You are on page 1of 33

‫اتمنى لكم‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬

‫التوفيق‬ ‫االستاذ حمداش‬


‫عبدالحق‬
‫‪Bac2020‬‬ ‫اصل المعرفة‬

‫الحواس مصدر المعرفة‬ ‫العقل مصدر المعرفة‬

‫**وفي المقابل يعتقد التجريبيون وعلى رأسهم‬ ‫**يرى انصار الموقف االول وهم أنصار النزعة العقلية‬
‫"فرنسيس بيكون"‪" ،‬جون لوك"‪" ،‬دفيد هيوم" أن‬ ‫أمثال "ديكارت"‪ ،‬وافالطون وسقراط الذين يعتقدون أن‬
‫التجربة الحسية هي أساس المعرفة ومصدرها األول‪،‬‬ ‫العقل هو المصدر األول لنهل المعرفة اإلنسانية وليس‬
‫فكل ما يحصل عند اإلنسان من معارف ومكتسبات‬ ‫التجربة‪ ،‬ألن جميع المعارف تنشأ عن المبادئ العقلية القبلية‬
‫يرد إلى الواقع الحسي‪ ،‬ومن هنا ينكر التجريبيون‬ ‫والضرورية الموجودة فيه‪ ،‬وبالتالي فمعارف اإلنسان عقلية‬
‫وجود مبادئ عقلية فطرية قبلية‪.‬‬ ‫** المعرفة الحقيقية ترتد إلى ما يميز اإلنسان وهو العقل ال‬
‫الحواس‪ ،‬وألن العقل قوة فطرية في النفس مهيأة لتحصيل‬
‫** كل المعارف بعدية تكتسب بالتجربة‪ ،‬لهذا يؤكدون‬
‫المعرفة وتصور المعاني وإصدار األحكام‪.‬‬
‫أن العقل يولد صفحة بيضاء خالية من أي أفكار‬
‫فطرية‪ ،‬فهو ال يعرف شيئا ويبدأ في اكتشاف العالم‬ ‫** ديكارت"‪" ،‬ليبتنز"‪" ،‬مالبرانش"‪ ،‬ويبررون موقفهم‬
‫الخارجي عن طريق الحواس‪.‬‬ ‫بالتأكيد على أن جميع معارفنا تستمد وحدتها وصفاتها‬
‫اليقينية من العقل‪ ،‬ألن مبادئه يقينية‪ ،‬فال بد أن تكون المعرفة‬
‫** لو كان العقل مصدرا للمعرفة أيضا لكان حظ‬ ‫المستمدة منه بدورها يقينية‪ ،‬ولهذا رفض هؤالء المعرفة‬
‫الناس من المعارف متساويا‪ ،‬والواقع يثبت عكس‬ ‫الحسية ألنها تحمل الخداع والشك والتغير فموضوعها عالم‬
‫ذلك‪ .‬يقول "جون لوك"‪" :‬لو كان الناس يولدون وفي‬ ‫األشياء ومعطياتها نسبية‪،‬‬
‫عقولهم أفكار فطرية لتساووا في المعرفة"‬
‫**يؤكد العقليون أن المعرفة العقلية أو الحقائق التي يتوصل‬
‫** فمصدر المعارف كلها أساسه التجربة الحسية وما‬ ‫إليها بالعقل تتصف بأنها كلية وصادقة‪ ،‬فهي شاملة ألنه يمكن‬
‫العقل إال مرآة عاكسة للواقع‬ ‫تعميمها على كل العقول البشرية في كل مكان وزمان‪ ،‬وهي‬
‫قضايا صادقة صدقا ضروريا‪ ،‬ال يتطرق إليها الشك‪،‬‬
‫وتتصف بالبداهة والوضوح‬

‫النقد ‪ :‬هذا الموقف اهمل دور العقل في الوصول إلى‬ ‫النقد‪ :‬انصار هذا الموقف ركزوا على العقل كمصدر‬
‫الحقائق وركزوا على دور الحواس مع أنها قد تخدع اإلنسان‬ ‫للحقائق التي يتوصل إليها اإلنسان وأهملوا دور الحواس‬
‫وتجعله يقع في األخطاء‪( .‬الخداع البصري والخداع‬ ‫والتجربة وهذا ما يؤكد بأن هناك معيارا آخر للمعرفة‪ .‬كما‬
‫الحركي)‬ ‫أن العقل قاصر وليس بالملكة المعصومة عن‬
‫الخطأ‪.‬‬

‫نتيجة‬

‫ختاما ومما سبق نستنتج أن اإلنسان مهما كان عاقال فإن العقل ال يكفي لوحده كمصدر للمعرفة‪ ،‬كما أن التجربة أيضا تبقى قاصرة‬
‫لوحدها لهذا كانت المعرفة اإلنسانية عملية تركيب بين ما هو عقلي وما هو تجريبي لهذا قال "كانط"‪" :‬الحدوس الحسية بدون‬
‫مفاهيم تظل عمياء‪ ،‬والمفاهيم بدون حدوس حسية جوفاء"‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫االحساس واالدراك‬

‫عدم التمييز بين االحساس واالدراك‬ ‫التمييز بين االحساس واالدراك‬

‫يرى انصار الموقف الثاني (المدرسة الظواهرية والجشتالتية‬ ‫يرى كل من الحسيين والعقليين (سقراط ديكارت االن مين‬
‫) من بينهم( كوفكا وكوهلر ومرلوبونتي وهورسل) انه‬ ‫دوبيران هيوم )أنه من الضروري التمييز بين اإلحساس واإلدراك‬
‫يستحيل الفصل بين االحساس واالدراك الن االنسان يحس‬ ‫النهما من طبيعتين مختلفتين ‪.‬كما ان قيمة المعرفة تختلف من‬
‫ويدرك في نفس الوقت (االحساس واالدراك عملية واحدة )‬ ‫االحساس الى االدراك‬
‫** يرى الجشتالتيون ان الشكل الخارجي للموضوع وبناءه‬ ‫** العقليون يرون أن اإلحساس مجرد عملية فيزيولوجية ال يمدنا‬
‫العام هو الذي يحدد االدراك وهذا االخير يتم دفعة واحدة‬ ‫إال بمعارف أولية في حين أن اإلدراك هو عملية تعتمد على الذهن‬
‫وبصيغة كاملة وكلية ‪.‬‬ ‫وتدخل فيها الكثير من العمليات النفسية من ذاكرة وذكاء وتخيل‬
‫كما أن اإلحساس هو عملية أولية بسيطة تعتمد على األعضاء‬
‫** االدراك يتم دفعة واحدة منظمة ومتماسكة من مجموعة‬
‫الحسية وال توصلنا إلى المعرفة فهي التتضمن أي معنى في حين‬
‫من العناصر الجزئية وليست فوضوية ‪..‬كل هذا يتم عن طريق‬
‫أن اإلدراك نقيض ذلك حيث أنه يعتبر عملية معقدة و بها نعقل‬
‫قوانين االدراك (الشكل واالرضية ‪...‬البروز ‪.‬التشابه االغالق‬
‫األشياء وندركها فعملية اإلدراك عبارة عن الوعي االنساني بكل‬
‫‪)....‬‬
‫طبيعة وقيمة المعرفة المتأتية من كليهما ‪.‬‬
‫** ترى المدرسة الظواهرية بزعامة هورسل ان االدراك ليس‬
‫**الحسييون أيضا يقرون بضرورة التمييز بين اإلحساس‬
‫تاويال لالحساس بل هو امتالك داخلي للمحسوسات فالعالم ليس‬
‫واإلدراك ولكن ليس بالنظر إلى طبيعة أو قيمة كل منهما بل‬
‫ما نفكر به بل ما نحياه ونعيشه عن طريق الشعور والقصدية‬
‫بالنظر إلى درجة وشدة التعقيد فيهما فيرون أن كل معارفنا‬
‫‪.‬باالضافة الى ان ادراك العالم الخارجي يكون باتحاد الذات مع‬
‫اإلدراكية التبنى إال من خالل اإلحساس والتجربة الخارجية‪.‬‬
‫الموضوع المدرك‪.‬‬
‫**كما ان الحسييون ميزوا بين االحساس واالدراك من حيث درجة‬
‫وشدة التعقيد ‪.‬‬

‫النقد ‪ : :‬لكن المدرسة الجشتالتية اهتمت بالشكل الخارجي واهملت‬ ‫النقد‪ :‬صحيح ماذهب إليه كل من الحسيين و العقليين في تبيان قيمة‬
‫دور العقل كما ان الواقع يبين ان االحساس واالدراك من طبيعتين‬ ‫وطبيعة وقوة وشدة كل من اإلحساس واإلدراك في مجال المعرفة ولكن‬
‫مختلفتين‪.‬‬ ‫‪.‬هذا ال يؤدي إلى ضرورة الفصل بينهما بصورة كلية أو مطلقة‬

‫التركيب‬

‫ان الفصل بين اإلحساس واالدراك امر يستحيل اثباته من الناحية الواقعية الن االحساس واالدراك في الحقيقة وجهان لعملة واحدة فال يمكن لالدراك ان‬
‫يتصل بشيء ليعطيه معناه دون ان تكون له وسائط تربطه بالعالم الموضوعي وتلك الوسائط هي االعضاء الحسية والتي تمثل عملية االحساس وال يمكن‬
‫أن يكون أي معنى للصور الذهنية التي تنقلها الينا االعضاء الحسية ما لم تتوج يتفسير وادراك عقلي‬

‫النتيجة‬

‫اخيرا نستنتج ان الفصل بين االحساس واالدراك هو فصل مذهبي تبنته بعض النظريات والمذاهب اما من الناحية الواقعية والعملية فانه يستحيل ذلك‬
‫الن الدراسات في علم النفس وفي مختلف العلوم اثبتت انه ال يمكن الفصل بين االحساس واالدراك الن ﻹﺣﺴﺎﺱ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻫﻮ ﻣﺎﻧﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ يقول توماس ريد "االدراك هو االحساس المصحوب باالنتباه "‬
‫ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ‬
‫ﻭﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻫﻮ ﻣﺎﻧﺘﻮﺻﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ‬
‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻷﺧﺮ‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫االدراك بين الذاتية‬
‫والموضوعية‬

‫االدراك يعود لعوامل موضوعية‬ ‫االدراك يعود لعوامل ذاتية‬

‫يرى انصار الموقف االول وهم انصار المدرسة الجشتالتية‬ ‫**يرى انصار الموقف االول من بينهم (ديكارت وباركلي‬
‫(كوفكا وكوهلر وفيرتهيمر)إن اإلدراك يتوقف على فاعلية‬ ‫واالن )أن عملية اإلدراك تتوقف في مجملها على مجموعة‬
‫الموضوع و بنيته الخارجية فطبيعة الشيء المدرك هي التي‬ ‫العوامل الذاتية المتعلقة منها بالحالة العقلية والنفسية‬
‫تحدد درجة إدراكنا فإدراك االشياء عملية موضوعية وليس وليد‬ ‫والجسمية لإلنسان كالتخيل‪ ،‬الذكاء‪،‬الذاكرة و اإلنتباه و‬
‫احكام عقلية تصدرها الذات ‪ ،‬فالعالم الخارجي منظم وفق عوامل‬
‫غيرها‪ ،‬وهي عوامل يمكن من خاللها تفسير التباين الحاصل‬
‫موضوعية وقوانين معينة هي " قوانين االنتظام "‬
‫على مستوى ادراكات األشخاص للموقف الواحد‪.‬‬
‫**قانون الشكل واالرضية ادراك الشكل قبل االرضية‬
‫**ان االدراك عملية عقلية ذاتية ال دخل للموضوع المدرك‬
‫**قانون االنتظام االنسان يدرك االشياء المنظمة‬ ‫فيها ‪ ،‬حيث ان ادراك الشيء ذي ابعاد يتم بواسطة احكام‬
‫** قانون البروز االنسان يدرك االشياء البارزة‬ ‫عقلية نصدرها عند تفسير المعطيات الحسية ‪ ،‬لذلك فاالدراك‬
‫نشاط عقلي تساهم فيه عوامل ووظائق عقلية عليا ‪.‬‬
‫**قانون االغالق الن االنسان في ادراكاته يميل إلى سد الثغرات‬
‫أو النقائص أو التغاضي عنها‬ ‫**الخبرة والذاكرة فنحن ندرك األشياء في ضوء ما مر بنا‬
‫من تجارب و يترتب على ذلك أنه كلما كانت األشياء التي‬
‫**قانون التشابه معناه أن األشياء المتشابهة في الحجم و الشكل‬
‫ندركها في الوقت الراهن تقع في إطار خبرتنا السابقة يسهل‬
‫و اللون نميل الى إدراكها كصيغ متميزة عن غيرها‪.‬‬
‫علينا إدراكها‪.‬‬
‫** قانون التقارب و الذي فحواه أن األشياء المتقاربة في الزمان‬
‫أو المكان يسهل علينا إدراكها كصيغة متكاملة‬ ‫**كما أن للشعور والحالة النفسية و ما يرتبط بها من ميول‬
‫و رغبات و أهواء وعواطف تأثير على عملية اإلدراك ‪.‬‬
‫**و نجد من العوامل الذاتية كذلك عامل العاطفة‪ .‬والسن‬
‫وكذلك المستوى الثقافي لالنسان‬

‫النقد ‪ : :‬هذا الطرح يجعل من الشخص المدرك آلة تصوير او مجرد‬ ‫النقد‪ :‬صحيح أن للعوامل الذاتية دورا في عملية اإلدراك‪ ،‬لكن هذه‬
‫جهاز استقبال فقط مادامت الموضوعات هي التي تفرض نفسها عليه ‪،‬‬ ‫العوامل وحدها ال تكفي‪ ،‬فالعقل وحده ال يؤدي إلى اإلدراك ‪ ،‬كما أن‬
‫مما يجعل منه في النهاية مجرد متلقي سلبي منفعل ال فاعل‪.‬‬ ‫‪.‬بعضاألشياء يصعب إدراكها رغم توفر كل العوامل الذاتية‪.‬‬

‫التركيب‬

‫إن عملية اإلدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك‪ ،‬ومنها ما يرتبط بطبيعة الشيء المدرك‪ .‬ولن يتم اإلدراك إال من خالل تحالف‬
‫الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية وهذا ما ذهبت إليه المدرسة الظواهرية التي ترى أن اإلدراك هو عملية متعددة األبعاد فهو قائم على التفاعل بين الذات‬
‫و الموضوع فال ذات ‪ ،‬وهكذا يغدو وعي اإلنسان فعال موجها نحو الخارج‪ ،‬و ال يفهم إال من خالل موضوعه دون موضوع و ال موضوع دون ذات فكل إدراك‬
‫هو شعور بموضوع ما يقول هوسرل "ال شعور إال بموضوع " ويقول ميرلوبونتي " فكل شعور هو شعور بشيء ما‬

‫النتيجة‬

‫و في األخير نستنتج ان االدراك من الوظائف الشديدة التعقيد ‪ ،‬وهو عملية تساهم فيها جملة من العوامل بعضها يعود الى نشاط الذات وبعضها اآلخر الى بنية‬
‫الموضوع ‪ ،‬على اعتبار ان هناك تفاعل حيوي بين الذات والموضوع‪ .‬فكل ادراك هو ادراك لموضوع ‪ .‬لذلك يمكننا القول ان االدراك يعود الى تفاعل مزدوج‬
‫و دائم بين العوامل الذاتية و الموضوعية‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق ‪Youtube‬‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫لغة االنسان ولغة الحيوان‬

‫اللغة قاسم مشترك بين االنسان والحيوان‬ ‫اللغة خاصية انسانية‬


‫والحيوا‬

‫اللغة قاسم مشترك بين االنسان والحيوان‬ ‫اللغة خاصية انسانية‬


‫******يرى انصار هذا الموقف ان اللغة قاسم مشترك‬ ‫******يرى انصار هذا الموقف ان اللغة خاصية انسانية‬
‫بين االنسان والحيوان من بينهم‬ ‫(ديكارت ‪.‬غوسدروف‪,‬ارسطو ‪ ,‬اميل بنفست ) وجود اللغة‬
‫مرتبط بوجود الفكر والوعي فهي خاصية الكائن العاقل‬
‫( افالطون ‪,‬فون فريتش ‪ ,‬المدرسة السلوكية ثروندايك‬
‫‪,‬والحيوان حتى ان كان يمتلك نفس اعضاء الكالم‬
‫واطسن‪,‬وعلماء التشريح )‬
‫( الحنجرة ‪,‬الوتران الصوتيان ‪ )..‬اال انه ال يصدر عنه كالم‬
‫**افالطون يرى أن أصل نشوء اللغة عن اإلنسان هو‬ ‫مثل االنسان ‪ .‬وظيفة الكالم مرتبطة بالوعي والفكر ‪.‬‬
‫محاكات الطبيعة بمعنى تقليد للرموز واالشارات‬
‫**اللغة مرتبطة بالعقل النها تعبر عن خبراته وتصوراته‬
‫الموجودة في الطبيعة بما فيها اصوات الحيوان وهذا‬
‫(الخبرة المهنية ‪,‬االجتماعية ‪,‬السلوكية) كما انها تنتقل من‬
‫التقليد هو الذي ساعده على اكتساب لغة من الطبيعة ومن‬
‫جيل الى جيل (موروث ثقافي )‬
‫الحيوان ‪.‬‬
‫**مثال الببغاء حتى وان تلفظ ببعض الكلمات اال انه ال يعي‬
‫**كذلك العالم كارل فون فريش اكد ذلك من خالل‬
‫ما يردده من اصوات (ديكارت)‪..‬‬
‫تجاربه على عالم النحل واكد ان الحيوان يملك لغة فمثال‬
‫النحل اذا وجد الطعام يقوم برقصات وحركات دائرية‬ ‫**كذلك التجربة التي قام بها علماء النفس بين طفل وقرد‬
‫تفهم من خاللها العامالت مكان األكل ‪.‬‬ ‫واثبتت ان اللغة هي كلمة السر التي ادخلت الطفل الى عالم‬
‫االنسان (غسدروف ) ‪,‬كذلك لغة النسان متجددة ابداعية‬
‫**يستعمل االنسان في النطق االحبال الصوتية والحنجرة‬
‫مكتسبة في حركة دينامكية يقول غوسدروف "اللغة شرط‬
‫وجميع اعضاء الفم تماما مثل ما يقوم به الحيوان وهذا ما‬
‫للدخول في الحظيرة االنسانية"‬
‫يفسر امكانية وجود اللغة عند الحيوانات للتواصل فيما‬
‫بينها ‪.‬‬ ‫**يقول ارسطو ‪..‬االنسان هو الكائن الوحيد القادر على‬
‫ترجمة افكاره ومشاعره الى رموز مفهومة له ولمجتمعه‪..‬‬

‫النقد ان أشكال االتصال الحيواني تندرج ضمن الساليب‬ ‫النقد ان علماء الحيوان يؤكدون على ان الحيوانات‬
‫المنعكسة آليا فهي غير ارادية محدودة مقاطعها قليلة‬ ‫تتواصل فيما بينها على غرار التواصل البشري ‪,‬وهذا‬
‫خالية من الوعي والقصدية ‪,‬فاللغة عند االنسان ليست‬ ‫يدل انها تمتلك لغة خاصة بها‬
‫وظيفة وانما هي وظيفة ذهنية عقلية‪.‬‬

‫نتيجة‬

‫الحيوان ال يملك لغة فعال وانما يملك مجموعة من االشارات يتواصل بها لهدف بيولوجي تحقيق البقاء والتكيف ‪....‬يجب‬
‫االقرار بان اللغة خاصية انسانية بحتة تميزة عن الحيوان ‪.....‬فهي ميزة انسانية خالصة وفريدة‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق ‪Youtube‬‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫الدال والمدلول‬

