You are on page 1of 46

‫األخشاب ومنتجاتها يف مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م) (*)‬

‫مركز البحوث‬
‫والدراسات التاريخية‬

‫د‪ /‬محمد مرسى عبد الله هدية‬


‫كلية اآلداب –جامعة المنيا‬

‫الملخص‬
‫تعد األخشاب والصناعات القائمة عليها من الجوانب الحضارية المهمة في تاريخ‬
‫مصر طوال عصورها‪ ،‬ومنها العصر البيزنطي‪ ،‬حيث تعددت مصادر األخشاب؛ ما بين‬
‫األشجار المحلية واألجنبية‪ ،‬واهتمت الدولة خالل تلك الفترة بحماية األشجار‪ ،‬وحثت على‬
‫عدم القطع الجائر لها‪ ،‬وشجعت على غرسها على ضفاف الترع واألنهار‪ ،‬وفي الوقت نفسه‬
‫سمحت باستيراد العديد من األخشاب األجنبية؛ لسد حاجة السوق المتزايدة‪ ،‬ومن ثم برع‬
‫النجارون في صنع المنتجات الخشبية‪ ،‬ومنها السفن واألثاث والتوابيت وآالت الزراعة‬
‫والصناعة والقطع الفنية الخشبية‪ ،‬وانتظموا في نقابات خاصة بهم‪ ،‬وبدورها قامت تلك‬
‫النقابات برعاية مصالح النجارين‪ ،‬وحرصت على جمع الضرائب المقررة عليهم لصالح‬
‫الدولة‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‬
‫األشجار المحلية – األشجار األجنبية ‪ -‬الجميز – األثل – البرساء – الزيتون –‬
‫الصفصاف – السنط – النبق – النخيل ‪ -‬األبنوس – األرز – الصنوبر – الساج ‪-‬البلوط‬
‫– الجوز – السرو ‪ -‬النجار ‪ -‬نقابة النجارين – قائمة دقلديانوس – بردي – صناعة السفن‬
‫‪ -‬مالحظ األخشاب‪.‬‬

‫(*)‬
‫مجلة "وقائع تاريخية" عدد (‪ )34‬يناير ‪ ،2021‬الجزء الثانى‪.‬‬
)‫م‬641 - 284( ‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية‬

Abstract
The Woods and its products in Byzantine Egypt
(284 – 641 A.D)

Woods and the industries based on it are considered one


of the important civilizational aspects in the history of Egypt
throughout its eras, including the byzantine era, where there
are many sources of wood; between local and foreign trees,
during that period, and the state took care of protecting trees,
and urged against illegal cutting of them, and encouraged to
plant it on the sides of canals and rivers, at the same time it
allowed the import of many foreign woods; to fill the growing
market need, and then carpenters excelled in making wooden
products, including ships, furniture, coffins, agricultural
machinery, industry, and wooden art pieces, and they
participated in their own guilds, and those guilds took care of
the carpenters' interests, and it was also keen to collect the
taxes assessed on them for the benefit of the state.
Key Words
Local wood - Foreign wood - Sycamore Fig - Tamarisk - Persea
-Olive - Willow - Acacia - Sidder -Data Palm - Ebony - Cedar - Pine
-Teak - Oak - Walnut - Cypress - Carpenter - Carpenters guild -
Edict of Diocletian - Papyri – Shipbuilding industry - Observed
woods.
: ‫مقدمة‬
‫يعد تاريخ مصر وحضاراتها خالل الحقبة البيزنطية (القبطية) – التي‬
‫م وحتى الفتح‬284 ‫تشمل الفترة من بداية حكم اإلمبراطور دقلديانوس عام‬
‫ مرحلة مهمة في سلسلة تاريخ مصر عبر العصور‬- ‫م‬641 ‫اإلسالمي عام‬
‫ التي تربط تاريخ مصر في‬،‫ حيث تمثل تلك الفترة الرابطة القوية‬،‫المختلفة‬
‫ وهي الفترة التي‬،‫العصر الروماني بتاريخ مصر في العصر اإلسالمي‬
.‫اصطبغت مصر خاللها بالصبغة المسيحية بكل أركانها‬
- 314 -
‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫هذا وقد استمرت أهمية مصر االقتصادية كأحد أهم الواليات التي‬
‫كانت تابعة لإلمبراطورية الرومانية خالل الحقبة البيزنطية‪ ،‬كما كان الوضع‬
‫عليه في الحقبة الرومانية‪ ،‬وعقب انتهاء فترة االضطهادات – التي استمرت‬
‫خالل القرون الثالثة األولى للميالد‪ ،‬حيث لم ينعم المسيحيون باالستقرار؛‬
‫نتيجة لتعرضهم لالضطهاد ‪ -‬غداة إصدار اإلمبراطور قسطنطين مرسوم‬
‫ميالن عام ‪313‬م انطلق المصريون للعمل في الصناعات المختلفة‪ ،‬التي منها‬
‫صناعة المنتجات الخشبية‪ ،‬حيث ورث المصريون في العصر البيزنطي من‬
‫أسالفهم – في العصور القديمة‪ -‬أسرار صناعة األخشاب‪ ،‬وخاصة بعد أن‬
‫أصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية لإلمبراطورية‪ ،‬ومن ثم كان هناك حركة‬
‫لتحويل المعابد الوثنية إلى كنائس‪ ،‬وأصبحت هناك حاجة ماسة لتوفير األثاث‬
‫دور عظيما في المحافظة‬‫الخشبي المناسب لتلك الكنائس‪ ،‬وبالتالي فقد لعبوا ا‬
‫على التقاليد الفنية والصناعية في مجال صناعة األخشاب‪ ،‬وغيرها من الفنون‬
‫والصناعات التي كانت سائدة في مصر آنذاك‪.‬‬
‫واستخدم النجارون األخشاب المحلية بكثرة في أعمال النجارة‪ ،‬وبرعوا‬
‫في التغلب على عيوبها‪ ،‬وصنعوا منها تحفا خشبية‪ ،‬تشكل مرحلة مهمة من‬
‫مراحل تطور فنون النجارة المصرية‪ ،‬ومنها خشب النخيل والجميز والسنط‬
‫واألثل والنبق والزيتون‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى استخدام األخشاب المستوردة‬
‫كالصنوبر واألرز والبلوط واألبنوس والعرر والجوز‪ ،‬وفي الوقت نفسه برعوا في‬
‫استخدام أساليب التعشيق في تجميع القطع الخشبية لصناعة األثاث وغيره من‬
‫المنتجات الخشبية‪ ،‬وفي بعض الحاالت كان هناك استخداما للمسامير‪ ،‬هذا‬
‫عالوة على استخدام أساليب التطعيم المختلفة‪ ،‬وكل هذا من خالل أدوات‬
‫وآالت النجارة المختلفة‪ ،‬كالبلط واألزاميل والمثاقب‪ ،‬التي كانت تستخدم خالل‬
‫العصور السابقة‪ ،‬وقام النجارون بتطويرها‪ ،‬وحسنوا من استخدامها‪ ،‬وهو ما‬
‫ترتب عليه تطور النجارة في مصر خالل الحقبة البيزنطية‪ ،‬حيث استخدمت‬
‫األخشاب في أعمال عديدة ومتنوعة‪ ،‬شكلت وزخرفت بما هو سائد من أساليب‬

‫‪- 315 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫وزخارف مسيحية في وقت صناعتها‪ ،‬ويأتي الصليب على رأس تلك األشكال‬
‫والرموز‪.‬‬
‫وقد جاءت دراسة "األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪– 284‬‬
‫‪641‬م)" محاولة إللقاء الضوء على وضع األخشاب في مصر آنذاك‪ ،‬سواء‬
‫كانت األخشاب المحلية أو المستوردة المتاحة داخل األسواق في األقاليم والمدن‬
‫المختلفة‪ ،‬وكذلك جاءت الدراسة لتجيب على العديد من األسئلة المطروحة على‬
‫ساحة البحث‪ ،‬ومنها‪ :‬ماهية تأثير الطبيعة الجغرافية في مصر على أنواع‬
‫الثروة الخشبية التي كانت تنمو فيها؟ وما هي استخدامات األخشاب المحلية في‬
‫المنتجات المتنوعة؟ واألمر نفسه يتعلق بالسؤال حول طبيعة الحاجة لألخشاب‬
‫المستوردة‪ ،‬وما هي البالد التي استوردت منها مصر األخشاب خالل الحقبة‬
‫البيزنطية؟ وكذلك ما هي أهم الصناعات القائمة على األخشاب؟ وما هو األثر‬
‫الديني والدنيوي الواقع على الفنون الخشبية عندئذ‪ ،‬وأخي ار ما هي التنظيمات‬
‫اإلدارية المتعلقة باألخشاب ومنتجاتها؟‬
‫يمثل الخشب في حياة اإلنسان جانبا مهما منذ بدايات الحياة على‬
‫عمر‬
‫األرض‪ ،‬فهو يصاحبه منذ نشأته‪ ،‬وال مبالغة في القول أن األشجار أطول ا‬
‫على األرض من اإلنسان‪ ،‬هذا وكان للمناخ أثره الواضح على الثروة الخشبية‬
‫ير ووفيرا‪ ،‬وانعكس أثر‬
‫في مصر‪ ،‬فخالل عصور ما قبل التاريخ كان المطر غز ا‬
‫ذلك على الصح اروات الحالية‪ ،‬التي كانت موطنا لنمو غابات طبيعية مرتفعة‬
‫وكثيفة‪ ،‬ولكن مع نهاية العصر الحجري القديم بدأت مصر تدخل في أدوار جافة‬
‫طويلة استمرت خالل العصور التاريخية‪ ،‬تتشابه بصفة عامة مع األحوال المناخية‬
‫الحالية‪ ،‬مما انعكس أثره على أنواع األشجار التي استخرجت منها أخشاب رديئة‪،‬‬
‫ولهذا لجأ المصري إلى استجالب األخشاب الجيدة من البلدان الواقعة على حدوده‬
‫الشرقية والجنوبية(‪.)1‬‬
‫وقد تنوعت أماكن غرس ونمو األشجار المحلية في مصر طوال‬
‫عهودها‪ ،‬ومن ذلك أشجار األثل والصفصاف والبرساء والجميز والنخيل والرمان‬

‫‪- 316 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫والسنط وغيرها‪ ،‬حيث اهتم المصريون بغرس بعضها في الحدائق والمزارع‬


‫وبالقرب من ضفاف النيل والترع والقنوات على حد سواء‪ ،‬واعتنوا بتنسيقها‬
‫عناية فائقة‪ ،‬وباإلضافة إلى ذلك كانت بعض تلك األشجار تنمو طبيعيا على‬
‫جوانب بعض المجاري المائية‪ ،‬وداخل الوديان الصحراوية والطرق والممرات‬
‫الرئيسية‪ ،‬ومن ثم تعددت أنواع األشجار المحلية داخل مصر‪ ،‬وأفاد النجارون‬
‫من أخشابها في المجاالت العديدة للصناعات الخشبية واألعمال اإلنشائية‬
‫المختلفة‪ ،‬وخاصة في صنع بعض المشغوالت الخشبية(‪.)2‬‬
‫وبالتالي فقد نالت زراعة وغرس األشجار في مصر أولوية مهمة في‬
‫سياسة الحكومات عبر العصور‪ ،‬وشهد ذلك تشجيعا منهم على وضع نظم‬
‫وآليات لزراعتها وحمايتها مع وضع قوانين تحذر إتالفها أو قطعها‪ ،‬وظهر ذلك‬
‫جليا خالل العصرين اليوناني والروماني‪ ،‬حيث اهتمت الحكومات المتعاقبة‬
‫بزراعة أنواع عديدة من األشجار‪ ،‬وعلى رأسها أشجار الصنوبر‪ -‬وهي من أهم‬
‫األنواع المستخدمة في الصناعات الخشبية ‪ -‬للحد من الكميات المستوردة‬
‫منها‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل أوراق البردي‪ ،‬التي تظهر اهتمام الحكومة بزراعة‬
‫عدد ثالثمائة من أشجار الصنوبر في منطقة فالدلفيا "‪ "Philadelphia‬حول‬
‫مزارع العنب والزيتون(‪.)3‬‬
‫ولعل هذه السياسة التي تبنتها الحكومة خالل العصرين اليوناني‬
‫والروماني مردها اختالف األوضاع السياسية واالقتصادية والحربية عن عصر‬
‫الفراعنة‪ ،‬ويأتي في مقدمة هذا تالشي الهيمنة المصرية التي أخضعت تحت‬
‫كثير من المناطق األجنبية‪ ،‬التي عرفت بثراء األخشاب الجيدة‪ ،‬وكانت‬
‫قبضتها ا‬
‫ترسل تلك األخشاب إلى مصر كنوع من الجزية‪ ،‬ولم يكن كذلك الحصول على‬
‫األخشاب المستوردة يتم في سهولة ويسر‪ ،‬فقد كان يصاحبه عناء المشقة‬
‫والسفر وكثرة النفقات‪ ،‬وما صاحب ذلك من سوء الحالة االقتصادية للدولة‬
‫جلي على األخشاب ومنتجاتها في الفترات‬ ‫ّ‬ ‫واألفراد‪ ،‬وانعكس ذلك بشكل‬
‫الالحقة‪ ،‬ومن ثم كانت مصر فقيرة نوعا ما من حيث المصادر الخشبية الالزمة‬

‫‪- 317 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫للصناعة؛ حيث عجزت األخشاب المحلية عن سد االحتياجات الصناعية‬


‫المختلفة‪ ،‬األمر الذي اضطرت معه الحكومات إلى استيراد بعض األخشاب‬
‫األجنبية؛ لسد العجز في احتياجات الصناعة(‪.)4‬‬
‫وبالتالي كان المصري منذ أقدم العصور يستخدم األخشاب في إقامة‬
‫مبانيه وفي صناعاته‪ ،‬فكان يصنع سقف مقبرته من الخشب‪ ،‬وكذلك كان‬
‫يستعمله في بناء السفن‪ ،‬وفي األدوات المنزلية‪ ،‬ومن ثم فإن مصر طوال‬
‫تاريخها لم يكن لديها األخشاب الكافية لسد حاجاتها‪ ،‬لذلك لجأت إلى جلب‬
‫األخشاب الالزمة لها من البالد المجاورة وبخاصة من بالد سوريا وما‬
‫جاورها(‪.)5‬‬
‫وعليه فقد تنوعت مصادر األخشاب في مصر‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫األشجار المحلية‪ ،‬التي كانت تنمو داخل مصر‪ ،‬وتعددت ما بين أشجار‬
‫الجميز والسنط واألثل والبرساء والصفصاف والخروب والنبق والهجليج والنخيل‬
‫وبعض أشجار الفاكهة‪ ،‬وتميزت أخشابها بطولها ومتانتها؛ إال أنها لم تكن‬
‫بنفس القيمة مقارنة باألخشاب المستوردة‪ ،‬حيث ظلت مصر منذ أقدم العصور‬
‫وحتى وقتنا الحالي في حاجة إلى جلب األخشاب‪ ،‬فقديما استوردت مصر‬
‫األخشاب من بالد ‪ :‬بونط‪ ،‬وآشور‪ ،‬والحيثيين‪ ،‬وفينقيا (لبنان)‪ ،‬والنهرين‪ ،‬وزاهي‬
‫«سوريا»‪ ،‬وفلسطين‪ ،‬ومن أهم األخشاب التي تم استيرادها‪ :‬األرز‪ ،‬واألبنوس‪،‬‬
‫والسرو‪ ،‬وشجر العرعر‪ ،‬والبلوط‪ ،‬والصنوبر(‪.)6‬‬
‫وكما تنوعت مصادر األخشاب في مصر قبل العصر البيزنطي؛ تنوعت‬
‫كذلك الصناعات القائمة عليها(‪ ،)7‬حيث استخدم النجار المصري العديد من‬
‫األخشاب المحلية واألجنبية؛ في تنفيذ الصناعات المختلفة في كثير من‬
‫المجاالت‪ ،‬ومنها األثاث الجنائزي والسكني‪ ،‬وأدوات الز ارعة والصناعة والبناء‪،‬‬
‫وكذلك صناعة السفن والقوارب وغيرها(‪.)8‬‬

‫‪- 318 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫األخشاب يف مصر خالل العصر البيزنطي‪:‬‬


