You are on page 1of 37

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشاذلي بن جديد‪-‬الطارف‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬

‫شعبة‪ :‬العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬
‫المستوى‪ :‬سنة أولى ماستر‬

‫بحث حول‬

‫انقضاء الشركة التجارية وفقا ألحكام القانون‬


‫الجزائري‬

‫الفوج ‪03:‬‬

‫تحت اشراف‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫د‪ .‬زباش لمياء‬ ‫‪ ‬عجمي منال‬
‫‪ ‬لعوامي شروق‬
‫‪ ‬معيزي أشواق‬
‫‪ ‬حربي عفاف‬

‫السنة الجامعية‪2023-2022 :‬‬


‫خطة البحث‬
‫ملخص‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشركة التجارية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم الشركة التجارية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع وأهمية الشركة التجارية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أركان عقد الشركة‬

‫خالصة المبحث األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب انقضاء الشركة التجارية وفقا ألحكام القانون الجزائري‬

‫المطلب األول‪ :‬األسباب العامة النقضاء الشركة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب الخاصة النقضاء الشركة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار التي تترتب عن انقضاء الشركة‬

‫خالصة المبحث الثاني‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪:‬ملخص‬
‫نهدف من خالل هذا البحث الى توضيح أسباب انقضاء الشركة التجارية تبعا لما نص عليه‬
‫القانون الجزائري‪ ،‬حيث أنه أيا كان سبب هذا االنقضاء يجب على الشركة قسمة أموالها بين‬
‫الشركاء وقبل الوصول الى عملية القسمة فانه يترتب على ذلك دخولها مرحلة التصفية من أجل‬
‫استفاء حقوقها والوفاء بما عليها من ديون‪.‬‬

‫ومن خالل استقراء النصوص القانونية يتبين لنا أن أسباب التصفية قد ترجع الى إرادة الشركاء‬
‫المنفردة وفقا لما تمليه عليهم مصلحتهم‪ ،‬وقد تكون هذه األسباب تتم بقوة القانون أو بحكم‬
‫القضاء‪ ،‬وهناك أسباب خاصة لتصفية بعض أنواع الشركات‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الشركة‪ ،‬االنقضاء‪ ،‬القانون الجزائري‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعود جذور فكرة الشركة الى العصور القديمة‪ ،‬فقد عرفها البابليون ونظمها قانون حمورابي‪،‬‬
‫غير أنه في الواقع ففكرة الشركة بمعناها الحديث لم يظهر اال في العهد الروماني وكان عقد‬
‫الشركة عقدا رضائيا كعقد البيع وااليجار‪ ،‬ينظم العالقة بين أطراف عقد الشركة أنفسهم دون أن‬
‫ينشأ عنه شخصا معنويا له ذمة مالية مستقلة عن ذمم الشركاء‪.‬‬
‫ف الشركة بصفتها شخصا من األشخاص االعتبارية تتمتع بأهلية قانونية تتمكن من خاللها من‬
‫اكتساب الحقوق وبالمقابل تحمل االلتزامات مثالها في ذلك مثال الشخص الطبيعي‪ ،‬وللشركة في‬
‫حدود الغرض الذي أنشئت من أجله إبرام كافة التصرفات القانونية من بيع وشراء وتأجير‬
‫واستئجار وما إلى ذلك‪ ،‬كما أنه يمكن للشركة على اعتبار أنها اكتسبت صفة الشخص االعتباري‬
‫أن تكون في مقام المدعي أو المدعى عليه إذا ما دخلت في نزاعات مع أطراف أخرى‪ ،‬إن هذه‬
‫االستقاللية التي تتمتع بها‪ ،‬الشركات بحكم أنها أشخاص معنوية ال تقف عند هذا الحد بل تتعداه‬
‫إلى عناصر أخرى كاستقاللية ذمة الشركة على ذمم الشركاء‪ ،‬أيضا وجود نائب يمثل هاته‬
‫الشركة‪ ،‬كذلك تمتعها بجنسية الدولة التي يوجد بها مركز إدارة هذه الشركة‪ ،‬ترتيبا على هذا‬
‫القول فإن تكوين الشركة يكون بمجرد اكتسابها لصفة الشخصية المعنوية مما يستدعي بالضرورة‬
‫أن نهاية هذه الشركة تكون خاضعة لألسباب التي تؤدي إلى نهاية الشخصية المعنوية ‪ ،‬منها‬
‫أسباب عامة تنطبق على جميع الشركات‪ ،‬ومنها أسباب خاصة بشركات األشخاص‪ ،‬التي تقوم‬
‫على االعتبار الشخصي وكل هذه األسباب ال تؤدي الى انقضاء الشركة فعليا ما لم تتم تصفيتها‪،‬‬
‫فالقانون قضى ببقاء الشخصية المعنوية للشركة المنقضية حتى تمام إجراءات التصفية‪.‬‬
‫‪:‬إشكالية البحث‬
‫من هنا تبرز اإلشكالية الرئيسة التي نحاول اإلجابة عليها من خالل بحثنا في‪:‬‬
‫" فيما تتمثل األسباب المؤدية النقضاء الشركات التجارية وآثار ذلك في القانون الجزائري؟ "‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي أنواع الشركات التجارية؟‬
‫‪ -2‬ما اآلثار التي تترتب عن انقضاء الشركة؟‬
‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫ولتسهيل الدراسة قمنا بصياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تتمثل أنواع الشركات التجارية في‪ :‬شركات األشخاص‪ ،‬شركات األموال‪.‬‬
‫‪ -2‬اآلثار المترتبة عن انقضاء الشركة تتمثل في‪ :‬التصفية‪ ،‬قسمة أموال الشركة‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫من خالل هذا البحث نسعى إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫التعرف على ماهية الشركة وأنواعها وأهميتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬بيان األسباب التي تؤدي الى انقضاء الشركات التجارية من الجانب القانوني وذلك من‬
‫خالل دراسة األسباب العامة والخاصة التي تؤدي إلى انقضائها‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكمن أهمية البحث فيما يلي‪:‬‬
‫تبيان اإلجراءات الالزمة لشهر انقضاء الشركات التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تبيان اآلثار المترتبة عن انقضاء الشركة التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أسباب اختيار البحث‪:‬‬


‫تتجلى أسباب اختيار الموضوع في‪:‬‬
‫اهتمامنا الشخصي بموضوع أسباب انقضاء الشركة التجارية أكثر من غيره من المواضيع‬ ‫‪‬‬
‫األخرى ورغبتنا الشخصية في االطالع ومعرفة كيفية سير هذه العملية وفقا للقانون‬
‫الجزائري‪.‬‬
‫هذا الموضوع قابل للبحث والدراسة نظرا إلمكانية الوصول الى المعلومة ومعاينتها‬ ‫‪‬‬
‫بالواقع‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫من خالل اإلشكالية المطروحة سنعتمد في بحثنا على المنهج الوصفي التحليلي وذلك من خالل‬
‫دراسة وتحليل مختلف النصوص القانونية التي وضعها المشرع الجزائري فيما يخص حاالت‬
‫وأسباب انقضاء الشركة التجارية‪.‬‬
‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫عدم توافر معلومات خالية من األخطاء نتيجة عدم وجود كفاءات تسهر على معالجة‬ ‫‪‬‬
‫وتصحيح األخطاء‪.‬‬
‫قلة المراجع التي تتوفر على مصطلح األسباب الخاصة النقضاء الشركات التجارية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشركة التجارية‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫إن الشركات التجارية من أهم ظواهر الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وجدت في جمي‪RR‬ع العص‪RR‬ور‬
‫منذ بدء الحضارة ثم نمت وتوسعت م‪RR‬ع ال‪RR‬زمن‪ ،‬وم‪RR‬ع تط‪RR‬ور حاج‪RR‬ات البش‪RR‬ر تبع‪RR‬ا لتط‪RR‬ور الحي‪RR‬اة‬
‫االجتماعية واالقتصادية حتى أصبحت تحتل في الوقت الحاضر المقام األول في النشاط الصناعي‬
‫والتجاري‪ ،‬فقد هيمنت الشركات على جانب هام من النشاط االقتصادي في العديد من الدول‪ ،‬حتى‬
‫أصبح لها سلطان ال يفوقه اال سلطان الدولة ذاتها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم الشركات التجارية‬


‫أوال‪ :‬نشأة الشركات التجارية‬
‫الشركة نظام قديم جدا عرفه الب‪R‬ابليون ونظم‪R‬ه ق‪R‬انون حم‪R‬ورابي‪ ،‬وق‪R‬د ك‪R‬انت الش‪R‬ركة في الق‪R‬انون‬
‫الروماني عقدا رضائي ال ينشأ عنه شخص معنوي مستقل عن أشخاص الشركاء‪.‬‬
‫وفي القرن الثاني عش‪RR‬ر م‪RR‬ع نه‪RR‬وض الحي‪RR‬اة التجاري‪RR‬ة في ايطالي‪RR‬ا ب‪RR‬دأت تظه‪RR‬ر خص‪RR‬ائص ش‪RR‬ركة‬
‫التضامن حيث كان الشركاء مسؤولين بالتضامن عن ديون الشركة‪ ،‬كما أصبح للشركة ذمة مالي‪RR‬ة‬
‫خاصة تتألف من الحصص التي يقدمها الش‪R‬ركاء‪ ،‬وب‪R‬ذلك تأك‪R‬دت فك‪R‬رة الشخص‪R‬ية المعنوي‪R‬ة ال‪R‬تي‬
‫يقوم عليها التنظيم الحديث للشركات‪.‬‬
‫وفي نهاية القرن التاسع عشر ظهرت فكرة الشركة ذات المسؤولية المحدودة في ألماني‪RR‬ا بمقتض‪RR‬ى‬
‫القانون الص‪RR‬ادر في ‪ 29‬افري‪RR‬ل‪ .1892‬وفي الق‪RR‬رن العش‪RR‬رين اتجهت التش‪RR‬ريعات إلى الت‪RR‬دخل في‬
‫تنظيم الشركات والتضييق في الحرية التعاقدية بفرض أحيانا قواعد آمرة وذلك لحماي‪RR‬ة الم‪RR‬دخرين‬
‫‪1‬‬
‫واالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم الشركة التجارية‬
‫يعتبر عقد الشركة من أهم مظاهر الحياة االجتماعية‪ ،‬ومن أقدم العقود في التاريخ حيث يتداخل‬
‫ظهوره مع ظهور المجتمعات البشرية منذ أقدم العصور‪ ،‬وعليه يمكن تعريف الشركة كاآلتي‪:‬‬
‫التعريف اللغوي للشركة التجارية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الشركة هي مخالطة الشريكين‪ ،‬يقال اشتركنا بمعنى تشاركنا‪ ،‬وقد اشترك الرجالن وتشاركا‬
‫وشارك أحدهما اآلخر‪ ،‬وشاركت فالنا صرت شريكه واشتركنا وتشاركنا في كذا‪ ،‬وشاركته في‬
‫البيع والمراد‪.‬‬
‫التعريف االصطالحي للشركة التجارية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الشركة هي عبارة عن االجتماع في استحقاق أو تصرف‪ ،‬فاالجتماع يقصد به هنا قيد يخرج ما لم‬
‫يكن فيه شركة إذ من لوازم الشركة االجتماع‪ ،‬وقوله في االستحقاق يشمل شركة الملك سواء كان‬
‫سبب الملك اشتراء أو التهابا أو قبول وصية أو توارثا‪ ،‬أو بخلط أموالهم‪ ،‬أما قوله تصرف فيعني‬
‫بها جميع أنواع الشركات‪.‬‬
‫وحسب نص المادة ‪ 416‬من القانون المدني‪" :‬الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو‬
‫اعتباريان على المساهمة في نشاط مشترك بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد‪ ،‬هدف اقتسام‬
‫الربح الذي قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة‪ .‬كما يتحملون‬
‫الخسائر التي قد تنجر عن ذلك‪" .‬‬
‫من خالل هذا التعريف يتضح لنا أن الشركة عقد يقوم كباقي العقود على أركان موضوعية عامة‬
‫وهي‪ :‬الرضا‪ ،‬األهلية‪ ،‬المحل‪ ،‬السبب‪ .‬كما يقوم على أركان موضوعية خاصة والمتمثلة في‬
‫اتفاق شخصين أو أكثر على المساهمة في مشروع مالي معين‪ ،‬إضافة إلى تقديم مجموعة من‬
‫الحصص‪ ،‬سواء كانت هذه األخيرة ماال أو عمال‪ ،‬واقتسام كل منهم ما ينتج عن هذا المشروع من‬
‫‪ 1‬منية شوايدية‪ ،‬تأسيس الشركات التجارية في التشريع الجزائري بين الطابع التعاقدي والنظامي‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪،‬‬
‫المجلد‪ ،12‬العدد‪ ،02‬القسم‪ 1‬العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.328‬‬
‫ربح أو خسارة‪ ،‬ويجب كذلك توفر ركن أخر وهو نية المشاركة‪ ،‬أي رغبة الشركاء في التعاون‬
‫من أجل تحقيق غرض الشركة‪.‬‬

‫والمشرع لم يكتف باألركان الموضوعية المذكورة أعاله‪ ،‬بل اشترط النعقاد العقد إفراغه في‬
‫شكل خاص وهو الكتابة‪.‬‬
‫حيث ينص القانون التجاري الجزائري"‪ :‬تثبت الشركة بعقد رسمي وإال كانت باطلة‪" .‬‬
‫كما يجب شهر هذا العقد ليعلم به الغير‪ ،‬ويجب أيضا أن تودع العقود التأسيسية والعقود المعدلة‬
‫لشركات التجارية لدى المركز الوطني للسجل التجاري‪ ،‬وتنشر حسب األوضاع الخاصة بكل‬
‫‪1‬‬
‫شكل من أشكال الشركات وإال كانت باطلة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع وأهمية الشركة التجارية‬


