Professional Documents
Culture Documents
الشركة التجارية وفقا لأحكام القانون الجزائري
الشركة التجارية وفقا لأحكام القانون الجزائري
بحث حول
الفوج 03:
مقدمة
المبحث الثاني :أسباب انقضاء الشركة التجارية وفقا ألحكام القانون الجزائري
خاتمة
قائمة المراجع
:ملخص
نهدف من خالل هذا البحث الى توضيح أسباب انقضاء الشركة التجارية تبعا لما نص عليه
القانون الجزائري ،حيث أنه أيا كان سبب هذا االنقضاء يجب على الشركة قسمة أموالها بين
الشركاء وقبل الوصول الى عملية القسمة فانه يترتب على ذلك دخولها مرحلة التصفية من أجل
استفاء حقوقها والوفاء بما عليها من ديون.
ومن خالل استقراء النصوص القانونية يتبين لنا أن أسباب التصفية قد ترجع الى إرادة الشركاء
المنفردة وفقا لما تمليه عليهم مصلحتهم ،وقد تكون هذه األسباب تتم بقوة القانون أو بحكم
القضاء ،وهناك أسباب خاصة لتصفية بعض أنواع الشركات.
مقدمة:
تعود جذور فكرة الشركة الى العصور القديمة ،فقد عرفها البابليون ونظمها قانون حمورابي،
غير أنه في الواقع ففكرة الشركة بمعناها الحديث لم يظهر اال في العهد الروماني وكان عقد
الشركة عقدا رضائيا كعقد البيع وااليجار ،ينظم العالقة بين أطراف عقد الشركة أنفسهم دون أن
ينشأ عنه شخصا معنويا له ذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء.
ف الشركة بصفتها شخصا من األشخاص االعتبارية تتمتع بأهلية قانونية تتمكن من خاللها من
اكتساب الحقوق وبالمقابل تحمل االلتزامات مثالها في ذلك مثال الشخص الطبيعي ،وللشركة في
حدود الغرض الذي أنشئت من أجله إبرام كافة التصرفات القانونية من بيع وشراء وتأجير
واستئجار وما إلى ذلك ،كما أنه يمكن للشركة على اعتبار أنها اكتسبت صفة الشخص االعتباري
أن تكون في مقام المدعي أو المدعى عليه إذا ما دخلت في نزاعات مع أطراف أخرى ،إن هذه
االستقاللية التي تتمتع بها ،الشركات بحكم أنها أشخاص معنوية ال تقف عند هذا الحد بل تتعداه
إلى عناصر أخرى كاستقاللية ذمة الشركة على ذمم الشركاء ،أيضا وجود نائب يمثل هاته
الشركة ،كذلك تمتعها بجنسية الدولة التي يوجد بها مركز إدارة هذه الشركة ،ترتيبا على هذا
القول فإن تكوين الشركة يكون بمجرد اكتسابها لصفة الشخصية المعنوية مما يستدعي بالضرورة
أن نهاية هذه الشركة تكون خاضعة لألسباب التي تؤدي إلى نهاية الشخصية المعنوية ،منها
أسباب عامة تنطبق على جميع الشركات ،ومنها أسباب خاصة بشركات األشخاص ،التي تقوم
على االعتبار الشخصي وكل هذه األسباب ال تؤدي الى انقضاء الشركة فعليا ما لم تتم تصفيتها،
فالقانون قضى ببقاء الشخصية المعنوية للشركة المنقضية حتى تمام إجراءات التصفية.
:إشكالية البحث
من هنا تبرز اإلشكالية الرئيسة التي نحاول اإلجابة عليها من خالل بحثنا في:
" فيما تتمثل األسباب المؤدية النقضاء الشركات التجارية وآثار ذلك في القانون الجزائري؟ "
ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية:
-1ما هي أنواع الشركات التجارية؟
-2ما اآلثار التي تترتب عن انقضاء الشركة؟
فرضيات البحث:
ولتسهيل الدراسة قمنا بصياغة الفرضيات التالية:
-1تتمثل أنواع الشركات التجارية في :شركات األشخاص ،شركات األموال.
-2اآلثار المترتبة عن انقضاء الشركة تتمثل في :التصفية ،قسمة أموال الشركة.
