Professional Documents
Culture Documents
تعتبر مهنة المحاماة من أهم المهن الحرة فهي تعد من الركائز األساسية التي تقوم عليها العدالة
تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة فهي من أشرف المهن التي من شأنها أن تحقق األمن وتعيد
الحقوق ألصحابها وتساعد في نشر العدل بين الناس إذ تعمل على مساعدة القضاء أيضا في إبراز
الحقائق حتى تأخذ األحكام بالقرارا ت القضائية بإقرار الحق في تجسيد العدالة.
تحتل مهنة المحاماة مكانة وأهمية بالغة في دول العالم ،فهي مهنة من المهن النبيلة تحمل
رسالة سامية لها مكانتها في المجتمع وأيضا في النظام القانوني ألي دولة حيث تساهم بشكل كبير في
إرساء العدل واإلنصاف بين األفراد.
حقا أصبحت مهنة المحاماة ذات مكانة اجتماعية مرموقة ،فهي من أقدم المهن لما تحمله من
أهداف وأغراض المتمثلة في الدفاع عن الضعيف ،كما أنها من أشق المهن المعروفة كونها الٕ نما
ينطلق تعاملها مع كافة نواحي الحياة في مختلف مي تقتصر على إجادة القانون و ادانها والبد لممتهن
مهنة المحاماة أن يكون جديرا فهو صاحب فكر مميز فدوره مهم في إقامة العدل والدفاع عن الخصوم
فيبين الحقوق و يقدم المشورة القانونية فه و الرجل األقدر على التعبير عن وجهة نظر موكله وذلك من
خالل دعمه باألدلة والحجج ،حيث ساهم التطور االقتصادي واالجتماعي في تعزيز دور المحامي
خاصة في العقود الصناعية والتجارية إذ أصبح المحامي أمر ضروري عند إبرام العقود حتى يتمكن
المتعاقدين تجنب األخطاء التي تؤدي إلى النزاعات أثناء تنفذه هذه العقود.
اهتمت جميع دول العالم بتنظيم مهنة المحاماة ،نظرا للدور الجليل الذي تلعبه في تحقيق العدالة
والتأثير البالغ في الحياة القضائية فمهنة المحاماة هي محل األمانة ومنبع األخالق فهي تسعى للوصول
إلى الحقيقة لتحقيق األمن واالستقرار في المجتمع.
كما ان مهنة المحاماة تعتبر من اشق المهن المعروفة كونها ال تقتصر على اجادة القانون وانما
ينطلق تعاملها مع كافة نواحي الحياة على مختلف اصعدتها وميادنها و ال بد لممتهن مهنة المحاماة ان
يكون جديرا بها قادرا عليها مدركا لعظم قدرتها و مسؤوليتها ،فمهنة المحاماة هي محل االمانة
فالمحامي هو رجل القانون الذي يدافع عن موكليه و رعاية شؤنهم اذ يلتزم بالقيام باالعمال الموكل بها
بكل كفاءة و اخالص ،فدوره يكون اسمى بسمو المهمة التي يؤديها وهي تحقيق العدالة باعتبار العدالة
هي اخالق سامية بمقتضى الهدف التي ترمي الى تحقيقه وبالفعل تنظيم مهنة المحاماة مهمة المحامي
تحقيق رسالة العدالة .
عرفت مهنة المحاماة في الجزائر تطور هام و كبير ،فقد كانت قبل االحتالل الفرنسي غير
معروفة ،لكن بعد استعادة السيادة الوطنية تم تكريس العمل بنظام المحاماة الفرنسية ثم نظم المشرع
تنظيم مهنة المحاماة ذلك من خالل صدور القانون 07-13المؤرخ في 29/10/2013المنظم لمهنة
المحاماة باعتباره التشريع األخير الذي يتضمن قواعد منظمة ومسيرة لمنظمات المحامين لرفع ()1من
المستوى التكويني والتأهيل ي للمحامي ،حيث بصدور القانون الجديد الذي تضمن تعديالت جذرية
مست مختلف جوانبه التي ترمي الى رفع من المستوى التكوينى و المهني للمحامي و تعزير حقوق
دفاع المتقاضين كذلك من اجل توحيد تكوينهم عبر كامل التراب الوطني ويبقى سلك المحامين بفضل
مثابراته و تقدمه المتواصل من أهم األسالك القضائية المحترمة في الوطن.
هذا نركز بحثنا في هذا الموضوع على مهنة المحاماة و تنظميها الهيكلي حيث أن القانون الجديد
واجهته تحديات المتمثلة في عدم إنشاء مدراس الجهوية مخصص لتكوين المحامين وذلك نظرا
لصعوبات مالية ،مما تتطلب األمر إسناد هذه المهمة إلى كليات الحقوق مؤقتا وهذا شكل أزمة حيث
عملت على تسجيل الطلبة بشهادة الكفاءة المهنية وذلك دون خضوعهم للمسابقة ،مما استوجب تدخل
وزارة العدل بفرض مسابقة وطنية نظر ا لنقص الهياكل لتنظيم المهنة و ،هذا ما دفعنا الى طرح
االشكالية التي تتمحور حول التنظيم القانوني لمهنة المحاماة في الجزائر؟.
ان دراسة االحكام العامة لمهنة المحاماة التي تسمح بتحديد مفهوم مهنة المحاماة اذ تتميز بخصوصية
تميزها عن غيرها من المهن الحرة كونها لها اهمية بالغة في تحقيق العدالة و االستقرار في المجتمع
فهي تظهر الحق ،اذ تعتبر مهنة حرة قائمة على الدفاع عن الغير حيث ال يمكن للمترشح االلتحاق
بسلك المحاماة اال إذا توفرت فيه الشروط المطلوبة في القانون المنظم لمهنة المحاماة ،باالضافة الن
المحامي له عدة واجبات كما يتمتع بمجموعة من الحقوق التي تضمن له االستقاللية
-1قانون رقم ، 07-13مؤرخ في 29أكتوبر ،2013يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،ج.ر ،55 ،الصادر في 30أكتوبر 2013
المبحث األول
لم تكن مهنة المحاماة معروفة في التنظيم القضائي الجزائري قبل االحتالل الفرنسي بل كانت تطبق
الشريعة اإلسالمية في كل المنازعات وأثناء فترة االحتالل نظمت مهنة المحاماة وبعد االستقالل قرر
جديدة بمقتضى األمر ()1
مواصلة العمل بالتشريعات الفرنسية ،ثم أعيد تنظيم مهنة المحاماة بقواعد
75-61المؤرخ في 26سبتمبر ، 1975الذي استمر إلى غاية صدور القانون )2( 04-91إذ تم
إلغاءه بموجب القانون رقم 07-13المتضمن مهنة المحاماة وهذا القانون جاء بتعديالت جذرية مست
عدة جوانب جوهرية تضمن قواعد مهنة المحاماة ونظر ا ألهميتها كان البد من التكوين الجيد لممارسة
المهنة ،فعليه فقد قررت وزارة العدل ضبط مهنة المحاماة حيث يكون االلتحاق بالمهنة عن طريق
إجراء مسابقة وطنية وليس التسجيل التلقائي كما هو معمول في السابق ويلتحق الفائزون بمدارس
وطنية حيث تم تمديد فترة التربص وال يمكن للطالب المتخرج االلتحاق بسلك المحاماة دون التقيد
بالشروط المنصوص عليها في قانون المحاماة.
-1أمر 61-75المؤرخ في 26سبتمبر، 1975يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،ج.ر ،عدد ، 79الصادر في 5 27سبتمبر.1975
-2قانون رقم 04-91المؤرخ في 22جمادي الثاني عام 1411ه الموافق ل 8يناير ، 1991يتضمن مهنة المحاماة. ،ج ر ،عدد 02لسنة
1991
كما قررت أيضا ضبط مهنة المحاماة وذلك بشروط خاصة متمثلة في االلتحاق بالتكوين للحصول على
شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة مع إنشاء مدارس جهوية لاللتحاق بالتكوين()1وتحسين مستوى
المحامين ،فالمحامي يستمد من القوانين المنظمة للمهنة ويخضع تنظيمها إلى نقابة المحامين حسب
النظام القانوني للمهنة ،باإلضافة إلى وضع قواعد مسيرة لمنظمات المحامين.
و يشتمل هذا المبحث على مطلبين ،أولهما مفهوم مهنة المحاماة ،والذي يتضمن تعريف مهنة
المحاماة وأهميتها و خصوصيتها ،أما المطلب الثاني ،فسنتطرق من خالله إلى شروط انخراط في مهنة
المحاماة.
المطلب األول
المحاماة مهنة حرة ،تشارك السلطة القضائية في إستظهار الحقائق لتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون،
ويطلق على من يمارس مهنة المحاماة ،محامي 2 .والمحاماة قائمة على مساعدة األشخاص الطبيعيين،
واالعتباريين في إقتضاء حقوقهم ،والمعاونة في العمل وفقا للقوانين المتبعة في كافة المجاالت ،والدفاع
عن حقوق الغير ،والتوعية القانونية للمواطنين بحقوقهم وواجباتهم ،كما أن مهنة المحاماة مهنة السرية
والشرف ،فاال يحق من يعمل بها أن يفشي أسرار موكليه ،فقد وثقوا به ووضعوا ثقتهم فيه ،ويحكم
ممارسة مهنة المحاماة القانون و التنظيم ،إضافة إلى العديد من االتفاقيات الدولية.3
-1مرسوم تنفيذي رقم ، 18-15مؤرخ في 25جانفي ، 2015يحدد كيفيات االلتحاق بالتكوين للحصول على شهادة الكفاءة لمهنة
المحاماة ،ج.ر ،عدد، 04الصادر في 29جانفي 2015
-2محمود توفيق إسكندر،المحاماة في الجزائر مهنة وِمسؤولية ،دار المحمدية العامة، 1991،الجزائر ،ص 02
3-المادة 29من القانون 11-27المنظم لمهنة المحاماة المؤرخ في ، 0211/ 09/12الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية،
العدد، 55الصادر في ، 0211/ 12/12ص 4
سنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف مهنة المحاماة كفرع أول وكفرع ثاني أهمية مهنة المحاماة و
فرع ثالث إلى خصوصية مهنة المحاماة.
