You are on page 1of 24

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشاذلي بن جديد‪-‬الطارف‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‬

‫شعبة‪ :‬العلوم االقتصادية‬


‫تخصص‪ :‬اقتصاد نقدي وبنكي‬
‫المستوى‪ :‬سنة أولى ماستر‬

‫بحث حول‬

‫العقود المستقبلية‬

‫الفوج ‪03:‬‬

‫تحت اشراف‪:‬‬ ‫من اعداد الطلبة‪:‬‬


‫د‪.‬بونعاس‬ ‫‪ ‬عجمي منال‬
‫‪ ‬لعوامي شروق‬
‫‪ ‬معيزي أشواق‬

‫السنة الجامعية‪2023-2022 :‬‬

‫خطة البحث‬
‫ملخص‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية العقود المستقبلية‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم العقود المستقبلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع العقود المستقبلية واألطراف المتعاملة فيها‬

‫‪.‬المطلب الثالث‪ :‬مزايا وعيوب العقود المستقبلية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات واستراتيجيات واستعماالت العقود المستقبلية‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات العقود المستقبلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استراتيجيات العقود المستقبلية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استعماالت العقود المستقبلية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مقارنة بين العقود المستقبلية والعقود األخرى‬

‫المطلب األول‪ :‬الفرق بين العقود المستقبلية والعقود اآلجلة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق بين العقود المستقبلية وعقود الخيار‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬

‫ملخص‬
‫تهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على العقود المستقبلية التي هي نوع من المشتقات المالية‬
‫المتداولة في البورصة وأنواعها ومزاياها وعيوبها وكذا دورها للتحوط من المخاطر أي كيفية‬
‫التخلص من آثار تقلبات أسعار األصل محل التغطية‪ ،‬كما تم التطرق الى آلية تداول هذه العقود‬
‫من خالل احتساب األرباح والخسائر كل يوم وكذا استخداماتها لغرض المضاربة الغتنام‬
‫الفرص لتحقيق األرباح‪ ،‬وباعتبار أن العقود المستقبلية والعقود اآلجلة يتشابهان في التعريف‬
‫العام لهما فانه تم ابراز أهم االختالفات بينهما في حين أن األولى تتم في سوق منظمة على‬
‫غرار العقود األخرى‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬عقود مستقبلية‪ ،‬أسعار األصل‪ ،‬تداول العقود‪ ،‬مضاربة‪ ،‬بورصة‬

‫مقدمة‬
‫كانت المنتجات التقليدية مثل األسهم والسندات سببا في ظهور عقود أخرى تعتمد على األوراق‬
‫المالية األصلية وأنشأت لها أسواق خاصة بها حيث تعد العقود المستقبلية من أهم النتاجات الفكرية‬
‫المعاصرة في مجال اإلدارة المالية فهي أدوات مالية ترتبط قيمتها بأداة مالية معينة أو مؤشر أو‬
‫سلعة ما والتي من خاللها يمكن بيع أو شراء المخاطر المالية في األسواق المالية والتي بان‬
‫وضوح تطورها في العقدين األخيرين من القرن العشرين اذ أن أول األهداف من استخدام العقود‬
‫المستقبلية هي التحوط ضد مخاطر األسعار فهي أدوات مالية يتم اشتقاق قيمتها من قيمة األصول‬
‫محل التعاقد ويتم تداولها بنفس الطريقة التي تتم مع األسهم واألصول المالية األخرى في األسواق‬
‫المنظمة أو في األسواق غير المنظمة حيث تقدم معلومات عن تقلب األسعار وتوفر عنصر‬
‫السيولة بصورة أكبر وتؤدي الى تخفيض تكاليف المعامالت حيث تنخفض العمالت في أسواق‬
‫‪.‬االختيار مقارنة باألسواق الحاضرة وهذا ما يشجع المستثمرين على التعامل في هذه األسواق‬
‫‪:‬إشكالية البحث‬
‫من هنا تبرز اإلشكالية الرئيسة التي نحاول اإلجابة عليها من خالل بحثنا في‪:‬‬
‫" فيما تتمثل ماهية العقود المستقبلية والياتها واستراتيجياتها وأهم االختالفات بينها وبين‬
‫العقود األخرى ؟ "‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقوم بطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي خصائص العقود المستقبلية؟‬
‫‪ -2‬ما أهم استعماالت العقود المستقبلية؟‬
‫‪ -3‬ما الفرق بين العقود المستقبلية وعقود الخيار؟‬
‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫ولتسهيل الدراسة قمنا بصياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬تتمثل خصائص العقود المستقبلية في أنها عقود نمطية‪ ،‬تتداول في سوق منظمة‪.‬‬
‫‪- 2‬أهم استعماالت العقود المستقبلية التغطية ألجل طويل‪ ،‬التغطية ألجل قصير‪ ،‬المضاربة‬
‫‪-3‬الفرق بين العقود المستقبلية وعقود الخيار‪ :‬تقتصر خسارة المشتري في عقد الخيار على قيمة‬
‫العالوة المدفوعة‪ ،‬في حين تمتد الخسارة في حالة العقود المستقبلية لتشمل القيمة الكلية للعقد‪.‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫من خالل هذا البحث نسعى إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬البحث في حقيقة طبيعة العقود المستقبلية وخصائصها‪.‬‬
‫‪ ‬بيان دور وأهمية العقود المستقبلية في التحوط من المخاطر‪.‬‬
‫أهمية البحث‬
‫تكمن أهمية البحث فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد مختلف المفاهيم المتعلقة بالعقود المستقبلية وتوضيح أهم ما يميزها عن العقود‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬توفير معلومات إضافية حول آليات العقود المستقبلية‪.‬‬
‫أسباب اختيار البحث‪:‬‬
‫تتجلى أسباب اختيار الموضوع في‪:‬‬
‫‪ ‬ميلنا له بغية التوصل الى اكتشافه عن قرب والرغبة في زيادة المعرفة وااللمام بموضوع‬
‫العقود المستقبلية‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫من خالل اإلشكالية المطروحة سنعتمد في بحثنا على المنهج الوصفي التحليلي وذلك من خالل‬
‫دراسة ووصف مختلف المفاهيم المتعلقة بالعقود المستقبلية‪.‬‬
‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫عدم توافر معلومات خالية من األخطاء نتيجة عدم وجود كفاءات تسهر على معالجة‬ ‫‪‬‬
‫وتصحيح األخطاء‪.‬‬
‫قلة المراجع التي تتوفر على مصطلح العقود المستقبلية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية العقود المستقبلية‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫تعتبر العقود المستقبلية امتداد للعقود اآلجلة‪ ،‬بل إن تطور التعامل بالعقود اآلجلة وتوسعها أوجد‬
‫تقنيات قيـام العقـود المستقبلية‪ ،‬وللوقوف على مفهوم ونشأة وخصائص وأركان وأنواع العقود‬
‫المستقبلية واألطراف المتعاملة في سوقها باإلضافة إلى مزاياها وعيوبها يتم التطرق للعناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة ومفهوم العقود المستقبلية‬
‫أوال‪ :‬نشأة العقود المستقبلية‬
‫تعد العقود اآلجلة هي أول صورة من صور العقود المستقبلية حيث ظهرت تلك العقود لتسهيل‬
‫حصول اإلمبراطورية الرومانية على احتياجاتها من الحبوب من مصر‪ ،‬ثم تطورت تلك األسواق‬
‫لتشمل العديد من السلع الزراعية والمعادن‪ ،‬ويعد سوق شيكاغو لتجارة أو األسواق لهذه العقود‪،‬‬
‫فقد أنشأت هذه السوق من قبل تجار الحبوب المحليين سنة ‪1842‬م قامت السوق النقدية العالمية‬
‫وهو فرع من بورصة شيكاغو بطرح أول عقد مستقبلي على العملة‪ ،‬وهذا من أجل مساعدة‬
‫المستثمرين على تحقيق مخاطر التغيرات في األسعار‪ ،‬وفي ‪1972‬م قامت السوق النقدية العالمية‬
‫وهو فرع من بورصة شيكاغو بطرح أول عقد مستقبلي على العملة و هذا من أجل مساعدة‬
‫المستثمرين على تحقيق مخاطر أسعار الصرف لقد تطورت العقود المستقبلية في أعقاب انهيار‬
‫نظام "بروتن وودز" سنة ‪1973‬م ‪ ،‬حيث بدأ نظام تعويم أسعار العمالت وأصبحت تتحرك‬
‫هبوطا وصعودا بحرية كاملة حسب العرض والطلب‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ شهدت العقود للمستقبلية‬
‫تطورا مستمرا‪ ،‬فقد استحدثت عقود مستقبلية على أسعار الفائدة‪ ،‬عام ‪1975‬م‪ ،‬وعقود مستقبلية‬
‫على أذون الخزانة عام ‪1976‬م‪ ،‬وعقود مستقبلية على سندات الخزينة عاما ‪1977‬م‪ ،‬ثم ظهرت‬
‫العقود المستقبلية على مؤشرات األسهم عام ‪1980‬م‪ ،‬ثم توسع التعامل بالعقود المستقبلية في‬
‫الثمانينات والتسعينات حيث تم إنشاء أسواق مالية في أوروبا والشرق األقصى تتعامل بهذه‬
‫األدوات‪ ،‬وأهم هذه األسواق هي بورصة لندن العالمية للعقود المستقبلية والخيارات والتي بدأت‬
‫التعامل عام ‪ ،1982‬ومع نهاية القرن العشرين ظهرت العقود المستقبلية على الخدمات وفي‬
‫‪1‬‬
‫مقدمتها العقود المستقبلية على الرحالت الترفيهية خالل اإلجازات والعطل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم العقود المستقبلية‪.‬‬
‫تتعدد تعاريف العقود المستقبلية ومن بينها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التعريف األول‪:‬‬
‫عقود المستقبليات هي عقود تم ضبط شروطها في الحاضر أما تنفيذها فسيتم في وقت الحق في‬
‫المستقبل‪ ،‬وبعبارة أخرى هي اتفاق بين مشتري وبائع على شراء وبيع كمية معينة من أصل‬
‫‪2‬‬
‫معين في المستقبل بسعر استالم(‪ )..‬وتاريخ استالم الحق (‪)..‬متفق عليهما حاضرا‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف الثاني‪:‬‬
‫هي عقود لشراء (بيع) السلع أو األصول المالية يتم استالمها أو تسليمها في وقت محدد في‬
‫المستقبل ويتيح ألحد أطراف العقد شراء أو بيع أصل معين إلى طرف آخر بسعر محدد متفق‬

