Professional Documents
Culture Documents
إعداد
نجود بنت عبدالوكيل عثمان السيد-باحث قضايا
ماجستير قانون
دكتوراه قانون
الجلسات التدريبية
الجلسة التدريبية
الجلسة التدريبية الثانية : األولى:
• مهارات االستشارة
-مهارة اإلنصات. • مقدمة للبرنامج التدريبي.
-مهارة التحدث. • مفهوم االستشارات القانونية.
-مهارة طرح األسئلة. • أطراف االستشارة
• منهجية التعليق على االستشارات القانونية. • أنواع االستشارات القانونية.
• آلية تكوين الرأي القانوني • طرق تقديم االستشارة
• أهمية االستشارات القانونية • مراحل االستشارات القانونية.
• نماذج عملية لالستشارات القانونية. • نشاط تدريبي.
• ختام البرنامج التدريبي. أ/نجود بنت عبدالوكيل السيد
نظرا للتطور المتسارع وازدياد عدد السكان وتشابك العالقات والمصالح التجارية والصناعية والزراعية والعمرانية بين الناس ازدادت أهمية االستشاراتً
وكثيرا ما يجد الشخص نفسه في
ً القانونية أكثر من ذي قبل ،خاصة مع وجود ووفرة العديد من األنظمة وتشعباتها والتي تنظم الحياة االجتماعية واالقتصادية،
حاجة ماسة لالستشارة القانونية حيث تعتبر االستشارة رأي قانوني يعطيه رجل القانون باالستناد إلى النصوص القانونية وتفسيرها من قبل الشراح وما
استقرت عليه المحاكم من اجتهاد.
فقد يرغب شخص في القيام بعمل أو بنشاط معين ولذلك فهو بحاجة لمعرفة اإلطار القانوني الذي يمكنه أن يتحرك ضمنه تحقيقًا لمصالحه الشخصية دون
تعريض نفسه أو مصالحه أو مصالح األخرين للضرر ،وال يخفى على أحد أهمية االستشارة في مناحي الحياة المختلفة من خالل الواقع العملي ،حيث كثرت
األنظمة و تشابكت و تعقدت لدرجة أنه يصعب على المواطن العادي -والذي يفترض فيه معرفة األنظمة -يصعب عليه فهمها أو حتى استخالص مضمون
القواعد القانونية منها ،فكم من حقوق ضاعت في ساحات المحاكم ،وكم من الناس من أهدروا عمرهم في السجون بسبب خطأ واحد كان يمكن تداركه وهو
استشارة المستشار القانوني قبل اإلقدام على أي عمل أيًا كان نوعه
وقد تكون االستشارة القانونية للمدعي لصيانة حقوقه أو للمدعى عليه لرد االدعاء بحقه أو للتخفيف من الخسارة قدر المستطاع ،ولهذا يجب أن تتصف
االستشارة القانونية بوضوح الرؤية أمام طالبها بحيث يتمكن من الوقوف بصورة واضحة وصريحة على وضعه أو مركزه القانوني بالنسبة لما يواجه أو لما
يرغب القيام به.
الً لطالب االستشارة
وينبغي على المستشار القانوني في نهاية االستشارة القانونية أن يضع خالصة للرأي الذي يعطيه بأسلوب موجز وواضح بحيث يصبح دلي ً
في تصرفه.
المستشار: المستشير:
يقوم طالب االستشارة بتوجيه سؤاله الى المستشار بشكل دقيق وتقديم معلومات مفصلة هي استشارة تقدم شفاهه عن طريق لقاء بين طالب االستشارة والمستشار القانوني
ومعطيات صحيحة عن الموضوع مع تقديم نسخة عن كافة األوراق والمستندات
ويتم من خاللها االطالع على كافة األوراق والمستندات المتوفرة لدى طالب
المتوفرة لديه ويجيب على األسئلة التوضيحية إذا احتاج األمر وبعد ذلك يقوم المستشار
االستشارة وتوجيه أسئلة توضيحية وبحث التفاصيل عن الوقائع حتى تتكون لدى
خالل فترة معينة بتقديم استشارة مكتوبة يشمل تحديد المعطيات واإلجابة وشرح مفصل
المستشار صورة واضحة ودقيقة يستطيع من خاللها تحديد الحالة من الناحية
للمسألة حسب القانون .تعتبر االستشارة المكتوبة أفضل من االستشارة الشفهية حيث
يستطيع طالب االستشارة أن يعود اليها في أي وقت في حال نسي أي نقطة من نقاطها. القانونية وتقديم شرح مفصل بشكل شفهي عن كافة االحتماالت والحلول الواردة من
هذا باإلضافة الى إمكانية تقديمها عن طريق البريد االلكتروني مما يسهل ويوثق الناحية القانونية بخصوصها.
