Professional Documents
Culture Documents
رغم هزيمة بالط الشهداء فإن حركة الفتوح اإلسالمية لم تتوقف حيث قام الوالي عبد
المال ك بن قطن الفه ري ال ذي ُع ين بع د الغ افقي في واليت ه األولى (رمض ان -114ش وال
116ه/أكت وبر -732نوفم بر734م) بالتوج ه إلى ش مال إس بانيا أين قض ى تم رد س كان
كتالونيا ،أرغون ،نافار والباسك الذين استغلوا فرصة اندحار المسلمين في جنوب فرنسا
وأعلنوا تمردهم .ثم توجه بعدها إلى النجدوك بفرنسا عبر جبال ألبرت حيث قام بتحصين
المدن التي كانت بحوزة المسلمين قبل أن يعزله عبد اهلل بن الحبحاب ويولي مكانه عقبة
بن الحجاج السلولي (شوال -116صفر 123ه/نوفمبر -734يناير 741م) وال ذي ع رفت
حركة الفتوح على عهده نشاطا ملحوظا حيث معظم المناطق الواقعة في الشمال والشمال
الغربي ومنها بنبلونة ،جليقية ،واألشتوريش ،كما هاجم بالي وأتباعه ،ثم واصل الفتوح ما
وراء جبال ألبرت ،وأصبحت أربونة في واليته من أهم القواعد اإلسالمية جنوب فرنسا،
وق د ك ان لعامل ه على أربون ة يوس ف بن عب د ال رحمن الفه ري دور كب ير في ك ل المواق ع
(الربط) حتى ضفاف نهر الرون وذلك بمساعدة المسلمين المستقرين بمنطقة النجدوك.
وكان يوسف بن عبد الرحمن الفهري قد تحالف مع حكام وأمراء سبتمانية وبروفانس
الذين فضلوا التحالف مع المسلمين خشية هجومات شارل م ارتن ودوق أكتانيا أودو ،ومن
أهم حلف اء يوس ف بن عب د ال رحمن الفه ري ال دوق م اورنت دوق مارس يليا ال ذي امت دت
س لطته على جمي ع من اطق بروف انس .وفي س نة 117ه735/م ع بر عقب ة بن الحج اج
الس لولي نه ر ال رون ودخ ل المن اطق التابع ة لمدين ة آرل .وق د أس لم الكث ير من أه ل البالد
المفتوح ة خاص ة على ي د عقب ة بن الحج اج ال ذي ك ان يع رض على األس رى المس يحيين
الدخول في اإلسالم.
-عصر اإلمارة :تعرض ت األن دلس أثن اء فترة اإلم ارة إلى بعض االعت داءات الخارجي ة
ال تي ح اول األم راء األموي ون التص دي له ا والوق وف بح زم أم ام خطره ا ومن أهمه ا تل ك
التي كانت في عهد األمير عبد الرحمن الداخل من قبل شارلمان والنورمان .
-1هجوم شارلمان على األندلس :ش ارك في ه ذه الم ؤامرة ع دة أط راف ك ل ل ه مص لحته
الخاصة وهم:شارلمان أعظم ملوك الفرنجة (ورأس الدولة الكارولنجية),والخليفة العباسي
6
محم د المه دي ,ووالي المغ رب عب د ال رحمن بن ح بيب الفه ري الص قلبي ,و س ليمان بن
يقظان األعرابي الكلبي والي برشلونة والحسين بن يحيى األنص اري زعيم سرقسطة وقائد
ث ورة المدين ة أي ام حكم عب د ال رحمن ال داخل وال ذي نقم على األع رابي سياس ة
الصدارة ,والزعامة والرماحس بن عبد العزيز الكناني والي الجزيرة الخضراء والمعادين
كلهم لألمير عبد الرحمن الداخل .