‫‪http:// thesis.univ-biskra.dz1‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬كزار رمضان‪ ،‬محاضرات في مقياس الهندسة المالية‪ ،‬طلبة سنة أولى ماستر‪ ،‬تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،2018 ،‬ص‪.14‬‬
‫عليه مسبقا يسمى بالسعر المستقبلي على أن يتم التسليم أو تنفيذ االتفاق في تاريخ الحق هو تاريخ‬
‫‪1‬‬
‫استحقاق العقد‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف الثالث‪:‬‬
‫فهي عبارة عن‪" :‬التزام قانوني متبادل بين طرفين‪ ،‬يفرض على أحدهما أن يسلم اآلخر أو يستلم‬
‫منه بواسطة طرف ثالث (الوسيط)‪ ،‬كمية معينة من أصل معين في مكان محدد وزمان محدد‬
‫‪2‬‬
‫وبموجب سعر محدد‪".‬‬
‫فالعقود المستقبلية هي عقود آجلة شروطها نمطية قابلة للتداول‪ ،‬ويتم التعامل عليها من خالل‬
‫سوق منظمة‪.‬‬
‫‪ ‬التعريف الرابع‪:‬‬
‫وتسمى أيضًا العقود اآلجلة ‪Futures‬أو‪Forward Contracts‬وهي العقود التي يتم تداولها‬
‫في البورصة وتشير إلى اتفاق بين طرفين لشراء أو بيع كم ونوع محدد من أصل ما في وقت‬
‫الحق في المستقبل‪ ،‬وتقوم البورصة بوضع جميع الشروط والبنود المتعلقة بكل نوع من أنواع‬
‫‪3‬‬
‫العقود المستقبلية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بأركان العقد المستقبلي فهي نفس األركان التي يتضمنها العقد اآلجل‪ ،‬وتتمثل في‬
‫العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬بائع العقد‪ :‬هو الطرف الملتزم بتسليم الشيء محل العقد نظير الحصول على السعر‬
‫المتفق عليه من الطرف اآلخر‪ ،‬أي المشتري‪ ،‬في التاريخ المحدد في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬مشتري العقد‪ :‬هو الطرف الملتزم باستالم الشيء محل العقد نظير دفع السعر‬
‫المتفق عليه للطرف األول‪ ،‬أي البائع‪ ،‬في التاريخ المحدد في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬محل العقد‪ :‬يقصد به الشيء المتفق على بيعه وشرائه بين طرفي العقد‪ ،‬والذي قد‬
‫يكون بضائع‪ ،‬أوراق مالية‪ ،‬مؤشرات‪ ،‬عمالت‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬سعر التسوية‪ :‬أو السعر المستقبلي أو سعر التنفيذ‪ ،‬وهو السعر الذي يتفق عليه‬
‫الطرفين في العقود المستقبلية إلتمام تبادل الصفقة محل العقد في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ‬تاريخ التسليم أو التسوية‪ :‬هو التاريخ الذي يتفــق عليــه طــرفي العقــد إلتمــام عمليــة‬
‫التبادل‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى الكمية ومكان وطريقة التسليم‪.‬‬
‫تتميز العقود المستقبلية بالخصائص التالية‪:‬‬
‫‪-‬آنها عقود نمطية اي معيارية فكل العقود في السوق الواحد متشابهة تماما سواءا من حيث عدد‬
‫وحدات االصل محل التعاقد نوع االصل منطقة التسليم فترة التسليم‪....‬وتختلف العقود في السعر‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪-‬أنها عقود تبرم وتتداول في سوق منظمة حيث يتحدد سعرها بناءا على العرض والطلب على‬
‫العقود‪.‬‬
‫‪ 1‬د‪.‬مشري فريد‪ ،‬محاضرات في مادة الهندسة المالية‪ ،‬موجهة لطلبة سنة أولى ماستر‪ ،‬تخصص إدارة مالية‪ ،‬جامعة ميلة‪،2019 ،‬‬
‫ص‪.1‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬شافية كعاف‪ ،‬د‪.‬ذهبية لطرش‪ ،‬عقود المشتقات المالية بين األهمية االقتصادية والرؤية الشرعية‪ ،‬مجلة افاق العلوم‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،2017 ،‬ص‪.386‬‬
‫‪ https://www.memapps.com 3‬أطلع عليه يوم ‪03/04/2023‬‬
‫‪ 4‬سرارمة مريم‪ ،‬دور المشتقات المالية وتقنية التوريق في أزمة ‪ ،2008‬دراسة تحليلية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة ماجستير‪،‬‬
‫تخصص مالية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2012 ،‬ص‪.25‬‬
‫‪-‬انها مدة تغطيتها للمخاطر المالية تكون طويلة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬انها عقود ال تنطوي على خطر عدم الوفاء بااللتزامات لوجود بيت المقاصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع العقود المستقبلية واألطراف المتعاملة فيها‬


