You are on page 1of 39

‫المقدمة‬

‫تعتبر مهنة المحاماة من أهم المهن الحرة فهي تعد من الركائز األساسية التي تقوم عليها العدالة‬
‫تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة فهي من أشرف المهن التي من شأنها أن تحقق األمن وتعيد‬
‫الحقوق ألصحابها وتساعد في نشر العدل بين الناس إذ تعمل على مساعدة القضاء أيضا في إبراز‬
‫الحقائق حتى تأخذ األحكام بالقرارا ت القضائية بإقرار الحق في تجسيد العدالة‪.‬‬

‫تحتل مهنة المحاماة مكانة وأهمية بالغة في دول العالم‪ ،‬فهي مهنة من المهن النبيلة تحمل‬
‫رسالة سامية لها مكانتها في المجتمع وأيضا في النظام القانوني ألي دولة حيث تساهم بشكل كبير في‬
‫إرساء العدل واإلنصاف بين األفراد‪.‬‬

‫حقا أصبحت مهنة المحاماة ذات مكانة اجتماعية مرموقة‪ ،‬فهي من أقدم المهن لما تحمله من‬
‫أهداف وأغراض المتمثلة في الدفاع عن الضعيف‪ ،‬كما أنها من أشق المهن المعروفة كونها الٕ نما‬
‫ينطلق تعاملها مع كافة نواحي الحياة في مختلف مي تقتصر على إجادة القانون و ادانها والبد لممتهن‬
‫مهنة المحاماة أن يكون جديرا فهو صاحب فكر مميز فدوره مهم في إقامة العدل والدفاع عن الخصوم‬
‫فيبين الحقوق و يقدم المشورة القانونية فه و الرجل األقدر على التعبير عن وجهة نظر موكله وذلك من‬
‫خالل دعمه باألدلة والحجج‪ ،‬حيث ساهم التطور االقتصادي واالجتماعي في تعزيز دور المحامي‬
‫خاصة في العقود الصناعية والتجارية إذ أصبح المحامي أمر ضروري عند إبرام العقود حتى يتمكن‬
‫المتعاقدين تجنب األخطاء التي تؤدي إلى النزاعات أثناء تنفذه هذه العقود‪.‬‬

‫اهتمت جميع دول العالم بتنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬نظرا للدور الجليل الذي تلعبه في تحقيق العدالة‬
‫والتأثير البالغ في الحياة القضائية فمهنة المحاماة هي محل األمانة ومنبع األخالق فهي تسعى للوصول‬
‫إلى الحقيقة لتحقيق األمن واالستقرار في المجتمع‪.‬‬
‫كما ان مهنة المحاماة تعتبر من اشق المهن المعروفة كونها ال تقتصر على اجادة القانون وانما‬
‫ينطلق تعاملها مع كافة نواحي الحياة على مختلف اصعدتها وميادنها و ال بد لممتهن مهنة المحاماة ان‬
‫يكون جديرا بها قادرا عليها مدركا لعظم قدرتها و مسؤوليتها ‪،‬فمهنة المحاماة هي محل االمانة‬
‫فالمحامي هو رجل القانون الذي يدافع عن موكليه و رعاية شؤنهم اذ يلتزم بالقيام باالعمال الموكل بها‬
‫بكل كفاءة و اخالص‪ ،‬فدوره يكون اسمى بسمو المهمة التي يؤديها وهي تحقيق العدالة باعتبار العدالة‬
‫هي اخالق سامية بمقتضى الهدف التي ترمي الى تحقيقه وبالفعل تنظيم مهنة المحاماة مهمة المحامي‬
‫تحقيق رسالة العدالة ‪.‬‬

‫عرفت مهنة المحاماة في الجزائر تطور هام و كبير‪ ،‬فقد كانت قبل االحتالل الفرنسي غير‬
‫معروفة ‪ ،‬لكن بعد استعادة السيادة الوطنية تم تكريس العمل بنظام المحاماة الفرنسية ثم نظم المشرع‬
‫تنظيم مهنة المحاماة ذلك من خالل صدور القانون ‪ 07-13‬المؤرخ في ‪ 29/10/2013‬المنظم لمهنة‬
‫المحاماة باعتباره التشريع األخير الذي يتضمن قواعد منظمة ومسيرة لمنظمات المحامين لرفع (‪)1‬من‬
‫المستوى التكويني والتأهيل ي للمحامي ‪ ،‬حيث بصدور القانون الجديد الذي تضمن تعديالت جذرية‬
‫مست مختلف جوانبه التي ترمي الى رفع من المستوى التكوينى و المهني للمحامي و تعزير حقوق‬
‫دفاع المتقاضين كذلك من اجل توحيد تكوينهم عبر كامل التراب الوطني ويبقى سلك المحامين بفضل‬
‫مثابراته و تقدمه المتواصل من أهم األسالك القضائية المحترمة في الوطن‪.‬‬

‫هذا نركز بحثنا في هذا الموضوع على مهنة المحاماة و تنظميها الهيكلي حيث أن القانون الجديد‬
‫واجهته تحديات المتمثلة في عدم إنشاء مدراس الجهوية مخصص لتكوين المحامين وذلك نظرا‬
‫لصعوبات مالية‪ ،‬مما تتطلب األمر إسناد هذه المهمة إلى كليات الحقوق مؤقتا وهذا شكل أزمة حيث‬
‫عملت على تسجيل الطلبة بشهادة الكفاءة المهنية وذلك دون خضوعهم للمسابقة‪ ،‬مما استوجب تدخل‬
‫وزارة العدل بفرض مسابقة وطنية نظر ا لنقص الهياكل لتنظيم المهنة و ‪ ،‬هذا ما دفعنا الى طرح‬
‫االشكالية التي تتمحور حول التنظيم القانوني لمهنة المحاماة في الجزائر؟‪.‬‬

‫ان دراسة االحكام العامة لمهنة المحاماة التي تسمح بتحديد مفهوم مهنة المحاماة اذ تتميز بخصوصية‬
‫تميزها عن غيرها من المهن الحرة كونها لها اهمية بالغة في تحقيق العدالة و االستقرار في المجتمع‬
‫فهي تظهر الحق‪ ،‬اذ تعتبر مهنة حرة قائمة على الدفاع عن الغير حيث ال يمكن للمترشح االلتحاق‬
‫بسلك المحاماة اال إذا توفرت فيه الشروط المطلوبة في القانون المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬باالضافة الن‬
‫المحامي له عدة واجبات كما يتمتع بمجموعة من الحقوق التي تضمن له االستقاللية‬

‫‪-1‬قانون رقم ‪، 07-13‬مؤرخ في ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2013‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة ‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،55 ،‬الصادر في ‪ 30‬أكتوبر ‪2013‬‬
‫المبحث األول‬

‫ماهية مهنة المحاماة‬


‫تعتبر مهنة المحاماة من أقدم وأنبل الوظائف االجتماعية التي ينظمها القانون باإلضافة إلى‬
‫األعراف والتقاليد المهنية‪ ،‬حيث تعد من أجمل وارفع المهن التي تفتخر بها اإلنسانية لمإ رساء كل‬
‫معاني اإل تحمله من أهداف وأغراض متمثلة في الدفاع عن الضعيف وحقوقه وا نصاف والعدل في‬
‫مجتمع كما أن مهنة المحاماة من المهن الشريفة التي تظهر الحق وتنصر المظلوم وتقدم المعونة‬
‫للقضاء في استظهار الحقيقة‪ ،‬إذ يجب على المحامي التمسك باألهداف النبيلة وتحلي بالشرف واألمانة‬
‫واإلخالص‪ ،‬كما يتمتع بالحقوق التي تضمن له تلك االستقاللية‬

‫لم تكن مهنة المحاماة معروفة في التنظيم القضائي الجزائري قبل االحتالل الفرنسي بل كانت تطبق‬
‫الشريعة اإلسالمية في كل المنازعات وأثناء فترة االحتالل نظمت مهنة المحاماة وبعد االستقالل قرر‬
‫جديدة بمقتضى األمر‬ ‫(‪)1‬‬
‫مواصلة العمل بالتشريعات الفرنسية‪ ،‬ثم أعيد تنظيم مهنة المحاماة بقواعد‬
‫‪ 75-61‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ، 1975‬الذي استمر إلى غاية صدور القانون ‪)2( 04-91‬إذ تم‬
‫إلغاءه بموجب القانون رقم ‪ 07-13‬المتضمن مهنة المحاماة وهذا القانون جاء بتعديالت جذرية مست‬
‫عدة جوانب جوهرية تضمن قواعد مهنة المحاماة ونظر ا ألهميتها كان البد من التكوين الجيد لممارسة‬
‫المهنة‪ ،‬فعليه فقد قررت وزارة العدل ضبط مهنة المحاماة حيث يكون االلتحاق بالمهنة عن طريق‬
‫إجراء مسابقة وطنية وليس التسجيل التلقائي كما هو معمول في السابق ويلتحق الفائزون بمدارس‬
‫وطنية حيث تم تمديد فترة التربص وال يمكن للطالب المتخرج االلتحاق بسلك المحاماة دون التقيد‬
‫بالشروط المنصوص عليها في قانون المحاماة‪.‬‬

‫‪-1‬أمر ‪ 61-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪، 1975‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬ج‪.‬ر ‪ ،‬عدد ‪، 79‬الصادر في ‪ 5 27‬سبتمبر‪.1975‬‬

‫‪-2‬قانون رقم ‪ 04-91‬المؤرخ في ‪ 22‬جمادي الثاني عام ‪ 1411‬ه الموافق ل ‪ 8‬يناير ‪، 1991‬يتضمن مهنة المحاماة‪. ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 02‬لسنة‬
‫‪1991‬‬
‫كما قررت أيضا ضبط مهنة المحاماة وذلك بشروط خاصة متمثلة في االلتحاق بالتكوين للحصول على‬
‫شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة مع إنشاء مدارس جهوية لاللتحاق بالتكوين(‪)1‬وتحسين مستوى‬
‫المحامين ‪ ،‬فالمحامي يستمد من القوانين المنظمة للمهنة ويخضع تنظيمها إلى نقابة المحامين حسب‬
‫النظام القانوني للمهنة‪ ،‬باإلضافة إلى وضع قواعد مسيرة لمنظمات المحامين‪.‬‬

‫و يشتمل هذا المبحث على مطلبين‪ ،‬أولهما مفهوم مهنة المحاماة‪ ،‬والذي يتضمن تعريف مهنة‬
‫المحاماة وأهميتها و خصوصيتها‪ ،‬أما المطلب الثاني‪ ،‬فسنتطرق من خالله إلى شروط انخراط في مهنة‬
‫المحاماة‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم مهنة المحاماة‬

‫المحاماة مهنة حرة‪ ،‬تشارك السلطة القضائية في إستظهار الحقائق لتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون‪،‬‬
‫ويطلق على من يمارس مهنة المحاماة‪ ،‬محامي‪ 2 .‬والمحاماة قائمة على مساعدة األشخاص الطبيعيين‪،‬‬
‫واالعتباريين في إقتضاء حقوقهم‪ ،‬والمعاونة في العمل وفقا للقوانين المتبعة في كافة المجاالت‪ ،‬والدفاع‬
‫عن حقوق الغير‪ ،‬والتوعية القانونية للمواطنين بحقوقهم وواجباتهم‪ ،‬كما أن مهنة المحاماة مهنة السرية‬
‫والشرف‪ ،‬فاال يحق من يعمل بها أن يفشي أسرار موكليه‪ ،‬فقد وثقوا به ووضعوا ثقتهم فيه‪ ،‬ويحكم‬
‫ممارسة مهنة المحاماة القانون و التنظيم ‪،‬إضافة إلى العديد من االتفاقيات الدولية‪.3‬‬

‫‪-1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪، 18-15‬مؤرخ في ‪ 25‬جانفي ‪، 2015‬يحدد كيفيات االلتحاق بالتكوين للحصول على شهادة الكفاءة لمهنة‬
‫المحاماة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد‪، 04‬الصادر في ‪ 29‬جانفي ‪2015‬‬

‫‪-2‬محمود توفيق إسكندر‪،‬المحاماة في الجزائر مهنة وِمسؤولية‪ ،‬دار المحمدية العامة‪، 1991،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪02‬‬

