You are on page 1of 13

‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫البعد االقتصادي لالبتكار و المقاول المبتكر على النمو االقتصادي‬


‫حسب رؤية ‪A-J-Schumpeter‬‬
‫مغنـية هـواري‬
‫جـامعة د‪.‬طـاهر مـوالي سعـيدة‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تحليل العالقة ما بين ريادية األعمال واالبتكار واألثر الذي تحدثه على‬
‫*‪A. Joseph‬‬ ‫النمو االقتصادي والمؤشرات االقتصادية الكلية‪ ،‬حسب رؤية شومبيتيرية‪ ،‬حيث عالج‬
‫‪ Schumpeter‬إشكالية النمو االقتصادي من خالل دراسة المحفزات والتحديات التي تواجه المقاول‬
‫المبتكر‪ ،‬فبدأ دراسة الجزء ومدى تأثيره على الكل‪ ،‬أي بدأ من المقاول لينتهي إلى النمو االقتصادي‪.‬‬
‫تعتبر دراسة ‪ A. Joseph Schumpeter‬للمقاول المبتكر وتأثيره على النمو االقتصادي فريدة‬
‫من نوعها‪ ،‬إذ ربط بين علوم إدارة األعمال و علوم االقتصاد‪ ،‬فالدراسة بدأت من الصفات الواجب توافرها‬
‫لدى المقاول المبتكر‪ ،‬لتصل إلى تأثير سلوكه الريادي على النمو االقتصادي واالقتصاد الكلي‪ ،‬ريادة‬
‫األعمال لديها دو ار هاما في االقتصاد ألنها أكبر مؤثر عليه‪ ،‬من خالل إنشاء مشاريع محلية نشطة‬
‫تساهم في التنمية المحلية و نمو االقتصاد من خالل زيادة فرص العمل والعوائد‪ ،‬محتويات هذا البحث‬
‫مفهوم ريادة األعمال والمقاول المبتكر والخصائص الواجب التميز بها‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المقاول المبتكر‪-‬الريادي‪ ،-‬الريادية‪ ،‬االبتكار‪ ،‬النمو االقتصادي‪ ،‬التدمير الخالّق‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬

‫‪The study aimed at examining relationship between Entrepreneurship and innovation‬‬


‫‪and it impact at economic-growth, under Schumpeterian’s vision.‬‬

‫* من الصعب تصنيف آراء ‪ A. Joseph Schumpeter‬ضمن المدارس االقتصادية رغم أنه نمساوي‬
‫درسوه مثل ‪Eugen‬‬‫ودرس في جامعة ّفيينا ‪ Université de Vienne‬إال أنه لم يتأثر بأفكارها وبأفكار األساتذة الذين ّ‬
‫‪ ، von Böhm-Bawerk‬فلم يسبق أحد من االقتصاديين ‪ A. Joseph Schumpeter‬في وضع تفسير للنمو‬
‫اإلقتصادي بهذه الكيفية ‪ ،‬لهذا ال يمكننا إنسابه ال إلى المدرسة الليبرالية أو الكينزية وال إلى المدرسة الماركسية‬
‫أعجب ‪ A. Joseph Schumpeter‬كثي ار باالقتصادي ‪ Léon Walras‬لكن تحاليله تعدت بدرجة كبيرة التحليل‬
‫الجزئي‪ ،‬كما تأثر كذلك بكتابات السوسيولوجي ‪ Max weber‬و تقاسم بعض األفكار مع ‪ Karl Marx‬لكن دراسته مغايرة‬
‫تماما للماركسية‪.‬‬
‫إنه يعد بصفة عامة مؤسس نظرية التطور االقتصادي أوما يعرف بالديناميكا االقتصادية ويمكن تصنيفه إلى‬
‫حلقة االقتصاديين ‪ Hétérodoxes‬أي انه استطاع أن ينشئ تفكي ار خاص به‪ ،‬فهو يرى أن دافع و أساس الديناميكية‬
‫االقتصادية هي االبتكارات و التطورات التقنية ‪.‬‬

‫‪157‬‬
2221-1292 ‫ رد مد‬،1024 ‫ ديسمبر‬،9 ‫ العدد‬،9 ‫ المجلد‬،‫مجلة العلوم االقتصادية‬

The study of A. Joseph Schumpeter is unique, because he has made a connection


between economics sciences and business administration’s sciences; first he began his study
of the qualities and behaviors that must be required to leadership, secondly studying the
impact of this behavior leading to economic growth and affect macroeconomic indicators, so
the Entrepreneurship has the importance role in global economies because it’s the biggest
driver of economic growth ،through establish active local business organizations which contribute
to local development by increase the job opportunities and returns. This research contents the concept
of entrepreneurship and entrepreneur characteristics.
Key words: Leadership, Entrepreneurship, Innovation, Economic-Growth, creative
destruction

