Professional Documents
Culture Documents
اركان العقد
اركان العقد
:مقدمة
الخاتمـــة
:مقدمة
نظرا للقيمة البالغة التي يكتسيها العقد منذ أن يكون ايجابا الى القبول الى آخر مرحلة من مراحل تكوينه وهي افراغه في شكله
الرسمي ،من طرف الموظف المختص ،وكل مرحلة من هذه المراحل لها شروط يجب أن تتوفر حتى ينتج أثره على المتعاقدين
.وعلى الغير
ولقيام العقد فمن الطبيعي ان يقوم على أركان اربع مثله مثل البناء الذي يبى على أساس صحيح ،احترمت فيه كل المقاييس و
المعايير ،ولما كان العقد كذلك ،كان لكل ركن من اركانه شروط وجب توفرها حتى ينتج أثره ،فهناك شروط بدونها يكون العقد
باطال والينتج أثاره و هناك شروط أخرى بدونها يكون باالمكان تصحيح العقد وذلك بتداركها ،ومنه فاننا نخلص لطرح االشكالية
:التالية
.ما موقف المشرع الجزائري من شروط ابرام العقد ،ومامدى تأثير كل شرط من شروط العقد على المتعاقدين ؟
المطلب االول :التراضي والمحل :من بين االركان االساسية في العقد والتي بغيابها يكون العقد باطال بطالنا مطلقا نذكر التراضي
.و المحل ،وسنستعرضهما في فرعين منفصلين مع بيان تعريف وشروط كل منهما
الفرع االول :التراضي :التراضي هو تطابق االرادتين االيجاب و القبول حيث نصت المادة 59من القانون المدني ،على أنه "يتم
العقد بمجرد أن يتبادل الطرفان التعبير عن ارادتهما المتطابقتين دون االخالل بالنصوص القانونية" ،وحتى يكون التراضي صحيحا
يجب ان يكون صادرا من أشخاص يتمتعون باالهلية الكاملة أي أن يكونوا اشخاص أهل للتعاقد و أن تكون ارادتهما خالية من أي
:عيب من عيوب االرادة وهي
.أوال :الغلط :وهو وهم يقوم في ذهن المتعاقد يصور له أمر ا على غير حقيقته ويكون هو الدافع الى التعاقد
ثانيا :التدليس :هو استعمال طرق احتيالية بقصد ايقاع المتعاقد في غلط ،أي ايهامه بغير الحقيقة ودفع الى التعاقد بناء على هذا
.الوهم
ثالثا :الغبن االستغاللي :هو التفاوت الكبير بين ما يعطيه أحد المتعاقدين وقيمة ما يحصل عليه نتيجة الستغالل المتعاقد االخر
طيشه البين او هواه
.الجامح
رابعا :االكراه :هو رهبة تتولد في نفس االنسان نتيجة تهديده بايقاع اذى به او بغيره بدون حق اذا لم يبرم عقدا معينا ،فيحمله ذلك
.على ابرام العقد
الفرع الثاني :المحل :المحل هو الشيئ او العمل المعقود عليه ،ففي عقد البيع مثال يتم التعاقد على البيع نظير الثمن فيكون الشيئ
المبيع او المحل و الثمن هو عوض المبيع و في عقد المقاولة يم التعاقد الى أن يضع المقاول شيئا او يقوم بعمل نظير اجر فكان هذا
:العمل هو المحل و اجر هو عوض ذلك العمل ،لكي يكون المحل ركنا تاما من أركان العقد يجب ان تتوفر فيه شروط وهي
أوال :ان يكون موجودا او قابل للوجود :أي ان يكون محل التعاقد موجودا اثناء التعاقد او قابل للوجود مستقبال أي اليكون مستحيل
.التحقق وقد نصت المادة 93من القانون المدني على أنه اذا كان محل االلتزام مستحيال في ذاته كان العقد باطال بطالنا مطلقا
ثانيا :ان يكون معينا او قابل للتعيين :وتعيين المحل ييسر على المتعاقدين معاينته و التاكد من قيمته فاذا كان المحل شيئ قيمي
وجب تعيينه بذاته ،وادا كان مثلى وجب تعيينه بجنسه و نوعه ومقداره كأن نقول قنطار من القمح االسترالي
.عالي الجودة
ثالثا :ان يكون المحل مشروعا :ويكون المحل مشروعا اذا كان ال يتعارض مع أي نص من النصوص القانونية التي تمنع التعامل
به ،فيمنع مثال التعاقد على بيع المخدرات او الهواء في الجو او الطيور وهي حرة طليقة ،ويسمح التعامل في العقارات و المنقوالت
.متى كانت ملكية خاصة اليتعارض التعامل فيها مع القانون ومنه فان المشروعية محددة بالقانون
المطلب الثاني :السبب و الشكلية :نتطرق في هذا المطلب الى الركنين الباقين و هما سبب التعاقد و اعطاء العقد شكل رسمي يمكن
.االحتجاج به
الفرع االول :السبب :سبب العقد هو الدافع او الباعث الذي حمل الشخص على قبول التعاقد ،والذي لواله لما ابرم العقد ،الذي
يشتري سيارة لالستعمال الشخصي او الغراض التجارة ،وحتى مصالح الضرائب تراعي سبب التعاقد فالذي يستأجر بيتا لغرض
