Professional Documents
Culture Documents
* من الصعب تصنيف آراء A. Joseph Schumpeterضمن المدارس االقتصادية رغم أنه نمساوي
درسوه مثل Eugenودرس في جامعة ّفيينا Université de Vienneإال أنه لم يتأثر بأفكارها وبأفكار األساتذة الذين ّ
، von Böhm-Bawerkفلم يسبق أحد من االقتصاديين A. Joseph Schumpeterفي وضع تفسير للنمو
اإلقتصادي بهذه الكيفية ،لهذا ال يمكننا إنسابه ال إلى المدرسة الليبرالية أو الكينزية وال إلى المدرسة الماركسية
أعجب A. Joseph Schumpeterكثي ار باالقتصادي Léon Walrasلكن تحاليله تعدت بدرجة كبيرة التحليل
الجزئي ،كما تأثر كذلك بكتابات السوسيولوجي Max weberو تقاسم بعض األفكار مع Karl Marxلكن دراسته مغايرة
تماما للماركسية.
إنه يعد بصفة عامة مؤسس نظرية التطور االقتصادي أوما يعرف بالديناميكا االقتصادية ويمكن تصنيفه إلى
حلقة االقتصاديين Hétérodoxesأي انه استطاع أن ينشئ تفكي ار خاص به ،فهو يرى أن دافع و أساس الديناميكية
االقتصادية هي االبتكارات و التطورات التقنية .
157
2221-1292 رد مد،1024 ديسمبر،9 العدد،9 المجلد،مجلة العلوم االقتصادية
158
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
المقـدمـة:
لقد انتقلت اإلشكالية االقتصادية من البحث في ندرة الموارد المتناهية مقابل الحاجات اإلنسانية
الالمتناهية ،إلى البحث في كيفية استغالل هذه الموارد بأمثل الطرق وكيفية تخصيصها بأحسن التقنيات،
والسيطرة على مصادر المعرفة ،فاإلشكالية االقتصادية اليوم أصبحت مبنية على وفرة المعلومات وليست
حاسما على كامل النشاط االقتصادي وأضحت المعرفة
ً وفرة الموارد النادرة ،ألن تأثير المعرفة أصبح
األصول الرئيسية ألي نمو اقتصادي أو اجتماعي ،ومنه تحول العالم من البحث والتصادم من أجل
مصادر الموارد النادرة إلى البحث والتصادم من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من مصادر المعرفة.
و أمام المعطيات االقتصادية الجزائرية الجديدة ،إذ تعد وفقاً لمساحتها أكبر دولة أفريقية وعاشر
دولة على مستوى العالم ،وتملك ثالث أكبر احتياط نفطي في أفريقيا بعد نيجيريا وليبيا ،حيث ّ
تقدر
المؤكدة بنحو 2121بليون برميل ،وتملك ثاني أكبر احتياط من الغاز الطبيعي بعد
ّ االحتياطات النفطية
وتصنف من ضمن قائمة البلدان العشرة األكثر امتالكاً الحتياطات الغاز الصخري في العالم،
ّ نيجيريا،
وتتمتّع البالد باحتياط نقد أجنبي يصل إلى 122بليون دوالر ،وهو مبلغ كاف لتمويل واردات الجزائر لما
يزيد عن ثالث سنوات ،و أمام هذه الموارد الهائلة عمدت الحكومة إلى حقن االقتصاد الوطني بموارد
مالية هائلة ،عبر تبنيها لسياسة تمويلية ضخمة متمثلة في مشاريع اإلنعاش االقتصادي ،وبرامج دعم
الشباب لخلق مشاريع متوسطة و مصغرة قادرة على خلق قيمة مضافة تنعكس ايجابيا على النمو
االقتصاد الوطني ،و قادرة على مواجهة تحديات السوق ،إال أن الفشل كان نصيب أغلب هذه المشاريع.