‫أوال‪ :‬أنواع الشركات التجارية‬
‫يعرف النظام القانوني الجزائري نوعين من الشركات التجارية‪ ،‬الشركات التجارية الخاصة التي‬
‫يملك الخواص كل رأسمالها االجتماعي‪ ،‬والشركات التجارية التي تحوز فيها الدولة أو شخص‬
‫‪ 1‬أميرة جديد‪ ،‬إجراءات انشاء الشركات التجارية وفق التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.11-9‬‬
‫معنوي آخر خاضع للقانون العام كل رأسمالها االجتماعي وهي ما يطلق عليها اسم المؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية التي يحكمها األمر رقم ‪ 04/01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬المتعلق‬
‫بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخصوصياتها ويمكن تقسيمها إلى شركات‬
‫األشخاص وشركات األموال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬شركات األشخاص‬
‫تتكون من عدد صغير من األشخاص الشركاء تربطهم روابط وثيقة‪ ،‬ويكون لشخصية الشريك‬
‫االعتبار األول والشريك فيها مسؤوال شخصيا في ذمته الخاصة وتضامنية مع بقية الشركاء‪.‬‬
‫‪ ‬شركة التضامن‪:‬‬
‫تعتبر أقدم الشركات ظهورا تتكون من عدد صغير من الشركاء تربطهم عالقات وثيقة غالبا ما‬
‫تكون شخصية وما يميزها عن غيرها هو األثر الذي يترتب عن قيام التضامن بين الشركاء في‬
‫المسؤولية سواء في األموال التي قدموها كحصة أو أموالهم الخاصة وفي القانون التجاري‬
‫الجزائري من خالل المادة ‪ 551‬من القانون التجاري وما يليها نستخلص أن هذا النوع من‬
‫الشركات أن للشركاء بالتضامن صفة التاجر وهم مسؤولون من غير تحديد وبالتضامن عن ديون‬
‫الشركة‪ ،‬كما تعود إدارة الشركة لكافة الشركاء ما لم ينص القانون األساسي عكس ذلك حيث‬
‫يسمح أن يعين مدير من طرف الشركاء من غيرهم‪.‬‬
‫‪ ‬شركة التوصية البسيطة‪:‬‬
‫تضم هذه الشركة طائفتين األولى شركاء متضامنون في ذات المركز القانوني للشركاء في شركة‬
‫التضامن أي مسؤولين مسؤولية شخصية وتضامنية عن ديون الشركة أما الطائفة الثانية شركاء‬
‫موصون ال يسألون عن ديون الشركة إال في الحدود التي أسهموا بها في رأس مالها‪ ،‬وقد نص‬
‫عليها المشرع في القانون التجاري في مادته ‪ "563‬مكرر ق ت" وما يليها‪ ،‬حيث نستخلص من‬
‫النصوص التي تحكمها أن هذه الشركة تتكون من عدة شركاء يسري عليهم القانون األساسي‬
‫للشركاء بالتضامن ويكون تسيير هذه الشركة على النمط المحدد لتسيير شركات التضامن‪.‬‬
‫‪ ‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪:‬‬
‫جاء في المادة ‪ "56‬ق ت " وما يليها تؤسس هذه الشركة من شخص واحد أو عدة أشخاص ال‬
‫يتحملون الخسائر إال في حدود ما قدموا من حصص‪.‬‬
‫إذا كانت من شخص واحد تأخذ تسمية "‪ "EURL‬مؤسسة ذات الشخص الوحيد وذات المسؤولية‬
‫المحددة‪ ،‬ويدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة "‪ "SARL‬شخص واحد أو عدة أشخاص‬
‫طبيعيين من الشركاء و يجوز اختيارهم خارج الشركاء المادة ‪ " 576‬ق ت" و يتم تعيين المدير‬
‫أو المسيرين من قبل الشركاء في القانون األساسي أو بعقد الحق و يكون المديرون مسؤولين وفق‬
‫قواعد القانون العام‪ ،‬منفردين أو بالتضامن‪ ،‬حسب األحوال اتجاه الشركة أو الغير عن المخالفات‬
‫واألخطاء التي يرتكبونها في مهامهم بأعمال إدارتهم المادة ‪" 1/578‬ق ت" و يمكنهم التخلص‬
‫من المسؤولية إن قاموا الدليل على أنهم بذلوا في إدارة شؤون الشركة و ما سيبدله الوكيل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شركة األموال‬
‫شركة المساهمة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن تسيير هذا النوع من الشركات يخضع لقواعد وهي‪:‬‬
‫إن األصل يتولى إدارة شركة المساهمة مجلس إدارة يتألف من ثالثة (‪ )03‬أعضاء على األقل‬
‫واثنتا عشر (‪ )12‬عضوا على األكثر طبقا للمادة ‪ "610‬ق ت" حيث يتم انتخابهم من قبل‬
‫الجمعية العامة التأسيسية أو الجمعية العامة العادية وتجدد مدة عضويتهم في القانون األساسي‪،‬‬
‫دون أن يتجاوز ذلك ستة (‪ )06‬سنوات طبقا لما جاء في المادة ‪ "611‬ق ت" وطبقا للمادة‬
‫‪" 638‬ق ت" ينتخب مجلس اإلدارة من بين أعضائه رئيسا يتولى تحت مسؤوليته اإلدارة العامة‬
‫للشركة ويمثل الشركة في عالقاتها مع الغير‪ ،‬وطبقا للمادة "‪ 639‬ق ت بناء على اقتراح من‬
‫الرئيس يجوز لمجلس اإلدارة أن يكلف شخصا واحدا أو اثنين ليساعد الرئيس كمديرين عامين‬
‫كما يجوز أن يتولى إدارة الشركة مجلس مديرين يتكون من ثالثة (‪ )3‬إلى خمسة (‪ )5‬أعضاء‬
‫يعينهم مجلس المراقبة ويسند الرئاسة ألحدهم طبقا للمادة ‪ "644‬ق ت"‪ ،‬هذا المجلس يمارس‬
‫وظائفه تحت رقابة مجلس مراقبة يتكون من سبعة (‪ )7‬أعضاء على األقل و اثنتا عشر (‬
‫‪)12‬على األكثر طبقا لما جاء في المادة ‪ "643‬ق ت" يتم انتخابهم من قبل الجمعية العامة‬
‫التأسيسية أو العادية و ينتخب على مستواه رئيسا يتولى استدعاء المجلس و إدارة المناقشات طبقا‬
‫للمادة ‪ "666‬ق ت"‪.‬‬
‫‪ ‬شركة التوصية باألسهم‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬شركة المحاصة‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية الشركة التجارية‬
‫ال تقتصر مزاولة التجارة على التجار األفراد فقط‪ ،‬بل أن أهم المشاريع واألعمال الض‪RR‬خمة تع‪RR‬ود‬
‫ألشخاص اعتبارية اسمها الشركات ذلك أن الفرد العادي كثيرا ما يعجز عن القي‪RR‬ام بمف‪RR‬رده بتنفي‪RR‬ذ‬
‫مشروع بحاري‪ .‬فقد تتوفر لديه الخبرة والمقدرة الغنية أو التجارية‪ ،‬ولكنه يحتاج إلى عم‪RR‬ل الغ‪RR‬ير‬
‫وأموالهم‪ .‬وقد يود نشر مش‪RR‬روعه في بل‪RR‬دان أخ‪RR‬رى فيحت‪RR‬اج لمن يس‪RR‬اهم مع‪RR‬ه في العم‪RR‬ل واإلنت‪RR‬اج‬
‫ويؤسس معه شركة تفتح فروعا في دول مختلفة وعليه أضحت أهم المش‪R‬اريع التجاري‪RR‬ة س‪R‬واء في‬
‫حدود الدولة الواحدة أو على الصعيد الع‪RR‬المي‪ :‬تت‪RR‬واله ش‪RR‬ركات فيه‪RR‬ا شخص‪RR‬ان أو أك‪RR‬ثر في الم‪RR‬ال‬
‫والعمل واإلدارة‪ ،‬فيقومون بمشاريع يعجز كل منهم عن تنفيذها على انفراد‪.‬‬
‫تحديد المسؤولية‪ :‬ق‪R‬د ي‪R‬رغب الت‪R‬اجر في تحدي‪R‬د المس‪R‬ؤولية عن عمل‪R‬ه التج‪R‬اري‪ ،‬غ‪R‬ير أن‬ ‫‪‬‬
‫نظامنا القانوني يتعارض مع ذلك إذ يعترف لكل شخص بذمة مالي‪RR‬ة واح‪RR‬دة (الم‪RR‬ادة ‪)188‬‬
‫من القانون المدني تكون فيها األم‪RR‬وال الض‪RR‬امنة لوف‪RR‬اء جمي‪RR‬ع االلتزام‪RR‬ات‪ .‬يس‪RR‬تطيع ال‪RR‬دائن‬
‫العادي الوفاء بدينه على أي مال من أموال مدينه‪ .‬ويتع‪R‬ذر على الم‪R‬دين حص‪R‬ر مس‪R‬ؤولياته‬
‫ببعض أمواله األحرى وألن العمل التجاري محفوف بالمخاطر واحتم‪RR‬ال ال‪RR‬ربح في‪RR‬ه ق‪RR‬د ال‬
‫يتحقق ونتراكم الخسائر على القائم به فلقد أوج‪RR‬د التعام‪RR‬ل وس‪RR‬يلة لتحدي‪RR‬د مس‪RR‬ؤولية الت‪RR‬اجر‬
‫وذلك بالمساهمة مع الغير في تأسيس شركة تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة عن شخص‪RR‬ية‬
‫الشركاء وتكتسب ذمة مالية مستقلة تكون فيها أموال الشركة ضامنة لوف‪RR‬اء ديونه‪RR‬ا بمع‪RR‬زل‬
‫عن أموال الشركاء‪.‬‬

‫‪ ، https://kms.uac-org.org 1‬أطلع عليه يوم ‪.20/05/2023‬‬


‫توظيف األموال‪ :‬أن تتمتع الشركة بذمة مالية مستقلة ي‪RR‬تيح للش‪RR‬ركاء إلح‪RR‬اق بعض أم‪RR‬والهم‬ ‫‪‬‬
‫بش‪R‬ركة يؤسس‪R‬ونها فال ت‪R‬دخل في ذمتهم المالي‪R‬ة‪ ،‬أم‪R‬ا ح‪R‬ق الش‪R‬ريك في الش‪R‬ركة فيتمث‪R‬ل في‬
‫اكتساب حصة أو أسهم في رأسمالها تمنحه حقا حياله‪R‬ا ال ينص على ك‪R‬ل م‪R‬ال من أمواله‪R‬ا‬
‫وال يشكل حصة ش‪RR‬ائعة في‪RR‬ه‪ ،‬فيع‪RR‬د الم‪RR‬ال ملك‪RR‬ا للش‪RR‬ركة وح‪RR‬ق الش‪RR‬ريك على الش‪RR‬ركة حق‪RR‬ا‬
‫مستقال يتراوح بين الحق الشخصي والحق الفكري أي الح‪R‬ق في منق‪R‬ول غ‪R‬ير م‪R‬ادي وه‪R‬ذا‬
‫يؤدي إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا فرضت ضريبة على أموال الشركة فإن هذه الضريبة تتناول الشركة ال شخص الشركاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا فرضت قيود على أموال األجانب أمكنهم توظيفها في ش‪R‬ركات وطني‪R‬ة‪ ،‬أي إنش‪R‬اء الش‪R‬ركة‬
‫ومركزها واستثمارها فال تخضع مساهمتهم فيها للقيود المذكورة‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا استفادت بعض االستثمارات من إعفاءات ضريبية أو ميزات معينة‪ ،‬أمكن لألف‪RR‬راد تأس‪RR‬يس‬
‫شركات تتوافر فيها الشروط المطلوبة لالستفادة من الح‪RR‬وافز الم‪RR‬ذكورة وق‪RR‬د يص‪RR‬عب توافره‪RR‬ا في‬
‫‪1‬‬
‫األفراد بمعزل عن الشركة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أركان عقد الشركة‬


‫تقسم أركان عقد الشركة إلى أركان موضوعية عامة‪ ،‬وأركان موضوعية خاصة وأركان شكلية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األركان الموضوعية العامة‬
‫األركان الموضوعية العامة لعقد الشركة هي نفس األرك‪RR‬ان ال‪RR‬تي ال تس‪RR‬تقيم بقي‪RR‬ة العق‪RR‬ود األخ‪RR‬رى‬
‫بدونها‪ ،‬وهي الرضا والمحل والسبب واالهلية‪.‬‬

‫‪ 1‬صافة خيرة‪ ،‬محاضرات في مقياس الشركات التجارية موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬ص‪.3 ،2‬‬
‫●الرضا‪ :‬هو توافق إرادتين أو أكثر على إنشاء التزام أو نقله‪ ،‬وحتى يكون عقد الش‪RR‬ركة ص‪RR‬حيحا‬
‫توفر التراضي بين المتعاقدين‪ ،‬أي تطابق إرادة الشركاء‪ ،‬ويجب أن ينصب ه‪RR‬ذا الرض‪RR‬ا على ك‪RR‬ل‬
‫ش‪RR‬روط العق‪RR‬د ‪،‬أي على رأس م‪RR‬ال الش‪RR‬ركة وغرض‪RR‬ها وم‪RR‬دتها وكيفي‪RR‬ة إدارته‪RR‬ا وغ‪RR‬ير ذل‪RR‬ك من‬
‫المسائل ‪،‬وينبغي أن يكون الرضا صحيحا ‪،‬أي صادرا عن إرادة واعي‪RR‬ة وبص‪RR‬يرة بم‪RR‬ا هي مقدم‪RR‬ة‬
‫عليه ‪،‬فإن شابه عيب من عيوب اإلرادة كان العقد قابال لإلبطال لمصلحة من شاب العيب رضاه ‪.‬‬
‫●األهلية‪ :‬يجب أن يكون الشخص الذي يرغب في االشتراك في الشركة أهال لمباشرة التصرفات‬
‫القانوني‪RR‬ة‪ ،‬أي أهال للتعاق‪RR‬د‪ ،‬وبن‪RR‬اءا على ذل‪RR‬ك فال يح‪RR‬ق للقاص‪RR‬ر أو ال‪RR‬ذي يك‪RR‬ون ب‪RR‬ه ع‪RR‬ارض من‬
‫عوارض االهلية والذي يؤدي الى نقصها أو انعدامها أن يكون شريكا في ش‪RR‬ركة‪ ،‬وإال ك‪RR‬ان العق‪RR‬د‬
‫باطال بالنسبة اليه أي قابال لإلبطال‪ ،‬على اعتبار أن عق‪R‬د الش‪R‬ركة ه‪R‬و من عق‪R‬ود المعاوض‪R‬ة ال‪R‬تي‬
‫تدور بين النفع والضرر وحدد المشرع الجزائري أهلية التصرف للشخص بلوغ سن الرش‪RR‬د وه‪RR‬و‬
‫‪ 19‬سنة كاملة دون أن يعتريه عارض من عوارض نقص االهلي‪RR‬ة أو انع‪RR‬دامها‪ .‬ويح‪RR‬ق لل‪RR‬ولي أو‬
‫الوصي استثمار أموال القاصر في شراء حصة في شركة توصية بسيطة كش‪RR‬ريك موص‪RR‬ى أو في‬
‫شركة ذات مسؤولية محدودة أو أسهم في شركة مساهمة أو توصية باألسهم كشريك مساهم‪ ،‬نظرا‬
‫للمسؤولية المحدودة للشريك في كل منهم‪ ،‬كما ال يترتب على هذا االشتراك اكتساب القاصر صفة‬
‫التاجر‪ ،‬أما فيما يتعلق باالش‪RR‬تراك في ش‪RR‬ركات التض‪RR‬امن و التوص‪RR‬ية البس‪RR‬يطة كش‪RR‬ريك متض‪RR‬امن‬
‫فتطبق قواعد األهلية التجارية أي أهلية احتراف األعمال التجاري‪RR‬ة و بالت‪RR‬الي الرج‪RR‬وع للم‪RR‬ادة ‪05‬‬
‫من الق‪RR‬انون التج‪RR‬اري ‪ ،‬على اعتب‪RR‬ار أن الش‪RR‬ريك المتض‪RR‬امن و كم‪RR‬ا س‪RR‬يأتي تفص‪RR‬يله‪ ،‬يس‪RR‬أل عن‬
‫التزامات الشركة على وجه التضامن و في كل أمواله ‪.‬‬
‫●المح‪CC‬ل‪ :‬يجب أن يك‪RR‬ون لعق‪RR‬د الش‪RR‬ركة مح‪RR‬ل‪ ،‬ش‪RR‬أنه ش‪RR‬أن ب‪RR‬اقي العق‪RR‬ود ويجب أن يك‪RR‬ون المح‪RR‬ل‬
‫موجودا أو ممكنا‪ ،‬وأن يك‪RR‬ون معين‪RR‬ا أو ق‪RR‬ابال للتع‪RR‬يين‪ ،‬وأن يك‪RR‬ون ق‪RR‬ابال للتعام‪RR‬ل في‪RR‬ه وخاص‪RR‬ة أن‬
‫ويكون مشروعا‪.‬‬
‫● السبب‪ :‬تنعقد الشركة لسبب وهو الباعث الدافع إلى التعاقد‪ ،‬ويتمث‪RR‬ل في رغب‪RR‬ة ك‪RR‬ل ش‪RR‬ريك في‬
‫المساهمة مع باقي الشركاء لتحقيق الغرض الذي تكونت من اجله الشركة بهدف الربح‪ ،‬وهو بذلك‬
‫يختلط بمحل العقد‪ ،‬فيختلط المحل بالسبب من الناحية العملية وعليه يتعين أن يكون س‪RR‬بب الش‪RR‬ركة‬
‫‪1‬‬
‫مشروعا وغير مخالف للنظام العام واآلداب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األركان الموضوعية الخاصة‬
‫إلى جانب األركان الموضوعية العامة يل‪RR‬زم إلب‪R‬رام عق‪RR‬د الش‪R‬ركة أرك‪RR‬ان موض‪RR‬وعية خاص‪RR‬ة ب‪RR‬ه‪،‬‬
‫بحيث ال تقوم الشركة إال باجتماعها‪ ،‬وتعد هذه األركان من خصائص عقد الشركة الذي يمتاز بها‬
‫عن غيره من العقود‪ ،‬وهذه األركان هي‪:‬‬
‫●تعدد الشركاء‪ :‬حسب نص المادة ‪ 416‬من القانون المدني ف‪RR‬إن الش‪RR‬ركة " عق‪RR‬د يل‪RR‬تزم بمقتض‪RR‬اه‬
‫شخصان طبيعيان أو اعتباريان ‪ " ...‬وعليه فإن ركن تعدد الشركاء ضروري لقيام عق‪RR‬د الش‪RR‬ركة‪،‬‬
‫ففكرة الشركة تستوجب االشتراك والتعاون بين مجموعة من األشخاص اتح‪RR‬دت مص‪RR‬الحهم لتنفي‪RR‬ذ‬
‫المشروع االقتصادي الذي تكونت الشركة من أجله‪ ،‬وذلك بأن يساهم كل شريك بتق‪RR‬ديم حص‪RR‬ة من‬

