Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺓ
٣٧٩
أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣث
ﻟﻠرأي اﻟﻌﺎم دو اًر ﻣﻬﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد واﻟﺷﻌوب ،ﻓﻬوﯾﻣﺛل اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻘﯾﺎس ﻗﯾﻣﺔ
اﻟدﺳﺎﺗﯾر وﻣدى ﻛﻔﺎﻟﺗﻬﺎ ﻟﻠﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورﻩ اﻟﺻرﯾﺢ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ
اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﺎت وﺗﺣرﯾﻛﻬﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻻﺻﻼﺣﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ؛ ﻣن أﺟل
ﺿﻣﺎن اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠدﺳﺗور.
اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث:
أن ﻣﻔﻬوم ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻗد ﺗطور ﻛﺛﯾ اًر ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺣﯾث طرﯾﻘﺔ
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ واﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،وﻣﺎ ﺻﺎﺣب ذﻟك ﻣن ﺣدوث
اﻟﺛورات وﺑﻌض اﻻﻧﻔﻼت ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﻟذا ﻛﺎن ﻻﺑد أن ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث أﻣر ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣرب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﻟﻠدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻟت
ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ إﻟﻰ أﺣد أﺳﻠﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرب ﺑﺳﺑب اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻧﻣواﻟﻣﺳﺗﻣر
واﻟﻣﺗراﻛم ﻟﻠﺗطور ﻓﻰ اﻟرﺻﯾد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻰ وﺳرﻋﺔ ﺗدﻓﻘﻬﺎ ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ ظﻬور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم
اﻻﻓﺗراﺿﻲ واﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ ﻛﺳﻣﺔ ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﻌﺻر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ
اﻟﺣدﯾث.
ﻟذا ﺳﺗﺣﺎول اﻟدراﺳﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-١ﻣﺎﻫواﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر؟
-٢ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﺋﻌﺎت وأﺳﺎس ﺗﺟرﯾﻣﻬﺎ؟
-٣ﻣﺎ ﻫوﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم؟
-٤ﻣﺎﻫﻲ آﻟﯾﺎت اﻟﺗﺻدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ؟
٣٨٠
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ان ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻري اﻟﺣﺎﻟﻲ وﻛل
اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ ان ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﺗﻌد ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻧظ اًر ﻟﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔٕ .واذا ﻛﺎﻧت ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﺳﻼﺣﺎً ﻟﻠﺣﻔﺎظ
ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ إﻻ اﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻼح ذوﺣدﯾن ﺣﯾث ﯾﻣﻛن إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ
ﻛﺳﻼح ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ أوﺳﻼح ﻟﻠﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻫدم ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ إذا
اﺳﻲء اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻏراض ﺷﺧﺻﯾﺔ أوﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ .ﻣن أﺟل ذﻟك ﺣرص اﻟدﺳﺗور
اﻟﻣﺻري اﻟﺣﺎﻟﻲ واﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ٢٠١٤ﻋﻠﻰ ﻋدم اطﻼق ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﺣﯾث ﻛﻔل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ
ﺑﻘﯾود ﻣﺣددة وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون ،رﻏم أﻧﻪ ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺑﺻورة أوﺳﻊ ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ
اﻟدﺳﺗور اﻟﺳﺎﺑق واﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ١٩٧١واﻟذي وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻟﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء
اﻟوطﻧﻲ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ٤٧ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ان ) ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﻣﻛﻔوﻟﺔ ،وﻟﻛل إﻧﺳﺎن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأﯾﻪ
وﻧﺷرﻩ ﺑﺎﻟﻘول أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أواﻟﺗﺻوﯾر أوﻏﯾر ذﻟك ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون ،واﻟﻧﻘد اﻟذاﺗﻲ
واﻟﻧﻘد اﻟﺑﻧﺎء ﺿﻣﺎن ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﻧﺎء اﻟوطﻧﻲ( أﻣﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻري اﻟﺣﺎﻟﻲ واﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ٢٠١٤
ﻓﻘد ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ٦٥أن ﺣرﯾﺔ اﻟﻔﻛر واﻟرأى ﻣﻛﻔوﻟﺔ ،وأن ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺣق اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأﯾﻪ
ﺑﺎﻟﻘول أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺑﺎﻟﺗﺻوﯾر أوﻏﯾر ذﻟك ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﻧﺷر (.وﻻ ﺷك ان ﺣرﯾﺔ اﻟرأي اذا
ﺧﻠت ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺑث اﻷﻓﻛﺎر
واﻵراء اﻟﺗﻲ ﺗدﻋوﻟﻠﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻛراﻫﯾﺔ واﻟﺗطرف ،أ ٕواذاﻋﺔ وﻧﻘل اﻹﺷﺎﻋﺎت واﻷﻧﺑﺎء اﻟﻛﺎذﺑﺔ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﻬدد اﺳﺗﻘرار اﻷﻣن واﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ .وﻟﻘد ورد اﻟﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ١٩ﻣن اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ
ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم " :١٩٦٦
-١ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺣق ﻓﻲ اﻋﺗﻧﺎق آراء دون ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ"
-٢ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺣق ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر .وﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺣق ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎس ﻣﺧﺗﻠف ﺿروب
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﻓﻛﺎر وﺗﻠﻘﯾﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ آﺧرﯾن دوﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺣدود ،ﺳواء ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﻛﺗوب
أوﻣطﺑوع أوﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻓﻧﻲ أوﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ..
-٣ﺗﺳﺗﺗﺑﻊ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة ٢ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة واﺟﺑﺎت وﻣﺳﺋوﻟﯾﺎت
ﺧﺎﺻﺔ.
٣٨١
وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﺟوز إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﺑﻌض اﻟﻘﯾود وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻣﺣددة ﺑﻧص اﻟﻘﺎﻧون وأن ﺗﻛون
ﺿرورﯾﺔ:
-ﻻﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻵﺧرﯾن أو ﺳﻣﻌﺗﻬم
-ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ "
-وﻟﻘد وﻗﻌت ﻣﺻر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻬد ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٦٧وﺻدﻗت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم .١٩٨٢
وﻟﻛن ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ ان رﻏم ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻓرض اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾود ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﻓﺄن
ﺻون ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧل ﺑﻬﺎ ﯾﺑدوﻻزﻣﺎً ﻟﺿﻣﺎن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ وﻣﺑدأ
اﻟدﯾﻣوﻗراطﯾﺔ .ﻟذا ﻓﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻛل اﻵراء ﻣﺎ ﻋدا ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻬدد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻣﻣﺎ ﯾﻔرغ اﻟﺑﻧﺎء اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻟﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣن
ﻓﺣواﻩ ﻟﺗﺧﺳر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟدﺳﺗور ﻟﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر١
وﻻ ﺷك أن ﻣﻔﻬوم ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر أﺧذ ﯾﺗطور ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻪ وطرﯾﻘﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺗطور
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻲ واﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻷﺧﯾرة ﺑﻌد ﺣدوث اﻟﺛورات وﻣﺎ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻣن
ﺑﻌض اﻻﻧﻔﻼت ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت وازدﯾﺎد ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣرب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن اﻟداﺧل
واﻟﺧﺎرج ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر أﺣد أﺳﻠﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرب ﺑﺳﺑب اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻧﻘل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﺣﯾث اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻟﻣﺗراﻛم اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻠﺗطور ﻓﻰ اﻟرﺻﯾد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻰ وﺳرﻋﺔ ﺗدﻓﻘﻬﺎ
ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ ظﻬور ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻻﻓﺗراﺿﻲ واﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ
ﻛﺳﻣﺔ ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﻌﺻر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﺣدﯾث.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎﻧت أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺻدي ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻹﺷﺎﻋﺔ
وﻧﺷر اﻻﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻋﻠﻰ ﻛل أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وأﯾﺿﺎً ﻟﺿرورة ﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣن أﺟل وﺿﻊ اﻟﺣد اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر
وﺑﯾن ﻧﺷر اﻟﻔوﺿﻰ واﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻠدوﻟﺔ.
١ﺧﺎﻟد ﻛﺎظم ﻋودة اﻹﺑراﻫﯾم وﻣﻧﺗﻬﻰ ﺟواد ﻛﺎظم ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺿﻣﺎﻧﺗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ذي ﻗﺎر ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌدد ٩ﻟﻌﺎم ٢٠١٤
٣٨٢
وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎور اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻹﺷﺎﻋﺎت
٣٨٣
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗﻌد ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر رﻛﻧﺎ اﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌد ﺟزءًا
أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺑل ﻫﻲ أﺣد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اطﺎر ﻣﻧظوﻣﺔ ﺣﻘوق
اﻻﻧﺳﺎن ،وﺑدون ﺗﻣﺗﻊ اﻻﻧﺳﺎن ﺑﻬذا اﻟﺣق ،ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄي ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻷﺧرى ﻣﻬﻣﺎ
ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ١
1
https://www.newtactics.org
٣٨٤
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم
ﺗﻌﺗﺑر ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣدﺧﻼ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻛرﯾﺔ،
ﺣﯾث ﺗﻌد ﻣﺣو اًر أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻟﺗﺷﻛﯾل ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻟﺗﻛوﯾن
ﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﺛق ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت ﻛﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
واﻟطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر وﺣق اﻟﻧﻘد وﺣق ﺗداول اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺣرﯾﺔ اﻹﺑداع اﻷدﺑﻲ واﻟﻔﻧﻲ وﺣرﯾﺔ اﻟﺑﺣث
اﻟﻌﻠﻣﻲ وﻛذﻟك ﺣرﯾﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎد وﺣرﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎع وﺣرﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت واﻟﻧﻘﺎﺑﺎت وﺣرﯾﺔ اﻟﺗظﺎﻫرات
اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ .ﻟذا ﺗﻌد ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﻣن اﻟرﻛﺎﺋز اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧظﺎم
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻷي دوﻟﺔ.
وﻟﻬذا ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ١٩ﻣن اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ١٠دﯾﺳﻣﺑر
ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻋﺗﻧﺎق
ق ﱢ ق اﻟﺗﻣﺗﱡﻊ ﱢ
ﺑﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،وﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺣ ﱡ " ١٩٤٨ﱢ
ﻟﻛل ﺷﺧص ﺣ ﱡ
اﻵراء دون ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ ،وﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎس اﻷﻧﺑﺎء واﻷﻓﻛﺎر وﺗﻠﻘﱢﯾﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن ،ﺑﺄﱠﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ودوﻧﻣﺎ
اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺣدودٕ ".واذا ﻛﺎﻧت ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻫﻲ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻷﻓﻛﺎر واﻵراء ﻋن
طرﯾق اﻟﻛﻼم أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ دون وﺿﻊ ﻗﯾود ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻬدرﻫﺎ أو ﺗﺿﯾﻘﻬﺎ ،إﻻ ان ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ
ﯾﺟب ان ﯾﻛون ﺑﺷرط أن ﻻ ﺗﻣﺛل طرﯾﻘﺔ وﻣﺿﻣون اﻷﻓﻛﺎر أو اﻵراء اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ،ﻣﺎ ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺧرﻗﺎً ﻟﻘواﻧﯾن وأﻋراف اﻟدوﻟﺔ أو ﻗﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﺑذﻟك أﺻﺑﺢ أﻣر ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي
ﻣﺛﺎر ﺟدل ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،اﻷﻣر اﻟذي دﻋﺎ ﻟوﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻣﺛل اﻹطر
َ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة -ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل-
اﻟﺗﻲ وﺿﻌت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻘﯾﺎﺳﺎً ﻟﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ إﺳﺎءة أو ﺧرق ﻟﺣدود ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر،
وﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر "ﻣﯾﻠر" اﻟذي ﺑدأ اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﺎم ١٩٧٣وﯾﻌﺗﻣد اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎدئ
رﺋﯾﺳﯾﺔ وﻫﻲ:
-١إذا ﻛﺎن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾرون طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ.
-٢إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ إﺑداء اﻟرأي ﻻ ﺗﻌﺎرض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ.
-٣إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ ﻋرض اﻟرأي ﯾﺗﺣﻠﻰ ﺑﺻﻔﺎت ﻓﻧﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ ﺟﺎدة.
وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻓﻲ ﻣطﻠﺑﯾن ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷول ﻣﻔﻬوم اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﻓﻲ
اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻧواع اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻪ.
٣٨٥
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻣﻔﻬوم اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ
ﺗرﺟﻊ ﻧﺷﺄة ﻣﻔﻬوم اﻟرأي اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺣﯾن اﺳﺗﺧدم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾون اﻟﻔرﻧﺳﯾون ﻫذا
اﻟﻣﻔﻬوم ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﺗﺟﺎﻫﺎت وآراء وﻣﺻﺎﻟﺢ ﻛﺑﺎر اﻟﺗﺟﺎر وأﺻﺣﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ
ﺑﻌد اﻟﺛورة ،وﻗد ﺗﺑﻠور ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﺑﺷﻛل أﻛﺑر ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ١.
وﯾﺑذل اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﺟﻬود ﻛﺑﯾرة ﻣن أﺟل ﺗﻔﺳﯾر ﻣﻔﻬوم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،إﻻ ان ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟﻬود
اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻟم ﺗﺻل إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم ﻣﺳﻠم ﺑﻪ ﻟﻠرأي اﻟﻌﺎم.
وﻣﻊ ذﻟك ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﺄﱠﻧﻪ "اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧﺎس وﻣواﻗﻔﻬم إزاء ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﻛون ﻫؤﻻء اﻟﻧﺎس أﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ "ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﺄﱠﻧﻪ "ﻟﯾس رأي
اﻟﺷﻌب ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ ﺑل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ رأي ﻓﺋﺔ ﻣﺗﻔوﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر ﻓﺋﺎت اﻟﺷﻌب".
"ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘول ﺟﯾﻣس ﺑراﯾس - James Bryceﱠ
ﺑﺄن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻫو اﺻطﻼح ﯾﺳﺗﺧدم
ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺟﻣوع اﻵراء اﻟﺗﻲ ﯾدﯾن ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺎس إزاء اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﺧﺎﺻﺔ "٢
وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻣﻔﻬوم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن ،اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟرأي اﻟﻌﺎم
واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺷروط اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ.
1
https://political-encyclopedia.org
2
https://political-encyclopedia.org/
٣
د .ﻓﺗﺣﻲ ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ اﻟوﺣﯾدي ،ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻧﻔﺎذ اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة،١٩٨٢ ،
ص.٢٧٧
د .ﺟﻣﺎل ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻛﻠﻣﺔ واﻟﻣﻌﺗﻘد ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،٢٠١٠ ،ص=.٤١٤
٣٨٦
وﻓﻲ ﺗﻌرﯾف اﺧر ﻫواﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن آراء ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص إزاء ﻗﺿﺎﯾﺎ ،ﻣﺳﺎﺋل أوﻣﻘﺗرﺣﺎت
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻬﻣﻬم ،ﺳواء أﻛﺎﻧوا ﻣؤﯾدﯾن أوﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻟﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﯾؤدي ﻣوﻗﻔﻬم ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر
اﻟﺳﻠﺑﻲ أواﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺣداث ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أوﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺗﺄرﯾﺦ.١
وﻋرﻓﻪ ﺑﻌﺿﻬم ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن وﺟﻬﺎت ﻧظر اﻟﺷﻌب ﻓﻲ اﻻﺷﺗراك ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘ اررات ﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وان ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﺗﺎج ﺗﺷﺎور ﺣر ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت
ﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ وﺣوار ﺑﯾن اﻷﻓراد وزﻋﻣﺎء اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺷﻌب اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻣﻊ ﺣق اﻷﻗﻠﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ.٢
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرﻓﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻣوﻗف أواﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟذي ﯾﺗﻛون ﻟدى اﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻷﺑﻧﺎء اﻟﺷﻌب
)أﺻﺣﺎب اﻟرأي اﻟﻌﺎم( ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ أورﺳﻣﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﺳﺎﺋل ﺗﻌم اﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻌﺎم ﺿﻣﺎن ﻟﺣﻘوﻗﻪ وﺧدﻣﺗﻪ ﻓﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻧﻬض ﺑﺳﺑب وﺟود ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎً أوﺳﻠﺑﯾﺎً.٣
إﻻ إﻧﻧﺎ ﻧرى أن ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎم واﻟرأي اﻟﻌﺎم ،ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻫوﺣﺎﻟﺔ
ﻣﻔﺗرﺿﺔ أوﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺗﻌﻛس اﻟدواﻓﻊ واﻻﺳﺗﻌدادات أواﻟﻣﯾول ﻟدى ﻣﻌظم أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﺗﺑﻧﻰ وﺟﻬﺔ
ﻧظر ﻣﺣددة ﻟﺗﺄﯾﯾد أورﻓض ﻣوﻗف ﻏﯾر ﻣﺣدد ﺑﻌد ،ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﻻ
ﯾﻌدوأن ﯾﻛون ﻣﻧطﻠﻘﺎً ﻓﻛرﯾﺎً أو داﻓﻌﺎً ﺳﻠوﻛﯾﺎً ﻟﻸﻓراد ،وﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوارﺛﻬﺎ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻣﻌﺗﻘدات ،ﻣﯾراث ﺛﻘﺎﻓﻲ وﺣﺿﺎري ،ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد .وﺗﻌﻣل ﺗﻠك اﻟﻘﯾم أواﻟﻌواﻣل
ﻛﻣوﺟﻪ أوﻣﺣﻔز ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﻣر ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﺗﻛوﯾن آراء اﻷﻓراد
ﺑﺻدد اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌددة -ﺳواءاً ﻛﺎﻧت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻧت أم ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ -اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬم
وﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ .وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻫوﻣﺟرد ﻣﯾول ﺗﻌﻛس ﺧﻠﻔﯾﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ورﺻﯾداً ﻗﯾﻣﯾﺎً
ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ وﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣواﻗف واﻷﺣداث اﻟﻣﺣﯾطﺔ.
ﻟذا ﻓﻬو ﯾﻌد ﻣﺻد اًر أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻟﻠرأي ،أي أن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻗد ﯾﻘوم ﺟزﺋﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺟﺎﻩ وﯾرﺗﺑط
ﺑﻪ ٤ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺣﺗﻰ اﻵن ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ
ﺑﻌد ﻟﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد ﻟﻠراي اﻟﻌﺎم وذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺳﺗﺟدات واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻠظواﻫر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺎﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎً وﺛﯾﻘﺎً ﺑﺧﺑرات ﻓﻘﻬﺎء
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋﻧﻪ ﻣﻣﺎ أدى ﺑدورﻩ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ.
١ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺳﺎﻣﻲ اﻟرأي اﻟﻌﺎم واﻹﺷﺎﻋﺔ ،اﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ،٢٠٠١ ،ص.١ ١٤
٢د .ﻛرﯾم ﯾوﺳف اﺣﻣد ﻛﺷﺎﻛش ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،١٩٧٧ص.٥٠٣
٣اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ﺧﺎﻟد ﻛﺎظم ﻋودة اﻹﺑراﻫﯾم وﻣﻧﺗﻬﻰ ﺟواد ﻛﺎظم ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺿﻣﺎﻧﺗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
٤د .ﺟﻣﺎل ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻛﻠﻣﺔ واﻟﻣﻌﺗﻘد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق
٣٨٧
واﻟذي ﻧراﻩ أن ﺗﻌرﯾف اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن واﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﯾﻪ ،ﻓﻬوﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻌﯾن وﻓﻲ زﻣن ﻣﻌﯾن ﯾﻌﺑر ﻋن وﺟﻬﺔ ﻧظر
اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أواﻟﻘﻠﺔ اﻟواﻋﯾﺔ ﻓﯾﻪ ﺗﺟﺎﻩ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟدل
واﻟﻣﻧﻘﺎﺷﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻬدف اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟدﯾﻣﻘراطﻲ وﻫوﺗﻛوﯾن ﻓﻛر واﻋﻲ وﺻﺣﯾﺢ وﻣن ﺛم اﺗﺧﺎذ
ﻣوﻓﻘﺎً ﺻﺣﯾﺣﺎً وواﺿﺣﺎً ﻣن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ.
ﺷروط اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ:
ﯾﻣﺛل اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺳﻠوﻛﺎً اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎً أواﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات واﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﻣر ﻫذا
اﻟﺳﻠوك أوﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺑﻣراﺣل ﻣﺗﻌددة ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟرأي اﻟﻌﺎم
وﻫﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ.ﻓﺎﻟﻘﺿﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﺣددة ﻻﯾﻬﺗم ﺑﻬﺎ ﺳوى ﺟﻣﺎﻋﺔ
ﺻﻐﯾرة ﻓﺎﻋﻠﺔ وﻗد ﺗﻛون اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺗﻬم اﻷﻣﺔ ﺑﺄﺟﻣﻌﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﻌدد
وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻓﺎﻋﻠﺔ وﻗد ﺗﻛون ﻛﺛﯾرة اﻟﻌدد وﻏﯾر ﻓﺎﻋﻠﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻘد ﺗﻛون ﻋﺎﻣﺔ وﻋﻠﻧﯾﺔ وﯾﺗﻛون ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ آراء اﻷﻓراد.
وﻟﻛﻲ ﯾﻛون اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻌﺎﻻً وﻣﻧﺿﺑطﺎَ ﻓﻬو ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﻬو ﯾﺟب
أن ﯾﻛون واﻋﯾﺎً وﻋﻘﻼﻧﯾﺎً وﯾﻘﺑل اﻟﺗﻌددﯾﺔ وﯾﺣﺗرﻣﻬﺎ وﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺧﻼﻗﻰ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اى ﻻ ﯾﻣﺎرس اى ﻋﻧف ﻓﻛرى١
أوﻻً :ﺷروط اﻟرأي اﻟﻌﺎم:
ﻫﻧﺎك ﻋدد ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠرأي اﻟﻌﺎم وﻫﻲ:
-١أن ﯾﻛون ﻣوﻗﻔﺎً اﺧﺗﯾﺎرﯾﺎً ﯾﺗﺧذﻩ اﻟﻔرد إزاء ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺛﯾرة ﻟﻠﺟدل.
-٢أن ﯾﺗﻛون ﻣن ﻧﺗﺎج اﻻطﻼع واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟواﻓﯾﺔ ﺑﺟواﻧب اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ.
-٣أن ﯾﻛون ظﺎﻫ اًر ،ﻓﺷرط اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻫواﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ.
-٤أن ﯾﺗﺻف ﺑﻌدم اﻟﺛﺑﺎت واﻟﺣرﻛﺔ،أي ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻬو
ﯾﺳﺗﻣد ﺷﻛﻠﻪ ﻣن اﻹطﺎر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﺗﺣرك ﺑداﺧﻠﻪ وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺛﺑﺎت واﻻﺳﺗﻘرار.
-٥أن ﯾﻣﺛل اﻟرأي اﻟﻌﺎم آراء ﺟﻣﻊ ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻓراد ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺛل ﺗﻔﺎﻋل ﻗطﺎﻋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وأن ﺗﺗﺻل ﻫذﻩ اﻵراء ﺑﺎﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﺣﺗﻰ وان اﺧﺗﻠف ﻋﻠﯾﻬﺎ.
-٦ان ﻻ ﯾﻘﺗﺻر أﻣر ﺗﻛوﯾن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻗﻠﯾﺔ ﻣن زﻋﻣﺎء اﻟرأي اﻟﻌﺎم أوﻧﺧﺑﺔ ﻣﺛﻘﻔﺔ وﻫذا
٣٨٨
ﯾﻌﻧﻲ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن دور زﻋﻣﺎء اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﺷد ﻗوى اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺟﺎﻩ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺎ١
ﺛﺎﻧﯾﺎً :ﺧﺻﺎﺋص اﻟرأي اﻟﻌﺎم:
ﻟﻠرأي اﻟﻌﺎم ﺧﺻﺎﺋص ﻋدﯾدة ،ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
- ١أن ﯾﻛون اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﺗﻧﻘون اﻟرأي اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﻋﻠﻰ وﻋﻲ ﺑﻪ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ:
ﻓﺎﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻣﺎ ﻫ ٕواﻻ ﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘدﻩ اﻷﻓراد أوﺗﻌﺑﯾر ﻋن أﺣﻛﺎم ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﻗﺑل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻫذا
اﻟرأي ،ﻫﻧﺎك ﺷﻲء ﻣﺎ ﻣوﺟود ﻓﻲ ذﻫن ﻛل أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،وﻛذا ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻋرﻫم ﻟم ﯾﺻل ﺑﻌد إﻟﻰ
ﺣد أﻧﻪ رأي .وﯾﻛﺷف اﻟرأي وﻋﻲ اﻷﻓراد ﻋﻧدﻣﺎ ﻣواﺟﻬﺗﻬم ﺑﺄﺳﺋﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾظﻬر ﻣﻧﻬﺎ ﺣﻛم ﻛﺎن
ﻣوﺿﻊ ﺷﻌور ﻏﺎﻣض ﻣن ﻗﺑل .وﺑذﻟك ﺗﺗﺑﻠور اﻟﻣﺷﺎﻋر وﺗﺻﺑﺢ اﻷﻓﻛﺎر أﻛﺛر ﺻﻼﺑﺔ وﺗﻣﺎﺳﻛﺎً،
وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺗﻊ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ أن اﻟﺑﺣث ﻋﻧﻪ ﻣن أﺟل اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﻗد ﯾﻐﯾرﻩ أوﯾﻛوﻧﻪ.
- ٢ﯾﺣﻣل اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﻗﺻدا ﻣﻌﯾﻧﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻣﻌﻘوﻻً:
ﺣﯾث ﯾﻣﯾل اﻟرأي اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد ﻣﺑر اًر ﻣﻌﻘوﻻ ﻟﻧﻔﺳﻪ ،أي اﻧﻪ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺑرة اﻟﺷﻌوب ﻋﺑر ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻧواع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن
اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻬﺎم وﻫﻲ ﻓﻲ طرﯾق ﺗﻌﺑﯾرﻫﺎ ﻋن ﻛل اﻷذواق واﻵراء .ﻓﺎﻷذواق وطرق ﻛل ﻓرد ﻓﻲ إدراك
اﻷﺷﯾﺎء ٕوان ﻛﺎن ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد أن ﯾﻧﺎﻗﺷﻬﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أﻧﻪ إذا اﺗﺻل اﻷﻣر ﺑﺄﺷﯾﺎء
دﻗﯾﻘﺔ ﺟداً ﻓﺈن اﻟﺷﺧص ﻗد ﯾﺑﺣث ﻋن طرﯾﻘﺔ ﯾداﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻋن رأﯾﻪ وﻋن ﻫذا اﻹدراك.
واﻟرأي ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟذوق اﻟذاﺗﻲ ،ﻓﺎﻟرأي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣوﺿوﻋﺎً ﻣطروﺣﺎً ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑل
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻛل ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺗﺿﺎﻓر ﺑﯾن اﻵراء اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻫوﻣﺎ ﯾﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﻋدم ﻣﺣﺎوﻟﺔ
ﻣن ﻟدﯾﻪ رأﯾﺎ أن ﯾﻔرﺿﻪ ﺑﺎﻟﻘوةٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺣﺎول ﺟﻌل اﻵﺧرﯾن ﯾﺗﻘﺑﻠوﻧﻪ أي ﯾﺣﺎول دﻋم ﻣﻌﻘوﻟﯾﺗﻪ
اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ.
- ٣ﯾﺗﺿﻣن اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺟود رأي أوآراء أﺧرى ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ:
ﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻟﺷﺧص ﻻ ﯾؤﻛد رأﯾﺎ إﻻ إذا ﻗﺎﺑﻠﻪ رأي آﺧر ﻣﺧﺎﻟف ،وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
ﻫذا ﺑﺎﻟﻘول إن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻣﻧﻘﺳﻣﺎ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ إﺟﻣﺎﻻ ﻓﺈﻧﻪ
ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﻘﯾدة راﺳﺧﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﻌد إﺣدى ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ.
ﻓﺎﻻﻋﺗﻘﺎد ﺑوﺟود اﷲ ـ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ـ ﯾﻌد رأﯾﺎ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻟدى أﻓراد إﺣدى اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗدﯾﻧﺔ
ﻷن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﯾدة أﺣد ﻋﻧﺎﺻر وﺟود ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻛﺟﻣﺎﻋﺔ ،وﻟﻛن ﻗد ﺗﺧﺗﻠف آراء أﻓراد ﻫذﻩ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻵراء اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أواﻵراء اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أواﻟﻔﻧﯾﺔ .وﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑول اﺳﺗﺧدام
اﺻطﻼح رأي ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ اﻋﺗﻘﺎدات راﺳﺧﺔ ﯾﻛون اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻷن ﯾﺿﺣﻲ ﻣن أﺟﻠﻬﺎ.
١أﺣﻣد ﻣطر ﻣﺣﻣد ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌراﻗﻲ إﻟﻰ أﯾن ،ﺑﺣث ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اوراق ﻋراﻗﯾﺔ ،ﻣرﻛز اﻟﻔﺟر ﻟﻠدراﺳﺎت
واﻟﺑﺣوث اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،٢٠٠٥ ،٣ص .٣٠
٣٨٩
- ٤اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺗﺄﻛﯾد ﻧظري:
إذ أﻧﻪ ﯾﻘﻊ ﺑﯾن اﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﻧظري اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻗﻧﺎع اﻵﺧرﯾن وﺗﻌﻘل اﻷﻣور وﺑﯾن اﻻﻧﺳﯾﺎق
اﻟﻌﺎطﻔﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻘﺎوم ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد رأي إزاء ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺣﺎﯾدة ﻟﯾس ﻟﻬﺎ وﺟﻬﺔ ﻣﺣددة.
- ٥اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺷﺎﻋر أﺷﺧﺎص ﻋﺎﺟزﯾن وﻏﯾر ﻣزودﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ:
ﯾﻧﺷﺄ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﻗوﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﺣداث ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﺄﺛر اﻷﻓراد
ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻸﻓﻌﺎل واﻟﻣواﻗف ،دون أن ﯾﻛون ﻟدﯾﻬم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ أواﻻﺳﺗﻌداد اﻟﻼزم
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟذي ﯾﺗﻔﺎوت ﺷﻌور اﻷﻓراد ﺗﺟﺎﻫﻬﺎ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺗﻬم اﻟﻰ اﻟﺗزود
ﺑﺣﺟﺞ ﻗوﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﻧﺎﻗﺷﺎﺗﻬم اﻟﺟدﻟﯾﺔ ﯾدﻓﻌﻬم إﻟﻰ اﻋﺗﻧﺎق أوﺗﺄﻛﯾد آ ارﺋﻬم اﻟﻣﻣﯾزة.
- ٦اﻟرأي اﻟﻌﺎم ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ:
ﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،أﻧﻪ رأي ﺟﻣﺎﻋﻲ وﻟﯾس رأي ﻓردي أورأي ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ،ﻛﻣﺎ
أﻧﻪ ﻣﺗﻧوع وﻟﻪ أﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻫوذوطﺑﯾﻌﺔ ﺗﺣﺗﻣل اﻟﻧظر واﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﺟﺗﻬﺎد واﻟﺟدل ،ﻷﻧﻪُ ﻻ ﯾﺗﺳم
اء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
ﺑﺎﻟﺟﻣود واﻟﺛﺑﺎت ،ﺑل ﯾﺗﻐﯾر وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣراك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺗﺑدﻻﺗﻪ ،ﺳو ٌ
أوﺗﻐﯾر اﻟﻣزاج اﻟﻌﺎم واﻷذواق١
-٧اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟوﺿوح واﻟﻌﻼﻧﯾﺔ
أﯾﺿﺎً ﻓﺎﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟوﺿوح واﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ﻓﻬوﯾﻛﺷف وﯾﻔﺻﺢ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬل ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺎس ﺗﺣدﯾد أﻫداﻓﻬم ورؤﯾﺗﻬم ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻧواع وﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟرأي اﻟﻌﺎم
ﯾﻘﺳم اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻰ أﻧواع ﻣﺗﻌددة طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻧﯾف
أواﻟﺗﻘﺳﯾم ﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺔ ﺗﺷﺎﺑﻪ وﺗﻛرار اﻷﻧواع طﺑﻘﺎ ﻷﺳس اﻟﺗﻘﺳﯾم ،وﻟﻛن رﻏم ﺗﻌدد ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت
وﺗﻧوﻋﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻷھﻢ واﻟﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﺪراﺳﺔ ھﻮﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم وﻓﻘﺎ ً ﻟﻌﻤﻖ ﺗﺄﺛﯿﺮه
واﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ،ﻟﺬا ﻓﺴﻨﻔﺮد ﻟﮭﺬا اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ وﺣﺪه ﻓﺮﻋﺎ ً ﻣﺴﺘﻘﻼً وﺳﻨﺠﻤﻞ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﻘﺴﯿﻤﺎت ﻓﻲ
ﻓﺮع واﺣﺪ.
اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺣﺳب اﻟﻧﺷﺎط وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺣﺳب إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ
ﻓﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻪ إﻟﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻛﺎﻣن واﻟذي ﯾﻛون ﻏﯾر ظﺎﻫر
ﻷﺳﺑﺎب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟظﺎﻫر اﻟذي ﺗﺷﺗرك ﻓﯾﻪ أﺟﻬزة اﻹﻋﻼم أواﻟﻣﻧظﻣﺎت
١ا.ﻧﻌﻣﻪ اﻟﻌﺑﺎدي -اﻟرأي اﻟﻌﺎم ودورﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌراﻗﻲ ﻟﻠﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
واﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وط ٢٠٠٦ص١٤
٣٩٠
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ وﯾﻣﺎرس ﺗﺎﺛﯾ اًر ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.١
وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺣﺳب ﺛﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﺛﺎﺑت وﻫواﻟذي ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة
ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ودﯾﻧﯾﺔ وﯾﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺛﺑﺎت ﺣﯾث ﻻ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻻﺣداث اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻻ ﻧﺎد ار ،واﻟرأي اﻟﻌﺎم
اﻟﻣؤﻗت اﻟذي ﯾرﺗﺑط ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ طﺎرﺋﺔ أوﺣﺎدث ﻋرﺿﻲ أوﺑراﻣﺞ ذات اﻫداف زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﯾﻧﺗﻬﻲ
ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﺋﻬﺎ.٢
وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺣﺳب ﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ إﻟﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﺳﻠﺑﻲ ،وﯾرﺗﻛز ﻫذا
اﻟﻧوع ﻋﻠﻰ اﻓﺗراض وﺟود ﻗطﺎع ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ﺳﻠﺑﻲ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺗﻠﻘﻲ وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر واﻻﻧﺳﯾﺎق وراءﻫﺎ.
