You are on page 1of 28

‫االلتزام بمسك محاسبة‬

‫‪.‬المحاسبة آلية لدعم االئتمان والسرعة اللذين تقوم عليهما التجارة‪-‬‬

‫ي جب على كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة تاجر أن يمسك محاسبته وفق القواعد التي ينص عليها القانون‪-‬‬

‫‪-‬المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار العمل بها ‪-‬وكذا البيانات الواردة في الجداول الملحقة‬

‫به‪ .‬وعليه لهذه الغاية أن يسجل في محاسبته جميع الحركات المتعلقة بأصول وخصوم منشأته‪ ،‬مرتبة تبعا‬

‫‪.‬لتسلسلها الزمني‪ ،‬عملية عملية ويوما بيوم‬

‫تكون المحاسبة الممسوكة بانتظام من قبل التجار‪ -‬وفقا ألحكام القانون ‪ 9-88‬المتعلق بالقواعد المحاسبية‪-‬‬

‫‪.‬الواجب على التجار العمل بها‪ -‬مقبولة أمام القضاء كوسيلة إثبات بينهم في األعمال المرتبطة بتجارتهم‬
‫الغاية من مسك المحاسبة‬

‫الغاية من إلزام التاجر بمسك المحاسبة هي حماية مصلحة التاجر نفسه‪ ،‬وحماية مصلحة المتعاقدين‪-،‬‬

‫‪.‬باإلضافة إلى حماية المصلحة العامة‬


‫‪ .‬بمعنى حفظ ما للتاجر من حقوق وما عليه من التزامات لأن هذه الوثائق تبين المركز المالي للتاجر‪-‬‬
‫الوثائق المحاسبية‬

‫تمسك المحاسبة بواسطة مجموعة من الوثائق‪ ،‬هي الدفاتر التجارية‬


‫والقوائم التركيبية التي أوجب القانون على كافة التجار سواء الطبيعيين أو‬
‫‪.‬المعنويين مسكها باإلضافة إلى ملف المراسالت‬
‫الدفاتر التجارية‬

‫‪-‬تختلف الدفاتر المحاسبية باختالف نوع التجارة وأهميتها‪.‬‬

‫‪-‬تنقسم الدفاتر المحاسبية الى دفاتر إجبارية ألزم القانون التجار بمسكها‪.‬‬

‫‪-‬هناك دفاتر أخرى اختيارية للتجار الحرية في مسكها أو عدم مسكها‪.‬‬

‫الدفاتر اإللزامية‬
‫تتمثل الدفاتر التجارية التي يلتزم التاجر بمسكها‪ ،‬سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنويا في دفتر اليومية‪،‬‬

‫ودفتر األستاذ‪ ،‬ودفتر اإلحصاء أو الجرد‪.‬‬


‫دفتر اليومية‬

‫‪-‬دفتر اليومية هو دفتر يقيد فيه التاجر يوما بيوم كافة العمليات التجارية التي يجريها حسب تسلسلها الزمني‪ ،‬سواء ما يتعلق منها بحركة‬

‫أصول منشأته أو بخصومها‪ ،‬ويجب أن يتضمن ذلك التسجيل بيان مصدر الحركة ومحتواها‪ ،‬والحساب المتعلق بها‪ ،‬ومراجع المستند الذي‬

‫يثبتها‪.‬‬

‫‪-‬يكون كل تسجيل من التسجيالت المنصوص عليها في المادة األولى من القانون رقم ‪ 9-88‬في صورة قيد يضمن بدفتر اليومية‪.‬‬

‫‪ -‬يتعلق كل قيد على األقل بحسابين ويقيد في الجانب المدين ألحدهما نفس المبلغ الذي يقيد في الجانب الدائن من الحساب اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز تفصيل دفتر اليومية ودفتر األستاذ الى عدة سجالت تابعة لها تسمى دفاتر يومية مساعدة ودفاتر مساعدة بحسب ما تدعو إليه‬