تعتبر مهنة المحاماة عريقة األصل كالقضاء وضرورة لتحقيق العدالة بحيث يندمج فيها السعي للثراء
مع تحقيق وأداء الواجب في حين الجاه والجدارة متصالن ال ينفصالن فقد تطرقت لتعريف بالمهنة عدة
نصوص قانونية(أوال) وباإلضافة لذلك تطرق العديد من الفقهاء لتبيان تعريف مهنة المحاماة من خالل
مجموعة من النظريات والمقارنات بين التعاريف العديدة و اختالف وجهات النظر للفقهاء (ثانيا).
لم تعرف معظم قوانين مهنة المحاماة منها القوانين العربية لذا نجد أن شراح النظام القانوني
يحاولون تعريف المحامي باالستناد إلى النصوص القانونية إذ عرفه القانون األردني بأنهم مساعدي
القضاء مع تأكيد أنهم قد اتخذوا مهنة المحاماة ،وشرح وظيفة المحامي ومهمته في تمثيل المتقاضين و
القيام بكل إجراءات الدعوى ،كما عرف القانون اللبناني مهنة المحاماة في مادته االولى "بأنها مهنة
حرة تشارك السلطة القضائية لتحقيق العدالة وفي تأكيد سيادة القانون وفي كفالة حق الدفاع عن حقوق
()1
المواطنين وحرياتهم"
أما القانون الفرنسي فقد عرف المحامي avocat’d professionويقصد بكلمة محاماة في اللغة
الفرنسية barreauوهو المكان المخصص للمحامي في المحكمة و اصل هذه الكلمة يونانية والتي
يقصد بها المعارضة ومع مرور الزمن اصبحت كلمة محاماة نهائي عدة معاني منها نقابة المحامين او
هيئة الدفاع ،حيث ان مهنة المحاماة تفسر في القانون الفرنسي على انه " مساعد قضائي مهمته اعطاء
االستشارات وصيانة االعمال القانونية ويدافع امام الجهات القضائية فيما يمس المواطنين في حقوقهم
وحرياتهم" ،كما يمكن اعتبارها مهنة تربط عالقة البشر وتتمتع بالحرية في أداء مهامها كونها تتقبل
()2
الخسارة في ممارسة مهامه مثلها مثل األطباء والمهندسين
-1محمود توفيق اسكندر ،المحاماة في الجزائر مهنة ومسؤولية ،دار المحمدية العامة، 1998 ،الجزائر ،ص20
TAISNE Jean-Jacques, La déontologie de l'avocat, DALLOZ, 7ème édition, Paris, 2011 , p25 .--2
كما نجد ايضا مهنة المحاماة عرفت في القانوني العربي انها كلمة مشتقة من فعل حامى عنه من
كما قد ()1
الحماية ،وحماية القيم وحقوقه الشرعية اي انه مرافق الشخص المستدعى امام المحكمة
عرفه قانون المحاماة على انه الشخص المقيد في جدول المحامين والمرخص له بمزاولة المهنة طبقا
الحكام قانون المحاماة.
من خالل التعاريف السابقة نجد ان القانون الجزائري عرف مهنة المحاماة و ذلك في مادته الثانية
من القانون 07_13المنظم لمهنة المحاماة بأن " المحاماة مهنة حرة ومستقلة تعمل على حماية وحفظ
(.)2
حقوق الدفاع وتساهم في تحقيق العدالة واحترام مبدأ سيادة القانون"
المحاماة فن نبيل من فنون الفقهاء تقوم على تقوى اهلل و تهدف إلى حماية الحق ودفع ()3الظلم و
نصرة العدل ،إذ تعددت اآلراء حول تعر يف مهنة المحاماة حيث عرفها بعض الفقهاء بانها رسالة
سامية تنير طريق الحق وتوضح سبل العدل امام القضاء فتحجب المواطن من الخطا .كما عرفها
البعض على انها مهنة تشارك في تاكيد سيادة القانون من خالل وقوف المحامين للدفاع عن حقوق
المواطنين وحماية الضعفاء و استعادة حقوقهم والحفاظ على التوازن بين االفراد بما يحقق العدالة.
عرف رجال الفقهاء المحامي على انه الرجل االقدر على التعبير عن وجهة نظر موكله القانونية
ودعمها باالدلة والحجج النظامية ،كما انها تعتبر من المهن الحديثة في العالم العربي واالسالمي .اذ
نجد ايضا الفقه االسالمي لم يعرف المحاماة وذلك راجع الى عدم قيام القضاة باالستعانة باراء الفقهاء
والعلماء حيث يرى البعض من الفقهاء ان المحاماة عرفت في التاريخ االسالمي اذ كانو يطلقون عليها
تسمية الوكالة بالخصومة وهي تفويض أحد امره لشخص اخر ،كما يتم تعريف على ان المحاماة عبارة
عن وكيل بالخصومة ،حيث يتنازل الخصم عن حقه الى الوكيل بالخصومة ليتولى اجراءات باسمه و
لحسابه على ان يتم تسوية المراكز القانونية الحقا عن طريق العدالة في الشريعة االسالمية.
-1أمل المرشدي ،بحث قانوني شامل حول المحاماة اخد بتصرف يوم 10ماي 2021
-2انظر المادة 2من القانون رقم ، 07-13يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،السالف الذكر.
3-هالل يوسف ابراهيم ،فن المحاماة و روائع المرافعة ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية 2008،ص 455
الفرع الثاني :أهمية مهنة المحاماة
إن مهنة المحاماة كانت ومازالت من المهن المرغوب فيها ،حيث اعتبرت من أشرف
المهن ،وأهم المهن في نظر المجتمع .فالمحامي يساهم في تسيير العدالة ،بصفته مساعدا لها ،فهو يقدم
نشاطه ،ومعرفته القانونية ومواهبه في خدمة من يهدد عرضه أو أهله أو ماله ،فهو بالنسبة لهؤالء
مرشد وناصح ،والمحامي عامل مستقل أيضا ،فال يتبع – مبدئيا – أيا كان وهو المسؤول عن كل ما
يبدر عنه بحكم مهنته أمام ضميره أوال ثم زمالئه.
البد من مناقب شتى لمن يريد العمل في ميدان المحاماة ،فعليه أن يكون على جانب كبير من
الثقافة ،وعليه أن يحيط علما بكثير من الميادين ،ألن الحياة اليومية جامعة شاملة لكل هذه األشياء.
فعلى المحامي أن يكون قادرا على الخوض في مختلف المسائل التي تعرض عليه ،وعليه أن
1
يكون متمكنا من القانون.
هذه المبادئ الواجب معرفتها ،فهي معرفة القانون المدني وجميع فروع القانون العام ،والقانون
الخاص ،وخاصة القانون التجاري ،والقانون الجنائي ،واإلجراءات المدنية واإلدارية ،وإ جراءات قانون
العقوبات .فإذا أراد أحد أن يكون محاميا جيدا ،فعليه أن يحب عمله ويمارسه بانتظام ،ألنه بذلك
يزداد علما بما يقع من تغيير ،باستمرار في التشريع واالجتهاد القضائي ،فال يجوز وال يليق أن تظهر
على المحامي عالمات اضطراب في معلوماته ،والتردد في آرائه .و يجب أن يكون المحامي بليغ
اللسان ،فصيحا ،حاد الذاكرة ،صاحب همة ووقار في هندامه وصوته ،واضح األفكار وكريم الخلق.
وأهم ما يشترط في المحامي من الصفات الحميدة ،الصدق واألمانة واالستقامة ،واحترام العباءة
التي يلبسها ،واليمين التي أقسم بها 2.وال يوجد ما هو أخطر على المحامي ،أكثر من أن يجعل مهنة
المحاماة ،تجارة تجعل منه وكيل أموال وأعمال ،وعليه أن يكون شجاعا ،فال يرفض الدفاع عن ما
فيه خطر من القضايا.
1-ربيع شندب ،المؤسسات القضائية والتنظيم القضائي ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع ،الطبعة األولى، 0211،ص 2- .56محمود توفيق إسكندر ،مرجع سابق،
ص 16و17
ثانيا-ضرورة معرفة نظام المهنة:
البد من معرفة نظام المهنة معرفة جيدة ،لممارستها ممارسة مفيدة وشريفة ،لذلك رأت هيئة
المحامين في بالدنا ،منذ سنين ،أنه من الضروري تنظيم تربصات ،تشمل مرافعات و دروس حول
المهنة وطرقها ،ودروس تشتمل على أعمال تطبيقية ،تتناول تنظيم مهنة المحاماة وأخالقياتها .إن
الشباب عند تخرجهم من الجامعات ،يدخلون هذا الميدان ،وقد يكون عملهم فيه مصدر للرضا والراحة
االدبية ،وقد يعرفون فيه المرارة و المصاعب ،فليتذكروا قوله صلى اهلل عليه و سلم»:دماءكم وأموالكم
1
عليكم حرام«
تمتع مهنة المحاماة ببعض الخصوصيات التي تميزها عن غيرها من المهن الحرة ،فهي مهنة
شديدة الخصوصية تتبع نظام خاص لكن رسالتها تؤدي خدمة عامة لصالح المجتمع ،فباعتبارها مستقلة
و ال ترتبط بعالقة تبعية أو اشتراك مباشر أو توجيه من أحد ،فهي ال تخضع لوصاية أي جهة مهما
كانت طبيعتها فتقوم بذاتها ،إذ يتميز المحامي في أدائه بعدة خصوصيات تميزه عن باقي المهن
األخرى ،إذا يتجلي تميز الموثق عن المحامي مثال في كون هذا األخير:
أحد أعضاء سلك العدالة بحيث يقوم بمساعدة الخصوم وتقديم النصائح ويستعين بكل خبر اته
ومهاراته القانونية والمهنية من أجل موكله فهو عون من أعوان القضاء إذ يظهر الحقيقة ويوضحها
بالحجج والبراهين ،أما الموثق يتمحور دوره في تحرير العقود الذي يشترط الصبغة الرسمية ،و كما
يتولى حفظ األرشيف وله القوة اإللزامية و الحجة المطلقة حيث ال يجوز الطعن فيها و لقد نصت عليه
2
02-06المنظم لمهنة الموثق.