التواصل بين طالب االستشارة والمستشارين بغض النظر عن المسافة بينهما.
أ/نجود بنت عبدالوكيل السيد
ويمكن تقسيم مراحلها إلى مرحلتين أساسيتين :المعطيات واالجابة.
تتمثل الوقائع في مختلف العناصر المشكلة للنزاع والتي يترتب عليها آثار قانونية تتمثل في الحقوق وااللتزامات وقد تتخذ شكال من أشكال مصادر االلتزام قد
يكون مصدرها العقد أو اإلرادة المنفردة أو العمل غير المشروع أو القانون وكما يدخل في مفهوم الوقائع مختلف مراحلها التي تمت أمام الجهة القضائية أو
جهة التحكيم سواء وهي في حالة قبل رفع الدعوى أو عند رفعها أو أثناء السير فيها أو قبل قفل باب المرافعة أو عند صدور حكم ابتدائي أو من خالل التماس
إعادة النظر في األحكام النهائية وتتمثل االجراءات مثال في ذكر المحكمة التي رفع أمامها النزاع وذكر تاريخ الجلسات وأهم الوثائق التي تم تقديمها لناظر
الدعوى.
هي المراحل اإلجرائية التي مر بها النزاع وترتب كذلك حسب حدوثها زمنيا وبدقة وألن االستشارة عادة ما تطلب بداية أي قبل اللجوء إلى القضاء فإن
معطياتها عادة ما تقتصر على الوقائع دون االجراءات ،فإن كانت وجب ذكرها وان لم تكن وجب االشارة إلى ذلك.
وهي أهم خطوة من خطوات المرحلة األولى المعطيات تستخرج عن عناصر االستشارة (الوقائع ،االجراءات ،طلبات ودفوع الخصوم) ،ويتم استنباط
المشكلة القانونية عن طريق إعادة صياغة سؤال المستشير بصبغة قانونية وهذا عن طريق تكييف الوقائع التي يشملها تساؤل المستشير تكييفا
قانونيا وذلك بهدف تحديد أهم النصوص القانونية التي تعالج هذه المسألة ،فإذا كانت االستشارة تتعلق بنزاع يحتمل عرضه على القضاء أو التحكيم
يكون السؤال المطروح هو مدى نصيب القضية من الكسب والخسارة وبالتالي االحتماالت التي قد ينتهي إليها النزاع أمام القضاء .
أما إذا كانت االستشارة مطلوبة خارج أي نزاع قضائي فيتوجب تحديد األوضاع القانونية التي يرغب طالب االستشارة الوقوف عليها ويمكن التعرف
عليها من خالل ما يتنازع حوله الخصوم ،ويجب حصرها كاملة واإللمام بها حيث تقدم في شكل تساؤالت مثال:
د -االجابة الفرعية
ذكر الوقائع الخاصة بالمسألة القانونية فقط مع مراعاة ترتيبها المنطقي والزمني.
هو قراءة وتجسيد لما جاء في المسألة القانونية قد يكون واحدا وقد تكون هناك أسئلة قانونية فرعية بحسب متطلبات كل مسألة ونشير هنا إلى أنه في
مجال تنازع القوانين فيما عدا السؤال القانوني الخاص بالمسالة القانونية المتعلقة بتحديد طبيعة النزاع والتي تعتبر أولى المسائل القانونية يتفرع السؤال
القانوني إلى سؤالين قانونيين فرعيين لكل منهما حل قانوني واجابة فرعية بحيث يخصص السؤال القانوني األول لتكييف موضوع النزاع والسؤال
القانوني الثاني للقانون الواجب التطبيق والمحاكم المختصة.
هو ذكر النص القانوني المعتمد عليه لإلجابة على السؤال القانوني أي السند النظامي فإن لم يوجد نص قانوني ينظم المسألة استعان باالجتهادات
القضائية واال فبآراء الفقهاء.