‫أهمية أو متطلبات المنشأة‪ .‬ويجب تجميع القيود المسجلة في دفتر اليومية المساعدة والدفاتر المساعدة مرة كل شهر في دفتر اليومية‬

‫ودفتر األستاذ‪.‬‬
‫دفتر األستاذ أو الدفتر الكبير‬

‫‪-‬تنق‪/‬ل الحس‪/‬ابات ال‪/‬واردة في دف‪/‬تر اليومي‪/‬ة إلى س‪/‬جل يس‪/‬مى "دف‪/‬تر األس‪/‬تاذ"‪ ،‬على أن تس‪/‬جل وف‪/‬ق قائم‪/‬ة‬
‫حسابات التاجر (الفقرة الثالثة من المادة الثانية من قانون ‪. )9-88‬‬
‫‪-‬ينبغي أن ت‪/‬أتي قائم‪/‬ة الحس‪/‬ابات مص‪/‬نفة إلى ثالث‪/‬ة أص‪/‬ناف‪ ،‬ص‪/‬نف متعل‪/‬ق بحس‪/‬ابات وض‪/‬عية المنش‪/‬أة‬
‫من حيث أصولها وخصومها‪ ،‬وصنف متعلق بحسابات اإلدارة‪ ،‬وصنف متعلق بالحسابات الخاصة‪.‬‬
‫‪-‬يعفى األش‪//‬خاص الط‪//‬بيعيون ال‪//‬ذين ال يتج‪//‬اوز رقم أعم‪//‬الهم الس‪//‬نوي ملي‪//‬وني درهم من مس‪//‬ك دف‪//‬تر‬
‫األس‪/‬تاذ إذا ك‪/‬ان باإلمك‪/‬ان إع‪/‬داد الم‪/‬يزان التلخيص‪/‬ي للحس‪/‬ابات مباش‪/‬رة من دف‪/‬تر اليومي‪/‬ة(الفق‪/‬رة األخ‪/‬يرة من‬
‫المادة ‪ 2‬من قانون ‪.9-88‬‬
‫‪-‬يتجلى الف‪//‬رق بين دف‪//‬تر اليومي‪//‬ة ودف‪//‬تر األس‪//‬تاذ‪ ،‬أن األول يتض‪//‬من ك‪//‬ل عملي‪//‬ة يجريه‪//‬ا الت‪//‬اجر س‪//‬واء‪.‬‬
‫تعل‪/‬ق األم‪/‬ر باألص‪/‬ول أو الخص‪/‬وم‪ ،‬أي أن‪/‬ه يتض‪/‬من تفاص‪/‬يل العملي‪/‬ات اليومي‪/‬ة ال‪/‬تي أجراه‪/‬ا في منش‪/‬أته‪ ،‬أم‪/‬ا‬
‫الث‪/‬اني فال يتض‪/‬من ك‪/‬ل العملي‪/‬ات في تفاص‪/‬يلها وبحس‪/‬ب تسلس‪/‬لها الزم‪/‬ني‪ ،‬وإ نم‪/‬ا يتض‪/‬من الخالص‪/‬ات الناتج‪/‬ة‬
‫عنه‪//‬ا في أقس‪//‬ام مس‪//‬تقلة‪ ،‬يتعل‪//‬ق أوله‪//‬ا بوض‪//‬عية المنش‪//‬أة من حيث أص‪//‬ولها وخص‪//‬ومها‪ ،‬ويتعل‪//‬ق الث‪//‬اني‬
‫بحسابات اإلدارة‪ ،‬وثالثها بالحسابات الخاصة ‪.‬‬
‫دفتر الجرد أو اإلحصاء‬