158
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫المقـدمـة‪:‬‬

‫لقد انتقلت اإلشكالية االقتصادية من البحث في ندرة الموارد المتناهية مقابل الحاجات اإلنسانية‬
‫الالمتناهية‪ ،‬إلى البحث في كيفية استغالل هذه الموارد بأمثل الطرق وكيفية تخصيصها بأحسن التقنيات‪،‬‬
‫والسيطرة على مصادر المعرفة‪ ،‬فاإلشكالية االقتصادية اليوم أصبحت مبنية على وفرة المعلومات وليست‬
‫حاسما على كامل النشاط االقتصادي وأضحت المعرفة‬
‫ً‬ ‫وفرة الموارد النادرة‪ ،‬ألن تأثير المعرفة أصبح‬
‫األصول الرئيسية ألي نمو اقتصادي أو اجتماعي‪ ،‬ومنه تحول العالم من البحث والتصادم من أجل‬
‫مصادر الموارد النادرة إلى البحث والتصادم من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من مصادر المعرفة‪.‬‬
‫و أمام المعطيات االقتصادية الجزائرية الجديدة‪ ،‬إذ تعد وفقاً لمساحتها أكبر دولة أفريقية وعاشر‬
‫دولة على مستوى العالم‪ ،‬وتملك ثالث أكبر احتياط نفطي في أفريقيا بعد نيجيريا وليبيا‪ ،‬حيث ّ‬
‫تقدر‬
‫المؤكدة بنحو ‪ 2121‬بليون برميل‪ ،‬وتملك ثاني أكبر احتياط من الغاز الطبيعي بعد‬
‫ّ‬ ‫االحتياطات النفطية‬
‫وتصنف من ضمن قائمة البلدان العشرة األكثر امتالكاً الحتياطات الغاز الصخري في العالم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نيجيريا‪،‬‬
‫وتتمتّع البالد باحتياط نقد أجنبي يصل إلى ‪ 122‬بليون دوالر‪ ،‬وهو مبلغ كاف لتمويل واردات الجزائر لما‬
‫يزيد عن ثالث سنوات‪ ،‬و أمام هذه الموارد الهائلة عمدت الحكومة إلى حقن االقتصاد الوطني بموارد‬
‫مالية هائلة‪ ،‬عبر تبنيها لسياسة تمويلية ضخمة متمثلة في مشاريع اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬وبرامج دعم‬
‫الشباب لخلق مشاريع متوسطة و مصغرة قادرة على خلق قيمة مضافة تنعكس ايجابيا على النمو‬
‫االقتصاد الوطني‪ ،‬و قادرة على مواجهة تحديات السوق‪ ،‬إال أن الفشل كان نصيب أغلب هذه المشاريع‪.‬‬
‫و تبقى اإلشكالية‪ :‬لماذا أمام موارد مالية هائلة تبقى أغلب المؤسسات الجزائرية عاجزة عن مواجهة‬
‫تحديات السوق؟‬
‫تكمن اإلجابة على هذا السؤال حسب ‪ A. Joseph Schumpeter‬في االبتكار و مدى استعداد‬
‫أصحاب المشاريع لتحمل المخاطر‪ ،‬من أجل الوصول إلى الريادية‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫تحتاج هذه الرؤية إلى المزيد من اإليضاح ألهميتها‪ ،‬لعلها تنفع شبابنا في مجال األعمال‪ ،‬إذ تساعد‬
‫الشباب على إدراك أهمية الريادية في إيجاد فرص عمل جديدة للريادي نفسه ولآلخرين‪ ،‬وبالتالي تقليل‬
‫نسبة البطالة‪ ،‬إذ تساهم هذه الدراسة في تطوير قدرات الشباب على خلق مشاريعهم الخاصة واكتشاف‬
‫الفرص‪ ،‬وبناء الثقة‪ ،‬وتحمل المخاطر‪ ،‬والتعامل مع الفشل‪ ،‬والتعايش مع الغموض‪ ،‬وبالتالي إنتاج عمل‬
‫يتسم باإلبداع‪ ،‬قادر على إضافة قيمة جديدة لم تكن موجودة من ذي قبل‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫‪ -2‬االبتكار و نماذجه‪:‬‬
‫‪ -2-2‬مفﻬﻭﻡ ﺍالبتﻜاﺭ‪:‬‬

‫ﺍالبتﻜاﺭ هﻭ شﻜل جﺩيﺩ‪ ،‬ﻭهﻭ يمثل تغييﺭﺍ يﺭتبﻁ بشيﺀ جﺩيﺩ‪ :‬سلعة‪ ،‬خﺩمة‪ ،‬تقنية‪ ،‬مماﺭسة‬
‫ﺇﺩﺍﺭية ﺃﻭ تغييﺭﺍﺕ في عناصﺭ ﺃخﺭﻯ ﺩﺍخل ﺍلمﺅسسة ﻭﺍالبتﻜاﺭ ﺃيضا هﻭ منتج (سلعة‪،‬خﺩمة‪،‬مفهﻭﻡ)‬
‫يحمل حال جﺩيﺩﺍ لمشاﻜل ﺍلمستهلﻙ‪ ،1‬ﻭهﻭ يتعلﻕ ﺇما بﺈيجاﺩ حلﻭل للتناقضاﺕ بيﻥ ﺍلحلﻭل ﺍلمقتﺭحة‬
‫سابقا مﻥ ﻁﺭﻑ ﺍلمنافسة ﺃﻭ بعمل جﺩيﺩ‪ ،‬ﻭ ﺍنطالقا مﻥ هﺫﺍ ﺍلتعﺭيﻑ فاﻥ ﺍالبتﻜاﺭ يتﻜﻭﻥ مﻥ ثالﺙ‬
‫عناصﺭ هي‪:2‬‬

‫‪ -‬ﺍلحاجة‪ :‬ﻭهي ﺍلﻭﻅيفة ﺍلتي يجﺏ شغلها‪.‬‬


‫‪ -‬ﺍلمفﻬﻭﻡ‪ :‬ﻭهﻭ ما يعمل على ﺇشباﻉ ﺍلحاجة ﺃﻱ هﻭ ﺍلفﻜﺭﺓ ﺍلجﺩيﺩﺓ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺍلمﺩخالت‪ :‬ﻭتضﻡ مجمﻭعة ﺍلمعاﺭﻑ ﺍلتي لﻡ تﻜﻥ مﻭجﻭﺩﺓ مﻥ قبل ﺃﻜثﺭ مما تضﻡ ﺍلمﻭﺍﺩ‬
‫ﻭﺍلتﻜنﻭلﻭجيا ﺍلمﻭفﺭﺓ لجعل هﺫﺍ ﺍلمفهﻭﻡ عمليا‪.‬‬

