اال انها بدأت تمرء اكثر عن‬
‫دٌنها وعن لصص الصحابه واألنبٌاء وظهرت‬
‫أبتسامه دافبه علً شفتٌها‬
‫وهً تري نظرات رامً المحبه لمنار فٌبدو انها‬
‫ستُعاصر لصة حب وستنتظر بلهفه النهاٌه السعٌده‬
‫ومدّت لدمٌها بعد أن خلعت حذابها‬
‫‪ -‬طلوع السلم من أوله طلع صعب‬
‫لتسمع منار عباراتها فتضحن‬

‫~ ‪~ 108‬‬
‫‪ -‬انا مش عارفه ازاي تسٌبً لندن وتٌجً هنا تجربً‬
‫حظن مع طلوع السلم‬
‫فؤلترب رامً منهما بعد أن أعد بعض المشروبات‬
‫لبعض الموظفٌن‬
‫‪ -‬من حظها ونصٌبها الحلو ‪..‬‬
‫فتعالت ضحكات منار ‪ ..‬فضحن رامً وهو ٌتؤملها ‪..‬‬
‫لتؽمز حٌاه له بعٌنٌها‬
‫‪ -‬أترٌموا ‪ ..‬أترٌموا ‪ ..‬وهتفت ببعض الكلمات‬
‫األنجلٌزٌه‬
‫لٌنظر الٌها رامً ‪:‬‬
‫‪ -‬اه هنبتدي بمً نلطم باألنجلٌزي ‪ ..‬أنا خرٌج معهد‬
‫الالسلكً اللً هنا ٌعنً االنجلٌزي بعافٌه شوٌه ٌاأنسه‬
‫حٌاه‬
‫وكانت هذه هً حٌاتها معهم ‪ ..‬رؼم كل مابها اال انها‬
‫كانت تضحن من للبها‬
‫~ ‪~ 109‬‬
‫وأنتفضوا بفزع بعد أن سمعوا صوت أحد الموظفٌن‬
‫ٌُرحب بؤحدهم‬
‫‪ -‬اهال عمران باشا ‪..‬‬
‫وولؾ من بالمكان أحتراما له ‪ٌُ ..‬طالعوه بؽرابه فمن‬
‫النادر أن ٌهبط نحو ساحة الموظفٌن‬
‫وسار عمران بخطوات ُمنممه ورابحة عطره تملا‬
‫المكان‬
‫فهمست منار ‪:‬‬
‫‪ -‬من حظً ومن نصٌبً أتعامل مع عمران العمري‬
‫فٌس تو فٌس ‪ ..‬محدش فٌكم ٌمرب أدونً فرصتً‬
‫لم تتمالن حٌاه ضحكتها ووضعت بٌدها علً فمها‬
‫تكتم صوتها ‪ ..‬وهذا ماجعل عمران ٌنظر الٌها‬
‫بنظرات جامده‬
‫وألتربت منه منار بعد أن عدلت هندامها ورامً‬
‫ٌُحدق بها بضٌك بسبب فعلتها‬
‫~ ‪~ 110‬‬
‫‪ -‬تشرب أٌه ٌافندم !‬
‫لم ٌرد علٌها ‪ ..‬ونظراته كانت تخترق حٌاه التً ألتفت‬
‫بجسدها تُداري ضحكتها التً لم تنمطع ففعلت منار لد‬
‫ذكرتها بمشهد ُمعتاد رإٌته باألفالم‬
‫ورحل كما دخل دون كلمه ومدٌر أحد الفروع معه‬
‫ٌُحادثه بؤمر ٌخص العمل‬
‫‪ -‬أحم ‪ ،‬أحم ‪ ..‬ها ٌامنار اخدتً فرصتن‬
‫فدفعتها منار برفك ‪:‬‬
‫‪ -‬فرصه وجتلن لحد عندن أترٌمً ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أندمجت فرح فً حٌاتها الجدٌده وهً ترسم أبتسامة‬
‫األطفال وهم ٌتجمعون حولها ‪ ..‬بل وأصبح الصؽار‬
‫بالعمر ٌُنادوها ب ماما ‪ ..‬حتً عمتها أصبحت تؤتً‬
‫للملجؤ فً بعض االٌام‬
‫~ ‪~ 111‬‬
‫وأصبحت حٌاتها هنا هادبه ‪ ..‬وبدأت تتعلم عمل‬
‫المخبوزات والفطابر‬
‫وجاء بذهنها صوره أمجد ‪ ..‬فرفعت هاتفها تُفكر هل‬
‫تُهاتفه أم تنتظر ان ٌُهاتفها هو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫أبتسمت نهً وهً تضع امامه مشروب‬
‫الكاكاوالساخن وتجلس بجانبه علً األرٌكه تُخبره ب‬
‫بمواعٌد الٌوم وتعرض علٌه التمارٌر التً طلب منها‬
‫مراجعتها‬
‫كان مندمج فً أحد التمارٌر ‪ ..‬ودون لصد منه دفع‬
‫المشروب الساخن فسمط علٌها‬
‫فؤنتفضت نهً تتلوي من اآللم ‪ ..‬فؤلترب منها بفزع‬
‫‪ -‬أنتً كوٌسه‬

‫~ ‪~ 112‬‬
‫فحركت رأسها نافٌه ‪ ..‬لٌنظر الٌها أمجد وهو ال ٌعلم‬
‫كٌؾ ٌتصرؾ‬
‫‪ -‬ادخلً الحمام طٌب ‪..‬أتصرفً شوفً هتعملً اٌه‬
‫فسارت من أمامه بحرج بعد جملته االخٌره ‪ ..‬وولؾ‬
‫هو ٌُحرن ٌده علً شعره بتوتر‬
‫وبعد دلابك خرجت من المرحاض الذي بداخل ؼرفته‬
‫بعد أن أرتدت احد لمصانه الذي ٌبدو انه لد خلعه‬
‫أمس فرابحة عطره مازالت عالمه به‬
‫وتمدمت منه تهتؾ بؤسمه ‪ ..‬فؤلتؾ نحوها ولد صعمه‬
‫هٌبتها‬
‫فمد أرتدت لمٌصه الذي ال ٌتخطً ركبتٌها ‪ ..‬وتتآوه‬
‫من األلم‬
‫ولد تعمدت أن تظهر أمامه بهذه الهٌبه ‪ ..‬ونظرت الً‬
‫مالمحه فوجدته ٌبتلع رٌمه بصعوبه‬
‫وهمست برله ‪:‬‬
‫~ ‪~ 113‬‬
‫‪ -‬انا أسفه أنً لبست لمٌصن ‪ ..‬بس معرفتش ألبس‬
‫اٌه‬
‫وخطً بؤتجاه ؼرفته ‪ ..‬لٌعود ومعه مرهم للحروق‬
‫فوجدها جالسة علً األرٌكه ترفع طرفً لمٌصه‬
‫وتنحنً نحو موضع الحرق وتنفخ بؤنفاسها علٌه‬
‫كان مظهرها ٌُشعل الرؼبه داخله ‪ ..‬فؤؼمض عٌناه‬
‫بموه‬
‫وهو ٌسب نفسه عندما جعلها مساعدته الشخصٌه‬
‫وألترب منها وتنحنح بحرج ‪...‬فهتفت‬
‫‪ -‬الحرق بٌوجعنً اووي‬
‫فؤشارت الً البمعه الحمراء الملتهبه ‪ ..‬ولد تعمدت‬
‫فعل ذلن‬
‫صحٌح ان المشروب كان ساخن ولكن لم ٌكن مإذي‬
‫وأعطاها المرهم لابال ‪:‬‬

‫~ ‪~ 114‬‬
‫‪ -‬تحبً أعملن اٌه ٌانهً ‪ ...‬لو عاٌزه اودٌكً‬
‫المستشفً اون‬
‫ألجمها أسلوبه الفظ الذي تعمد اظاهره حتً ٌُداري‬
‫أرتباكه من تؤثٌرها الذي أصبح طاؼً علٌه‬
‫وسمطت دموعها بمهاره ‪ ..‬فتنفس بضٌك وجلس‬
‫جانبها‬
‫وفجؤة وجدها تحتضنه وتبكً ‪ ...‬متشبثه به بموه‬
‫لحظات مرت وهً بتلن الوضٌعه وهو رافع ذراعٌه‬
‫بعٌدا عنها ‪ ..‬الً أن أستسلم لرؼبته وأحتواها بٌن‬
‫ذراعٌه‬
‫‪ -‬هش خالص ‪ ...‬لولٌلً بتعٌطً لٌه دلولتً‬
‫وعندما شعرت بٌدٌه علً ظهرها ‪ ..‬علمت أن البداٌه‬
‫لد أبتدت ‪ ..‬ورفعت وجهها نحوه ‪ ..‬لٌُطالعها بنظرات‬
‫مشوشه‬

‫~ ‪~ 115‬‬
‫فهٌبتها لد أزدادت أثاره خاصة عندما أزدادت وجنتٌها‬
‫أحمرارا ً ودموعها أنسابت علً وجهها‬
‫والتربت شفاهم وكادت أن تتالمس ‪ ..‬اال انه أنتفض‬
‫وأبتعد عنها بعد أن سمع رنٌن هاتفه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلس علً مكتبه بؽضب ‪..‬وكلما الحت صورتها أمام‬
‫عٌنٌه وهً تضحن ازداد حنمه منها ‪ ..‬فهو لد وظفها‬
‫بتلن الوظٌفه حتً ٌكسرها وٌمضً علً ذلن اللمعان‬
‫الذي فً عٌنٌها‬
‫ولكن ال شا ٌإثر بها ‪ ..‬فً منزله جعلت الخدم‬
‫ٌحبونها وٌعتبروها شمٌمة لهم ‪ ..‬وهنا أندمجت مع‬
‫زمالبها وكونت صدالات‬
‫وصرخ عالٌا وهو ٌضرب بمبضتً ٌدٌه علً مكتبه‬
‫‪ -‬أكسرن أزاي ٌابنت محمود‬

‫~ ‪~ 116‬‬
‫وبٌنما هو ٌُفكر فً كسرها ‪ ..‬كانت تضع هاتفها علً‬
‫أذنٌها تدعو هللا ان ال ٌكون الرد كما أعتادت ولكن‬
‫كان كما لم ترؼب فهاتؾ صدٌك والدها مازال مؽلما ً‬
‫حتً فرح لم تعد تفتح حسابها الشخصً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫وضعت مها أمامه األوراق وهً تتمنً أن ٌرفع عٌناه‬
‫التً اسرتها وٌتطلع بها ‪ ..‬ولكن منذ فتره وهو أصبح‬
‫ٌتجنب النظر الٌها حتً مالطفته التً ظنتها ٌوما ً انها‬
‫كلمات ؼزل ولكن الحمٌمه التً عرفتها مإخرا ً هو‬
‫معتاد علً تلن المالطفه مع الجمٌع لٌس هً فمط‬
‫‪ -‬شكرا ٌامها ‪ ..‬اتفضلً أنتً‬
‫فولفت ُمرتبكه للٌال ‪ ..‬ثم ؼادرت علً استحٌاء‬
‫فالبعض بدء ٌُالحظوا نظراتها له حتً عمران ولكن‬
‫هو ال شا ٌتحرن به‬

‫~ ‪~ 117‬‬
‫وبعد أن ؼادرت رفع مروان وجهه عن حاسوبه‬
‫الشخصً‬
‫‪ -‬كده أحسن ٌامها ‪..‬المعامله الرسمً بترٌح الدنٌا وال‬
‫واحده تٌجً تمولن بحبن وال تفتكر انن عشمتها‬
‫بحاجه‬
‫وعاد الً ُمتابعة ماكان ٌُركز علٌه ‪ ..‬وللبه مازال‬
‫ساكن‬
‫اما هً كانت جالسه تمضم اظافرها تُفكر لما أصبح‬
‫ٌتعامل معها هكذا ؟‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫صعدت الدرجات بتعب وهً تحمل دلو الماء بٌد‬
‫وبالٌد األخري دلو أخر تحمل به المنظفات وولفت‬
‫تُطالع الممر الطوٌل الذي علٌها تنظٌفه‬
‫وبدأت تُنظؾ والعرق ٌصبو من فوق جبٌنها ‪..‬‬
‫وشعرت بؤلم لدمٌها فهً مازالت فً بداٌة المهمه‬
‫~ ‪~ 118‬‬
‫وولؾ ٌُطالعها‪ ..‬فالٌوم تعمد ان ٌراها هكذا ‪ٌ..‬رٌد ان‬
‫ٌري كٌؾ تتؤلم وهً تعمل‬
‫وألترب منها فكانت تُعطٌه ظهرها ُمنهمكه فٌما تفعله‬
‫وفجؤه صدح رنٌن هاتفها‪..‬لتخرجه من جٌب زٌها‬
‫الخاص بالتنظٌؾ فهً لم تتركه وسط حاجتها‬
‫الشخصٌه ولررت وضعه بمالبس العمل‬
‫ونظرت الً المتصل بفرح‬
‫‪ -‬كوكو ‪..‬لمد نسٌتنً بعد ان عاد الحب الٌكً مجددا‬
‫ٌاجمٌل‬
‫وضحكت وهً تستمع لتوبٌخها تارة وخجلها تارة‬
‫اخري‬
‫وكان هو ٌستمع الً الحدٌث بصمت ‪ٌُ..‬تابع حركتها‬
‫ومرحها‬

‫~ ‪~ 119‬‬
‫الً ان ارتسمت أبتسامه ساخره علً محٌاه ‪ ..‬بعد أن‬
‫سؤلتها من تُحادثها عن عملها لتُخبرها حٌاه بكذب‬
‫حتً ال تجعلها تملك علٌها‬
‫‪ -‬العمل جمٌل وممتع كوكو ‪ ..‬اننً اجلس علً مكتب‬
‫خاص بً ولدي سكرتٌره اٌضا ‪ ..‬سؤصبح صاحبة‬
‫المكان بعد مدة لصٌره عزٌزتً‬
‫كانت تتحدث وتضحن ‪ ..‬الً ان انتهً الحدٌث ‪..‬‬
‫وألتفت بجسدها للٌال كً تُتابع عملها‬
‫وشهمت بفزع وهً تراه ٌمؾ علً ممربه منها ‪..‬‬
‫وٌضع ٌدٌه فً جٌبً سرواله وٌمؾ ٌتؤملها ساخرا‬
‫ثم عاد من حٌث أتً ‪..‬لتضرب هً جبهتها‬
‫‪ -‬ؼبٌه ٌاحٌاه ‪..‬اكٌد سمعن دلولتً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ضم والدته بحب وهو ٌُداعبها بحدٌثه المرح‬
‫~ ‪~ 120‬‬
‫‪ٌ -‬اماما هتفضلً لحد أمتً شاٌله هم عمران ‪ ..‬أبنن‬
‫ٌاستً عجباه حٌاته كده‬
‫فتنظر لٌلً الٌه وتنهدت بحسره‬
‫‪ -‬اخون بٌكبر والعمر بٌجري ٌابنً ‪...‬نفسً أفرح بٌه‬
‫وأشٌل عٌاله‬
‫فهتؾ أمجد بدعابه ‪:‬‬
‫‪ -‬طب ما تجوزٌنً أنا وأفرحً بعٌالً‬
‫وعند أخر جملته ‪..‬أردفت فرح نحوهم ‪ ..‬فطالعها‬
‫أمجد بؽمزه ‪ ..‬فؤرتبكت ‪ ..‬لتبتسم لٌلً وهً تتمنً أن‬
‫ٌحدث ما ترؼب به‬
‫وظنت فرح أنه ٌمصدها هً كما ظنت والدته ‪..‬‬
‫وشعرت بالطمؤنٌنه ‪.‬‬
‫وهم ال ٌدركون أنه جالس شاردا ً بؤخري‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬
‫~ ‪~ 121‬‬
‫أكلت طعامها بنعاس ورؼم ان الولت مازال مبكرا اال‬
‫أن العمل الٌوم كان مرهك بشده ‪ ...‬فربتت منٌره علً‬
‫ظهرها بحنان وهً تُطالعها‬
‫‪ٌ -‬احببتً ٌابنتً ‪ ..‬بتتعبً فً الشؽل اووي‬
‫فنظرت أمل ونعمه الً بعضهم ‪ ..‬وهم ٌتؤملوا الحٌاه‬
‫التً تؤكل بنصؾ عٌن ‪..‬ثم أنفجروا ضاحكٌن‬
‫لتتسؤل نعمه ‪:‬‬
‫‪ -‬أشمعنا األٌام دٌه اللً فً األسبوع بتتؤخري فٌها‬
‫ٌاحٌاه ‪ ..‬واألٌام تانٌه بتٌجً بدري‬
‫فؤنتبهت حٌاه لسإال نعمه ‪ ...‬وما انجدها من االجابه‬
‫هو صوت عمران الموي وهو ٌهتؾ بؤسم نعمه‬
‫فتنهض نعمه ‪ ...‬وتنظر الٌهم وهم ٌكملوا طعامهم‬
‫فتُتمتم بشبع ‪ :‬الحمدهلل‬
‫لتتعجب أمل من نهوضها وهً بالكاد أكلت الملٌل من‬
‫طعامها‬
‫~ ‪~ 122‬‬
‫‪ -‬راٌحه فٌن ٌاحٌاه ‪ ..‬انتً لسا مكملتٌش طبمن‬
‫فتؤتً نعمه فً تلن اللحظه تضرب كفوفها ببعضهم‬
‫بضٌك‬
‫‪ -‬الست نٌره جاٌه دلولتً ‪ ...‬ونعمل حسابها فً العشا‬
‫معاه‬
‫فؤمتمع وجه أمل ‪ ..‬ونظرت لهم حٌاه بدهشه لكرههم‬
‫لها‬
‫‪ -‬انتوا مبتحبوهاش لٌه‬
‫فجلست نعمه علً ممعدها مجددا ً‬
‫‪ -‬النها متتحبش أصال ‪.‬‬
‫وكادت أن تنصرؾ بعد أن شعرت بعدم تحملها أكثر‬
‫‪ -‬تصبحوا علً خٌر بمً ٌالطالٌط‬
‫فضحكوا علً ما نطمته ‪ ..‬لتهتؾ أمل ‪:‬‬

‫~ ‪~ 123‬‬
‫‪ -‬عشان لطالٌط دٌه ان عملتن الكٌكه اللً وصفتهالً‬
‫من وصفات الست كوكو‬
‫فشهمت حٌاه ؼٌر مصدله ‪:‬‬
‫‪ -‬عملتٌها بالشٌكوالته‬
‫فؤبتسمت أمل وهً تمضػ طعامها ‪ ..‬وأشارت نحو‬
‫شا‬
‫فنظرت حٌاه الً ماتُشٌر فكانت الكعكه مازالت تنضج‬
‫‪ -‬عشر دلاٌك بس ‪..‬وؼمزت بعٌنٌها‬
‫‪ -‬وال عاٌزه تروحً تنامً‬
‫فحركت حٌاه رأسها كاألصفال وفتحت عٌناها بؤٌدٌها‬
‫كً تزٌل نعاسها‬
‫‪ -‬أنام مٌن ‪ ..‬الء انا همعد أه‬
‫فضحكت منٌره ‪ ..‬وبعد دلابك كانت نعمه تُحضر‬
‫ماعلٌها تحضٌره ألجل الضٌفه والسٌد عمران‬

‫~ ‪~ 124‬‬
‫ونهضت أمل تنظر الً الكعكه بسعاده ألتمامها المهمه‬
‫بنجاح‬
‫‪ -‬أمل تعالً ساعدٌنً ‪ ..‬عشان نحضر السفره‬
‫فنظرت أمل الً حٌاه الجالسه ولد نسوا جمٌعا ما أمر‬
‫به عمران‬
‫‪ -‬روحً ساعدٌها ٌاحٌاه هللا ٌسعدن ‪ ..‬لحد ما أجهزلن‬
‫الكٌكه‬
‫فؤبتسمت حٌاه ‪ ..‬وبدأت تُساعد نعمه ‪ ...‬وأردفت الً‬
‫داخل الحجره الواسعه الخاصه بالطعام ولم تنبهر لط‬
‫النها كانت ُمعتادة علً رإٌة ذلن لدٌما ‪ ..‬وبدأت‬
‫تذهب وتؤتً وهً تحمل ماتُحضره نعمه ونظرت الً‬
‫مافعلته برضً‬
‫وخرجت تتؤمل أثاث المنزل حولها فهً لم تدخله اال‬
‫عندما أتً بها صدٌك والدها ‪ ..‬ومن ٌومها حدودها‬
‫نحو المطبخ ومن الباب الخارجً لٌس أكثر‬

‫~ ‪~ 125‬‬
‫وأنصدمت بجسد صلب ‪ ..‬فشهمت ُمبتعده ‪..‬فظل‬
‫عمران ساكن بمالمح جامده دون أن ٌهتم بؤنها كانت‬
‫من الممكن ان تمع‬
‫وتمتمت بؤعتذار ‪ :‬مؤخدتش بالً‬
‫فسؤلها بجمود ‪ :‬كنتً بتعملً اٌه هنا‬
‫‪ -‬كنت بساعد نعمه ‪ ..‬وأشارت نحو حجرة الطعام ‪..‬‬
‫فؤدرن ممصدها‬
‫وأنصرفت من أمامه وهً تشعر بالخجل من حمالتها‬
‫‪..‬فلوال شرودها ما كانت أصطدمت به‬
‫لٌمؾ عمران ٌزفر أنفاسه بؽضب ‪ ..‬ثم صدح صوته‬
‫عالٌا‬
‫‪ -‬أمل‬
‫فتؤتً أمل علً صوته سرٌعا ً ‪ ..‬ونظرت الٌه بملك‬
‫واتبعته وهو ٌتجه نحو مكتبه ‪ ..‬لٌهتؾ بنبرة حازمه ‪:‬‬

‫~ ‪~ 126‬‬
‫‪ -‬انا مش لولت البنت دٌه متدخلش البٌت هنا خالص‬
‫‪ ..‬وحدودها المطبخ بس ‪ ..‬وكادت أن تتحدث أمل‬
‫لنسٌانها األمر اال انه‬
‫‪ -‬البنت دٌه أكلها ٌروحلها فً أوضتها مفهوم ‪ ..‬مش‬
‫عاٌز ألمحها هنا تانً‬
‫فصعمت أمل من أمره وتمتمت ‪:‬‬
‫‪ٌ -‬افندم‬
‫وتمنت أن تخبره أن هً السبب ‪ ..‬ولكن نظراته‬
‫البارده جعلتها تخشاه‬
‫فحركت رأسها باألٌجاب ‪ ..‬وذهبت وهً تُفكر بتلن‬
‫األخري‬
‫وخرجت مطؤطؤة الرأس ‪ ..‬فٌُحرن بٌده علً ذلنه‬
‫بؽضب‬
‫ووجد نٌرة تدخل الٌه بمالمح متعجبه‬
‫‪ -‬مالن ٌاعمران ‪ ..‬اٌه اللً حصل‬
‫~ ‪~ 127‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫حدلت أمل بحٌاة التً تؤكل الكعكه وتضحن مع كل‬
‫من منٌره ونعمه ‪ ...‬ونعمه تضع لها بالمزٌد فتؤكل‬
‫حتً أصبحت ال تستطٌع التنفس‬
‫ورفعت بوجهها نحو أمل ال ُمرتبكه‬
‫‪ -‬تسلم اٌدن ٌاأمل طعمها طلع ٌجنن ‪ ..‬همول لكوكو‬
‫أنن تفولتً علٌها‬
‫وضحكت وهً تتخٌل مالمح العجوز كرستٌن عندما‬
‫تُخبرها بهذا‬
‫‪ -‬ممكن تركب أول طٌاره علً مصر وتٌجً تعملن‬
‫أختبار لدرات‬
‫فتعالت ضحكات كل من منٌره ونعمه ‪ ..‬وأبتسمت‬
‫أمل وداخلها ٌتسؤل‬

‫~ ‪~ 128‬‬
‫‪ -‬لٌه بٌعاملها كده ‪ ..‬ده حتً البٌه اللً جابها وصاه‬
‫علٌها‬
‫عمران بٌه عمره ماعامل حد بالطرٌمه دٌه ‪ ..‬ده وال‬
‫كؤنه للبه حجر‬
‫وتؤملت مالمح حٌاه ‪ ...‬ونهضت حٌاه من علً ممعدها‬
‫وأتجهت الٌها تُمبلها ثم وضعت بٌدها علً بطنها‬
‫‪ -‬مش لادره أتنفس ‪ ..‬ربنا ٌسامحن ٌاأموله‬
‫واخذت كوب الشاي الذي كان موضوع أمامها ‪..‬‬
‫وبدأت ترتشفه وهً ت ُشاكسهم ‪..‬فمد طار النعاس‬
‫وذهب وجع جسدها مع كل هذا الدفا الذي أصبحت‬
‫تشعر به بٌنهم‬
‫وبعد ولت لٌس بالملٌل ودعتهم بمرح كعادتها ‪..‬‬
‫لتنظر منٌره نحو االمل التً تمؾ مرتبكه منذ مده‬
‫وكؤنها تُرٌد أن تمول شا‬
‫‪ -‬مالن ٌاأمل ‪ ..‬هو البٌه لالن حاجه ضٌمتن‬

‫~ ‪~ 129‬‬
‫فتحمل أمل األطباق المتسخه كً تنظفها‬
‫‪ -‬عمران بٌه أمر اننا نبعت لحٌاه األكل فً أوضتها‬
‫فعم الصمت فً المكان متعجبٌن من هذا األمر‬
‫‪ -‬ولال مش عاٌز ألمحها جوه الفٌال هنا تانً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫ولفت تتؤمل الحدٌمه الواسعه بؤستمتاع ‪ ..‬وشعرت‬
‫بوجع فً معدتها بسبب ماأكلته ‪..‬وأنحنت نحو بطنها‬
‫تد ُبدب علٌها بٌدها‬
‫‪ -‬الزم تتفجعً اوي كده ‪ ..‬اهو مش لادرٌن نتنفس‬
‫ونظرت الً المسافه التً بٌنها وبٌن حجرتها ‪...‬‬
‫وألتفت حولها فلم تجد أحدا ً‬
‫وركضت ذهابا ً وأٌابا ً لثالث مرات‬
‫كان ٌمؾ أمام شرفة مكتبه ٌتؤملها ففً البداٌه كان‬
‫متجه لٌجلس علً المعمد الذي خلؾ مكتبه‪ ..‬ولكن‬
‫~ ‪~ 130‬‬
‫رإٌتها هكذا جذبته فبدء ٌُطالعها ونٌرة تتحدث معه‬
‫عن أحوال الشركه والصفمه التً البد أن ٌستعدوا من‬
‫أجلها‬
‫ؾ نٌره أصبحت تُدٌر شركه األدوٌه بعد أن توفً‬
‫مازن شمٌمه وهو أصبح مرالب لٌس أكثر فمجال‬
‫األدوٌه لم ٌستهوٌه ٌوما ً‬
‫وبسبب ثمته بها ومعرفته لمدراتها ماكان عرض علٌها‬
‫ذلن بجانب انها أبنه أعز أصدلاء والده رحمه هللا‪..‬‬
‫فوجد أنها األنسب فهً تعد من العابله ‪..‬كما أنها أتمت‬
‫دراستها بؤمرٌكا‬
‫حتً حصلت علً الدكتوراه ‪...‬‬
‫وضحن بخفوت ‪ ..‬لتتعجب نٌره التً ولفت خلفه‬
‫لتُطالعه علً أمر ما فً األوراق‬
‫‪ -‬بتضحن علً أٌه ٌاعمران‬
‫فؤلتؾ عمران الٌها‪ ..‬وولؾ أمامها بطوله الفارع‬
‫وجسده الذي ٌنبض رجوله وولار‬
‫~ ‪~ 131‬‬
‫فؤرتبكت للٌال ‪ ..‬لٌنظر الٌها عمران وهو ٌطرد من‬
‫عمله مارأه وجعله ٌضحن دون شعور‬
‫فبعد أن أنهت ركضها ‪ ..‬عادت تنظر ٌمٌنا ً وٌسارا ً‬
‫وهً أمام حجرتها ‪ ..‬هٌبتها وهً تمٌل ُملتفه هنا‬
‫وهنان جعلتها أشبه بالسنجاب ‪ ..‬ورؼم بعد المسافه‬
‫اال أن األناره التً أمام حجرتها جعلتها مربٌه بالنسبه‬
‫له‬
‫وأنتظرت نٌره رده اال أنه لم ٌجٌب علٌها اال بما‬
‫ٌتعلك بالعمل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫ولفت فرح أمام المزرعه الفخمه التً ال تمل فخامه‬
‫عن مزرعة عابلة العمري ‪ ..‬وألتربت من الحارس‬
‫الجالس امامها متسابله ‪:‬‬
‫‪ -‬ممكن ألابل صاحب المزرعه‬

‫~ ‪~ 132‬‬
‫فنظر الٌها الحارس بمالمح بارده وهو ٌرتشؾ من‬
‫كوب الشاي الذي تتصاعد أبخرته‬
‫‪ -‬مسافر‬
‫فتنهدت فرح بضٌك من تلن الطرٌمه التً ٌُحادثها بها‬
‫ذلن الرجل ‪ ..‬وعندما الحظ نظراتها نحوه ‪ ..‬ربت‬
‫علً بندلٌته‬
‫لتهتؾ داخلها ‪:‬‬
‫‪ -‬فكرنً هخاؾ من البتاعه دٌه‬
‫وحاولت أن تستجمع كل هدوبها من اجل الحدٌث مع‬
‫ذلن الرجل العجٌب الذي بدء ٌُداعب شاربه‬
‫‪ -‬وهٌجً أمتً ‪ ..‬ممكن أعرؾ‬
‫فنظر الٌها بنظرات ضٌمه وهتؾ بمرؾ‬
‫‪ -‬معرفش‬
‫فصدح صوتها عالٌا بعد ان لم تعد تحتمل‬

‫~ ‪~ 133‬‬
‫‪ -‬الصبر ٌارب ‪.‬‬
‫وألتفت بجسدها للٌال ‪ ..‬ثم عادت تنظر الً الجالس‬
‫بكل ؼطرسه وؼلظه وهً تفكر كٌؾ ستصل الً‬
‫صاحب تلن المزرعه ‪ ..‬فهً تحتاج األرض التً‬
‫بجانب الملجؤ كً تعمل علً توسٌعه وعندما سؤلت‬
‫عن صاحبها علمت انها ملن‬
‫" عابلة الماضً" صاحب تلن المزرعه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 134‬‬
‫الفصل السادس‬
‫**********‬

‫أرتدت حذابها بسرعه بالؽه كً تلحك موعد األفطار‬


‫معهم ثم تذهب الً عملها ‪ ..‬وحملت حمٌبتها الصؽٌره‬
‫بعد أن هندمت حجابها وأتجهت نحو باب الؽرفه كً‬
‫تفتحه‬
‫لتجد نعمه تحمل صنٌة فطور وكانت للتو والفه أمام‬
‫باب الحجره ‪ ..‬فتؤملتها حٌاه بدهشه ونظرت الً‬
‫أطباق الطعام‬
‫‪ -‬لمٌن الفطار ده ؟‬
‫فؤبتسمت نعمه وهً تردؾ لداخل الؽرفه ‪ ..‬وأعادت‬
‫الحدٌث الذي أتفمت علٌه مع كل من أمل ومنٌره كً‬
‫ال ٌخبروها بالسبب الحمٌمً‬
‫‪ -‬حبٌنا ندلعن شوٌه ٌاحٌاه ونجبلن األكل لحد عندن‬
‫~ ‪~ 135‬‬
‫وألتفت نحوها بعد ان وضعت صنٌة االفطار‬
‫‪ -‬وال أنتً مبتحبٌش الراحه‬
‫فؤلتربت منها حٌاه مبتسمه دون أن تعً شا‬
‫‪ -‬بس أنا بحب األكل معاكم فً المطبخ ‪ ..‬ولو علً‬
‫الدلع فؤنا مش عاٌزه أدلع‬
‫فتؤملتها نعمه للٌال ‪ ...‬لتجد أن األمر الذي سٌنمذها أن‬
‫تتحجج بعملها‬
‫‪ -‬معلش ٌاحٌاه الزم أرجع المطبخ عشان أحضر‬
‫فطار البٌه‬
‫وسارت بخطوات سرٌعه هاتفه ‪:‬‬
‫أفطري وسٌبً الصنٌه هاجً أخدها متملمٌش‬
‫وأختفت نعمه من أمامها لبل أن ترد ‪...‬فنظرت حٌاه‬
‫الً الطعام ‪ ..‬وجلست تؤكل دون شهٌه ولكن لم تفكر‬
‫باألمر‬
‫فؤعتبرته تدلٌال منهم‬
‫~ ‪~ 136‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫لبلت فرح عمتها الجالسه فً الحدٌمه تحتسً كوب‬
‫الشاي خاصتها وتستمتع بالهواء النمً‬
‫فتبتسم لٌلً بحنان ‪:‬‬
‫‪ -‬راٌحه الدار ٌافرح‬
‫فجلست تحتسً فنجان المهوه معها‬
‫‪ -‬اٌوه ٌاعمتو‬
‫وزفرت أنفاسها بؤرتبارن‬
‫‪ -‬عمتو لو عاٌزه ترجعً الماهره وللمانه علٌا ‪..‬‬
‫ارجعً انا أتعودت علً العٌشه هنا وحاسه براحه‬
‫ومعندٌش أستعداد حالٌا أرجع‬
‫فمالت لٌلً بجسدها ‪ ..‬وربتت علً ٌدها بحنو‬

‫~ ‪~ 137‬‬
‫‪ -‬مٌن لالن أنً عاٌزه أرجع ‪ ..‬ما أنا لولتلن انً‬
‫حبٌت العٌشه هنا ‪ ..‬ولو علً عمران وأمجد فمدام أنا‬
‫مرتاحه فً مكان هما كمان بٌبموا مرتاحٌن‬
‫فؤزدادت سعادة فرح ‪ ..‬برؼبة عمتها فً العٌش هنا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫سارت نحو سٌارتها وهً تعبث بهاتفها ‪..‬ووضعت‬
‫الهاتؾ علً أذنها لتنتظر رده‬
‫لٌؤتٌها صوت أمجد الناعس ‪:‬‬
‫‪ -‬عاٌزه اٌه ٌامزعجه‬
‫فؤبتسمت فرح وبدء للبها ٌخفك بهٌام وهتفت بمزاح‬
‫وهً تمؾ بجانب سٌارتها‬
‫‪ -‬المزعجه عاٌزه خدمه صؽٌره أد كده‬
‫فضحن أمجد بموه ‪..‬بعد أن أعتدل بجسده‬

‫~ ‪~ 138‬‬
‫‪ -‬أنا لولت برضوه كده ‪ ..‬أنتً مبتعرفنٌش ؼٌر عشان‬
‫مصاٌبن لولً ٌاهانم‬
‫فضحكت وبدأت تمص علٌه حكاٌة األرض التً تُرٌد‬
‫شرابها ‪ ..‬واسم صاحب المزرعه تلن‬
‫فتنهد أمجد بعد أن استمع الٌها ‪:‬‬
‫‪ -‬حاضر ٌافرح كل اللً انتً عاٌزاه هٌحصل ‪..‬‬
‫هتكلم مع عمران واالرض هتكون لٌكً‬
‫وعندما أخبرته أنها ستشترٌها من حسابها الخاص ‪..‬‬
‫صدح صوت امجد ‪:‬‬
‫‪ -‬ألفلً ٌافرح بدل ما أزعلن‬
‫وأبتسمت بعد أن أؼلمت معه الهاتؾ ‪ ..‬فؤبناء عمتها‬
‫دوما كانوا فخرها ‪ ..‬وتلن التربٌه تعود الً جدهم‬
‫الرجل الصعٌدي ووالدهم فكانوا رجاال حتً وهم‬
‫أطفال‬

‫~ ‪~ 139‬‬
‫وجاء بذهنها صورة أمجد ‪ ..‬وللبها بدء ٌتمنً أمنٌته‬
‫المعتاده‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫كانت تركض علً الدرجات الخاصه بمدخل الشركه‬
‫‪ ..‬وفً تلن اللحظه كان ٌسٌر هو موازي لها وخطت‬
‫بخطوات سرٌعه فتجاوزته ‪ ..‬لتنصدم بكتؾ أحد‬
‫الرجال دون لصد منها‬
‫فٌعتذر الرجل ‪ ..‬وتبتسم وهً تمبل أعتذاره ‪..‬فهً‬
‫أٌضا مخطبه ولم تكن تعً تلن النظرات الماتمه التً‬
‫ٌُطالعها بها عمران فهً من األساس لم تراه بسبب‬
‫هرولتها كاألطفال‬
‫ولبض علً ٌده بموه ‪ :‬متهوره‬
‫وأكمل خطاه المتعجرفه ونظرات موظفٌنه تخترله‬
‫وخاصه النساء فال أحد ٌصدق أن هذا الرجل لم‬
‫ٌتزوج الً األن رؼم كل ما ٌمتلكه من مال‬
‫~ ‪~ 140‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ولفت مها تستمع الً كلماته الحازمه ‪ ..‬فمروان‬
‫الرجل الذي أحبته وولعت بؽرامه لد تحول وأصبح‬
‫نسخه لرجل ال تعرفه ‪ ..‬أصبح ال ٌبتسم بوجهها حتً‬
‫لطافته فً الحدٌث لم تعد ‪..‬وشعرت بوخز بملبها‬
‫وجمعت األوراق التً وضع أمضاته علٌها ‪..‬فهو االن‬
‫أصبح مدٌرها المباشر بعد ان ألمً عمران علً كاهله‬
‫كل األعمال‬
‫وؼادرت الؽرفه وهً تُحارب دموعها ‪ ..‬وعملها‬
‫ٌُخبرها‬
‫" انتً من رسمتً أوهامن بنفسن فلتتحملً "‬
‫فهً من ترجمة نظراته وابتسامته لها كؤنها خاصة بها‬
‫وحدها ‪..‬كؤنها نظرات عاشك ولكن هو كان ٌتعامل‬
‫بطبٌعته‬
‫وعندما ؼادرت نظر مروان الً طٌفها‬
‫~ ‪~ 141‬‬
‫‪ -‬انتً بالذات ٌامها الء ‪.‬‬
‫فمنذ ان عملت معهم وهو ٌراها كالمالن رؼم أنها‬
‫بدأت تتؽٌر تدرٌجٌا لتصبح مسخ من هإالء النسوة‬
‫الالتً ٌعرفهن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫خرج أمجد من ؼرفته وشعره مازال رطبا ً من أثر‬
‫األستحمام‬
‫لترفع نهً وجهها نحوه بعد ان وضعت طعام الفطور‬
‫الخاص به فمن مهمتها كمساعدة شخصٌه أن تؤتً فً‬
‫العاشره لتعد له الفطور وتبدء بمراجعه أعماله الٌومٌه‬
‫‪ ..‬وعندما شعر بنظراتها الشارده نحوه ‪..‬ألترب منها‬
‫ٌُفرلع أصابعه أمام عٌنٌها‬
‫فؤرتبكت نهً ‪ ..‬لٌضحن أمجد‬
‫‪ -‬صباح الخٌر ٌانهً‬

‫~ ‪~ 142‬‬
‫فؤبتسمت نهً وهً تتجه نحو المطبخ مجددا ً كً‬
‫تجلب لهوته‬
‫‪ -‬صباح الخٌر ٌافندم‬
‫وولفت تنتظر أعداد المهوه من الماكٌنة الخاصه بها ‪..‬‬
‫وهً تتسؤل متً ستصل لؽاٌتها ‪..‬‬
‫ولم تشعر به داخل المطبخ ‪..‬فمد جاء لٌجلب له كؤس‬
‫ماء له بعد أن هتؾ بؤسمها مرارا ً ولكن بسبب‬
‫شرودها لم تسمعه‬
‫وشهمت بفزع وهً تسمع صوته المرٌب منها ‪..‬‬
‫لٌضحن أمجد علً هٌبتها‬
‫‪ -‬أسفه ٌافندم أصلً سرحت شوٌه‬
‫فتناول أمجد كؤس الماء وبدء ٌرتشؾ منه‬
‫‪ -‬مش مهم خالص ‪...‬‬
‫ولبل أن ٌُكمل كالمه كانت المهوه تفٌض من الكوب‬
‫الموضوع أسفل الماكٌنه‬
‫~ ‪~ 143‬‬
‫لترتبن بعد أن سمعت صوته ٌلفت أنتباهها‪ ..‬وأسرع‬
‫ٌؽلك الماكٌنه ثم جلب المنادٌل ‪ٌُ ...‬جفؾ مافاض‬
‫فؤلتربت منه تشتم نفسها علً ؼبابها‬
‫‪ -‬أسفه مكنتش ألصد‬
‫فتمتم بهدوء بعد أن جفؾ ٌدٌه‬
‫‪ -‬مافٌش مشكله‬
‫ونظر الٌها وهً ُمرتبكه ‪ ..‬فمد كان أرتباكه ٌموده‬
‫لمشاعر ال ٌُرٌدها أن تحدث ‪...‬وخرج سرٌعا من‬
‫المطبخ كً ٌصرؾ عٌناه عنها‬
‫فتؤملته وهو ٌُؽادر بضٌك فكلما شعرت بؤنها نجحت‬
‫خاب أملها ‪.‬‬
‫وأنهت تنظٌؾ ماسببته ثم أعدت له المهوه من جدٌد‬
‫فوجدته جالس ٌتناول أفطاره ‪ ..‬وٌنظر الً الجهاز‬
‫األلكترونً ٌتصفح أخبار الٌوم وٌشاهد آراء متابعٌنه‬
‫عن حلمة أمس‬
‫~ ‪~ 144‬‬
‫ووضعت المهوه أمامه ‪ ..‬وجلست تخبره عن أعماله‬
‫الٌوم‬
‫ال ٌعلم لما أراد أن ٌظل ٌتؤملها وهً هكذا ‪ ..‬وتؤملها‬
‫بصمت وهو ٌحتسً لهوته ‪ ..‬وعندما رفعت عٌناها‬
‫عن الجهاز الخاص بعملها توترت للٌال وهً تراه‬
‫ٌُحدق بها وسمطت خصله من شعرها المصبوغ‬
‫وكادت أن ترفعها‬
‫فؤلترب هو منها والمس وجهها ثم رفع تلن الخصله‬
‫وهو ٌُطالعها‬
‫‪ -‬لون شعرن الحمٌمً اٌه ٌانهً‬
‫فتمتمت نهً بحرج ‪ ..‬وٌدٌه مازالت علً وجهها‬
‫‪ -‬اسود‬
‫فؤبتسم وهو ٌُطالع مالمحها‬
‫‪ -‬هٌكون احلً علً فكره‬

‫~ ‪~ 145‬‬
‫فؤتسعت أبتسامتها ال أرادٌا ‪ ..‬لٌجد نفسه دون شعور‬
‫ٌدنو منها ٌُمبل وجنتها برله‬
‫وكانت هذه اول خطواتها نجاحا ً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أنهت حٌاه عملها ولررت ان تتجول للٌال لبل أن تعود‬
‫لمكان ألامتها ‪ ..‬وعندما عرضت علً منار ذلن كانت‬
‫االخري سعٌده فهم الٌوم لٌس لدٌهم وردٌة ثانٌة والتً‬
‫تنهكهم بسبب تنظٌؾ الشركه‬
‫‪ -‬هودٌكً افخم حتت للهدوم بس هنتفرج بس‬
‫وتابعت ضاحكه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش هنمدر أحنا علً االسعار دٌه‬
‫فؤبتسمت وتذكرت حٌاتها السابمه والثراء الذي كانت‬
‫تعٌش فٌه ‪ ...‬وكٌؾ كانت مالبسها جمٌعها تحمل‬
‫العالمات التجارٌه الفخمه‬
‫~ ‪~ 146‬‬
‫وتجولوا وهم ٌؤكلون المثلجات وٌُطالعون المالبس‬
‫المعروضه بفتارٌن المحالت ‪ ..‬لتهتؾ حٌاه ب منار‬
‫‪ -‬منار اٌه رأٌن فً الفستان ده‬
‫فحدلت منار بسعر الفستان بصدمه‬
‫‪ -‬حلو بس ؼالً اووي ٌاحٌاه علً ناس زٌنا‬
‫وجذبتها من ذراعها وهً تُتابع ‪:‬‬
‫‪ -‬بالش تتفرجً علً حاجات مش أدنا وتتحسري‬
‫فولفت حٌاه وهً تلتؾ للمحل مرة أخري‬
‫‪ -‬وأتحسر لٌه ‪ ..‬انا مش هتحسر أنا هجمع المبلػ‬
‫وأشترٌه بس بعد شهرٌن كده‬
‫فنظرت الٌها منار للٌال ثم ضحكت‬
‫‪ -‬وهللا ٌاحٌاه أنا ساعات كتٌر بحسن طفله‬
‫وتسؤلت ‪ :‬انتً لولتٌلً عندن كام سنه‬
‫فؤبتسمت حٌاه وهً تسٌر أمامها‬
‫~ ‪~ 147‬‬
‫‪ -‬عٌب تسؤلً لٌدز عن سنها ‪ ..‬ثم تابعت ضاحكه‬
‫‪ -‬علً العموم ‪02‬‬
‫وماكان من منار ثم أن أنفجرت ضاحكه‬
‫‪ -‬ماشً ٌاست اللٌدز ٌلً جٌالنا من بالد بره‬
‫وانمضً الٌوم وهم ٌمزحون وٌتجولون ‪ ..‬فذهبت كل‬
‫منهما بطرٌمها المختلؾ وكانت الول مره منار تسؤلها‬
‫عن مكان ألامتها وعندما علمت بالتجمع الذي تعٌش‬
‫فٌه كان ردها‬
‫" طلعتً ؼنٌه من وراٌا ٌاحٌاه "‬
‫ولكن حٌاه أفهمتها وضعها بؤنها تعٌش مجرد ضٌفه‬
‫الً ان ٌعود صدٌك والدها دون أن تُخبرها بهوٌة من‬
‫تعٌش معه‬
‫ففً النهاٌة هو صاحب الشركه التً تعمل بها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫~ ‪~ 148‬‬
‫جلست حٌاه علً فراشها بؤنهان وهً تخلع حذابها‬
‫‪..‬ثم بدأت تفرن لدمٌها بتعب ‪ ..‬وتمددت علً الفراش‬
‫وهً تتذكر الفستان الذي أعجبها تصمٌمه ولونه حتً‬
‫أنها بدأت ترسم نفسه به وهً ترتدٌه فمد كان فستان‬
‫للمحجبات ذات تصمٌم عصري محتشم‬
‫وتذكرت سعره ‪ ..‬وبدأت تحسبه بعملها من مال تمضٌه‬
‫ومال توفره ‪ ..‬فمررت أن توفر كل شهر من راتبها‬
‫الذي ٌؤخذ أكثر من نصفه سٌارة األجره التً تؤخذها‬
‫فً الذهب والعوده ‪ ..‬فهً تجهل الطرق وال تعرؾ‬
‫كٌؾ تركب المواصالت العامه كما اخبرتها منار‬
‫سابما أنها أوفر ألمثالهم ‪..‬‬
‫وضربت جبهتها وهً تتذكر الهدٌة التً ستجلبها‬
‫لمنٌره ‪..‬فعٌد االم علً ممربه ‪ ..‬وكل من نعمه وأمل‬
‫اخبراها انهم ٌجلبون لها هدٌه فً تلن المناسبه الن‬
‫منٌره لٌس لدٌها أطفال‬

‫~ ‪~ 149‬‬
‫فمنٌرة الوحٌده التً تعٌش هنا منذ ان كان زوجها‬
‫ٌعمل سابك لوالد عمران الً ان توفاه هللا‬
‫ولطع شرودها صوت طرلات علً باب ؼرفتها ‪..‬‬
‫لتذهب لفتحه متذكره موعد العشاء ‪ ...‬ووجدت أمل‬
‫تحمل صنٌة الطعام‬
‫وأردفت للداخل دون كلمه ثم وضعت الطعام‬
‫فنظرت حٌاه الً الطعام ثم الٌها‬
‫‪ -‬اوعً تمولٌلً زي نعمه انكم بتدلٌلونً وعاٌزٌن‬
‫راحتً‬
‫فؤبتسمت أمل بؤرتبان وهً تشعر بالضٌك من هذا‬
‫لرار‬
‫وألول مره تشعر بالحنك منه ‪ ..‬وأكثر ما ٌُحٌرها ان‬
‫هذا لٌس من طباعه ‪ ..‬فلو كانت السٌده لٌلً هنا لمد‬
‫أفهمتهم سبب تصرفه حتً انها لن تسمح بهذا ‪..‬فهً‬
‫طٌبة الملب تُكرم ضٌوفها بشده ولكن هذا األمر به‬
‫شا عجٌب‬
‫~ ‪~ 150‬‬
‫وألتربت حٌاه من أمل وصرخت بوجهها ‪ ...‬لتفزع‬
‫أمل من تصرفها الطفولً ‪ ..‬فؤنفجرت حٌاه ضاحكه‬
‫لتوكظها أمل بخفه‬
‫‪ -‬األكل اه عاٌزاكً تخلصٌه كله ‪ ..‬وخطت بخطوات‬
‫سرٌعه نحو الخارج‬
‫‪ -‬وزي ما نعمه لالتلن بندلعن ٌابرنسٌسه حٌاه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫لضمت فرح أظافرها وهً تزفر أنفاسها بؽضب ‪..‬‬
‫فؤمجد وعدها أن ٌؤتً الٌوم ولد أخلؾ وعده ألول مره‬
‫ورفعت هاتفها كً تُهاتفها فموعد برنامجه لد أنتهً‬
‫منذ ساعه وأكثر‬
‫وبدء الرنٌن ٌعلو ولكن ال مجٌب ‪.‬‬
‫نظر أمجد الً هاتفه الذي ٌهتز ‪ ..‬ولم ٌُكلؾ نفسه‬
‫عناء بؤن ٌري المتصل ذهب حٌث االرٌكه المفضله‬
‫~ ‪~ 151‬‬
‫لدٌه واخذ أحد كتب االدب األنجلٌزٌه وبدء ٌمرء ‪..‬‬
‫ومع كل صفحة ٌطوٌها ‪..‬كان ٌتذكر ماحدث الٌوم‬
‫ولربها منه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تجلس علً فراشها الصؽٌر بالؽرفه المشتركه مع‬
‫شمٌمتها الصؽري وعٌناها مثبتة بالفراغ ‪..‬تسمع‬
‫ضحكات شمٌمتها الصاخبه ثم همساتها وهً تُحادث‬
‫خطٌبها وكؤنها تخاؾ أن تستمع لحدٌثهما ‪..‬‬
‫وأؼمضت عٌناها وهً تُحاول أن تؽفو ولكن النوم‬
‫آبً أن ٌؤتٌها ‪..‬وعندما سمعت همس شمٌمتها لخطٌبها‬
‫وهً تخبره بؤنها تُحبه أٌضا‬
‫تمنت أن ٌؤتً ٌوم وتسمع تلن الكلمه وبدأت تشعر‬
‫بوخزه مإلمه فً للبها عندما تذكرت مدٌرها الذي‬
‫أصبح ُمتباعد بشدة بعد أن أعطاها بصٌص من األمل‬
‫ان ٌكون ٌُبادلها نفس المشاعر ولكن طار كل شا‬
‫وأصبح كالطٌؾ الجمٌل‬
‫~ ‪~ 152‬‬
‫وشعرت بجفونها تتثالل الً أن سمطت فً نوم حالم‬
‫أما هو كان ٌجلس فً صخب عالً ٌضم إحداهن‬
‫ألحضانه‬
‫وٌتهامس معها بكلمات ُمحببه ‪..‬فتضحن تلن وهً‬
‫تُمبله علً أحد خدٌه‬
‫‪ -‬تعرؾ أكتر حاجه شدانً لٌن‬
‫فضحن مروان بشده ‪ ..‬ونظر الً كؤسه ثم بدء‬
‫ٌرتشفه دفعة واحده‬
‫‪ -‬لولً ٌاروحً‬
‫فتبتسم وهً تُطالعه ‪ :‬عٌنٌن‬
‫فصدحت ضحكات مروان ‪ ..‬وتابعت وهً تتؤملهما‬
‫‪ -‬عٌنٌن لونهم ؼرٌب اووي‬
‫واكملت وهً تُحدق بعٌنٌه ‪:‬‬
‫‪ -‬شبه لون السما وهً صافٌه‬

‫~ ‪~ 153‬‬
‫سكر ٌظهر علٌها ‪..‬فٌضحن علً تعلثمها‬ ‫وبدء ال ُ‬
‫وٌنهض بها لابال ‪ :‬كفاٌه شرب بمً ‪ٌ ..‬ال عشان‬
‫اوصلن‬
‫وكانت هذه هً حٌاته ‪..‬عمل بالنهار كاألله ولٌال‬
‫شخصا ً أخر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تملبت علً فراشها وهً ال تستطٌع النوم ‪ ...‬فهً‬
‫أصبحت تشعر بالملك من عدم ُمهاتفة صدٌك والدها‬
‫الً األن وبدأت تخاؾ ان ٌُصٌبه مكروه ؾ لواله‬
‫مارحلت من لندن‬
‫ونهضت من فراشها وهً تزفر أنفاسها ‪ ..‬ثم لررت‬
‫أن تخرج للحدٌمه فبالتؤكٌد الكل نابم ولن ٌري أحدا ً‬
‫هواٌتها الطفولٌه‬
‫ووضعت الحجاب علً رأسها وأرتدت فوق منامتها‬
‫جاكٌت صوفً طوٌل ٌصل لمبل لدمٌها بملٌل ثم‬
‫~ ‪~ 154‬‬
‫أرتدت حذابها المسطح ونظرت للساعه المعلمه ‪..‬‬
‫فالولت فً الثانٌة صباحا وستمرح وحدها دون خجل‬
‫وخرجت تنظر للسماء الصافٌه وتستنشك رابحة‬
‫الزرع‬
‫وسارت بخطً هادبه وهً تستمتع بنسمات الهواء‬
‫ال ُمنعشه‬
‫وعندما وصلت الً المكان المرؼوب به ‪ ..‬خلعت‬
‫حذابها وبدأت تسٌر علً الحشابش لتُشعر بملمس‬
‫البروده فً لدمٌها‬
‫فتبتسم وهً ُمؽمضة العٌنٌن‬
‫كان ٌشعر باألرق رؼم أنه ُمتعب الجسد ‪ ..‬فنهض من‬
‫فوق فراشه ولرر أن ٌخرج للشرفة الخاصه بحجرته‬
‫لٌتنفس الهواء للٌال وأخذ ٌُشعث خصالت شعره‬
‫بؤرهاق‬

‫~ ‪~ 155‬‬
‫وولعت عٌناه علٌها وهً تخلع حذابها ثم تسٌر حافٌة‬
‫وتبتسم وكؤنها تري متعة بما تفعل‬
‫وظل ٌتؤملها ألول مره دون كرهه لوالدها الذي ٌراه‬
‫فٌها‬
‫فحظها كانت تلن البمعه التً تمرح بها هً الجزء‬
‫الذي تطل علٌه شرفته ‪...‬وألندماجها بما تفعله لم تُفكر‬
‫ان ترفع وجهها للٌال‬
‫وبدأت أنفاسه تعلو وهو ٌتؤمل كل تفاصٌل وجهها‬
‫وجسدها‬
‫مالمحها كانت شرلٌه ناعمه بها لمسة ؼربٌة بسٌطه‬
‫‪ ..‬واكثر ما ٌُمٌزها هو وجهها ال ُمتورد دابما‬
‫وعندما وجد نفسه ٌُطالعها بنظرة رجل ألمرأه‬
‫أردؾ لداخل حجرته بؤزعاج وأؼلك الشرفه بؤحكام‬
‫ولوال ماحدث لحسام لكان لد بعثها له ‪ ..‬فهو ال ٌطٌك‬
‫وجودها هنا‬
‫~ ‪~ 156‬‬
‫وتنهد بضٌك وهو ٌتذكر الخبر الذي علمه أمس‬
‫فحسام لد حدث له حادث ودخل بؽٌبوبه !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 157‬‬
‫الفصل السابع‬
‫*********‬
‫أندفعت من ؼرفتها راكضه بعد أن لضمت أحدي اللمم‬
‫وأمل تمؾ تحمل صنٌة االفطار خاصتها وتضحن‬
‫علٌها ‪ ..‬فالٌوم لد تؤخرت عن موعد أستٌماظها وهذه‬
‫كانت النهاٌه ‪..‬الهروله كً تحصل علً وسٌلة‬
‫مواصالت وتذهب فً موعد دوامها‬
‫وابتسم لها الحارس الذي ٌمؾ أمام البوابة األكترونٌه‬
‫ثم حٌاها ببتسامه لطٌفه‬
‫وخرجت وهً تنظر حولها لعلها تجد سٌارة أجرة تمر‬
‫ولكن ال شا ‪ ..‬وأخذت تزفر أنفاسها بموه وسارت‬
‫بخطً سرٌعه لعلها تجد سٌارة فً الطرٌك االمامً‬
‫كان ٌفتح له سابمه الخاص الباب الخلفً للسٌاره‬
‫لٌنظر عمران الً ساعته الفخمه ‪ ..‬وٌتؤمل الولت فمد‬
‫تؤخر الٌوم فً أستٌماظه وهذا بسبب أرله لٌلة أمس‬

‫~ ‪~ 158‬‬
‫وبدء ٌتصفح جهازه األلكترونً وٌُطالع مإشرات‬
‫البورصه‬
‫اما هً كانت مازالت تمؾ تنتظر سٌارة تملّها الً‬
‫عملها‬
‫وجففت العرق الذي علً جبهتها ‪..‬فالٌوم ولحظها‬
‫كانت الشمس ساطعه بحرارتها رؼم أن فصل الصٌؾ‬
‫لم ٌبدء‬
‫وبدأت تٌؤس من مرور سٌاره ‪ ..‬وأنبت نفسها‬
‫‪ -‬عشان تسهري تانً ‪ ..‬والنتٌجه اهً صحٌتً متؤخر‬
‫وزمت شفتٌها كاألطفال وأخذت تلتؾ ٌمٌنا ً وٌسارا ً‬
‫لتمؾ سٌارة سوداء علً ممربة ‪ ..‬وسابك ٌهبط منها‬
‫وٌتجه نحوها‬
‫وشخصا ً جالس بالخلؾ ٌُطالع هاتفه دون النظر الٌها‬
‫ولكنها عرفته‬

‫~ ‪~ 159‬‬
‫وبعد أن أخبرها السابك أن السٌد عمران هو من أمره‬
‫أن ٌمؾ الٌها‬
‫أبتسمت حٌاه للسابك وفً تلن اللحظه رفع عمران‬
‫رأسه لٌري أبتسامتها التً توزعها دابما علً كل‬
‫األشخاص‬
‫وركبت السٌاره ‪ ..‬وهً تحمدهللا انها وجدت من‬
‫ٌوصلها‬
‫وتمتمت بخفوت ‪ :‬شكرا‬
‫فتجاهل شكرها ‪ ..‬وأمر السابك ان ٌُكمل طرٌمه‬
‫وأرتخت بجسدها علً الممعد المجاور للسابك وهً‬
‫تشعر بالمتعه فمنذ زمن لم تركب سٌارة فاخرة كتلن‬
‫‪ ..‬فٌبدو انها حدٌثة الطراز‬
‫وفتحت حمٌبتها ونظرت الً مابداخلها ‪ ..‬لتجد‬
‫بسكوتها ال ُمملح ‪ ..‬فؤخرجته من حمٌبتها ونظرت الً‬
‫السابك ‪..‬فهتفت بلطافه ‪ :‬أتفضل‬

‫~ ‪~ 160‬‬
‫فنظر الٌها األخر وهو ٌشعر بالحرج من سٌده الذي‬
‫ٌجلس بالخلؾ ثم نظر الٌها ولم ٌستطع أحراجها حتً‬
‫لو وبخه سٌده فٌما بعد‬
‫فهً فتاة جمٌلة ورلٌمة ‪ ..‬وأخذ منها واحده وأبتسم‬
‫‪ -‬شكرا ٌاأنسه‬
‫فؤبتسمت حٌاه ‪ :‬حٌاه !‬
‫‪ -‬وانا أسمً محمود‬
‫وبدء ٌؤكل من البسكوت ثم رفع وجهه للمرآه األمامٌه‬
‫لٌري نظرات عمران الماتمه‬
‫فؤخفض رأسه بحرج ‪..‬وأكمل لٌادته بتوتر الً ان‬
‫وصلت السٌاره أخٌرا الً الشركه‬
‫لٌترجل سرٌعا ‪ ..‬وٌفتح لعمران الباب وٌبتسم له‬
‫بؤحترام‬
‫ونظر الً حٌاه التً ترجلت من السٌاره وتُطالع جسد‬
‫عمران وهو ٌسٌر برشاله‬
‫~ ‪~ 161‬‬
‫‪ -‬مؽرور‬
‫فضحن محمود الذي سمعها‬
‫‪ -‬هو مؽرور فعال بس الشهاده هلل انسان محترم‬
‫وٌعتبر أحسن حد أشتؽلت معاه من الوسط ده‬
‫فنظرت الٌه حٌاه فهو ٌبدو انه فً الثالثٌن من عمره‬
‫وأكمل محمود ‪ :‬انا خرٌج تجاره علً فكره وبشتؽل‬
‫هنا ضمن سوالٌن الشركه‬
‫فؤبتسمت حٌاه بلطافه وضحكت وهو تري خجله من‬
‫عمله مع شهادته وارادت ان تهونها علٌه‬
‫‪ -‬وانا بشتؽل هنا فً البوفٌه ‪ ..‬لهوه ‪ ،‬شاي بمً‬
‫فلم ٌستطع محمود أن ٌكتم ضحكاته ‪ ..‬وشهمت بفزع‬
‫وهً تري أنها تؤخرت عن عملها‬
‫‪ -‬فرصه سعٌده ٌامحمود‬

‫~ ‪~ 162‬‬
‫وخطت بخطوات سرٌعه نحو الشركه ‪ ..‬لتجده ٌمؾ‬
‫فً بهو الشركه ٌُحادث أحد المدراء بجدٌه ‪ ..‬وعندما‬
‫ولع نظره علٌها ‪ ...‬أرتبكت وسارت نحو عملها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫نظر لها رامً وهً تتمدم نحوهم وهتؾ بمزاح‬
‫وعماب لٌكً هتمدمً المهوه‬
‫ً‬ ‫‪ -‬تؤخٌر ربع ساعه‬
‫لعمران بٌه النهارده‬
‫فؤتسعت حدلتً حٌاه بدهشه وهً تُطالع منار التً‬
‫تضحن‬
‫‪ -‬انتً عارفه رامً ٌعتبر ألدمنا وهو الرٌس بتاعنا ‪..‬‬
‫متبصلٌش كده ‪ ..‬ماهو بٌعالبنً أنا كمان‬
‫فكشرت حٌاه بطرٌمة طفولٌه وهً تستعطفهم‬
‫‪ -‬عمران بٌه ده الء ‪ ...‬انا بخاؾ منه‬
‫فوكظتها منار بذراعها ‪:‬‬
‫~ ‪~ 163‬‬
‫‪ -‬حد ٌخاؾ من الممر ده‬
‫وعضت شفتٌها بحالمٌه ‪ ..‬لتنظر حٌاه نحو رامً‬
‫الذي أمتمع وجهه وأبتعد عنهم‬
‫وداخلها ٌهتؾ " ؼبٌة ٌامنار"‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫نظرت فرح الً أمجد بؤمتعاض ‪ ..‬فضحن امجد علً‬
‫هٌبتها‬
‫‪ -‬الجمٌل زعالن لٌه‬
‫فؤشاحت وجهها بعٌدا عنه ‪ ..‬ثم عادت تُطالع األوراق‬
‫التً أمامها‬
‫فجلس أمجد علً الممعد الخشبً الذي أمام مكتبها فً‬
‫الملجؤ‬
‫‪ -‬شكلن وحش علً فكره‬

‫~ ‪~ 164‬‬
‫وحرن شفتٌه بطرٌمة مضحكه ‪ ..‬لتبتسم فرح علً‬
‫فعلته‬
‫‪ -‬بس بمً ٌاأمجد‬
‫ولبل أن تبدء فً ُمعاتبته ‪ ..‬دخل بعض المشرفٌن فً‬
‫الدار وعلً وجوههم ابتسامه متسعه ولالت إحداهن‬
‫‪ -‬أستاذ أمجد حضرتن متعرفش احنا مبسوطٌن أزاي‬
‫بوجودن هنا ‪...‬‬
‫واخري تحدثت بهٌام ‪:‬‬
‫‪ -‬أنا بحب برنامج حضرتن اووي‬
‫وأخري مدحته ‪ ..‬وأخر بدء ٌُطالبه ان ٌتحدث عن‬
‫لرٌته وحاجتها‬
‫كان أمجد ٌسمعهم وهو ٌُحرن رأسه ببتسامه تعود‬
‫علً رسمها دوما‬

‫~ ‪~ 165‬‬
‫فكانت تجلس تتؤمله بفخر وللبها ٌخفك بموه فً حب‬
‫هذا الرجل الذي لم ٌشعر بحبها ٌوما ً ‪ ..‬فهً تري‬
‫الحب فً عٌنٌه ولكن كشمٌمة لٌس أكثر‬
‫وأنتهً الترحٌب الحافل ‪ ..‬وطلبت منهم فرح بلطافه‬
‫أن ٌنصرؾ كل منهما لعمله‬
‫فطالعها أمجد بهدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬انا مجبتش هداٌا لألطفال لألسؾ‬
‫ثم اخرج من جٌب سترته دفتر شٌكاته ‪ ..‬ووضع رلم‬
‫وهو ٌتسؤل ‪:‬‬
‫‪ -‬للٌل وال أزود‬
‫وأؼمزت بعٌناها بمكر‬
‫‪ -‬الء زود ٌاابن العمري‬
‫فضحن وهو ٌضع برلم أخر ‪ ..‬وأعطاها الشٌن ‪..‬‬
‫لتنظر الٌه برضً ثم مازحته‬
‫‪ -‬ال ٌنمص مال من صدله علً فكره‬
‫~ ‪~ 166‬‬
‫فؤبتسم وهو ٌعلم ذلن ‪ ..‬فهذه تربٌة جدهم ووالدهم‬
‫ووالدتهم الحبٌبه ‪ ..‬فهم عابله رؼم ماحصدوا من مال‬
‫طابل وأسم مرموق ومكانة عالٌه ‪ ..‬اال انهم تربوا‬
‫علً لواعد دنٌوٌه طاهره ترسخت داخلهم‬
‫وعادت فرح الً جدٌتها ‪:‬‬
‫‪ -‬انا عاٌزه األرض دٌه ٌاأمجد أتصرؾ‬
‫وتابعت بٌؤس ‪:‬‬
‫‪ -‬الحارس بتاع المزرعه كل ماأروح أسؤل عن‬
‫صاحبها ٌمولً مسافر ‪..‬‬
‫وتذكرت تذمره منها ‪ :‬تحس انه بٌكرهنً‬
‫فضحن أمجد وهو ٌؽمز لها ‪:‬‬
‫‪ -‬مٌن ده اللً ٌكرهن ‪ ..‬ده انتً ست البنات‬
‫وتحولت جلستهم لمزاح لطٌؾ ٌعرؾ لواعد الحدود‬
‫ثم هتؾ أمجد بوعد ‪:‬‬

‫~ ‪~ 167‬‬
‫‪ -‬أسبوع واالرض تكون ملكن‬
‫فؤشارت له بؤصبعها ‪:‬‬
‫‪ -‬أخدها بالمعروؾ ٌاأمجد وادفع حمها كامل‬
‫فحرن امجد راسه بتفهم ‪:‬‬
‫‪ -‬اكٌد ٌافرح متملمٌش‬
‫ونهض لتنهض هً األخري‬
‫‪ -‬طب ٌال بمً عشان اروح لست الكل اصلها‬
‫وحشانً اوي‬
‫ثم وضع بٌده علً اذنه واكمل بمزاح‬
‫‪ -‬ووحشنً لرصها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫نهض مروان من فوق ممعده وهو ٌفتح ذراعٌه‬
‫بطرٌمة مسرحٌه‬