‫‪ 1‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬محاضرات في مقياس الشركات التجارية‪ ،‬مقدمة لطلبة السنة الثالثة‪ ،‬قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2021-2020 ،1‬ص‪.7‬‬
‫مال أو عمل القتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من أرباح‪ ،‬كما يتحملون جميعا ما ق‪RR‬د ينتج عن‪RR‬ه‬
‫من خسائر‪.‬‬
‫إن االشتراك في مشروع مالي يقتضي تعدد المشاركين وتوحيد جهودهم وأموالهم لتحقيق اله‪RR‬دف‬
‫المشترك‪.‬‬
‫إال أن المشرع الجزائري وفي إط‪R‬ار اإلص‪R‬الحات االقتص‪R‬ادية ال‪R‬تي ج‪R‬اء به‪R‬ا س‪R‬نوات التس‪R‬عينات‬
‫واقتداء بالتشريعات الحديثة‪ ،‬جاء بنوع جديد من الش‪RR‬ركات بم‪RR‬وجب األم‪RR‬ر وهي ش‪RR‬ركة الش‪RR‬خص‬
‫الواحد ذات المسؤولية المحدودة حيث يحق للشخص الوحيد تأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة‪.‬‬
‫و تفترض قاعدة تعدد الشركاء بداهة أن ال يقل عدد الشركاء عن اثنين‪ ،‬غير أن هذه القاع‪RR‬دة ي‪RR‬رد‬
‫عليها هي األخرى استثناء خاص بشركة المساهمة حيث يجب أن ال يق‪RR‬ل ع‪RR‬دد الش‪RR‬ركاء فيه‪RR‬ا عن‬
‫سبعة ( ‪ )07‬شركاء حسب نص المادة ‪ 592‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬
‫أما عن الح‪RR‬د األقص‪RR‬ى فلم يتط‪RR‬رق ل‪RR‬ه المش‪RR‬رع الجزائ‪RR‬ري إال بالنس‪RR‬بة للش‪RR‬ركات ذات المس‪RR‬ؤولية‬
‫المحدودة فنصت الم‪RR‬ادة ‪ 590‬على ع‪RR‬دم ج‪R‬واز تج‪R‬اوز ع‪RR‬دد الش‪R‬ركاء ح‪R‬دا معين‪RR‬ا‪ ،‬وإذا أص‪RR‬بحت‬
‫الشركة مشتملة هذا الحد وجب تحويلها إلى شركة مساهمة في أجل سنة واحدة‪ ،‬وذلك تحت طائلة‬
‫حل الشركة‪.‬‬
‫● تقديم الحصص‪:‬‬
‫ال يكفي تعدد الشركاء النعقاد عقد الشركة بل يشترط القانون أن يل‪RR‬تزم ك‪RR‬ل ش‪R‬ريك بتق‪RR‬ديم نص‪RR‬يب‬
‫معين من مال أو عم‪RR‬ل يس‪RR‬مى بالحص‪RR‬ص‪ ،‬فيجب أن يق‪RR‬دم ك‪RR‬ل ش‪RR‬ريك حص‪RR‬ة تمث‪RR‬ل مس‪RR‬اهمته في‬
‫الشركة وتبرر حصوله على نصيب من أرباحها وتحمل جزءا من خسائرها‪ ،‬وتق‪RR‬ديم الحص‪RR‬ة ه‪RR‬و‬
‫الذي يفصح عن نية المتعاقدين في االشتراك وعن رغبتهم في قيام الشركة بممارس‪RR‬ة نش‪RR‬اطها وال‬
‫يشترط أن تكون الحصص التي يلتزم الش‪RR‬ركاء بتق‪RR‬ديمها من طبيع‪RR‬ة واح‪RR‬دة فيمكن أن تك‪RR‬ون م‪RR‬اال‬
‫نقديا أو عينيا أو حقوقا معنوية‪ ،‬كما يمكن أن تكون الحصة عمل يقدمه الشريك‪.‬‬
‫‪_1‬الحصة النقدية‪:‬‬
‫قد تكون الحصة التي يقدمها الشريك مبلغا من النقود وه‪R‬و الوض‪R‬ع الغ‪R‬الب‪ ،‬فيل‪R‬تزم الش‪R‬ريك ب‪R‬دفع‬
‫مبلغ من النقود للشركة في الميعاد المتفق عليه في عقد التأسيس فإذا لم يح‪RR‬دد في عق‪RR‬د الش‪RR‬ركة أو‬
‫في اتفاق الحق ميعاد الوفاء‪ ،‬وجب على الشريك الوفاء به للشركة فورا بمجرد اب‪RR‬رام العق‪RR‬د‪ ،‬وق‪RR‬د‬
‫يتفق على دف‪RR‬ع حص‪RR‬ة الش‪RR‬ريك النقدي‪RR‬ة كامل‪RR‬ة عن‪RR‬د اب‪RR‬رام العق‪RR‬د أو على أقس‪RR‬اط في مواعي‪RR‬د متف‪RR‬ق‬
‫‪1‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫ويعد التزام الشريك ب‪RR‬دفع حص‪RR‬ته النقدي‪RR‬ة التزام‪RR‬ا تجاري‪RR‬ا يخض‪RR‬ع للقواع‪RR‬د ال‪RR‬تي تحكم االلتزام‪RR‬ات‬
‫التجارية‪ ،‬فإذا تخلف الشريك عن تنفيذ التزامه أج‪RR‬بر على الوف‪RR‬اء ب‪RR‬ه فض‪RR‬ال عن مطالبت‪RR‬ه بالفوائ‪RR‬د‬
‫االتفاقية أو القانونية عن التأخير في الوفاء بالنسبة للتشريعات ال‪RR‬تي تأخ‪RR‬ذ به‪RR‬ا كم‪RR‬ا يك‪RR‬ون للش‪RR‬ركة‬
‫باعتبارها دائنة للشريك بدين تج‪RR‬اري أن تطالب‪RR‬ه بتع‪RR‬ويض تكميلي عن الض‪RR‬رر ال‪RR‬ذي أص‪RR‬ابها من‬
‫جراء عدم وفائه بقيمة حصته أو التأخر في الوفاء بها‪ ،‬وهو ما نص عليه المش‪RR‬رع الجزائ‪RR‬ري في‬
‫المادة ‪ 421‬من القانون المدني‬

‫‪ 1‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9 ،8‬‬


‫‪_2‬الحصة العينية‪:‬‬
‫قد يقدم الشريك حصة عينية للشركة‪ ،‬والحصة العينية هي كل مال مقدم كان من غير النقود سواء‬
‫كان عقارا أو منقوال‪ ،‬وقد يكون العقار قطعة أرض أو مبنى‪ ،‬أما المنقول فقد يكون ماديا ك‪RR‬اآلالت‬
‫والبضائع أو منقوال معنويا كمحل تجاري أو براعة اختراع أو عالمة تجارية أو رس‪RR‬وم أو نم‪RR‬اذج‬
‫صناعية أو دين للشريك قبل الغير أو ح‪R‬ق من حق‪R‬وق الملكي‪R‬ة األدبي‪R‬ة أو الفني‪R‬ة وق‪R‬د ت‪R‬رد الحص‪R‬ة‬
‫العينية التي يقدمها الشريك للشركة إما لتمتلكها أو لتنتفع بها‪:‬‬
‫* إذا قدمت الحصة العينية على سبيل التمليك للشركة فإنها تخرج نهائيا من ملكية صاحبها لتسكن‬
‫وتستقر في ذمة الشركة وتصبح جزءا من الضمان العام المق‪RR‬رر ل‪RR‬دائنيها‪ ،‬كم‪RR‬ا يج‪R‬وز للش‪R‬ركة أن‬
‫تتصرف فيها‪.‬‬
‫ويكون الشريك مسؤوال في هذه الحالة وفقا ألحكام عقد البيع عن نقل ملكية الحص‪RR‬ة وض‪RR‬مانها إذا‬
‫هلكت أو ظهر فيها عيب أو نقص‪ ،‬وذلك حسب نص المادة ‪ 422‬من القانون المدني‪.‬‬
‫* وإذا قدمت الحصة على سبيل االنتفاع فإنه‪RR‬ا ال تخ‪RR‬رج عن مل‪RR‬ك ص‪RR‬احبها‪ ،‬ب‪RR‬ل تظ‪RR‬ل س‪RR‬اكنة في‬
‫ذمته وال يكون للشركة من حق سوى االنتفاع بها‪ ،‬وتطب‪RR‬ق على الحص‪RR‬ة في ه‪RR‬ذه الحال‪RR‬ة األحك‪RR‬ام‬
‫العامة المتعلقة باإليجار‪ ،‬وذلك حسب نص المادة ‪ 422‬من القانون المدني‬
‫*واألصل أن تقديم الحصة العينية يكون على سبيل التمليك ما لم يتفق على أنها مقدم‪RR‬ة على س‪RR‬بيل‬
‫االنتفاع أو يجري العرف على ذلك‪.‬‬
‫‪_3‬حصة العمل‪:‬‬
‫قد تكون حصة الشريك في الشركة تقديم عمل ‪ ،‬فال يقدم الشريك مبلغا من المال و ال حصة عينية‬
‫و إنما يقوم بعمل معين لحساب الشركة تنتفع منه و يعود عليها بالفائدة و النفع الم‪RR‬ادي‪ ،‬ك‪RR‬أن يق‪RR‬دم‬
‫إليها خبرة فنية أو إدارة مصنع الشركة أو تسويق منتوجاتها ‪ ،‬فمتى كان العمل يعود بالفائ‪RR‬دة على‬
‫الشركة أصبحت له قيمة مادية فيصح بالتالي أن يكون حصة فيها‪.‬و يشترط أن يكون العم‪RR‬ل ال‪RR‬ذي‬
‫يقدمه الشريك كحصة على درجة من الجدية و األهمية في تحقيق غرض الشركة فإذا ك‪RR‬ان العم‪RR‬ل‬
‫تافها فال يمكن اعتباره حصة في الشركة‪ ،‬و العبرة ليس بطبيعة العمل و إنما بمدى أهميته بالنسبة‬
‫‪1‬‬
‫لنشاط الشركة‪.‬‬
‫كما يشترط في العمل أن يكون مشروعا فال يجوز أن تقتصر حصة الش‪RR‬ريك مثال على م‪RR‬ا ل‪RR‬ه من‬
‫نفوذ سياسي أو اجتماعي أو ما يتمتع به من ثقة مالية و مع ذلك يجوز أن تكون الس‪RR‬معة التجاري‪RR‬ة‬
‫حصة في الشركة إذا اقترنت بعمل جدي يقوم به من يتمت‪RR‬ع به‪RR‬ا يع‪RR‬ود بنف‪RR‬ع على الش‪RR‬ركة‪ ،‬وي‪RR‬رى‬
‫غالبية الفقه بأنه يشترط في العم‪RR‬ل المق‪RR‬دم كحص‪RR‬ة في الش‪RR‬ركة أن يك‪RR‬ون نتيج‪RR‬ة مجه‪RR‬ود شخص‪RR‬ي‬
‫للشريك وعليه فليس للشريك بحصة عمل أن يكلف غيره بالقيام بعمله س‪RR‬واء ذل‪RR‬ك بص‪RR‬فة كلي‪RR‬ة أو‬
‫بصفة جزئية و إال سقطت عنه صفة الشريك‪ ،‬و في سبيل تحقيق تحديد عمل الشريك تحديدا دقيق‪RR‬ا‬
‫سواء من حيث نوعه أو طبيعته في عقد الشركة‪.‬‬
‫ويجوز أن يقدم الشريك إلى جانب حص‪RR‬ة العم‪RR‬ل‪ ،‬حص‪RR‬ة نقدي‪RR‬ة أو عيني‪RR‬ة‪ ،‬فيك‪RR‬ون ل‪RR‬ه نص‪RR‬يب من‬
‫األرباح عن حصة العمل ونصيب آخر عن حصته النقدية أو العينية وه‪RR‬و م‪RR‬ا نص‪RR‬ت علي‪RR‬ه الم‪RR‬ادة‬

