You are on page 1of 26

‫مراجعة‪ :‬اإلثبات‬

‫قون‪LAW301 – 301‬‬

‫أساسيا؛ فقد يرد عليه النقص أو الخطأ‪.‬‬


‫ً‬ ‫مرجعا‬
‫ً‬ ‫هذا الملف قد يساعدك على مراجعة المعلومات وترتيبها‪ ،‬ولكنه ليس‬

‫‪Deamalrebdi@gmail.com‬‬
‫ديم إبراهيم الربدي‬
‫‪1440‬ه | ‪2019‬م‬

‫هذا العمل مجهود شخص ي‪ ،‬وهو عبارة عن تلخيص ملحاضرات مقرر [اإلثبات] والهدف منه املساعدة على مراجعة املعلومات‬
‫ً‬
‫رئيسيا‪ ،‬فقد يرد عليه النقص أو الخطأ‪.‬‬ ‫ً‬
‫مرجعا‬ ‫وترتيبها وليس‬
‫املرجع‪ :‬توفيق‪ ،‬حسام الدين سليمان‪ ،‬اإلثبات في الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية‪ ،‬الرياض‪ ،‬دارالكتاب الجامعي‪ ،‬الطبعة األولى ‪1439‬ه‪.‬‬
‫مخصص لالستعمال الشخص ي وال يسمح ببيعه وال نقله إال بذكراملصدر‪.‬‬
‫ص‪ | 27-15 :‬الباب األول‪ :‬الفصل األول‬ ‫تعريف اإلثبات وأهميته و أقسامه‬
‫أقسام اإلثبات‬ ‫أهمية اإلثبات‬ ‫ً‬
‫ونظاما‬ ‫ً‬
‫واصطالحا‬ ‫تعريف اإلثبات لغة‬
‫ً َ‬
‫اإلثبات القضائي‬ ‫اإلثبات غيرالقضائي‬ ‫ثبت الش يء أي استقر‪ ،‬وثبت األمرأي اإلثبات هو الوسلة التي يتحقق بها أداء القضاء ملهمته في فصل‬ ‫• اإلثبات لغة‪:‬‬
‫ً‬ ‫الخصومات وحفظ الحقوق‪ ،‬فال يمكن للقاض ي الفصل في‬ ‫صح وتقرر‪ ،‬واإلثبات‪ :‬تقديم الحجة‪.‬‬
‫فهو اإلثبات الذي ال يكون مقبوال إال أمام القضاء‪ ،‬ويتميزبما يلي‪:‬‬ ‫وهو اإلثبات الذي ال يلزم أن يكون أمام‬ ‫اصطالحا‪ ،‬فله معنى عام ومعنى خاص‪ :‬القضية املعروضة عليه ما لم يكن اإلثبات ً‬ ‫ً‬
‫القضاء‪ ،‬وال يلزم أن يكون ً‬ ‫سندا له في أحكامه‪.‬‬ ‫• أما اإلثبات‬
‫‪ .1‬أنه يقدم أمام القضاء‪ ،‬وهذا شرط لألخذ واالعتداد به‪ ،‬فال عبرة‬ ‫مقيدا بطرق‬
‫• األهمية العملية لإلثبات‬ ‫‪ ‬فاملعنى العام لإلثبات في اإلصطالح‪ :‬هو العملية‬
‫بأي دليل يقدم في غيرمجلس القضاء‪ ،‬ويلزم قبول هذا الدليل‬ ‫محددة بل هو مطلق من القيود‬
‫يعد اإلثبات محور عمل املحاكم فال تنقطع عن اللجوء له‬ ‫التي تسوق للذهن بصفة مقتنعة قاطعة إلى‬
‫والخصائص التي يتميز بها اإلثبات‬
‫أمام القضاء‪ ،‬فما لم يقبله القضاء من أدلة لعدم قناعته بها فإنه‬ ‫فيما يعرض عليها من قضايا باختالفها وتنوعها‪ ،‬فاإلثبات‬ ‫التسليم بصحة قضية منطقية مشكوك فيها‬
‫القضائي‪.‬‬ ‫ً‬
‫ابتداء‪ ،‬فاإلثبات مطلق تأكيد الحق بالبينة‪.‬‬
‫ال يعد حجة ملزمة وال يكون له أثرأو قيمة قانونية‪.‬‬ ‫يتعلق بجميع الحقوق العامة والخاصة‪ ،‬املالية وغيراملالية‪.‬‬
‫فهو البحث عن الحقيقة املجردة من‬ ‫ً‬ ‫‪ ‬أما املعنى الخاص لإلثبات‪ :‬فهو إقامة الحجة‬
‫‪ .2‬أنه محكوم بقواعد وضوابط ملزمة لكل من القاض ي والخصوم‬ ‫أي سبيل‪.‬‬ ‫على أن اإلثبات ال يعد ركنا من أركان الحق إال أن الحق الذي‬
‫أمام القضاء بالطرق التي حددتها الشريعة على‬
‫كما أن له إجراءات في كتب الفقه واألنظمة تشترط لقبوله‪.‬‬ ‫يتجرد من وسيلة إلثبات وجوده يتجرد من القيمة العملية له‪.‬‬
‫حق أو و اقعة تترتب عليها آثارشرعية‪.‬‬
‫ً‬ ‫وفقا للضوابط والطرق املحددة ً‬ ‫ً‬ ‫كما يالحظ أن الحقيقة الو اقعية قد ال تتطابق مع الحقيقة‬ ‫ويستفاد من هذا التعريف ثالث مسائل‪:‬‬
‫شرعا ونظاما فإنه‬ ‫‪ .3‬أنه متى ما كان‬ ‫القضائية‪ ،‬إذ يمكن للقضاء أن يحكم بالحق لغيرصاحبه ً‬
‫يكون ً‬ ‫تبعا‬ ‫‪ .1‬أن اإلثبات يطلق على إقامة الدليل وتقديمه‬
‫ملزما للقاض ي والخصوم ويكون حجة للحكم املقض ي به‪.‬‬
‫لوجود أو عدم وجود اإلثبات وقوته‪ ،‬وإنما يرجى من اإلثبات‬ ‫للقضاء ال على إنشاء الدليل‪.‬‬
‫وذلك بخالف اإلثبات غيرالقضائي الذي تكون نتيجته غيرملزمة‪.‬‬ ‫التقريب قدراإلمكان بين الحقيقة الو اقعية والقضائية‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن محل اإلثبات في الفقه قد يكون هو الحق أو‬
‫ً‬
‫أساسا للحق‬ ‫‪ .4‬أن اإلثبات القضائي ينصب على الو اقعة التي تعد‬ ‫• أهمية اإلثبات في الشريعة اإلسالمية‬ ‫الو اقعة سبب الحق‪.‬‬
‫ً‬
‫املدعى به‪ ،‬فال يطلب من الخصوم تقديم اإلثبات على الحكم أو‬ ‫اعتنت الشريعة اإلسالمية باإلثبات ووسائله فأكدت أن حكم‬ ‫‪ .3‬أن اإلثبات ال يكون مقبوال إال أمام القضاء وهو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اإلثبات القضائي‪.‬‬
‫السعي إلثبات الحكم الواجب التطبيق؛ ألن ذلك من صميم عمل‬ ‫القضاء ال يحل حراما وال تحرم حالال وأن الحق املحكوم فيه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ .4‬أن اإلثبات مقيد بالطرق التي حددتها الشريعة‪.‬‬
‫القاض ي‪ ،‬وإنما يفترض بهم إثبات الو اقعة الشرعية أو النظامية‬ ‫قد يحل قضاء وال يحل ديانة وأوردت العقوبات في شهادات‬
‫الزورواليمين الفاجرة والكذب في اإلثبات‪.‬‬ ‫• اإلثبات في النظام‪ :‬يسمى اإلثبات في املجال‬
‫التي تعد أساس الحق املدعى به‪.‬‬ ‫القانوني باإلثبات القضائي أو القانوني‪ ،‬وذلك ألنه‬
‫كما أنها اتفقت مع األنظمة الوضعية في التزام الحقيقة‬
‫‪ .5‬أن اإلثبات القضائي يرتبط بوجود نزاع حول الحق املراد إثباته‬ ‫ال يكون إال أمام القضاء ويعرف بأنه‪:‬‬
‫القضائية وإعطائها حجية األمراملقض ي به متى صدرت‬
‫فال حاجة لإلثبات إذا لم يكن ثمة نزاع‪ ،‬إال أنه ال يشترط أن يكون‬ ‫إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق التي حددها‬
‫مطابقة للضوابط واألصول الشرعية‪.‬‬
‫ً‬ ‫اعا ً‬ ‫ً ً‬
‫فعال‪ ،‬فقد يكون نز ً‬ ‫القانون على وجود و اقعة قانونية ترتبت عليها آثارها‪.‬‬
‫قائما وقد يكون محتمال‪.‬‬ ‫النزاع قائما‬ ‫• أهمية اإلثبات في تحقيق املصالح العامة والخاصة‬
‫‪ ‬ويعرف القضاء بأنه‪ :‬الجهة التي تتولى بيان حكم‬
‫فله دور في حسم املنازعات بين أفراد املجتمع وتحقيق العدل‬
‫القانون في حالة خاصة محددة بقصد إنهاء نزاع‬
‫وقيام األمن‪.‬‬ ‫أو الفصل بين طرفين متنازعين‪.‬‬
‫ّ‬
‫كما له دور في حماية املصالح الخاصة إذ يمكن كل فرد من‬ ‫‪ ‬كما يعرف الحكم القضائي بأنه‪ :‬ما يحسم على‬
‫الحصول على حقه وانتفاعه به وحمايته من االعتداء‪.‬‬ ‫أساس القاعدة القانونية خصومة قضائية تقوم‬
‫جديدا وللشريعة السبق في االهتمام باإلثبات وتقريرأحكامه حتى في‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قانونيا‬ ‫بين خصمين‪ .‬وال ينش ئ القرار ً‬
‫مركزا‬
‫األحوال التي ال تكون فيها منازعة قضائية‪ ،‬فقد بينت طرق‬ ‫وإنما يقرر في قوة الحقيقة القانونية وجود حق‬
‫اإلثبات بذكرقواعده العامة وتركت التفاصيل الجتهاد الفقهاء‪.‬‬ ‫ألحد الخصمين أو عدم وجوده‪.‬‬
‫ص‪ | 37-27 :‬الباب األول‪ :‬الفصل الثاني‬ ‫طبيعة قواعد اإلثبات‪ ،‬وأدلة اإلثبات في الشريعة اإلسالمية‬
‫يعرض تاريخ القضاء مذهبين فيما يتعلق بحرية القاض ي أو تقييد حريته في تحصيل إثبات الوقائع‪:‬‬ ‫أنواع قواعد اإلثبات‬ ‫طبيعة قواعد اإلثبات‬
‫فاملذهب األول أخذ بنظام اإلثبات الحر‪ ،‬أما املذهب الثاني فأخذ بنظام اإلثبات املقيد‪.‬‬ ‫❖ قواعد اإلثبات اإلجرائية‬ ‫يعتمد تصنيف القواعد القانونية إلى قواعد آمرة وقواعد مكملة على‬
‫وقد أخذ املنظم السعودي بمذهب وسط جمع بين املذهبين‪ ،‬بحيث يلتزم القاض ي بمبدأ الحياد دون أن‬
‫هي القواعد التي تنظم األوضاع التي يجب اتباعها‬ ‫أساس قدرة األفراد على مخالفة هذه القواعد‪.‬‬
‫يؤثرذلك في ممارسته لسلطته التقديرية بشأن األدلة املقدمة إليه والترجيح بينها‪.‬‬
‫أمام املحاكم في إثبات الدعوى ودفعها واملواجهة‬ ‫• فالقواعد اآلمرة‪ :‬هي القواعد التي ال يجوز لألفراد مخالفتها أو‬
‫القضاء في الشريعة اإلسالمية أمانة وفريضة محكمة وسنة متبعة‪ ،‬ويالحظ أن البينة في كالم هللا‬ ‫باألدلة‪.‬‬ ‫االتفاق على استبعاد حكمها؛ ألنها تمثل إرادة املجتمع العليا‪،‬‬
‫ورسوله وكالم الصحابة ليست الشهادة فقط بل إن البينة‪ :‬اسم لكل ما يبين الحق سواء من خالل‬ ‫وهذه القواعد هي من النظام العام؛ ألنها تشكل ً‬
‫جزءا‬ ‫ولذا يكون كل اتفاق على خالفها باطل‪.‬‬
‫الشهود أو غيرذلك من كافة األدلة‪.‬‬
‫من نظام القضاء وإجراءاته وال يجوز لألطراف‬ ‫ً‬
‫وغالبا ما توجد القواعد اآلمرة في فروع القانون العام؛ ألنها تؤمن‬
‫موقف الشريعةمن أدلة اإلثبات‬ ‫أحكام اإلثبات في الفقه اإلسالمي‬ ‫ً‬
‫االتفاق على خالفها وال تغييرها‪ ،‬كما أنها تلزم كال من‬ ‫مصالح الجماعة كما أن مخالفتها تهدد النظام العام‪ .‬كما توجد‬
‫انقسم الفقه اإلسالمي بشأن أدلة‬ ‫أساس الفقه اإلسالمي في اإلثبات أن اليقين ال يزول‬
‫الخصوم والقاض ي على حد سواء باستثناء املسائل‬ ‫القواعد اآلمرة في بعض فروع القانون الخاص بغرض تنظيم‬
‫اإلثبات إلى رأيين‪:‬‬ ‫بالشك؛ ألن األصل في اإلنسان البراءة‪ ،‬كما أن األصل في‬
‫التي يكون فيها للقاض ي سلطة تقديرية‪.‬‬ ‫العالقات التي يقوم عليها نظام الجماعة‪ ،‬مثل قانون العمل‪.‬‬
‫األشياء اإلباحة حتى ثبوت تحريمها‪ .‬وقد استقرفقهاء • املذهب األول‪ ،‬يذهب إلى إطالق أدلة‬
‫❖ قواعد اإلثبات املوضوعية‬ ‫• أما القواعد املكملة‪ :‬فهي القواعد التي يجوز لألفراد االتفاق على‬
‫اإلثبات فأجازوا للقاض ي األخذ‬ ‫الشريعة أن طرق اإلثبات العامة هي كل ما يتفق مع روح‬
‫ً‬ ‫هي القواعد التي وضعت لحماية الخصوم فتحدد‬ ‫مخالفتها باستبعاد حكمها‪ .‬وقد سميت بالقواعد املكملة؛ ألنها‬
‫مظهرا للحق‪.‬‬ ‫بالدليل الذي يراه‬ ‫العدل واملنطق والتي تكون غايتها إثبات الحق‪.‬‬
‫محل اإلثبات وعبئه وتضبط طرقه‪.‬‬ ‫تكمل اإلرادة املشتركة للمتعاقدين بالنسبة للمسائل التي غفلوا‬

‫ادلة اإلثبات في الشريعة اإلسالمية‬


‫ويشترط الفقه اإلسالمي أن يتوفرلدى القاض ي علمان‪ • :‬املذهب الثاني "وإليه اتجه جمهور‬
‫علما ينطبق على‬‫‪ 1‬العلم بالحادثة التي يفصل فيها ً‬ ‫وقد اختلف الفقهاء في طبيعتها القانونية كما يلي‪:‬‬ ‫عن التعرض لها في عقودهم‪.‬‬
‫الفقهاء" فيرون حصرأدلة اإلثبات‬
‫في عدد محصور من األدلة‪ ،‬وذلك‬ ‫الو اقع‪ ،‬ويحصل ذلك إما بمشاهدته الو اقعة‬ ‫‪ .1‬االتجاه األول يرى بأنها من النظام العام؛ ألن‬ ‫وتهدف هذه القواعد إلى مساعدة األفراد في تحقيق ما اتجهت إليه‬
‫تنظيم وتحديد طرق اإلثبات يهدف إلى تنظيم‬ ‫ً‬
‫وغالبا ما‬ ‫إرادتهم من خالل إكمال وسد ما نقص في اتفاقاتهم‪،‬‬
‫بناء على ما ورد منها في نصوص‬ ‫بنفسه وإحاطته بها‪ ،‬وإما أن يصله خبرها بطريق‬
‫ً‬
‫حصرا‪.‬‬ ‫الشريعة‬ ‫التواترالذي يفيد العلم‪.‬‬ ‫القضاء وتحقيق العدالة‪ ،‬فهي قواعد آمرة‪.‬‬ ‫تسود هذه القواعد في فروع القانون الخاص‪.‬‬
‫كما اختلف الجمهور في عدد األدلة‬ ‫أما بغيرذلك فال يصله العلم بالو اقعة وإنما‬ ‫‪ .2‬االتجاه الثاني يرى بأن الخصومة ال تمس سوى‬ ‫معاييرالتمييزبين القواعد اآلمرة والقواعد املكملة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ظنا ً‬
‫واختلفوا فيما إذا كان بينها تخييرأو‬ ‫قويا أو ضعيفا ويكون قضاؤه في هذه‬ ‫يستفيد‬ ‫مصالح األطراف الخاصة‪ ،‬وال تمتد للمصلحة‬ ‫‪ 1‬املعياراللغوي‪ :‬بالنظرفي األلفاظ التي صيغت بها القاعدة‬
‫ترتيب‪ ،‬وقد أوصلها أحد فقهاء‬ ‫الحالة في نطاق التدرج بين الصواب والخطأ‪.‬‬ ‫ً‬
‫العامة لذا فإنها قواعد مكملة‪ ،‬عمال بمبدأ‬ ‫القانونية لتحديد طبيعتها اآلمرة أو املكملة‪ ،‬فتكون قاعدة آمرة‬
‫ً‬ ‫‪ 2‬العلم باألحكام الشرعية وذلك من خالل نصوص‬
‫املالكية إلى سبعة عشردليال‪.‬‬ ‫حرية التقاض ي‪.‬‬ ‫إذا اشتمل النص على ألفاظ األمرواإللزام الوجوب‪ ،‬وتكون‬
‫الشريعة القطعية أو باالجتهاد للوصول للحكم‪.‬‬
‫‪ .3‬االتجاه الثالث "مختلط" يرى جوازاتفاق‬ ‫قاعدة مكملة إذا اشتملت على ألفاظ التخييرأو جوازاالتفاق على‬
‫إال أن الترتيب املتفق عليه بين األدلة‪:‬‬ ‫وقد أقرت الشريعة اإلسالمية أن يبنى القضاء على‬
‫الخصوم على مخالفة قواعد اإلثبات؛ ألنها‬ ‫مخالفتها‪.‬‬
‫هو اإلقراروالشهادة‪ ،‬واليمين‪،‬‬ ‫الحجة القطعية إن وجدت فأجازت للقاض ي بناء حكمه‬
‫والقسامة‪ ،‬والكتابة‪.‬‬ ‫قواعد موضوعة لحماية حقوق األفراد‬ ‫‪ 2‬املعياراملادي‪ :‬بالنظرإلى مضمون القاعدة القانونية ومدى تعلق‬
‫على شهادة الشهود العدول واإلقرار‪ ،‬كما رخصت األخذ‬
‫بالحجة الظنية مع اإلحتياط بأقص ى املستطاع‪ ،‬فأجازت فمنهم من يقدم اإلقرارعلى الشهادة أو‬ ‫فيتصرفون فيها مثل ما يتصرفون بحقوقهم‬ ‫حكمها بالنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬فإذا تعلقت بالنظام العام‬
‫جميعا يتفقون على‬‫ً‬ ‫العكس‪ ،‬إال أنهم‬ ‫ولكنهم يستثنون من ذلك ما يتعلق من هذه‬ ‫أو اآلداب العامة فهي قاعدة آمرة‪ ،‬وإن لم تتعلق بها فهي مكملة‪.‬‬
‫األخذ بشهادة التسامع‪ ،‬واألخذ بشهادة املرأة فيما ال‬
‫أنه ال يؤخذ ببقية األدلة إذا وجد دليل‬ ‫يطلع عليه إال الرجال‪ .‬فقد راعت الشريعة الحكيمة‬ ‫القواعد بالنظام العام‪ ،‬فال يجوز الخروج عليها‬ ‫والنظام العام‪ :‬هو كل ما يرتبط بمصلحة عام تمس النظام العام‬
‫اإلقرارأو الشهادة‪.‬‬ ‫مواضع الضرورة والحاجة‪.‬‬ ‫ويجب اإللتزام بها ألنها من النظام العام‪.‬‬ ‫للمجتمع ومصالحه‪ ،‬ويقابلها في الشريعة ما يعرف بحق هللا‪.‬‬
‫ص‪ | 50-39 :‬الباب األول‪ :‬الفصل الثاني‬ ‫أدلة اإلثبات وطبيعتها في نظام املر افعات السعودي‬
‫حق الخصوم في اإلثبات القضائي‬ ‫حرية اإلثبات وتقييده في النظام السعودي‬ ‫مفهوم اإلثبات ومبادئه النظامية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لإلثبات القضائي وجهان‪ :‬فهو ‪-‬أوال‪ -‬واجب يقع عبئه على املدعي‪ ،‬ويقوم به وفقا‬ ‫اإلثبات هو تكوين قناعة لدى القاض ي بشأن وجود أو عدم وجود و اقعة‬
‫للتنظيم القانوني املوضوعي واإلجرائي‪ .‬كما أنه ‪ً -‬‬ ‫انقسم شراح األنظمة إلى اتجاهين فيما يتعلق بحرية اإلثبات وتقييده‪:‬‬
‫ثانيا‪ -‬حق للخصم‪ ،‬فله تقديم‬ ‫قانونية متعلقة بالدعوى‪ ،‬لذا ال يكفي الخصم إدعاء الو اقعة وإنما يجب‬
‫جميع األدلة التي تؤيد دعواه في حدود ما يسمح به النظام‬ ‫❖ املذهب املطلق ف اإلثبات "نظام اإلثبات الحر"‬
‫عليه إقامة الدليل أمام القضاء بوجود هذه الو اقعة القانونية التي تعتبر‬
‫ويترتب على ذلك أن لكل خصم تقديم ما يشاء من أدلة اإلثبات في أي حالة تكون‬ ‫وهو القائل بعدم تقييد القاض ي بأي دليل من أدلة اإلثبات فللقاض ي‬ ‫ً‬
‫أساسا للحق الذي يدعي به‪ ،‬وذلك بالطرق التي حددها النظام‪.‬‬
‫عليها الدعوى وأمام أي درجة من درجات التقاض ي وذلك حتى إقفال املر افعة‪،‬‬ ‫الحرية الكاملة في التقص ي والتحقيق‪ ،‬فله أن يأخذ بما شاء من قواعد‬
‫حتى إنه يجوز للمحكمة فتح باب املر افعة من جديد استجابة لطلب الخصم‬ ‫ويقوم اإلثبات على ثالث مبادئ رئيسية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اإلثبات وله أن يترك ما شاء‪ ،‬ويحكم في النهاية بما يطمئن له‪.‬‬
‫جديدا‪ .‬وللقاض ي في حدود النظام سلطة تقديرية في بحث‬ ‫الذي يقدم دليال‬
‫ويترتب على ذلك أن الخصوم عليهم إثبات دعواهم بأي دليل دون التقيد‬ ‫‪ 1‬أنه نظام قانوني أي تنظمه قواعد يقررها النظام‪.‬‬
‫األدلة وترجيحها وفهم وتحصيل الو اقع في الدعوى من األدلة املقدمة‪.‬‬
‫ً‬
‫محايدا وأال يقض ي بعلمه الشخص ي‪.‬‬ ‫‪ 2‬أن يكون القاض ي‬
‫بطرق معينة‪ ،‬وللقاض ي أن يستخلص قناعته مما يدركه أو مما يتوصل‬
‫قيود مباشرة الحق في اإلثبات‬
‫إليه عند تقديره ألقوال الخصوم‪ ،‬دون أن يخضع لطرق إثبات محددة‪.‬‬ ‫‪ 3‬الدور اإليجابي للخصوم في اإلثبات‪.‬‬
‫قيودا على‬‫لم يترك املنظم إلرادة الخصوم الحرية املطلقة في اإلثبات وإنما فرض ً‬
‫ويعيب هذا املذهب أنه يعطي للقاض ي حرية واسعة يخش ى معها أن‬ ‫ويالحظ أن قواعد اإلثبات قواعد عامة تنطبق على جميع أنواع املنازعات‬
‫مباشرة الحق في اإلثبات‪ ،‬والتي تتمثل في ثالثة مبادئ وهي‪:‬‬
‫❖ مبدأ املجابهة بالدليل "إعمال حق اإلثبات وحق النفي"‬ ‫تؤدي إلى الظلم وبالتالي أال تتحقق العدالة في القضاء والقضاة‪.‬‬ ‫املدنية والتجارية وعلى سائرالحقوق املالية وغيراملالية‪.‬‬
‫ً‬
‫أي أن حق أحد الخصوم في إثبات و اقعة بأحد أدلة اإلثبات يقتض ي دائما أن‬ ‫❖ املذهب املقيد في اإلثبات‬ ‫ً‬
‫يكون للخصم اآلخرالحق في نفي هذه الو اقعة بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫وتنقسم طرق اإلثبات وفقا لسلطة القاض ي في تقديرها إلى قسمين‪:‬‬
‫فيقوم هذا املذهب على تقييد حرية القاض ي في تكوين قناعته‪ ،‬وتقييد‬ ‫• طرق ذات حجية ملزمة للقاض ي‪ ،‬فلم يترك له النظام فيها سلطة‬
‫فكل دليل يتقدم به املدعي إلثبات دعواه يكون للخصم اآلخرالحق في نقضه‬ ‫ً‬
‫ونفيه‪ ،‬فمقابل حق املدعي في إثبات ما يدعيه‪ ،‬يكون هناك حق للمدعى عليه في‬ ‫األطراف بالتالي في اإلثبات‪ ،‬إذ يقوم اإلثبات وفقا لهذا االتجاه على أدلة‬ ‫تقديرية؛ ألن لها حجة ملزمة‪ ،‬وهذه الطرق تنقسم بدورها إلى نوعين‪:‬‬
‫نفي هذا الدليل وإثبات عكسه‪ .‬لذا يجب أن يعلم الخصم بكل دليل يقدم ضده‬ ‫مقيدة محددة‪ ،‬كما تحدد الحاالت التي يجوز تقديم األدلة يها ومدى قوة‬ ‫‪ .1‬أدلة ذات حجية قاطعة‪ :‬أي أنها ال تقبل إثبات العكس‪ ،‬كاليمين‬
‫حتى يتمكن من مناقشته والرد عليه‪.‬‬ ‫اإلثبات لكل دليل منها‪.‬‬
‫ً‬ ‫الحاسمة والقرائن القانونية القاطعة والكتابة املعترف بها‪.‬‬
‫❖ مبدأ عدم جوازاصطناع الشخص دليال لنفسه‬
‫ً‬ ‫فال يجوز للشخص أن يخلق بنفسه لنفسه ً‬ ‫‪ .2‬أدلة ذات حجية غيرقاطعة‪ :‬أي أنها تقبل إثبات العكس كالقرائن‬
‫سببا يكتسب بموجبه حقا‪ ،‬فال‬ ‫ويالحظ أن أنظمة املر افعات املعاصرة والقوانين الوضعية أخذت‬
‫ناء على مجرد أقوال أو ادعاءات أو أوراق أو‬ ‫يمكن ببقاض ي أن يقض ي لشخص ب ً‬ ‫القانونية البسيطة التي يجوز إثبات عكسها‪.‬‬
‫ً‬ ‫بتقييد القاض ي بأدلة إثبات مقيدة تتمثل في الكتابة‪ ،‬وشهادة الشهود‪،‬‬
‫مذكرات صادرة من الشخص نفسه‪ .‬إال أن هذا املبدأ ليس مطلقا‪.‬‬ ‫• طرق ذات حجية غيرملزمة للقاض ي‪ ،‬فهي متروكة لسلطة القاض ي‬
‫فيستثنى تطبيق هذا املبدأ في املسائل التجارية‪ ،‬إذ يجوز للتاجرأن يستند إلى‬ ‫والقرائن‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬واستجواب الخصوم‪ ،‬واليمين‪ ،‬واملعاينة والخبرة‪.‬‬
‫التقديرية في داللتها‪ ،‬ومتروك للخصوم تفنيدها ودحضها‪ ،‬كالشهادة‬
‫البيانات التي دونها في دفاتره إلثبات معامالته التجارية‪.‬‬ ‫أما املنظم السعودي فقد أخذ بمذهب مختلط يجمع بين االتجاهين؛‬ ‫والقرائن القضائية‪.‬‬
‫❖ مبدأ عدم جوازإجبارالشخص الشخص على تقديم دليل ضد نفسه‬ ‫ً‬
‫حدودا لطرق اإلثبات وقيدها بالكتابة‪ ،‬وشهادة الشهود‪،‬‬ ‫فقد وضع‬
‫فإذا كان لدى أحد الخصوم دليل يفيد خصمه فال يجوز إجباره على تقديم هذا‬ ‫كما تنقسم طرق اإلثبات من حيث نطاق قوتها في اإلثبات إلى قسمين‪:‬‬
‫الدليل‪ ،‬إال أنه في حالة تقديم الشخص دليل ضد نفسه من تلقاء نفسه فيجوز‬ ‫والقرائن‪ ،‬واإلقرار‪ ،‬واالستجواب‪ ،‬واليمين‪ ،‬واملعاينة والخبرة‪ ،‬كما أتاح‬
‫ً‬ ‫• أدلة مطلقة يصلح أن يثبت بها جميع الوقائع القانونية ًأيا كان الحق‬
‫للمحكمة أن تستخلص من هذا املستند دليال ضد من قدمه‪.‬‬ ‫للقاض ي ناظرالقضية أن يمارس سطته التقديرية في املوازنة والترجيح‬
‫ً‬ ‫املراد إثباته بها‪ ،‬كالكتابة واإلقرارواليمين الحاسمة‪.‬‬
‫إال أن هذا املبدأ ليس مطلقا‪ ،‬فيرد عليه استثناء يتمثل في جوازأن يطلب أحد‬ ‫بين هذه األدلة‪ ،‬على أن يتقيد عند رفضه أحد األدلة بتوضيح أسباب‬
‫طرفي الخصومة إجبارالخصم اآلخرتقديم ما تحت يده من محررات منتجة في‬ ‫• أدلة مقيدة ال يصح أن يثبت بها إال بعض الوقائع القانونية‪ ،‬كالبينة‬
‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬وإال تعرض حكمه للنقض أو التمييز‪.‬‬
‫الدعوى‪ ،‬كأن يكون املحرر مشتركا بين املدعي واملدعى عليه‪.‬‬ ‫والقرائن القضائية واليمين املتممة‪.‬‬
‫ص‪ | 61-51 :‬الباب األول‪ :‬الفصل الثالث‬ ‫الو اقعة محل اإلثبات في الفقه اإلسالمي والنظام‬
‫شروط الو اقعة محل اإلثبات‬ ‫إثبات الوقائع القانونية‬ ‫مفهوم الو اقعة محل اإلثبات‬
‫‪ 1‬أن تكون الو اقعة متعلقة بالدعوى‬ ‫ال يرد اإلثبات على الحق املطالب به‪ ،‬وإنما يرد على مصدرهذا الحق‪ ،‬أي الو اقعة‬ ‫أساس للحق املدعى‬‫ٌ‬ ‫محل اإلثبات هو الو اقعة القانونية التي هي‬
‫ً‬
‫مصدرا للحق أو االلتزام دون إثبات االلتزام أو الحق‪ ،‬فمن‬ ‫القانونية ذاتها بوصفها‬
‫أي أن يؤدي إثباتها بطريق مباشرأو غيرمباشر إلى إثبات الدعوى أو جزء منها‬ ‫به‪ ،‬فطرق اإلثبات وأدلته املوصلة إلى الو اقعة املدعى بها ال‬
‫شخصا بدين فعليه أن يثبت العقد أو الفعل الضارمصدرهذا الدين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يطالب‬
‫فيلزم أن تتعلق الو اقعة بموضوع الدعوى أي أن تتصل بالحق املدعى به‪ ،‬أو‬ ‫يمكن تطبيقها في كل مسائل الدعوى‪ ،‬وإنما يقتصراستعمالها‬
‫أنواع الوقائع القانونية‬ ‫خالل املر افعة في مواضع معينة‪.‬‬
‫انتقاله أو انقضائه‪ ،‬ومثال اإلثبات بطريق غيرمباشر‪ :‬أن يثبت املستأجر قيامه‬
‫• الوقائع املادية‪ ،‬وتشمل الوقائع الطبيعية كالوفاة‪ ،‬واألعمال املادية التي تصدرمن‬ ‫واألعمال التي ترد على الخصومة للوصول إلى وجه الحق فيها ال‬
‫بسداد أجرة الشهرالعاشركطريق غيرمباشربأنه سدد أجرة األشهرالسابقة‪.‬‬ ‫اإلنسان كالفعل الضار‪ .‬وتتسم الوقائع املادية بأن القانون هو الذي يحدد آثارها‪.‬‬ ‫تخرج عن ثالثة أعمال‪:‬‬
‫أما اإلثبات بطريق مباشرفمثاله‪ :‬أن يسبت املشتري سداده لثمن املبيع بتقديم‬ ‫• التصرف القانوني‪ :‬أي اتجاه اإلرادة إلى إحداث أثرقانوني معين‪ ،‬وهو إما أن يصدر‬
‫‪ 1‬التحقيق في مصدرالحق بقصد إثبات الو اقعة وطبيعتها‬
‫مساو لثمن املبيع وفي وقت معاصرللعقد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫حوالة من بنكه إلى بنك البائع بمبلغ‬ ‫من جانبين كعقد البيع‪ ،‬أو جانب واحد كالوصية‪.‬‬ ‫عينيا أو شخصياً‬ ‫سواء كان الحق الناش ئ عن هذه الو اقعة ً‬
‫‪ 2‬أن تكون الو اقعة منتجة في الدعوى‬ ‫وتظهرأهمية تقسيم الوقائع املادية في أن التصرف القانوني يجب إثباته بالكتابة‬
‫فاملصادرالتي تنش ئ الحقوق إما أن تكون تصرفات شخصية‬
‫‪-‬كقاعدة عامة‪ -‬مالم تقل قيمته عن حد معين وعندها يجوز إثباته بشهادة الشهود‪،‬‬
‫أي أن يستدل منها على ثبوت الحق املتنازع حوله‪ ،‬أما إذا كانت و اقعة يفترض‬ ‫ترتب التز ًاما‪ ،‬أو وقائع مادية يتم تطبيق القواعد واألحكام عليها‬
‫أما الوقائع املادية فيجوز إثباتها بكافة طرق اإلثبات‪.‬‬
‫ثبوتها وال تؤثرفي الفصل في الدعوى فال حاجة إلثباتها‪.‬‬ ‫وهذه املصادرهي محل اإلثبات أو الوقائع القانونية املراد إثباتها‬
‫قاعدة‪ :‬النظام ليس محل اإلثبات‬ ‫فأعمال اإلثبات وطرقه قاصرة على إثبات هذه الو اقعة‪.‬‬
‫‪ 3‬أن تكون الو اقعة جائزة اإلثبات‬
‫يجب على من يدعي وجود حق معين أن يثبت الو اقعة املنشئة لذلك الحق‪ ،‬فإذا‬ ‫‪ 2‬اجتهاد القاض ي أي عمله في تحديد الوقائع وطرق إثباتها وما‬
‫فقد يمنع النظام إثبات و اقعة إما ملخالفتها الشرع‪ ،‬أو لوجود قرينة قاطعة‬ ‫ً‬
‫مصدرا لحقه فإن القاض ي يحكم له دون‬ ‫أثبت املدعي الو اقعة القانونية التي تعتبر‬ ‫يؤدي إليه هذا اإلثبات من نتائج حكمية في الدعوى‪ ،‬فهذا ال‬
‫قررها النظام كحجية األمراملقض ي للحكم‪ ،‬فال يجوز إثبات و اقعة مخالفة ملا‬
‫أن يكلفه بإثبات القاعدة القانونية التي تقرر له هذا الحق‪ ،‬فاألصل أن القاعدة‬ ‫يتكفل به الخصوم‪ ،‬وليس من عملهم وإنما هو للقاض ي‪.‬‬
‫هو ثابت بحكم قضائي‪ ،‬كما يجب أن تكون جائزة اإلثبات بالدليل الذي يطلب‬ ‫ً‬
‫القانونية ليست محال لإلثبات ألنها مما يفترض علم القاض ي به‪ ،‬وعليه وحده أن‬ ‫‪ 3‬تطبيق نصوص الفقه املوضوعي على الدعوى للفصل فيها‬
‫الخصم الترخيص له في إثباتها‪.‬‬ ‫يبحث عنها‪ .‬إال أن ثمة استثناءات يجب فيها على الخصم أن يثبت حكم النظام‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫وهذا من عمل القاض ي ً‬
‫ّ ُ‬ ‫أيضا‪ ،‬ويقصد به‪ :‬تنزيل الحكم على‬
‫‪ 4‬أن تكون الو اقعة محددة‬ ‫السنة املتواترة التي اعتاد األفراد على اتباعها دون أن‬
‫‪ .1‬العادة االتفاقية وهي‪ِّ :‬‬ ‫الوقائع واألعمال الثابتة لديه‪ .‬وال يكلف الخصوم بالبحث عنه‬
‫ً‬
‫تحديدا ً‬ ‫ً‬
‫يتو افرلديهم االعتقاد بإلزاميتها‪ ،‬إذ ال تعد قاعدة قانونية وال تعتبرمصدرا من‬
‫نافيا للجهالة أما الو اقعة غيراملحددة ال يمكن‬ ‫أي أن تكون محددة‬ ‫وال يلزم منهم إقامة الدليل على وجود الحكم أو تحديد طريق‬
‫مصادرالقاعدة القانونية‪ ،‬وال تكون ملزمة إال إذا تبين من ظروف االتفاق بين‬
‫إثباتها إذ يؤدي نظرها إلى إطالة أمد النزاع دون جدوى‪ ،‬وإذا كانت الو اقعة‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫تطبيقه‪ ،‬فهذا مما يفترض بالقاض ي علمه‪.‬‬
‫املتعاقدين أنهما قد قصدا اتباعها صراحة أو ضمنا ففي هذه الحالة تعد شرطا‬
‫محددة فيستوي أن تكون و اقعة إيجابية كوجود عقد أو صدور فعل ضار‪ ،‬أو‬ ‫ً‬ ‫إال أنه في حالة تمسك أحد الخصوم بقانون أجنبي أو عرف‬
‫ضمنيا‪ ،‬ويتعين على من يتمسك بها عبء إثباتها إذ ال يفترض علم القاض ي بها‪.‬‬ ‫فعليه أن يثبت وجود ذلك القانون ً‬
‫كانت و اقعة سلبية كاالمتناع عن أداء عمل‪ ،‬ويتم إثبات الو اقعة السلبية‬ ‫‪ .2‬العرف‪ ،‬وهو من حيث األصل قاعدة قانونية ال يكلف الخصوم بإثباته‪ ،‬ولكن ً‬ ‫نصا ومعنى‪.‬‬
‫نظرا‬
‫املحددة ً‬
‫غالبا عن طريق إثبات و اقعة إيجابية منافية لها‪.‬‬ ‫لصعوبة الوقوف على القاعدة العرفية؛ لكونها غيرمكتوبة‪ ،‬فإن من مصلحة‬
‫‪ 5‬أن تكون الو اقعة محل نزاع‬ ‫الخصم الذي يتمسك بها أن يثبتها ملعاونة القاض ي على الوصول إليها والعمل بها‪.‬‬
‫ً‬
‫ألن الهدف من اإلثبات هو إظهارحقيقة و اقعة متنازع عليها أمام القضاء‪ ،‬فإن‬ ‫‪ .3‬القانون االجنبي‪ ،‬يعد القانون األجنبي ‪-‬وفقا ملا قررته معظم املحاكم العليا‪ -‬من‬
‫مسائل الو اقع التي يتعين على الخصم إثباتها‪ ،‬فال يفترض علم القاض ي به‪.‬‬
‫لم يكن ثمة نزاع حولها فليس هناك ما يبرر إلثبات أمرمسلم به‪ .‬فإن أقر الخصم‬
‫ً‬ ‫‪ .4‬القاعدة القانونية املختلف عليها في املحاكم بسبب التباين في تفسيرنص النظام‬
‫بالو اقعة املدعاة فإنها ال تصبح محال لإلثبات وال يكون للقاض ي مناقشة ثبوتها‬ ‫فهذه القواعد للخصم أن يثبت إطراد وتواترالقضاء على املعنى أو التفسيرالذي‬
‫ً‬
‫حاسما‪.‬‬ ‫وإلعمال ذلك يجب أن يكون إقرارالخصم‬ ‫يتمسك به‪ ،‬وهو ما يعرف بـ"التمسك بالسوابق القضائية"‪.‬‬
‫ص‪ | 77-63 :‬الباب األول‪ :‬الفصل الرابع‬
‫عبء اإلثبات‪ ،‬ودور القاض ي في اإلثبات‬
‫ويقع على عاتق القاض ي عند سماعه لوقائع الخصوم مهمتان‪:‬‬ ‫عبء اإلثبات‬
‫‪ 1‬مر اقبة الخصوم من حيث تكييفهم للدعوى وتحديدهم لوقائعها والتزامهم بأدلة اإلثبات املعمول بها قضاء‪ً.‬‬
‫‪ 2‬الفهم التام بو اقع الدعوى فيما يورده املدعي من وقائع وإثبات‪ ،‬وفهم و اقع دفوع املدعى عليه فيما يجيب به‬ ‫انتقال عبء اإلثبات إلى املدعي عليه‬ ‫التزام املدعي بإثبات الحق الذي يدعيه‬
‫على دعوى املدعي وإثباته له‪ ،‬ومن ثم استخالص حقيقة الوقائع وثبوتها وعرضها على و اقعة الدعوى‪.‬‬ ‫القاعدة أن عبء اإلثبات على عاتق من‬ ‫األصل أن عبء‬ ‫الوضع األصلي "األصل براءة الذمة"‬
‫ً‬
‫موقفا ً‬ ‫أصال أو ً‬‫ً‬
‫سلبيا‪ ،‬وإنما يقوم بدور إيجابي يتمثل في فهم حقيقة النزاع‬ ‫فالقاض ي الذي ينظر الدعوى ال يتخذ‬ ‫عرضا أو‬ ‫يدعي خالف الوضع الثابت‬ ‫اإلثبات يقع على عاتق‬
‫وأسبابه‪ ،‬وهذا الفهم هو الذي يوجه القاض ي إلى إنزال الحكم الصحيح بمعرفة "األدلة‪ ،‬واألسباب‪ ،‬والبينات"‪.‬‬ ‫ظاهرا أو ً‬
‫ً‬ ‫كل إنسان بريء من اإللتزامات‪ ،‬ومن يدعي بأن‬
‫فرضا‪ ،‬أي أن عبء اإلثبات ينتقل‬ ‫املدعي‪ ،‬وال يقصد‬ ‫ً‬
‫مبدأ حياد القاض ي‬ ‫من طرف إلى آخرفي الخصومة حتى يعجز‬ ‫له دينا في ذمة شخص آخر فإنه يدعي خالف باملدعي الخصم الذي‬
‫يرفع الدعوى أمام‬ ‫األصل وعليه إثبات ما يدعيه بإقامة الدليل‬
‫يقصد بحياد القاض ي‪ :‬أال يحكم في النزاع إال ً‬
‫بناء على األدلة املقدمة في الدعوى‪ ،‬فال يجوز له االستناد إلى دليل‬ ‫أحدهما عن إثبات ادعائه فيخسر دعواه‪.‬‬
‫ى ً‬ ‫ً‬
‫القضاء ابتداء‪ ،‬وإنما‬ ‫على الو اقعة مصدرهذا الدين‪.‬‬
‫تحراه بنفسه دون طرحه على الخصوم‪ ،‬كما يلتزم بعدم الحكم على و اقعة لم تقدم في الدعو وفقا لإلجراءات‬ ‫إال أن القضاء مستقرعلى عدم تعلق قاعدة‬
‫املقررة ً‬ ‫يقصد به‪ :‬املدعي‬ ‫فإذا نجح الدائن بإثبات دعواه فإن الوضع‬
‫نظاما‪ ،‬ويلتزم بتسبيب حكمه أي أن يبين كيفية وصوله إلى قضائه من خالل عرض الوقائع التي استند‬ ‫عبء اإلثبات على عاتق املدعي بالنظام‬ ‫ً‬
‫الثابت أصال "براءة الذمة" ينتفي وتصبح بالو اقعة محل اإلثبات‬
‫إليها‪ ،‬واألدلة املستمدة منها‪ .‬ولكن هذا الحياد ال يعني سلبية القاض ي في الدعوى‪ ،‬بل إن له دور إيجابي فيها‪.‬‬ ‫العام‪ ،‬بحيث يجوز للخصم الذي لم يكن‬ ‫املديونية هي الوضع الثابت ً‬
‫ً‬ ‫سواء كان هو ر افع‬ ‫عرضا‪.‬‬
‫عدم جوازالقضاء بالعلم الشخص ي‬ ‫الحياد اإليجابي للقاض ي‬ ‫مكلفا في األصل بتحمل عبء إثبات‬ ‫ً‬
‫الدعوى أو من رفعت‬ ‫وبناء على ذلك‪ ،‬إذا أراد املدين نفي الوضع‬
‫ً‬ ‫الو اقعة أن يتطوع إلثباتها بأن يطلب ذلك‬ ‫الثابت ً‬
‫يأتي هذا املبدأ مكمال ملبدأ حياد القاض ي‪،‬‬ ‫فيجب أال يكون له مصلحة في الدعوى التي ينظرها‪ ،‬وأال‬ ‫الدعوى ضده‪.‬‬ ‫عرضا "أي نفي املديونية" فعليه إقامة‬
‫من املحكمة‪ ،‬فإذا أجابت طلبه امتنع عليه‬ ‫ً‬
‫مدعيا‬ ‫الدليل على براءة ذمته‪ .‬مما يعني أن عبء ويعتبرالشخص‬
‫يكون له رأي مسبق في الدعوى التي ينظرها‪ ،‬وأال يخل‬ ‫ً‬

