You are on page 1of 21

‫الفصل األول‬

‫االستشعار عن بعد‪ :‬أنواعه‪ ،‬وتقنياته‪ ،‬وأجهزته‬


‫الفصل األول‬
‫االستشعار عن بعد‪ :‬أنواعه‪ ،‬وتقنياته‪ ،‬وأجهزته‬

‫أوال‪ :‬تعريف االستشعار عن بعد‬


‫هناك تعريفات عديدة لالستشعار عن بعد‪ ،‬وفيما يلي عرض ألهم هذه التعريفات‪:1‬‬

‫‪ ‬االستشعار عن بعد هو ذلك العلم‪ ،‬الذي يستخدم خواص الموجات الكهرومغناطيسية‬


‫المنعكسة‪ ،‬أو المنبعثة من األشياء األرضية‪ ،‬أو من الجو‪ ،‬أو من مياه البحر والمحيطات‬
‫في التعرف عليها‪.‬‬
‫‪ ‬االستشعار عن بعد‪ :‬هو علم يمكن من الحصول على بيانات االنعكاس والسلوك الطيفي‬
‫لألشياء‪ ،‬التي يمكن أن تتحول إلى معلومات من خالل عمليات المعالجة واالستقراء‪.‬‬

‫إذن فعبارة "االستشعار عن بعد" تستعمل لتعني مجموعة المعطيات‪ ،‬التي نحصل عليها من‬
‫مسافة معينة؛ ناتجة عن تفاعل طاقة اإلشعاع الكهرومغناطيسي مع المادة‪ ،‬أو المظهر الذي‬
‫ندرسه‪ ،‬والمقيس بإحدى وسائل أجهزة االستشعار عن بعد‪.‬‬
‫إن هذه التعريفات ‪ -‬وإن كانت شمولية ‪ -‬فإنها على درجة كبيرة من التعقيد أحيانا‪ ،‬فما تتضمنه‬
‫دراسة المواد والثروات األرضية‪ ،‬التي ليست على بعد كبير من األجهزة‪ ،‬يجعل استعمال‬
‫عبارة "عن بعد" موضعا للتساؤل أحيانا‪ .‬كما يعتقد البعض أن الوسائط األخرى المخالفة‬
‫بهذه‬ ‫مشمولة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫مثال‪،‬‬ ‫كالصوت‬ ‫اإلشعاعية‪،‬‬ ‫للطاقة‬
‫التعريفات‪.‬‬

‫‪ 1‬الداغستاني‪ ،‬نبيل صبحي‪ ،‬االستشعار عن بعد األساسيات والتطبيقات‪ ،‬دار المنهاج للنشر والتوزيع‪ ،‬جامعة البلقاء‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2003‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع االستشعار عن بعد‬
‫يمكن تصنيف االستشعار عن بعد طبقا لنوع البيانات المستقبلة إلى‪:2‬‬
‫‪ .1‬االستشعار عن بعد اإليجابي ‪ :Active Remote Sensing‬وتكون البيانات المستقبلة‬
‫فيه انعكاسات طيفية‪ ،‬حيث تقوم المنصات الحاملة ألجهزة االستشعار بإرسال الموجات‬
‫الكهرومغناطيسية إلى األهداف المراد دراستها‪ ،‬فترتطم بها‪ ،‬وتنعكس لتستقبلها‬
‫المستشعرات ‪ ،Sensors‬التي تقوم بإرسالها إلى محطات االستقبال األرضية ‪Ground‬‬
‫‪.Reception Stations‬‬
‫‪ .2‬االستشعار عن بعد السلبي ‪ :Passive Remote Sensing‬وتكون البيانات المستقبلة‬
‫فيه هي االنبعاث الطيفي من األجسام حيث يعتمد على االهداف والظاهرات على سطح االرض‬
‫وارتدادها نحو المستشعر المثبت على متن قمر صناعي فيقوم بتسجيلها على تسجيل قيم االشعة‬
‫الكهرومغناطيسية المولدة طبيعيا من الشمس بعد اصطدامها باألرض‪.‬‬

‫‪ 2‬العنقري‪ ،‬خالد محمد‪ ،‬االستشعار عن بعد وتطبيقاته في الدراسات المكانية‪ ،‬شركة العبيكان للطباعة والنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعويدة‪،‬‬
‫‪.1986‬‬

‫‪2‬‬
‫الشكل (‪ :)1-1‬أنواع االستشعار عن بعد الموجب والسالب‬

‫ثالثا‪ :‬تقنيات االستشعار عن بعد‬


‫تعتمد تقنيات االستشعار عن بعد على حمل أنواع متعددة من المستشعرات ‪ ،Sensors‬لتسجيل‬
‫الظواهر المراد دراستها وقياسها‪ ،‬بناء على مفهوم؛ أن كل جسم يشع ويعكس مدى من الطاقة‬
‫الكهرومغناطيسية‪ ،‬تكون غالبا في مجموعات متميزة‪ ،‬تسمى "بصمات طيفية" ‪Spectral‬‬
‫‪ ،Signature‬توضح معلومات عن خاصية معينة للجسم‪.3‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإنه يمكن لإلشعاع أن يبث من خالل الجسم‪ ،‬أو يمتص بواسطة الجسم‪ ،‬أو يشتت‬
‫بواسطة الجسم‪ ،‬أو قد ينعكس اإلشعاع‪ ،‬ويعني بذلك عودة اإلشعاع دون تغيير‪ ،‬أي يكون الجسم‬
‫في هذه الحالة مثل المرآة‪ .‬ويحدد اختيار أحد هذه التفاعالت السابقة طول الموجة لكل مادة‪،‬‬
‫التي تعتمد أساسا على خصائص سطحها وجزيئات بنيتها‪ ،‬وهذه هي قواعد القياس بواسطة‬
‫االستشعار عن بعد‪ .‬وجدير بالذكر أن للغالف الجوي لألرض بعض المميزات الخاصة به‪،‬‬
‫والمؤثرة في اختيار النطاقات الضوئية في االستشعار‪.‬‬