وﻫذا اﻟﻘطﺎع ﻻ ﯾﻛون ﻟرأﯾﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻣﺣﺻور ﻓﻲ اﻹدﻻء ﺑﺻوﺗﻪ ﻓﻲ
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺣﯾن ﯾدﻋﻰ إﻟﯾﻬﺎ وﻫذا اﻟﻘطﺎع ﯾﺗﻠﻘﻰ وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻌﺎﻣﺔ وﯾﻧﺷرﻫﺎ
وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﻧﺷﺊ ﻫذﻩ اﻵراء وﻻ ﯾﺑﺎدر ﺑﻬﺎ.٣
وﻫو ﺣق ﻧﺳﺑﻲ ﺣﯾث اﻧﻪ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺣق اﻟﻣطﻠق ﺑل اﻧﻪ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
وﻣن ﺛم ﻓﻠﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ ان ﯾﻌطﻲ رأﯾﻪ وﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون
وﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻬذا اﻟﺣق ﻣﺎداﻣت ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺻﺣﺔ أﻗواﻟﻪ وﻟﻛن ﻣﻊ
ﺑﻌض اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺣول ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﻘﺎل أوﯾﻛﺗب واﻟﺗﻌرض ﻟﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻵﺧرﯾن ﺳواء ﺑﺎﻟﻘذف
أواﻟﺳب ،ﻛذﻟك ﯾﺷﺗرط ﻋدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.٤
واﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ واﻟذي ﯾﻣﺛﻠﻪ ﻋﺎدة اﻟﻣﺛﻘﻔون وﻗﺎدة اﻟرأي واﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻓﻛرﯾﺔ
وﯾﺳﺗطﯾﻌون ﻓﻬم ﺣﻘﺎﺋق اﻻﻣور وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﻻﯾﺗﺄﺛرون ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ،ﺑل ﻫم اﻟذﯾن ﯾؤﺛرون ﻓﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻓﻛﺎرﻫم .وﯾﺗﻣﺛل اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﺣق اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن رأﯾﻪ ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ
وﻫو اﻟرأي اﻟذي ﯾﺷﻐل ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫواﻟذي ﯾرى ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ طﻣوﺣﺎً وﻣﻘدرة
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎدة ٕواﻗرارﻫﺎ ﻫذا اﻟﻘطﺎع ﺳواء ﻛﺎﻧوا رﺟﺎل دوﻟﺔ أوﺻﺣﻔﯾﯾن أوﻣﺣﺎﺿرﯾن ﯾﺣﺳون ﺑﺄن ﻟﻬم
رأﯾﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﻟﻬم آراﺋﻬم وداﻓﻌﺎً أﻛﺑر ﻣن اﻟﻣواطن اﻟﻌﺎدي ﻣن أﺟل اﻟوﺻول
ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻣﻌﻬﺎ أوﻗﯾﺎدﺗﻬﺎ إﻟﻰ ﻫدف ﻣﻌﯾن).(١٦
1
https://newmediawiki.com
2
https://newmediawiki.com
٣
د .ﻣﺻطﻔﻰ ﺳﺎﻟم اﻟﻧﺟﻔﻲ ،دور اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟراﻓدﯾن
ﻟﻠﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣوﺻل ،اﻟﻣﺟﻠد ) ، (١٠اﻟﻌدد )، (٣٨ﺳﻧﺔ ، ٢٠٠٨ص.٢٥٦
٤د .ﺧﺎﻟد ﻣﺻطﻔﻰ ﻓﻬﻣﻲ ،ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﻓﻲ ﺿوء اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
وﺟراﺋم اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،٢٠٠٩ ،ص.٢٦
٣٩١
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺣﺳب ﺣﺟم اﻟﺟﻣﻬور إﻟﻰ رأي اﻻﻏﻠﺑﯾﺔ وﯾﻣﺛل رأي اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣﺎ
ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﻧﺻف أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ووﻟﻛن اﻟﻌﺑرة ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻌددﯾﺔ ﺑل اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ورأي اﻷﻗﻠﯾﺔ وﻫواﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻧﺻف ﻋدد ﺟﻣﻬور اﻟرأي اﻟﻌﺎم واﻟذي ﻗد ﯾﻛون
اﻟﺻﻔوة ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل رأي ﻫذﻩ اﻷﻗﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻪ واﺣﺗﻣﺎل ان ﺗﺻﺑﺢ
اﻷﻗﻠﯾﺔ أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻓﯾﺻﺑﺢ رأي اﻷﻗﻠﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ ﻟﺳﻠوك اﻷﻛﺛرﯾﺔ ﻓﺗﻌﻣد إﻟﻰ ﺗﻧﺑﯾﻪ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر إﻟﻰ
أﺧطﺎء اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ وﺗﻣﻧﻊ اﺳﺗﺑداد اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟرأي.١
واﻟﺮأي اﻻﺋﺗﻼﻓﻲ وﻫواﺋﺗﻼف ﺑﻌض اﻻراء ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ازاء ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،واﻟرأي اﻟﻌﺎم
اﻟﺴﺎﺣﻖ أواﻟرﺿﺎ اﻟﻌﺎم وﻫواﻟرأي اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ واﻷﻛﺛرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ وﻫذا اﻟرأي ﺷﺑﯾﻪ ﺟدا
ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع٢.
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻘﺳم اﻟرأي اﻟﻌﺎم طﺑﻘﺎ ﻟﻧطﺎق اﻧﺗﺷﺎرﻩ اﻟﺟﻐراﻓﻲ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ إﻟﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم
اﻟﻤﺤﻠﻲ وﻫواﻟرأي اﻟﺳﺎﺋد ﺑﯾن أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟواﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،واﻟرأي اﻟﻌﺎم
اﻟﻮطﻨﻲ وﯾرﺗﺑط ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرأي ﺑﺎﻟوطن أواﻟدوﻟﺔ وﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ وﻫوﯾﻌﺗﻧﻲ ﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟوطﻧﯾﺔ .وﻫوﯾﺗﯾﻣز ﺑﺎﻟﺗﺟﺎﻧس ﺑﯾن اﻻﻓراد ﺑﺳﺑب ﺗﻛﺎﺗﻔﻪ ﺣول ﻣﻔﺎﻫﯾم
ﻣﻌﻧﯾﺔ واﺿﺣﺔ وﻣﺣددة ،وﯾﺗﻣﯾز أﯾﺿﺎً ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻪ ﻋن طرﯾق اﻟدراﺳﺎت واﻟﻘﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﺑﻬﺎ ﻣراﻛز ووﺣدات ﺑﺣوث اﻟراي اﻟﻌﺎم .وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎً اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﻫواﻟﺳﺎﺋد ﺑﯾن أﻏﻠﺑﯾﺔ
ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻣس ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﻌوب اوﻗﯾﻣﻬﺎ.٣
وﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎً اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ وﻫواﻟرأي اﻟﺳﺎﺋد ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﻌوب واﻟدول
اﻟﻣﺗﺟﺎورة ﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎً وﺛﻘﺎﻓﯾﺎً ،ﺣول ﻗﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺣﺗدم اﻟﻧﻘﺎش ﻓﯾﻬﺎ
واﻟﺟدل وﺗﻣس ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ أوﻗﯾﻣﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﺳﺎً ﻣﺑﺎﺷ اًر.
وﻗد ﯾﺷﻛل اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻧوﻋﻲ وﻫواﻟرأي اﻟذي
ﯾﺳود ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ اوﻓﺋﻪ ﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣن ﺷﻌب ﺑﻌﯾﻧﺔ اوﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷﻌوب ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ٤
أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻋﻧﺻر اﻟزﻣن ﻓﯾﻘﺳم اﻟرأي اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﯿﻮﻣﻲ وﻫواﻟذي ﯾﺗﺎﺛر
ﺑﺎﻷﺣداث اﻟﯾوﻣﯾﺔ وﻣﺟرﯾﺎت اﻷﻣور وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻷﺣداث اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻘﺎﺷﺎت
اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻧﺷرﻩ اﻻﻋﻼم وﻛذﻟك ﻣﺎﺗروﺟﻪ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺟﻣﺎﻫﯾر وﻫوﻋﺑﺎرة ﻋن
رد ﻓﻌل ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث ﯾوﻣﯾﺎً ،وﯾﺗﻘﻠب ﻫذا اﻟرأي ﻣن ﯾوم اﻟﻰ اﺧر .وﻫﻧﺎك اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻣؤﻗت وﻫو
اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾدور ﺣول ﺣدث طﺎرئ ﻟﻣدة ﻣﺣدودة وظرﻓﯾﺔ وﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎف اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
١
د .ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺧﺿر ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﻗوى اﻟﺗﺣرﯾك ،ط ،١اﻟﻣوﺻل ،١٩٦٨ ،ص.٣٤
2 https://newmediawiki.com
٣د .ﻛﺎﻣل ﺧورﺷﯾد ﻣراد ،ﻛﺗﺎب ﻣدﺧل اﻟﻰ اﻟراي اﻟﻌﺎم ﺻﻔﺣﺔ ٧٦ -٧٧
٤د .ﻛﺎﻣل ﺧورﺷﯾد ﻣراد ،ﻛﺗﺎب ﻣدﺧل اﻟﻰ اﻟراي اﻟﻌﺎم ﺻﻔﺣﺔ ٧٨ -٧٩
٣٩٢
ﺣول ﻫذا اﻟﺣدث وﯾزول ﺑزوال اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﻛون ﻣؤﻗﺗﺎ وﻻﯾﺻﻠﺢ ان ﺗﻧﺑﻧﻲ
ﻋﻠﯾﻪ دراﺳﺎت اوﻗ اررات .وﻋوﺑذﻟك ﻋﻛس اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﺪاﺋﻢ اﻟذي ﯾدوم ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ وﯾﺗﺻف
ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار ،وﻫذا اﻟﻧوع ﺗﻌﺗﻧﻘﻪ ﻓﺋﺎت ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺟﻣﻬور وﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺛواﺑت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟراﺳﺧﺔ
ﻣﺛل اﻟدﯾن واﻻﺧﻼق واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد وﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟﺳواد اﻻﻋظم ﻣن اﻟﻧﺎس وﻻ ﺗﻛﺎد ﺗؤﺛر ﻓﯾﻪ اﻻﺣداث
اﻟﺟﺎرﯾﺔ أوﺗﻘﻠل ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻻ ﻧﺎد اًر ﻷﻧﻪ وﻟﯾد اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﺣﻲ ﺑﯾن اﻟﻔرد ﻛﻌﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ١
اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺣﺳب ﻋﻣق اﻟﺗﺄﺛﯾر واﻟﺗﺄﺛر ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
أوﻻً :اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻘﺎﺋد اواﻟﻣﺳﯾطر -:وﻫواﻟرأي اﻟذي ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺧﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺻﻔوﺗﻪ ﻣن
اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﯾن واﻟﻣﺛﻘﻔﯾن ،وﻫم ﯾﻣﺛﻠون ﻧﺳﺑﺔ ﻗﻠﯾﻠﻪ ﻣن اﻟﺷﻌب ،وﯾﺗﺑﻠور دورﻫم ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة ٕوارﺷﺎد
أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺑﺻﯾرﻫم ﺑﺣﻘﺎﺋق اﻷﻣور ،ﺑﻬدف ﺗوﺟﯾﻪ أﻓﻛﺎرﻫم وﺗﻛوﯾن أراﺋﻬم ﻧﺣواﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وﻫذﻩ اﻟﺻﻔوﻩ ﻻﺗﺗﺄﺛر ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم واﻟدﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺗؤﺛر ﺑﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ
اﻟطﻠﯾﻌﺔ اﻟواﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟذا ﯾﺳﻣﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺳﺗﻧﯾر.
ﺛﺎﻧﯾﺎً :اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺛﻘف -:وﻫوﯾﺗﻛون ﻣن ﻓﺋﺔ أواﺳط اﻟﻧﺎس ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ اﻟﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋدة.
وﯾﺧﺗﻠف ﺣﺟم ﻫذا اﻟرأي ﺣﺳب درﺟﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻟذا ﻓﻬوﯾؤﺛر ﻓﯾﻣن ﻫم
أﻗل ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻌﻠﻣﻲ ،وﯾﺗﺄﺛر ﺑوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻟدﻋﺎﯾﺔ ﺑﻘدر ﻣﺣدود
وﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﺣﺳب ﻣﺳﺗوى ﻧﺿﺟﻪ اﻟﻔﻛري.
ﺛﺎﻟﺛﺎً :اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧﻘﺎد -:وﻫوﯾﺗﻛون ﻣن اﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣﺣدودة واﻟﻣﺗواﺿﻌﺔ ﻋﻠﻣﯾﺎً وﺛﻘﺎﻓﯾﺎً ،وﯾﻧﻘﺎدون ﻟﻣﺎ
ﯾوﺟﻬﻪ ﻟﻬم أﺻﺣﺎب اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﺗؤﺛر ﺑﻬم وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم ،وﻫؤﻻء ﻫم ﻣن ﯾؤﻣﻧون
ﺑﺎﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﯾﺻدﻗون ﻣﺎ ﯾذاع ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ دون أي وﻋﻲ
أوﻣﺣﺎوﻟﺔ وﻗدرة ﻣﻧﻬم ﻟﻺطﻼع ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣور ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك اﻟﻰ ﻋدم ﻣﻘدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﻠﯾم واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ واﻟدراﺳﺔ واﻟﺑﺣث واﻟﺟدل وﻋدم اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﺻواب واﻟﺧطﺄ.
١د .ﻛﺎﻣل ﺧورﺷﯾد ﻣراد ،ﻛﺗﺎب ﻣدﺧل اﻟﻰ اﻟراي اﻟﻌﺎم ﺻﻔﺣﺔ ٨٠-٨١
٣٩٣
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟرأي اﻟﻌﺎم واﻷطر اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻌزﯾزﻫﺎ
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌـﺎﻡ
ان ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﺗﺳﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم واﺗﺟﻬﺎﺗﻪ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل:
أوﻻً :اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ:
-١ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻣﺅﺛﺭﺍﺕ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﺣﺿﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺗﺭﺍﺙ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻌﻧﺎﺻﺭ ﺍﻟﻣﺅﺛﺭﺓ
ﻓﻲ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،وﻓﻲ ﺗﮑﯾﻑ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺕ ﻭﺗﻬﯾﺋﺗﻬﻡ ﻟﺗﺑـﺎﺩل ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎل
ﻭﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﺩﺩ ﺃﻧﻣﺎﻁ ﺳﻠﻭﻛﻬم ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻭﻣﻣﺎ ﻻ ﺷﻙ ﻓﯾﻪ ﺃﻥ ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﻛل ﺣﺿﺎﺭﺓ ﺗﻧﻘل
ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺟﺩﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣﯾﺭﺍﺛـﺎ ﯾﺷﻣل ﻣﺟﻣﻭﻉ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﻭﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﻭﺍﺏ ﻭﻣﻊ ﻫﺫﺍ
ذﻟك ،ﻓﺄﻥ ﺍﻟﺗﻧﺑﺅ ﺑﺎﻟﻌـﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻣﻭﺍﻗـﻑ ﻭﺍﻻﺗﺟﺎﻫـﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺑﯾﻌﺔ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻥ ﺧﻼل ﻣﻌﺭﻓﺔ
ﺍﻟﺗﻘﺎﻟﯾﺩ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻛﺛﯾ اًر ﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ،ﺣﯾث ان ﺍﻷﺣﺩﺍﺙ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺗﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻲ ﺧﻠﻕ
ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﯾﺩ ﺟﺩﯾﺩﺓ ،ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺗﺗﻐﯾﺭ ﻭﺗﺗﺑﺩل ﻭﻟﻭ ﺑﻭﺗﯾﺭﺓ ﺑﻁﯾﺋﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺍﻟﺗﻏﯾرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﯾﺎﺕ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .١
-٢اﻻﺳرة :ان ﺗﺄﺛﯾﺭ ﺍﻷﺳﺭﺓ ﯾﺗﺿﻣﻥ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺍﻟﻘﯾﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﻭﺍﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻭﺍﻟﺩﯾﻧﯾـﺔ،
ﺑﺣﯾـﺙ ﯾﮑﻭﻥ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾﺭﺍت اﻷوﻟﯾﺔ واﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﺧﻼل اﻟﻣراﺣل اﻟﻌﻣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﻛرة اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘوي واﻟﻣﺳﺗﻣر.
ﻓﺗﺳـﻬﻡ ﺍﻷﺳﺭﺓ ﻭﺑﺷﮑل ﮑﺑﯾﺭ ﻓﻲ ﺗﺷﮑﯾل ﺍﻻﺗﺟﺎﻫﺎﺕ ﻧﺣﻭ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ،ﺳﻭء ﻛﺎﻧﺕ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﯾﺔ
ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻁﺔ ﺍﻷﺳﺭﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺳﻠﻁﺔ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﯾﺔ ﺍﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻣﻥ ﯾﻘﻭﻣﻭﻥ ﺑﺗﺳﯾﯾﺭ
ﺃﻣﻭﺭﻫﺎ .ﻭﺍﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺇﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺳﺭﺓ ﯾﺧﺗﻠﻑ ﺑﺎﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﻧﺟﺩ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻭﻣﺗﻣﯾﺯﺍ
ﻓـﻲ ﺍﻟﺗﺄﺛﯾﺭ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺽ ﺍﻟﻣﻅﺎﻫﺭ وﺍﻟﻣﻭﺍﻗﻑ ﻭﺗﺷﮑﯾل ﺍﻟﻭﻋﻲ ﻟﺩﻯ ﺍﻷﻁﻔﺎل ،ﻓـﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌـﺎﺕ
ﺍﻟﺣﺩﯾﺛـﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﻘﺩﻣﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﺣﺿﺭﺓ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﮑﺱ ﻣﻥ ﺫﻟﻙ ﻣﺎ ﻫﻭ ﺳﺎﺋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻘﺑﻠﯾﺔ
ﻭﺍﻟﺗﻘﻠﯾﺩﯾﺔ ،ﺍﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻭﻟﻲ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺍﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﯾﻭﺍﺯﻱ ﻣﺎ ﻫﻭ ﺳﺎﺋﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﻣﺗﻘﺩﻣة .٢
١ﺣﺎﺗﻡ ﻣﺣﻣد ،ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺄﺛﺭﻩ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﯾﺔ ،ﺑﯾﺭﻭﺕ ،ﻟﺑﻧﺎﻥ ،ط ١٩٧٣ص ٧٣
٢
ﺭﻭﺷﯾﻪ ﺟﯾﻪ ،ﻣدﺧل اﻟﻰ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎم ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺻطﻔﻰ دﻧدﺷﻠﻲ .ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر ،ط ،١٩٨٣ص ٦٦
٣٩٤
ﺛﺎﻧﯾﺎً :اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
-١اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﺗﺳﻌﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﻧﻅﻣﺔ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺩﻋﯾﻡ ﺷﺭﻋﯾﺗﻬﺎ ﻭﻗﺎﻧﻭﻧﯾﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺧﻼل ﮑﺳﺏ ﺗﺄﯾﯾﺩ ﺍﻟﺭﺃﻱ
ﺍﻟﻌﺎم ،ﻭﺗﺳﻠﻙ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﮑﺳﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺳﺑل ،ﻓﺗﮑﻭﻥ ﻫﻲ ﺑﺫﻟﻙ.