السكن يعفى من دفع الرسوم النسبية والذي يستأجره لغرض تجاري فهو ملزم بدفع رسم نسبي أثناء تسجيل العقد بمفتشية الطابع و
.التسجيل ،وللسبب شرط وحيد وهو أن يكون مشروعا ،فاذا كان سبب التعاقد غير مشروع كان العقد باطال بطالنا مطالقا
ويكون سبب العقد غير مشروع اذا كان مخالف لالداب العامة و النظام العام ،كما اذا كان الدافع و راء استئجار مسكن او استعماله
في كمكان للعب القمار او اخفاء االشياء المسروقة او الممنوعة فان سبب العقد في هذه الحاالت غير مشروع و بالتالي فالعقد باطل
بطالنا مطلقا وقد نصت المادة 97من القانون المدني على أنه " اذا التزام المتعاقد لسبب غير مشروع او لسبب مخالف للنظام العام
.و االداب العامة كان العقد باطال
الفرع الثاني :الشكلية :تستدعي المصلحة العامة افراغ العقود في شكل معين وهذا بسبب التطور الذي بلغته الدولة في كافة الميادين
القتصادية واالجتماعية وغيرها وكما أن الشكلية تراعي المصلحة العامة وهي حسب النظرية الحديثة تضيق من سلطان االرادة
لفائدة الجماعة على حساب الفرد فهي تحمي المتعاقد كذلك ،فالمتعاقدان لما يتوجهان الى الموثق الجل اضفاء الرسمية على اتفاقهما
يقوم الموثق بوضع ما اتفقا عليه في الميزان ويستخرج من اتفاقهما كل ما هو مشروع و غير مشروع ويصحح ما أخطآ فيه و يذكر
ما اغفاله ويحاول اقامة التوازن بين طرفي التعاقد حتى ال يكون هناك غبن او استغالل و تكون اردتهما مشوبة باي عيب من عيوب
.االرداة وبالتالي يكون العقد مرتبا اثاره على المتعاقدين و على الغير
وبهذا فالشكليه هي الوعاء الذي يحوي كل االركان دون االخالل باي ركن ،ففي عقد البيع مثال وبعد تسمية الهيئة المحررة للقعد و
تاريخه و فهرسه ياتي ذكر طرفي التعاقد ورضاهما على البيع و المحل بتعيينه الكامل وسبب التعاقد وأصل ملكيته والثمن والتكاليف
.و الشروط وغيرها كل هذه االركان و الشروط ما كانت للتتم و تكتب لوال الركن الرابع في العقد والذي يعرف بالشكلية
المبحث الثاني :تأثير شروط العقد على المتعاقدين :من المعرف ان اركان العقد لها شروط تقوم عليها وهي واجبة حتى تستقر
المعامالت ولدراسة تأثير هذه الشروط على استقرار العقود وجب تحليلها في مطلبين نخصص المطلب األول لحالة استيفاء العقد لكل
.شروطه و ما ينتج عنها ونخصص المطلب الثاني لحالة تخلف شرط من شروط العقد و ماينتج عنها كذلك
المطلب االول :حالة استيفاء العقد لكل شروطه :اذا توفرت شروط العقد كاملة غير منقوصة فالتراضي كان صحيحا وكان طرفيه
متمتعين باهلية التعاقد أي أنهما كان كامال االهلية او كان أحدهما ناقص االهلية وأجاز وليه او وصيه التعاقد ،وكانت اردتهما معبر
عنها بالطرق المتعارف عليها في التعبير عن االرادة وكانت خالية من أي عيب من عيوب االرادة التي سبق ذكرها في المبحث
االول ،والمحل كان موجودا او قابال للوجود ،ومعينا او قابال للتعيين وكان طبقا للقانون مشروعا ،والباعث او الدافع للتعاقد كان
كذلك مشروعا و اليخل بالنظام العام و االداب العامة و تم افراغ كل هذه الشروط في قالب رسمي و امام الشخص المكلف بذلك
والذي هو الموثق عادة وتم في ذلك مراعاة التسجيل بمفتشية التسجيل و الطابع و اكملت اجراءات االشهار اذا كان محل التعاقد
عقارا او سفينه ،في هذه الحالة نقول ان العقد انتج اثاره بالنسبة للمتعاقدين وبالنسبة للغير و اصبح كل طرف من طرفي العقد ملزم
.بتنفيذ التزاماته التي تعهد بها وأصبح يحوز القوة االلزامية في التنقيذ ،الن العقد شريعة المتعاقدين
المطلب الثاني :حالة تخلف شرط من شروط العقد :قد يحدث ان يتفق متعاقدان على ابرام عقد معين ويكون كامل االركان مع ذلك
فقد ينقص شرط من الشروط المكونة ألركانه فيكون العقد باطال تارة وقابال للبطالن تارة أخرى أي يمكن تداركه وتصحيحه خاصة
:اذا تعلق االمر بعيوب االرادة مثال ،ونستعرض في هذا المطلب اربعة فروع نخصص كل فرع لشروط ركن من االركان االربع
الفرع االول :حالة عدم توفر االهلية او وجود عيب من عيوب االرادة :ففي هذه الحالة اذا كان احد طرفي العقد عديم االهلية فالعقد
يكون باطال بطالنا مطلقا اما اذا كان احد المتعاقدين ناقص االهلية فنميز ثالث حاالت اولها اذا كان التصرف نافع نفعا محضا فالعقد