‫يفرق ‪ A.J.Schumpeter‬بين االبتكار و االختراع‪ ،‬فاالختراع ال يغطي إال الجوانب التقنية‪ ،‬والتقدم‬
‫التقني أو اإلبداع التقني‪.‬‬

‫في حين االبتكار يتم قبوله و التصديق عليه من طرف السوق‪ ،3‬فهو عندما تجد التقنية‬
‫أواالختراع مجاالً لها في السوق و يكون هذا بقرار جريئ من المقاول المبتكر‪ ،‬فهو رهان اقتصادي‬
‫مستقبلي‪ ،‬و المقاول هو الذي يتحمل مخاطر رهان التجديد‪ ،‬فاالكتشاف التقني الغير الموظف‪ ،‬واألفكار‬
‫الغير المترجمة إلى سلع أو خدمة ال يمكن اعتبارها ابتكار‪.‬‬

‫و يعرف ‪ A. Joseph Schumpeter‬اإلبداع‪ 4‬على انه الحصيلة الناتجة عن ابتكار طريقة‪ ،‬أونظام‬
‫جديد في اإلنتاج‪ ،‬يؤدي إلى تغيير مكونات المنتج‪ ،‬و كيفية تصميمه‪.‬‬

‫‪ -1-2‬نماذج االبتكار‬

‫يحدد شومبيتر "‪ 5 " A. Joseph Schumpeter‬أنواع من االبتكارات هي‪:‬‬


‫‪ -‬صناعة منتجات جديدة ( تسمى االبتكار في المنتج) يتعلق بﺈطالق منتج جديد في السوق أو منتج‬
‫موجود مسبقا لكن يحتوي على تجديدات‪ ،‬مثال ‪ 2215 Richard Drew‬مساعد في مخبر‪ ،‬اخترع الشريط‬
‫الالصق و الذي سوق تحت عالمة ‪Scotch‬‬

‫‪160‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫‪ -‬طرق جديدة في اإلنتاج ( االبتكارات في عملية اإلنتاج) و الذي يهتم بالطرق و نماذج اإلنتاج الجديدة‬
‫‪ Fordisme‬فهو تعميق ل ‪ Taylorisme‬و ابتكار تنظيمي جديد‪.‬‬
‫‪ -‬فتح أسواق جديدة ( فتح منافذ جديدة للنمو)‬
‫‪ -‬استعمال مواد أولية جديدة ( تركيبات و توليفات جديدة للموارد األولية)‬
‫‪ -‬تنظيم جديد للعمل (يسمى باالبتكار التنظيمي)‬

‫‪ -1‬الريادية و األعمال اإلدارية‪:‬‬

‫‪ -2-1‬مفﻬوم الريادية‪:‬‬
‫الريادية مصدر لالبتكار‪ ،‬و هي سلوك إداري إلضفاء كل ماهو جديد على المشاريع المحدودة‬
‫رأس المال‪ ،‬والتي تحمل مخاطر مرتفعة‪ ،‬لهذا تعد‪ 5‬المغامرة من الصفات األساسية للمقاول المبتكر‪،‬‬
‫فالريادية تحمل معنى أن تكون الرائد األول الذي يأتي بالجديد‪ ،‬وهذا ما نجده في قطاع واسع ً‬
‫جدا من‬
‫األعمال الصغيرة التقليدية والجديدة على ٍ‬
‫حد سواء‪.‬‬
‫ارتبط مصطلح الريادة (‪ )Entrepreneurship‬منذ منتصف القرن الثامن عشر بمفهوم الريادي‪ ،‬والذي‬
‫يرجع جذوره إلى االقتصاد الفرنسي‪ ،‬إذ يقصد بالكلمة الفرنسية (‪ ،)Entrepreneur‬ذلك الفرد الذي يتولى‬
‫(‪ )Undertakes‬مشروع أو نشاط مهم‪ ،‬ويعنى في مضمون األعمال‪ 6‬بمصطلح (‪ )Undertake‬هو بدء‬
‫األعمال‪ ،‬وفي قاموس (‪ )Webster‬يمثل الريادي (‪ )Entrepreneur‬ذلك الفرد الذي ينظم ويدير ويتحمل‬
‫مخاطر األعمال أوالمشروع‪7 ،‬وقد مثل الرياديون األفراد المحفزون بالربح‪ ،‬والذين يتحملون المخاطرة‬
‫ويصنعون القرار إلدارة الموارد بطرائق غير مألوفة الستثمار الفرص وبذلك أصبحوا قادة الصناعة في‬
‫العالم‪ ،‬و تتمثل وظيفة المقاول في تطوير األساليب التقنية لإلنتاج واستغالل التقنية لالستجابة إلى‬
‫مجربة بغية إنتاج سلعة جديدة‪ ،‬أو‬
‫غير ّ‬
‫‪8‬‬
‫متطلبات السوق‪ ،‬أو بصورة عامة إمكانية استغالل تكنولوجية‬
‫إنتاج سلعة قديمة بطريقة جديدة‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن فهم الريادية أو روح المبادرة بشكل أكثر دقة وأهميتها في الحياة االقتصادية‬
‫يرجع إلى االقتصادي ‪ A. Joseph Schumpeter‬في األربعينيات من القرن الماضي‪ ،‬وغيره‪ 9‬من الخبراء‬
‫و‪.Friedrichvon‬‬ ‫مثل ‪ CarlMenger‬و ‪LudwigvonMises‬‬ ‫النمساويين‬ ‫االقتصاديين‬
‫ويرى ‪ A. Joseph Schumpeter‬أن المنظم أو رجل األعمال المبدع هو الشخص الذي لديه‬
‫االستعداد والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو اختراع إلى ابتكار ناجح‪.‬‬
‫وقد وصف‪ A. Joseph Schumpeter‬رجال األعمال المبدعين بوكالء للتدمير اإلبداعي‬
‫‪ destruction-creative‬حيث إنه ومن وجهة نظره يقوم هؤالء الرجال المبدعون بتعطيل وضع التوازن‬