‫‪ 1‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 ،10‬‬


‫‪ 425‬الفقرة الثالثة من القانون المدني‪ .‬ومتى كانت حصة الشريك عمال معينا وجب أن يمتن‪RR‬ع عن‬
‫ممارس نفس العمل الذي تعهد به للشركة لحسابه الخاص أو لحساب الغير لما ينط‪RR‬وي علي‪RR‬ه ذل‪RR‬ك‬
‫من منافسة للشركة‪ ،‬فإذا فعل ذلك وحقق أرباحا ك‪RR‬انت ه‪RR‬ذه األرب‪RR‬اح حق‪RR‬ا خالص‪RR‬ا للش‪RR‬ركة‪ ،‬وعلى‬
‫الشريك بالعمل أن يقدم للشركة حسابا كما يكون قد كسبه من وقت قيام الشركة‪.‬‬
‫وعند حل الشركة وتصفيتها يسترد الشريك بالعمل حصته‪ ،‬والتصرف في وقته وعمله‪.‬‬
‫●نية االشتراك‪:‬‬
‫تعتبر نية االشتراك ركن من األركان األساسية لعقد الشركة‪ ،‬بحيث من غ‪RR‬ير الممكن انعق‪RR‬اد العق‪RR‬د‬
‫بدونه‪ ،‬بل وهو الركن األول الواجب توفره قبل تقديم الحصص وه‪R‬ذا ب‪R‬الرغم من أن الم‪R‬ادة ‪416‬‬
‫من القانون المدني قد أغفلته‪.‬‬
‫وتعرف نية االشتراك بأنها " رغبة إرادية ت‪RR‬دفع الش‪RR‬ركاء إلى التع‪RR‬اون فيم‪RR‬ا بينهم تعاون‪RR‬ا ايجابي‪RR‬ا‬
‫وعلى قدم المساواة من أجل تحقيق أهداف الش‪RR‬ركة "‪ ،‬وعلي‪RR‬ه ف‪RR‬إن ني‪RR‬ة االش‪RR‬تراك تق‪RR‬وم على ع‪RR‬دة‬
‫عناصر إن الشركة ال تنشأ عرضا أو اضطرارا وإنما تنش‪RR‬أ بين أف‪RR‬راد ي‪RR‬رغب ك‪RR‬ل منهم مش‪RR‬اركة‬
‫اآلخرين‪ ،‬فهي حالة إرادية قائمة على الثق‪RR‬ة واألم‪RR‬ل في نف‪RR‬وس الش‪RR‬ركاء‪ ،‬وهي ب‪RR‬ذلك تختل‪RR‬ف عن‬
‫الشيوع اإلجباري باعتباره حالة مفروضة ناشئة عن سبب ال دخل إلرادة المشاعين فيه‬
‫●اقتسام األرباح والخسائر‪:‬‬
‫ال يكفي قصد االشتراك وحده النعقاد عق‪R‬د الش‪R‬ركة أو تع‪R‬دد أطراف‪R‬ه وتق‪R‬ديم الحص‪R‬ص‪ ،‬ب‪R‬ل ال ب‪R‬د‬
‫إضافة لذلك أن تتوفر نية تحقيق الربح القتسامه وتحمل الخسارة التي قد تنتج عن المشروع وه‪RR‬و‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 416‬من القانون المدني‪.‬‬
‫إن هدف الشركاء من تأسيس الشركة هو الحصول على الربح‪ ،‬وق‪RR‬د تص‪RR‬يب الش‪RR‬ركة ه‪RR‬ذا اله‪RR‬دف‬
‫فتحقق أرباحا كما قد تبوء بالخسارة‪ ،‬فتحقيق الش‪RR‬ركة لل‪RR‬ربح ليس أم‪RR‬را حتمي‪RR‬ا فخس‪RR‬ارتها متوقع‪RR‬ة‬
‫أيضا‪ ،‬وسواء أحققت ربحا أم منيت بخسارة فإن ذلك ال بد أن يعود على الشركاء جميع‪RR‬ا واقتس‪RR‬ام‬
‫‪1‬‬
‫األرباح والخسائر هو الذي يميز الشركة عن الجمعية‪.‬‬
‫كيفية توزيع األرباح والخسائر‪:‬‬
‫تعود طريقة اقتسام األرب‪RR‬اح والخس‪RR‬ائر التف‪RR‬اق الش‪RR‬ركاء فهي متروك‪RR‬ة آلرائهم وح‪RR‬دهم‪ ،‬وال يل‪RR‬زم‬
‫توزيع األنصبة بالتساوي بين الشركاء‪ ،‬فقد يكون نصيب كل منهم مختلفا عن اآلخر بحسب مقدار‬
‫حص‪RR‬ته ال‪RR‬تي س‪RR‬اهم به‪RR‬ا في الش‪RR‬ركة‪ ،‬وليس ض‪RR‬روريا أن يك‪RR‬ون نص‪RR‬يب الش‪RR‬ريك في ال‪RR‬ربح وفي‬
‫الخسارة مساويا لحصته في رأس مال الشركة‪ ،‬فمن الممكن االتفاق على إعطاء الشريك الذي قدم‬
‫ربع رأس مال الشركة ثلث أرباحها أو تحميله ثلث خسائرها‪ ،‬إال أنه يجب في جمي‪RR‬ع األح‪RR‬وال أال‬
‫تكون نسبة االش‪R‬تراك في األرب‪R‬اح أو الخس‪R‬ارة ض‪R‬ئيلة بحيث تص‪R‬ل إلى درج‪R‬ة التفاه‪R‬ة‪ .‬و نص‪R‬ت‬
‫المادة ‪ 425‬من القانون المدني الجزائري بقولها‪ ":‬إذا لم يبين عقد الش‪RR‬ركة نص‪RR‬يب ك‪RR‬ل واح‪RR‬د من‬
‫الشركاء في األرباح و الخسائر كان نصيب كل واحد منهم نسبة حصته في رأس مال الشركة فإذا‬
‫اقتصر العق‪RR‬د على تع‪RR‬يين نص‪RR‬يب الش‪RR‬ركاء في األرب‪RR‬اح وجب اعتب‪RR‬ار ه‪RR‬ذا النص‪RR‬يب في الخس‪RR‬ارة‬
‫أيضا‪ ،‬و كذلك الحال إذا اقتصر العقد على تعيين النصيب في الخسارة ‪"...‬‬

‫‪ 1‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13 ،12‬‬


‫إن العبرة أن ينال كل شريك نصيبا في الربح ونصيبا من الخسارة وذل‪RR‬ك تحت طائل‪RR‬ة الوق‪RR‬وع في‬
‫شرط األسد‬
‫* شرط األسد‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 426‬من القانون المدني على أنه " إذا وقع اتفاق على أن أح‪RR‬د الش‪RR‬ركاء ال يس‪RR‬هم في‬
‫أرباح الشركة وال في خسائرها كان عقد الشركة باطال ‪"...‬‬
‫و عليه فإنه يجب على جميع الشركة أن يساهموا في أرباح الشركة و خس‪RR‬ائرها‪ ،‬ف‪RR‬إذا اتفق‪RR‬وا على‬
‫حرمان شريك من األرباح أو إعفائه من الخس‪R‬ارة ك‪R‬ان عق‪R‬د الش‪R‬ركة ب‪R‬اطال الحتوائ‪R‬ه على ش‪R‬رط‬
‫األسد و تضيف الفق‪RR‬رة ‪ 2‬من الم‪RR‬ادة ‪ 426‬الس‪RR‬ابقة ال‪RR‬ذكر أن‪RR‬ه "‪ ...‬و يج‪RR‬وز االتف‪RR‬اق على إعف‪RR‬اء‬
‫الشريك الذي لم يقدم سوى عمله من كل مساهمة في الخسائر على شرط أال يك‪RR‬ون ق‪RR‬د ق‪RR‬ررت ل‪RR‬ه‬
‫أجرة عن عمله "‪ ،‬و العبرة من ذلك أن الشريك بالعمل الذي ال يتقاضى أجرا عن عمله يك‪RR‬ون ق‪RR‬د‬
‫تحمل خسارة الشركة بضياع وقته و جهده فيها بال مقابل ‪ ،‬و إذا قدم الشريك بالعم‪RR‬ل إلى الش‪RR‬ركة‬
‫حصة نقدية أو عينية فال يجوز االتفاق هنا على إعفاء حصته المالية من الخسارة ‪.‬‬
‫وفي نفس اإلطار فإنه يتم تحديد نسبة الشريك بالعم‪RR‬ل في األرب‪RR‬اح والخس‪RR‬ارة بحس‪RR‬ب م‪RR‬ا تس‪RR‬تفيده‬
‫الشركة من هذا العمل‪ ،‬فإذا قدم فوق عمله نقودا أو شيئا آخر كان له نصيب عن العمل وآخر عم‪RR‬ا‬
‫قدمه فوقه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬األركان الشكلية‬
‫لم يكتفي المشرع إلبرام عقد الشركة وصحته بتوافر األركان الموضوعية العامة والخاص‪RR‬ة وإنم‪RR‬ا‬
‫استلزم أيضا أركانا شكلية‪ ،‬فعقد الشركة لم يعد من العقود الرضائية التي يجب النعقادها وصحتها‬
‫تراضي الشركاء‪ ،‬وإنما اخضعه المشرع لشروط وأركان شكلية ال يقوم العقد بدونها وهي‪:‬‬
‫●الكتابة‪:‬‬
‫اشترط المشرع الجزائري صراحة على غ‪RR‬رار ب‪RR‬اقي التش‪RR‬ريعات أن يك‪RR‬ون عق‪RR‬د الش‪RR‬ركة مكتوب‪RR‬ا‬
‫فنصت المادة ‪ 418‬من القانون الم‪RR‬دني تحت عن‪RR‬وان أرك‪RR‬ان الش‪RR‬ركة على " يجب أن يك‪RR‬ون عق‪RR‬د‬
‫الشركة مكتوبا وإال كان باطال‪ ،‬وكذلك يكون ب‪RR‬اطال ك‪RR‬ل م‪RR‬ا ي‪RR‬دخل على العق‪RR‬د من تع‪RR‬ديالت إذا لم‬
‫‪1‬‬
‫يكن له نفس الشكل الذي يكتسبه ذلك العقد‪"...‬‬
‫وعليه فإن الكتابة هي ركن النعقاد عقد الشركة سواء كانت هذه الشركة تجاري‪RR‬ة أو مدني‪RR‬ة ومهم‪RR‬ا‬
‫كان رأسمالها‪ ،‬وهي ليست مجرد وسيلة إلثبات الشركة بل ركن فيها‪ ،‬فال يغني عن الكتابة إق‪RR‬رار‬
‫أو يمين‪.‬‬
‫كما اشترط المشرع التجاري في المادة ‪ 545‬من القانون التجاري الجزائري الكتابة بقول‪RR‬ه " تثبت‬
‫الشركة بعقد رس‪RR‬مي وإال ك‪RR‬انت باطل‪RR‬ة " والكتاب‪RR‬ة المش‪RR‬ترطة هي الكتاب‪RR‬ة الرس‪RR‬مية ال‪RR‬تي تتم أم‪RR‬ام‬
‫موظف عمومي وهو الموثق‪ ،‬والكتابة مطلوبة ليس فقط عند انشاء عقد الشركة‪ ،‬وإنما أيض‪RR‬ا عن‪RR‬د‬
‫إدخال أي تعديل على هذا العقد‪ ،‬كما إذا أراد الشركاء زيادة رأس المال أو تغيير غرض الش‪RR‬ركة‪،‬‬
‫وذلك تحت طائلة بطالن التعديل‪.‬‬

‫‪ 1‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 ،14‬‬


‫ومما دفع المشرع الشتراط الكتابة إضافة لما سبق‪ ،‬هو أن الشركة تنفرد دون س‪RR‬ائر العق‪RR‬ود بأنه‪RR‬ا‬
‫تنشأ شخصا معنويا له وجوده المستقل عن الشركاء وله حيات‪R‬ه القانوني‪R‬ة الخاص‪R‬ة فيجب أن يك‪R‬ون‬
‫العقد الذي أنشأ هذا الشخص مكتوبا يمكن للغير االطالع عليه قبل أن يتعامل مع الشركة‪.‬‬
‫هذا ويترتب على عدم استيفاء عق‪RR‬د الش‪RR‬ركة للش‪RR‬كل الكت‪RR‬ابي بطالن ه‪RR‬ذا العق‪RR‬د‪ ،‬وه‪RR‬و حس‪RR‬ب نص‬
‫الفقرة ‪ 2‬من الم‪RR‬ادة ‪ 412‬من الق‪RR‬انون الم‪RR‬دني بطالن من ن‪RR‬وع خ‪RR‬اص ال يخض‪RR‬ع للقواع‪RR‬د العام‪RR‬ة‬
‫للبطالن حيث نصت على‪ ":‬غير أنه ال يجوز أن يحتج الشركاء بهذا البطالن قبل الغير وال يك‪RR‬ون‬
‫له أثر فيما بينهم إال من اليوم الذي يقوم فيه أحدهم بطلب البطالن "‬
‫●شهر العقد‪:‬‬
‫تخضع الشركات التجاري‪RR‬ة إلج‪RR‬راءات الش‪RR‬هر المنص‪RR‬وص عليه‪RR‬ا في الق‪RR‬انون ويقص‪RR‬د من الش‪RR‬هر‬
‫إعالم الغير بهذا الكائن القانوني واالقتص‪RR‬ادي الجدي‪RR‬د ح‪RR‬تى يكون‪RR‬وا على بين‪RR‬ة من تك‪RR‬وين الش‪RR‬ركة‬
‫ونشاطها ومدتها ومدى مسؤولية الش‪R‬ركاء فيه‪R‬ا عن التزاماته‪R‬ا‪ ،‬وال يس‪R‬تثنى من إج‪R‬راءات الش‪R‬هر‬
‫سوى شركة المحاصة لطبيعتها المستترة حيث ال يترتب على انشاء هذه الشركة شخص معنوي‪.‬‬
‫وتختلف اجراءات الشهر التي تخضع لها الشركة وفقا لنوعها‪ ،‬وهو م‪R‬ا نص‪R‬ت علي‪R‬ه الم‪R‬ادة ‪548‬‬
‫من القانون التجاري بقولها‪ ":‬يجب أن تودع العقود التأسيسية والعقود المعدل‪RR‬ة للش‪RR‬ركات التجاري‪RR‬ة‬
‫لدى المرك‪R‬ز الوط‪R‬ني للس‪R‬جل التج‪R‬اري وتنش‪R‬ر حس‪R‬ب األوض‪R‬اع الخاص‪R‬ة بك‪R‬ل ش‪R‬كل من أش‪R‬كال‬
‫الشركات وإال كانت باطلة "‪ .‬ويكون الشهر بـ‪:‬‬
‫* إيداع نسخة من ملخص العقد التأسيسي للشركة في السجل التجاري‪.‬‬
‫* نشر ملخص القانون التأسيسي والعقد االبتدائي في النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية‪.‬‬
‫* نشر ملخص العقد التأسيسي في جريدة يومية وطنية هذا وإذا ط‪RR‬رأ أي تع‪RR‬ديل على بيان‪RR‬ات عق‪RR‬د‬
‫التأسيس فينبغي إشهار هذا التعديل باتب‪RR‬اع نفس اإلج‪RR‬راءات الخاص‪RR‬ة بالعق‪RR‬د االبت‪RR‬دائي ح‪RR‬تى يمكن‬
‫االحتجاج بهذا التعديل اتجاه الغ‪R‬ير وباكتم‪R‬ال أرك‪R‬ان الش‪R‬ركة ص‪R‬حيحة ينعق‪R‬د عق‪R‬د الش‪R‬ركة س‪R‬ليما‬
‫منتجا آلثاره القانونية ويمكن للغير التعامل م‪RR‬ع الش‪RR‬ركة على أس‪RR‬اس س‪RR‬ليم‪ ،‬لكن م‪RR‬ا ج‪RR‬زاء تخل‪RR‬ف‬
‫‪1‬‬
‫ركن من هذه األركان‪.‬‬
‫‪:‬خالصة المبحث األول‬
‫ان الَّش ِر كة تمثل شكل من أشكال تنظيم األعمال التجارية‪ ،‬وهي كيان قانوني يعبر عن اتحاد‬
‫لألشخاص‪ ،‬سواء كانوا طبيعيين أو قانونيين أو مزيج من االثنين مًع ا بهدف محدد‪ ،‬حيث تنقسم‬
‫الى نوعين‪ :‬شركات األشخاص وشركات األموال ولكل منهما خصائص تميزه‪ ،‬ولها أهمية بالغة‬
‫‪.‬كونها تمثل مستقبل الحياة االقتصادية في الدولة‬

‫‪ 1‬خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.17 ،16‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء الشركة التجارية وفقا ألحكام القانون الجزائري‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تنشأ الشركات التجارية من أجل تحقيق األهداف واألرباح التي يعجز كل شريك عن تحقيقها‬
‫بمفرده‪ ،‬فيسعى هؤالء الشركاء على إبقائها صامدة لتستمر في نشاطها التجاري‪ ،‬لكن رغم‬
‫المجهودات المبذولة من طرف أصحابها إال أنه قد تقع عوائق وأحداث تعيق نشاط الشركة‬
‫وتحول دون استمرارها‪ ،‬لتؤول بعد مدة سواء كانت قصيرة أم طويلة إلى الزوال‪ ،‬وهو ما يعرف‬
‫من الناحية القانونية بانقضاء الشركات التجارية الذي يقصد به انحالل الرابطة القانونية التي‬
‫تجمع الشركاء‪ ،‬فحل الشركة يعود إلى مجموعة من األسباب منها ما هو عام يسري على جميع‬
‫الشركات مهما كان نوعها‪ ،‬ومنها ما هو خاص بنوع معين من الشركات دون غيرها‪ ،‬مع األخذ‬
‫بعين االعتبار النتائج التي تترتب عن انقضاء هذه الشركة وهذا ما سنتطرق إليه من خالل هذا‬
‫المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األسباب العامة النقضاء الشركة التجارية‬