‫وفيما يتعلق بالثروة الخشبية في مصر خالل العصر البيزنطي فإن‬
‫كثير عما كان عليه في العصور السابقة على تلك الفترة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫الحال لم يختلف‬
‫حيث ورث المصريون خالل تلك الفترة كافة مظاهر الحياة‪ ،‬وورثوا كذلك‬
‫الوضع القائم للثروة الخشبية آنذاك‪ ،‬فعلى الرغم من توافر ثروة من األخشاب‬
‫المحلية في مصر خالل العصر البيزنطي؛ إال أنها لم تكن كافية في سد‬
‫الحاجة للصناعات المتعددة؛ من بناء وصناعة أثاث وتشييد السفن؛ لذا لجأت‬
‫اإلدارة المصرية في هذا الوقت كغيرها من واليات الدولة البيزنطية إلى استيراد‬
‫األخشاب من المناطق الخارجية؛ لسد العجز في الفجوة الناشئة في األخشاب‬
‫من حيث الكم والكيف‪ ،‬ومن ثم استمر تنوع األخشاب في مصر خالل العصر‬
‫البيزنطي‪ ،‬سواء أكانت من األنواع المحلية التي نمو داخل مصر؛ أو تلك‬
‫األخشاب التي يتم استيرادها من الخارج‪.‬‬
‫ا‬
‫أوًل‪ :‬أخشاب األشجار احمللية ‪:‬‬
‫توافرت ثروة خشبية في مصر خال العصر البيزنطي؛ متمثلة في‬
‫األشجار المحلية مثل الزيتون والنخيل والسنط الجميز واألثل والنبق‪ ،‬وكان لها‬
‫استخدامات متعددة ومتنوعة في الصناعات واالحتياجات المختلفة‪ ،‬وقد تنوعت‬
‫األخشاب المحلية في مصر خالل تلك الفترة ومنها‪-:‬‬
‫‪ )1‬خشب السنط ‪:‬‬
‫تواجد خشب السنط في العديد من المناطق داخل مصر خالل العصر‬
‫البيزنطي‪ ،‬ومنها أكسرنخوس "البهنسا"‪ ،‬وهيرموبولس "األشمونين" وبانوبوليس‬
‫"أخميم" وأسيوط وقوص‪ ،‬وغيرها من البلدان المصرية خالل تلك الفترة‪ ،‬ويتميز‬
‫ذلك النوع من األخشاب بالمتانة والصالبة‪ ،‬وأن أليافه مموجة يتخللها عروق داكنة‬
‫كما أنه مقاوم للماء والحشرات لذلك فقد استخدم على نطاق واسع في صناعة‬
‫األثاث واألدوات والمراكب وبعض الصناعات التي تحتاج إلى متانة مثل‬
‫الوصالت الخشبية باإلضافة إلى جودته في أعمال الحفر والكتابة(‪.)9‬‬

‫‪- 319 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫‪ )2‬خشب النخيل ‪:‬‬


‫هي من أهم األشجار التي تنمو في مصر وأكثرها انتشارا؛ فهي تنمو‬
‫ويتم زراعتها في أجزاء متناثرة في جميع ربوع مصر‪ ،‬وهي أيضا متنوعة ما بين‬
‫أخير أخشاب نخيل العرجون(‪،)10‬‬
‫أخشاب نخيل البلح وأخشاب نخيل الدوم و ا‬
‫وتمتاز بدوام خضرتها وضخامتها وعلو ارتفاعها الذى يناهز عشرون مت ار‪ ،‬كما‬
‫أنها ال تتكاثر بذاتها بل تعتمد على نشاط األنسان‪ ،‬هذا ويتميز خشبها بلونه‬
‫الغامق وصالدته وقوته‪ ،‬لذا كان يستخدم في تركيبات العناصر المعمارية‪،‬‬
‫وسواقي المياه واألدوات الزراعية(‪.)11‬‬
‫‪ )3‬خشب اجلميز‪:‬‬
‫انتشرت أشجار الجميز في جهات مختلفة في مصر‪ ،‬وهي من أحسن‬
‫األنواع مقاومة للتغيرات الجوية والمائية‪ ،‬فهي تنمو في المناطق المعتدلة المناخ‪،‬‬
‫وتمتاز بضخامتها وعلو ارتفاعها الذي يناهز عشرون مترا‪ ،‬وهى من األشجار‬
‫المعمرة‪ ،‬وتعطى ألواح خشبية كبيرة‪ ،‬ولكنها خشنة وقليلة الكثافة‪ ،‬ومن خصائص‬
‫خشب الجميز المرونة والليونة وسهولة التشكيل وتشغيله‪ ،‬ويتميز بلون فاتح مائل‬
‫إلى االحمرار أو االصفرار‪ ،‬وتكثر به الرطوبة؛ مما يعرضه لإلصابة بالفطريات‬
‫والحشرات‪ ،‬فضال عن تأثره الشديد والسريع بالتغيرات المفاجئة في درجات الح اررة‬
‫والرطوبة‪ ،‬وهو من أكثر األنواع استخداما في األبواب واألحجبة‪ ،‬واجماال تعد‬
‫أخشاب شجر الجميز من أكثر أنواع األخشاب المحلية استخداما في مصر خالل‬
‫العصر البيزنطي(‪.)12‬‬
‫‪ )4‬خشب األثل‪:‬‬
‫هي أيضا من األشجار المحلية التي انتشرت في مصر‪ ،‬وكان أغلب‬
‫(‪)13‬‬
‫تواجدها في العصور السابقة ‪ -‬على العصر البيزنطي ‪ -‬في إقليم أرسينوي‬
‫"الفيوم"‪ ،‬وخالل العصر البيزنطي كانت أشجار األثل موجودة في جميع األقاليم‬
‫المصرية‪ ،‬حيث تواجد منها نوعان ‪ :‬األول منها كان سامق العود‪ ،‬ويعرف في‬
‫اللغة العربية بـ "األثل"؛ أما النوع الثاني فكان قصير العود ضامر الفرع ويسمى بـ‬

‫‪- 320 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫"الطرفاء"‪ ،‬ونتيجة لقلة جودة أخشاب شجر األثل؛ فلم يعتمد عليها النجارون خالل‬
‫العصر البيزنطي في صناعة األثاث‪ ،‬واستخدمت لألغراض الشخصية مثل‬
‫المكاحل والمراكب‪ ،‬وكذلك في صنع العربات وبعض اآلالت الزراعية(‪.)14‬‬
‫‪ )5‬خشب (الربساء) اللبخ ‪:‬‬
‫هو من أهم أنواع الخشب وخاصة في صناعة السفن‪ ،‬وجرت زراعته‬
‫في أماكن متفرقة داخل مصر خالل العصر البيزنطي‪ ،‬ومنها أقاليم البحر‬
‫األحمر‪ ،‬وبعض المناطق في وادي النيل‪ ،‬وخاصة مناطق أنصتا وقالمون‬
‫والفيوم‪ ،‬ويتنوع لونه بين اللونين األسود والبني الفاتح‪ ،‬ويتميز خشبه بالصالدة‪،‬‬
‫ووجدت منه عدة أنواع‪ ،‬تميزت بصالبتها ومقاومتها للظروف المناخية‪ ،‬وكان‬
‫لها استخدامات مختلفة بخالف صناعة السفن؛ منها بعض األدوات المنزلية‬
‫والزراعية(‪.)15‬‬
‫‪ )6‬خشب الصفصاف ‪ Willow‬واخلرنوب (اخلروب) ‪-: Carob‬‬
‫هي أشجار مستوطنة في مصر طوال عصورها‪ ،‬حيث تعتبر شجرة‬
‫الصفصاف عريقة في القدم‪ ،‬وخشبها لونه فاتح‪ ،‬ناعم الملمس‪ ،‬ويتسم بالليونة‪،‬‬
‫وقابل لإلصابة بالحشرات والفطريات‪ ،‬أما عن شجر الخرنوب (الخروب) فتتميز‬
‫هي األخرى بصالبتها‪ ،‬ولونها المائل إلى الحمرة‪ ،‬وبصفة عامة وخالل فترة‬
‫العصر البيزنطي في مصر كان استخدام أخشاب هذه األشجار ناد ار‪ ،‬حيث‬
‫اقتصر استخدامه على أشغال النجارة الدقيقة؛ مثل عمل األفاريز‪ ،‬وصنع‬
‫الصناديق ومقابض السكاكين(‪.)16‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق اعتمد النجار المصري خالل العصر البيزنطي على‬
‫العديد من األشجار المحلية التي كانت تنمو أو يتم زراعتها في مصر خالل العصر‬
‫البيزنطي‪ ،‬والتي استخدمها النجارون في العديد من أعمال النجارة المختلفة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫خشب السدر ‪ ( Sidder‬النبق ) الذي كان يطلق عليه أيضا اسم "السد" واسم "الشنتي‬
‫الكورنيائي"‪ ،‬وموطنه األصلي هو إقليم برقة إلى الغرب من مصر‪ ،‬وكان يزرع في‬
‫مصر على نطاق محدود‪ ،‬واستخدم في صنع العديد من المقاصير والمشغوالت‬

‫‪- 321 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫الخشبية‪ ،‬وخشب الزيتون الذي بدأت زراعته في مصر خالل عصر البطالمة‪،‬‬
‫واستمر ذلك خالل العصر البيزنطي‪ ،‬حيث كان له أهمية خاصة لدى المصريين في‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬وأعز أنواعها لديهم؛ حيث ورد ذكره في الكتاب المقدس‪ ،‬لذا صنعوا منه‬
‫ختم الخبز المقدس‪ ،‬الذى يستخدم في الصلوات الكنسية‪ ،‬وبوجه عام كان خشب‬
‫الزيتون مناسبا لألشغال ذات التفاصيل الدقيقة‪ ،‬وخاصة أعمال الحفر الخشبية‪،‬‬
‫وأيضا خشب أشجار التوت التي تتميز بأن أليافها غير قابلة للكسر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تداخل األلياف بصورة كبيرة‪ ،‬سواء في االتجاه الطولي أو االتجاه العرضي‪ ،‬وكان‬
‫الفالح المصري خالل العصر البيزنطي يقوم بقطعها عندما تكبر في السن‬
‫ويستفاد من خشبها‪ ،‬هذا عالوة على أخشاب شجر اهلجليج‪ ،‬واملخيط‪ ،‬والرومان‪،‬‬
‫والتني‪ ،‬واللوز‪ ،‬وغيرها من األشجار التي انتشرت في األقاليم المصرية(‪.)17‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬أخشاب األشجار األجنبية املستوردة ‪:‬‬
‫استمر المصريون خالل العصر البيزنطي في سياستهم المتعلقة‬
‫باستيراد األخشاب من البلدان الخارجية؛ وخاصة مع عدم توفر الكميات‬
‫المطلوبة من تلك األنواع داخل األرضي المصرية؛ نتيجة لقلة المزروع منها‬
‫هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر قلة جودة األخشاب المحلية‪ ،‬وعدم قدرتها على‬
‫سد حاجة أنواع بعينها من أعمال النجارة وتشكيل األخشاب‪ ،‬ولم تساعد كل‬
‫من النجار والفنان على إخراج القطع بالصورة التي يرغبون فيها‪ ،‬لذلك سعى‬
‫في الحصول على األخشاب الجيدة من أقاليم الشرق والشمال والجنوب‪ ،‬وأهمها‬
‫أخشاب الساج والصنوبر والجوز واألرز والبلوط واألبنوس‪.‬‬
‫‪ )1‬خشب الساج‪:‬‬
‫هو من األخشاب الصلدة‪ ،‬وتم استيراده من بالد الهند‪ ،‬ويعرف أيضا‬
‫بخشب الورد‪ ،‬ويعتبر من أغلى األنواع على اإلطالق‪ ،‬ويتميز بتعدد ألوانه‬
‫وجمال أليافه واندماج ثمرته بشكل يجعله كقطعة متجانسة‪ ،‬ويمتاز بالصالدة‬
‫الفائقة وبتحمله للتأثيرات الجوية وخاصة األجواء الباردة والرطبة‪ ،‬ويمتاز بأنه‬
‫يحوى بين أليافه مادة زيتية أو دهنية تجعله يعيش فترة طويلة دون التأثر بالجو‬

‫‪- 322 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫أو الحشرات التي تؤدى إلى تسوسه‪ ،‬وهو ال يقبل الصقل أو التشغيل بسهولة‪،‬‬
‫ويحتاج إلى مهارة فنية ويستخدم في صناعة التوابيت واألبواب والخشب الخرط‬
‫الذي يستخدم في التحف(‪.)18‬‬
‫‪ )2‬خشب الصنوبر ‪:‬‬
‫يتميز بأنه من األخشاب اللينة‪ ،‬سهلة التطويع‪ ،‬واستوردت منه مصر‬
‫خالل العصر البيزنطي أنواع متعددة‪ ،‬من بالد سوريا وآسيا الصغرى وحوض‬
‫البحر المتوسط‪ ،‬منها‪ :‬الصنوبر األبيض‪ ،‬واألصفر‪ ،‬والراتنجي‪ ،‬وكل نوع من‬
‫هذه األخشاب له خصائصه ومميزاته التي تجعله صالحا ألغراض معينة في‬
‫اإلنشاء أو النجارة أو الزخرفة‪ ،‬ويعد خشب الصنوبر الراتنجي من أكثر األنواع‬
‫التي تم استيرادها من أخشاب الصنوبريات‪ ،‬ولونه يميل إلى االحمرار‪ ،‬وأليافه‬
‫قوية‪ ،‬ويحتوى على مادة صمغية بنسبة كبيرة‪ ،‬ويعاب علية كثرة العقد‪ ،‬ويعرف‬
‫في السوق المحلى باسم الخشب العزيزي‪ ،‬ويعتبر من أفضل الصنوبريات من‬
‫حيث الجودة والشكل الجميل‪ ،‬وهو ال يتأثر بالعوامل الجوية؛ وخاصة الرطوبة‪،‬‬
‫وهذا يجعله من أفضل األخشاب‪ ،‬وكان يستخدم غالبا في حفر األفاريز وعمل‬
‫األبواب(‪.)19‬‬
‫‪ )3‬خشب اجلوز ‪:‬‬
‫يستورد خشب الجوز من أسيا الصغرى والهند وبالد األناضول وأوروبا‪،‬‬
‫وهو خشب صلد متين‪ ،‬يقبل الصقل والتشكيل بسهولة‪ ،‬ويتميز بوجود شكل‬
‫تجاذيع؛ نظ ار ألن أليافه تميل إلى أكثر من درجة لونية‪ ،‬وهو ال يتأثر بفعل‬
‫الرطوبة والح اررة‪ ،‬ويشمل نوعان‪ :‬النوع األول منها هو الذي يتم استيراده من آسيا‬
‫الصغرى وبالد األناضول وأوروبا‪ ،‬ولونه بني فاتح يميل إلى الرمادي‪ ،‬ويختلف‬
‫شكل أليافه باختالف البالد المنتجة له‪ ،‬أما النوع الثاني من أخشاب الجوز فهو‬
‫المستورد من بالد الهند‪ ،‬ولونه أبيض ناصع يميل قليال إلى االصفرار‪ ،‬ومنه أنوع‬
‫داكنة اللون‪ ،‬وأليافه مندمجة كثيرة التعاريج من أثر نمو الحلقات السنوية‪ ،‬وبوجه‬
‫عام استخدمت أنواع خشب الجوز في صنع األثاث وفي صناعة األبواب وفى‬
‫أشغال الحفر والتطعيم(‪.)20‬‬

‫‪- 323 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫‪ )4‬خشب العرعر ‪:‬‬


‫تعددت أنواع هذه األشجار فمنها ما ينمو بأعداد كثيرة بسوريا واسيا‬
‫الصغرى‪ ،‬ويبلغ ارتفاعه حوالى عشرون مت ار‪ ،‬واستخدمت أخشاب هذه األشجار‬
‫في صنع أجزاء من التوابيت وبعض مساند الرأس والصناديق‪ ،‬فضال عن عدد‬
‫من األدوات وبعض العناصر المعمارية كاألبواب وغير ذلك من قطع األثاث‬
‫المختلفة(‪.)21‬‬
‫‪ )5‬خشب األبنوس‪:‬‬
‫من أهم األخشاب المستورة في مصر خالل العصر البيزنطي‪ ،‬وهي‬
‫من األشجار المقدسة لدي المصريين‪ ،‬لذكرها في الكتاب المقدس‪ ،‬وتم‬
‫استيرادها من بالد أثيوبيا وجنوب السودان وبالد النوبة‪ ،‬وكان خشب األبنوس‬
‫يستخدم في صنع العديد من المنتجات‪ ،‬وأهمها األبواب الضخمة‪ ،‬واستخدم‬
‫أيضا في عمل الحشوات الصغيرة نظ ار للونه الداكن المميز(‪.)22‬‬
‫‪ )7‬خشب األرز‪:‬‬
‫هي أيضا من األشجار المقدسة لدي المصريين‪ ،‬وذكرت أيضا في‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬تم استيراد خشب األرز بكميات كبيرة من بالد فينيقيا وسوريا‬
‫وبيزنطة وشمال أفريقيا‪ ،‬فهو من األخشاب اللينة خفيفة الوزن والمقاومة‪ ،‬تتنوع‬
‫ألوانه ما بين األحمر الفاتح والبني الغامق واألبيض المائل إلى االصفرار‪ ،‬وله‬
‫استخدامات عديدة‪ ،‬منها صناعة األسقف وتبطين الصناديق والحوائط الداخلية‬
‫للمباني(‪.)23‬‬
‫‪ )8‬خشب البلوط ‪:‬‬
‫استورد المصريون كذلك أخشاب البلوط خالل العصر البيزنطي‪ ،‬وذلك‬
‫من مناطق آسيا الصغرى والقسطنطينية‪ ،‬وكان يتميز باندماج أليافه ومرونته‬
‫ومسامه الواسعة‪ ،‬ولونه ناصع البياض‪ ،‬وأستخدم في األغراض اإلنشائية وفي‬
‫صناعة السفن واألثاث(‪.)24‬‬

‫‪- 324 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫وباإلضافة إلى ما سبق استوردت مصر خالل العصر البيزنطي أنواع‬