‫‪ 3‬أبو ريشة‪ ،‬علي وفاء عبد الرحمن‪ ،‬أسس تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬مكز دراسات الصحراء‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪.1993‬‬

‫‪3‬‬
‫وتختلف دقة كل جهاز استشعاري عن اآلخر بدرجة التفريق‪ ،Resolution‬التي يحققها في‬
‫رصد األهداف‪ ،‬ويعتمد ذلك على خواص كل مادة بالنسبة لعكس األشعة الساقطة عليها‪ ،‬أو‬
‫امتصاص هذه األشعة‪ ،‬جزئيا أو كليا‪.4‬‬

‫رابعا‪ :‬آلية االستشعار عن بعد‬


‫تتم آلية االستشعار عن بعد على مراحل أربع‪:5‬‬
‫‪ .1‬جمع المعلومات بواسطة المستشعرات‪ ،‬وبثها إلى محطات االستقبال األرضية‪.‬‬
‫‪ .2‬خضوع هذه المعلومات لمعالجة أولية وتصحيحات‪ ،‬ثم معالجة نهائية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2-1‬مراحل آلية االستشعار عن بعد‬

‫‪ 4‬أبو ريشة‪ ،‬علي وفاء عبد الرحمن‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ 5‬سراج محمد محمد‪ ،‬االستشعار عن بعد‪ ،‬سلسلة العلم والحياة‪ ،‬العدد ‪ ،51‬ج‪.1994 ،1‬‬

‫‪4‬‬
‫تفسير هذه المعطيات بعد تحويلها إلى صور‪ ..‬استخدام الصور في رسم البيانات الدقيقة‬
‫والخرائط‪ ،‬التي تخدم المجاالت المختلفة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أجهزة االستشعار عن بعد‬


‫أجهزة االستشعار عن بعد أجهزة ميكانيكية أو إلكترونية‪ ،‬فيمكن أن تكون آلة التصوير العادية‬
‫أكثر األشكال المألوفة ألجهزة االستشعار عن بعد‪ ،‬إذ إنها مثل العين تماما‪ ،‬تستخدم الضوء‬
‫المنعكس من الجسم‪ ،‬والمار خالل عدسات مختلفة‪ ،‬إلى سطح حساس للضوء لتشكيل الصورة‪،‬‬
‫وكما تستعمل آلة التصوير لتسجيل األحداث‪ ،‬التي نرغب في تذكرها‪ ،‬فإنه يمكننا استخدام آلة‬
‫التصوير هذه للحصول على معلومات مناسبة‪ ،‬لموضوع معين‪ ،‬نهتم بدراسته‪.‬‬
‫وبالرغم من أن بعض أجهزة االستشعار عن بعد قادرة على إعطاء معلومات‪/‬بيانات مستمرة‬
‫في وقت تشغيلها نفسه‪ ،‬فإن أكثر أجهزة االستشعار عن بعد تقوم بخزن المعطيات‪ ،‬بشكل أو‬
‫بآخر‪ .‬وكذلك فإن كمية المعطيات القابلة لالستخدام في الصورة الثابتة أكبر منها في اللقطات‬
‫المتغيرة باستمرار‪ ،‬والمرئية على جهاز عرض ما‪.‬‬
‫فأجهزة االستشعار عن بعد إذن هي األجهزة‪ ،‬التي تجمع المعطيات‪ ،‬بشكل قابل للتخزين عادة‬
‫من أجسام أو مشاهد معينة من مسافة ما منها‪ ،‬وبعض هذه األجهزة‪ ،‬كآالت التصوير‪ ،‬تستعمل‬
‫طاقة الضوء المرئي بينما يستعمل بعضها اآلخر أنماطا أخرى من الطاقة‪ ،‬فهناك أجهزة‬
‫استشعار عن بعد أقل شيوعا من آالت التصوير‪ ،‬كأجهزة الرادار وأجهزة التصوير باألشعة‬
‫السينية ‪ .X- Rays‬فباستعمال األشعة السينية مثال‪ ،‬يمكن أن تكون المسافة أكبر بقليل من‬
‫سماكة طبقة من الجلد أو النسيج‪ ،‬أما االختالف األكثر أهمية فهو طبيعة األشعة المستعملة في‬
‫كل نظام‪ .‬فبالنسبة للرادار ولألشعة السينية يكون اختالف طول موجة اإلشعاعات المستخدمة‬
‫هو السبب الذي يعطي كال من النظامين ميزاته لمهمات علمية معينة‪.6‬‬
‫من اجهزة االستشعار عن بعد‪:7‬‬

‫‪ 6‬عاشور‪ ،‬محمد صباح‪ ،‬االستشعار عن بعد وتطبيقاته‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬مصراته‪.‬‬


