Professional Documents
Culture Documents
مع بولس في رسائله 99299 Foulabook.com 121105
مع بولس في رسائله 99299 Foulabook.com 121105
نبيل الكرخي
1
بسم هللا الرحمن الرحيم
المقدمة:
الشك ان المسيحية قائمة بالدرجة االساس على فكر بولس وتبشيره .وطيلة مسيرة بولس التبشيرية
بدينه الجديد كانت هناك مشكلة تواجهه وهي مشكلة االصالة! فمن الناحية االجتماعية ،كانت دعوة
المسيح التي انتهت برفعه الى السماء قد توارثها من بعده تالميذه الحواريون الذين انتخبهم
واختارهم ،وقد تزعمهم بطرس (الصخرة) ومن خلفه جميع الذين آمنوا بالمسيح حال حياته بينهم،
ويذكر العهد الجديد ان المسيح عندما ُرفِ َع الى السماء كان ذلك بمشهد ( )055مؤمن من انصاره.
فإذا أضفنا لهم المؤمنين به في مدن عدّة متفرقة في فلسطين ،فيكون خلف زعامة بطرس حشد كبير
يتجردوا عن يهوديتهم
ّ من اليهود المؤمنين بالمسيح .فالمسيح لم يطلب من اليهود الذين آمنوا به ان
أو ينسلخوا عن العمل بشريعة التوراة ،بل على العكس فقد كان يقول انه جاء ليكمل الشريعة ال
لينقضها .وإزاء هذا الحشد اليهودي المؤمن بالمسيح ،ظهر بولس الذي كان يضطهد اليهود المؤمنين
بالمسيح (اليهود المسيحيين) وإذا به يعلن إيمانه بالمسيح ،ولكنه لم يكن قد آمن بنفس طريقة تالميذ
سرا ً طيلة
المسيح بل كان له إيمانه الخاص الذي يقول انه تلقاه من المسيح مباشرة ،وكان يدعوا إليه ّ
( )41سنة ،تحت غطاء تواصله وتعاونه مع قادة اليهود المسيحيين من تالميذ المسيح (الحواريين)،
كون له اتباعا ً في عدّة مدن يونانية في حوض البحر المتوسط ،بدأ بإعالن حتى إذا أسس قواعده و ّ
عقيدته الجديدة ،وهي( :إيمانه بأن المسيح هوابن اإلله المولود منه والصادر عنه وانه هو خالق كل
شيء وأن اإلله به خلق كل شيء ،فهو الرب ابن اإلله ،وقد ض ّحى بنفسه على الصليب ليدفع كفّارة
خطايا المؤمنين به ثم قام من الموت بعد ثالثة ايام وارتفع الى السماء)!
وهكذا نشأ تياران رئيسيان كل منهما يرفع أسم المسيح ويعتبر نفسه الممثل الشرعي له ،هما تيار
بطرس واتباعه من اليهود المسيحيين المؤمنين بنبوة المسيح وانه عبد من عباد هللا ،وتيار بولس
واتباعه وغالبيتهم من الوثنيين (األممين) المؤمنين بالمسيح الرب ابن اإلله .وأصبح لكل فريق
شِرون وأناجيل ورسائل وكتابات وانصار ،يتصارعون فيما بينهم فكريّا ً لينشر كل فريق زعماء ومب ّ
مبادئه .ولكون بطرس وتياره لم يكن يستهدف سوى اليهود في فلسطين ومدن حوض البحر المتوسط
(العالم الهليني ،)4فقد كان نطاق حركتهم ضيقا ً ومحدودا ً يستهدف اليهود في تلك المدن بصورة
رئيسية ،بينما كان نطاق حركة بولس اوسع حيث بأفكاره التعددية (اإلله وأبنه المسيح الرب) امكنه
االنتشار بين الوثنيين بسهولة أكبر مما هو بين اليهود الموحدين ،رغم انه لم يتمكن ان يتجاوز عقدة
4العالم الهليني :مستمد من كلمة هـِلين وهي االسم العرقي الذي يطلقه اليونانيون على أنفسهم ،بجدهم األسطوري
هيلين Hellenوببالدهم التي عرفت باسم بالد هيالس Hellasأو الهيالد ،Helladوهي تسمية أطلقها المؤرخون
األوربيون والغربيون عموما ً على هذه الحضارة؛ إذ عدّوا أنفسهم ورثة هذه الحضارة التي تميزت بإنجازاتها
التاريخية الرائعة .يمتد عصر الحضارة الهلينية منذ أوائل القرن الرابع قبل الميالد وحتى القرن الخامس الميالدي
وفى هذه الحقبة أصبحت الثقافة االغريقية ملكا مشتركا بين جميع بلدان البحر المتوسط وكانت اليونانية لغة العلم
في ذلك الوقت والهيلينستية هى ثقافة مركبة من عناصر يونانية وشرقية حمل فيها االغريقيون إلى الشرق الفلسفة=
= ولقح فيها الشرقيون حضارة اليونان بروحانية الشرق ونظمه وعلمه .يقول بعض المؤرخين مثل تارن في كتاب
الحضارة الهيلينستية أن الحضارة االغريقية تنقسم إلى مرحلتين االولى هلينيك اى المرحلة اليونانية البحتة وتضم
مرحلتى النشأة والنضج واالزدهار وتشمل العالم اليونانى وحضارته منذ الغزو الدوري وحتى االسكندر األكبر
والمرحلة الثانية هى هيلينستك اى المرحلة الهيلينيستية وهى مرحلة يونانية متأخرة وتشمل البقاع التى تألفت منها
امبراطورية االسكندر وتشمل بالد اليونان والممالك الشرقية بعد غزو االسكندر لها{ .مقتبس بتصرف عن موقع
المعرفة االلكتروني}.
2
التبشير بين اليهود ،بسبب طبيعة حياة المسيح ورسالته التبشيرية ،فقد كان بولس ملتزما ً بالدخول
في مجامع اليهود ومجالسهم والتبشير بينهم رغم قلّة ما يجنيه من فائدة وانصار.
ويمكننا دراسة الفكر الالهوتي لبولس والمبني على الشراكة بين (المسيح الرب واألب اإلله) من
خالل المصادر االكثر وثوقا ً بصدورها عن بولس وهي الرسائل االربعة الرئيسية 2ذات الموثوقية
العالية َّ
بأن بولس كاتبها! وهي حسب تسلسل كتابتها:
رسالة بولس االولى الى اهل كورنثوس. .4
رسالة بولس الى اهل غالطية. .2
رسالة بولس الثانية الى اهل كورنثوس. .3
رسالة بولس الى اهل رومية. .1
وحتى هذه الرسائل االربعة من بينها رسالة واحدة ال تخلو من الشك ان بولس هو كاتبها وهي
رسالة بولس الثانية الى اهل كورنثوس! حيث يرى بعض علماء المسيحية ان هذه الرسالة مركبة
من عدّة رسائل !3ونحن ال نعرف على وجه اليقين هل هذه الرسائل المر ّكبة جميعها لبولس! وبذلك
ال يكون امامنا من رسائل ذات موثوقية عالية لمعرفة فكر بولس سوى الثالث رسائل األخرى:
كورنثوس االولى وغالطية ورومية .ولكن بقية الرسائل العشرة إن لم يكن بولس هو كاتبها فبالتأكيد
ان بعض تالميذه هم كتبتها ،وبذلك يمكن ان نستفيد منها بدراسة تطور فكر بولس وكيف انتقلت
عقيدته الدينية الى تالميذه ثم تالميذهم ،اآلباء المؤسسون ،فتطورت على ايديهم حتى انتهت الى ما
هي عليه المسيحية اليوم.
رحلة بولس االولى ،اعمال الرسل (( ،)2::41 – 2:43برنابا وبولس ،ويوحنا الملقب مرقس
معاونهما) ،حوالي ()1:-11م:
وس] – {فراق مرقس لهما} َ -ب ْر َج ِة يس – َبافُ َ سالَ ِم َ س– َ سلُو ِك َيةَ (مرفأ أ َ ْن َ
طا ِك َيةَ) [ -قُب ُْر َ طا ِكيَةَ َ - أ َ ْن َ
طا ِكيَةَ -بِيسِي ِديَّةَ -أيقونية ِ -ل ْست ََرة َ -دَ ْربَةَ ِ -ل ْست ََرة َ -إِيقُونِيَةَ -أ َ ْن َ
طا ِكيَةَ -بِيسِي ِديَّةَ - في بَ ْم ِفي ِليَّةَ -أ َ ْن َ
طا ِكيَةَ. بَ ْم ِفي ِليَّةَ -أ َ ْن َ
رحلة بولس الثانية ،اعمال الرسل ( ،)22:4: – 15:40حوالي ()02-05م ،افترق في بدايتها
برنابا عن بولس.
َ
غالَ ِطيَّة واجتازوا ِمي ِسيَّا َ
يجيَّة و َ
{مروا نواحي فِ ِر ِ َ َ َ
وريَّة ِ -كي ِلي ِكيَّة -دَ ْربَة ِ -ل ْست ََرة َ ّ -
س ِ أ َ ْن َ
طا ِكيَةَ ُ -
يس -فِي ِل ِبّي {اول مدينة في سا ُموثْ َرا ِكي -نِيَابُو ِل َ
اس – َ دون مكوث ،ولم يدخلوا بِثِينِيَّةَ} -ت َُر َو َ
يريَّةَ - يس َوأَبُولُونِيَّةَ دون مكوث} -ت َ َ
سالُونِي ِكي -بِ ِ مقاطعة َم ِكد ُونِيَّةَ} ِ -لي ِديَّةَ { -اجتياز أ َ ْم ِفيبُو ِل َ
وس .وفيها :كتب بولس رسالتيه الى اهل تسالونيكي {عن هامش ور ْنث ُ َ {افتراق بولس وسيال} -أَثِينَا ُ -ك ِ
الطبعة الكاثوليكية}{ .هناك خالف بين علماء المسيحية هل ان بولس هو فعالً من كتب الرسالة الثانية الى اهل
س ببولس من َم ِكدُو ِنيَّةَ} { -بعد مكوثه 4:شهر في تسالونيكي} { -التحاق ِسيالَ َو ِتي ُموث َ ُ
او ُ
وس ابحر نحو سورية ومعه ِب ِري ْس ِكالَّ َوأ َ ِكيالَ} { -حلق رأسه في َك ْنخ َِريَا بسبب نذر} - ور ْنث ُ َ
ُك ِ
يم -أ َ ْن َ
طا ِكيَةَ. ش ِل َ ص ِريَّةَ -أ ُ ُ
ور َ س {فيها ترك بِ ِري ْس ِكالَّ َوأ َ ِكيالَ} -قَ ْي َ س َ أَفَ ُ
ت 15م .وقيل ()13-14م{ .هناك خالف بين علماء .45رسالة بولس الى اهل كولوسيُ .كتِبَ ْ
المسيحية هل ان بولس هو فعالً من كتب هذه الرسالة} .
13
ت 15م .وقيل ()13-14م{ .هناك خالف بين علماء المسيحية .44رسالة بولس الى اهل افسسُ .كتِبَ ْ
هل ان بولس هو فعالً من كتب هذه الرسالة}.14
.42رسالة بولس الى فليمونُ .كتِبَ ْ
ت 15م .وقيل ()13-14م.
.43رسالة بولس االولى الى تيموثاوس)10-13( .م {هناك خالف بين علماء المسيحية هل ان بولس
هو فعالً من كتب هذه الرسالة}.15
ت ()10-13م{ .هناك خالف بين علماء المسيحية هل ان بولس هو .41رسالة بولس الى تيطسُ .كتِبَ ْ
فعالً من كتب هذه الرسالة}.16
ت ()1:-11م {هناك خالف بين علماء المسيحية هل ان .40رسالة بولس الثانية الى تيموثاوسُ .كتِ َب ْ
بولس هو فعالً من كتب هذه الرسالة}.16
ت بين ():5-10م. .41انجيل مرقسُ .كتِ َب ْ
ت قبل :5م ،وقيل 10م .4:الرسالة الى العبرانيينُ .كتِبَ ْ
ت 10م ،أو في العقد السابع او :5م{ .هناك خالف بين علماء المسيحية .4:رسالة يهوذا .قيل ُكتِبَ ْ
هل ان يهوذا هو فعالً من كتب هذه الرسالة}.18
ت ()15-:5م او السبعينات من القرن االول الميالدي. .41انجيل لوقاُ .كتِبَ ْ
ت بين ()15-:5م و قيل 05م او الستينات او السبعينات من القرن االول .25انجيل متىُ .كتِ َب ْ
الميالدي.
.24سفر اعمال الرسلُ .كتِبَ ْ
ت :5او 13او :5م.
واهم مصادر التواريخ التقديرية لكتابة اسفار العهد الجديد ،والتي اعتمدناها في هذا الترتيب هي:
20نستخدم في هذا البحث مصطلح (الطبعة) ونعني به (اإلصدار) .فيرجى مالحظة ذلك.
24الطبعة الكاثوليكية هي الطبعة الصادرة عن (المطبعة الكاثوليكية) في بيروت ،والنسخة التي ننقل عنها هي
(الطبعة الخامسة) المطبوعة سنة 41::م .وهناك (طبعة ثامنة) صدرت عنها سنة 41:2م حملت مصادقة
النائب الرسولي لالتين في بيروت بولس باسيم ،ونشير اليها في المواضع التي استندنا اليها .وعموما ً فالطبعتان
(الخامسة والثامنة) متماثلتان بحسب مراجعتنا لهما ،فهما طبعتان متعددتان إلصدار واحد..
8
مرة ،ووردت في الرسالة الثانية الى(الرب) في هذه الرسالة االولى والتي يعني بها المسيح (ّ )4:
مرة.
تسالونيكي (ّ )42
فبولس في هاتين الرسالتين وهما من اول ما كتب ،كان في بداية دعوته يولي اهتماما ً كبيرا ً لوصف
المسيح بالرب ،واهتماما ً قليالً لوصفه باالبن!
ان المسيح رب ألنه الصادر االول الذي صدر عن اإلله ،وهذا الصدور هو فأصل عقيدة بولس َّ
بطريقة الفيض ،ولذلك يقول بولس عن المسيح أنه (أبن اإلله) .فاألصل ان المسيح هو الرب خالق
كل شيء ،ويفسر ألتباعه مصدر ربوبيته بأنَّه "ابن اإلله"!
وفي 2تس ( )1:3نقرأ في ترجمة الفاندايك( :وليس حسب التعليم الذي أخذه منا)! فهذه الطبعة
البروتستانتية كتبت الكلمة (التعليم) في حين ان االصل اليوناني يعني كلمة (التقليد)! وسبب تغييرهم
22هذه العبارة في الطبعة اليسوعية في هذا الفصل الثاني رقمها ( )41ألنهم في هذا الفصل دمجوا بين العبارتين
( )45و( )44في نص الفاندايك وجعلوها عبارة واحدة برقم ( )45لسبب ال نعرفه! ثم عادوا في قسم الحواشي
وعلّقوا عليها بعد ان اعطوها الرقم (!!)40
9
لمعنى هذه الكلمة هو ان البروتستانت ال يؤمنون بالتقليد المسيحي ،وهو عادة تقليد شفوي في القرون
االولى تم تدوينه فيما بعد من قبل المؤرخين ورجال الدين المسيحيين!
نقرأ نفس النص في ترجمة اآلباء الدومينيكان الكاثوليكية( :ثم إننا نوصيكم يا اخوة بأسم ربّنا يسوع
المسيح أَن تجانبوا كل أخ يسير خالف الترتيب ،وال حسب التقليد الذي تسلَّموه عنَّا).
وفي الطبعة اليسوعية الكاثوليكية( :بغير مقتضى التقليد الذي تسلموه منّا).
وفي الحواشي على الطبعة اليسوعية نقرأ التعليق التالي على هذه العبارة( :قد صرح الرسول هنا
بذكر أشياء علّمهم اياها بالكالم الشفاهي واوصاهم بأن يتمسكوا بها .وفي ذلك برهان قاطع على ان
وصرحوا به في َّ يدونوا كل ما علّموا واوصوا بحفظه وعلى هذا درج اآلباء االولون الرسل لم ّ
كالمهم كالقديس باسيليوس الذي يقول ان من الوصايا الرسولية ان يُتمسك بالتقاليد الغير المدونة كم
قال بولس اني امدحكم ايها االخوة ألنّكم ...تحافظون على التقاليد كما سل ّمتها اليكم (4كورنتس
.)2:44وكقوله تمسكوا بالتقاليد الخ واورد هذا الموضع .وكذلك القديس يوحنا الذهبي الفم فإنّه يقول
ان الرسل لم يعلّموا كل شيء في في تفسير اآلية التي نحن في صددها ما ترجمته :قد تبيّن من ههنا ّ
المدونة كما
ّ رسائلهم وانهم علّموا اشياء كثيرة لم يكتبوها لكن ينبغي لنا ان نصدّق االمور الغير
المدونة .وقال القديس يوحنا الدمشقي قد علمنا مما كتبه بولس ان الرسل سلّموا الى ّ نصدّق االمور
سكوا بالتقاليد الخ فوضح من ذلك كلّه ومن المؤمنين أشياء كثيرة بغير كتابة فلذلك ايها االخوة تم ّ
ّ
مواضع اخرى في نصوص االسفار االلهية ان الرسل قد علموا اشياء ج ّمة لم يسطروها بالقلم
سك باألشياء المكتوبة من غير أدنى تمييز سك بها كما امروهم بالتم ُّ والمداد وامروا المؤمنين بالتم ُّ
وان الكنيسة قديما ً واآلباء القديسين كلهم قد جروا على ذلك بال خالف).
وجاء في الكتاب المقدس الدراسي في التعليق على 2تس ("( :)40:2بالتعاليم" حرفيا ً "تقاليد".
حتى وقت كتابة العهد الجديد كان التعليم المسيحي ينتقل بواسطة "التقليد" (الروايات المنقولة)،
مثلما كان الحال مع شريعة الربانيين (انظر مت 2:40والتعليق) ،إما بصورة شفاهية أو كتابية .في
4كو ( 3:40انظر التعليق هناك) يستخدم بولس الرسول المصطلحات الفنية في االشارة الى استالم
وتسليم التقليد).23
والتعليق الذي اشاروا إليه في (4كو )3:40هو التالي( :أني سلمتكم ،في أول األمر ،ما كنت قد
تسلمته .هنا يربط بولس الرسول نفسه بالتقليد المسيحي المبكر .لم يكن هو الذي أنشأ هذا التقليد،
كما انه لم يستلمه مباشرة من الرب ،بل كان مصدره من مسيحيين آخرين .واألفعال التي التي
استخدمها هي مصطلحات فنية تشير الى استالم وتناقل التقليد (انظر التعليق على )23:44وما يلي
هو قلب االنجيل :ان المسيح مات ألجل خطايانا) 21إلخ...
وهكذا تالحظون ان طبعة الفاندايك البروتستانتية كتبت الكلمة (التعاليم) في حين ان االصل اليوناني
يعني كلمة (التقاليد)! وسبب تغييرهم لمعنى هذه الكلمة هو ان البروتستانت ال يؤمنون بالتقليد
المسيحي ،وهو عادة تقليد شفوي في القرون االولى تم تدوينه فيما بعد من قبل المؤرخين ورجال
الدين المسيحيين ،ويتمسك الكاثوليك واالرثوذكس (بشقَّيهم الشرقي والمشرقي) بالعمل به!
فكيف نأمن البروتستانت على ص ّحة ترجمة الكتاب المقدس وهم يغيّرون كلماته بما يناسب آرائهم
واهوائهم؟! وهل ان بقية المسيحيين هم امناء على ترجمات الكتاب المقدس اذا تعارضت الترجمات
مع مصالحهم واهوائهم؟!
وكتب األب متى المسكين( :حيثما يُذكر التقليد ،نذكر في الحال جماعة اآلباء األوائل الذين عاشوا
في التقليد الرسولي بلمساته األولى الحية وأحبوه وعشقوه واغتنوا به ،وطبعوه على قلب الكنيسة
التي حملته الينا بحيويته األولى مع نفثات عطرة من كل قطر وكل بلد من بالد العالم .فالقديس
إيرينيئوس من فرنسا وهيبوليتس من االسكندرية وإيطاليا ،وترتليان من أفريقيا ،والقديس أثناسيوس
من مصر ،والقديس كيرلس من اورشليم ،والقديس باسيليوس من قيصرية ،والقديس يوحنا ذهبي
الفم من القسطنطينية ،هؤالء وغيرهم جعلوا التقليد الكنسي زاخرا ً بشتى أنواع المواهب التي أفاضها
الروح القدس عليهم) ،ثم نقل مقولة القديس إيرينيئوس( :وإذا لم يكن الرسل قد تركوا لنا كتاباتهم،
ألم نكن مضطرين أن نعتمد على التعاليم التي في التقليد كما سلموها للذين ُوضعت الكنائس في
عنايتهم).35
2:مقال بعنوان (دراسة في التقليد االرثوذكسي) ،بقلم جون ادوارد ،منشور في الموقع االلكتروني (فريق الالهوت
الدفاعي) ،بتاريخ 2يناير 2524م ،عبر الرابطhttps://bit.ly/3bxdYFk :
21التقليد المقدس /االنبا غريغوريوس /شركة الطباعة المصرية2550 ،م – ص.:
30التقليد واهميته في االيمان المسيحي /األب متى المسكين /مطبعة دير القديس أنبا مقار– وادي النطرون /الطبعة
الرابعة 2008م -ص.46
12
والمسيحيات الكاثوليكية واآلرثوذكسيتان يعطون قيمة عليا للتقاليد المسيحية التي نقلت شفاها ً ثم
دونت بعد ذلك ،ويعتبرونها المرجع االعلى للمسيحية وللكتاب المقدس ،فما وافقها وافقوه وما اختلف ّ
عنها خالفوه!!
34
يقول أوريجانس( :ال يُعتبر أي امر أنه حق اال إذا كان ال يتناقض قط مع التقليد الكنسي الرسولي) .