‫~ ‪~ 168‬‬
‫‪ -‬عمران باشا أخٌرا ً أفتكرنا‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌتمدم منه ‪ ..‬وجلس علً الممعد‬
‫الذي أمامه‬
‫‪ -‬البركه فٌن بمً ‪.‬‬
‫فؤشار له مروان ‪:‬‬
‫‪ -‬تعاال ألعد مكانن انت البوص الكبٌر‬
‫فضحن عمران ‪ :‬ألعد ٌامروان أنا وانت واحد علً‬
‫فكره‬
‫فجلس مروان وهو ٌبتسم بحب لصدٌمه الذي رؼم‬
‫طباعه البارده الجامده اال أنه ٌعلم ان داخله رجال‬
‫حنون ولكن المسبولٌة التً دوما كانت علً عاتمه‬
‫بسبب أنه الحفٌد االكبر جعلت منه رجال هكذا‬
‫وبعد حدٌث دام عن العمل والصفمات الجدٌده الخاصه‬
‫بالشركه‬
‫زفر عمران انفاسه وهو ٌرخً من رابطة عنمه‬
‫~ ‪~ 169‬‬
‫فهتؾ مروان بملك وهو ٌتمدم منه لٌجلس أمامه‬
‫‪ -‬خدلن اجازه ٌاعمران وأرتاح شوٌه ‪ ..‬انت لو‬
‫بتعالب نفسن مش هتعمل كده ‪ ..‬حٌاتن كلها شؽل فً‬
‫شؽل‬
‫وتسؤل وهو ٌؽمز له ‪:‬‬
‫‪ -‬أخبار نٌرة اٌه صحٌح ‪.‬‬
‫فتجمدت مالمح عمران فالكل ٌسؤله عن نٌرة ومتً‬
‫موعد الزواج وكؤن شا بٌنهم ‪ ..‬نٌرة كفرح ابنة خاله‬
‫ال فرق بٌنهم‬
‫هو ٌعلم بؤن نٌرة تلتؾ حوله كالعلمه كً تجذبه الٌها‬
‫ولكنه أخبرها مرارا ً انه ال ٌفُكر فً الزواج وان علٌها‬
‫أن تمبل بعروض الزواج التً تتمدم الٌها ‪ ..‬ولكن فً‬
‫النهاٌه مازالت تنتظر وكؤنه سٌتٌمظ ذات ٌوما ً من‬
‫نومه لٌجد نفسه ٌُحبها فهو ٌعرؾ نٌرة منذ طفولتها‬
‫بحكم انها أبنة صدٌك والدها ومشاعره نحوها ظلت‬
‫ثابتة لم تتؽٌر‬
‫~ ‪~ 170‬‬
‫وعندما الحظ مروان صمته ‪ ..‬ضحن ‪:‬‬
‫‪ -‬خالص بالش نٌره‬
‫تعاال اسهر معاٌا بلٌل وأعرفن علً شوٌه ‪...‬‬
‫ولبل أن ٌنطك بالكلمه عدل عنها النه ٌعلم طباع‬
‫عمران‬
‫وأنحنً عمران للٌال نحوه‬
‫‪ -‬بما أن سٌرة السهر جات ‪ ..‬مش هتبطل اللً انت‬
‫فٌه ٌامروان‬
‫فنهض مروان من فوق ممعده بتؤفؾ فدروس عمران‬
‫ستبدء االن‬
‫‪ -‬اللً ٌشوفن الصبح ‪ ..‬مٌعرفش انت اٌه بلٌل سهر‬
‫وسكر وبنات‬
‫فؤمتمع وجه مروان وهو ٌنفض كالم صدٌمه من عمله‬
‫‪ -‬عمران انت عارؾ كوٌس أن عمري ماخلطت‬
‫شؽلً بحٌاتً الخاصه وال حتً أتعدٌت بكلمة علً‬
‫~ ‪~ 171‬‬
‫موظفه هنا ‪..‬هنا أنا راجل محترم اما بره الشركه‬
‫حٌاتً وانا حر فٌها‬
‫فهز عمران رأسه بٌؤس ونهض هو االخر من فوق‬
‫ممعده ‪ ..‬ثم الترب منه لٌربت علً كتفه بؤخوه‬
‫‪ -‬عارؾ ٌامروان ده كوٌس ‪ ..‬بس من واجبً‬
‫كصدٌك واخ انً أنصحن ‪ ..‬أنسً ٌامروان اللً فات‬
‫وعدل من ربط رابطة عنمه وهتؾ وهو ٌُؽادر‬
‫‪ -‬علً فكره مها بتحبن فعال ‪ ..‬مش عشان فلوسن !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان عابد من المزرعه بؤرهاق ٌمود سٌارته بتمهل‬
‫وهو ٌحلم بالفراش الذي سٌضم جسده ‪ ..‬فالٌوم كان‬
‫مرهك فبعد أن ساعد فرح فً معرفة هوٌة صاحب‬
‫المزرعه واألرض التً لم تعد ملن للمالن المدٌم‬
‫الذي كان ٌعرفوه ُمسبما ‪..‬وماجعله ٌشعر بالراحه‬

‫~ ‪~ 172‬‬
‫عندما علم بهوٌة المالن الجدٌد فهو كان أحدي معارؾ‬
‫أخٌه عمران وبالتؤكٌد األمور ستصبح سهله معه‬
‫وأخٌرا لد وصل بسٌارته اسفل البناٌة التً ٌمطن بها‬
‫المشاهٌر ‪ ..‬لٌعطً للحارس مفاتٌح سٌارته كً‬
‫ٌضعها فً مكانها المخصص‬
‫وسار بخطً هادبه نحو المصعد وهو ٌُتمتم ‪:‬‬
‫‪ -‬دٌما تعبانً ٌافرح‬
‫ووصل أخٌرا الً الطابك الذي به شمته ‪ ..‬لٌجد اخر‬
‫شخص ٌتولعه األن ‪ ..‬فمد كانت نهً تجلس علً‬
‫الدرج وتنتظره وعٌونها ُمنتفخه من البكاء‬
‫وألترب منها بملك ‪ :‬نهً !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظرت حٌاه الً الطعام الذي جلبته نعمه ‪ ..‬وهً‬
‫تتسؤل داخلها ‪:‬‬
‫~ ‪~ 173‬‬
‫‪ -‬هما ممكن ٌكونوا مش عاٌزنً اكل معاهم‬
‫وطردت تلن االفكار من عملها‬
‫‪ -‬الء مش معمول ‪ ..‬اكٌد زي مابٌمولوا عاٌزٌن‬
‫ٌرٌحونً‬
‫وعادت تُحدق بالطعام بؤسً وهً تُحادث نفسها‬
‫‪ -‬بس أنا بحب أكل معاهم‬
‫وجلست علً فراشها وبدء شرٌط حٌاتها المدٌمه ٌسٌر‬
‫امامها‬
‫الً أن أبتسمت فجؤه وهً تتذكر تلن الجمله التً‬
‫رأتها الٌوم علً زجاج احدي سٌارات األجرة‬
‫" ماضالت اال مافرجت "‬
‫وأخذت تُرددها وهً تجهل معناها ‪ ..‬فهً مازالت‬
‫تُجمع كل معلوماتها علً دٌنها وتفهم ماٌُحرمه هللا وما‬
‫ٌُحلله ‪ ..‬فلألسؾ حٌاتها السابمه كانت تشبه الؽرب‬

‫~ ‪~ 174‬‬
‫رؼم انها كانت تبحث عن كل ماٌخص األسالم‬
‫وعادات وطنها‬
‫ولكن كانت الحٌاه هنان تجذبها لتكون مسلمة باالسم‬
‫فمط فال والد ٌنصح وال أم موجوده ‪.‬‬
‫وفالت من شرودها علً صوت هاتفها ‪ ..‬وهً تؤمل‬
‫أن ٌكون صدٌك والدها او فرح التً أفتمدتها‬
‫ولكن كانت المتصله هً كرستٌن ‪ ..‬وأتسعت‬
‫أبتسامتها فتلن المرأه تشعر بها دوما‬
‫وتبدل حزنها لسعاده وهً تسمع نبرة كرستٌن الدافبه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫وضع أمجد بكؤس الماء أمامها ‪..‬ثم جلس جانبها وهو‬
‫الً االن ال ٌعلم ماسبب بكابها هذا‬
‫وتمتم بهدوء رؼم ارهاله‬
‫‪ -‬مش كفاٌه عٌاط ولولٌلً سبب وجودن هنا‬
‫~ ‪~ 175‬‬
‫فنظرت الٌه بحرج ‪ ..‬ونهضت وهً تحمل حمٌبتها‬
‫الصؽٌره‬
‫‪ -‬اسفه ‪ ..‬عن أذنن‬
‫وسارت من امامه ‪ ..‬فهتؾ أمجد بؤعتذار‬
‫‪ -‬نهً ممصدش صدلٌنً ‪ ..‬كل اللً ألصده سبب‬
‫وجودن فً الولت ده بره البٌت‬
‫فطؤطؤت برأسها أرضا ً ‪ ..‬وهً تتذكر ماحدث معها‬
‫الٌوم من ُمشاحنة مع زوجة أبٌها ولم تجد ؼٌر أمجد‬
‫الذي فكرت به‬
‫فمشاعرها نحوه بدأت تخطو خطوات أخري ‪ ...‬ؾ‬
‫فً البداٌة كانت تراه صٌدا ً ثمٌنا ً ترمً شباكها علٌه‬
‫ولكن مع الولت بدأت تشعر بمشاعر لم تعرفها من‬
‫لبل وأنملب السحر علً الساحر‬
‫وأرتجؾ جسدها وهً تتذكر الكالم الماسً الذي ألمته‬
‫زوجة ابٌها علً مسمعها وهً تُخبرها أن والدتها‬

‫~ ‪~ 176‬‬
‫كانت زانٌة ولد ماتت مع عشٌمها وهً ستصبح مثلها‬
‫مجرد عاهرة فاسمة‬
‫والدتها لم تكن اال امرأه طٌبه أحبت رجالً لم ٌعرؾ‬
‫معنً للرحمه وفً النهاٌه كانت ضحٌة للعبه لد لعبها‬
‫هو وال تعلم الً األن كٌؾ كانت لعبته التً أنهت حٌاة‬
‫والدتها بالحسره‬
‫وألترب أمجد منها بعد أن رأي أرتجافها‬
‫‪ -‬نهً أهدي‬
‫وأرتمت علً صدره تبكً وتتشبث بٌه وتمص علٌه‬
‫معاملة زوجة ابٌها لها وكالمها الجارح دون أن‬
‫تُخبره عن كالمها عن والدتها‪ ..‬لٌشعر أمجد بالشفمة‬
‫نحوها‬
‫فضمها الٌه وهو ٌوشوش لها بؤن تهدأ ‪ ..‬حتً بدأت‬
‫تؤخذ أنفاسها ببطا ومازالت بٌن ذراعٌه‬
‫لٌبعدها عنه للٌال ‪ ..‬فٌري دموعها وهً تتسالط علً‬
‫وجهها‬
‫~ ‪~ 177‬‬
‫وبدء ٌزٌل دموعها بؤبتسامه هادبه‬
‫‪ -‬ماسورة دموع وأنفجرت‬
‫فؤبتسمت ال أرادٌا ً لمزحته ‪ ..‬وداخلها ٌُخبرها ان هذا‬
‫الرجل ال ٌمع بشبان إحداهن بل هن من ٌمعن بشباكه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أخذت تنظؾ حجرتها وتمسحها فالٌوم هو أجازتها‬
‫األسبوعٌة وبما أنها أصبحت ماهرة فً التنظٌؾ ‪..‬‬
‫لررت أن تجعل حجرتها تلمع من النظافه ‪ ..‬ووضعت‬
‫بٌدها علً ظهرها بؤلم فهو أصبح ٌإلمها ‪ ..‬ولكنها‬
‫تالشت وجعها ونظرة الً زجاج الشرفة وبدأت تُلمعه‬
‫‪ ..‬وتعلمت عٌناها بالعمال الذٌن ٌعدوا الحدٌمه لعشاء‬
‫الٌوم الذي سٌضم أشخاص مهمٌن وما علمته من امل‬
‫صباحا ً ‪ ..‬بؤن أحد الوزراء لادمٌن ورجال من الطبمه‬
‫الرالٌه والمهمه ‪..‬‬

‫~ ‪~ 178‬‬
‫وعندما سؤلتها هل سٌجود موسٌمً ونساء وشراب كما‬
‫كانت فً حفالت والدها ‪ ..‬ولكن امل أخبرتها ان‬
‫حفالت السٌد عمران ال ٌوجد بها موسٌمً وعندما‬
‫ٌكون بها نساء تكون زوجاتهم او من العابله لٌس أكثر‬
‫‪...‬فكل ما ٌهتم به سٌدهم هً الضٌافة الحسنه والطعام‬
‫الفاخر والجو اللطٌؾ الذي ٌصنعه بالحدٌمه وٌجلب‬
‫من أجله أفضل منظمٌن الحفالت‬
‫وتمتمت بؤرهاق بعد أن أنهت حملة التنظٌؾ‬
‫‪ -‬هرتاح شوٌه وهروح أساعدهم‬
‫فهً عرضت علً امل المساعده ولكنها اخبرتها انهم‬
‫ٌمومون بتمدٌم المؤكوالت والحلوي والعصابر لٌس‬
‫اكثر فكل شا ٌؤتً من أفخر الفنادق وماعلٌهم سوي‬
‫الضٌافه فمط‬
‫ونظرت الً مالبسها ال ُمبتله وبدأت تعطس فهً منذ‬
‫األمس تشعر ببوادر البرد ‪ ..‬ولررت أن تنام للٌال‬

‫~ ‪~ 179‬‬
‫وحٌن تستٌمظ ستستحم وتُبدل مالبسها ال ُمبتله ثم تذهب‬
‫للمساعده‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫وفً بلدا ً اخري ٌخرج أحدهم من أحدي المحاكم وهو‬
‫ٌحمل صؽٌره الذي لم ٌتجاوز العامٌن ‪..‬فٌركض‬
‫سابمه نحو السٌاره لٌفتح له بابها ‪ ..‬فٌردؾ للداخل‬
‫بحذر وهو ٌضم طفله ‪ ..‬وٌنظر خارجا ً نحو تلن التً‬
‫تمؾ بتؤنك وكؤنها لم تنال للتو طاللها ولم تبٌع‬
‫صؽٌرها بالمال ‪ ..‬وأؼلك زجاج السٌاره المعتم وهو‬
‫ٌشٌح وجهه بعٌدا ً عنها ‪ ..‬وٌمود السابك السٌاره ببطا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أستٌمظت حٌاه بتعب ونظرت حولها فوجدت ان‬
‫الؽرفة ؼارلة بالظالم ‪ ..‬فؤدركت أنها نامت ساعات‬
‫ولٌس ساعه واحده كما رؼبت‬
‫~ ‪~ 180‬‬
‫ونهضت من فوق الفراش وهً تشعر بؤلم حلمها ‪..‬‬
‫وسخونة انفاسها‬
‫وأتجهت نحو المرحاض كً تستحم وتُصلً ماضاع‬
‫من فروضها‬
‫وبعدما انهت كل ما كان علٌها فعله ‪ ..‬أرتدت حجابها‬
‫ولررت أن تذهب للمطبخ كً تُساعدهم‬
‫وخطت بخطوات بطٌبه وهً تتؤمل الحدٌمه المضاءة‬
‫والتً أصبحت ُمبهرة و ُمجهزه للضٌوؾ ‪ ..‬وأسرعت‬
‫بخطاها عندما أدركت أن ال مجال للتمتع األن بالمنظر‬
‫فبالتؤكٌد الضٌوؾ علً وشن الوصول‬
‫ولمحتها أمل وهً تمؾ مع المنظمٌن الذٌن أنهوا‬
‫أعمالهم وسٌُؽادرون‬
‫وعندما تذكرت أمر عمران بؤنه ال ٌرٌد أن ٌلمحها‬
‫بالمنزل وحدودها هً ؼرفتها فمط ‪ ..‬فؤلتزموا بؤوامره‬
‫دون أن ٌخبروها بشا وكان كل ماٌمولوه أنهم ٌُدللوها‬
‫حتً ال ٌجرحوها اذا علمت بنبذها‬
‫~ ‪~ 181‬‬
‫وأسرعت أمل بخطواتها المتوتره وهً تحمد ربها أنه‬
‫مازال باألعلً ولٌس هنا ‪ ..‬وذهبت نحوها هاتفه‬
‫‪ -‬حٌاه‬
‫فنظرت الٌها حٌاه بؤبتسامه شاحبة بعض الشا‬
‫‪ -‬جٌت عشان اساعدكم فً المطبخ‬
‫ومازحتها بمرح ‪:‬‬
‫‪ -‬بدل ما أنا لاعده فاضٌه ومبعملش حاجه‬
‫فؤبتسمت أمل بتوتر وهً تلتؾ حولها ٌمٌنا ً وٌسارا ً‬
‫ثم جذبتها من مرفمها برفك‬
‫‪ -‬روحً ارتاحً انتً فً أوضتن النهارده أجازتن ‪..‬‬
‫واحنا ٌاستً مخلصٌن كل حاجه ؼٌر اننا مش هنعمل‬
‫حاجه ؼٌر التمدٌم‬
‫وسمعت صوت أحد االشخاص ٌنادٌها ‪ ..‬فنظرت الً‬
‫حٌاه التً تمؾ تُطالعها بحٌره بسبب رفضها‬
‫لمساعدتها‬
‫~ ‪~ 182‬‬
‫‪ -‬حٌاه روحً اوضتن الضٌوؾ لربوا ٌوصلوا والبٌه‬
‫منبه انه مش عاٌز ٌشوؾ حد فً الجنٌنه‬
‫وسارت أمل نحو من ٌُنادٌها ومازالت عٌناها علً‬
‫حٌاه الساكنه فً مكانها وال تفهم سبب رفضها‬
‫وألتفت بجسدها كً تعود الً ؼرفتها المنعزله ‪..‬‬
‫ولكنها شهمت بفزع عندما رأت أمامها أحدهم‬
‫فضحن أمجد علً هٌبتها‬
‫‪ -‬انتً مٌن ؟‬
‫فنظرت الٌه بخجل وهً ال تعلم بما ستُجٌب علٌه‬
‫وٌصدح صوت عمران ُمهاتفا ‪:‬‬
‫‪ -‬أمجد‬
‫فؤرتبكت من سماع صوته ‪ ..‬وتطؤطؤت رأسها بتوتر‬
‫وأبتسم أمجد علً هٌبتها وسار ُمبتعدا عنها ومازحها‬
‫‪ -‬أنا أمجد ‪ ..‬أخو الوحش اللً كان لسا بٌنادي‬

‫~ ‪~ 183‬‬
‫فؤبتسمت وهً تُطالعه ‪..‬فشتان بٌنه وبٌن شمٌمه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 184‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫**********‬
‫ألترب من أخٌه وهو ٌضحن كلما تذكر مالمح الفتاه‬
‫وهً ُمرتبكه منه ‪ ..‬فنظر عمران الً المكان الذي‬
‫كان ٌمؾ فٌه أخٌه معها‬
‫فحدق بها للٌال وهو ٌراها تمؾ تُطالع الطرٌك الذي‬
‫ٌإدي الً الباب الخارجً للمطبخ والً طرٌك عودتها‬
‫لؽرفتها‬
‫وفً نهاٌة حسمت أمرها وذهبت لؽرفتها ‪ ..‬ال ٌعلم‬
‫لما أنتباه شعور بالشفمة نحوها فٌبدو أنها أصبحت تعلم‬
‫مكانتها وان وجودها فً بٌته تمدٌرا ً لصدٌك خاله لٌس‬
‫أكثر‬
‫وشعر بٌد أمجد علً ذراعٌه‬
‫‪ -‬سرحت فً أٌه ٌاعمران‬
‫فتنهد عمران بحنك‬
‫~ ‪~ 185‬‬
‫‪ -‬الضٌوؾ علً وصول‬
‫وسار عمران نحو المكان الخاص بالضٌوؾ فؤتبعه‬
‫أمجد متسابال‬
‫‪ -‬مٌن البنت دٌه ٌاعمران‬
‫فؤخبره عمران بؤلتضاب عن هوٌتها وماحدث مع‬
‫حسام حٌنما عاد لتصفٌة اعماله بالخارج‬
‫وكاد أن ٌتحدث أمجد اال أن أصوات بوق السٌارات‬
‫جعلته ٌتبع شمٌمه بصمت نحو ضٌوفهم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ولفت تنظر من شرفة ؼرفتها علً السٌارات وهً‬
‫تسٌر للداخل ‪ ..‬فتذكرت تلن المشاهد التً كانت تراها‬
‫فً منزل والدها عندما كان " محمود الرخاوي"‬
‫وأبتسمت بشحوب وهً تتذكر والدها وكٌؾ أنتهت‬
‫حٌاته‬
‫~ ‪~ 186‬‬
‫وشعرت بالحزن ‪ ..‬وأتجهت نحو فراشها تجلس علٌه‬
‫وأمسكت بهاتفها داعٌة هللا ان ال تسمع نفس الرساله‬
‫ولكن كما دوما تسمع " الهاتؾ مؽلك"‬
‫ووضعت بٌدها علً رأسها لتجد ان حرارتها بدأت‬
‫ترتفع‬
‫فضربت جبهتها كما اعتادت ألنها نست أن تسؤل أمل‬
‫عن عالج لها‬
‫ولررت األنتظار للٌال ‪..‬ثم تذهب الً المطبخ مجددا ً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫جلست نٌرة بتؤفؾ وهً تستمع لممٌزات العرٌس الذي‬
‫لم ٌروق لها عندما علمت بوضعه المادي ‪ ..‬فهو‬
‫ٌجلس أمامها ٌتفاخر بوضعه العلمً والبعثة التً‬
‫حصل علٌها ‪ ..‬وكل من والدٌها فخورٌن بشاب مثله‬
‫‪ ..‬ولكن هً ال تري شٌبا ً ممٌزا ً فٌه ‪ ...‬فهو لٌس‬
‫العرٌس الذي تطمح به فالمال بالنسبة لها هو األهم ‪..‬‬
‫~ ‪~ 187‬‬
‫وجاء بذهنها صورة عمران وهً تري نفسها بجانبه‬
‫عروس وتصبح شركه األدوٌة التً هً مدٌرة فٌها‬
‫ملكا لها وبؤسمها ‪ ..‬أحالما ً بدأت تسبح فٌها وهً‬
‫ُمبتسمه والعرٌس الذي أمامها ٌظن بؤنها تبتسم له ‪..‬‬
‫حتً والدٌها أشرلت وجوههم وهم ٌظنون أن أبنتهم‬
‫ستوافك علً هذا الشاب الذي ٌروا فٌه مستمبال باهرا ً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫جلس مروان بجانب أمجد ٌستمعون الً الحوار الذي‬
‫ٌدور ورؼم أن أمجد كان ٌتحدث معهم بلباله كونه‬
‫اعالمً معروؾ اال أنه أنسحب من الحدٌث وظل‬
‫ٌتحدث مع مروان الذي جاء مؽصوبا ً بسبب أصرار‬
‫عمران‬
‫‪ -‬اخون ده هٌموت وهو حٌاته كلها شؽل فشؽل‬

‫~ ‪~ 188‬‬
‫فتمتم أمجد وهو ٌُطالع اخٌه وكٌؾ ٌتحدث شعور‬
‫بالفخر ٌمتلكه نحو ذلن الجالس ولكن شعوره باألشفاق‬
‫نحوه كان اكبر‬
‫‪ -‬عمران بمً شاٌل كل مسبولٌة العٌله علً كتافه ‪...‬‬
‫نفسً ٌكون أنانً لمره وٌفكر فً نفسه‬
‫وبدأت ضحكات الضٌوؾ تعلو ‪ ..‬لٌضحن كال من‬
‫أمجد ومروان وهم ال ٌعلمان لما ٌضحكون ولكن‬
‫ال ُمجامله لد حتمت علٌهم أن ٌضحكوا ‪ ..‬فالوزٌر‬
‫ٌجلس أمامهم وٌضحن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫خرجت من ؼرفتها بخطوات سرٌعه ‪ ..‬وهً تسمع‬
‫ضحكات الجالسٌن ‪ ..‬وشعرت بالخوؾ وهً تري‬
‫بعض الرجال بؤجسادهم الضخمه ‪ ..‬وكاد أحدهم‬
‫ٌمترب منها لٌعرؾ هوٌتها‬

‫~ ‪~ 189‬‬
‫اال أن نعمه فً تلن اللحظه لد لمحتها فهً لد جابت‬
‫بالمشروبات لهإالء الحراس الخاصٌن بالوزٌر‬
‫فسؤلتها نعمه بملك ‪:‬‬
‫‪ -‬مالن ٌاحٌاه اٌه اللً طلعن من اوضتن مش شاٌفه‬
‫الفٌال ملؽمه أزاي‬
‫وضحكت بخفوت بعد أن نطمت بالكلمه االخٌره ‪..‬‬
‫لتضحن حٌاه بشحوب لد لحظته نعمه‬
‫‪ -‬انتً شكلن تعبانه ‪ ..‬أستنٌنً هنا هروح أشوفلن‬
‫خافض للحراره واجً بسرعه‬
‫وبعد دلابك كانت تؤتً لها نعمه بالدواء ‪ ..‬فؤخذته حٌاه‬
‫شاكرة‬
‫وذهبت لحٌث ؼرفتها فمدماها لم تعد تحتمل‬
‫ومن سوء حظها كان عمران ٌمؾ ٌتحدث فً الهاتؾ‬
‫ولد رأها ‪ ..‬وألترب منها بعد أن أنهً ُمكالمته‬

‫~ ‪~ 190‬‬
‫‪ -‬انتً بتعملً اٌه هنا ‪ ..‬أنا مش نبهت انً مش عاٌز‬
‫اشوؾ حد النهارده فً الجنٌنه‬
‫فلم تجد أجابه فجسدها بدأ ٌآن من التعب ‪ ..‬ورفعت‬
‫ٌدها الممسكه بالدواء وهتفت بصوت ضعٌؾ‬
‫‪ -‬كنت باخد من نعمه الدوا ده‬
‫وسارت من امامه دون كلمة أخري ‪ ..‬فهو لاسً‬
‫بنظراته حتً كالمه وسمطت دموعها دون شعور منها‬
‫‪ ..‬وهً تتمنً ان ٌؤتً صدٌك والدها بؤسرع ولت‬
‫لٌُخلصها من هنا‬
‫وولؾ عمران للحظات ٌنظر الٌها وهً تتجه الً‬
‫ؼرفتها ‪ ..‬وصورتها الضعٌفه تخترق عمله ‪ ..‬فٌبدو‬
‫علٌها أنها مرٌضه فوجهها كان محمرا ً بشده من أثر‬
‫الحمً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 191‬‬
‫وفً ظالم اللٌل كانت تمؾ سٌارة سوداء فخمه تطلك‬
‫بإها ‪..‬فؤستٌمظ الحارس سرٌعا وهو ٌزٌل عنه النُعاس‬
‫وخرج من ؼرفته التً بجانب البوابه لٌفتح بابها علً‬
‫مصرعٌها وهو ٌهتؾ بترحٌب‬
‫‪ -‬اهال أدهم بٌه‬
‫فحرن أدهم رأسه كتحٌه له ‪..‬ثم أنطلك ُمجددا ً بسٌارته‬
‫الً داخل المزرعه‬
‫وولفت السٌاره لٌُطالع أدهم المنزل فهو لد أختار أن‬
‫ٌنعزل عن الناس لبعض الولت حتً ٌعود كما كان ‪..‬‬
‫ٌعود للرجل الذي كان ال ٌهزه أي شا ‪ٌ ..‬عود لرجل‬
‫المانون الصارم‬
‫فهو طٌلة ؼربته بؤمرٌكا كان من أشهر ال ُمحامٌن حتً‬
‫أنها كان ُمحامً ألؼلب الشخصٌات الهامه وماساعده‬
‫فً ذلن جنسٌته األمرٌكٌه التً أخذها عن والدته فلو‬
‫كان بجنسٌة وطنه فمط فحكما ً كانت العنصرٌة ستظهر‬
‫اال انه عاش هنان مواطن أمرٌكً بؤصول عربٌه‬
‫~ ‪~ 192‬‬
‫وخرجت ُمدبرة المنزل راكضه نحوه ‪ ..‬فهً تعٌش‬
‫هنا منذ أن كانت تخدم جده ‪..‬جده لوالده وهو من‬
‫ورث عنه تلن األمالن فً هذه المرٌه‬
‫‪ -‬أهال ٌؤدهم بٌه نورت البلد كلها‬
‫فتمتم أدهم بنبرة هادبه ‪:‬‬
‫‪ -‬شكرا ً ٌاسعدٌه‬
‫ثم نظر الً ال ُمربٌة التً تحمل صؽٌره وأشار الٌها‬
‫بؤن تتبعه وهو ٌسؤل‬
‫‪ -‬كل حاجه جاهزه ٌاسعدٌه‬
‫فحركت سعدٌة رأسها وهً تُجٌبه‬
‫‪ -‬األوض جاهزه ٌابٌه ‪ ..‬وأوضة البٌه الصؽٌر جانب‬
‫أوضتن زي ماطلبت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫~ ‪~ 193‬‬
‫أستٌمظت حٌاه وهً تشعر بالتعب ونهضت وهً‬
‫تتحامل علً نفسها كً تذهب لعملها ‪ ..‬ونظرت الً‬
‫وجهها بالمرآه فوجدته شاحب بشده فؤرتدت مالبسها‬
‫وصلت فرضها‬
‫فالصاله أصبحت دواء روحها كل ٌوم تتسؤل داخلها‬
‫كٌؾ كانت تحٌا سنٌن عمرها التً مضت وهً بعٌدة‬
‫كل البعد عن ربها ‪..‬بعٌده عن تلن السكٌنه والموة التً‬
‫أصبحت تتخذها مع كل سجده ‪ ..‬من لال ان الموة هً‬
‫لوة الجسد او لوة المال والسلطة فالموة الحمٌمه هً‬
‫لوة األٌمان بؤن كل ماٌُصٌبن فهو خٌرا ً من هللا‬
‫وجابت نعمه الٌها بالفطور وهً تسؤلها عن حالها‬
‫الٌوم‬
‫وشهمت بملك وهً تلتمس حرارتها‬
‫‪ -‬أنتً سخنه ٌاحٌاه ‪ ..‬الء شكلن مٌطمنش‬
‫فتنحنحت حٌاه بؤلم حاولت ان تُدارٌه‬
‫‪ -‬انا كوٌسه ٌانعمه متملمٌش‬
‫~ ‪~ 194‬‬
‫وعندما أعترضت نعمه علً ذهابها للعمل‬
‫‪ -‬انتً مش شاٌفه وشن أصفر ازاي ‪ ..‬انا هروح‬
‫ألحك عمران بٌه والوله أنن تعبانه واخدلن أجازه منه‬
‫فهتفت حٌاه وهً ترتشؾ من كؤس الماء وهً تتذكر‬
‫نظراته لها لٌلة أمس‬
‫‪ -‬الء ٌانعمه انا كوٌسه صدلٌنً‬
‫ثم تمتمت ‪ :‬لو تعبت فً الشؽل هاخد أجازه واروح‬
‫وبعد أصرارها للذهاب للعمل ‪ ...‬رضخت نعمه‬
‫لمرارها ونظرت الٌها حٌاه وهً تحمل حمٌبتها‬
‫وؼادرت ُمتجها الً عملها‬
‫وصلت العمل وبعد أن شعرت بالتحسن للٌال ‪ ..‬عاد‬
‫جسدها ٌآن من اآللم‬
‫فؤلتربت منها منار بفزع ‪ :‬مالن ٌاحٌاه ؟‬
‫فجلست حٌاه علً احد المماعد وهً تمسح علً‬
‫وجهها‬
‫~ ‪~ 195‬‬
‫‪ -‬تعبانه شوٌه ‪.‬‬
‫فتؤملتها منار وهً تنظر لرامً المادم نحوهم‬
‫‪ -‬طب متصلتٌش بٌا لٌه كنت أخدتلن أجازه‬
‫وجذبتها من ذراعها ‪:‬‬
‫‪ -‬لومً ٌال تعالً أخدلن اذن‬
‫وبعد جدال هتؾ رامً ‪:‬‬
‫‪ -‬لومً ٌاحٌاه معاها ‪..‬بالش عند‬
‫فؤبتسمت الٌهم وهً تذهب نحو خزانتها كً تجلب‬
‫مالبس عملها‬
‫‪ -‬لو تعبت هروح‬
‫فؤمتعضت منار من عنادها ‪ ..‬وذهب كل منهما حٌث‬
‫مهامه‬
‫وبعد مرور الولت ‪ ..‬نظرت الٌها منار بضٌك‬
‫‪ -‬الء هتمومً معاٌا أخدلن أذن تروحً ‪..‬‬
‫~ ‪~ 196‬‬
‫وبالفعل تلن المره أستجابت ألصرار منار ‪..‬لتخبرهم‬
‫الموظفه الخاصه بشبون العاملٌن ان علٌهم األنتظار‬
‫للٌال‬
‫وطلبت منهم أن ٌعودوا الً عملهم الً حٌن تنهً‬
‫بعض االمور العالمة بالعمل وبعد نصؾ ساعه ٌعودوا‬
‫الٌها‬
‫وبعدما انصرفوا ‪ ..‬رفعت هاتؾ مكتبها لتجري‬
‫ُمكالمه مع السكرتٌرة الخاص بالسٌد عمران‬
‫والذي أخبرهم بؤن كل شا ٌخص تلن فتاه البد ان‬
‫ٌعلمه‬
‫وحولت السكرتٌرة ال ُمكالمه فً اللحظه التً كان‬
‫ٌُعنؾ فٌها عمران احد موظفٌنه علً أهماله‬
‫وعندما علم طلبها لألنصراؾ ‪..‬هتؾ بها بصراخ‬
‫‪ -‬أرفضً ‪ ،‬أنا مش فتحها وكاله من ؼٌر بواب‬

‫~ ‪~ 197‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫فتحت مها حمٌبتها لتُخرج المرآه من داخلها ‪ ..‬وبدأت‬
‫تنظر الً هٌبتها ال ُمنممه فمد فعلت كما اخبرتها أختها‬
‫الصؽٌره ‪ ..‬ان وضع مساحٌك التجمٌل ورسم‬
‫الحواجب من سٌجعلها تجذب من أرادت من الرجال‬
‫‪ ..‬وبالفعل نفذت كل شا‬
‫وأبتسمت لنفسها فمد ظهرت مالمحها وأصبحت أكثر‬
‫جماال‬
‫وأتجهت نحو حجرة مكتبه كً تُطلعه علً بعض‬
‫الملفات‬
‫فرفع مروان وجهه بعدما تمدمت نحوه وصوت حذابها‬
‫ذو الكعب العالً ٌطرق االرض طرلا ً ورابحة‬
‫عطرها التً ألول مره ٌشتمها تفوح بالمكان هو لم‬
‫ٌراها عند دخوله مكتبه ألنه جاء ُمبكرا ً الٌوم لبل‬
‫مٌعاد عملها‬
‫~ ‪~ 198‬‬
‫وتؤملها لثوانً ثم اشاح وجهه سرٌعا وهو ال ٌُصدق‬
‫ان هذه هً مها ‪..‬الفتاه التً لم ٌراها ٌوما ً هكذا ‪..‬‬
‫فمالمحها الهادبه لد أختفت وظهرت له األنثً التً‬
‫ٌنفر منها دوما‬
‫فمدٌما ما أولعه فً حب زوجته جمالها المصطنع‬
‫عرٌها ام األن عرؾ مامعنً أن تنخدع فً جمال‬‫و ُ‬
‫ٌخفً عٌوب الروح كل لٌلة ٌتواعد مع الجمٌالت‬
‫وٌخرج معهم وٌمضً أولات ُممتعه وٌتؤكد من شا‬
‫واحد‬
‫أن أمثالهن ال ٌستحموا سوي التالعب والتمتع‬
‫ولكن مها كان ٌضمها لفبة أخري ‪...‬فبة كلما رأي من‬
‫أمثالها‬
‫تمنً ان ٌخبرها أن تظل هكذا طاهرة عفٌفه ‪..‬‬
‫وتجمدت مالمح وجهه وهو ٌسمع نبرتها التً‬
‫أصبحت أكثر رله‬
‫فٌبدو انها الٌوم جابت كل تُمثل دور لٌس لها‬
‫~ ‪~ 199‬‬
‫وأراد أن ٌجرحها لعلها تفٌك‬
‫‪ -‬انتً اٌه اللً عماله فً نفسن ده‬
‫فؤرتبكت من كلماته ‪ ..‬ولبضت بموه علً األوراق‬
‫التً تحملها بٌن ٌدٌها ‪..‬لٌُكمل هو أحراجها‬
‫‪ -‬بمٌتً شبه البلٌاتشو‬
‫فشعرت بالمهانه تسحك روحها فهً أرادت أن تري‬
‫نظرة األعجاب بوجهه ولكن‬
‫تمالكت دموعها التً أوشكت علً السموط ‪..‬‬
‫ووضعت األوراق أمامه ثم خرجت سرٌعا دون كلمه‬
‫فلكماته أدمت للبها وجعلتها ألول مره تشعر بالخَزَ ي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫لررت فرح السٌر فً المرٌه للٌال ‪ ..‬فالخضرة تُحاوط‬
‫المكان‬

‫~ ‪~ 200‬‬
‫ورابحة اللٌمون تُنعش الروح ‪ ..‬وسارت تتمشً‬
‫وتبتسم لألطفال وتُمبل الفتٌات الصؽار ‪ ..‬وتعطً‬
‫الحلوي التً كانت معها لهم وألتربت من أحدي‬
‫النسوه العجابز تحمل بٌدٌها أكٌاس الخضار ‪..‬فمدّت‬
‫لها ٌدها لتُساعدها‬
‫فتعجبت المرأه للٌال ولكن ألحتٌاجها لمن ٌُساعدها‬
‫أعطتها ما تحمل وهً تبتسم‬
‫‪ -‬شكرا ٌابنتً‬
‫وبدأت فرح تُعرفها بؤسمها ومن أي عابلة تنتمً حتً‬
‫أطمنت لها المرأه التً لم تُصدق أن فتاه المدٌنه بمثل‬
‫هذا األحترام‬
‫وعلً ممربة منهم كان ٌسٌر هو ‪ٌ...‬رتدي مالبس‬
‫رٌاضٌه ونظارة سوداء تخفً مالمحه ‪..‬فهو الٌوم‬
‫لرر أن ٌستنشك هواء المرٌه التً أفتمدها منذ أن كان‬
‫طفال ٌؤتً مع والده هنا لجده حٌث موطن اجداده‬

‫~ ‪~ 201‬‬
‫وولعت عٌناه علٌها وهو ٌري مثال أخر من النساء ‪..‬‬
‫النساء الالتً كرههم بسبب زوجته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫رؼم اصرار رامً ومنار علٌها بؤن ال تفعل شا مهم‬
‫الٌوم اال انها أرادت أن ال تُحمل علٌهم ‪..‬وأنتهً‬
‫دوامهم األول‬
‫وجاء الدوام الثانً ‪..‬وهو التنظٌؾ‬
‫فنظرت منار الٌها بملك ‪:‬‬
‫‪ -‬الء ٌاحٌاه مش هتنضفً معانا ‪..‬انا ورامً هنعمل‬
‫كل حاجه ألعدي أنتً أرتاحً‬
‫فؤبتسمت حٌاه وهً تتؤمل نظرات رامً الحانٌة نحو‬
‫منار‬
‫‪ٌ -‬امنار انا بمٌت كوٌسه العالج اللً رامً جبهولً‬
‫من الصٌدلٌة بدء مفعوله‬
‫~ ‪~ 202‬‬
‫ومزاحتهم كً ال تملمهم علٌها ‪:‬‬
‫انا زي الحصان اه‬
‫فنظر كال من رامً ومنار الٌها وهم ٌتمنون أن تكون‬
‫بالفعل لد تحسنت ‪ ..‬وحمل كل منهما أدواته وساروا‬
‫كل منهم نحو الجزء المسبول عنه‬
‫وحملت حٌاه هً األخري أدواتها وهً تشعر بملٌل‬
‫من التحسن ‪ ..‬ووجدت دموعها تنحدر علً وجنتٌها‬
‫وهً تتذكر حٌاتها المدٌمه وكٌؾ أصبحت حٌاتها االن‬
‫ولكن شا بداخلها ٌُخبرها أن كل شا سٌكون بخٌر ‪..‬‬
‫وان عمها حسام سٌؤتً لرٌبا ً‬
‫وضعت األمل داخلها ‪ ..‬وبدأت بمهمتها‬
‫وبعد ولت لٌس بالمصٌر شعرت بالتعب مجددا ً‬
‫ونظرت الً ماتبمً لها من عمل وأستندت علً‬
‫الحابط تؤخذ أنفاسها‬
‫لتؤتً الٌها منار ‪:‬‬
‫~ ‪~ 203‬‬
‫‪ -‬انتً لسا مخلصتٌش ٌاحٌاه‬
‫وعندما نظرت الً وجهها هتفت بؽضب ‪:‬‬
‫‪ -‬الء انتً هتاخدي بعضن وتروحً وانا ورامً‬
‫هنكمل‬
‫واصرت منار بشده تلن المره فؤنصاعت لها حٌاه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان ٌستعد لحلمة الٌوم وٌمرء األسبله التً سٌطرحها‬
‫علً ضٌفه وبما انها مساعدته الشخصٌه فكانت تجلس‬
‫معه‬
‫وأبتسمت وهً تتؤمل مالمحه الجاده وكٌؾ ٌصبح‬
‫عندما ٌنشؽل بشا وٌضع كل تركٌزه علٌه‪ ..‬وأتكؤت‬
‫بذلنها علً كفٌها وأندمجت بمطالعته ‪ ..‬الً ان رفع‬
‫وجهه نحوها‬

‫~ ‪~ 204‬‬
‫لٌري نظرة لم ٌراها من لبل ‪ ..‬ال ٌعلم اهو حب أم‬
‫فخر‬
‫وأبتسم لها ‪ ..‬فتوترت للٌال ‪ ..‬وكل ٌوم تسمط فً‬
‫بحور عشمه بعد أن كانت تُرٌد أسماطه‬
‫فهتؾ أمجد وهو ٌنهض من مجلسه‬
‫‪ -‬بتبصٌلً كده لٌه ؟‬
‫فنهضت بدورها وفركت ٌدٌها وهً تخبره بصدق‬
‫‪ -‬أصل شكلن حلو اوي وانت مندمج مع الورق اللً‬
‫فً اٌدن‬
‫فضحن وهو ٌعدل من رابطة عنمه ‪ ..‬بعد ان ترن‬
‫الورق جانبا ‪ ..‬وكادت أن تتحدث‬
‫اال ان رنٌن هاتفه جعلها تتراجع‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 205‬‬
‫دخلت بوابة الفٌال وهً بالكاد تُحرن لدمٌها ‪ ..‬وتتمنً‬
‫ان تصل الً حجرتها وسارت بخطوات ضعٌفه وهً‬
‫تدعو هللا ان ال تسمط وهً تسٌر وسمعت صوت‬
‫البوابه تفتح مرة أخري وتدخل سٌارة عمران ‪..‬‬
‫كان ٌتحدث مع نٌرة التً تُؤكد علٌه موعد العشاء ؼدا ً‬
‫مع مدراء الشركه التً سٌعمدون صفمتهم معهم‬
‫وتطلب منه الحضور للشركه فً الصباح كً تُطلعه‬
‫علً أوراق الصفمة ُمجددا ً‬
‫وولع نظره علً التً تسٌر فً الطرٌك الداخلً‬
‫للفٌال وفجؤة وجدها تسمط علً األرض ‪ ..‬لٌؽلك هاتفه‬
‫سرٌعا وٌولؾ سٌارته وٌترجل منها وٌخطو بخطوات‬
‫للمة نحوها‬
‫ونظر الٌها وهً كالجثه الهامده علً األرض ال‬
‫تتحرن‬
‫وهنا علم أن انتمامه لد حصده ‪ ..‬أذلها وأذبل جسدها‬

‫~ ‪~ 206‬‬
‫ال ٌعلم لما ٌري بها والدها ‪ ..‬لما أصبح ٌتذكر عمته‬
‫ودموعها التً لم ٌكن ٌفهما وهو صؽٌر وكلما سؤلها‬
‫عن سبب بكابها كانت تخبره أن عٌناها تدمع لوحدها‬
‫‪ ..‬وماتت عمته وهو ٌظن أنها توفت بحادث كما سمع‬
‫من جده ووالده ‪ ..‬ولكن كلما كبر بدأت الحمٌمه تظهر‬
‫الً أن عرفها بؤكملها‬
‫وأرتجفت ٌداه للحظه وهو ٌري أنتمامه كٌؾ لاده‬
‫ونسً أنها أمانة لدٌه‬
‫وأسرع بحملها بعد أن رأي ان الندم لٌس األن ‪..‬‬
‫وسار بها نحو ؼرفتها وهو ٌهتؾ بؤسم الحارس الذي‬
‫ألترب منه بعد أن رأي ماحدث‬
‫‪ -‬أنده علً حد من الخدم‬
‫فركض الحارس نحو الفٌال ‪ ..‬لتمؾ نعمه مذعوره من‬
‫مظهر سٌدها وهو ٌحمل حٌاه ‪..‬فهً كانت لادمه الٌها‬
‫كً تطمبن هل عادت لتجلب لها العشاء ام مازالت‬
‫خارجا ً‬
‫~ ‪~ 207‬‬
‫ووضعها علً فراشها ونعمة خلفه ونادي بؤسمها‬
‫‪ -‬حٌاه ‪..‬حٌاه‬
‫ثم وضع بٌده علً جبٌنها ‪ ..‬فعلم لما أرادت الٌوم‬
‫األنصراؾ من العمل ‪..‬فسب نفسه بضٌك علً ما‬
‫ألترفه‬
‫وتمتمت بكلمات ُمبهمه وبدء حجابها ٌنزاح عن‬
‫شعرها لتصبح صورتها كاملة أمامه‬
‫فؤؼمض عٌناه وألتؾ بجسده وهو ٌنظر لنعمه‬
‫‪ -‬خلٌكً معاها لحد مااتصل بالدكتور‬
‫وألتربت منها نعمه وهً تشعر باألسً نحوها ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫نظر أدهم الً صؽٌره وهو ٌبكً وال ُمربٌه تحمله‬
‫وتُدندن له كً ٌنام ولكن صؽٌره ال ٌهدأ ‪ ..‬فؤلترب‬
‫منها ومدّ ذراعٌه لها‬
‫~ ‪~ 208‬‬
‫‪ -‬هاتٌه‬
‫فؤنصاعت ال ُمربٌة ألمره ‪ ..‬وأعطته الصؽٌر‬
‫فضمه لحضنه وصؽٌره لم ٌكؾ عن البكاء وظل‬
‫ٌسٌر به بالؽرفه الً ان بدء الٌؤس ٌمتلكه فً أسكاته‬
‫‪ ..‬ولم ٌجد حل أخر اال أن ٌمرء علً رأسه بعض‬
‫األٌات المرأنٌه كما كان ٌفعل له والده وهو صؽٌر‬
‫فؤستكان الصؽٌر بٌن ذراعٌه ‪ ..‬فرفعه للٌال كً‬
‫ٌُطالعه فوجده ٌمضػ أصابعه ‪..‬وأبتسم وهو ٌُحادثه‬
‫‪ -‬شكلن جعان ٌاباشا‬
‫فتمتم الصؽٌر بكلمات ؼٌر مفهومه ‪ ..‬فضحن وهو‬
‫ٌُدؼدؼه ببطنه‬
‫‪ -‬طب مش كنت تمول‬
‫فضحن الصؽٌر علً ُمداعبة والده التً لم ٌفهما ولكنه‬
‫هتؾ‬
‫‪ -‬همهم‬
‫~ ‪~ 209‬‬
‫وألول مره ٌشعر بشعورٌن متنالضٌن ‪ ..‬شعوره لتلن‬
‫النعمه التً فً ٌده ‪ ..‬وشعوره باآللم لن صؽٌره لن‬
‫ٌحظً براعٌة أم وسٌكون ٌتٌما ً وأمه علً لٌد الحٌاه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنهً الطبٌب فحص حٌاه ومنٌرة تجلس جانبها علً‬
‫الفراش تمسد علً ٌدها بحنو فنعمه وأمل لد أنصرفوا‬
‫بعد أن أمرهم عمران بهذا ‪ ..‬لٌخرج الطبٌب الً‬
‫الوالؾ خارجا ً‬
‫والترب منه عمران بملك ‪ :‬خٌر ٌادكتور‬
‫فبدء ٌُخبره الطبٌب بحالتها ‪ ..‬فؤطمن عمران وحرن‬
‫رأسه بتفهم وشكره وهو ٌؤخذ منه الروشته التً دون‬
‫بها العالج‬
‫وأنصرؾ الطبٌب لتؤتً منٌره الٌه متسابله‬
‫‪ -‬هً كوٌسه ٌابنً مش كده‬

‫~ ‪~ 210‬‬
‫فمنٌرة لمكوثها فً هذا المنزل منذ ان كان عمران فً‬
‫الخامسة عشر جعل بٌنهم ألفة لتُنادٌه هكذا‬
‫فطمؤنها عمران ‪ :‬عندها ضعؾ تؽذٌه ونزلة معوٌة‬
‫وتابع حدٌثه ‪ :‬هشوؾ صالح ٌروح ٌجٌب لٌها العالج‬
‫‪..‬‬
‫وانصرؾ من أمامها وكؤنه ٌهرب منها ‪ ..‬فهو األن‬
‫ٌشعر بحمارة مافعله بها ‪ ..‬وبعد رإٌتها الٌوم هكذا‬
‫لرر أن ٌتركها لحالها وسٌطلب من احد رفمابه أن‬
‫ٌوظفها فً شركته وسٌجلب لها شمة خاصه لها تجلس‬
‫بها الً أن ٌفٌك حسام من ؼٌبوبته وسٌبتعد عنها حتً‬
‫ال ٌإذٌها ُمجددا ً بفعلته الحمماء‬
‫فمنذ متً وهو ٌؤخذ أحد بذنب اخر ‪ ..‬وٌنتمم بؤلذر‬
‫الطرق‬
‫وكؤن الٌوم هو أول طرٌك صحوة الضمٌر ‪ ..‬ودق‬
‫الملب‬

‫~ ‪~ 211‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫**********‬

‫أنسدل ستار اللٌل وسطع الممر فً جوؾ السماء‬


‫جلس علً مكتبه وهو ٌُطالع الال شا ‪ ..‬ونهض من‬
‫فوق ممعده ُمشعث الشعر ولرر ان ٌتجه نحو ؼرفتها‬
‫حٌث تجلس معها منٌره ترعاها‬
‫بدأت الحراره تنخفض تدرٌجٌا ً ومنٌره ؼافٌة جانبها‬
‫ومع طرلات هادبه ‪..‬أستٌمظت منٌره سرٌعا وهً تعلم‬
‫بهوٌة الطارق‬
‫فنظرت الً عمران الذي ولؾ أمامها بهٌبته الؽٌر‬
‫ُمهندمه من اثر جلوسه لساعات بمكتبه‬
‫‪ -‬أخبارها اٌه دلولتً ٌامنٌره‬
‫~ ‪~ 212‬‬
‫فؤبتسمت منٌره كً تُطمبنه وألتفت برأسها نحو حٌاة‬
‫النابمه‬
‫‪ -‬الحراره بدأت تنزل‬
‫فتنهد بؤرهاق ونظر الً ساعه ٌده فوجد الولت تخطً‬
‫الثانٌة صباحا‬
‫وأنصرؾ بعد أن أطمبن علٌها ومازالت صورة‬
‫سموطها تمتحم عمله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أستٌمظ من نومه وهو ال ٌشعر برؼبه للذهاب للعمل‬
‫حتً أنه لرر تؤجٌل موعد العشاء الذي اخبرته به‬
‫نٌره فال ضرر من تؤجٌل األعمال ٌوما ً واحدا ً‬
‫ونهض من فوق فراشه وبعد نصؾ ساعه كان ٌمؾ‬
‫أمام المرآه ٌنظر الً هٌبته ‪ ..‬فمد تخلً عن بذالته‬
‫الرسمٌه‬

‫~ ‪~ 213‬‬
‫وارتدي لمٌص أبٌض مع بنطال من الجٌنز وحذاء‬
‫رٌاضً وبدء ٌُمشط شعره وهو ٌتخٌل وجه والدته‬
‫عندما تجده أمامها بعد ساعتان من اآلن‬
‫وهبط درجات الدرج وهو ٌُهندم فً شعره األسود‬
‫الذي رؼم بلوؼه منتصؾ الثالثون اال ان شعره‬
‫مازال بلونه فاحم السواد دون أن تتخلله خصالت‬
‫بٌضاء‬
‫لتنظر الٌه أمل فهٌبته ال تُدل بؤنه ذاهب الً العمل‬
‫وكادت ان تُخبره ان وجبة األفطارجاهزه ولكن‬
‫‪ -‬أنا راٌح المزرعه‬
‫وسار من أمامها بشموخه المعتاد وأكمل حدٌثه‬
‫‪ -‬اهتموا بحٌاه كوٌس ولو فٌه حاجه حصلت أتصلوا‬
‫بٌا‬
‫فولفت أمل تُطالعه وهو ٌُؽادر وعملها ٌضرب أخماس‬
‫فً اسداس وهً تُخبر نفسها‬
‫~ ‪~ 214‬‬
‫‪ -‬سبحان ُمؽٌر األحوال‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أبتسم امجد وهو ٌراها تضع المشروب الخاص به‬
‫أمامه‬
‫وبدء ٌرتشفه فً صمت وهً تخبره ببرنامج الٌوم ‪..‬‬
‫وبعد دلابك كان لد أنهً مشروبه ‪ ..‬ثم وضعه علً‬
‫الطاولة التً أمامه‬
‫ونظر الً نهً التً مازالت والفها ‪..‬فمازحها بلطافه‬
‫‪ -‬اول مره مشروب النسكافً ٌمر من ؼٌر أضرار‬
‫فؤبتسمت بعد أن فهمت ممصده ‪ ..‬وجلست جانبه‬
‫بعفوٌه‬
‫فكل شا لد تؽٌر ولم ٌعد بداخلها خطط من أجل الاعه‬
‫بحبها‬
‫فهً التً لد ولعت وأنتهً األمر‬
‫~ ‪~ 215‬‬
‫‪ -‬للبن أسود علً فكره‬
‫فضحن أمجد وهو ٌتؤمل تمسٌمات وجهها ‪ ..‬وأستدار‬
‫بجسده ناحٌتها حتً أصبحت المسافه بٌنهم تكاد تنعدم‬
‫‪ -‬فً موالؾ لالسؾ مبتتنسٌش ٌانهً‬
‫ثم أنفرجت شفتٌه فً ضحكه صاخبه ‪ ...‬جعلتها تُحدق‬
‫به بتعجب‬
‫‪ -‬بتضحن علً اٌه !‬
‫فبدء ٌُمثل لها منظرها ٌوم أن أنسكب المشروب‬
‫الساخن علً لدمٌها ‪ ..‬فضحكت هً األخري‬
‫‪ -‬الء انا معملتش كده‬
‫لٌُحرن رأسه نافٌا ً ‪ ..‬وأخذ ٌُشاكها بطرٌمته الخاصه‬
‫حتً جعلها تنمض علٌه تضربه علً صدره بمبضتً‬
‫ٌدٌها ولد نست أنها موظفه لدٌه‬
‫وهتفت بحنك من ضحكاته ومزحتها التً أصبحت‬
‫ؼلٌظه بعض الشا‬
‫~ ‪~ 216‬‬
‫‪ -‬بطل ضحن بمً‬
‫وألتربت منه تضع بكفها الصؽٌر علً فمه كً تسكته‬
‫‪ ..‬لتجد نفسها فجؤة تسمط بٌن ذراعٌه ولد أنزاحت‬
‫تنورتها المصٌره ألعلً لتظهر سالٌها البٌضاء‬
‫ونظر الٌها أمجد وهً فً أحضانه ‪ ..‬فؤرتبكت للٌال‬
‫ولكن احساسها بالدفا جعلها ساكنه‬
‫وأؼمضت عٌناها وهً تشعر بؤنفاسه التً تلفح وجهها‬
‫‪ ..‬وانحنً نحو شفتٌها وهو ٌصارع رؼبته ومبادبه‬
‫ولبل أن ٌجد نفسه ٌنصاع لرؼبته ‪ ..‬ابعدها عنه وهو‬
‫ٌهتؾ بضٌك‬
‫‪ -‬انا الزم اخرج دلولتً عشان عندي اجتماع‬
‫ضروري فً النمابه‬
‫وطالعته بصدمه وهو ٌتجه نحو ؼرفته وال تعلم لما‬
‫تبدلت مالمحه بتلن السرعه ‪ ..‬فللحظه ظنت أنه‬
‫سٌمبلها سٌخبرها أنه ٌحبها ولكن كل شا تبخر سرٌعا‬

‫~ ‪~ 217‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنحنً ٌُمبل ٌد والدته وهً ال تُصدق أنه أمامها االن‬
‫‪ -‬اخٌرا أفتكرت أمن ٌاعمران‬
‫فعاد ٌُمبل ٌدها ُمجددا ً ثم رأسها‬
‫‪ -‬انتً عارفه الشؽل ومشاكله‬
‫ثم أبتسم وهو ٌضمها بذراعٌه لصدره‬
‫‪ -‬انتً الؽالٌه دٌما ٌاست الكل‬
‫فؤتسعت ابتسامتها وهً تستمع لكلماته ‪..‬فتربٌتها‬
‫الوالدها ها هً تجنً ثمارها الٌوم‬
‫واجلسها علً األرٌكه ثم جالس بجانبها وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬فٌن فرح ؟‬
‫فهتفت والدته بؤسم الخادمه ‪ ..‬ثم أخبرته بمكانها‬

‫~ ‪~ 218‬‬
‫‪ -‬فرح فً الملجؤ ‪ ..‬متعرفش أنا مبسوطه لد أٌه‬
‫ٌاعمران أنها بدأت ترجع تانً تضحن‬
‫وجاءت الخادمه مسرعه ‪ ..‬ورحبت بعمران بؤحترام‬
‫ثم هتفت‬
‫‪ -‬أفندم ٌاهانم‬
‫وظلت لٌلً تُملً علٌها األكالت التً ٌُحبها عمران‬
‫‪..‬والخادمه تُحرن رأسها بفهم‬
‫‪ -‬حفظتً كل اللً طلبته منن ٌاأم سعد‬
‫فؤبتسمت أم سعد بطٌبه‬
‫‪ -‬طبعا ٌاهانم ‪ ..‬ده انا هعمل للبٌه كل اللً بٌحبه ‪..‬‬
‫وهللا المرٌه كلها نورت‬
‫فتمتم عمران بهدوء ‪ :‬شكرا ٌاأم سعد‬
‫وأبتسمت لٌلً وهً تتؤمل عمران‬
‫‪ -‬طب روحً أنتً دلولتً ٌاأم سعد حضري الحاجه‬
‫انتً وصباح وانا شوٌه وهحصلن عشان اساعدكم‬
‫~ ‪~ 219‬‬
‫فؤنصرفت الخادمه ‪ ..‬ونظر عمران والدته التً‬
‫تحتضن ذراعٌه ‪ ..‬مازالت أمه امرأه رلٌمه حنونه‬
‫وٌسؤلوه دوما لما لم تتزوج فهو ٌبحث عن أمرأة شبٌها‬
‫بها ولٌس بمن ٌُحاوطوه وٌرؼبون به الجل أسمه‬
‫وماله وٌظهرون اجسادهن الٌه وهم ٌظنون أنهم بهذا‬
‫ٌسمطوه فً فخ الزواج ‪.‬‬
‫وبدأت تسؤله عن وضعه وكٌؾ ٌؤكل ‪ ..‬حتً تعالت‬
‫ضحكاته بعد ان اخبرته‬
‫‪ -‬بس انت شكلن مش عجبنً ‪ ..‬وشن بمً اصفر‬
‫وخاسس ٌاحبٌبً‬
‫فؤشار نحو جسده وهو مازال ٌضحن‬
‫‪ -‬كل ده وخاسس ٌاست الكل ‪ ..‬ده انا بفكر اروح‬
‫الجٌم كل ٌوم مش ٌوم وٌوم‬
‫واخذ ٌُمازحها وٌسؤلها عن احوالها ‪ ..‬الً ان نهض‬
‫بعد ان تذكر لمابه بشخص ما‬

‫~ ‪~ 220‬‬
‫‪ -‬اشوفن علً الؽدا ٌاست الكل ‪..‬عندي مشوار‬
‫ضروري هخلصه‬
‫فحركت لٌلً رأسها بتفهم ‪ ..‬وأنصرؾ هو نحو‬
‫وجهته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫كان ٌتحدث فً الهاتؾ مع أحداهن ٌُواعدها بسهره لن‬
‫تنساها‬
‫فترفع مها عٌناها عن األوراق التً أمامها ‪ ..‬ونظرت‬
‫الٌه وهو ٌردؾ داخل مكتبه ‪..‬فحتً السالم لم ٌُلمٌه‬
‫علٌها‬
‫ودمعت عٌناها من تلن المعامله ‪..‬وللبها بدء ٌُخبرها‬
‫بلوم‬
‫" اكٌد بمً متؤكد أنن بتحبٌه ٌاؼبٌه "‬

‫~ ‪~ 221‬‬
‫وأزالت دموعها بعنؾ ‪ ..‬ولملمت األوراق التً ٌجب‬
‫أن ٌطلع علٌها‬
‫وألتربت تضع أمامه أحد الملفات ‪ ..‬فترن حاسوبه‬
‫ونظر الٌها ٌتؤمل هٌبتها ‪ ...‬وتمتم داخله‬
‫‪ -‬رجعتً مها المدٌمه ‪ ..‬وده كان المطلوب‬
‫وتسؤل وهو ٌنظر الً ما أمامه‬
‫‪ -‬مجتٌش لٌه أمبارح‬
‫فشعرت بالحرج من سإاله‬
‫‪ -‬كنت تعبانه شوٌه‬
‫فطالعها بتفحص وهو ٌبتسم‬
‫‪ -‬أه مفهوم‬
‫كانت ردوده البارده كاألسهم تخترق للبها ‪..‬وأنتظرت‬
‫ان ٌنتهً من مراجعة األوراق وٌموم بالتولٌع علٌها‬

‫~ ‪~ 222‬‬
‫‪..‬فهو أصبح األن من ٌتولً كل المهام بعد أن تفرغ‬
‫عمران لمشارٌعه األخري‬
‫وحملت األوراق التً ولعها ‪..‬وهً تُرٌد أن تهرب‬
‫لتختلً بنفسها ‪..‬‬
‫وبعد أن أنصرفت زفر أنفاسه بتعب ‪..‬فالدور الذي‬
‫اصبح ٌإدٌه ٌمتله لبل أن ٌمتلها ‪ ..‬فهو أحبها ‪ ..‬أحبها‬
‫من نظراتها الهابمه به ‪ ..‬احب ابتسامتها التً كانت‬
‫تخصها له وحده‬
‫أحب أرتباكها ‪ ..‬أحبها لحبها له ‪ ..‬ولكن ماضٌه عالك‬
‫بحٌاته‬
‫فمد هدمته أحداهن بعد أن اعطً لها كل شا بحٌاته ‪..‬‬
‫تركته بعد أول رٌح أصابت حٌاتهم بعد أن خافت علً‬
‫نفسها من حٌاة الفمر معه عندما خسر مشروعه وبعد‬
‫أن كان فً طرٌمه ألعلً عاد ثانٌة للبداٌة‬
‫وكانت البداٌة فً كل شا !‬

‫~ ‪~ 223‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أبتسمت حٌاه بشحوب وهً تري كل من منٌره وامل‬
‫ونعمه ٌجلسون معها بؽرفتها ٌطعموها وٌهتمون بها‬
‫حتً صالح الرجل الطٌب جاء ٌسؤل عنها وهو ٌحمل‬
‫بٌدٌه بالة ورود لطٌفه ومازحها ضاحكا عندما‬
‫اعطاها لها‬
‫‪ -‬الورد عندكم أهم من اتنٌن كٌلو موز‬
‫كما ان منار ورامً هاتفوها من العمل وتمنوا لها‬
‫الشفاء ولم ٌرؼبوا بالمدوم ألنهم ٌعلموا بؤن حٌاه مجرد‬
‫ضٌفه عند معارؾ لصدٌك والدها فلم ٌرٌدوا ان‬
‫ٌتسببوا لها بالحرج‬
‫ومدّت أمل لها بكوب الماء ثم العالج الذي جاء ولته‬
‫‪ -‬علً فكره عمران بٌه سؤل عنن الصبح‬
‫وللدت صوته وهً تتنحنح‬
‫~ ‪~ 224‬‬
‫‪ -‬ولالً لو حصل حاجه ٌاأمل هانم أبمً أتصلً بٌا‬
‫فوكظتها منٌره علً ذراعها‬
‫‪ -‬أمل هانم ‪ ..‬اه لو كان موجود دلولتً كنتً زمانن‬
‫للبتً لطه‬
‫فضحكت نعمه وهً تُمشر لحٌاه التفاح وتعطً لها‬
‫لتؤكل‬
‫‪ -‬فعال ٌاحٌاه كان للمان علٌكً جامد امبارح ‪ ..‬انا‬
‫مصدلتش ان ده عمران بٌه‬
‫فؤبتسمت حٌاه وهً تشعر بالخجل كلما تذكرت انه‬
‫حملها‬
‫وعادوا ٌمزحون وٌثرثرون ‪ ..‬وكانت ضحكاتهم‬
‫تتعاال ورؼم ان كل منهن تملن الكثٌر من الهموم اال‬
‫ان هللا لطٌؾ بعباده‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫~ ‪~ 225‬‬
‫رحب أدهم بعمران وهو ال ٌُصدق انهم ألتموا‬
‫ُمجدداً‪ ...‬فمعرفتهم ببعض جابت عن طرٌك الصدفه‬
‫‪..‬فعمران كان ٌحضر مإتمر خاص بمجال الهندسه‬
‫بؤمرٌكا ومكث هنان لرابة الستة أشهر وفً تلن الفتره‬
‫كان ٌذهب لنادي رٌاضً وفً ٌوم كان توجد دورة‬
‫مخصصه لالعبً كورة السله وعندما علم بموعد‬
‫ألامتها لرر األنضمام الٌها وهنا جابت معرفته بؤدهم‬
‫الذي كان ضمن فرٌمه‬
‫وأخر لماء كان بٌنهم منذ اربع سنوات حٌنما جاء‬
‫برحله الً مصر مع خطٌبته كامٌلٌا التً أرادت أن‬
‫تزور وطن والد خطٌبها‬
‫وجلس أدهم وهو ٌُتمتم دون تصدٌك‬
‫‪ -‬أخٌرا ٌاابن العمري أتمابلنا‬
‫فربت عمران علً كتفه ‪:‬‬
‫‪ -‬بس لحد دلولتً ازاي أنا معرفش ان منصور‬
‫الماضً جدن‬
‫~ ‪~ 226‬‬
‫فضحن أدهم وهو ٌجلس بؤسترخاء‬
‫‪ -‬هو ان لحمت ألعد معان ‪ ..‬ان شوفتن من هنا فً‬
‫شرم وبعدٌن كنت مستجعل ومتمبلناش تانً‬
‫لٌتذكر حادث شمٌمه مازن فشحب وجهه للٌال ‪ ..‬ففً‬
‫نفس الٌوم الذي مات فٌه شمٌمه‪ ..‬ألتمً بؤدهم الذي‬
‫أخبره بوصوله مصر ول حظه أنه كان هنان لعمد‬
‫أحد الصفمات‬
‫فحكً له عمران ماحدث ٌومها ‪ ..‬لٌشعر أدهم‬
‫باألسؾ‬
‫‪ -‬أسؾ ٌاعمران مكنش لصدي أفكرن ‪ ..‬تعٌش‬
‫وتفتكر دٌما‬
‫فحرن عمران رأسه ‪ ..‬وبدء ٌسؤل كل منهما األخر‬
‫عن أعماله‬
‫وتسؤل دون تصدٌك ‪ :‬مش معمول نهٌت كل شؽلن فً‬
‫أمرٌكا‬

