Professional Documents
Culture Documents
دراسة كتاب
استــراتــيــجــيــات الــتــقـويـــــم الــتربــوي الحـــديـــث وأدواته
للدكـــتور :مــصــطفـى نـــمــر دعــــمــــس
لجـــــــنـــة المــــنـــاقــــشـــــة:
الـ ـخ ـبـرات الـع ـلـمـيـة :هو معلم و كاتب و باحث يف اجملاالت الرتبوية شغل معلم علوم ملدة 0
سنوات بوزارة الرتبية و التعليم باألردن ،و 5سنوات يف القطاع اخلاصوعاد لوزارة الرتبية و التعليم كمعلم
ملدة 01سنوات .
باإلضافة إىل موقع الكرتوين خاص لتعزيز التعلم الذايت للطالب .
مقـدمـــــــــة
مقدمة
الرتبوي تختلف مراحل العملية الرتبوية والزمها ،والذي هو عنصر أساسي فيها،
ساير التقومي ّ
وبتطور املناهج التعليمية وحاجة اجملتمع املعاصر املتزايد للمعرفة كان لزاما على الرتبويني إعادة النظر
يف طرق التقومي ،واليت جيب أن تتماشى مع املناهج التعليمية احلديثة ،فتغري التقومي الرتبوي -كأحد
عناصر العملية التعليمية التعلمية -تغيريا جوهريا وتعددت اسرتاتيجياته وأدواته ،ومن مثة كان حتديث
وتطوير التقومي الرتبوي مالزما ألي حتديث أو حتيني للمناهج الرتبوية ،وتغريت مهام املعلم ،وتطورت
طرائق تدريسه وأساليبه يف التقومي ،وأصبح ينظر بصفة خاصة إىل عمل وأداء وحاجيات املتعلم،
فكان من الالزم إجياد طرق وأدوات تقومي جديدة مسايرة لذلك التطوير وتلك احلاجيات ،فظهرت
السياقي والكيفي
أنواع وتسميات جديدة للتقومي الرتبوي ،كالتّقومي البديل والتّقومي الواقعي والتّقومي ّ
والبحثي واملتوازن واملتضمن يف املنهج والقائم على املنهج والتقومي املباشر والطبيعي والبنائي والوثائقي
والتقومي احلديث وغريها.
ألجل حتسني جودة التعليم ،تضافرت جهود العديد من الرتبويني وتشعبت املواضيع املدروسة
والبحوث ،وواكبت التطور العلمي يف كل اجملاالت ،ومن أهم تلك املواضيع موضوع التقومي الرتبوي
الذي درس وحبث فيه باملوازاة مع التحيني الدوري لكل عناصر العملية التعليمية التعلمية ،وجعل
التقومي عنصرا أساسيا فيها بنظرة عصرية متجددة مواكبة للتطورات البيداغوجية احلالية.
فالتقومي عنصر أساسي يف العملية التعليمية التعلمية ،وجزء ال يتجزأ منها ،وبه ميكن معرفة مدى
حتقيق األهداف التعليمية وضبط وتشخيص مواطن الضعف والقوة ،واختاذ قرارات وإجراءات مناسبة
هلا ،ومن الباحثني الذين حبثوا يف موضوع التقومي الرتبوي الدكتور مصطفى منر دعمس يف كتابه املعنون
باستراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأداوته ،حيث تطرق فيه إىل دراسة املفاهيم واملهارات
وتوصل إىل استعمال تكنولوجيا
املرتبطة بالتقومي ،وكشف عن أهم اسرتاتيجيات التقومي وأدواتهّ ،
وبني دور املعلم فيها ،وجاء حبثنا املوسوم بدراسة كتاب
املعلومات واالتصاالت كأداة للتعلمّ ،
اسرتاتيجيات التقومي الرتبوي احلديث و أدواته ملصطفى منر دعمس ليجيب عن األسئلة التالية :
-ما الذي تضمنه كتاب اسرتاتيجيات التقومي الرتبوي احلديث و أدواته ؟
أ
مقدمة
و كان اختيارنا هلذا الكتاب نابعا من دوافع تكمن يف أمهية التقومي الرتبوي احلديث يف املقاربة
بالكفاءات املطبقة حاليا يف بالدنا ،ويف العملية التعليمية التعلمية احلديثة ،وكذلك حماولة معرفة
خفاياه ،وكانت خطة البحث كاآليت :مقدمة وطاقة فنية مث مدخل وتلخيص ودراسة لفصول
الكتاب ،مث تقييم وخامتة.
عرضنا يف البطاقة الفنية السرية الذاتية للكاتب ،وأهم أعماله ،ومكتبة حبثه ،وعرضنا يف املقدمة
متهيدا عاما للموضوع وبينا أمهية البحث وأهدافه واإلشكالية اليت يسعى لإلجابة عنها ،كما ضمناها
عرضا تفصيليا حملتوى العمل.
وتناولنا يف املدخل نبذة عامة عن مضمون الكتاب والقضايا املتناولة فيه واحلقل املعريف الذي
تنتمي إليه الدراسة ،وكذا تاريخ البحث ومقارنته مبؤلفات مشاهبة ،وقيمته العلمية ،والدواعي اليت
جعلت املؤلف يكتب يف هذا املوضوع ،وأهم املصادر اليت استقى منها معلوماته ،واإلشكالية اليت
طرحها الكاتب ،مث تال ذلك دراسة وتلخيص فصول الكتاب بالتسلسل ،مستعينني يف ذلك مبجموعة
من املؤلفات املماثلة ملؤلفني خخرين ،وبعد ذلك تطرقنا إىل مرحلة الدراسة والتقييم حيث تناولنا فيها:
ب
مقدمة
وذيلنا حبثنا خبامتة عرضنا فيها أهم النتائج املتوصل إليها وقائمة للمصادر واملراجع وفهرسة
للموضوعات .
أما عن املنهج املتبع فطبيعة املوضوع اقتضت منا معاجلته يف إطار املنهج الوصفي التحليلي
الذي قادنا إىل توضيح أهم األفكار ،والتطرق إىل حتليل ووصف كل عنصر يف الكتاب بشكل
تختصر ،وكانت الدراسات السابقة وسيلة للوصول إىل املعرفة ،وسبيال لكشف ما خيفى منها،
واعتمدنا على مكتبة حبث أثرت موضوعنا نذكر منها :
-التقومي الرتبوي للمعلمني واملعلمات حلمدي شاكر حممود.
-التقومي الرتبوي و القياس يف الرتبية جملدي عبد الكرمي حبيب .
-التدريس الفعال و ختطيطه و مهاراته و اسرتاتيجياته ملصطفى الطفاوي .
-التّعليم املبين على اقتصاد املعرفة لبسام عبد اهلادي عفونة .
و غريها من املراجع اليت اعتمدناها للوصول إىل املعرفة .
ومل خيل البحث من املعوقات فقد اعرتضتنا مجلة من الصعوبات أعاقت سرينا أحيانا ولعل أكرب
عقبة كانت صعوبة حتليل بعض عناصر املوضوع نتيجة نقص اخلربة ،وبعد اخلوض يف غمار املوضوع
وجدنا متعة يف العمل والفضل والشكر عائد بعد فضل اهلل سبحانه وتعاىل املوفق إىل أستاذتنا
الفاضلة بوصوار اليت مل تبخل علينا بالتصويبات واملالحظات واآلراء والتوجيهات القيمة .فإن وفقنا
يف حبثنا هذا فبفضل اهلل وتوفيقه ،وإن كان عكس ذلك فمن أنفسنا ،وحسبنا أن هناك من أساتذتنا
األفاضل من يصوب اخلطأ ويس ّدد املخطئ.
تيسمسيلت
في يوم 40محرم 2001ه
الموافق 12أوت .1414
ت
مدخل
مدخل:
1
مدخل
مدخل:
-2واجهة الكتاب:
غلب على واجهة الكتاب لونان مها األسود الفاتح والبين ،وظهرت يف اجلزء السفلي من
الصفحة صورة أطفال للداللة على الرتبية والتعليم ،ويف أعلى الصفحة كتب عنوان الكتاب خبط بارز
باللونني البين واألبيض ،واسم الكاتب كتب يف وسط الصفحة داخل شريط برتقايل ،يدل اللون
األسود الفاتح على الطمأنينة والصرب للحصول على املعرفة ،ويدل اللون الربتقايل على التحفيز
واإلبداع ،واألبيض على الرباءة والبساطة والسالم.
كتاب اسرتاتيجيات التقومي الرتبوي احلديث وأدواته ملصطفى منر دعمس من احلجم املتوسط،
عدد صفحاته مائة ومثانون صفحة ،يتضمن دراسة مستفيضة عن التقومي الرتبوي احلديث
واسرتاتيجياته وأدواته ،افتتحه صاحبه بتمهيد عام عن موضوع التقومي وأمهيته يف حتديث املناهج
وتطوير التعليم بتوظيف اسرتاتيجيات وأدوات تقوميية حديثة ،مواكبة ملختلف مراحل تطور العملية
التعليمية التعلمية ،بعناصرها املختلفة ،استجابة للتّطور املعريف احلاصل يف تختلف الدول واألمم.
كما تطرق ملوضوع استخدام التكنولوجيا التطبيقية يف علوم الرتبية ،املعتمدة يف الثورة املعرفية
الستقبال ومعاجلة املعلومات وتختلف الوسائل املستخدمة يف ذلك ،وذكر الكاتب سبب اختياره
ملوضوع حبثه ،وهو تزويد املعلمني باسرتاتيجيات تعليمية ،وأدوات وتقوميية حديثة ،ومل يذكر الكاتب
يقسم حبثه إىل أبواب وفصول ،وبعد االطالع على منت الكتاب اتضح أنه
املنهج املتبع يف دراسته ،ومل ّ
ومهد لكل واحدة علىاتبع املنهج الوصفي التحليلي ،وقارن بني تختلف االسرتاتيجيات لتبسيطهاّ ،
حدة ،ومل يذكر اهلوامش واإلحاالت ،لكنّه أشار إليها يف أخر الكتاب بذكره للمراجع املعتمدة من
مراجع عربية وأجنبية ورسائل جامعية ودوريات وحبوث.
5
مدخل
ينتمي الكتاب إىل حقل تعليمية اللغة ،وهي فرع من فروع اللسانيات ،وقد تعددت فيه
مصطلحات التعليمية (كالتقومي–القياس–التقييم–االسرتاتيجية–املهارات–التدريس–أدوات التقومي –
حل املشكالت–التقومي الذايت وغريها . )...
األداء–االختبارات–املالحظة–التعلم– ّ
وهو فرع من فروع اللّسانيات التعليمية ،وال ميكن حصر نشأته يف اجتاه لغوي واحد،أو مدرسة
واحدة ،وإمنا هو نتيجة جهود عديدة لتطوير التعليم ،وخدمة االقتصاد املعريف والتطور الذي تشهده
تكنولوجيا املعلومات واالتصال كأداة للتعلم.
أصبحت اللسانيات التطبيقية والتعليمية وفروعهما مقصدا ومنبعا لكل املهتمني حبقل
التعليمية ،إلثراء وتطوير التعليم ،تلبية ملختلف احلاجيات املعرفية والتعليمية ،وللسانيات العامة دور
رئيسي يف ظهور اللسانيات التعليمية ،واليت أضافت دراسة جديدة لوصف وتعليم اللغة ،وتختلف
عناصر العملة التعليمية التعلمية ،مستفيدة مما جاءت به تختلف املدارس اللسانية كالسلوكية والبنيوية
وغريمها.
6
مدخل
لذوقان عبيدات سنة ،8107وكتاب الشامل يف املناهج وطرائق التعليم والتعلم احلديثة ،لشابية عبد
احلليم صالح متام سنة .8105
ّبني مصطفى منر دعمس سبب اختياره للبحث يف هذا املوضوع ،وهو تزويد املعلمني برصيد
معريف تعليمي ،لتطوير التعليم ،وحتقيق أهداف تربوية ،ومواكبة لالقتصاد املعريف الذي يتطلبه عصرنا
خاصة يف ال ّدول العربية.
احلديث ّ
إ ّن ما حيتويه املؤلَّف من رصيد معريف وعلمي جعله ذا قيمة علمية عالية ،ويدل ذلك على
البحث املستفيض للكاتب إلخراج كتابه هذا ،وهو ما يؤكده منت الكتاب من رصد للمعل ــومـ ــات
الربط بني التقومي يف الرتاث العريب اإلسالمي والتقومي يف واالسرتاتيجيات واملصطلحات العلمية ،و ّ
عصرنا احلـال ـ ــي ،وهو ليس تقليدا بل إبداع يف تتبع املراحل التارخيية للتقومي ،واملقارنة بني ما كان وما
هو عليه حاليا ،وترتيب أنواع التقومي واسرتاتيجياته وأدواته احلديثة ،ويدل على اطالع الباحث على
حبوث متخصصة أخرى يف هذا امليدان الرتبوي.
وبفضل املسار العلمي الثّري للكاتب ،جاء هذا الكتاب القيّم إلثراء وتزويد املكتبة العربية
خاصة مبا يثري رصيدها العلمي والتعليمي ،وحماولة إضافية منه لالستفادة مما يشهده العامل
والتعليمية ّ
من تطورات تعليمية ،واالستعانة به لتطوير منظومتنا التعليمية العربية ،وتبسيطه ملوضوع اسرتاتيجيات
التقومي وأدواته احلديثة.
7
مدخل
مادته العلمية فقد استقاها من مصادر عربية وأجنبية حديثة ،وكلها مصادر علمية متخصصة يف
أما ّ
علوم الرتبية ،وذات قيمة علمية ،هتتم باملستجدات التعليمية ،وهو الذي ساعده على إخراج هذا
الكتاب هبذا الثراء العلمي ،و من هذه املصادر نذكر:
-جابر عبد احلميد جابر ،اجتاهات معاصرة يف تقومي أداء التلميذ .
-سايل براون فل ريس معايري لتقومي جودة التعليم /ترمجة د .امحد مصطفى حليمة
-ايزميجروبينز التقومي يف الرتبية احلديثة ترمجة حممد عاشور و عطية حممد مهنا وهيب مسعان.
8
الفصل األ ّول
الفصل األول:
التقويم التربوي
مـفهومه،أمه ـي ـت ـه ،وأنواعه
2
الفصل األ ّول
تـ ـ ـمـ ـ ـ ـهـ ـ ـ ـيـ ـ ــد :
متاشى التقومي مع تختلف تطورات احلياة التعليمية لإلنسان ،بإصدار املعلم ألحكام تختلفة على
املتعلم ،فتطور مفهوم التقومي وتعددت املفاهيم املتعلقة به ،وتّ التفريق بينه وبني القياس والتقييم
واالختبار ،فازدادت العالقة توطيدا بني التقومي والعملية الرتبوية .فما هي أنواع التقومي ؟ وما هي
أهدافه وجماالته وأسسه؟ وما هي قواعد ومهارات عملية التقومي وفق مالمح و متطلبات جمتمع القرن
الواحد والعشرين؟ .