أهداف البحث:
من خالل هذا البحث نسعى إلى تحقيق األهداف التالية:
التعرف على ماهية الشركة وأنواعها وأهميتها.
بيان األسباب التي تؤدي الى انقضاء الشركات التجارية من الجانب القانوني وذلك من
خالل دراسة األسباب العامة والخاصة التي تؤدي إلى انقضائها.
أهمية البحث:
تكمن أهمية البحث فيما يلي:
تبيان اإلجراءات الالزمة لشهر انقضاء الشركات التجارية.
تبيان اآلثار المترتبة عن انقضاء الشركة التجارية.
والمشرع لم يكتف باألركان الموضوعية المذكورة أعاله ،بل اشترط النعقاد العقد إفراغه في
شكل خاص وهو الكتابة.
حيث ينص القانون التجاري الجزائري" :تثبت الشركة بعقد رسمي وإال كانت باطلة" .
كما يجب شهر هذا العقد ليعلم به الغير ،ويجب أيضا أن تودع العقود التأسيسية والعقود المعدلة
لشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل التجاري ،وتنشر حسب األوضاع الخاصة بكل
1
شكل من أشكال الشركات وإال كانت باطلة.
1صافة خيرة ،محاضرات في مقياس الشركات التجارية موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس ،تخصص قانون خاص ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة ابن خلدون ،تيارت ،ص.3 ،2
●الرضا :هو توافق إرادتين أو أكثر على إنشاء التزام أو نقله ،وحتى يكون عقد الشRRركة صRRحيحا
توفر التراضي بين المتعاقدين ،أي تطابق إرادة الشركاء ،ويجب أن ينصب هRRذا الرضRRا على كRRل
شRRروط العقRRد ،أي على رأس مRRال الشRRركة وغرضRRها ومRRدتها وكيفيRRة إدارتهRRا وغRRير ذلRRك من
المسائل ،وينبغي أن يكون الرضا صحيحا ،أي صادرا عن إرادة واعيRRة وبصRRيرة بمRRا هي مقدمRRة
عليه ،فإن شابه عيب من عيوب اإلرادة كان العقد قابال لإلبطال لمصلحة من شاب العيب رضاه .
●األهلية :يجب أن يكون الشخص الذي يرغب في االشتراك في الشركة أهال لمباشرة التصرفات
القانونيRRة ،أي أهال للتعاقRRد ،وبنRRاءا على ذلRRك فال يحRRق للقاصRRر أو الRRذي يكRRون بRRه عRRارض من
عوارض االهلية والذي يؤدي الى نقصها أو انعدامها أن يكون شريكا في شRRركة ،وإال كRRان العقRRد
باطال بالنسبة اليه أي قابال لإلبطال ،على اعتبار أن عقRد الشRركة هRو من عقRود المعاوضRة الRتي
تدور بين النفع والضرر وحدد المشرع الجزائري أهلية التصرف للشخص بلوغ سن الرشRRد وهRRو
19سنة كاملة دون أن يعتريه عارض من عوارض نقص االهليRRة أو انعRRدامها .ويحRRق للRRولي أو
الوصي استثمار أموال القاصر في شراء حصة في شركة توصية بسيطة كشRRريك موصRRى أو في
شركة ذات مسؤولية محدودة أو أسهم في شركة مساهمة أو توصية باألسهم كشريك مساهم ،نظرا
للمسؤولية المحدودة للشريك في كل منهم ،كما ال يترتب على هذا االشتراك اكتساب القاصر صفة
التاجر ،أما فيما يتعلق باالشRRتراك في شRRركات التضRRامن و التوصRRية البسRRيطة كشRRريك متضRRامن
فتطبق قواعد األهلية التجارية أي أهلية احتراف األعمال التجاريRRة و بالتRRالي الرجRRوع للمRRادة 05
من القRRانون التجRRاري ،على اعتبRRار أن الشRRريك المتضRRامن و كمRRا سRRيأتي تفصRRيله ،يسRRأل عن
التزامات الشركة على وجه التضامن و في كل أمواله .
●المحCCل :يجب أن يكRRون لعقRRد الشRRركة محRRل ،شRRأنه شRRأن بRRاقي العقRRود ويجب أن يكRRون المحRRل
موجودا أو ممكنا ،وأن يكRRون معينRRا أو قRRابال للتعRRيين ،وأن يكRRون قRRابال للتعامRRل فيRRه وخاصRRة أن
ويكون مشروعا.
