Professional Documents
Culture Documents
**وفي المقابل يعتقد التجريبيون وعلى رأسهم **يرى انصار الموقف االول وهم أنصار النزعة العقلية
"فرنسيس بيكون"" ،جون لوك"" ،دفيد هيوم" أن أمثال "ديكارت" ،وافالطون وسقراط الذين يعتقدون أن
التجربة الحسية هي أساس المعرفة ومصدرها األول، العقل هو المصدر األول لنهل المعرفة اإلنسانية وليس
فكل ما يحصل عند اإلنسان من معارف ومكتسبات التجربة ،ألن جميع المعارف تنشأ عن المبادئ العقلية القبلية
يرد إلى الواقع الحسي ،ومن هنا ينكر التجريبيون والضرورية الموجودة فيه ،وبالتالي فمعارف اإلنسان عقلية
وجود مبادئ عقلية فطرية قبلية. ** المعرفة الحقيقية ترتد إلى ما يميز اإلنسان وهو العقل ال
الحواس ،وألن العقل قوة فطرية في النفس مهيأة لتحصيل
** كل المعارف بعدية تكتسب بالتجربة ،لهذا يؤكدون
المعرفة وتصور المعاني وإصدار األحكام.
أن العقل يولد صفحة بيضاء خالية من أي أفكار
فطرية ،فهو ال يعرف شيئا ويبدأ في اكتشاف العالم ** ديكارت"" ،ليبتنز"" ،مالبرانش" ،ويبررون موقفهم
الخارجي عن طريق الحواس. بالتأكيد على أن جميع معارفنا تستمد وحدتها وصفاتها
اليقينية من العقل ،ألن مبادئه يقينية ،فال بد أن تكون المعرفة
** لو كان العقل مصدرا للمعرفة أيضا لكان حظ المستمدة منه بدورها يقينية ،ولهذا رفض هؤالء المعرفة
الناس من المعارف متساويا ،والواقع يثبت عكس الحسية ألنها تحمل الخداع والشك والتغير فموضوعها عالم
ذلك .يقول "جون لوك"" :لو كان الناس يولدون وفي األشياء ومعطياتها نسبية،
عقولهم أفكار فطرية لتساووا في المعرفة"
**يؤكد العقليون أن المعرفة العقلية أو الحقائق التي يتوصل
** فمصدر المعارف كلها أساسه التجربة الحسية وما إليها بالعقل تتصف بأنها كلية وصادقة ،فهي شاملة ألنه يمكن
العقل إال مرآة عاكسة للواقع تعميمها على كل العقول البشرية في كل مكان وزمان ،وهي
قضايا صادقة صدقا ضروريا ،ال يتطرق إليها الشك،
وتتصف بالبداهة والوضوح
النقد :هذا الموقف اهمل دور العقل في الوصول إلى النقد :انصار هذا الموقف ركزوا على العقل كمصدر
الحقائق وركزوا على دور الحواس مع أنها قد تخدع اإلنسان للحقائق التي يتوصل إليها اإلنسان وأهملوا دور الحواس
وتجعله يقع في األخطاء( .الخداع البصري والخداع والتجربة وهذا ما يؤكد بأن هناك معيارا آخر للمعرفة .كما
الحركي) أن العقل قاصر وليس بالملكة المعصومة عن
الخطأ.
نتيجة
ختاما ومما سبق نستنتج أن اإلنسان مهما كان عاقال فإن العقل ال يكفي لوحده كمصدر للمعرفة ،كما أن التجربة أيضا تبقى قاصرة
لوحدها لهذا كانت المعرفة اإلنسانية عملية تركيب بين ما هو عقلي وما هو تجريبي لهذا قال "كانط"" :الحدوس الحسية بدون
مفاهيم تظل عمياء ،والمفاهيم بدون حدوس حسية جوفاء"
يرى انصار الموقف الثاني (المدرسة الظواهرية والجشتالتية يرى كل من الحسيين والعقليين (سقراط ديكارت االن مين
) من بينهم( كوفكا وكوهلر ومرلوبونتي وهورسل) انه دوبيران هيوم )أنه من الضروري التمييز بين اإلحساس واإلدراك
يستحيل الفصل بين االحساس واالدراك الن االنسان يحس النهما من طبيعتين مختلفتين .كما ان قيمة المعرفة تختلف من
ويدرك في نفس الوقت (االحساس واالدراك عملية واحدة ) االحساس الى االدراك
** يرى الجشتالتيون ان الشكل الخارجي للموضوع وبناءه ** العقليون يرون أن اإلحساس مجرد عملية فيزيولوجية ال يمدنا
العام هو الذي يحدد االدراك وهذا االخير يتم دفعة واحدة إال بمعارف أولية في حين أن اإلدراك هو عملية تعتمد على الذهن
وبصيغة كاملة وكلية . وتدخل فيها الكثير من العمليات النفسية من ذاكرة وذكاء وتخيل
كما أن اإلحساس هو عملية أولية بسيطة تعتمد على األعضاء
** االدراك يتم دفعة واحدة منظمة ومتماسكة من مجموعة
الحسية وال توصلنا إلى المعرفة فهي التتضمن أي معنى في حين
من العناصر الجزئية وليست فوضوية ..كل هذا يتم عن طريق
أن اإلدراك نقيض ذلك حيث أنه يعتبر عملية معقدة و بها نعقل
قوانين االدراك (الشكل واالرضية ...البروز .التشابه االغالق
األشياء وندركها فعملية اإلدراك عبارة عن الوعي االنساني بكل
)....
طبيعة وقيمة المعرفة المتأتية من كليهما .
** ترى المدرسة الظواهرية بزعامة هورسل ان االدراك ليس
**الحسييون أيضا يقرون بضرورة التمييز بين اإلحساس
تاويال لالحساس بل هو امتالك داخلي للمحسوسات فالعالم ليس
واإلدراك ولكن ليس بالنظر إلى طبيعة أو قيمة كل منهما بل
ما نفكر به بل ما نحياه ونعيشه عن طريق الشعور والقصدية
بالنظر إلى درجة وشدة التعقيد فيهما فيرون أن كل معارفنا
.باالضافة الى ان ادراك العالم الخارجي يكون باتحاد الذات مع
اإلدراكية التبنى إال من خالل اإلحساس والتجربة الخارجية.
الموضوع المدرك.
**كما ان الحسييون ميزوا بين االحساس واالدراك من حيث درجة
وشدة التعقيد .
النقد : :لكن المدرسة الجشتالتية اهتمت بالشكل الخارجي واهملت النقد :صحيح ماذهب إليه كل من الحسيين و العقليين في تبيان قيمة
دور العقل كما ان الواقع يبين ان االحساس واالدراك من طبيعتين وطبيعة وقوة وشدة كل من اإلحساس واإلدراك في مجال المعرفة ولكن
مختلفتين. .هذا ال يؤدي إلى ضرورة الفصل بينهما بصورة كلية أو مطلقة
التركيب
ان الفصل بين اإلحساس واالدراك امر يستحيل اثباته من الناحية الواقعية الن االحساس واالدراك في الحقيقة وجهان لعملة واحدة فال يمكن لالدراك ان
يتصل بشيء ليعطيه معناه دون ان تكون له وسائط تربطه بالعالم الموضوعي وتلك الوسائط هي االعضاء الحسية والتي تمثل عملية االحساس وال يمكن
أن يكون أي معنى للصور الذهنية التي تنقلها الينا االعضاء الحسية ما لم تتوج يتفسير وادراك عقلي
النتيجة
اخيرا نستنتج ان الفصل بين االحساس واالدراك هو فصل مذهبي تبنته بعض النظريات والمذاهب اما من الناحية الواقعية والعملية فانه يستحيل ذلك
الن الدراسات في علم النفس وفي مختلف العلوم اثبتت انه ال يمكن الفصل بين االحساس واالدراك الن ﻹﺣﺴﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻫﻮ ﻣﺎﻧﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ يقول توماس ريد "االدراك هو االحساس المصحوب باالنتباه "
ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ
ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻫﻮ ﻣﺎﻧﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ
االستاذ حمداش عبدالحق ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻷﺧﺮ
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
يرى انصار الموقف االول وهم انصار المدرسة الجشتالتية **يرى انصار الموقف االول من بينهم (ديكارت وباركلي
(كوفكا وكوهلر وفيرتهيمر)إن اإلدراك يتوقف على فاعلية واالن )أن عملية اإلدراك تتوقف في مجملها على مجموعة
الموضوع و بنيته الخارجية فطبيعة الشيء المدرك هي التي العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية
تحدد درجة إدراكنا فإدراك االشياء عملية موضوعية وليس وليد والجسمية لإلنسان كالتخيل ،الذكاء،الذاكرة و اإلنتباه و
احكام عقلية تصدرها الذات ،فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل
غيرها ،وهي عوامل يمكن من خاللها تفسير التباين الحاصل
موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين االنتظام "
على مستوى ادراكات األشخاص للموقف الواحد.
**قانون الشكل واالرضية ادراك الشكل قبل االرضية
**ان االدراك عملية عقلية ذاتية ال دخل للموضوع المدرك
**قانون االنتظام االنسان يدرك االشياء المنظمة فيها ،حيث ان ادراك الشيء ذي ابعاد يتم بواسطة احكام
** قانون البروز االنسان يدرك االشياء البارزة عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ،لذلك فاالدراك
نشاط عقلي تساهم فيه عوامل ووظائق عقلية عليا .
**قانون االغالق الن االنسان في ادراكاته يميل إلى سد الثغرات
أو النقائص أو التغاضي عنها **الخبرة والذاكرة فنحن ندرك األشياء في ضوء ما مر بنا
من تجارب و يترتب على ذلك أنه كلما كانت األشياء التي
**قانون التشابه معناه أن األشياء المتشابهة في الحجم و الشكل
ندركها في الوقت الراهن تقع في إطار خبرتنا السابقة يسهل
و اللون نميل الى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها.
علينا إدراكها.
** قانون التقارب و الذي فحواه أن األشياء المتقاربة في الزمان
أو المكان يسهل علينا إدراكها كصيغة متكاملة **كما أن للشعور والحالة النفسية و ما يرتبط بها من ميول
و رغبات و أهواء وعواطف تأثير على عملية اإلدراك .
**و نجد من العوامل الذاتية كذلك عامل العاطفة .والسن
وكذلك المستوى الثقافي لالنسان
النقد : :هذا الطرح يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير او مجرد النقد :صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية اإلدراك ،لكن هذه
جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه ، العوامل وحدها ال تكفي ،فالعقل وحده ال يؤدي إلى اإلدراك ،كما أن
مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل ال فاعل. .بعضاألشياء يصعب إدراكها رغم توفر كل العوامل الذاتية.
التركيب
إن عملية اإلدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك ،ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك .ولن يتم اإلدراك إال من خالل تحالف
الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية وهذا ما ذهبت إليه المدرسة الظواهرية التي ترى أن اإلدراك هو عملية متعددة األبعاد فهو قائم على التفاعل بين الذات
و الموضوع فال ذات ،وهكذا يغدو وعي اإلنسان فعال موجها نحو الخارج ،و ال يفهم إال من خالل موضوعه دون موضوع و ال موضوع دون ذات فكل إدراك
هو شعور بموضوع ما يقول هوسرل "ال شعور إال بموضوع " ويقول ميرلوبونتي " فكل شعور هو شعور بشيء ما
النتيجة
و في األخير نستنتج ان االدراك من الوظائف الشديدة التعقيد ،وهو عملية تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود الى نشاط الذات وبعضها اآلخر الى بنية
الموضوع ،على اعتبار ان هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع .فكل ادراك هو ادراك لموضوع .لذلك يمكننا القول ان االدراك يعود الى تفاعل مزدوج
و دائم بين العوامل الذاتية و الموضوعية.
النقد ان أشكال االتصال الحيواني تندرج ضمن الساليب النقد ان علماء الحيوان يؤكدون على ان الحيوانات
المنعكسة آليا فهي غير ارادية محدودة مقاطعها قليلة تتواصل فيما بينها على غرار التواصل البشري ,وهذا
خالية من الوعي والقصدية ,فاللغة عند االنسان ليست يدل انها تمتلك لغة خاصة بها
وظيفة وانما هي وظيفة ذهنية عقلية.
نتيجة
الحيوان ال يملك لغة فعال وانما يملك مجموعة من االشارات يتواصل بها لهدف بيولوجي تحقيق البقاء والتكيف ....يجب
االقرار بان اللغة خاصية انسانية بحتة تميزة عن الحيوان .....فهي ميزة انسانية خالصة وفريدة
العالقة بين الدال والمدلول اعتباطية العالقة بين الدال والمدلول ضرورية
النقد :لكن االعتباطية ال تعني ان االنسان لديه الحرية في النقد :لو كان التطابق بين اللفظ والمعنى تطابق ذاتي فكيف
تغيير االسماء حسب ارادته ورغبته لكي ال يفسد التواصل نفسر مثال وجود لفظ يدل على عدة معاني ,ولما وجد للفظ
المتفق عليه الواحد عدة اسماء ,كذلك هذه النظرية ليست دقيقة بل هي
تفسير فلسفي يخلو من الدقة العلمية.