‫أوال‪ :‬أنواع العقود المستقبلية‪.‬‬
‫من بين العقود المستقبلية نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ https://elearning-facscaguniv-annaba.dz‬اطلع عليه يوم ‪.29/03/2023‬‬ ‫‪1‬‬


‫أ‪ .‬عقود مستقبلية على أسعار الفائدة‪ :‬هي العقود الــتي تتم بين مشــتري العقــد وبــائع العقــد‪ ،‬أغلب‬
‫هذه العقــود يتم إحاللهــا قبــل تــاريخ االســتحقاق بصــفة عكســية عن الــتي تم عنهــا االتفــاق في‬
‫البداية‪ ،‬وال يتم التسليم الفعلي لألصول المقترضة‪.‬‬
‫ب‪ .‬العقود المستقبلية التي تنصب على مؤشــرات الســوق‪ :‬هــذه العقــود عبــارة عن تســليم المؤشــر‬
‫المقترض في تاريخ وسعر محددين مسبقا‪ ،‬وتكون قيمة النقود الملـزم دفعهـا من طـرف المشـتري‬
‫تساوي قيمة ثانية تحددها البورصة مضروبة في الفرق بين قيمة المؤشر على أســاس ســعر إقفــال‬
‫آخر يوم يتعامل في العقد وسعر شراء العقد‪.‬‬
‫ج‪ .‬عقود مستقبلية على سلع‪ :‬هو بمثابة عقد بين الطرفين يلتزم بمقتضاه أحدهما على تسليم‬
‫‪1‬‬
‫الطرف الثاني مقدارا محددا من سلعة معينة بسعر محدد في تاريخ محدد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬األطراف المتعاملة في سوق العقود المستقبلية‪.‬‬
‫‪ .1‬المشترون والبائعون‪ :‬يطلق على مشتري العقد بالمستثمر الذي يأخذ مركزا طويال بمعنى‬
‫يشتري العقد و يحتفظ به لفترة على أمل أن ترتفع قيمته فيقوم ببيعه بسعر مرتفع محققا‬
‫بعض األرباح‪ ،‬أما بائعو العقود فهم هؤالء المستثمرين اللذين يأخذون مركزا قصيرا على‬
‫العقد بمعنى أنهم يسوون العقد في الوقت الذين قد ال يملكون فيه األصل محل التعاقد‪ ،‬ومن‬
‫غير المعتاد أن يقوم البائعون والمشترون بتسليم األصل محل التعاقد‪ ،‬ويرجع السبب في‬
‫ندرة التسليم في العقود المستقبلية على األوراق المالية إلى أن الهدف من العملية إما‬
‫المضاربة أو تغطية مركز استثمارية في السوق الحاضر‪.‬‬
‫‪ .2‬المضاربون‪ :‬يمثل المضاربون تلك الفئة من المتعاملين في سوق العقود المستقبلية وليس‬
‫لهم أي مركز استثماري‪ ،‬حيث أنهم ال يمتلكون األصل فيعقدون على بيعه وال هم راغبون‬
‫في امتالكه‪ ،‬فهدف المضارب هو اغتنام الفرصة المناسبة لتحقيق الربح تبعا لمدى صحة‬
‫توقعاته مثل انخفاض وارتفاع األسعار‪.‬‬
‫‪ .3‬المستثمرون بغرض التغطية‪ :‬هم الذين يمتلكون األصل بالفعل أو يتوقعون الحصول عليه‬
‫في تاريخ الحق ويخشون اآلثار السلبية للتغيرات السعرية على مراكزهم االستثمارية‪،‬‬
‫ويمكن للمستثمر إلغاء العقد أو تعديله بأخذ مركز معاكس لمركزه‪.‬‬
‫‪ .4‬مؤسسة التسوية‪Clearning House :‬يوجد لكل بورصة مستقبلية مؤسسة تسوية حيث‬
‫تقوم بضمان كل عقد يتم تداوله داخل البورصة‪ ،‬بما نحافظ على المصداقية المالية‬
‫للبورصة‪ ،‬ويقوم مشتري وبائع العقد المستقبلي باالتفاق على سعر العقد المزاد أكثر‬
‫شفافية بحيث يستطيع كل المشترين رؤية كل البائعين على كل سعر‪ .‬إن الهامش يبين‬
‫أفضل سعر لشراء وأفضل سعر للبيع عادة ما يكون ضيقا لمعظم المستقبليات المالية‪،‬‬
‫يستثنى من ذلك مستقبليات العملة‪.‬‬
‫وتتغير األسعار عادة وفقا لعوامل العرض والطلب‪ ،‬ويستطيع أي شخص التعامل بالمستقبليات‬
‫وذلك بمساعدة أحد السماسرة (تجار المستقبليات بالعمولة) والذين يكون في العادة أحد أعضاء‬
‫بورصة المستقبليات ومع ذلك فإن معظم التعامل بالمستقبليات المالية يتم بواسطة البنوك أو‬
‫المؤسسات المالية المتخصصة‪.‬‬
‫بيوت السمسرة‪ :‬ال يمكن للمستثمرين أن يتعاملوا في أسواق العقود المستقبلية إال من خالل‬ ‫‪.5‬‬
‫بيت السمسرة إذ تقوم الوحدة المختصة بالعقود المستقبلية بفتح حساب للعميل يطلق عليه‬

‫‪ 1‬د‪.‬حيرش عبد القادر‪ ،‬مطبوعة في مقياس الهندسة المالية‪ ،‬طلبة السنة الثالثة علوم التسيير‪ ،‬تخصص مالية البنوك والتأمينات‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ابن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،2018 ،‬ص‪52 ،51‬‬
‫حساب السلعة أو حساب المتاجرة‪ ،‬حيث يفتح حساب مستقل لكل سلعة يتعامل فيها‬
‫‪2‬‬
‫العميل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مزايا وعيوب العقود المستقبلية‪.‬‬


‫بعد التعرف على العقود المستقبلية يمكن التوصل الى أنها توفر للمتعاملين فيها جملة من المزايا‬
‫‪:‬وتتضمن في نفس الوقت مجموعة من المآخذ يمكن توضيح أهمها في الجدول الموالي‬
‫العيوب‬ ‫المزايا‬

‫‪http:// thesis.univ-biskra.dz 2‬‬


‫‪-‬وجود متطلبات الهامش‬ ‫العقود المستقبلية هي عقود نمطية مما‪-‬‬
‫يسهل تداولها في األسواق المنظمة‬
‫‪-‬محدودية ساعات التعامل في السوق النظامية‬
‫التي يقتصر بيع وشراء المستقبليات فيها ومن‬ ‫أسواق المستقبليات تتمتع بالسيولة‪-‬‬
‫ثم فان التعامل سيكون محدود بأعضاء السوق‬ ‫العالية مما يمكن من بيع العقود بسهولة‬
‫فقط‬ ‫ودون خسائر كبيرة‬
‫إمكانية فتح وغلق المراكز بسهولة‪-‬‬
‫‪-‬فرض حدود دنيا وعليا ألسعار العقود يؤدي‬
‫صعوبة التسييل والبيع في المدى القصير‬ ‫وجود غرفة المقاصة يقلل من‪-‬‬
‫المخاطر االئتمانية‬
‫‪-‬ال يمكن تطويعها لتلبية رغبات أطراف العقد‬
‫كونها عقود نمطية ومحددة الشروط من طرف‬
‫البورصة‬