و تبقى اإلشكالية :لماذا أمام موارد مالية هائلة تبقى أغلب المؤسسات الجزائرية عاجزة عن مواجهة
تحديات السوق؟
تكمن اإلجابة على هذا السؤال حسب A. Joseph Schumpeterفي االبتكار و مدى استعداد
أصحاب المشاريع لتحمل المخاطر ،من أجل الوصول إلى الريادية.
أهداف البحث:
تحتاج هذه الرؤية إلى المزيد من اإليضاح ألهميتها ،لعلها تنفع شبابنا في مجال األعمال ،إذ تساعد
الشباب على إدراك أهمية الريادية في إيجاد فرص عمل جديدة للريادي نفسه ولآلخرين ،وبالتالي تقليل
نسبة البطالة ،إذ تساهم هذه الدراسة في تطوير قدرات الشباب على خلق مشاريعهم الخاصة واكتشاف
الفرص ،وبناء الثقة ،وتحمل المخاطر ،والتعامل مع الفشل ،والتعايش مع الغموض ،وبالتالي إنتاج عمل
يتسم باإلبداع ،قادر على إضافة قيمة جديدة لم تكن موجودة من ذي قبل.
159
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
-2االبتكار و نماذجه:
-2-2مفﻬﻭﻡ ﺍالبتﻜاﺭ:
ﺍالبتﻜاﺭ هﻭ شﻜل جﺩيﺩ ،ﻭهﻭ يمثل تغييﺭﺍ يﺭتبﻁ بشيﺀ جﺩيﺩ :سلعة ،خﺩمة ،تقنية ،مماﺭسة
ﺇﺩﺍﺭية ﺃﻭ تغييﺭﺍﺕ في عناصﺭ ﺃخﺭﻯ ﺩﺍخل ﺍلمﺅسسة ﻭﺍالبتﻜاﺭ ﺃيضا هﻭ منتج (سلعة،خﺩمة،مفهﻭﻡ)
يحمل حال جﺩيﺩﺍ لمشاﻜل ﺍلمستهلﻙ ،1ﻭهﻭ يتعلﻕ ﺇما بﺈيجاﺩ حلﻭل للتناقضاﺕ بيﻥ ﺍلحلﻭل ﺍلمقتﺭحة
سابقا مﻥ ﻁﺭﻑ ﺍلمنافسة ﺃﻭ بعمل جﺩيﺩ ،ﻭ ﺍنطالقا مﻥ هﺫﺍ ﺍلتعﺭيﻑ فاﻥ ﺍالبتﻜاﺭ يتﻜﻭﻥ مﻥ ثالﺙ
عناصﺭ هي:2
يفرق A.J.Schumpeterبين االبتكار و االختراع ،فاالختراع ال يغطي إال الجوانب التقنية ،والتقدم
التقني أو اإلبداع التقني.
في حين االبتكار يتم قبوله و التصديق عليه من طرف السوق ،3فهو عندما تجد التقنية
أواالختراع مجاالً لها في السوق و يكون هذا بقرار جريئ من المقاول المبتكر ،فهو رهان اقتصادي
مستقبلي ،و المقاول هو الذي يتحمل مخاطر رهان التجديد ،فاالكتشاف التقني الغير الموظف ،واألفكار
الغير المترجمة إلى سلع أو خدمة ال يمكن اعتبارها ابتكار.
و يعرف A. Joseph Schumpeterاإلبداع 4على انه الحصيلة الناتجة عن ابتكار طريقة ،أونظام
جديد في اإلنتاج ،يؤدي إلى تغيير مكونات المنتج ،و كيفية تصميمه.
-1-2نماذج االبتكار
160
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
-طرق جديدة في اإلنتاج ( االبتكارات في عملية اإلنتاج) و الذي يهتم بالطرق و نماذج اإلنتاج الجديدة
Fordismeفهو تعميق ل Taylorismeو ابتكار تنظيمي جديد.