د -االجابة الفرعية:
تكون االجابة اعتمادا على الحل القانوني الذي سبق تحديده بشكل مختصر ودقيق .وتتطلب اإلشكالية المطروحة دراسة تحليلية معمقة وهذا إلظهار
مختلف الحلول التشريعية والفقهية والحلول التي توصل إليها االجتهاد القضائي بشأن الموضوع محل االستشارة ،ويتم ذلك عن طريق وضع خطة
مالئمة تجمع كل العناصر السابقة الذكر ،ويجب احترام أصول المنهجية في هذا الصدد ،سواء من حيث الشكل أو الموضوع.
تقدمت معلمة الستشارتك ( لقد تقدت لوظيفة رسمية ولم يتم قبولي وتم تعيين معلمة أخرى على الوظيفة علما أنها أقل مني في النقاط والدرجات؟
للوصول إلى تقديم استشارة قانونية سليمة وبشكل مميز يجب أن تتمتع بمهارات معينة
مهارة طرح االسئلة والرد عليها مهارة لباقة الحديث مهارة االنصات
يجب أن تكون مستمعا ا جيدا ا حتى تصبح متحدثا ا جيداا ،وألن أفضل مزايا المستشار الجيد أن يستمع للمشكلة التي يطرح استشارته فيها بشكل جيـــد.
ماهيّة اإلنصات:
اإلنصات صفة مهمة تتضمن أنواع مختلفة من السلوك توحي لطالب االستشارة أنك قد سمعتَه بشك ٍل جيد ،وتفهمت طلباته بما يعطيــــه االنطبـــاع بأنك
كشخص دون النظر إلى صفاته أو أفعاله. ٍ استوعبت الموضوع جيدًا ،وأنك قادر تما ًما على تقديم االستشارة المثلى ،كما أنه يعطيه انطباعا بأنك تقبله
هناك عدة نصائح يجب أن توضع في االعتبار إذا أردت أن تكون متحدثا كف اء
-3انظر إلى محدثك … تحدث بتمهل ..واجعل حديثك مرتبا ومنسقا .
-7كن حريصا على تقريب لغتك من شخص وثقافة من يسمعك فإذا كان من محدودي التعليم فال تكلمه بألفاظ قانونية مفخمة حتى يمكنه أن يفهمك.
وهي أسئلة تستعمل لحث المشارك على الكالم وتفتح المجال لتوضيح الصورة الكاملة أمامك
ب – اسئلة التحقق
" ماذا قلت بالتحديد …" … " ..ما حدث عندما … " ..… ".كيف تعاملت مع …"
ج – اسئلة تأملية
في أي وقت كان ذلك ؟ما هي المدة التي مكثت فيها هناك ؟
أ/نجود بنت عبدالوكيل السيد
وهي أسئلة تطرح للتأكد من حقائق معنية
أسئلة عليك تجنبها
األسئلة المركبة
وهذا النوع يتسبب في تشتيت من يسمعك فيحاول الموجه له السؤال ان يجيب اما عن السؤال االخير او السهل له وينسى الباقي
في المقدمة يحدد المستشار بدقة إطار االستشارة والنقاط التي تثيرها ،فيذكر الوقائع المطروحة من طالب االستشارة مرتبة ومنظمة ،ألن طالب
االستشارة قد يقدمها له بشكل غير منظم ،حتى يسهل للمستشار الوقوف على االشكاالت القانونية التي سيتطرق لها فيما بعد في مرحلة التحليل.
بعد ضبط نطاق الوقائع تأتى مرحلة التحليل وهي أهم مرحلة في االستشارة القانونية ،إذا يقوم فيها المستشار بالعمليات التالية:
–تحديد اإلشكالية أو االشكاالت القانونية المطروحة
ـ المناقشة
ـ إعطاء الرأي القانوني بشأن المسائل والقضايا القانونية المطروحة
اإلشكاالت القانونية يستنتجها المستشار من الوقائع والمعلومات المحددة في االستشارة ،و في بعض األحيان قد يطرح على المستشار سؤال أو عدة
أسئلة ،حينها يمكن للمستشار أن يقف على األسئلة المطروحة عليه ،أما إذا كانت هذه األسئلة غير كافية ،فإن المستشار يستخلص االشكاالت
الجوهرية المترتبة على الوقائع المطروحة أو االشكاالت المتفرعة عنها.