● السبب :تنعقد الشركة لسبب وهو الباعث الدافع إلى التعاقد ،ويتمثRRل في رغبRRة كRRل شRRريك في
المساهمة مع باقي الشركاء لتحقيق الغرض الذي تكونت من اجله الشركة بهدف الربح ،وهو بذلك
يختلط بمحل العقد ،فيختلط المحل بالسبب من الناحية العملية وعليه يتعين أن يكون سRRبب الشRRركة
1
مشروعا وغير مخالف للنظام العام واآلداب.
ثانيا :األركان الموضوعية الخاصة
إلى جانب األركان الموضوعية العامة يلRRزم إلبRرام عقRRد الشRركة أركRRان موضRRوعية خاصRRة بRRه،
بحيث ال تقوم الشركة إال باجتماعها ،وتعد هذه األركان من خصائص عقد الشركة الذي يمتاز بها
عن غيره من العقود ،وهذه األركان هي:
●تعدد الشركاء :حسب نص المادة 416من القانون المدني فRRإن الشRRركة " عقRRد يلRRتزم بمقتضRRاه
شخصان طبيعيان أو اعتباريان " ...وعليه فإن ركن تعدد الشركاء ضروري لقيام عقRRد الشRRركة،
ففكرة الشركة تستوجب االشتراك والتعاون بين مجموعة من األشخاص اتحRRدت مصRRالحهم لتنفيRRذ
المشروع االقتصادي الذي تكونت الشركة من أجله ،وذلك بأن يساهم كل شريك بتقRRديم حصRRة من
1خلفاوي عبد الباقي ،محاضرات في مقياس الشركات التجارية ،مقدمة لطلبة السنة الثالثة ،قسم القانون الخاص ،كلية الحقوق،
جامعة االخوة منتوري ،قسنطينة ،2021-2020 ،1ص.7
مال أو عمل القتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من أرباح ،كما يتحملون جميعا ما قRRد ينتج عنRRه
من خسائر.
إن االشتراك في مشروع مالي يقتضي تعدد المشاركين وتوحيد جهودهم وأموالهم لتحقيق الهRRدف
المشترك.
إال أن المشرع الجزائري وفي إطRار اإلصRالحات االقتصRادية الRتي جRاء بهRا سRنوات التسRعينات
واقتداء بالتشريعات الحديثة ،جاء بنوع جديد من الشRRركات بمRRوجب األمRRر وهي شRRركة الشRRخص
الواحد ذات المسؤولية المحدودة حيث يحق للشخص الوحيد تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة.
و تفترض قاعدة تعدد الشركاء بداهة أن ال يقل عدد الشركاء عن اثنين ،غير أن هذه القاعRRدة يRRرد
عليها هي األخرى استثناء خاص بشركة المساهمة حيث يجب أن ال يقRRل عRRدد الشRRركاء فيهRRا عن
سبعة ( )07شركاء حسب نص المادة 592من القانون التجاري الجزائري.
أما عن الحRRد األقصRRى فلم يتطRRرق لRRه المشRRرع الجزائRRري إال بالنسRRبة للشRRركات ذات المسRRؤولية
المحدودة فنصت المRRادة 590على عRRدم جRواز تجRاوز عRRدد الشRركاء حRدا معينRRا ،وإذا أصRRبحت
الشركة مشتملة هذا الحد وجب تحويلها إلى شركة مساهمة في أجل سنة واحدة ،وذلك تحت طائلة
حل الشركة.
● تقديم الحصص:
ال يكفي تعدد الشركاء النعقاد عقد الشركة بل يشترط القانون أن يلRRتزم كRRل شRريك بتقRRديم نصRRيب
معين من مال أو عمRRل يسRRمى بالحصRRص ،فيجب أن يقRRدم كRRل شRRريك حصRRة تمثRRل مسRRاهمته في
الشركة وتبرر حصوله على نصيب من أرباحها وتحمل جزءا من خسائرها ،وتقRRديم الحصRRة هRRو
الذي يفصح عن نية المتعاقدين في االشتراك وعن رغبتهم في قيام الشركة بممارسRRة نشRRاطها وال
يشترط أن تكون الحصص التي يلتزم الشRRركاء بتقRRديمها من طبيعRRة واحRRدة فيمكن أن تكRRون مRRاال
نقديا أو عينيا أو حقوقا معنوية ،كما يمكن أن تكون الحصة عمل يقدمه الشريك.