‫بالنسبة للعرض والطلب في األسواق عن طريق طرح منتجات إبتكارية جديدة يحصدون من ورائها أر ً‬
‫باحا‬

‫‪161‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫غالبا ما يربطون‬
‫طائلة وقد يحتكرون األسواق لفترة من الزمن ولو بصفة مؤقتة‪ ،‬و لهذا فﺈن االقتصاديين ً‬
‫بين األعمال اإلبداعية والقدرة على حسن استغالل وتطبيق التكنولوجيا الحديثة ‪.‬‬

‫‪ -1-1‬بين األعمال اإلدارية اإلشرافية و األعمال اإلدارية الريادية‪:‬‬

‫الريادية‪ ،‬فاألعمال‬ ‫‪10‬‬


‫فرق ‪ A-J-Schumpeter‬بين األعمال اإلدارية اإلشرافية و األعمال اإلدارية‬
‫المتمثلة في الرقابة‪ ،‬و اإلشراف و االنضباط‪ ....‬هي من الوظائف اإلدارية اإلشرافية‪ ،‬فالمقاول المالك لرأس‬
‫المال و الذي يمارس هذه الوظائف فقط دون أن يأتي بكل ماهو جديد سيبقى نشاطه في ظل المنافسة‬
‫التامة ‪ ،‬ألنه ال يوفر لنفسه أي ميزة تنافسية‪ ،‬و الربح كنتيجة لذلك سيكون ضئيالً جدا‪ ،‬فال يتعدى كونه‬
‫أج ار إلى حد أن المقاول في هذه المرحلة يتماثل مع األجير‪ ،‬و األعمال التي يقوم بها المقاول في هذه الفترة‬
‫ال تعد أن تكون مجرد أعمال إشرافية‪ ،‬فالوظائف اإلدارية اإلشرافية هي وظائف روتينية‪ ،‬والمقاول إضافة‬
‫إلى الوظائف اإلدارية له روح المبادرة المدفوعة بحافز الربح‪ ،‬فتحليل ‪ A.J.Schumpeter‬يبين أن األعمال‬
‫اإلدارية اليومية هي أعمال روتينية تمتاز بالرتابة ويغلب عليها طابع العادة والتعود في انجاز النشاطات‬
‫اليومية المتكررة‪ ،‬ففي هذه المرحلة يكفي فقط تدخل المسؤول التقني المباشر‪ ،‬و لكن من أجل التحرر من‬
‫هذا الروتين و تغيير بعض األنشطة اآللية المكتسبة يتدخل المقاول المبتكر‪ -‬الريادي‪ ، -‬إما بتوفير سلع‬
‫جديدة تحتاج إلى مهارات مختلفة وجديدة‪ ،‬أوادخال طرق جديدة في اإلنتاج‪ ،‬فالمقاول هو الذي يملك روح‬
‫المبادرة‪ ،‬ليس فقط على المستوى الفكري وانما على المستوى العملي كذلك‪ ،‬من أجل انجاز مشروع عمل‬
‫جديد‪ ،‬أو منتج جديد‪ ،‬أي انجاز خارج عن نطاق المألوف فهذه حقا هي األعمال اإلدارية الريادية للمقاول‬
‫المبتكر‪ ،‬فهذه األعمال تشكل االستثناء عن البرنامج‪ ،‬فكل ماهو مبرمج مسبقا يعد من األعمال الروتينية‬
‫اإلشرافية‪ ،‬و ال يعد من األعمال اإلدارية الرائدة‪ ،‬أما االستثناء هو ما يطلق عليه العمل اإلداري الريادي‪،‬‬
‫أي كل ما يحتاج إلى تدخل مباشر للتغيير‪ ،‬فاألعمال اإلدارية تظهر عندما يختل التوازن و تتغير‬
‫المعطيات و هنالك ثالث عوامل مسببة لذلك حسب ‪A.J.Schumpeter‬‬

‫بين النمو السكاني المستمر‪ ،‬و اآللة اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تغير و تطور البيئة االقتصادية و االجتماعية و السياسية و أذواق المستهلكين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التغير التكنولوجي الذي يغير من طرق المعيشة‪ ،‬و نوعيتها‪ ،‬و الذي هو حسب‬ ‫‪-‬‬
‫‪ A.J.Schumpeter‬أحد أهم العوامل المؤثرة على العنصرين السابقين‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫‪ -3‬الرأسمالية و االبتكار‪:‬‬

‫االبتكار له عالقة وطيدة بالرأسمالية يرى ‪ A. Joseph Schumpeter‬أن الرأسمالية لها ركيزتان‬
‫أساسيتان هما المقاول و االبتكار‪.‬‬

‫فالرأسمالية حسب الموسوعة االقتصادية هو نظام اقتصادي و سياسي يتميز بحرية التبادل‬
‫والملكية الخاصة لرؤوس األموال و يطلق عليه بالليبرالية االقتصادية‪.‬‬