إ ّن للتّقومي أمهية كربى يف العملية التعليمية التعلّمية ،حيث يع ّد من املرتكزات األساسية فيها،
بع ّده معيارا لتشخيص مواطن الضعف ومواطن القوة يف العملية الرتبوية ،وقد أخذ مصطلح التقومي عرب
العصور معان متع ّددة قبل أن يلج إىل امليدان الرتبوي ،حيث أطلق بداية على إصدار األحكام على
قوي وذاك ضعيف ،مث انتقل التقومي ليقوم به معلم احلرفة
الظواهر البيئية وعلى الناس ،فيقال هذا ّ
ليصدر أحكامه على املتتلمذين على يديه مبعىن احلكم على قيمة الوظائف ،كما ارتبط أيضا
بالزمن ،فقيل التقومي اهلجري والتقومي امليالدي ،أما يف امليدان الرتبوي فإنّه يهدف إىل حتسني التعلم
والتعليم وذلك لقياس مدى تعلم الطالب.1
متتد جذور التقومي إىل عهود ما قبل التاريخ ،حيث استخدمه الصينيون عام 811ق.م .من
أجل تقدير أداء املرتشحني للعمل يف الوظائف اخلدمية ،وهذا ما مسي باختبارات الكفاءة ،كما
اعترب سقراط التقومي اللفظي من عناصر قياس نتائج التعلم ومعيار األغراض التعليمية.3
إذن يعود ظهور التقومي إىل عصر ما قبل التاريخ ،فهو قدمي االستخدام ،حيث استعمل منذ
القدمي يف تختلف اجملاالت.
-2تعريف التقويم:
يعرف التقومي بأنه إزالة االعوجاج ،أما التعريف العملي لبلوم ( )bloomفيعين إصدار حكم
لغرض ما على قيمة األفكار أو األعمال أو احللول أو الطرق ،ويتضمن احملاكاة واملستويات واملعايري
لتقدير مدى كفاية األشياء ودقتها وفعاليتها.4
عرفه جرونلند ( )Gronlundبأنه عملية منهجية حتدد مدى ما حتقق من األهداف الرتبوية
5
من قبل الطلبة ،وأنّه يتضمن وصفا كميا وكيفيا ،باإلضافة إىل إصدار حكم على القيمة.
الرتبية فيقصد به االختبارات اليت يركن فيها على تقومي املخرجات هلذه العملية؛
أما فـي جمال ّ
الرتبوي ،مث تطور فأصبح يهدف إىل تقومي املتعلم من مجيع جوانبه ،فأصبح
أي تقومي التّحصيل املعريف ّ
التقومي مشوليا يف منهجه يف تقومي األهداف واملدخالت وتقومي املخرجات هلذه العملية.6
إ ّن التقومي عملية تشخيصية عالجية ،تتطلّب مجع بيانات موضوعية ومعلومات صادقة عن كل
األفراد أو املهام أو الربامج ،يف ضوء أهداف حمددة ،باستخدام أدوات قياس متنوعة ،بغرض التوصل
إىل تقديرات كمية ،وأدلة كيفية ،يستند إليها يف إصدار أحكام حول هؤالء األفراد أو املهام أو
الربامج ،واختاذ قرارات مناسبة بشأهنا ،ضمانا لزيادة فاعليتها يف حتقيق األهداف احملددة.2
فالتقومي الرتبوي إذن هو احلكم على أشخاص أو أفراد أو برامج ،معتمدا يف ذلك على أدوات
3
القياس من أجل الوصول إىل األهداف املسطرة.
يعرف التقومي بأنه اإلصالح والتعديل وإعطاء القيمة ،وهو مقصد مرغوب ،مرتكزا على معايري
ّ
4
حمددة ،ويتم بنيّة اختاذ قرار مناسب لنتيجة التقومي.
يتضح من هذا التعريف أن التقومي يسهم يف تعديل وتصحيح األخطاء اليت تقع فيه العملية
التعليمية.
أما املفهوم احلديث للتّقومي فهو مجع املعلومات عن العملية التعليمية وتفسري األدلة ،ومن مثّ
5
إصدار أحكام تتعلّق بالطالب واملعلم وكل ما يتعلق بالعملية الرتبوية من أجل حتقيق أهداف معينة.
والتّقومي كمفهوم عام ،عملية يتم فيها إعطاء وزن أو قيمة وزنيه ألي جانب من جوانب
النشاط اإلنساين من ناحية كماله أو نقصانه أو صوابه أو خطئه ،ويتّضح مما سبق أن التقومي عملية
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس – استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته –ص.21
- 2ينظر :عفت مصطفى الطناوي ،التدريس الفعال (تخطيطه -مهاراته -استراتيجياته -تقويمه) ،ص.116
- 3ينظر:عبد المجيد عيساني ،نظريات التعلم وتطبيقاته في علوم اللغة ،اكتساب المهارات اللغوية األساسية ،دار الكتاب الحديث،
،1422ط ،2القاهرة ،1421 ،ص.229
- 4ينظر :بسام عبد الهادي عفونة ،التعليم المبني على اقتاد المعرفة ،دار البداية ناشرون وموزعون ،1424 ،ط ،1421 ،2ص.152
- 5ينظر :مصطفى نمر دعمس ،المصدر السابق ،ص .22
49
الفصل األ ّول
منظمة جلمع املعلومات حول ظاهرة معينة ،وتصنيفها وحتليلها وتفسريها ،بغية معرفة مدى بلوغ
األهداف التعليمية هبدف اختاذ القرارات املالئمة.
-1العالقة بين التقويم التربوي والعملية التربوية:
الضرورية لتطوير التّعليم من خالل البحث عن نقاط القوة ونقاط يعترب التّقومي أحد العناصر ّ
الضعف ،وكيفية عالجها ،كما يشمل املناهج والعناصر املختلفة واملتمثلة يف األهداف من حمتويات،
واسرتاتيجيات يف تقوميها ،ومدى فعالياهتا يف سلوك الطالب معرفيا وعقليا ووجدانيا ومنهجيا.
و هو أحد األركان األساسية للعملية الرتبوية ،ويهدف إىل حتسني عملية التعلم والتعليم ،كما
الرتبوية بتحسني أدائهم املهين وممارستهم داخل الصف الرتبوي، يسمح جلميع متخذي القرارات ّ
وبفضل التقومي يتم التحقق من جناعة األهداف الرتبوية واحلكم على املمارسات التعليمية التعلمية.1
يساعد التقومي األفراد على التخطيط لألنشطة التّدريسية واالطالع على اجلهود اليت تقوم هبا
املؤسسة يف حتقيق األهداف الرتبوية ،وهو حافز للطلبة واملعلمني لبذل اجلهد ،كما يساعد التقومي
الرتبوي على التأكد من مدى فعالية اإلجراءات اليت تقام داخل املؤسسة ،وإحصاء نواحي القوة
الضعف وكيفية معاجلتها ،وتبين سياسة تربوية جديدة من أجل رفع مستوى املتعلم واملعلم ،وحتقيق
و ّ
الزهوري" :أن التقومي يتضمن حتديد مستويات الطالب
األهداف املسطرة ،يقول الدكتور هباء ال ّدين ّ
وإجنازاهتم ومعدالت تقدمهم يف مجيع اخلربات اليت تقدمها هلم املدرسة" .2وبذلك يكون التقومي
الرتبوي جزءا ال يتجزأ من العملية الرتبوية فهو يسهم يف تصحيح مسار العملية التعلمية وأساسها
ووسيلة للتشخيص والعالج والتطوير.
ولتطوير املناهج وطرق التدريس البد من تطوير أساليب التقومي وتشتمل على :
-2اإلطار النظري :ويشمل التعريفات اخلاصة ملفاهيم التقومي.
-1التقويم الواقعي :ويهتم جبوهر عملية التعلم ومدى امتالك الطلبة للمهارات
املنشودة".ويستخدم الرتبويون مفهوم التقومي الواقعي لتحديد املمارسات الواقعية لدى الطالب بغرض
إشراكه يف عملية تقومي حتصيله الدراسي بنفسه ،فالتقومي الواقعي هو تقومي ألداء الطالب حبيث يظهر
املستوى احلقيقي ملا اكتسبه من معارف ومهارات من خالل رحلته الرتبوية".
-2استراتيجيات التقويم :وتعتمد على مالحظة والتواصل ومراجعة الذات.
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس – استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته ،ص.20 ،22
41
الفصل األ ّول
ويقيسها يف مواقف حقيقية من أجل حل املشكالت احلياتية اليت يعيشوهنا و يساعد على معاجلة
املعلومات".1
-تقومي املعلم.
خيتلف مصطلح الرتبية عن مصطلح التعليم ،حيث إ ّن الرتبية أمشل وأعم من التعليم ،والتعليم
4
جزء من العملية الرتبوية ،وعليه فإ ّن مصطلح التقومي الرتبوي خيتلف عن مصطلح التقومي التعليمي
ومن هذا املنطلق يتضح أ ّن التقومي الرتبوي أمشل وأعم من التقومي التعليمي ،الذي هو جزء من التقومي
الرتبوي وهو اجلانب اإلجرائي منه.
- 1ينظر :الفريق الوطني للتقويم ،استراتيجيات التقويم وأدواته "اإلطار النظري" كانون األول ،1440ص.25
- 2مصطفى نمر دعمس – استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته –ص.20 .22
- 3ينظر :المصدر نفسه ،ص.25
- 4ينظر :رافدة الحريري ،التقويم التربوي ،ص.22
45
الفصل األ ّول
أي نظام أو مؤسسة تعليمية ،وهو
والتّقومي التّعليمي هو عملية احلكم على مدى حت ّقق أهداف ّ
عملية منهجية ،تقوم على أسس علمية تستهدف إصدار احلكم بدقة وموضوعية على مدخالت
أي نظام تعليمي ،وحتديد مواطن القوة والضعف يف كل منهما ،واختاذ القرارات واإلجراءات
وتخرجات ّ
الالزمة لعالج وإصالح ما يتم حتديده من مواطن القصور .وهكذا جند أ ّن الفرق بني التقومي الرتبوي
الشمول.1
والتقومي التعليمي هو فارق يف درجة العمومية و ّ
أ-القياس في اللغة :من الفعل قاس مبعىن ق ّدر فنقول قاس الشيء بغريه أي قدره على مثاله،2
وعرفه –ويسرت-Webster-بأنه التحقق بالتجربة أو االختبار من الدرجة أو الكمية بواسطة أداة
قياس معيارية فالقياس عملية نصف هبا األشياء وصفا كميا.3
ب-في االطصطال ":هو الرقم الذي حيصل عليه من خالل إجابته عن األسئلة".4ويعرفه
عفت مصطفى الطناوي بأنه "مجع معلومات ومالحظات كمية عن ظاهرة معينة باستخدام أدوات
مناسبة مثل االختبارات واالستبيانات وغريها .كما يعرف بأنّه وصف كمية لظاهرة أو جوانب
متعددة ،ويعرب عنه باألعداد"(.)5
ظهرت تعريفات متعددة ملفهوم أداة القياس ولكنها جتمع على تفسري يف أهنا الطريقة أو
1
األسلوب الذي تقاس به صفة أو ظاهرة أو موضوع ما.
أدوات القياس يتم باستعمال االختبار أو الفحص فقط ،القياس الرتبوي هو وصف كمي أو
2
رقمي ملا حصله الطالب.
-0التقييم:
أ-تعريفه :يعرف التقييم بأنّه حتديد قيمة الشيء أو مقداره ،وهو العملية اليت تستخدم فيها
نتائج القياس هبدف إصدار حكم على السمة أو القدرة املقاسة ،وتكون نتائج التقييم كمية أو
قيميةّ .3أما التقييم الرتبوي فهو بيان حتصيل الطالب أو مدى حتقيق األهداف الرتبوية.
ب-الفرق بين القياس والتقويمّ :فرق الكاتب بني القياس والتقومي ،حيث يرى أن التقومي
أساسا هو إعطاء حكمّ ،أماالقياس فهو تقدير األشياء واملستويات تقديرا كميا بواسطة وحدات
عم من القياس ،ألنّه
رقمية مقننة ،والقياس يقتصر على األحكام اجلزئيةّ ،أما التقومي فهو أمشل وأ ّ
يشمل القياس مضافا إليه حكم معني ،مع اختاذ اإلجراءات اليت تكفل الوصول إىل األهداف
املنشودة ،فهو ميتد إىل األحكام الكلية للظواهر ،وكذلك يعتمد على حمكات ومعايري ،4والقياس هو
وصف كمي ملقار القيمة اليت ميتلكها الفرد .
- 1ينظر :محمود حمدي شاكر التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،دار األندلس للنشر والتوزيع ،ط ،1440 ،2ص.11
- 2ينظر :عفت مصطفى المنادي ،التدريس الفعال ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،ط ،1422 ،2ص.11
- 3ينظر :محمود حمدي شاكر ،التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات.
- 4ينظر :مصطفى نمر دعمس – استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته ،ص.21
47
الفصل األ ّول
وأشار الكاتب إىل مصطلح خخر وهو التقييم الذي يستخدم يف وصف األداء ،أو إنتاج الفرد،
يعربان عن عملية واحدة ،وخخرون يرون أن التقومي
حيث يرد البعض أ ّن التقومي والتقييم مصطلحان ّ
أعم من القياس والتّقييم.1
أمشل و ّ
مكملة لبعضها
يرى محدي شاكر أن القياس والتقومي تربطهما عالقة قوية ومرتابطة وهي ّ
البعض ،فال ميكن إجراء عملية التقومي دون عملية القياس .وميكننا القول أن التقومي عملية تشكيل
حكم معتمد على مجع املعلومات ،واليت بفضلها تقود إىل اختاذ قرار معنيّ ،أما القياس فيعىن بالوصف
الكمي للسلوك.
يرى الكاتب أ ّن من خصائص التقومي اجليد أن يتوفر على مجلة من العناصر وهي أن يكون
وشامال.
ً هادفا ،ومستمرا وتعاونيا بني التالميذ واملعلم ،وأن يكون علميا ومميزا
- 1ينظر :محمود حمدي شاكر ،التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص.12 ،11
- 2ينظر :محمد محمود الجليلة ،مهارات التدريس الصفي ،بيانات النشر ،عمان ،دار مسيرة للنشر والتوزيع ،ط ،1441 ،2ص.201
- 3مصطفى نمر دعمس – استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته ،ص.22
48
الفصل األ ّول
-5التقويم عملية مستمرة:
التّقومي ال يكون يف هناية التّدريس ،بل جيب أن يسري جنبا إىل جنب مع العملية التعليمية،
()1
الضروري أن يكون عملية تعاونية من خالل مشاركة كل األطراف
مبعىن أن يكون مالزما هلا .ومن ّ
من معلمني ومتعلمني وأولياء أمورهم يف العملية التّعليمية .2والب ّد أن يتسم التقومي باملرونة؛ أي أن
تكون األدوات واالسرتاتيجيات متعددة ومتنوعة ،مثل استخدام قوائم رصد وسالمل التّقدير وغريها(.)3
قوم املعارف واألفكار كما هي يف الواقع ،وأن تراعى الفروق الفردية
وحيب أن يكون واقعيا؛ أي أن ت ّ
بني الطّلبة ،من أجل الكشف عن ميوهلم واهتماماهتم واستعداداهتم( ،)4فالتقومي اجليد البد أن تتوفر
فيه جمموعة من اخلصائص املختلفة.