‫‪ 7‬الحسن‪ ،‬عصمت محمد‪ ،‬معالجة الصور الرقمية في االستشعار عن بعد‪.2007 ،‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .1‬المنصات الحاملة ألجهزة االستشعار عن بعد‬
‫الغرض األساسي من المنصات‪ ،‬التي تحمل أجهزة االستشعار عن بعد‪ ،‬هو وضع هذه األجهزة‬
‫على ارتفاع معين من سطح األرض‪ .‬وتستخدم البالونات والطائرات في االستشعار الجوي‬
‫للحصول على صور جوية ذات مقاييس كبيرة ومتوسطة‪ ،‬من ‪ 2000:1‬حتى ‪ ،8000:1‬طبقا‬
‫الرتفاع البالون أو الطائرة‪ ،‬الذي يراوح بين ‪ 3000‬و‪ 7000‬متر‪ ،‬والبالونات قد تكون موجهة‪،‬‬
‫أو غير موجهة‪ ،‬حيث يتوقف مسارها على الرياح‪.‬‬
‫والنوع الثالث من المنصات هو المركبات الفضائية‪ ،‬وهذا النوع من المنصات باهظ التكاليف‪،‬‬
‫في‬ ‫متحركة‬ ‫نوعان‪:‬‬ ‫المركبات‬ ‫وهذه‬ ‫المستوى‪.‬‬ ‫رفيعة‬ ‫تكنولوجيا‬ ‫ويتطلب‬
‫مسارات‪ Orbits‬حول الكرة األرضية‪ ،‬وثابتة ‪ ،Geostationary‬وهي التي تتميز بتواجدها‬
‫الدائم‪ ،‬في موضع ثابت بالنسبة لألرض‪ ،‬وبذا توفر مالحظة دائمة ومستمرة لجزء ما من الكرة‬
‫األرضية‪.‬‬
‫‪ .2‬أجهزة التقاط البيانات‬
‫أجهزة التقاط البيانات هي التي تستقبل األشعة المنبعثة والمنعكسة‪ ،‬على أطوال موجية معينة‪،‬‬
‫ثم تحولها إلى أشعة‪ ،‬ترسل إلى محطات استقبال أرضية‪ .‬وتنقسم أجهزة التقاط بيانات‬
‫االستشعار عن بعد إلى األنواع الرئيسية اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬أجهزة التصوير‬
‫ب‪ .‬الرادار‪ ،‬وهو جهاز التقاط االستشعار الموجب‪ ،‬حيث يتولى بث األشعة‪ ،‬والتقاطها‪،‬‬
‫وإرسالها إلى محطات االستقبال األرضية‪.‬‬
‫ج‪ .‬وعادة ما تزود األقمار بتلسكوبات ضخمة‪ ،‬تزيد من دقة التقاط األشعة‪ .‬واألقمار الفرنسية‬
‫"سبوت" ‪ SPOT‬مزودة باثنين من هذه التلسكوبات‪ ،‬التي يزن كل منها ‪ 250‬كجم‪ ،‬ويبلغ‬
‫طوله مترين ونصف المتر‪ ،‬وبعد التقاط الصور بواسطة النظام البصري‪ ،‬يسقط الضوء على‬
‫أجهزة اإلحساس الضوئية‪ ،‬التي يتكون كل منها من ‪ 1000‬خلية‪ ،‬تحول اإلشارات الضوئية‬
‫إلى إشارات كهربائية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .3‬األجهزة المستخدمة في دراسة البحار والمحيطات‬
‫وبعض أجهزة االستشعار التي تحملها األقمار الصناعية سلبية‪ ،‬مثل أجهزة قياس اإلشعاع‬
‫"الراديوميتر" ‪ ،Radiometer‬وتتولى الكشف عن انبعاث األشعة الطبيعية من البحر‪ ،‬أو ما‬
‫يعكسه البحر من ضوء الشمس‪.‬‬
‫وهناك أجهزة استشعار أخرى إيجابية‪ ،‬تبعث موجاتها الرادارية خالل فتحة رادار‬
‫اصطناعية ‪ ،Radar: SAR Aperature Synthetic‬فتتولد صورة يوافق بريقها كمية‬
‫الطاقة المنعكسة من سطح البحر في شكل موجات دقيقة‪ .‬ويتحكم في توليد الصورة أحوال‬
‫سطح البحر‪ ،‬ومدى اضطرابه‪ ،‬والحركة بوجه عام‪ .‬والصور‪ ،‬التي يحصل عليها بالرادار‪،‬‬
‫يمكنها أن تكشف التفاصيل عن بعض الخصائص‪ ،‬مثل الحركات النموذجية الداخلية‪ ،‬أو‬
‫طبوغرافيا القاع‪ ،‬إلى عمق عدة أمتار‪.8‬‬
‫أ‪ .‬جهاز قياس االرتفاع‬
‫وجهاز قياس االرتفاع ‪ Altimeter‬يعمل عمل رادار قد تكون له أهمية خاصة لقياس مستوى‬
‫سطح البحر‪ ،‬ومن ثم درجة انحداره في حدود بضعة سنتيمترات من الدقة‪ .‬ومعنى هذا‪ ،‬أنه‬
‫بفضل قياس االرتفاعات‪ ،‬يمكن الكشف عن تنوع تيارات المحيط‪ ،‬على أساس إجمالي‪ ،‬كما‬
‫يمكن قياس حجم الدوامات المحيطة‪ ،‬على مساحات شاسعة مضطربة‪ ،‬مثل دوامات بحار‬
‫الجنوب‪.‬‬
‫وتسجيل وقت بث الموجة الرادارية في رحلتها من القمر الصناعي إلى البحر ووقت استقبالها‪،‬‬
‫ودراسة شكل هذه الموجة عند رجوعها تعطي األدلة على حالة اضطراب البحر‪ .‬وعلى ذلك‪،‬‬
‫فإن هذا الجهاز يتيح وسيلة لمراقبة ارتفاع األمواج في كل األوقات‪ ،‬وهو متغير له أهميته في‬
‫المالحة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مقياس التشتت‬
‫ومقياس التشتت ‪ Disperometer‬رادار يغطى مساحة أكثر اتساعا‪ .‬فالشدة المتوسطة‬
‫للموجات الرادارية‪ ،‬هي مقياس الضطراب البحر نتيجة لهبوب الرياح‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن طريقة‬
‫الكشف هذه‪ ،‬تتيح وسيلة لقياس الريح‪ ،‬على سطح البحر في مساحات شاسعة‪ ،‬ال تعبرها السفن‬

