You are on page 1of 1

‫تحقيق الفرق بين الذهن والخارج ونفس األمر‬

‫لـ مصطفى شوكت أفندي‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫اعلم أن الذهن قد يطلق ويراد به قوتنا المدركة وهو الشائع‪ .‬وقد يطلق ويراد به‬
‫القوة المدركة مطلقا‪ ،‬سواء كانت النفس الناطقة اإلنسانية أو آلة من آالت‬
‫إدراكها أو مجردا آخر‪ ،‬وهذا المعنى هو المراد في الوجود الذهني‪ .‬وهو أعم‬
‫من الوجود النفس األمري من وجه‪ ،‬لتحقق األول بدون الثاني في المخترعات‬
‫الذهنية‪ ،‬وتحقق الثاني بدون األول في الموجودات الخارجية‪ ،‬وتحققهما في‬
‫الصوادق‪ .‬وأيضا أي كما أن الذهن يطلق على المعنيين كذلك الخارج يطلق‬
‫على معنيين‪ ،‬أحدهما الخارج عن الذهن مطلقا وهو المشهور المذكور غالبا‪،‬‬
‫وثانيهما الخارج عن النحو الفرضي من الذهن ال عن الذهن مطلقا‪ .‬والخارج‬
‫بهذا المعنى أعم من الخارج بالمعنى األول‪ ،‬لتناوله له وللنحو الغير الفرضي من‬
‫الذهن‪ ،‬وهو المراد من الخارج في قولهم‪ :‬صحة الحكم مطابقته لما في الخارج‪.‬‬
‫والحاصل أن الخارج قد يطلق ويراد به الخارج عن المشاعر هو الذي يعبر عنه‬
‫باألعيان‪ ،‬وقد يطلق ويراد به الخارج عن االعتبار وهو الذي يعبر عنه بنفس‬
‫األمر‪.‬‬

‫تمت الرسالة‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

You might also like