نستنتج مما سبق أ ّن التّقومي عملية منظّمة مستمرة عالجية ،هتدف إىل إصدار أحكام على
التّحصيل ال ّدراسي للطّالب ،ويسهم يف تطوير الربنامج ،وهذا ما جعل معظم املؤسسات تلجأ إليه،
فالتّقومي وسيلة أساسية للمعلم يف احلكم على مدى تقدم تالميذه من خالل معرفة نواحي القوة
والضعف ،وهو جزء ال يتجزأ من عملية اإلنتاج ،مما يدفع األفراد ملزيد من العمل واإلنتاج(.)5
يرى مصطفى منر أ ّن التقومي احلديث أخذ مفهوما مغايرا ملا كان سائدا يف القدمي ،فهو يعين يف
ال ّدراسات احلديثة إعطاء قيمة وزنية جلانب من جوانب النشاط ،من حيث اكتماله أو نقصانه ،وقد
- 1ينظر :حمدي شاكر محمود .التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص .12
-2ينظر :عفت مصطفى الطناوي – التدريس الفعال تخطيطه – مهاراته – استراتيجياته تقويمه ،دار الميتة للنشر والتوزيع ،ط، 1422 ،42
ص .119
- 3ينظر :الفريق الوطني للتقويم – استراتيجيات التقويم وأدواته-اإلطار النظري ،1440ص .11-12
- 4ينظر :حمدي شاكر محمود – التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص .12
- 5ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .29
42
الفصل األ ّول
يأيت هذا االستخدام خاطئا ،أل ّن التقييم يدل على بيان قيمة الشيء دون تعديل ،خبالف التقومي
الذي يفي بالتعديل(.)1
وعليه فالتقومي غري القياس ،أل ّن القياس يتناول اجلزء ،والتقومي يتناول الكل ،مبعىن التقومي أمشل
وأعم عن القياس( ،)3فالتقومي وسيلة تشخيصية وعالجية ،مت ّكن من معرفة نقاط القوة والضعف،
ويسهم التقومي يف اختاذ القرارات.
نـس ـت ـن ـت ـ ـج أن التقومي يشمل كل عناصر العملية التعليمية التعلّمية ،ويعترب أحد معامل تطويرها،
ويسهم يف حتقيق األهداف التعليمية ،ويعترب وسيلة املعلم يف احلكم على مدى تق ّدم تالميذه ويساعد
يف عالج القصور الذي تعاين منه العملية التعليمية التعلّمية.
إذن يبقى القياس والتقومي عمليتان منفصلتان ،ولكنهما أسلوبان مرتبطان من خالل معرفة
فعالية برنامج أو مستوى اخلدمات املقدمة .والقياس وصف كمي لألداء أي التقدير النوعي لألداء،
فمعىن القياس يعين وصف للسلوك أما التقومي فهو عملية منهجية تتطلب مجع بيانات موضوعية
ومعلومات هادفة من مصادر متعددة من أجل اختاذ قرارات مناسبة(.)4
-1ينظر :ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ص – 14ص .12
- 2ينظر :المصدر نفسه ،ص – 12ص – 11ص .12
- 3ينظر المصدر نفسه ص .16 ...12
- 4ينظر :طصال الدين محمود عالم ،القياس والتقويم التربوي والنفسي أساسياته وتطبيقاته وتوجيهاته المعاطصرة ،دار الفكر العربي ،ط-42
، 1444ص .22
90
الفصل األ ّول
-2العالقة بين القياس والتقييم والتقويم:
استعان الكاتب بأمثلة لتوضيح العالقة املوجودة بني القياس والتقومي والتقييم مثال :إذا اخذ
الطالب مخس عالمات تعترب قياسا – وإذ حولت هذه العالمة إىل تقديرات فهي تقييم ،فإذا قام
املعلّم بتخليص الطالب من الضعف يعترب تقوميا.
نستنتج أن القياس سابق وأساس للتقومي ،والتقييم جزء من التقومي ،إذن التقومي أعم و أمشل
من القياس ،ألنّه يعتمد على أساليب أخرى مثل السجالت القصصية و االستجواب وقوائم التقدير
الرتاكمي عكس القياس والتّقييم.
السجل ّ
و ّ
كل من القياس والتّقييم والتقومي عناصر تسهم يف بناء العملية التعلمية( .)1فالتقومي عملية
يعترب ّ
تصحيح وتصويب ،وعملية تغذية راجعة ،ومقوم أساسي للعملية الرتبويةّ ،أما القياس فهو جزء مندمج
يف التقومي وسابق له ،كما أن القياس يقدم بيانات حتصيلية تبىن على أحكام التقومي( ،)2أي ال ميكن
إجراء عملية التقومي دون القياس ،فهو الذي يقود التقومي إىل إصدار احلكم واختاذ القرارات ،كما
يرتبط التقييم ارتباطا وثيقا بنواتج معطيات القياس ،إذ أن احلكم على قدرات التالميذ ومدى حتقيقهم
لألهداف يستند إىل عملية القياس(.)3
-9التغذية الراجعة:
وهي إعالم املتعلم بنتيجة تعلمه ،سواء كانت هذه النتيجة إجيابية أو سلبية ،فالتغذية
الراجعة تق ّدم الفرصة للمتعلم ليعرف إن كان جوابه صحيحا أو خاطئا ،مع معاجلة وتصحيح
.
تبني للمتعلم مدى صحته ومدى خطئه يف اإلجابة
أخطائه ،باإلضافة إىل ّأهنا ّ
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .11
- 2ينظر :حمدي محمود شاكر ،التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص .10
- 3ينظر :محمد عبد السالم غنيم ،مبادئ القياس والتقويم النفسي والتربوي ،القاهرة ، 1440ص .20
94
الفصل األ ّول
-24أهم المجاالت التي يتطلبها التقويم:
يرى الكاتب مصطفى منر دعمس أ ّن جماالت التقومي ثالثة :األهداف الرتبوية ،احملتوى
1
الدراسي ،وطرائق التدريس ،وميكن تلخيصها فيما يلي:
يتمثل تقومي أداء املعلم من حيث مدى فعاليته ،ومدى امتالكه للكفايات اليت متكنه يف جماله
ويقوم من خالل استخدامه للوسائل وما يقوم به من توجيه وإرشاد ،وما ينبغي تعديله،2 1
الدراسي ّ ،
-1مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .12
- 2ينظر :عبد اللطيف بن حمد الحليبي ،مهدي محمود سالم ،التربية الميدانية وأساسيات التدريس ،مكتبة العبيكان ،ص .214
- 3ينظر :طصال الدين محمود عالم ،القياس والتقويم التربوي والتقييم ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،ط 1444 ،42م ص .02
- 4ينظر :طصال الدين محمود عالم ،القياس والتقويم التربوي والتقييم ،ص02
99
الفصل األ ّول
ويتضمن تقومي املدرسة مجيع عناصر ومكونات العملية التعلمية ،3أما بالنسبة لتقومي الربامج التعليمية،
تقوم من حيث مدى مشوهلا للعناصر التعلمية ،ومدى فعالية منهاج أو برنامج تعليمي ،ومدى فإ ّهنا ّ
مناسبته وحتقيقه لألهداف الرتبوية.
يرى مصطفى الطّناوي أن تقومي املنهج يتضمن تقومي كل عناصر العملية التعليمية ،من أهداف
وحمتوى وطرائق تدريس ،وكذلك املدرسة من حيث مدى استخدامها لإلمكانيات اليت يستفيد منها
التالميذ ،فالتقومي يتطلب ع ّدة جماالت تختلفة ،من أجل النهوض بعملية تعليمية صحيحة ومستوية.
-22أسس عملية التقويم :ليكون التقومي ناجحا جيب أن يبىن على أسس هي:
-21تقويم التقويم:
إ ّن عمل املعلم البيداغوجي والرتبوي كلّه جيب أن خيضع لعملية تقومي بعد أن يقوم بتقومي أداء
املتعلم ويتناول تقومي التقومي مدى مالءمة األسئلة الكتابية والشفوية لألهداف اإلجرائية ،باإلضافة إىل
تعود املتعلم على التحليل واالستنباط ،وكذلك مراعاة
دقة ووضوح ووظيفية األسئلة ،من حيث أهنا ّ
التدرج والوسطية يف طرح األسئلة للتمييز بني املتعلمني.4
- 1ينظر :محمود حمدي شاكر ،التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص . 55
- 2عفت مصطفى الطناوي ،التدريس الفعال ، ،ص .111
- 3ينظر :محمود حمدي شاكر ،التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص .15
- 4ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .24
91
الفصل األ ّول
-13أنواع التقويم:يرى الكاتب أ ّن التقومي ينقسم إىل نوعني ،مجاعي وفردي ،فاجلماعي
يشرتك فيه كل من املعلم واملدرسة والسلطة الوصية ،والفردي يقوم به املعلم ،ويف ما يلي بعض أنواع
1
التقومي:
ا-التقويم الذاتي :Self Evaluationويتمثل يف تقومي املتعلم ذاته أي بنفسه ،معتمدا يف
ذلك على أدوات قياس معينة.
يرى عقيل حممود رفاعي أن التقومي الداخلي يكون داخل املؤسسة مبعىن أن املؤسسة هي اليت
تقوم نفسها ،أما التقومي اخلارجي فتقوم به مؤسسات متخصصة ،تكون من خارج املؤسسة ،وهلا
ّ
معايري وأدوات خاصة هبا.2
تقوم هيئة خارجية بتقومي برنامج أو ج-التقويم الخارجي :Externe Evaluationوفيه ّ
منهاج أو مشروع تربوي معتمدة على معايري تضعها تلك اهليئة ،كما ّأهنا تصنّف عملية التّقومي إىل
3
ثالثة أنواع:
ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص22 1
-2ينظر :عقيل محمود رفاعي ،التعلم النشط ،دار الجامعة الجديدة للنشر اإلسكندرية ،1421 ،ص .110
- 3ينظر :مصطفى نمر دعمس – المصدر السابق ص – 21ص .22
91
الفصل األ ّول
فعالية الطريقة املتّبعة ،ويساعد هذا
وكذلك تزويد املعلم مبعلومات حول حتصيل املتعلّمني ،ومدى ّ
النوع من التّقومي على حتفيز املتعلّمني للتّعلم.
هو عملية ينجزها املعلم يف هناية الربنامج ال ّدراسي من أجل رصد حكم هنائي على مدى حتقيق
األهداف املنشودة ،مثل االختبارات اليت تنتج يف كل فصل ،وتكمن وظيفته يف معرفة مدى حت ّقق
فعالية عناصر
الرسوب ،واحلكم النّهائي على مدى ّ األهداف املنشودة مع رصد أحكام النّجاح أو ّ
العملية التّعليمية التعلّمية ،ويستخدم أيضا للكشف عن النجاح الذي حت ّقق لألهداف الكلية.
وباختصار نقول :إ ّن التقومي القبلي هو تقومي للعملية التّعليمية التّعلّميّة قبل بدئها ،يهدف
الضعف والقوة ،بالتايل كشف املشكالت اليت يعاين منهاّ ،أما التّقومي التّكويين،
إىل كشف نواحي ّ
فيكون خالل مسار العملية التعليمية ،وهو يهدف إىل حتديد مدى تق ّدم الطلبة حنو األهداف ،أو
معني ،أ ّما التّقومي اخلتامي فيكون بعد انتهاء العملية
مدى استيعاهبم وفهمهم ملوضوع تعليمي ّ
التّعلّمية ،ويقوم التّقومي اخلتامي على نتائج االختبارات ،1يهدف إىل الكشف عن مدى حتقيق
الربنامج ألهدافه بعد إمتام إجراءات التّقومي البنائي املستمر.
- 1ينظر :محمد محمود الحيلة ،مهارات التدريس الصفي ،دار الميسرة للنشر والتوزيع عمان ،ط 1420 ،40ص ،265ص .266
- 2ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .25، 20
95
الفصل األ ّول
-التقومي وسيلة فردية يسهم يف معرفة منهجية العمل مع األفراد واجلماعات.
-ممي ّكن التقومي اإلداري واضعي السياسات من تغيري الربنامج أو إلغائه أو اإلبقاء عليه.
-يرّكز التّقومي بدرجة عالية على حتسني اخلدمة.
2
-توجيه املعلم حنو حتقيق األهداف الرتبوية ،1وحتديد مدى حتقيق ألهداف التعلمية املنشودة.
-يسهم التقومي يف الكشف عن الفروق الفردية بني التالميذ ،ويساعد يف وضع األنشطة املالئمة
3
لكل منها.
إ ّن للتقومي الرتبوي أهدافا متنوعة ،يسعى إىل حتقيقها ،ومن بينها حتقيق األهداف املسطرة،
وتعديل وتصحيح مسار العملية التعليمية ،وتقدمي تغذية راجعة لكل من املعلم واملتعلم.
قوم
يرى الكاتب أن عملية التقومي هلا ثالثة أبعاد ،وتتمثل يف املعلم واملتعلم واخلربات التعليمية ،يم ّ
ويقوم
املعلم من خالهلا مدى تطور خرباته يف التّخطيط والتّعلم ،ويكون التّقومي مناسبا لألهدافّ ،
ملعرفة مدى مت ّكنهم من استعمال تكنولوجيا املعلومات يف التعليم ،من أجل حتقيق إنتاجات عامة ،أما
فيقوم من خالل تتبع مجيع مراحل منوه العقلية واالنفعالية واجلسمية ،ومدى اكتسابه للعلوم
املتعلم ّ
واملعارف واملهارات والقدرات وغريها.4
قوم من
قوم أداء املعلّم من حيث كفاءته وقدرته على توصيل املعلومات للمتعلمني ،وكذلك يم ّ
يّ
5
حيث اخلصائص الشخصية والكفاءات املهنية واالجتاهات حنو التّدريس.
- 1ينظر :حمدي محمود شاكر ،التقويم التربوي للمعلمين والمعلمات ،ص .19
- 2ينظر :محمد محمود الحيلة ،مهارات التدريس الصيفي ص .201
- 3ينظر :محمد عبد السالم غنيم ،مبادئ القياس والتقويم النفسي والتربوي ،ص .02
-4ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص26
- 5ينظر :عفت مصطفى الطناوي ،التدريس الفعال ،تخطيطه ،مهاراته ،استراتيجياته تقويمه ،ص .111
96
الفصل األ ّول
ب-تقويم الطالب:
هناك جمموعة من القواعد اليت ينبغي أن تراعى يف تقومي الطالب من بينها مايأيت:
-أن تكون أساليب التّقومي وأدواته ونتائجه معززة لعملية التّعلم ،وصادقة ومبنيّة من املادة
الدراسية ،وكذلك أن تق ّدم هذه األخرية معلومات حول عمليّة التّعلم ،مبا يف ذلك مساعدة املعلمني
على حتسني تعلّم الطالب ،وأن يكون أداء التّقومي أسئلة متع ّددة ،حبيث تقيس قدرات الطالب
املختلفة.1
وتقوم معلومات مستمرة حول
-أن تكون نتائج أدوات التّقومي شاملة جلميع ظروف التّعلمّ ،
تق ّدم الطالب ،من أجل تطوير املنهاج واألساليب ،وحتفيز التّالميذ على بذل اجلهد.
معززة للطالب ،مثل ذكر عبارات مناسبة ملستويات الطالب مثل: -أن تكون عملية التّقومي ّ
جيد ،فكرة جيدة ،أحسنت ،وهكذا ،وال جيوز استخدام األلقاب اليت تؤذي الطالب اليت تؤثر سلبا
على نتائجه.
-أن تبىن أدوات التقومي وفق أسس عملية متبعة ،وأن تتوالها جهة تختصة يف إعداد
االختبارات ،مع مراجعة عمليّات التّقومي وإجرائه من أجل تطويره وتعديله.2
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .26
- 2ينظر :المصدر نفسه،ص .22 ،21
- 3ينظر المصدر نفسه ،ص .04 ...22
97
الفصل األ ّول
ب -أدوات التقويم المستمر:
أوال :األنشطة الصفية مثل احلوار الشفوي ،واألنشطة غري الصفية كالواجبات املنزلية.
ثانيا :املالحظة اليومية وتتمثل يف التفاعل داخل الغرفة الصفية.
ثالثا:االختبارات القصرية والفصلية.
ج-أهداف التقويم المستمر:يهدف التقومي املستمر إىل تطوير إجراءات تقومي الطالب واحلد من
سلبيات اختبارات هناية الفصل الدراسي ،كما مي ّكن املعلم من متابعة تقدم طالبه وتعريف األسرة
ملستوى تق ّدم ابنها ومشاركتها يف التّقومي ووضع تقدير ثابت نسبيا ملستوى أداء الطلبة.
