Professional Documents
Culture Documents
في خضم الحدث العالمي الهائل بوصول الصور بالغة الدقة من تلسكوب جيمس ويب،
تكاثرت املواضيع التي تتهم ناسا بالكذب ،وكيف تلتقط مثل هذه الصور وهي لم تخرج خارج املجموعة
الشمسية
Cassiopeia A
لكنك لو نظرت بعيونك إلى البقعة التي هي فيها في السماء فلن تر شيئا البتة! وال حتى بتلسكوب عادي
بصري!
فكيف تراها؟
إن معظم معلوماتنا عن األجسام الفضائية ،أمكن الحصول عليها من تحليل الضوء( ،واألشكال األخرى
لإلشعاعات الكهرومغناطيسية (
والضوء شكل من أشكال الطاقة ينتقل عبر نبضات من الطاقة تسمى الفوتونات أو الضويء بالعربي
فالفوتون الخاص باألشعة السينية له من الطاقة ما يساوي تريليون أي (مليون مليون) مرة ،قدر
فوتون موجات الراديو.
والباصرة (العين) تستطيع رؤية نطاق ضيق من الطيف الكهرومغناطيسي هو نطاق األشعة املرئية
وطول موجاتها ذلك (من ثمانية من مائة ألف إلى أربعة من مائة ألف من السنتيمتر).
تجد أن املوجات الراديوية تنتقل بحرية ،وهذه األمواج الراديوية مهمة جدا في عملية دراسة النجوم
واملجرة ،وهذا االستعمال املهم تم التوصل إليه بالصدفة ،ففي العام ،1933قام مهندس اسمه كارل
تشانسكي ،بتركيب نظام يتتبع مصدر الكهرباء الساكنة على خطوط تلفونات ،تشبك طرفي املحيط
االطلسي ،واكتشف أن التداخل املوجي يأتي من قلب املجرة،
ولشدة االهتمام بتقنيات الراديو واالتصاالت في الحرب العاملية الثانية ،تقدم علم فلك جديد اسمه
علم الفلك الراديوي Radio astronomyيستمع للموجات الراديوية الصادرة من الفضاء( ،مقابل علم
الفلك البصري)،
وحين ال ترى النجوم بعيونك ،تستطيع رؤيتها بالتصوير الحراري ،أي التصوير باألشعة تحت الحمراء،
التي ترى املوجات الناشئة فقط عن الحرارة ،ثم تستطيع تحويل تلك الصور إلى صورة يستطيع
االنسان مشاهدتها بعينه ،مثل هذه الكاميرات تستعملها فرق اإلطفاء عند اختراقها لغرف مليئة
بالدخان ،تبحث بها عن حرارة ناتجة عن جسم شخص فاقد للوعي،
وفي العام 2003أطلق العلماء للفضاء تلسكوبا مزودا بكاميرات شديدة الحساسية ،تعمل باألشعة تحت
الحمراء للفضاء ،لدراسة النجوم حديثة الوالدة ،اسمه Spitzerواملجرات املوغلة في البعد عن
األرض ،وقد مكنت هذه الكاميرات العلماء من مشاهدة مركز املجرة على بعد 26الف سنة ضوئية،
وذلك بتجميع ما يزيد على 12الف صورة عالية الجودة عالية الحساسية ،من تلك الكاميرا ،استغرقت
التلسكوب فترة 16ساعة من العمل لجمعها وإرسالها لألرض ،وذلك يغطي مساحة 900سنة ضوئية
عرضا و 700سنة ضوئية ارتفاعا ،تلك املنطقة من قلب املجرة تم تصويرها بتلك الكاميرا.
وهذه األشعة قدرتها عظيمة في اختراق الحجب التي تحول بيننا وبين غيرها من املوجات من الوصول
لباصرتنا،
فإن األشعة السينية وأشعة جاما ،تملك أقوى طاقة ،وتحمل على أقصر موجة طوال،
األمر الذي جعل تصوير قلب املجرة ممكنا باستعمال هذه التقنيات.
إذن ،فالتصوير ال يتم فقط بكاميرا بصرية ،بل يتم بمجموعة متنوعة من الكاميرات التي تعمل بتقنيات
مختلفة راديوية ،إكس ،حرارية ،بصرية ...الخ
وهذه الكاميرات التي في التلسكوبات مزودة بمستشعرات كاشفات للحرارة وأجهزة استشعار األشعة
تحت الحمراء
ً
استنادا إلى وهناك أيضا مستشعرات دقيقة تسمح للتلسكوب بالتوجه نحو الجسم املستهدف للتصوير
املسافة بين الجسم املراد تصويره ونجوم الدليل القريبة.