‫دور القاض ي في اإلثبات‬


‫ويقصد به‪:‬‬ ‫أن يحتج بأنه لم يكن مكلفا باإلثبات؛ ألن‬ ‫إثبات خالف الوضع الثابت ً‬
‫أنه ال يجوز للقاض ي أن يحكم ً‬ ‫بحق الخصوم في الدفاع‪ ،‬فاملوقف الحيادي للقاض ي هو‬ ‫عرضا يقع عليه‪ .‬متى ما ادعى ما يخالف‬
‫بناء على‬ ‫تقدمه بهذا الطلب وسكوت خصمه عنه‬ ‫ً‬
‫حياد إيجابي يستوجب منه بوصفه سلطة عامة أن ينزل‬ ‫األمرالثابت أصال أو‬ ‫فعبء اإلثبات إنما يقع على عاتق من يدعي‬
‫معلوماته الشخصية‪ ،‬أي تلك التي تصل إلى‬ ‫يعد بمثابة اتفاق ضمني بينهما على انتقال‬ ‫عرضا أو ً‬‫ً‬
‫في‬ ‫حكم النظام على الدعوى وعلى إجراءاتها أي أنه يحكم‬ ‫ظاهرا أو‬ ‫خالف األصل‪ ،‬أما من تمسك باألصل فال‬
‫علمه بطرق غيرتلك املقررة للنظرفي القضايا‪.‬‬ ‫عبء اإلثبات إليه‪.‬‬ ‫ً‬
‫• فال يجوز له الحكم في قضية كان شاهداً‬ ‫موضوعها واجراءاتها‪.‬‬ ‫فرضا‪.‬‬ ‫يكلف بأي إثبات‪.‬‬
‫فيها ألن شهادته ستؤثرعلى تقديره للوقائع‬ ‫ويترتب على حياد القاض ي نتائج منها‪:‬‬ ‫القرائن القانونية والوضع الثابت ً‬
‫فرضا‬ ‫الوضع الظاهرفي الحقوق العينية‬
‫‪ 1‬عدم جوازتكليف القاض ي للخصم بإثبات دعواه‪.‬‬
‫قاض‪ .‬فعلمه هنا‬ ‫• إذ يكون بمثابة شاهد ال ٍ‬
‫بمثابة دليل في القضية‪ ،‬وللخصوم حق‬ ‫‪ 2‬عدم جواز تنبيه الخصم بما يشوب دفاعه من قصور‪.‬‬ ‫يعطي الحق العيني لصاحبه سلطة مباشرة يقصد بالقرينة القانونية‪ :‬افتراض القانون ثبوت و اقعة معينة ملجرد‬
‫مناقشة هذا الدليل‪ ،‬مما يجعل القاض ي‬ ‫‪ 3‬عدم جوازمساهمة القاض ي للخصم في جمع أدلته‪.‬‬ ‫ثبوت و اقعة أخرى غرها‪ .‬فإذا تو افرت شروط القرينة القانونية فإن‬ ‫على ش يء معين‪ ،‬وتجعل هذه السلطة من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫فرضا‪ ،‬والثابت فرضاً‬
‫يباشرها في وضع ظاهريفيد بأنه هو املالك‪ ،‬القانون يعتبرالو اقعة القانونية األصلية ثابتة ً‬
‫وحكما‪ ،‬وهذا غيرجائز‪.‬‬ ‫خصما‬ ‫الدور اإليجابي للقاض ي‬ ‫ً‬ ‫فمن يحوز ً‬
‫ً‬
‫ظاهرا ال يكلف املتمسك به بإثباته‪ ،‬وإنما يقع‬ ‫كالثابت أصال وكالثابت‬ ‫شيئا يكون في الغالب ملكه وال‬
‫• كما ال يجوز له الحكم في املسائل الفنية‬ ‫يتمثل الدور اإليجابي للقاض ي فيما منح له النظام من‬
‫بعلمه وإنما يجب عليه الرجوع فيها ألهل‬ ‫عبء اإلثبات على من يدعي خالفه‪ .‬والقرائن القانونية على نوعين‪:‬‬ ‫يطلب منه إثبات ملكيته‪ ،‬وإنما يطلب ممن‬
‫سلطة واسعة في تقديراألدلة واستكمالها حتى يتمكن من‬
‫الخبرة ما لم يتعلق األمربمسألة منطقية‪.‬‬ ‫‪ 1‬قرائن قانونية قاطعة تنقل محل اإلثبات إلى و اقعة بديلة يسهل‬ ‫يدعي خالف ذلك إثبات ما يدعيه‪.‬‬
‫الوصول للحقيقة‪ .‬ويظهرالدور اإليجابي للقاض ي في‬
‫• أما املعلومات العامة التي يستمدها‬ ‫إثباتها فتمنع الخصم من إثبات عكسها‪ .‬مثالها‪ :‬أن يرفع املضرور‬ ‫فمن يدعي ملكية ش يء يحوزه الغيريكون‬
‫تسييروإدارة الدعوى وإجراءاتها‪ ،‬وتصحيح شكلها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫القاض ي من خبرته بالشؤون العامة التي‬ ‫وتصحيح شكل الطلب من ناحية أطر افه‪.‬‬ ‫دعوى تعويض على الحارس بسبب األضرارالنتاجة عن تهدم البناء‬ ‫مدعيا ألمرخالفا للظاهروعليه إثبات ذلك‪،‬‬
‫يفترض بالكافة اإلملام بها فال تعد من العلم‬ ‫ً‬
‫استنادا على قرينة مفادها أن تهدم البناء تقصيرمن الحارس‪ ،‬فال‬ ‫فإذا نجح في إثبات إدعائه املخالف للوضع‬
‫• فمن ناحية اإلجراءات للقاض ي الفصل في الدعوى ولو‬ ‫الظاهرأصبح هذا اإلدعاء ثابت ً‬
‫الشخص ي الذي ال يجوز الحكم به‪.‬‬ ‫في غياب املدعي أو املدعى عليه‪ ،‬وللقاض ي إدخال من‬ ‫فحسب‪.‬‬ ‫الضرر‬ ‫يلزم املدعي بإثبات التقصير‪ ،‬وإنما يثبت حدوث‬ ‫عرضا‪.‬‬
‫• وال يعتبرمن املعلومات الشخصية ما يصل‬ ‫يرى إدخاله في الدعوى ملصلحة العدالة والحقيقة‪.‬‬ ‫‪ 2‬قرائن قانونية غيرقاطعة "بسيطة" فاالفتراض القانوني فيها يقبل‬ ‫ووجب على من يدعي العكس إثبات ذلك‪.‬‬
‫إليه القاض ي من معلومات في مجلس‬ ‫• أما من ناحية اإلثبات فالقاض ي مكلف باستخالص‬ ‫إثبات العكس مثالها‪ :‬أن الوفاء بقسط من األجرة يعد قرينة على‬ ‫فالوضع الظاهريقتض ي بأن امللكية خالية من‬
‫القضاء‪ ،‬كالنتيجة التي يستخلصها من‬ ‫الصحيح من الوقائع التي يدلي بها الخصوم حتى يتمكن‬ ‫الوفاء باألقساط السابقة على هذا القسط حتى يقوم دليل خالف‬ ‫كل حق للغير‪ ،‬وعلى من يدعي خالف ذلك أن‬
‫أقوال الشهود‪.‬‬ ‫من إنزال الحكم على الدعوى التي يفصل فيها‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬فيكفي املستأجر إثبات القرينة وعلى املؤجرإثبات عكسها‪.‬‬ ‫يثبت ما يدعيه‪.‬‬
‫ص‪ | 88-79 :‬الباب األول‪ :‬الفصل الخامس‬ ‫سلطة القاض ي في إدارة الدعوى‬
‫السلطة التقديرية للقاض ي‬ ‫السلطة التقديرية‪ :‬هي نوع من الحرية‬
‫الواسعة التي يتمتع بها القاض ي في‬
‫سلطة القاض ي في تكييف الدعوى‬ ‫سلطة القاض ي في تقديرأدلة الدعوى‬
‫تقديرالظروف واألحوال التي تحيط‬
‫التكييف‪ :‬إنزال و اقعة الدعوى على أصل قانوني صحيح‬ ‫يقصد بسلطة تقديراألدلة‪ :‬الحرية التامة في تقديروقائع‬ ‫محل تقديرالدعوى‬ ‫ً‬
‫ضروريا من‬ ‫بالدعوى‪ ،‬واتخاذ ما يراه‬
‫واجب التطبيق عليها‪.‬‬ ‫الدعوى وأدلة إثباتها أو ردها‪ ،‬أو اإلعتماد عليها من بين‬
‫ومحل تقديرالدعوى هو وقائع الخصومة وأدلتها‪.‬‬ ‫إجراءات في الخصومة لتطبيق الحكم‬
‫وقائع الدعوى املقبولة‪.‬‬
‫والتكييف عمل قضائي ال يقوم به إال القاض ي‪ ،‬وال يقبل فيه‬ ‫فنطاق مهمة القاض ي في تقديرالوقائع أو أدلتها فهو‬ ‫فيها‪ .‬ومجاالت استعمال القاض ي‬
‫نطاق حرية القاض ي في تقديرأدلة الدعوى‬ ‫الو اقعة نفسها والتي ال يوجد نص من النظام يحكمها‬ ‫للسلطة التقديرية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫تكييف الخصوم لدعواهم؛ ألن التكييف هو ما يتوصل به‬
‫إن حرية القاض ي في تقديرالوقائع ليست مطلقة ً‬
‫تماما‪،‬‬ ‫ويحدد معياراستعمالها‪ .‬وإنما يتم اعتبارها أو عدم‬
‫القاض ي إلى تطبيق الحكم على الو اقعة‪ ،‬وهذا صلب عمل‬ ‫‪ .1‬تقديرأعمال الخصومة لتحديد‬
‫وإنما هي حرية مقيدة بضوابط وقيود تتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫اعتبارها أو تقديرقيمتها من بين الوقائع اآلخرى بناء على‬ ‫ثبوتية وقائع اإلدعاء أو وقائع‬
‫القاض ي ودوره في الدعوى وليس من عمل الخصوم‪.‬‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬يجب أن يستقي القاض ي قناعته التقديرية من أوراق‬ ‫نظرالقاض ي وتقديره طبقا لقواعد العدالة‪.‬‬
‫ً‬ ‫الدفوع التي يبديها الخصوم‪.‬‬
‫نطاق مهمة القاض ي في تكييف الدعوى‬ ‫الدعوى ومستندات الوقائع‪ ،‬مما جرى عرضه على‬ ‫فللقاض ي مثال تقديرو اقعة مرض املوت‪ ،‬وتقديروجود‬
‫املحكمة أثناء نظرالخصومة "األصول والضوابط‬ ‫‪ .2‬تكييف الدعوى للوصول إلى‬
‫يقوم القاض ي في تكييفه للدعوى بمهمتين‪:‬‬ ‫العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪.‬‬
‫املنطقية" فال يصح اعتماد القاض ي على علمه‬ ‫الحكم الواجب تطبيقه عليها‪.‬‬
‫• األولى‪ ،‬تتمثل في النظرإلى وقائع الدعوى وفهمها وتقديرها‪.‬‬ ‫واألصل أن تقديرالدعوى هو من اجتهاد القاض ي‪ ،‬فال‬
‫الشخص ي أو على أدلة لم تعرض عليه أثناء الخصومة‬ ‫ً‬ ‫‪ .3‬تقديرعدالة الشهود وقوة وصول‬
‫قانونيا‪ ،‬وإنما يقوم به القاض ي بناء على‬ ‫يوجد ما ينظمه‬
‫• الثانية‪ ،‬تتمثل في النظر إلى الوصف القانوني للدعوى "فقه‬ ‫‪ .2‬أن يكون االقتناع الذي استمده القاض ي من أدلة‬ ‫ّ‬ ‫الشهادة إلى إثبات املشهود عليه‪.‬‬
‫تقديره الفكري وخبرته‪ ،‬إال أن املنظم نص على بعض‬
‫الحكم في الدعوى" وتطبيق الحكم الصحيح لهذا الوصف‪.‬‬ ‫الدعوى نتاج عن فحص وتدقيق كل دليل من أدلة‬ ‫‪ .4‬تصحيح أو تحديد شكل الخصومة‬
‫املواضيع التي يستقل بتقديرها قاض ي املوضوع‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫لذا يفترض علم القاض ي بكليات األحكام وأبوابها اإلجمالية حتى‬ ‫اإلثبات‪ ،‬فإن كان للدليل مستند معين فالبد أن تصح‬
‫‪ .1‬تقدير األدلة بالقبول أو الرد‪.‬‬ ‫ومعالجة ما يشوب الوقائع من‬
‫يتمكن من إنزال الوقائع املعروضة على هذه األحكام‪.‬‬ ‫نسبته إلى الجهة املصدرة له‪.‬‬
‫ورغم تمتع املحكمة بحرية في تقدير قناعتها بوقائع‬ ‫‪ .2‬ترجيح القاض ي لدليل على آخر‪.‬‬ ‫خلل أو غموض أو قصور أو إجمال‬
‫الدعوى وأدلتها متى كانت مبنية على تسبيب مقبول‪ ،‬إال‬ ‫‪ .3‬تحديد مقدارالتعويض عن الضرر‪.‬‬ ‫‪ .5‬تسبيب األحكام وتوجيه ما يرى له‬
‫أن للمحكمة العليا النظرفي مصادر االقتناع ولها نقض‬ ‫‪ .4‬للقاض ي تقديرقوة القرينة أو ضعفها‪.‬‬ ‫صلة بتوجيه الحكم وثبوت طريقه‬
‫الحكم إن رأت ذلك‪.‬‬ ‫‪ .5‬تحديد مرض املوت من عدمه‪.‬‬ ‫إلى أصله الشرعي‪.‬‬
‫‪ .6‬سلطته في توظيف قناعته‬
‫العالقة بين تكييف الدعوى وتقديرالوقائع‬
‫املستمدة من الوقائع وقوة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ينصب على وقائع الدعوى وأدلتها‪ ،‬كما أن القاض ي ال يتمكن من مباشرة تكييف الدعوى إال بعد أن يقدروقائعها‪،‬‬ ‫إن كال من تقديروقائع الدعوى وتكييف الدعوى‬ ‫االستدالل بها إلى الحقيقة‪.‬‬
‫فمتى أجرى تقديره على الوقائع واألدلة استطاع أن يكيفها‪ ،‬ورغم أن كال منهما مكمل لآلخرإال أن بين تقدير األدلة وتكييفها اختالف جوهري يتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫ويالحظ أن السلطة التقديرية التي‬
‫• محل تقديرالدعوى هو تمييزالو اقعة نفسها من حيث قوتها في اإلثبات أو ضعفها‪ ،‬بينما محل التكييف هو استخالص الوصف الصحيح للو اقعة‪.‬‬ ‫يتمتع بها القاض ي يجب أن يراعى فيها‬
‫• كما أن تقديروقائع الدعوى هو علم يتم من خالل فكرالقاض ي ومنطقه القضائي في تحديد قوة أو ضعف مدلول الو اقعة املطالب بها في الدعوى‪ ،‬أما التكييف‬ ‫عدم التعسف‪ ،‬فقد تنقلب السلطة‬
‫فهو علم فقهي ونظامي يتم تطبيقه من خالل استخالص الوصف الصحيح لو اقعة الدعوى من ّ‬
‫نص نظامي أو مادة فقهية‪ ،‬وتسمية تلك الو اقعة باسمها الفقهي‪.‬‬ ‫التقديرية إلى سلطة تحكمية إذا‬
‫• فالتكييف عملية فقهية ‪ /‬نظامية يخضع فيها القاض ي لرقابة املحكمة العليا‪ ،‬أما التقديرعمل يتعلق بو اقع الدعوى فال يخضع فيها القاض ي لرقابة محكمة عليا‬ ‫استغلت لغيرمقاصدها أو للوصول إلى‬
‫إال إذا كان تقديره غيرمبني على منطق مقبول أو تسبيب مستساغ‪.‬‬ ‫حاجات وأغراض شخصية‪.‬‬
‫ص‪ | 105-97 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل األول‬ ‫اإلثبات بالكتابة في نظام املر افعات السعودي‬
‫دور املحررات العرفية في اإلثبات‬ ‫دور املحررات الرسمية في اإلثبات‬
‫املحررات الرسمية‪ :‬هي املحررات التي يثبت فيها موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم على يديه أو ما‬
‫ً‬
‫حجية املحررات الرسمية في اإلثبات‬ ‫تلقاه من ذوي الشأن‪ ،‬وذلك طبقا لألوضاع القانونية وفي حدود سلطته واختصاصه‪.‬‬