‫العالقة بين الدال والمدلول اعتباطية‬ ‫العالقة بين الدال والمدلول ضرورية‬

‫اللسانيات المعاصرة‬ ‫النظرية الكالسكية‬


‫يرى انصار هذا الموقف من بينهم ديسوسير وجون بياجي‬ ‫** يرى انصار هذا الموقف من بينهم افالطون وايمل بنفست‬
‫ان العالقة بين الدال والمدلول ليست ضرورية ‪ ،‬فهي‬ ‫ان العالقة بين الدال والمدلول عالقة ضرورية ‪ ،‬وهذا ما تراه‬
‫اعتباطية أي ان الربط بينهما مؤسس على التعسف وهذا ما‬ ‫نظرية محاكاة االنسان ألصوات الطبيعة ‪ ،‬أي انه متى وجد‬
‫يراه انصار ‪ ،‬التواضعية االعتباطية " العفوية " ‪ ،‬فان‬ ‫اللفظ وجد المعنى المتصور ‪ ،‬فاللفظ يطابق ما يدل عليه في‬
‫العالمة اللسانية ال تُوجد اسم ومسمى ‪ ،‬بل بين مفهوم‬ ‫العالم الخارجي اذ ان العالمة اللسانية بنية واحدة يتحد فيها‬
‫وصورة سمعية ‪.‬‬ ‫الدال بالمدلول‪.‬‬
‫**فمثال اذا اخذنا كلمة "اخت" فإننا نجدها تتكون من‬ ‫** افالطون (محاكاة الطبيعة) " عالقة الكلمة بالشيء هي‬
‫الحروف التالية " (ا‪ ،‬خ‪ ،‬ت) وكل حرف عند ذكره يعبر عنه‬ ‫عالقة طبيعية تعكس فيها الكلمات اصواتا طبيعية وتحاكيها‬
‫صوت يختلف عن اصوات الحروف االخرى ‪ ،‬وتتابع هذه‬ ‫"فاألسماء هي عبارة عن ادوات نسمي بها االشياء على نحو‬
‫االصوات هو بالفعل الذي نعبر عنه بالدال ‪ ،‬بينما المدلول‬ ‫طبيعي وبحسب الخصائص الذاتية التي تحملها هذه االشياء ‪،‬‬
‫فيتمثل في معنى االخت وبالتالي ال توجد ضرورة عقلية او‬ ‫بحسب افالطون ‪.‬‬
‫تجريبية تفرض على اللغة العربية ان تعبر على هذا المعنى‬
‫بهذه االصوات‪.‬‬ ‫**كما يرى افالطون ان العالقة بين الدال والمدلول اكثر من‬
‫ضرورية حيث ان اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي‬
‫** ويؤكد كذلك ان ما يوجد بين اللغات من فوارق في تسمية‬ ‫‪ ،‬وهناك كلمات كثيرة مستمدة من الواقع الطبيعي فمثال لفظ‬
‫االشياء ‪ .‬بل واختالف اللغات نفسه ‪ ،‬وقد بينت الدراسات‬ ‫"خرير " يشير الى الصوت الطبيعي الذي يحدثه انسياب‬
‫المقارنة بين اللغات مدى اختالف التعبيرات من لغة الى‬ ‫الماء ‪ .‬ولفظ "شخير" يشير الى صوت طبيعي قد يحدثه‬
‫اخرى‬ ‫النائم ‪.‬‬
‫**اختالف المسميات سواء في اللغة الواحدة أو في عدة‬ ‫** يقول هيجل حول السياق في مؤلفه" فلسفة الروح "‪" :‬‬
‫لغات ‪.‬‬ ‫نحن نفكر داخل الكلمات " أي ان االسماء مرتبطة بمسمياتها‬
‫‪ .‬كذلك جون بياجي يؤكد على ان تعدد اللغات يتجه بديهيا‬ ‫‪ ،‬فالرمز اللغوي ليس خاويا من الدالالت فالكلمة وسيط بين‬
‫العتبار الميزة االصطالحية للغة‪.‬‬ ‫افكارنا وتجاربنا ‪ ،‬فهي ترتبها وتنقلها من طابعها الذاتي الى‬
‫تجارب يدركها االخرين ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬لكن االعتباطية ال تعني ان االنسان لديه الحرية في‬ ‫النقد‪ :‬لو كان التطابق بين اللفظ والمعنى تطابق ذاتي فكيف‬
‫تغيير االسماء حسب ارادته ورغبته لكي ال يفسد التواصل‬ ‫نفسر مثال وجود لفظ يدل على عدة معاني ‪,‬ولما وجد للفظ‬
‫المتفق عليه‬ ‫الواحد عدة اسماء ‪ ,‬كذلك هذه النظرية ليست دقيقة بل هي‬
‫تفسير فلسفي يخلو من الدقة العلمية‪.‬‬

‫نتيجة‬

‫وفي األخير نستنتج مما سبق ذكره ان العالقة بين الدال والمدلول اعتباطية من الناحية النظرية ‪ ،‬وضرورية من الناحية العملية ‪ ،‬فاللغة نسيج من‬
‫المحاكاة ألصوات الطبيعة والمواضعة الرمزية ‪ ،‬الن االنسان كائن طبيعي وثقافي في نفس الوقت يتجاوز بعده البيولوجي بقدرته على الترميز للتواصل‬
‫مع الجماعة‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق ‪Youtube‬‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫اللغة والفكر‬

‫االتجاه الثنائي (اللغة والفكرمنفصالن)‬ ‫االتجاه االحادي (اللغة والفكر متصالن)‬


‫منفصالن‬

‫يرى أنصار االتجاه الثنائي‪( ،‬افالطون ‪ ,‬ديكارت‬ ‫يذهب أنصار االتجاه االحادي‪(،‬ارسطو‪,‬ميرلوبونتي ‪,‬هيجل‬
‫برغسون‪,‬فاليري )أنه ال يوجد تطابق وتناسب بين عالم‬ ‫‪,‬هاملتون) إلى أن هناك تناسب بين الفكر واللغة‪ ،‬وعليه فعالم‬
‫االفكار وعالم االلفاظ‪ ،‬فالفكر أسبق من اللغة وأوسع‬ ‫االفكار يتطابق مع عالم االلفاظ‪ ،‬أي أن معاني االفكار تتطابق‬
‫منها‪ّ ،‬‬
‫وأن ما يملكه الفرد من أفكار ومعان يفوق بكثير ما‬ ‫مع داللة االلفاظ‪ ،‬وال وجود ألفكار خارج إطار اللغة‪ ،‬فبين اللغة‬
‫يملكه من ألفاظ وكلمات‪ ،‬فاللغة والفكر منفصالن‪ ،‬واللغة‬ ‫والفكر اتصال ووحدة عضوية وهما بمثابة وجهي العملة‬
‫النقدية غير القابلة للتجزئة‪ ،‬باعتبار "أن الفكر لغة صامتة‬
‫ليست سوى أداة‪ ،‬وهي قاصرة ال تخدم الفكر إال جزئيا‪.‬‬
‫واللغة فكر ناطق‪".‬‬
‫**اعتبر ديكارت ان الفكر واللغة من طبيعتين متناقضتين‪ ،‬كل‬
‫منهما يشكل كيانا قائما بذاته مستقال عن اآلخر‪ ،‬فالفكر جوهر‬ ‫**ال يمكن تصور الفكر خارج اللغة ‪.‬فاألفكار تبقى عديمة المعنى‬
‫روحي خاصيته الوحيدة هي التفكير‪ ،‬بينما اللغة مظهرها مادي‬ ‫في ذهن صاحبها ما لم تتجسد في الواقع‪ ،‬وال سبيل الى ذلك اإال‬
‫(الصوت‪ ،‬الكتابة) لذلك فهي في خدمة الفكر‪ ،‬وهي التي تنتجه‪.‬‬ ‫ألفاظ اللغة التي تدرك إدراكا حسيا‪ ،‬فاللغة – إذن – هي التي‬
‫ولذلك فالعالقة بينهما هي عالقة انفصال واستقالل‪،‬‬ ‫تبرز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز التصريح‪.‬‬
‫واألسبقية هنا للفكر‪.‬‬ ‫** يرى ميرلوبونتي أنه ليس للفكر باطن‪ ،‬ألنه ليس من شأن‬
‫** أما شوبنهاور فقد اعتبر أن الفكر منفصل تمام‬ ‫الفكر أن يوجد خارج األلفاظ‪ .‬فالمعنى يسكن اللفظ‪ ،‬والفكر البد‬
‫االنفصال عن اللغة‪ ،‬فاألفكار تموت لحظة تجسدها في‬ ‫سد في عبارات‬
‫أن يتج ا‬
‫كلمات‪ ،‬وهذا ما يبرر استقاللية الفكر عن اللغة‪.‬‬ ‫أن الطفل يولد صفحة بيضاء خاليا‬ ‫** علم النفس يؤكد ّ‬
‫**االنسان في بعض االحيان لديه االفكار لكن ليس لديه‬ ‫تماما من أي أفكار‪ ،‬ويبدأ في اكتسابها بالموازاة مع تعلمه‬
‫االلفاظ المناسبة للتعبير‪..‬فاليري "اجمل االفكار هي التي‬ ‫اللغة‪ ،‬أي أنه يتعلم التفكير في نفس الوقت الذي يتعلم فيه‬
‫ال نستطيع التعبير عنها"‬ ‫اللغة‪.‬‬

‫**برغسون "اننا نملك افكارا اكثر مما نملك اصواتا ‪.‬‬ ‫** كما أن اللغة تصبغ الفكر بصبغة اجتماعية موضوعية‬
‫تنقله من طابعه االنفعالي الذاتي‪ ،‬ليصير خبرة انسانية قابلة‬
‫للتحليل والفهم واالنتقال بين الناس‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬هذا الرأي بالغ في تمجيد الفكر وقلل من شأن اللغة‪،‬‬ ‫النقد لكن ورغم ذلك‪ ،‬فإنه ال وجود لتطابق مطلق بين اللغة‬
‫األمر الذي جعل الفكر نشاطا أخرسا‪،‬كما أن العجز عن‬ ‫والفكر‪ ،‬بدليل آن القدرة على الفهم تتفاوت مع القدرة على‬
‫التعبير هو عجز لغوي ‪.‬وليس فصل بين اللغة والفكر‪.‬‬
‫التبليغ‪.‬‬
‫نتيجة‬

‫البد من التسليم بوجود عالقة ترابط بين الفكر واللغة‪ ،‬وهذا ما تؤكده الدراسات واألبحاث العلمية اللسانية‪ ،‬وهذه العالقة تشبه‬
‫العالقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها‪ ،‬حيث أن الفكر هو وجه الصفحة‪ ،‬بينما الصوت هو ظهر الصفحة‪ ،‬وال يمكن قطع‬
‫الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر‪.‬وبالتالي اليمكن فص الصوت عن الفكر وال فصل الفكر عن الصوت ‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫الشعور والالشعور‬

‫الشعور غير كاف الن يكون اساس‬ ‫الشعور اساس الحياة النفسية‬
‫الحياة النفسية‬
‫بخالف ما سبق ‪ ،‬يذهب الكثير من انصار علم النفس المعاصر‬ ‫يذهب أنصار علم النفس التقليدي من فالسفة وعلماء ‪ ،‬من بينهم‬
‫كاف لمعرفة كل خبايا‬
‫من بينهم فرويد ‪ ،‬ان الشعور وحده ليس ٍ‬ ‫ديكارت وابن سينا وبرغسون إلى االعتقاد بأن الشعور هو‬
‫النفس ومكوناتها ‪ ،‬كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ‪،‬‬ ‫أساس كل معرفة نفسية ‪ ،‬فيكفي ان يحلل المرء شعوره ليتعرف‬
‫لذلك فاالنسان ال يستطيع – في جميع االحوال – ان يعي ويدرك‬ ‫بشك ٍل واضح على كل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما‬
‫اسباب سلوكه ‪ ،‬االمر الذي يدعو الى افتراض جانبا آخر من‬ ‫يقوم به من أفعال ‪ ،‬فالشعور والنفس مترادفان(الحياة النفسية‬
‫الحياة النفسية هو " الالشعور "‪.‬‬ ‫حياة شعورية)‬
‫**دافع عن ذلك طبيب االعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة‬ ‫** "ديكارت ” الذي يرى بأن الحياة النفسية هي حياة شعورية‬
‫التحليل النفسي " سيغموند فرويد " الذي يرى أن ‪ « :‬الالشعور‬ ‫يقول ‪ « :‬ال توجد حياة أخرى خارج النفس إال الحياة‬
‫فرضية الزمة ومشروعة ‪ ..‬مع وجود االدلة التي تثبت وجود‬ ‫الفيزيولوجية » واكد ذلك من خالل الكوجيتو « أنا أفكر ‪ ،‬إذن أنا‬
‫الالشعور » ‪ .‬وعليه فالشعور ليس هـو النفس كلها‪.‬‬ ‫موجود » ‪ ،‬وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ‪ ،‬وان النفس‬
‫البشرية ال تنقطع عن التفكير إال إذا انقطع وجودها‪.‬‬
‫** معطيات الشعور ناقصة وال يمكنه أن يعطي لنا معرفة كافية‬
‫لكل ما يجري في حياتنا النفسية ‪ ،‬بحيث ال نستطيع من خالله ان‬ ‫** اذا قلنا بوجود الالشعور هذا يتناقض مع حقيقة النفس القائمة‬
‫نعرف الكثير من أسباب المظاهرالسلوكية كاالحالم والنسيان‬ ‫على الشعور بها ‪ ،‬فال يمكن الجمع بين النقيضين الشعور‬
‫وهفوات اللسان وزالت االقالم ‪ ..‬فتلك المظاهر الالشعورية ال‬ ‫نفس واحدة‪.‬‬
‫والالشعـور في ٍ‬
‫يمكن معرفتها بمنهج االستبطان ( التأمل الباطني ) القائم على‬
‫** كما انه ال يمكن ان توجد خارج الحياة النفسية اال الحياة‬
‫الشعور ‪ ،‬بل نستدل على وجودها من خالل اثارها على السلوك‬
‫الفزيولوجية (الحركة ‪،‬التكاثر) الن االنسان يتكون من ثنائية‬
‫‪ .‬ومن الحجج التي تثبت وجود الالشعور وفعاليته في توجيه‬
‫الروح والمادة‪ .‬كما ان ** ابن سينا اعتبر ان الحياة النفسية هي‬
‫الحياة النفسية‪.‬‬ ‫حياة شعورية تمتاز بالديمومة واالستمرار‬

‫النقد ‪ :‬ال شك أن مدرسة التحليل النفسي قد أبانت فعالية الالشعور‬ ‫النقد ‪:‬صحيح ان الشعور يحتوي على جانب كبير من الحياة النفسية‪,‬‬
‫في الحياة النفسية ‪ ،‬لكن الالشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح‬ ‫لكن بماذا نفسر صدور بعض االفعال والكلمات من االنسان ال يعيها وال‬
‫لتفسير بعض السلوكات (اهملوا الشعور)‬ ‫يعرف مصدرها ما يبين ان هناك جانب اخر يتحكم في الحياة النفسية‪.‬‬

‫التركيب‬

‫إن الحياة النفسية كيان متشابك يتداخل فيه ماهو شعوري بما هو الشعوري ‪ ،‬فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ‪ ،‬والالشعور‬
‫يمكننا من فهم الجانب الالواعي منها ‪ ،‬أي ان االنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين ‪ :‬جانب شعوري وجانب ال شعوري ‪ ،‬وأن ما ال يستطيع الشعور‬
‫تفسيره ‪ ،‬نستطيع تفسيره برده الى الالشعور‪،‬واعتبار ان الحياة النفسية يمثلها الشعور فقط فيه نوع من االهمال لجانب مهم هو الالشعور‪،‬وكذلك اعتبار‬
‫الحياة النفسية يمثلها الالشعور فيه تقليل من قيمة االنسان ككائن واع بكل خصائصه ‪.‬‬

‫النتيجة‬

‫وهكذا يتضح ‪ ،‬أن اإلنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين ‪ :‬جانب شعوري يُم ِكننا إدراكه واالطالع عليه من خالل الشعور ‪ ،‬وجانب الشعوري ال يمكن الكشف عنه‬
‫كاف لمعرفة كل ما يجري في حياتنا النفسية‬
‫فانه يمكن ان نفهم من خالل الالشعور مالم إال من خالل التحليل النفسي ‪ ،‬مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير ٍ‬
‫فهو يساعدنا على التكيف مع العالم الخارجي‪،‬والالشعور بمخزونه المتنوع يساعدنا على تقويم سلوكاتنا وضبطها‪.‬نفهمه عن طريق الشعور‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫الالشعور بين الفرض العلمي والفلسفي‬ ‫االستاذ حمداش عبدالحق‬

‫الالشعور فرضية فلسفية‬ ‫الالشعور فرضية علمية‬

‫إذ يرى عدد آخر من المفكرين أن الالشعور ما إال مجرد تصور‬ ‫**يرى عدد من المفكرين والعلماء بأن‪" :‬فرضية الالشعور فرضية‬
‫فلسفي غير قابل للتجسيد في أرض الواقع ألن األعراض التي ال‬ ‫الزمة ومشروعة "وهو الطرح الذي يتبناه أنصار مدرسة التحليل‬
‫نجد لها تفسيرا في الحياة الشعورية هي أعراض وهمية واإلقرار‬ ‫النفسي ومن أبرزهم‪" :‬فرويد "الذي رفض أن يكون أساس الحياة‬
‫بذلك يوقعنا في تناقض والعقل ال يقبل ذلك‪ ،‬لذا ال يمكننا أن نقول‬ ‫النفسية هو الشعور‪ ،‬وأكد أن األساس الحقيقي والذي تنبني عليه‬
‫بأن هناك حياة ال شعورية إلى جانب الشعور‪.‬‬ ‫حياتنا النفسية هو الالشعور‪.‬‬
‫** أدلة "فرويد" غير كافية لذلك‪ .‬كون أن المنهج الذي اعتمد‬ ‫** النفس أوسع من الحياة الشعورية ولهذا فالشعور ال يشكل إال‬
‫فرويد" في تبرير الالشعور ال يمكن تعميمه على جميع "عليه‬ ‫جزءا ضئيال من النفس‪ ،‬لهذا نجده يقول "وما الشعورية منها إال‬
‫األفراد‪ ،‬ألن تطبيقه كان على المرضى فقط ال األصحاء‪.‬‬ ‫أفعال معزولة وأجزاء من الحياة النفسية جمعاء"فرويد‬
‫** كما أن ربط وجود الالشعور بالغرائز وخاصة "الليبيدو" جعل‬ ‫** التنويم المغناطيسي أثبت فعاليته في السلوك واستنبط ذلك من‬
‫من الفرد شبيها بالحيوان الذي تسيره غرائزه فقط وهذا ما أكد‬ ‫خالل متابعته لبحوث "بروير" فبرهن له على أن أعراض أمراض‬
‫عليه ادلر‪ ******.‬أن شخصية الفرد وطبيعتها مرتبطة بإرادة‬ ‫الهستيريا مصدرها الخبرات الماضية التي ترجع إلى الشعور أثناء‬
‫الفرد في ذلك‪ ،‬لهذا ال يمكن ردها إلى الغريزة الجنسية ذلك أن‬ ‫التنويم المغناطيسي‪).‬بعدها اظهر التنويم بعض السلبيات )‬
‫الفرد الذي يسيطر على ذاته وهذا هو تفسير كارل يونغ *****‬
‫** مما دفع فرويد للبحث عن طريقة أخرى أجدى وأنفع للعالج‬
‫كذلك من الذين رفضوا فكرة الالشعور الفرويدي‪ ،‬الطبيب‬
‫وانتهى به األمر إلى اكتشاف التحليل النفسي‪ .‬الذي يقوم على‬
‫النمساوي ستيكال‪ ،‬الذي قال‪ ":‬ال أومن بالالشعور‪ ،‬لقد آمنت به‬
‫التعبير ثم التداعي الحر‪**.‬بعدها استدل فرويد على الالشعور ب‬
‫في مرحلتي األولى‪ ،‬لكنني بعد تجاربي التي دامت ثالثين سنة‬
‫فلتات اللسان وزالت القلم واالحالم والنكت والنسيان دالئل وجود‬
‫وجدت أن كل األفكار المكبوتة‪ ،‬إنما هي تحت شعورية‪ ،‬و أن‬
‫الالشعور ‪... .‬ثم قسم الجهاز النفسي (االنا ‪.‬االنا االعلى الهو) ‪.‬‬
‫المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة"‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬لكن ورغم هذه االعتراضات إال أنه ال يمكننا أن نلغي ما أثبتته‬ ‫النقد‪ :‬أن هذه الفرضية ورغم ما حققته تبقى بعيدة عن أن تكون بمستوى‬
‫فنظرية ‪:‬التجارب اإلكلينيكية (العيادية) و حتى من الوجهة التفسيرية‬ ‫النظرية العلمية‪ .‬فرغم القيمة العلمية لنتائج التحليل النفسي إال أنه يبقى منهج‬
‫فتحت باب النظر العقلي إلى المشاكل الشخصية من خالل دراسة "فرويد‬ ‫عيادي (اكلينيكي) ال يمكنه أن يمدنا بنتائج يمكن تعميمها‪.‬‬
‫كما أنها صنعت مناهج تحليلية ‪.‬الحياة الجنسية‪ .‬عيادات االرشاد ‪...‬الخ‬