ﻋﺎﻣﻼ ﺃﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﻭﺟﯾﻬﻪ ﻟﯾﮑﻭﻥ ﻣﺗﻁﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ ﺑﺭﺍﻣﺟﻬﺎ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺍﻟﺣﺎﻟﯾـﺔ
ﻭﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾة .ﻓﺎﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻬﻣﺎ ﺍﺧﺗﻠﻑ ﺗﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻔﮑﺭﻱ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫﻡ ﺑﺷﮑل ﻓﺎﻋل ﻓﻲ ﺗﮑﻭﯾﻥ
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻓﺎﻟﻣﻭﺍﻁﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺻﺭ ﺍﻟﺣﺩﯾﺙ ﯾﻘﻊ ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻬﯾﻣﻧﺔ اﻷﯾدوﻟوﺟﯾﺔ
اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎن ﺍﻟﻧﻅـﺎﻡ ﻣﺑﻧﯾـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺃﺳـﺎﺱ ﺍﻟﺗﺳـﻠﻁ واﻟدﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ وﺣﻛم اﻟﻔرد ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺣرﻣﺎن طﺑﻘﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،أي ﻋدم
ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻅﻣﺔ ﺍﻷﻛﺛر ﺗﻘﺩﻣﺎ ﻭﺗﺣﺿﺭﺍ ،ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﯾﻣﻘﺭﺍﻁﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟـﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌـﺎﻡ ﯾﮑﻭﻥ ﻓﯾﻬﺎ ﺃﻛﺛر ﻧﺷﺎﻁﺎ ﻭﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻭﺇﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .١
-٢وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ
أﻛدت ﻣﻌظم اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻧﺻوﺻﻬﺎ ،ذﻟك إن ﺣرﯾﺔ
واﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم ﺻور ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر .وﻻ ﺷك ان وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم
واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻗوة ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﻓﻘﺎً ﻟﻠظروف واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺳﺎﺋدة.
ﻓﻧراﻫﺎ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أﻛﺛر ﻗوة وﺗﺄﺛﯾ اًر ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ
دور رﻗﺎﺑﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ،
اﻹﺷﺗراﻛﯾﺔ واﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ .ﺑل أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻠﻌب اً
واﻟﺗﻧﺑﯾﻪ إﻟﻰ أي ﺧﻠل ﯾﺻدر ﻣﻧﻬﺎ .ووﯾزداد ﺗﺄﺛﯾر ﻗوة اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ أﻛﺛر ﺗوﻓﯾ اًر ﻟﺗدﻓق روؤس اﻷﻣوال ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﺻﺣﺎب روؤس اﻷﻣوال
اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ اﻣﺗﻼك إﺣدى اﻟﺻﺣف أواﻟﻘﻧوات اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ وﺑث ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
وﯾﺟب اﻷﺧذ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺟزء ﻻ ﯾﻧﻔﺻل ﻋن ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﺗﻲ
ﺗﺗﺣدد وﻓﻘﺎً ﻟﺗرﻛﯾﺑﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ،ﻓﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺛﻼً
ﺗﻧﻌﻛس ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﺗؤدي ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ ﺗﺷﻛﯾل ﻋواﺋق اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻣﺎم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣرﯾﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ.
١ﻣﺟﺎﻫﺩ ،ﺟﻣﺎل ،ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ وﻗﯾﺎﺳﻪ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺍﻹﺳﮑﻧﺩﺭﯾﺔ ،ط ٢٠٠٤ص ٦١
٣٩٥
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺣدود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣرﯾﺔ اﻹﻋﻼم واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻗد
ﺗﺄﺛرت ﻛﺛﯾ اًر ﺑﺛورة ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻋﻼم ووﺳﺎﺋل اﻹﺗﺻﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬذﻩ
اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﯾس ﺑذي ﺟدوى ﻛﺑﯾرة ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ أواﻟﺑث اﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣن داﺧل ﻫذﻩ
اﻟﺑﻠدان .ﻛﻣﺎ ان اﻟﺧﻠل اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟدوﻟﻲ اﻟﺣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ
اﻟﺗوازن اﻟﻛﻣﻲ ﻟﺗدﻓق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ودول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
أدى إﻟﻰ اﺣﺗﻛﺎر اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺎً ﻟﺗدﻓق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻟﻰ ﺑﻘﯾﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛﻣﺎ ان اﻟﺗطور
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣرﺋﯾﺔ واﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑث اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﻲ واﻟﻔﺿﺎﺋﻲ ﻋﺑر اﻷﻗﻣﺎر
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻻﻧﺗرﻧت ﺟﻌل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ
ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ١
-٣اﻷﺣداث واﻟﻣﺷﻛﻼت
ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ ان اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﺎﻷﺣدادث واﻟﻣﺷﻛﻼت
واﻷزﻣﺎت ،اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻓﺎﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﺳﺗﻘرار اﻷوﺿﺎع
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟرأي اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣدوث ﺛورات
وﺗﻐﯾرات ﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟدوﻟﺔ وﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟرأي اﻟﻌﺎم
ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻷوﺿﺎع واﻷزﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻬوأﯾﺿﺎَ ﻗد ﯾؤﺛر ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر،
ﻓﻬوﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق ﺷﻌور ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﻣواطﻧﯾن وﻗد ﯾﻛون ﺷﻌر ﺑزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﻣﺎء وﻗد
ﯾﻛون ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﺧط ﻋﻠﻰ أوﺿﺎع ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺛوري ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾرﻋن
ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ وأﺣداث ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻗﻌﯾﺔ.
٤اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ظﺎﻫرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑرﻣن اﻷدوات اﻟﻘوﯾﺔ واﻟﻣؤﺛرة
ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺳﻠوك اﻷﻓراد وﺧﻠق اﺗﺟﺎﻫﻬم ﻧﺣوﻗﺿﯾﺔ ﻣﺎ ،وذﻟك ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ أوﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟداﺧﻠﻲ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ آداﻩ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﺻﺎﻧﻌﯾﻬﺎ وﻣروﺟﯾﻬﺎ ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺷﺎﻋﺎت ﻣن أﻫم وﺳﺎﺋل اﻟﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ ،ﻟﻛﺳب ﻣؤﯾدﯾن
ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻫؤﻻء اﻟﻣروﺟﯾن ﻟﻬذ اﻹﺷﺎﻋﺎت وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﺳواء ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ أ ٕواﯾﺟﺎﺑﻲ،
ﻟﺧﻠق ﻣﻛﺗﺳﺑﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺻب ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺻﺎﻧﻌﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان أدى ذﻟك ﻟزﻋزﻋﺔ اﺳﺗﻘرار وأﻣن
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺷﻌب.
١
د .ﺳﻌدي ﻣﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟﻌواﺋق أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ط،١
ﺑﯾروت ،٢٠٠٨ ،ص.٢١٥
٣٩٦
وﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ أﻧﻬﺎ رﻏم اﻧﻬﺎ ﻻ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋق ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻻ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ دﻻﺋل
ﻣؤﻛدة ﻋﻠﻰ ﺻدﻗﻬﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺣﺗوي ﺑﻌض اﻟﺣﻘﺎﺋق ،ﻟﻛﻲ ﺗﺻﺑﻎ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﺑﻠون اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ وﯾﺻدﻗﻬﺎ
اﻷﻓراد ﺑﺳﻬوﻟﺔ .وﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ أﯾﺿﺎً أﻧﻬﺎ ﺳﻬﻠﺔ وﺳرﯾﻌﺔ اﻟﺗداول واﻹﻧﺗﺷﺎر ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ
ﺗﺻﯾب ﻫدﻓﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﺧﺻوﺻﺎً اﻹﺷﺎﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺷﺎؤﻣﻲ ﻓﻬﻲ ﺳرﯾﻌﺔ اﻹﻧﺗﺷﺎرواﻟذﯾوع
أﻛﺛر ﻣن اﻹﺷﺎﻋﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻔﺎؤﻟﻲ .ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺳم اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت أن ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﯾﻛون ﻣؤﻗﺗﺎَ ،ﻓﻬﻲ ﺗرﺗﺑط
وﺟوداً وﻋدﻣﺎً ﺑﺎﻟظروف اﻟﺗﻲ وﻟدت ﻓﯾﻬﺎ ﺛم ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟظروف وﻗد ﺗﻌﺎود اﻟظﻬور ﻣرة
أﺧرى إذا ﻣﺎ وﺟدت اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬﺎ.
وﻻ ﺷك أن اﻟﺗطور اﻟﻬﺎﺋل ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ أدت وﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر إﻟﻰ ﺳرﻋﺔ إﻧﺗﺷﺎر
وذﯾوع اﻹﺷﺎﻋﺔ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ أدوات اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻛﺎﻟﻔﯾﺳﺑوك وﺗوﺗﯾر ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ
واﻹﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﻌﯾن ﻟﻣﺗﻠق ﻣﻌﯾن ،وووﻓﻘﺎً ﻟﺑرﯾﻧﺳﻛﻲ - Marc
Prenskyﺗﻧﺗﺷر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت وﯾﺗم ﺗداوﻟﻬﺎ ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﺳﻠطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﯾﺢ ﺣرﯾﺔ
ﺗدﻓق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛﺛر أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ظل اﻷزﻣﺎت واﻟﺛورات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻌدم
اﻻﺳﺗﻘرار ،وﻣن ﺛم ﯾﻛون ﻟدى اﻟﺷﻌب اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﺗﺻدﯾق ﺗﻠك اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﻟﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ.١
وﻧظ اًر ﻟﻌﻣق ﺗﺄﺛﯾر اﻹﺷﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺧﻠط ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن ﺣرﯾﺔ اﻟرأي ﺳﻧﻔرد ﻟﻬﺎ ﻓﺻﻼً
ﻣﺳﺗﻘﻼً.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻷطر اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ وﺗﻌزﯾز ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر
أوﻻً :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻟﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر :ﻣﺎ ﻣن دﺳﺗور ﻷي دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم إﻻ وﻧص
ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ واﺣﺗرام ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،وﻟﻘد ﻧﺻت اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق،
ﻓﻲ أﺑواب اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت ﺑﻬﺎ ،واﺳﺗﻧدت ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﻣواﺛﯾق اﻟدوﻟﯾﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ
اﻟﺷرﻋﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ دﻋوة آﻣرة واﺿﺣﺔ إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﯾﺟب ﺿﻣﺎن ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ
ﻣن ﻗﺑل ﻛﺎﻓﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟدوﻟﺔ ،،وﻗد ورد ذﻟك ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺻري ﻟﻠﻌﺎم ٢٠١٤ﺑﺎب اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت واﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ .واﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن ذات اﻟدﺳﺗور ﺑﺎب ﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون.
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻟﯾﺳت ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺑدوأﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻠﺔ وواﺿﺣﺔ ﻻ ﻟﺑس ﻓﯾﻬﺎ وﻻ ﺗﻘﺑل
اﻟﺗﺄوﯾل ،ﺑل أن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ وﺑﺎﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت اﻟﻣﻣﻧﻬﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﺣق ،وﺑﻌدم
وﺟود اﻷدوات واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺿﻣن ﺗﻣﺗﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد ﺑﺣﻘﻬم ﻓﻲ اﻟرأي
واﻟﺗﻌﺑﯾر وﻋدم اﻧﺗﻬﺎﻛﻬﺎ.
1
https://political-encyclopedia.org/dictionary
٣٩٧
ﻣﺛﺎر ﺟدل ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت،
وﻟﻘد أﺻﺑﺣت ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي َ
اﻷﻣر اﻟذي دﻓﻊ ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ ﻟوﺿﻊ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻣﺛل إطﺎر ﻋﺎم ﻟﻠﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻛﻣﺎ
ﻫواﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة -ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل -اﻟﺗﻲ وﺿﻌت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻣﺎ
ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ إﺳﺎءة أوﺧرق ﻟﺣدود ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،وﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر "ﻣﯾﻠر" اﻟذي ﺑدأ اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻓﻲ
ﻋﺎم ١٩٧٣وﯾﻌﺗﻣد اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎدئ رﺋﯾﺳﯾﺔ وﻫﻲ:
-١إذا ﻛﺎن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾرون طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ.
-٢إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ إﺑداء اﻟرأي ﻻ ﺗﻌﺎرض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ.
-٣إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ ﻋرض اﻟرأي ﯾﺗﺣﻠﻰ ﺑﺻﻔﺎت ﻓﻧﯾﺔ أو أدﺑﯾﺔ ﺟﺎدة.
وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن إدراج ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي ﺗﺣت اﻟﺗﻌرﯾف اﻵﺗﻲ ،أي ﻫو)اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن
اﻷﻓﻛﺎر واﻵراء ﻋن طرﯾق اﻟﻛﻼم أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أواﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ ﺑدون رﻗﺎﺑﺔ أوﻗﯾود ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑﺷرط أن ﻻ
ﯾﻣﺛل طرﯾﻘﺔ وﻣﺿﻣون اﻷﻓﻛﺎر أواﻵراء ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺧرﻗﺎً ﻟﻘواﻧﯾن وأﻋراف اﻟدوﻟﺔ أواﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺣت ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر( ١ﻛﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠب ﺑﻌض أﻧواع
اﻟﺣﻘوق واﻟﺣدود ﻣﺛل ﺣق ﺣرﯾﺔ اﻟﻌﺑﺎدة وﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ وﺣرﯾﺔ اﻟﺗظﺎﻫرات اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ.
ﻛل ﺗﻠك اﻷﻋﻣﺎل وﻏﯾرﻫﺎ أدت إﻟﻰ ﺿرورة وﺟود ﺑﻌض اﻟﺿواﺑط واﻟﻣﺣددات اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ
واﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق ،وﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
أ -ﻋدم اﻟﺗﻌرض ﺑﺎﻹﺳﺎءة ﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻵﺧرﯾن ،ﻛون اﻟﻣﻌﺗﻘد ﻫواﻟﻣؤﺛر اﻷول ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،واﻹﺳﺎءة ﻟﻪ ﺗﺛﯾر ردود أﻓﻌﺎل ﻏﯾر ﻣﺣﺳوﺑﺔ ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻌﺗﻘد.
ب -ﻋدم ﺗﻛﻔﯾر اﻟﻣﺳﻠم واﻻﻓﺗراء ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي ﺣق ﻟﻠﻔرد ﻓﺈن ﺗﻛﻔﯾر
اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺳﻠم ﻫوﻣدﻋﺎة ﻟﻬدر دﻣﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳوف ﯾﻔﻘد ﻫذا اﻹﻧﺳﺎن ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻘﺎﺑل اﺣﺗﻔﺎظ
اﻷول ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر.
ج -ﻋدم اﻟﺗطﺎول ﻋﻠﻰ اﻟذات اﻹﻟﻬﯾﺔ أواﻷﻧﺑﯾﺎء واﻟرﺳل ،ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺻب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﺑﺑﯾن أﻋﻼﻩ.
وﺑﻣﺎ إن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي ﺗﻔﺳر ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻣﻌﻧﻲ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
وأﻋراف وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧرى وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻣﻘﻧﻧﺔ ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻹطﺎر
اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﺧص اﻟﺗﺣرك ﺧﻼﻟﻪ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزﻫﺎ ﺑـ:
-١أن ﯾﺳﺗﻬدف ﺣق اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟرأي اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وأﻻ ُﯾﺳﺗَﻐل ﻷﻏراض ﻣرﯾﺑﺔ.
-٢أن ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻟﺣق ﺑطرﯾﻘﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻔز اﻵﺧرﯾن وﺑﻘدر ﻣن اﻟﺣﻛﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ)ﺍﺩﻉ ﺇِﻟﻰ
1
https://www.newtactics.org/ar
٢ﺳورة اﻟﻧﺣل آﯾﺔ ١٢٥
٣٩٨
ﺧدم ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗدﻋ ٕواﻟﻰ إﺷﺎﻋﺔ اﻟرذﯾﻠﺔ واﻟﻔﺳﺎد داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.
-٣أن ﻻ ُﯾﺳﺗَ َ
-٤اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻣﻧطق اﻻﺳﺗﺑداد ﺑﺎﻟرأي وأﻻ ﯾﻌﺗﻘد ﺻﺎﺣب اﻟرأي إﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻواب داﺋﻣﺎً ﻓﻲ ﺣﻘﻪ
ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر.
-٥أن ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺎت اﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗل أواﻻﻋﺗداء أواﻻﺣﺗﻼل ﺑﺣﯾث
ﯾﺗم ﺳﻠب ﺣﻘوق اﻵﺧرﯾن.
ﺛﺎﻧﯿﺎً :اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﺮأي واﻟﺘﻌﺒﯿﺮ :ﺗم ﺿﻣﺎن اﻟﺣق ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻫدات اﻟدوﻟﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻛذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌرﻓﻲ.
وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﻧوع ﻓﻲ اﻟﻣﺻﺎدر ﻻ ﯾﻌﻛس ﺗﻧوﻋﺎً ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﻌﻧﻰ ذﻟك اﻟﺣق:
ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻫﻲ ﺣق ﻋﺎﻟﻣﻲ وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﻣل ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺗﻘرﯾﺑﺎً ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﺎﻫدات وﺗﺗﻌﻠق
أي اﺧﺗﻼﻓﺎت ﺣول ﻫذا اﻟﺣق ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ إﻧﻔﺎذﻩ ﻓﻘط.
(١اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن :ﯾﺣﺗوي اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ
ﻋﺷرة ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ أول ﺑﯾﺎن ﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻟﻠﺣق ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
"ﻟﻛل ﺷﺧص اﻟﺣق ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ،وﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺣق ﺣرﯾﺔ اﻋﺗﻧﺎق اﻵراء دون أي
ﺗدﺧل ،واﺳﺗﻘﺎء اﻷﻧﺑﺎء واﻷﻓﻛﺎر وﺗﻠﻘﯾﻬﺎ ٕواذاﻋﺗﻬﺎ ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت دون ﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ".
ﻻ ﯾﻌد اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻌﺎﻫدة ُﻣﻠزﻣﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻗرار ﯾوﺻﻰ ﺑﻪ ﺗم ﺗﺑﻧﯾﻪ ﻣن
ﻗﺑل اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة .ﻣﻊ ﻣرور اﻟزﻣن وﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺑول اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻪ أرﺗﻘﻰ
اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ اﻟﻌرﻓﻲ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺎدة ١٩
وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ أﺻﺑﺢ ﻣﻠزﻣﺎً ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟدول.