‫‪ 8‬الداغستاني‪ ،‬نبيل صبحي‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫العادية‪ ،‬أو سفن األرصاد الجوية‪ .‬ويمكن تحسين التنبؤات الجوية بإدماج مثل هذه المعلومات‬
‫بنماذج للتنبؤات الجوية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من المشكالت‪ ،‬التي تسببها السحب‪ ،‬التي تغطي الجو‪ ،‬فإن أجهزة االستشعار‪،‬‬
‫التي تقيس اإلشعاعات تحت الحمراء المنبعثة من البحر‪ ،‬تعطى صورا لدرجة حرارة سطح‬
‫البحر‪ .‬ويستخدم علماء المحيطات هذه المعلومات لرصد الدوامات العنيفة في المحيط‪ ،‬أو‬
‫الحدود بين الكتل المائية‪ ،‬التي تختلف درجات حرارتها‪.‬‬
‫وفي البحار قليلة العمق‪ ،‬تفيد درجة الحرارة في االستدالل على تدفقات المياه الخارجية من‬
‫مصاب األنهار‪ ،‬أو تمييز كتل المياه‪ ،‬التي ال يبدو أنها تتبدد في عرض البحر‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يمكن‬
‫أن تدل على وجود أسراب السمك‪.‬‬
‫وهناك العديد من الطرق‪ ،‬التي تستخدم االستشعار عن بعد في مجال البحار والمحيطات؛‬
‫منها‪:9‬‬
‫(‪ )1‬التصوير الجوي‪ :‬ويستخدم لدراسة تلوث مياه البحار والمحيطات‪ ،‬وتحديد مواقع بقع‬
‫فضالت الزيت الملقاة من السفن عابرة البحار والمحيطات‪ ،‬ورسم حدود الشواطئ للبحار‬
‫والمحيطات‪ ،‬وتحديد أشكالها‪.‬‬
‫(‪ )2‬التصوير في مجاالت ضوئية متعددة‪ :‬ويستخدم في تحديد مواقع النباتات المائية‬
‫وتوزيعها‪ ،‬ورسم الخرائط ألعماق المياه‪ ،‬ودراسة التيارات الحرارية وحركة المياه المصاحبة‬
‫لها‪ ،‬وتحديد مواقع المخلفات الصناعية‪ ،‬وانتشارها على امتداد الشواطئ‪ ،‬ودراسة توزيع‬
‫المواد العالقة بالمياه والمواد المترسبة في البحيرات‪ ،‬ودراسة توزيع الكلوروفيل ومناطق‬
‫تركيزه‪.‬‬
‫(‪ )3‬المسح الحراري‪ :‬ويستخدم في التعرف على نظم التيارات الحرارية وانتشارها في الماء‪،‬‬
‫وفي دراسة نوعية المياه وخصائصها الطبيعية‪ ،‬وتحديد أماكن بقع الزيوت الطافية على سطح‬
‫الماء‪.‬‬

‫‪ 9‬عبد رب النبي محمد عبد الهادي‪ ،‬مرجع االستشعار عن بعد‪ ،‬عالم وتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬بستان المعرفة‪ ،‬كفر الدوار‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫(‪ )4‬المسح الراداري‪ :‬ويستخدم في قياس الخصائص السطحية لمياه البحار والمحيطات‪،‬‬
‫ودراسة أحوال األمواج البحرية‪ ،‬وتحديد أماكن بقع الزيت ومناطق تعكر المياه‪ ،‬والمواد العالقة‬
‫قرب السطح‪ ،‬ودراسة بعض الخواص الطبيعية للمياه ونوعيتها‪.‬‬
‫تحمل األقمار الصناعية المخصصة لدراسة البحار والمحيطات أجهزة علمية لقياس ورصد‬
‫وتصوير العناصر التالية‪:10‬‬
‫(‪ )1‬سرعة الرياح‪.‬‬
‫(‪ )3‬رسم التضاريس السطحية للمحيط‪.‬‬
‫(‪ )3‬قياس درجة حرارة السطح‪.‬‬
‫(‪ )4‬قياس الموجات السطحية والعميقة للمحيط‪.‬‬
‫(‪ )5‬تحديد التيارات الرئيسية في المحيط‪.‬‬
‫(‪ )6‬رصد الدوامات المحيطية‪.‬‬
‫(‪ )7‬رصد وقياس حركة الثلج‪.‬‬
‫(‪ )8‬رصد ومتابعة البقع الزيتية‪.‬‬
‫(‪ )9‬رصد ومتابعة الثروة السمكية والحياة البحرية‪.‬‬

‫‪ .4‬أجهزة تحليل البيانات ومعالجتها‬


‫وتتكون أجهزة تحليل ومعالجة البيانات من‪:‬‬
‫أ‪ .‬حاسب آلي ذى ذاكرة كبيرة‪ ،‬لدرجة تمكنه من تخزين أكثر من صورة ودراستها‪ .‬وعند‬
‫معالجة البيانات الرقمية للصور الفضائية‪ ،‬يمكن االستعانة بأي من مستويات نظم الحاسب‬
‫اآللي التالية‪:‬‬
‫(‪ )1‬الحاسب الشخصي ‪Personal Computer‬‬
‫(‪ )2‬محطة العمل ‪Work Station‬‬
‫(‪ )3‬الشبكة الرئيسية ‪Main Frame‬‬