‫أخرى من األخشاب الصلدة واللينة‪ ،‬منها خشب السرو ذو اللونين األصفر‬
‫الفاتح والبني الفاتح‪ ،‬وهو خفيف الوزن‪ ،‬وهو سهل التشغيل؛ نتيجة لخواصه‬
‫التي تجعله أكثر تحمال لالستخدامات الداخلية في األبواب وتزيين الواجهات‬
‫صواري المراكب الشراعية وغيرها‪ ،‬ومنها أيضا خشب املاهوجني‬
‫‪ ،Mahogany‬ويتميز بجمال أليافه وبلونه األحمر‪ ،‬وهو متعدد األنواع حسب‬
‫البلد المنتجة له‪ ،‬ويستعمل في صناعة األثاث‪ ،‬وكذلك خشب الزان ‪،Beech‬‬
‫وهو من األخشاب الصلدة‪ ،‬ولونه بني فاتح مائل لالحمرار‪ ،‬وأغلب استخداماته‬
‫تكون في األشغال األثاث‪ ،‬وكذلك استوردوا عدد من األخشاب اللينة‪ ،‬مثل‬
‫أخشاب التنوب ‪ Fire‬المقاوم للزمن‪ ،‬بألوانه األصفر واألحمر الفاتح‪ ،‬ويستخدم‬
‫في جميع أغراض اإلنشاء‪ ،‬وهناك خشب الالريس ‪ Larch‬الذي يشبه أخشاب‬
‫السرو والتنوب‪ ،‬وهو خشب قوي ذو لون بني فاتح وغامق‪ ،‬ويستخدم في تغطية‬
‫أخير خشب الشوكران ‪ Hemlock‬ذو النسيج الدقيق‬ ‫المراكب والسفن‪ ،‬و ا‬
‫واأللياف المستقيمة‪ ،‬وهو سهل اللصق بين ألواحه‪ ،‬ويستخدم في اإلنشاءات‬
‫العامة(‪.)25‬‬
‫ا‬
‫ثالثا ‪:‬الصناعات القائمة على األخشاب واستخداماتها يف مصر خالل‬
‫العصر البيزنطي‪-:‬‬
‫تفوق المصريون في العصر البيزنطي أكثر من غيرهم في الصناعات‬
‫المرتبطة باألخشاب‪ ،‬واحتلت المشغوالت الخشبية جانبا مهما من تطور الفن‬
‫المصري خالل العصر البيزنطي؛ ويمكن القول بأن المصريين خالل العصر‬
‫المسيحي طوروا إنتاجهم الفني الذي ورثوه عن أسالفهم‪ ،‬والمعبر عن إبداعات‬
‫فنية غاية في الدقة والروعة للنحت الخشبي‪ ،‬األمر الذي يأتي دليال على تمكن‬
‫المصريون من خام األخشاب‪ ،‬وتجلي تفوقهم بفن النجارة؛ من خالل درايتهم‬
‫الكاملة باألنواع المختلفة والمتميزة لألخشاب المتوفرة في تلك الفترة‪ ،‬فكما تقدم‬
‫فإنهم لم يكتفوا باستخدام األنواع المحلية من األخشاب‪ ،‬مثل ‪ :‬خشب السنط‬

‫‪- 325 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫والجميز واللبخ والنبق والصفصاف؛ بل استوردوا أجود أنواع األخشاب من‬


‫الخارج‪ ،‬مثل ‪ :‬خشب األبنوس واألرز والصنوبر(‪.)26‬‬
‫ومن ثم فقد استخدموا األخشاب بكثرة في أغراض متعددة‪ ،‬مثل أعمال‬
‫النجارة في صنع المذابح والحشوات الدقيقة التي كانت توضع في أفخم وأجمل‬
‫األبواب وأحجبة الهياكل والكرانيش واألعتاب العلوية‪ ،‬وكذلك استخدموها في‬
‫تخشيب األرضيات وتبطين بعض الحوائط في المنازل والمقابر‪ ،‬كما استخدم‬
‫الخشب في صناعة األثاث وتوابيت الموتى‪ ،‬وكذلك صناعة السفن ومراكب‬
‫الصيد‪ ،‬وصناعة التحف الفنية المزخرفة‪ ،‬وبصفة عامة فإن األخشاب في‬
‫مصر خالل العصر البيزنطي شاع استخدامها في صناعة السقوف وزخرفتها‬
‫وأيضا في عمل الحليات الخشبية المزخرفة في الكنائس واألديرة الكائنة حتى‬
‫اآلن‪ ،‬وكذلك في صناعة توابيت القديسين وكراسي اإلنجيل المطعمة وبعضها‬
‫محفوظ في قسم األخشاب بالمتحف القبطي(‪.)27‬‬
‫وكان المصريون عند استخدامهم لألخشاب المحلية يقطعونها ألواحا‬
‫تجف‬
‫ّ‬ ‫ويسكبون عليها المياه‪ ،‬ثم يتركونها تحت أشعة الشمس مدة كافية حتى‬
‫وكي ال تلتوى بعد صنعها تبعا لتغير ح اررة الجو‪ ،‬ومن تلك األخشاب كانت‬
‫هناك أنواع لها رائحة ذكية تساعد على منع الحشرات التي تفتك بها سريعا‪،‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من األخشاب مثل خشب اللبخ كان الصناع يقطعون‬
‫أخشابها إلى ألواح متعددة‪ ،‬ثم يربطون كل لوحين منها معا‪ ،‬ويغمرانهما في‬
‫الماء لمدة ستة أيام‪ ،‬حيث بعد مرور تلك الفترة يندمجان ويصيران قطعة‬
‫واحدة‪ ،‬وعندما استوردوا األصناف األخرى من الخارج نشأت لديهم طريقة‬
‫تطعيم الخشب‪ ،‬فصنعوا البرواز الخارجي من الخشب العادي‪ ،‬ثم زينوا سطحه‬
‫بحشوات منقوشة من أنواع أخرى؛ األمر الذي أكسبها رونقا وبهاء(‪.)28‬‬
‫هذا وتفيد العديد من البرديات أنه كان هناك انتشار لعدد كبير من ورش‬
‫النجارين في أغلب المدن المصرية خالل العصر البيزنطي‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ورش‬
‫النجارة في هيرموبولس "األشمونين" وأكسرنخوس "البهنسا" وأنطونيوبولس "الشيخ‬

‫‪- 326 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫عبادة"‪ ،‬التي ساهمت في الثورة اإلنشائية داخل تلك األقاليم‪ ،‬وهناك كثير من عقود‬
‫التأسيس أو المشاركة‪ ،‬المتعلقة بإنشاء ورش للنجارة‪ ،‬ومنها عقد من مدينة‬
‫أنطونيوبولس‪ ،‬والذي ينص على اتفاق بين شخصين على إنشاء ورشة للنجارة‪،‬‬
‫وذكر في العقد أن الربح والخسارة يتحمله الشريكان بالتساوي‪ ،‬ومن خالل هذه‬
‫الورش نبغ النجار المصري في صنع العديد من المنتجات الخشبية المتنوعة‪ ،‬في‬
‫مجاالت عدة متعلقة باإلنشاءات والعمارة والسفن‪ ،‬سواء أكانت متعلقة باألثاث أو‬
‫األدوات المنزلية أو األدوات الزراعية‪ ،‬وكذلك السفن التجارية والحربية‪ ،‬وكذلك‬
‫المنتجات الجنائزية أو التي وجدت داخل الكنائس وغيرها من المنتجات الخشبية‪،‬‬
‫التي أنتجها المصون خالل هذا العصر(‪.)29‬‬
‫وعالوة على ورش النجارة التي كانت موجودة في المدن المصرية خالل‬
‫العصر البيزنطي‪ ،‬انتشر النجارون في الضياع الكبيرة وفي القري الصغيرة‪،‬‬
‫حيث كان لكل ضيعة أو قرية نجار أو مجموعة من النجارين‪ ،‬يقومون على‬
‫صناعة المنتجات الخشبية‪ ،‬لسد حاجة سكان تلك المناطق‪ ،‬ومنها مالك‬
‫األراضي والفالحين وغيرهم‪ ،‬ومن ذلك تذكر إحدى البرديات أن "أبيون"‬
‫"‪ "Apion‬أحد كبار مالك األراضي في أكسرنخوس قد استعان بالعديد من‬
‫النجارين‪ ،‬وذلك للقيام بأعمال االصطالحات والترميمات الالزمة داخل‬
‫ضيعته(‪.)30‬‬
‫ومما سبق يتضح مدى براعة ومهارة المصريون وعلى رأسهم الرهبان‬
‫في صناعة النجارة خالل العصر البيزنطي‪ ،‬وتأتي المنتجات الخشبية الباقية‬
‫من هذا العصر دليال على طول باعهم ودقتهم في هذه الصناعة‪ ،‬حيث تشير‬
‫النصوص على احتراف الرهبان لهذه المهنة‪ ،‬وتشير كذلك لتنوع عدد وآالت‬
‫النجارة‪ ،‬األمر الذي ساعد على رواج هذه الصناعة في مصر؛ وخاصة خالل‬
‫الفترة الواقعة بين القرنين الخامس والسابع الميالديين(‪.)31‬‬
‫وتأتي صناعة السفن(‪ )32‬في مقدمة تلك الصناعات الخشبية‪ ،‬التي برع‬
‫فيه المصريون خالل العصر البيزنطي‪ ،‬بعدما زادت الحاجة لصناعة السفن‪،‬‬

‫‪- 327 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫واستخدموا لذلك أخشاب بعينها‪ ،‬سواء المحلية منها أو المستورة‪ ،‬حيث استخدم‬
‫في النيل القوارب‪ ،‬وكذلك استخدمت السفن ذات الشحنات الكبيرة في البحرين‬
‫األبيض واألحمر‪ ،‬لذلك اهتمت اإلدارة المصرية بتطوير دار صناعة السفن‪،‬‬
‫التي كانت موجودة في مدينة اإلسكندرية‪ ،‬وأوقفت عليها األموال‪ ،‬وكذلك كانت‬
‫تصل إليها األخشاب المحلية عن طريق النيل‪ ،‬وأيضا كان يتم توفير األخشاب‬
‫المستوردة للصناع دار صناعة السفن عن طريق السوق الكبير بالمدينة‪ ،‬ومن‬
‫خالل دار صناعة السفن أنتج الصناع المصريون كثير من أنواع السفن‬
‫التجارية والحربية‪ ،‬التي استخدمت داخل مصر‪ ،‬وكذلك داخل الواليات البيزنطية‬
‫المختلفة‪ ،‬وهو األمر الذي استمر في مصر‪ ،‬حتى بعد الفتح اإلسالمي عام‬
‫‪20‬هـ ‪641 /‬م(‪.)33‬‬
‫هذا وقد استخدمت أنواع عدة من األخشاب في صناعة القوارب‬
‫والسفن‪ ،‬ومن أمثلة األخشاب المحلية التي استخدمت في ذلك أخشاب اللبخ‬
‫واألثل‪ ،‬وكذلك استخدمت أخشاب النخيل والجميز في إصالح القوارب والمراكب‬
‫الصغيرة‪ ،‬ولعل أهم األشجار المحلية المستخدمة في صناعة السفن هو خشب‬
‫السنط‪ ،‬الذي يأتي من أكسرنخوس وهيرموبولس وبانابولس‪ ،‬حيث كان النجارون‬
‫يقطعون أخشابه إلى ألواح‪ ،‬يبلغ طول كل منها ذراعان(‪ ،)34‬ثم يصنعون منه‬
‫السفن‪ ،‬بدءا من الهيل وانتهاء بالجسد‪ ،‬هذا ويأتي على رأس األخشاب‬
‫المستوردة التي تم استخدامها في صناعة السفن أخشاب األبنوس واألرز‬
‫نظر لجودتها وتنوعها‬
‫ا‬ ‫والبلوط‪ ،‬التي تعد المكون الرئيسي في تلك الصناعة؛‬
‫وأطوالها‪ ،‬وكذلك قابليتها للتطويع المطلوب في صناعة السفن(‪.)35‬‬
‫‪Ammianus‬‬ ‫وفي هذا الشأن يذكر أميانوس ماركلينوس‬
‫‪ Marcellinus‬المؤرخ الروماني المعاصر‪ ،‬وهو بصدد الحديث عن مصر ‪-‬‬
‫بعد زيارته لها لعدة مرات خالل القرن الرابع الميالدي ‪ -‬عندما قيام اإلمبراطور‬
‫قسطنطين (‪337 – 306‬م) بنقل المسالت الفرعونية منها إلى روما‪ ،‬ويذكر‬
‫أنها عندما وصلت إلى اإلسكندرية قامت دار صناعة السفن في المدينة ببناء‬

‫‪- 328 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫سفينة ضخمة لنقل تلك المسلة إلى روما عبر البحر المتوسط‪ ،‬وأن هذه السفينة‬
‫كانت تحتوي على ثالثمائة مجداف‪ ،‬حيث يقول "أما قسطنطين ‪ ....‬فانتزع‬
‫العمود الضخم – يقصد المسلة‪ -‬من قاعدته ‪ ....‬من أحد المعابد وأقامها في‬
‫روما ‪ ....‬وقد تركها ملقاه على األرض مدة طويلة ريثما أعدت أدوات رفعها‪،‬‬
‫فلما حملت على ماء النيل ووصلت إلى اإلسكندرية؛ ابتنيت لها سفينة في حجم‬
‫لم يعهد من قبل يدفعها ثلثماية مجداف"(‪.)36‬‬
‫ومن ثم فقد برع المصريون في صناعة السفن التجارية والحربية على‬
‫ٍ‬
‫حد سواء؛ فنظ ار لموقع مصر الجغرافي وأهميتها االقتصادية والتجارية فقد أدى‬
‫هذا إلى ضرورة امتالكها ألسطول ضخم من السفن التجارية هذا من ناحية‪،‬‬
‫ومن ناحية أخرى دفعت الحاجة لحمياتها والدفاع عنها من ناحية البحر كان‬
‫البد من أن تمتلك أيضا أسطوال حربيا ضخما‪ ،‬وعلى هذا تنوعت السفن الحربية‬
‫التي صنعت في مصر ما بين البوارج الضخمة التي تسع ألف رجل‪ ،‬والطرادات‬
‫(السفن الصغيرة) التي تحمل مائة رجل‪ ،‬هذا عالوة على السفن التي كانت‬
‫تحمل المجانيق وآالت رمي الحجارة والصروح العالية التي تساعد على اقتحام‬
‫األسوار والحصون البحرية(‪.)37‬‬
‫ولعل ما يأتي دليال على تفوق المصريون في صناعة السفن دورهم في‬
‫صناعة األساطيل البحرية اإلسالمية وخاصة في مصر عقب الفتح اإلسالمي‬
‫لها عام ‪20‬هـ ‪641 /‬م‪ ،‬حيث لعب المصريون (األقباط) دو ار بار از في إنشاء‬
‫األسطول اإلسالمي في مصر بعد الفتح‪ ،‬وذلك بعدما استعان بهم المسلمون‬
‫الفاتحون في صناعة السفن والمراكب؛ خاصة وأن المسلمين لم يكونوا على‬
‫خبرة أو دراية بمهارات الصُّناع والحرفيين‪ ،‬والمصريون هم أهل البالد وجلهم‬
‫من الحرفيين والمهنيين‪ ،‬ومن ثم ساهموا في بناء أسطول إسالمي قوي‪ ،‬وشارك‬
‫في ذلك األساقفة والرهبان أيضا(‪.)38‬‬
‫واألمر الذي ساعد في ذلك هو امتالك المصريون لألخشاب الجيدة‬
‫الالزمة‪ ،‬وخاصة أشجار السنط‪ ،‬التي تواجدت في أماكن كثيرة من مصر‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪- 329 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫أسيوط وأخميم وقوص واألشمونين‪ ،‬وهي أخشاب غالية الثمن‪ ،‬بلغ ثمن العود‬
‫الواحد منها بمدينة البهنسا مائة دينار‪ ،‬لذا خضعت لحماية ورقابة الدولة‪ ،‬التي‬
‫فرضت ضريبة على أشجار السنط(‪.)39‬‬
‫هذا ولم يساهم المصريون (األقباط) في بناء األسطول اإلسالمي في‬
‫مصر فقط؛ بل امتدت مساهمتهم وصناعتهم إلى بالد المغرب‪ ،‬فصنعوا أسطوال‬
‫إسالميا في تونس‪ ،‬بعدما تم استقدام ألف من األقباط المصريون بأسرهم إلى‬
‫تونس‪ ،‬للقيام بهذا األمر(‪.)40‬‬
‫هذا ومن الصناعات الخشبية التي برع فيها النجارون المصريون خالل‬
‫العصر البيزنطي هي صناعة األثاث‪ ،‬التي لم يتبق منها سوى عدد قليل من‬
‫القطع‪ ،‬والمحفوظة في عدد من المتاحف ومنها المتحف القبطي بالقاهرة‪،‬‬
‫وكانت تلك الصناعة تتسم بالدقة والجمال‪ ،‬واستخدموا في ذلك أنواع عديدة من‬
‫األخشاب‪ ،‬يأتي في مقدمتها أخشاب األبنوس واألرز‪ ،‬وتعطى البرديات التي‬
‫تضم نصوص قوائم عقود الزواج‪ ،‬وكذلك القوائم األخرى المتعلقة بالميراث؛‬
‫العديد من المعلومات عن أنواع األسرة واألرائك والمقاعد والمناضد‪ ،‬التي طعم‬
‫بعضها بالصدف والعاج وحفر خشبها‪ ،‬مما يأتي دليال على مهارة الصانع‬
‫المصري في ذلك العصر(‪.)41‬‬
‫وباإلضافة إلي ذلك على ذلك فقد استخدم النجار المصري األخشاب في‬
‫صناعة بعض األدوات المستخدمة في الكتابة‪ ،‬حيث كان من مواد الكتابة في‬
‫مصر خالل تلك الفترة اللوحات الخشبية‪ ،‬التي يتم الكتابة عليها‪ ،‬وخاصة في‬
‫كتابة تمارين المدارس(‪.)42‬‬
‫هذا عالوة على كثير من األدوات المستخدمة في مجاالت الصناعة‬
‫والزراعة‪ ،‬والتي يوجد بالمتحف القبطي عدد منها‪ ،‬ومثال ذلك األنوال الخاصة‬
‫بصناعة النسيج‪ ،‬والمحاريث الزراعية(‪.)43‬‬
‫وكذلك قام النجارون بصناعة األبواب الخشبية‪ ،‬من أخشاب الجميز‬
‫والصنوبر‪ ،‬وخاصة أبواب الكنائس واألديرة‪ ،‬التي برعوا في فنونها المختلفة‪ ،‬وما‬