‫‪3-‬المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 11-27‬المنظم لمهنة المحاماة المؤرخ في ‪ ، 0211/ 09/12‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪،‬‬
‫العدد‪، 55‬الصادر في ‪ ، 0211/ 12/12‬ص ‪4‬‬
‫سنتطرق في هذا المطلب إلى تعريف مهنة المحاماة كفرع أول وكفرع ثاني أهمية مهنة المحاماة و‬
‫فرع ثالث إلى خصوصية مهنة المحاماة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مهنة المحاماة‪:‬‬

‫تعتبر مهنة المحاماة عريقة األصل كالقضاء وضرورة لتحقيق العدالة بحيث يندمج فيها السعي للثراء‬
‫مع تحقيق وأداء الواجب في حين الجاه والجدارة متصالن ال ينفصالن فقد تطرقت لتعريف بالمهنة عدة‬
‫نصوص قانونية(أوال) وباإلضافة لذلك تطرق العديد من الفقهاء لتبيان تعريف مهنة المحاماة من خالل‬
‫مجموعة من النظريات والمقارنات بين التعاريف العديدة و اختالف وجهات النظر للفقهاء (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف التشريعي‪:‬‬

‫لم تعرف معظم قوانين مهنة المحاماة منها القوانين العربية لذا نجد أن شراح النظام القانوني‬
‫يحاولون تعريف المحامي باالستناد إلى النصوص القانونية إذ عرفه القانون األردني بأنهم مساعدي‬
‫القضاء مع تأكيد أنهم قد اتخذوا مهنة المحاماة‪ ،‬وشرح وظيفة المحامي ومهمته في تمثيل المتقاضين و‬
‫القيام بكل إجراءات الدعوى‪ ،‬كما عرف القانون اللبناني مهنة المحاماة في مادته االولى "بأنها مهنة‬
‫حرة تشارك السلطة القضائية لتحقيق العدالة وفي تأكيد سيادة القانون وفي كفالة حق الدفاع عن حقوق‬
‫(‪)1‬‬
‫المواطنين وحرياتهم"‬

‫أما القانون الفرنسي فقد عرف المحامي ‪ avocat’d profession‬ويقصد بكلمة محاماة في اللغة‬
‫الفرنسية ‪ barreau‬وهو المكان المخصص للمحامي في المحكمة و اصل هذه الكلمة يونانية والتي‬
‫يقصد بها المعارضة ومع مرور الزمن اصبحت كلمة محاماة نهائي عدة معاني منها نقابة المحامين او‬
‫هيئة الدفاع‪ ،‬حيث ان مهنة المحاماة تفسر في القانون الفرنسي على انه " مساعد قضائي مهمته اعطاء‬
‫االستشارات وصيانة االعمال القانونية ويدافع امام الجهات القضائية فيما يمس المواطنين في حقوقهم‬
‫وحرياتهم"‪ ،‬كما يمكن اعتبارها مهنة تربط عالقة البشر وتتمتع بالحرية في أداء مهامها كونها تتقبل‬
‫(‪)2‬‬
‫الخسارة في ممارسة مهامه مثلها مثل األطباء والمهندسين‬

‫‪-1‬محمود توفيق اسكندر‪ ،‬المحاماة في الجزائر مهنة ومسؤولية‪ ،‬دار المحمدية العامة‪، 1998 ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪20‬‬

‫‪TAISNE Jean-Jacques, La déontologie de l'avocat, DALLOZ, 7ème édition, Paris, 2011 , p25 .--2‬‬
‫كما نجد ايضا مهنة المحاماة عرفت في القانوني العربي انها كلمة مشتقة من فعل حامى عنه من‬
‫كما قد‬ ‫(‪)1‬‬
‫الحماية‪ ،‬وحماية القيم وحقوقه الشرعية اي انه مرافق الشخص المستدعى امام المحكمة‬
‫عرفه قانون المحاماة على انه الشخص المقيد في جدول المحامين والمرخص له بمزاولة المهنة طبقا‬
‫الحكام قانون المحاماة‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة نجد ان القانون الجزائري عرف مهنة المحاماة و ذلك في مادته الثانية‬
‫من القانون ‪ 07_13‬المنظم لمهنة المحاماة بأن " المحاماة مهنة حرة ومستقلة تعمل على حماية وحفظ‬
‫(‪.)2‬‬
‫حقوق الدفاع وتساهم في تحقيق العدالة واحترام مبدأ سيادة القانون"‬

‫ثانيا‪ :‬التعريف الفقهي‪:‬‬

‫المحاماة فن نبيل من فنون الفقهاء تقوم على تقوى اهلل و تهدف إلى حماية الحق ودفع (‪)3‬الظلم و‬
‫نصرة العدل ‪ ،‬إذ تعددت اآلراء حول تعر يف مهنة المحاماة حيث عرفها بعض الفقهاء بانها رسالة‬
‫سامية تنير طريق الحق وتوضح سبل العدل امام القضاء فتحجب المواطن من الخطا‪ .‬كما عرفها‬
‫البعض على انها مهنة تشارك في تاكيد سيادة القانون من خالل وقوف المحامين للدفاع عن حقوق‬
‫المواطنين وحماية الضعفاء و استعادة حقوقهم والحفاظ على التوازن بين االفراد بما يحقق العدالة‪.‬‬

‫عرف رجال الفقهاء المحامي على انه الرجل االقدر على التعبير عن وجهة نظر موكله القانونية‬
‫ودعمها باالدلة والحجج النظامية‪ ،‬كما انها تعتبر من المهن الحديثة في العالم العربي واالسالمي‪ .‬اذ‬
‫نجد ايضا الفقه االسالمي لم يعرف المحاماة وذلك راجع الى عدم قيام القضاة باالستعانة باراء الفقهاء‬
‫والعلماء حيث يرى البعض من الفقهاء ان المحاماة عرفت في التاريخ االسالمي اذ كانو يطلقون عليها‬
‫تسمية الوكالة بالخصومة وهي تفويض أحد امره لشخص اخر‪ ،‬كما يتم تعريف على ان المحاماة عبارة‬
‫عن وكيل بالخصومة‪ ،‬حيث يتنازل الخصم عن حقه الى الوكيل بالخصومة ليتولى اجراءات باسمه و‬
‫لحسابه على ان يتم تسوية المراكز القانونية الحقا عن طريق العدالة في الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫‪-1‬أمل المرشدي‪ ،‬بحث قانوني شامل حول المحاماة اخد بتصرف يوم ‪ 10‬ماي ‪2021‬‬

‫‪-2‬انظر المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪، 07-13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ 3-‬هالل يوسف ابراهيم ‪،‬فن المحاماة و روائع المرافعة‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 2008،‬ص ‪455‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية مهنة المحاماة‬

‫إن مهنة المحاماة كانت ومازالت من المهن المرغوب فيها‪ ،‬حيث اعتبرت من أشرف‬
‫المهن ‪،‬وأهم المهن في نظر المجتمع‪ .‬فالمحامي يساهم في تسيير العدالة‪ ،‬بصفته مساعدا لها‪ ،‬فهو يقدم‬
‫نشاطه‪ ،‬ومعرفته القانونية ومواهبه في خدمة من يهدد عرضه أو أهله أو ماله‪ ،‬فهو بالنسبة لهؤالء‬
‫مرشد وناصح‪ ،‬والمحامي عامل مستقل أيضا‪ ،‬فال يتبع – مبدئيا – أيا كان وهو المسؤول عن كل ما‬
‫يبدر عنه بحكم مهنته أمام ضميره أوال ثم زمالئه‪.‬‬

‫أوال‪-‬أهم مناقب مهنة المحاماة‪:‬‬

‫البد من مناقب شتى لمن يريد العمل في ميدان المحاماة‪ ،‬فعليه أن يكون على جانب كبير من‬
‫الثقافة‪ ،‬وعليه أن يحيط علما بكثير من الميادين‪ ،‬ألن الحياة اليومية جامعة شاملة لكل هذه األشياء‪.‬‬

‫فعلى المحامي أن يكون قادرا على الخوض في مختلف المسائل التي تعرض عليه‪ ،‬وعليه أن‬
‫‪1‬‬
‫يكون متمكنا من القانون‪.‬‬

‫هذه المبادئ الواجب معرفتها‪ ،‬فهي معرفة القانون المدني وجميع فروع القانون العام‪ ،‬والقانون‬
‫الخاص‪ ،‬وخاصة القانون التجاري‪ ،‬والقانون الجنائي‪ ،‬واإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬وإ جراءات قانون‬
‫العقوبات‪ .‬فإذا أراد أحد أن يكون محاميا جيدا‪ ،‬فعليه أن يحب عمله ويمارسه بانتظام‪ ،‬ألنه بذلك‬
‫يزداد علما بما يقع من تغيير‪ ،‬باستمرار في التشريع واالجتهاد القضائي‪ ،‬فال يجوز وال يليق أن تظهر‬
‫على المحامي عالمات اضطراب في معلوماته‪ ،‬والتردد في آرائه‪ .‬و يجب أن يكون المحامي بليغ‬
‫اللسان‪ ،‬فصيحا‪ ،‬حاد الذاكرة‪ ،‬صاحب همة ووقار في هندامه وصوته‪ ،‬واضح األفكار وكريم الخلق‪.‬‬

‫وأهم ما يشترط في المحامي من الصفات الحميدة‪ ،‬الصدق واألمانة واالستقامة‪ ،‬واحترام العباءة‬
‫التي يلبسها‪ ،‬واليمين التي أقسم بها ‪ 2.‬وال يوجد ما هو أخطر على المحامي‪ ،‬أكثر من أن يجعل مهنة‬
‫المحاماة ‪ ،‬تجارة تجعل منه وكيل أموال وأعمال‪ ،‬وعليه أن يكون شجاعا‪ ،‬فال يرفض الدفاع عن ما‬
‫فيه خطر من القضايا‪.‬‬

‫‪ 1-‬ربيع شندب‪ ،‬المؤسسات القضائية والتنظيم القضائي‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪، 0211،‬ص ‪2- .56‬محمود توفيق إسكندر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪ 16‬و‪17‬‬
‫ثانيا‪-‬ضرورة معرفة نظام المهنة‪:‬‬

‫البد من معرفة نظام المهنة معرفة جيدة‪ ،‬لممارستها ممارسة مفيدة وشريفة‪ ،‬لذلك رأت هيئة‬
‫المحامين في بالدنا‪ ،‬منذ سنين‪ ،‬أنه من الضروري تنظيم تربصات‪ ،‬تشمل مرافعات و دروس حول‬
‫المهنة وطرقها‪ ،‬ودروس تشتمل على أعمال تطبيقية‪ ،‬تتناول تنظيم مهنة المحاماة وأخالقياتها‪ .‬إن‬
‫الشباب عند تخرجهم من الجامعات‪ ،‬يدخلون هذا الميدان‪ ،‬وقد يكون عملهم فيه مصدر للرضا والراحة‬
‫االدبية‪ ،‬وقد يعرفون فيه المرارة و المصاعب‪ ،‬فليتذكروا قوله صلى اهلل عليه و سلم‪»:‬دماءكم وأموالكم‬
‫‪1‬‬
‫عليكم حرام«‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬خصوصية مهنة المحاماة‪:‬‬

‫تمتع مهنة المحاماة ببعض الخصوصيات التي تميزها عن غيرها من المهن الحرة ‪ ،‬فهي مهنة‬
‫شديدة الخصوصية تتبع نظام خاص لكن رسالتها تؤدي خدمة عامة لصالح المجتمع‪ ،‬فباعتبارها مستقلة‬
‫و ال ترتبط بعالقة تبعية أو اشتراك مباشر أو توجيه من أحد‪ ،‬فهي ال تخضع لوصاية أي جهة مهما‬
‫كانت طبيعتها فتقوم بذاتها‪ ،‬إذ يتميز المحامي في أدائه بعدة خصوصيات تميزه عن باقي المهن‬
‫األخرى‪ ،‬إذا يتجلي تميز الموثق عن المحامي مثال في كون هذا األخير‪:‬‬

‫أحد أعضاء سلك العدالة بحيث يقوم بمساعدة الخصوم وتقديم النصائح ويستعين بكل خبر اته‬
‫ومهاراته القانونية والمهنية من أجل موكله فهو عون من أعوان القضاء إذ يظهر الحقيقة ويوضحها‬
‫بالحجج والبراهين‪ ،‬أما الموثق يتمحور دوره في تحرير العقود الذي يشترط الصبغة الرسمية‪ ،‬و كما‬
‫يتولى حفظ األرشيف وله القوة اإللزامية و الحجة المطلقة حيث ال يجوز الطعن فيها و لقد نصت عليه‬
‫‪2‬‬
‫‪ 02-06‬المنظم لمهنة الموثق‪.‬‬