‫‪1‬‬

‫‪:‬خالصة المبحث األول‬


‫سميت العقود المستقبلية بعقود آجلة وشروطها نمطية قابلة للتداول أي أن ضبطها يتم في الحاضر‬
‫أما تنفيذها يتم في وقت الحق في المستقبل ويتم تداولها في سوق منظمة (البورصة) في حين أن‬
‫هذه العقود يتعامل في سوقها مجموعة من األطراف كالمشترون والبائعون والمضاربون‬
‫ومؤسسات التسوية‪ ...‬وهذا ما يخلق محدودية في ساعات التعامل في السوق فيكون محدود‬
‫بأعضاء السوق فقط‪.‬‬
‫‪ 1‬سرارمة مريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪41‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آليات واستراتيجيات واستعماالت العقود المستقبلية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫سيتم التطرق من خالل هذا المبحث الى آلية تداول العقود المستقبلية واستراتيجياتها واستعماالته‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آليات العقود المستقبلية‬
‫عندما تشتري عقد أو تبيعه‪ ،‬يكون السعر الثابت اليوم إال أن الدفع ال يكون إال الحقا‪ ،‬لكن ستطلب‬
‫منك غرفة المقاصة أن تضع هامشا (ضمان) إما في صورة نقود أو أذونات خزينة لتوضيح أن‬
‫لديك المال لتأمين جانبك من الصفقة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك تكون عقود المستقبليات محددة بالسوق وهذا أن األرباح والخسائر على العقد‬
‫تحسب كل يوم‪ ،‬وأنت كطرف في العقد تدفع الخسائر أو تتحصل على األرباح كل يوم‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك‪ :‬نفترض أنه في شهر سبتمبر اشترت شركة توزيع الزيت واحد مليون جالون زيت تدفئة في‬
‫جانفي بسعر مستقبليات ‪ 0.80‬دوالر لكل جالون‪،‬‬
‫وازداد عقد جانفي في اليوم التالي إلى ‪ 0.82‬لكل جالون‪ ،‬تحقق شركة توزيع الزيت اآلن ربحا‬
‫قدره ‪ 20000$ =1.000.000×0.02$‬لذلك تدفع غرفة المقاصة ‪ $20000‬لحساب شركة‬
‫توزيع الزيت‪ ،‬إما إذا انخفض السعر بعد ذلك إلى ‪ $0.81‬لكل جالون‪ ،‬تدفع شركة توزيع الزيت‬
‫‪ $ 10000‬إلى غرفة المقاصة‪ ،‬ويكون هذا كما لو كانت شركة توزيع الزيت تغلق موقفها كل يوم‬
‫وتفتح موقفا جديدا بسعر المستقبليات الجديد‪ .‬وبالطبع تقع شركة تكرير الزيت في الموقع‬
‫العكسي‪ ،‬فإذا باعت واحد مليون جالون من الزيت في جانفي بسعر مستقبلي ‪ $0.80‬لكل جالون‬
‫واذ السعر إلى ‪ $0.82‬فإنها تخسر ‪ $20000‬ويجب أن تدفع هذا القدر من المال إلى غرفة‬
‫المقاصة‪.‬‬
‫لنفترض اآلن أن البرد القارص دفع السعر الفوري لزيت التدفئة إلى ‪ $0.9‬لكل جالون‪ .‬فإن‬
‫شركة توزيع الزيوت تحقق ربحا تراكميا قدره (‪$ 100.000 - 1000000× )0.8- 0.9‬‬
‫وتدفع ‪ $ 900.000‬مقابل إستالم مليون جالون من زيت التدفئة‪ .‬أما شركة تكرير الزيوت‬
‫فتعاني من خسارة تراكمية قدرها‪ $ 100.000‬مقابل بيع الزيت وتسليمه بسعر ‪ $0.9‬لكل‬
‫جالون‪ ،‬وتكون صافي عائداتها (‪$ 800000- )100000-900000‬‬
‫مالحظة‪ :‬إن بورصات العقود المستقبلية تحمي الطرفين وتحمي نفسها عن طريق تسوية األرباح‬
‫والخسائر كل يوم‪ ،‬وال تحتاج شركة التوزيع أن تستلم من بورصة المستقبليات‪ ،‬وال تحتاج شركة‬
‫التكرير أن تسلم للبورصة‪ ،‬فيمكن أن يغلقا مواقفهما للمستقبليات قبل نهاية العقد مباشرة‪ ،‬آخذين‬
‫‪1‬‬
‫أرباحهما أو خسائرهما ويشتروا أو يبيعوا بالسعر الفوري للسوق‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استراتيجيات العقود المستقبلية‬


‫‪_1‬استراتيجيات التغطية ‪ :‬يقصد بالتغطية في سوق العقود الصفقات التي يبرمها بتواريخ التنفيذ‬
‫المستقبلية‪ ،‬بغرض الحد من الخسائر التي يمكن ان يتعرض لها‪ ،‬بسبب التغيرات العكسية قد تطرأ‬
‫فينا بعد على سعر السلعة محل التعاقد‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين ثالثة انواع من التغطية‪:‬‬

‫‪ 1‬بوبريمة احسان‪ ،‬محاضرات في الهندسة المالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪،‬‬
‫سطيف‪ ،2022 ،1‬ص‪.43-42‬‬
‫التغطية الكاملة وتغطية الشراء وتغطية البيع ونضيف إليها تغطية باستخدام األصل المختلف‪.‬‬
‫‪ ‬التغطية الكاملة‪ :‬يقصد بالتغطية الكاملة ان يمتلك المستثمر عقد البيع وعقد الشراء بنفس‬
‫السعر والكمية وبنفس تاريخ التسليم‪ ،‬ومن تم ال يكون عرضة ألي خسائر في حالة حدوث‬
‫تغيرات سعريه‬
‫‪ ‬تغطية الشراء‪ :‬يقصد بتغطية الشراء شراء عقد على السلعة في سوق المستقبلي بهدف‬
‫الوقاية من مخاطر ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬تغطية البيع‪ :‬يقصد بتغطية البيع بيع العقود المستقبلية لتجنب مخاطر انخفاض أسعار‬
‫المخزون من سلعة معينة وعادة ما ينتهج هذا النوع من التغطية أولئك الذين تجبرهم‬
‫الضر وف على شراء سلعة من سوق الحاضر و تخزينها في الوقت الذي يشون فيه هبوط‬
‫سعر تلك السلعة‬
‫‪ ‬التغطية باستخدام أصل مختلف‪ :‬عادة ما يحدث في سوق العقود المستقبلية لسلعة‬
‫واألصول المالية إن يمتلك البائع سلعة أو الورقة المالية لذات المواصفات التي ابرم على‬
‫أساسها العقد في هذه الحالة يمكن أن تستبدل السلعة او الورقة في تاريخ التنفيذ بسلعة أو‬
‫ورقة أخرى مشابهة‬
‫_‪2‬استراتيجيات المضاربة ‪ :‬ال تختلف دوافع المضاربة عن دافع االستثمار من حيث مفهوم‬
‫العائد والمخاطر‪ ,‬ففي كال الحالتين يكون الهدف تخفيض المحفظة مع بقاء العائد الثابت‪ ,‬أو زيادة‬
‫العائد مع بقاء مستوى المخاطر على ما هو عليه‪ ,‬ويمكن أن يأخذ المضارب مركزا طويال أو‬
‫مركزا قصيرا في سوق العقود‪.‬‬
‫_‪3‬استراتيجيات المركز الطويل ‪ :‬يميل المضاربون الى آخذ مركزا طويال على عقد سلعة ما‬
‫عندما تشير التوقعان إلى حركة صعودية في أسعار العقود على تلك السلعة‬
‫‪_4‬إستراتيجيات المركز القصير ‪ :‬يسعى المضارب الى أخذ مركزا قصيرا أي بيع عقد على‬
‫سلعة ما عندما يتوقع اتجاه أسعارها نحو الهبوط‪ .‬وإذا ما تحققت توقعاته فيمكنه إقفال مركزه‬
‫‪1‬‬
‫بشراء عقد مماثل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استعماالت العقود المستقبلية‬