‫ألزمت المادة السادسة من قانون ‪ 9-88‬كل تاجر بمسك دفتر جرد يقيد فيه موازنة‬
‫‪.‬كل دورة محاسبية وحساب عائداتها وتكاليفها‬
‫يقوم التاجر عند نهاية كل دورة محاسبية بإجراء جرد شامل يتضمن قيمة عناصر‬
‫أصول المنشأة وخصومها على األقل مرة في كل دورة محاسبية عند آخر هذه‬
‫‪.‬الدورة(المادة ‪ 5‬من قانون ‪) 9-88‬‬
‫حددت المادة السابعة من نفس القانون مدة الدورة المحاسبية في ‪ 12‬شهرا‪ ،‬على أنه‬
‫يمكن أن تكون أقل من ذلك كاستثناء‪ ،‬وذلك في الحالة التي تبدأ فيها المنشأة التجارية‬
‫نشاطها بعد انقضاء مدة من الدورة المحاسبية‪ ،‬إذ يجوز لها في هذه الحالة أن تقصر‬
‫‪.‬الجرد على المدة المتبقية‬
‫مالحظة‬
‫ومن‬
‫‪-‬‬ ‫العادية‬ ‫اإلجراءات‬ ‫حسب‬ ‫المنشأة‬ ‫مقر‬ ‫لها‬ ‫التابع‬ ‫االبتدائية‬ ‫بالمحكمة‬ ‫الضبط‬ ‫كاتب‬ ‫يرقم‬ ‫‪-‬‬
‫غير مصاريف‪ ،‬دفتر اليومية ودفتر الجرد‪ ،‬ويخصص لكل دفتر رقم ينقله كاتب الضبط في‬
‫سجل خاص‪.‬‬
‫ال يلزم األشخاص الطبيعيين اللذين ال يتجاوز رقم أعمالهم مليوني درهم باستثناء وكالء‬
‫التأمين‪ ،‬بترقيم وتوقيع دفتري اليومية والجرد من طرف كاتب الضبط لدى المحكمة‬
‫المختصة‪ ،‬شريطة أن يتم االحتفاظ بهذه الدفاتر وبالموازنة وحساب العائدات والتكاليف لمدة‬
‫عشر سنوات (المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪.)9-88‬‬
‫الدفاتر االختيارية‬
‫دفتر المسودة‬
‫يدون فيه التاجر تفاصيل العمليات اليومية بدون تنظيم‪ ،‬ثم تنقل بعناية ودقة‬
‫إلى دفتر اليومية أو الدفاتر األخرى باختصار و وضوح‪.‬‬
‫دفتر المخزن‬
‫تدون فيه البضائع التي دخلت أو خرجت من المخزن‪ ،‬وقد تستعيض عنه بعض‬
‫المقاوالت الكبرى بدفتر للمبيعات‪ ،‬وآخر للمشتريات فتتمكن بذلك من التعرف‬
‫على وضعية المخزون عندها‪.‬‬
‫•‬
‫دفتر الصندوق‬

‫يستعمل في البنوك‪ ،‬والمصارف والمؤسسات التي تكثر فيها حركة النقود‪ ،‬وتدون فيه تفاصيل‬
‫المبالغ الصادرة والواردة‪ ،‬ويمكن التعرف بواسطته على خزينة المقاولة‪.‬‬
‫علما أن هذه العمليات تنجز حاليا بواسطة الحاسوب في البنوك والمؤسسات االقتصادية‬
‫الكبرى‪.‬‬

‫دفتر األوراق التجارية‬

‫ي سجل فيها التاجر قيمة األوراق وتاريخ استحقاقها سواء مسحوبة عليه أو لفائدته‪.‬‬
‫‪.‬وتمكنه هذه العملية من معرفة مواعيد استحقاقها أو استيفاء قيمتها‬
‫القوائم التركيبية السنوية‬