‫التركيب‬

‫وعليه يمكننا القول إن فرضية الالشعور ساعدت على الكشف عن الجانب الخفي من الحياة النفسية وكان لها دورها في تفسير كثير من المظاهر‬
‫السلوكية‪ ،‬ولكن ذلك ال يعني تعميمها واعتبارها فلسفة شاملة تفسر كل سلوكات اإلنسان‪ ،‬فالالشعور بالنسبة للعالج النفسي يعد مفتاحا‪ ،‬يشعر أصحابه‬
‫أنه ال يمكنهم االستغناء عنه‪ .‬ولكنه من الخطأ أن نجعل منه مفتاحا عموميا نفتح به جميع األبواب بحيث نفسر كل سلوك إنساني على ضوء معطيات‬
‫‪.‬التحليل النفسي‬

‫النتيجة‬

‫نستنتج أن نظرية الالشعور إبداع في مجال التحليل النفسي‪ ،‬أدى إلى الكشف عن كثير من االضطرابات النفسية و السلوكية‪ ،‬و فتحت أبواب بحث كثيرة‬
‫أمام الدارسين‪ ،‬إال أنه ال يمكن أن نعتبر الالشعور محققا لمستلزمات الدقة العلمية رغم أنه قد حظي ببعض االتضاحات في النهاية بفضل ما تزودنا به‬
‫من حين آلخر‪ ،‬نتائج المشاهدات اإلكلينيكية‪ .‬وإذا كان لحجج التحليل النفسي فضل‪ ،‬فإنه في الحقيقة ليس في اكتشاف الالشعور وإثبات وجوده بقدر ما‬
‫هو في اكتشاف وظيفة النشاط السيكولوجي الالشعوري واإللحاح عليه‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫االستاذ حمداش عبدالحق‬

‫طبيعة حفظ الذكريات‬


‫طبيعة حفظ الذكريات‬

‫النظرية النفسية (برغسون) النظرية االجتماعية (هالفاكس)‬ ‫النظرية المادية (ريبو)‬


‫الذاكرة ذات طبيعة إجتماعية وليست‬ ‫الذاكرة ذات طبيعة نفسية‬ ‫الذاكرة ذات طبيعة مادية‬
‫فردية أي أساس ومصدر تخزين‬ ‫"سيكولوجية " شعورية أي ان‬ ‫فيزيولوجية بيولوجية أي ان‬
‫وإسترجاع الذكريات المجتمع باعتبار ان‬ ‫أساس تخزين وإسترجاع‬ ‫أساس تخزين وإسترجاع‬
‫االنسان مدني بطبعه فهو يسترجع‬ ‫الذكريات هو أعماق النفس‬ ‫الذكريات هو الدماغ (القشرة‬
‫ذكرياته باالستناد الى المجتمع‬ ‫(الشعور)‬ ‫الدماغية )‬
‫إن معظم خبراتنا الماضية من طبيعة‬ ‫ان برغسون اوال انتقد ريبو في‬ ‫و حجته أن التذكر وظيفة‬
‫اجتماعية و هي تتعلق بالغير و نسبة ما‬ ‫كتابه الذاكرة والمادة وقال بانه‬ ‫عضوية ترتبط بالدماغ‬
‫هو فردي فيها ضئيل للغاية حيث يقول‬ ‫اخلط بين نوعي الذاكرة الحقة‬ ‫فالذكريات تخزن على خاليا‬
‫هالفاكس ‪ « :‬عندما أتذكر فان الغير هو‬ ‫والذاكرة العادة‬ ‫القشرة الدماغية وعند إصابة‬
‫الذي يدفعني الى التذكر الن ذاكرته‬ ‫و حجته تتعلق بالذاكرة‬ ‫الدماغ يتبعها فقدان جزئي أو‬
‫تساعد ذاكرتي كما تعتمد ذاكرته على‬ ‫المحضة النفسية‪ ،‬فالتذكر‬ ‫كلي للذاكرة‪ ،‬فحفظ الذكريات‬
‫ذاكرتي »و قد ورد ذلك في كتاب‬ ‫وظيفة نفسية تتدخل فيها جميع‬ ‫يشبه حفظ الموسيقى في‬
‫هالفاكس “األطر االجتماعية” للذاكرة‪.‬‬ ‫الملكات العقلية كالتخيل و‬ ‫االسطوانة و أي تلف مادي‬
‫فمساعدات الذاكرة حسب هالفاكس هي‬ ‫االنتباه و الذكاء وهي تمثل‬ ‫يصيب هذه االسطوانة يتبعه‬
‫عوامل من طبيعة اجتماعية‪ .‬فنحن نعيد‬ ‫حالة شعورية نفسية خالصة‬ ‫تلف في الموسيقى و األمر نفسه‬
‫بناء الذكريات باالستناد إلى أحداث‬ ‫تنطلق من الماضي الى‬ ‫ينطبق على الذاكرة و هذا ما‬
‫اجتماعية كبرى ألننا نشارك في الحياة‬ ‫الحاضر فتعيد إحياء الماضي‬ ‫جعل ابن سينا يقول عن الذاكرة‬
‫االجتماعية‪ .‬فاألعياد والمواسم والدخول‬ ‫دفعة واحدة فهي تستحضره في‬ ‫‪ « :‬انها قوة محلها التجويف‬
‫إلى المدرسة كلها نقاط ارتكاز يستند‬ ‫الشعور بتفاصيله دفعة واحدة و‬ ‫األخير من الدماغ »و أيضا‬
‫إليها التذكر‪ .‬ومن خالل هذه المرتكزات‬ ‫يقدم برغسون مثال حفظ‬ ‫الفيلسوف الفرنسي ديكارت في‬
‫الموضوعية تتحدد ذاكرتنا الفردية‬ ‫قصيدة شعرية فلحفظها يجب‬ ‫قوله ‪ « :‬الذاكرة تكمن في ثنايا‬
‫ً‬
‫والعائلية أو المجتمعية والوطنية مثال مع‬ ‫تكرارها عدة مرات وهذه‬ ‫الجسم »‪ ،‬و ما يثبت ان الذاكرة‬
‫أفراد األسرة أو األصدقاء أو غيرهم‬ ‫العملية مرتبطة بالجملة‬ ‫فردية و ال دخل للمجتمع بها هو‬
‫يتسنى للمرء تذكر محطات وتجارب‬ ‫العصبية (الدماغ) أما‬ ‫األمراض التي تصيبها بسبب‬
‫هامة في حياته‪ .‬وعلى هذا األساس يقول‬ ‫استحضار الظروف و الحيثيات‬ ‫تلف الخاليا العصبية كمرض‬
‫هالفاكس‪« :‬إن الماضي ال يحفظ بل إننا‬ ‫المصاحبة للحفظ فهو ذاكرة‬ ‫الحبسة الحركية و هو العجز‬
‫نبنيه انطالقًا من الحاضر على أساس‬ ‫محضة الن هذه الظروف ال‬ ‫عن الكالم حيث اكتشف جراح‬
‫المرتكزات االجتماعية للتذكر"‪.‬‬ ‫تتكرر مثل كوني حفظت هذه‬ ‫األعصاب الفرنسي بروكا‬
‫و ما يوضح ذلك المثال التالي فعند‬ ‫القصيدة في يوم من أيام فصل‬ ‫)‪(1824-1880‬منطقة في‬
‫محاولتنا تذكر االحتفاالت التي أعقبت‬ ‫الخريف بينما كنت جالسا على‬ ‫النصف األيسر للدماغ أطلق‬
‫تأهل المنتخب الوطني الجزائري الى‬ ‫كرسي في حديقة عمومية لونه‬ ‫عليها فيما بعد منطقة بروكا و‬
‫نهائيات كاس العالم فإننا شئنا أم أبينا‬ ‫أخضر فهذه الحيثيات ال تتكرر‬ ‫هي مسؤولة عن التعبير اللغوي‬
‫سنتذكر أن تلك االحتفاالت قد جرت في‬ ‫و هي تمثل صورا فريدة حيث‬ ‫( الكالم ) ففي الحبسة يحدث‬
‫جو اجتماعي و ليس فرديا و حتى ان‬ ‫يقول برغسون‪ « :‬إننا ال‬ ‫زوال جزئي أو كلي لوظيفة‬
‫نسي احد منا أجواء هذه االحتفاالت أو‬ ‫نتذكر إال أنفسنا »‪ .‬كما أن‬ ‫الكالم مع سالمة جهاز النطق و‬
‫لم يشهدها فان الغير هم من سيذكرونه‬ ‫الذكريات تتردد و تنتقل بين‬ ‫تتمثل في فقدان القدرة على‬
‫بها و نفس األمر ينطبق مع المجاهد‬ ‫الشعور و الالشعور و الدماغ‬ ‫النطق أو فهم الكالم المنطوق او‬
‫الذي عايش أحداث الثورة الجزائرية‬ ‫يعتبر أداة استحضار فالذكريات‬ ‫المسموع‪ .‬كما ان حدوث نزيف‬
‫فانه عندما يتذكر ما عاشه من أحداث ال‬ ‫الغير مستغلة تشق طريقها نحو‬ ‫في الفص الجداري األيمن‬
‫الالشعور و تعتبر األحالم خير يمكنه ان ينفصل عن غيره من‬ ‫يحدث فقدانا للمعرفة الحسية‬
‫المجاهدين أو المستدمر الفرنسي ‪ ،‬كما‬ ‫دليل على البعد النفسي و‬ ‫اللمسية في الجهة اليسرى‬
‫الفردي للذاكرة و نظرية الكبت أن الذكريات تحفظ في أطر اجتماعية‬ ‫فالمصاب ال يتعرف على‬
‫األشياء و ال يتذكرها و لو كان لدى فرويد خير شاهد على ذلك عن طريق الذاكرة االجتماعية و هي‬
‫التي تجعل الفرد يكتسب أفكاره و‬ ‫يحس بجميع جزئياتها مثال ذلك فقد جعل النسيان دليل على‬
‫معتقداته و عاداته و تقاليده و هذا ما‬ ‫الالشعور مثال ذلك ان نحلم‬ ‫الفتاة التي عالجها طبيب‬
‫بشخص عزيز انقطعت عالقتنا يبرز في االحتفاالت الدينية كعيدي‬ ‫األمراض العقلية الفرنسي‬
‫دولي ( ‪ ) Delay 7091-7091‬به و لم نره منذ سنوات عديدة‪ .‬الفطر و األضحى إذ ال يمكن للفرد‬
‫المسلم أن يتذكر احتفاله بهما منفردا بل‬ ‫إضافة الى ان االهتمام و‬ ‫و التي أصيبت برصاصة في‬
‫مع أفراد عائلته و محيطه االجتماعي في‬ ‫الرغبة و الميول الشخصية‬ ‫الجهة اليمنى من دماغها‬
‫المنزل أو المسجد أو الشارع‪ .‬لذلك قال‬ ‫كلها عوامل نفسية ذاتية في‬ ‫فأصبحت ال تتعرف على‬
‫تثبيت الذكريات و استرجاعها بيار جاني ‪ « :‬لو كان االنسان وحيدا‬ ‫األشياء التي توضع في يدها‬
‫فاألغنية التي تؤثر فينا نفسيا و لما كانت له ذاكرة و ما كان بحاجة‬ ‫اليسرى بعد تعصيب عينيها‬
‫إليها «‬ ‫تعبر عن مشاعرنا نحتفظ بها‬ ‫رغم انها بقيت تحتفظ بالقدرة‬
‫المجتمع هو مادة الذاكرة فنحن نتذكر‬ ‫بسهولة و يسهل علينا حفظها‬ ‫على اإلحساسات اللمسية و‬
‫دائما باستعمال اللغة و تحديد ذكرياتنا‬ ‫بخالف تلك التي ال تعبر عن‬ ‫الحرارية و األلمية و على‬
‫بواسطة التقويم االجتماعي للزمن و‬ ‫مشاعرنا‪.‬‬ ‫مختلف الفروق في الشدة و‬
‫األحداث التاريخية كما يكتسب الفرد‬ ‫االمتداد فإذا وضع مشط مثال‬
‫السلوكات و التصورات من المجتمع‪،‬‬ ‫في يدها اليسرى و صفت جميع‬
‫يقول هالفاكس‪ « :‬ذكرياتنا ليست‬ ‫أجزائه و عجزت عن التعرف‬
‫حوادث نفسية محضة أو مادية ترتبط‬ ‫إليه و بمجرد أن يوضع المشط‬
‫بالدماغ بل هي تجديد بناء الحوادث‬ ‫في يدها اليمنى فإنها تتعرف‬
‫بواسطة األطر التي يمدها المجتمع »‪.‬‬ ‫إليه بسرعة كجميع الناس‪.‬‬
‫إن االنسان كائن اجتماعي بطبعه و أن‬ ‫إضافة الى أن التجربة تثبت ّ‬
‫أن‬
‫وظائفه العقلية ال تنمو و ال تتطور إال‬ ‫لالختالل الهضمي و دوران‬
‫ضمن إطار اجتماعي بما فيها الذاكرة و‬ ‫الدم و الجهاز التنفسي تأثيرا في‬
‫ما يؤكد ذلك المثال التالي فلو سلمنا بأن‬ ‫التذكر و أن بعض المواد التي‬
‫شخصا ما يولد بعقل كامل لكن بمجرد‬ ‫تهيج الجملة العصبية أو تسكنها‬
‫أن يولد يوضع في غابة بعيدا عن أقرانه‬ ‫تنبه الذاكرة أو تضعفها‬
‫من البشر فكيف تكون تصرفاته ؟ ستبدأ‬ ‫كالمخدرات و هرمون‬
‫هذه الطبيعة العاقلة الكامنة فيه بالوالدة‬ ‫األدرينالين‪.‬‬
‫(فطرية) بالتالشي فيفقد بذلك هذا العقل‬
‫وظائفه فيصبح عاجزا عن اإلدراك و‬
‫التخيل و الشعور و التذكر و بالتالي يفقد‬
‫شيئا فشيئا طبيعته كانسان من هنا يصبح‬ ‫النقد ‪ :‬برغسون لم يبين لنا‬
‫مركز حفظ الذكريات ‪..‬كما ان المجتمع أكثر من ضروري في تنمية‬
‫تفسيره يبتعد عن الدقة العلمية القدرات العقلية و منها التذكر و لهذا قال‬
‫دور كايم ‪ " :‬االنسان دمية يحرك‬
‫خيوطها المجتمع "‬ ‫النقد ‪ :‬لكن بماذا نفسر ان‬
‫االنسان يصاب في بعض‬
‫النقد ‪ :‬ان انصار الموقف االجتماعي‬ ‫االحيان في دماغه وال يفقد‬
‫اخلطوا بين مركز حفظ الذريات وبين‬ ‫الذريات ‪...‬كذلك ريبو اهمل‬
‫العوامل المساعدة لها الن المجتمع يمكن‬ ‫الجانب االجتماعي والنفسي‬
‫اعتباره من العوامل المساعدة لتكوين‬
‫الذكريات‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫النسيان‬

‫النسيان ظاهرة سلبية‬ ‫النسيان ظاهرة ايجابية‬

‫‪ -‬قد يكون النسيان سبب في اضطراب الشخصية وعدم توازنها‬ ‫النسيان شرط من شروط وبقاء وسالمة الذاكرة وهو نوع من‬
‫خاصة إذا كان بصفة دائمة وهذا ما يعرف بالنسيان المرضي‬ ‫التفريغ اإلرادي لألحداث و التفاصيل الثانوية إلعطاء مرونة‬
‫والذي هو اضمحالل الذكريات والعجز على استحضارها إما‬ ‫للذاكرة و التكيف مع ما هو أهم لذلك قيل "خير للذاكرة أن تكون‬
‫جزئيا أو كليا ومن بين أمراض الذاكرة ‪:‬‬ ‫ذاكرة نساءه "‬
‫**صعوبة التذكر ‪:‬ينشا عن عجز في تثبيت الذكريات نتيجة‬ ‫**‪-‬يخفف من ضغط الماضي على الحاضر ويجعل المرء يتفرغ‬
‫مرض يصيب الخاليا العصبية كامراض الشيخوخة األفازيا‬ ‫لمواجهة الوضع الراهن والمستقبل‪.‬‬
‫‪:‬مرض ذاكرة الكالم ومن بين أنواعها أفازيا الحمية الحركية‬
‫‪**-‬يرى برغسون إن النسيان حالة طبيعية يعيشها الفرد إذ ال‬
‫تتمثل في عدم القدرة على التلفظ بالحروف بينما االفازيا‬
‫يتذكر من الماضي إال ما كانت له عالقة بالواقع كما أكد أن‬
‫المعنوية تتمثل في نسيان معاني األلفاظ األمنيزيا ‪ :‬الفقدان الكلى‬
‫الحوادث الماضية ال تمحى وان الذكريات المنسية ال تتلف أبدا ‪.‬‬
‫أو الجزئي للذكريات انحراف الذاكرة ‪:‬وهو مرض الذاكرة‬
‫الكاذبة ينشأ عن فساد العرفان حيث يورد المصاب باستمرار‬ ‫**يرى فرويد أن النسيان مرتبط بالمكبوتات النه يحدث نتيجة‬
‫خبرات خاطئة ومحرفة ومشوهة وهو ال يعلم أنها كذلك‬ ‫رغبة الشخص في عدم تذكر مواقف معينة سبق وتعرض لها‬
‫فننسى اسم الشخص الذي ال نحبه ومكان الشيء الذي نريد أن‬
‫فرط التذكر ‪:‬وهو قوة استدعاء الذكريات بجزئيتها وتفاصيلها‬
‫نضيعه يقول "النسيان هروب من الواقع المؤلم"*‬
‫من الماضي القريب و البعيد وهو شائع عند المتقدمين في السن‬
‫**‪-‬لوال النسيان لما تقدمنا في تحصيل المعرفة فهو يسمح لنا‬
‫**‪-‬النسيان فشل في استقبال المعلومات وفشل في تخزينها وفي‬
‫باكتساب خبرات جديدة وإبعاد المعلومات التي ليس لها أي معنى‬
‫استرجاعها وبالتالي فشل يهدد اإلنسان‬
‫و االهتمام بالمعلومات المفيدة يقول جون روستان "اليوم السعيد‬
‫**‪-‬يفسر ريبو النسيان بأنه مرض يصيب الدماغ ويتلف القشرة‬ ‫هو اليوم الذي يبقى فيه الماضي ساكنا "‬
‫الدماغية وبالتالي يفقد اإلنسان ذكرياته شيئا فشيئا من الحوادث‬
‫القريبة إلى الحوادث البعيدة ‪.‬‬
‫*النسيان عامل من عوامل التالؤم االجتماعي حيث يجعلنا نتجاوز‬
‫األحقاد ونبني عالقات جديدة فالنسيان رحمة بين األفراد واألمم ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬لكن ليس كل نسيان مرض فقد يكون شرط لحياة‬ ‫النقد ‪ :‬رغم كل هذه االيجابيات قد يكون النسيان سلبي حيث‬
‫الذاكرة فمن الناحية العلمية نتذكر ما يفيدنا وينفعنا وما له‬ ‫يعمل على إتالف المعلومات التي تم تثبيتها مما يؤدي إلى‬
‫قيمة‪.‬‬ ‫عدم القدرة على التكيف‪.‬‬