نتيجة
وفي األخير نستنتج مما سبق ذكره ان العالقة بين الدال والمدلول اعتباطية من الناحية النظرية ،وضرورية من الناحية العملية ،فاللغة نسيج من
المحاكاة ألصوات الطبيعة والمواضعة الرمزية ،الن االنسان كائن طبيعي وثقافي في نفس الوقت يتجاوز بعده البيولوجي بقدرته على الترميز للتواصل
مع الجماعة
يرى أنصار االتجاه الثنائي( ،افالطون ,ديكارت يذهب أنصار االتجاه االحادي(،ارسطو,ميرلوبونتي ,هيجل
برغسون,فاليري )أنه ال يوجد تطابق وتناسب بين عالم ,هاملتون) إلى أن هناك تناسب بين الفكر واللغة ،وعليه فعالم
االفكار وعالم االلفاظ ،فالفكر أسبق من اللغة وأوسع االفكار يتطابق مع عالم االلفاظ ،أي أن معاني االفكار تتطابق
منهاّ ،
وأن ما يملكه الفرد من أفكار ومعان يفوق بكثير ما مع داللة االلفاظ ،وال وجود ألفكار خارج إطار اللغة ،فبين اللغة
يملكه من ألفاظ وكلمات ،فاللغة والفكر منفصالن ،واللغة والفكر اتصال ووحدة عضوية وهما بمثابة وجهي العملة
النقدية غير القابلة للتجزئة ،باعتبار "أن الفكر لغة صامتة
ليست سوى أداة ،وهي قاصرة ال تخدم الفكر إال جزئيا.
واللغة فكر ناطق".
**اعتبر ديكارت ان الفكر واللغة من طبيعتين متناقضتين ،كل
منهما يشكل كيانا قائما بذاته مستقال عن اآلخر ،فالفكر جوهر **ال يمكن تصور الفكر خارج اللغة .فاألفكار تبقى عديمة المعنى
روحي خاصيته الوحيدة هي التفكير ،بينما اللغة مظهرها مادي في ذهن صاحبها ما لم تتجسد في الواقع ،وال سبيل الى ذلك اإال
(الصوت ،الكتابة) لذلك فهي في خدمة الفكر ،وهي التي تنتجه. ألفاظ اللغة التي تدرك إدراكا حسيا ،فاللغة – إذن – هي التي
ولذلك فالعالقة بينهما هي عالقة انفصال واستقالل، تبرز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز التصريح.
واألسبقية هنا للفكر. ** يرى ميرلوبونتي أنه ليس للفكر باطن ،ألنه ليس من شأن
** أما شوبنهاور فقد اعتبر أن الفكر منفصل تمام الفكر أن يوجد خارج األلفاظ .فالمعنى يسكن اللفظ ،والفكر البد
االنفصال عن اللغة ،فاألفكار تموت لحظة تجسدها في سد في عبارات
أن يتج ا
كلمات ،وهذا ما يبرر استقاللية الفكر عن اللغة. أن الطفل يولد صفحة بيضاء خاليا ** علم النفس يؤكد ّ
**االنسان في بعض االحيان لديه االفكار لكن ليس لديه تماما من أي أفكار ،ويبدأ في اكتسابها بالموازاة مع تعلمه
االلفاظ المناسبة للتعبير..فاليري "اجمل االفكار هي التي اللغة ،أي أنه يتعلم التفكير في نفس الوقت الذي يتعلم فيه
ال نستطيع التعبير عنها" اللغة.
**برغسون "اننا نملك افكارا اكثر مما نملك اصواتا . ** كما أن اللغة تصبغ الفكر بصبغة اجتماعية موضوعية
تنقله من طابعه االنفعالي الذاتي ،ليصير خبرة انسانية قابلة
للتحليل والفهم واالنتقال بين الناس.
النقد :هذا الرأي بالغ في تمجيد الفكر وقلل من شأن اللغة، النقد لكن ورغم ذلك ،فإنه ال وجود لتطابق مطلق بين اللغة
األمر الذي جعل الفكر نشاطا أخرسا،كما أن العجز عن والفكر ،بدليل آن القدرة على الفهم تتفاوت مع القدرة على
التعبير هو عجز لغوي .وليس فصل بين اللغة والفكر.
التبليغ.
نتيجة
البد من التسليم بوجود عالقة ترابط بين الفكر واللغة ،وهذا ما تؤكده الدراسات واألبحاث العلمية اللسانية ،وهذه العالقة تشبه
العالقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها ،حيث أن الفكر هو وجه الصفحة ،بينما الصوت هو ظهر الصفحة ،وال يمكن قطع
الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر.وبالتالي اليمكن فص الصوت عن الفكر وال فصل الفكر عن الصوت .
الشعور غير كاف الن يكون اساس الشعور اساس الحياة النفسية
الحياة النفسية
بخالف ما سبق ،يذهب الكثير من انصار علم النفس المعاصر يذهب أنصار علم النفس التقليدي من فالسفة وعلماء ،من بينهم
كاف لمعرفة كل خبايا
من بينهم فرويد ،ان الشعور وحده ليس ٍ ديكارت وابن سينا وبرغسون إلى االعتقاد بأن الشعور هو
النفس ومكوناتها ،كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، أساس كل معرفة نفسية ،فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف
لذلك فاالنسان ال يستطيع – في جميع االحوال – ان يعي ويدرك بشك ٍل واضح على كل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما
اسباب سلوكه ،االمر الذي يدعو الى افتراض جانبا آخر من يقوم به من أفعال ،فالشعور والنفس مترادفان(الحياة النفسية
الحياة النفسية هو " الالشعور ". حياة شعورية)
**دافع عن ذلك طبيب االعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة ** "ديكارت ” الذي يرى بأن الحياة النفسية هي حياة شعورية
التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن « :الالشعور يقول « :ال توجد حياة أخرى خارج النفس إال الحياة
فرضية الزمة ومشروعة ..مع وجود االدلة التي تثبت وجود الفيزيولوجية » واكد ذلك من خالل الكوجيتو « أنا أفكر ،إذن أنا
الالشعور » .وعليه فالشعور ليس هـو النفس كلها. موجود » ،وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ،وان النفس
البشرية ال تنقطع عن التفكير إال إذا انقطع وجودها.
** معطيات الشعور ناقصة وال يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية
لكل ما يجري في حياتنا النفسية ،بحيث ال نستطيع من خالله ان ** اذا قلنا بوجود الالشعور هذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة
نعرف الكثير من أسباب المظاهرالسلوكية كاالحالم والنسيان على الشعور بها ،فال يمكن الجمع بين النقيضين الشعور
وهفوات اللسان وزالت االقالم ..فتلك المظاهر الالشعورية ال نفس واحدة.
والالشعـور في ٍ
يمكن معرفتها بمنهج االستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على
** كما انه ال يمكن ان توجد خارج الحياة النفسية اال الحياة
الشعور ،بل نستدل على وجودها من خالل اثارها على السلوك
الفزيولوجية (الحركة ،التكاثر) الن االنسان يتكون من ثنائية
.ومن الحجج التي تثبت وجود الالشعور وفعاليته في توجيه
الروح والمادة .كما ان ** ابن سينا اعتبر ان الحياة النفسية هي
الحياة النفسية. حياة شعورية تمتاز بالديمومة واالستمرار
النقد :ال شك أن مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية الالشعور النقد :صحيح ان الشعور يحتوي على جانب كبير من الحياة النفسية,
في الحياة النفسية ،لكن الالشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لكن بماذا نفسر صدور بعض االفعال والكلمات من االنسان ال يعيها وال
لتفسير بعض السلوكات (اهملوا الشعور) يعرف مصدرها ما يبين ان هناك جانب اخر يتحكم في الحياة النفسية.
التركيب
إن الحياة النفسية كيان متشابك يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو الشعوري ،فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ،والالشعور
يمكننا من فهم الجانب الالواعي منها ،أي ان االنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين :جانب شعوري وجانب ال شعوري ،وأن ما ال يستطيع الشعور
تفسيره ،نستطيع تفسيره برده الى الالشعور،واعتبار ان الحياة النفسية يمثلها الشعور فقط فيه نوع من االهمال لجانب مهم هو الالشعور،وكذلك اعتبار
الحياة النفسية يمثلها الالشعور فيه تقليل من قيمة االنسان ككائن واع بكل خصائصه .
النتيجة
وهكذا يتضح ،أن اإلنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين :جانب شعوري يُم ِكننا إدراكه واالطالع عليه من خالل الشعور ،وجانب الشعوري ال يمكن الكشف عنه
كاف لمعرفة كل ما يجري في حياتنا النفسية
فانه يمكن ان نفهم من خالل الالشعور مالم إال من خالل التحليل النفسي ،مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير ٍ
فهو يساعدنا على التكيف مع العالم الخارجي،والالشعور بمخزونه المتنوع يساعدنا على تقويم سلوكاتنا وضبطها.نفهمه عن طريق الشعور.
إذ يرى عدد آخر من المفكرين أن الالشعور ما إال مجرد تصور **يرى عدد من المفكرين والعلماء بأن" :فرضية الالشعور فرضية
فلسفي غير قابل للتجسيد في أرض الواقع ألن األعراض التي ال الزمة ومشروعة "وهو الطرح الذي يتبناه أنصار مدرسة التحليل
نجد لها تفسيرا في الحياة الشعورية هي أعراض وهمية واإلقرار النفسي ومن أبرزهم" :فرويد "الذي رفض أن يكون أساس الحياة
بذلك يوقعنا في تناقض والعقل ال يقبل ذلك ،لذا ال يمكننا أن نقول النفسية هو الشعور ،وأكد أن األساس الحقيقي والذي تنبني عليه
بأن هناك حياة ال شعورية إلى جانب الشعور. حياتنا النفسية هو الالشعور.
** أدلة "فرويد" غير كافية لذلك .كون أن المنهج الذي اعتمد ** النفس أوسع من الحياة الشعورية ولهذا فالشعور ال يشكل إال
فرويد" في تبرير الالشعور ال يمكن تعميمه على جميع "عليه جزءا ضئيال من النفس ،لهذا نجده يقول "وما الشعورية منها إال
األفراد ،ألن تطبيقه كان على المرضى فقط ال األصحاء. أفعال معزولة وأجزاء من الحياة النفسية جمعاء"فرويد
** كما أن ربط وجود الالشعور بالغرائز وخاصة "الليبيدو" جعل ** التنويم المغناطيسي أثبت فعاليته في السلوك واستنبط ذلك من
من الفرد شبيها بالحيوان الذي تسيره غرائزه فقط وهذا ما أكد خالل متابعته لبحوث "بروير" فبرهن له على أن أعراض أمراض
عليه ادلر ******.أن شخصية الفرد وطبيعتها مرتبطة بإرادة الهستيريا مصدرها الخبرات الماضية التي ترجع إلى الشعور أثناء
الفرد في ذلك ،لهذا ال يمكن ردها إلى الغريزة الجنسية ذلك أن التنويم المغناطيسي).بعدها اظهر التنويم بعض السلبيات )
الفرد الذي يسيطر على ذاته وهذا هو تفسير كارل يونغ *****
** مما دفع فرويد للبحث عن طريقة أخرى أجدى وأنفع للعالج
كذلك من الذين رفضوا فكرة الالشعور الفرويدي ،الطبيب
وانتهى به األمر إلى اكتشاف التحليل النفسي .الذي يقوم على
النمساوي ستيكال ،الذي قال ":ال أومن بالالشعور ،لقد آمنت به
التعبير ثم التداعي الحر**.بعدها استدل فرويد على الالشعور ب
في مرحلتي األولى ،لكنني بعد تجاربي التي دامت ثالثين سنة
فلتات اللسان وزالت القلم واالحالم والنكت والنسيان دالئل وجود
وجدت أن كل األفكار المكبوتة ،إنما هي تحت شعورية ،و أن
الالشعور ... .ثم قسم الجهاز النفسي (االنا .االنا االعلى الهو) .
المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة".