صحيح و اذا كان ضارا فالعقد باطل و اذا كان يدور بين النفع و الضرر فتدخل الولي او الوصي ضروري التمام العقد او ابطاله
هذا ما يتعلق باالهلية ،اما بالنسبة لعيوب االرادة وأولها الغلط فيكون العقد قابال للالبطال و بتدخل المتعاقد او من له مصلحة ،
.وكذلك الحال بالنسبة للتدليس اما بالنسبة للغبن االستغاللي فيمكن تصحيح العقد باعادة التفاوت الى الحالة العادلة
الفرع الثاني :حالة غياب شرط من شروط المحل :كما أسلفنا فان للمحل شروط يجب ان تتوفر ليتم الركن و جوده و شروط المحل
هي شروط أساسية بدونها يبطل العقد وهذا طبقا للمواد من 92الى 95من القانون المدني ،اال أنه في حالة نقص في التعيين سيما
مايتعلق بالجودة أي يكون المحل مثليا معينا بنوعه و جنسه ولكن لم تذكر الجودة فيكن االخذ بالنوع المتوسط وهذا طبقا للمادة 94
من القانون المدني ،اما اذا كان المحل غير موجودا او كان مستحيال او كان غير مشروعا او يمنع التعامل به كان العقد باطال ومتى
كان المضرور هو الصالح العام كان البطالن مالزما للعقد
الفرع الثالث :حالة غياب شرط السبب :الشرط الوحيد في سبب التعاقد هو المشروعية أي يجب ن يكوم الدافع مشروعا وقد نصت
المادة 97من القانون المدني على أنه اذا التزم المتعاقد لسبب غير مشروع او لسبب مخالف للنظام العام او لالداب العامة كان العقد
.باطال " ومنه متى انعقد العقد لدافع او باعث غير مشروع كان منعدما وعديم االثر
الفرع الرابع :حالة غياب الشكلية :يقصد بغياب الشكلية أي ان اليتم افراغ العقد في شكل رسمي وتكون ورقة مكتوبة ومحررة من
طرف الموظف المكلف بذلك يوقع عليها االطراف تستعمل لالثبات و تسهيال للمعامالت خاصة في عصرنا الحالي ،الذي يتسم
بالسرعة ،فال مجال أن يدعي شخص ملكيته لقطعة ارض و هو ال يحوز على عقد الملكية علما ان المادة 12من قانون التوثيق
.تنص على بطالن أي عقد يكون غير رسمي
:الخاتمة
في الختام ننوه بان المشرع الجزائري استعمل لفظ شروط العقد في تسميته للقسم الثاني من الفصل الثاني الذي يحمل عنوان العقد من
الكتاب الثاني الذي يحمل عنوان االلتزامات و العقود من القانون المدني الجزائري وخصه بـ 39مادة تناول فيها مختلف الشروط
الواجب توافرها ليكون العقد صحيحا منتج آلثاره على المتعاقدين ،وملزم لكل منهما بتنفيذ التزاماته التي التزم بها أثناء تحريره ،
واذا تخلف أي شرط من الشروط سيما ما تعلق بالمشروعية الخاصة بالمحل و السبب يكون العقد باطال بطالنا مطلقا بنص القانون ،
اما ركن الشكلية فلم يدرجه المشرع الجزائري بعد المحل و السبب بل ذكره في مواقع أخرى من القانون ،ونظرا الهمية كتابة العقد
في شكله الرسمي فعلى المشرع اظافة ركن الشكلية مباشرة بعد السبب وقبل القسم الخاص بالبطالن ،وعندها فقط يمكن أن يستعمل
.اركان العقد بدل شروط العقد
المصــــــادر
القرآن الكريم *
:المراجع
:أوال :الكتب
الدكتور بارش سليمان ـ مبدأ الشرعية في قانون العقوبات الجزائري ـ دار الهدى للطباعة و النشر والتوزيع ـ عين مليلة 1) ،
الجزائر ،سنة 2006
الدكتور عبد هللا سليمان ـ شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ـ ديوان المطبوعات الجامعية ـ الجزائر ـ سنة 2) 1996
الدكتور عبد هللا اوهايبية ـ مطبوعة جامعية تمثل مجموعة محاضرات في شرح قانون العقوبات الجزائري القسم العام ـ جامعة )3
.الجزائر ـ السنة الجامعية 2006-2005
الدكتور منصور رحماني ـ الوجيز في القانون الجنائي العام ،دار العلوم للنشر و التوزيع ـ عنابة ،الجزائر ـ سنة 4) 2006
األمر رقم 155 – 66المؤرخ في 08يونيو 1966المتضمن قانون االجراءات الجزائية المعدل و المتمم بالقانون رقم 2) -06
22 .المؤرخ في 20ديسمبر 2006
خطـة البحث
المقدمة*
:المـقـدمة
أمام إنتشار المدينة وازدياد العالقات بين األفراد في مختلف الدول ،ونظرا لتقدم وسائل المواصالت ،وما يترتب على ذلك من
إزدهار التجارة الدولية وإنتقال األفراد من دولة إلى أخرى بحيث يوجد على إقليم الدولة األجانب من رعايا الدول األخرى بجانب
مواطنيها ،كما يوجد مواطنوها على اقاليم غيرها من الدول مما جعل العالم قرية صغيرة كما يقال ،فإن سريان القاعدة القانونية من