‫~ ‪~ 227‬‬
‫فتنهد أدهم بهدوء ‪:‬لررت أعٌش فً بلدي ‪ ..‬هؤسس‬
‫مكتب محاماه هنا وهبنً أسمً زي هنان‬
‫وجابت الخادمه فً تلن اللحظه تضع أمامهم لهوتهم‬
‫‪..‬ثم أنصرفت ‪ ..‬لٌهتؾ عمران‬
‫‪ -‬صدلنً ده أسعد خبر سمعته حالٌا ‪..‬ومتملمش أسمن‬
‫ممٌزه فً عالم المانون انت ناسً شهرتن فً أمرٌكا‬
‫دول مسمٌنن هنان الحوت‬
‫فؤبتسم أدهم وهو ٌتناول فنجان لهوته‬
‫‪ -‬اتجوزت ٌاعمران وال لسا عازب‬
‫فضحن عمران بموه‬
‫‪ -‬تعرؾ انا بمٌت بؤسمع الجمله دٌه أكتر من أي حاجه‬
‫تانٌه فً حٌاتً‬
‫فضحن أدهم هو االخر ‪ ..‬وعندما سؤله عمران عن‬
‫خطٌبته وهل تزوجوا ؟‬
‫تمتم أدهم بضٌك ‪ :‬اتجوزنا وأنفصلنا‬
‫~ ‪~ 228‬‬
‫فلم ٌجد عمران اي رد مناسب له ‪..‬فمرر أن ٌتجاوز‬
‫ذلن الحدٌث ولكن أدهم تابع‬
‫‪ -‬بس عندي "مالن" عمره سنتٌن‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌتمنً له أن ٌري الخٌر فٌه‬
‫وتسؤل ادهم بعد أن تذكر انه ٌوجد سبب ربٌسً لتلن‬
‫ال ُممابله‬
‫‪ -‬اٌه هو الموضوع الضروري اللً كنت عاٌزنً فٌه‬
‫ضروري‬
‫فؤعتدل عمران فً جلسته بعد أن ارتشؾ من فنجان‬
‫لهوته‬
‫وبدء ٌتحدث بعملٌه‬
‫‪ -‬عاٌز اشتري منن االرض اللً كانت ملن منصور‬
‫الماضً ودلولتً بمٌت ملكن‬
‫واخبره عن رفض جده لدٌما لمنحهم هذه األرض ‪..‬‬
‫فنظر الٌه ادهم بتفكٌر‬
‫~ ‪~ 229‬‬
‫‪ -‬طب وانتوا لٌه متمسكٌن باألرض دٌه ‪ ،‬وهتستفٌدوا‬
‫اٌه منها ‪ ..‬انا عارؾ ان عٌلة العمري مش محتاجه‬
‫اراضً وال عمارات‬
‫فضحن عمران وهو ٌري أدهم ٌُحادثه بطرٌمة رجال‬
‫المانون‬
‫‪ٌ -‬اسٌدي األرض دٌه مالٌش منها أي فاٌده ؼٌر انها‬
‫هتكون هلل‬
‫وبدء ٌشرح له عن مولع دار األٌتام وحاجتهم لتلن‬
‫األرض كً ٌبدبوا فً التوسٌع وعمل مدرسه وبناء‬
‫مبنً أخر للدار الستٌعاب اعداد اخري‬
‫وأبتسم أدهم وهو ٌُشاهد صدٌمه وهو ٌشرح له خطته‬
‫وٌطلب منه أن ٌضع السعر الذي ٌُرٌده باألرض‬
‫ثم ولؾ فجؤه ومدّ ٌده نحو عمران لابال ‪:‬‬
‫وانت تفتكر أنً همول الء‬
‫وتابع بجدٌه ‪ :‬األرض لٌن من ؼٌر فلوس‬
‫~ ‪~ 230‬‬
‫وأتسعت أبتسامة عمران دون تصدٌك ‪ ..‬لٌهتؾ أدهم‬
‫‪ -‬وبما أنً محامً ‪..‬فهخلصلن أجراءات التنازل‬
‫بسهوله‬
‫ونهض عمران من مجلسه وهو ٌُصافحه بموه‬
‫‪ -‬متعرفش لد أٌه انا مبسوط بمساهمتن دٌه‬
‫وتابع ‪ :‬اٌه رأٌن تٌجً معاٌا مزرعتنا تتعرؾ علً‬
‫والدتً‬
‫فرحب أدهم بذلن األلتراح‬
‫لٌهتؾ عمران ‪ :‬وطبعا األستاذ "مالن" معزوم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تمدمت فرح ببتسامة لطٌفة ُمرحبه بعمران ثم بصاحب‬
‫االرض وعندما ولع نظرها علً الصؽٌر"مالن"‬
‫وعمتها تضمه الٌها ‪ ..‬ألمت بحمٌبتها جانبا وركضت‬
‫كاألطفال وهتفت بحماس‬
‫~ ‪~ 231‬‬
‫‪ -‬عندنا نونو صؽٌر ‪..‬‬
‫ثم نظرت الً عمران وهً ترفع أحدي حاجبٌها‬
‫‪ -‬انت اتجوزت وخلفت من ورانا ٌاعمران‬
‫واكملت دون أن تعطٌه فرصه ألفهامها‬
‫‪ -‬مش مهم أنن ممولتلناش ‪ ..‬المهم انن جبتلنا الكتكوت‬
‫ده‬
‫ولبلت الصؽٌر لبالت عدٌده وعمتها تكاد تنفجر من‬
‫الضحن‬
‫فهتؾ عمران بؽٌظ‬
‫‪" -‬مالن" ابن أدهم صاحب األرض وصدٌمً‬
‫فنظرت نحو الجالس بؤرتبان وهمهمت ببعض‬
‫الكلمات التً لم تسمعها سوي عمتها‪ ..‬ثم عادت الً‬
‫ُمداعبة الصؽٌر ثانٌة‬
‫وبعد أن كان الصؽٌر عابس الوجه اخذ ٌضحن‬
‫وٌمرح‬
‫~ ‪~ 232‬‬
‫وبعد دلابك نهضت لٌلً ‪ ..‬فحملت فرح الصؽٌر‬
‫ونهضت خلفها وهتفت‬
‫‪ -‬بعد أذنن ٌااستاذ أدهم‬
‫فحرن أدهم رأسه بتفهم ‪..‬وؼادرت هً االخري ‪..‬‬
‫لٌتعلك نظر أدهم علٌها‬
‫‪ -‬فرح بنت خالً شاكر هللا ٌرحمه‬
‫فؤبتسم أدهم ‪ :‬هللا ٌرحمه‬
‫وأكمل عمران ‪ :‬هً صاحبة فكره اننا نضم األرض‬
‫من تانً وأسترخً بجسده للٌال ثم تابع‬
‫‪ -‬بعد ماجدن لالها لٌنا واضحه من سنٌن‬
‫" انه مش هٌفرط فً األرض مهما حصل "‬
‫وعادت لٌلً ألٌهم تخبرهم أن الطعام جاهز ‪ ..‬فسار‬
‫عمران وخلفه أدهم الذي بدء ٌشعر باأللفه أتجاه تلن‬
‫األسره‬

‫~ ‪~ 233‬‬
‫وولع ببصره علً تلن الجالسه أمام مابده الطعام التً‬
‫تضم أشهً األطعمه وصؽٌره ٌُداعبها بحركات‬
‫طفولٌه وهً تضحن وتطعمه‬
‫وجلس وكلما تناول لممه ‪ ..‬كانت عٌناه تمع علٌها‬
‫وداخله ٌتعجب من وجود نساء هكذا ‪...‬فهو لد لرر أن‬
‫ٌعٌش ألجل صؽٌره وعمله فمط‬
‫وأبتسمت لٌلً وهً تري تعلك فرح بالصؽٌر وهتفت‬
‫‪ -‬فرح علً فكره صحفٌه‬
‫فنظرت هً الً عمتها وأبتسمت‬
‫‪ -‬ومتولفه عن العمل ألجل ؼٌر مسمً ‪..‬‬
‫واكملت بمرح ‪ :‬ممكن نمول أجازه طوٌله شوٌه‬
‫فضحن أدهم علً طرٌمتها المرحه فً الحدٌث ‪..‬‬
‫وضحكت هً األخري‬
‫وتؤملها للحظات وهو ٌهتؾ بملبه‬
‫" تعمل أٌها الؽبً ‪ ...‬مازلت تضمد جراحن"‬
‫~ ‪~ 234‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫عاد عمران بعد أن لضً الٌوم بؤكمله فً المزرعه‬
‫‪..‬ونظر نحو ؼرفتها فوجدها ُمظلمه ‪ ..‬فشعر بالملك‬
‫علٌها ‪ ..‬وعندما ترجل من سٌارته صعد الدرجات‬
‫الرخامٌه الملٌلة التً تموده نحو بهو المنزل ‪ ..‬وسمع‬
‫صوت ضحكات عالٌه علم أنها أتٌة من المطبخ‬
‫فسار بخطوات ُمتردده وهو ٌحث نفسه علً التراجع‬
‫ولكن‬
‫كانت رؼم مرضها وشحوبها اال أنها تضحن ‪..‬‬
‫فجلسة الفراش لد أتعبتها فمررت أن تخرج تشم الهواء‬
‫النمً بالحدٌمه ثم جالستهم بالمطبخ كما أعتادت‬
‫‪...‬وبما ان صاحب المنزل لٌس هنا فؤصبح الٌوم‬
‫ُمرٌح وال ٌُعكر صفوه شا‬
‫وسمعوا نحنحت عمران الرجولٌه‬
‫فنهضوا فزعا ً ولكن حٌاه ظلت جالسة بمكانها‬
‫~ ‪~ 235‬‬
‫وهتفت منٌره ‪ :‬حمدهلل علً السالمه ٌابنً‬
‫واتبعتها كل من أمل ونعمه بتوتر‬
‫‪ -‬حمدهلل علً السالمه ٌابٌه ‪ ..‬تحب نحضرلن العشا‬
‫فتمتم عمران ‪ :‬الء مافٌش داعً‬
‫ونظر الً حٌاه التً طؤطؤت رأسها منذ دخوله ‪..‬‬
‫وجالت عٌناه علٌها وألول مره ٌُدرن أن شحوب‬
‫الوجه ٌُعطً جماالً خاص‬
‫وتسؤل بنبرة حاول ان ٌجعلها جامده‬
‫‪ -‬عامله اٌه دلولتً‬
‫فنظمت برله وهً ترفع عٌناها نحوه‬
‫‪ -‬الحمدهلل أحسن ‪ ..‬شكرا‬
‫فتعجب من شكرها ولكن ادرن سرٌعا لما شكرته‬
‫فبالتؤكٌد اخبروها بما فعله أمس‬
‫وولؾ لثوانً ثم أنصرؾ دون كلمه‬

‫~ ‪~ 236‬‬
‫فنظرت كل من نعمه وأمل لبعضهم وخشوا من‬
‫ؼضبه لرإٌته لحٌاه هنا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬

‫~ ‪~ 237‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫***********‬

‫أسترخً بجسده وهو ٌُطالع بعض االوراق ولكنه لم‬


‫ٌجد رؼبه بؤي شا ‪ ..‬وكاد أن ٌنهض وٌصعد لؽرفته‬
‫اال انه وجد نٌرة تمتحم ؼرفته بعد أن رممت أمل‬
‫بنظرات متعالٌه لبل حتً أن تُخبره بوجودها‬
‫وزفر انفاسه وهو ٌعلم سبب لدومها‬
‫‪ -‬كده ٌاعمران اكلمن تمفل السكه فً وشً ‪ ..‬وبعدها‬
‫تمفل تلٌفونن‬
‫فمسح علً وجهه بؤرهاق ‪ ..‬وتنهد بٌؤس‬
‫‪ -‬ماانتً ٌانٌره اللً بتحبً تستفزٌنً ‪ ..‬لولتلن ألؽً‬
‫الممابله بتاعت النهارده أو أعتذري عن عدم وجودي‬
‫لٌهم ‪ ..‬وانتً فضلتً تسؤلً عن السبب‬

‫~ ‪~ 238‬‬
‫وتابع بضٌك ‪ :‬من امتً انا متعود ألول لحد عن‬
‫أسبابً‬
‫فحدلت به بؤرتبان ‪ ..‬فهً تعلم طباعه ولكنها ارادت‬
‫لو لمره واحده تشعر بؤهمٌتها فً حٌاته وٌُخبرها عن‬
‫سبب عدم وجوده اللٌله ولكن كما اعتادت ال شا‬
‫ورسمت أبتسامه هادبه علً وجهها ‪ ..‬فهً تُحبه‬
‫وستتحمل حتً تصل الٌه ثم ‪ ..‬وبدء شٌطانها ٌضحن‬
‫وهو ٌخبرها أنها ستكون سٌدة كل شا فً شركاته‬
‫وفً منزله‬
‫حب خلمه المال لٌس أكثر‬
‫‪ -‬اون ٌاعمران خالص فهمت ‪..‬‬
‫وأزاحت تلن الخصله التً سمطت علً وجهها‬
‫وتابعت بدالل‬
‫‪ -‬عشاء العمل النهارده كان هاٌل وكان نالصن‬

‫~ ‪~ 239‬‬
‫وأبتسم عمران بعملٌه ومدحها فرؼم رفضه لطباعها‬
‫المتحرره اال انه ال ٌنكر أنها امرأه ناجحه بشده بعملها‬
‫‪ -‬مدام أنتً موجوده بدالً ٌانٌره ‪ ..‬عارؾ ان كل‬
‫حاجه هتمشً زي ما أنا عاٌز‬
‫فؤلتربت منه حتً لم ٌعد ٌفصلهما شا وهتفت بنبره‬
‫رلٌمه‬
‫‪ -‬أهم حاجه تكون راضً ٌاعمران‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أستٌمظت حٌاه بنشاط ومدّت ذراعٌها وهً تتثاوب ‪..‬‬
‫فمد تحسن جسدها بعد عناٌة دامة خمسة أٌام من‬
‫األهتمام والدالل من كل من حولها حتً عمران كان‬
‫ٌسؤل عنها ٌومٌا من أمل التً بالطبع كانت تخبرها‬
‫بدأت تشعر بشا عجٌب ٌتحرن داخلها وال تعلم سببه‬

‫~ ‪~ 240‬‬
‫وزفرت انفاسها بهدوء ونهضت من فوق فراشها‬
‫ولررت أن تتجاهل كل شا ‪.‬‬
‫وأنهت طموس ٌومها ‪ ..‬وعلمت حمٌبتها الصؽٌره علً‬
‫كتفها‬
‫وسارت نحو المطبخ وهً تتماٌل بخفه بخطواتها‬
‫وعندما رأتها أمل هكذا أبتسمت ‪ ..‬وتذكرت حدٌث‬
‫عمران أمس‬
‫" حٌاه تمدر تٌجً تمعد معاكم زي ماكانت ‪ ..‬وصالح‬
‫ٌمدر ٌوصلها فً اي مكان حبٌت تروحه "‬
‫ورؼم انها تعجبت للٌال اال انها فرحت بشده‬
‫‪ -‬وانا الول مطبخنا منور لٌه‬
‫وضحكت منٌره وفتحت لها ذراعٌها‬
‫‪ -‬لمر ٌاحببتً‬
‫وتحسست جبٌنها بؤمومه ‪ ..‬وأبتسمت عندما وجدتها‬
‫علً ماٌرام‬
‫~ ‪~ 241‬‬
‫وتسؤلت عن نعمه ‪ :‬فٌن نعمه‬
‫فجابت نعمه علً أثر صوتها‬
‫‪ -‬كنت بدخل المهوه لعمران بٌه‬
‫وجلسوا ٌمزحون كعادتهم وهم ٌتناولون وجبة االفطار‬
‫ونهضت حٌاه فجؤه‬
‫‪ -‬كده هتؤخر علً الشؽل‬
‫لٌنظروا الٌها بدهشه ‪ ..‬فهتفت أمل‬
‫‪ -‬انتً لسا تعبانه ٌاحٌاه ‪..‬‬
‫فؤبتسمت حٌاه وأنحنت نحوها تُمبل وجنتها‬
‫‪ -‬انا بمٌت زي المرده اه ٌاأموله‬
‫وانصرفت بعد أن ودعتهم ‪ ..‬فؤبتسموا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 242‬‬
‫تماطعت طرلهم ‪ ..‬لٌبتسم ادهم لها فتبادله تلن‬
‫األبتسامه‬
‫ثم أكمل كل منهما طرٌمه ‪ ..‬وولؾ بعد لحظات وألتؾ‬
‫كً ٌري طٌفها‬
‫فوجدها تنحنً نحو األرض تحمل حجر ضخم كً‬
‫تزٌله عن الطرٌك‬
‫وظلت تُدحرجه علً االرض بسبب حجمه ‪ ..‬كان‬
‫نفس الحجر الذي رأه وهو ٌسٌر وكان سٌصطدم به‬
‫ولكنه تجاوزه واكمل طرٌمه‬
‫ولكن لما هً تُحاول أن تزٌله من مكانه ‪ ..‬فمن‬
‫وضعه هو من ٌجب علٌه فعل ذلن‬
‫أسبله كثٌره تُراود عمله وعالمات استفهام توضع دون‬
‫اجابه‬
‫وبعد أن شعر بعدم لدرتها ‪ ..‬عاد الٌها‬
‫‪ -‬أنسه فرح‬
‫~ ‪~ 243‬‬
‫فؤلتفت فرح له واعتدلت فً ولفتها‬
‫‪ -‬ممكن تساعدنً أشٌل الحجر ده‬
‫كانت تتحدث بنبرة صوت دافبه وعٌناها السوداء‬
‫الجمٌله تلمع بومٌض عجٌب ألول مره ٌراه‬
‫وازاح الحجر ‪ ..‬ونفض كفٌه ببعضهما وأبتسم لها‬
‫فشكرته بود‬
‫‪ -‬شكرا‬
‫وأتسعت ابتسامته وتسؤل‬
‫‪ -‬بس انتً لٌه ولفتً تشلٌه المفروض اللً حطه هو‬
‫اللً ٌشٌله‬
‫فنظرت الٌه ثم نظرت نحو الحجر‬
‫‪ -‬لو كل واحد فكر كده ٌبمً كلنا هنبمً شبه بعض ‪..‬‬
‫وأبتمست وهً تُتابع طرٌمها وهو ولؾ مكانه‬
‫ٌستعجب مالالته‬

‫~ ‪~ 244‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫تفاجا عمران بما اخبرته به نعمه لبل أن ٌتجه نحو‬
‫سٌارته لٌذهب للشركه‬
‫وسؤلها بضٌك ‪ :‬مش لولت ترتاح وتهتموا بٌها‬
‫فؤرتبكت نعمه وهً تفرن ٌدٌها بتوتر‬
‫‪ -‬هً اللً أصرت ٌاعمران بٌه ‪ ..‬ولالت انها بمٌت‬
‫كوٌسه‬
‫وعاد ٌتسؤل ‪ :‬صالح وصلها طٌب‬
‫فحركت نعمه رأسها بمعنً ال‬
‫فطالعها عمران بؽضب ثم تمتم بكلمات ُمبهمه لم‬
‫تفهمها ‪ ..‬وتابع سٌره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪..‬‬

‫~ ‪~ 245‬‬
‫خرجت من سٌارة األجرة وهً تنظر الً الشركه‬
‫ذات الصرح العالً والتً تحتل أرلً المناطك‬
‫‪..‬وأبتسمت فمد اشتالت لمنار ورامً ورؼم انها تشعر‬
‫باألسً نحو عملها فهو لٌس ماتمنت‬
‫وتمتمت لنفسها بصوت هامس وهً مازالت والفه‬
‫تنظر الً الشركه‬
‫‪ -‬كل العظماء أبتدوا من الصفر ٌاحٌاه‬
‫وأعتدلت فً ولفتها وهً تتخٌل ٌوما ما ستدخل هنا‬
‫بوضع ٌلٌك بها ‪ ..‬ثم ضحكت وهً تضرب جبهتها‬
‫‪ -‬اظاهر انً اتجننت‬
‫وكادت ان تخطو خطوة واحده اال انها وجدت ذراع‬
‫تسحبها‬
‫واحدهم ٌبتسم بولاحه وهو ٌتفحصها‬
‫‪ -‬انتً بنت محمود الرخاوي‬

‫~ ‪~ 246‬‬
‫فنظرت الٌها بخوؾ وحركت رأسها بنعم ‪ ..‬فمالمحه‬
‫الجامده لد أخافتها مع نبرة صوته الؽلٌظه ؼٌر ذلن‬
‫الرجل الذي ٌمؾ خلفه وٌُطالعها بشر‬
‫وسحبها بموه مجددا ً وهتؾ بخبث‬
‫‪ -‬تعالً معاٌا ٌابنت الؽالً‬
‫فبدأت تتملص من لبضته وصرخت بصوت ضعٌؾ‬
‫‪ -‬سٌب اٌدي ‪..‬‬
‫وفجؤة وجدت أحدهم ٌضع ٌدٌه وٌزٌح الرجل عنها‬
‫فوجدت عمران الذي أتبعه كال من سابمه ورجال‬
‫األمن فمد كانوا ٌمفوا دون أن ٌفكروا بنجدتها ولكن‬
‫عندما جاء صاحب الشركه تؽٌر كل شا‬
‫وولفت خلفه حتً أنه شعر بٌدٌها تتشبث بسترته من‬
‫الخلؾ‬
‫مشاعر عجٌبه شعر بها ‪..‬وجز علً أسنانه بموه وهو‬
‫ٌود أن ٌلكم هذا الرجل علً أرهابه لها بهذا الشكل‬
‫~ ‪~ 247‬‬
‫وصاح الرجل بحبور ‪ :‬عمران باشا حفٌد العمري‬
‫‪..‬اهال ٌاباشا‬
‫وبدء ٌعرفه بنفسه ‪..‬فنظر الٌه عمران ببرود‬
‫‪ -‬طب واللً حابب ٌعرؾ حد بٌه ‪ٌ ..‬تصرؾ بالشكل‬
‫ده ٌافإاد باشا‬
‫فشعر الرجل بحمالة فعلته ‪ ..‬وزفر أنفاسه ساخطا‬
‫وهو ٌري حٌاه التً مازالت تحتمً بجسد عمران‬
‫‪ -‬أعذرنً ٌاباشا رجالتً ممالوش لٌا انها فً حماٌتن‬
‫ونظر الً الرجل الذي خلفه بنظرات ؼاضبه ثم أكمل‬
‫‪ -‬تحب نتكلم فً أرضً وال فً ارضن‬
‫فؤتسعت عٌن حٌاه الخابفه وهو تستمع لتلن الجمله‬
‫التً لم تفهم معناها‬
‫فؤبتسم عمران بتهكم‬
‫‪ -‬اللً ٌرٌحن ٌافإاد باشا‬

‫~ ‪~ 248‬‬
‫فتمتم فإاد ببتسامه ماكره‬
‫‪ -‬مدام احنا عندن هنا ‪ٌ ..‬بمً أطلع مكتبن أشرب‬
‫لهوتً معان‬
‫فؤلتؾ عمران نحو حٌاه التً تنظر الٌهم بخوؾ‬
‫‪ -‬روحن شؽلن ٌاحٌاه‬
‫فؤنصرفت سرٌعا بعد أن طالعها فإاد بنظرات مشمبزه‬
‫وأشار عمران لفإاد بؤن ٌتمدم أمامه ‪ ..‬فؤتجه فإاد‬
‫لداخل الشركه وخلفه رجله‬
‫وألترب هو من رجال األمن التابعٌن لشركته‬
‫‪ -‬حسابً معاكم بعدٌن‬
‫وكادوا أن ٌبرروا له عدم اهتمامهم باألمر فً البداٌه‬
‫خوفا ً من إثارة المشاكل ولكن عمران أنصرؾ وهو‬
‫ٌُشٌر لهم بؤن ٌصمتوا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫~ ‪~ 249‬‬
‫جلس فإاد بؤسترخاء وهو ٌرتشؾ لهوته ببطا‬
‫‪..‬ووضع فنجان لهوته علً المنضده التً امامه بعد‬
‫ان أرتشؾ رشفتٌن متتالٌتٌن‬
‫‪ -‬نتكلم بمً فً المفٌد‬
‫فؤعتدل عمران فً جلسته بعد أن م ّل‬
‫ووضع ساق فوق ساق وهو ٌسترخً بجلسته وتمتم‬
‫‪ٌ -‬ارٌت ٌافإاد باشا‬
‫ونظر الً ساعة ٌده بعملٌه ثم تابع حدٌثه‬
‫‪ -‬النن عارؾ ولتً بفلوس‬
‫فضحن فإاد ‪ :‬طبعا طبعا‬
‫وتنحنح فإاد للٌال وهو ٌحن ذلنه‬
‫‪ -‬عاٌز بنت محمود‬
‫فنظر الٌه عمران طوٌال ٌنتظر أن ٌُكمل عباراته‬
‫‪ -‬دٌه بنت ابن عمً وانا أولً بٌها اراعٌها‬
‫~ ‪~ 250‬‬
‫وظهرت علً مالمحه المكر ‪ ..‬فمال عمران بجسده‬
‫ألمام‬
‫‪ -‬عاٌزها عشان فاكر انها معاها فلوس من أمالن‬
‫والدها ‪ ..‬بس اللً متعرفهوش ان محمود الرخاوي‬
‫مات وهو محلتهوش حاجه‬
‫ورؼم علم فإاد بذلن من مصادره الخاصه التً تتبعت‬
‫محمود بعد سموطه فً عالم المال اال انه مازال ٌظن‬
‫بؤن محمود لن ٌترن أبنته هكذا دون ودٌعة او شا‬
‫بؤسمها‬
‫ولرر أن ٌتالعب مادام ال ٌوجد مال‬
‫‪ -‬وماله ٌاعمران باشا أنا سمعت أن حسام نورالدٌن‬
‫هو اللً جابها هنا امانه لٌن وبعدٌن سافر تانً ولسا‬
‫مرجعش من بره‬
‫وصمت للٌال ثم تؤمل مالمح عمران الجامده‬
‫‪ -‬واظن ان عٌلتها اولً بٌها‪ ..‬ده ؼٌر ان محمود هللا‬
‫ٌرحمه كان ؼالً علٌا اووي‬
‫~ ‪~ 251‬‬
‫نطك كلمته االخٌره بتهكم ‪ ..‬فمحمود كان ألد اعدابه‬
‫شباب ولكن محمود الخبٌث الماكر دابما‬
‫ً‬ ‫منذ ان كانوا‬
‫كان هو األسبك فً الحصول علً ماٌُرٌد ‪..‬وظل‬
‫ٌتبعه لسنٌن طوٌله ٌحمد علٌه لنجاحه وثرابه الً ان‬
‫انتهً فكانت الشماته اول شا فعلها وارتاح للبه‬
‫الحالد وعندما علم من مصارده انه توفً وجاءت‬
‫ابنته لموطنها األصلً وتعٌش فً كنؾ عمران‬
‫العمري‬
‫وان حسام مهتم بها بشده بدء ٌشن فً األمر واٌمن ان‬
‫محمود مازال لدٌه المال ومن الممكن ان ٌكون شرٌن‬
‫مع حسام الذي بتؤكٌد ٌعد صفمة ناجحه مع عمران‬
‫العمري‬
‫وتعالت ضحكات عمران وهو ٌعلم مدي كرهه فإاد‬
‫ألبن عمه‬
‫فٌبدو ان محمود الرخاوي زرع لبل ان ٌرحل كرهه‬
‫فً أنفس الكثٌر ومنهم هو ‪..‬‬
‫~ ‪~ 252‬‬
‫وشرد فً مامرت به عابلته ومرض جدته بعد ان‬
‫ماتت عمته ‪ ..‬ولوال رحمة هللا بهم وستره لها لكانوا‬
‫عاشوا طٌلة حٌاتهم مطؤطبٌن الرأس ولكن الكل ٌعلم‬
‫ان عمته الجمٌله التً كانت تتحاكً العابالت عنها‬
‫ماتت بسبب حادث‬
‫ونهض من مجلسه ‪ ..‬وهو ٌتالعب بؤصابعه ثم نظر‬
‫الً فإاد طوٌال‬
‫‪ -‬لول اللً عندن ٌافإاد من ؼٌر لؾ ودوران‬
‫فؤبتسم فإاد وداعب شاربه‬
‫‪ -‬مدام عاٌزنً اكشؾ اورالً وماله ٌابن العمري ‪..‬‬
‫انت ابن الؽالً برضوه‬
‫وتابع بجدٌه ‪ :‬مدام محمود مات ومش حلته حاجه وال‬
‫بٌنه وبٌن حسام شراكه ‪ ..‬انا عاٌز بنته لٌا‬
‫فؤتسعت حدلٌتً عمران وهو ٌستمع لولاحته‬
‫‪ -‬علً سنة هللا ورسوله ‪ ..‬وال انت كنت فاكر اٌه‬
‫~ ‪~ 253‬‬
‫وضحن بضحكه بؽٌضه واكمل‬
‫‪ -‬اهً من لحمً ودمً واستر علٌها‬
‫وداخله ٌتمنً أن تمع تحت ٌدٌه لٌذٌمها معنً الذل‬
‫وٌشفً ؼلٌله من محمود فٌها‬
‫وعاد عمران ٌجلس ثانٌة‬
‫‪ -‬حٌاه أمانه عندي‬
‫فضحن فإاد بتهكم ‪ :‬ما احنا أهلها وال ٌصح تمعد‬
‫عندن اوعند حسام وأهلها موجدٌن ‪ ..‬ده عٌب فً‬
‫حمنا واحنا صعاٌده وبنفهم فً األصول وال اٌه ٌاابن‬
‫الؽالً‬
‫كان ماٌموله حمٌمه فمكوثها لدٌه الٌصح ‪ ..‬واذا لرر‬
‫فإاد وهو ٌعرفه تماما ً جمع عابلتهم فستكون النتٌجه‬
‫لصالحه‬
‫وصمت للٌال وهو ٌُفكر فٌها كٌؾ سٌتركه تُعانً‬
‫مصٌر هكذا تتزوج رجال بعمر والدها وٌبؽضه اٌضا‬
‫~ ‪~ 254‬‬
‫هو أصبح ٌدرن ان كرهه لها لٌس اال النه ٌربطها‬
‫دماء ذلن ال‪...‬‬
‫وعندما تذكر انه بٌن ٌدي هللا ‪..‬أستؽفر ربه‬
‫وفاق علً صوت فإاد‬
‫‪ -‬روحت فٌن ٌاعمران باشا‬
‫وألول مره ٌشعر عمران بضعؾ جبهته ‪..‬فلو كان‬
‫حسام فاق من ؼٌبوته لكانوا فكروا بحل سوٌا‬
‫‪ -‬انت مش شاٌؾ ان حٌاه فً عمر والدن وال اٌه‬
‫ٌافإاد باشا‬
‫فؤلتوي فم فإاد للٌال ‪ ..‬ثم اكمل عمران بخبث‬
‫‪ -‬انا سمعت انن داخل صفمة ‪..‬‬
‫وتابع بمكر ‪ :‬اللً شركتً برضوه داخله فٌها‪ ..‬وانت‬
‫عارؾ لما شركات العمري بتدخل فً حاجه‬
‫فشحب وجه فإاد وهو ٌفكر بؤنه ٌحتاج تلن الصفمه‬
‫بشده‬
‫~ ‪~ 255‬‬
‫‪ -‬نتفك ٌاعمران باشا‬
‫فحرن عمران رأسه بؤبتسامه ماكره بعد ان نجح فً‬
‫وضع الخٌوط بٌده كما اعتاد‬
‫‪ -‬شركتً مش هتدخل فً الصفمه الجدٌده اللً هتكون‬
‫مع الحكومه ‪ ..‬وهسٌبهالن تاخدها وهساعدن كمان‬
‫فتهلل وجه فإاد وظهرت السعاده علً محٌاه ‪...‬‬
‫فعمران العمري سٌتركه ٌربح بالصفمه بل وسٌُمدم‬
‫خدماته‬
‫واكمل عمران عباراته بؤسترخاء‬
‫‪ -‬مسؤلتنٌش اٌه هو الممابل‬
‫فؤعتدل فإاد فً جلسته ‪ ...‬وتسؤل‬
‫‪ -‬اٌه هو الممابل‬
‫ومدام الصمت للحظات الً أن‬
‫‪ -‬حٌاه !‬

‫~ ‪~ 256‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظرت نهً الٌه وهو ٌتناول الفطور الذي اعدته له ‪..‬‬
‫فتلن مهمتها الٌومٌه من ضمن مهام عدٌده كمساعدة‬
‫شخصٌه‬
‫ورفع وجهه وهو ٌمضػ الطعام بتمهل‬
‫‪ -‬بتبصٌلً كده لٌه ‪ ..‬انا خاٌؾ أفطس وانا باكل‬
‫فضحكت وهً ال تصدق ان اعالمٌا مثله ٌخرج تلن‬
‫الكلمات من فاه وكؤنه فهم نظراتها‬
‫‪ -‬حاولً متركزٌش معاٌا ٌانهً فً حٌاتً ‪ ..‬النن‬
‫هتاللٌنً ؼرٌب عن اللً فً دماؼن‬
‫ومسح فمه بالمندٌل وهً مازالت تنظر له ‪ ..‬نظراتها‬
‫كانت نظرات عاشمه ‪ ..‬فهً كل ٌوم تكتشؾ فٌه‬
‫صوره اخري‬

‫~ ‪~ 257‬‬
‫كانت تظنه فً البداٌه رجال مؽرورا ٌمشً‬
‫كالطاووس ولكن وهذا ماكان ٌدفعه اكثر ان تضع‬
‫شباكها علٌه ولكن عندما ألتربت منه علمت أن‬
‫"أمجد العمري" رجال مختلفا ً عن من كانت تظنه‬
‫ونهض وولؾ لبالتها ‪ ..‬وحرن ٌده امام وجهها‬
‫‪ -‬انتً بمٌتً تمثال وال أٌه ٌانهً‬
‫واخٌرا فالت من تحدلٌها المخزي‬
‫‪ -‬أصل ‪ ..‬وبدأت تتعلثم فً حدٌثها وتخبر نفسها‬
‫" مالن بمٌت كده ٌانهً مبتعرفٌش تجمعً كلمتٌن‬
‫علً بعض طول ماانتً لدامه "‬
‫فتحرن امجد من امامها وهو ٌُتمتم‬
‫‪ -‬الء ده أنتً النهارده فً عالم تانً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫انهت نٌرة تمرٌنها ‪..‬واخذت حمٌبتها الرٌاضٌه‬
‫~ ‪~ 258‬‬
‫فالنادي الذي هً عضوه به ٌضم األثرٌاء وهذا دوما‬
‫ماترٌده‬
‫وسارت بخطوات مؽروره‬
‫ٌُطالعها البعض بؤعجاب والبعض األخر بحمد‬
‫وجلست علً احد المماعد كً ترتاح للٌال وتطلب‬
‫عصٌر البرتمال المفضل لدٌها ‪ ..‬وأرتدت نظارتها‬
‫السوداء واسترخت بجسدها‬
‫لتسمع همسات احدي السٌدات‬
‫‪ -‬هً لسا متجوزتش‬
‫لتهمس األخري وهً تلوي شفتاها‬
‫‪ -‬بٌمولوا ان بٌنها وبٌن عمران العمري عالله‬
‫فتمتمت األخري ‪ :‬عرفت تولعه مش زي بنتً الخٌبه‬
‫وشعرت بالسعاده ان الكل ٌظن هكذا ‪ ..‬فعمران بماله‬
‫هو حلمها‬

‫~ ‪~ 259‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫كانت عابدة من عملها واألرهاق ظاهر علً وجهها ‪..‬‬
‫وأتجهت حٌث تجلس والدتها دابما ‪..‬وكان صوت‬
‫التلفاز عالً بعض الشا ولكن الحدٌث الذي كان‬
‫ٌدور بٌن شمٌمتها ووالدتها لم ٌُدارٌه ‪..‬‬
‫لتسمع والدتها وتؤفؾ شمٌمتها‬
‫‪ -‬لولتلن لومً شٌلً الهدٌه اللً خطٌبن جبهالن لبل‬
‫ماأختن تٌجً ‪.‬‬
‫فهتفت لمٌاء شمٌمتها بضٌك‬
‫‪ -‬انا ذنبً اٌه أتخطبت لبلها وهً لسا متخطبتش‬
‫وصرخت بموه بعد ان وكظتها والدتها‬
‫‪ -‬بكره أختن ٌجٌلها نصٌبها وأحسن الناس كمان ‪..‬‬
‫وتابعت كالمها بحسنه ‪ٌ :‬احببتً راعً شعور أختن‬

‫~ ‪~ 260‬‬
‫فنهضت لمٌاء بتؤفؾ ‪ ..‬وأنصدمت عندما رأت مها‬
‫امامها‬
‫فؤبتسمت بتوتر ‪ ..‬وانصرفت نحو ؼرفتهما‬
‫لتفتح لها أمها ذراعٌها‬
‫‪ -‬تعالً ٌاحببتً‬
‫فؤلتربت مها منها وأحتضنتها وللبها ٌإلمها ‪..‬هً ال‬
‫تُرٌد ان تخفً شمٌمتها سعادتها كً ال تجرحها ‪..‬هً‬
‫راضٌه ومإمنة بؤن عندما ٌؤتً النصٌب سٌؤتً كما‬
‫انها ال تُرٌد ان تتزوج وكٌؾ تتزوج بؤحدهم واخر‬
‫عالك بملبها األحمك‬
‫ورفعت وجهها نحو والدتها‬
‫‪ -‬ماما خلً لمٌاء تفرح بالحاجه اللً خطٌبها جٌبهالها‬
‫وكادت ان تعترض والدتها اال انها‬
‫‪ -‬انتً ربتٌنً ان أفرح لفرح ؼٌري‬
‫فتمتمت والدتها‬
‫~ ‪~ 261‬‬
‫‪ -‬بس ٌابنتً‬
‫فرفعت مها وجهها نحو والدتها تُمبل وجنتٌها حتً‬
‫أبتسمت األخري وحركت رأسها برضً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنهت حٌاه عملها ورؼم توترها فً بداٌة الٌوم بما‬
‫حدث مع ذلن الرجل الؽرٌب الذي فهمت من حدٌثه‬
‫مع عمران انه من أهل والدها ‪ ..‬منار ورامً‬
‫بمزاحهم أنسوها كل ذلن وهاهً تدفع أجرة سٌارة‬
‫االجرة وتردؾ داخل الفٌال وتؤكل من الحلوي التً‬
‫بٌدها ‪ ..‬فهً تعشك نوع تلن الحلوي منذ أن كانت‬
‫صؽٌره وفرحت عندما وجدتها تبتاع هنا اٌضا فمد‬
‫ظنت انها لن تجدها سوي ب لندن‬
‫كان عمران ٌسٌر بالحدٌمه ٌنتظر لدومها ‪ ..‬وعندما‬
‫ولعت عٌناه علٌها ‪ ..‬هتؾ بؤسمها‬
‫‪ -‬حٌاه‬
‫~ ‪~ 262‬‬
‫فولفت والول مره ال تشعر بالخوؾ منه ‪ ..‬فشعورها‬
‫أتجاهه بدء ٌختلؾ عندما أصبح ٌعاملها بلطؾ ورفك‬
‫منذ مرضها ‪ ..‬والٌوم أكتشفت أن المشره الصلبه التً‬
‫تُحاوط بعض الناس أحٌانا ال تكون اال جدارا ً ٌخفً‬
‫أناس اخرٌن‬
‫وألترب عمران منها ونظر الً ماتؤكله بؽرابه فكانت‬
‫تشبه األطفال فً ذلن الوضع ‪ ..‬وندم علً ماكان‬
‫ٌفعله معها وانه كان ٌمسو علٌها بسبب كرهه الشدٌد‬
‫لوالدها ورؼبته فً ذلها‬
‫ومن اسباب عرضه الزواج منها ان ٌحمٌها ولعله‬
‫ٌُكفر عن هذا الذنب الذي أصبح برلبته من معاملته‬
‫البؽٌضه تلن‬
‫كان حضوره بالنسبه لها ٌخلك داخلها مشاعر عجٌبه‬
‫‪ ..‬فتؤملته دون لصد وفالت من شرودها علً صوته‬
‫‪ -‬كنت عاٌز اتكلم معاكً فً موضوع ضروري‬
‫فنظرت الٌه ببالهة‬
‫~ ‪~ 263‬‬
‫‪ -‬تتكلم معاٌا انا‬
‫فضم حاجبٌه ببعضهم وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬هو فً حد والؾ لدامً ؼٌرن‬
‫وكعادتها‪ ..‬ضربة علً جبهتها وأبتسمت‬
‫وال شعورٌا ً أبتسم ولٌته لم ٌبتسم‬
‫وأخذت تُحدق به ‪..‬وأنبت نفسها علً فعتلها الحمماء‬
‫وأخفضت رأسها بتوتر ‪ ..‬لٌنظر الٌها عمران‬
‫‪ -‬بعد ساعه تعالٌلً فً مكتبً‬
‫وانصرؾ دون كلمه أخري ‪ ..‬فزمت شفتٌها بملك‬
‫‪ -‬عجٌبه انه عاٌزنً ممكن ٌكون عشان الراجل بتاع‬
‫الصبح‬
‫ثم هتفت بتمنً ‪ٌ :‬ارٌت تكون الامتً هنا أنتهت‬
‫واكملت سٌرها نحو ؼرفتها حتً تُبدل مالبسها‬

‫~ ‪~ 264‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫***************‬

‫أنهت طعامها وجلست تمزح معهم كعادتها ‪..‬فهم‬


‫أصبحوا عابلة لها ‪..‬عابله ولدتها األٌام ‪ ..‬ونظرت الً‬
‫نعمه التً تبدو الٌوم جمٌله ومشرلة المالمح وتسؤلت‬
‫بمرح‬
‫‪ -‬جمال هٌخطبن مش كده‬
‫فضحكت كل من منٌره وأمل علٌها ‪ ..‬فحركت نعمه‬
‫رأسها بخجل‬
‫‪ -‬أمبارح لرٌنا الفاتحه ‪ ..‬وبعد أسبوعٌن هنجٌب‬
‫الشبكه‬
‫وتابعت ‪ :‬دبلتٌن علً لدنا‬
‫~ ‪~ 265‬‬
‫فنهضت حٌاه من فوق ممعدها وأتجهت نحو نعمه‬
‫الوالفه خلؾ المولد تُملب شا ‪.‬‬
‫‪ -‬مبروون ٌانعمه ‪ ..‬انا فرحانه اوووي‬
‫وحضنتها بمحبه ‪..‬ثم لفزت كاألطفال تصفك وتُهلل‬
‫وتُؽنً‬
‫‪ٌ -‬ادبلة الخطوبه عمبالنا كلنا‬
‫ثم نظرت الً نعمه التً أنفجرت ضاحكه‬
‫‪ -‬مش هً األؼنٌه كده وال أنا ؼلطت‬
‫وتابعت وهً تحن رأسها بتفكٌر‬
‫‪ -‬منار دٌما بتؽنٌها كده‬
‫فتعالت ضحكات أمل ومنٌره الالتً كانوا ٌكتمون‬
‫صوت ضحكاتهن وتمتمت نعمه وهً تضع بٌدها‬
‫علً بطنها‬
‫‪ -‬اه بتتؽنً كده‬

‫~ ‪~ 266‬‬
‫ونظرت أمل الً منٌره وهً تسعل‬
‫‪ -‬أنا لحد دلولتً مش لادره أصدق انن عشتً طول‬
‫عمرن بره مصر‬
‫فعبست حٌاه بوجهها وزمت شفتٌها كاألطفال‬
‫‪ -‬أتكلملن أنجلٌزي دلولتً عشان تصدلً‬
‫وبدأت تتحدث بطالله ‪ ..‬حتً ألتربت منها أمل‬
‫ضاحكه ووضعت بٌدها علً فمها‬
‫‪ -‬الء ابوس أٌدن ألفلً نشرة االخبار األجنبٌه دٌه‬
‫ومر الولت الً أن شهمت حٌاه فزعا ً ُمتذكره أن‬
‫عمران طلب منها الذهاب الٌه ونظرت الً ساعة ٌدها‬
‫الطفولٌه‬
‫‪ -‬هو عمران بٌه فً مكتبه‬
‫ولبل ان ٌتسؤلوا هتفت بمشاكسه ‪:‬‬
‫‪ -‬مش عارفه عاٌزنً فً أٌه ‪..‬هعرؾ بس وهمولكم‬

‫~ ‪~ 267‬‬
‫فضحكوا ‪ ..‬لتمترب من نعمه برله‬
‫‪ -‬نعمه تعالً معاٌا عشان خاطري‬
‫فطالعتها نعمه وهً تُحرن رأسها برفض وأشارت‬
‫نحو أمل فذهبت ألمل التً رفضت هً أٌضا‬
‫وضحكت منٌره علً تصرفها الذي ٌُشبه األطفال ‪..‬‬
‫وأنتملت الً منٌره ولبل ان تفعل معها مثلما فعلت‬
‫معهم‬
‫نهضت لابله ‪ :‬بس خالص هاجً معاكً‬
‫فؤبتسمت وحٌاه تُمبلها‬
‫‪ -‬أستنٌنً أعمله لهوته ‪ ..‬عشان تبمً حجه لدخولً‬
‫معاكً‬
‫فضحكت حٌاه ونظرت الً كل من امل ونعمه بشر ‪..‬‬
‫فضحكوا علً تصرفها‬
‫وتمتمت أمل بدعابه‬
‫‪ -‬عمران بٌه مش بٌعض وهللا ‪ ..‬ومبٌكلش بنؤدمٌن‬
‫~ ‪~ 268‬‬
‫وأنفجرت نعمه ضاحكه ‪ ..‬لتهمس لها منٌره بؤمومه‬
‫‪ -‬سٌبكم منهم‬
‫وأنهت منٌره صنع المهوه ‪ ...‬وأبتسمت وهً تري‬
‫نظرات الشر بٌن الثالثه‬
‫وهتفت بعد أن وضعت المهوه بالفنجان‬
‫‪ٌ -‬ال ٌاحٌاه‬
‫فسارت معها وهً تستمع لضحكات كال من أمل‬
‫ونعمه ‪ ..‬وألتفت الٌهم تخرج لهما لسانها ثم ركضت‬
‫خلؾ منٌره‬
‫التً ضحكت علً افعالهم الطفولٌه‬
‫وطرلت الباب بخفه‬
‫‪ -‬أدخل‬
‫فدخلت منٌره وخلفها حٌاه ُملتصمه بها وابتسم داخله‬
‫وهو ٌري منٌره تبعد ٌد حٌاه عنها فمد كانت تتشبث‬
‫بها‬
‫~ ‪~ 269‬‬
‫ورؼم أبتسامته التً لم ٌظهرها اال انه شعر بالضٌك‬
‫من فعلته ‪ ..‬ؾ لهذه الدرجه تخافه‬
‫ووضعت منٌره المهوه أمامه ‪..‬وجاء رده‬
‫‪ -‬أنا مطلبتش لهوه ٌامنٌره‬
‫فؤرتبكت منٌره ثم نظرت الً حٌاه التً تخبرها‬
‫بنظراتها ان تظل معها‬
‫ولكن نظره من عمران لها جعلتها تنصرؾ‬
‫وأنصرفت دون ان تتفوه بكلمه ‪ ..‬لٌهتؾ عمران‬
‫بجمود‬
‫‪ -‬مش باكل بنؤدمٌن انا‬
‫فؤتسعت حدلتً عٌنٌها وبؽباء نطمت‬
‫‪ -‬أمل لالتلً كده برضوه‬
‫وعندما رأت نظراته الجامده ‪ ..‬ضربت جبهتها‬
‫وتمتمت بتعلثم‬

‫~ ‪~ 270‬‬
‫‪ -‬حضرتن لولتلً انن عاٌزنً فً موضوع ‪ ..‬هو‬
‫عمو حسام كلمن ولالن هٌرجع‬
‫فنظر الٌها عمران طوٌال ‪ ..‬ثم اشار لها بالجلوس ‪..‬‬
‫وأعتدل بجلسته وبدء ٌتحدث معاها دون شعور‬
‫بمشاعرها‬
‫فمد اخبرها بحالة حسام وانه الً األن لم ٌفٌك من‬
‫ؼٌبوبته ‪ ..‬الً ان بدء ٌفسر لها وجود ذلن الرجل‬
‫الذي رأته صباحا ورؼبته بؤخذها النه ٌعتبر فً ممام‬
‫عمها ‪ ..‬شرح لها كل شا بالتفاصٌل وما ٌظنه هذا‬
‫الرجل من امتالكها لألموال ثم انه ٌرٌدها زوجه ثالثة‬
‫له‬
‫ونهضت حٌاه بفزع ونظرت لعمران دون تصدٌك‬
‫‪ٌ -‬تجوزنً انا‬
‫وتخٌلت شكله العجوز فهو بعمر والدها ‪ ..‬واكملت‬
‫بخوؾ‬
‫‪ -‬رجعنً لندن طٌب ‪ ..‬لحد ما عمو حسام ٌفوق‬
‫~ ‪~ 271‬‬
‫وبدأت تترجاه وهً تخبره‬
‫‪ -‬انا معاٌا تمن تذكرة الطٌار متملمش‬
‫كان ٌتفحص تفاصٌل وجهها التً ظهر علٌها الخوؾ‬
‫‪ ..‬ونظر الً عٌنٌها لٌجد كل ماكان ٌرٌده‬
‫عٌن تكاد تُجاهد صاحبتها اال تبكً ‪ ..‬كسرة ووحده‬
‫ومصٌر تجهله‬
‫ونطك بعد أن تركها تتكلم كما شابت‬
‫‪ -‬العدي ٌاحٌاه واسمعٌنً لحد االخر ‪..‬‬
‫كانت نبرة صوته جامدة بارده ‪ ..‬وجلست تفرن ٌدٌها‬
‫بتوتر‬
‫فتابع هو حدٌثه الً ان اخبرها انه سٌتزوجها‬
‫ونهضت مره اخري بنفس الفزع وهً تُطالعه ‪ ..‬فهً‬
‫تعلم أنه ٌممتها وٌكرهها ولوال انها امانة لدٌه لكان‬
‫طردها‬
‫وتهجم وجه عمران من نظراتها وهتؾ بحده‬
‫~ ‪~ 272‬‬
‫‪ -‬هو انا كل ما أتكلم شوٌة تمومً تتنفضً ‪.‬‬
‫فهتفت بتعلثم‬
‫‪ -‬انا هرجع لندن‬
‫فنهض عمران من فوق ممعده بحنك‬
‫‪ -‬هترجعً لندن تعملً اٌه فٌها ‪ ..‬فإاد مش هٌسٌبن‬
‫وبدء ٌري الدموع تلمع بعٌنٌها ‪ ..‬فزفر انفاسه وتحدث‬
‫بهدوء‬
‫‪ -‬حٌاه جوازي منن عشان احمٌكً لحد ماحسام ٌفوق‬
‫وبعد ولت طوٌل وهً صامته وهو ٌشرح لها طبٌعة‬
‫زواجهم الذي سٌنتهً بوجود حسام وأخٌرا حركت‬
‫رأسها ولد جؾ حلمها وهً تري نفسها عالمة‬
‫بالمنتصؾ‬
‫ونظرت الً عمران نظره طوٌله تحمل معها مشاعر‬
‫مختلفه‬
‫وهمست بنبرة منكسره‬
‫~ ‪~ 273‬‬
‫‪ -‬موافمه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أنتفضت فرح من نومها بفزع وحدلت بالفراغ الذي‬
‫أمامها‬
‫وزفرت انفاسها بموه وهً تمسح علً وجهها وعادت‬
‫تتذكر الحلم بشرود‬
‫رأت نفسها عروسا ً جمٌله ‪ ..‬ووالدها ٌمؾ ٌبتسم لها‬
‫ثم ظهر أمجد وبجانبه رجالً اخر لم تري مالمحه‬
‫وأبتسمت عندما رأت أمجد فً حلته المهندمه ‪..‬‬
‫وألترب الرجل منها وتراجع أمجد بخطواته للخلؾ‬
‫ونظرت الً والدها لتجده ٌبتسم للرجل المجهول‬
‫‪..‬وتمدم منها‬
‫وأخذت تلمً بنظراتها نحو أمجد ووالدها الً ان‬
‫سمعت صوت والدها‬
‫~ ‪~ 274‬‬
‫‪ -‬روحً مع جوزن ٌافرح !‬
‫الكلمه ظلت تتردد فً اذنٌها ‪ ...‬كٌؾ سستزوج بآخر‬
‫ؼٌر أمجد وكٌؾ لوالدها أن ٌمدمها لذلن الؽرٌب‬
‫اسبله كثٌرة بدأت تدور بعملها الً أن سمعت صوت‬
‫أذن الفجر ٌعلو‬
‫فنهضت من فوق فراشها ‪ ..‬وأطرلت لٌلً الباب‬
‫وابتسمت بحب‬
‫‪ -‬كنت جاٌه أصحٌكً عشان الصاله‬
‫ونظرت الً وجهها الشاحب ‪ ..‬وألتربت منها‬
‫‪ -‬مالن ٌافرح‬
‫فطالعتها فرح بنظرات تابهه‬
‫‪ -‬حلم عجٌب ٌاعمتو‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 275‬‬
‫اتسعت حدلتً عٌنٌه وهو ٌستمع لصدٌمه وهتؾ دون‬
‫تصدٌك‬
‫‪ -‬مش معمول هتتجوز‬
‫فتنهد عمران بضجر‬
‫‪ -‬انا بحكً فً اٌه من الصبح ‪ ..‬مروان ركز معاٌا‬
‫كده بلٌل محتاجن فً شمتً الخاصه تٌجً ومعان‬
‫المؤذون ‪ ..‬هكلم أمجد ٌحضر كمان‬
‫فضرب مروان كؾ بكؾ ومازال فً دهشته‬
‫‪ -‬عمران انت متؤكد‬
‫فزفر عمران انفاسه ‪ ..‬ونهض من فوق ممعده لٌسٌر‬
‫بخطوات هادبه نحو شرفة مكتبه وبدء ٌحكً له‬
‫أسباب زٌجته وكل شا عن حٌاه ولكن دون أن ٌخبرهُ‬
‫بتفاصٌل كرهه لها ولوالدها وأسباب هذا الكرهه‬
‫فمصة االنتمام لد أنتهت وألتنع ان هللا لد اخذ حك عمته‬
‫وحك كل من ظلمه هذا الرجل اما أبنته فسٌنتظر ان‬

‫~ ‪~ 276‬‬
‫ٌؤتً حسام وٌخرجه من ذلن الكابوس وترحل كما‬
‫أتت‬
‫وبدء ٌستوعب مروان الكالم‬
‫‪ٌ -‬عنً جواز مإلت عشان تحمٌها‬
‫فشعر عمران بالحنك‬
‫‪ -‬فً أسبلة تانٌه ٌامروان ‪ ..‬الن بجد انا روحً فً‬
‫مناخٌري النهارده‬
‫فتعالت ضحكات مروان‬
‫‪ -‬كل ده عشان هتتجوز ‪.‬‬
‫وشرد مروان فً حٌاته السابمه وكٌؾ تركته زوجته‬
‫النه عاد الً الصفر ولم ٌعد ٌملن شا ‪ ،‬وظهرت‬
‫علً مالمحه الجمود ‪ ..‬وعندما شعر بٌد عمران علً‬
‫كتفه‬
‫أبتسم وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬طب ولٌلً هانم‬
‫~ ‪~ 277‬‬
‫فحرن رأسه ببرود‬
‫‪ -‬محدش هٌعرؾ حاجه عن الجوازه دٌه ‪ ..‬مجرد‬
‫ماٌفوق حسام كل حاجه هتنتهً وهننفصل بهدوء زي‬
‫ماأتجوزنا‬
‫وأشار الٌه بتحذٌر‬
‫‪ -‬انت وأمجد وعمها بس اللً تعرفوا ٌامروان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫رفعت فرح وجهها عن األوراق التً امامها وهً‬
‫تتنهد بحنك‬
‫فكلما حسبت أحتٌاجات الملجؤ واالطفال وجدت عجز‬
‫بالمال‬
‫فالملجؤ حالته سٌبه وعمران لم ٌكن ٌهتم اال ببعث‬
‫المال شهرٌا والتً كان اكثر من نصفها ٌُوزع‬
‫بالتساوي بٌن بعض الموظفٌن ‪..‬فمد أكتشفت أن مدٌرة‬
‫~ ‪~ 278‬‬
‫الملجؤ ومعاونٌها اصبح لدي كل منهم سٌاره وعمار‬
‫وحٌاه رؼده كان ٌعٌشوها‬
‫وزفرت أنفاسها بؤرهاق وهً ال تُصدق ان هإالء‬
‫كانوا ٌستطٌعون النوم بضمٌر وهم ٌؤخذون حك‬
‫هإالء الصؽار‬
‫وفالت من شرودها علً صوت أحدي الموظفات‬
‫بالدار ‪..‬تخبرها بوجود ضٌؾ‬
‫ودخل الضٌؾ بخطوات واثمه ‪ ..‬ورابحه عطره تملا‬
‫المكان‬
‫وأبتسم وهو ٌُطالع مالمحها التً ظهر علٌها الدهشه‬
‫بسبب وجوده‬
‫‪ -‬أزٌن ٌاأنسه فرح‬
‫فرسمت فرح أبتسامه هادبه علً وجهها ورحبت به‬
‫‪ -‬بخٌر الحمدهلل ‪ ..‬اتفضل‬

‫~ ‪~ 279‬‬
‫وأشارت له بؤن ٌجلس ‪ ..‬فجلس أدهم وهو ٌتفحص‬
‫المكان حوله ‪ ..‬فوضع الملجؤ ٌحتاج للترمٌم من جدٌد‬
‫فاالرابن بالٌه ‪ ..‬وجوانب من الحوابط ُمشممه وكؤن ال‬
‫احد ٌعتنً به‬
‫ورأت نظراته التً تجول بالمكان بتفحص‬
‫فهتفت بؤرتبان خوفا ً من ان ٌتراجع فً اسهامه‬
‫بؤعطاء األرض للملجؤ من اجل توسٌعه وبناء مبنً‬
‫اخر ٌنتمل الٌه األطفال حتً ٌُرمموا هذا‬
‫‪ -‬تحب تشرب اٌه ٌاأستاذ أدهم‬
‫فحرن راسه بالنفً وتسؤل‬
‫‪ -‬محدش كان بٌهتم بالملجؤ‬
‫وجلست فرح امامه وبدأت تسرد الٌه وضع الملجؤ‬
‫وحاجتها بالفعل لالرض‬
‫كان ٌنظر الٌها وهً تتحدث وٌُمارن بٌنها وبٌن‬
‫زوجته‬
‫~ ‪~ 280‬‬
‫ُممارنة كانت صعبه فاألثنان ال ممارنة بٌنهم‬
‫وعندما رأت نظراته المحدله بها ‪ ..‬أشاحت بوجهها‬
‫بعٌدا‬
‫فتنحنح بحرج ونهض من فوق الممعد‬
‫‪ -‬بكره الصبح هعملن التنازل فً المحكمه ‪..‬‬
‫هستناكً لدام الملجؤ‬
‫وسار نحو الطاوله التً تحتوي علً حاسوب لدٌم‬
‫وبعض الملفات واألوراق ال ُمتناثره‬
‫واخرج للمه ودفتر الشٌكات خاصته ‪ ..‬ووضع رلما ً‬
‫من المال‬
‫نظرت فرح الً ماٌفعله بصمت ‪ ..‬وبعد أن ولع‬
‫بؤسمه أعطاه لها ُمتمتما‬
‫‪ -‬دٌه مساهمه لالطفال والملجؤ‬

‫~ ‪~ 281‬‬
‫ورسم ابتسامه جعلت فرح الول تحدق برجل هكذا ‪..‬‬
‫فالٌوم كان بحلته العملٌه االنٌمه التً ضافت له جاذبٌة‬
‫خاصه‬
‫وأخفضت رأسها سرٌعا بعد ان ألتمطت الشٌن منه‬
‫هامسه برله‬
‫‪ -‬شكرا ً علً مساهمتن الطٌبه !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كانت تجلس شارده تنظر الً ال شا ‪ ..‬تُتابع منٌرة‬
‫التً تجلس تمطع الخضروات وأمل التً تتحرن هنا‬
‫وهنان اما نعمه فخرجت لجلب بعد االؼراض مع‬
‫صالح‬
‫فلم تذهب الٌوم الً عملها ‪ ..‬فعمران لد أخبرها انها‬
‫لن تعمل هنان ولكن اخبرها ان عملها سٌكون بشركه‬
‫أخري‬
‫وشردت فً تلن اللٌله بعد أن أخبرته بموافمتها‬
‫~ ‪~ 282‬‬
‫كان ٌنظر الٌها وهً تنطك الكلمه بشحوب ‪ ..‬هً تعلم‬
‫أنه صادق بكل كلمه ٌمولها ولكن صفعات الحٌاه‬
‫أصبحت تزداد علٌها ‪..‬‬
‫وسمعت صوته الجامد ‪:‬‬
‫‪ -‬بكره هنتجوز‬
‫فرفعت عٌناها نحوه ‪ ..‬لتجد نظراته البارده تُطالعها‬
‫وابتعلت ؼصه بحلمها فكلما نظرت لعٌناه شعرت‬
‫بكرهه ال تعلم سببه‬
‫اما عمران كان ٌُصارع نفسه ‪ٌ ..‬تذكر عابلته ثم ٌنظر‬
‫الٌها‬
‫وٌتسؤل داخله‬
‫" هتساعد بنت الراجل اللً دمر عمتن ‪ ..‬هتربط‬
‫أسمها بؤسمن ‪ ..‬أسم محمود الرخاوي ضمٌته للعٌله‬
‫ٌاعمران "‬

‫~ ‪~ 283‬‬
‫ولكن لد لرر وأنتهً االمر وعندما ولعت عٌناه علً‬
‫صورة العابله ‪ ..‬اؼمض عٌناه بموه وتمتم بجمود‬
‫‪ -‬شؽلن فً الشركه أنتهً ‪ ..‬جمعً حاجتن عشان‬
‫هتمشً من هنا‬
‫وولعت الكلمات علً رأسها وهً ال تفهم شا‬
‫‪ -‬ازاي‬
‫فحدق بها عمران بنظرات خالٌه من المشاعر‬
‫‪ -‬هجبلن شمه تعٌشً فٌها ‪ ..‬وهتشتؽلً فً شركه‬
‫تانٌه‬
‫فنظرت حٌاه حولها‬
‫‪ -‬بس انا عاٌزه اعٌش هنا‬
‫وعندما حدق بها بموه ‪ ..‬هتفت سرٌعا‬
‫‪ -‬هعٌش فً نفس المكان فً االوضه اللً فً الجنٌنه‬
‫وتابعت برجاء‬

‫~ ‪~ 284‬‬
‫‪ -‬ارجون أنا اتعودت علً هنا ‪..‬‬
‫هو ٌُدرن تماما ً سبب رؼبتها فً المكوث هنا ‪..‬‬
‫فعاللتها بالعاملٌن أصبحت لوٌه‬
‫ورأي نظرت رجاء بعٌنٌها ‪ ..‬فتمتم ببرود مصطنع‬
‫‪ -‬تمام موافك ‪..‬‬
‫واكمل بمسوه ‪ :‬جوازنا محدش ٌعرؾ بٌه مفهوم‬
‫رؼم لسوة الكلمه اال أنها ابتلعتها ‪..‬هً ال ٌفرلها معها‬
‫أن تكون زوجته ولكن لفظه الماسً أوجعها‬
‫وفالت من شرودها علً ٌد منٌره الحانٌه‬
‫‪ -‬مالن ٌاحٌاه ‪ ..‬للمانه كده لٌه ٌابنتً‬
‫فؤبتسمت حٌاه بتوتر وهً تنظر الً منٌره‬
‫‪ -‬انا بس للمانه عشان الشؽل الجدٌد اللً هبدء فٌه‬
‫كانت أمل تُتابعها بعٌنٌها ثم مازحتها‬

‫~ ‪~ 285‬‬
‫‪ -‬اوعً تكونً حبٌتً موظؾ هنان ومبمتٌش لادره‬
‫علً بعده‬
‫وتعجبت امل من صمتها العجٌب ولكنها لررت أن‬
‫التضؽط علٌها وخاصة بعدما رأت نظرات منٌره‬
‫ال ُمحذره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫أبتسمت وهً تستمع لنماشه فً الهاتؾ مع أحدهم‬
‫وتؤملت مالمحه الرجولٌه ثم لحٌته الخفٌفه ‪ ..‬وتركت‬
‫االوراق التً كانت تدون بها بعض المالحظات ‪..‬‬
‫وأخذت تتُطالع كل أنش بجسده‬
‫أنهً أمجد مكالمته وأنتبه الً التً تجلس ساهمه به‬
‫ونهض من ممعده ‪ ..‬وسار نحوها‬
‫‪ -‬هتدفعً تمن الصوره اللً اخدتٌها وال ارفع علٌكً‬
‫لضٌه‬
‫~ ‪~ 286‬‬
‫وفالت من شرودها علً مزاحه ‪ ..‬وأبتسمت بؤرتبان‬
‫‪ -‬أسفه سرحت شوٌه‬
‫فؽمز أمجد بعٌنٌه ‪:‬‬
‫‪ -‬سرحت فً مٌن اعترفً‬
‫وبدء ٌتالعب بها فعٌناها تصرخ بحبه ولكن ٌُرٌد ان‬
‫ٌسمعها منها ‪ٌُ ..‬رٌد أن تخبرهه انها عاشمه به‬
‫لم ٌكن ٌوما ً انانٌا ً ولكن معها اصبح هكذا‬
‫وأشاحت بوجهها بعٌدا ً عنه ‪ ..‬وجمعت االوراق التً‬
‫كانت امامها وأعطتها له بعدما نهضت‬
‫‪ -‬اتفضل دٌه األوراق مكتوب فٌها كل األسماء اللً‬
‫طلبتها والمعلومات اللً كنت محتاجها‬
‫وسارت بخطوات سرٌعه وؼادرت الؽرفه‬
‫فولؾ أمجد ٌُطالعها وهً تؽادر ‪ ..‬وٌتسؤل بدهشه‬
‫‪ -‬هً زعلت وال اٌه‬

‫~ ‪~ 287‬‬
‫اما هً كانت تسٌر فً طرٌمها وللبها ٌإنبها علً‬
‫مافعلته به ‪ ..‬فهو أصبح ٌتالعب بها ٌري نظراتها‬
‫وٌتجاهلها‬
‫وعضت علً شفتٌها بموه فمعه لد نسٌت كل مكرها‬
‫وتالعبها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كل شا لد تم سرٌعا وهاهً تجلس علً ممعدها بفتور‬
‫تنظر لٌد عمران التً تُصافح ذلن الرجل الذي ٌعد‬
‫من عابلتها‬
‫وحمل المؤذون دفتره وأنصرؾ ومعه مروان ٌتبعه‬
‫للخارج‬
‫شخصا ً واحدا ً كان جالسا ً بؤسترخاء ٌُطالعها بتفحص‬
‫‪...‬‬

‫~ ‪~ 288‬‬
‫هو نفس الشخص الذي رأته من لبل فً الفٌال واولفها‬
‫ٌسؤلها عن هوٌتها وعلمت بؤنه شمٌمه ولكن نظراته‬
‫الٌوم الٌها مختلفه‬
‫وفركت ٌدٌها بؤرتبان ‪ ..‬وطؤطؤت رأسها بخوؾ‬
‫فهتؾ فإاد لبل أن ٌرحل‬
‫‪ -‬مبروون ٌابنت الؽالً‬
‫وجز علً أسنانه بموه وهو ٌنطك اخر كلمه ‪..‬‬
‫وتؤكدت بؤن عابلة والدها بالفعل تكرهه كما كان‬
‫ٌخبرها عندما كانت تسؤله عنهم‬
‫وأنصرؾ فإاد وبمً عمران وأمجد لٌؤتً مروان‬
‫ٌُطالعهم بصمت‬
‫فنظر امجد الً اخٌه طوٌال ونهض لابال‬
‫‪ -‬عمران عاٌز أتكلم معان شوٌه ممكن‬
‫فربت عمران علً كتؾ امجد وهو ٌعلم بكل ماٌدور‬
‫بخلده ‪ ..‬فهو رأي نظرات شمٌمه عندما علم بؤسم‬
‫~ ‪~ 289‬‬
‫والدها ‪ ..‬فؤخوته ٌعلمون سبب كره جدهم وأبٌهم‬
‫رحمهم هللا لهذا الرجل‬
‫وسار نحو احد الؽرؾ ‪ ..‬لٌنؽلك الباب ‪..‬فتشعر هً‬
‫بالرهبه من كل ماٌدور حولها‬
‫فنظر لها مروان بؤشفاق ال ٌعلم سببه‬
‫‪ -‬مبروون ٌامدام حٌاه‬
‫فحركت رأسها بصمت ‪ ..‬لٌتجه مروان بعدها للشرفه‬
‫ٌمؾ فٌها‬
‫تسؤل أمجد بضٌك‬
‫‪ -‬عمران اوعً تمولً أنن اتجوزتها عشان تنتمم‬
‫فنظر الٌه عمران بجمود‬
‫‪ -‬ومن امتً والد العمري كانت دٌه أخاللهم‬
‫وبدء ٌشرح له سبب زٌجته بها ‪ ..‬حتً تمتم أمجد‬
‫براحه‬

‫~ ‪~ 290‬‬
‫‪ -‬أنا صحٌح مش راضً علً جوازتن حتً لو مجرد‬
‫ولت‬
‫ثم نظر الً عٌن عمران بموه‬
‫‪ -‬بس هً ملهاش ذنب فً حاجه ‪..‬‬
‫وأبتسم واحتضنه‬
‫‪ -‬مبروون ٌاعمران ‪ ..‬اه لو لٌلً هانم عرفت‬
‫فؤبتعد عنه عمران وهو ٌحذره‬
‫‪ -‬أمجد جوازي محدش هٌعرؾ عنه حاجه ‪ ..‬وزي‬
‫ماأتجوزتها هننفصل‬
‫واشار الٌه بتحذٌر ‪ :‬سامع ٌا أمجد ‪..‬‬
‫فهتؾ أمجد ضاحكا‬
‫‪ٌ -‬اسٌدي فاهم متملمش‬

‫~ ‪~ 291‬‬
‫وأنهوا حدٌثهم لٌخرج أمجد ‪ ..‬وٌنظر الً حٌاه التً لم‬
‫تتحرن الً األن من مكانها ‪..‬وألتمت عٌناهم ولبل‬
‫رحٌله هنبها بنبرة ودوده‬
‫‪ -‬مبروون‬
‫وأنصرؾ لٌتبعه مروان بعد أن أشار لعمران بؤنه‬
‫أٌضا سٌنصرؾ فمهمته هو االخر أنتهت‬
‫ونهضت عندما أؼلك باب الشمه ‪ ..‬وتمتمت بملك‬
‫‪ -‬مش هنمشً‬
‫فؤشار لها‬
‫‪ -‬ألعدي ٌاحٌاه هنتكلم شوٌه وهنمشً‬
‫فعادت تجلس بتوتر ‪ ..‬وأخذ عمران ٌُطالعها للٌال‬
‫فوجهها أصبح متوردا ً بشده وعٌناها المعه بشكل‬
‫ؼرٌب ٌعلم ان هذه اللمعه مجرد دموع متراكمه‬
‫تنتظر بؤن تسمح لها صاحبتها بالهطول كً تُخفؾ‬
‫عنها !‬
‫~ ‪~ 292‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫الفصل الثانً عشر‬
‫*************‬
‫كانت تسمعه وهو ٌضع لواعد عاللتهما ‪ٌُ..‬خبرها بؤن‬
‫تعتبر ال شا لد تؽٌر وان زواجهم هذا وكؤنه لم ٌحدث‬
‫‪ ..‬ورؼم انها تعلم هذا اال انه جرح كرامتها بكالمه ‪..‬‬
‫فهً أحٌانا ً تشعر بؤنه مجرد حجر ٌُلمً بكلماته وكؤنها‬
‫ً أن الكلمه تترن اثرا اكثر من أي‬‫أوامر دون أن ٌع ّ‬
‫شا‬
‫وبعدما أنهً حدٌثه حركت رأسها بتفهم‬
‫‪ -‬مش محتاج تكرر كالمن كتٌر‬
‫ونهضت وهً تهتؾ‬
‫‪ -‬ممكن نمشً بمً‬

‫~ ‪~ 293‬‬
‫فنظر عمران الٌها وأستعجب من تصرفها هذا ولكنه‬
‫فضل الصمت‬
‫وخرجوا سوٌا من البناٌة الفخمه ‪..‬ثم توجهوا للسٌاره‬
‫لتركب جانبه بصمت وظلت هكذا طٌلة الطرٌك‬
‫اما عمران كان سارح فً عالم أخر‬
‫ووصلوا أخٌرا للفٌال ‪ ..‬فزفر عمران انفاسه وهو ال‬
‫ٌعلم ماذا سٌمول لها‬
‫ووجدها تخرج من السٌاره ولكنها ولفت بعد ان‬
‫ترجلت منها ونظرت الٌه‬
‫‪ -‬هبدء شؽلً التانً امتً ؟‬
‫فتنهد عمران وهو ٌُطالعها‬
‫‪ -‬تمدري تبدأي من بداٌة األسبوع‬
‫وعندما أنهً كالمه وجدها أنصرفت ‪ ..‬وذهبت‬
‫لؽرفتها بضٌك ال تعلم سببه‬