النقد :لكن ورغم هذه االعتراضات إال أنه ال يمكننا أن نلغي ما أثبتته النقد :أن هذه الفرضية ورغم ما حققته تبقى بعيدة عن أن تكون بمستوى
فنظرية :التجارب اإلكلينيكية (العيادية) و حتى من الوجهة التفسيرية النظرية العلمية .فرغم القيمة العلمية لنتائج التحليل النفسي إال أنه يبقى منهج
فتحت باب النظر العقلي إلى المشاكل الشخصية من خالل دراسة "فرويد عيادي (اكلينيكي) ال يمكنه أن يمدنا بنتائج يمكن تعميمها.
كما أنها صنعت مناهج تحليلية .الحياة الجنسية .عيادات االرشاد ...الخ
التركيب
وعليه يمكننا القول إن فرضية الالشعور ساعدت على الكشف عن الجانب الخفي من الحياة النفسية وكان لها دورها في تفسير كثير من المظاهر
السلوكية ،ولكن ذلك ال يعني تعميمها واعتبارها فلسفة شاملة تفسر كل سلوكات اإلنسان ،فالالشعور بالنسبة للعالج النفسي يعد مفتاحا ،يشعر أصحابه
أنه ال يمكنهم االستغناء عنه .ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا نفتح به جميع األبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات
.التحليل النفسي
النتيجة
نستنتج أن نظرية الالشعور إبداع في مجال التحليل النفسي ،أدى إلى الكشف عن كثير من االضطرابات النفسية و السلوكية ،و فتحت أبواب بحث كثيرة
أمام الدارسين ،إال أنه ال يمكن أن نعتبر الالشعور محققا لمستلزمات الدقة العلمية رغم أنه قد حظي ببعض االتضاحات في النهاية بفضل ما تزودنا به
من حين آلخر ،نتائج المشاهدات اإلكلينيكية .وإذا كان لحجج التحليل النفسي فضل ،فإنه في الحقيقة ليس في اكتشاف الالشعور وإثبات وجوده بقدر ما
هو في اكتشاف وظيفة النشاط السيكولوجي الالشعوري واإللحاح عليه.
-قد يكون النسيان سبب في اضطراب الشخصية وعدم توازنها النسيان شرط من شروط وبقاء وسالمة الذاكرة وهو نوع من
خاصة إذا كان بصفة دائمة وهذا ما يعرف بالنسيان المرضي التفريغ اإلرادي لألحداث و التفاصيل الثانوية إلعطاء مرونة
والذي هو اضمحالل الذكريات والعجز على استحضارها إما للذاكرة و التكيف مع ما هو أهم لذلك قيل "خير للذاكرة أن تكون
جزئيا أو كليا ومن بين أمراض الذاكرة : ذاكرة نساءه "
**صعوبة التذكر :ينشا عن عجز في تثبيت الذكريات نتيجة **-يخفف من ضغط الماضي على الحاضر ويجعل المرء يتفرغ
مرض يصيب الخاليا العصبية كامراض الشيخوخة األفازيا لمواجهة الوضع الراهن والمستقبل.
:مرض ذاكرة الكالم ومن بين أنواعها أفازيا الحمية الحركية
**-يرى برغسون إن النسيان حالة طبيعية يعيشها الفرد إذ ال
تتمثل في عدم القدرة على التلفظ بالحروف بينما االفازيا
يتذكر من الماضي إال ما كانت له عالقة بالواقع كما أكد أن
المعنوية تتمثل في نسيان معاني األلفاظ األمنيزيا :الفقدان الكلى
الحوادث الماضية ال تمحى وان الذكريات المنسية ال تتلف أبدا .
أو الجزئي للذكريات انحراف الذاكرة :وهو مرض الذاكرة
الكاذبة ينشأ عن فساد العرفان حيث يورد المصاب باستمرار **يرى فرويد أن النسيان مرتبط بالمكبوتات النه يحدث نتيجة
خبرات خاطئة ومحرفة ومشوهة وهو ال يعلم أنها كذلك رغبة الشخص في عدم تذكر مواقف معينة سبق وتعرض لها
فننسى اسم الشخص الذي ال نحبه ومكان الشيء الذي نريد أن
فرط التذكر :وهو قوة استدعاء الذكريات بجزئيتها وتفاصيلها
نضيعه يقول "النسيان هروب من الواقع المؤلم"*
من الماضي القريب و البعيد وهو شائع عند المتقدمين في السن
**-لوال النسيان لما تقدمنا في تحصيل المعرفة فهو يسمح لنا
**-النسيان فشل في استقبال المعلومات وفشل في تخزينها وفي
باكتساب خبرات جديدة وإبعاد المعلومات التي ليس لها أي معنى
استرجاعها وبالتالي فشل يهدد اإلنسان
و االهتمام بالمعلومات المفيدة يقول جون روستان "اليوم السعيد
**-يفسر ريبو النسيان بأنه مرض يصيب الدماغ ويتلف القشرة هو اليوم الذي يبقى فيه الماضي ساكنا "
الدماغية وبالتالي يفقد اإلنسان ذكرياته شيئا فشيئا من الحوادث
القريبة إلى الحوادث البعيدة .
*النسيان عامل من عوامل التالؤم االجتماعي حيث يجعلنا نتجاوز
األحقاد ونبني عالقات جديدة فالنسيان رحمة بين األفراد واألمم .
النقد :لكن ليس كل نسيان مرض فقد يكون شرط لحياة النقد :رغم كل هذه االيجابيات قد يكون النسيان سلبي حيث
الذاكرة فمن الناحية العلمية نتذكر ما يفيدنا وينفعنا وما له يعمل على إتالف المعلومات التي تم تثبيتها مما يؤدي إلى
قيمة. عدم القدرة على التكيف.
التركيب
لنسيان ظاهرة نفسية قد يكون طبيعي وضروري من أجل التكيف اذا حقق جوانب ايجابية واحيانا يكون غير طبيعي ومرضي عندما يتجاوز الحدود
المعقولة والمستويات العادية اذا حقق جوانب سلبية ويكون هذا خاصة في امراض الذاكرة وعليه يمكن القول انه ال يوجد نسيان سلبي واخرايجابي.
النتيجة
النسيان ظاهرة طبيعية تفرضها الذاكرة في شرط توازنها فالنسيان ليس نقيض للذاكرة بل هو احدى الوضائف التي تضمن سالمتها ويكون مرض اذا حقق
..نتائج سلبية لذلك قيل ..خير للذاكرة ان تكون ملكة نساءة
اإلبداع يعود إلى عوامل موضوعية اإلبداع يعود إلى عوامل ذاتية
ان االبداع في نظر المدرسة االجتماعية ( دوركايم )..يرد الى ان االبداع في نظر معظم علماء النفس (فرويد ,برغسون )يرد
عوامل اجتماعية (عوامل خارجة عن الذات المبدعة ) كدرجة الى عوامل ذاتية متمثلة في مجموعة الشروط النفسية والفكرية
نمو المجتمع من جهة ,وحاجة المجتمع ومنافعه من جهة واألخالقية التي تخص الذات المبدعة كحياته العقلية واالنفعالية
اخرى فاالنسان يبدع لنفسه وللمجتمع النه اجتماعي بطبعه وهنا والتي تالزمه خالل عملية االبداع.
يظهر دور المجتمع في عملية االبداع .
* مايثبت ان االبداع يرد الى عوامل نفسية ,ان االنسان ال يبدع
*الدليل على ان االبداع يعود الى عوامل موضوعية (ثقافية في الحاالت العادية وهذه الحاالت تكون مصحوبة بعناصر وجدانية
واجتماعية )هو ان المبدع اليبدع من العدم ,بل يبدع في بيئة فتكون على شكل فرح او حماس او قلق يقول برغسون في هذا
ثقافية واجتماعية تسمح وتساعد وتشجع على البداع في شتى الصدد "ان العلماء والقديسين واالبطال ال يبدعون في حالة جمود
الميادين مثال بعض االختراعات العلمية تاخرت لعدم وجود الدم بل في حالة انفعالية "
االطار الثقافي ( الوعي) الذي يمثل التربة الخصبة التي تنبت
*االبداع مرتبط بالميول والرغبات والمواهب التي تدفع الفرد الى
فيها االفكار التي تولد االختراع
االبداع بديل ان العباقرة يمتازون بقدرات نفسية وعقلية ال نجدها
*االبداع ثمرة ما يمدنا به المجتمع من ظروف وادوات ووسائل عند عامة الناس وهذا ينفي الفكرة القائلة بان االبداع مرهون
بشروط اجتماعية ويعتقد سيقموند فرويد ان "االبداع هو تفجير
*الحجة االخرى هي ان المبدع ابن مجتمعه فهو يبدع لحاجة
للميول والرغبات المكبوتة في شكل الهام"
المجتمع مثال اكتشاف القنبلة الذرية حدث نتيجة التطور الذي
حدث في الفيزياء والكيمياء ...هذه االمور لم تكن موجودة في *يمكن تلخيص مجمل العوامل الذاتية في ان الشخص المبدع
العصر الوسيط فحاجة المجتمع هي التي تؤدي الى االبداع ,مثال يتميز بصفات وقدرات عقلية متمثلة في قوة ودقة المالحظة
في العصر الحديث للتسلح ادى الى (السباق نحو حاجة المجتمع الذاكرة ,الذكاء ,التخيل ,والتحليل ,االستنتاج ,االرادة
التسلح ) ولهذا يقال "الحاجة ام االختراع " يقول باستور ,االهتمام,التركيز ,باالضافة الى حضور الشعور وحب االطالع
"االفكار الخصبة هي في غالب االحيان بنات الحاجة " والقدرة على االستمرارية بضل الصبر على المصاعب وتوجيه
االبداع الى غايات اخالقية تخدم البشرية .
النقد :لكن ال يمكن حصر عملية االبداع في الشروط الثقافية النقد :ولكن هذه القدرات والطاقات ال يمكن ان تنفجراذا وجدت
مجتمعا متخلف ماديا و معنويا (المواهب الفردية يقل تاثيرها ان لم
واالجتماعية مادام الواقع يبين لنا ان كل افراد المجتمعات المبدعة
تصقل اجتماعيا )
والمتطورة ليسو كلهم مبدعون ....
التركيب
اإلبداع مزيج من قدرات شخصية وبيئية مناسبة ومثل ذلك كمثل البذرة والتربية وهذا واضح فيما يسمى المعجزة اليابانية هذا التكامل والتفاعل وهذا ما عبر
عنه ريبو بقوله (مهما كان اإلبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي)
النتيجة
اخيرا نستنتج ان التخيل ملكة من إنشاء وتركيب صورة واقعية وليست موجودة وهذا هو اإلبداع فهناك من ارجعه الى شخصية المبدع باعتبار العوامل الذاتية
وهناك من حصر اإلبداع في دائرة المجتمع وكمخرج للمشكلة نقول ان اإلبداع محصلة لعوامل نفسية وشروط اجتماعية متفاعلة .
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
** من جهة أخرى يرى العديد من الفالسفة والمفكرين أن العادة **يرى بعض الفالسفة والمفكرين ان العادة هي سلوك ايجابي
سلوك سلبي ،وهي تجرد اإلنسان من إنسانيته ، وانها تخدم التكيف من بينهم االن فهي تساهم في إزالة العناء
والشقاء عن حياة الذات ،ويظهر ذلك جليا في نواحي عديدة :
** فحسب " جون جاك روسو " أن الطفل يجب أن يتربى وفق
طبيعته و في محيط طبيعي يخلو من السلوكات اآللية التعودية ، **فعلى المستوى الحركي والجسمي تساعد العادة في توفير الجهد
ومن هنا وجب عليه أن يتخلى عن العادة ألنها من حيث طبيعتها ال والوقت في آداء األعمال والتكيف بسرعة مع المواقف الجديدة ،
تنتمي إلى طبيعة الذات الفردية ،حيث يقول في هذا المنوال « :خير كما أنها كشف للمهارة وتجلي للروح والكينونة ،وهذا ما أكده
عادة يتعلمها الطفل هي أن ال يعتاد شيئ" مودسلي في قوله " لو لم تكن العادة تسهل لنا األشياء لكان في
**يقول ايمانويل كانط "كلما زادت العادات عند االنسان كلما أصبح قيامنا بوضع مالبسنا وخلعها يستغرق نهارا كامال".
اقل حرية واستقالل " فالعادة تقيد االنسان وتكبح ابداعه وتقلل من ** ان السلوكات التعودية تزيد الثقة في النفس ويقل التردد ،ألن
عطاءه في المجتمع .