‫ومن بين خصائص النظام الرأسمالي الحرية االقتصادية التي تشمل حرية التملك‪ ،‬حرية التنافس‪،‬‬
‫حرية التسعير‪ ،‬العرض و الطلب‪ ،‬و الملكية الخاصة‪ ،‬هذه المؤشرات هي التي تخلق الجو المالئم لتنمية‬
‫روح المبادرة الفردية و التفوق في السوق الكتساب العديد من الميزات التنافسية عن طريق االبتكار‪.‬‬

‫فكل الزيادات فاإلنتاج منذ القرن ‪ 21‬كانت ناجمة عن االبتكارات‪ ...‬و من دونها لم يكن للنمو أن‬
‫يسجل ارتفاع ملحوظ ‪2‬‬

‫فاالبتكارات و اإلنجازات الكبرى على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ Henry bessemer -‬اكتشف الطريقة الشهيرة لصناعة و تكرير الحديد و الصلب المصبوب‪.‬‬
‫‪ Henry Ford -‬طرق صناعة السيارات و يعود له نموذج ‪ Fordisme‬نموذج ‪.T‬‬
‫‪ Sakichi Toyodo -‬مخترع و مصنع ياباني يعود له نموذج (‪(Toyotisme‬‬

‫و العديد من االبتكارات األخرى حيث إن هناك عالقة وطيدة مابين الرأسمالية و ريادية األعمال وال‬
‫توجد أي فترة في التاريخ كانت غنية باالبتكارات التكنولوجية أكثر من فترة االقتصاد الرأسمالي‪.‬‬

‫‪ -4‬أهمية المقاول المبتكر ‪–L'entrepreneur innovateur-‬وعملية التدمير الخالّ ق في النمو اإلقتصادي‬

‫‪163‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫‪ -2-4‬أهمية المقاول المبتكر على النمو اإلقتصادي‪:‬‬

‫راكدة‪ ،‬و من هنا نفهم أفكار كثيرين‬ ‫‪11‬‬


‫المجتمعات الصناعية مجتمعات ديناميكية متغيرة وليست‬
‫من االقتصاديين الذين يعرفون المنظم ‪ Entrepreneur‬ودوره في الحياة االقتصادية بأنه ذلك الفرد القادر‬
‫في مجال اإلنتاج والفن اإلنتاجي‪.‬‬ ‫على التجديد و االبتكار ‪Innovation‬‬

‫المقاول المبتكر في رأي ‪ A. Joseph Schumpeter‬هو المغامر الحقيقي الذي ال يتوانى في الخروج‬
‫عن نطاق المقاولين اآلخرين‪ ،‬باحثا عن التقنيات الجديدة‪ ،‬و االبتكارات التكنولوجية‪ ،‬فهو الذي يخرج عن‬
‫نطاق المألوف‪ ،‬و يفرض على العمال ما تمليه عقالنيته‪ ،‬و يواجه المقاومة التي تخشى التحديث‪ ،‬فعلى‬
‫سبيل المثال ‪ H-Ford‬لم يكن مقاوال مبتك ار سنة ‪ 6091‬عندما تسلم إدارة ‪ Ford‬لصناعة السيارات‪ ،‬لكن‬
‫أصبح مقاول مبتكر سنة ‪ 6090‬عندما تبنى نموذج اإلنتاج عن طريق السلسلة‪ ،‬في صناعة السيارة من‬
‫نوع ‪ T‬فاتحا المجال لإلنتاج المكثف‪ -production de masse -‬التي مكنته من زيادة اإلنتاج‪ ،‬وتخفيض‬
‫التكلفة في نفس الوقت‪.‬‬

‫وفقا لـ ‪ A. Joseph Schumpeter‬يمكن تقسيم العملية االقتصادية إلى ثالث مراحل متباينة‬
‫المرحلة األولى‪ :‬اكتشاف تقني لسلعة جديدة أو طريقة جديدة لصناعة هذه السلعة ويقصد ‪A. Joseph‬‬
‫‪ Schumpeter‬بها االختراع‪ ،‬أو اكتشاف نظام جديد إلنتاج السلعة‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬و هي المرحلة الالحقة مباشرة بعد المرحلة األولى‪ ،‬و يقصد بها التسويق الناجح‬
‫‪12‬‬
‫للتقنية أو االختراع و تسمى هذه المرحلة باالبتكار‪ ،‬وهو األفكار المطبقة بنجاح‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬التقليد و هو تبني مشروع موجود في السوق و تقليد مواصفاته وعرضه في السوق‬
‫في العالقة بين هذه المراحل‪:‬‬
‫يوضح ‪ A. Joseph Schumpeter‬أن االختراع ‪ Invention‬هو الذي يولد الفكرة ‪Idea‬‬
‫فالتقنية هي التي تنتج األفكار و الريادي هو الذي يحصل عليها‪ ،‬فالتقنية في حد ذاتها ليست لها أي‬
‫أهمية اقتصادية فخلق التكنولوجيات الجديدة ليست من مهام المقاول المبتكر‪ ،‬و لكن استغالل الفرص‬
‫التقنية هي ما يميز الرياديين‪ ،‬فالمقاول المبتكر هو الرائد الذي ال يسبقه أحد في استعمال التقنية مع‬
‫تحمله للمخاطر المصاحبة لهذا المشروع‪.‬‬

‫مساهمات ‪ A. Joseph Schumpeter‬الذي شدد على أهمية أصحاب المشاريع المبتكرة باعتبارها‬
‫األداة األساسية لنقل االقتصاد إلى األمام من التوازن الثابت إلى الال توازن‪...‬‬