‫التركيب‬
‫لنسيان ظاهرة نفسية قد يكون طبيعي وضروري من أجل التكيف اذا حقق جوانب ايجابية واحيانا يكون غير طبيعي ومرضي عندما يتجاوز الحدود‬
‫المعقولة والمستويات العادية اذا حقق جوانب سلبية ويكون هذا خاصة في امراض الذاكرة وعليه يمكن القول انه ال يوجد نسيان سلبي واخرايجابي‪.‬‬

‫النتيجة‬
‫النسيان ظاهرة طبيعية تفرضها الذاكرة في شرط توازنها فالنسيان ليس نقيض للذاكرة بل هو احدى الوضائف التي تضمن سالمتها ويكون مرض اذا حقق‬
‫‪..‬نتائج سلبية لذلك قيل ‪..‬خير للذاكرة ان تكون ملكة نساءة‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫االبداع‬

‫اإلبداع يعود إلى عوامل موضوعية‬ ‫اإلبداع يعود إلى عوامل ذاتية‬

‫ان االبداع في نظر المدرسة االجتماعية ( دوركايم ‪)..‬يرد الى‬ ‫ان االبداع في نظر معظم علماء النفس (فرويد ‪ ,‬برغسون )يرد‬
‫عوامل اجتماعية (عوامل خارجة عن الذات المبدعة ) كدرجة‬ ‫الى عوامل ذاتية متمثلة في مجموعة الشروط النفسية والفكرية‬
‫نمو المجتمع من جهة ‪ ,‬وحاجة المجتمع ومنافعه من جهة‬ ‫واألخالقية التي تخص الذات المبدعة كحياته العقلية واالنفعالية‬
‫اخرى فاالنسان يبدع لنفسه وللمجتمع النه اجتماعي بطبعه وهنا‬ ‫والتي تالزمه خالل عملية االبداع‪.‬‬
‫يظهر دور المجتمع في عملية االبداع ‪.‬‬
‫* مايثبت ان االبداع يرد الى عوامل نفسية ‪,‬ان االنسان ال يبدع‬
‫*الدليل على ان االبداع يعود الى عوامل موضوعية (ثقافية‬ ‫في الحاالت العادية وهذه الحاالت تكون مصحوبة بعناصر وجدانية‬
‫واجتماعية )هو ان المبدع اليبدع من العدم ‪,‬بل يبدع في بيئة‬ ‫فتكون على شكل فرح او حماس او قلق يقول برغسون في هذا‬
‫ثقافية واجتماعية تسمح وتساعد وتشجع على البداع في شتى‬ ‫الصدد "ان العلماء والقديسين واالبطال ال يبدعون في حالة جمود‬
‫الميادين مثال بعض االختراعات العلمية تاخرت لعدم وجود‬ ‫الدم بل في حالة انفعالية "‬
‫االطار الثقافي ( الوعي) الذي يمثل التربة الخصبة التي تنبت‬
‫*االبداع مرتبط بالميول والرغبات والمواهب التي تدفع الفرد الى‬
‫فيها االفكار التي تولد االختراع‬
‫االبداع بديل ان العباقرة يمتازون بقدرات نفسية وعقلية ال نجدها‬
‫*االبداع ثمرة ما يمدنا به المجتمع من ظروف وادوات ووسائل‬ ‫عند عامة الناس وهذا ينفي الفكرة القائلة بان االبداع مرهون‬
‫بشروط اجتماعية ويعتقد سيقموند فرويد ان "االبداع هو تفجير‬
‫*الحجة االخرى هي ان المبدع ابن مجتمعه فهو يبدع لحاجة‬
‫للميول والرغبات المكبوتة في شكل الهام"‬
‫المجتمع مثال اكتشاف القنبلة الذرية حدث نتيجة التطور الذي‬
‫حدث في الفيزياء والكيمياء ‪ ...‬هذه االمور لم تكن موجودة في‬ ‫*يمكن تلخيص مجمل العوامل الذاتية في ان الشخص المبدع‬
‫العصر الوسيط فحاجة المجتمع هي التي تؤدي الى االبداع ‪,‬مثال‬ ‫يتميز بصفات وقدرات عقلية متمثلة في قوة ودقة المالحظة‬
‫في العصر الحديث للتسلح ادى الى (السباق نحو حاجة المجتمع‬ ‫الذاكرة ‪,‬الذكاء ‪,‬التخيل ‪,‬والتحليل ‪ ,‬االستنتاج ‪,‬االرادة‬
‫التسلح ) ولهذا يقال "الحاجة ام االختراع " يقول باستور‬ ‫‪,‬االهتمام‪,‬التركيز ‪ ,‬باالضافة الى حضور الشعور وحب االطالع‬
‫"االفكار الخصبة هي في غالب االحيان بنات الحاجة "‬ ‫والقدرة على االستمرارية بضل الصبر على المصاعب وتوجيه‬
‫االبداع الى غايات اخالقية تخدم البشرية ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬لكن ال يمكن حصر عملية االبداع في الشروط الثقافية‬ ‫النقد ‪ :‬ولكن هذه القدرات والطاقات ال يمكن ان تنفجراذا وجدت‬
‫مجتمعا متخلف ماديا و معنويا (المواهب الفردية يقل تاثيرها ان لم‬
‫واالجتماعية مادام الواقع يبين لنا ان كل افراد المجتمعات المبدعة‬
‫تصقل اجتماعيا )‬
‫والمتطورة ليسو كلهم مبدعون ‪....‬‬

‫التركيب‬
‫اإلبداع مزيج من قدرات شخصية وبيئية مناسبة ومثل ذلك كمثل البذرة والتربية وهذا واضح فيما يسمى المعجزة اليابانية هذا التكامل والتفاعل وهذا ما عبر‬
‫عنه ريبو بقوله (مهما كان اإلبداع فرديا فانه يحتوي على نصيب اجتماعي)‬

‫النتيجة‬

‫اخيرا نستنتج ان التخيل ملكة من إنشاء وتركيب صورة واقعية وليست موجودة وهذا هو اإلبداع فهناك من ارجعه الى شخصية المبدع باعتبار العوامل الذاتية‬
‫وهناك من حصر اإلبداع في دائرة المجتمع وكمخرج للمشكلة نقول ان اإلبداع محصلة لعوامل نفسية وشروط اجتماعية متفاعلة ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫العادة والتكيف‬

‫العادة تعيق التكيف (سلبيات )‬ ‫العادة تخدم التكيف (ايجابيات)‬

‫** من جهة أخرى يرى العديد من الفالسفة والمفكرين أن العادة‬ ‫**يرى بعض الفالسفة والمفكرين ان العادة هي سلوك ايجابي‬
‫سلوك سلبي ‪ ،‬وهي تجرد اإلنسان من إنسانيته ‪،‬‬ ‫وانها تخدم التكيف من بينهم االن فهي تساهم في إزالة العناء‬
‫والشقاء عن حياة الذات ‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في نواحي عديدة ‪:‬‬
‫** فحسب " جون جاك روسو " أن الطفل يجب أن يتربى وفق‬
‫طبيعته و في محيط طبيعي يخلو من السلوكات اآللية التعودية ‪،‬‬ ‫**فعلى المستوى الحركي والجسمي تساعد العادة في توفير الجهد‬
‫ومن هنا وجب عليه أن يتخلى عن العادة ألنها من حيث طبيعتها ال‬ ‫والوقت في آداء األعمال والتكيف بسرعة مع المواقف الجديدة ‪،‬‬
‫تنتمي إلى طبيعة الذات الفردية‪ ،‬حيث يقول في هذا المنوال ‪ « :‬خير‬ ‫كما أنها كشف للمهارة وتجلي للروح والكينونة ‪ ،‬وهذا ما أكده‬
‫عادة يتعلمها الطفل هي أن ال يعتاد شيئ"‬ ‫مودسلي في قوله " لو لم تكن العادة تسهل لنا األشياء لكان في‬
‫**يقول ايمانويل كانط "كلما زادت العادات عند االنسان كلما أصبح‬ ‫قيامنا بوضع مالبسنا وخلعها يستغرق نهارا كامال"‪.‬‬
‫اقل حرية واستقالل " فالعادة تقيد االنسان وتكبح ابداعه وتقلل من‬ ‫** ان السلوكات التعودية تزيد الثقة في النفس ويقل التردد ‪ ،‬ألن‬
‫عطاءه في المجتمع ‪.‬‬
‫الفرد سيؤدي تلك األفعال بكل سهولة ‪ ،‬فالعادة الخاضعة إلى‬
‫**العادة تؤثر سلبا على المستوى الفزيولوجي كتعود الجسم‬ ‫الوعي واإلنتباه تعمل على تحرير الفكر ويتسنى للمرء ترتيب‬
‫على التدخين والمخدرات فيقع فريسة االدمان وتموت فيه روح‬ ‫األفكار والعمل على تناسقها وتوجيهها بسرعة ‪ ،‬وهذا ما أكده "‬
‫االرادة ‪.‬‬ ‫جون ديوي " في قوله" العادة تحكم قيادة أفكارنا فتحدد ما يظهر‬
‫منها وما يقوى وما ينبغي له أن يذهب من النور إلى الظالم "‬
‫**ان العادة تجرد االنسان من انسانيته فيصبح االنسان شبيها‬
‫بااللة يقول المفكر الفنسي بردوم "ان الذين تستولي عليهم قوة‬ ‫** كما أن العادة مرتبطة بالجانب األخالقي والقيمي ‪ ،‬فمن خاللها يتم‬
‫العادات يصبحون بسلوكاتهم االت ولكن في وجوههم بشر "‬ ‫غرس المبادئ التربوية الحميدة التي تساهل بشكل فعال في تكوين‬
‫الشخصية الفردية ومثال ذلك ‪ :‬عادات رمضان ‪ :‬إطعام المساكين‬
‫**العادة تعيق التكيف واالندماج االجتماعي خاصة اذا تعود‬ ‫والصالة والصوم وهذا يؤدي الى الراحة النفسية‬
‫االنسان على االفعال السيئة مثل الكذب والسرقة وغيرها من‬
‫الصفات المنبوذة من طرف الغير‬ ‫**العادة تقضي على الملل فالتلميذ الذي يتعود على الدراسة بجد هذا‬
‫يحرره من الخمول والكسل فيعرف كيف ينظم وقته ويوجه سلوكه‬
‫عكس االنسان الذي لم يتعود على اية عادة ‪.‬‬

‫النقد على الرغم مما قدمه أنصار هذا اإلتجاه في أن العادة سلوك سلبي‬ ‫النقد على الرغم مما قدمه هذا اإلتجاه من أن العادة سلوك إيجابي يساعد‬
‫على تحقيق التكيف مع العالم الخارجي ‪ ،‬إال أنها تؤدي في بعض األحيان‬
‫يعيق التكيف إال أنهم بالغوا في إنكار قيمتها وأهملوا إيجابياتها ‪ ،‬فهي‬
‫إلى االستبداد والطغيان ‪ ،‬فبمرور الزمن تصبح عائقا أمام اإلرادة‬
‫وظيفة نفسية وحيوية كذلك تساعد على التكيف وبناء المهارات ‪.‬‬
‫اإلنسانية‬

‫التركيب‬
‫من خالل ما سبق ذكره يمكننا القول أن العادة سلوك إيجابي وسلبي في اآلن نفسه ‪ ،‬فهي إيجابية تحقق التكيف وتساعد الذات على قضاء حاجياتها الضرورية من جهة‬
‫‪ ،‬ومن جهة هي سلوك إنحرافي يعيق التكيف ويقتل اإلبداع ‪ ،‬لذا وجب التحكم فيها وإعمال الفكر كمنطلق وجوهر في التمييز بين العادات السلبية واإليجابية‬

‫النتيجة‬

‫في األخير نستنتج أن العادة سالح ذو حدين ‪ ،‬فأثرها على السلوك يرتبط بكيفية إستخدام اإلنسان لها ‪ ،‬ومن خالل التربية السوية يمكن التحكم فيها وتوجيهها‬
‫‪ .‬نحو األصلح واألفضل لمواجهة صعوبات الحياة وتحقيق التكيف المستمر مع موضوعات العالم الخارجي والداخلي‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫العادة واالرادة‬

‫االرادة تحقق التكيف‬ ‫العادة تحقق التكيف‬

‫بينما يرى انصار النزعة الذهنية(شوبنهاور‪,‬كانط مونيي) ان‬ ‫يؤكد الفالسفة الماديون وانصار النزعة االلية "ارسطو‪,‬االن‬
‫االرادة هي من تحقق التكيف مع ‪ ،‬لكونها فعل واعي حر‪ ،‬وهي‬ ‫‪,‬بافلوف" ان االنسان في تعامله مع الواقع وسعيه الى ادراك‬
‫تعبر عن العقالنية المتسامية لإلنسان ذلك الن االنسان كائن‬ ‫العالم الخارجي يعتمد على العادة باعتبارها سلوكا الي يسهل من‬
‫يبتكر‪,‬يبدع ويجدد ‪.‬‬ ‫مهمة االنسان في االندماج مع العالم الخارجي ‪.‬ذلك لكونها سلوك‬
‫يتميز بالرتابة والنمطية ‪.‬‬
‫** وما يثبت ذلك ان االرادة تمكن العقل من السيطرة على جميع‬
‫الميوالت من عواطف واهواء ‪ .‬الن االرادة فعل ذهني هادف ‪،‬‬ ‫**اذ انها شبيهة بالغريزة الن االلية هي الشيء المشترك بينهما‬
‫وتصميم لمختلف االهداف االنسانية فاإلنسان جوهر وجوهره‬ ‫وهذا ما جعل ارسطو يعتبرها طبيعة ثانية ثابتة ومتكررة يقول‬
‫االرادة على حد تعبير شوبنهاور "هي الطبيعة العميقة لالشياء‬ ‫ارسطو "العادة وليدة التكرار"‪ ،‬ولعل ما يدل على ذلك مختلف‬
‫هي قوة ‪ ,‬تظهر في كل فعل انساني "‪ ،‬فالعقل عند شوبنهاور‬ ‫الحركات والسلوكات الخارجية التي تعبر عن الجانب الفيزيولوجي‬
‫ماهو اال اداة مساعدة لإلرادة بقدر ما يكون االنسان عاقل بقدر‬ ‫لإلنسان ‪(,‬شرح عامل التكرار واعطاء امثلة من الواقع)‬
‫ما يكون يتمتع باإلرادة ‪ .‬وفي هذا الصدد كتب‬
‫الفيلسوف موني قائال ‪ ":‬ال يمكننا ان نعتقد بكون االنسان شيئا‬ ‫**كما ان العادة ال تخص السلوك الفردي وانما تتعداه للسلوك‬
‫او موضوعا ما دام متميز باإلرادة والشعور" فهما يدخالن في‬ ‫االجتماعي (شرح العامل االجتماعي المساعد في تكوين العادات‬
‫صميم ماهيته ويعبران عن جوهره العاقل الحر ‪.‬‬ ‫)‪,‬كذلك التجارب التي قام بها انصار المدرسة‬
‫السلوكية بزعامة واطسن وبافلوف " ان السلوك البدائي‬
‫**كما اكد على هذا ايضا شارل حينما صرح بقوله ‪ ":‬االرادة‬ ‫للطفل راجع الى فعل التعود والتقليد "‪.‬وهذا ما يفسر دور العادة‬
‫والعقل من الهيبات الرائعة التي اهدانا اياهما المجتمع"‪.‬‬ ‫في احداث ما يعرف بالتوازن سواء تعلق االمر بالفرد أو بالمجتمع‬
‫ويضاف الى ذلك ان االرادة تعمل على تنمية سلوك االفراد‬ ‫‪ ،‬كون هذه االخيرة انواع منها العادة الفزيولوجية ‪،‬‬
‫والجماعات فالحلول الراقية التي اوجها االنسان انما كانت‬ ‫ومنها النفسية ‪ ،‬ومنها االجتماعية (هنا نشرح بالتفصيل انواع‬
‫محصلة ومجاهدة قائمة على العزم والتحدي فالمبدعون تحررو‬ ‫العادات ) ‪.‬‬
‫من سلطة التقييد وابدعوا نماذج جديدة كان فيها سالحم الوحيد‬
‫ارادة قوية ال تقهر فهذه االخيرة ارث ومكسب فردي واجتماعي‬ ‫**كذلك الواقع يبين لنا ان تكيف االنسان مع العالم الخارجي تحقق‬
‫ال يستهان بدوره في تنمية الفرد و مساعدة المجتمع على‬ ‫في عديد المرات عن طريق العادة (هنا نتفصل في ذكر ايجابيات‬
‫التالؤم المستقر‪( .‬يمكننا اضافة بعض سلبيات العادة لكي نعزز‬ ‫العادة واثرها على سلوك االنسان )‬
‫قوة االرادة )‬

‫النقد فاالرادة بمفردها عاجزة مالم تدعمها اليات تصبغ عليها النظام‬ ‫النقد لكن الشيء الالفت لالنتباه هو انه بالرغم من المزايا المتعددة‬
‫والثبات‪ .‬لذلك اعتبر ابن سينا ان العادة تسبق االرادة من الناحية‬ ‫للعادة ‪ ،‬فإنها ال تخلو من سلبيات ‪ ،‬ذلك ألنها تجعل من االنسان الة‬
‫الزمنية‪.‬‬ ‫مبرمجة ‪ ،‬وكانه يقوم بالفعل غريزيا وبشكل نمطي ‪،‬‬

‫التركيب‬

‫من خالل ما سبق ذكره يمكننا ان نوفق بين الموقفين ‪ ،‬ذلك ألنه ال غالب وال مغلوب فالسمة الغالبة هي التكامل بين المفهومين ‪ ،‬وهو ما تجلى لنا واضحا من خالل‬
‫االنسجام والتفاعل الوظيفي الحاصل بينهما‪ .‬وهذا ما اكد عليه العلماء من ترابط وتداخل بين الجسم والعقل واالرادة ‪ ،‬فالعادة من الحاالت الفاعلة في السلوك النها‬
‫متجددة بالقياس مع الغريزة وهذا ما يكشف عن الدور الخفي لالرادة في تكوين العادة ‪,‬دون ان ننسى دور العادة في تاصيل االفعال االرادية وتخزين الخبرات الناتجة‬
‫عن االرادة ‪.‬‬

‫النتيجة‬

‫وختاما لما جاء في مقالنا نستنتج ان كال من العادة واالرادة يعبران عن مفهومين اساسيين يساعدان على التكيف واالنسجام برغم االختالف والتباين‬
‫‪ ،‬ومنه نخلص الى ان االنسان ال يحقق التالؤم والتوازن مع العالم الخارجي ‪ .‬اال اذا اجتمعت العادة مع االرادة ‪.‬‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫االخالق بين النسبي والمطلق‬