(٢اﻟﻌﮭﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻮق اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ :ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣن وراء اﻟﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻫ ٕواﻋطﺎء ﺗﻔﺻﯾل أﻛﺑر ﺣول اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن وﻫوﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎرات
أﻛﺛر ﺗﻔﺻﯾﻼً وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر )ﻣرة أﺧرى
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ١٩ﻣﻧﻪ(:
"ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺣق ﻓﻲ اﻋﺗﻧﺎق آراء دون ﻣﺿﺎﯾﻘﺔ. -
ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺣق ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر .وﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺣق ﺣرﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎس ﻣﺧﺗﻠف ﺿروب -
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﻓﻛﺎر وﺗﻠﻘﯾﻬﺎ وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ آﺧرﯾن دوﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑﺎر ﻟﻠﺣدود ،ﺳواء ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ﻣﻛﺗوب أوﻣطﺑوع أوﻓﻲ ﻗﺎﻟب ﻓﻧﻲ أوﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ.
٣٩٩
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﺷﺎﻋﺎت وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ وﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟراﻫﻧﺔ ،ﻋﻧﺻ اًر أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻓﻲ
ﺑﻧﺎء وﺗوﺟﯾﻪ اﻟراي اﻟﻌﺎم وﺗﻛوﯾﻧﻪ ،ﻟﻠدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ اﺻﺑﺣت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت أﺣد اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ
ﻟﺗﻐﯾﯾر ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدول ،وﯾﻛون ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺑﻌض اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﺑدﻋم وﺗﻣوﯾل
ﺟﻬﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫدة ﻹﺳﻘﺎط أﻧظﻣﺔ ﺑﻌض اﻟدول ﻹﺣﻼل أﻧظﻣﺔ أﺧرى ﻣن أﺟل ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺧطط ﺑﻌﯾدة اﻟﻣدى ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻣطﺎﻣﻊ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﻟذا ﯾﺗم اطﻼق ﻫذﻩ
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻟﻧﺷر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت وﻟﻛﯾل اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ورﺷق اﻟدول ﺑﻬﺎ ﯾﻣﯾﻧﺎً وﯾﺳﺎ اًر.
٤٠٠
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻹﺷﺎﻋﺔ
ﻟﻘد ﺗطور ﻣﻔﻬوم اﻹﺷﺎﻋﺔ وأﺳﻠوﺑﻬﺎ وﺗﻧوﻋت ﻣﺟﺎﻻت اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﺗﺷﻣل ﻛل ﺟواﻧب اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑل ﺗﺟﺎوزت اﻟﻣدى ﻟﺗﻧﺎل أﯾﺿﺎً ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
واﻷﻣﻧﯾﺔ ،ﻟﻠﺗوﻏل داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣدﯾث ﺑﻔﺋﺎﺗﻪ وﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ واﺳﺗﻬداف ﺑﻧﺎﺋﻪ وﺗﻔﻛﯾك ﻧﺳﯾﺟﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﻌرﯾف اﻹﺷﺎﻋﺔ
اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻟﻐﺔ اﺷﺗﻘﺎق ﻣن اﻟﻔﻌل “أﺷﺎع” ،أﻣﺎ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻟﻐﺔ ﻓﻬﻲ اﺷﺗﻘﺎق ﻣن اﻟﻔﻌل )ﺷﺎع(
اﻟﺷﻲء ﯾﺷﯾﻊ ﺷﯾوﻋﺎً وﺷﯾﺎﻋﺎً وﻣﺷﺎﻋﺎً ظﻬر واﻧﺗﺷر ،وﯾﻘﺎل :ﺷﺎع ﺑﺎﻟﺷﻲء :أذاﻋﻪ.
أﻣﺎ اﻻﺷﺎﻋﻪ اﺻطﻼﺣﺎ ﻓﺗﻌددت ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻬﺎ ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت:
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻷﻓﻛﺎر ،اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻧﺎﻗﻠﻬﺎ اﻟﻧﺎس ،دون أن ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ ﻣﺻدر ﻣوﺛوق ﺑﻪ
ﯾﺷﻬد ﺑﺻﺣﺗﻬﺎ ،أو ﻫﻲ اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﺧﺑر ﻣﺧﺗﻠق ﻻ أﺳﺎس ﻟﻪ ﻣن اﻟواﻗﻊ ،أوﯾﺣﺗوي ﺟزءاً ﺿﺋﯾﻼً ﻣن
اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.١
واﻹﺷﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺧﺑر أوﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧﺑﺎر زاﺋﻔﺔ ﺗﻧﺗﺷر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ وﺗُﺗداول ﺑﯾن
اﻟﻌﺎﻣﺔ ظﻧﺎً ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻬﺎ .داﺋﻣﺎً ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﺧﺑﺎر ﺷﯾﻘﺔ وﻣﺛﯾرة ﻟﻔﺿول اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
وﺗﻔﺗﻘر ﻫذﻩ اﻹﺷﺎﻋﺎت ﻋﺎدةً إﻟﻰ اﻟﻣﺻدر اﻟﻣوﺛوق اﻟذي ﯾﺣﻣل أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻷﺧﺑﺎر .وﺗﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ُﺟزءاً ﻛﺑﯾ اًر ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ.
وﻓﻲ اﺣﺻﺎﺋﯾﺔ أن %٧٠ﻣن ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ ﯾﺳﻘط ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻧﻘﻠﻧﺎ ﻣن ﺷﺧص إﻟﻰ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ٢ ﺷﺧص ﺣﺗﻰ وﺻﻠﻧﺎ اﻟﺧﺎﻣس أواﻟﺳﺎدس ﻣن ُﻣﺗﺎواﺗري
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌرف اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﺿﻐط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺟﻬول اﻟﻣﺻدر ﯾﻛﺗﻧﻔﻪ اﻟﻐﻣوض
واﻹﯾﻬﺎم وﻫﻲ ﺗﺣظﻰ ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت ﻋرﯾﺿﺔ أو أﻓراد ﻋدﯾدﯾن ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ".٣
وﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ أن ﻧﻌرف اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ :اﻻﺧﺑﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗردد
وﺗﻧﺗﺷر وﺗذاع ﺑﯾن اﻟﻧﺎس دون اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﻋﻠم ﺻدق اﻟﺧﺑر ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻛذﺑﻪ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻣوض
ٕواﺧﻔﺎء اﻟﻣﺻدر .
٤٠١
وﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻘول ان ﻟﻠﺷﺎﺋﻌﺔ دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻘﻠق واﻟﺧوف وأﺣﯾﺎﻧﺎً ﻗد ﯾﺻل
اﻷﻣرﻟﻠذﻋر واﻟرﻋب أواﻟﺷك ﻟدى اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻬدف ﻓﻰ وﻗت ﻣﺣدد ،أوﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود أﺣداث
ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻰ أوﻗﺎت اﻷزﻣﺎت واﻟﻛوارث اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺣروب ،واﻟرﺧﺎء واﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدى ،وﻫﻰ
اﻟظروف اﻟﺗﻰ ﺗﺳﻬم ﻓﻰ إﻧﺗﺎج وﺗروﯾﺞ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت.
وﻟذﻟك ﻧرى ان اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﺧطر ﯾﻬدد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت واﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻗد ﺗؤدى إﻟﻰ ﺗﻔﻛك
وﺗدﻫور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻣن ﺧﻼل دورﻫﺎ ﻓﻰ ﻏرس اﻻﺣﺑﺎط ﻟدى اﻷﻓراد وزﻋزﻋﺔ ﺛﻘﺔ اﻟﺷﻌوب
ﺑﺄوطﺎﻧﻬم ٕواﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔوﺿﻰ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺑﺎﻟﺳﻠب ﻋﻠﻰ ﻣواﻗف اﻷﻓراد وﻋﻼﻗﺎﺗﻬم وﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬم .ﻛﻣﺎ أن
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد اﻟدول واﻟﺟواﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،وأﯾﺿﺎً ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ
اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وذﻟك ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌزوف اﻟﻧﺎس ﻋن ﺷراء ﺑﻌض
اﻟﺳﻠﻊ أو ﺗﺄﯾﯾد ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أواﺗﺧﺎذ ﻣوﻗف ﻣؤﯾد أوﻣﻌﺎرض ﻣن ﺣﻛوﻣﺔ أول دوﻟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻧواع اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
ﺗﻘﺳم اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺣﺳب اﻟﻣوﺿوع وﺣﺳب اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ وﺣﺳب اﻟوﻗت أو اﻟﺳرﻋﻪ
وﺣﺳب اﻟداﻓﻊ وﺣﺳب اﻻﺳﻠوب.
اﺻﻧﺎف اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت :ﺗﺻﻧف اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﻰ ﻋدﻩ اﺻﻧﺎف:
اﻟﺷﺎﺋﻌﮫ اﻟزاﺣﻔﮫ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗروج ﺑﺑطء وﯾﺗم ﺗﻧﺎﻗﻠﻬﺎ ﻫﻣﺳﺎ وﺑطرﯾﻘﻪ ﺳرﯾﻪ ﻛﺎﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺿد
اﻟﺣﻛوﻣﻪ واﻟدوﻟﻪ اوﺑﻌض اﻓرادﻫﺎ.
ﺷﺎﺋﻌﮫ اﻟﻌﻧف :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﻌﻧف وﺗﻧﺗﺷر ﻛﺎﻟﻧﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﺷﯾم وﺗﻐطﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻛﺑﯾرﻩ ﻓﻲ
ﻓﺗرﻩ ﻗﺻﯾرﻩ ﺟدا ﻛﺎﻻﺷﺎﻋﺎت ﻋن اﻟﺣوادث واﻟﻛوارث اواﻟﻬزﯾﻣﻪ.
اﻟﺷﺎﺋﻌﮫ اﻟﻐﺎﺋﺻﮫ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗروج ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﻪ ﺛم ﺗﺧﺗﻔﻲ ﻟﺗﻌود ﺛﺎﻧﯾﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻬﯾﺎ اﻟظروف ﻟﻬﺎ
ﻛﺎﻟﺷﺎﺋﻌﻪ ﻋن ﻣدى وﺣﺷﯾﻪ وﻗﺳوﻩ ﻓﻼن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻧﺳﺎء واﻻطﻔﺎل ،ﻣدى ﻗﺳوة ﺷرﻛﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن.
ﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﺷﻐب -ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺗﺷﺗد ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺷﻐب وﯾﺑرز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧف واﻟﺗﻌﺻب اﻟﺷدﯾد
وﯾﺗﺳﺎرع ﻓﯾﻬﺎ اﻋﻣﺎل اﻻﻧﺗﻘﺎم.
ﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﻔﻛﺎھﮫ :وﻫﻲ ﻗﺻص ﺗﻧﺗﺷرﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﻪ وﻻ ﺗﺳﺗﻬدف اﻛﺛر ﻣن اﻟﻔﻛﺎﻫﻪ واﻟﺿﺣك.
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﻣﺳﻣوﻣﮫ :ﻛﺎﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﻣﻐﻠوطﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر اﻟﺑﻠﺑﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
اﻟﻣﺳوﻣﻪ اﻟﺻﺎدرﻩ ﻋن اﻟﻌدواوﻣن ﯾﻘوم ﺑﺗروﯾﺟﻬﺎ ﻣن اﻋداء اﻟوطن.
ﺷﺎﺋﻌﺎت اﻻوﺑﺋﮫ واﻻﻣراض :ﻛﺎﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺣول اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﻪ ﻓﻲ اﻋداد اﻻﺻﺎﺑﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﻪ ﻋن ﻛوروﻧﺎ
اواﻟﺷﺎﺋﻌﻪ ﺣول اﻧﺗﺷﺎر ﻣرض ﺧطﯾر ﻗﺎدم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠد.
٤٠٢
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟوردﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺷﻲ ﻣرﻏوب ﻣﺛل اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح واﻟﺗرﻗﯾﺎت واﻟﺗﻌﯾﯾﻧﺎت
واﻟﺗوﺻل اﻟﻰ ﻫدﻧﻪ اووﻗف اﻟﺣرب اﻟﺦ.
ﺷﺎﺋﻌﮫ اﻟﺧداع :وﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺗﺗﺿﻠﯾل اﻟﻣﻧﺎﻓس او اﻟﻌدو.
ﺷﺎﺋﻌﮫ ﺟس اﻟﻧﺑض اﻟﺟﻣﺎھﯾري :ﺑﻐرض اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ رد ﻓﻌل اﻟﺟﻣﻬور وﻣﻌرﻓﻪ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ
ﻗﺿﯾﻪ اوﻣوﺿوع ﻣﺎ.١
١اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت :ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ،أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ،ﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻬﺎ ،أﻧواﻋﻬﺎ ،ﻣﺧﺎطرﻫﺎ وطرق اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻘﻠم :أ .د .ﺳﻣﯾر اﺑو
زﻧﯾد ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺟرﯾدة دﻧﯾﺎ اﻟوطن٢٠٢٠/٠٦/١٢ ،
٤٠٣
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋواﻣل وأﻫداف إﻧﺗﺷﺎر اﻹﺷﺎﻋﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم
ﻫﻧﺎك ﻋدة ﻋواﻣل ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺳرﻋﺔ إﻧﺗﺷﺎر اﻹﺷﺎﻋﺔ وﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻟذي
ﺻﻧﻌت ﻣن أﺟﻠﻪ أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﻔراغ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟدى أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺳﺑب ﺿﻌف
اﻹﻣﻛﻧﯾﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺑطﺎﻟﺔ اﻟظﺎﻫرة واﻟﻣﻘﻧﻌﺔ وﺳوء اﻷوﺿﺎع
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗوﺗرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،وﻋدم ﻣﺻداﻗﯾﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم ،ﻓﻛل ذﻟك
ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺳرﻋﺔ ﺗﻘﺑل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻼﻗﺎوﯾل ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ظل ﻋدم وﺟود اﺧﺑﺎر ﻣوﺛوﻗﺔ ﺗﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟواﻗﻌﺔ ،وﻛﺎن ﻣوﺿوع اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻣﺗﺻﻼ
ﺑﻘﺿﯾﺔ ﺷدﯾدة اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﻪ ﺷدﯾدﻩ اوﺣﺎدث ﻫﺎم.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻋواﻣل اﻧﺗﺷﺎر اﻻﺷﺎﻋﺔ
أوﻻ :اﻟﺸﻚ اﻟﻌﺎم:
ﯾﻘول ﻣوﻧﺗﻐﻣري ﺑﻠﺟﯾون )ﯾﺗوﻗف ﺳرﯾﺎن اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷك واﻟﻐﻣوض ﻓﻲ اﻟﺧﺑر أو
اﻟﺣدث ،ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌرف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟﺎل اﻹﺷﺎﻋﺔ( ،ﻓﺎﻹﺷﺎﻋﻪ اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻌﻠم
ﺑﺎﻟواﻗﻊ وﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻋﻼﻣﻰ ﯾﺣﺎول اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،ﻟذا ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻌض
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﻣﺟرد “ﺑدﯾل" ﯾﻌوض ﻏﯾﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ .ﻓﺎﻹﺷﺎﻋﺔ ﺗﻧﺗﺷر ،ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﺗوﻗف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت – اﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻔروض أن ﺗﻘدم اﻟﺧﺑر اﻟﻣﺿﺑوط – ﻋن ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.١
٤٠٤
راﺑﻌﺎ :ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻠﻘﻲ اﻹﺷﺎﻋﺔ أوﺳﺬاﺟﺔ اﻟﻤﺘﻠﻘﻲ
ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻔﺷﻰ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﻬل واﻷﻣﯾﺔ وﯾﺗردى ﻓﯾﻬﺎ ﻗطﺎع اﻟﺗﻌﻠﯾم ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌﻠﻬم ﻋﻘوﻟﻬم ﺟﺎذﺑﺔ ﻟﺗﻠﻘﻲ أي ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻛﺎذﺑﺔ وﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
ﺗؤﺛر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،ﺣﯾث ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﺷروخ ﺑﯾن
اﻓراد اﻻﺳرة اﻟواﺣدة وﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص وﺗﺳﺑب اﻻﺣﺑﺎط وﺗدﻧﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ اﻧﻬﺎ ﺗزﯾد ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺷك ﺑﯾن اﻻﻓراد واﻟﻣوﺳﺳﺎت ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻣس
ﺑﺎﻻﻣن اﻟوطﻧﻲ واﺳﺗﻘرار وﺧﻠق اﻟﻔوﺿﻰ واﻟﺑﻠﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗؤﺛر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﻪ وﺗؤدي اﻟﻰ ﺗﺑﺎطﺊ ﻓﻲ اﻟﻧﻣووﻋﺟز
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗﻧﻔﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻻﺟﻧﺑﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﺗﻧﻣﯾﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﻪ واﻟﺑﺷرﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ وﻣن
ﻣﺧﺎطر اﻻﺷﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﺿﻌﺎف اﻟﺛﻘﻪ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ واﻧﻌدام اﻟﺛﻘﻪ ﺑﺎﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص
وﻋﻣل ﻓﺟوﻩ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﯾﺿﺎ ﻋزوف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻋن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾؤدي ذﻟك
١ اﻟﻰ ﺧﻠق ازﻣﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﻪ ﻟدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﻣﺎ ﯾﻌﯾق ﺗﻘدﻣﻬﺎ وﺗطورﻫﺎ.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﺗﻌﻠﯾم وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﺎن ﺳﻬﺎم اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺗﺳﺗﻬدف ﻋﻘل اﻻﻧﺳﺎن
وﻣﺷﺎﻋرﻩ وﻧﻔﺳﯾﺗﻪ ،ﺧﺎﺻﻪ وان اﻟطﻼب ﻫم ﻣن ﻓﺋﻪ اﻟﺷﺑﺎب واﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون اﻛﺛر ﺗﺄﺛ ار ﺑﻣﺎ ﯾﺟري
١اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت :ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ،أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ،ﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻬﺎ ،أﻧواﻋﻬﺎ ،ﻣﺧﺎطرﻫﺎ وطرق اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻘﻠم :أ .د .ﺳﻣﯾر اﺑو زﻧﯾد،
ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺟرﯾدة دﻧﯾﺎ اﻟوطن٢٠٢٠/٠٦/١٢ ،
٤٠٥
ﺣﯾث ﺗؤﺛر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﻬم اﻻﺧﻼﻗﯾﺔ واﻓﻛﺎرﻫم وﺳﻠوﻛﻬم وﺷﺧﺻﯾﺗﻬم وﺧﻠق ﺣوﻟﻬم،
اﻟﺷﻛوك واﻟﺑﻐﺿﺎء واﻻﻗﺗﺗﺎل ﺑﯾن اﻟطﻼب ،ﻛﻣﺎ اﻧﻬﺎ ﺗزﯾد ﻣن ﻋزوﻓﻬم وﺗﺳرﺑﻬم ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺄﺛﯾر اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم
أﯾﺎً ﻛﺎن ﻧوع اﻹﺷﺎﻋﺔ وﻫدﻓﻬﺎ ﻓﺄن ﻟﻛل إﺷﺎﻋﺔ ﺟﻣﻬورﻣﻌﯾن ﯾروﺟﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﺎﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧﺗﺷر ﺑﺻورة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن ﻫؤﻻء اﻟذﯾن ﯾﻣﻛن ﻟﺛرواﺗﻬم ان ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎرﺗﻔﺎع
أواﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ اﻷﺳواق أواﻟﺑورﺻﺔ ،واﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدور ﺣول اﻟﺿراﺋب اﻟدﺧل واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺧطط اﻟﺗطوﯾر اﻟﻌﻣراﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﺑﯾن اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﻣن اﻟﺟﻣﻬور ،١أﻣﺎ أﺧﺑﺎر اﻟﻌطﻼت ﻓﺗﻧﺗﺷر
ﺑﯾن طﻼب اﻟﻣدارس ﯾﺗﻠﻘون ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ أي ﺧﺑر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺿراب أوﺑﺣﺎدث ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ان ﯾﺿﯾف إﻟﻰ
ﻋطﻠﻬم ﻋطﻠﺔ ،وﻫﻛذا ﻓﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ أواﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎطق ﺣﺳﺎﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗدور
ﺣول اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺟﺎﻋﺗﻬم ،ﻓﻬﻧﺎك ﺟﻣﻬور إﺷﺎﻋﺔ ﻋﻧد ﺗواﻓر ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ .٢
أﻣﺎ ﻋن ﺗﺄﺛﯾر اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﺄﻧﻬﺎ ﺗﻠﻌب دو اًر ﻛﺑﯾ اًر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟرأي اﻟﻌﺎم
وﺗﻐﯾﯾرﻩ ﻓﻬﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﻋن طرﯾق أﻓراد اﻟﺷﻌب ﻓﻬﻲ ﺗﻌﯾش ﻋﻠﯾﻪ ،اﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر ﺑﺻورة
ﻣﺑﺎﺷرة أوﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻷن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ أي زﻣﺎن وﻣﻛﺎن ﻣﻬﯾﺄون ﻟﺗﻠﻘﻲ اﻹﺷﺎﻋﺔ وﺗﺻدﯾﻘﻬﺎ
ﻓﻠﯾس ﻟدﯾﻬم اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﻣراﺟﻌﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻌوﻧﻪ وطرﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺻدق،
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﻬم إﺛﺑﺎت ﻛذب اﻹﺷﺎﻋﺔ ،وﻗد دﻟت اﻟﺗﺟﺎرب ﻋﻠﻰ ان أﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎس ﺗردد
اﻹﺷﺎﻋﺔ ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ٣
وﻻ ﺷك أن ﺗﺄﺛﯾر اﻹﺷﺎﻋﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﻠﯾل اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،ﺧﺻوﺻﺎً إذا ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺗﻧﯾ اًر
ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﯾز ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺻﺎدﻗﺔ واﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ وﺑﯾن ﻣﺻﺎدر اﻷﺧﺑﺎر
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
ورﻏم أن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﻧﻣو وﯾﺳﯾر ﺑﺑطء إﻻ ان ﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﺷﺎﻋﺎت ﺗﺧرج ﻓﺟﺄة ﺑﺻورة ﻏﯾر
ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﺗﻧﻣو ﺑﺻورة ﻓﺟﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛﯾرة وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟطﺎرئ٤ .