د-أسس التعامل مع التقويم المستمر للطالب:
-الرتكيز على اكتساب الطّالب املهارات واملعارف يف كل مادة دراسية مع اتّباع أساليب تدريسية
مت ّكن من فهم احملتوى الدراسي.
السلبية مثل القلق واخلوف ،وغرس املواقف اإلجيابية يف نفوس الطلبة ،وحتفيزه حنو
-جتنّب اآلثار ّ
النجاح.
-إشراك ويل أمر الطالب يف عملية التقومي والبحث عن صعوبات التعلم لدى الطالب ومعاجلتها.
وجند مصطفى منر دعمس حيفز املعلمني على استخدام االختبارات واملالحظات واملشاركة
باملادة ال ّدراسية ،وقد ّفرق بني األسلوب اجلديد
يف ال ّدروس والقيام بالتّدريبات والنّشاطات املتعلّقة ّ
واألسلوب املتّبع سابقا ،حبيث أ ّن األسلوب اجلديد لنجاح الطلبة أو إعادته يكون موحدا على
مستوى مجيع الطلبة ،خبالف األسلوب السابق الذي خيتلف من معلم إىل خخر حسب اختباراته.
ه-البرامج المساندة :وهي برامج تكون داخل املدرسة من أجل التّعامل مع مشكالت التّعلم
1
املختلفة من صعوبات تعلم و إعاقات واضطرابات وغريها.
-1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث و أدواته ص 02
98
الفصل األ ّول
-21مهارات التقويم:من بني هذه املهارات املهارة العقلية اليت تؤثر يف سلوك املتعلّم ،وتقوده إىل
التّفكري الختاذ القرارات وحل املشكالت ،والتعامل مع عصر املعلوماتية ،حيث أصبح التقومي يهدف
إىل تقومي شخصية الطالب مبختلف جوانبه ،واليت تعتمد على التقومي الواقعي والذي يهدف إىل:
مع بداية العقد األخري من القرن العشرين بدأت جمموعة من املالمح تظهر على جمتمع القرن
الواحد و العشرين ومنها :العوملة واملعرفة والعلم والتكنولوجيا والتنافسية والتعاون و اجلودة الشاملة .
وألجل مسايرة ذلك التطور عملت معظم الدول على االهتمام املتزايد بالتعليم والتعلم بإتاحة
الفرصة للتّعلم مدى احلياة واالهتمام واالبتكار عوضا عن االجرتار واإلتقان واجلودة والتعلم باملشاركة
واالختيار واالعتماد على الذات والتعلم التعاوين الفريقي و االعتماد على االستقصاء كأساس للتعلم
والتعليم باملمارسة ،واملبين على القيم واملنفتح على العامل والتمكن من املعرفة.1
لتحقيق النتاجات العامة للطلبة ينبغي على املعلمني تشجيعهم على العمل وتوظيف مكتسباهتم
واالستعانة بالتّغذية الراجعة أثناء القيام مبختلف املهام املسندة ،ويتم اختيار األنسب منها حسب
وتتم من خالل ما يلي:
دالئل ومؤشرات متالئمة مع املستوى ال ّدراسيّ ،
أوال :المواطنة:
ممارسة حقوقه وواجباته ،حبيث يكون مواطنا ملتزما بال ّدستور والقانون ،وفاعال يف جمتمعه،
ومهتما باألحداث الوطنية واإلقليمية وال ّدولية ،وأن يكون حمرتما ألفراد عائلته وجمتمعه ويتعلّم منهم،
ّ
وأن يدرك حدود احلرية واملسؤولية ،مع فهم ملفهوم العدالة ،واحرتامه للمثل العليا للمجتمع ،ويكون
عنصرا فاعال يف تغيري اجملتمع وتطويره.2
ثانيا :معتقدات إسالمية :يكون الطاّلب قادرا على التزامه باإلميان باهلل والقيم واملبادئ
ويتصرف وفقا لتقاليد ال ّدين واجملتمع.
ّ والشعائر الدينية ،وكذلك حيرتم أديان وحقوق اآلخرين
رابعا:تنمية االتجاهات نحو التعلم :وذلك باهتمامه بالتّعلم مدى احلياة من خالل محاسه
واهتمامه بالتعلم والتزامه عن طريق البحث املستمر ،مما يساعد على التّعلم الذايت وتقومي عمله ،وأن
يكون مواظبا ومثابرا ،ويقبل التّغذية الراجعة من اآلخرين ،ومظهرا بذلك روح املبادرة واإلبداع ،وأن
التطور ،مستخدما النّقد الذايت على أحكامه وعواطفه ،أو كما يطلق
ميتلك ال ّدافع ال ّذايت للمتعلّم و ّ
عليه الدكتور عقيل حممود رافعي بنواتج التّعلم ،وهي نواتج التعلّم أي ما حتقق داخل الفصل أو
معني.2
خارجه يف موقف تعلّمي ّ
يكون الطالب قادرا على التّعاون مع اآلخرين بطريقة فاعلة ،ومن بني هذه املعايري ما يلي:
يشارك يف أنشطة فردية أو مجاعية حمرتما أراء اآلخرين ،مع إمتامه للواجب املطلوب منه ،ويسهم
يف تقدمي أفكاره ،وذلك من خالل معرفة دوره يف اجملموعة ،ويوجه ويساعد وحيفز اجملموعة على
العمل ،كما يسهم يف حل القضايا بطريقة فاعلة ،وكذلك يساعد على تقومي عملهم والتوصل إىل
مرحبا بإسهامات غريه.1
اتفاقّ ،
ثامنا:الكفايات التكنولوجية:يستطيع الطالب استعمال تكنولوجيا املعلومات ورصدها وإدارهتا،
ومن بني معايري حتقق ذلك ما يلي:
11
الفصل الثاني
15
الفصل الثاني
تـ ـمـ ـهـ ـيــد:
-2استراتيجيات التقويم:
فاالسرتاتيجية هي جمموعة األفكار واملبادئ اليت تتناول ميدانا من ميادين النشاط اإلنساين
بصور شاملة متكاملة ،وتكون ذات داللة على وسائل العمل ومتطلباته واجتاهات مساراته بقصد
إحداث تغيريات فيه ،وصوال إىل أهداف حمددة ،كما ّأهنا أفعال أو جمموعة من األفعال هتدف إىل
حتقيق األهداف املرسومة.1
فن
إ ّن كلمة اسرتاتيجية مأخوذة من الكلمة اليونانية اسرتاتيجيوس ،ومعناها يف اللّغة العربية ّ
بأهنا جممل القواعد والضوابط املوجهة واملنظمة ألساليب العمل ،وتندرج االسرتاتيجية
القياد ،وتعرف ّ
حتت إطار املصطلحات العسكرية ،ويقصد هبا استخدام الوسائل لتحقيق األهداف يف العديد من
الرتبوية.2
جماالت احلياة ،منها األنشطة وامليادين ّ
- 1محمد نصحي إبراهيم ،االستراتيية (تعريفها وظائفها). www/ kenono line/com ،
- 2فاطمة مشعلة ،استراتيجية التدريس.Hayatok/ com ،
16
الفصل الثاني
-أن يتّجه تطبيقها إىل توضيح مدى حتقيق األهداف املسطّرة ،والزيادة يف إمكانية حصر
مشكالت التدريس والتحصيل.
-أن يكون تطبيقها بصفة شاملة للموضوع املقوم ،ومالئما لطرائق التدريس.
-أن يقوم التقومي على مبدأ التعاون ،وعلى أساس علمي وبأقل تكلفة.
-وأن يالئم تطبيقها طرائق التدريس ،فيبدأ التّقومي منذ حتديد األهداف الرتبوية ويستمر مع كل
األنشطة التّعليمية ملعاجلة النقائص يف العملية التعليمية ،ومراعية الفروق الفردية بني املتعلمني ،ومنط
التدريس ،ونوعه ،واإلمكانيات املتاحة باملدرسة.
-كما جيب أن تتّصف تلك االسرتاتيجيات باملوضوعية والثبات والصدق واملالحظة والتواصل،
الشمول واملرونة والقابلية للتطوير.1
ومراجعة ال ّذات و ّ
-1ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص . 64 ... 52
17
الفصل الثاني
وتطور املناهج
املقومةّ ،
املسطرة.ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا فـ ـ ـ ـ ـق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد تعددت اسرتاتيجيات التّقومي احلديث بتعدد املواضيع ّ
واملستوى املعريف للمتعلم والغايات املنتظرة من املناهج.
ج-كيف تصمم إستراتيجية التقويم:
تصمم اسرتاتيجية التّقومي يف صورة خطوات إجرائية ،ولكل خطوة بدائل ،وحتتوي على جزيئات
منتظمة ومتتابعة لتحقيق األهداف املرجوة ،وذلك يتطلب معلما كفءا ،حيث تتّسم االسرتاتيجية
باملرونة عند تنفيذها.1
إن استـراتـيجـيات التـّقويـم التـّربوي تـرمـي إىل:
د -أدوات التقويم :هي تختلف وسائل مجع املعلومات عن أداء ومستوى الطالب املتعلّم
كاالختبارات بأنواعها (الكتابية والشفهية) والواجبات املنزلية ومالحظة املتعلّمني.
- 1مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص .64
- 2المصدر نفسه ،ص . 62
18
الفصل الثاني
المالحظة المنظمة
يتعني على الطالب أن يوضح تعلّمه من خالل توظيف أدائه ومهاراته يف مواقف حياته ّ
فعاليات منها العرض التوضيحي
حقيقية ،أو حتاكي املواقف احلقيقية ،وتعتمد هذه االسرتاتيجية على ّ
احلديث ،احملاكاة ،املناقشة ،األداء ،املعرض،التقدمي ،كما أ ّن األداء يتطلّب تقوميا مبينا على معايري
واضحة.1
على عكس التّقومي التّقليدي (االختبارات) الذي ترّكز على احلقائق واملهارات الدقيقة ،فإ ّن
يصمم الختبار ما هو أكثر من ذلك ،وهو قدرة الطالب على استخدام املعرفة تقومي األداء ّ
واملهارات ،وتوظيفها يف املواقف الواقعية املختلفة ،وقد مورست بعض أمناط التّقومي منذ أمد بعيد.
يؤدونه من
يقومون كفاءات تالميذهم عن طريق مالحظتهم هلم فيما كانوا ّ حيث كان املعلّمون ّ
وجهت لالختبارات ذاتأعمال ،إّال أ ّن االهتمام بتقومي األداء كردة فعل مباشرة لالنتقادات اليت ّ
-1مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص.62 .61 .66
12
الفصل الثاني
اإلجابة املصاغة واملوضوعة بصيغتها التّقليدية املعتادة ،اليت ال تقيس يف الغالب سوى العمليات
العقلية يف أدىن مستوياهتا.1
تتيح هذه االسرتاتيجية توظيف املهارات اليت تعلّموها يف مواقف حياتية جديدة حتاكي الواقع،
مع إظهار مدى إتقاهنم ملا تعلّموه يف ضوء النّتاجات التعليمية املراد إجناز هذه االسرتاتيجية ،يندرج
الفعاليات اليت ميكن أن تع ّد مثاال مالئما لتطبيقها ،كالتقدمي
حتت هذه االسرتاتيجية عدد من ّ
واحملاكاة والعرض التوضيحي واملناظرة.2
تتم تلك اإلجراءات بشكل حم ّدد ومنظّم وعلى النّحو اآليت :
ّ
صل إىل النتائج و كتابة
-التخطيط /التنبؤ /صياغة الفرضيات /إجراء التجربة و مجع األدلة /التو ّ
.
التقارير /التفسري والتقييم
– 7ينتج للمتعلم دورا إجيابيا وفعاال يف البحث عن املعلومات من عدة مصادر ومعاجلتها ،ومي ّكنه
من القيام بعملية التقومي بناءعلى التغذية الراجعة.
-0يشارك املعلم واملتعلم يف وضع معايري تقومي األداء و مستوياته ويعطي هلما فرصة تعديل إجراءات
ومهام التقومي بناء على التغذية الراجعة.
-1ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص.51
- 2ينظر:طصفاء سعيد عبد الحميد ،التقويم البديل .استراتيجياته وأدوات تعليم جديدةwww. New/eluccom/ ،
10
الفصل الثاني
1
– 5يعطي املتعلم جماال للدفاع عن أدائه باحلجج والرباهني.
ج-دور المعلم في تطوير التقويم المعتمد على األداء واستخدامه:على املعلّم أن يقوم
تطور التقومي ،وقد حصرها الكاتب يف اآليت:
ببعض املهام اليت من شأهنا أن ّ
-حتديد نقاط الفهم الرئيسة اليت جيب أن يظهرها الطالب.
-تقرير فيما إذا كان األداء سيطبق فرديا أو على شكل جمموعات.
-وضع خطط زمنية لإلعداد واألداء ،ومجع خطط املتعلمني حول األداء املنوي تطبيقه.
-مساعدة املتعلمني يف احلصول على املواد والتجهيزات ومراقبتهم يف مراحل تختلفة من
التحضري.
2
تطورهم بعد تقدميهم األداء.
-إعطاء تغذية راجعة واقرتاحات حول ّ
د-دور المتعلم في التقويم المعتمد على األداء:
إذا كان للمعلّم مهام يقوم هبا هبدف تطوير التقومي ،فإ ّن للمتعلّم هو اآلخر وظائف يقوم هبا
لتحقيق األهداف ذاهتا وتتمثّل يف اآليت:
-املشاركة يف تطوير الربنامج التقوميي من خالل التغذية الراجعة ومجع األدلة واملعلومات
والبيانات املتعلقة باملهمة.
-1طصفاء سعيد عبد الحميد ،التقويم البديل .استراتيجياته وأدوات تعليم جديدةwww. New/eluccom/ ،
-2المرجع نفسه.
14
الفصل الثاني
-املشاركة اإلجيابية يف وضع مستويات األداء وإظهار اجلدية يف التّعامل مع االقرتاحات
واملالحظات للمعلم يف وضع األداء.
الرأي اآلخر.
الرأي و ّ
-التّواصل مع الزمالء ،واحرتام ّ
إ ّن التقومي املعتمد على األداء يتيح لكل من املعلم واملتعلم العمل معا ،وتنمية اجلانب األدائي
املهاري للمتعلّم ،ويكون ذلك بوضع معايري واضحة مصاغة من طرف املعلم واملتعلم ،فهو تقومي
مباشر ومتكامل.
Pencil and Paper: ثانيا :اس ـتراتـيـجـيـ ـة التقويم بالـ ـورقـ ـة والـق ـلـ ـم
يتم تقومي املتعلّم كتابيا عن طريق االختبارات اليت يتم من خالهلا التعرف
يف هذه االسرتاتيجية ّ
على مدى اكتساب املتعلم للمعارف ومتلكه للمهارات .
تع ّد االختبارات بأنواعها عماد هذه االسرتاتيجية وركيزهتا مبا تق ّدمه من أدوات مع ّدة بإحكام
مت ّكن املعلّم من قياس قدرات الطلبة ومهاراهتم يف جماالت حم ّددة ،تظهر مستوى امتالكهم للمهارات
املتضمنة يف النّتاجات التّعليمية حملتوى دراسي تعلموه.