-فتح أسواق جديدة ( فتح منافذ جديدة للنمو)
-استعمال مواد أولية جديدة ( تركيبات و توليفات جديدة للموارد األولية)
-تنظيم جديد للعمل (يسمى باالبتكار التنظيمي)
-2-1مفﻬوم الريادية:
الريادية مصدر لالبتكار ،و هي سلوك إداري إلضفاء كل ماهو جديد على المشاريع المحدودة
رأس المال ،والتي تحمل مخاطر مرتفعة ،لهذا تعد 5المغامرة من الصفات األساسية للمقاول المبتكر،
فالريادية تحمل معنى أن تكون الرائد األول الذي يأتي بالجديد ،وهذا ما نجده في قطاع واسع ً
جدا من
األعمال الصغيرة التقليدية والجديدة على ٍ
حد سواء.
ارتبط مصطلح الريادة ( )Entrepreneurshipمنذ منتصف القرن الثامن عشر بمفهوم الريادي ،والذي
يرجع جذوره إلى االقتصاد الفرنسي ،إذ يقصد بالكلمة الفرنسية ( ،)Entrepreneurذلك الفرد الذي يتولى
( )Undertakesمشروع أو نشاط مهم ،ويعنى في مضمون األعمال 6بمصطلح ( )Undertakeهو بدء
األعمال ،وفي قاموس ( )Websterيمثل الريادي ( )Entrepreneurذلك الفرد الذي ينظم ويدير ويتحمل
مخاطر األعمال أوالمشروع7 ،وقد مثل الرياديون األفراد المحفزون بالربح ،والذين يتحملون المخاطرة
ويصنعون القرار إلدارة الموارد بطرائق غير مألوفة الستثمار الفرص وبذلك أصبحوا قادة الصناعة في
العالم ،و تتمثل وظيفة المقاول في تطوير األساليب التقنية لإلنتاج واستغالل التقنية لالستجابة إلى
مجربة بغية إنتاج سلعة جديدة ،أو
غير ّ
8
متطلبات السوق ،أو بصورة عامة إمكانية استغالل تكنولوجية
إنتاج سلعة قديمة بطريقة جديدة.
ويمكن القول بأن فهم الريادية أو روح المبادرة بشكل أكثر دقة وأهميتها في الحياة االقتصادية
يرجع إلى االقتصادي A. Joseph Schumpeterفي األربعينيات من القرن الماضي ،وغيره 9من الخبراء
و.Friedrichvon مثل CarlMengerو LudwigvonMises النمساويين االقتصاديين
ويرى A. Joseph Schumpeterأن المنظم أو رجل األعمال المبدع هو الشخص الذي لديه
االستعداد والقدرة على تحويل فكرة جديدة أو اختراع إلى ابتكار ناجح.
وقد وصف A. Joseph Schumpeterرجال األعمال المبدعين بوكالء للتدمير اإلبداعي
destruction-creativeحيث إنه ومن وجهة نظره يقوم هؤالء الرجال المبدعون بتعطيل وضع التوازن
بالنسبة للعرض والطلب في األسواق عن طريق طرح منتجات إبتكارية جديدة يحصدون من ورائها أر ً
باحا
161
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
غالبا ما يربطون
طائلة وقد يحتكرون األسواق لفترة من الزمن ولو بصفة مؤقتة ،و لهذا فﺈن االقتصاديين ً
بين األعمال اإلبداعية والقدرة على حسن استغالل وتطبيق التكنولوجيا الحديثة .
162
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
-3الرأسمالية و االبتكار:
االبتكار له عالقة وطيدة بالرأسمالية يرى A. Joseph Schumpeterأن الرأسمالية لها ركيزتان
أساسيتان هما المقاول و االبتكار.
فالرأسمالية حسب الموسوعة االقتصادية هو نظام اقتصادي و سياسي يتميز بحرية التبادل
والملكية الخاصة لرؤوس األموال و يطلق عليه بالليبرالية االقتصادية.
ومن بين خصائص النظام الرأسمالي الحرية االقتصادية التي تشمل حرية التملك ،حرية التنافس،
حرية التسعير ،العرض و الطلب ،و الملكية الخاصة ،هذه المؤشرات هي التي تخلق الجو المالئم لتنمية
روح المبادرة الفردية و التفوق في السوق الكتساب العديد من الميزات التنافسية عن طريق االبتكار.