كال من المحامي و الموثق يتمتعان بالحصانة القانونية فال يجوز تفتيش أو حجز على الوثائق إال
بناء على أمر قضائي مكتوب و يلتزمان بالسر المهني فال يجوز إفشاء أي معلومات للغير ،و يخضعان
إل ى المسؤولية المدنية والتأديبية في حالة اإلخالل بااللتزامات القانونية والمهنية ،كذلك يمكن لهما
إنشاء شركات متجمعة لممارسة المهنة وفق المعايير المقررة قانونا ،كالهما يتم االلتحاق بالمهنة نع
طريق مسابقة.
تتمتع منظمة المحامين من خالل السلطة التي اعطاها اياها القانون بحق احتكار المهنة اي
يلتزم على من يريد االنظمام الى المنظمة وهي من بين المهن التي حظي ت بتنظيم خاص.
في وضعية مهنة المحاماة يتم ارسال كل المحاضرات و المداوالت التي تتخذها مجالس منظمات
المحامين وجمعياتها العامة الى الوزارة بالوصية عكس وضعية مهنة الموثق فعلى الغرفة الوطنية
للموثقين بتبليغ القرار الصادر عن المجلس التاديبي الى وزير العدل..
ان مهنة المحاماة توفر وتقدم بصفة اساسية خدمات ذات طابع علمي فكري وبطريقة انفرادية اما
وضعية مهنة الموثق فاالمر مختلف باعتباره يتمتع بجزء من امتيازات السلطة العامة اثناء ممارسة
نشاطاته والتي تمنح له قدرة اظفاء الصفة الرسمية على العقود.
تختلف عملية تسجيل مهنة المحاماة عن مهنة الموثق وهذا راجع الى خصوصيات كل مهنة في
حين انه من اجل التسجيل في الفرقة الوطنية للموثقين يجب على المترشح اال يكون حكم عليه من اجل
جناية او جنحة باستثناء جرائم غير العمدية او حكم عليه كمسير بجنحة افالس.
في مهنة المحاماة يتم تعين ثالثة قضاة من المحكمة العليا ومجلس الدولة من بينهم الرئيس من
طرف وزير العدل بينما الموثق يتم خالل اقرار التشكيلة المختلطة والمتساوية في عدد االعضاء بين
()1
السلطات العمومية والفرقة الوطنية وذلك طبقا لنص المادة 63من القانون رقم .02-06
أنظر في دلك المادة 63من القانون رقم 02-06من قانون الموثق السالف الدكر
-1
المطلب الثاني
قام المشرع الجزائري عبر النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بنشاطات مهنة المحاماة
عن طريق المنظمات المهنية ،و بالضبط في مختلف الشروط التي يتوجب توفرها في األفراد الر اغبين
في ممارسة مهنة المحاماة ،فباعتبارها إجراء جوهري يتوجب عل ى كل طالب تكريسه ،ففي حالة
ممارسة المهنة بدون توفر هذه الشروط نكون أمام وضعية غير مشروعة للمهنة وغياب شرط من
الشروط يحول إل ى رفض طلبه أو رفض مزاولته للمهنة ،سواء تعلق األمر في شروط توفرها في
طالب التسجيل ( الفرع األول )،وشروط مزاولة المهنة (الفرع الثاني).
()1
نستهل ضرورة توفر مجموعة من الشروط المنصوص عليها في المادة 03من النظام الداخلي
،حيث بغيابها يرفض طلب التسجيل ،ففي حالة وجود مشكل يجب عل ى المجلس استدعاء صاحب
الطلب للبحث عن اإلشكالية معه قبل الفصل فيها بإصدار مقرر بخصوص طلب التسجيل على أن
يكون هذا المقرر مسبقا و معلال عند رفض الطلب.
()2
بحيث يتضمن هذا الطلب مجموعة من الوثائق المتمثلة في طلب الترشح بخط اليد و توقيع المعني
شخصيا يوجه لنقيب المحامين كما يتوفر على نسخة من شهادة الميالد و شهادة الجنسية مع مراعاة
االتفاقيات القضائية و المعامالت بالمثل ويتم إدراج نسخة من شهادة البكالوريا و نسخة من شهادة
الليسانس في الحقوق أو ما يعادلها باإلضافة إلى أصل شهادة الكفاءة المهنية لمهنة المحاماة مع نسخة
من شهادة الدكتوراه أو شهادة الماجستير في الحقوق أو ما يعادلها بالنسبة للمعفي من شهادة الكفاءة
المهنية مع إثباتهم لشهادة الخدمة الفعلية لمدة 10سنوات لهم.
-1انظر في دلك المادة 03قرار مؤرخ في 19ديسمبر ،2015يتضمن الموافقة على النظام الداخلي لمهنة المحاماة ج.ر.عدد 28الصادر في
8ماي .2016
--2علي سعيدان ،تنظيم مهنة المحاماة وأخالقياتها في الجزائر ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر، 2008 ،ص 83.
كما على كل من يريد االنخراط في نقابة المحامين أن يقوم بتحرير صحيفة السوابق القضائية
رقم 03التي ال تتجاوز صالحيتها 3أشهر وأن يقوم باستخراج شهادة إنهاء الخدمة أو الشطب في
السجل التجار ي و شهادة عدم االنتساب للضمان االجتماعي لألجراء وغير األجراء ،ويكون مرفقا
بشهادة طبية تثبت عدم إصابة المترشح بمرض جسدي خطير ويثبت انه مؤهل لممارسة المهنة و عدم
إصابة المترشح بمرض عقلي "وهاته الشهادة تسلم من طرف أطباء مختصين يختارون من قائمة
الخبراء المعتمدة من طرف المجلس"( )1يقدم هذا الطلب خالل شهر عل ى األقل قبل انعقاد دورة
التسجيل و يفصل الطالب في أول دورة تلي عملية التسجيل يبلغ قرار مجلس منظمة المحامين و
المصحوب بنسخة من الملف في غضون 15يوم إلى وزير العدل و المعني باألمر في نفس األجال
كما تبلغ نسخة من القرارات إلى مدير التدريب.
ال يمكن للطالب المتخرج االلتحاق بمهنة المحاماة دون التقييد بالشروط المنصوص عليها في نص
التي ألغت المادة من القانون 04-91المنظم لمهنة المحاماة، ()2
المادة 31من القانون رقم 07-13
انه ال بد من االلتحاق بالمهنة للحصول عل ى شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة و ،اعتبارها كشرط من
الشروط األساسية التي تسمح بتسجيل في منظمة المحامين.
-1
-انظر المادة 4من النظام الداخلي ،السالف الذكر
2 -انظر المادة 31من القانون رقم ، 07-13يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،السالف الذكر.
أوال :الكفاءة المهنية
ضبط القانون الجديد 07-13المنظم لمهنة المحاماة شروط جديدة لاللتحاق بالمهنة وجاء
بتعديالت جذرية بحيث يكون االلتحاق عن طريق إجراء مسابقة وطنية بحيث ينتقل الفائزون بها إلى
التكوين للحصول على شهادة الكفاءة حسب ما نصت المادة 34المنظم لمهنة المحاماة انه يتم تحضير
المترشحين لشهادة الكفاءة بتوفر مجموعة من الشروط التي تتمحور في أن يكون العمر 23سنة عل
ى األقل وذلك عند الطلب ،التمتع بالحقوق السياسية و المدنية و أال يكون قد حكم عليه بعقو بة مخلة
بالشرف أو اآلداب العامة و أن تسمح حالته الصحية للممارسة المهنة.
أن يكون متحصل عل ى شهادة الليسانس هذا الشرط من الشروط األساسية لقبول المترشح
،بحيث أن يكون المترشح متحصال على شهادة الليسانس في الحقوق إضافة إلى شهادة ()1
للمهنة
الكفاءة المهنية أو حاصال عل ى شهادة الدكتوراه دولة في القانون بعد المعادلة عليها ،وهذه المعادلة
لم تتم حتى اآلن وهي تتعلق بالشهادات األجنبية ،أما بالنسبة للمتر شح الحامل لشهادة الدكتوراه فإذا
كان حائزا على شهادة الليسانس في الحقوق" ،غير أن حيازته تعفيه من الحصول عل ى شهادة الكفاءة
المهنية وكذلك التربص ،وتسمح له بطلب االعتماد لد ى المحكمة العليا مباشرة بعد أدائه اليمين
()2
القانونية
من خالل استقراء نص المادة السالفة الذكر تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري جاء
بتعديالت جذرية مست مختلف جوانب قانون 04-91في تحديد المعفيين من شهادة الكفاءة المهنية
المنصوص عليها في المادة 11القضاة الذين لهم أقدمية 7سنوات على األقل ،الحائزون على دكتوراه
الدولة في الحقوق ،المدرسون بمعاهد الحقوق الذين لهم أقدمية 5سنوات على األقل وكذلك فئة
المجاهدين وأبناء الشهداء الموظفون التابعون إلدارات والمؤسسات العمومية .إال أن القانون الجديد جاء
بتعديل حول مدة اقدمية القضاة ب 10سنوات ممارسة على األقل وأضاف أساتذة كليات الحقوق
الحائزون على شهادة الماجستير في الحقوق أو ما يعادلها الممارسون لمدة عشر ( ( 10سنوات على
األقل التي الغت فئة المجاهدين وأبناء الشهداء.