الفرد سيؤدي تلك األفعال بكل سهولة ،فالعادة الخاضعة إلى
**العادة تؤثر سلبا على المستوى الفزيولوجي كتعود الجسم الوعي واإلنتباه تعمل على تحرير الفكر ويتسنى للمرء ترتيب
على التدخين والمخدرات فيقع فريسة االدمان وتموت فيه روح األفكار والعمل على تناسقها وتوجيهها بسرعة ،وهذا ما أكده "
االرادة . جون ديوي " في قوله" العادة تحكم قيادة أفكارنا فتحدد ما يظهر
منها وما يقوى وما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظالم "
**ان العادة تجرد االنسان من انسانيته فيصبح االنسان شبيها
بااللة يقول المفكر الفنسي بردوم "ان الذين تستولي عليهم قوة ** كما أن العادة مرتبطة بالجانب األخالقي والقيمي ،فمن خاللها يتم
العادات يصبحون بسلوكاتهم االت ولكن في وجوههم بشر " غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهل بشكل فعال في تكوين
الشخصية الفردية ومثال ذلك :عادات رمضان :إطعام المساكين
**العادة تعيق التكيف واالندماج االجتماعي خاصة اذا تعود والصالة والصوم وهذا يؤدي الى الراحة النفسية
االنسان على االفعال السيئة مثل الكذب والسرقة وغيرها من
الصفات المنبوذة من طرف الغير **العادة تقضي على الملل فالتلميذ الذي يتعود على الدراسة بجد هذا
يحرره من الخمول والكسل فيعرف كيف ينظم وقته ويوجه سلوكه
عكس االنسان الذي لم يتعود على اية عادة .
النقد على الرغم مما قدمه أنصار هذا اإلتجاه في أن العادة سلوك سلبي النقد على الرغم مما قدمه هذا اإلتجاه من أن العادة سلوك إيجابي يساعد
على تحقيق التكيف مع العالم الخارجي ،إال أنها تؤدي في بعض األحيان
يعيق التكيف إال أنهم بالغوا في إنكار قيمتها وأهملوا إيجابياتها ،فهي
إلى االستبداد والطغيان ،فبمرور الزمن تصبح عائقا أمام اإلرادة
وظيفة نفسية وحيوية كذلك تساعد على التكيف وبناء المهارات .
اإلنسانية
التركيب
من خالل ما سبق ذكره يمكننا القول أن العادة سلوك إيجابي وسلبي في اآلن نفسه ،فهي إيجابية تحقق التكيف وتساعد الذات على قضاء حاجياتها الضرورية من جهة
،ومن جهة هي سلوك إنحرافي يعيق التكيف ويقتل اإلبداع ،لذا وجب التحكم فيها وإعمال الفكر كمنطلق وجوهر في التمييز بين العادات السلبية واإليجابية
النتيجة
في األخير نستنتج أن العادة سالح ذو حدين ،فأثرها على السلوك يرتبط بكيفية إستخدام اإلنسان لها ،ومن خالل التربية السوية يمكن التحكم فيها وتوجيهها
.نحو األصلح واألفضل لمواجهة صعوبات الحياة وتحقيق التكيف المستمر مع موضوعات العالم الخارجي والداخلي
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
بينما يرى انصار النزعة الذهنية(شوبنهاور,كانط مونيي) ان يؤكد الفالسفة الماديون وانصار النزعة االلية "ارسطو,االن
االرادة هي من تحقق التكيف مع ،لكونها فعل واعي حر ،وهي ,بافلوف" ان االنسان في تعامله مع الواقع وسعيه الى ادراك
تعبر عن العقالنية المتسامية لإلنسان ذلك الن االنسان كائن العالم الخارجي يعتمد على العادة باعتبارها سلوكا الي يسهل من
يبتكر,يبدع ويجدد . مهمة االنسان في االندماج مع العالم الخارجي .ذلك لكونها سلوك
يتميز بالرتابة والنمطية .
** وما يثبت ذلك ان االرادة تمكن العقل من السيطرة على جميع
الميوالت من عواطف واهواء .الن االرادة فعل ذهني هادف ، **اذ انها شبيهة بالغريزة الن االلية هي الشيء المشترك بينهما
وتصميم لمختلف االهداف االنسانية فاإلنسان جوهر وجوهره وهذا ما جعل ارسطو يعتبرها طبيعة ثانية ثابتة ومتكررة يقول
االرادة على حد تعبير شوبنهاور "هي الطبيعة العميقة لالشياء ارسطو "العادة وليدة التكرار" ،ولعل ما يدل على ذلك مختلف
هي قوة ,تظهر في كل فعل انساني " ،فالعقل عند شوبنهاور الحركات والسلوكات الخارجية التي تعبر عن الجانب الفيزيولوجي
ماهو اال اداة مساعدة لإلرادة بقدر ما يكون االنسان عاقل بقدر لإلنسان (,شرح عامل التكرار واعطاء امثلة من الواقع)
ما يكون يتمتع باإلرادة .وفي هذا الصدد كتب
الفيلسوف موني قائال ":ال يمكننا ان نعتقد بكون االنسان شيئا **كما ان العادة ال تخص السلوك الفردي وانما تتعداه للسلوك
او موضوعا ما دام متميز باإلرادة والشعور" فهما يدخالن في االجتماعي (شرح العامل االجتماعي المساعد في تكوين العادات
صميم ماهيته ويعبران عن جوهره العاقل الحر . ),كذلك التجارب التي قام بها انصار المدرسة
السلوكية بزعامة واطسن وبافلوف " ان السلوك البدائي
**كما اكد على هذا ايضا شارل حينما صرح بقوله ":االرادة للطفل راجع الى فعل التعود والتقليد ".وهذا ما يفسر دور العادة
والعقل من الهيبات الرائعة التي اهدانا اياهما المجتمع". في احداث ما يعرف بالتوازن سواء تعلق االمر بالفرد أو بالمجتمع
ويضاف الى ذلك ان االرادة تعمل على تنمية سلوك االفراد ،كون هذه االخيرة انواع منها العادة الفزيولوجية ،
والجماعات فالحلول الراقية التي اوجها االنسان انما كانت ومنها النفسية ،ومنها االجتماعية (هنا نشرح بالتفصيل انواع
محصلة ومجاهدة قائمة على العزم والتحدي فالمبدعون تحررو العادات ) .
من سلطة التقييد وابدعوا نماذج جديدة كان فيها سالحم الوحيد
ارادة قوية ال تقهر فهذه االخيرة ارث ومكسب فردي واجتماعي **كذلك الواقع يبين لنا ان تكيف االنسان مع العالم الخارجي تحقق
ال يستهان بدوره في تنمية الفرد و مساعدة المجتمع على في عديد المرات عن طريق العادة (هنا نتفصل في ذكر ايجابيات
التالؤم المستقر( .يمكننا اضافة بعض سلبيات العادة لكي نعزز العادة واثرها على سلوك االنسان )
قوة االرادة )
النقد فاالرادة بمفردها عاجزة مالم تدعمها اليات تصبغ عليها النظام النقد لكن الشيء الالفت لالنتباه هو انه بالرغم من المزايا المتعددة
والثبات .لذلك اعتبر ابن سينا ان العادة تسبق االرادة من الناحية للعادة ،فإنها ال تخلو من سلبيات ،ذلك ألنها تجعل من االنسان الة
الزمنية. مبرمجة ،وكانه يقوم بالفعل غريزيا وبشكل نمطي ،
التركيب
من خالل ما سبق ذكره يمكننا ان نوفق بين الموقفين ،ذلك ألنه ال غالب وال مغلوب فالسمة الغالبة هي التكامل بين المفهومين ،وهو ما تجلى لنا واضحا من خالل
االنسجام والتفاعل الوظيفي الحاصل بينهما .وهذا ما اكد عليه العلماء من ترابط وتداخل بين الجسم والعقل واالرادة ،فالعادة من الحاالت الفاعلة في السلوك النها
متجددة بالقياس مع الغريزة وهذا ما يكشف عن الدور الخفي لالرادة في تكوين العادة ,دون ان ننسى دور العادة في تاصيل االفعال االرادية وتخزين الخبرات الناتجة
عن االرادة .
النتيجة
وختاما لما جاء في مقالنا نستنتج ان كال من العادة واالرادة يعبران عن مفهومين اساسيين يساعدان على التكيف واالنسجام برغم االختالف والتباين
،ومنه نخلص الى ان االنسان ال يحقق التالؤم والتوازن مع العالم الخارجي .اال اذا اجتمعت العادة مع االرادة .
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
رغم ان الناس تدفعهم طبيعتهم الى وضع المصلحة فوق كل ال ينكر احد دور العقل في توجيه السلوك نحو الخير،واجتناب
اعتبار غير ان هذا ليس مبررا كافيا يجعل المنفعة مقياسا الشر،لكن تجريد العقل من كل منفعة يبقى جافا فاخالق
للسلوك االخالقي ،كونها ذاتية تختلف باختالف الميوالت الواجب مثالية ،تهتم بالمبادئ دون المعادالت الخاصة
والرغبات ،فاذا خضع لها الناس اصطدمت مصالحهم وعمت ،فاالنسان يتفاعل مع الواقع لذلك يرى شوبنهاور(ان الواجب
الفوضى ،وليس كل شيء فيه لذة يعتبر خير ،كذلك اذا قلنا الكانطي قانون سلبي يصلح لعالم المالئكة وليس البشر) .كذلك
بان االخالق مصدرها المجتمع فهل كل ما يصدر عن الشرع لم يلغي دور العقل في استنباط االحكام،فالكثير من
المجتمع اخالقي ؟ واال بماذا نفس لجوء المصلحين المسائل تظهر مع تطور المجتمعات تحتاج الى اجتهاد الراي
االجتماعيين لتغيير العادات البالية والقوانين الجائرة ،وكيف ،ووجود علم الفقه احسن دليل على ذلك،وفي االجتهاد اختالف
نفسر اختالف افراد المجتمع الواحد في اخالقهم وصدق نسبي.
التركيب
رغم اختالف الفالسفة في تحديد المعايير التي ندرك بها الخير ،نرى ان هناك تكامل بينها،فكلما وفق المرء بين مطالبه النفعية،واحكامه العقلية وما
يقرره المجتمع من قوانين وقواعد سلوكية ،وما امر به الشرع وما نهى عنه،كان صاحب الفعل اكثر خلقا من غيره ،لذلك وضح راسل االختالف
فالتاريخ يثبت ان المطلقية تكون في المبادئ اي في التاسيس والنسبية تكون في التطبيق على ارض الواقع
الخاتمة
انطالقا من هذا التكامل في االسس التي تبنى عليها القيمة الخلقية يمكن القول ان االخالق في مبادئها مطلقة وثابتة ،وفي المعامالت تكون نسبية
ومتغيرة حسب المقتضيات ،فهي تحمل قوة الزامية من خالل صلتها بالعقيدة الدينية زهذه االخيرة ال يمكن التسليم بها اال بواسطة العقل الذي يوجه
دائما السلوك انطالقا من الواقع المرهون بضمير الفرد والمجتمع دون ان يتعارض مع الطبيعة البشرية .
قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك اشياء
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
* بينما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين خاصة انصار يرى فالسفة القانون الطبيعي والعقد االجتماعي (هوبز،روسو،جون لوك)
الفلسفة الوضعية (كانط ،اوغست كونت) بان الواجب هو الذي يجسد بان الحق هو الذي يجسد العدالة الحقيقية ،ويقرون بان العدالة الحقة
صورة العدالة الحقيقية اي ان العدالة الحقة تقتضي تقدم الواجبات تقتضي فيها تقدم الحقوق عن الواجبات .
على الحقوق .
*ان الحق معطى طبيعي ،اي ان االنسان في حالته الطبيعية كان ينعم
**يبرر كانط اسبقية الواجب عن الحق بتركيزه على فكرة الواجب بكامل حقوقه (حق الحياة،الحرية ،الملكية)ولم يعرف فكرة الواجب اال
لذاته دون االلتفات لما يحققه هذا الواجب لذلك يجب ان يكون غير بعد ظهور المجتمع السياسي.