‫~ ‪~ 294‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ٌوم جدٌد وأمل جدٌد ورحلة مازالت مستمره‬
‫أستٌمظت من نومها دون حماس وظلت جالسة علً‬
‫فراشها للٌال وتذكرت كل مامرت به لٌلة أمس‬
‫ووخزها للبها فوضعت بٌدها علٌه وكؤنها تُطمبنه‬
‫‪..‬ونهضت من فوق فراشها ولررت أن تنسً تلن‬
‫اللٌله وتعود لحٌاتها الهادبه كما كانت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫نهض عمران من نومه وظل جالسا ً ٌتؤمل الفراغ‬
‫الذي أمامه وبدأت صورتها المنكسره تؤتً لذهنه‬
‫‪..‬فؤخذ ٌطرد تلن الصوره سرٌعا ونهض من فراشه‬
‫لٌبدء روتٌنه الٌوم وٌخرج لعالمه بوجه رجل األعمال‬
‫الحازم‬

‫~ ‪~ 295‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت مها أمام مرآتها تنظر الً هٌبتها ‪..‬عٌنان اصبح‬
‫ٌُحاوطها السواد من كثرة التفكٌر ووجه بدء ٌزبل ‪..‬‬
‫وسمعت صوت شمٌمتها الضاحن‬
‫‪ -‬فً اٌه ٌامها مانفس خلمة كل ٌوم ‪ ..‬اكتشفتً فً‬
‫نفسن حاجه جدٌده‬
‫فنظرت مها لها بصمت ‪ ..‬وأخذت تلؾ حجابها ‪..‬الً‬
‫ان نهضت لمٌاء بعد أن شعرت بمسوة كلماتها ‪..‬‬
‫وألتربت منها تربت علً كتفٌها‬
‫‪ -‬لو تسبٌلً نفسن بس وتسمعً كالمً‬
‫وؼمزت لها بعٌنٌها وتابعت‬
‫‪ -‬هخلٌكً اٌه لمر‬

‫~ ‪~ 296‬‬
‫فتنهدت مها بؤختناق ‪ ..‬فٌوم ان لررت أن تنصت‬
‫لكالمها سمعت ألول مره كالما لم تسمعه من لبل‬
‫وندمت اشد الندم‬
‫‪ -‬انا عجبنً شكلً كده ‪ ..‬وال عاٌزه ابمً لمر وال‬
‫شمس‬
‫فضحكت لمٌاء وهً تضرب بكفٌها ونطمت دون أن‬
‫تدرن اثر كلماتها علً شمٌمتها‬
‫‪ٌ -‬بمً مش هتتجوزي وال حد هٌبصلن‬
‫وانصرفت لمٌاء دون أن تنظر لوجه شمٌمتها الذي‬
‫كساه الحزن‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫شهمت منار بسعاده وهً تستمع بما أخبرتها به حٌاه‬
‫واحتضنتها لابله‬

‫~ ‪~ 297‬‬
‫‪ -‬وانا الول السوسه حٌاه مبمتش لٌه مهتمٌه بشؽلها‬
‫األٌام دٌه ‪ ..‬اه ٌاستً ماانتً لمٌتً شؽالنه تانٌه‬
‫وهتشتؽلً بشهادتن‬
‫فؤبتسمت حٌاه علً مزاحها ‪..‬وهتؾ رامً بود‬
‫‪ -‬مبرون ٌاحٌاه انتً تستاهلً كل خٌر‬
‫وعدلت منار من هندامها ‪..‬‬
‫‪ -‬وانا كمان عندي لٌكم خبر هٌفرحكم‬
‫‪ -‬أنا هتخطب وهستمٌل من الشؽل‬
‫فحدلت حٌاه بوجه رامً الذي تؽٌرواصبح شاحبا ً ‪..‬‬
‫ونظرت الً منار التً تبتسم لها وتنتظر منها‬
‫مباركتها‬
‫‪ -‬مبرون ٌامنار‬
‫ثم أحتضنتها وعٌناها مازالت معلمه علً رامً ‪..‬‬
‫الذي ولؾ كالتابه ٌُطالعهما بصمت وحركت رأسها له‬
‫وكؤنها تُرٌد ان تخبرهُ‬
‫~ ‪~ 298‬‬
‫ان الحٌاه ال تمؾ ‪ ..‬وستستمر اذا رضٌنا او لم‬
‫نرتضً‬
‫وتمتم رامً بشحوب ‪ :‬مبروون ٌامنار‬
‫فطالعته منار بسعاده‬
‫‪ -‬هللا ٌبارن فٌن ٌارامً ‪..‬عمبالن‬
‫وعندما جاء احد الموظفٌن ٌطلب شا ‪ ..‬ذهبت الٌه‬
‫منار لتعد له طلبه ‪ ..‬فرفع رامً عٌناه نحو حٌاه‬
‫‪ -‬متملمٌش انا كوٌس ‪ ..‬مش اول صدمه أخدها من‬
‫الدنٌا‬
‫فؤلتربت منه حٌاه وهً تشعر باألسً نحوه‬
‫‪ -‬بكره هتاللً تعوٌض علً كل وجعن ‪.‬‬
‫وعادت الٌهم منار وطالعتهم متسابله‬
‫‪ -‬مالكم ساكتٌن وولفٌن كده لٌه ‪ ..‬مش هتحتفلوا بٌا‬

‫~ ‪~ 299‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظرت فرح الً عمد األرض بسعاده وهً تُتمتم بشكر‬
‫‪ -‬مش عارفه اشكرن أزاي ٌاأستاد أدهم‬
‫فؤبتسم أدهم وهو ٌري سعادتها وتمتم بهمس لم تسمعه‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬المفروض انا اللً اشكرن ٌافرح‬
‫وأبتسمت برله دون ان ترفع وجهها عن العمد‬
‫كان أدهم ٌختبر معها مشاعر جدٌده الول مره ٌعٌشها‬
‫‪..‬‬
‫‪ -‬انتً ممٌزه اوي ٌافرح‬
‫فرفعت فرح وجهها نحوه ‪ ..‬فؤرتبن وخشً ان تكون‬
‫سمعته‬
‫‪ -‬كنت بتمول حاجه !‬

‫~ ‪~ 300‬‬
‫وتذكر أدهم امر صؽٌره مالن‬
‫‪ -‬ممكن أطلب منن مساعده‬
‫فرحبت فرح بشده ‪ ..‬ووجدت انها فرصه ترد له‬
‫معروؾ مافعله‬
‫‪ -‬اه اكٌد اتفضل‬
‫فتنهد أدهم وبدء ٌُخبرها عن حاجته ل ُمربٌه ل"مالن"‬
‫‪..‬فاألخري لد رحلت بعدما لم ٌجدها مإهله لرعاٌة‬
‫صؽٌره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫حفالً بسٌطا ً ٌرٌدوا فعله من اجل الرجل الذي احبوه‬
‫ولٌس ألنه مالن المناه او االعالمً المشهور " أمجد‬
‫العمري"‪ ..‬وهذا كان ماٌحدث مع العاملٌن بالمناه وهم‬
‫ٌتهامسون مع بعضهم كً ٌُفاجبه فهم ٌجدوا أن هذا‬
‫األحتفال ٌُعبر عن حبهم وأحترامهم له‬

‫~ ‪~ 301‬‬
‫كانت نهً تمؾ تستمع الً همساتهم وهً التفهم شا‬
‫الً ان سؤلت إحداهن فؤخبرتها باألمر وهً مبتسمه‬
‫وتمتمت بهمس‬
‫‪ -‬بس دٌه مفاجؤه‬
‫فنظرت الٌها نهً بعد أن رحلت الفتاه من امامها‬
‫وولفت وهً ال تعرؾ ماذا ستجلب له ‪ ..‬فشخصٌة‬
‫كؤمجد صعب أن تفهم ماذا ٌُفضل او ٌكره‬
‫وكادت ان تُؽادر كً تذهب لجلب هدٌة له اال ان‬
‫سكرتٌرته جاءت تُخبرها أنه ٌُرٌدها‬
‫وزفرت انفاسها بتذمر ‪ ..‬ولررت أن تذهب الٌه‬
‫سرٌعا تري ماٌرٌده ثم تنصرؾ‬
‫كان ٌنتظرها دون السبب ولكنه اصبح ٌشتاق لها ‪..‬‬
‫وعندما دخلت علٌه بطلتها الجمٌله التً ٌبؽضها بسبب‬
‫مالبسها‬
‫تنهد بٌؤس الً ان نطمت‬

‫~ ‪~ 302‬‬
‫‪ -‬منً لالتلً انن عاٌزنً‬
‫فسؤلها أمجد عن بعض المعلومات التً أراد منها‬
‫تجمٌعها‬
‫‪ -‬أنا أدتهالن النهارده الصبح بعد ماطبعتها‬
‫وشعر بالحنك من نفسه ‪..‬فهو ألول مره ٌُخطا من‬
‫تذكر شا‬
‫وولفت للحظات تنظر الٌه تنتظر منه أن ٌخبرها‬
‫ماٌُرٌده منها‬
‫الً ان تسؤلت‬
‫‪ -‬هو انا ممكن استؤذن ساعتٌن او تالته كده وأرجع‬
‫وأراد أن ٌسؤلها عن السبب ‪ ..‬فتمالن ذلة لسانه وأشار‬
‫الٌها باألنصراؾ‬
‫خذالن أخر أصابها وهً تري الالمبااله فً تعامله ‪..‬‬
‫ولكنها أرادت أن تتجاوز كل شا ‪..‬وتفكر فً أمر‬
‫هدٌته‬
‫~ ‪~ 303‬‬
‫وأنصرفت تحت نظراته ال ُمحبه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت نهً علً رصٌؾ أحد الشوارع تنظر الً‬
‫شاشة هاتفها تبحث عن ممترحات لجلب هدٌة له ‪..‬‬
‫ولكن كلما وجدت ألتراح تجد أشٌاء معتاده ‪..‬وتؤففت‬
‫وهً تعبث فً خصالت شعرها ونظرت حولها بملل‬
‫فالولت ٌمر وهً الً االن لم تجد هدٌة تُمدمها له ‪..‬‬
‫شاب ٌحمل كتاب‬ ‫ً‬ ‫وأتسعت حدلتً عٌناها وهً تري‬
‫ٌنظر فً ؼالفه وأخذت تدور الفكره بعملها الً أن‬
‫وجدت ان هذه الهدٌه هً األفضل ‪..‬فؤمجد ال ٌحتاج‬
‫عطر ؼالً وال ساعه ثمٌنه وال دبوس بدلة وال حتً‬
‫أطمم زراٌر لممصانه‬
‫وأسرعت بخطواتها لتذهب الً األماكن المخصصه‬
‫لبٌع الكتب وهً تبتسم فمد وجدت ؼاٌتها بسهوله فهً‬
‫تعلم انه ٌعشك األدب األنجلٌزي‬
‫~ ‪~ 304‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫أنهت حٌاه اوراق أستمالتها من الشركه وودعت كل‬
‫من منار ورامً وهً تتمنً لهم الخٌر ‪..‬‬
‫وأنصرفت نحو الخارج لتمع عٌناه علً عمران الذي‬
‫ٌفتح باب سٌارته لتلن الفتاه التً رأتها معه ُمسبما ً ولم‬
‫تكن ؼٌر‬
‫" نٌرة" وولفت للحظات تنظر الٌهم الً أن تحركت‬
‫السٌاره وأختفت من أمام عٌنٌها ‪ ..‬وضمت حمٌبتها‬
‫الصؽٌره لجسدها‬
‫وأكملت خطواتها وأفكار كثٌره تدور بعملها‬
‫لما ازعجها المشهد رؼم أنها تعلم حمٌمة زواجهم ؟‬
‫لما أصبحت تلن األٌام تشعر بالوحده وأن لواها لد‬
‫خارت ؟‬

‫~ ‪~ 305‬‬
‫ولررت ان تسٌر فً الشوارع للٌال ‪ ..‬فهً اصبحت‬
‫تعرؾ وجهتها‬
‫وولفت تنظر حولها تتؤمل وجهات المطاعم ‪ ..‬الكل‬
‫ٌؤكل وٌضحن وٌسد جوعه‬
‫وصؽٌر ٌمؾ ٌنظر الٌهم خارجا ً ‪ ..‬وتحركت لدماها‬
‫نحوه وألتربت ولبل أن تصل الٌه اصطدمت بإحداهن‬
‫وسمطت الهدٌه التً كانت بٌد األخري أرضا ً‬
‫‪ -‬أنا اسفه ‪ ..‬مؤخدتش بالً‬
‫فنظرت الٌها نهً بهدوء وأبتسمت‬
‫‪ -‬مافٌش مشكله‬
‫وذهبت نحو الصؽٌر وربتت علً كتفه بدفا ‪...‬فؤلتؾ‬
‫الٌها بخوؾ لتبتسم له كً تُطمبنه‬
‫‪ -‬تحب تاكل زٌهم‬
‫فحرن الصؽٌر رأسه بجوع ‪ ..‬فضحكت وهو تمسح‬
‫علً شعره الناعم‬
‫~ ‪~ 306‬‬
‫‪ -‬طب تعاال ٌال ندخل ناكل‬
‫كانت نهً تمؾ تتؤمل ماٌحدث وهً ال تعلم لما ولفت‬
‫تُتابع تلن الفتاه ‪ ..‬وأبتسمت وأكملت وجهتها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫وضع النادل الطعام أمامهم ‪ ..‬فنظر الصؽٌر الً حٌاه‬
‫ثم الً الطعام‬
‫فضحكت حٌاه وهً تتؤمله‬
‫‪ -‬عاٌزان تاكل االكل ده كله‬
‫وبدء الصؽٌر ٌؤكل وهً تؤكل معه ببطا ‪ ..‬تراه وهو‬
‫ٌمسح فمه بسرعه كً ٌبدء بتناول لممة أخري‬
‫تجربة ألول مره تعٌشها ولكنها أدركت انها أروع شا‬
‫فعلته بحٌاتها ‪ ..‬وأنهً الصؽٌر طعامه هاتفا ً بحماس‬
‫‪ -‬شكرا ٌاأبله ‪ ،‬األكل حلو اووي‬
‫فؤتسعت أبتسامتها وسؤلته بحب‬
‫~ ‪~ 307‬‬
‫‪ -‬تحب تحلً بمً واجبلن عصٌر‬
‫فؤبتسم الصؽٌر وهو ٌُحرن رأسه ‪ ..‬فؤشارت للنادل‬
‫وبعد أن أملت علٌه بما تُرٌده ‪ ..‬أنصرؾ النادل‬
‫‪ -‬تعرؾ أنا لحد دلولتً معرفش أسمن اٌه‬
‫فتؤملها الصؽٌر بخوؾ ‪ ..‬فهم ٌخبروهم ٌجب أن ال‬
‫ٌعلم احد بؤسمابهم‬
‫وتمتم وهو ٌخفض رأسه اراد ان ٌكذب علٌها ولكن‬
‫معاملتها الطٌبه له جعلته ٌرفع رأسه‬
‫‪ -‬أسمً دمحم‬
‫فرفعت حٌاه ٌدها وهً تبتسم ‪ ..‬فنظر الً ٌدها‬
‫الممدوده ثم الً ٌده الؽٌر نظٌفه ولكنها‬
‫‪ٌ -‬اسٌدي ما أنا اٌدي كمان مش نضٌفه‬
‫فضحن وهو ٌمد ٌده وصافحها فهتفت‬
‫‪ -‬وانا أسمً حٌاه‬

‫~ ‪~ 308‬‬
‫فطالعها دمحم بؤرتبان فضحكت بسعاده علً مالمحه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ضحن أمجد بموه وهو ٌري رسالة فرح ‪..‬ففرح‬
‫كالعاده تهنبه بعٌد مٌالده وتخبره بؤن ابوالفصاد لد‬
‫كبر عام وأصبح ؼراب ‪ ..‬وفً تلن اللحظه دخلت‬
‫نهً بعد أن أطرلت الباب‬
‫وولفت تتؤمله وهً ٌنظر للهاتؾ وٌضحن ‪ ..‬ولبل أن‬
‫تتحدث بشا رن هاتفه فنظر الً المتصل وأبتسم‬
‫وأشار لنهً بالجلوس الً ان ٌُنهً مكالمته‬
‫وجلست تنظر الٌه وهو ٌتحدث بالهاتؾ واول ما‬
‫أنتبهت الٌه أن اسم المتصله فرح ومن لهفته فً الرد‬
‫علٌها وأبتسامته أٌمنت ان هذه الفتاه تحتل مكانه‬
‫خاصه بملبه ‪..‬‬

‫~ ‪~ 309‬‬
‫ورؼم ان كالمه معها فً الهاتؾ كله مزاح ‪ ..‬اال ان‬
‫كل كلمه كانت تصور لها مكانتها ‪ ..‬وأبتلعت ؼصه‬
‫بحلمها‬
‫ولررت النهوض وكادت أن تخرج الً انها سمعت‬
‫صوته ٌنادٌها‬
‫‪ -‬نهً !‬
‫فؤلتفت الٌه ‪ ..‬لٌري بعٌنٌها دموع تُجاهد ان تخفٌها‬
‫فسؤلها بملك وهو ٌنهض من فوق ممعده‬
‫‪ -‬مالن ٌانهً‬
‫فنظرت الٌه طوٌال‬
‫‪ -‬مافٌش حاجه‬
‫فتؤملها متنهدا ً ‪ :‬طب تعالً ألعدي ولولٌلً كنت‬
‫عاٌزانً فً اٌه‬
‫ورفعت عٌناها نحوه‬
‫‪ -‬كل سنه وانت طٌب‬
‫~ ‪~ 310‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫دخلت من بوابة الفٌال وهً تتذكر احداث الٌوم ‪ ..‬فبعد‬
‫ان أنهت طعامها مع دمحم الصؽٌر ‪..‬اشترت له مالبس‬
‫جدٌده‬
‫وابتسمت وهً تتذكر أبتسامته وفرحته بالمالبس‬
‫الجدٌده‬
‫ونظرت الً ماتحمله لتري هدٌة منٌره كما انها جلبت‬
‫لرٌب ولم‬
‫ً‬ ‫لنعمه هدٌة بسبب ُخطبتها التً ستكون‬
‫تنسً امل معهم‬
‫وسمعت صوت البوابه ٌفتح ‪..‬وضوء سٌاره خلفها‬
‫وأكملت سٌرها دون أن تلتؾ‪ ..‬لتمؾ السٌاره وتسمع‬
‫صوت عمران‬
‫‪ -‬حٌاه‬

‫~ ‪~ 311‬‬
‫فؤلتفت الٌه ‪ ..‬لتراه أتً نحوها ودون ممدمات أمسن‬
‫ٌدها ووضع بها بطاله ابتمان فنظرت الٌه ثم الً‬
‫مافً ٌدها‬
‫‪ -‬اٌه ده ؟‬
‫فؤجابها بجمود وكؤنه ٌفعل واجب البد منه‬
‫‪ -‬فتحت لٌكً حساب فً البنن النهارده عشان لو‬
‫أحتاجتً حاجه‬
‫فتنهدت وهً تعطٌه البطاله‬
‫‪ -‬بس انا الحمدهلل مش محتاجه حاجه ‪ ..‬وبشتؽل‬
‫وبصرؾ علً نفسً‬
‫وتركها دون ان ٌرد علٌها ‪ ...‬فهتفت بصوت عالً‬
‫‪ -‬انا مش عاٌزه فلوسن‬
‫فعاد الٌها ثانٌه وبنبره جامده‬

‫~ ‪~ 312‬‬
‫‪ -‬البطاله معاكً عاٌزه تصرفً منها اصرفً مش‬
‫عاٌزه انتً حره ‪..‬بس دٌه األصول اللً اتربٌت علٌها‬
‫ولحد ماجوازنا ٌنتهً انتً ملزمه منً‬
‫وأنصرؾ دون كلمه أخري ‪ ..‬لتنظر الٌه بؽٌظ ثم الً‬
‫البطاله وضؽطت علٌها بموه حانمة منه ومن عجرفته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنهً برنامجه وودع ضٌفه ‪..‬ثم أستلم أحدهم المهمه‬
‫بؤن ٌتحدث معه للٌال كً ٌشؽله عنهم الً أن ٌستعدوا‬
‫وسار أمجد معه الً أن أنمطعت الكهرباء فجؤه ثم‬
‫عادت بعد دلٌمتان وتفاجا بما فعلوه له كعادتهم‬
‫‪..‬فؤكثر األشٌاء التً اهتم بها منذ أن أمسن اداره المناه‬
‫أن ٌجعل كل فرد فٌها ٌشعر بؤنهم أسره واحده‬
‫وأبتسم لهم وهو ال ٌعرؾ كٌؾ ٌشكرهم لتذكرهم‬
‫الدابم له ‪ ..‬وولفوا ٌصفموا له وٌهنبوه وٌؽنوا‪ ..‬الً ان‬
‫جابت الكعكه التً تتوسطها صورته‬
‫~ ‪~ 313‬‬
‫وصافحهم بود وهو ٌشكرهم ‪..‬‬
‫كانت تمؾ تنتظر ان ٌؤتً دورها من بٌنهم ولكن لبل‬
‫ان ٌصل الٌها وجدت إحداهن تمترب منه وتذكرت‬
‫انها أحدي ال ُمذٌعات‬
‫وضؽطت علً هدٌتها بموه وهً تري تلن تتفنن فً‬
‫الدالل علٌه والضحن وكانت الصدمه وهً تري‬
‫هدٌتها كان‬
‫" كتابا ً طبعه اولً لكاتبه العالمً المفضل "‬
‫وأتسعت عٌن نهً وهً تري سعادته البالؽه ‪..‬‬
‫وكلمات امتنانه وانها أفضل هدٌه لد حصل علٌها هذا‬
‫العام‬
‫وشعرت بؤن وجودها لم ٌعد مرؼوب ‪ ..‬ولررت‬
‫األنسحاب ببطا دون أن ٌراها احد‬
‫ولطع طرٌمها احدهم وبدء ٌُحادثها دون ان ٌترن لها‬
‫مجال ان تعترض وتنصرؾ ‪ ..‬وتنفست بعمك وعندما‬
‫عادت تنظر الً أمجد وجدته ُمنشؽل مع تلن المرأه ‪..‬‬
‫~ ‪~ 314‬‬
‫ففضلت أن تظل والفه مع ذلن المتطفل الذي تعلم‬
‫بنظراته اتجاهها‬
‫وبدأت تتناسً وجود أمجد كما نساها هو ‪ ..‬الً ان‬
‫شعرت بٌد الوالؾ علً ذراعها ‪ ..‬فؤنتفضت من‬
‫لمسته‬
‫لٌعتذر ‪ :‬اسفه ٌانهً بس كنتً سرحانه ‪ ..‬فٌعنً‬
‫كان ٌُرٌد أن ٌُبرر فعلته الولحه ‪ ..‬ولبل ان تتركه‬
‫وتذهب‬
‫وجدت أمجد ٌتمدم نحوهم بمالمح جامده ونظر الً‬
‫الوالؾ‬
‫‪ -‬معلش ٌامنٌر محتاج نهً فً حاجه‬
‫وسحبها من ذراعها ‪ ..‬فهتفت بضٌك‬
‫‪ -‬سٌب أٌدي‬
‫وعندما وصل لمكان خالً وهادئ نظر الٌها بضٌك‬

‫~ ‪~ 315‬‬
‫‪ -‬اسٌب اٌدن واللً والؾ بٌحسس علٌكً ده وعٌنه‬
‫راشمه فٌكً ده تسمٌه اٌه ردي‬
‫فتمتمت بسخط ‪ :‬انا حره زي ما أنت حر‬
‫وولؾ ساكن للحظات ٌنفخ أنفاسه‬
‫‪ -‬طول ما لبسن بالمرؾ ده هتدي ألي شخص فرصه‬
‫انه ٌفتكرن ‪...‬‬
‫وبتر عبارته بعد ان شعر أنها لد فهمتها‬
‫فنظرت الٌها بآلم‬
‫‪ -‬شكرا ً‬
‫وألتفت بجسدها كً ترحل من أمامه ‪ ..‬فكلمته دمرت‬
‫كل شا جمٌل له رسمته داخلها ‪ ..‬وشهمت فجؤه وهً‬
‫تجده ٌسحبها ألحد الؽرؾ‬
‫وبعد لحظات كانت تخرج من الؽرفه ال تتمالن‬
‫انفاسها وهً تتحسس شفتٌها فمد لبلها أمجد وركضت‬
‫ومازالت طٌؾ لبلته بعملها‬
‫~ ‪~ 316‬‬
‫أما هو ولؾ ٌمسح علً وجهه وهو ال ٌُصدق انه‬
‫لبلها ‪..‬ال ٌعلم كٌؾ ولما فعل هذا‬
‫ونظر الً الشا المؽلؾ الذي سمط من ٌدها ‪..‬‬
‫وانحنً لٌلتمطه ‪ ..‬وأزال تؽلٌفه لٌجد كتابا ً عن فلسفة‬
‫الحب فؤبتسم‬
‫وفتح أول صفحاته لٌجد اهدابها‬
‫" الً اؼلً انسان ‪ ..‬الً من علمنً كٌؾ اكون كما‬
‫انا ‪ ..‬الً من أصبح عالمً كله " ‪..‬نهً‬
‫واؼلك الكتاب وخرج من الؽرفه ُمتلهفا لرإٌتها فالٌوم‬
‫تؤكد من حبه لها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ولفت فرح تُرحب بؤدهم الذي جاء علً الفور عندما‬
‫أخبرته أنها وجدت ُمربٌه لمالن وتنتظره بالملجؤ كً‬
‫تعطٌه معلومات عنها‬

‫~ ‪~ 317‬‬
‫ونظر أدهم الٌها ٌتعجب من جمالها الهادئ الذي ال‬
‫ٌزٌنه شا حتً مالبسها رالٌه محتشمه‬
‫وجلس وهو ٌستمع لها عن ممٌزات ال ُمربٌه وحصولها‬
‫علً شهاده جامعٌه كما طلب‬
‫وتسؤلت ‪ :‬تحب تشوفها أمتً‬
‫فنظر الٌها ادهم ‪ :‬لو النهارده ٌكون افضل‬
‫فحركت رأسها بتفهم ‪ :‬خالص بعد دوامً فً الملجؤ‬
‫هجبهالن‬
‫ثم مدت له بؤوراق الفتاه لابله ‪ :‬دٌه البٌانات بتاعتها‬
‫لٌنهض أدهم وهو ٌؤخذ االوراق‬
‫‪ -‬شكرا ٌافرح‬
‫وسؤلها بجدٌه ‪ :‬امتً هتبدي فً ترخٌص االرض‬
‫عشان تبنً علٌها‬
‫فؤخذت تمص علٌه األجراءات التً تنتظرها الً ان‬
‫لاطعها‬
‫~ ‪~ 318‬‬
‫‪ -‬متملمٌش انا هنهٌلن كل حاجه وال انتً نسٌتً أنً‬
‫محامً‬
‫فؤبتسمت وهً ترفع وجهها نحوه وعندما تاللت‬
‫عٌناهم أشاحت بوجهها سرٌعا‬
‫أما هو أخذ ٌُطالعها وبعد أن كان ٌري جمٌع النساء‬
‫علً نفس الشاكلة أدرن انه ٌختبر نوع جدٌد من‬
‫النساء ألول مره ٌُصادفه !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫مرت األٌام وجاء ٌوم خطبة نعمه ‪ ..‬وذهبت كل من‬
‫منٌره وأمل ومعهم حٌاه من أجل ان ٌكون معها فً‬
‫فرحتها‬
‫كان ٌؤخذ الحدٌمة ذهابا ً وأٌابا ً ٌنظر فً ساعته كل‬
‫دلٌمه منذ أن علم بذهابها مع منٌره ‪ ..‬وبدء ٌُهدء فً‬
‫نفسه‬

‫~ ‪~ 319‬‬
‫‪ -‬مالن ٌاعمران انت عمرن ماكنت كده ‪ ..‬مهتم‬
‫وخاٌؾ علٌها لٌه‬
‫لتؤتً اجابة عمله‬
‫" دٌه امانه عندي والزم اخاؾ علٌها "‬
‫لٌضحن للبه ثم ٌصمت‬
‫وجاء دور العمل لٌرد ولكن أنتبه لسماع صوت‬
‫السٌاره التً نملتهم الً الحاره التً تسكن بها نعمه‬
‫وخرجت منٌره وحٌاه وأٌضا صالح الذي أوصلهم‬
‫بؤمر من عمران وظل معهم ‪..‬‬
‫وضحكت منٌره وهً الً االن ال تصدق أن احدي‬
‫السٌدات طلبت منها ٌد حٌاه ألبنها ظننا ً منها انها أبنتها‬
‫وكان صالح ٌشاركها الضحن ونظر الً حٌاه ثم الً‬
‫منٌره‬
‫‪ -‬خالص ٌامنٌره متحرجٌهاش ‪..‬‬

‫~ ‪~ 320‬‬
‫وتابع وهو ٌؽمز لمنٌره دون ان ٌري الوالؾ علً‬
‫ممربة منهم ولم ٌنتبهوا الٌه‬
‫‪ -‬ها ٌاحٌاه ٌابنتً نرد نمول موافمه علً العرٌس‬
‫فؤحتمن وجه حٌاه بموه ‪ ..‬فضحكت منٌره علً شكلها‬
‫ثم ضمتها الٌها‬
‫‪ -‬عمبالن ٌاحٌاه ٌاحببتً‬
‫وسمعوا نحنحت صالح وهو ٌهتؾ بؤرتبان‬
‫‪ -‬عمران بٌه‬
‫فؤبتعدت منٌره عن حٌاه ‪ ..‬ونظرت حٌاه نحوه لتجده‬
‫ٌُطالعها بموه وٌمبض علً ٌدٌه بموه‬
‫وهتفت منٌره وهً ال تعلم انها تزٌد األمر سوء‬
‫‪ -‬النهارده حٌاه كانت ست البنات ‪..‬أهل نعمه كلهم‬
‫عاٌزٌنها لوالدهم‬

‫~ ‪~ 321‬‬
‫فؤزداد حنك عمران وهو ٌُطالعها بؽضب وٌتؤمل‬
‫فستانها الفٌروزي الذي زادها رله وجمال‬
‫وانصرؾ دون كلمه لبل أن ٌنفجر بها وٌسبحها من‬
‫ٌدها بموه خلفه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 322‬‬
‫الفصل الثالث عشر‬
‫**********‬

‫الحٌاه تمر كعادتها ‪..‬‬


‫بدء أدهم ٌمترب من فرح وخاصه بعد أن استطاع أن‬
‫ٌنهً لها بعض األمور لتستطٌع بدء مشروعها‬
‫كانت تمؾ وسط العمال تُتابع اول ٌوم عمل لهم بعد‬
‫تجرٌؾ األرض‬
‫ولؾ أدهم بسٌارته ٌتؤملها من بعٌد ‪ٌ..‬راها كٌؾ تمؾ‬
‫وكٌؾ تتحدث وكٌؾ تمسح حبات عرلها من علً‬
‫وجهها ‪ ..‬كان كل شا بها ٌجعله فً عالم أخر ‪ ..‬عالم‬
‫الممارنه‬
‫وكان ٌتسؤل داخله ‪ ..‬لما تفنً عمرها هكذا ؟ لما ال‬
‫تمضً حٌاتها فً التسوق والسفر والنوادي الصحٌه ‪..‬‬

‫~ ‪~ 323‬‬
‫وكلما ولعت عٌناه علً جسدها الذي ٌستره المالبس‬
‫المحتشمه الرالٌه وحجاب ٌخفً خصالت شعرها‬
‫وجاءت بذهنه صورة زوجته السابمه وأرتسمت‬
‫ابتسامه ساخره علً شفتٌه ‪ ..‬زوجته السابمه التً‬
‫أعجبه بها جسدها كونها عارضة أزٌاء ‪ ..‬وتبرجها‬
‫وداللها األنثوي وعاللتهم ال ُمحرمه التً كانوا بها لبل‬
‫الزواج ‪..‬‬
‫كانت عاللتهم مبنٌة علً الرؼبه والمال ‪..‬هو ٌرؼب‬
‫بجسدها وهً ترؼب بماله والنهاٌه كانت طفال‬
‫وزفر أنفاسه بموه وهو ٌخلع نظارته السوداء من علً‬
‫عٌنٌه ولرر أن ٌخرج من سٌارته وٌذهب الٌها‬
‫وولؾ خلفها ٌتسؤل‬
‫‪ -‬كل حاجه ماشٌه تمام‬
‫فؤلتفت الٌه بفزع وهً تضع بٌدها علً للبها‬
‫فؤبتسم وهو ٌتؤمل مالمحها‬
‫~ ‪~ 324‬‬
‫‪ -‬معلش اتخضٌت‬
‫وبدأت تشرح له ماٌحدث ‪ ..‬وهو ٌستمع الٌها فً‬
‫صمت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أخذت حٌاه كوب الشاي مع بسكوتها ال ُمملح المفضل‬
‫الٌها وأبتسمت الً العامل وهً تشكره ‪ ..‬وذهبت الً‬
‫ألرب طاوله تجلس علٌها هكذا كان ٌومها هنا فً‬
‫الشركه الجدٌده التً وظفها فٌها عمران وأكتشفت انه‬
‫صاحبها هو وشرٌكه مروان الذي ٌملن بعض األسهم‬
‫بها ‪ ..‬تعجبت فً البداٌه من أمتالن عمران شركة‬
‫خاصه بالبرمجه ولكن فً النهاٌه لم تشؽل بالها كثٌرا ً‬
‫ومدام أصبحت تعمل علً نحو لرٌب من دراستها‬
‫فال شا ٌُهم‬
‫فهً تعمل تبع المسم األداري الخاص بحسابات‬
‫الشركه‬
‫~ ‪~ 325‬‬
‫وأرتشفت من كوب الشاي وهً تتذكر رامً ومنار‬
‫وكٌؾ كانت خطبة منار التً حضرتها ورامً الذي‬
‫سافر للخلٌج بعد خطبتها مباشرة وكؤنه اراد الهروب‬
‫ورؼم سعادتها من أجل منار اال انها حزنت انها لم‬
‫تنظر الً الحب بل نظرت الً من سٌجعلها تعٌش‬
‫أفضل‬
‫وسمعت صوت رلٌك خلفها ‪ ..‬فؤلتفت وأبتسمت ‪..‬تلن‬
‫هً الفتاه الهادبه التً تبتسم لها دوما والً االن لم‬
‫تعرؾ أسمها‬
‫وجلست مها ومدّت ٌدها بود‬
‫‪ -‬أسمً مها‬
‫فؤتسعت أبتسامة حٌاه وهً تمدّ ٌدها‬
‫‪ -‬وانا حٌاه‬
‫ودون تعرٌؾ بؤنفسهم هتفت حٌاه‬
‫‪ -‬انتً سكرتٌرة بشمهندس مروان‬
‫~ ‪~ 326‬‬
‫فحركت مها رأسها وهً تبتسم ‪ ..‬فحٌاه لد رأتها فً‬
‫اول ٌوم لها عندما جابت لُممابلة مروان ألستالم عملها‬
‫‪ -‬وسكرتٌرة بشمهندس عمران برضوه الً ان ٌعود‬
‫فضحكت حٌاه ومها تُطالعها‬
‫‪ -‬انتً الموظفه الجدٌده اللً أشتلؽت فً المسم‬
‫االداري‬
‫فتمتمت حٌاه وهً تمضػ مابفمها وحركت رأسها‬
‫وظل الحدٌث ٌدور بٌنهم بؤمور عده الً أن انتهت‬
‫ولت أستراحتهم وذهب كل منهما لعمله ‪..‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تنهد عمران بضجر وهو ٌستمع الً نٌره ‪ ..‬ونظر‬
‫الً ساعه ٌده فوجد أن اجتماعهم لد تجاوز الساعتان‬
‫ونٌره تدور فً نفس الحوار وتمدم له بعض االوراق‬
‫من أجل تلن الصفمه‬
‫~ ‪~ 327‬‬
‫وأؼمض عٌناه بسبب الصداع وتنهد بٌؤس‬
‫‪ -‬نٌره بجد مش لادر ‪ ..‬نكمل كالمنا فً الصفمه دٌه‬
‫بكره‬
‫وكاد ان ٌنهض من ممعده ‪ ..‬فوجدها تمترب منه بلهفه‬
‫‪ -‬مالن ٌاعمران‬
‫فوضع ٌده علً جبهته وبدء ٌُدلكها بؤلم‬
‫فولفت نٌره خلفه وازالت ٌده ‪ ..‬وأخذت هً المهمه‬
‫‪ -‬ؼمض عٌنٌن واسترخً‬
‫فؤسترخً عمران بجلسته وبعد لحظات كان ٌشعر بٌد‬
‫نٌره علً خصالت شعره ولرب أنفاسها من عنمه‬
‫وأنتفض من جلسته وألتؾ نحوها‪..‬فؤنصدمت من‬
‫فعلته وعدلت من ولفتها متسابله‬
‫‪ -‬مالن ٌاعمران‬
‫فنظر الٌها وهو ٌحمل سترته ُمتمتما ً‬

‫~ ‪~ 328‬‬
‫‪ -‬مافٌش ٌانٌره ‪ ..‬انا ماشً‬
‫وأنصرؾ من أمامها بضٌك ‪..‬فنٌره أصبحت تبذل‬
‫اري جهدها كً تمترب منه وهو لد م ّل من شرحه‬ ‫لُ َ‬
‫ص َ‬
‫لها بؤنها مجرد صدٌمه وشمٌمه لٌس أكثر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلست نهً بجانب أمجد الذي اصبحت مشاعره‬
‫واضحه‬
‫وأبتسم وهو ٌحتوي كفٌها بكفٌه بعدما ترن مابٌده‬
‫وبنبره محبه‬
‫‪ -‬وحشتٌنً‬
‫وضمها الٌه لترٌح رأسها علً صدره ‪ ..‬ولد تشابكت‬
‫اٌدٌهم‬
‫فرفعت نهً وجهها نحوه ‪ ..‬وألتربت منه تُمبل خده‬
‫برله‬
‫~ ‪~ 329‬‬
‫فلم ٌشعر بنفسه اال وهو ٌنجرؾ معها بمشاعر ألول‬
‫مره ٌختبرها وٌُخالؾ كل مبادبه التً تربً علٌها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫مرت األٌام بسرعتها وبطبها احٌانا ‪ ...‬والترب أجمل‬
‫شهور السنه‬
‫كانت حٌاه تشعر بالفرح لمدوم هذا الشهر الذي‬
‫ستصومه ألول مره بعمرها لألسؾ ‪..‬ورؼم أنها‬
‫كانت تعلم بفرابض دٌنها اال انها كانت ؼافٌه تحت‬
‫سماء حٌاتها المدٌمه‬
‫وشردت بحٌاتها المدٌمه بؤسً ‪ ..‬ونظرت الً الزٌنه‬
‫والفانوس الصؽٌر الذي لررت جلبهم من اجل ان‬
‫تشعر بالبهجه‬
‫ولررت أن تُعلمهم خارج ؼرفتها فؽدا ً سٌكون أول اٌام‬
‫هذا الشهر الكرٌم‬

‫~ ‪~ 330‬‬
‫وأتسعت عٌناها بعد أن تؤملت ما فعلته ‪ ..‬لتسمع‬
‫صوت أمل الضاحن‬
‫‪ -‬وهللا خلٌتً بهجه للفٌال ٌاحٌاه‬
‫فؤبتسمت حٌاه وهتفت بسعاده‬
‫‪ -‬اول مره احتفل برمضان ‪ ..‬انا فرحانه اوي ٌا أمل‬
‫فؤحتضنتها أمل وربتت علً كتفٌها وتمتمت بدعابه‬
‫‪ -‬كل سنه وانتً طٌبه ٌاحٌاه والسنه اللً جاٌه تبمً‬
‫فً بٌت جوزن‬
‫وعند أخر جملتها ضحكت أمل‬
‫‪ -‬دٌه الجمله الطبٌعٌه ألي عروسه فً سنن ‪ ..‬لولت‬
‫ألولهالن زي ما تمالت لٌنا كتٌر‬
‫فضحكت هً ولد نست انها بالفعل متزوجه ‪..‬‬
‫وصفمت ٌدها بمشاؼبه‬
‫‪ -‬والسنه اللً جاٌه لٌه أنا عاٌزه السنه دٌه‬

‫~ ‪~ 331‬‬
‫وماكان من امل اال ان انفجرت ضاحكه وؼمزت لها‬
‫‪ -‬طب ماتوفمً علً العرٌس اللً جٌبهولن جمال‬
‫خطٌب نعمه‬
‫فوكظتها حٌاه بذراعها ‪ ..‬فمنذ ُخطبة نعمه واصبح‬
‫الخطاب ٌتوافدوا علٌها ‪..‬وأصبحت هً تسلٌتهم‬
‫الممتعه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ظلمة السماء ‪ ..‬وهً تتذكر‬ ‫ولفت فرح تنظر الً ُ‬
‫والدها‬
‫وشعرت بوجع بملبها وهً تهتؾ بؤمل‬
‫‪ -‬الصبر ٌارب‬
‫وأؼمضت عٌناها لتترن لدموعها العنان ‪ ..‬ولم تدري‬
‫لما تذكرت حٌاه التً أصبحت ال تعلم عنها شا ‪..‬‬
‫ولكن هً تعلم انها كانت مجرد محطه فً حٌاة "‬
‫~ ‪~ 332‬‬
‫حٌاه" ولد أدت مهمتها وشردت فً الٌوم الذي لررت‬
‫ان تلؽً رلم هاتفها الذي ٌعرفه الكثٌر وتؽلك حسابها‬
‫الشخصً وكان كل هذا بسبب رساله لاتله أتتها من‬
‫مجهول ٌشمت بكسرتها وبموت والدها‬
‫وان من تفخر به لد رحل ‪ ...‬لم تصدق أن بعد كل‬
‫ذلن الحب الذي أعطته لكل من حولها وجدت من‬
‫ٌكرهها وٌشمت بمصابها‬
‫وشعرت بٌد لٌلً الحانٌه ‪ ..‬فؤلتفت الٌها لتجد لٌلً‬
‫تحمل فانوس وتبتسم‬
‫‪ -‬رمضان كرٌم ٌاحببتً‬
‫وأرتمت بٌن ذراعً لٌلً تبكً ‪ ..‬فعمتها لم تنسً‬
‫عادت والدها ولم تشعر لٌلً اال بدموعها تتسالط علً‬
‫وجهها وهً تتذكر شمٌمها شاكر ومسحت دموعها‬
‫سرٌعا وهً تضمها الٌها بحب‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫~ ‪~ 333‬‬
‫نظر عمران نحو ؼرفة حٌاه وماصنعته وابتسم دون‬
‫شعور واكمل خطواته للداخل لٌخبر منٌره بسفره ؼدا ً‬
‫الً المزرعه‬
‫أشرق الصباح بنوره الساطع ‪ ..‬أستٌمظت حٌاه وهً‬
‫تشعر بالعطش الشدٌد وفركت عٌناها بتسؤل‬
‫‪ -‬ده لسا اول الٌوم وأنا عطشت ‪..‬‬
‫ونهضت من فوق فراشها لتستعد للذهب الً عملها‬
‫وتخبر نفسها أنها لن تتراجع عن الطرٌك الذي اتخذته‬
‫وأنمضً الٌوم األول وهً تجلس علً الطاوله أمام‬
‫منٌره‬
‫‪ -‬خالص لرب ٌؤذن‬
‫فضحكت منٌره ‪..‬فهذا سإالها العاشر‬
‫لتضع منٌره الطعام أمامها فمد ألترب ولت االذن‬
‫‪ -‬خالص هانت ٌاحببتً‬

‫~ ‪~ 334‬‬
‫وعندما بدء األذان ٌعلو كانت حٌاه تمسن زجاجة‬
‫المٌاه تبتلعها كلها‬
‫وبعد أن انتهت نظرت الً منٌره التً مازالت ترفع‬
‫ٌداها داعٌه ‪ ..‬وبعد أن انهت دعابها نظرت الً حٌاه‬
‫‪ -‬ادعً ٌاحببتً بكل اللً نفسن فٌه احنا فً شهر‬
‫كرٌم ‪..‬‬
‫وبدبوا ٌتناولوا طعامهم هً ومنٌره فمط ‪ ..‬فكل من‬
‫امل ونعمه رحلوا كً ٌكونوا مع عابلتهم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظرت لٌلً الً اوالدها بسعاده وشردت نحو السنوات‬
‫الماضٌه وتذكرت مازن فرفع عمران وجهه نحوها‬
‫وأبتسم وكؤنه ٌشعر بها‬
‫فعادت تؤكل وهً تحمد هللا علً نعمه ‪ ..‬وأتجهت‬
‫بنظراتها نحو أدهم الذي دعاه عمران الٌوم لألفطار‬
‫معهم ‪ ..‬ورأت نظراته التً الً االن لم تفسرها ‪..‬‬
‫~ ‪~ 335‬‬
‫فؤدهم كان ٌختلس النظرات الً فرح التً تضم‬
‫"مالن" الً حضنها تُطعمه‬
‫بؤبتسامه ناعمه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تلملمت حٌاه علً فراشها وصوت هاتفها ٌعلو تحت‬
‫وسادتها‬
‫وكلما أنتهً صوت رنٌنه عادت لؽفوتها ثانٌه لتسٌمظ‬
‫مفزوعه وهً تفرن عٌناها وتبحث عن هاتفها بجفون‬
‫مؽلمه وتمتمت بنعاس دون أن تري اسم المتصل‬
‫لتسمع صوت منٌره‬
‫‪ -‬اٌه ٌاحٌاه دٌه خامس مره ارن علٌكً ‪ ..‬لومً ٌال‬
‫عشان تتسحري‬
‫فنظرت حٌاه حولها وهً تستوعب كالم منٌره الً انا‬
‫فالت علً صوتها ثانٌة‬
‫~ ‪~ 336‬‬
‫‪ -‬اؼسلً وشن وتعالً علً المطبخ‬
‫وبدأت حٌاه تستعٌد تركٌزها‬
‫‪ -‬اه حاضر‬
‫وأؼلمت الهاتؾ وهً تُطالع الؽرفه الؽارله بالظالم اال‬
‫من النور الخافت الذي ٌؤتً من االضاءه الخارجٌه‬
‫ونهضت بنعاس تبحث عن زر االضاءه ‪..‬وتذهب الً‬
‫المرحاض تنعش وجهها‬
‫وخرجت وهً تؽلك سترتها الطوٌله فوق منامتها‬
‫وتكمل لؾ جحابها ومازالت فً عالم االحالم‬
‫ووصلت للمطبخ لتري منٌره تعد أطباق عده وعندما‬
‫رأتها‬
‫‪ -‬صحً النوم ٌاحٌاه‬
‫فؤبتسمت وهً تمؾ جانبها كً تُساعدها‬
‫‪ -‬اساعدن فً أٌه‬

‫~ ‪~ 337‬‬
‫فؤبتسمت منٌره وهً تعطٌها لطعة من الخٌار الذي‬
‫كانت تُمطعه‬
‫‪ -‬انا خالص خلصت ‪ ..‬خدي االطباق حطٌها علً‬
‫السفره‬
‫فؤنظرت حولها وولعت عٌناها علً طاولتهم‬
‫المستدٌره التً ٌؤكلون علٌها‬
‫‪ -‬هو احنا مش هناكل هنا‬
‫فضحكت منٌره علً هٌبتها وأعطتها احد األطباق‬
‫‪ -‬الء هنتسحر مع عمران بٌه‬
‫فؤتسعت عٌن حٌاه ‪ ..‬لتدفعها منٌره بٌدها‬
‫‪ -‬اسؤلتن كتٌره النهارده ‪ٌ ..‬ال روحً حطً األطباق‬
‫فذهبت حٌث دفعتها منٌره ‪ ..‬وبدأت تضع األطباق‬
‫وتؤكل من لطعة الخٌار التً مازالت بٌدها‬
‫وولفت ترتب األطباق ‪ ..‬ثم أبتعدت بفزع بعد أن‬
‫سمعت نحنحته‬
‫~ ‪~ 338‬‬
‫وألتفت وهً تمضػ ما بفمها وبدأت تسعل بموه ‪..‬‬
‫سعالها ‪ ..‬فحمل‬‫فؤلترب منها عمران بملك وأزداد ُ‬
‫كؤس الماء سرٌعا الذي امامه واعطاه لها‬
‫وبعدما أرتشفت الملٌل بدأت تهدء وشعرت بالحرج من‬
‫نظراته ولربه‬
‫‪ -‬شكرا‬
‫فنظر الٌها وهً ُمرتبكه ‪ ..‬وأبتعد عنها لابال بجمود‬
‫‪ -‬فٌن منٌره‬
‫وسمع صوت منٌره التً جابت الٌهم ‪..‬‬
‫‪ -‬محتاج حاجه تانٌه ٌاعمران ٌابنً‬
‫فنظر عمران الً الطاوله الممتلبه وابتسم‬
‫‪ -‬الء كفاٌه كده ٌامنٌره ده سحور مش فطار‬
‫فضحكت منٌره وعندما جلس علً ممعده ‪ ..‬جلست‬
‫منٌره بؤرتبان للٌال ولكنه تالشً ‪..‬فهً اعتادت فً‬

‫~ ‪~ 339‬‬
‫تلن األٌام ان تؤكل معهم فهً تعد من األسره لسنٌن‬
‫خدمتها هنا‬
‫ونظرت الً حٌاه التً مازالت والفه وال تستوعب الً‬
‫االن انها ستجلس معه علً مابده واحده‬
‫‪ -‬ألعدي ٌاحٌاه ٌال‬
‫فرفع عمران عٌناه نحوها ‪ ..‬فجلست بؤستحٌاء وبدأت‬
‫تؤكل‬
‫وتستمع للحدٌث الدابر حولها‬
‫‪ -‬ست لٌلً عامله اٌه ‪ ..‬مش ناوٌه ترجع بمً من‬
‫المزرعه‬
‫فؤجاب عمران بعبارات مختصره‬
‫‪ -‬الحٌاه هنان بمٌت عجباها ‪ ..‬صحٌح بتسلم علٌكً‬
‫هً وفرح‬

‫~ ‪~ 340‬‬
‫فولع االسم علً اذن حٌاه ولكنها لم تركز باألمر‬
‫فاألسماء كثٌره وبالتؤكٌد لٌست فرح خاصتها ولكن‬
‫من هً فرح هذه‬
‫وظلت تتسؤل داخلها ‪ ..‬أهً شمٌمته ولكنها تعلم انه‬
‫لٌس لدٌه شمٌمات‬
‫والحظ عمران شرودها وتسؤل بجمود‬
‫‪ -‬اٌه ٌاحٌاه مش بتاكلً لٌه‬
‫فرفعت عٌناها الناعسه نحوه وتمتمت‬
‫‪ -‬انا باكل اه‬
‫فضحكت منٌره وهً تربت علً ٌدها‬
‫‪ -‬حٌاه لسا ناٌمه اصال‬
‫وتذكرت منٌره شا ونهضت لابله ‪:‬‬
‫‪ -‬نسٌت اللبن‬

‫~ ‪~ 341‬‬
‫وبمٌت حٌاه تُطالع طبمها وتماوم النعاس ‪ ..‬الً ان‬
‫بدأت تؽفو دون شعور‬
‫وتعلمت نظرات عمران علٌها وبدء ٌتؤملها وهً ؼافٌه‬
‫ونهض من فوق ممعده ‪ ..‬والترب منها وانحنً للٌال‬
‫نحوها‬
‫‪ -‬حٌاه‬
‫وأستنشك رابحتها الجمٌله ‪ ..‬وبلحظه ضعؾ مدّ كفه‬
‫نحو وجهها ٌُالمسه‬
‫وفجؤه أبتعد عنها ُمدركا ً فعلته لتفٌك هً من ؼفوتها‬
‫ومسحت علً وجهها‬
‫‪ -‬انا صحٌت اه‬
‫فلم ٌتمالن عمران ضحكاته ‪ ..‬فضحن علً هٌبتها‬
‫لتنهض من علً ممعدها بعد أن شعرت باألرتبان‬
‫والخجل منه ‪ ..‬وفجؤه سمطت بعدما تعرللت حركتها‬
‫لٌُكمل عمران ضحكاته وألول مره ٌخرج من جموده‬
‫~ ‪~ 342‬‬
‫فمد مرت علٌه موالؾ كثٌره ولكن معها ال ٌعلم السبب‬
‫وأحتمن وجهها وهً تشعر بسخرٌته وهو ٌراها هكذا‬
‫وانحنً نحوها ٌمدّ لها ٌده‬
‫‪ -‬لومً ٌاحٌاه انا بمول تروحً تنامً أحسن‬
‫لم تمد ٌدها له‪ ..‬فؤمسكها من مرفمها وابتسامته مازالت‬
‫علً وجهه‬
‫وتمتمت داخلها وهً تراه بتلن الطرٌمه المرٌحه‬
‫‪ -‬ماأنت طبٌعً وبتضحن زٌنا اه‬
‫وحدلت به وهً تري مالمحه عن لرب ‪ ..‬وللبها ٌدق‬
‫بعنؾ من رجولته الطاؼٌه ‪ ..‬وأبتعدت عنه‬
‫وركضت من امامه نحو المطبخ ‪ ..‬لتتفاجا بها منٌره‬
‫‪ -‬مالن ٌاحٌاه‬
‫فحملت حٌاه كؤس الماء الممتلا وارتشفت منه‬
‫‪ -‬انا هرجع علً أوضتً‬
‫~ ‪~ 343‬‬
‫وذهبت دون ان تستمع الً نداء منٌره التً تحمل‬
‫بٌدها أكواب اللبن‬
‫اما هو ولؾ ٌبتسم دون سبب ‪ ..‬وعندما جابت منٌره‬
‫حمل كوب اللبن منها‬
‫‪ -‬شكرا ً ٌامنٌره‬
‫وصعد نحو ؼرفته دون ان ٌترن لها ولت لسإاله عن‬
‫شا‬
‫فنظرت منٌره الً طٌفه متعجبه ولكن صمتت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت فرح بسٌارتها أمام باب المزرعه الضخم ‪...‬‬
‫ونظرت الً الحارس الذي اصبح ٌعرفها من كثره‬
‫مجٌبها هنا بالمربٌات ‪ ..‬وطالعها الرجل بنظراته‬
‫الحانمه التً أصبحت معتاده علٌها وتسؤلت‬
‫‪ -‬أستاذ أدهم موجود‬
‫~ ‪~ 344‬‬
‫فنظر لها محروس وهو ٌداعب شاربه الضخم‬
‫وٌُطالعها بنظرات متفحصه ساخره‬
‫‪ -‬اه موجود‬
‫وماٌل برأسه بطرٌمه متهكمه ‪ ..‬لتسؤلها التً تجلس‬
‫بجانبها‬
‫‪ -‬هو فً اٌه‬
‫فؤبتسمت فرح وهً تتحرن بسٌارتها لداخل المزرعه‬
‫‪ -‬أصله ٌطٌك العمً ومٌطمنٌش‬
‫فضحكت الفتاه التً جابت الٌوم كمربٌه للصؽٌر‬
‫وولفت فرح بسٌارتها ثانٌة ‪ ..‬وؼادرت السٌاره‬
‫فؽادرت األخري خلفها متجهٌن نحو المنزل الضخم‬
‫الذي ٌحاوطه حدٌمة خالبه ‪ ..‬ورحبت بهم الخادمه‬
‫وأتجهوا نحو الصالون الرالً لتبتسم لهم الخادمه‬
‫والتً أصحبت تعرؾ فرح بسبب لدومها الدبم الً‬
‫هنا بصحبة المربٌات‬
‫~ ‪~ 345‬‬
‫‪ -‬منوره ٌاست فرح‬
‫فؤبتسمت فرح ‪ :‬ربنا ٌكرمن ٌاسعدٌه‬
‫وبدأت تسؤلها عن أبنها الذي بالمصادفه علمت أنه‬
‫خرٌج أعالم وٌحتاج لوظٌفه ‪..‬‬
‫‪ -‬ربنا ٌكرمن ٌابنتً ‪ ..‬أمجد بٌه ربنا ٌباركله اهتم‬
‫بكل حاجه‬
‫انا وابنً هنفضل العمر كله ندعٌلكم‬
‫وعندما سمعت سعدٌه صوت أدهم وهو ٌهبط من‬
‫أعلً ابتعدت عنهم ‪ ..‬وسارت نحو المطبخ تُكمل‬
‫مهامها‬
‫ونظرت فرح نحو أدهم الذي ٌحمل "مالن" بتؤفؾ‬
‫بسبب بكابه المتواصل ‪ ...‬ونهضت من فوق ممعدها‬
‫نحوه ونحو الصؽٌر‬
‫‪ -‬براحه علٌه ‪...‬ده طفل صؽٌر‬

‫~ ‪~ 346‬‬
‫فطالعها أدهم ونظر الً ٌدٌها الممدوده نحوه ‪..‬‬
‫وأعطً لها الصؽٌر‬
‫‪ -‬أنا تعبت ٌافرح ‪ ..‬مش عارؾ اروح شؽلً وال‬
‫اتابع المضاٌا اللً اتحولت لٌا‬
‫وزفر أنفاسه ‪ ..‬ثم نظر الً التً تمؾ علً ممربه‬
‫منهم وسؤلها‬
‫‪ -‬دٌه المربٌه الجدٌده‬
‫فضمت فرح مالن الذي هدء وبدء ٌُداعبها بٌدٌه‬
‫‪ -‬أه‬
‫فنظر الً صؽٌره وأشار نحوه بتوعد‬
‫‪ٌ -‬عنً سكت معاها دلولتً‬
‫فضحكت علً تذمر ادهم وكؤنه طفل ‪ ...‬فؤبتسم الٌها‬
‫وهو ٌتؤملها دون ان ٌعلم بؤنه ٌسمط ؼرٌما ً بها كل ٌوم‬
‫ناسٌا ً جراحه‬

‫~ ‪~ 347‬‬
‫وأشاحت فرح وجهها بعٌدا عنه وبدأت تُالعب‬
‫الصؽٌر‬
‫واتجه ادهم نحو الوالفه وبنبره جامده‬
‫‪ -‬أتفضلً معاٌا علً المكتب‬
‫وأتبعته الفتاه وهً تعض علً شفتٌها بموه تتؤمل‬
‫جسده الرجولً وهً ال تُصدق ان ٌوجد رجال مثله‬
‫علً أرض الوالع وكؤنه خرج من شاشة التلفاز‬
‫وتمتمت داخلها‬
‫‪ -‬ده وال كؤنه خارج من مسلسل تركً‬
‫وأردفت الفتاه خلفه وأشار الٌها بالجلوس وبدء ٌسؤلها‬
‫األسبله المعتاده وعن مإهلها الدراسً ‪ ..‬وهً تُجٌب‬
‫علً أسبلته وعٌناها تخترله بولاحه ‪ ..‬وللبها ٌدق‬
‫طبوال وتدعو ان تكون تلن الوظٌفه من نصٌبها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫~ ‪~ 348‬‬
‫بدء مروان ٌستعجب من تباعد مها عنه ‪...‬ففً البداٌه‬
‫شعر بالراحه النه اراد ذلن ولكن مع الولت أحس‬
‫بشا داخله ٌتمنً ان ٌري نظراتها ال ُمحبه‬
‫جلست مها مع حٌاه وبدبوا ٌُثرثرون للٌال‬
‫‪ -‬بس انا بجد حبٌتن ٌاحٌاه‬
‫فؤبتسمت حٌاه بود‬
‫‪ -‬وانا كمان ٌامها ‪ ..‬بصراحه بتفكرٌنً بؤنسانه كنت‬
‫أعرفها‬
‫فؤتسعت ابتسامة مها ‪ ..‬واخرجت من حمٌبتها مصحؾ‬
‫صؽٌر مثل مصفحها الذي تضعه دوما بحمٌبتها‬
‫‪ -‬اتفضلً ٌاستً ‪ ..‬دٌه هدٌه بسٌطه منً‬
‫فنظرت حٌاه الً المصحؾ الذي عندما رأته مع مها‬
‫تمرء فٌه فً ولت فراؼها من العمل سؤلتها أٌن تجد‬
‫منه ‪ ..‬فحجمه الصؽٌر أعجبها ‪ ..‬وأخذته منها بسعاده‬
‫‪ -‬انا مش عارفه أشكرن ازاي ٌامها‬
‫~ ‪~ 349‬‬
‫فربتت مها علً ٌدها وهً تبتسم‬
‫‪ -‬مافٌش شكر بمً بٌنا ٌاحٌاه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظر أمجد الً مالبس نهً وأشار بٌده نحوها‬
‫‪ -‬اٌه اللبس ده‬
‫فنظرت نهً الً مالبسها ثم أبتسمت وهً تظن ان‬
‫مالبسها لد أعجبته‬
‫‪ -‬عجبن !‬
‫فطالعه أمجد بضٌك ‪:‬‬
‫‪ -‬عجبنً ‪ ..‬لصدن تمولً لرفنً‬
‫فشحب وجه نهً من صراحته ‪ ..‬وتنهد وهو ٌمسح‬
‫علً وجهه‬
‫‪ -‬نهً اعدلً لبسن شوٌه ‪..‬‬

‫~ ‪~ 350‬‬
‫فطالعته نهً بوجع من كلماته‬
‫‪ -‬كنت ممكن تمولً بطرٌمه ألطؾ من كده‬
‫فؤلترب منه وهو ٌزفر انفاسه‬
‫‪ -‬نهً حاولً تتؽٌري عشان نفسن مش عشانً‬
‫وألتؾ بجسده ٌعطٌها ظهره فهو حانك من نفسه‬
‫بسببها أصبح ٌنساق وراء رؼباته ونسً كٌؾ تربً‬
‫وشعرت بعدم رؼبته فً رإٌتها ‪ ..‬فمررت االبتعاد‬
‫عنه‬
‫وخرجت من ؼرفته وهً تمسح دموعها‬
‫لٌلتؾ أمجد وٌنظر امامه وهو ٌتذكر كٌؾ أصبح‬
‫شٌطانه ٌُخٌلها له وهً عارٌة بٌن أحضانه‬
‫وأؼمض عٌناه وهو ٌزفر انفاسه بموه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 351‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬
‫*************‬

‫بحثت عن هاتفها جانبها ‪..‬لتنظر الً الساعه فتجد أن‬


‫ولت أذن المؽرب لد ألترب ‪..‬وأخذت تعمد شعرها‬
‫وهً تُماوم تعبها فالعمل مع الصٌام شا مرهك ‪..‬‬
‫ونهضت من فوق الفراش تُهندم مالبسها التً نامت‬
‫بها عندما جابت من عملها ثم أخذت تبحث عن‬
‫حجابها‬
‫وبعد دلابك كانت تخرج من ؼرفتها تنظر للسماء ولد‬
‫ؼابت الشمس ‪ ..‬وسارت نحو المطبخ كل ٌوم كً‬
‫تؤكل مع منٌره فنعمه وأمل ٌرحلون لبل اذن المؽرب‬
‫كً تفطر كل منهن مع عابلتها‬
‫وولفت تنظر الً السٌارات الوالفه وهً متعجبه ثم‬
‫لمحت المنضده ال ُمعده فً الحدٌمه وبعض االشخاص‬
‫ٌجلسون ٌتحدثون وعمران ٌجلس بجانب سٌده ٌضمها‬
‫~ ‪~ 352‬‬
‫الٌه وأمجد بجانبه وبجانبه مروان والفتاه التً دوما‬
‫تراها هنا وبجانبها شخصٌن‬
‫لم تكن تعلم ان الٌوم به عزٌمه لضٌوفهم ‪ ..‬وأبتسمت‬
‫وهً تراهم مجتمعون هكذا والبسمه تعلو أفواههم ‪..‬‬
‫وشردت بحزن علً حٌاتها وتمنت لو ان لها أهل‬
‫تجتمع معهم‬
‫وأكملت سٌرها لتجد نعمه تُسرع فً حمل األطباق‬
‫ُمتمتمه‬
‫‪ -‬كوٌس انن جٌتً ٌاحٌاه ساعدٌنً هللا ٌخلٌكً ‪..‬‬
‫جمال زمانه جاي ٌاخدنً وامل مشٌت عشان أبنها‬
‫تعبان‬
‫فحركت حٌاه رأسها وأبتسمت‬
‫‪ -‬حاضر‬
‫وذهبت نحو منٌره المنهمكه فً وضع الطعام‬
‫باألطباق‬

‫~ ‪~ 353‬‬
‫‪ -‬طب ممولتلٌش لٌه ٌاماما منٌره ‪ ..‬كنت جٌت‬
‫ساعدتن‬
‫فؤبتسمت منٌره لها بحب وهً تستمع لكلمة ماما منٌره‬
‫التً أصبحت تمولها لها حٌاه‬
‫‪ٌ -‬احببتً لولت أنن تعبانه من الشؽل ‪ٌ ..‬ال خدي‬
‫ساعدي نعمه بمً‬
‫فمبلتها حٌاه ‪ ..‬وأخذت منها األطباق وبدأت تساعد‬
‫نعمه التً كانت تؤخذ منها األطباق وتضعها علً‬
‫الطاوله‬
‫وأمجد ٌنظر الً شمٌمه الذي ٌجلس ٌُركز فً زوجته‬
‫وألتفت لٌلً فجؤه ولد رأت حٌاه‬
‫‪ -‬هً دٌه البنت اللً جابها حسام‬
‫فؤنتبه عمران لسإال والدته بعد أن كان كل تركٌزه‬
‫علً حٌاه‬
‫‪ -‬اه‬
‫~ ‪~ 354‬‬
‫فعاتبته لٌلً ‪ :‬طب لٌه بتساعدهم دٌه ضٌفه ٌابنً‬
‫فلم ٌجد عمران اجابه لٌمترب أمجد من والدته بممعده‬
‫وٌُمبلها‬
‫‪ -‬بس البت فرح ضٌعت اللمه دٌه‬
‫فضحكت لٌلً بعد أن جذبها لحضنه ثم تذكرت شمٌمها‬
‫بحزن‬
‫‪ -‬ماأنت عارؾ ٌاأمجد السبب‬
‫ففهم أمجد وطؤطؤ رأسه بؤسً‬
‫‪ -‬ربنا ٌرحمه ٌاماما‬
‫أنتهت حٌاه من مساعدة نعمه ‪ ..‬وولفت نعمه تمسح‬
‫عرلها وتعدل من حجابها وهً تمسن هاتفها وحافظة‬
‫نمودها بؤستعجال وودعتهم وأسرعت للخارج حٌث‬
‫خطٌبها الذي ٌنتظرها‬
‫ووضعت منٌره الطعام لها ولحٌاه مع أكواب العصٌر‬
‫وأنتظروا الً أن بدء صوت األذان ٌعلو‬
‫~ ‪~ 355‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫نظرت فرح الً المابده الطوٌله ال ُمجهزه باشهً‬
‫األطعمه وكٌؾ ٌلتفون االطفال حولها ٌبتسمون‬
‫وٌؤكلون بنهم‬
‫وولعت عٌناها علً أدهم الذي ٌحمل صؽٌره الذي‬
‫ٌشبهه فً المالمح ‪ ..‬وٌؤكل وسط االطفال بل‬
‫وٌساعدهم وٌضع الطعام فً اطبالهم‬
‫وألول مره تترن عٌناها تتؤمله ولكن لم تكن تتؤمل‬
‫مالمحه بل تتؤمل افعاله ‪..‬فهو من أعد تلن المابده‬
‫ولرر ان ٌجلب طعام الٌوم لالطفال والعاملٌن هنا‬
‫ورفع أدهم عٌناه نحوها ‪ ..‬فؤلتمت عٌناهم بصمت‬
‫فؤشاحت وجهها سرٌعا ً ونظرت الً األطفال ثم‬
‫نهضت نحو أحدي الصؽٌرات التً ال تعرؾ تؤكل‬
‫وبدأت تطعمها‬

‫~ ‪~ 356‬‬
‫وهو مازالت عٌناه علٌها ‪..‬أمرأه بعد أن جعلته ٌري‬
‫مساوئ النساء جابت أخري تعلمه كٌؾ تكون النساء‬
‫بحك اذا ربطت بٌن دٌنها ودنٌاها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنتهوا من تناول الطعام وبدء الجمٌع ٌُثرثر وهم‬
‫ٌجلسون فً الهواء الطلك وكعادة نٌره بدأت تجذبهم‬
‫بالحدٌث نحوها بما تفعل فهً دابما تحب أن تكون‬
‫نجمة المعه‬
‫ومروان وأمجد ٌنظرون لها وٌضحكون بخبث وهم‬
‫ٌروها عالمه بعمران‬
‫فنظر أمجد لمروان وهمس وهو ٌضع ٌده علً فمه‬
‫‪ -‬هتفضل لزبه لٌه طول المعده‬
‫وحدق مروان باألتٌه خلفه علً أستحٌاء مع منٌره ‪..‬‬
‫فؤلتؾ أمجد لٌري ماٌُطالعه فوجد حٌاه ومنٌره ٌمتربوا‬
‫منهم بالحلوي والعصابر مجددا ً‬
‫~ ‪~ 357‬‬
‫ومازح أمجد منٌره وهو ٌضع بٌده علً بطنه‬
‫‪ -‬حرام علٌكً ٌامنٌره ‪ ..‬انا كده محتاج ٌوم كامل‬
‫أجري فٌه‬
‫فؤبتسمت منٌره له ‪ :‬ألؾ هنا ٌابنً‬
‫ثم نظرت نحو لٌلً التً تُطالعها ببتسامه ُمحبه ‪..‬‬
‫وألترب أمجد ٌحمل من حٌاه ال ُمرتبكه العصابر‬
‫وأبتسم لها بلطافه‬
‫وبدأت منٌره تُجمع المابده ‪ ..‬وألتربت حٌاه منها‬
‫تُساعدها‬
‫فال ٌوجد أحد ؼٌرها مع منٌره‬
‫وعندما كانت لرٌبه من لٌلً نظرت لها لٌلً بحنان‬
‫‪ -‬شكرا ٌابنتً‬
‫فحركت حٌاه رأسها بؤحترام وأكملت عملها ‪ ..‬وعادت‬
‫لٌلً لحدٌثها مع والدي نٌره‬