-1انظر المادة 53 34و من القانون رقم _ ، 70 13يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،السالف الذكر
-2لي سعيدان ،المرجع السابق ،ص 77.
ثانيا :التربص
أ-المحامين المتربصين
يتعين للتسجيل في قائمة المحامين المتربصين تقديم طلب ،موجه إلى نقيب المنظمة ،شهرين
على االقل قبل انعقاد دورة القبول ،مرفقا بملف من أصل وثالث ()03نسخ و يشتمل الوثائق التالية :
طلب الترشح بخط وتوقيع المعني شخصيا يوجه للسيد نقيب المحامين. -1
- 2شهادة الجنسية الجزائرية مع مراعاة االتفاقيات القضائية الدولية مع المعاملة بالمثل. -2
شهادة الميالد. -3
نسخة من شهادة البكالوريا. -4
نسخة من شهادة الليسانس في الحقوق أو ما يعادلها . -5
أصل شهادة الكفاءة المهنية لمهنة المحاماة . -6
ان يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية.
()1
-7
شهادة إنهاء الخدمة ووقف الراتب أو الشطب من السجل التجاري. -8
- 11شهادة عدم االنتساب للضمان االجتماعي إلجراء وغير اإلجراء .تسلم الشهادتان الطبيتان
- 12من أطباء مختصين ،يختارون من قائمة الخبراء المعتمدة من طرف المجلس القضائي .
-13تصريح شرفي يثبت انعدام أية عالقة تبعية أو ممارسة أي نشاط مربح ،ويتعارض ويتنافى
مع مهنة المحاماة وفقا ألحكام قانون تنظيم مهنة المحاماة و نظامها الداخلي .
-14تصريح شرفي بعدم إيداع ملف آخر لدى أية منظمة محامين أخرى.
-15شهادة تثبت تبرير الوضعية إتجاه الخدمة الوطنية-16.بطاقة إقامة بدائرة اختصاص منظمة
المحامين المقدم إليها الطلب.
-المادة 24من النظام الداخلي لمهنة المحاماة ،قرار مؤرخ 27ربيع االول ،الموافق ، 19/10/0215يتضمن الموافقة على النظام الداخلي لمهنة المحاماة،
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد، ، 01الصادر في 19.ص0216/25/2 ،
حسب نص المادة 36من القانون 07-13المتضمن تنظيم مهنة المحاماة والمادة 04من النظام
الداخلي لتنظيم المهنة ،فإن القضاة الذين لهم أقدمية عشر10سنوات على االقل ،و حاملي شهادة
الدكتوراه ،أو الدكتوراه دولة في القانون ،و أساتذة كليات الحقوق الحائزون على الماجستير في
()1
الحقوق أو ما يعادلها ،وذلك من تاريخ ترسيمهم ،معفون من التربص .
ويتم التسجيل في جدول منظمة المحامين ،بتقديم طلب إلى نقيب المنظمة في أجل شهرين بملف
من أصل ،و 3نسخ ،ويشتمل الملف على نفس الوثائق سالفة الذكر ،باستثناء شهادة الكفاءة المهنية
للمحاماة ألنهم معفون منها ،وباالضافة إلى :
-1شهادة الخدمة الفعلية لمدة 10سنوات ،بالنسبة للقضاة وأساتذة كليات الحقوق الحائزين على
الماجستير في الحقوق أو ما يعادلها ،وذلك من تاريخ ترسيمهم.
يودع الملف بمقر منظمة المحامين ،الموجه إليها الطلب ،مقابل وصل يثبت تاريخ إيداع الملف
بكل الوثائق المذكورة سابقا والنسخ المرفقة.
يقوم نقيب منظمة المحامين بتعيين مقرر من األعضاء في نقابة المحامين يكلف بدراسة الملف ،
تقريرا كتابي يقدمه ()2
والتأكد من السيرة الحسنة للمترشح ،وقدرته على ممارسة المهنة ،ويعد
للنقيب ،يتم عرضه على المجلس للبت فيه خالل دورة التسجيل ،ويجوز لنقيب منظمة المحامين
التحري حول سلوك المترشح لمهنة المحاماة ،عن طريق االجهزة االمنية.
يبلغ قرار مجلس منظمة المحامين بقبول أو رفض طلب التسجيل ،في أجل أقصاه ثالثين (
) 30يوما ،إلى وزير العدل ،كما يبلغ إلى المعني باالمر ومجلس االتحاد ،يعد عدم البت في الطلب
قبوال.
-1المادة 24من النظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة ،المرجع السابق ،ص .19
- 2محاضرة الدكتور خليل بوصنوبرة ،ألقيت على طلبة السنة الثانية ماستر ،مقياس أعوان القضاء ،السنة الجامعية 0215-0216.
ال يمكن لمجلس منظمة المحامين رفض طلب التسجيل ،إال بعد سماع المترشح ،أو عدم امتثاله
استدعائه رسميا ،خالل عشرة أيام ( ، )10قبل انعقاد إجتماع مجلس المنظمة ،و يبلغ قرار الرفض
إلى باقي منظمات المحامين ،التي تكون ملزمة بتنفيذه يؤدي المترشح الذي تم قبوله اليمين بالصيغة
من القانون 07/13المتضمن تنظيم مهنة المحاماة ، ()1
المحددة في المادة المحددة في المادة 43
ويسجل بجدول المحامين ،أو قائمة المحامين المتربصين عند تاريخ أداء اليمين أمام المجلس
.القضائي ،بدائرة اختصاصه الذي يتم في جلسة احتفالية
-1المادة 41من القانون 27-11يؤدي المترشح الذي تم قبوله ،بعد تقديمه من النقيب أو مندوبه ،أمام المجلس القضائي الذي سجل
بدائرة إختصاصه ،اليمين التي نصها:
-2انظر المواد من 21 17الى ،النظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة ،السالف الذكر.
عند قبول المترحش عليه أن يؤدي القسم أو مايعرف باليمين القانونية أمام مجلس القضائي للدائرة
التي عين إقامته فيه فاليمين القانونية التي يؤديها منعقدة إذ تنص المادة 43من القانون رقم07-13
على اليمين القانوني ( " )1اقسم بااهلل العلي العظيم أن أؤدي مهامي بأمانة وشرف ،و ن أ أحافظ عل ى
()2
السر المهني وعل ى أخالقيات وتقاليد المهنة وأهدافها النبيلة وأن احترم قوانين الجمهورية" .
" بحيث يتم أداء اليمين القانونية في جلسة علنية وعامة يحرر عل ى إثرها محضر رسمي يدون فيه
كل المعلومات الضرورية وتاريخ الجلسة و أسماء المحامين الذين أدوا اليمين ،يقوم كاتب الضبط
()3
بتحرير في عدة نسخ تسلم واحدة للمحامي المعني .
المحامي ابتدءا من تاريخ أدائه لليمين القانونية يصبح يحمل اسم محامي متدرب إل ى غاية
االنتهاء من التدريب ،و يصبح بإمكانه ارتداء البذلة المهنية في المحاكم والمجالس و له الحق في
المشاركة في االنتخابات التي تنظمها المنظمة في إطار الجمعية العامة النتخاب أعضاء مجلس
المنظمة.
انظر المادة 43من القانون رقم ، 07-13يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،ال سالف الذكر . -1
بن شاوش كمال ،الدليل القضائي القانوني لليمين للقسم (قسما ...المبادئ المفروض احترامها طوال الحياة المهنية -2
للقاضي) ،دار هومة للطبعة والنشر والتوزيع ،الجزائر، 2010 ،ص. 23
-3علي سعيدان ،المرجع السابق ،ص -6 .78علي سعيدان ،المرجع السابق ،ص.78
المبحث الثاني
ومن ثمة فان المحامي كما نعلم لديه مكتسبات معنوية ف ي ممارسته لهذه المهنة فهو يقدم كل
جهوده ومهاراته في تبيان الحقوق ،فال بدأن يكون قادرا على الخوض في مختلف المسائل التي
،وان يكون متمكنا من الدفاع عن حقوق الناس فيشترط فيه الصدق و األمانة من أجل تعرض عليه
()1
تحقيق األهداف لمهامه فان القانون رقم 07-13قد منح للمحامي عدة حقوق و واجبات.
-1
ربيع شندب ،المؤسسات القضائية والتنظيم القضائي ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،دون 36طبعة،
، 2011ص56
المطلب األول
(اصناف المحامين)
يهدف التربص إلى رفع مستوى المعارف القانونية التطبيقية للمحامين المتربصين وتأهيلهم مهنيا و
أخالقيا وفقا ألحكام قانون تنظيم مهنة المحاماة ونظامها الداخلي وتقاليد و أعراف هذه المهنة وأهدافها
النبيلة.
تقوم منظمات المحامين بأنجع الوسائل بتوجيه المحامي المتربص نحو تحرير بحث تطبيقي وتزويده
بأصول ممارسة المهنة و مبادئها و إعداده لمعالجة مختلف محررات الدعاوى و المرافعات الشفوية في
()1
الجلسات المدنية و الجزائية و غيرها من األعمال المنوطة بالمحامي .