‫حجية املحرر الرسمي من حيث املوضوع‬ ‫حجية املحرر من حيث األشخاص‬ ‫شروط املحررات الرسمية‬
‫ينبغي التفرقة بين نوعين من البيانات الواردة في املحرر‪:‬‬ ‫يعد املحرر الرسمي حجة على الكافة‪ ،‬أي بين‬ ‫‪ .1‬صدورها من موظف عام أو مكلف بخدمة عامة‪ :‬أي ممن يشغل وظيفة عامة‪ ،‬أو ممن يكلف بأدائها‪.‬‬
‫‪ .1‬البيانات التي يدونها املوظف بنفسه أو تكون قد وقعت بحضوره‬ ‫املتعاقدين وفي مواجهة الغير‪ ،‬وال يجوز نقض‬ ‫فوصف املحرر بأنه رسمي إنما يرجع ألنه حرر بمعرفة موظف عام أو مكلف بخدمة عامة‪ ،‬وال يشترط أن يكون‬
‫بأن يكون قد أدركها بسمعه وبصره‪ ،‬وتشمل نوعين من الوقائع‪:‬‬ ‫الحجية الرسمية للمحرر إال بالطعن بتزوير‬ ‫ً‬
‫صادرا باسمه وأن يوقعها بنفسه‪.‬‬ ‫ً‬
‫مكتوبا بخطه بل يكفي لتحقق هذا الشرط أن ينسب املحرر إليه‪ ،‬بأن يكون‬
‫‪ ‬النوع األول يقوم املوظف بتدوينه في حدود مهمته كالتاريخ‬ ‫املحرر بالطرق النظامية‪.‬‬ ‫فالقاض ي موظف عام بالنسبة لألحكام التي يصدرها‪ ،‬والخبراء املنتدبون مكلفون بخدمة عامة بالنسبة لتقاريرهم‪.‬‬
‫والتحقق من األسماء واألهلية والتوقيعات ومكان التوثيق‪.‬‬ ‫على أن الغيرالذي يحتج عليه باملحرر الرسمي‬ ‫‪ .2‬ثبوت اختصاص ووالية املوظف العام‪ :‬بأن تكون له والية تحريراملحرر من حيث املوضوع والزمان واملكان‪:‬‬
‫‪ ‬النوع الثاني هو ما يقوم به ذوي الشأن أمام املوثق من قول أو‬ ‫هو الغيرالذي يسري عليه التصرف القانوني‬ ‫• فاالختصاص املوضوعي‪ :‬أال يكون في املوظف مانع أو سبب يلزمه باالمتناع عن تحريرها‪ ،‬فال يجوز له توثيق‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فعل فيثبته املحرر‪ ،‬كاإلقراربالرضا والقيام بدفع الثمن أمامه‪.‬‬ ‫الذي يثبته في املحرر والخلف الخاص (أي الغير‬ ‫محرر يخصه أوتربطه بأصحابه صلة قرابة حتى الدرجة الرابعة‪ ،‬وال أن يكون طرفا في املحرر أو وكيال أوكفيال‪.‬‬
‫فهذه البيانات بنوعيها لها حجية ال يجوز نفيها إال بالطعن في املحرر‬ ‫الذي يؤثرفي حقوقه ما يثبت في املحرر) أما‬ ‫• واالختصاص الزماني‪ :‬بأن يصدراملحرر أثناء توليه الوظيفة‪ ،‬ال قبل ذلك وال بعد عزله من وظيفته أو نقله منها‪،‬‬
‫ً‬
‫بالتزوير‪ .‬بشرط أن يتم إثبات هذه الوقائع في حدود مهمة املوثق‪ ،‬أما‬ ‫الغيرالذي ال يسري عليه التصرف وال يؤثر في‬ ‫وإال كان املحرر باطال‪ .‬لصدوره من غير مختص‪ .‬ويستثنى من البطالن تحرير املوظف الورقة قبل علمه بقرار‬

‫مايخرج عن حدود مهمته فإنه ال يكتسب هذه الحجية‪ ،‬كما لو أن‬ ‫حقوقه ما يثبت فيه فال يحتج عليه بهذا املحرر‪.‬‬ ‫عزله أو نقله‪ ،‬وفي حالة املوظف الفعلي الذي يعين بقرارمخالف أو صادر من سلطة غيرمختصة بتعيينه‪.‬‬
‫• أما االختصاص املكاني‪ :‬أي صدور املحرر في دائرة االختصاص اإلقليمي للموظف‪ ،‬فال يجوز له مباشرة عمله‬
‫كاتب العدل أثبت أن املتعاقد كامل األهلية باالطالع على تاريخ‬ ‫فاملشتري الذي يسجل عقده قبل املشتري اآلخر‬
‫خارج الدائرة أو املكتب التي يختص بالعمل فيه‪ .‬أو في أي مكان آخر‪.‬‬
‫ميالده‪ ،‬فإن ذلك ال يكون له حجية بالنسبة لنقص أهليته بسبب‬ ‫لنفس العقار‪ ،‬فإن األسبقية تكون له ويعد‬
‫‪ .3‬االلتزام باألوضاع النظامية في تدوين املحرر‪ :‬أي باتباع القواعد املنظمة لتحريراملحرر لثبوت صفته الرسمية‪،‬‬
‫عارض من عوارض األهلية‪.‬‬ ‫املحرر الرسمي املثبت للعقد حجة في مواجهة‬
‫فيلتزم بكتابة البيانات العامة التي ال يتصور خلو أي محرر منها كأسماء األطراف والتاريخ واسم املوظف املحرر‬
‫‪ .2‬أما البيانات التي يدونها املوظف بعد أن تلقاها من ذوي الشأن‬ ‫املشتري اآلخر‪ .‬ولكن إذا ورد في هذا املحرر حق‬ ‫َّ‬
‫باملحرر بحسب نوعه‪.‬‬ ‫وتوقيعه‪ ،‬باإلضافة إلى البيانات الخاصة‬
‫بإقرارهم دون أن يتحقق من صحتها‪ ،‬فال تثبت لها الصفة‬ ‫مطل على العقاراملجاور له‪ ،‬فال يعد املحرر‬
‫الرسمية وال تكون لها الحجية نفسها فيجوز نقضها بإثبات‬ ‫حجة في مواجهة الجار؛ ما دام التصرف ال‬ ‫جزاء اإلخالل بشروط صحة املحرر الرسمي‬
‫عكسها بطرق اإلثبات العادية وال حاجة للطعن بالتزوير فيها‪.‬‬ ‫يسري عليه ‪-‬ألن عقد البيع ال يؤثر في حقه‪ -‬فإن‬ ‫إذا تخلف أحد الشروط الالزمة لثبوت املحرر الرسمي‪ ،‬كما لو صدراملحرر من غيرموظف عام أو شخص مكلف‬
‫فيجب اللجوء إلى الطعن بالتزويرفي املحرر لنقض ما قرره املوثق‬ ‫ما يقرونه في هذا املحرر ليس له حجة عليه‪.‬‬ ‫بخدمة عامة‪ ،‬أو من موظف غيرمختص‪ ،‬أو إذا تم تحريره دون مراعاة األوضاع النظامية‪ .‬فإن املحرر يفقد صفته‬
‫بأنه وقع أمامه وتحت سمعه وبصره‪ ،‬أما ما يتلقاه املوظف من‬ ‫فال يقصد بالغيرالذي يحتج عليه باملحرر‬ ‫الرسمية ويتحول إلى محرر عرفي طاملا تضمن توقيع ذوي الشأن‪ ،‬وتطبق عليه أحكام املحرر العرفي في اإلثبات‪.‬‬
‫بيانات ذوي الشأن دون أن يستطيع التحقق من صحتها فإنه‬ ‫الرسمي أي شخص غيرأطراف املحرر‪ ،‬وإنما‬ ‫ً‬
‫علما بأن املحررات الرسمية ال تفقد صفتها الرسمية إال إذا انصب اإلخالل فيها على إجراء جوهري كإغفال اسم‬
‫بالنسبة لصدور البيانات من ذوي الشأن فهذه الو اقعة ذات حجية‬ ‫له معنى خاص يراد به من تسري عليه آثار‬ ‫ذوي الشأن أو التاريخ أو التوقيعات‪ ،‬أما االخالل في األوضاع غيرالجوهرية كترقيم الصفحات أو دفع الرسم فإنه ال‬
‫ال يمكن إنكارها‪ ،‬أما بالنسبة ملضمون البيانات فيمكن إنكارها‪.‬‬ ‫التصرف القانوني الثابت في املحرر‪.‬‬ ‫يفقد الورقة صفتها الرسمية‪.‬‬
‫ص‪ | 110-105 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل األول‬ ‫اإلثبات بالكتابة في نظام املر افعات السعودي‬
‫دور املحررات العرفية في اإلثبات‬ ‫دور املحررات الرسمية في اإلثبات‬

‫الطعن على املحرر الرسمي بالتزوير‬ ‫حجية صور املحررات الرسمية‬


‫للورقة الرسمية حجة قوية في اإلثبات لوجود قرينة على سالمتها من الناحية املادية‪ ،‬ومن ناحية صدورها ممن‬ ‫تختلف حجية الصور من حيث قوتها بحسب ما إذا كان‬ ‫الصور الرسمية ال تكون لها حجية إال باعتبارها قرينة‬
‫وقعوا عليها‪ ،‬فال تنتفي هذه القرينة إال بإقامة دليل على تزويراملحرر من خالل إجراءات الطعن بالتزوير‪.‬‬ ‫ً‬
‫موجودا أو غيرموجود‪:‬‬ ‫املحرر الرسمي األصلي‬
‫ً‬ ‫على مطابقتها لألصل إذ تتوقف هذه الحجية على عدم‬
‫علما بأن املحرر الرسمي حجة بكل ما يلخق به وصف الرسمية فيه‪ ،‬وال يشترط اإلقراربه‪ ،‬بخالف املحرر العرفي‬ ‫• ً‬ ‫ً‬
‫• فإذا املحرر الرسمي األصل موجودا أو محفوظا ونازع‬ ‫منازعة أحد الطرفين في هذه املطابقة‪.‬‬
‫الذي ال يعد حجة بكل ما فيه إال إذا لم ينكره من نسب إليه توقيعه‪ ،‬فإن أنكره فعلى من تمسك به إثبات صحته‪.‬‬ ‫أحد األطراف في مطابقة الصورة له فإنه يتم التحقق‬ ‫وقد تولى نظام تركيزمسؤوليات القضاء الشرعي تنظيم‬
‫• على أن حجية املحرر الرسمي إذا كان مظهره الخارجي يتنافى مع ما يقرره النظام من ثقة في مضمونه‪ ،‬كما لو وجد‬ ‫من املطابقة‪ .‬ويستوي أن تكون الصورة تنفيذية أو‬ ‫حجية الصور الرسمية في اإلثبات كما يلي‪:‬‬
‫فيه عيوب مادية كمحو أو كشط أو تحشير‪ .‬وللقاض ي سلطة تقديرية في ذلك‪ ،‬فله اسقاط قيمته‪ ،‬وله استدعاء‬
‫غيرتنفيذية خطية أو فوتوغر افية‪ ،‬مأخوذة من‬ ‫• النظرفي اإلقرارات وكل ما نصت عليه التعليمات‬
‫محرر الورقة للتأكد من صحة الورقة‪ ،‬وللمحكمة القيام بذلك من تلقاء نفسها دون إنكارأو طعن من الخصم‪.‬‬
‫األصل مباشرة أو مأخوذة من صورة له‪.‬‬ ‫الخاصة بكتاب العدل وضبطه في الدفتراملخصص‬
‫سلطة قاض ي الدعوى‬ ‫كيفية الطعن بالتزوير‬ ‫ً‬
‫مفقودا بسبب حريق أو‬ ‫• أما إذا كان املحرر األصلي‬ ‫له‪ ،‬مع مراعاة ما قض ى به النظام من أخذ توقيع‬
‫للقاض ي سلطة مطلقة في الحكم بصحة الورقة املدعى‬ ‫إن صحة البيانات الواردة في املحرر الرسمي ال سبيل‬ ‫تلف أو سرقة‪ ،‬فيجب التفرقة بين عدة فروض‪:‬‬ ‫املتعاقدين وغيرذلك كمعرفين وما شاكل ذلك‪،‬‬
‫بتزويرها أو ببطالنها وردها بناء على ما يستشفه من ظروف‬ ‫للمنازعة فيها إال عن طريق الطعن بالتزوير‪.‬‬ ‫‪ .1‬إذا كانت الصورة الرسمية املقدمة مأخوذة من‬ ‫والتوقيع في الدفترالذي حصل به اإلقراراملذكور‬
‫الدعوى ومالبساتها‪ ،‬وال يكون ً‬
‫ملزما بالسيرفي إجراءات‬ ‫• ويتم عادة في صورة طلب عارض من الخصم الذي‬ ‫األصل مباشرة فإن لها حجية األصل؛ ألنها مأخوذة‬
‫بما يدل على أن ذلك حصل لديه وبإجازته‪.‬‬
‫التحقيق في صحتها‪ .‬فلقاض ي املوضوع السلطة في تقدير‬ ‫ُيتمسك عليه باملحرر املزور في الدعوى التي قدم‬ ‫منه مباشرة وذلك مادام مظهرها الخارجي ال يثير‬
‫الشك في مطابقتها لألصل‪ .‬أما إذا كان ً‬ ‫• على كاتب العدل إعطاء الصور املطلوب إخراجها‬
‫فيها هذا املحرر‪ .‬ويجب إبداء هذا الطلب كوسيلة‬ ‫مثيرا للشك‬
‫األدلة التي يأخذ بها في ثبوت التزوير أو نفيه وال رقابة عليه‬ ‫من سجلها لطالبها إذا تحققت صفة استحقاقه‬
‫ً‬ ‫دفاع في الخصومة القائمة أمام نفس املحكمة‪.‬‬ ‫فال يتم إعطائها تلك الحجية‪ ،‬ويمكن اعتبارها مبدأ‬
‫في ذلك ما دام الدليل الذي أخذ به مقبوال‪.‬‬ ‫شرعا لذلك‪ ،‬فإذا استكملت شرائطها األصولية‬
‫• كما يجوز للخصم الذي تتم مواجهته بمحرر مزور‬ ‫ثبوت بالكتابة إذا تو افرت شروط ذلك‪.‬‬
‫ويشترط لقبول اإلدعاء بالتزويرأن يكون ً‬
‫منتجا في النزاع‬ ‫أن يرفع دعوى تزويرأصلية بطلب إثبات تزويره‪.‬‬ ‫‪ .2‬إذا كانت الصورة الرسمية املقدمة مأخوذة من‬ ‫يوقع عليها بتوقيعه وختم الدائرة الرسمي‪.‬‬
‫فإن كان غيرمؤثرفي موضوع الدعوى فعلى املحكمة أن‬ ‫• ويجب أن يعلم مدعي التزوير‪-‬بعد التقريربالطعن‪-‬‬ ‫صورة رسمية مأخوذة عن املحرر األصلي‪ ،‬فإنه يكون‬ ‫فإذا كانت القاعدة أن الحجية ثابتة لألوراق الرسمية‪،‬‬
‫تقض ي بعدم قبوله دون البحث في شواهده‪.‬‬ ‫خصمه بشواهد التزويروإجراءات التحقيق التي‬ ‫لها نفس حجية تلك الصورة بشرط أن تكون‬ ‫إال أن املنظم وضع لصورة الورقة الرسمية نفس‬
‫وتقديرما إذا كان اإلدعاء بالتزوير ً‬
‫منتجا في الدعوى أو غير‬ ‫يطلب إثباته بها‪ ،‬وللمحكمة سلطة تقريرفيما إذا‬ ‫الصورة الرسمية (املأخوذة عن األصل) موجودة‪،‬‬ ‫الحجية إذا لم ينازع الخصم فيها‪.‬‬
‫كانت تأمربتحقيق الطعن أو صرف النظرعنه‪.‬‬ ‫بحيث يمكن لكل من الطرفين طلب التحقق من‬ ‫فإن نازع فيها فهو غيرملزم بتبريرذلك‪ ،‬ألن الصورة‬
‫منتج هو مما يستقل قاض ي املوضوع بتقديره بشرط أن‬
‫• فإذا رأت املحكمة أن اإلدعاء بالتزويرمنتج في‬ ‫مطابقتها‪ ،‬أما إذا فقدت فال يكون للصورة املقدمة‬
‫يسبب حكمه بأسباب منطقية‪.‬‬ ‫خالية من توقيعات ذوي الشأن‪ .‬أما إذا أقرها فإن‬
‫الدعوى (أي أنه الزم ومؤثرللفصل في موضوع‬ ‫حجية وقد تعد مبدأ ثبوت بالكتابة بتو افرالشروط‪.‬‬
‫مع مالحظة أن الحكم الصادربصحة املحرر أو بتزويره‬ ‫الصورة تكون لها نفس حجية الورقة الرسمية األصلية‪.‬‬
‫الدعوى) فإنها تأمربالتحقيق فيه‪ ،‬أما إذا وجدت‬ ‫‪ .3‬أما إذا كانت الصورة املقدمة مأخوذة عن صورة‬
‫يحوز حجية األمراملقض ي‪ ،‬فتكون له هذه الحجية ولو في‬ ‫على أن مطابقة صورة الورقة الرسمية ألصلها ال تمنع‬
‫أن وقائع الدعوى ومستنداتها كافية إلقناعها‬ ‫رسمية للصورة املأخوذة من الصورة األصلية فال‬
‫غيرالخصومة التي صدرفيها‪ ،‬إال أن هذه الحجية ال تثبت‬ ‫بصحة املحرر أو تزويره فإنها تفصل في الطعن دون‬ ‫يعتد بها إال ملجرد االستئناس‪ ،‬وللقاض ي سلطة‬ ‫من إمكانية الطعن عليها بالتزوير‪.‬‬
‫إال عند الفصل في الطعن بالتزوير‪.‬‬ ‫حاجة إلجراء التحقيق الذي يطلبه مدعي التزوير‪.‬‬ ‫تقديرية في األخذ بها أو ردها‪.‬‬ ‫(كما في حالة صدورها من موظف غيرمختص)‬
‫ص‪ | 115-111 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل األول‬ ‫اإلثبات بالكتابة في نظام املر افعات السعودي‬
‫دور املحررات الرسمية في اإلثبات‬ ‫دور املحررات العرفية في اإلثبات‬