‫‪ 10‬األسس النظرية لتفسير الصور الفضائية‪ ،‬منتدى الجمعية الجغرافية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وتختلف هذه المستويات أساسا في عدد التعليمات أو األوامر‪ ،‬التي تقوم بمعالجتها في الثانية‬
‫الواحدة‪ ،‬ويتيح كل من محطة العمل والشبكة الرئيسية عددا من الشاشات ولوحة المفاتيح‪ ،‬مما‬
‫يسمح ألكثر من شخص بالعمل في الوقت نفسه‪.‬‬
‫ب‪ .‬الناسخة الكبيرة ‪ ،Plotter‬وهي تستخدم لطبع الخرائط الناتجة من تقسيم البيانات الرقمية‪،‬‬
‫التي تعرف بخرائط االنبعاث الطيفي المتعدد‪ ،‬المرسومة بالحاسب‪.‬‬
‫ج‪ .‬الناسخة الصغيرة‪ ،‬وهي مخصصة لطبع األرقام‪ ،‬أو أي إحصائيات تجري على البيانات‬
‫الرقمية‪ ،‬وكذلك تستخدم لطبع خرائط على ورق‪.‬‬
‫د ‪ .‬جهاز دراسة البيانات الرقمية وتحليلها‪ ،‬التي تحمل على أقراص‪ ،‬وهي تعمل مستقلة عن‬
‫الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ .5‬األجهزة المعاونة في فهم السلوك الطيفي‬
‫وهذه األجهزة تساعد على فهم السلوك الطيفي للمواد واألشياء‪ ،‬وتشمل هذه األجهزة ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬جهاز قياس االنعكاسات أو االنبعاثات‪ ،‬ويعرف بالراديو متر ‪ .Radiometer‬وأجهزة‬
‫الراديو ميتر من حيث طريقة وضعها على األرض نوعان‪ ،‬أحدهما يثبت على األرض بواسطة‬
‫حامل أحادي األرجل‪ ،‬أو ثالثي األرجل‪ ،‬على ارتفاع حوالي ‪ 1.5‬متر عن سطح األرض‪،‬‬
‫والنوع اآلخر من هذه األجهزة يمكن حمله باليد‪.‬‬
‫وفي كال النوعين يتم التقاط بيانات االنعكاس من مساحة أرضية تتراوح من ‪ 1‬إلى ‪ 1.5‬متر‬
‫مربع‪ ،‬طبقا لمدى ارتفاع القياس‪ .‬وعند إجراء أي قياسات راديو مترية ينبغي األخذ في الحسبان‬
‫تاريخ إجراء الدراسة‪ ،‬ساعة أو زمن التقاط البيانات‪ ،‬والظروف المناخية‪ ،‬وكذا زاوية أخذ‬
‫بيانات االنعكاس أو التقاطها‪ ،‬وضرورة إجراء معايرة للجهاز ‪ Calibration‬قبل استخدامه‪.‬‬
‫ب‪ .‬جهاز فحص األشعة المجسمة تحت الحمراء سبكترو متر ‪ Spectrometer‬والفكرة‬
‫األساسية في هذا الجهاز هي وجود مصدر ضوئي يصدر أشعة ضوئية على العينة المراد‬
‫قياس انعكاساتها‪.‬‬
‫ج‪ .‬جهاز سبكترو متر األشعة تحت الحمراء ‪Infrared Intelligent Spectrometer‬‬
‫‪ :)(IRIS‬ويعمل هذا الجهاز على رسم منحنى االنبعاث الطيفي خالل المدى الطيفي من ‪300‬‬
‫إلى ‪ 3000‬نانومتر وكذلك تسجيل البيانات الرقمية لهذا المنحنى بصفة مستمرة‪ ،‬كما يمكن‬

‫‪10‬‬
‫استخدامه في الدراسات الحقلية والمعملية معا‪ ،‬وبهذا فانه يجمع بين خصائص جهاز الراديو‬
‫متر‪ ،‬من حيث االستخدام الحقلي‪ ،‬وخصائص جهاز اإلسبكترو متر من حيث القياس المستمر‬
‫لالنبعاثات خالل إجمالي المدى الطيفي‪.‬‬

‫‪ .6‬أجهزة تحديد الموقع ‪GPS‬‬


‫وتستخدم هذه األجهزة في تحديد اإلحداثيات لمناطق الفحص والدراسة الميدانية‪ ،‬التي حددت‬
‫بناء على دراسة الصور ومعالجتها‪ .‬ومن هذه األجهزة جهاز تحديد الموقع كونيا ‪Global‬‬
‫‪ ،Positioning System: GPS‬الذي يتصل بعدد حوالي ‪ 12‬قمرا صناعيا‪ ،‬خاصة بتحديد‬
‫اإلحداثيات‪ .‬وتتحقق القراءة الصحيحة بتوفر االتصال بين الجهاز وأربعة أقمار صناعية على‬
‫األقل‪ ،‬وتختلف دقة الجهاز باختالف نوعه‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه عند التعامل مع االستشعار عن بعد؛ فإن خط الصفر لإلحداثيات الطولية‬
‫هو خط جرينتش‪ ،‬وأما خط الصفر لإلحداثيات العرضية فهو خط االستواء‪ ،‬ووحدة قياس‬
‫المسافة هي المتر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سادسا‪ :‬االستشعار عن بعد باستخدام الموجات المتناهية القصر‬
‫تعتمد فكرة االستشعار عن بعد باستخدام الموجات المتناهية القصر ‪ ،Microwaves‬أو ما‬
‫يسمى "االستشعار الرادارى"‪ ،‬على إرسال موجات كهرومغناطيسية في نطاقات معينة‪ ،‬إلى‬
‫الهدف المراد دراسته‪ ،‬ثم استقبال الموجات المنعكسة منه‪.11‬‬