ويقول القديس أثناسيوس الرسولي( :وعلينا أن نعتبر جدا ً هذا التقليد الذي هو تعليم وإيمان الكنيسة
وكرز به الرسل ،وحفظه اآلباء ،والذي عليه تأسست الكنيسة الجامعة الذي اعطاه الرب منذ البدءّ ،
وقامت).32
ويقول القديس أغسطينوس( :أنا ال أؤمن باإلنجيل إال كما يوجهني سلطان الكنيسة).33
ويقول القديس فانسان من ليرين( :وهنا ربما يسال إنسان :إن كان األسفار المقدسة قد تحددت قانونيا ً
وهي كاملة وكافية في ذاتها لكل شيء بل وأكثر من كافية أيضاً ،فما الحاجة أن نضيف إليها سلطان
الكنيسة من جهة تفسيرها؟ والرد على ذلك هو أنه بسبب عمق األسفار المقدسة صار مستحيالً أن
يفهمها الجميع أو يقبلوها بمعنى واحد ،فواحد يفهم الكلمات بطريقة ،واآلخر بطريقة أخرى ،حتى
ش ّراح أنفسهم .فنوفاتيان (المبتدع) يشرحها بدت وكأنها قابلة ألن تُشرح بطرق تساوي عدد ال ُ
بطريقة ،وسابيليوس رفيقه بطريقة أخرى ،وهكذا دوناتوس وىريوس وإينوميوس ومقدونيوس
وفوتينوس وأبوليناريوس وبريسكليان وإيفونيان وبيالجيوس وسيلستيوس واخيرا ً نسطوريوس ،لهذا
أصبح من الضرورة المحتّمة بسبب هذه اإلنحرافات المشوشة الخطيرة أن يُفرض قانون يحدد شرح
وفهم األنبياء والرسل في إطار التفسيرات الكنسية األصيلة الجامعة .على أن تتخذ كافة اإلحتياطات
ألن نتمسك باإليمان الذي ساد على مدى الزمن وقَ ِبله الجميع في كل مكان ،فهذا حقا ً هو اإليمان
"الكنسي الجامع" بالمعنى الدقيق).31
وقال آباء مجمع أفسس الثاني 111م( :إذا وضع أي أحد إيمان اآلباء جانبا ً ليكن أناثيما (محروماً)،
وإذا تطفل أي أحد عليه فليكن اناثيما .ونحن سوف نحفظ إيمان اآلباء).30
)4أسفار العهد الجديد .وهي ( )2:سفراً ،ولوال التقليد المسيحي لما تم االتفاق بين الكنائس على
هذه االسفار بعينها ونبذ أسفار اخرى عديدة.
)3المجامع المسكونية :للمجامع المسكونية الدور األكثر أهمية ،ألنها تمثّل صوت الكنيسة الناطق
بأن آباء المجامع أُعطوا السلطان من
وسلطتها العليا المعبّرة عن تعليمها العقائدية ،وهم يعتقدون َّ
قبل الروح القدس العامل في المجامع ،3:أن يقرروا وفقا ً لما تسلموه من اآلباء الذين سبقوهم،
والنموذج الكتابي الواضح هو مجمع أورشليم ،ففي المجامع ُحدّدت قوانين اإليمان ،كما ُحددت أمور
أخرى مثل قوانين الكنيسة وطقوسها… .كان السبب الغالب النعقاد مجمع هي الهرطقات ،لذا نجد
في المجامع توضيح أوسع للعقائد باالستناد الى التقليد.
)1قوانين اإليمان :وهي شروحات قديمة مختصرة لإليمان مبنية على أساس كتابات "الرسل"
وتقليدهم ،وكانت تُستعمل في الكنائس األولى من أجل التعليم أو حين المعمودية ،وقد كان لكل كنيسة
محلية في البداية قانون خاص ،واالختالف بين هذه القوانين في الشكل ال في المضمون ،ثم بدأت
هذه الدساتير تأخذ بالتدريج شكالً واحدا ً إلى أن تحدّد دستور إيمان واحد لكل الكنائس في المجمعين
المسكونين األول عام 320م والثاني عام 3:4م.
)0قوانين الكنيسة :تشمل قوانين اآلباء الرسل وتعاليمهم وقوانين المجامع المسكونية والمجامع
اإلقليمية أو المكانية المقبولة في الكنيسة… كذلك قوانين اآلباء الكبار معلمي البيعة.
وأشهر كتابات اآلباء في التقليد :علم الباترولوجي في أصله كما نعلم لم يُكتب لكن تسلمه األبناء من
آبائهم؛ وانتقل هكذا شفاهاً ،وبالتالي يعتبر علم الباترولوجي فرعا ً من التقليد المسلم من اآلباء ،ومن
كتابات اآلباء التي تسلمناها كثير منها ما يخص التقليد ومن أمثلة ذلك ما يلي:
أ) كتابات بابياس أسقف هيرابوليس (آسيا الصغرى 435م) :الذي عاش في أواخر القرن األول
الميالدي (كان عمره 35عاما ً في نهاية القرن األول) ،تقبل اإليمان بالتسليم من شهود عيان ،ويعتبر
أن ما تسلمه من الشيوخ هو ثقة وحق ،حيث يقول عن شرح أقوال الرب “ال أتردد أن أضيف إلى
تفاسيري كل األمور المسلمة من الشيوخ ،فإني أعرفهم جيدا ً وأتذكرهم حسنا ً وأثق في الحق الذي
لهم ،ال أسر بالذين يتكلمون كثيرا ً بل بالذين يُعلّمون الحق ،وإنني أظن أني لم أعتمد كثيرا ً على
ي والذي يبقى حيا ً”.
الكتب بل على المنطوقات النابعة عن الصوت الح ّ
ب) كتابات القديس إيريناؤس (252-415م) :الذي عاش في القرن الثاني وسجل ما تسلمه بالتقليد،
حيث يقول “لم أزل أتذكر أحداث تلك األيام بوضوح أكثر مما يتذكره المحدثون ،ألن األمور التي
نتعلمها في الطفولة تنمو مع النفس ،فإن أستطيع أن أصف حتى المكان الذي جلس فيه بوليكاريوس،
3:لو كان الروح القدس فعالً عامالً في المجامع فلماذا بعد العديد من المجامع تحدث انقسامات إضافية بين المسيحيين؟!!
14
وأصف خروجه ودخوله وطريقة حياته ومالمحه الشخصية والمقاالت التي وعظ بها الشعب ،وكيفية
مناقشته مع يوحنا اإلنجيلي”.فإيريناؤس عاش مع بوليكاريوس تلميذ يوحنا الحبيب ويصف أدق
التفاصيل في حياته ودخوله وخروجه وكيفية معيشته.
جـ) كتابات يوستين الشهيد (410-455م) :من مدافعي القرن الثاني ولقد وصف لنا وصفا ً كامالً
وعرف اإلفخارستيا بأنها (تلك الذبيحة التي تنبا ً عنها
ّ لإلفخارستيا الخاصة بخدمة يوم األحد العادية،
م الخي ،وأنه ال مجال بعد لتقديم ذبائح دموية؛ فاإلفخارستيا هي الذبيحة التي طال االشتياق إليها،
إذ الذبيح هو اللوغوس نفسه) ،كما استخدم يوستين مصطلحات كنسية فذكر الشمامسة واإلفخارستيا
ورئيس اإلخوة والميالد الجديد ،وقد وصف صلوات تقديس اإلفخارستيا:
ـ قبلة السالم “كإعداد لتقديس اإلفخارستيا”.
ـ ليتورجيا الكلمة “قراءة العهدين القديم والجديد والعظة”.
ـ الصلوات اإلفخارستية “صلوات الشكر” ،كما أنه كتب لنا تفاصيل الليتورجيا.
د) كتابات القديس أغناطيوس الشهيد أسقف أنطاكية (11م) :كتب القديس أغناطيوس رسائله عن
السر ،وعن الجسد الذي هو الرب يسوع المسيح المصلوب القائم ّ الكنيسة واإلفخارستيا وأهمية هذا
ي كما يقول (ال يمكن تقديس اإلفخارستيا من األموات ،والخبز المقدس دواء وترياق للموت الروح ّ
بدون أسقف أو كاهن يعهد إليه األسقف بذلك).
هـ) الكتابات الرسوليّة:
أ -الديداكية :يرجع كتاب الديداكية بين عام (405-455م) وهي تضم تعاليم الليتورجيا وإرشادات
نظامية.
ب -الدسقوليةُ :وضعت باليونانية بعد قوانين الرسل حيث جاء في مقدمتها “وكنا قد قررنا قوانين
ووضعناها في الكنيسة” ،كذلك ُكتبت بعد استشهاد القديس يعقوب الرسول حيق ذُكر استشهاده فيها،
وتتميز الدسقولية بطابعها التعليمي وبها استدالالت من الكتاب المقدس بعهديه وحوادث منه ،وبها
أبواب تقترب إلى العظات ،ففيها عظة عن التوبة وعظة عن قراءة الكتاب المقدس ،كذلك تستشهد
باألسفار التي حذفها البروتستانت ،ففيها إشارة إلى قصة سوسنة “باب ،″:وإشارة إلى سفر باروخ،
ثم يهوديت ،صالة منسى الملك ،وهي توضح الحياة الكنسية في القرن الثالث ومالمح السلوك
المسيحي وواجبات األسقف وعمله ،الشماسية ،خدمة األرامل واأليتام ،بعض القوانين التي وضعها
الرسل.
):اآلثار المسيحية :ونقصد بها األعمال الفنية القديمة المعبّرة عن تقليد الكنيسة من عمارة
وموسيقى وأيقونات …إلخ .العمارة مثالً تُعطينا فكرة عقائدية :مثل أن تكون المعمودية في الجزء
ي من الكنيسة… كما أن وجود جرن المعمودية الذي يرجع للقرون األولى هو دليل ي الغرب ّ البحر ّ
على أن المعمودية بالتغطيس … .إلخ .كذلك األيقونة التي ال نستطيع أن نفصلها عن العقيدة وعن
التاريخ ،فاأليقونة ليست مجرد رسم ديني هدفه إيقاظ المشاعر ،وإنما هي سبيل من السبل التي يُعلن
سامها ليس حرا ً في إجراء االقتباس بها هللا لإلنسان ،فاأليقونات تشكل جزءا ً من التراث التقليدي ،فر ّ
أو التجديد الذي يحلو له؛ ألنه يجب أن يعكس عمله روح الكنسية وليس أحاسيسه الجمالية الشخصية،
ي ليس مستبعداً ،بل يجب تطبيقه ضمن حدود بعض القواعد المرعية ،فمن المهم أن فاإللهام الفن ّ
يكون رسام األيقونات فنانا ً جيداً ،ولكن أهم من ذلك أن يكون مسيحيا ً مخلصاً ،يحيا في روح التقليد،
ويُعد نفسه لعمله من طريق االعتراف والمناولة ،البد للفنان أن يلم بالهوت األيقونة ،وتاريخ الكنيسة
وطقوسها.
15
وفي الجهة المقابلة نجد لوثر واتباعه البروتستانت الثائرين على بعض أفعال البابوات ،وحيث ان
اولئك البابوات لم يتمكنوا ان يبرروا أفعالهم من خالل الكتاب المقدس بل استندوا غالبا ً الى التقليد
المسيحي ،فقد هاجم البروتستانت التقليد وتبرؤوا منه ورفضوه ،وتمسكوا بالكتاب المقدس وحده
الذي لم يتمكن البابوات من االستناد اليه في الدفاع عن افعالهم .فوقع البروتستانت في فخ التناقض!
فهم من جهة يرفضون التقليد ومن جهة يتمسكون بالكتاب المقدس بينما الكتاب المقدس هو أيضا ً
من افرازات التقليد المسيحي في القرون االولى! ونفس الشيء بالنسبة الى قانون االيمان الذي يؤمن
به البروتشتانت فهو ايضا ً من انتاج التقليد المسيحي والمجامع المسيحية ،فكيف يتبنون قانون االيمان
والذي يرفضون طريقة انتاجه وما يستند إليه!!
وفيما يلي ننقل وجهة نظر البروتستانت في رفضهم للتقاليد المسيحية الشفوية (التي ُكتِبَت فيما بعد)،
حيث كتب احد رجال الدين المسيحيين البروتستانت شارحا ً موقفهم من التقاليد( :ان عدم اتفاق الجميع
في التقليدات هو من جملة البراهين على كذب دعواها .وحضرتكم تسالون كيف يص ُّح االستدالل
على كذب دعوى التقليدات من عدم االتفاق عليها واختالف الكنايس فيها! ونحن نجيبكم ان الذي
يمعن النظر جيدا ً في هذا االمر يمكنه ان يستدل على ذلك من دون صعوبة ،النه لما كانت التقليدات
المختلف فيها ال توجد راسا ً في الكتب المقدسة كانت معرفة صحيحها من فاسدها موكولةً بالتمام الى
مطالعة كتب التواريخ المختلفة الواصلة الينا التي ربما قدرنا بواسطتها ان نعرف اصل هذه التقليدات
وكيفية وضعها وزمانه ومكانه ومن هو الواضع وكيف وصلت الى ما وصلت الي ِه من القوة واالمتداد
جرا من الظروف التي يحتاج من يفحص عن صحة التقليدات الى معرفتها لكي يمكنه ان يميّز وهل َّم َّ
َّ
ما كان منها صحيحا ً واجبا ً فيعتقد به او غير صحيح فيرفضه .وال ريب انكم بذلك تكونون قد سلمتم
زمام الحكم على صحيح التقليد وفاسده الى روية المطالع الخصوصية ،وهذا من اعظم ما تنكرونه،
نزلتم الكتب التاريخية في تعليم الناس ووقايتهم من الضالل منزلة الكتب المقدسة وتكونون ايضا ً قد َّ
نفسها كانها اناجيل عديدة مختلفة متم ّمة لالنجيل الواصل الينا الذي تدَّعون بعدم كفايت ِه وحدهُ الرشادنا
في االيمان والعمل ،وهذا مناف لكالمه تعالى .هذا مع ما نراه من االختالفات بين المؤرخين
واضطرارنا الى عدم تصديقهم في كل ما يقولونه بما انهم بشر غير معصومين نظيرنا وربما كانوا
اشقيآ َء ما يلين الى التعويج ،فضالً عن انه ال يوجد نص إلهي وال قانون كنايسي يامرنا بتصديق ما
كموحى ب ِه من هللا او ضروري للخالص .واذا كنتم ايها الحبيب ال تسلمون بنتيجة الخواجا ً نقلوه
3:
ميخائيل مشاقة فيلزمكم ان تسلموا بالوفٍ من الكتب كضرورية للخالص ومعصومة من الغلط
نظير الكتب المقدسة نفسها .لنهُ يجب علينا ان نعرف صحيح التقليد من فاسده وهذا كما تقدم ال يمكن
اال بواسطة هذه الكتب .وكل ما ال يت ُّم الواجب اال به فهو واجب كوجوب ِه .فتكون النتيجة ان مطالعة
هذ ه التواريخ واجبة كوجوب الكتب المقدسة وهذا مما ال يسلم به احد .ألننا ال نقدر ان نزيد على
وز ْد على ذلك انهُ اذا لم يكنعدد االنبياء او الرسل وال ان نؤمن بكل روح اال ما كان من هللاِ .
للخواجا ميخائيل مشاقة وال لنا سبيل الى التمييز بين صحيح التقليد وفاسده اال اقوال المؤرخين وكان
ذلك من الواجبات الضرورية فانهُ يجب على حضرتكم اوالً ان تحكموا على الجميع بمطالعتها ككتب
ضرورية ومتممة للوازم الخالص كما تحكمون بقرآة الكتب المقدسة .ثانيا ً ان تحكموا بصحتها حكما ً
ب تصديقهُ او ما ال يعنيكم رفضهُ قاطعا ً قانونيا ً ال ريب فيه .ثالثا ً ان تفرزوا ما كان منها غير واج ٍ
وال قبولهُ .رابعا ً ان تفهموهم كم يجب ان يصدقوا منها والى اي صفح ٍة من التاريخ يقدرون ان
يصدقوا وال يؤلموكم .خامسا ً ان تبينوا لهم كيف يجب ان يقرأوا هذه التواريخ بروح الت ََقوى وااليمان
ب كأنهم يقرأون كتاب هللا نفسهُ .سادسا ً ان ترشدوهم الى المورخين الذين يجب ان من دون ارتيا ٍ
3:رجل دين مسيحي بروتستانتي ،مؤلف كتاب( :اجوبة االنجيليين على اباطيل التقليديين) طبع في بيروت سنة
4:03م ،يهاجم فيه عقائد الكاثوليك واآلرثوذكس من خالل مهاجمته التقليد المسيحي الذي يتمسكون به!
16
يلتجيئُوا اليهم .وهنا ننصحكم ان تحذّروهم من مطالعة كتب مؤرخي الالتينيين او غيرهم من
هوآلء ال يتفقون مع مورخي السنكسار وبستان الرهبان ِ الخارجين عن كنيستكم ،الن مورخي
المقبولَين عندكم اللذين ربما كنتم انتم ال تثقون باخبارهما .ومع ذلك ايها الحبيب ما ابعد آرآءكم ع َّما
نقلهُ المورخون االقدمون وبعض االبآء المعتبرين .اما نحن فال نعلق ايماننا ورجآ َء خالصنا على
كالم الناس او اقوال المورخين نظيركم ولهذا ال نحتاج اليهم الجل اثبات تعاليمنا ومعتقداتنا ،وال
ناتي بذكر ش يء من اقوالهم اال الجل مجرد الشهادة التي ال يكون منها فايدة زايدة على ما قد قيل
في متى ومرقس وغيرهما من االنجيلية والرسل .اما المجامع فالباين انكم لم تتركوا لنا محالً لاليمان
حرمت تقديم السجود لاليقونات. بعصمتها من الغلط الننا نرى انكم تش ُّكون بمعظمها واقدمها كالتي َّ
فان كنتم انتم مع اعتقادكم بالعصمة الجمعية تنكرونها على البعض منها فكيف يمكننا نحن ان نتحقق
عصمة البعض اآلخر مع ان ما تنكرون عصمتهُ اقرب عهدا ً الى المسيح واعلم بصحة التقليدات
المزعومة منكم .ومعلوم حضرتكم ان هذا الخالف مما يوفع المجامع كافةً تحت الشبهة والريب فال
يبقى لنا سبيل الى تصديق شيء منها او االستناد علي ِه).31
ويرد احد رجال الدين اآلرثوذكس ،وهو األنبا رافائيل األسقف العام لكنائس وسط القاهرة ،على
موقف البروتستانت من التقليد فيقول( :فالذين رفضوا التراث اآلبائي ،وبدأوا من جديد ،كونوا
صا بهم ،ولكنه ال ينتمي في جذره لآلباء األولين فما رفضوه ،وما أنكروه ألنفسهم تراثًا جديدًا خا ً
على الكنيسة األرثوذكسية قاموا به بعينه ولكن مبتدئين من أنفسهم .اليوم يوجد تراث بروتستانتي
يرجع إلى القرن الـ 41منذ مارتن لوثر وكالفن وغيرهما ...وصارت لهم تفاسير لمشاهير الوعاظ
خاصة بهم ،كمثلما نرجع نحن إلى تفاسير اآلباء األولين ،ولهم نمط مميز في الحياة والخدمة
واالجتماعات يميزهم ،كمثلما لنا طقس ونظام وصالة يميزنا كأرثوذكس ...حتى أنك بسهولة تكتشف
ضا لهم تراث ،ورصيد فكرى، أن هذا الواعظ أو هذا االجتماع بروتستانتي أو أرثوذكسي ...ألنهم أي ً
ومنهج تفسير خاص بهم ،كما يوجد عندنا تما ًما .فلماذا يرفض المنهج األرثوذكسي؟ ولماذا ينكر
على األرثوذكس حقهم في أن يكون لهم هوية خاصة ،ومنهج خاص ،وتفسير خاص؟ عل ًما بأن هذا
المنهج والهوية والتفسير يستمدون أصولهم من اآلباء الرسل ،وآباء الكنيسة بطول التاريخ .والذين
يرفضون التمسك بالعقيدة ،وينادون بالالطائفية قد اخترعوا ألنفسهم عقيدة خاصة هي الالطائفية..
وفي الحقيقة األمر عندما يجتمعون يسلكون بالطقس البروتستانتي ،من حيث الترنيم والوعظ
والصالة ...فكيف يكونون ال طائفيين؟ إنها طائفة أخرى بروتستانتية ..فلماذا تغطية الحقائق؟).15
وكتب المفكر المسيحي حلمي القمص يعقوب( :ونستطيع أن نقول إن الفكر البروتستانتي بنى على
مبدأ خطير وهو "مسيحية بال كنيسة " وتبنى البروتستانت مبدأ "الكتاب المقدَّس وحده " Sola
، Scripturaوكانت نتيجة هذا المبدأ الخطير الهدام أن تعددت التفاسير والمفاهيم واالنقسامات،
وبالتالي تعددت الطوائف البروتستانتية ،فيقول األب جون واتيفورد Fr. John Whitefordوهو
خادم بروتستانتي سابق "إذا كانت البروتستانتية ومبدأها األساسي عن Sola Scripturaهي من
هللا ،فلماذا تسببت في أكثر من 25555عشرين ألف طائفة مختلفة ال تستطيع أن تتفق على المبادئ
31خطاب مفيد في الكنيسة والتقليد /مؤلف انجيلي /طبع بيروت 4:11م -ص(.)22-4:
15مقال بعنوان (كتاب رأي في الالطائفية :ثبِّت أساس الكنيسة -األنبا رافائيل األسقف العام لكنائس وسط القاهرة-4: ،
الفصل التاسع :ما هو الحق؟) ،منشور في موقع األنبا تكال هيمانوت القبطي اآلرثوذكسي ،عبر الرابط:
https://bit.ly/3vfTV5U
16
األساسية التي في الكتاب المقدَّس ،وال حتى على معنى كلمة "مسيحي "؟ إذا كان الكتاب المقدَّس
وحده يكفى وال حاجة إلى التقليد فلماذا يزعم "المعمدانيون " و"شهود يهوه " و"الكاريزماتيكيين "
و"الميثودست" إنهم يؤمنون بما يقوله الكتاب المقدَّس ولكن ال تستطيع طائفتان منهم االتفاق على
ما يقوله الكتاب المقدَّس؟)!14
ومما تقدم نجد ان الكاثوليك يجعلون التقليد هو القيّم والمرجع االعلى لكل اإليمان وللكتاب المقدس!
وحافظوا على قدسية التقليد من االنهيار أمام العقل والمنطق والفطرة االنسانية بان قالوا ان االيمان
يكون وفقا ً للتقليد اوالً ثم ياتي العقل والفطرة بالمرتبة التالية! وبذلك وقعوا في مأزق أنهم بذلك
يجعلون كتبا ً غير مقدسة في مرتبة اعلى من الكتاب المقدس وتكون مرجعية حاكمة عليه!! ويجعلون
مؤلفين غي ر ملهمين هم اآلباء المؤسسون في مرتبة اعلى من مرتبة كتبة أسفار الكتاب المقدس،
وهذه سفسطة واضحة!!
أما البروتستانت فقد رفضوا التقليد وتمسكوا بالكتاب المقدس وحده وهم يظنون بذلك انهم خرجوا
من ازمة وجود مرجع غير مقدس للكتاب المقدس وحاكم عليه! فوقعوا في ازمة جديدة وهي ان
قانون االيمان الذي يؤمنون به إنما جاء عن طريق التقليد وان اختيار أسفار الكتاب المقدس بعهده
الجديد إنما جاء عن طريق التقليد! فكيف يعترفون بصحة النتيجة ويرفضون صحة الوسيلة التي
انتجتها!! هذه سفسطة أخرى! وكذلك فهم حينما يواجهون التناقض في أسفار العهد الجديد لن يتمكنوا
من االستناد الى التقليد في إثبات اإليمان رغم التناقضات!