‫شروط صحة املحرر العرفي كدليل لإلثبات‬ ‫املحررات العرفية‪ :‬هي املحررات‬
‫حكم التوقيع على بياض‬ ‫‪ .2‬التوقيع‬ ‫‪ .1‬الكتابة‬ ‫الصادرة من األطراف دون أن‬
‫يتدخل في تحريرها موظف‬
‫يقصد بالتوقيع على بياض‪ :‬أن يوقع الشخص على ورقة بيضاء‬ ‫والتوقيع هو الشرط الجوهري في املحرر العرفي؛ ألنه يتضمن قبول املكتوب به‬ ‫رسمي أو مكلف بخدمة عامة‪،‬‬
‫ً‬ ‫واعتماد محتواه كدليل إثبات كامل‪ .‬أما بدون هذا التوقيع فال يكون للورقة‬ ‫املحرر العرفي دليل كتابي ينصب‬
‫ويسلمها للدائن ليتولى كتابة البيانات التي تم االتفاق عليها مسبقا‪.‬‬ ‫فاملحرر العرفي هو محرر غير‬
‫أي حجية في اإلثبات؛ إال إذا كانت محررة بخط املدين فإنها تصلح مبدأ ثبوت‬ ‫مضمونه على الو اقعة املراد إثباتها‪،‬‬
‫كما في توقيع محرر الشيك على بياض وتركه لحامله ليحدد املبلغ‪.‬‬ ‫رسمي وال تحيط به الضمانات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ناقصا يجب أن يدعم بشهادة الشهود حتى‬ ‫بالكتابة‪ :‬أي أنها تكون دليال‬ ‫وال يشترط أن تكون الكتابة في شكل‬ ‫التي تحيط باملحررات الرسمية‪،‬‬
‫والقاعدة أن البيانات الواردة فوق التوقيع لها حجية املحرر العرفي؛‬ ‫يتحول إلى دليل كامل في اإلثبات‪.‬‬ ‫معين‪ ،‬فكل ما يكتب ويؤدي املعنى‬ ‫وهي نوعان‪:‬‬
‫ألن التوقيع السابق كالتوقيع الالحق صحيح وملزم لصاحبه‪.‬‬ ‫• وقد يتم التوقيع بإمضاء الشخص أو ببصمة اإلصبع‪ ،‬أو ببصمة الختم‪.‬‬ ‫يعتبر ً‬
‫كافيا‪،‬‬ ‫‪ .1‬محررات عرفية معدة‬
‫ً‬
‫محددا‬ ‫• ويشترط في التوقيع أن يتم على يد من ينسب عليه‪ ،‬وأن يكون‬
‫• إال أنه يجوز للموقع أن يثبت بأن ما كتب من بيانات غيرمطابق‬ ‫لإلثبات‪ :‬وهي التي تكون‬
‫ّ‬ ‫كما ال يشترط كتابة املحرر بلغة‬
‫ً‬ ‫لشخصيته وال يكفي مجرد عالمة للموقع أو رمز اسمه باألحرف األولى‪،‬‬ ‫موقعة ممن هي حجة عليه‪.‬‬
‫ملا تم االتفاق عليه‪ ،‬وال يجوز إثبات عكس املكتوب إال كتابة أو‬ ‫معينة مالم ّ‬
‫ينص النظام على غير‬
‫ولكن يصح التوقيع باسم الشهرة دون كتابة االسم الحقيقي‪.‬‬ ‫‪ .2‬محررات عرفية غيرمعدة‬
‫بمبدأ ثبوت الكتابة مع شهادة الشهود‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذلك‪.‬‬
‫مقروءا أو كاشفا عن اسم صاحبه‪ ،‬وال أن‬ ‫• وال يشترط أن يكون التوقيع‬ ‫لإلثبات‪ :‬فهذه لم يقصد‬
‫• فإذا تمكن املوقع من إثبات عدم مطابقة ما كتب من بيانات ملا‬
‫ً‬ ‫يكون بالبصمة أو أن تحرر على مطبوعات تحمل اسمه‪.‬‬ ‫كما يستوي أن تكون الكتابة بخط‬ ‫بكتابتها استخدامها في‬
‫تم االتفاق عليه‪ ،‬فإن الدائن يعد خائنا لألمانة؛ ألن تغيير‬ ‫نظرا لكون التوقيع يعبرعن قبول‬ ‫• وال يشترط مكان معين للتوقيع‪ ،‬إال أنه ً‬
‫ً‬ ‫املدين أو الدائن أو شخص ثالث‪ ،‬وال‬ ‫اإلثبات ولكنها تصلح لإلثبات‬
‫تزويرا‪ .‬وبالتالي فإن‬ ‫الحقيقة في هذه الورقة يعد خيانة وليس‬ ‫املوثع بما تضمنه املحرر‪ ،‬فإن من املنطقي أن يوقع في نهاية الكتابة‪.‬‬ ‫ً‬
‫عبرة باملادة املكتوب بها‪.‬‬ ‫وغالبا ما‬ ‫كأدلة عارضة‪.‬‬
‫الورقة تفقد حجيتها على من وقعها‪.‬‬ ‫• وفي حالة تعدد أوراق املحرر والتوقيع على الورقة األخيرة وحدها‪ ،‬فال بد‬ ‫تكون موقعة من ذوي الشأن‬
‫وفي حالة تعامل الدائن بالورقة مع الغير حسن النية فيجوز‬ ‫من إثبات اتصال الورقة األخيرة باألوراق غير املوقعة التي سبقتها‪،‬‬ ‫وليس ثمة بيانات محددة يجب أن‬
‫كالدفاترالتجارية‪.‬‬
‫لحسن النية التمسك بحجية الورقة على من وقعها على‬ ‫ولقاض ي املوضوع سلطة تقديروجود هذا االتصال من عدمه‪.‬‬ ‫يتضمنها املحرر وإن كان من األحوط‬
‫وقد اشترط نظام املر افعات‬
‫بياض‪ ،‬ومن ثم يكون للموقع الرجوع على الدائن خائن األمانة‪.‬‬ ‫• كما يلزم صدور التوقيع ممن يلتزم بمضمون املحرر‪ ،‬أو ممن يقربما ورد‬ ‫كتابة كافة البيانات الالزمة‪.‬‬ ‫الشرعية في املحرر العرفي أن‬
‫• أما لو كان الشخص قد حصل على الورقة بطريق غيرمشروع‪،‬‬ ‫فيه كتوقيع املدين على سند الدين‪ ،‬وتوقيع الدائن على مخالصة الوفاء‪.‬‬ ‫إال أن النظام قد يشترط تعدد‬ ‫تحمل توقيع من صدرت منه‪.‬‬
‫• وفي حالة تعدد أطراف التصرف القانوني فالبد من توقيعهم على املحرر‪،‬‬ ‫ولم يتطلب في الورقة العادية أن‬
‫كما لو اختلس الورقة موقعة على بياض وقام بكتابة بيانات‬ ‫النسخ أو كتابة بعض البيانات‬
‫وال يكون املحرر حجة على من لم يوقع عليه‪ ،‬وفي حالة عدم توقيع كل‬ ‫تكون خالية من كشط أو محو أو‬
‫مزورة فيها ومن ثم تصرف بها إلى الغيرفإنه يجوز للموقع إثبات‬ ‫األطراف فإنه ال يحتج به ً‬ ‫كاألوراق املعدة للشهر‪ ،‬فكتابة‬
‫ً‬ ‫أيضا ‪-‬كقاعدة‪ -‬على من وقعه إال في حالتين‪:‬‬ ‫تحشير‪ ،‬وإنما تخضع الورقة‬
‫تزويرا ويعاقب الشخص‬ ‫وعندئذ يعد تغيير الحقيقة‬
‫ٍ‬ ‫ذلك‬ ‫ّ‬ ‫األوراق التجارية تتطلب بيانات‬
‫‪ .1‬إذا كان يستفاد من ظروف التوقيع أن ارتباط املوقع مستقل عن ارتباط‬ ‫العرفية في ذلك لتقديرالقاض ي‬
‫بعقوبة التزوير لحصوله على الورقة بطريقة غير مشروعة‬ ‫باقي أطراف التصرف غيراملوقعين‪.‬‬ ‫معينة‪ ،‬كما تتطلب كتابة عقد‬ ‫بما يتفق مع مضمون الورقة‪.‬‬
‫ويعتبر التوقيع غير صحيح وتبطل الورقة‪ ،‬وال يستطيع الغير‬ ‫‪ .2‬إذا تمسك باملحرر الطرف أو األطراف غير املوقعين عليه؛ إذ يستفاد من‬ ‫العمل تحريرالعقد من عدة نسخ‪.‬‬ ‫فإن اتفق مع مضمونها أخذت‬
‫التمسك في مواجهة املوقع حتى لو كان الغيرحسن النية‪.‬‬ ‫تمسكهم قبولهم به‪ .‬وبالتالي يعد املحرر حجة على كافة املوقعين‪.‬‬ ‫به وإن لم يتفق طرحته ً‬
‫جانبا‪.‬‬
‫ص‪ | 120-115 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل األول‬ ‫اإلثبات بالكتابة في نظام املر افعات السعودي‬
‫دور املحررات الرسمية في اإلثبات‬ ‫دور املحررات العرفية في اإلثبات‬
‫حجية صور املحرر العرفي‬ ‫حجية الوقائع الواردة باملحرر العرفي‬ ‫حجية مضمون املحرر العرفي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫إذا ثبت صدور املحرر ممن نسب إليه‪ ،‬فإنه يكون حجة من‬ ‫يحوز املحرر العرفي املكتوب واملوقع ممن ينسب إليه الحجية‪ ،‬بشرط عدم وجود عيب مادي مؤثريجوز‬
‫تصويرا‬ ‫صورة املحرر العرفي‪ :‬هي ورقة منقولة عنه كتابة أو‬
‫وال تحمل توقيع من ينسب إليه املحرر‪ ،‬وقد يكون توقيعه‬ ‫حيث كافة التصرفات والقائع الواردة فيه‪ ،‬وعلى من يدعي‬ ‫معه للمحكمة إسقاط أو إنقاص قيمة املحرر في اإلثبات‪ ،‬وعدم وجود تزويرظاهريجيزللقاض ي الحكم‬
‫ً‬ ‫العكس إثبات ما يدعيه‪.‬‬ ‫برده وبطالنه‪ ،‬كما يشترط في املحرر العرفي عدم إنكاره أو الدفع بالجهالة‪.‬‬
‫منقوال بطريق التصوير‪.‬‬
‫• وثبوت صحة التوقيع على الورقة العرفية يجعلها حجة على‬
‫فالقاعدة أن املحررات العرفية ليس لها أي حجية في اإلثبات‬ ‫‪ .2‬الدفع بالجهالة‬ ‫‪ .1‬إنكاراملحرر‬
‫صاحب التوقيع‪ ،‬فال يجوز لصاحبه أن يتحلل من نسبة هذه‬
‫ألنها ال تحمل توقيع من صدرت عنه‪ ،‬وال تشبه صور‬ ‫الورقة إليه إال بالطعن عليها بالتزوير‪.‬‬ ‫إذ تتوقف حجية املحرر العرفي على عدم إنكاره إذا تم التمسك باملحرر العرفي بعد وفاة من نسبت‬
‫املحررات الرسمية التي يقوم املوظف املختص بتحريرها مما‬ ‫صريحا‪ ،‬أما السكوت عنه‬ ‫ً‬ ‫ممن ينسب إليه إنك ًارا‬
‫فإن ادعى أحد األطراف عدم صحة الو اقعة املذكور باملحرر‬ ‫إليه‪ ،‬فإن املحرر يكون حجة في مواجهة الخلف‬
‫يبعث على الثقة فيها‪ .‬فال يمكن االحتجاج بها إن أنكرها‬ ‫ً‬
‫إقرارا ضمنيا بنسبة املحرر إليه‪.‬‬ ‫فإنه يعد ً‬
‫الذي ثبت صدوره ممن نسب إليه فإن عليه إثبات ذلك كتابة‪.‬‬ ‫الخاص والدائن والوارث واملوص ى له‪ ،‬فال يمكن‬
‫الخصم‪.‬‬ ‫أما الغيرفله إثبات الصورية بكافة طرق اإلثبات؛ ألنه لم يكن‬ ‫ألي من هؤالء إنكاراملحرر‪ ،‬وإنما يجوز ألي منهم‬ ‫• فسكوت الشخص عندما يقدم خصمه ورقة‬
‫ً‬ ‫عادية ينسبها إليه يسقط حقه في إنكارها بعد‬
‫على أن الصورة الفوتوغر افية للمستند الذي وقع الخصم‬ ‫طرفا في العقد‪ .‬كما يجوز لألطراف إثبات الصورية بكافة طرق‬ ‫أن يتمسك بعدم صدور الورقة ممن وقعها بطريق‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلثبات إذا كانت الصورية تخفي تحايال على القانون‪.‬‬ ‫واضحا وصريحا‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬إذ يجب أن يكون اإلنكار‬
‫على أصله ليست لها داللة قانونية ملزمة‪ ،‬وإنما تعد قرينة‬ ‫الدفع بالجهالة ال باإلنكار‪ ،‬ويقصد بذلك‪:‬‬
‫• وحجية مضمون الورقة العرفية ال تقتصر على أطر افها بل‬ ‫ً‬ ‫وال يكفي التشكيك في حصول التوقيع‪.‬‬
‫تخضع لسلطة املحكمة املطلقة في تقديرها‪ ،‬بأخذها أو تركها‬ ‫أن يحلف يمينا بأنه ال يعلم أن الخط أو اإلمضاء‬
‫تمتد إلى الكافة‪ ،‬باستثناء تاريخ املحرر والذي ال يكون حجة‬ ‫• كما يجب أن يتم اإلنكارقبل مناقشة موضوع‬
‫على أن تبين األسباب التي دعتها لذلك‪.‬‬ ‫أو الختم أو البصمة هي ملن تلقى عنه الحق‪.‬‬ ‫املحرر‪ ،‬أما إذا احتج على الشخص بمحرر عرفي‬
‫إال بين أطر افه وخلفهم العام‪ ،‬فال يجوز لهم إثبات عكس‬
‫الشراح أن ثمة حاالت تكون فيها لصور املحررات‬ ‫ويرى بعض ّ‬ ‫وقد اعترف املنظم السعودي بهذا الدفع بشرط أال‬
‫هذا التاريخ إال كتابة‪.‬‬ ‫منسوب إليه‪ ،‬وناقش في هذا املحرر‪ ،‬فال يقبل‬
‫العرفية قيمة في اإلثبات‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫أما بالنسبة للغير‪ ،‬فإن التاريخ ال يكون حجة عليه إال إذا كان‬ ‫منه بعد ذلك إنكارالخط أو اإلمضاء أو البصمة يكون األصيل الذي نسبت إليه الورقة قد سبق‬
‫‪ .1‬أن لصورة املحرر العرفي حجية في اإلثبات بقدرما تهدي‬ ‫ً‬
‫ثابتا واكتسب حجية في مواجهته‪ .‬وقد يتم ثبوت التاريخ في‬ ‫له املصادقة عليها‪.‬‬ ‫التي تنسب إليه املحرر‪.‬‬
‫ً‬
‫موجودا فيرجع إليه وتكون‬ ‫إلى األصل‪ ،‬فإذا كان األصل‬ ‫الورقة العرفية بتدخل شخص له صفة رسمية في تحديد تاريخ‬
‫‪ .3‬التصديق على التوقيع‬
‫الحجية له‪ ،‬أما إذا كان غيرموجود فال يمكن اإلحتاج بها‬ ‫الورقة العرفية‪ ،‬فإذا ثبت التاريخ تكون حجيته في مواجهة‬ ‫ً‬
‫رسميا‪ ،‬فال يجوز إنكاره من صاحبه وال حلف اليمين من الخلف بالجهالة‬ ‫ً‬ ‫متى كان التوقيع مصدقا عليه‬
‫إال إذا لم ينازع الخصم في صحتها‪.‬‬ ‫الغير‪ ،‬وال يجوز له نفيه إال بالطعن بالتزوير‪.‬‬
‫به‪ ،‬ألن التصديق يتم بمحضررسمي يتواله موظف عام مختص‪ ،‬مما يجعل التوقيع املصدق عليه‬
‫‪ .2‬أن لصورة املحرر العرفي املسجلة واملحفوظة لدى كتابة‬ ‫حجية تاريخ املحرر العرفي‬
‫كالبيانات الرسمية في املحرر الرسمي‪ ،‬فتكتسب ذات الحجية‪ ،‬وال يتم نقضها إال بالطعن بالتزوير‪.‬‬
‫العدل قيمة في اإلثبات ألنها إما أن تكون صورة تحريرية‬ ‫بالنسبة ألطراف املحرر ولخلفهم العام‪ :‬فالقاعدة أن تاريخ‬
‫ً‬ ‫وقد يعترف الشخص املنسوب إليه املحرر بأن بصمة ختمه صحيحة إال أنها تمت بدون علمه أو إرادته‪،‬‬
‫قام املوظف بتحريرها‪ ،‬أو صورة تصويرية قام املوظف‬ ‫املحرر العرفي إذا لم يكن ثابتا فإنه يكون حجة على أطر افه؛‬
‫كما لو ادعى ضياع الختم أو عهد به إلى خائن لألمانة‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يستطيع إنكاراملحرر إال بالطعن‬
‫بتوقيعها‪ .‬وعادة ما يتم ذلك في حالة تصديق توقيع‪.‬‬ ‫ألن تاريخ املحرر يثبت صدوره في ذلك التاريخ وليس ألطراف‬
‫املحرر نفي ذلك إال بإثبات عكس ذلك كتابة أو الطعن بالتزوير‪.‬‬ ‫فيه بالتزويروإثبات أنه لم يوقع بإرادته‪ ،‬وال يكفي لهذا اإلثبات أن يكون قد أعلن عن ضياع ختمه‪.‬‬
‫‪ .3‬أن لصورة املحرر العرفي نفس قيمة اإلثبات للمحرر‬
‫موقعا عليها ممن صدر منه‬ ‫ً‬ ‫األصلي إذا كانت الصورة‬ ‫أما بالنسبة للغيرفالقاعدة أن املحرر العرفي ال يكون حجة‬
‫عليه إال إذا كان له تاريخ ثابت‪ ،‬أما التاريخ العادي فال يحتج به‬
‫األصل‪ .‬إذ تعتبرفي هذه الحالة بمثابة نسخة ثانية لألصل‪.‬‬ ‫ً‬
‫على الغير؛ ألنه لم يكن طرفا ولم يشترك في تحريره‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا كانت صورة املحرر العرفي مكتوبة بخط املدين دون‬ ‫وقاعدة ثبوت تاريخ املحرر ال تتعلق بالنظام العام فال يفترض‬
‫توقيعه فإنه تعد بمثابة مبدأ ثبوت بالكتابة‪.‬‬ ‫علم القاض ي بها وإنما يتعين على صاحب الشان التمسك بها‪.‬‬
‫ص‪ | 135-121 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الثاني‬ ‫اإلثبات بشهادة الشهود في الفقه اإلسالمي‬
‫حكم الرجوع عن الشهادة‬ ‫نصاب الشهادة‬ ‫كيفية الشهادة‬ ‫الشروط الواجب تو افرها في الشاهد‬ ‫تعريفها‬
‫ونصاب الشهادة‪ :‬هو ما‬ ‫❖ الرؤية‬ ‫تتنوع الشروط الواجب تو افرها في الشاهد‪ ،‬فمنها شروط تحمل الشهادة أي القدرة على الحفظ‬ ‫الشهادة في الفقه‬
‫يقصد بالرجوع عن الشهادة‪ :‬أن ينفي‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫يتوقف عليه وجودها‬ ‫والضبط وهي ثالثة‪ .1 :‬أن يكون الشاهد عاقال‬ ‫اإلسالمي‪ :‬إخبار‬
‫ابتداء‪.‬‬ ‫الشاهد ما أثبته بشهادته‬ ‫وتكون الرؤية في األفعال‪،‬‬ ‫ً‬
‫بصيرا ‪ .3‬أن يعاين الشاهد املشهود عليه‪.‬‬ ‫‪ .2‬أن يكون الشاهد‬
‫ويشترط لصحة الرجوع أن يكون في‬ ‫الشرعي‪.‬‬ ‫وفي الصفات املرئية‪ .‬وال بد‬ ‫صدق إلثبات حق‬
‫أما الشروط الالزمة ألداء الشهادة فهي سبعة شروط عامة وست شروط خاصة‪.‬‬
‫مجلس القضاء‪ ،‬سواء كان عند‬ ‫وهي على خمس مراتب‪:‬‬ ‫لفظ الشهادة في‬
‫من رؤية الشاهد املشهود‬
‫القاض ي الذي سمع الشهادة أو لدى‬ ‫الشروط الخاصة ألداء الشهادة‬
‫‪ 1‬أربعة شهود عدول‬ ‫عليه وبه وله حتى تكون‬ ‫الشروط العامة ألداء الشهادة‬ ‫مجلس القضاء ولو‬
‫قاض غيره‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ .1‬اإلسالم‬ ‫‪ .1‬العقل‬
‫للشهادة على الرؤية بالزنا‪.‬‬ ‫الشهادة عن علم؛ وال‬ ‫بال دعوى‪.‬‬
‫فإذا رجع الشاهد فإن القاض ي يحكم‬ ‫‪ .2‬البلوغ‪ ،‬فال تقبل شهادة صبي‪ .‬فال يشهد على املسلم إال مسلم؛ فالشهادة من فروع الوالية‬
‫بموجب الشهادة أو ال يحكم على‬ ‫‪ 2‬شهادة رجلين‬ ‫يجوز للشاهد أن يشهد‬ ‫أو هي إخباراإلنسان‬
‫‪ .3‬الحرية‪ ،‬فال تقبل شهادة عبد وال والية لغيرمسلم على املسلم‪ ،‬أما أهل الذمة فتجوز‬
‫النحو التالي‪:‬‬ ‫في جميع الحدود والقصاص‬ ‫بش يء لم يعاينه بنفسه‪.‬‬ ‫‪ .4‬العدالة‪ ،‬والعدل "هو من‬ ‫بحق غيره على غيره‬
‫شهادتهم على بعضهم‪ ،‬وأجازبعض الفقهاء شهادة غير‬
‫• إذا كان القاض ي لم يحكم بعد فال‬ ‫❖ السمع‬
‫ما عدا الزنا‪.‬‬ ‫املسلم على املسلم عند الضرورة وذلك في مسائل الوصية‬ ‫ولم‬ ‫غلبت سيئاته حسناته‬ ‫إخبارمشاهدة‬
‫يجوز له الحكم بهذه الشهادة التي‬
‫‪ 3‬شاهد وامرأتان‬ ‫األصل عدم جوازالشهادة‬ ‫يعرف عليه جريمة مخلة بدينه والنسب‪.‬‬ ‫وعيان ال تخمين‬
‫تم الرجوع عنها‪.‬‬
‫بما لم يعاينه الشاهد‪ ،‬إال‬ ‫‪ .2‬الذكورة‬ ‫أو شرفه"‬
‫• أما إذا حكم ولم ينفذ الحكم‪:‬‬ ‫وذلك في األموال الخاصة‪،‬‬ ‫وحسبان‪.‬‬
‫أن بعض الفقهاء يرى أن‬ ‫فال شهادة للنساء في الحدود والقصاص‪.‬‬ ‫‪ .5‬املروءة‪ ،‬وهي اجتناب األمور‬
‫‪ 1‬فإن كانت الدعوى تتعلق‬ ‫فتقبل في الحقوق الي لم‬
‫‪ .3‬لزوم الشهادة في أمور محددة‬ ‫صاحبها‪.‬‬ ‫الدنيئة التي تحط من‬
‫بالحقوق املالية فال يبطل الحكم‬ ‫ينص فيها على عدد خاص‬ ‫الشاهد إذا سمع كالم‬
‫برجوعه وال يفسخ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫إذا كانت الشهادة بحق من حقوق هللا فعلى الشاهد أن‬ ‫‪ .6‬انتفاء التهمة عن الشاهد‬ ‫واألصل في الشهادة‬
‫كالبيع والزواج واإلجارة‪.‬‬ ‫املتعاقدين وعرفهما تيقنا‪،‬‬ ‫بأال يكون للشاهد في الدعوى‬
‫‪ 2‬إذا كانت الدعوى تتعلق بعقوبة‬ ‫يؤدي شهادته أمام القضاء‪ ،‬أما إذا تعلقت بحقوق العباد‬ ‫مشروعيتها في‬
‫كما تقبل في القتل الذي ال‬ ‫فتجوز شهادته وال يلزم‬ ‫التي يشهد فيها مصلحة‪ ،‬فال‬
‫كحد أو قصاص ولم يتم تنفيذ‬ ‫فال تجب عليه الشهادة إال بعد طلب صاحب الحق منه‪.‬‬ ‫القرآن والسنة‬
‫الحكم فإنه يمتنع عن التنفيذ‬ ‫قصاص فيه ألن موجبه مال‬ ‫فيها رؤيتهما‪.‬‬ ‫جرمغنم وال دفع مغرم له‪.‬‬
‫‪ .4‬الصيغة‬ ‫واإلجماع‪.‬‬
‫ألن في رجوع الشاهد شبهة‬ ‫واألصل كذلك أنه ال يجوز‬ ‫‪ .7‬النطق والبصر‬
‫‪ 4‬شاهد مع يمين‬ ‫يجب أن تكون بلفظ "أشهد" وال تقبل الشهادة بغيرذلك‬ ‫يشترط بعض الفقهاء أن‬
‫والحدود تدرأ بالشبهات‪.‬‬ ‫للشاهد أن يشهد‬
‫في األموال الخاصة‪.‬‬ ‫وبصيرا؛ من األلفاظ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 3‬إذا كانت الدعوى في مسائل‬ ‫يكون الشاهد ناطقا‬
‫بالتسامع إال إذا كان ما‬ ‫‪ .5‬مكان الشهادة‬
‫التعزير فتأخذ حكم دعاوى‬ ‫‪ 5‬شهادة الواحد أو‬ ‫ألن النطق بلفظ الشهادة ال‬
‫ً‬
‫متواترا أو‬ ‫يشهد به ً‬
‫أمرا‬ ‫يكون إال من ناطق‪ ،‬واشتراط في مجلس القضاء‪ ،‬أما لو شهد أمام غيرالقاض ي أو في غير‬
‫األموال‬ ‫الواحدة‬
‫مشهورا أو يخبره به رجالن‬ ‫ً‬ ‫مجلس القضاء فال تعد شهادة؛ ألن الغرض من الشهادة‬
‫• أما إذا حدث رجوع الشاهد بعد‬ ‫أجازها بعض الفقهاء في غير‬ ‫البصرألن التمييزيكون به‪.‬‬
‫الحكم وبعد تنفيذه فال حيلة في‬ ‫عدالن أو رجل وامرأتان‬ ‫وقد أجازبعض الفقهاء شهادة الحكم بموجبها وهي ال تكون كذلك إال في مجلسه‪.‬‬
‫الحدود إذا ُعلم صدق‬
‫األمروال يتبقى إال الجزاء الذي‬ ‫عدول‪ ،‬وال تقبل الشهادة‬ ‫األخرس إذا فهمت إشارته‪ ،‬وقبول ‪ .6‬مو افقة الشهادة للدعوى‬
‫يوقع على الشاهد‪ ،‬وال ينقض‬ ‫الشاهد‪.‬‬ ‫شهادة األعمى باستثناء الشهادة إذا كانت الدعوى بحقوق هللا فال يشترط متطابقة الشهادة‬
‫بالتسامع إال في النسب‬
‫الحكم‪.‬‬ ‫وتجوز شهادة املرأة الواحدة‬ ‫على األفعال ألن تمييزها بالبصر‪ ،‬ملا يدعى به‪ ،‬ألن حقوق هللا تجوز فيها الشهادة حسبة‪ .‬وفي‬
‫واملوت والنكاح والدخول‬ ‫ً‬
‫والشاهد الذي يرجع عن شهادته‬ ‫فيما ال يطلع عليه الرجال‬ ‫ومدع‪.‬‬ ‫وأجازوا شهادة األصم في األفعال هذه الحالة يعد الشاهد حسبة شاهد‬
‫ووالية القاض ي وفي أصل‬ ‫ٍ‬
‫يترتب عليه نوعان من األحكام‪:‬‬ ‫دون األقوال ألنه يضبط ببصره وال أما إذا كانت الدعوى في حقوق العباد فإن خالفت‬
‫كالحمل والوالدة‪.‬‬
‫الضمان‪ ،‬وعقوبة شهادة الزور‪.‬‬ ‫الوقف واملهر‪.‬‬ ‫يضبط بسمعه‬
‫الدعوى من كل وجه فال تقبل‪ ،‬وإن و افقتها فإنها مقبولة‪.‬‬
‫ص‪ | 143-137 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الثاني‬ ‫اإلثبات بشهادة الشهود في النظام السعودي‬
‫نطاق اإلثبات بشهادة الشهود‬