مقيد باي غاية اي اننا نقوم بالفعل باعتباره غاية في ذاته ال وسيلة
فعلى الصانع ان يتقن عمله النه واجب عليه دون المطالبة بحقوقه *حق الفرد سابق عن واجب الدولة الن الحق الطبيعي له اسبقية النشاة
.يقول كانط "شيئان يمالن نفسي اعجابا،السماء فوقي مرصعة وهذا ما اشار اليه جون لوك حينما ميز بين الحقوق الثالث حق الملكية
بالنجوم،والضمير االخالقي في قلبي "فااللتزام بالواجب ضرورة عقلية وهي حق الجميع شانها شان الحرية فعلى االنسان ان يعيش حرا دون
وهذا ما يجعل االرادة الخيرة مصدرا للتشريع. اي قيد واالهم من كل هذا حق الحياة ،لهذا يقول جون لوك"لالنسان
الحق في المحافظة على مايخصه وحريته وممتلكاته ضد اعتداء
*اما اوغست كونت فيذهب الى القول ان الواجب هو القاعدة التي االخرين"
يعمل بمقتضاها الفرد من هنا كان الواجب اسبق من الحق واالكثر من
هذا يجب استبعاد (الحق) من القاموس السياسي فكل فرد عليه * لقد تاثر بافكار فالسفة القانون الطبيعي شعوب كثيرة مما ادى الى
واجبات يجب ان يؤديها دون المطالبة باي حق الن ذلك يعتبر منافيا ظهور ثورات كثيرة من بينها الثورة الفرنسية واالمريكية ،ودعوتهما
لالخالق النها تفرض االنانية المطلقة واالخالق ذات طابع اجتماعي لمنح الشعوب حقوقها ..كان نتيجة كل هذه الثورات اصدار الميثاق
ترفض االنانية فحق الفرد هو نتيجة الداء االخرين لواجباتهم لذلك العالمي لحقوق االنسان "يولد جميع الناس متساوين في الكرامة
كان تحديد الواجب اسبق من اقرار الحق لهذا يقول " ليس للفرد والحقوق،وهبو عقال وضميرا وعليهم ان يعاملو بعضهم البعض بروح
حقوق بل عليه واجبات " االيخاء ولكل فرد حق الحرية وسالمة الشخصية والمساواة امام
القانون" كل هذا يدل على اسبقية الحقوق فال يمكن مطالبة الشخص
بواجباته مالم نعطه حقوقه.
النقد : :ان الطرح الذي قدمته الفلسفة الوضعية هدم للعدالة من اساسها النقد:ان تقديم الحقوق على الواجبات هو اخالل لتوازن الحياة بحيث
بالغاء اهم مقوم تقوم عليه وهو الحق كما انه الغى الطبيعة البشرية التي يؤدي الى تناقضات واضطرابات في وظائف الدولة ،والمنادات بهذه الحقوق
تتنظر مقابل ما تقوم به واجبات ، .هو منادات بحقوق االقوياء بدال من حقوق الضعفاء.
النتيجة
وفي االخير نستنتج ان التناسب بين الحقوق والواجبات هو الذي يحقق العدالة ،الن اي طغيان لطرف على حساب االخر ينتج عنه الظلم والجور
واالستغالل ،وهذا التكافؤ بين الحقوق والواجبات هو العدل بعينه ،وما العدل في حقيقته اال تعادل وهذا التعادل يترجم الطبيعة البشرية ويعبر عن
.جوهرها من منطلق ان كل فعل يقابله رد فعل حتى يتحقق التوازن ومنه فالعدل هو قانون االنسان والطبيعة معا
أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحقYoutube .
االستاذ حمداش
العدالة بين المساواة والتفاوت عبدالحق
العدالة تقوم على اساس التفاوت العدالة تقوم على اساس المساواة
***يرى البعض االخر ان العدالة ال تقتضي المساواة ***يرى بعض الفالسفة والمفكرين ان العدالة تتاسس
بل في هذه المساواة ضلم لعدم احترام االختالفات بين على المساواة على اعتبار ان العدالة الحقيقية تعني
الناس ،ومن هذا المنطلق العدالة الحقة تقتضي تكريس المساواة بين جميع االفراد في جميع الحقوق والواجبات
مبدا التفاوت، امام القانون واي تفاوت بينهم يؤدي الى الضلم ويدافع
عن هذا الراي ( فالسفة العقد االجتماعي ،القانون
**الفلسفة الكالسكية :قسم افالطون في الجمهورية
الطبيعي ،انصار الفلسفة االشتراكية)
الفاضلة المجتمع الى 3طبقات (الحكام.الجنود.العبيد)
وعلى كل طبقة ان تحترم الطبقة التي فوقها وهكذا **ان المساواة تتصدر جميع اعالنات الحقوق العالمية
يسود العدل. والمواثيق الدستورية وذلك الن انهدام المساواة يفتح
المجال امام االستغالل.
**ارسطو كذلك يقسم المجتمع الى طبقتين الطبقة
االرستقراطية وطبقة العبيد ويجب ان يوضع كل *فالسفة العقد االجتماعي ":جون لوك" "هوبز"
شخص مكانه فالعبيد ال يصلحون إال للعبودية ال "روسو" يرون ان العدالة تقوم على اساس المساواة
لشيء أخر. بين االفراد من منطلق عقد اجتماعي
**الفلسفة الحديثة :هيجل يوكد على مبدآ التفاوت **الفلسفة االشتراكية (المادية الماركسية )
بين الناس وبين الدول . ** العالمي لحقوق االنسان والثورات التنويرية كان
االيديولوجية الراسمالية :ان االفراد يختلفون في ما لهم دور كبير في اعطاء الحرية لالفراد والمساواة بينهم
بينهم من حيث االفكار والمواهب. " كل الناس سواسية امام القانون لهم الحق في التمتع
علوم الطبيعة واالنسان:الكسيس كاريل بحماية متكافئة ضد اي تمييز ".....
النقد :ان مبدا التفاوت امر حقيقي ال يمكن انكاره النقد :ان الغاء مبدا التفاوت يقتل روح االبداع
غير انه يؤسس عدالة ضيقة ال يتسع صدرها والمنافسة ويطفئ الحوافز فتقل الدافعية وتموت
الحتضان جميع االفراد لهذا فهي عدالة الطبقة المواهب ويفقد المجتمع حركيته وتوازنه
العليا التي تبرر الضلم والجور وتكرس االستغالل
نتيجة
نخلص الى ان العدل يقتضي العمل بالمساواة احيانا وبالتفاوت احيانا اخرى ،فمن طبيعة المعاملة يجب أن نسوي
بين الناس اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الناس سواسية كاسنان المشط" وفي المقابل ال
يمنع هذا من المفاضلة بينهم على اساس العمل والجهد فليس كل تفاوت ضلم وليس كل مساواة عدل
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
**بينما يذهب البعض االخر من الفالسفة من بينهم ماركس يرى بعض الفالسفة والمفكرين امثال اوغست كونت وهيجل أن
وانجلز وجيد ودوركايم إلى أن األسرة محكوم عليه بالزوال في األسرة و حدة اجتماعية ضرورية ال يمكن االستغناء عنها ،فمهما
المستقبل إذا تألفت من الزوج و زوجته فقط ،و إذا انتزعت بلغ المجتمع من تقدم و تطور فال يمكنه أن ينوب عن األسرة في
الدولة األطفال من آبائهم و أخذت على عاتقها تربيتهم على أن الوظائف العائلية المحصنة ،كالوظيفة البيولوجية ،و االجتماعية،
يصبحوا مجرد مواطنين ال ينتسبون إلى أسرة معينة. و السيكولوجية،هذا ما اكده اوغست كونت في قوله"ان المجتمع
االنساني مؤلف من االسر ال من االفراد"
**أن وظائف األسرة التقليدية كانت واسعة ،تشمل جميع شؤون
الحية االجتماعية ،غير أن المجتمع أخذ ينتقص منها و ينشئ **الوظيفة االجتماعية .االسرة تعد مؤسسة اجتماعية تحمل العديد
لكل وظيفة هيئة مستقلة. من القيم التي يكتسبها االفراد مثل العادات والتقاليد الدين واالخالق
التي عن طريقها يتمكن الفرد من التكيف مع االخرين .
** أنصار النزعة االشتراكية و خاصة ماركس و أنجلز إلى أن
التوفيق بين الطبقات و محوها يقتضي إلغاء األسرة ألنها تحول **الوظيفة البيولوجية االسرة يتم فيها اشباع الدوافع البيولوجية
دون محو الفوارق الموجودة بين األفراد وما يترتب عنها من تناسل وحفظ البقاء .
** كما أن الروح العائلية تقيد حرية الفرد و تزرع فيه عواطف **الوظيفة النفسية االسرة هي أصل التغذية العاطفية والرعاية
تجعل منه كائنا ال يقوى على تجاوز حدود األسرة .و التاريخ النفسية لينشأ الفرد متوازنا نفسيا ويكون مبتعدا عن القلق والتوتر
يشهد بأن األسرة التقليدية تمارس نوعا من الطغيان على الفرد والضطراب وكل االزمات النفسية .
يقول"،اندري جيد" (االسرة سجن اجتماعي بمعنى الكلمة
**الوظيفة االقتصادية تقوم االسرة بتهيئة االفراد من الناحية
يستولي على الفرد)
النفسية واالجتماعية وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية
والتاقلم مع مختلف ظروف الحياة .
النقد :أن أغلب األمم التي كانت تتصور المجتمع بدون أسرة انتهت النقد :لكن مهما كان وجود األسرة في المجتمع بمثابة الدعامة أو
إلى االعتراف باألدوار األساسية التي تلعبها األسرة خاصة في زرع المحرك الضروري ،فإن هذا المحرك قد تترتب عنه عواقب وخيمة،
.االخالق والتربية و الغذاء الروحي... ألن األسرة ،إذا دب فيها التفكك ،تنتج أفرادا ضعاف النفس و
الشخصية.
التركيب
من خالل الموقفين المتناقضين يجب ان نؤكد على ان األسرة هي الخلية األساسية للمجتمع ،و على المجتمع أن يعمل على رعايتها ،و ال يترك اآلباء
يمارسون سلطتهم كاملة على ذريتهم ،و أن يقدم لهم يد المساعدة و يمدهم بتوجيهات و إرشادات تسمح لهم بأن يصنعوا أجياال صالحة .فإن المجتمع
السليم هو المجتمع الذي يحرص على إبقاء األسرة و صيانتها .و األسرة الصحيحة هي الوحدة االجتماعية التي تعمل على االحتفاظ بنجاعتها األخـالقية
و االجتماعية ،و خاصة النفسية.
النتيجة
و في األخير نستنتج أن األسرة ذات أهمية كبرى ،و عليه تتوقف إلى حد بعيد ،قـوة المجتمع و مناعته .و لقد نوه البعض من المربين
بأهميتها الكبيرة و دورها االيجابي ويمكننا القول ان النوع البشري نال حضارة بفضل األسرة ،و إن مستقبله يتوقف على هذه المؤسسة
أكثر من أية مؤسسة أخرى باعتبارها نواة المجتمع.
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
بينما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين انصار النظام يرى بعض الفالسفة والمفكرين خاصة أنصار االقتصاد
االشتراكي ان التنمية االقتصادية تهدف الى تحقيق العدالة االجتماعية الرأسمالي(الحر)ان الفرد هو المحور الذي يجب ان يقوم عليه النظام
الن بناء االقتصاد على الفرد يزرع االنانية واالستغالل ،وهذا ما كشف االقتصادي الن التنمية تقوم على عاتق االفراد وما الدولة اال آلة تسخر
عنه الواقع االجتماعي واالقتصادي . لخدمة الفرد ومصالحه ،من هنا كانت غاية النشاط االقتصادي خدمة
االفراد ومصالحهم الخاصة دون حدود أو ضغط.
*نظرا لالزمات التي نتجت عن االحتكار الرأسمالي لالقتصاد طالب
كارل ماركس بارساء قواعد جديدة على انقاضه يقول ماركس"ان *الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج أي أن للفرد الحرية في امتالك األراضي
النظام الرأسمالي يحمل بذور فناءه في طياته"النه يشتري من العامل والمباني والمصانع واآلالت والمصانع وله حرية التصرف فيها .
قوة عمله ويسلب العمال حقوقهم لذلك أسس ماركس النظرية
االشتراكية في االقتصاد وتقوم على األسس التالية*:الملكية العامة *عدم تدخل الدولة في شؤون االقتصاد لذلك يرى ادم سميث ان اكبر
لوسائل االنتاج فالدولة هي المالك الحقيقي وليس الفرد فهي من عائق لالقتصاد هو تدخل الدولة فيه لذلك يدعو الى تحريره يقول ادم
تتولى توزيع الثروات والخيرات او ما يعرف بالقطاع العام*.التخطيط سميث "دعه يعمل دعه يمر"..كذلك يقول"ان جميع االزمات االقتصادية
والبرمجة وذلك بوضع مخططات لتجنب الوقوع في ازمات*.المركزية، تعود الى تدخل الدولة في الشؤون االقتصادية "
الدولة هي صاحبة السلطة فهي المنفذ والموجه والمشرف الوحيد *حرية المنافسة تتميز بعدد المنتجين،لكل منتج حرية االنتاج والمنافسة
على االقتصاد (تحديد النوعية،كيفية التوزيع وتحديد االسعار) فألغت وعلى هذا البقاء لالصلح*.فائض القيمة (أجور قليلة للعمال مقابل عمل
بذلك الحرية الفردية في المنافسة. ساعات كبيرة )*قانون العرض والطلب لذلك تحدد االسعار وفق هذا
*الدولة مسؤولة عن مراقبة االسواق ومحاربة كل اشكال الغش . القانون فاذا زاد العرض وقل الطلب انخفضت االسعار واذا قل العرض
وزاد الطلب ارتفعت االسعار *.ان هذا النظام الرأسمالي يفتح حرية
*العدالة االجتماعية فغاية النظام االشتراكي تحقيق العدالة وذلك عن االستثمار ويقوم بصقل المواهب وتطويرها واألهم من هذا هو خدمة
طريق المساواة بين الجميع والتوزيع العادل للخيرات وتحقيق مبدأ الجانب الفطري في االنسان وحب التملك .