أثناء المناقشة وتبيان الحكم القانوني يتقيد المستشار بالقاعدة القانونية ،ويستوجب عليه أن يرجع إلى النصوص التشريعية والنظامية التي تنطبق
على المسألة أو القضية القانونية المطروحة ،ويلتزم بحكم النص القانوني الصريح إن كان واضحا ا ال لبس فيه ،وإن لم يكن هناك نص قانوني لجأ إلى
الشريعة اإلسالمية ،وإن كان النص القانوني غامضا ا فسره بما يفسره القضاء والفقه ،ويتطرق المستشار إلى االجتهاد القضائي المتعلق بالقضية
المطروحة ،خاصة االجتهاد القضائي المستقر عليه ،كما يذكر اآلراء الفقهية دون الخوض في تفصيالتها وذكر النظريات ،كما يبين الخالف الحاصل
بين القضاء والفقه إن كان ثمة خالف حول القاعدة القانونية مع تبيان الراجح منها.
في النهاية يقدم المستشار خالصة رأيه القانوني في المسألة بصورة موجزة ومختصرة ومركزة وبوضوح تام أي إعطاء النتيجة التي توصل إليها دون
التحاليل والتفصيالت األخرى ،ليعتمد عليها طالب االستشارة فيما ينوي اتخاذه من مسلك كان بمثابة باعث على طلب االستشارة.
صياغة الرأي تطبيق النص فهم النص تحديد النص تحديد الحقل
تحديد المطلوب تحديد الوقائع
القانوني على الواقع وتفسيره الواجب التطبيق القانوني
عندما تصبح لدينا وقائع كافية ومنتجة وصحيحة نكون قد حصلنا على المادة األساسية التي يعتبرها المستشار القانوني الحجر األساس في تكوين
الرأي القانوني الصحيح فيبدأ بالتعامل مع هذه الوقائع ليحللها إلى عناصرها المختلفة ،وتحليل الواقعة يكون بالعودة بها إلى عناصرها المختلفة.
فإذا كانت االستشارة مثالا حول مدى مسؤولية شركة تأمين عن سرقة أثاث منزل ،فال بد من أن تكون السرقة قد حصلت فعالا وان هناك بوليصة تأمين
تلتزم بموجبها الشركة أن تغطي السرقة وان مدة البوليصة كانت سارية المفعول بتاريخ وقوع السرقة.
فالرأي القانوني السليم هو الذي يعطى بناء على ثبوت هذه العناصر ال على افتراضها أو افتراض بعضها ،وتبسيط الواقعة ال يكون إال إذا كانت معقدة
أو مركبة ،وتكون الواقعة بحاجة إلى تبسيط إذا كان ال يمكن الرجوع بها إلى عناصر بسهولة ،كأن تكون االستشارة المطلوبة مثالا عن من هو
المسؤول عن أضرار وقعت لسيارة أثناء حادث سير اشتركت فيه أكثر من سيارة فال بد هنا من معرفة كيف حصل الحادث واالطالع كذلك على الرسم
الخاص بالحادث وتحديد المشاركين فيه ،وذلك كله لمعرفة الوقائع ولمعرفة إلى من يتم نسبتها من المشاركين في الحادث.
وإذا تم تحليل الوقائع وتبسيط المركب والمعقد منها أصبح في مقدورنا القول إن الوقائع أصبحت محددة ،أي أن تحديد الوقائع يكون من خالل تحليلها
وتبسيطها.
يشترط في ما هو مطلوب أن يكون متعلقا ا بالوقائع المعروضة مرتبطا ا بها حتى يمكن اإلجابة عليه (إبداء الرأي القانوني) ،وغالبا ا ال تستطيع الجهة
طالبة االستشارة ،تحديد السؤال فيكون هنا من مهمة المستشار افتراض السؤال في ضوء الوقائع المنتجة والكافية والصحيحة ،أي أن المستشار
يفترض نفسه مكان الجهة طالبة الرأي ويطرح على نفسه السؤال الذي كان على الجهة طالبة الرأي طرحه.
وفي بعض األحيان قد تجتهد الجهة طالبة الرأي فتقدم هي الرأي القانوني للمستشار وتسأل عما إذا كان هو الرأي الصواب أم ال وال يقتصر دور
المستشار هنا باإلجابة بنعم أم بال بل ال بد أن يحدد األسباب التي دعته إلى اإلجابة سواء بنعم أم بال.