:حيث المكان يثير هذين السؤالين
هل يطبق قانون الدولة في داخل إقليمها على كل من المقيمين فيها مواطنين كانوا أم أجانب؟-
أم هل أن قانون الدولة ينحصر بتطبيقه على مواطنيها أينما وجد -
يقصد بهذا المبدأ سريان القاعدة القانونية على كل ما يقع داخل الدولة وعلى كل األشخاص الموجودين فيه ،فيخضع لحكم هذه القاعدة
كل من المواطن واألجنبي
ويقابل كل هذا المعنى عدم سريان هذه القاعدة القانونية في خارج حدود الدولة فإذا قلنا مثال أن القانون الجزائري إقليمي التطبيق فإنه
:يترتب ذلك على مايلي
.أ -أنه دون سواه يسري على كل ما يقع في اإلقليم الجزائري ،وعلى كل األشخاص الموجودين فيه بغض النظر عن جنسياتهم
.ب -أنه ال يمتد إلى خارج اإلقليم الجزائري ،حتى ولو تعلق األمر بالجزائريين فإنهم يخضعون لقانون الدولة التي يقيمون فيها
يقصد بهذا المبدأ سريان القاعدة القانونية على األشخاص المنتمين إلى الدولة ،سواء كانوا موجودين على إقليمها أم كانوا مقيمين في
خارج هذا اإلقليم ،وعدم سريان هذه القاعدة على المنتمين للدول األخرى حتى ولو كانوا مقيمين في إقليمها ،فإذا قلنا مثال أن القانون
:الجزائري شخصي التطبيق فمعنى ذلك مايلي
.أ -أنه يطبق على الجزائريين ولو وجدوا خارج اإلقليم الجزائري
يقوم مبدأ السريان الشخصي للقاعدة القانونية على أساس ما للدولة من سيادة على رعاياها أينما وجدوا،وذلك نظرا للعالقة التي
تربطهم بها ،وهي عالقة ال تتقيد بمكان معين ،بل تتسع لتشمل جميع األمكنة التي توجد بها أحد من رعاياها ،فهؤالء الرعايا هم
الذين وضعت التشريعات من أجلهم ومن ثم يجب أن يخضعوا لها حيثما وجدوا ،ويعتبر حق الدولة في السيادة على رعاياها نتيجة
طبيعية لكون هؤالء الرعايا يمثلون عنصر الشعب في الدولة التي ال تقوم لها قائمة بغيره فالدولة كيان بشري وليست مجرد كيان
.إقليمي
يقضي هذا المبدأ بسريان القانون الوطني على األشخاص أو األفعال خارج إقليم الدولة
سواء كان مرتكبوها وطنيين أو أجانب ،وذلك بالنظر إلى نوع الجريمة لهذا يسمى هذا المبدأ بالتطبيق العيني للقانون إذا أخذ بعين
اإلعتبار جنسية األشخاص مرتكبي الجريمة ،بل يأخذ فقط بعين اإلعتبار نوعا معينا من الجرائم ،فإذا كانت الجرائم تخل بأمن الدولة
واقتصادها ،كجرائم التزوير في النقود واألوراق الرسمية فيطبق القانون الوطني بصددها ويعد هذا المبدأ استثناءا من مبدأ إقليمية
القوانين ألن الجريمة ترتكب في الخارج ولكن يطبق عليها قانون البلد المتضرر أو الذي كان من الممكن أن يتضرر منها ،ويعد
.أيضا إستثناءا من مبدأ شخصية القوانين إذ يطبق قانون الدولة المتضررة على المجرم سواءا كان أجنبيا أو وطنيا
أكد تقين العقوبات الجزائري مبدأ السريان اإلقليمي بنص صريح هو ينص الفقرة األولى من المادة الثالثة منه ،فطبقا لهذا النص فإن
تعينين العقوبات الجزائري يسري على كل الجرائم التي ترتكب في الجزائر بغض النظر عن جنسية مرتكبها جزائريا كان أو أجنبيا،
وبصرف النظر عن جنسية المجني عليه وبصرف النظر أيضا عن طبيعة الجريمة ،وبمفهوم المخالفة فإن هذا التقين ال يسري على
.ما يرتكب من جرائم خارج اإلقليم الجزائري ،وقد سار المشرع الجزائري بهذا المبدأ على ما يسير عليه سائر مشرعي دول العالم
أولهما نظري :وهو أن القانون الجنائي بإعتباره أداة كل دولة في فرض سيادتها داخل إقليمها وتأمين الحقوق الجديرة بالحماية-
.للمجتمع وأفراده ،يعد أحد مظاهر سيادة الدولة على إقليمها
وثانيهما عملي :وهو أن مكان وقوع الجريمة هو أنسب مكان لمحاكمة المتهم ،بسبب توفر أدلة إثبات الجريمة فيه ،كما أن إعتبارات-
تحقيق الردع العام تدعوا إلى صدور الحكم في مكان وقوع الجريمة كما أن مبدأ التطبيق اإلقليمي للقانون يستفاد من نص الفقرة
.األولى من المادة الرابعة من التقنين المدني الجزائري
أضف إلى ذلك أن التقنين المدني هذا جاء بتطبيقات لمبدأ السريان اإلقليمي للقانون فيما يتعلق بالعالقات المشتملة على عنصر
.أجنبي ،منها مثال إخضاع الحيازة والملكية والحقوق العينية األخرى لقانون موقع العقار ،وإخضاع شكل العقد لقانون بلد إبرام العقد