‫أ‪ -‬استخدام العقود المستقبلية لغرض التغطية‪:‬‬
‫يقصد بالتغطية (االحتياط ) هنا‪ ،‬إبرام عقود بيع أو شراء بتواريخ تنفيذ مستقبلية بأسعار محددة‪ ،‬و‬
‫ذلك بغرض الحد من الخسائر التي من الممكن التعرض لها بسبب التغيرات العكسية التي قد تطرأ‬
‫في المستقبل على أسعار السلع‪ .‬وتتمثل أهم صور التغطية في‪:‬‬

‫‪https://www.startimes.com‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ – 1‬التغطية بمركز طويل‪ :‬إذا كان هناك مستثمر في حاجة إلى أصل ما مستقبال‪ ،‬فيمكنه أخذ‬
‫مركز طويل‪ ،‬بالتعاقد على شراء ذلك األصل من أن خالل سوق العقود المستقبلية‪ ،‬و هو ما‬
‫يطلق عليه التغطية الطويلة‪.‬‬
‫ولتوضيح هذا النوع من التغطية‪ ،‬نفترض مؤسسة منتجة لدقيق القمح أبرمت اتفاقا محالت‬
‫لتبيعها كميات من الدقيق شهريا‪ ،‬على أساس التسليم بأسعار معينة‪ ،‬فإذا انتظرت هذه المؤسسة‬
‫لتقوم بشراء احتياجاتها من القمح من السوق الحاضر (الفوري ) في التواريخ المحددة ‪،‬فقد تفاجئ‬
‫بأن سعر القمح ارتفع ارتفاعا كبيرا في شهر ما‪ ،‬مما قد يعرضها لخسائر قد تنتهي بها إلى‬
‫اإلفالس‪ ،‬فاألسعار المتفق عليها لبيع الدقيق قد ال تكفي لتغطية شراء القمح‪ .‬و لمواجهة هذه‬
‫المخاطر‪ ،‬فقد تقوم المؤسسة بشراء عقود للقمح بأسعار محددة‪ ،‬وبتواريخ تسليم تناسب توقيت‬
‫الحاجة إليه وعلى أساسها يمكنها إبرام عقود بيع الدقيق و ذلك بأسعار تضمن لها تحقيق عائد‬
‫مناسب‪ .‬فإذا ارتفعت أسعار القمح في السوق الحاضر في تاريخ التسليم فان المؤسسة لن تخسر‬
‫شيئا‪ ،‬ذلك أن الخسائر الناتجة عن ارتفاع السعر في السوق الحاضر‪ ،‬تعوضها المكاسب الناتجة‬
‫عن ارتفاع سعر العقد المستقبلي‪ ،‬فمخاطر تغير األسعار سوف يتحملها الطرف اآلخر في العقد‬
‫أي البائع‪.‬‬
‫فإذا افترضنا أن المؤسسة قد تعاقدت على شراء عقدي تسليم نوفمبر(يتضمن العقد ‪5000‬‬
‫بوشل ) بسعر ‪ 350‬دينار جزائري للبوشل وفي تاريخ التسليم ارتفع السعر في السوق الحاضر‬
‫إلى ‪ 370‬د ج للبوشل ‪،‬هنا ستقوم المؤسسة بشراء احتياجاتها من القمح من السوق الحاضر‬
‫بالسعر الجاري (‪ 370‬د ج )‪ ،‬وتقوم في نفس الوقت بتسوية مركزها على العقد المستقبلي تسوية‬
‫نقدية‪ ،‬تحصل بموجبها من بيت التسوية على ‪ 20‬د ج لكل بوشل ‪،‬و بهذا يكون السعر الصافي‬
‫لشراء البوشل هو السعر المنصوص عليه في العقد أي ‪ 350‬دج للبوشل‪ ،‬بقيمة صافية قدرها‬
‫‪ 3500000‬د ج (‪ 10‬آالف *‪350‬د ج للبوشل )و هكذا فان المؤسسة لن تتأثر باالرتفاع‬
‫الحاصل في سعر القمح في تاريخ التسليم‪ ،‬ذلك أن الخسائر الناتجة عن هذا االرتفاع تم تعويضها‬
‫من خالل حصيلة التسوية النقدية للعقد المستقبلي مع بيت التسوية‪.‬‬
‫إن كل ما سبق ذكره‪ ،‬يوضح النتائج المترتبة في حال ارتفاع األسعار‪ ،‬أما إذا انخفض السعر و‬
‫ليكن ‪ 340‬دج للبوشل‪ ،‬هنا ستقوم المؤسسة بشراء القمح من السوق الحاضر بسعر يقل عن‬
‫السعر المنصوص عليه في العقد‪ ،‬األمر الذي يترتب عنه تحقيق مكاسب في السوق الحاضر‪،‬‬
‫غير أن المؤسسة ستخسر من تسوية مركزها في سوق العقود المستقبلية مبلغا يساوي‬
‫‪100000‬دج‪،‬و بما أن الشراء من السوق الحاضر بقيمة كلية تساوي ‪3400000‬د ج ‪،‬فان‬
‫صافي التدفق النقدي الخارج يساوي ‪3500000‬د ج ‪ ،‬أي أن القيمة الصافية المدفوعة لشراء‬
‫القمح تساوي قيمة الصفقة و فقا للعقد الذي تم إبرامه‪.‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬يمكننا القول إن التغطية بمركز طويل تحقق للمؤسسة الحماية من ارتفاع‬
‫األسعار أو تصيبها ببعض األضرار إذا ما انخفضت األسعار وهو ما يعرف بتكلفة التغطية (أي‬
‫تكلفة تأمين مركز المؤسسة ضد مخاطر ارتفاع األسعار)‪.‬‬
‫‪ -2‬التغطية بمركز قصير‪:‬‬
‫يقصد بالتغطية بمركز قصير‪ ،‬أخذ المستثمر لمركز بائع على عقد مستقبلي لمواجهة مخاطر‬
‫انخفاض سعر أصل يمتلكه أو يتوقع أن يمتلكه ولتوضيح هذا النوع من التغطية نورد المثال‬
‫التالي‪:‬‬
‫اشتری أحد المستثمرين في شهر ماي ‪ 1000‬أوقية من الفضة من السوق الحاضر بسعر‬
‫‪7000‬دج لألوقية‪ ،‬و خشية انخفاض األسعار قام ببيع عقد مستقبلي (يتضمن العقد ‪ 1000‬أوقية)‬
‫تسليم شهر نوفمبر بسعر ‪7400‬د ج لألوقية وبافتراض أن سعر األوقية في السوق الحاضر في‬
‫تاريخ التسليم قد انخفض الى‪ 6800‬دج هنا يمكن القول أن المستثمر كان سيضطر لبيع صفقة‬
‫الفضة بقيمة ‪ 6800000‬دج أي بخسائر تساوي ‪ 200000‬دج و ذلك إذا لم يقم بالتغطية‪ ،‬أما‬
‫في ظل التغطية فقد باع صفقة الفضة بالسعر الجاري في السوق الحاضر بمبلغ ‪ 6800000‬د‬