وقد يكون السؤال بسيطا ا أو مركبا ا فيكون بسيطا ا إذا كان منصبا ا على طلب حكم القانون في مسالة ما محددة ويكون مركبا ا إذا كان سؤاال ا رئيسيا ا يتفرع
عنه سؤال أو أسئلة فرعية.
مثال ذلك ،أن يرد إلى المستشار سؤال عن مدى مسؤولية الشريك المتضامن في شركة التضامن تجاه دائني الشركة ،حيث يتفرع عن هذا السؤال
سؤال آخر هو ما مدى إمكانية التنفيذ على أموال الشريد المتضامن الخاصة ومتى يمكن تنفيذها ؟؟
إن مسألة تحديد الحقل القانوني للوقائع سواء أكان عاما ا أم خاصا ا تحتاج إلى دراية ومعرفة من قبل المستشار القانوني ،وتتطلب إلماما ا بالنظام
القانوني بكامله ولهيكلية هذا النظام وفي نفس الوقت مواكبة التشريعات الناظمة لمختلف العالقات والتعديالت التي تطرأ عليها بين الحين واآلخر كما
تتطلب منه االنتباه إلى موقع القانون هل هو قانون عام أم قانون خاص.
فقانون التجارة هو قانون عام إذا نظرنا إليه من ناحية أنه ينظم األعمال التجارية ،ولكنه قانون خاص بالنسبة إلى لقانون المدني الذي ينظم أصالا كافة
المعامالت كما أن تحديد الحقل القانوني الخاص ال يعني بالضرورة عدم االلتفات إلى الحقل القانوني العام في حال وجود الحقلين ،فقد تنتمي الوقائع في
جانب منها إلى كل من الحقلين وهذا األمر من األهمية بمكان عندما نأتي إلى مرحلة تطبيق النصوص على الوقائع أو إفراغ الوقائع في قوالب
النصوص.
وتعد المراحل السابقة كلها مراحل ضرورية وتمهيدية لبدء ميكانيكية تكوين الرأي القانوني ،فإذا تم تحديد كل من الحقلين العام والخاص أم تم تحديد
حقل واحد هو الذي تنتمي إليه الوقائع بدأت عملية البحث عن النص أو النصوص ذات العالقة بالوقائع.
بعد تحديد الوقائع والحقل القانوني نصل إلى كيفية الوصول إلى القاعدة القانونية (النص) التي تطبق على المسألة داخل الحقل القانوني المحدد
والذي هو بالضرورة احد فروع القانون العام أو الخاص ،وحتى يمكن تصوير عملية الرجوع إلى القواعد القانونية لتحديد القاعدة القانونية (النص)
الذي يحكم المسألة موضوع طلب الرأي القانوني.
نفترض أن السؤال المطروح هو عن نزاع حول إخالء مأجور فكيف يمكن الوصول إلى النص الذي يحكم هذه المسألة ؟ فال بد هنا أن نتذكر أن عقد
اإليجار من حيث األساس هو من العقود التي نظم أحكامها قانون الموجبات والعقود وأن قانون اإليجار ذو عالقة بالموضوع أي أن هناك قانونين
يتعلقان باإليجار وأنه من أجل الوصول إلى النص القانوني الذي يحكم المسألة ال بد من أن تكون الوقائع المعروضة محددة لجهة تاريخ عقد اإليجار
وسبب اإلخالء ليصار إلى اختيار أي من القانونين.