‫والرادار يلتقط الصور الجانبية‪ ،‬أو القطاعية‪ .‬فالجهاز ذو النافذة التخليقية "سار" ‪Synthetic‬‬
‫‪ Aperture Radar: SAR‬يرسل نبضات تجاه المنطقة المستهدفة‪ ،‬تم يتلقى الطاقة المنعكسة‪.‬‬
‫ويعكس السطح الخشن طاقة إشعاعية أكثر من السطوح الناعمة‪ ،‬فسطوح الجبال‪ ،‬وتدفق‬
‫الصخور المصهورة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تبدو مصادر المعة في صور الرادار‪.‬‬

‫الشكل (‪" :)3-1‬هوائي الرادار سار"‬

‫‪ 11‬خالد غانم‪ ،‬االستشعار عن بعد تفاعل االشعة الكهرومغناطيسية مع االجسام‪ ،‬قسم الجغرافية‪ ،‬كلية االداب جامعة صنعاء‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الشكل (‪ :)4-1‬نموذج ثالثي االبعاد لسفينة نتيجة معالجة الصورة الفضائية‬

‫وبقياس الزمن الذي تستغرقه اإلشارات لقطع المسافة من الرادار إلى الهدف والعودة‪ ،‬يمكن‬
‫قياس االرتفاعات النسبية للتضاريس المختلفة‪ .‬وتسجل اإلشارات الرادارية المنعكسة على فيلم‬
‫بأسلوب هولوغرافي ‪ ،Holographic‬يتم بعدها تحويلها باستخدام أشعة الليزر إلى صور‬
‫تعطي إحساسا بالتجسيم‪ ،‬أي التصوير ثالثي األبعاد‪.‬‬

‫‪ .١‬رادار القمر "سيسات"‬


‫أول رادار تصويري مدني‪ ،‬وضع في مدار حول األرض‪ ،‬كان على متن قمر صناعي‬
‫للمحيطات سمي "سيسات " ‪ ،Seasat‬أطلق عام ‪1978‬م‪ .‬وعلى الرغم من أنه قد عمل لمدة‬
‫تقل عن أربعة شهور بسبب خلل أصابه‪ ،‬فقد أكد المسح‪ ،‬الذي أجراه‪ ،‬أن لسطح المحيط خطوطا‬
‫محددة تماما‪ ،‬كاألرض‪ ،‬وهناك مناطق تعلو مناطق أخرى‪ ،‬بما يزيد على ‪ 250‬مترا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وهذه االرتفاعات واالنخفاضات نتيجة للفروق في الجاذبية الناتجة عن التوزيع غير المتساوي‬
‫لكتلة األرض داخلها‪ .‬ولدى تلقى هذه المعلومات من القمر "سيسات"‪ ،‬رسم علماء مختبر الدفع‬
‫النفاث‪ ،‬بمعهد التكنولوجيا في "باسادين" بكاليفورنيا‪ ،‬صورة لقيعان البحار في العالم‪ ،‬من‬
‫المنتظر أن تستخدم دليال الكتشافات مستقبلية‪ ،‬وأن تثير تفكيرا جديدا حول جيولوجية هذا‬
‫الكوكب‪.12‬‬

‫الشكل (‪ :)5-1‬رادار القمر "سيسات"‬

‫‪ 12‬مشروع مسح الموارد الطبيعية والزراعية باستخدام تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬الصور الجوية‪ ،‬برنامج ماجستير العلوم في العلوم البيئية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .٢‬النظام الراداري للمكوك "كولومبيا"‬
‫كان مكوك الفضاء "كولومبيا" قد حمل في رحلته الثانية في نوفمبر ‪1981‬م‪ ،‬نظاما راداريا‬
‫مصمما لمسح األرض‪ .‬وقد تم تركيب الصور الناتجة فوق صور "الندسات"؛ لتركيز األضواء‬
‫على الطبيعة المتكاملة للتقنيات‪ ،‬من خالل مزج صور الرادار الشديدة الوضوح لسطح‬
‫األرض‪ ،‬والرؤية المتعددة األطياف لكيمياء السطوح‪ ،‬التي يقدمها "الندسات"‪ ،‬كما هو الحال‬
‫في أنواع الصخور والغطاء الخضري‪ .‬وبدت الصور المركبة الناتجة‪ ،‬التي تعطي ألوانا غير‬
‫حقيقية‪ ،‬مذهلة بقدر ما تحتوي من معلومات‪.‬‬
‫ولكن أكثر االكتشافات‪ ،‬التي نتجت من التحليل‪ ،‬هي مشاهدات الرادار الفضائي‪ ،‬تحت رمال‬
‫الصحاري‪ .‬ففي المناطق المتناهية الجفاف‪ ،‬تبين أن إشارات الرادار قد اخترقت مترين أو‬
‫ثالثة أمتار من الرمال‪ ،‬وفي بعض الحاالت خمسة أمتار تقريبا‪ ،‬وكثيرا ما اصطدمت بالقاعدة‬
‫الصخرية‪.‬‬
‫وعندما عبر القمر سماء السودان وجنوب مصر‪ ،‬التقط الرادار صورا‪ ،‬كشفت عن آثار مدفونة‬
‫ألنهار؛ كانت ذات يوم تتدفق هناك‪ ،‬وحفرت لنفسها أودية‪ ،‬بلغ عرضها عرض النيل الحالي‪.‬‬
‫وعقبها حفر الجيولوجيون الثقوب في الصحراء‪ ،‬وأكدوا وجود شبكة من أحواض الصرف‬
‫القديمة‪ ،‬ووجدوا مواقع مدفونة لمستوطنات بشرية عندما كانت الصحراء أقل جفافا‪ .‬وباإلبالغ‬
‫عن هذه االكتشافات استنتج الخبراء أن إمكانات وجود المياه الجوفية القريبة من السطح‪ ،‬كافية‬
‫إلثارة االهتمام في صفوف العلماء‪ ،‬الذين يملكون اآلن وسيلة الستكشاف الصحارى على هذا‬
‫الكوكب‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الشكل (‪ :)6-1‬النظام الراداري للمكوك "كولومبيا"‬