‫إن األسباب العامة النقضاء الشركات التجارية يمكن تصورها في أي شركة سواء كانت شركة‬
‫أموال أو أشخاص فهي تتعلق بالشركات التجارية بصفة عامة‪.‬‬
‫فتنقضي الشركة التجارية إما بقوة القانون (أوال)‪ ،‬أو بموجب حكم قضائي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬انقضاء الشركة بقوة القانون‬
‫انقضاء الشركة بقوة القانون يقصد منه أن المشرع هو من يتولى تحديد أسباب انقضائها بموجب‬
‫نصوص قانونية ومتى تحققت إحدى هذه األسباب التي سيتم عرضها في هذا الفرع فإنه سيؤدي‬
‫مباشرة إلى االنقضاء الحتمي‪.‬‬
‫انتهاء المدة المحددة للشركة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن مدة الشركة يتم تعيينها في العقد التأسيسي‪ ،‬أو في عقد الحق بشرط أن تتجاوز ميعاد‪ 99‬سنة‬
‫وذلك وفق ما نصت عليه المادة ‪ 546‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬لكن هذا فيما يخص شركات األموال‪ ،‬أما‬
‫شركات األشخاص فمدتها تتراوح ما بين ‪ 5‬إلى ‪25‬سنة دون أن تتجاوز مدة ‪30‬سنة وهذا راجع‬
‫لطبيعة الشركات القائمة على االعتبار الشخصي‪ ،‬لكن في حالة ما لم يوجد بند في العقد ينص‬
‫‪1‬‬
‫على مدة الشركة فإن مسألة اكتشاف ذلك يتبين من ماهية الشركة وموضوعها‪.‬‬
‫األصل أن انتهاء المدة المعينة للشركة في العقد يؤدي حتما النقضائها بقوة القانون حتى وإن لم‬
‫يتحقق الهدف المراد من إنشائها وهذا ما أقرته المادة ‪ 437‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬التي تنص‪ ":‬تنتهي‬
‫الشركة بانقضاء الميعاد الذي عين لها‪."...‬‬
‫غير أنه قد تنتهي مدة الشركة لكن الشركاء يرغبون االستمرار فيها نظرا ألنها تحقق لهم أرباحا‪،‬‬
‫أو أن الغرض الذي أنشأت من أجله لم يتحقق بعد بالتالي يجوز لهم تمديد أجلها‪ ،‬حيث أنه إذا اتفق‬
‫الشركاء على تمديد أجل الشركة قبل انتهاء المدة المحددة في العقد‪ ،‬يعد ذلك استمرارا للشركة‬
‫وتعديال ألحـد بنـوده لـذلك يشترط لصحة هذا التعديل موافقة جميـع الشركاء والقيـام باإلجراءات‬
‫الالزمة لشهره‪.‬‬
‫كما يمكن أن يكون االمتداد ضمنيا وليس صريحا فيتحقق ذلك إذا استمر الشركاء على مزاولة‬
‫عمل من األعمال التي أنشأت الشركة من أجلها وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة ‪437‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬حيث تمتد الشركة سنة فسنة بالشروط ذاتها وفي هذه الحالة المشرع هو من تكفل‬
‫بتحديد المدة‪.‬‬
‫وسواء كان تمديد أجل الشركة باتفاق صريح أو ضمني‪ ،‬فإنه يحق للدائنين الشخصيين للشركاء‬
‫االعتراض على هذا التمديد إذا كان مبلغ دينهم معينا بموجب حكم اكتسب حجية الشيء المقضي‬
‫فيه‪ ،‬ولقد تم وضع هذا االعتراض حماية لمصلحة دائن الشريك الذي ال يستطيع التنفيذ على‬
‫حصة الشريك المدين قبل حصول القسمة وباعتراضه على التمديد تعتبر الشركة منقضية بالنسبة‬
‫إليه عندئذ يستطيع التنفيذ على حصة مدينه‪ .‬ويجوز لباقي الشركاء االتفاق على استمرار الشركة‬
‫فيما بينهم‪ ،‬فيقوموا بتقدير نصيب الشريك من مال وأرباح الشركة في اليوم الذي تقرر االنسحاب‬
‫‪2‬‬
‫حتى يتمكن دائنيه من التنفيذ عليه‪.‬‬
‫تحقق الغرض الذي أنشأت من أجله الشركة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن الشركات التجارية تنشأ لتحقيق هدف معين أو إلنجاز مشروع ما ومتى تحقق هذا الغرض‬
‫بشكل نهائي ينتفي سبب وجودها فتعتبر الشركة منحلة بقوة القانون‪ ،‬حتى وإن كان ذلك قبل إنتهاء‬
‫الميعاد المحدد لها وهذا ما أقره المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 437‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫لكن قد يستمر الشركاء على القيام بعمل من األعمال التي تأسست الشركة ألجلها فتعتبر الشركة‬
‫ممتدة سنة فسنة بالشروط ذاتها‪ ،‬ويجوز لدائني أحد الشركاء اإلعتراض على هذا اإلمتداد ليتمكنوا‬
‫من التنفيذ على حصة مدينهم في الشركة ليتم توقيف أثر هذا اإلمتداد في حقه‪.‬‬
‫‪ 1‬عمار عموره‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ :‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.158‬‬
‫‪ 2‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬انقضاء الشركات التجارية وتصفيتها‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬
‫الشامل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،2017-2016 ،‬ص‪.8‬‬
‫وقد يحدث أن يكون الغرض الذي أنشأت ألجله الشركة مستحيل التحقق سواء إلستحالة مادية أو‬
‫قانونية كما لو تم منح إمتياز لشركة لتقوم بمشروع معين ثم سحب منها اإلمتياز‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫‪1‬‬
‫تنقضي الشركة بقوة القانون نظرا إلستحالة تحقق الهدف المراد من إنشاء الشركة‪.‬‬
‫أما إذا توقفت الشركة عن ممارسة نشاطها لمدة معينة‪ ،‬فإن هذا ال يعتبر سببا لحلها طالما أن‬
‫سبب التوقف غير ناجم عن زوال موضوعها أو إستحالة تحقيقـه بـل سـبب التوقف راجـع‬
‫لمصاعب اقتصادية أو إجتماعية تعاني منها الشركة‪ ،‬فيحق للشركاء تجميد نشاط الشركة إلى‬
‫غاية تحسن األوضاع‪ 2.‬لكن إذا لم يتم إيجاد حل للشركة أو تبين أنه ال فائدة من إستئناف النشاط‬
‫في هذه الحالة يقوم الشركاء بحل الشركة‪ ،‬ويشترط التأشير على ذلك لدى المركز الوطني للسجل‬
‫التجاري ليتم شطب الشركة ألن التوقف عن النشاط لمدة سنتين حسب التشريع الفرنسي يؤدي إلى‬
‫شطب الشركة في السجل التجاري تلقائيا خالفا للمشرع الجزائري الذي لم ينص على ذلك في‬
‫القانون ‪ 22/90‬المتعلق بالسجل التجاري‪ 3،‬إذ نجد الكثير من الشركات المنقضية فعليا لكنها‬
‫تعتبر قائمة وموجودة قانونيا لكونها الزالت مسجلة لدى المركز الوطني للسجل التجاري ولم يتم‬
‫شطبها‪.‬‬
‫هالك مال الشركة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تعد أموال الشركة مقوما أساسيا لوجودها والكتسابها الشخصية المعنوية‪ ،‬كما تعتبر عنصرا‬
‫جوهريا الستمرارها لكن يحدث أن تهلك هذه األموال لسبب من األسباب مما يؤدي حتما إلى‬
‫انقضاء الشركة‪ ،‬كون أن هالك مالها ينجم عنه حرمانها من وسيلتها األساسية لمزاولة نشاطها‬
‫بحيث تصبح عاجزة عن اإلستمرار وهذا ماقضت به المادة ‪ 438‬من ق‪.‬م‪.‬ج التي تنص‪":‬تنتهي‬
‫الشركة بهالك مالها أو جزء كبير منها‪."...‬‬
‫والهالك المؤدي النقضاء الشركة قد يكون ماديا ومثال على ذلك حالة نشوب حريق يؤدي إلى‬
‫إتالف كل موجودات الشركة من آالت ومعدات‪ ،‬كما يمكن أن يكون الهالك معنويا وذلك إذا تم‬
‫إبطال براءة اإلختراع التي نشأت الشركة الستغاللها‪ ،‬لكن المشرع الجزائري لم يتطرق لهذا‬
‫النوع من الهالك في نص المادة ‪ 438‬من ق‪ .‬م‪.‬ج‪ .‬أما في حالة ما إذا هلكت موجودات الشركة‬
‫وكان مؤمنا عليها فال يؤدي إلى انقضائها‪ ،‬طالما أن مبلغ التأمين الذي ستتحصل عليه الشركة‬
‫سيكون كافيا لمزاولة نشاطها من جدید كما يفهم من نص المادة ‪ 438‬من ق‪ .‬م ‪.‬ج أنه ليس من‬
‫الضروري أن يهلك كل مال الشركة لتنحل بل يكفي أن يكون الهالك جزئيا في هذه الحالة يتم‬
‫النظر إلى أهمية الجزء المتبقي ومدى قدرة الشركة على مواصلة نشاطها‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫السلطة التقديرية تعود للمحكمة في تقرير إنقضاء الشركة من عدمه على ضوء نشاط الشركة‬
‫ونوعه‪.‬‬
‫ويستخلص من نص المادة ‪589/2‬ق‪.‬ت‪.‬ج أنه يتعين على المديرين في الشركة ذات المسؤولية‬
‫المحدودة إستشارة الشركاء في موضوع حل الشركة‪ ،‬إذا خسرت هذه األخيرة ثالثة أرباع من‬
‫‪ 1‬عمار عموره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.160‬‬
‫‪ 2‬خالد بيوض‪ ،‬انقضاء الشركات التجارية وتصفيتها في القانون الجزائري والفرنسي‪ ،‬أطروحة لنيل درجة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ 3‬قانون ‪ 22-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ ،1990‬يتعلق بالسجل التجاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد ‪ ،78‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪،1990‬‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬
‫رأسمالها ليتمكنوا من إتخاذ قرار إما بحل الشركة‪ ،‬أو تصحيح الوضع بزيادة رأسمالها‪ ،‬وإن لم‬
‫تتخذ اإلجراءات الالزمة يجوز لكل من له مصلحة طلب حل الشركة عن طريق القضاء‪.‬‬
‫فسواءا تعلق القرار بحل الشركة أو بزيادة رأسمالها إلى الحد المطلوب قانونا‪ ،‬يجب أن يشهر في‬
‫صحيفة معتمدة لتلقي اإلعالنات القانونية في الوالية التي يكون مركز الشركة الرئيسي تابعا لها‪،‬‬
‫كما يتم إيداعه بالمركز الوطني للسجل التجاري الكائن بها مقر الشركة الرئيسي ليتم قيده فيها‪.‬‬
‫ونفس األمر يطبق بالنسبة لشركة المساهمة حيث تنقضي إذا تم المساس برأسمالها حيث تؤكد‬
‫المادة ‪ 594‬من ق‪.‬ت‪.‬ج على أنه يجب أن يكون رأسمال شركة المساهمة بمقدار خمسة ماليين‬
‫دج على األقل‪ ،‬وفي حالة ما إنخفض عن هذا الحد توجب تصحيح الوضع برفع رأسمال الشركة‬
‫خالل أجل سنة‪ ،‬أما إذا لم يتم تسوية الوضع يجوز لكل ذي مصلحة اللجوء للقضاء للمطالبة بحل‬
‫‪1‬‬
‫الشركة بعد توجيه إنذار للشركة بتسوية الوضعية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك قد تنقضي الشركة بالهالك‪ ،‬إذا كان أحد الشركاء قد تعهد بتقديم حصته شيئا‬
‫معينا بالذات ثم هلك هذا الشيء قبل تقديمه‪ ،‬ويشترط لوقوع اإلنقضاء أن يكون الشيئ الذي تعهد‬
‫الشريك بتقديمه الزما لحياة الشركة ويستحيل إستمرارها من دونه وهذا ما ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 838‬من ق‪.‬م‪.‬ج وأقرته كذلك المحكمة العليا في إحدى قراراتها التي تقضي‪ ":‬متى نص القانون‬
‫على أن الشركة تنتهي بهالك جميع مالها أو جزء كبير منه بحيث ال يبقى فائدة من إستمرارها ‪.‬‬
‫ومتى نص أيضا على أنه كان أحد الشركاء قد تعهد بتقديم حصته شيئا معينا بذات وهلك قبل‬
‫تقديمه أصبحت الشركة منحلـة فـي حـق جميع الشركاء‪ ،‬وإن القضاء بما يخالف أحكام هذا‬
‫القانون يعد خرقا له"‪ 2،‬أما إذا هلكت الحصة بعد تقديمها للشركة فإن هذه األخيرة ال تنحل إذا كان‬
‫الباقي من المال كافيا إلستمرارها كون أن الشريك يعتبر مساهما في الشركة بالرغم من هالك‬
‫الحصة التي قدمها‪.‬‬
‫تخلف ركن تعدد الشركاء‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر ركن تعدد الشركاء من األركان الموضوعية الخاصة إلنشاء الشركة‪ ،‬إذ ال يجوز تكوين‬
‫الشركة بوجه عام إال بوجود شريكين على األقل‪ ،‬لكن قد يحدث أن تجتمع كل الحصص في‬
‫الشركة في يد شريك واحد مما يؤدي حتما إلى انقضاء الشركة‪.‬‬
‫غير أن هذه القاعدة يرد عليها استثناء فيما يتعلق بالشركة ذات المسؤولية المحدودة التي ال يؤدي‬
‫اجتماع الحصص في يد شريك واحد إلى حل الشركة‪ ،‬بل تتحول إلى مؤسسة ذات الشخص‬
‫الواحد دون االنتقاص من شخصيتها المعنوية وهذا ما قضت به المادة ‪ 590‬مكرر ‪ 1‬التي‬
‫تنص‪ ":‬ال تطبق أحكام المادة ‪ 441‬من القانون المدني الجزائري المتعلقة بالحل القضائي في‬
‫حالة اجتماع حصص الشركة ذات المسؤولية المحدودة في يد واحدة"‪ ،‬لكن المشرع لم يتعرض‬
‫ألمر اجتماع حصص الشركة في يد شريك واحد بشكل صريح بل اقتصرت المادة ‪ 441‬على‬
‫ذكر عبارة "‪ ...‬أو ألي سبب آخر من فعل الشركاء"‪.‬‬