ّ العقلية واالرائية
هم طرق التّقومي يف امليدان الرتبوي ،وهي أداة للقياس والتّحقق من
تع ّد االختبارات من أ ّ
مستوى التّحصيل املعريف واملهاري لدى املتعلمني ،فاالختبار مصطلح يشري إىل جمموعة من البنود
19
الفصل الثاني
(األسئلة أو املهام أو غريها) مرتّبة بشكل يتيح تصحيح اإلجابات أو األدوات ،حيث تستخدم
الدرجات يف تقدير الفروق الفردية للمفحوصات".1
وميكن ع ّد االختبار "أداة قياس تستخدم للحكم على جوانب (مظهر) أو جوانب حمددة
بالنسبة للمفحوصني مثل اإلجناز أو الذكاء أو الشخصية وغريها".2
-1طصفاء سعيد عبد الحميد ،التقويم البديل .استراتيجياته وأدوات تعليم جديدةwww. New/eluccom/ ،
-2المرجع نفسه.
11
الفصل الثاني
ج-الفرق بين االختبارات التحصيلية واالختبارات المقننة:
-2االختبارات التحصيلية :هي تلك اإلجراءات اليت يقوم هبا املعلّم يف هناية كل فصل
يتم من خالهلا قياس مدى التّقدم التّحصيلي للمتعلّم
دراسي ،أو هناية السنة ،حتت إشراف املدرسة ،و ّ
(االمتحانات الفصلية وامتحانات هناية السنة).1
-قياس حتصيل مستوى الطالب ،ونقلهم من فصل أو مرحلة ألخرى ،والكشف عن
االختالفات الفردية ،وحتديد ختصصاهتم ورغباهتم واجتاهاهتم وحتسني مستواهم وتنشيط الدافعية
للمتعلم لديهم ،وحتسني التّعليم ،وقياس درجة االستعداد ،واختاذ االختبارات أساسا للقرارات اإلدارية
املختلفة ،ومت ّكن من إعطاء بعض املؤشرات عن املستقبل التّعليمي للطالب ،ومتنح بواسطتها
الشهادات.
-معرفة مدى حتقيق األهداف الرتبوية ،وتقومي عمل املعلّم واملنهاج ال ّدراسي ،ونظم التعليم
3
وطرائقه هبدف حتسينها.
و-مهارة طر األسئلة:وتعين القدرة على طرح األسئلة الواضحة واحمل ّددة يف زمن مناسب
مبراعاة مجلة من الشروط منها:
-على األستاذ الكفء أن يساير مستوى تالمذته ،بالتدرج وإتقان تختلف مهارات طرح
األسئلة ،والعمل بشروط بناء االختبارات حىت يصل هبم إىل حتقيق األهداف املرجوة.
_2االختبارات الشفوية:
هي من أقدم االختبارات وتستخدم ملعرفة مدى استيعاب املتعلمني ملا درسوه ،وتقييم قدراهتم
على القراءة والنطق السليم والتعبري .واحلكم على استيعاهبم للحقائق واملفاهيم املعرفية ،وبواسطتها
ميكن الكشف عن األخطاء وتصحيحها فوريا ،وتستخدم يف أغلبها إلجراء تقومي سريع أو الدخول
3
إىل تعلّم جديد أو لتكوين خالصة للتعلم.
يف هذا النوع يطلب من الطلبة اإلجابة يف مقال طويل أو قصري خالل وقت معني ،وهو
وينمي لديهم القدرة على التّأمل واإلبداع
الشيء الذي يسمح للطلبة التعبري عن أنفسهم حبريةّ ،
الفكري واملقارنة بني املعلومات واحلقائق.1
إ ّن األسئلة املطروحة يف االختبارات التقليدية معظمها تق ّدم أو تبدأ بفقرة أو سند توضيحي
للفكرة ،يذيّل ذلك بأسئلة حمدودة ،ويطلب اإلجابة فيها املقال حسب ما طلب يف األسئلة ،ويربز
ذلك باخلصوص يف املسابقات املختلفة أو يف االختبارات املقننة يف هناية مرحلة أو طور ما ،كما
يطلب يف بعض املواد التّعليمية اإلجابة مبقال فلسفي أو مقال أديب كماديت الفلسفة واألدب العريب.
املتوسط ومنعدمة يف التّعليم االبتدائي ،حبكم
يف حني جند اختبارات املقال تقريبا غائبة يف التّعليم ّ
الرصيد اللّغوي والعلمي للمتعلم فيهما وتقسم اختبارات املقال إىل نوعني:
ضعف ّ
-0اختبارات تتطلب إجابة مطولة:ومتنح فيها احلرية للمتعلم يف اإلجابة ،سواء من حيث
حجم املنتج أو طريقة عرض احلقائق وغريها.
-8اختبارات ذات إجابة محددة :واليت تتطلب إجابة حمددة قصرية يف شكل مقال قصري.2
-2االختبارات الموضوعية :هي جمموعة أسئلة أو مهام طريقة تصحيحها ال تتأثر حبكم أو
ذاتية املصحح وذلك جيعل اجلواب حم ّددا متاما وال خيتلف فيه اثنان،كما أ ّهنا متثّل تختلف أجزاء املادة
فيساعد ذلك على الوقوف على نقاط الضعف والقوة للطالب ،وتعتمد "االختبارات املوضوعية على
معايري ومستويات وحماكات ،حبيث ميكن عن طريقها إصدار أحكام موضوعية".2
-1ينظر :مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص.11
-2المصدر نفسه ،ص.12
18
الفصل الثاني
ج-األس ـ ـ ـ ـ ـئـ ـ ـ ـ ـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة :
-2وظيفة األسئلة:تستخدم األسئلة ألغراض تختلفة ،مثل قياس استعداد الطالب للتعلم ،أو
السابقة ،ومدى تذ ّكرهم ملا درسوه ،وتعويدهم على التفكري السليم.
ملعرفة معلوماهتم ّ
-1أنواع األسئلة :تعددت األسئلة بتعدد أهدافها لتقيس مستوى معينا من مستويات التفكري
1
ومنها:
-0أسئلة التذكر للمعلومات.
-8أسئلة الفهم.
-7أسئلة التطبيق.
-0أسئلة الرتكيب.
-9أسئلة التحليل.
-5أسئلة التقومي.
وكل نوع منها يشغل القدرات العقلية للمتعلم من حفظ وتطبيق وحتليل وتركيب وإصدار
األحكام وتقومي املواقف.2
-0أسئلة التفكري املتمايز :توضيح مدى إدراك الطالب للعالقات ،وتظهر مستويات تفكريهم
(متايز إجاباهتم).
-8األسئلة السابرة :وهي اليت تكشف ما يف نفوس الطالب.
3
-7أسئلة الطالقة االرتباطية :هي أسئلة سريعة توضع ملعاجلة مواقف معينة (ومرتبطة باملوقف).
-تعد اسرتاتيجية التقومي املعتمدة على املالحظة من أنواع التّقومي النّوعي ،الذي ّ
يدون فيه
سلوك الطلبة ،هبدف التّعرف على اهتماماهتم وميوهلم واجتاهاهتم وتفاعلهم مع بعضهم البعض،
يقصد احلصول على معلومات تفيد يف احلكم على أدائهم ويف تقومي مهاراهتم وأخالقهم وطريقة
التفكري اليت ينتجوهنا .30
وتقسم المالحظة إلى عدة أنواع منها:
هي املالحظة املرئية للظّواهر النفسية اخلاصة ،فيقوم املالحظ مبراقبة سلوكات املتعلّم الفطرية من
خالل التّجربة املباشرة أثناء التعلم أو يف مواقف حقيقية.2
- 1عبد الحكيم مهيدات ،وإبراهيم محمد المحاسنة ،التقويم الواقعي ،دار جرير ،األردن ،الطبعة، ،1449 ،2 ،ص.221
- 2مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ، ،ص.94
* Log leaunigسجل يكتبه الطالب خالل فترة قيامه بواجب محدد أو خالل دراسته لمسار دراسي ،ينظر :المصدر نفسه ،ص.99
50
الفصل الثاني
-8المالحظة المنظمة :observation organisation
وهي مالحظة تخطط هلا ومضبوطة بدقة لدراسة احلالة النفسية واألفكار الفطرية للمتعلم للتّنبؤ
بتقدم املتعلّم.
السلوك أو األداء املالحظة يف سجل كتايب (*) أو قائمة رصد (**) أو
وتتضمن املالحظة ّ
ّ
سالمل التقدير اللفظية أو العددية (***) أو سجل القصص (****).
واملعلم كمالحظ له دور يف استخدام املالحظة وتطويرها ،كالتحديد املسبق ملا سيالحظ من
أداءات واستخدام معايري خالل املشاهدة ،ومراقبة الطّالب أثناء االستجابة لألسئلة وخصائصهم
اللفظية وتسجيل ذلك ،وتدوين نقاط الضعف والقوة واخلطوات املوالية يف التعلم.1
يظهر الفرق واضحا بني املالحظتني ،فتبدو األوىل غري موضوعية وغري دقيقة ،وال ختضع ملعايري
حم ّددة ،ودون تنبّؤ بنجاح أو فشل املتعلم ،أما الثّانية فهي تقوم على ال ّدقة واملوضوعية ،وعلى معايري
خاصة ،بواسطة التنبّؤ بنتائج التّعلم ،واحلكم إ ّما بالنجاح أو الفشل ال ّدراسي ،باالستعانة مبا ت
تسجيله ورصده بدقّة فهي مالحظة مضبوطة.2
التّواصل نشاط تفاعلي قائم على إرسال واستقبال األفكار واملعلومات باستخدام اللغة من
مرسل إىل متلق ،وفق قناة تواصلية.
** من استرايجية التسجيل لألدوات التقويم ،وهي عبارة عن قائمة أفعال يرطصدها المالحظ أثناء والتنفيذ ،ينظر ،:ص 9مصطفى نمر دعمس
استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته .6
*** :Ratigscaleهو أداة بسيطة إلظهار مهارات الطالب إما متدنية أو مرتفعة ،ينظر :المصدر نفسه ،ص .91ص.92
- 1المصدر نفسه ،ص.92 .94
- 2المصدر نفسه ،ص.92
54
الفصل الثاني
-2المؤتمر :يعقد بني الطالب ومعلمه يف لقاء مربمج لتقومي تقدم الطالب يف مشروع معني
خالل تواريخ حمددة ليمكن حتديد اخلطوات الالحقة فهو تقومي تكويين.
-8المقابلة :هي لقاء حمدد مسبقا بني الطالب ومعلمه ،الذي مينح فرصة احلصول على
معلومات تتعلق بأفكار املتعلم واجتاهاته يف موضوع حمدد بواسطة أسئلة معدة مسبقا.
-2األسئلة واألجوبة أسئلة مباشرة من املعلم إىل املتعلم لرصد التقدم احملرز،ومجع معلومات عن
أسلوبه وطبيعة تفكريه يف حل املشكالت ،وهذه األسئلة عفوية وغري معدة مسبقا عكس أسئلة
املقابلة.2
يبدو أن هذه اإلسرتاتيجية صاحلة أكثر يف حل املشكالت وإجناز املشاريع والتعليم التعاوين،
تضمن تبادل األفكار واآلراء واخلربات.
ولتطوير التواصل يلعب املعلم دورا يف حتديد املهمات وحتديد اللقاء احملدد لرصد التقدم أو لعقد
املؤمتر،وإعداد األسئلة بدقة للتوجيه واإلرشاد وإدارة اللقاء،وتذليل الصعوبات اليت تعرتض املتعلم
ورصد التقدم الذي حيرزه الطالب.
- 1ينظر :عبد الحكيم مهيدات ،وإبراهيم محمد المحاسنة ،التقويم الواقعي ،دار جرير ،األردن ،الطبعة ،1449 ،2 ،ص.14
- 2ينظر :المرجع نفسه ،ص.92
59
الفصل الثاني
-إعطاء تغذية راجعة للطلبة حسب األعمال املوجودة يف ملف الطالب.
لكي ينجح املعلم يف أداء مهمته ال ب ّد له من مجلة من املهارات ،كحسن تسيري اللقاءات
التزود مبختلف تقنيات تسيري القسم والتحكم فيه ،وتوجيه النقاش لتحقيق واحلصص التعليمية ،و ّ
األهداف ،والتّوظيف اجليّد للغة تواصلية مفهومة ودقيقة ،واليت تتطلب منه التّكوين اجليّد ،واختيار
لكل مشكلة أو مشروع هو بصدد اإلشراف على إجنازه،
وتوظيف أحسن املفردات والعبارات التقنية ّ
وتقومي عمل املتعلمني فيه والقدرة على التواصل اجليد مع املتعلم.
مهما تكن االسرتاتيجية املستخدمة يف التقومي ،فإنّه من الواجب يف التّعليم احلديث مراجعة
ال ّذات ،من طرف املتعلّم لتحديد نقاط القوة ومعاجلة النقص وحتسني تعلّمه ،وتشمل هذه
االسرتاتيجية :ملف الطالب ،و يوميات الطالب و تقومي الذات.
الطالب :هو مجع مناذج من أعمال الطّلبة اليت تّ انتفاؤها بعناية ،لتظهر مدى التّقدم عرب الوقت،
إلظهار نقاط الضعف و القوة وكلها هبدف تطوير وتنظيم أساليب وعمليات التّقومي وإجراءاته
واملراجعة املستمرة له واملسامهة يف معاجلة يف معاجلة مشكلة الرسوب .
-2تقويم الذات:
باالعتماد على معايري حم ّددة ،يكون للمتعلم القدرة على التحليل واملالحظة واحلكم على أدائه،
وبالتايل حتسني وتطوير أدائه بالتعاون مع املعلم.2
-باالعتماد على ملف الطالب وتدوين يومياته ،وتقومي ال ّذات ،واحلكم على األداء ،ميكن
تقومي الذات وحتديد نقاط القوة والنقص ،وإصدار األحكام على تختلف أعمال الطالب ،وبالتايل
ميكن تطوير وحتسني التّعلم وحتقيق األهداف املرجوة.
فتقومي الذات هو قدرة املتعلم على املالحظة والتحليل واحلكم على أدائه باالعتماد على معايري
واضحة مث وضع اخلطط لتحسني وتطوير األداء بالتعاون املتبادل بني املتعلم واملعلم.
يفرق مصطفى منر بني تقومي الذات ومراجعتها ،فهو يرى أ ّن تقومي الذات هو إصدار قرار أو
حكم على العمل أو األداء و يكون يف النهاية و خاصة باحلكم فقط ،أما مراجعة الذات فهو يهدف
إىل فهم األداء وحتديد اإلجيابيات والسلبيات خالل كل مسار التعلم ،وعليه مراجعة الذات تسبق
تقومي الذات.3
- 1ينظر مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص.90
- 2ينظر المصدر نفسه ،ص.95
- 3ينظر المصدر نفسه ،ص.95
51
الفصل الثاني
-2استراتيجيات التسجيل(أدوات التقويم ):
وهي تساعد الطالب و املعلم على حتديد نقاط القوة و الضعف عند الطالب بسرعة .
ثانيا -سلم التقدير :هو أداة بسيطة إلظهار مهارات الطالب متدنية أو مرتفعة ويستخدم للحكم
على مستوى جودة األداة. 1
ثالثا -سلم التقدير اللفظي :هو سلسلة صفات تختصرة تبني أداء الطالب يف مستويات تختلفة
الراجعة.2
بشكل مفصل ويستخدم لتقومي خطوات العمل واملنتج ،فيوفّر تقوميا تكوينيا ألجل التّغذية ّ
رابعا -سجل وطصف سير التعلم :هو سجل يكتبه الطالب خالل فرتة من الزمن أثناء قيامه بواجب
حمدد فيقوم بإدخال املعلومات يف السجل بشكل منظم حىت يتسىن لكل من املعلم و املتعلم مالحظة
التقدم احلاصل. 3
خامسا -السجل القصصي:عبارة عن وصف قصري من املعلم ليسجل ما يفعله الطالب و احلالة اليت
متت عندها املالحظة.4
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ، ،ص.91 .96
- 2ينظر :المصدر نفسه ،ص.92
- 3ينظر :المصدر نفسه ،ص.99
- 4ينظر :المصدر نفسه ،ص.244
55
الفصل الثاني
ا-االستقصاء :هو حبث يقوم به الفرد للتوصل إىل احلقيقة ،أو املعرفة ،أما يف اجملال الرتبوي،
فإنّه من أنواع التعليم ،يستخدمه املتعلم لتوليد أو اختيار فرضيات وضعت كحل ملشكلة ،وتنظيم
معلومات أو بيانات وتقوميها.