‫‪- 330 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫يلفت االنتباه في فنون صناعة األبواب الدقيقة والحواجز الخشبية في الكنائس التي‬
‫يطلق عليها “حامل األيقونات(‪ ،”)44‬أنها تتكون من قطع صغيرة من الخشب‬
‫المخروط أو المنقوش حيث قاموا بتجميع أجزائها بعضها إلى بعض دون استعمال‬
‫المسامير أو الغراء في تثبيتها‪ ،‬وتركوا مسافات بين كل حشوة وأخرى‪ ،‬تحسبا لما‬
‫قد يحدث عادة في األخشاب مثل التمدد أو االنكماش‪ ،‬وذلك تبعا الختالف فصول‬
‫السنة‪ ،‬فيتسنى لها بذلك أن تتكيف حسب اختالف درجات الح اررة طوال العام‪،‬‬
‫وتحتوي القاعة رقم "‪ "20‬بالمتحف القبطي على العديد من القطع الخشبية‪ ،‬التي‬
‫تعود للحقبة البيزنطية ومنها األبواب‪ ،‬مثل ‪ :‬القطعة رقم ‪ ،1381‬وهو باب ذو‬
‫مصراعين من كنيسة الست بربارة‪ ،‬عوارضه من خشب الجميز‪ ،‬وحشواته من‬
‫خشب الجوز(‪.)45‬‬
‫وهو األمر نفسه في نجارة متعلقات المنازل من أبواب وشبابيك‪ ،‬حيث‬
‫كانت للبيوت أبواب خشبية كبيرة‪ ،‬ولها مزالج من الخشب‪ ،‬باإلضافة إلى األسقف‬
‫الخشبية‪ ،‬وأيضا كانت بعض المنازل تحتوي على حجاب من الخشب المنقوش أو‬
‫المعشق‪ ،‬يفصل بين الهيكل والقاعة‪ ،‬ويكون على أشكال هندسية مختلفة‪ ،‬ويحلى‬
‫بصور القديسين وأشكال مختلفة للصليب(‪.)46‬‬
‫أخير فقد تمت االستعانة بالنجارين في المشاركة في بناء حلقات السباق‬
‫و ا‬
‫بدءا من القرن الخامس الميالدي‪ ،‬وخاصة بعد انتقال فكرة أحزاب الخضر والزرق‬
‫من القسطنطينية إلى مصر‪ ،‬وأصبحت هناك حاجة ماسة لوجود حلقات السباق‪،‬‬
‫وبالتالي استخدم النجارون األخشاب والغراء ضمن مواد صنع تلك الحلقات(‪.)47‬‬
‫ومن ثم تنوعت استخدامات األخشاب في الصناعات المتعددة‪ ،‬وألوان‬
‫الفنون المختلفة‪ ،‬حيث استمر تزيين الخشب ونقشه برسم صور دينية ومناظر من‬
‫حياة األقباط‪ ،‬وذلك طوال العصر البيزنطي‪ ،‬ويذخر المتحف القبطي بعدد من‬
‫القطع المتنوعة في مجال الفنون الصناعية القائمة على األخشاب‪ ،‬والتي ط أر‬
‫عليها كثير من التغييرات طوال تلك الفترة‪ ،‬فخالل الفترة الواقعة بين نهاية القرن‬
‫الثالث وحتى القرن الخامس الميالدي‪ ،‬كانت التحف الخشبية تحمل نقوشا بارزة‬
‫مستمدة من البيئة في مصر‪ ،‬فنجد لوحات خشبية ذات ألوان رائعة متنوعة‪ ،‬وبها‬
‫‪- 331 -‬‬
‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫رسوم للطيور والحيوانات والنباتات‪ ،‬مثل البط والتماسيح وطائر أبومنجل وزهرة‬
‫اللوتس‪ ،‬أما خالل القرنين السادس والسابع الميالديين أخذت المنتجات الفنية‬
‫ورموز مسيحية‪ ،‬من حيث رسم الطيور الوديعة؛ مثل الحمام‬ ‫ا‬ ‫الخشبية أشكاال‬
‫والطاووس والغزالن واألسماك‪ ،‬وأشكال للسيد المسيح والرسل والقديسين والمالئكة‪،‬‬
‫إلى جانب حفر النصوص اليونانية والقبطية البارزة والغائرة(‪.)48‬‬
‫هذا وقد تنوعت ألوان الفنون القائمة على األخشاب في مصر خالل‬
‫العصر البيزنطي‪ ،‬ومن أمثلة تلك المنتجات ذلك المذبح المصنوع من خشب‬
‫الصنوبر‪ ،‬الذي يعد أقدم المذابح المسيحية المصرية‪ ،‬وهو مستطيل الشكل‪،‬‬
‫ويعد من التحف الفنية المصنعة من األخشاب؛ والتي ال يضاهيها أي صناعة‬
‫خشبية أخرى خارج البالد المصرية‪ ،‬ومن ذلك أيضا الصلبان الخشبية‬
‫المتنوعة‪ ،‬مثل الصليب القبطي والالتيني وصليب القديس جرجس وغيرها(‪.)49‬‬
‫ا‬
‫رابعا ‪ :‬التنظيمات اإلدارية املتعلقة باألخشاب ومنتجاتها ‪:‬‬
‫نظر لما تمثله‬
‫اهتمت اإلدارة المصرية في العصر البيزنطي باألخشاب؛ ا‬
‫من أهمية بالغة لكثير من الصناعات االستراتيجية وغيرها‪ ،‬وخاصة مع زيادة‬
‫االهتمام بالتجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬األمر زاد مع الطلب على األخشاب‬
‫لصناعة السفن؛ المستخدمة في هذا الغرض‪ ،‬ومن ثم ومع قلة مصادر‬
‫األخشاب المحلية اعتمدت الحكومة المصرية على الوارد منه من الخارج‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه حرصت على العمل على التوسع في غرس وزراعة األشجار في‬
‫جميع ربوع مصر‪ ،‬وبالرغم من كل ما سبق لم يتحول األمر إلى قيام الحكومة‬
‫المصرية في العصر البيزنطي باحتكار األخشاب وصناعتها؛ كما كان الحال‬
‫في العصر الروماني السابق على العصر البيزنطي وكذلك خالل العصر‬
‫اإلسالمي الالحق له‪ ،‬وكان هناك رواجا في تجارة األخشاب خالل تلك‬
‫الفترة(‪.)50‬‬
‫وقد تبلور هذا االهتمام من قبل اإلدارة منذ بداية العصر البيزنطي وحتى‬
‫نهايته (‪641 – 284‬م)‪ ،‬ففي عهد اإلمبراطور دقلديانوس ‪284( Diocletian‬‬

‫‪- 332 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫– ‪ 305‬م)‪ ،‬الذي قاد ثورة من اإلصالحات داخل أقاليم وربوع اإلمبراطورية‬


‫وعلى رأسها مصر ‪ -‬وذلك على الرغم من حركة االضطهادات التي قام بها‬
‫دقلديانوس ضد المسيحيين داخل الواليات الرومانية ‪ -‬ولعل من أهم هذه‬
‫اإلصالحات تلك التي كانت داخل النطاق االقتصادي‪ ،‬وكان ضمنها إصدار‬
‫مرسوم في بداية القرن الرابع الميالدي(‪ )51‬بالئحة مالية جبرية بتحديد الحد‬
‫األعلى ألسعار السلع والمنتجات‪ ،‬التي منها ما يتعلق بصناعة وتجارة‬
‫األخشاب ومنتجاتها‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل الجدول التالي(‪-: )52‬‬
‫السعر‬ ‫الكمية‬ ‫النوع‬ ‫م‬
‫‪50000‬‬ ‫لوح طوله ‪ 50‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪1‬‬
‫(‪)52‬‬
‫دينار‬
‫‪ 40000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 45‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 30000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 40‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 12000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 35‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 10000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 28‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪5‬‬
‫‪ 8000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 30‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 6000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 28‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪7‬‬
‫‪ 5000‬دينار‬ ‫لوح طوله ‪ 25‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪8‬‬
‫‪250‬‬ ‫لوح طوله ‪ 14‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب األرو‬ ‫‪9‬‬
‫‪250‬‬ ‫لوح طوله ‪ 14‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب البلوط‬ ‫‪10‬‬
‫‪250‬‬ ‫لوح طوله ‪ 14‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الزان‬ ‫‪11‬‬
‫‪300‬‬ ‫لوح طوله ‪ 12‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب السرو الصنوبري‬ ‫‪12‬‬
‫‪250‬‬ ‫لوح طوله ‪ 12‬ذراع وعرضه ‪ 4‬أذرع‬ ‫خشب الصنوبر وخشب التنوب الصنوبري‬ ‫‪13‬‬
‫‪200‬‬ ‫مزلجة درس الخشبية‬ ‫‪14‬‬
‫‪100‬‬ ‫محراث خشبي‬ ‫‪15‬‬
‫‪75 - 50‬‬ ‫مقياس خشبي‬ ‫‪16‬‬
‫‪30‬‬ ‫وعاء خشبي‬ ‫‪17‬‬

‫وعلى الرغم من أن هذا المرسوم لم يستمر تنفيذه؛ نتيجة لالضطرابات‬


‫االقتصادية واالجتماعية التي ترتبت عليه‪ ،‬وكذلك ما ترتب عليه من احتكارات‬

‫‪- 333 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫لكثير من السلع والخدمات؛ إال أن هذا المرسوم يأتي دليال على المحاوالت‬
‫المستميتة من قبل اإلمب ارطور دقلديانوس إلصالح الجانب االقتصادي‪ ،‬وخاصة‬
‫فيما يتعلق بأسعار المنتجات والخدمات‪ ،‬ومنها األخشاب‪ ،‬وهي من المواد‬
‫األولية المهمة في ذلك العصر‪ ،‬التي تدخل في كثير من الصناعات على كافة‬
‫األصعدة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالنجارين وصناع المنتجات الخشبية في مصر خالل‬
‫العصر البيزنطي؛ فإنهم كانوا يحتلون مكانة مرموقة داخل المجتمع‪ ،‬وعرف النجار‬
‫في اللغة القبطية باسم "هام شي" "‪.)53("Hamshe‬‬
‫وعدت صناعة األخشاب من أهم الصناعات داخل مصر في ذلك‬
‫التوقيت‪ ،‬وبرع فيها المصريون وذاع صيتهم‪ ،‬ومن ثم اهتمت اإلدارة في مصر‬
‫بالنجارين‪ ،‬وانتظموا كغيرهم في نقابات(‪ )54‬خاصة بهم‪ ،‬يرأس كل منها رئيس يتم‬
‫اختياره سنويا‪ ،‬وقد أنشأت مثل هذه النقابات لربط الحرفة باإلدارة داخل مصر‪،‬‬
‫والعمل على استمرار دفع أصحاب تلك الحرفة من أعضاء النقابة الضرائب‬
‫لصالح الحكومة‪ ،‬هذا عالوة على رعاية مصالح أعضائها‪ ،‬وجمع التبرعات‬
‫للمرضى منهم‪ ،‬وكذلك إقامة احتفاالت للمنضمين الجدد(‪.)55‬‬
‫وبالتالي كانت النقابات في األسواق ومنها نقابة النجارين يتم تسجيلها‬
‫في مكتب اللوجستوس(‪ ،)56‬ويقوم رئيس النقابة برفع تقرير شهري إليه؛ يتضمن‬
‫وضع المنتجات الخشبية والمواد الخام من األخشاب وأسعارها‪ ،‬عالوة على‬
‫العمل على التزام باعة األخشاب ومنتجاتها باألسعار المحددة داخل السوق‪،‬‬
‫ويتضح ذلك من خالل إحدى الوثائق التي تعود لعام ‪338‬م‪ ،‬التي تحوي تقري ار‬
‫قد تم رفعه إلى اللوجستوس عن مخزون البضائع لدى النقابات ومنها ونقابة‬
‫التجار(‪.)57‬‬
‫ويتضح أمر تلك النقابات من خالل عدد من البرديات التي تحوى‬
‫أحوال النجارين وأعمالهم‪ ،‬ومنها ‪ :‬بردية يرجع تاريخها للقرن الرابع الميالدي‪،‬‬
‫ويحوي نصها رواية أحد رؤساء نقابة النجارين في ذلك الوقت في إقليم‬

‫‪- 334 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫أوكسيرنخوس ويدعى أوريليوس أرينايوس ‪ ،Aurelius Irenaeus‬ويذكر فيها‬


‫أنه كلف بمهمة فحص شجرة من األشجار‪ ،‬وتقديم تقرير عن هذه المهمة‪،‬‬
‫تمهيدا الستخدامها في صنع األدوات الخشبية‪ ،‬وقد أرسل هذا التقرير إلى‬
‫فاليريوس أمونيانوس ‪ Valerius Ammonianus‬لوجستيس إقليم‬
‫أوكسيرنخوس عام ‪316‬م‪ ،‬وذكر فيها ‪" :‬إلي فاليريوس أمونيانوس المسمي‬
‫أيضا جيرونتيوس ‪ Gerontius‬لوجستيس أوكسيرنخوس‪ ،‬من نقابة نجاري‬
‫أوكسيرنخوس اإلقليم الذائع الصيت‪ ،‬ومن قبلي أنا أوريليوس أرينايوس‪ ،‬الرئيس‬
‫الشهري لناقبة نجاري اإلقليم‪ ،‬كنت قد أرسلت بفضل نعمتك‪ ،‬ومن خالل‬
‫رسالتك‪ ،‬التي حملها إلينا محاسب اإلصالحات أوريليوس باليسيس ‪Aurelius‬‬
‫‪Palises‬؛ بغرض فحص شجرة في اإلقليم‪ ،‬وقد قمت بفحص الشجرة‪ ،‬وتبين‬
‫أنها جدباء منذ عدة سنوات‪ ،‬وهي جافة وغير قادرة على انتتاج الثمار‪ ،‬وهذه‬
‫هي الحقائق التي أريد إبالغك إياها"(‪.)58‬‬
‫هذا وقد اختلفت أجور النجارين على مدار العصر البيزنطي في‬
‫مصر‪ ،‬باختالف المنطقة ونوع العمل وعدد أيامه وحجمة‪ ،‬أو وفق العمل‬
‫باليومية‪ ،‬ففي بداية القرن الرابع واعماال لمرسوم دقلديانوس كانت أجور نجاري‬
‫السفن في اإلسكندرية ‪ 60‬دينار؛ لمن يعملون في صناعة السفن البحرية‪،‬‬
‫وبلغت أجور من يعملون في صناعة السفن النهرية ‪ 50‬دينار‪ ،‬وفي الوقت‬
‫الذي كانت فيه أجور النجارين تؤدى عينا؛ كان هناك من النجارين من‬
‫يتقاضى أجره بشكل نقدي‪ ،‬ففي الوقت الذي حصل فيه أحد النجارين على أجر‬
‫نقدي مقداره ‪ 1050‬ميراد(‪ )59‬خالل القرن الخامس الميالدي؛ حصل نجار في‬
‫ضيعة "أبيون" خالل القرن السادس الميالدي على أجر سنوي مقداره ‪5.5‬‬
‫أردب(‪ )60‬و‪ 6‬أقداح من القمح سنويا‪ ،‬في الوقت الذي حصل فيه نجار خالل‬
‫القرن السابع الميالدي داخل قرية "وادي سرجه" على أجر سنوي مقداره ‪25‬‬
‫أردب قمح و ‪ 4‬أردب شعير وأردب تين وجرتين نبيذ ومعطف ورداء وصندلين‪،‬‬
‫وفي الوقت الذي كان فيه تكلفة تصنيع باب خشبي حوالي ‪ 8‬قيراط تشمل أجر‬