‫كال من المحامي و الموثق يتمتعان بالحصانة القانونية فال يجوز تفتيش أو حجز على الوثائق إال‬
‫بناء على أمر قضائي مكتوب و يلتزمان بالسر المهني فال يجوز إفشاء أي معلومات للغير‪ ،‬و يخضعان‬
‫إل ى المسؤولية المدنية والتأديبية في حالة اإلخالل بااللتزامات القانونية والمهنية ‪ ،‬كذلك يمكن لهما‬
‫إنشاء شركات متجمعة لممارسة المهنة وفق المعايير المقررة قانونا‪ ،‬كالهما يتم االلتحاق بالمهنة نع‬
‫طريق مسابقة‪.‬‬

‫‪1 -‬رواه إبن ماجة في صحيحه‪.‬‬


‫‪ 2-‬قانون رقم ‪ 02-06‬مؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬يتضمن تنظيم مهنة الموثق ج‪.‬ر عدد ‪ 14‬الصادر في ‪ 8‬مارس ‪.2006‬‬

‫تتمتع منظمة المحامين من خالل السلطة التي اعطاها اياها القانون بحق احتكار المهنة اي‬
‫يلتزم على من يريد االنظمام الى المنظمة وهي من بين المهن التي حظي ت بتنظيم خاص‪.‬‬

‫في وضعية مهنة المحاماة يتم ارسال كل المحاضرات و المداوالت التي تتخذها مجالس منظمات‬
‫المحامين وجمعياتها العامة الى الوزارة بالوصية عكس وضعية مهنة الموثق فعلى الغرفة الوطنية‬
‫للموثقين بتبليغ القرار الصادر عن المجلس التاديبي الى وزير العدل‪..‬‬

‫ان مهنة المحاماة توفر وتقدم بصفة اساسية خدمات ذات طابع علمي فكري وبطريقة انفرادية اما‬
‫وضعية مهنة الموثق فاالمر مختلف باعتباره يتمتع بجزء من امتيازات السلطة العامة اثناء ممارسة‬
‫نشاطاته والتي تمنح له قدرة اظفاء الصفة الرسمية على العقود‪.‬‬

‫تختلف عملية تسجيل مهنة المحاماة عن مهنة الموثق وهذا راجع الى خصوصيات كل مهنة في‬
‫حين انه من اجل التسجيل في الفرقة الوطنية للموثقين يجب على المترشح اال يكون حكم عليه من اجل‬
‫جناية او جنحة باستثناء جرائم غير العمدية او حكم عليه كمسير بجنحة افالس‪.‬‬

‫في مهنة المحاماة يتم تعين ثالثة قضاة من المحكمة العليا ومجلس الدولة من بينهم الرئيس من‬
‫طرف وزير العدل بينما الموثق يتم خالل اقرار التشكيلة المختلطة والمتساوية في عدد االعضاء بين‬
‫(‪)1‬‬
‫السلطات العمومية والفرقة الوطنية وذلك طبقا لنص المادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪.02-06‬‬

‫أنظر في دلك المادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪ 02-06‬من قانون الموثق السالف الدكر‬
‫‪-1‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫شروط ممارسة المهنة‬

‫قام المشرع الجزائري عبر النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة بنشاطات مهنة المحاماة‬
‫عن طريق المنظمات المهنية‪ ،‬و بالضبط في مختلف الشروط التي يتوجب توفرها في األفراد الر اغبين‬
‫في ممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬فباعتبارها إجراء جوهري يتوجب عل ى كل طالب تكريسه ‪ ،‬ففي حالة‬
‫ممارسة المهنة بدون توفر هذه الشروط نكون أمام وضعية غير مشروعة للمهنة وغياب شرط من‬
‫الشروط يحول إل ى رفض طلبه أو رفض مزاولته للمهنة‪ ،‬سواء تعلق األمر في شروط توفرها في‬
‫طالب التسجيل ( الفرع األول ‪ )،‬وشروط مزاولة المهنة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط الواجب توفرها في طالب التسجيل‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫نستهل ضرورة توفر مجموعة من الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 03‬من النظام الداخلي‬
‫‪ ،‬حيث بغيابها يرفض طلب التسجيل‪ ،‬ففي حالة وجود مشكل يجب عل ى المجلس استدعاء صاحب‬
‫الطلب للبحث عن اإلشكالية معه قبل الفصل فيها بإصدار مقرر بخصوص طلب التسجيل على أن‬
‫يكون هذا المقرر مسبقا و معلال عند رفض الطلب‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫بحيث يتضمن هذا الطلب مجموعة من الوثائق المتمثلة في طلب الترشح بخط اليد و توقيع المعني‬
‫شخصيا يوجه لنقيب المحامين كما يتوفر على نسخة من شهادة الميالد و شهادة الجنسية مع مراعاة‬
‫االتفاقيات القضائية و المعامالت بالمثل ويتم إدراج نسخة من شهادة البكالوريا و نسخة من شهادة‬
‫الليسانس في الحقوق أو ما يعادلها باإلضافة إلى أصل شهادة الكفاءة المهنية لمهنة المحاماة مع نسخة‬
‫من شهادة الدكتوراه أو شهادة الماجستير في الحقوق أو ما يعادلها بالنسبة للمعفي من شهادة الكفاءة‬
‫المهنية مع إثباتهم لشهادة الخدمة الفعلية لمدة ‪ 10‬سنوات لهم‪.‬‬

‫‪-1‬انظر في دلك المادة ‪ 03‬قرار مؤرخ في‪ 19‬ديسمبر ‪ ،2015‬يتضمن الموافقة على النظام الداخلي لمهنة المحاماة ج‪.‬ر‪.‬عدد ‪ 28‬الصادر في‬
‫‪8‬ماي ‪.2016‬‬

‫‪--2‬علي سعيدان‪ ،‬تنظيم مهنة المحاماة وأخالقياتها في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪، 2008 ،‬ص ‪83.‬‬
‫كما على كل من يريد االنخراط في نقابة المحامين أن يقوم بتحرير صحيفة السوابق القضائية‬
‫رقم ‪ 03‬التي ال تتجاوز صالحيتها ‪ 3‬أشهر وأن يقوم باستخراج شهادة إنهاء الخدمة أو الشطب في‬
‫السجل التجار ي و شهادة عدم االنتساب للضمان االجتماعي لألجراء وغير األجراء‪ ،‬ويكون مرفقا‬
‫بشهادة طبية تثبت عدم إصابة المترشح بمرض جسدي خطير ويثبت انه مؤهل لممارسة المهنة و عدم‬
‫إصابة المترشح بمرض عقلي "وهاته الشهادة تسلم من طرف أطباء مختصين يختارون من قائمة‬
‫الخبراء المعتمدة من طرف المجلس"(‪ )1‬يقدم هذا الطلب خالل شهر عل ى األقل قبل انعقاد دورة‬
‫التسجيل و يفصل الطالب في أول دورة تلي عملية التسجيل يبلغ قرار مجلس منظمة المحامين و‬
‫المصحوب بنسخة من الملف في غضون ‪ 15‬يوم إلى وزير العدل و المعني باألمر في نفس األجال‬
‫كما تبلغ نسخة من القرارات إلى مدير التدريب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط مزاولة مهنة المحاماة‪:‬‬

‫ال يمكن للطالب المتخرج االلتحاق بمهنة المحاماة دون التقييد بالشروط المنصوص عليها في نص‬
‫التي ألغت المادة من القانون ‪ 04-91‬المنظم لمهنة المحاماة‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪07-13‬‬
‫انه ال بد من االلتحاق بالمهنة للحصول عل ى شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة و ‪ ،‬اعتبارها كشرط من‬
‫الشروط األساسية التي تسمح بتسجيل في منظمة المحامين‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫‪ -‬انظر المادة ‪ 4‬من النظام الداخلي‪ ،‬السالف الذكر‬

‫‪2 -‬انظر المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪، 07-13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الكفاءة المهنية‬

‫ضبط القانون الجديد ‪ 07-13‬المنظم لمهنة المحاماة شروط جديدة لاللتحاق بالمهنة وجاء‬
‫بتعديالت جذرية بحيث يكون االلتحاق عن طريق إجراء مسابقة وطنية بحيث ينتقل الفائزون بها إلى‬
‫التكوين للحصول على شهادة الكفاءة حسب ما نصت المادة ‪ 34‬المنظم لمهنة المحاماة انه يتم تحضير‬
‫المترشحين لشهادة الكفاءة بتوفر مجموعة من الشروط التي تتمحور في أن يكون العمر ‪ 23‬سنة عل‬
‫ى األقل وذلك عند الطلب‪ ،‬التمتع بالحقوق السياسية و المدنية و أال يكون قد حكم عليه بعقو بة مخلة‬
‫بالشرف أو اآلداب العامة و أن تسمح حالته الصحية للممارسة المهنة‪.‬‬

‫أن يكون متحصل عل ى شهادة الليسانس هذا الشرط من الشروط األساسية لقبول المترشح‬
‫‪ ،‬بحيث أن يكون المترشح متحصال على شهادة الليسانس في الحقوق إضافة إلى شهادة‬ ‫(‪)1‬‬
‫للمهنة‬
‫الكفاءة المهنية أو حاصال عل ى شهادة الدكتوراه دولة في القانون بعد المعادلة عليها ‪ ،‬وهذه المعادلة‬
‫لم تتم حتى اآلن وهي تتعلق بالشهادات األجنبية ‪ ،‬أما بالنسبة للمتر شح الحامل لشهادة الدكتوراه فإذا‬
‫كان حائزا على شهادة الليسانس في الحقوق‪" ،‬غير أن حيازته تعفيه من الحصول عل ى شهادة الكفاءة‬
‫المهنية وكذلك التربص‪ ،‬وتسمح له بطلب االعتماد لد ى المحكمة العليا مباشرة بعد أدائه اليمين‬
‫(‪)2‬‬
‫القانونية‬

‫من خالل استقراء نص المادة السالفة الذكر تجدر اإلشارة إلى أن المشرع الجزائري جاء‬
‫بتعديالت جذرية مست مختلف جوانب قانون ‪ 04-91‬في تحديد المعفيين من شهادة الكفاءة المهنية‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 11‬القضاة الذين لهم أقدمية ‪ 7‬سنوات على األقل‪ ،‬الحائزون على دكتوراه‬
‫الدولة في الحقوق‪ ،‬المدرسون بمعاهد الحقوق الذين لهم أقدمية ‪ 5‬سنوات على األقل وكذلك فئة‬
‫المجاهدين وأبناء الشهداء الموظفون التابعون إلدارات والمؤسسات العمومية‪ .‬إال أن القانون الجديد جاء‬
‫بتعديل حول مدة اقدمية القضاة ب ‪ 10‬سنوات ممارسة على األقل وأضاف أساتذة كليات الحقوق‬
‫الحائزون على شهادة الماجستير في الحقوق أو ما يعادلها الممارسون لمدة عشر (‪ ( 10‬سنوات على‬
‫األقل التي الغت فئة المجاهدين وأبناء الشهداء‪.‬‬

‫‪-1‬انظر المادة ‪53 34‬و من القانون رقم ‪_ ، 70 13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬السالف الذكر‬
‫‪-2‬لي سعيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪77.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التربص‬

‫أ‪-‬المحامين المتربصين‬

‫يتعين للتسجيل في قائمة المحامين المتربصين تقديم طلب‪ ،‬موجه إلى نقيب المنظمة ‪ ،‬شهرين‬
‫على االقل قبل انعقاد دورة القبول ‪ ،‬مرفقا بملف من أصل وثالث (‪)03‬نسخ و يشتمل الوثائق التالية ‪:‬‬

‫طلب الترشح بخط وتوقيع المعني شخصيا يوجه للسيد نقيب المحامين‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪- 2‬شهادة الجنسية الجزائرية مع مراعاة االتفاقيات القضائية الدولية مع المعاملة بالمثل‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫شهادة الميالد‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫نسخة من شهادة البكالوريا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫نسخة من شهادة الليسانس في الحقوق أو ما يعادلها ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أصل شهادة الكفاءة المهنية لمهنة المحاماة ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫ان يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪-7‬‬
‫شهادة إنهاء الخدمة ووقف الراتب أو الشطب من السجل التجاري‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪-10‬شهادة طبية تثبت عدم إصابة المترشح بمرض عقلي ‪.‬‬