فالمسيحية مع التقليد أو بدونه ال تخلو من السفسطة واالنهيار امام متطلبات العقل البديهي والمنطق.
14مقال بعنوان (كتاب النقد الكتابي :مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) -أ.
حلمي القمص يعقوب -03 ،متى بدأت محاولة فصل الكتاب المقدس عن التقليد؟) ،منشور في الموقع االلكتروني
األنبا تكال هيمانوت القبطي اآلرثوذكسي ،عبر الرابطhttps://bit.ly/2QI7pbB :
12نقلناها بطولها ألهميتها من مقال بعنوان (سؤال :ما هي االختالفات ما بين األرثوذكسية و الكاثوليكية؟) ،منشور
في موقع األنبا تكال هيمانوت القبطي اآلرثوذكسي ،عبر الرابطhttps://bit.ly/2Tef7v6 :
18
ومثل األنبياء القديسين ،وإال ما كانت الحاجة للفداء إن كان بعض البشر بإمكانهم الخالص بدون
المسيح؟!
. 3المطهر :فيعتقد الكاثوليك أن اإلنسان بعد موته يقضى فترة من العذاب في المطهر ثم بعد ذلك
ينتقل إلى النعيم األبدي ونحن األرثوذكس ال نؤمن بالمطهر ،فهذه العقيدة ضد إيماننا ،وضد عمل
المسيح في الفداء ،ألنة ال توجد مغفرة إال بدم المسيح.
.1يؤمنون بالغفرانات :أي من حق الباباوات واألساقفة أن يعطوا غفرانًا لمدة معينة نتيجة لعمل
معين خاص أو منح هذه الغفرانات القانون بناء على قرارات سابقة لبعض الباباوات .ولكن عقالء
الكاثوليك ينكرونها حاليًا على اعتبار أنها فساد في التاريخ انتهى زمنه.
.0برئاسة بطرس الرسول للكنيسة ولزمالئه الرسل :كأنة وحدة خليفة المسيح إذ يعتقدون أن بطرس
هو مؤسس كنيسة روما رغم أنة كان يخدم مع بولس الرسول الذي أسسها ..وبابا روما هو خليفة
بطرس الرسول لذلك يعتقدون أن بابا روما هو خليفة المسيح على األرض وهو الرئيس المنظور
للكنيسة الجامعة الرسولية .ولقد تحدثنا عن هذا الخطأ في أكثر من مقال هنا في موقع األنبا تكال..
ويؤمنون بعصمة البابا من الخطأ وهو أثناء إلقاءه بيانًا وهو على كرسي الكاتدرائية ألنة يكون مقودًا
بالروح القدس حسب تعبيرهم ولكننا ال نؤمن بعصمة البابا من الخطأ!
. 1يجوز الزواج بين الكاثوليك وغير المسيحي :أحيانا يسمحون لرجل الدين غير المسيحي
باالشتراك في شعائر هذا الزواج ويجوز أيضا الزواج الكاثوليكي وبين غيرة من المسيحيين.
. :ال يعتقد الكاثوليك بإمكانية الطالق حتى لعلة الزنا :األمر الذي ينتج عنة انتشار الزواج المدني
في الغرب هو وما من زيجات يصعب اإلفالت منها في حالة الخيانة الزوجية .وهذا األمر ضد
الكتاب المقدس صراحةً( 13مت .)32 ،34 :0
.:ال يسمح الكاثوليك بزواج الكهنة :أما كنيستنا األرثوذكسية تسمح بزواج الكهنة قبل رسامتهم فقط
إذ توفيت امرأته بعد رسامته فال يجوز له أن يتزوج بامرأة ثانية وأما الكهنة الرهبان فال يسمح لهم
بالزواج ال قبل وال بعد رسامتهم.
.1تأجيل مسح األطفال بالميرون إلى سن :سنوات :أما نحن فال نؤخر دهن األطفال المعمدين
كبيرا ذكرا بزيت سر الميرون بل في الحال بعد عمادهم مباشرة يدهن المعمد (سواء كان ً
طفال أو ً
كان أم أنثى) فيدهن 31رشمة لينال المؤمن به موهبة الروح القدس وحماية له من الشيطان.
.45عدم مناولة األطفال وأجراء طقس المناولة األولى من سن :سنوات :آما نحن فبمجرد أن يتم
العماد يمكن للطفل أو للشخص المعمد أن يتناول وال نؤخر ذلك أبدًا ألنة اتحاد بالرب يسوع وفي
ذلك قوة وحصانة.
.44إلغاء الكاثوليك لغالبية األصوام ،فنظام وطقس الكاثوليك في الصوم غريب جدًا فهم يفطرون
ي األربعاء والجمعة صوم كامل ،أما أيام
كامال في يومين السبت واألحد ويصومون يوم ّ ً إفطارا
ً
االثنين والثالثاء والخميس ت ُ َ
س َّمى عندهم أيام بياضي أي يأكلون فيها البيض واللبن ومستخرجاتها.
13ذكرنا ان التقليد عند المسيحيين هو اعلى مرتبة من الكتاب المقدس ،فقولهم بأن هذا االمر ضد الكتاب المقدس
هو تدليس من قبلهم ألنهم يعلمون بمرجعية المسيحية (الكاثوليكية واآلرثوذكسية) للتقليد اوالً ثم الكتاب المقدس.
19
.42عدم التغطيس في المعمودية واالكتفاء بسكب طبق صغير على رأس الطفل أما نحن فال نستخدم
الرش على اإلطالق في المعمودية بل بالتغطيس باسم األب واالبن والروح القدس.
.43يقدمون القربان المقدس من الفطير وليس من الخمير.
. 41فترة الصوم األفخارستي :عدم االحتراس تسع ساعات قبل التناول واالكتفاء بساعتين بالنسبة
لألكل ونصف ساعة بالنسبة للشرب.
.40إقامة أكثر من قداس على نفس المذبح في يوم واحد.
.41الكاهن يصلي ويتناول في أكثر من قداس في اليوم الواحد.
.4:السماح للراهبات بمناولة الجسد للمرضى في المستشفيات.
.4:السماح للشمامسة بحمل الجسد لمناولة درجات الكهنوت المتعددة.
.41الكاثوليك يبرئون اليهود من سفك دم المسيح (4110م) إما نحن األرثوذكس فال نبرئ اليهود
ألنهم طالبوا بيالطس البنطي بصلبة انظر (إنجيل يوحنا ( ،)1:41يو ( ،)40:41إنجيل متى
( ،)20:2:إنجيل مرقص ( ،)43:40مر ( ،)40:40إنجيل لوقا ( ،)22:23لو .)23:23
ً
رجاال ونسا ًء بدخول الهيكل وقراءة األسفار المقدسة أثناء القداس. .25السماح للعلمانيين
.24المذبح قد ال يتخذ اتجاه الشرق عند بعض الكاثوليك :عدم االتجاه للشرق في الصالة.
.22قبول قيام أي شخص بالعماد حتى لو كان هذا الشخص غير مسيحي.
. 23مناولة غير المؤمنين (وهذه يمارسها األساقفة الكاثوليك بدون قرار واضح رسمي من
الفاتيكان).
.21يؤمنون بخالص غير المؤمنين كما قرر المجمع الفاتيكاني الثاني في دستورهم الرعوي عام
4110أن َم ْن لم يؤمن ولم يعمد من كافة البشر سوف ينالون االشتراك في سر الفصح والقيامة
ويتوقف خالصه بذلك أن كانوا من ذوى النية الحسنة وكنيستنا األرثوذكسية ال تؤمن بخالص غير
المؤمنين بهذه الطريقة ألن ذلك يعتبر ضربة شيطانية موجهة إلى اإليمان المسيحي والى السعي
واالهتمام بالكرازة بموت المسيح وقيامته .كما أن هذه الطريقة مخالفة لوصية المسيح في قولة
"اكرزوا باإلنجيل للخليقة كلها من أمن وأعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مر .)41 ،40:41
.20يؤجلون ممارسة سر مسحة المرضى حتى أشراف المريض على الموت ويسمى سر المسحة
األخيرة ،بينما عندنا نحن سر مسحة المرضى هو سر يدهن فيه المريض بزيت مقدس لشفائه من
أمراض الروح والجسد والنفس "آن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا ويطهرنا من
كل أثم" (يو .)1:4
بل نجد اآلرثوذكس والكاثوليك يختلفون حتى في مؤسس كنيسة روما في القرن االول الميالدي،
فالكاثوليك يقولون ان بطرس هو مؤسسها ،بينما اآلرثوذكس يقولون بأن بولس هو مؤسسها!11
11مقال بعنوان (كتاب يا أخوتنا الكاثوليك ،متى يكون اللقاء؟ -أ .حلمي القمص يعقوب -211 ،ثانيًا :كرازة بولس
الرسول في روما) ،منشور في الموقع االلكتروني لألنبا تكال هيمانوت القبطي اآلرثوذكسي ،عبر الرابط:
https://bit.ly/3wsfz7o
20
فاالختالفات قائمة بين الطوائف المسيحية سواء آمنت بمرجعية التقليد أو بمرجعية الكتاب المقدس،
فأهل التقليد المسيحي مختلفون فيما بينهم أشدَّ االختالفات ،وكذلك االختالفات عند أهل الكتاب
المقدس!
21
مر بولس بنواحي غالطية في رحلته الثانية حوالي ()02-05م ،ولم يدخلها ولم يدخل مقاطعة آسية ّ
جميعها (تركيا الحالية) ألنه ظن ان الروح القدس منعه من ذلك {راجع اعمال الرسل ( !!})1:41ثم
زارها بولس في رحلته الثالثة حوالي ()0:-03م ،وكتب رسالته كما يقول الخوري بولس الفغالي
حوالي سنة ()00م قبل كتابته الرسالة الى رومية .10وقيل انه كتبها وهو في افسس سنة 01م.11
وهي احدى خمس رسائل كتب بولس في خاتمتها بخط يده ،كما إنها احدى الرسائل االربع ذات
الموثوقية َّ
بأن بولس هو كاتبها.
وأهم االثارات التي تضمنتها هذه الرسالة:
بولس رسول المسيح ،أليس األثني عشر كذلك؟!
يبتديء بولس رسالته هذه بتدليس وتمويه حيث يقول غل ({ )4:4فاندايك}( :بولس ،رسول ال من
الناس وال بإنسان ،بل بيسوع المسيح وهللا اآلب الذي أقامه من األموات).
وفي الكاثوليكية ( :من بولس وهو رسول ال من قبل الناس وال باختيار إنسان بل بإختيار يسوع
المسيح وهللا اآلب الذي أقامه من بين األموات).
فهو يصف نفسه بأنه رسول من قبل المسيح ال من قبل الناس! وهو يدري جيدا ً انه ال يوجد بين قادة
المسيحيين اليهود اشخاص اختارهم الناس بل هم جميعا ً من االثني عشر الذين اختارهم المسيح
بنفسه كما في رواية اناجيل العهد الجديد ،وبطرس بالتحديد هو الذي خاطبه المسيح بقوله كما في
متى ({ )4::41ترجمة الكاثوليكية}( :انت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي فلن تقوى عليها
أبواب الجحيم ) .إذن ما الداعي ان يقول بولس انه مرسل من المسيح نفسه اال لكي يوحي ألذهان
المتلقي ان الجماعة المناوؤن لتعليمه (من اليهود المسيحيين )1:ليسوا كذلك!
10العهد الجديد ،الترجمة العربية المشتركة ،قراءة رعائية ،كتب بولس الفغالي المداخل الى اسفارها وهوامشها /
األصدار االول ،الطبعة االولى 2551م – ص.141
11العهد الجديد /المطبعة الكاثوليكية /الطبعة الحامسة 41::م – ص 15:في المدخل الى هذه الرسالة .وهناك
رأي يبدو ضعيفا ً يقول انه كتبها سنة 11م.
1:نقصد بمصطلح (اليهود المسيحيين) اليهود الذين آمنوا بالمسيح وانه نبي مرسل من عند هللا سبحانه ،وقادتهم هم
التالميذ االثني عشر (الحواريين) ويطلق عليهم بولس اسم (أكابر الرسل) أو (فائقي الرسل) بإختالف الترجمة
{راجع 2كور ( .})0:44وفي العهد الجديد نصوص عديدة تبين وجود خالف بينهم وبين بولس.
1:العهد الجديد ،الترجمة العربية المشتركة ،قراءة رعائية{ ،مصدر سابق} – ص.141
22
اإلله هو اآلب!! كما انَّه ليست هناك اية مدينة زارها وبعث اليها رسالة في رحلته االولى التي حدثت
سرية في تلك الفترة ،وال يجاهر بها!
ضمن هذه (الـ 41سنة) ،ألن عقيدته كانت ّ
فإذن هناك دليالن ينسفا ن كل مزاعم بولس حول اختصاصه بتبشير الوثنيين ،االول ما ورد في
ع ِقدَ حوالي سنة 05م ،حيث جاء فيها كما في اعمال الرسل خطبة بطرس في مجمع اورشليم الذي ُ
({ )::40فاندايك}( :أيها الرجال اإلخوة ،أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار هللا بيننا أنه بفمي
أن هللا اختارني يسمع األمم كلمة اإلنجيل ويؤمنون) .وفي {الطبعة الكاثوليكية}( :ايها االخوة تعلمون َّ
من بينكم منذ األيام األ ُ َول ليسمع الوثنيون من فمي كالم البشارة ويؤمنوا) .فهو نص صريح بأن
مهمة بطرس هي تبشير الوثنيين (األمم).
والدليل الثاني ان بطرس بحسب التقليد المسيحي قد أسس كنيسة روما أي أسس اول جماعة مسيحية
في روما رغم انها مدينة وثنية.
كتب بطرس قرماج( :وكان القديس بولس يبشر بااليمان مع القديس بطرس باجتهاد وشجاعة ونمت
الكنيسة في رومية جدا ً جدا ً).11
وكتب في موضع سابق( :ان المغبوط بطرس شرع يباشر بعد صعود سيدنا يسوع المسيح الى
السماء واجبات منصبه السامي اي منصب الرئاسة على الكنيسة كلّها ،مبتدئا ً بذلك في اورشليم وفي
كل اليهودية فترأس على المجامع كما جرى في المجمع االورشليمي حيث نصح الرسل والتالميذ
وحثهم على انتخاب رسول آخر عوض يهوذا وتكلم كأنه لسان الجميع ،ثم وعظ الشعب اليهودي
واثبت تعليمهُ بالعجائب فاستمال كثيرين الى االيمان وبعد ان اسس الكنيسة هكذا في بالد فلسطين
انطلق الى بالد سورية ودخل مدينة انطاكية وكانت في ذلك الزمان قصبة الشرق وهناك نصب هذا
الرسول كرسيهُ والي ِه كان يأتي المؤمنون الجل تدبير بقية الكنائس ،قال فم الذهب ان الصواب
يقتضي ان تكون انطاكية اشرف مدن المشرق ألنه فيها دُعي اوالً المؤمنون مسيحيين فيكون معلمها
وراعيها اول الرسل ،ويقتضي ايضا ً ان يوضع بها اوالً كرسي رأس الكنيسة كلها المنظور الن
مؤمنيها كانوا اكثر عددا ً واشد نشاطاً .وقد مكث القديس بطرس سبع سنين في انطاكية ثم بإلهام هللا
نقل كرسيهُ من هناك الى رومية عاصمة كل الممالك ومعلمة االضاليل فكان يُعبد بها من اآللهة ما
يُعبد بكل اقطار المسكونة ،وانما كان ذلك كما قال القديس الون المعظم لكي تظهر قوة النور السماوي
مز ق ظالم الغياهب وليسهل االنتصار على بقية العالم بعد انتصار بطرس على اول مدائن الذي ّ
الملك الروماني ،ألن السيد المسيح الذي كان هو هللا وكتب في راية صليبه المجيدة انهُ ملك اليهود
واليونانيين والالتينيين اراد ان يملك القديس بطرس الرسول نائبهُ في االرض بسلطان روحي على
هؤالء الشعوب الثلثة وبهم على بقية قبائل االرض ،وانهُ يعلّم اوالً اليهود في اورشليم وثانيا ً اليونانيين
طرا ً انهُ راعي الجميع وان خلفاءه يكونون في انطاكية واخيرا ً الالتينيين في رومية ليعلم الناس ّ
كذلك).05
والنقطة األخرى الجديرة بالتذكير ان ِسفر اعمال الرسل ال يتطرق الى هذه المزاعم حول اختصاص
تبشير اليهود والوثنيين! فلماذا لم يكن لوقا وهو الكاتب المفترض العمال الرسل وهو تلميذ بولس،
على علم بهذا الموضوع؟ ولماذا لم يتطرق اليه في كتابه اعمال الرسل إ ْن كان حقيقيا ً ؟!
11مروج االخيار في تراجم االبرار /االب بطرس قرماج {مصدر سابق} – ص.301
05مروج االخيار في تراجم االبرار /االب بطرس قرماج {مصدر سابق} – ص.435
24
الخالفات بين بولس وأكابر الرسل:
بالرياء! بطرس الذي خاطبه المسيح بقوله كما في متى
ِ بطرس
َ بولس
ُ في غل ( )24-44 :2اتهم
(( )4::41ترجمة الكاثوليكية)( :انت صخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي فلن تقوى عليها
أبواب الجحيم) ،يأتي بولس ويتهمه بالرياء!! وبأي تهمة؟ انه يرائي اليهود المسيحيين! وهذا ليس
اول خالف بين بولس وقادة اليهود المسيحيين ،والخالفات بينهم لها شواهد عديدة ومعتبرة في العهد
الجديد ،نذكر منها:
04ال يعترف المسيحيون بصحة نسبة هذا اإلنجيل الى برنابا ،ولدينا بحث منشور في كتاب (حقائق إنجيلية) نبين
فيه أن جميع االشكاالت التي يثيرها المسيحيون على هذا االنجيل يوجد مثلها في الكتاب المقدس فأ ّما أن يرفضونهما
معا ً أو يقبلونهما معاً ،من باب اإلنصاف.
25
وهو الذي انشأأ كنيسأة اإلسأكندرية وقتل فيها سأنة 1:م ،02ومن ذلك نسأتنتج إن انفصأاله عن
رحلة برنابا وبولس في بمفيلية وعودته إلى أورشأأأليم البد وأنها كانت لمصأأألحة البشأأأارة ،في
حين إن الرواية المذكورة تشير إلى انه قد تركهم تقاعسا ً وتكاسالً عن خدمـأأة اإلنجيل وهذا ما
ال يمكن ألي مسيحي أن ينسبه إلى القديس مرقس.
إن هناك عالقة مميّزة كانت تربط بولس مع مرقس حيث نجد إن بولس قـأأد وصف مرقس
بصفـأأأأأأة المعاون له في التبشير وذلك في رسالته إلى فيلمون ( ،) 21وأقام مرقس مع بولس
في أثناء اسأأر بولس في روما سأأنة ( ) 13-14م وذكره بولس في رسأأالته إلى أهل كولوسأأي
( )45:1ووصفه بأنه أحد الذين عملوا معه في سبيل ملكوت هللا ،وطلب بولس من تيموثاوس
في رسالته الثانية إليه ( )44:1اصطحاب مرقس إليه في أسره الثاني في روما سنة 11م.
قال بولس نفسأأأأه في رسأأأأالته األولى إلى أهل كورنثوس ( )1:1الكاثوليكية( :أم أنا وبرنابا
وحدنا ال يحق لنا أن نمتنع عن العمل؟) ،فهو إذن يرى إن االمتناع عن العمل من حق الرسأأأل
وخدم اإلنجيل ،فمن المسأأأأأأتبعد أن يختلف بولس مع برنابا من اجل مزاعم امتناع مرقس عن
العمل معهم ،إذ إن الخالف بينهما اعمق من هذا.
01يدل على ذلك إن بولس لم يذكره مع من ذكرهم من اتباعه الذين هم من اصل يهودي في رسالته إلى أهل كولوسي
(45 :1و ،)44باإلضافة إلى إن لديه اسمين غير يهوديين.
15أعمال الرسل ( .) 3-4 :41
14رسالة بولس إلى أهل غالطية ( 1 :4و.) :
28
البر ولكن عاقبتهم تكون على قدر أعمالهم) ،ثم يعود ليبين إن أصأأأحاب الدعـأأأأأأأأوات المخالفـأأأأأأأأة
ظموا لدعوتـأأأأأأأأأه هم أكابر الرسأأأل فيقول في ({ )44:42الكاثوليكية}( :فكان من حقي عليكم أن ت ُ َع ِ ّ
شأني ولستُ أق ُل شأنا ً من أولئك الرسل األكابر).
ويشأأأأأأير بولس الى ان اصأأأأأأحاب الدعوات المخالفة لدعوته قد حققوا نجاحا ً ادى الى فقدانه نفوذه
العقائدي في اسيا حيث يقول في ({)::4الكاثوليكية}( :فانّا النريد أيها االخوة ان تجهلوا الشدَّة التي
أل َّمت بنا في اسيا فثقُلَت علينا جدا ً وجاوزت طاقتنا حتى يئسنا من الحياة).
)1رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس..كتبها حوالي سنة 11م ،قبل مقتله بسنة واحدة.
يعترف فيها بحدوث االنشقاق بينه وبين تالميذ يسوع المسيح وهم كنيسة أورشليم وكنيسة إنطاكية
سفيقول في ({)40:4الكاثوليكية}( :أنت تعرف ان جميع الذيـأأأأأن في اسـأأأأأيا تخلّو عني ومنهم فيجلُّ ُ
وهرموجينيس).
وهكذا يتضأأأح جليا ً وجود الخالف العقائدي بين أكابر الرسأأأل قادة اليهود المسأأأيحيين وبين بولس،
بين الذين رأوا يسأأوع المسأأيح وآمنوا به من جهة وبين من اضأأطهد يسأأوع وحاول صأألبه وقتله ثم
ابتدع األيمان بأنَّه "ابن اإلله" ،من جهة أخرى.
ومن المهم الرجوع الى نص رسالة بولس الى اهل غالطية حيث يشير فيها بولس الى ان بطرس
من اليهود وانه هو نفسه كان يعتبر نفسه من اليهود ايضاً ،وهو االمر المتعارف في زمانهم ،فهم
بإيمانهم بالمسيح لم يخرجوا من دائرة اليهودية .ففي (( :)43:2وراءى معه باقي اليهود أيضا،
حتى إن برنابا أيضا انقاد إلى ريائهم) .وفي ( )41:2يقول بولس لبطرس( :إن كنت وأنت يهودي
تعيش أمميا ال يهوديا ،فلماذا تلزم األمم أن يتهودوا؟) .ويقول بولس في (( :)40:2نحن بالطبيعة
يهود ولسنا من األمم خطاة).