حسب نص المادة 36من القانون 13-07يتابع حاملوا شهادة الكفاءة المهنية تربصا ميدانيا مدته
سنتان يتوج بتسليم شهادة نهاية التربص من طرف مجلس المنظمة ،ويسجلون في قائمة التربص ()2
عند تاريخ أداء اليمين ويحملون صفة المحامي المتربص حيث يقوم مجلس المنظمة قبل كل دورة
تربص بإعداد قائمة بالمحامين و المكاتب المؤهلة االستقبال المتربصين .
ويتولى نقيب منظمة المحامين أو مندوبه عند االقتضاء توزيع المتربصين على مديري التربص
من بين المحامين الذين لهم أقدمية 10سنوات على االقل أو المعتمدين لدى المحكمة العليا و مجلس
الدولة ويبلغ وزير العدل حافظ ألختام بذلك يمارس المحامي المتربص لدى مكتب مدير التربص الذي
يقوم بتوجيهه في سائر أعماله المهنية ويجتهد في تكوينه لممارسة المهنة ويخبر نقيب المحامين بنشاط
()1
المتربص وال يمكنه رفض المهمة.
–1المادة 12و 13من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص 12
-2المادة 16و 17من القانون 37-36المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص .06
يلزم المحامي المتربص بالحضور الدائم إلى مكتب مدير التربص ،وذلك إللطالع على كيفية
تسيير مكتب المحاماة ومسك سجالته وملفاته و إستقبال الزبائن ،و بالمشاركة في لمحاضرات و
الندوات و ورشات التربص ،وكذلك في جلسات الجهات القضائية وفقا للتوزيع المعد من طرف مجلس
المنظمة ،و تؤدي 03غيابات متكررة دون عذر إلى تمديد فترة التربص لمدة سنة ،بموجب قرار غير
قابل ألي طعن ،إذا زاد عدد الغيابات غير المبررة عن ثالثة ،يرفض تسليم المحامي المتربص شهادة
إنهاء التربص ويصرف إلى إجراءات التسجيل من جديد ،ويخضع مدى تبرير الغيابات لتقدير مجلس
المنظمة.
ال يمكن للمحامي المتربص التغيب عن المجلس القضائي مقر إقامته أكثر من 15يوما دون
ترخيص من النقيب ما عدا فترة العطلة القضائية .ويمكن للمحامي المتربص خالل فترة التربص
المساهمة في المساعدة القضائية ،و التعيين التلقائي و النيابة عن المحامين ،و التكفل بالقضايا التي
يكلفه بها مدير التربص بإسمه ،وتحت إشرافه و المرافعة إلى جانب مدير التربص أو من ينوبه إبتداءا
من السنة الثانية من التربص أمام المحاكم و المجلس القضائي .يجب على مدير التربص القيام
بالواجبات التي تقتضيها أخالقيات وتقاليد المهنة تجاه المتربص ،و التكفل بمصاريف تنقالته في إطار
()1
نشاطات المكتب.
تعد لجنة التربص عند نهاية كل برنامج سنوي تقريرا يتضمن لحظات حول كل محام متربص ويتم
عرضه على مجلس المنظمة .يعين مجلس منظمة المحامين في نهاية دورة التربص لجنة إختبار
للتحقق من مدى مواظبة المحامي المتربص على تمارين التربص و المشاركة في أعمال ندوات
التربص الحضور في جلسات الجهات القضائية وبناءا عليه تحديد مدى إكتساب المحامي المتربص
قواعد ممارسة المهنة و أخالقياتها يقوم المحامي المتربص خالل السنة الثانية من التربص بإعداد بحث
مهني تطبيقي يتم إختيار موضوعه بموافقة األستاذ المشرف الذي يتم تعيينه من طرف مجلس المنظمة
من بين أعضاء لجنة التربص يخضع المحامي المتربص االختيار شفوي في جلسة علنية ،يتخذ مجلس
المنظمة بناءا على رأي مدير التربص وتقرير لجنة اقتراح لجنة اختيار قرار بتسليم شهادة نهاية
التربص أو رفضها يجوز لمجلس التربص وا المنظمة تمديد فترة التربص لسنة واحدة إذا ثبت او عدم
إلتزام المحامي المتربص بواجبات وبرنامج التربص ويتم التمديد بموجب قرار غير قابل للطعن.
--1المواد من 17إلى ، 22النظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص .21
يمارس المحامي المعتمد لدى المجالس القضائية كامل نشاطه عبر كامل التراب الوطني سواء الذي في
مكاتب مجمعة أو فردية أو شركات أو تعاون ،وكذلك ممارسة نشاط المحاماة بأجر وهذان النشاطان
جديدان وراد الول مرة في القانون الجزائري الجديد سنقوم في هذا الفرع بتفصيل كل نشاط على
حدى.
نصت المادة 52من القانون 07-13المنظم لمهنة المحاماة على "يمكن المحامين المسجلين في
الجدول وفقا ألحكام هذا القانون أن يمارسوا مهامهم جماعيا في شكل شركة محامين أو مكاتب مجمعة
يعد مجلس االتحاد الوطني لمنظمات المحامين مداولة تتضمن أو تعاون أو كذلك ضمن نظام بأجر.
()1
نمودجا لكل ممارسة جماعية لمهنة المحاماة وذلك تنفيدا لهذا النظام الداخلي فيما يخص عقد شركات
المحامين والمكاتب المجمعة والتعاون والمحاماة بأجر على النحو المفصل في كل نمودج الذي هو 2
()2
ملزما لكل محام أو منظمة محامين طبقا للقانون.
()3
- 1ممارسة المهنة في مكتب خاص
لم ينص القانون القديم وال حتي الجديد عن ممارسة مهنة المحاماة ضمن نشاط فردي أو مكتب
خاص غير أن المادة 32من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة نصت على الشروط الواجب توفرها
في مكتب الخاص ولكن المتعارف علية أنه مند ظهور مهنة المحاماة إلى القدم ظهرت معها ممارسة
هذه المهنة ضمن نشاط فردي .أن يكون المكتب مشكل من 75غرف كحد أدني ،غرفة تخصص
للمحامي وغرفة تخصص كأمانة وغرفة كقاعة إستقبال إضافة إلى مرافق صحية ،إلى جانب ذلك يجب
على المحامي أن يوفر مجموعة من المراجع القانونية المستعملة في المهنة ،وحين يتوفر المكتب إما
بواسطة االيجار أو الشراء ،يتوجه المحامي بالطلب إلى نقيب المحامين المختص إقليميا ،الذي يقوم
بالتحري حول المكتب وفيما إذا توفرت الشروط القانونية ،فيكلف أحد أعضاء.
-1المادة 52من القانون 07-13المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص08 .
-2المادة 135من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص– .33
-3المادة 50من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص .25
النقابة الذي يقوم بزيارة المكتب و إعداد تقرير الذي يعرضه على مجلس المنظمة ،وبعد مصادقة
مجلس المنظمة يصبح هذا المكتب معتمدا رسميا لممارسة مهنة المحاماة.
يجوز لمحاميين ( )2أو أكثر بموجب إتفاقية مكتوبة إنشاء شركة تتمتع بالشخصية المعنوية تدعي
شركة محامين حتى و إن كانوا مسجلين في جداول محامين تابعين لمجالس قضائية مختلفة ،تهدف
للممارسة المشتركة لمهنة المحاماة وفقا ألحكام هذا القانون ،وال يمكن للشركة أن تساعد أو تمثل أطرافا
لها مصالح متعارضة .تسجل شركة المحامين في جدول المحامين حسب الشروط المبية 42من هذا
()1
القانون ،مع االشارة إلى دائرة إختصاص المجلس القضائي التي يوجد بها مقرها الرئيسي.
يجب على أعضاء شركة المحامين أن يخصصوا كل نشاطهم المهني للمحاماة وأن يتبادلوا
المعلومات عن هذا النشاط دون أن يعد ذلك خرقا للسر المهني وال يجوز ألي محام شريك أن يرافع
إال كممثل للشركة ولحسابها تحت مسؤولية الشركة كشخص معنوي زيادة على المسؤولية الفردية لكل
شريك عن الخطأ الشخصي ،وال يجوز أن يكون إسم شركة المحامين مؤلفا إال من ألقاب الشركاء،
وعند اقتضاء من أسمائهم ،وال يجوز ألحد الشركاء أن يكون عضو أن يكون عضوا إال في شركة
محامين واحدة وال يمارس مهنته إال بإسمها ،وتسدد االشتراكات والمساهمات في االعباء المشتركة
بين منظمات المحامين بإسم كل عضو من أعضاء الشركة لدي المنظمة التابع له.
()2
1
-المادة 42من القانون " 07-13تودع طلبات التسجيل في جدول المحامين مصحوبة بكل الوثائق المطلوبة لدى مجلس كل منظمة
مقابل وصل في أجل شهرين على االقل قبل إنعقاد الدورة ،يبث مجلس كل منظمة في طلبات التسجيل هذه مرة واحدة كل سنة ،ويعد
عدم البت في الطلب قبوال له"......