‫‪ 1‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪ 2‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،32208‬مؤرخ في ‪ 4‬ماي ‪ ،1989‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،1989‬ص‪.125‬‬
‫أما بالنسبة لباقي الشركات التجارية فإن األمر يختلف إذ يعتبر تخلف ركن تعدد الشركاء سببا‬
‫النقضائها‪ ،‬لذلك نجد أن المشرع تدخل وحدد الحد األدنى واألقصى لبعض الشركات‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد نجد أن المادة ‪ 592‬من ق‪.‬ت‪.‬ج في فقرتها الثانية تنص على أنه ال يمكن أن يقل عدد‬
‫الشركاء في شركة المساهمة عن سبعة شركاء وإال كان من حق المحكمة بناءا على طلب كل ذي‬
‫مصلحة أن تأمر بحل الشركة إذا استمر الوضع لمدة سنة‪ ،‬خالفا للمشرع الفرنسي الذي قلص هذه‬
‫المدة حيث ألزم بتسوية الوضعية خالل مدة ستة أشهر‪.‬‬
‫زيادة على ذلك نجد أن المشرع قد حدد أيضا الحد األقصى لعدد الشركاء في الشركة ذات‬
‫المسؤولية المحدودة وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 590‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬فال يجب أن تضم هذه الشركة‬
‫أكثر من ‪ 50‬شريك وفي حالة ما إذا تم تجاوز هذا الحد يكون للشركاء مهلة سنة لتصحيح الوضع‬
‫‪1‬‬
‫وإال أنقضت الشركة مباشرة بمجرد نهاية هذه المهلة‪.‬‬
‫تأميم الشركة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التأميم هو وسيلة من وسائل انتقال ملكية الشركات من نطاق الملكية الخاصة إلى نطاق الملكية‬
‫العامة‪ ،‬بمعنى حلول الدولة بواسطة مؤسساتها العامة محل المساهمين في الشركة ذلك مقابل‬
‫‪2‬‬
‫تعويض أصحابها فيتم تسخير هذا المشروع المؤمم لخدمة الصالح العام‪.‬‬
‫بالرجوع إلى القانون المدني الجزائري نجد أن المشرع لم ينص على اعتبار التأميم سببا من‬
‫أسباب انقضاء الشركات التجارية‪ ،‬لكن يرى فيه أمر مسلم كسبب لحل الشركة المؤممة على‬
‫الرغم من اختالف اآلراء بشأن الشخصية القانونية للشركة‪.‬‬
‫فلقد ثار جدال بين الفقهاء حول تأثير التأميم على شخصية الشركة المؤممة‪ ،‬حيث يرى بعض‬
‫الفقهاء أن التأميم يترتب عليه انقضاء الشركة المؤممة وزوال شخصيتها المعنوية لتقوم محلها‬
‫شخصية قانونية جديدة‪ ،‬في حين يرى البعض األخر أن التأميم ال يستتبع حل الشركة المؤممة وال‬
‫يؤثر على شخصيتها القانونية بل تقتصر عملية التأميم على نقل ملكية الشركة إلى ملكية الدولة‪.‬‬
‫لكن رغم الجدال المثار في هذا الشأن إال أنه يعتبر التأميم سببا النقضاء الشركة بقوة القانون‬
‫يترتب عليه زوال الشخصية المعنوية للشركة وتصفية ذمتها المالية لتنشأ شخصية معنوية جديدة‪.‬‬
‫ويترتب على عملية التأميم جواز طلب الشركة بعد تأميمها مدينيها للوفاء بديونهم ألن هذه الديون‬
‫جزء من الذمة المالية للشركة‪ ،‬فال يكون حقا خالصا ألصحاب المشروع المؤمم‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ذلك يحق للدائنين مقاضاة الشركة ومطالبتها بالديون السابقة على التأميم باعتبار أن الشركات‬
‫تظل محتفظة بشكلها القانوني‪ ،‬وتستمر في مزاولة نشاطها دون أن تسأل الدولة عن التزاماتها إال‬
‫‪3‬‬
‫في حدود ما آل إليه‪.‬‬
‫اندماج الشركة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 ،11‬‬

‫‪ 2‬كسال سامية‪" ،‬المفهوم الحديث للشركة وفقا لالمر ‪ ،27-96‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،1996‬المعدل والمتمم لالمر رقم ‪59-75‬‬
‫المتضمن التقنين التجاري الجزائري"‪ ،‬المجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،2005‬عدد‪ ،1‬ص‪.129‬‬
‫‪ 3‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪13‬‬
‫إن الشركات التجارية قد تنقضي قبل حلول أجلها إذا كانت إرادة األطراف تتجه نحـو إدماجها في‬
‫شركة أخرى‪.‬‬
‫يقصد باإلدماج تالحم شركتين تالحما يقضي بالضرورة زوال كل منهما أو إحداهما لتكونا معا‬
‫‪1‬‬
‫شركة جديدة‪ ،‬يتم إتباع هذه العملية لتحقيق فوائد اقتصادية للشركات المتماثلة في النشاط‪.‬‬
‫لقد تطرق المشرع الجزائري ألحكام الدمج واالنفصال في الشركات التجارية من المواد ‪744‬‬
‫إلى ‪ 764‬من ق‪.‬ت‪.‬ج دون التعرض لألثار الناتجة عنها بالنسبة لوضعية الشركة المدمجة‪ ،‬ولم‬
‫ينص المشرع كذلك في حاالت الدمج على نوع معين من الشركات بل أجازه بين مختلف‬
‫الشركات وهذا ما يفهم من خالل نص المادة ‪ 745‬من ق‪.‬ت‪.‬ج إذ يجب أن تقرره كل شركة من‬
‫الشركات حسب الشروط المطلوبة في تعديل قوانينها األساسية‪ ،‬وعملية اإلندماج تتحقق إما عن‬
‫طريق الضم أو المزج‪.‬‬
‫‪ -1‬االندماج عن طريق الضم‪:‬‬
‫يتم عن طريق دمج شركة في شركة أخرى قائمة‪ ،‬بحيث تنقضي الشركة المندمجة وتزول‬
‫شخصيتها المعنوية نهائيا لتظل الشركة الدامجة هي القائمة والمتمتعة بالشخصية القانونية فتؤول‬
‫إليها جميع حقوق والتزامات الشركة المندمجة‪.‬‬
‫‪ -2‬االندماج عن طريق المزج‪:‬‬
‫تتم هذه العملية عن طريق انقضاء الشركات المندمجة وزوال شخصيتها القانونية لتقوم محلهم‬
‫شركة جديدة لها شخصية معنوية مختلفة ومستقلة عن شخصية كل الشركات المندمجة‪ ،‬وتتكون‬
‫ذمتها المالية من مجموع الذمم المالية للشركات المندمجة‪.‬‬
‫ويشترط لصحة االندماج في كلتا الحالتين إتباع إجراءات الشهر والقيد في السجل التجاري‪ ،‬إذ‬
‫يتعين على القائمين بإدارة الشركة حسب األحوال إيداع عقد االندماج بوصفه تعديال لعقد الشركة‬
‫لدى المركز الوطني للسجل التجاري الذي تم فيه اإليداع ألول مرة زيادة على ذلك‪ ،‬ويجب‬
‫التأشير بالسجل عما يطرأ على الشركات من انقضائها ومحو قيدها باإلضافة إلى زيادة رأسمال‬
‫الشركة الدامجة وكافة التعديالت األخرى ليتمكن الشركاء باالحتجاج على الغير بهذا العقد‪.‬‬
‫باعتبار أن االندماج يترتب عليه زوال شخصية الشركات المندمجة وانحاللها في الشركة‬
‫الدامجة‪ ،‬فينجر عن هذا الوضع أن حقوق وديون الشركات المندمجة ال يتخذ بشأنها اإلجراءات‬
‫القانونية المترتبة عن عملية الدمج ألن ذلك مخالف للقانون‪ ،‬كون أن الشركة الدامجة تعتبر ممثل‬
‫عن كل ديون الدائنين للشركة باعتبارها خلفا للشركات المندمجة إذ تحل محلها قانونا في جميع‬
‫حقوقها والتزاماتها في حدود ما تم االتفاق عليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الحل القضائي للشركة‬
‫لقد حصر المشرع األسباب المؤدية إلنقضاء الشركات التجارية والتي يكون أغلبها بقوة القانون‪،‬‬
‫لكن نظرا لظهور بعض الحاالت المتنوعة التي يصعب ضبطها بصفة تامة نجد أن القانون يجيز‬
‫حل الشركة بحكم قضائي بناءا على طلب أحد الشركاء لعدم وفاء أحدهم بإلتزاماته‪ ،‬أو ألي سبب‬

‫‪ 1‬معارفية مالية‪ ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير في العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.32‬‬
‫أخر ليس من فعل الشركاء كحالة بطالن عقد الشركة‪ ،‬أو بسبب الحكم على الشركة بعقوبة‬
‫جنائية‪.‬‬
‫عدم وفاء أحد الشركاء بالتزاماته‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وفي حالة عدم باعتبار أن الشركة عقد فإنه تترتب عليه حقوق والتزامات يجب على الشركاء‬
‫التقيد بها‪ ،‬تنفيذ أحد الشركاء اللتزاماته المنصوص عليها في العقد يحق ألي شريك وفقا لنص‬
‫المادة ‪ 441‬من ق‪.‬م‪.‬ج تقديم طلب حل الشركة أمام القضاء‪ ،‬ومن بين األسباب التي تعود لخطأ‬
‫أحد الشركاء عدم تقديمه للحصة التي تعهد بتسليمها أو أن يرتكب الشريك خطأ بصفته مديرا أو‬
‫إداريا من شأنه تعطيل أو إحداث شلل لشركة والتي تكيف على أنها مخالفة لاللتزامات ‪ ،‬فوجود‬
‫السبب وتقدير خطورته متروك للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع ‪ ،‬إذ له السلطة في قبول‬
‫السبب المقدم كما يمكن له رفضه ويعتبر حق الشريك في طلب حل الشركة قضائيا من النظام‬
‫العام ال يجوز االتفاق على حرمانه منه‪.‬‬
‫ويمكن للقاضي أن يحكم بحل الشركة إذا أصيب أحد الشركاء بمرض في جسمه أو في عقله‬
‫يمنعه من االستمرار في أداء عمله أو قد يكون سبب الحل راجع لسوء التفاهم بين الشركاء تنجر‬
‫عنه خالفات عميقة ومستمرة كأن تكون خالفات بين شريكين يحوزان نفس النسب من األسهم في‬
‫الشركة مما يستصعب عليهم اتخاذ القرار‪ ،‬ويشترط في هذه الحالة أن تكون الخالفات تهدد‬
‫‪1‬‬
‫مصالح الشركة وتجعل االستمرار فيها أمر بالغ الصعوبة‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أنه يجوز للشركاء وفقا لنص المادة ‪ 442‬من ق‪.‬م‪.‬ج طلب فصـل الشريك‬
‫المخطئ في حالة ارتكابه لخطأ يهدد مصالح الشركة بدال من طلب حل الشركة‪ ،‬وإذا ما حكمت‬
‫المحكمة بفصل الشريك المخطئ ال تنقضي الشركة بل تستمر بين الشركاء الباقين في هذه الحالة‬
‫يتم تقدير نصيب الشريك المفصول من أموال الشركة وال يكون له نصيب مما يستجد بعد ذلك من‬
‫حقوق إال بالقدر الحقوق الناتجة عن أعمال سابقة عن الفصل‪.‬‬
‫بطالن عقد الشركة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن تخلف إحدى األركان العامة إلنشاء العقد‪ ،‬أو عدم مراعاة األحكام الخاصة الواردة في المواد‬
‫‪ 416‬من ق‪.‬م‪.‬ج و‪ 545‬من ق‪.‬ت‪.‬ج ترتب عنه بطالن عقد الشركة‪ ،‬ومتى وقع البطالن جاز‬
‫لكل من له مصلحة رفع دعوى البطالن التي تفصل فيها المحكمة في مدة ال تقل عن شهرين من‬
‫تاريخ رفع الدعوى عمال بمقتضيات المادة ‪ 736‬من ق‪.‬م ‪.‬ج‪.‬‬
‫لكن نجد أن المشرع خفف من صرامة قواعد بطالن العقود فيما يخص الشركات التجارية في‬
‫نص المادة ‪ 733‬من ق‪.‬ت‪ .‬حيث أظهر بعض المرونة في هذا الشأن لتفادي زوال الشركات‬
‫التجارية نظرا ألهميتها في الحياة االقتصادية‪ ،‬فالقانون يشترط لرفع دعـوى بطـالن الشركات‬
‫التجارية وجود نص صريح في القانون التجاري يقضي بالبطالن‪ ،‬وقام باستبعاد عيب فقدان‬
‫األهلية وبعض العيوب التي ينجر عنها بطالن الشركة‪ ،‬كما منح المشرع للشركاء فرصة‬
‫لتصحيح وتسوية الوضعية إذا ما وقع البطالن لتجنب انقضاء الشركة إال ما تعلق بعدم مشروعية‬
‫موضوع أو غرض الشركة فهذه الحالة ال يمكن تصحيحها‪ ،‬وقد تنقضي الدعوى إذا انقطع سبب‬
‫البطالن في اليوم الذي تتولى فيه المحكمة النظر في الموضوع وهذا طبقا لنص المادة ‪ 735‬من‬
‫‪ 1‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬وفي حالة ما إذا أصدرت المحكمة حكمها ببطالن الشركة على الرغم من إمكانية تسوية‬
‫الوضعية‪ ،‬فإن الشركة تنقضي مباشرة دون أثر رجعي ليتم تصفيتها مباشرة طبقا لقواعد تصفية‬
‫‪1‬‬
‫الشركات التجارية‪ ،‬وتكون للمحكمة سلطة تعيين المصفى كونها تصفية قضائية‪.‬‬
‫حل الشركة كعقوبة جزائية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المسؤولية الجزائية لم تكن ترتب على الشخص المعنوي نظرا الستحالة إثبات القصد الجنائي لديه‬
‫ولعدم إمكانية تطبيق العقوبات السالبة للحرية عليه‪ ،‬لكن بعد التطور الحاصل في المجال‬
‫االقتصادي والعلمي أصبح الشخص المعنوي يسأل جزائيا مثله مثل الشخص الطبيعي باستثناء‬
‫العقوبة السالبة للحرية‪.‬‬
‫وباعتبار أن الشركة شخصا معنويا حسب نص المادة ‪ 49‬من ق‪.‬م‪.‬ج فعند ارتكابها لسلوك‬
‫إجرامي يمس النظام العام يتم ترتيب المسؤولية الجزائية عليها‪ .‬ولقد أقر المشرع الجزائري‬
‫بالمسؤولية الجنائية للشركة ووضع شروط لها يمكن استخالصها واستقرائها من خالل نص المادة‬
‫‪ 51‬من ق‪.‬ع‪.‬ج‪ ،2‬إذ يشترط لقيام مسؤولية الشركة أن ُت رتكب الجريمة من طرف ممثل الشركة‬
‫أو من أحد األشخاص الطبيعيين الذين لهم حق التعبير عن إرادة الشركة ويجب أن تكون‬
‫هذه الجريمة مرتكبة لمصلحة الشركة سواء أكانت مادية أو معنوية‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة‬
‫زيادة على ذلك يجب أن يوجد نص قانوني ينص على هذه المسؤولية‪.‬‬
‫ومن بين العقوبات المطبقة على الشركة في حال إرتكابها لسلوك إجرامي عقوبـة حـل الشركة‬
‫ومثال على ذلك نجد أن المادة ‪ 387‬مكرر ‪ 7‬ق‪.‬ع‪.‬ج تنص على أنه من العقوبات المطبقة على‬
‫الشخص المعنوي المرتكب لجريمة تبييض األموال حل الشخص المعنوي‪ ،‬باإلضافة لنص المادة‬
‫‪ 18‬مكرر من ق‪.‬ع‪.‬ج التي حددت العقوبات المطبقة على الشخص المعنوي فـي مـواد الجنايات‬
‫والجنح وكذا العقوبات التكميلية منها على الخصوص حل الشخص المعنوي‪.‬‬
‫وأمام هذه القواعد القانونية المجرمة للشركة كشخص معنوي والتي ترتب حل الشركة كعقوبة‬
‫جزائية تكميلية يضاف سببا جديدا لحل الشركات التجارية قضائيا يمارسه القاضي الجزائي‬
‫ويكون ذلك بموجب حكم جزائي‪ ،‬بالرغم من أن القاضي التجاري هو المختص بحل الشركة‬
‫قضائيا لما له من صالحيات لكن نظرا لخطورة األفعال المرتكبة من طرف الشركة تستلزم حل‬
‫الشركة بمقتضى حكم جزائي حماية للنظام العام‪ ،‬وسواء تم حل الشركة بحكم تجاري أو بحكم‬
‫جزائي إال أنهما يؤديان إلى تصفية الشركة رغم اختالفهما من حيث المسوغات‪ ،‬ويعتبر األمر‬
‫بإجراء عمليات التصفية ال يدخل في إختصاصات القاضي الجزائي مما يستلزم تدخل القاضي‬
‫‪3‬‬
‫التجاري لمتابعة إجراءات التصفية‪.‬‬