‫حقق عائدا من التعامل في سوق العقود المستقبلية قدره ‪600000‬د ج ‪،‬ليصبح إجمالي التدفق‬
‫النقدي الداخل ‪7400000‬دج وهو نفسه السعر المنصوص عليه في العقد المستقبلي‬
‫كل هذا في حال انخفاض األسعار‪ ،‬أما إذا ارتفع سعر األوقية في تاريخ التسليم و أصبح مساويا‬
‫ل ‪ 7800‬د ج لألوقية هنا يكون المستثمر قد تعرض للخسائر نتيجة التغطية‪ ،‬فلو لم يتبع‬
‫استراتيجية التغطية لكانت عوائد الصفقة في السوق الحاضر ‪ 7800000‬د ج ‪ ،‬و نتيجة إلتباع‬
‫استراتيجية التغطية فقد كانت العوائد‪ 7400000‬دج ‪،‬أي أنه خسر‪ 400000‬في سوق العقود‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫كل هذا في حال انخفاض األسعار‪ ،‬أما إذا ارتفع سعر األوقية في تاريخ التسليم و أصبح مساويا‬
‫ل‪ 7800‬دج لألوقية هنا يكون المستثمر قد تعرض للخسائر نتيجة التغطية‪ ،‬فلو لم يتبع استراتيجية‬
‫التغطية لكانت عوائد الصفقة في السوق الحاضر ‪ 7800000‬دج‪ ،‬و نتيجة إلتباع استراتيجية‬
‫التغطية فقد كانت العوائد‪ 7400000‬دج أي أنه خسر‪400000‬دج في سوق العقود المستقبلية‪.‬‬
‫ومنه يمكن القول أن هذا النوع من التغطية يحقق للمؤسسة الحماية ضد انخفاض األسعار و‬
‫يصيبها بالضرر عند ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫‪ -3‬التغطية القابلة للتجديد‪:‬‬
‫تبدو أهمية استراتيجية تجديد التغطية‪ ،‬عندما تكون الفترة المخططة المتالك األصل تزيد عن‬
‫تاريخ التسليم للعقود المستقبلية النشطة‪.‬‬
‫حينئذ تقتضي التغطية إبرام عقود مستقبلية بتواريخ استحقاق قصيرة‪ ،‬على أن تتم تسويتها قبيل‬
‫تواريخ التسليم‪ ،‬ثم إحاللها بعقود مستقبلية أخرى تمتد لتواريخ الحقة‪ ،‬إلى أن يتم بلوغ نهاية‬
‫الفترة المخططة المتالك األصل‪ .‬هذا النوع من التغطية البد وأن يدخل في نطاق التغطية بأخذ‬
‫مراكز قصير على األصل‪.‬‬
‫‪-4‬التغطية المتقاطعة (التغطية بأصل مختلف)‪:‬‬
‫يمكن أن نطلق على التغطية المتقاطعة بالتغطية غير المباشرة‪ ،‬تمييزا لها عن التغطية المباشرة‪.‬‬
‫فالتغطية المباشرة تكون من خالل عقد مستقبلي على أصل يماثل األصل محل التغطية مثال ذلك‬
‫العقد المستقبلي على الذرة أو القمح‪ ،‬الذي غالبا ما يكون األصل المبرم عليه العقد‪ ،‬هو ذاته‬
‫األصل المملوك أو األصل المراد شراؤه أو بيعه‪ .‬أما التغطية المتقاطعة فهي‪ :‬تغطية من خالل‬
‫عقد مستقبلي على أصل يختلف عن األصل المملوك أو األصل المراد شراؤه أو بيعه فمدير‬
‫محفظة لألوراق المالية الذي يرغب في تغطية مركزه على سندات إحدى الشركات‪ ،‬لن يجد‬
‫سبيال أمامه سوى التغطية باستخدام عقد مستقبلي على سندات حكومية‪ ،‬طالما ال توجد عقود‬
‫مستقبلية على سندات الشركات‪.‬‬
‫ب‪ -‬استخدام العقود المستقبلية لغرض المضاربة‪:‬‬
‫إن الدافع من تعامالت المضاربين في أسواق العقود المستقبلية هو اغتنام الفرص لتحقيق األرباح‪،‬‬
‫فلو أن تنبؤاتهم تشير إلى أن أسعار العقود المستقبلية على أصل ما بتاريخ تسليم ما‪ ،‬ستكون أقل‬
‫من السعر الذي سيكون عليه األصل محل التعاقد في السوق الحاضر في نفس تاريخ تنفيذ العقد‬
‫المستقبلي ‪ ،‬فسوف يسعون إلى شراء تلك العقود أي يأخذون مركزا طويال عليها أما إذا كانت‬
‫توقعاتهم تشير إلى أن أسعارا لعقود المستقبلية في تاريخ التسليم‪ ،‬سوف تكون أعلى من السعر‬
‫الذي سيكون عليه األصل في السوق الحاضر في ذات التاريخ‪ ،‬فسوف يأخذون مركزا قصيرا‪،‬‬
‫أي يبيعون عقودا مستقبلية هذا ويمثل المضاربون الجانب األكبر من المتعاملين في سوق العقود‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫وفيما يلي سوف نستعرض بإيجاز أهم أنواع المضاربين في العقود المستقبلية باألسواق المالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مضاربو األرباح الصغيرة‪:‬‬
‫وهم المضاربون الذين يشترون ويبيعون في أوقات قصيرة جدا بهدف االستفادة من تذبذبات‬
‫األسعار في السوق‪ ،‬فالمضارب يشتري عقد مستقبلي وبعد لحظات قد عقد مستقبلي آخر‪.‬‬
‫‪ -2‬المضاربون اليوميون‪:‬‬
‫هؤالء المضاربون بعيدو النظر مقارنة بمضاربي األرباح الصغيرة‪ ،‬حيث يحتفظون بالعقود لفترة‬
‫أطول‪ ،‬لكن هذه الفترة ال تتعدى عادة يوما واحدا‪.‬‬
‫‪ -3‬مضاربو المراكز‪:‬‬
‫هؤالء المضاربون يحتفظون بمراكز قد تستمر لعدة أيام أو أسابيع أو ربما أكثر من ذلك وهناك‬
‫عدة أصناف من النوع من المضاربين فمنهم من يبيع أو يشتري عقودا مستقبلية تستحق كلها في‬
‫يوم واحد‪ ،‬حيث يكون مستوى المخاطرة عالي جدا‪ ،‬ومنهم من يقوم بتوزيع المخاطرة بين عدة‬
‫‪1‬‬
‫تواريخ استحقاق أو بين عدة أنواع من السلع أو األوراق المالية‪.‬‬