١ﺻﺎﺑرﯾن ﺣﻣدي ﻣﺣﻣد ﺿﯾف اﷲ ،اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺳﻼح اﻹرﻫﺎب ﻟﺿرب اﻻﺳﺗﻘرار ،٢٠١٩ ،ص ١٦
٢أ .طﻼل ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎﺷري وأ .آﻣﺎل ﻋﻣر اﻟﺳﺎﯾس ،دراﺳﺔ ﻋن اﻹﺷﺎﻋﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورة ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻻﻟﻛﺗروﻧﻲwww.swmsa.net:
٣ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾن ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم – اﻹﻋﻼم – اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ص .٥٢-٥٣
٤ﻟواء دﻛﺗور ﻋﺻﻣت ﻋدﻟﻲ ،ﺗﻘدﯾم اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳﻌد اﷲ ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ ،دار
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،٢٠٠٨ ،ص٣٢٠
٤٠٦
وﻣن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻹﺷﺎﻋﺎت ﻣؤﺛرة ﺑﺷﻛل ﻗوي ﻓﻲ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،أﻧﻬﺎ ﺗوﺟﻪ وﯾﺗم
ﻧﺷرﻫﺎ ﻣن أﺟل إﻋداد أذﻫﺎن اﻟﻧﺎس ،ﺧﺻوﺻﺎً اﻹﺷﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻘﺻر وواﻟوﺿوح وﺳﻬوﻟﺔ
اﻟﻔﻬم واﻹﻟﻘﺎء ،ﻛﻣﺎ أن اﻹﺷﺎﻋﺔ ﺗﻛون ﻣﻧطوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﻔﺻﯾﻼت اﻟدﻗﯾﻘﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ
ﺗﻛون ذات أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ﯾروج اﻹﺷﺎﻋﺔ ،واﻟﻌﺎدة أن ﺗﺧرج اﻹﺷﺎﻋﺔ ﺑطﺎﺑﻊ
اﻟﺗﺷوﯾق ١ﻷن اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻬﺎ وﺗروﯾﺟﻬﺎ ﯾﺑذﻟون أﻗﺻﻰ ﺟﻬدﻫم ﺑﺷﻛل ﯾﺣﻘق رواﺟﻬﺎ
وﻧﺷرﻫﺎ ﻣﺳﺗﻐﻠﯾن ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﺞ ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻧﺎس ﻣن آﻣﺎل وأﺣﻼم ﯾﻘظﺔ أوﺷك ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺗﻌﺑﯾر
ﻋﻧﻪ ﻋﻼﻧﯾﺔ .٢
٢-٢ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾن ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم – اﻹﻋﻼم – اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص٥٤
٤٠٧
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺻدي ﻟﻺﺷﺎﻋﺔ
ان اﻟﺗﺻدي ﻟﻺﺷﺎﻋﺎت ﻟﯾس أﻣ اًر ﺳﻬﻼَ وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﺳﺑل ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ وﻣﺣﺎرﺑﺗﻬﺎ
ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻔردي أواﻟﺟﻣﺎﻋﻲ .ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻔردي ﯾﺟب ﻋدم ﺗﺻدﯾق أي ﺧﺑر إﻻ إذا
ﻛﺎن ﻣن اﻟﻘﻧوات اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﯾﻘن ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ﻣن اﻷﺧﺑﺎر ﻗﺑل ﺗداوﻟﻬﺎ ،وﻋدم اﻟﺣﻛم
ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟﻣﺗﺣدث إﻻ ﺑﻌد اﻟﻔﺣص ،ﻛذﻟك ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻدر اﻹﺷﺎﻋﺔ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺗﻬﺎ
واﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﻣﺻداﻗﯾﺗﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑذل ﻛل اﻟﺟﻬد ﻟرﻓﻊ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻸﻓراد ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺣﺻﯾن اﻟوﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻓراد ﻷن اﻹﺷﺎﻋﺔ ﺗﻛون
ﻣؤﺛرة أﻛﺛر ﻓﻲ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺑﺳطﺎء ﺳرﯾﻌﻲ اﻟﺗﺄﺛر.
ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﻋرض اﻟﺣﻘﺎﺋق وﺗوﺧﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ
ﻋرﺿﻬﺎ وذﻟك ﻣن أﺟل ﺑث اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن واﻟدوﻟﺔ.
٤٠٨
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺗﺟرﯾم اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
ﻌد ﻣﺑدأ ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ وﻻ ﺟرﯾﻣﺔ إﻻ ﺑﻧص أوﺑﻘﺎﻧون ،ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﻧظﻣﺔ
ُﯾ ّ
اﻟﻣﺷرع ﻣﺳﺑﻘﺎً ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ،
ّ ﺟرﻣﻪ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرأي ﻓﻌل ﺟرﯾﻣﺔ إﻻ إذا ّ
اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت .وﻟﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
ّ ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓرض أي ﻋﻘوﺑﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
٧٦ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻ ﺟرﯾﻣﺔ وﻻ ﻋﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻧص دﺳﺗورى أوﻗﺎﻧوﻧﻰ "
ﻌد أﯾﺿﺎً ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻧص اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن
وﻫذا اﻟﻣﺑدأ ُﯾ ّ
ﻟﻌﺎم ١٩٤٨ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة " ١١ﻻ ﯾدان أي ﺷﺧص ﻣن ﺟراء ﻓﻌل أوﺗرك إﻻ إذا
ﻛﺎن ذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺟرﻣﺎً وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟوطﻧﻲ أواﻟدوﻟﻲ "
ٕواذا ﻛﺎن أول ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﺔ ﻗﺎﻋدة ﻻ ﺟرﯾﻣﺔ وﻻ ﻋﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻧص ،وﺟود ﻧص ﯾﺟرم اﻟﻔﻌل
ﻟﻛﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟرﯾﻣﺔ ،ﻓﻬذا اﻟوﺟود ﻣﺗﺣﻘق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺎﺋﻌﺔ وﯾؤﻛد وﺟود رﻛﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ
ﺟزﺋﻪ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧص .
اﻻ أن وﺟود اﻟﻧص اﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻘﯾﺎم اﻟرﻛن اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ ﺑل ﻻﺑد أن ﯾﺧﻠواﻟﻔﻌل ﻣن ﻛل
أﺳﺑﺎب اﻹﺑﺎﺣﺔ اﻟطﺎرﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطل اﻟﻧص ﻋن اﻟﺗطﺑﯾق.١
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺎﻣﺔ وﻣﺳﺗوﻓﺎة اﻟﺷروط
واﻷرﻛﺎن ﺣﺗﻰ ﯾﺗم اﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﺑداﯾﺔ أن اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻫﻲ ﻛل ﻓﻌل ﻓرض ﻟﻪ ﻗﺎﻧون
أرﻛﺎﻧﺎ إذا ﺗﻣت وﺟﺑت اﻟﻌﻘوﺑﺔ ،ﺣﯾث إن
َ اﻟﻌﻘوﺑﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ،وﻟﻛل ﺟرﯾﻣﺔ
اﻟﺟراﺋم ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻬﺎ رﻛﻧﺎن ،رﻛن ﻣﺎدي ورﻛن ﻣﻌﻧوي٢
ٕواذا ﻛﺎن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻫواﻟﺳﻠوك ،اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺳﻠوك
اﻟﻣﻐرﺿﺔ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫو إذاﻋﺔ أو إﻋﺎدة ﻧﺷر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت أو اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت أو اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ أو ُ
أو دﻋﺎﯾﺔ ﻣﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺧﺎرج وأﻣﺎ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻣن ﻫذا اﻟﻔﻌل ﻣن ﻧﺗﯾﺟﺔ
واﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻹﺿرار ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوطﻧﯾﺔ أو إﺛﺎرة اﻟرأي اﻟﻌﺎم أواﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧظﺎم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟدوﻟﺔ.
١
ﻧظرة ﺣدﯾﺛﺔ ﺣول ﺗﺟرﯾم اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻹﻛرﺗوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺳﻧوي
اﻟﺳﺎدس ﺑﻌﻧوان اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺷﺎﺋﻌﺎت" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ٢٣ ،إﺑرﯾل ،٢٠١٩د /ﻣﻔﯾد ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل اﻟﺻﻼﺣﻲ ،ص١٩
ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان أﺳﺎﻟﯾب ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،د /أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺧﺿر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﻠوان ،ص . ٩
2https://webcache.googleusercontent.com/
٤٠٩
أﻣﺎ اﻟرﻛن اﻷﻫم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫواﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي واﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﺑﺷرطﯾن ،اﻟﻘﺻد
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،ﺣﯾث إن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻫو اﻟﻌﻠم واﻹرادة أي أن
ﯾﻌﻠم اﻟﺷﺧص ﺑﻌﻠﻣﻪ ﻫذﻩ ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ ﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎً ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر
اﻹرادة أي أن ﺗﺗوﻓر ﻧﯾﺔ اﻟﺷﺧص ﺑﺈﺗﯾﺎن ﻫذا اﻟﻔﻌل .وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺗﺟرﯾم
اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻫو ﺗﺟرﯾم اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟذي ﯾﺑدأ ﺑﺗﻛﯾﯾف اﻟﺟرﯾﻣﺔ وﺗﺻوﯾرﻫﺎ ﻣن
ﺧﻼل ر ﻛﻧﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدي واﻟﻣﻌﻧوي.
ﻟذا ﯾﺗم ﺗﺟرﯾم اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾرﺟﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ ﻋﻧﺻرﯾن
أﺳﺎﺳﯾﯾن ،وﻫﻣﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻟﻺﺷﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم أوﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻔرد ﻓﻲ
أن ﯾﻛون رأﯾﺎً ﺷﺧﺻﯾﺎً ،وأﯾﺿﺎً ﺗﺟﺎوزﻫﺎ ﻟﺣدود ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣق اﻟﻣﻘرر ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون .وﻋﻠﻰ ذﻟك
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾوﺟﻪ وﯾﺳﺗﺧدم ﺑطرﯾﻘﺔ ﺳﯾﺋﺔ وﻣﺿﻠﻠﺔ ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻓﻘد ﯾؤدي ذﻟك
إﻟﻰ اﻧﺣراف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﻣﻌﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك أﻣﻧﻪ واﺳﺗﻘ اررﻩ
وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ أﻓرادﻩ.١
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﺷﺎﻋﺔ ﻣن ﺟراﺋم أﻣن اﻟدوﻟﺔ
ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ ان ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ
وأراﺿﯾﻬﺎ وﻣواطﻧﯾﻬﺎ وﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ ،وﻓﻰ اﻟوﻗت اﻟذى ﺗﺳﻌﻰ ﻓﯾﻪ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻟﻰ إﻋداد
ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗواﻧﯾن ﻟﺗﻐﻠﯾظ ﻋﻘوﺑﺔ ﺗروﯾﺞ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت وﻧﺷرﻫﺎ ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري ﻣواﺟﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﻣﺳﻠك اﻟﻘﺎﻧوﻧﻰ اﻟﺳﻠﯾم ،ﻋﺑر إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻛم أﻣن اﻟدوﻟﺔ
ﻟﺗﻛون ﻫﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻧظرﻫﺎ .وﯾﺄﺗﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻣن ﺟراﺋم أﻣن اﻟدوﻟﺔ ،ان ﺟراﺋم
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺗُﻌد ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻌدوان اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ أﻣن واﺳﺗﻘرار اﻟدوﻟﺔ اﻟداﺧﻠﻰ ،وﻫﻰ ﺑذﻟك ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﺎﻛم أﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻰ أﻧﺷﺄﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ١٠٥ﻟﺳﻧﺔ ١٩٨٠اﻟذى ﯾﻧص ﻓﻰ ﻣﺎدﺗﻪ
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﻛﻣﺔ أﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺑﻧظر اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻰ
اﻷﺑواب اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻰ واﻟﺛﺎﻧﻰ ﻣﻛرر واﻟﺛﺎﻟث واﻟراﺑﻊ ﻣن اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﺎﻧﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت.
وﺗﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أن اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" :ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻰ
ﺗدﺧل ﻓﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺣﺎﻛم أﻣن اﻟدوﻟﺔ ،وﻣﺑﺎﺷرة ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد واﻹﺟراءات
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻰ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ذﻟك" ،وﯾﻛون
ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺎت ﻗﺎﺿﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻰ
1 https://webcache.googleusercontent.com/
٤١٠
اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﺗﻰ ﺗﺧﺗص ﺑﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ أﻣن اﻟدوﻟﺔ .وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﻛون ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻠطﺔ
ﻗﺎﺿﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻰ ﺟراﺋم اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻰ ﺗﻣﻠك إﺻدار اﻷﻣر ﺑﺣﺑس اﻟﻣﺗﻬم
اﺣﺗﯾﺎطﯾﺎ ﻟﻣدة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل ﻗﺎﺿﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﻻ ﻟﻣدة أرﺑﻌﺔ أﯾﺎم ﻓﻘط ﺣﺳب
اﻷﺻل ،ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻠك ﺻﻼﺣﯾﺔ إﺻدار اﻷﻣر ﺑﻣد اﻟﺣﺑس ﻣدة أﺧرى ﻻ ﯾزﯾد ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﻋن ٤٥
ﯾوﻣﺎ ،دون اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻰ اﻟﺟزاﺋﻰ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻰ ذﻟك ﺷﺄن ﻗﺎﺿﻰ اﻟﺗﺣﻘﯾق.١
وﻧظ ار ﻟﺧطورة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣﺣل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻰ ﺟراﺋم أﻣن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوﺟودﻫﺎ ،وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ووﺣدﺗﻬﺎ ،ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون ﺟراﺋم أﻣن
اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﺧطر اﻟﺗﻰ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺑل وﻗوع اﻟﺿرر إذ ﯾﺗم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﺳﻠوك
ﺑوﺻﻔﻪ ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺎﻣﺔ ،وﻫوﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺟراﺋم »اﻟﺗﻣﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ« ،وﺗﻧص اﻟﻣواد
٨٠ج و ٨٠د و ١٠٢ﻣﻛرر أ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺻرى ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎرة »إذا ﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك«،
وﻫوﻣﺎ ﯾﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﻟﻣﺟرد ارﺗﻛﺎب ﺳﻠوك اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ وﻛﺎن ﻣن ﻗوﺗﻪ اﺣﺗﻣﺎل إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣرﺟوة
ﻋﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻠوك ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ وﻟو ﻟم ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ. ٢
١ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان أﺳﺎﻟﯾب ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،د .أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺧﺿر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ،ﻣؤﺗﻣر
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،ص٢١
٢ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان أﺳﺎﻟﯾب ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،د .أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺧﺿر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ،ﻣؤﺗﻣر
اﻟﻘﺎﻧون واﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،ص٢١
٤١١
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻐﯾر أﺧﻼﻗﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻗﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وذﻟك ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ
ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻓﺳﯾوﻟوﺟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﯾﻣﺔ ﻣﻛﺗﻣﻠﺔ اﻷرﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﯾث
ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ إذاﻋﺔ اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ وﻧﺷرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘول أوﺑﺎﻟﻔﻌل ﻋن طرﯾق
اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أوﺣﺗﻰ ﺑﻣﺟرد اﻹﯾﺣﺎء ،ﻛﻣﺎ إﻧﻬﺎ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﻣد ﻧﺷر اﻟﻔوﺿﻰ واﻟﺑﻠﺑﻠﺔ ٕواﺛﺎرة اﻟﻔﺗﻧﺔ وﺗﺿﻠﯾل اﻟرأي اﻟﻌﺎم.