_1الحصة النقدية:
قد تكون الحصة التي يقدمها الشريك مبلغا من النقود وهRو الوضRع الغRالب ،فيلRتزم الشRريك بRدفع
مبلغ من النقود للشركة في الميعاد المتفق عليه في عقد التأسيس فإذا لم يحRRدد في عقRRد الشRRركة أو
في اتفاق الحق ميعاد الوفاء ،وجب على الشريك الوفاء به للشركة فورا بمجرد ابRRرام العقRRد ،وقRRد
يتفق على دفRRع حصRRة الشRRريك النقديRRة كاملRRة عنRRد ابRRرام العقRRد أو على أقسRRاط في مواعيRRد متفRRق
1
عليها.
ويعد التزام الشريك بRRدفع حصRRته النقديRRة التزامRRا تجاريRRا يخضRRع للقواعRRد الRRتي تحكم االلتزامRRات
التجارية ،فإذا تخلف الشريك عن تنفيذ التزامه أجRRبر على الوفRRاء بRRه فضRRال عن مطالبتRRه بالفوائRRد
االتفاقية أو القانونية عن التأخير في الوفاء بالنسبة للتشريعات الRRتي تأخRRذ بهRRا كمRRا يكRRون للشRRركة
باعتبارها دائنة للشريك بدين تجRRاري أن تطالبRRه بتعRRويض تكميلي عن الضRRرر الRRذي أصRRابها من
جراء عدم وفائه بقيمة حصته أو التأخر في الوفاء بها ،وهو ما نص عليه المشRRرع الجزائRRري في
المادة 421من القانون المدني
2كسال سامية" ،المفهوم الحديث للشركة وفقا لالمر ،27-96المؤرخ في 9ديسمبر ،1996المعدل والمتمم لالمر رقم 59-75
المتضمن التقنين التجاري الجزائري" ،المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،
،2005عدد ،1ص.129
3رابحي كنزة ،تروانسعيد كنزة ،مرجع سابق ،ص13
إن الشركات التجارية قد تنقضي قبل حلول أجلها إذا كانت إرادة األطراف تتجه نحـو إدماجها في
شركة أخرى.
يقصد باإلدماج تالحم شركتين تالحما يقضي بالضرورة زوال كل منهما أو إحداهما لتكونا معا
1
شركة جديدة ،يتم إتباع هذه العملية لتحقيق فوائد اقتصادية للشركات المتماثلة في النشاط.
لقد تطرق المشرع الجزائري ألحكام الدمج واالنفصال في الشركات التجارية من المواد 744
إلى 764من ق.ت.ج دون التعرض لألثار الناتجة عنها بالنسبة لوضعية الشركة المدمجة ،ولم
ينص المشرع كذلك في حاالت الدمج على نوع معين من الشركات بل أجازه بين مختلف
الشركات وهذا ما يفهم من خالل نص المادة 745من ق.ت.ج إذ يجب أن تقرره كل شركة من
الشركات حسب الشروط المطلوبة في تعديل قوانينها األساسية ،وعملية اإلندماج تتحقق إما عن
طريق الضم أو المزج.
-1االندماج عن طريق الضم:
يتم عن طريق دمج شركة في شركة أخرى قائمة ،بحيث تنقضي الشركة المندمجة وتزول
شخصيتها المعنوية نهائيا لتظل الشركة الدامجة هي القائمة والمتمتعة بالشخصية القانونية فتؤول
إليها جميع حقوق والتزامات الشركة المندمجة.
-2االندماج عن طريق المزج:
تتم هذه العملية عن طريق انقضاء الشركات المندمجة وزوال شخصيتها القانونية لتقوم محلهم
شركة جديدة لها شخصية معنوية مختلفة ومستقلة عن شخصية كل الشركات المندمجة ،وتتكون
ذمتها المالية من مجموع الذمم المالية للشركات المندمجة.