‫خالصة المبحث الثاني‪:‬‬


‫من خالل ما سبق يمكن القول بأن التعامل في العقود المستقبلية يكون على أساس أصول حقيقية‬
‫أي يحتاج المتعامل على أن يواجه مخاطر تقلبات األسعار وقت حاجته الى السلعة في المستقبل‬
‫وبالرغم من هذا فان أنظمة سوق العقود تضع ضوابط لمواجهة الممارسات الغير أخالقية مثل‬
‫ضابط حدود التقلبات السعرية‪ ،‬اال أن التعامل على المؤشرات في العقود المستقبلية ال يخضع‬
‫لهذه الحدود األمر الذي يشير الى أن الغرض األساسي هو التشجيع على المضاربة على األسعار‬
‫دون ضابط وال رابط لهذا النوع من العقود فضال عن أن هذا النوع ال يتم فيه تسليم واستالم ألنه‬
‫غير قابل للتسليم أصال‪.‬‬

‫بزاز حليمة‪ ،‬هدى بن محمد‪ ،‬المشتقات المالية ومخاطرها‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص‪.6-3‬‬ ‫‪1‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المقارنة بين العقود المستقبلية والعقود األخرى‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫سنحاول من خالل هذا المبحث ابراز أهم الفروقات واالختالفات بين العقود المستقبلية والعقود‬
‫اآلجلة وكذا بينها وبين عقود الخيار‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الفرق بين العقود المستقبلية والعقود اآلجلة‬
‫بالرغم من التقارب الكبير بين العقود المستقبلية والعقود اآلجلة اال أن هناك اختالفات جوهرية‬
‫بينهما يمكن توضيحها من خالل الجدول الموالي‬
‫العقود المستقبلية‬ ‫العقود اآلجلة‬
‫‪ -‬هـي عقـود معياريـة فـي المـدة والحجم‬ ‫‪ -‬هـي عقـود مكيفـة بالمـدة والحجـم‬
‫وتاريخ التسليم‬ ‫وتاريخ التسليم‬
‫‪ -‬عقـود معياريـة بـين الزبـون ودار التسوية‬ ‫‪ -‬عقود خاصة بين طرفي العقد‬
‫‪ -‬العقـود تكون المتاجرة بها مجانا في السوق‬ ‫‪ -‬عدم امكانية المتاجرة بالعقد مجانا‬
‫‪ -‬كل العقود تسوى بحسب السوق لمعرفة‬
‫‪ -‬الربح والخسـارة فـي المـركـز يـتم معرفتها الربح والخسارة‬
‫‪-‬الهامش يكون للصيانة ضد تقلبات األسعار‬ ‫فقط عند تاريخ التسليم‬
‫‪ -‬الـهـامـش فـي حالـة واحـدة فـي يـوم الصفقة ‪ -‬ال يــتم التعامـل بـيـن البـائع والمشتري‬
‫بصورة مباشرة وانما عـن طـريـق دار‬ ‫االصلي‬
‫التسـوية ولذلك يضمن عدم التعرض للنكول‬ ‫‪ -‬توجد مخاطرة النكول‬
‫‪ -‬توجد سوق منظمة للتعامل‬ ‫‪ -‬يتم التعامل في السوق الموازية‬
‫‪ -‬االطـراف المتعاملـة هـي‬ ‫‪ -‬المصـارف‪ ،‬السماسرة‪ ،‬شركات متعـددة‬
‫الجنسـيـات هـي األطراف المتعاملة وال يوجد المصارف والسماسرة وشركات متعـددة‬
‫الجنسية ويوجـد حـافز‬ ‫حافز للمضاربة‬
‫‪ -‬يتعامـل بـهـا عالميـا وعـن طـريـق الهاتف للمضاربة‬
‫‪ -‬يتم من خالل سوق لألوراق تابع الـى‬ ‫‪ -‬ينظم نفسه بنفسه‬
‫‪-‬اغلب تسويتها تتم بالتسليم الفعلي وبعضـهـا بورصـة مركزيـة مـع اتصاالت عالمية‬
‫‪ -‬تنظمـه لجنـة تجـارة مستقبليات السلع‬ ‫يـتـم عـن طـريـق الصفقة المعاكسة‬
‫والجمعيـة الوطنية للمستقبليات‬ ‫‪ -‬تحدد بواسطة الفرق بين أسعار البيع‬
‫‪ -‬اغلبهـا تـتم عـن طـريـق صـفقة‬ ‫والشراء (اجور السمسرة )‬
‫معاكسة والقليـل منهـا يـتم بالتسليم‬
‫الفعلي‬
‫‪-‬اجـور السمسـرة يـتم التفاوض بشأنها‬
‫‪1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق بين العقود المستقبلية وعقود الخيار‬


‫هناك بعض أوجه التشابه بينهما‪ ،‬كما نجد بعض جوانب االختالف‪:‬‬
‫‪ .1‬أوجه التشابه‪:‬‬
‫‪ ‬ال يخول العقدان للمتعاقد أي حق على موضوع العقد قبل موعد التسليم‪.‬‬
‫‪- ‬يعطي العقدان لحاملهما الحق في شراء أو بيع أصل معين في تاريخ محدد بسعر يحدد‬
‫عند التعاقد‪.‬‬
‫‪- ‬يعطي العقدان فترة مستقبلية‪ ،‬وتكلفة التعامل في كل منهما بسيطة‪.‬‬
‫‪- ‬تتمتع عقود الخيار والعقود المستقبلية بجاذبية بالنسبة للمضاربين خاصة وأنه في‬
‫استطاعتهم المضاربة على أسعار السلع المتاحة في السوق سواء كانت بضائع أو عمالت‬
‫أو أسهم أو أذونات الخزانة ‪ ...‬إلخ‪ ،‬دون الحاجة إلى تملك األصول محل المضاربة‪.‬‬
‫‪ 1‬ميثاق هاتف عبد السادة الفتالوي‪ ،‬استخدام العقود المستقبلية في التحوط‪ ،‬دراسة تطبيقية في سوق بغداد لألوراق المالية‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة الى مجلس كلية اإلدارة واالقتصاد في جامعة كربالء وهي جزء من متطلبات نيل درجة ماجستير في إدارة األعمال‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.34‬‬
‫أوجه االختالف‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يكون لمشتري عقد الخيار الحق في تنفيذ العقد أو عدم تنفيذه‪ ،‬أما العقود المستقبلية فهي‬ ‫‪‬‬
‫عقود ملزمة للمتعاقدين لشراء األصل محل التعاقد بالسعر المحدد‪ ،‬على أن يتم التسليم‬
‫ودفع القيمة في تاريخ الحق‪.‬‬
‫تقتصر خسارة المشتري في عقد الخيار على قيمة العالوة المدفوعة‪ ،‬في حين تمتد‬ ‫‪‬‬
‫الخسارة في حالة العقود المستقبلية لتشمل القيمة الكلية للعقد‪.‬‬
‫ال يحق لمشتري عقد الخيار استرداد قيمة العالوة التي دفعها للبائع عند التعاقد‪ ،‬في حين‬ ‫‪‬‬
‫أن الهامش المبدئي في العقود المستقبلية يمكن استرداده بالكامل إذا لم يتعرض المتعاقد‬
‫‪1‬‬
‫للخسارة‪.‬‬

‫خالصة المبحث الثالث‪:‬‬


‫من خالل ما سبق تبين لنا أن في العقود المستقبلية يمكن تسوية العقد في أي وقت قبل تاريخ‬
‫االستحقاق من خالل غرفة المقاصة في حين أن في العقود اآلجلة ال يمكن تسوية العقد قبل تاريخ‬
‫استحقاقه اال بموافقة كال طرفي العقد وعقود الخيار يكون فيها للمشتري الحق في تنفيذ العقد أو‬
‫عدم تنفيذه‪.‬‬