‫القيم االخالقية نسبية‬ ‫القيم االخالقية مطلقة‬

‫االساس النفعي (مذهب اللذة)‪:‬‬ ‫االساس العقلي ‪:‬‬


‫(مصدر األخالق هو اللذة والمنفعة ) بمعنى ان الخير هو اللذة والشر هو‬ ‫ان اساس القيمة الخلقية هو العقل‪،‬فالخير يتطابق مع احكام العقل‪،‬والشر ما يخضع‬
‫األلم والعبرة بالمنفعة والنتائج وليس المبادئ ‪،‬والدليل على ذلك ان الناس‬ ‫لشهوات االنسان العمياء‪،‬ويتعارض مع الواجب‪،‬اذ يقسم افالطون الفضائل الى‬
‫يميلون إلى اللذة وينفرون من األلم بحكم الطبيعة اإلنسانية‬ ‫ثالث ‪ (:‬الحكمة فضيلة العقل‪،‬العفة فضيلة النفس الشهوانية ‪،‬والشجاعة فضيلة‬
‫القوة الغضبية ) فالحكمة اسمى الفضائل هي التي توازن بين هذه الفضائل الثالث‬
‫ارستيب ‪:‬مؤسس مذهب اللذة يرى بان اللذة صوت الطبيعة ويجب الحصول‬
‫ويسمي افالطون هذا التوازن بالعدالة‪ .‬وقدعبر عنها في( نظرية المثل) ‪.‬‬
‫عليها بكل الطرق ‪ ،‬وان اشباع الغرائز ضروري ألنها المحرك األساسي‬
‫لالفعال اإلنسانية‬ ‫*وذهب الفيلسوف االلماني ايمانويل كانط الى تقدير الفعل من خالل مبادئه ونية‬
‫فاعله ‪،‬فالخير ما يسير بمقتضى الواجب الذي يمليه الضمير‪،‬ويكون نابعا من‬
‫ابيقور‪ :‬يرى بان الخير سكينة النفس ‪،‬فهي أفضل وأولى دائما يمكن‬
‫االرادة الخيرة‪،‬والشر هو ما يتعارض مع الواجب االخالقي يقول كانط(ان القيمة‬
‫احياؤها في كل مرة وهكذا نكون سعداء مثل لذة المعرفة والمطالعة ‪،‬المحبة‬
‫الخلقية للفعل تكمن في مبدا االرادة الخيرة‪،‬بغض النظر عما يحققه الفعل من كسب‬
‫والصداقة‪،‬و يدعو ابيقور الى تجنب كل ما يحقق االلم لالنسان ‪.‬‬
‫او خسارة) لذلك يميز كانط بين نوعين من االوامر ‪:‬االمر الشرطي‪،‬المرتبط‬
‫بينتام ‪ :‬حول اللذة من الشخص الى الجماعة اي الى المنفعة العامة ‪،‬ووضع‬ ‫بالمنافع فيفقد بذلك قيمته الخلقية كان نتصدق حتى يرانا الناس‪.‬واالمر القطعي هو‬
‫مسلمتين واحدة فردية بمعنى لكل فرد الحق في الحكم على ذاته ‪،‬ومسلمة‬ ‫المنزه عن كل امر نفعي ويكون مستجيبا المر الضمير يحمل الخير في ذاته كان‬
‫جماعية تقول ان اللذة اذا اتحدت شروطها اصبحت واحدة بالنسبة للمجتمع‬ ‫نقول كن امينا او كن صادقا من اجل ذلك الفعلوهذا هو الواجب من اجل الواجب‬
‫ج س مل‪ :‬نفس المبدأ دافع عنه جون ستيوارت مل فالمنفعة هي المبدأ‬ ‫‪،‬فال يعقل ان يصبح في يوم ما الصدق شر واالمانة شر والكذب خير فاالخالق عند‬
‫االخالقي الذي يقضي بتحقيق اكبر سعادة ممكنة ‪ ،‬فالخير ماهو نافع لنا‬ ‫كانط مبادئ ثابتة ومطلقة وعليه وضع كانط ثالث قواعد للسلوك االخالقي‪:‬‬
‫ولغيرنا (المنفعة المتبادلة) كما اهتم مل بنوعية اللذات ال بكميتها ‪،‬‬
‫أ‪-‬قاعدة التعميم ب‪-‬قاعدة الغائية‪ :‬ج‪-‬قاعدة التشريع ‪:‬‬
‫ومادامت المنفعة متغيرة ومختلفة من شخص الخر كانت القيمة الخلقية‬
‫نسبية‪.‬‬ ‫االساس الشرعي ‪:‬‬
‫االساس االجتماعي‪:‬‬ ‫ان اس اس القيمة الخلقية هو الشرع قال تعالى في سورة النحل (ونزلنا عليك‬
‫الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) فالنظام األخالقي جوهر‬
‫دوركايم‪.‬اوغست كونت ‪ ،‬ليفي برول ‪ ،‬ان اساس القيم الخلقية هو المجتمع‬
‫جميع الرساالت السماوية يقول الرسول عليه الصالة والسالم (إنما بعثت ألتمم‬
‫فالخير ما يتماشى مع العرف االجتماعي والشر ما يتنافى معه وهذا ما تراه‬
‫مكارم األخالق)وهذا مي يبين المكانة السامية التي تحتلها الخالق ‪.‬‬
‫المدرسة الوضعية مع اميل دوركايم ما يدعم هذا الموقف هو ان الفرد كائن‬
‫اجتماعي بطبيعته ال يستطيع العيش خارج الجماعة فهو بمثابة الجزء من‬ ‫أ‪-‬االشاعرة ‪:‬‬
‫الكل ‪ ،‬وانه مدين للمجتمع بكل مقوماته النفسية والعقلية والسلوكية‪،‬يتاثر‬
‫الحسن ما حث عليه الله سبحانه وتعالى ‪،‬والقبح ما نهى عنه‪،‬اذن الخير والشر‬
‫ببيئته ‪ ،‬ويتصرف حسب الجماعة التي ينتمي اليها فلوال الغير لما كان‬
‫يوجبهما الشرع ال العقل باعتباره قاصر ومحدود‪،‬فبحكم قصوره ال يستطيع االهتداء‬
‫بحاجة الى االخالق ‪،‬فالطفل يكو فكرته عن الخير والشر بالتدريج اعتمادا‬
‫الى الحق وحده البد ان يعتمد على الشرع قال الله تعالى في سورة الحشر (وما‬
‫على اوامر ونواهي افراد مجتمعه ‪،‬سواء في االسرة او في المدرسة يقول‬
‫اتاكم الرس ول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫دوركايم (عندما يتكلم ضميرنا فان المجتمع هو الذي يتكلم ) بمعنى ان‬
‫(تركت فيكم امرين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي ) وما‬
‫الضمير الفردي ما هو اال صدى للضمير الجمعي وعلى هذا االساس ال‬
‫دامت ارادة الله مطلقة ‪،‬والرسول صلى الله عليه وسلم بعث لكافة الناس ‪،‬واالسالم‬
‫يمكن للفرد ان يبتكر لنفسه قيما و اخالقيات بل ياخذها جاهذة من المتجر‬
‫دين صالك لكل زمان ومكان كانت القيمة الخلقية مطلقة وثابتة ‪.‬‬
‫االجتماعي كما ياخذ مالبسه من المحل التجاري ‪ ،‬كذلك يرى ليفي برول ان‬
‫االخالق ظاهرة اجتماعية ‪،‬تنظم العالقة مع الغير وتمنح قوانينها للفرد‬ ‫ب‪-‬المعتزلة‪:‬‬
‫بواسطة التربية ‪،‬فالخير والشر يتحددان بمدى اندماج الفرد مع الجماعة او‬
‫عدم اندماجه ‪،‬فاالندماج هو مقياس الخير ‪،‬وعدم االندماج هو مقياس الشر‬ ‫يعتبرون ان االخالق مصدرها الدين ‪،‬فالدين جاء مخبرا عنها في شكل اوامر‬
‫‪ ،‬وبما ان لكل مجتمع عادات وتقاليد ونظم خاصة كانت‬ ‫ونواهي فالعقل هو الذي يدرك هذه االفعال من خير او شر وبالتالي فالحسن ما‬
‫حسنه العقل والقبيح ما قبحه العقل‪.‬‬
‫القيمة االخالقية متغيرة بتغير االزمنة وتغير المجتمعات‪ ،‬وهذا ما يؤدي‬
‫باالخالق النسبية والمتغيرة ‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫االخالق بين النسبي والمطلق‬
‫االخالق تابع‬

‫القيم االخالقية نسبية‬ ‫القيم االخالقية مطلقة‬

‫نقد الموقف الثاني‬ ‫نقد الموقف االول‬

‫رغم ان الناس تدفعهم طبيعتهم الى وضع المصلحة فوق كل‬ ‫ال ينكر احد دور العقل في توجيه السلوك نحو الخير‪،‬واجتناب‬
‫اعتبار غير ان هذا ليس مبررا كافيا يجعل المنفعة مقياسا‬ ‫الشر‪،‬لكن تجريد العقل من كل منفعة يبقى جافا فاخالق‬
‫للسلوك االخالقي ‪،‬كونها ذاتية تختلف باختالف الميوالت‬ ‫الواجب مثالية ‪،‬تهتم بالمبادئ دون المعادالت الخاصة‬
‫والرغبات ‪،‬فاذا خضع لها الناس اصطدمت مصالحهم وعمت‬ ‫‪،‬فاالنسان يتفاعل مع الواقع لذلك يرى شوبنهاور(ان الواجب‬
‫الفوضى ‪،‬وليس كل شيء فيه لذة يعتبر خير ‪ ،‬كذلك اذا قلنا‬ ‫الكانطي قانون سلبي يصلح لعالم المالئكة وليس البشر) ‪.‬كذلك‬
‫بان االخالق مصدرها المجتمع فهل كل ما يصدر عن‬ ‫الشرع لم يلغي دور العقل في استنباط االحكام‪،‬فالكثير من‬
‫المجتمع اخالقي ؟ واال بماذا نفس لجوء المصلحين‬ ‫المسائل تظهر مع تطور المجتمعات تحتاج الى اجتهاد الراي‬
‫االجتماعيين لتغيير العادات البالية والقوانين الجائرة‪ ،‬وكيف‬ ‫‪،‬ووجود علم الفقه احسن دليل على ذلك‪،‬وفي االجتهاد اختالف‬
‫نفسر اختالف افراد المجتمع الواحد في اخالقهم‬ ‫وصدق نسبي‪.‬‬

‫التركيب‬

‫رغم اختالف الفالسفة في تحديد المعايير التي ندرك بها الخير ‪ ،‬نرى ان هناك تكامل بينها‪،‬فكلما وفق المرء بين مطالبه النفعية‪،‬واحكامه العقلية وما‬
‫يقرره المجتمع من قوانين وقواعد سلوكية ‪ ،‬وما امر به الشرع وما نهى عنه‪،‬كان صاحب الفعل اكثر خلقا من غيره‪ ،‬لذلك وضح راسل االختالف‬
‫فالتاريخ يثبت ان المطلقية تكون في المبادئ اي في التاسيس والنسبية تكون في التطبيق على ارض الواقع‬

‫الخاتمة‬

‫انطالقا من هذا التكامل في االسس التي تبنى عليها القيمة الخلقية يمكن القول ان االخالق في مبادئها مطلقة وثابتة ‪،‬وفي المعامالت تكون نسبية‬
‫ومتغيرة حسب المقتضيات ‪ ،‬فهي تحمل قوة الزامية من خالل صلتها بالعقيدة الدينية زهذه االخيرة ال يمكن التسليم بها اال بواسطة العقل الذي يوجه‬
‫دائما السلوك انطالقا من الواقع المرهون بضمير الفرد والمجتمع دون ان يتعارض مع الطبيعة البشرية ‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬

‫قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئا وغابت عنك اشياء‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫الحقوق والواجبات‬

‫الواجب اسبق من الحق‬ ‫الحق اسبق من الواجب‬

‫* بينما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين خاصة انصار‬ ‫يرى فالسفة القانون الطبيعي والعقد االجتماعي (هوبز‪،‬روسو‪،‬جون لوك)‬
‫الفلسفة الوضعية (كانط‪ ،‬اوغست كونت) بان الواجب هو الذي يجسد‬ ‫بان الحق هو الذي يجسد العدالة الحقيقية ‪،‬ويقرون بان العدالة الحقة‬
‫صورة العدالة الحقيقية اي ان العدالة الحقة تقتضي تقدم الواجبات‬ ‫تقتضي فيها تقدم الحقوق عن الواجبات ‪.‬‬
‫على الحقوق ‪.‬‬
‫*ان الحق معطى طبيعي‪ ،‬اي ان االنسان في حالته الطبيعية كان ينعم‬
‫**يبرر كانط اسبقية الواجب عن الحق بتركيزه على فكرة الواجب‬ ‫بكامل حقوقه (حق الحياة‪،‬الحرية ‪ ،‬الملكية)ولم يعرف فكرة الواجب اال‬
‫لذاته دون االلتفات لما يحققه هذا الواجب لذلك يجب ان يكون غير‬ ‫بعد ظهور المجتمع السياسي‪.‬‬
‫مقيد باي غاية اي اننا نقوم بالفعل باعتباره غاية في ذاته ال وسيلة‬
‫فعلى الصانع ان يتقن عمله النه واجب عليه دون المطالبة بحقوقه‬ ‫*حق الفرد سابق عن واجب الدولة الن الحق الطبيعي له اسبقية النشاة‬
‫‪.‬يقول كانط "شيئان يمالن نفسي اعجابا‪،‬السماء فوقي مرصعة‬ ‫وهذا ما اشار اليه جون لوك حينما ميز بين الحقوق الثالث حق الملكية‬
‫بالنجوم‪،‬والضمير االخالقي في قلبي "فااللتزام بالواجب ضرورة عقلية‬ ‫وهي حق الجميع شانها شان الحرية فعلى االنسان ان يعيش حرا دون‬
‫وهذا ما يجعل االرادة الخيرة مصدرا للتشريع‪.‬‬ ‫اي قيد واالهم من كل هذا حق الحياة ‪،‬لهذا يقول جون لوك"لالنسان‬
‫الحق في المحافظة على مايخصه وحريته وممتلكاته ضد اعتداء‬
‫*اما اوغست كونت فيذهب الى القول ان الواجب هو القاعدة التي‬ ‫االخرين"‬
‫يعمل بمقتضاها الفرد من هنا كان الواجب اسبق من الحق واالكثر من‬
‫هذا يجب استبعاد (الحق) من القاموس السياسي فكل فرد عليه‬ ‫* لقد تاثر بافكار فالسفة القانون الطبيعي شعوب كثيرة مما ادى الى‬
‫واجبات يجب ان يؤديها دون المطالبة باي حق الن ذلك يعتبر منافيا‬ ‫ظهور ثورات كثيرة من بينها الثورة الفرنسية واالمريكية ‪ ،‬ودعوتهما‬
‫لالخالق النها تفرض االنانية المطلقة واالخالق ذات طابع اجتماعي‬ ‫لمنح الشعوب حقوقها ‪..‬كان نتيجة كل هذه الثورات اصدار الميثاق‬
‫ترفض االنانية فحق الفرد هو نتيجة الداء االخرين لواجباتهم لذلك‬ ‫العالمي لحقوق االنسان "يولد جميع الناس متساوين في الكرامة‬
‫كان تحديد الواجب اسبق من اقرار الحق لهذا يقول " ليس للفرد‬ ‫والحقوق‪،‬وهبو عقال وضميرا وعليهم ان يعاملو بعضهم البعض بروح‬
‫حقوق بل عليه واجبات "‬ ‫االيخاء ولكل فرد حق الحرية وسالمة الشخصية والمساواة امام‬
‫القانون" كل هذا يدل على اسبقية الحقوق فال يمكن مطالبة الشخص‬
‫بواجباته مالم نعطه حقوقه‪.‬‬

‫النقد ‪ : :‬ان الطرح الذي قدمته الفلسفة الوضعية هدم للعدالة من اساسها‬ ‫النقد‪:‬ان تقديم الحقوق على الواجبات هو اخالل لتوازن الحياة بحيث‬
‫بالغاء اهم مقوم تقوم عليه وهو الحق كما انه الغى الطبيعة البشرية التي‬ ‫يؤدي الى تناقضات واضطرابات في وظائف الدولة ‪،‬والمنادات بهذه الحقوق‬
‫تتنظر مقابل ما تقوم به واجبات ‪،‬‬ ‫‪.‬هو منادات بحقوق االقوياء بدال من حقوق الضعفاء‪.‬‬

‫كما ان التشريعات الوضعية اقرت الحقوق والواجبات معا‬


‫التركيب‬
‫فال وجود لقانون وضعي يفرض الواجب دون اقرار الحق‪.‬‬
‫وعموما نقول ان العدالة هي التي تقوم على التوفيق بين الحقوق والواجبات الن حقوق البعض هي واجبات البعض االخر ‪ ،‬اذ ال يجب على الفرد ان‬
‫يطالب بحقه دون ان يؤدي ما عليه من واجب ‪ ،‬الن العدالة تقوم على اساس المساواة بين الحقوق والواجب‪.‬‬

‫النتيجة‬

‫وفي االخير نستنتج ان التناسب بين الحقوق والواجبات هو الذي يحقق العدالة ‪ ،‬الن اي طغيان لطرف على حساب االخر ينتج عنه الظلم والجور‬
‫واالستغالل ‪ ،‬وهذا التكافؤ بين الحقوق والواجبات هو العدل بعينه ‪ ،‬وما العدل في حقيقته اال تعادل وهذا التعادل يترجم الطبيعة البشرية ويعبر عن‬
‫‪ .‬جوهرها من منطلق ان كل فعل يقابله رد فعل حتى يتحقق التوازن ومنه فالعدل هو قانون االنسان والطبيعة معا‬
‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‪Youtube .‬‬
‫االستاذ حمداش‬
‫العدالة بين المساواة والتفاوت‬ ‫عبدالحق‬

‫العدالة تقوم على اساس التفاوت‬ ‫العدالة تقوم على اساس المساواة‬

‫***يرى البعض االخر ان العدالة ال تقتضي المساواة‬ ‫***يرى بعض الفالسفة والمفكرين ان العدالة تتاسس‬
‫بل في هذه المساواة ضلم لعدم احترام االختالفات بين‬ ‫على المساواة على اعتبار ان العدالة الحقيقية تعني‬
‫الناس‪ ،‬ومن هذا المنطلق العدالة الحقة تقتضي تكريس‬ ‫المساواة بين جميع االفراد في جميع الحقوق والواجبات‬
‫مبدا التفاوت‪،‬‬ ‫امام القانون واي تفاوت بينهم يؤدي الى الضلم ويدافع‬
‫عن هذا الراي ( فالسفة العقد االجتماعي ‪،‬القانون‬
‫**الفلسفة الكالسكية ‪ :‬قسم افالطون في الجمهورية‬
‫الطبيعي‪ ،‬انصار الفلسفة االشتراكية)‬
‫الفاضلة المجتمع الى ‪ 3‬طبقات (الحكام‪.‬الجنود‪.‬العبيد)‬
‫وعلى كل طبقة ان تحترم الطبقة التي فوقها وهكذا‬ ‫**ان المساواة تتصدر جميع اعالنات الحقوق العالمية‬
‫يسود العدل‪.‬‬ ‫والمواثيق الدستورية وذلك الن انهدام المساواة يفتح‬
‫المجال امام االستغالل‪.‬‬
‫**ارسطو كذلك يقسم المجتمع الى طبقتين الطبقة‬
‫االرستقراطية وطبقة العبيد ويجب ان يوضع كل‬ ‫*فالسفة العقد االجتماعي ‪":‬جون لوك" "هوبز"‬
‫شخص مكانه فالعبيد ال يصلحون إال للعبودية ال‬ ‫"روسو" يرون ان العدالة تقوم على اساس المساواة‬
‫لشيء أخر‪.‬‬ ‫بين االفراد من منطلق عقد اجتماعي‬
‫**الفلسفة الحديثة ‪ :‬هيجل يوكد على مبدآ التفاوت‬ ‫**الفلسفة االشتراكية (المادية الماركسية )‬
‫بين الناس وبين الدول ‪.‬‬ ‫** العالمي لحقوق االنسان والثورات التنويرية كان‬
‫االيديولوجية الراسمالية ‪:‬ان االفراد يختلفون في ما‬ ‫لهم دور كبير في اعطاء الحرية لالفراد والمساواة بينهم‬
‫بينهم من حيث االفكار والمواهب‪.‬‬ ‫" كل الناس سواسية امام القانون لهم الحق في التمتع‬
‫علوم الطبيعة واالنسان‪:‬الكسيس كاريل‬ ‫بحماية متكافئة ضد اي تمييز ‪".....‬‬