‫‪ -‬يتعين على التجار الخاضعين للقانون المحاسبي إعداد قوائم تركيبية سنوية عند اختتام الدورة‬
‫المحاسبية‪ ،‬ويكون ذلك على أساس بيانات المحاسبة والجرد المقيدة في دفتر اليومية ودفتر األستاذ ودفتر‬
‫الجرد‪.‬‬
‫‪-‬تتضمن القوائم التركيبية الموازنة‪ ،‬حساب العائدات والتكاليف ‪،‬قائمة أرصدة اإلدارة ‪،‬قائمة جدول التمويل‬
‫والجرد ‪،‬قائمة المعلومات التكميلية‪.‬‬
‫وفقا للتعديالت التي عرفها القانون رقم ‪ 9-88‬سنة ‪ ،2006‬فإنه يعفى من إعداد قائمة أرصدة اإلدارة‪-،‬‬
‫وجدول التمويل‪ ،‬وقائمة المعلومات التكميلية األشخاص الخاضعون للقانون المذكورأعاله ‪ ،‬واللذين يساوي‬
‫‪.‬رقم أعمالهم السنوي عشرة ماليين درهم أو أقل عن ذلك‬
‫ويؤذن لهؤالء بإعداد الموازنة‪ ،‬وحساب العائدات والتكاليف‪ ،‬واعتماد إطار محاسبي وفق النموذج المبسط‬
‫‪.‬المرفق بالقانون المذكور أعاله(المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪) 9-88‬‬
‫الموازنة‬

‫تبين الموازنة بصورة منفصلة عناصر أصول المنشأة التي تأتي على الجانب‬
‫األيسر من الجدول‪ ،‬والخصوم التي تأتي على الجانب األيمن من الجدول‬
‫(الفقرة األولى من المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪.)9-88‬‬
‫حساب العائدات والتكاليف‬
‫يتضمن بصورة إجمالية عائدات وتكاليف الدورة المحاسبية دون مراعاة‬
‫تاريخ تحصيل العائدات أو تاريخ دفع التكاليف (الفقرة الثانية من المادة ‪10‬‬
‫من القانون رقم ‪.)9-88‬‬
‫•‬
‫قائمة أرصده اإلدارة‬

‫‪ -‬تتضمن قائمة أرصدة اإلدارة مكونات النتيجة الصافية‪ ،‬ومكونات التمويل الذاتي (الفقرة الثالثة‬
‫من المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪.)9-88‬‬

‫قائمة جدول التمويل‬

‫‪ -‬يتجلى دورها في إبراز التطور المالي للمنشأة خالل الدورة المحاسبية‪ ،‬وذلك ببيان الموارد‬
‫التي توفرت لها واالستخدامات التي خصصتها لها (الفقرة الرابعة من المادة ‪ 10‬من القانون‬
‫رقم ‪.)9-88‬‬
‫•‬
‫قائمة المعلومات التكميلية‬

‫تكمل وتشرح قائمة المعلومات التكميلية المعلومات الواردة في الموازنة‪ ،‬وحساب‬


‫العائدات والتكاليف‪ ،‬وقائمة أرصدة اإلدارة‪ ،‬وجدول التمويل‪( ،‬الفقرة األخيرة من‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪.)9-88‬‬
‫الشروط الواجب توفرها في القوائم التركيبية‬
‫‪ -‬ينبغي أن تكون القوائم التركيبية‪ ،‬صورة صادقة لأصول المقاولة وخصومها‪ ،‬ووضعيتها‬
‫المالية ونتائجها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تتضمن كل المعلومات الالزمة والكفيلة بإعطاء صورة صادقة ألصول المقاولة‪،‬‬
‫وخصومها‪ ،‬ووضعيتها المالية ونتائجها‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة عدم كفاية تطبيق قاعدة محاسبية لتكوين صورة صادقة عن حالة المقاولة وفق ما‬
‫تنص عليه القاعدة المذكورة‪ ،‬يجب استدراك ذلك عن طريق اإلدالء بمعلومات تكميلية‬
‫(المادة‪ 11‬من القانون رقم ‪.)9-88‬‬
‫يتعين أن تعد القوائم التركيبية في أجل أقصاه ثالثة أشهر من تاريخ اختتام الدورة المحاسبية‪- ،‬‬
‫إال إذا طرأ عارض حال دون ذلك‪ ،‬على أن تتم اإلشارة إليه ضمن قائمة المعلومات التكميلية‬
‫ويتعين اإلشارة إلى تاريخ إعداد القوائم التركيبية في قائمة المعلومات التكميلية (المادة ‪ 18‬من‬
‫‪.‬القانون رقم ‪)9-88‬‬
‫مالحظة‬