-2المادة 137من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص.33
ال يمكن أن تتشكل شركة المحامين إال فيما بين محامين مسجلين في الجدول ،يتضمن جدول
المحامين ملحقا تدرج فيه قائمة شركات المحامين التي يبين فيها وجوبا إسم كل شركة ومقرها الرئيسي
وألقاب الشركاء وأسماؤهم ورتب أقدميتهم ،وتشكل هذه البيانات إشهارا قانونيا ويظل الشركاء مسجلين
حسب ترتيبهم في جدول المحامين ويكون إسم كل شريك متبوعا بإشارة تتضمن إسم الشركة ولكل
شريك مسجل في جدول المحامين الحق في المشاركة في الجمعية العامة لمنظمة المحامين وفي
االنتخاب ،ومن أجل تحديد عدد المحامين الواجب إنتخابهم في مجلس المنظمة يكون لكل شريك في
الشركة صوت واحد .يقوم المسير أو المسيرون عند نهاية كل سنة مالية مدنية بإعداد الحسابات
السنوية للشركة وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون االساسي ،وال يمكن أن تتقرر زيادة
رأسمال الشركة إال باالجماع وتقدم الوثائق لمصادقة الجمعية العامة لالعضاء خالل شهرين ()2من
قفل السنة المالية ،وتبلغ الوثائق لكل عضو قبل خمسة عشر يوما على االقل من تاريخ إنعقاد الجمعية
العامة ،ويمكن لكل عضو في الشركة أن يطلع بنفسه على الوثائق الخاصة بها وعلى كل وثيقة
تحوزها الشركة.
()3
يمكن أن تكون الشركة موضوع إجراءات تأديبية بغض النظر عن تلك التي يمكن إتخادها ضد
كل الشركاء أو ضد أحدهم ،ال يمكن للمحامي المغفل أو الموقوف أن يمارس ال يمكن ذا أن يمارس
نشاطه طيلة مدة العقوبة بإستثناء المطالبة بمقابل مالي أو االرباح المهنية ،و صدرت في حقه عقوبة
نهائية تتضمن منعه من ممارسة المهنة مدة سنة يفقد صفة الشريك.
يحدد النظام الداخلي للمهنة كيفيات تطبيق االحكام المنصوص عليها و المتعلقة بتأسيس الشركة
وتسييرها وحلها وتصفيتها ،ويمكن أن يحدد فيها عدد الشركاء وعدد شركات المحامين بما يضمن
تمثيل االطراف والدفاع عنهم بصورة عادية في دائرة إختصاص كل مجلس قضائي.
1-140من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص .34
حسب ماجاء في نص المادة 65من القانون 07-13المنظم لمهنة المحاماة ،والمادة 161من
النظام الداخلى المنظم ،ومن خالل نص المادتين نجد أنه يجوز للمحامي أن يمارس مهنته بمقر يجمع
عدد من مكاتب المحامين ويجب أن يكون لكل محام مكتب خاص غير أنه يمكن االشتراك في غرفة
االنتظار و المستخدمين واالمانة ،يجب أن يثبت إنشاء مكاتب مجمعة عن طريق إتفاقية مكتوبة
تتضمن تحديد النفقات المشتركة و حصة مساهمة المعنين في هذه االخيرة يوافق مجلس منظمة
()1
المحامين على نسخة من هذه االتفاقية.
يجب أن يبدي مجلس المنظمة رأيه في طلب إنشاء المكاتب المجمعة خالل شهرين ) ) 2من
تاريخ إيداع الطلب وتضاف إليه فترة العطلة القضائية قصد دعوة المعنين للقيام بالتعديالت الضرورية
مع مراعاة ألحكام القانونية والتنظيمية المعمول بها .وفي حالة عدم الرد خالل هذا االجل يعتبر الطلب
مقبوال يجوز للمعنيين في حالة الرفض الطعن أمام مجلس االتحاد وتودع نسخة من االتفاقية بمجلس
المنظمة الذي يرسل نسخة منها إلى مجلس االتحاد (.)2
ال يجوز للمحامين الممارسين في إطار المكاتب المجمعة إنشاء شركة محامين ،و،ا يمكن االشارة
،ال يجوز أن تشير أية عالمة خارجية لوجود ()3
إلى وجود مكاتب مجمعة خالل القيام باالعمال المهنية
()4
مكاتب مجمعة دون المساس بحرية كل محام في وضع لوحة
-1المادة 162من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق،ص.35
يمارس المحامي المتعاون المسجل في الجدول كامل نشاطه عبر كامل التراب الوطني والتي تكون
في شكل إتفاقية تعاون تبرم مع محام أخر أو شركة محامين ،ويمكن إبرام إتفاقية التعاون مع محام
أجنبي مع مراعاة أحكام االتفاقيات القضائية ،تخضع االتفاقية المتضمنة التعاون إلى الموافقة المسبقة
من طرف مجلس المنظمة عندما يكون المحامون في نظام التعاون تابعين لمنظمتين مختلفتين فإنه
يخضع لمجلسي المنظمتين .
()1
يعد نظام التعاون نمطا لممارسة المهنة ،الذي يتضمن أي تبعية ،يتكفل المحامي بموجبه بجانب
من نشاط مكتب محام آخر مع إمكانية أن يكون له موكلين ،ويمكن أن يكون 2التعاون بغرض
يتم التفاوض حول إتفاقية التعاون بكل حرية بين أطرافه ()2
اإلنابات ووضع أساليب للتعاون المتبادل.
ويجب أن تكون مكتوبة وتخضع للموافقة المسبقة من مجلس المنظمة ،وال يجوز في جميع االحوال أن
تتضمن الدفاع عن مصالح متعارضة.
ال تسري إتفاقية التعاون في حق الموكل إال إذا قبلها صراحة ،يكون المحامي المتعاون حرا في أوجه
الدفاع التي يبديها ،إال إنه يتعين عليه إخبار المحامي المرتبط بأوجه دفاعه قبل إبدائها ،إذا ما كانت
مخالفة لتلك التي قد يثيرها االخير ،ويكون المحامي مسؤول مدنيا على النشاطات المهنية التي قام بها
()3
لحسابه المحامي المتعاون
يفصل بصفة نهائية في النزاعات المتعلقة بإتفاقية التعاون ،نقيب المحامين للمنظمة التابعة لدائرة
()4
إختصاص المجلس القضائي محل إبرام االتفاقية.
-1المادة 166من النظام الداخلي لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص 14
يعد نشاط المحاماة بأجر نوع جديد ورد ألول مرة في القانون الجديد المنظم لمهنة المحاماة -15
، 70حيث نصت المادة 09من نفس القانون ضمن الفصل الرابع على " يمكن المحامي المسجل
بالجدول أن يمارس بموجب عقد ،مهامه في إطار نظام االجر لدي مكاتب المحاماة ،ويجب أن يكون
عقد العمل مطابقا للتشريع الساري المفعول ولهذا القانون ولتقاليد المهنة .
()1
مايفهم من نص المادة أن المحامي بأجر يخضع لقانون العمل ،ال يجوز للمحامي بأجر أن يكون
لديه موكلين خاصين به .يكون عقد العمل مكتوبا ويخضع للمراقبة المسبقة من النقيب ،تودع خالل
خمسة عشر يوما من تاريخ إبرام أو تعديل أحد عناصره الجوهرية ،نسخة منه لدى مجلس المنظمة
المسجل بها المحامي بأجر مقابل وصل إستالم ،يمكن النقيب أن يقوم خالل أجل شهر بإعدار المحامي
المستخدم بموجب رسالة مضمونة الوصول مع إشعار بإستالم بتعديل عقد العمل لمطابقته مع هذا
القانون وقواعد المهنة.
ال يمكن بأي حال من االحوال أن يمس عقد المحاماة بأجر بإستقاللية المحامي بأجر وبمهامه
وكرامته مع االتزام بكل الحقوق والواجبات المنصوص عليها بالعقد المبرم 1بينهما في إطار قانون
تنظيم مهنة المحاماة وهذا النظام الداخلي ،غير أنه ال يمكنه لمدة سنتين التكفل بقضايا مكتب المحاماة
الذي كان مستخدما فيه )2( .يحق للمحامي بأجر الحصول على البطاقة المهنية وهي تحمل هذه الصفة
واالشارة إلى المحامي المستخدم ،ويمارس بأجر مهامه بالنيابة عن المحامي المستخدم.
-2المادة 171من النظام الداخلى المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص.36
يستعمل المحامي بأجر ختم المحامي المستخدم ،ويفوض باالمضاء بدله ونيابة عنه ،ويقوم
بجميع االجراءات القضائية واالدارية والطعون وكل عمل منوط بالمحامي المستخدم ماعدا المرافعة
أمام المحكمة العليا ومجلس الدولة إذا لم يتم إعتماد محامي بأجر طبقا للقانون ،وال يمكن أن يتجاوز
()1
المحامون بأجر بنفس المكتب عدد 10محامين.
يكون المحامي المستخدم مسؤوال مدنيا عن االخطاء المهنية التي يرتكبها المحامي بأجر ،يعرض
النزاع بين المحامي المستخدم والمحامي بأجر على نقيب المحامين ويكون قرار النقيب قابال للطعن
أمام مجلس االتحاد من الطرفين اللذان يحق لهما الطعن في قرار مجلس االتحاد أمام الجهة القضائية
()2
المختصة طبقا آلجال المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول
يعتمد أمام المحكمة العليا ومجلس الدولة بقرار من وزير العدل حافظ األختام :
-1المحامون الذين أثبتوا ممارسة فعلية لمدة عشر ()10سنوات على أن ال يكونوا قد تعرضوا خالل
الثالث سنوات االخيرة إلى إجراء التوقيف.وفي هذه الحالة ،تضاف مدة سنتين لألجل المنصوص عليه
في هذه المادة.
-2المحامون الذين مارسو فعليا وظيفة القضاء لمدة عشر سنوات على األقل.
-3المحامون الحاصلون على شهادة الدكتوراه الذين مارسوا وظيفة أساتذة في لحقوق لمدة عشر
()3
سنوات
1-المادة 173من النظام الداخلى المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص.36
-2المادة 168من النظام الداخلى المنظم لمهنة المحاماة ،مرجع سابق ،ص.36
تحسب مدة عشر ()10سنوات أقدمية من تاريخ فتح المكتب بالنسبة لممارسة مهنة المحاماة ومن
تاريخ الترسيم بالنسبة لممارسة وظيفة القضاء أو وظيفة أستاذ جامعي .يقدم طلب االعتماد إلى وزير
العدل ،حافظ االختام عن طريق نقيب منظمة المحامين وبناءا على تقرير منه مرفق بالوثائق الثبوتية
()4
للمارسة الفعلية لمهنة المحاماة أو وظيفة القضاء أو أستاذ جامعي وذلك خالل المدة المطلوبة.