‫‪- 335 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫النجارين خالل الفترة من القرن الخامس وحتى السابع الميالدي؛ كانت تكلفة‬
‫تصنيع القارب العادي خالل القرن الرابع الميالدي تصل إلى ‪ 19.5‬دينار‬
‫والقارب المصنوع من األغصان المجدولة يبلغ ثمنه ‪ 6‬ق ارريط خالل القرن‬
‫السادس الميالدي‪ ،‬تشمل أيضأ أجرة النجارين(‪.)61‬‬
‫ونظر ألهمية األخشاب لدى الحكومة البيزنطية‪ ،‬لما تمثله من كونها‬
‫ا‬
‫سلعة استراتيجية‪ ،‬تعتمد عليها الصناعات الحربية‪ ،‬وخاصة صناعة السفن‬
‫نظر للضرائب والعوائد التي تتحصل عليها الخزانة من‬
‫وبعض األسلحة‪ ،‬وكذلك ا‬
‫وراء صناعة األخشاب وتجارتها؛ لذا اهتمت اإلدارة البيزنطية منذ منتصف‬
‫القرن الرابع الميالدي بتعيين مالحظين على األخشاب ومنتجاتها ‪ ،‬وخاصة‬
‫داخل األسواق‪ ،‬ويتضح ذلك من خالل بردية يعود تاريخها إلى عام ‪338‬م‪،‬‬
‫التي من خاللها قام اللوجيستوس المسئول عن األسواق في إقليم أكسرنيخوس‬
‫بإعالم أحد األشخاص بأن السناتو قد اختاره ليعين في وظيفة "مالحظ‬
‫األخشاب"‪ ،‬حتى يراقب سير العمل على صناعة األخشاب ومنتجاتها داخل‬
‫السوق‪ ،‬وفي الوقت نفسه يشرف على توريد األخشاب الخاصة بالحمامات‬
‫العامة وبوابات المدينة(‪.)62‬‬
‫ولعل مالحظ األخشاب داخل األسواق في هذه الحالة يتشابه من حيث‬
‫اختصاصاته مع مسئول التموين اليوثينارخوس ‪ ،Euthennrches‬الذي يتولى‬
‫إمداد المدينة باحتياجاتها؛ ومنها األخشاب ومنتجاتها‪ ،‬حيث كانت سوق المدينة‬
‫وخاصة مدن الموانئ تتدفق إليها األخشاب ومنتجاتها من جميع األنحاء‪ ،‬سواء‬
‫أكانت مصرية أو أجنبية‪ ،‬وعلى رأس يأتي سوق اإلسكندرية‪ ،‬الذي كان مصبا‬
‫لألخشاب‪ ،‬وخاصة المستوردة منها(‪.)63‬‬
‫وباإلضافة إلى ما سبق فقد خضعت مهنة النجارين وكذلك المنتجات‬
‫الخشبية للضرائب‪ ،‬حيث فرضت اإلدارة في مصر خالل العصر البيزنطي‬
‫ضرائب على كل من يمارس مهنة حرة تتعلق بالبيع والتجارة أو امتهان حرفة‪،‬‬
‫حيث نجد الوثائق تسجل لنا العديد من الضرائب على المهن المختلفة‪ ،‬ومنها‬
‫‪- 336 -‬‬
‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫مهنة النجارة‪ ،‬حيث تكفلت نقابة النجارين بجمع تلك الضرائب‪ ،‬وعدت إحدى‬
‫وظائفها الرئيسية(‪.)64‬‬
‫وقد ظلت ضرائب الحرف قائمة لنهاية العصر البيزنطي‪ ،‬وقد التزم‬
‫الحرفيون بدفع الضرائب عن طريق النقابات التي يعملون تحت إشرافها‪ ،‬حيث‬
‫تشير إحدى الوثائق التي تعود لعام ‪426‬م أو ‪441‬م باستمرار النقابات بجمع‬
‫الضرائب المقررة على المهن والحرف(‪ ،)65‬حيث فرض على باعة األخشاب‬
‫ضريبة حق االحتكار‪ ،‬وخاصة في إقليم أكسيرنيخوس‪ ،‬وهي الضريبة نفسها‬
‫التي كانت مفروضة عليهم خالل العصر الروماني(‪.)66‬‬
‫اخلامتة ‪:‬‬
‫من خالل الدراسة لألخشاب والصناعات القائمة عليها في مصر خالل‬
‫العصر البيزنطي (‪641 – 284‬م)؛ يتضح كثير من النتائج‪ ،‬منها‪-:‬‬
‫‪ -1‬تنوعت مصادر األخشاب في مصر خالل العصر البيزنطي‪ ،‬كان منها األشجار‬
‫المحلية‪ ،‬التي كانت تنمو طبيعيا في األراضي على جانبي النيل وفي الصحاري‬
‫والوديان‪ ،‬مثل أشجار‪ :‬الجميز والسنط واألثل والنخيل والصفصاف والبرساء‬
‫والزيتون والتوت‪ ،‬ونتيجة لعدم وفاء األشجار المحلية بتوفير حاجة السوق‬
‫لألخشاب من ناحية الكم والكيف؛ كانت مصر في حاجة دائمة الستيراد أنواع‬
‫عديدة من األخشاب األجنبية‪ ،‬لسد العجز الناتج عن ذلك‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق‬
‫بالجودة التي تحتاجها صناعات بعينها‪ ،‬ومنها صناعة السفن‪ ،‬ومن ثم استورد‬
‫المصريون آنذاك األخشاب من البلدان المجاورة‪ ،‬ومن أهم هذا األخشاب ‪:‬‬
‫األبنوس واألرز والساج والصنوبر والعرر والجوز والبلوط والهجليج‪.‬‬
‫‪ -2‬زاد الطلب على المنتجات الخشبية في مصر خالل العصر البيزنطي؛ نتيجة‬
‫لطبيعة الوضع الجديد للديانة في مصر‪ ،‬والمتمثل في االعتراف بالديانة المسيحية‬
‫كديانة رسمية للبالد‪ ،‬ومن ثم تحولت كثير من المعابد الوثنية إلى كنائس‪ ،‬واألخيرة‬
‫كانت في حاجة إلى أثاث خشبي جديد‪ ،‬يتالءم مع طبيعة الطقوس الدينية‬
‫المسيحية‪ ،‬هذا عالوة على زيادة االهتمام بالتجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬األمر الذي‬

‫‪- 337 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫زاد معه الطلب على صناعة السفن التجارية النهرية والبحرية‪ ،‬وفي السياق نفسه‬
‫دفعت الحاجة إلى وجود أسطول بحري قوي إلى االهتمام بدور صناعة السفن‬
‫وخاصة تلك الموجودة في مدينة اإلسكندرية؛ وذلك من أجل توفير العدد الالزم من‬
‫السفن الحربية‪ ،‬هذا عالوة على دخول مصر في عهد جديد بعد ثبات أركان‬
‫المسيحية بداخلها؛ متمثل في تطور الفنون المسيحية المعتمدة على األخشاب‪،‬‬
‫وبالتالي زاد االهتمام بتوفير األخشاب من جميع مصادرها‪ ،‬وكذلك زاد االهتمام‬
‫بمهنة النجارة؛ لما لها من قدسية لدى المسيحيين؛ الرتباطها بالعائلة المقدسة‬
‫نظر للعوائد االقتصادية المرتبطة بها‪.‬‬
‫وطبيعة العصر‪ ،‬وكذلك ا‬
‫‪ -3‬يأتي على رأس األسباب التي دفعت المصريين الستيراد األخشاب من الخارج‬
‫الطبيعة الجغرافية لمصر وخاصة الظروف المناخية والتضاريس‪ ،‬فأغلب األراضي‬
‫المصرية صحراوية جافة‪ ،‬وأغلب أنواع األخشاب المستوردة تنمو في المناطق‬
‫المطيرة‪ ،‬التي تتميز بالطقس البارد وغ ازرة المياه‪ ،‬ومنها القسم الشمالي من الكرة‬
‫األرضية‪ ،‬هذا عالوة على جودة تلك األخشاب مقارنة باألخشاب المحلية‪ ،‬وكذلك‬
‫ندرة وجودها في مصر‪ ،‬وهو األمر السائد حتى الوقت الحالي‪.‬‬
‫‪ -4‬على الرغم من أن الدولة في العصر البيزنطي لم تمارس االحتكار على األخشاب‬
‫بشكل مباشر‪ ،‬كما كان الحال في عصور سابقة‪ ،‬ومنها العصر الروماني؛ إال أن‬
‫الدولة حرصت على سد حاجة السوق من األخشاب المختلفة‪ ،‬فعملت على حماية‬
‫الموجود منها‪ ،‬عن طريق تحريم قطع األشجار من جذوعها‪ ،‬واالكتفاء بقطع الفروع‬
‫الكبيرة‪ ،‬وخاصة األشجار النادرة‪ ،‬وحثت المصريين على غرس األشجار في‬
‫األماكن المختلفة‪ ،‬وخاصة على جانبي الترع واألنهار‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد أسعار‬
‫األخشاب المختلفة‪ ،‬مثلما حدث في عهد اإلمبراطور دقلديانوس (‪305 – 284‬م)‪،‬‬
‫وتسهيل عملية استيراد أنواع األخشاب المطلوبة من الخارج‪.‬‬
‫‪ -5‬يعود اهتمام الدولة باألخشاب والمنتجات القائمة عليها إلى العوائد المالية التي‬
‫تتحصل عليها من هذه الصناعة؛ مثل الضرائب التي فرضتها على األخشاب‬
‫وكذلك على المنتجات المصنوعة منها وعلى النجارين القائمين على تصنيعها‪ ،‬هذا‬
‫عالوة على الجمارك المفروضة على األخشاب المستوردة‪ ،‬ويضاف إلى ذلك‬
‫‪- 338 -‬‬
‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫حاجة الدولة إلى األخشاب في صنع السفن الحربية؛ من أجل تقوية األسطول‪.‬‬
‫‪ -6‬ساهمت حالة االستقرار الديني للمصريين بعد توقف مرحلة االضطهادات الدينية‬
‫في سعيهم نحو تطوير معارفهم بصناعة األخشاب‪ ،‬على الرغم من سيطرة‬
‫الحكومة وضرائبها‪ ،‬األمر الذي ساهم في زيادة براعة النجار المصري‪ ،‬الذي ذاع‬
‫مستمر‬
‫ا‬ ‫صيته وشهرته داخل اإلمبراطورية البيزنطية آنذاك‪ ،‬وهو األمر الذي ما زال‬
‫في مصر حتى العصر الحالي‪.‬‬
‫‪ -7‬زاد الطلب على مهنة النجارة في مصر خالل تلك الفترة‪ ،‬وانتشرت كثير من ورش‬
‫النجارة في األقاليم والمدن المصرية‪ ،‬هذا عالوة على وجود النجارين في القرى؛‬
‫نظر لزيادة الطلب على المنتجات الخشبية‪ ،‬وخاصة أدوات الزراعة والصناعة‬ ‫ا‬
‫والتوابيت‪.‬‬
‫‪ -8‬اهتم كبار المالك في األقاليم المصرية باألخشاب والنجارين‪ ،‬كمتطلب أساسي‬
‫وسلعة استراتيجية داخل الضياع‪ ،‬ومن ذلك ما قام به أبيون أحد كبار المالك في‬
‫إقليم أكسرنخوس‪ ،‬الذي قام بإيقاف األموال على ورش النجارة داخل أمالكه‬
‫‪ -9‬انتظم النجارون كغيرهم من أصحاب الحرف في نقابات خاصة بهم‪ ،‬عملت الدولة‬
‫على وجودها وانتشارها؛ حتي تضمن السيطرة على تلك الصناعة المهمة‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه تضمن استمرار تدفق الضرائب المفروضة على النجارين وبضائعهم‪،‬‬
‫وهو أحد أهم واجبات النقابة‪ ،‬ومن أسباب وجودها‪ ،‬هذا عالوة على وظيفتها‬
‫األخرى‪ ،‬من تنظيم تلك الصناعة ورعاية النجارين وأسرهم‪.‬‬

‫‪- 339 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫هوامش البحث‪-:‬‬
‫‪(1) Dixon, D. M: Timber in ancient Egypt, The Commonwealth Forestry Review,‬‬
‫‪Vol. 53, No. 3 (157) (September, 1974), Commonwealth Forestry Association,‬‬
‫;‪p.205‬‬
‫حزين‪ ،‬سليمان‪ :‬مقومات الحضارة المصرية‪ ،‬البيئة واإلنسان والحضارة في وادي النيل‪،‬‬
‫تاريخ الحضارة المصرية‪ ،‬تقديم ثروت عكاشة و محمد شفيق غربال‪ ،‬مج ‪ ،1‬القاهرة‪،‬‬
‫مكتبة النهضة المصرية‪ ،1962 ،‬ص ‪65‬؛ جاردنر‪ ،‬سير ألن‪ :‬مصر الفراعنة‪ ،‬ترجمة‬
‫نجيب ميخائيل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،1973 ،‬ص ‪-58‬‬
‫‪ ،59‬حسن‪ ،‬سليم‪ :‬مصر القديمة‪ ،‬ج ‪ ،10‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.63-61 ،49-47‬‬
‫‪(2) 1Lucas, Alfred: Wood working in ancient Egypt, Empire Forestry Journal,‬‬
‫‪Vol. 13, No.2 (DECEMBER, 1934), Commonwealth Forestry Association,‬‬
‫‪pp.217-218; Kuniholm, Peter Ian: "Wood" in The Oxford Encyclopedia of‬‬
‫‪Archaeology in the Near East, Eric M. Meyers, ed., New York, Oxford‬‬
‫;‪University Press, 1997, p.1‬‬
‫سليمان‪ ،‬مالك فكري توفيق‪ :‬الحرف والصناعات في إقليم أرسينوي إبان العصرين‬
‫البطلمي والروماني‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب – جامعة بنها‪ ،‬بنها‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.150-149‬‬
‫‪(3) Creasman, Pearce Paul: Ship Timber and the Reuse of Wood in Ancient Egypt,‬‬
‫;‪Journal of Egyptian History 6, Koninklijke Brill NV, Leiden, 2013, p.153‬‬
‫عبدالعزيز‪ ،‬حسين‪ :‬دراسة لألثاث في مصر في العصرين اليوناني والروماني‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،1990 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪(4) Papyri Cairo Zen. 2/59157, (256B.C.), (Letter from Apollonios); Creasman,‬‬
‫‪Pearce Paul: Ship Timber and the Reuse of Wood in Ancient Egypt, pp.152-‬‬
‫;‪153‬‬
‫أحمد‪ ،‬أماني عادل‪ :‬مكمالت األثاث الخشبي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫التربية النوعية ‪ -‬جامعة بنها‪ ،2017 ،‬ص ‪.1‬‬
‫(‪ )5‬نظير‪ ،‬وليم‪ :‬الثروة النباتية عند قدماء المصريين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ ،1970 ،‬ص ‪.155-154‬‬
‫(‪ )6‬نظير‪ ،‬وليم‪ :‬الثروة النباتية عند قدماء المصريين‪ ،‬ص ‪.156-155‬‬
‫(‪ )7‬تعددت األخشاب التي استخدمها النجارون في صناعاتهم المختلفة في مصر قبل‬
‫العصر البيزنطي‪ ،‬ومن ذلك أخشاب شجرة الجميزة التي صنع منها بعض التماثيل‬
‫والتوابيت والصناديق وأجزاء من المقاصير واألبواب والمراكب‪ ،‬فضال عن بعض‬
‫األثاث الجنزي والدنيوي‪ ،‬واستخدم كذلك شجر السنط في صنع بعض السفن‪ ،‬كما‬
‫استغلت في صنع بعض األدوات الحرفية مثل أدوات الزراعة‪ ،‬واستخدم أيضا شجر‬

‫‪- 340 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫األثل( الطرفاء) في تنفيذ األعمال الخشبية ذات الطبيعة الدينية والجنزية لقدسيتها‬
‫ورمزيتها الدينية‪ ،‬وصنع القوارب وقطع األثاث كالكراسي‪ ،‬أما شجر البرساء (اللبخ) فتم‬
‫َس أرِة والمناضد ونحت بعض التماثيل‪ ،‬وشجر الصفصاف‬ ‫استخدامه في صنع بعض اَ أأل ِ‬
‫في صنع مقابض العدد واألدوات‪ ،‬أما عن شجر الخروب فقد استخدمه النجارون في‬
‫صناعة بعض المعدات الحربية كاألقواس‪ ،‬وصنعوا من شجر السدر (النبق) التوابيت‬
‫وبعض المشغوالت الخشبية كالمقاصير الملكية‪ ،‬هذا عالوة على استخدام شجر‬
‫الهجليج في صنع بعض األدوات مثل القادوم والبلطة والمنشار واإلزميل والمخرز‬
‫وغيرها‪ ،‬واستخرجوا من لحاء شجر المخيط أليافا لصنع األحبال‪ ،‬التي استخدمت في‬
‫ربط األجزاء الخشبية المختلفة لبعض المشغوالت‪ ،‬وصنعوا من أخشاب شجر الرمان‬
‫األطر الخارجية لعجالتها المركبات‪ ،‬وربط وتثبيت بعض أجزائها‪ ،‬كما استخدمت في‬
‫ربط وتثبيت وصالت بعض قطع األثاث المختلفة‪ ،‬أما شجر اللوز‪ ،‬فهو ينمو بالوجه‬
‫البحري‪ ،‬واستخدم النجار المصري أخشابها في صنع بعض األدوات الحرفية والمهنية‬
‫المختلفة وغيرها ومنها بعض الصولجانات‪ ،‬هذا باإلضافة إلى منتجات األخشاب من‬
‫أشجار النخيل‪ ،‬حيث استخدم جريد نخل البلح في صنع بعض األثاث وبعض هياكل‬
‫األدوات واآلالت الحرفية المختلفة‪ ،‬واستخدمت أليافه في صنع الحبال التي استخدمت‬
‫في ربط وتثبيت بعض األلواح الخشبية والوصالت‪ ،‬فضال عن تسكيك بعض‬
‫الصناديق والخزانات والتوابيت‪ ،‬كما صنعت منها بعض الشباك التي كانت تثبت على‬
‫هياكل خشبيه بغرض نقل المحاصيل الزراعية أو صيد الطيور أو األسماك‪،‬‬
‫واستخدمت جذوع نخيل الدوم كساريات لتزيين واجهات المعابد وكصواري للمراكب‪،‬‬
‫واستخدم خشب نخيل العرجون في صنع بعض األثاث الجنزي كالمقاصير‪ ،‬أما عن‬
‫األخشاب األجنبية والصناعات القائمة عليها في مصر قبل الحقبة البيزنطية؛ فقد‬
‫استخدم النجار المصري آنذاك خشب األرز في تشييد بعض المراكب وصواريها‬
‫وساريات األعالم بالمعابد‪ ،‬وفي صنع بعض الكراسي والمقاعد واألسرة والمناضد‬
‫والخزانات والتوابيت والتماثيل‪ ،‬وكذلك شجر األبنوس في صنع األثاث كاألسرة ومساند‬
‫الرأس والكراسي والمقاعد ومواطئ األقدام‪ ،‬كما استعمل في صنع التوابيت والصناديق‬
‫والتماثيل وبعض األدوات الموسيقية وغيرها‪ ،‬كما غشيت بشرائحه بعض أسطح‬
‫المشغوالت الخشبية بغرض إكسابها نوعا من المتانة واضفاء مسحه من الجمال عليها‪،‬‬
‫وعالوة على ما سبق استخدم المصريون أخشاب البلوط في صنع بعض المعدات‬
‫الحربية؛ كاألقواس والمركبات كما استغل في عملية تمويه وتغشية بعض أسطح قطع‬