هكذا كان تالميذ المسيح واتباعهم ينظرون الى انفسهم كيهود مسيحيين ،يهود مؤمنين بالمسيح،
وليس كباقي اليهود الفريسيين والصدوقيين ،الى ان نجح بولس من خالل دعوته الى فصل اتباعه
من الجسد اليهودي معلنا ً نشوء الدين المسيحي المفصول تماما ً عن شريعة التوراة.
بخصوص قضية نَيل االنسان للبِ ّر هل هو بااليمان ام باالعمال ام بكليهما ،يذهب بولس الى
انه بااليمان وحده ،فنجده يقول في رسالته ({ )41:2فاندايك}( :إذ نعلم أن اإلنسان ال يتبرر بأعمال
الناموس ،بل بإيمان يسوع المسيح ،آمنا نحن أيضا بيسوع المسيح ،لنتبرر بإيمان يسوع ال بأعمال
الناموس .ألنه بأعمال الناموس ال يتبرر جسد ما).
ُبر ألنه يعمل بأحكام الشريعة ،بل ّ
ألن وفي ترجمة الطبعة الكاثوليكية( :فنحن نعلم أن االنسان ال ي ّ
له اإليمان بيسوع المسيح ،ونحن أيضا ً آمنّا بيسوع المسيح كما يَبَ َّرنا االيمان بالمسيح ،ال العمل
بأحكام الشريعة ،فإنَّه ال يُبَ ُّر ٌ
بشر لعمله بأحكام الشريعة)!
وهذا الموضوع احد نقاط الخالف بين تعاليم بولس وتعاليم اليهود المسيحيين ،حيث نقرأ في رسالة
يعقوب ما يبيّن ان االنسان ينال البر بااليمان واالعمال ،فيقول في (( :)41 :2ما المنفعة يا إخوتي
إن قال أحد إن له إيمانا ً ولكن ليس له أعمال ،هل يقدر اإليمان أن يخلصه؟) .وفي (:)21-4: :2
(لكن يقول قائل« :أنت لك إيمان ،وأنا لي أعمال» أرني إيمانك بدون أعمالك ،وأنا أريك بأعمالي
إيماني .أنت تؤمن أن هللا واحد .حسنا تفعل .والشياطين يؤمنون ويقشعرون! ولكن هل تريد أن تعلم
29
أيها اإلنسان الباطل أن اإليمان بدون أعمال ميت؟ ألم يتبرر إبراهيم أبونا باألعمال ،إذ قدم إسحاق
ابنه على المذبح؟ فترى أن اإليمان عمل مع أعماله ،وباألعمال أكمل اإليمان ،وتم الكتاب القائل:
«فآمن إبراهيم باهلل فحسب له برا» ودعي خليل هللا .ترون إذا أنه باألعمال يتبرر اإلنسان ،الباإليمان
وحده .كذلك راحاب الزانية أيضا ،أما تبررت باألعمال ،إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟
ألنه كما أن الجسد بدون روح ميت ،هكذا اإليمان أيضا بدون أعمال ميت).
وألن كالم بولس غير قابل للتطبيق ،فقد عمدت الكنائس المسيحية الى وضع شريعة جديدة بدالً من
شريعة التوراة ولم يتمكنوا من االستغناء عن وجود الشريعة بتاتاً! وابرز مثال هو انهم حينما ألغوا
الختان استعاضوا عنه بالمعمودية ،ثم اختلفت الكنائس هل تتم المعمودية بالماء ام بوضع اليد على
الرأس فقط! ووضعوا شريعة جديدة بتفاصيل متشعبة بدالً من شريعة التوراة! مع ان شريعتهم
وضعية وضعها القساوسة لهم بينما شريعة التوراة إلهية! فعلى سبيل المثال نجد في الالهوت الطقسي
شرعوه ألنفسهم: ضمن طقوس الكنيسة القبطية عناوين لبعض ما ّ
30
• تأمالت في القراءات الكنسية
مصطلحات كنسية •
• التقويم القبطي وحساب األبقطي
• درجة الشماسية
• سالسل الدراسات الطقسية
قسم األلحان •
• لحن الهيتينيات
• ألحان عيد الميالد المجيد
• الترانيم الروحية
• التسبحة السنوية
• الطروحات اآلدام
• اإلبصاليات الواطس
• اإلبصاليات اآلدام
• الطروحات الواطس
• ألحان أسبوع اآلالم
• لحن كيه إيبرتو
• لحن طاي شوري الحزايني
• أمانة اللص
• المدائح والتماجيد
كتب القراءات الكنسية •
• السنكسار
• سالسل كتب الطقوس
• قطمارس األيام
• قطمارس الخماسين المقدسة
• قطمارس الصوم الكبير
• قطمارس صوم يونان
• قطمارس قراءات اآلحاد
• اإلبصلمودية الكيهكية
• الخوالجي المقدس
• كتب صلوات التجنيز
• دالل أسبوع اآلالم
• الدفنار
• األجبية
• صالة باكر
• صالة الساعة الثالثة
• صالة الساعة السادسة
• صالة الساعة التاسعة
• صالة الساعة الحادية عشر -الغروب
• صالة الساعة الثانية عشر -النوم
• صالة نصف الليل
31
• صالة الستار
• الثالث تقديسات
• اإلبصلمودية المقدسة السنوية
• اإلبصاليات
• تأمالت في االبصلمودية المقدسة السنوية
• الثيئوطوكيات
• الذكصولوجيات
أعياد الكنيسة القبطية •
األعياد الشهرية •
• تذكار العذراء مريم -الحادي و العشرين من كل شهر
• تذكار رئيس المالئكة ميخائيل -الثاني عشر من كل شهر
• تذكار البشارة و الميالد و القيامة -التاسع و العشرين من كل شهر
• األعياد غير السيدية
• تذكار أطفال بيت لحم
• عيد الرسل
• عيد النيروز
• أعياد الكنيسة القبطية مجمعة
• رأس السنة الميالدية
• الخماسين المقدسة
• األعياد السيدية الكبرى
• عيد القيامة المجيد
• عيد العنصرة -عيد حلول الروح القدس
• عيد الصعود
• عيد البشارة المجيد
• عيد الميالد المجيد
• عيد الغطاس -الثيئوفانيا -الظهور اإللهي
• أحد الشعانين -أحد السعف
• األعياد السيدية الصغرى
• خميس العهد
• عيد الختان
• عيد عرس قانا الجليل
• عيد أحد توما
• عيد دخول السيد المسيح الهيكل
• عيد التجلي
• عيد دخول السيد المسيح أرض مصر
• عيد الصليب
• أعياد القديسين
• أصوام الكنيسة القبطية
• صوم يومي األربعاء والجمعة
• صوم الميالد -شهر كيهك
32
صوم يونان -صوم نينوى •
الصوم الكبير المقدس •
جمعة ختام الصوم •
أحد الرفاع •
أحد الكنوز •
أحد التجربة •
أحد االبن الضال •
أحد السامرية •
أحد المخلع •
أحد التناصير -المولود أعمى •
صوم السيدة العذراء مريم •
صوم اآلباء الرسل •
أسبوع اآلالم -البصخة المقدسة •
ليلة أبو غالمسيس -ليلة سبت النور •
إثنين البصخة المقدسة •
ثالثاء البصخة المقدسة •
أربعاء البصخة المقدسة •
الجمعة العظيمة •
سبت لعازر •
باالضافة الى ان اتباع بولس لم يتمكنوا من اهمال اسفار التوراة واالنبياء وبقية اسفار (التناخ)
اليهودي فأضافوها تحت عنوان (العهد القديم) الى االسفار القانونية التي يعترفون بها (العهد الجديد)
في مجلّد واحد أطلقوا عليه اسم (الكتاب المقدس)!
فكل ما نجح بولس في فعله هو قطع المسيحيين من جذورهم اليهودية وعباداتهم التوراتية وتشريع
شريعة جديدة وطقوس جديدة لهم! ...فما حدا مما بدا.
وجاء في الكتاب المقدس الدراسي( :يكاد يرتقي سجين الناموس الى سجين الخطيئة (اآلية ،)22ألن
الشريعة تكشف الخطيئة وتثيرها ،انظر اآلية 41والتعليق ،قارن بما جاء في كو )25:2
وتعليقه على الجملة ( )41هو قوله( :إظهارا ً للمعاصي :ليستعلنها بل أيضا ً يزيدها).
وما جاء في كورنثوس ({ )23-25:2فاندايك} هو( :إذا إن كنتم قد متم مع المسيح عن أركان العالم،
فلماذا كأنكم عائشون في العالم؟ تفرض عليكم فرائض« :ال تمس! وال تذق! وال تجس!» التي هي
34
جميعها للفناء في االستعمال ،حسب وصايا وتعاليم الناس ،التي لها حكاية حكمة ،بعبادة نافلة،
وتواضع ،وقهر الجسد ،ليس بقيمة ما من جهة إشباع البشرية).
ونفس النص في ترجمة الكاثوليكية( :فأ ّما وقد ُمتُّم مع المسيح متخلّين عن اركان العالم ،فما بالكم،
تمس" ،وتلك
ّ كما لو كنتم عائشين في العالم ،تخضعون لمثل هذه النواهي" :ال تأخذ ،ال تذق ،ال
االشياء كلها تؤول باالستعمال الى الزوال؟ إنها وصايا ومذاهب بشرية معروفة بالحكمة لما فيها
من نَ ْف ٍل 13وتواضع وقلّة مراعاة الجسد ،ولكن ال قيمة لها ألنها غير صالحة اال إلرضاء الهوى
البشري).
وفي "التفسير التطبيقي للكتاب المقدس" في التعليق على غل (4: :3و( :)41للناموس وظيفتان:
فمن الناحية االيجابية ،يعلن طبيعة هللا ومشيئته ،ويبين للناس كيف يعيشون .ومن الناحية السلبية،
يبرز خطايا الناس ويريهم انه من المستحيل إرضاء هللا بإطاعة كل نواميسه بالتمام .لقد كان وعد
هللا إلبراهيم على اساس إيمانه ،بينما يركز الناموس على االفعال .فالعهد مع ابراهيم يثبت ان اإليمان
هو الطريق الوحيد للخالص ،أما الناموس فيبين لنا كيف نحيا حياة الخالص ،فااليمان ال يلغي
الناموس ،ولكن كلما زادت معرفتنا باهلل ،نكتشف كم نحن خطاة ،فنجد انه ال سبيل امامنا سوى
االستناد على إيماننا بالمسيح وحده للخالص).
وفي تعليقه على غل (( :)25:3هذا سبب آخر يقدمه الرسول بولس إلثبات سمو عهد ابراهيم
(االيمان) على نواميس موسى (االعمال) للخالص ،بينما عكس التهوديون األمور .ان النواميس
نبعت من االيمان ولم تكن شرطا ً له ،وبالمثل فإن حياة االستقامة ليست شرطا ً لاليمان ،ولكنها نتيجة
له .عندما ندرك قوة االيمان في التغيير ،فالبد ان نسعى ألن نحيا بصورة تُظهر هذا التغيير).
فالنصوص المنسوبة الى بولس ،والنصوص الشارحة لها ،تفترض ان الشريعة هي مرحلة خارج
اطار االيمان ،وان االيمان جاء مع المسيح! وهذه الفكرة تتناقض أو على االقل ال تنسجم مع المزاعم
بأن العهد القديم جاء بنصوص تشير الى المسيح ومجيئه! وكأنما الشريعة خالية من المضامين القائلة َّ
االيمانية!! ويقولون ان ابراهيم نال الوعد إليمانه فقط ،متجاهلين المواقف واالفعال العظيمة للنبي
حطم اصنام قومه وما في ذلك ابراهيم (عليه السالم) والتي كشفت عن عمق إيمانه ،كموقفه حينما ّ
من جرأة وخطورة كبيرة وكيف كان محتسبا ً ومتفانيا ً في سبيل هللا حينما اراد قومه رميه في النار
عقابا ً له على تحطيمه االصنام ،وكذلك موقفه بإطاعته أمر هللا بأن يذبح ابنه وامتثاله لهذا األمر بكل
طواعية .فالعهد والوعد الذي حصال عليه النبي ابراهيم (عليه السالم) إنما كان بإيمانه وأفعاله ،لكن
هذه النصوص التي نقلناها تغفل ذلك!!
والشريعة في نظر بولس هي مجرد احكام تحمي االنسان من الخطيئة او تكون هي سببا ً للخطيئة
بحسب نص آخر لبولس ،إذ يقول أنَّه بال شريعة يكون االنسان بال خطيئة!! ثم يظن ان االيمان هو
مصدر ال ِب ّر .وغاب عن بولس ما هو حال الفترة طيلة الـ 135سنة بين الوعد وظهور الشريعة!
هل كان االنسان بدون شريعة وبجدون ايمان! ام كانت لديه شريعة غير تلك الشريعة وايمان غير
البر باالسمان بعد مجيء المسيح فلماذا وضعت المجامع ذلك االيمان! ثم إذا صح ان االنسان ينال ّ
المسيحية ورجال الدين المسيحيون هذا الكم الهائل من الشريعة المسيحية الجديدة بتفاصيلها التي
توازي في تعقيدها شريعة التوراة!!
وهل كان زمن الشريعة خاليا ً من ال ِب ّر! هل كان زمن موسى ويوشع والقضاة واشعياء وارميا
وحزقيال ودانيال وايوب ويونان خاليا ً من ال ِب ّر وااليمان!!
13في هامش الطبعة الكاثوليكية ،نَ ْف ٍل :ما يفعله االنسان زيادة على ما تفرضه الشريعة.
35
البر بااليمان وحده دون
وتقيّمنا لهذ النص انه سفسطائي الغرض منه االنتصار لعقيدة بولس في ان ّ
االعمال خالفا ً لعقيدة اليهود المسيحيين الذين تمثلهم رسالة يعقوب المذكورة في العهد الجديد والتي
تنص على ان البر هو بااليمان واالعمال الصالحة.
36
وتعليقه على (( :)4:0ا ّما الحريّة التي يتحدّث عنها الرسول ،فانعتاق من نير الشريعة وبالتالي نير
الخطيئة .ونير الشريعة هو في النهاية نير العبودية الثقيل ،تجاه نير المسيح اللّين وحمله الخفيف).
والتعليق التالي في هامش الكاثوليكية على نفس (( :)4:0ال يستطيع المسيحي ان يجمع بين التمسك
بأحكام شريعة موسى وااليمان بأن الخالص يأتينا من السيد المسيح ،فال بد له من اختيار احد
األمرين)!
وتعليق بولس الفغالي على (َ ( :)::0من الذي أغرى الغالطيين؟ أهو المسيح أم بولس الرسول؟ بل
المتهودون الذين يريدونهم أن يعودوا الى ممارسة الشرائع الموسوية).
ّ
وجاء التعليق التالي على ( )24:1في هامش التفسير التطبيقي للكتاب المقدس( :وكانت إساءة هاجر
لسارة {تك }1:41شبيهة باالضطهاد الذي عاناه المسيحيون األمم من التهوديين الذين أصروا
على حفظ الناموس للخالص ،ولكن انتصرت سارة أخيراً ،ألن أبنها كان ابن الموعد من هللا)!
فكل هذه النصوص تكشف عن وجود صراع بين بولس وقادة اليهود المسيحيين ،وأبرز ما نقرأه
فيها وصفها الشريعة بانها سجن للعبوديّة!! متناسين ما نسبه انجيل متى ( )41-4: :0للمسيح من
قوله (فاندايك) ( :ال تظنوا أني جئت ألنقض الناموس أو األنبياء .ما جئت ألنقض بل ألكمل .فإني
الحق أقول لكم :إلى أن تزول السماء واألرض ال يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس
حتى يكون الكل .فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا ،يدعى أصغر في
ملكوت السماوات .وأما من عمل وعلم ،فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات).
فمن الذي نقض وصايا الشريعة سوى بولس واتباعه؟! ومن الذي "عمل وعلم" سوى اليهود
المسيحيين!
39
))5رسالة بولس الثانية الى اتباعه في مدينة كورنثوس (2كور)
أن بولس كتبها حينما كان في مكدونية حوالي سنة 0:م .ويقول بعض علماء يقول التقليد المسيحي َّ
المسيحية ان رسالة بولس الثانية الى أهل كورنثوس هي رسالة مركبة من عدّة رسائل في وق ٍ
ت ما
من قبل شخص مجهول الهوية!! .11وهذا يعني إننا ال نجهل فقط من هو الذي قام يتجميع عدة
رسائل وابرازها كرسالة بولس الثانية الى اتباعه في كورنثوس ،بل نجهل فيما اذا كانت الرسائل
أن معها رسائل ألشخاص آخرين من تالميذه التي تم تجميعها هي فعالً جميعها من كتابة بولس أم َّ
او من غيرهم!!
وهذه الرسالة ليست مرسلة الى كورنثوس وحدها بل الى آخائية (جنوب اليونان) أيضا ً وهو ما
يقوي انها أكثر من رسالة تم تجميعها!
41
وفي الترجمة الرعائية للعهد الجديد كتبوا بدالً من مصطلح( :فائقي الرسل) و(أكابر الرسل)،
سل ال ِعظام).
الر ُ
مصطلحُ ( :
ويعترف األب بولس الفغالي بأن هذا النص يخص اليهود المسيحيين ،قال( :في الواقع ،بدأ ضالل
المتهودين الذين ينادون
ّ جماعة كورنثوس ألنها تعلقت بشخص ونسيت رسولها .ما هي سلطة هؤالء
باألمانة للشريعة ويعارضون سلطة الرسول؟ فيسوع الذي يقدّمونه يدخل في إطار يهودي ،بحيث
صارت الكنيسة معهم شيعة يهوديّة .في آ 22نعرف ان معارضي بولس هم يهود .روح آخر :هو
روح العبودية والمخافة (رو 4 ، 40::كور ،)42:2ال روح الحريّة والمحبة والفرح والسالم
( ،4::3رو .)4::41بشارة (إنجيل) اخرى :هل هناك انجيل وانجيل؟ رج غل .1-1 :4
احتملتموه :ما عرف الكورنثيون أن يميّزوا هذا "الكاذب" فاحتملوه ،وما احتملوا رسولهم (آ.) !)4
ثم يعلّق األب بولس الفغالي على 2كور( )0:44فيقول( :الرسل العظام :هم الرسل الكذبة .انتحلوا
اسم الرسل االثني عشر وما كانوا رسالً .ه ّمهم أن يحطموا سلطة بولس باسم ممارسة دقيقة للشريعة.
فكشفهم تكبّرهم (.) )42:45
انظروا كيف يصف شريعة التوراة بانها "روح العبودية والمخافة" بينما يصف الشريعة المسيحية
بانّها "روح الحريّة والمحبة والفرح والسالم"! مع ان شريعة التوراة مصدرها هللا سبحانه ،بينما
شرعها رجال الدين يشرعها بولس وال تالميذ المسيح االثني عشر بل ّ ّ الشريعة المسيحية لم
المسيحيون تباعا ً في مناسبات شتّى!!
وهكذا ترون كيف حاول األب بولس الفغالي تغيير معنى النص بقوله في تعليقه على هذه العبارة:
(الرسل العظام :هم الرسل الكذبة .انتحلوا اسم الرسل االثني عشر وما كانوا رسالً)!! كيف يصفهم
بولس في رسالته بأنهم رسل عظام وانهم أكابر الرسل في حين يتهمهم بولس الفغالي بأنهم كذبة!
وأنهم ليسوا تالميذ المسيح!! فمن هم إذن؟! فهل كان بولس قاصرا ً عن وصفهم بالكذب وانهم
منتحلون ألسم الرسل األثني عشر! بال شك ما نجده من جرأة في رسائل بولس على مخالفيه يجعلنا
ال نتقبل ان يغيّر بولس الفغالي المعنى بأن يجعل اكابر الرسل رسالً كذبة في محاولة منه لقطع
عالقتهم بكونهم الرسل األثني عشر تالميذ المسيح!
س
وليس بولس الفغالي وحده من فعل ذلك بل نجد أمرا ً مماثالً في "الكتاب المقدس الدراسي" حيث
ترجموا (الرسل العظام) بـ (الرسل المتفوقين) وجاء فيه( :يسوع آخر لم نبشّر به نحن :إنه يسوع
آخر تخيلته التعاليم التهودية (ألن خصوم بولس الرسول كانوا من اليهود ،انظر اآلية .)22تنالون
روحا ً آخر :روح قيود وخوف ودينونة) ثم يقول في تعليقه على 2كور(( :)0:44الرسل المتفوقين:
أسلوب بولس الرسول الساخر في االشارة للرسل الزائفين الذين تسللوا الى كنيسة كورنثوس وهم
في الحقيقة ليسوا رسالً على االطالق فيما عدا من وجهة نظرهم المتكبّرة المنتفخة).
حرف المعلمون الكذبةوفي "التفسير التطبيقي للكتاب المقدس" نقرأ في تعليقه على 2كور(ّ ( :)1:44
الحق المختص بالمسيح)!
وكل من يقرأ عبارة 2كور( )1:44كاملة يجد انه من غير المعقول ان يكون بولس ساخرا ً في كالمه
سل ألنه قرن نفسه مع اولئك الرسل االكابر ،حيث قال( :وأرى أنّي لستُ أقَ َّل شأنا ً من اولئك ُ
الر ُ
األكا ِبر)! فهو يقارن نفسه وعلو شأنها بأولئك الرسل األكابر ،ولو كان يستصغر شأنهم أو يسخر
منهم لما قارن نفسه معهم.:5
:5هل يُعقل ان يقول بولس انه ليس اقل شأنا ً من اولئك الكاذبين! أو أقل شأنا ً من اولئك الزائفين! ألن هذا التعبير
يفترض انه يكون مساويا ً لهم في الكذب والزيف!!