‫النقد‪ :‬ان مبدا التفاوت امر حقيقي ال يمكن انكاره‬ ‫النقد ‪ :‬ان الغاء مبدا التفاوت يقتل روح االبداع‬
‫غير انه يؤسس عدالة ضيقة ال يتسع صدرها‬ ‫والمنافسة ويطفئ الحوافز فتقل الدافعية وتموت‬
‫الحتضان جميع االفراد لهذا فهي عدالة الطبقة‬ ‫المواهب ويفقد المجتمع حركيته وتوازنه‬
‫العليا التي تبرر الضلم والجور وتكرس االستغالل‬

‫نتيجة‬

‫نخلص الى ان العدل يقتضي العمل بالمساواة احيانا وبالتفاوت احيانا اخرى ‪،‬فمن طبيعة المعاملة يجب أن نسوي‬
‫بين الناس اعتمادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "الناس سواسية كاسنان المشط" وفي المقابل ال‬
‫يمنع هذا من المفاضلة بينهم على اساس العمل والجهد فليس كل تفاوت ضلم وليس كل مساواة عدل‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫االسرة‬

‫االسرة يمكن االستغناء عنها‬ ‫االسرة ضرورية‬

‫**بينما يذهب البعض االخر من الفالسفة من بينهم ماركس‬ ‫يرى بعض الفالسفة والمفكرين امثال اوغست كونت وهيجل أن‬
‫وانجلز وجيد ودوركايم إلى أن األسرة محكوم عليه بالزوال في‬ ‫األسرة و حدة اجتماعية ضرورية ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬فمهما‬
‫المستقبل إذا تألفت من الزوج و زوجته فقط‪ ،‬و إذا انتزعت‬ ‫بلغ المجتمع من تقدم و تطور فال يمكنه أن ينوب عن األسرة في‬
‫الدولة األطفال من آبائهم و أخذت على عاتقها تربيتهم على أن‬ ‫الوظائف العائلية المحصنة‪ ،‬كالوظيفة البيولوجية‪ ،‬و االجتماعية‪،‬‬
‫يصبحوا مجرد مواطنين ال ينتسبون إلى أسرة معينة‪.‬‬ ‫و السيكولوجية‪،‬هذا ما اكده اوغست كونت في قوله"ان المجتمع‬
‫االنساني مؤلف من االسر ال من االفراد"‬
‫**أن وظائف األسرة التقليدية كانت واسعة‪ ،‬تشمل جميع شؤون‬
‫الحية االجتماعية ‪ ،‬غير أن المجتمع أخذ ينتقص منها و ينشئ‬ ‫**الوظيفة االجتماعية ‪.‬االسرة تعد مؤسسة اجتماعية تحمل العديد‬
‫لكل وظيفة هيئة مستقلة‪.‬‬ ‫من القيم التي يكتسبها االفراد مثل العادات والتقاليد الدين واالخالق‬
‫التي عن طريقها يتمكن الفرد من التكيف مع االخرين ‪.‬‬
‫** أنصار النزعة االشتراكية و خاصة ماركس و أنجلز إلى أن‬
‫التوفيق بين الطبقات و محوها يقتضي إلغاء األسرة ألنها تحول‬ ‫**الوظيفة البيولوجية االسرة يتم فيها اشباع الدوافع البيولوجية‬
‫دون محو الفوارق الموجودة بين األفراد‬ ‫وما يترتب عنها من تناسل وحفظ البقاء ‪.‬‬
‫** كما أن الروح العائلية تقيد حرية الفرد و تزرع فيه عواطف‬ ‫**الوظيفة النفسية االسرة هي أصل التغذية العاطفية والرعاية‬
‫تجعل منه كائنا ال يقوى على تجاوز حدود األسرة‪ .‬و التاريخ‬ ‫النفسية لينشأ الفرد متوازنا نفسيا ويكون مبتعدا عن القلق والتوتر‬
‫يشهد بأن األسرة التقليدية تمارس نوعا من الطغيان على الفرد‬ ‫والضطراب وكل االزمات النفسية ‪.‬‬
‫يقول‪"،‬اندري جيد" (االسرة سجن اجتماعي بمعنى الكلمة‬
‫**الوظيفة االقتصادية تقوم االسرة بتهيئة االفراد من الناحية‬
‫يستولي على الفرد)‬
‫النفسية واالجتماعية وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية‬
‫والتاقلم مع مختلف ظروف الحياة ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬أن أغلب األمم التي كانت تتصور المجتمع بدون أسرة انتهت‬ ‫النقد ‪ :‬لكن مهما كان وجود األسرة في المجتمع بمثابة الدعامة أو‬
‫إلى االعتراف باألدوار األساسية التي تلعبها األسرة خاصة في زرع‬ ‫المحرك الضروري‪ ،‬فإن هذا المحرك قد تترتب عنه عواقب وخيمة‪،‬‬
‫‪.‬االخالق والتربية و الغذاء الروحي‪...‬‬ ‫ألن األسرة‪ ،‬إذا دب فيها التفكك‪ ،‬تنتج أفرادا ضعاف النفس و‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫التركيب‬

‫من خالل الموقفين المتناقضين يجب ان نؤكد على ان األسرة هي الخلية األساسية للمجتمع‪ ،‬و على المجتمع أن يعمل على رعايتها‪ ،‬و ال يترك اآلباء‬
‫يمارسون سلطتهم كاملة على ذريتهم‪ ،‬و أن يقدم لهم يد المساعدة و يمدهم بتوجيهات و إرشادات تسمح لهم بأن يصنعوا أجياال صالحة‪ .‬فإن المجتمع‬
‫السليم هو المجتمع الذي يحرص على إبقاء األسرة و صيانتها‪ .‬و األسرة الصحيحة هي الوحدة االجتماعية التي تعمل على االحتفاظ بنجاعتها األخـالقية‬
‫و االجتماعية‪ ،‬و خاصة النفسية‪.‬‬

‫النتيجة‬

‫و في األخير نستنتج أن األسرة ذات أهمية كبرى‪ ،‬و عليه تتوقف إلى حد بعيد‪ ،‬قـوة المجتمع و مناعته‪ .‬و لقد نوه البعض من المربين‬
‫بأهميتها الكبيرة و دورها االيجابي ويمكننا القول ان النوع البشري نال حضارة بفضل األسرة‪ ،‬و إن مستقبله يتوقف على هذه المؤسسة‬
‫أكثر من أية مؤسسة أخرى باعتبارها نواة المجتمع‪.‬‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫االنظمة االقتصادية‬

‫النظام االقتصادي االشتراكي‬ ‫النظام االقتصادي الراسمالي‬

‫بينما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين انصار النظام‬ ‫يرى بعض الفالسفة والمفكرين خاصة أنصار االقتصاد‬
‫االشتراكي ان التنمية االقتصادية تهدف الى تحقيق العدالة االجتماعية‬ ‫الرأسمالي(الحر)ان الفرد هو المحور الذي يجب ان يقوم عليه النظام‬
‫الن بناء االقتصاد على الفرد يزرع االنانية واالستغالل ‪،‬وهذا ما كشف‬ ‫االقتصادي الن التنمية تقوم على عاتق االفراد وما الدولة اال آلة تسخر‬
‫عنه الواقع االجتماعي واالقتصادي ‪.‬‬ ‫لخدمة الفرد ومصالحه ‪،‬من هنا كانت غاية النشاط االقتصادي خدمة‬
‫االفراد ومصالحهم الخاصة دون حدود أو ضغط‪.‬‬
‫*نظرا لالزمات التي نتجت عن االحتكار الرأسمالي لالقتصاد طالب‬
‫كارل ماركس بارساء قواعد جديدة على انقاضه يقول ماركس"ان‬ ‫*الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج أي أن للفرد الحرية في امتالك األراضي‬
‫النظام الرأسمالي يحمل بذور فناءه في طياته"النه يشتري من العامل‬ ‫والمباني والمصانع واآلالت والمصانع وله حرية التصرف فيها ‪.‬‬
‫قوة عمله ويسلب العمال حقوقهم لذلك أسس ماركس النظرية‬
‫االشتراكية في االقتصاد وتقوم على األسس التالية‪*:‬الملكية العامة‬ ‫*عدم تدخل الدولة في شؤون االقتصاد لذلك يرى ادم سميث ان اكبر‬
‫لوسائل االنتاج فالدولة هي المالك الحقيقي وليس الفرد فهي من‬ ‫عائق لالقتصاد هو تدخل الدولة فيه لذلك يدعو الى تحريره يقول ادم‬
‫تتولى توزيع الثروات والخيرات او ما يعرف بالقطاع العام‪*.‬التخطيط‬ ‫سميث "دعه يعمل دعه يمر"‪..‬كذلك يقول"ان جميع االزمات االقتصادية‬
‫والبرمجة وذلك بوضع مخططات لتجنب الوقوع في ازمات‪*.‬المركزية‪،‬‬ ‫تعود الى تدخل الدولة في الشؤون االقتصادية "‬
‫الدولة هي صاحبة السلطة فهي المنفذ والموجه والمشرف الوحيد‬ ‫*حرية المنافسة تتميز بعدد المنتجين‪،‬لكل منتج حرية االنتاج والمنافسة‬
‫على االقتصاد (تحديد النوعية‪،‬كيفية التوزيع وتحديد االسعار) فألغت‬ ‫وعلى هذا البقاء لالصلح‪*.‬فائض القيمة (أجور قليلة للعمال مقابل عمل‬
‫بذلك الحرية الفردية في المنافسة‪.‬‬ ‫ساعات كبيرة )*قانون العرض والطلب لذلك تحدد االسعار وفق هذا‬
‫*الدولة مسؤولة عن مراقبة االسواق ومحاربة كل اشكال الغش ‪.‬‬ ‫القانون فاذا زاد العرض وقل الطلب انخفضت االسعار واذا قل العرض‬
‫وزاد الطلب ارتفعت االسعار ‪*.‬ان هذا النظام الرأسمالي يفتح حرية‬
‫*العدالة االجتماعية فغاية النظام االشتراكي تحقيق العدالة وذلك عن‬ ‫االستثمار ويقوم بصقل المواهب وتطويرها واألهم من هذا هو خدمة‬
‫طريق المساواة بين الجميع والتوزيع العادل للخيرات وتحقيق مبدأ‬ ‫الجانب الفطري في االنسان وحب التملك ‪.‬‬
‫تكافؤ الفرص ومحاربة االستغالل ويكون ذلك بالغاء فائض القيمة‬
‫*كذلك من نتائج هذا التوجه االقتصادي ان مصلحة االنسان تفرض دائما‬
‫*الغاء الملكية الفردية لوسائل االنتاج وتعويضها بالملكية الجماعية‬ ‫البحث عن كيفية تنمية االنتاج وتحسينه والتقليل من النفقات‪،‬هذا من‬
‫لقطع الطريق امام البرجوازية‪.‬‬ ‫شانه ان يحقق الخير العام والرخاء االقتصادي‪.‬‬

‫النقد إن هذا النظام يقضي على روح المبادرة واإلبداع و فيجرد الفرد من‬ ‫النقد إن فسح الحرية لألفراد لتحقيق دوافعه الشخصية يؤدي الى ظهور‬
‫كل ملكيته ويدعوا إلى الكسل النعدام الحوافز‪.‬‬ ‫الطبقية في المجتمع طبقة مالكة لوسائل اإلنتاج وطبقة كادحة تبيع جهدها‬

‫التركيب‬

‫ان النظام االقتصادي الفعال الذي يجمع بين المبادئ والغايات والوسائل ال ينظر إلى االقتصاد نظرة مادية فقط دون مراعاة الضوابط األخالقية كما فعلت‬
‫الحر} بل الب ّد من السعي إلى تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه‬ ‫ّ‬ ‫الحر في الخ ّم‬‫ّ‬ ‫الرأسمالية كما قال عنها "جوريس" {إنها ترمز إلى سياسة الثعلب‬
‫الربَا} لذلك حرم الربا والربح الغير مشروع‬ ‫َ‬
‫هي فلسفة االقتصاد في اإلسالم فالبيع مقترن باألخالق لــ"قوله تعالى" {أ َح َّل الله البَي َع و َح َّر َم ِ‬
‫سائِ ِل وال َمح ُروم}‬
‫ق لل َ‬
‫موا ِل ِهم َح ٌّ‬ ‫َ‬
‫واالكتنازوالغش والرشوة وفرض الزكاة كحق للسائل والمحروم لتطهير النفس ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أ َ‬
‫هذه االعتبارات األخالقية والروحية تدفعنا إلى تجاوز الرأسمالية واالشتراكية والدفاع عن الممارسة االقتصادية في اإلسالم‬

‫النتيجة‬

‫وهكذا نستنتج في األخير بان النظام الرأسمالي لم يحقق العدالة والرفاهية المبتغاة منه الحتوائه على سلبيات كادت أن تقضي عليه في كثير من الفترات وحتى‬
‫االشتراكية لم تسلم من ذلك ‪ ،‬إال أن النظام المثالي الذي حقق العدالة في المجتمع هو النظرة اإلسالمية لالقتصاد بالرغم من عدم تطبيقها بحذافيرها على ارض الواقع‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬ ‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫االنظمة السياسية‬

‫الحكم الجماعي‬ ‫الحكم الفردي المطلق‬

‫* كما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين امثال(روسو‪،‬انصار‬ ‫*يرى بعض الفالسفة والمفكرين من بينهم (هوبز‪،‬ميكافيلي ) ان الحكم‬
‫النظام الديمقراطي) ان الحكم المطلق ليس كفيال بحفظ استقرار الدولة‬ ‫الفردي المطلق هو الذي يضمن امن وسالمة الدولة الن اإلنسان ككائن‬
‫بل الحكم الجماعي هو من يكفل ذلك الن الحكم الفردي يسيطر على‬ ‫طبيعي ال يستجيب اال للقوة والقهر فالقوة هي القانون الواضح الذي‬
‫الحياة السياسية ويمنع تجسيد اإلرادة االجتماعية عندما يقوم على‬ ‫يستجيب له االنسان بدون جدال فالحاكم يجب ان يستمد سلطته من‬
‫القوة والوراثة ‪،‬من امثلته الفاشية والنازية واالنظمة الملكية‬ ‫خصال القوة والوراثة ‪.‬‬
‫والدكتاتورية واإلمبراطوريات‪.‬‬ ‫*يرى توماس هوبز ان االنسان دائما في صراع مع االخر (االنسان ذئب‬
‫*مثال نظام هتلر وموسوليني كانا قائمين على القهر واالغتيال‬ ‫الخيه اإلنسان) فاألنانية الموجودة في اإلنسان هي التي تدفعه للعيش‬
‫ومصادرة األفكار والحريات نطالقا من التحكم في الشعب بقانون‬ ‫في صراع مع االخر وهذا ما يقتضي وجود حكم فردي مطلق يتحكم‬
‫القووهذا يتنافى مع القيم اإلنسانية ‪*.‬االمن واالستقرار تضمنه‬ ‫ويحد من هذه االنانية عند االنسان‬
‫مشاركة الشعب في الحياة السياسية ‪،‬فهذه المشاركة تمنح الفرد‬ ‫*كذلك ميكافيلي اكد في كتابه األمير أن السياسة قوة وخداع وصراع‬
‫الشعور نحو الحفاظ على الدولة ومؤسساتها‬ ‫فألجل الوصول الى السلطة يجب إتباع طريقتين أساسيتين األولى هي‬
‫*الديمقراطية (فصل السلطات ) تمنح الحرية وتحقيق المساواة والعدل‬ ‫استعمال القوانين بقوة ودهاء لتطبيقها في المجتمع لتحقيق المصالح‬
‫بين افراد المجتمع الن الحاكم يكون فيه نائب عن الشعب فيجسد‬ ‫فيكون بذلك األمير ماكرا كالثعلب والثانية االعتماد على القوة والبطش‬
‫إرادته ويخضع له ويكون مراقبا من طرفه ‪.‬فالنظام الديمقراطي نقصد‬ ‫وضرب مصالح الناس فيما بينها فيكون بذلك االمير اسدا يهابه الجميع‬
‫به اختيار الشعب وهو على نوعين الديمقراطية السياسية‪:‬نعني بها‬ ‫وكل هذا من اجل تحقيق بقاء الدولة واستمرارها لذلك يقول (الغاية‬
‫حرية الراي والتعبير وحرية انشاء األحزاب (التعددية الحزبية)وتقوم‬ ‫تبرر الوسيلة) فيجب على الحاكم ان يحافظ على عرشه بشتى الطرق‬
‫على الالمركزية السياسية أي فصل السلطات التشريعية‪،‬التنفيذية‬ ‫والوسائل وان يتمتع بجميع الصالحيات لتحقيق االستقرار ‪.‬‬
‫‪،‬القضائية‪،‬‬
‫*كذلك يرى ماكس فيبر ان الحاكم يجب ان يتولى جميع السلطات‬
‫ديمقراطية اجتماعية ‪:‬تهتم بالمجال االجتماعي كتوفير العمل‪،‬الصحة‪،‬‬ ‫يقول"ان الدولة على غرار المجتمعات السياسية التي سبقتها تاريخيا‬
‫التعليم‪،‬ويقوم الجزب الحاكم بتوجيه ورعاية الحياة االجتماعية للحد‬ ‫قوامها سيطرة اإلنسان على اإلنسان بواسطة العنف ‪.‬المشروع" كما‬
‫من الطبقية وتحقيق العدالة ‪.‬‬ ‫حدث مع لويس الرابع عشر عندما قال "انا الدولة والدولة هي انا "‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬ولكن كثيرا ما كانت األنظمة الجماعية اثارها عكسية كسيف مسلط‬ ‫النقد إن األنظمة الفردية عاجزة عن تحقيق هدف الدولة المتمثل في العدل‬
‫على االنظمة الضعيفة البتزاز خيراتها وثرواتها ‪.‬‬ ‫والمساواة فالقول بوجود شخص يحكم هو العودة الى الحالة الطبيعية‪.‬‬

‫التركيب‬

‫ويبقى الجدال قائم بين أنصار النزعة الفردية وكذا الجماعية أمر اثبت تهافته ‪ ،‬فكالهما لم يستطع تحقيق العدالة والمساواة في اسمي معانيها ‪،‬غير ان نظام‬
‫الحكم في اإلسالم (الشورى) استطاع ان يكشف المزايا الحسنة للنظامين وان يتجاوزهما معا في نفس الوقت النه مقتضى الفطرة اإلنسانية ‪،‬وعلى هذا‬
‫األساس ألزمت الشريعة اإلسالمية الحاكم بمبدأ الشورى يقول تعالى "وشاورهم في االمر"ويقول أيضا "وأمرهم شورى بينهم " وبالفعل عمل الرسول عليه‬
‫الصالة والسالم بهذا المبدأ ثم اتخذ الخلفاء الراشدون مبدأ الشورى دستورا لهم فشاع الحق وعمت العدالة فالنظام اإلسالمي دائما يبقى صالحا لكل زمان‬
‫ومكان‬

‫النتيجة‬

‫في االخير نستنتح ان مدنية اإلنسان تدفعه الى تقاسم السلطة بين الحاكم والمحك وم من خالل التمثيل البرلماني والشورى كأرقى اشكال الدولة الحديثة وكان‬
‫الفرابي قد سبق جان جاك روسو في ابتداع فكرة (العقد االجتماعي )وملخص ما قاله (ان االفراد يتنازلون عن بعض حقوقهم في عقد متفق عليه بفعل حاجتهم الى‬
‫االجتماع والتعاون ) لذلك يمكننا تقريب النظام االسالمي لتحقيق االستقرار ألنه يجمع بين العدالة والمساواة من جهة والقوة من جهة أخرى ‪.‬‬
‫حمداش‬
‫عبدالحق‬ ‫السياسة واالخالق‬
‫السياسة تقوم على االخالق‬ ‫السياسة تقوم على القوة‬