ويشمل االستقصاء جمموعة من العمليات العقلية واملهارات العملية ،كوضع فرضيات والتخطيط
والتنبؤ والتقومي واملناقشة واحلوار واالتصال والتعاون والقياس واالستنتاج واإلجراء العملي.1
يغيب االستقصاء يف التعليم التقليدي نتيجة للمناهج املعتمدة وغياب النظرة املستقبلية لتطويره
وعدم تلبية حاجيات املتعلم املستجدة.
ب-طريقة المشكالت:
-2المشكلة يف حالة ّ
شك تتطلب من الطّالب القيام بعمل حبثي يرمي إىل حلّها ،فهي سؤال أو
موقف والطالب جيهد حلّه.
-1طريقة حل المشكالت :هي أسلوب علمي يف التفكري ،تقوم على إثارة تفكري التلميذ حول
سؤال أو مشكلة ،جيهل حلّها بسهولة ،ويسعى إىل حلّها بقيامة حبث للحصول على ذلك.2
-املساعدة يف فهم أهداف لالستقصاء وطريقة إجرائه وتشجيع الطلبة على استخدام املهارات العملية
وإتقاهنا للتّخطيط والتّقومي والتّنفيذ والتّفسري.3
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص.241 ،242
- 2ينظر :المصدر نفسه ،ص.242
- 3ينظر :المصدر نفسه ،ص.242
56
الفصل الثاني
-0القوة العقلية.
-8إثارة احلفز الداخلي.
-7تعلم فن االستقصاء واالستكشاف.
-0زيادة قدرة الطلبة على احلفظ واالسرتجاع.1
ولنجاح فعالية الطريقة يذكر كارن وصند karnouasandأربعة شروط أساسية للتعلم هبذه الطريقة:
-0عرض مشكلة أو طرح سؤال الطلبة إلثارة التفكري وحتقيق أهداف التعلم.
-8حرية التقصي واالكتشاف.
-7توفر ثقافة أو قاعدة علمية مناسبة لدى الطالب.
-0ممارسة التّعلم بالتّقصي واالكتشاف من خالل جمموعة عمليات يقوم هبا املتعلّم (عناصر
االستقصاء) .2
د-عناطصر االستقصاء:
-0التّخطيط.
-8التّنبؤ.
-7إجراء التّجربة ومجع األدلة.
-0التّوصل إىل النّتائج وكتابة التّقارير.
-9التّفسري والتّقييم.3
يع ّد االستقصاء من األساليب احملفزة واملساعدة على التعلم،كما ينمي ويشمل العديد من
املهارات ،كالتخطيط والتنبؤ والقيام بالتجربة والتوصل إىل نتائج وتفسريها بناء على معطيات سابقة.
- 1مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته .242 ،
- 2المصدر نفسه ،ص.240
- 3المصدر نفسه ،ص.245 .240
57
الفصل الثاني
ه-أهمية االستقصاء وحل المشكالت:
-تعويد املتعلم على البحث والعمل للوصول إىل املعرفة فهو إجيايب يف دوره.
-إكساب املتعلّم مهارات وقيم واجتاهات منها :التنبؤ ،االتصال ،املهارات ،احلسابية لدى
املتعلمني ،مهارة حتديد اهلدف.
-التعرف على املواضيع واملفاهيم واملصطلحات واختاذ القرارات وتدوين املعلومات والقدرة على
الوصف واملقارنة والتحليل واالستنباط والتقومي واالعتماد على النفس وحتمل املسؤولية.
-يكشف املتعلم احلقائق واملعلومات وتزوده مبهارات التفاعل والتواصل واالتصال االجتماعي
مع اجلماعة وتنمية روح العمل اجلماعي بني التالميذ املتعلمني.
-التدريب على مواجهة املشكالت يف احلياة الواقعية.
-تنمية عمليات العلم االستكشاف واالستقصاء العلمي ،وتؤكد على استمرارية التعلّم الذايت
والدافعية حنو التعلم.
-تنمية الثقة بالنفس ،وتطوير املواهب ،وإثارة االهتمام والتحفيز على التعلم.2
3
وتتضمن املكونات اآلتية:
-0حتديد املشكلة.
-8اختيار منوذج.
-7اقرتاح حل.
- 1مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ، ،ص.241 .246
- 2المصدر نفسه ،ص246
- 3المصدر نفسه ،ص246
58
الفصل الثاني
-0االستقصاء مجع البيانات والتحليل.
-9استخالص النتائج من البيانات.
-5التمعن ومراجعة احلل إن تطلب األمر.
ومن األمثلة عن هذه االسرتاتيجية:عملية التصميم التقين ،االستقصاء الرياضي ،دراسة احلالة ،البحث
1
العلمي ،وهتدف عملية تقومي االستقصاء إىل احلصول على تغذية راجعة من خالل:
مالحظة املعلم للطلبة أثناء تنفيذهم االستقصاء.
توجيه أسئلة شفوية.
قراءة التقرير الذي يعده الطالب حول االستقصاء.
و-مقارنة بين التجربة واالستقصاء:
يرى مصطفى منر أ ّن التّجربة ختتلف عن االستقصاء ،ذلك أ ّن التجربة سلسلة خطوات متتالية
هتدف إىل إثبات ظاهرة أو قانون أو مبدأ ،من خالل نشاط عملي مثل جتربة الطالب أو املعلم ،يف
حل مشكلة ،بوضع فرضيّة مث اختيارحني أ ّن االستقصاء يع ّد نشاطا عقليا عمليا ،يهدف إىل ّ
2
حل املشكلة ،واملتعلم خيطّط وجيمع املعلومات واألدلة
صحتها ،واالستقصاء هو جزء من جمال ّ
إلثبات صفة الفرضية بتفكري علمي ،وباتباع إجراءات حتضريية ،كتحديد الوقت الكايف لتنفيذ
األولية الالزمة ،وتقسيم الطّلبة إىل جمموعات بأعداد تتناسب وعدد طلبة
االستقصاء ،وتوافد املواد ّ
3
الصف وسعته.
ك-أنماط االستقصاء:لالستقصاء أمناط هي:
-2االختبار العادل:يقوم فيه املستقصي بدراسة أثر عامل مستقر على عامل تابع وضبط ما يف
العوامل املستقلة.
- 1مصطفى نمر دعمس ،استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص 241
-2ينظر :المصدر نفسه ،ص241
- 3ينظر :المصدر نفسه ،ص.241
52
الفصل الثاني
-0المالحظة:تتم مالحظة شيء معني بواسطة العني أو قياسه بأدوات مناسبة يف فرتة زمنية
معينة.1
التصنيف أو الوطصف:تتم فيه مطابقة خصائص وصفات معينة لشيء ما لنموذج -1
معروف مسبقا ،كتصنيف كائن حي إىل اجملموعة اليت تنتمي إليها.
-7المراجع:كل املشكالت أو اإلجابة عن األسئلة ،وميكن االستعانة ببعض الكتب أو املراجع
أو الكمبيوتر أو املتخصصني ذوي العلم واخلربة.
-0التكنولوجيا:ميكن حل بعض املشاكل باكتشاف أداة أو جهاز.2
ن-خطوات االستقصاء:
- 1تعليم جديد ،التقويم البديل استراتيجياته وأدواته ،سا 21:55يوم 1414/2 /24
64
الفصل الثاني
يتم تقدير أداء الطالب يف االمتحان بناء على
يتم تقدير أداء الطالب يف االمتحان اعتمادا ّ
ّ
إجابته الصحيحة. على قواعد
يتم تقييم الطالب بعدة أساليب :اختبارات يقتصر تقومي الطّالب على االختبارات الكتابية
ّ
األداء ،حقائب اإلجناز ،مشروعات الطالب
خ ـ ــالطص ـ ــة:
نتيجة التطور التقين والعلمي خالل القرن الواحد والعشرين ،اجتهت معظم الدول حنو االقتصاد
املعريف وتطبيق اسرتاتيجيات وأدوات تقومي حديثة ،تتماشى ومتطلبات العصر الراهن ،فظهرت
اسرتاتيجيات وأدوات تقومي مستحدثة ومواكبة لذلك التطور ،وتغري دور التقومي بتطور مفهوم
وعناصر التقومي ،حسب طبيعة كل نشاط تعليمي ،وحسب األهداف والغايات املسطرة ،وأصبح
شامال لكل عناصر العملة التعليمية التعلمية.
-8االسرتاتيجيات بأنواعها هتدف إىل التّأكد من درجة حتقيق أهداف العملية التعليمية.
-7أدوات التقومي هي تختلف وسائل مجع املعلومات عن أداء الطالب.
-0يعتمد اختيار أداة التقومي املناسبة على نوع واسرتاتيجية التقومي املتّبع ،وعلى قدرة املعلم
على حسن استعماهلا.
69
الفصل الثالث
65
الفصل الثالث
مهما تعددت االسرتاتيجيات واألدوات التقوميية املطبقة على عمل املتعلم ،إال أ ّن عنصر التقومي
أي عمل أو موقف ،فما هو تعريف التقومي الذايت؟
لكل مبتغ النجاح يف ّ
الذايت يبقى عنصرا أساسيا ّ
وما منطلقاته؟ وما أهم مناذجه؟ و ما هي أمهية التكنولوجيا التطبيقية كأداة للتعلم؟ وما هو دور املعلم
يف تطوير تختلف األنشطة التعلمية والتعليمية والتقوميية باستخدام التكنولوجيا التطبيقية؟
فاملقوم ينتقد و يراجع عمله الذايت ،و يتّخذ قرارا ّإما أن
يقوم اإلنسان ذاته بذاتهّ ،
يقصد به أن ّ
يواصل عمله ،و ّإما أن يع ّدله أو يطوره لتحقيق التقدم املأمول.1
إ ّن الرتاث العريب اإلسالمي حافل بدعوة الفرد إىل تقومي ذاته وحماسبة نفسه وتقومي تصرفاته
األول لذاته ولكل ما ميارسه .قال تعالى «بل اإلنسان على نفسه
وتصحيحها ،فهو احملاسب ّ
3
بصرية» 2وقوله طصلى اهلل عليه و سلم «الكيّس من دان نفسه وعمل ملا بعد املوت».
إن األستاذ أو املعلم ذو الضمري احلي ،والذي يأمل أن يق ّدم أحسن ما لديه لطلبته ،جمرب أن
حصل تق ّدما
يدرس و ينتقد عمله من البداية إىل النهاية يوميا ،وهل حقق األهداف املسطرة ،و ّ
معرفيا ومعماريا لدى املتعلم ،وهل طريقة تدريسه مناسبة للنشاط التعليمي املق ّدم ،وهل جتاوب معها
يقوم ذاته من جوانب عدة، املتعلم وساعدته على جتاوز صعوباته التعليمية ،فاملعلم مطالب أن ّ
كالتّحضري اليومي لألنشطة التعليمية ،وطريقة التدريس ومنهجية تلقني املعرفة للمتعلم ،وجتاوبه معها
وحتقيق األهداف وغريها ،و هو ما جيعله يرتقي يف عمله ،وتزداد درجة مت ّكنه يف مهارات التدريس،
فكل من املعلم واملتعلم مطالبان بتقومي نفسيهما خالل كل أعماهلما اليومية ،بغية
ونتيجة لكل هذاٌ ،
الوصول إىل حتقيق األهداف والغايات املنتظرة ،ومتاشيا مع التّعليم احلديث املعتمد أكثر على تطوير
الكفاءات ،والتزود باملعرفة وحتسني األداء.
-8مـ ـنـ ـطـ ـل ـ ـق ــات اسـ ـتـ ـرات ـ ـيـ ـج ــة ال ــتق ــويــم الــذات ـ ــي :
كل عناصر العملية التّعليمية هلا أسس وقواعد لتحقيق األهداف املسطرة ،وللتقومي الذايت
2
منطلقات عديدة نذكر منها:
ومصححا
ّ السوية جتعله مبتغيا للكمال وبذل اجلهد لتحسني عمله،
-اإلنسان ذو الفطرة ّ
ألخطائه ،ومتجاوزا للصعاب.
- 1محمد الحثروبي ،الدليل البيداغوي لمرحلة التعليم االبتدائي ،دار الهدى ،الجزائر ،1421 ،ص.16
- 2مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص222
67
للرغبة والدافعية لتصحيح املسار ،وحماولة الوصول إىل ما هو أفضل ،فتزداد
-التقومي الذايت حم ّفز ّ
لث واليدوية.
الفكرية املعارف والقدرات واملهارات
الفصل الثا
-ينتج التقومي الذايت من الثقة وسالمة التفكري والرغبة يف تطوير الذات ،وهو أقل تكلفة
وأكثرها جدوى وفاعلية ،فهو املنطلق القتناع اإلنسان داخليا بضرورة تطوير ممارساته وحتسينها
ذاتيا،ويوفر له تربية مستدمية وتعلما ذاتيا.
1
ومن كل ما ذكر تتبني أمهية التقومي الذايت واليت تتلخص يف:
-تقوية الدافعية والرغبة الداخلية يف التحكم اجليد يف العمل وتعزيز الثقة بالنفس.
أ ّما يف اجملال الرتبوي فهو يعزز الدافعية للتعليم لدى املعلم والتأثري اإلجيايب يف تالمذته ،وتبيان
مستوى حتصيلهم ،وحتقيق األهداف املرجوة ،فيجعله خيتار أفضل طرائق التدريس ويواكب
املستجدات الرتبوية،ويصحح مسارات عمله وتفاعل التالميذ معه ،وميكنه من حتديد نقاط قوته
وضعفه ومقارنة عمله بعمل رفاقه.2
هو من أقدم النماذج ،ويتضمن خطوات عملية ،تبدأ بالصياغة احملكمة لألهداف ،مث تصنيفها،
وحتديد الظروف واملعطيات ،وحتقيقها مث مقارنة األداء املتحقق فعليا باألهداف ،ليمكن احلكم عليها،
أي املقارنة بني النتائج املستهدفة والنتائج الفعلية.
ومن االنتقادات املوجهة هلذا النموذج أ ّن نتائج التّقومي تأيت متأخرة ،مما حيد من االستفادة منها
يف التحسني من الربنامج.1
-استعني هبذا النموذج من التقومي يف املنظومة الرتبوية يف اجلزائر يف فرتة التسعينات عند تطبيق
املقاربة باألهداف اإلجرائية الذي كان مبنيا على حتقيق األهداف فقط دون تقومي عمل املتعلمني من
بداية التعلم و ال النظر يف دور املعلم و تقوميه أي الرتكيز على النتائج و حتقيق األهداف فقط .
فينبغي Scriven يسمى بالنموذج التحكمي بناء على حمكم خارجي ،ابتكره سكريفني-
التفتيش عن التأثريات احلقيقية للربنامج ،أي اليت حدثت بالفعل ،ووضع تصور لتقومي بعيد عن
األهداف املعلنة للربنامج ،وعليه هناك نوعان من التقومي حسب هذا النموذج:
- 1مصطفى نمر دعمس استراتيجية التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص . 212
62
ب-التقويم الذاتي :هو التعرف على النتائج النهائية لربنامج مكتمل ،وجتمع املعلومات
نامجلثأو تعديله ،وتقومي األثر للربنامج املقصود.