وإذا حصلنا على القوانين ذات العالقة بموضوع طلب الرأي القانوني فإننا نكون قد وضعنا حجر األساس الذي منه نصل إلى النص (القاعدة التي
تحكم الموضوع)
نبدأ بعدها بفحص هذه النصوص باحثين عن الخصوصية المطلوب الرأي فيها مراعين مبدأ الخاص والعام من جهة والنص السابق والالحق من
حيث تاريخ السريان من جهة أخرى فنقدم مثالا نصوص قانون اإليجار على نصوص قانون الموجبات والعقود والتي تعارضها بنزاع يدور حول
ايجاره خاضعة لقانون إيجار استثنائي وإذا توصلنا إلى تحديد النص (القاعدة القانونية ذات العالقة بالمسألة المطروحة إعماال ا للقواعد السابقة)
أصبحنا أمام مرحلة كيفية تطبيق النص أو النصوص (القواعد القانونية) على الوقائع حيث ال يكفي أن نحدد الحقل القانوني أو القانون أو النص
الذي يحكم الوقائع التي بين أيدينا لنقول إن هذا القانون أو هذا النص هو الواجب التطبيق على هذه الوقائع بل ال بد من إنجاز إجراءات عدة
لنستوثق أن القانون المذكور أو النص المذكور هو الواجب التطبيق فعالا على هذه الوقائع ،فال بد مثالا من أن نعرف أوال ا أن القانون أو النص
الواجب التطبيق ال يزال ساري المفعول ،فلم يعدل ولم يلغى بقانون أو نص الحق من حيث زمان الصدور ،فإذا كان القانون أو النص قد تم تعديله أو
إلغاؤه بموجب قانون أو نص الحق فإن هذا القانون أو النص األخير هو الواجب التطبيق.
من المعروف أن القواعد القانونية لها صفة التجديد والعموم وهذا بمفهوم االستشارة القانونية يجعل منها قالبا ا تقاس عليه الوقائع المختلفة فما
انطبق عليها من الوقائع أخذ حكمها وما لم ينطبق عليها استبعد من التطبيق عليها ،وكل قاعدة قانونية تتكون من عنصر أو عناصر وتحليلها يعني
ردها إلى هذا العنصر أو هذه العناصر ويستوي في ذلك أن تكون القاعدة القانونية موضوعية أو إجرائية آمرة أم مكملة.
مثال:
“ال يجوز إعالن بطالن أي إجراء لعيب في الشكل إال إذا ورد بشأنه نص صريح في القانون أو كان العيب ناتجا ا عن مخالفة صيغة جوهرية أو
متعلقة بالنظام العام وإذا اثبت الخصم الذي يتمسك بالبطالن وقوع ضرر له من جراء العيب”
فالمادة تتحدث عن بطالن اإلجراءات ،ويُعَدُّ اإلجراء باطالا في حالتين:
-إذا شابه عيب وكان العيب ناتجا ا عن مخالفة صيغة جوهرية أو متعلقة بالنظام العام.
-إذا نص عليه القانون وترتب عليه ضرر للخصم.
وبتحليل نص المادة المذكورة يمكن أن نبين عناصر ثالثة:
األول :وجود إجراء.
الثاني :نص في القانون على بطالن هذا االجراء أو عيب ناتج عن مخالفة صيغة جوهرية أو متعلقة بالنظام العام.
الثالث :ضرر للخصم ترتب على اإلجراء.
إن مهمة المستشار القانوني في التعامل مع النص هي تماما ا كمهمة القاضي في التعامل مع النص حيث يحاول المستشار فهم النص وتفسيره ليخرج
بعد تطبيق الوقائع على النص برأي قانوني.
ويقوم القاضي بفهم النص وتفسيره ليطبقه على وقائع الدعوى المعروضة أمامه وهو بذلك إنما يحكم في الدعوى بناء على ما يراه (أي يعطي رأيه
في الدعوى المعروضة عليه).
وإذا كان من المتعين على القاضي أن يقوم بحل ما يعرض عليه من منازعات فانه يلجأ إلى طرق التفسير المختلفة يستعين بها في الوصول إلى حكم
النصوص الموجودة وإذا لم يتمكن عن طريق النصوص الموجودة من الوصول إلى حل للنزاع فانه يكون أمام حالة غير منصوص عليها وتبعا ا لذلك
يلجأ إلى حلها باالستناد إلى مصادر القانون األخرى ،وكذلك هو المستشار القانوني الذي يتعين عليه أن يعطي رأيا ا في المسألة المعروضة عليه أن
يقوم بما يقوم به القاضي على الوجه المتقدم.
وبما أن اللغة هي وسيلة التعبير عن اإلرادة ،وطالما أن إرادة المشترع تظهر من خالل مفردات اللغة وتعابيرها ،فإن أول ما يجب أن يتبادر إلى
الذهن عن محاولة فهم النص وتفسيره هو فهم المعنى اللغوي ثم االصطالحي أللفاظ النص وعباراته أي المعنى الذي تؤديه مباشرة ألفاظ اللغة
وتعابيرها سواء كانت هذه المعاني حقيقية أم مجازية.