‫‪- 11‬شهادة عدم االنتساب للضمان االجتماعي إلجراء وغير اإلجراء‪ .‬تسلم الشهادتان الطبيتان‬
‫‪- 12‬من أطباء مختصين‪ ،‬يختارون من قائمة الخبراء المعتمدة من طرف المجلس القضائي ‪.‬‬

‫‪-13‬تصريح شرفي يثبت انعدام أية عالقة تبعية أو ممارسة أي نشاط مربح ‪ ،‬ويتعارض ويتنافى‬
‫مع مهنة المحاماة وفقا ألحكام قانون تنظيم مهنة المحاماة و نظامها الداخلي ‪.‬‬

‫‪-14‬تصريح شرفي بعدم إيداع ملف آخر لدى أية منظمة محامين أخرى‪.‬‬

‫‪-15‬شهادة تثبت تبرير الوضعية إتجاه الخدمة الوطنية‪-16.‬بطاقة إقامة بدائرة اختصاص منظمة‬
‫المحامين المقدم إليها الطلب‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 24‬من النظام الداخلي لمهنة المحاماة‪ ،‬قرار مؤرخ ‪ 27‬ربيع االول‪ ،‬الموافق ‪، 19/10/0215‬يتضمن الموافقة على النظام الداخلي لمهنة المحاماة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪، ، 01‬الصادر في ‪19.‬ص‪0216/25/2 ،‬‬

‫ب‪-‬المترشحين لمهنة المحاماة المعفيين من التربص‪:‬‬

‫حسب نص المادة ‪36‬من القانون ‪ 07-13‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة والمادة ‪ 04‬من النظام‬
‫الداخلي لتنظيم المهنة‪ ،‬فإن القضاة الذين لهم أقدمية عشر‪10‬سنوات على االقل‪ ،‬و حاملي شهادة‬
‫الدكتوراه ‪ ،‬أو الدكتوراه دولة في القانون ‪ ،‬و أساتذة كليات الحقوق الحائزون على الماجستير في‬
‫(‪)1‬‬
‫الحقوق أو ما يعادلها ‪ ،‬وذلك من تاريخ ترسيمهم‪ ،‬معفون من التربص ‪.‬‬

‫ويتم التسجيل في جدول منظمة المحامين‪ ،‬بتقديم طلب إلى نقيب المنظمة في أجل شهرين بملف‬
‫من أصل‪ ،‬و ‪ 3‬نسخ‪ ،‬ويشتمل الملف على نفس الوثائق سالفة الذكر‪ ،‬باستثناء شهادة الكفاءة المهنية‬
‫للمحاماة ألنهم معفون منها‪ ،‬وباالضافة إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬شهادة الخدمة الفعلية لمدة ‪ 10‬سنوات‪ ،‬بالنسبة للقضاة وأساتذة كليات الحقوق الحائزين على‬
‫الماجستير في الحقوق أو ما يعادلها‪ ،‬وذلك من تاريخ ترسيمهم‪.‬‬

‫‪2-‬نسخة من شهادة الدكتوراه أو دكتوراه دولة في القانون‪.‬‬

‫يودع الملف بمقر منظمة المحامين ‪ ،‬الموجه إليها الطلب ‪ ،‬مقابل وصل يثبت تاريخ إيداع الملف‬
‫بكل الوثائق المذكورة سابقا والنسخ المرفقة‪.‬‬

‫يقوم نقيب منظمة المحامين بتعيين مقرر من األعضاء في نقابة المحامين يكلف بدراسة الملف ‪،‬‬
‫تقريرا كتابي يقدمه‬ ‫(‪)2‬‬
‫والتأكد من السيرة الحسنة للمترشح ‪ ،‬وقدرته على ممارسة المهنة‪ ،‬ويعد‬
‫للنقيب ‪ ،‬يتم عرضه على المجلس للبت فيه خالل دورة التسجيل‪ ،‬ويجوز لنقيب منظمة المحامين‬
‫التحري حول سلوك المترشح لمهنة المحاماة ‪،‬عن طريق االجهزة االمنية‪.‬‬

‫يبلغ قرار مجلس منظمة المحامين بقبول أو رفض طلب التسجيل ‪ ،‬في أجل أقصاه ثالثين (‬
‫‪) 30‬يوما ‪ ،‬إلى وزير العدل ‪ ،‬كما يبلغ إلى المعني باالمر ومجلس االتحاد‪ ،‬يعد عدم البت في الطلب‬
‫قبوال‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 24‬من النظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪- 2‬محاضرة الدكتور خليل بوصنوبرة‪ ،‬ألقيت على طلبة السنة الثانية ماستر‪ ،‬مقياس أعوان القضاء‪ ،‬السنة الجامعية ‪0215-0216.‬‬

‫ال يمكن لمجلس منظمة المحامين رفض طلب التسجيل ‪ ،‬إال بعد سماع المترشح ‪ ،‬أو عدم امتثاله‬
‫استدعائه رسميا ‪ ،‬خالل عشرة أيام (‪ ، )10‬قبل انعقاد إجتماع مجلس المنظمة ‪ ،‬و يبلغ قرار الرفض‬
‫إلى باقي منظمات المحامين‪ ،‬التي تكون ملزمة بتنفيذه يؤدي المترشح الذي تم قبوله اليمين بالصيغة‬
‫من القانون ‪ 07/13‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة ‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المحددة في المادة المحددة في المادة ‪43‬‬
‫ويسجل بجدول المحامين ‪ ،‬أو قائمة المحامين المتربصين عند تاريخ أداء اليمين أمام المجلس‬
‫‪.‬القضائي ‪ ،‬بدائرة اختصاصه الذي يتم في جلسة احتفالية‬

‫ثالثا‪ :‬التسجيل في الجدول‬

‫بحيث يحق لكل شخص‬ ‫(‪)2‬‬


‫يعتبر التسجيل من بين الشروط األساسية لاللتحاق بمهنة المحاماة‬
‫تحصل عل ش ى هادة الكفاءة المهنية أو أعفي منها أن يقدم طلب تسجيله في منظمة المحامين" و ذلك‬
‫بتقديم طلب تسجيل في جدول المحامين مرفقا بكل الوثائق المطلوبة لدى مجلس كل منظمة مقابل‬
‫وصل في اجل أقصاه شهرين عل ى األقل قبل انعقاد الدورة و ‪ ،‬ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 42‬من‬
‫القانون ‪ ، (3 ( 13-07‬بحيث يتضمن جدول المحامين ألقاب و أسماء المحامين من تاريخ تسجيلهم‬
‫وعناوين إقامتهم‪ ،‬كما يبين صفة المحامي وجدول المحامين المتربصين ‪ ،‬يتداول مجلس المنظمة مرة‬
‫واحدة بداية كل سنة قضائية ويتم ترتيب الجدول من األعلى إل ى األسفل حسب األقدمية "و يودع‬
‫‪ ،‬إال انه يغفل‬ ‫(‪)4‬‬
‫الجدول بأمانة الضبط لكل مجلس قضائي وترسل نسخة منه إل ى وزير العدل"‬
‫المحامي من الجدول و ذلك بناءا عل ى طلباته أو بصفة تلقائية و اإلغفال هناك حالتين إغفال‬
‫اختياري اغفال تلقائي وتم استثناء المحامي الذي تم إغفاله لمدة ‪ 5‬سنوات و ينتهي إغفال المحامي‬
‫بزوال سببه‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 41‬من القانون ‪ 27-11‬يؤدي المترشح الذي تم قبوله‪ ،‬بعد تقديمه من النقيب أو مندوبه‪ ،‬أمام المجلس القضائي الذي سجل‬
‫بدائرة إختصاصه‪ ،‬اليمين التي نصها‪:‬‬

‫‪-2‬انظر المواد من ‪ 21 17‬الى ‪ ،‬النظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 42‬من ‪، 07-13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬السالف الذكر ‪.‬‬


‫‪ -4‬انظر المادة ‪ 43‬من القانون رقم ‪، 07-13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬ال سالف الذكر‬

‫رابعا‪ :‬أداء اليمين القانونية‬

‫عند قبول المترحش عليه أن يؤدي القسم أو مايعرف باليمين القانونية أمام مجلس القضائي للدائرة‬
‫التي عين إقامته فيه فاليمين القانونية التي يؤديها منعقدة إذ تنص المادة ‪ 43‬من القانون رقم‪07-13‬‬
‫على اليمين القانوني (‪ " )1‬اقسم بااهلل العلي العظيم أن أؤدي مهامي بأمانة وشرف‪ ،‬و ن أ أحافظ عل ى‬
‫(‪)2‬‬
‫السر المهني وعل ى أخالقيات وتقاليد المهنة وأهدافها النبيلة وأن احترم قوانين الجمهورية‪" .‬‬

‫" بحيث يتم أداء اليمين القانونية في جلسة علنية وعامة يحرر عل ى إثرها محضر رسمي يدون فيه‬
‫كل المعلومات الضرورية وتاريخ الجلسة و أسماء المحامين الذين أدوا اليمين‪ ،‬يقوم كاتب الضبط‬
‫(‪)3‬‬
‫بتحرير في عدة نسخ تسلم واحدة للمحامي المعني ‪.‬‬

‫المحامي ابتدءا من تاريخ أدائه لليمين القانونية يصبح يحمل اسم محامي متدرب إل ى غاية‬
‫االنتهاء من التدريب‪ ،‬و يصبح بإمكانه ارتداء البذلة المهنية في المحاكم والمجالس و له الحق في‬
‫المشاركة في االنتخابات التي تنظمها المنظمة في إطار الجمعية العامة النتخاب أعضاء مجلس‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫انظر المادة ‪ 43‬من القانون رقم ‪، 07-13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬ال سالف الذكر ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بن شاوش كمال‪ ،‬الدليل القضائي القانوني لليمين للقسم (قسما‪ ...‬المبادئ المفروض احترامها طوال الحياة المهنية‬ ‫‪-2‬‬
‫للقاضي)‪ ،‬دار هومة للطبعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪، 2010 ،‬ص‪. 23‬‬

‫‪ -3‬علي سعيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ -6 .78‬علي سعيدان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫مباشرة مهنة المحاماة‬


‫مهنة المحاماة مهنة عظيمة لها أهمية بالغة في تحقيق العدالة في المجتمع فهي مهنة تظهر‬
‫الحق إذ يحترفها شخص يدرس القانون و النصوص القانونية ويحاول تكييف الوقائع إلظهار الحقيقة‪،‬‬
‫فال يمكن ألي شخص أن يتخذ صفة المحامي ما لم يكن مسجال في الجدول وفقا ألحكام القانون أن‬
‫يمارسوا مهامهم جماعيا وذلك عبر التراب الوطني لدى جميع الجهات القضائية و اإلدارية بعد أن‬
‫يحصل على ترخيص من نقيب المحامين و يتم ذلك عن طر يق اتفاقيات دولية و تقاليد المهنة‪.‬‬

‫ومن ثمة فان المحامي كما نعلم لديه مكتسبات معنوية ف ي ممارسته لهذه المهنة فهو يقدم كل‬
‫جهوده ومهاراته في تبيان الحقوق ‪ ،‬فال بدأن يكون قادرا على الخوض في مختلف المسائل التي‬
‫‪ ،‬وان يكون متمكنا من الدفاع عن حقوق الناس فيشترط فيه الصدق و األمانة من أجل‬ ‫تعرض عليه‬
‫(‪)1‬‬

‫تحقيق األهداف لمهامه فان القانون رقم ‪ 07-13‬قد منح للمحامي عدة حقوق و واجبات‪.‬‬
‫‪-1‬‬
‫ربيع شندب‪ ،‬المؤسسات القضائية والتنظيم القضائي‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬دون ‪ 36‬طبعة‪،‬‬
‫‪، 2011‬ص‪56‬‬

‫المطلب األول‬

‫كيفيات ممارسة مهنة المحاماة‬

‫(اصناف المحامين)‬

‫الفرع االول ‪ :‬المحامي المتربص‪.‬‬

‫يهدف التربص إلى رفع مستوى المعارف القانونية التطبيقية للمحامين المتربصين وتأهيلهم مهنيا و‬
‫أخالقيا وفقا ألحكام قانون تنظيم مهنة المحاماة ونظامها الداخلي وتقاليد و أعراف هذه المهنة وأهدافها‬
‫النبيلة‪.‬‬

