You are on page 1of 3

‫خامسا‪ -:‬أنواع الجرائم من حيث ركنها المعنوي‬

‫وهي تقسم إلى‪-:‬‬


‫أ‪ -‬الجرائم المقصودة (العمدية) وهي تلك التي يتطلب فيها القانون توافر القصد الجنائي لدى‬
‫الجاني‪ ،‬ومنها جرائم القتل والسرقة والحريق العمد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجرائم غير المقصودة (غير العمدية) أو جرائم الخطأ واإلهمال‪ ،‬وهي تلك التي ال‬
‫يتطلب فيها القانون توافر القصد الجنائي لدى الجاني بل يكفي أن يتوافر لدى الجاني‬
‫عنصر اإلهمال أو عدم االحتياط‪ ،‬ومنها جريمة القتل الخطأ والحريق الخطأ‪.‬‬
‫ولتقسيم الجرائم إلى عمديه وجرائم غير عمديه أهمية تظهر من النواحي اآلتية‪-:‬‬
‫‪ -1‬من حيث الجريمة العادية بطريق االمتناع ال يمكن تصورها إال في الجرائم العمدية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن عقوبة الجرائم المقصودة اشد من عقوبة الجرائم غير المقصودة‪ ،‬فعقوبة القتل العمد‬
‫اشد من عقوبة القتل الخطأ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الشروع يتحقق في الجرائم العمدية وليس في الجرائم غير العمدية فهذه األخيرة أما أن‬
‫تقع تامة أو ال تقع‪.‬‬

‫مفهوم المجرم والمسؤولية الجزائية‬


‫سبق وان بينا مفهوم الجريمة بأنها فعل ينهى عنه القانون أو امتناع عن فعل يأمر به القانون‪،‬‬
‫وأوامر المشرع ونواهيه ال توجه إال لمن يدركها‪ ،‬وعليه كان اإلنسان وحدة الذي توجه إليه أحكام‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وهذا هو األساس الذي تقوم عليه التشريعات الجنائية‪ .‬لكن الصفة اإلنسانية‬
‫ليست الشرط الوحيد لمن يمكن أن يوصف بأنه مجرم‪ ،‬بل يشترط فيه أن يكون أهال للمسؤولية‬
‫ويكون كذلك إذا كانت لديه إرادة مدركة مختارة‪ .‬وعليه يمكن تعريف المجرم بأنه كل إنسان‬
‫اقترف جريمة وكان أهال للمسؤولية وقت ارتكابها بأن كانت له إرادة معتبرة اتجهت اتجاها مخالفا‬
‫للقانون‪ .‬ولكن هل يمكن مسألة األشخاص المعنوي كالجمعيات والشركات والمؤسسات مسائلة‬
‫جزائية؟‬
‫كان الرأي السائد أن األشخاص المعنوية ال تسأل جنائيا عما يقع من ممثليها من جرائم أثناء‬
‫قيامهم بأعمالها ولو كان ذلك لحسابها‪ ،‬بل أن الذي يسأل هو مرتكب الجريمة شخصيا‪ ،‬ألن‬
‫المسؤولية تستلزم توفر اإلرادة لدى من يسأل والشخص المعنوي ال إرادة له‪ .‬أما االتجاه الحديث‬
‫فيرى أن األشخاص المعنوية تسأل جنائيا ولكنها ليست أهال لتوقيع العقوبة عليها‪ ،‬وإنما يتعين‬
‫االكتفاء باتخاذ التدابير الوقائية ضدها‪ .‬أما المشرع العراقي فقد اقر مبدأ المسؤولية الجنائية‬
‫لألشخاص المعنوية في المادة (‪ )80‬من ق ع ع‪ ،‬حيث قال أن األشخاص المعنوية فيما عدا‬
‫مصالح الحكومة ودوائرها الرسمية وشبه الرسمية‪ ،‬مسئولة جزائيا عن الجرائم التي يرتكبها ممثلوها‬
‫أو مديروها أو وكالئها لحسابها أو باسمها‪ ،‬وال يجوز الحكم عليها بغير الغرامة والمصادرة‬
‫والتدابير االحت ارزية المقررة قانون للجريمة‪ ،‬وإذا كان القانون يقرر للجريمة عقوبة أخرى غير‬
‫الغرامة أبدلت بالغرامة‪ ،‬وال يمنع ذلك من معاقبة مرتكب الجريمة بالعقوبات المقررة قانونا‪.‬‬

‫أساس المسؤولية الجنائية‬


‫لتحقق المسؤولية الجنائية البد من تحقق شرطين هما‪-:‬‬
‫‪ -1‬اإلدراك أو التميز وهو قدرة اإلنسان على فهم ماهية أفعاله وتوقع نتائجها‪.‬‬
‫والمقصود بفهم ماهية الفعل هو فهمه من حيث كونه فعال تترتب عليه نتائجه‬
‫العادية‪ ،‬وليس المقصود فهم ماهيته في نظر قانون العقوبات‪ .‬حيث أن اإلنسان‬
‫يسأل عن فعله ولو كان يجهل أن القانون يعاقب عليه إذ ال يصح االعتذار‬
‫بجهل القانون وينعدم اإلدراك بسبب صغر السن أو تناول مادة مسكرة أو‬
‫مخدرة‪.‬‬
‫‪ -2‬حرية االختيار وهي قدرة اإلنسان على توجيه إرادته الوجهة التي يريدها‪ ،‬وتنتفي‬
‫حرية االختيار بنوعين من األسباب هما‪-:‬‬
‫أ‪ -‬أسباب خارجية كاإلكراه وحالة الضرورة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسباب داخلية كاألمراض العقلية والنفسية‪.‬‬
‫واإلرادة غير اإلدراك فيه توجيه الذهن إلى تحقيق عمل من األعمال‪ ،‬وقد تكون واعية فهي إرادة‬
‫مدركة وقد ال تكون واعية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للمجنون عندما يريد أفعاله التي يأتيها ولكنه ال‬
‫يدركها‪ .‬ولم يذكر ق ع ع شرطي المسؤولية الجنائية بنص صريح كما فعلت غيره من قوانين‬
‫العقوبات كالقانون السوري واللبناني‪ ،‬وإنما ذكرها لدى ذكره لصور المسؤولية المختلفة وأحوال‬
‫انعدامها في المادة (‪ )60‬منه‪.‬‬

‫سبب المسؤولية الجنائية‬


‫ال بد لقيام المسؤولية الجنائية باإلضافة إلى شروطها من تحقق سببها أيضا وهو الخطأ‪ .‬أي‬
‫الخطيئة التي تبرر توقيع العقاب‪ ،‬فإذا انعدم الخطأ فال يسأل الفاعل عما حدث‪ .‬والخطأ وصف‬
‫يلحق اإلرادة المميزة‪ ،‬فإذا انعدمت اإلرادة لدى شخص أو كان غير مدرك فال محل لنسبة الخطأ‬
‫إليه‪ ،‬كما لو ارتكب الجريمة مجنون أو مكره‪ ،‬وكذلك قد ينعدم الخطأ مع توفر اإلدراك وحرية‬
‫االختيار كما لو ارتكب الفعل في حالة أسباب اإلباحة‪ .‬وللخطأ درجتان هما‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الخطأ ألعمدي ( القصد الجنائي) كجريمة القتل العمد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخطأ غير ألعمدي كجريمة القتل الخطأ‪.‬‬

You might also like