‫‪ 1‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16،17‬‬

‫‪ 2‬أمر رقم ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ 3‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪18‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب الخاصة النقضاء الشركة التجارية‬
‫األسباب االرادية النقضاء الشركات التجارية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫باعتبار أن عقد الشركة ينشأ بناءا على إرادة الشركاء فانه من الطبيعي والعادل أن يتفق‬
‫هؤالء الشركاء على حل الشركة بسبب ظهور أسباب تصعب عليهم االستمرار‪ ،‬وهذه‬
‫األسباب سنتطرق لدراستها في عنصرين حالة اتفاق الشركاء على حل الشركة‪ ،‬وحالة ما اذا‬
‫أراد أحد الشركاء الخروج من الشركة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اتفاق الشركاء على حل الشركة‬
‫يمنح القانون للشركاء الحق في حل الشركة حتى قبل انقضاء الميعاد المحدد لها في العقد‪،‬‬
‫ويعد هذا الحق بديهيا طالما أن الشركاء هم الذين أنشأوا الشركة بإرادتهم فانهم يستطيعون‬
‫حلها متى أرادوا‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 440‬من ق‪.‬م‪.‬ج في الفقرة الثانية التي تنص‪:‬‬
‫"وتنتهي الشركة أيضا بإجماع الشركاء على حلها"‪.‬‬
‫غير ألنه يشترط ليكون اتفاق الشركاء صحيحا أن يوافق جميعهم على هذا القرار مالم يوجد‬
‫نص قانوني أو شرط في العقد بخالف ذلك‪ ،‬ألنه قد يشترط في العقد أو القانون الحصول على‬
‫أغلبية معينة لحل الشركة وهذا االجماع لم يتم ايراده في القانون التجاري اال فيما يخص‬
‫شركة المساهمة‪ ،‬ويشترط كذلك لحل الشركة أن تكون هذه األخيرة قادرة وميسورة على‬
‫الوفاء بالتزاماتها‪ ،‬فال يعتد بإنهاء الشركة إذا كانت في حالة توقف عن الدفع أي في حالة‬
‫افالس مثال للتهرب من مسؤولياتها القانونية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انسحاب الشريك من الشركة‬
‫ان المبدأ العام يقضي بعدم تقييد حرية الشخص وربطها بالتزام أبدي لتنافي ذلك مع الحرية‬
‫الشخصية للشخص‪ ،‬غير أن األمر يختلف فيما يتعلق بالشركات التجارية اذ ال يجوز للشريك‬
‫أن ينسحب من الشركة بإرادته متى شاء دون رضى الشركاء طبقا لقاعدة العقد شريعة‬
‫المتعاقدين كون أن انسحاب الشريك يؤدي حتما الى انقضاء الشركة‪ ،‬لكن هذا فيما يخص‬
‫شركات األشخاص أما شركات األموال فإنها ال تنقضي بخروج أحد الشركاء اال اذا مس هذا‬
‫الخروج بركن تعدد الشركاء أو برأسمال الشركة‪ ،‬وحرية الشريك في االنسحاب من الشركة‬
‫‪1‬‬
‫تتأثر بما اذا كانت الشركة محددة المدة أو غير محددة المدة‪.‬‬
‫األسباب الالإرادية النقضاء الشركات التجارية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20 ،19‬‬


‫يحدث أن تطرأ على الشركاء ظروف أو أحداث تؤدي إلى عدم استمرارهم في الشركة‪ ،‬وهذه‬
‫األحداث ال دخل إلرادة الشركاء في حدوثها يحتمل وقوعها في أية لحظة دون سابق إنذار وتتمثل‬
‫في‪ :‬وفاة أحد الشركاء‪ ،‬أو إفالسه‪ ،‬أو حالة ما إذا فقد أحد الشركاء ألهليته‪.‬‬
‫أوال‪ :‬موت أحد الشركاء‬
‫الموت هو هالك الشخص وفراقه للحياة فتنتهي بذلك شخصيته القانونية‪ ،‬وهو ما يعرف‬
‫بالموت الطبيعي الذي يختلف عن الموت الحكمي في أن هذا األخير يعد موتا بموجب القانون يتم‬
‫بصدور حكم قضائي يقضي بوفاة الشخص المفقود نظرا لظروف معينة‪ ،‬بناءا على طلب مقدم‬
‫من النيابة العامة أو من أي شخص يهمه األمر‪.‬‬
‫تطبيقا لنص المادة ‪ 439‬من ق‪.‬م‪.‬ج يعتبر مـوت أحد الشركاء في الشركات التجارية القائمة على‬
‫االعتبار الشخصي سواء موتا طبيعيا أو حكميا سببا النقضائها‪ ،‬نظرا ألن الشركاء عند إبرامهم‬
‫لعقد الشركة تعاقدوا بالنظر لصفات الشريك الشخصية وبوفاته تزول هذه الصفات‪ ،‬ونجد أن‬
‫المشرع الجزائري أدرج في القانون التجاري الوفاة كسبب النقضاء شركة التضامن في المادة‬
‫‪ 562‬التي تنص‪":‬تنتهي الشركة بوفاة أحد الشركاء ما لم يكن هناك شرط مخالف في القانون‬
‫األساسي‪".‬‬
‫غير أن هذه القاعدة ليست من النظام العام‪ ،‬إذ يمكن لألطراف االتفاق على مخالفتها بشرط‬
‫صريح في عقد الشركة‪ ،‬كون أن الوفاة أمر محدق قد يصيب أحد الشركاء في أية لحظة مما‬
‫يجعل الشركة في وضعية ضعيفة السيما إذا تكونت للقيام بأعمال طويلة األمد أو كانت هذه‬
‫الشركة ناجحة‪.‬‬
‫لذلك نجد أن المادة ‪ 439‬من ق‪.‬م‪.‬ج في فقرتيها الثانية والثالثة تجيز للشركاء االتفاق على‬
‫استمرار الشركة في حالة وفاة أحد الشركاء ويأخذ هذا االتفاق إحدى الصور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬االتفاق على استمرار الشركة فيما بين الشركاء الباقين‪:‬‬
‫يجوز للشركاء عند إبرامهم لعقد الشركة أن يضعوا بندا في العقد ينص على أنه في حالة وفاة أحد‬
‫الشركاء تستمر الشركة بين الشركاء الباقين بمعزل عن الشريك المتوفي‪ ،‬فال يكون لورثة الشريك‬
‫المتوفي إال نصيب مورثهم في أموال الشركة التي يتم تقديرها بحسب قيمته النقدية يـوم الوفاة ليتم‬
‫دفعه لهم نقدا‪ ،‬فال يكون لهم نصيب من الحقوق الالحقة إال بقدر ما تكون تلك الحقوق ناتجة عن‬
‫عمليات سابقة عن الوفاة‪.‬‬
‫‪ ‬اتفاق الشركاء على استمرار الشركة مع ورثة الشريك المتوفي‪:‬‬
‫منح القانون للشركاء الحق في إقرار استمرار الشركة مع ورثة الشريك المتوفي حتى وإن كـان‬
‫هـؤالء الورثة قصـرا وهـذا مـا أوردتـه المـادة ‪ 439‬مـن ق‪.‬م‪.‬ج في فقرتهـا الثانيـة التـي تنص‪:‬‬
‫"إال أنه يجوز االتفاق في حالة ما إذا مات أحد الشركاء أن تستمر الشركة مع ورثته ولو كانوا‬
‫قصرا "‪.‬‬
‫لكن المشكل المطروح في هذا الصدد أن الورثة القصر في شركة األشخاص ال يمكنهم أن يكونوا‬
‫شركاء ألنه في هذا النوع من الشركات الشركاء المكونين لها يتمتعون بالصفة التجارية وهذا‬
‫الوضع قد يكون مضرا بالقصر ألنه قد يتم تطبيق إجراءات اإلفالس عليهم إذا ما توقفت الشركة‬
‫عن دفع ديونها‪.‬‬
‫والحل في هذه الحالة هو تحويل الشركة إلى شركة توصية بسيطة ليصبح القاصر شريكا موصيا‬
‫فال يكتسب الصفة التجارية وال يسال عن التزامات الشركة إال في حدود الحصة التي ورثها‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك نجد أن المادة ‪ 563‬مكرر من ق‪.‬ت‪.‬ج تنص على أنه إذا توفي أحد الشركاء‬
‫المتضامنين في شركة التوصية البسيطة وكان هناك اتفاق على استمرار الشركة مع ورثة‬
‫الشريك المتوفي رغم كونهم قصرا فإنهم يتحولون إلى شركاء موصين‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان‬
‫المتوفي هو الشريك المتضامن الوحيد وكان ورثته قصرا يتم تعويضه بشريك متضامن جديد أو‬
‫يتم تحويل الشركة في مدة سنة من تاريخ الوفاة‪ ،‬وإذا لم يتم تسوية الوضعية خالل سنة من الوفاة‬
‫تنقضي الشركة مباشرة بقوة القانون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إفالس الشريك‬
‫اإلفالس هو نظام التنفيذ الجماعي على أموال المدين التاجر الذي توقف عن دفع ديونه التجارية‬
‫في ميعاد استحقاقها بغض النظر إن كان هذا التاجر ميسرا أو معسرا‪ ،‬تهدف أحكامه إلى تصفية‬
‫أموال المدين وتوزيع الناتج منها على الدائنين قسمة غرماء‪ ،‬ولشهر إفالس الشريك البد من توفر‬
‫شروط موضوعية وشكلية نظمها المشرع في القانون التجاري من خالل المادة ‪ 215‬التي تنص‪:‬‬
‫"يتعين على كل تاجر أو شخص معنوي خاضع للقانون التجاري ولو لم يكن تاجرا‪ ،‬إذا توقف عن‬
‫الدفع أن يدلي بإقرار في مدة خمسة عشر يوما قصد افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو‬
‫اإلفالس"‪.‬‬
‫يعتبر شهر إفالس أحد الشركاء سببا لحل الشركات التجارية عمال بمقتضيات المادة ‪ 439‬مـن‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪ ،‬لكن هذا السبب ال يسري على كافة الشركات التجاريـة بـل يخـص فقـط شـركة‬
‫التضامن وشركة التوصية البسيطة (المادتين ‪ 569 -562‬من ق‪.‬م‪.‬ج)‪ ،‬كون أن إفالس الشريك‬
‫المتضامن في هذا النوع من الشركات ينجم عنه حل الشركة بسبب زوال الثقة واالعتبار‬
‫الشخصي الذي تقوم عليهما الشركة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬فقدان أحد الشركاء ألهليته أو الحجر عليه‬
‫تعرف األهلية على أنها‪" :‬صالحية الشخص لتلقي الحقوق وتحمل االلتزامات بغض النظر عن‬
‫الفترة التي تبدأ فيها هذه الصالحية‪ ،‬وتعد أحكامها والقواعد المنظمة لها من النظام العام‪ ،‬إذ ال‬
‫يحق لألشخاص التنازل عن أهليتهم أو تعديلها بـل القـانـون هـو مـن يـتـولـى بيـان أحكامهـا‬
‫وحدودها"‪ ،‬واألهلية نوعان‪ :‬أهلية الوجوب وأهلية األداء‪.‬‬
‫قد يحدث أن ُت صاب أهلية أحد الشركاء بعارض من عوارض األهلية كالجنون أو العته مما‬
‫يترتب عن ذلك فقدانه ألهليته والحجر عليه فمال الشركة في هذه الحالة هو االنقضاء‪ ،‬كون أن‬
‫الممثل القانوني ال يمكن أن يحل محل الشريك‪ ،‬ألن الشركاء والغير وثقوا بشخص معين هو‬
‫الشخص الشريك بالذات‪ ،‬فال تتعدى هذه الثقة إلى ممثله القانوني ويفهم من المادة ‪ 563‬مكرر‬
‫‪ 10‬من ق‪.‬ت‪.‬ج أنه قد يحكم على أحد الشركاء بمنعه من ممارسة مهنة تجارية وهذه العقوبة‬
‫‪1‬‬
‫تكون تكميلية لعقوبة أصلية فتوقيع مثل هذه العقوبة يؤدي حتما النقضاء الشركة التجارية‪.‬‬
‫‪ 1‬رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26-21‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار التي تترتب عن انقضاء الشركة‬
‫الشركة من العقود المستمرة التي ينشأ عن نشاطها أثناء حياتا عالقات فيما بينها ومع الغير وفي‬
‫حالة انقضاء الشركة يتم تصفيتها من أجل قسمة موجوداتها بين الشركاء بعد استيفاء دائني‬
‫الشركة لحقوقهم‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التصفية‬
‫يقصد بالتصفية تسوية المراكز القانونية للشركة بهدف تقسيم ما تبقى من األموال بين الشركاء‬
‫وعادة ما ينص في عقد الشركة على الطريقة التي يتم بما تصفية أموال الشركة حالة عدم وجود‬
‫نص يتوجب إتباع أحكام القانون المتعلقة بالتصفية‪.‬‬
‫ويترتب على التصفية اآلثار التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬احتفاظ الشركة بالشخصية المعنوية‪ :‬جاء في المواد ‪ 444‬ق‪.‬م‪.‬ج والمادة ‪ 766‬ق‪.‬ت‪.‬ج تبقى‬
‫شخصية الشركة حق االنتهاء من عملية التصفية وينتج عن بقاء الشخصية المعنوية آثار هي‪:‬‬
‫‪-‬احتفاظ الشركة بذمتها المالية المستقلة‪.‬‬
‫‪-‬احتفاظ الشركة بموطنها القانوني في مركزها الرئيسي‪.‬‬
‫‪-‬يعتبر المصفي مثال قانونا للشركة وينوبها في التقاضي‪.‬‬
‫‪-‬يجوز شهر إفالس الشركة متى توقفت عن دفع ديونها في فترة التصفية‪.‬‬
‫‪ -‬احتفاظ الشركة باسمها مضافا إليه تحت التصفية‬
‫ب‪ -‬تعيين المصفي‪ :‬هو الشخص الذي يعهد إليه تصفية الشركة المادة ‪ 445‬ق‪.‬م ج ‪.‬تتم التصفية‬
‫عند الحاجة إما على يد جميع الشركاء وإما على يد مصف واحد أو أكثر تعينهم أغلبية الشركاء ‪.‬‬
‫وإذا لم يتفق الشركاء على تعيين المصفي‪ ،‬فيعينه القاضي بناء على طلب أحدهم‪ .‬وفي الحاالت‬
‫التي تكون فيها الشركة باطلة؛ فإن المحكمة تعين المصفي وتحدد طريقة التصفية بناء على طلب‬
‫كل من يهمه األمر‪ ،‬وحتى يتم تعيين المصفي يعتبر المتصرفون بالنسبة إلى الغير في حكم‬
‫المصفين‪ ،‬وال يجوز أن تتجاوز وكالة المصفي أكثر من ثالثة أعوان‪ ،‬غير أنه يمكن تحديد هذه‬
‫الوكالة من طرف الشركاء أو رئيس المحكمة بسبب ما إذا كان المصفي قد عين من طرف‬
‫الشركاء أو بقرار قضائي‪ ،‬إذا لم يكن باإلمكان انعقاد جمعية الشركاء بصفة قانونية‪ ،‬حددت‬
‫الوكالة بقرار قضائي بناء على طلب المصفى‪.‬‬
‫يجب على المصفي عند طلب تجديد وكالته أن يبين األسباب التي حالت دون إقفال التصفية‬
‫والتدابير التي ينوي اتخاذها واآلجال التي يقتضيها إتمام التصفية (المادة ‪ )785‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫ت‪ -‬عزل المصفي‪ :‬يتم عزله بتطبيق قاعدة من يملك سلطة التعيين يملك سلطة العزل المادة‪786‬‬
‫تجاري‪ ،‬غير أنه يجور لكل شريك أن يطلب من القضاء عزل المصفي إذا وجحد سبب قانوني‬
‫‪1‬‬
‫يبدده‪ .‬فإذا قت المحكمة بعزله وجب عليها أن تعين آخر محله‪.‬‬
‫ث‪ -‬اختصاصات المصفي‪ :‬تنص المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 1‬من القانون التجاري بمثل مصفي الشركة‬
‫وتحول له السلطات الواسعة سعة لبيع األصول ولو بالتراضي؛ غير أن القيود الواردة على هذه‬
‫السلطات الناتجة عن القانون األساسي أو أمر التعيين ال يحتج بها على الغير فالمصفي هو‬
‫الوكيل على الشركة للقيام بأعمال التصفية فوضه القانون يشبه مدير الشركة وقد يعهد في كثير‬
‫من األحيان إلى المدير نفسه بأمر تصفية الشركة ولكن المدير يتمتع بالسلطة الالزمة الستغالل‬
‫الشركة بينما تنحصر وظائف المصفي بتصفية أعمالها وعندما يجري تعيين المصفي من قبل‬
‫لمحكمة فإنه يعطى أوسع الصالحيات الممكنة وللمصفي أن يقوم بجميع األعمال التي من شأنها‬
‫الوصول إلى تصفية الشركة تصفية عادلة ويمكننا تلخيص وظائف المصفي بما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬القيام بجميع األعمال التي تهدف إلى المحافظة على موجودات الشركة كتنظيم جرد‬
‫بالموجودات ومطالبة المدير بتقديم حسابات الشركة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحصيل ما للشركة من ديون سواء عند الغير أو عند الشركاء ودفع ما عليها ونالحظ هنا‬
‫الفرق بين التصفية واإلفالس في أن التصفية ال تقضي بحلول أحل الديون التي على الشركة فليس‬
‫على المصفي أن يفي دينا على الشركة لم يستحق بعد‪.‬‬
‫‪ -3‬ولكي يتمكن المصفي من الوفاء بالديون المستحقة بذمة الشركة ومن القيام بسائر عمليات‬
‫التصفية يحق له بيع موجودات الشركة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال يجوز للمصفي متابعة الدعاوى الجارية أو القيام بدعاوى جديدة لصالح التصفية ما لم يؤذن‬
‫بذلك من الشركاء أو بقرار قضائي إذا تم تعيينه بواسطة المحكمة وهذا ما أشارت إليه المادة‬
‫‪ 788‬فقرة ‪ 3‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫هل يجوز للمصفي االستمرار في استغالل الشركة أو القيام بأعمال جديدة ؟‬
‫األصل ال يجوز أن يباشر أعماال جديدة بإرادته ألن هذا يتنافى مع غرض التصفية ومع ذلك‬
‫يحوز له مباشرة أعمال جديدة متى كانت الزمة إلتمام أعمال سابقة (المادة ‪ 446‬فقرة ‪1‬‬
‫ق‪.‬ع‪.‬ج) وفي هذه الحالة عليه استدعاء جمعية الشركاء وهذا ما نصت عليه كذلك المادة ‪792‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إقفال التصفية‪ :‬تعتبر التصفية منتهية عندما يقوم المصفي بإتمام حساباته النهائية للشركة‪.‬‬
‫وعند نهاية التصفية يتم نشرها بناء على ما ورد في المادة ‪ 775‬ق‪.‬ت‪.‬ج‪1.‬‬
‫ينشر إعالن إقفال التصفية الموقع عليه من المصفي‪ ،‬بطلب منه في النشرة الرسمية لإلعالنات‬
‫القانونية أو في جريدة معتمدة بتلقي اإلعالن القانوني ويتضمن إعالن البيانات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العنوان أو التسمية التجارية متبرعة عند االقتضاء بمختصر اسم الشركة‪.‬‬