‫تقوم منظمات المحامين بأنجع الوسائل بتوجيه المحامي المتربص نحو تحرير بحث تطبيقي وتزويده‬
‫بأصول ممارسة المهنة و مبادئها و إعداده لمعالجة مختلف محررات الدعاوى و المرافعات الشفوية في‬
‫(‪)1‬‬
‫الجلسات المدنية و الجزائية و غيرها من األعمال المنوطة بالمحامي ‪.‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 13-07‬يتابع حاملوا شهادة الكفاءة المهنية تربصا ميدانيا مدته‬
‫سنتان يتوج بتسليم شهادة نهاية التربص من طرف مجلس المنظمة ‪ ،‬ويسجلون في قائمة التربص‬ ‫(‪)2‬‬

‫عند تاريخ أداء اليمين ويحملون صفة المحامي المتربص حيث يقوم مجلس المنظمة قبل كل دورة‬
‫تربص بإعداد قائمة بالمحامين و المكاتب المؤهلة االستقبال المتربصين ‪.‬‬

‫ويتولى نقيب منظمة المحامين أو مندوبه عند االقتضاء توزيع المتربصين على مديري التربص‬
‫من بين المحامين الذين لهم أقدمية ‪ 10‬سنوات على االقل أو المعتمدين لدى المحكمة العليا و مجلس‬
‫الدولة ويبلغ وزير العدل حافظ ألختام بذلك يمارس المحامي المتربص لدى مكتب مدير التربص الذي‬
‫يقوم بتوجيهه في سائر أعماله المهنية ويجتهد في تكوينه لممارسة المهنة ويخبر نقيب المحامين بنشاط‬
‫(‪)1‬‬
‫المتربص وال يمكنه رفض المهمة‪.‬‬
‫–‪1‬المادة ‪ 12‬و‪ 13‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪12‬‬

‫‪ -2‬المادة ‪ 16‬و ‪ 17‬من القانون ‪ 37-36‬المنظم لمهنة المحاماة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.06‬‬

‫يلزم المحامي المتربص بالحضور الدائم إلى مكتب مدير التربص‪ ،‬وذلك إللطالع على كيفية‬
‫تسيير مكتب المحاماة ومسك سجالته وملفاته و إستقبال الزبائن‪ ،‬و بالمشاركة في لمحاضرات و‬
‫الندوات و ورشات التربص‪ ،‬وكذلك في جلسات الجهات القضائية وفقا للتوزيع المعد من طرف مجلس‬
‫المنظمة‪ ،‬و تؤدي ‪ 03‬غيابات متكررة دون عذر إلى تمديد فترة التربص لمدة سنة‪ ،‬بموجب قرار غير‬
‫قابل ألي طعن‪ ،‬إذا زاد عدد الغيابات غير المبررة عن ثالثة‪ ،‬يرفض تسليم المحامي المتربص شهادة‬
‫إنهاء التربص ويصرف إلى إجراءات التسجيل من جديد‪ ،‬ويخضع مدى تبرير الغيابات لتقدير مجلس‬
‫المنظمة‪.‬‬

‫ال يمكن للمحامي المتربص التغيب عن المجلس القضائي مقر إقامته أكثر من ‪ 15‬يوما دون‬
‫ترخيص من النقيب ما عدا فترة العطلة القضائية ‪ .‬ويمكن للمحامي المتربص خالل فترة التربص‬
‫المساهمة في المساعدة القضائية‪ ،‬و التعيين التلقائي و النيابة عن المحامين‪ ،‬و التكفل بالقضايا التي‬
‫يكلفه بها مدير التربص بإسمه‪ ،‬وتحت إشرافه و المرافعة إلى جانب مدير التربص أو من ينوبه إبتداءا‬
‫من السنة الثانية من التربص أمام المحاكم و المجلس القضائي ‪ .‬يجب على مدير التربص القيام‬
‫بالواجبات التي تقتضيها أخالقيات وتقاليد المهنة تجاه المتربص‪ ،‬و التكفل بمصاريف تنقالته في إطار‬
‫(‪)1‬‬
‫نشاطات المكتب‪.‬‬

‫تعد لجنة التربص عند نهاية كل برنامج سنوي تقريرا يتضمن لحظات حول كل محام متربص ويتم‬
‫عرضه على مجلس المنظمة ‪ .‬يعين مجلس منظمة المحامين في نهاية دورة التربص لجنة إختبار‬
‫للتحقق من مدى مواظبة المحامي المتربص على تمارين التربص و المشاركة في أعمال ندوات‬
‫التربص الحضور في جلسات الجهات القضائية وبناءا عليه تحديد مدى إكتساب المحامي المتربص‬
‫قواعد ممارسة المهنة و أخالقياتها يقوم المحامي المتربص خالل السنة الثانية من التربص بإعداد بحث‬
‫مهني تطبيقي يتم إختيار موضوعه بموافقة األستاذ المشرف الذي يتم تعيينه من طرف مجلس المنظمة‬
‫من بين أعضاء لجنة التربص يخضع المحامي المتربص االختيار شفوي في جلسة علنية ‪ ،‬يتخذ مجلس‬
‫المنظمة بناءا على رأي مدير التربص وتقرير لجنة اقتراح لجنة اختيار قرار بتسليم شهادة نهاية‬
‫التربص أو رفضها يجوز لمجلس التربص وا المنظمة تمديد فترة التربص لسنة واحدة إذا ثبت او عدم‬
‫إلتزام المحامي المتربص بواجبات وبرنامج التربص ويتم التمديد بموجب قرار غير قابل للطعن‪.‬‬

‫‪--1‬المواد من ‪ 17‬إلى ‪ ، 22‬النظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المحامي المعتمد لدى المجالس القضائية ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ممارسة المهنة في شكل تجمعات‬

‫يمارس المحامي المعتمد لدى المجالس القضائية كامل نشاطه عبر كامل التراب الوطني سواء الذي في‬
‫مكاتب مجمعة أو فردية أو شركات أو تعاون‪ ،‬وكذلك ممارسة نشاط المحاماة بأجر وهذان النشاطان‬
‫جديدان وراد الول مرة في القانون الجزائري الجديد سنقوم في هذا الفرع بتفصيل كل نشاط على‬
‫حدى‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 07-13‬المنظم لمهنة المحاماة على "يمكن المحامين المسجلين في‬
‫الجدول وفقا ألحكام هذا القانون أن يمارسوا مهامهم جماعيا في شكل شركة محامين أو مكاتب مجمعة‬
‫يعد مجلس االتحاد الوطني لمنظمات المحامين مداولة تتضمن‬ ‫أو تعاون أو كذلك ضمن نظام بأجر‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫نمودجا لكل ممارسة جماعية لمهنة المحاماة وذلك تنفيدا لهذا النظام الداخلي فيما يخص عقد شركات‬
‫المحامين والمكاتب المجمعة والتعاون والمحاماة بأجر على النحو المفصل في كل نمودج الذي هو ‪2‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ملزما لكل محام أو منظمة محامين طبقا للقانون‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫‪- 1‬ممارسة المهنة في مكتب خاص‬

‫لم ينص القانون القديم وال حتي الجديد عن ممارسة مهنة المحاماة ضمن نشاط فردي أو مكتب‬
‫خاص غير أن المادة ‪ 32‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة نصت على الشروط الواجب توفرها‬
‫في مكتب الخاص ولكن المتعارف علية أنه مند ظهور مهنة المحاماة إلى القدم ظهرت معها ممارسة‬
‫هذه المهنة ضمن نشاط فردي‪ .‬أن يكون المكتب مشكل من ‪ 75‬غرف كحد أدني‪ ،‬غرفة تخصص‬
‫للمحامي وغرفة تخصص كأمانة وغرفة كقاعة إستقبال إضافة إلى مرافق صحية‪ ،‬إلى جانب ذلك يجب‬
‫على المحامي أن يوفر مجموعة من المراجع القانونية المستعملة في المهنة‪ ،‬وحين يتوفر المكتب إما‬
‫بواسطة االيجار أو الشراء‪ ،‬يتوجه المحامي بالطلب إلى نقيب المحامين المختص إقليميا‪ ،‬الذي يقوم‬
‫بالتحري حول المكتب وفيما إذا توفرت الشروط القانونية‪ ،‬فيكلف أحد أعضاء‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 07-13‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪08 .‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ 135‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪– .33‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 50‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫النقابة الذي يقوم بزيارة المكتب و إعداد تقرير الذي يعرضه على مجلس المنظمة‪ ،‬وبعد مصادقة‬
‫مجلس المنظمة يصبح هذا المكتب معتمدا رسميا لممارسة مهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪- 02‬ممارسة المهنة في شكل شركة محامين‪.‬‬

‫يجوز لمحاميين (‪ )2‬أو أكثر بموجب إتفاقية مكتوبة إنشاء شركة تتمتع بالشخصية المعنوية تدعي‬
‫شركة محامين حتى و إن كانوا مسجلين في جداول محامين تابعين لمجالس قضائية مختلفة‪ ،‬تهدف‬
‫للممارسة المشتركة لمهنة المحاماة وفقا ألحكام هذا القانون‪ ،‬وال يمكن للشركة أن تساعد أو تمثل أطرافا‬
‫لها مصالح متعارضة‪ .‬تسجل شركة المحامين في جدول المحامين حسب الشروط المبية ‪42‬من هذا‬
‫(‪)1‬‬
‫القانون‪ ،‬مع االشارة إلى دائرة إختصاص المجلس القضائي التي يوجد بها مقرها الرئيسي‪.‬‬

‫يجب على أعضاء شركة المحامين أن يخصصوا كل نشاطهم المهني للمحاماة وأن يتبادلوا‬
‫المعلومات عن هذا النشاط دون أن يعد ذلك خرقا للسر المهني وال يجوز ألي محام شريك أن يرافع‬
‫إال كممثل للشركة ولحسابها تحت مسؤولية الشركة كشخص معنوي زيادة على المسؤولية الفردية لكل‬
‫شريك عن الخطأ الشخصي‪ ،‬وال يجوز أن يكون إسم شركة المحامين مؤلفا إال من ألقاب الشركاء‪،‬‬
‫وعند اقتضاء من أسمائهم‪ ،‬وال يجوز ألحد الشركاء أن يكون عضو أن يكون عضوا إال في شركة‬
‫محامين واحدة وال يمارس مهنته إال بإسمها‪ ،‬وتسدد االشتراكات والمساهمات في االعباء المشتركة‬
‫بين منظمات المحامين بإسم كل عضو من أعضاء الشركة لدي المنظمة التابع له‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 42‬من القانون ‪ " 07-13‬تودع طلبات التسجيل في جدول المحامين مصحوبة بكل الوثائق المطلوبة لدى مجلس كل منظمة‬
‫مقابل وصل في أجل شهرين على االقل قبل إنعقاد الدورة‪ ،‬يبث مجلس كل منظمة في طلبات التسجيل هذه مرة واحدة كل سنة‪ ،‬ويعد‬
‫عدم البت في الطلب قبوال له‪"......‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ 137‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫ال يمكن أن تتشكل شركة المحامين إال فيما بين محامين مسجلين في الجدول‪ ،‬يتضمن جدول‬
‫المحامين ملحقا تدرج فيه قائمة شركات المحامين التي يبين فيها وجوبا إسم كل شركة ومقرها الرئيسي‬
‫وألقاب الشركاء وأسماؤهم ورتب أقدميتهم‪ ،‬وتشكل هذه البيانات إشهارا قانونيا ويظل الشركاء مسجلين‬
‫حسب ترتيبهم في جدول المحامين ويكون إسم كل شريك متبوعا بإشارة تتضمن إسم الشركة ولكل‬
‫شريك مسجل في جدول المحامين الحق في المشاركة في الجمعية العامة لمنظمة المحامين وفي‬
‫االنتخاب‪ ،‬ومن أجل تحديد عدد المحامين الواجب إنتخابهم في مجلس المنظمة يكون لكل شريك في‬
‫الشركة صوت واحد‪ .‬يقوم المسير أو المسيرون عند نهاية كل سنة مالية مدنية بإعداد الحسابات‬
‫السنوية للشركة وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون االساسي‪ ،‬وال يمكن أن تتقرر زيادة‬
‫رأسمال الشركة إال باالجماع وتقدم الوثائق لمصادقة الجمعية العامة لالعضاء خالل شهرين (‪)2‬من‬
‫قفل السنة المالية‪ ،‬وتبلغ الوثائق لكل عضو قبل خمسة عشر يوما على االقل من تاريخ إنعقاد الجمعية‬
‫العامة‪ ،‬ويمكن لكل عضو في الشركة أن يطلع بنفسه على الوثائق الخاصة بها وعلى كل وثيقة‬
‫تحوزها الشركة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫يمكن أن تكون الشركة موضوع إجراءات تأديبية بغض النظر عن تلك التي يمكن إتخادها ضد‬
‫كل الشركاء أو ضد أحدهم‪ ،‬ال يمكن للمحامي المغفل أو الموقوف أن يمارس ال يمكن ذا أن يمارس‬
‫نشاطه طيلة مدة العقوبة بإستثناء المطالبة بمقابل مالي أو االرباح المهنية‪ ،‬و صدرت في حقه عقوبة‬
‫نهائية تتضمن منعه من ممارسة المهنة مدة سنة يفقد صفة الشريك‪.‬‬
‫يحدد النظام الداخلي للمهنة كيفيات تطبيق االحكام المنصوص عليها و المتعلقة بتأسيس الشركة‬
‫وتسييرها وحلها وتصفيتها‪ ،‬ويمكن أن يحدد فيها عدد الشركاء وعدد شركات المحامين بما يضمن‬
‫تمثيل االطراف والدفاع عنهم بصورة عادية في دائرة إختصاص كل مجلس قضائي‪.‬‬