‫‪- 341 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫األثاث‪ ،‬وشكلت منه بعض الدسر والخوابير؛ لتثبيت بعض األلواح الخشبية المشكلة‬
‫لألجزاء المختلفة لبعض قطع األثاث وخاصة المقاصير‪ ،‬كما استخدمت لحاؤه لتزيين‬
‫بعض األسطح الخشبية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى أخشاب الصنوبر في صنع قطع األثاث‪،‬‬
‫خاصة التوابيت‪ ،‬فضال عن صنع أجزاء من التوابيت وبعض مساند الرأس والصناديق‪،‬‬
‫وكذلك عدد من األدوات وبعض العناصر المعمارية كاألبواب وغير ذلك من قطع‬
‫األثاث المختلفة‪ ،‬وكذلك أخشاب شجر السرو التي استخدمت في صنع بعض ساريات‬
‫األعالم‪ ،‬التي كانت تزين واجهات المعابد‪ ،‬وبعض أنواع األثاث كالتوابيت والصناديق‪،‬‬
‫كما شيدت منها بعض هياكل السفن‪ ،‬واستغلت أيضا في صنع بعض األدوات كأقواس‬
‫الحرب والصيد‪ ،‬وشكلت منها مقابض بعض عدد ومعدات الحرفيين المختلفين‪ ،‬عن‬
‫ذلك أنظر‪:‬‬
‫;)‪Papyri Michgan. 257; Papyri Oxy.10/1289 (Fifth Century), (Private Account‬‬
‫‪Papyri Masp. (Papyrus Grecs D'époque Byzantine), 3/67330, (Compte des‬‬
‫‪dépenses du village d'Aphroditô); Pepler-Harcombe, Aletta Maria: Ancient‬‬
‫‪Egyptian furniture in context: from ancient production, preservation to modern-‬‬
‫;‪day reconstruction and conservation, University of South Africa, 2011, p.35‬‬
‫‪Buhl, L. M., The Goddesses of the Egyptian tree Cult, Chicago 1947, pp.86,‬‬
‫‪92; Geoffrey: Egyptian wood working and Furniture, Shire publications LTD,‬‬
‫‪Buckinghamshire, 1994, p.7; Oakley, Kenneth P., Woods Used by the Ancient‬‬
‫‪Egyptians, Analyst, 57, 1932, Burlington House, London, p.158; Lucas,‬‬
‫;‪Alfred: Wood working in ancient Egypt, p.218‬‬
‫جروهمان‪ ،‬أدولف‪ :‬أوراق البردي العربية‪ ،‬ترجمة عبدالحميد حسن‪ ،‬ج ‪ ،6‬القاهرة‬
‫‪ ،1974‬بردية رقم ‪306‬؛ حسن‪ ،‬سليم‪ :‬مصر القديمة‪ ،‬ج ‪ ،2‬مؤسسة هنداوي للتعليم‬
‫والثقافة‪ ،‬القاهرة ‪ ،2012‬ص ‪68-66‬؛ استرابون‪ :‬استرابون في مصر‪ ،‬ترجمة وهيب‬
‫كامل‪ ،‬القاهرة ‪ ،1953‬ص ‪328‬؛ نظير‪ ،‬وليم‪ :‬الثروة النباتية عند قدماء المصريين‪،‬‬
‫ص ‪ ،174-167 ،157‬السيد عبدالحميد‪ ،‬سهام السيد عبدالحميد‪ ،‬تغريد‪ :‬شجرة ‪Šndt‬‬
‫السنط في مصر القديمة‪ ،‬مجلة االتحاد العام لآلثاريين العرب‪ ،‬مجلد ‪ ،20‬عدد ‪،2‬‬
‫القاهرة ‪ ،2019‬ص ‪512-477‬؛‬
‫‪(8) Theophrastus, Enquiry into Plants: B.IV, trans by Hort, A., London,‬‬
‫‪Cambridge university press, pp.291,293, 299; Groser, William H, The trees and‬‬
‫‪plants mentioned in the bible, No.I, in scripture natural history, vol.X, the‬‬
‫;‪religious tract society, London, 1888, pp.118-12‬‬
‫لوكاس‪ ،‬ألفريد‪ :‬المواد والصناعات عند قدماء المصريين‪ ،‬ترجمة زكي إسكندر و محمد‬
‫زكريا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،1991 ،‬ص ‪712 ،708 – 707 ،166‬؛ عطا‪ ،‬زبيدة‬
‫محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬دار األمين للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪- 342 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫الطبعة األولى ‪ ،1994‬ص ‪.116 ،114‬‬


‫(‪ )9‬عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪115‬؛ سليم‪ ،‬صبري‬
‫أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬عين للدراسات والبحوث اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،2001‬ص ‪ ،177‬إسماعيل‪ ،‬ليلى عبدالجواد‪:‬‬
‫تاريخ مصر وحضارتها في الحقبة البيزنطية‪-‬القبطية‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.204‬‬
‫(‪ )10‬نخلة الدوم شجرة أفريقية األصل‪ ،‬كانت تزرع في مصر منذ القدم‪ ،‬وتكثر في الواحات‬
‫الخارجة ومصر العليا وبالد النوبة والسودان‪ ،‬وكانت تسمى في القدم "ماما"‪ ،‬وهي من‬
‫أشجار الزينة؛ استخدم في أغراض متعددة‪ ،‬منها‪ :‬دعم أسقف المنازل‪ ،‬وصنع‬
‫المقاطف والسالل والحصر‪ ،‬أما نخيل العرجون فهو من األشجار المهمة‪ ،‬ويرجع‬
‫أصلها إلى بالد النوبة‪ ،‬وتنمو أيضا في مناطق غرب أسوان‪ ،‬حيث كان يسمى في‬
‫الحضارة المصرية القديمة "ماما‪ .‬ان‪ .‬خانين"‪ ،‬واستخدمت في أغراض متعددة‪ ،‬أهمها‬
‫نظر لقوتها وصالبتها‪ ،‬أنظر ‪ :‬نظير‪ ،‬وليم‪ :‬الثروة‬
‫استخدام أليافها في صناعة الحبال؛ ا‬
‫النباتية عند قدماء المصريين‪ ،‬ص ‪.169-165‬‬
‫‪(11) Papyri Michigan, 257; Buhl, L. M., The Goddesses of the Egyptian tree Cult,‬‬
‫‪pp.86,92; Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible,‬‬
‫‪pp.93-99.‬‬
‫سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪177‬؛ عبدالحميد‪،‬‬
‫رأفت و منصور‪ ،‬طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪641 – 284‬م‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‬
‫العربية للنشر والتوزيع‪ ،2001 ،‬ص ‪.302‬‬
‫‪(12) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.121-124.‬‬
‫فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬دار صفصافة للنشر‬
‫والتوزيع والدراسات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة ‪ ،2015‬ص ‪48-47‬؛ سليم‪ ،‬صبري‬
‫أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪177‬؛ عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪،‬‬
‫طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪641 – 284‬م‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫(‪ )13‬أرسينوي‪ :‬هي مدينة الفيوم القديمة‪ ،‬وأطاللها بجوار الفيوم الحديثة‪ ،‬وتعرف بكيمان‬
‫فارس‪ ،‬وهي من أهم األقاليم المصرية خالل تلك الفترة‪ ،‬وأهتمت بها اإلدارات المتعاقبة‬
‫على مصر‪ ،‬حيث استصلحوا بها األراضي الزراعية‪ ،‬وأقاموا بها المراكز الصناعية‪،‬‬
‫وهي واحة منخفضة في الصحراء‪ ،‬تبعد عن نهر النيل‪ ،‬وتستمد مياهها من خالل بحر‬
‫يوسف‪ ،‬ومن ثم تتميز أراضيها بخصوبة تربتها وصالحيتها للزراعة‪ ،‬راجع‪ :‬سليمان‪،‬‬
‫مالك فكري توفيق‪ :‬الحرف والصناعات في إقليم أرسينوي إبان العصرين البطلمي‬

‫‪- 343 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫والروماني‪ ،‬ص‪( .‬ك)‪.‬‬


‫(‪ )14‬عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫(‪ )15‬عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪(16) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.79-81.‬‬
‫‪(17) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.63-64, 87-‬‬
‫‪89, 100-106, 110-118.‬‬
‫فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪47‬؛ حنا‪ ،‬وديع‪:‬‬
‫مرشد المتحف القبطي‪ ،‬المطبعة المصرية األهلية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1931‬ص ‪.117‬‬
‫(‪ )18‬سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪(19) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.55-58.‬‬
‫‪(20) 1Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.108-110.‬‬
‫الشيخ‪ ،‬محمد محمد مرسي‪ :‬تاريخ مصر البيزنطية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪ ،1999‬ص ‪95‬؛ سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص‬
‫‪.177‬‬
‫‪(21) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.61-63.‬‬
‫;‪(22) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.54-55‬‬
‫جروهمان‪ ،‬أودلف‪ :‬أوراق البردي العربية‪ ،‬ج ‪ ،6‬بردية رقم ‪306‬؛ الشيخ‪ ،‬محمد محمد‬
‫مرسي‪ :‬تاريخ مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪95‬؛ سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في‬
‫العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪(23) Papyri Oxy.10/1289 (Fifth Century) (Private Account); Groser, William H, The‬‬
‫‪trees and plants mentioned in the bible, pp.41-50.‬‬
‫‪(24) Papyri Masp. (Papyrus Grecs D'époque Byzantine), 3/67330, (Compte des‬‬
‫‪dépenses du village d'Aphroditô); Groser, William H, The trees and plants‬‬
‫‪mentioned in the bible, pp.66-74.‬‬
‫سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪(25) Groser, William H, The trees and plants mentioned in the bible, pp.53-54, 55-‬‬
‫‪58.‬‬
‫(‪ )26‬عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪114‬؛ فارس‪ ،‬عبد‬
‫صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪47‬؛ قادوس‪ ،‬عزت زكي‬
‫حامد و السيد‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ :‬اآلثار القبطية والبيزنطية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،2002‬ص ‪192‬؛ سميكة‪ ،‬مرقس‪ ،‬دليل المتحف القبطي‪ ،‬ج‪ ،1‬الطبعة‬
‫األميرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1930‬ص ‪.145‬‬
‫(‪ )27‬عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪ ،‬طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪641 – 284‬م‪ ،‬ص‬
‫‪302‬؛ فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪47‬؛‬
‫قادوس‪ ،‬عزت زكي حامد و السيد‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ :‬اآلثار القبطية والبيزنطية‪ ،‬ص‬
‫‪.192‬‬

‫‪- 344 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫(‪ )28‬فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪47‬؛ سميكة‪،‬‬
‫مرقس‪ ،‬دليل المتحف القبطي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.145‬‬
‫‪(29) Papyri Masp. (Papyrus Grecs D'époque Byzantine), 2/67159, (Contrat‬‬
‫;)‪d'association enire doux aulres menuisiers, Aurelios Daniel et Aurelios Victor‬‬
‫‪Papyri Oxy.6/892 (338), (Appointment of a Superintendent of Works); Papyri‬‬
‫;)‪Oxy.17/2128 (Municipal Account‬‬
‫عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪ ،‬طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪641 – 284‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.303‬‬
‫‪(30) Papyri Oxy.16/1913, (about 555 A.D.), (Expenditure on Estates.).‬‬
‫(‪ )31‬حنا‪ ،‬وديع‪ :‬مرشد المتحف القبطي‪ ،‬ص ‪.159-158‬‬
‫هردوت وهو بصدد الحديث عن‬ ‫(‪ )32‬وهي من الصناعات القديمة في مصر كما أشار ُ‬
‫مصر خالل القرن الخامس الميالدي‪ ،‬حيث يقول ‪" :‬ويصنع المصريون السفن التي‬
‫تحمل البضائع من شجر السنط‪ ..... ،‬يقطعون من خشبه ألواحا طول كل منها‬
‫ذراعان تقريبا‪ ،‬ويصففونها كما يصفف الًّلبن‪ ،‬ثم يصنعون منه السفن على الوجه‬
‫اآلتي‪ ،‬يعشقون األلواح التي طول الواحد منها ذراعان حول أوتاد طويلة متقاربة جدا‪،‬‬
‫وبعد أن يبنوا هيكل السفينة بهذه الكيفية يمدون عوارض على أعاليها‪ ،‬وهم ال‬
‫يستخدمون الضلوع بل يسدون الفواصل بالبردي‪ ..... ،‬وعندهم من هذه السفن أعداد‬
‫هردوت يتحدث عن مصر‪ ،‬ترجمة محمد صقر خفاجة‪ ،‬تقديم‬ ‫هردوت‪ُ :‬‬‫كبيرة"‪ ،‬راجع‪ُ :‬‬
‫أحمد بدوي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬القاهرة ‪ ،1996‬ص ‪.210-208‬‬
‫;)‪(33) Papyri London (Greek Papyri in the British Museum), 5/1726, (A.D. 581‬‬
‫إسماعيل‪ ،‬ليلى عبدالجواد‪ :‬تاريخ مصر وحضارتها في الحقبة البيزنطية‪-‬القبطية‪ ،‬ص‬
‫‪205‬؛ النباهين‪ ،‬هبة رزق منصور‪ :‬األحوا ُل العامة للنصارى في مصر‪ ،‬بحث غير‬
‫منشور‪ ،‬مقدم ضمن متطلبا الحصول على درجة الماجستير‪ ،‬كلية اآلداب – الجامعة‬
‫اإلسالمية بغزة‪ ،‬غزة ‪ ،2019‬ص ‪297‬؛ عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪ ،‬طارق‪ :‬مصر‬
‫في العصر البيزنطي ‪641 – 284‬م‪ ،‬ص ‪.303‬‬
‫(‪ )34‬الذراع ‪ :Cubits‬هو وحدة قياس تقليدية لقياس الطول‪ ،‬ويعتمد على طول الساعد‪ :‬من‬
‫المرفق إلى طرف إصبع الوسطى‪ .‬وتم استخدام الذراع في العديد من القياسات في‬
‫مصر وفي مناطق مختلفة من العالم في التاريخ القديم وفي العصور الوسطى وفي‬
‫العصور الحديثة المبكرة‪ ،‬والذراع المصرية تبلغ ‪ 0.525‬من المتر وهي تساوي بالنسبة‬
‫للذراع األولمبية ‪ 15‬إلى ‪ ،17‬وهذه هي الذراع التي كان المصريون يستعملونها في‬
‫مساحة األراضي وقياس ارتفاع النيل‪ ،‬وهي تقدر باثنان وأربعون بوصة‪ ،‬راجع ‪ :‬لويس‪،‬‬
‫نافتال‪ :‬الحياة اليومية في مصر الرومانية‪ ،‬ترجمة وتعليق آمال محمد الروبي‪ ،‬مراجعة‬