42
وحينما يصف بولس الفغالي اكابر الرسل بالكاذبين ،نجد ديفيد سيلفا يسميهم (السفسطائيين
بأن اليهود المسيحيين لم يكونوا يحملون أية صفة من صفات السفسطائيينالمسيحيين) !:4وال نشك َّ
اليونانيين الذين اقتبس ديفيد سيلفا وصف هؤالء منهم! فكل ذنب اليهود المسيحيين انهم كانوا
يلتزمون العمل بشريعة التوراة تبعا ً لتعاليم المسيح الذي كان يرشدهم للتمسك بها في اكثر من
مناسبة! وآخرها في ساعة رفعه الى السماء حيث قال لهم( :وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم
به) ،:2ومما اوصاهم به {فاندايك}( :ال تظنوا أني جئت ألنقض الناموس :3أو األنبياء .ما جئت
ألنقض بل ألكمل .فإني الحق أقول لكم :إلى أن تزول السماء واألرض ال يزول حرف واحد أو
نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل .فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس
هكذا ،يدعى أصغر في ملكوت السماوات .وأما من عمل وعلم ،فهذا يدعى عظيما في ملكوت
السماوات) .:1وقال( :ولكن زوال السماء واألرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس)!:0
وإذا قارنّا بين المباديء السفسطائية والمسيحية لوجدنا المسيحية أولى بهذا الوصف ،فالسفسطة هو
كل ما يخالف المنطق والعقل البديهي ،وكان السفسطائيين قبل ظهور سقراط وافالطون وارسطو
ذوي خطابة وتأثير في المستمعين رغم اسلوبهم واستدالالتهم المخالفة للمنطق والمباديء العقلية
البديهية! وإذا تعمقنا في رسائل بولس ومبادئه وعموم العقيدة المسيحية لوجدناها تتضمن تناقضات
إن لم تكن هي سفسطة فعالً ،من قبيل ان االيمان يجب ان يسبق التعقّل!
وأفكار هي أقرب للسفسطة ْ
وأن اإلله أزلي ويتكون من ثالثة اقانيم – رغم ان بولس لم يكن يقول بذلك! -بثالثة شخصيات
متميزة أحدها عن اآلخر فجمعوا بين األزلية والحد والجهة في إله واحد مع ان الحد والجهة هي من
صفات المحدثات ال من صفات األزليّة!! وغيرها من لوازم السفسطة التي تتضمنها المسيحية.
وابرز االثارات التي وجدناها في رسالته الوحيدة الى اتباعه في هذه المدينة:
مشكلة عدم إكمال بولس لعباراته
في هذه الرسأأأأأأالة وعدّة رسأأأأأأائل أخرى لبولس ،هناك مشأأأأأأكلة وهي عدم اكمال بولس لعباراته،
والترجمات الحديثة تحاول التغطية على هذه المشأأكلة وعدم االشأأارة اليها من خالل اضأأافة كلمات
او تغيير في معنى عباراته التي تعاني من هذه المشأأأأأأكلة! وفيما يلي اسأأأأأأتعراض لمواضأأأأأأع هذه
المشكلة في رسالته الى اتباعه في رومية:
ـ في روم({ )41:2الكاثوليكية}( :وسيظهر ذلك كله) ،وفي الهامش التعليق التالي( :اضيفت هذه
الكلمات التي لم ترد في االصل ليستقيم المعنى .واالرجح ان هذه اآلية تتمة لما جاء في اآلية .43
ورد مثل ذلك غير مرة في رسائل بولس ،ألنه كان يملي رسائله فكان يبدأ في الجملة ثم ينسى ان
يتمها)!
وفي روم({ )25:2الكاثوليكية}( :ألن لك في الشريعة اصول المعرفة) ،وفي الهامش التعليق التالي:
(لم يتم بولس المعنى المقصود .راجع ما جاء في حاشية اآلية !)41
ـ في روم({ )21:1الكاثوليكية}( :بل من بين الوثنيين أيضا ً .)...وفي الهامش التعليق التالي( :لم يتم
بولس الجملة كما لم يتمها في مواضع اخرى {.)}21-23 :40 ، 42:0
وقد وجدنا ظهور مثل هذه المشأأأأأأكلة في رسأأأأأأالة بولس الى اتباعه في أفسأأأأأأس (4 :3و ،)2كما
سنتناولها في موضعها.
44
بولس يجيز الكذب من اجل البشارة!
في روم( { )::3فاندايك} ( :فإنه إن كان صأأأأأأأدق هللا قد ازداد بكذبي لمجده ،فلماذا أدان أنا بعد
كخاطئ؟).
وقد تج َّنب اصأأأأأأدار "الكتاب المقدس الدراسأأأأأأي" التعليق على هذه العبارة! وكذلك تجنب التعليق
عليها كل من :الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد ،الطبعة اليسأأأأأأوعية للكتاب المقدس ،الخوري بولس
الفغالي في الطبعة الرعائية للعهد الجديد ،و"التفسير التطبيقي للكتاب المقدس"!
وهذه العبارة تعني بوضأأأأوح جواز الكذب من اجل االنتصأأأأار للبشأأأأارة واإليمان!! فكيف سأأأأتكون
هناك ثقة بكالم بولس او بغيره من القساوسة ورجال الدين المسيحيين!!
فإن جواز الكذب يعني جواز تغيير معاني كلمات أو حذفها أو إضأأأافتها. وكما يفهم القاريء اللبيب َّ
أن َم ْن هذا ديدنه سأأأيبقي على بشأأأارات ظهور رسأأأول آخر الزمان محمد (صأأألى هللا فكيف نتوقع َّ
عليه وآله وسلم).
45
وفي ترجمة العالم الجديد لشهود يهوه( :لكي أُنقَذ من غير المؤمنين في اليهودية).
بينما الطبعات االنجليزية اختلفت بين ترجمتها الى التعابير التالية ( )unbelieversغير المؤمنين،
( )disobedientالمتمردين )unfaithful( ،غير المخلصين.
ففي ترجمة الملك جيمس االنجليزية.)from them that do not believe in Judaea( :
وفي طبعة جنيف 4011م.)disobedient in Judea( :
وفي االسبانية [طبعة )los rebeldes( :]Reina-Valera 1960أي المتمردين!
وفي االلمانية [طبعة لوثر )den Ungläubigen( :]Luther Bibel 1545الكفار.
وفي الفرنسية [طبعة )des incrédules( :]Louis Segondالكفار.
وهذه العبارة هي احد المواضع التي ورد فيها لفظ التكفير في الكتاب المقدس ،وهناك مواضع اخرى
نذكر منها:
ـ في يشوع بن سيراخ ({ )::41اليسوعية}( :في مجمع الخطاة تتقد النار وفي االمة الكافرة يضطرم
الغضب).
ـ في سفر المكابيين االول ({ )::3اليسوعية}( :وجال في مدن يهوذا ،وأهلك الكفرة منها ،وصرف
الغضب عن إسرائيل).
ـ في سفر المكابيين االول ({ )40:3اليسوعية}( :ثم تجهز للخروج وخرج معه جيش قوي من الكفرة
يظاهرونه وينتقمون من بني إسرائيل).
ـ في سفر المكابيين االول ({ )0::اليسوعية}( :فآتاه جميع رجال النفاق والكفر من إسرائيل وفي
مقدمتهم ألكيمس ،وهو يطمع أن يصير كاهنا أعظم).
ـ في سفر المكابيين االول ({ )34::اليسوعية}( :فلما رأى نكانور أن مشورته قد كشفت ،خرج
لمالقاة يهوذا بالقتال عند كفر سالمة).
ـ في سفر المكابيين االول ({ )20:1اليسوعية}( :فاختار بكيديس الكفرة منهم ،وأقامهم رؤساء على
البالد).
ـ في سفر المكابيين الثاني ({ )4::4اليسوعية}( :ففي كل شيء تبارك إلهنا الذي أسلم الكفرة).
ـ في سفر المكابيين الثاني ({ )43:1اليسوعية}( :فإنه إذا لم يهمل الكفرة زمنا طويال ،بل عجل عليهم
بالعقاب؛ فذلك دليل على رحمة عظيمة).
ـ في سفر المكابيين الثاني ({ )24:1اليسوعية}( :فخال به الموكلون بأمر الضحايا الكفرية لما كان
بينهم وبينه من قديم المعرفة).
ـ في سفر المكابيين الثاني ({ )41::اليسوعية}( :وباع اخرون كل ما كان باقيا لهم وكانوا يبتهلون
الى الرب ان ينقذهم من نكانور الكافر الذي باعهم قبل الملتقى).
ـ في سفر المكابيين الثاني ({ )33::اليسوعية}( :وبينا هم يحتفلون بالظفر في وطنهم؛ أحرقوا
كلستانيس وقوما معه في بيت كانوا قد فروا إليه ،وكانوا قد أحرقوا األبواب المقدسة فنالهم الجزاء
الذي استوجبوه بكفرهم).
ـ في سفر المكابيين الثاني ({ )23:42اليسوعية}( :وشد يهوذا في آثارهم ،يثخن في أولئك الكفرة،
حتى أهلك منهم ثالثين ألف رجل).
ـ في رسالة بولس الى اهل رومية ،ذكرنا النص اعاله.
46
ـ في رسالة بولس الثانية الى اتباعه في كورنثوس (3 :1و{ )1الكاثوليكية}( :عن الكفار الذين اعمى
بصائرهم إله هذه الدنيا).
ـ في رسالة بولس الثانية الى اتباعه في كورنثوس ({ )41:1الكاثوليكية}( :ال تكونوا مقرونين بالكفار
في نير واحد).
ص بعد َجهدٍ ،فما هي حالةُالبار يخلُ ُ
ُّ ـ في رسالة بطرس االولى ({ )4::1الكاثوليكية}( :واذا كان
الكافر والخاطيء؟).
::المقصود هنا (التقبّل) من القبول .وفي ترجمة العهد الجديد 4:41م( :ان تتقبّلوها في الرب).
::كانا مع بولس في سجنه ،باالضافة الى ارسطرخس المذكور في رسالته الى كولوسي (.)45:1
46
عليكم غاييوس ضايفي وضايف الجماعة كلها يسلم عليكم اراسطس خازن المدينة وكوارطس االخ
* نعمة ربما يسأأوع المسأأيح مع جماعتكم امين * واالاله الحكيم وحده يسأأوع المسأأيح المسأأتطيع ان
ي ثبتكم علي بشارتي وكرازة يسوع المسيح على ما يختص باعتالن السر المصموت عنه في سنين
ابدية * والظاهر االن بكتب انبيايه علي ما يختص بامر اإلاله االبدي والمعروف لطاعة االيمان
في االمم كلها * له المجد الي الدهور كلها امين].
السأأأأأأفر
ويمكن للقاريء ان يقوم بمقارنة هذا النص مع اية ترجمة في اي طبعة أخرى لديه لهذا ِ
صين!ليتعرف على االختالف في الترجمة بين الن ّّ
وهذا الموضأأأأأأوع يكشأأأأأأف عن الحاجة الى االطالع على المخطوطات القديمة للكتاب المقدس،
ورسأأأائل بولس خاصأأأة .كما ان هذا الموضأأأوع يسأأألط الضأأأوء على حقيقة انه ال توجد مخطوطة
واحدة كاملة عند الكنائس يمكن ان يبرزوها ويقولوا للمسأأأأأأيحيين هذه مخطوطة لكتابكم المقدس،
بدون ادخال تعديالت وتغييرات في ترجمتها!! وربما موضأأوع السأأالم بالقبالت والتقبيل هو واحد
من اسباب ذلك!!
وال يقف موضأأأأأأوع التقبيل بين المسأأأأأأيحيين عند هذا الحد ،بل يمتد ليشأأأأأأكل جزءا ً من الطقوس
المسيحية .فقد كتب مايكل فيليب بين Michael Philip Penn :1مقاالً بعنوان (تاريخ موجز لقبلة
الطقوس المسأأيحية) جاء فيه ان اقدم الوصأأايا للمسأأيحيين بتبادل القُبلَة وردت في رسأأائل بولس في
ن ها ية رسأأأأأأأا لة تسأأأأأأأالونيكي األولى ،وكورنثوس االولى ،وكورنثوس ال ثان ية ،وروم ية ،وهم
متطابقون تقريبًا في صأأأأأأياغتهم" :سأأأأأألموا بعضأأأأأأكم على بعض" (أو تسأأأأأأالونيكي األولى " ،كل
اإلخوة") "قُبلَة مقدسأأأأأأة" .على الرغم من أن هذه الجمل المكونة من سأأأأأأطر واحد ال تحتوي على
الكثير من البيانات التي يمكن من خاللها إعادة بناء الطقوس ،إال أنها تشأأأأأأكل األسأأأأأأاس للعديد من
النظريات العلمية المتعلقة بأصل القُبلَة .ويذكر "مايكل فيليب بين" ثالثة احتماالت حول ن شوء هذا
التقليد المسأأأأيحي ،االول ان مصأأأأدره هو يسأأأأوع نفسأأأأه وانه اول من ابتدأ القُبلَة الطقسأأأأية ،ولكنه
يستدرك بأنه من الصعب تتبع طقس منسوب الى يسوع وهو غير مذكور في كتابات العهد الجديد،
ويقول( :إذا كان يسأأأوع هو من ابتدأ القُبلَة الطقسأأأية ،فلماذا ال ينسأأأب مؤلفو القرن األول أو الثاني
أن لبولس دور فعال في إنشاء قُبلَة أن احد علماء المسيحية يقترح َّ أو الثالث أساسها إليه؟!) ،ويذكر َّ
الطقوس عن قصد أو على األقل تشجيعها! ويقول( :لم يقدم بولس في رسائله أي تفسير لماذا ومتى
وكيف ينبغي على المسأأيحيين تقبيل بعضأأهم البعض .حتى في رسأأالة رومية ،وهي رسأأالة موجهة
إلى جماعة لم يعثر عليها ،يفترض بولس أن المتلقين على دراية بقُب َلة الطقوس .إذا كان بولس ،
كما تشير هذه البيانات ،ينقل ببساطة تقليدًا موجودًا مسبقًا ،فيجب على علماء العهد الجديد إضافة
القُب َلة إلى قائمة طقوس ما قبل بولس إلى جانب الطقوس مثل التعميد والوجبة المشأأأأأأتركة ،يعد
التقبيل جز ًءا من أقدم طبقات ممارسأأة الطقوس المسأأيحية)! ويجادل عالم مسأأيحي آخر بأن رسأأائل
بولس خلقت بالصدفة قُبلَة الطقوس .لقد استخدم بولس ببساطة اصطال ًحا إلكترونيًا واسع االنتشار
مشأأاب ًها للعصأأر الحديث "أعطه قُبلَة من أجلي" ؛ ولم يكن يقصأأد حقًا أن على متلقي الرسأأائل تقبيل
بعضأأأأهم البعض في خدمة العبادة .لم يدرك مسأأأأيحيو القرن الثاني ،مثل العلماء المعاصأأأأرين ،أن
:1
مدرس الدين في كليّة ماونت هوليوك ،Mount Holyoke Collegeومؤلف كتاب :تقبيل المسيحيين :طقوس
ّ
ومجتمع في أواخر الكنيسة القديمة ( Kissing Christians: Ritual and Community in the Late
.)Ancient Church
48
بولس كان يسأأأأتخدم صأأأأيغة رسأأأأالية معيارية .بدال من ذلك ظنوا أنه كان يتحدث حرفيا عن تقبيل
بعضأأهم البعض .أصأأبح هذا الخطأ التفسأأيري في النهاية مسأأؤوالً عن المسأأيحيين الالحقين بما في
ذلك القُبلَة في ليتورجيا الكنيسأأأة .ومع ذلك ،نظرا ً لوجود عدد قليل جدًا من األمثلة غير المسأأأيحية
للقُبلَة كإغالق للرسأأأأأائل ،كل ذلك في رسأأأأأائل تبدو أكثر حميمية من القُبلَة ،وفقًا إلدوارد فيليبس،
بغض النظر عما إذا كانت القُبلَة المسيحية قد أسسها يسوع أو بولس (عمدًا أم بغير قصد) أو (كما
يبدو على األرجح) واحد أو أكثر من المسأأأأأأيحيين األوائل غير المعروفين ،يبقى السأأأأأأؤال ما هو
مصأأدر اإللهام لهذه الطقوس؟ يجادل العلماء بأن الممارسأأات من مجموعة واسأأعة من المجموعات
-اليهود ،الغنوصيين قبل المسيحيين ،والعبادات اليونانية الغامضة ،والفيثاغوريون الجدد -أثرت
في إنشأأأأأأأاء القبلة المسأأأأأأيحية .ومع ذلك ،تظل كل هذه االقتراحات غير مدعومة ألن مؤيديها لم
يتمكنوا من العثور على أي إشأأأارة إلى أعضأأأاء هذه المجتمعات يتبادلون قُبلَة طقسأأأية مع بعضأأأهم
البعض .حتى اليهودية المبكرة ،وهي مصأأأأأأدر مهم للعديد من الطقوس المسأأأأأأيحية ،ال يبدو أنها
طا وثيقًا بقُبلَة الطقوس المسأأيحية .ونظرا ً لندرة اإلشأأاراتكانت تمارس أي ممارسأأة مرتبطة ارتبا ً
المسأأأأأيحية في القرن األول إلى القُبلَة وعدم وجود أعمال مسأأأأأيحية قبل القرن الرابع تناقش بدايات
القُبلَة أو أوجه التشأأابه غير المسأأيحية الصأأريحة ،فإن أي محاولة الكتشأأاف أصأأل القُبلَة الطقسأأية
تظل تخمينية للغاية .وبسبب قيود المصدر هذه ،يقول مايكل فيليب بين أنه أقل اهتما ًما ببداية القُبلَة
مقارنةً بتفسأأأأأأيرها وتطورها الحقًا .ومع ذلك يقترح جانبين من جوانب التقبيل القديم المتأخر الذي
ربما أدى إلى استخدام القبلة كطقوس في المجتمعات المسيحية األولى .وبمجرد أن كتب بولس عن
القُبلَة وأصبحت كتاباته موثوقة بشكل متزايد ،كان للكنيسة تفويض واضح لدور القُبلَة في طقوس
مسيحية .باإلضافة إلى ذلك ،أصبح المسيحيون األوائل على دراية بكيفية تبادل الكنائس المجاورة
للقُبلة وغال بًا ما يقلدون (أو في بعض الحاالت يتحدون) الطريقة التي تم إجراؤها .نتيجة لذلك،
على عكس ندرة المصأأأأأأادر المتعلقة ببدايات القُب َلة ،هناك ثروة من المعلومات حول ممارسأأأأأأاتها
وتفسأأأأيرها الالحقين .وتأتي اإلشأأأأارة األخيرة للقُبلة الطقسأأأأية في القرن األول من رسأأأأالة بطرس
األولى (" :)41:0سلموا بعضكم على بعض بقُبلة حب .":5يُظهر الفرق بين "قُبلَة بولس المقدسة"
و "قُب َلة ال ُحب" لبطرس األول أ نه ،حتى في القرن األول ،لم يسأأأأأأت خدم جميع المسأأأأأأيحيين نفس
المصطلح لوصف القُبلَة الطقسية .وتشير هذه اإلشارات الخمس للقُبلَة في القرن األول إلى أنه في
وقت مبكر من عام 05م ،ش ّكل التقبيل جز ًءا من ممارسة طقوس العديد من المجتمعات المسيحية.
ويشأأير أثيناغوارس Athenagorasإلى التبادل الدقيق للقُبلة كمثال على ضأأبط النفس المسأأيحي.
ويحذر كليمنت اإلسأأأكندري Clement of Alexandriaمن أن التحية الجريئة بين المسأأأيحيين
هي مثل عض العناكب في الشأأأفتين .لتجنب "سأأأم الفسأأأق" هذا ،يجب على المسأأأيحيين أن يتبادلوا
القُبلَة بـأأأأأأأ "بفم عفيف ومغلق" .يرى كال المؤلفين القُبلَة على أنها تحية ،مما يدل على وجود صلة
بأوامر العهد الجديد لتحية بعضأأهما البعض بقُبلَة .إن تشأأبيه كليمنت لعنكبوت يقوم بحقن السأأم عن
طريق لمس الفم وتحذيره من القُبالت "غير العفيفة" أصبح أول المؤشرات في العديد من المصادر
المسأأيحية المبكرة على أن القُبلَة الطقسأأية كانت قُبلَة على الشأأفاه .باالقتران مع اقتراح أثيناغوراس
بأن القُبلَة المفرطة في الحماسأأأة يمكن أن تفسأأأد أجسأأأاد أولئك الذين يطلق عليهم اإلخوة واألخوات
وإشارة كليمنت إلى "االستخدام المخزي للقُبلَة" ،تشهد على تقبيل الرجال والنساء في أواخر القرن
:5في اغلب الترجمات االنجليزية كتبوها ،)kiss of love( :والقليل منها كتبوها )loving kiss( :و( kiss of
!)charity
49
الثأأاني لبعضأأأأأأهم البعض .و بحلول منتصأأأأأأف القرن الثأأالأأث ،تتحأأدث كتأأابأأات من رومأأا وأثينأأا
واإلسكندرية وقرطاج وشمال إفريقيا وآسيا الصغرى وسوريا عن طقوس التقبيل بين المسيحيين.
ال يزال ترتليان وأوريجانوس والتقليد الرسأأأأأأولي يربط القُبلَة بنهاية الصأأأأأأالة ،على الرغم من أن
أيضأأا أول كاتب يربط مباشأأرة بين القُبلَة الطقسأأية والقربان المقدس .يشأأهد التقليد
أوريجانوس هو ً
القبر صي والتقليد الر سولي القبلة كجزء من مرا سم التعميد .يعطي التقليد الر سولي أول مثال على
اسأأتخدام القُبلَة في الكهنوت .وعلى الرغم من أن معظم المصأأادر المسأأيحية المبكرة تشأأير إلى أن
القُب َلة تكون على الشأأأأأأفاه ،إال أن هناك أعمال ابوكريفا the Apocryphal Actsتعدّلها لتكون
قُبلة للقدمين أو اليدين .وعلى عكس النصأأوص السأأابقة التي سأأمحت للنسأأاء والرجال بتبادل القُبلَة
مع بعضأأأهم البعض ،فإن التقليد الرسأأأولي هو المصأأأدر األول على وجه التحديد الذي يحظر هذه
الممارسأأأأأأأة .بحلول نهاية القرن الرابع ،ظهرت العديد من هذه االتجاهات -انتقال القُب َلة من ختم
الصالة إلى التحضير لالفخارستيا ،واستخدام القُبلَة في عدد متزايد من األوضاع الليتورجية وغير
الليتورجية ،وفرض قيود إضافية على َم ْن يُق ِبّل َم ْن -تصبح ممارسة قياسية.
باإلضافة إلى ذلك ،يظهرون قيودًا متزايدة على كيفية تبادل المسيحيين للقُبلَة .على غرار التقليد
الرسولي ،تقصر الدساتير الرسولية The Apostolic Constitutionsالقُبلَة على نفس الجنس.