‫‪1-140‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪-3‬ممارسة المهنة في شكل مكاتب مجمعة ‪:‬‬

‫حسب ماجاء في نص المادة ‪ 65‬من القانون ‪ 07-13‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬والمادة ‪ 161‬من‬
‫النظام الداخلى المنظم‪ ،‬ومن خالل نص المادتين نجد أنه يجوز للمحامي أن يمارس مهنته بمقر يجمع‬
‫عدد من مكاتب المحامين ويجب أن يكون لكل محام مكتب خاص غير أنه يمكن االشتراك في غرفة‬
‫االنتظار و المستخدمين واالمانة ‪ ،‬يجب أن يثبت إنشاء مكاتب مجمعة عن طريق إتفاقية مكتوبة‬
‫تتضمن تحديد النفقات المشتركة و حصة مساهمة المعنين في هذه االخيرة يوافق مجلس منظمة‬
‫(‪)1‬‬
‫المحامين على نسخة من هذه االتفاقية‪.‬‬

‫يجب أن يبدي مجلس المنظمة رأيه في طلب إنشاء المكاتب المجمعة خالل شهرين )‪ ) 2‬من‬
‫تاريخ إيداع الطلب وتضاف إليه فترة العطلة القضائية قصد دعوة المعنين للقيام بالتعديالت الضرورية‬
‫مع مراعاة ألحكام القانونية والتنظيمية المعمول بها‪ .‬وفي حالة عدم الرد خالل هذا االجل يعتبر الطلب‬
‫مقبوال يجوز للمعنيين في حالة الرفض الطعن أمام مجلس االتحاد وتودع نسخة من االتفاقية بمجلس‬
‫المنظمة الذي يرسل نسخة منها إلى مجلس االتحاد (‪.)2‬‬

‫ال يجوز للمحامين الممارسين في إطار المكاتب المجمعة إنشاء شركة محامين‪ ،‬و‪،‬ا يمكن االشارة‬
‫‪،‬ال يجوز أن تشير أية عالمة خارجية لوجود‬ ‫(‪)3‬‬
‫إلى وجود مكاتب مجمعة خالل القيام باالعمال المهنية‬
‫(‪)4‬‬
‫مكاتب مجمعة دون المساس بحرية كل محام في وضع لوحة‬
‫‪-1‬المادة ‪ 162‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.35‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ 66‬من القانون ‪ 07-13‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.09‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 163‬من النظام الداخلي لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪35‬‬

‫‪4-‬المادة ‪ 165‬من النظام الداخلي لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المحامي المتعاون ‪.‬‬

‫يمارس المحامي المتعاون المسجل في الجدول كامل نشاطه عبر كامل التراب الوطني والتي تكون‬
‫في شكل إتفاقية تعاون تبرم مع محام أخر أو شركة محامين‪ ،‬ويمكن إبرام إتفاقية التعاون مع محام‬
‫أجنبي مع مراعاة أحكام االتفاقيات القضائية‪ ،‬تخضع االتفاقية المتضمنة التعاون إلى الموافقة المسبقة‬
‫من طرف مجلس المنظمة عندما يكون المحامون في نظام التعاون تابعين لمنظمتين مختلفتين فإنه‬
‫يخضع لمجلسي المنظمتين ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫يعد نظام التعاون نمطا لممارسة المهنة‪ ،‬الذي يتضمن أي تبعية‪ ،‬يتكفل المحامي بموجبه بجانب‬
‫من نشاط مكتب محام آخر مع إمكانية أن يكون له موكلين‪ ،‬ويمكن أن يكون ‪ 2‬التعاون بغرض‬
‫يتم التفاوض حول إتفاقية التعاون بكل حرية بين أطرافه‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإلنابات ووضع أساليب للتعاون المتبادل‪.‬‬
‫ويجب أن تكون مكتوبة وتخضع للموافقة المسبقة من مجلس المنظمة‪ ،‬وال يجوز في جميع االحوال أن‬
‫تتضمن الدفاع عن مصالح متعارضة‪.‬‬

‫ال تسري إتفاقية التعاون في حق الموكل إال إذا قبلها صراحة‪ ،‬يكون المحامي المتعاون حرا في أوجه‬
‫الدفاع التي يبديها‪ ،‬إال إنه يتعين عليه إخبار المحامي المرتبط بأوجه دفاعه قبل إبدائها‪ ،‬إذا ما كانت‬
‫مخالفة لتلك التي قد يثيرها االخير‪ ،‬ويكون المحامي مسؤول مدنيا على النشاطات المهنية التي قام بها‬
‫(‪)3‬‬
‫لحسابه المحامي المتعاون‬
‫يفصل بصفة نهائية في النزاعات المتعلقة بإتفاقية التعاون‪ ،‬نقيب المحامين للمنظمة التابعة لدائرة‬
‫(‪)4‬‬
‫إختصاص المجلس القضائي محل إبرام االتفاقية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 166‬من النظام الداخلي لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪14‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ 70‬من القانون ‪ 27-11‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪-3‬المادة‪ 77‬من القانون ‪، 27-11‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬

‫‪-4‬لمادة ‪ 71‬من القانون ‪، 27-11‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪12‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المحامي األجير‪.‬‬

‫يعد نشاط المحاماة بأجر نوع جديد ورد ألول مرة في القانون الجديد المنظم لمهنة المحاماة ‪-15‬‬
‫‪، 70‬حيث نصت المادة ‪09‬من نفس القانون ضمن الفصل الرابع على " يمكن المحامي المسجل‬
‫بالجدول أن يمارس بموجب عقد‪ ،‬مهامه في إطار نظام االجر لدي مكاتب المحاماة‪ ،‬ويجب أن يكون‬
‫عقد العمل مطابقا للتشريع الساري المفعول ولهذا القانون ولتقاليد المهنة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫مايفهم من نص المادة أن المحامي بأجر يخضع لقانون العمل‪ ،‬ال يجوز للمحامي بأجر أن يكون‬
‫لديه موكلين خاصين به‪ .‬يكون عقد العمل مكتوبا ويخضع للمراقبة المسبقة من النقيب‪ ،‬تودع خالل‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ إبرام أو تعديل أحد عناصره الجوهرية‪ ،‬نسخة منه لدى مجلس المنظمة‬
‫المسجل بها المحامي بأجر مقابل وصل إستالم‪ ،‬يمكن النقيب أن يقوم خالل أجل شهر بإعدار المحامي‬
‫المستخدم بموجب رسالة مضمونة الوصول مع إشعار بإستالم بتعديل عقد العمل لمطابقته مع هذا‬
‫القانون وقواعد المهنة‪.‬‬

‫ال يمكن بأي حال من االحوال أن يمس عقد المحاماة بأجر بإستقاللية المحامي بأجر وبمهامه‬
‫وكرامته مع االتزام بكل الحقوق والواجبات المنصوص عليها بالعقد المبرم ‪ 1‬بينهما في إطار قانون‬
‫تنظيم مهنة المحاماة وهذا النظام الداخلي‪ ،‬غير أنه ال يمكنه لمدة سنتين التكفل بقضايا مكتب المحاماة‬
‫الذي كان مستخدما فيه‪ )2( .‬يحق للمحامي بأجر الحصول على البطاقة المهنية وهي تحمل هذه الصفة‬
‫واالشارة إلى المحامي المستخدم‪ ،‬ويمارس بأجر مهامه بالنيابة عن المحامي المستخدم‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 79‬من القانون ‪، 07-13‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪–10‬‬

‫‪-2‬المادة ‪ 171‬من النظام الداخلى المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫يستعمل المحامي بأجر ختم المحامي المستخدم‪ ،‬ويفوض باالمضاء بدله ونيابة عنه‪ ،‬ويقوم‬
‫بجميع االجراءات القضائية واالدارية والطعون وكل عمل منوط بالمحامي المستخدم ماعدا المرافعة‬
‫أمام المحكمة العليا ومجلس الدولة إذا لم يتم إعتماد محامي بأجر طبقا للقانون‪ ،‬وال يمكن أن يتجاوز‬
‫(‪)1‬‬
‫المحامون بأجر بنفس المكتب عدد ‪ 10‬محامين‪.‬‬

‫يكون المحامي المستخدم مسؤوال مدنيا عن االخطاء المهنية التي يرتكبها المحامي بأجر‪ ،‬يعرض‬
‫النزاع بين المحامي المستخدم والمحامي بأجر على نقيب المحامين ويكون قرار النقيب قابال للطعن‬
‫أمام مجلس االتحاد من الطرفين اللذان يحق لهما الطعن في قرار مجلس االتحاد أمام الجهة القضائية‬
‫(‪)2‬‬
‫المختصة طبقا آلجال المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المحامي المعتمد لدى المحكمة العليا ومجلس الدولة‪.‬‬

‫يعتمد أمام المحكمة العليا ومجلس الدولة بقرار من وزير العدل حافظ األختام ‪:‬‬

‫‪-1‬المحامون الذين أثبتوا ممارسة فعلية لمدة عشر (‪)10‬سنوات على أن ال يكونوا قد تعرضوا خالل‬
‫الثالث سنوات االخيرة إلى إجراء التوقيف‪.‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تضاف مدة سنتين لألجل المنصوص عليه‬
‫في هذه المادة‪.‬‬
‫‪-2‬المحامون الذين مارسو فعليا وظيفة القضاء لمدة عشر سنوات على األقل‪.‬‬

‫‪-3‬المحامون الحاصلون على شهادة الدكتوراه الذين مارسوا وظيفة أساتذة في لحقوق لمدة عشر‬
‫(‪)3‬‬
‫سنوات‬

‫‪1-‬المادة ‪ 173‬من النظام الداخلى المنظم لمهنة المحاماة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪-2‬المادة ‪168‬من النظام الداخلى المنظم لمهنة المحاماة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 51‬من القانون ‪ 07-13‬المنظم لمهنة المحاماة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬

‫تحسب مدة عشر (‪)10‬سنوات أقدمية من تاريخ فتح المكتب بالنسبة لممارسة مهنة المحاماة ومن‬
‫تاريخ الترسيم بالنسبة لممارسة وظيفة القضاء أو وظيفة أستاذ جامعي‪ .‬يقدم طلب االعتماد إلى وزير‬
‫العدل‪ ،‬حافظ االختام عن طريق نقيب منظمة المحامين وبناءا على تقرير منه مرفق بالوثائق الثبوتية‬
‫(‪)4‬‬
‫للمارسة الفعلية لمهنة المحاماة أو وظيفة القضاء أو أستاذ جامعي وذلك خالل المدة المطلوبة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫حقوق و إلتزامات المحامي‬


‫من بين الضروريات التي أمر بها القانون بالمحافظة عليها‪ ،‬حفظ حقوق اإلنسان و الحرص‬
‫على دفع الضرر عنهم وجلب المصالح لهم‪ ،‬وألنه يتعذر على بعض األفراد متابعة حقوقهم بنفسهم‬
‫وهذا سواءا النشغاالته م أو لعجزهم ولتبيان مقدرة الناس فيما تدعو الحاجة إلى التوكيل فيه وهو جانب‬
‫الخصومات‪ ،‬لذلك فقد خول القانون مبدأ النيابة في المثول أمام القضاء فهي خطوة تساهم في تحقيق‬
‫أهداف القضاء و إقامة العدل عن طريق المحامي‪ ،‬والذي بدوره عليه أن يلتزم بالعديد من الواجبات‬
‫التي تفرضها عليه قواعد وتقاليد المهنة قد جعل القانون المنظم لمهن ة المحاماة من خالل استقراء‬
‫لمختلف النصوص القانونية مجموعة من الحقوق التي يكتسبها المحامي و التي تحق له بحكم ممارسته‬
‫الفعلية لمهنة المحاماة‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬حقوق المحامي‪.‬‬