لو أخذنا بمبدأ اإلقليمية على إطالقه لما قام تنازع بين قوانين دول مختلفة إذ حينئذ تطبق كل دولة قانونها في إقليمها واليمتد سريان
هذا القانون إلى ألقاليم غيرها من الدول ،غير أن هذا الفرض ال يمكن أن يتحقق في العالم اليوم إذ ال وجود لدولة تعيش في عزلة
.عن الدول األخرى ،بحيث ال يوجد على إقليمها غير مواطنيها وال يوجد أحد من مواطنيها على إقليم دولة أخرى
ولو أخذ بمبدأ الشخصية ألدى ذلك إلى تعارض مع ما للدولة من سيادة على إقليمها إذ يسمح هذا التطبيق لألجنبي بان يخالف القواعد
المتعلقة بالنظام العام واآلداب في الدولة التي يقيم فيها ،مما يتعين معه أن يحتفظ بقانون الدولة بنطاق معين يطبق فيه دون غيره من
.قوانين الدول األخرى
وتأسيا على ما تقدم ،فقد تم األخذ بالمبدأين معا كل منهما في نطاق معين ،فنشأ تنازع بين قوانين دول مختلفة،وإزاء التعارض
الحتمي بين مبدأي اإلقليمية والشخصية كان البد ألحدهما أن ينتصر ،وما دامت الدولة ال تملك سلطة حقيقية إال على إقليمها فإن مبدأ
اإلقليمية هم الذي إنتصر على مبدأ الشخصية غير أن هذا اإلنتصار لم يكن حاسما نظرا لما قلنا من تقدم البشرية وإزدهار وسائل
المواصالت واإلتصال وقد أسفر ذلك عن بقاء مبدأ الشخصية ولو بصورة محتشمة إلى جانب مبدأ اإلقليمية ،فأخذت تشريعات الدول
.الحديثة بمبدأ إقليمية القانون كأصل ،وجعلت من مبدأ السريان الشخصي للقانون إستثناء ،وذلك هو مسلك القانون الجزائري
:الخـاتـمة
وفي األخير يبقى القانون هو السيد سواء كان داخل الوطن أو خارجه ويبقى ساري المفعول على المواطنين أو األجانب أو األجانب
.أو على الرعايا الجزائرين المتواجدين في الخارج
المــراجع
:كما أن فكرة السبب ينبغي أن نفرق في هذا المقام بين سبب االلتزام و سبب العقد .و من خالل هنا يمكن طرح اإلشكالية التالية
.الخاتمة
أوضحنا فيما سبق أن أركان العقد الثالث الرضا ،المحل و السبب ،و البد من توافرها حتى يقوم العقد ،وركن الرضا سبق دراسته
، .ونتناول فيما يلي الركن الثاني من العقد و هو المحل
محل العقد لم يتضمن القانون المدني الجزائري تعريفا محدد لمحل االلتزام ،حيث أن محل االلتزام هو الذي ينشئه محل العقد الذي
هو العملية القانونية التي تراضى الطرفان على تحقيقها ( كالبيع ،اإليجار ،التأمين ) ،أما محل االلتزام فهو ما يتعهد به المدين في
مواجهة الدائن و هذا األداء قد يكون نقل حق عيني لصالح الدائن ،و قد يكون قيام بعمل معين أو االمتناع عن عمل بنقل حق عيني
لصالح الدائن ،وقد يكون قيام بعمل معين أو االمتناع عن عمل ومثال االلتزام بإعطاء نقل أو إنشاء حق عيني ،كالتزام البائع بنقل
.حق عيني كحق الرهن أو حق االرتفاق
مثال االلتزام بعمل كالتزام ممثل بالقيام بتمثيل دور معين في تمثيلية معينة ،و التزام مهندس معماري بعمل تصميمات هندسية -
لمستشفى و مثال االلتزام بامتناع عن العمل التزم ممثل بعدم التمثيل في فرقة أخرى و التزام تاجر بعدم مناقشة تاجر آخر ،و التزام
.من يشتري قطعة أرض بعدم بناءه مصنع عليها
:و يلزم في محل االلتزام توافر شروط معينة تضمنها المواد 96 ، 92من القانون المدني الجزائري و هذه الشروط هي
.أن يكون الحل مشروعا ،أي غير مخالف للنظام للنظام العام و اآلداب م • 96
أن يكون محل االلتزام ممكنا غير مستحيل :و يعني أن يكون محل االلتزام موجودا أن يكون شيء الذي يرد عليه الحق أو يتعلق 1-
به العمل موجودا وقت إبرام العقد ،يترتب على ذلك بطالن العقد بطالنا في خالة ما يتعاقد الطرفان على اعتبار أن هذا الشيء
موجود وقت العقد ،و يتبين أنه ملك قبل التعاقد ،كما في بيع منزل تبين أنه هلك قبل العقد بفعل صاعقة ،لكن إذا هلك الشيء محل
االلتزام بعد نشوء االلتزام ،فإن االلتزام ينشأ صحيحا و ينعقد العقد ،و إنما نكون في هذه الحالة بصدد استحالة تنفيذ االلتزام ،
بالتالي إذا كانت االستحالة هذه ليست راجعة لعمل المدين هو إنما لقوة قاهرة ،فإن العقد ينفسخ من تلقاء نفسه ،أما إذا كانت راجعة
.إلى فعل المدين ،فإن االلتزام ال ينقضي و يلتزم بالتالي المدين بالتعويض