تكافؤ الفرص ومحاربة االستغالل ويكون ذلك بالغاء فائض القيمة
*كذلك من نتائج هذا التوجه االقتصادي ان مصلحة االنسان تفرض دائما
*الغاء الملكية الفردية لوسائل االنتاج وتعويضها بالملكية الجماعية البحث عن كيفية تنمية االنتاج وتحسينه والتقليل من النفقات،هذا من
لقطع الطريق امام البرجوازية. شانه ان يحقق الخير العام والرخاء االقتصادي.
النقد إن هذا النظام يقضي على روح المبادرة واإلبداع و فيجرد الفرد من النقد إن فسح الحرية لألفراد لتحقيق دوافعه الشخصية يؤدي الى ظهور
كل ملكيته ويدعوا إلى الكسل النعدام الحوافز. الطبقية في المجتمع طبقة مالكة لوسائل اإلنتاج وطبقة كادحة تبيع جهدها
التركيب
ان النظام االقتصادي الفعال الذي يجمع بين المبادئ والغايات والوسائل ال ينظر إلى االقتصاد نظرة مادية فقط دون مراعاة الضوابط األخالقية كما فعلت
الحر} بل الب ّد من السعي إلى تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه ّ الحر في الخ ّمّ الرأسمالية كما قال عنها "جوريس" {إنها ترمز إلى سياسة الثعلب
الربَا} لذلك حرم الربا والربح الغير مشروع َ
هي فلسفة االقتصاد في اإلسالم فالبيع مقترن باألخالق لــ"قوله تعالى" {أ َح َّل الله البَي َع و َح َّر َم ِ
سائِ ِل وال َمح ُروم}
ق لل َ
موا ِل ِهم َح ٌّ َ
واالكتنازوالغش والرشوة وفرض الزكاة كحق للسائل والمحروم لتطهير النفس ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أ َ
هذه االعتبارات األخالقية والروحية تدفعنا إلى تجاوز الرأسمالية واالشتراكية والدفاع عن الممارسة االقتصادية في اإلسالم
النتيجة
وهكذا نستنتج في األخير بان النظام الرأسمالي لم يحقق العدالة والرفاهية المبتغاة منه الحتوائه على سلبيات كادت أن تقضي عليه في كثير من الفترات وحتى
االشتراكية لم تسلم من ذلك ،إال أن النظام المثالي الذي حقق العدالة في المجتمع هو النظرة اإلسالمية لالقتصاد بالرغم من عدم تطبيقها بحذافيرها على ارض الواقع
بسم الله الرحمان الرحيم أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
* كما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين امثال(روسو،انصار *يرى بعض الفالسفة والمفكرين من بينهم (هوبز،ميكافيلي ) ان الحكم
النظام الديمقراطي) ان الحكم المطلق ليس كفيال بحفظ استقرار الدولة الفردي المطلق هو الذي يضمن امن وسالمة الدولة الن اإلنسان ككائن
بل الحكم الجماعي هو من يكفل ذلك الن الحكم الفردي يسيطر على طبيعي ال يستجيب اال للقوة والقهر فالقوة هي القانون الواضح الذي
الحياة السياسية ويمنع تجسيد اإلرادة االجتماعية عندما يقوم على يستجيب له االنسان بدون جدال فالحاكم يجب ان يستمد سلطته من
القوة والوراثة ،من امثلته الفاشية والنازية واالنظمة الملكية خصال القوة والوراثة .
والدكتاتورية واإلمبراطوريات. *يرى توماس هوبز ان االنسان دائما في صراع مع االخر (االنسان ذئب
*مثال نظام هتلر وموسوليني كانا قائمين على القهر واالغتيال الخيه اإلنسان) فاألنانية الموجودة في اإلنسان هي التي تدفعه للعيش
ومصادرة األفكار والحريات نطالقا من التحكم في الشعب بقانون في صراع مع االخر وهذا ما يقتضي وجود حكم فردي مطلق يتحكم
القووهذا يتنافى مع القيم اإلنسانية *.االمن واالستقرار تضمنه ويحد من هذه االنانية عند االنسان
مشاركة الشعب في الحياة السياسية ،فهذه المشاركة تمنح الفرد *كذلك ميكافيلي اكد في كتابه األمير أن السياسة قوة وخداع وصراع
الشعور نحو الحفاظ على الدولة ومؤسساتها فألجل الوصول الى السلطة يجب إتباع طريقتين أساسيتين األولى هي
*الديمقراطية (فصل السلطات ) تمنح الحرية وتحقيق المساواة والعدل استعمال القوانين بقوة ودهاء لتطبيقها في المجتمع لتحقيق المصالح
بين افراد المجتمع الن الحاكم يكون فيه نائب عن الشعب فيجسد فيكون بذلك األمير ماكرا كالثعلب والثانية االعتماد على القوة والبطش
إرادته ويخضع له ويكون مراقبا من طرفه .فالنظام الديمقراطي نقصد وضرب مصالح الناس فيما بينها فيكون بذلك االمير اسدا يهابه الجميع
به اختيار الشعب وهو على نوعين الديمقراطية السياسية:نعني بها وكل هذا من اجل تحقيق بقاء الدولة واستمرارها لذلك يقول (الغاية
حرية الراي والتعبير وحرية انشاء األحزاب (التعددية الحزبية)وتقوم تبرر الوسيلة) فيجب على الحاكم ان يحافظ على عرشه بشتى الطرق
على الالمركزية السياسية أي فصل السلطات التشريعية،التنفيذية والوسائل وان يتمتع بجميع الصالحيات لتحقيق االستقرار .
،القضائية،
*كذلك يرى ماكس فيبر ان الحاكم يجب ان يتولى جميع السلطات
ديمقراطية اجتماعية :تهتم بالمجال االجتماعي كتوفير العمل،الصحة، يقول"ان الدولة على غرار المجتمعات السياسية التي سبقتها تاريخيا
التعليم،ويقوم الجزب الحاكم بتوجيه ورعاية الحياة االجتماعية للحد قوامها سيطرة اإلنسان على اإلنسان بواسطة العنف .المشروع" كما
من الطبقية وتحقيق العدالة . حدث مع لويس الرابع عشر عندما قال "انا الدولة والدولة هي انا ".
النقد :ولكن كثيرا ما كانت األنظمة الجماعية اثارها عكسية كسيف مسلط النقد إن األنظمة الفردية عاجزة عن تحقيق هدف الدولة المتمثل في العدل
على االنظمة الضعيفة البتزاز خيراتها وثرواتها . والمساواة فالقول بوجود شخص يحكم هو العودة الى الحالة الطبيعية.
التركيب
ويبقى الجدال قائم بين أنصار النزعة الفردية وكذا الجماعية أمر اثبت تهافته ،فكالهما لم يستطع تحقيق العدالة والمساواة في اسمي معانيها ،غير ان نظام
الحكم في اإلسالم (الشورى) استطاع ان يكشف المزايا الحسنة للنظامين وان يتجاوزهما معا في نفس الوقت النه مقتضى الفطرة اإلنسانية ،وعلى هذا
األساس ألزمت الشريعة اإلسالمية الحاكم بمبدأ الشورى يقول تعالى "وشاورهم في االمر"ويقول أيضا "وأمرهم شورى بينهم " وبالفعل عمل الرسول عليه
الصالة والسالم بهذا المبدأ ثم اتخذ الخلفاء الراشدون مبدأ الشورى دستورا لهم فشاع الحق وعمت العدالة فالنظام اإلسالمي دائما يبقى صالحا لكل زمان
ومكان
النتيجة
في االخير نستنتح ان مدنية اإلنسان تدفعه الى تقاسم السلطة بين الحاكم والمحك وم من خالل التمثيل البرلماني والشورى كأرقى اشكال الدولة الحديثة وكان
الفرابي قد سبق جان جاك روسو في ابتداع فكرة (العقد االجتماعي )وملخص ما قاله (ان االفراد يتنازلون عن بعض حقوقهم في عقد متفق عليه بفعل حاجتهم الى
االجتماع والتعاون ) لذلك يمكننا تقريب النظام االسالمي لتحقيق االستقرار ألنه يجمع بين العدالة والمساواة من جهة والقوة من جهة أخرى .
حمداش
عبدالحق السياسة واالخالق
السياسة تقوم على االخالق السياسة تقوم على القوة
**يرى انصار الموقف الثاني امثال ايمانويل كانط **يرى انصار الموقف االول " ميكيافيلي ,هوبز نيتشه" انه
وابن خلدون يجب مراعاة المطالب األخالقية في يجب ابعاد االخالق على الممارسة السياسية الن الغاية من
الممارسة السياسية هي المحافظة على الدولة و كينونتها و هذا
الممارسة السياسية إن الدولة البد لها من التعامل
يقتضي عدم مراعاة القيم و المبادئ األخالقية فالدولة عليها أن
وفق المبادئ و القيم األخالقية ألن غاية الدولة هي تنظم شؤونها الداخلية و الخارجية بأي وسيلة سياسية كانت،
المحافظة على اإلنسان و الرقي به و تحقيق التعاون أخالقية أو غير أخالقية
و التكافل بين األفراد لذلك يجب على السياسة أن تقوم
**يرى ميكيافيلي أن تدهور العمل السياسي و انهيار الدولة
على مبادئ و أسس أخالقية.
يرجع الى تدخل األخالق والدين ,فالعمل السياسي عنده ال صلة
*إن الممارسة السياسية يجب تقييدها وفق مبادئ له باألخالق بل يجب أن نحكم على الفعل السياسي من خالل
أخالقية ألن كل محاولة للفصل بينهما ستؤدي إلى النتائج ,لذلك يجب استخدام كل الوسائل أخالقية كانت أوغير
أخالقية للوصول الى نتائج مفيدة فعلى الحاكم أن يكون مخادعا
حلول اإلستبداد و اإلستغالل محل الديمقراطية واألمن
و أن يعمل وفق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"
فالدولة ضرورة إنسانية هدفها الحفاظ على حرية
اإلنسان و أمنه و سموه و إستقراره و هذه الغايات ال **كما يرى نتشه كذلك ان السياسة تحكمها القوة يقول"
تتحقق إال بفضل القيم األخالقية. إخواني أضع فوقكم هذه الالئحة كونوا قساة "و يقول
كذلك " األخالق من صنع الضعفاء"
**أن غاية السياسة هي تحقيق المساواة والعدالة
االجتماعية وحفظ حقوق اإلنسان. **توماس هوبز أن اإلنسان شرير بطبعه ال يستجيب
إال لمنطق القوة المكر فال يمكن أن نحد من أنانيته اال
*الحديث يؤكد كانط على هذا الموقف من خالل كتابه
( مشروع السالم دائم ) الذي ينبذ فيه االستبداد ودعا إلى بخضوعه لسلطة. .قوية تستعمل كل أنواع القوة و العنف
نظام حكم جمهوري مؤكدا أن غاية الدولة هي خدمة الفرد
*أما برتراند راسل يؤكد على ان الحكام يجب عليهم
االلتزام باالخالق في عالقاتهم السياسية..
النقد :القيم االخالقية كافكار التكفي وحدها للعمل النقد :أن هذا الفصل المطلق بين السياسة و األخالق
السياسي هذا ما يؤدي بتطبيق القوة وفرض فيه دعوة الى انتشار الظلم واالستغالل و مراعاة
السيطرة على الشعب في بعض االحيان الحاكم لمصلحته الشخصية على حساب المصلحة
العامة
نتيجة
و في الختام يمكن القول أن السياسة و األخالق رغم تباينهما إال أنهما متكامالن ألن اإلنسان كائن سياسي و أخالقي في
نفس الوقت لذلك يجب مراعاة المطالب األخالقية أثناء الممارسة السياسية سواء داخل الدولة أو بين الدول و يمكن أن
نستخلص العالقة بين السياسة و األخالق من خالل قول أبو حامد الغزالي " الدين و السلطان توأمان ،و الدين أساس و
السلطان حارس فمن ال أساس له فمهدوم و من ال حارس له فضائع"
بسم الله الرحمان الرحيم
أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق
بينما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين (البراغماتيون يرى بعض الفالسفة والمفكرين من ذوي النزعة العقلية والمثالية
وانصار الالحتمية) ان الحقيقة تمتاز بالنسبية في مختلفة من مكان ومن أبرزهم أفالطون وديكارت ،على أن الحقيقة تمتاز بالمطلقية
ألخر عبر االزمنة والعصور لذلك تتصف بالتغير واالحتمالية. والثبات فهي دائمة المتناهية ,أبدية,هي اقصى مايمكن ان يبلغه
الفيلسوف عن طريق العقل أو الحدس.