‫أوال‪:‬حق التمثيل والدفاع والمساعدة‪.‬‬

‫من المعلوم أن هذا الحق يتمتع به المحامي دون غيره منذ زمن طويل ‪ ،‬حيث يحق للمحامي‬
‫تمثيل االطراف أمام كل الجهات القضائية‪،‬كما له أن يرافع أمامها دون تقديم توكيل كتابي فيكفي إعالن‬
‫توكيله شفويا في حق طرف من أطراف الخصومة ‪ .‬كما له الحق في تقديم االستشارات القانونية‬
‫للمتقاضين وأن يباشر كل إجراء قانوني أو طعن يراه مناسبا لصالح موكله أمام كل الجهات االدارية و‬
‫التأديبية والقضائية ما عدا ما إستثني بنص خاص‪ .‬وهذا الحق ضمنته المادة ‪ 05‬من القانون ‪07/13‬‬
‫"يقوم المحامي بتمثيل االطراف و مساعدتهم ويتولى الدفاع عنهم كما يقدم لهم‬ ‫"‬ ‫حيث نصت على‬
‫النصائح و االستشارات القانونية "‪.‬‬

‫وكذلك المادة ‪ "73‬يجوز للمحامي مالم يقض التشريع الساري المفعول بخالف ذلك‪ ،‬القيام بكل‬
‫إجراء تقتضيه المهنة‪ .‬وهاتين المادتين قد نظمتهما المادة ‪ 37‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة‬
‫(‪)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق إرتداء البدلة المهنية ‪.‬‬

‫إن إرتداء البدلة المهنية حق للمحامي الممارس دون غيره حددت أوصافها و ألوانها بموجب‬
‫المرسوم التنفيذي الصادر في ‪ .13/10/1990‬ويقوم المحامي بلبس هذه البدلة السوداء عند القيام‬
‫بالترافع في الجلسات أمام المحاكم و المجالس القضائية وعند التحقيق‪،‬وعند زيارة النقيب‪ ،‬وأثناء القيام‬
‫بزيارة المجاملة‪ .‬وان لبسها يعتبر حقا و واجبا في نفس الوقت حيث تحميه وتمنحه الحصانة التي يتمتع‬
‫بها كل محام أثناء قيامه بنشاطه المهني ‪،‬أو المناقشة في الجلسات التي تعقد في المحاكم و المجالس‬
‫القضائية‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫ثالثا‪ :‬الحق في االتعاب‬
‫تنص معظم القوانين المنظمة لمهنة المحاماة ‪،‬ومنها القانون الجزائري على حق المحامي في‬
‫تقاضي االتعاب مقابل ما يقوم به من أعمال لفائدة موكله‪.‬‬

‫وتحديد األتعاب ال يخضع ألي نص من القانون ‪ 91/73‬حيث نصت المادة ‪ 85‬منه على "يجري‬
‫االتفاق بكل حرية بين المتقاضين و المحامي على مبلغ مقابل األتعاب حسب الجهد الذي يبذله المحامي‬
‫و طبيعة القضية و مدتها و المحكمة التي ترفع إليها تلك القضية وأهمية الخدمة التي يقوم بها المحامي‬

‫‪- 1‬علي سعيدان ‪ ،‬تنظيم مهنة المحاماة وأخالقياتها في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية للنشر و التوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪،‬الطبعة االولى ‪،‬‬
‫‪،2008‬ص‪.119‬‬

‫‪ 2‬نور شحاتة محمد ‪ ،‬بحث حول إستقالل المحاماة ‪ ،‬مجلة المحاماة المصرية ‪ ،‬العدد‪ ، 2-1‬القاهرة ‪، 1986،‬ص‪.48‬‬

‫موالي ملياني بغدادي‪ ،‬المحاماة في الجزائر نشأتها وتطورها ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬المطبعة الجزائرية للمجاالت و الجرائد‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بوزريعة ‪،‬ص‪ 207‬و‪408‬‬

‫(‪)1‬‬
‫يجب على المحامي أن يسلم وصال لموكله عن المبلغ الذي تقاضاه منه‪.‬‬

‫إال أن القانون الجديد ‪ 07-13‬قد نص على تحديد األتعاب في نص المادة ‪ " 23‬تحديد األتعاب‬
‫بين المتقاضي و المحامي بكل حرية حسب الجهد الذي يبذله المحامي و طبيعة القضية و مراحلها و‬
‫أهمية المساعي التي يقوم بها المحامي‪ .‬ال يمكن أن يكون مبلغ األتعاب خاضعا للنتائج المتوصل إليها‬
‫ويعد باطل كل إتفاق يخالف ذلك ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حق الحصانة بمناسبة القيام بالدفاع‪.‬‬

‫تتجلى االستفادة من هذا الحق في نص المادة ‪ 24‬من القانون الجديد في الفقرة األخيرة و التي‬
‫نظمتها المادة ‪46‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة حيث نصت المادة ‪ 24‬من القانون السالف‬
‫الذكر على"ال يمكن متابعة محام بسبب أفعاله وتصريحاته ومحرراته في إطار المناقشة أو المرافعة في‬
‫الجلسة"‪ .‬مع االشارة إلى أنه لكي يستفيد المحامي من هذا الحق يجب أن تتم تدخالته وأعماله في إطار‬
‫إحترام القانون و المحاكم و السلطات العمومية و القانون المنظم لمهنة المحاماة وأخالقياتها و أعرافها‪،‬‬
‫وأن تنصب مرافعاته وكتاباته حول جوهر القضية التي هو مؤسس فيها‪ ،‬وأن الخروج عليها قد يعرضه‬
‫إلى متابعات تأديبية أو جزائية على أساس القذف أو التصريحات الكاذبة‪ ،‬وهذا يمس بصفة مباشرة‬
‫سمعته وكرامته في الوسط المهني و االجتماعي‪.‬‬

‫‪)2(.‬‬
‫خامسا‪ :‬حق حصانة مكتب المحامي‬

‫يتمتع المحامي بحصانة وحماية ‪ ،‬حيث ال يجوز الدخول إلى مكتبه بالقوة أو إجراء تفتيش داخله دون‬
‫الحصول على إجراءات خاصة من قبل القاضي المختص بحضور النقيب وهو ما نصت عليه أحكام‬
‫المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 07-13‬لتي ألغت أحكام المادة ‪ 80‬من القانون ‪ 04-91‬وذلك لما تتمتع به هذه‬
‫المهنة الحرة من أهمية ودور أساسي في تأدية خدمة عمومية ‪،‬‬

‫‪- 1‬نزيه نعيم شالال‪ ،‬حصانة المحامي‪ ،‬دراسة مقارنة من خالل الفقه و االجتهاد و النصوص القانونية والتنظيمية النقابية ‪،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫نزيه نعيم شالال‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪43‬‬ ‫‪-2‬‬

‫عالوة على ذلك فإن المحامي ملزم بكتمان السر المهني و المحافظة على حماية العالقات بينه و‬
‫بين موكله التي يجب أن يكتسيا الطابع السري وكذا حماية سرية الملفات و المراسالت وكل ماله عالقة‬
‫بها‪ .‬وفي جميع الحاالت و إذا إقتضت الضرورة الدخول إلى مكتب المحامي و تفتيشه فإنه يجب إتباع‬
‫االجراءات التالية‪ :‬ال يتم تفتيش أو حجز أي شيء في المكتب إال بعد إخطار القاضي أو النقيب أو‬
‫مندوبه‪ .‬إحترام االجراءات المزمع القيام بها وفقا للقانون وفي حالة مخالفتها تعد تحت طائلة البطالن‪.‬‬

‫يتضح إذن أن عملية تفتيش مكتب محامي أو حجز بعض ما فيه من وثائق و مراسالت بينه وبين‬
‫وكالئه أو بينه وبين زمالئه تتعلق بالمهنة تؤثر على سمعة المحامي و إستقالله ورغم وجود اختالفات‬
‫حول جواز وعدم جواز تفتيش مكتب المحامي ‪،‬إال أن الرأي الراجح هو جواز تفتيش المكتب مع عدم‬
‫جواز ضبط المستندات و المراسالت التي تتعلق بأسرار الموكل لكونها مشمولة بالسهر المهني‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫سادسا‪ :‬حق المحامي في الحماية من اإلهانة أثناء قيامه بالمهنة‪.‬‬

‫تعد إهانة المحامي أثناء ممارسته لمهنته أو بمناسبتها مماثلة إلهانة الموجهة للقاضي والتي تعاقب‬
‫عليها المادة ‪ 144‬من قانون العقوبات سواء وجهت اإلهانة من الموكل أو من خصومه أو من الغير‬
‫وقد نصت المادة ‪ 26‬من القانون ‪ 07-13‬لتي ألغت أحكام المادة ‪ 92‬حيث تنص المادة ‪ 26‬منه‬
‫على"تطبق إهانة محام أو اإلعتداء عليه أثناء ممارسته مهنته أو بمناسبتها ‪،‬العقوبات المنصوص عليها‬
‫في قانون العقوبات المتعلقة بإهانة القاضي"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إلتزامات المحامي‪.‬‬

‫أوال‪:‬التزام المحامي تجاه الجهات القضائية‬

‫أكدت المادة ‪ 09‬من القانون ‪ 07-13‬التي ألغت المادة ‪ 76‬من القانون ‪ "04-91‬يجب على المحامي‬
‫(‪)2‬‬
‫أن يراعي االلتزامات التي تفرضها عليه القوانين واألنظمة و تقاليد المهنة وأعرافها"‬

‫‪- 1‬أحمد بو عبد هللا‪ ،‬تنظيم مهنة المحاماة في الجزائر و التشريعات المقارنة‪ ،‬مطبعة الرستمية‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪80.‬‬

‫‪ -2‬انظر المادة ‪ 09‬من القانون رقم‪، 07-13‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬السالف الذكر ‪.‬‬

‫إذ ال يعتبر المحامي عون العدالة فقط إنما هو نصف العدالة القضائية (‪)1‬وذلك من خالل تجسيده‬
‫لمعالم االحترام تجاه هذه الجهات القضائية‪ .‬كما يجب عل ى المحامي أن يحسن مداركه العلمية‬
‫باستمرار وهو ملزم بمتابعة كل البرامج التكوينية و التحلي بالمواظبة و الجدية خاللها‪.‬‬

‫فالمحامي الذي اختار لنفسه العمل في مجال القضاء هو أول ى الناس باحترام القضاء (‪)2‬وصيانته‬
‫وقدسيتها فال يسيء إليها بحركة خائبة أو كالم بذيء أو صراخ مستقبح ‪ .‬فالمحامي هنا عليه أن يبذل‬
‫قصارى جهده بان يقدم كل ما يستطيع للوصول إلى الحقيقة و حسم النزاع حسما عادال لتمكين صاحب‬
‫الحق من أن ينال حقه في أقرب وقت و أيسر سبيل كما يجب عليه أن يحظر إلى الجلسات في الوقت‬
‫المناسب و المحدد له مع ارتدائه البذلة المهنية خالل الجلسات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬واجب المحامي تجاه زمالئه‬

‫هذا واجب جوهري يخضع له المحامي تجاه زمالئه‪ ،‬بحيث يجب عليه احترام ومراعاة كل‬
‫االلتزامات التي تفرض عليه القوانين واألنظمة الداخلية وتقاليد المهنة فقد نصت عليه المادة ‪ 72‬من‬
‫النظام الداخلي لمهنة المحاماة فهناك مجموعة من الواجبات التي يقوم بها المحامي تجاه زمالئه منها‬
‫(‪)3‬‬
‫االحترام و الواجب المالي وواجب التضامن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬واجب المحامي اتجاه منظمة المحامين‬

‫(‬
‫على المحامي أن يحترم بصفة دائمة النظام الداخلي لكل منظمة والقرارات التي يصدرها مجالس‬
‫‪)4‬منظمات المحامين وهذا ما أكدته المادة ‪ 79‬من النظام الداخلي المنظم لمهنة المحاماة ‪ ،‬إذ يمتنع عن‬
‫القيام بما يعارض سلطاتها الن ذلك يؤدي إلى إضعاف المهنة‪ ،‬ويخضع المحامي إلى سلطة النقيب‬
‫ويحظى بحماية مجلس نقابة المحامين الذي ينتمي إليه‪ ،‬و بالتالي فكل كالم يسئ لسلطة نقيب أو مجلس‬
‫نقابة يمثل إخالل مهنيا و يمكن أن يرتب مسؤولية مدنية للمحامي‪ ،‬فهناك مجموعة من الواجبات تجاه‬
‫منظمة منها‪.‬‬