‫‪.‬تحرر الوثائق المحاسبية بالعملة الوطنية‪-‬‬


‫‪ .‬يحتفظ بالوثائق المحاسبية والمستندات اإلثباتية طوال عشر سنوات‪-‬‬
‫يجب إعداد ومسك الوثائق المحاسبية المتعلقة بتسجيل العمليات والجرد دون بياض أو‪-‬‬
‫‪.‬تحريف مهما كان نوعه(المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪)9-88‬‬
‫ملف المراسالت الصادرة والواردة‬
‫‪-‬يتعين على التاجر سواء أكان شخصا طبيعيا أو معنويا أن يرتب ويحفظ أصول المراسالت‬
‫التي توصل بها‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمراسالت أو البرقيات والفواتير وغيرها من المستندات‬
‫ويجب عليه أيضا االحتفاظ بنسخ المراسالت الصادرة مدة عشر سنوات من تاريخها‪.‬‬
‫‪ -‬العبرة بالمراسالت والبرقيات والمستندات المتعلقة بالنشاط التجاري‪ ،‬أما الرسائل الخاصة‬
‫التي يرسلها التاجر أو التي ترد إليه فال يتقيد بشيء في شأنها‪.‬‬
‫تكمن أهمية محافظة التاجر على هذه الوثائق‪ ،‬في كونها تشكل وسيلة إثبات بكل ما هو مدون‪-‬‬
‫‪.‬في هذه الوثائق‪ ،‬كما أنها أداة للتأكد من صحة ونزاهة ما دون فيها‬
‫حجية الوثائق المحاسبية في اإلثبات‬

‫تعد الوثائق المحاسبية وسائل إثبات فعالة أمام القضاء‪ ،‬متى كانت المنازعة بين تاجرين‪ ،‬وتعلقت بأعمالهما‬
‫‪.‬التجارية‬
‫مبدأ اإلثبات بواسطة المحاسبة‬
‫إذا كانت القاعدة العامة في اإلثبات‪ ،‬أنه ال يسوغ للشخص أن يصنع دليال لنفسه ويحتج به ضد الغير‪ ،‬كما ال‬
‫يجبر الشخص مبدئيا على تقديم دليل ضد نفسه لصالح الغير‪ ،‬فإنه في القضايا التجارية يجوز اإلثبات بواسطة‬
‫الوثائق المحاسبية أخذا بمبدأ حرية اإلثبات‪ ،‬سواء لمصلحة التاجر أو ضده‪ ،‬وهذا ما قررته مدونة التجارة‬
‫في الفقرة الثانية من المادة ‪ 19‬حيث جاء فيها ما يلي‪" :‬إذا كانت تلك المحاسبة ممسوكة بانتظام فإنها تكون‬
‫مقبولة أمام القضاء كوسيلة إثبات بين التجار في األعمال المرتبطة بتجارتهم"‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 20‬من نفس القانون‪":‬يجوز لألغيار أن يحتجوا ضد التاجر بمحتوى محاسبته ولو لم تكن‬
‫"‪.‬ممسوكة بصفة منتظمة‬
‫تقييم المبدأ‬