الفصلربالثا
لتساعد على االستمرار يف ال
– على أمهية التقومي املقارن (مقارنة الربنامج بغريه) الختيار Scriven وأكد سكريفني –
البدائل املتاحة،ومراعاة أمهية اآلثار اجلانبية ألهنا إمتام كلي لكل النتائج املقصودة وغري املقصودة.1
وكمقارنة بني منوذج تايلر،ومنوذج سكريفني ،فهما تختلفان يف حتديد األهداف من عدمها،
فتايلر يدعو لتحديد األهداف ،وسكرفني يؤكد على التقومي املتحرر من األهداف حىت يتم تناول
املوضوع املراد تقوميه بصورة كاملة وشاملة لكل جوانبه ،وحتقيق النتائج املوجودة وغري املوجودة" ،وتتم
املقوم بإعداد بيان حباجات اجلماعة حمل املالحظة يف الربنامج ،مثّ يقيس نواتج
عملية التقومي بقيام ّ
الربنامج وخثاره اجلانبية ،وإذا ثبتت أن للربنامج خثارا متماشية مع إحدى احلاجات اليت حددت سابقا،
فإ ّن الربنامج يعترب مفيدا ،وجيب أن يكون املقوم مالحظًا حياديًا موضوعيًا".2
أمهل سكرفني االعتماد الكلي على األهداف يف التقومي ،ألنه يعطي نتائج متوقعة ومبينة على
املقوم مثل
طبيعة األهداف احملددة سلفا،كما أ ّن تلك األهداف رمبا ال تغطي كل جوانب الربنامج ّ
اجلوانب غري املتوقعة احلدوث ،أو غموض األهداف ،أو عدم دقّة صياغتها ،وبالتايل ال تصل إىل
تقومي متكامل لكل عناصر الربنامج املراد تقوميه.
يركز منوذج ستيك – –Stakeيف مجع املعلومات لغرض املستفيد من التقومي على عمليتني مها:
الوصف والتقومي ،وفقا لثالث مراحل من حياة الربنامج:
-2السوابق :وهي الظروف املوجودة قبل تدشني الربنامج فيتم مجع معلومات عنها.
1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته ،ص .210 ،212
2عبد الكريم الشمري مدونة التقويم أنواعه وأهدافه ونماذجه ،1414/2/24 .1422سا .22:24
70
-1العمليات :ما جير داخل الربنامج من نشاطات أثناء التنفيذ.
الفصل الثالث
-2النواتج :هي اآلثار اليت أحدثها الربنامج أو مانتج عنه من تغري ،ويؤكد ستيك -على أن يكون
الوصف شامال لكل مراحل حياة الربنامج الثالث ،وإن ميّز بني ما هو مقصود أو ملحوظ ،وأن يتم
حتليل املعلومات الوصفية ملعرفة التوافق بني املقصود وامللحوظ احملقق فعال يف الربنامج ،أ ّما إصدار
األحكام على الربنامج فتتم وفقا ملعايري يتفق عليها املسؤولون واملعنيون بالربنامج.1
يوضح مصطفى منر التباين يف تناول التقومي بني ستيك الذي يرى أن األهداف قد تتغري
أثناء التنفيذ ،مما يسبب ضرورة اتصال املقوم باملستفيد من الربنامج باستمرار ،لإلحاطة بكل جوانب
الربنامج ،وأخذها يف احلسبان عند التقومي ،وبني تايلور الذي يعتمد على حتديد األهداف ومدى
حتقيقها يف عملية التقومي.
وقد ساهم "ستيك بتطوير مفاهيم التقومي الرتبوي ،عندما قدم منوذجني للتقومي ،مها منوذج
اهليئة الكلية للتقومي ،ومنوذج التقومي املتجاوب ، 2فالتقومي وفق هذا الربنامج "مرن ومتطور يسمح
باستيعاب أي مستجدات يف التخطيط للتقومي يف بداية األمر يكون بشكل عام ،مث يبدأ بالتخصيص
وفقا لسري العمل ،فالتقومي ال يكون حم ّددا بكل دقة وتفاصيل منذ البداية بل يتطور أثناء إجراء
3
التقومي"
– الكلي للتقومي، Stake -التقويم المتجاوب :يعتمد على مجع املعلومات حسب تصور –ستيك
فغرض التقومي هنا يقوم على مساعدة املستفيد على حتديد نقاط الضعف والقوة يف الربنامج ،والتعامل
1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ص .210
2عبد الكريم الشمري مدونة التقويم أنواعه وأهدافه ونماذجه . 1422
3مصطفى نمر دعمس ،المصدر السابق ص .215
74
الفصل الثالث
معها وليس حتقيق األهداف فقط ،وذلك بإجراءات تقوم على املالحظة املباشرة والتجاوب مع الناس
والتحدث واالستماع هلم يف ظروف طبيعية.1
هذا النموذج من التقومي يتقاطع مع النموذج السابق يف متابعة مراحل اإلجناز والبحث عن
نقاط القوة والضعف خالل كل مراحل إجناز العمل ،وليس على مدى حتقيق األهداف حسب منوذج
تايلور ،ويكون ذلك باملالحظة املباشرة ومتابعة املستفيد من الربنامج يف ظروف واقعية غري مصطنعة
وتفسريها.
-النموذج الطبيعي :يستند إىل فلسفة أن احلقيقة مفسرة اجتماعيا ،وأن هناك حقائق متعددة،
املقومون بدون أي فكرة مسبقة عن الربنامج ،ومن مالحظاهتم يسعون لفهم واقع الربنامج
ويدخل ّ
كما هو عليه ،وبالتايل تقوميه من خالل املالحظة كما هو ،2هذا النموذج من التقومي يعتمد على
يتم التقومي باملالحظة املباشرة كما هو يف الطبيعة دون
الواقع كما هو يف احلياة االجتماعية وبعفوية ّ
أفكار مسبقة.
-نموذج المساءلة :يركز على تقومي فعالية التكلفة إللزام مدير الربنامج مبسؤولياته وتوضيح كيفية
صرف األموال وتربيرها وفقا ملا يتعلق باخلدمات اجملددة للجمهور املستهدف حبسب مقاييس صادقة
وحمددة.3
79
يبدو أن هذا النموذج يصلح أكثر للتقومي املنتهج يف العلوم التجريبية واالقتصادية وهو أقرب
وبالتايل يصعب توظيفه فيها.
نسانيةالثالث
الفصل إليها أكثر من العلوم اإل
-النموذج الموجه نحو متخذ القرارات :إ ّن هدف التقومي هو إعطاء املعلومات الختاذ قرارات
حمددة ويساعدهم على اختاذ قرارات حمددة وأكثر عقالنية ،ويتضمن ثالث عناصر تختلفة:
-0التخطيط
-8احلصول على املعلومات .
-7التطبيق.1
هناك اختالف بني هذا النموذج و سابقيه ،فهو يركز على اختاذ القرارات ،لكن مل يذكر مىت
يتم اختاذ القرار ،هل من البداية أم يف املرحلة املوالية أم يف األخري ،بعد احلصول على املعلومات
والتطبيق.
التقومي هو عملية حتديد أنواع القرارات اليت البد أن تتخذ،وهو عملية الختبار املعلومات
ومجعها وحتليلها ونقلها إىل متخذ القرار،وحتديد القرارات خالل ثالث مراحل لتطور الربنامج وهي:
هذا التقومي هو حتديد جملموعة قرارات سيتم اختاذها خالل كل مراحل تطوير الربنامج ،من
البداية إىل النهاية ومجع تختلف املعلومات"،والتقومي وفق هذا النموذج عبارة عن حتديد أنواع القرارات
اليت يتم مجع املعلومات وحتلّل وتقدم لصانع القرار ،ليصدر فيها قرارا هنائيا".1
-1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وأدواته ،ص.221
71
الفصل الثالث
-5نموذج المواءمة:
-0املعايري
-8األداء
-7أوجه التفاوت .
ويسمى هذا الربنامج بنموذج التعارض ،أي التعارض بني املعايري ،واألداء الفعلي ،واختاذ قرارات
لتحديد ذلك التعارض بينهما ،وهو حيتاج إىل عدد كبري من املوظفني والوقت واملال.
يصف هذا النموذج التباين بني األداء الفعلي والتوقعات ،وتوفري معلومات بشأن برنامج جاري
تنفيذه واختاذ قرارات بشأنه.2
3
-وحيدث التقومي وفقا لدورة حياة الربنامج واملراحل اليت مير هبا وهي مخسة:
-0قرارات التخطيط.
-8قرارات البناء.
-7قرارات التنفيذ.
-0قرارات التغذية العكسية.
وتعتمد تلك القرارات يف هذا النموذج على أربعة أنواع من التقومي هي:
هذا النموذج يساير كل مراحل إجناز الربنامج بداية من مرحلة التحقيق أو حتديد األهداف
مرورا مبرحلة البناء والتنفيذ ووصوال إىل مرحلة النواتج من أجل احلكم يف األهداف والتنفيذ واألثر،
وتعتمد على أربعة أنواع من التقومي ،وهي تقومي احملتوى واملداخالت والعملية و النواتج.
يرى عبد الكرمي الشمري أ ّن التقومي "هو العملية اليت تتكون من التخطيط للحصول على
املعلومات املفيدة لصانع القرار ومن مث مجع هذه املعلومات وتقدميها هبدف احلكم على بدائل
القرار".2
-22وجـ ـ ـ ـه الـ ـت ـق ـ ـ ـوي ـ ـ ـم:يتحدث روبرت ستيك R.Stakeعن وجهي التقومي ومها :الوصف
واحلكم ،يرتبط ارتباطا مباشرا بتقومي اآلثار حسب األهداف املعلنة ،ويوجد املقومني إىل احلاجة
لتحديد املعايري على أساس إمكانية إصدار األحكام ،وإغفاله للمعايري غري املعلنة.1
يتشابه هذا النوع من التقومي مع منوذج اهليئة الكلية للتقومي ،يف الرتكيز على عملييت الوصف
(مجع املعلومات) والتقييم يف األول واحلكم يف منوذج وجه التقومي ،وخيتلفان يف الوصف ،يكون شامال
يف منوذج اهليئة الكلية للتقومي والتوافق بني املقصود وامللحوظ يف الربنامج ،أما احلكم يرتبط فقط بتقومي
اآلثار (النواتج فقط) وإغفاله دون احلكم على الربنامج من البداية ،واملعايري هي حمددة على حسب
إمكانية إصدار احلكم وبقية املعايري غري املباشرة فهي ال اعتبار هلا يف هذا التقومي،أما يف منوذج اهليئة
الكلّية للتقومي فاملعايري هي نسبية ومطلقة ومتفق عليها بني املسؤولني.
-21ت ـقـ ـويـ ـم ب ـيـ ـرت :PERT
وهو أسلوب مراجعة وتقومي الربنامج ،ويركز اهتمامه للربنامج أثناء التنفيذ واملتابعة الفعالة،
للتأكد من سري عملية التنفيذ وفقا للربنامج الزمين املرسوم.2
هذا النموذج مل يشر إىل التقومي من بداية تنفيذ الربنامج ،وال إىل تقومي النتائج ،بل يركز على
التقومي أثناء التنفيذ ،ومل يشر كذلك إىل معايري التقومي ،وإصدار األحكام ،وهل ميكن مراجعتها ،وهل
هناك أهداف للربنامج أم ال.
ب-التقصي والبحث عن المعلومات :حيتاج الطّلبة ملهارات استخدام احلاسوب ،وال ّدخول
إىل االنرتنت واستخدام حمرك البحث ،والبحث املوجه مبساعدة املعلم الذي يقوم بالتدريس املباشر،
وبالتايل ميكنهم من احلصول على املعلومات واملصادر اجلديدة يف دراستهم ،وذلك كله يتم باختيار
أحسن املواقع وأجودها ،باملناقشة مع الطلبة ،ووفق معايري وإرشادات من املعلم.3
أصبحت تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت مسة العصر ،فبواسطتها ازدهر العلم وتطور التعليم
الذي أصبح من أساسياته استعمال هذه التكنولوجيا ،اليت وفرت سبال جديدة للتعلم عن بعد،
والتزود باملعلومات يف وقت قياسي ،وهو متاح للجميع ،وفق برجميات ومواقع خاصة عرب االنرتنت،
قل جهد
وهو الشيء الذي أثرى دوره كل من املعلم واملتعلم ،اللذين أصبح هلما دورا جديدا يتطلب أ ّ
أقل وقت ،لكن أكثر مردودية مما كان عليه سابقا ،لذا وجب حتسني املناهج التعليمية وتطويرها و ّ
ملواكبة هذه التكنولوجيا العصرية.
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته ،ص.222
- 2ينظر:المصدر نفسه ،ص.222
-3ينظر:المصدر نفسه،ص.226 .225
77
ج-ابتكار عروض باستخدام الوسائل المتعددة:يتطلب ذلك برجميات ومعدات حاسوبية
العرضلثالبتكار صور ونصوص وأصوات تختلفة عن طريق الوسائل املتعددة خاصة للتسجيل والتنظيم و
الفصل الثا
اليت متكن الطلبة من البحث والتواصل وحماكاة مواقف حياتية باستخدام احلاسوب،وللمعلم دور يف
ذلك ،مثل التأكد من إمكانية الطلبة استخدام تلك املعدات والربجميات وإجياد معايري للتقومي وللعمل
يف فريق.1
أصبح يف اإلمكان حاليا أن يتم إرسال واستقبال صور أو فيديوهات أو مقاطع صوتية تختلفة
بواسطة احلاسوب ،الذي يتم تزويده بربجميات وتطبيقات خاصة ،تتيح لنا االبتكار واإلرسال
واالستقبال والتعلم والتصوير والتحدث وحماكاة الواقع ،وغريها من االستخدامات اليت أصبحت متوفرة
وضرورية لنا اآلن.
وللمعلم دور يف املساعدة على استخدامها والتأكد من فاعليتها لتحقيق إنتاجات التعلم
ومراقبة خطوات استخدامها من طرف الطلبة.3
. - 1ينظر:مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته .221
- 2ينظر :المصدر نفسه ،ص.221
- 3ينظر :المصدر نفسه ،ص.222
78
إن الرغبة يف التعلم تتطلب البحث عن وسيلة للتعلم وهو ما جعل اإلقبال على الربجميات
لث آلخر نظرا لتنوعها وسهولة استخدامها وما توفر من كم غزير من
الفصلمنالثاوقت
الرتبوية عرب االنرتنت يزداد
املعلومات ويف أي وقت ومكان،وبأقل مال وجهد.
ه-تصميم استبيانات كأداة تقويم :تستخدم كأداة تقومي ،من مؤثرات واجتماعات وورشات
عمل ويتم تصميمها من خالل استخدام تكنولوجيات املعلومات واالتصاالت.1
-أصبحت تستخدم االستبيانات بشكل مكثّف ملعرفة مدى درجة حتقيق األهداف من
االجتماعات واملؤمترات وورشات العمل سواء يف البداية أو النهاية وأصبحت أداة تقومي رئيسة يعتمد
عليها يف معظم اللقاءات العلمية أو التنظيمية وغريها.
خ ـ ـ ـ ـ ـ ــالطصـة :
-ظهرت العديد من مناذج التقومي اليت تعكس فلسفات ومفاهيم خاصة مبطوريها.