و يدخل ضمنه هذا الشرط إمكان وجود االلتزام ،أي ال يكون محل االلتزام مستحيال م 93ق.م.ج و االستحالة قد تكون مطلقة حيث
يعجز كل الناس على القيام بمحل االلتزام كأن يتعهد محام برفع استئناف عن حكم و اتضح أن ميعاد االستئناف قد انقضى ،و قد
.تكون االستحالة نسبية ،أي بالنظر إلى شخص المدين ،كأن يتعهد أحد األشخاص برسم لوحة فنية و هو يجهل الرسم
كما يجوز أن يكون محل االلتزام مستقبال و هذا ما جاء في نص م 92ق.م.ج " يجوز أن يكون محل االلتزام مستقبال و محققا " إذا
أصبح باإلمكان بيع المحصوالت المستقبلية قبل أن تنضج ،سواء بثمن جزافا أو بسعر الوحدة ،و كذلك في حالة ما يشترط شخص
دار من شخص آخر لم يبدأ البناء فيها بعد ،فالدار هنا أمر مستقبل حيث يشترط القانون في جواز التعامل باألشياء المستقبلية أن
.تكون محققة الوجود ،و إال اعتبر العقد باطال بطالنا مطلقا
و على الرغم من هذا إال أن القانون المدني الجزائري ،استثنى من قاعدة جواز التعامل باألموال المستقبلية التعامل في تركة إنسان -
حي حتى و لو برضاه إال في األحوال المنصوص عليها في القانون ،وهذا ما يتضح في نص المادة " 92/02غير أن التعامل في
تركة إنسان على قيد الحياة باطل و لو كان برضاه إال في االحوال المنصوص عليها في القانون " ألن ذلك يعتبر مخالف لألداب
.العامة
أن يكون المحل معينا أو قابال للتعيين :البد من توافر هذا الشرط أيا كانت صورته أو ما تفرضه طبيعة االشياء ،فإذا ورد 2-
االلتزام على شيء معين بالذات يجب ان تحدد ذاتية الشيء على وجه يميزها عن غيرها و يمنع اإلخالط بغيرهما فإذا كانت أغراضا
مثال يعين موقعها و تاريخ صنعها و لونها ،أما إذا ورد االلتزام على شيء معين بنوعه و صنفه و مقداره ،كأن يذكر مثال أنه
.حبوب ،نوعه قمح ،مقداره 70قنطارا .و إال اعتبر العقد باطال بطالنا مطلقا .و هذا طبقا لنص المادة 01 /94ق.م.ج
و إذا كان الشيء محل االلتزام نقودا يجب تعيين مقداره ،يلتزم المدين بقدر عددها المذكور في العقد دون أن يكون الرتفاع قيمة -
.هذه النقود أو انخفاضها وقت الوفاء أي أثر وفقا لنص المادة 95ق.م.ج
أما إذا كان محل االلتزام عمال أو امتناعا عن عمل فيجب أن يكون هذا العمل االمتناع معينا ،أو قابال للتعيين ،فإذا تعهد مقاول
ببناء منزل ،فالبد تحديد أوصافه على األقل ،أو أن يكون قابال للتعيين من مالبسات على األقل ،أو أن يكون قابال للتعيين من
.مالبسات التعاقد مثل إذا كان المحل بناء مدرسة أو مستشفى أو مصنع أو ما إلى ذلك
أن يكون مشروعا :تنص المادة 96ق.م.ج على أنه " إذا كان محل االلتزام مخالفا للنظام العام ،و اآلداب كان العقد باطال " و 3-
يتضح من هذا النص يلزم توافر شرط المشروعية في محل االلتزام ،بمعنى أن يكون سائغا قانونيا فإذا كان المحل غير مشروع ال
يقوم االلتزام و بطل العقد النتفاء محله
.النظام العام و اآلداب :و مناط مشروعية محل االلتزام مشروعيتهم ،هو مخالفته للنظام العام و حسن اآلداب
.و أساس النظام العام ،المصلحة العامة ،التي تتضمن المصلحة االجتماعية و السياسية و السياسية و األدبية و االقتصادية
و أساس حسن اآلداب هو الرأي العام ،و ما يتأثر به منه مثل العليا ،و مبادئ أخالقية و اجتماعية مبنية على الدين و العرف و
.التقاليد
و من المعروف أن النظام العام و حسن اآلداب هما من األفكار المبنية و المتطورة و تختلف من مجتمع إلى آخر في نفس المجتمع *
،فهما يتأثران بالظروف السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الخلقية ،ومن أبرز األمثلة على ذلك عقد التأمين على الحياة ،فقد
اعتبر في أول ظهوره مخالفا للنظام العام و اآلداب ،و في العصر الحديث نجده أكثر شيوعا و االسترقاق الذي أصبح مخالفا لآلداب
. .و زواج المتعة الذي تجيزه المذاهب الشيعية و عدم جوازه في المذاهب السنية
أما عن تطبيقات فكرة النظام العام ،فهي متناثرة هنا و هناك .جميع العالقات التي ينظمها القانون العام .جميع العالقات التي ترتبط
معها اإلنسان مع مجتمعه و مع األفراد و في نطاق القانون العام .جميع العالقات التي ينظمها القانون العام تتعلق بالنظام العام و
بالتالي ال يجوز مخالفتها ،فبالنسبة لما يقرره القانون الدستوري من قواعد دستورية و حريات عامة تتعلق بالنظام العام ،كحق