‫‪- 345 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫محمد إبراهيم بكر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المشروع القومي للترجمة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،2005 ،‬ص ‪214‬؛ ديودور الصقلي في مصر‪ ،‬القرن األول الميالدي‪ ،‬ترجمة‬
‫وهيب كامل‪ ،‬دار المعارف القاهرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.164‬‬
‫;)‪(35) Papyri Michigan, 257; Papyri Oxy. 10/1289 (Fifth Century), (Private Account‬‬
‫‪Papyri Masp. (Papyrus Grecs D'époque Byzantine), 3/67330, (Compte des‬‬
‫‪dépenses du village d'Aphroditô).‬‬
‫أميانوس في مصر "مصر في القرن الرابع"‪ ،‬ترجمة وهيب كامل‪ ،‬مكتبة األنجلو‬ ‫(‪)36‬‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة ‪ ،1954‬ص ‪.51‬‬
‫سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪.158-157‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫المقفع‪ ،‬ساويرس بن‪ :‬تاريخ البطاركة‪ ،‬ج‪ ،1‬إعداد األنبا صموئيل‪ ،‬دار النعام للطباعة‪،‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫القاهرة ‪ ،1999‬ص ‪200،201‬؛ المقريزي‪ ،‬تقي الدين أحمد بن علي بن عبدالقادر‪،‬‬
‫المواعظ واالعتبار في ذكر الخطط واآلثار‪ ،‬تحقيق أيمن فؤاد سيد‪ ،‬مؤسسة الفرقان‬
‫للتراث اإلسالمي‪ ،‬لندن ‪ ،1995‬مجلد ‪ ،2‬ص ‪ ،27‬مجلد ‪ ،3‬ص ‪ ،608‬مجلد ‪،4‬‬
‫ص ‪997‬؛ أبوسديرة‪ ،‬السيد طه السيد‪ :‬الحرف والصناعات في مصر اإلسالمية‪،‬‬
‫الهيئة المصرية العامة للكتابة‪ ،‬القاهرة ‪ ،1991‬ص ‪.253-217‬‬
‫المقريزي‪ :‬المواعظ واالعتبار‪ ،‬مجلد ‪ ،1‬ص ‪298‬؛ أبوسديرة‪ ،‬السيد طه السيد‪ :‬الحرف‬ ‫(‪)39‬‬
‫والصناعات في مصر اإلسالمية‪ ،‬ص ‪.216-215‬‬
‫البكري‪ ،‬عبداهلل بن عبدالعزيز‪ ،‬المسالك والممالك‪ ،‬البكري‪ ،‬ج‪ ،2‬تحقيق وتقديم أدريان‬ ‫(‪)40‬‬
‫فان ليوفن و أندري فيري‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪ -‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،1992‬ص ‪695‬؛ الحميري‪ ،‬محمد بن عبدالمنعم‪ :‬الروض المعطار في خبر‬
‫األقطار‪ ،‬تحقيق إحسان عباس‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت ‪ ،1984‬ص ‪266‬؛ الطبري‪،‬‬
‫محمد بن جرير‪ :‬تاريخ األمم والملوك‪ ،‬ج‪ ،2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،1987‬ص ‪620‬؛ ابن عبدالحكم‪ ،‬عبدالرحمن بن عبداهلل‪ :‬فتوح مصر والمغرب‪،‬‬
‫تحقيق على محمد عمر‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬القاهرة ‪ ،2004‬ص ‪.217‬‬
‫;)‪(41) Papyri Oxy.16/2058, (Six Century), (List of property with values‬‬
‫قادوس‪ ،‬عزت زكي حامد و السيد‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ :‬اآلثار القبطية والبيزنطية‪ ،‬ص‬
‫‪.195‬‬
‫(‪ )42‬سعيد أحمد‪ ،‬سهير‪ :‬جوانب من الحياة اليومية لألقباط من النصوص واآلثار القبطية‪،‬‬
‫مكتبة كريستيال ألعمال الطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،2017 ،‬ص ‪90 ، 78‬؛ فارس‪ ،‬عبد‬
‫صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )43‬عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪- 346 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫(‪ )44‬حامل األيقونات‪ :‬يسمى "أيقونستاسس"‪ ،‬وهو حاجز من الخشب يحمل األيقونات‬
‫المقدسة‪ ،‬ويكون موضعه داخل الكنيسة‪ ،‬حيث يطوق المذبح؛ فتوضع عليه أيقونة‬
‫السيد المسيح على يمين الهيكل الرئيسي‪ ،‬ومن الجانب اآلخر أيقونة السيدة العذراء‪،‬‬
‫راجع ‪ :‬ملطي‪ ،‬تادرس يعقوب‪ :‬قاموس المصطلحات الكنسية‪ ،‬نقله إلى القبطية شاكر‬
‫باسيليوس ميخائيل‪ ،‬مطبعة األخوة المصريين‪ ،‬القاهرة ‪ ،1991‬ص ‪19‬؛ كالرك‪،‬‬
‫سومر‪ :‬اآلثار القبطية في وادي النيل‪ ،‬ترجمة إبراهيم سالمة‪ ،‬مراجعة وتقديم جودت‬
‫جبرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ،2010‬ص ‪.165‬‬
‫;)‪(45) Papyri Oxy.17/2153, (Letter of Didymus‬‬
‫سميكة‪ ،‬مرقس‪ ،‬دليل المتحف القبطي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪146‬؛ فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪:‬‬
‫إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫(‪ )46‬كامل‪ ،‬مراد‪ :‬حضارة مصر في العصر القبطي‪ ،‬دار العالم العربي‪ ،‬القاهرة (د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص ‪.140‬‬
‫‪(47) Papyri Oxy.17/2153, (Letter of Didymus); Papyri Oxy. Cy LVI.‬‬
‫(‪ )48‬سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪178-177‬؛ فارس‪،‬‬
‫عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪48‬؛ قادوس‪ ،‬عزت زكي‬
‫حامد و السيد‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ :‬اآلثار القبطية والبيزنطية‪ ،‬ص ‪195-193‬؛ حنا‪،‬‬
‫وديع‪ :‬مرشد المتحف القبطي‪ ،‬ص ‪112-111‬؛ حنا‪ ،‬هاني وحكيم‪ ،‬إيريني سمير‪:‬‬
‫اآلثار القبطية الخشبية‪ ،‬األقباط في المجتمع المصري قبل وبعد الفتح اإلسالمي‪،‬‬
‫تحرير لؤي محمود وأحمد منصور‪ ،‬مركز دراسات الخطوط‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،2010‬ص ‪372 – 371‬؛ غربال‪ ،‬محمد شفيق‪ :‬تكوين مصر عبر‬
‫العصور‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ،1990‬ص ‪88‬؛ كامل‪ ،‬مراد‪:‬‬
‫حضارة مصر في العصر القبطي‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫(‪ )49‬فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬ص ‪49-48‬؛‬
‫قادوس‪ ،‬عزت زكي حامد والسيد‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ :‬اآلثار القبطية والبيزنطية‪ ،‬ص‬
‫‪195‬؛ سميكة‪ ،‬مرقس‪ ،‬دليل المتحف القبطي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.146‬‬
‫‪(50) Coptic Ostraca from the collections of the Egypt exploration fund, 251(Letter‬‬
‫‪to a superior); Papyri London (Greek Papyri in the British Museum), 5/1726,‬‬
‫‪(A.D. 581); Papyri Oxy.10/1245, (Thucydides I).‬‬
‫(‪ ،" Edictum Diocletiani de pretiis rerum venalium" )51‬أو‬
‫‪"The Edict of Diocletian‬‬
‫"‪( fixing maximum prices‬مرسوم دقلديانوس لتحديد الحد األقصى لألسعار)‪ ،‬هو‬
‫مرسوم أصدره اإلمبراطور في بداية شهر ديسمبر من عام دقلديانوس عام ‪301‬م‪،‬‬
‫ضمن إصالحاته االقتصادية‪ ،‬للتحكم في أسعار العديد من السلع والخدمات‪ ،‬حث‬
‫‪- 347 -‬‬
‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫تحدد من خالله أسعار ما يربو على ‪ 1200‬من المنتجات والخدمات والعمالة ووسائل‬
‫النقل والحيوانات والعبيد وغير ذلك‪ ،‬وقصد من وراء ذلك الحد من التضخم داخل‬
‫واليات اإلمبراطورية المختلفة‪ ،‬وتراوحت األسعار ما بين دينار واحد (األعالف‬
‫الخضراء) حتى ‪ 150000‬دينار (ذكور األسود والحرير األرجواني)‪ ،‬وتم نقش هذا‬
‫المرسوم وتوزيعه على كافة واليات اإلمبراطورية‪ ،‬وعلى الرغم من فرض هذا المرسوم‬
‫وتعميمه داخل واليات اإلمبراطورية‪ ،‬قد ترتب على تنفيذه اختفاء العديد من السلع‪،‬‬
‫وزيادة المشاحنات واراقة الدماء‪ ،‬األمر الذي يؤكد على حقيقة وقف تنفيذه بعد مدة‬
‫نظر لما ترتب عليه من مردود سلبي‪ ،‬للمزيد حول مرسوم‬ ‫ا‬ ‫قصيرة من إصداره‪،‬‬
‫دقلديانوس لتحديد الحد األقصى لألسعار‪ ،‬راجع ‪- :‬‬
‫‪Kent, Ronlad G., The Edict of Diocletian fixing maximum prices, in Law‬‬
‫‪Review, University of Pennsylvania, W.D., pp.35-47; Maria, Prantl,‬‬
‫‪Diocletian’s Edict on Maximum Prices of 301 AD., in Historia Sscribere,‬‬
‫‪No.3, (2011), pp.359-368.‬‬
‫‪(52) Edictum Diocletiani de pretiis rerum venalium, ed. by Mommsen, TH., Walter‬‬
‫;‪de Gruyter, Berlin, 1893, p.31‬‬
‫عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬إقليم المنيا في العصر البيزنطي في ضوء أوراق البردي‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ،1982‬ص ‪67-66‬؛ بل‪ ،‬هـ‪ .‬آيدرس‪ :‬مصر من‬
‫اإلسكندر األكبر حتى الفتح العربي‪ ،‬ترجمة عبداللطيف أحمد على‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت ‪ ،1973‬ص ‪177-176‬؛ اإلسكندري‪ ،‬عمر و َسڤدج‪ ،‬الميجر أ‪.‬ج‪:‬‬
‫تاريخ مصر إلى الفتح العثماني‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬القاهرة ‪ ،1920‬ص ‪137-135‬؛‬
‫روفيلة‪ ،‬يعقوب نخلة‪ :‬تاريخ األمة القبطية‪ ،‬تقديم جودت جبرة‪ ،‬متروبول‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.26-23‬‬
‫(‪ )53‬الدينار عملة فضية رومانية قديمة‪ ،‬يساوي أربع دراخمات‪ ،‬استمر استخدامها خالل‬
‫العصر البيزنطي‪ ،‬داخل المناطق الخاضعة للسيطرة البيزنطية‪ ،‬مثل بالد الشام ومصر‬
‫تدهور في نهاية العصر الرومانية وبداية‬
‫ا‬ ‫وشمال أفريقيا‪ ،‬وقد شهدت هذه العملة‬
‫العصر البيزنطي‪ ،‬وليس أدل على ذلك من أن اعتبرت في كثير من األحيان وحدة‬
‫تسعير وليست وحدة تحصيل‪ ،‬حيث كان يتم الدفع بعمالت أخرى بعد إعالن األسعار؛‬
‫كما هو الحال بعد إعالن دقلديانوس للحد األقصى ألسعار السلع والخدمات عام‬
‫‪301‬م‪ ،‬عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪ ،‬طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪– 284‬‬
‫‪641‬م‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫(‪ )54‬سعيد أحمد‪ ،‬سهير‪ :‬جوانب من الحياة اليومية لألقباط من النصوص واآلثار القبطية‪،‬‬
‫ص‪.16‬‬

‫‪- 348 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫(‪ )55‬النقابات ‪ Synodos‬في مصر‪ :‬هي المنظمات الحرفية المختصة برعاية شئون ومصالح‬
‫أعضائها‪ ،‬كونهم يمارسون مهنة واحدة‪ ،‬وكان أعضائها يجتمعون بشكل منتظم أو شبه‬
‫منتظم؛ وذلك لمناقشة شئون الحرفة؛ هذا عالوة على مناقشة الشئون الدينية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ولكل نقابة رئيس‪ ،‬يتم اختياره وتعيينه من بين أعضاء النقابة لمدة‬
‫مح ددة‪ ،‬وهذا تحت اإلشراف المباشر للحكومة البيزنطية‪ ،‬وعد مصر من أوائل الدول‬
‫التي عرفت نظام النقابات‪ ،‬وخالل العصر البيزنطي ونتيجة الستمرار ازدهار الصناعة‬
‫في مصر وخاصة في مدينة اإلسكندرية؛ واستمرار انتقال العديد من أهالي الريف إلى‬
‫المدن؛ بغرض االشتغال في الصناعة‪ ،‬ومن ثم انخرط هؤالء في النقابات‪ ،‬التي تم‬
‫تكوينها من قبل الفئات المختلفة من الصناع والتجار‪ ،‬هذا وكان على النقابة الحصول‬
‫على ترخيص من الوالي البيزنطي‪ ،‬حتى تكتسب الصفة الشرعية والقانونية‪ ،‬ومن خالل‬
‫ذلك يتم تسجيل النقابة لدى مكتب مسئول السوق‪ ،‬الذي بدوره يستلم تقرير شهري من‬
‫رئيس النقابة عن سير عملها ومنتجاتها‪ ،‬وكان على أعضاء النقابة الموافقة على‬
‫قانونها‪ ،‬وخاصة ما يتم االتفاق عليه في محضر االجتماع التأسيسي للنقابة‪ ،‬ومن ثم‬
‫فقد سمح القانون البيزنطي للنقابة بالحق في اختيار أعضائها‪ ،‬ووضع القوانين الخاصة‬
‫بها‪ ،‬الذي يتعلق بالواجبات المتبادلة بين النقابة وأعضائها‪ ،‬وكانت اجتماعات النقابة‬
‫شهرية‪ ،‬وكان األعضاء يدفعون اشتراك شهري إجباري‪ ،‬ومن مهام النقابة تقديم المعونة‬
‫ألفراد النقابة‪ ،‬والقيام بالطقوس الجنائزية عند وفاو أحد أعضائها‪ ،‬واإلشراف على دفع‬
‫الضرائب من قبل أعضائها‪ ،‬وكذلك القيام بتدريب األعضاء الجدد المنضمين للنقابة‬
‫على الحرفة‪ ،‬راجع ‪:‬‬
‫‪Catalogue of the Greek Papyri in John Rylands Library, vol.4, Manchester‬‬
‫;)‪1952, No. 1602; Papyri Oxy.1/85 (338), (Declarations by Guilds of Workmen‬‬
‫;‪Milne, J.G, A history of Egypt under the Roman rule, London 1924, p.15‬‬
‫يوسف‪ ،‬حسين محمد أحمد‪ ،‬النقابات في مصر الرومانية‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ،1998‬ص ‪69 - 68 ،12-11‬؛ لويس‪ ،‬نافتالي‪ :‬الحياة اليومية في‬
‫مصر الرومانية‪ ،‬ص ‪ ،223-222‬عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬إقليم المنيا في العصر‬
‫البيزنطي في ضوء أوراق البردي‪ ،‬ص ‪64-63‬؛ حامد‪ ،‬عماد أحمد‪ :‬النقابات في إقليم‬
‫أوكسيرنخوس في العصر البيزنطي‪ ،‬مجلة التاريخ والمستقبل – كلية اآلداب – جامعة‬
‫المنيا‪ ،‬عدد ‪ 63‬يوليو ‪ ،2018‬جامعة المنيا‪ ،‬ص ‪214 – 211‬؛ سالم‪ ،‬عالء الدين‬
‫سالم‪ :‬الصناعات في مصر إبان العصر البيزنطي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب – جامعة المنصورة‪ ،2009 ،‬ص ‪.10‬‬
‫;)‪(56) Papyri Oxy.31/2570, (329 A.D.), (Declarations of Prices by Guilds‬‬

‫‪- 349 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫سليم‪ ،‬صبري أبوالخير‪ :‬تاريخ مصر في العصر البيزنطي‪ ،‬ص ‪103‬؛ الشيخ‪ ،‬محمد‬
‫محمد مرسي‪ :‬تاريخ مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪94‬؛ إسماعيل‪ ،‬ليلى عبدالجواد‪ :‬تاريخ‬
‫مصر وحضارتها في الحقبة البيزنطية‪-‬القبطية‪ ،‬ص ‪.224-223‬‬
‫(‪ )57‬اللوجستيس ‪ ،Logistes‬ظهرت هذه الوظيفة مع إصالحات اإلمبراطور دقلديانوس‪،‬‬
‫وكان أول ذكر لها عام ‪304‬م‪ ،‬وقد منح صالحيات ومسئوليات مالية داخل اإلقليم‪،‬‬
‫وبالتالي فهو ممثل السلطة المركزية‪ ،‬وبعد ذلك أصبح حاكما مدنيا يتمت بنفوذ في‬
‫األقاليم والمدن على حد سواء‪ ،‬وبنهاية القرن الثالث الميالدي حل محل هذه الوظيفة‬
‫وظيفة الـ ديفينسور ‪ ،Defensor‬راجع‪ ،‬محمد الهمشري‪ ،‬منيرة‪ :‬النظام اإلداري‬
‫واالقتصادي في مصر في عهد دقلديانوس (‪305 – 284‬م)‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬
‫للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪ ،1999‬ص ‪103‬؛ كامل‪ ،‬مراد‪ :‬حضارة مصر في العصر القبطي‪،‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫‪(58) Papyri Oxy.31/2570 (Declarations of Prices by Guilds), (329 A.D.) & 34/2728‬‬
‫‪(Letter from Capitolinus to Sarapammon), (Third/Fourth Century).‬‬
‫الشيخ‪ ،‬محمد محمد مرسي‪ :‬تاريخ مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪94‬؛ إسماعيل‪ ،‬ليلى‬
‫عبدالجواد‪ :‬تاريخ مصر وحضارتها في الحقبة البيزنطية‪-‬القبطية‪ ،‬ص ‪.225-224‬‬
‫‪(59) Papyri Oxy.1/53 (report on a persea tree), (25 February 316).‬‬
‫(‪ )60‬الميراد ‪ :‬أو "الميرياد" ويعرف في القبطية باسم "تبا" ‪ ،Tba‬ويساوي ستة تالنتات وثلثين‪،‬‬
‫وخالل القرن الرابع كان يعادل ‪ 10‬آالف دينار بيزنطي‪ ،‬وهي عملة فضية وصك منها‬
‫من الذهب اعتبار من عام ‪360‬م‪ ،‬راجع‪ :‬سعيد أحمد‪ ،‬سهير‪ :‬جوانب من الحياة‬
‫اليومية لألقباط من النصوص واآلثار القبطية‪ ،‬ص ‪22‬؛ عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة‬
‫االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪.193 ،92‬‬
‫(‪ )61‬األردب‪ :‬هو مكيال للحبوب يستخدم لكيل الحاصالت الجافة مثل القمح‪ ،‬واختلف وزنه‬
‫خالل العصور (اليونانية والرومانية والبيزنطية)‪ ،‬فقد نقص وزنه خالل العصر‬
‫البيزنطي عن سابقه بمقدار ‪ %30‬على حد رأي البعض‪ ،‬وكان يساوي ‪ 38.8‬لتر‬
‫تقريبا‪ ،‬وعلى سبيل المثال كان أردب القمح يساوي ‪ 30.2‬كجم‪ ،‬راجع‪ ،‬لويس‪،‬‬
‫نافتالي‪ :‬الحياة اليومية في مصر الرومانية‪ ،‬ص ‪ ،317‬عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪،‬‬
‫طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪641 – 284‬م‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫;)‪(62) Papyri London (Greek Papyri in the British Museum), 5/1726, (A.D. 581‬‬
‫عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪ :‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬ص ‪.118-116‬‬
‫‪(63) Papyri Oxy.6/892 (338), (Appointment of a Superintendent of Works).‬‬
‫‪(64) Johnson, A.C. & West, L.C., Byzantine Egypt, Economic Studies, Princeton,‬‬
‫;‪1949, pp. 146, 147‬‬

‫‪- 350 -‬‬


‫ محمد مرسى عبد اهلل هدية‬.‫د‬

‫ مكتبة األنجلو‬،‫ مصر من اإلسكندر األكبر إلى الفتح العربي‬:‫ مصطفى‬،‫) العبادي‬65(
،‫ قبطي في عصر مسيحي‬:‫ زبيدة محمد‬،‫؛ عطا‬126 ‫ ص‬،1999 ‫ القاهرة‬،‫المصرية‬
.195 ‫ ص‬،2003 ‫ القاهرة‬،‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‬
(66) Papyri Oxy.48/3429 (Fourth Century), (Money Account); Wallace S. L.,
Taxation in Egypt from Augusts to Diocletian, Princeton, 1938, P.211.
.103 ‫ ص‬،‫ تاريخ مصر في العصر البيزنطي‬:‫ صبري أبوالخير‬،‫سليم‬
(67) Papyri Oxy.10/1331 (A.D 426-441), (Receipt for Dues); Johnson, A.C. &
West, L.C., Byzantine Egypt, Economic Studies, p.151.
(68) Papyri London (Greek Papyri in the British Museum), 4/1562.

- 351 -
)‫م‬641 - 284( ‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫ا‬
‫الوثائق الربدية والنقوش‬: ‫أوًل‬
- Catalogue of the Greek Papyri in John Rylands library, Vol
.4, Manchester 1952.
- Cairo Papyri, (Papyrus Grecs D'époque Byzantine),
Catalogue general des antiquites Egyptiennes du musee du
Caire, ed. by M. Jean Maspero, Cairo vol.2 (1912), vol.3
(1916).
- Cairo Zenon Papyri, Catalogue general des antiquites
Egyptiennes du musee du Caire, ed. by C. C. Edgar, vol.2,
Caire 1926.
- The Coptic ostraca from the collections of the Egypt
exploration fund, ed. by W. E. Crum, London 1902.
- London Papyri, Greek papyri in the British Museum, by H.I.
Bell, vol.5, London 1917.
- Oxyrhnchus papyri, ed. by B. P, Grenfell & A.S, Hunt and
others, 67 vols, 1898-2000.
- Papyri Michgan, Collection John Corrett J.G Winter,
University of Michagan 1936.
‫ا‬
‫ املصادر األجنبية‬:‫ثانيا‬
- Edictum Diocletiani de pretiis rerum venalium, ed. by
Mommsen, TH., Walter de Gruyter, Berlin, 1893.
- Theophrastus, Enquiry into Plants: B.IV, trans by Hort, A.,
London, Cambridge university press.
‫ا‬
‫ املصادر العربية واملعربة‬: ‫ثالثا‬
‫ تحقيق وتقديم‬،2‫ ج‬،‫ البكري‬،‫ المسالك والممالك‬،‫ عبداهلل بن عبدالعزيز‬،‫الب كري‬ -
،‫ الدار العربية للكتاب‬- ‫ دار الغرب اإلسالمي‬،‫أدريان فان ليوفن و أندري فيري‬
.1992 ‫القاهرة‬
‫ السفر‬،‫ ترجمة عبدالحميد حسن‬،‫ أوراق البردي العربية‬:‫ أدولف‬،‫جروهمان‬ -
.306 ‫ بردية رقم‬،1974 ،‫ القاهرة‬،‫السادس‬
‫ تحقيق‬،‫ الروض المعطار في خبر األقطار‬:‫ محمد بن عبدالمنعم‬،‫الحميري‬ -

- 352 -
‫ محمد مرسى عبد اهلل هدية‬.‫د‬

.1984 ‫ بيروت‬،‫ مكتبة لبنان‬،‫إحسان عباس‬


،‫ بيروت‬،‫ دار الكتب العلمية‬،2‫ ج‬،‫ تاريخ األمم والملوك‬:‫ محمد بن جرير‬،‫الطبري‬ -
.1987 ‫الطبعة األولى‬
‫ تحقيق على محمد‬،‫ فتوح مصر والمغرب‬:‫ عبدالرحمن بن عبداهلل‬،‫ابن عبدالحكم‬ -
.2004 ‫ القاهرة‬،‫ مكتبة الثقافة الدينية‬،‫عمر‬
‫ المواعظ واالعتبار في ذكر‬،‫ تقي الدين أحمد بن علي بن عبدالقادر‬،‫المقريزي‬ -
‫ مؤسسة الفرقان‬،‫ تحقيق أيمن فؤاد سيد‬،4 ،3 ،2 ،1 ‫ مجلد‬،‫الخطط واآلثار‬
.1995 ‫ لندن‬،‫للتراث اإلسالمي‬
‫ دار النعام‬،‫ إعداد األنبا صموئيل‬،1‫ ج‬،‫ تاريخ البطاركة‬:‫ ساويرس بن‬،‫المقفع‬ -
.‫ القاهرة‬،‫للطباعة‬
‫ا‬
‫ املراجع األجنبية‬: ‫رابعا‬
- Buhl, L. M., The Goddesses of the Egyptian tree Cult,
Chicago 1947.
- Creasman, Pearce Paul: Ship Timber and the Reuse of Wood
in Ancient Egypt, Journal of Egyptian History 6,
Koninklijke Brill NV, Leiden, 2013.
- Dixon, D. M: Timber in ancient Egypt, The Commonwealth
Forestry Review, Vol. 53, No. 3 (157) (September, 1974),
Commonwealth Forestry Association.
- Groser, William H, The trees and plants mentioned in the
bible, No.I, in scripture natural history, vol.X, the religious
tract society, London, 1888.
- Johnson, A.C. & West, L.C., Byzantine Egypt, Economic
Studies, Princeton, 1949, pp. 146, 147;
- Kent, Ronlad G., The Edict of Diocletian fixing maximum
prices, in Law Review, University of Pennsylvania.
- Killen, Geoffrey: Egyptian wood working and Furniture,
Shire publications LTD, Buckinghamshire, 1994.
- Kuniholm, Peter Ian: "Wood" in The Oxford Encyclopedia
of Archaeology in the Near East, Eric M. Meyers, ed., New
York, Oxford University Press, 1997.
- 353 -
)‫م‬641 - 284( ‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية‬

- Lucas, Alfred: Wood working in ancient Egypt, Empire


Forestry Journal, Vol. 13, No.2 (DECEMBER, 1934),
Commonwealth Forestry Association.
- Maria, Prantl, Diocletian’s Edict on Maximum Prices of 301
AD., in Historia Sscribere, No.3, (2011).
- Milne, J.G, A history of Egypt under the Roman rule, London
1924.
- Oakley, Kenneth P.: Woods Used by the Ancient Egyptians,
Analyst, 57, 1932, Burlington House, London.
- Pepler-Harcombe, Aletta Maria: Ancient Egyptian furniture
in context: from ancient production, preservation to modern-
day reconstruction and conservation, University of South
Africa, 2011.
- Wallace S. L., Taxation in Egypt from Augusts to Diocletian,
Princeton, 1938.

‫ا‬
‫ املراجع العربية واملعربة‬: ‫خامسا‬
‫ رسالة ماجستير غير‬،‫ مكمالت األثاث الخشبي‬:‫ أماني عادل‬،‫أحمد‬ -
.2017 ،‫ جامعة بنها‬،‫منشورة‬
.1953 ‫ القاهرة‬،‫ ترجمة وهيب كامل‬،‫ استرابون في مصر‬:‫استرابون‬ -
،‫ تاريخ مصر إلى الفتح العثماني‬:‫ج‬.‫ الميجر أ‬،‫ عمر و َسڤدج‬،‫اإلسكندري‬ -
.1920 ‫ القاهرة‬،‫مطبعة المعارف‬
-‫ تاريخ مصر وحضارتها في الحقبة البيزنطية‬:‫ ليلى عبدالجواد‬،‫إسماعيل‬ -
.2007 ‫ القاهرة‬،‫ دار الثقافة العربية‬،‫القبطية‬
‫ مكتبة‬،‫ ترجمة وهيب كامل‬،"‫أميانوس في مصر "مصر في القرن الرابع‬ -
.1954 ‫ القاهرة‬،‫األنجلو المصرية‬
‫ ترجمة‬،‫ مصر من اإلسكندر األكبر حتى الفتح العربي‬:‫ آيدرس‬.‫ هـ‬،‫بل‬ -
.1973 ‫ بيروت‬،‫ دار النهضة العربية‬،‫عبداللطيف أحمد على‬

- 354 -
‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫حامد‪ ،‬عماد أحمد‪ :‬النقابات في إقليم أوكسيرنخوس في العصر البيزنطي‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫مجلة التاريخ والمستقبل – كلية اآلداب – جامعة المنيا‪ ،‬عدد ‪ 63‬يوليو‬
‫‪.2018‬‬
‫حزين‪ ،‬سليمان‪ :‬مقومات الحضارة المصرية‪ ،‬البيئة واإلنسان والحضارة في‬ ‫‪-‬‬
‫وادي النيل‪ ،‬تاريخ الحضارة المصرية‪ ،‬تقديم ثروت عكاشة و محمد شفيق‬
‫غربال‪ ،‬مج ‪ ،1‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪.1962 ،‬‬
‫حسن‪ ،‬سليم‪ :‬مصر القديمة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ج ‪ ،10‬مؤسسة هنداوي للتعليم‬ ‫‪-‬‬
‫والثقافة‪ ،‬القاهرة ‪.2012‬‬
‫عبدالحميد‪ ،‬رأفت و منصور‪ ،‬طارق‪ :‬مصر في العصر البيزنطي ‪– 284‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪641‬م‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر العربية للنشر والتوزيع‪.2001 ،‬‬
‫حنا‪ ،‬وديع‪ :‬مرشد المتحف القبطي‪ ،‬المطبعة المصرية األهلية‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1931‬‬
‫حنا‪ ،‬هاني وحكيم‪ ،‬إيريني سمير‪ :‬اآلثار القبطية الخشبية‪ ،‬األقباط في‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع المصري قبل وبعد الفتح اإلسالمي‪ ،‬تحرير لؤي محمود وأحمد‬
‫منصور‪ ،‬مركز دراسات الخطوط‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2010‬‬
‫جاردنر‪ ،‬سير ألن‪ :‬مصر الفراعنة‪ ،‬ترجمة نجيب ميخائيل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.1973 ،‬‬
‫ديودور الصقلي في مصر‪ ،‬القرن األول الميالدي‪ ،‬ترجمة وهيب كامل‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫المعارف القاهرة‪.2013 ،‬‬
‫روفيلة‪ ،‬يعقوب نخلة‪ :‬تاريخ األمة القبطية‪ ،‬تقديم جودت جبرة‪ ،‬متروبول‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاهرة ‪.2000‬‬
‫أبوسديرة‪ ،‬السيد طه السيد‪ :‬الحرف والصناعات في مصر اإلسالمية‪ ،‬الهيئة‬ ‫‪-‬‬
‫المصرية العامة للكتابة‪ ،‬القاهرة ‪.1991‬‬
‫سعيد أحمد‪ ،‬سهير‪ :‬جوانب من الحياة اليومية لألقباط من النصوص‬ ‫‪-‬‬
‫واآلثار القبطية‪ ،‬مكتبة كريستيال ألعمال الطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.2017 ،‬‬

‫‪- 355 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫سالم‪ ،‬عالء الدين سالم‪ :‬الصناعات في مصر إبان العصر البيزنطي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب – جامعة المنصورة‪.2009 ،‬‬
‫سليمان‪ ،‬مالك فكري توفيق‪ :‬الحرف والصناعات في إقليم أرسينوي إبان‬ ‫‪-‬‬
‫العصرين البطلمي والروماني‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب –‬
‫جامعة بنها‪ ،‬بنها ‪.2017‬‬
‫سميكة‪ ،‬مرقس‪ ،‬دليل المتحف القبطي‪ ،‬ج‪ ،1‬الطبعة األميرية‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1930‬‬
‫السيد عبدالحميد‪ ،‬سهام السيد عبدالحميد‪ ،‬تغريد‪ :‬شجرة ‪ Šndt‬السنط في‬ ‫‪-‬‬
‫مصر القديمة‪ ،‬مجلة االتحاد العام لآلثاريين العرب‪ ،‬مجلد ‪ ،20‬عدد ‪،2‬‬
‫القاهرة ‪.2019‬‬
‫الشيخ‪ ،‬محمد محمد مرسي‪ :‬تاريخ مصر البيزنطية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسكندرية ‪.1999‬‬
‫العبادي‪ ،‬مصطفى‪ :‬مصر من اإلسكندر األكبر إلى الفتح العربي‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪-‬‬
‫األنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة ‪.1999‬‬
‫عبدالعزيز‪ ،‬حسين‪ :‬دراسة لألثاث في مصر في العصرين اليوناني‬ ‫‪-‬‬
‫والروماني‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫عطا‪ ،‬زبيدة محمد‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬قبطي في عصر مسيحي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ ‬الحياة االقتصادية في مصر البيزنطية‪ ،‬دار األمين للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪.1994‬‬
‫‪ ‬إقليم المنيا في العصر البيزنطي في ضوء أوراق البردي‪ ،‬الهيئة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪.1982‬‬
‫غربال‪ ،‬محمد شفيق‪ :‬تكوين مصر عبر العصور‪ ،‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪-‬‬

‫‪- 356 -‬‬


‫د‪ .‬محمد مرسى عبد اهلل هدية‬

‫للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪.1990‬‬


‫فارس‪ ،‬عبد صموئيل‪ :‬إسهامات األقباط في الحضارة اإلنسانية‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة ‪.2015‬‬
‫قادوس‪ ،‬عزت زكي حامد و السيد‪ ،‬محمد عبدالفتاح‪ :‬اآلثار القبطية‬ ‫‪-‬‬
‫والبيزنطية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2002‬‬
‫كامل‪ ،‬مراد‪ :‬حضارة مصر في العصر القبطي‪ ،‬دار العالم العربي‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬
‫كالرك‪ ،‬سومر‪ :‬اآلثار القبطية في وادي النيل‪ ،‬ترجمة إبراهيم سالمة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراجعة وتقديم جودت جبرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‬
‫‪.2010‬‬
‫لوكاس‪ ،‬ألفريد‪ :‬المواد والصناعات عند قدماء المصريين‪ ،‬ترجمة زكي‬ ‫‪-‬‬
‫إسكندر و محمد زكريا‪ ،‬مكتبة مدبولي‪ ،‬القاهرة ‪.1991‬‬
‫لويس‪ ،‬نافتال‪ :‬الحياة اليومية في مصر الرومانية‪ ،‬ترجمة وتعليق آمال‬ ‫‪-‬‬
‫محمد الروبي‪ ،‬مراجعة محمد إبراهيم بكر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المشروع القومي‬
‫للترجمة‪ ،‬المجلس األعلى للثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2005 ،‬‬
‫محمد الهمشري‪ ،‬منيرة‪ :‬النظام اإلداري واالقتصادي في مصر في عهد‬ ‫‪-‬‬
‫دقلديانوس (‪305 – 284‬م)‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‬
‫‪.1999‬‬
‫ملطي‪ ،‬تادرس يعقوب‪ :‬قاموس المصطلحات الكنسية‪ ،‬نقله إلى القبطية‬ ‫‪-‬‬
‫شاكر باسيليوس ميخائيل‪ ،‬مطبعة األخوة المصريين‪ ،‬القاهرة ‪.1991‬‬
‫النباهين‪ ،‬هبة رزق منصور‪ :‬األحوا ُل العامة للنصارى في مصر‪ ،‬بحث‬ ‫‪-‬‬
‫غير منشور‪ ،‬مقدم ضمن متطلبا الحصول على درجة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب – الجامعة اإلسالمية بغزة‪ ،‬غزة ‪.2019‬‬
‫نظير‪ ،‬وليم‪ :‬الثروة النباتية عند قدماء المصريين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية‬ ‫‪-‬‬
‫العامة للكتاب‪.1970 ،‬‬

‫‪- 357 -‬‬


‫األخشاب ومنتجاتها في مصر البيزنطية (‪641 - 284‬م)‬

‫هردوت يتحدث عن مصر‪ ،‬ترجمة محمد صقر خفاجة‪ ،‬تقديم‬ ‫هردوت‪ُ :‬‬‫‪ُ -‬‬
‫أحمد بدوي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬القاهرة ‪.1996‬‬
‫‪ -‬يوسف‪ ،‬حسين محمد أحمد‪ ،‬النقابات في مصر الرومانية‪ ،‬الهيئة المصرية‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪.1998‬‬

‫‪- 358 -‬‬

You might also like