‫اإلثبات بشهادة الشهود استثناء‬ ‫اإلثبت بشهادة الشهود بحسب األصل‬


‫الغش والتحايل على القانون‬ ‫االمتناع عن الحضور‬ ‫التصرفات املدنية‬ ‫التصرفات التجارية‬ ‫الوقائع املادية‬
‫يجوز إثبات الغش أو التحايل على النظام بكافة‬ ‫إذا تخلف الخصم عن الحضور لالستجواب بغير‬ ‫يجوز إثبات التصرف‬ ‫األصل حرية اإلثبات في املواد‬ ‫األصل في إثبات الوقائع املادية جواز‬
‫طرق اإلثبات‪ ،‬كما في حالة التصرف الصوري الذي‬ ‫عذرمقبول أو امتنع عن اإلجابة بغير مبرر قانوني‬ ‫القانوني املدني الذي ال‬ ‫إثباتها بكافة طرق اإلثبات؛ ألنها ال يتيسر‬
‫التجارية؛ ملا تقتضيه التجارة من‬
‫يعفى فيه املكلف باإلثبات من تقديم دليل كتابي إذا‬ ‫فإن للمحكمة أن تقبل اإلثبات بشهادة الشهود‬ ‫إثباتها كتابة‪.‬‬
‫تزيد قيمته عن نصاب‬ ‫سرعة وما تقوم عليه من ائتمان‪.‬‬
‫كانت الصورية تنطوي على غش أو تحايل‪.‬‬ ‫والقرائن في األحوال التي لم يكون يجوز فيها ذلك‪.‬‬ ‫والوقائع املادية قد تكون و اقعة طبيعية‬
‫معين "يحدده القانون"‬ ‫فيتم إثبات التصرفات التجارية‬
‫وجوب مبدأ ثبوت بالكتابة‬ ‫املساواة بين الخصوم‬ ‫ً‬
‫بشهادة الشهود‪.‬‬ ‫كالوفاة‪ ،‬وقد تكون أعماال مادية كالفعل‬
‫بكافة طرق اإلثبات؛ إال أنه‬
‫يجوز اإلثبات بشهادة الشهود فيما كان يجب إثباته‬ ‫إذا أذن القاض ي ألحد الخصوم بإثبات و اقعة‬ ‫باستثناء الحاالت التي‬ ‫الضارأو الفعل النافع‪.‬‬
‫يستثنى من ذلك حالتان يتوجب‬
‫كتابة إذا وجد مبدأ ثبوت بالكتابة وتو افرت شروطه‬ ‫بشهادة الشهود‪ ،‬فإن ذلك يقتض ي أن يكون للخصم‬ ‫ً‬ ‫وقد توجد بعض الوقائع املرتبطة‬
‫يشترط القانون فيها‬ ‫فيهما إثبات التصرف كتابة‪:‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫الحق في نفي هذه الو اقعة بنفس الطريقة أي‬ ‫بتصرفات قانونية‪ ،‬إال أنه يجوز إثباتها‬
‫الكتابة بنص خاص‬ ‫‪ .1‬إذا اشترط النظام الكتابة في‬
‫‪ .1‬وجود كتابة بخط الخصم دون توقيعه‪ ،‬كالدفاتر‬ ‫بشهادة الشهود‪ ،‬وذلك بشرط أن ترد هذه الشهادة‬ ‫بكافة طرق اإلثبات‪ .‬كإثبات اإلخالل‬
‫التجارية‪.‬‬ ‫على نفس الو اقعة التي يسعى الخصم إلثباتها‪ ،‬وال‬ ‫لبعض التصرفات كعقد‬ ‫تصرف من التصرفات‬
‫بالتزام عقدي (وهذا فعل ضار) وإثبات‬
‫‪ .2‬صدور الكتابة من الخصم الذي يحتج بها عليه أو‬ ‫يشمل ذلك إثبات و اقعة أخرى‪.‬‬ ‫الكفالة وعقد الصلح‪.‬‬ ‫التجارية مثل عقود الشركات‬
‫وقوع الغلط أو اإلكراه عند إبرام العقد‪.‬‬
‫ممن ينوب عنه طاملا صدرت من النائب في حدود‬ ‫واألوراق التجارية‪.‬‬
‫وجود مانع من الحصول على دليل كتابي‬ ‫كما تستثنى الحاالت التي‬
‫ويعد التصرف القانوني و اقعة مادية‬
‫نيابته‪ ،‬وتعتبرالورقة صادرة من الخصم إذا كان‬ ‫‪ .2‬إذا اتفق أطراف التصرف على‬
‫يجوز اإلثبات بشهادة الشهود فيما كان يجب إثباته‬ ‫يجري فيها اتفاق األطراف‬ ‫ً‬
‫ما تتضمنه منسوبة إليه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫بالنسبة للغيرالذي لم يكن طرفا فيه‬
‫ً‬ ‫على ضرورة اإلثبات كتابة‪.‬‬ ‫ضرورة اإلثبات بالكتابة‪.‬‬
‫‪ .3‬جعل األمراملدعى به قريب االحتمال‪ ،‬أي أن يكون‬ ‫كتابة إذا وجد مانع أدبي أو مادي يحول دون‬ ‫فيجوز له إثباته بكافة الطرق‪.‬‬
‫مضمون الكتابة يجعل الو اقعة املراد إثباتها‬ ‫الحصول على دليل كتابي‪.‬‬
‫قريبة االحتمال‪ ،‬وتقديرذلك متروك للقاض ي‪.‬‬ ‫فيعفى املكلف باإلثبات إذا وجد لديه مانع مادي‬ ‫ال يجوز كأصل عام إثبات ما يخالف الثابت بالكتابة عن طريق شهادة الشهود‪ ،‬إال أن هناك استثناءات على هذا األصل‬
‫ويترتب على تو افرشروط مبدأ الثبوت بالكتابة‬ ‫كوجود ظروف خارجية تمنع من الحصول على‬ ‫تناولتها النظم القانونية‪.‬‬
‫إعفاء الخصم من تقديم الدليل الكتابي واإلثبات‬ ‫الدليل الكتابي‪ ،‬أو مانع أدبي كوجود صلة قرابة‬ ‫وهذا األصل واالستثناء الوارد عليه ال وجود له في قواعد اإلثبات في النظام السعودي‪ ،‬ألن نظام املر افعات الشرعية‬
‫بالشهادة والقر ائن‪.‬‬ ‫يتحرج معها الشخص من طلب اإلثبات كتابة‪.‬‬
‫ساوى بين أدلة اإلثبات‪ ،‬ومنح القاض ي ناظرالدعوى سلطة تقديرية لتقدير األدلة املعروضة عليه‪.‬‬
‫وتقديروجود املانع األدبي أو املادي سلطة للقاض ي‪.‬‬
‫فقد السند الكتابي بقوة قاهرة‬
‫ً‬
‫فيجوز اإلثبات بالشهادة فيما كان يجب إثباته كتابة إذا فقد الدائن سنده الكتابي بسبب أجنبي ال يد له فيه‪.‬‬
‫ص‪ | 150-143 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الثاني‬ ‫اإلثبات بشهادة الشهود في النظام السعودي‬
‫قواعد اإلثبات بشهادة الشهود في نظام املر افعات‬
‫اإلمهال إلحضارالشهود‬ ‫الطعن في الشهادة‬ ‫كيفية أداء الشهادة‬ ‫صور شهادة الشهود‬
‫قد يحتاج املدعي إلثبات دعواه بشهادة الشهود الذين‬ ‫للخصم الذي تؤدى الشهادة ضده أن يبين للمحكمة‬ ‫اشترط نظام املر افعات الشرعية سماع شهادة كل‬ ‫• الشهادة الشفوية‬
‫ً‬ ‫شاهد على إنفراد‪ ،‬حتى ال يتأثرأي شاهد بشهادة آخر‬
‫يتطلب إحضارهم وقتا فإنه يجوز له أن يطلب من‬ ‫ما يخل بشهادة الشاهد‪ ،‬كأن يطعن بأهلية الشاهد أو‬ ‫ما يصرح فيها الشهود للقاض ي بما رأوه بأعينهم أو بما‬
‫املحكمة إمهاله إلحضارهم‪ ،‬على أن تكون املهلة أقل‬ ‫بعدالته‪ ،‬أو أن تكون الشهادة غيرمتعلقة بالنزاع‪.‬‬ ‫ممايضربعدالة تلك الشهادة‪ .‬ويمكن للمحكمة أن‬ ‫سمعوه بآذانهم‪ ،‬وهذا هو األصل في الشهادة‪.‬‬
‫ً‬ ‫تقرر رد شهادة الشاهد ألنه غيرضابط لها‪.‬‬ ‫• الشهادة املكتوبة‬
‫مدة كافية وفقا لتقديراملحكمة‪.‬‬ ‫فللخصم الذي تؤدى الشهادة ضده الطعن فيها‬
‫• ويكون طلب اإلمهال ألول مرة ً‬ ‫أما إذا كان الشهود ً‬
‫نساء فتسمع شهادة كل اثنتين‬ ‫هي استثناء من األصل في بعض األوراق العرفية أو‬
‫واجبا على املحكمة‬ ‫ً‬
‫أسبابا يخضع تقديرها للقاض ي‪.‬‬ ‫بشرط أن يبين‬ ‫منهن ً‬
‫منحه للمدعي وال سلطة تقديرية فيه‪.‬‬ ‫سويا‪.‬‬ ‫التقارير أو الرسائل وما ينتج عن تسجيالت صوتية‪.‬‬
‫ولكن ال يجوز للخصم رد الشاهد‪.‬‬ ‫واألصل وجوب تأدية الشهادة في حضور الخصم حتى‬ ‫• الشهادة املباشرة‬
‫• أما إذا عجزاملدعي عن إحضارالشهود فعلى‬
‫عاجزا إن لم يحضرهم‪،‬‬‫ً‬ ‫املحكمة إنذاره باعتباره‬ ‫سلطة القاض ي في توجيه أسئلة للشاهد‬ ‫يتمكن من ردها أو مناقشتها‪ ،‬وإذا تغيب الخصم عن‬ ‫الشهادة التي تصدرعن شخص رأى أو سمع بنفسه‬
‫ويمهل للمرة الثانية إذا طلب ذلك‪ ،‬فإن عجزرغم‬ ‫حضور الجلسة التي أديت فيها الشهادة فيجب أن‬ ‫الو اقعة محل اإلثبات‪.‬‬
‫يتولى القاض ي توجيه األسئلة التي يراها ضرورية‬
‫اإلنذارولم يحضرالشهود أو أحضر من ال تقبل‬ ‫تتلى عليه الشهادة إذا حضربعد ذلك‪ ،‬ألال يتمسك‬ ‫• الشهادة غيراملباشرة‬
‫للكشف عن حقيقة الو اقعة محل اإلثبات‪ ،‬وإذا‬
‫بأن الشاهد سئل في غيابه‪.‬‬ ‫الشهادة التي تصدرعن شخص لم يسمع ولم يرى‬
‫شهادته فللمحكمة أن تفصل في الخصومة‪.‬‬
‫ً‬ ‫رغب أحد األعضاء أو الخصوم توجيه سؤال فإن‬ ‫وفي حالة تناقض شهادة الشاهد مع إفادة املشهود له‬ ‫بنفسه وإنما علم بها عن طريق شخص آخرسمعها‬
‫شاهدا لم يستشهد به‬ ‫• وال يجوز للمحكمة أن تسمع‬
‫ذلك يتم عن طريق القاض ي‪.‬‬ ‫فإن ذلك قد يؤدي إلى عدم أخذ املحكمة بالشهادة‪.‬‬ ‫أو رآها بنفسه‪ ،‬وهي جائزة وتخضع لتقديراملحكمة‪.‬‬
‫الخصم‪ ،‬فإن سمعته دون اعتراض من الخصم‬
‫وعلى الخصم عدم مقاطعة الشاهد أثناء شهادته‪.‬‬ ‫• الشهادة املبنية على الخبرالشائع‬
‫وأخذت بها جازلها ذلك‪ .‬أما إذا كان الخصم قد‬ ‫مكان الشهادة‬
‫ويجب على الخصم طالب السؤال مراعاة أن يكون‬ ‫تصدرعن شخص لم يرى ولم يسمع بنفسه‬
‫اعترض وبالرغم من ذلك سمعته فإن حكمها‬ ‫األصل في الشهادة أن تؤدى أمام القضاء‪ ،‬فإذا تعذر‬
‫ً‬ ‫الو اقعة التي يشهد عليها‪ ،‬ولكنه يستمد معلوماته‬
‫معيب الستحداثها دليل غيرصادر من الخصوم‪.‬‬ ‫السؤال متعلقا بموضوع الدعوى ومنتج فيها وجائز‬
‫حضور الشاهد ملرض أو كبرجازللمحكمة انتداب‬ ‫حولها من الخبرالشائع في الجمهور‪ ،‬وليس من‬
‫بما يتنافى مع الحياد الواجب على القاض ي‪.‬‬ ‫قبوله‪ ،‬وهو في كل األحوال خاضع لتقديراملحكمة‪.‬‬
‫أحد القضاة لالنتقال إلى محل إقامة الشاهد إذا كان‬ ‫شخص محدد سمعها أو رآها‪ ،‬وهذه تفتقرالدقة‪.‬‬
‫إثبات الشهادة في ضبط القضية‬ ‫ً‬
‫تابعا لدائرة املحكمة (أي في نفس املنطقة)‬ ‫إال أن املنظم أخذ بها في إثبات الوفاة وحصرالورثة‪.‬‬
‫يلزم تدوين املر افعة في محضرضبط‪ ،‬ألن شهادة‬ ‫أما إذا كان الشاهد يقيم في منطقة أخرى فيتم‬ ‫عدم جوازالشهادة املكتوبة‬
‫الشاهد من املسائل الجوهرية ذات األثرفي الدعوى‪.‬‬ ‫استخالف أحد قضاة تلك املنطقة التابع لها محل‬
‫فاألصل هو شفوية الشهادة أمام املحكمة‪ ،‬بأن تتم‬
‫وترجع أهمية تدوين الشهادة لكونها مثبتة ملا تم أثناء‬ ‫إقامة الشاهد‪.‬‬ ‫الشهادة ً‬
‫وجها لوجه ما بين الشاهد والقاض ي‪.‬‬
‫الشهادة‪ ،‬وما إذا كانت الشهادة قد تمت شفاهية أو‬
‫بمذكرات مكتوبة‪ .‬وما ّ‬ ‫وينبغي مراعاة أن الشهادة عندما تؤدى شفاهة يجب‬
‫وجه ضد الشهادة من طعن‪.‬‬
‫أن تعتمد على ذاكرة الشاهد‪ ،‬فال يتم االستعانة فيها‬
‫كما ترجع أهمية التدوين إلى عالقته بتسبيب الحكم‬
‫بورقة وقرائتها أمام القاض ي في تأدية الشهادة‪ ،‬مالم‬
‫وقد نص النظام على ضرورة مطابقة شهادة الشاهد‬
‫ملا دون في محضرضبط القضية‪.‬‬ ‫يصرح القاض ي بجوازذلك‪.‬‬
‫ص‪ | 167-151 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الثالث‬ ‫اإلثبات بالقرائن في النظام السعودي‬
‫أنواع القرائن وحجيتها في اإلثبات‬ ‫مفهوم القرينة‬ ‫موقف الشريعة اإلسالمية‬
‫القرائن القضائية‬ ‫القرائن القانونية‬ ‫القرينة هي استنباط و اقعة غيرثابتة من‬ ‫القرينة عند الفقهاء‪ :‬هي استنباط الشارع أو القاض ي‬
‫و اقعة ثابتة‪.‬‬ ‫ألمرمجهول من أمرمعلوم‪.‬‬
‫• سلطة القاض ي في االستدالل بالقرينة‪:‬‬ ‫• دور القرائن القانونية في مجال اإلثبات‪:‬‬ ‫قسمها الفقهاء باعتبار مصدرها إلى قسمين‪:‬‬ ‫وقد ّ‬
‫للقرائن القانونية دور ّ‬ ‫فالقرينة وسيلة إثبات غيرمباشرة‪ ،‬إذ ال يقع‬
‫للقاض ي مطلق الحرية في استنباط القرائن‬ ‫هام في اإلثبات‪ ،‬خاصة بالنسبة لألوضاع‬ ‫• القرائن الشرعية‪ :‬وهي الثابتة من الشارع إما بنص‬
‫اإلثبات فيها على ذات الو اقعة مصدر‬
‫القضائية‪ ،‬فله أن يختارمن الوقائع الثابتة في القضية‬ ‫التي يصعب إثباتها بدليل مادي حاسم‪ ،‬فاملنظم يفترض ثبوت‬ ‫عليها أو إجماع أو عرف‪ ،‬وهي على نوعين‪:‬‬
‫ً‬ ‫الحق‪ ،‬وإنما على و اقعة أخرى يؤدي ثبوتها‬
‫ما يشاء ليستنبط منها ما يراه طبقا القتناعه‪ ،‬بشرط‬ ‫و اقعة من ثبوت أخرى؛ بناء على الوضع الغالب واملألوف في‬ ‫‪ 1‬القرائن الشرعية القاطعة‪ :‬وهي التي تدل على ما‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫إلى استنتاج ثبوت الو اقعة املراد إثباتها‪.‬‬
‫العمل‪ .‬ويلتزم القاض ي باألخذ بداللة القرينة‪ ،‬حيث يصيغها املنظم أن تدل القرينة عقال ومنطقا على ثبوت الو اقعة محل‬ ‫يطلب الحكم به دالل واضحة بحيث تجعله في حيز‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫نص ّ‬‫بطريقة عامة ومجردة من خالل ّ‬ ‫وتنقسم القرائن إلى نوعين‪:‬‬
‫اإلثبات‪ ،‬وأن يكون استخالص القرينة معقوال‬ ‫التمسك بها‪.‬‬ ‫يبين شروط‬ ‫ٍ‬ ‫املقطوع به‪ ،‬مثل‪ :‬قرينة النكول عن اليمين‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ 1‬القرائن القانونية‪ :‬هي افتراض قانوني‬ ‫‪ 2‬القرائن الشرعية غيرالقاطعة‪ :‬وهي التي تقبل‬
‫ومنطقيا بالنسبة للنتيجة التي انتهى إليها الحكم‪.‬‬ ‫وتعفي القرينة القانونية من تقررت ملصلحته عن اإلثبات بأي‬ ‫ً‬ ‫يجعل من الش يء املحتمل ً‬
‫وال ّ‬ ‫مؤكدا‪،‬‬ ‫أمرا‬ ‫إثبات عكسها فهي غيرقطعية الداللة وإنما ظنية‪.‬‬
‫يتقيد القاض ي بعدد القرائن وال بتطابقها‪ ،‬فقد‬ ‫طريقة أخرى من طرق اإلثبات‪ ،‬واألصل أن كل قرينة قانونية تقبل‬ ‫ً‬ ‫ومنها القرائن العرفية‪ ،‬وهي دليل ّ‬
‫استنادا إلى ما هو مألوف في‬ ‫وذلك‬ ‫مرجح لزعم أحد‬
‫تجزأ قرينة واحدة متى حازت قوة اإلقناع‪ ،‬وقد تكون‬ ‫إثبات العكس‪ ،‬مالم تكن قرينة قاطعة‪.‬‬
‫قاصرة فتعززها قرائن أخرى تكمل بعضها وتعتبر ً‬ ‫الحياة‪ ،‬وراجح في العمل‪.‬‬ ‫املتخاصمين مع يمينه‪.‬‬
‫معا‬ ‫مثال القرينة غيرالقاطعة‪ :‬اعتبارالزوجية قرينة على نسب الولد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وهذه القرائن يقوم املنظم بنفسه‬ ‫• القرائن القضائية‪ :‬هي التي يستنبطها القاض ي‬
‫دليال واحدا‪ ،‬وال يجوز في هذه الحالة مناقشة كل قرينة‬ ‫إلى األب‪ ،‬فال حاجة إلثبات نسبه‪ ،‬بل يكفي إثبات عالقة الزوجية‬ ‫بحكم ممارسته القضاء وعلمه باألحكام الشرعية‪.‬‬
‫باستنباطها‪ ،‬ويضعها الستخالص أمر‬
‫على حدة لعدم كفايتها في ذاتها‪.‬‬ ‫وو اقعة الوالدة أثناء قيام تلك العالقة‪ .‬ولألب نفي هذه القرينة‬ ‫ً‬ ‫قسموا القرائن بحسب قوتها وضعفها‪ ،‬إلى‪:‬‬ ‫كما ّ‬
‫استنادا إلى أن تحقق‬ ‫مجهول من أمرمعلوم‬
‫• مجال القرينة القضائية وحجيتها في اإلثبات‪:‬‬ ‫بدليل مؤكد‪ ،‬كما لو أثبت أنه كان خارج البالد أثناء فترة الحمل‪.‬‬ ‫‪ 1‬القرائن القاطعة‪ :‬هي التي ال تقبل إثبات العكس‪،‬‬
‫األمراملعلوم يرتبط بوجود األمراملجهول‪.‬‬ ‫وهذه القرينة تكون ً‬
‫ال يجوز اإلثبات بالقرائن القضائية إال في األحوال التي‬ ‫مثال القرينة القاطعة‪ :‬اعتبارالضرر الناتج عن اآلالت قرينة على‬ ‫دائما شرعية‪.‬‬
‫وتنقسم بدورها إلى قرائن قانونية قاطعة‪،‬‬
‫يجوز فيها اإلثبات بشهادة الشهود‪ ،‬فكل ما يمكن‬ ‫خطأ وتقصيرحارسها‪ ،‬ألن القانون يفرض على الحارس حمايتها‪،‬‬ ‫‪ 2‬القرائن املرجوحة‪ :‬هي مجرد احتمال أو شك‪ ،‬فال‬
‫وقرائن قانونية غيرقاطعة‪ ،‬ولكل منها دور‬
‫فإن وقع منها ضرر فالقانون هنا يفترض مسؤوليته عن هذا الخطأ إثباته بالبينة يمكن إثباته بالقرينة القضائية‪ ،‬ويكون‬ ‫يعول عليها في اإلثبات أمام القضاء‪.‬‬
‫في اإلثبات‪.‬‬ ‫‪ 3‬القرائن الطبيعية‪ :‬هي القرائن التي تدل على كذب‬
‫ذلك في الوقائع املادية واملسائل التجارية التي تقوم‬ ‫بقرينة ال تقبل إثبات العكس‪.‬‬
‫‪ 2‬القرائن القضائية‪ :‬هي أمريستنبطه‬ ‫املقربها بحكم الطبيعة‪" ،‬أي باملنطق" مثل‪ :‬من‬
‫على مبدأ حرية اإلثبات‪.‬‬ ‫• دور القرائن القانونية في مجال القواعد املوضوعية‪:‬‬ ‫ً‬
‫القاض ي من ظروف الدعوى املعروضة‬ ‫يدعي األبوة وهو أصغرسنا من االبن املدعى به‪.‬‬
‫وحجية القرينة القضائية في اإلثبات كحجية شهادة‬ ‫تستخدم القرائن القانونية في مجال القواعد املوضوعية‪ ،‬إذ‬
‫عليه ومالبساتها‪.‬‬ ‫وال خالف بين الفقهاء في بناء الحكم على القرينة‬
‫الشهود‪ ،‬يتوقف األخذ بها بحسب اقتناع القاض ي‬ ‫تكون الدافع لخلق قاعدة أو لتقريرحكمها‪ ،‬وينتهي دورها بعد‬
‫ذلك‪ ،‬ويبقى الحكم ً‬ ‫القاطعة مستدلين بالكتاب والسنة وعمل الصحابة‪ .‬فالقاض ي يختار و اقعة ثابتة من بين وقائع‬
‫بقوتها‪ ،‬إال أنها أقل مرتبة من الكتابة واإلقرارواليمين‪.‬‬ ‫قائما ولو اختلفت مبرر اته‪.‬‬
‫فقد اتفق املالكية والحنابلة على العمل بقرائن الحال الدعوى‪ ،‬ويستدل بها على الو اقعة املراد‬
‫مثال‪ :‬القاعدة املوضوعية التي تقرر كمال األهلية عند بلوغ سن‬ ‫بصفة مطلقة دون قيون وال حدود‪ ،‬أما األحناف‬
‫مثال القرينة القضائية‪ :‬استنباط القاض ي أن‬ ‫إثباتها‪ ،‬فالبد من وجود و اقعة يتحقق‬
‫الرشد (‪ 18‬سنة) فقد قامت هذه القاعدة "أي كان الدافع‬
‫ّ‬
‫صوري من و اقعة القرابة بين البائع‬ ‫التصرف‬ ‫ّ‬ ‫القاض ي من ثبوتها ثم ُيعمل قواعد العقل‬ ‫والشافعية فقد عملوا بالقرائن في حدود ضيقة‬
‫السن دليل على النضج واكتمال‬ ‫لتقريرها" قرينة أن بلوغ هذه‬ ‫(القرائن الحسية والحالية والقاطعة)‪.‬‬
‫واملشتري‪ ،‬فإذا تم بيع العقارلالبن أو الزوجة‪ ،‬فإن‬ ‫واملنطق ليستنبط منها داللتها على ثبوت‬
‫األهلية‪ ،‬وبمجرد وضع هذه القاعدة ينتهي دور القرينة ويطبق حكم‬ ‫• حجية القرائن في الشريعة‪ :‬ذهب جمهور الفقهاء‬
‫هذه الصلة قد تقوم قرينة على أن البيع صوري‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬ ‫الو اقعة املراد إثباتها‪.‬‬
‫القاعدة على الجميع حتى ولو وجدت بعض الحاالت الشاذة التي‬ ‫إلى جوازحجية القرائن وجوازاالعتماد عليها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وفقا لتقديرالقاض ي على ضوء ظروف التعاقد‪.‬‬ ‫تخالف حكمها‪.‬‬ ‫واعتبارها طريقا من طرق اإلثبات الشرعية‪.‬‬
‫ص‪ | 176-168 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الثالث‬ ‫حجية األحكام الصادرة من القضاء‬
‫شروط الدفع بحجية الحكم القضائي‬ ‫ثبوت الحجية لألحكام املوضوعية دون اإلجرائية‬ ‫مفهوم حجية األمراملقض ي به‬
‫‪ 1‬وحدة الخصوم‪ :‬األحكام القضائية ‪-‬كأصل عام‪ -‬ال تكون حجة إال‬ ‫تثبت الحجية لألحكام الصادرة في موضوع النزاع‪ ،‬وتقتصرهذه‬ ‫يقصد بحجية األحكام القضائية‪ :‬أن املنازعة التي سبق الفصل فيها بحكم قضائي‬
‫بين أطر افها‪ ،‬لذا يشترط للدفع بحجية األمراملقض ي في دعوى‬ ‫الحجية في منطوق الحكم دون أسبابه‪ .‬على التفصيل اآلتي‪:‬‬ ‫قطعي تحوز حجية األمراملقض ي به فال يجوز إعادة طرحها أمام القضاء من جديد‪.‬‬
‫جديدة متعلقة بموضوع الدعوى األولى اتحاد الخصوم في‬ ‫‪ 1‬الحكم القضائي‪ :‬أي الحكم الصادر من جهة قضائية تملك والية‬ ‫فيمتنع على أطراف النزاع طلب إعادة طرحه من جديد عن طريق دعوى ابتدائية‪ ،‬وال‬
‫الفصل في نوع املنازعة الصادرعنها الحكم املتمتع بالحجية‪.‬‬
‫الدعويين‪ ،‬أما إذا اختلف الخصوم أو أحدهم فال يمكن االحتجاج‬ ‫يكون أمامهم إال الطعن بالطرق النظامية كاالستئناف‪ ،‬وكذا تمتنع املحكمة التي‬
‫ً‬ ‫• ويصدرالحكم القضائي عن القضاء العادي‪ ،‬أو القضاء اإلداري‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أصدرت ً‬
‫بحجية الحكم على من لم يكن طرفا في الخصومة‪ .‬مثال ص‪.173‬‬ ‫مجددا‪.‬‬ ‫حكما فصلت به مسألة معينة عن النظرفي القضية للقضاء فيها‬
‫أو القضاء االستثنائي "املحاكم العسكرية"‪ ،‬وأحكام املحكمين‪،‬‬
‫والعبرة في وحدة الخصوم اتحاد الصفات ال األشخاص‪ ،‬فالحكم‬ ‫• إذ تعد األحكام الصادرة عن القضاء حجة فيما فصلت فيه‪ ،‬ويجب التسليم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫والقرارات الصادرة من الجهات اإلدارية ذات االختصاص‬
‫حجة على من كان طرفا في الدعوى أصالة أو نيابة عن غيره‪ ،‬فالحكم‬ ‫بصحة ما تتضمنه‪ ،‬وبسالمة اإلجراءات املتبعة في إصدارها‪ ،‬ويعتبرالحكم الصادر‬
‫القضائي مثل لجان الفصل في منازعات األوراق التجارية ونحوها‪.‬‬ ‫ً‬
‫يحوز الحجية في مواجهة كل من األصيل والنائب‪.‬‬ ‫في الدعوى عنوانا للحقيقة ولو لم يكن كذلك من حيث الو اقع‪.‬‬
‫• فال تثبت الحجية لقرارات الجهات اإلدارية‪ ،‬كالقرارات التأديبية‪،‬‬
‫‪ 2‬وحدة املحل‪ :‬ومحل الدعوى‪ :‬الحق الذي يطلبه الخصم أو‬ ‫• فقد تحكم املحكمة بناء على األدلة املطروحة عليها بحكم ال يتطابق مع الحقيقة‬
‫أو قرارات الحفظ من هيئة التحقيق واالدعاء‪ .‬كما أن بعض‬
‫الو اقعية ورغم ذلك يظل للحكم القضائي حجيته‪ ،‬فالحقيقة القضائية قد ال‬
‫املصلحة التي يسعى لتحقيقها برفعه للدعوى‪ ،‬فيلزم لصحة‬ ‫القرارات الصادرة من القضاء ال تحوز حجية باعتبارها أعمال‬
‫تتطابق مع الحقيقة الو اقعية‪ .‬مثال‪ :‬أن يطالب املدعي الدائن بدين سبق له‬
‫الدفع بحجية األمراملقض ي أن يكون موضوع الدعوى الجديدة‬ ‫إدارية‪ ،‬مثل‪ :‬الحكم بتعيين وص ّي‪ ،‬أو التصديق على محضرصلح‪.‬‬
‫إقراضه للمدين‪ ،‬ولكن املدين بحلف اليمين ينفي املديونية "على الرغم من أنه في‬
‫نفس املوضوع الذي فصل فيه الحكم السابق‪ ،‬أما إذا اختلفت‬ ‫‪ 2‬الحكم الذي يحسم النزاع في موضوع الدعوى‪ :‬يلزم لحجية الحكم‬
‫الحقيقة الو اقعية مدين"‪ ،‬فإذا حكم القاض ي بانتفاء املديونية وبراءة ذمة املدين‬
‫الطلبات في الدعويين فال تتحقق وحدة املحل‪ .‬مثال ص‪.174‬‬ ‫القضائي أن يكون الحكم قد حسم النزاع في موضوع الدعوى‪ ،‬أو‬
‫وتم تصديق الحكم فإنه يكتسب القطعية بموجب حجية األمراملقض ي به‪.‬‬
‫في جزء منه‪ ،‬أو في مسألة متفرعة عنه‪ ،‬أما الحكم غيراملوضوعي‬
‫‪ 3‬وحدة السبب‪ :‬وسبب الدعوى‪ :‬هو األساس القانوني الذي تبنى‬
‫ً‬
‫عليه الدعوى‪ ،‬أي مصدرالطلب الذي يعتبرمحال للدعوى‪ ،‬أو‬
‫فال يحوز الحجية؛ ألنه ال يفصل في النزاع على وجه حاسم‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫التمييزبين حجية األمراملقض ي وقوة األمراملقض ي‬
‫ً‬ ‫تعيين الحارس القضائي على املال املتنازع "وهو إجراء تحفظي"‪.‬‬
‫الو اقعة القانونية التي يتولد عنها الحق موضوع الدعوى‪ ،‬فمثال‪:‬‬ ‫• تثبت الحجية لكل حكم قضائي يفصل في الخصومة بصفة موضوعية "أي كل‬
‫ومناط حجية الحكم أن يفصل الحكم في مسألة أساسية تناقش‬ ‫حكم يحسم النزاع في موضوع الدعوى" ولو كان ً‬
‫السبب في دعوى املطالبة بثمن املبيع هو عقد البيع‪.‬‬ ‫حكما غيرقطعي وقابل للطعن‬
‫فيها الطرفان واستقرت حقيقتها بينهما‪.‬‬
‫ويلزم لصحة الدفع بحجية األمراملقض ي اتحاد الدعويين في‬ ‫عليه بالطرق العادية "االستئناف" أو غيرالعادية "النقض‪ ،‬والتماس إعادة النظر"‬
‫‪ 3‬الحجية ملنطوق الحكم دون أسبابه‪ :‬فإذا كان الحكم يتكون من‬
‫• أما قوة األمراملقض ي فال يحوزها الحكم إال إذا اكتسب القطعية‪ ،‬إما للتصديق‬
‫سببهما‪ ،‬فيمتنع النظرفي الدعوى الجديدة إذا كان سببها هو ذات‬ ‫(الوقائع‪ ،‬واألسباب‪ ،‬واملنطوق) فإن الحجية ال تثبت إال ملنطوق‬
‫عليه من محكمة االستئناف‪ ،‬أو انقضاء مدة االعتراض عليه دون طعن‪ .‬ويظل‬
‫السبب الذي استندت إليه الدعوى التي سبق الفصل فيها‪،‬‬ ‫الحكم‪ ،‬واملنطوق‪ :‬الجزء من الحكم الذي يفصل في النزاع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫متمتعا بهذه القوة وإن كان قابال للطعن عليه بطرق الطعن غيرالعادية‪.‬‬ ‫الحكم‬
‫ويدخل تقديروحدة السبب في سلطة محكمة املوضوع‪.‬‬ ‫ضمنيا "كالحكم الصادربصحة‬ ‫صريحا أو‬ ‫يستوي أن يكون املنطوق‬
‫• ويجب التمييزبين السبب واملحل‪ :‬فقد يتحد املحل في الدعويين‬ ‫إجراءات تنفيذ سند معين‪ ،‬إذ يتضمن صحة السند نفسه"‪ ،‬على أن‬ ‫الفرق بين حجية الحكم القضائي والقرينة القضائية‬