مثل األعمال الملفقة ، Apocryphal Actsالرسالة الثانية الزائفة لكليمنت حول العذرية the
،ascetic Pseudo-Clement's Second Letter on Virginityلم يعد فيها مسيحيون من
ضا وجود انقسام بين عامة الناس جنسين مختلفين يتبادلون قُبلَة شفوية .تؤكد وثائق القرن الرابع أي ً
ورجال الدين :تنص الدساتير الرسولية The Apostolic Constitutionsعلى أن رجال الدين
يُقَ ِبّلون فقط رجال الدين اآلخرين وعامة الناس يُقَ ِبّلون عامة الناس اآلخرين!:4
وكتبت مارين جاسك ( :يشجع القديس بولس المسيحيين على تقبيل بعضهم البعض بسالم على
أفواههم .لكن بعد قرنين ،في عام ، 31:حظرها مجلس قرطاج بين الرجال والنساء .يجب القول
أن الكنيسة تعتقد أنها تخلق الفجور ،يبدأ بقبلة على الشفاه أثناء القداس وينتهي عاريا ً في
االعتراف)!:2
وقال األب بولس الف غالي في تعلي قه على 4كور(( :)25:41بقبلة مقدسةةةةةةةة .تد ّل على االحترام
المتبادل والوحدة .ما زالت في عدد من الكنائس تمارس خالل الليتورجيا والخدمة اإللهيّة).:3
فالرسائل الخمسة التي ورد فيها األمر بالتقبيل بين المسيحيين هي:
.4رسالة بولس االولى الى اهل تسالونيكي (( :)21:0سلموا على اإلخوة جميعا بقبلة مقدسة).
.2رسالة بولس االولى الى اهل كورنثوس (( :)25:41سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة).
:4مقال بعنوان ( ،)A Brief History of the Christian Ritual Kissبقلم ،Michael Philip Penn
منشور في الموقع االلكتروني ( ،)Church Life Journalبتاريخ 40شباط 2524م ،عبر الرابط:
https://bit.ly/2ScAvR1
:2مقال بعنوان ( ،)Le bisou sur la bouche, ou l’histoire du roulage de pelleبقلم MARINE
،GASCمنشور في الموقع االلكتروني ( ،)Raconte-moi l'Histoireبتاريخ 2541/4/25م ،عبر الرابط:
https://bit.ly/3f5hRU4
:3العهد الجديد ،قراءة رعائية – التعليق على 4كور ( – )25:41ص.0:3
50
.3رسالة بولس الثانية الى اهل كورنثوس (( :)42:43سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة).
.1رسالة بولس الى اهل رومية (( :)41:41سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة).
.0رسالة بطرس االولى (( :)41:0سلموا بعضكم على بعض بقبلة المحبة).
هذا بحسب الترجمات المعاصرة ،وإال فقد بيّنا آنفا ً ان طبعة سارة هودجسون للكتاب المقدس
بالعربية 4:44م تحتوي على مواضع اخرى ذُ ِكر فيها التقبيل.
وفي هذا الطبعة (طبعة سأأأارة هودجسأأأون 4:44م) نقرأ بخصأأأوص تحية التقبيل مواضأأأع اخرى
في العهد الجديد:
في رسأأأالة بولس الى رومية (( :)22:41اقبلكم انا ترتيوس كاتب هذه الرسأأأالة بالرب) ،بل ما
ورد في الفصل السادس عشر كله كما بيناه آنفاً.
في رسأأالة بولس االولى الى كورنثوس (( :)25:41يسأألم عليكم االخوة اجمعون ليقبل بعضأأكم
بعضا بقبلة قديسة){ .اشرنا اليها آنفاً}
في رسأأالة بولس الثانية الى كورنثوس (( :)42:43ليقبل بعضأأكم بعض أا ً بقبلة قديسأأة){ .اشأأرنا
اليها آنفاً}
في رسالة بولس الى فيلبي (( :)24:1قبّلوا كل قديس بيسوع المسيح يصافحكم من االخوة الذين
معي).
في رسالته االولى الى تسالونيكي (( :)21:0قبلوا االخوة كلهم بقبلة قديسة){ .اشرنا اليها آنفاً}
في الرسالة الى العبرانيين (( :)21:43قبلوا جماعة روسايكم وكافة القديسين يسلم عليكم الذين
من ايطاليا).
في رسأأالة بطرس االولى (43 :0و( :)41تقبلكم البيعة المختارة التي ببابل التي معنا ومرقص
ابني * ليقبل بعضأأأأأكم بعضأأأأأا ً بقبلة قديسأأأأأة) .والمثير ان ترجمة فاندايك حذفت كلمة (البيعة) التي
تعني الكنيسأأأأة! فكتبتها هكذا( :تسأأأألم عليكم التي في بابل المختارة معكم ،ومرقس ابني * سأأأألموا
بعضكم على بعض بقبلة المحبة)!
في رسأأأالة يوحنا الثالثة (( :)40:4السأأأالم لك يقبلك اصأأأدقاوك سأأألم علي اصأأأدقاينا كل واحد
باسأأأأأأمه) .بينما ترجمة فاندايك كتبتها هكذا( :سأأأأأأالم لك .يسأأأأأألم عليك األحباء .سأأأأأألم على األحباء
بأسمائهم)!!
ويمكن للقاريء ان يقارن هذه النصأأأأأأوص مع مثيالتها في الطبعات الموجودة لديه للكتاب المقدس
او العهد الجديد ليرى كيف تم تبديل النصوص بحذف كلمة قبلوا او التقبيل واستبدالها بتحية السالم
او التسليم ،في اغلب المواضع المذكورة!!
52
الكلمات اال صلية ولكنها تدغدغ م شاعر القاريء ،وكأنما المترجم اكثر تع ّمقا ً في االيمان من بولس
نفسه!
وتقول كارين كينج( :Karen L. King :1تم حجب مكانة امرأة واحدة على األقل في التاريخ
بتحويلها إلى رجل! في رومية ، : :41ير سل الر سول بولس تحياته إلى امرأة ا سمها يونيا .يقول
عنها وعن شأأريكها أندرونيكوس إنهما "أقاربي وزمالئي في األسأأر ،وبارزين بين الرسأأل وكانوا
في المسأأأأيح قبلي" .اسأأأأتنتا ًجا بأن النسأأأأاء ال يمكن أن يصأأأأبحن رسأأأأل ،قام محررو النصأأأأوص
والمترجمون بتحويل جونيا إلى جونياس ،رجل)!:0
وجاء في الكتاب المقدس الدراسأأأي( :يونياس .الطريقة المفضأأألة لقراءة هذا االسأأأم باللغة اليونانية
هي "جونيا" ،وهو اسأأم مؤنث .ربما كان أندرونيكس ويونياس زوجين (قارن مع بريسأأكال وأكيال
{آية }3فيلولوغوس وجوليا {آية .}40بين الرسل .لهذه العبارة تفسيران محتمالن )4( :تستخدم
كلمة "رسأأأل" بمعنى أوسأأأع من االثني عشأأأر ،فتعني المبشأأأرين باإلنجيل المعروفين من الكنائس
(انظر أع 1:41والتعليق41،؛ 4تس )2( .)1:2كلمة "رسأأأأأأل" هنا معرفة ،فربما يعني هذا أن
المقصأأود بها االثني عشأأر .لو كان االمر كذلك فسأأيكون المعنى أن هذين الشأأخصأأين كانا متميزين
في نظر الرسل).:1
بينما التفسأأأأأأير التطبيقي للكتاب المقدس يقول عنهما ( :جاء في بعض الترجمات أن اندرونيكوس
ويونياس كانا "م شهورين بين الر سل" ،ويحتمل جدا ً أنهما كانا مر سلين بارزين .وليس من المؤكد
عند العلماء ما إذا كان االسأأأأأأم الثاني وهو "يونياس" (مذكراً) أو "يونيا" (مؤنثاً) ،فإذا صأأأأأأح أنه
"يونيا" فاألرجح عند البعض أنها كانت زوجة ألندرونيكوس).::
وهكذا نجد ان هذين الشخصين المهمين هما مجهولي الحال بل ان احدهما ال يُعرف هل هو ذكر أم
أنثى! فلم يرد بهما تعريف ال في العهد الجديد وال في تواريخ المسيحيين االولى! وكم من شخصية
مجهولة في الكتاب المقدس والعهد الجديد! وهذه صأأأأفة تضأأأأاف الى صأأأأفاته األخرى وهي صأأأأفة
وجود أشأأخاص مجهولين فيه ،الى جانب ان مجهولية ُكتّاب بعض اسأأفاره ،وضأأياع البعض اآلخر
منها ،والتناقضات بين مواضع بين اسفاره ،والتغيير في ترجمة العديد من كلماته!
:1كارين إل كينج أستاذة دراسات العهد الجديد وتاريخ المسيحية القديمة بجامعة هارفارد في كلية الالهوت .لها
منشورات كثيرة في مجاالت الغنوصية والمسيحية القديمة ودراسات المرأة.
:0مقال بعنوان ( ،)Women In Ancient Christianity: The New Discoveriesبقلم ،Karen L. King
منشور في الموقع االلكتروني ( ،)FRONTLINEعبر الرابطhttps://to.pbs.org/3f5p1Yk :
:1الكتاب المقدس الدراسي – ص.2:15
::التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – ص.2140
53
وابرز اإلثارات في هذه الرسالة التي يُقال انه كتبها وهو في السجن في رومية سنة 13م ،غير ان
الرأي االغلب هو انه كتبها وهو في أفسس سنة 01م:::
عقيدة ال معقولة
في رسالته فل( )44-0 :2نقرأ نصا ً عن عقيدة بولس ،وهي عقيدة بدائية ،رغم ما فيها ،قبل ان
تتطور من قبل رجال الدين المسيحيين بصورة تدريجية ،حيث يقول (فاندايك)( :فليكن فيكم هذا
الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا :الذي إذ كان في صورة هللا ،لم يحسب خلسة أن يكون معادال
هلل .لكنه أخلى نفسه ،آخذا صورة عبد ،صائرا في شبه الناس .وإذ وجد في الهيئة كإنسان ،وضع
نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب .لذلك رفعه هللا أيضا ،وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو
باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على األرض ومن تحت األرض ،ويعترف كل لسان أن
يسوع المسيح هو رب لمجد هللا اآلب) .وفي الترجمة الكاثوليكية( :وال ينظرن احد الى منفعته ،بل
تجرد
الى منفعة غيره .تخلقوا بخلق المسيح ،فمع انه في صورة هللا لم يعد مساواته هلل غنيمة ،بل ّ
من ذاته متخذا ً صورة العبد وصار على مثال البشر ،وظهر بمظهر االنسان ،فوضع نفسه واطاع
حتى الموت ،الموت على الصليب .لذلك رفعه هللا ووهب له األسم الذي يفوق جميع االسماء ،كيما
تجثوا ألسم يسوع كل ركبة في السماء وفي االرض وفي الجحيم ،ويشهد كل لسان ان يسوع المسيح
هو الرب تمجيدا ً هلل اآلب).
فهذا النص يكشف ع ّما تعانيه المسيحية من تناقضات وال معقولية! فقوله( :فمع انه في صورة هللا
لم يعد مساواته هلل غنيمة) يخالف العقيدة المسيحية التي تقول ان المسيح هو هللا وانه ابن هللا وانه
وان االقانيم الثالثة متساوية في القيمة! بينما النص يجعل المسيح في مرتبة ادنى االقنوم الثانيَّ ،
ولكونه أصبح مساويا ً هلل اال انه ال يعد تلك المساواة غنيمة!!
تجرد من ذاته متخذا ً صورة العبد وصار على مثال البشر) ،فأ ّما ان المسيح وهو األقنوم وقوله( :بل ّ
بالتجرد من ذاته أي إنّه ترك ألوهيته أو أخلى ذاته من اللوهية
ّ الثاني بحسب العقيدة المسيحية يقوم
سد بمعنى وأصبح بصورة إنسانية! وهذا مخالف للعقيدة المسيحية التي تقول ان االقنوم الثاني لم يتج ّ
ان الطبيعة اإللهية تلبست بجسد بشري ،بل كان هناك اتحاد بين طبيعتين االولى إلهية والثانية بشرية
وتجرد من ذاته كما يقول بولس!! ّ بدون امتزاج وال انفصال!! فليس ان المسيح تخلى عن ألوهيته
ومن الناحية العقلية البديهية فهذا النص سفسطائي بإمتياز ألن اإلله ال يمكن ان يتخلى عن ألوهيته،
فهذا األمر ممتنع ،لكون اإلله أزلي في وجوده .وهناك عدة امور ممتنعة بذاتها ،هذا واحد منها،
ومن األمور األخرى الممتنعة ذاتا ً على سبيل المثال ال الحصر :ان يموت اإلله ،ان يكون لإلله
شريك في األلوهية ،أن يكون اإلله فقيراً ،وأن يكون له حد وان يكون له جهة ،وغيرها من الممتنعات
لذاتها.
تجرد المسيح من ذاته متخذا ً صورة العبد يخالف العقل البديهي كما يخالف عقيدة فهذا النص عن ّ
المسيحيين بخصوص وجود طبيعتين للمسيح!
وقوله (رفعه هللا ووهب له األسم الذي يفوق جميع االسماء) ،يبين ان هللا أعلى مرتبة من المسيح،
وهذا مخالف لعقيدة المسيحيين التي تقول ان هللا هو المسيح ،وان المسيح هو ابن هللا وإنَّن المسيح
هو االقنوم الثاني وهو مسا ٍو ألقنوم األب في المرتبة واالعتبار!!
وا ّما قوله (تمجيدا ً هلل اآلب) فهو يوضح فكرة بولس عن ان اإلله هو األب وما المسيح اال ابن له
ادنى مرتبة ،فلم تكن فكرة األقانيم الثالثة المتساوية موجودة في ذهن بولس.
وهذه العبارات تكشف عن تدرج في تكوين العقيدة المسيحية ابتداءا ً من عصر بولس!
::المدخل الى رسالة بولس الى اهل فيلبي ،في الطبعة الكاثوليكية ،ص.11:
54
رسالة مفقودة الى اتباعه في فيلبي
في فل({ )4:3فاندايك}( :أخيرا يا إخوتي افرحوا في الرب .كتابة هذه األمور إليكم ليست علي ثقيلة،
وأما لكم فهي مؤمنة) .وفي الطبعة الكاثوليكية نقرأها( :وبعدُ ،ايها األخوة ،فافرحوا في الرب .ال
ي أن أكتب إليكم باألشياء نفسها ،ففي ذلك أمان لكم) .وفي الهامش ،ص ،10:التعليق التالي: يثق ُل عل َّ
(قد يكون في هذه العبارة اشارة الى رسالة كتبها بولس قبل هذه الرسالة ولكنها فقدت فيما بعد فلم
تقع الى ايدينا) .إذن هناك رسالة ضائعة من بولس الى اهل فيلبي سبقت هذه الرسالة ،وهذا يعني ان
اإلله لم يحفظ النصوص المقدسة لدينه!!
وربما لذلك يقول بعض علماء المسيحية ان رسالة بولس الى أهل فيلبي هي في األصل ثالث رسائل
ت ما من قبل شخص مجهول لتصبح رسالة واحدة!! .:1مما يعني ان هناك تم تجميعها في وق ٍ
رسالتان مفقودتان الى اهل فيلبي وليس رسالة واحدة فقط!!
15العهد الجديد ،قراءة رعائية ،كتب مداخلها وهوامشها بولس الفغالي /جمعية الكتاب المقدس /االصدار االول
الطبعة االولى ،2551لبنان – ص.1:5
14العهد الجديد /الطبعة الكاثوليكية ،الطبعة الخامسة 41::م – المدخل الى رسالة بولس الى اهل قولسي –
ص.113
12العهد الجديد ،قراءة رعائية ،كتب مداخلها وهوامشها بولس الفغالي – ص.1:2
13مقدمة للعهد الجديد /ديفيد أ .دِه سيلفا – ج 2ص.335
94جاء في موسوعة الويكيبيديا العربية{ :فرديناند كريستيان باور (بالالتينية )Ferdinand Christian Baurثيولوجي ألماني وقائد
مدرسة توبنغن الثيولوجية التي سميت نسبة لجامعة توبنغن .اتبع ديالكتيك هيغل ووضع أدلة بأن مسيحية القرن الثاني كانت مركبة من
توجهين مختلفين هما المسيحية اليهودية والمسيحية البولصية .في النقد العالي اقترح تاريخا متأخرا لرسائل بولس الشخصية}.
10مقدمة للعهد الجديد /ديفيد أ .دِه سيلفا – ج 2ص.331
56
ولنا ان نتسائل لماذا يعلّم بولس ضد القوانين العقلية البديهية ويضع االيمان بالمسيح بديالً لها؟!
سد
الجواب هو ان االيمان بالدين الذي وضعه بولس يتعارض مع األسس العقلية البديهية ،فقضية تج ّ
سد فيعني ذلك: اإلله تتعارض مع العقل ألن اإلله اذا تج ّ
انه يحتاج الجسد البشري الذي خلقه! وهذا يتعارض مع كماله كغني عن مخلوقاته. .4
احتياج اإلله لخشبة الصليب ليغفر خطايا المؤمنين به! وهذا االحتياج يجعل من اإلله فقيرا ً .2
ومحتاجا ً الى مخلوقاته!!
ان اتحاد الطبيعتان الالهوتية والناسوتية في جسد بشري واحد سيجعل من اإلله محدودا ً بحدود .3
الجسد ،وفي جهة هي التي تحتوي الجسد ،وبذلك يكون محتاجا ً للحد والجهة ،ومن هذه صفاته
يكون محدثا ً وليس قديماً .أي ال يمكن أن يكون إلها ً وهو محتاج للحد والجهة.
عقيدة بولس بتضحية اإلله بأبنه ليصبح له الحق في غفران الخطايا! بينما اإلله قدير وعظيم، .1
وال يحتاج لمبرر أو وسيلة لغفران خطايا التائبين ،بل حتى غفران خطايا المذنبين إذا شاء ذلك
وفقا ً لحكمته سبحانه .وهذه هي صفات اإلله في العهد القديم ،فما حدا مما بدا وتغيّرت صفاته
بعد ظهور بولس ودينه الجديد؟!
ونقصد بالعقل القضايا الفطرية الراسخة فيه والتي ال يختلف عليها اثنان والتي تسمى أيضا ً
بالمنطق ،وال يقصد بالعقل مجرد اآلراء الشخصية واالستحسانات الذهنية الشخصية.
نظر رجال الدين المسيحيون الى فالعقدة التي تعاني منها المسيحية هي تعارضها مع العقل ،ولذلك يُ ِ ّ
تقديم االيمان على العقل!! وهم يتباهون بأن عقيدتهم المسيحية غير معقولة وال يدركها العقل
والمنطق!! يقول احدهم" :ولكن كيف صار هذا االتحاد ،أو كيف يكون لطبيعة السيد المسيح الواحدة
صفات الالهوت وصفات الناسوت معا ً بدون اختالط وبدون امتزاج وبدون تغيير ،أو كيف يكون
للسيد المسيح صفات الطبيعتين وال تكون له الطبيعتان ،هذا ما ال نعرفه!! إنه سر من األسرار
االلهية ،ال يمكن أن نفهمه أو نعيه أو نحتويه في عقولنا .من هنا سمي في االصطالح الكنسي بسر
التجسد االلهي .فنحن نؤمن بنوع من االتحاد يفوق كل فهم بشري وكل تصور .قد تكون هذه مشكلة
كبيرة بالنسبة للعقل الفلسفي أو للعقل المادي ،وقد يكون فيها تناقض ،وقد يكون فيها ما يتعارض
مع قوانين العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية .كل هذا قد يكون صحيحا ً ،ولكننا
نصدق ونؤمن بتجربة باطنية روحية صوفية عالية على كل منطق وعقل .أن هذا أمر ممكن ،ذلك
ألن هللا أراده ،وإذا أراد هللا شيئا ً فهو ممكن ،وحتى لو كان هذا غير معقول للعقل فإنه معقول للعقل
الروحاني الذي ال يعرف لقدرة هللا حدوداً .وهذا هو ((االيمان الذي بال فحص)) الذي يصرخ من
أجله الكاهن القبطي في القداس االلهي".96
انظروا لعظمة اإلسالم وتهاوي العقائد الباطلة ،االسالم الذي يدعوا الى التعبد بعقل وفهم ومعرفة،
والمسيحية التي تدعوا للتعبد بإيمان ال يمكن تعقله!!؟ ففي االسالم ،روى الشيخ الصدوق في أماليه
عن االمام محمد الباقر (عليه السالم) انه قال( :لما خلق هللا العقل استنطقه ،ثم قال له أقبل فأقبل،
كملُكَ إال
وعزتي وجاللي ما خلقت خلقا هو أحبّ إلي منك ،وال ا ُ َِّ ثم قال له أدبر فأدبر ،ثم قال له:
أحب ،أ َما إنّي إياك آمر ،وإياك أنهى ،وإياك أثيب).
ُ فيمن
11تعليم كنيسة االسكندرية فيما يختص بطبيعة السيد المسيح /وهيب عطا هللا جرجس /يونيو –4114ص 4:و.4:
56
إن االنسان الذي ال يتعبد بما يعقله يصبح كالمجنون الذي ال تكليف له! ألن لقد غفل المسيحيون عن َّ
يثيب هللاُ اإلنسانَ ويحاسبه ،فإذا كانت العقيدة
ُ الفرق بين العاقل والمجنون هو العقل الذي من خالله
االيمانية غير معقولة تساوى امامها العقالء والمجانين!!
11اي المسيح ،ألن الجملة التي سبقتها كتبوها هكذا( :وكونوا تشكرون المسيح) فيكون الضمير في (كلمته) يعود
على المسيح.
59
وتوسع بعض رجال الدين المسيحيين في هذا النص المحيّر في معناه فألصقوا به معاني الهوتية
واسعة ال يحتملها النص .ولو كان المقصود به تلك الالهوتيات التي ألصقوها به فلماذا لم يتكرر
مرة واحدة على األقل؟!
هذا التعبير في رسائل بولس ولو ّ
يقول بولس الفغالي في هامش الطبعة الرعائية للعهد الجديد( :كلمة المسيح {أو :كلمة الرب ،كلمة
هللا}التعليم المسيحي كما وصل بطريقة شفهيّة الى الكولوسيين) .455فهو يعلم انه من غير الممكن
ان يكون المقصود بـ (كلمة المسيح)( :كالم المسيح) المكتوب أي االناجيل ألن االناجيل لم تكن
مكتوبة حينذاك ،وإذا كان هذا هو المقصود فعالً – كما في بعض الترجمات -فهو يعني وجود
اناجيل كانت متداولة حينذاك (ولو من قبل المسيحيين اليهود اتباع تالميذ المسيح) زمن كتابتها
يسبق زمن كتابة االناجيل االربعة.
مرة واحدة هو من القرائن
إن عدم تكرار هذا التعبير في رسائل بولس وظهوره في هذه الرسالة ّ
التي يستند اليها بعض العلماء المسيحيين في القول َّ
بأن هذه الرسالة ليست من كتابة بولس بل هي
منحولة له!
فهذه العبارة تحمل معنى غنوصي واضح يتضمن الحلول والتق ّمص الباطني .وهي من االدلة على
ان كاتب هذه الرسالة كانت له تجربة غنوصية القت بظاللها عليها ،ولذلك تجدون في الترجمة
الرعائية كتبوها (لتحل في قلوبكم كلمة المسيح) فجعلوا الحلول في القلب ،في محاولة للخروج من
شهبة التق ّمص والغنوصية!