الترشح و العمل و حرية التجارة و بالنسبة للقانون اإلداري فتعتبر كل قواعده المنظمة للوظيفة و تنظيم المرافق العامة و غير ذلك
من المسائل التي ينظمها هذا القانون من النظام العام ،و بالتالي كل اتفاق يخالف أحكام القانون الدستوري و اإلداري يعتبر باطال
بطالنا مطلقا لمخالفته للنظام العام .و كذلك القوانين المتعلقة بالضرائب أو تنظيم النقد أو تحديد سعر العملة ،وكذلك أحكام القانون
الجنائي ،يضاف إلى ذلك النظام القضائي من حيث تحديد االختصاص النوعي للمحاكم و طرق الطعن في الحكم إلى غير ذلك من
.اإلجراءات
أما في نطاق روابط ال القانون الخاص ،فنجد أن غالبيتها تتلق بفكرة النظام العام و من ثم ال يجوز االتفاق بما يخالفها ،فالحالة -
الشخصية لإلنسان من حيث الحالة المدنية له :اسمه و جنسيته و من حيث أهليته ،و عالقته بأسرته كلها تتعلق بالنظام العام ،فال
يجوز االتفاق على تعديل الجنسية أو التنازل عنها و كذلك االسم أو أحكام األهلية و أحكام األسرة فكل اتفاق يخالف ذلك يعتبر باطال
.بطالنا مطلقا
أما تطبيقات اآلداب العامة فهي كثيرة من أمثلتها :العالقات الجنسية غير المشروعة فكل اتفاق على مواصلة عالقة أو إقامة عالقة
جنسية غير مشروعة يعتبر باطال بطالنا مطلقا كذلك فيما يتعلق ببيوت الدعارة ،فكل االتفاقات المتعلقة بالبيوت تعتبر باطلة
.لمخالفتها لآلداب العامة ،وكذلك المقامرة .و يستثنى منه الرهان الرياضي و السباق و ما شابه ذلك
.عالجنا فيما سبق من أركان العقد ،الرضاء و المحل نتناول ركن الثالث و األخير في العقد و هو السبب
يقصد بعد أن نص المشرع الجزائري على الشروط الواجب توافرها في محل االلتزام في المواد 92إلى المادة 96ق.م تناول
السبب في المادتين 97و 981و هو الغرض الذي يقصد الملتزم الوصول إليه وراء رضائه التحمل بااللتزام ،ومعه آخر الغاية
التي يستهدف الملتزم تحقيقها نتيجة التزامه ،و في عقد البيع مثال البائع التحمل بااللتزام بنقل ملكية المبيع إلى المشتري و بتسليمه
.إياه يهدف الحصول على الثمن رغبة منه في الحصول على المبيع و بالتالي يعتبر السبب عنصرا من عناصر اإلرادة 2
ترجع فكرة السبب إلى القوانين الرومانية ،الذي يقصد به الغرض القريب المباشر ،دون النظر إلى غيره من األسباب البعيدة ،
حيث تصور فقهاء الرومان أن السبب في العقود الملتزمة لجانبين كالبيع ،التزام كل متعاقد بالنسبة إلى المتعاقد اآلخر ،فسبب التزام
البائع بتسليم المبيع هو التزام المشتري بدفع الثمن ،و سبب التزام المشتري بدفع الثمن هو التزام البائع بتسليم المبيع و انتقلت فكرة
السبب من الرومان إلى فقهاء القانون الكنسي ،حيث عمموها على كل العقود ،وتعمقوا فيها ،فجعلوا السبب يتعدى الغرض المباشر
الذي يسعى المتعاقد إلى تحقيقه الى الباعث الذي دفع المتعاقد الى التعاقد3.
أ -و في عقود المعاوضة :سبب التزام كل متعاقد هو التزام متعاقد اآلخر فنجد إنه في عقد البيع مثال ،سبب التزام البائع بنقل الملكية
و تسليم المبيع ،هو التزام المشتري بدفع الثمن ،و سبب االلتزام المشتري بدفع الثمن هو التزام البائع بنقل الملكية ،وينطبق هذا
.الحكم على كل العقود الملزمة للجانبين
ب -العقود الملزمة لجانب واحد :يجب التمييز بين العود العينية و السبب فيها هو التسليم ( عقود القرض ،الوديعة ،العارية )...و
.بين العقود الرضائية ( عقود الوعد بالبيع و اإليجار وسبب التزام هو تمام العقد الموعود به
.ج -و في عقود التبرع :كالهبة مثال بسبب هو االلتزام نية التبرع
.د -و في عقود التفضل :كالوكالة دون أجر أو الكفالة ،السبب هو إسداء خدمة للموكل أو للمدين
و على هذا األساس تميز النظرية التقليدية بين السبب المنشأ لاللتزام و السبب القصدي ال الباعث على التعاقد ،و أن السبب القصدي
عنصر موضوعي داخل في العقد ،وال يتغير بالنوع النوع واحد من العقود بحيث يخلف السبب في ألي نوع من العقود يؤدي إلى
.بطالنها ،و هو األساس بينما الباعث أمر شخصي يتعلق بنوايا الملتزم و خارج العقد سواء كان مشروعا أو غير مشروع