‫‪ .3‬القمر الراداري "رادار‪"1-‬‬


‫القمر الصناعي الراداري األمريكي " رادار‪ ،Radar-1 "1-‬هو القمر األول الذي يطلق‬
‫لالستخدامات العسكرية والمدنية في الوقت نفسه‪ .‬وسيؤمن صورا رادارية‪ ،‬لها درجة وضوح‪،‬‬
‫تصل دقتها إلى متر واحد‪.‬‬
‫ويعتمد هذا القمر على تقنية الرادار ذي النافذة التخليقية "سار" ‪Synthetic Aperture‬‬
‫)‪ ،Radar (SAR‬الذي يسمح بالتقاط الصور‪ ،‬أثناء النهار أو الليل‪ ،‬وفي كل الظروف‬
‫المناخية‪ ،‬على عكس الصور البصرية في األقمار الصناعية التصويرية التقليدية‪،‬‬
‫وتعود موافقة الدوائر العسكرية األمريكية‪ ،‬على منح الترخيص‪ ،‬بإطالق قمر صناعي راداري‬
‫مدني‪ ،‬إلى الرغبة في توفير أموال ميزانية وزارة الدفاع‪ ،‬مع التطلع إلى االستفادة من‬

‫‪16‬‬
‫التطورات التكنولوجية‪ ،‬التي تتحقق في القطاع الخاص‪ .‬بيد أن القمر الصناعي الراداري‬
‫"رادار ‪ "1 -‬يخضع لرقابة الدولة‪ ،‬إذ إنه ينبغي على الشركة المستثمرة الحصول على إذن‬
‫خاص من الحكومة األمريكية‪ ،‬قبل بيع أي صورة رادارية‪ ،‬بدرجة وضوح تصل إلى خمسة‬
‫أمتار أو أقل‪ ،‬إلى عميل مدني‪.13‬‬

‫الشكل (‪ :)7-1‬رادار ‪RES-1‬‬

‫وأهم مميزات استخدام الرادار في االستشعار بعد هي‪:14‬‬


‫أ‪ .‬مرونة بيانات الرادار‬
‫صممت أجهزة الرادار المستخدمة في أغراض االستشعار عن بعد بحيث يمكن التحكم في ميل‬
‫الحزمة الرادارية على المحور العمودي على مستوى األرض‪ ،‬بحيث تراوح هذه الزاوية بين‬
‫صفر و‪ 60‬درجة‪ .‬وقد أدى ذلك إلى إمكانية المتابعة اليومية للظواهر الطبيعية‪ ،‬وعرفت هذه‬
‫الميزة بالتعدد الزمني للتغطية‪ ،‬أو المتابعة لظاهرة ما‪ ،‬في أوقات نشاط تغييرات عالية‪ ،‬من‬
‫خالل دراسات اكتشاف التغييرات‪.‬‬