‫ويتعدد السبب‪ ،‬فقد يكون الطلب ً‬ ‫الحجية ال تنصرف إلى العبارات العارضة املتعلقة بأمور لم ترد في‬ ‫ً‬
‫واحدا في الدعويين‪ ،‬ويكون عن‬ ‫تشترك الحجية مع القرينة القانونية في أن كال منهما دليل قاطع في اإلثبات‪ ،‬ال يجوز‬
‫نفس الحق ولكن أساسه يختلف‪ ،‬فال يكون للحكم الصادرفي‬ ‫طلبات الخصوم ولم تتناولها املر افعة‪.‬‬
‫إثبات عكسه‪ ،‬كما أن استنباط كل منهما مبني على الغالب في األحوال‪ ،‬ويتميزان في‪:‬‬
‫• يمكن أن تمتد الحجية إلى أسباب الحكم املرتبطة بمنطوقه والتي‬
‫الدعوى األولى حجية األمراملقض ي في الدعوى الثانية‪.‬‬ ‫أن حجية األحكام القضائية قاعدة موضوعية ال يمكن استبعاد تطبيقها‪ ،‬ولو أقرمن‬
‫ال يقوم املنطوق بدونها‪ ،‬مثل‪ :‬الحكم بالتعويض بناء على أسباب‬
‫• ويجب التمييزبين سبب الدعوى ودليل اإلثبات‪ :‬فالعبرة بوحدة‬ ‫كانت ملصلحته بعدم صحتها‪ ،‬كما تتعلق بالنظام العام فتقض ي بها املحكمة من تلقاء‬
‫تتمثل في ثبوت خطأ املحكوم عليه‪ ،‬كما يمكن امتداد الحجية إلى‬
‫السبب في الدعويين‪ ،‬ال بوحدة الدليل‪ .‬فالسبب هو الو اقعة التي‬ ‫ً‬
‫ناقصا بدونها‪.‬‬ ‫وقائع الحكم إذا تبين أنها تكمل املنطوق إذ يكون‬ ‫نفسها‪ .‬على أن للخصوم التمسك بحجية األحكام القضائية ألول مرة أمام محكمة‬
‫يستمد منها املدعي الحق في الطلب‪ ،‬وهو ال يتغيربتغييراألدلة‪ .‬فإذا‬ ‫مثل‪ :‬صدور الحكم دون بيان مقدارالش يء املحكوم به والذي كان‬ ‫النقض‪ ،‬ويجوز للمحكوم له النزول عن الحكم الصادرملصلحته أمام هذه املحكمة‪.‬‬
‫واحدا واختلفت األدلة‪ ،‬فيمكن الدفع بحجية الحكم‪.‬‬ ‫كان السبب ً‬ ‫ً‬
‫مبينا في الئحة الدعوى أي في وقائع الحكم ولم يكن حوله خالف‪.‬‬ ‫أما القرينة القضائية فعكس ذلك‪ ،‬إذ يتوقف األخذ بها على اقتناع القاض ي‪.‬‬
‫ص‪ | 187-177 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الرابع‬ ‫اإلثبات باإلقرارالقضائي في الفقه اإلسالمي والنظام‬
‫اإلقرارالقضائي في النظام‬ ‫اإلقرارفي الفقه اإلسالمي‬
‫حجية اإلقرارالقضائي‬ ‫شروط اإلقرارالقضائي‬ ‫ماهية اإلقرار‬ ‫حجية اإلقرار‬ ‫تعريف اإلقراروشروطه‬
‫• اإلقرارالقضائي حجة قاطعة على املقر‪:‬‬ ‫يلزم لصحة اإلقرارالقضائي ولنفاذ أثره‬ ‫اإلقرار‪ :‬اعتراف مقصود من الشخص بو اقعة‬ ‫ينحصرحكم اإلقرارفي أمرين‪:‬‬ ‫اإلقرار‪ :‬إخباراإلنسان عن ثبوت حق‬
‫وحجيته في اإلثبات تو افرشروط معينة‪:‬‬ ‫يترتب عليها أثرقانوني ّ‬
‫معين في مواجهته‪.‬‬ ‫‪ 1‬أنه حجة قاصرة على املقروحده‪.‬‬ ‫لغيره على نفسه‪ .‬وهو خبريحتمل فيه‬
‫يعتبراإلقرارحجة على ثبوت الو اقعة‬
‫‪ 1‬أن يصدراإلقرارمن الخصم ّ‬
‫املقرأمام‬ ‫غالبا في التسليم بما يدعيه الخصم‪،‬‬ ‫ويتمثل ذلك ً‬ ‫فللمقر والية على نفسه دون غيره‪ ،‬ولذا‬ ‫الصدق والكذب‪ ،‬لذا ال يعد حجة إال إذا‬
‫املدعى بها‪ ،‬وهي حجة قاصرة على املقر‬
‫مجلس القضاء‪.‬‬ ‫وهو بذلك طريق غيرعادي لإلثبات‪ ،‬إذ يجعل‬ ‫يقتصرإقراره عليه وال يؤاخذ به غيره‪ ،‬فال‬ ‫يرجح جانب‬ ‫اصطحب بدليل معقول ّ‬
‫وحده‪ ،‬ويترتب عليه إعفاء املدعي من إقامة‬ ‫ينفذ إقرارأحد في ّ‬
‫الدليل على ما يدعيه‪ ،‬ويزول النزاع حول‬ ‫‪ 2‬أن يصدرأثناء السيرفي الدعوى‪.‬‬ ‫الو اقعة أو التصرف القانوني دون حاجة لإلثبات‪.‬‬ ‫حق الغير‪.‬‬ ‫الصدق في اإلقرارعلى جانب الكذب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 3‬أن يصدرشفاهية أو كتابة أو عن طريق‬ ‫وإذا تم اإلقراربو اقعة متنازع عليها فاإلقراربمثابة‬ ‫‪ 2‬أن اإلقرارحجة بذاته‪.‬‬ ‫وال يؤخذ به إال إذا تم االقتناع به‪.‬‬
‫الو اقعة املقربها‪ ،‬وال تكون بحاجة إلى‬
‫االستجواب‪.‬‬ ‫دليل قاطع على ثبوتها‪ ،‬فيحسم النزاع حولها‪،‬‬ ‫فهو حجة قاطعة ملزمة بذاتها‪ ،‬وال يحتاج‬ ‫شروط اإلقرارفي الفقه اإلسالمي‪:‬‬
‫اإلثبات‪ ،‬فيحسم القاض ي بها النزاع لثبوتها‬ ‫صريحا‪ ،‬فال يعتبرالسكوت أو‬ ‫ً‬ ‫‪ 4‬أن يكون‬ ‫ويعفى املدعي من إقامة الدليل على هذه الو اقعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى القضاء فيه‪ ،‬فإذا تم اإلقرارحسم به‬ ‫‪ 1‬أن يكون املقرعاقال بالغا‪ ،‬فال يصح‬
‫على الخصم املقربها‪.‬‬ ‫رفض اإلجابة على سؤال الخصم أو‬ ‫• اإلقرارغيرالقضائي‪ :‬هو اإلقرارالذي يصدر‬ ‫فورا‪ ،‬عدا املسائل التي يتوقف‬‫النزاع ً‬
‫إقرارالصغيرواملجنون واملعتوه‪.‬‬
‫ويلتزم القاض ي بداللة اإلقرار‪ ،‬فيقض ي‬ ‫القاض ي إقر ًارا‪.‬‬ ‫خارج مجلس القضاء‪ ،‬أو يصدرأمام القاض ي‬ ‫نفاذ اإلقرارفيها على فصل القاض ي‪.‬‬ ‫املقرغيرمحجور عليه بما‬ ‫‪ 2‬أن يكون ّ‬
‫بموجبه بعد صدوره ولو لم يصل إلى علم‬ ‫ً‬
‫سواء كان‬ ‫‪ 5‬أن تتو افراألهلية في املقر‪،‬‬ ‫في خصومة أخرى ال تتعلق بموضوع النزاع‪.‬‬ ‫ويالحظ أن اإلقرارال يتجزأ‪ ،‬فال يجوز‬
‫ً‬ ‫يمنع نفاذ التصرفات التي يقربها‪.‬‬
‫ً‬
‫اعتباريا‪.‬‬ ‫ً‬
‫طبيعيا أو‬ ‫ً‬
‫شخصا‬ ‫وعلى من يتمسك به إثبات صدوره من املقرطبقا‬ ‫‪ 3‬رضا ّ‬
‫من وجه إليه‪ ،‬وليس للمقرأن يضيف إلى‬ ‫للخصم أن يأخذ من اإلقرارما ينفعه‬ ‫املقر‪ ،‬فيبطل اإلقرارباإلكراه‪.‬‬
‫اإلقراربعد صدوره منه وقائع جديدة من‬ ‫‪ 6‬أن يتعلق اإلقراربالو اقعة املقربها‪ ،‬وأن‬ ‫لقواعد إثبات التصرفات القانونية‪ ،‬ويجوز‬ ‫ويترك ما يخالف مصالحه‪.‬‬ ‫معلوما‪ ،‬ويشترط لقبول‬ ‫ً‬ ‫‪ 4‬أن يكون املقر‬
‫شأنها تعديل مضمون إقراره أو تعطيل‬ ‫يصدر قبل قفل باب املر افعة فيها‪.‬‬ ‫استخالص اإلقرارمن أي دليل أو ورقة تكون‬
‫مقدمة إلى جهة أخرى‪ ،‬وإن كان ً‬ ‫إقراره على نفسه أال يكذب ظاهر‬
‫‪ 7‬أن يصدرمن الخصم نفسه‪ ،‬أو من وكيله‬ ‫كتابيا فحجيته‬ ‫حكم الرجوع عن اإلقرار‬
‫داللته‪.‬‬ ‫الحالة املقرمن إقراره‪.‬‬
‫املخول له بذلك اإلقراربتفويض خاص‪،‬‬ ‫تختلف بحسب قوة املحرر الذي يتضمن اإلقرار‪.‬‬ ‫يختلف حكم الرجوع عن اإلقراربحسب‬
‫وال يجوز للمقرأن يثبت عكس إقراره بأي‬ ‫‪ 5‬أن يكون اإلقراربالخطاب‪ ،‬وال يقبل‬
‫وفي حدود هذا التفويض‪.‬‬ ‫وال يشترط في اإلقرارغيرالقضائي أن يصدرللمقر‬ ‫موجب اإلقرار‪ ،‬فإن كان ً‬
‫طريق من طرق اإلثبات‪ ،‬إال أن له التمسك‬ ‫حدا من الحدود‬ ‫إقرار األخرس إال إذا فهمت إشارته‪.‬‬
‫ً‬ ‫• وإذا صدراإلقرارمن الوكيل دون‬ ‫له ما دامت نية املقرقد اتجهت إلى األخذ بإقراره‪.‬‬ ‫ً‬
‫بعدم صحة إقراره‪ ،‬لصدوره مثال تحت تأثير‬ ‫خالصا هلل تعالى"‬ ‫"والتي يكون الحق فيها‬ ‫‪ 6‬أن يو افق اإلقرارطبيعة األمور‪.‬‬
‫تفويض أو خارج نطاق التفويض فال‬ ‫وعلى القاض ي التأكد من صدور اإلقراروأن ينظر‬
‫إكراه أو غلط‪.‬‬ ‫فيه قصد ّ‬ ‫فإن اإلقراريبطل؛ ألن الحدود تدرأ‬ ‫‪ 7‬أن يكون اإلقرارأمام القاض ي‪ ،‬فإن‬
‫يلتزم به املوكل‪ ،‬وكذا إذا صدراإلقرارعن‬ ‫املقر وتو افرالشروط العامة فيه‪.‬‬
‫بالشبهات‪ ،‬والرجوع عن اإلقرارفيه شبهة‪.‬‬ ‫كان عند غيره لم يجزإقراره‪.‬‬
‫• عدم جوازتجزئة اإلقرارالقضائي‪:‬‬ ‫الغيركإقراراألوصياء وممثلي الشخص‬ ‫واإلقرارغيرالقضائي أضعف حجة من اإلقرار‬ ‫‪ 8‬أن يكون اإلقرار ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أما الرجوع عن اإلقرارفي حق من حقوق‬ ‫خاليا من عيوب‬
‫القاعدة أن اإلقرارالقضائي وحدة واحدة‬ ‫االعتباري فال يكون نافذا إال في حدود‬ ‫القضائي‪ ،‬فيتوقف على أخذ املحكمة به وفقا‬
‫سلطتهم املمنوحة لهم ً‬
‫نظاما‪.‬‬ ‫لسلطتها التقديرية املطلقة‪ ،‬وال يكون حجة‬ ‫ً‬ ‫اإلرادة‪ ،‬فال إقرارمن النائم والسكران‪.‬‬
‫ال يقبل التجزئة في اإلثبات‪ ،‬فال يجوز‬ ‫صحيحا‪.‬‬ ‫العباد فهو باطل‪ ،‬ويظل اإلقرار‬ ‫ً‬ ‫َُ‬
‫• أما إذا صدراإلقرارمن الخصم نفسه‬ ‫قاطعة على املقر‪ ،‬فيجوز الرجوع عنه‪ ،‬أو إثبات‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫معلوما‪.‬‬ ‫‪ 9‬أن يكون املقربه‬
‫للخصم الذي يقبل إقرار خصمه كدليل‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫صريحا‪ ،‬أو ضمنيا إذا‬ ‫وقد يكون اإلقرار‬
‫فيجب أن يكون بالغا عاقال‪ ،‬فال يقبل‬ ‫عكسه‪ ،‬وال يخضع ألحكام عدم تجزئة اإلقرار‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ 10‬أن يكون املقربه في التصرفات التي ال‬
‫على صحة ما يدعي به أن يتمسك بما يؤيد‬ ‫تناقضت أقوال املقرفيما يقربه‪.‬‬ ‫تكون صحيحة مع الجهالة‪ ،‬كالبيع‪.‬‬
‫اإلقرارمن القاصرأو املجنون‪ ،‬وإن صدر‬ ‫• اإلقرارالقضائي‪ :‬اعتراف الخصم بما يدعى‬
‫دعواه‪ ،‬وينازع في األجزاء األخرى التي‬
‫ملزما ملن صدر‬ ‫عن أحد منهم فال يكون ً‬ ‫عليه به خصمه أمام القاض ي ناظر الدعوى‬
‫ويختلف الرجوع باإلقرارعن الكذب‪:‬‬ ‫معلوما؛ ألن املجهول‬ ‫ً‬ ‫‪ 11‬أن يكون املقر ُله‬
‫يدحضها اإلقرار‪.‬‬ ‫فالتكذيب هو إخبارعن بطالن اإلقرارمن‬ ‫ً‬
‫عنه‪ ،‬وال يرتب للمقرله أي حق‪.‬‬ ‫وأثناء السيرفيها‪ ،‬سواء كان بمناسبة‬ ‫ال يصح مستحقا لحق‪.‬‬
‫ّ‬
‫على أن اإلقراريقبل التجزئة إذا انصب على‬ ‫األصل‪ ،‬وأنه غيرمطابق للو اقع‪ ،‬وأما‬ ‫‪ 12‬أن يناقش القاض ي املقر في إقراره‪،‬‬
‫• وقد اعترف النظام باإلقرارالصادر من‬ ‫استجواب أو دون استجواب‪.‬‬
‫وقائع متعددة وكان وجود و اقعة منها ال‬ ‫ً‬
‫محجورا‬ ‫املحجور عليه في كل ما ال يعد‬ ‫ويصح أن يصدراإلقرارمن الخصم أو وكيله‬ ‫الرجوع فهو رفع اإلقراربعد تحقق وجوده‬ ‫ويندب أن يلقنه الرجوع عن اإلقرار‬
‫يستلزم ً‬ ‫عليه فيه ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كامال أو ً‬ ‫خاصة في الحدود‪.‬‬
‫حتما وجود الوقائع األخرى‪.‬‬ ‫شرعا‪.‬‬ ‫خاصا بذلك‬ ‫تفويضا‬ ‫املفوض‬ ‫جزئيا‪.‬‬ ‫ونسخه بعد تقرره‬
‫ص‪ | 194-187 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الرابع‬ ‫اإلثبات باإلقرارالقضائي في نظام املر افعات‬
‫العالقة بين االستجواب واإلقرارالقضائي‬ ‫صور اإلقرارالقضائي (بحسب قوتها في اإلثبات)‬
‫قواعد االستجواب في نظام املر افعات‬ ‫ماهية االستجواب‬ ‫اإلقراراملركب‬ ‫اإلقرارالبسيط‬
‫حدد نظام املر افعات الشرعية إجراءات وقواعد استجواب الخصوم في الدعوى‪:‬‬ ‫االستجواب‪ :‬هو أحد طرق اإلثبات‪ ،‬تلجأ له املحكمة‬ ‫ّ‬
‫ينصب على الو اقعة املدعى بها‪ ،‬مع‬ ‫هو اإلقرارالذي‬ ‫هو اإلقرارالذي ينصب على‬
‫ً‬
‫‪ 1‬األصل أن يتم االستجواب علنا "عالنية االستجواب"‪ :‬فاألصل أن يتم إجراء‬ ‫من تلقاء نفسها‪ ،‬أو بناء على طلب أحد الخصوم؛‬ ‫إضافة و اقعة أخرى‪ ،‬تالية لنشوئها‪ ،‬ويترتب عليها‬ ‫الو اقعة املدعى بها دون أن‬
‫االستجواب في جلسة علنية‪ ،‬مالم تأمراملحكمة بإجرائه ً‬ ‫ً‬
‫سرا‪.‬‬ ‫لسؤال الخصم اآلخرعن بعض الوقائع وصوال إلى‬ ‫التأثيرفي نتائج الو اقعة األولى‪.‬‬ ‫يضيف إليها أو يعدل فيها‪.‬‬
‫• فيوجه القاض ي األسئلة التي يراها إلى الخصم‪ ،‬وكذا ما يوجه الخصم اآلخرمن‬ ‫اإلجابة عليها أو اإلقراربها‪ ،‬أو تمكين املحكمة من‬ ‫مثل‪ :‬إقرارالخصم بالدين املدعى به‪ ،‬وإضافة أنه قد‬ ‫وهذا اإلقرارحجة قاطعة على‬
‫َ‬ ‫انقض ى باإلبراء‪ ،‬فاإلبراء و اقعة الحقة على الدين‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫املستجوب في الجلسة ذاتها‪ ،‬إال إذا‬ ‫أسئلة بعد مو افقة املحكمة عليها‪ ،‬ويجيب‬ ‫تلمس الحقيقة‪.‬‬ ‫املقروال تجوز تجزئته مطلقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫إذ يتميزاإلقراراملركب بأن الو اقعة اإلضافية التي‬
‫رأت املحكمة منحه أجال إلعداد إجابته‪.‬‬ ‫• يوجه االستجواب ألحد الخصوم بأمرالقاض ي‬
‫يشتمل عليها تأتي الحقة على الو اقعة املدعى بها من‬ ‫اإلقراراملوصوف‬
‫• واألصل‪ ،‬أن تكون إجابة الخصم املستجوب في مواجهة خصمه‪ ،‬ولكن ال‬ ‫ناظرالدعوى سواء كان من تلقاء نفسه أو بناء‬
‫حيث وقت نشوئها‪ ،‬بخالف اإلقراراملوصوف الذي‬ ‫ينصب على‬‫ّ‬ ‫هو اإلقرارالذي‬
‫تتوقف صحة االستجواب على حضور طالب االستجواب‪ ،‬فإذا حددت جلسة‬ ‫على طلب أحد الخصوم في مسألة متعلقة‬
‫االعتراف بالو اقعة املدعى بها‪ ،‬تتعاصرفيه الو اقعة اإلضافية مع الو اقعة املدعى بها‪.‬‬
‫االستجواب وعلم بها الخصم طالب االستجواب ولم يحضر‪ ،‬فعلى املحكمة‬ ‫بالقضية‪.‬‬
‫مع إضافة وصف أو قيد معاصر واألصل في اإلقراراملركب أنه ال يقبل التجزئة إذا كانت‬
‫إجراء االستجواب في غيابه‪ ،‬على أن تدون األسئلة واألجوبة التي وجهت‬ ‫• يتم توجيه االستجواب للخصوم في الدعوى‬ ‫الو اقعة اإلضافية ترتبط ً‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫حتما بالو اقعة املدعى بها‪،‬‬
‫للمستجوب في محضرالضبط‪ ،‬ويوقع عليه القاض ي والكاتب واملستجوب‪.‬‬ ‫سواء كان املدعي أو املدعى عليه أو املتدخل في‬ ‫لنشوئها يترتب عليه التعديل في‬
‫بحيث ينبني عليها وجودها‪ .‬والعكس صحيح‪ ،‬فيجوز‬
‫َ‬
‫املستجوب‬ ‫‪ 2‬يلزم أن يوجه االستجواب للخصم ذاته‪ :‬فيلزم أن يحضرالخصم‬ ‫الدعوى‪ ،‬فإذا قامت املحكمة بتوجيه‬ ‫آثارها‪.‬‬
‫تجزئة اإلقرارإذا كانت الو اقعة اإلضافية ال ترتبط‬
‫بنفسه أمام املحكمة سواء كان االستجواب من املحكمة أو بطلب الخصم‪.‬‬ ‫االستجواب ألطراف غيرالخصوم فإنه يعد‬ ‫ً‬
‫حتما بالو اقعة املدعى بها‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬أن يدعي الخصم بدين‬
‫‪ 3‬سلطة املحكمة في االستجواب‪ :‬للمحكمة الحق في إجابة طلب الخصم‬ ‫شهادة وليس إقر ًارا‪.‬‬ ‫هذا وتجزئة اإلقرارأو عدم تجزئته من املسائل القانونية ال‬ ‫منجز‪ ،‬فيقرالخصم بوجود‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫استجواب الخصم اآلخرأو رفضه‪ ،‬فاألمرمتروك لسلطتها املطلقة‪ ،‬تطبيقا‬ ‫• وتوجيه املحكمة االستجواب من تلقاء نفسها ال‬ ‫املوضوعية‪ ،‬فيخضع فيها القاض ي لرقابة محكمة‬ ‫الدين ولكن باعتباره دينا مضافا‬
‫ً‬
‫للدور اإليجابي للقاض ي‪ ،‬على أن يشيرالقاض ي لذلك في تسبيب حكمه‪.‬‬ ‫يعني إهدارها ألدلة اإلثبات األخرى‪.‬‬ ‫إلى أجل‪ ،‬أو معلقا على شرط‪ .‬التمييز‪ ،‬على أنه يجوز تجزئة اإلقرارفي األحوال التالية‪:‬‬
‫وإذا كان لدى الخصم املراد استجو ابه عذريمنعه من الحضور أمام املحكمة‬ ‫• أما االستجواب الذي يتم بطلب أحد الخصوم‬ ‫وال يجوز للخصم تجزئة اإلقرار ‪ 1‬إذا لم تكن الوقائع في اإلقرارمرتبطة ببعضها‪:‬‬
‫فينتقل القاض ي أو من يندبه الستجوابه في محل إقامته إذا كان ضمن‬ ‫فالبد أن يوجه للخصم اآلخر‪ ،‬وعليه‪ ،‬ال يجوز إذا‬ ‫املوصوف‪ ،‬وليس أمامه إال أن بحيث تكون الوقائع مستقلة بموضوعها أو طبيعتها أو‬
‫تعدد املدعى عليهم أن يتقدم أحد منهم بطلب‬ ‫األشخاص املتعلقة بها أو تاريخها‪ ،‬مثل‪ :‬إقرارالخصم‬ ‫يحتج به بكل ما تضمنه من‬
‫اختصاص املحكمة‪ ،‬أو يستخلف القاض ي التابع ملحكمة مكان إقامته‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالدين املدعى به‪ ،‬وإضافة أنه قد انقض ى باملقاصة‪.‬‬ ‫أوصاف أضافها ّ‬
‫املقرإلى‬
‫‪ 4‬أثرالتخلف عن حضور جلسة االستجواب‪ :‬يترتب على تخلف الخصم املراد‬ ‫استجواب مدعى عليه آخرتوصال إلثباته دفاعه‬ ‫‪ 2‬التناقض في أقوال ّ‬
‫ً‬ ‫املقر‪ :‬بحيث يحمل معه االعتقاد‬ ‫الو اقعة‪" ،‬فيثبت أن الدين‬
‫استجوابه عن جلسة االستجواب أن يصبح ناكال‪ ،‬مما يعني إثبات الوقائع‬ ‫ضد املدعي؛ ألن املدعى عليه اآلخرليس خصمه‪.‬‬
‫بأن الو اقعة األخرى ال وجود لها‪.‬‬
‫محل االستجواب بالبينة والقرائن وإن كانت الوقائع مما ال يجوز إثباتها بذلك‬ ‫• يستوي أن يكون الخصم الذي يوجه إلى‬ ‫مؤجل‪ ،‬أو معلق على شرط"‬
‫مثل‪ :‬إذا ادعى شخص على آخربدين‪ ،‬فأقراملدعى عليه‬
‫وكذا إذا امتنع الخصم املطلوب منه اإلجابة عن التصريح بها‪ ،‬فيكون للمحكمة‬ ‫ً‬
‫حاضرا في الجلسة التي وجه إليه‬ ‫االستجواب‬ ‫أو أن يترك اإلقراركله ويقدم‬
‫بأنه هبة‪ ،‬ثم اعترف بأنه دين وادعى بأنه وفاه‪.‬‬
‫أن تقبل اإلثبات بالبينة والقرائن‪ ،‬كما أن اإلجابة الناقصة والغامضة أو التي‬ ‫غائبا عنها‪ ،‬فإن كان حاضراً‬‫االستجواب فيها أو ً‬ ‫‪ 3‬إذا كانت الو اقعة املضافة مستحيلة‪ ،‬أو ً‬ ‫أدلة اإلثبات املؤيدة لدعواه‪.‬‬
‫ظاهرا‬
‫تحتمل إنكاربعض الوقائع و إقراربعضها فللمحكمة أن تستنتج منها ما تراه‬ ‫جازتوجيه االستجواب له وتكليفه باإلجابة في‬ ‫الكذب فيها بطبيعتها‪ ،‬مثل‪ :‬إقراراملدعى عليه بأنه‬
‫وتكملها باإلثبات بالبينة والقرائن‪ ،‬مثل‪ :‬ادعاء الخصم الجهل أو النسيان دون‬ ‫الجلسة نفسها‪ ،‬وللمحكمة إذا رأت أن تمنحه‬ ‫تحصل على املبلغ النقدي لشراء أسهم للمدعي‪ ،‬ثم‬
‫إقرارا وال ً‬ ‫أن يكون قصده بذلك االمتناع عن اإلجابة‪ ،‬فال يعد هذا منه ً‬ ‫ً‬ ‫تبين أنه اشتراها باسمه‪ .‬وباستبعاد الو اقعة الثانية‬
‫إنكارا‪.‬‬ ‫أجال إلعداد اإلجابة‪ ،‬والتي قد يحتاج لتدعيمها‬
‫ً‬
‫كليا أو ً‬
‫جزئيا‪.‬‬ ‫إقرارا بالو اقعة ً‬
‫فللقاض ي أن يستنتج من إجابات الخصم ما يعد ً‬ ‫بمستندات معينة‪.‬‬ ‫يصبح اإلقراربسيطا‪.‬‬
‫ص‪ | 206-195 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الخامس‬ ‫اإلثبات باليمين في الفقه اإلسالمي‬
‫أثرأداء اليمين أو حنثها‬ ‫أنواع اليمين في الفقه اإلسالمي‬ ‫مجال اإلثبات باليمين‬ ‫املقصود باليمين‬
‫أثرأداء اليمين على الحكم القضائي‬ ‫اليمين وسيلة لإلثبات ال ّ‬
‫توجه إال عند اإلنكار‪ ،‬أما‬ ‫كل دعوى يكون الحق املدعى به فيها من حقوق‬ ‫اليمين‪ :‬هي الحلف باهلل عزوجل‪ ،‬أو بأي صفة‬
‫إذا أدى الخصم اليمين املوجهة إليه‪ ،‬أو املردودة عليه‪،‬‬ ‫إذا حصل إقرارمن املدعى عليه‪ ،‬فال توجه له اليمين‬ ‫اآلدميين الخالصة "األموال أو ما يؤول إلى مال"‬ ‫من صفاته على أمرماض أو ّ‬
‫حال أو مستقبل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫قاطعا‪ ،‬بمعنى أن الحكم‬‫ً‬ ‫يصبح الدليل املستفاد منها‬ ‫فتشرع فيه اليمين في اإلثبات والنفي‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫ألن اإلقراردليل إثبات قاطع يحسم به النزاع‪.‬‬ ‫‪ 1‬فإذا كانت اليمين على املاض ي‪ ،‬فإن جانب‬
‫ملصلحة حالف اليمين واجب وملزم للقاض ي ناظر‬ ‫وتنقسم اليمين إلى قسمين‬ ‫للمدعي بينة على ثبوت دعواه‪ ،‬فله أن يطلب اليمين‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫غالب فيما يزعمه الحالف‪.‬‬ ‫الصدق فيها‬
‫الدعوى‪ ،‬فاليمين بمثابة صلح نافذ بين الطرفين له قوة‬ ‫ما ال تدخله اليمين من الحقوق‬
‫ً‬ ‫• اليمين الحاسمة‪ :‬وهي اليمين التي تحسم النزاع‪،‬‬ ‫‪ 2‬فإذا كان الحالف قد حلف ً‬
‫كذبا‪ ،‬فيمينه‬
‫تفوق قوة األمراملقض ي‪ ،‬وال يجوز الطعن فيها مطلقا إال‬ ‫‪ 1‬ما ال تدخله اليمين من حقوق اآلدميين‪:‬‬
‫إذا كان الطعن ً‬ ‫ويسمى القضاء بها "أي الحكم بموجبها" قضاء‬ ‫ّ‬ ‫يمين غموس ّ‬
‫"يغمس بها صاحبها في النار‪ ،‬وال‬
‫مبنيا على بطالن في اإلجراءات‪.‬‬ ‫آلدمي‪ ،‬ولكنه ليس بمال‬ ‫كل دعوى يكون فيها الحق‬
‫وال يجوز للخصم أن يعمد إلى إثبات كذب اليمين بعد أن‬ ‫االستحقاق‪.‬‬ ‫فال إثبات فيه إال بشاهدين‪ ،‬كالقصاص‪ ،‬والنكاح‪،‬‬ ‫كفارة فيها؛ ألنها كبيرة"‪.‬‬
‫يؤديها الخصم الذي وجهت إليه‪ ،‬أو ردت عليه‪.‬‬ ‫• اليمين املتممة‪ :‬وهي اليمين التي يوجهها القاض ي‬ ‫والطالق‪ ،‬والرجعة‪ ،‬وحد القذف‪ ،‬والعتق‪ ،‬والنسب‬ ‫ً‬
‫‪ 3‬أما إذا حلف ظنا منه أنه صادق‪ ،‬ولم يكن في‬
‫ألي من الخصمين حتى يبني على ذلك حكمه في‬ ‫ّ‬
‫أثرالحنث في اليمين على الحكم القضائي‬ ‫واالستيالء‪ ،‬والوالء‪ ،‬والرق‪.‬‬ ‫الو اقع كذلك‪ ،‬فهذه يمين لغو‪ ،‬ال يؤاخذ بها‪.‬‬
‫اليمين أقوى من الحكم؛ فالحكم املبني عليها ال يقبل‬ ‫موضع الدعوى‪.‬‬ ‫ألن جميع هذه الحقوق ال يدخلها البدل املالي؛‬
‫ّ‬ ‫آت "مستقبل" فهي‬
‫‪ 4‬وإذا كانت اليمين على أمر ٍ‬
‫الطعن فيها بأي طرق من طرق الطعن؛ ألنها بمثابة صلح‬ ‫تسمى بيمين االستظهارفي األنظمة الوضعية‪.‬‬ ‫واليمين ال تكون إال فيما يدخله البدل‪ ،‬فال تعرض‬
‫اليمين املنعقدة‪ :‬اليمين التي يعزم بها الحالف‬
‫يجب أن يتحمل نتيجته من لجأ إليه‪ ،‬باعتبارأن من‬ ‫ويشترط لتطبيقها‪ :‬أال توجه إال إذا كان في الدعوى‬ ‫اليمين على املدعى عليه إال في حق يقبل البدل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪ 2‬ما ال تدخله اليمين من الحقوق الخالصة هلل‪:‬‬ ‫على الفعل أو الترك‪ ،‬وفي حنثها كفارة‪.‬‬
‫طلب اليمين قد احتكم إلى ذمة خصمه‪ ،‬متنازال عن طرق‬ ‫دليل إثبات غيركامل‪ ،‬أما إذا كانت الدعوى خالية‬
‫اإلثبات األخرى‪ .‬وعليه‪ ،‬ال يجوز له الرجوع على حق‬ ‫ال تشرع اليمين في نفي حق من حقوق هللا تعالى‪ ،‬فإذا‬ ‫• واليمين دليل في إثبات حاالت دون أخرى‪ ،‬فال‬
‫من أي دليل فال توجه اليمين املتممة‪.‬‬
‫انقض ى بالحلف‪ ،‬حتى ولو تبين حنث الحالف في اليمين‪.‬‬ ‫أنكراملدعى عليه فيما كان الحق فيه هلل تعالى فال‬ ‫تقبل اليمين في الحدود باتفاق الفقهاء؛ ألن‬
‫يستحلف على نفيه‪ ،‬فالحدود ال تشرع فيها اليمين‪.‬‬ ‫مبناها على الستر‪ ،‬وال تدخل في العبادات‬
‫حكم ظهور البينة بعد أداء اليمين‬ ‫ويستحلف السارق عن دعوى الضمان "التعويض"‬
‫املحضة؛ ألن مبناها على التسامح واملغفرة‪،‬‬
‫• الرأي األول‪ :‬يرى العدول عن اليمين واألخذ بالبينة‪.‬‬ ‫عما سرقه؛ ألنه حق آلدمي‪ ،‬وكذا كل ما يجري‬
‫• الرأي الثاني‪ :‬يذهب إلى عدم قبول البينة بعد اليمين‬ ‫مجراها مما لم يصل االتهام فيه إلى ّ‬ ‫وتقبل اليمين في سوى ذلك‪.‬‬
‫حد من الحدود‪.‬‬
‫ً‬ ‫أما ما كان الحق فيه ً‬ ‫• واليمين إذا تحققت شروطها وانتفت‬
‫ممن كان يعلم ببينته‪ ،‬بينما تقبل ممن لم يكن عاملا‬ ‫ماليا في العبادة فال يمين فيها؛‬
‫بوجودها وقت طلبه اليمين‪.‬‬ ‫ألن العبادات مبناها التسامح واملغفرة‪.‬‬ ‫موانعها تكون ملزمة للقاض ي‪ ،‬وال يجوز له‬
‫• الرأي الثالث (وهو املعمول به)‪ :‬ال يرى قبول البينة بعد‬ ‫واليمين من مقاطع الحقوق‪ ،‬بمعنى أن القاض ي بعد‬ ‫ترك الحكم بها؛ ألنها ترتبت في موضع اعتبرها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫استناد إلى أن اليمين حاسمة تقطع‬ ‫أداء اليمين مطلقا‪،‬‬ ‫سماع دعوى املدعي يسأل املدعى عليه‪ ،‬إن أقر‬ ‫الشارع طريقا للحكم‪ ،‬كالشهادة واإلقرار‪.‬‬
‫النزاع فال تقبل بعد اليمين بينة جديدة‪.‬‬ ‫فيلزمه بما يقربه‪ ،‬وإن أنكرسأل املدعي عن البينة‪،‬‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫• واليمين في طبيعتها ليست دليال إلثبات الحق‪،‬‬