و أخيرا يذهب أنصار النظرية التقليدية في السبب إلى أن السبب وفقا لهذه النظرية يجب أن تتوافر في شروط ثالثة و هي :أن يكون
.موجودا – صحيحا و أن يكون مشروعا
لعل من أهم االنتقادات التي وجهت لهذه النظرية ،أنها غير صحيحة و ال فائدة منها ،و غير منطقية يمكن االستغناء عنها و االكتفاء
بالمحل و الرضا ،و تظهر صحتها من استعراض السبب في الطوائف المختلفة للعقود ،أما أنها نظرية ال فائدة منها ،ذلك بأنه
يمكن الوصول إلى النتائج التي تهدف إليها بطرق أخرى ،طالما أن فكرة السبب يراد بها إبطال العقد إذا لم يكن االلتزام سبب أو
كان ذلك السبب غير مشروع
هذه النظرية عقيمة ال تضيف شيئا إلى الثورة القانون إذ تحدد السبب في أنواع العقود المختلفة تحديدات آليا .و تطلب فيه شروط -
.الثالثة ،و يمكن االستغناء عنها دون أي خسائر تلحق القانون
رغم االنتقادات العنيفة التي وجهت إلى النظرية إال أن الواقع غير ذلك ،فالقول باالرتباط في العقود الملزمة لجانبين هو بذاته -
التسليم بفكرة السبب ،لذا ال يستغني عنه النظرية التقليد له في تلك العقود ،وكذلك عقود المعاوضة الملزمة لجانب واحد و يتضح
من خالل ما سبق أن هذه النظرية صحيحة و مقيدة ،إال أنها ال تتسع إلبطال التصرفات التي يرمي أصحابها إلى تحقيق أغراض
.غير مشروعة ،إذا كانت هذه األغراض هي غير المباشرة و هذا ما قامت به النظرية الحديثة ،فأكملت النظرية التقليدية
مؤدى النظرية التقليدية في السبب ،هو الوقوف عند الغرض المباشر األول الذي دفع المتعاقد إلى ارتضاء االلتزام الذي يتحمل به
بينما النظرية الحديثة في السبب على أساس الفكرة التي وضعناها فهي ال تقف منذ السبب القصدي ، ،بمعنى الغرض المباشر ،
ولكنها تدخل فيه الباعث الدافع إلى التعاقد كلما كان متصال بالمتعاقد اآلخر ،بمعنى أنه كان عالما به أو على األقل يستطيع أن يعلم
به ،فلو اشترى شخص منزال بغية إعداده للقمار ،و التزام بالتالي بدفع ثمنه ،فنحن نقصد الغرض الذي من أجله قبل أن يتحمل هذا
االلتزام ،وال شك أنه قصد الحصول على ملكية المبيع ،كغرض مباشر ،وهو غرض مشروع ،و لكن ال تقف عند هذا الغرض كما
تفعل النظرية التقليدية بل نتقص الغرض التي و تعتد به إذا كان دافعا للتعاقد ،وملحوظا عند إبرامه ،و في مثالنا نجد الغرض الثاني
الذي يستهدفه المشتري هو استعمال المنزل كناد للقمار ،و هو غرض يخالف النظام العام و حسن اآلداب ،وهكذا نستطيع ان نبطل
.العقد
فليس كل باعث يدخل عنصرا في السبب دائما يلزم أن يكون هذا الباعث هو الدفع إلى التعاقد ،ومعنى ذلك أن يكون من األمور
الجوهرية التي أدت بالمتعاقد أن يتحمل بااللتزام ،و عالوة على ذلك ،يكون المتعاقد اآلخر و لم يكن في استطاعته العلم به ظل
غريبا عن العقد ،و لم يدخل عنصرا في تكوين السبب .ففي المثال السابق الخاص شراء منزل بغرض استعماله كناد لقمار ،ال
.يدخل هذا الباعث عنصرا في السبب و يؤدي بالتالي إلى بطالن البيع إال إذا كان البائع عالما بذلك و كان يستطيع أن يعلم به
و تفترض مشروعية السبب افتراضا ،و يعني هذا ،أن كل التزام في األصل يقوم على سبب مشروع ،إلى أن يقام الدليل على
عكس ذلك ،ومعنى أن القرينة التي وضعها المادة 98من ق.م.ج و التي تقرر بأن " كل التزام مفترض أن له سبب مشروعا ،ما لم
يقم الدليل على ذلك " تعتبر قرينة ضعيفة يجوز إثبات عكسها ،وعبء اإلثبات يقع على عاتق من يدعي عدم مشروعية السبب ،
وفي حالة ذكر السبب في العقد ،يعتبر هو السبب الحقيقي لالتفاق ،إال إذا قام الدليل على عكس ذلك ،و بهذا نقول الفقرة الثانية من
المادة 98من ق.م.ج " و يعتبر السبب المذكور في العقد هو السبب الحقيقي من يوم الدليل على ما يخالف ذلك " فإذا ثبتت صورته
السبب المذكور في العقد فعلى من يدعي أن لاللتزام سبب آخر مشروعا أن يقيم الدليل على ذلك ،و هذا ما قررته الفقرة 2من
المادة 98في الجزء الثاني منها على انه " إذا قام الدليل على صورته السبب فعلى من يدعيها أن لاللتزام سببا آخر مشروعا أن
" .يثبت ما يدعيه
:الخاتمة
من خالل ما سبق يتضح لنا أن النحل و السبب ركنان من أركان العقد مثلهما مثل الرضا و يترتب على ذلك بطالن العقد بطالنا
.مطلقا ،و في حالة عدم توافر هذين الركنين