You are on page 1of 1

‫لطائف الجود في وحدة الوجود‬

‫……‬
‫اللطيفة االولي‬

‫قال اهل المعرفة نفع هللا بهم‪ :‬دلت البراهين العقلية النيرة على وجود الوجود المطلق ووجوبه‪ ،‬وأنه شخص ألنه‬
‫واجب الوجود وهو موجود في الخارج باإلتفاق والضرورة‪ ،‬وكل موجود في الخارج فهو شخص‪ ،‬وأنه واحد ال‬
‫ثاني له إذ لو لم يتميز الثاني عن األول بوجه من الوجوه فهو عين األول ال ثانيه‪ ،‬إذ الشيء ال يكون ثانيا لغيره إال‬
‫إذا وجد في أحدهما ما ليس في اآلخر‪ ،‬وحيث فرضنا أنه ال زيادة فال اثنينية‪ ،‬وإن تميز األول بأمر محقق لإلثنينية‬
‫ولو بوجه اعتباري لم يكن الثاني مطلقا بالمعنى المذكور‪ ،‬بل مقيد بذلك األمر المميز له عن المطلق‪ ،‬والمقيد ال‬
‫يكون ثانيا للمطلق بل وجها من وجوهه‪ ،‬ثم ليس معنى الشخص الجسم المؤلف بل الشخص هو الموجود المتعين‬
‫في الخارج‪ ،‬وهو أعم من الجسم وغيره‪.‬‬

‫اللطيفة الثانية‬

‫قال أهل المعرفة نفع هللا بهم‪ :‬الوجود المطلق إذا أطلق على الحق تعالى فهو الوجود المجرد عن األعيان‬
‫والمظاهر‪ ،‬وإذا أطلق على الوجود العام المفاض على حقايق المكنات فهو الوجود المقترن بالحقايق المتعدد‬
‫بحسبها المتعين بمقتضى أحكامها وآثارها المتميز عن الوجود بالمعنى االول بهذه النسب واإلعتبارات‪ ،‬وهو‬
‫المعبر عنه بالعماء في حديث أبي رزين الصحابي نفع هللا به‪ ،‬فهذا العماء الذي فتح هللا فيه صور ما سواه من‬
‫العالم هو الوجود الفائض المنبسط على حقائق الممكنات‪ ،‬ولهذا قال القونوي نفع هللا به‪ :‬وتوحيد الوجود هنا عبارة‬
‫عن انبساطه على الحقائق المتميزة في علم الموجد أزال فيوجد كثرتها يعني يظهر صور الممكنات فيه على‬
‫مقتضى حقائقها الغير المجعولة المختلفة من اللطافة والكثافة والعلو والسفل والصغر والكبر واأللوان واألشكال‪،‬‬
‫فالوجود المنبسط عليها وهو العماء الذي هو صورة النفس الرحماني موجود في الخارج‪ ،‬وإال لم يوجد شيء من‬
‫الممكنات‪.‬‬

You might also like