‫‪164‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫‪14‬‬
‫في نماذج النمو الحديثة‬ ‫‪Neo-Schumpeterian‬‬ ‫و المدرسة المتجددة للشومبيتيريون الجدد‬
‫‪ )Hanusch and Pyka‬و الذين يركزون على االبتكارات بصفة‬ ‫(‪2007‬‬ ‫(‪،(Aghion and Howith 1998‬‬
‫عامة في الدعائم الثالث‪ :‬المحور الصناعي و المحور المالي و محور القطاع العمومي‪ ...‬و التي تعتبر‬
‫الدعائم الثالث للتنمية و النمو‪.‬‬

‫يفرق ‪ A. Joseph Schumpeter‬بين نوعين من المخاطرة‪:15‬‬

‫تتعلق المخاطرة األولى بفشل التقنية اإلنتاجية فالمخاطرة ترتبط بشكل مباشر بالتقنية أواالختراع‬ ‫‪-‬‬
‫نفسه‪.‬‬
‫و تتعلق المخاطرة الثانية بالفشل التجاري (التسويقي) للمنتج‪ ،‬أي انعدام استجابة المستهلكين‬ ‫‪-‬‬
‫للسلعة‪ ،‬و المشاريع الريادية و التي تحمل تقنيات جديدة تساعد على التميز واكتساب الميزة التنافسية في‬
‫حالة وجود منتجين منافسين‪...‬‬

‫وعلى حد قول عالم االقتصاد جوزيف شومبيتر الذي عبر عنه بصراحة فﺈن االبتكار يقدم جزرة‬
‫‪16‬‬
‫المكافأة الرائعة ‪،‬أو عصا الفقر المدقع‪.‬‬

‫ُيعد الربح ‪ -profit-‬الحافز الذي يدفع بالمقاول المبتكر ‪ L'entrepreneur innovateur‬لمواجهة‬


‫المخاطر‪ ،‬في استثمار ما هو جديد و النجاح في ذلك‪.‬‬

‫الربح ضروري و مهم جدا بالنسبة للمقاول المبتكر و الذي يستطيع بفضله إزالة أي شكل من أشكال‬
‫المنافسة‪ ،‬فاالبتكارات تمكنه من التخصص و الحصول على حقوق تجارية و فرض االحتكار‪ ،‬هذه هي‬
‫النتائج التي تجعل المخاطرة في االبتكار مقبولة‪ ،‬و ال يرى ‪ A. Joseph Schumpeter‬أن االحتكار مضر‬
‫دائما بالمستهلكين‪ ،‬فهو ال يعني الخفض دائماً من اإلنتاج أو الزيادة في سعر المنتج‪ ،‬فالفائض المالي‬
‫الذي يحققه المقاول من خالل ميزة االحتكار تمكنه من االستثمارات الكبيرة و االنتقال إلى اقتصاديات‬
‫الحجم ‪ ،-économies d'échelles-‬لكن سرعان ما تتالشى هذه الميزة من خالل التقليد وعامل المنافسة‬
‫االقتصادية‪ ،‬من أجل الحصول على أرباح مهمة‪ ،‬و هي التي تفسر الحركة الدورية لإلقتصاد‪.‬‬

‫‪ -1-4‬نظرية الدورات االقتصادية و عملية التدمير الخالّق‬

‫‪165‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫االبتكارات عامل للنمو و عنصر أزمة في آن واحد" هذا ما خلص إليه شومبيتر ‪A. Joseph‬‬

‫‪ Destruction créatrice‬فاألزمات ليست أخطاء اآللة‬ ‫‪ Schumpeter‬في صيغته التدمير الخالّق‬


‫اإلقتصادية‪ ،‬إنما هي حقائق مالزمة للمنطق الداخلي الرأسمالي‪ ،‬فاألخطاء أساسية وضرورية للتقدم‬
‫اإلقتصادي ‪ ،‬ذلك أن االبتكارات تأتي في دفعات متدرجة من األضعف إلى األقوى حسب األزمة‪ ،‬فعندما‬
‫تكون األزمة في شدتها تكون االبتكارات في انطالقها أي (بدايتها) وحينما تختفي األزمة تكون االبتكارات‬
‫في أوجها‪.‬‬

‫الشـكل‪ )6(:‬منحنيات الدورات االقتصادية‪17 ،‬الطويلة‪ ،‬املتوسطة‪ ،‬و القصرية‪.‬‬

‫‪Source: Horst Hanusch and Andreas Pyka, Elgar Companion to Neo-Schumpeterian‬‬


‫‪Economics, Edward Elgar Publishing Limited, UK, 2007, page 24‬‬

‫‪166‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫االقتصادية‪ 18‬لـ‪A. Joseph Schumpeter:‬‬ ‫الشـكل‪ )2(:‬منحىن الدورات‬

‫‪Crise‬‬

‫‪Reprise‬‬

‫‪Récession‬‬ ‫‪Expansion‬‬

‫‪Le cycle économique‬‬

‫المصدر‪:‬‬
‫وحيد مهدي عامر‪ ،‬السياسات النقدية و المالية و االستقرار االقتصادي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1222 ،‬ص‪.112‬‬

‫أن األزمة تقلب الحقائق‪ ،‬فهي تُ َم ّكن من ظهور أفكار جديدة وتفتح‬
‫ما نخلص إليه‪ :‬هو ّ‬
‫فﺈن عدم وجود أزمة في حالتها العظمى يعني‬
‫المجاالت أمام االبتكارات أو االختراعات‪ ،‬و بمعنى آخر ّ‬
‫يؤدي إلى غلق باب البحث عن سبل جديدة للرفاهية‪ ،‬فالنظام‬ ‫مما ّ‬‫بالضرورة وجود رفاهية بقدر معين‪ّ ،‬‬
‫االجتماعي و اإلقتصادي في هذه الوضعية يقلل من عملية االبتكارات‪ ،‬ويحد من تدفقات التكنولوجيا‪.‬‬

