Professional Documents
Culture Documents
اعلم أن الذهن قد يطلق ويراد به قوتنا المدركة وهو الشائع .وقد يطلق ويراد به
القوة المدركة مطلقا ،سواء كانت النفس الناطقة اإلنسانية أو آلة من آالت
إدراكها أو مجردا آخر ،وهذا المعنى هو المراد في الوجود الذهني .وهو أعم
من الوجود النفس األمري من وجه ،لتحقق األول بدون الثاني في المخترعات
الذهنية ،وتحقق الثاني بدون األول في الموجودات الخارجية ،وتحققهما في
الصوادق .وأيضا أي كما أن الذهن يطلق على المعنيين كذلك الخارج يطلق
على معنيين ،أحدهما الخارج عن الذهن مطلقا وهو المشهور المذكور غالبا،
وثانيهما الخارج عن النحو الفرضي من الذهن ال عن الذهن مطلقا .والخارج
بهذا المعنى أعم من الخارج بالمعنى األول ،لتناوله له وللنحو الغير الفرضي من
الذهن ،وهو المراد من الخارج في قولهم :صحة الحكم مطابقته لما في الخارج.
والحاصل أن الخارج قد يطلق ويراد به الخارج عن المشاعر هو الذي يعبر عنه
باألعيان ،وقد يطلق ويراد به الخارج عن االعتبار وهو الذي يعبر عنه بنفس
األمر.