فكل الزيادات فاإلنتاج منذ القرن 21كانت ناجمة عن االبتكارات ...و من دونها لم يكن للنمو أن
يسجل ارتفاع ملحوظ 2
Henry bessemer -اكتشف الطريقة الشهيرة لصناعة و تكرير الحديد و الصلب المصبوب.
Henry Ford -طرق صناعة السيارات و يعود له نموذج Fordismeنموذج .T
Sakichi Toyodo -مخترع و مصنع ياباني يعود له نموذج ((Toyotisme
و العديد من االبتكارات األخرى حيث إن هناك عالقة وطيدة مابين الرأسمالية و ريادية األعمال وال
توجد أي فترة في التاريخ كانت غنية باالبتكارات التكنولوجية أكثر من فترة االقتصاد الرأسمالي.
163
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
المقاول المبتكر في رأي A. Joseph Schumpeterهو المغامر الحقيقي الذي ال يتوانى في الخروج
عن نطاق المقاولين اآلخرين ،باحثا عن التقنيات الجديدة ،و االبتكارات التكنولوجية ،فهو الذي يخرج عن
نطاق المألوف ،و يفرض على العمال ما تمليه عقالنيته ،و يواجه المقاومة التي تخشى التحديث ،فعلى
سبيل المثال H-Fordلم يكن مقاوال مبتك ار سنة 6091عندما تسلم إدارة Fordلصناعة السيارات ،لكن
أصبح مقاول مبتكر سنة 6090عندما تبنى نموذج اإلنتاج عن طريق السلسلة ،في صناعة السيارة من
نوع Tفاتحا المجال لإلنتاج المكثف -production de masse -التي مكنته من زيادة اإلنتاج ،وتخفيض
التكلفة في نفس الوقت.
وفقا لـ A. Joseph Schumpeterيمكن تقسيم العملية االقتصادية إلى ثالث مراحل متباينة
المرحلة األولى :اكتشاف تقني لسلعة جديدة أو طريقة جديدة لصناعة هذه السلعة ويقصد A. Joseph
Schumpeterبها االختراع ،أو اكتشاف نظام جديد إلنتاج السلعة
المرحلة الثانية :و هي المرحلة الالحقة مباشرة بعد المرحلة األولى ،و يقصد بها التسويق الناجح
12
للتقنية أو االختراع و تسمى هذه المرحلة باالبتكار ،وهو األفكار المطبقة بنجاح.
13
المرحلة الثالثة :التقليد و هو تبني مشروع موجود في السوق و تقليد مواصفاته وعرضه في السوق
في العالقة بين هذه المراحل:
يوضح A. Joseph Schumpeterأن االختراع Inventionهو الذي يولد الفكرة Idea
فالتقنية هي التي تنتج األفكار و الريادي هو الذي يحصل عليها ،فالتقنية في حد ذاتها ليست لها أي
أهمية اقتصادية فخلق التكنولوجيات الجديدة ليست من مهام المقاول المبتكر ،و لكن استغالل الفرص
التقنية هي ما يميز الرياديين ،فالمقاول المبتكر هو الرائد الذي ال يسبقه أحد في استعمال التقنية مع
تحمله للمخاطر المصاحبة لهذا المشروع.
مساهمات A. Joseph Schumpeterالذي شدد على أهمية أصحاب المشاريع المبتكرة باعتبارها
األداة األساسية لنقل االقتصاد إلى األمام من التوازن الثابت إلى الال توازن...
164
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
14
في نماذج النمو الحديثة Neo-Schumpeterian و المدرسة المتجددة للشومبيتيريون الجدد
)Hanusch and Pykaو الذين يركزون على االبتكارات بصفة (2007 (،(Aghion and Howith 1998
عامة في الدعائم الثالث :المحور الصناعي و المحور المالي و محور القطاع العمومي ...و التي تعتبر
الدعائم الثالث للتنمية و النمو.
تتعلق المخاطرة األولى بفشل التقنية اإلنتاجية فالمخاطرة ترتبط بشكل مباشر بالتقنية أواالختراع -
نفسه.