‫د قرفي‪ ،‬محاضرات في أسواق رأس المال‪ ،‬المبحث السادس‪ ،‬األسواق المشتقة‪ ،‬جامعة عبد الحفيظ بوالصوق‪ ،‬ميلة‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫‪1‬‬
‫خاتمة‬
‫يعكس تتبع المراحل التاريخية ظهور المفهوم األول للعقود المستقبلية وبداية التعامل بها منذ‬
‫القديم‪ ،‬حيث ظهرت هذه العقود كوسائل لتسهيل المعامالت التجارية وحل المشاكل الناجمة عن‬
‫النقل لمسافات بعيدة أو التخزين لفترات طويلة التي توسع نطاقها من السلع الزراعية الى األصول‬
‫المادية‪ ،‬الى الطاقوية ثم المالية‪ ،‬حيث نقلت هذه األخيرة العقود المستقبلية من مجرد تعامالت‬
‫لتجنب المخاطر أو نقلها ألطراف أخرى الى معامالت تهدف الى المتاجرة بالمخاطر وتحقيق‬
‫عوائد منها وهذا ما فتح الباب أمام البحث عن تقنيات وآليات تحقق هذا الهدف حيث أدت الهندسة‬
‫‪.‬المالية وابتكاراتها دورا مهما في نمو هذه العقود نوعا وحجما‬
‫كما ان األدوات المالية فتحت المجال أمام المهندسين الماليين لالبتكار والتجديد وهذا ما ظهر جليا‬
‫في العقود المستقبلية التي أصبحت كالشجرة تتفرع من حين الى آخر وتطورت حتى شملت‬
‫العقود المستقبلية ألسعار الفائدة والعقود المستقبلية ألسعار الصرف والتي تختلف من حيث سعر‬
‫‪.‬التنفيذ أو تاريخ االستحقاق‬
‫‪:‬اختبار صحة أو خطأ الفرضيات‬
‫‪-‬الفرضية األولى‪ :‬تتمثل خصائص العقود المستقبلية في أنها عقود نمطية‪ ،‬تتداول في سوق‬
‫منظمة‪( .‬صحيحة)‬
‫‪-‬الفرضية الثانية‪ :‬أهم استعماالت العقود المستقبلية التغطية ألجل طويل‪ ،‬التغطية ألجل قصير‪،‬‬
‫المضاربة‪( .‬صحيحة)‬
‫‪-‬الفرضية الثالثة‪ :‬الفرق بين العقود المستقبلية وعقود الخيار‪ :‬تقتصر خسارة المشتري في عقد‬
‫الخيار على قيمة العالوة المدفوعة‪ ،‬في حين تمتد الخسارة في حالة العقود المستقبلية لتشمل القيمة‬
‫الكلية للعقد‪( .‬صحيحة)‬
‫‪:‬نتائج البحث‬
‫‪:‬يمكن تلخيص أهم النتائج التي توصلنا اليها فيما يلي‬
‫من خالل المقارنة بين األنواع األساسية لعقود المشتقات يمكن مالحظة اختالف المخاطر‪-‬‬
‫الناجمة عن كل منها حيث تكون مرتفعة في العقود التي يتم تداولها خارج األسواق المنظمة‪ ،‬بينما‬
‫‪.‬تكون العقود المتداولة في األسواق المنظمة أكثر أمنا‬
‫تبين الوقائع التاريخية أن الدافع الرئيسي وراء انتشار العقود المستقبلية وتطويرها هو الرغبة في‪-‬‬
‫‪.‬تحقيق عوائد مرتفعة مقابل انخفاض تكلفة التعامل بها‬
‫‪:‬التوصيات‬
‫‪:‬من خالل ما تم التوصل اليه من نتائج يمكن الخروج باالقتراحات التالية‬
‫‪-‬بالنظر الى حجم أسواق العقود المستقبلية والنمو المستمر الذي تعرفه رغم األزمات المتكررة‬
‫يكون من الصعب حظر التعامل بها أو تقييده وبالنظر الى المشاكل الناجمة عن سوء استخدامها‬
‫يكون الحل في تنظيمها واخضاعها للرقابة المستمرة‪.‬‬
‫‪-‬تبقى العقود المستقبلية مجرد أدوات تستعمل ضمن اطار األسواق لمالية التي هي جزء من‬
‫النظام االقتصادي الذي من المفترض تحكمه سياسات وآليات مسطرة من قبل الهيئات التنظيمية‬
‫لذا ال بد من إعادة النظر في السياسات ودور المؤسسات وآليات تسييرها للنظام االقتصادي بكافة‬
‫جوانبه‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫المذكرات‬
‫سرارمة مريم‪ ،‬دور المشتقات المالية وتقنية التوريق في أزمة ‪ ،2008‬دراسة تحليلية‪ ،‬مذكرة ‪-‬‬
‫‪.‬مكملة لنيل شهادة ماجستير‪ ،‬تخصص مالية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪2012 ،‬‬
‫ميثاق هاتف عبد السادة الفتالوي‪ ،‬استخدام العقود المستقبلية في التحوط‪ ،‬دراسة تطبيقية في ‪-‬‬
‫سوق بغداد لألوراق المالية‪ ،‬رسالة مقدمة الى مجلس كلية اإلدارة واالقتصاد في جامعة كربالء‬
‫‪.‬وهي جزء من متطلبات نيل درجة ماجستير في إدارة األعمال‪2004 ،‬‬
‫المحاضرات‪:‬‬
‫‪ -‬د قرفي‪ ،‬محاضرات في أسواق رأس المال‪ ،‬المبحث السادس‪ ،‬األسواق المشتقة‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الحفيظ بوالصوق‪ ،‬ميلة‬
‫د‪.‬كزار رمضان‪ ،‬محاضرات في مقياس الهندسة المالية‪ ،‬طلبة سنة أولى ماستر‪ ،‬تخصص ‪-‬‬
‫‪.‬اقتصاد نقدي وبنكي‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪2018 ،‬‬
‫‪ -‬د‪.‬مشري فريد‪ ،‬محاضرات في مادة الهندسة المالية‪ ،‬موجهة لطلبة سنة أولى ماستر‪ ،‬تخصص‬
‫إدارة مالية‪ ،‬جامعة ميلة‪.2019 ،‬‬
‫‪ -‬بوبريمة احسان‪ ،‬محاضرات في الهندسة المالية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪.2022 ،1‬‬
‫‪ -‬بزاز حليمة‪ ،‬هدى بن محمد‪ ،‬المشتقات المالية ومخاطرها‪ ،‬قسنطينة‪.‬‬
‫المجالت‪:‬‬
‫‪-‬د‪.‬شافية كعاف‪ ،‬د‪.‬ذهبية لطرش‪ ،‬عقود المشتقات المالية بين األهمية االقتصادية والرؤية‬
‫الشرعية‪ ،‬مجلة افاق العلوم‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جامعة الجلفة‪.2017 ،‬‬
‫المطبوعات‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حيرش عبد القادر‪ ،‬مطبوعة في مقياس الهندسة المالية‪ ،‬طلبة السنة الثالثة علوم التسيير‪،‬‬
‫تخصص مالية البنوك والتأمينات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ابن‬
‫خلدون‪ ،‬تيارت‪.2018 ،‬‬

‫‪:‬المواقع االلكترونية‬
‫‪-https:// thesis.univ-biskra.dz‬‬
‫‪-https://www.memapps.com‬‬
‫‪.-https://elearning-facscaguniv-annaba.dz‬‬

You might also like