-أثار نمو القوة العربية اإلسالمية في األندلس شارلمان الذي كان دوما يحاول االستفادة
من االضطرابات الداخلية التي كانت تحدث في األندلس .حيث توجه س نة 162ه778-م
الى األندلس عابرا جبال البرتات .فهاجم بنبلونة عاصمة الباسك واستولى عليها ,واستمر
في الزح ف قاص دا سرقس طة آمال أن تفتح ل ه أبوابه ا غ ير أن أهاليه ا بزعام ة الحس ين بن
يحيى األنصاري رفضوا االستمرار في المؤامرة وتسليم مدينتهم لحاكم نصراني ,فأغلقوا
المدين ة في وجه ه ,األم ر ال ذي دف ع ب ه إلى محاص رة المدين ة تمهي دا لالس تيالء عليه ا
ب القوة .بع د حص ار ش ديد اض طر ش ارلمان إلى االنس حاب بع د تلقي ه أنب اء تفي د بح دوث
اض طرابات في بالده والمتمثل ة في ث ورات السكس ون ,دم ر في طريق ه بنبلون ة ,وأقف ل
عائدا معه األعرابي أسيرا ,وعند ممر رونسفال هاجمته قوة من البشكونس وقضت على
مؤخرة جيشه .
-مالحظة :توجد إشارة إلى تحالف من العرب في هذا الهجوم من قبل أبناء ابن األعرابي
(مطروح وعيشون )اللذان خلصا والدهما من األسر وعادا به إلى سرقسطة .
-أفنى هذا الهجوم مؤخرة الجيش وقتل عدة قادة أشهرهم روالند الذي تخلد ذك راه أنش ودة
ملحمية تشيد ببطولته وإ خالصه والمعروفة بأنشودة روالند .
-استعاد عبد الرحمن الداخل سرقسطة من المتمردين بعدما باءت محاولتهم بالفشل ,مما
اضطر ش ارلمان الى التخلي عن سياسته العدوانية ضد األندلس والتجأ الى سياسة الدفاع
وإ قامة الحصون على الحدود .البل هادن األمير الداخل حتى يتفرغ لمشاكله .
-بعد فشل هذه الحملة اتجه عبد الرحمن الداخل الى سرقسطة وكان الخالف قد وقع بين
األع رابي والحس ين بن يح يى األنص اري بع د أن كان ا ق د تفاهم ا على اث ر نكب ة الجيش
الفرنجي في موقعة باب شزروا .
7
-تربص األنصاري بحليفه األعرابي ودس عليه ذات يوم من يقتله بالمسجد الجامع وانف رد
هو بسرقسطة .في حين سار سار اليه عبد الرحمن الداخل في جيش ضخم وضيق عليه
الحص ار ,وف د علي ه عندئ ذ عيش ون بن األع رابي –وق د ك ان ق د ف ر عقب مقت ل وال ده الى
أربون ة – وانض م الي ه بمن مع ه لمقاتل ة األنص اري ,فلم ا اش تد الحص ار به ذا األخ ير طلب
الص لح وق دم ابن ه س عيد رهين ة ,فأجاب ه ال داخل وأق ره والي ا على سرقس طة ,ثم تح ول عن
سرقس طة الى الش مال الش رقي واخ ترق بالد البش كنس وغ زا عاص متها بنبلون ة وخ رب
قالعه ا وغ زا قله رة وبق يرة واجت اح والي ة ش رطانية (س ردينيا)وأرغم أميره ا منوس ة
البربري على تقديم الطاعة وأداء الجزية ثم عاد الى قرطبة ظافرا .
-لما علم األنصاري بأن الداخل قد ارتد عنه وأن ابنه عاد سالما –بعد فراره من معسكر
الداخل –نكث عهده وعاد إلى الثورة ,وعاث فسادا في سرقسطة وأعمالها .
-بعث اليه الداخل جيشا ضخما بقيادة غالب بن تمام بن علقمة الذي هزمه هزيمة نكراء
وأسر ولده يحيى وعدة من صحبه حيث أرسلهم إلى قرطبة أين أمر الداخل بإعدامهم .
-امتن ع األنص اري بالمدين ة واس تمر غ الب في حص اره وفي س نة 167ه783-م س ارعبد
ال رحمن بنفس ه الى سرقس طة محاص را إياه ا حص ارا ش ديدا ,فض ربها بالمج انيق وه دم
أس وارها واقتحمه ا عن وة وقبض على األنص اري وجماع ة من ص حبه فقتلهم جميع ا وش رد
كث يرا من أهله ا,في حين ف ر س عيد بن األنص اري ,فعين عب د ال رحمن قائ ده ثعلب ة بن عبي د
واليا على سرقسطة وكان قد افتداه من أسر الفرنجة .
8