60
وأصبح عدد الرسائل المفقودة من رسائل بولس أربع رسائل هي:
.1رسالة بولس إلى أهل الالذقية :ورد ذكرها في رسالة بولس إلى أهل كولوسي (.)41:1
.2رسالة بولس األولى إلى أهل فيلبي :ورد ذكرها في رسالة بولس إلى أهل فيلبي (.)4:3
.3رسأأأأأالة لبولس إلى أهل كورنثوس :ورد ذكرها في رسأأأأأالة بولس األولى إلى أهل كورنثوس
(.)1:0
.4رسأأأأأأالة لبولس إلى أهل كورنثوس :ورد ذكرها في رسأأأأأأالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس
(.):::
61
الثاني أن رسأأأأأأالة بولس الى تيموثاوس لم تكتب حوالي ()1:-11م بل في وقت اكثر مبكر ،ربما
كتبت قبل رسأأأأأالته الى أفسأأأأأس ()13-14م .وبذلك يجب علينا أن نعيد النظر في الترتيب الزمني
لرسائل بولسَّ ،
وان رسالته الثانية الى تيموثاوس ليست هي آخر ما كتبه بولس في حياته.453
453راجع وصف األب بولس الفغالي هذه الرسالة بأنها آخر ما كتبه بولس ،في طبعة العهد الجديد ،قراءة رعائية –
ص.:22
ونفس الوصف تم ذكره في مقدمة نفس الرسالة في الطبعة الكاثوليكية.
62
فيلمون هو مسيحي من مدينة كولوسي .451كتب اليه بولس وهو مسجون في روما ( ،)12-14وفي
الحقيقة فقد كان بولس تحت االقامة االجبارية فيها رغم انه كان يسمي نفسه "سجين المسيح"،
وربما كان في اول االمر مسجونا ً ثم تحول سجنه الى االقامة االجبارية!
هذه الرسالة قصيرة جداً ،فقط ( )20جملة ،ولها هدف واحد محدد يخص فرار احد العبيد من سيده
ثم ايمانه بتعاليم بولس ،فيتوسط له بولس عند سيده ليعفو عنه .ورغم قصرها فهي تحتوي على
اسماء شخصيات مجهولين هما (أبفية) جاء في هامش الطبعة الكاثوليكية( :قد تكون زوجة فيلمون)،
رخبُّس) ،جاء في هامش الكاثوليكية( :قد يكون ابن فيلمون ويستدل من قوله "صاحبنا في و(أ َ ِ
الكفاح"على ان ارخبس كان يقوم بخدمة االنجيل) .وال يوجد سبب واضح انهم احتملوا ان يكون
االسمان لزوجة فيلمون وابنه ،فقد يكونان ألخته واخيه ،او اثنان من معارفه من المؤمنين بتعاليم
بولس في مدينته!
الفغالي – ص.662 104العهد الجديد ،قراءة رعائية ،كتب مداخلها وهوامشها بولس
450المدخل الى رسالة بولس االولى الى تبموثاوس في طبعة العهد الجديد /المطبعة الكاثوليكية ،الطبعة الخامسة
41::م – ص.:52
451مقدمة للعهد الجديد /ديفيد أ .دِه سيلفا – ج 2ص.43
45:العدد ( 4 :20ـ . )41
63
فينحاس بن العازار بن هارون الكاهن وقتل زمري ابن سالور وهو من زعماء سبط شمعون عندما
كان يزني مع كزبى بنت صور وأبوها من زعماء مديان وقد قتلها فينحاس أيضا .45:فرضي الرب
عن فينحاس وكافأه فقال لموسى( :ها انذا أعطيه ميثاقي ميثاق السالم فيكون له ولنسله من بعده
ميثاق كهنوت ابدي ألجل انه غار هلل وكفر عن بني إسرائيل).451
وهكذا انحصر منصب الكاهن في ذرية فينحاس بن العازار بن هارون.
ب والدة معجزة حيث حملت بهويتفق المسيحيون مع المسلمين في ان يسوع المسيح ولد من غير أ ٍ
أمه الطاهرة مريم العذراء بمشيئة هللا القادر على كل شيء ،وتعارف على تسميته (ابن مريم) في
الديانتين المذكورتين.445
وقد ورد في األناجيل أن اليزابيث (اليصابات) زوجة زكريا هي من أقارب مريم العذراء (عليها
السالم) ،444وبما أن اليزابيث هي من ذرية هارون الكاهن ،442فتكون مريم العذراء (عليها السالم)
هي من ذرية هارون أيضا ،أي أن يسوع المسيح يعود في نسبه الى هارون أول كهنة بني إسرائيل.
وبذلك نفهم أن ليسوع المسيح إضافة لوظيفته النبوية وظيفة كهنوتية أيضا باعتباره آخر كهنة الهيكل
من ذرية فينحاس بن العازار بن هارون الكاهن وهو ما سنتطرق أليه الحقا بمشيئة هللا جل وعال.
ونسب مريم العذراء الى هارون أخي موسى (عليهم السالم) يكشف لنا عن تفسير إحدى آيات القرآن
المجيد وهي ما جاء بالقرآن المجيد (سورة مريم عليها السالم ،اآلية )2:في الخطاب لمريم العذراء
َارونَ ) ،وهذا ما يؤكد إنها من نسل هارون الن القرآن قد نزل بلغة (عليها السالم)( :يَا أ ُ ْختَ ه ُ
العرب ،والعرب كانت إذا خاطبت شخصا عربيا تقول له ( :يا أخا العرب) وللهاشمي ( :يا أخا
هاشم) ،ومثل هذه الشواهد في القرآن المجيد ما جاء في سورة الشعراء (اآليتان 450و )451قال
سلِينَ * إِ ْذ قَا َل لَ ُه ْم أ َ ُخو ُه ْم نُو ٌح أ َ َال تَتَّقُونَ ) وفي نفس السورة اآليتان ت قَ ْو ُم نُوحٍ ْال ُم ْر َ
تعالىَ ( :كذَّبَ ْ
سلِينَ * ِإ ْذ قَا َل لَ ُه ْم أ َ ُخو ُه ْم ُهودٌ أَالَ تَتّقُونَ ) ،فيكون المقصود من عادٌ ْال ُم ْر َ ت َ ( 423وَ ( : )421كذّبَ ْ
َارونَ ) إنها من ذرية هارون أخي موسى كما أسلفنا ،وقد ذهب الى خطاب مريم العذراء (يَا أ ُ ْختَ ه ُ
هذا التفسير أيضا الشيخ موسى السوداني في كتابه (البرهان لعلوم القرآن) ج 4ص. 352
نسب مريم العذراء برأي اتباع بولس :يذهب بعض اتباع بولس الى جعل مريم العذراء (عليها
السالم) من نسل داود النبي (عليه السالم) ،واستدلوا بأدلة ال تدل على مرادهم حيث جاء في حواشي
الطبعة اليسوعية( :لما كان يوسف خطيبا لمريم العذراء وقد ثبت انه من بيت داود كان ذلك تأكيدا
لكون مريم أيضا من البيت عينه بدليل ما ورد في سفر العدد من قوله ( :كل بنت ترث ميراثا من
أسباط بني إسرائيل فلتكن زوجة لواحد من عشيرة سبط آبائها) ( ،): : 31وما ذكر في إنجيل لوقا
حيث قال :صعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت
443الكتاب المقدس /الطبعة اليسوعية /صادق على اعادة طبعها مطران بيروت اغناطيوس زيادة ـ الحواش على
إنجيل متى ،ص .11:
441صموئيل األول ( 4 : 1و. ) 2
440صموئيل األول (. ) 2: : 4:
441أخبار األيام األول ( 3 : 2ـ . ) 40
44:القضاة ( ،)1 : 42وهي طبعة الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة) حذف من النص الجملة التي تقول أنهن
تزوجن من غير رجال عشيرتهن ،لعن هللا التحريف.
44:أخبار األيام األول (. ) 30 : 2
441الكتاب المقدس (اغناطيوس زيادة) ـ قسم الحواش ص . 1
425الملوك األول ( 4 : 42ـ . ) 21
65
صارت الثالثة األسباط شعبا واحدا ً) ،424وبعد سبي نبو خذ نصر الكلداني لمملكة يهوذا إلى مدينة
بابل عام 0:1ق.م ازداد اندماج هذه األسباط الثالثة التي كونت الشعب اليهودي ال سيما بعد عودتهم
إلى مدنهم في عهد كورش.
فأصبح واضحا ً لنا أن ذهاب مريم العذراء مع يوسف النجار إلى مدينة واحدة لتسجيل أنفسهم في
اإلحصاء ال يقتضي كونهم من سبط واحد حيث بينا إن المدن اليهودية أصبحت تحوي خليطا ً من
األسباط.
وهكذا يتضح تهافت المزاعم القائلة بأن نسب مريم العذراء ينتهي لسبط يهوذا والصحيح هو ما
ذكرناه من إن نسبها يعود إلى هارون الكاهن أخي موسى النبي.
نسب يسوع المسيح عند العامة من اليهود :بعد والدة يسوع المسيح والدته المعجزة من غير أب،
بدأ يوسف النجار يشرف على تربيته وتنشأته ورعايته حتى بلغ مرحلة الشباب ألن أمر الوالدة
المعجزة يسوع المسيح ظل خافيا على معظم اليهود وال سيما بعد محاولة الحاكم الروماني هيرودس
قتل يسوع بعد والدته مباشرة ،لذلك نشأ وترعرع واليهود يظنونه ابن يوسف النجار من سبط يهوذا
الن يوسف النجار كان من سبط يهوذا.
وعندما بدأت الوظيفة النبوية ليسوع المسيح ،اخذ الكثير من عامة اليهود يدعونه بلقب (ابن داود)،
وقد ورد ذلك في األناجيل األربعة بكثرة .وال نستبعد أن بعض هذه المواضع مكذوبة الن هناك من
كان يرى مصلحة في إطالق لقب (ابن داود)على يسوع المسيح ال سيما بولس واتباعه كما سنبين
الحقا.
موقف الكتبة من نسب يسوع المسيح :الكتبة هم علماء الكتاب المقدس ويقال لهم معلمو الشريعة،422
وكانوا يفسرون التوراة للشعب ،423كانوا يعتمدون في تعليمهم على أقوال السلف فيكثرون من ذكر
آراء المعلمين األقدمين ،وقد اخذ عليهم يسوع المسيح تشددهم وقساوتهم وتمسكهم باأللفاظ دون
المعنى.421
وعندما ظهر يسوع المسيح وأعلن لليهود وظيفته النبوية والكهنوتية وأخذ يعلم في الهيكل ويقوم
بواجبات الكاهن من شفاء األمراض ،420ثم قام بطرد الباعة من الهيكل وقلب مناضد الصيارفة
ومقاعد باعة الحمام ومنع كل من يحمل بضاعة أن يمر من داخل الهيكل ،421وفي المقابل رفض
الكتبة الخضوع ليسوع المسيح واتهموه بالكذب والخداع وانه يخرج الشياطين من البشر بواسطة
سيد الشياطين بعلزبول ،42:والنه أعلن نفسه كاهنا ً سماويا ً أي باختيار مباشر من هللا عز وجل كما
اختار من قبل هارون أخي موسى فقد اخذ الكتبة والكهنة يشيعون عن يسوع انه ال يمكن أن يكون
إعالن يسوع المسيح حقيقة نسبه :اخذ يسوع المسيح يعلن للناس عن حقيقة نسبه وانه ينتمي إلى
سبط الوي وان هللا عز وجل قد بعثه نبيا ً وكاهنا ً وآتاه المعجزات التي رآها الناس ،ففي إنجيل متى
( )11 - 14 : 22ما نصه( :وبينما الفريسيون مجتمعون سألهم يسوع :ما رأيكم في المسيح ؟ ابن
من هو ؟ قالوا له :ابن داود ،قال لهم :فكيف يدعوه داود ربا ً بوحي من الروح إذ يقول ( :قال الرب
لربي :اجلس عن يميني حتى اجعل أعدائك تحت قدميك ،فأذا كان داود يدعوه ربا ً فكيف يكون ابنه
؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة وال جروء أحد منذ ذلك اليوم ان يسأله عن شيء).
موقف بولس واتباعه من نسب يسوع المسيح :رفض الكتبة كهنوت يسوع لما شاع عنه من انه
يوسف النجار من ذرية داود الن الكهنة من ذرية الوي ،ورفضوا نبوة يسوع ألنهم كانوا ينتظرون
نبيا ً مخلصا ً دنيويا ً وسياسيا ً يعيد لهم مملكة داود المنقرضة ،434وألن يسوع لم يعمل أو يد ُ
ع العادة
مملكة داود.
وفي المقابل وجدنا بولس واتباعه بعد أن تبنوا عقيدتهم في ألوهية يسوع اخذوا يردون على الكتبة
واليهود ليثبتوا كهنوت يسوع المسيح ولكن بصيغة أخرى!! حيث جعلوا من يسوع قربانا كهنوتيا
حيث قدم يسوع الكاهن نفسه قربانا ليفتدي المؤمنين به من الخطيئة!!
وتعتبر (الرسالة إلى العبرانيين) التي كتبها بولس أو أحد تالمذته خير مصدر لفكرة كهنوت المسيح
وفق العقيدة البولسية وابرز ما جاء فيها هو فكرته في انتقال الكهنوت من سبط الوي إلى سبط يهوذا
بحسب مزاعمه ،فقال (:فلو كان بالكهنوت الالوي كمال وقد اخذ الشعب الناموس تحته إذن أية ُحاجة
كانت بعدُ أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكي صادق 432ولم يقل على رتبة هارون ،الن عند تحول
الكهنوت البد من تحول الناموس،والحال أن الذي يقال هذا فيه إنما نسبه في سبط آخر لم يالزم أحد
تهافت النسب المزعوم :ورد في إنجيلي متي ولوقا نسبين مختلفين 43:ليسوع المسيح ينتهيان به
إلى داود ،وحيث أن النسبين المذكورين مختلفين وال يوجد مرجح لصحة أحدهما دون اآلخر لذا فأن
النسبين يسقطان معا عن االعتبار لتعارضهما وعدم ترجيح أحدهما على اآلخر.
وقد حاول ـ دون جدوى ـ بعض اتباع بولس الدفاع عن االختالف بين النسبين بقولهم( :واما الفرق
الذي بين نسب المسيح في إنجيل متى ونسبه في إنجيل لوقا فأنما سببه أن يعقوب الذي ولد يوسف
خطيب مريم العذراء كان بعدما توفي عالي أخوه قد تزوج امرأته عمال بما أمر هللا به في الناموس
(الشريعة) حيث يقول :إذا قام أخوان معا ثم مات أحدهما وليس له عقب فال تصير زوجة الميت
إلى خارج لرجل أجنبي بل أخوه يدخل عليها ويتخذها زوجة له ويقيم عقبا ألخيه (تثنية ،)0 : 20
وعليه فقد كان ليوسف نسبان أحدهما طبيعي واآلخر شرعي النه كان ابن عالي بحسب الناموس
وابن يعقوب بحسب الطبيعة فذكر متى نسبه الطبيعي ولوقا نسبه الشرعي).43:
انظر أيها القارئ ،بهذا التفسير الساذج يريدون أن يخدعوك ويبررون لك االختالف في النسبين
المزعومين ليسوع في إنجيل متى وانجيل لوقا وليتهم اتخذوا تبريرا مقنعا وتفسيرا مقبوال احتراما
لعق لك ووقتك الذي قد تهدره في قراءة ما يكبوه من أكاذيب في كتبهم المقدسة! فببساطة نقول :أن
المذكور:
في إنجيل متى :يوسف بن يعقوب بن متان بن العازر بن اليهود … الخ
وفي إنجيل لوقا :يوسف بن عالي بن متات بن الوي بن ملكي … الخ
فيعقوب بن متان ليس أخا العالي بن متات الن أسماء أجدادهما مختلفة فكيف يكونان أخوين يا اتباع
بولس ؟!
ولع ّل مكابر يقول بأنهما أخوين من جهة أالم! فنقول انه على افتراض هذا االدعاء (الذي ليس له
اصل) ،فأن عدد األباء بين يعقوب وداود بحسب إنجيل متى هو ( )21أب وعدد األباء بين عالي
وداود بحسب إنجيل لوقا هو ( )31أب ،وحيث انهم زعموا أن عالي ويعقوب أخوين وافترضا انهما
أخوين من جهة أالم فعلى ذلك يكونان في زمن واحد وعصر واحد فيجب أن يكون عدد آبائهما
متقارب ،وهذه مسألة طبيعية يعرفها كل خبير في التاريخ واألنساب ،في حين أن نسب عالي يزيد
بـ ( )40أب عن نسب يعقوب مما يعني إن هناك خلال في أحد النسبين على هذا النحو ،فيسقطان
عن االعتبار حيث ال مرجح الحدهما على اآلخر.
431أطلق بولس لقب (الطبيب الحبيب) على تلميذه لوقا في رسالته إلى أهل كولسي (. )41 : 1
43:إنجيل متى ( 4 : 4ـ )41وانجيل لوقا ( 23 : 3ـ . )3:
43:الكتاب المقدس /الطبعة اليسوعية (بمصادقة مطران بيروت اغناطيوس زيادة) ـ الحواش على إنجيل متى ص
.11:
69
ومن الدالئل على إن الذين كتبوا األناجيل أقحموا لفظة (ابن داود) كلقب ليسوع المسيح ما جاء في
إنجيل مرقس (( : )3 : 1أما هو النجار بن مريم) مما يعني بان يسوع المسيح كان ينسب المه
صراحة ًفي ذلك الزمن وكما خاطبه القرآن المجيد بعد ذلك بقرون ،في حين إن كاتب إنجيل متى
( )00: 43بدل العبارة لتصبح هكذا ( :أما هو ابن النجار ،أليست أمه تدعى مريم) والتي تعني أن
يسوع هو ابن يوسف النجار وهو من ذرية داود ،ونحن نقول أن كاتب إنجيل متى غيّر عبارة إنجيل
مرقس متعمدا ً ألن اتباع بولس (علماء المسيحية) يقولون بان كاتب إنجيل متى قد اطلع على إنجيل
مرقس ونقل عنه كما في صفحة ( )20من طبعة العهد الجديد (الطبعة الكاثوليكية) 431عند مناقشة
ما يسمى بالمسألة االزائية .
وهكذا شوهوا التاريخ ونسبوا اليسوع المسيح نسبا قسريا بعيدا عن الحقيقة ،فاقتلعوه من جذوره
الالويّة وصنعوا له جذورا ً يهوذية ،وما يخدعون آال أنفسهم وما يشعرون.
ومن المفيد ان نذكر هنا أهم مميزات االيمان البروتستانتي وما يختلفون به عن سائر المسيحيين:
* اإليمان بأن الكتاب المقدس فقط ،وليس البابوات وال التقاليد ،هو مصدر المسيحية.
والملفت ان "التفسير التطبيقي للكتاب المقدس" لم يتطرق للتعليق على هذه العبارة في رسالة بولس
رغم أهميتها ،وتجاهلها تماماً!!
ويقول بعض المسيحيين ان بولس ذكر في رسائله ان المسيح هو (اإلله) أو (هللا) تعالى ع ّما
يصفون ،وذلك في ثالثة مواضع:
االول :في رسالته االولى الى تيموثاويس (( :)41:3وباإلجماع عظيم هو سر التقوى :هللا ظهر
في الجسد ،تبرر في الروح ،تراءى لمالئكة ،كرز به بين األمم ،أومن به في العالم ،رفع في
المجد).
بأن المسيح إله ،ألن من المحتمل ان قوله (هللا ظهر في وهو ليس نص صريح على إيمان بولس َّ
أن قوة هللا وعظمته ظهرت في عبده المسيح المبعوث نبيا ً من خالل المعجزات التي الجسد) يعني َّ
كان يأتي بها .وليس المقصود ان هللا يظهر ظهورا ً واقعياً ،ألن أي عاقل يعلم أن هللا سبحانه ليس
بجسم مادي لكي يظهر للعيان .يقول القديس اوغسطين( :مما ال شك فيه ّ
أن هللا ال يحدّه جسم وال
يستطيع أحد أن يتصور له أعضاء وأصابع كما هي الحال عندنا) .411ومن الغرابة ان يصدر هذا
سد اإلله وانَّه ّ
مكون من ثالثة أقانيم! فما هذه التناقضات التي الكالم الرائع عن رجل دين يؤمن بتج ّ
يقع فيها رجال الدين المسيحيون نتيجة تقديمهم اإليمان على العقل!؟ عموما ً فالنص ال يدل على
َّ
إن بولس كان يرى ان المسيح هو اإلله!
الثاني :في رسالته الى أهل فيلبي (( :)44-1 :2الذي إذ كان في صورة هللا ،لم يحسب خلسة أن
يكون معادال هلل .لكنه أخلى نفسه ،آخذا صورة عبد ،صائرا في شبه الناس .وإذ وجد في الهيئة
كإنسان ،وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب .لذلك رفعه هللا أيضا ،وأعطاه اسما فوق
كل اسم .لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على األرض ومن تحت األرض،
ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد هللا اآلب)! {وقد ناقشنا مفاهيم هذا النص في كالمنا
عن رسالة بولس الى اتباعه في مدينة فيلبي}.
وجاء في هامش الطبعة الكاثوليكية تعليقا ً على عبارة (رفعه هللا)( :صار السيد المسيح إنسانا ً
واطاع طاعة العبد ،ولكن اآلب رفعه إليه وجعله ربّا ً كما ورد في اآلية ،)44والجملة ( )44هي
فأين الداللة في النص ان بولس كان يرى ان المسيح هو هللا مع ما ذكره من تفاوت بينهما ،وان
المسيح هو (رب) كما يكرر بولس في رسائله ،ولم يشر إليه بأنَّه (إله)!
وجاء في هامش الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد تعليقا ً على ما ورد في النص (وأعطاه اسما فوق
كل اسم)( :األسم :الرب ،وهو من األسماء الحسنى 410الخاصة باهلل ،وفي هذه اآلية وغيرها دليل
على اعتقاد بولس بأن يسوع هو هللا)! وهو وهم من قبلهم فكلمة (الرب) تطلق على اإلله ج َّل شأنه
ويمكن أن تطلق على مصاديق أخرى من قبيل :رب األسرة ،رب العمل ،وغيرها .فليس وصف
بولس للمسيح بأنه (ربّ ) وامتناعه عن وصفه بأنه (إله) دليل على انه يعتبره إلها ً واال فهي سفسطة
واضحة!!