‫~ ‪~ 358‬‬
‫كان عمران ٌتابع كل ذلن بصمت ؼٌر منتبه لثرثرة‬
‫نٌره‬
‫عٌناه كانت متنمله مع التً تتحرن كالفراشه تحمل‬
‫األطباق للمطبخ ثم تعود ثانٌه‬
‫حتً أنتهت ‪ ..‬وألترب مروان من أمجد الذي كان‬
‫ٌُتابع ماتفعله حٌاه بحنك من شمٌمه النه ٌترن زوجته‬
‫حتً لو مجرد أتفاق‬
‫فهتؾ أمجد ‪ :‬دٌه كؤنها خدامه هنا ‪ ..‬والبٌه لاعد وال‬
‫همه‬
‫فلم ٌجد مروان شا ٌموله ففضل الصمت‬
‫وأنتهت جلستهم خارجا ً لٌنهضوا للداخل ٌكملوا‬
‫جلستهم مع أحتساء المهوه‬
‫وذهب أمجد نحو عمران وكاد أن ٌتحدث فؤشار له‬
‫عمران بؤن ٌصمت ‪..‬‬

‫~ ‪~ 359‬‬
‫ولبض عمران علً ٌده بموه وهو ٌتذكر حٌاه وهً‬
‫تُخدم علٌهم وتنظؾ المابده وكؤنها خادمه ولٌست‬
‫زوجته‬
‫األن علم انها زوجته ‪..‬زوجته التً هً مجرد عمد‬
‫سٌنتهً مع وجود طرؾ أخر‬
‫وأتجه نحو المطبخ لٌجدها تُساعد منٌره فً جلً‬
‫األطباق‬
‫ونظر الً منٌره وتمتم ‪ :‬ممكن كوباٌه ماٌه ٌامنٌره‬
‫فؤعطته منٌره كؤس الماء ‪ ...‬وهً تري نظراته علً‬
‫حٌاه التً تعطٌهم ظهرها‬
‫وهتؾ بتسؤل ‪ :‬اومال فٌن امل ونعمه‬
‫فشرحت له ظروفهم ‪ ..‬فمبض علً ٌده بموه وحٌاه‬
‫تمؾ بصمت تُكمل عملها دون أن تتحدث‬
‫وتمتم بؽضب ‪ :‬لو محتاجه حد ٌساعدن فً المطبخ‬
‫لولٌلً ‪..‬‬
‫~ ‪~ 360‬‬
‫وفهمت منٌره ماٌمصده‬
‫‪ -‬وهللا ٌاعمران ٌابنً حٌاه أصرت تساعدنً ‪...‬‬
‫واوعدن مش هٌتكر ر تانً‬
‫وعندما شعرت حٌاه ان الحدٌث بدء ٌدور حولها وان‬
‫عمران ٌصب ؼضبه علً منٌره ‪ ..‬ألتفت الٌه‬
‫‪ -‬انا اللً طلبت اساعد ‪ ..‬ومفٌهاش حاجه لما أساعد‬
‫وطالعته بنظره ؼاضبه لحدٌثه الؽلٌظ مع منٌره ‪..‬‬
‫لٌنظر لها عمران بموه وٌنصرؾ‬
‫وكادت منٌره أن تتحدث ‪ ..‬فمبلتها بحب‬
‫‪ٌ -‬ال بمً نخلص اللً ورانا بسرعه عشان نتفرج‬
‫علً المسلسل بتاعنا‬
‫فضحكت منٌره بعد أن كانت تشعر بالضٌك ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫~ ‪~ 361‬‬
‫خرجت حٌاه نحو الحدٌمه كً تستمتع بجمال الظالم‬
‫والهواء‬
‫فؽدا ً عطلتها وال مانع من ان تسهر الً أن ٌؤتً موعد‬
‫السحور‬
‫وسارت بخطوات بطٌبه تستنشك الهواء ‪ ..‬وتنظر‬
‫حولها ُمتذكره تلن األرٌكه المنعزله التً اكتشفت‬
‫وجودها بالمصادفه فً الجهه الخلفٌه من المنزل‬
‫وخطت بخطواتها نحوها ‪ ...‬وانصدمت وهً تري‬
‫عمران جالس علٌها ٌضع ساق فوق ساق وٌُدخن‬
‫بشرود‬
‫وعندما رفع وجهه وجدها تمؾ علً ممربه منه‬
‫فتمتم بهدوء ‪ :‬تعالً ٌاحٌاه‬
‫فؤلتربت منه ‪ :‬مكنتش اعرؾ ان فً حد هنا‬
‫وألتفت بجسدها ‪ :‬هرجع اوضتً‬
‫فجذبها من ٌدها ‪ ..‬واجلسها زافرا ً أنفاسه بحنك‬
‫~ ‪~ 362‬‬
‫ثم سحك سٌجارته بحذابه بعد ان عدل من وضع‬
‫جلوسه‬
‫‪ -‬العدي مش هاكلن انا ‪ ،‬متخافٌش‬
‫فطالعته بحنك ‪ :‬ومٌن لالن انً خاٌفه‬
‫فضحن عمران ‪ :‬تعرفً ان بمً لٌكً صوت‬
‫وبتعرفً تردي كوٌس‬
‫فؤشاحت وجهها بعٌدا ً عنه وصدمته من ردها‬
‫‪ -‬انا لٌا صوت دٌما وبعرؾ أرد كوٌس بس لألسؾ‬
‫مٌنفعش الضٌؾ ٌمول ؼٌر حاضر ونعم وٌسكت من‬
‫ؼٌر ماٌعترض‬
‫فحدق بها بندم ‪ :‬انتً فهمتً ردي ؼلط ٌاحٌاه ‪ ..‬ده‬
‫مجرد هزار‬
‫فضحكت بتهكم وهً تُطالعه‬
‫‪ -‬عمران بٌه بٌهزر مش معمول‬
‫فشعر عمران بتهكمها ‪ ..‬وابتسم وهو ٌُطالعها‬
‫~ ‪~ 363‬‬
‫‪ -‬ومهزرش لٌه‬
‫فحركت رأسها وهً تُطالعه بتفكٌر‬
‫‪ٌ -‬مكن بالنسبالن الهزار مضر بالصحه‬
‫ولم ٌجد نفسه اال ٌنفجر ضاحكاً‪ ..‬فتعجبت ثم ابتسمت‬
‫وهً تُحدق به وأنبعثت رابحته داخل أنفها‬
‫وتنهد بصوت مسموع لتفٌك هً من رابحة عطره‬
‫‪ -‬الء بهزر عادي ٌاحٌاه‬
‫ثم أشار بؤصبعه بتحذٌر وبدعابه نفس الولت‬
‫‪ -‬بس بحدود وؾ أولات محدده‬
‫فبسطت ٌدها ورفعت أصبعها من ٌدها األخري وكؤنه‬
‫للم ستكتب به‬
‫‪ -‬لولنا اٌه بمً االولات دٌه ٌاعمران بٌه‬
‫فضحن وهو ٌكتشؾ بها جانب اخر من شخصٌتها ‪..‬‬
‫واخذ ٌدها وهو ٌتؤمل مالمحها الجمٌله‬

‫~ ‪~ 364‬‬
‫‪ -‬هاتً أٌدن كده‬
‫فؤرتبكت لٌبتسم وهو ٌفعل نفس فعلتها وٌكتب علً‬
‫ٌدها‬
‫‪ -‬مثال زي وانا لاعد كده ‪ ..‬او مثال وانا مبسوط منن‬
‫‪ ..‬او مثال وكاد ان ٌُكمل حدٌثه‬
‫فنهضت بخجل من جانبه هاتفة وهً تتحرن بخطً‬
‫سرٌعه‬
‫‪ٌ -‬اخبر هحضر السحور لماما منٌره ‪ ...‬عاٌزاها‬
‫تصحً تتفاجا !‬
‫وماكان من عمران اال انه عمد كال ساعدٌه خلؾ‬
‫رأسه المسنود علً األرٌكه الخشبٌه وأسترخً بجسده‬
‫وهو ٌتنفس ببطا وٌبتسم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أطرلت باب حجرتها حتً أتاها صوته‬
‫~ ‪~ 365‬‬
‫‪ -‬أدخل‬
‫فذخلت نهً بوجه ٌشع امل ‪..‬وعندما رفع وجهه‬
‫نحوها ابتسم‬
‫لهٌبتها الجدٌده ‪ ..‬فمد أرتدت الٌوم تنوره واسعه طوٌله‬
‫مع لمٌص ابٌض وألتربت منه بخفه ‪ ..‬لٌتضح الٌه ان‬
‫لمٌصها شفاؾ فؤشعة الشمس لد أوضحت كل شا‬
‫عندما سمطت علٌها من نافذه ؼرفة مكتبه‪ ..‬وتبدلت‬
‫مالمحه للعبوس وطالعها بجمود‬
‫‪ -‬اٌه الزفت اللً انتً لبساه ده‬
‫فنظرت نهً الً هٌبتها ثم طالعته‬
‫‪ -‬ماله اللبس مفٌهوش حاجه‬
‫فؤلترب منها لٌجذبها نحو أحد المراٌا الموجوده فً‬
‫ؼرفة مكتبه واشار علً لمٌصها‬
‫‪ -‬جسمن باٌن ٌاهانم من تحت الممٌص‬

‫~ ‪~ 366‬‬
‫وبدء ٌصؾ لها ما ٌتضح بجمود حتً ٌجعلها تخجل‬
‫من نفسها‬
‫وبالفعل خجلت وألول مره تكتشؾ ان أمجد حٌن‬
‫ٌؽضب ٌصبح ولحا ً فظا ً‬
‫وأطرلت رأسها أرضا ً‬
‫‪ -‬كفاٌه خالص‬
‫وابتعدت عنه وهً تبكً‬
‫‪ -‬انت لٌه بتحب تجرحنً ‪ ...‬انا كده ومش هتؽٌر‬
‫فطالعها بجمود‬
‫‪ -‬هتتؽٌري ٌانهً ‪ ..‬وانا هعرؾ أعدلن‬
‫وزفر أنفاسه بموه‬
‫‪ -‬نهً‬
‫فرفعت وجهها نحوه وظنت أنه سٌُراضٌها‬
‫‪ -‬روحً ٌانهً عشان الٌوم ٌعدي من ؼٌر مشاكل ‪..‬‬
‫~ ‪~ 367‬‬
‫وكادت أن تعترض ‪ ..‬اال انه أخرسها بؤشاره منه‬
‫‪ -‬كالمً ٌتنفذ وخدي الباب فً اٌدن عشان وراٌا‬
‫شؽل‬
‫وألتؾ بجسده عابدا ً الً مكتبه‬
‫‪ -‬مش عاٌز ألمحن فً المناه النهارده‬
‫وضربت األرض بحذابها العالً ‪ ..‬وتمتمت بكلمات‬
‫لد سمعها وأنصرفت حانمه من تصرفاته معه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أرتدت مها نظارتها الطبٌه وهً تُطالع بعض‬
‫ال ُمتمدمات ألجل الوظٌفه التً أعلنتها شركتهم وتنهدت‬
‫بسؤم وهً تتفحص من ٌجلسون وتتسؤل داخلها‬
‫‪ -‬ده لو عرض أزٌاء مش هٌعملوا كده ‪ ..‬استؽفر هللا‬
‫العظٌم ‪..‬‬

‫~ ‪~ 368‬‬
‫ثم تابعت وهً تزم شفتٌها ‪ :‬ده احنا فً رمضان‬
‫ٌاناس ‪ ..‬اٌه اللبس ده‬
‫وعادت تنظر الً االوراق التً امامها ‪ ..‬الً أن‬
‫سمعت صوت مروان وهو ٌُلمً السالم‬
‫وأردؾ لداخل مكتبه بعد أن أشار الٌها ‪ ..‬بؤن تتبعه‬
‫وولفت تنتظر أوامره ‪ ..‬ولكنه بدء ٌخلع سترته ثم‬
‫جلس خلؾ مكتبه بؤسترخاء وفتح حاسوبه ٌُتابع بعض‬
‫األشٌاء‬
‫كان ٌفعل ذلن متعمدا ً كً ٌزٌد حنمها ‪ ..‬ال ٌعلم لما‬
‫بدء ٌفعل هذا معها ‪ ..‬فبعد أن بدأت تتحكم بمشاعرها‬
‫وأٌمنت‬
‫ان من ترن شا هلل عوضه بؤحسن منه ‪ ..‬داخلها‬
‫ٌتمناه بشده ولكن اختارت ان تترن كل شا هلل‬
‫وتسؤلت بحنك‬

‫~ ‪~ 369‬‬
‫‪ -‬أدخل المتمدمٌن للوظٌفه ٌافندم ‪ ..‬وال استنً لما‬
‫تفضً‬
‫فرفع مروان وجهه نحوها وتمتم ببرود مصطنع‬
‫‪ -‬خمس دلاٌك‬
‫وأنصرفت بعد ان عاد ل ُمطالعة حاسوبه‬
‫لتمؾ مها أمام الفتٌات بحنك ‪ ..‬الً ان وجدت إحداهن‬
‫تمترب بخجل وترتدي مالبس محتشمه‬
‫‪ -‬انا جاٌه عشان اعالن الوظٌفه‬
‫فؤبتسمت مها ثم ذهبت نحو مكتبها لتعطٌها بعض‬
‫االوراق كً تدون بٌاناتها وهمست بؤرتٌاح‬
‫‪ٌ -‬ا أخٌرا لمٌت حد ٌفتح النفس‬
‫وأنتظرت أن تُنهً الفتاه ملا بٌاناتها ‪ ..‬ورؼم انها‬
‫جابت أخرهم اال ان مها ادخلتها هً اوال‬
‫‪ -‬أتفضلً ٌاأنسه‬

‫~ ‪~ 370‬‬
‫ونظرت الً طٌفها وهً تردؾ داخل الؽرفه‬
‫‪..‬وسمعت همسات األعتراض والحنك‬
‫لتؤتً حٌاه وتنظر حولها متسابله‬
‫‪ -‬مالن ٌامها والفه كده لٌه‬
‫فؤلتفت مها الٌها ثم جذبتها نحو مكتبها‬
‫‪ -‬مضٌمه ٌاحٌاه ‪ ..‬مضٌمه اووي‬
‫فضحكت حٌاه علً تعبٌراتها وتسؤلت بدعابه‬
‫‪ -‬ومضاٌمه من اٌه ٌامها‬
‫فمضمت شفتٌها بموه وهً تُطالع الفتٌات‬
‫‪ -‬انتً شاٌفه الدنٌا صٌام وهم عاملٌن اٌه فً نفسهم‬
‫وأشارت بٌدها نحو ؼرفة مروان‬
‫‪ -‬أدخلهم لٌه ازاي دلولتً ‪ ..‬انتً مسمعتٌش لالوا اٌه‬
‫علٌه اول مادخل مكتبه‪ ..‬ده لالوا علٌه عنٌه حلوه‬
‫وجنتل مان ٌاحٌاه‬

‫~ ‪~ 371‬‬
‫فلم تتمالن حٌاه ضحكاتها ؾ مها أصبحت مفضوحه‬
‫بالفعل‬
‫تُداري مشاعرها منه ولكن بمفردها او معها ٌبدء كل‬
‫شا بالظهور‬
‫فحدلت بها مها بحنك لتعتدل حٌاه فً ولفتها وهً‬
‫تتنحنح‬
‫‪ -‬انا بمول أرجع اشوؾ شؽلً بمً‬
‫وانصرفت من امامها وهً تكتم صوت ضحكاتها‬
‫لتخرج أول واحده من ؼرفه مكتب مروان ‪ ..‬فتتبعها‬
‫اخري ‪ ..‬الً ان جاء دور اجملهم وألصرهم فً‬
‫المالبس‬
‫فنظرت لها بموه وهً تهمس داخلها‬
‫‪ -‬مبماش فاضل ؼٌرن ‪ ..‬اخلٌكً بعد مٌن انا طٌب‬
‫وأشارت الٌها بوجه عابس‬
‫‪ -‬أتفضلً ٌاأنسه‬
‫~ ‪~ 372‬‬
‫فتمتمت االخري بدالل ‪ :‬مٌرسً‬
‫ولررت مها ان تدخل خلفها ولكن انتظرت حتً ال‬
‫ٌحرجها مروان‬
‫وظلت تنتظر خروج الفتاه الً ان نهضت من فوق‬
‫مكتبها وجمعت بعض االوراق‬
‫‪ -‬الء ماهً كده طولت بمً‬
‫وأطرلت الباب ودخلت دون ان تنتظر رد ‪ ..‬لتجد‬
‫مروان ٌضحن مع الفتاه بل وٌسؤلها عن بعض‬
‫االشخاص الخاصه‬
‫فٌبدو انها من معارفه‬
‫وانتهت ال ُممابله ‪ ..‬فمدّت الفتاه ٌدها لتصافح مروان‬
‫فصافحها بؤبتسامه لم ٌبتسمها لها طوال عملها معه‬
‫وأنصرفت الفتاه بداللها ورلتها بعد أن ودعها مروان‬
‫وطلب منها أن توصل سالمها لشمٌمها ووالدها‬

‫~ ‪~ 373‬‬
‫ونظر الً مها التً ولفت تُطالعه تاره ثم تُطالع ظهر‬
‫الفتاه وهً تُؽادر‬
‫‪ -‬مها‬
‫فؤلتفت الٌه بفزع‬
‫‪ -‬ها ‪ ..‬نعم‬
‫وحدق بها بجمود وداخله ٌضحن علً مالمحها‬
‫‪ -‬فً حاجه ٌامها‬
‫فتسؤلت بؽباء ‪ :‬اكٌد هتعٌن اول بنت فً الوظٌفه‬
‫فضحن مروان وهً ٌُطالعها‬
‫‪ -‬هو فعال االختٌار ولع علٌها وعلً نادٌن برضوه‬
‫فعادت تسؤله‬
‫‪ -‬مٌن نادٌن دٌه !‬
‫فرفع للمه ٌحركه بٌن اصابعه‬
‫‪ -‬اللً لسا خارجه لدامن‬
‫~ ‪~ 374‬‬
‫وماكان منها اال أن أتسعت عٌناها بصدمه‬
‫‪ -‬اٌه دٌه هتشتؽل‬
‫ثم تابعت بؽٌره ‪ :‬هً اصال فاضٌه لؽٌر تمؾ لدام‬
‫المراٌا‬
‫فتنهد مروان وهو ٌكتم أنفاسه حتً ال ٌضحن‬
‫‪ -‬اظن ان ده مش من اختصاصن ٌامها‬
‫فشحب وجهها من كلماته التً احرجتها ‪ ...‬وطؤطؤت‬
‫راسها بؤرتبان‬
‫‪ -‬فعال عندن حك !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫جلس شاردا ً ٌُطالع الظالم الذي امامه وٌزفر أنفاسه‬
‫ببطا‬
‫ٌتذكر حدٌث استاذه الجامعً الذي جاء الٌه بالمناه من‬
‫طالبٌه ‪ ..‬فطالبه لم‬‫اجل ان ٌطلب منه حضور ندوه ُ‬
‫~ ‪~ 375‬‬
‫ٌصدلوا ان "أمجد العمري" األعالمً المشهور كان‬
‫طالب بجامعتهم وانه كان أستاذه وبعد حدٌث طوٌل‬
‫دار بٌنهم وفخره به لما حممه‬
‫سؤله عن نهً التً لمحها بالصدفه عندما أراد ممابلته‬
‫لٌُخبره أمجد انها تعمل لدٌه مساعدة شخصٌه‬
‫واؼمض عٌناه وهو ٌشرد بذلن اللماء‬
‫‪ -‬مش معمول نهً مساعده لٌكً‬
‫فطالعه أمجد وهو ال ٌفهم مؽزي كالمه ‪..‬‬
‫‪ -‬مش فاهم حضرتن تمصد اٌه‬
‫وبدء الرجل وٌدعً " فارس " ٌخبره عن ألتفافها‬
‫حوله عندما كانت فً سنتها األولً بالجامعه الً‬
‫عامها الثانً وبعدها اولعته بحبها وكؤنها امرأه لعوب‬
‫ولٌست فتاه لد خطت اعتاب مراهمتها‪ ..‬وعندما سؤله‬
‫كٌؾ اكتشؾ انها تتالعب به‬

‫~ ‪~ 376‬‬
‫كانت الصدمه " انه أكتشؾ أنها كانت تتواعد مع‬
‫زمٌل لها أٌضا ابن أحد الرجال السٌاسٌن "‬
‫‪ -‬احترس منها ٌاأمجد ‪ ...‬نهً دٌه عامله زي األفعً‬
‫تفضل تلؾ حوالٌن لحد ما تولعن وتاخد كل اللً‬
‫عاٌزاه منن وبعدٌن تدور علً صٌده جدٌده !‬
‫وفاق من شروده عندما التربت فرح منه بهدوء وهً‬
‫تشن بصمته العجٌب ‪ ..‬فؤمجد دابما ٌضحن وٌمزح‬
‫ولٌس ذلن الرجل الذي ٌجلس أمامها‬
‫وتذكرت الٌوم عندما تفاجؤت بوجوده لٌخبرهم بؤنه‬
‫سٌمكث معهم فً المزرعه بضعة أٌام فهو ٌحتاج‬
‫للهدوء‬
‫وشعر بخطواتها ‪ ..‬فؤلتؾ نحوها متسابال‬
‫‪ -‬لسا منمتٌش ٌافرح‬
‫فزفرت انفاسها وهً تجلس علً أحد المماعد التً‬
‫بالحدٌمه‬

‫~ ‪~ 377‬‬
‫‪ -‬مجالٌش نوم‬
‫ثم تابعت بتسؤل وللك‬
‫‪ -‬مالن ٌاأمجد ؟‬
‫فتمتم دون أن ٌُطالعها‬
‫‪ -‬متملمٌش ٌافرح أنا كوٌس‬
‫ولررت أن تُمازحه كً تخرجه من ذلن الصمت ولم‬
‫تجد اال تلن الدعابه التً هدمت كل أحالمها‬
‫‪ -‬اوعً تكون بتحب‬
‫وؼمزت الٌه ضاحكه ‪ :‬هو مافٌش ؼٌره اللً بٌعمل‬
‫كده‬
‫فؤبتسم وهو ٌعتدل فً جلسته وٌتذكر من شؽلت عمله‬
‫وللبه ب أالعٌبها وهو كان كاألحمك‬
‫‪ -‬لألسؾ‬
‫لم تستوعب اجابته ‪ ..‬فحدلت به ولد جؾ حلمها‬

‫~ ‪~ 378‬‬
‫‪ -‬انت فعال بتحب ٌاأمجد‬
‫فلم ٌعد ٌعلم هل مازال ٌُحبها ام ‪ ..‬ولم ٌجد أجابه‬
‫ٌخبرها بها ففضل الصمت‬
‫وشعرت بؤن المكان ٌضٌك بها‬
‫وأردات ان تنهض كً تفر هاربه من امامه لبل أن‬
‫تسمط دموعها ولكن لدماها أبت ان تتحرن‬
‫واندهش من صمتها‬
‫‪ -‬مالن فرح انتً كوٌسه‬
‫فؤبتلعت رٌمها بصعوبه وأخذت تفرن ٌدٌها بتوتر‬
‫‪ -‬اه متملمش‬
‫وشعرت بملبها وهو ٌدق بآلم وكؤنه ٌرٌد ان ٌخبرها‬
‫أنه لم ٌتحمل الصدمه فهً السبب فً كل هذا‬
‫وتسؤلت وهً تُحارب دموعها وتؽرز اظافرها فً‬
‫كفوفها‬

‫~ ‪~ 379‬‬
‫‪ -‬هً مٌن ؟‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 380‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬
‫****************‬

‫ولؾ عمران من بعٌد ٌُطالعها وهً تمؾ علً أحد‬


‫المماعد تعمد رابطة الزٌنه التً انمطعت ‪ ..‬وأبتسم‬
‫وهو ٌراها تصفك بٌدٌها بعد أن أنجزت مهمتها‬
‫بدء عمله ٌنشؽل بها حتً ان عٌناه بدأت تلتمط كل‬
‫كبٌره وصؽٌره تفعلها ‪ ..‬وتحركت لدمٌه لخطوه كً‬
‫ٌمترب منها‬
‫ولكنه تراجع سرٌعا ‪..‬لٌعود الً المنزل بخطوات‬
‫حازمه وٌصعد الدرجات نحو األعلً ‪ ..‬وأنتبه لصوت‬
‫منٌره‬
‫‪ -‬هتفطر هنا وال بره‬
‫فؤلتؾ عمران لها لٌُطالعها بمالمح جامده بعض الشا‬
‫‪ -‬هفطر بره ٌامنٌره‬
‫~ ‪~ 381‬‬
‫وأكمل صعوده وداخله صراع بٌن للبه وعمله‬
‫فالملب ٌرٌد ان ٌحٌا من ظلمته وسكونه اما العمل ٌمؾ‬
‫أمامه كالمعلم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلست فرح علً فراشها وهً شارده فً تلن اللٌله‬
‫التً أخبرها فٌها أمجد عن حبٌبته ‪..‬لم تكن تعلم ان‬
‫الحب مإلم هكذا ‪..‬وزفرت انفاسها بؤسً ورفعت‬
‫وسادتها تضمها الٌها‬
‫حبها الصامت لم ٌُجنً نفعا ً ولد اخذت حلمها أخري‬
‫أحٌانا صمتنا ٌكون هو سبب خسارتنا واحٌانا اخري‬
‫ٌكون هو نجاتنا من هالن ال نعلمه ‪ ...‬ومالت بجسدها‬
‫علً الفراش‬
‫وأؼمضت عٌناها بموه تمنع دموعها ‪...‬وؼفت دون‬
‫شعور‬

‫~ ‪~ 382‬‬
‫ذاهبه لعالم أخر به الهدوء‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫األٌام تمر والكل ٌسٌر بحٌاته كما اعتاد ‪ ..‬من ٌسٌر‬
‫نحو حلم جدٌد ومن ٌودع حلم عاش به طوٌالً‬
‫ولفت نهً أمامه تنتظر منه ان ٌنتبه الٌها ولكن أمجد‬
‫الذي أصبح علٌه االن ال تعرفه فمنذ ان عاد من‬
‫اجازته التً أخذها لبضعة اٌام ‪ ..‬عاد جامد المالمح‬
‫ٌتحدث معها كؤن لم ٌحدث بٌنهم شا ‪ ..‬وتذكرت‬
‫لحظاتهم الجمٌله رؼم انها للٌال ولكنها أجمل ماعاشته‬
‫بحٌاتها المظلمه‬
‫وتمتمت بؤرتبان ‪ :‬السكرتٌره لالتلً انن عاٌزنً‬
‫وانتظرت للحظات الً أن رفع وجهه نحوها وألمً‬
‫بكلماته بمسوه لم تراها منه من لبل‬
‫‪ -‬هتتنملً لمسم العاللات العامه‬

‫~ ‪~ 383‬‬
‫وكادت ان تتكلم اال انه لم ٌعطٌه فرصه للحدٌث لٌُشٌر‬
‫الٌها بجمود‬
‫‪ -‬ده لرار نهابً ولو مش عجبن تمدري تمدمً‬
‫أستمالتن‬
‫وعاد الً ُمطالعة أوراله ‪ ..‬لتمترب منه لابله بنبره‬
‫باكٌه‬
‫‪ -‬انا عملت اٌه طٌب !‬
‫فزفر أنفاسه بموه وهو ٌرفع وجهه‬
‫‪ -‬أنسه نهً أتفضلً علً شؽلن !‬
‫لتمؾ حابره ونظرت الٌه وارادت ان تتكلم ولكن أشار‬
‫بٌده نحو الباب ‪ ..‬لتنصرؾ فً صمت‬
‫وبعدما رحلت ظل ٌدور بممعده بجمود وهو ٌُدرن‬
‫حمٌمه واحده أنه أحبها حما ً وولع فً فخها كما ولع‬
‫األخرٌن‬

‫~ ‪~ 384‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫رأت سٌارته من شرفتها ولد عزمت ان تذهب الٌه‬
‫كً تتحدث معه وتسؤله عن صحة حسام وهل أستٌمظ‬
‫من ؼٌبوبته ام مازال كما هو ‪ ..‬وأرتدت حذابها‬
‫ونظرت الً ساعة هاتفها لتجد ان الولت تجاوز‬
‫العاشره مسا ًء ‪ ..‬وخرجت من ؼرفتها ُمتجه نحو‬
‫المطبخ‬
‫لتجد ُمنٌرة جالسه بمفردها تتثاوب ‪ ..‬فمنذ بداٌة ذلن‬
‫الشهر ونعمه وامل ٌرحلون الً منازلهم ُمبكرا ً لبل‬
‫موعد األفطار‬
‫ونظرت الٌها منٌره‬
‫‪ -‬مالن والفه كده لٌه ‪ ..‬شكلن جعانه ٌاحببتً‬
‫وتابعت بؤمومه ‪ :‬ما أنتً مبتفطرٌش كوٌس ٌابنتً‬
‫ونهضت كً تعد لها الطعام ‪ ..‬فؤولفتها حٌاه‬

‫~ ‪~ 385‬‬
‫‪ -‬انا جٌت اشرب معاكً الشاي‬
‫فمد خجلت أن تُخبرها أنها تُرٌد أن تستؤذن لها كً‬
‫تُمابل عمران‬
‫ولررت أن تإجل حدٌثها معه الً ان تراه صدفه ‪..‬فال‬
‫داعً لالنتظار‬
‫وصنعت منٌره الشاي وجلسوا ٌشربونه سوٌا ً‬
‫وٌُثرثرون ‪..‬وعادت تتثاوب منٌره ومسحت علً‬
‫وجهها‬
‫لتشفك علٌها حٌاه‬
‫‪ -‬شكلن تعبانه وعاٌزه تنامً ‪.‬‬
‫ونهضت كً تتركها ولكن جاء صوت عمران وهو‬
‫ٌردؾ لداخل المطبخ‬
‫‪ -‬ممكن فنجان لهوه ٌامنٌره‬
‫وأنتبه لوجود حٌاه ولكنه تجاهلها وهو ٌُصارع رؼبته‬
‫فً تؤملها‬
‫~ ‪~ 386‬‬
‫ونهضت منٌره تصنع له فنجان المهوه‪ ..‬ولبل أن‬
‫ٌُؽادر المطبخ هتفت حٌاه‬
‫‪ -‬ممكن أتكلم معان دلٌمه‬
‫فؤلتؾ عمران الٌها ‪ ..‬ونظرت لها منٌره وهً تعد‬
‫المهوه‬
‫‪ -‬ابعتً المهوه معاها ٌامنٌره‬
‫وانصرؾ بعنجهته التً اعتادت علٌها ‪ ..‬فكشرت‬
‫بمالمحها لمعاملته تلن ‪ ..‬فضحكت منٌره‬
‫وبعد دلابك انهت منٌره اعداد المهوه وأعطتها لها‬
‫‪ -‬اهً المهوه ٌاستً ‪...‬‬
‫وتابعت وهً تربت علً كتفها‬
‫‪ -‬هروح ارتاح فً اوضتً شوٌه لبل مٌعاد السحور‬
‫فحركت حٌاه رأسها وتمدمت امام منٌره وكل منهما‬
‫ذهب ألتجاهه‬

‫~ ‪~ 387‬‬
‫طرلت الباب طرلات خافته وبعد ان أذن لها بالدخول‬
‫أردفت بؤرتبان وتمتمت بخفوت‬
‫‪ -‬احط المهوه فٌن‬
‫فؤلتؾ عمران لها ولد كان ٌتحدث فً هاتفه وأشار‬
‫الٌها بؤن تنتظر لحظه‬
‫وأنهً ُمكالمته ‪ ..‬ونظر الٌها طوٌال ولم ٌعلم لما أراد‬
‫ان ٌري حنمها منه وٌُشاكسها للٌال‬
‫‪ -‬هاتً المهوه‬
‫ولبل أن تمترب منه بها ‪ ..‬أتجها نحو األرٌكه ٌجلس‬
‫علٌها بؽرور وٌسترخً بجسده‬
‫فزفرت انفاسها بحنك تكاد تنفجر به ‪ ...‬وأتجهت نحوه‬
‫ثم وضعت صنٌة المهوه علً الطاوله المستدٌره‬
‫المرٌبه من موضع جلوسه‬
‫لٌهتؾ عمران ساخرا ً ‪ :‬هنمعد ساعه عمبال ماتدٌنً‬
‫المهوه‬
‫~ ‪~ 388‬‬
‫ومدّ له ٌده وداخله ٌضحن علً هٌبتها الحانمه ‪..‬‬
‫وتنهدت بموه وهً تحمل فنجان المهوه كً تعطٌه له‬
‫وتخبره بما جابت وتنتهً تلن الجلسه لبل أن تسكب‬
‫علٌه تلن المهوه‬
‫وحدث ماأرادت ‪ ..‬فسمطت علٌه بالمهوه بعد أن‬
‫تعرللت لدماها بطرؾ ثوبها الطوٌل‬
‫لتبتعد سرٌعا عنه ‪ ..‬فٌنهض وهو ٌفن ازرار لمٌصه‬
‫بضٌك‬
‫‪ -‬أنا لولت تدٌهانً مش تحرلٌنً‬
‫وأتسعت عٌناها وفتحت فمها كالبلهاء وهً تراه‬
‫عاري الصدر امامها بعد ان خلع لمٌصه‬
‫ووضعت ٌدها علً عٌنٌها وهً تُتمتم‬
‫‪ -‬البس هدومن مٌنفعش كده‬

‫~ ‪~ 389‬‬
‫كان عمران ٌُطالع موضع الحرق دون أن ٌنتبه لها ‪..‬‬
‫ورفع عٌناه نحوها لٌجدها تمؾ تعطٌه ظهرها وتُخبا‬
‫عٌناها بٌدٌها‬
‫‪ -‬انا هجٌلن فً ولت تانً‬
‫وتحركت خطوه من امامه ‪ ..‬لٌمسن ذراعها حانما ً‬
‫واراد ان ٌستفزها‬
‫‪ٌ -‬عنً تحرلٌنً وتمشً‬
‫فتمتمت حٌاه بخجل ‪ :‬عٌب افضل هنا معان وانت كده‬
‫استفزته كلماتها فنطك بحنك‬
‫‪ -‬حٌاه انا جوزن علً فكره‬
‫وأزالت أحد اٌدٌها عن أحدي عٌناها‬
‫‪ -‬ها !‬
‫هٌبتها هذه أنسته حنمه منها ومافعلته ‪..‬حتً الم الحرق‬
‫لم ٌعد ٌشعر به‬

‫~ ‪~ 390‬‬
‫‪ -‬وال انتً نسٌتً‬
‫وتابع وهو ٌراها تبتلع رٌمها بصعوبه‬
‫‪ -‬عالجٌنً بمً‬
‫كلمته األخٌره جعلتها تفٌك من ؼٌبوبتها المإلته ‪..‬‬
‫ودفعته بٌدها وركضت من امامه‬
‫لتعلو ضحكاته وهو ال ٌُصدق انها خجلت منه رؼم‬
‫انها عاشت سنٌن عمرها فً المجتمع الؽربً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫رفعت مها عٌناها نحو التً تمؾ أمامها ‪..‬وظلت‬
‫تتفحصها من لدمٌها الً رأسها ‪..‬ؾ نادٌن اصبحت‬
‫فاتنة الشركه منذ تعٌنها‬
‫لتهتؾ نادٌن بولاحه ‪ :‬انتً ٌا أنسه‬
‫وبدأت تعدل من شعرها بٌدٌها‬
‫‪ -‬بشمهندس مروان عاٌزنً ‪..‬ممكن ادخوله بمً‬
‫~ ‪~ 391‬‬
‫فتمتمت مها ببعض الكلمات ال ُمبهمه ‪ ..‬ونهضت حانمه‬
‫‪ -‬أتفضلً‬
‫وسارت أمامها واألخري تتباطا فً خطواتها‬
‫وطرلت الباب ثم أردفت وهً تخبره‬
‫‪ -‬االنسه نادٌن ٌافندم‬
‫فؤبتسم مروان ونظر الً نادٌن التً تتمدم نحوه‬
‫‪ -‬تعالً ٌانادٌن‬
‫واشار الٌها ببرود عكس تلن‬
‫‪ -‬اتفضلً انتً ٌامها‬
‫فولفت للحظات تنظر الٌهم ‪..‬الً ان أنصرفت وللبها‬
‫ٌخبرها انه اذا فَتن بإحداهن فستكون هً نادٌن‬
‫وجلست علً مكتبها تُلملم األوراق بعنؾ ‪..‬فهً تُرٌد‬
‫ان تخرج ؼضبها بؤي شا‬

‫~ ‪~ 392‬‬
‫اما هو جلس مع نادٌن بعملٌه ٌُخبرها عن المشروع‬
‫الذي ستعمل به واختارها الن المشروع مشابه‬
‫لمشروع تخرجها‬
‫ونادٌن كانت تجلس امامه بهدوء ال تفكر بشا سوي‬
‫عملها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تسٌر شارده فً الحمٌمه التً علمتها ‪ ..‬حمٌمة مإلمه‬
‫ولكن جعلتها تفٌك من أحالمها وسمعت صوت سٌاره‬
‫خلفها‬
‫ولكنها لم تمؾ وأكملت سٌرها‬
‫لٌخرج ادهم من سٌارته ‪..‬وٌذهب نحوها‬
‫‪ -‬أنسه فرح‬
‫فؤنتبهت فرح لصوته وألتفت الٌه بوجه شاحب‬
‫لٌنظر لها أدهم بملك‬
‫~ ‪~ 393‬‬
‫‪ -‬شكلن تعبان ‪..‬فٌكً حاجه تحبً اودٌكً المستشفً‬
‫لتخفض فرح رأسها أرضا ً لعلها تُداري بإسها‬
‫‪ -‬الء ابدا انا كوٌسه‬
‫واشارت نحو طرٌمها‬
‫‪ -‬انا راٌحه الملجؤ‬
‫وتمدم امامها وهتؾ بود‬
‫‪ -‬طب تعالً اوصلن‬
‫فنظرت الً طرٌمها وتمتمت برله‬
‫‪ -‬الء شكرا ً اتفضل انت‬
‫وأكملت سٌرها بخطً بطٌبه ‪..‬فهً تُرٌد أن تسٌر‬
‫الكبر مسافه ممكنه لعلها تجد فً ارهاق لدمٌها ُمسكن‬
‫لملبها‬

‫~ ‪~ 394‬‬
‫وولؾ ٌنظر الٌها بملك ثم عاد الً سٌارته وداخله‬
‫مشاعر كثٌره نحوها كلما رأها نسً انه ال ٌُرٌد ان‬
‫ٌمع فً فخ الحب مجددا ً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫انهت حدٌثها مع مها بعد أن أكدت علٌها موعدهم بعد‬
‫انتهاء دوام عملهم وسارت لألمام ثم ألتفت نحو مها‬
‫مره اخري‬
‫‪ -‬هستناكً بره لدام باب الشركه ‪ ..‬اوعً تتؤخري‬
‫وشمهت فجؤه عندما وجدت نفسها تنصدم بجسد أحدهم‬
‫ورفعت عٌناها نحو الذي ولؾ ٌُطالعها بصمت ‪..‬‬
‫وأتسعت حدلتً عٌناها وهً تجد عمران امامها‬
‫ومها تمؾ أمام مكتبها تكتم صوت ضحكاتها‬
‫‪ -‬اه ٌاراسً‬

‫~ ‪~ 395‬‬
‫وكاد عمران ٌبتسم ولكن منع أبتسامته وظل ٌنظر‬
‫الٌها ‪..‬فؤرتبكت حٌاه وأبتعدت عن طرٌمه ولبل ان‬
‫تتخطاه وجدت عمران ٌنحنً نحوها‬
‫‪ -‬سالمتن‬
‫ثم تابع بخبث ‪ :‬أعتبرٌها ضرٌبه عن المهوه‬
‫وتابع خطواته وأبتسم ‪ ..‬لتمؾ مها تُطالع المولؾ‬
‫وهً ال تُصدق ان عمران العمري ٌبتسم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت نهً تُطالعه من بعٌد وكلما تمابلت عٌناهم كان‬
‫ٌشٌح بوجهه نافرا ً وكؤنه ال ٌُطٌك رإٌتها‬
‫وذهبت لتجلس علً مكتبها وهً ُمطؤطؤت الرأس‬
‫تتذكر اي شا فعلته ٌجعله ٌنفرها هكذا ولكن لم تجد‬
‫وأدمعت عٌناها وألول مره تُدرن ان للحب ضرٌبة‬

‫~ ‪~ 396‬‬
‫وتنفست بصعوبه وهً تمسح دموعها ‪..‬فالشخص‬
‫الوحٌد الذي أحبته لد تركها بعد ان فتحت معه صفحه‬
‫جدٌده مع الحٌاه ونسٌت ماضٌها المإلم من والد ٌتهم‬
‫زوجته باطال بل وٌؤتً برجال لها كً ٌحكم خطته‬
‫وٌثبت انها عشٌمته وٌجعلها تتنازل عن كل امالكها‬
‫من اجل ان ال ٌفضحها‬
‫وعادت الذكرٌات تخنمها ‪..‬فسحبت حمٌبتها من علً‬
‫مكتبها وخرجت تركض من ممر عملها دون ان تشعر‬
‫بشا حولها‬
‫ونظرات اخر ٌمؾ من بعٌد ٌُطالعها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان شعور حٌاه مختلؾ وهً تنهض من فوق فراشها‬
‫بحماس ‪ ..‬فالعٌد لد أت وألول مره تشعر بفرحه هكذا‬
‫وظلت تدور بحجرتها وتُدندن بالؽنوه التً سمعتها‬
‫امس فً هاتؾ نعمه‬
‫~ ‪~ 397‬‬
‫‪" -‬العٌد فرحه واجمل فرحه تجمع شمل لرٌب وبعٌد"‬
‫وولفت تتذكر بالً الكلمات ولكن تلن الجمله الوحٌده‬
‫التً تذكرتها من الؽنوه‬
‫ورن هاتفها لتركض نحوه ‪..‬وابتسمت وهً تهتؾ‬
‫بسعاده‬
‫‪ -‬كوكو الجمٌله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫وضعت منٌره المهوه امام كل من عمران وأمجد‬
‫وانصرفت نحو المطبخ تعد وجبة األفطار لها ولحٌاه‬
‫اخذ أمجد فنجان لهوته وأرتشؾ منها‬
‫‪ -‬انا مش عارؾ ماما وفرح هٌفضلوا لحد أمتً فً‬
‫المزرعه‬
‫فتنهد عمران وهو ٌعبث بهاتفه‬
‫‪ -‬مدام مرتحٌن ٌاأمجد ٌبمً خالص‬
‫~ ‪~ 398‬‬
‫ونهض من فوق ممعده‬
‫‪ -‬انا هموم اجهز لبل ما نسافر‬
‫وحرن ٌده علً لحٌته ‪..‬فضحن أمجد‬
‫‪ -‬وٌارٌت تحلك كمان‬
‫فؤبتسم عمران وتابع سٌره‬
‫لٌزفر أمجد انفاسه وهو ٌنظر الً هاتفه فٌجد رساله‬
‫من نهً‬
‫وفتحها كً ٌمرأها ولكن أؼلك هاتفه وأكمل احتساء‬
‫لهوته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت حٌاه تستمتع بالحدٌمه وهً ترتدي ثوبها الجدٌد‬
‫‪ ..‬وأكملت سٌرها نحو المطبخ ‪ ..‬فوجدت أمجد ٌمؾ‬
‫بجانب سٌارته ٌتحدث فً هاتفه وعندما لمحها أشار‬
‫الٌها ان تمترب منه‬
‫~ ‪~ 399‬‬
‫فؤلتربت منه بؤرتبان وهً تعبث بٌدٌها بفستانها ‪..‬‬
‫وانهً امجد ُمكالمته وابتسم لها‬
‫‪ -‬عٌد سعٌد ٌاحٌاه‬
‫فؤتسعت ابتسامتها فهً كانت تظن ان بعد لمابهم‬
‫االخٌر سٌُعاملها وكؤنها ال شا‬
‫‪ -‬عٌد سعٌد لٌن انت كمان‬
‫فؤبتسم أمجد ومازحها للٌال ‪ ..‬وال ٌعلم لما شعر‬
‫بالضٌك من عمران وسؤلها بود‬
‫‪ -‬هتعملً اٌه فً العٌد‬
‫فنظرت حولها وهً ال تعلم االجابه وحركت ٌداها‬
‫بعفوٌه‬
‫‪ -‬همعد مع ماما منٌره فً المطبخ‬
‫فضحن أمجد ‪ٌ :‬عنً هتمضً اٌام العٌد فً المطبخ مع‬
‫منٌره‬
‫فؤرتبكت من ضحكته وحركت رأسها‬
‫~ ‪~ 400‬‬
‫‪ -‬اه‬
‫ونظر الٌها بتمعن وهتؾ بجدٌه‬
‫‪ -‬ماتٌجً معانا المزرعه انا وعمران‬
‫وعلً أسم عمران جاء األخر بوسامة لم تراها فٌه من‬
‫لبل ‪ ..‬فمد حلك لحٌته واصبح عمره اصؽر ‪..‬كما ان‬
‫مالبسه ُمنممه كالعاده ورابحة عطره تمأل ربتٌها‪..‬‬
‫وولفت تتؤمله وللبها ٌدق بعنؾ‬
‫وعندما وجدت عٌناه تتفحصها طؤطؤت رأسها أرضا ً‬
‫ونظر أمجد الً شمٌمه بهدوء‬
‫‪ -‬كنت بمول لحٌاه تٌجً معانا المزرعه ٌاعمران انت‬
‫أٌه رأٌن‬
‫وؼمز له بعٌنٌه بؤن ٌوافك ‪ ..‬ولكن عمران ظل ٌُحدق‬
‫بحٌاه فرفعت حٌاه عٌناها نحوه وعندما وجدته هكذا‬
‫شٌت من رده واحراجها‬ ‫خ ّ‬

‫~ ‪~ 401‬‬
‫‪ -‬الء انا مبسوطه كده ‪ ...‬انا وماما منٌره عندنا خطط‬
‫كتٌر هنعملها‬
‫وتحركت من امامهم بعدما أستؤذنتهم‬
‫لٌهتؾ أمجد به‬
‫‪ -‬حرام علٌن أحرجتها ‪ ..‬كنت أتكلمت وال لولت‬
‫حاجه البنت خافت لترفض‬
‫لٌضع عمران نظارته علً عٌناه وٌتحرن نحو‬
‫سٌارته‬
‫‪ٌ -‬ال عشان منتؤخرش‬
‫وركب سٌارته وهو ٌشعر بالضٌك من تصرفه معها‬
‫ولكن هكذا أفضل لها وله فطرلهم مختلفه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ضحكت حٌاه وهً تُشاهد احدي المسرحٌات وتحمل‬
‫طبك الحلوي ومنٌره تجلس جانبها وتضحن أٌضا ‪..‬‬
‫~ ‪~ 402‬‬
‫ووضعت بٌدها علً بطنها التً لد أنتفخت من طعام‬
‫منٌره الشهً‬
‫‪ -‬أنا بمول كفاٌه اكل كده‬
‫لتضحن منٌره وهً تتؤملها‬
‫‪ -‬ومٌن اللً هٌاكل الكٌكه اللً انا عملتها‬
‫فشهمت بؤلم فً معدتها ‪ :‬الء كفاٌه كده‬
‫وتابعت بدعابه ‪ :‬فٌنن ٌا أمل انتً ونعمه‬
‫فوكظتها منٌره بخفه‪ :‬حد ٌمول ألكل منٌره الء‬
‫وظلوا هكذا طٌلة الٌوم الً ان حل الظالم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫جلسوا ٌتمازحون مع والدتهم وكل منهما عاد وكؤنه‬
‫طفال صؽٌرا ً‬
‫ومال أمجد علً كتؾ والدته ٌنام علٌه‬

‫~ ‪~ 403‬‬
‫وعمران جالس بجانبها ٌتصفح هاتفه تارة وتارة‬
‫اخري ٌنهض لٌُجٌب عن اتصاالت ال ُمعاٌدة‬
‫فنظرت الٌه لٌلً بحنان‬
‫‪ -‬كفاٌه كده وألفل تلٌفونن اللً مبطلش رن من الصبح‬
‫فضحن أمجد وهو ٌُطالع عمران‬
‫‪ -‬انا رٌحت نفسً ولفلت التلٌفون ٌاست الكل‬
‫فربتت لٌلً علً شعره بحنان‬
‫‪ -‬طول عمرن مرٌحنً ٌاحبٌبً‬
‫فضحن عمران وهو ٌرفع ٌدها ٌمبلها‬
‫‪ -‬بمً كده ٌاست الكل‬
‫فؤبتسمت لٌلً وضمته الٌها‬
‫‪ -‬مش ناوي تتجوز وتفرحنً بٌن‬
‫فتمتم عمران بحنك ‪ :‬ان شاء هللا‬

‫~ ‪~ 404‬‬
‫فتنهدت لٌلً بضٌك منه‪ ..‬لٌعتدل أمجد فً جلسته‬
‫وٌنظر الً عمران وٌؽمز له بمكر‬
‫فنظر الٌه عمران بموه ‪ ..‬لٌضحن أمجد‬
‫‪ -‬انا بمول أدخل اشوؾ البت فرح أحسن بدل ماافضح‬
‫الدنٌا‬
‫لٌمبض عمران علً ٌده وهو ٌتوعد له ‪ ..‬ونظرت‬
‫لٌلً الٌه‬
‫‪ -‬هو فً اٌه ‪ ..‬انت واخون مخبٌن عنً حاجه‬
‫فؤسترخاء عمران بجلسته‬
‫‪ -‬تفتكري احنا نمدر نخبً علٌكً حاجه‬
‫فحدلت به وهً تتسؤل‬
‫‪ -‬اٌه رأٌن فً نٌره ٌاعمران ‪ ..‬انا صحٌح مش‬
‫راضٌه عن لبسها وتحررها الزاٌد ‪ ..‬بس هً بنت‬
‫حلوه ومثمفه وعلٌتنا وعٌلتها أصدلاء من زمان‬
‫فزفر أنفاسه بٌؤس وأبتسم وهو ٌحتضنها وٌُمبل رأسها‬
‫~ ‪~ 405‬‬
‫‪ -‬لو لمٌت عروسه زٌن ٌاست الكل ‪ ..‬أوعدن‬
‫هتجوزها علطول‬
‫لتضٌع لٌلً مع كلماته وتبتسم وهً تدعو له‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫اشرق ٌوما ً جدٌد ‪..‬وذهبت حٌث مكانها الدابم لتجد‬
‫منٌره تُحادث أحدهم بالهاتؾ وبعدما أنتهت من‬
‫ُمكالمتها‬
‫نظرت الً حٌاه التً جلست امامها بنظرات متسابله‬
‫‪ -‬دول اهل جوزن هللا ٌرحمه‬
‫فؤبتسمت منٌره وهً تتذكر الطفل الصؽٌر ابن شمٌك‬
‫عرسه ؼدا ً وٌدعوها لحفل زفافه‬
‫زوجها الذي سٌكون ُ‬
‫وتنهدت بسعاده ‪ :‬اه ٌاحببتً ‪..‬‬
‫ونظرت الً حٌاه وهً ال تعلم أتذهب كما وعدتهم ام‬
‫ال‬
‫~ ‪~ 406‬‬
‫واخبرت حٌاه بؤصرارهم علٌها لمشاركتها فرحتهم‬
‫فؤبتسمت حٌاه وهً تربت علً كفها‬
‫‪ -‬روحً أفرحً ‪...‬اكٌد بمالن كتٌر متجمعتٌش معاهم‬
‫وتسؤلت منٌره بملك ‪ :‬طب وانتً ٌابنتً‬
‫ثم دارت بداخلها فكره‬
‫‪ -‬اٌه رأٌن تٌجً معاٌا‬
‫فطالعتها حٌاه بخجل ولم تُرٌد ان تكون عبا علٌها‬
‫‪ -‬متملمٌش علٌا انا هخرج اتفسح مع منار وكمان مها‬
‫وتابعت بحماس كً تجعل منٌره تُسافر دون للك‬
‫‪ -‬انا حكتلن عنهم ‪ ..‬وانتً اه بتمولً ٌومٌن وراجعه‬
‫فحركت منٌره رأسها برفض‬
‫‪ -‬محدش لاعد فً الفٌال ‪ ..‬نعمه وامل اجازه ‪..‬‬
‫وعمران بٌه مسافر‬
‫فؤبتسمت حٌاه ‪ :‬نسٌتً الحارس اللً علً البوابه ‪..‬‬
‫~ ‪~ 407‬‬
‫وجذبت ٌدها ‪ :‬لومً نحضر الشنطه ‪..‬‬
‫وألنعتها ان تذهب كً تُرفه عن نفسها فمنٌره نادرا ً ان‬
‫تترن الفٌال فعندما رأت بعٌنٌها رؼبتها فً الذهاب‬
‫وهً العابك الوحٌد لها‬
‫لررت ان ال تجعل نفسها أنانٌة وتحرمها من تلن‬
‫السعاده التً ستجدها مع ألاربها‬
‫وجاء صالح بالسٌاره وحمل حمٌبة منٌره وهو ٌنظر‬
‫لحٌاه التً تمؾ تُطالعهم بحماس‬
‫‪ -‬كوٌس انن النعتٌها ٌاحٌاه تخرج ‪ ..‬انا مش فاكر‬
‫اخر مره منٌره خرجت كان امتً‬
‫وضحن وهو ٌنظر لمنٌره التً تُحدق به شزرا ً‬
‫والتربت منٌره من حٌاه وضمتها الٌها‬
‫‪-‬خلً بالن من نفسن ‪ ...‬تعالً ٌاحٌاه معاٌا عشان‬
‫اطمن علٌكً اكتر‬
‫فمبلتها علً وجنتٌها وهتفت بمشاؼبه‬
‫~ ‪~ 408‬‬
‫‪ -‬هكلمن كل دلٌمه ‪ ..‬واوعً تنسً تصورٌلً الفرح‬
‫فضحكت منٌره وودعتها وأتجهت نحو السٌاره‬
‫وبعدما أنطلمت السٌاره ‪ ..‬جلست علً الدرج وهً‬
‫تتؤمل طٌؾ السٌاره والبوابه تؽلك والسكون ٌعم‬
‫المكان‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظر عمران الً هاتفه وهو ٌدق لتنظر الٌه والدته‬
‫بحنك‬
‫‪ -‬مش لولت ألفل التلٌفون ٌاعمران‬
‫وأخذت لٌلً الهاتؾ وكادت ان تؽلمه لتجد رلم منٌره‬
‫‪ -‬ازٌن ٌامنٌره‬
‫فهتفت منٌره بود ‪ :‬ازٌن ٌاست لٌلً‬
‫وتسؤلت منٌره ‪ :‬هو عمران بٌه موجود جنبن‬

‫~ ‪~ 409‬‬
‫فنظرت لٌلً الً عمران‬
‫‪ -‬اه ٌامنٌره لاعد بٌفطر ‪ ..‬فً حاجه حصلت فً الفٌال‬
‫فنظر عمران الً والدته وهو ٌرتشؾ من كؤس‬
‫العصٌر الذي امامه وٌنتظر ان ٌعرؾ منها لما هاتفته‬
‫منٌره‬
‫وأؼلمت لٌلً الهاتؾ بعد أن انتهت المكالمه وعلمت‬
‫سبب اتصال منٌره‬
‫وجلست علً الممعد الذي بجانبه‬
‫‪ -‬منٌره سافرت تحضر فرح فً بلدها وتمضً اجازة‬
‫العٌد معاهم ‪ٌ ..‬ومٌن وهترجع‬
‫فؤكمل أرتشاؾ العصٌر وحرن رأسه بتفهم ولد نسً‬
‫أمر حٌاه‬
‫لٌمترب امجد منهم وٌُمبل والدته علً وجنتٌها ‪..‬‬
‫وٌُطالع عمران ‪ :‬فٌن فرح‬
‫فتمتمت لٌلً وهً تضع الطعام فً الطبك الخاص بها‬
‫~ ‪~ 410‬‬
‫‪ -‬راحت الملجؤ‬
‫فتمتم عمران وهو ٌتناول أفطاره‬
‫‪ -‬ادهم عازمنا النهارده علً الؽدا فً مزرعته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ولفت فرح تنظر الً األطفال وهم ٌرتدون مالبس‬
‫العٌد ولكن وجوههم لٌست سعٌده وألتربت من احد‬
‫األطفال تسؤله‬
‫‪ -‬مالن زعالن كده لٌه ٌا كرم‬
‫فنظر لها كرم بحزن‬
‫‪ -‬احنا مش هنخرج فً العٌد ٌاماما فرح ‪ ..‬انا نفسً‬
‫اخرج‬
‫وسؤلها بنبره حزٌنه‬
‫‪ -‬هو اللً معندهوش بابا وماما مبٌخرجش‬

‫~ ‪~ 411‬‬
‫فضمته الٌها بحزن وربتت علً ظهره والول مره‬
‫تشعر ان الحٌاه أعطتها الكثٌر وهً ال تعلم‬
‫والدتها تركتها بسن صؽٌر ولكن والدها عوضها بكل‬
‫شا ‪ ..‬لدٌها عمه تحبها وكؤنها ابنتها ولدٌها عمران‬
‫وامجد اللذان ٌحبونها وٌُدللونها ‪..‬لدٌها المال واالهل‬
‫فحتً لو فمدت شا بحٌاتها ‪..‬فلدٌها ماٌعوضها ولكن‬
‫هإالء من سٌُعوضهم‬
‫وأبتسمت ومسحت علً وجهه‬
‫‪ -‬وعد منً بكره هفسحكم‬
‫فؤنطلك الصؽٌر ٌُخبر رفمابه ‪ ..‬وولفت هً تضحن‬
‫علٌه كٌؾ تبدل حاله من مجرد وعد بسٌط ‪ ..‬وتمتمت‬
‫‪ -‬انا محتاجه مساعده من حد فً الموضوع ده‬
‫وسمعت صوت خلفها ٌسؤلها‬
‫‪ -‬اٌه هً بمً المساعده دٌه وانا فً الخدمه‬
‫فؤبتسمت فرح وهً تري الصؽٌر مالن بٌن ذراعٌه‬
‫~ ‪~ 412‬‬
‫ومدّت ٌداها له ‪ ..‬واخذت الصؽٌر تُمبله وتُدؼدؼه‬
‫فضحن الصؽٌر ‪..‬‬
‫‪ -‬ها ممولتٌش علً المساعده اللً محتاجاها‬
‫فتنحنحت فرح بحرج وبدأت تخبره عن رؼبه االطفال‬
‫فً التنزه‬
‫فؤبتسم أدهم وهو ٌُفكر فً امر ما‪ :‬بسٌطه ٌاستً ‪.‬‬
‫فطالعته بتسؤل ‪ٌ :‬عنً هتمدر تساعدنً‬
‫فحرن أدهم رأسه وهو ٌبتسم‬
‫‪ -‬بكره الساعه تسعه جهزي األطفال‬
‫وظهرت السعاده علً وجهها‬
‫‪ -‬انا مش عارفه اشكرن ازاي‬
‫وتؤوهت بؤلم وهً تجد مالن ٌصفعها علً وجهها‬
‫لتضحن فٌضحن وٌشٌر لصؽٌره‬
‫‪ -‬مالن عٌب كده‬
‫~ ‪~ 413‬‬
‫فتمتم الصؽٌر بكلمات أصبح ٌفهمها والده ‪ ..‬فمبلته‬
‫فرح ضاحكه ثم لرصت وجنتٌه بخفه‬
‫‪ -‬بمٌت عفرٌت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظرت حٌاه الً هاتفها بعد أن هاتفت مها ومنار وكل‬
‫منهما اعتذر لها عن ُممابلتها هذا الٌوم‬
‫فمنار ستخرج مع خطٌبها ‪ ..‬ومها ستذهب الً ألاربها‬
‫واخذت تُطالع ؼرفتها وهً تشعر بالوحده ‪ ..‬وسمطت‬
‫دموعها فالكل لدٌه عابله اال هً تجلس وحٌده‬
‫فالٌوم أدركت مامعنً كلمه عابله ‪ ..‬ولو خٌروها األن‬
‫بؤي شا تُرٌد ستتمنً ان تحظً بعابلة‬
‫وأتكؤت بجسدها علً الفراش وؼفت وهً تمسح‬
‫دموعها‬

‫~ ‪~ 414‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫تؽٌرت مالمح نٌره وهً تجد والدها ٌُرحب بؤحدهم‬
‫‪..‬وبدء ٌُعرفها علٌه وٌعد لها ممٌزاته ووالدتها تهتؾ‬
‫‪ -‬ماشاء هللا‬
‫ونظرت الٌهم بشن فهً االن علمت سبب هذا الجمع‬
‫‪ ..‬وعندما وجدت والدها ٌدعو ذلن الرجل للجلوس‬
‫معهم‬
‫اٌمنت انه عرٌس أخر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تعالت ضحكاتهم وهم ٌحتسون المهوه وٌشاهدون‬
‫الصؽٌر مالن كٌؾ ٌجذب فرح من حجابها وٌُشاكسها‬
‫اذا لم تنتبه له ‪ ..‬كانت جلسه هادبه ودافبه‬
‫وبدء الحدٌث ٌؤخذ طرٌمه الً السٌاسه وأحوال البلد‬
‫واأللتصاد ‪..‬‬
‫~ ‪~ 415‬‬
‫وتعلمت عٌن لٌلً بؤمجد وهً تراه أؼلب الولت‬
‫شاردا ً ثم نظرت الً فرح لتستعجب من تجنبها له‬
‫واالبتعاد عنه‬
‫وأبتسمت وهً تري كٌؾ ٌختلس ادهم النظرات نحو‬
‫فرح‬
‫وأنتهت جلستهم التً ظلت لثالث ساعات ‪ ..‬واكد ادهم‬
‫علً فرح لمابهم ؼدا ً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫صعدت لٌلً الً ؼرفتها بعد ان جابوا من مزرعة‬
‫عابلة الماضً‬
‫واتبعتها فرح ‪ ..‬واتجه أمجد نحو األسطبل لعله ٌجد‬
‫الهدوء مع حصانه المفضل‬
‫أما عمران جلس ٌُدخن بعمل شارد وفجؤه أطفا‬
‫سٌجارته ‪ ..‬وألتمط هاتفه بعد ان تذكر شا‬
‫لٌؤتٌه صوت منٌره وحولها اصوات صاخبه‬
‫~ ‪~ 416‬‬
‫‪ -‬منٌره حٌاه فٌن معاكً‬
‫فنطمت منٌره بصوت عالً‬
‫‪ -‬مرضتش تٌجً معاٌا ‪ ..‬وفضلت فً الفٌال‬
‫ولبل ان تُكمل منٌره حدٌثها ‪ ..‬أؼلك الهاتؾ‬
‫وصعد لؽرفته ٌجلب مفاتٌح سٌارته‬
‫وعندما لمحه امجد من بعٌد أشار له بؤن ٌنتظره‬
‫‪ -‬انت راٌح فٌن ٌاعمران ‪ ..‬ومالن للمان كده‬
‫فؤردؾ عمران داخل السٌاره‬
‫‪ -‬محدش فً الفٌال منٌره سافرت ونعمه وامل اجازه‬
‫‪ ..‬حٌاه لوحدها هنان ومافٌش ؼٌر الحارس‬
‫فوضع أمجد بٌده علً شعره‬
‫‪ -‬ماانا لولتلن ناخدها معانا ‪ ..‬انا البنت دٌه بمت‬
‫تصعب علٌا‬
‫فٌن أهل ابوها طٌب محدش لٌه بٌسؤل عنها‬
‫~ ‪~ 417‬‬
‫فتمتم عمران لبل ان ٌنطلك بسٌارته‬
‫‪ -‬بعدٌن ٌاأمجد نبمً نتكلم‬
‫وظل ٌبحث عن رلمها وهو ٌمود ‪ ..‬لٌكتشؾ انه ال‬
‫ٌعرفه‬
‫وزفر انفاسه بموه ‪ ..‬وهو ٌشعر بالخوؾ علٌها‬
‫ودق الملب دون شعور صاحبه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 418‬‬
‫الفصل السادس عشر‬
‫*************‬
‫وضعت رأسها بٌن سالٌها ‪ ..‬وكل دلٌمه كانت ترفع‬
‫عٌناها تتؤمل السكون الذي ٌُحاوطها ‪ ..‬وأتجهت‬
‫بعٌنٌها نحو الفٌال التً اصبحت مظلمه ثم أؼمضتهما‬
‫بخوؾ‬
‫فبعد ساعات لضتها بالنوم ‪ ..‬خرجت من ؼرفتها‬
‫تجلس أمامها علً احد المماعد‬
‫وشعرت بالجوع ولكن خوفها من أن تذهب للفٌال‬
‫بمفردها منعها‬
‫ورفعت هاتفها تُرٌد أن تُهاتؾ اي حد ٌتحدث معها‬
‫ولكن الجمٌع مشؽول‬
‫وظلت تنظر ٌمٌنا ً وٌسارا ً ‪ ..‬ورفعت هاتفها مجددا ً‬
‫ولررت ان تدق علً رلم فرح لعلها أعادت الخط‬
‫ولكن كالمعتاد " الهاتؾ مؽلك "‬
‫~ ‪~ 419‬‬
‫وتذكرت صدٌك والدها‬
‫‪ٌ -‬ارتنً كنت فضلت فً لندن‬
‫وعادت تدفن وجهها بٌن سالٌها ‪ ..‬وعندما تملصت‬
‫معدتها من الجوع‬
‫نهضت نحو الداخل تبحث بٌن مالبسها لعلها تجد‬
‫علبه‬
‫بسكوتها المفضل ووجدت ُ‬
‫وأخذت تفتحها وبدأت تؤكل منها ‪ ..‬وخرجت من‬
‫الؽرفه عابده الً جلستها‬
‫وكلما لضمت من البسكوت تنظر حولها بضعؾ‬
‫وسمعت صوت سٌاره وبوابة الفٌال تُفتح ‪ ..‬لتمؾ ؼٌر‬
‫مصدله ان احد لد عاد‬
‫وأنتظرت ان تري من جاء االن ‪ ..‬فوجدت سٌارة‬
‫عمران‬
‫وتبدل خوفها لشعور ؼرٌب ال تعلمه ولكنها ابتسمت‬

‫~ ‪~ 420‬‬
‫وعندما خرج عمران من سٌارته وجدها تمؾ امام‬
‫باب ؼرفتها تُحاوط جسدها بشال خفٌؾ فوق منامتها‬
‫وتضع حجابها علً رأسها وتُمضػ شا بفمها‬
‫وألترب منها لٌري ابتسامتها‬
‫‪ -‬الحمدهلل انن جٌت ‪ ..‬انا كنت خاٌفه اوي‬
‫ولم ٌشعر عمران بنفسها اال وهو ٌجذبها نحوه‬
‫ٌحتضنها بموه‬
‫‪ -‬انتً كوٌسه‬
‫فحركت رأسها داخل حضنه دون ان تتكلم وكؤنه ٌري‬
‫حركتها‬
‫وأبعدها عنه للٌال لٌرفع وجهها بٌده ٌُطالعها بصمت‬
‫وشعر بخفمان للبه وابتسم وهو ٌزفر انفاسه براحه‬
‫فخجلت من نظراته ‪ ..‬اما هو كان ٌؽوص فً اعماق‬
‫عٌنٌها‬

‫~ ‪~ 421‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلس امامها علً احد المماعد بالمطبخ بعد ان وضع‬
‫طبك به بعض السندوتشات الخفٌفه‬
‫‪ -‬لألسؾ السندوتشات هً الحاجه الوحٌده اللً انا‬
‫شاطر فٌها‬
‫فضحكت حٌاه وهً تلتمط واحدا ً وتمضمه بجوع‬
‫‪ -‬طعمه جمٌل‬
‫فطالعها عمران وهو ٌلتهم واحدا ً‬
‫‪ -‬اكٌد الزم ٌبمً طعمه جمٌل‬
‫فضحكت لٌضحن هو االخر ‪ :‬مؽرور !‬
‫لٌضم عمران حاجبٌه وبجدٌه مصطنعه‬
‫‪ -‬اسمها ثمه‬
‫وضحكوا مجددا ً ‪ ..‬لتنظر الٌه بتمعن‬

‫~ ‪~ 422‬‬
‫‪ -‬ما انت بتضحن اه عادي ‪ ..‬لٌه دٌما مكشر‬
‫وبدأت ترسم مالمحه عندما ٌكون عابس الوجه‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌلتمط أحد المنادٌل لٌمسح فمه‬
‫‪ -‬شكلن عجبن وشً التانً‬
‫وعندما عادت مالمحه للعبوس ‪ ..‬وضحكت وهً‬
‫تنهض‬
‫‪ -‬الء خالص انت حلو كده‬
‫وولفت علً لدمٌها وبحركه عفوٌه لرصة وجنتٌه‬
‫‪ -‬أضحن الصوره تطلع حلوه‬
‫لم ٌعرؾ عمران اٌضحن ام ٌُعنفها ام شا اخر بدء‬
‫للبه ٌرٌده بشده‬
‫وتؤمل شفتاها وأبتلع رٌمه وهو ٌراها تبتعد عنه وتبتسم‬
‫‪ -‬هرجع اوضتً بمً عشان عٌب افضل هنا‬