و تتعلق المخاطرة الثانية بالفشل التجاري (التسويقي) للمنتج ،أي انعدام استجابة المستهلكين -
للسلعة ،و المشاريع الريادية و التي تحمل تقنيات جديدة تساعد على التميز واكتساب الميزة التنافسية في
حالة وجود منتجين منافسين...
وعلى حد قول عالم االقتصاد جوزيف شومبيتر الذي عبر عنه بصراحة فﺈن االبتكار يقدم جزرة
16
المكافأة الرائعة ،أو عصا الفقر المدقع.
الربح ضروري و مهم جدا بالنسبة للمقاول المبتكر و الذي يستطيع بفضله إزالة أي شكل من أشكال
المنافسة ،فاالبتكارات تمكنه من التخصص و الحصول على حقوق تجارية و فرض االحتكار ،هذه هي
النتائج التي تجعل المخاطرة في االبتكار مقبولة ،و ال يرى A. Joseph Schumpeterأن االحتكار مضر
دائما بالمستهلكين ،فهو ال يعني الخفض دائماً من اإلنتاج أو الزيادة في سعر المنتج ،فالفائض المالي
الذي يحققه المقاول من خالل ميزة االحتكار تمكنه من االستثمارات الكبيرة و االنتقال إلى اقتصاديات
الحجم ،-économies d'échelles-لكن سرعان ما تتالشى هذه الميزة من خالل التقليد وعامل المنافسة
االقتصادية ،من أجل الحصول على أرباح مهمة ،و هي التي تفسر الحركة الدورية لإلقتصاد.
165
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
االبتكارات عامل للنمو و عنصر أزمة في آن واحد" هذا ما خلص إليه شومبيتر A. Joseph
166
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
Crise
Reprise
Récession Expansion
المصدر:
وحيد مهدي عامر ،السياسات النقدية و المالية و االستقرار االقتصادي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1222 ،ص.112
أن األزمة تقلب الحقائق ،فهي تُ َم ّكن من ظهور أفكار جديدة وتفتح
ما نخلص إليه :هو ّ
فﺈن عدم وجود أزمة في حالتها العظمى يعني
المجاالت أمام االبتكارات أو االختراعات ،و بمعنى آخر ّ
يؤدي إلى غلق باب البحث عن سبل جديدة للرفاهية ،فالنظام مما ّبالضرورة وجود رفاهية بقدر معينّ ،
االجتماعي و اإلقتصادي في هذه الوضعية يقلل من عملية االبتكارات ،ويحد من تدفقات التكنولوجيا.
في نظر بعض علماء االقتصاد ،يكون المبادر في األعمال التجارية هو الشخص الذي يكون
على استعداد لتحمل المخاطر المترتبة عن إطالق مشروع جديد في حال توفرت فرصة كبيرة لتحقيق
الربح ،ويؤكد آخرون على دور المبادر كمبتكر يقوم بتسويق ابتكاره ،ولكن عددا آخر من علماء االقتصاد
يقولون إن المبادرين في األعمال يطورون سلعاً أو عمليات جديدة يطلبها السوق وليست متوفرة حالياً.
ركز A. Joseph Schumpeterعلى كيف أن حماس المبادر لالبتكار والتحسين يحدث ثورة
وتغيي ار ،حيث اعتبر شومبيتر أن روح المبادرة هي بمثابة قوة "تدمير خالقة" ،حيث يطبق المبادر "أنظمة
إنتاجية جديدة" ،مما يساعد على جعل الصناعات القديمة بالية ،ويتم تدمير الطرق الراسخة للقيام
باألعمال بفعل استحداث طرق جديدة أفضل للقيام بها.
167
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
نقل الخبير في األعمال التجارية بيتر دروكر ( )2992-6090هذه الفكرة إلى أبعد من ذلك ووصف
المبادر بأنه فرد يبحث فعالً عن التغيير ،ويستجيب إليه ،ويستغل الفرصة السانحة للتغيير.