‫مبدأ اإلثبات بواسطة المحاسبة يعتبر استثناء من قواعد اإلثبات العامة‪-،‬‬


‫التي تقوم على عدم جواز اصطناع الدليل‪ ،‬واالستفادة منه كحجة أمام‬
‫‪.‬القضاء‬
‫‪ .‬جعل المشرع قبول المحاسبة في اإلثبات أمرا جوازيا‪ ،‬وليس إلزاميا‪-‬‬
‫ال يجوز أن تستعمل المحاسبة ضد غير التجار‪ ،‬وفي المقابل يسوغ‪-‬‬
‫‪.‬استعمالها لمصلحة تاجر أو ضد مصلحته‬
‫اإلثبات لمصلحة التاجر صاحب المحاسبة‬
‫يشترط العتبار المحاسبة حجة بين التجار ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون النزاع بين تاجرين‪:‬‬
‫‪ -‬إن تخويل الحق للتاجر في استعمال محاسبته إلثبات ما يدعيه امتياز يقرره القانون له‪ ،‬لذا ال يمكنه أن‬
‫يستعمل هذا االمتياز إال في مواجهة تاجر‪ ،‬يتمتع بنفس الحق حرصا على مبدأ المساواة‪.‬‬
‫‪-‬بما أن الطرفين ملزمان بمسك محاسبة منتظمة‪ ،‬فإنه يكون من المتيسر المقارنة بينهما للتوصل إلى‬
‫الحقيقة‪ .‬ففي حالة التطابق ال يثار اإلشكال‪ ،‬أما في حالة التناقض‪ ،‬فللقاضي سلطة تقديرية واسعة إلهمالها‬
‫أو الترجيح بينها‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون النزاع تجاريا بين الخصمين‬
‫ال تقيد في المحاسبة إال البيانات المتعلقة بالمعامالت التجارية‪ ،‬ويستثنى من نطاقها المعامالت المدنية إذ‬
‫تخضع للقانون المدني‪ ،‬أما إذا كان العمل تجاريا من جانب أحد األطراف‪ ،‬ومدنيا من جانب الطرف اآلخر‬
‫طبقت قواعد المادة الرابعة من مدونة التجارة‪ ،‬فطبقا لهذه المادة ال يمكن للتاجر مواجهة غير التاجر الذي‬
‫يعتبر العمل بالنسبة إليه مدنيا بما هو مسجل في وثائقه المحاسبية حتى ولو كانت ممسوكة بانتظام‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون المحاسبة منتظمة‪:‬‬
‫‪-‬بمعنى متوفرة على جميع الشروط الموضوعية والشكلية التي تجعلها صحيحة‪ ،‬ومطابقة للقواعد واألصول‬
‫المنصوص عليها في القانون المتعلق بالقواعد المحاسبية الواجب على التجار العمل بها‪.‬‬
‫يعتبر انتظام المحاسبة قرينة على عدم امتداد التالعب إلى القيود الواردة فيها‪ ،‬فإذا كانت محاسبة أحد‪-‬‬
‫‪.‬الطرفين منتظمة‪ ،‬ومحاسبة اآلخر غير منتظمة‪ ،‬فإن القاضي سيرجح في الغالب المحاسبة المنتظمة‬
‫اإلثبات ضد التاجر صاحب المحاسبة‬

‫ضد‪-‬‬ ‫تنص المادة ‪ 20‬من مدونة التجارة على ما يلي‪" :‬يجوز لألغيار أن يحتجوا‬
‫‪".‬التاجر بمحتوى محاسبته ولو لم تكن ممسوكة بصفة منتظمة‬
‫لم يتطلب المشرع المغربي أية شروط خاصة لتمكين الغير من االحتجاج على‪-‬‬
‫‪.‬التاجر بما هو مدون في الوثائق المحاسبية في اإلثبات ضد التاجر‬
‫ال يفيد ذلك أنها تعد حجة قاطعة على صاحبها‪ ،‬بل يمكن لهذا األخير أن يقيم الدليل‪-‬‬
‫على عكس ما ورد فيها بكافة وسائل اإلثبات‪ ،‬ويبقى للقضاء كامل السلطة التقديرية‬
‫في قبول أو رفض االستناد إلى محاسبة التاجر لإلثبات ضده‪ ،‬وذلك في ضوء‬
‫ظروف القضية موضوع النزاع‪ ،‬وانطالقا من مبدأ حرية اإلثبات الذي يحكم‬
‫‪.‬المعامالت التجارية‬
‫كيفية استعمال الوثائق المحاسبية في اإلثبات‬