وال ننسى ان هاتين الرسالتين "االولى الى تيموثاوس" و"الى اهل فيلبي" يفترض أنَّهما ُكتِبَتا بعد
سنة 13م حينما كان بولس في سجنه أو إقامته االجبارية في روما ،مما يعني انه طيلة سنوات
التبشير لم يرد عنه أي نص ولو على سبيل اإلحتمال أن المسيح هو إله ،فقط ما ورد انه (ربّ ).
الثالث :في رسالة بولس الى اتباعه في رومية ( )0:1هناك نص اختلفت ترجماته بين الطبعات
المتعددة ،الى اربع أو خمس ترجمات مختلفة ،احداها فقط تعني ألوهية المسيح .فكيف يمكن ان
نعتبر هذا النص نصا ً قاطعا ً على ألوهية المسيح بينما الحقيقة هي انه ت ّمت ترجمته ليعني ذلك،
وهناك ترجمات أخرى صادرة عن رجال دين مسيحيين ،كتبوها على نحو مختلف ال تؤدي الى
القول بإلوهية المسيح .فلماذا ير ّجحون الترجمة الوحيدة التي توافق هواهم على الترجمات االربعة
االخرى التي ير ّجح انها أقرب للنص األصلي ،لكون مترجميها هم أيضا ً من المسيحيين القائلين
بإلوهية المسيح ومع ذلك لم يترجموا النص وفق اهوائهم .وما هو النص األصلي في
إن المخطوطات أيضا ً مختلفة فيما بينها!!
المخطوطات؟! أم َّ
الترجمة األولى:
نجدها في الترجمات التالية:
ـ في ترجمة فاندايك( :ولهم اآلباء ،ومنهم المسيح حسب الجسد ،الكائن على الكل إلها مباركا إلى
األبد .آمين).
وهذا النص هو األكثر إيهاما ً من بين نصوص رسائل بولس بأن بولس يقول بأن المسيح إله.
410تستخدم هذه الطبعة للعهد الجديد تعابير إسالمية من قبيل (األسماء الحسنى) و(آية) لتجميل النص بحسب ظنّهم!
63
ـ جاءت الترجمة في طبعة جنيف االنجليزية 4011م كالتالي:
"Of whom are the fathers, and of whom concerning the flesh,
Christ came, who is [f]God over all, blessed forever, Amen".
وفي هامشها التعليق التالي:
][f
" A most manifest testimony of the Godhead and divinity of Christ".
أي :الشهادة األكثر وضوحا عن الهوت المسيح وألوهيته.
ففي رسائل بولس جميعها بل العهد الجديد كله يعتبرون هذه العبارة وفق هذه الترجمة ،العبارة
االكثر وضوحا ً على الهوت المسيح {أي أن المسيح إله}! وهذا إعتراف بأنه ال توجد في رسائل
بولس عبارات واضحة كوضوح هذه الترجمة بخصوص هذا المضمون!!
الترجمة الثانية:
وفي ترجمات اخرى يترجمها مسيحيون آخرون وكنائس أخرى لتعطي معنى ال يتوافق مع
االعتراف بألوهية المسيح .حيث كتبوها بمعنى :هللا المتسلط على الكل ليكن مباركا ً الى االبد.
وهذا المعنى نجده في الترجمات التالية:
ـ في ترجمة (العالم الجديد) العربية( :ليكن هللا الذي هو فوق الجميع مباركا ً الى األبد).
ـ ايضا نفس المعنى نجده في ترجمة الكتاب المقدس االمريكي الجديد (طبعة منقحة) [ New
):]American Bible (Revised Edition) (NABRE
Revised Standard Version [ "ـ ايضا نفس المعنى نجده في ترجمة "االصدار القياسي المنقّح
:](RSV)
RSV: "to them belong the patriarchs, and of their race, according to the
flesh, is the Christ. God who is over all be blessed for ever. Amen".
ـ ايضا نفس المعنى نجده في ترجمة إصدار (الكتاب المقدس ويكليف) تيمنا ً بمترجم الكتاب المقدس
:]Wycliffe Bible (WYC)[ م43:2 سنةJOHN WYCLIFFE جون ويكليف
WYC: "whose be the fathers, and of which is Christ after the flesh, that is
God above all things, blessed into worlds. Amen".
:الترجمة الثالثة
وهذا ال يعطي معنى ألوهية المسيح.] تبارك هللا الى االبد، [المسيح فوق الجميع:ترجموها بمعنى
: نجد هذا المعنى في الترجمات التالية.كما هو واضح
الطبعة االولى،عربي) الصادرة عن دار الكتاب المقدس في مصر-ـ في ترجمة العهد الجديد (قبطي
.) آمين. الذي هو على الكل هللاُ المبارك الى األبد، (وأيضا ً منهم جاء المسيح حسب الجسد:م254:
،" "المسيح فوق الجميع" و"تبارك هللا الى األبد:م فقد كتبوا ان4144 ـ في ترجمة الملك جيمس
: ونص هذه الترجمة. فال تعطي العبارة حينئ ٍذ معنى ألوهية المسيح،على نحو منفصل
KJV: "Whose are the fathers, and of whom as concerning the flesh Christ
came, who is over all, God blessed for ever. Amen".
]Complete Jewish Bible (CJB)[ ـ في ترجمة الكتاب المقدس اليهودي الكامل االنجليزية
:م411:
CJB: "the Patriarchs are theirs; and from them, as far as his physical
descent is concerned, came the Messiah, who is over all. Praised
be ADONAI for ever! Amen".
: منها،ـ وفي ترجمات انجليزية عديدة بنفس الطريقة
DARBY: "whose [are] the fathers; and of whom, as according to flesh, [is]
the Christ, who is over all, God blessed for ever. Amen".
DLNT: "of whom are the fathers, and from whom is the Christ according-
to the flesh, the One being over all, God, blessed forever, amen".
65
DRA: "Whose are the fathers, and of whom is Christ, according to the
flesh, who is over all things, God blessed for ever. Amen".
AKJV: "whose are the fathers, and of whom as concerning the flesh
Christ came, who is over all, God blessed for ever. Amen".
MEV: "to whom belong the patriarchs, and from whom, according to the
flesh, is Christ, who is over all, God forever blessed. Amen".
NASB: "whose are the fathers, and from whom is the Christ according to
the flesh, who is over all, God blessed forever. Amen".
NKJV: "of whom are the fathers and from whom, according to the flesh,
Christ came, who is over all, the eternally blessed God. Amen".
NASB1995: "whose are the fathers, and from whom is the Christ according
to the flesh, who is over all, God blessed forever. Amen".
NLV: "The early preachers came from this family. Christ Himself was born
of flesh from this family and He is over all things. May God be honored
and thanked forever. Let it be so".
NRSV: "to them belong the patriarchs, and from them, according to the
flesh, comes the Messiah, who is over all, God blessed forever. Amen".
NRSVA: "to them belong the patriarchs, and from them, according to the
flesh, comes the Messiah, who is over all, God blessed for ever. Amen".
NRSVACE: "to them belong the patriarchs, and from them, according to
the flesh, comes the Messiah, who is over all, God blessed for ever. Amen".
NRSVCE: "to them belong the patriarchs, and from them, according to the
flesh, comes the Messiah, who is over all, God blessed forever. Amen".
TLV: "To them belong the patriarchs—and from them, according to the
flesh, the Messiah, who is over all, God, blessed forever. Amen".
VOICE: "The patriarchs are theirs, too; and from their bloodline comes
the Anointed One, the Liberating King, who reigns supreme over all things,
God blessed forever. Amen".
WEB: "of whom are the fathers, and from whom is Christ as concerning
the flesh, who is over all, God, blessed forever. Amen".
YLT: "whose [are] the fathers, and of whom [is] the Christ, according to
the flesh, who is over all, God blessed to the ages. Amen".
:]La Biblia de las Américas (LBLA)[ ـ ونفس المعنى في الترجمة االسبانية
66
LBLA: "de quienes son los patriarcas, y de quienes, según la carne,
procede el Cristo, el cual está sobre todas las cosas, Dios bendito por los
siglos. Amén".
:ـ ونفس المعنى في الترجمات الفرنسية االربعة
BDS: "à eux les patriarches ! Et c’est d’eux qu’est issu Christ dans son
humanité ; il est aussi au-dessus de tout, Dieu béni pour toujours. Amen !"
LSG: "et les promesses, et les patriarches, et de qui est issu, selon la chair,
le Christ, qui est au-dessus de toutes choses, Dieu béni éternellement.
Amen!"
NEG1979: "et les patriarches, et de qui est issu, selon la chair, le Christ,
qui est au-dessus de toutes choses, Dieu béni éternellement. Amen!"
SG21: "et les patriarches; c'est d'eux que le Christ est issu dans son
humanité, lui qui est au-dessus de tout, Dieu béni éternellement. Amen!"
:الترجمة الرابعة
كتبوها (المسيح،)وهي مقاربة للترجمة السابقة ولكن بدالً من كتابة عبارة (المسيح فوق الجميع
!) وبعدها عبارة (تبارك هللا الى االبد،)المتسلط على الجميع
نجد هذا المعنى في اصدار (الكتاب.وهي أيضا ً ال تعطي معنى ألوهية المسيح كما هو واضح
:]Living Bible (TLB)[ )المقدس الحي
TLB: "Great men of God were your fathers, and Christ himself was one of
you, a Jew so far as his human nature is concerned, he who now rules over
all things. Praise God forever!"
66
الترجمة الخامسة:
وهي ترجمة المانية مقاربة للترجمة السابقة ولكن بدالً من كتابة عبارة (المسيح فوق الجميع)،
كتبوها (المسيح رب كل شيء )Christus, der Herr über allesباستخدام كلمة (رب) وهو
نفس االستخدام الذي اعتاد بولس عليه في رسائله ،وليس كلمة (إله).
هذه الترجمة االلمانية نجدها في إصدار (ترجمة جنيف الجديدة) [ Neue Genfer
):]Übersetzung (NGU-DE
NGU-DE: "Sie sind Nachkommen der Stammväter, die Gott erwählt hat,
und aus ihrer Mitte ist seiner irdischen Herkunft nach der Messias
hervorgegangen, Christus, der Herr über alles, der für immer und ewig zu
preisende Gott. Amen".
هذه ابرز الترجمات لما ورد في رسالة بولس الى اتباعه في رومية ( ،)0:1وهي تبيّن بوضوح
انه ال يمكن الركون الى ترجمة واحدة من بين عدّة ترجمات مخالفة لها.
إذن بولس لم يكن يقول عن المسيح سوى انه (رب) ،وكان يميّز بينه وبين اإلله .ومما يؤيد هذا ما
ذكره هو نفسه في رسالته الى اتباعه في رومية ( )1:45حيث يذكر ما يسميه بكلمة االيمان
(فاندايك)( :ألنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ،وآمنت بقلبك أن هللا أقامه من األموات ،خلصت).
فيسوع هو الرب ،وهللا أقامه من االموات ،هكذا يرى بولس انفصال كينونة المسيح عن كينونة هللا،
وانهما منفصالن الهوتاً ،فهذا "رب" وذاك اإلله.
وحول معنى كلمة (الرب) يقول وليم باركلي( :41:اللقب المفضّل للمسيح عند بولس هو لقب (رب)
وهو يعني السيد الذي يملك شخصا ً أو شيئا ً بغير منازع .إنها تعني (مالك) و(سيد) بكل ما للسيادة
والملكية من حقوق).41:
وقال بولس في رسالته االولى الى اهل كورنثوس (( :)1::لكن لنا إله واحد :اآلب الذي منه جميع
األشياء ،ونحن له .ورب واحد :يسوع المسيح ،الذي به جميع األشياء ،ونحن به) .وهو نص واضح
وصريح بتمييز بولس بين (اإلله) وبين (الرب) .فاإلله هو (األب) بينما (الرب) هو (المسيح) .وقوله
أن اإلله بواسطة المسيح خلق (الذي به جميع األشياء) يقوي القول بأن المسيح هو خالق الكون ،أو َّ
الكون ،كما هي عقيدة آريوس الذي كان ينكر أن يكون المسيح إلها ً بل يراه المخلوق االول الصادر
عن اإلله والذي بواسطته خلق الكون كله .فيكون المسيح (رباً) للكون أي خالقا ً له أو صادرا ً عنه!
وهي عقيدة فلسفية تسمى بالصادر االول!
ويقول بولس في رسالته الى اتباعه في كولوسي (40 :4و{ )41فاندايك}( :الذي هو صورة هللا غير
المنظور ،بكر كل خليقة .فإنه فيه خلق الكل :ما في السماوات وما على األرض ،ما يرى وما ال
يرى ،سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سالطين .الكل به وله قد خلق) .فقوله (بكر كل
خليقة) يعني انه اول مخلوق.
فهذه هي حقيقة عقيدة بولس( :إله واحد هو األب ،ورب واحد هو المسيح)! وإذا كان المسيح أبن
اإلله ومولود منه ،فهو بذلك يحاكي الفالسفة القائلين بالصادر االول ،وان "الواحد ال يصدر عنه اال
واحد"! فهذا الصدور الفلسفي يسميه بولس بالوالدة! وهذا يعني ان المسيح في فكر بولس لم يكن
ازليّاً ،رغم انه بواسطته ُخلِقَ الكون( :الذي به جميع األشياء) {4كور(.})1::
فهل كان آريوس يستمد عقيدته من فكر بولس بخالف بقية رجال الدين المسيحيين في مجمع نيقية
سنة 330م؟!
وهكذا انقسمت ترجمات الكتاب المقدس بمختلف اللغات بين قائل بظهورين (كطبعة الفاندايك) االول
لمجد هللا والثاني للمسيح المخلّص ،وبين قائل بظهور واحد لمجد "اإلله المسيح المخلّص" (كالطبعة
الكاثوليكية).
فنقرأ عبارة "الظهورين" في اصدارات الكتاب المقدس :الدومينيكانية باللغة العربية ،والملك جيمس
باللغة االنجليزية 4144م ( ،)KJVوطبعة جنيف االنجليزية 4011م ( ،)GNVترجمة لوثر
االلمانية 4010م ( ،)LUTH1545وطبعة ويكلف االنجليزية 4310م ،وطبعة تيندال 4021م،
وطبعة ترجمة فارس الشدياق 4:0:م ،وطبعة سارة هودجسون العربية 4:44م ،وطبعة رجارد
واطس في لندن على ترجمة رومية 41:4م العربية ،وطبعة (العالم الجديد) الصادرة عن شهود
يهوه ،وغيرها من الطبعات.
ونقرا عبارة "الظهور الواحد" في الطبعة اليسوعية ،وطبعة الترجمة العربية المشتركة ،والطبعة
البولسية ،باالضافة الى الكاثوليكية ،وطبعات أخرى.
فكيف يصح ترجيح ترجمة الكاثوليكية( :مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح) الدالة على
الهوت المسيح وهي معارضة بترجمات مهمة كالتي ذكرناها آنفا ً وهي ال تدل على الهوته؟!! بل
إن كفّة الترجيح تميل نحو الترجمات التي ال تدل على ألوهية المسيح بخصوص هذا النص.
َّ
69
شخصيات مجهولة في رسائل بولس
في تي(( :)43:3جهز زيناس الناموسي وأبلوس باجتهاد للسفر حتى ال يعوزهما شيء).
وال يعرف المسيحيون اليوم اية معلومات عن (زيناس) المذكور في النص .وليس هو الشخصية
المجهولة الوحيدة في النص بل هناك العديد من الشخصيات المجهولة والمذكورة في رسائل بولس.
وال يعير المسيحيون اهمية لمجهولية هؤالء االشخاص وكأنما الموضوع ال عالقة له بالموثوقية
التاريخية لرسائل بولس!!
ومن االشخاص المجهولين ايضاً:
ـ هيمينايس وفيليتس ،ورد ذكرهما في رسالة تيموثاوس الثانية (.)4::2
ـ ينيس ويمبريس ،ورد ذكرهما في رسالة تيموثاوس الثانية (.)::3
ـ ديماس ،ورد انه معاون لبولس دون اي تفاصيل اخرى ورد ذكره في رسالة كولوسي ()41:1
ورسالة فيلمون ( ،)21وورد في رسالة تيموثاوس الثانية ( )45:1انه ترك بولس رغبة في الدنيا
وذهب الى تسالونيكي! وال نعرف عنه اي شيء آخر.
ـ كريسكيس ،ورد ذكره في رسالة تيموثاوس الثانية (.)45:1
ـ كاربس ،ورد ذكره في رسالة تيموثاوس الثانية (.)43:1
ـ هيمينايس واإلسكندر ورد ذكرهما في رسالة تيموثاوس االولى (.)25:4
ـ إسكندر النحاس ،ورد ذكره في رسالة تيموثاوس الثانية (.)41:1
إزدراء االنساب
في تي( )1:3يكرر بولس ازدراءه لالنساب فيقول( :وأما المباحثات الغبية ،واألنساب،
والخصومات ،والمنازعات الناموسية فاجتنبها ،ألنها غير نافعة ،وباطلة).
وقد ناقشنا هذا الموضوع في تعليقنا على ما ورد في رسالة بولس االولى الى تيموثاوس (.)1:4
402مقال تفسير الرسالة الى العبرانيين للقس انطونيوس فكري ،منشور في الموقع االلكتروني (األنبا تكال هيمانوت
الحبشي) القبطي اآلرثوذكسي.
82
هذه الفكرة عند بولس وتالميذه والمأخوذة من تعليم مفكري االسكندرية هي من الفلسفة الغنوصية،
وتعتبر االسكندرية من اهم مراكز الغنوصية في القرنين الميالديين االول والثاني .ومن الغنوصية
انتقلت فكرة "الصادر االول" الى المسيحية عبر بولس وتالميذه .وممن تحدث عن "الصادر االول"
من المدرسة االفالطونية الحديثة والتي ابرز رموزها الفيلسوف اليهودي فيلون اإلسكندري
أن االسكندرية في(35ق.م05 -م) والفيلسوف المسيحي المصري افلوطين (250م2:5-م) ،علما ً َّ
تلك الفترة من التاريخ كانت من اهم مراكز الغنوصية في العالم .وتعني كلمة الغنوص Gnosis
"المعرفة الحدسية الباطنية ،أو العرفان بمصطلح التصوف االسالمي.والعارفون هم الغنوصيون
Gnosticsالذين يتواصلون من خالل بصيرتهم الداخلية بالحقيقة الكليّة .أما خصومهم فهم غير
العارفين agnosticsالذين وقفوا عند ظاهر التعاليم الدينية ولم ينفذوا الى باطنها" .403والباحث
في سيرة بولس يجد ان آثار المعرفة الغنوصية واضحة عليها ،فهو اعتنق االيمان بالمسيح فجأة
نتيجة تجربة غنوصية داخلية وهو في طريقه الى دمشق ،كما انه حصل على معرفته الدينية من
ف الى السماء! وهي تجربة غنوصية ،ولم يكن لديه اساتذة من المسيح مباشرة كما يقول ،ل ّما اخت ُ ِط َ
بأن المسيح هو رب وانه مولود من اإلله وانه ابنه هو أمر مماثل للفكرة بين تالميذ المسيح .وقوله َّ
بأن اإلله واحد وال يصدر عنه سوى صادر واحد هو أول وآخر ما الفلسفة الغنوصية التي تقول َّ
يصدر عنه ،وال يمكن تعدد ما يصدر عنه ،وهذا "الصادر االول" هو الذي خلق الكون .واإلله ال
يخلق "الصادر االول" بل هو يصدر عنه على نحو الفيض ،كما هو تعبير بولس وتالميذه بأن
المسيح مولود من اإلله وله نفس جوهره وصورته!
وفكرة "الصادر االول" تبنّتها المدرسة االفالطونية الحديثة والتي ابرز رموزها الفيلسوف اليهودي
فيلون اإلسكندري (35ق.م05 -م) والفيلسوف المسيحي المصري افلوطين (250م2:5-م).
كان فيلون االسكندري يرى َّ
أن عناية هللا بالعلم ليست مباشرة ،ولكنها تتخذ وسطاء"،فاهلل ال يستطيع
أن يتصرف في العالم مباشرة ،وذلك ألن هذا سيتضمن الحط من شأنه بالهيولى ،وتحديد ال تناهيه،
ولهذا توجد كائنات روحية وبسيطة تخلق العالم وتديره باعتبارها وراء هللا" .وكذلك ال تبلغ النفس
إلى هللا إال بوسطاء .والوسيط األول هو "اللوغوس " أو الكلمة ابن هللا نموذج العالم ،ويليه الحكمة
فرجل هللا أو آدم األول ،فالمالئكة ،فنفس هللا ،وأخيرا القوات وهي كثيرة من مالئكة وجن نارية أو
هوائية تنفذ األوامر اإللهية .وكل هذه الوسائط واردة في اللوجوس الذي هو التفكير العقالني الذي
يحكم العالم ،وعالقة هللا باللوجوس ،وعالقة اللوجوس بالعالم هي عالقة فيض ،ولكن فكرة الفيض
عنده ،بل وفكرة اللوجوس غير واضحة،فهناك في تفسيره "أقوال متعددة متباينة فاللوغوس تارة
الوسيط الذي به خلق هللا العالم ،كمايصنع الفنان بآلة ،والذي به نعرف هللا ،والذي يشفع لنا عند هللا،
وهو طورا مالك هللا الذي ظهر لآلباء وأعلن إليهم أوامر هللا ،على ما تذكر التوراة ،وهو مرة قانون
العالم"" .وتعتبر فكرة الفيض أو الكلمة logosهي أهم الجوانب التي أضافها فيلون ،تلك الفكرة
التي قبلها كثير من فالسفة المسلمين قبوال مصحوبا باإلعجاب".401
وكان أفلوطين يؤمن بأ ن هللا واحد بسيط من كل وجه ،وأن الواحد ال يصدر عنه إال واحد ،وكان
أفلوطين مشغوال بمشكلة فلسفية وهي كيف صدرت الكثرة عن الواحد البسيط؟ أو كيف وجدت هذه
الموجودات المتكثرة عن الواحد " .فمذهب أفلوطين هو عبارة عن تسلسل مراتب الوجود ابتداء
155المصدر السابق.
401تفسير الرسالة الى العبرانيين /بسام مدني /الخدمة العربية للكرازة باالنجيل ،مطبوعات ساعة االصالح – ص.40
40:المصدر السابق – ص.1
84
كهنوت المسيح وملكي صادق
في عب(( :)25:1حيث دخل يسوع كسابق ألجلنا ،صائرا على رتبة ملكي صادق ،رئيس كهنة إلى
األبد).
مرة يتم التحدث عن هذا الموضوع هو منهذ النص يتحدَّث عن الوظيفة الكهنوتية للمسيح ،وأول ّ
قبل تالمذة بولس في هذه الرسالة ،حيث تخلو رسائل بولس من االشارة الى هذا الموضوع!
ولدينا بحث كنّا قد كتبناه قبل حوالي اكثر من 20عاما ً بعنوان (يسوع المسيح كاهن الهيكل) من
المفيد ان ندرجه هنا.
86