ويشترط لصحة االندماج في كلتا الحالتين إتباع إجراءات الشهر والقيد في السجل التجاري ،إذ
يتعين على القائمين بإدارة الشركة حسب األحوال إيداع عقد االندماج بوصفه تعديال لعقد الشركة
لدى المركز الوطني للسجل التجاري الذي تم فيه اإليداع ألول مرة زيادة على ذلك ،ويجب
التأشير بالسجل عما يطرأ على الشركات من انقضائها ومحو قيدها باإلضافة إلى زيادة رأسمال
الشركة الدامجة وكافة التعديالت األخرى ليتمكن الشركاء باالحتجاج على الغير بهذا العقد.
باعتبار أن االندماج يترتب عليه زوال شخصية الشركات المندمجة وانحاللها في الشركة
الدامجة ،فينجر عن هذا الوضع أن حقوق وديون الشركات المندمجة ال يتخذ بشأنها اإلجراءات
القانونية المترتبة عن عملية الدمج ألن ذلك مخالف للقانون ،كون أن الشركة الدامجة تعتبر ممثل
عن كل ديون الدائنين للشركة باعتبارها خلفا للشركات المندمجة إذ تحل محلها قانونا في جميع
حقوقها والتزاماتها في حدود ما تم االتفاق عليه.
ثانيا :الحل القضائي للشركة
لقد حصر المشرع األسباب المؤدية إلنقضاء الشركات التجارية والتي يكون أغلبها بقوة القانون،
لكن نظرا لظهور بعض الحاالت المتنوعة التي يصعب ضبطها بصفة تامة نجد أن القانون يجيز
حل الشركة بحكم قضائي بناءا على طلب أحد الشركاء لعدم وفاء أحدهم بإلتزاماته ،أو ألي سبب
1معارفية مالية ،تصفية الشركات التجارية وقسمتها ،رسالة لنيل شهادة الماجستير في العقود والمسؤولية ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر ،2012 ،ص.32
أخر ليس من فعل الشركاء كحالة بطالن عقد الشركة ،أو بسبب الحكم على الشركة بعقوبة
جنائية.
عدم وفاء أحد الشركاء بالتزاماته:
وفي حالة عدم باعتبار أن الشركة عقد فإنه تترتب عليه حقوق والتزامات يجب على الشركاء
التقيد بها ،تنفيذ أحد الشركاء اللتزاماته المنصوص عليها في العقد يحق ألي شريك وفقا لنص
المادة 441من ق.م.ج تقديم طلب حل الشركة أمام القضاء ،ومن بين األسباب التي تعود لخطأ
أحد الشركاء عدم تقديمه للحصة التي تعهد بتسليمها أو أن يرتكب الشريك خطأ بصفته مديرا أو
إداريا من شأنه تعطيل أو إحداث شلل لشركة والتي تكيف على أنها مخالفة لاللتزامات ،فوجود
السبب وتقدير خطورته متروك للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع ،إذ له السلطة في قبول
السبب المقدم كما يمكن له رفضه ويعتبر حق الشريك في طلب حل الشركة قضائيا من النظام
العام ال يجوز االتفاق على حرمانه منه.
ويمكن للقاضي أن يحكم بحل الشركة إذا أصيب أحد الشركاء بمرض في جسمه أو في عقله
يمنعه من االستمرار في أداء عمله أو قد يكون سبب الحل راجع لسوء التفاهم بين الشركاء تنجر
عنه خالفات عميقة ومستمرة كأن تكون خالفات بين شريكين يحوزان نفس النسب من األسهم في
الشركة مما يستصعب عليهم اتخاذ القرار ،ويشترط في هذه الحالة أن تكون الخالفات تهدد
1
مصالح الشركة وتجعل االستمرار فيها أمر بالغ الصعوبة.
كما تجدر اإلشارة أنه يجوز للشركاء وفقا لنص المادة 442من ق.م.ج طلب فصـل الشريك
المخطئ في حالة ارتكابه لخطأ يهدد مصالح الشركة بدال من طلب حل الشركة ،وإذا ما حكمت
المحكمة بفصل الشريك المخطئ ال تنقضي الشركة بل تستمر بين الشركاء الباقين في هذه الحالة
يتم تقدير نصيب الشريك المفصول من أموال الشركة وال يكون له نصيب مما يستجد بعد ذلك من
حقوق إال بالقدر الحقوق الناتجة عن أعمال سابقة عن الفصل.