ﻟذا ﻓﻘد اﻫﺗﻣت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑوﺿﻊ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﻋﻠﻰ
رأس ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﻧظ اَر ﻷﻧﻬﺎ ﻣن أﻛﺛر اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﺑﺎﻹﺷﺎﻋﺎت
ﺑﺳﺑب ﺗزاﯾد اﻷطﻣﺎع ﻣن ﺑﻌض اﻟدول واﺳﺗﺧدام اﻟﺟﻬﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗروﯾﺞ ﻫذﻩ
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت .وﻻ ﺷك أن ﺗروﯾﺞ اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﺻﺎر أﻛﺛر ﺳرﻋﺔ ٕواﻧﺗﺷﺎ اًر ﻋن ذي
ﻗﺑل ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺂﻟﯾﺎت ﻗوﯾﺔ ورادﻋﺔ ﻟﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ .ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد ﯾﺟدي اﻻﻛﺗﻔﺎء
ﺑﺎﻟﺻﻣت وﻋدم اﻟرد ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺎﻋﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﻬدﻫﺎ ،ﺧﺻوﺻﺎً ﻓﻲ ظل ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻬوس
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﻰ ﺑوﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻰ ،اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ﺳرﻋﺔ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻛﺳرﻋﺔ اﻧﺗﺷﺎر
اﻟﻧﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﺷﯾم ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﺳﻬوﻟﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ﻣن اﻹﺷﺎﻋﺔ وﺿﻣﺎن وﺻوﻟﻬﺎ
إﻟﻰ أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻷﺷﺧﺎص .ﻟذا ﻓﺈن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﺗدﺧل اﻟدول ﺑﺈﺟراءات
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ،وأﺻﺑﺣت ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺣﺔ إﻟﻰ ﺗطوﯾر ﻫذﻩ اﻵﻟﯾﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﺗﺷدﯾد
اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﺷر ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل ،وﺗﺷدﯾد اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ أى ﺧروﻗﺎت ،ﺑﻌد أن
ﺑﺎﺗت ﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﻣﺷﻬد اﻟﺳﯾﺎﺳﻰ.١
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟدور اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت
ﺗﺳﻌﻰ اﻟدوﻟﺔ داﺋﻣﺎً اﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﺣﯾوﯾﺔ وﻣﻘدراﺗﻬﺎ وأﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘوﻣﻲ ﺿد أي ﻣﺣﺎوﻻت
ﻫﺎدﻣﺔ وﺗﺧرﯾﺑﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟدوﻟﺔ وﺳﻼﻣﺔ ووﺣدة ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ﻫواﻟﻣطﻠب اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي
ﺗﺳﺗﻬدﻓﻪ اﻟدوﻟﺔ داﺋﻣﺎً ﻟذا ﻓﻘد أوﻛﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ إﻟﻰ اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻗﻧﻧت
وﺟودﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل إﺻدار اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ٕواﺧﺗﺻﺎﺻﺗﻬﺎ وﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ
أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ .ﻛﻣﺎ أوﻛﻠت إﻟﻰ اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﺷرﯾﻌﺔ ﻣﻬﻣﺔ إﺻدار وﺗﻔﻌﯾل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻰ ﺗﻧظم اﻟﺟراﺋم
١أﺳﻣﺎء دﯾﺎب ،ﻣواﺟﻬﺔ ﺣرب اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾﯾن اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ ٦ﻣﺎرس ٢٠١٩
https://egyls.com
٤١٢
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟواردة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺣﺎزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟردع اﻟﻌﺎم واﻟﺗﺻدي
ﻟﻺﺷﺎﻋﺎت وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻔوﺿﻰ ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻰ.
ﺣﺗﻰ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺳطور ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم إﻗرار ﻗﺎﻧون اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﺟدﯾد ،وﻟﻛن ﯾﺳﻌﻰ ﻣﺟﻠس
ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ إﻗرار ﻗﺎﻧون ﺟدﯾد ،ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣروﺟﻲ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺳواء ﺑﺎﻟﺗروﯾﺞ ﺑﺷﻛل
اﻟﻧواب ً
ﻣﺑﺎﺷر أو ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻰ ﻧﺷرﻫﺎ ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻋدم
اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﺟرﯾم اﻷﻣر ذاﺗﻪ.
وﻻ ﺷك أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻟﯾس اﻷول ﻣن ﻧوﻋﻪ ﻓﻲ ﺗﺟرﯾم ﻧﺷر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت وﻣﻼﺣﻘﺔ وﻋﻘﺎب
ﺻﺎﻧﻌﯾﻬﺎ وﻣروﺟﯾﻬﺎ ،وﻟﻛن ﺳﯾﺿﺎف إﻟﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎً ﺑﺷﺄن ﻧﺷر
وﺧﺎرﺟﯾﺎ ،أوﻓﯾﻣﺎ
ً وداﺧﻠﯾﺎ
ً وﺗروﯾﺞ اﻷﺧﺑﺎر واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎذﺑﺔ ﺳواء ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺳﻠم أو اﻟﺣرب،
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،أو ﺑﺎﻟﺻﺣﻔﯾﯾن واﻹﻋﻼﻣﯾﯾن ،أو ﺑﺎﻟﺟراﺋم
اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣس اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻠﺑﻼد ،وﻣن أﺑرز ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻹرﻫﺎب وﺗﻧظﯾم اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم وﻗﺎﻧون ﺟراﺋم ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت.
أوﻻً :ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت:
ﯾﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺻري رﻗم ٥٨ﻟﺳﻧﺔ ١٩٣٧ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻟﻣﺿرة ﺑﺄﻣن
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺧﺎرج اﻟﻣﺎدة ) ٨٠ج( ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺳﺟن ﻛل ﻣن أذاع ﻋﻣداً ﻓﻲ زﻣن اﻟﺣرب
أﺧﺑﺎ اًر أوﺑﯾﺎﻧﺎت أ ٕواﺷﺎﻋﺎت ﻛﺎذﺑﺔ أو ﻣﻐرﺿﺔ أوﻋﻣد إﻟﻰ دﻋﺎﯾﺔ ﻣﺛﯾرة وﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك ﻛﻠﻪ
إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻻﺳﺗﻌدادات اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻟﺑﻼد أو ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ أو
إﺛﺎرة اﻟﻔزع ﺑﯾن اﻟﻧﺎس أو إﺿﻌﺎف اﻟﺟﻠد ﻓﻲ اﻷﻣﺔ.
وﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن اﻟﻣﺷدد إذا ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺧﺎﺑر ﻣﻊ دوﻟﺔ أﺟﻧﺑﯾﺔ ،وﺗﻛون
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد إذا ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺧﺎﺑر ﻣﻊ دوﻟﺔ ﻣﻌﺎدﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ذاﺗﻬﺎ ﻓﻰ اﻟﺑﻧد )د( ﻋﻠﻰ أن »ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر
وﻻ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات وﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ١٠٠ﺟﻧﯾﻪ وﻻ ﺗﺟﺎوز ٥٠٠ﺟﻧﯾﻪ أوﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن
اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻛل ﻣﺻري أذاع ﻋﻣداً ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج أﺧﺑﺎ اًر أو ﺑﯾﺎﻧﺎت أو إﺷﺎﻋﺎت ﻛﺎذﺑﺔ ﺣول اﻷوﺿﺎع
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد وﻛﺎن ﻣن ﺷﺄن ذﻟك إﺿﻌﺎف اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟدوﻟﺔ أو ﻫﯾﺑﺗﻬﺎ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أو ﺑﺎﺷر ﺑﺄﯾﺔ
طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﻧﺷﺎطﺎً ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد ،وﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن إذا وﻗﻌت
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ زﻣن ﺣرب »أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻣور اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻼد ،ﻓﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻓﻰ اﻟﺑﺎب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺎدة ٨٦ﻣﻛرر ﻋﻠﻰ »ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛل ﻣن روج ﺑﺎﻟﻘول أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺑﺄﯾﺔ طرﯾﻘﺔ أﺧرى
ﻟﻸﻏراض اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ )ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺄﺳﯾس ﺟﻣﻌﯾﺔ أوﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻌﻣل ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون ،(.....وﻛذﻟك ﻛل ﻣن ﺣﺎز ﺑﺎﻟذات أوﺑﺎﻟواﺳطﺔ أوأﺣرز ﻣﺣررات أوﻣطﺑوﻋﺎت أوﺗﺳﺟﯾﻼت،
أﯾﺎً ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ،ﺗﺗﺿﻣن ﺗروﯾﺟﺎً ﻟﺷﻲء ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ،إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻌدة ﻟﻠﺗوزﯾﻊ أوﻻطﻼع اﻟﻐﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ،
٤١٣
وﻛل ﻣن ﺣﺎز أوأﺣرز أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟطﺑﻊ أواﻟﺗﺳﺟﯾل أواﻟﻌﻼﻧﯾﺔ ،اﺳﺗﻌﻣﻠت أوأﻋدت
ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل وﻟوﺑﺻﻔﺔ وﻗﺗﯾﺔ ﻟطﺑﻊ أوﺗﺳﺟﯾل أ ٕواذاﻋﺔ ﺷﻲء ﻣﻣﺎ ذﻛر ،ﺑﺎﻟﺳﺟن ﻣدة ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ
ﺧﻣس ﺳﻧوات اﻟﻣﺎدة ) ٩٨و( ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺳﺗﺔ أﺷﻬر وﻻ ﺗﺟﺎوز ﺧﻣس ﺳﻧوات
أوﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﺟﻧﯾﻪ ،وﻻ ﺗﺟﺎوز أﻟف ﺟﻧﯾﻪ ﻛل ﻣن اﺳﺗﻐل اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺗروﯾﺞ
ﺑﺎﻟﻘول أو ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أو ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ﻷﻓﻛﺎر ﻣﺗطرﻓﺔ ﺑﻘﺻد إﺛﺎرة اﻟﻔﺗﻧﺔ أوﺗﺣﻘﯾر أو ازدراء أﺣد
اﻷدﯾﺎن اﻟﺳﻣﺎوﯾﺔ أو اﻟطواﺋف اﻟﻣﻧﺗﻣﯾﺔ إﻟﯾﻬﺎ أو اﻹﺿرار ﺑﺎﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟرم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ذاﺗﻪ» :إذاﻋﺔ وﻧﺷر اﻷﺧﺑﺎر واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻛﺎذﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
ﺗﻛدﯾر اﻷﻣن اﻟﻌﺎم أ ٕواﻟﻘﺎء اﻟرﻋب ﺑﯾن اﻟﻧﺎس أو إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﺎﻟﺣﺑس وﺑﻐراﻣﺔ
ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣﺳﯾن ﺟﻧﯾﻬﺎً وﻻ ﺗﺟﺎوز ﻣﺎﺋﺗﻲ ﺟﻧﯾﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻐﻠظ ﻋﻘوﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﺟن وﻏراﻣﺔ ﻻ
ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣﺳﯾن ﺟﻧﯾﻬﺎً وﻻ ﺗﺟﺎوز ﻣﺎﺋﺗﻲ ﺟﻧﯾﻪ ﺣﺎل وﻗﻌت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ زﻣن اﻟﺣرب« وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة
١٠٢ﻣﻛرر.
أﺧﺑﺎر
ا ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ١٨٨ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ »ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛل ﻣن ﻧﺷر ﺑﺳوء ﻗﺻد
أو ﺑﯾﺎﻧﺎت أ ٕواﺷﺎﻋﺎت ﻛﺎذﺑﺔ أو أوراﻗﺎ ﻣﺻطﻧﻌﺔ أو ﻣزورة أو ﻣﻧﺳوﺑﺔ ﻛذﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ،إذا ﻛﺎن ﻣن
ﺷﺄن ذﻟك ﺗﻛدﯾر اﻟﺳﻠم اﻟﻌﺎم أو إﺛﺎرة اﻟﻔزع ﺑﯾن اﻟﻧﺎس أو إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗﺟﺎوز ﺳﻧﺔ وﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣﺳﺔ آﻻف ﺟﻧﯾﻪ وﻻ ﺗزﯾد ﻋﻠﻰ ﻋﺷرﯾن أﻟف
ﺟﻧﯾﻪ أو ﺑﺈﺣدى ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن«.
ﺛﺎﻧﯿﺎً :ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرھﺎب وﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم:
ﻟﻌﺑت ﻣواﻗﻊ اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ دو اًر ﺑﺎر اًز ﻓﻲ ﻧﺷر اﻹﺷﺎﻋﺎت واﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ اًر ﻛﺑﯾ اًر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار وأﻣن اﻟﺷﺎرع اﻟﻣﺻري وﻫو ﻣﺎ اﻧﻌﻛس ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻋﻠﻰ أوﻟوﯾﺎت
ﺗﺣد ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻠك اﻟﻣواﻗﻊ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻋدداً ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﻗد ّ
ﻓﻲ ﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗد ﯾﺗم ﻧﺷرﻩ ﺑﻬﺎ وﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻹﺷﺎﻋﺎت واﻷﺧﺑﺎر اﻟﻛﺎذﺑﺔ.
ﯾﻌﺎﻗب ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرﻫﺎب رﻗم ٩٤ﻟﺳﻧﺔ ٢٠١٥ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة " ٢٨ﻛل ﻣن روج أوأﻋد
ﻟﻠﺗروﯾﺞ ،ﺑطرﯾق ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ،ﻻرﺗﻛﺎب أﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟﻘول أو اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ أوﺑﺄﯾﺔ
وﺳﯾﻠﺔ أﺧرى ،ﺑﺎﻟﺳﺟن ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣس ﺳﻧﯾن ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن ﻣدة ﻻ ﺗﻘل
ﻋن ﺳﺑﻊ ﺳﻧﯾن ،ﺣﺎل إذا ﻛﺎن اﻟﺗروﯾﺞ داﺧل دور اﻟﻌﺑﺎدة ،أو ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ،أوﻗوات
اﻟﺷرطﺔ ،أو ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻘوات".
ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ذاﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ "ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛل ﻣن ﺣﺎز أو أﺣرز أﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟطﺑﻊ أو
اﻟﺗﺳﺟﯾل أو اﻟﻌﻼﻧﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﻠت أو أﻋدت ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل ،وﻟو ﺑﺻﻔﺔ وﻗﺗﯾﺔ ،ﺑﻘﺻد طﺑﻊ أوﺗﺳﺟﯾل أو
إذاﻋﺔ ﺷﻲء ﻣﻣﺎ ذﻛر ،ﺑذات اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣس ﺳﻧوات "
٤١٤
وﺗوﺳﻊ ﻗﺎﻧون اﻹرﻫﺎب ﻓﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﺎﺋﻌﺎت؛ ﺑﺗﺟرﯾم ﻣن ﯾﺳﺗﻐل وﺳﺎﺋل
اﻻﺗﺻﺎل ووﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ "اﻟﺳوﺷﺎل ﻣﯾدﯾﺎ" ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ٢٩ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻸﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟداﻋﯾﺔ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب أﻋﻣﺎل إرﻫﺎﺑﯾﺔ ،أوﻟﺑس ﻣﺎ
ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺿﻠﯾل اﻟﺳﻠطﺎت اﻷﻣﻧﯾﺔ ،أواﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﺄن أﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ إرﻫﺎﺑﯾﺔ،
أوﻟﺗﺑﺎدل اﻟرﺳﺎﺋل ٕواﺻدار اﻟﺗﻛﻠﯾﻔﺎت ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ أواﻟﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﯾﻬﺎ ،أواﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎل أو ﺗﺣرﻛﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﯾن أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺧﺎرج ،ﺑﺎﻟﺳﺟن
اﻟﻣﺷدد ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﺧﻣس ﺳﻧﯾن.
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ٣٥ﻣن ذات اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛل ﻣن ﺗﻌﻣد ،ﺑﺄﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻛﺎﻧت،
ﻧﺷر أو إذاﻋﺔ أوﻋرض أو ﺗروﯾﺞ أﺧﺑﺎر أو ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋن أﻋﻣﺎل إرﻫﺎﺑﯾﺔ وﻗﻌت داﺧل
اﻟﺑﻼد ،أو ﻋن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن و ازرة
اﻟدﻓﺎع ،ﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ﻣﺎﺋﺗﻲ أﻟف ﺟﻧﯾﻪ وﻻ ﺗﺟﺎوز ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ أﻟف ﺟﻧﯾﻪ.
٤١٥
ﻛﺎذﺑﺔ ،وﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ١٠آﻻف ﺟﻧﯾﻪ وﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ١٠٠أﻟف ﺟﻧﯾﻪ ،أوﺑﺈﺣدي ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن،
وﺗُﺿﺎﻋف اﻟﻌﻘوﺑﺔ إذا ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻓﺎة أو إﺻﺎﺑﺔ ﺷﺧص أوأﻛﺛر ﺑﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ..
وﻧرى ان اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺟداً ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟراﻫﻧﺔ وﻓﻲ ظل ﻣﺎ ﯾﺣﺎك ﺑﻣﺻر ﻣن
ﻣﺣﺎوﻻت ﻫﺎدﻣﺔ ﻹﻓﺳﺎد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻌب واﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﺟﯾش ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘرر ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻟﻛل ﻣن ﺳﺎﻫم
ﻓﻲ ﺗروﯾﺞ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻊ ذﻟك ﺗﻔﺗﻘر ﻟﻣﻌﯾﺎر ﻣﺣدد ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻟﺧﺑر.