‫في نظر بعض علماء االقتصاد‪ ،‬يكون المبادر في األعمال التجارية هو الشخص الذي يكون‬
‫على استعداد لتحمل المخاطر المترتبة عن إطالق مشروع جديد في حال توفرت فرصة كبيرة لتحقيق‬
‫الربح‪ ،‬ويؤكد آخرون على دور المبادر كمبتكر يقوم بتسويق ابتكاره‪ ،‬ولكن عددا آخر من علماء االقتصاد‬
‫يقولون إن المبادرين في األعمال يطورون سلعاً أو عمليات جديدة يطلبها السوق وليست متوفرة حالياً‪.‬‬

‫ركز ‪ A. Joseph Schumpeter‬على كيف أن حماس المبادر لالبتكار والتحسين يحدث ثورة‬
‫وتغيي ار‪ ،‬حيث اعتبر شومبيتر أن روح المبادرة هي بمثابة قوة "تدمير خالقة"‪ ،‬حيث يطبق المبادر "أنظمة‬
‫إنتاجية جديدة"‪ ،‬مما يساعد على جعل الصناعات القديمة بالية‪ ،‬ويتم تدمير الطرق الراسخة للقيام‬
‫باألعمال بفعل استحداث طرق جديدة أفضل للقيام بها‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫نقل الخبير في األعمال التجارية بيتر دروكر (‪ )2992-6090‬هذه الفكرة إلى أبعد من ذلك ووصف‬
‫المبادر بأنه فرد يبحث فعالً عن التغيير‪ ،‬ويستجيب إليه‪ ،‬ويستغل الفرصة السانحة للتغيير‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫يتفق معظم علماء االقتصاد اليوم على أن روح المبادرة ضرورية لتحفيز النمو االقتصادي وتأمين‬
‫شكل شركات األعمال الصغيرة الناجحة المحركات‬
‫فرص العمل في كافة المجتمعات‪ ،‬ففي العالم النامي تُ ّ‬
‫األولية لخلق فرص العمل‪ ،‬وتنمية الدخل‪ ،‬وتخفيض مستوى الفقر‪ ،‬لذلك فﺈن الدعم الحكومي للمبادرة في‬
‫شكل إستراتيجية حاسمة للتنمية االقتصادية‪ ،‬فاالبتكارات على مختلف أنواعها وتعدد مجاالتها‬
‫األعمال ُي ّ‬
‫التقنية و التنظيمية و التكنولوجية‪ ،‬و غيرها من المجاالت األخرى‪ ،‬هي أساس التنمية‪ ،‬وروح المبادرة هي‬
‫التي يستوجب على المقاول التحلي به‪ ،‬فبدونها ال يمكن وجود عمليات البحث والتطوير )‪ (R&D‬بالكفاءة‬
‫الالزمة‪ ،‬و إدارة االبتكار تبدأ من مراكز البحث و الجامعات و المعاهد مما يستوجب إعطائها قدر كبير‬
‫من االهتمام كما يجب توطيد العالقة بين هذه المراكز و المقاولين من أجل إنشاء جيل من المقاولين‬