‫‪-1‬عبد القادر حضير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪ - -2‬هالل يوسف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪534‬‬

‫‪ -3‬المواد ‪72‬و‪73‬و‪ 76‬من النظام الداخلي‪ ،‬السالف الذكر‬

‫أ‪ :‬واجب االستقامة‬

‫يجب على المحامي أن يكون مستعد لكل استدعاء أو دعوى صادرة من نقيب المحامين و المحامي‬
‫الذي يتغيب أكثر من ‪ 15‬يوم عل يه إبالغ النقيب بغيابه وترك العنوان الذي ينو ي الذهاب إليه ويبلغه‬
‫بوضعية القضايا التي هي سائرة بمكتبه واإلجراءات المتعددة لضمان حسن تسيير المكتب‪.‬‬

‫ب‪ :‬واجب الكفاءة‬

‫يجب على المحامي تقديم خدمات إلى المتقاضي بمهارة وفي المستوى فالبد عليه الحصول على‬
‫التكوين في الميدان من خالل اإلطالع على القوانين واإلجراءات الجديدة وتوسيع معلوماته‪.‬‬

‫ج‪ :‬واجب الشرف‬

‫اعتبر مهنة المحامي مهنة شريفة وحرة وينبغي االلتزام األخالقي فالشرف والسمعة يعدان رأس‬
‫مال المحامي الذي يجب عليه أن يحافظ عليهما ويصونوهما‪ ،‬من اجل ذلك فال يجب على المحامي أن‬
‫تكون له مصالح مشتركة مع موكله‪ ،‬وهو ال يستطيع أن يتعامل معه في مكان عام الن ذلك يعتبر خرقا‬
‫للقواعد وتقاليد المهنة‪ ،‬من جهة إن سمعة المحامي تتطلب منه الحرص على شرف و كرامته أثناء أداء‬
‫لمهنته كإستخدام وسائل اإلشهار لجلب الموكلين سواء في األماكن العمومية أو في قاعات جلسات‬
‫(‪)1‬‬
‫المحاكم‬

‫رابعا‪ :‬واجب المحامي تجاه موكله‬

‫لقد فرض القانون مجموعة من الواجبات تجاه موكله تتمثل في حفظ السر المهني وواجب الوفاء و‬
‫اإلخالص إذ يجب عليه أن يقدم كل ما بمقدوره من مساعدات ومعلومات لضمان نجاح قضايا موكله ‪،‬‬
‫من بين هذه الواجبات نجد‪:‬‬

‫أ‪ :‬واجب السر المهني‬

‫يعتبر حجر الزاوية لمهنة المحاماة و زواله ِيؤدي إلى انهيار المهنة فهو من أهم الواجبات الملقاة‬
‫(‪)2‬‬
‫على عاتق المحامي‪ ،‬فالسر المهني هو أعلى األمانات و أنفس الودائع‬

‫‪Guide de l’avocat ce que doit savoir de jeune avocat, l’organisation national des avocats, alger juin -1‬‬
‫‪,1985‬‬

‫‪-2‬أسامة شاهين‪ ،‬فن المحاماة وروائع المرافعات في أشهر القضايا‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪، 2002 ،‬ص ‪5.‬‬

‫ب‪ :‬واجب الوفاء للموكل‬

‫يفرض القانون جملة من الواجبات اتجاه موكله تتمثل في اإلخالص والوفاء الذي من اجله يجب‬
‫عل ى المحامي أن يدرس ملف موكله بكل إخالص ووفاء ويضمن حقوقه و ‪ ،‬كذلك جلساته حتى‬
‫يصدر الحكم ‪ ،‬إال أن المحامي غير مسؤول عن النتيجة إال إذا وجدت أخطاء مهنية ‪ ،‬ذلك ا أن‬
‫لمحامي واجب الوسيلة ال الهدف‪ ،‬فاهم ما ينتظره الموكل عندما يتولى قضاياهم أن يكون صادقا‬
‫مخلصا فال يصح نأ يتولى المحامي أي قضية ما لم يكن واثقا من انه يستطيع الدفاع بنجاعة (‪ )1‬من‬
‫جهة أخرى يمكن للمحامي أن يخطر موكله برسالة مضمنة حتى يتمكن من توكيل محامي أخر يتكفل‬
‫(‪)2‬‬
‫بقضيته‬

‫ج‪ :‬واجب اإلسراع‬


‫يجب على المحامي عدم المماطلة واإلسراع في الدعوى فأي إجراء أخر تأسس من اجله‪ ،‬فعدم‬
‫اإلسراع قد ينجر عنه إضرار للموكل أو فوات المواعيد في بعض القضايا قد يؤدي إلى رفض الدعوة‬
‫وبالتالي يجبر المحامي بالتعويض للموكل عن الخطأ المهني‪.‬‬

‫‪-1 -‬انظر المادة ‪ 90‬من النظام الداخلي ‪ ،‬السالف الذكر‬

‫‪-2leclercq cléo, Devoirs et prérogatives de l’avocat, bruylant Bruxelles,1999, p 98‬‬

‫الخاتمة‬
‫إن تنظيم مهنة المحاماة يقوم على مبادئ أساسية عالمية ‪ ،‬وهذه المبادئ هي التي تعطي مهنة المحاماة‬
‫أخالقها ‪ ،‬فتجعل منها من أشرف المهن ‪.‬‬

‫فإذا أردنا تلخيص القول فيها لقلنا أن دور العادات و األعراف والتقاليد المهنية هو دور أساسي لدى‬
‫المحامين ‪ ،‬ومنه تتميز المحاماة باألداب و األخالق و التنظيم القانوني ‪ ،‬لذا يجب أن يتحلى صاحبها‬
‫بالشرف واألمانة و اإلخالص ‪ ،‬لذلك البد أن تترفع عن المهن المأجورة ‪ ،‬ويجب أن تكون خالصة لتلك‬
‫األعمال التي ال تكسب لمن يمارسها سوى شرف النجاح ‪.‬‬
‫لذا يجب على المحامي التمسك باالهداف النبيلة السامية وبأخالقيات المهنة وبعدم اإلخالل بالواجبات‬
‫التي خولها له القانون ‪ ،‬وظل يؤكد عليها والتي من شأنها أن توجه حياته المهنية السمو ‪،‬ويجعلها أداة‬
‫حقيقية لخدمة حقوق اإلنسان وحرياته ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الواجبات المهنية نجد أن المحامي الجزائري على خالف بعض البلدان األخرى يتمتع‬
‫باالستقاللية في ممارسة مهامه‪ ،‬كما يتمتع بالحقوق التي تضمن له تلك باالستقاللية ‪.‬‬

‫كنتيجة لدراستنا نجد أن مهنة المحاماة لم تكن معروفة في التنظيم القضائي الجزائري قبل اإلحتالل ‪،‬‬
‫بل كانت تطبق الشريعة االسالمية على كل المنازعات وهذا على غرار ما عرفته أوروبا عموما‬
‫وفرنسا على وجه الخصوص‪ ،‬و أما فترة الحتالل الفرنسي نظمت مهنة المحاماة وفقا للقواعد الفرنسية‬
‫‪.‬‬

‫ومن خالل دراستنا نخلص إلى أنه ال يمكن للطالب المتخرج االتحاق بسلك المحاماة دون التقيد‬
‫بالشروط المنصوص عليها في القانون ‪ 11-70‬المتضمن تنظيم مهنة المحاماة في الجزائر والتي يجب‬
‫توفرها في المحامي حتى يستطيع تسجيل إسمه في قائمة المحامين ويمكنه التمتع بالضمانات و الحقوق‬
‫‪ ،‬المتاحة لغيره من المحامين وبالتالي يستطيع أداء رسالته على أكمل وجه والدفاع عن العدالة‪.‬‬

‫ويبقى سلك المحامين بفضل مثابرته وتقدمه المتواصل ‪ ،‬و إعتزازه بماضيه وقوته ووحدته و إنضباطه‬
‫من أهم االسالك القضائية المحترمة في الوطن وعليه أن يعمل على إرتفاع قدره أن يكون مسموعا ‪،‬‬
‫في كامل أنحاء العالم كلما تعلق بالدفاع عن الحرية والعدالة واالنصاف والقانون ‪ ،‬وبذلك تأسست دولة‬
‫إظهار الحق و إزهاق الباطل وهو هدفنا الذي نسعى إليه من خالل تقديمنا لموضوعنا‪ ،‬ونتمنى أن‬
‫نكون قد ساهمنا في تزويد الطلبة والباحثين بوثائق ‪ 1‬تساعدهم على التمكن من االطالع على الجوانب‬
‫التنظيمية و االخالق لمهنة المحاماة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪-1‬أحمد بو عبد اهلل‪ ،‬تنظيم مهنة المحاماة في الجزائر‪ ،‬والتشريعات المقارنة‪ ،‬مطبعة الرستمية‪،‬‬
‫عنابة‪.‬‬

‫‪-2‬عبد التواب معوض‪.‬‬

‫‪-3‬عبد الرحمان محمد العيساوي‪ ،‬المحاماة مهنيا ونفسيا‪ ،‬منشأة المعارف‪2002،‬‬


‫‪- 4‬علي سعيدان‪ ،‬تنظيم مهنة المحاماة و أخالقياتها في الجزائر‪ ،‬دار الخلدونية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬الطبعة األولي‪.2002،‬‬

‫‪-5‬ربيع شندب‪ ،‬المؤسسات القضائية والتنظيم القضائي‪ ،‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولي‪.2011 ،‬‬

‫‪- 6‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى تاريخ النظم‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪-7‬محمود توفيق إسكندر‪ ،‬المحاماة في الجزائر مهنة ومسؤلية‪ ،‬دار المحمدية العامة ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪.1992‬‬

‫‪- 8‬مرشد المتعامل مع القضاء‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬ديوان الوطني أللشغال التربوية‪ ،‬مارس‪.1992‬‬

‫‪- 10‬موالي ملياني بغدادي‪ ،‬المحاماة في الجزائر‪ ،‬نشأتها وتطورها‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬المطبعة الجزائرية‬
‫للمجاالت والجرائد‪ ،‬بوزيعة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪- 11‬نور شحاتة محمد‪ ،‬بحث حول إستقالل المحامي‪ ،‬مجلة المحاماة المصرية‪ ،‬العدد‪-1‬‬

‫‪- 12‬صحيح إبن ماجه‪.‬‬

‫‪- 13‬كمال بغداد ‪ ،‬النظام القانوني للمؤسسة العامة في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬قانون المؤسسات‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،‬بن‬
‫يوسف بن خدة ‪.2012‬‬

‫‪-14‬األمر‪ 25/61‬المؤرخ في ‪20‬رمضان ‪، 1395‬الموافق ل ‪ 26‬سبتمبر ‪، 1925‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪15‬قانون ‪ 91/04‬المؤرخ في ‪ 22‬جمادي الثانية ‪، 1411‬الموافق ل ‪ 02‬يناير ‪ ، 1991‬يتضمن تنظيم مهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪16‬لنظام الداخلي لتنظيم مهنة المحاماة‪ ،‬الموافق عليه بموجب قرار مؤرخ في ‪ 09‬ربيع الثاني ‪ 1416‬الموافق‪، 1416‬‬
‫الموافق ل ‪ 04‬سيبتمبر ‪، 1995‬‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية مهنة المحاماة‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم مهنة المحاماة‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف مهنة المحاماة‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية مهنة المحاماة‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬خصوصية مهنة المحاماة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط اإلنخراط في المهنة‬
‫الفرع األول ‪ :‬شروط الواجب توفرها في طلب التسجيل‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مزاولة المهنة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مباشرة مهنة المحاماة‬
‫المطلب األول ‪ :‬كيفية ممارسة مهنة المحاماة (أصناف المحامين)‬
‫الفرع األول ‪ :‬المحامي المتربص‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المحامي المعتمد لدى المجالس القضائية‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المحامي المعتمد لدى المحكة العليا و مجلس الدولة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حقوق و التزامات المحامي‬
‫الفرع األول ‪ :‬حقوق المحامي‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التزامات المحامي‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫قائمة المراجع ‪:‬‬

You might also like