‫فإن عجزعنها حلف املدعى عليه؛ ألنها وسيلة إثبات‬
‫القضاء بالنكول عن اليمين‬ ‫وإنما وسيلة إلعفاء املدعي من البينة متى‬
‫فال يجوز توجيهها إال عند اإلنكار‪ ،‬وال يجمع بينها وبين‬
‫• النكول‪ :‬االمتناع عن أداء اليمين في مجلس القضاء‪.‬‬ ‫اإلقرار؛ ألن اإلقراردليل إثبات يثبت به الحق املدعى‬ ‫عجزعن إثباتها‪ ،‬وقد تنقل اليمين اإلثبات من‬
‫والقضاء بالنكول هو من القضاء بالقرائن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫طرق آلخر‪.‬‬
‫به‪ ،‬وال يحلف املدعى عليه إال بطلب املدعي‪.‬‬
‫ص‪ | 214-207 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل الخامس‬ ‫اإلثبات باليمين في نظام املر افعات‬
‫اإلجراءات النظامية لحلف اليمين‬ ‫تعريف اليمين وأنواعها‬
‫النكول عن اليمين‬ ‫وجوب حلف اليمين أو ردها‬ ‫اليمين غير القضائية‬ ‫اليمين القضائية‬
‫النكول عن اليمين‪ :‬رفض من وجهت إليه اليمين بأن‬ ‫مخيرا بين قبول‬‫إذا وجهت اليمين للخصم فال يكون ً‬ ‫هي اليمين التي ال تكون في‬ ‫اليمين‪ :‬استشهاد هللا عز ّ‬
‫وجل على قول الحق‪ ،‬مع الشعور بالخوف‬
‫ً‬
‫ابتداء‪ ،‬وعدم قيامه بردها على طالبها‪ .‬وقد‬ ‫يحلف‬ ‫الحلف أو رفضه‪ ،‬وال يكون أمامه سوى رد اليمين‬ ‫مجلس القضاء‪.‬‬ ‫من العقاب في حال الحنث‪.‬‬
‫يحدث النكول ممن ردت إليه اليمين إذا لم يحلف‪.‬‬ ‫يرد فإنه‬ ‫على من وجهها إليه‪ ،‬أما إذا لم يحلف‪ ،‬ولم ّ‬
‫ً‬ ‫كأن تكون أمام جهة إدارية أو‬ ‫واليمين القضائية‪ :‬هي اليمين التي يؤديها الخصم في الدعوى أمام‬
‫• والنكول يعبرعن موقف سلبي من الناكل‪ ،‬وال يعتد‬ ‫يعد ناكال عن اليمين‪.‬‬
‫مجلس خاص‪ ،‬وهذه اليمين لم‬ ‫مجلس القضاء‪ ،‬سواء بطلب من خصمه‪ ،‬أو من تلقاء نفس‬
‫بالنكول إال أمام ناظرالدعوى‪ ،‬وفي مجلس القضاء‪.‬‬ ‫أثر قبول حلف اليمين‪ :‬إذا قبل الخصم أن يحلف‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫• وال ّ‬ ‫ً‬ ‫تنظيما ً‬
‫ً‬ ‫حسما للنزاع أو لالستظهار‪ .‬واليمين القضائية‬ ‫املحكمة وذلك‬
‫يعد املمتنع عن اليمين ناكال حتى ينذر ‪ 3‬مرات‪،‬‬ ‫اليمين وحلف على الوقائع املحددة وفقا للصياغة‬ ‫خاصا‬ ‫يضع لها النظام‬
‫على أن يدون ذلك في محضرضبط الدعوى‪.‬‬ ‫تنقسم ‪-‬بحسب من يطلبها وتأثيرها في الدعوى‪ -‬لقسمين‪:‬‬
‫ّ ً‬ ‫التي يحددها القاض ي‪ ،‬فيترتب على ذلك حسم النزاع‬ ‫إال أنه يمكن االستدالل بها‬
‫يعد ناكال لليمين من يرفض الحلف على و اقعة‬ ‫• وال‬ ‫نهائيا‪ ،‬دون اللجوء ملخاصمة الحالف على الوقائع‪.‬‬‫ً‬ ‫‪ 1‬اليمين الحاسمة‪ :‬اليمين التي يطلب من الخصم تأديتها بناء على‬
‫كقرينة تدعمها شهادة الشهود‬
‫غيرمتعلقة بشخصه؛ إذ البد أن تتعلق اليمين‬ ‫ّ‬
‫وتسمى باليمين‬ ‫طلب خصمه ومو افقة ناظرالدعوى على حلفها‪،‬‬
‫أما مجرد قبول الحلف دون أن يتبعه أداء اليمين فال‬ ‫على صحة وقوع هذا الحلف‪.‬‬
‫بشخص من يحلفها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إيجابا أو سلبا‪.‬‬ ‫الحاسمة؛ ألنها تحسم الوقائع وتنهي النزاع‬
‫قيمة له‪ ،‬فإن توفي ‪-‬من قبل الحلف‪ -‬قبل أدائه فعال‬
‫• وحجية اليمين قاصرة على من وجهها‪ ،‬ومن وجهت‬ ‫ً‬
‫فال يؤثرهذا في حق خصمه‪ ،‬وكأن قبوله لم يكن‪.‬‬ ‫شخصيا‪ ،‬فال يجوز‬ ‫وهذه اليمين توجه من أحد الخصوم لخصمه‬
‫إليه وال يتعدى أثرها لغيرهم من الخصوم إن وجدوا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّرد اليمين‪ :‬للخصم الذي وجهت إليه اليمين أن يردها‬ ‫أن توجه لوكيل الخصم‪ ،‬وال لغيرأطراف الدعوى وإال صارت شهادة‬
‫ويتعين على املحكمة إذا رفضت مطالب الخصم‬ ‫•‬
‫على خصمه اآلخر‪ ،‬وبذلك يتفادى الحلف أو النكول‪.‬‬ ‫وال توجه للوارث لتحليفه عن أعمال مورثه‪ ،‬إال أنه يجوز تحليفه‬
‫الذي ينازع في عدم تحقق األسس النظامية لحلفه‬
‫اليمين‪ ،‬أن تسبب الحكم ّ‬ ‫‪ 1‬إذا ردت اليمين على طالبها فال يحق له ردها مرة‬ ‫عن علمه بتصرفات مورثه‪ .‬وإذا تعدد املدعين أو املدعى عليهم‬
‫وتبين األسس التي استندت‬ ‫ً‬ ‫أخرى‪ ،‬ويكون ً‬
‫مجبرا على أدائها وإال اعتبرناكال‪.‬‬ ‫ً‬
‫إليها في رفض أسباب الخصم واألسباب التي دعتها‬ ‫جميعا إذا كانوا متضامنين في االلتزام؛‬ ‫فيجب أن توجه اليمين إليهم‬
‫‪ 2‬يجب لقبول رد اليمين أن تكون الو اقعة املراد‬
‫إللزامه بحلف اليمين‪ ،‬وما ترتب على ذلك من آثار‪.‬‬ ‫ألن حلف اليمين حجة على الحالف وحده دون غيره‪ ،‬فإذا لم توجه‬
‫• ويجوز الطعن في األحكام الصادرة ً‬ ‫االستحالف عليها مشتركة "معلومة" عند طالب‬ ‫جميعا فال ّ‬
‫ً‬
‫بناء على النكول‬ ‫يحتج بها على من لم يحلف بها منهم‪ ،‬وإذا حلف‬ ‫إليهم‬
‫عن اليمين متى كان الطعن ً‬ ‫اليمين ومن وجهت إليه‪ ،‬وليست خاصة بمن‬
‫مبنيا على أن اليمين‬ ‫أحدهم ونكل اآلخرفال يتأثرأحدهما باآلخر‪.‬‬
‫وجهت إليه‪" ،‬ال علم لغيره بها" وإال فال يمكن ردها‪.‬‬
‫وجهت في غيرحاالتها‪ ،‬أو بناء على بطالن إجراءات‬ ‫‪ 3‬ويجب أن يكون الرد و ً‬
‫اقعا على نفس اليمين التي‬ ‫موضوع اليمين الحاسمة‪ :‬يجب قبل توجيه اليمين الحاسمة‬
‫توجيهها‪ ،‬متى أثبت الطاعن صحة ذلك‪.‬‬
‫وجهت‪ ،‬أي عن نفس الو اقعة التي وجهت فيها‬ ‫تحديد الوقائع املراد االستحالف عليها‪ ،‬وهي أي مسألة و اقعية أما‬
‫االنتداب واالستخالف‬ ‫اليمين وإال فإنها يمين جديدة موجهة‪ ،‬ويمكن ردها‪.‬‬ ‫املسائل القانونية فال يصح أن توجه اليمين عليها فهي من‬
‫للقاض ي سلطة تقديرعذرالخصم املراد تحليفه إذا لم‬ ‫اختصاص القاض ي وحده‪ .‬وال يجوز توجيهها لوقائع ثابتة في محرر‬
‫كيفية أداء اليمين‬
‫يتمكن من حضور الجلسة املراد تحليفه فيها‪ ،‬فينتقل‬ ‫ً‬ ‫رسمي‪ ،‬وال يجوز توجيهها إلثبات عقد من العقود الشكلية كالوقف‪.‬‬
‫يكون أداء اليمين علنا في الجلسة ما لم تأمراملحكمة‬
‫إليه القاض ي‪ ،‬أو ينتدب أحد قضاة املحكمة أو‬ ‫ً‬ ‫بإجرائها ً‬ ‫‪ 2‬يمين االستظهار (املتممة)‪ :‬اليمين التي يؤديها الخصم مع بينته‬
‫سرا حفاظا على النظام أو مراعاة لآلداب‪،‬‬ ‫الكاملة؛ لدفع ريبة أوشبهة ّ‬
‫املالزمين القضائيين التابعين لذات املحكمة‪.‬‬ ‫شك واحتمال‪ ،‬وقد يطلبها القاض ي من‬
‫ويكون أداء اليمين أمام الخصم‪ ،‬إال أن صحتها ال‬
‫أما إذا كان الخصم املراد تحليفه ال يتبع محل إقامة‬ ‫تتوقف على حضور من طلبها‪ ،‬فللمحكمة إن غاب‬ ‫تلقاء نفسه‪ ،‬أو بطلبها الخصم اآلخر وتوجه من القاض ي‪.‬‬
‫املحكمة ناظرة الدعوى‪ ،‬فيستخلف القاض ي الذي‬ ‫طالب اليمين بال عذرمقبول أن تباشرإجراء اليمين‪.‬‬ ‫فيمين االستظهاريوجهها القاض ي للمدعي بعد إتيانه بدليل على‬
‫يتبعه محل إقامة الخصم املراد تحليفه‪.‬‬ ‫ويالحظ أن صيغة اليمين يتولى إعدادها القاض ي‪.‬‬ ‫ثبوت دعواه‪ ،‬ليتأكد من صحة دفعه بهذه البينة‪.‬‬
‫ص‪ | 228-215 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل السادس‬ ‫دور الخبرة واملعاينة في اإلثبات‬
‫اعترف املنظم السعودي في‬
‫رد الخبراء‬ ‫اختيارالخبراء و أنواعهم‬
‫نظام املر افعات الشرعية‬
‫إجراءات رد الخبراء‬ ‫املقصود برد الخبراء‬ ‫إن الخبراء الذين تستعين بهم املحاكم في اململكة ثالثة أصناف‪:‬‬ ‫بدور الخبرة في مجال اإلثبات‬
‫ً‬
‫• صاحب الحق في طلب رد الخبير‪ :‬ألي خصم في الدعوى سواء‬ ‫إمكانية إبعاده عن القيام بتنفيذ املهمة املحالة إليه‪ ،‬إذا قام‬ ‫• أوال‪ :‬موظفو املحاكم‪ ،‬وهم أربعة‪:‬‬ ‫ومنح القاض ي السلطة بذلك‬
‫ً‬ ‫خصما ً‬‫ً‬
‫أصليا أو متدخال أن يطلب الرد‪ ،‬وال يحق طلب الرد‬ ‫كان‬ ‫سبب يخش ى معه امليل أو التأثربعواطفه في تنفيذ مهمته‪.‬‬ ‫‪ 2‬مقدرو الشجاج‪.‬‬ ‫‪ 1‬أعضاء هيئة النظر‪.‬‬ ‫فنصت املادة ‪ 128‬على أن‪:‬‬
‫ألي شخص يسهم في الخصومة كالقاض ي وأعوانه والشهود‪.‬‬ ‫ورد الخبيرحق مقرر للخصوم فقط‪ ،‬فال يجوز للقاض ي ناظر‬ ‫• ّ‬ ‫‪ 3‬املهندسون واملساحون‪ 4 .‬املترجمون‪.‬‬ ‫"للمحكمة عند االقتضاء أن‬
‫وال يوجه طلب الرد إال لشخص الخبيرنفسه‪ ،‬دون أن يتعداه‬ ‫ثانيا‪ :‬موظفو الدوائرالحكومية األخرى‪ :‬فقد تستعين‬ ‫• ً‬
‫القضية أن يرد الخبير‪ .‬وهو حق اختياري للخصوم‪ ،‬فألي‬ ‫تقرر تكليف خبيرأو أكثر‪،‬‬
‫لغيره‪ ،‬فإذا انتدب أكثرمن خبيروطلب رد أحدهم فال يطول هذا‬ ‫املحاكم بخبراء من بعض الجهات الحكومية األخرى‪ ،‬كأطباء‬
‫منهم طلب رد الخبيرإذا قام أحد األسباب املنصوص عليها‬ ‫وتحدد في قرارها مهمة الخبير‬
‫الرد الخبراء اآلخرين إال إذا شملهم الطلب‪ .‬وتلتزم املحكمة بأن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تصدر ً‬ ‫نظاما‪ ،‬وله أن يسكت عنه أي يتنازل عن طلب الرد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫املستشفيات العامة‪ ،‬واملساحون والجراحون‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬ ‫وأجال إليداع تقريره وأجال‬
‫حكما في طلب الرد‪ ،‬إما بقبوله أو رده‪.‬‬ ‫ً‬
‫• إذا قدم الخبيرتقريره رغم وجود سبب للرد لم يتمسك به‬ ‫• ثالثا‪ :‬الخبراء غيراملوظفين في املحاكم أو الدوائرالحكومية‪:‬‬ ‫لجلسة املر افعة املبنية على‬
‫• وقت تقديم طلب الرد‪ :‬يجب تقديمه قبل قفل باب املر افعة‪.‬‬
‫ويجب تقديم طلب الرد خالل ‪ 3‬أيام من تاريخ الحكم الصادر‬ ‫ً‬
‫صحيحا‪.‬‬ ‫أحد الخصوم فإن عمله يكون‬ ‫وللمحكمة االستعانة بخبراء من غيرموظفيها‪ ،‬أو موظفي‬ ‫التقرير‪ ،‬وتحدد فيه كذلك ‪-‬‬
‫بتعيين الخبيرإذا صدرالحكم بحضور الخصوم‪ ،‬أو ‪ 3‬أيام من‬ ‫الجهات الحكومية األخرى‪ ،‬كاملترجمين‪ ،‬وذلك في حال عدم‬ ‫عند االقتضاء ‪ -‬السلفة التي‬
‫أسباب الرد‬
‫تاريخ إعالن منطوق الحكم‪ ،‬بشرط أن يتضمن الحكم اسم‬ ‫توفرهم لدى املحاكم أو الجهات الحكومية األخرى‪.‬‬ ‫تودع لحساب مصروفات‬
‫الخبيرحتى يمكن للخصم ممارسة حقه في طلب الرد‪.‬‬ ‫أحال املنظم في أسباب رد الخبراء إلى أحكام املادة (‪ )96‬املنظمة‬
‫وقد أعطى املنظم للمحكمة سلطة تقديراالستعانة بالخبراء‬ ‫الخبيروأتعابه والخصم‬
‫• حاالت الرد‪ :‬يخضع رد الخبيرلنفس الطريقة التي تم بها‬ ‫ألسباب رد القضاة ومن في حكمهم‪ ،‬وهي على ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫من تلقاء نفسها‪ ،‬أو بناء على طلب أحد الخصوم‪ ،‬وال تلزم‬ ‫املكلف بإيداعها واألجل املحدد‬
‫اختياره وتكليفه بتنفيذ املهمة‪ ،‬ويجب التمييزبين فرضين‪:‬‬ ‫‪ 1‬إذا كان له أو لزوجته دعوى مماثلة للدعوى التي كلف‬
‫‪ 1‬إذا عينت املحكمة الخبير‪ ،‬فيجوز طلب الرد سواء كان‬ ‫املحكمة بإحالة الدعوى إلى خبير‪ ،‬ولو بناء على طلب الخصوم‪.‬‬ ‫لإليداع‪ .‬وللمحكمة كذلك أن‬
‫ً‬ ‫بإعداد تقريربشأنها‪ ،‬ويقصد بالتماثل‪ :‬اتحادهما في املوضوع‬ ‫ً‬ ‫تعين ً‬‫ّ‬
‫سببه سابقا على تعيين الخبيرأم بعد تعيينه‪.‬‬ ‫إال أنه إذا طلب أحد الخصوم االستعانة بخبير‪ ،‬ورفض‬ ‫شفهيا‬ ‫خبيرا إلبداء رأيه‬
‫والسبب‪ ،‬مما يترتب عليه معرفة الحكم في إحداهما بناء على‬ ‫القاض ي ذلك‪ ،‬فعليه تبريررفضه بأسباب مقبولة‪ ،‬حتى ال يخلّ‬
‫‪ 2‬أما إذا اختاره أحد الخصوم‪ ،‬فال يجوز طلب الرد إال‬ ‫في الجلسة‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫الحكم في األخرى‪ ،‬كأن يتولى الخبير تقييم أرض مجاورة ألرض‬
‫لألسباب الالحقة على تعيينه‪ ،‬أما األسباب السابقة‬ ‫بحق الخصوم في الدفاع‪ .‬وعلى املحكمة عند الحكم بندب خبير‬ ‫يثبت رأيه في الضبط‪".‬‬
‫ً‬
‫ضمنيا التنازل عنها‪.‬‬ ‫فيفترض علم الخصوم بها‪ ،‬وقبولهم‬ ‫أخرى مملوكة له وبها نزاع مماثل للنزاع املطلوب فيه تقييمه‪.‬‬
‫واحد أو أكثرأن تحدد في قرارها ما يلي‪:‬‬ ‫فقد يتعلق موضوع النزاع‬
‫• إجراءات رد الخبراء‪ :‬على الخصم الذي يطلب رد الخبيرأن‬ ‫‪ 2‬إذا حدث له أو لزوجته خصومة مع أحد الخصوم أو مع‬
‫ً‬ ‫‪ 1‬بيان دقيق ملهمة الخبيروالتدابيرالعاجلة املأذون له اتخاذها‪.‬‬ ‫ً‬
‫يطلب ذلك صراحة‪ ،‬وأن يشمل طلبه األسباب التي يستند‬ ‫زوجته بعد قيام الدعوى املنظورة أمام القاض ي‪ ،‬ما لم تكن‬ ‫أحيانا بمسألة فنية مما ال‬
‫‪ 2‬األجل املحدد إليداع "تسليم" التقرير‪.‬‬ ‫يستطيع القاض ي أن يفصل‬
‫إليها‪ ،‬وأن يبادربالطلب في امليعاد املحدد‪ .‬وال يجوز طلب الرد‬ ‫هذه الدعوى قد أقيمت بقصد رد الخبير‪.‬‬
‫بأي وسيلة أخرى خالف اإلجراءات املحددة‪.‬‬ ‫‪ 3‬تاريخ الجلسة التي تؤجل إليها القضية للمر افعة في حالة‬ ‫فيها بعلمه‪ ،‬بل ينبغي أن‬
‫‪ 3‬إذا كان ملطلقته التي له منها ولد‪ ،‬أو ألحد أقاربه أو أصهاره إلى‬
‫• الحكم في طلب الرد وأثره‪ :‬بداية يتم وقف إجراءات الخبرة‪.‬‬ ‫إيداع السلفة‪ ،‬وجلسة أخرى أقرب منها لنظرالقضية في‬ ‫يستعين فيها بأهل الخبرة‪.‬‬
‫الدرجة الرابعة‪ ،‬خصومة قائمة أمام القضاء مع أحد‬
‫وليس للخبيراالستمرارإال بعد الفصل في طلب الرد‪:‬‬ ‫حالة عدم إيداع السلفة‪.‬‬ ‫وتقتصرمهمة الخبيرعلى مهمة‬
‫الخصوم في الدعوى‪ ،‬أو مع زوجته‪ ،‬ما لم تكن هذه‬
‫‪ 1‬فإما أن يقتنع القاض ي بأسباب طلب الرد ويحكم برد‬ ‫‪ 4‬تحديد السلفة التي تودع خزانة املحكمة ملصروفات الخبير‬ ‫بحث املسائل الفنية بناء على‬
‫الخصومة قد أقيمت بقصد رد الخبير‪.‬‬
‫الخبير‪ ،‬ويجوز له تعيين آخرليحل محله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وأتعابه‪ ،‬والخصم املكلف بإيداعها‪ ،‬واألجل املحدد لإليداع‪.‬‬
‫خادما للخبير أو كان قد اعتاد مؤاكلته‬ ‫‪ 4‬إذا كان أحد الخصوم‬ ‫تكليف القاض ي دون التعرض‬
‫‪ 2‬وإذا لم يقتنع القاض ي بوجاهة األسباب‪ ،‬فللقاض ي رفض‬ ‫وقد أجازاملنظم للمحكمة أن تعين ً‬
‫أو مساكنته‪ ،‬أو تلقى منه هدية قبيل رفع الدعوى أو بعده‪.‬‬ ‫خبيرا ليبدي رأيه في الجلسة‬ ‫للمسائل القانونية‪.‬‬
‫طلب الرد والحكم باستمرارإجراءات الخبرة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫والحكم الصادرفي طلب الرد قطعي ونهائي وبات‪ ،‬ال يجوز‬ ‫‪ 5‬إذا كان بينه وبين أحد الخصوم عداوة أو مودة يرجح معها‬ ‫شفاهية‪ ،‬ويكتفى بإثبات أقواله في دفترالضبط‪ ،‬فال يلزم في‬ ‫والخبرة من وسائل اإلثبات‬
‫االعتراض عليه بأي وجه من أوجه االعتراض‪.‬‬ ‫عدم استطاعته الحكم دون تحيز‪.‬‬ ‫هذه الحالة تقديم تقريربه وال اتباع اإلجراءات السابقة‪.‬‬ ‫املعترف بها في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫ص‪ | 239-228 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل السادس‬ ‫دور الخبرة واملعاينة في اإلثبات‬
‫حجية تقريرالخبرة‬ ‫سلطة القاض ي والخصوم على أعمال الخبراء‬
‫اعتماد تقريرالخبير‬ ‫يخضع تقريرالخبرة املودع‬ ‫سلطة الخصوم على أعمال الخبراء‬ ‫سلطة القاض ي على أعمال الخبراء‬
‫إذا رأت املحكمة كفاية املعلومات التي قدمها الخبير‬ ‫في القضية ملطلق السلطة‬ ‫لرقابة الخصوم على الخبيرعدة مظاهر‪:‬‬ ‫سلطة القاض ي السابقة على عمل الخبير سلطة القاض ي الالحقة على عمل الخبير‬
‫فلها أن تأخذ ببعض ما جاء في التقرير‪ ،‬أو أن تأخذ‬ ‫التقديرية للقاض ي‪ ،‬فله أن‬ ‫‪ 1‬التزام الخبيربتوجيه الدعوة للخصوم‬ ‫تبدأ هذه السلطة بعد انتهاء الخبير من إعداد‬ ‫تتمثل سلطة القاض ي السابقة فيما يلي‪:‬‬
‫ى‬
‫بتقريره كله متى رأت فيه مع بقية أوراق الدعو ما‬ ‫ً‬
‫يأخذ به كامال‪ ،‬أو يأخذ بجزء‬ ‫لحضور أعمال الخبيرة أثناء تنفيذها‪،‬‬
‫يكفي لتكوين قناعتها‪ ،‬فإذا أخذ القاض ي بتقرير‬ ‫تقريره‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ 1‬اختيارالخبير‪ :‬يتمتع القاض ي ناظرالقضية‬
‫منه‪ ،‬وله أن يطرحه ً‬
‫جانبا‪.‬‬ ‫فال يجوز االحتجاج بالخبرة على خصم‬ ‫‪ 1‬استدعاء الخبيرملناقشته‪ ،‬إذ يتضمن تقرير‬ ‫بحرية كبيرة في اختيارالخبير‪ ،‬وهذه املسألة‬
‫الخبير‪ ،‬وأحال إليه تسبيب الحكم فتعد نتيجة التقرير‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫وأسبابه ً‬ ‫فقد نص النظام على أن رأي‬ ‫تعد‬
‫لم يسمع أو لم يستدع؛ ألن في ذلك ٍ‬ ‫الخبيرالنتائج التي انتهى إليها حول املسألة‬ ‫جوهرية؛ ألن الخبيريعين بناء على كفاءته‪ ،‬لذا‬
‫جزءا مكمال للحكم‪.‬‬
‫يقيد املحكمة‪،‬‬‫الخبيرال ّ‬ ‫على حقوق الدفاع ومبدأ املواجهة‪.‬‬ ‫الفنية التي انتدب من أجلها‪ .‬واستدعاء‬ ‫يلتزم الخبيربأن ينجزاألعمال بنفسه‪.‬‬
‫وال يجوز أن يوجد تعارض بين أسباب التقريروالنتيجة‬
‫ويجب تبليغ الخصوم باملوعد قبل‬ ‫املحكمة للخبيرمن أجل مناقشته قد يكون من‬ ‫‪ 2‬تحديد مهمة الخبير‪ :‬يتولى القاض ي تحديد‬
‫التي ينتهي إليها‪ ،‬فإذا وجد تعارض فعلى املحكمة ‪-‬إذا‬ ‫ولكنها تستأنس به‪.‬‬
‫ً‬ ‫تلقاء نفسها‪ ،‬أو بطلب من الخصوم إذا رأت‬ ‫املهمة املوكلة للخبيرويبين له حدودها‪ .‬وذلك‬
‫أخذت بالنتيجة‪ -‬أن توضح أسبابا ترفع التعارض؛ وإال‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فحجية تقرير‬ ‫االجتماع بمدة ال تقل عن ‪ 7‬أيام‪ ،‬مالم‬
‫املحكمة ذلك‪ ،‬ويكون لكل خصم في الدعوى‬ ‫"خالل األيام الثالثة التالية إليداع املبلغ تدعو‬
‫ً‬
‫فإن الحكم يكون معيبا يستوجب نقضه‪.‬‬ ‫يتفق الخصوم على غيرهذه املدة‪.‬‬
‫الخبرة ليست حجة قاطعة‬ ‫مناقشة تلك النتائج‪.‬‬ ‫وفقا ملنطوق‬ ‫ً‬
‫‪ 2‬يحق للخصوم إبداء تحفظاتهم‬ ‫ً‬ ‫املحكمة الخبيروتبين له مهمته‬
‫ولكي تعتمد املحكمة على التقريركأساس الحكم‬ ‫على صحة الوقائع املثبتة‬ ‫وغالبا ما تتم املناقشة في جلسة علنية‪ ،‬إال أن‬ ‫قرارالتكليف ثم تسلم له صورة منه إلنفاذه‪.‬‬
‫فيجب أن تتو افرفيه الشروط التالية‪:‬‬ ‫ومالحظاتهم وطلباتهم على أعمال الخبير‬ ‫العمل جرى على تقديم الخصوم مذكرة مبينة‬
‫فيه‪ ،‬إذ يقبل إثبات عكسها‪.‬‬ ‫وللخبيرأن يطلع على ملف الدعوى دون أن‬
‫‪ 1‬أن يقدم التقريربشأن الدعوى التي تنظرها املحكمة‬ ‫أثناء مباشرته لعمله‪ ،‬وعلى الخبيرالرد‬ ‫أوجه اعتراضهم على تقريرالخبير‪.‬‬ ‫ينقل ً‬
‫شيئا منه إال بإذن املحكمة‪".‬‬
‫حجية تقريرالخبرة و أثره ‪ 2‬أن تكون املحكمة هي التي ندبت الخبير‪ ،‬أو أن يكون‬ ‫على التساؤالت واالنتقادات املوجهة‬ ‫‪ 2‬إعادة املهمة للخبير‪ :‬للمحكمة تلقاء نفسها‬
‫‪ 3‬تحديد الحد األقص ى إلعداد الخبيرتقريره‬
‫قد تم تعيينه من قبل أطراف الدعوى‪.‬‬ ‫ينحصرعمل الخبير‬ ‫لعمله‪ ،‬وإال تعرض تقريره للبطالن‪.‬‬ ‫أو بطلب من الخصوم أن تعيد املهمة للخبير‬
‫فيحدد القاض ي امليعاد الذي يجب على الخبير‬
‫ن‬
‫القضائي بشكل خاص على ‪ 3‬أن يكو ندب الخبيرقد حصل في مواجهة الخصوم‬ ‫‪ 3‬للخصوم الحق في االعتراض على شخص‬ ‫لسد أوجه النقص أو تالفي العيوب التي تشوب‬
‫ً‬ ‫أن يبدي رأيه فيه‪ ،‬وامليعاد الذي يجب فيه‬
‫جميعا‪ ،‬إذ ال يحتج بالتقريرفي مواجهة من لم يكن‬ ‫عمله‪ ،‬ولها أن تعهد بذلك لخبراء آخرين غيره‪.‬‬
‫الرأي الفني الذي يحتاج‬ ‫الخبيروأعماله‪ ،‬والنتائج التي يتوصل‬ ‫إيداع مصروفات الخبيروأتعابه لخزانة‬
‫خصما في الدعوى أو من اختصم بعد إيداع التقرير‬ ‫ً‬ ‫ويتمتع القاض ي بسلطة تقديرية في إعادة مهمة‬
‫القاض ي لالستعانة به‪ ،‬وال ‪ 4‬أن يتضمن التقرير ً‬ ‫إليها خالل عمله‪ ،‬وطلب البطالن إذا‬ ‫املحكمة‪ ،‬وتحديد تاريخ الجلسة التي تؤجل لها‬
‫عرضا ألوجه الدفاع الجوهرية‬ ‫الخبير‪ ،‬وله أن يرفض طلب الخصوم بإعادة‬
‫شاب أعماله سبب موجب للبطالن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫القضية للمر افعة‪ ،‬ويلتزم الخبيربهذه املواعيد‬
‫التي أبداها الخصوم‪.‬‬ ‫يجوز له الخروج عن ذلك‬ ‫كاف‬
‫املهمة إذا قدرأن ما يتضمنه التقرير ٍ‬
‫‪ 4‬للخصوم الحق في اختيارالخبير‪ ،‬وفي‬ ‫لتكوين اقتناعه والحكم في الدعوى‪ .‬والغالب‬ ‫‪ 4‬حق استبدال الخبير‪ :‬للقاض ي الحق في‬
‫إلى تقريرمسائل شرعية أو‬
‫رفض تقريرالخبير‬ ‫حالة اتفاقهم على اختيارالخبيرفعلى‬ ‫أن يأمرالقاض ي بإعادة املهمة في حاالت منها‪:‬‬ ‫استبدال الخبيرإذا قصرفي أداء واجباته‪ ،‬أو إذا‬
‫نظامية مما يختص به‬ ‫‪ 1‬إذا ّ‬ ‫وجد لديه مانع نظامي عن االستمرار في مهمته‪.‬‬
‫قد ال تقتنع املحكمة بالنتائج التي وردت بتقريرالخبير‬ ‫املحكمة إقراراتفاقهم‪.‬‬ ‫شك في حياد الخبير‪.‬‬
‫القاض ي‪ ،‬وإذا تجاوز ذلك‬ ‫تابعا للمحكمة فله خالل‬ ‫"إذا لم يكن الخبير ً‬
‫ففي هذه الحالة يكون لها أن تصدر حكمها على أساس‬ ‫‪ 5‬ألطراف النزاع طلب رد الخبيرإذا تو افر‬ ‫‪ 2‬االنتقادات املوجهة من الخصوم للتقرير‬
‫فإن ما يقرره بشأن املسائل‬ ‫أثبتت عدم جدوى التقرير‪.‬‬ ‫األيام الثالثة التالية لتسلمه صورة قرارتكليفه‬
‫مختلف عما ورد بالتقرير‪ ،‬وال إلزام على املحكمة‬ ‫سبب من األسباب النظامية للرد‪ ،‬ولهم‬
‫القانونية باطل‪.‬‬ ‫‪ 3‬إذا أغفل التقريراإلجابة عن مسائل مهمة‪.‬‬ ‫أن يطلب من املحكمة إعفاءه من أداء املهمة‬
‫بإعالن أسباب رفضها لنتائج التقرير ما دام الحكم‬ ‫طلب استبداله إذا قصرفي واجباته‪.‬‬ ‫التي كلف بها‪ ،‬وفي هذه الحالة تعين املحكمة‬
‫فللمحكمة أن تو افق على‬ ‫‪ 4‬إذا استجدت ظروف جديدة في إيداع‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫قائما على أسباب سائغة‪ ،‬وإال فإنها تلتزم بالتسبيب‪.‬‬ ‫‪ 6‬ألطراف النزاع الحق في إقامة دعوى‬
‫التقريرتكون مرتبطة بالوقائع األولى‪.‬‬ ‫خبيرا آخربدال عنه‪ ".‬ولها أن تطلب منه ّرد‬
‫ً‬
‫مسببا إذا حددت املحكمة أن في الدعوى‬ ‫ً‬ ‫ويعد الحكم‬ ‫تقريرالخبيرأو ترفضه‪ ،‬أو‬ ‫املسؤولية على الخبيرإذا ارتكب خطأ‬ ‫املصروفات التي قدمت له دون نتيجة‪.‬‬
‫ويتمتع القاض ي بسلطة تقديرية‪ ،‬فله أن يأخذ‬
‫عناصرأخرى كافية إلصدارالحكم تخالف ما ورد في‬ ‫تستقي معلوماتها من أي‬ ‫تسبب بضرر ألحدهم وتحققت عالقة‬ ‫بنتائج التقريرالجديد بعد إعادته‪ ،‬أو أن يرجع‬ ‫وللقاض ي توقيع عقوبة تأديبية على الخبير‬
‫تقريرالخبير‪ ،‬على أساس االقناع وجود قرائن ونحوها‬ ‫مصدرآخر‪.‬‬ ‫السببية بينهما‪.‬‬ ‫للتقريرالسابق‪ .‬والعكس صحيح‪.‬‬ ‫التابع للمحكمة إذا وجد موجب لذلك‪.‬‬
‫ص‪ | 250-239 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل السادس‬ ‫دور الخبرة واملعاينة في اإلثبات‬ ‫يحق للخصوم الطعن على نتيجة تقريرالخبيراملعين‬
‫من القاض ي‪ ،‬ومقتضيات البطالن إما بسبب تخلف‬
‫دور املعاينة في اإلثبات‬ ‫الطعن في تقريرالخبرة‬ ‫أو تعيب املقتضيات املوضوعية‪ ،‬أو الشكلية‪.‬‬

