You are on page 1of 1

‫هل الُصدفة تتغير؟ وإلى ماذا تتغير؟‬

‫كل شخص ينتظر حدوث أمر يغير شيئا من حياته في ماضيه او حاضره او مستقبًال وربما يريد تغييًر ا في شخصيته‪ ،‬لكن هناك فئة‬
‫مختلفة تماًما ال تحتمل اإلنتظار والوقوف في مكان واحد تحاول أن تصنع ذاك االختالف او التغيير بنفسها‪ ،‬وأنا أجلس االن أنظر إليها‬
‫وال أستطيع التحرك نحوها كأننا من أبعاد زمنية مختلفة…‬

‫الفصل األول ‪ :‬اللقاء الخاطف‬

‫التجول في مدينة كبيرة يأخذ منك وقتًا ولكن عيناك تستمتعان في النظر ألمورلم تراها من قبل وربما لن تراها‪...‬‬
‫كانت زيارتي األولى لمدينة النرجس أجول فيها بكل دقة وأدون تفاصيلها من عادات وتقاليد واشهر المأكوالت لديهم وغيرها من االمور؛‬
‫من زقاق الى اخر الى ان لفت إنتباهي شارع صغير مليء بالمحالت المتنوعة فتمشيت فيه ألستطلع أكثر عن هذه المدينة ومع خطوتي‬
‫الرابعة عشر وجدت عيناي تحدقان في رجل عجوز بجانب الرصيف؛ كانت مالمح الفقراء تظهر عليه ولكن في عينيه فقط فمالبسه‬
‫نظيفة وشعره مرتب فأجبرني قلبي للتقدم نحوه والتحدث معه على امل مساعدته وهكذا كان الحال وهممت بالمشي إليه قبل وصولي بسبع‬
‫ثواني وقفت فتاة أمامه وهي تبتسم له فقابلها العجوز بنفس االبتسامة كأنها ابنته‪ ،‬تراجعت بخطوات ثابتة للوراء والكثير من التساؤالت‬
‫تقف داخل رأسي ‪ :‬من هذه ؟ هل هي ابنته؟ لربما ان سألتها ستخبرني!‬
‫عدت الى رشدي بعد شرود مع اسئلتي التي ال اعرف من اين سأجد لها جواًبا وامتنعت عن سؤالها ألنها ال تعرفني وسيرعبها شخص‬
‫غريب عنها بهذه األسئلة‪.‬‬
‫فكرت في مراقبتها قليًال إلطفاء فضولي وتبعتها أينما ذهبت ولكن ما أثار حيرتي ودهشتي أنها ترتاد محالت األكل فقط‪:‬‬
‫يا إلهي من هذه الفتاة؟ انها مثل الباندا ال تتوقف عن األكل‬ ‫‪-‬‬
‫اختبئت منها وهي خارجة من محل الحلويات مخافة أن تلتهمني فقد تناولت ما يقارب ‪ 30‬لوح من الشكوالطة وتوجهنا الى المكان‬
‫الموالي وهنا بدأت أعجب بها؛ ليس إعجاًبا شخصيا وإنما إعجاب في أمورها التي نشترك فيها وهي حب القطط ومن هذا علمت ان‬
‫بداخلها فتاة رقيقة مثل القطة التي اخذتها بين ذراعيها وداعبتها فقلت في نفسي‪:‬‬
‫‪ -‬انا على يقين بأن كل حرف من اسمها يحمل معًن ا خاًص ا به يمكن في شخصيتها‪.‬‬
‫في لحظة تفكيري وضعت قدمي على علبة طماطم ولم ألحظها أمامي فإلتفت ورأتني‪ ،‬لم يعد اإلختباء يجدي نفًع ا وخرجت من وراء‬
‫الحائط واضًع ا فكرة أنها ستوبخني بسبب تعقبي ألثرها طول اليوم فنظرت لي بنظرة متعجبة واضعة يدها على خدها وقالت‪:‬‬
‫‪ -‬هل أنت غبي!!‬
‫‪ -‬ال لست كذلك‪ ،‬او ربما…‬
‫كنت احاول شرح موقفي لها بكل جدية وقالت وهي تضحك‪:‬‬
‫‪ -‬انا امزح معك‪ ،‬انظر الى وجهك كيف يبدو‬
‫حديث يدور بيني وبين عقلي ‪ - :‬من تكون هذه الفتاة‪ ،‬انها شيء ال استطيع وصفه… هل هذا هو لقاؤنا االول ام انه األخير؟‬

You might also like