‫‪ 13‬كامل خليل‪ ،‬عفت‪ ،‬غزو الفضاء‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪1959 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ 14‬كامل خليل عفت‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫والمساحة التي يغطيها المنظر الراداري تتراوح بين ‪ 50 × 50‬كم‪ ،‬في حالة حزمة األشعة‬
‫الدقيقة‪ ،‬و‪500×500‬كم‪ ،‬عند استخدام الحزمة الرادارية للرادار ذى النافذة‬
‫التخليقية )‪ .Synthetic Aperture Radar: (SAR‬وتراوح درجة التفريق بين ‪ 8‬م‬
‫و‪100‬م‪.‬‬
‫وبطبيعة الحال ساعد ذلك على اتساع مجاالت تطبيقات البيانات الرادارية وتعددها في اكتشاف‬
‫البترول‪ ،‬والغاز والمعادن‪ ،‬وتقدير التأثيرات البيئية‪ ،‬وإظهار الكوارث الطبيعية ومتابعتها‪،‬‬
‫وإظهار المحاصيل ومتابعتها‪ ،‬وعمل الخرائط األرضية‪ ،‬وإدارة السواحل‪ ،‬وإظهار‬
‫استخدامات األراضي ومتابعتها‪.‬‬
‫ب‪ .‬قدرة الرادار على اختراق السحب‬
‫يتميز االستشعار الراداري بالقدرة على اختراق السحب‪ ،‬والضباب‪ ،‬واألمطار‪ ،‬واألتربة‪،‬‬
‫والظالم‪ .‬وهذا يؤدي إلى االلتقاط المستمر للصور الرادارية بالنهار والليل‪ ،‬على حد السواء‪،‬‬
‫وتزداد أهمية هذه القدرة االختراقية بالمناطق االستوائية‪ ،‬والساحلية‪ ،‬والقطبية‪ .‬وهذا األمر ال‬
‫يتوافر بالنسبة ألقمار االستشعار الفضائي السالب‪.‬‬
‫ج‪ .‬استمرار الحصول على البيانات الرادارية‪ ،‬والمتابعة شبه اللحظية للظواهر الديناميكية‬
‫وتكرار مرور القمر الصناعي‪ ،‬الحامل ألجهزة الرادار‪ ،‬فوق موقع ما بالكرة األرضية‪ ،‬يفيد‬
‫في الحصول على عدة صور كل يوم؛ ما يتيح المتابعة‪ ،‬شبه اللحظية‪ .‬وفي الظروف العادية‬
‫تختلف فترة ما بين الزيارات الرادارية باختالف نوع الحزمة الرادارية‪ ،‬وبالتالي تختلف درجة‬
‫التفريق‪ ،‬أيضا‪.‬‬
‫وتتوقف الفترة بين الزيارات المتكررة للموضع نفسه‪ ،‬باإلضافة إلى نوع الحزمة الرادارية‪،‬‬
‫على خطوط العرض والطول لهذا الموقع‪ ،‬حيث تزداد هذه الفترة في اتجاه خط االستواء‪ ،‬وتقل‬
‫الفترة الزمنية عند خطوط العرض األخرى لقصر المسافة بينها‪ ،‬وبالتالي يزداد عدد المسارات‬
‫الممكن تكرارها يوميا‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫د‪ .‬إمكانية رؤية الموقع نفسه من اتجاهين مختلفين‬
‫يتيح الرادار اإلمكانية لرؤية نفس الموقع من اتجاهين مختلفين‪ ،‬وبالتالي الحصول على‬
‫صورتين لمنطقة ما‪ ،‬من اتجاهين متقابلين‪ ،‬األمر الذي يساعد على الحصول على أكبر قدر‬
‫من المعلومات‪.‬‬
‫هـ‪ .‬القدرة االندماجية للبيانات الرادارية مع بيانات أخرى وهذه القدرة تظهر مزيدا من‬
‫المعلومات األرضية‪ ،‬فعند دمج البيانات الرادارية بالقياسات الجيوفيزيائية ‪Geophysical‬‬
‫‪ Measurements‬تتوافر معلومات عن سطح األرض‪ ،‬وما تحت سطح األرض‪.‬‬
‫و‪ .‬تعدد درجة التفريق‬
‫أدى تعدد درجة التفريق للبيانات الرادارية‪ ،‬واختالفها من ‪ 8‬متر إلى ‪ 100‬متر‪ ،‬إلى تعدد‬
‫مقياس رسم الخرائط الناتجة بما يتناسب مع الغرض من الدراسة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن‬
‫استخدام بيانات الحزمة الرادارية الدقيقة أو القياسية لعمل الخرائط التفصيلية‪ ،‬بينما تستعمل‬
‫بيانات الحزمة الرادارية (‪ )SAR‬إلعداد خرائط على مستوى المناطق ‪Regional‬‬
‫‪.Mapping‬‬

‫‪19‬‬
‫المصادر‬
‫⎯ الداغستاني‪ ،‬نبيل صبحي‪ ،‬االستشعار عن بعد األساسيات والتطبيقات‪ ،‬دار المنهاج للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫جامعة البلقاء‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬األردن‪.2003 ،‬‬
‫⎯ العنقري‪ ،‬خالد محمد‪ ،‬االستشعار عن بعد وتطبيقاته في الدراسات المكانية‪ ،‬شركة العبيكان للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية السعويدة‪.1986 ،‬‬
‫⎯ أبو ريشة‪ ،‬علي وفاء عبد الرحمن‪ ،‬أسس تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬مكز دراسات الصحراء‪ ،‬جامعة‬
‫الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.1993 ،‬‬
‫⎯ سراج محمد محمد‪ ،‬االستشعار عن بعد‪ ،‬سلسلة العلم والحياة‪ ،‬العدد ‪ ،51‬ج‪.1994 ،1‬‬
‫⎯ عاشور‪ ،‬محمد صباح‪ ،‬االستشعار عن بعد وتطبيقاته‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬مصراته‪.‬‬
‫⎯ الحسن‪ ،‬عصمت محمد‪ ،‬معالجة الصور الرقمية في االستشعار عن بعد‪.2007 ،‬‬
‫⎯ عبد رب النبي محمد عبد الهادي‪ ،‬مرجع االستشعار عن بعد‪ ،‬عالم وتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬بستان المعرفة‪ ،‬كفر‬
‫الدوار‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫⎯ األسس النظرية لتفسير الصور الفضائية‪ ،‬منتدى الجمعية الجغرافية‪.‬‬
‫⎯ خالد غانم‪ ،‬االستشعار عن بعد تفاعل االشعة الكهرومغناطيسية مع االجسام‪ ،‬قسم الجغرافية‪ ،‬كلية االداب‬
‫جامعة صنعاء‪.‬‬
‫⎯ مشروع مسح الموارد الطبيعية والزراعية باستخدام تقنيات االستشعار عن بعد‪ ،‬الصور الجوية‪ ،‬برنامج‬
‫ماجستير العلوم في العلوم البيئية‪ ،‬كلية العلوم‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫⎯ كامل خليل‪ ،‬عفت‪ ،‬غزو الفضاء‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪1959 ،1‬م‪.‬‬

‫‪20‬‬

You might also like