‫~ ‪~ 423‬‬
‫فلم ٌتمالن عمران ضحكاته ‪ ..‬فبعد أحتضانه لها‬
‫ووجودهم بمفردهما والترابهم بهذا الشكل تخبره بؤن‬
‫وجودها معه ال ٌصح‬
‫وشعرت بؤستخفافه من نظراته‬
‫‪ -‬انا عارفه ان مش حرام وجودي معان لوحدنا‬
‫ولضمت شفتٌها بخجل وتابعت‬
‫‪ -‬ألنن ‪..‬‬
‫ولم تستطع اخراج الكلمه من حلمها ‪ ..‬فتابع هو‬
‫‪ -‬النً جوزن ٌاحٌاه‬
‫واكمل بهدوء ‪ :‬اٌه رأٌن نسهر شوٌه لدام التلفزٌون‬
‫وبعد ان كانت تُرٌد ان ترحل ‪ ..‬حركت رأسها له‬
‫بالموافمه‬
‫فهً ال تعلم لما احبت وجوده ولربه‬
‫ولكن األن اهم شا بالنسبه لها انها لم تعد وحٌده‬

‫~ ‪~ 424‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تنهدت لٌلً بٌؤس بعد أن أنهت اتصالها بعمران الذي‬
‫اخبرها أنه عاد للماهره لسبب ما لم ٌُخبره به ‪..‬‬
‫ونظرت نحو أمجد الجالس بصمت ٌُتابع أحد البرامج‬
‫وألتربت منه‬
‫‪ -‬أمجد‬
‫فؤلتؾ لها أمجد ‪ ..‬لتبسم‬
‫‪ -‬حاسه ان فٌن حاجه من وراٌا‬
‫وأحتوي كفٌها بكفٌه واخذ ٌُمبل كل منهما‬
‫‪ -‬مافٌش حاجه ٌاست الكل‬
‫وضمها الٌه بحنان‬
‫‪ -‬واحنا صؽٌرٌن شاٌله همنا ولما كبرنا برضوه شاٌله‬
‫همنا‬
‫فدفعته لٌلً برفك وهً تنظر لوجه‬
‫~ ‪~ 425‬‬
‫‪ -‬اتجوز وانا أبطل أشٌل همن‬
‫فؤتسعت أبتسامته وهو ٌهتؾ بدعابه ولد نسً ماٌشؽله‬
‫‪ -‬عمران هرب ومسكتٌنً أنا‬
‫ونهض من جانبها‬
‫‪ -‬انا بمول اهرب انا كمان‬
‫فضحكت وهً تراه ٌذهب من أمامها وتتوعد له‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫رفع عٌناه بؤرهاق بعد ُمطالعة أوراق المضٌة التً‬
‫أمامه‬
‫فمنذ أن فتح مكتبه الخاص وأؼلب المضاٌا المهمه‬
‫تحولت الٌه ‪..‬فؤسمه كان ٌتصدر دوما ً الصحؾ‬
‫األمرٌكٌه‬

‫~ ‪~ 426‬‬
‫وأسترخً بجسده وهو ٌُدلن رلبته وأبتسم عندما‬
‫ظهرت صورتها أمامه ‪ ...‬وظل ٌتخٌلها وهو ٌلوم‬
‫نفسه‬
‫" تانً ٌاأدهم ‪ ..‬تانً هتجرب الحب وتمشً فً نفس‬
‫الطرٌك"‬
‫وزفر أنفاسه وهو ٌؽمض عٌناه الً ان لرر أن ٌنهض‬
‫كً ٌرٌح جسده فرحلته ؼدا ستحتاج منه كل تركٌزه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان ٌُملب فً لنوات التلفاز بملل وهً تجلس علً‬
‫الطرؾ األخر من األرٌكه التً ٌجلس علٌها وتفرن‬
‫ٌدٌها بتوتر‬
‫الً ان ولؾ عند أحد األفالم األجنبٌه لتصرخ فجؤه‬
‫وكؤنها وجدت ضالتها‬
‫‪ -‬سٌب الفٌلم ده شكله حلو‬

‫~ ‪~ 427‬‬
‫فترن عمران الفٌلم ونظر الٌها‬
‫‪ -‬متؤكد انن عاٌزاه‬
‫فؤبتسمت حٌاه وأسترخت بجلستها وحملت طبك‬
‫التسالً من فوق المنضده التً امامه‬
‫‪ -‬اه شكله ممتع‬
‫رؼم علم عمران برعب الفٌلم اال انه تركه لها ‪ ..‬فهً‬
‫الول مره تشاهده‬
‫وبدأت تُشاهد الفٌلم بؤستمتاع الً ان أتسعت عٌناها‬
‫وهً تجد الرجل رأسه تنفصل عن جسده‬
‫ووضعت ٌدها علً عٌنٌها كً ال تري المشهد ‪..‬ثم‬
‫ازاحت ٌدها برفك تنظر الً الشاشه فتري ان الممطع‬
‫لد أنتهً‬
‫وألتفت نحو عمران لتجده جالس بؤسترخاء وٌضحن‬
‫علً هٌبتها‬
‫فزمت شفتٌها وهً حانمه منه ومن الفٌلم‬
‫~ ‪~ 428‬‬
‫‪ -‬كان مجرد ممطع رعب‬
‫وعمدت ساعدٌها علً صدرها وعادت تُطالع الفٌلم‬
‫بمتعه ‪ ..‬وبدأت األثاره مره اخري والرعب لد ازداد‬
‫‪ ..‬لتجد نفسها تمترب بتمهل من عمران ومع كل مشهد‬
‫كانت تمترب خطوه الً أن أصبحت ملتصمه به ‪..‬‬
‫وعمران ٌُشاهد كل ذلن وهو ٌكتم صوت ضحكاته‬
‫وأصبح مستمتع بتلن الجلسه وال ٌُرٌد ان ٌنتهً الفٌلم‬
‫وكاد ان ٌنهض كً ٌُحضر لهوه‬
‫فوجد ٌد حٌاه تمسن بذراعٌه‬
‫‪ -‬راٌح فٌن‬
‫فؤبتسم علً هٌبتها ونهض‬
‫‪ -‬هروح المطبخ أعمل لهوه ‪..‬‬
‫ونظر الً ٌدها المتشبثه به ‪ ..‬فؤزاحت ٌدها سرٌعا‬
‫‪ -‬تمام ‪ .‬بس روح وتعاال بسرعه‬
‫فضحن وهو ٌربت علً وجنتها كاألطفال‬
‫~ ‪~ 429‬‬
‫‪ -‬حاضر‬
‫وعندما تحرن خطوه ‪ ..‬صدح صوت صراخ من‬
‫التلفاز‬
‫لٌجدها فجؤه اصبحت بٌن ذراعٌه متعلمه برلبته‬
‫‪ -‬انا خاٌفه ‪ ..‬حول من علً الفٌلم ده‬
‫كان عمران ؼارق فً رابحتها وانفاسها الدافبه التً‬
‫تلفح عنمه ولربها الذي شتته ‪ ..‬وجد نفسه ٌحضتنها‬
‫بموه وهو ٌهمس لها بدفا وحنان بعٌدا عن شخصٌته‬
‫البارده‬
‫‪ -‬حٌاه خالص الممطع خلص متخافٌش‬
‫فرفعت وجهها نحوه لتشهك بفزع بعد ان رأت‬
‫وضعها ‪ ..‬وأرتبكت وهً تزٌح ٌدٌها من علً عنمه ‪..‬‬
‫وطؤطؤت رأسها بتوتر وأبتعدت عنه كً تُداري‬
‫خجلها‬
‫‪ -‬هتروح تعمل لهوه‬
‫~ ‪~ 430‬‬
‫فحرن عمران رأسه وهو ٌتؤملها بشعور عجٌب‬
‫ؼارق فً لذته وتمتمت بخوؾ‬
‫‪ -‬هاجً معان !‬
‫فؤبتسم عمران ومدّ لها ٌده ‪..‬ولد أصبح هابم بلحظتهم‬
‫تلن‬
‫وسارت معه وهً تمسن ٌده ‪..‬‬
‫وولفت خلفه كالظل وهو ٌحضر لهوته ‪ ..‬لٌضحن‬
‫وهو ٌراها تتبعه مع كل خطوه‬
‫‪ -‬مكنتش أعرؾ أنن جبانه كده ٌاحٌاه‬
‫فؤرتبكت وهً تبتعد عنه‬
‫‪ -‬بخاؾ من الدم ‪ ..‬اعتبرها عمده‬
‫فحرن رأسه بتفهم وأنهً صنع لهوته‬
‫‪ -‬طب ٌال نشوؾ برنامج او حاجه كومٌدٌه تنسٌكً‬
‫الرعب ده شوٌه‬

‫~ ‪~ 431‬‬
‫ثم سؤلها وهو ٌخشً األجابه‬
‫‪ -‬وال عاٌزه تروحً تنامً‬
‫فحركت رأسها وتمدمت امامه بحماس‬
‫‪ -‬الء عاٌزه أتفرج علً حاجه جدٌده عشان امسح‬
‫الفٌلم ده من ذاكرتً‬
‫فضحن وهو ٌتبعها‬
‫وجلس كل منهما علً طرؾ األرٌكه وأندمجوا مع‬
‫احد االفالم المدٌمه وكان فٌلم " الشموع السوداء"‬
‫وأبتسمت حٌاه وهً سارحة بالفٌلم بحالمٌه وتتنهد‬
‫وهً تري لصة الحب التً نشؤت بٌن األبطال‪..‬‬
‫وكٌؾ ٌعٌك الماضً لصة حبهم من طرؾ البطل‬
‫كان عمران جالس ال ٌُفكر بشا وٌنظر للفٌلم بهدوء ‪..‬‬
‫فلم ٌكن ٌوما ً ٌستهوي لصص الحب مهما كانت‬
‫بداٌتها او نهاٌتها‬

‫~ ‪~ 432‬‬
‫طٌلة حٌاته كان رجال مسبوال نشؤ علً انه المدوه‬
‫ألخوته وانه السند لوالده وجده وانه من سٌُكمل‬
‫الطرٌك بعدهم وٌُحافظ علً العابله‬
‫وأنتهً الفٌلم أخٌرا ً وأفاق من شروده ونظر جانبه‬
‫لٌجدها ؼافٌه ورأسها تمٌل علً كتفها‬
‫وألترب منها ٌتؤملها بمشاعر مضطربه ‪ ..‬ثم رفع ٌده‬
‫نحو وجهها ٌُالمسه وأزاح حجابها ومدّ ٌده نحو‬
‫خصالت شعرها‬
‫وتنهد وهو ٌُماوم تلن الرؼبه التً التحمته ‪...‬‬
‫وأؼمض عٌناه بموه‬
‫" من أمتً وانت ضعٌؾ كده ‪ ..‬وجودها لٌه ولت فً‬
‫حٌاتن وهٌنتهً ‪ ..‬اوعً تنسً الماضً اللً جمعكم "‬
‫وفتح عٌناه بعد أن أستطاع ان ٌتحكم بملبه ‪ ..‬ونظر‬
‫الٌها طوٌال ثم حملها لٌصعد بها نحو ؼرفته‬

‫~ ‪~ 433‬‬
‫وسطحها علً فراشه لٌجدها تمٌل علً جانبها األٌمن‬
‫‪..‬وأتسعت أبتسامته وجلس جانبها ٌنظر الٌها وؼفا‬
‫دون أن ٌشعر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ألتربت لٌلً من فراش فرح وجلست جانبها ‪..‬فؤؼلمت‬
‫فرح الكتاب الذي كانت تمرء فٌه وأبتسمت لها‬
‫‪ -‬مدام جٌتً اوضتً ولاعدتً الماعده دٌه ٌبمً فً‬
‫حاجه ٌالولو‬
‫فؤبتسمت لٌلً وهً تربت علً ٌدها بحنو‬
‫‪ -‬تعرفً أنا أتجوزت عمن فاروق أزاي‬
‫فحركت فرح رأسها بنفً‬
‫‪ -‬اتمابلنا صدفه فً مستشفً هو كان بٌزور جوز‬
‫عمتً وانا فً الٌوم ده كنت بزوره ‪..‬‬

‫~ ‪~ 434‬‬
‫وتنهدت بشرود ‪ :‬فً الٌوم ده أكتشفت ان األنسان اللً‬
‫فضلت أحبه خمس سنٌن من عمري كداب ‪...‬كانت‬
‫الدنٌا كلها ضلمه فً وشً حسٌت ان روحً بتنسحب‬
‫وفً حاجه نمصانً‬
‫روحت ازور جوز عمتً مع العٌله رؼم انً حاسه‬
‫ان مالٌش رؼبه فً الحٌاه بس لبست ولررت أخفً‬
‫حزنً وأخرج من اوضتً‬
‫ونظرت لها فرح بتركٌز وهً ال تعلم لما عمتها‬
‫تحكً لها تلن الحكاٌه‬
‫‪ -‬بعدها بؤسبوع أتمدملً عمن فاروق ‪ ..‬فً االول‬
‫رفضت بس بعد أصرار العٌله انً العد معاه وادي‬
‫نفسً فرصه‬
‫وكؤنً ده كان طرٌمً الجدٌد ‪ ..‬وكل جاحه حصلت‬
‫من ؼٌر ماأحس ‪ ..‬أتخطبتله وبعدها بشهور أتجوزته‬
‫كنت ابتدٌت احبه فعال‬

‫~ ‪~ 435‬‬
‫وأبتسمت وهً تتذكر ‪ :‬انا حبٌته فعال ‪..‬حبٌت حنٌته‬
‫ورجولته ‪..‬حبٌت حبه ألهله الحترامه لٌا حبٌت كل‬
‫حاجه فٌه‬
‫وتنهدت بحنٌن ‪ :‬وأتعلمت أهم حاجه فً حٌاتً‬
‫" هٌتمفل لدامنا طرٌك كنا فاكرٌن انه هو سعادتنا‬
‫‪..‬وهٌتفتح طرٌك تانً هناللً نفسنا خاٌفٌن نمشً فٌه‬
‫‪..‬هتفضل روحنا متعلمه ال عارفٌن نرجع لورا وال‬
‫عارفٌن نبص لمدام ‪ ..‬وللحظه هنحس اننا تاٌهٌن لحد‬
‫مالدرنا هٌاخدنا علً طرٌمنا اللً هٌكون فً شمابنا او‬
‫سعادتنا ‪...‬وٌوم ماهنوصل للسعاده هنعرؾ أننا‬
‫اختارنا الطرٌك الصح وفً اللحظه دٌه هتعرفً اهم‬
‫حاجه فً الدنٌا أن أختٌار ربنا دٌما لٌنا هو األجمل "‬
‫كان كالم لٌلً ٌدور بعملها ٌُذكرها بحلمها وبالرجل‬
‫المجهول أٌعمل انه هو نصٌبها ‪ ..‬ولم تشعر ب لٌلً‬
‫وهً تُؽادر ؼرفتها وتتركها تسبح فً عالمها‬

‫~ ‪~ 436‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أؼمض أمجد عٌناه بعد أن أؼلك هاتفه ‪ ..‬واتكؤ علً‬
‫جانبه وهو ٌتذكر لحظاتهم الجمٌله وكٌؾ ولع فً‬
‫ؼرامها‬
‫نظرت نهً الً هاتفها بٌؤس ‪ ..‬فمد أؼلك هاتفه ولم‬
‫ٌرد علً رسابلها ‪ ..‬وسمطت دموعها التً لم تتولؾ‬
‫وتسطحت علً فراشها تضع بٌدٌها علً عٌنٌها تبكً‬
‫بحرله وهً تُردد‬
‫" انا حبٌتن ٌاأمجد لٌه عملت فٌا كده "‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أبتسمت مها بؤلم وهً تمرء أحدي الرواٌات ‪ ..‬وتري‬
‫نفسها بطلة تلن الرواٌه وكؤن الكاتبه كانت تحكً‬
‫معانتها‬

‫~ ‪~ 437‬‬
‫ولكن فً النهاٌه حصلت البطله علً أمنٌتها فً حب‬
‫البطل لها وتنهدت بوجع وهً تزفر أنفاسها‬
‫" ده خٌال ٌامها‪..‬والخٌال عمره ماكان حمٌمه "‬
‫كان العمل ٌُخبرها بهذا أما للبها مازال ٌحلم وٌدق‬
‫ونهضت من فوق فراشها كً تطمبن علً والدتها‬
‫لتجد والدتها تجلس وتحمل المصحؾ بٌن ٌدٌها‬
‫وتنطك بخشوع‬
‫ش ًْءٍ ُم ْمت َ ِدرا ً ﴾‬
‫علَى ُك ِّل َ‬
‫اَّللُ َ‬
‫ان ه‬‫﴿ َو َك َ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جالسا ً فً وسط الضجٌج ‪ ..‬الكل ٌرلص وٌضحن‬
‫عالم اختاره بسبب ماضً اضعفه ولم ٌموٌه ‪ ..‬ونسً‬
‫انه عندما خسر شا بحٌاته عوضه هللا عما فمد ‪..‬‬
‫ألتربت منه إحداهن تتماٌل بخطواتها ثم جلست جانبه‬

‫~ ‪~ 438‬‬
‫وعندما الحظت صمته وشروده ‪ ..‬ألتربت منه اكثر‬
‫وحركت ٌدها علً ذراعٌه‬
‫فؤلتؾ نحوها مروان دون كلمه ‪ ..‬لتمد ٌدها نحو‬
‫وجهه‬
‫‪ -‬وحشتنً‬
‫فضحن مروان بتهكم وهو ٌُطالعها ‪ ..‬فمالت نحوه‬
‫ووضعت شفتاها علً شفتٌه تُمبله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جاء الصباح بٌو ًم جدٌد ‪..‬‬
‫فتحت حٌاه عٌناها ببطا ومدت ذراعٌها وأتسعت‬
‫عٌناها بصدمه وهً تنهض من فوق الفراش متسابله‬
‫‪ -‬أنا فٌن‬

‫~ ‪~ 439‬‬
‫ونظرت الً الؽرفه الواسعه فعلمت األجابه ‪..‬‬
‫وخرجت بخطوات راكضه تلتؾ حولها ٌمٌنا ً وٌسارا ً‬
‫وهبطت الدرج‬
‫وهً تبحث بعٌنٌها عنه ‪ ..‬لتجده ٌمؾ أمام الشرفه‬
‫التً تطل علً الحدٌمه وٌرتشؾ من فنجان لهوته‬
‫وعندما شعر بخطواتها خلفه ‪ ..‬ألتؾ الٌها وهو ٌبتسم‬
‫‪ -‬صباح الخٌر‬
‫فؤرتبكت حٌاه وأبتسمت بخجل‬
‫‪ -‬صباح النور‬
‫وحركت بٌدها علً شعرها وهً تلتؾ حولها‬
‫‪ -‬انا نمت هنا أزاي‬
‫فؤلترب عمران منها ‪ ..‬ومال نحوها هامسا ً‬
‫‪ -‬نمتً وانتً بتتفرجً علً الفٌلم ‪.‬‬
‫وضحن وهو ٌتخطاها‬

‫~ ‪~ 440‬‬
‫‪ -‬شكله كان عجبن فعال‬
‫فؤبتسمت وهً تعلم انه ٌسخر منها ‪..‬‬
‫‪ -‬كنت مستنٌكً عشان نفطر سوا‬
‫فؤتبعته وهً ال تُصدق بؤن هذا الرجل هو عمران‬
‫الرجل الذي كانت تعنته داخلها بؤلماب عده فظه‬
‫وولفت فً المطبخ تجد تلن الطاوله الصؽٌره ُمعدة‬
‫واشار الٌها بالجلوس‬
‫‪ -‬ولفه كده لٌه ‪..‬‬
‫وتابع وهو ٌجلس‬
‫‪ -‬كل حاجه كانت موجوده فً التالجه ‪ ..‬معملتش ؼٌر‬
‫البٌض بس‬
‫وضم حاجبٌه ببعضهم‬
‫‪ -‬أتمنً ٌعجبن‬

‫~ ‪~ 441‬‬
‫فضحكت وهً تجلس علً احد المماعد ‪..‬وأول شا‬
‫لامت بتذوله هو البٌض‬
‫‪ -‬مش بطال‬
‫فجذب عمران الطبك من امامها وهو ٌُشاكسها‬
‫‪ -‬مدام مش بطال ‪ٌ ..‬بمً خالص ماتكلٌش‬
‫فضحكت علً تصرفه ‪ ..‬لٌضحن هو األخر‬
‫كانت جلسه هادبه ٌملبها الضحن الذي لم ٌُجربه من‬
‫لبل‬
‫ومع كل ضحكه تصدر من افواههم كانت للوبهم‬
‫تتاللً‬
‫ووجد الملب ماكان ٌبحث عنه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫نظرت فرح بدهشه الً الباصات التً ولفت امام‬
‫الملجؤ‬
‫~ ‪~ 442‬‬
‫وامام كل باص كان ٌوجد رجلٌن وداخله ٌوم السابك‬
‫وألتربت فرح من أدهم الذي ٌحمل صؽٌره كالعاده ‪..‬‬
‫واألثنان ٌرتدوا نفس المالبس ‪ ..‬كانوا نسختان‬
‫ورفع ادهم نظارته وهو ٌبتسم لها وٌنظر لألطفال‬
‫‪ -‬ها مستعدٌن‬
‫فضحكت فرح وهً تُشٌر لألطفال لٌعلو بصوتهم‬
‫‪ -‬اٌوه مستعدٌن !‬
‫فؤبتسم أدهم وهو ألول مره ٌشعر بتلن السعاده‬
‫ان تمنح احد السعاده دون ممابل ‪ ..‬تلن هً السعاده‬
‫الحمٌمٌه‬
‫وسار األطفال ٌتمدمهم موظفٌن الملجؤ‬
‫وفرح تتبعهم وبجانبها أدهم‬
‫‪ -‬انت جاٌب حرس معانا‬
‫فحرن ادهم رأسه‬
‫~ ‪~ 443‬‬
‫‪ -‬فً كل باص هٌكون فٌه حارسٌن ‪ ..‬انا حجزت لٌنا‬
‫مكان خاص باألطفال‬
‫وولفت فرح تتسؤل‬
‫‪ -‬طب وصاحب المكان وافك‬
‫فضحن أدهم وهو ٌُشٌر لها ان تتحرن ‪ ..‬فاألطفال لد‬
‫صعدوا ألماكنهم‬
‫‪ -‬ده منتجع فٌه كل حاجه ‪ ..‬وصاحب المنتجع‬
‫معندهوش اي أعتراض متملمٌش‬
‫فؤبتسمت فرح بحماس‬
‫‪ -‬طب كوٌس ‪ ...‬اهم حاجه االطفال ٌتبسطوا‬
‫وتابعت بسعاده ‪ :‬متعرفش اللً عملته ده شا عظٌم‬
‫اووي عند ربنا ‪ ..‬هتاللً ثمرته فً حٌاتن لبل‬
‫أخرتن‬

‫~ ‪~ 444‬‬
‫كالمها كان ألول مره ٌسمعه ‪ ...‬وكٌؾ كان سٌسمع‬
‫وحٌاته كانت عباره عن خمر ولهو وتحرر لٌس له‬
‫مثٌل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫عندما اخبرها بؤنه سٌؤخذها فً نزهه لم تُصدق ولكن‬
‫بعد ساعه ونصؾ ها هً تري بعٌنٌها‬
‫ولفت سٌارته أمام أحدي المري السٌاحٌه ‪...‬‬
‫وهبط عمران من سٌارته بعد أن فتح له حارس األمن‬
‫بابها مع أبتسامه ُمرحبه‬
‫واتبعته حٌاه وهً تتؤمل روعة المكان ‪ ..‬وهمست‬
‫بتعجب‬
‫‪ -‬مصر فٌها أماكن حلوه اوي‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌتمدمها بخطواته‬
‫‪ -‬بالفلوس بتشوفً كل حاجه حلوه فً مصر‬
‫~ ‪~ 445‬‬
‫فحركت رأسها بتفهم ‪ ..‬فهً منذ أن أنتملت من حٌاة‬
‫الثراء لحٌاة البسطاء ‪ ..‬فهمت هذا المعنً‬
‫وبدأت جولتهم فً المرٌه ‪ ..‬كان عمران ٌري سعادتها‬
‫فٌشعر بؤنها كالطفله ‪ ....‬وتجولت عٌناه علً مالمحها‬
‫بحرٌة‬
‫فؤكثر ماٌمٌزها بشرتها البٌضاء المتورده ‪..‬‬
‫وبدء عمران ٌندمج معها الً ان تنحً عمله جانبا‬
‫وأصبح للبه فً الممدمه‬
‫كان ٌضمها حٌن ٌُطالعها علً شا ما‪ ..‬وكانت تترن‬
‫له نفسها ‪..‬‬
‫وجلسوا علً الرمل ٌتؤملون األمواج الهادبه ‪..‬‬
‫وتنهدت بسعاده‬
‫‪ -‬الجو هنا جمٌل اوي‬
‫فتمتم عمران وهو ٌُطالع المٌاه ‪ :‬فعال‬
‫ووجدها تلتؾ نحوه وتبتسم‬
‫~ ‪~ 446‬‬
‫‪ -‬اٌه رأٌن نتصور‬
‫فنظر عمران الٌها طوٌال‬
‫‪ -‬تمام نتصور‬
‫وأتسعت أبتسامتها وطالعته بؤرتبان‬
‫‪ -‬طب ممكن تدٌنً تلٌفونن‬
‫وتابعت بخجل ‪ :‬تلٌفونن حدٌث عن تلٌفونً‬
‫وأخرجت هاتفها من حمٌبتها التً تُعلمها علً كتفها ‪..‬‬
‫وأخذت تحركه بٌن ٌدٌها‬
‫‪ -‬مش هٌطلع الصوره حلوه‬
‫فؤبتسم وهو ٌعطٌها هاتفه‬
‫‪ -‬أتفضلً ٌاستً !‬
‫وتسؤل دون لصد ‪ :‬هتعرفً تستخدمٌه‬

‫~ ‪~ 447‬‬
‫فؤبتسمت وهً تنظر للهاتؾ الذي كانت تملن اول‬
‫أصدار منه عندما بدأت الشركه بصناعته ولكن الحٌاه‬
‫لد تؽٌرت‬
‫‪ -‬اه اكٌد متملمش‬
‫ومالت نحوه وهً تبتسم ‪ :‬أبتسم‬
‫وأبتسم بالفعل لتنظر الً الصوره بسعاده‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت فرح تنظر الً الحدٌمه الواسعه وكٌؾ ٌركضوا‬
‫الصؽار وٌلعبون باأللعاب ‪..‬‬
‫ونظرت نحو ادهم الذي ٌمؾ مع احد االشخاص‬
‫ترؼب بسإاله كٌؾ أستطاع أدخالهم لمكان كهذا وهً‬
‫تعلم انه فُتح منذ أشهر وأخذ ضجه عالٌه الن مستثمره‬
‫من خارج البالد‬

‫~ ‪~ 448‬‬
‫واخرجت انفاسها ببطا وهً تنظر لمالن كٌؾ ٌلعب‬
‫أمامها وٌتعثر فً خطواته ‪ ..‬لتنحنً نحو الصؽٌر‬
‫وتحمله‬
‫‪ -‬كده هنوسخ هدومنا النضٌفه‬
‫فضحن الصؽٌر وهو ٌُداعبها بٌدٌه الصؽٌره وٌُهمهم‬
‫بكلمات ُمبهمه‬
‫‪ -‬ماشً ٌاابو نص لسان انت‬
‫وتمدم أدهم نحوها وهو ٌبتسم وأخذ منها صؽٌره ولبله‬
‫‪ -‬حبٌبً بابا‬
‫فؤبتسمت فرح وهً تري أهتمام أدهم بصؽٌره مهما‬
‫كانت مشاؼله وتلن النمطه كانت تعجبها به بشده‬
‫وتذكرها بوالدها‬
‫ونظر لها أدهم‬
‫‪ -‬سرحتً فً أٌه‬
‫فؤرتبكت وأتجهت بعٌنٌها نحو الصؽار‬
‫~ ‪~ 449‬‬
‫‪ -‬األطفال فرحنٌن اوي ‪ ..‬حتً المشرفٌن فرحنٌن‬
‫بالمكان‬
‫وتابعت بسعاده ‪ :‬انا مش عارفه أشكرن أزاي ٌاأدهم‬
‫فضحن ‪ :‬دٌه عاشر مره تُشكرٌنً ٌافرح‬
‫فداعبته بمرح ‪ :‬طب كوٌس انن بتعد عشان لما‬
‫نوصل للعشرٌن تبمً تمولً‬
‫فتعلمت عٌناه بها ‪ ..‬كل ٌوم ٌكتشؾ بها شا ؼرٌب ‪..‬‬
‫شا ٌجذبه وٌؽرله بها ‪..‬‬
‫وترددت فً أن تسؤله كٌؾ النع صاحب المكان بترن‬
‫لهم المكان وٌهتمون بهم هكذا ‪ ..‬ولكن عزمت أمرها‬
‫وتسؤلت‬
‫‪ -‬شكل عاللتن بصاحب المكان لوٌه اوي ‪ ..‬دول‬
‫مهتمٌن بٌنا جدا‬
‫وأشارت الٌه ضاحكه ‪ :‬اوعً تكون فً االخر انت‬
‫صاحب المكان‬
‫~ ‪~ 450‬‬
‫فضحن وهو ٌُحرن رأسه‬
‫‪ -‬لالسؾ فعال‬
‫فحدلت به وهً تنظر لضخامة المكان ‪ ..‬فهً لم تظن‬
‫ان أدهم ؼنً لتلن الدرجه ‪..‬‬
‫وعندما رأي أدهم نظراتها للمكان‬
‫‪ -‬انا وصدٌك لٌا شركا فٌه ‪ ..‬بصراحه فً البداٌه‬
‫كنت معترض بس بعد ماألنعنً لولت أهً تجربه‬
‫أستثمر رأس مالً هنا‬
‫وعاد بذاكرته لثالث أعوام مضت عندما ألنعته‬
‫كامٌلٌا بالفكره‬
‫وفاق من شروده علً اعتذارها‬
‫‪ -‬اسفه بس انا دٌما عندي فضول لكل حاجه‬
‫وتابعت وهً تُمازحه‬
‫‪ -‬بما انن صاحب المكان بمً هنعمل تعالد معاكم‬
‫علطول‬
‫~ ‪~ 451‬‬
‫وأشارت له بٌدها وكؤنه تُحذره‬
‫‪ -‬ومش هندفع وال ملٌم ‪.‬‬
‫فؤبتسم أدهم وداخله ٌهتؾ " لٌه بتعملً كده ‪ ..‬لٌه‬
‫عاٌزه تولعٌنً فً حبن "‬
‫وحرن رأسه بؤبتسامه ُمحبه‬
‫‪ -‬موافك !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫أنتهت رحلتهم وكل منهم ٌحمل ذكري جمٌله لذلن‬
‫الٌوم‬
‫أولؾ عمران سٌارته وهو ٌنظر الٌها‬
‫‪ -‬أتبسطً‬
‫فحركت حٌاه رأسها بسعاده ظاهره علً وجهها‬
‫‪ -‬جدا ‪ ..‬وتابعت بؤمتنان‬

‫~ ‪~ 452‬‬
‫‪ -‬شكرا علً الٌوم الجمٌل ده ‪ ..‬مش هنساه أبدا‬
‫فؤبتسم عمران ‪ ..‬وتحركت بجسدها تفتح باب السٌاره‬
‫وألتفت بفزع عندما وجدت ٌد عمران تمسن ذراعها‬
‫ووجدته ٌمٌل نحوها ولم تشعر اال وهو ٌُمبل وجنتها‬
‫بدفا‬
‫وابتعد عنها ‪ ..‬فؤرتبكت من فعلته‬
‫وتمتم عمران بهدوء وهو ٌُصارع رؼبة للبه بها‬
‫‪ -‬تصبحً علً خٌر !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬

‫~ ‪~ 453‬‬
‫الفصل السابع عشر‬
‫*************‬

‫رفعت وجهها عن شاشة الحاسوب ورابحة عطر ذلن‬


‫الوالؾ تؽزو أنفها ‪ ..‬فؤبتسم لها وهو ٌُطالعها‬
‫‪ -‬شكلً لطعت أندماجن‬
‫فؤبتسمت مها بترحٌب‬
‫‪ -‬الء أبدا ٌافندم‬
‫وتسؤل رامً بلطافه الول مره تعهدها مها من جنس‬
‫الرجال‬
‫‪ -‬ممكن ألابل بشمهندس مروان ‪ ..‬وال الزم ٌكون فً‬
‫مٌعاد سابك‬
‫فحركت مها رأسها دون وعً بال ‪ ..‬فؤبتسم رامً‬
‫أكثر وظهرت ؼمازتٌه‬

‫~ ‪~ 454‬‬
‫وأشاحت وجهها بعٌدا عنه وهً تُتمتم داخلها‬
‫‪ -‬الء هو عشان رمضان خلص ٌرجع شوشو بذنوبه‬
‫وتابعت وهً توبخ نفسها‬
‫‪ -‬الء نتعدل كده‬
‫وعادت تنظر الٌه بعملٌه تُداري أرتباكها‬
‫‪ -‬ثوانً هدٌله أخبار‬
‫وسارت خطوتان ثم عادت الٌه سرٌعا‬
‫‪ -‬انت لولتلً أسمن اٌه‬
‫وعندما ضحن ‪ ..‬عضت علً شفتٌها بموه من حمالة‬
‫جملتها الؽٌر ُمهذبه‬
‫‪ -‬لصدي أبلؽه مٌن حضرتن ٌافندم‬
‫فجلس رامً علً الممعد الذي أمام مكتبها وأسترخً‬
‫فً جلسته‬
‫‪ -‬رامً !‬
‫~ ‪~ 455‬‬
‫وعلً سماع أسم ذلن الذي ٌجلس خارجا ً ‪ ..‬أندفع‬
‫مروان للخارج هاتفا ً دون تصدٌك‬
‫‪ -‬مش معمول رامً‬
‫فنهض رامً من فوق ممعده ‪ ..‬وألترب منه ٌحتضنه‬
‫بشوق‬
‫‪ -‬انا لولت نسٌت ان لٌن صاحب‬
‫وأبتعد رامً عنه وهو ٌعتذر عن ؼٌبته التً دامت‬
‫ألكثر من خمس سنوات‬
‫‪ -‬لٌن واحشه ٌاأبو عٌون ملونه ‪ ..‬وؼمز لمروان‬
‫الذي ضحن‬
‫وعندما الحظ مها التً تمؾ تُطالعهم وعلً وجهها‬
‫ابتسامه جمٌله ‪ ..‬نظر الٌها بجمود‬
‫‪ -‬انسه مها‬
‫فؤنتبهت مها لولفتها وتنحنحت حرجا ً ‪ ..‬لٌشٌر مروان‬
‫لرامً نحو مكتبه‬
‫~ ‪~ 456‬‬
‫‪ -‬تعاال نكمل كالمنا ‪...‬‬
‫ثم سؤله ‪ :‬تحب تشرب اٌه صحٌح‬
‫فحرن رأمً رأسه نافٌا ً‬
‫‪ -‬لول هنتؽدي اٌه‬
‫فضحن مروان وساروا سوٌا ً نحو ؼرفة المكتب ‪..‬‬
‫وولفت مها تنظر الً طٌفهم ‪ ..‬ثم بدأت تُملد صوت‬
‫مروان بضٌك‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫نهض من فوق ممعده بعدما أخبرته سكرتٌرته‬
‫بوجودها‬
‫وألتربت منها نٌره تُمبله علً وجنتٌه كالعاده‬
‫وعندما الحظت نفوره الدابم من حركتها تلن ضحكت‬
‫بدالل‬
‫‪ -‬برضوه هسلم علٌن كده ‪..‬مهما أعترضت‬
‫~ ‪~ 457‬‬
‫فتهجم وجه عمران ‪ ..‬وأشار لها بالجلوس‬
‫‪ -‬لولتٌلً فً التلٌفون ان موضوع مهم عاٌزه تكلمٌنً‬
‫فٌه‬
‫فحركت نٌره ٌدها علً خصالت شعرها وزفرت‬
‫أنفاسها ببطا‬
‫‪ -‬بابا ٌاعمران ُمصمم انً أتجوز ‪ ..‬وكل ٌوم عرٌس‬
‫وكشرت بوجهها وهً تصؾ له كل رجل لد تمدم الٌها‬
‫بطرٌمه ساخره ‪ ..‬وعمران ٌستمع وداخله ٌزداد‬
‫اشمبزاز من تصرفاتها التً ال تعجبه‬
‫وأنتظرت ان ٌتكلم ولكن فضل الصمت‬
‫‪ -‬اٌه ٌاعمران مش هتمول حاجه‬
‫فطالعها عمران بجمود وهو ٌعدل من رابطة عنمه‬
‫‪ -‬كالمً مش هٌعجبن ٌانٌره فبالش‬
‫فؤلتربت منه وهتفت بدالل‬

‫~ ‪~ 458‬‬
‫‪ -‬عمران انت عارؾ انا لد أٌه بثك فً كالمن‬
‫ومالت نحوه هامسه‬
‫‪ -‬انت رأٌن من رأي مش كده‬
‫فحدق بها عمران ساخرا ً وهو ٌبتعد عنها‬
‫‪ -‬شوفتً اه انتً مستنٌه الولن انن صح‬
‫واكمل بجدٌه ‪ :‬بس انتً مش صح ٌانٌره ‪ ..‬أنا مش‬
‫شاٌؾ سبب ممنع لرفضن لكل اللً بٌتمدموا ‪ ..‬تعلٌم‬
‫ومكانه وكل حاجه أي بنت تتمناها‬
‫فتؤففت بضجر ‪ :‬الء مش معمول انت وبابا وماما ‪..‬‬
‫الء ٌاعمران بلٌز خلٌن معاٌا‬
‫واخذ ٌنفخ انفاسه بحنك ‪ ..‬وٌطرق بؤصبعه علً مكتبه‬
‫الً أن دخلت نجوي سكرتٌرته‬
‫‪ -‬األجتماع هٌبدء ٌافندم‬
‫فنهض وهو ٌتنفس براحه ‪ ..‬فاألجتماع لد نجده‬

‫~ ‪~ 459‬‬
‫ونظر الً نٌره بؤبتسامه هادبه عكس ما بداخله‬
‫‪ -‬أسؾ ٌانٌره بس انتً عارفه الشؽل بمً ‪ ..‬لو حابه‬
‫تفضلً فً المكتب براحتن‬
‫وتحرن من امامها ‪ ..‬لتُطالعه هً بهٌام‬
‫‪ -‬بحبن ٌاعمران‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت تنتظر خروج سكرتٌرته ‪..‬وعندما خرجت من‬
‫مكتبه‬
‫ألتربت منها نهً بلهفه‬
‫‪ -‬ادخل‬
‫فنظرت لها األخري بؤسؾ‬
‫‪ -‬مش فاضً ٌانهً ‪..‬تعالً ولت تانً‬

‫~ ‪~ 460‬‬
‫فحدلت بها نهً بشحوب فً هذه هً المره الثالثه‬
‫تطلب فٌها ممابلته علً مدار ٌومٌن ولكن الرد "‬
‫مشؽول"‬
‫وأنصرفت بمالمح باهته ‪..‬وخرج أمجد بعدها دون‬
‫كلمه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان عمران ٌؤخذ ؼرفته ذهابا ً وأٌابا ً ٌُفكر بها ‪ ..‬الً‬
‫ان سمع صوت طرلات فهتؾ‬
‫‪ -‬أدخل‬
‫فدخلت منٌره وهً تتسؤل‬
‫‪ -‬نحضرلن العشا ٌابنً‬
‫فؤبتسم عمران ‪ :‬الء ٌامنٌره مش جعان‬
‫وألتفت منٌره بجسدها كً تُؽادر الؽرفه‬
‫‪ -‬أبعتٌلً حٌاه ٌامنٌره‬
‫~ ‪~ 461‬‬
‫أردفت منٌره للمطبخ تسمع ضحكات حٌاه مع نعمه‬
‫وامل‬
‫‪ -‬حٌاه عمران بٌه عاٌزن‬
‫فسعلت حٌاه وهً تمضػ الطعام ‪..‬متسابله بملك‬
‫‪ -‬عاٌزنً انا‬
‫فحركت منٌره رأسها ‪..‬‬
‫ونظرت كل من نعمه وأمل لبعضهم ثم نظروا لها‬
‫‪..‬ونهضت بتوتر وؼادرت المطبخ ‪..‬‬
‫ولفت امامه وعندما رفع عٌناه نحوها تذكرت تلن‬
‫اللٌله‬
‫وأطرلت رأسها بؤرتبان ‪..‬لٌمترب عمران منها ُمبتسما ً‬
‫وأتجه نحو باب الؽرفه واؼلمه‬
‫فطالعته بؤرتبان ‪..‬وظلت والفه بمكانها‬
‫‪ -‬فً خبر عن عمو حسام‬

‫~ ‪~ 462‬‬
‫فؤشار الٌها عمران بؤن تجلس علً األرٌكه ‪..‬وجلس‬
‫جانبها وشعرت بالخوؾ الً ان‬
‫‪ -‬الء ٌاحٌاه وضعه زي ماهو‬
‫فظهر األلم علً وجهها‬
‫‪ -‬طب وانا هفضل هنا لحد أمتً‬
‫لم ٌجد عمران اجابه ‪ ..‬وولفت كً تُؽادر مكتبه‬
‫‪ -‬احكٌلً عامله اٌه فً شؽلن‬
‫فتعجبت من سإاله كما تعجب هو من نفسه ‪..‬فهو‬
‫ٌُرٌدها ان تجلس معه ولكن كٌؾ سٌُخبرها بهذا وهو‬
‫ٌُنكر مشاعره أتجاهها‬
‫وجلست ثانٌة وظلت تخبره عن سعادتها بعملها الجدٌد‬
‫وصدالتها بمها ‪..‬والول مره ٌكتشؾ انه ٌعشك ثرثرة‬
‫النساء‬
‫الً ان صمتت فجؤه وهً تتسؤل بؽباء‬
‫‪ -‬انا اتكلمت كتٌر مش كده‬
‫~ ‪~ 463‬‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌتؤمل احمرار وجهها‬
‫‪ -‬ال بالعكس‬
‫فضحكت وهً تعلم انه ٌكذب علٌها وتسؤلت بمرح‬
‫وكؤنها تحدث صدٌمتها‬
‫‪ -‬وانت بمً عامل اٌه فً شؽلن‬
‫فضحن عمران حتً ظهرت نواجذه ‪..‬فهو لم ٌتخٌل‬
‫سإالها هذا‬
‫‪ -‬الحمدهلل ٌاحٌاه‬
‫وتعجبت من ضحكته ‪..‬وشعرت بالحرج من ؼبابها‬
‫وكادت ان تنهض‬
‫‪ -‬خلٌكً ٌاحٌاه‬
‫فؤعتدلت فً جلستها رؼما ً عنها وفركت ٌدٌها بتوتر‬
‫ونهض هو نحو مكتبه لٌفتح احد األدراج واخرج شا‬
‫منه‬

‫~ ‪~ 464‬‬
‫وألترب منها وهو ٌحمل تلن الصورة التً ألتمطتها‬
‫بهاتفه‬
‫‪ -‬أنا طبعت الصوره اللً اتصورناها‬
‫فؤندهشت ونهضت أتجاهه وألتمطت الصوره منه‬
‫بسعاده ‪ ..‬وأبتسمت وهً تتؤملها‬
‫ومرت الدلابك وهو ٌجلس معها وٌضحن دون تكلؾ‬
‫كلما نظرت للصوره تُخبره أنه هو األجمل ‪..‬‬
‫وألتمط منها عمران الصوره كً ٌُطالعها هو األخر‬
‫ولكنها جذبتها منه سرٌعا ‪ ...‬وظلوا هكذا الً أن‬
‫انفجروا ضاحكٌن من فعلتهم‬
‫وترن لها الصوره ‪ ..‬وألترب منها ودون شعور منه‬
‫كان ٌُحاوط خصرها وٌنظر لصورتهما‬
‫‪ -‬انتً األجمل ٌاستً مش أنا‬
‫فؤلتفت نحوه بؤرتبان وهً تري ذراعٌه تُحاوط‬
‫خصرها بتملن ‪ ..‬وشعرت بالحراره تسري بجسدها‬
‫~ ‪~ 465‬‬
‫ونهضت فجؤه وهً تبعد ذراعٌه عنها وأتجهت نحو‬
‫باب الؽرفه‬
‫‪ -‬أمل كانت عاٌزانً فً موضوع مهم‬
‫وتركت الؽرفه سرٌعا دون أن تلتؾ الٌه او تنتظر رده‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌمسح علً وجهه وبدء للبه ٌخفك‬
‫بٌن ضلوعه بعنؾ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تعجبت فرح من ُمهاتفة أدهم لها فً الصباح وٌبدو من‬
‫صوته انه حانك بشده وصراخ مالن ال ٌتولؾ‬
‫ودخلت بسٌارتها بوابة المزرعه لتري نظرات‬
‫محروس وتبتسم له‬
‫‪ -‬نفسً اعرؾ بتكرهنً لٌه‬
‫فؤشاح محروس عٌناه بعٌدا عنها ‪ ..‬لتضحن علً‬
‫فعلته‬
‫~ ‪~ 466‬‬
‫كان ادهم ٌتحدث بهاتفه وٌحمل بعض االوراق‬
‫والخادمه تحمل مالن الذي ال ٌكؾ عن الصراخ‬
‫وألتربت منها الخادمه بلهفه‬
‫‪ -‬البٌه من الصبح مش طاٌك حد‬
‫فؤخذت فرح منها الصؽٌر الذي أستكان بٌن ذراعٌها‬
‫وأنهً أدهم ُمكالمته بتؤفؾ ‪ ..‬ونظر الً فرح والترب‬
‫منها‬
‫‪ -‬معلش ٌافرح صحٌتن من النوم‬
‫فؤبتسمت فرح ثم نظرت للصؽٌر تُمبله وتمسح دموعه‬
‫‪ -‬مافٌش مشكله أنا كده كده كنت هصحً عشان اروح‬
‫الملجؤ‬
‫ونظر لصؽٌره الذي لم ٌكؾ عن الصراخ منذ الصباح‬
‫‪ -‬محتاج مربٌه جدٌده لمالن‬
‫فتعجبت فرح من طلبه وتسؤلت‬

‫~ ‪~ 467‬‬
‫‪ -‬اومال فٌن المربٌه بتاعته ‪ ..‬دٌه اول واحده تمعد‬
‫أكتر من شهر معاه‬
‫فتذكر أدهم فعلتها الولاحه لٌال ‪ ..‬وكٌؾ أندست جانبه‬
‫بالفراش تخبره برؼبتها الشدٌده به‬
‫وأنتظرت فرح اجابته ‪ ..‬فؽمؽم بحنك‬
‫‪ -‬طردتها ‪ ..‬وبالش تسؤلً عن السبب‬
‫فؤطرلت رأسها بحرج‬
‫‪ -‬مش لصدي ٌافرح بس األجابه مش لطٌفه‬
‫ولم تفهم ممصده ولكن لررت أن ال تلح علٌه مدام ال‬
‫ٌُرٌد أن ٌُخبرها‬
‫ونظر فً ساعته بضٌك‬
‫‪ -‬الزم أروح الماهره ‪ ..‬عندي مرافعه بعد ‪2‬ساعات‬
‫ومسح علً شعره ولد شعر بالعجز ألول مره فً‬
‫حٌاته وطمبنته ببتسامه هادبه‬

‫~ ‪~ 468‬‬
‫‪ -‬متملمش علً مالن ‪ ..‬هاخده معاٌا الملجؤ‬
‫ثم لبلت الصؽٌر الذي ٌلعب بٌدٌه‬
‫‪ -‬وبعدٌن نروح نمعد مع تٌته لٌلً لحد ما بابا ٌجً‬
‫فؤصدر الصؽٌر همهمته ‪ ..‬فضحكت علٌه وهً‬
‫تسمعه ٌمول‬
‫" تٌته "‬
‫فؤبتسم أدهم بؤرهاق‬
‫‪ -‬مش عارؾ أشكرن ازاي ٌافرح‬
‫فحركت رأسها بتفهم ‪ ..‬وأنحنً نحو صؽٌره ٌمبله‬
‫علً رأسه‬
‫وأرتجؾ جسدها وهً تشعر بؤنفاسه حوله ورابحة‬
‫عطره الموٌه‬
‫وابتعد وهو ٌري احمرار طفٌؾ علً وجهها ال ٌعلم‬
‫سببه‬

‫~ ‪~ 469‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلس مروان أمام عمران ٌُخبره عن أنضمام رامً‬
‫لشركتهم‬
‫كان عمران جالس ٌستمع الٌه وعمله شارد فً سفرته‬
‫المادمه التً سٌؽٌب بها أشهر ال ٌعرؾ عددها ‪..‬‬
‫وتسؤل مروان بملك ‪ :‬مالن ٌاعمران‬
‫فزفر عمران أنفاسه ببطا واخذ ٌُدلن جبهته برفك‬
‫‪ -‬المشروع اللً بٌنً وبٌن شرٌكً االماراتً ‪..‬هنبدء‬
‫فٌه من األسبوع اللً جاي‬
‫فتذكر مروان ذلن المشروع والذي سٌدخله عمران‬
‫بالمناصفه‬
‫‪ -‬طب واٌه المشكله ‪..‬انتوا بستعدوا للمشروع ده‬
‫بمالكم فتره كبٌره ‪..‬‬
‫فتمتم عمران بضٌك ال ٌعرفه‬
‫~ ‪~ 470‬‬
‫‪ -‬الزم اسافر الفتره دٌه االمارات انت عارؾ وجودي‬
‫ضروري هنان‬
‫وساد الصمت بٌنهم للحظات ‪..‬الً ان نظر مروان‬
‫نحو عمران وهو ال ٌعلم لما تذكر حٌاه‬
‫واخذ ٌتسؤل داخله "معمول ٌكون حبها ‪ ..‬عمران‬
‫عمره مااضاٌك من سفر خاص بالشؽل "‬
‫وتذكر اعجاب احد الموظفٌن بحٌاه وحان الولت كً‬
‫ٌُخبره بذلن وبدون تمهٌد للحوار‬
‫‪ -‬البشمهندس هاشم انت عارفه اكٌد ٌاعمران‬
‫فحرن عمران رأسه ‪..‬لٌتابع مروان بخبث‬
‫‪ -‬معجب بحٌاه وعاٌز ٌتمدملها‬
‫وفً تلن اللحظه نهض عمران ولد تجمدت مالمحه‬
‫‪ -‬بتمول اٌه‬
‫واخذ زجاجة المٌاه التً كانت امامه وبدء ٌرتشؾ‬
‫منها‬
‫~ ‪~ 471‬‬
‫واستجمع اعصابه وهو ٌُطالع صدٌمه الذي ٌبتسم‬
‫‪ -‬خلً البنت تشوؾ نصٌبها ٌاعمران‬
‫وؼمز بعٌنٌه بمكر‪..‬ثم نهض من فوق ممعده‬
‫‪ -‬فكر ولولً رأٌن فً الموضوع‬
‫وألتؾ بجسده ٌضحن علً مالمح صدٌمه‬
‫فاألن تؤكد مما اراد‬
‫وانصرؾ مروان لٌجلس عمران علً مكتبه بضٌك‬
‫ورفع سماعة الهاتؾ بمالمح جامده‬
‫‪ -‬احجزي تذكرتٌن مش تذكره واحده ٌانجوي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلست تنظر للمكان حولها بؽرابه وهً مازالت ال‬
‫تُصدق انها معه هنا وشردت فً أحداث األٌام‬
‫الماضٌه عندما أخبرها بؤنها ستُسافر معه فً رحلة‬

‫~ ‪~ 472‬‬
‫عمله ثم سٌؤخذها من هنان لصدٌك والدها لرإٌته ‪...‬‬
‫وهاهً األن تجلس فً الشمه الخاصه به هنا وهو‬
‫ٌمؾ علً ممربه منها ٌتحدث فً هاتفه بؤمور خاصه‬
‫بالعمل ‪ ..‬وعندما أنهً حدٌثه ألترب منها بتسؤل‬
‫‪ -‬مالن ٌاحٌاه ‪ ..‬لسا متعودتٌش علً المكان‬
‫ٌومان لد مروا وهم هنا وهً الً األن لم تعتد علً‬
‫وجودها معه فً نفس المكان وحركت رأسها بنفً‬
‫‪ -‬هنسافر أمتً لعمو حسام‬
‫فتمتم عمران وهو ٌزفر أنفاسه‬
‫‪ -‬لما حالته تسمح‬
‫فتسؤلت بلهفه ‪ٌ :‬عنً هو فاق فعال‬
‫فحرن رأسه بنعم ‪ ..‬فحسام لد فاق من ؼٌبوبته منذ‬
‫أٌام وهذا ماتفاجا به فً ذلن الٌوم الذي لرر أخذها‬
‫معه ‪ ..‬ولكن ٌخاؾ أن ٌعطٌها األمل ‪ ..‬فكما أخبره‬

‫~ ‪~ 473‬‬
‫كرٌم ابن حسام ان حالة والده لٌست مستمره وانه‬
‫ٌستٌمظ ثم ٌعود لؽٌبوبته مره اخري‬
‫ووجدها تبتسم وتحلم بالٌوم الذي سٌؤخذها فٌه حسام ‪..‬‬
‫وحرن ٌده علً شعره بضٌك وأبتعد عنها‬
‫لٌجدها تمترب منه وتمؾ امامه ‪:‬‬
‫‪ -‬انت هتسبنً لوحدي‬
‫فتعجب من سإالها ‪ ..‬فتابعت هً بتذمر‬
‫‪ -‬هنان كنت بمعد مع أمل ونعمه وماما منٌره ‪ ..‬اما‬
‫هنا مش اللٌه حد وانت مبتعملش حاجه ؼٌر لاعد فً‬
‫مكتبن بتشتؽل‬
‫وحركت شفتٌها بؤمتعاض ‪ ..‬فضحن علً فعلتها‬
‫‪ -‬عاٌزه أٌه ٌاحٌاه وبالش شؽل االطفال ده‬
‫فؤبتسمت وجذبت ٌده وهً تتمدم أمامه‬
‫‪ -‬تعاال نعمل أكل وناكل ونرؼً‬

‫~ ‪~ 474‬‬
‫وسار معها وهو ٌُتمتم بحنك‬
‫‪ -‬حٌاه انا وراٌا شؽل‬
‫وبدأت تُثرثر كما أعتادت مع نعمه وامل ‪ ..‬وعمران‬
‫جالس علً احد المماعد بالمطبخ ٌعمد ساعدٌه أمام‬
‫صدره‬
‫ووضعت أحد األطباق امامه وهً تهتؾ بحنك‬
‫‪ -‬رجعنً مصر مدام مضاٌك كده‬
‫فنظر الٌها بمالمح جامده وهو ٌتذكر حدٌث مروان ‪..‬‬
‫وجذب منها الطبك بعنؾ وبدء ٌؤكل فٌه‬
‫فؤبتسمت وهً تُطالعه ‪ ..‬وجلبت طبمها وجلست أمامه‬
‫فرفع عمران عٌناه نحوها لٌجدها أخٌرا لد صمتت‬
‫واراد مشاكستها‬
‫‪ -‬تعرفً انن رؼاٌه اوي ‪ ..‬وتجٌبً صداع للمدامن‬
‫فتؽٌرت مالمحها ونظرت الٌه بؤلم‬

‫~ ‪~ 475‬‬
‫‪ -‬انا عمري ماكنت كده ‪ ..‬بس لما تاللً نفسن وحٌد‬
‫فجؤه من ؼٌر أهل وال صحاب‬
‫وطؤطؤت رأسها نحو طبمها ‪ ..‬لٌفهم عمران مؽزي‬
‫كالمها‬
‫وحرن ممعده بالمرب منها وأبتسم بحنو لم تعهده منه‬
‫من لبل‬
‫‪ -‬بصٌلً ٌاحٌاه‬
‫فرفعت عٌناها نحوه ‪ ..‬لتجد فً عٌنٌه دفا‬
‫‪ -‬انا راجل عملً ٌاحٌاه مبعرفش أذوق الكالم ‪..‬‬
‫أحٌانا بمول الكالم من ؼٌر لصد او بمعنً تانً بكون‬
‫عاٌز أنكش اللً لدامً شوٌه ‪ ..‬وأحٌانا بكون لاصد‬
‫كل كلمه عشان أولؾ اللً لدامً عند حده وألزمه‬
‫حدوده‬
‫وتنهد وهو ٌتؤملها بؤبتسامه ُمحبه‬
‫‪ -‬انا كنت بهزر معاكً علً فكره‬
‫~ ‪~ 476‬‬
‫وعندما أبتسمت رفع كفه نحو وجنتٌها ٌُداعبهما بلطافه‬
‫‪ -‬انت أتؽٌرت معاٌا لٌه‬
‫فطالعها عمران دون فهم ‪ ..‬لتُتابع بتعلثم‬
‫‪ -‬األول كنت بحسن بتكرهنً وكؤنن مجبور علً‬
‫وجودي فً بٌتن بس دلولتً معاملتن‬
‫وأرتبكت وهً تُتابع حدٌثها‬
‫‪ -‬أحم لطٌفه ٌعنً‬
‫فضحن وابتعد عنها ‪ ..‬وتنفس ببطا‬
‫‪ -‬أنسً اللً فات ومتفكرٌش فٌه‬
‫فطالعته للٌال وحركت رأسها بتفهم ثم تذكرت شا‬
‫‪ -‬تحب أعملن تشٌز كٌن‬
‫فنهض عمران وهو ٌضع بٌده علً بطنه‬
‫‪ -‬تصبحً علً خٌر ٌاحٌاه‬

‫~ ‪~ 477‬‬
‫فضحكت وهً تراه ٌخرج من المطبخ ‪ ..‬وضربت‬
‫كفوفها ببعضها‬
‫‪ -‬أنت الخسران !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كانت نهً تعبث بهاتفها ‪ ..‬تنظر الً المنشورات‬
‫والصفحات التً تتُابعها علً حسابها الشخصً ‪..‬‬
‫وفجؤه ولفت عند أحد المنشورات لتبدء بمراءة احدي‬
‫المصص المعروضه‬
‫وأنهت لرابتها بعد ان عملت أنها لصه حمٌمٌه ‪..‬‬
‫لتدخل صفحه تلن الفتاه التً تعرض بعض المصص‬
‫ونهاٌتها دوما ٌكون فٌها جبرا ً وعوضا ً ‪ ..‬لصه وراء‬
‫لصه أنهتها وعٌناها تدمع مع كل كلمه تمرأها ‪..‬‬
‫أكتشفت أنها لٌست الوحٌده التً عانت بحٌاتها فالجمٌع‬
‫ٌُعانً ‪ ..‬الكل لدٌه جزء بحٌاته مخفً‬

‫~ ‪~ 478‬‬
‫حكاٌه وراء حكاٌه تتذكر معها حكاٌتها أب تزوج من‬
‫امرأه تكبره كً ٌنعم بؤموالها ‪ ..‬خٌانه متكرره الً ان‬
‫أراد أن ٌتخلص منها لٌؤخذ منها ثروتها ‪ ..‬أتخذ‬
‫صدٌمتها عشٌمه ولعبوا لعبتهم فً جعلها تُدمن الً ان‬
‫اسمطوها فً ببر الخٌانه ‪ ..‬وعاد المشهد امام عٌنٌها‬
‫والدته لم تكن خابنه ولكن الرجل الذي جلبه والدها‬
‫للمنزل هو من أستؽل ضعفها وعدما وعٌها وعندما‬
‫سمطت مؽشٌه علٌها عرتها عشٌمته لٌحكم لعبته عندما‬
‫تستٌمظ وتري نفسها فً احضان رجال ‪ ..‬وانها زانٌة‬
‫خابنه ‪ ..‬كل هذا رأته وهً ماكانت اال فتاه فً سن‬
‫مراهمتها لم تتجاوز الخامسه عشر ‪ ..‬تتذكر ٌومها‬
‫وكؤنه كان باألمس ٌوم أن عادت من بٌت صدٌمتها فمد‬
‫كانت تنوي ان تظل عندها اللٌله كما طلب منها والدها‬
‫أن تمضً الٌوم مع رفٌمتها لٌُذاكروا ولكنها لم ترؼب‬
‫فً البماء بعد ان سمعت مشاجرة بٌن والدي صدٌمتها‬
‫فهً أصبحت تكره الخناق واألصوات العالٌه ‪..‬‬
‫وعادت الً منزلها لتري اسوء كابوس مر بحٌاتها ‪..‬‬
‫~ ‪~ 479‬‬
‫الً األن ال ٌعلم والدها انها رأت كل شا رؼم أنها‬
‫دوما تمؾ امامه تنظر الٌه وتخبره عٌناها انها تعلم كل‬
‫شا ‪ ..‬تعلم كٌؾ ألهر والدتها بعد أن تنازلت له عن‬
‫مالها‬
‫وبعدها تزوج من صدٌمتها ‪ ..‬لتنتهً والدتها وتنتهً‬
‫هً‬
‫وأصبحت فتاه لعوبه تكره الرجال ‪ ..‬تولعهم فً‬
‫شباكها وتؤخذ منهم األموال والهداٌه كً تنتمم ‪ ..‬ومع‬
‫أمجد كانت لعبتها أكبر كانت تُرٌد أن تتزوجه رؼبة‬
‫بؤمواله وشهرته ‪ ..‬ولكن أنملب كل شا أحبته بل‬
‫عشمته أصبحت تتمنً فمط أن تحظً بدفا ذراعٌه ‪..‬‬
‫تري أبتسامته ‪ ..‬تسمع صوته‬
‫حب ألول مره تعرؾ معناه ‪ ..‬حب بدون أنتمام دون‬
‫هدؾ‬
‫حب وجدت به ماٌنمصها‬
‫وتعال صوت نحٌبها ووضعت بٌدها علً للبها‬
‫~ ‪~ 480‬‬
‫‪ -‬لٌه حبٌته ‪ ..‬لٌه مفضلتش وحش ‪ ..‬لٌه ضعفت‬
‫ونسٌت ان كل الرجال خاٌنٌن ‪ ..‬لٌه عاٌزه اوي كده‬
‫‪ ..‬لٌه عاٌز تضحً بنفسن عشانه‬
‫وعادت تنظر فً هاتفها ‪..‬وضؽطت علً صفحة الفتاه‬
‫وظلت للحظات تُفكر هل تحكً حكاٌتها ام تظل مع‬
‫ماضٌها‬
‫وفً نهاٌة حسمت لرارها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 481‬‬
‫الفصل الثامن عشر‬
‫*************‬

‫ولفت فرح تنظر الً العمال وهم ٌعملون ‪..‬تشعر‬


‫بالسعاده لما ستفعله من أجل االطفال ‪ ..‬معهم نسٌت‬
‫وجعها ونسٌت حبها لمهنة الصحافه ‪ ..‬وتنفست بحنٌن‬
‫وهً تتذكر والدها‬
‫" هكون بذره طٌبه فً األرض ٌابابا "‬
‫ودمعت عٌناها وهً تتذكره ‪..‬الً ان سمعت صوت‬
‫خلفها‬
‫تعلم صاحبه تماما ً ‪..‬فؤلتفت نحوه بعد ان مسحت‬
‫دموعها‬
‫‪ -‬انتً كنتً بتعٌطً‬
‫فؤشاحت وجهها بعٌدا عنه ‪ ..‬لٌمترب منها بملك‬
‫‪ -‬فرح فٌكً أٌه‬
‫~ ‪~ 482‬‬
‫لم تعلم لما للبها دق فجؤه وهً تري لهفته وللمه علٌها‬
‫‪ ..‬ولكن نفضت تلن األفكار من رأسها سرٌعا فهً‬
‫مازالت تُشفً من حب أنتهً لبل أن ٌبدء‬
‫وتسؤل ادهم ُمجددا ً وهو ٌزفر انفاسه بحنك‬
‫‪ -‬فرح ردي علٌا‬
‫فتمتمت بؤرتبان ‪ :‬مافٌش حاجه ‪ ..‬بس افتكرت بابا هللا‬
‫ٌرحمه‬
‫شعر بالحزن ألجلها ‪ ..‬ولم ٌجد ماٌموله ‪..‬وأزال‬
‫نظارته السوداء لتسمط اشعة الشمس علً عٌنٌه‬
‫وأخذ ٌُؽمض عٌناه بحنك ‪ ..‬لتضحن هً‬
‫‪ -‬لسا متعودتش علً شمس ام الدنٌا‬
‫فؤبتسم وهو ٌُطالع المكان حوله‬
‫‪ -‬هتعود أكٌد زي مابمٌت اعتود علً حاجات كتٌر هنا‬
‫وابتعدت عنه ‪ ..‬لٌنظر لها بحب ألول مره ٌعرفه‬

‫~ ‪~ 483‬‬
‫حب ال ٌعلم كٌؾ نبت فً للبه ولماذا هً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫جلست تنتظره الً أن ٌعود من العمل لتعد له وجبة‬
‫العشاء فهذا أصبح روتنها الٌومً منذ انا جابت معه‬
‫من أسبوع ‪ ..‬تنتظره بلهفه ال تعلم سببها ‪ ..‬وتذكرت‬
‫أمل ونعمه ومنٌره وكٌؾ كانت تمضً ٌومها معهم‬
‫بالمطبخ‬
‫ونهضت من فوق االرٌكه لتصعد ألعلً ‪ ..‬فالشمة‬
‫التً ٌمكثون بها تتكون من طابمٌن‬
‫ودخلت ؼرفتها التً بجانب ؼرفة عمران ‪ ..‬وفتحت‬
‫احد األدراج لتخرج صور خطبة نعمه فً حارتهم‬
‫البسٌطه‬
‫وسمعت صوت عمران ٌهتؾ بؤسمها ‪ ..‬فوضعت‬
‫الصور بمكانها وهبطت الدرج بخفه وعلً وجهها‬
‫ابتسامه سعٌده لمدومه‬
‫~ ‪~ 484‬‬
‫‪ -‬حمدهلل علً السالمه‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌُطالعها بشوق ٌخفٌه لسانه ولكن‬
‫للبه ٌفضحه‬
‫‪ -‬هللا ٌسلمن ٌاحٌاه‬
‫وتسؤل وهو ٌصعد الدرج ‪ :‬ها لولٌلً عملتً اٌه‬
‫النهارده‬
‫فؤخذت تخبره عن مكالمتها مع كرستٌن ومنٌره‬
‫وتبدلت مالمحها للعبوس وهً تتذكر كذبها علً‬
‫منٌره التً سؤلتها عن مكان ألامتها وكٌؾ حال صحة‬
‫صدٌك والدها‬
‫لٌنظر الٌها عمران بعد أن خلع سترته ‪ ..‬وتسؤل‬
‫‪ -‬مالن ٌاحٌاه‬
‫فؤخبرته بما ٌُزعجها ‪ ..‬لٌجلس علً فراشه وٌنحنً‬
‫للٌال ٌخلع حذابه بمالمح جامده‬
‫وعندما لم تسمع رد منه ‪ ..‬أنصرفت وهً تُتمتم‬
‫~ ‪~ 485‬‬
‫‪ -‬عن أذنن‬
‫وألتؾ نحوها وهً تؽادر ؼرفته وزفر انفاسه بضٌك‬
‫النه السبب فً ذلن الوضع الذي بات ٌممته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تعالت صوت ضحكاتها وهً تستمع لمدح صدٌمتها‪..‬‬
‫‪ -‬أمتً هتعلنً خطوبتن انتً وعمران ٌانٌره‬
‫فؤسترخت نٌره بجسدها وهً تزفر أنفاسها فً‬
‫أظافرها المطلٌة‬
‫‪ -‬لرٌب ٌاسوزي‬
‫ثم تابعت بزهو وهً تلعب بخصالت شعرها‬
‫‪ -‬عمران لألسؾ حالٌا مسافر االمارات عنده مشروع‬
‫ضخم فٌه‬
‫وبدأت تُثرثر عن عاللتهما التً تصنعها هً بخٌالها‬
‫‪ ..‬الً ان هتفت سوزي‬
‫~ ‪~ 486‬‬
‫‪ -‬بصراحه ٌانٌرو عمران العمري ده صٌده تمٌله‬
‫وأبتسمت وهً تتخٌله‬
‫‪ -‬الء وجنتل مان أخر حاجه ورٌاضً ‪ ..‬راجل مثالً‬
‫وتؤففت وهً تتذكر زوجها الذي ٌبلػ من العمر‬
‫خمسون عاما والذي تزوجته من اجل ماله‬
‫‪ -‬دٌما بتمعً ولفه ٌانٌرو‬
‫فضحكت نٌره بعلو وهً تنظر الً صدٌمتها‬
‫‪ -‬نٌره دٌما بتاخد اللً هً عاٌزاه‬
‫وولعت عٌناها علً رجال ٌدخل بهٌبته وٌبدو انه فً‬
‫العمد الرابع من عمره والترب منه رجال اخر‬
‫ٌُصافحه بحراره‬
‫‪ -‬سوزي مٌن ده‬
‫وأشارت نحوه وهً تُتابع حركته‪..‬فؤبتسمت سوزي‬
‫وهً تنفس انفاسها بحراره‬

‫~ ‪~ 487‬‬
‫‪ -‬ده فهد الحسٌنً ثري عربً‬
‫لتلمع عٌن نٌره وهً تُطالعه ‪ ...‬وألتمت عٌناهم‬
‫وانصرؾ بعدما نظر لها وأبتسم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أبتسمت مها عندما وجدت رامً أمامها ‪ ..‬ؾ رامً‬
‫اصبح ٌعمل بالشركه ومنذ بداٌة عمله وهو ٌُعاملها‬
‫بلطؾ‬
‫‪ -‬أتفضل ٌابشمهندس‬
‫وأشارت نحو ؼرفة مكتب مروان ‪ ..‬لٌبتسم رامً‬
‫‪ -‬مدٌرن فاضً وال هعطله‬
‫فؤبتسمت بود‬
‫‪ -‬الكالم ده لبالً الموظفٌن اما حضرتن الء‬
‫فضحن رامً وهو ٌتمدمها‬

‫~ ‪~ 488‬‬
‫لتتبعه وتحمل بعض تمارٌر العمل‬
‫وأبتسم مروان عندما رأي صدٌمه ‪ ..‬وأشار الٌه‬
‫بالجلوس‬
‫لتمترب منه مها وتضع التمارٌر أمامه‬
‫فنظر الٌها مروان بجمود وهً ٌري أبتسامتها الخجله‬
‫لصدٌمه‬
‫‪ -‬اتفضلً انتً ٌامها ‪.‬‬
‫فطالعته بؤرتبان ‪ ..‬وانصرفت وهً تشعر بالحنك من‬
‫أسلوبه الفظ معها ‪ ..‬لٌنظر رامً لصدٌمه‬
‫‪ -‬بنت هاٌله بجد ٌامروان‬
‫فتجمدت مالمح مروان وهو ٌُطالع صدٌمه ‪..‬وهتؾ‬
‫بنبره عملٌه كً ٌؽٌر محور الحدٌث‬
‫‪ -‬مبسوط معانا فً الشؽل‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫~ ‪~ 489‬‬
‫وضعت امامه لهوته وجلست جانبه ‪..‬ثم نظرت الً‬
‫الكتاب الذي بٌده وألتربت منه تُحدق فً محتواه‬
‫‪ -‬ده كتاب خاص بمجال شؽلن‬
‫فحرن عمران رأسه ومال نحو الطاوله لٌلتمط فنجان‬
‫لهوته وبدء ٌرتشؾ منه‬
‫‪ -‬لهوتن تجنن ٌاحٌاه ‪.‬‬
‫وأبتسمت بؤرتبان لمدحه وتابع وهو ٌُكمل أرتشاؾ‬
‫لهوته‬
‫‪ -‬زي ماأكلن كمان حلو‬
‫وتوردت وجنتٌها وهً تشعر بالسعاده ‪..‬وعندما عاد‬
‫الً ماٌمرأه ‪ ..‬نظرت للمكان حولها بضجر‬
‫وحملت فنجان المهوه خاصتها وبدأت تسؤله عن بعض‬
‫األشٌاء ‪ ..‬لٌُجٌب علٌها بكلمات ُمختصره‬
‫ففضلت الصمت ‪ ..‬وألتربت تمرء معه حتً لو لم تفهم‬
‫فً مجال عمله‬
‫~ ‪~ 490‬‬
‫واسترخً بجلسته وهو ٌري ألترابها ‪ ..‬ثم مدّ احد‬
‫ذراعٌه علً أرٌكه‬
‫كان ٌظهر مشاعره ولكن بطرٌمة عمران العمري‬
‫الرجل الذي لم ٌُحب ٌوما ً اال فً مرهمته وكانت لصة‬
‫حب كلما تذكرها ضحن علً حاله‬
‫وكتم ضحكته وهو ٌُطالعها بطرؾ عٌنٌه ‪ ..‬فهً تفتح‬
‫عٌناها علً وسعهما كً تلتمط الكلمات‬
‫وتنحنح بخشونه ‪ ..‬وألترب منها وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬تحبً نتفرج علً فٌلم رعب‬
‫فؤنتفضت خابفه وهً تتذكر الفٌلم الذي شاهدوه سوٌا‬
‫فهً لم تكن ٌوما ً من محبٌن هذه األفالم‬
‫لٌضحن عمران وهو ٌتذكر تلن اللٌله وعاد ٌتسؤل‬
‫‪ -‬خالص شوفً أنتً عاٌزه تتفرجً علً اٌه‬
‫وأبتسمت حٌاه وهً ال تُصدق أنه سٌترن الكتاب الذي‬
‫كان ٌؤخذ كل تركٌزه وسٌجلس معها وألترحت بشؽؾ‬
‫~ ‪~ 491‬‬
‫‪ -‬أحكٌلً عن التارٌخ االسالمً‬
‫وعندما رأت نظراته التً لم تفهمها ‪ ...‬طؤطؤت رأسها‬
‫بؤسؾ‬
‫‪ -‬انا معرفش حاجات كتٌر عن األسالم ‪..‬‬
‫فشعر باألسؾ نحوها لنشؤتها مع أب لم ٌهتم ٌوما ً بؤن‬
‫ٌعلم أبنته أمور دٌنها‬
‫وتسؤل‬
‫‪ -‬حٌاه أنتً أتحجبتً أمتً ؟‬
‫فؤبتسمت وهً تستعٌد ذكري ذلن الٌوم‬
‫‪ -‬سنه وتلت شهور‬
‫فؤبتسم وهو ٌري سعادتها ‪..‬ووجدته بدء ٌسرد علٌها‬
‫بعض المصص‬
‫وألتربت منه دون شعور وهً تنظر الٌه كٌؾ ٌتحدث‬
‫‪ ..‬وكٌؾ لدٌه كم هابل من المعلومات‬

‫~ ‪~ 492‬‬
‫وأخذت تتؤمله والول مره تتمنً ان ٌكون زواجهم‬
‫حمٌمً‬
‫وضمه عمران بذراعٌه وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬المكتبه اللً فً الفٌال فٌها كم هاٌل من الكتب عن‬
‫التارٌخ االسالمً والسٌره النبوٌه ‪ ..‬وكتب دٌنٌه كتٌر‬
‫هتعجبن‬
‫وتذكر جده رحمه هللا‬
‫‪ -‬جدي هللا ٌرحمه كان شؽوؾ أووي بالمراٌه وخاصه‬
‫الكتب الدٌنٌه ‪..‬‬
‫وتابع وهو ٌتذكر جده بحب‬
‫‪ -‬رؼم انه كان رجل شدٌد وصارم اال انً اتعلمت منه‬
‫حاجات كتٌر اووي‬
‫فهتفت بحماس وهً ال تشعر أنها بٌن ذراعٌه‬
‫‪ -‬كنت بتحبه اوي مش كده‬

‫~ ‪~ 493‬‬
‫وفجؤه أبتعد عنها وهو ٌتذكره وٌتذكر عمته ‪ ..‬ونظر‬
‫الٌها لٌجد صورة والدها فٌها‬
‫وتمتمت بكلمات جامده‬
‫‪ -‬هبمً أجبلن الكتب ‪ ..‬وتابع وهو ٌتجه نحو الدرج‬
‫‪ -‬تصبحً علً خٌر‬
‫تعجبت من أبتعاده عنها ونظرت الٌه وهو ٌتجه الً‬
‫ؼرفته‬
‫وجلست تُطالع ما أمامها بشرود‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫أستٌمظ عمران من نومه وهو ٌشعر بالعطش ‪..‬‬
‫ونهض من فوق فراشه ٌُحرن ٌده علً خصالت‬
‫شعره ‪ ..‬وهبط الدرج حافً المدمٌن ‪ ..‬وولؾ ٌُحدق‬
‫فً تلن التً تنام علً االرٌكه التً كانوا ٌجلسون‬

‫~ ‪~ 494‬‬
‫علٌها منذ ساعات لبل أن ٌتركها وٌصعد لؽرفته مع‬
‫الماضً‬
‫وألترب منها بخطوات بطٌبه ‪ ..‬ونظر الً وجهها فً‬
‫الظالم‬
‫كانت نابمه بعمك منكمشه كالجنٌن ‪ ..‬وأنحنً نحوها‬
‫ٌتؤمل تفاصٌلها ‪ ..‬وسمطت عٌناه علً سالٌها البٌضاء‬
‫‪...‬‬
‫وتملبت لجهته واصبحت انفاسها لرٌبه من أنفاسه‬
‫‪..‬ومدّ كفه ببطا نحو وجهها ٌُالمسه بضربات عنٌفه‬
‫تخترق أضلعه‬
‫ومال أكثر نحوها بشفتٌه لٌُطبع بمبله دافبه علً جبٌنها‬
‫وعندما وجدها تفتح عٌناها أعتدل فً ولفته وطالعها‬
‫بجمود مصطنع ٌُدراي خلفه أرتباكه‬
‫‪ -‬حٌاه أطلعً نامً فً اوضتن‬

‫~ ‪~ 495‬‬
‫كانت الرإٌة أمامها مشوشه ‪ ..‬وعاد صوته ٌُنادٌها من‬
‫جدٌد‬
‫فنظرت نحوه بنعاس ‪ ..‬ثم تذكرت هٌبتها ‪..‬وأعتدلت‬
‫سرٌعا وهً تُؽطً سالٌها بطرفً فستانها‬
‫‪ -‬محستش بنفسً ‪..‬فنمت مكانً‬
‫فمدّ كفه نحوها كً ٌُساعدها علً النهوض ‪..‬‬
‫ونهضت معه‬
‫وهً تشعر بوجع فً جسدها بسبب نومتها علً‬
‫األرٌكه‬
‫وسارت بتماٌل وهً تتثاوب وال تري شا امامها ؼٌر‬
‫الفراش الذي ستمسط فوله فور ان تصل الً ؼرفتها‬
‫وأبتسم وهو ٌري حركة جسدها وهً تتماٌل ‪..‬وحاوط‬
‫خصرها‬
‫‪ -‬الء انتً شكلن لسا ناٌمه‬

‫~ ‪~ 496‬‬
‫وصعد بها الً ؼرفتها ‪..‬لتتسطح علً الفراش دون ان‬
‫ترفع الؽطاء من أسفلها‬
‫فضحن وهو ٌزٌح الؽطاء وٌعدل نومتها‪..‬وولؾ‬
‫ٌتؤملها بحب ٌنبض داخل للبه ولكنه ٌرفضه‬
‫واؼلك نور ؼرفتها وأنصرؾ وهو ٌعنؾ للبه‬
‫" اشمعنا دٌه اللً حبٌتها ‪..‬لٌه عاٌزها اوي كده ‪..‬لٌه‬
‫حٌاتن بمً لٌه روح "‬
‫ونسى ان ٌخبر نفسه‬
‫سلطة لنا علً للوبنا ‪ْ"..‬‬
‫" ال ُ‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تاللت عٌناهم وكل منهما سار نحو طرٌمه ‪ ..‬لتمؾ‬
‫نهً بعد عدة خطوات وتلتؾ نحوه بحنٌن‬

‫~ ‪~ 497‬‬
‫اما هو شعر باأللم وهو ٌراها كل ٌوم تنطفا وتزبل لم‬
‫تعد نهً التً عرفها بل أصبحت كالعجوز حتً‬
‫مظهرها الذي كانت تهتم به بشده بات شاحبا ً‬
‫واكمل سٌره وهو ٌُصارع رؼبته فً الذهاب لضمها‬
‫وبٌن كرمته فهو الً االن لم ٌنسً وصؾ فارس له‬
‫وكٌؾ كانت تُؽرٌه لتتمرب منه وعندما تذكر بعض‬
‫اللحظات التً كانت بٌنهم ‪..‬اؼمض عٌناه بموه وهو‬
‫ٌهتؾ داخله‬
‫" انساها ٌاؼبً "‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنتهً عشاء العمل وجلسوا ٌحتسون لهوتهم وٌتحدثون‬
‫بعملٌه كان عمران كل لحظه ٌنظر الً ساعته فهو‬
‫ٌتوق للذهب الٌها ولكن عشاء الٌوم جاء فجؤه ولم‬
‫ٌستطع أحراج شرٌكه ورفمابه فمد أحبوا ان ٌتعارفوا‬
‫علٌه‬
‫~ ‪~ 498‬‬
‫كان ٌدور بعٌناه فً المكان فالحدٌث بات ممل بالنسبه‬
‫الٌه‬
‫وولعت عٌناه علً أخر شخص ٌتخٌله ‪ ..‬لتتاللً‬
‫عٌناهم‬
‫وٌنهض بعدما أعتذر من الجالسٌن وكلما خطً خطوه‬
‫نحو تلن الجالسه تنظر الٌه بؤرتبان ‪..‬تذكر مازن‬
‫شمٌمه‬
‫فهاهً ندي التً كان ٌري حبها ألخٌه وعشمها له ‪..‬‬
‫ونظر الً الجالس جانبها وطفال صؽٌرا ً ٌجلس علً‬
‫الممعد المخصص لألطفال‬
‫وولؾ أمامهم وعلً وجهه أبتسامه بارده‬
‫‪ -‬ازٌن ٌاندي‬
‫فؤبتسمت بتوتر ونظرت الً زوجها الذي ٌُطالعها‬
‫بنظرات جامده‬
‫‪ -‬عمران العمري‬
‫~ ‪~ 499‬‬
‫وعندما جاء بذهنه أسم عابلة العمري تذكر أسم‬
‫زوجها الراحل ‪ ..‬فؤبتسم بتهذٌب وهو ٌنهض كً‬
‫ٌُصافحه‬
‫‪ -‬أهال وسهال ‪..‬‬
‫وعرفه بنفسه ‪ :‬دكتور احمد منصور‬
‫فصافحه عمران وهو ٌُطالع تلن الجالسه وكؤنه ٌتهمها‬
‫علً زواجها بعد شمٌمه‬
‫وأشار الرجل نحو صؽٌرهم‬
‫‪ -‬مازن أبننا‬
‫لٌمع االسم علً مسمعه ‪ ..‬فٌجد نفسه ٌُحدق بالطفل‬
‫الذي ٌشبه والده ‪ ..‬وبؤبتسامه دبلوماسٌه أنهً الحوار‬
‫وانصرؾ خارج المطعم باكمله متجها ً نحو سٌارته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬كانت تجلس تنتظره ومن حٌن لألخر تنظر الً‬
‫الساعه ‪ ..‬فبدأت تشعر بالملك علٌه‪ ..‬وكملت لراءة‬

‫~ ‪~ 500‬‬
‫احد الكتب التً جلبها له وبالها مشؽول به ‪ ..‬وأرادت‬
‫أن تُهاتفه ولكنها شعرت بالحرج‬
‫وبعد ساعه سمعت صوت الباب ٌُؽلك ‪ ..‬فنهضت من‬
‫فوق األرٌكه وأتجهت نحوه بلهفه‬
‫‪ -‬للمت علٌن اوي ‪ ..‬انت اتؤخرت لٌه‬
‫فطالعها عمران بجمود وصعد الً ؼرفته دون ان‬
‫ٌُجٌبها‬
‫لتمؾ حابره فً أمره ‪ ..‬وظلت تدور حول نفسها الً‬
‫أن عزمت لرارها وصعدت الٌه‬
‫وجدت باب ؼرفته مفتوح وهو متسطح علً الفراش‬
‫بحذابه ومالبسه ولد تخلً فمط عن سترته ورابطة‬
‫عنمه‬
‫وأرتبكت وهً تردؾ لؽرفته‬
‫‪ -‬مش هتتعشا‬
‫فتنهد عمران وهو ٌزفر أنفاسه بموه‬
‫~ ‪~ 501‬‬
‫‪ -‬أتعشٌت بره ‪.‬‬
‫وعاد لشروده ‪ ..‬فؤلتربت منه بتوتر‬
‫‪ -‬فً حاجه ضاٌمتن‬
‫فلم ٌُجٌبها ولكن صوت أنفاسه كانت تُخبرها بؤن ٌوجد‬
‫أمرا ً ما لد ضاٌمه‬
‫وولفت للحظات تنظر الٌه ‪ ..‬واخٌرا ألتربت من‬
‫الفراش وجلست علً الطرؾ االخر‬
‫‪ -‬احكٌلً وصدلنً مش هتندم‬
‫ومازحته بلطافه كً ت ُخفؾ عنه‬
‫‪ٌ -‬ال ٌاعمران ٌابنً أحكٌلً ‪..‬‬
‫كان صوتها ٌشبه العجابز ‪ ..‬فلم ٌتمالن نفسه وأبتسم‬
‫وألتؾ نحوها وهو ٌُطالعها‬
‫‪ -‬حٌاه انا عاٌزه أنام ممكن‬

‫~ ‪~ 502‬‬
‫فؤسترخت بجلستها وعمدت ساعدٌها وهً تُحرن‬
‫رأسها برفض‬
‫‪ -‬انا حابه الماعده هنا ومش همشً ؼٌر لما أعرؾ‬
‫وحركت جفونها بطرٌمه ُمضحكه‬
‫لٌتنهد عمران وهو ٌُطالع الفراغ الذي امامه وبدء‬
‫ٌسرد لها رإٌته لندي زوجة شمٌمه مازن رحمه هللا‬
‫ظلت تستمع له دون أن تُماطعه ‪..‬‬
‫وشعرت باالسً لحبه الشدٌد لشمٌمه وأبتسمت وهً‬
‫تضع بٌدها علً ذراعٌه‬
‫‪ٌ -‬مكن كالمً مٌعجبكش ‪ ..‬بس اللً ندي عملته شا‬
‫عادي ومن حمها انها تكمل حٌاتها‬
‫فهتؾ عمران بجمود وهو ٌحدق بها بموه‬
‫‪ -‬والحب اللً كان بٌنهم‬
‫تنهدت وهً تختار كلماتها بعناٌه‬

‫~ ‪~ 503‬‬
‫‪ -‬لو كل واحد فارق انسان ؼالً علٌه وولؾ حٌاته‬
‫‪..‬الحٌاه عمرها ماهتمشً ‪ ...‬فً ناس حٌاتها بتمؾ‬
‫ً وال‬‫وفً ناس بتمدر تكمل حٌاتها من تانً وال ده وف ّ‬
‫التانً خاٌن للذكري بس كل واحد فٌهم اختار الطرٌك‬
‫اللً هٌكمله ‪ ...‬الذكري الحلوه والحب الحمٌمً عمره‬
‫مابٌتنسً ومش معنً االنسان لدر ٌكمل حٌاته فهو‬
‫خان العشره ‪ ..‬الحٌاه عباره عن رحله والرحله الزم‬
‫تكمل‬
‫وتابعت وهً تتسؤل‬
‫‪ -‬ابنها اسمه مازن‬
‫فحرن رأسه بعدما هدأ للٌال ‪..‬‬
‫‪ -‬متولعش فً ٌوم هتنساه ‪ ..‬هتفضل فكراه فً أبنها‬
‫واصبح صوت أنفاسه هو من ٌملا المكان الً ان‬
‫هتفت‬
‫‪ -‬أعملن لهوه‬

‫~ ‪~ 504‬‬
‫فؤلتؾ نحوها وهو ٌبتسم‬
‫‪ -‬أعملً ٌاحٌاه‬
‫وركضت وهً تُتمتم بتحذٌر‬
‫‪ -‬أوعً تنام‬
‫فؤتسعت أبتسامته ‪ ..‬وكل ٌوم ٌسمط فً بحور عشمها‬
‫رؼما ً عنه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫الكل ٌُصفك وصوت الؽناء ٌصدح فً ارجاء المكان‬
‫‪ ..‬وال ُمباركات هنا وهنان ‪ ..‬وهً تجلس تلعب بهاتفها‬
‫تُلهً نفسها عن األعٌن التً تُطالعها‬
‫وأبتسمت ساخره وهً تتذكر عدد المرات التً سمعت‬
‫فٌها تلن الجمله التً تممتها‬
‫" عمبال مانفرح بٌكً ٌامها ٌاحببتً" ثم تتبعها‬
‫زؼروطه طوٌله تصم أذنٌها‬
‫~ ‪~ 505‬‬
‫ونظرت الً والدتها وخالتها التً تجلس جانبها ‪..‬‬
‫ولمٌاء شمٌمتها والتً تمؾ بجانب العروس ترلص‬
‫معها‬
‫وسمعت صوت خالتها وهً تلوي فمها بؤمتعاض‬
‫‪ٌ -‬احببتً لومً كده فرفشً وهٌصً مع البنات ‪..‬‬
‫ماانتً لو فضلتً كده مش هتتجوزي فكٌها شوٌه‬
‫ووكظة شمٌمتها‬
‫‪ -‬ما تخلً بنتن تدردح ٌاصفٌه‬
‫فؤمتعضت صفٌه من حدٌث شمٌمتها ‪ ..‬ونظرت لمها‬
‫التً أشاحت بوجهها بعٌدا عنهم‬
‫‪ -‬اطلعً شمً شوٌه هوا ٌاحببتً بره الماعه ‪ ...‬انا‬
‫عارفه انن بتتخنمً من الجو ده‬
‫ثم نظرت ألختها بضٌك‬
‫‪ -‬ماتحسبً علً كالمن ٌاروحٌه ‪..‬‬
‫لتتؤفؾ االخري‬
‫~ ‪~ 506‬‬
‫‪ -‬خلٌها لاعده جنبن كده ‪..‬‬
‫فؤبتسمت صفٌه ‪ :‬بكره بنتً ربنا هٌكرمها ماهو‬
‫ٌاحببتً مش بالرلص والهٌافه ‪ ..‬ماٌاما رلصوا‬
‫وحطوا االحمر واألخضر وفً النهاٌه اٌه أتجوزوا اه‬
‫بس لولٌلً أتجوزوا الراجل الصح اللً ٌصونهم‬
‫وٌحمٌهم‬
‫وعندما وجدت مالمح شمٌمتها لد تؽٌرت ‪ ..‬النها‬
‫ذكرتها بؤبنتها التً تطلمت بعد عامان من زواجها‬
‫وتنهدت بضٌك فالكالم الجارح لٌس من طباعها‬
‫‪ -‬كل واحد ولٌه نصٌبه ‪ ..‬وولت ما ربن بٌؤذن‬
‫بتتعجبً من تدبٌره‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫خرجت من الفندق الذي ٌُمام فٌه حفل الزفاؾ ‪..‬‬
‫وولفت فً الخارج تستنشك الهواء ‪ ،‬أعتادت علً تلن‬
‫الكلمات حتً أصبحت ال تشعر بشا ‪ ..‬وتنفست بعمك‬
‫~ ‪~ 507‬‬
‫وأخذت تُعدل من حجابها ‪ ..‬وأتسعت عٌناها وهً تجد‬
‫مروان جالس بسٌارته وبجابنه فتاه ٌُمبل ٌدها‬
‫وسار بسٌارته ‪ ..‬لتسمط دموعها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أنتهً من سهرته التً أعتاد علٌها وخرج من الملهً‬
‫اللٌلً‬
‫فؤلتربت منه إحداهن‬
‫‪ -‬ممكن توصلنً‬
‫ثم ضحكت وهً تتماٌل‬
‫‪ -‬وال مش فاضً‬
‫فؤبتسم مروان وهو ٌمٌل نحوها‬
‫‪ -‬تعالً ٌال‬

‫~ ‪~ 508‬‬
‫كان ٌعلم بؤنها تُرٌد ان تصطحبه لشمتها كاألخرٌات‪..‬‬
‫وهو كان ٌُسٌرهما‬
‫وٌصعد معهم كان ٌُبرر لنفسه أنها ُمجرد لبالت ال‬
‫اكثر ثم ٌرحل‬
‫وصعد سٌارته لتصعد الفتاه جانبه تُثرثر وتضحن‬
‫بل وتالمس جسده بٌدها‬
‫وولؾ فجؤه بسٌارته وهبط وهو ٌجد منظر صدمه‬
‫رجال ٌجلس وبجانبه أطفاله ٌؤكلون من صندوق‬
‫الممامه‬
‫والترب منهم ‪ ..‬لٌفزع الرجل وٌنهض ٌجذب صؽاره‬
‫نحوه‬
‫فنظر الٌهم مروان بؤلم‬
‫‪ -‬متخافش‬
‫وألترب من الطفله الصؽٌره ومال بجسده نحوها‬
‫ٌمسح علً وجهها‬
‫~ ‪~ 509‬‬
‫فالطفله كانت تؤكل كسرة من الخبز العفن‬
‫المشهد أوجعه ‪ ...‬وهو ٌري حٌاة ؼٌره ‪..‬‬
‫وبدء ٌمر شرٌط حٌاته أمام عٌنٌه الفتاه التً ركض‬
‫خلفها وأحبها وتزوجها وعندما خسر امواله التً‬
‫تزوجته من اجلها ‪ ..‬هجرته وطلبت الطالق النها لم‬
‫تتحمل حٌاة الفمر ‪ ..‬لٌصبح انسان بابس ُمدمرا ً ولكن‬
‫هللا لم ٌتركه‬
‫وألترح علٌه عمران الذي تعرؾ علٌه من خالل‬
‫شاكر الذي كان صدٌك والده رحمه هللا ‪ ..‬لتفتح له‬
‫الحٌاه ابوابها من جدٌد وبدال ان ٌُدرن نعمة هللا علٌه‬
‫‪..‬ضاع وسط حٌاة اللهو‬
‫وأفاق علً صوت الطفالن وهم ٌجذبون ذراع والدهم‬
‫بخوؾ‬
‫ووجد الرجل ٌؤخذ أطفاله كً ٌبتعد ‪..‬فؤمسن ذراعٌه‬
‫لٌخرج بعض االموال من حافظته لكن الرجل أشاح‬
‫وجهه‬
‫~ ‪~ 510‬‬
‫‪ -‬الء ٌابٌه انا مش بشحت ‪..‬‬
‫وأدمعت عٌناه ‪ ..‬وولؾ حابرا ً وهو ٌري نظرات‬
‫الصؽار ألبٌهم ‪ ..‬لٌهتؾ الرجل بمراره‬
‫‪ -‬طردونً من الشؽل عشان مبمتش أصلح للعمل‬
‫واشار نحو رجله العرجاء ‪ ..‬ثم أزال بماٌا دموعه‬
‫‪ -‬طب تحب اساعدن بؤٌه لولً‬
‫فتهللت أسارٌر الرجل‬
‫‪ -‬شوفلً شؽل هللا ٌكرمن‬
‫لٌنظر مروان الً صؽاره ثم الٌه‬
‫‪ -‬خالص تمام انا موافك‬
‫وأخرج كارته الخاص‬
‫‪ -‬تعال العنوان ده ‪ ..‬وادٌهم الكارت بتاعً‬
‫ووضع المال بٌده وهو ٌبتسم‬
‫‪ -‬خلٌهم معان دول منً عشان والدن‬
‫~ ‪~ 511‬‬
‫وأتجه نحو سٌارته حٌث التً تجلس تتؤفؾ من‬
‫األنتظار‬
‫لٌسمع صوت الرجل وهو ٌدعو له‬
‫‪ -‬ربنا ٌنور للبن وطرٌمن ٌابٌه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫هوت بجسدها علً ألرب ممعد ومازال صدي كلماته‬
‫فً أذنٌها ‪ ..‬صدٌك والدها لد مات ‪ ..‬أمس أخبرها أنه‬
‫أصبح بخٌر ‪..‬ام الٌوم فكل شا لد تبدل‬
‫وأخذت تُردد بضعؾ‬
‫‪ -‬مات !‬
‫كان عمران ٌمؾ بوجه شاحب من الصدمه بعد أن‬
‫تلمً الخبر ‪ ..‬وشعر بالوجع وهو ٌري نظرت‬
‫األنكسار فً عٌنٌها‬
‫وألترب منها ٌمسن كفٌها لٌحتوٌهما بٌن كفٌه‬
‫~ ‪~ 512‬‬
‫‪ -‬عٌطً ٌاحٌاه ‪..‬البكا ساعات كتٌر بٌرٌحنً‬
‫فرفعت وجهها نحوه بؤلم‬
‫‪ -‬حكاٌتنا كده أنتهت ‪ ..‬تمدر دلولتً تتخلص من عبا‬
‫فلم ٌشعر بنفسه اال وهو ٌضمها بموه‬
‫‪ -‬مٌن لال أن حكاٌتنا أنتهت ‪ ..‬احنا ‪..‬‬
‫ولبل أن ٌُكمل بالً عباراته ‪ ..‬دفعته بعٌدا عنها‬
‫وركضت ألعلً نحو ؼرفتها‬
‫فصعد خلفها راكضا ً ‪ ..‬لٌجدها تضع حمٌبتها وتُخرج‬
‫مالبسها‬
‫‪ -‬انا كنت أمانه عندن عشانه هو ‪ ..‬انا مٌنفعش أفضل‬
‫هنا مالٌش حد وسطكم ‪..‬‬
‫ووضعت مالبسها داخل الحمٌبه ومازالت الصدمه‬
‫تخترق للبها‬
‫وفجؤه سمطت علً ركبتٌها وهً تنتحب‬

‫~ ‪~ 513‬‬
‫‪ -‬لٌه كلهم بٌروحوا وٌسبونً ‪..‬‬
‫كانت كلماتها تدمً للبه ال ٌُصدق ان هذه تلن الفتاه‬
‫التً تبتسم وتعطً األمل لمن ٌنظر الً وجهها‪..‬‬
‫لٌجثً علً ركبتٌه وللبه لم ٌعد ٌتحمل رإٌتها هكذا‬
‫‪ -‬حٌاه انا معاكً وعمري ماهتخلً عنن‬
‫فطالعته بنظرات تابها وهً تُتمتم‬
‫‪ -‬كلهم لالولً كده ‪..‬‬
‫ولم ٌشعر بنفسه وهو ٌضمها وٌُمبلها بمبالت متتالٌه‬
‫دافبه كؤنه بذلن ٌُخبرها حبه ‪ ..‬وأرتجؾ جسدها‬
‫وأصبح للبها ٌدق بعنؾ ‪ ..‬وعندما أرادت دفعه لتبتعد‬
‫‪..‬همس بحب‬
‫‪ -‬عاٌزن ٌاحٌاه‬
‫وتعلثمت وهً تنظر الٌه بضعؾ‬
‫‪ -‬انت مبتحبنٌش‬

‫~ ‪~ 514‬‬
‫وضاعت معه بعد كلمتها األخٌر ‪ ...‬لٌُخبرها فً كل‬
‫لمسه وهمسه منه انه ٌعشمها وٌُرٌدها بملبه وعمله‬
‫وكٌانه كله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫~ ‪~ 515‬‬
‫الفصل التاسع عشر‬
‫**************‬

‫فتحت عٌناها ببطا وهً تنظر للنابم جانبها ‪ ..‬وأخذت‬


‫تتؤمل تفاصٌل وجهه وللبها ٌنبض بحب لذلن الرجل‬
‫الذي احبته دون أن تشعر ‪ ..‬احبته لرجولته ولسوته‬
‫التً ٌؽلؾ بها حنان أدركته ‪ ..‬شهرا ً واحدا ً مره علٌهم‬
‫هنا جعلها تكتشؾ حمٌمة من كانت تخشاه‬
‫وفتح عٌناه وهو ٌبتسم لها ‪ ..‬فؤرتبكت وهً تشٌح‬
‫وجهها بعٌدا عنه بخجل‬
‫لٌفتح ذراعه لها لابال بدفا‬
‫‪ -‬تعالً‬
‫فؤلتربت منه لٌضمها بذراعٌه وٌُمبل جبٌنها‬
‫‪ -‬انتً كوٌسه !‬
‫فحركت رأسها بخجل وهً تدفن وجهها فً صدره‬
‫~ ‪~ 516‬‬
‫وأبتسم وهو ٌضمها وابعدها عنه للٌال لٌرفع وجهها‬
‫‪ -‬بصٌلً ٌاحٌاه‬
‫وعندما نظرت الٌه بؤعٌن تلمع بالدفا ‪ ..‬ضاع معها‬
‫مره أخري بعالمهم الخاص‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫رفع مروان عٌناه نحوها بعدما وضعت األوراق امامه‬
‫وأشاحت وجهها بعٌدا ً عنه ‪..‬فؤصبح ٌري نظرات‬
‫أحتمارها بعد ان كانت تلمع عٌناها بحبه‬
‫وهتفت بجدٌه ‪ :‬فً حاجه مطلوبه منً تانً ٌافندم‬
‫فحرن مروان رأسه لها بمعنً ال ‪..‬لٌجدها أنصرفت‬
‫فً الحال دون أن تُطالعه‬
‫وأسترخً بجلسته ٌُطالعها فبعد ان كانت تتحجج بؤن‬
‫تظل امامه‪..‬األن تنفر من وجودها معه‬
‫وتسؤل وهو ٌُحرن ٌده علً ذلنه‬
‫~ ‪~ 517‬‬
‫‪ -‬اه لو أعرؾ مالن ٌامها ‪.‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ٌجلسون متشابكون األٌد ‪..‬تنام علً كتفه تحكً له عن‬
‫حٌاتها‬
‫كان ٌشعر بالوجع وهً ٌسمعها ‪..‬فعلم انه أخذها بذنب‬
‫ال تستحمه هً ضحٌه النها كانت ابنته كما كانت‬
‫عمته ضحٌة لحبه‬
‫وعندما تولفت عن الكالم ‪ ..‬رفع وجهه نحوها‬
‫‪ -‬سكتً لٌه‬
‫فؤبتسمت وهً تُطالعه‬
‫‪ -‬عارؾ ٌوم ماشوفتن لولت عنن اٌه‬
‫فضحن عمران وهو ٌنتظر اجابتها‬
‫‪ -‬لولت علٌن انن مؽرور ولاسً الطبع‬

‫~ ‪~ 518‬‬
‫فتعالت ضحكاته وهو ٌمٌل نحوها ‪..‬‬
‫‪ -‬وانا لولت عنن انن مصٌبه ولعت علً راسً‬
‫فؤتسعت عٌناها وهً تدفعه بٌدها بعٌدا عنها‬
‫‪ -‬انا مصٌبه ‪ ..‬انت اللً‬
‫ولبل ان تُكمل كالمها ‪ ..‬كان ٌحملها بٌن ذراعٌه‬
‫هامسا ً بشوق‬
‫‪ -‬بس طلعتً اجمل مصٌبه حصلتلً‬
‫وسار بها نحو ؼرفتهما وهو ٌؽمرها بمبالته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫ولفت امامها وهً تتلهؾ لرإٌته والحدٌث‬
‫معه‪..‬فؤخٌرا ً لد سمح له بممابلته‬
‫ظلت والفه لدلابك وهو جالس ٌنظر فً بعض‬
‫االوراق دون ان ٌعطً لها أي أهمٌه ولكن داخله‬
‫ٌشتعل شولا ً لها‬
‫~ ‪~ 519‬‬
‫وخرج صوته بعد ان م ّل من هذا الصمت‬
‫‪ -‬كنتً عاٌزانً فً أٌه ٌاأنسه نهً‬
‫فؤبتعلت نهً رٌمها ثم رطبت شفتٌها بلسانها‬
‫‪ -‬انا عملت حاجه ضٌمتن ٌاأمجد‬
‫فنهض أمجد من فوق ممعده بجمود وهو ٌُطالعها‬
‫‪ -‬أنسه نهً األفضل اننا نحتفظ بالرسمٌه فً األلماب‬
‫فؤوجعتها كلمته ‪ ..‬ونظرت الٌه بؤلم‬
‫لٌُشٌر نحو الباب ‪ :‬لو معندكٌش حاجه مهمه تمولٌها‬
‫أتفضلً علً شؽلن ‪..‬ألنً مش فاضً‬
‫هٌبتها كانت تدمره ولكن حمٌمتها دمرته ‪...‬‬
‫وأطرلت رأسها أرضا ً ‪..‬‬
‫‪ -‬انا بحبن‬

‫~ ‪~ 520‬‬
‫وعندما لم تجد منه ردا ً ‪ ..‬أنصرفت وهً ال تُصدق‬
‫ان هذا هو الرجل الذي احبته وأصبحت تتعالج من‬
‫سواد ماضٌها من اجله‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫كان أدهم ٌري فرح ٌومٌا ً ‪ ..‬ؾ " مالن" دابما معها‬
‫كما انه أصبح ٌدعمها فً الملجؤ وٌساعدها فً كل‬
‫شا‬
‫حٌاتها كانت تسٌر بهدوء وأستطاعت أن تتجاوز‬
‫منحتها وبدأت تشن فً حبها ألمجد ‪ ..‬فؤحٌانا نظن‬
‫اننا نحب وفً النهاٌه ٌكون مجرد تعلك ال أكثر‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان ٌتجولون بسعاده وٌلتمطون الصور فً كل مكان‬

‫~ ‪~ 521‬‬
‫ورؼم أن عمران ٌممت هذا اال انه فعل كل ماٌُرضٌها‬
‫وٌُسعدها‬
‫وولفت حٌاه تلتمط صوره اخري لهم‬
‫‪ -‬اضحن ٌاعمران‬
‫فؤبتسم ‪..‬لتلتمط الصوره بسعاده‬
‫وكادت أن تُخبره أن ٌلتمطوا صوره أخري‬
‫‪ -‬الء كفاٌه كده دٌه الصوره العشرٌن ٌاحٌاه انتً‬
‫مزهمتٌش‬
‫فضحكت وهً تتؤمل مالمحه الحانمه‬
‫‪ -‬خالص كفاٌه كده ‪ ..‬وال تزعل نفسن‬
‫فؤبتسم وضمها بذراعٌه‬
‫‪ -‬مبسوطه ٌاحٌاه‬
‫فؤؼمضت عٌناها بسعاده‬
‫‪ -‬مبسوطه جدا‬
‫~ ‪~ 522‬‬
‫ورفعت ٌدٌها وهً تدعو‬
‫‪ٌ -‬ارب تفضل الحٌاه حلوه كده‬
‫ونظرت الٌه بمشاكه ‪ :‬وتفضل طٌب ٌاعمران‬
‫فمرص وجنتٌها وهما ٌسٌروا فً شوارع دبً‬
‫‪ -‬هسكت عشان أحنا بره بٌتنا‪ ..‬بس لما نروح لٌنا‬
‫حساب تانً‬
‫فؤبتسمت وهً ترفع عٌناها نحوه‬
‫‪ -‬هتسكت برضوه‬
‫فضحن وكل ٌوم ٌزداد عشمه لها ‪..‬حٌاه كانت‬
‫كالنمٌض بالنسبه له وكؤنها تُكمله ‪ ..‬من ٌمترب منها‬
‫ٌري انها حٌاه كؤسمها ‪ ..‬تبعث األمل والحٌاه لمن‬
‫تكون معه‬
‫احٌانا كثٌرا ً ٌجلس مع نفسه ال ٌُصدق انها أبنة ذلن‬
‫الرجل الذي كرهته عابلته لسنٌن طوٌله‬

‫~ ‪~ 523‬‬
‫وفاق من شروده عندما أبتعدت عنه ‪ ..‬وأتجهت نحو‬
‫طفله صؽٌره تمسن بٌد والدتها ولبلتها علً وجنتها‬
‫وهً تُداعب خصالت شعرها الصفراء والصؽٌره‬
‫تضحن لها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ضؽط علً اسنانه بموه وهو ٌري نظراتها المشمبزه‬
‫له‬
‫فؤزاح االوراق التً وضعته أمامه وضرب علً‬
‫مكتبه بموه‬
‫‪ -‬الء بمً انا عاٌز اعرؾ معاملتن أتؽٌرت لٌه ‪..‬‬
‫واٌه النظره دٌه‬
‫فطالعته مها ببرود وهً تنظر لألوراق‬
‫‪ -‬مدام حضرتن مش عاٌزنً ‪ ...‬أروح أشوؾ شؽلً‬

‫~ ‪~ 524‬‬
‫لٌنهض مروان وهو ٌحترق من داخله ‪ ..‬فاللعبه لد‬
‫أنملبت وبعد ان كانت تتمنً نظره واحده منه ‪..‬أصبح‬
‫حب لوي‬‫هو من ٌتمنً نظراتها التً كان ٌري بهما ً‬
‫وتسؤل بهدوء عكس مابداخله‬
‫‪ -‬مها انتً بمالن أكتر من سنتٌن بتشتؽلً معاٌا ‪ ...‬أنا‬
‫ضٌمتن فً حاجه‬
‫فطالعته بؤلم وذلن الٌوم لم تنساه ‪..‬وكادت أن تبكً‬
‫ولكن عادت لجمودها‬
‫‪ -‬حضرتن المدٌر وانا موظفه هنا ‪ ..‬واكٌد الموظؾ‬
‫ملهوش حك ٌزعل من المدٌر‬
‫وتابعت وهً تخبر للبها بؤن ٌصمد‬
‫‪ -‬حضرتن عاٌز منً حاجه تانٌه‬
‫وعندما لم تجد رد منه ‪ ..‬ؼادرت ومشهد ذلن الٌوم‬
‫بعملها‬

‫~ ‪~ 525‬‬
‫وولؾ مروان ٌُطالع طٌفها ُمتعجبا ً من تؽٌرها العجٌب‬
‫معه‬
‫فؤٌن هو حبها ‪ ..‬حبها الذي كان ٌجعله ٌشعر بسطوته‬
‫علٌها‬
‫ولكن ٌبدو أن الحب لد رحل من كثرة جفابه معها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ٌجلس ٌُطالع تلن الفاتنه التً تجلس مع رفٌماتها‬
‫تضحن بعلو صوتها ‪ ...‬كان ٌتؤملها بؤفتنان وهو ٌُتابع‬
‫كل تفاصٌل حركتها‬
‫ونظر الً الرجل الذي ٌمؾ خلفه ‪ٌ ..‬سؤله عن‬
‫المعلومات التً جلبها عنها ‪...‬فهً أصبحت تشؽل‬
‫جزء كبٌر من تكفٌره‬
‫" نٌره فإاد طبٌبه صٌدالنٌه "‬

‫~ ‪~ 526‬‬
‫وتابع الرجل ‪ :‬ومؽروره جدا ٌافهد باشا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان ٌؤخذها بؤحضانه ٌُشاهدون احد البرامج لتتسؤل‬
‫وهً تنعم برابحته‬
‫‪ -‬احنا هنرجع مصر أمتً‬
‫فتابع ماٌُطالعه بتركٌز‬
‫‪ -‬لما المشروع اللً انا ماسكه هنا ٌخلص‬
‫وزفرت أنفاسها وأبتعدت عنه وهً تنظر للبرنامج‬
‫السٌاسً الذي ٌُتابعه‬
‫‪ -‬عمران‬
‫فتمتم دون أن ٌُطالعها‬
‫‪ -‬ها لولً عاٌزه اٌه‬
‫فتنهدت بضجر ‪ :‬سٌب البرنامج السخٌؾ ده ‪ ..‬واتكلم‬
‫معاٌا‬
‫~ ‪~ 527‬‬
‫فؤلتؾ نحوها ٌنظر الً مالمحها الحانمه‬
‫‪ -‬برنامج سخٌؾ ‪..‬‬
‫وأبتسم وهو ٌجذبها نحوه ‪ :‬ارؼً كعادتن فً اي‬
‫موضوع وانا سامعن ‪ ..‬هركز مع البرنامج ومعاكً‬
‫وعاد ٌُطالع البرنامج ‪ ..‬لتُحرن وجهه نحوها بٌدها‬
‫‪ -‬أحكٌلً عن نفسن ٌاعمران‬
‫فحدق بها ثم ضحن علً أصرارها فً جذبه نحوها‬
‫‪ -‬انا عارؾ انً مش هعرؾ أتفرج علً البرنامج‬
‫وابتسم وهو ٌفتح لها ذراعٌه‬
‫‪ -‬تعالً‬
‫كانت تستمع له وهً ال تُصدق انه ٌعمل منذ الخامسه‬
‫عشر‬

‫~ ‪~ 528‬‬
‫صحٌح انه كان ُمدلالً من جده وابٌه ولكنه تربً كٌؾ‬
‫ٌكون رجال منذ الصؽر ‪ ..‬وان األنسان لم ٌخلك للعبث‬
‫فمط‬
‫فخر وفخر ٌعلو داخلها وهً تسمعه ‪..‬حٌاته كانت‬
‫عمل فً عمل وحبه وحٌاته كانت لعابلته‬
‫وفجؤه وجدها تضمه بموه تُخبره‬
‫‪ -‬انت جمٌل اوي ٌاعمران‬
‫ولم ٌشعر بنفسه اال وهو ؼارق معها فً عشك لم‬
‫ٌعرفه اال بوجودها ‪ ..‬وكؤنها جاءت من بالدها البعٌده‬
‫لتُعلمه كٌؾ ٌكون الحب ‪ ..‬وتُخبرنا الحٌاه ان تدبٌر‬
‫هللا هو األجمل دوما ً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان مدعو لحفلة زفاؾ كؤؼلب من ٌعملون بالمناه ‪..‬‬
‫وبعد أن كان العروسٌن هم من ٌُسلط علٌهم الضوء ‪..‬‬
‫اصبح هو نجم اللٌله ‪ ..‬من ٌمترب منه لٌُصافحه ومن‬
‫~ ‪~ 529‬‬
‫ٌخبره عن حبه لبرنامجه وشخصٌته ومن ٌفتخر به ‪..‬‬
‫ومن ٌُرٌد ان ٌؤخذ صوره معه‬
‫ولفت نهً تُشاهد كل ذلن بحنٌن الٌه ‪ ..‬وللبها ٌُرٌد‬
‫ان ٌركض نحوه ولكن كرامتها أبت ان تظل ذلٌله له‬
‫والترب منها منٌر الذي اصبح ٌدور حولها معظم‬
‫الولت ‪..‬ناظرا الٌها بؤعجاب‬
‫‪ -‬فستانن ٌجنن ٌانهً‬
‫فؤشاحت وجهها بعٌدا ً عنه‬
‫‪ -‬شكرا ٌامنٌر‬
‫لٌُشٌر لها نحو أمجد بحمد‪ :‬دٌما بٌخطؾ االضواء فً‬
‫اي مكان ٌروحه‬
‫وجابت إحداهن الٌه تطلب منه مرالصتها ‪ ..‬وعندما‬
‫وجدها تمؾ تُثرثر مع منٌر الذي ٌُطالعها بشهوه ‪..‬‬
‫فالفستان ٌرسم معالم جسدها ‪..‬ألمً بنظرات مشمبزه‬
‫نحوها وسار مع الفتاه ٌُرالصها‬
‫~ ‪~ 530‬‬
‫لتمؾ هً تُطالعه بمهر ‪ ..‬ال تري شا حولها ؼٌره‬
‫‪ -‬تحبً ترلصً ٌانهً‬
‫فنظرت الً منٌر ثم ألمجد الذي ٌُرالص الفتاه‬
‫وٌضحن معها‬
‫وجذبت ٌد منٌر لتفعل مثلما فعل‬
‫كانت ترلص جانبه وهو ال ٌهتم ألمرها ‪ ..‬وكلما‬
‫أصبح ظهرها له كان ٌُطالع نظرات منٌر ‪..‬فٌضؽط‬
‫علً أسنانه بحنك‬
‫وشعرت بٌد منٌر تتحرن بحرٌه علً ظهرها ‪ ..‬لتبتعد‬
‫عنه بضٌك‬
‫‪ -‬اٌه اللً بتعمله ده‬
‫ولبل أن ٌجذبها منٌر الٌه ثانٌة ‪ ..‬ولعت عٌناها بعٌن‬
‫أمجد الذي كان ٌُحدق بها بموه‬
‫وخطت بخطوات ُمرتبكه تبتعد عن ساحة الرلص ‪..‬‬
‫لتترن منٌر ٌُطالعها بؤعٌن متفحصه لجسدها‬
‫~ ‪~ 531‬‬
‫وأنهً رلصته مع الفتاه بلطافه بعدما رأها تُؽادر لاعه‬
‫الزفاؾ‬
‫‪ -‬نهً !‬
‫ولفت ال تُصدق انه ٌنادٌها ‪ ..‬وألتربت منه بلهفه‬
‫ولكنه صدها بكلماته‬
‫‪ -‬عجبن اٌه فً منٌر وال منٌر اللعبه الجدٌده‬
‫وأشار الٌها بؤشمبزاز‬
‫‪ -‬احب الولن ان منٌر مجرد موظؾ عادي ‪ ..‬مش‬
‫هتاللً معاه اللً عاٌزاه‬
‫أوجعتها كلماته ‪ ..‬ولبل أن تُدافع عن نفسها وجدته‬
‫ٌتخطاها ُمبتعدا ً عنها‬
‫ولحمته وهً تجذب ذراعٌه‬
‫‪ -‬انت تمصد اٌه ‪ ..‬انت فاهم ؼلط مافٌش حاجه بٌنً‬
‫وبٌن منٌر‬

‫~ ‪~ 532‬‬
‫وفجؤه وجدته ٌخبرها انه ٌعلم حمٌمتها ‪ ..‬ووضعت‬
‫بٌدها التً أصبحت ترتجؾ علً شفتٌها وهً‬
‫التُصدق ان أمجد ٌعرؾ فارس‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تتما دوما حتً أنها أصبحت تكره ماكانت تحبه‬
‫وبدأت تشن فً األمر ‪ ..‬ونظرت الً اختبار الحمل‬
‫الذي فً ٌدها‬
‫وشهمت بسعاده وهً تضع بٌدها علً بطنها ‪..‬‬
‫ستصبح حامال بطفله‪..‬سٌكون لدٌها عابله‬
‫كما تمنت ‪ ..‬وركضت نحوه فمد كان جالسا باالسفل‬
‫علً األرٌكه ٌُطالع حاسوبه ‪ ..‬ووجد شا ٌوضع‬
‫امامه وهً تبتسم ‪ ..‬ونظر لها ثم الً ماوضعته‬
‫‪ -‬اٌه ده ٌاحٌاه‬
‫فلمعت عٌناها بسعاده حمٌمٌه‬
‫‪ -‬انا حامل‬
‫~ ‪~ 533‬‬
‫كانت تلن الكلمه اخر شا كان ٌُفكر فٌه ‪ ..‬حٌاه ابنة‬
‫محمود الرخاوي تحمل طفله وأصبحت دمابهم‬
‫ُمرتبطه‬
‫واعتدل فً جلسته وأبتعد عنها وهو ٌُتمتم داخله‬
‫‪ -‬مش معمول‬
‫لٌجدها تمترب منه بملك‬
‫‪ -‬مالن ٌاعمران انت مش فرحان ‪...‬‬
‫وولفت أمامه تُطالعه بصدمه‬
‫‪ -‬انت مش عاٌز منً أطفال ‪..‬‬
‫ونظر الٌها ولد تحولت سعادتها لملك ‪ ..‬فؤبتسم‬
‫بصعوبه وهو ٌبتلع رٌمه واحتوي وجهها بٌن كفٌه‬
‫‪ -‬أكٌد فرحان ٌاحٌاه‬
‫وأبتعد عنها هاربا ً من نظراتها‬

‫~ ‪~ 534‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تسطحت فرح علً فراشها تنظر الً "مالن" الذي‬
‫ٌؽفو جانبها بعمك وأبتسمت وهً تُداعب شعره‬
‫‪ -‬شبه المالٌكه وانت ناٌم ‪..‬اما وانت صاحً‬
‫وعندما تحرن فً ؼفوته أكملت عبارتها وهً تضحن‬
‫‪ -‬مالن برضوه‬
‫وألتمطت الكتاب الذي بجانب فراشها وأندمجت‬
‫بالمراءة‬
‫وشعرت بؤهتزاز هاتفها ‪ ..‬فرفعت بجسدها لتنظر‬
‫للهاتؾ‬
‫‪ -‬اسؾ انً بتصل بٌكً دلولتً ٌافرح ‪ ..‬مالن اخباره‬
‫اٌه‬
‫فنظرت نحو مالن وأبتسمت‬
‫‪ -‬ناٌم متملمش علٌه‬
‫~ ‪~ 535‬‬
‫فزفر أنفاسه بهدوء ‪ ..‬فعمله أصبح ٌجبره علً‬
‫األبتعاد عن صؽٌره‬
‫وبدء ٌسؤلها عن ٌومها ‪ ..‬وكانت تخبره بحماس عن‬
‫كل شا ٌخص الملجؤ وهو ٌستمع لها بحب‬
‫اما هً كانت تشعر بؤحساس عجٌب ال ترٌد تفسٌره‬
‫ومعرفته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كانت الؽرفه ؼارلة بالظالم وهً تنام كالجنٌن تضم‬
‫سالٌها‬
‫ألترب منها ٌهتؾ أسمها بخفوت‬
‫‪ -‬حٌاه‬
‫وعندما لم ٌجد رد ‪ ..‬تسطح جانبها علً الفراش ‪..‬‬
‫وضمها من خصرها الٌه ٌتنفس رابحتها‬
‫‪-‬عارؾ انن صاحٌه‬
‫~ ‪~ 536‬‬
‫كانت تسمعه وعملها حابر بما فعله ‪..‬تخاؾ ان ٌتركها‬
‫فتعود وحٌده ُمجددا ً ‪..‬عمران لد احاطها بحنان لم‬
‫تُجربه من لبل‬
‫حنان تمنته فً والدها ولم تجده ‪ ..‬ووجدت ٌده تتحرن‬
‫نحو بطنها المسطحه هامسا ً بدفا بعد أن طبع لبالت‬
‫متفرله علً عنمها‬
‫‪ -‬انا مبسوط ان هٌكون لٌا ابن منن ٌاحٌاه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تمتمت وهً التُصدق ما سمعته من سكرتٌرته‬
‫‪ -‬أمجد سافر لبنان !‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫لم تصدق ماسمعته وأخذت تتسؤل بصوت مسموع‬

‫~ ‪~ 537‬‬
‫‪ -‬كده ٌاعمران تتجوز من ؼٌر ماأعرؾ وكمان‬
‫مراتن حامل‬
‫رؼم سعادتها ألنه اخٌرا ً تزوج اال ان للبها حزٌن‬
‫وألترب منها فرح بعد أن سمعت اخر جملتها‬
‫‪ -‬مٌن مراته اللً حامل‬
‫فطالعتها لٌلً بؤعٌن شارده‬
‫‪ -‬عمران اتجوز ومراته حامل ٌافرح‬
‫فشهمت فرح بصدمه ولكن سرٌعا ماأبتسمت‬
‫‪ -‬انا لولت انه هٌفاجؤنا بجوازه ‪ ..‬عمران دٌما مختلؾ‬
‫عن األخرٌن‬
‫ونظرت الً عمتها فعلمت ان مزحتها لٌست لطٌفه ‪..‬‬
‫وجلست جانبها تربت علً ٌدها‬
‫‪ٌ -‬اعمتو انتً من زمان نفسن ٌتجوز وتشوفً والده‬
‫وامنٌتن اهً أتحممت ‪ ..‬زعالنه لٌه بمً‬

‫~ ‪~ 538‬‬
‫فتنهدت لٌلً بؤسً‬
‫‪ -‬كنت عاٌزه افرح بٌه ٌافرح ‪ ..‬بكره لما تبمً امً‬
‫هتعرفً احساسً‬
‫وابتسمت وهً تفهم شعور عمتها‬
‫‪ -‬مش انتً اهم حاجه عندن سعادته‬
‫فطالعتها لٌلً وهً تُحرن رأسها ‪ ..‬لترفع فرح كفها‬
‫تُمبله‬
‫‪ٌ -‬بمً نفرح بمً وبالش كآبه ده انتً هتبمً تٌته‬
‫خالص‬
‫كان للكلمه شعور أخر علٌها ‪ ..‬لتنسً لٌلً فعلة‬
‫عمران وتبتسم وهً تتذكر لرٌبا سٌكون لدٌها حفٌدان‬
‫‪..‬فحٌاه حامل بتوأم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫~ ‪~ 539‬‬
‫تتحرن امامه ببطنها التً اصبحت بارزه ‪ ..‬فمد‬
‫أصبحت فً شهرها الرابع ‪ ...‬وابتسم وعمران وهو‬
‫ٌتؤمل كٌؾ ازدادت جماال ‪ ..‬وجاءت لتجلس جانبه‬
‫وهً تؤكل طبك الموالح خاصتها وتتسؤل‬
‫‪ -‬هننزل مصر خالص ‪.‬‬
‫فؤبتسم وهو ٌضع بٌده علً بطنها‬
‫‪ -‬شهر ٌاحببتً بس لدامً‪ ..‬وتابع وهو ٌنحنً نحو‬
‫بطنها ٌضع اذنه علٌها‬
‫‪ -‬أخبار حباٌب بابا اٌه‬
‫فضحكت وهً تُحرن ٌدها علً خصالت شعره‬
‫‪ -‬زهمانٌن وعاٌزٌن ٌخرجوا ٌتفسحوا‬
‫فؤبتعد عنها وهو ٌضحن‬
‫‪ -‬هما برضوه وال ناس تانٌه هً اللً عاٌزه تتفسح‬
‫وتابع ضاحكا ً ‪ :‬ده انتً من ساعة مابمٌتً حامل وانتً‬
‫عاٌزه تتفسحً وبس ‪ ..‬هو الحمل جاي معاكً خروج‬
‫~ ‪~ 540‬‬
‫فتعالت ضحكتها وهً تتذكر الشهور الماضٌه ‪..‬‬
‫وفجؤه وجدته ٌحملها‬
‫‪ -‬وانا مش هزعلن وال هزعل والدي‬
‫وصعد بها لالعلً كً ٌرتدوا مالبسهم وٌخرجوا‬
‫ٌستمتعوا بجمال دبً لٌالً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫جلست تُفكر فً كلمات ذلن الرجل الذي ٌُدعً " فهد"‬
‫فهو ٌرٌدها زوجه ثانٌه وتذكرت مااخبرها به سٌكون‬
‫لدٌها شركة ادوٌه فٌال بؤرلً األماكن ورصٌد بالبنن‬
‫اتاها الزواج الذي حلمت به ولكنها ال تشعر برؼبه‬
‫وكلما تذكرت انها ستكون زوجه ثانٌه كانت ترفض‬
‫رؼبة عملها بذلن األمر ‪ ..‬وزفرت أنفاسها وهً‬
‫تنتظر صدٌمتها سوزي‬

‫~ ‪~ 541‬‬
‫ولو ّحت لها سوزي بٌدها من بعٌد وألتربت منها وهً‬
‫تخلع نظارتها‬
‫‪ -‬مالن ٌانٌرو سرحانه فً اٌه‬
‫فهتفت نٌره بحنك ‪:‬‬
‫‪ -‬عمران ؼاب كتٌر اووي وبصراحه وحشنً ده بماله‬
‫خمس شهور مسافر وكل كالمنا اما تلٌفون او فٌدٌو‬
‫وكله كالم فً الشؽل‬
‫فضحكت سوزي وهً تنظر فً مرآه حمٌبتها وتعدل‬
‫من مكٌاجها‬
‫‪ -‬طب متسافرٌله‬
‫وؼمزت لها بعٌنٌها‬
‫‪ -‬انا مش عارفه انتً مستؽلتٌش الفرصه دٌه ازاي‬
‫وتابعت بمكر‬
‫‪ -‬راجل عازب ولاعد لواحده بعٌد عن أهله ‪ ..‬اكٌد‬
‫هٌكون محتاج ست حلوه تهون علٌه األٌام‬
‫~ ‪~ 542‬‬
‫كانت نٌره تستمع لكلماتها وألول مره تكتشؾ انها‬
‫ؼبٌه‬
‫فالعمل فً الشركه لد أخذها عن هدفها األساسً‬
‫وأبتسمت بسعاده‬
‫‪ -‬انا محتاجه اسافر فعال أؼٌر جو‬
‫فضحكت سوزي وهً تسترخً بجلستها‬
‫‪ -‬وماله ٌانٌرو سافري وأستمتعً ٌاحببتً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫كتم ؼضبه وهو ٌستمع لكلمات رامً اللطٌفه لتلن‬
‫التً تمؾ امامه تخفض رأسها بخجل‬
‫ونظر الٌها بموه وهو ٌُخبر نفسه بؤن ٌهدأ ‪ ..‬ولكن‬
‫كٌؾ سٌهدأ وصدٌمه لد أنفصل عن حبٌبته واألن ٌري‬
‫لطافته مع مها ‪ٌ ..‬شعر انه سٌسمع اعالن خطبتهما‬
‫عن لرٌب‬
‫~ ‪~ 543‬‬
‫وكلما تخٌلها مع رامً كان جنونه ٌزداد‬
‫لٌهتؾ رامً ‪ :‬بجد مش بجاملن ٌامها ‪ ..‬انتً من أكفؤ‬
‫الناس اللً أتعاملت معهم ‪ ..‬بتهتمً بشؽلن كوٌس‬
‫حتً انن بمً عندن شؽؾ فً مجال شؽلنا‬
‫فؤبتسمت مها وهً تُتمتم بؤرتبان‬
‫‪ -‬شكرا ٌابشمهندس ده بس من لطؾ حضرتن‬
‫واخٌرا لرر ان ٌخرج عن صمته‬
‫‪ -‬مش هنشوؾ شؽلنا‬
‫فرفعت عٌناها نحوه تُطالعه بجمود ثم أنصرفت من‬
‫أمامه‬
‫لٌُطالعه رامً ‪ :‬اٌه ٌابنً أحرجت البنت ‪ ..‬وهللا دٌه‬
‫خساره فٌن ان ٌبمً عندن سكرتٌره زٌها‬
‫ود لو ٌُلكم رامً ولكن تمالن ؼضبه وهو ٌضؽط علً‬
‫لوحة مفاتٌح حاسوبه بموه وكؤنه ٌُخرج حنمه فٌها‬

‫~ ‪~ 544‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫ولفت واجمه مما رأت ‪ ..‬أمجد لد عاد ولكنه عاد‬
‫ومعه تلن التً تعرفها حك المعرفه ‪" ..‬نجوان‬
‫رمزي" ربٌسة تحرٌر مجله نسابٌه ‪ ..‬منذ رحلته‬
‫للبنان من أجل حضور أحد المإتمرات كانت تُطالع‬
‫صفحته الشخصٌه علً مولع التواصل االجتماعً‬
‫كانت تري صور كثٌره له مع تلن السٌده ولد ظنت‬
‫انها مجرد صداله وحٌن ٌعود فكل شا سٌنتهً ‪..‬‬
‫ولكن نجوان لد أتت معه بؤنالتها المعهوده وجمالها‬
‫الرالً ؼٌر انها من عابله ؼنٌة جدا‬
‫واستمعت الً همسات البعض‬
‫‪ -‬شكلنا هنسمع خبر الموسم لرٌب نجوان رمزي‬
‫وامجد العمري‬
‫طٌله االٌام الماضٌه كانت تُحاول ان تمضً بحٌاتها‬
‫الجدٌده ‪ ..‬ولكن الٌوم أدركت انها مازالت ُمعلمه بحبه‬
‫~ ‪~ 545‬‬
‫وأدمعت عٌناها وهً ال تتخٌل أمجد ألمرأه أخري‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كانت تمؾ امامه تتحاٌل علٌه أن تحلك له ذلنه كما‬
‫كانت تفعل البطله فً المسلسل الذي كانت تُشاهده ‪..‬‬
‫وتجذبه من بٌن اوراله صاعده به لألعلً ‪ ..‬واالن‬
‫تخبره بما تُرٌد فعله‬
‫فحرن عمران رأسه برفض‬
‫‪ -‬الء ٌعنً الء ‪ ...‬متحولٌش انا مش مستؽنً عن‬
‫نفسه‬
‫وتماٌلت بدالل امامه‬
‫‪ -‬عشان خاطري ٌاعمران‬
‫فكتم ضحكاته بصعوبه وهو ٌري حركتها ببطنها‬
‫ال ُمنتفخه‬
‫‪ -‬الء‬
‫~ ‪~ 546‬‬
‫وأنمذه منها جرس المنزل ‪..‬فٌبدو ان الحارس جلب له‬
‫األؼراض التً كان ٌُرٌدها‬
‫وترن لها الؽرفه وهبط الدرج وهو ٌضرب كفوفه‬
‫ببعضهم ثم حرن ٌده نحو ذلنه ‪..‬‬
‫‪ -‬أدي اللً بناخده من المسلسالت ‪..‬‬
‫وتحرن نحو الباب كً ٌري من جاء الٌهم فً ذلن‬
‫الولت‬
‫لٌتفاجا بمدوم اخر شخص ٌتولعه‬
‫‪ -‬نٌره‬
‫فؤبتسمت نٌره وهً تعدل من ولفتها ‪..‬‬
‫‪ -‬مفاجؤه مش كده‬
‫فتحرن عمران للخلؾ وهو ٌُحرن بٌده علً وجهه ‪..‬‬
‫ثم أشار لها بؤن تردؾ للداخل‬
‫فدخلت وهً تنظر للشمه التً تحتل احد المناطك‬
‫الرالٌه‬
‫~ ‪~ 547‬‬
‫‪ -‬واو ٌاعمران الشمه تجنن بجد‬
‫وتماٌلت فً خطواتها وهً تتُطالع كل شا بؤنبهار‬
‫وفالت من انبهارها علً صوت إحداهن تهبط الدرج‬
‫وتهتؾ‬
‫‪ -‬عمران متحاولش تهرب‬
‫وحدلت بتلن الوالفه ثم نظرت نحو عمران الذي كان‬
‫ٌمؾ بٌنهم وتنحنح بحرج‬
‫‪ -‬دٌه نٌره اكٌد شوفتٌها لبل كده فً الفٌال‬
‫وجالت عٌن نٌره بجسد حٌاه ‪ ..‬بطن منتفخه ومالبس‬
‫لصٌره بعض الشا ونظرت لهٌبتهم معا ً وهً ال‬
‫تُصدق ان عمران لدٌه عشٌمه وحامل منه ‪...‬‬
‫واخذت تتذكر مالمح حٌاه الً أن‬
‫‪ -‬مش دٌه البنت اللً كانت لاعده فً الفٌال‬
‫فجذب عمران حٌاه نحوه وضمها الٌه بحب‬

‫~ ‪~ 548‬‬
‫‪ -‬حٌاه مراتً ٌانٌره‬
‫لم تشعر بمدمٌها وال بجسدها كل ماكانت تشعر به انها‬
‫خسرت ألول مره بحٌاتها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬

‫~ ‪~ 549‬‬
‫الفصل العشرون‬
‫***********‬

‫لم ٌعد للبها ٌتحمل رإٌتهما سوٌا ‪ ...‬كان الكل ٌراهم‬


‫ُمناسبٌن لبعض حتً انهم اصبحوا ٌنتظروا اعالن‬
‫خطبتهم عن لرٌب تسمع فً صمت وتنظر الٌه وهً‬
‫تترجاه بؤن ال ٌتركها ‪..‬تعلم انها أخطؤت ولكنها فالت‬
‫ودفعت ثمن مافعلته‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬مازال لمابهم ٌدور بعملها دون هواده ‪ ..‬والً‬
‫األن لم تنسً نظرت الحب التً كانت تحتل عٌناه‬
‫لتلن ‪ ..‬وزفرت أنفاسها بموه ‪ ..‬لتجد سوزي تسؤلها‬
‫‪ -‬هتوفمً علً عرض فهد ‪..‬‬
‫فتنهدت نٌره وهً تتذكر عمران‬

‫~ ‪~ 550‬‬
‫‪ -‬عمران أتجوز ‪..‬ده بمً عاشك ٌاسوزي ‪..‬اه لو‬
‫شوفتً نظرته لٌها ‪..‬فضلت سنٌن حولٌه عمره ماحس‬
‫بٌا ‪ ...‬وتٌجً دٌه فً لحظه تاخده منً‬
‫فطالعتها سوزي وهً تضحن علً حظها وحظ‬
‫صدٌمتها‬
‫‪ -‬ماكل واحد بٌاخد اللً بٌتمناه ٌانٌرو ‪ ..‬احنا عاٌزٌن‬
‫بنن فلوس وبس ‪..‬‬
‫فضحكت نٌره ساخره ‪:‬‬
‫‪ -‬جواز من ؼٌر حب ‪ ..‬انتً متجوزه راجل عمره‬
‫ضعؾ عمرن ‪ ...‬وانا هكون زوجه تانٌه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫نظر بصدمه الً تلن الوالفه أمامه ‪ ..‬وأخذت عٌناه‬
‫تجول علً وجهها الملا بالكدمات واألن علم سبب‬
‫ؼٌابها عن العمل ‪ ..‬كانت تبحث عٌناه عنها األٌام‬
‫الماضٌه بملك ال ٌعلمه ‪ ..‬رؼم ؼضبه منها ولم ٌنسً‬
‫~ ‪~ 551‬‬
‫أفعالها وانها كانت تدور حوله لتجعله كالبالٌه ٌشتعل‬
‫الؽضب داخله ولكن األن للبه ٌآن باأللم لرإٌتها هكذا‬
‫‪ ..‬وحدلت به بؤنكسار‬
‫‪ -‬انت هتتجوز نجوان‬
‫فؤشار الٌها بؤن تردؾ للداخل وطالعها وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬مٌن اللً عمل فٌكً كده واٌه اللً حصلن‬
‫فؤبتسمت ساخره وهً تتذكر والدها وضربه لها عندما‬
‫صرخت بوجهه وأخبرته بؤنه هو سبب كل ما تعٌشه‬
‫‪ -‬مش مهم تعرؾ‬
‫والتربت منه بؤلم ‪:‬لولً الحمٌمه انت هتتجوز نجوان‬
‫وسمطت دموعها وهً تتذكر الحلم الذي نهضت‬
‫مفزوعه منه‬
‫‪ -‬مهم اوي انن تعرفً‬
‫وصمت للحظات لتنظر الٌه ‪..‬تخشً االجابه ولبل ان‬
‫ٌنطك بشا ‪..‬ألتربت منه تضع بٌدها علً فمه‬
‫~ ‪~ 552‬‬
‫‪ -‬الء خالص متمولش مش همدر مش همدر‬
‫وجثت علً ركبتٌها تبكً بحرله تُخبره عن حٌاتها‬
‫التً تؽٌرت منذ أن توفت والدتها ‪ ....‬ومع كل كلمه‬
‫كانت تمولها كان ٌنصدم مما ٌسمعه وتمتمت بمهر‬
‫‪ -‬محدش المسنً انا كنت بلعب علٌهم ‪...‬كنت بنتمم‬
‫منهم فٌه‬
‫انا محبتش حد ؼٌرن انت ‪ ..‬انا أتؽٌرت عشانن انت‬
‫كان ٌمؾ ٌُطالعها وللبه ٌدق بعنؾ ‪ٌُ ..‬رٌدها وكلما‬
‫هرب لمكان‪ ..‬ال ٌري احد ؼٌرها حتً تمرب نجوان‬
‫منه لم ٌعنً شا بالنسبه له رؼم انه ٌعلم سبب هذا‬
‫التمرب‬
‫وأبتلع رٌمه وجثً جانبها‬
‫‪ -‬مافٌش حاجه بٌنً وبٌن نجوان ٌانهً‬
‫وتابع وهو ٌمسح دموعها ونظر لوجهها وضؽط علً‬
‫احدي الكدمات لتتآوه بآلم‬
‫~ ‪~ 553‬‬
‫‪ -‬لولٌلً مٌن اللً عمل فٌكً كده‬
‫وكانت صدمته لوٌه وهً تخبره باالجابه ‪ ..‬ووجدها‬
‫تدفن وجهها بصدره‬
‫‪ -‬خبٌنً ٌاأمجد‬
‫ولم ٌشعر بعدها اال وهً فالدة الوعً بٌن ذراعٌه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أحتضنها بعشك بعد أن أنهت ُمكالمتها مع والدته ‪..‬‬
‫فلٌلً أصبحت تهتم بالسإال عنها رؼم ضٌمها فً‬
‫البداٌه من طرٌمة زواجهم ‪ ..‬ولبل جبٌنها ثم وجنتٌها‬
‫وانتمل الً أنفها‬
‫وكاد ان ٌطبع بمبلته علً شفتٌها فدفعته عنها‬
‫‪ -‬عمران أبعد هتخنك خالص‬
‫فضحن وهو ٌبتعد عنها ‪ :‬فً واحده تمول لجوزها‬
‫هتخنك‬
‫~ ‪~ 554‬‬
‫وحرن رأسه بمشاكسه ‪ :‬وانا اللً كنت ناوي أعزمن‬
‫علً العشا بره‬
‫فؤتسعت عٌناها بحماس والتربت منه تُمبل وجنته‬
‫‪ -‬الء خالص ‪...‬انت هتاخد علً كالم حد زي‬
‫فطالعها بمكر ثم اشاح وجهه بعٌدا ً عنه‬
‫‪ -‬متحاولٌش ٌاحٌاه ‪..‬خالص‬
‫فمبلت وجنته االخري وهً تبتسم‬
‫‪ -‬طب كده‬
‫وظلت تُحاٌله الً ان اشار نحو شفتٌه ‪ ..‬ولكنها‬
‫نهضت من جانبه جاذبه ٌده‬
‫‪ -‬عٌب ٌاحبٌبً والدنا شاٌفٌنا‬
‫ولم ٌتمالن نفسه ‪ ..‬وتعالت صوت ضحكاته وهو‬
‫ٌضمها له‬
‫‪ -‬وماله ٌاحببتً‬

‫~ ‪~ 555‬‬
‫وحملها فجؤه لتشعك بفزع ثم تعالت صوت ضحكاتهما‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫أستمظت لتجد نفسها نابمه فً فراش ؼٌر فراشها ‪..‬‬
‫ونظرت حولها تستٌعد كل ماحدث لٌلة امس ‪ ..‬ودخل‬
‫امجد ٌطمبن علٌها وعلً وجهه تلن األبتسامه التً‬
‫كان ٌخصها بها دوما‬
‫لٌلة أمس لضاها ٌنظر الً وجهها بؤلم ‪...‬وكؤن مابها‬
‫فٌه‬
‫لٌلتها عرؾ أن "نهً" لم تخرج من للبه وان الملب ال‬
‫ٌُفرق بٌن العٌوب والمزاٌا‬
‫سٌمسن ٌدها وٌكملوا طرٌمهم معا ً ‪ ..‬سٌُؽٌرها من‬
‫اجل نفسها ال ألجله‬
‫وتسؤل بنبره حانٌه‬
‫‪ -‬عامله اٌه دلولتً بمٌتً احسن‬
‫~ ‪~ 556‬‬
‫فحركت رأسها وهً تعتذر عن مافعلته لٌله امس ‪..‬‬
‫ونهضت من فوق الفراش تمسد مالبسها ُمتمتمه‬
‫‪ -‬اوعدن مش هتشوفنً تانً ‪ ...‬هتفضل ذكري جمٌله‬
‫فً حٌاتً هحتفظ بٌها لنفسً‬
‫وولؾ ٌسمع ماتموله ‪ ..‬وخطت بخطوات ضابعه نحو‬
‫الخارج كً ترحل وداخلها ٌتمنً ان ال ٌتركها‬
‫وشعرت باألسً وهً تُكمل خطواتها ببطا ‪ ..‬لتسمع‬
‫اخر كلمه كانت تظن انها ستسمعها منه بعدما سمطت‬
‫من نظره‬
‫‪ -‬تتجوزٌنً ٌانهً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫ولؾ ٌُطالعهما بنظرات جامده وهو ٌكاد ٌنفجر من‬
‫ؼضبه ‪ ..‬واخرجت من حمٌبتها أحد العُلب‬
‫‪ -‬ماما لما لما عرفت ان الجالش بتاعها عجبن ‪..‬‬
‫عملته لٌن مخصوص‬
‫~ ‪~ 557‬‬
‫وضحكت وهً تُتابع ‪ :‬وده جالش ماما طبعا‬
‫مٌترفضش‬
‫فؤبتسم رامً وهو ٌفتح العُلبه وٌنظر داخلها‬
‫‪ -‬الء انا كده هستؤذنن واروح مكتبً‬
‫ووجد مروان ٌمترب منهم فهتؾ بؤسمه ‪..‬فؤرتبكت مها‬
‫وتحركت للخلؾ ‪..‬ونظرت نحو الذي ٌتمدم نحوهم‬
‫ُمصافحا ً رامً الذي ٌخبره عن صنع والدة مها‬
‫وشعرت بنظراته الموٌه ‪ ..‬فتمتمت بحرج‬
‫‪ -‬هرجع اكمل شؽلً ‪..‬عن أذنكم‬
‫لٌنصرؾ بعدها رامً ‪ ..‬ومروان ٌمؾ ٌضؽط علً‬
‫لبضه ٌده بموه ثم أتبعها بحنك وولؾ امام مكتبها‬
‫‪ -‬عاٌزن فً مكتبً‬
‫فؤتبعته بملك ‪ ..‬لتفزع وهً تجده ٌتخطاها وٌؽلك باب‬
‫مكتبه بموه‬

‫~ ‪~ 558‬‬
‫‪ -‬لولٌلً بمً انتً بمٌتً عاٌزه من اٌه‬
‫فنظرت حولها بخوؾ ‪ ..‬وتراجعت للخلؾ وكلما‬
‫ابتعدت الترب منها‬
‫‪ -‬بشمهندس انت بتعمل اٌه ‪..‬‬
‫فجذبها مروان نحوه وهو ٌُشٌر الٌها بؤحتمار‬
‫‪ -‬معرفتٌش تعلبً علٌا ‪..‬فمولتً تلعبٌها علً رامً‬
‫فدفعته بموه ولهر وصدمه لم تتخٌلها‬
‫‪ -‬انت ابشع انسان لبلته فً حٌاتً ‪ ..‬انت اٌه فاكر ان‬
‫انت محور الكون‬
‫وتابعت بآلم ‪ :‬انا بكره للبً عشان حبن فً ٌوم‬
‫لم ٌُصدق ما تفوه به لسانه ‪ ..‬ومسح علً وجهه‬
‫وكلماتها تخترق جدار للبه‬
‫واندفعت نحو مكتبه تؤخذ احد االوراق من علٌه ‪..‬‬
‫تكتب استمالتها وهً تكره للبها الذي أحبه ومازال‬
‫ٌحبه‬
‫~ ‪~ 559‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫تنظر بسعاده حولها وهً تري اكتمال المشروع كان‬
‫الٌوم هو حفل ألطفال الملجؤ ‪ ...‬الملجؤ الذي تبدل‬
‫هٌبته وأصبح بشكل ادمً كانت تنظر فً عٌن كل‬
‫طفل بحنان ‪..‬‬
‫فهم اصبحوا عالمها الصؽٌر وألتمت عٌناها بذلن‬
‫الذي ٌمؾ مع عمتها ٌتحدث معها‪...‬‬
‫فؤدهم كان له دور كبٌر فً اكتمال هذا المشروع‬
‫وابتسم لها وكؤنه ٌخبرها أنه معها دوما وعندما بدء‬
‫للبها ٌشعر بمشاعر ؼرٌبه لم تعد ترؼبها ‪..‬‬
‫اشاحت وجهها بعٌدا عنه وانتملت بنظراتها نحو‬
‫األطفال وهم ٌؤكلون الحلوي‬
‫كانت لٌلً تتابع نظرات أدهم‬
‫‪ -‬صرحتها بحبن‬

‫~ ‪~ 560‬‬
‫فحدق بها وابتسم‬
‫‪ -‬هو انا بمٌت مفضوح اووي كده فضحكت لٌلً‬
‫وهً تربت علً ذراعٌه‬
‫‪ -‬نظراتن فضحان‬
‫‪ -‬انا فعال بحبها ‪..‬فرح بمٌت بالنسبالً زي الهوا اللً‬
‫بتنفسه‪ ...‬حاولت كتٌر اسٌطر علً للبً‬
‫واطرق رأسه ارضا ‪ :‬بس لالسؾ ممدرتش‬
‫فؤبتسمت لٌلً وهً تزفر أنفاسها بحنٌن الً زوجها‬
‫الراحل‬
‫‪ -‬هو فً حد بٌمدر ٌمنع للبه انه ٌحب ٌابنً‬
‫فتمتم بؤرتبان ‪ :‬خاٌؾ اظلمها معاٌا بسبب تجربتً‬
‫من جوازي األول‬
‫ونظر نحو فرح التً تمؾ بٌن األطفال وصؽٌره‬
‫معها‬

‫~ ‪~ 561‬‬
‫لتفهم لٌلً نظرته ‪ :‬الحب مٌعرفش لوانٌن ٌابنً‬
‫وألمت بنظراتها الدافبه علً ابنة اخٌها‬
‫‪ -‬وفرح لما بتحب بتدي لبل مابتفكر تاخد‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تنظؾ األرضٌه بحنك‪ ..‬وكلما شعرت بؤلم ظهرها‬
‫‪ -‬منن هلل ٌالمٌاء ‪ ..‬انا مالً ومال اللٌله دٌه كلها‬
‫وتمتمت وهً تسكب الماء علً األرضٌه‬
‫‪ -‬ماٌجً خطٌبن واهله عادي والبٌت مش متننضؾ‬
‫وأمسكت الفوطه التً علً كتفها لتتجه نحو النافذه‬
‫‪ -‬انا لٌه سبت الشؽل ‪ ..‬اهً الهانم فً شؽلها دلولتً‬
‫وخرجت والدتها من المطبخ تنظر الٌها بحنك‬
‫‪ -‬لو فضلتً تندبً حظن ده طوول الٌوم مش‬
‫هنخلص ‪..‬خلصً اللً فً أٌدن وتعالٌلً المطبخ‬

‫~ ‪~ 562‬‬
‫فتمتمت بمهر ‪ :‬حاضر ٌاماما‬
‫ورن الجرس الباب ‪ ..‬لتنظر الً هٌبتها البشعه وتسمع‬
‫صوت والدتها‬
‫‪ -‬اكٌد مرات البواب جابت الخضار ‪ ..‬روحً أفتحً‬
‫ٌامها‬
‫وأتجهت نحو الباب ‪..‬وولفت متسعت العٌنٌن تنظر‬
‫للوالؾ امامها‬
‫‪ -‬انت !‬
‫ولبل ان ٌهتؾ مروان بكلمه أؼلمت الباب بوجهه‬
‫لتسمع صوت ضحكاته ‪..‬وأطرلت رأسها تنظر الً‬
‫هٌبتها من لدمها لرأسها‬
‫‪ٌ -‬انهار منٌل‬
‫فمد كانت ترتدي جلباب لصٌر أسفله بنطالون بٌجامه‬
‫لد جار علٌه الزمن ‪ ..‬وتعمد فوق رأسها لطعة لماش‬
‫ورن الجرس مره أخري ‪ ..‬لتسمع صوت والدتها‬
‫~ ‪~ 563‬‬
‫‪ٌ -‬ابنتً هو انتً لسا مفتحتٌش الباب‬
‫وخرجت من المطبخ تُطالعها بضٌك‬
‫‪ -‬انتً تدوري علً شؽل من بكره ‪ ..‬وجودن فً‬
‫البٌت هٌشلنً‬
‫واتجهت والدتها نحو الباب ولبل ان تفتح ‪ ..‬جذبت‬
‫ذراعها‬
‫‪ٌ -‬اماما ده واحد ؼلط فً العنوان‬
‫فدفعتها والدتها بٌدها ‪ٌ :‬بمً اكٌد دٌه صباح جابت‬
‫الطلبات‬
‫ولبل أن تفتح والدتها الباب ركضت نحو ؼرفتها تزفر‬
‫أنفاسها بصعوبه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫دخلت الٌها والدتها بوجه حانك‬
‫‪ -‬كده تسٌبً مدٌرن علً باب ‪..‬‬
‫~ ‪~ 564‬‬
‫وذهبت نحو دالب مالبسها تختار لها شا منمك‬
‫ترتدٌه‬
‫وكانت هً تمؾ تُطالع والدتها ولبل ان تسؤلها عن‬
‫سبب لدومه ‪ ..‬أعطتها فستان ال ترتدٌه اال فً‬
‫المناسبات‬
‫‪ -‬ألبسً ده وحصلٌنً‬
‫فهتفت مها ‪ٌ :‬اماما أستنً بس‬
‫ولكنها وجدت باب حجرتها ٌُؽلك بوجهها‬
‫لتنظر للفستان ثم تذكرت مافعله بها اخر مره ‪ ..‬فمذفته‬
‫حانمه‬
‫‪ -‬مش هلبس الفستان‬
‫وألتمطت اول طمم‪ ..‬وأزالت عصبت رأسها‬
‫وفتحت الباب ‪ :‬مش هرجع الشؽل تانً مهما عملت ‪..‬‬
‫انا مش هشتؽل سكرتٌره تانً‬

‫~ ‪~ 565‬‬
‫وعندما ألتربت منهم وجدت والدتها تضحن معه‬
‫ومروان جالس بكل أرٌحٌه وسمعت صوت والدتها‬
‫‪ -‬وهللا انا أرتحت لٌن ٌابنً‬
‫لٌشكرها مروان ‪ ..‬ثم ولعت عٌناه علٌها ‪..‬‬
‫لتلتؾ والدتها أتجاهها‪ ..‬وعندما رأتها بتلن الهٌبه‬
‫ضؽطت علً أسنانها بموه‬
‫ونهضت نحوها بؽل ‪ :‬ملبستٌش الفستان لٌه ‪ ..‬ده‬
‫منظر ده‬
‫فؤمتمع وجه مها ولبل أن تتحدث‬
‫‪ -‬ألعدي مع البشمهندس لحد ما أعمل العصٌر‬
‫وأنصرفت والدتها ‪ ..‬لتزفر أنفاسها بموه‬
‫‪ٌ -‬اماما تعالً انا واعمل العصٌر‬
‫فضحن مروان وهو ٌُطالعها‬
‫‪ -‬هتفضلً والفه كده‬

‫~ ‪~ 566‬‬
‫فؤلتربت منه بحنك ‪ ..‬وجلست علً ألرب ممعد أمامها‬
‫‪ -‬أفندم ٌابشمهندس‬
‫ولبل أن تنتظر رده تابعت‬
‫‪ -‬لو جاي عشان أرجع الشؽل مش هرجع ‪..‬‬
‫وألجمته عباراته ‪ :‬طب ممكن تدٌنً فرصه أتكلم مها‬
‫فجلست وهً مازالت تتذكر ذلن المشهد الذي لم تنساه‬
‫كانت عٌناها تُحدق بعٌدا ً عنه ‪..‬‬
‫فتنهد مروان بؤسؾ ‪ :‬انا اسؾ ٌامها علً الكالم اللً‬
‫لولته‬
‫وألتمت عٌناهم ‪ ..‬لتنظر له بؤلم ‪ :‬اعتذارن ممبول‬
‫ٌابشمهندس‬
‫ونهضت من فوق ممعدها ‪ :‬ارتاح ورٌح ضمٌرن‬
‫وتابعت وهً تُؽادر من الؽرفه ‪ :‬عن اذنن‬
‫ثم اتسعت عٌناها وهً تسمع مالم تتولعه‬
‫~ ‪~ 567‬‬
‫‪ُ -‬ممابلتنا منتهتش ٌامها ‪ ..‬انا جاي أطلب اٌدن‬
‫ولبل ان ترد علٌه بالرفض ‪ ..‬ألجمتها كلمته االخٌره‬
‫‪ -‬عشان بحبن ٌامها ‪ ..‬مش شاٌؾ حٌاتً ؼٌر بٌكً‬
‫ألتفت نحوه تنظر لعٌنٌه ‪ :‬بس انا شوفتن مع واحده‬
‫ووجدته ٌخفض رأسه ارضا هاتفا ً بخجل‬
‫‪ -‬كان طرٌك وربنا هدانً ٌامها ‪ ..‬انا بعدت عن كل‬
‫حاجه حرام ورجعت لنفسً‬
‫وتابع وهو ٌزفر انفاسه ‪ :‬فً حاجات كتٌر متعرفٌهاش‬
‫عنً‬
‫وفجؤه وجدته ٌبتسم وهو ٌتذكر هٌبتها منذ للٌال‬
‫‪ -‬شكلن كان حلو وانتً بربطت ست الحجه والجلبٌه‬
‫المشجره‬
‫فلم تتمالن أبتسامتها ‪ ..‬لٌبتسم هو بحب‬
‫‪ -‬وهللا بحبن وكنت ؼبً‬

‫~ ‪~ 568‬‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كانت تخشً من هذا اللماء ولكن لٌلً بؤمومتها وحبها‬
‫ألوالدها ازالت كل ذلن الخوؾ لتتؤكد ان الصوره‬
‫التً كونتها عنها فً اللماء الوحٌد بٌنهم والمحادثات‬
‫الهاتفٌه‬
‫التً كانت تطمبن بها علٌها بعد ان علمت بزواجهم‬
‫وحملها لم تخطا‬
‫وتذكرت نظره منٌره لها التً ولفت للحظات ال‬
‫تصدق ان هذه هً زوجة عمران ‪...‬‬
‫وتجاوزت دهشتها بؤبتسامتها الدافبه وكانت تود ان‬
‫تضمها بٌن ذراعٌها ولكن الوضع الجدٌد أصبح‬
‫مختلؾ ولكنها ركضت اتجاهها تحتضنها وتمبلها‬
‫وتخبرها عن شولها الحادٌثهم‬

‫~ ‪~ 569‬‬
‫واالن تجلس بجانب عمران الذي ٌحاوطها بذراعٌه‬
‫بحب وٌضحن مع والدته التً أخٌرا وجدت ابنها‬
‫عاشك‬
‫ودخل أمجد فاتحا ذراعٌه ‪ ..‬فنهض عمران ٌحتضنه‬
‫بحب‬
‫‪ -‬مبرون ٌاامجد وتابع مإكدا‬
‫‪ -‬مدام اختٌارن فؤنا واثك أنن اختارت صح‬
‫فربت أمجد علً كتفه بتمدٌر ثم نظر نحو الحٌاه‬
‫الجالسه بخجل‬
‫‪ -‬هتخلٌنً عمو خالص‬
‫فضحن عمران وهو ٌنظر نحو حٌاه‬
‫‪ -‬اذا كان عجبن‬
‫فؤبتسم أمجد ومال نحو عمران وبصوت هامس لم‬
‫ٌسمعه سواه‬
‫‪ -‬الطالعه عندن بؤتنٌن ٌابوص‬
‫~ ‪~ 570‬‬
‫فوكظه عمران بخفه علً ذراعٌه‬
‫‪ -‬مش هخلص من لسانن ده انا عارؾ‬
‫فضحن والترب من والدته ٌمبل رأسه ثم نظر الً‬
‫حٌاه بود‬
‫‪ -‬شوفت الكالم اخدنا ومرحبتش بمرات اخوٌا‬
‫واندمجت حٌاه فً الحدٌث معهم والول مره تشعر‬
‫بمعنً كلمة عابله وكؤن امنٌتها لد تحممت‬
‫وكاد ان ٌتسؤل أمجد عن فرح ونهً‪...‬‬
‫ؾ فرح أصبحت ترافك نهً فً كل شًء كً‬
‫ٌنجزوا ماتبمً ‪ ،‬فالعرس لد الترب‬
‫ودخلت فرح ونهً ٌضحكون ‪ ..‬وفرح تهتؾ بحنك‬
‫‪ -‬دٌه ؼلطتً انً رجعت من المزرعه ‪ ...‬ال ده انا‬
‫هاخد عمتو ونهرب منكم ‪ ...‬فضحكت نهً وهً‬
‫تمبلها علً وجنتها ‪ -‬احنا اسفٌن ٌاستً ‪ ..‬وخالص‬
‫عجبنً الفستان ومش هؽٌره‬
‫~ ‪~ 571‬‬
‫واردفوا نحو الجالسٌن بصٌاح ونهض أمجد نحو نهً‬
‫‪ -‬لولٌلً البت دٌه زعلتن فً اٌه كانت عٌنا فرح‬
‫علً تلن التً تجلس تخفض رأسها أرضا‬
‫ورفعت حٌاه عٌناها عندما هتؾ عمران‬
‫‪ -‬اخٌرا فرح هانم شرفت وابتسم وهو ٌنهض اتجاهها‬
‫‪ -‬وحشتٌنً ٌا ام لسان طوٌل ولم ٌالحظ نهوض حٌاه‬
‫التً تحركت خلفه وانتبهوا علً صوت حٌاه‬
‫‪ -‬فرح‬
‫وتاللت عٌناهم‪ ...‬لتفتح لها فرح ذراعٌها ؼٌر مصدله‬
‫‪..‬‬
‫ان حٌاه هً زوجة عمران وبكت حٌاه وهً تضمها‬
‫بموه‬
‫‪ -‬تعرفً علً لد زعلً منن بس انتً وحشتٌنً اووي‬
‫كان الجمٌع ٌتابعون المولؾ بذهول‬

‫~ ‪~ 572‬‬
‫وبدأت لٌلً تربط األمور ببعضها‪...‬‬
‫وهتفت ؼٌر مصدله‬
‫‪ -‬هً دٌه حٌاه ٌافرح اللً كنتً بتحكً عنها‬
‫وأبتعدوا عن بعضهم ‪ ...‬ونظرت فرح لعمتها تحرن‬
‫رأسها بصمت‬
‫فهمست نهً المجد الوالؾ جانبها‬
‫‪ -‬انا حاسه انً شوفت حٌاه لبل كده فٌن ٌانهً فٌن‬
‫فضرب أمجد جبهتها ‪ ..‬لتدفعه عنها وضحن وهو‬
‫ٌتؤملها‬
‫‪ -‬عشان تعرفً تفكري كوٌس ٌاحببتً ثم نظر الً‬
‫مالبسها‬
‫‪ -‬الطمم ده مٌتلبسش تانً‬
‫وكادت ان تتكلم لكنه اولفها بنظرة حازمة منه‬
‫اما عمران كانوا ٌنظر الً زوجته وابنة خاله بحنان‬

‫~ ‪~ 573‬‬
‫وأخٌرا جذبت فرح ٌد حٌاه لابله ‪ :‬احنا نسٌب الناس‬
‫دٌه ونطلع الجنٌنه‬
‫ونظرت إلى عمران تضم حاجبٌها ببعضهم‬
‫‪ -‬انسً مراتن الفتره دٌه وعلى فكره دٌه صاحبتً‬
‫لبل ماتعرفن‬
‫وانصرفت معها حٌاه وهً تضحن علً هٌبة عمران‬
‫الذي ولؾ ٌنظر إلى والدته واخٌه‬
‫‪ -‬الء كده انا اطمنت ان فرح المدٌمه رجعت‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان ٌستمع إلً عمران وهو ٌحادث حٌاه ؼٌر مصدلا‬
‫ان هذا الشخص هو صدٌمه‬
‫لٌضحن بعدما انهً عمران مكالمته التً لم تخلوا من‬
‫النصابح واالحتراس على نفسها‬

‫~ ‪~ 574‬‬
‫وزفر أنفاسه وطالع صدٌمه الذي ٌكتم صوت‬
‫ضحكاته‬
‫‪ -‬مالن فً اٌه‬
‫فصدح صوت ضحكات مروان ولم ٌعد لادر علً‬
‫كتمها‬
‫‪ -‬انت بمٌت زي األمهات وتابع ؼامزا ‪:‬‬
‫محتاج حد ٌمرصنً وٌمولً ان اللً لدامً ده عمران‬
‫فطالعه عمران بحنك ‪ ...‬وأخذ فنجان لهوته ٌرتشؾ‬
‫منها‬
‫‪ -‬الء انت محتاج بوكس حلو ٌفولن‬
‫فضحن مروان وهو ٌخفً وجهه بٌدٌه‬
‫‪ -‬الء وعلى اٌه اسكت احسن‬
‫فؤبتسم عمران وهو ٌتذوق لهوته‬
‫‪ -‬اخبارن اٌه انت ومها‬

‫~ ‪~ 575‬‬
‫فؤشرلت ابتسامته ‪:‬‬
‫‪ -‬كنت ؼبً لما حرمت نفسً من حبها‬
‫فؤبتسم عمران وهو سعٌد بما ٌسمعه من صدٌمه ‪...‬‬
‫فؤخٌرا مروان تخلص من فشل زٌجته األولى‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫تجلس لٌلً بٌنهم تنصح كل منهم بؤمومه ‪...‬‬
‫ونهً وحٌاه ٌبتسموا لحدٌثها وفرح تنظر لعمتها بحب‬
‫ونهضت لٌلً نحو ؼرفتها كً تسترٌح للٌال‪...‬‬
‫لٌجلسوا الثالثه ٌثرثرون ‪...‬فنهً أصبحت شبه ممٌمه‬
‫معهم هنا فؤمجد من ٌتكفل بكل شًء خاص بها‬
‫فوالدها لالها له صراحة اذا اردتها تؤخذها دون ان‬
‫تنتظر اي شًء‪...‬‬
‫كان هذا األمر صعب علٌها بشده ولكن أمجد‬
‫لم ٌشعرها بؤي شًء بل أخبره أنه ٌرٌدها فمط‬
‫~ ‪~ 576‬‬
‫ٌومها علمت أنها أحبت رجال وان لٌس كل الرجال‬
‫أمثال والدها‬
‫وانتملت احادٌث فرح وحٌاه عن كل شًء حدث لهم‬
‫وانتبهوا فجؤه لبكاء نهً ‪...‬‬
‫فنظروا إلٌها متسابلٌن‬
‫‪ -‬مالن ٌانهً‬
‫فمسحت دموعها وهً تبتسم لهم‬
‫‪ -‬اصل اتؤثرت شوٌه‬
‫وتذكرت ان كحل عٌنٌها ونهضت بفزع‬
‫‪ -‬االٌالٌنر وماكان من فرح إال ان انفجرت ضاحكه‬
‫واتبعتها حٌاه‬
‫‪ -‬مجنونه اهً دٌه اللً هطلعه علً أمجد ولبل ان‬
‫ٌعودوا لحدٌثهم مجددا ً ‪.‬‬

‫~ ‪~ 577‬‬
‫كان هاتؾ فرح ٌُعلن عن وصول رساله لتجدها من‬
‫ادهم ٌُخبرها فٌها‬
‫‪ -‬انه سٌؤتً لرإٌة عمران الٌوم‪ ...‬وانه افتمدها بشده‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كانت تجلس وسط خاالتها وهم إلى االن ٌتحدثون عن‬
‫مروان والشبكه التً لدمها لها‬
‫وسٌارته ووضعه االجتماعً لتهتؾ خالتها التً كانت‬
‫ذات ٌوم تخبرها بؤنها لن تتزوج النها ال تفعل ماٌفعله‬
‫فتٌات الٌوم‬
‫‪ -‬صبرتً ونولتً ٌامها‬
‫فضحكت وهً تنظر الٌها هاتفه داخلها‬
‫"سبحان مؽٌر األحوال"‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫~ ‪~ 578‬‬
‫جلست تثرثر مع منٌره التً تضع أمامها الطعام‬
‫والفواكه ‪ :‬كلً ٌاحببتً واتؽذي كوٌس‬
‫فؤسترخت حٌاه بجلستها وربتت على بطنها وهً‬
‫تحادث طفلٌها‬
‫‪ -‬ماما منٌره بذات نفسها مدلعاكم‬
‫وأبتسمت منٌره بحب وتسؤلت‬
‫‪ٌ -‬عنً نعمه اتجوزت ‪ ..‬وامل سافرت بلد جوزها‬
‫فحركت منٌره رأسها بنعم‪...‬‬
‫فطالعت حٌاه الخادمه الجدٌده‬
‫‪ -‬وحشنً هزارنا وضحكنا‬
‫فربتت منٌره علً ٌدها بحب‬
‫‪ -‬هً الدنٌا كده ٌابنتً ثم نظرت إلً الطعام ‪:‬‬
‫كلً عشان حباٌب داده منٌره‬

‫~ ‪~ 579‬‬
‫فنظرت حٌاه بحب لتلن المرأة التً عاملتها وكؤنها‬
‫ابنتها ذات ٌوم‬
‫‪ -‬لصدن تٌته منٌره‬
‫فهتفت منٌره بؤعتراض‪:‬‬
‫كده ست لٌلً تزعل‬
‫فؤخذت تحرن حٌاه رأسها بنفً‬
‫ت ُخبرها أنها اٌضا جدتهم كانت سعاده منٌره ال‬
‫توصؾ‬
‫وهً تري جمٌل ماصنعت معها‬
‫وجذبت حٌاه طبك الطعام امامها وأخذت تؤكله‬
‫بشراسه ومنٌره تبتسم لها بل وتسؤلها‬
‫ماذا تشتهً ان تؤكل ؟‬
‫رؼم ان شهور وحمها لد انمضت لٌسمعوا صوت‬
‫عمران وهو ٌهتؾ بؤسمها ثم دخل للمطبخ‬

‫~ ‪~ 580‬‬
‫ووجدها تؤكل بؤندماج وضحن وهو ٌطالعها‬
‫‪ -‬كده الفستان مش هٌدخل فٌكً ٌاحببتً‬
‫لتتذكر الفستان الذي جلبته مع فرح من أجل ان ترتدٌه‬
‫فً حفل زواج أمجد ونهً وتركت الطعام من ٌدها‬
‫سرٌعا‬
‫تنظر لمنٌره‬
‫‪ -‬ال خالص كفاٌه اكل كده‪ ..‬وألتفت إلىه ببرابه‬
‫‪ -‬اصل اكل ماما منٌره كان وحشنً اووي‬
‫فجذبها نحوه وهو ٌضحن ؼامزا ً لمنٌره‬
‫‪ -‬انا بفكر الفل المطبخ عشان تبطلً اكل‬
‫لتضحن منٌره وتضحن الخادمه االخرى‬
‫فدفعته بٌدها حانمه‪ ....‬لٌمربها أكثر منه‬
‫‪ -‬بهزر ٌاحببتً وخرجوا سوٌا وهم ٌتشاكسون‬

‫~ ‪~ 581‬‬
‫لتنظر منٌره الً طٌفهم مبتسمه وهً ال ت ُصدق ان‬
‫هذا هو عمران وتسمع تنهٌدات الخادمه والتً ت ُدعً‬
‫سعاد‬
‫‪ -‬البٌه حنٌن اوي‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫كانت تمؾ تنظر الٌهم بسعاده وهً ال ت ُصدق ان حٌاه‬
‫زوجة عمران ‪ ...‬فالمدر ٌلعب لعبته بطرق مهما‬
‫فكرت وتسابلت كٌؾ حدث هذا؟‬
‫لن تجد اجابه ؼٌر ان تمؾ حابرا ً ‪...‬واتسعت ابتسامتها‬
‫وهً تري كٌؾ ٌضم عمران حٌاه بتملن امام ضٌوفه‬
‫وكٌؾ تتحرن ٌداه علً خصرها صعودا ً لبطنها‬
‫المنتفخه وانتملت بعٌنٌها نحو أمجد ونهً وضحكت‬
‫وهً تري حنك أمجد من أفعال نهً التً لم تمؾ عن‬
‫الرلص‬

‫~ ‪~ 582‬‬
‫نهً طٌٌه الملب ولكن هذه الطباع هً مجرد اعتٌاد ال‬
‫اكثر الٌوم علمت ان حبها ألمجد كان مجرد تعلك‪...‬‬
‫فلم تحزن ٌوم ان علمت برؼبته فً الزواج من‬
‫حبٌبته‬
‫وال حتً عندما رأت أٌدٌهم متشابكه ببعضهم حٌنما‬
‫عرفهم بها فً اول لماء جمعهم‬
‫للبها أصبح فً حالة سكون تام ال ٌعرؾ ما ٌرٌد‪..‬‬
‫والترب منها أدهم برابحته الممٌزه‬
‫‪-‬والفه لوحدن لٌه‬
‫فؤلتفت ولد بدء للبها ٌدق نحو الرجل الذي اعطاها كل‬
‫اهتمامه ودعمه‬
‫‪-‬الء عادي بس انا مالٌش فً الدوشه‬
‫وخطً بخطواته وولؾ جانبها‬
‫‪-‬تعرفً أنن جمٌله اووي النهارده‬

‫~ ‪~ 583‬‬
‫فؤبتسمت بخجل وأطرلت رأسها أرضا ً‬
‫‪-‬الفستان هو اللً جمٌل‬
‫فؤلتؾ لها بعٌنٌه ٌتؤملها بحب ‪ ...‬حب اكتفً من‬
‫اخفابه‬
‫فلم ٌعد لادر علً محاربة للبه فً لربها نسً معها‬
‫زواجه الفاشل واكتشؾ أنه كان اختٌاره هو من نظر‬
‫الً الجمال والتبرج ‪..‬‬
‫هو من لهث خلؾ رؼبته ام االن معها ال ٌوجد رؼبه‬
‫فمط ‪ ..‬توجد حٌاه ٌراها فٌها ‪ ..‬دفا ال ٌراه اال فً‬
‫عٌنٌها‪ ...‬عطاء لم ٌشعر به من لبل ‪...‬‬
‫فرح كانت نهكه خاصه لم ٌذلها‬
‫وزفر أنفاسه وهو ٌراها تتؤمل أمجد ونهً وهم‬
‫ٌرلصان وعٌناها تلمع‪ ...‬بلمعه ٌعلم معناها لمعة انثً‬
‫تتمنً ان تحظً بنصفها اآلخر‬
‫‪ -‬تتجوزٌنً ٌافرح‬
‫~ ‪~ 584‬‬
‫وأتسعت عٌناها وانحصر كل شًء أمامها علً تلن‬
‫الكلمه ونظرت الٌه بصمت وللبها ٌدق طبوال ال‬
‫تعرؾ سببه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫كان ٌرالبها بعٌنٌه ٌنتظر ابتعادها عنه لٌحادثها‬
‫‪ -‬حٌاه‬
‫فؤلتفت حٌاه نحو من ٌنادي علٌها وألترب منها الرجل‬
‫الذي ألول مره تراه‬
‫‪ -‬انا كرٌم حسام نور الدٌن‬
‫كان اسمه لٌس بؽرٌب علٌها‪ ...‬وابتسمت عندما‬
‫تذكرت انه ابن صدٌك والدها‬
‫‪ -‬اكٌد عرفتً انا مٌن فحركت رأسها بتفهم ‪..‬‬

‫~ ‪~ 585‬‬
‫لٌبتسم كرٌم وهو ٌري هٌبتها ببطنها الممتفخه ووجهها‬
‫الذي ٌشع سعاده فٌبدو ان ماكان ٌخاؾ منه والده لبل‬
‫رحٌله لم ٌكن اال خوفا ً لٌس موجود‬
‫‪ -‬انا جٌت مخصوص النهارده عشان اطمن علٌكً‬
‫‪ ...‬وتنهد بؤسً وهو ٌتذكر والده‬
‫‪ -‬لو احتاجتً اي حاجه أعتبرٌنً اخ لٌكً وأخبرها‬
‫عن وصٌة والده التً اختصها بها وهو ٌلفظ أنفاسه‬
‫االخٌره وتنهدت بحزن وهً تتذكر بشاشته واخذت‬
‫تتمتم له بالدعاء وألجمتها تلن العباره التً لم تفهمها‬
‫فً وسط حدٌثه‬
‫‪ -‬كوٌس ان عمران نسً الماضً ومؤخدكٌش بذنب‬
‫مالكٌش دخل فٌه‬
‫وابتسم وهو ٌطالع بطنها‬
‫‪-‬مٌن ٌصدق ان عٌلة الرخاوي وعلٌة العمري بمً‬
‫بٌنهم رابط دم دلولتً‬
‫وخرج صوتها بضعؾ وهً ال تستوعب كلماته‬
‫~ ‪~ 586‬‬
‫‪ -‬تمصد اٌه انا مش فاهمه حاجه فشعر كرٌم بؽبابه‬
‫ومسح علً وجهه بحنك من استرساله فً الكالم‬
‫‪-‬متاخدٌش فً بالن ٌاحٌاه‪ ...‬باٌن علٌا اتكلمت كتٌر‬
‫وانسحب من أمامها بلطافه بعد ان اعطاها كارته‬
‫الشخصً وانصرؾ وهو حانك من نفسه وولفت هً‬
‫تربط الكلمات ببعضها‪ ...‬ماضً وكره العابلتان‬
‫وتذكرت عندما خطت لدماها لذلن البٌت وكٌؾ كان‬
‫عمران ٌنظر الٌها وأخذت تبحث عنه بعٌنٌها ‪...‬‬
‫لتجده والؾ مع ضٌوفه ٌضحن ؼٌر منتبه لها‬
‫وتحركت لدماها نحوه‪ ..‬لتمع عٌناها فً عٌن لٌلً‬
‫التً ابتسمت لها بدفًء وألتربت منه هاتفه بؤسمه‬
‫بخفوت‬
‫‪ -‬عمران‬
‫فؤلتؾ نحوها بؤبتسامه ُمحبه وجذب ٌدها ٌعرفها‬
‫بضٌوفه بنبره تحمل كل معانً العشك والفخر‬

‫~ ‪~ 587‬‬
‫وهمست وهً تمسن ٌده‬
‫‪ -‬عمران انا عاٌزه أتكلم معان‬
‫وأنحنً نحوها وهو ٌتسؤل‬
‫‪ -‬دلولتً ٌاحٌاه‪ ..‬استنً طٌب ٌاحببتً لما الفرح‬
‫ٌخلص ونطلع اوضتنا‬
‫ودنا منها اكثر لٌهمس بولاحه‬
‫‪ -‬النهارده مش هتنازل‪...‬‬
‫وبتر كلماته بعدما وجدها لد فهمت مؽزاها‬
‫كانت كلمات كرٌم تدور بعملها فلم تتحمل تجاهله‬
‫وضؽطت علً اسنانها‬
‫‪ -‬عمران لو سامحت انا عاٌزه أتكلم معان‬
‫وبدء الملك ٌظهر علً مالمحه ونظر الٌها وسار‬
‫خلفها وهو ٌشعر بؤن اصرارها به شًء‬
‫وكان كم تولع ودخلت خلفه ؼرفة مكتبه‬

‫~ ‪~ 588‬‬
‫‪ -‬اٌه الماضً اللً كان بٌن عٌلتً وعٌلتن ٌاعمران‬
‫فشحب وجهه وهو ٌطالعها‬
‫‪ -‬اٌه اللً انتً بتمولٌه ده ٌاحٌاه‬
‫فتابعت وهً تخبره بما أخبرها به كرٌم دون لصد‬
‫وهروبه منها بعد ان علم أنها ال تعرؾ شًء‬
‫وتخطاها وهو ٌهتؾ بتعلثم‬
‫‪ -‬حٌاه مش ولته ‪ ...‬انا اصال مش عارؾ اٌه الكالم‬
‫اللً بتمولٌه ده‬
‫فجذبته من ٌده بموه‬
‫‪ -‬كداب ٌاعمران‪ ...‬عٌنٌن لالت كل حاجه‬
‫وبدأت تذكره بكل مافعله معها حٌن اتً بها حسام الً‬
‫هنا وجلس علً االرٌكه التً خلفه‬
‫‪ -‬بالش ٌاحٌاه تفتحً دفاتر الماضً‬
‫فصرخت بوجهه وهً تضع بٌدها علً بطنها‬

‫~ ‪~ 589‬‬
‫‪ٌ -‬عنً فً ماضً‬
‫وبدء ٌحكً لها كل شًء كما رؼبت‪ ..‬عن عمته‬
‫ووالدها ومع كل كلمه عن والدها كانت تري كرهه‬
‫وتنهد وهو ٌرخً من رابطة عنمه‬
‫‪ -‬ارتحتً لما عرفتً الحمٌمه‬
‫وعندما الحظ شحوب وجهها‪...‬‬
‫نهض بملك نحوها ‪ :‬حٌاه‬
‫فطالعته ولد جؾ حلمها وأصبحت األرض تدور بها‬
‫‪ -‬اسمها حٌاه‪ ..‬هً دٌه اللً كان بٌحكً عنها لبل‬
‫ماٌموت فضمها عمران الٌه ‪:‬‬
‫‪ -‬حٌاه أنسً الماضً‬
‫ووضع بٌده علً بطنها‬
‫‪ -‬خلٌنا نفكر فً حٌاتنا ووالدنا‬

‫~ ‪~ 590‬‬
‫وابتسمت ساخره وهً تتذكر تلن اللٌله التً أخبرته‬
‫فٌها بحملها وكٌؾ كانت نظراته الٌها‬
‫وسمطت امام عٌناه ولم تشعر بشًء بعدها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 591‬‬
‫الخاتمه‬
‫*******‬

‫ولؾ ٌتؤملها وهً تتحرن أمامه ببطنها ال ُمنتفخه‬


‫وتتؤفؾ كلما بحثت عن شا ولم تجده‬
‫وأبتسم وأخفً ابتسامته سرٌعا ً عندما رأها تُحدق به‬
‫بؽضب‬
‫‪ -‬بتبصلً كده لٌه ‪..‬‬
‫وتابعت وهً تمترب منه وترفع أصبعها نحو وجهه‬
‫‪ -‬انت بتضحن علٌا‬
‫فلم ٌتمالن عمران صوت ضحكاته وأخذ ٌضحن وهو‬
‫ٌُحرن رأسه نافٌا ً‬
‫‪ -‬أهدي ٌاحببتً ‪ ..‬ربنا ٌهدٌكً‬
‫فصرخت بوجهه ‪ :‬أنت شاٌفنً مجنونه !‬

‫~ ‪~ 592‬‬
‫فمال نحوها ‪ :‬انا اللً مجنون ٌاحببتً ‪ ..‬حلو كده‬
‫وولفت تُحدق به بؽٌظ ثم تابعت بحثها عن دبوس‬
‫طرحتها‬
‫وتمتمت بحنك ‪ :‬زمانهم وصلوا الماعه‬
‫وألتفت تُطالع ذلن الذي ٌمؾ ٌكتم ضحكته بصعوبه ‪..‬‬
‫فمنذ الصباح وهً تجلس متذمره ألنه منعها من‬
‫الذهاب للفندق الذي سٌُمام فٌه عرس فرح وأدهم‬
‫وعندما الحظت ضحكاته ‪ ..‬صرخت بوجهها كعادتها‬
‫فً الفتره االخٌره منذ تلن اللٌله‬
‫‪ -‬انت السبب كل حاجه الء الء ‪..‬‬
‫فتنهد وهو ٌربط رابطة عنمه ‪ ..‬فهو لرر ان ٌتحمل‬
‫كل نوباتها ‪ ..‬أكثر شا ٌكرهه بحٌاته الصراخ‬
‫والصوت العالً‬
‫ولكنه أصبح ٌعطٌها حرٌه فً أن تنفس ؼضبها به ‪..‬‬
‫فمد تؽٌرت منذ أن علمت سبب كرهه لوالدها ‪ ..‬ورؼم‬
‫~ ‪~ 593‬‬
‫انه ألسم لها ان ٌوم أن أمتلكها كان ٌُحبها بحك ولد‬
‫نسً الماضً واؼلك دفاتره ‪..‬‬
‫ووجدها تضربه صدره بموه وتبكً‬
‫‪ -‬انت مبتردش علٌا لٌه ‪ ...‬انا بكرهن ٌاعمران‬
‫وزفر انفاسه بموه وهو ٌهتؾ داخله‬
‫‪ -‬رجعنا ألسطوانة كل ٌوم‬
‫وضمها الٌه بحب هامسا ً بكلماته العاشمه‬
‫‪ -‬وانا بحبن مهما لولتً وعملتً سامعه‬
‫كانت كلماته تُسكرها وتجعلها كالمؽٌبه ‪ ..‬وابتسمت‬
‫وهً تدفن رأسها بصدره ‪ ..‬فهً اصبحت تفتعل معه‬
‫المشاكل حتً تحظً بذلن الحضن وتسمع تلن الكلمه‬
‫التً لم ٌخبرها بها اال ٌوم أرادت معالبته ألخفابه‬
‫علٌها الماضً ومافعله والدها‬
‫وهمس بدفا وهو ٌُحرن ٌدٌه بحرٌه علً ظهرها‬
‫‪ -‬مكنتش أعرؾ ان حضنً حلو كده ‪..‬‬
‫~ ‪~ 594‬‬
‫اٌه رأٌن نسٌب الفرح ونفضل هنا سوا ‪..‬عندي كالم‬
‫كتٌر عاٌز ألولهولن‬
‫ووجدها تدفعه ولد عادت الً ماكانت علٌه لبل ان‬
‫ٌحتضنها‬
‫‪ -‬لول كده بمً ‪ ..‬بتمولً كالم حلو عشان تضحن علٌا‬
‫وترضً مزاجن‬
‫فلم ٌتمالن اعصابه بسبب جملتها األخٌره التً‬
‫أستوعبتها بعدما نطمتها ‪ ..‬فكلما مرت شهور حملها‬
‫اصبح لسانها ٌهتؾ بكالم ال تشعر به‬
‫‪ -‬حٌاه ابعدي عنً دلولتً ‪..‬‬
‫وأنكمشت علً نفسها ‪ ..‬وهً ال تُصدق ماتفوهت به‪..‬‬
‫فعمابها له لد زاد وهو أصبح ٌتمالن ؼضبه من اجلها‬
‫وانهً ربط رابطة عنمه ثم جلب حذابه لٌرتدٌه وبعدها‬
‫ترن الؽرفه‬

‫~ ‪~ 595‬‬
‫فنظرت الً طٌفه بؤلم ولررت ان الٌوم ستنهً كل‬
‫خالفتهم وتمضً بحٌاتها ‪ ..‬وربتت علً بطنها بتعب‬
‫‪ -‬هصالحه وأمري هلل ‪ ..‬بس هو اللً زعلنً‬
‫وتابعت وهً تُحادث صؽٌرٌها‬
‫‪ -‬كفاٌه علٌه ‪ 2‬شهور مستحمل لسانً ‪ ..‬هو انا بمً‬
‫لسانً طوٌل كده لٌه‬
‫وضحكت وهً تضرب جبهتها بٌدها‬
‫‪ -‬الء انا شكلً أتجننت‬
‫واكملت ماكانت تفعله ‪..‬الً ان جاء ولت ارتداء‬
‫الحذاء وكانت هذه اصعب مهمه بالنسبه لها‬
‫وجلست علً الفراش بتعب بسبب بطنها المنتفخه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.....‬‬
‫ذهب الً ؼرفة مكتبه ٌُدخن كً ٌفرغ شحنة ؼضبه‬
‫بشا‬
‫~ ‪~ 596‬‬
‫وبعد أن هدء للٌال لرر أن ٌعود الٌها ‪ ..‬فالولت ٌمر‬
‫ولم ٌعد سواهم بالمنزل‬
‫وصعد الٌها وهو ٌخبر نفسه بؤن ٌتحمل‬
‫وولؾ أمام ؼرفتهما ٌنظر الٌها‬
‫وأتسعت أبتسامته وهو ٌري ُمحاولتها فً ارتداء‬
‫الحذاء فمدمها أصبحت منتفخه وسمع صوت بكابها‬
‫وهً تدفع بالحذاء بعٌدا ً‬
‫لترفع عٌناها فتجده والؾ بشموخه ٌُطالعها بصمت‬
‫ثم أتجه نحو الحذاء ٌلتمطه من موضعه ‪ ..‬وألترب‬
‫منها وجثً علً ركبتٌه أمامها‬
‫‪ -‬هاتً رجلن ٌاحٌاه‬
‫فؤعطته لدماها وللبها ٌترالص داخلها ‪ ..‬وانتهً مما‬
‫ٌفعله وأعتدل فً ولفته وأبتعد عنها‬
‫‪ٌ -‬ال‬

‫~ ‪~ 597‬‬
‫وسار امامها وهً تشعر بالضٌك من أفعالها معه ‪..‬‬
‫فماذا سٌفعل لها أكثر من ذلن ‪ ..‬أعتذار ولدم دالل‬
‫وفعل‬
‫وأتبعته وهً تنوي علً المرارالذي أتخذته‬
‫فولت الخصام لد أنتهً وهً تحبه بل تعشمه بكل‬
‫شا فٌه لسوته وحنٌته ‪ ..‬خشونته ودفبه‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪....‬‬
‫كانت لٌلً تمؾ وسط الضٌوؾ تُرحب بهم وللبها‬
‫ٌرلص من الفرح ففرح طفلتها الصؽٌره التً لم‬
‫تنجبها تتزوج‬
‫ولد أرتاح للبها األن لرإٌتها لسعادتها وحب زوجها‬
‫لها‬
‫فؤدهم رؼم معرفتها المصٌره به ‪ ..‬اال انها تري فٌه‬
‫رجال حمٌمٌا ً ونظرت الً الصؽٌر " مالن" الذي ٌمؾ‬
‫جانبها ٌلعب بالحلوي وأبتسمت له ومسكت ٌده‬
‫~ ‪~ 598‬‬
‫‪ٌ -‬ال ٌابطل تعالً نمعد علً ترابٌزتنا عشان تٌته‬
‫رجلها وجعاها‬
‫وألتربت من الطاوله التً تجلس علٌها كل من حٌاه‬
‫ونهً ومنٌره وجلست جانبهم ثم رفعت مالن كً‬
‫تجلسه علً الطاوله‬
‫‪ -‬مالكم لاعدٌن كده‬
‫واشارت نحو نهً‬
‫‪ -‬اوعً تمولٌلً أتخنمتً انتً وجوزن انا عارفكم‬
‫بتموتوا فً النكد‬
‫فمضمت نهً اظافرها ونظرت الً حٌاه التً ضحكت‬
‫‪..‬فنهً وأمجد جدالهم ال ٌنتهً كما حبهم‬
‫فٌبدو ان مناكفتهم هً بهارات حبهم‬
‫ولصت علً لٌلً كل شا‬
‫‪ -‬ؼلطانه ٌانهً ‪ ..‬مدام جوزن لالن الفستان مش‬
‫عجبه كنتً ؼٌرٌه وأرضٌه‬
‫~ ‪~ 599‬‬
‫فوكظتها حٌاه علً ذراعها‬
‫‪ -‬انا لولتلها كده ٌاماما‬
‫فؤلتفت نهً نحوها وهً تتوعدها لتضحن حٌاه‬
‫وتصمت‬
‫‪ٌ -‬اماما ما أنا ؼٌرته أه ‪ ..‬ولبست اللً ٌعجبه بس‬
‫أمجد الزم كل حاجه ٌزعملً علٌها‬
‫فتنهدت لٌلً وهً تُشٌر لها بؤن تمترب بممعدها منها‬
‫‪ -‬بعد اٌه سمعتً كالمه بعد مجادله وخناق ‪..‬صح‬
‫وأكملت وهً تربت علً ٌدها‬
‫‪ -‬جوزن بٌحبن وبٌخاؾ علٌكً‬
‫فشعرت نهً بالراحه من كالم حماتها الطٌب ‪ ..‬فهً‬
‫تعشك تلن المرأه التً ظنت فً البداٌه انها ستكرهها‬
‫بسبب تحفظها معها ولكن مع االٌام اكتشفت ان لٌلً‬
‫أمرأه تحمل كل معانً الدفا والحب‬
‫وأشارت لٌلً بتحذٌر نحو حٌاه‬
‫~ ‪~ 600‬‬
‫‪ -‬تصلحً جوزن سامعه ‪ ..‬كفاٌه شؽل اطفال بمً‬
‫فلم تتمالن نهً ضحكاته وأخذت تضحن كما فعلت‬
‫حٌاه منذ للٌل‬
‫وفجؤه نهضت نهً عندما سمعت صوت الؽنوه التً‬
‫تعشمها‬
‫‪ -‬الء احنا الزم نرلص مع العروسه‬
‫فتنهدت لٌلً وهً تُطالعها‬
‫‪ -‬مش هتعمل أبدا ً ‪ ..‬ربنا ٌهدٌكً ٌانهً‬
‫نهً ظلت مختلفه بٌنهم اال انهم ٌعلموا ان معدنها‬
‫طٌب ‪..‬فلٌلً بعد تحفظها من مالبسها وتصرفاتها‬
‫أدركت ان االنسان اذا أراد ان ٌُصلح شا بداخل‬
‫شخص وٌُؽٌره فاالفضل ان ٌكون بالحسنه‬
‫وعادت نهً تسحب حٌاه معها‬
‫‪ٌ -‬ال لومً بمً ‪ ..‬فرح بتشاور لٌنا‬
‫فضحكت حٌاه وهً تنهض خلفها‬
‫~ ‪~ 601‬‬
‫‪ٌ -‬ابنتً حرام علٌكً ‪..‬راعً انً شبه الكوره‬
‫ولم تتركها اال وأصبحوا بجانب فرح التً جذبتها نهً‬
‫كً تُرالصها مع الفتٌات‬
‫وكان امجد ٌنظر لزوجته وهو ٌزفر أنفاسه حانما ً‬
‫‪ -‬اتفضل ٌاسٌدي اعمل فٌها اٌه دٌه‬
‫فضحن مروان ‪ :‬دٌه خدت كمان مراتً ‪ ..‬الء اال‬
‫مراتً‬
‫فمروان ومها لد عمدوا لرانهم بعد ُخطبتهم مباشرة‬
‫ورؼم انه ٌُرٌدها الٌوم لبل ؼد فً بٌته اال انها تُرٌد‬
‫ان تستمتع كؤي خطٌبان وتعطً كل فتره حمها‬
‫والترب عمران من شمٌمه بؽضب‬
‫‪ -‬الء مراتن تبعد عن مراتً أنت سامع‬
‫فلم ٌجد أمجد رد لهم ‪ ..‬وانصرؾ من أمامهم وهو‬
‫ٌتوعد لها بالعماب‬
‫‪ -‬لٌلتن سوده ٌانهً‬
‫~ ‪~ 602‬‬
‫اما أدهم كان ٌمؾ مع احد الرجال المهمٌن ٌُطالع‬
‫زوجته مع رفمابها ٌلتفون حولها وٌرلصون معها كؤي‬
‫عروس‬
‫وأبتسم وهو ٌتمنً أن تنمضً الساعات سرٌعا كً‬
‫ٌؤخذها لٌخبرها بعشمه لوال وفعال‬
‫وضحكت فرح وهً تهمس لحٌاه بعد أن ابتعدوا عن‬
‫الفتٌات‬
‫‪ -‬خلٌنا بعٌد بدل مااحنا هبل كده‬
‫فضحكت حٌاه وهً تضع بٌدها علً بطنها‬
‫‪ -‬احنا محتاجٌن نتعلم شوٌه من نهً‬
‫وطالعت فرح امجد الذي ٌمؾ مع احد الرجال ٌُطالع‬
‫زوجته وهو ٌكاد ٌنفجر‬
‫‪ -‬نتعلم اٌه ال احنا حلوٌن كده ‪ ..‬دٌه نهً النهارده‬
‫االفضل لٌها متروحش‬

‫~ ‪~ 603‬‬
‫وأشارت نحو أمجد ‪ :‬امجد والؾ بٌطلع من عٌنه‬
‫شرار‬
‫فلم تتمالن حٌاه نفسها وكادت أن تضحن اال ان‬
‫نظرات عمران اخرستها‬
‫وتآوهت بؤلم ‪ :‬انا بمول اروح العد مكانً ‪..‬‬
‫فطالعتها فرح وهً تخاؾ من حدوث شا‬
‫‪ -‬اوعً تعملٌها وتولدي ؾ فرحً ٌاحٌاه‬
‫وتابعت ضاحكه ‪ :‬للبً حاسس انن هتعملٌها النهارده‬
‫وماكان من حٌاه اال ان دفعتها بٌدها ‪ ..‬وسارت نحو‬
‫لٌلً ومنٌره واآللم بدء بالفعل ٌزداد‬
‫ولبل ان تجلس علً الممعد ‪ ..‬أزداد اآللم اكثر‬
‫فمررت ان تخرج خارج الماعه وتسٌر للٌال لعل اآللم‬
‫ٌزول‬
‫كان عمران ٌُتابعها بنظراته وبدء ٌشعر بالملك علٌها‬
‫وخرج خلفها‬
‫~ ‪~ 604‬‬
‫لٌجدها ُمنحنٌه نحو بطنها تمسكها وتصدر أنٌن خافت‬
‫فؤلترب منها بخوؾ‬
‫‪ -‬حٌاه مالن‬
‫فبكت وهً تمسن بطنها بموه‬
‫‪ -‬ألحمنً ٌاعمران شكلً هولد‬
‫وعندما لم تجد منه ردة فعل وكؤنه لم ٌستوعب ما‬
‫أخبرته به‬
‫جذبته من سترته‬
‫‪ -‬بولد ٌاعمران ‪ ..‬انت السبب مش مسمحان‬
‫وأجهشت بالبكاء كاالطفال ‪ ..‬فؤفاق عمران من‬
‫صدمته‬
‫‪ -‬بتولدي‬
‫وتمالن دهشته العجٌبه وحملها سرٌعا لٌجد أمجد‬
‫ٌهتؾ بؤسمه‬

‫~ ‪~ 605‬‬
‫‪ -‬حٌاه بتولد حصلنً علً المستشفً‬
‫لٌخرج مروان وخلفه مها ولٌلً وهم ٌُطالعون عمران‬
‫كٌؾ ٌركض بها وهً تصرخ بعلو صوتها‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫الكل ولؾ ٌضحن علً ماحدث الٌوم ‪..‬وحٌاه تنظر‬
‫الٌهم بتعب ال تموي علً الرد علٌهم ‪..‬طفلٌها لد ولدوا‬
‫بصحه جٌده رؼم انها لم تكمل شهور حملها‬
‫وودعوها بعد ان أطمبنوا علٌها ولبل ان تنصرؾ نهً‬
‫‪ -‬فرح مش هتنسهالن ٌاحٌاه‬
‫وجذب أمجد ذراع زوجته‬
‫‪ٌ -‬ال ٌاحببتً ‪..‬ثم تابع وهو ٌؽمز لها‬
‫‪ -‬عشان لٌلتنا النهارده طوٌله ‪ ...‬وهنتحاسب‬
‫ولبلتها لٌلً علً جبٌنها ثم تؤملت أحفادها وهم علً‬
‫ذراعٌها بسعاده‪..‬وتابعت البالٌه‬
‫~ ‪~ 606‬‬
‫لٌنظر الٌها عمران ثم لطفلٌه فهو لد أصر علً‬
‫الجلوس برفمتها فً المشفً‬
‫وألترب منها ٌُالمس وجهها الشاحب بحب‬
‫‪ -‬تعرفً انً أسعد راجل فً الدنٌا النهارده‬
‫فؤبتسمت بتعب ‪ :‬كنت ناوٌه اصالحن بعد الفرح بس‬
‫حظن‬
‫فضحن وهو ٌُمبل جبٌنها‬
‫‪ -‬عارؾ حظً من ؼٌر ماتمولً‬
‫وحرن ٌدٌه بخفه علً وجه أوالده‬
‫‪ -‬هنسمٌهم اٌه‬
‫وأبتسمت وهً تُطالعهما ‪ :‬مازن ومراد‬
‫وهذا ما كانت تتمناه لٌلً‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬

‫~ ‪~ 607‬‬
‫جلس أدهم جانبها وهو ٌزفر أنفاسه ببطا ‪ ..‬ونظر‬
‫الً فرح التً تجلس ترتشؾ العصٌر بهدوء ‪ ..‬ثم‬
‫نظر الً ساعته‬
‫‪ -‬بمالن نص ساعه بتشربً العصٌر ٌافرح‬
‫فؤبتسمت وهً تتؤمل كؤس العصٌر‬
‫‪ -‬اصل طعمه حلو اوي ٌاأدهم‬
‫وطالعته بلإم ‪ ..‬لٌمبض علً ٌدٌه بموه وعندما نفذ‬
‫صبره‬
‫أخذ كؤس العصٌر منها وهو ٌهتؾ بحنك‬
‫‪ -‬صلٌنا واتعشٌنا واطمنا علً حٌاه وضحكنا علً‬
‫الفرح واللً حصل فٌه واتصلنا نطمن علً مالن‬
‫وشربتً العصٌر ‪..‬فً حاجه تانً ٌافرح فاضل‬
‫نعملها‬
‫فحدلت به وهً تتذكر شا أخر تفعله ونهضت‬
‫بحماس‬
‫~ ‪~ 608‬‬
‫‪ -‬اه فاضل‬
‫لتجده ٌُطالعها بؽضب ‪ ..‬فتابعت‬
‫‪ -‬انا مبعرفش انام ؼٌر وانا بمرء كتاب‬
‫واتجهت نحو المكتبه التً أعدتها فً شمتهم وجلبت‬
‫كتاب تمرأه ‪..‬لٌُتمتم بحنك‬
‫‪ -‬الصبر لٌه حدود‬
‫وعادت تجلس جانبه تمرء ‪ ..‬فؤلترب منها ٌُحاوطها‬
‫بذراعٌه‬
‫وكادت ان تبتعد فهمس بدفا‬
‫‪ -‬خلٌكً جنبً‬
‫فؤرتبكت وهً تشعر بؤنفاسه المرٌبه منها ‪ ..‬ولكن‬
‫سرٌعا ماأندمجت مع الكتاب ‪ ..‬ومر الولت لترفع‬
‫وجهها نحوه‬
‫لتجده لد ؼفا ‪ ..‬فهمست بسعاده‬

‫~ ‪~ 609‬‬
‫‪ -‬الحمدهلل نام‬
‫وتحركت من جانبه بهدوء ‪ ..‬وفجؤه شهمت بفزع وهً‬
‫تسمع صوته‬
‫‪ -‬عاٌزانً انام ٌافرح‬
‫وحملها بٌن ذراعٌه ٌتجه بها نحو ؼرفتهما ؼامزا ً لها‬
‫فهتفهت بخجل‬
‫‪ٌ -‬اأدهم ‪...‬‬
‫ولبل ان تُكمل بالً عباراتها‬
‫‪ -‬بحبن‬
‫لترفع ٌدٌها نحو عنمه‬
‫‪ -‬وانا كمان بحبن بس‬
‫وضاعت الكلمات فً رحلة حبهم‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪.......‬‬
‫~ ‪~ 610‬‬
‫الكل حصد ماتمنً ‪ ...‬وجع جاء بعده سعاده ‪ ..‬الجمٌع‬
‫سار نحو الطرٌك الذي لم ٌخطط له ‪ ..‬والملب لد دق‬
‫دلاته لٌُعلن عن سعادته‬
‫نٌره تزوجت "فهد الحسٌنً" واصبحت زوجه ثانٌه‬
‫لدٌها شركة أدوٌة خاصه بها وحدها كما تمنت‬
‫حصدت المال ولكن الحب لم تحصده فعاللتها بزوجها‬
‫ال تتمثل اال فً رؼبه ٌدفع ثمنها بماله‬
‫مها ومروان تزوجوا وانجبوا طفله تشبه والدها‬
‫عوضها بحبه وحنانه جعلها امرأه عاشمه ُمبهجه‬
‫نسٌت معه كل أالم لبلها وكانت من األشخاص الذٌن‬
‫صبروا فنالوا‬
‫‪............................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫خمسة أعوام لد مرت وكل منهما تنظر إلً أطفالها‬
‫وهم ٌلعبون مع اطفال الملجؤ نهً أصبح لدٌها طفله‬

‫~ ‪~ 611‬‬
‫تبلػ العامٌن ولد ارتدت الحجاب بعد ان ولدت‬
‫طفلتها‪...‬‬
‫ال تنسً ٌوم ان تؤخر حملها وكانت كلمة لٌلً دوما‬
‫لها‬
‫"اطلبٌها من ربنا ٌابنتً "‬
‫وبالفعل عندما ألحت فً دعابها وألتزمت بصالتها‬
‫أعطاها هللا ماتمنت‬
‫اما فرح أصبح لدٌها طفله جمٌله تشبه والدها‬
‫أدهم عشك ٌنبض داخلها‪ ..‬رجال وجدت فٌه كل‬
‫ماتمنت ٌوما وجدت معه كل شًء الحب والحنان‬
‫ٌفعل لها ماترٌد حتً أنها عندما اصرت ان ت ُمٌم فً‬
‫البلده وٌنتملون بٌن المزرعه والعاصمه‬
‫فعل لها ماأرادت ٌدعمها فً كل شًء ‪ٌ ...‬نالشها‬
‫ٌسمعها وكؤنه اباها وٌدللها وكؤنها مازالت عروسا ً‬

‫~ ‪~ 612‬‬
‫وولعت عٌناها علً طفلتها ذات األربعة أعوام ومالن‬
‫الذي أصبح لدٌه سبع سنوات ‪ ..‬فمالن ابنها الذى لم‬
‫تنجبه ‪..‬ترعاه أكثر ماترعً طفلتها فهً تدهلل اكثر من‬
‫آسٌا طفلتها التً ٌتفنن ادهم فً داللها‬
‫اما حٌاه أصبح لدٌها أربع اطفال ‪ ...‬فبعد ان أنجبت‬
‫توأمٌها بعام حملت بتوأم مره أخرى وانجبت طفلتان‬
‫"حور وحنٌن"‬
‫ضحكت فرح وهً تُشٌر نحو مالن الذي أصبح عمره‬
‫األن سبع سنوات‬
‫‪ -‬حبٌب ماما دٌما حنٌن وبٌدافع عن أخته‬
‫ونظرت الً حٌاه التً تضع بٌدها علً بطنها‬
‫‪ -‬روحً شوفً عصابتن ٌاأرنبه هانم‬
‫فضحكت نهً التً تجلس جانبهم وتنظر الً طفلتها‬
‫الصؽٌره‬
‫فوكظتها حٌاه بذراعها‬
‫~ ‪~ 613‬‬
‫‪ -‬مابتصدلً انتً تضحكً‬
‫فرفعت ٌداها نحو حجابها تُهندمه‬
‫‪ -‬دٌه فرصه ٌاحٌاه ‪..‬وؼمزت لها بعٌنٌها‬
‫‪ -‬ناوٌه تكملً نص الدسته وال هتكتفً بفرٌك كورة‬
‫السله‬
‫فطالعته بحنك ‪ ..‬ثم نظرت ألطفالها األربعه‬
‫لٌخرجها من صمتها رنٌن هاتؾ نهً التً نهضت‬
‫وهً تخبرهم‬
‫‪ -‬أمجد بٌتصل اكٌد وحشته انا ولٌان‬
‫فضحكت حٌاه وهً تربت علً بطنها التً برزت‬
‫بعض الشا‬
‫‪ -‬شاٌفه أمجد مش زي ناس كل حٌاتها شؽل فً شؽل‬
‫لٌعلو رنٌن هاتفها فً تلن اللحظه ‪..‬فتنظر الٌها فرح‬
‫بخبث‬

‫~ ‪~ 614‬‬
‫‪ -‬ماهو باٌن ‪..‬لومً لومً ربنا ٌسهلكم‬
‫فحركت حٌاه رأسها وهً تضحن‬
‫‪ -‬الء انا هتكلم هنا ‪ ..‬مش لادره الوم‬
‫وجابها صوت عمران العاشك‬
‫‪ -‬عاملٌن اٌه ‪ ..‬واخذ ٌسؤلها عن أطفاله ٌخبرها أن‬
‫تعود اللٌله وٌكفً لٌله واحده فً المزرعه‬
‫فؤخذت منها فرح الهاتؾ‬
‫‪ -‬هو انت وأمجد لدرجادي مبمتوش لادرٌن علً‬
‫بعدهم ‪ ..‬مش هناكلهم‬
‫ولذفت لها الهاتؾ لبل ان تسمع رد عمران الذي أخذ‬
‫ٌضحن‬
‫‪ -‬الء فرح بمٌت صعبه ‪..‬‬
‫فضحكت حٌاه وهً تؽمز لفرح ‪ :‬الء وكمان بتمول‬
‫علٌا أرنبه ٌاعمران ‪ٌ ..‬رضٌن كده‬

‫~ ‪~ 615‬‬
‫فمهمه عمران وهو ٌسترخً بجلسته علً مكتبه‬
‫‪ -‬لولٌلهم ٌاحببتً احنا ناس ُمنتجه مش زٌهم‬
‫فؤبتسمت بخجل ‪ ..‬لٌهمس لها بحب‬
‫‪ -‬وحشتٌنً‬
‫وأخذوا بتبادلون بعض الكلمات لتنهض فرح بحنك‬
‫‪ -‬الء كده كتٌر ‪ ..‬اشمعنا انا‬
‫ووجدت أدهم ٌمؾ بسٌارته ‪ ..‬لتركض نحوه بسعاده‬
‫فتضحن حٌاه علٌها وعمران ٌستمع الً ماٌحدث‬
‫وٌضحن‬
‫وانتهت ُمكالمتهم ‪ ..‬فٌنظر الً الصوره المابعه علً‬
‫مكتبه‬
‫صوره تضمه معها ومع أطفاله األربعه ‪ ..‬وجابت‬
‫سكرتٌرته تخبره عن أجتماعه‬

‫~ ‪~ 616‬‬
‫ونهض من فوق معمده بخطً واثمه وهٌبته المعتاد ‪..‬‬
‫فمد عاد عمران العمري الرجل الذي من ٌري مالمحه‬
‫الجامده ٌظن انه رجال صار ًم ولكن حٌن ٌكون بٌن‬
‫عابلته كؤنن لم تعرفه‬
‫وهذا عندما ٌدق الملب ‪ ..‬ال تكون انت‬

‫تمت بحمدهلل‬
‫*********‬
‫&سهام صادق&‬

‫~ ‪~ 617‬‬

You might also like