بطالن عقد الشركة:
إن تخلف إحدى األركان العامة إلنشاء العقد ،أو عدم مراعاة األحكام الخاصة الواردة في المواد
416من ق.م.ج و 545من ق.ت.ج ترتب عنه بطالن عقد الشركة ،ومتى وقع البطالن جاز
لكل من له مصلحة رفع دعوى البطالن التي تفصل فيها المحكمة في مدة ال تقل عن شهرين من
تاريخ رفع الدعوى عمال بمقتضيات المادة 736من ق.م .ج.
لكن نجد أن المشرع خفف من صرامة قواعد بطالن العقود فيما يخص الشركات التجارية في
نص المادة 733من ق.ت .حيث أظهر بعض المرونة في هذا الشأن لتفادي زوال الشركات
التجارية نظرا ألهميتها في الحياة االقتصادية ،فالقانون يشترط لرفع دعـوى بطـالن الشركات
التجارية وجود نص صريح في القانون التجاري يقضي بالبطالن ،وقام باستبعاد عيب فقدان
األهلية وبعض العيوب التي ينجر عنها بطالن الشركة ،كما منح المشرع للشركاء فرصة
لتصحيح وتسوية الوضعية إذا ما وقع البطالن لتجنب انقضاء الشركة إال ما تعلق بعدم مشروعية
موضوع أو غرض الشركة فهذه الحالة ال يمكن تصحيحها ،وقد تنقضي الدعوى إذا انقطع سبب
البطالن في اليوم الذي تتولى فيه المحكمة النظر في الموضوع وهذا طبقا لنص المادة 735من
1رابحي كنزة ،تروانسعيد كنزة ،مرجع سابق ،ص .15
ق.ت.ج ،وفي حالة ما إذا أصدرت المحكمة حكمها ببطالن الشركة على الرغم من إمكانية تسوية
الوضعية ،فإن الشركة تنقضي مباشرة دون أثر رجعي ليتم تصفيتها مباشرة طبقا لقواعد تصفية
1
الشركات التجارية ،وتكون للمحكمة سلطة تعيين المصفى كونها تصفية قضائية.
حل الشركة كعقوبة جزائية:
المسؤولية الجزائية لم تكن ترتب على الشخص المعنوي نظرا الستحالة إثبات القصد الجنائي لديه
ولعدم إمكانية تطبيق العقوبات السالبة للحرية عليه ،لكن بعد التطور الحاصل في المجال
االقتصادي والعلمي أصبح الشخص المعنوي يسأل جزائيا مثله مثل الشخص الطبيعي باستثناء
العقوبة السالبة للحرية.
وباعتبار أن الشركة شخصا معنويا حسب نص المادة 49من ق.م.ج فعند ارتكابها لسلوك
إجرامي يمس النظام العام يتم ترتيب المسؤولية الجزائية عليها .ولقد أقر المشرع الجزائري
بالمسؤولية الجنائية للشركة ووضع شروط لها يمكن استخالصها واستقرائها من خالل نص المادة
51من ق.ع.ج ،2إذ يشترط لقيام مسؤولية الشركة أن ُت رتكب الجريمة من طرف ممثل الشركة
أو من أحد األشخاص الطبيعيين الذين لهم حق التعبير عن إرادة الشركة ويجب أن تكون
هذه الجريمة مرتكبة لمصلحة الشركة سواء أكانت مادية أو معنوية ،مباشرة أو غير مباشرة
زيادة على ذلك يجب أن يوجد نص قانوني ينص على هذه المسؤولية.
ومن بين العقوبات المطبقة على الشركة في حال إرتكابها لسلوك إجرامي عقوبـة حـل الشركة
ومثال على ذلك نجد أن المادة 387مكرر 7ق.ع.ج تنص على أنه من العقوبات المطبقة على
الشخص المعنوي المرتكب لجريمة تبييض األموال حل الشخص المعنوي ،باإلضافة لنص المادة
18مكرر من ق.ع.ج التي حددت العقوبات المطبقة على الشخص المعنوي فـي مـواد الجنايات
والجنح وكذا العقوبات التكميلية منها على الخصوص حل الشخص المعنوي.