‫هناك طريقتين الستعمال محاسبة التاجر في اإلثبات أمام القضاء وهما التقديم واالطالع‪.‬‬
‫التقديم‬
‫عرفت المادة ‪ 23‬من مدونة التجارة التقديم بما يلي‪" :‬التقديم هو استخراج من المحاسبة للمحررات فقط التي‬
‫تهم النزاع المعروض على المحكمة"‪.‬‬
‫فالتقديم إذن هو وضع محاسبة التاجر تحت تصرف المحكمة لالطالع على البيانات الواردة بها والمتعلقة‬
‫بالنزاع‪.‬‬
‫يتم التقديم إما بناء على أمر تصدره المحكمة تلقائيا‪ ،‬وإما بناء على طلب أحد األطراف‪ ،‬ويبقى للمحكمة كامل‬
‫السلطة في االستجابة للطلب أم ال‪ ،‬إذ يسوغ لها الرفض‪ ،‬إذا كانت الوقائع المعروضة عليها كافية للبت في‬
‫النزاع‪.‬‬

‫•‬
‫االطالع‬

‫يقصد باالطالع وضع المحاسبة رهن إشارة الخصم ليطلع على كافة بياناتها‪ ،‬واستخراج ما يلزمه من بيانات ومحررات متعلقة‬ ‫‪-‬‬

‫بالنزاع المعروض على المحكمة للبت فيه‪.‬‬

‫‪ -‬يتم االطالع بالكيفية التي يتفق عليها األطراف‪ ،‬وقد يتم بأمر من المحكمة عن طريق إيداع الدفاتر لدى كتابة الضبط حتى‬

‫يتسنى للخصم االطالع عليها (الفقرة الثانية من المادة ‪ 24‬من مدونة التجارة)‪.‬‬

‫يشكل االطالع إجراءا خطيرا لكونه يكشف جميع األسرار المهنية للتاجر لذلك فإن المشرع خص به القضايا المذكورة في‪-‬‬

‫‪:‬المادة ‪ 24‬من مدونة التجارة والتي تنص على ما يلي‬

‫االطالع هو العرض الكامل للوثائق المحاسبية‪ .‬وال يجوز أن يؤمر به إال في قضايا التركة أو القسمة أو التصفية القضائية‪"،‬‬

‫‪".‬وفي غير ذلك من الحاالت التي تكون فيها الوثائق مشتركة بين الطرفين‬
‫•‬
‫الجزاءات المترتبة على اإلخالل بقواعد مسك المحاسبة‬

‫لم ينص قانون ‪ 9-88‬على أية عقوبات زجرية خاصة بمخالفة األحكام المتعلقة بقواعد مسك المحاسبة‬
‫التي يتعين على التجار والشركات التجارية مسكها‪ ،‬وذلك بالرغم من كونه نص في المادة األولى من‬
‫القانون المذكور أعاله على أن مسك الوثائق إجباري‪.‬‬
‫تم التنصيص على مجموعة من الجزاءات في نصوص قانونية متفرقة‪.‬‬
‫•‬
‫الجزاءات الجنائية‬

‫•‬
‫•‬
‫تنص المادة ‪ 384‬من قانون ‪( 17.95‬المنظم لشركات المساهمة) على ما يلي‪:‬‬
‫"يعاقب بعقوبة الحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 100.000‬إلى ‪ 1.000.000‬درهم أو بإحدى‬
‫هاتين العقوبتين فقط أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة مساهمة‪.‬‬
‫‪-2...‬الذين قاموا عن قصد‪ ،‬ولو في حالة عدم توزيع أرباح وبغية إخفاء وضع الشركة الحقيقي‪ ،‬بنشر أو‬
‫تقديم قوائم تركيبية سنوية للمساهمين ال تعطي صورة صادقة للنتائج المحققة برسم كل سنة مالية‬
‫والوضعية المالية للشركة وذمتها عند انتهاء تلك الفترة‪".‬‬
‫•‬
‫عقوبات منصوص عليها في القانون رقم ‪5.96‬‬