‫المبدعين‪ ،‬تكون لديهم القدرة على التنافسية و االستم اررية أمام المنافسة الخارجية‪ ،‬و قد ّ‬
‫فسر شومبيتر أن‬
‫أعلى مستويات النمو و الرفاهية ال يمكن و صولها إال بوجود مثل هؤالء المقاولين المبتكرين‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫مجلة العلوم االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،9‬ديسمبر ‪ ،1024‬رد مد ‪2221-1292‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬نيجل آنج و نيل أندرﺳﻮن ‪ ،‬إدارة أنشطة االبتكار و الﺘﻐﻴﻴﺮ ‪ ،‬ﺗﻌﺮيﺐ محمود حﺳن حﺳني ‪ ،‬دار اﻟﻤﺮيﺦ‪ ،‬اﻟﺮيﺎض‪ ،‬ص ‪4‬‬
‫‪2 - Jean-Jaques Lambin et Ruben Chumpitaz, Marketing stratégique et opérationnel, Dunod,‬‬
‫‪Paris, 2002 p316.‬‬
‫‪3 - Benoit Godin, In the Shadow of Schumpeter: W. Rupert Maclaurin and the Study of‬‬
‫‪Technological Innovation, Working Paper n°2, Project on the Intellectual History of Innovation.‬‬
‫‪Published in Minerva, vol. 46 no 3, Kluwer Academic Publishers, The Netherlands,2008, p. 343-‬‬
‫‪360.‬‬
‫‪ -4‬قوريش نصيرة‪ ،‬اإلبداع و دوره في رفع القدرة التنافسية للمؤسسات‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع حول‪ :‬المنافسة و االستراتجيات التنافسية‬
‫للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية‪ ،‬بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‪-‬الجزائر‪.2969،‬‬
‫‪ -5‬عمر علي إسماعيل‪ ،‬خصاﺌﺹ ﺍلﺭياﺩﻱ في ﺍلمنﻅماﺕ ﺍلصناعية ﻭﺃثﺭها على ﺍإلبﺩﺍﻉ ﺍلتقني ﺩﺭﺍسة حالة في ﺍلشﺭﻜة ﺍلعامة لصناعة‬
‫ﺍألثاﺙ ﺍلمنﺯلي‪/‬نينﻭﻯ‪ ،‬ـ ﻣجلة القادﺳﯿة للعلﻮم اإلدارﯾة واالقتصادﯾة‪ ،‬مجلة القادسية للعلوم االدارية و االقتصادية‪،‬المجلد ‪ ،62‬العدد‪ ،94‬ص‬
‫ص‪ 09-11‬ﻜلية ﺍإلﺩﺍﺭﺓ و االقتصاد‪ ،‬جامعة ﺍلمﻭصل‪ ،‬سنة ‪ ، 2969‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -6‬إﻳﺜ ر ﻋﺒﺪ ﻬ ﻣﺤﻤﺪ و ﺳﻌﺪون ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻤ ن‪ ،‬ور ري ة ﻈﻤ ت ﻷﻋﻤ ل ﻓﻲ ﻤﻴﺔ تص يﺔ‪ ،‬ﻣﺠﻤﻊ ﻣﺪ ﺧﻼت ﻤﻠ ﻘﻰ ﺪو ﻲ ﺜ ﻧﻲ‬
‫ﺣﻮل ﻷ ء ﻤ ﻤﻴﺰ ﻠﻤ ﻈﻤ ت و ﺤﻜﻮﻣ ت‪ ،‬ﻄﺒﻌﺔ ﺜ ﻧﻴﺔ‪ :‬ﻧﻤﻮ ﻤﺆﺳﺴ ت و تص ﻳ ت ﺑﻴﻦ تﺤﻘﻴﻖ ﻷ ء ﻤ ﻲ وتﺤﺪﻳ ت ﻷ ء ﺒﻴﺌﻲ‪،‬‬
‫ﻤ ﻌﻘﺪ ﺑﺠ ﻣﻌﺔ ور ﻠﺔ ﻳﻮﻣﻲ ‪ 22‬و ‪ 22‬ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ‪ ،2122‬ص‪.12‬‬
‫‪7 - Quick MBA, Entrepreneurship, Internet Center for Management & Business‬‬
‫‪Administration, inc, 2007, p 1.‬‬
‫ر ﺳ ت وﺣ ة ﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻳروت‬ ‫ي قر يﺔ‪ ،2 ،‬ترجﻣﺔ ﺣﻳ ر ﺣ ج ﺳﻣ ﻋﻳل‪ ،‬ﻣركز‬
‫‪ -8‬جوزﻳف شوﻣﺑﻳتر‪ ،‬رأس يﺔ و شتر كيﺔ و‬
‫ﺑﻧ ن‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2966‬ص ص ‪.209-201‬‬
‫‪ ،‬ﻣﻘ ل‬ ‫تص‬ ‫‪ -9‬ﻣ ر شﻳر ﻲ‪ ،‬وجو ؤسس ت أ ر ح سم ري يﺔ ﻷﻋ ل‪ ،‬ﻣركز ﻣشروﻋ ت و ﻳﺔ ﺧ صﺔ‪ :‬ض ﻳ إلصﻼح‬
‫ﻣﻧشور ﻓﻲ ﻣجﻠﺔ كتروﻧﻳﺔ ﻣركز ﺑﺣث ‪ CIPE‬ﻋﻠﻰ صفﺣﺔ ‪http://www.cipe-arabia.org :‬‬

‫‪10- Jacques LIOUVILLE, la fonction d’entrepreneur : Schumpeter revisité, working paper à‬‬
‫‪l’Académie de l'Entrepreneuriat et de l'Innovation Les actes du 2e congrès, Bordeaux, 2002,p04-06.‬‬

‫‪ -11‬حﺎزم اﻟببالوي‪ :‬النظام االقتصادي الدولي المعاصر‪ ،‬عﺎﻟم اﻟمﻌرفة‪ ،‬اﻟكويت‪ ،2999 ،‬ص‪.624‬‬
‫ﺑﻌﺔ ﻷو ﻰ ‪ ،‬ترجﻣﺔ‪ :‬زﻳﻧب ﻋ ف ﺳﻳ ‪ ،‬ﻣؤﺳسة هنداوي للتعلﯿم والثقافة‪،‬‬ ‫‪ -12‬ﻣ رك و جﺳون و ﻳفﻳ ج ن‪ ،‬بتك ر ‪ :‬ق ﺔ صيرة ج ٍّ ‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2969 ،‬ص ‪.22-24‬‬

‫‪13‬‬
‫‪- Pontus Braunerhjelm and Roger Svensson, The Inventor’s Role: Was Schumpeter‬‬
‫‪Right?, IFN Working Paper No. 690, 2007, Research Institute of Industrial Economics,‬‬
‫‪Stockholm, Sweden, 2008.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪- Horst Hanusch & Andreas Pyka, Principles of Neo-Schumpeterian‬‬
‫‪Economics, Cambridge Journal of Economics. Volume 31(2) / 2007, Oxford University‬‬
‫‪Press, 2007, Pages: 275-289‬‬
‫‪15 - Alin Croitoru, A review to a book that is 100 years old, Journal of Comparative‬‬
‫‪Research in Anthropology and Sociology, Volume 3, Number 2, University of Bucharest,‬‬
‫‪Romania ,Winter 2012. P140-141‬‬
‫‪ -16‬ﻣ رك و جﺳون و ﻳفﻳ ج ن‪ ،‬ﻣرجﻊ ﺳ ﺑﻖ ص ‪.21‬‬
‫‪17 - Horst Hanusch and Andreas Pyka, Elgar Companion to Neo-Schumpeterian‬‬
‫‪Economics, Edward Elgar Publishing Limited, UK, 2007, page 24.‬‬
‫يﺔ و ستقر ر تص ‪ ،‬ر ج ﻣﻌﻳﺔ‪ ،‬إلﺳكﻧ رﻳﺔ‪ ،1222 ،‬ص‪112‬‬ ‫ﻋ ﻣر‪ ،‬سي س ت نق يﺔ و‬ ‫‪ -18‬وﺣﻳ ﻣﻬ‬

‫‪169‬‬

You might also like