**السفسطائيون يرون بان الحقيقة ذاتية تختلف باختالف الناس
ومستوياتهم (االنسان مقياس االشياء جميعا ). ** فنجد “أفالطون” قديما يميز أنطولوجيا (وجوديا ) بين عالمين
هذا األخير ندركه عالم األشياء وعالم المث ل
**كانط "الحقائق المطلقة ال يحتضنها عقل وال يدركها علم "
بعقولنا وهو عالم " الحقيقة الخير المطلق ،الجمال المطل ق".
الحقيقة الفلسفية ال تكتسي صفة الثبات.
** “أرسطو” يؤكد على صفة المطلقية بالنسبة للحقيقة(،المحرك
** الظواهر الدقيقة فإنها تنفلت من قبضة الحتمية إلى االحتمال
الذي ال يتحرك ).
أو ما يطلق عليها في مجال الفيزياء
بالميكروفيزيائية(.الالحتمية) **ديكارت الحقيقة عنده هي ما ينتهي إليه الشك ،وعلى هذا
األساس ال يكون الحقيقي إال ما هو واضح وبديهي( ،البداهة
** تطور الرياضيات المعاصرة ( كثرة االنظمة في الهندسة
والوضوح )
دليل على ان الرياضيات ليست مطلقة )
** سبينوزا” الذي يرى بأنه ليس هناك معيار للحقيقة خارج عن
*فلسفة العلوم (غاستون باشالر ) .
الحقيقة .
*الفلسفة البراغماتية ال وجود لحقائق مطلقة ...المنفعة مقياس
* ابن رشد يرى بأن الحقيقة الدينية واحدة ولكن طرق تبليغها
الحقيقة والعبرة بالنتائج.
متعددة .
النقد : :ان القول بنسبية الحقيقة يؤدي الى عدم وجود حقائق النقد :لكن ما نالحظه أن هناك حقائق مرتبطة بالواقع الحسي
مطلقة ...الن هناك حقائق مطلقة غير مرتبطة بالواقع التجريبي وكما هو معلوم أن الواقع متغير ومتبدل وبالتالي فالحقيقة
الحسي...كأصول االيمان والدين هي مبنية على اليقين والثبات. نسبية متغيرة ومتبدلة ومنه فهي متغيرة .
والمطلقية.
التركيب
تجاوزا لالنتقادات الموجهة لكال االتجاهين سواء الذي يعتبر الحقيقة مطلقة أو الذي يعتبرها عكس ذلك يمكننا التوفيق بين
الرأيين بالقول أن الحقيقة تكون مطلقة ونسبية في آن واحد ،مطلقة الن المعرفة اإلنسانية ال تحدها حدود ونسبية من حيث أن
هذه المعرفة تتوقف دائما على هذا الكائن اإلنساني المتعدد األبعاد
النتيجة
نستنتج في االخير ان الحقائق ذات اصول فلسفية وعلمية ودينية تكون مرتبطة بالواقع االنساني وال يمكنها ان تاتي الى الفرد اال اذا وضعها بين
النسبي والمطلق ..وهذا يعني ان الحقيقة النسبية موجودة والمطلقة كذلك موجودة وال يتبدى لنا من الحقيقة إال ما يدفعنا إلى البحث عنها،
فاإلنسان يطمح دائما إلى بلوغ الحقيقة.
**يرى التجريبيون من أمثال هيوم ولوك وميل أن **يرى العقليون أن أصل المفاهيم الرياضية (ديكارت
المفاهيم والمبادئ الرياضية مثل جميع معارفنا تنشا وافالطون )يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولد اإلنسان
من التجربة وال يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية مزودا بها وهي سابقة عن التجربة الن العقل بطبيعته
الن النفس البشرية تولد صفحة بيضاء .فالواقع يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية.
الحسي أو التجريبي هو المصدر اليقيني للتجربة
** كل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا
** كل معرفة عقلية هي صدى الدراكاتنا الحسية ومفاهيم ,تعتبر كلية وضرورية ومطلقة وتتميز بالبداهة
عن هذا الواقع ( .ال يوجد شيء في الذهن ما لم والوضوح والثبات.
يوجد من قبل في التجربة )
** أفالطون يرى أن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم
**علم النفس يؤكد ان الطفل الصغير يتعلم والدائرة .والالنهائي واألكبر واألصغر ......هي مفاهيم
الرياضيات عن طريق الحواس أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا الن العقل
بحسبه كان يحيا في عالم المثل وكان على علم بسائر
الحقائق (نظرية التذكر)
**االشكال الموجودة في الرياضيات مستوحاة من
** الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكال
الطبيعة الخارجية مثال النقطة من النجوم...الدائرة
وأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما
من الشمس
يلقيه الله فينا من أفكار ال يعتريه الخطأ(.البداهة)
**تاريخ العلم قديما يؤكد ان االصل االول
** الفيلسوف األلماني "كانط" إن الزمان والمكان
للرياضيات كان تجريبي حسي ( المصريين القدامى
مفهومان مجردان وليس مشتقين من اإلحساسات أو
....االنسان البدائي كان يستعمل اصابع اليد لحساب
مستمدين من التجربة ,بل هما الدعامة األولى لكل
ايام السنة )
معرفة حسية.
النقد :ال يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية النقد :ال يمكننا أن نتقبل أن جميع المفاهيم
هي مفاهيم تجريبية فقط ألننه ال يمكننا أن ننكر الرياضية هي مفاهيم عقلية الن الكثير من المفاهيم
األفكار الفطرية التي يولد اإلنسان مزود بها. الرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس
نتيجة
الخاتمة نستنج في االخير ان اصل المفاهيم الرياضية هو ذلك التداخل والتكامل الموجود بين العقل والتجربة
وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ,وال معرفة عقلية خالصة.بل كل ما هناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد
يطغى على اآلخر ,دون أن يلغيه تماما ويقول" هيجل" "كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي"
اوجه االختالف
فف
من حيث
الرياضيات المعاصرة أصبحت تعرف الموضوع الرياضيات الكالسيكية تعتبر علما له
بمنهاجها أكثر مما تعرف بموضوعها. موضوع محدد هو الكم بنوعيه :الكم
المنفصل و هو موضوع الحساب والجبر ,
** في الرياضيات المعاصرة لم يعد هناك
والكم المتصل و هو موضوع الهندسة
تمييز بينهما(انهيار فكرة البداهة) بل اصبح
الرياضي المعاصر يدمجهما دون تمييز فيما ** الرياضيات الكالسيكية تميز تمييزا
يسمي باالكسيومات. من حيث واضحا بين المسلمات والبديهيات
**منهج الرياضيات المعاصرة منهج فرضي المنهج ** منهج الرياضيات الكالسيكية منهج
استنتاجي أو (اكسيوماتيكي) استنتاجي يقوم على ثالثة مبادئ هي ما
يعرف بأسس البرهان الرياضي وهي
**أما في الرياضيات المعاصرة فهو يقين
:البدّيهيات ،المسلمات والتعريفات.
نسبي مشروط باالنسجام بين النتيجة من حيث
والمقدمات،ومن هنا ال وجود لهندسة أصدق **اليقين في الرياضيات الكالسيكية يقين
من األخرى بل ك ّل هندسة صحيحة في النتائج مطلق لقيامه على فكرة البدّاهة والوضوح
سياقها،
اوجه التشابه
كالهما يتعامل مع نسق من الرموز ما يضفي عليهما طابع التجريد والصورية .كما ان كالهما يخضع لمبادئ العقل و علي رأسها
الهوية(مبدأ الذاتية) ما يجعلهما في عالقة مع مبادئ المنطق .كما انهما ينطلقان من مبادئ تشكل أسس العملية البرهانية (مبادئ
البرهان الرياضي في الكالسيكية /األوليات في الرياضيات المعاصرة)..
اوجه التداخل
العالقة بينهما تأخذ صورة قطيعة معرفية بلغة االيبستمولوجي الفرنسي "غاستون باشالر " و التي تتم داخل المعرفة العلمية
,فالرياضيات المعاصرة ليست تطويرا او استمرارا للرياضيات الكالسيكية ,بدليل أننا نستطيع أننا نفهم الرياضيات المعاصرة دون
تصححها"
التجريد والصورية تكذبها أو
عليهما طابع دونماأنيضفي المكانمنمثال)
الرموز (فكرة نسق لمفاهيمها
يتعامل مع العودة إلى الكالسيكية ,لكنها من جهة اخري هي توسيع.كالهما
الخاتمة
في االخير نستنتج هناك فعال مواطن تتمايز فيها العقالنية الرياضية المعاصرة عن العقالنية الرياضية الكالسيكية ,وهذا ال يمنع كما
الحظنا من وجود مواطن يتقاطعان عندها و من ثمة عالقة تم تحديدها (قطيعة في صورة االحتواء و التوسيع)ومع كل هذا تبقى
الرياضيات هي لغة الدقة ولغة العلوم وهو ما عبر عنه قديما غاليلي في قوله " :ان الطبيعة كتاب مفتوح ال يقراه إال من كان
رياضيا " وهو قول يشهد بالمكانة التي تتميز بها الرياضيات من بين جميع العلوم.
بينما يرى انصار الموقف الثاني (الرياضيات *يرى انصار هذا االتجاه (الرياضيات الكالسكية) من
المعاصرة) من بينهم بوليغان ،ريمان ولوباتشوفسكي بينهم ديكارت واقليدس أن الرياضيات نتائجها مطلقة
ان أن الرياضيات نتائجها نسبية احتمالية تقريبية يقينية ثابتة ال تتغير بتغير ظروف الزمان والمكان.
معتمدين على مسلمة مفادها :أن تطور العلم قد حطم معتمدين على مسلمة مفادها :أن نتائج الرياضيات هي
فكرة البداهة والوضوح .خاصة مع ظهور النسق نتائج مطلقة انطالقا من المنطلقات والمبادئ التي
األكسيومي (االفتراضي) والذي أدى الى تعدد يعتمدها الرياضي والتي تتميز بالبداهة والوضوح
االنساق والتعدد يعني النسبية.
**مطلقية الرياضيات يعود العتمادها على فكرة ومعيار
**الرياضيات عندما تنزل الى الواقع التطبيقي .البداهة والوضوح
التجريبي تقع في النسبية والتقريب مثال **أكد "ديكارت" على قيمة البداهة وأسس عليها منهجه
واالحتماالت (p=3.14….).... الرياضي .يقول "ديكارت"" :ال أقبل شيئا على أنه
**العالم الرياضي يعتمد في استدالله على منطلقات صحيح إال إذا كان بديهيا"
ومبادئ هي عبارة عن افتراضات وممكنات يسلم **مطلقية الرياضيات تعود الى ارتباطها بالتعريفات
بصحتها دون أن يبرهن على ذلك، المنطقية.
**ظهور النسق األكسيومي جعل من الرياضيات
**أساليب البرهنة في الرياضيات تعد معيارا للصدق
تتميز بتعدد األنساق ،وهذا ما أكده "بوليغان" بقوله:
ألنها تراعي االنسجام المنطقي للعقل.
"إن تعدد األنظمة في الهندسة دليل على أن
**الرياضيات مطلقة العتمادها على مبادئ انطباق
.الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة".
الفكر مع نفسه (مبدأ الهوية ،عدم التناقض ،الثالث
المرفوع).
النقد .:لكن ورغم ما قدمه أنصار النسبية إال أنهم النقد :ان الرياضيات إبداع إنساني ومن غير
هم كذلك لم يسلموا من النقد الن تحطيم فكرة البداهة المعقول أن ينتج العقل النسبي مفاهيم مطلقة.
والوضوح ال يعد تحطيما لقيمة ومطلقية الرياضيات كما ان الرياضيات اإلقليدية حتى وإن بدت يقينية
.وإنما تجاهال لقيمة مبادئ العقل الفطرية فإن يقينها منطقي فقط والواقع المتغير يكذبه.
نتيجة
واخيرا نستنتج من المشكلة المتعلقة بقيمة الرياضيات ونتائجها انها شكلت جدال واسعا في األوساط الفكرية والفلسفية بين
فهي علم غير صادق .رافع من شأنها حد المطلقية وبين من يقول بنسبيتها فالرياضيات مطلقة في مبادئها نسبية في تطبيقاتها
في جميع االحوال بل صدقها مرتبط بنسقها
**بينما يرى البعض االخر من الفالسفة كلود يذهب أنصار هذا الطرح من بينهم كوفييه وبرغسون،
برنارد ولويس باستور انه يمكن التجريب على للتأكيد أنه من المستحيل التجريب على مستوى المادة
مستوى المادة الحية ،ألنها تعد جزءا من الكون، الحية بنفس الكيفية التي تطبق على المادة الجامدة،
والذي يخضع لقوانين ثابتة ،ومن ذلك فإن ما يصدق انطالقا من االختالف المسجل بينهما ،نظرا لوجود عدة
على الكل يصدق أيضا على الجزء كما ان المادة عوائق ال يمكن تجاوزها.