‫تضمن القانون رقم ‪ 5.96‬المنظم لشركات التضامن والتوصية البسيطة وشركة‪-‬‬


‫التوصية باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة‪ ،‬بدوره‬
‫‪.‬مجموعة من العقوبات تطبق على المسيرين وغيرهم الذين يخلون بقواعد المحاسبة‬
‫‪-‬طبقا للمادة ‪" 107‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر‪ ،‬وبغرامة من ‪10.000‬‬
‫إلى ‪ 100.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬
‫المسيريون الذين قدموا للشركاء عن قصد‪ ،‬حتى في غياب أي توزيع ألقساط‪...2-‬‬
‫األرباح‪ ،‬قوائم تركيبية ال تعطي‪ ،‬بالنسبة لكل سنة مالية‪ ،‬صورة صادقة عن نتائج‬
‫السنة وعن الوضعية المالية وعن الذمة المالية بانتهاء تلك الفترة بغية إخفاء‬
‫‪".‬الوضعية الحقيقية للشركة‬
‫الجزاءات المقررة في مدونة التجارة‬

‫تنص المادة ‪ 740‬من مدونة التجارة‪ ،‬ما يلي‪:‬‬


‫"في حالة التسوية أو التصفية القضائية لشركة ما‪ ،‬يجب على المحكمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية‬
‫القضائية تجاه كل مسؤول يمكن أن تثبت في حقه إحدى الوقائع التالية‪:‬‬
‫‪...‬‬
‫‪-5‬مسك محاسبة وهمية أو العمل على إخفاء وثائق محاسبة الشركة أو االمتناع عن مسك كل محاسبة‬
‫موافقة للقواعد القانونية‪.‬‬
‫‪-7‬المسك‪ ،‬بكيفية واضحة‪ ،‬لمحاسبة غير كاملة أو غير صحيحة"‪.‬‬
‫•‬
‫سقوط األهلية التجارية‬
‫‪-‬يجب على المحكمة أن تضع يدها في جميع مراحل المسطرة من أجل النطق بالحكم ‪،‬عند‬
‫االقتضاء بسقوط األهلية التجارية عن كل مسؤول في شركة تجارية اقترف أحد األفعال‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 740‬من مدونة التجارة ومنها مسك محاسبة وهمية أو العمل على‬
‫إخفاء وثائق محاسبة الشركة أو االمتناع عن مسك كل محاسبة موافقة للقواعد القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬يترتب على سقوط األهلية التجارية المنع من اإلدارة أو التدبير أو التسيير أو المراقبة بصفة‬
‫مباشرة أو غير مباشرة لكل مقاولة تجارية ولكل شركة ذات نشاط اقتصادي‪( ،‬المادة ‪ 750‬من‬
‫مدونة التجارة)‪ ،‬وأيضا الحرمان من ممارسة وظيفة عمومية انتخابية (المادة ‪ 751‬من مدونة‬
‫التجارة)‪.‬‬
‫الجزاءات المدنية‬
‫يلتزم كل شخص ألحق ضررا بالغير بجبر الضرر الذي تسبب له فيه‪ ،‬وذلك طبقا للقواعد العامة‬
‫للمسؤولية المدنية‪.‬‬
‫وبناء على القواعد العامة للمسؤولية المدنية‪ ،‬يتحمل التاجر المسؤولية‪ ،‬ويلزم بأداء‬
‫‪.‬التعويض‪ ،‬إذا تسبب سوء أو عدم مسكه لمحاسبة منتظمة في ضرر للغير أو للشركاء‬

You might also like