‫**يرى انصار الموقف الثاني امثال ايمانويل كانط‬ ‫**يرى انصار الموقف االول " ميكيافيلي ‪,‬هوبز نيتشه" انه‬
‫وابن خلدون يجب مراعاة المطالب األخالقية في‬ ‫يجب ابعاد االخالق على الممارسة السياسية الن الغاية من‬
‫الممارسة السياسية هي المحافظة على الدولة و كينونتها و هذا‬
‫الممارسة السياسية إن الدولة البد لها من التعامل‬
‫يقتضي عدم مراعاة القيم و المبادئ األخالقية فالدولة عليها أن‬
‫وفق المبادئ و القيم األخالقية ألن غاية الدولة هي‬ ‫تنظم شؤونها الداخلية و الخارجية بأي وسيلة سياسية كانت‪،‬‬
‫المحافظة على اإلنسان و الرقي به و تحقيق التعاون‬ ‫أخالقية أو غير أخالقية‬
‫و التكافل بين األفراد لذلك يجب على السياسة أن تقوم‬
‫**يرى ميكيافيلي أن تدهور العمل السياسي و انهيار الدولة‬
‫على مبادئ و أسس أخالقية‪.‬‬
‫يرجع الى تدخل األخالق والدين ‪ ,‬فالعمل السياسي عنده ال صلة‬
‫*إن الممارسة السياسية يجب تقييدها وفق مبادئ‬ ‫له باألخالق بل يجب أن نحكم على الفعل السياسي من خالل‬
‫أخالقية ألن كل محاولة للفصل بينهما ستؤدي إلى‬ ‫النتائج‪ ,‬لذلك يجب استخدام كل الوسائل أخالقية كانت أوغير‬
‫أخالقية للوصول الى نتائج مفيدة فعلى الحاكم أن يكون مخادعا‬
‫حلول اإلستبداد و اإلستغالل محل الديمقراطية واألمن‬
‫و أن يعمل وفق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"‬
‫فالدولة ضرورة إنسانية هدفها الحفاظ على حرية‬
‫اإلنسان و أمنه و سموه و إستقراره و هذه الغايات ال‬ ‫**كما يرى نتشه كذلك ان السياسة تحكمها القوة يقول"‬
‫تتحقق إال بفضل القيم األخالقية‪.‬‬ ‫إخواني أضع فوقكم هذه الالئحة كونوا قساة "و يقول‬
‫كذلك " األخالق من صنع الضعفاء"‬
‫**أن غاية السياسة هي تحقيق المساواة والعدالة‬
‫االجتماعية وحفظ حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫**توماس هوبز أن اإلنسان شرير بطبعه ال يستجيب‬
‫إال لمنطق القوة المكر فال يمكن أن نحد من أنانيته اال‬
‫*الحديث يؤكد كانط على هذا الموقف من خالل كتابه‬
‫( مشروع السالم دائم ) الذي ينبذ فيه االستبداد ودعا إلى‬ ‫بخضوعه لسلطة‪. .‬قوية تستعمل كل أنواع القوة و العنف‬
‫نظام حكم جمهوري مؤكدا أن غاية الدولة هي خدمة الفرد‬
‫*أما برتراند راسل يؤكد على ان الحكام يجب عليهم‬
‫االلتزام باالخالق في عالقاتهم السياسية‪..‬‬

‫النقد‪ :‬القيم االخالقية كافكار التكفي وحدها للعمل‬ ‫النقد ‪ :‬أن هذا الفصل المطلق بين السياسة و األخالق‬
‫السياسي هذا ما يؤدي بتطبيق القوة وفرض‬ ‫فيه دعوة الى انتشار الظلم واالستغالل و مراعاة‬
‫السيطرة على الشعب في بعض االحيان‬ ‫الحاكم لمصلحته الشخصية على حساب المصلحة‬
‫العامة‬
‫نتيجة‬

‫و في الختام يمكن القول أن السياسة و األخالق رغم تباينهما إال أنهما متكامالن ألن اإلنسان كائن سياسي و أخالقي في‬
‫نفس الوقت لذلك يجب مراعاة المطالب األخالقية أثناء الممارسة السياسية سواء داخل الدولة أو بين الدول و يمكن أن‬
‫نستخلص العالقة بين السياسة و األخالق من خالل قول أبو حامد الغزالي " الدين و السلطان توأمان‪ ،‬و الدين أساس و‬
‫السلطان حارس فمن ال أساس له فمهدوم و من ال حارس له فضائع"‬
‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫أستاذ الفلسفة حمداش عبدالحق‬

‫الحقيقة بين المطلق‬


‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬ ‫والنسبي‬
‫الحقيقة نسبية (م‪)2‬‬ ‫الحقيقة مطلقة (م‪)1‬‬

‫بينما يرى البعض االخر من الفالسفة والمفكرين (البراغماتيون‬ ‫يرى بعض الفالسفة والمفكرين من ذوي النزعة العقلية والمثالية‬
‫وانصار الالحتمية) ان الحقيقة تمتاز بالنسبية في مختلفة من مكان‬ ‫ومن أبرزهم أفالطون وديكارت ‪ ،‬على أن الحقيقة تمتاز بالمطلقية‬
‫ألخر عبر االزمنة والعصور لذلك تتصف بالتغير واالحتمالية‪.‬‬ ‫والثبات فهي دائمة المتناهية ‪ ,‬أبدية‪,‬هي اقصى مايمكن ان يبلغه‬
‫الفيلسوف عن طريق العقل أو الحدس‪.‬‬
‫**السفسطائيون يرون بان الحقيقة ذاتية تختلف باختالف الناس‬
‫ومستوياتهم (االنسان مقياس االشياء جميعا )‪.‬‬ ‫** فنجد “أفالطون” قديما يميز أنطولوجيا (وجوديا ) بين عالمين‬
‫هذا األخير ندركه‬ ‫عالم األشياء وعالم المث ل‬
‫**كانط "الحقائق المطلقة ال يحتضنها عقل وال يدركها علم "‬
‫بعقولنا وهو عالم " الحقيقة الخير المطلق‪ ،‬الجمال المطل ق"‪.‬‬
‫الحقيقة الفلسفية ال تكتسي صفة الثبات‪.‬‬
‫** “أرسطو” يؤكد على صفة المطلقية بالنسبة للحقيقة‪(،‬المحرك‬
‫** الظواهر الدقيقة فإنها تنفلت من قبضة الحتمية إلى االحتمال‬
‫الذي ال يتحرك )‪.‬‬
‫أو ما يطلق عليها في مجال الفيزياء‬
‫بالميكروفيزيائية‪(.‬الالحتمية)‬ ‫**ديكارت الحقيقة عنده هي ما ينتهي إليه الشك‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس ال يكون الحقيقي إال ما هو واضح وبديهي‪( ،‬البداهة‬
‫** تطور الرياضيات المعاصرة ( كثرة االنظمة في الهندسة‬
‫والوضوح )‬
‫دليل على ان الرياضيات ليست مطلقة )‬
‫** سبينوزا” الذي يرى بأنه ليس هناك معيار للحقيقة خارج عن‬
‫*فلسفة العلوم (غاستون باشالر ) ‪.‬‬
‫الحقيقة ‪.‬‬
‫*الفلسفة البراغماتية ال وجود لحقائق مطلقة ‪...‬المنفعة مقياس‬
‫* ابن رشد يرى بأن الحقيقة الدينية واحدة ولكن طرق تبليغها‬
‫الحقيقة والعبرة بالنتائج‪.‬‬
‫متعددة ‪.‬‬

‫النقد ‪: :‬ان القول بنسبية الحقيقة يؤدي الى عدم وجود حقائق‬ ‫النقد‪ :‬لكن ما نالحظه أن هناك حقائق مرتبطة بالواقع الحسي‬
‫مطلقة ‪...‬الن هناك حقائق مطلقة غير مرتبطة بالواقع‬ ‫التجريبي وكما هو معلوم أن الواقع متغير ومتبدل وبالتالي فالحقيقة‬
‫الحسي‪...‬كأصول االيمان والدين هي مبنية على اليقين والثبات‪.‬‬ ‫نسبية متغيرة ومتبدلة ومنه فهي متغيرة ‪.‬‬
‫والمطلقية‪.‬‬
‫التركيب‬

‫تجاوزا لالنتقادات الموجهة لكال االتجاهين سواء الذي يعتبر الحقيقة مطلقة أو الذي يعتبرها عكس ذلك يمكننا التوفيق بين‬
‫الرأيين بالقول أن الحقيقة تكون مطلقة ونسبية في آن واحد‪ ،‬مطلقة الن المعرفة اإلنسانية ال تحدها حدود ونسبية من حيث أن‬
‫هذه المعرفة تتوقف دائما على هذا الكائن اإلنساني المتعدد األبعاد‬

‫النتيجة‬

‫نستنتج في االخير ان الحقائق ذات اصول فلسفية وعلمية ودينية تكون مرتبطة بالواقع االنساني وال يمكنها ان تاتي الى الفرد اال اذا وضعها بين‬
‫النسبي والمطلق ‪..‬وهذا يعني ان الحقيقة النسبية موجودة والمطلقة كذلك موجودة وال يتبدى لنا من الحقيقة إال ما يدفعنا إلى البحث عنها‪،‬‬
‫فاإلنسان يطمح دائما إلى بلوغ الحقيقة‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫اتمنى لكم‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫التوفيق‬ ‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫‪Bac2020‬‬ ‫أصل الرياضيات‬

‫االصل التجريبي‬ ‫االصل العقلي‬

‫**يرى التجريبيون من أمثال هيوم ولوك وميل أن‬ ‫**يرى العقليون أن أصل المفاهيم الرياضية (ديكارت‬
‫المفاهيم والمبادئ الرياضية مثل جميع معارفنا تنشا‬ ‫وافالطون )يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولد اإلنسان‬
‫من التجربة وال يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية‬ ‫مزودا بها وهي سابقة عن التجربة الن العقل بطبيعته‬
‫الن النفس البشرية تولد صفحة بيضاء ‪.‬فالواقع‬ ‫يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية‪.‬‬
‫الحسي أو التجريبي هو المصدر اليقيني للتجربة‬
‫** كل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا‬
‫** كل معرفة عقلية هي صدى الدراكاتنا الحسية‬ ‫ومفاهيم ‪,‬تعتبر كلية وضرورية ومطلقة وتتميز بالبداهة‬
‫عن هذا الواقع ‪( .‬ال يوجد شيء في الذهن ما لم‬ ‫والوضوح والثبات‪.‬‬
‫يوجد من قبل في التجربة )‬
‫** أفالطون يرى أن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم‬
‫**علم النفس يؤكد ان الطفل الصغير يتعلم‬ ‫والدائرة ‪.‬والالنهائي واألكبر واألصغر ‪......‬هي مفاهيم‬
‫الرياضيات عن طريق الحواس‬ ‫أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا الن العقل‬
‫بحسبه كان يحيا في عالم المثل وكان على علم بسائر‬
‫الحقائق (نظرية التذكر)‬
‫**االشكال الموجودة في الرياضيات مستوحاة من‬
‫** الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكال‬
‫الطبيعة الخارجية مثال النقطة من النجوم‪...‬الدائرة‬
‫وأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما‬
‫من الشمس‬
‫يلقيه الله فينا من أفكار ال يعتريه الخطأ‪(.‬البداهة)‬
‫**تاريخ العلم قديما يؤكد ان االصل االول‬
‫** الفيلسوف األلماني "كانط" إن الزمان والمكان‬
‫للرياضيات كان تجريبي حسي ( المصريين القدامى‬
‫مفهومان مجردان وليس مشتقين من اإلحساسات أو‬
‫‪....‬االنسان البدائي كان يستعمل اصابع اليد لحساب‬
‫مستمدين من التجربة ‪,‬بل هما الدعامة األولى لكل‬
‫ايام السنة )‬
‫معرفة حسية‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬ال يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية‬ ‫النقد‪ :‬ال يمكننا أن نتقبل أن جميع المفاهيم‬
‫هي مفاهيم تجريبية فقط ألننه ال يمكننا أن ننكر‬ ‫الرياضية هي مفاهيم عقلية الن الكثير من المفاهيم‬
‫األفكار الفطرية التي يولد اإلنسان مزود بها‪.‬‬ ‫الرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس‬

‫نتيجة‬

‫الخاتمة نستنج في االخير ان اصل المفاهيم الرياضية هو ذلك التداخل والتكامل الموجود بين العقل والتجربة‬
‫وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ‪,‬وال معرفة عقلية خالصة‪.‬بل كل ما هناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد‬
‫يطغى على اآلخر ‪,‬دون أن يلغيه تماما ويقول" هيجل" "كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي"‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫اتمنى لكم‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫التوفيق‬ ‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫‪Bac2020‬‬ ‫الرياضيات الكالسكية والمعاصرة‬

‫اوجه االختالف‬
‫فف‬
‫من حيث‬
‫الرياضيات المعاصرة أصبحت تعرف‬ ‫الموضوع‬ ‫الرياضيات الكالسيكية تعتبر علما له‬
‫بمنهاجها أكثر مما تعرف بموضوعها‪.‬‬ ‫موضوع محدد هو الكم بنوعيه ‪ :‬الكم‬
‫المنفصل و هو موضوع الحساب والجبر ‪,‬‬
‫** في الرياضيات المعاصرة لم يعد هناك‬
‫والكم المتصل و هو موضوع الهندسة‬
‫تمييز بينهما(انهيار فكرة البداهة) بل اصبح‬
‫الرياضي المعاصر يدمجهما دون تمييز فيما‬ ‫** الرياضيات الكالسيكية تميز تمييزا‬
‫يسمي باالكسيومات‪.‬‬ ‫من حيث‬ ‫واضحا بين المسلمات والبديهيات‬
‫**منهج الرياضيات المعاصرة منهج فرضي‬ ‫المنهج‬ ‫** منهج الرياضيات الكالسيكية منهج‬
‫استنتاجي أو (اكسيوماتيكي)‬ ‫استنتاجي يقوم على ثالثة مبادئ هي ما‬
‫يعرف بأسس البرهان الرياضي وهي‬
‫**أما في الرياضيات المعاصرة فهو يقين‬
‫‪:‬البدّيهيات ‪،‬المسلمات والتعريفات‪.‬‬
‫نسبي مشروط باالنسجام بين النتيجة‬ ‫من حيث‬
‫والمقدمات‪،‬ومن هنا ال وجود لهندسة أصدق‬ ‫**اليقين في الرياضيات الكالسيكية يقين‬
‫من األخرى بل ك ّل هندسة صحيحة في‬ ‫النتائج‬ ‫مطلق لقيامه على فكرة البدّاهة والوضوح‬
‫سياقها‪،‬‬

‫اوجه التشابه‬

‫كالهما يتعامل مع نسق من الرموز ما يضفي عليهما طابع التجريد والصورية ‪ .‬كما ان كالهما يخضع لمبادئ العقل و علي رأسها‬
‫الهوية(مبدأ الذاتية) ما يجعلهما في عالقة مع مبادئ المنطق‪ .‬كما انهما ينطلقان من مبادئ تشكل أسس العملية البرهانية (مبادئ‬
‫البرهان الرياضي في الكالسيكية‪ /‬األوليات في الرياضيات المعاصرة)‪..‬‬

‫اوجه التداخل‬
‫العالقة بينهما تأخذ صورة قطيعة معرفية بلغة االيبستمولوجي الفرنسي "غاستون باشالر " و التي تتم داخل المعرفة العلمية‬
‫‪,‬فالرياضيات المعاصرة ليست تطويرا او استمرارا للرياضيات الكالسيكية ‪ ,‬بدليل أننا نستطيع أننا نفهم الرياضيات المعاصرة دون‬
‫تصححها"‬
‫التجريد والصورية‬ ‫تكذبها أو‬
‫عليهما طابع‬ ‫دونماأنيضفي‬ ‫المكانمنمثال)‬
‫الرموز‬ ‫(فكرة نسق‬ ‫لمفاهيمها‬
‫يتعامل مع‬ ‫العودة إلى الكالسيكية ‪,‬لكنها من جهة اخري هي توسيع‪.‬كالهما‬

‫الخاتمة‬

‫في االخير نستنتج هناك فعال مواطن تتمايز فيها العقالنية الرياضية المعاصرة عن العقالنية الرياضية الكالسيكية ‪ ,‬وهذا ال يمنع كما‬
‫الحظنا من وجود مواطن يتقاطعان عندها و من ثمة عالقة تم تحديدها (قطيعة في صورة االحتواء و التوسيع)ومع كل هذا تبقى‬
‫الرياضيات هي لغة الدقة ولغة العلوم وهو ما عبر عنه قديما غاليلي في قوله ‪" :‬ان الطبيعة كتاب مفتوح ال يقراه إال من كان‬
‫رياضيا " وهو قول يشهد بالمكانة التي تتميز بها الرياضيات من بين جميع العلوم‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬ ‫•‬


‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫نتائج الرياضيات‬

‫نتائج الرياضيات نسبية‬ ‫نتائج الرياضيات دقيقة‬

‫بينما يرى انصار الموقف الثاني (الرياضيات‬ ‫*يرى انصار هذا االتجاه (الرياضيات الكالسكية) من‬
‫المعاصرة) من بينهم بوليغان ‪،‬ريمان ولوباتشوفسكي‬ ‫بينهم ديكارت واقليدس أن الرياضيات نتائجها مطلقة‬
‫ان أن الرياضيات نتائجها نسبية احتمالية تقريبية‬ ‫يقينية ثابتة ال تتغير بتغير ظروف الزمان والمكان‪.‬‬
‫معتمدين على مسلمة مفادها‪ :‬أن تطور العلم قد حطم‬ ‫معتمدين على مسلمة مفادها‪ :‬أن نتائج الرياضيات هي‬
‫فكرة البداهة والوضوح‪ .‬خاصة مع ظهور النسق‬ ‫نتائج مطلقة انطالقا من المنطلقات والمبادئ التي‬
‫األكسيومي (االفتراضي) والذي أدى الى تعدد‬ ‫يعتمدها الرياضي والتي تتميز بالبداهة والوضوح‬
‫االنساق والتعدد يعني النسبية‪.‬‬
‫**مطلقية الرياضيات يعود العتمادها على فكرة ومعيار‬
‫**الرياضيات عندما تنزل الى الواقع التطبيقي‬ ‫‪.‬البداهة والوضوح‬
‫التجريبي تقع في النسبية والتقريب مثال‬ ‫**أكد "ديكارت" على قيمة البداهة وأسس عليها منهجه‬
‫واالحتماالت ‪(p=3.14….)....‬‬ ‫الرياضي‪ .‬يقول "ديكارت"‪" :‬ال أقبل شيئا على أنه‬
‫**العالم الرياضي يعتمد في استدالله على منطلقات‬ ‫صحيح إال إذا كان بديهيا"‬
‫ومبادئ هي عبارة عن افتراضات وممكنات يسلم‬ ‫**مطلقية الرياضيات تعود الى ارتباطها بالتعريفات‬
‫بصحتها دون أن يبرهن على ذلك‪،‬‬ ‫المنطقية‪.‬‬
‫**ظهور النسق األكسيومي جعل من الرياضيات‬
‫**أساليب البرهنة في الرياضيات تعد معيارا للصدق‬
‫تتميز بتعدد األنساق‪ ،‬وهذا ما أكده "بوليغان" بقوله‪:‬‬
‫ألنها تراعي االنسجام المنطقي للعقل‪.‬‬
‫"إن تعدد األنظمة في الهندسة دليل على أن‬
‫**الرياضيات مطلقة العتمادها على مبادئ انطباق‬
‫‪.‬الرياضيات ليس فيها حقائق مطلقة"‪.‬‬
‫الفكر مع نفسه (مبدأ الهوية‪ ،‬عدم التناقض‪ ،‬الثالث‬
‫المرفوع)‪.‬‬