-بعد التطور االلكرتوين أصبحت االنرتنت وسيلة النقل والربط بني الثقافات ،فتأثرت املنظومة الرتبوية
بذلك كغريها من اجملاالت األخرى ،وأصبحت التكنولوجيا التطبيقية وسيلة أساسية يف التعليم،
ولتطوير التعليم منت حركة التعلم و التعليم ،وأثّر ذلك اجيابيا على أداء كل من املعلم واملتعلم ،فزاد
استخدامها ،وهو ما يتطلب من الدول تنمية هذا القطاع خدمة للتعليم خاصة واجملتمع عامة.
- 1ينظر :مصطفى نمر دعمس استراتيجيات التقويم التربوي الحديث وادواته ،ص222
72
الفصل الثالث
إ ّن صياغة العنوان جيب أن تعكس حمتوى الكتاب بدقة ،وذلك ما كان يف كتاب اسرتاتيجيات
عرب العنوان بالفعل عن منت الكتاب ،فجاء
الرتبوي احلديث وأدواته ملصطفى منر دعمس ،إذ ّ
التّقومي ّ
مطابقا ملا احتواه الكتاب بدقة ،وذلك حسب رأينا ناتج عن خربة وختصص الكاتب يف احلقل
الرتبوي التعليمي ،وحسن توظيفه جملموعة متنوعة من املراجع العربية املهتمة بالتعليم ،صادرة عن دور
نشر أردنية ومصرية وسعودية ،وبعض املراجع األجنبية ،زيادة عن بعض الرسائل والبحوث اجلامعية
والدوريات ،فجاء كتابه زاخرا باملصطلحات واملفاهيم التعليمية ،وشارحا هلا سواء القدمية أو اجلديدة،
و مقدما للقارئ مادة معرفية قيمة ،خاصة للمعلم ،جتعله ينجذب لقراءة وتصفح الكتاب بشغف،
نظرا ملا احتواه من اسرتاتيجيات وأدوات تقومي حديثة ،حيتاجها يوميا يف عمله ،خاصة يف التعليم
احلديث املعتمد على تطوير الكفاءات والقدرات واملهارات الفردية واجلماعية ،واملركز أكثر من أي
وقت مضى على تقومي كل عناصر العملية التعليمية التعلمية ،وعلى توظيف تختلف أدوات وأنواع
التقومي للحكم على أداءات وكفاءات ومهارات املتعلمني ،وملبيا حلاجيات ومتطلبات االقتصاد املعريف
والتطور التقين يف العامل.
ساهم هذا الكتاب بشكل كبري يف إثراء املكتبة العربية ،وخاصة الكتب املهتمة باملنظومة
التعليمية ،وتزويدها باالسرتاتيجيات وأدوات تقومي جديدة ،تستخدم حديثا يف العديد من أقطار
العامل ،لتكون سندا للمعلم يف عمله لتحقيق املأمول منه.
80
استعان الكاتب بالكثري من األمثلة واجلداول التوضيحية ،وقام بتعريف الكثري من املصطلحات،
اتيجيات وأدوات التقومي ،و ذلك ناتج عن خربته يف امليدان التعليمي،
االسرتالثالث
واملقارنة بني العديد منالفصل
ويف جمال التأليف والبحث وهو العامل الذي زاد من قيمة الكتاب والعمل املقدم ،كما نذكر أن
أسلوب كتابته ولغته سهلة الفهم إال يف بعض التعريفات اليت حتتاج إىل متخصصني لفهمها ،فالكتاب
إضافة قيمة للتعليم ولعلوم الرتبية ،وكذا لتطرقه ملوضوع التقومي ،الذي يعترب عنصرا رئيسيا يف املنظومة
التعليمية احلالية ،ويف أخر حبثه وضع فهرسا جلل املراجع اليت اعتمدها يف كتابه وهي منهجية توثيق
دقيقة.
كما ميكن القول أ ّن الكاتب مل يقدم رأيه يف ما يناسب املنظومة التعليمية العربية ولو على
أي سرتاتيجية تقومي ناجحة بشكل الفت وأي
األقل يف ما يتالءم مع النظام التعليمي يف األردن ،و ّ
األدوات التقوميية املوظف فيها أو السهلة التوظيف ،كما أن أغلب هذه االسرتاتيجيات تعتمد على
السلوكي و املهاري ،ومل يذكر اسرتاتيجيات أخرى ال تعتمد على
توظيف احلواس أو على اجلانب ّ
اجلانب األدائي ،ومل يق ّدم لنا أمثلة عن تطبيق هذه االسرتاتيجيات واألدوات يف أي بلد وهل جنحت
أم ال ،وهل تراعي ظروف متدرس أو طرائق تدريس خاصة وهل تتطلب توفري شروط خاصة لنجاحها.
كل منظومة تربوية تتطلب جمموعة أو منظومة كاملة جمتمعة لتحقيقحسب رأينا اخلاص أ ّن ّ
الغايات واألهداف املسطرة سواء من اجلانب النظري كال ّدراسات والبحوث العلمية احلديثة الصادرة
عن اخلرباء املتخصصني واملناهج احملينة ،وسياسة تربوية واضحة املعامل وقابلة للتطبيق وذلك بصياغة
أهداف وغايات نابعة من ثقافة اجملتمع ،وهادفة لتحقيق رقيه وتطوره ،بتوفري إرادة سياسية صلبة ،وأما
اجلانب التطبيقي فيتطلب توفري إمكانيات بشرية ومادية متمثلة يف اإلطار التعليمي الكفء ،واملكون
الشروط الضرورية للتّمدرس ،،زيادة على جانب
بشكل جيد ،وتوفري الوسائل والتجهيزات ،وتختلف ّ
خخر هو اجلانب التنظيمي ،وحماربة تختلف املظاهر السلبية يف املدارس والصرامة يف التسيري وغريها.
84
خاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
81
خاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
يف هناية هذه املرحلة الشيقة من هذا البحث يف موضوع التقومي الرتبوي ضمن كتاب مصطفى منر
دعمس املعنون باسرتاتيجيات التقومي الرتبوي احلديث وأدواته ،خلصنا إىل جمموعة من النتائج اليت
نوجزها فيما يلي :
ّ -بني مصطفى منر دعمس مفهوم التقومي الرتبوي وتغيري تعريفه ،فقد كان عبارة عن تقومي أداء
وظيفي أو حريف أو عبارة عن اختبار ،ليصبح حاليا شامال لكل عناصر العملية التعليمية التعلمية،
هبدف تكييف التعليم واجملتمع مع التطور التكنولوجي والتعليمي.
ألي عمل
– التقومي احلديث ال يكون يف األخري إلصدار حكم فقط ،ولكنه عملية مالزمة ّ
من بدايته إىل هنايته ،فهو مستمر ومواكب لتنفيذ العمل وإصدار أحكام على تختلف العناصر
املشاركة فيه.
-إن اسرتاتيجيات التقومي متنوعة بتنوع املواضيع واملهام املقومة ،وتنوع عناصر العملية التعليمية
التعلمية ،يتبعه تنوع يف أدوات التقومي.
– هناك فرق بني التقومي والتقييم والقياس واالختبار ،فالتقومي أوسع وأمشل واالختبار وسيلة
للتقومي والقياس تقدير قيمة شيء ما.
-ضرورة تطوير وحتيني املناهج الرتبوية بامسرار ،ملسايرة التطور العلمي يف العامل وهو ما اجتهت
إليه معظم الدول بتبنيها لالقتصاد املعريف ،املبين على تطوير التعليم بشكل أساسي ،متاشيا مع
متطلبات العصر الراهن ،فظهرت تبعا لغايات وأهداف كل دولة اسرتاتيجيات وأدوات تقومي حديثة،
مواكبة لذلك التطور ،مستخدمة حسب طبيعة كل نشاط تعليمي وحسب األهداف والغايات
املسطرة مسبقا .
– اطالع الكاتب مصطفى منر دعمس على ما جيري يف حقول الرتبية يف العامل عامة وعلى
مستجدات املناهج املطورة خاصة ،وخربته اليت ال يستهان هبا ترمجها يف كتابه هذا ،رغبة منه يف
81
خاتم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة
تزويد املعلمني باسرتاتيجيات تعليمية وتقوميية حديثة ،جعلها دعامة أساسية لعملهم ،تساعدهم على
مواكبة التطورات احلاصلة يف املناهج التعليمية عرب العامل .
– التكنولوجيا التطبيقية اليت تعتمد عليها الثورة املعرفية يف عصرنا يف قطاع التعليم هي أربعة:
-تكنولوجيا التعليم
-تكنولوجيا االتصال.
-التكنولوجيا الرقمية.
-زاد االهتمام بتعليم املتعلمني طريقة احلصول على املعرفة وتنمية التفكري العلمي لديهم أكثر
من تلقي وحتصيل املعرفة فقط ،وأصبح التقومي يهدف إىل حتقيق جودة التعليم وتزايد تطبيق أدوات
واسرتاتيجيات التقومي احلديثة يف معظم الدول.
لتطوير التعليم ،جيب مواكبة كل عمليات تطوير وحتسني املناهج الرتبوية اليت يشهدها العامل،
وتوفري تختلف الوسائل واإلمكانيات لذلك ،وتطوير املمارسات البيداغوجية ،والتحيني الدائم
للمناهج ،واستخدام اسرتاتيجيات وأدوات التقومي احلديثة.
85
م ـل ـحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق
ملحق
يعترب التقومي الرتبوي العمود الفقري لكل نظام تعليمي فعال ،فبفضله يتم تشخيص نقاط قوة
وضعف النظام التعليمي ،مما يسمح بتحسني مردوديته ،واالرتقاء مبناهجه ،وأهم مكوناته ،يلعب
التقومي الرتبوي دورا حموريا يف التعرف على مدى حتقق األهداف املسطرة ،فالتقومي سريورة ال متناهية
من العمليات الرتبوية ،وال تقتصر فقط على املراقبة املستمرة أو التقومي املرحلي أو اإلمجايل الذي
ينتهي مبنح الطالب نقطة عددية تعرب عن مدى متكنه يف الكفايات املسطرة .
-إن التقومي مبفهومه احلديث مل يعد مرادفا لالمتحان ،فهو يف مفهومه اللغوي إشارة إىل التهذيب
واإلصالح و إزالة العوج ،مما يستدعي إدراجه كنشاط أساسي يف املمارسات اليومية ،ليؤدي وضيفته
العالجية و ال يقف فقط عند حدود التقييم الذي يعين احلكم على شيء .
خالل حصص التقومي التكويين ،اليت تتخلل املمارسات اليومية وهتدف للتحقق من فهم
الدرس ،ينصح بتجنب طرح أسئلة مغلقة تقتصر اإلجابة عليها بنعم أو ال ،فاألسئلة والعبارات من
قبيل "هل هذا معقول؟" "هل تتفق معه؟" ،عادة ما جييب الطالب عنها بعبارة "نعم " أو "ال" .
وال متكن من التعرف على مدى فهم واستيعاب الدرس لذلك وملساعدة الطالب على فهم
امثل للدرس ،اطرح أسئلة مفتوحة تتطلب اإلجابة عنها التحليل والرتكيب ،لتتمكن من اكتشاف
مستوى فهم و استيعاب الطالب للدرس .
تعترب هذه اإلسرتاتيجية من الطرق الفعالة إلجراء تقومي تكويين فعال ،وتتمثل يف استغالل الزوايا
األربع للفصل لتصنيف الطالب حسب درجة استيعاب الدرس ،حيث يطرح املدرس سؤاال حول
الدرس ،ويطلب من املتعلمني االصطفاف يف إحدى زوايا الفصل اليت حتمل البطاقة املناسبة لدرجة
88
ملحق
فهمهم الدرس ،فعلى سبيل املثال ،قد تتضمن خيارات الزوايا ":أوافق بشدة " ،و"أوافق إىل حد
ما" ،و"لست متأكدا".
إستراتيجية :2-1-2
يف هناية الدرس ،يقوم املتعلمون باإلجابة بشكل فردي عن األسئلة الثالثة التالية :
-ماذا استفدت من الدرس؟
-ماهي األشياء اليت تود معرفة املزيد عنها ؟
-هل لديك أسئلة أخرى ؟ ماهي ؟
-يسمح حتليل إجابات الطالب عن األسئلة الثالثة بإجراء تقومي شامل ملستوى فهم
الدرس ،و نقاط الضعف و القوة يف املنهجية املتبعة .
يف هناية احلصة الدراسية يطلب املدرس من طالبه طرح أسئلة على بعضهم البعض تتعلق أساسا
مبا تعلموه خالل احلصة و تسمح هذه األسئلة كما األجوبة عنها للمدرس بتكوين فكرة عن مدى
فهم املتعلمني للدرس .
يكتب الطلبة إجاباهتم املقتضبة على سؤال يوجه إليهم يف هناية احلصة و بعدها يقف املدرس
عند باب الفصل و يقوم باستالم بطاقة اجلواب مبثابة تذكرة خروج من الفصل .يولد هذا التمرين
بشكل سريع أفكارا متعددة يسمح استثمارها بالتعرف على مدى فهم الطالب للدرس و تسمح
بتطوير إسرتاتيجية للدعم و التدخل العالجي يف وقت الحق .
82
ملحق
-24استراتيجية الخطأ المقصود :
للتحقق من استيعاب املتعلمني للدرس ،ميكن اللجوء يف أخر احلصة لعرض مفاهيم وخالصات
خاطئة حول الدرس ،و من ت مراقبة رد فعل الطالب ،و مناقشة ردودهم و األسباب اليت جعلتهم
يعرتضون على ما ت ذكره .
20
قائمة المصادر و المراجع
قائمة المصادر والمراجع:
-0أمحد حممد الزعيب سيكولوجية الفروق الفردية و تطبيقها الرتبوية .بقية املعلومات.
-8بسام عبد اهلادي عفونة – التعليم املبين على اقتصاد املعرفة بقية املعلومات.
-7رافده احلريري – التقومي الرتبوي دار املناهج للنشر و التوزيع عمان األردن الطبعة األوىل
.8108
-0صالح الدين حممود عالم القياس والتقومي الرتبوي والنفسي وأساسياته وتطبيقاته وتوجيهاته
املعاصرة دار الفكر العريب القاهرة .8111
-9عبد احلميد علي مهيدات وإبراهيم حممد احملا سنة التقومي الواقعي –دار جرير للنشر والتوزيع
عمان األردن الطبعة األوىل 8115
-5عبد اجمليد عيساين نظريات التعلم و تطبيقها يف علوم الرتبية بقية املعلومات
-3عبد اللطيف بن محد احلليب ومهدي سامل الرتبية امليدانية وأساسيات التدريس مكتبة
العبيكان .بقية املعلومات
-8عفت مصطفى الطفاوي ،التدريس الفعال وختطيطه ومهاراته واسرتاتيجياته و تقوميه دار
املسرية للنشر و التوزيع عمان ،الطبعة األوىل8118 ،
-5عقيل حممودي رفاعي – التعلم النشط دار اجلامعة اجلديدة للنشر اإلسكندرية . 8108
على مسوم القرطوسي ،القياس واالختبار والتقومي يف اجملال الرياضي مطبعة املهيمن -01
بغداد . 8109
جمدي عبد الكرمي حبيب التقومي الرتبوي و القياس يف الرتبية مكتبة النهضة املصرية -00
القاهرة .8111
داراألندلس للنشر و حممد محدي شاكر التقومي الرتبوي للمعلمني و املعلمات -08
التوزيع السعودية الطبعة األوىل . 8110
حممد عبد السالم غنيم – مبادئ القياس و التقومي النفسي و الرتبوي القاهرة 8110 -07
بقية املعلومات
حممد حممود احليلة – مهارات التدريس الصفي دار املسرية للنشر و التوزيع عمان -00
األردن .8118