الخاتمة:
يتفق معظم علماء االقتصاد اليوم على أن روح المبادرة ضرورية لتحفيز النمو االقتصادي وتأمين
شكل شركات األعمال الصغيرة الناجحة المحركات
فرص العمل في كافة المجتمعات ،ففي العالم النامي تُ ّ
األولية لخلق فرص العمل ،وتنمية الدخل ،وتخفيض مستوى الفقر ،لذلك فﺈن الدعم الحكومي للمبادرة في
شكل إستراتيجية حاسمة للتنمية االقتصادية ،فاالبتكارات على مختلف أنواعها وتعدد مجاالتها
األعمال ُي ّ
التقنية و التنظيمية و التكنولوجية ،و غيرها من المجاالت األخرى ،هي أساس التنمية ،وروح المبادرة هي
التي يستوجب على المقاول التحلي به ،فبدونها ال يمكن وجود عمليات البحث والتطوير ) (R&Dبالكفاءة
الالزمة ،و إدارة االبتكار تبدأ من مراكز البحث و الجامعات و المعاهد مما يستوجب إعطائها قدر كبير
من االهتمام كما يجب توطيد العالقة بين هذه المراكز و المقاولين من أجل إنشاء جيل من المقاولين
المبدعين ،تكون لديهم القدرة على التنافسية و االستم اررية أمام المنافسة الخارجية ،و قد ّ
فسر شومبيتر أن
أعلى مستويات النمو و الرفاهية ال يمكن و صولها إال بوجود مثل هؤالء المقاولين المبتكرين.
168
مجلة العلوم االقتصادية ،المجلد ،9العدد ،9ديسمبر ،1024رد مد 2221-1292
المراجع:
-1نيجل آنج و نيل أندرﺳﻮن ،إدارة أنشطة االبتكار و الﺘﻐﻴﻴﺮ ،ﺗﻌﺮيﺐ محمود حﺳن حﺳني ،دار اﻟﻤﺮيﺦ ،اﻟﺮيﺎض ،ص 4
2 - Jean-Jaques Lambin et Ruben Chumpitaz, Marketing stratégique et opérationnel, Dunod,
Paris, 2002 p316.
3 - Benoit Godin, In the Shadow of Schumpeter: W. Rupert Maclaurin and the Study of
Technological Innovation, Working Paper n°2, Project on the Intellectual History of Innovation.
Published in Minerva, vol. 46 no 3, Kluwer Academic Publishers, The Netherlands,2008, p. 343-
360.
-4قوريش نصيرة ،اإلبداع و دوره في رفع القدرة التنافسية للمؤسسات ،الملتقى الدولي الرابع حول :المنافسة و االستراتجيات التنافسية
للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في الدول العربية ،بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف-الجزائر.2969،
-5عمر علي إسماعيل ،خصاﺌﺹ ﺍلﺭياﺩﻱ في ﺍلمنﻅماﺕ ﺍلصناعية ﻭﺃثﺭها على ﺍإلبﺩﺍﻉ ﺍلتقني ﺩﺭﺍسة حالة في ﺍلشﺭﻜة ﺍلعامة لصناعة
ﺍألثاﺙ ﺍلمنﺯلي/نينﻭﻯ ،ـ ﻣجلة القادﺳﯿة للعلﻮم اإلدارﯾة واالقتصادﯾة ،مجلة القادسية للعلوم االدارية و االقتصادية،المجلد ،62العدد ،94ص
ص 09-11ﻜلية ﺍإلﺩﺍﺭﺓ و االقتصاد ،جامعة ﺍلمﻭصل ،سنة ، 2969ص .09
-6إﻳﺜ ر ﻋﺒﺪ ﻬ ﻣﺤﻤﺪ و ﺳﻌﺪون ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻤ ن ،ور ري ة ﻈﻤ ت ﻷﻋﻤ ل ﻓﻲ ﻤﻴﺔ تص يﺔ ،ﻣﺠﻤﻊ ﻣﺪ ﺧﻼت ﻤﻠ ﻘﻰ ﺪو ﻲ ﺜ ﻧﻲ
ﺣﻮل ﻷ ء ﻤ ﻤﻴﺰ ﻠﻤ ﻈﻤ ت و ﺤﻜﻮﻣ ت ،ﻄﺒﻌﺔ ﺜ ﻧﻴﺔ :ﻧﻤﻮ ﻤﺆﺳﺴ ت و تص ﻳ ت ﺑﻴﻦ تﺤﻘﻴﻖ ﻷ ء ﻤ ﻲ وتﺤﺪﻳ ت ﻷ ء ﺒﻴﺌﻲ،
ﻤ ﻌﻘﺪ ﺑﺠ ﻣﻌﺔ ور ﻠﺔ ﻳﻮﻣﻲ 22و 22ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ،2122ص.12
7 - Quick MBA, Entrepreneurship, Internet Center for Management & Business
Administration, inc, 2007, p 1.