‫النقد ‪ .:‬لكن ورغم ما قدمه أنصار النسبية إال أنهم‬ ‫النقد‪ :‬ان الرياضيات إبداع إنساني ومن غير‬
‫هم كذلك لم يسلموا من النقد الن تحطيم فكرة البداهة‬ ‫المعقول أن ينتج العقل النسبي مفاهيم مطلقة‪.‬‬
‫والوضوح ال يعد تحطيما لقيمة ومطلقية الرياضيات‬ ‫كما ان الرياضيات اإلقليدية حتى وإن بدت يقينية‬
‫‪.‬وإنما تجاهال لقيمة مبادئ العقل الفطرية‬ ‫فإن يقينها منطقي فقط والواقع المتغير يكذبه‪.‬‬

‫نتيجة‬

‫واخيرا نستنتج من المشكلة المتعلقة بقيمة الرياضيات ونتائجها انها شكلت جدال واسعا في األوساط الفكرية والفلسفية بين‬
‫فهي علم غير صادق ‪.‬رافع من شأنها حد المطلقية وبين من يقول بنسبيتها فالرياضيات مطلقة في مبادئها نسبية في تطبيقاتها‬
‫في جميع االحوال بل صدقها مرتبط بنسقها‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫اتمنى لكم‬
‫التوفيق‬ ‫االستاذ حمداش‬
‫البيولوجيا‬ ‫عبدالحق‬

‫يمكن تطبيق المنهج التجريبي‬ ‫ال يمكن تطبيق المنهج التجريبي‬

‫**بينما يرى البعض االخر من الفالسفة كلود‬ ‫يذهب أنصار هذا الطرح من بينهم كوفييه وبرغسون‪،‬‬
‫برنارد ولويس باستور انه يمكن التجريب على‬ ‫للتأكيد أنه من المستحيل التجريب على مستوى المادة‬
‫مستوى المادة الحية‪ ،‬ألنها تعد جزءا من الكون‪،‬‬ ‫الحية بنفس الكيفية التي تطبق على المادة الجامدة‪،‬‬
‫والذي يخضع لقوانين ثابتة‪ ،‬ومن ذلك فإن ما يصدق‬ ‫انطالقا من االختالف المسجل بينهما‪ ،‬نظرا لوجود عدة‬
‫على الكل يصدق أيضا على الجزء كما ان المادة‬ ‫عوائق ال يمكن تجاوزها‪.‬‬
‫الحية ال تختلف عن المادة الجامدة‪.‬‬
‫**طبيعة الموضوع‪:‬اليمكن التجريب على مستوى‬
‫* ما توصل إليه الطبيب الفرنسي كلود برنارد في‬ ‫المادة الحية‪ ،‬ألنها ظاهرة معقدة تحتوي على تداخل‬
‫كتابه "مدخل الى الطب التجريبي"‪،‬حيث يقول‪" :‬إن‬ ‫عناصرها‪ ،‬والتي ال تقبل التجزئة يقول كوفيه" إن سائر‬
‫المادة الحية هي نفسها المادة الجامدة‪ ،‬إنما أكتر‬ ‫أجزاء الجسم الحي متداخلة فيما بينها‪ ،‬والرغبة في‬
‫تعقيدا ليس إال‪.‬‬ ‫فصل جزء عن البنية الكلية تعني نقله إلى نظام الذوات‬
‫الميتة"‬
‫* يمكن التجريب على مستوى المادة الحية‪ ،‬ألن‬
‫عملية زرع األعضاء‪ ،‬التهجين والعمليات الجراحية‬ ‫*صعوبة التصنيف ‪:‬يصعب التمييز بين ظواهر المادة‬
‫الناجحة تعد إثباتا لتجاوز العلم للعوائق التي كانت‬ ‫الحية الن كل كائن حي يتطور وفق خصوصيات ينفرد‬
‫تفرضها يوما‪ .‬وهذا ما دفع فرانسوا جاكوب إلى‬ ‫بها عن غيره‬
‫القول‪" :‬إن المادة الحية تخضع للتفسير الحتمي‬
‫صعوبة التعميم ‪:‬أي تعميم النتائج المتحصل عليها‬
‫اآللي" ‪.‬‬
‫وتوزيعها على جميع افراد الجنس الواحد‪.‬‬
‫*وأثبت لويس باستورأن تواجد الجراثيم في الجسم‬
‫صعوبة التجريب ‪:‬ان الكائن الحي ال يكون هو نفسه اال‬
‫ناتج عن استنشاقها من الهواء‪ .‬وقد أثبت الواقع‬
‫في محيطه األصلي فإدخال شروط اصطناعية عليه‬
‫إمكانية التنبؤ على مستوى الظواهر الحية‪.‬‬
‫يغير من طبيعته‪.‬‬

‫النقد ‪:‬لكن هؤالء لم يحسنوا احترام بنية المادة‬ ‫النقد ‪ :‬لكن هذه مجرد عوائق تاريخية الزمت‬
‫الحية والتي يعد اإلنسان جزءا منها‪ .‬اذ ال يمكن‬ ‫البيولوجيا عند بدايتها ومحاولة ظهورها كعلم‬
‫اعتبار الكائن الحي مجرد آلة ميكانيكية شبيهة‬ ‫منفصل عن الفلسفة ‪،‬‬
‫بالمادة الجامدة‬
‫نتيجة‬

‫في األخير يمكن القول أن التجريب أمر ضروري في البيولوجيا بدليل أن العلوم البيولوجية عرفت تقدما كبيرا‬
‫في العصر الحاضر بما أنجزته من أبحاث وما حققته من نتائج ولكن عند التطبيق يجب مراعاة خصوصية‬
‫وطبيعة الكائن الحي‪.‬‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫اتمنى لكم‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫التوفيق‬ ‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫‪Bac2020‬‬ ‫اهمية الفرضية‬

‫الفرضية غير ضرورية‬ ‫الفرضية ضرورية‬

‫**ويذهب أنصار االتجاه التجريبي(فرنسيس بيكون‬ ‫** يذهب أنصار االتجاه العقلي(كلود برنارد‬
‫وجون ستيوارت مل ) إلى أن الفرضية غير‬ ‫وبوانكاريه) إلى أن الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر‬
‫ضرورية في المنهج التجريبي النها تقوم على خيال‬ ‫ضروري في البحث التجريبي‪.‬‬
‫الباحث في تصور الحل ‪ ،‬وأن الخيال يشكل عائقا في‬
‫** الفرضية هي مجهود عقلي يستهدف إيجاد حل‬
‫وجه الباحث ‪ ،‬وفي البحث العلمي ‪.‬لذلك يجب‬
‫يخلص الباحث من التناقض الذي طرحته الظاهرة ‪.‬‬
‫استبعادها واستبدالها بقواعد االستقراء االربع‪.‬‬
‫** كلود برنارد يؤكد على دور الفرضية دون أن يحط‬
‫** كان فرانسيس بيكون ينصح العالم بأن يترك‬
‫من دور التجربة حيث يقول كلود برنارد ‪ ":‬إن الحادث‬
‫األشياء تسجل حقائقها دون أن يعطلها بفروضه‪.‬‬
‫يوحي بالفكرة(الفرضية)‪ ،‬والفكرة تقود إلى التجربة‬
‫** ماجندي كان يقول لتلميذه كلود برنارد‪":‬اترك‬ ‫وتحكمها ‪ ،‬والتجربة تحكم بدورها على الفكرة"‪.‬‬
‫عباءتك وخيالك عند باب المخبر "‪.‬‬
‫**كلود برنارد يقول‪":‬الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل‬
‫** جون ستيوارت ميل كان يقول ‪ ":‬إن الطبيعة‬ ‫اختراع ‪ ،‬وإليها ترجع كل مبادرة"‪.‬‬
‫كتاب مفتوح و إلدراك القوانين التي تتحكم فيها ما‬
‫**يعتبر هنري بوانكاريه خير مدافع عن دور الفرضية‬
‫عليك إال أن تطلق العنان لحواسك أما عقلك فال "‬
‫حيث اعتبر أن الفكرة التي يسترشد بها الباحث في عمله‬
‫لذلك طالب باستبدالها بالقواعد االربعة لالستقراء‬
‫تكون من بناء العقل وليس بتأثير من األشياء المالحظة‪.‬‬
‫((قاعدة التالزم في الحضور و التالزم في الغياب و‬
‫** يقول بوانكاريه ‪ ":‬إن التجريب دون فكرة سابقة‬
‫التغير و طريقة البواقي)‬
‫غير ممكن ‪،‬ألنه سيجعل كل تجربة عميقة ‪،‬ذلك ألن‬
‫واالعتماد كذلك على أسس االستقراء المتمثلة في‬ ‫المالحظة الخالصة والتجربة الساذجة ال تكفيان لبناء‬
‫مبدأ الحتمية و مبدأ اطراد الظواهر و مبدأ العلية‪.‬‬ ‫العلم"‬

‫النقد ‪ :‬لكن عقل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون‬ ‫النقد‪ :‬لكن اعتماد الباحث على عقله وخياله في تصور‬
‫فعاال ‪ ،‬وهو ما تغفله قواعد جون ستيوارت ميل التي‬ ‫الحل المالئم للظاهرة المشكلة قد يبعده عن حقيقة‬
‫تهمل العقل ونشاطه في البحث‪.‬‬ ‫الظاهرة ‪ ،‬ثم إن الفرضية ال تكون صحيحة دائما‪.‬‬

‫نتيجة‬

‫إن الفرضية نقطة هامة من نقاط المنهج التجريبي ‪ ،‬اعتبرها كلود برنارد نقطة بداية لكل بحث تجريبي باعتبارها أمرا عفويا يندفع‬
‫إليه العقل البشري بطبيعته ‪ ،‬وتعبير عن عبقرية الباحث وقدرته على تجسيدها في شكل قانون علمي ‪ ،‬وعليه فالفرضية ضرورية ال‬
‫يمكن إنكارها أو استبعادها من البحث التجريبي‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫اتمنى لكم‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫التوفيق‬
‫‪Bac2020‬‬ ‫الحتمية والالحتمية‬ ‫حمداش عبدالحق‬

‫الظواهر تخضع لمبدا الالحتمية‬ ‫الظواهر تخضع للحتمية (مبدا مطلق)‬


‫(الحتمية مبدا نسبي)‬

‫*يرى علماء ( الفيزياء المعاصرة ) و فالسفة القرن‬ ‫*يرى علماء ( الفيزياء الحديثة) وفالسفة القرن التاسع‬
‫العشرين (انشتاين ‪ .‬هيزنبرغ ) أن مبدأ الحتمية غير‬ ‫عشر ( نيوتن ‪ ،‬كلود برنار ‪ ،‬البالس ‪ ،‬غوبلو‪،‬‬
‫مطلق فهو ال يسود جميع الظواهر الطبيعية‪.‬‬ ‫بوانكاريه ) أن الحتمية مبدأ مطلق ‪ .‬فجميع ظواهر‬
‫الكون سواء المادية منها أو البيولوجية تخضع لمبدأ‬
‫*أدت األبحاث التي قام بها علماء الفيزياء و الكيمياء‬
‫الحتمية نظرا المكانية التنبؤ بها ‪.‬‬
‫على األجسام الدقيقة ‪ ،‬األجسام الميكروفيزيائية إلى‬
‫نتائج غيرت االعتقادت غييرا جذريا ‪ .‬حيث ظهر ما‬ ‫*اعتبر بوانكاريه الحتمية مبدأ ال يمكن االستغناء عنه‬
‫يسمى بالالحتمية أو حساب االحتمال‪ .‬وبذلك ظهر‬ ‫في أي تفكير علمي أو غيره فهو يشبه إلى حد كبير‬
‫مايسمى بأزمة الفيزياء المعاصرة و المقصود بهذه‬ ‫البديهيات إذ يقول " إن العلم حتمي و ذلك بالبداهة "‬
‫األزمة ‪ ،‬أن العلماء الذين درسوا مجال العالم‬
‫*البالس يؤكد على مبدا الحتمية عندما قال " يجب‬
‫األصغر أي الظواهر المتناهية في الصغر ‪ ،‬توصلوا‬
‫علينا أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته‬
‫إلى أن هذه الظواهر تخضع للالحتمية وليس للحتمية‬
‫السابقة ‪ ،‬وسببا في حالته التي تأتي من بعد ذلك‬
‫مباشرة لحالته السابقة ‪ ،‬وسببا في حالته التي تأتي‬
‫من بعد ذلك مباشرة ""‬
‫**ال يمكن التنبؤ بهذه الظواهر ونفس الشيء بالنسبة‬
‫لبعض ظواهرالعالم األكبر (الماكروفيزياء ) مثل‬ ‫*غوبلو يرى بأن العالم متسق ‪ ،‬تجري حوادثه على‬
‫الزالزل‪.‬‬ ‫نظام ثابت وأن نظام العالم كلي‪.‬‬
‫**توصل هايزنبرغ عام ‪6291‬إلى أن قياس حركة‬ ‫*إن الطبيعة تخضع لنظام ثابت ال يقبل الشك أو‬
‫اإللكترون أمر صعب للغاية ‪ ،‬واكتفى فقط بحساب‬ ‫االحتمال ألنها غير مضطرة و معقدة وبالتالي فمبدأ‬
‫احتماالت الخطأ المرتكب في التوقع أو ما يسمى‬ ‫الحتمية هو أساس بناء أي قانون علمي ورفضه هو‬
‫بعالقات االرتياب (نسبة الوقوع في الخطا)‪.‬‬ ‫إلغاء للعقل وللعلم معا ‪.‬‬

‫النقد ‪ :‬لكن رغم أن النتائج و البحوث العلمية‬ ‫النقد‪ :‬لكن الواقع العلمي يثبت لنا ان االنسان ال‬
‫أثبتت أن عالم الميكروفيزياء يخضع‬ ‫يزال عاجزا عن التنبؤ في كل الظواهر خاصة اذا‬
‫للالحتمية‪.‬لكن انكار مبدا الحتمية هو انكار‬ ‫تعلق االمر بالعالم االصغر ‪.‬‬
‫للعلم‬
‫نتيجة‬

‫يمكن القول في االخير أن كل من الحتمية المطلقة والحتمية النسبية يهدفان إلى تحقيق نتائج علمية كما أن‬
‫المبدأين يمثالن روح الثورة العلمية المعاصرة ‪ ،‬كما يتناسب هذا مع الفطرة اإلنسانية التي تتطلع إلى المزيد من‬
‫المعرفة‬

‫االستاذ حمداش عبدالحق‬


‫اتمنى لكم‬ ‫بسم الله الرحمان الرحيم‬
‫التوفيق‬ ‫االستاذ حمداش‬
‫عبدالحق‬
‫‪Bac2020‬‬ ‫العلوم االنسانية‬

‫علم االجتماع‬ ‫علم التاريخ‬ ‫علم النفس‬

‫العوائق‬ ‫العوائق‬ ‫العوائق‬

‫** انها ظاهرة بشرية من صنع‬ ‫** الحادثة التاريخية فريدة من نوعها ال‬ ‫**انها ظواهر داخلية‪ :‬يدركها صاحبها‬
‫اإلنسان و ترتبط بحياته الخاصة و‬ ‫تتكرر ‪ :‬ألن الزمن الذي حدثت فيه ال يعود‬ ‫‪ ،‬وال تدرك من الخارج ‪،‬‬
‫العامة‪.‬‬ ‫من جديد‪.‬‬
‫** انها ظواهر كيفية ‪ :‬تقبل الوصف ال‬
‫**اليمكن اخضاعها لقوانين‬ ‫** الحادثة التاريخية لها طبيعة معنوية‪:‬‬ ‫تقبل التقدير الكمي‪.‬‬
‫الحتمية‬ ‫كالحروب الصليبية أو الحرب الباردة ‪ ،‬ال‬
‫**إنها ظواهر خاصة ‪:‬تتعلق بمقومات‬
‫تالحظ بالعين المجردة أو باألجهزة كما‬
‫** انها ظواهر متشعبة تتدخل فيها‬ ‫الشخصية ‪ ،‬وما دامت هذه المقومات‬
‫نالحظ الظواهر الطبيعية‪.‬‬
‫عوامل كثيرة ‪ ،‬اقتصادية و اجتماعية‬ ‫مختلفة من شخص آلخر يتعذرفيها‬
‫و سياسية و عقائدية و تاريخية‪.‬‬ ‫** انها حادثة من انتاج اإلنسان و‬ ‫التعميم‪.‬‬
‫تخطيطه لذلك يصعب تحديد أسبابها بدقة‪.‬‬
‫** انها ظواهر خاصة‪:‬تنطوي على‬ ‫** إنها ظواهر شديدة التداخل و‬
‫عوامل و محركات ذاتية ‪... ،‬الطالق‬ ‫** عائق الذاتيــــــــــة ‪:‬وهو من أكبر‬ ‫االختالط‪.‬‬
‫و االنتحار‪ ....‬و الهجرة الغير‬ ‫العوائق االبستيمولوجية في العلوم اإلنسانية‬
‫** إنها ظواهر ال تتكرر بنفس الطريقة‬
‫شرعية‬
‫و نفس الشعور و نفس األثر‪.‬‬

‫تجاوز العوائق‬ ‫تجاوز العوائق‬


‫تجاوز العوائق‬
‫** لقد استطاع العلماء تجاوز العوائق‬ ‫** لقد استطاع 'عبد الرحمان ابن خلدون' و‬
‫وتطبيق المنهج التجريبي على علم‬ ‫الذي يعتبر المؤسس الفعلي لعلم التاريخ أن‬ ‫** من أهم المناهج العلمية التي أدخلت‬
‫االجتماع واتخاذ الظواهر االجتماعية‬ ‫يجعل من هذا العلم ممنهجا و مقننا لذلك‬ ‫في دراسة الظواهر النفسية المنهج‬
‫موضوع بحث مثل ظاهرة البطالة و‬ ‫يجب اوال العمل ببعض القوانين في التاريخ‬ ‫السلوكي الذي تجاوز منهج االستبطان‬
‫العنف و االنتحار‪.‬‬ ‫مثل ‪:‬‬ ‫( المالحظة الذاتية لالحوال النفسية )‪.‬‬

‫** حدد "إيميل دوركايم " خصائص‬ ‫**قانون السببية **قانون االمكان‬ ‫** العالم الروسي بافلوف ببعد التجارب‬
‫الظاهرة االجتماعية ‪،‬والتي نأخذها‬ ‫واالستحالة **قانون التشابه ‪.‬‬ ‫التي أجراها (امكانية الدراسة والتنبؤ)‬
‫كمسلمات من أجل تفسير الظاهرة‬ ‫** كما أن الدراسة العلمية للتاريخ تمر‬ ‫** سيقموند فرويد اكتشف التحليل‬
‫االجتماعية تفسيرا موضوعيا و علميا‬ ‫بالمراحل التالية‪:‬‬ ‫النفسي الذي يقوم على الحوار و‬
‫** كما أعتبر "دوركايم" أن الظاهرة‬ ‫التداعي الحر لألفكار‪.‬‬
‫*‪ --6‬مرحلة جمع المصادر‪—2.‬مرحلة‬
‫االجتماعية مثلها مثل بقية الظواهر‬ ‫النقد والتحقق(نقد داخلي وخارجي ) ‪—3‬‬ ‫**اكتشاف فرويد لالشعور‬
‫القابلة للدراسة وفق المنهج التجريبي‬ ‫مرحلة اعادة بناء الحادثة التاريخية ‪.‬‬

‫نتيجة‬

‫وهكذا تظل اإلشكاليات المطروحة ليس بالضرورة تشكيكا في القيمة العلمية لهذه العلوم ‪ ،‬وإنما يتعلق األمر بنقاش إبيستيمولوجي من شأنه أن يغني‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬ويدفع بها إلى تتوخى الدقة‪ .‬ألن جميع الصعوبات تتمثل في طبيعة الظاهرة اإلنسانية باعتبارها ظاهرة معقدة ‪ ،‬متغيرة ‪ ،‬و أن‬
‫اإلنسان يكون هو الدارس و المدروس في نفس الوقت‪.‬‬

‫استاذ الفلسفة حمداش عبدالحق ‪Youtub:‬‬ ‫االستاذ حمداش عبدالحق‬

You might also like