‫‪ 1‬صافة خيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬نوع الشركة متبوع ببيان في حالة التصفية‪.‬‬
‫‪ -‬مبلغ رأس مالها ‪-‬عنوان المقر الرئيسي – أرقام قيد الشركة في السجل التجاري – أسماء‬
‫المصفين وألفاهم وموطنهم – تاريخ ومحل انعقاد الجمعية المكلفة باإلقفال إذا كانت هي التي‬
‫وافقت على حسابات المصفيين أو عند عدم ذلك – تاريخ الحكم القضائي المنصوص عليه في‬
‫المادة المتقدمة ‪ 774‬ق‪.‬ت‪.‬ج وكذلك بيان المحكمة التي أصدرت الحكم‪.‬‬
‫‪-‬ذكر كتابة المحكمة التي أودعت فيها حسابات المصفين‪.‬‬
‫بانتهاء التصفية تنقضي الشخصية المعنوية للشركة ويصبح صافي موجودات الشركة أمواال‬
‫شائعة قابلة للقسمة بين الشركاء وتبدأ مرحلة القسمة بينهم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قسمة أموال الشركة بعد التصفية وتحويل موجودات الشركة إلى نقود‬
‫تنتهي مهمة المصفي وتزول الشخصية المعنوية نهائيا‪ ،‬ومن ثم وجب إجراء القسمة وهي عملية‬
‫تلي التصفية ويفضل الشركاء بأنفسهم القيام يما أو مطالبة القضاء بذلك في حالة الخالف‪ .‬وتنص‬
‫المادة ‪ 448‬ق‪.‬م‪.‬ج تطبق قسمة الشركاء القواعد المتعلقة بقسمة المال المشاع وتقضي كذلك‬
‫المادة ‪ 793‬من القانون التجاري الجزائري بأنه تتم قسمة المال الصافي المتبقي بعد سداد األسهم‬
‫االسمية أو حصص الشركة بين الشركاء بنفس نسبة مساهمتهم في رأس مال الشركة‪ ،‬وذلك‬
‫باستثناء الشروط المخالفة للقانون األساسي‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تقادم الدعاوى الناشئة عن أعمال الشركة‬
‫األصل أن التصفية وزوال الشخصية المعنوية ال يؤدي إلى إبراء ذمة الشركاء قبل دائي الشركة‪،‬‬
‫بل تظل مسؤولياتهم قائمة إلى غاية استيفاء الحق وقبل ذلك يكون الشركاء لفترة طويلة ملتزمين‬
‫بتطبيق القواعد العامة بالتقادم المسقط (المادة‪ )308‬ق‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬يتقادم االلتزام بانقضاء ‪ 15‬سنة فيما‬
‫عدا الحاالت التي ورد فيها نص خاص في القانون‪ ،‬لكن السرعة واالئتمان تقضي عدم مالحقة‬
‫الشركاء لمدة طويلة وكذلك الضرورة تقضي عدم فسح لمجال للدائنين المتقاعسين للمطالبة‬
‫بحقوقهم أثناء التصفية‪ ،‬لذلك هناك نوع خاص من التقادم وهو قصير المدى ويعرف "بالتقادم‬
‫الخماسي" أال يتجاوز ‪ 5‬سنوات من نشر انحالل الشركة باستثناء المصفين (المادة ‪)777‬‬
‫ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬
‫شروط أعمال التقادم الخماسي‪:‬‬
‫يشترط ألعمال التقادم الحماسي طبقا ألحكام المادة ‪ 777‬من القانون التجاري الجزائري عدة‬
‫شروط وهي‪:‬‬
‫‪-1‬أن تكون الشركة المنحلة شركة تجارية‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن تكون الشركة التجارية قد تم انقضائها وانحلت‪ .‬أما إذا كانت الشركة باقية‪ ،‬فإن مسؤولية‬
‫الشركاء عن ديونها تظل قائمة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يتم شهر الشركة المنقضية بالطرق المقررة قانونا وفي جميع الحاالت التي يكون فيها‬
‫الشهر واجبا‪.‬‬

‫‪ 2‬صافة خيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.10 ،9‬‬


‫‪ - 4‬إذا نشأ الدين أو استحق بها‪ .‬حل الشركة‪ ،‬فال يبدأ التقادم الخماسي في هذه الحالة إال من تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫نشأة الدين أو استحقاقه ال من تاريخ حل الشركة (إذن ال يتقادم الحق قبل وجوده واستحقاقه)‬
‫‪ -5‬ال يسري التقادم الخماسي على دعاوى الشركاء فيما بينهم أو على دعاوى الغير علي المصفي‬
‫بصفته هذه ولو كان من الشركاء‪.‬‬
‫بدء سريان التقادم الخماسي وانقطاعه‪:‬‬
‫طبقا ألحكام المادة ‪ 777‬تحاري يسري التقادم الخماسي اعتبارا من تاريخ نشر انحالل الشركة‬
‫‪2‬‬
‫بالسجل التجاري وال يخضع هذا التقادم للقواعد العامة في التقادم المسقط‪.‬‬

‫‪ 1‬صافة خيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 ،11‬‬


‫‪ 2‬صافة خيرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫خالصة المبحث الثاني‪:‬‬
‫تنقضي الشخصية االعتبارية للشركة تبعا النقضاء الشركة ذاتها‪ ،‬على أن هذه األخيرة تنقضي‬
‫بعدة أسباب‪ ،‬فهي تنقضي باتفاق إرادة الشركاء‪ ،‬أو بانتهاء أجل الشركة‪ ،‬او بانتهاء غرضها أو‬
‫هالك رأسمالها‪ ،‬أو إفالس الشركة أو صدور حكم قضائي عليها‪ ،‬كما أنه قد تنقضي باالندماج‪.‬‬
‫ويترتب على انقضاء الشركة دخولها مرحلة التصفية‪ ،‬التي يترتب على نهايتها تقديم المصفي‬
‫بطلب لشطب قيد الشركة من السجل التجاري‪ .‬ومتى تم انقضاء الشركة‪ ،‬سواء كانت من شركات‬
‫األشخاص أو األموال يجب شهر هذا االنقضاء حتى يحتج به في مواجهة الغير‪ ،‬وإال كان‬
‫الشركاء مسؤولين عن أعمال الشركة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫عالجت هذه الدراسة موضوع انقضاء الشركات التجارية من خالل التطرق الى األسباب التي‬
‫تؤدي الى زوالها‪ ،‬والمتمثلة في األسباب العامة التي تسري على كافة الشركات التجارية وتنقسم‬
‫بدورها الى أسباب انقضاء بقوة القانون وأسباب أخرى تستدعي اللجوء الى القضاء من أجل‬
‫إقرارها‪ ،‬الى جانب األسباب الخاصة التي تتمثل في أسباب ارادية وأخرى غير ارادية‪.‬‬
‫وعليه يتوجب متى انقضت الشركة ألي سبب من األسباب شهر هذا االنقضاء وفقا إلجراءات‬
‫الشهر المحددة في القانون الجزائري حتى يعلم به الغير ويتمكن الشركاء من االحتجاج به‪.‬‬
‫والشركات المنقضية ال تنتهي بصفة نهائية ومطلقة بل يتعين تصفيتها وقسمة أموالها وفقا‬
‫لإلجراءات المحددة في القانون األساسي للشركة‪ ،‬أو طبقا لإلجراءات المنصوص عليها في‬
‫القانون المدني‪ ،‬ومتى تمت هذه العملية على الوجه الالزم ثم ظهرت بعد ذلك ديون لم يتم‬
‫استيفاؤها فان مسؤولية الشركاء تظل قائمة تجاه دائني الشركة‪ ،‬لكن حماية لمصالح الشركاء‬
‫ونظرا لطبيعة الحياة التجارية أقر المشرع بالتقادم الخماسي‪.‬‬
‫اختبار الفرضيات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬تتمثل أنواع الشركات التجارية في‪ :‬شركات األشخاص‪ ،‬شركات‬ ‫‪‬‬
‫األموال‪( .‬صحيحة)‬
‫الفرضية الثانية‪ :‬اآلثار المترتبة عن انقضاء الشركة تتمثل في‪ :‬التصفية‪ ،‬قسمة أموال‬ ‫‪‬‬
‫الشركة‪( .‬صحيحة)‬
‫نتائج البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ان االنقضاء أمر محتمل الوقوع قد يصيب الشركة في أية لحظة‪ ،‬لذلك نجد أن المشرع‬ ‫‪‬‬
‫حاول التخفيف منها من خالل إعطاء فرصة للشركاء لتصحيح وضعية الشركات أو‬
‫االتفاق على استمرارها‪.‬‬
‫تتنوع األسباب المؤدية النقضاء الشركات التجارية بتنوع الشركات فهناك أسباب تسري‬ ‫‪‬‬
‫على كافة الشركات ومنها ما يخص نوع معين من الشركات‪.‬‬
‫التصفية اجراء وجوبي تمر به كافة الشركات التجارية باستثناء شركة المحاصة ألنها ال‬ ‫‪‬‬
‫تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬نظرا ألن القانون يلزم ببقاء هذه الشخصية إلتمام المصفي‬
‫بصفته ممثال للشركة عمليات التصفية على الوجه الصحيح‪.‬‬
‫قسمة أموال الشركة تتم بطريقة ودية أو قضائية بعد استيفاء كافة ديون الشركة‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫توزع األرباح أو الخسائر حسب حصص الشركاء أو حسب ما تم االتفاق عليه‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عمار عموره‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ :‬األعمال التجارية‪ ،‬التاجر‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫المذكرات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫معارفية مالية‪ ،‬تصفية الشركات التجارية وقسمتها‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير في‬ ‫‪-‬‬
‫العقود والمسؤولية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫رابحي كنزة‪ ،‬تروانسعيد كنزة‪ ،‬انقضاء الشركات التجارية وتصفيتها‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة الماستر في القانون الخاص الشامل‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحمان ميرة‪ ،‬بجاية‪.2017-2016 ،‬‬
‫خالد بيوض‪ ،‬انقضاء الشركات التجارية وتصفيتها في القانون الجزائري والفرنسي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أطروحة لنيل درجة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫أميرة جديد‪ ،‬إجراءات انشاء الشركات التجارية وفق التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة تكميلية‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البواقي‪،‬‬
‫‪.2014-2013‬‬
‫المجالت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كسال سامية‪" ،‬المفهوم الحديث للشركة وفقا لالمر ‪ ،27-96‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،1996‬المعدل والمتمم لالمر رقم ‪ 59-75‬المتضمن التقنين التجاري الجزائري"‪ ،‬المجلة‬
‫النقدية للقانون والعلوم السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،2005‬عدد‪.1‬‬
‫المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة التجارية والبحرية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،32208‬مؤرخ في ‪ 4‬ماي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،1989‬المجلة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬سنة ‪.1989‬‬
‫منية شوايدية‪ ،‬تأسيس الشركات التجارية في التشريع الجزائري بين الطابع التعاقدي‬ ‫‪-‬‬
‫والنظامي‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد‪ ،12‬العدد‪ ،02‬القسم‪1‬‬
‫العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ،1945‬قالمة ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫المحاضرات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫خلفاوي عبد الباقي‪ ،‬محاضرات في مقياس الشركات التجارية‪ ،‬مقدمة لطلبة السنة الثالثة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قسم القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة االخوة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2021-2020 ،1‬‬
‫صافة خيرة‪ ،‬محاضرات في مقياس الشركات التجارية موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تخصص قانون خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابن خلدون‪ ،‬تيارت‪.‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أمر رقم ‪ ،156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬يونيو ‪ ،1966‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪ 11‬جوان ‪ ،1966‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫قانون ‪ 22-90‬المؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪ ،1990‬يتعلق بالسجل التجاري‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،78‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬أوت ‪ ،1990‬المعدل والمتمم‪.‬‬
:‫المواقع االلكترونية‬ 
- https://kms.uac-org.org

You might also like