المطلب الثاني
من المعلوم أن هذا الحق يتمتع به المحامي دون غيره منذ زمن طويل ،حيث يحق للمحامي
تمثيل االطراف أمام كل الجهات القضائية،كما له أن يرافع أمامها دون تقديم توكيل كتابي فيكفي إعالن
توكيله شفويا في حق طرف من أطراف الخصومة .كما له الحق في تقديم االستشارات القانونية
للمتقاضين وأن يباشر كل إجراء قانوني أو طعن يراه مناسبا لصالح موكله أمام كل الجهات االدارية و
التأديبية والقضائية ما عدا ما إستثني بنص خاص .وهذا الحق ضمنته المادة 05من القانون 07/13
"يقوم المحامي بتمثيل االطراف و مساعدتهم ويتولى الدفاع عنهم كما يقدم لهم " حيث نصت على
النصائح و االستشارات القانونية ".
وكذلك المادة "73يجوز للمحامي مالم يقض التشريع الساري المفعول بخالف ذلك ،القيام بكل
إجراء تقتضيه المهنة .وهاتين المادتين قد نظمتهما المادة 37من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة
()1
()2
ثانيا :حق إرتداء البدلة المهنية .
إن إرتداء البدلة المهنية حق للمحامي الممارس دون غيره حددت أوصافها و ألوانها بموجب
المرسوم التنفيذي الصادر في .13/10/1990ويقوم المحامي بلبس هذه البدلة السوداء عند القيام
بالترافع في الجلسات أمام المحاكم و المجالس القضائية وعند التحقيق،وعند زيارة النقيب ،وأثناء القيام
بزيارة المجاملة .وان لبسها يعتبر حقا و واجبا في نفس الوقت حيث تحميه وتمنحه الحصانة التي يتمتع
بها كل محام أثناء قيامه بنشاطه المهني ،أو المناقشة في الجلسات التي تعقد في المحاكم و المجالس
القضائية.
()3
ثالثا :الحق في االتعاب
تنص معظم القوانين المنظمة لمهنة المحاماة ،ومنها القانون الجزائري على حق المحامي في
تقاضي االتعاب مقابل ما يقوم به من أعمال لفائدة موكله.
وتحديد األتعاب ال يخضع ألي نص من القانون 91/73حيث نصت المادة 85منه على "يجري
االتفاق بكل حرية بين المتقاضين و المحامي على مبلغ مقابل األتعاب حسب الجهد الذي يبذله المحامي
و طبيعة القضية و مدتها و المحكمة التي ترفع إليها تلك القضية وأهمية الخدمة التي يقوم بها المحامي
- 1علي سعيدان ،تنظيم مهنة المحاماة وأخالقياتها في الجزائر ،دار الخلدونية للنشر و التوزيع ،الجزائر ،الطبعة االولى ،
،2008ص.119
2نور شحاتة محمد ،بحث حول إستقالل المحاماة ،مجلة المحاماة المصرية ،العدد ، 2-1القاهرة ، 1986،ص.48
موالي ملياني بغدادي ،المحاماة في الجزائر نشأتها وتطورها ،الجزء الثاني ،المطبعة الجزائرية للمجاالت و الجرائد، -3
بوزريعة ،ص 207و408
()1
يجب على المحامي أن يسلم وصال لموكله عن المبلغ الذي تقاضاه منه.
إال أن القانون الجديد 07-13قد نص على تحديد األتعاب في نص المادة " 23تحديد األتعاب
بين المتقاضي و المحامي بكل حرية حسب الجهد الذي يبذله المحامي و طبيعة القضية و مراحلها و
أهمية المساعي التي يقوم بها المحامي .ال يمكن أن يكون مبلغ األتعاب خاضعا للنتائج المتوصل إليها
ويعد باطل كل إتفاق يخالف ذلك .
تتجلى االستفادة من هذا الحق في نص المادة 24من القانون الجديد في الفقرة األخيرة و التي
نظمتها المادة 46من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة حيث نصت المادة 24من القانون السالف
الذكر على"ال يمكن متابعة محام بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في إطار المناقشة أو المرافعة في
الجلسة" .مع االشارة إلى أنه لكي يستفيد المحامي من هذا الحق يجب أن تتم تدخالته وأعماله في إطار
إحترام القانون و المحاكم و السلطات العمومية و القانون المنظم لمهنة المحاماة وأخالقياتها و أعرافها،
وأن تنصب مرافعاته وكتاباته حول جوهر القضية التي هو مؤسس فيها ،وأن الخروج عليها قد يعرضه
إلى متابعات تأديبية أو جزائية على أساس القذف أو التصريحات الكاذبة ،وهذا يمس بصفة مباشرة
سمعته وكرامته في الوسط المهني و االجتماعي.
)2(.
خامسا :حق حصانة مكتب المحامي
يتمتع المحامي بحصانة وحماية ،حيث ال يجوز الدخول إلى مكتبه بالقوة أو إجراء تفتيش داخله دون
الحصول على إجراءات خاصة من قبل القاضي المختص بحضور النقيب وهو ما نصت عليه أحكام
المادة 22من القانون 07-13لتي ألغت أحكام المادة 80من القانون 04-91وذلك لما تتمتع به هذه
المهنة الحرة من أهمية ودور أساسي في تأدية خدمة عمومية ،
- 1نزيه نعيم شالال ،حصانة المحامي ،دراسة مقارنة من خالل الفقه و االجتهاد و النصوص القانونية والتنظيمية النقابية ،منشورات
الحلبي الحقوقية ،ص .40
عالوة على ذلك فإن المحامي ملزم بكتمان السر المهني و المحافظة على حماية العالقات بينه و
بين موكله التي يجب أن يكتسيا الطابع السري وكذا حماية سرية الملفات و المراسالت وكل ماله عالقة
بها .وفي جميع الحاالت و إذا إقتضت الضرورة الدخول إلى مكتب المحامي و تفتيشه فإنه يجب إتباع
االجراءات التالية :ال يتم تفتيش أو حجز أي شيء في المكتب إال بعد إخطار القاضي أو النقيب أو
مندوبه .إحترام االجراءات المزمع القيام بها وفقا للقانون وفي حالة مخالفتها تعد تحت طائلة البطالن.
يتضح إذن أن عملية تفتيش مكتب محامي أو حجز بعض ما فيه من وثائق و مراسالت بينه وبين
وكالئه أو بينه وبين زمالئه تتعلق بالمهنة تؤثر على سمعة المحامي و إستقالله ورغم وجود اختالفات
حول جواز وعدم جواز تفتيش مكتب المحامي ،إال أن الرأي الراجح هو جواز تفتيش المكتب مع عدم
جواز ضبط المستندات و المراسالت التي تتعلق بأسرار الموكل لكونها مشمولة بالسهر المهني.
()1
سادسا :حق المحامي في الحماية من اإلهانة أثناء قيامه بالمهنة.
تعد إهانة المحامي أثناء ممارسته لمهنته أو بمناسبتها مماثلة إلهانة الموجهة للقاضي والتي تعاقب
عليها المادة 144من قانون العقوبات سواء وجهت اإلهانة من الموكل أو من خصومه أو من الغير
وقد نصت المادة 26من القانون 07-13لتي ألغت أحكام المادة 92حيث تنص المادة 26منه
على"تطبق إهانة محام أو اإلعتداء عليه أثناء ممارسته مهنته أو بمناسبتها ،العقوبات المنصوص عليها
في قانون العقوبات المتعلقة بإهانة القاضي".
أكدت المادة 09من القانون 07-13التي ألغت المادة 76من القانون "04-91يجب على المحامي
()2
أن يراعي االلتزامات التي تفرضها عليه القوانين واألنظمة و تقاليد المهنة وأعرافها"
- 1أحمد بو عبد هللا ،تنظيم مهنة المحاماة في الجزائر و التشريعات المقارنة ،مطبعة الرستمية ،عنابة ،الجزائر ،ص 80.
-2انظر المادة 09من القانون رقم، 07-13يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ،السالف الذكر .
إذ ال يعتبر المحامي عون العدالة فقط إنما هو نصف العدالة القضائية ()1وذلك من خالل تجسيده
لمعالم االحترام تجاه هذه الجهات القضائية .كما يجب عل ى المحامي أن يحسن مداركه العلمية
باستمرار وهو ملزم بمتابعة كل البرامج التكوينية و التحلي بالمواظبة و الجدية خاللها.
فالمحامي الذي اختار لنفسه العمل في مجال القضاء هو أول ى الناس باحترام القضاء ()2وصيانته
وقدسيتها فال يسيء إليها بحركة خائبة أو كالم بذيء أو صراخ مستقبح .فالمحامي هنا عليه أن يبذل
قصارى جهده بان يقدم كل ما يستطيع للوصول إلى الحقيقة و حسم النزاع حسما عادال لتمكين صاحب
الحق من أن ينال حقه في أقرب وقت و أيسر سبيل كما يجب عليه أن يحظر إلى الجلسات في الوقت
المناسب و المحدد له مع ارتدائه البذلة المهنية خالل الجلسات .
هذا واجب جوهري يخضع له المحامي تجاه زمالئه ،بحيث يجب عليه احترام ومراعاة كل
االلتزامات التي تفرض عليه القوانين واألنظمة الداخلية وتقاليد المهنة فقد نصت عليه المادة 72من
النظام الداخلي لمهنة المحاماة فهناك مجموعة من الواجبات التي يقوم بها المحامي تجاه زمالئه منها
()3
االحترام و الواجب المالي وواجب التضامن.