الحية ال تختلف عن المادة الجامدة.
**طبيعة الموضوع:اليمكن التجريب على مستوى
* ما توصل إليه الطبيب الفرنسي كلود برنارد في المادة الحية ،ألنها ظاهرة معقدة تحتوي على تداخل
كتابه "مدخل الى الطب التجريبي"،حيث يقول" :إن عناصرها ،والتي ال تقبل التجزئة يقول كوفيه" إن سائر
المادة الحية هي نفسها المادة الجامدة ،إنما أكتر أجزاء الجسم الحي متداخلة فيما بينها ،والرغبة في
تعقيدا ليس إال. فصل جزء عن البنية الكلية تعني نقله إلى نظام الذوات
الميتة"
* يمكن التجريب على مستوى المادة الحية ،ألن
عملية زرع األعضاء ،التهجين والعمليات الجراحية *صعوبة التصنيف :يصعب التمييز بين ظواهر المادة
الناجحة تعد إثباتا لتجاوز العلم للعوائق التي كانت الحية الن كل كائن حي يتطور وفق خصوصيات ينفرد
تفرضها يوما .وهذا ما دفع فرانسوا جاكوب إلى بها عن غيره
القول" :إن المادة الحية تخضع للتفسير الحتمي
صعوبة التعميم :أي تعميم النتائج المتحصل عليها
اآللي" .
وتوزيعها على جميع افراد الجنس الواحد.
*وأثبت لويس باستورأن تواجد الجراثيم في الجسم
صعوبة التجريب :ان الكائن الحي ال يكون هو نفسه اال
ناتج عن استنشاقها من الهواء .وقد أثبت الواقع
في محيطه األصلي فإدخال شروط اصطناعية عليه
إمكانية التنبؤ على مستوى الظواهر الحية.
يغير من طبيعته.
النقد :لكن هؤالء لم يحسنوا احترام بنية المادة النقد :لكن هذه مجرد عوائق تاريخية الزمت
الحية والتي يعد اإلنسان جزءا منها .اذ ال يمكن البيولوجيا عند بدايتها ومحاولة ظهورها كعلم
اعتبار الكائن الحي مجرد آلة ميكانيكية شبيهة منفصل عن الفلسفة ،
بالمادة الجامدة
نتيجة
في األخير يمكن القول أن التجريب أمر ضروري في البيولوجيا بدليل أن العلوم البيولوجية عرفت تقدما كبيرا
في العصر الحاضر بما أنجزته من أبحاث وما حققته من نتائج ولكن عند التطبيق يجب مراعاة خصوصية
وطبيعة الكائن الحي.
**ويذهب أنصار االتجاه التجريبي(فرنسيس بيكون ** يذهب أنصار االتجاه العقلي(كلود برنارد
وجون ستيوارت مل ) إلى أن الفرضية غير وبوانكاريه) إلى أن الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر
ضرورية في المنهج التجريبي النها تقوم على خيال ضروري في البحث التجريبي.
الباحث في تصور الحل ،وأن الخيال يشكل عائقا في
** الفرضية هي مجهود عقلي يستهدف إيجاد حل
وجه الباحث ،وفي البحث العلمي .لذلك يجب
يخلص الباحث من التناقض الذي طرحته الظاهرة .
استبعادها واستبدالها بقواعد االستقراء االربع.
** كلود برنارد يؤكد على دور الفرضية دون أن يحط
** كان فرانسيس بيكون ينصح العالم بأن يترك
من دور التجربة حيث يقول كلود برنارد ":إن الحادث
األشياء تسجل حقائقها دون أن يعطلها بفروضه.
يوحي بالفكرة(الفرضية) ،والفكرة تقود إلى التجربة
** ماجندي كان يقول لتلميذه كلود برنارد":اترك وتحكمها ،والتجربة تحكم بدورها على الفكرة".
عباءتك وخيالك عند باب المخبر ".
**كلود برنارد يقول":الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل
** جون ستيوارت ميل كان يقول ":إن الطبيعة اختراع ،وإليها ترجع كل مبادرة".
كتاب مفتوح و إلدراك القوانين التي تتحكم فيها ما
**يعتبر هنري بوانكاريه خير مدافع عن دور الفرضية
عليك إال أن تطلق العنان لحواسك أما عقلك فال "
حيث اعتبر أن الفكرة التي يسترشد بها الباحث في عمله
لذلك طالب باستبدالها بالقواعد االربعة لالستقراء
تكون من بناء العقل وليس بتأثير من األشياء المالحظة.
((قاعدة التالزم في الحضور و التالزم في الغياب و
** يقول بوانكاريه ":إن التجريب دون فكرة سابقة
التغير و طريقة البواقي)
غير ممكن ،ألنه سيجعل كل تجربة عميقة ،ذلك ألن
واالعتماد كذلك على أسس االستقراء المتمثلة في المالحظة الخالصة والتجربة الساذجة ال تكفيان لبناء
مبدأ الحتمية و مبدأ اطراد الظواهر و مبدأ العلية. العلم"
النقد :لكن عقل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون النقد :لكن اعتماد الباحث على عقله وخياله في تصور
فعاال ،وهو ما تغفله قواعد جون ستيوارت ميل التي الحل المالئم للظاهرة المشكلة قد يبعده عن حقيقة
تهمل العقل ونشاطه في البحث. الظاهرة ،ثم إن الفرضية ال تكون صحيحة دائما.
نتيجة
إن الفرضية نقطة هامة من نقاط المنهج التجريبي ،اعتبرها كلود برنارد نقطة بداية لكل بحث تجريبي باعتبارها أمرا عفويا يندفع
إليه العقل البشري بطبيعته ،وتعبير عن عبقرية الباحث وقدرته على تجسيدها في شكل قانون علمي ،وعليه فالفرضية ضرورية ال
يمكن إنكارها أو استبعادها من البحث التجريبي
*يرى علماء ( الفيزياء المعاصرة ) و فالسفة القرن *يرى علماء ( الفيزياء الحديثة) وفالسفة القرن التاسع
العشرين (انشتاين .هيزنبرغ ) أن مبدأ الحتمية غير عشر ( نيوتن ،كلود برنار ،البالس ،غوبلو،
مطلق فهو ال يسود جميع الظواهر الطبيعية. بوانكاريه ) أن الحتمية مبدأ مطلق .فجميع ظواهر
الكون سواء المادية منها أو البيولوجية تخضع لمبدأ
*أدت األبحاث التي قام بها علماء الفيزياء و الكيمياء
الحتمية نظرا المكانية التنبؤ بها .
على األجسام الدقيقة ،األجسام الميكروفيزيائية إلى
نتائج غيرت االعتقادت غييرا جذريا .حيث ظهر ما *اعتبر بوانكاريه الحتمية مبدأ ال يمكن االستغناء عنه
يسمى بالالحتمية أو حساب االحتمال .وبذلك ظهر في أي تفكير علمي أو غيره فهو يشبه إلى حد كبير
مايسمى بأزمة الفيزياء المعاصرة و المقصود بهذه البديهيات إذ يقول " إن العلم حتمي و ذلك بالبداهة "
األزمة ،أن العلماء الذين درسوا مجال العالم
*البالس يؤكد على مبدا الحتمية عندما قال " يجب
األصغر أي الظواهر المتناهية في الصغر ،توصلوا
علينا أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته
إلى أن هذه الظواهر تخضع للالحتمية وليس للحتمية
السابقة ،وسببا في حالته التي تأتي من بعد ذلك
مباشرة لحالته السابقة ،وسببا في حالته التي تأتي
من بعد ذلك مباشرة ""
**ال يمكن التنبؤ بهذه الظواهر ونفس الشيء بالنسبة
لبعض ظواهرالعالم األكبر (الماكروفيزياء ) مثل *غوبلو يرى بأن العالم متسق ،تجري حوادثه على
الزالزل. نظام ثابت وأن نظام العالم كلي.
**توصل هايزنبرغ عام 6291إلى أن قياس حركة *إن الطبيعة تخضع لنظام ثابت ال يقبل الشك أو
اإللكترون أمر صعب للغاية ،واكتفى فقط بحساب االحتمال ألنها غير مضطرة و معقدة وبالتالي فمبدأ
احتماالت الخطأ المرتكب في التوقع أو ما يسمى الحتمية هو أساس بناء أي قانون علمي ورفضه هو
بعالقات االرتياب (نسبة الوقوع في الخطا). إلغاء للعقل وللعلم معا .
النقد :لكن رغم أن النتائج و البحوث العلمية النقد :لكن الواقع العلمي يثبت لنا ان االنسان ال
أثبتت أن عالم الميكروفيزياء يخضع يزال عاجزا عن التنبؤ في كل الظواهر خاصة اذا
للالحتمية.لكن انكار مبدا الحتمية هو انكار تعلق االمر بالعالم االصغر .
للعلم
نتيجة
يمكن القول في االخير أن كل من الحتمية المطلقة والحتمية النسبية يهدفان إلى تحقيق نتائج علمية كما أن
المبدأين يمثالن روح الثورة العلمية المعاصرة ،كما يتناسب هذا مع الفطرة اإلنسانية التي تتطلع إلى المزيد من
المعرفة
** انها ظاهرة بشرية من صنع ** الحادثة التاريخية فريدة من نوعها ال **انها ظواهر داخلية :يدركها صاحبها
اإلنسان و ترتبط بحياته الخاصة و تتكرر :ألن الزمن الذي حدثت فيه ال يعود ،وال تدرك من الخارج ،
العامة. من جديد.
** انها ظواهر كيفية :تقبل الوصف ال
**اليمكن اخضاعها لقوانين ** الحادثة التاريخية لها طبيعة معنوية: تقبل التقدير الكمي.
الحتمية كالحروب الصليبية أو الحرب الباردة ،ال
**إنها ظواهر خاصة :تتعلق بمقومات
تالحظ بالعين المجردة أو باألجهزة كما
** انها ظواهر متشعبة تتدخل فيها الشخصية ،وما دامت هذه المقومات
نالحظ الظواهر الطبيعية.
عوامل كثيرة ،اقتصادية و اجتماعية مختلفة من شخص آلخر يتعذرفيها
و سياسية و عقائدية و تاريخية. ** انها حادثة من انتاج اإلنسان و التعميم.
تخطيطه لذلك يصعب تحديد أسبابها بدقة.
** انها ظواهر خاصة:تنطوي على ** إنها ظواهر شديدة التداخل و
عوامل و محركات ذاتية ... ،الطالق ** عائق الذاتيــــــــــة :وهو من أكبر االختالط.
و االنتحار ....و الهجرة الغير العوائق االبستيمولوجية في العلوم اإلنسانية
** إنها ظواهر ال تتكرر بنفس الطريقة
شرعية
و نفس الشعور و نفس األثر.
** حدد "إيميل دوركايم " خصائص **قانون السببية **قانون االمكان ** العالم الروسي بافلوف ببعد التجارب
الظاهرة االجتماعية ،والتي نأخذها واالستحالة **قانون التشابه . التي أجراها (امكانية الدراسة والتنبؤ)
كمسلمات من أجل تفسير الظاهرة ** كما أن الدراسة العلمية للتاريخ تمر ** سيقموند فرويد اكتشف التحليل
االجتماعية تفسيرا موضوعيا و علميا بالمراحل التالية: النفسي الذي يقوم على الحوار و
** كما أعتبر "دوركايم" أن الظاهرة التداعي الحر لألفكار.
* --6مرحلة جمع المصادر—2.مرحلة
االجتماعية مثلها مثل بقية الظواهر النقد والتحقق(نقد داخلي وخارجي ) —3 **اكتشاف فرويد لالشعور
القابلة للدراسة وفق المنهج التجريبي مرحلة اعادة بناء الحادثة التاريخية .
نتيجة
وهكذا تظل اإلشكاليات المطروحة ليس بالضرورة تشكيكا في القيمة العلمية لهذه العلوم ،وإنما يتعلق األمر بنقاش إبيستيمولوجي من شأنه أن يغني
العلوم اإلنسانية ،ويدفع بها إلى تتوخى الدقة .ألن جميع الصعوبات تتمثل في طبيعة الظاهرة اإلنسانية باعتبارها ظاهرة معقدة ،متغيرة ،و أن
اإلنسان يكون هو الدارس و المدروس في نفس الوقت.