ر ﺳ ت وﺣ ة ﻌرﺑﻳﺔ ،ﺑﻳروت ي قر يﺔ ،2 ،ترجﻣﺔ ﺣﻳ ر ﺣ ج ﺳﻣ ﻋﻳل ،ﻣركز
-8جوزﻳف شوﻣﺑﻳتر ،رأس يﺔ و شتر كيﺔ و
ﺑﻧ ن ،ﺳﻧﺔ ،2966ص ص .209-201
،ﻣﻘ ل تص -9ﻣ ر شﻳر ﻲ ،وجو ؤسس ت أ ر ح سم ري يﺔ ﻷﻋ ل ،ﻣركز ﻣشروﻋ ت و ﻳﺔ ﺧ صﺔ :ض ﻳ إلصﻼح
ﻣﻧشور ﻓﻲ ﻣجﻠﺔ كتروﻧﻳﺔ ﻣركز ﺑﺣث CIPEﻋﻠﻰ صفﺣﺔ http://www.cipe-arabia.org :
10- Jacques LIOUVILLE, la fonction d’entrepreneur : Schumpeter revisité, working paper à
l’Académie de l'Entrepreneuriat et de l'Innovation Les actes du 2e congrès, Bordeaux, 2002,p04-06.
-11حﺎزم اﻟببالوي :النظام االقتصادي الدولي المعاصر ،عﺎﻟم اﻟمﻌرفة ،اﻟكويت ،2999 ،ص.624
ﺑﻌﺔ ﻷو ﻰ ،ترجﻣﺔ :زﻳﻧب ﻋ ف ﺳﻳ ،ﻣؤﺳسة هنداوي للتعلﯿم والثقافة، -12ﻣ رك و جﺳون و ﻳفﻳ ج ن ،بتك ر :ق ﺔ صيرة ج ٍّ ،
القاهرة ،2969 ،ص .22-24
13
- Pontus Braunerhjelm and Roger Svensson, The Inventor’s Role: Was Schumpeter
Right?, IFN Working Paper No. 690, 2007, Research Institute of Industrial Economics,
Stockholm, Sweden, 2008.
14
- Horst Hanusch & Andreas Pyka, Principles of Neo-Schumpeterian
Economics, Cambridge Journal of Economics. Volume 31(2) / 2007, Oxford University
Press, 2007, Pages: 275-289
15 - Alin Croitoru, A review to a book that is 100 years old, Journal of Comparative
Research in Anthropology and Sociology, Volume 3, Number 2, University of Bucharest,
Romania ,Winter 2012. P140-141
-16ﻣ رك و جﺳون و ﻳفﻳ ج ن ،ﻣرجﻊ ﺳ ﺑﻖ ص .21
17 - Horst Hanusch and Andreas Pyka, Elgar Companion to Neo-Schumpeterian
Economics, Edward Elgar Publishing Limited, UK, 2007, page 24.
يﺔ و ستقر ر تص ،ر ج ﻣﻌﻳﺔ ،إلﺳكﻧ رﻳﺔ ،1222 ،ص112 ﻋ ﻣر ،سي س ت نق يﺔ و -18وﺣﻳ ﻣﻬ
169