(
على المحامي أن يحترم بصفة دائمة النظام الداخلي لكل منظمة والقرارات التي يصدرها مجالس
)4منظمات المحامين وهذا ما أكدته المادة 79من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ،إذ يمتنع عن
القيام بما يعارض سلطاتها الن ذلك يؤدي إلى إضعاف المهنة ،ويخضع المحامي إلى سلطة النقيب
ويحظى بحماية مجلس نقابة المحامين الذي ينتمي إليه ،و بالتالي فكل كالم يسئ لسلطة نقيب أو مجلس
نقابة يمثل إخالل مهنيا و يمكن أن يرتب مسؤولية مدنية للمحامي ،فهناك مجموعة من الواجبات تجاه
منظمة منها.
يجب على المحامي أن يكون مستعد لكل استدعاء أو دعوى صادرة من نقيب المحامين و المحامي
الذي يتغيب أكثر من 15يوم عل يه إبالغ النقيب بغيابه وترك العنوان الذي ينو ي الذهاب إليه ويبلغه
بوضعية القضايا التي هي سائرة بمكتبه واإلجراءات المتعددة لضمان حسن تسيير المكتب.
يجب على المحامي تقديم خدمات إلى المتقاضي بمهارة وفي المستوى فالبد عليه الحصول على
التكوين في الميدان من خالل اإلطالع على القوانين واإلجراءات الجديدة وتوسيع معلوماته.
اعتبر مهنة المحامي مهنة شريفة وحرة وينبغي االلتزام األخالقي فالشرف والسمعة يعدان رأس
مال المحامي الذي يجب عليه أن يحافظ عليهما ويصونوهما ،من اجل ذلك فال يجب على المحامي أن
تكون له مصالح مشتركة مع موكله ،وهو ال يستطيع أن يتعامل معه في مكان عام الن ذلك يعتبر خرقا
للقواعد وتقاليد المهنة ،من جهة إن سمعة المحامي تتطلب منه الحرص على شرف و كرامته أثناء أداء
لمهنته كإستخدام وسائل اإلشهار لجلب الموكلين سواء في األماكن العمومية أو في قاعات جلسات
()1
المحاكم
لقد فرض القانون مجموعة من الواجبات تجاه موكله تتمثل في حفظ السر المهني وواجب الوفاء و
اإلخالص إذ يجب عليه أن يقدم كل ما بمقدوره من مساعدات ومعلومات لضمان نجاح قضايا موكله ،
من بين هذه الواجبات نجد:
يعتبر حجر الزاوية لمهنة المحاماة و زواله ِيؤدي إلى انهيار المهنة فهو من أهم الواجبات الملقاة
()2
على عاتق المحامي ،فالسر المهني هو أعلى األمانات و أنفس الودائع
Guide de l’avocat ce que doit savoir de jeune avocat, l’organisation national des avocats, alger juin -1
,1985
-2أسامة شاهين ،فن المحاماة وروائع المرافعات في أشهر القضايا ،المكتب الجامعي الحديث، 2002 ،ص 5.
يفرض القانون جملة من الواجبات اتجاه موكله تتمثل في اإلخالص والوفاء الذي من اجله يجب
عل ى المحامي أن يدرس ملف موكله بكل إخالص ووفاء ويضمن حقوقه و ،كذلك جلساته حتى
يصدر الحكم ،إال أن المحامي غير مسؤول عن النتيجة إال إذا وجدت أخطاء مهنية ،ذلك ا أن
لمحامي واجب الوسيلة ال الهدف ،فاهم ما ينتظره الموكل عندما يتولى قضاياهم أن يكون صادقا
مخلصا فال يصح نأ يتولى المحامي أي قضية ما لم يكن واثقا من انه يستطيع الدفاع بنجاعة ( )1من
جهة أخرى يمكن للمحامي أن يخطر موكله برسالة مضمنة حتى يتمكن من توكيل محامي أخر يتكفل
()2
بقضيته
الخاتمة
إن تنظيم مهنة المحاماة يقوم على مبادئ أساسية عالمية ،وهذه المبادئ هي التي تعطي مهنة المحاماة
أخالقها ،فتجعل منها من أشرف المهن .
فإذا أردنا تلخيص القول فيها لقلنا أن دور العادات و األعراف والتقاليد المهنية هو دور أساسي لدى
المحامين ،ومنه تتميز المحاماة باألداب و األخالق و التنظيم القانوني ،لذا يجب أن يتحلى صاحبها
بالشرف واألمانة و اإلخالص ،لذلك البد أن تترفع عن المهن المأجورة ،ويجب أن تكون خالصة لتلك
األعمال التي ال تكسب لمن يمارسها سوى شرف النجاح .
لذا يجب على المحامي التمسك باالهداف النبيلة السامية وبأخالقيات المهنة وبعدم اإلخالل بالواجبات
التي خولها له القانون ،وظل يؤكد عليها والتي من شأنها أن توجه حياته المهنية السمو ،ويجعلها أداة
حقيقية لخدمة حقوق اإلنسان وحرياته .
باإلضافة إلى الواجبات المهنية نجد أن المحامي الجزائري على خالف بعض البلدان األخرى يتمتع
باالستقاللية في ممارسة مهامه ،كما يتمتع بالحقوق التي تضمن له تلك باالستقاللية .
كنتيجة لدراستنا نجد أن مهنة المحاماة لم تكن معروفة في التنظيم القضائي الجزائري قبل اإلحتالل ،
بل كانت تطبق الشريعة االسالمية على كل المنازعات وهذا على غرار ما عرفته أوروبا عموما
وفرنسا على وجه الخصوص ،و أما فترة الحتالل الفرنسي نظمت مهنة المحاماة وفقا للقواعد الفرنسية
.
ومن خالل دراستنا نخلص إلى أنه ال يمكن للطالب المتخرج االتحاق بسلك المحاماة دون التقيد
بالشروط المنصوص عليها في القانون 11-70المتضمن تنظيم مهنة المحاماة في الجزائر والتي يجب
توفرها في المحامي حتى يستطيع تسجيل إسمه في قائمة المحامين ويمكنه التمتع بالضمانات و الحقوق
،المتاحة لغيره من المحامين وبالتالي يستطيع أداء رسالته على أكمل وجه والدفاع عن العدالة.
ويبقى سلك المحامين بفضل مثابرته وتقدمه المتواصل ،و إعتزازه بماضيه وقوته ووحدته و إنضباطه
من أهم االسالك القضائية المحترمة في الوطن وعليه أن يعمل على إرتفاع قدره أن يكون مسموعا ،
في كامل أنحاء العالم كلما تعلق بالدفاع عن الحرية والعدالة واالنصاف والقانون ،وبذلك تأسست دولة
إظهار الحق و إزهاق الباطل وهو هدفنا الذي نسعى إليه من خالل تقديمنا لموضوعنا ،ونتمنى أن
نكون قد ساهمنا في تزويد الطلبة والباحثين بوثائق 1تساعدهم على التمكن من االطالع على الجوانب
التنظيمية و االخالق لمهنة المحاماة.
قائمة المراجع
-1أحمد بو عبد اهلل ،تنظيم مهنة المحاماة في الجزائر ،والتشريعات المقارنة ،مطبعة الرستمية،
عنابة.
-5ربيع شندب ،المؤسسات القضائية والتنظيم القضائي ،مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
والتوزيع ،الطبعة األولي.2011 ،
- 6فاضلي إدريس ،المدخل إلى تاريخ النظم ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-7محمود توفيق إسكندر ،المحاماة في الجزائر مهنة ومسؤلية ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،
.1992
- 8مرشد المتعامل مع القضاء ،وزارة العدل ،ديوان الوطني أللشغال التربوية ،مارس.1992
- 10موالي ملياني بغدادي ،المحاماة في الجزائر ،نشأتها وتطورها ،الجزء الثاني ،المطبعة الجزائرية
للمجاالت والجرائد ،بوزيعة ،الجزائر.
- 11نور شحاتة محمد ،بحث حول إستقالل المحامي ،مجلة المحاماة المصرية ،العدد-1
- 13كمال بغداد ،النظام القانوني للمؤسسة العامة في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،قانون المؤسسات ،جامعة الجزائر ،بن
يوسف بن خدة .2012
15قانون 91/04المؤرخ في 22جمادي الثانية ، 1411الموافق ل 02يناير ، 1991يتضمن تنظيم مهنة المحاماة.
16لنظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة ،الموافق عليه بموجب قرار مؤرخ في 09ربيع الثاني 1416الموافق، 1416
الموافق ل 04سيبتمبر ، 1995
الفهرس
المقدمة
المبحث األول :ماهية مهنة المحاماة
المطلب األول :مفهوم مهنة المحاماة
الفرع األول :تعريف مهنة المحاماة
الفرع الثاني :أهمية مهنة المحاماة
الفرع الثالث :خصوصية مهنة المحاماة
المطلب الثاني :شروط اإلنخراط في المهنة
الفرع األول :شروط الواجب توفرها في طلب التسجيل
الفرع الثاني :مزاولة المهنة
المبحث الثاني :مباشرة مهنة المحاماة
المطلب األول :كيفية ممارسة مهنة المحاماة (أصناف المحامين)
الفرع األول :المحامي المتربص
الفرع الثاني :المحامي المعتمد لدى المجالس القضائية
الفرع الثالث :المحامي المعتمد لدى المحكة العليا و مجلس الدولة
المطلب الثاني :حقوق و التزامات المحامي
الفرع األول :حقوق المحامي
الفرع الثاني :التزامات المحامي
الخاتمة :
قائمة المراجع :