ويتم تحليل الضوء إلى أطياف ألوانه باستخدام املحلل الطيفي التصويري لتلسكوب الفضاء ( .)STISكما
ُ
يوجد مستشعر حرارة .باإلضافة إلى املحلل الطيفي لألصول الكونية الذي يستقبل األشعة فوق
البنفسجية ويبحث في أجزاء منها لدراسة الغازات في الكون.
وأنواع الكاميرات التي على تلسكوب هابل على سبيل املثال :هناك كاميرات متقدمة لالستطالع،
تستطيع الكاميرا ذات املجال الواسع التقاط صور كبيرة للفضاء .يستخدم العلماء الكاميرا الشمسية
اللتقاط صور للنجوم الساخنة واألجسام الفضائية األخرى التي تنبعث منها األشعة فوق البنفسجية،
عندما تتداخل أشعة الشمس مع األشعة فوق البنفسجية .بينما تستطيع الكاميرا عالية الدقة التقاط
صور رائعة داخل املجرات.
تستطيع هذه الكاميرا التقاط صور مذهلة للفضاء خالل نطاق محدد من أطياف الضوء ،وهذا النطاق
يقع بالقرب من األشعة فوق البنفسجية ومنطقة الضوء املرئي واألشعة تحت الحمراء القريبة .
وكما هو معلوم ،فإن الغالف الجوي األرضي يحجب الكثير من األشعة الكهرومغناطيسية
يقول الدكتور مايكل دينتون" :ومن املوافقات ذات األهمية حقيقة أن غازات الجو ك(األوكسجين
واآلزوت وثاني أوكسيد الكربون وبخار املاء) تمرر 80باملائة من أشعة الشمس املرئية ومن األشعة
تحت الحمراء القريبة ،وتسمح لها بالوصول إلى األرض ...،بل إن غازات جو األرض نفسها تمتص
األشعة الكهرومغناطيسية من أجزاء الطيف الواقعة مباشرة خارج حزمة الضوء املرئي واألشعة تحت
الحمراء القريبة بقوة ،فاملنطقة الوحيدة من الطيف الضوئي التي يسمح لها الجو بالعبور هي الحزمة
الضيقة جدا التي تحوي الضوء املرئي واألشعة تحت الحمراء القريبة ،وعمليا ال يصل األرض أي أشعة
إكس أو أي أشعة فوق بنفسجية أو تحت حمراء بعيدة أو أشعة املوجات امليكروية" .وقد َّ
عقبت
النسخة الخامسة عشر من املوسوعة البريطانية على هذه الحقيقة الواضحة للعيان ،وهي أن املنطقة
الوحيدة من الطيف التي ُيسمح لها بالنفاذ عبر الجو واملاء السائل هي مجال ضيق من الطيف ،وهو
املجال النافع للحياة ،وجاء فيها" :باعتبار أهمية الضوء املرئي لكل مناحي الحياة البرية ،ال يملك املرء إال
1
أن يصاب بالذهول لهذه النافذة الضيقة جدا في االمتصاص الجوي ،وفي طيف امتصاص املاء".
انتهى قوله
وعليه ،فالتصوير من خارج الغالف الجوي يعطي صورا أكثر نقاء ،ويسمح بالتقاط صور بعيدة جدا
أما كيف نلتقط صورة مجرة درب التبانة ،مع أننا جزء منها
1قدر الطبيعة ،قوانين الحياة تفصح عن وجود الغاية في الكون .د .مايكل دينتون ،ترجمة د .موسىى إدريس وآخرين ،مركز براهين ،ص
109-108
بينما البعض اآلخر أفضل للكشف عن النجوم ،
إذن ،فهناك صور حقيقية ملنظر مقطع جانبي للمجرة ،وصور حقيقية للغازات والبخار ،وصور حقيقية
للنجوم
أخيرا:
وموقعنا في درب التبانة فاألرض تقع بين ذراعين من دوامة مجرية حلزونية
إن موقع األرض هذا يسمح لنا بأن نرى هللا تعالى من خالل مخلوقاته وعظمته!
وإال لو لم نكن نستطيع رؤية الكون لظننا أن مجموعتنا الشمسية أو حتى درب التبانة هي الكون كله!
إن موقع األرض بالنسبة للمجرة وبالنسبة للكون بما يسمح لنا مشاهدة املجرات