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ "ﯾﻧﺷﺊ ﺟﻬﺎز ﻟرﺻد اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ داﺧﻠﯾﺎً وﺧﺎرﺟﯾﺎً ٕواﺻدار ﺑﯾﺎن ﻟﻠرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ...وﯾﺗﺑﻊ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﻘﺗرح إﻧﺷﺎﺋﻪ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء،
وﯾﺿم ﻓﻰ ﻋﺿوﯾﺗﻪ ﻋﺿوﻣن و ازرة اﻟدﻓﺎع واﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﻌدل واﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﻣﺧﺎﺑرات
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷوﻗﺎف واﻷزﻫر واﻟﻛﻧﯾﺳﺔ"..
-ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻣﺟﻠس اﻟوزراء واﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻼﻣﺎت ﯾﻧﺎط ﺑﻬم اﺻدار ﺗﻘﺎرﯾر ﻟﻠرد
ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،إﻻ أن ﺗﺷﻛﯾل ﺟﻬﺎز ﻟرﺻد اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺳﯾﻛون ﻟﻪ أﺛر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗرﻛﯾز اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
واﺳﺗﻘﺻﺎﺋﻬﺎ.
-وﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﺑرز أﻫم ﻧﺻوص ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﺟدﯾد واﻟﻣﺣﺎل ﺣﺎﻟﯾﺎً ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ،
ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-١اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت أﺣد ﻣﺻﺎدر ﺗﻬدﯾد اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ.
-٢إﻧﺷﺎء ﺟﻬﺎز ﻟرﺻد اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت واﻟرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓور ﺻدورﻫﺎ.
-٣اﺳﺗﻬداف وﺿﻊ ﺣد ﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺳوﺷﯾﺎل ﻣﯾدﯾﺎ ﻛﻣﻧﺻﺔ ﻟﻧﺷر اﻷﻛﺎذﯾب.
-٤ﺗﺷﻛﯾل ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﺑﻘرار ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟوزراء ﺑﻌﺿوﯾﺔ ٥وزراء.
-٥اﻟﺳﺟن ﻣن ٦أﺷﻬر ل ٣ﺳﻧوات ﻋﻘوﺑﺔ ﺗروﯾﺞ أوﻧﺷر اﻻﺷﺎﻋﺎت.
-٧اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ١٠اﻻف ل ١٠٠اﻟف ﺣﺎل اﻟﺗﺳﺑب ﻓﻲ وﻓﺎة ﺷﺧص ) .اﻟﻣﺻدر ﻣﺟﻠس
اﻟﻧواب (
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدي ﻟﻠﺷﺎﺋﻌﺎت
اﺳﺗﺣدث ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،آﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻧﺗﺷﺎر
داﺧﻠﯾﺎ
ً اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﻫﻲ إﻧﺷﺎء ﺟﻬﺎز داﺋم ﻟرﺻد اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﯾﻧﺎط ﻟﻪ اﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺟﯾﺎ ﺣﯾﺎل ﻣروﺟﯾﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﺑﯾﺎﻧﺎت رﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣﺟرد ظﻬورﻫﺎ وﺧﺎر ً
ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻣﺟﻠس اﻟوزراء ،وﯾﺿم ﻓﻲ ﻋﺿوﯾﺗﻪ ﻣﻣﺛﻠﻲ و ازرات اﻟدﻓﺎع
واﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ .وﺳﯾﻛون ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ً
واﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﻌدل واﻻﺗﺻﺎﻻت ،وﻛذﻟك ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن اﻟﻣﺧﺎﺑرات اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷوﻗﺎف واﻷزﻫر
واﻟﻛﻧﯾﺳﺔ واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم .وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﻧراﻩ ﺧطوة ﻫﺎﻣﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﺣد
ﻣن ظﺎﻫرة ﺑث اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺻﯾر اﻟﻣواطن ﺑﺎﻟﺣﻘﺎﺋق .وﻟﻛﻧﻧوﻗد ﯾرى اﻟﺑﻌض أن إﻧﺷﺎء
٤١٦
ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﺳوف ﯾرﺳﺦ ﻓﻛرة اﻟﺻوت اﻟواﺣد واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟواﺣدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﺟﻬﺎز واﺣد ﻣن
أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ دون ﻏﯾرﻩ ،وﯾﻌزز اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺷﻣوﻟﻲ ﻟﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ،وﻫوﻣﺎ ﯾﻌﺻف ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺟود ﻣﻧﺎخ
دﯾﻣﻘراطﻲ ﯾﺣﺗﻣل وﺟﻬﺎت ﻧظر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗرﺳﯾﺦ ﻣﻔﻬوم ﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﯾد ﺟﻬﺎز أوﻫﯾﺋﺔ
ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ ،ﻟذا ﻧرى أن ﺳد ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرة ﯾﺳﺗوﺟب ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟو ازرات واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﻔﻌﯾل ﺧدﻣﺎت اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﻛﺧطوة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت.
وﯾﺳﺗوﺟب أﯾﺿﺎً اﻧﺷﺎء إدارة ﻟﻠﺑﯾﺎن واﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻛون ﻣﺧﺗﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺗواﺻل ﻣﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،واﻹﻋﻼم اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ووﺳﺎﺋل اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .وﯾﻌﺗﺑر
اﻟﻐرض اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻹﻧﺷﺎء ﺗﻠك اﻹدارة ﻫوﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗواﺻل اﻟﻔﻌﺎل ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣواطﻧﯾن ﻋﺑر وﺳﺎﺋل
اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻟﻠرأي اﻟﻌﺎم ودﺣض اﻷﺧﺑﺎر واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻟﻛﺎذﺑﺔ
ﺣول ﻣﺎ ﺗﺑﺎﺷرﻩ ﺳﻠطﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت .وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺣﺻﺎر داﺋرة
ﻧظر ﻟﺗواﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻣن ﻣﺻدرﻫﺎ
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔً ،ا
اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﺗﻌزﯾز اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن
ﻓﺎﻟﻣﻐ ّذي اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻷي ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻫو ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول واﻗﻌﺔ أوﻣوﺿوع ﯾﺷﻐلوﺟﻌﺎت اﻟدوﻟﺔُ .
اﻟرأي اﻟﻌﺎم ،ﻓﺗﻠك ﻫﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﺳﻬل ﺧﻼﻟﻬﺎ اﺧﺗﻼق وﺗروﯾﺞ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻧﺎ
أﯾﺿﺎ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
ً ﻧرى أن إﻗرار ﻗﺎﻧون اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗداول اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﻫو أﺣد اﻟﺣﻠول اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،ﻓﺑدون اﻟﺗداول اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷر واﻹﺗﺎﺣﺔ ،ودﻋﻣﻬﺎ ﺑﺑﯾﺎﻧﺎت دورﯾﺔ ﺻﺎدرة ﻋن
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺻﺣﺎﻓﺔ واﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺄداء دورﻫم اﻟرﻗﺎﺑﻲٕ ،واﺑداء اﻟرأي
واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐﻠﻬم ،ﺳﺗظل ﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ أﯾدي
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻘط ،وﻫوﻣﺎ ﺳﯾؤدي ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أي رأي ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻬﺎ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺷﺎﺋﻌﺔ أو ﺧﺑر ﻛﺎذب.
٤١٧
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ:
-١ان ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﺗﻌد ﻣن اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ،إﻻ اﻧﻬﺎ وان ﻛﺎﻧت ﺳﻼﺣﺎً ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎﻧﺎت
اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ إﻻ اﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻼح ذوﺣدﯾن ﺣﯾث ﯾﻣﻛن إﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﺳﻼح ﻟﺑﻧﺎء
اﻟﻧظﺎم اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ أوﺳﻼح ﻟﻠﺣرب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻫدم ﻛﯾﺎن اﻟدوﻟﺔ إذا اﺳﻲء
-٢اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛﻲ ﯾﻛون ﻓﻌﺎﻻً وﻣﻧﺿﺑطﺎً ،ﻓﻬو ﯾﺟب أن
ﯾﻛون واﻋﯾﺎً وﻋﻘﻼﻧﯾﺎً وﯾﻘﺑل اﻟﺗﻌددﯾﺔ وﯾﺣﺗرﻣﻬﺎ وﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺧﻼﻗﻰ ﻓﻲ
-٣ﺣرﯾﺔ اﻟرأي واﻟﺗﻌﺑﯾر ﺣق ﻧﺳﺑﻲ وﻟﯾس ﺣق ﻣطﻠق أي اﻧﻪ ﯾﻌﺗد ﺑﺎﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
وﻣن ﺛم ﻓﻠﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ ان ﯾﻌطﻲ رأﯾﻪ وﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون
وﺿرورة اﺣﺗرام اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻬذا اﻟﺣق ﻣﺎداﻣت ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺻﺣﺔ أﻗواﻟﻪ
وﻟﻛن ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺣول ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﻘﺎل أوﯾﻛﺗب واﻟﺗﻌرض ﻟﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻵﺧرﯾن
ﺳواء ﺑﺎﻟﻘذف أواﻟﺳب ،ﻛذﻟك ﯾﺷﺗرط ﻋدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘﺎﻧون أواﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ داﺧل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
-٤ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻣن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﻫﻲ ظﺎﻫرة
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻣﻧذ اﻟﻘدم ،وﺗﻌﺗﺑرﻣن اﻷدوات اﻟﻘوﯾﺔ واﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺳﻠوك اﻷﻓراد
٤١٨
-٥أن اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻫﻲ ﺳﻠوك ﻣﺧطط وﻣدﺑر ﺗﻘوم ﺑﻪ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ أوﺷﺧص ﻣﺎ ﻟﻧﺷر ﻣﻌﻠوﻣﺎت أوأﻓﻛﺎر
ﻏﯾر دﻗﯾﻘﺔ أوﺑﻧﺷر أﺧﺑﺎر ﻣﺧﺗﻠﻘﺔ وﻣﺟﻬوﻟﺔ اﻟﻣﺻدر ،وﺗوﺣﻲ ﺑﺎﻟﺗﺻدﯾق وﺗﺗﺿﻣن ﺟزء
-٦ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﺧط اًر ﯾﻬدد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،ﻓﻘد ﺗؤدى إﻟﻰ ﺗﻔﻛك وﺗدﻫور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺧﻼل
دورﻫﺎ ﻓﻰ ﺧﻔض اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ أوﻓﻰ إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻔوﺿﻰ ،وﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺑدل وﺗﺗﻐﯾر
واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،وأﯾﺿﺎً ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﺳﺗﻘرار اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.
ﻌد ﻣﺑدأ ﻻ ﻋﻘوﺑﺔ وﻻ ﺟرﯾﻣﺔ إﻻ ﺑﻧص أو ﺑﻘﺎﻧون ،ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟراﺳﺧﺔ ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﻧظﻣﺔ
ُ -٧ﯾ ّ
اﻟﻣﺷرع ﻣﺳﺑﻘﺎً
ّ ﺟرﻣﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣﻘﺗﺿﺎﻩ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﺻدار اﻻﺷﺎﻋﺔ ﺟرﯾﻣﺔ إﻻ إذا ّ
ﺑﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ.
-٨ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ وأراﺿﯾﻬﺎ وﻣواطﻧﯾﻬﺎ وﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ،
-٩ﺑﻣﺎ أن ﺟرﯾﻣﺔ اﺻدار اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻣن ﺟراﺋم أﻣن اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻘد اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺟراﺋم
اﻟﺧطر اﻟﺗﻰ ﯾﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌل ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺑل وﻗوع اﻟﺿرر إذ ﯾﺗم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﺳﻠوك ﺑوﺻﻔﻪ
ﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺎﻣﺔ.
-١٠أوﻛﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟدوﻟﺔ وﺳﻼﻣﺔ ووﺣدة ﻣواطﻧﯾﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﺟﻬزة
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻗﻧﻧت وﺟودﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل إﺻدار اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم
٤١٩
-١١ﻛﻣﺎ أوﻛﻠت إﻟﻰ اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﺷرﯾﻌﺔ ﻣﻬﻣﺔ إﺻدار وﺗﻔﻌﯾل اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻰ ﺗﻧظم اﻟﺟراﺋم
اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟواردة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺣﺎزم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟردع اﻟﻌﺎم
-١٢اﺳﺗﺣدث ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،آﻟﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻧﺗﺷﺎر
اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،وﻫﻲ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺻدي ﻟﻠﺷﺎﺋﻌﺎت وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﻧﺷﺎء ﺟﻬﺎز داﺋم
-١٣ﺃﻋﻁﻰ اﻟﻣﺷرع ﺃﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻣﮑﺎﻓﺣﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺗﻪ ﺍﻟﺗﺷﺭﯾﻌﯾﺔ ﺍﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ .ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﯾﺔ،.
٤٢٠
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
أوﻻً :اﻟﻛﺗب واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
-١أﺣﻣد ﻣطر ﻣﺣﻣد ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟﻌراﻗﻲ إﻟﻰ أﯾن ،ﺑﺣث ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اوراق ﻋراﻗﯾﺔ،
-٢د /أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺧﺿر ،ﺑﺣث ﺑﻌﻧوان أﺳﺎﻟﯾب ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺟﺎﻣﻌﺔ
-٣أﺳﻣﺎء دﯾﺎب ،ﻣواﺟﻬﺔ ﺣرب اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﺟﻠﺔ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾﯾن اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ ٦
-٥د .ﺟﻣﺎل ﺳﻼﻣﺔ ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﺑﯾن اﻟﻛﻠﻣﺔ واﻟﻣﻌﺗﻘد ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
١٩٧٣ ٢٠١٠
-٦ﺣﺎﺗﻡ ﻣﺣﻣد ،ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺗﺄﺛﺭﻩ ﺑﺎﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﺩﻋﺎﯾﺔ ،ﺑﯾﺭﻭﺕ ،ﻟﺑﻧﺎﻥ ،ط ٢٠١٠
-٧ﺣﺳﯾن اﻟﺣﺳﯾن ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم – اﻹﻋﻼم – اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ
-٨ﻧظرة ﺣدﯾﺛﺔ ﺣول ﺗﺟرﯾم اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت اﻹﻛرﺗوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﺑﺣث ﻣﻘدم إﻟﻰ
-١٠ﺧﺎﻟد ﻛﺎظم ﻋودة اﻹﺑراﻫﯾم وﻣﻧﺗﻬﻰ ﺟواد ﻛﺎظم ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﺿﻣﺎﻧﺗﻪ واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ
-١٢ﺭﻭﺷﯾﻪ ﺟﯾﻪ ،ﻣدﺧل اﻟﻰ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﻌﺎم ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺻطﻔﻰ دﻧدﺷﻠﻲ .ﺑﯾروت،
٤٢١
-١٣د .ﺳﻌد اﻟدﯾن ﺧﺿر ،اﻟرأي اﻟﻌﺎم وﻗوى اﻟﺗﺣرﯾك ،ط ،١اﻟﻣوﺻل
-١٤د .ﺳﻌدي ﻣﺣﻣد اﻟﺧطﯾب ،اﻟﻌواﺋق أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات
-١٦ﺻﺎﺑرﯾن ﺣﻣدي ﻣﺣﻣد ﺿﯾف اﷲ ،اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﺳﻼح اﻹرﻫﺎب ﻟﺿرب اﻻﺳﺗﻘرار٢٠١٩ ،
sabri.khalil@hotmail.com
-١٨أ .طﻼل ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺎﺷري وأ.آﻣﺎل ﻋﻣر اﻟﺳﺎﯾس ،دراﺳﺔ ﻋن اﻹﺷﺎﻋﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
-١٩ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺳﺎﻣﻲ اﻟرأي اﻟﻌﺎم واﻹﺷﺎﻋﺔ ،اﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﺷرق اﻷوﺳط٢٠٠١ ،
-٢٠ﻟواء دﻛﺗور ﻋﺻﻣت ﻋدﻟﻲ ،ﺗﻘدﯾم اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺳﻌد اﷲ ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
-٢١د .ﻓﺗﺣﻲ ﻋﺑد اﻟﻧﺑﻲ اﻟوﺣﯾدي ،ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻧﻔﺎذ اﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
-٢٣د .ﻛرﯾم ﯾوﺳف اﺣﻣد ﻛﺷﺎﻛش ،اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻣﻧﺷﺄة
-٢٤ﻣﺟﺎﻫﺩ ،ﺟﻣﺎل ،ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ وﻗﯾﺎﺳﻪ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺍﻹﺳﮑﻧﺩﺭﯾﺔ ،ط ٢٠٠٤
-٢٥ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت واﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،ج١
٤٢٢
-٢٦د .ﻣﺻطﻔﻰ ﺳﺎﻟم اﻟﻧﺟﻔﻲ ،دور اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌراق ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟراﻓدﯾن ﻟﻠﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣوﺻل ،اﻟﻣﺟﻠد ) ،(١٠اﻟﻌدد ) ،(٣٨ﺳﻧﺔ ٢٠٠٨
-٢٧د /ﻣﻔﯾد ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل اﻟﺻﻼﺣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ طﻧطﺎ ٢٣ ،إﺑرﯾل ،٢٠١٩اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻓﻲ ﻧظر
-٢٨ا .ﻧﻌﻣﻪ اﻟﻌﺑﺎدي-اﻟرأي اﻟﻌﺎم ودورﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﻌراﻗﻲ ﻟﻠﺑﺣوث
٤٢٣
اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ:ًﺛﺎﻧﯿﺎ
1- https://www.newtactics.org
2- https://political-encyclopedia.org
3- https://www.almusallh.ly/ar/stratigystud/141-vol-6-106 .
4- https://newmediawiki.com
5- https://webcache.googleusercontent.com
6- https://webcache.googleusercontent.com
7- https://political-encyclopedia.org/dictionary
8- https://www.newtactics.org/ar
9- https://ar.wikipedia.org/wiki
10- https://qudsnet.com/
11- https://newmediawiki.com
12- https://newmediawiki.com
٤٢٤