وقد تكون ألفاظ النص وتعابيره ذات داللة واضحة ومباشرة على المعنى ال تحتمل أي لبس فتكون بصدد نص بسيط ال يحتاج إلى الجهد في الفهم أو
التفسير.
إن القواعد القانونية أشبه ما تكون بالقوالب وإن الرأي القانوني هو إفراغ للوقائع في قوالب القواعد القانونية.
وعليه يمكن أن نعتمد عند تطبيق القواعد القانونية على الوقائع إال أن هذا ال يعني انه يجب أن نحدد سلفا ا ما إذا كانت هذه القاعدة أو تلك هي الواجبة
التطبيق.
بل إن ما نقول به يستلزم على األقل أن نرشح قاعدة قانونية باعتبارها هي التي تنطبق على الوقائع وبعدها يأتي دورنا في إعمال القواعد لنصل إلى
نتيجة ،هل تنطبق هذه القاعدة مثالا على المسألة أم ال تنطبق ؟؟
-إذا خلص المستشار القانوني من تطبيق النصوص على الوقائع عن طريق إفراغ الوقائع في قوالب النصوص كان عليه أن يبلغ رأيه القانوني إلى
الجهة التي طلبته.
وإبالغ الرأي القانوني إلى من طلبه وان كان جائزا ا من الناحية الشفوية إال انه من المستحسن أن يكون كتابة ،فالكتابة هي من سمات الرأي
القانوني حتى يكون موثقا ا لدى الجهة الطالبة ،فيمكن االعتماد عليه سواء في اتخاذ القرار أو في اإلعداد التخاذ القرار أو لتقدير موقف أو لتقدير
أمر أو لترتيب مسؤولية نتيجة إعطاء االستشارة القانونية.
وحيث يقتضي أن تتضمن االستشارة الخطية المحتويات اآلتية:
-1اإلشارة إلى رقم وتاريخ طلب الرأي القانوني.
-2ملخصا ا للوقائع التي وردت والتي طلب الرأي القانوني على أساسها.
-3السؤال الذي انتهى به كتابة الرأي القانوني.
-4النصوص التي تم الرجوع إليها في إبداء الرأي القانوني.
-5الحيثيات التي تم االستناد إليها في إبداء الرأي القانوني.
-6خالصة الرأي القانوني باعتباره جوابا ا على السؤال أو الطلب.
الحكومات والهيئات تمارس أنشطة من شأنها التطرق للمسائل القانونية ويعتبر المستشار القانوني للجهة الحكومية هو صمام األمان القانوني األول لها
من تقديم الرأي القانوني وتمثيل الجهة الحكومية في المحاكم وباألخص المحاكم اإلدارية والتوصية بمراجعة القوانين وتقديم النصح بشأن المسائل
القانونية وتقديم المساعدة القانونية للمواطنين والسعي للتعبير عن قيم العدالة والحق والشرعية وصيانة حقوق اإلنسان وحماية الحقوق العامة
والخاصة وهنا يجب التفريق بين الرأي القانوني و الفتوى حيث عرف المعجم القانوني" الرأي القانوني بأنه :مستند مكتوب من قبل المحامي يبين حكم
القانون في وقائع في حدثت في الماضي أو في الحاضر ،أما النصح القانوني :يصدر من محامي استشاري في شكل موجه لموكله في وقائع مستقبلية،
والفتوى :يقصد بها الرأي القانوني المسبب الذي يصدره المستشار القانوني يبين فيه حكم القانون في أي مسألة أو نزاع يعرض عليه في نطاق
اختصاصاته وتكون أي من الجهة الحكومية طرفا ً فيه.
الكيانات القانونية المتمثلة في الشركات سواء الشركات المساهمة العامة أو الخاصة أو المؤسسات المتمثلة في أسماء األعمال والشراكات ال تستطيع
االستغناء عن اإلدارة القانونية وتعيين مستشارين قانونيين لمتابعة إجراءات تسجيلها وايداعات القرارات و التغييرات التي تتم لدي وزارة التجارة
ودراسة العقود وإعداد مذكرات التفاهم وتمثيل الكيان القانوني في المحاكم والجهات الحكومية وغيرها من األعمال القانونية األخرى وتعتبر اإلدارة
القانونية هي صمام األمان القانوني للكيان مؤسسة كانت أم شركة حتى ال تتعرض للخسائر المادية و المعنوية تكون أحد أسبابها ثغرة قانونية،
ووجود اإلدارة القانونية في الشركات والمؤسسات و الهيئات مهمة وضرورية في كل الشركات و الكيانات مهما بلغ حجم نشاطها ويمكن هنا ايراد
بعض مهام المستشار القانوني للكيانات القانونية و الشركات وذلك على سبيل المثال ال الحصر:
الرد على كافة استفسارات واالستشارات القانونية البداة من المدير العام ورؤساء األقسام ومدراء اإلدارات التي تنشأ عن بعض المالبسات أثناء •
مباشرة العمل بالشركة والخاصة بتفسير أو تطبيق القانون أو القرارات ،وذلك لتتوافق اعمال اإلدارة مع اللوائح والقوانين المنظمة لعملها.
إعداد عقود العمل الخاصة بالموظفين والعاملين بالشركة وتنظيم االلتزامات المتبادلة الناتجة عن هذه العقود بين الشركة وموظفيها. •
وضع الئحة الجزاءات الداخلية النتظام العمل داخل الشركة. •
إبداء الرأي في عمل بوالص التأمين وذلك لتأمين الشركة من جميع المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها الشركة. •
• إعداد كافة العقود واالتفاقيات بين الشركة وجميع الجهات التي تتعامل معها وعلى سبيل المثال عقود االستثمار للمنشآت بالشركة من محالت
وخالفه وكذا التعاقدات مع كافة الشركات الحكومية والخاصة للتأكد من صحتها وسالمتها من الناحية القانونية واألثر القانوني الذي يعود على
الشركة من أي التزام تقوم به تجاه اآلخرين.
أصبح في وقتنا الحاضر مهنة المستشار القانوني من أهم المهن التي نحتاج إليها في جميع مجاالت الحياة وأنشطتها المختلفة ،نظرا ً لوجود بعض
االتجاهات والطرق التي ال يمكن السير أو ال ُخطى فيها بدون االستعانة بمستشار قانوني نظرا ً للضرر المحدق الذي يلحق بالشخص الطبيعي نتيجة عدم
االستعانة بالمستشار واتخاذ قرارات مصيرية دون االستعانة بمتخصص و ال غنى عن الحصول على استشارة مستشار قانوني مختص سواء عند القيام
بأي عملية تجارية أو الدخول في نزاعات كبيرة ومعقدة ،فمهنة المستشار القانوني ال غنى عنها في جميع المجاالت وال يمكن ألي شخص يمتلك مشروعا ً
إال ويكون بحاجة لمستشار قانوني ولذلك فإن مهمة المستشار القانوني توفر عليك الوقوع في الكثير من المخالفات القانونية.
التاريخ1441/ / :هـ
الموافق2020/ / :م
إشارة الى الموضوع أعاله وعطفا ً على االيميل المرسل من قبلكم بتاريخ / /هـ الموافق / /م ،وذلك بخصوص استفساركم حول التالي( :وحيث أن اصدار سندات ْلمر من
شركة ............بصفتها مستأجرة يتطلب توقيع السيد
........بصفته رئيس مجلس المديرين ويتطلب ايضا ً توقيع السيد(....... /بصفته مدير) أو السيد(......... /بصفته مدير) عن شركة .........بصفتها كفيل ضامن ،وفي ذلك
نرجو معرفة وجود أي التزام أو مسؤولية شخصية مترتبة على السادة المديرين لشركة ..............حال توقيعهم على تلك السندات ْلمر المطلوبة من قبل الجهة الممولة.
بنا ًء عليه وبعد االطالع فإننا نفيدكم بالتالي:
في ضوء المستندات التي تم االطالع عليها وهي كالتالي:
مسودة عقد ايجار غير موقع بين شركة ...........وشركة ............... .1
عقد تأسيس شركة ............ .2
عقد تأسيس............... .3
تطرقنا في هذا البرنامج عن منهجية االستشارة القانونية بعد تعريفنا لالستشارة القانونية وأطراف االستشارة ومراحلها وأهمية االستشارة القانونية
للحكومة والهيئات واالفراد وبينا مدى أهميتها حيث ال غنى عن خدمات المستشار القانوني في جميع األنشطة التجارية واألعمال.