‫الدعوى املستعجلة بطلب املعاينة‬ ‫إجراءات املعاينة‬ ‫أثربطالن عمل الخبرة‬ ‫تخلف أو تعيب املقتضيات الشكلية‬ ‫تخلف أو تعيب املقتضيات املوضوعية‬
‫أجازاملنظم لصاحب املصلحة في إثبات معالم‬ ‫املعاينة‪ :‬مشاهدة القاض ي للش يء محل النزاع‬ ‫البطالن‪ :‬وصف يلحق بالعمل اإلجرائي نتيجة يترتب على الحكم ببطالن أعمال‬ ‫يقصد بالبطالن لعيب موضوعي‪ :‬البطالن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و اقعة معينة قد تكون محال للنزاع مستقبال أن‬ ‫مخالفته لنموذجه النظامي‪ ،‬يؤدي إلى عدم إنتاج الخبرة بطالن األعمال الالحقة له ليتبين بنفسه حقيقة األمر‪ ،‬تتم املعاينة عن طريق‬ ‫لعيب يتصل بمقتضيات الصحة‬
‫يحرر دعوى مستعجلة يطلب فيها إثبات الحالة‬ ‫رؤية القاض ي ملوضوع النزاع‪ ،‬ويتطلب ذلك عادة‬ ‫إذا كانت مبنية على اإلجراء‬ ‫ً‬
‫صحيحا‪.‬‬ ‫اآلثارالتي يرتبها هذا اإلجراء ولو كان‬ ‫املوضوعية بشخص القائم بالعمل‬
‫واملعاينة‪ ،‬ويجب لذلك تو افرشروط الدعوى‬ ‫انتقال القاض ي أو أعوانه ملعاينة األمر‪ ،‬وقد يتم‬ ‫مبنية‬ ‫تكن‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫أما‬ ‫الباطل‪،‬‬ ‫وعناصرالبطالن هي‪ :‬العيب املخالف للنظام‪،‬‬ ‫واإلرادة واملحل ‪-‬أي لعيوب غيرشكلية‪.-‬‬
‫املستعجلة (االستعجال – عدم املساس بأصل‬ ‫وعدم ترتب اآلثارالنظامية بسبب هذا العيب‪ .‬عليه أو كانت إجراءات سابقة فال ذلك في مقراملحكمة إن أمكن نقل الش يء املعاين‪.‬‬
‫الحق) وتخضع هذه الدعوى لقواعد الدعوى‬ ‫‪ 1‬شخص القائم بالعمل "الخبير"‪:‬‬
‫وللمحكمة أن تقرر من تلقاء نفسها‪ ،‬أو بناء على‬ ‫يترتب عليها البطالن‪.‬‬ ‫وأساس نظرية البطالن في النظام السعودي تقوم‬ ‫ً‬
‫املستعجلة بحيث يكون طلب املعاينة بصحيفة‪،‬‬ ‫تبين للقاض ي بطالن تقرير‬ ‫إذا ّ‬ ‫صالحا للقيام‬ ‫يلزم أن يكون الخبير‬
‫طلب أحد الخصوم إجراء املعاينة‪ .‬فهي رخصة‬ ‫على فكرة عدم تحقق الغاية من اإلجراء‪ ،‬فقد‬
‫ّ‬
‫ويتعين على املدعي أن يراعي قواعد االختصاص‬ ‫قانونية للقاض ي‪ ،‬ال يلزم بها إذا وجد في أوراق‬ ‫ربط املنظم شكل اإلجراء بالغاية منه‪ ،‬فإذا وجد الخبيرفعليه أن ينتدب خبيرآخر‬ ‫بالعمل املنوط به أداؤه‪ ،‬بحيث تتو افر‬
‫النوعي واملكاني‪ ،‬وشروط قبول الدعوى‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ى‬
‫للقيام بذات املهمة؛ ألن استعانة الدعو ما يكفي القتناعه بالفصل دو املعاينة‪.‬‬ ‫عيب إجرائي ولكن تحققت الغاية منه‪ ،‬فال‬ ‫فيه الشروط النظامية‪ ،‬كشرط الجنسية‬
‫كاملصلحة والصفة واألهلية‪ ،‬وذلك بالقدراملقرر‬ ‫يحكم القاض ي بالبطالن طاملا تحققت الغاية من القاض ي بخبيراعتراف ضمني منه • فللمحكمة االنتقال ملعاينة الش يء املتنازع فيه‪،‬‬ ‫السعودية ‪-‬ما لم ينص النظام خالفه‪-‬‬
‫للدعوى املستعجلة‪.‬‬ ‫أو ندب أحد أعضائها‪ ،‬أو استخالف املحكمة التي‬ ‫بنقص معرفته في املجال الفني‪.‬‬ ‫ويفرق بين حالتين‪( :‬أمثلة ‪)244-243‬‬ ‫اإلجراء‪ّ ،‬‬ ‫مقيدا في سجل‬ ‫وأن يكون اسمه ً‬
‫ويجوز للمحكمة أن تأخذ من‬
‫يقع الش يء في نطاق اختصاصها‪ ،‬ويحرر محضر التمييزبين املعاينة والخبرة في مجال اإلثبات‬ ‫‪ 1‬إذا نص النظام على البطالن‪ :‬فعلى من يتمسك‬ ‫املعتمدين لدى املحكمة‪ ،‬وأن يكون‬
‫بنتيجة املعاينة‪ ،‬يوقعه املعاين والكاتب ومن حضر‬ ‫معلومات‬ ‫الباطلة‬ ‫الخبرة‬ ‫بالبطالن أن يثبت وجود عيب شكلي ‪-‬بافتراض أن‬ ‫حسن السيرة والسلوك‪ ،‬غيرمحكوم عليه‬
‫تعد املعاينة وكذلك الخبرة من وسائل اإلثبات‬ ‫من الخبراء والشهود والخصوم‪ ،‬ويثبت في الضبط‪.‬‬ ‫لالسترشاد بها إذا وجدت معها‬ ‫ّ‬
‫الغاية لم تحقق‪ -‬ويمكن للخصم اآلخرأن يثبت‬ ‫بحد شرعي‪ ،‬أو في جريمة مخلة بالشرف‬
‫النظامية‪ ،‬إال أنها تتميزعن بعضها فيما يلي‪:‬‬ ‫عناصرأخرى في القضية‪ ،‬ولكن ال • إذا تم إجراء املعاينة‪ ،‬وتمسك بها أحد الخصوم‬ ‫تحقق الغاية من اإلجراء‪ ،‬فال يحكم ببطالنه‪.‬‬
‫‪ 1‬للقاض ي ناظرالدعوى أن يتولى إجراءات‬ ‫ً‬
‫دليال ً‬ ‫ً‬ ‫واألمانة‪ ،‬مالم يرد إليه اعتباره‪.‬‬
‫قائما في الدعوى‪ ،‬فإذا قضت‬ ‫اعتبرت‬ ‫يجوز لها أن تتخذ من الخبرة‬ ‫ونظرا لكون توجيه الخبيرالدعوة للخصوم إجراء‬
‫املعاينة بنفسه‪ ،‬بينما ال يستطيع أن يتولى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شكلي غايته تمكين الخصوم من إبداء أقوالهم في الباطلة أساسا وحيدا لحكمها‪،‬‬ ‫‪ 2‬إرادة القيام بالعمل اإلجرائي‪:‬‬
‫املحكمة ضده دون أن تتحدث عنها كان حكمها‬ ‫ً‬
‫أعمال الخبرة الفنية؛ لوجوب القيام بها من‬ ‫ً‬
‫دليال ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫فالعمل اإلجرائي يكون باطال إذا صدر‬
‫قائما في‬ ‫معيبا‪ .‬فكل ما يثبت في املعاينة يعد‬ ‫وإال كان الحكم باطال‪.‬‬ ‫أعماله‪ ،‬فإن دفع أحد الخصوم ببطالن أعمال‬
‫مختصين‪.‬‬ ‫الدعوى يجب على املحكمة أن تقول كلمتها فيه‬ ‫ً‬ ‫الخبرة لعدم توجيه الدعوة له يكون‬ ‫من شخص غيرمميزأو سكران أو هازل‪،‬‬
‫ير‬ ‫الخب‬ ‫تقرير‬ ‫على‬ ‫الطعن‬ ‫كيفية‬ ‫صحيحا‪،‬‬
‫‪ 2‬تكون املعاينة في املسائل البسيطة‪ ،‬بينما‬ ‫ً‬
‫خاصة إذا كان النزاع متعلقا باملعاينة‪ .‬ويجوز‬ ‫ً‬
‫صحيحا إذا كان قد حضر‬ ‫بينما ال يكون دفعه‬ ‫إذ يجب تو افراألهلية الكاملة لدى القائم‬
‫تتعلق أعمال الخبرة بمسائل فنية أو دقيقة‪.‬‬ ‫للقاض ي األمربالتحفظ على الش يء محل املعاينة‪،‬‬ ‫حق‬ ‫هو‬ ‫الخبير‬ ‫تقرير‬ ‫على‬ ‫الطعن‬ ‫أمام الخبيررغم عدم توجيه الدعوة‪ ،‬فإن فعل‬ ‫بعمل الخبرة‪.‬‬
‫‪ 3‬يمكن للمحكمة طلب إحضارالش يء محل‬ ‫أو تعيين حارس عليه‪.‬‬ ‫أسبابه‪،‬‬ ‫افرت‬ ‫تو‬ ‫ما‬ ‫متى‬ ‫ي‬ ‫للقاض‬ ‫فللخصم اآلخرأن يدفع بتحقق الغاية من اإلجراء‪.‬‬ ‫‪ 3‬محل العمل اإلجرائي‪:‬‬
‫املعاينة إلى مقراملحكمة‪ ،‬بينما تستلزم أعمال‬ ‫وال يخل بصحة إجراء املعاينة عدم حضور أحد‬ ‫كما أنه حق للخصوم تمارسه‬ ‫ويبطل كل عمل إجرائي متعلق بالخبرة إذا كانت‬ ‫يقصد به‪ :‬الش يء الذي يرد عليه العمل‪.‬‬
‫الخبرة ‪-‬بطبيعتها‪ -‬انتقال الخبيربنفسه إلى‬ ‫الخصوم‪ ،‬متى تم تبليغهم بذلك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تحت إشراف القاض ي ناظر‬ ‫بالنظام‬ ‫املخالفة متعلقة بإجراء جوهري أو متعلق‬ ‫موجودا ومعينا أو قابال‬ ‫ً‬ ‫فيجب أن يكون‬
‫مكان الش يء‪.‬‬ ‫ً‬
‫االستعانة بالخبرة والشهادة في املعاينة‬ ‫العام‪ ،‬حتى ولو لم يوجد بها نص صريح‪ ،‬ويجب الدعوى‪ ،‬على أن الرأي الفاصل في‬ ‫للتعيين‪ ،‬وأن يكون قابال للتعامل فيه‪.‬‬
‫مدى جدية الطعن وتحققه يرجع‬ ‫إثبات وقوع ضرر في هذه الحالة‪ .‬مثل‪ :‬تجاوز‬ ‫تخلف أو ّ‬ ‫ّ‬
‫األصل أن تكون املعاينة في املسائل البسيطة التي ال تحتاج إلى نواحي فنية‪،‬‬ ‫تعيب أحد‬ ‫ويترتب البطالن على‬
‫الخبيرحدود مهمته‪ ،‬أو منع الخصم من الحضور‪.‬‬
‫للمحكمة‪.‬‬ ‫هذه املقتضيات املوضوعية‪ ،‬ولو لم يكن‬
‫بحيث تتم بمعرفة القاض ي‪ ،‬إال أنه إذا كان محل املعاينة من املسائل التي‬ ‫وإذا لحق عمل إجرائي عيب فيجوز تصحيحه‬
‫تحتاج كفاءة فنية متخصصة وعالية التقنية فيتم االستعانة بخبير‪.‬‬ ‫بتكملة العمل‪ ،‬أو بالنزول عن التمسك بالبطالن‪.‬‬ ‫هناك نص صريح بالبطالن‪ ،‬وال يشترط‬
‫يدون باملعاينة محضريوقعه املعاين والكتاب والخبراء والشهود‬ ‫ويجب أن ّ‬ ‫‪ 2‬حالة عدم وجود نص بالبطالن‪ :‬فإن معيار‬ ‫أن يترتب على املخالفة ضرر للحكم‬
‫والخصوم‪ ،‬فإذا رفض أحدهم التوقيع يثبت رفضه في املحضرنفسه‪.‬‬ ‫تحقق الغاية يخضع لتقديرالقاض ي‪.‬‬ ‫بالبطالن‪( .‬أمثلة ص‪)241‬‬
‫ص‪ | 264-251 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل السابع‬ ‫اإلثبات اإللكتروني‬
‫صدرنظام التعامالت اإللكترونية‬
‫حجية صور املحررات اإللكترونية‬ ‫حجية املحررات اإللكترونية‬ ‫مخاطراإلثبات اإللكتروني‬ ‫ً‬
‫مسايرا للتطورات التي طرأت على‬
‫يستقرالقضاء على أن الصورة أو املستخرج يعتد بها على سبيل‬ ‫•‬ ‫املحرر اإللكتروني‪ :‬رسالة بيانات تتضمن معلومات تنشأ أو تدمج أو‬ ‫تتمثل مخاطراإلثبات اإللكتروني في احتمال الخطأ‬ ‫وسائل التعبيرعن اإلرادة‬
‫كليا أو ً‬
‫جزئيا بوسيلة إلكترونية أو رقمية‬ ‫تخزن أو ترسل أو تستقبل ً‬ ‫البشري أو الفني في إدخال البيانات‪ ،‬أو تصميم البرنامج أو‬
‫االستئناس في مجال اإلثبات الحر‪ ،‬أي بالنسبة للمعامالت‬ ‫واملتمثلة في األسلوب اإللكتروني‬
‫التجارية واملدنية التي ال يتطلب فيها النظام الكتابة لإلثبات‪.‬‬ ‫أو ضوئية أو أية وسيلة أخرى مشابهة‪.‬‬ ‫نقل املعلومات‪ ،‬أو حدوث أعطال تهدد سالمة تخزين‬ ‫خاصة في مجال معامالت التجارة‬
‫فيعتمد القاض ي عليها كدليل إذا اقترنت بأدلة أخرى‪ ،‬أما‬ ‫وقد اعترف املنظم السعودي بحجية املحرر اإللكتروني بشرطين‪:‬‬ ‫البيانات‪ ،‬ومن أهم هذه املخاطرالتدليس والغش‬ ‫اإللكترونية‪ .‬ويعد استخدام طرق‬
‫الصورة وحدها فهي مجرد قرينة بسيطة أو دليل ناقص‪.‬‬ ‫‪ 1‬حفظ املحرر اإللكتروني بطريقة تضمن سالمته‪ ،‬وتدل على‬ ‫والقرصنة‪ ،‬حيث يمكن اختراق البيانات والتالعب بها‪.‬‬ ‫التقنية الحديثة أحد وسائل‬
‫أما في حاالت وجوب اإلثبات بالكتابة الرسمية أو العرفية فال‬ ‫•‬ ‫مصداقيته وصالحيته ملدة طويلة دون تلف أو تعديل ملحتوه‪.‬‬ ‫• سبل تأمين األسلوب اإللكتروني في اإلثبات‪:‬‬ ‫اإلثبات املعترف بها كبديل عن‬
‫تصلح الصورة بدون األصل؛ لخلوها من التوقيع األصلي‬ ‫‪ 2‬تحديد هوية الشخص املنسوب إليه املحرر بصورة قاطعة‪،‬‬ ‫‪ 1‬حفظ السجل اإللكتروني بالشكل الذي أنش ئ أو أرسل‬ ‫الكتابة خاصة في مجال املسائل‬
‫وذلك عن طريق التوقيع اإللكتروني ً‬
‫غالبا‪.‬‬ ‫أو تسلم به‪ ،‬أو بشكل يمكن من إثبات أن محتواه‬ ‫التجارية واملعامالت املصرفية‪.‬‬
‫للمنسوب إليه‪ ،‬إال أنها قد تصلح كمبدأ ثبوت بالكتابة‪.‬‬
‫ويمكن اعتبارمستخرجات التقنية (املستندات واألوراق‬ ‫•‬ ‫• ويلزم كقاعدة عامة‪ ،‬ارتباط التوقيع باملوقع وحده دون غيره حتى‬ ‫مطابق للمحتوى الذي أنش ئ أو أرسل أو تسلمه به‪.‬‬ ‫• أهمية اإلثبات اإللكتروني‬
‫تقوم الصلة بين التوقيع ومضمون املحرر املنسوب للموقع‪ ،‬حتى‬ ‫‪ 2‬بقاء السجل اإللكتروني محفوظا على نحو يتيح‬ ‫تبدو أهمية استخدام وسائل‬
‫املستخرجة من الحاسب اآللي) بمثابة أصل طاملا لم يثرالشك‬
‫ّ‬ ‫استخدامه والرجوع إليه الحقا‪.‬‬ ‫اإلثبات اإللكتروني في مجال‬
‫حول حجيتها‪ ،‬وتتمتع الصور بحجية في اإلثبات طاملا كانت‬ ‫يلتزم املوقع بمضمون ما وقع عليه‪.‬‬
‫‪ 3‬أن تحفظ مع السجل اإللكتروني املعلومات التي تمكن‬ ‫املعامالت التجارية التي تقوم على‬
‫مطابقة لألصل في الشكل واملضمون‪ ،‬وتتمتع بصفة الثبات‪.‬‬ ‫• فإذا خلت املحررات اإللكترونية من التوقيع فيمكن اعتبارها‬
‫مبدأ ثبوت بالكتابة‪ ،‬ولكن يلزم العتباره كذلك أن يكون صادراً‬ ‫من معرفة املنش ئ واملرسل إليه‪ ،‬وتاريخ إرسالها‬ ‫مبدأ حرية اإلثبات‪ ،‬وبموجب‬
‫تكمن الصعوبة في املحرر اإللكتروني إذ يعد استخراج كل‬ ‫•‬
‫نظام التعامالت اإللكترونية‬
‫نسخة منه بمثابة صورة لألصل املوجود للجهاز‪ ،‬وفي هذه‬ ‫من الخصم املراد االحتجاج باملحرر عليه‪ ،‬وأن تكون العبارات‬ ‫وتسلمها ووقتهما‪.‬‬
‫أصبح كل من املحرر والتوقيع‬
‫الحالة يجب التأكد من ضمان سالمة األصل‪.‬‬ ‫واملعلومات الواردة باملحرر من شأنها أن تجعل الحق املدعى به‬
‫الكتابة اإللكترونية والتقليدية‬ ‫اإللكتروني يحظى بذات حجية‬
‫ويمكن احتفاظ كل طرف بصورة مطابقة لألخرى‪ ،‬ومعتمدة‬ ‫•‬ ‫قريب االحتمال‪ .‬مثل‪ :‬رسائل البريد اإللكتروني‪ ،‬يمكن االعتداد‬ ‫املحرر والتوقيع العادي‪.‬‬
‫مما يضمن املقارنة ويكشف أي تعديل‪.‬‬ ‫بها كوسيلة لإلثبات ولو لم تحمل توقيع صاحبها‪.‬‬ ‫الكتابة اإللكترونية‪ :‬كل حروف أو أرقام أو رموز أو أي‬
‫فقد نص نظام التعامالت‬
‫ويمكن تأكيد حجية املحررات اإللكترونية عن طريق اتفاق‬ ‫•‬ ‫• ألطراف التعامل الحق في االتفاق املسبق على تنظيم أسلوب‬ ‫عالمات أخرى تثبت على دعامة إلكترونية أو رقمية أو‬
‫ً‬ ‫اإللكترونية‪ " :‬يعد كل من‬
‫األطراف على ذلك‪ ،‬ووضع الشروط والضوابط الالزمة في هذا‬ ‫وطريقة اإلثبات‪ ،‬لذا يلجأ املتعاملون عادة إلى الشروط‬ ‫ضوئية أو أية وسيلة مشابهة‪ ،‬وتعطي داللة قابلة لإلدراك‪.‬‬ ‫التعامل اإللكتروني والتوقيع‬
‫ً‬
‫ضمنيا‪.‬‬ ‫ً‬
‫صريحا أو‬ ‫ً‬
‫صحيحا سواء كان‬ ‫املجال‪ ،‬ويعد االتفاق‬ ‫االتفاقية املسبقة لتنظيم إثبات الحقوق املتبادلة مع عمالئهم‬ ‫• تختلف الكتابة اإللكترونية عن الكتابة التقليدية في‪:‬‬ ‫اإللكتروني والسجل اإللكتروني‬
‫عند حدوث نزاع‪ ،‬وتبدو أهمية هذا االتفاق في الدول التي تخلو‬ ‫‪ 1‬تتميزالكتابة العادية بطابعها املادي امللموس‪ ،‬بحيث‬ ‫حجة يعتد بها في التعامالت وأن‬
‫أثر استخدام الوسائل التكنلوجية على مبادئ اإلثبات‪:‬‬
‫قوانينها من نصوص على حجية املحررات اإللكترونية‪.‬‬ ‫يسهل قراءتها بالعين املجردة‪ ،‬بينما الكتابة اإللكترونية‬ ‫كال منها على أصله (لم يتغيرمنذ‬
‫‪ 1‬عبء اإلثبات‪ :‬يظل عبء اإلثبات على عاتق املدعي‪ ،‬واألصل هو‬ ‫تكون مسجلة على دعامة مغناطيسية وال يمكن قراءتها‬
‫ً‬ ‫بحيث يتفق املتعاملون بينهم على إضفاء حجية على املحررات‬ ‫إنشائه) ما لم يظهرخالف ذلك‪".‬‬
‫سالمة املحرر طبقا للوضع الظاهر‪ ،‬وعلى من يشكك في صحته‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫أو االطالع عليها إال بعرضها على شاشة الحاسب‪ ،‬أو‬
‫اإللكترونية التي يتم التعامل بها فيما بينهم واعتبارها دليال كامال‬ ‫وصالحية األسلوب اإللكتروني‬
‫إثبات ذلك‪ ،‬فيفترض صحة املحرر والتوقيع اإللكتروني من‬ ‫طباعتها على ورق‪.‬‬
‫مما يسلب القاض ي السلطة التقديرية في تقديرحجيتها‪.‬‬ ‫كوسيلة إثبات ال تخلو من‬
‫حيث ظاهرها لتأكيد الثقة فيها‪ ،‬إلى أن يثبت العكس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 2‬تتميزالكتابة العادية بصفة الدوام والثبات‪ ،‬بحيث‬ ‫صعوبات ترجع إلى النصوص‬
‫ً‬ ‫صحيحا بشرط صحة أحكامه‪ ،‬وعدم مخالفته‬ ‫• يعد هذا االتفاق‬
‫‪ 2‬عدم جوازاصطناع الخصم دليال لنفسه‪ :‬القاعدة أن لكل‬ ‫يسهل كشف أي تزويرفيها بالكشط أو املحو أو الحشر‬ ‫النظامية التي تشترط الكتابة أو‬
‫للنظام العام‪ ،‬أو املساس بحق الشخص في إثبات عكس ما ورد‬
‫خصم الحق في إثبات دعواه‪ ،‬وذلك بإقامة الدليل على ما‬ ‫ونحوه‪ ،‬بينما تفقد الكتابة اإللكترونية هذه امليزة؛ ألنها‬ ‫شهادة الشهود لصحة انعقاد‬
‫باملحرر اإللكتروني‪ ،‬أو الطعن بعدم صحته‪.‬‬
‫يدعيه‪ ،‬إال أنه ال يجوز له أن يصطنع دليل إثبات لنفسه‪.‬‬ ‫قابلة للمحو والتعديل والتلف دون ترك أثرملحوظ‪.‬‬ ‫تصرف معين‪.‬‬
‫ص‪ | 271-265 :‬الباب الثاني‪ :‬الفصل السابع‬ ‫دور التوقيع اإللكتروني في اإلثبات‬
‫موقف املنظم السعودي‬ ‫حجية التوقيع اإللكتروني‬ ‫صور التوقيع اإللكتروني‬ ‫تعريف التوقيع اإللكتروني‬
‫يعرف نظام التعامالت اإللكترونية التوقيع‬ ‫توالت األنظمة والقوانين املقارنة في تبني اإلثبات‬ ‫تتنوع صور التوقيع اإللكتروني بحسب الطريقة أو األسلوب‬ ‫التوقيع اإللكتروني‪ :‬كل ما يوضع على‬
‫اإللكتروني بأنه‪" :‬بيانات إلكترونية مدرجة في‬ ‫بوسائل التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬وإضفاء الحجية‬ ‫الذي يتم به‪ ،‬ومن أهم الصور املعروفة‪:‬‬ ‫محرر إلكتروني ويتخذ شكل حروف أو‬
‫تعامل إلكتروني أو مضافة إليه أو مرتبطة به‬ ‫على املحرر والتوقيع اإللكتروني بشرط مراعاة‬ ‫‪ 1‬التوقيع الرقمي‪ :‬في هذا النوع من التوقيع يتم تحويل‬ ‫أرقام أو رموز أو إشارات أو غيرها‪،‬‬
‫منطقيا تستخدم إلثبات هوية املوقع ومو افقته‬ ‫ّ‬
‫املواصفات واملقتضيات التي تضمن هوية املوقع‬ ‫املحرر والتوقيع إلى معادلة رياضية عن طريق العمليات‬ ‫ويكون له طابع منفرد يسمح بتحديد‬
‫على التعامل اإللكتروني واكتشاف أي تعديل يطرأ‬
‫والتزامه بمضمون املحرر املرتبط به‪ ،‬وتمكينه من‬ ‫الحسابية واللوغاريتمات الرياضية‪ ،‬ويتم التشفير‬ ‫شخصية املوقع‪ ،‬ويميزه عن غيره‪.‬‬
‫على هذا التعامل بعد التوقيع عليه‪".‬‬ ‫بمفتاحين‪ :‬األول عام يكون ً‬
‫االحتفاظ بتوقيعه والسيطرة عليه بشكل حصري‪.‬‬ ‫متاحا للمتعاقد اآلخر‪ ،‬وكل‬ ‫ويختلف التوقيع اإللكتروني عن‬
‫وقد عبراملنظم السعودي عن اعتر افه بحجية‬
‫ً‬ ‫يستمد التوقيع اإللكتروني حجيته في الدولة‬ ‫•‬ ‫من يرغب في قراءة الرسالة عبراالنترنت‪ ،‬والثاني خاص‬ ‫التوقيع العادي‪:‬‬
‫التوقيع اإللكتروني وقبوله دليال في اإلثبات في‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫يحتفظ به صاحب التوقيع على وجه السرية‪.‬‬ ‫• فالتوقيع التقليدي نتاج حركة يد‬
‫نظام التعامالت اإللكترونية وفقا ملا يلي‪:‬‬ ‫من القانون الصادرفيها وطبقا للضوابط‬
‫• يقبل التعامل اإللكتروني أو التوقيع اإللكتروني‬ ‫واإلجراءات التي يحددها هذا القانون‪.‬‬ ‫‪ 2‬التوقيع باستخدام الرقم السري والبطاقة املمغنطة‪ :‬يعد‬ ‫املوقع في صورة إمضاء أو ختم أو‬
‫دليال في اإلثبات إذا استوفى الشروط‬ ‫أما بالنسبة للدول التي تخلو قوانينها من أي‬ ‫•‬ ‫هذا النموذج املعتمد لدى البنوك ومؤسسات االئتمان‪،‬‬ ‫بصمة‪ ،‬عبروسيط مادي ً‬
‫غالبا ما‬
‫نظاما‪ ،‬والتي تضمن‬‫والضوابط املحددة ً‬
‫تنظيم للتوقيع اإللكتروني فإن حجيته تستمد‬ ‫حيث تصدربطاقات لعمالئها تمكنهم من سحب النقود‬ ‫يكون دعامة ورقية‪.‬‬
‫تحديد هوية املنش ئ وسالمة املعلومات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من أجهزة الصراف اآللي عن طريق إدخال البطاقة والرقم‬ ‫• أما التوقيع اإللكتروني فيتم عبر‬
‫تأسيسا‬ ‫من اتفاق األطراف املسبق على ذلك‪،‬‬
‫• يجوز قبول التعامل اإللكتروني أو التوقيع‬
‫على مبدأ صالحية االتفاقيات املعدلة لقواعد‬ ‫السري‪ ،‬ويتم استخدامها كذلك لسداد ثمن السلع‬ ‫وسيط إلكتروني من خالل أجهزة‬
‫اإللكتروني قرينة في اإلثبات‪ ،‬حتى وإن لم‬
‫اإلثبات املوضوعية‪.‬‬ ‫والخدمات من خالل األجهزة املخصصة لدى املحالت‪.‬‬ ‫الحاسب اآللي واإلنترنت أو على‬
‫يستوف تسجيله الشروط الالزمة‪.‬‬
‫• يعد كل من التعامل اإللكتروني والتوقيع‬ ‫أما في حالة عدم وجود اتفاق فال يجوز اإلثبات‬ ‫•‬ ‫‪ 3‬التوقيع باملاسح الضوئي‪ :‬في هذه الصورة يتم تحويل‬ ‫أسطوانة‪.‬‬
‫اإللكتروني والسجل اإللكتروني حجة يعتد بها‬ ‫بالوسائل اإللكترونية إال في الحاالت التي يقبل‬ ‫التوقيع اليدوي إلى توقيع إلكتروني عن طريق التصوير‬ ‫ولكن هذا الفارق الجوهري ال يحول‬
‫في التعامالت وأن كال منها على أصله (لم يتغير‬ ‫فيها اإلثبات بغيرالكتابة‪ .‬وفي كل الحاالت‪،‬‬ ‫باملساح الضوئي ثم نقل الصورة إلى املحرر أو امللف املراد‬ ‫دون اتفاقهما من حيث الوظيفة‬
‫منذ إنشائه) ما لم يظهرخالف ذلك‪ ،‬وعلى من‬ ‫يجوز للقاض ي ناظرالدعوى أن يستخلص‬ ‫التوقيع عليه‪ ،‬ويتم ذلك عبرشبكة االتصال اإللكتروني‪.‬‬ ‫والهدف‪ ،‬وهو تمييزشخصية صاحب‬
‫يدعي خالف ذلك إثباته‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مبدأ ثبوت بالكتابة من املحرر أو التوقيع‬ ‫‪ 4‬التوقيع باستخدام الخواص الذاتية الجسمانية‪ :‬فيتم‬ ‫التوقيع وهويته‪ ،‬والتيقن من صدوره‬
‫• يراعى عند تقديرحجية التعامل اإللكتروني‬ ‫استخدام أعضاء الجسم أو الحواس للداللة على صحة‬ ‫عنه‪ ،‬والتعبيرعن إرادته في قبول‬
‫اإللكتروني‪ ،‬فيجوز للخصم التمسك بهذا‬
‫مدى الثقة فيما يلي‪:‬‬ ‫ّ‬
‫املبدأ وتكملته وتعزيزه بالبينة والقرائن‪.‬‬ ‫التوقيع‪ ،‬مثل بصمة اإلصبع‪ ،‬ومسح شبكة العين‪ ،‬ونبرة‬ ‫االلتزام بالتصرف القانوني املوقع‬
‫‪ 1‬الطريقة التي استخدمت في إنشاء السجل‬ ‫ً‬
‫وغالبا ما يتم تشفيرالصورة ملنع أي استخدام‬ ‫الصوت‪،‬‬ ‫عليه‪.‬‬
‫اإللكتروني‪ ،‬وإمكان التعديل عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 2‬الطريقة التي استخدمت في املحافظة على‬ ‫غيرمشروع لها‪ .‬وتعد هذه الصورة األكثرأمانا‪.‬‬
‫سالمة املعلومات‪.‬‬
‫‪ 3‬الطريقة التي حددت بها شخصية املنش ئ‪.‬‬
‫تم بحمد هللا‪.‬‬

‫للحصول على المزيد من مراجعات المقررات القانونية‪Lawgeekery.com :‬‬

You might also like