وأمام هذه القواعد القانونية المجرمة للشركة كشخص معنوي والتي ترتب حل الشركة كعقوبة
جزائية تكميلية يضاف سببا جديدا لحل الشركات التجارية قضائيا يمارسه القاضي الجزائي
ويكون ذلك بموجب حكم جزائي ،بالرغم من أن القاضي التجاري هو المختص بحل الشركة
قضائيا لما له من صالحيات لكن نظرا لخطورة األفعال المرتكبة من طرف الشركة تستلزم حل
الشركة بمقتضى حكم جزائي حماية للنظام العام ،وسواء تم حل الشركة بحكم تجاري أو بحكم
جزائي إال أنهما يؤديان إلى تصفية الشركة رغم اختالفهما من حيث المسوغات ،ويعتبر األمر
بإجراء عمليات التصفية ال يدخل في إختصاصات القاضي الجزائي مما يستلزم تدخل القاضي
3
التجاري لمتابعة إجراءات التصفية.
2أمر رقم ،156-66المؤرخ في 8يونيو ،1966المتضمن قانون العقوبات الجزائري ،ج.ر.ج.ج ،عدد ،46الصادر بتاريخ
11جوان ،1966المعدل والمتمم.
3رابحي كنزة ،تروانسعيد كنزة ،مرجع سابق ،ص18
المطلب الثاني :األسباب الخاصة النقضاء الشركة التجارية
األسباب االرادية النقضاء الشركات التجارية:
باعتبار أن عقد الشركة ينشأ بناءا على إرادة الشركاء فانه من الطبيعي والعادل أن يتفق
هؤالء الشركاء على حل الشركة بسبب ظهور أسباب تصعب عليهم االستمرار ،وهذه
األسباب سنتطرق لدراستها في عنصرين حالة اتفاق الشركاء على حل الشركة ،وحالة ما اذا
أراد أحد الشركاء الخروج من الشركة.
أوال :اتفاق الشركاء على حل الشركة
يمنح القانون للشركاء الحق في حل الشركة حتى قبل انقضاء الميعاد المحدد لها في العقد،
ويعد هذا الحق بديهيا طالما أن الشركاء هم الذين أنشأوا الشركة بإرادتهم فانهم يستطيعون
حلها متى أرادوا ،وهذا ما نصت عليه المادة 440من ق.م.ج في الفقرة الثانية التي تنص:
"وتنتهي الشركة أيضا بإجماع الشركاء على حلها".
غير ألنه يشترط ليكون اتفاق الشركاء صحيحا أن يوافق جميعهم على هذا القرار مالم يوجد
نص قانوني أو شرط في العقد بخالف ذلك ،ألنه قد يشترط في العقد أو القانون الحصول على
أغلبية معينة لحل الشركة وهذا االجماع لم يتم ايراده في القانون التجاري اال فيما يخص
شركة المساهمة ،ويشترط كذلك لحل الشركة أن تكون هذه األخيرة قادرة وميسورة على
الوفاء بالتزاماتها ،فال يعتد بإنهاء الشركة إذا كانت في حالة توقف عن الدفع أي في حالة
افالس مثال للتهرب من مسؤولياتها القانونية.
ثانيا :انسحاب الشريك من الشركة
ان المبدأ العام يقضي بعدم تقييد حرية الشخص وربطها بالتزام أبدي لتنافي ذلك مع الحرية
الشخصية للشخص ،غير أن األمر يختلف فيما يتعلق بالشركات التجارية اذ ال يجوز للشريك
أن ينسحب من الشركة بإرادته متى شاء دون رضى الشركاء طبقا لقاعدة العقد شريعة
المتعاقدين كون أن انسحاب الشريك يؤدي حتما الى انقضاء الشركة ،لكن هذا فيما يخص
شركات األشخاص أما شركات األموال فإنها ال تنقضي بخروج أحد الشركاء اال اذا مس هذا
الخروج بركن تعدد الشركاء أو برأسمال الشركة ،وحرية الشريك في االنسحاب من الشركة
1
تتأثر بما اذا كانت الشركة محددة المدة أو غير محددة المدة.
األسباب الالإرادية النقضاء الشركات التجارية: