You are on page 1of 135

‫ض‬

‫�و�‬
‫ع� ��ادل ب��ن ع �ب��د ال ��رح�ي مي�م ال �ع� ي‬

‫املوصل‬
‫ي‬ ‫ن��واف ب��ن حممد‬ ‫عبد هللا بن سالم باوزير‬

‫ال �ن �ي��دي‬
‫أح �م��د ب ��ن حم �م��د ج‬

‫ت‬
‫يا�‬
‫ال ي‬‫صفاء صابر جميد ب‬

‫ست‬
‫هاتف ‪ -‬وا�‪00967–773987210 :‬‬
Facebook.com/almakhtutat
Twitter.com/almaktutat
Telegram.me/almaktutat
‫رت ن‬ ‫ة‬
:�‫و‬
‫ال�يد اإللك� ي‬
‫للمراسل عىل رب‬
almaktutat@gmail.com
‫تو طئة‬
‫ُ‬ ‫احتلت أخ�ب� ُ‬
‫�ار العشاق مساحة واس�ع��ة م��ن ت �راث ال�ع��رب األدب��ي‪ .‬وع ِني‬
‫ِّ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َُ‬
‫ومث َل المصنفون‬ ‫المت ّيمين ورواية أشعارهم‪.‬‬ ‫بتتبع أخبار العشاق‬ ‫األخباريون ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬
‫واألشعار إلى الصحائف‬ ‫األخبار‬ ‫ت ِتم ْيما لعمل األخباريين؛ إذ إنهم حملوا تلك‬
‫�ار ال�ع�ش��اق والمتيمين ف�ي�ه��ا‪ .‬ف� َ�ح� ِ�ف�ظ��وا ب��ذل��ك الصنيع‬
‫واألوراق‪ ،‬ف� َ�س�ك� ُ�ب��وا أخ �ب� َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ويقف على‬ ‫أخبار العشاق والمتيمين لمن ج��اء بعدهم‪ ،‬فنهلوا من َم ِع ِينهم‪.‬‬
‫رأس ه��ؤالء أب��و ال�ف��رج األص�ف�ه��ان� ُّ�ي ف��ي كتابه «األغ��ان��ي»‪ ،‬ال��ذي ك��ان م��ن م��ادة‬
‫ْ‬
‫كتابه ِذك� ُ�ر تراجم وأخبار كثير من هؤالء العشاق‪ .‬وتاله بعد قرن من الزمان‬
‫صرح عنوانه‬ ‫الس َّراج‪ ،‬الذي جمع كثي ًرا من هذه األخبار في كتاب ُي ِّ‬ ‫أبو جعفر َّ‬
‫ُ ُ َّ‬
‫ٌ‬
‫مصدر أصيل‪،‬‬ ‫«م َص ِارع العشاق»‪ .‬وكان من مصادر هذين الكتابين‬ ‫بمضمونه َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫صنفه أب��و بكر اب��ن ال� َ�م� ْ�رز َب��ان‪ ،‬ال��ذي جمع أخ�ب��ار مجنون ليلى‪ ،‬ه��ذا العاشق‬
‫ال��ذي ط� َّ�ب�ق��ت ش�ه�رت��ه أزم ��ان األدب ال�ع��رب��ي‪ ،‬ح�ت��ى أص�ب��ح ك��ل ش�ع��ر ف�ي��ه ذك��ر‬
‫ْ‬ ‫محبوبة ُت َّ‬
‫سمى ليلى ُينسب إليه(((‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صورة من الصور األولى لرواية ُح ِّ‬ ‫ً‬ ‫ُ ِّ ُ‬
‫ب المجنون‬ ‫تمثل محاولة ابن المرزبان‬
‫ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫�اول��ة ل��م ت�ط��غ عليها‬ ‫وه� َ�ي��ام��ه ب�ل�ي�ل��ى‪ ،‬وم��وت��ه م��ن أث � ِ�ر ه��ذا ال�ه�ي��ام؛ ف �ج��اءت م �ح�‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫المتخ َّيلة‪ ،‬التي حلقت بعيدا في تناولها لقصة عشق المجنون‬ ‫الرواة‬ ‫ُ‬
‫أساطير ُّ‬
‫ّ‬
‫ليلى‪ .‬فكانت رواي�ت��ه ق�ص�ي��رة‪ ،‬ل��م تسيطر عليها صناعة األخ�ب��ار ال�ت��ي ُي�غ��ذ��ي�ه��ا‬
‫ُ‬
‫الخيال ‪.‬‬

‫((( طبقات الشعراء (ص‪.)88‬‬

‫‪5‬‬
‫َّ‬
‫المصنف اللطيف عن ُّ‬ ‫ُ‬
‫تسرب التحوير وال��زي��ادة في كتاب‬ ‫يكشف ه��ذا‬
‫ُّ‬
‫ُي�ع��د أق��دم ك�ت��اب وص�ل�ن��ا ع��ن ال�م�ج�ن��ون ول�ي�ل��ى‪ ،‬وه��و‪« :‬دي ��وان أش�ع��ار مجنون‬
‫ُ‬
‫ب�ن��ي ع��ام��ر م��ع ب�ع��ض أح��وال��ه»‪ ،‬ألب��ي ب�ك��ر ال��وال �ب��ي‪ ،‬ال ��ذي ع� ِ�ث� َ�ر م�ن��ه ع�ل��ى ع��دة‬
‫أي منها إل��ى عصر ال�ت��دوي��ن اإلسنادي(((‪ .‬لقد تبين لنا ذلك‬ ‫ُن�س��خ‪ ،‬ال ت��رق��ى ٌّ‬

‫التحوير والتزيد في ما وصلنا من كتاب الوالبي ومقارنته بما رواه المصنف‬


‫ُ‬
‫المصنف عن أب��ي بكر‬ ‫عن أب��ي بكر الوالبي نفسه بواسطة شيخه‪ .‬فقد نقل‬
‫الوالبي ثالثة نصوص(((‪ ،‬أحدها لم يرد في كتاب الوالبي المطبوع‪ ،‬واآلخران‬
‫وردا بزيادة واختالف ظاهرين‪ .‬مما يدل على أن كتاب الوالبي دخله تحوير‬
‫وتعديل؛ ليتماشى مع روح العصر‪ ،‬عصر ألف ليلة وليلة وغيرها من القصص‬
‫الشعبية في ذلك الوقت‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫شاب خبرا أو خبرين ِم ْسحة الت ْوليد والت َز ُّيد‬
‫َ‬ ‫إن كتاب ابن المرزبان وإن‬
‫لكنه التزم بمنهجه الصارم‪ ،‬وهو سياق كل خبر أو شعر إلى مصدره‪ ،‬دون أن‬
‫ُّ‬ ‫لاّ‬
‫يكون له أدنى دور في سياق الخبر‪ ،‬إ ما كان حقه التنويه به‪ ،‬مثل نسيان‬
‫ً‬
‫بيت شعر ذهب عنه‪ .‬فشخصيته لم تظهر في العمل مطلقا‪ ،‬وإنما كان دوره‬
‫دور الجامع والمؤدي لما وصل إليه من أخبار‪ ،‬بكل أمانة ودقة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫يكشف أن التصنيف في أخبار الشعراء في ذلك العصر‬ ‫إن هذا المصنف‬
‫َ َ‬ ‫ً‬
‫لم يكن مطوال‪ ،‬بل عمد المصنفون لالن�تقاء من مروياتهم ما يناسب التدوين‪،‬‬
‫ّ‬
‫ُمطرحين التطويل‪ ،‬عامدين لإليجاز في االختيار واالن�تقاء‪ ،‬وليس في األخبار‬

‫ُ‬
‫((( أقدم نسخة عثرت عليها هدى عامر محققة الكتاب ن ِسخت في سنة (‪646‬ه)‪.‬‬
‫((( النصوص (‪.)51 ،50 ،1‬‬

‫‪6‬‬
‫َ‬
‫واألشعار‪ .‬فمن ث ّم جاء هذا المصنف في جزء لطيف‪.‬‬

‫إن القيام على نشر مثل هذه األص��ول ُيمدنا بمادة أصلية تبين للباحث‬
‫والقارئ حال مجنون ليلى وغيره من العشاق؛ قبل أن تدخل سيرهم اإلثارة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َْ ُ‬ ‫ُْ‬
‫وت��ل� ِ�ح��ق ��ب �ه��م ش�ب�ه��ة األس �ط��ورة‪ ،‬وت��ن� َ�ح��ل�ه��م ش �ع �را ك�ث�ي�را ل�ي��س ل �ه��م‪ .‬وك ��أن ه��ذا‬
‫ُ‬ ‫ْ ً‬
‫المجنون ِعشقا وراءه ُرواة يحفظون ما يقول وهو هائم على وجهه‪ ،‬ال َي ِعي‬
‫أين هو وال ماذا يقول‪.‬‬
‫َّ َ‬
‫لقد شكك بعض المتقدمين في وجود مجنون ليلى‪ ،‬يدعوهم إلى ذلك‬
‫ُْ‬
‫ك �ث��رة م��ا أل �ص��ق ب��ه م��ن ق�ص��ص وأخ �ب��ار ت�خ�ي�ل�ي��ة‪ ،‬وأش �ع��ار رووه ��ا ل�غ�ي��ره‪ ،‬لكن‬
‫ُ‬
‫الر َوايات عنهم في ذلك ُمتضاربة‪ .‬فهناك روايات تثبت وأخرى‬ ‫هؤالء الرواة ِّ‬

‫ت��ن�ف��ي‪ ،‬وأش�ه��ر ه��ؤالء األص�م�ع��ي‪ ،‬ال��ذي أث�ب��ت وج��وده ف��ي رواي ��ات(((‪ ،‬ونفاها‬
‫ُْ‬ ‫َ‬
‫المت َّ‬ ‫َْ‬
‫خيلة التي ألصقت‬ ‫في روايات أخرى‪ .‬ولعله انطلق في نفيه من الصورة‬
‫قر بوجوده في صورة‬ ‫خيل‪ ،‬لكنه ُي ُّ‬ ‫الم َت َّ‬
‫ينكر وجود مثل هذا الشخص ُ‬ ‫به‪ ،‬فهو ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫الم َتوله بليلى‪ ،‬الذي قال الشعر فيها‪ ،‬فكان كقيس بن ذ َر ْي��ح وعروة‬ ‫العاشق‬
‫�وم وج��وده‪ ،‬وليس‬ ‫ب��ن ح� َ�زام وأض�را��ب�ه��م‪ .‬وق��ال اب��ن الجوزي(((‪« :‬وق��د أن�ك� َ�ر ق� ٌ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫المث َبت»‪ .‬وق��ال الذهبي(((‪« :‬وق��د أن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫العمل على ُ‬ ‫ّ‬
‫كر بعض الناس‬ ‫بشيء‪ ،‬ألن‬
‫لم ُح ّجة على َمن َع ِل َم‪ ،‬وال‬ ‫والمجنون‪ ،‬وهذا َد ْف ٌع َّ‬
‫بالص ْدر‪ ،‬فليس َمن ال َي ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ليلى‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُْ‬
‫المث ِبت كالن ِافي»‪.‬‬

‫((( ساق ابن المرزبان في هذا المصنف عدة مرويات تثبت وجوده عن األصمعي‪ ،‬وساق‬
‫ً‬
‫أخرى ت�نفيه‪ .‬وي�نظر أيضا‪ :‬األغاني (‪.)3–2/2‬‬
‫((( المنتظم (‪.)102/6‬‬
‫((( تاريخ اإلسالم (‪.)700/2‬‬

‫‪7‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وي��زي��د األم��ر ق��وة وي�ق�ي�ن��ا ب��وج��ود ال�م�ج�ن��ون اق �ت �ران ب�ع��ض أخ�ب��ار المجنون‬
‫بأعالم من أعالم عصره‪ ،‬لقوه وسمعوا منه‪ ،‬وساق ذلك أبناؤهم وأحفادهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫احق َ‬ ‫َْ ُ‬
‫فل بن ُم َس َ‬
‫المصنف عن حفيد نوفل‬ ‫الع ِام ِري القرشي‪ ،‬ونقل‬ ‫أبرزهم نو‬
‫– عبدالجبار بن سليمان بن سعيد بن نوفل – خبرين‪ ،‬أحدهما بواسطة ُرواة‬
‫ً‬
‫ثقات في نقل األخبار‪ ،‬وآخر شعرا رواه عبدالجبار للمجنون‪.‬‬

‫إن المحقق عندما يعمد لهذا الجزء ليخرجه ويرى أن جل ما فيه منقول‬
‫في مصادر أخرى بعضها عن هذا المصنف وأخرى عن رواة آخرين فهو يرمي‬
‫خير من الفرع‪ .‬إضافة إلى أن هذا الجزء اللطيف‬ ‫إلى بعث األصل‪ ،‬واألصل ٌ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫مصدر‬ ‫يشتمل على أخبار َي ِسيرة‪ ،‬وأشعار لم ت ِرد في مصادر أخرى‪ ،‬وبما أنه‬
‫ُ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ومصنفه م��ن ثقات األخباريين وال��رواة ف�لا ش��ك أن ف��ي ك�لا األمرين‬ ‫ُم�ت�ق��دم‪،‬‬
‫فائدة ال تخفى على أهل النظر والبصر بتراثنا العربي الواسع‪.‬‬

‫أم��ا منهج تحقيق ه��ذا المصنف اللطيف فهو منهج مطروق‪ ،‬يقوم على‬
‫ُْ‬
‫والبعد عن التحوير والتغيير واإلضافة فيه قدر اإلمكان‪ ،‬مع‬ ‫االهتمام بالمتن‪،‬‬
‫التعليق على المتن بما يخدم النص؛ من تخريج األخبار واألشعار‪ ،‬والتعريف‬
‫ً‬
‫ببعض األعالم المغمورين خاصة‪ ،‬والمواضع غير المشتهرة‪ ،‬وخدمة المتن بما‬
‫يجليه ويقربه للقارئ‪.‬‬

‫ويجب أن ال أنسى في هذه المقدمة أن أزجي الشكر للصديق الدكتور‪:‬‬


‫ً‬
‫عبدالرحمن السعيد‪ ،‬الذي زودني بمصورة المخطوط‪ ،‬والشكر أيضا لعاشق‬
‫ً‬
‫التراث العربي المخطوط الصديق األستاذ‪ :‬عادل العوضي‪ ،‬الذي بذل جهدا‬
‫ال ينكر في متابعة مراحل إخراج هذا العلق النفيس للقراء‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وأدع��و الله القوي العزيز أن يكون العمل مفيدا للقارئ والباحث‪ .‬وأن‬
‫��يهدي المحقق ليصل بالكتاب إلى صورته األصلية التي وضعها مصنفه‪.‬‬

‫والله ولي التوفيق‪ ،‬ومنه نستمد العون والمدد‪.‬‬

‫❑❑❑‬

‫‪9‬‬
‫(((‬
‫صنِّف‬
‫م َ‬
‫ال ُ‬

‫م ُه ون َ َ‬
‫سبُه‬ ‫اس ُ‬
‫❖ ❖ ْ‬
‫الم َح َّول ُّي ُ‬
‫اآلج ِّر ُّي‪.‬‬ ‫هو‪ :‬أبو بكر((( محمد بن َخ َلف بن َ‬
‫الم ْر ُز َبان بن بسام ُ‬
‫ِ‬
‫َ َّ َّ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫بساما‬ ‫الم ْرزبان الذي ينتهي به ن َس ُبه أنه فارسي األصل‪ ،‬ولعل جده‬ ‫ويدل اسم‬
‫ُ‬
‫أول َمن أسلم من أجداده‪.‬‬
‫واآلج ِّري ن ْسبة لعمل ُ‬
‫اآلج ّر وبيعه‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬ ‫الم َح ّول(((‪.‬‬
‫والم َحولي نسبة َلباب ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ن ْس ًبة َلد ْرب ُ‬
‫اآلج ِّر ببغداد(((‪ .‬ولم نجد ما يرجح نسبة ابن المرزبان أل��يهما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫((( ترجمته في‪ :‬الفهرست (‪ ،)461/1‬تاريخ بغداد (‪ ،)128/3‬األنساب (‪ ،)221/5‬المنتظم‬


‫(‪ ،)207/12‬معجم األدباء (‪ ،)2645/6‬معجم البلدان (‪ ،)66/5‬المحمدون من الشعراء‬
‫(‪ ،)399/2‬الدر الثمين (‪ ،)136/1‬تاريخ اإلسالم (‪ ،)148/7‬سير أعالم النبالء (‪،)264/14‬‬
‫الوافي بالوفيات (‪ ،)44/3‬توضيح المشتبه (‪ ،)78/8‬لسان الميزان (‪ ،)120/7‬النجوم‬
‫الزاهر (‪ ،)203/2‬طبقات المفسرين (‪.)146/2‬‬
‫((( ف��ي ال�ف�ه��رس��ت (‪ )267/1‬أب ��و ال �ع �ب��اس‪ ،‬وف ��ي (‪ )461/1‬أب ��و ع �ب��دال �ل��ه‪ ،‬وال�ك�ن�ي�ت��ان خ�ط��أ‪،‬‬
‫فالمصنف ن��ص على كنيته ف��ي متن ال�ك�ت��اب‪ ،‬ون��ص عليها راوي الكتاب وتلميذه في‬
‫سند رواي�ت��ه‪ .‬وأت��ى الخلط للنديم من وج��ود أخ لمحمد بن خلف اسمه أحمد‪ ،‬يكنى‬
‫ٍ‬ ‫ًّ‬
‫بأبي عبدالله‪ ،‬فجعل الكنية له ظنا منه أنهما واحد‪ .‬األنساب (‪.)221/5‬‬
‫((( محلة ب�ب�غ��داد ال�ش��رق�ي��ة ال�ت��ي ت�ع��رف بمدينة ال�م�ن�ص��ور‪ ،‬ي�ق��ع ه��ذا ال�ح��ي ج�ن��وب ب�غ��داد‪،‬‬
‫الصراة‪ ،‬وكان غالب سكانه من‬ ‫وفي قبلة الكرخ مع ميل لليسار‪ ،‬وقبلة هذا الحي نهر َّ‬

‫الحنابلة‪ .‬خطط بغداد وأنهار العراق القديمة (ص‪.)103 ،101‬‬


‫((( األنساب (‪.)59/1‬‬

‫‪10‬‬
‫َّ‬
‫وفي معجم األدباء((( سماه‪ :‬محمد بن المرزبان أبو العباس الد ْي َم ِرت ّي‪ ،‬وهو‬
‫ود ْي َم ْرت بلدة من نواحي أصبهان(((‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ما انفرد به ياقوت‪ ،‬إن صح ذلك عنه‪ِ .‬‬
‫ً‬
‫ول��م أج��د م��ن ذك��ر ه��ذه النسبة ل��ه‪ ،‬وي��زي��د األم��ر التباسا أن��ه ك�ن��اه أب��ا العباس‪.‬‬
‫فكأنه اختلط عليه األمر بين شخصين‪.‬‬

‫❖ ❖أ ُ ْ‬
‫سرت ُ ُه‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫كاف أن نلقي ضوءا‬
‫إن ما لدينا عن أسرة محمد بن خلف نزر يسير‪ ،‬لكنه ٍ‬
‫عنها‪ ،‬وعن دورها في الحياة الثقافية في عصرها‪.‬‬
‫َ َُْ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫�ان بن َّ‬
‫بسام‪ ،‬كان من أهل الرواية؛ رواي��ة األخبار‬ ‫أول أسرته ج��ده ال��م��رزب�‬
‫واألشعار‪ ،‬روى عنه ابنه أحمد(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫ووال��د مصنفنا َخ ُ‬
‫لف بن المرزبان‪ ،‬روى شيئا من الحديث واألخبار(((‪.‬‬
‫ون �ع��رف م��ن إخ� ��وان م�ص�ن�ف�ن��ا أح �م��د ب��ن خ �ل��ف‪ ،‬وه ��و أص �غ��ر م �ن��ه‪ ،‬ق ��ال ع�ن��ه‬
‫َُ‬ ‫ُ‬
‫وملح وأشعار‪ .‬وله تصنيف ورواي��ات»‪ .‬توفي‬ ‫«صاحب أخبار‬ ‫الخطيب(((‪:‬‬
‫أحمد سنة (‪310‬ه)‪.‬‬

‫ع��ن ع� ِّ�م��ه‪ ،‬ع��ن أب��ي ع�ب��دال�ل��ه بن‬ ‫(((‬


‫ون�ج��د أب��ا ال�ف��رج ي��روي ف��ي «أغانيه»‬

‫((( معجم األدباء (‪.)2645/6‬‬


‫((( معجم البلدان (‪.)545/2‬‬
‫((( األغاني (‪.)252 ،238–236/19‬‬
‫((( ذم الثقالء (ص‪ ،)50‬األغاني (‪.)241 ،238/19‬‬
‫((( تاريخ بغداد (‪.)222/5‬‬
‫((( األغاني (‪.)253 ،252 ،249 ،242 ،238 ،237 ،235 ،234 ،227/19( ،)232/18( ،)218/2‬‬

‫‪11‬‬
‫المرزبان‪ ،‬ويظهر أن��ه أخ��و خلف بن المرزبان‪ ،‬وع� ٌّ�م لمحمد بن خلف‪ ،‬وتدل‬
‫والسلطان(((‪.‬‬ ‫قريبا من َذوي الجاه ُّ‬ ‫ً‬
‫َم ْرويات أبي الفرج على أنه كان‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أما ُّ‬
‫عمه اآلخر أبو علي محمد بن المرزبان‪ ،‬فكانت له عالقة بالحسين‬
‫األصفهاني ((( ‪ ،‬وا ل ��د أ ب ��ي ا ل� �ف ��رج‪ ،‬وك��ا ن��ا ي �ج �ل �س��ان م �ع� ً�ا ي � َ�ت � َ�ذ ا َك� �ران األخ �ب� َ‬
‫�ار‬
‫واألشعار‪.‬‬
‫الم ْر ُز َب َّ‬
‫انية ك��ان بينها وبين آل أب��ي الفرج األصفهاني مودة‬ ‫وه��ذه األس��رة َ‬

‫وص ْه ٌر‪.(((.‬‬ ‫َ‬


‫ومعرفة و ِثيقة ِ‬
‫إن أسرة مصنفنا أسرة بغدادية عريقة‪ ،‬استطاعت أن تندمج في محيطها‬
‫االجتماعي العربي‪ ،‬س��واء بالمصاهرة أو الثقافة‪ ،‬فأضحت أس��رة لها حضور‬
‫في تراثنا الحضاري‪.‬‬

‫❖ ❖ َم ْول ُد ُه‬
‫ً ُ‬
‫لم نجد بين أيدينا تاريخا ن َّص عليه ُيحدد مولده‪ ،‬ولهذا نلجأ لالستظهار‪،‬‬
‫ُ‬
‫ون�نظر في شيوخه الكثر‪ ،‬فنجده في هذا المصنف يقول‪« :‬حدثنا عبدالجبار‬
‫بن سعيد(((»‪ .‬وعبد الجبار توفي سنة (‪226‬ه)(((‪ ،‬وإذا بحثنا في كثير من‬
‫شيوخه نجده لم يرو عن طبقة عبدالجبار‪ ،‬بل إن أقدم من روى عنه وفاة أحمد‬

‫((( األغاني (‪.)227/19 ،218/2‬‬


‫((( األغاني (‪.)52/24‬‬
‫((( األغاني (‪.)52/24‬‬
‫((( أخبار مجنون بني عامر (‪/7‬أ)‪.‬‬
‫((( جمهرة نسب قريش (‪.)947/2‬‬

‫‪12‬‬
‫ََ‬
‫بن أبي فنن(((‪ ،‬المتوفى سنة (‪248‬ه)(((‪ ،‬ولعل قوله‪« :‬أنشدنا عبدالجبار»‬
‫اشتبهت على الناسخ‪ ،‬وإال فهي «وأنشد»‪ .‬ولهذا نجد ابن المرزبان يروي عن‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫عبيد((( الله بن محمد اب��ن عائشة الت ْيمي (‪228‬ه)‪ ،‬وإسحاق((( بن إبراهيم‬
‫ال�م��وص�ل��ي (‪235‬ه)‪ ،‬ومصعب((( ب��ن ع�ب��دال�ل��ه ال� ُّ�زب�ي��ري (‪236‬ه)‪ ،‬ب��واس�ط��ة‪،‬‬
‫ُ‬
‫وك��ان��وا ف��ي ب�غ��داد‪ ،‬وه��م أق��رب إل�ي��ه م��ن عبدالجبار – ال��ذي ك��ان ف��ي المدينة‬
‫المنورة – وأيسر رواية‪.‬‬
‫ً‬
‫إن أقدم َمن روى عنه ابن المرزبان وفاة أحمد بن أبي فنن‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫(‪248‬ه)‪ ،‬وعليه فإن مولد ابن المرزبان يكون نحو سنة (‪228‬ه)‪.‬‬

‫حيَات ُ ُه‬
‫❖ ❖ َ‬
‫ٌ‬
‫إن المعلومات عن ابن المرزبان قليلة بل ِش ْبه معدومة‪ .‬إنما نستطيع أن‬
‫نقول إنه ولد في بيت �� ُّ‬
‫يهتم بالعلم وأهله‪ .‬فأبوه خلف بن المرزبان بن بسام‬
‫ممن َر َوى ال�ح��دي��ث واألدب(((‪ ،‬ف�ك��ان اب�ن��ه يسير على ه��داه‪ .‬فألحقه وال��ده‬
‫بالكتاب‪ ،‬فأتقن القرآن الكريم‪ ،‬وأج��اد القراءة والكتابة‪ ،‬ثم انطلق في طلب‬
‫َ‬ ‫العلم ّ‬
‫جل شبابه في ربوع بغداد‪ ،‬ثم خرج منها فق ِدم حلب‪ ،‬وروى عن بعض‬

‫((( اإلماء الشواعر (ص‪.)63‬‬


‫((( المنتظم (‪.)9/12‬‬
‫((( تاريخ بغداد (‪.)128/15‬‬
‫((( تفضيل الكالب (ص‪ ،)58‬االغاني (‪.)276/2‬‬
‫((( أخبار مجنون بني عامر (‪/4‬أ)‪.‬‬
‫((( ذم الثقالء (ص‪ ،)50‬األغاني (‪.)241 ،238/19‬‬

‫‪13‬‬
‫رواتها(((‪ ،‬ولعله قصد بعض البلدان في رحلته تلك‪ .‬لقد أهلته تلك المرويات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الواسعة أن يصبح أخباريا ورواية ومصنفا يشار له بالبنان‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ومن أخباره في الطلب ما حكاه قائال(((‪« :‬مضيت إلى الحارث بن أبي‬
‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أسماءهم‪ ،‬على‬ ‫ُ‬
‫يكتب‬ ‫أسامة‪ .‬فوجدت في ِده� ِ�ل� ْ�ي� ِ�زه قوما من ال� َ�و َّر ِاق�ي� َ�ن‪ ،‬وه� َ�و‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ َ‬
‫الو َّراق عليه‪،‬‬ ‫ب ثم عرضها‬ ‫فكت َ‬ ‫احد درهمين‪ .‬فقلت له‪ :‬ا كتب اسمي‪.‬‬ ‫كل و ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ ََُْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫فلما قرأ اسمي قال‪ :‬ابن المرزبان مع هؤالء! وال كرامة‪ .‬فأخرجوني‪ .‬فأخذت‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ُرقعة وكتبت فيها‪:‬‬

‫ْ (((‬ ‫�ارث ال � � ُ�م � � َ�ح � � ِّ�د َث َق � � � ْ�و ًال َع� � ْ�ن أخ َص� � ��ادق َش ��دي ��د َ‬
‫الم َح َّبه‬
‫َ‬
‫ْأب � � ِ�ل � ��غ ال� � � َ�ح� � �‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فلما قرأها قال‪ :‬أدخلوه قاتله الله! فضحني»‪.‬‬

‫ويدل هذا على أن ابن المرزبان لم ُيعن برواية األخبار واألشعار فقط‪ ،‬إنما‬
‫كان يروي األحاديث واآلثار‪ .‬فنجده يروى عن أبي داود صاحب «السنن»(((‪،‬‬
‫ِّ َ‬
‫الز ْب ِرقان(((‪ ،‬والحارث بن أبي أسامة‪ ،‬وغيرهم من رواة‬ ‫والعباس بن جعفر بن‬
‫الحديث‪.‬‬

‫جل حياته‪ ،‬وكانت بغداد في زمنة عاصمة‬ ‫ابن المرزبان في بغداد ّ‬ ‫عاش ُ‬
‫َ ْ‬
‫وم��ع�ق��ل العلم وال�ح�ض��ارة‪ .‬ك��ان��ت طرقها وم�س��اج��ده��ا ومعالمها تضيق‬ ‫ال��دن�ي��ا‪،‬‬

‫((( أخبار مجنون بني عامر (‪/4‬أ)‪.‬‬


‫((( لسان الميزان (‪.)527/2‬‬
‫ً‬
‫((( ستأتي األبيات الحقا‪.‬‬
‫((( تهذيب الكمال (‪.)361/11‬‬
‫((( تهذيب الكمال (‪.)204/14‬‬

‫‪14‬‬
‫بأهل العلم؛ من العلماء وال��رواة األخباريين والشعراء وطلبة العلم‪ .‬في هذا‬
‫َ‬
‫المت ّ‬
‫شبع بالعلم عاش ابن المرزبان حياته كلها‪ ،‬ونسج عالقات كثيرة مع‬ ‫الجو‬
‫َّ‬
‫أهل العلم في بغداد‪ ،‬مثل((( أحمد بن أبي طاهر‪ ،‬والناشئ‪ ،‬وابن عروس‪ ،‬وأبو‬
‫َ‬
‫الع ْيناء‪ .‬ولم يجد غضاضة في أن يشنف أذنيه بغناء القيان مع أصدقائه من‬
‫الشعراء والمصنفين(((‪.‬‬

‫❖ ❖ َو َفاتُه‬

‫اتفقت المصادر على أن وفاة ابن المرزبان كانت في سنة (‪309‬ه)‪ ،‬وبناء‬
‫على استقراء تاريخ مولده فإنه يكون قد ناهز الثمانين من عمره عندما توفي‪.‬‬

‫❖ ❖ ِع ْل ُ‬
‫مه‬
‫ُعرف ُ‬
‫ابن المرزبان باتساع الرواية وشمولها‪ ،‬فمروياته لم تكن في باب‬
‫ّ‬
‫واحد من أبواب العلوم بل شملت عدة علوم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫– –التفسير الذي صنف فيه كتابا كبيرا سماه «الحاوي في علوم القرآن»‪.‬‬

‫– –وال �ح��دي��ث واآل ث � ��ار ال �ت��ي رواه � ��ا ع ��ن أس��اط �ي��ن ال� ��رواي� ��ة‪ ،‬م �ث��ل أب ��ي داود‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال� ِّ�س� ِ�ج� ْ�س��ت��ان� ِّ�ي‪ ،‬وال �ح��ارث ب��ن أب��ي أس��ام��ة وأض �را��ب �ه �م��ا م��ن رواة ال�ح��دي��ث‬
‫ِّ‬
‫الثقات‪.‬‬

‫– –وأخ�ب��ار الشعراء‪ ،‬وأخ�ب��ار العشاق‪ ،‬وغيرها من كتب األدب‪ ،‬وه��ذا الفن‬


‫هو الغالب عليه‪.‬‬

‫((( معجم األدباء (‪.)2604/6‬‬


‫((( تاريخ بغداد (‪.)297/11‬‬

‫‪15‬‬
‫لاّ‬
‫هذا وإن كان التصنيف في العربية من أبرز مظاهر علم ابن المرزبان إ‬
‫(((‬
‫أن��ه ترجم‬ ‫أن��ه ب��رز ف��ي ناحية أخ��رى‪ ،‬وه��ي ناحية ال�ت��رج�م��ة‪ ،‬ف��ذك��ر ياقوت‬
‫ً‬
‫أ ك�ث��ر م��ن خمسين ك�ت��اب��ا م��ن ال�ف��ارس�ي��ة إل��ى ال�ع��رب�ي��ة‪ ،‬ول��م يبين م�ض�م��ون تلك‬
‫ُ‬
‫المترجمات‪ ،‬وإن كنا نخمن أنها في األدب واألخبار والقصص‪.‬‬

‫إن مرويات ابن المرزبان التي نقلها أبو الفرج في «أغانيه» وقاربت (‪)150‬‬
‫ُ‬
‫رواية‪ ،‬وابن الجوزي في «المنتظم» التي أربت على ثالث عشرة رواية‪ ،‬تبين‬
‫مقدار علمه ال��واس��ع ألنها شملت أخبار العرب والشعراء واأل ن�س��اب والشعر‬
‫القديم والمحدث‪.‬‬

‫أما منزلته العلمية فاقترنت بالثقة فيما يرويه‪ ،‬والركون إلى ما يورده‪.‬‬
‫ً َ ً‬
‫قال عنه ابن الجوزي(((‪« :‬وك��ان صدوقا ث ْبتا»‪ .‬وق��ال الذهبي(((‪« :‬كان‬
‫ُ ً‬ ‫ِّ ً‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫إماما أخباريا ُم َصنفا َصدوقا»‪.‬‬

‫ش ْعر ُ ُه و ُمصنَّ َ‬
‫فاتُه‬ ‫❖ ❖ ِ‬
‫ً‬ ‫لم يكن ُ‬
‫ابن المرزبان مشهورا بالشعر‪ ،‬لكن ما وصلنا من شعره يتحدث‬
‫بلسان ناطق عن قدرته الشعرية‪ ،‬وأن شعره ليس من جنس أشعار العلماء‪،‬‬
‫التي ال ط�لاوة وال ح�لاوة فيها‪ ،‬وتغلب عليها الصناعة والحرفة‪ .‬والباقي من‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫شعره قليل ال يمكننا م��ن صناعة مجموع شعري ل��ه‪ ،‬وال ُيمكن م��ن دراس��ة‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬
‫وإنما نستطيع أن نطلق حكما نقديا ابتدائيا بأنه شعر حسن‪ ،‬يرتفع عن أشعار‬

‫((( معجم األدباء (‪.)2646/6‬‬


‫((( المنتظم (‪.)207/13‬‬
‫((( تاريخ اإلسالم (‪.)148/7‬‬

‫‪16‬‬
‫العلماء وينحط عن أشعار الشعراء‪ .‬وخير نموذج على شعره قوله يخاطب‬
‫الحارث بن أبي أسامة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ َ َ ً‬ ‫َ‬
‫�ادق ش� � ِ�دي� � ِ�د ال� َ�م� َ�ح� َّ�ب��ه‬ ‫َ‬
‫ع � ��ن ٍأخ ص � � � ٍ‬ ‫ْأب � � ِ�ل � ��غ ال� � � َ�ح� � ��ارث ال � � ُ�م � � َ�ح � ��دث ق � � � ْ�وال‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ه � � � � ِ�ر ق � � ِ�دي� � �م � ��ا إل � � ��ى ق � �ب� ��ائ� � ِ�ل ض� � َّ�ب� ��ه‬ ‫َو ْي ��ك ق��د ك �ن��ت ت��ع �ت� ِ�زي َس� ِ�ال��ف ال��د‬
‫َ ْ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وح��اذ ْي��ت ف��ي ال��ل��ق� ِ�اء اب� َ�ن ش� َّ�ب��ه‬ ‫�اس‬ ‫ـ� ِ‬ ‫وك� �ت � ْ�ب ��ت ال� �ح ��دي ��ث ع� � ْ�ن َس ��ائ � ِ�ر ال��ن �ـ‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َع � � � � ْ�ن َي � � ��زي � � ��د وال� � � � � َ�واق� � � � � ِّ‬
‫واب� � � � ِ�ن س� �ع � ٍ�د وال ��ق ��ع ��ن � �ب � ِّ�ي وه � ��د َب � ��ه‬ ‫ور ْوح‬ ‫�دي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َّ َ‬
‫وم� � ْ�س � �ن� � ِ�د ش ��ع � َ�ب ��ه‬ ‫وع� � � � ْ�ن َم� ��ال� ��ك ُ‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫�ث ُس��ف �ي��ا‬ ‫ْ َ‬
‫ث� ��م ص ��ن� �ف ��ت ِم � ��ن أح � � ِ�ادي � � ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫وإي � � � ��ث � � � � ِ�ار َم � � ��ن َي � � � � ِ�زي � � � ��دك َح� � َّ�ب� ��ه‬ ‫ـ � � � ِ�م‬ ‫أف � � َ�ع � ��ن � � ُ�ه � � ْ�م أخ � � � � � ��ذت َب � � ْ�ي � � َ�ع � ��ك ل �ل �ع �ل �ـ‬
‫ُ َ ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫ً‬
‫َس � � � � � � � � ْ�و َءة َس � � � � � � � ْ�وءة ل � ��ش � � ْ�ي � ��خ ق� � � ِ�دي � � ٍ�م‬
‫َم� ��ل� ��ك ال � � ِ�ح � � ْ�ر ُص وال � ��ض � � َ�ر َاع � ��ة ق��ل� َ�ب��ه‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ ُ ْ ً‬ ‫ُ َّ‬
‫وأم� � � ِ�ان� � � ْ�ي� � � ِ�ه َب � ��ع � ��د ِت � ْ�س� �ع� �ي � َ�ن َرط � � َ�ب � ��ه‬
‫َ‬ ‫ف � �ه� � َ�وك� ��ال� ��ق� ��ف� � ِ�ة ال� ��م� � ِ�ع� ��ي� ��س� ��ة ي ��ب� �س ��ا‬

‫وك��ل م��ا وصلنا م��ن ش�ع��ره ق�ص�ي��دت��ان‪ ،‬األول��ى وصلنا منها ثمانية أب�ي��ات‪،‬‬
‫ً‬
‫والثانية تقع في اثنين وعشرين بيتا‪.‬‬

‫أما مصنفاته فكثرة‪ ،‬وكثير منها لم يصل إلينا‪ .‬واستقصى محقق كتابه‬
‫«ذم الثقالء» ال��دك�ت��ور‪ :‬محمد األع��رج��ي مصنفاته(((‪ ،‬ف�لا داع��ي لتكرار مثل‬
‫ذل��ك ف��ي م�ق��دم��ة رس��ال��ة م�ث��ل ه��ذه ال��رس��ال��ة ال�ل�ط�ي�ف��ة‪ .‬أح �ص��ى األع��رج��ي من‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬
‫مصنفات ابن المرزبان ستة وعشرين مصنفا‪ ،‬نضيف إليها الكتب التالية‪:‬‬

‫ب(((‪.‬‬ ‫‪1 .1‬أخبار من َق َتله ُ‬


‫الح ُّ‬

‫((( ذم الثقالء (ص‪.)34–31‬‬


‫((( الدر الثمين (‪.)137/1‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ُ 2 .2‬‬
‫أخبار مجنون بني عامر‪ ،‬وهو كتابنا هذا‪.‬‬
‫الم ْ‬
‫رو َءة(((‪.‬‬ ‫‪3 .3‬كتاب ُ‬

‫َْ‬
‫المعرفة(((‪.‬‬ ‫‪4 .4‬كتاب‬

‫‪5 .5‬من توفي عنها زوجها فأظهرت الغموم وباحت بالمكتوم‪.‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ َْ‬
‫المنتهى‪ .‬ويشتمل على البالغات نظما ونثرا(((‪.‬‬ ‫‪6 .6‬كتاب‬
‫ُ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫‪7 .7‬من َ‬
‫نفسه إلى الغدر والجفا(((‪.‬‬ ‫المودة والوفا ولم تدعه‬ ‫أقام على‬
‫بخط علي بن موسى بن إسحاق َّ‬ ‫َّ‬
‫الز َّرار‪،‬‬ ‫(((‬
‫‪8 .8‬النوادر‪ .‬اطلع عليه ابن العديم‬
‫ونقل منه‪.‬‬
‫ً‬
‫من هذه المصنفات التي قاربت أربعين مصنفا وصلنا منها أربعة‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪1 .1‬أخبار مجنون بني عامر‪.‬‬

‫‪2 .2‬تفضيل الكالب على كثير ممن لبس الثياب‪ .‬طبع عدة طبعات‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪3 .3‬الثقالء‪ ،‬طبع باسم «ذم الثقالء»‪ ،‬بتحقيق محمد األعرجي‪ ،‬من قبل دار‬
‫الجمل سنة ‪1999‬م‪.‬‬

‫‪4 .4‬م ��ن ت��وف��ي ع �ن �ه��ا زوج �ه ��ا ف��أظ �ه��رت ال �غ �م��وم وب ��اح ��ت ب��ال �م �ك �ت��وم‪ .‬ح�ق�ق��ه‬

‫((( توضيح المشتبه (‪.)78/8‬‬


‫((( الدر الثمين (‪.)137/1‬‬
‫((( الدر الثمين (‪.)137/1‬‬
‫((( توضيح المشتبه (‪.)78/8‬‬
‫((( بغية الطلب (‪.)153/3‬‬

‫‪18‬‬
‫عبدالعزيز المانع‪ ،‬ونشر ف��ي مجلة كلية اآلداب بجامعة الملك سعود‪،‬‬
‫المجلد الثامن‪ ،‬العدد األول ‪1401‬ـه‪( ،‬ص‪.)163–137‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪5 .5‬ال�ه��داي��ا‪ ،‬وص�ل�ن��ا ُمنتخب م�ن��ه‪ ،‬ط�ب��ع بتحقيق م ��روان ال�ع�ط�ي��ة‪ ،‬ن�ش��ره أوال‬
‫في مجلة عالم المخطوطات والنوادر‪ ،‬ثم نشره في كتاب مستقل سنة‬
‫(‪2015‬م)‪.‬‬

‫❑❑❑‬

‫‪19‬‬
‫كتاب أخبارِ َم ْجنُون بني عامر‬
‫ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫نطلق على ه��ذا المصنف اللطيف كتابا م�ج��ازا؛ وإن�م��ا ه��و ف��ي اصطالح‬
‫يضم بين دفتيه إال تسع ورق��ات‪ .‬فمن باب التكريم‬ ‫ّ‬ ‫المتقدمين ُج� ْ�ز ٌء‪ .‬فهو ال‬
‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُن ّ‬
‫سميه كتابا‪ ،‬ألنه ِعلق نفيس‪ ،‬من آثار قرون التدوين واإلسناد‪.‬‬

‫ه��ذا ال�م�ص�ن��ف ال�ل�ط�ي��ف ف��ي ح�ج�م��ه م�ه��م ف��ي ب��اب��ه‪ ،‬ف��إن��ه م �ص��در أص�ي��ل‬
‫ّ‬
‫م��ن م�ص��ادر أخ�ب��ار وأش�ع��ار مجنون ليلى‪ ،‬وي�ع��د أول وأق��دم م�ص��در يصلنا من‬
‫الو ِالبي المتقدم على ابن‬ ‫مصنفات األصول عن المجنون‪ّ .‬أما كتاب أبي بكر َ‬

‫المرزبان فلم يصلنا حقيقة‪ ،‬وإنما وصلنا كتاب محور منه‪ ،‬ألصق بالوالبي‪،‬‬
‫كما بينا ذلك في التوطئة‪.‬‬

‫ن�ه��ج اب��ن ال �م��رزب��ان ف��ي م�ص�ن�ف��ه ه��ذا م�ن�ه��ج ع�ص��ره ال�م�ع�ت��اد‪ ،‬ال�ق��ائ��م على‬
‫ال �م �زاوج��ة ب�ي��ن ال�خ�ب��ر وال�ش�ع��ر‪ ،‬ف�ت�ك��ون األخ �ب��ار ف��ي س�ي��اق�ه��ا ت�ح�م��ل محملين؛‬
‫�ب قول‬‫األول‪ :‬تقديم المعلومة ال�م�راد اط�لاع ال�ق��ارئ عليها‪ .‬وال�ث��ان��ي‪َ :‬ت� ْ�س��ب�ي� ُ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫الشعر وإنشائه من قبل الشاعر‪ .‬وهذان المحمالن َي ِس َمان ما وصلنا من كتب‬
‫أخ�ب��ار ال�ش�ع�راء‪ ،‬م�ث��ل‪« :‬أخ �ب��ار أب��ي ن��واس» ألب��ي ه�ف��ان‪ ،‬وم�ث�ل��ه الب��ن شاهين‪،‬‬
‫و«أخبار أبي دهبل» للزبير بن بكار‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫ً‬
‫ل�ه��ذا ك��ان التصنيف تحت مسمى األخ�ب��ار ُمختلفا أش��د االخ�ت�لاف عن‬
‫المجاميع والدواوين الشعرية‪.‬‬
‫َ‬
‫ال تتبع مصنفات األخبار هذه منهج الترتيب التاريخي‪ ،‬إنما تنحى منحى‬
‫ُّ َ‬
‫التسلسل غير المعلل‪ .‬ف�لا تجد ف��ي ت��وال��ي األخ�ب��ار م��ا ي��دل��ك على منهج في‬

‫‪20‬‬
‫َّ‬ ‫لاّ‬
‫الترتيب‪ ،‬إ أنها تبدأ بذكر الن َسب وما يحيط به‪ ،‬ثم ت�نطلق في حركة تدوينية‬
‫َْ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫بع تسل ُسل مرويات المصنف في ُمدوناته‪،‬‬ ‫غير ُمنظمة أو مرتبة‪ .‬وأظنها تت‬
‫ُ‬
‫أل ن��ه يجردها من مدوناته‪ ،‬وي�نقلها حالما يعثر عليها‪ .‬وتوحي كلمة «جمع»‬
‫التي نجدها في ختام النسخة تؤكد هذا المنهج‪.‬‬

‫إن هذا الجزء اللطيف كانت عنايته لجمع أخبار المجنون‪ ،‬لكن المصنف‬
‫حاله ببعض األخبار والشعار التي تشاكل أخبار المجنون وليست من أخباره‪.‬‬
‫وهو من مناهج االستطراد المعروفة في مصنفات تلك العصور‪.‬‬

‫سب ُة الكتاب لمصنفه‬


‫❖ ❖ ِن ْ‬

‫ل��م ي��ذك��ر أح��د م�م��ن ع�ن��ي ب��ذك��ر م�ص�ن�ف��ات اب��ن ال �م��رزب��ان ه��ذا المصنف‪،‬‬
‫ولكن هذا ال يعني أن نسبة الكتاب إلى مصنفه يداخلها شك‪ ،‬بل هي ثابتة‪،‬‬
‫ويؤكد هذا الثبات عدة أمور‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪1 .1‬رواي��ة الكتاب ع��ن مصنفه بالسند المتصل إل��ى مصنفه‪ ،‬كما أث�ب��ت في‬
‫طرة العنوان‪.‬‬
‫ُُ‬
‫‪2 .2‬وج��ود ن��ق��ول ع��ن ه��ذا الكتاب؛ تطابق م��ا ف��ي ه��ذا المصنف‪ ،‬ساقها ابن‬
‫السراج‪ ،‬وهو من رواة هذه النسخة‪ ،‬وأخرى أوردها ابن الجوزي‪ ،‬وسياق‬
‫سندهما ي�تفق مع إسناد هذه النسخة‪ .‬ورواي��ة أبي الفرج بعض األخبار‬
‫عن ابن المرزبان وردت في هذا الكتاب‪ .‬وسيأتي التنبيه على تلك النقول‬
‫في مواضعها من الكتاب‪.‬‬

‫‪3 .3‬ال توجد قرينة يمكن أن تشككنا في نسبة الكتاب البن المرزبان‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫❖ ❖رواية الكتاب والنُّ ُ‬
‫قول عنه‬

‫وصلنا الكتاب من طريق واحد عن ابن َح ُّي َو ْي ِه‪ ،‬منشعب منه إلى طريقين‪،‬‬
‫أدمجتهما هذه النسخة الخطية‪ ،‬هما‪:‬‬
‫َّ ُ‬
‫الم َح ِّسن التن ْو ِخ ُّي‪،‬‬ ‫الم َبارك بن عبدالجبار َّ‬
‫الص ْيرف ُّي‪ ،‬عن علي بن ُ‬
‫ِ‬
‫األول‪ُ :‬‬

‫عن ابن َح ُّي َو ْيه محمد بن العباس الخزاز‪ ،‬عن المصنف‪.‬‬


‫َ َ‬
‫الج ْوه ِري‪ ،‬عن ابن‬ ‫الثاني‪ :‬جعفر بن أحمد َّ‬
‫الس َّراج‪ ،‬عن الحسن بن علي‬
‫َح ُّي َو ْيه‪ ،‬عن المصنف‪.‬‬
‫َّ ُ‬
‫الم َح ِّسن التن ْو ِخ ُّي‪ ،‬عن ابن‬ ‫الثالث‪ :‬جعفر بن أحمد َّ‬
‫الس َّراج‪ ،‬عن علي بن ُ‬
‫ِ‬
‫َح ُّي َو ْيه‪ ،‬عن المصنف‪.‬‬

‫وهذان الطريقان عليها رواية هذه النسخة التي نحققها‪.‬‬

‫وهناك طرق متفرعة أخرى ساقها ابن الجوزي‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫األول‪ :‬محمد بن ناصر‪ ،‬عن أحمد بن محمد البخاري‪ ،‬عن الحسن بن‬
‫علي الجوهري‪ ،‬عن ابن حيويه‪ ،‬عن المصنف‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬محمد بن ناصر‪ ،‬عن المبارك بن عبدالجبار الصيرفي‪ ،‬عن علي‬


‫بن المحسن التنوخي‪ ،‬عن ابن حيويه‪ ،‬عن المصنف‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬محمد بن عبدالباقي‪ ،‬عن علي بن المحسن التنوخي‪ ،‬عن ابن‬


‫حيويه‪ ،‬عن المصنف‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬شهدة بنت أحمد‪ ،‬عن جعفر ابن السراج‪ ،‬عن علي بن المحسن‬
‫التنوخي‪ ،‬عن ابن حيويه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ورواي��ة اب��ن ال�ج��وزي شملت الطريقين‪ ،‬لكنها طريق متشعبة ال تضيف‬
‫ً‬
‫ش�ي�ئ��ا ذا ب ��ال‪ ،‬أل ن �ه��ا ت�ج�ت�م��ع ك�ل�ه��ا ع�ن��د اب��ن ح�ي��وي��ه‪ ،‬ال ��ذي س�م��ع ال�ك�ت��اب من‬
‫المصنف قبل وفاته بسنة واحدة‪ ،‬مما جعل روايته هي المفضلة من طالب‬
‫العلم والنساخ‪.‬‬

‫على أرب��ع رواي��ات من هذين الطريقين‪َ ،‬ر َوى‬ ‫(((‬


‫ونعثر في «ذم الهوى»‬
‫ً‬
‫��بهما ابن الجوزي أخبارا للمجنون‪ .‬اثنان منها لم يردا في أصلنا هذا‪ ،‬واثنان‬
‫ً‬
‫وردا باختالف وزي��ادة ظاهرة‪ .‬ول��م أج��د تفسيرا لهذا األم��ر إال أن ذل��ك النقل‬
‫من كتاب آخر البن المرزبان‪ ،‬مثل كتاب «المتيمين»‪ ،‬أو «ألقاب الشعراء»‬
‫ً‬
‫أو غ�ي��ره�م��ا‪ .‬خ��اص��ة أن اب��ن ح�ي��وي��ه روى ك�ث�ي�را م��ن م�ص�ن�ف��ات اب��ن ال�م��رزب��ان‪،‬‬
‫(((‬
‫هي من رواية ابن‬ ‫يدل على هذا أن ثالثة كتب وصلت إلينا البن المرزبان‬
‫حيويه عنه‪.‬‬

‫خ ِّ‬
‫طية‬ ‫ف النُّ ْ‬
‫سخة ال َ‬ ‫ص ُ‬
‫❖ ❖ َو ْ‬
‫َّ‬
‫ان��ت�ظ��م ه��ذا المصنف «أخ �ب��ار ال�م�ج�ن��ون» ف��ي م�ج�م��وع ي�ع��د م��ن ال��ن��وادر‪،‬‬
‫وتقع نسختنا في مقدمة المجموع‪ ،‬ال��ذي يضم بين دفتيه ستة مصنفات‪،‬‬
‫تقع كلها في سبع وخمسين ورقة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪«1 .1‬أخبار مجنون بني عامر»‪ ،‬كتابنا هذا‪.‬‬

‫‪2 .2‬جزء في انتصار ابن خالويه (ت ‪370‬ه) لثعلب (ت ‪290‬ه) فيما تتبعه‬
‫عليه الزجاج‪.‬‬

‫((( (ص‪.)364 ،362 ،359 ،358‬‬


‫((( كتابنا هذا‪ ،‬وكتاب «تفضيل الكالب»‪ ،‬وكتاب «من توفي عنها زوجها»‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪«3 .3‬جزء من أمالي أبي بكر ابن دريد» (‪321‬ه)‪.‬‬

‫‪«4 .4‬جزء فيه منام حمزة الزيات» (ت ‪156‬ه)‪.‬‬

‫‪«5 .5‬المالحن» ألبي بكر بن دريد (‪321‬ه)‪ ،‬مخروم األول‪.‬‬

‫‪«6 .6‬أخبار أبي نواس»‪ ،‬ألبي العباس أحمد بن شاهين البغدادي (ت ‪292‬ه)‪.‬‬

‫وفي آخره نقول من أخبار ذي الرمة مع مية‪ ،‬نقلها بعض النساخ‪ .‬ويحتل‬
‫مخطوطنا من هذا المجموع األوراق العشر األولى‪.‬‬

‫ه��ذا المخطوط اللطيف ك��ان ف��ي ب�غ��داد‪ ،‬ث��م ان��ت�ق��ل إل��ى دم�ش��ق فاستقر‬
‫��بها آواخر القرن السادس الهجري(((‪ ،‬وتقلبت به األحوال حتى أصبح اليوم‬
‫من محفوظات المكتبة الشرقية بجامعة القديس يوسف((( ببيروت‪ ،‬تحت‬
‫ً‬
‫ال��رق��م (‪ .)00941/2‬وق�ي��اس أب�ع��اد ه��ذا المجموع مختلف لكنه متقارب ج��دا‪،‬‬
‫وهو (‪12.4 ×17.1‬سم)‪.‬‬

‫وه��ذا المجموع مختلف الخطوط‪ ،‬مختلف ت��واري��خ النسخ‪ ،‬أل ن��ه ُجمع‬
‫بعد زمن من ِق َب ِل أحد المتملكين‪.‬‬

‫ي�ق��ع «أخ �ب��ار م�ج�ن��ون ب�ن��ي ع��ام��ر» ف��ي ت�س��ع ورق ��ات‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى ورق��ة‬
‫ال�ع�ن��وان‪ ،‬وورق��ة أخ��رى دون��ت فيها س�م��اع��ات‪ ،‬فجملة أوراق ��ه إح��دى عشرة‬
‫ورق ��ة‪ ،‬ال�م�ت��ن م�ن�ه��ا ي�ق��ع ف��ي ت�س��ع‪ ،‬أي ث�م��ان��ي ع�ش��رة ص�ف�ح��ة‪ .‬وج ��اءت أع��داد‬

‫ُ‬
‫((( جاء ذلك في أحد السماعات‪ ،‬حيث قرئ الكتاب بالجامع األموي بدمشق‪ ،‬سنة ثالث‬
‫وثالثين وست مئة‪ .‬وفي سماع مثله في جامع دمشق سنة أربع وثالثين وست مئة‪.‬‬
‫((( تأسست في بيروت سنة (‪1292‬هـ‪1875/‬م)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ال�س�ط��ور م�ت�ف��اوت��ة ب�ي��ن أج �زاء ال�م�خ�ط��وط‪ ،‬وإن ك��ان معظمها ج��اء فيها ث�لاث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعشرون سطرا‪ ،‬وورقتان جاء فيهما أربعة وعشرون سطرا‪ ،‬وورق��ة جاء فيها‬
‫ً‬
‫اث�ن��ان وع�ش��رون س�ط�را‪ ،‬وف��ي ال��ورق��ة األخ�ي��رة (ب) ج��اء فيها خمس وعشرون‬
‫ً‬
‫سطرا‪.‬‬

‫ك�ت�ب��ت ال�ن�س�خ��ة ب�خ��ط ال�ن�س��خ ت�ع�ل�ي��ق‪ ،‬وب �خ��ط دق �ي��ق م�ن�ض��ود‪ ،‬م�ت�ق��ارب‬
‫األس�ط��ر وال�ك�ل�م��ات‪ ،‬وال�ش�ع��ر يكتبه ال�ن��اس��خ م��ع ف �راغ ف��ي م��واض��ع ك�ث�ي��رة بين‬
‫الشطرين‪.‬‬

‫وهي نسخة مقروءة الخط‪ ،‬وال يمكن أن يوصف خطها بالحسن‪ ،‬إنما هو‬
‫ُ‬
‫خط جيد للقراءة وحسب‪ .‬ويزيد ذلك جودة أن الناسخ عني بضبط كثير من‬
‫الكلمات المشكلة‪ ،‬بل وغير المشكلة‪.‬‬
‫ُ‬
‫والنسخة مقابلة على األصل الذي نقلت منه‪ ،‬يدل على هذا التعقبات‬
‫لما سقط م��ن النسخ أو تبين خطأ نقله‪ ،‬وتسويد دائ��رة ف�ق�رات النهاية‪ .‬كما‬
‫أنها مقابلة مع نسخة أخرى‪ ،‬تبين هذا من بيان االختالف بين النسختين في‬
‫موضع واحد أشار إليه الناسخ‪.‬‬

‫وتخلو النسخة من التعقيبة‪ ،‬لكن لم نلحظ أي خرم في النسخة‪ ،‬فالكالم‬


‫متصل ملتئم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫لاَّ‬
‫وهذه النسخة وإن كانت نسخة فريدة إ أنها نسخة جيدة‪ ،‬تعين المحقق‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫كتابي «مصارع‬ ‫على القيام بعمله‪ ،‬خاصة وأن هناك ن�ق��وال كثيرة عنها ف��ي‬
‫العشاق» و«ذم الهوى»‪ ،‬فهذا مما ُيعين على تحقيق هذا الجزء المهم‪.‬‬

‫أم��ا طرائق الناسخ في نسخه فإنه أشبه ش��يء بكتابتنا في ه��ذا العصر‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫فهو يثبت تنوين األ لف المتطرفة فوق الحرف األخير‪ ،‬ويثبت األ لف في اسم‬
‫«صالح»‪ ،‬وال يسهل كل الهمزات‪ ،‬بل يثبتها في «أنشأ»‪« ،‬دأب»‪« ،‬مساء»‪،‬‬
‫«دؤب» وغ�ي��ره��ا‪ ،‬م��ع أن��ه يسهلها ف��ي بعض ال�م��واض��ع‪ ،‬مثل «ال�م��داي�ن��ي» في‬
‫«المدائني»‪ ،‬أو يحولها إلى مد في الهمزة المتطرفة على السطر‪ ،‬مثل «لقاء»‬
‫تصبح «لقآ»‪ ،‬والناسخ ال يثبت همزة القطع‪.‬‬
‫َ ً‬
‫وع�ل��ى ك��ل ح��ال ف��إن النسخة نسخة ج�ي��دة‪ ،‬ال ي��واج��ه المحقق ع��ن�ت��ا في‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫نسخها‪ ،‬وإشكاالتها الن ْس ِخ َّية محدودة‪ ،‬فتعين محققها على عمله‪.‬‬

‫❖ ❖ناسخ األصل وتاريخ النسخ‬


‫لم ينص الناسخ على اسمه في ختام المخطوط‪ ،‬وبما أن هذا المخطوط‬
‫ُ‬
‫ال يتصل مع ما بعده من نسخ المجموع فال يمكن أن نتوصل إلى الجزم به‪.‬‬

‫وي��ذه��ب الظن إل��ى أن الناسخ ه��و ال��ذي أثبت اسمه ف��ي ورق��ة العنوان‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ف �ق��ال‪َ :‬‬
‫«وس �م��اع عنهما ل�م�ح�م��ود ب��ن ال�ف�ض��ل ب��ن م�ح�م��ود ب��ن ع�ب��دال��واح��د بن‬
‫ُ‬
‫محمود بن محمد بن الحسن(((‪ ،‬عفا الله عنه»‪ .‬فدعاؤه لنفسه ب�نفس القلم‬
‫والحبر والخط يدل على أنه ناسخ ورقة العنوان وسلسلة ال��رواة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ً‬
‫أن خطه هنا يشابه كثيرا خط ناسخ المخطوط‪.‬‬

‫ويؤكد هذا أن الناسخ محمود بن الفضل معاصر البن السراج‪ ،‬وكان ينزل‬
‫بغداد‪ ،‬وأن هناك سماعات في حياة ابن السراج راوي الكتاب‪ ،‬كل هذا يؤكد‬

‫((( األصبهاني الصباغ نزيل بغداد‪ .‬قال الذهبي‪« :‬بالغ في الطلب‪ ،‬وكتب بخطه السريع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كثيرا لنفسه ولغيره‪ .‬وكان حميد الطريقة‪ ،‬مفيدا للغرباء‪ ،‬نسخ الكتب الكبار»‪ .‬وكان‬
‫للمترجم معرفة باألنساب وأسماء الرجال‪ .‬توفي سنة (‪512‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)199/11‬‬

‫‪26‬‬
‫أن محمود بن الفضل هو ناسخ الكتاب‪ ،‬سمعه ونسخه من نسخة شيخه ابن‬
‫ً‬
‫السراج‪ ،‬وسمعه أيضا من المبارك بن عبدالجبار؛ كما صرح بذلك‪ ،‬وكانت‬
‫وف��ات��ه ووف��اة اب��ن ال �س �راج س�ن��ة (‪500‬ه)‪ .‬وه��ذا ي��رج��ح أن ه��ذا األص��ل نسخه‬
‫ُ‬
‫محمود بن الفضل قبيل سنة (‪498‬ه)‪ ،‬بدليل سماع له – سيأتي نصه آخر‬
‫الكتاب – كان في هذا التاريخ‪.‬‬

‫وهذا األصل نسخة محمود بن الفضل نقلها من أصل أقدم‪ ،‬مسموع على‬
‫َّ‬
‫أبي القاسم التنوخي‪ ،‬سنة (‪446‬ه) كما سيرد في ملحق السماعات‪.‬‬

‫ات والتَّ ْق ِيي َد ُ‬


‫ات‬ ‫ك ُ‬‫❖ ❖التَّمل ُّ َ‬
‫ّ‬
‫في صفحة العنوان عدة تقييدات‪:‬‬
‫ف��ي أع�لاه��ا‪ ...« :‬ب�غ��داد»‪ .‬وتحته‪(« :‬محمد) ب��ن طغربل َّ‬
‫الصيرفي ألبي‬
‫ُ‬
‫نصر األصبهاني(((»‪ .‬ثم كتب‪« :‬سمعه أحمد بن قلوس»‪ .‬وتحته‪« :‬وقف»‬
‫ب�خ��ط ك�ب�ي��ر ش�م��ل ال��ورق��ة م��ن ط��رف�ي�ه��ا‪ .‬ث��م َر ْس ��م م� َّ‬
‫�رب��ع ُم�ق��اب��ل ال�ع�ن��وان وسند‬
‫ً َ ً‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫رواية الكتاب‪ّ ،‬‬
‫نص ما بداخله‪« :‬ف َرغ منه نسخا وسماعا وع ْرضا المبارك بن‬
‫ً َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫كامل الخفاف»(((‪ .‬وتحته‪« :‬فرغ منه سماعا وع ْرضا عبدالسالم بن يوسف‬
‫الدمشقي» (((‪.‬‬

‫((( إبراهيم بن الفضل‪ .‬توفي سنة (‪530‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)498/11‬‬


‫((( أب��و بكر ال�خ�ف��اف ال�ب�غ��دادي‪ .‬ول��د سنة (‪490‬ه) وت��وف��ي سنة (‪543‬ه)‪ .‬ت��اري��خ اإلس�لام‬
‫(‪.)839/11‬‬
‫((( أبو الفتوح التنوخي الدمشقي األصل البغدادي‪ .‬وتوفي سنة (‪582‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم‬
‫(‪.)751/12‬‬

‫‪27‬‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫وتحته‪َ :‬‬
‫نسخه وعارض به عبدالصمد ابن عسا كر عفا الله‬ ‫«س ِمعه واست‬
‫عنه»‪.‬‬

‫وت�ح��ت سند ال��رواي��ة‪[« :‬ص �ـ]ـ��ار ُملكا لعلي((( ب��ن أح�م��د ب��ن الحسين بن‬
‫ً‬
‫أح�م��د ب��ن ال�ح�س�ي��ن ب��ن َم� ْ�ح� ُ�م� َ�وي��ه ال � َ�ي � ْ�ز ِد ّي‪ ...‬ف�ج�ع�ل��ه وق �ف��ا ع�ل��ى ك��ل م�س�ل��م»‪.‬‬
‫وتحته‪« :‬وقف» بخط كبير‪.‬‬
‫وبين تملك اليزدي وكلمة «وقف» بقلم باهت‪َ :‬‬
‫«س ِمعه ونسخه وعارض‬
‫به أحمد بن إسماعيل»‪.‬‬

‫ماعات‬
‫الس َ‬
‫❖ ❖ َّ‬
‫على ضآلة حجم هذا المصنف إال أنه مليء بالسماعات‪ ،‬وسأوردها في‬
‫ملحقة في آخر الكتاب‪.‬‬

‫❑❑❑‬

‫((( نزيل بغداد‪ .‬ولد بيزدد‪ ،‬ثم قدم بغداد فأقام ��بها حتى توفي سنة (‪551‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم‬
‫(‪.)32/12‬‬

‫‪28‬‬
‫ورقة العنوان‬
‫الصفحة األولى‬
‫صفحة الختام‬
‫أخبَار ُ َم ْجن ُ ْو ِن ب َ ِني َ‬
‫عام ٍر‬ ‫ْ‬

‫مل َ َّو ِح‬ ‫م ُه َق ْي ُ‬


‫س بن ال ُ‬ ‫واس ُ‬
‫ْ‬
‫تأ ُ‬
‫ليف‬
‫أبي بكر محمد بن َخ َلف بن َ‬
‫الم ْر ُز َبان ُ‬
‫الم َح َّوليِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن َح ُّي َو ْي ِه الخ َّزاز‬
‫ِ‬ ‫ر َواي� ُ�ة أب��ي ُع َ‬
‫مر‬ ‫ِ‬
‫َُْ‬
‫عنه ‪.‬‬
‫َّ ُ‬ ‫ر َواية القاضي‪ :‬أبي القاسم ِّ‬
‫الم َح ِّسن بن علي التن ْو ِخ ُّي ♫‪.‬‬ ‫علي بن ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫الحسن ب��ن علي ب��ن محمد ب��ن الحسن ال� َ�ج� ْ�وه� ِ�ري‪ ،‬ع��ن ابن‬ ‫ِ‬ ‫محمد‬
‫ٍ‬ ‫وأب��ي‬
‫َح ُّي َو ْي ِه ‪.‬‬
‫رواي� ُ�ة الشيخ اإلم��ام أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين بن َّ‬
‫الس َّراج‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬
‫عن ُهما‪.‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫�ارك ب��ن ع�ب��دال�ج� َّ�ب��ار ب��ن أحمد‬
‫ورواي� ��ة ال�ش�ي� ِ�خ ال�ج�ل�ي� ِ�ل أب��ي ال��ح�س�ي��ن ال��م��ب� ِ‬
‫ِ‬
‫َّ ُ ْ ّ َ ْ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫الص ْي ِرف ِّي‪ ،‬عن التنو ِخي وحده‪.‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ ٌ ُْ‬
‫محمود بن عبدالواحد بن محمود‬ ‫ِ‬ ‫ود بن الفضل بن‬ ‫سماع ِمنهما لمحم ِ‬
‫ُ‬
‫بن محمد بن الحسن‪ ،‬عفا الله تعالى عنه‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ال ْوه ِر ِّي‬
‫مف ُروغ أحمد ابن ج‬

‫‪34‬‬
‫‪‬‬
‫(((‬ ‫جعفر بن أحمد بن الحسين َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الس َّراج‬ ‫اإلمام أبو محمد‬ ‫أخبرنا((( الشيخ‬
‫َّ ُ‬
‫الم َح ِّسن بن علي التن ْو ِخ ُّي((( بقراءة أبي‬ ‫َّأيده الله‪ ،‬أخبرنا أبو القاسم ُّ‬
‫علي بن ُ‬
‫َ‬
‫بكر الخ ِطيب(((‪ ،‬في ذي الحجة‪ ،‬سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة‪ ،‬وأبو محمد‬
‫الج ْوهري((( بقراءتي عليه في شعبان سنة إحدى‬ ‫الحسن بن علي بن محمد َ‬ ‫ُ‬

‫وأربعين وأربع مئة‪ ،‬قاال‪.‬‬

‫((( ج��اء ف��ي ح��اش�ي��ة ال�ج�ه��ة ال�ي�م�ن��ى تحشية ع�ل��ى ق��ول ال�ن��اس��خ‪ :‬أخ�ب�رن��ا ال�ش�ي� ُ�خ اإلم � ُ‬
‫�ام أب��و‬
‫محمد‪« :...‬سمعت من الشيخ اإلمام أبي محمد ابن السراج (بقراءتي)‪ .‬وصح»‪.‬‬
‫((( ال�ب�غ��دادي‪ ،‬ي�ع��رف ب��ال�ق��ارئ‪ .‬ول��د ب�ب�غ��داد سنة (‪417‬ه)‪ .‬ع��ال��م واس��ع ال��رواي��ة متعدد‬
‫الفنون‪ ،‬ثقة ثبت فيما يرويه‪ .‬من مصنفاته‪« :‬مصارع العشاق»‪« ،‬حكم الصبيان»‪،‬‬
‫«مناقب السودان»‪ .‬وله شعر جيد‪ ،‬في كتابه «المصارع» كثير منه‪ .‬توفي ببغداد‬
‫سنة (‪500‬ه)‪ .‬معجم األدباء (‪.)777/2‬‬
‫((( ولد بالبصرة سنة (‪365‬ه) وسمع الحديث وطلب العلم من أول شبابه‪ ،‬وولي القضاء‬
‫ف��ي ع��دة م��دن‪ .‬ك��ان متسع ال��رواي��ة ف��ي األخ�ب��ار وال�م�ل��ح‪ .‬ع��رف بالكرم وحسن المعشر‪.‬‬
‫توفي ببغداد سنة (‪447‬ه)‪ .‬تاريخ بغداد (‪ ،)604/13‬معجم األدباء (‪.)1845/4‬‬
‫((( ال�خ�ط�ي��ب أح �م��د ب��ن ث��اب��ت ال �ب �غ��دادي ال�ع�ل��م ال �ع�لام��ة‪ ،‬ص��اح��ب ال�م�ص�ن�ف��ات ال�م�ش�ه��ورة‬
‫المتقنة‪ ،‬توفي ببغداد سنة (‪463‬ه)‪.‬‬
‫((( الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبدالله الجوهري‪ .‬أصله من شيراز‪ ،‬ان�تقلت‬
‫َ‬
‫أسرته إلى بغداد‪ ،‬فولد ��بها سنة (‪363‬ه)‪ .‬روى عن أبي بكر الق ِط ْي ِع ّي‪ ،‬وعلي بن محمد‬
‫َْ‬
‫بن كيسان النحوي‪ ،‬وغيرهم كثير‪ .‬روى عنه الخطيب‪ .‬ووصفه فقال‪« :‬كتبنا عنه‪،‬‬
‫وكان ثقة أمينا كثير السماع»‪ .‬توفي سنة (‪454‬ه)‪ .‬تاريخ بغداد (‪.)397/8‬‬

‫‪35‬‬
‫الحسين ُ‬ ‫ُ‬
‫الشيخ أبو ُ‬
‫عبدالجبار بن أحمد بن القاسم‬ ‫َّ‬ ‫الم َبارك بن‬ ‫وأخبرنا‬
‫ُ‬
‫الم َح ِّسن بن‬
‫أبقاه الله‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن ُ‬ ‫َ‬
‫الح َم ِامي‬
‫ُّ (((‬

‫ً‬ ‫َّ ُ‬
‫يسمع وأن��ا ْأس� َ�م� ُ�ع‪ ،‬في ي��وم الثالثاء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫علي التن ْو ِخ ُّي ق �راءة عليه في داره‪ ،‬وه��و‬
‫الثالث والعشرين من المحرم‪ ،‬سنة إح��دى وأربعين وأرب��ع مئة‪ ،‬ق��ال‪ :‬أخبرنا‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن َح ُّي َو ْيه الخ َّزاز(((‪ ،‬قراءة عليه في داره‬
‫السالم‪ ،‬في يوم األربعاء‪،‬‬ ‫الم َص َّور(((‪ ،‬من الجانب الغربي من مدينة َّ‬ ‫بشارع ُ‬

‫لعشر بقين من شوال‪ ،‬سنة إحدى وثمانين وثالث مئة‪:‬‬


‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫(((‬
‫الم ْرزبان‪ ،‬قراءة عليه في ِده ِل ْي ِ ِزه‬ ‫[‪ ]1‬أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف بن‬

‫ُّ‬
‫الص ْي ِرفي‪ ،‬يعرف بابن الط ُي ْو ِر ّي‪ .‬ولد ببغداد سنة (‪410‬ه)‪ ،‬ونشأ ��بها‪ ،‬وطلب الحديث‬
‫((( َّ‬

‫حتى أصبح محدث بغداد في زمنه ومسندها‪ ،‬كتب بخطه ما ال حصر له‪ .‬روى عنه‬
‫أبو منصور الجواليقي‪ ،‬وعبد الوهاب األنماطي‪ ،‬وأبو طاهر السلفي‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وصفه‬
‫تلميذه أبو نصر اليونارتي‪« :‬ثقة ثبت كثير األصول‪ ،‬يحب العلم وأهله»‪ .‬توفي ببغداد‬
‫سنة (‪500‬ه)‪ .‬المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (ص‪.)223‬‬
‫((( ال �ب �غ��دادي‪ .‬ول��د س�ن��ة (‪295‬ه)‪ ،‬وروى ع��ن خ�ل��ق ك�ث�ي��ر‪ ،‬م�ن�ه��م‪ :‬ع�ب��دال�ل��ه ب��ن إس�ح��اق‬
‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫الم ْرزبان‪ ،‬وأبي القاسم البغوي‪ .‬عرف بأنه كان منكبا‬ ‫المدائني‪ ،‬ومحمد بن خلف بن‬
‫على الكتابة ط��وال ع�م��ره‪ ،‬ول�ه��ذا وص�ل��ت إلينا كتب كثيرة م��ن رواي�ت��ه‪ ،‬منها‪ :‬طبقات‬
‫محمد ب��ن س�ع��د‪ ،‬م�غ��ازي ال��واق��دي‪ ،‬مصنفات أب��ي بكر اب��ن األ ن �ب��اري‪ ،‬م�غ��ازي األم��وي‪،‬‬
‫تاريخ ابن أبي خيثمة وغير ذلك‪ .‬وكان ينزل بقطيعة الربيع‪ .‬توفي سنة (‪382‬ه)‪ .‬تاريخ‬
‫بغداد (‪.)205/4‬‬
‫((( المصور‪ :‬كذا ضبط في األصل‪ .‬يقع في القسم الشرقي من بغداد قرب الخفقة‪ .‬تاريخ‬
‫بغداد (‪.)433/1‬‬
‫((( محلة ببغداد الشرقية التي تعرف بمدينة المنصور‪ ،‬يقع هذا الحي جنوب بغداد‪ ،‬وفي‬
‫قبلة الكرخ مع ميل لليسار‪ ،‬وقبلة هذا الحي نهر الصراة‪ ،‬ويخترقه طريق الكوفة‪ .‬وكان‬

‫‪36‬‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫اختلف‬ ‫الم َح َّول(((‪ ،‬سنة ث�م��ان وث�لاث م�ئ��ة‪ ،‬ق��ال‪ :‬م�ج�ن��ون بني ع��ام��ر‬
‫ب�ب��اب ُ‬

‫قيس‬‫الع ِامري‪ ،‬هو‪ُ :‬‬ ‫الناس في َن َسبه‪ .‬فقال((( ابن َد ْأب‪ ،‬عن َر َباح بن َحبيب َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُُ‬ ‫َُ‬
‫المل َّوح بن ُم� َ�ز ِاح��م بن قيس بن عدس((( بن ربيعة بن عامر بن َصع َصعة‪.‬‬ ‫بن‬
‫وأنشد ُ‬‫َ‬
‫ابن دأب(((‪[ :‬البسيط]‪.‬‬

‫�ان َد ُّل �ه��ا ه� ْ�ي� ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬


‫�ف‬
‫َ ٌ‬
‫�وه ِح ��س �‬ ‫ُ ُ‬ ‫ت � ��ق � ��ول ل� ��ي ط� � ِ�ائ � �ف� � َّ�ي� ��ات ب � َ�م � ْ�ح � ِ�ن �ي � ٍ�ة‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِب��ي��ض ال ��وج � ِ‬
‫َ ِّ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ي ��ا ْاب � � � َ�ن ال� � ُ�م� � َ�ل� � َّ�وح َع � ِّ�ل � ْ�ل � َ�ن ��ا ب��ن� ْ�س� َ‬
‫ف��إن��ك ال �ي��وم ب � � ِ�ادي ال��ه��م م��ش��غ��وف‬ ‫�ا‬‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�ت‬
‫ِ‬ ‫�‬‫�ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُّ َ ْ‬ ‫وقال(((أبو ُعبيدة َم ْعمر بن ُ‬
‫الجع ِد ُّي‪.‬‬ ‫المثنى‪ :‬هو البختري‬
‫(((‬ ‫َّ‬
‫الش ْيبان ُّي‪ :‬أخبرني أبو بكر َ‬ ‫َ‬
‫ولد ِّ‬
‫علي‬ ‫عن بعض ِ‬ ‫الو ِال ُّ‬
‫بي‬ ‫ِ‬ ‫وقال((( أبو عمرو‬
‫َُ‬
‫بن أبي طالب ♠ قال‪ :‬هو قيس بن معاذ العق ْيلي‪.‬‬

‫غالب سكانه من الحنابلة خطط بغداد وأنهارها القديمة (ص‪.)103 ،101‬‬


‫((( تم التعريف به في المقدمة‪.‬‬
‫((( رواه السراج في مصارع العشاق (‪ )12/2‬بسنده عن المصنف‪ ،‬من طريق ابن حيويه‪،‬‬
‫وابن الجوزي في ذم الهوى (ص‪ )352‬بسنده عن ابن حيويه‪ .‬وعنه ابن المبرد في نزهة‬
‫المسامر (ص‪ .)21‬وساقه أبو الفرج في األغاني (‪ )8/2‬عن محمد بن خلف وكيع‪ .‬وكلهم‬
‫اقتصروا على اسمه دون الشعر‪.‬‬
‫((( عدس‪ :‬كذا ضبطت بضم العين والدال في األصل‪.‬‬
‫ُ‬
‫((( لم أعثر على البيتين فيما رجعت إليه من مصادر‪.‬‬
‫((( ذم الهوى (ص‪ ،)352‬وفي األغاني (‪ )5/2‬أن أبا عبيدة سماه‪ :‬البختري بن الجعد‪.‬‬
‫((( ذم الهوى (ص‪ )352‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)23‬‬
‫((( ال�ن��ص ال ي��وج��د ف��ي ك�ت��اب ال��وال�ب��ي‪ ،‬ب��ل ال��ذي ف�ي��ه ع��ن أب��ي ال�ع��ال�ي��ة‪« :‬ق�ي��س ب��ن الملوح‬
‫العقيلي وقال بعضهم هو الجعدي»‪ .‬ديوان أشعار مجنون بني عامر (ص‪.)48‬‬

‫‪37‬‬
‫ْ ُ‬ ‫أبو َ‬
‫الع ِال َية(((‪ :‬هو األق َرع بن ُمعاذ(((‪.‬‬ ‫(((‬
‫وقال‬
‫ته ٌ‬ ‫َ َّ ُ‬
‫قوم ونفاه آخرون‪.‬‬ ‫وقد ثب‬
‫ُ‬
‫[‪ ]2‬قال(((‪ :‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬حدثني هارون بن محمد(((‪ ،‬أخبرني‬
‫َ َ ُ (((‬ ‫ُ‬
‫لرجل من بني عامر‪ :‬هل‬
‫ٍ‬ ‫قيل‬ ‫قال‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أبو عبدالله القرشي(((‪ ،‬حدثني الحكم‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َُ‬
‫الحب هذه‬ ‫الحب؟ قال‪ :‬إنما يموت من‬ ‫تعرفون منكم المجنون الذي قتله‬
‫ِّ َ َ ُ‬
‫الق َ‬ ‫َ‬
‫لوب‪.‬‬ ‫مان ّية الضعاف‬
‫الي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]3‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وحدثني عبد الله بن عمرو‪ ،‬حدثنا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الح َز ِامي‪ ،‬حدثني ُّأيوب بن ع َب َاية‪ ،‬قال‪ :‬سمعت ابن دأب‬ ‫ُ‬
‫إبراهيم بن المنذر ِ‬

‫((( ذم الهوى (ص‪ )352‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)23‬‬
‫((( أبو العالية الشامي‪ ،‬الحسن بن مالك‪ ،‬مولى بني العم بالبصرة‪ .‬من أصحاب األصمعي‪،‬‬
‫َّ‬
‫شاعر أخباري راوي��ة‪ .‬قدم بغداد وأدب العباس بن المأمون‪ ،‬توفي نحو سنة (‪250‬ه)‬
‫نور القبس (ص‪.)210‬‬
‫((( في األغاني (‪ )5/2‬عن أبي العالية أن المجنون «األقرع بن معاذ»‪.‬‬
‫((( رواه السراج في مصارع العشاق (‪ )12/2‬بسنده عن المصنف‪ ،‬من طريق ابن حيويه‪،‬‬
‫ورواه عن السراج ابن الجوزي في ذم الهوى (ص‪ .)298‬وساقه أبو الفرج في األغاني‬
‫(‪ )8/2‬عن محمد بن خلف وكيع‪.‬‬
‫((( أب��و م��وس��ى ه��ارون ب��ن محمد ب��ن عبداللملك ال��زي��ات‪ ،‬أب��وه ال��وزي��ر وال�ش��اع��ر المعروف‪.‬‬
‫كاتب وأخباري من الثقات‪ .‬تاريخ بغداد (‪.)38/16‬‬
‫((( ه��و‪ :‬ال��زب�ي��ر ب��ن ب�ك��ار‪ ،‬م��ن ش�ي��وخ ه ��ارون‪ ،‬وأ ك�ث��ر ال��رواي��ة ع�ن��ه‪ .‬ت��اري��خ ب�غ��داد (‪،)38/16‬‬
‫دراس ��ة ح��ول ج�م�ه��رة ن�س��ب ق��ري��ش‪ ،‬م�ج�ل��ة ال �ع��رب (ج‪ 1‬و‪/2‬س ‪ ،)46‬رج��ب وش�ع�ب��ان‬
‫‪1434‬ـه‪( ،‬ص‪.)117‬‬
‫((( الحكم بن صالح‪ .‬األغاني (‪.)8/2‬‬
‫((( األغاني (‪ )9/2‬عن أحمد بن موسى‪ ،‬عن الحزامي‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عمن سأل بني عامر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫يقول‪ :‬سألت بطون بني عامر عن المجنون‪ ،‬فما وجدت أحدا يعرفه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]4‬أخبرنا ((( م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬ق��ال‪ :‬وح��د ث�ن��ي ع�ب��د ا ل�ل��ه ب��ن م�ح�م��د‪،‬‬
‫َ‬
‫ح��د ث�ن��ي س�ل�ي�م��ان ب��ن أ ب��ي ش �ي��خ‪ ،‬ع��ن م�ح�م��د ب��ن ا ل �ح �ك��م‪ ،‬ع��ن ع� َ�وا ن��ة‪ ،‬ق��ال‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫الق ِّر َّية‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وابن‬ ‫‪،‬‬ ‫(((‬
‫قب‬‫ع‬ ‫أبو‬ ‫اء‬ ‫س‬‫عبد الله بن َم َ‬ ‫رفون‪:‬‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫قط‬ ‫ونوا‬ ‫يك‬ ‫ثالثة لم‬
‫ومجنون بني عامر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحسين بن ُم ْسلم [‪/1‬ب]‪،‬‬ ‫[‪ ]5‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬حدثني أبو علي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اليقظان ُينكر مجنون بني عامر‪ ،‬ويقول‪:‬‬ ‫حدثني محمد بن َمعبد قال‪ :‬كان أبو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الشعر فيستحي أن ُي ِضيفه إلى‬
‫َ‬ ‫أحداث بني أ ّمية‪ ،‬كان يقول‬
‫ِ‬ ‫عر لبعض‬ ‫الش ُ‬ ‫هذا‬
‫ْ َ ْ َ‬
‫فاستخفوا هذا االسم‪ ،‬وقالوا‪ :‬مجنون‪.‬‬ ‫نفسه‪،‬‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫البل ِخي(((‪ ،‬حدثني‬ ‫[‪ ]6‬أخبرنا((( محمد ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬حدثني أب��و محمد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الجبار بن سعيد بن سليمان بن ن ْوفل‬ ‫عبد َّ‬ ‫الح َز ِامي‪ ،‬حدثني‬ ‫ُ‬
‫إبراهيم بن المنذر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫احق‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن َجده‪ ،‬قال‪َ :‬سعيت على بني عامر‪ ،‬فرأيت مجنون‬ ‫ُ َ‬
‫بن مس ِ‬
‫ُ ُ‬
‫بني عامر‪ ،‬وأتيت به فأنشدني‪.‬‬
‫ُ‬ ‫((( َ َ ُ‬
‫عت َ‬
‫بكر بن‬ ‫اشي‪ ،‬ق��ال‪َ :‬س ِم‬
‫الر َي ُّ‬
‫مة بن يزيد‪ ،‬أخبرني ِّ‬ ‫[‪ ]7‬وحدثني سل‬

‫((( األغاني (‪ )9/2‬بنحوه عن أحمد بن عبيد الله‪ ،‬عن ابن أبي شيخ‪.‬‬
‫((( في األغاني‪« :‬ابن أبي العقب صاحب قصيدة المالحم»‪ ،‬ولم يذكر اسمه‪.‬‬
‫((( في األغاني (‪ )8/2‬نحو هذا عن أيوب بن عباية‪.‬‬
‫((( األغاني (‪ )3/2‬من طريق آخر‪ ،‬عن أحمد بن عبداللعزيز‪ ،‬عن ابن شبة‪ ،‬عن البلخي‪ ،‬عن‬
‫الحزامي‪.‬‬
‫((( هو‪ :‬عبدالله بن عمرو البلخي الوراق‪ ،‬المعروف بابن أبي سعد‪ ،‬شيخ المصنف‪.‬‬
‫((( األغاني (‪ )34/2‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن الرياشي‪ .‬والخبر في ��بهجة المجالس (‪.)215/1‬‬

‫‪39‬‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫واحد‬
‫ٍ‬ ‫المفضل(((‪ ،‬وكل‬ ‫َ‬
‫وبشر بن‬ ‫يقول‪َ :‬س ِمعت معاذ بن معاذ(((‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫(((‬

‫ُ ً‬
‫ُينشد بيتا من هذين البيتين‪ ،‬وقاال‪ :‬هذا لمجنون بن عامر(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫ُ َ ِّ ُ ْ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫(((‬ ‫ََ‬
‫المط ِام ُع‬ ‫�ال‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫�اق ال � ِّ‬
‫�ر‬ ‫ت��ق��ط��ع أع ��ن �‬ ‫ط � ِ�م� �ع ��ت ب ��ل � ْ�ي ��ل ��ى أن ت � � ِ�ر ْي � � َ�ع وإن� �م ��ا‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫اآلخر‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫وأنشد‬

‫�اء ول � ْ�م َي� ُ�ك� ْ�ن ُ ُ ٌ‬


‫�ود ع �ل��ى َل � ْ�ي � َ�ل ��ى ُع� � � � ُ�د ٌ‬
‫ول َم � َ�ق ��ان ��عُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ش� ��ه� �‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫خ‬ ‫�ي‬‫�‬ ‫ف‬ ‫�ى‬‫�‬‫�ل‬ ‫وأدن ��ي ��ت ل��ي�‬
‫ُ‬
‫[‪ ]8‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وأخبرني أبو ّأيوب سليمان بن أيوب‬
‫مجنون بني عامر َيس ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫صعبا ُّ‬
‫الز َب ْي َّ‬ ‫ُ‬
‫يح مع‬ ‫ِ‬ ‫ري يقول‪ :‬كان‬ ‫الم ِد ْي ِن ُّي‪ ،‬قال‪َ :‬س ِمعت ُم‬ ‫َ‬
‫َ ُ َُ‬ ‫ُّ ُ َ َّ َ ِّ‬ ‫َْ ً‬ ‫َْ‬
‫روونه‪.‬‬ ‫عر منه في‬ ‫الش َ‬ ‫وين ُثر الشعر نثرا‪ .‬فكان الركبان يتلقون‬ ‫الوحش‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]9‬أخبرنا م�ح�م��د‪ ،‬حدثني عبد الملك ب��ن محمد ال� َّ�رق� ِ‬
‫(((‬
‫�اش� ُّ�ي‪ ،‬حدثني‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫كر مجنون بني عامر‬ ‫وذ َ‬ ‫َّ‬
‫األصمعي يقول‬ ‫الم َعذل‪ ،‬قال‪َ :‬س ِمعت‬ ‫عبد َّ‬
‫الصمد بن‬

‫((( أبو عثمان المازني البصري النحوي‪ .‬ي�نظر‪ :‬طبقات النحويين واللغويين (ص‪.)87‬‬
‫((( أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري قاضي البصرة‪ ،‬حمل عنه العلم والرواية‪ .‬توفي سنة‬
‫(‪196‬ه) عن سبع وسبعين سنة‪ .‬تاريخ بغداد (‪.)165/15‬‬
‫((( أبو إسماعيل الرقاشي البصري‪ ،‬من العباد والثقات في الرواية‪ ،‬توفي سنة (‪186‬ه) أو‬
‫التي بعدها‪ .‬تهذيب الكمال (‪.)147/4‬‬
‫للب ِع ْيث الهاشمي‬
‫((( البيتان للمجنون في دي��وان��ه المجموع (ص‪ ،)146‬وهما من قصيدة َ‬

‫(تحريف المجاشعي) ف��ي أم��ال��ي القالي (‪ ،)196/1‬ومعجم البلدان (‪ .)379/4‬واألول‬


‫منهما لقيس بن ذريح من قصيدة له في الحماسة البصرية (‪ ،)201/2‬وعنها في شعره‬
‫(ص‪ ،)58‬وهما ألعرابي من قطعة في المحب والمحبوب (‪.)180/2‬‬
‫((( تريع‪ :‬ترجع‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )32/2‬بسنده عن المصنف‪ ،‬من طريق ابن حيويه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫فقال‪ :‬هو‪ :‬قي ُس بن ُم َعاذ‪ .‬ثم قال‪ :‬لم َيك مجنونا‪ ،‬إنما كانت به ل ْوثة‪ .‬وهو‬
‫القائل(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬

‫بخ ْيف م ًنى َت ْرمي ج َم َار ُ‬ ‫َ‬ ‫ول � � ْ�م َأر َل� ْ�ي �ل��ى َب � ْ�ع � َ�د َم� � ْ�وق� ��ف َ‬
‫الم َح َّص ِب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ة‬
‫ٍ‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫ُ َ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫المخض ِب‬ ‫نان‬ ‫وي�ب� ِ�دي الحصى ِمنها إذا ق��ذف��ت به ِم��ن ال��ب� ْ�رِد أط � َ�راف الب ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وز ُّي(((‪ ،‬ق��ال‪ :‬كان‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫عبد الله بن ُم ْسلم َ‬
‫الم ْ‬ ‫حدثنا‬ ‫‪،‬‬ ‫محمد‬ ‫(((‬
‫[‪ ]10‬أخبرنا‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األص�م�ع� ُّ�ي ي �ق��ول‪ :‬ل��م ي��ك��ن َم� ْ�ج�ن��ون��ا ول�ك��ن ك��ان��ت ب��ه ل ْوثة((( ك��ل� ْ�وث� ِ�ة أب��ي َح� َّ�ي� ِ�ة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫أشعر الناس‪ .‬على أنهم قد نحلوه ِشعرا كثيرا َ ِرقيقا(((‪ ،‬مثل‬ ‫ُ‬ ‫الن َم ْي ِر ِّي(((‪ .‬وهو‬
‫َُ‬ ‫ْ‬
‫الهذلي(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫قول أبي َصخر‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وال � � ��ذي ْأم� � � � ُ�رُه ْ‬
‫األم � � ُ�ر‬ ‫�ات ْ‬
‫وأح� � َ�ي� ��ا‬ ‫أم � � �‬ ‫َأم ��ا وال� ��ذي ْأب��ك��ى وأض� َ�ح��ك وال ��ذي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َْ‬
‫ُ‬
‫ِأل � ْ�ي ��ف � ْ�ي � ِ�ن ِم��ن �ه��ا ال َي � ُ�ر ْوع � ُ�ه� �م ��ا ال � َّ�ز ْج � ُ�ر‬ ‫لقد ت َركت ِني ْأح ُسد ال� َ�و ْح��ش أن َأرى‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫وي ��ا َس � ْ�ل � َ�و َة َّ‬ ‫َ ً ُ َّ َ‬ ‫ْ‬
‫األي� � � ِ�ام َم� � ْ�وع� ��د ِك ال� َ�ح��ش� ُ�ر‬ ‫�ل ل� ْ�ي �ل� ٍ�ة‬ ‫ف� َ�ي��ا ُح� َّ�ب �ه��ا ِزد ِن � � ��ي ج� � ��وى ك � �‬

‫((( البيتان من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)64‬‬


‫((( عقالء المجانين (ص‪ )109‬عن أبي بكر األنباري‪ ،‬عن ابن المرزبان‪ ،‬ووقع فيه تحريف‪،‬‬
‫فسمى المصنف «عبد الله بن خلف»‪.‬‬‫َّ‬
‫ًّ‬
‫((( الشعر والشعراء (‪ .)563/2‬ولم أجد من نسب ابن قتيبة مروزيا إال ابن المرزبان‪.‬‬
‫((( اللوثة‪ :‬مس يصيب اإلنسان شبه الجنون‪.‬‬
‫ً‬
‫((( الهيثم بن الربيع‪ ،‬شاعر مقدم من أهل البصرة‪ ،‬لقي الفرزدق وروى عنه‪ ،‬وع��اش زمنا‬
‫ف��ي دول��ة ب�ن��ي ال�ع�ب��اس‪ .‬ت��وف��ي ن�ح��و س�ن��ة (‪183‬ه)‪ .‬األغ��ان��ي (‪ ،)307/16‬خ �زان��ة األدب‬
‫(‪.)217/10‬‬
‫((( تحرفت هذه العبارة في رواية عقالء المجانين‪ ،‬فأصبحت‪« :‬ومن جيد شعره»‪.‬‬
‫((( األبيات من قصيدة له‪ .‬شرح أشعار الهذليين (‪.)957/2‬‬

‫‪41‬‬
‫الم َدى وز ْد َت على ما ل� ْ�م َي ُك ْن َص َن َع َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ‬
‫اله ْج ُر‬ ‫ِ‬
‫ت بي َ‬
‫ِ‬ ‫لغ‬ ‫ب‬ ‫قد‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ويا هجر لي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وب ْينها ف��ل� َّ�م��ا ان��ق��ض��ى م��ا َب� ْ�ي��ن�ن��ا َس��ك� َ�ن ال��ده� ُ�ر‬ ‫ع� ِ�ج�ب��ت ِل� َ�س��ع��ي ال��ده� ِ�ر َب� ْ�ي� ِ�ن��ي‬
‫ِ‬
‫(((‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫(((‬
‫[‪ ]11‬أخبرنا م�ح�م��د‪ ،‬ق ��ال‪ :‬وح��دث�ن��ي إس �ح��اق ب��ن م�ح�م��د ب��ن أب ��ان ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الم َد ِائ ِّ‬ ‫علي بن سهل‪ ،‬عن أبي الحسن َ‬
‫ني‪ ،‬قال وذ ِك َر مجنون بني عامر‬ ‫حدثني ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ْ ً‬
‫وإنما ُس ِّم َي المجنون بقوله(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫نونا ّ‬ ‫عنده‪ ،‬فقال‪ :‬لم يك مج‬
‫َْ‬ ‫َ ُ َ ُ ً َ َ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َ ْ ُ ٌ َ َ‬ ‫ِّ‬
‫ِوإن� � � � ��ي ل� � َ�م� ��ج� ��ن� ��ون ب ��ل � ْ�ي ��ل ��ى ُم � � َ�وك � ��ل ول� ْ�س��ت ع��ز ْوف��ا ع� ْ�ن ه� َ�واه��ا وال َجلدا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ ْ َْ َ َ َ ْ ُ َ َ ً‬
‫كارها حتى َي ُب َّل ُالبكا الخدا [‪/2‬أ]‬ ‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫�ة‬ ‫إذا ذ ِك� � � ��رت ل ��ي ��ل ��ى ب ��ك ��ي ��ت ص��ب��اب�‬
‫َ‬
‫اعترف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫الع ْت ُّ‬
‫ُ‬
‫وأقر به‪.‬‬ ‫بالجنون‪َّ ،‬‬ ‫بي(((‪ :‬إنما ُس ِّمي المجنون ألنه‬ ‫[‪ ]12‬وقال‬
‫َ ُ‬
‫تبي له(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫الع ُّ‬ ‫وأنشد‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�ول ُأن� � � � ٌ َ َّ ْ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫�اس ع� � ��ل َم ��ج� �ن ��ون ع��ام� ٍ�ر َي � � � � � ُ�ر ْو ُم ُس � ��ل � � ًّ�وا ق� �ل ��ت أن� � ��ى ِل� � َ�م� ��ا ِب � َ�ي ��ا‬ ‫ي � ��ق � �‬
‫ُ‬
‫[‪ ]13‬أخبرنا((( م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬وأن�ش��دن��ي ص��ال� ُ�ح ب��ن س�ع�ي��د‪ ،‬أنشدني‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫بالجنون(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫للمجنون في إق َر ِاره‬ ‫ِ‬ ‫السك ْيت‬ ‫يعقوب بن‬

‫((( نقله عن المصنف أبو الفرج في األغاني (‪.)37/2‬‬


‫((( نسبه هنا إل��ى ج��ده‪ ،‬وه��و‪ :‬إس�ح��اق ب��ن محمد ب��ن أحمد ب��ن أب��ان أب��و يعقوب النخعي‪.‬‬
‫تاريخ بغداد (‪.)408/7‬‬
‫((( البيتان في ديوانه المجموع (ص‪.)94‬‬
‫((( نقله عن المصنف أبو الفرج في األغاني (‪ )38/2‬ولم يورد قوله‪« :‬اعترف بالجنون وأقر‬
‫به»‪ .‬وزاد بعد البيت ثالثة أبيات‪.‬‬
‫((( البيت من قصيدته المؤنسة‪ .‬ديوانه المجموع (ص‪.)228‬‬
‫((( نقله عن المصنف أبو الفرج في األغاني (‪.)39/2‬‬
‫((( البيتان في ديوانه المجموع (ص‪.)206‬‬

‫‪42‬‬
‫َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ن � َ�ع � ْ�م ب � َ�ي ِم� � ْ�ن ل� ْ�ي��ل��ى ال� ��غ� ��داة ُج��ن��ون‬ ‫ُي� َ�س� ُّ�م��ون� ِ�ن��ي ال� َ�م� ْ�ج��ن��ون ِح� ْ�ي� َ�ن َي� َ�ر ْون� ِ�ن��ي‬
‫َ َ‬
‫الق ْحذ ِم ُّي(((‪ :‬لما ق��ال المجنون وه��و قيس بن الملوح(((‪:‬‬ ‫(((‬
‫[‪ ]14‬وقال‬
‫[الطويل]‪.‬‬

‫َ ْ َْ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ْ َ َل�اَ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫�ان � َ�ي ��ا‬
‫�يء غ� ��ي� � ِ�ر ل ��ي ��ل ��ى اب ��ت�ل ِ‬
‫ف ��ه�ل�ا ب� ��ش� � ٍ‬ ‫واب� ��ت � ِن� ��ي ب� ُ�ح� ِّ�ب�ه��ا‬ ‫ق��ض��اه��ا ِل ��غ � ْ�ي � ِ�ري‬
‫ُ َ َ َُ‬
‫ب عقله‪.‬‬ ‫س ِل‬
‫لاَ‬ ‫َ‬
‫[‪ ]15‬قال((( اب� ُ�ن أب��ي ك ِريم(((‪ :‬أخ�ب�رن��ي أب��و ِق َبة(((‪ ،‬ق��ال‪ :‬ك��ان ف��ي بني‬
‫َُ‬ ‫ُ‬
‫عامر ثالثة َم َج ِانين‪ُ :‬معاذ بن كليب(((‪ ،‬وهو ُمعاذ ليلى‪ ،‬وهو أحد بني عامر‪،‬‬
‫َ ْ‬ ‫َُ‬ ‫وم ْه ُّ‬
‫َ‬
‫وقيس بن معاذ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الجعدي‪،‬‬ ‫المل َّوح‬ ‫دي بن‬
‫ً‬ ‫َُ‬
‫محمد بن زياد األعرابي‪ :‬كان معاذ بن كل ْيب َم ْجنونا‪ ،‬وكان‬ ‫(((‬
‫[‪ ]16‬وقال‬

‫((( مصارع العشاق (‪/137‬ب) بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬ونقله عن المصنف أبو الفرج في‬
‫األغاني (‪ ،)36/2‬ولم يورد اسمه‪.‬‬
‫َ‬
‫((( ال�ق�ح��ذم��ي‪ :‬أب��و عبداللرحمن ال��ول�ي��د ب��ن ه�ش��ام ب��ن ق� ْ�ح��ذم ال�ب�ص��ري‪ ،‬م��ن رواة الحديث‬
‫واألخبار‪ .‬توفي سنة (‪222‬ه)‪ .‬األنساب (‪.)455/4‬‬
‫((( البيت في ديوانه المجموع (ص‪ )231‬من قصيدة طويلة‪.‬‬
‫((( ذم الهوى (ص‪ )352‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)22‬‬
‫((( عبد الله بن أبي كريم‪ ،‬كما سيأتي‪ ،‬ولم أجد له ترجمة‪.‬‬
‫((( الرقاشي‪.‬‬
‫((( يقال إنه مجنون بني عامر‪ ،‬وإنه صاحب ليلى‪ ،‬فيختلط شعره بشعر المجنون‪ .‬ومعاذ‬
‫ً‬
‫ب��ن كليب الخفاجي أي�ض��ا أعشى بني عقيل‪ ،‬ولعله ه��و ال��ذي قصدته ال��رواي��ة‪ .‬ي�نظر‪:‬‬
‫معجم الشعراء (‪ ،)358/1‬المؤتلف المختلف (ص‪.)19‬‬
‫((( األغاني(‪ )7/2‬عن محمد بن خلف وكيع‪ ،‬عن الخزاز‪ ،‬عن ابن األعرابي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الع َق ْيل ُّي‪ ،‬فقال مز ٌ‬
‫احم(((‪:‬‬
‫ُ‬
‫الحارث‬ ‫بن‬ ‫حب ليلى وش��ارَك� ُ�ه في ُح ِّبها ُم� َ�زاح� ُ‬
‫�م‬ ‫ُي ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫[الوافر]‪.‬‬
‫ُّ َ َ‬
‫�ك وف� � � � َّ�ي م � ��ن َل � ْ�ي � َ�ل ��ى ال � � ُّ�ت � � َ�ر ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اب‬ ‫�ب ل� � ْ�ي� ��ل� ��ى‬
‫ِ‬ ‫ِك �ل ��ان� � ��ا ي � ��ا ُم � � � َ�ع � � ��اذ ُي� � � ِ�ح� � �‬
‫ِ‬ ‫ب � ِ�ف ��ي �‬
‫�وم ُم � � َ�ص � � ُ‬
‫�اب‬ ‫ب� � َ�ق� � ْ�ل� ��ب� ��ي ف � � ْ�ه � � َ�و َم � � ْ�ه � � ُ�م � � ٌ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ‬
‫ل ��ق ��د خ ��ل � َ�ب ��ت ف� � � ��ؤادك ث� � َّ�م َس � � ��ادت‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫لاَّ‬
‫ل � � َ�ن � ��ا إ ال� ��ق� ��ط � �ي � �ع� ��ة وال � � � � َ�ع � � � ��ذ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اب‬ ‫ش� ِ�رك��ت��ك ف��ي ه � َ�وى َم � ْ�ن ل��ي� َ�س ت� ْ�ب��دو‬
‫ِ‬
‫((( ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]17‬أن�ش��دن��ا م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬ق��ال‪ :‬وأن�ش��د اب��ن األعرابي ل��م�ع� ِ‬
‫�اذ بن‬
‫ُ‬
‫كليب(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫ُ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬ ‫َش� َ�ف��ى ال �ل� ُ�ه م� ْ�ن َل� ْ�ي� َ�ل��ى ف� ْ‬
‫�أص� َ�ب� َ�ح ُح ُّبها ِب�ل�ا َح � ْ�م � ِ�د ل� ْ�ي��ل��ى ز َاي ��ل ��ت � ِ�ن ��ي َح� َ�ب� ِ�ائ��ل��ه‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ود ٌاء ُ‬‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ ُ َُ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫�اول ��ه‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ط‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ت‬‫�ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫إذا‬ ‫ه‬ ‫�ات ي � ِ�ص ��ب ��ن ف� � ��ؤاد‬
‫ِس � ��وى أن روع� � � � ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫[‪ ]18‬وزعم ُ‬
‫ابن دأب((( أن معاذ بن كليب أحد بني أبي ن َم ْير((( بن ع ْوف‬
‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫األع��ل� ِ�م� َّ�ي��ة م��ن بني عق ْيل(((‪ ،‬وك��ان قد‬ ‫ب��ن ع��ام��ر ب��ن ع��ق�ي��ل‪ ،‬وك��ان يعشق ليلى‬
‫َ َّ‬
‫نظر إليها وكلمته ت َحل َل ما‬
‫َّ‬ ‫فلما َ‬ ‫حبها من ر ْجليه‪ ،‬فأتاه أخو ليلى َبل ْيلى‪ّ ،‬‬ ‫ده ُّ‬‫َْ ُ‬
‫أقع‬
‫ِ‬

‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪ .)36‬وهي في األغاني (‪ )7/2‬لمزاحم العقيلي‪.‬‬


‫((( في مصارع العشاق‪« :‬وزعم ابن دأب»‪ .‬وكذا في النسخة الخطية (‪/137‬ب)‪ .‬ونلحظ‬
‫هنا أن المصنف لم يورد الشعر الذي أنشده ابن األعرابي‪ ،‬فيظهر أن نقلة عين أصابت‬
‫الناسخ‪ ،‬فنقل اسم «ابن األعرابي» مما سبق‪.‬‬
‫((( ال�ب�ي�ت��ان ل�م�ع��اذ ب��ن كليب ف��ي معجم ال�ش�ع�راء (‪ )358/1‬ف��ي دي��وان ال�م�ج�ن��ون المجموع‬
‫(ص‪.)176‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )33/2‬بسنده عن المصنف‪ ،‬من طريق ابن حيويه‪.‬‬
‫ُ‬
‫((( أبو نمير‪ :‬لم تعجم‪ ،‬واسترشدت بما في جمهرة النسب (ص‪.)334‬‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫األعلم بن خ َو ْيلد بن ع ْوف بن عامر بن عق ْيل‪ .‬جمهرة النسب (ص‪.)334‬‬ ‫((( لعلها من ولد‬

‫‪44‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫كان به‪ ،‬وانصرف وقد عوفي‪.‬‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫األح� َ�ول‪ ،‬ق��ال‪ :‬قال‬ ‫[‪ ]19‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬أخبرني أبو العباس‬
‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َْ‬ ‫األث َر ُم‪ ،‬أخبرني أبو ُع َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫مجنون‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ب‬‫صاح‬
‫ِ‬ ‫أن‬ ‫ى‪:‬‬ ‫ثن‬ ‫الم‬ ‫بن‬ ‫مر‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يدة‬ ‫ب‬ ‫علي بن المغيرة‬
‫ف ��بها‪ :‬ليلى بنت َم ْه ِدي بن سعد بن َم ْهدي بن ربيعة بن‬ ‫بني عامر التي َكل َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الح ِر ْيش‪ ،‬وكنيتها أم مالك‪ ،‬وقد ذكرها المجنون بكن ِيتها في شعره فقال(((‪:‬‬
‫[الطويل]‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫وك� � � � � ��ادت ب� �ل ��اد ال � �ل� � ِ�ه ي� ��ا أ َّم م ��ال � ٍ�ك ب � َ�م ��ا َر ُح � � َ�ب � ��ت ِف � ْ�ي ��ك � ْ�م ع� �ل � َّ�ي ت � ِ�ض � ْ�ي ��ق‬
‫ً‬
‫وقال أيضا((( [الطويل]‪.‬‬
‫َ (((‬
‫ناعيا‬ ‫�ي‬ ‫َ‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫فابغ‬ ‫ي‬ ‫يال‬
‫ُ ُ ُ ّ‬
‫الل‬ ‫وف‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫أم‬ ‫دار ْت ع �ل��ى ِّ‬ ‫خ �ل �ي� َ�ل� َّ�ي ْإن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫وقال في هذه القصيدة أيضا‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫�ؤادي � ��ا‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ام‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ت‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫س‬ ‫وا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ذ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�اب‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫�ك‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫�ت‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫أم‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�إن‬ ‫ف� � �‬

‫هذه القصيدة(((‪:‬‬ ‫(((‬


‫وأول‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬
‫ت� ��ذك� � ْ�رت ل� ْ�ي��ل��ى وال� ِّ�س� ِ�ن �ي� َ�ن ال��خ� َ�و ِال �ي��ا‬

‫((( نقله عن المصنف أبو الفرج في األغاني (‪.)39/2‬‬


‫((( البيت من قصيدة ملفقة في ديوانه المجموع (ص‪.)163‬‬
‫((( أدمج أبو الفرج البيتين‪.‬‬
‫((( فوق «الليالي»‪ :‬ص‪ ،‬وفي الهامش «المنايا»‪ .‬والبيت من قصيدة في ديوانه المجموع‬
‫(ص‪.)230‬‬
‫((( لم يرد هذا وما بعده في رواية أبي الفرج‪.‬‬
‫((( القصيدة طويلة في ديوانه المجموع (ص‪.)233–230‬‬

‫‪45‬‬
‫ُ‬
‫وهي أطول كلمة له‪ .‬ولم نذكرها لشهرتها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الم َح ِار ِّبي‪ :‬أن المجنون َع ِلق‬ ‫ري(((‪ ،‬عن َلقيط بن ُب َكير ُ‬ ‫((( ُ‬
‫الع َم ّ‬ ‫[‪ ]20‬وقال‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الص َبا‪ .‬وذل��ك أنهما كانا وهما صغيران َي ْرعيان أغناما لقومهما‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ليلى َع�َل�اَ َق��ة ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ لاّ‬ ‫ف� َ�ع��ل� َ�ق ك� ُّ‬
‫�ل واح � ٍ�د منهما ص��اح� َ�ب��ه‪ .‬إ أن ال�م�ج�ن��ون ك��ان أ ك�ب� َ�ر م�ن�ه��ا‪ .‬ف�ل��م ي�زاال‬ ‫ِ‬
‫�ت ليلى ع�ن��ه؛ ف �ز َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ال‬ ‫[‪/2‬ب] ع�ل��ى ذل��ك ح�ت��ى ك� ُ�ب �را‪ .‬ف�ل� ّ�م��ا ع� ِ�ل� َ�م ب��أم��ره�م��ا ُح� ِ�ج�ب�‬
‫َ ُُ‬
‫عقله‪ .‬وفي ذلك يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َْ ُ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫�ت َل� ْ�ي� َ�ل��ى َ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ‬
‫اب ِم ْن ثد�� ِيها َح َجم‬
‫ُ (((‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫لألت َ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ولم‬ ‫�ة‬
‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫ؤ‬ ‫ذ‬ ‫ات‬ ‫ذ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ت��ع��ل��ق�‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫�وم ل��م ن��ك� َ�ب� ْ�ر ول��م ت��ك� َ�ب� ِ�ر ال� َ�ب� ْ�ه� ُ�م‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ى‬‫�‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫أن‬ ‫�ت‬ ‫�‬‫�ي‬‫�‬‫�ال‬‫�‬ ‫ي‬ ‫�م‬‫�‬‫�ه‬‫�‬‫�ب‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�ن‬
‫ِ‬ ‫�‬‫�ري‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�غ‬
‫ِ‬ ‫�‬‫ص‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]21‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬حدثنا عبد الله بن عمرو‪ ،‬حدثني يحيى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الكالبي‪ ،‬حدثني ربيعة بن عبدالحميد بن ق� ْ�رط بن أبي بكر بن‬ ‫بن أبي جابر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫عصر من‬ ‫ولد أبي بكر بن كالب‪ .‬فأتى عليه‬ ‫كالب ‪ ،‬قال‪ :‬كان المجنون من ِ‬

‫((( نقله ابن الجوزي في ذم الهوى (ص‪ )354‬بسنده من طريقين عن ابن حيويه‪ ،‬وكذا في‬
‫المنتظم (‪ ،)103/6‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪ .)26‬وفي األغاني (‪ )11/2‬ساقه عن أبي‬
‫عمرو الشيباني وأبي عبيدة بنحوه‪ .‬والخبر في الشعر والشعراء (‪.)564/2‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫((( هو‪ :‬أبو عمر َحفص بن عمر العمري‪ .‬ي�نظر‪ :‬األغاني (‪ ،)159/12‬الموشح (ص‪.)79‬‬
‫ً‬
‫((( البيتان ف��ي دي��وان��ه المجموع (ص‪ )186‬وأنشدهما أب��و العالية ومعهما ث��ال��ث غ�ف�لا في‬
‫مجالس ثعلب (‪.)532/2‬‬
‫َ‬
‫((( األتراب‪ :‬واحدتها ت ِر ْيبة‪ ،‬وهي الضلوع‪.‬‬
‫((( نقله ابن الجوزي في ذم الهوى (ص‪ )354‬بسنده من طريق ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة‬
‫المسامر (ص‪.)26‬‬
‫((( بن أبي بكر بن كالب‪ :‬كذا في األص��ل‪ ،‬وال يمكن هذا‪ ،‬فبين عبداللحميد أج��داد أ كثر‬
‫مما هنا‪ .‬وهو تحريف صوابه «من بني أبي بكر»‪ .‬واقتصر ابن الجوزي في روايته على‬

‫‪46‬‬
‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ َّ‬ ‫فخ َطبها‪ ،‬فلم ُي ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫زو ُجوه‪ ،‬فاشتدت حاله‪ ،‬وزاد‬ ‫الدهر ال َيعرف ليلى‪ .‬ثم ع ِشقها‬
‫ً‬ ‫ُُ‬ ‫أمرُه في الناس‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عره‪ .‬وكان كثيرا((( في عشيرته‪،‬‬ ‫ور ِو َي ِش‬ ‫وفشا ُ‬ ‫ما كان َي ِجده‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫فج َعلت األم��ان� ُّ�ي ُت ِّ‬ ‫َ ُّ ُ َ َّ ُ‬
‫ب نفسه‪ .‬فل ِقيه اب� ُ�ن ع� ٍّ�م ل��ه ذات ي��وم‪،‬‬ ‫طي ُ‬ ‫�وه‪َ ،‬‬ ‫ف��م��ن��وه وس��ل�‬
‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫وكان يأنس به ويحبه‪ ،‬فقال له‪ :‬يأخ‪ ،‬ات ِق الله في نفسك‪ ،‬فإنه ليس في ي ِدك‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ْ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫شيء‪ ،‬وإن هذا الذي أنت فيه إنما هو عمل الشيطان‪ ،‬فازجره عنك‪.‬‬ ‫من ليلى‬
‫فأنشأ يقول(((‪[ :‬البسيط]‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َّ‬
‫�ان ُح ِّبيها‬ ‫�ان ِم ��ن ع��م� ٍ�ل إن ك ��ان ِم��ن ع��م� ِ�ل ال��ش�ي�ط� ِ‬ ‫ي��ا ح��ب��ذا ع��م��ل ال��ش�ي�ط� ِ‬
‫ُ ِّ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ ُ ً‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫وأح � � � ��دث � � � ��ت خ� ��ل � �ق� ��ا ِم � � َّ�م � ��ا أ َم ��ن� �ي� �ه ��ا‬ ‫َم��ن�ي��ت�ه��ا ال��ن �ف� َ�س ح��ت��ى ق ��د أض� � َّ�ر �� ِب �ه��ا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]22‬وق ��ال أب��و عبيدة(((‪ :‬ك��ان ال�م�ج�ن��ون ي�ج�ل� ُ�س ف��ي ن ��ادي ق��وم��ه وه��م‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫يفهم‬ ‫ي�نظر إليه‪ ،‬وال‬ ‫اهت‬ ‫القوم فيحدثه؛ وهو ب ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعض‬ ‫عليه‬ ‫بل‬ ‫يتحدثون‪ ،‬فيق‬
‫ً‬ ‫َ َّ َ ُ‬ ‫ُُ ُ ْ ُ‬ ‫حد ُثه ب��ه‪ .‬ثم َي� ُ�ث� ُ‬ ‫ُ ّ‬
‫فحدثه م� َّ�رة‬ ‫الحديث فال يعرفه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عن‬ ‫أل‬ ‫�وب عقله‪ ،‬فيس‬ ‫ما ي‬
‫سأل ُه عنه في َغد فلم يعرفه‪ ،‬فقال‪َّ :‬إن َك َلم ْخ ُب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫ول(((‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫بحديث‬
‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫بعض أهل‬
‫فقال‪[ :‬البسيط]‪.‬‬

‫«عبد الحميد بن ربيعة»‪ ،‬حال لهذا اإلشكال فيما يظهر‪.‬‬


‫ً‬
‫((( كثيرا في عشيرته‪ :‬له من األقرباء من األعمام وأبناء العم عدد كثير‪.‬‬
‫((( البيت ومعه آلخر لناهض بن ثومة الكالبي في األغاني (‪ ،)174/13‬ونص ابن قتيبة في‬
‫الشعر والشعراء (‪ )573/2‬عندما أورد البيت األول أنه مما نحل له‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )33/2‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في ذم الهوى (ص‪ )355‬بسنده‬
‫ً‬
‫م��ن ط��ري��ق اب��ن ح�ي��وي��ه‪ ،‬وس��اق��ه أي�ض��ا ف��ي المنتظم (‪ ،)103/6‬وع�ن��ه ف��ي ن��زه��ة المسامر‬
‫(ص‪)29‬‬
‫((( لمخبول‪ :‬فوقها «ص��ح»‪ ،‬وذل��ك أن «ل�م�ج�ن��ون» وردت ف��ي نسخة أخ��رى‪ ،‬أو ك��ذا في‬
‫إحدى الروايتين‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ ْ َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ِّ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ لأَ َ ْ‬
‫(((‬
‫�أس��ت� ِ�ف �ي��ق وق� � ��د غ ��ال ��ت � ِ�ن � َ�ي ال � ��غ � � ْ�ول‬ ‫إن� ��ي ج� � ِ�ل� � ُ�س ف��ي ال ��ن � ِ�ادي أ َح��دث��ه��م ف�‬
‫ْ َ ْ ُ‬ ‫حو ُك ُم ح� َّ�ت��ى ي� ُ�ق� َ‬ ‫الن ْفس َن َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫�ول َج� ِ�ل��ي� ِ�س��ي أن ��ت َم��خ� ُ�ب��ول‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫��ي ْه ِوي بقل ِبي ح ِديث‬
‫عقل ُه‪ .‬وكان ال ُيق ُّر ُه َم ْو ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ضع‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫األمر به حتى فقد‬ ‫ُ‬ ‫قال أبو عبيدة‪ :‬فتز َايد‬
‫لاّ ْ‬
‫مما ُيكلم به إ أن‬
‫ّ‬ ‫شيئا ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يفهم‬ ‫مزقه‪ .‬وصار ال‬
‫ٌ لاَّ َّ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫�ل‪ ،‬وال َيعلوه ثوب إ‬ ‫َي ْأويه َر ْح� ٌ‬
‫ِِ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬
‫تذكر له ليلى‪ ،‬فإذا ذ ِكرت أتى بالبداية(((‪ ،‬ورجع عقله‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]23‬أخبرنا((( م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬أخ�ب�رن��ي أب��و محمد ال� َ�ب��ل� ِ�خ��ي‪ ،‬أخبرني‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫عبد العزيز بن صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن د أب‪ ،‬حدثني رجل من بني عامر؛ يقال‬
‫ٌ‬ ‫�اح بن حبيب‪ ،‬ق��ال‪ :‬كان في بني عامر من بني َ‬ ‫له‪ :‬رب� ُ‬
‫الح ِر ْيش((( جارية من‬
‫ُ‬ ‫ٌ َ‬
‫عقل وأد ٌب‪ُ ،‬يقال لها‪ :‬ليلى ابنة َم ْه ِدي بن سعد‬ ‫أجمل النساء وأحسنهن‪ .‬لها‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بن َم ْهدي((( بن ربيعة بن َ‬
‫خبرها‪ ،‬وما هي عليه من‬ ‫الح ِريش‪ .‬فبلغ المجنون‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الجمال والعقل‪ .‬وك��ان َص ًّبا ُ‬
‫أحسن ثيابه فل ِب َسها‬ ‫ِ‬ ‫إلى‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫فع‬ ‫النساء‪.‬‬ ‫حادثة‬ ‫بم‬

‫ُّ ْ‬
‫السكر‪.‬‬ ‫((( الغول‪:‬‬
‫((( البداية‪ :‬لم تضبط‪ .‬ولعله يعني ما كان عليه قبل أن يختلط‪.‬‬
‫((( م �ص��ارع ال�ع�ش��اق (‪ )46/2‬ب�س�ن��ده ع��ن اب��ن ح�ي��وي��ه‪ ،‬وع�ن��ه اب��ن ال �ج��وزي ف��ي ذم ال�ه��وى‬
‫(ص‪ ،)353‬ثم ساقه ابن الجوزي من طريق آخر عن ابن حيويه في المنتظم (‪،)102/6‬‬
‫وعنه في نزهة المسامر (ص‪ .)23‬والخبر في األغاني (‪ )44/2‬عن المصنف وابن حبيب‬
‫ً‬
‫وعمه‪ ،‬وزاد بيتا في الشعر‪ ،‬هو‪:‬‬
‫َ َ ْ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫ََ َ َ ْ‬
‫محبة ك�م��ا ث� َ�ب��ت��ت ف��ي ال�راح�ت�ي� ِ�ن األص��اب� ُ�ع‬ ‫ل��ق��د ث� َ�ب��ت��ت ف��ي ال�ق�ل��ب م�ن� ِ�ك‬
‫ف‬
‫الوزي ي� ذم الهوى (ص‪ )353‬سب�نده عن املصنف من طريق ابن حيويه‪.‬‬ ‫وساقه ابن ج‬
‫((( الحريش لقب لحق معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر‪ .‬جمهرة النسب (ص‪)332‬‬
‫ًّ‬ ‫وع ْو ًفا‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫وأح َم َر‪ .‬ولم يذكروا منهم مهديا‪ .‬جمهرة النسب‬ ‫((( ولد ربيعة بن الحريش‪َ :‬ح ْزنا‪،‬‬
‫(ص‪.)358‬‬

‫‪48‬‬
‫َّ‬ ‫ََ ْ ْ َ ُْ َ َْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ‬
‫فظل يومه‬ ‫ووقعت بقلبه‪،‬‬ ‫جلس إليها وتحدث بين يد��يها أعجبته‪،‬‬ ‫فلما َ‬ ‫هيأ‪ّ .‬‬ ‫وت َّ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ِّ ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫ليلة‪،‬‬
‫ذل��ك يحدثها وت�ح��دث��ه‪ ،‬حتى أم��س��ى فانصرف إل��ى أهله‪ ،‬فبات ب��أط��و ِل ٍ‬
‫كب ناقة له كريمة‪ ،‬وأتى((( إليها‪ ،‬فلم‬ ‫بأح َسن هيئة‪ ،‬ور َ‬ ‫أصبح مضى ْ‬ ‫َ‬ ‫حتى إذا‬
‫ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫وج َهد‬
‫بأط َول ليلة من ليلته األولى‪َ ،‬‬ ‫يزل عندها حتى أمسى‪ ،‬ثم انصرف فبات‬
‫َ َ‬
‫أن ُيغ ِّمض [‪/3‬أ] فلم يقدر على ذلك‪ ،‬فأنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َّ ُ َ َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َّ‬ ‫َ َ‬
‫�اج� ُ�ع‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�ض‬ ‫�‬ ‫�م‬‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ك‬‫ِ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫�اس ح��ت��ى إذا ب ��دا ِل ��ي ال��ل �ي��ل ه� ِ‬
‫�ن‬ ‫�‬ ‫ت‬
‫�ز‬ ‫ن� ��ه� � ِ�اري ن ��ه ��ار ال ��ن � ِ‬
‫ُ (((‬
‫َ َّ َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ‬
‫�ث ِوب��ال��م��ن��ى وي �ج��م��ع� ِ�ن��ي وال ��ه ��م ب��ال��ل �ي� ِ�ل ج � ِ�ام ��ع‬ ‫أق��ض��ي ن ��ه � ِ�اري ب��ال��ح� ِ�دي� ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأدام زيارتها‪ ،‬وترك إتيان كل من كان يأتيه((( َفيتحدث إليه غيرها‪ .‬وكان‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حتى إذا أمسى انصرف‪.‬‬ ‫يأتيها في كل يوم‪ ،‬فال يزال عندها نهاره ْأج َم َع‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫�رج ذات ي��وم ُي��ري� ُ�د زيارتها‪ّ ،‬‬
‫خ� َ‬
‫ق� ُ�رب من منزلها لقيته جارية‬ ‫فلما‬ ‫ٍ‬
‫(((‬
‫وأنه‬

‫((( من قوله «بأحسن» وحتى هذا الموضع سقط من المتن فاستدركه بجواره في الهامش‪.‬‬
‫وفيه «فأتاها»‪ ،‬والسياق يقتضي ما اثبت‪ ،‬ألن بعده «إليها»‪.‬‬
‫((( البيتان م��ن قصيدة طويلة رواه��ا القالي ف��ي األم��ال��ي (‪ )317–314/2‬لقيس ب��ن ذري��ح‪،‬‬
‫وقال أبو الفرج عنهما‪« :‬وقد قيل إن ثالثة أبيات من هذه وهي أقضي نهاري بالحديث‬
‫وبالمنى والبيتان اللذان بعده البن الدمينة الخثعمي وهو الصحيح وإنما أدخلها الناس‬
‫في هذه األبيات لتشا��بهها»‪ .‬األغاني (‪ ،)218/9‬والبيتان من قطعة في ديوان المجنون‬
‫المجموع (ص‪ )145‬وتخرجهما هناك‪.‬‬
‫((( كتب صدر البيت‪« :‬أقضي نهار الناس حتى إذا بدا لي الليل هزتني إليك» ثم ضرب‬
‫على آخ��ر كلمتين منه‪ ،‬وأبقى أول��ه‪ ،‬وال أعلم هل هي رواي��ة أم ا كتفى بما ض��رب عليه‬
‫دليال على توهم الناسخ‪.‬‬
‫((( إلى هنا ان�تهت رواية ابن الجوزي‪.‬‬
‫((( أخل �� بهذه الفقرة والبيتين بعدها ابن الجوزي في روايته فتجاوزها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫َع ْسراء‪َ ،‬فت َّ‬
‫طي َر من لقائها‪ ،‬فأنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ ُ ِّ َ ْ َ َ َ‬
‫(((‬
‫وك ْيف ت َرجي وصل ل ْيلى وقد ج َرى ِب� َ�ج��ذ ال��ق� َ�وى ِم� ْ�ن ل� ْ�ي� ِ�ل أع� َ�س� ُ�ر ك ِاس ُر‬
‫ُ (((‬ ‫َلو ْصل ْامرىء ْلم ُت ْق َض م ْن ُه َ‬ ‫ى‬ ‫ح‬ ‫الزَمام إذا ْان َت َ‬
‫الع َصا َج ْد ُب ِّ‬
‫َصد ُيع َ‬
‫األو ِاطر‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من ُه َو َ‬‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫يزل عندها‪ّ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قع لها‬ ‫فلما رأت ليلى ذلك‬ ‫ثم صار إليها في غ ٍد‪ ،‬فلم‬
‫ْ َ‬ ‫يوما كما ك��ان َي��ج� ُ‬ ‫ً‬
‫�يء‪ ،‬فأق َبل‬ ‫ِ‬ ‫في قلبها مثل ال��ذي وق��ع لها في قلبه‪ .‬فجاءها‬
‫ُ‬ ‫�ل على غ�ي��ره‪ ،‬ك� ُّ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫�ل ذل��ك تريد‬ ‫ُيحدثها وجعلت ه��ي ت�ع��رض عنه بوجهها‪ ،‬وت��ق�ب�‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َُ‬
‫وج� ِ�زع‪،‬‬ ‫تحنه‪ ،‬وتعلم م��ا لها ف��ي قلبه‪ .‬فلما رأى ذل��ك منها اش�ت��د عليه‬
‫أن تم ِ‬
‫لت عليه ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫كالم ِشيرة إليه‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫حتى ع ِرف ذلك فيه‪ .‬فلما خافت عليه أقب‬
‫[الوافر]‪.‬‬
‫ُ ٌّ ْ َ َ‬ ‫ْ ً‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ُ‬
‫�اح� ُ�ب��ه َم� ِ�ك�ي� ُ�ن‬
‫وك� ��ل ِع��ن��د ص� ِ‬ ‫�اس ُب��غ�ض��ا‬
‫ِك�ل�ا ن��ا م��ظ� ِ�ه� ٌ�ر ل �ل��ن� ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ف� ُ�س� ِّ�ر َي ع�ن��ه‪َ ،‬‬
‫وع� ِ�ل� َ�م م��ا ف��ي ق�ل�ب�ه��ا‪ .‬وق��ال��ت ل��ه‪ :‬إن �م��ا أردت أن ْأم��ت�ح��ن��ك‪،‬‬
‫َ ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وال��ذي ل��ك ع�ن��دي أ ك�ث��ر م��ن ال��ذي ل��ي ع�ن��دك‪ .‬وأن��ا ُمعطية ال�ل��ه ع� ْ�ه��دا إن أنا‬
‫لاّ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ُ‬
‫الست بعد يومي هذا رجال سواك حتى أذوق الموت‪ ،‬إ أن أ ك َر َه على ذاك‪.‬‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬فانصرف في ع ِش َّيته وهو َأس ُّر الناس بما َس ِم َع منها‪ ،‬فأنشأ يقول(((‪:‬‬

‫((( البيتان في ديوانه المجموع (‪.)98‬‬


‫((( ك��اس��ر‪ :‬ف��وق �ه��ا ع�لام��ة ت�ض�ب�ي��ب‪ ،‬وأث �ب��ت ف��ي ال �ه��ام��ش‪« :‬ج‪ :‬ح ��اس ��ر»‪ ،‬ول�ع�ل�ه��ا ال��رواي��ة‬
‫الصحيحة‪ .‬الجذ‪ :‬القطع والكسر‪ .‬ليل‪ :‬ترخيم ليلى‪.‬‬
‫((( ص��دي��ع ال�ع�ص��ا‪ :‬م�ن�ش��ق ال�ع�ص��ا‪ ،‬ك�ن��اي��ة ع��ن ت�ف��رق��ه م��ع ل�ي�ل��ى‪ .‬األواط� ��ر‪ :‬ج�م��ع وط��ر‪ ،‬وه��و‬
‫الحاجة‪.‬‬
‫((( األبيات في ديوانه المجموع (‪.)146‬‬

‫‪50‬‬
‫[الطويل]‪.‬‬
‫ُ (((‬ ‫ْ‬
‫وال أه� ��ل‬ ‫�ال َل � َّ‬
‫�دي‬ ‫األرض ال َم � ٌ‬ ‫م � َ�ن ْ‬ ‫َّ‬
‫�ارك � � ��ي ِب� � َ�م� � ِ�ض� ��ل� � ٍ�ة‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫�و‬ ‫ُأظ� � � � � ُّ�ن َه � � � َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ لاَّ‬ ‫ٌ ُ‬
‫وال َو ِارث إ ال � َ�م � ِ�ط � َّ�ي ��ة‬
‫وال � � َّ�ر ْح � ��ل‬ ‫وال َأح� � � ��د أف � � ِ�ض � ��ي إل � � ْ�ي � � ِ�ه َو ِص� � َّ�ي� � ِ�ت� ��ي‬
‫َ ُ‬ ‫�ت َم َك ًانا لم ُيك ْن ُح� َّ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ َ ُ ُّ ُ َّ ُ َ ُ َ َ‬
‫�ل ِم� ْ�ن ق ْبل‬ ‫وح��ل�‬ ‫�ب األ ل � ��ى ك � َّ�ن ق� ْ�ب��ل�ه��ا‬ ‫م��ح��ا ح��ب �ه��ا ح �‬
‫ُ‬
‫[‪ ]24‬وأخبرنا ((( محمد ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬ق��ال‪ :‬وق��ال أ ب��و عبدالله محمد بن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫زي��اد األ ع�را ب��ي‪ّ :‬أن َ‬
‫قيس ب��ن ا ل� ُ�م��ل� َّ�وح وه��و المجنون َّلما ن� َ�س��ب بليلى‪ ،‬وش َهر‬
‫َ َّ ُ ُ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وأو َعد وه‬ ‫اجتمع إليه أهلها فمنعوه من ُم َحادثت�ِها وزيا رتها‪ ،‬وتهد د وه‬ ‫َ‬ ‫ُح َّبها‪،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َل�اَ‬ ‫ً‬
‫ب��ا ل�ق�ت��ل‪ .‬وك��ان ي��أ ت��ي ا م� �رأة م��ن ب�ن��ي ِه� ٍل ؛ ن��ا ِك �ح��ا ف��ي ب�ن��ي ا ل� َ�ح� ِ�ر ْي��ش‪ ،‬وك��ان‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫�ف عليها صبية ص�غ��ا را‪ .‬فكان المجنون إذا أ راد زي��ارة‬
‫ً‬ ‫وخ� َّ�ل� َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫زوج�ه��ا ق��د م��ات‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫فأقام عندها‪ ،‬وبعث ��بها إ ل��ى ليلى‪َ ،‬فع َّرفت له‬ ‫َ‬ ‫ليلى ج��اء إ ل��ى ه��ذه ا ل�م�رأة‪،‬‬
‫َُ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫خبره ‪.‬‬ ‫وعرفتها‬ ‫خبرها‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قيس كعادته‪،‬‬ ‫فجاء ٌ‬ ‫َ‬ ‫قيس إليها‪.‬‬ ‫يدخل ٌ‬ ‫َفع ِل َم أهل ليلى بذلك فن َهوها أن‬
‫ُ‬
‫ف��أخ�ب�رت��ه ال �م �رأة ال�خ�ب� َ�ر‪ ،‬وق��ال��ت‪ :‬ي��ا ق�ي��س‪ ،‬أن��ا ام �رأة غ��ري�ب��ة م��ن ال �ق��وم‪ ،‬ومعي‬
‫ً ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ٌ‬
‫ُّ‬
‫ؤويك‪ ،‬وأنا خائفة أن ألقى منهم مكروها‪ .‬فأحب أن ال‬ ‫ِصبية‪ ،‬وقد ن َهوني أن أ‬
‫إلي هاهنا‪ .‬فأنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫يء َّ‬ ‫َتج َ‬
‫ِ‬

‫((( المضلة‪ :‬الضال ل‪ ،‬ضد الهدى‪.‬‬


‫((( م �ص��ارع ال�ع�ش��اق (‪ )287/2‬ب�س�ن��ده ع��ن ال�م�ص�ن��ف م��ن ط��ري��ق اب��ن ح�ي��وي��ه‪ ،‬وذم ال�ه��وى‬
‫(ص‪ )357‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬واختصر الخبر فلم يورد األبيات البائية‪ ،‬وكذا هو في‬
‫نزهة المسامر (ص‪ )36‬عن ابن الجوزي‪.‬‬
‫((( البيتان من قطعة في ديوانه المجموع (ص‪ .)50‬والبيت األول البيت المرئ القس من‬
‫قصيدة له‪ ،‬ضمنه المجنون شعره‪ .‬ديوان امرئ القيس وملحقاته (‪.)733/2‬‬

‫‪51‬‬
‫�ل َغ � ��ري � ��ب ل� �ل � َ�غ ��ري ��ب َن ��س � ْ�ي � ُ‬
‫�ب‬ ‫َو ُك � � � � ُّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫�ان ه��اه��ن��ا‬‫�‬ ‫�ارت �ن��ا َّإن��ا َغ��ري� َ‬
‫�ب‬
‫َ ََ‬
‫[‪/3‬ب] أج�‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫�ف ل ��ب � ْ�ي � ُ‬ ‫ُ‬ ‫إذا ق� � � َ‬
‫�ال ش� � � ًّ�را أو أخ� � � ْ�ي� � � َ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬
‫�ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�اه� ٍ�ل‬
‫ف�ل�ا ت��زج� ِ�ري� ِ�ن��ي ع��ن� ِ�ك ِخ��ي��ف��ة ج� ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الجلوس إلى الهال لية‪.‬‬ ‫قال‪ :‬وترك‬
‫َ‬ ‫ّ َُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫خرج أبو ليلى‬ ‫فلما كث َر ذلك منه‬ ‫الح ِّي في الليل‪،‬‬ ‫الت‬
‫وكان يأتي غف ِ‬
‫(((‬

‫نفر من قومه‪ ،‬إلى م��روان بن الحكم(((‪ ،‬يشكو إليه ما ينالهم من قيس‬ ‫ومع ُه ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الكتاب إلى َع ِام ِله عليهم بمنعه من‬ ‫َ‬ ‫بن الملوح‪ ،‬وما قد ش َهرهم به‪ ،‬وسألوه‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫كتابا إل��ى عامله ي� ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫�أم� ُ�ره فيه أن‬ ‫فكتب لهم م��روان‬ ‫ك�لام ليلى‪ ،‬وتخطيه إليهم‪.‬‬
‫َ ُ‬ ‫ْ َ ُ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُي ْح َ‬
‫أص َابه أهلها عندهم‪ ،‬فقد‬ ‫ترك زيارة ليلى‪ ،‬فإن‬ ‫ضر قيسا‪ ،‬ويت�َقدم إليه في ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُْ‬
‫أه ِد َر د ُمه‪.‬‬
‫فج َم ُ‬
‫بعث إلى قيس وأبيه وأهل َب ْيته َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫عهم‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫الكتاب على عامله؛‬ ‫فلما ورد‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كتاب م��روان‪ ،‬وقال لقيس‪ :‬ات ِق الله في نفسك‪ ،‬ال َيذهب د ُمك‬ ‫وقرأ عليهم‬
‫ُ‬ ‫فانصرف ٌ‬‫َ‬ ‫َ ْ ً‬
‫قيس وهو يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫هدرا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ً َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫لاَ‬
‫(((‬
‫�اه � ��دا ال أز ْو ُره � � � � � ��ا‬
‫ع� �ل � َّ�ي ي � ِ�م ��ي� �ن ��ا ج � � ِ‬
‫َ‬ ‫أ ُح � ِ�ج� �ب ��ت ل � ْ�ي ��ل ��ى َوآل� � ��ى ِأم � ْ�ي � ُ�ره ��ا‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫�ال ُأب� ��وه� � ُ�م‬ ‫وأو َع � � � َ�دن � � ��ي ف� � ْ�ي� ��ه� � ْ�م ر َج� � � � � ٌ‬
‫ْ‬
‫وأب � ْ�وه ��ا خ��ش��ن��ت ِل��ي ُص ��د ْو ُره ��ا‬ ‫أب ��ي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫((( غفالت الحي‪ :‬وقت غفلة أهل ليلى ومن بجوارهم بعمل أو نوم‪.‬‬
‫((( ولي م��روان بن الحكم المدينة المنورة لمعاوية بن أبي سفيان مرتين‪ ،‬األول��ى من سنة‬
‫(‪42‬ه) إلى سنة (‪49‬ه)‪ ،‬والثانية سنة (‪54‬ه) وعزله معاوية سنة (‪57‬ه) وكانت بالد‬
‫بني عامر تتبع والي المدينة‪ .‬تاريخ الطبري (‪.)308 ،293 ،232 ،172/5‬‬
‫((( األبيات من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)112‬‬
‫((( آلى‪ :‬حلف وأقسم‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ْ َ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ع �ل��ى َغ � ْ�ي ��ر َش � ��يء َغ � ْ�ي � َ�ر ِّأن � ��ي ُأح� ُّ�ب� َ‬
‫�ؤادي ِع� ��ن� ��د ل �ي �ل��ى ِأس � ْ�ي � ُ�ره ��ا‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫وأن‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫�ه‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫بالتائه َ‬‫َ َ ْ ً َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫فلما َيئ َس منها‪َ ،‬‬
‫وأحب‬ ‫العق ِل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫سبيل إليها؛ صار ش ِبيها‬ ‫وع ِل َم أن ال‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫هب عقل ُه‪ ،‬ولع َ‬ ‫حتى َذ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ب بالحصى‬ ‫ِ‬ ‫به؛‬ ‫األمر‬ ‫د‬ ‫اي‬
‫ز‬ ‫وت‬ ‫‪.‬‬ ‫فس‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫وحديث‬ ‫وة‬ ‫الخل‬
‫اب ‪.‬‬
‫والتر ِ‬
‫وب َلغها هي ما َ‬ ‫الشعر فيها‪َ .‬‬‫َ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ ُ‬
‫صار إليه‬ ‫ولم يكن َيعرف شيئا إال ِذك َرها وقول‬
‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ْ‬
‫فج ِزعت أيضا ِلف َر ِاقه‪ ،‬وض ِن ْيت((( ضنى شديدا(((‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫قيس‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫وإن َ‬ ‫ّ‬
‫خرجوا ُح َّجاجا ومعهم ليلى‪ ،‬حتى إذا كانوا بالطواف رآها‬ ‫ُ‬ ‫أهل ليلى‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وت ُّ‬
‫غيرها‪.‬‬ ‫جب ��بها‪ ،‬على ُسق ِمها‬ ‫كثير المال‪ ،‬فأ ْع َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬
‫يف‪ ،‬وكان غنيا‬ ‫ٌ‬
‫رجل من ث ِق ٍ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ف�س��أل ع�ن�ه��ا‪ ،‬ف��أخ�ب��ر م��ن ه��ي‪ ،‬ف��أت��ى أب��اه��ا‪ ،‬فخطبها إل�ي��ه‪ ،‬وأرغ��ب��ه ف��ي المهر‪،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الخبر قيسا‪ ،‬فأنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فزو َجه أبوها‪ .‬وبلغ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ َ َّ ُ لاَّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫لاَ ْ َ َ َ‬
‫�ف ِو َص ��ال� �ه ��ا‬‫ت� ��ق� ��ط� ��ع إ ِم� � ��ن ث� �ق ��ي � ٍ‬ ‫أ ِت��ل��ك ل� ْ�ي��ل��ى ال� َ�ع� ِ�ام� ِ�رّي��ة ْأص� َ�ب� َ�ح��ت‬
‫َ َ ْ َ ٌ َ َ َ َ ُ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫(((‬
‫�ف َمالها‬ ‫��ب� َ�ه��ا ال��م��ال أق � ��وام ت��س��اح�‬ ‫وابتغى‬ ‫ه� ُ�م َح َب ُسوها َم ْح ِب َس ال� ُ�ب��د ِن‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ت والع ْي ُس ُص ْع ٌر َ‬ ‫َ َََ ْ‬
‫ب��ن��خ��ل��ة خ��ل��ى ع � ْ�ب � َ�رة ال� َ�ع �ي� ِ�ن حالها‬
‫َ َ (((‬
‫من ُالب َرى‬ ‫ِ‬ ‫إذا التفت‬

‫((( ضنيت‪ :‬مرضت‪.‬‬


‫((( إلى هنا ان�تهت رواية ابن الجوزي في ذم الهوى‪.‬‬
‫((( األبيات من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)177‬‬
‫َ َ‬
‫((( ال�ب��دن‪ :‬جمع َب��دن��ة‪ ،‬وه��و م��ا ينحر م��ن الماشية بمكة ي��وم ال�ن�ح��ر‪ .‬ت�س��اح��ف‪ :‬السحف‬
‫كشط الشعر عن الجلد‪ ،‬فجعل الثقفي كشط المال كما يكشط الشعر من الجلد‪.‬‬
‫((( الصعر‪ :‬ميل العنق‪ .‬البرى‪ :‬حلقة توضع في أنف الراحلة‪ .‬نخلة‪ :‬هما نخلتان‪ ،‬الشامية‬
‫وال�ي�م��ان�ي��ة‪ ،‬وه�م��ا وادي ��ان ق��رب م�ك��ة‪ ،‬ال�ش��ام��ي منهما يسمى اآلن ب�ع��دة أس�م��اء أشهرها‬
‫السيل الكبير‪ ،‬ميقات القادمين من الطائف‪ .‬اليماني يسمى بعدة أسماء أشهرها ميقات‬

‫‪53‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]25‬أخ�ب�رن��ا محمد ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬ق��ال‪ :‬وأن�ش��د اب� ُ�ن األع �راب��ي للمجنون(((‪:‬‬
‫[الطويل]‪.‬‬
‫ُّ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ور ِّب � ��ي ب� َ�م��ا ت��خ� ِ�ف��ي ال ��ن ��ف � ْ�و ُس َب� ِ�ص� ْ�ي� ُ�ر‬ ‫َ‬ ‫دع� � � � ْ�وت إل � ِ�ه ��ي دع� � � ��وة م ��ا َج� ِ�ه��ل��ت �ه��ا‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫لأِ ف � � � � ��ق � � � � � َ�ر ِم � � ��ن � � ��ي إن� � � �ن � � ��ي ل � ��ف � � ِ�ق� � �ي � � ُ�ر‬ ‫ل �ئ� ْ�ن ك ��ان ��ي� �ه ��دى َب� � ْ�رد أن� َ�ي��ا�� ِب �ه��ا ال��ع�لا‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫�اق َب � ِ�ش � ْ�ي � ُ�ر‬ ‫ف � ��ه � ��ل ي� � ِ�أت� ��ي� ��ن� ��ي ب � ��ال � ��ط �ل� ِ‬ ‫وم ��ا أ ك��ث� ُ�ر األخ � َ�ب � ُ�ار أن ق��د ت � َ�ز َّو َج ��ت‬
‫َ‬
‫[‪ ]26‬وأنشد عن ابن األعرابي(((‪[ :‬الوافر]‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫ب � ��ل � � ْ�ي � ��ل � ��ى ال � � � َ�ع � � � ِ�ام� � � �رَّي � � � ِ�ة أو ُي � � � � � � َ�ر ُاح‬ ‫�ل ُي� ��غ� ��دى‬ ‫ك� � ��أن ال� �ق� �ل ��ب ل ��ي� �ل ��ة ِق � ��ي � �‬
‫وق � � � � � ْ�د َع� � ��ل� � � َ�ق ال � � َ�ج � � َ�ن � � ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ َ‬
‫�اح‬ ‫ِ‬ ‫ت � � �ج� � � ِ�اذ ُب� � ��ه‬ ‫ق� � � ��ط� � � ��اة ع � � � َّ�زه � � ��ا ش� � � � � � � َ�رك ف � � َ�ب � ��ات � ��ت‬
‫باني‪ :‬لما َظ َ‬
‫هر‬
‫َّ‬
‫الش ْي ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]27‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عمرو‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫قومه ما ْابتلي به؛ ْاجتمعوا إلى أبيه‪ ،‬وقالوا‪ :‬يا‬ ‫من المجنون ما َ‬
‫ظهر‪ ،‬ورأى‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫هذا‪ ،‬قد َت َرى ما ْاب ُت َ‬
‫ببيت‬
‫ِ‬ ‫رجت به [‪/4‬أ] إلى مكة؛ فعاذ‬ ‫لي به ابنك‪ ،‬فلو خ‬

‫قرن المنازل‪ .‬معجم معالم الحجاز (‪.)1733/9‬‬


‫((( األبيات من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪ ،)108‬واألبيات البن الدمينة في ديوانه‬
‫(ص‪.)49‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫((( ف��ي األغ��ان��ي (‪ )62/2‬ع��ن أب��ي نصر‪« :‬لما ز ِّوج��ت ليلى بالرجل الثقفي سمع المجنون‬
‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫ممن ُي ّ‬ ‫َ‬
‫أنت ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫تخرج؟ قال‪ :‬غدا ضحوة‬ ‫شيع ليلى؟ قال‪ :‬ومتى‬ ‫رجال من قومها يقول آلخر‪:‬‬
‫ُ‬
‫أو الليلة‪ .‬فبكى المجنون ثم ق��ال»‪ .‬واألب�ي��ات من قصيدة ملفقة في ديوانه المجموع‬
‫(ص‪ ،)73‬والبيتان من قطعة تنسب لتوبة بن الحمير‪ ،‬وهما في ذي��ل ديوانه (ص‪)96‬‬
‫وتخرجهما فيه‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )52/2‬بسنده عن المصنف من طريق ابن حيويه‪ ،‬ذم الهوى (ص‪)256‬‬
‫والمنتظم (‪ )105/6‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)33‬‬

‫‪54‬‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬
‫ال�ل��ه‪ ،‬وز َار ق�ب� َ�ر رس��ول ال�ل��ه ﷺ‪ ،‬ودع��ا ال�ل��ه ع� َّ�ز وج��ل‪َ ،‬ر َج� ْ�ون��ا أن ي��رج� َ�ع ع�ق��ل��ه‪،‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويدعو الله له‬ ‫فخرج أبوه حتى أتى به مكة‪ ،‬فجعل يطوف به‬ ‫عاف ْيه الله‪.‬‬
‫وي ِ‬
‫ُ‬
‫بالعافية‪ .‬وهو يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫ُُ ُ‬ ‫ّ َ ْ ً ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب � َ�م ��ك ��ة َوه � �ن� ��ا أن ت � َ�م � َّ�ح ��ى ذن� � ْ�و��ب � �ه� ��ا‬ ‫دع� ��ا ال � ُ�م � ْ�ح � ِ�رُم � ْ�ون ال �ل��ه َي� ْ�س��ت �غ� ِ�ف� ُ�رون��ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ ْ‬
‫ِل��ن �ف� ِ�س� َ�ي ل � ْ�ي ��ل ��ى ث� � َّ�م أن � ��ت َح� ِ�س��ي� ُ�ب �ه��ا‬ ‫�ادي� ��ت أن ي ��ا َر ِّب َّأول ُس��ؤل� ِ�ت��ي‬ ‫ون� �‬
‫ُ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ْ ٌ َ‬
‫إل � ��ى ال� �ل ��ه خ� ��ل� ��ق ت � � ْ�و َب � ��ة ال أت� � ْ�و��ب � �ه� ��ا‬ ‫�إن ُأ ْع � َ�ط َل� ْ�ي� َ�ل��ى ف��ي َح� َ�ي��ات��ي ال َي ُتبْ‬ ‫ْ‬
‫ف�‬
‫ِ‬
‫نادى ُم َن ٍاد من بعض تلك الخيام‪ :‬يا ليلى‪َّ .‬‬
‫فخر ٌ‬
‫قيس‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫حتى إذا كان بمنى‬
‫َ‬
‫ون ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ًّ‬
‫ضحوا على وجهه ال�م� َ‬
‫�اء‪ ،‬وأب��وه يبكي‬ ‫الناس حوله‪،‬‬ ‫واجتمع‬ ‫َمغشيا عليه‪،‬‬
‫َ‬
‫عند رأسه‪ ،‬ثم أفاق وهو يقول(((‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ ً‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫�ؤاد وم ��ا َي � ��د ِري‬
‫ود ٍاع دعا إذ نحن بالخي ِف ِمن ِمنى ف��ه� َّ�ي��ج أط� � � � َ�راب ال� ��ف� � ِ‬
‫�ان ف��ي َ‬‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َ‬
‫�ا‬ ‫�‬ ‫�اس� ��م َل � ْ�ي � َ�ل ��ى َغ � ْ�ي ��ره ��ا ف� َ�ك� َّ�أن� َ‬
‫�م‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫�دري‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫ا‬
‫ر‬ ‫�‬ ‫ئ‬ ‫�ا‬‫�‬ ‫ط‬ ‫يلى‬ ‫بل‬ ‫�ار‬ ‫�‬ ‫�‬‫أط‬ ‫ِ‬ ‫دع� � ��ا ب� � ِ‬
‫َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]28‬قال(((‪ :‬قال محمد بن خلف‪ :‬وما أش َبه هذا الخبر بخبر حدث ِن ْي ِه‬
‫ً‬
‫رجل منا جارية‬
‫ٌ َّ‬
‫ب‬ ‫الن ْض ُر بن سعيد الكلاَ بي بحلب(((‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬قال‪َ :‬أح َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫من قومه ُيقال لها ليلى‪ ،‬ق��ال‪َ :‬فبينا هو ذات ليلة بشاطئ ال��ف�رات إذ م� َّ�ر به‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َّل�اَّ‬
‫وح� َّ�رك��ه‪ ،‬وذك� َ�ر‬ ‫م� ٌح ُيمد سفينة وه��و يقول‪ :‬يا ليلى‪ ،‬يا ليلى‪ .‬ف��ش� َّ�وق��ه ذل��ك‬

‫((( األبيات من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)55‬‬


‫((( األبيات من خمسة في ديوانه المجموع (ص‪.)124‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫((( بنحوه في مصارع العشاق (‪ )18/2‬عن أحمد بن عبيد‪ ،‬وزاد بيتا ثالثا‪:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َّ َ‬
‫أج � ��دك َم ��ا ت��ن� ِ�س �ي��ك� ُ�ه� ّ�ن ُم� ِ�ل� ّ�م��ة أل� ّ�م��ت َوال ع� ْ�ه��د ��ب � ِ�ه � ّ�ن ق��دي� ُ�م‬
‫((( بحلب‪ :‬هذه أقرب قراءة كلمة للكلمة المرسومة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ُ‬
‫َح ِب َيبه‪ ،‬فقال‪[ :‬الطويل]‪.‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫�اَّ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫أوي � � � َ�ح � � ��ك ي� ��ا َم� � �َّل� � ح َّأرق ل � ْ�ي ��ل � ِ�ت ��ي دع � � � � ��اؤك ل � ْ�ي ��ل ��ى وال� � َّ�س� � ِ�ف� � ْ�ي� � ُ�ن ت� ��ع� � ْ�و ُم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫�ت َه��ات� ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫َُ‬
‫�ف وت� � ��ع� � ��ل� � � ُ�م م � ��ا ت � � � ْ�ه � � � ِ�ذي ب � � � ِ�ه ف ��ت � ِ�ه � ْ�ي � ُ�م‬ ‫ِ‬ ‫ت��ن� ِ�ادي وال ت ��د ِري ب��م��ن أن �‬
‫(((‬
‫الزبير‬ ‫�ب ب��ن ُّ‬ ‫[‪ ]29‬أن �ش��دن��ا م �ح �م� ُ�د ب��ن خ �ل��ف‪ ،‬ق � ��ال(((‪ :‬أن �ش� َ�د ُم �ص �ع� ُ‬

‫للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ْ‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ُّ‬
‫�ب ال � ��ذي ل� ��ج ه� ِ�ائ �م��ا ب��ل� ْ�ي��ل��ى َ ِول � � ْ�ي � ��دا ل ��م ت� �ق ��ط � ْ�ع ت � َ�م � ِ�ائ � ُ�م ��ه‬ ‫أال أ��ي� �ه ��ا ال ��ق ��ل �‬
‫ْ‬
‫�ائ� ُ�م��ه‬ ‫َ ْ َ ََ َ ْ ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫ِأف� ��ق ق��د أف� ��اق ال� ��و ِاج� ��دون وق ��د أن��ى ِل ��م ��ا ب ��ك أن ت��ل��ق��ى ط� ِ�ب��ي �ب��ا ي�ل ِ‬
‫َ َ َ ْ َ َْ َ َ ْ َ ً ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫وم � ��ا ل � ��ك َم� � ْ�س� ��ل� ��وب ال� � ��ع� � ��ز ِاء ك��أن �م��ا ت ��رى ن ��أي ل��ي��ل��ى م��غ��رم��ا أن ��ت غ� ِ�ارم��ه‬
‫َ َ ً َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ َ ُ ْ‬
‫َأج � � � ��دك ال ت ��ن � ِ�س � ْ�ي ��ك ل � ْ�ي ��ل ��ى ُم � ِ�ل � َّ�م ��ة ت� � ِ�ل� � ُّ�م َوال ُي ��ن � ِ�س � ْ�ي ��ك ع� � ْ�ه� ��دا ت� �ق ��اد ُم ��ه‬
‫رباح بن َ‬ ‫وروى ُ‬ ‫محمد بن خلف‪ ،‬قال‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫رجل‬
‫ٍ‬ ‫عن‬ ‫يب‪،‬‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ح‬ ‫[‪ ]30‬أخبرنا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ‬
‫اجتمع إلى‬ ‫من بني عامر‪ ،‬ق��ال‪َّ :‬لما كثر ذك� ُ�ر المجنون لليلى‪ ،‬واشتهر أم� ُ�ره‪،‬‬
‫�ف ع��ن ِذك��ر ليلى‬
‫ْ‬ ‫زو ْج ق�ي�س� ً�ا‪ ،‬ف� ّ�إن��ه س� َ�ي�ك� ُّ‬ ‫أب�ي��ه أه� ُ�ل� ُ�ه‪ ،‬وك��ان س� ِّ�ي� ً�دا‪ ،‬ف�ق��ال��وا ل��ه‪ِّ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الت ْز َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ويج فأبى‪ ،‬وقال‪ :‬ال حاجة بي إلى ذلك‪ .‬وأتى‬ ‫وينساها‪َ .‬فع َرض عليه أبوه‬
‫(((‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ُ‬
‫عاديه فأخبرها أنه [عزم]‬
‫الحي ممن كان يحسد قيسا وي ِ‬ ‫ليلى بعض فتيان‬

‫((( «قال»‪ ،‬سقطت من المتن فاستدركها في موضعها فوق السطر‪.‬‬


‫((( مصعب بن عبدالله‪ ،‬ونسبه إلى جده األ كبر‪.‬‬
‫َّ‬
‫األولين أعر ٌّ‬
‫ابي من بني عامر في األغاني (‪ )6/2‬ومعهما ثالث آخر لمجنون آخر‬ ‫((( أنشد‬
‫من بني عامر سماه ُمزاحم بن الحارث‪ .‬والقطعة له في ديوانه المجموع (ص‪.)193‬‬
‫((( ذم الهوى (ص‪ )356‬بسنده عن المصنف من طريق ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)31‬‬
‫((( ما بين المعكوفين ورد في بعض المصادر‪ ،‬وبه يصح السياق‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫فرجع‬ ‫يجئ فحجبته‪ ،‬ولم تظهر له‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫على أن َي َتز َّوج‪ .‬وجاء المجنون كما كان‬
‫ُ‬
‫وهو يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫�ل ْأر َك � ��بُ‬ ‫وأي ُأ ُم� � � � ْ�وري ف � ْ�ي ��ك ي��ا َل � ْ�ي � َ‬ ‫ُّ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ت‬‫�ر‬‫ْ‬ ‫�‬ ‫�ج‬ ‫ف ��وال � َّ�ل ��ه م ��ا ْأدري َع� �َل ��اَ َم َه� َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ً ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َُْ‬ ‫ُ َ ُ َ ْ َ ْ‬
‫فالموت دون��ه َأم اش� � َ�ر ُب َرن �ق��ا ِم��ن��ك� ُ�م ل�ي� َ�س ُي��ش� َ�ر ُب‬ ‫�ل ال� َ�و ْص��ل‬ ‫أأق��ط��ع ح��ب�‬

‫�ب‬‫�أغ� َ�ل� ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫�اورا َأم اف� � َ�ع� ��ل َم � � ��اذا ْأم ُأب� � � � ْ�و ُح ف�‬
‫ُ َ ً‬
‫�‬ ‫�ج‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�ي‬ ‫�‬‫ل‬ ‫ى‬ ‫أر‬ ‫َأم ْاه� � ُ�ر ُب ح� َّ�ت��ى ال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ف� ��وال� � َّ�ل� ��ه م� ��ا ْأدري وإ ِّن � � � ��ي َل � � َ�دائ � � ٌ‬
‫�ب‬ ‫�أع � َ�ج � ُ‬ ‫�ب أف � ��ك � � ُ�ر م ��ا ُج� � ْ ِ�رم� ��ي إل � ْ�ي� �ه ��ا ف�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ق��ال‪ :‬فبلغها ق��ول��ه‪ ،‬ف��أن�ش��أت ت�ق��ول‪ :‬ص��دق وال�ل��ه ق�ي� ٌ�س ح�ي��ث يقول(((‪:‬‬
‫[الطويل]‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ‬
‫�رك ��وا ل� ُ�ه َ‬
‫�ب ال� ُ�م��ق� َّ�رب��ا‬‫�ان ال� َ�ح��ب� ْ�ي� َ‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫وإن‬ ‫�ا‬‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�د‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫وم � � ْ�ن ُي � ِ�ط ��ع ال ��و ِاش ��ي ��ن ال ي ��ت �‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫[‪/4‬ب] [‪ ]31‬أخبرنا م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬أخ�ب�رن��ي ع�ب��د ال�ل��ه ب��ن ع�م��رو‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫حدثني عبد العزيز بن صالح‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن اب��ن د أ ٍب‪ ،‬حدثني رج��ل من بني‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫�رج ال�م�ج�ن��ون وه��و ق�ي� ُ�س ب��ن ال� ُ�م��ل� َّ�وح ب��ن ُم� َ�ز ِاح��م ب��ن ق��ي��س بن‬ ‫ع��ام��ر‪ ،‬ق��ال‪ :‬خ� َ‬
‫ْ‬ ‫َّ ٌ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫مر بامرأة‬ ‫يسير إذ َّ‬ ‫ُ‬ ‫عن َب َسة على ناقة له ك ِريمة‪ ،‬عليه ُحلة وط ْيلسان‪َ .‬فبينا هو‬
‫ُ‬ ‫ٌ َ َّ‬ ‫َُ‬
‫من بني عقيل ُيقال لها كريمة‪ ،‬ومعها نسوة يتحدثن‪ ،‬وكانت المرأة جميلة‪،‬‬
‫َ َ َُ‬
‫قيس‪ .‬ف��دع� ْ�ون��ه إل��ى النزول والحديث‬ ‫فلما رأت��ه عرفته‪ ،‬وقالت للنسوة‪ :‬ه��ذا ٌ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ ُ ِّ ْ َ ُ ْ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫وع َقر َّ‬ ‫َ َ‬
‫وينشده َّن وه َّن‬ ‫عندهن ُيحدثهن ويحدثنه‬ ‫َّ‬ ‫وظل‬ ‫لهن ناقة‪،‬‬ ‫معهن‪ .‬فنزل‬ ‫َّ‬

‫((( األبيات له ومعها خامس في ديوانه المجموع (ص‪.)39‬‬


‫((( البيت لألعشى من قصيدة في ديوانه (ص‪.)311‬‬
‫ً‬
‫((( األغاني (‪ )12/2‬من رواي��ة ابن الجصاص‪ ،‬وساقه أيضا من رواي��ة أبي مسكين (‪)29/2‬‬
‫وفي الروايتين تكملة للخبر ليست هنا‪ .‬وفي خبر أبي مسكين لم يورد األبيات التي هنا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أقبل عليه ُب� ْ�ردة من ُب� ُ�رود األع�راب‪،‬‬ ‫فلما أمسى إذا فتى قد‬ ‫أعجب شيء به‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫كن قيسا‪ .‬وك��ان اسم الفتى ُمن ِاز ٌل‪،‬‬
‫ً‬ ‫لن عليه وتر َ‬‫فلما َر ْأي� َ�ن� ُ�ه ْأق َب َ‬‫يسوق ِم ْع ًزا له‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫فلما رأى‬ ‫منازل‪ّ .‬‬ ‫اليوم؟ ويقل َن‪ :‬حدثنا يا‬ ‫َ‬ ‫كيف ظللت يا منازل‬ ‫فجعل َن يقل َن‪:‬‬
‫ْ ً‬
‫�ده� َّ�ن ُمغضبا‪ ،‬وأنشأ‬ ‫�‬
‫ْ‬
‫�ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ن‬
‫�‬ ‫م‬ ‫واق� َ�ب� َ�ال� ُ�ه� َّ�ن على ُم�ن��ازل خ� َ‬
‫�رج‬
‫ْ‬
‫‪،‬‬
‫ُ َ ْ َ ُ َّ ُ‬
‫�ه‬ ‫المجنون ت��رك��ه��ن ل�‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ‬ ‫ْ ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وو ْص � �ل � � َ�ي َم � ��ق � ��رون ِب � � َ�و ْص� � ِ�ل ُم� ��ن� � ِ�از ِل‬‫َ‬ ‫أأع� � � ِ�ق� � � ُ�ر ِم� � � ْ�ن َج � � � َّ�را ك� � ِ�ري � �م� ��ة ن ��اق � ِ�ت ��ي‬
‫َ ْ َ َ لاَ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ‬
‫�اء ق��ع��ق��ع��ن ال �ح� ِ�ل� َّ�ي ول � ْ�م أ ك ��ن إذا ِجئت ْأر ُجو َص ْوت ِتلك الخ ِخ ِل‬ ‫إذا ج� �‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ ْ َْ ً َ ْ َ ُ‬ ‫َ َ ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َْ‬
‫اض ِلي‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫فهو‬ ‫�م‬‫�‬‫ه‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�ا‬‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫م‬‫�ر‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫وإن‬ ‫�ه‬‫�‬‫�ت‬
‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫�ض‬ ‫�‬‫ن‬ ‫�اء‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫�‬ ‫�خ‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ي‬‫�‬ ‫ف‬ ‫�ا‬‫�‬‫�ن‬‫إذا م��ا ان��ت��ض��ل�‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يباني للمجنون(((‪:‬‬ ‫الش ُّ‬ ‫[‪ ]32‬أنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬أنشد أبو عمرو‬
‫[الطويل]‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َل ��ئ � ْ�ن َظ � َ�ع � َ�ن ْ‬
‫األح� � َ�ب� � ُ‬
‫�ؤادي��ا‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�ذي‬ ‫�‬ ‫ال‬ ‫ل��م��ا ظ��ع��ن ال��ح��ب‬ ‫�اب ي ��ا أم م��ال� ٍ�ك‬ ‫ِ‬
‫م � َ�ن ال � � َّ�داء م��ا ال َي� ْ�ع �ل� ُ�م ال �ن� ُ‬ ‫ً‬ ‫لاَ َ َ ُ َّ‬
‫�اس م��ا ِب� َ�ي��ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ ل � ْ�ي ��ت� �ن ��ا ك� ��ن� ��ا َج � ِ�م � ْ�ي� �ع ��ا وك� � ��ان ِب��ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ِّ ْ‬
‫ف � � ِ�زن � ��ي ب � َ�ع � ْ�ي ��ن � ْ�ي� �ه ��ا ك � َ�م ��ا ِزن� � �ت�َ� � �ه � ��ا ِل � َ�ي ��ا‬ ‫المنى‬ ‫�ارب إذ َص� َّ�ي��رت ل� ْ�ي��ل��ى ه��ي‬ ‫ف��ي�‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫أ ك � � � � � � ْ�ون ِك � ��ف � ��اف � ��ا ال ع � ��ل � � َّ�ي وال ِل � َ�ي ��ا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫�ب ي� ��ا َر ِّب َب� ْ�ي��ن �ن��ا‬ ‫وإ لاَّ َف� � َ�س� � ِّ�و ال� � ُ�ح� � َّ‬
‫ُ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫وإ لاَّ ف � � َ�ب � � ِّ�غ � � ْ�ض� � �ه � ��ا إل� � � � � � َّ�ي ُ‬
‫ف ��إن ��ي ب��ل� ْ�ي��ل��ى ق ��د ل� ِ�ق �ي��ت ال ��د َو ِاه � َ�ي ��ا‬ ‫وح � � َّ�ب� � �ه � ��ا‬
‫َ لاَّ ْ ُ َ‬
‫وال ال � � َ�ب � � ْ�رق إ أن ي� ��ك� ��ون َي � َ�م � ِ�ان � َ�ي ��ا‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫�ب ال � َّ�س� �ي � َ�ر إال ُم � َ�ص � ِ�اع ��دا‬ ‫أال ال ُأح � � � ُّ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُْ ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ َ َ ْ ُ‬
‫وإن كنت ِم ْن ل ْيلى على َالي ِأس ط ِاويا‬ ‫على ِم��ث� ِ�ل ل� ْ�ي��ل��ى َي��ق�ت��ل ال� َ�م� ْ�ر ُء ن��ف� َ�س��ه‬

‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪ )179‬من ستة أبيات‪.‬‬


‫((( األبيات مفرقة في ديونه المجموع بين ثالث قصائد يائية (ص‪.)238 ،233 ،228 ،229‬‬

‫‪58‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]33‬أنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬ق��ال‪ :‬وأنشدني أب��و عبدالله ال� َّ�س��د ْو ِس� ُّ�ي‪،‬‬
‫َ‬
‫الس ِج ْست ِان ُّي للمجنون‪[ :‬الطويل]‬
‫أنشدني أبو حاتم ِّ‬

‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫لاَ‬


‫ب ��ل � ْ�ي � ٍ�ل وال َي� � ْ�ج� � ِ�ري ��ب� �ه ��ا ل� ��ك ط ��ائ � ُ�ر‬
‫أ م��ا ِل�ل�ي��ل��ى ال ت� � َ�رى ع��ن��د َم��ض� َ�ج��ع‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َّ ُ‬
‫َبلى إن ع ْج َم الط ِير ت ْج ِري إذا َج َرت‬
‫ب��ل� ْ�ي��ل��ى ول � ِ�ك � ْ�ن ل ��ي � َ�س ل �ل��ط� ْ�ي� ِ�ر ز ِاج� � � ُ�ر‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫غي َبتها ال� َ�م��ق� ِ�اد ُر‬ ‫ب� ِ�ذي ال� َ�ب��د ِل أم ق��د‬‫أزال � ��ت ع � ِ�ن ال� َ�ع� ْ�ه� ِ�د ال ��ذي ك ��ان َب� ْ�ي��ن�ن��ا‬
‫ْ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫فوالل ِه ما في ال� ُ�ق� ْ‬
‫وال ال � ُ�ب ��ع ��د ُي� ْ�س� ِ�ل �ي �ن��ي وال أن� ��ا َص � ِ�اب � ُ�ر‬
‫منك َر َاح��ة‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫�ر‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ووال � � �ل � � � ِ�ه م � ��ا أد ِري ب� � � َّ�أي� � � ِ�ة ِح� ��ي� ��ل� � ٍ�ة‬
‫وأي َم � � � � � � َ�ر ٍام أو ِخ � � ��ط � � � ٍ�ار أخ� � ��اط� � � ُ�ر‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬
‫�ال ل � َ�ج ��ائ � ُ�ر‬ ‫ات َب� ْ�ي� ِ�ن �ن��ا‬
‫ع � �ل� � َّ�ي ل� �ه ��ا ف � ��ي ك � � ��ل ح � � � � ٍ‬ ‫ووال� �ل � ِ�ه إن ال ��ده � َ�ر ف ��ي ذ ِ‬
‫ْ ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ‬
‫أزمع ِت َص ْ ِرمي ترك ِت ِني َج� ِ�م �ي� َ�ع ال� ُّ�س��دى وال� َ�ع��ق��ل ِم��ن� َ�ي َو ِاف � ُ�ر‬ ‫نت إذ‬ ‫فلو ك ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يباني‪َّ :‬لما ُم ِن َع المجنون زيارة‬ ‫الش ُّ‬ ‫[‪ ]34‬أخبرنا محمد‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو عمرو‬
‫ساء(((‪:‬‬ ‫�ارة لها ُي�ق��ال لها َخ ْن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ِّ‬
‫ليلى‪ ،‬وال�ح��دي��ث إليها ق��ال ي�ك��ن��ي ع��ن اسمها ب��ج� ٍ‬
‫[الكامل]‬

‫�ب‬‫وح� ُّ�ب �ه��ا ال َي� ْ�ذ َه� ُ‬ ‫�اب ُ‬ ‫�ب ال� َّ�ش �ب� ُ‬ ‫َذ َه � � َ‬ ‫�ب‬ ‫�اء ال� � ��ذي أت �ج� َّ�ن� ُ‬ ‫�ت َخ � ْ�ن � �س � َ‬
‫َ ْ َ‬
‫ي ��ا ب� ��ي� �‬
‫ِّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُّ َ ْ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫�ت ِم ��ن ��ي أق� � � َ�ر ُب‬ ‫وأص � � ��د ع ��ن � ِ�ك وأن � � � ِ‬ ‫[‪/5‬أ] َم ِالي ِأح� ُّ�ن إذا ِج َمال ِك ق ِّر َبت‬
‫�ب‬ ‫�ل ل� � � � � ُ�و ِّدك َم � ْ�ط � َ�ل � ُ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ل � �ل� � ِ�ه د ُّر ِك ه � � ��ل ل � � ��د ْي � � � ِ�ك ُم� � �ع � � َّ�و ٌل‬
‫ِ‬ ‫�ف أم ه � � ِ‬ ‫ل ��م ��ك ��ل � ٍ‬
‫وي � � � � ُ�ر ْو ُح َع � � ��از ُب َش� � ْ�وق� � َ�ي ال � ُ�م � َ�ت � ِّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫�أو ُب‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ت��دع��و ال� َ�ح� َ�م��ام��ة ش� ْ�ج� َ�وه��ا َفي ِه ْي ُج ِني‬
‫�ل ُوت� ْ�خ��ص� ُ‬ ‫�ت ُت� َ�ط� ُّ‬ ‫َ ْ ً ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�ب‬ ‫ِ‬ ‫ج ��دب ��ا وإن ك��ان�‬ ‫�ت ب��غ� ْ�ي��ره��ا‬ ‫وأرى ال � �ب �ل�اد إذا ح ��ل � ِ‬
‫�‬ ‫�ل‬
‫َط � � � ْ�رف � � ��ي ل � � َ�غ � � ْ�ي � ��رك َم � � � � � َّ�رًة ي � �ت�َ� � َ�ق� � َّ�ل� � ُ‬ ‫�ان ف �ل�ا َأرى‬
‫َ َ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ‬
‫�ب‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وي � � ِ�ح � ��ل أه � �ل ��ي ب ��ال ��م ��ك � ِ‬

‫((( األبيات (‪ )8 ،7 ،5–1‬لسليمان بن أبي دباكل من قصيدة له في األغاني (‪.)96/21‬‬

‫‪59‬‬
‫ُ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وه� � � � ُ�م ع� �ل � َّ�ي ذ ُوو ض� ��غ� � ِ�ائ� ��ن دؤ ُب‬
‫ُ‬ ‫وأ َص� � � ِ�ان� � � ُ�ع ال� � َ�و ِاش � �ي� � َ�ن ِف� � ْ�ي� � ِ�ك ت� َ�ج� ُّ�م�ل�ا‬
‫�ب م � ْ�ن ��ك أو ُي� َ�ت� َ�ن� َّ�س� ُ‬ ‫�ان ُي� ْ�ن� َ�س� ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َّ ُ ُّ ُ ْ ُ ُّ ُ‬ ‫َ‬
‫�ب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إن ك� �‬ ‫وأرى ال� � ��ع� � ��دو ي� � ِ�ح� ��ب� ��ك� ��م ف� ��أ ِح� ��ب� ��ه‬
‫هشام بن محمد بن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫السائب‬ ‫[‪ ]35‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وروى‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الحكم رجال من قريش‪ُ ،‬يقال له‪:‬‬ ‫استعمل م��روان بن‬ ‫الكل ِب ُّي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫محمد((( بن عبدالرحمن‪ ،‬على صدقات كعب بن َر ِب ْيعة بن عامر بن َصع َص َعة‪،‬‬
‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫فأمر أن ُيؤتى به‪ ،‬فسأله عن حاله‪ ،‬فأخبره‪ ،‬وأنشده‬ ‫َ‬ ‫فس ِم َع بخبر المجنون‪،‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫أمر ليلى‪ ،‬فكان‬ ‫في‬
‫َ ُ‬
‫له‬ ‫يعمل‬ ‫أن‬
‫َ َ ُ ْ‬
‫ده‬ ‫ع‬‫وو‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ن‬ ‫م‬‫جب به‪ ،‬وقال له‪ْ :‬ال َز ْ‬
‫شعرُه‪ ،‬فأ ْع َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ ُ‬
‫يأتيه في بعض األوقات‪ ،‬فيتحدث عنده‪.‬‬
‫ً‬
‫وك ��ان ل�ب�ن��ي ع��ام��ر ُم� ْ�ج �ت� َ�م� ٌ�ع ي�ج�ت�م�ع��ون إل �ي��ه ف��ي ك��ل س �ن��ة م� � َّ�رة‪ ،‬ف�ي��أ ك�ل��ون‬
‫الم ْجتمع؛‬ ‫يخرج إليهم‪ ،‬فيكون معهم في ذلك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويشربون يومهم‪ .‬وكان الوالي‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فح َ‬
‫ضر ذلك اليوم‪ ،‬فقال المجنون للوالي‪ :‬أتأذن‬ ‫شر أو َق ْت ٌل‪َ .‬‬‫لئال يكون بينهم ٌّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الم ْجمع؟ فقال له‪ :‬نعم‪ .‬فقيل له‪ :‬إنما سألك‬
‫معك إلى هذا َ‬ ‫لي في الخروج‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ ََ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫معك ليرى ليلى‪ ،‬وقد استعدى أهلها عليه‪ ،‬فأهدر السلطان دمه إن‬ ‫أن يخرج‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الئ َص((( من قالئص‬
‫وأمر له بق ِ‬ ‫فلما َس ِم َع ذلك من َعه من الخروج معه‪،‬‬
‫أتاهم‪ّ .‬‬

‫((( م�ص��ارع ال�ع�ش��اق (‪ )90/2‬ب�س�ن��ده ع��ن اب��ن ح�ي��وي��ه‪ .‬وس��اق��ه اب��ن ال �ج��وزي ف��ي ذم ال�ه��وى‬
‫(ص‪ )358‬بسنده عن التنوخي‪ ،‬عن ابن حيويه‪ ،‬عن المصنف‪ ،‬عن إسحاق بن محمد‪،‬‬
‫ُّ‬
‫عن أبي معاذ النميري‪ ،‬شبه مطابق لهذا الخبر‪ ،‬ولم أجده في هذه النسخة‪ ،‬كذا ساقه‬
‫عن ابن الجوزي في نزهة المسافر (ص‪ )38‬والخبر باختالف يسير في األغاني (‪)16/2‬‬
‫ًّ‬
‫مرويا عن عثمان بن عمارة ُ‬
‫الم ِّري‪.‬‬
‫((( في وراية األغاني‪ :‬عمر بن عبداللرحمن بن عوف‪.‬‬
‫((( القالئص‪ :‬واحدتها قلوص‪ ،‬وهي الناقة الشابة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ْ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫الصدقة‪ ،‬فأبى أن َيقبلها‪ ،‬وقال(((‪[ :‬الوافر]‬

‫ُ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫دت َق� �َل ��اَ ئ � � � َ�ص ال � � ُ�ق � � َ�رش � � ِّ�ي َل � َّ�م ��ا َ‬ ‫ََ ُ‬
‫رد‬
‫�ود‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫�ض‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ان‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫أت‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ َ َّ‬ ‫ُ ْ‬
‫(((‬ ‫ُ َ‬
‫�ون ��ي إل� � ��ى ُح � � � � � ْ�ز ٍن أ َع � � � ِ�ال � � � ُ�ج � � ��ه‪ ،‬ش� � � � ِ�د ْي� � � � ِ�د‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫وخ‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�د‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ص‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ق‬ ‫ور ُاح � � � � � ��وا م � �‬
‫َ‬

‫ٍّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫الشاعر‬ ‫البل ِد ُّي‬ ‫[‪ ]36‬أنشدنا((( محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وأنشدني أبو علي‬
‫للمجنون‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫غ � ِ�ن ��ي ��ن ��ا ب� ��خ � �ي� � ٍْ�ر وال� � � � َّ�زَم� � � ��ان َج � ِ�م � ْ�ي � ُ�ع‬ ‫ل� � ِ�ئ� � ْ�ن ن� � � َ�ز َح� � ��ت د ٌار ِب ��ل � ْ�ي ��ل ��ى ل � ُ�ر َّب� �م ��ا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ُ (((‬
‫عليك ُصد ْوع‬
‫ِ‬ ‫لب ِم ْن َو ْج ٍد‬
‫ِ‬ ‫الق‬ ‫وفي‬ ‫ف� ِ�ف��ي ال��ن��ف� ِ�س ِم� ْ�ن ش � ْ�و ٍق إل�ي� ِ�ه َح� � َ�زازة‬
‫ُ‬
‫محمد بن إسحاق‪ ،‬حدثني ُ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫ابن‬ ‫محمد بن خلف‪ ،‬حدثني‬ ‫[‪ ]37‬أخبرنا‬

‫((( البيتان ومعهما ثالث ال عالقة له ��بها في ديوانه المجموع (ص‪.)93‬‬


‫ْ‬ ‫«فلما َعل َم ُ‬
‫قيس بن معاذ أنه قد ُمنع‪ ،‬وأن ال سبيل إليها؛‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫((( زاد ابن الجوزي بعد البيتين‪:‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫لاّ‬ ‫ً‬ ‫ُُ‬
‫وهام على وجهه عريانا‪ ،‬ال َيعقل شيئا مما‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫خرقه‪.‬‬ ‫ذهب عقله‪ ،‬وصار ال يلبس ثوبا إ‬ ‫َ‬
‫الت َلف؛ فحبسه َّ‬
‫وقيده‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫صنع ب�نفسه خاف عليه‬ ‫َ‬ ‫فلما رأى أبوه ما‬ ‫صلي‪ّ .‬‬ ‫ُ ّ‬ ‫َّ‬
‫ُيكلم به وال ي‬
‫لاَّ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ويضرب ب�نفسه األرض‪ّ .‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫حل ق ْيده وخ ه‪ .‬فكان‬ ‫فلما رأى أبوه ذلك‬ ‫فجعل يأ كل لحمه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َي��دور في ف َي ِافيهم عريانا‪ ،‬ويلعب بالتراب‪ .‬وكانت له داية لم يكن يأن ُس بأحد غيرها‪،‬‬
‫َ‬
‫فتض ُعه بين يديه‪َّ ،‬‬
‫فربما أ كله وربما تركه ولم‬ ‫وكانت تأتيه في كل ي��وم برغيف وم��اء‪،‬‬
‫يأ كله»‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )90/2‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬
‫((( الحزازة‪ :‬وجع في القلب‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )90/2‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في ذم الهوى (ص‪ .)359‬وعنه‬
‫في نزهة المسامر (ص‪ )43‬وساق أبو الفرج في األغاني (‪ )71/2‬بسنده عن محمد بن‬
‫ً‬
‫معن الخبر مختلفا‪ ،‬وفيه أن ابن عم له وقف عليه‪ .‬واقتصر على البيتين األولين‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫احق((( َص��دق��ات كعب ب��ن ربيعة‪،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫عائشة‪ ،‬ع��ن أبيه ق��ال‪ :‬وِل� َ�ي ن��وف��ل ب��ن مس ِ‬
‫ف�ن� َ‬
‫ُ‬
‫يلعب‬ ‫�زل ب� َ�ج� ْ�م��ع م��ن تلك ال�م�ج��ام��ع‪ ،‬ف �رأى ق�ي� َ�س ب��ن م�ع��اذ ال�م�ج�ن��ون‪ ،‬وه��و‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ب��ال�ت�راب‪ .‬ف��دن��ا م�ن��ه‪ ،‬وك�ل�م��ه‪ ،‬فجعل ي ِجيبه ب�خ�لاف م��ا يسأله ع�ن��ه‪ ،‬ف�ق��ال له‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫رجل من أهله‪ :‬إن أردت أن ُيكلمك كالما صحيحا‪ ،‬فاذكر له ليلى‪ .‬فقال له‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫�ل‪ُ :‬أت��ح� ُّ‬
‫�ب ليلى؟ ق��ال‪ :‬ن�ع��م‪ .‬ق��ال‪ :‬فحدثني َح� ِ�دي�ث��ك معها‪ .‬ق��ال‪ :‬فجعل‬
‫ُ‬
‫ن��وف�‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ ُ ُ‬
‫شعره فيها‪ ،‬فأنشأ يقول(((‪[ :‬الكامل]‬ ‫ُينشده‬
‫ُ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫�ث ِس� َ�وى‬ ‫�ت ع��ن َف� ْ�ه��م ال� َ�ح��د ْ‬ ‫ُ‬
‫َوش� ِ�غ �ل�‬
‫ُ‬
‫م� � ��ا ك� � � � ��ان ف� � �ي � � ِ�ك وأن � � � ��ت � � � � ُ�م ش� ��غ� � ِ�ل� ��ي‬ ‫�‬
‫ِ ِ‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫ْ َ ُ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ِّ‬
‫وع ��ن ��دك ��م ع��ق� ِ�ل��ي‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫�ت‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ه‬
‫أن ق � ��د ِ‬
‫�‬ ‫ف‬ ‫وأ ِدي � � � � � � � ��م ن� � ��ح� � ��و م� � ��ح� � ��د ِث� � ��ي ِل � ��ي � ��رى‬
‫َ ُ‬
‫وأنشده(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ْ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬
‫وارتادت ِح َمى القل ِب َحل ِت‬ ‫��بها السير‬ ‫َس َرت في َس َو ِاد القل ِب حتى إذا انت َ�َهى‬
‫َ ْ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ف��ل �ل� َ�ع� ْ�ي��ن َت � ْ�ه � َ�م � ٌ‬
‫�ت‬ ‫ْ َ ٌ‬
‫ِول�ل��ق�ل� ِ�ب ِوس� � ��واس إذا ال��ع��ي��ن م� ِ‬
‫�‬ ‫�ل‬ ‫�ب َم��ل� َ�ه��ا‬ ‫�ال إذا ال ��ق �ل �‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ ْ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الق ْلب َش ْي ٌء م َن َ‬ ‫َ‬
‫�ت‬ ‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫أق‬ ‫أم‬ ‫ت‬ ‫�ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ث‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫اه‬‫�و‬ ‫�‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ى‬ ‫أل ْخ� � � َ‬
‫�ر‬ ‫اله َوى‬ ‫ِ‬ ‫ووالله ما في‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫وأنشده(((‪[ :‬الوافر]‬

‫((( العامري القرشي‪ ،‬تابعي شريف في قومه‪ ،‬له مقام وقدر وش��رف‪ ،‬ولي قضاء المدينة‬
‫ً‬
‫والسعاية‪ ،‬وكان مقدما عند الوليد بن عبداللملك‪ ،‬توفي نوفل بعد سنة (‪91‬ه) حيث‬
‫حضر الحج م��ع الوليد وك��ان الوليد ح��ج ف��ي ه��ذا ال�ع��ام‪ .‬الطبقات الكبرى (‪،)238/7‬‬
‫جمهرة نسب قريش (‪ ،)943/2‬تاريخ الطبري (‪.)467/6‬‬
‫((( البيتان في ديوانه المجموع (ص‪.)182‬‬
‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)68‬‬
‫((( البيتان من قصيدة مجمعة في ديوانه المجموع (ص‪.)83‬‬

‫‪62‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ َّ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ َّ َ َ َ َ‬
‫�ل ال��ده� ِ�ر ِذك� َ�راه��ا َج ِد ْيد‬
‫(((‬ ‫الصدف ْي ِن ل ْيلى‬
‫وك �‬ ‫ذكرت ع ِشية‬
‫ْ َ ْ ُ (((‬
‫َ ُ ُ ُ ُّ َ َ‬ ‫ٌ ْ ُ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫�ب ل ْيلى أم ي ِزيد‬ ‫ع��ل� َّ�ي ِأل � َّ�ي ��ة إن ك��ن��ت أد ِري‬
‫أي��ن��ق��ص ح�‬
‫بيتا وق� َّ�ي� َ�د ُه‪ ،‬وق��ال‪ُ :‬أعالجه‪ .‬فأ َ‬
‫كل لحمَ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫نوفل ذلك منه أدخ��ل��ه‬ ‫فلما رأى‬
‫َ ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫وأخرجه‪ ،‬فكان يأوي مع الوحوش‪.‬‬ ‫فحله‬ ‫ذراعيه وكف ْي ِه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ ٌ‬
‫وك��ان��ت ل��ه د اي��ة َّرب�ت��ه صغيرا‪ ،‬فكان ال ي��أل��ف غيرها‪ ،‬وال ي�ق��رب منه أح��د‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تخرج في طلبه في البادية‪ ،‬وتحمل له الخبز والماء‪ُ ،‬فر َّبما‬ ‫سواها‪ ،‬فكانت‬
‫أ َ‬
‫كل بعضه‪ ،‬وربما لم يأ كل‪ .‬فلم يزل على ذلك حتى مات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الت ِم ْي ُّ‬ ‫ُ‬
‫مي‪ ،‬حدثني سعد‬ ‫[‪ ]38‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬حدثني أبو عبدالله‬
‫احق‪ ،‬أنه قال‪:‬‬ ‫ُ َ‬ ‫رجل من عبدالقيس‪ ،‬حدثني أبي‪ ،‬عن َن ْ‬ ‫ٌ‬ ‫(((‬ ‫ُ َ‬
‫فل بن مس ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫؛‬ ‫اء‬ ‫ض‬ ‫بن الم‬
‫ُ‬
‫فقلت لرجل من بني عامر‪ :‬أح ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫قيس‬‫ب أن أرى َ‬ ‫قات كع ِب بن ربيعة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِوليت صد ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫وأس َم َع منه‪ .‬فقال لي‪ :‬إذا َأردت أن ت ْستخ ِر َج ما عنده َفع ِّرض له بشعر‬ ‫بن معاذ‪ْ ،‬‬
‫ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ُْ ُ َ ُْ‬ ‫ُ َّ‬
‫فأصبته يوما في ظل َأراك ٍة ُيحدث نفسه‪.‬‬ ‫رقيق من أشعار العشاق‪ .‬قال‪ :‬فطلبته‬
‫ُ َ ْ (((‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ‬
‫قال‪ :‬فق ُربت منه‪ ،‬وكأني ال أريده‪ ،‬وأنشدت قول قيس بن ذريح ‪[ :‬الطويل]‬
‫ْ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫أ لاَ ي��ا ُغ� � � َ�ر َ‬
‫اب ال� َ�ب� ْ�ي� ِ�ن َو ْي � َ�ح ��ك ن� ِّ�ب� ِ�ن��ي‬
‫ب � ِ�ع ��ل � ِ�م ��ك ف ��ي ل � ْ�ب ��ن ��ى وأن� � � ��ت خ� ِ�ب �ي� ُ�ر‬

‫((( الصدفين‪ :‬موضع لعله في ديار الحريش باألفالج‪.‬‬


‫َّ َ‬
‫علي ق َسم‪.‬‬ ‫((( َّ‬
‫علي ألية‪:‬‬
‫((( تاريخ دمشق (‪ )96/59‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬
‫((( ال�م�ض��اء‪ :‬ك�ت��ب ف��ي األص��ل ال�ه�م��زة ل�ه��ا ذي��ل ط��وي��ل ح�ت��ى اش�ت�ب�ه��ت ب��ال �راء‪ ،‬واالس�ت��رش��اد‬
‫بتاريخ دمشق‪.‬‬
‫((( األبيات من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)49‬‬

‫‪63‬‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ لاَّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫�اح ك � ِ�س � ْ�ي � ُ�ر‬ ‫�يء ع� ِ�ل� ْ�م��ت��ه ف �ل�ا ِط� � � � ْ�رت إ وال� ��ج� ��ن� �‬ ‫ف ��إن أن� ��ت ل � ْ�م ت��خ� ِ�ب� ْ�ر ب��ش� ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ود ْرت ب� � ��أع� � ��د ٍاء َح � ِ�ب ��ي � ُ�ب ��ك ِف � ْ�ي � ِ�ه � ُ�م ك �م��ا ق � ��د ت � � َ�ر ِان � ��ي ب ��ال � َ�ح � ِ�ب � ْ�ي � ِ�ب أد ْو ُر‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫قال‪ :‬فت َه َّي َج‪ ،‬وقال‪ :‬أنا والله أش َع ُر منه‪ ،‬أنا الذي أقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫�ت ب� � َ�ل� � ْ�و َ‬ ‫ْ َ‬ ‫�ك َش��اح� ٌ‬ ‫ُ َ َ َْ َ ُْ َ‬ ‫لاَ‬
‫�ات ال� � � ِ�ف� � � َ�ر ِاق َج� � ِ�د ْي� � ُ�ر‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫وأن � � � �‬ ‫�ب‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ن‬‫�و‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫�ن‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�ي‬‫�‬ ‫�ب‬‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫اب‬
‫�ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫غ‬ ‫�ا‬‫�‬ ‫ي‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وب � � ِّ�ي � � ْ�ن ل ��ن ��ا م ��ا ق� ��ل� ��ت ِح� � ْ�ي� � َ�ن ت � ِ�ط � ْ�ي � ُ�ر‬ ‫َ‬ ‫ف� َ�ب� ِّ�ي� ْ�ن ل��ن��ا م ��ا ق ��ل ��ت إذ أن � ��ت َو ِاق � � ٌ�ع‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫�ك ح� ًّ�ق��ا م��ا َت� ُ�ق� ْ�و ُل ف� ْ‬ ‫ْ َ ُ‬
‫�اح ك� ِ�س� ْ�ي� ُ�ر‬ ‫ه � ُ�م � ْ�و ُم ��ك ش ��ت ��ى وال ��ج ��ن �‬ ‫�أص� َ�ب� ْ�ح��ت‬ ‫ف ��إن ي �‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُْ ً َ ْ ً َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك� َ�م��ا ل ��ي � َ�س ِل ��ي ِم� � ْ�ن ظ� ِ�ال �م� ِّ�ي ن� ِ�ص� ْ�ي� ُ�ر‬
‫�اص� ٍ�ر‬
‫وال ِزل� � ��ت م � ��ط � ��رودا ع � ِ�دي� �م ��ا ِل� ِ‬
‫�‬ ‫�ن‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬قاتل الله قيسا حيث يقول(((‪[ :‬الطويل]‬

‫اج ُع‬
‫َ َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ْ َ َّ ْ‬
‫�اج ��ع‬ ‫�‬ ‫�ت ُل� َ�ب� ْ�ي� َ�ن��ى ��ب � َ‬
‫�ه‬
‫ْ َ َ ْ‬
‫ف� َ�م��ا أن ��ا إن ب ��ان �‬
‫�ال المض ِ‬‫إذا م��ا اط��م��أن��ت ب��ال��رج� ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ (((‬ ‫�اوره م � ْ�ن� �ه ��ا ن � � َ�ك � � ٌ‬
‫�اس َر َو ِادع‬
‫ُ‬
‫ت� � �ع � �‬ ‫الج َوى‬‫الم ْر ُء ُم ْس َت ْشع َر َ‬ ‫ف َي َن ُام َ‬ ‫و َك ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فقال‪ :‬أنا ْأش ُ‬
‫عر منه‪ ،‬أنا الذي أقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َم��ك� ْ�ي� َ�ن��ان م � ْ�ن َق �ل��ب ُم��ط� ْ�ي��ع َ‬ ‫ُّ لاَّ َ‬
‫وس� ِ�ام��ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫�اص� � َ�م ال � َ�ب � ْ�ي � ِ�ن ُح� ُّ�ب �ه��ا‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬‫خ‬ ‫وم� ��ا ِب � ��ت إ‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫��بها النف ُس ِعن ِدي ِم ْن خ ِص ْي ٍم وش ِافع‬ ‫ت � َ�ب ��ارك ِّرب ��ي ك� ْ�م ِل��ل� ْ�ي��ل��ى إذا ان��ت� َ�ح��ت‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫قيسا َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يقول(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫حين‬ ‫قاتل الله‬ ‫قال‪ :‬قلت‪:‬‬

‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)109‬‬


‫((( البيتان من قصيدته العينية المشهورة في ديوانه المجموع (ص‪.)59‬‬
‫((( النكاس‪ :‬عودة المرض بعد الشفاء‪.‬‬
‫((( البيتان في ديوانه المجموع (ص‪.)155‬‬
‫((( البيتان من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)121 ،120‬‬

‫‪64‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫لاَ َ‬
‫أ ل � � ْ�ي � ��ت َّأي� � ��ام� � ��ا َم � ��ض � � ْ�ي � � َ�ن ت � ��ع � � ْ�ود‬
‫ف� � ��إن ع � � � ��دن ل � ْ�ب ��ن ��ى إن � � ِ�ن � ��ي ل � َ�س � ِ�ع � ْ�ي ��د‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ف�لا ال � َ�ي ��أ ُس ُي� ْ�س� ِ�ل� ْ�ي� ِ�ن��ي وال ال��ق� ْ�ر ُب��ن� ِ�اف� ٌ�ع‬
‫َول � � ْ�ب � ��ن � ��ى َم� � ��ن� � ��وع م� ��ا ت� � ��ك� � ��اد ت� � ُ�ج� ��ود‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫فقال‪ :‬أنا أش َع ُر منه‪ ،‬أنا الذي أقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ك� َ�م��ا ه � ��ش ِل� �ل ��ث ��دي ال� � � � ��د ُر ْو ِر َ ِول � ْ�ي ��د‬ ‫إذا ذ ِك � � َ�رت ل� ْ�ي��ل��ى ه��ش��ش��ت ِل� ِ�ذك� ِ�ره��ا‬
‫ُ‬ ‫ب� � �ن�َ � � ْ�ف � ��س � � َ�ي ل � � � ْ�و َع� � َ�اي� � ْ�ن� � ُ�ت � �ه� ��ا ُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ألج� � � � � ْ�ود‬ ‫ِ‬ ‫وت � � ْ�ر ِج � � ُ�ع ِل� ��ي ُر ْو ُح ال � َ�ح � َ�ي � ِ�اة وإن� �ن ��ي‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬قاتل الله قيسا حين يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ‬ ‫ُأري� � � � ُ�د ُس � � ُ�ل � � َّ�و ًا َع � � ْ�ن ُل � َ�ب � ْ�ي � َ�ن ��ى وذ ْك� ��ره� ��ا َف � َ�ي � ْ�أ َب ��ى ُف � � � َ�ؤادي ال� ُ�م �س� َ�ت� َ�ه� ُ‬
‫�ام ال� ُ�م��ت� َّ�ي� ُ�م‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اي ف� ِّ�إن��ي َذاه � � ُ‬ ‫�ت َم� َ�ك� َ�ان� ُ�ه س � � َ�و َ‬ ‫ُ ٍّ َ ْ ُ‬ ‫َص� َ�ح��ا ُك� � ُّ‬
‫�ب ال� َ�ع��ق� ِ�ل ُم��غ� َ�ر ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ل ِذي ود ع� ِ�ل��م�‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬
‫�اودن � ��ي ِم � � ْ�ن ذاك م ��ا ال �ل��ه ْأع ��ل � ُ�م‬ ‫إذا ق ��ل ��ت ْأس ��ل � ْ�وه ��ا ت� �ع � َّ�رض ِذك � ُ�ره ��ا وع � �‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫قال‪ :‬أنا أش َع ُر منه‪ ،‬أنا الذي أقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ْ‬ ‫َّ ُ ْ َ َ ْ‬ ‫�ك َل� ْ�ي� َ�ل��ى ال� َ‬‫ْ َ ُ‬
‫�ب َغ �ي��ر َي َتن�ْقمُ‬ ‫�ت على ال� َّ�ن��أي م� ِّ�ن��ي َذن� َ‬ ‫�‬‫�ح‬ ‫�‬ ‫�ب‬ ‫�‬‫أص‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫ي‬
‫�ر‬ ‫�‬ ‫�ام‬ ‫�‬ ‫�ع‬ ‫ف ��إن ت �‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ْ َ ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫فما ذاك ِم� ْ�ن ذن � ٍ�ب أ ك � ْ�ون اج��ت� َ�رْم��ت��ه إل � ْ�ي �ه ��ا ف ��ت � ْ�ج � ِ�ز ْي � ِ�ن ��ي ب� � ِ�ه َح � ْ�ي ��ث ْأع ��ل � ُ�م‬
‫ْ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َول � ��ك � � َّ�ن إ ْن � � َ�س � ��ان � � ً�ا إذا َم� � � َّ‬
‫�ل َ‬
‫�او َل َص� � ْ�رم� ��ا ل� � � ْ�م َي� � � � َ�زل َي ��ت � َ�ج � َّ�ر ُم‬‫وح� � � � � َ‬
‫َ‬ ‫�اح� �ب ��ا‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬قاتل الله قيسا حين يقول(((‪[ :‬الطويل]‬

‫((( البيتان من قصيدة تنسب لقيس بن ذريح في ديوانه المجموع (ص‪.)120‬‬


‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)107‬‬
‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪ ،)189‬واألبيات الثالثة تنسب لنصيب من ستة أبيات‬
‫ُ‬
‫في األغاني (‪ )172/15‬وذكر أبو الفرج أن الثالثة األول تنسب للمجنون‪.‬‬
‫((( األبيات ومعها رابع في ديوانه المجموع (ص‪.)150‬‬

‫‪65‬‬
‫ُ ُ‬ ‫�ل ل � � َ�ق � � ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫�اء ف � ��ي ال � � َ�م � ��ن � � ِ�ام َي � ��ك � � ْ�ون‬ ‫ل � � َ�ع � � َّ‬ ‫وإن ��ي أله� � َ�وى ال��ن� ْ�و َم ف��ي غ� ْ�ي� ِ�ر ِح� ْ�ي� ِ�ن� ِ�ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬
‫�ام أن� � � ��ي َأراك � � � � � ُ�م‬ ‫ُت � � َ�ح � � ِّ�د ُث � ��ن � ��ي ْ‬
‫ف � َ�ي ��ا ل� � ْ�ي� ��ت ْأح� � �ل� ��ا َم ال� � َ�م� ��ن� � ِ�ام َي � ِ�ق � ْ�ي � ُ�ن‬ ‫األح� � �ل� � �‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫وأن� � � ��ي ب� ��ك� � ْ�م ل � � ْ�و ت ��ع ��ل � ِ�م� �ي � َ�ن ض � ِ�ن � ْ�ي � ُ�ن‬ ‫ش� � ِ�ه� ��دت ب ��أن ��ي ل� � ْ�م أخ� ��ن� � ِ�ك َم � َ�ودت ��ي‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫�واك وإن ق� � ��ال� � ��وا ل� � ��ه س �ي �ل �ي � ُ�ن‬
‫س� � � � � � ِ‬ ‫وأن ف � � � ��ؤادي ال ي �ل �ي ��ن إل� � ��ى ه� � ً�وى‬

‫ُ‬
‫أشعر منه‪ ،‬أنا الذي أقول(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫قال‪ :‬أنا‬

‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َم� َ�ض��ى َزَم � � ٌ�ن َوال� � َّ�ن� � ُ‬


‫�اس ال َي� َ�أم��ن� ْ�ون� ِ�ن��ي‬
‫وإن� � � ��ي ع� �ل ��ى ل� � ْ�ي� ��ل� ��ى ال � � ��غ � � ��داة ِأم� � ْ�ي� � ُ�ن‬
‫َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ن � َ�ع � ْ�م ِب� � َ�ي ِم� � ْ�ن ل� ْ�ي��ل��ى ال� ��غ� ��داة ُج ��ن � ْ�ون‬ ‫ُي� َ�س� ُّ�م��ون� ِ�ن��ي ال� َ�م� ْ�ج��ن��ون ِح� ْ�ي� َ�ن َي� َ�ر ْون� ِ�ن��ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]39‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬أخبرني إسحاق بن محمد‪ ،‬حدثني أبو‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫األن� َ�ص� َّ‬
‫�اري‪،‬‬ ‫األح� َ�و َص بن محمد‬
‫مجنون بني عامر ْ‬ ‫الن َم ُّ‬
‫يري‪ ،‬ق��ال‪ :‬ل� ِ�ق� َ�ي‬ ‫ُمعاذ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِّ ْ‬
‫األحوص ُيحدثه وهو‬ ‫فجعل‬ ‫فقال له‪َ :‬حدث ِني حديث ع ْروة بن ِح َزام(((‪ .‬قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يسمع‪ ،‬حتى فرغ من حديثه‪ ،‬ثم أنشأ يقول(((‪[ :‬الوافر]‬
‫ْ َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ ُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫َأح � � � � ِ�اد ْي� � � � �ث � � � ��ا ِل� � � � ��ق� � � � � ْ�وٍم َب � � ��ع � � ��د ق � � � � � ْ�وِم‬ ‫ع � ِ�ج � ْ�ب ��ت ل � ��ع � � ْ�ر َوة ال� � ��ع� � ��ذ ِر ِّي ْأم � َ�س ��ى‬
‫وه � � � ��ا َأن � � � ��ا َذا ُأ َم� � � � � � � � َّ�و ُت ُك � � � � َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫�ل َي � � � � ْ�وِم‬
‫َ‬ ‫وع� � � � � � ْ�ر َوة َم � � ��ات َم � � ْ�وت � ��ا ُم � ْ�س ��ت � ِ�ر ْي� �ح ��ا‬

‫((( البيتان ومعهما ثالث في ديوانه المجموع (ص‪.)206‬‬


‫((( مصارع العشاق (‪ )75/2‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في ذم الهوى (ص‪ ،)360‬وعنه‬
‫في نزهة المسامر (ص‪.)44‬‬
‫((( خبر عروة بن حزام وعفراء في األغاني (‪.)145/24‬‬
‫((( البيتان في ديوانه المجموع (ص‪.)199‬‬

‫‪66‬‬
‫ذم ُّي للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫[‪ ]40‬أنشدنا محمد خلف‪ ،‬أنشدنا القح ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ُ ْ ً‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫�اء ُم ��ل ��ق ��ى ِر َح ��ال� �ه ��ا‬ ‫�ف ذات َي � � � � ْ�وٍم ل � ِ�ق � ْ�ي ��ت ��ه ب � َ�م ��ك ��ة واألن� � ��ض� � �‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬‫إلل‬ ‫أق � � � ��ول‬
‫َ ُ‬ ‫َأض � � َّ�ر ب��ج� ْ�س��م��ي م� � ْ�ن َزَ‬ ‫َ ْ َ َ َّ‬ ‫ِّ َ ْ‬
‫�ان خ� َ�ي��ال �ه��ا‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫ب � � َ�رب � ��ك أخ � � ِ�ب � � ْ ِ�رن � ��ي أل� � � ��م ت � ��أث � � ِ�م ِ‬
‫�ت‬ ‫�‬ ‫ال‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َ ٌ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫وب ��ل � َ�وى ف��ي ال � َ�ح � َ�ي � ِ�اة ت��ن��ال �ه��ا‬ ‫ف ��ق ��ال َب ��ل ��ى وال� �ل � ِ�ه َس � � � ْ�وف َي� َ�م� ُّ�س� َ�ه��ا ع� � ��ذاب‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬
‫ف��ق��ل��ت ول � � ْ�م ْأم � ِ�ل ��ك َس� � َ�واب� ��ق ع � ْ�ب � َ ٍ�رة َس ِر ْيع على َج ْي ِب الق ِم ْي ِص ان ِه َمالها‬
‫ٍ‬
‫ُّ ْ َ ْ ً َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ع� ��ف� ��ا ال � �ل� ��ه ع ��ن� �ه ��ا ذن� � َ�ب � �ه� ��ا وأق� ��ال � �ه� ��ا وإن ك� ��ان ف ��ي ال ��دن� �ي ��ا ق � ِ�ل ��ي�ل�ا ن��وال �ه��ا‬
‫ُّ َ ُّ (((‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]41‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬أخبرني أبو يعقوب النخ ِع ُّي‪ ،‬أخبرنا التبعي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أو غ�ي��ره‪ ،‬ق��ال‪ :‬ك��ان مجنون بني ع��ام��ر يبلغ ب��ه األم� ُ�ر حتى يمشي ع��ري��ان��ا‪ ،‬وال‬
‫�رب ال َت� ِّ‬
‫�زو ُج‬ ‫يتكل ُم ب��ه إ لاّ أن ي�ج��ري ذ ْك� ُ�ر ليلى‪ .‬وك��ان��ت ال�ع� ُ‬ ‫ّ‬
‫�ب ف��ي ش��يء‬ ‫ُي��ص�ي� ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫عاشقا‪ ،‬وال في عام َس َنة(((‪ ،‬فذلك الذي َم َن ُ‬ ‫ً‬
‫زو ُجوا المجنون من ابنة‬ ‫عهم أن ُي ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ ً‬ ‫ُْ‬ ‫عمه‪ .‬وقالوا‪َ :‬ز ِّو ُجوها ِّ‬
‫بالس ِّر منه‪ .‬وكان ُصعلوكا‪َ .‬فز َّو ُجوها من غيره‪ ،‬فذلك‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫حيث يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ ُ َ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫�يء وال أه� � ِ�ل� ��ي ُي� � ِ�رْي� ��د ْون � �ه� ��ا ِل� َ�ي��ا‬ ‫أرى أه � ��ل ل� ْ�ي��ل��ى ال ي � ِ�ري ��دون � ِ�ن ��ي ل�ه��ا ِب � ��ش � � ٍ‬
‫َ‬
‫َ ُ ُْ َ َْ َ ْ ُ‬
‫�ل َب � ْ�ي ��ت َع � � � َ�د َاوة ب� �ن�َ � ْ�ف ��س � َ�ي َل � ْ�ي � َ�ل ��ى م � � ْ�ن َع � � � ٍّ‬
‫�دو َو َم � ِ�ال � َ�ي ��ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي ��ق ��ول ��ون ل��ي��ل��ى أه � �‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]42‬أن �ش��دن��ا م �ح �م��د ب ��ن خ �ل��ف‪ ،‬ق� ��ال‪ :‬وأن �ش��دن��ا أب ��و ع� �م ��رو ال��ش �ي �ب��ان� ُّ�ي‬

‫((( مصارع العشاق (‪ )76/2‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬


‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)177‬‬
‫((( في الهامش‪ :‬في نسخة «العتبي» بدل «التبعي»‪.‬‬
‫((( السنة‪ :‬الجدب‪.‬‬
‫((( البيتان من قصيدة له في ديوانه المجموع (ص‪.)236‬‬

‫‪67‬‬
‫للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ي � ��ق � � ُّ�ر ب ��ع � ْ�ي � ِ�ن ��ي ق� � � ْ�ر��ب� � ��ه� � ��ا وي � � ِ�زي � ��د ِن � ��ي ��ب � َ�ه ��ا ك��ل �ف��ا َم� � ْ�ن ك� ��ان ِع ��ن � ِ�دي َي� ِ�ع� ْ�ي� ُ�ب�ه��ا‬
‫ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫�ال ُت� � ْ‬ ‫و َك� � ْ�م َق ��ائ ��ل ق � ْ�د ق� � َ‬
‫ِوت � ��ل � ��ك ل� � َ�ع� � ْ�م� � ِ�ري ت � � ْ�و َب � ��ة ال أت� � ْ�و��ب � �ه� ��ا‬ ‫�ب ف� َ�ع� َ�ص��ي��ت��ه‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]43‬وأن �ش��دن��ا م�ح�م��د ب��ن خ �ل��ف‪ ،‬ق ��ال‪ :‬أن �ش��دن��ا أب��و ح��ات��م ال� ِّ�س� ِ�ج� ْ�س��ت��ان� ُّ�ي‬
‫للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫عفا الله عن ل ْيلى وإن سفكت د ِمي ف��إن��ي وإن ل � ْ�م ت � ْ�ج � ِ ِ�زن ��ي غ � ْ�ي � ُ�ر َع� ِ�ات� ِ�ب‬
‫(((‬ ‫[وقد] ُي ْش َتكى َالب ْل َوى إلى ِّ‬
‫كل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َع� �ل � ْ�ي� �ه ��ا وال ُم � � ْ‬
‫احب‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫�ة‬ ‫�‬ ‫�‬‫�اي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ك‬ ‫�‬ ‫�‬‫ش‬‫ِ‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫�ي‬ ‫�‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫�د‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ب‬
‫ْ ُ ِّ َ َ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫�ب َل� ْ‬ ‫�ب م� ْ�ن ُح� ِّ‬ ‫َُ ُ‬
‫�ول� ْ�و َن ُت� ْ‬
‫�ب ل� ْ�ي��ل��ى ِب��ت� ِ�ائ� ِ�ب‬ ‫وذك� ِ�ره��ا وم��ا ِخ��ل��ت� ِ�ن��ي ِم��ن ح�‬ ‫ِ‬ ‫�ى‬
‫�‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫�ي‬ ‫ِ‬ ‫ي��ق�‬
‫َ َ‬
‫�ري‪ ،‬ع��ن ع��ط��اء بن‬ ‫[‪ ]44‬أخبرنا((( م�ح�م� ُ�د ب��ن خ �ل��ف‪ ،‬ق ��ال‪ :‬وق ��ال ال� ُ�ع� َ�م� ُّ‬
‫المجنون مع قوم في َس َفر‪َ ،‬فب ْينا هم يسيرون إذا ْان َش َع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب لهم‬ ‫خرج‬ ‫ُمصعب‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫طريق إلى الماء الذي كانت عليه ليلى‪ ،‬فقال المجنون ألصحابه‪ :‬إن رأيتم أن‬
‫َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُّ‬
‫وعذلوه‪ ،‬فقال لهم‪:‬‬ ‫تظ ُروني حتى آتي((( إليكم؟ فأبوا عليه‪،‬‬ ‫تحطوا وت ْرعوا وتن ِ‬
‫فأض َّل بعيره أ ُك ْنتم ُمق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُْ ُ‬
‫يمين‬ ‫ِ‬ ‫حر َم بكم‪،‬‬
‫وت َّ‬ ‫أنشدك ُم الله‪ ،‬لو أن رجال َص ِح ُبكم‪،‬‬

‫((( البيتان من خمسة أبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)56‬‬


‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)61‬‬
‫((( ما بين معقوفين زيادة كانت في األصل فيما يظهر‪ ،‬فطغى عليها الحبر‪ ،‬أو ضرب عليها‬
‫أحدهم‪ ،‬وبدونها يختل الوزن‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )99/2‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في ذم الهوى (ص‪ ،)363‬وعنه‬
‫في نزهة المسامر (ص‪.)49‬‬
‫((( فوق «إليكم» تضبيب‪ ،‬وفي الهامش‪« :‬خ‪ ،‬آتي الماء»‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫فوالله لليلى ْأع ُ‬ ‫ً‬
‫ظم ُح ْرمة من‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫يطلب بعيره؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫عليه يوما حتى‬
‫البعير‪ .‬وأنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‬

‫وب� ْ�ي� َ�ن� َ�ه��ا س� � � � � َ�وى َل � � ْ�ي � � َ�ل � ��ة إن � � ��ي ًإذا َل � � َ�ص � � ُ�ب � ��ورُ‬ ‫َأ ْأت� � � � � ُ�ر ُك َل � ْ�ي � َ�ل ��ى َل � ْ�ي � َ�س َب � ْ�ي ��ن ��ي َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�رأ م � ْ�ن � ُ�ك ��م َأض� � � َّ‬‫ْ ً‬
‫�ام َك � ��ب � � ْ�ي � ��رُ‬‫�ل َب ��ع � ْ�ي � َ�رُه َل� � � � � ُ�ه ذ ّم� � � � � � � ٌ�ة َّإن ال� � � � � ِّ�ذ َم� � � � � َ‬ ‫َ ْ‬
‫ه � ُ�ب ��وِن ��ي ام� � � � َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫�روك ْأع� َ�ظ� ُ�م ُح� ْ�رَم� ً�ة ع�ل��ى َص ��اح ��ب م� � ْ�ن ْأن َي ��ض � َّ‬ ‫ُ‬ ‫�ب ال� َ‬ ‫َول�ل� َّ�ص��اح� ُ‬
‫�ل َب� ِ�ع� ْ�ي� ُ�ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫�م‬ ‫ِ‬
‫�ت ُح� � ْ�ك � �م� � ً�ا َع � �ل� � َّ�ي َت � � ُ�ج � � ْ�ورُ‬ ‫َع � َ�ف ��ا ال� �ل � ُ�ه َع� � ْ�ن َل� ْ�ي� َ�ل��ى ال� � َ�غ� � َ�د َاة ف� َّ�إن�ه��ا َ َ َ ْ‬
‫إذا ِول� � ��ي� � �‬

‫جع‪.‬‬ ‫حتى َم َضى َ‬


‫ور َ‬ ‫ّ‬
‫فأقاموا عليه‬ ‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وذكر محمد بن حبيب‪ ،‬عن هشام‬ ‫[‪ ]45‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫وغ ْيث َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫يباني‪ ،‬عن ابن د أب‪ ،‬عن‬ ‫الش ِّ‬ ‫اهلي‪ ،‬وأبي عمرو‬ ‫ِ‬ ‫الب‬ ‫ٍ‬ ‫بي‪،‬‬ ‫ل‬ ‫بن محمد الك‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫�اج��ا‪ ،‬حتى إذا كنت‬ ‫�ت ح� ًّ‬ ‫َر َب ��اح(((‪ ،‬ق��ال‪ :‬حدثني بعض المشايخ ق��ال‪ :‬خ��رج�‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫تلك الجبال‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫فصعدت إليهم‪ ،‬فإذا معهم فتى‬ ‫جبل من‬ ‫ٍ‬ ‫على‬ ‫جماعة‬ ‫بمنى؛ إذا‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫�دن� ُ�ه َن��اح� ٌ‬‫َ ُ َّ َ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫وأراه��م ُي ْمسكونه‪،‬‬ ‫�ل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أب�ي��ض َح َس ُن((( ال� َ�و ْج��ه‪ ،‬وق��د ع�لاه ال��ص��ف��ار‪ ،‬وب�‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫خرج به أبوه‬ ‫قيس الذي ُيقال له المجنون‪،‬‬ ‫ألتهم عنه‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا ٌ‬ ‫قال‪ :‬فس‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ‬ ‫ِل َما ُبل َ‬
‫فلعل الله أن‬ ‫وقبر محمد ♠‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ام‪،‬‬
‫ر‬ ‫الح‬ ‫الله‬ ‫ببيت‬
‫ِ‬ ‫له‬ ‫جير‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫به‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬

‫((( األبيات له في ديوانه المجموع (ص‪ ،)108‬وأوردها الزمعي في شعر أبي دهبل (ص‪)77‬‬
‫من ثمانية أبيات‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )78/2‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في ذم الهوى (ص‪ ،)357‬وساقه‬
‫في المنتظم (‪ )105/6‬من طريق آخر عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)34‬‬
‫((( رباح بن حبيب العامري‪.‬‬
‫((( حسن‪ :‬سقطت من المتن فألحقها في موضعها فوق السطر‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫خاف أن َي ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ ُ‬ ‫ُ‬
‫نفس ِه‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫قالوا‪:‬‬ ‫ونه؟‬ ‫سك‬ ‫ُيعافيه‪ .‬قال‪ :‬قلت لهم‪ :‬فما لكم تم‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ ً ُْ‬
‫جناية تت ِلفه‪ .‬ق��ال‪ :‬وه��و ي�ق��ول‪ :‬دع��ون��ي أتن َّس ُم َص َبا نجد‪ .‬فقال لي بعض ُهم‪:‬‬
‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫ليس َيعرفك‪ ،‬فلو شئت د ْنوت منه‪ ،‬فأخ َبرته أنك ق ِد ْمت من نجد‪ ،‬وأخ َبرته‬
‫ٌ َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫رجل ق ِد َم من‬ ‫قيس‪ ،‬هذا‬ ‫نوت منه‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا ُ‬ ‫عنها‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬أفعل‪ .‬فد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ َّ‬
‫نجد‪ .‬قال‪ :‬فتنف َس حتى ظننت أن كبده قد تصدعت‪ ،‬ثم جعل ُي َسائلني عن‬
‫ُ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ‬
‫واد‪ ،‬وأنا أخ ُبره وهو يبكي‪ ،‬ثم أنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫ضع موضع‪ ،‬وو ٍاد ٍ‬ ‫َم ْو‬
‫ٍ‬
‫َ ْ (((‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ ُ ُ‬ ‫َ ْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أ لاَ َ‬
‫وأر َو ُاح � ��ه إن ك��ان ن� ْ�ج��د على العه ِد‬ ‫ْ‬ ‫�ب ت � � َ�ر ِاب � � ِ�ه‬ ‫وط � ��ي � �‬ ‫ِ‬ ‫�د‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�ج‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫�ذ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫َّ‬
‫�ب‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ح‬
‫ْ ََ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫أال ل� ْ�ي��ت ِش��ع� ِ�ري ه��ل ع� َ�و ِارض��ت��ي قنا لط ْو ِل الليالي هل تغ َّي َرتا َبعدي((( [‪/7‬أ]‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫وع� ��ن ج� َ�ارت �ي��ن��ا ب��ال��ن��ت� ْ�ي� ِ�ل إل��ى ال� ِ�ح� َ�م��ى على ع ْه ِدنا ْأم ْلم تد ْو َما على العه ِد‬
‫َ ْ (((‬

‫(((‬ ‫َ‬ ‫هل َت ُه ُّ‬ ‫ْ‬ ‫الخ َز َ‬ ‫ُ‬


‫ت‬
‫َ َ ْ‬
‫�ر‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫إذا‬ ‫�اح‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫وع� ��ن ُع � َ�ل ��و َّي ��ات ال� � ِّ�رَ‬ ‫َ‬
‫جد‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫على‬ ‫ب‬ ‫ى‬ ‫ام‬ ‫يح‬ ‫بر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫ً َ ْ (((‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وع � ْ�ن ُأ ْق � ُ�ح ��وان ال� َّ�رْم��ل َم��ا ه � َ�و َص��ان� ٌ‬
‫�ع‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫إذا ه� ��و أس � ��رى ل��ي��ل��ة ب ��ث ��رى ج ��ع � ِ�د‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]46‬أنشدنا محمد ب��ن خلف‪ ،‬ق��ال‪ :‬وأنشدني أب��و ت ْو َبة(((‪ ،‬أنشدني أبو‬

‫((( األبيات من قصيدة له في ديوانه المجموع (ص‪.)90‬‬


‫((( األرواح‪ :‬جمع ريح‪.‬‬
‫ً‬
‫((( أ كمل العجر في الهامش ط��وال‪ .‬ال�ع��ارض‪ :‬جبل طويق المشهور بنجد‪ ،‬وثنى هنا جمع‬
‫«عوارض» التصالها وكثرة جباله المتصلة التي فيها قنا‪ .‬قنا‪ :‬ماء من مياه بني قشير‪.‬‬
‫معجم البلدان (‪.)399/4‬‬
‫ً‬ ‫َْ‬
‫((( النتيل‪ :‬كذا ضبط في األصل‪ ،‬تصغير «نتل»‪ ،‬ولم أجد له ذكرا فيما رجعت إليه من مظان‪.‬‬
‫((( علويات‪ :‬جمع عالية‪ ،‬ويعني عالية نجد‪.‬‬
‫((( األقحوان‪ :‬نبات له زهرة بيضاء‪ ،‬يكثر في الرمل‪ .‬الجعد‪ :‬الندي‪.‬‬
‫َ‬
‫((( صالح بن محمد بن د َّراج الكاتب‪ ،‬روى عن أبي العتاهية‪ ،‬وأبي حاتم السجستاني‪ ،‬وابن‬

‫‪70‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫يباني للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬
‫الش ُّ‬ ‫عمرو‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُّ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫لاَ‬
‫�ب ل� ْ�ي��ل��ى ِش� َ�ع� ُ�اره��ا ُم��ش� ِ�ارك �ه��ا َب��ع��د ال� َّ�ص��د ْي� ِ�ق اع� ِ�ت� َ�م� ُ�اره��ا‬ ‫أ َم � ْ�ن ل��ن��ف� ٍ�س ح �‬
‫ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ٌ ْ ُ ِّ َ َ‬
‫�ب ل� ْ�ي��ل��ى َي� � ِ�زْي� ��ده ُم� � � � � ُ�ر ْو ُر ال ��ل� �ي � ِ�ال ��ي ط ��ول� �ه ��ا ِوق � َ�ص � ُ�اره ��ا‬ ‫��ب� �ه ��ا ع ��ل ��ق ِم� ��ن ح � �‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ َ َ ً‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫(((‬
‫�اج خ � ْ�ي ��اال َي � � ْ�و َم ذاك اغ � ِ�ت � َ�ر ُاره ��ا‬ ‫ول � � ْ�م َأر ل� ْ�ي��ل��ى َب ��ع ��د َي� � � ْ�وِم اغ ��ت � َ�ر ْرت� �ه ��ا ف��ه�‬
‫(((‬ ‫َ‬
‫�ال إز ُاره� � � ��ا‬ ‫�‬ ‫�اء ال ��ع � َ�ظ ��ام ك� َّ�أن�م��ا ُي �َل��اَ ُث ع �ل��ى د ْع � ��ص َه � َ‬
‫�ي‬ ‫م� � َ�ن ال ��ب � ْ�ي ��ض َد ْرَم� � � � ُ‬
‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ٌ ْ ُ ُ ْ ً ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ٌ ْ َ ُ َ َّ َ ُ‬
‫(((‬
‫�اء خ��ف��اق��ة ال� َ�ح��ش��ى ل �ه��ا ش� � � ِ�ادن َي� ��دع� ��وه ِوت � � �را خ� � َ�و ُاره� ��ا‬ ‫ف��م��ا ظ��ب �ي��ة أدم� � �‬
‫ُْ َ ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ ٌ‬ ‫َ َ‬
‫(((‬
‫�أح � َ�س � َ�ن ِم � � ْ�ن ل � ْ�ي ��ل ��ى وال ُم ��ك ��ف � ِ�ه � َّ�رة ِم� َ�ن ال� ُ�م� ْ�ز ِن ش��ق ال� َ�م��ل��ؤ ع��ن�ه��ا إز ُاره � ��ا‬ ‫ب� ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]47‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬أنشدنا((( عبد الجبار بن سعيد بن سليمان‬
‫احق للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫بن نوفل بن مس ِ‬
‫ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ً ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫�ك َل � � ْ�و َب� َّ�ل� ْ�غ� َ�ت �ه��ا َق � � ْ‬
‫َّ َ‬
‫وأرف� ��ض ِم��ن� َ�ه��ا د ُم� ْ�وع�ه��ا‬ ‫�ول � � َ�ي ْاس��ل� ِ�م��ي ط ��وت ح��زن��ا‬ ‫ِ‬ ‫وإن � � �‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫الح َشى إذا َه� َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ ّ ُ ْ‬
‫�اج �ه��ا ِم ��ن ��ي َح � ِ�دي ��ث َي � ُ�ر ْوع �ه ��ا‬ ‫الش ْوق في َ‬
‫ِ‬ ‫َوبان الذي تخ ِفي ِمن‬

‫األعرابي وغيرهم‪ .‬تاريخ بغداد (‪.)435/10‬‬


‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)111‬‬
‫((( اغترارها‪ :‬يوم كانت صغيرة غير ُم َج ِّربة‪.‬‬
‫((( الدرم‪ :‬أن يكثر اللحم على المفاصل حتى يتوارى العظم‪.‬‬
‫((( خوارها‪ :‬صوتها وصياحها‪.‬‬
‫((( الملؤ‪ :‬في المتن «الماء» وصو��بها في الهامش كما أثبت‪ ،‬وفوقها «صح»‪.‬‬
‫((( أنشدنا‪ :‬كذا في األصل‪ ،‬وسبق أن روى عن عبداللجبار بواسطة‪ ،‬وناقشنا في المقدمة‬
‫ثم في مولده أنه لم يدرك عبداللجبار وال من بعد‪ ،‬بل أقدم مروياته تبدأ بشيوخ توفوا‬
‫ُ‬
‫قبيل الخمسين ومئتين‪.‬‬
‫((( األبيات في ديوانه المجموع (ص‪.)153‬‬

‫‪71‬‬
‫ْ ُ ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ْ‬
‫�ل ِل� َ�ب� ِ�اق��ي ال� َ�ع��ي� ِ�ش ِم��ن �ه��ا ق��ن� ْ�وع �ه��ا‬ ‫وق� � َّ‬ ‫لم ت ْم ِلك ِس َوى ف ْي ِض ع ْب ٍرة‬ ‫وفاضت ف‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫إذا ط��ل �ع��ت ش� ْ�م� ُ�س ال��ن� َ�ه� ِ�ار ف� َ�س��ل� ِ�م��ي وآي � � ��ة ت � ْ�س � ِ�ل � ْ�ي � ِ�م ��ي َع� �ل � ْ�ي � ِ�ك ط ��ل � ْ�وع� �ه ��ا‬
‫ْ َ َّ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫وح ��ان ُوق� ْ�وع�ه��ا‬ ‫�ات إذا الش ْم ُس أش� َ�رق��ت وع��ش� ٍ�ر إذا اص��ف��رت‬ ‫بعش ِر ت� ِ�ح� َّ�ي� ٍ‬
‫ُ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫الع ِال َية((( فقال‪ :‬المجنون إنما‬ ‫قال أبو سعيد(((‪ :‬أنشدت هذه األبيات أبا‬
‫الق َش ْي ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ري‪.‬‬ ‫هو األق َرع بن ُمعاذ‬
‫الع ْت ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بي‪ :‬أنشدني أبي للمجنون(((‪:‬‬ ‫[‪ ]48‬أنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬قال‬
‫[الطويل]‬
‫َ َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫كناظر َم� َ�ع ُّ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬
‫�اب ل ْيل ِة َمغ ِر ِب‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫�ق‬ ‫�‬ ‫أع‬ ‫في‬ ‫ح‬ ‫الص ْ‬
‫ب‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اة‬ ‫�د‬ ‫�‬‫�غ‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ى‬
‫�‬ ‫�ل‬‫�‬ ‫�ي‬ ‫�‬‫ل‬ ‫�ن‬‫�‬‫م‬ ‫ِ‬ ‫�ت‬ ‫وأص��ب��ح�‬
‫ِ‬
‫َ ُ ُّ َ ْ َ َّ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫�ل الت َجن ِب‬ ‫ت� َ�ج��ن� ْ�ب��ت ل� ْ�ي�ل��ى أن َي� ِ�ل� َّ�ج ب��ك ال� َ�ه� َ�وى وه� ْ�ي� َ�ه��ات ك��ان ال��ح��ب ق��ب�‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]49‬وأنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬أنشد الت ْو ِز ُّي للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ َ ُ‬ ‫َْ َ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ ُ‬
‫�ال ُي � ��ق � ��ال‬ ‫�ف َم� � َّ�ر ِب ��ي َوه� � � َ�و َر ِات � � ٌ�ع أأن� � � � � ��ت أخ � � ��و ل� � ْ�ي� ��ل� ��ى ف � �ق � �‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�ش‬ ‫�‬ ‫�خ‬
‫أق � � ��و ِ‬
‫�‬ ‫ل‬ ‫ل‬
‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ً‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ف � ��إن ل� � ْ�م ت ��ك � ْ�ن ل� ْ�ي �ل��ى غ� � � � َ�زاال ب� َ�ع� ْ�ي� ِ�ن� ِ�ه ف� ��ق� ��د اش� � َ�ب� � َ�ه� ��ت� � َ�ه� ��ا ظ� � ْ�ب� � َ�ي� ��ة وغ� � � � � َ�ز ٌال‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫عبد الله‬‫[‪ ]50‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬أخبرني أبو بكر الع ِام ِري‪ ،‬عن ِ‬
‫َ‬ ‫باني‪ ،‬عن أب��ي بكر َ‬ ‫الش ْي ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫بي(((‪ ،‬ق��ال‪ :‬ذ ك� ُ�روا‬ ‫الو ِال ِّ‬ ‫بن أب��ي كريم‪ ،‬عن أب��ي عمرو‬

‫((( السكري‪ ،‬من شيوخ المصنف‪.‬‬


‫((( كان أبو العالية يسمي المجنون األقرع بن معاذ‪ ،‬كما مر في أول الكتاب‪.‬‬
‫((( البيتان من قصيدة له في ديوانه المجموع (ص‪.)63‬‬
‫((( البيتان ومعهما ثالث في ديوانه المجموع (ص‪.)169‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )78/2‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬
‫((( ديوان أشعار مجنون بني عامر (ص‪ )183‬باختالف في اللفظ وزيادة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الظباء َفق َم َطاها(((‪ّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ًَْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فلما َ‬
‫نظر إليها‬ ‫مر ُبر ُجلين قد َصادا عنزا من‬‫المجنون َّ‬ ‫أن‬
‫َ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عيناه‪ ،‬وقال‪ :‬يا هذان َخ ِّل َياها‪َ .‬‬
‫فأب َيا عليه‪ ،‬فقال‪ :‬لكما َمكانها شاة ِمن‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫د َمعت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ودفع إليهما الشاة‪ ،‬وأنشأ يقول(((‪:‬‬ ‫غ ِنمي‪ .‬فق ِبال منه‪ ،‬ودفعاها إليه فأطلقها‪،‬‬
‫[الطويل] [‪/7‬ب]‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َْ ْ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫َ‬
‫�ف وت� ِ�ال� ِ�دي‬ ‫ألعطيت م� ِ�ال��ي م��ن ط� ِ�ري� ٍ‬ ‫ش� َ�ر ْي��ت ِب��ك��ب� ٍ�ش ِش� ْ�ب��ه ل� ْ�ي��ل��ى ول � ْ�و َأب� ْ�وا‬
‫وج� � ْ�ن� ��ب� � ُ�ت � �م� ��ا م � ��ا ق� � � َ�ال� � � ُ�ه ك � � � ُّ‬ ‫َ َ ُ ُْ‬
‫�ل َع� ��ائ� � ِ�د‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ف � َ�ي ��ا َب � ِ�ائ� �ع ��ي ِش� � ْ�ب� � ٍ�ه ِل ��ل � ْ�ي ��ل ��ى ه� ِ�ب��ل��ت �م��ا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ ُ ُْ‬
‫ش � ِ�ب � ْ�ي� �ه ��ا ِل ��ل � ْ�ي ��ل ��ى َب � ْ�ي � �ع ��ة ال� � ُ�م� ��ت� � َ�ز ِاي� � ِ�د‬ ‫ف ��ل � ْ�وك��ن��ت �م��ا ُح� � َّ�رْي� � ِ�ن م ��ا ِب��ع��ت� َ�م��ا ف��ت��ى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ً‬ ‫ْ َ ْ ُ‬
‫ول � � ْ�م ت � ْ�رغ� �ب ��ا ف ��ي ن� � ِ�اق� � ٍ�ص غ � ْ�ي � ِ�ر زائ � � ِ�د‬ ‫وأع ��ت ��ق ��ت � َ�م ��اه ��ا َرغ� � �ب � ��ة ف ��ي ث� � َ�وا�� ِب � �ه� ��ا‬
‫َ‬ ‫ُ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫وج��ن� ِ�ب��ت �م��ا َص � � ْ�و َب ال��غ� َ�م� ِ�ام ال� � َّ�ر َو ِاع� � ِ�د‬ ‫ف �ل��ا ظ � � � ِ�ف � � � َ�رت ك� �ف ��اك� �م ��ا ب ��ك � ِ�ري � َ�م � ٍ�ة‬
‫ً‬
‫وقال في ذلك أيضا(((‪[ :‬البسيط]‬
‫ً َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫�اح� َ�ب� َّ�ي ال��ل��ذي� ِ�ن ال� َ�ي� ْ�و َم ق ��د أخ ��ذا ف��ي ال� َ�ح� ْ�ب� ِ�ل ِش� ْ�ب�ه��ا ِل��ل� ْ�ي��ل��ى ث � َّ�م ش��داه��ا‬ ‫ي��ا ص� ِ‬
‫ْ َ َ َ لاَّ‬ ‫ً ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ َ‬
‫(((‬
‫�اف ش ِاتكما ُم��ش��ا�� ِب �ه��ا أش� َ�ب� َ�ه��ت ل� ْ�ي��ل��ى ف ُح ها‬ ‫َ ْ َ‬
‫إن��ي أرى ال��ي��وم في أع��ط� ِ‬
‫ْ َ‬
‫�ري� ٍ�ب ِع��ن��د َم� ْ�ر َع��اه��ا‬ ‫وأور َداه � � � � � � � ��ا َغ � � ��د ْي� � � � ًرا ال َع ��د ْم � ُ�ت � ُ�ك� �م ��ا م � ْ�ن َم� ��اء ُم� � ْ�زن َق� ْ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]51‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وأخبرني أبو بكر(((‪ ،‬أخبرني عبد الله‬

‫((( القمط‪ :‬شد القوائم بحبل‪.‬‬


‫((( القطعة في ديوانه المجموع (ص‪.)63‬‬
‫((( الثالثة ومعها رابع في ديوانه المجموع (ص‪.)221‬‬
‫((( زاد بعده في الوالبي‪:‬‬
‫ً َ ُ لاّ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي� ��وم� ��ا َ ِوإن ط ��ل � َ�ب ��ت ِإل � �ف� ��ا ف� ��د ه� ��ا‬ ‫َوأ ِرش� � ��داه� � ��ا ِإل � ��ى خ � �ض � �ر َاء ُم �ع� ِ�ش� َ�ب� ٍ�ة‬
‫((( العامري‪ ،‬كما سبق‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ب��ن أب��ي ك��ري��م‪ ،‬ع��ن أب��ي َع�م��رو ال� َّ�ش�ي�ب��ان� ُّ�ي‪ ،‬ع��ن أب��ي ب�ك��ر َ‬
‫الو ِال ِب ّي(((‪ ،‬ق��ال‪ :‬ق��ال‬
‫ْ ُُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫مجنون بني عامر‪َ :‬ب ْينا أنا ذات يوم قاعد إذ رأيت ذئبا قد ف َر َس ظبية‪ ،‬فات َبعته‬
‫َ ُْ‬ ‫ْ َ ُُ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫فإذا هو َر ِائض((( عليها يأ كلها‪ ،‬فرميته بسهم فما أخطأته‪ ،‬ثم لحقته فقتلته‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫وش �ق��ق��ت ب�ط��ن��ه وأخ��رج��ت م��ا ك��ان ف��ي َب��ط� ِ�ن��ه م��ن ل� ْ�ح� ِ�م�ه��ا ف��دف��ن��ت��ه‪ ،‬وأح��رق��ت‬
‫ُ‬
‫الذئب‪ ،‬وقلت في ذلك(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ َُ‬ ‫َ ً‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ُ ْ َ َ‬
‫(((‬
‫�اءه الله ِل��ي َص ْب َرا‬ ‫فص ْبرا على ما ش�‬ ‫َأب� ��ى ال� �ل ��ه أن ت� ْ�ب��ق��ى ل � َ�ح � ٍّ�ي ب��ش��اش��ة‬
‫َّ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]52‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬أخبرني عبد الله بن محمد الطالق ِان ُّي‪،‬‬
‫الم ْخ ُز ِّ‬ ‫الف ْضل بن الحسن َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ومي‪،‬‬ ‫الس ِر ُّي بن يحيى األز ِد ُّي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬ ‫أخبرني َّ‬
‫َّ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫عزة‪،‬‬ ‫شعره في‬ ‫فجعل ُينشده‬ ‫دخل كث ِّي ُر ع َّزة على عبدالملك بن مروان‪،‬‬ ‫قال‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫وع�ي�ن��اه ت��ذرف��ان‪ ،‬ف�ق��ال ل��ه ع�ب��د ال�م�ل��ك‪ :‬قاتلك ال�ل��ه ي��ا ك�ث�ي��ر! ه��ل رأي��ت أح��دا‬
‫ُ‬ ‫ُ َّ ً‬ ‫ْ َ َ‬
‫أسير في البادية على‬ ‫مرة‬ ‫أعشق منك؟ قال‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪ .‬خرجت‬
‫َ ُُ‬ ‫ْ‬
‫رجل قد‬ ‫ٌ‬ ‫فأم ْمته(((‪ ،‬فإذا‬ ‫شخص‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أسير إذ ُ ِرف َع لي‬
‫ُ‬ ‫وض ُع(((‪َ ،‬فبينا أنا‬ ‫ُ‬
‫بعير لي ي ِ‬

‫((( ديوان أشعار مجنون بني عامر (ص‪ )219‬باختالف في اللفظ وزيادة‪ .‬والخبر بأطول مما‬
‫هنا في األغاني (‪ )73/2‬بسنده عن أبي عمرو الشيباني‪.‬‬
‫((( رائض‪ :‬ما كث‪.‬‬
‫((( البيت من قصيدة في ديوانه المجموع (ص‪.)132‬‬
‫((( في الوالبي‪ « :‬تبقى لنفسي»‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )62/2‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وعنه في ذم الهوى (ص‪ ،)360‬وعنه‬
‫ف��ي نزهة المسامر (ص‪ .)45‬وبنحوه ف��ي دي��وان أش�ع��ار مجنون بني عامر (ص‪ )93‬ولم‬
‫يسنده الوالبي‪ ،‬وعقالء المجانين (ص‪ )106‬عن أبي الهيثم العبدي‪.‬‬
‫((( يوضع‪ :‬يسرع‪.‬‬
‫((( في المتن «فأمته»‪ ،‬وصو��بها في الهامش‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ً‬
‫فسلمت عليه‪ ،‬فرد السالم‪ ،‬فقلت له‪:‬‬ ‫ب ش َركا للظباء‪ ،‬وقعد بعيدا منه‪.‬‬ ‫نص‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫ما أجلسك ها هنا؟ قال‪ :‬نصبت ش َركا للظباء‪ ،‬فأنا ْأر ُص��ده‪ .‬قلت‪ :‬إن أقمت‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫َ‬
‫فصدت أتط ِع ُمني؟ قال‪ :‬إيه [و] الله(((‪.‬‬ ‫لديك ِ‬
‫ُ ُ ِّ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ق��ال‪ :‬ف�ن�زل��ت ف�ع�ق�ل��ت ن��اق�ت��ي‪ ،‬وج�ل�س��ت أح ��دث ��ه‪ ،‬ف��إذا أح �س� ُ�ن خ�ل��ق الله‬
‫�ت ظ�ب�ي� ٌ�ة ف��ي ال� َّ�ش� َ�رك‪ ،‬ف� َ�وث� َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ً َ ُّ ُ ْ ُ ُ‬
‫�ب‬ ‫ِ‬ ‫وأرق ��ه وأغ� َ�زل��ه‪ .‬ق��ال‪ :‬ف�م��ا ل� ِ�ب�ث��ن��ا أن وق�ع�‬ ‫ح��دي�ث��ا‪،‬‬
‫ً‬
‫الح َبائل‪ ،‬ثم نظر في وجهها مليا‪ ،‬ثم أطلقها‪ ،‬وأنشأ‬ ‫فخ َّلصها من َ‬ ‫َ‬
‫ووثبت معه‪،‬‬
‫َ ْ ُ‬

‫يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ‬
‫بين ال� ُ�وح��وش َصديق‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫َأي� ��ا ش� �ب � َ�ه َل �ي� َ�ل��ى َل ��ن ُت� � َ�ر َاع� ��ي‪ ،‬ف��إن� ّ�ن��ي ل��ك ال� َ�ي� ْ�و َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫�اب د ِائ� � � � � � ٌ�م َو ُب� � � � � � ُ�روق‬ ‫وي� ��ا ش �ب��ه ل �ي �ل��ى ل� ��ن ت ��زال ��ي ِب� � َ�روض� � ٍ�ة َع� ��ل � �ي� � ِ�ك س� � ��ح� � �‬
‫َ ُ‬
‫الح َي ِاة ش ِف ْيق [‪/8‬أ]‬ ‫ف � َ�م ��ا َأن � ��ا ْإذ َش� َّ�ب� ْ�ه� ُ�ت �ه��ا ث� � َّ�م ل� � ْ�م َت � � ُ�ؤ ْب َسل ْي ًما َع َل ْيها في َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫�ك ِل� ُ�ح� ِّ�ب �ه��ا ف� � ْ�أن� ��ت ل� َ�ل� ْ�ي� َ�ل��ى م ��ا َح ��ي � ْ‬ ‫َّ َ ْ ْ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫�ت ط � ِ�ل � ْ�ي ��ق‬ ‫ِ ِ‬ ‫�‬ ‫�ي‬ ‫ِ‬ ‫ف � ِ�ق ��ر ف� �ق ��د أط ��ل ��ق ��ت ع ��ن �‬
‫َ‬ ‫فقلت‪ :‬والله ال أب� ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫�رح حتى أعرف‬ ‫ثم أطلق ش� َ�رك��ه‪ ،‬وعدنا إلى َم ْو ِضعنا‪.‬‬
‫قريب‬ ‫قام إلى غار‬ ‫فلما أمسينا َ‬ ‫شيء‪ّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫أمر هذا الرجل‪ .‬فأقمنا يومنا‪ ،‬فلم يقع‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ب‬ ‫فلما أصبحنا غدا َفن َص َ‬ ‫وقمت معه فب ْتنا به‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫فيه‪،‬‬ ‫ا‬
‫َّ‬
‫كن‬ ‫من الموضع ال��ذي‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫فوثب إليها ووثبت‬ ‫َ‬ ‫شركه‪ ،‬فلم َيلبث أن َو َقعت ظبية ش ِبيهة بأختها باألمس‪،‬‬
‫الش َرك‪ ،‬ونظر في َو ْجهها َم ًّليا ثم أطلقها َ‬ ‫َّ‬ ‫فاس َت َ‬ ‫معه‪ْ ،‬‬
‫فم َّرت‪ ،‬وأنشأ‬ ‫ِ‬ ‫خرجها من‬
‫يقول(((‪[ :‬الخفيف]‬

‫((( ما بين معكوفين زيادة الزمة الستقامة الكالم‪.‬‬


‫((( األبيات من قصيدة له في ديوانه المجموع (ص‪ )162‬وتختلط بعض أبياتها بأبيات لغيره‪.‬‬
‫((( في المتن «فأمته»‪ ،‬وصو��بها في الهامش‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫�ان‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫�اءة ال� � � َّ�ر ْح� � � َ�م� � ��ان ْأن� � � � � ��ت م� � � ِّ�ن� � ��ي ف� � ��ي ذ َّم� � � � � � ��ة َ‬
‫وأم‬ ‫ْاذ َه� � � ��ب� � � ��ي ف � ��ي َك� � � �ل� � � َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ت � ْ�ره � ِ�ب ��ي � ِ�ن ��ي وال� � ِ�ج� ��ي� ��د ِم� ��ن� � ِ�ك ِل��ل��ي��ل��ى وال� ��ح� ��ش� ��ى وال � ��ب � ��غ � ��ام وال � ��ع � ��ي � ��ن � � ِ‬
‫(((‬
‫�ان‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ال ت� ��خ� � ِ�اف� ��ي ب � � ��أن ت � ��ه � ��اج � � ْ�ي ب� ��س� ��و ٍء م ��ا ت ��غ ��ن ��ى ال� ��ح� ��م� ��ام ف ��ي األغ� ��ص� � ِ‬
‫�ان‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ثم ُعدنا إلى َم ْوضعنا‪ ،‬فلم ْ‬
‫فلما ْأم َسينا ِص ْرنا إلى‬ ‫�يء‪ّ .‬‬ ‫�ك ش� ٌ‬ ‫يقع يومنا ذل�‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫صبه‪ ،‬وقعدنا‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬
‫أص َبحنا غدا إلى ش َركه‪ ،‬وغدوت معه‪ ،‬فن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فلما ْ‬ ‫الغار‪ ،‬فب ْتنا فيه‪ّ .‬‬
‫ِ‬
‫عما أنا فيه من ُ‬ ‫أمير المؤمنين ُح ْس ُن َحديثه َّ‬ ‫َ‬
‫حد ُث‪ .‬وقد شغل ِني يا َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫الجوع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نت‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫فاس َت َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َّ ُ‬
‫خر َجها‬ ‫ووثبت معه‪ْ ،‬‬ ‫ب إليها‬ ‫فوث َ‬ ‫ِفبتنا نتحدث إذ َوقعت في الش َر ِك ظبية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫نظر في َو ْج ِهها وأراد أن ُيطلقها‪ ،‬فقبضت على ِيد ِه وقلت‪ :‬ماذا‬ ‫رك‪ ،‬ثم َ‬ ‫من الش‬
‫ً ْ َُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫فنظر في‬ ‫َ‬ ‫تعمل؟ أقمت لديك ثالثا كل َما ِص��دت شيئا أطلقته‪ .‬قال‪:‬‬ ‫تريد أن‬
‫َ‬ ‫ُ َْ َ‬
‫ُ (((‬
‫وجهي وعيناه تذرفان‪ ،‬وأنشأ يقول ‪[ :‬الطويل]‬
‫ََ‬ ‫َشب ْي ًها ل َم ْن �� َي� ْ�ه� َ�و ُاه في َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الح ْب ِل ُم ْوثقا‬ ‫ِ ِ‬ ‫أت��ل� َ�ح��ى ُم� ِ�ح� ًّ�ب��ا ه� ِ�ائ� َ�م ال��ق��ل� ِ�ب أن َرأى‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ َ َ َّ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫وذك� � � � � � � َ�ره َم � � � ْ�ن ق � � ��د ن � � ��أى ف ��ت ��ش � َّ�وق ��ا‬ ‫ف ��ل � َّ�م� ��ا دن � � � ��ا ِم � ��ن � ��ه ت � � ��ذك � � � َ�ر ش � � ْ�ج � � َ�وه‬
‫آخر َذ َ‬
‫هب َّ‬
‫علي‪.‬‬ ‫وبيت ُ‬ ‫ٌ‬
‫قال أبو بكر(((‪:‬‬
‫َ ُْ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫حمت ُه والله‪ ،‬يا َ‬
‫كيت ُلبكائه ونسبته‪ ،‬فإذا هو قيس بن‬ ‫أمير المؤمنين‪ ،‬فب‬ ‫فر‬
‫مني يا َ‬‫ْ َ ُ ِّ‬ ‫َ‬
‫أمير المؤمنين‪.‬‬ ‫معاذ المجنون‪ .‬فذاك والله أعشق‬
‫َ ْ‬ ‫َّ ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫[‪ ]53‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬ومما يشبه هذه األخبار في تش ِ‬
‫بيه‬

‫((( البغام‪ :‬الصوت‪.‬‬


‫((( البيتان في ديوانه المجموع (ص‪.)166‬‬
‫((( المصنف‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )65/2‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫َ َ‬ ‫ناه ُع ُ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ِّ‬
‫مر بن ش َّبة‪،‬‬ ‫اب؛ وإن لم يكن من أخبار المجنون؛ ما حدث‬ ‫الظباء باألحب ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫رجل من‬ ‫الم ِد ْي ِن ُّي‪ ،‬أخبرني عبد العزيز بن أبي ثابت‪ ،‬أخبرني‬ ‫غسان َ‬ ‫حدثنا أبو َّ‬
‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫المصلى بدرهمين‪ ،‬ث��م أخ��ذ‬ ‫ال��ت� َّ�ج��ار‪ ،‬ق��ال‪ :‬اش�ت��رى أب��و ز َّب��ان ال� َ�ه� َ�رم� ُّ�ي ظ� ْ�ب�ي��ا م��ن‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ ُ‬ ‫بيدي‪ ،‬حتى إذا ُك َّنا َ‬
‫بالح َّ ِرة((( أطلقه‪ ،‬وقال‪ :‬ما كان ُليؤ َس َر ِش ْبه أم سالم‪ .‬ثم‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫أنشأ يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ‬ ‫لاَ لاَ َ َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫لاَ‬
‫ف � ��ق � ��د ذك� � � ْ�رت� � � ِ�ن� � ��ي أ َّم َس ��ال � ِ�م‬ ‫أ ي ��ا غ � � � َ�زال ال� � َّ�رْم� � ِ�ل َب � ْ�ي � َ�ن ال � َّ�ص � َ�ر ِائ � ِ�م أ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َّ ُ ِّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬
‫�ات وق � ��د خ��ال��ف��ت� َ�ه��ا ف ��ي ال ��ق � َ�و ِائ � ِ�م‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫�ث‬ ‫�‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ة‬ ‫�و‬ ‫�‬ ‫ح‬‫و‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ ِ‬ ‫�ان‬‫�‬ ‫�ن‬‫�‬ ‫�ي‬
‫�‬ ‫�ع‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫وا‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫الج‬ ‫ِ‬ ‫�ك‬ ‫ل�‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]54‬أخ�ب�رن��ا م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬أن�ش��دن��ي م�ح�م��د ب��ن س�ع�ي��د‪ ،‬أن�ش��دن��ي أب��و‬
‫ازن ُّي للمجنون(((‪[ :‬الكامل]‬ ‫َ‬
‫عثمان الم ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لأَ‬ ‫ْ ُ ْ َ ِّ َ َ َّ‬
‫َرى ت � � َ�ص � � ُّ�ي � ��ده � ��ا َع� � �ل � � َّ�ي َح � � � � � � ��رام‬
‫َ ُ (((‬
‫�اء وإن � ِ�ن ��ي‬ ‫َر ُاح� � � ��وا َي � � ِ�ص � ��ي � ��دون ال ��ظ ��ب �‬
‫وم � َ�ح ��اج� � ًرا َف � � َ�ل� � �ه � ��ا َع� � �ل � � ْ�ي � � َ�ن � ��ا ُح � � � � ْ�رَم � � � � ٌ�ة وذ َم� � � � � � � ُ‬
‫�ام‬ ‫ْأش � َ�ب � ْ�ه � َ�ن م � ْ�ن ��ك َس � َ�وال� �ف � ً�ا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫[‪ ]55‬وقال آخر(((‪[ :‬الطويل] [‪/8‬ب]‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫وأن� � � � ��ت َص� � ِ�ح� � ْ�ي� � ٌ�ح إن ذا ل� � ُ�م� � َ�ح� ��ال‬ ‫أي� ��ا ِش � ْ�ب ��ه ل � ْ�ي ��ل ��ى إن ل � ْ�ي ��ل ��ى َم � ِ�ري ��ض ��ة‬

‫((( حرة المدينة المنورة‪.‬‬


‫((( لم أعثر على البيتين فيما بين يدي من مصادر‪.‬‬
‫((( مصارع العشاق (‪ )65/2‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬
‫ً‬
‫((( رفع «حرام» كذا في األصل‪ ،‬ولم أجد وجها لهذا الرفع‪ ،‬ففي كل الروايات ورد الروي‬
‫ً‬
‫منصوبا‪ .‬ي�نظر‪ :‬أمالي القالي (‪ ،)137/1‬األشباه والنظائر (‪ ،)253/2‬زهر اآلداب(‪،)354/2‬‬
‫وغيرها‪ .‬والبيتان وبعدهما ثالث في ديوان المجنون المجموع (ص‪.)200‬‬
‫((( ع�ق�لاء المجانين (ص‪ )113‬بسنده ع��ن اب��ن األ ن �ب��اري‪ ،‬وس�م��ى المصنف «ع�ب��د ال�ل��ه بن‬
‫خلف»‪ .‬واألبيات أخل ��بها ديوانه المجموع‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫َ َ ُ‬ ‫َْ َ ُ َ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫�ال ُي � ��ق � ��ال‬ ‫أق� � � � � ْ�ول ل ��ظ � ِ�ب � ٍّ�ي َم� � � َّ�ر ِب � ��ي وه� � � َ�و َر ِات � � � ٌ�ع أأن� � � � � ��ت أخ � � ��و ل� � ْ�ي� ��ل� ��ى ف � �ق � �‬
‫ُ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ َ ُ َ َ َ‬
‫ف � ��إن ال ت� ��ك� � ْ�ن ل � ْ�ي ��ل ��ى غ� � � � َ�زاال ب� َ�ع� ْ�ي� ِ�ن� ِ�ه ف � ��ق � ��د أش� � َ�ب� � َ�ه� ��ت� � َ�ه� ��ا ظ� � ْ�ب � �ي� ��ة وغ � � � � � َ�زال‬
‫(((‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]56‬وأنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وأن ِشدت للمجنون ‪[ :‬م‪ .‬الكامل]‬
‫ُ ْ ْ (((‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َّ ْ َ َ‬ ‫َأخ � � � � َ�ذ ْت َم� � َ�ح� � َ ُ ِّ‬
‫�اس��ن��ه ِبحس ِنه‬ ‫�اس� ��ن ك� � ��ل م��ا ض��ن��ت م��ح� ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ ُ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ك� � � � � ��اد ال� � � � ��غ� � � � � َ�زال َي � ��ك � � ْ�ون� � �ه � ��ا ل� � ْ�وال ال ��ش � َ�وى ون� ��ش� � ْ�وز ق � ْ ِ�رن ��ه‬
‫ََْ‬ ‫وأنشد ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لسعد ذلفاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ابن األعرابي‬ ‫[‪ ]57‬وأنشدنا(((محمد بن خلف‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َ‬
‫وقد ُي ْر َوى ُلحسين بن ُمطير(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ لاَّ َّ َ ْ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫(((‬
‫�اء إ أن ذل� � ��ف� � ��اء أخ� � � � � ��دل‬ ‫�ت ش� ِ�ب� ْ�ي� َ�ه��ة ب � ��ذل � ��ف � �‬
‫أي� ��ا ظ��ب��ي��ة ال ��وع ��س � ِ�اء أن � � ِ‬
‫ُ َّ ُ‬ ‫لاَّ َّ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ‬
‫وج � ْ�ي ��د ِك ِج� ْ�ي��ده��ا وش � � ��ك � � ��ل � � � ِ�ك إ أن � � �ه� � ��ا ال ت � � َ�ع � ��ط � ��ل‬ ‫�اك ع��ي��ن��اه��ا ِ‬ ‫ف��ع��ي �ن� ِ‬
‫ْ َ ٍّ (((‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]58‬وأنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وأن ِشدت ألعرابي ‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ (((‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ُ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الم ْر ِط ِم ْن أنق ِاء َوه ِب ْي َن َر ِاجح‬ ‫�ارك ش� ��اة ال � َّ�رم � ِ�ل ي��ا خ� ��ذل ِج��ي��ده وفي ِ‬ ‫أع � � ِ‬

‫((( البيتان في مجموع شعره (ص‪.)218‬‬


‫((( في الهامش‪« :‬ح نطقت»‪ ،‬رواية نسخة أخرى‪ ،‬بدال من «ضنت»‪.‬‬
‫((( نقله ابن عسا كر في تاريخ دمشق (‪.)270/18‬‬
‫((( البيت األول ومعه آخر لسعد الجعدي في المحب والمحبوب (‪ ،)273/1‬والبيتان من‬
‫أربعة ألبي محصنة الربعي في األشباه والنظائر (‪ ،)252/2‬والبيتان في ديوان الحسين‬
‫بن مطير المجموع (ص‪.)94‬‬
‫((( الخدل‪ :‬امتالء الساقين والذراعين‪.‬‬
‫((( البيتان لم أعثر عليهما فيما بين يدي من مصادر‪.‬‬
‫((( خذل‪ :‬محبوبته‪ .‬المرط‪ :‬أزار تتزر به المرأة من صوف أو خز‪ .‬وهبين‪ :‬نقا رمل بالدهناء‪،‬‬
‫قرب حفر بني سعد‪ .‬صفة جزيرة العرب (ص‪.)298‬‬

‫‪78‬‬
‫ُ َ ََْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫(((‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َرع��ى القف َر ال َب��ل ِج ْيد خ��ذل��ة ْأمل ُح‬ ‫�اك ع� ْ�ي��ن��ا ُج� � ��ؤذ ٍر ف��ي َص� ِ�ر ْي� َ�م� ٍ�ة‬
‫ف��ع��ي��ن� ِ‬

‫[‪ ]59‬وقال آخر(((‪[ :‬الطويل]‬


‫َ َ‬ ‫ُ َ َّ ُ‬ ‫ُت � َ�ذ ِّك � ُ�رن ��ي َل� ْ�ي� َ�ل��ى م � َ�ن ال � َ�و ْح ��ش َظ� ْ�ب�ي� ٌ�ة َ َ ُ ْ َ َ‬
‫ل ��ه ��ا م��ق��ل��ت��اه��ا وال ��م ��ق ��ل ��د وال��ح��ش��ى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ب بالد ْمع ما َج َرى‬ ‫ف��أس� َ�ب��ل��ت ال��ع� ْ�ي �ن��ان س � ًّ�ح ��ا ل� ِ�ذك� ِ�ره��ا فأشفى َع ْلي ِك القل‬
‫ِ‬
‫�ري‪ ،‬أخ�ب�رن��ا أب��و‬ ‫[‪ ]60‬أخبرنا((( م�ح�م� ُ�د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬أخ�ب�رن��ي أب��و ب�ك��ر ال� َ�ع��ام� ُّ‬
‫ِ‬
‫فنظر إلى‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫هشام‪.‬‬ ‫يسير وأخوه‬ ‫ُ‬ ‫خرج ُذو ُّ‬
‫الر َّمة‬ ‫َ‬ ‫ن ْصر(((‪ ،‬عن أبي عمرو(((‪ ،‬قال‪:‬‬
‫َ‬

‫الرمة(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫ظبية‪ ،‬فقال ُذو ُّ‬ ‫ٍ‬


‫ُ‬ ‫َ ْ َ َّ َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫(((‬
‫�ت ْأم أ ُّم َس ��ال � ِ�م‬ ‫�اج� ٍ�ل وب ��ي ��ن ال��ن��ق��ا ه ��اأن � ِ‬ ‫أي� ��ا ظ��ب��ي��ة ال ��وع ��س � ِ�اء ب ��ي ��ن ج�ل ِ‬
‫فقال أخوه هشام‪[ :‬الطويل]‬
‫(((‬
‫الم‬ ‫س‬ ‫�ل أن ��ت ْأم ُأ ُّم َ‬ ‫ْ‬
‫�‬ ‫ه‬ ‫�ا‬ ‫�‬
‫َّ َ‬
‫�ق‬ ‫�‬ ‫�ن‬‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�اة‬ ‫�‬
‫َ‬
‫�ش‬ ‫�‬ ‫ل‬
‫ْ َُ ْ‬
‫ل‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫إذ‬ ‫ف‬ ‫ص‬ ‫الت ْشب ْي َه َ‬
‫والو ْ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫َفل ْم ُت ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ َ َ َْ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫(((‬
‫وظ��ل��ف� ْ�ي� ِ�ن ُم� َ�س� َ�ود ْي� ِ�ن ت� ْ�ح��ت الق َو ِائ ِم‬ ‫ِ‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�ن‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�ي‬
‫ج��ع �ل��ت ل��ه��ا ق ��رن ��ي � ِ�ن ف� � ��وق ج� ِ�ب�‬

‫((( الجؤذر‪ :‬ولد بقرة الوحش‪ .‬الصريمة‪ :‬القطعة من الرمل متصلة برملة أ كبر منها‪.‬‬
‫((( البيتان لمجنون ليلى في عقالء المجانين (ص‪.)108‬‬
‫((( تاريخ دمشق (‪ )378/57‬بسنده عن ابن حيويه‪ ،‬وأخل بأخر الخبر وبيت ذي الرمة‪ .‬والخبر‬
‫ً‬
‫في األشباه والنظائر (‪ )125/2‬وفيه أخوه أوفى‪ .‬وفي األغاني (‪ )5/18‬وجعل أخاه مسعودا‪.‬‬
‫((( الباهلي‪ ،‬راوية األصمعي‪.‬‬
‫((( الشيباني‪.‬‬
‫((( البيت الخامس واألربعين من قصيدة له‪ ،‬يمدح ��بها المالزم الحنفي‪ .‬ديوانه (‪.)767/2‬‬
‫((( الوعساء‪ :‬نقا رمل‪ .‬جالجل‪ :‬موضع قريب من الوعساء‪.‬‬
‫((( في رواية ابن عسا كر‪« :‬أأنت أم سالم»‪.‬‬
‫((( في رواية ابن عسا كر‪« :‬القوادم»‪ ،‬ولعله تحريف‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الر َّمة(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫فقال ُذو ِّ‬

‫َ‬ ‫ْ َ ً‬ ‫لاَّ‬ ‫َُْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ِّ ُ لاَّ‬


‫(((‬
‫َس� � � � َ�و ٌاء وإ َم ��ش ��ق ��ة ف ��ي ال� ��ق� � َ�و ِائ� � ِ�م‬ ‫ِه ��ي ال ��ش � ْ�ب ��ه إ ِم� ��د َر َو��ي � �ه� ��ا وأذن � �ه ��ا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]61‬أخبرني((( م�ح�م��د ب��ن خ�ل��ف‪ ،‬ق��ال‪ :‬ق��ال أب��و ع �م��رو ال��ش�ي�ب��ان� ُّ�ي‪ ،‬عن‬
‫رج ٍل من أهل ِت َه َامة‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫رجل من بني عامر‪ ،‬عن ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َر َباح بن حبيب‪ ،‬حدثني‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫خ��رج��ت أ ِري ��د ال �ش��ام‪ ،‬ح��ت��ى إذا ك�ن��ت ب��أرض ن�ج��د م��م��ا ي� ِ�ل��ي ال��س��راة؛ أص��اب� ِ�ن��ي‬
‫ّ َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫فلما دنوت منها‬ ‫أسير إذ ُ ِرفعت لي خيمة‪ِ ،‬فملت إليها‪،‬‬ ‫مطر شديد‪َ ،‬فبينا أنا‬ ‫ٌ‬
‫ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ُ‬
‫تن ْحن ْحت‪ ،‬فإذا امرأة قد كل َم ِتني‪ ،‬فقالت‪ :‬ان ِزل‪ .‬فنزلت‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫وأغنام ُهم ف��إذا أم� ٌ�ر عظيم‪ .‬فقالت ال�م�رأة لخادم لها‪َ :‬سل‬ ‫ُ‬ ‫ور َاح��ت ِإبل ُهم‬
‫َ‬
‫ْ ُ ْ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ه��ذا الضيف من أي� َ�ن ْأق� َ�ب� َ‬
‫�ل‪ .‬قلت‪ :‬من ناحية ِت َهامة‪ .‬فقالت ل��ي‪ :‬ادخ��ل أ��يها‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ًْ‬ ‫ُ‬
‫نجد‬‫الرجل الخيمة‪ .‬وأرخت ِسترا بيني وبينها‪ .‬ثم قالت‪ :‬يا عبد الله‪ ،‬أي بالد ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َو ِط�ئ��ت؟ ق�ل��ت‪ :‬كلها‪ .‬ق��ال��ت‪ :‬فيمن ن�زل��ت ه�ن��اك؟ ق�ل��ت‪ :‬ببني ع��ام��ر‪ .‬قالت‪:‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫فاستعبرت با كية‪ ،‬ث� ّ�م ق��ال��ت‪ :‬هل‬ ‫ب��أي بني ع��ام��ر‪ .‬ق�ل��ت‪ :‬ببني َج��ع��دة‪ .‬ق��ال‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ ً‬ ‫َ‬
‫قيس‪ُ ،‬يلقب بالمجنون؟ قلت‪ :‬نعم والله‪،‬‬ ‫قال له ٌ‬ ‫َس ِمعت ِبذك ِر فتى منهم ي‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫الو ْح ِش‪ ،‬ال َيعقل وال‬ ‫ويكون مع َ‬ ‫وات‪،‬‬ ‫ونزلت بأبيه‪ ،‬ورأيته ��ي ِهيم في تلك الف ِ‬
‫ل‬

‫((( البيت السادس واألربعون من قصيدته اآلنفة الذكر‪ .‬ديوانه (‪.)768/2‬‬


‫َّ‬
‫((( مدرواها‪ :‬قرناها‪ .‬مشقة‪ِ :‬دقة‪.‬‬
‫((( ذم الهوى (ص‪ )362‬وإس�ن��اد اب��ن المرزبان فيه‪« :‬قاسم بن الحسن‪ ،‬عن العمري‪ ،‬عن‬
‫الهيثم بن ع��دي‪ ،‬عن عثمان بن ع�م��ارة‪ ،‬عن أشياخهم من بني م��رة»‪ .‬وه��ذا إسناد أبي‬
‫الفرج في األغاني (‪ .)86/2‬وساق ابن الجوزي سياق أبي الفرج‪ ،‬فيظهر أن ابن الجوزي‬
‫اختلط عليه األمر‪ .‬والخبر ساقه الوالبي في ديوان وأشعار المجنون (ص‪ )284‬من طريق‬
‫آخر عن أبي عمارة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫شعره فيها‪.‬‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كر له ليلى‪/9[ ،‬أ] فإذا ذ ِكرت له ليلى بكى وأنشد‬ ‫يفهم إ لاَّ ْأن ُت ْذ َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ََْ ُ‬ ‫عت ِّ‬ ‫ََ ْ‬
‫ور لم َتر عيني مثلها‪ .‬فبكت حتى‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫فإذا‬ ‫وبينها‪،‬‬ ‫بيني‬ ‫تر‬ ‫الس َ‬ ‫قال‪ :‬فرف‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ظننت والله أن قلبها قد ان َصدع‪ .‬فقلت لها‪َّ :‬أي�تها المرأة‪ ،‬اتقي الله‪ ،‬فوالل ِه ما‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أنت يا َأمة‬ ‫َ‬
‫قلت بأسا‪ .‬فلم تزل على ذلك ساعة‪ ،‬ثم سكنت‪ ،‬فقلت لها‪ :‬من ِ‬
‫كافأت ُه‪ ،‬وإن��ي لغير ُ‬ ‫ُ‬
‫الم َو ِاس َي ِة ل��ه‪ .‬ق��ال الرجل‪:‬‬ ‫الله؟ قالت‪ :‬أن��ا ليلى‪ ،‬والله ما‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فوالل ِه ما رأيت مثل ُح ْزنها عليه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬قال ُ‬ ‫ُ‬ ‫(((‬
‫رباح بن حبيب‪ :‬حدثني بعض‬ ‫[‪ ]62‬أخبرنا‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ ُّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫فسأل عن‬ ‫�اب عق ِل قيس‪،‬‬ ‫بني عامر‪ :‬أن رج�لا أتى يوما بعد ت��زو ِج ليلى وذه� ِ‬
‫ُ ْ ُُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫المجنون‪ِ ،‬فق ْي َل له‪ :‬ما تريد منه؟ قال‪ :‬أ ِريد أن أنظر إليه‪ ،‬وأخبره بخ ٍبر‪ .‬فقيل‬
‫َ‬
‫ُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ل��ه‪ :‬أخبرنا ُ‬
‫يفهم عنك ما تقول‪ .‬ق��ال‪ :‬دل��ون��ي عليه‪،‬‬ ‫نحن بما عندك‪ ،‬فإنه ال‬
‫ِّ‬
‫حال‪.‬‬ ‫على كل ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫ق��ال‪ :‬فبعثوا معه ب��رج��ل‪ ،‬فلم ي��زل َيط ُلبه حتى َوج ��ده‪ ،‬فقال ل��ه ال��رج��ل‪:‬‬
‫ُّ َ‬
‫حبك عنها‪ ،‬وه��ي مريضة ال تأتيها‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ُأت��ح� ُّ‬
‫�ب ليلى؟ ق��ال‪ :‬نعم‪ .‬ق��ال‪ :‬فما ُيغني‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫روح ُه قد فارقت بدن ُه‪ ،‬ثم َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫هق شهقة ظننت أن َ‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫رفع‬ ‫وال تسأل عنها؟ قال‪ :‬فش‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ر َأسه‪ ،‬وهو يقول(((‪[ :‬الطويل]‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ً ُ ْ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ َ‬
‫(((‬
‫ف� � َ�م� ��اذا إذا ت��غ� ِ�ن��ي وأن� � ��ت َص � � ِ�د ْي � ��ق‬ ‫َي ��ق � ْ�ول ��ون ل� ْ�ي��ل��ى ب��ال� ِّ�ص��ف��اح َم� ِ�رْي��ض��ة‬
‫ِ‬

‫((( مصارع العشاق (‪ )86/2‬بسنده عن ابن حيويه‪.‬‬


‫((( ال�ب�ي�ت��ان وم�ع�ه�م��ا ث��ال��ث ف��ي دي��وان��ه ال�م�ج�م��وع (ص‪ ،)166‬وال�ب�ي�ت��ان م��ن ق�ص�ي��دة لطهمان‬
‫الكالبي في ديوانه (ص‪.)22‬‬
‫((( الصفاح‪ :‬قال البالدي‪« :‬موضع بين حنين (الشرايع) وأنصاب الحرم‪ ،‬على يسار الداخل‬
‫إلى مكة‪ .‬ومن الصفاح ترى خزان المياه بعرفة»‪ .‬معجم معالم الحجاز (‪.)990 ،893/5‬‬

‫‪81‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫�اك ب��ال� ِّ�ص��ف��اح ش� ِ�ف� ْ�ي��ق‬‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫ش��ف��ى ال�ل��ه َم� ْ�رض� ً�ى ب��ال� ِّ�ص��ف��اح فإن ِني َع �ل��ى ك� ��ل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ُّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يباني للمجنون‪ ،‬وقد‬ ‫[‪ ]63‬أنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬أنشدنا أبو عمرو‬
‫ُ‬
‫ت ْروى لغيره(((‪[ :‬الوافر]‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُّ َّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫ََ‬
‫�ل ال � � ��ده � � � ِ�ر ِذك � � � � َ�راه � � � ��ا َج� � � ِ�د ْي� � ��د‬ ‫ذك� � � � � ْ�رت غ � ��د َّي � ��ة ال� � َّ�ص� ��دف� � ْ�ي� � ِ�ن ل� ْ�ي��ل��ى وك� � � � �‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫�ال ال � � ُ�غ � � َ�ر ُ‬
‫إذا َح� � � َ‬
‫اب ال � � َ�ج � � ْ�ون د ْوِن� � ��ي ف� � ُ�م� ��ن� ��ق � �ل� � ِ�ب� ��ي إل� � � ��ى ل� � � ْ�ي� � ��ل� � ��ى َب� � ِ�ع � �ي� ��د‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ُ ُّ َ‬ ‫ٌ ْ ُ ْ ُ ْ‬
‫�ب ل� � ْ�ي � �ل� ��ى ْأم َي� � �زْي � ��د‬ ‫ع� � �ل � � َّ�ي ِأل� � � � َّ�ي� � � ��ة إن ك � � ��ن � � ��ت أد ِري أي � � �ن�ْ� � ��ق� � ��ص ح� � � �‬
‫ً‬ ‫ُْ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]64‬وأنشدنا محمد بن خلف‪ ،‬قال‪ :‬وأنشد له أيضا(((‪[ :‬البسيط]‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ت إ لاَّ ال � � ُّ�ث � � َ�م � � َ‬ ‫ِّ ْ َ َ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ َ‬
‫(((‬
‫�ام وإال َم � � � ْ�و ِق � � ��د ال � � ��ن � � � ِ�ار‬ ‫الحل قد درس‬ ‫يا دار ليلى ِبسق ِط ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ‬
‫(((‬
‫�ام��ك َب��ع��د ال��ل� ْ�ح� ِ�م ِذك� ُ�رك� َ�ه��ا ك� َ�م��ا ت��ت� َّ�ب� َ�ع ِق ��د َح ال��ش� ْ�و َح� ِ�ط َالب ِاري‬ ‫َب � َ�رى ِع��ظ�‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫[‪ ]65‬أخبرنا محمد بن خلف‪ ،‬أخبرني َسلمة بن يزيد ال� َّ�س��د ْو ِس� ُّ�ي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الر َي ِاش ُّي للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬ ‫أنشدنا ِّ‬
‫َ َ ً َ َ ُ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ َ ُ ْ‬
‫ت � ِ�ل � ُّ�م وال ت ��ن � ِ�س � ْ�ي ��ك ع� � ْ�ه� ��دا ت ��ق ��اد ُم ��ه‬ ‫ِأج � � � ��دك ال ت ��ن � ِ�س � ْ�ي ��ك ل � ْ�ي ��ل ��ى ُم � ِ�ل � َّ�م ��ة‬
‫ْ‬ ‫ً ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ‬
‫�ائ� ُ�م��ه‬
‫ِل ��م ��ا ب ��ك أن ت��ل��ق��ى ط� ِ�ب �ي �ب��ا ي�ل ِ‬
‫َ‬ ‫ِأف ��ق ق ��د أف� ��اق ال� � َ�و ِاج� ��د ْون وق ��د أن��ى‬
‫[‪ ]66‬وأن� �ش ��دن ��ا م �ح �م��د ب ��ن خ �ل��ف‪ ،‬ق � ��ال‪ :‬وأن� �ش ��د أب� ��و ع �م��رو ال �ش �ي �ب��ان��ي‬

‫((( سبق أن أورد منها البيتين األول والثالث‪.‬‬


‫((( البيتان وبينهما ثالث في ديوانه المجموع (ص‪.)114‬‬
‫((( الثمام‪ :‬نبات بري ال يطول‪ ،‬وله سيقان طويلة مدببة‪.‬‬
‫((( القدح‪ :‬السهم‪ .‬الشوحط‪ :‬نبات بري يكون في حزوم األرض وقرب الجبال‪ ،‬تتخذ من‬
‫أغصانه القسي‪.‬‬
‫((( البيتان من قطعة في ديوانه المجموع (ص‪.)193‬‬

‫‪82‬‬
‫للمجنون(((‪[ :‬الطويل]‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ُّ‬ ‫َ َ َّ ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫دع��اك اله َوى والش ْوق ِح ْين ت َرن َمت هتوف الض َحى َب ْي َن الغ ُص ْو ِن ط ُر ْو ُب‬
‫�ل ُم � � ْ�س � ��ع � � ٌ�د ُ‬ ‫ٌّ ُ ٍّ‬ ‫ُت� � َ�ج� � ُ ُ ْ ً ْ ْ َ َ‬
‫�ب‬ ‫وم � ��ج � � ْ�ي � � ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�اوب ورق � � ��ا ق ��د َأرع � � ��ن ل��ص� ْ�وِت �ه��ا ف � �ك� ��ل ِل� � ��ك� � �‬ ‫ِ‬
‫�ب‬ ‫�اك َح��ب� ْ�ي� ُ‬ ‫ْ َ َ َ‬
‫�‬ ‫�‬ ‫�ف‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫أم‬
‫ً‬
‫�ا‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫�‬ ‫�‬
‫ْ‬
‫إل‬ ‫�ت‬
‫َ َْ َ‬
‫�‬ ‫�‬ ‫ق‬
‫�ار‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫أف‬
‫ً‬
‫�ا‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�اك‬ ‫�‬ ‫�ك َ‬
‫ب‬
‫َ‬
‫�‬ ‫�‬
‫َ‬
‫�ال‬ ‫�‬ ‫�‬‫م‬ ‫�ام ْ‬
‫األي � � ��ك َ‬ ‫أ لاَ ي ��ا َح� �م � َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫أحمد بن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اله ْيثم الق َرشي‪ ،‬حدثني‬ ‫[‪ ]67‬أخبرنا((( محمد بن خلف‪ ،‬حدثنا‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َْ‬ ‫ال�ع�ب� ُ‬
‫�اس ب��ن ه�ش��ام‪ ،‬ع��ن أب�ي��ه ه�ش� ِ�ام ب��ن محمد ب��ن ال� َّ�س��ائ��ب ال��ك��ل�ب� ِّ�ي‪ :‬أن رج�لا‬
‫ُْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫من أهل الشام كان له أد ٌب‪ ،‬وأنه ذ ِك َر له المجنون‪ ،‬وأخ ِبر بخب ِره‪ ،‬فأحب أن‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫�ار إلى َح ِّيه س� َ‬ ‫فخرج ُي��ري� ُ�د ُه‪ ،‬حتى إذا ص� َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫�أل عنه‪،‬‬ ‫يسمع من شعره‪.‬‬ ‫َي� َ�راه‪ ،‬وأن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ظر‬
‫فأخ ِبر أنه ال يأ ِوي إلى مكان‪ ،‬وأنه يكون مع الوح ِش‪ .‬قال‪ :‬فكيف لي بالن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫يقف ألحد [‪/9‬ب] حتى ُيكل َمه إال لد َاي ٍة له‪ ،‬هي التي كانت‬ ‫إليه؟ قيل‪ :‬إنه ال ُ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫رجت معه تط ُلبه في مظ ِان ِه التي ك��ان يكون‬ ‫َر َّب��ت��ه‪ .‬فكل َم د اي��ت��ه وراسلها‪ ،‬فخ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الب ِّر َّية‪ .‬فط ُلبوه يومه ذلك‪ ،‬فلم َيق ِد ُروا عليه‪ ،‬ثم غدوا في اليوم الثاني‬ ‫فيها في َ‬
‫ْ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َُ‬
‫َيطلبونه‪َ ،‬فبينا هم كذلك؛ إذ أش َرفوا على َو ٍاد كثير الحجارة‪ ،‬وإذا به في ذلك‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ً‬
‫الحي‪ .‬فغ َّسلوه‬ ‫َّ‬ ‫فاحتمله الرجل ود َايته حتى أت َيا به‬ ‫الوادي بين الحجارة َم ِّيتا‪.‬‬
‫َّ ُ ُ‬
‫وكفنوه ودفنوه‪.‬‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ِّ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫فقال الرجل‪ :‬قد كنت أق��در أن أسمع منه شيئا من شعره ففات ِني ذلك‪،‬‬
‫ََ‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫فأن ِشدوني من شعره شيئا أن َصرف به‪ .‬فأنشدوه أشياء كتبها وانصرف‪.‬‬

‫((( األبيات من قصيدة مجمعة في ديوانه المجموع (ص‪.)48‬‬


‫((( مصارع العشاق (‪ )62/2‬بسنده عن اب��ن حيويه‪ ،‬ذم الهوى (ص‪ )365‬بسنده عن ابن‬
‫حيويه‪ ،‬وعنه في نزهة المسامر (ص‪.)56‬‬

‫‪83‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ ْ ُ‬ ‫َ َّ‬
‫الم ْرز َبان ♫‪.‬‬ ‫محمد بن خلف بن‬ ‫ِ‬ ‫ون بني عامر‪َ ،‬ج ْم ُع‬ ‫تمت أخبار مجن ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫والحمد لله حق الحمد‪ ،‬وصلى الله على سيدنا النبي المصطفى محمد‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫الم ْن َت َجب َ‬
‫ين‪ ،‬وأزواج��ه ال��ط��اه��رت أ َّم�ه��ات المؤمنين‬ ‫ِ‬
‫وآل��ه الطاهرين‪ ،‬وأصحابه ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وسلم تسليما كثيرا كثيرا كثيرا‪.‬‬

‫❑❑❑‬

‫‪84‬‬
‫السماعات‬

‫[‪ ]1‬سماع مدون في صفحة العنوان‪ ،‬نصه‪:‬‬


‫َ‬ ‫ُ‬
‫جميع هذا الجزء على الشيخ الثقة أبي القاسم يحيى بن ثابت بن‬ ‫«[قـ]ـرأت‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َْ‬
‫الس َّراج‪َ .‬‬
‫فس ِمعه المشايخ‪ :‬التقي أبو العز‬ ‫بحق إجازته من [أبي جـ]ـعفر َّ‬ ‫ُبندار(((‪،‬‬
‫يوسف((( بن محمد بن علي‪ ،‬وابنه عبداللطيف(((‪[ .‬وأ]بو نصر عمر بن محمد‬
‫ُْ‬
‫المقرئ(((‪ ،‬وأبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن‬ ‫بن أحمد بن الحسين بن جابر‬
‫[محمد] الشهرستاني(((‪ ،‬وكتب عبدالسالم بن يوسف بن محمد الدمشقي‪.‬‬
‫[و]ذلك في يوم الخميس عاشر رجب‪ ،‬سنة أربع وستين وخمس مئة»‪.‬‬

‫[‪ ]2‬في (‪/1‬أ) في أعلى الصفحة‪ ،‬قيد سماع منقول نصه‪:‬‬

‫«في األصل‪ :‬هذا الجزء سماع جماعة من أبي القاسم التنوخي‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫الشيخ اإلمام أبو محمد ابن السراج‪ ،‬بقراءة أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت‬
‫الخطيب‪ .‬وأبو محمد عبدالباقي‪ .‬وأبو المعالي هبة الله ابنا محمد بن محمد‬

‫((( الدينوري ثم البغدادي البقال‪ .‬توفي سنة (‪566‬ه) وقد جاوز الثمانين‪ .‬تاريخ اإلسالم‬
‫(‪.)356/12‬‬
‫((( الموصلي ثم البغدادي‪ .‬توفي سنة (‪576‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)593/11‬‬
‫((( البغدادي‪ .‬فقيه وفيلسوف وطبيب‪ ،‬يعرف بالموفق‪ .‬ولد سنة (‪557‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة‬
‫(‪629‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)889/13‬‬
‫((( البغدادي‪ .‬يعرف بابن السديد‪ .‬ولد سنة (‪545‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪616‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم‬
‫(‪.)482/13‬‬
‫((( المقرئ الصوفي‪ .‬توفي سنة (‪624‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)761/13‬‬

‫‪85‬‬
‫بن عبدالوهاب‪ ،‬وجماعة‪ .‬في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وأرب��ع مئة‪.‬‬
‫نقلته من أصل الشيخ أبي محمد ابن السراج‪ .‬وصح‪.‬‬
‫[‪ ]3‬في (‪/1‬ب) سماع نصه‪:‬‬
‫«سمع جميع هذا الجزء على الشيخة الصالحة أم الفضل كريمة بنت‬
‫(((‬
‫(بإجازتها للجزء جميعه) من أبي‬ ‫عبدالوهاب بن علي بن الخضر القرشية‬
‫الحسن بن أبي سعد بن إبراهيم الخباز‪( ،‬ولنصفه من ابن ناقة بسنده)‪... :‬‬
‫الحافظ صدر الدين الحسن بن محمد بن محمد (البكري)‪ ،‬وابناه‪ :‬الحسين‬
‫ومحمد‪ ،‬وسبطه محمد بن محمد بن (مناقب الحسيني)‪ ،‬وفتيانهم‪( :‬آقوش‪،‬‬
‫وسنجر‪ ،‬وقيصر‪ ،‬واإلمام) أبو عبدالله محمد بن داود (الصارمي(((‪ .‬والشيخ‬
‫أب��و ال�م�ع��ال��ي ب��ن أب��ي (ال �ب��در ب��ن م �رات��ب) ال�ب�غ��دادي‪ .‬وأح�م��د ب��ن إس�م��اع�ي��ل بن‬
‫(((‬
‫وثالثين وست‬ ‫قلوس (بقراءته) يوم السبت‪ ،‬رابع عشر شوال‪ ،‬سنة (ثمان‬
‫مئة)‪ .‬وسمع معهم‪( :‬حسان) ومحمد (ابنا) عثمان (بن وث��اب)‪ ،‬وعبد الله‬
‫بن سليمان بن عبدالكريم‪( .‬ألحقه ابن قلوس)‪.‬‬
‫[‪ ]4‬في الهامش األيمن من الورقة (‪/3‬أ) سماع نصه‪:‬‬
‫(((‬
‫ابن‬ ‫«سمع جميع هذا الجزء على الشيخ أبي الحسن بن أبي عبدالله‬

‫ً‬
‫((( ال�خ�ض��ر ال�ق��رش�ي��ة‪ :‬أخ�ف��ى ج ��زءا منها ال�ق�ط��ع‪ ،‬واالس�ت�ظ�ه��ار م��ن س�م��اع ت � ٍ‬
‫�ال‪ .‬الدمشقية‪،‬‬
‫مسندة الشام‪ .‬ولدت سنة (‪545‬ه) وتوفيت سنة (‪641‬ه)‪ .‬توفي سنة (‪624‬ه)‪ .‬تاريخ‬
‫اإلسالم (‪.)394/14‬‬
‫((( توفي سنة (‪660‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)940/14‬‬
‫((( وتحتمل‪« :‬ثالث»‪.‬‬
‫((( في مصادر ترجمته «عبيد الله»‪ .‬وهو‪ :‬علي بن الحسين البغدادي الحنبلي‪ .‬ولد سنة‬
‫(‪545‬ه) وتوفي سنة (‪643‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)458/14‬‬

‫‪86‬‬
‫َ‬
‫ال� ُ�م��ق� َّ�ي��ر‪ ،‬ب��إج��ازت��ه م��ن المشايخ األرب �ع��ة‪ :‬أب��ي الفضل اب��ن ن��اص��ر‪ ،‬وأب��ي المعمر‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫الخباز‪ ،‬بسماعهم‬ ‫األنصاري‪ ،‬وأحمد بن يحيى بن ناقة‪ ،‬وعلي بن أبي سعد‬
‫ُ‬
‫فيه‪ ،‬ب�ق�راءة اإلم��ام الحافظ أب��ي الحسن محمد ب��ن أحمد ب��ن علي الق ْرطبي‪:‬‬
‫ُُ‬
‫ابنه أبو بكر محمد‪ ،‬واإلمامان‪ :‬أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم بن الحسين‬
‫َّ َّ‬ ‫ْ‬
‫الصفار(((‪،‬‬ ‫اإلرِبلي(((‪ ،‬وأبو الفتح نصر الله بن أبي العز بن أبي طالب الشيباني‬
‫وأبو نصر ابن عربشاه بن أبي بكر الهمذاني(((‪ ،‬ومحمد((( وعلي ابنا داود بن‬
‫الص ِارمي‪ ،‬وكاتب السماع إبراهيم بن عمر بن عبدالعزيز القرشي((( عفا‬ ‫ياقوت َّ‬
‫ُ‬
‫الله عنه‪ .‬وسمعوا من مواضع أسمائهم‪ :‬سالم بن ِث َمال بن عنان الع ْرضي(((‪،‬‬
‫َُ‬
‫المن َّجا‪ ،‬وهو في الخامسة‪ ،‬وأخوه أبو البركات‬ ‫ومحمد بن عثمان بن أسعد بن‬
‫َ‬
‫ُمن َّجا في الثالثة‪ .‬وذلك في ثاني عشر رجب‪ ،‬سنة أربع وثالثين وست مئة‪،‬‬
‫بجامع دمشق‪ ،‬وصح وثبت‪.‬‬

‫[‪ ]5‬في (‪/4‬أ) نص سماع‪:‬‬


‫«س��م� َ�ع ال�ن�ص� َ‬
‫�ف م��ن ه��ذا ال �ج��زء ع�ل��ى ال �ح��رة األص�ي�ل��ة أم ال�ف�ض��ل كريمة‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ابنة عبدالوهاب بن علي بن الخضر القرشية‪ ،‬بإجازتها من أحمد بن يحيى‬

‫ََ‬
‫الهذ َباني‪ .‬ولد سنة (‪568‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪656‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)803/14‬‬ ‫(((‬
‫((( ابن الشقيقة الدمشقي‪ .‬توفي سنة (‪656‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)849/14‬‬
‫((( محمد ب��ن ع��رب�ش��اه‪ .‬ت��وف��ي س�ن��ة (‪677‬ه)‪ .‬ت��اري��خ اإلس�ل�ام (‪ )353/15‬وف�ي��ه كنيته أب��و‬
‫عبدالله‪.‬‬
‫((( أبو عبدالله‪ .‬توفي سنة (‪660‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)940/14‬‬
‫((( الدمشقي‪ .‬توفي سنة (‪663‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)82/15‬‬
‫((( الدمشقي‪ .‬ولد سنة (‪582‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪649‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)617/14‬‬

‫‪87‬‬
‫بن ناقة الكوفي(((‪ ،‬بسماعه فيه‪ :‬اإلم� ُ‬
‫�ام أب��و القاسم سليمان بن عبدالكريم‬
‫ُ‬
‫بن عبدالرحمن األنصاري(((‪ ،‬وأخته َأمة الكريم‪ ،‬وابنه عبدالله‪ ،‬وحسان بن‬
‫عثمان ب��ن وث��اب اب��ن ال�م��وازي�ن��ي‪ ،‬وأب��و علي الحسن ب��ن علي ب��ن أب��ي بكر ابن‬
‫َ‬ ‫َ لاَّ‬
‫الخ ل(((‪ ،‬وأحمد بن محمود بن إبراهيم بن ن ْبهان اب��ن الجوهري(((‪ ،‬وهذا‬
‫خطه بقراءته‪ ،‬ي��وم الثالثاء‪ ،‬الثاني والعشرين من صفر‪ ،‬سنة ثمان وثالثين‬
‫ً‬
‫وست مئة‪ .‬والحمد لله رب العالمين دائما»‪.‬‬
‫َ‬
‫وفي الهامش السفلي قيد نصه‪« :‬فيه ُم ْصل ٌح‪( :‬النصف) من الجزء‪ ،‬وهو‬
‫األخير‪ .‬صح ولله الحمد»‪.‬‬

‫[‪ ]6‬وفي هامش الورقة (‪/4‬ب) األيمن تقييد سماع نصه‪:‬‬

‫«قرأت جميع هذا الجزء على أم الفضل كريمة ابنة عبدالوهاب بن علي‬
‫بن الخضر القرشية‪ ،‬بإجازتها من شيوخها الثالثة‪ :‬علي بن أبي سعد الخباز‪،‬‬
‫والحسين بن علي طبرزد‪ ،‬وأحمد بن يحيى بن ناقة للنصف األخير‪ ،‬بسماعهم‬
‫ف�ي��ه‪ ،‬فسمع‪ :‬ب��در ال�ع�لا ئ��ي‪ ،‬وب��در الموصلي األش��رف�ي��ان‪ ،‬وص��واب (القيمري)‬
‫ال�ح�ب�ش�ي��ون‪ ،‬وري �ح��ان ال �ه �ن��دي‪ ...‬ع�ب��دال�ل��ه‪ ،‬وأب��و ع�ل��ي ال�ح�س��ن‪ ،‬وأب��و عبدالله‬
‫َ لاَّ‬
‫الحسين‪ ،‬ابنا علي بن أبي بكر بن يونس ابن الخ ل‪ ،‬وعبد الكافي بن صالح‬
‫حفيد الشيخة‪ ،‬وكتب أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نبهان ابن الجوهري‪،‬‬
‫ف��ي ي��وم الخميس‪ ،‬التاسع عشر‪ ،‬م��ن شهر رم�ض��ان‪ ،‬سنة أربعين وس��ت مئة‪،‬‬

‫((( أبو العباس المسلي‪ .‬ولد سنة (‪477‬ه) وتوفي سنة (‪559‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)122/12‬‬
‫((( الدمشقي‪ .‬توفي سنة (‪642‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)410/14‬‬
‫((( الدمشقي‪ .‬ولد سنة (‪629‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪702‬ه)‪ .‬درة الحجال (‪.)241/1‬‬
‫((( الدمشقي‪ .‬توفي سنة (‪643‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)436/14‬‬

‫‪88‬‬
‫(((‬
‫ظاهر دمشق‪ ،‬ولله الحمد»‪.‬‬ ‫بالميطور‬

‫[‪ ]7‬وفي الهامش األيمن من (‪/5‬أ) سماع نصه‪:‬‬


‫ُ‬
‫«ق �رأت جميع ه��ذا ال�ج��زء على الشيخ المسند ش��رف ال��دي��ن أب��ي محمد‬
‫عيسى ب��ن ال�ب�ه��اء عبدالرحمن ب��ن معالي ب��ن حمد ب��ن أح�م��د ب��ن أب��ي عطاف‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫المطعم‪ ،‬ب��إج��ازت��ه إن ل��م يكن س�م��اع��ا م��ن (ك��ري�م��ة) بسندها باطن‬ ‫المقدسي‬
‫ه��ذه ال��ورق��ة‪ ،‬فسمعه‪ :‬ش�ه��اب ال��دي��ن أح�م��د ب��ن محمد ب��ن غ��ازي ب��ن عبدالله‬
‫الزاهدي‪ ،‬وصح ذلك يوم األربعاء‪ ،‬خامس شهر رجب‪ ،‬سنة تسع عشرة وسبع‬
‫مئة‪ ،‬بمنزله بسفح ق��اس�ي��ون‪ ،‬وأج��از‪ .‬وكتب محمد ب��ن طغربل ب��ن عبدالله‪،‬‬
‫الص ْيرفي عفا الله عنه»‪.‬‬‫المعروف بابن َّ‬

‫[‪ ]8‬وفي (‪/8‬أ) قيد سماع نصه‪:‬‬

‫«سمع جميعه على الشيخ الصالح أبي الحسن بن أبي عبدالله بن أبي‬
‫الحسن البغدادي(((‪ ،‬بإجازته من أبي الفضل محمد بن ناصر(((‪ ،‬بسماعه من‬
‫َّ‬
‫أبي الغنائم الن ْر ِسي(((‪ ،‬عن أبي القاسم التنوخي‪ ،‬عن ابن حيويه بسنده‪ .‬بقراءة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫الصالحية‪ ،‬وكانت تمتد على الضفة الجنوبية‬ ‫((( الميطور‪ :‬قرية قديمة دارس��ة في أرض‬
‫ّ‬ ‫لنهر يزيد‪ ،‬بين بستان بصارو وجسر ّ‬
‫النحاس وبين القابون ومصح ابن النفيس‪ .‬نظمت‬
‫منطقتها في أيامنا وانتشر فيها العمران واخترقها شارع ابن النفيس وابن الهيثم وغير‬
‫هما‪ .‬معجم دمشق التاريخي (‪.)324/2‬‬
‫((( ابن المقير‪.‬‬
‫السالمي‪ .‬ولد سنة (‪467‬ه)‪ ،‬وتوفي ببغداد سنة (‪556‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)142/11‬‬ ‫((( َّ‬
‫ُ‬
‫((( محمد ب��ن علي ال�م�ق��رئ‪ ،‬يعرف ب��أ َب� ٍّ�ي‪ .‬ول��د سنة (‪424‬ه) وت��وف��ي سنة (‪510‬ه)‪ .‬تاريخ‬
‫اإلسالم (‪.)142/11‬‬

‫‪89‬‬
‫َّ ْ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫المظفر يوسف بن الحسن بن بدر النابل ِسي(((‪:‬‬ ‫الشيخ الفقيه شرف الدين أبي‬
‫َّ‬
‫عبدالواحد بن إلياس بن أحمد الن َّجار‪ ،‬وعنبر بن عبدالله‪ ،‬عتيق ابن أبي الكرم‬
‫الب ِال ِسي(((‪ ،‬وهذا خطه‪ .‬وسمع من نصف‬ ‫الحمصي‪ ،‬وعلي بن محمد بن علي َ‬
‫الجزء إلى آخره‪ ...( :‬بن مبارك بن ُحميد َ‬
‫الح ْو َراني؟)‪ .‬في يوم السبت‪ ،‬رابع‬
‫ربيع األول‪ ،‬من سنة ثالث وثالثين وست مئة بجامع دمشق‪ُ ،‬ح ِرست»‪.‬‬

‫[‪ ]9‬وفي الهامش األيمن من الورقة (‪/9‬أ) قيد سماع نصه‪:‬‬

‫«س�م��ع ه��ذا ال�ج��زء أج�م��ع ب�ق�راءت��ي ع�ل��ى ال�ش�ي��خ ال�ص��ال��ح أب��ي ال�ح�س��ن بن‬
‫َُ‬
‫المق َّير البغدادي‪ ،‬بحق إجازته من الشيوخ‬ ‫أب��ي عبدالله بن أب��ي الحسن اب��ن‬
‫األرب �ع��ة‪ :‬ال�ح��اف��ظ أب��ي ال�ف�ض��ل اب��ن ن��اص��ر‪ ،‬وأح �م��د ب��ن ي�ح�ي��ى ب��ن ن��اق��ة‪ ،‬وأب��ي‬
‫الخباز‪ ،‬والمبارك بن أحمد بن المعمر األنصاري‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الحسن علي بن أبي سعد‬
‫الي ْمن عبدالصمد‬
‫بإسنادهم في الطباق((( التي في آخره‪ :‬الفقيه أمين الدين أبو ُ‬

‫بن عبدالوهاب بن الحسن بن محمد الشافعي ابن عسا كر(((‪ ،‬وأبو نصر بن‬
‫عربشاه بن أبي بكر الهمذاني الدمشقي‪ ،‬في العشرين من محرم‪ ،‬سنة أربع‬
‫وثالثين وست مئة‪ ،‬بدمشق‪ .‬كتبه محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن‬
‫ِّ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إبراهيم الكاتب البغدادي حامدا مصليا مسلما‪ .‬وإجازة أحمد ابن ناقة بسماع‬
‫النصف األخير حسب‪( .‬وثبت وصح؟)»‪.‬‬

‫وفي الورقة (‪/9‬ب) وحاشيتها قيود سماع أصلية ومنقولة‪ ،‬ونصها‪:‬‬

‫((( الدمشقي‪ .‬ولد سنة (‪603‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪671‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)233/15‬‬
‫((( الخطيب‪ .‬ولد سنة (‪605‬ه)‪ ،‬وتوفي بالقاهرة سنة (‪662‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)58/15‬‬
‫((( الطباق‪ :‬السماع‪.‬‬
‫((( الدمشقي‪ .‬ولد سنة (‪614‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪686‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)572/15‬‬

‫‪90‬‬
‫[‪« ]10‬ف��ي األص��ل ��ب�ه��ذا ال�ج��زء سماع جماعة م��ن أب��ي القاسم التنوخي‪،‬‬
‫َّ‬
‫ب �ق �راءة محمد ب��ن ع�ل��ي ال��ن��رس��ي ال�ك��وف��ي‪ ،‬ف��ي ش��وال‪ ،‬م��ن س�ن��ة س��ت وأرب�ع�ي��ن‬
‫وأربع مئة‪.‬‬

‫[‪ ]11‬وفيه سماع عبدالله ابن األبنوسي من أبي محمد الجوهري‪ ،‬بقراءة‬
‫عبدالمحسن القزاز‪ .‬في صفر‪ ،‬سنة خمس وأربعين‪.‬‬

‫[‪ ]12‬وفيه سماع علي بن محمد ابن األنباري الواعظ‪ ،‬وأحمد بن محمد‬
‫بن علي البخاري‪ ،‬من أبي محمد الجوهري‪ ،‬بقراءة ابن محسن‪ ،‬في جمادى‬
‫اآلخرة‪ ،‬سنة سبع وأربعين وأربع مئة‪.‬‬
‫َُ‬ ‫ً‬
‫[‪ ]13‬وفيه أيضا سماع علي بن محمد بن محمد ابن قنين‪ ،‬بقراءته‪ .‬في‬
‫ذي الحجة من سنة سبع وتسعين‪.‬‬

‫[‪ ]14‬وفيه سماع أبي عبدالله الحسين بن ظفر بن َي� ْ�زداد بقراءته‪ ،‬وعبد‬
‫الرحمن بن علي‪ ،‬يعرف بابن الهاشمية‪ ،‬في رجب‪ ،‬سنة ثالث وتسعين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫اجي((( ب�ق�راءت��ه‪ ،‬وأب��ي المعمر‬
‫[‪ ]15‬وف�ي��ه س�م��اع ال��م��ؤت�م��ن ب��ن أح�م��د الس ِ‬
‫(((‬
‫في رجب‪ ،‬سنة سبع وتسعين»‪.‬‬ ‫المبارك بن أحمد بن عبدالعزيز األنصاري‬

‫❑❑❑‬

‫((( ال��دي��رع��اق��ول��ي ث��م ال�ب�غ��دادي‪ .‬ول��د سنة (‪445‬ه)‪ ،‬وت��وف��ي سنة (‪507‬ه)‪ .‬ت��اري��خ اإلس�لام‬
‫(‪.)104/11‬‬
‫((( األزجي‪ .‬ولد سنة (‪475‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪549‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)976/11‬‬

‫‪91‬‬
‫السماعات آخر الجزء‬
‫ُ‬
‫[‪َ ]16‬س� ِ�م�ع��ت م��ن الشيخ أب��ي الحسين حفظه ال�ل��ه‪ ،‬ب�ق�راءة ال�رئ�ي��س أبي‬
‫الفتح هبة الله بن الفضل بن صاعد بن خلف‪ ،‬فسمعه‪ :‬أبو عبدالله الحسين‬
‫ِّ‬ ‫َْ‬
‫البل ِخي‪ ،‬وأبو الغنائم أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب‪،‬‬ ‫بن محمد بن ِخ ْسرو‬
‫ُ َّ‬
‫المظفر عبدالله ب��ن ط��اه��ر ب��ن علي ب��ن ف��ارس الخياط(((‪ ،‬والحسين بن‬ ‫وأب��و‬
‫علي‪ ،‬يعرف بـطبرزذ‪ ،‬في شوال‪ ،‬من سنة أربع وتسعين وأربع مئة‪.‬‬

‫[‪ ]17‬وف �ي��ه س �م��اع ج �م��اع��ة‪ ،‬م �ن �ه��م‪ :‬أب ��و ال �ف �ض��ل ع�ب��دال�م�ل��ك ب��ن ع �ل��ي بن‬
‫وه� َ�ز َار ْس��ب ب��ن ع��وض ب��ن الحسن َ‬ ‫((( َ‬
‫اله َر ِوي(((‪ ،‬ب�ق�راءة أب��ي الفضل‬ ‫يوسف ‪،‬‬
‫الرحبي المعلم‪،‬‬ ‫محمد بن الحسين بن محمد اإلسكاف‪ ،‬والحسن بن أبي طاهر َّ‬
‫ُ ْ‬
‫وم�ح�م��د ب��ن محمد (ب��ن أب��ي ب�ك��ر) ال��ع��ك� َ�ب��ري‪ ،‬وال�رئ�ي��س أب��و م�ن�ص��ور محمد بن‬
‫محمد بن الفضل بن دال ل الشيباني‪ .‬في صفر سنة خمس وتسعين وأربع مئة‪.‬‬

‫[‪ ]18‬وفيه سماع الشيخ أبي الفضل محمد بن الناصر بن محمد بن علي‬
‫َ‬
‫الخضر َ‬ ‫ُ‬
‫الج َو ِال ْي ِق ُّي(((‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بقراءته‪ ،‬وأبو منصور َم ْوهوب بن أحمد بن محمد بن‬
‫وأب��و ال�ف�ض��ل محمد ب��ن الحسين اإلس �ك��اف ف��ي ذي ال�ق�ع��دة م��ن س�ن��ة إح��دى‬
‫وتسعين وأربع مئة‪.‬‬

‫((( البغدادي‪ .‬توفي سنة (‪531‬ه)‪ .‬ذيل ابن النجار على تاريخ بغداد (‪.)115/1‬‬
‫((( البغدادي‪ .‬ولد سنة (‪481‬ه)‪ ،‬وتوفي نحو سنة (‪541‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)1005/11‬‬
‫((( لعل الصواب ما أثبت‪ ،‬فإن الكتابة ال تكاد أن تقرأ‪.‬‬
‫((( اإلمام المشهور‪ .‬توفي سنة (‪540‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)735/11‬‬

‫‪92‬‬
‫[‪َ ]19‬س� ِ�م� َ�ع جميعه من الشيخ الجليل أب��ي المعالي أحمد بن محمد بن‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫البخاري(((‪ ،‬ع��رض��ا ب��أص��ل سماعه م��ن أب��ي محمد ال�ج��وه��ري‪ :‬ول��ده‬ ‫علي ب��ن‬
‫ُ‬
‫الشيخ أبو القاسم عبيد الله(((‪ ،‬بقراءة الشيخ أبي عبدالله الحسين بن محمد‬
‫َْ‬ ‫بن ْ‬
‫البل ِخي(((‪ ،‬وصاحبه الشيخ أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود‬ ‫خسرو‬
‫َ‬
‫األصبهاني(((‪ ،‬أمتعنا ال�ل��ه ب��ه‪ .‬وال�ش�ي��وخ‪ :‬أب��و ال�خ�ي��ر ه� َ�ز َار ْس��ب ب��ن ع��وض بن‬
‫َُ‬
‫ال�ح�س��ن ال� � َ�ه� � َ�ر ِوي(((‪ ،‬وأب ��و ال�ح�س��ن ع�ل��ي ب��ن م�ح�م��د ب��ن م�ح�م��د اب��ن قن ْين(((‪،‬‬
‫الع ْجلي‪،‬‬
‫وإبراهيم بن سليمان الورداسي‪ ،‬وأبو زيد عبدالواحد بن أبي الفضل ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ‬
‫اإلس��ك��اف‪ ،‬وأب��و‬ ‫وأب��و ي��اس��ر اب��ن َب� َ�رك��ة ال� َ�ب��ق��ال‪ ،‬وأب��و ال�ب�ق��اء ب��ن محمد ب��ن نصر‬
‫الحسن علي(((‪ ،‬وأبو الغنائم عبدالرحمن ابنا المبارك بن المبارك الجصاص‪،‬‬
‫والمبارك بن أحمد بن عبدالعزيز بن المعمر األنصاري‪.‬‬
‫َّ‬
‫وسمع م��ن أول��ه ث�لاث ق��وائ��م والنصف ال�ث��ان��ي‪ :‬مسعود ب��ن سعد ال��ن� ِ�اق��د‪،‬‬
‫وولده أبو الرضا أحمد‪ .‬وذلك بتاريخ الجمعة‪ ،‬مستهل المحرم‪ ،‬من سنة ثمان‬
‫وتسعين وأربع مئة‪ .‬والحمد لله حق حمده‪.‬‬

‫[‪َ ]20‬س ِم َع جميع ه��ذا الجزء من الشيخ الجليل أب��ي محمد عبدالله بن‬

‫((( البزار‪ .‬توفي سنة (‪514‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)215/11‬‬


‫((( توفي سنة (‪525‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)343/11‬‬
‫((( البلخي ثم البغدادي السمسار‪ .‬توفي سنة (‪526‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)346/11‬‬
‫((( نزيل بغداد السمسار‪ .‬توفي سنة (‪512‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)199/11‬‬
‫ً‬
‫((( المقرئ نزيل بغداد‪ .‬توفي شابا سنة (‪515‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)246/11‬‬
‫((( البغدادي البزاز‪ .‬توفي سنة (‪516‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)267/11‬‬
‫((( الصوفي‪ .‬ذيل تاريخ بغداد البن الدبيثي (‪.)335/2‬‬

‫‪93‬‬
‫َ ً‬ ‫َُ‬
‫أيده الله‪ ،‬ع ْرضا بأصل سماعه عن أبي محمد‬ ‫اآلبن ْو ِسي‬
‫(((‬
‫علي بن عبدالله‬
‫ُ ُ‬
‫الجوهري‪ :‬ولده أبو الحسن أحمد(((‪ ،‬بقراءة الشيخ أبي عبدالله الحسين بن‬
‫ُ َ َّ‬ ‫َْ‬ ‫محمد بن ْ‬
‫المظفر بن علي بن محمد بن‬ ‫البل ِخي‪ ،‬والرئيس أب��و الفتح‬ ‫خسرو‬
‫علي اب��ن ال� َّ�س� َ�و ِادي‪ ،‬والشيخ أب��و القاسم عبدالرحمن بن أحمد بن محمد بن‬
‫َ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫الزعفراني‪ ،‬وه� َ�ز َار ْس��ب بن عوض بن الحسن ال� َ�ه� َ�ر ِوي‪ .‬وذلك في محرم‪،‬‬ ‫بنان‬
‫سنة ثمان وتسعين وأربع مئة»‪.‬‬
‫ََ‬
‫محمد‬
‫ِ‬ ‫[‪َ ]21‬س ِم َع جميع هذا الجزء من الشيخ اإلمام العدل أبي الغنائم‬
‫َّ‬
‫الحافظ أيده الله‪ ،‬بقراءة الشيخ األديب أبي الفضل‬‫ِ‬ ‫بن علي بن ميمون الن ْر ِس ِّي‬
‫ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫محمد ب��ن ناصر ب��ن محمد ب��ن علي ال�ش�ي��وخ‪ :‬أب��و منصور م��وه��وب ب��ن أحمد‬ ‫ِ‬
‫الم َخ ِّر ُّ‬
‫مي(((‪،‬‬ ‫الج َوال ْيق ُّي‪ ،‬وأبو القاسم ُعبيد الله بن علي ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الخضر َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫بن محمد بن‬
‫ِّ ْ‬
‫وأب��و عبدالله َم� ُّ�م� ْ�و ُس بن الحسين بن يوسف ال��د ْر َب��ن��دي‪ ،‬وأب��و بكر محمد بن‬
‫ُ َ‬ ‫َّ ُّ‬
‫المخ ِّ ِرمي(((‪ ،‬وأب��و‬ ‫علي ال��ت��ن� ْ�و ِري‪ ،‬وأب��و الفضل إبراهيم ب��ن أحمد ب��ن عبدالله‬
‫ال�ق��اس��م عبدالغني ب��ن محمد ب��ن حنيفة ال�ب��اج�س�رائ��ي‪ ،‬وأب��و ال�ح�س��ن ع�ل��ي بن‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫الس َّماك(((‪ ،‬وأب��و القاسم هبة الله بن عمر النجار‪ ،‬وه� َ�ز َار ْس��ب بن‬‫عبدالعزيز َّ‬
‫عوض بن الحسن َ‬
‫اله َر ِوي‪ .‬وذلك في شهر رجب من سنة ثمان وتسعين وأربع‬
‫مئة‪ .‬وذلك برواية أبي الغنائم ابن النرسي‪ ،‬عن القاضي أبي القاسم علي بن‬

‫((( ابن الوكيل‪ .‬ولد سنة (‪428‬ه) وتوفي سنة (‪505‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)58/11‬‬
‫((( أحمد بن عبدالله‪ .‬ولد سنة (‪466‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪542‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)799/11‬‬
‫((( الحنبلي‪ .‬توفي سنة (‪527‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)461/11‬‬
‫((( البغدادي‪ .‬توفي سنة (‪510‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)134/11‬‬
‫((( الحنبلي البغدادي‪ .‬ولد سنة (‪464‬ه)‪ ،‬وتوفي سنة (‪546‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)893/11‬‬

‫‪94‬‬
‫َ‬
‫حسن التنوخي‪ ،‬عن ابن حيويه الخ َّزاز‪.‬‬
‫الم ِّ‬
‫ُ‬
‫ََ‬
‫محمد‬
‫ِ‬ ‫[‪َ ]22‬س ِم َع جميع هذا الجزء من الشيخ اإلمام العدل أبي الغنائم‬
‫�ود بن‬ ‫َّ ْ ِّ‬
‫ب��ن ع�ل��ي ب��ن م�ي�م��ون ال��ن��ر ِس��ي‪ ،‬أي��ده ال�ل��ه‪ ،‬ب �ق �راءة ال�ش�ي��خ أب��ي ن�ص��ر م�ح�م� ِ‬
‫علي بن أحمد بن علي ابن‬ ‫األص َبهاني‪ ،‬الشيوخ‪ :‬أبو الحسن ُّ‬ ‫الفضل بن محمود ْ‬
‫الب ِّيع(((‪ ،‬وأبو الفضل إبراهيم بن أحمد بن عبدالله ُ‬
‫الم ِّ‬ ‫ْ‬
‫اإلخ َّوة َ‬
‫خرمي‪ ،‬وفوارس‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الر َجائي‬
‫وعبد الرشيد بن ناصر بن علي َّ‬ ‫بن علي بن محمد بن عمر الن ِقيب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫الس ْرخ ِسي((( األصبهاني‪ ،‬وأب��و القاسم أح�م��د ب��ن محمد ب��ن أحمد ال�م��ؤدب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وص��اف��ي ب��ن ع�ب��دال�ل��ه‪ ،‬ف�ت��ى اب��ن ال��ك� ْ�ر ِخ� ّ�ي األم �ي��ر‪ ،‬وأب��و ال�ع�ب��اس أح�م��د ب��ن علي‬
‫ب��ن محمد ب��ن الحسين األنصاري(((‪ ،‬وأب��و ط��ال��ب محمد ب��ن عبدالملك بن‬
‫ُ َْ‬ ‫ُُ‬
‫الم ْستظهري(((‪ ،‬وابناه يوسف ومحمود‪،‬‬ ‫البزوغائي‪ ،‬وبدر بن عبدالله‬ ‫محمد‬
‫َ‬
‫وه َز َار ْسب بن عوض بن الحسن الهروي‪.‬‬
‫ُ‬
‫الشريف أبو الحسن علي بن محمد بن عبدالجبار‬ ‫وسمع النصف األخير‪:‬‬
‫العلوي الكوفي‪ ،‬والشيخ األجل أبو الفضل عبدالملك بن علي بن عبدالملك‬
‫ب��ن يوسف(((‪ ،‬وأح�م��د ب��ن يحيى ب��ن أح�م��د ب��ن ن��اق��ة ال�ك��وف��ي‪ .‬وذل��ك ف��ي يوم‬
‫ال �ج �م �ع��ة‪ ،‬م�س�ت�ه��ل ج �م��ادى اآلخ� ��رة‪ ،‬م��ن س �ن��ة إح ��دى وخ �م��س م �ئ��ة‪( ،‬وص��ح‬
‫وثبت؟)‪.‬‬

‫((( َ‬
‫الح ِر ْي ِمي‪ .‬توفي سنة (‪502‬ه) تاريخ اإلسالم (‪.)37/11‬‬
‫((( توفي نحو سنة (‪520‬ه) تاريخ اإلسالم (‪.)307/12‬‬
‫((( لعله البغدادي‪ .‬توفي سنة (‪539‬ه) تاريخ اإلسالم (‪.)701/11‬‬
‫((( لعله‪ :‬ناطق بن عبدالله المستظهري‪ .‬توفي سنة (‪517‬ه) تاريخ اإلسالم (‪.)299/11‬‬
‫((( أبو الفضل البغدادي‪ .‬توفي سنة (‪531‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)551/11‬‬

‫‪95‬‬
‫َ‬
‫[‪َ ]23‬س ِم َع جميعه من الشيخ األجل العدل أبي المعالي أحمد بن محمد‬
‫ُ‬
‫بن أحمد ابن البخاري‪ ،‬بروايته عن الجوهري؛ الشيوخ‪ :‬أحمد بن محمد بن‬
‫َْ‬
‫ويل ِت ِك ْين بن أخبار((( التركي‪ ،‬وحضر ابنه محمد(((‪،‬‬ ‫أحمد بن سريع المعري‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الس َو ِادي الط َّحان‪ ،‬وأبو نصر زاهر بن بدر بن عبدالله‪،...‬‬
‫وحسين بن الحسن َّ‬

‫وأب��و الحسن علي بن أب��ي سعد الخباز‪ ،‬وأب��و محمد المبارك بن كامل بن أبي‬
‫َ َّ‬
‫غالب الخفاف‪ .‬بقراءة أخيه المبارك‪ ،‬في يوم الخميس‪ ،‬ثامن شوال‪ ،‬من سنة‬
‫تسع وخمس مئة‪.‬‬

‫[‪َ ]24‬س ِم َع جميعه من الشيخ اإلمام الحافظ أبي الغنائم محمد بن علي‬
‫َّ‬
‫ب��ن ميمون ال��ن� ْ�ر ِس��ي‪ ،‬ب��رواي�ت��ه ع��ن أب��ي ال�ق��اس��م ال�ت�ن��وخ��ي؛ ال�ش�ي��وخ‪ :‬أب��و (علي)‬
‫ال�ح�س�ي��ن ب��ن ال�ح�س��ن ال � َّ�س � َ�و ِادي‪ ،‬وأب��و ال�ح�س��ن ع�ل��ي ب��ن أب��ي س�ع��د ب��ن إب�راه�ي��م‬
‫وغسان بن عبدالله‪ ،‬عتيق ابن عطاف‪ ،‬بقراءة المبارك بن كامل بن‬ ‫ّ‬ ‫الخباز‪،‬‬
‫أبي غالب الخفاف أبي بكر‪ .‬وسمع النصف الثاني‪ :‬أحمد بن محمد بن أحمد‬
‫بن سريع المعري‪ ،‬وأبو نصر زاهر بن بدر بن عبدالله‪ ...‬في يوم األحد‪ ،‬حادي‬
‫عشر من شوال‪ ،‬سنة تسع وخمس مئة‪.‬‬

‫[‪َ ]25‬س ِم َع جميعه من الشيخ اإلمام أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون‬
‫(((‬ ‫ُ‬
‫النرسي أي��ده ال�ل��ه‪ .‬ب�ق�راءة أب��ي الفضل محمد ب��ن ناصر ب��ن محمد ب��ن علي‬

‫((( أخبار‪ :‬كذا في ذيل ابن الدبيثي (‪ ،)607/4‬ومجمع اآلداب (‪.)330/3‬‬


‫َ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وسكون الالم وك رْ‬ ‫الاء ُ‬
‫ِ‬ ‫تكمل اإل كمال البن نقطة (‪« :)272/6‬أ َّما َ‌ي ْ تلك ي ن‬
‫�‪ :‬ب َف ْتح َ‬ ‫ة‬
‫و�‬
‫ف‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ال� يك‪ ،...‬قال ابن‬
‫ترُّ‬ ‫َ ْت ن‬ ‫َ‬ ‫ث ن ن َ رْ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫تَّ‬
‫اف‪ ،‬فهو‪‌ :‬ي ِل ِك ي� بن أخبار ِ‬ ‫الاء المعجمة من فوقها با� يت� وكس الك ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف ف محُ َ‬ ‫َ‬
‫� وخمسمائة»‪.‬‬ ‫وثالث ي ن‬
‫ِ‬ ‫تو� ي� َّرم من َسنة إحدى‬ ‫ي‬ ‫ل‪:‬‬ ‫ام‬
‫ِ‬ ‫ك‬
‫((( البغدادي‪ .‬توفي ��بهمذان سنة (‪557‬ه)‪ .‬مجمع اآلداب في معجم األ لقاب (‪.)330/3‬‬
‫((( السالمي‪ .‬توفي سنة (‪550‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)991/11‬‬

‫‪96‬‬
‫ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫ُ‬
‫يوسف بن أحمد بن الفرج الدقاق‪ ،‬وأبو عامر محمد‬ ‫عليه‪ :‬ابن أخته أبو الفتح‬
‫َ َ‬
‫الع ْبد ِري(((‪ ،‬وابنه أبو بكر عبدالله عتيق‪،‬‬ ‫الم َر َّجى بن سعدون‬ ‫بن سعدون بن ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ومكارم بن أبي سعد بن أحمد‪،...‬‬ ‫وغسان بن عبدالله‪ ...‬عتيق ابن عطاف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وع�ب��د الله ب��ن‪ ...‬ب��ن عبدالله ال� َّ�ب� َّ�واب‪ ،‬ومحمد ب��ن أحمد ب��ن محمد ب��ن داود‬
‫ُ‬
‫وس� ِ�م� َ�ع م��ن ال�ن�ص��ف إل��ى آخ ��ره‪ :‬أح �م��د ب��ن م�ح�م��د ب��ن أح �م��د‪،...‬‬
‫األص�ب�ه��ان��ي‪َ .‬‬

‫المي‪ ،‬وحاجي بن عمر األسدي‪ ...‬وذلك في شوال‪ ،‬سنة‬ ‫َّ‬


‫ومحمد بن علي الس ِ‬
‫تسع وخمس مئة‪.‬‬

‫❑❑❑‬

‫((( الميورقي‪ .‬توفي سنة (‪524‬ه)‪ .‬تاريخ اإلسالم (‪.)406/11‬‬

‫‪97‬‬
‫المصادر‬

‫‪1.1‬األش �ب ��اه وال �ن �ظ��ائ��ر م��ن أش �ع��ار ال�م�ت�ق��دم�ي��ن وال �ج��اه �ل �ي �ي��ن وال�م�خ�ض��رم�ي��ن‪،‬‬
‫الخالديان‪ :‬أبو بكر محمد بن هاشم (ن�ح��و‪380‬ه)‪ ،‬أبو عثمان سعيد بن‬
‫هاشم (ت ‪371‬ه) تحقيق‪ :‬السيد محمد يوسف‪ ،‬القاهرة‪1958 :‬م‪.‬‬

‫‪2.2‬األغاني‪ ،‬األصفهاني‪ :‬أبو الفرج علي بن الحسين األصبهاني (ت ‪356‬ه)‪،‬‬


‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة ‪2010‬م‪.‬‬

‫‪3.3‬اإلم ��اء ال �ش��واع��ر‪ ،‬أب��و ال �ف��رج ع�ل��ي ب��ن ال�ح�س�ي��ن األص�ب�ه��ان��ي (ت ‪356‬ه)‬
‫تحقيق‪ :‬نوري القيسي‪ ،‬يونس السامرائي‪ ،‬بيروت‪1406 :‬ـه‪.‬‬

‫‪4.4‬األم��ال��ي‪ ،‬أب��و ع�ل��ي إس�م��اع�ي��ل ب��ن ال�ق��اس��م ال�ب�غ��دادي (ت ‪356‬ه) عناية‪:‬‬


‫محمد جواد األصمعي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪5.5‬األ ن�س��اب‪ ،‬أب��و سعد عبدالكريم ب��ن محمد السمعاني (ت ‪ )562‬عناية‪:‬‬


‫عبدالله البارودي‪ ،‬بيروت‪1408 :‬ـه‪.‬‬

‫‪6.6‬بسط المسامر ف��ي أخ�ب��ار مجنون بني ع��ام��ر‪ ،‬محمد ب��ن علي ب��ن طولون‬
‫ال��دم �ش �ق��ي‪ ،‬ت�ح�ق�ي��ق‪ :‬ع�ب��دال�م�ت�ع��ال ال�ص�ع�ي��دي‪ ،‬م�ك�ت�ب��ة ال �ق��اه��رة ‪1383‬ـه‬
‫–‪1964‬م‪.‬‬

‫‪7.7‬بغية الطلب ف��ي ت��اري��خ ح�ل��ب‪ ،‬ك�م��ال ال��دي��ن عمر ب��ن أح�م��د الحلبي ابن‬
‫العديم (ت ‪660‬ه) تحقيق‪ :‬المهدي الرواضية‪ ،‬لندن‪1438 :‬ـه‪.‬‬

‫‪��8.8‬بهجة المجالس وأن��س المجالس‪ ،‬أب��و عمر يوسف بن عبدالبر القرطبي‬

‫‪99‬‬
‫(ت ‪463‬ه) تحقيق‪ :‬محمد مرسي الخولي‪ ،‬بيروت ‪1402‬ـه‪.‬‬

‫‪9.9‬ت��اري��خ اإلس�ل��ام‪ ،‬ش �م��س ال��دي��ن م�ح�م��د ب��ن أح �م��د ال��ذه �ب��ي (ت ‪748‬ه)‬
‫تحقيق‪ :‬بشار عواد‪ ،‬بيروت ‪1424‬ـه‪.‬‬

‫‪1010‬تاريخ بغداد‪ ،‬أبو بكر أحمد بن ثابت البغدادي (ت ‪463‬ه) تحقيق‪ :‬بشار‬
‫عواد‪ ،‬بيروت ‪1422‬ـه‪.‬‬

‫‪1111‬ت��اري��خ دم�ش��ق (‪ ،)18‬أب��و ال�ق��اس��م ع�ل��ي ب��ن الحسين ال��دم�ش�ق��ي ال�م�ع��روف‬


‫بابن عسا كر‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أدي��ب ال�ج��ادر‪ ،‬دمشق‪1436 :‬ـه‪( ،‬ج ‪)58‬‬
‫تحقيق‪ :‬سكينة الشهابي‪ ،‬بيروت‪1426 :‬ـه‪.‬‬

‫‪1212‬تاريخ الطبري‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ‪310‬ه) تحقيق‪:‬‬


‫أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪1990 :‬م‪.‬‬

‫‪1313‬تفضيل الكالب على كثير ممن لبس الثياب‪ ،‬أبو بكر محمد بن خلف بن‬
‫المرزبان (ت ‪309‬ه) تحقيق‪ :‬عصام شبارو‪ ،‬بيروت‪1992 :‬م‪.‬‬

‫‪1414‬توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسا��بهم وألقا��بهم وكناهم‪ ،‬ابن‬


‫ناصر الدين‪ :‬محمد بن عبدالله الدمشقي (ت ‪842‬ه) تحقيق‪ :‬محمد‬
‫نعيم عرقسوسي‪ ،‬بيروت‪1413 :‬ـه‪.‬‬

‫‪1515‬ت�ه��ذي��ب ال�ك�م��ال ف��ي أس �م��اء ال��رج��ال‪ ،‬ج�م��ال ال��دي��ن ال�ح�ج��اج ب��ن ي��وس��ف‬
‫المزي (ت ‪742‬ه) تحقيق‪ :‬بشار عواد‪ ،‬بيروت ‪1418‬ـه‪.‬‬

‫‪1616‬جمهرة النسب‪ ،‬أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي (ت ‪204‬ه) تحقيق‪:‬‬


‫ناجي حسن‪ ،‬بيروت‪1407 :‬ـه‪.‬‬

‫‪1717‬جمهرة نسب قريش وأخبارها‪ ،‬أبو عبدالله الزبير بن بكار الزبيري (ت‬

‫‪100‬‬
‫‪256‬ه) تحقيق‪ :‬محمود شا كر‪ ،‬حمد الجاسر‪ ،‬القاهرة‪1381 :‬ـه‪ ،‬الرياض‪:‬‬
‫‪1419‬ـه‪.‬‬

‫‪1818‬حلية المحاضرة في صنعة الشعر‪ ،‬أب��و علي محمد بن الحسن الحاتمي‬


‫(ت ‪388‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬جعفر الكتاني‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪1979 1‬م‪.‬‬

‫‪1919‬الحماسة البصرية‪ ،‬علي ب��ن الحسن ال�ب�ص��ري‪( ،‬ن�ح��و ‪659‬ه)‪ ،‬تحقيق‪:‬‬


‫مختار الدين أحمد‪ ،‬حيدرآباد ‪1384‬ـه‪.‬‬

‫‪2020‬خ �زان��ة األدب‪ ،‬ع �ب��دال �ق��ادر ب��ن ع�م��ر ال �ب �غ��دادي (ت ‪1093‬ه)‪ ،‬ت�ح�ق�ي��ق‪:‬‬
‫عبدالسالم هارون‪ ،‬القاهرة ‪1418‬ـه‪.‬‬

‫‪2121‬خطط بغداد وأنهار العراق القديمة‪ ،‬مكسمليان شتريك‪ ،‬ترجمة‪ :‬خالد‬


‫إسماعيل‪ ،‬بغداد‪1406 :‬ـه‪.‬‬

‫‪2222‬الدر الثمين في أسماء المصنفين‪ ،‬علي بن أنجب الساعي (ت ‪674‬ه)‬


‫تحقيق‪ :‬أحمد بننين‪ ،‬محمد حنشي‪ ،‬الرباط‪1428 :‬ـه‪.‬‬

‫‪2323‬ديوان األعشى الكبير‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود الرضواني‪ ،‬قطر‪2010 :‬م‪.‬‬

‫‪2424‬ديوان الحسين بن مطير‪ ،‬جمع‪ :‬شا كر العاشور‪ ،‬بيروت‪1437 :‬ـه‪.‬‬

‫‪2525‬ديوان ابن الدمينة‪ ،‬صنعة‪ :‬الزبير بن بكار (ت ‪256‬ه) رواية أبي العباس‬
‫ثعلب‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد راتب النفاخ‪ ،‬القاهرة‪1378 :‬ـه‪.‬‬

‫‪2626‬دي ��وان أب��ي ده�ب��ل ال�ج�م�ح��ي‪ ،‬ص�ن�ع��ة‪ :‬ي�ع�ق��وب ال��زم�ع��ي‪ ،‬رواي ��ة أب��ي عمرو‬
‫الشيباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبدالعظيم عبدالمحسن‪ ،‬النجف‪1392 :‬ـه‪.‬‬

‫‪2727‬ديوان ذي الرمة‪ ،‬شرح أبي نصر الباهلي (ت ‪231‬ه) تحقيق‪ :‬عبدالقدوس‬

‫‪101‬‬
‫صالح‪ ،‬بيروت‪1402 :‬ـه‪.‬‬

‫‪2828‬ديوان طهمان بن عمرو الكالبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد المعبيد‪ ،‬بغداد‪1968 :‬م‪.‬‬

‫‪2929‬ديوان قيس لبنى‪ ،‬جمع وتحقيق‪ :‬عفيف حاطوم‪ ،‬بيروت‪1998 :‬م‪.‬‬

‫‪3030‬ديوان مجنون بني عامر مع بعض أحواله‪ ،‬أبو بكر الوالبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬هدى‬
‫عامر‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪2011/1‬م‪.‬‬

‫‪3131‬دي ��وان م�ج�ن��ون ل�ي�ل��ى‪ ،‬ج�م��ع وت�ح�ق�ي��ق‪ :‬ع�ب��دال�س�ت��ار ف� �راج‪ ،‬مكتبة مصر‪:‬‬
‫القاهرة‪1979 ،‬م‪.‬‬

‫‪3232‬دي ��وان م �زاح��م ال�ع�ق�ي�ل��ي‪ ،‬ت�ح�ق�ي��ق‪ :‬غ ��ازي ط�ل�ي�م��ات‪ ،‬م�ح�م��د م�ي�ن��و‪ ،‬دب��ي‪:‬‬
‫‪2016‬م‪.‬‬

‫‪3333‬ذم الثقالء‪ ،‬أب��و بكر محمد ب��ن خلف ب��ن ال�م��رزب��ان (ت ‪309‬ه) تحقيق‪:‬‬
‫محمد األعرجي‪ ،‬ألمانيا‪1999 :‬م‪.‬‬

‫‪3434‬ذم ال �ه��وى‪ ،‬أب��و ال�ف��رج ع�ب��دال��رح�م��ن ب��ن ع�ل��ي ب��ن ال �ج��وزي ال�ب�غ��دادي (ت‬
‫‪597‬ه) عناية‪ :‬خالد السبع العلمي‪ ،‬بيروت‪1418 :‬ـه‪.‬‬

‫‪3535‬ذيل تاريخ بغداد‪ ،‬محب الدين محمد بن محمود البغدادي‪ ،‬المعروف‬


‫بابن النجار (ت ‪643‬ه) األجزاء (‪ )3–1‬حيدرآباد‪1402–1398 :‬ـه‪ ،‬الجزأن‬
‫(‪ )5–4‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبدالقادر‪ ،‬بيروت‪1417 :‬ـه‪.‬‬

‫‪3636‬ذيل تاريخ بغداد‪ ،‬أبو عبدالله محمد بن سعيد بن الدبيثي (ت ‪637‬ه)‬


‫تحقيق‪ :‬بشار عواد‪ ،‬بيروت‪1427 :‬ـه‪.‬‬

‫‪3737‬زه��ر اآلداب‪ ،‬وثمر األ ل�ب��اب‪ ،‬أب��و إسحاق إبراهيم بن علي الحصري (ت‬

‫‪102‬‬
‫‪453‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي البجاوي‪ ،‬بيروت‪.‬‬

‫‪3838‬س�ي��ر أع�ل�ام ال �ن �ب�لاء‪ ،‬ش�م��س ال��دي��ن ع�ث�م��ان أح �م��د ال��ذه�ب��ي (ت ‪748‬ه)‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬مجموعة من الباحثين‪ ،‬بيروت ‪1403‬ـه‪.‬‬
‫‪3939‬شرح أشعار الهذليين‪ ،‬أبوسعيد الحسن بن الحسين ُّ‬
‫السكري (‪275‬ه)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبدالستار فراج‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪4040‬صفة جزيرة العرب‪ ،‬السحن بن أحمد الهمداني (بعد ‪344‬ه) تحقيق‪:‬‬


‫محمد بن علي األ كوع‪ ،‬الرياض‪1397 :‬ـه‪.‬‬

‫‪4141‬طبقات ال�ش�ع�راء‪ ،‬أب��و ال�ع�ب��اس عبدالله ب��ن المعتز (ت ‪296‬ه) تحقيق‪:‬‬


‫عبدالستار فراج‪ ،‬القاهرة‪1981 :‬م‪.‬‬

‫‪4242‬طبقات المفسرين‪ ،‬شمس الدين محمد بن علي الداوودي (ت ‪945‬ه)‬


‫بيروت‪1403 :‬ـه‪.‬‬

‫‪4343‬الطبقات ال�ك�ب��رى‪ ،‬أب��و عبدالله محمد ب��ن سعد الهاشمي‪( ،‬ت‪230‬ه)‪،‬‬


‫تحقيق‪ :‬محمد عمر‪ ،‬القاهرة ‪1421‬ـه‪.‬‬

‫‪4444‬طبقات النحويين واللغويين‪ ،‬أب��و بكر محمد ب��ن الحسن ال��زب�ي��دي (ت‬
‫‪379‬ه) تحقيق‪ :‬أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪1984 :‬م‪.‬‬

‫‪4545‬ع�ق�لاء المجانين‪ ،‬الحسن ب��ن محمد ال�ن�ي�س��اب��وري (ت ‪406‬ه) تحقيق‪:‬‬


‫عمر األسعد‪ ،‬بيروت‪1407 :‬ـه‪.‬‬

‫‪4646‬ل�س��ان ال�م�ي�زان‪ ،‬ش�ه��اب ال��دي��ن أح�م��د ب��ن ع�ل��ي ب��ن ح�ج��ر ال�ع�س�ق�لا ن��ي (ت‬
‫‪852‬ه) تحقيق‪ :‬عبدالفتاح ابو غدة‪ ،‬بيروت‪1423 :‬ـه‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪4747‬مجالس ثعلب‪ ،‬أبو العباس أحمد بن يحيى (ت ‪290‬ه) تحقيق‪ :‬عبدالسالم‬
‫هارون‪ ،‬القاهرة‪1980 :‬م‪.‬‬

‫‪4848‬ال�م�ح��ب وال�م�ح�ب��وب وال�م�ش�م��وم وال �م �ش��روب‪ ،‬ال �س��ري ب��ن أح �م��د ال��رف��اء‬
‫الكندي (ت ‪362‬ه) تحقيق‪ :‬مصباح غالونجي‪ ،‬دمشق‪1407 :‬ـه‪.‬‬

‫‪4949‬المحمدون من الشعراء‪ ،‬أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (ت ‪446‬ه)‬


‫تحقيق‪ :‬عبدالستار خان‪ ،‬حيدرآباد‪1385 :‬ـه‪.‬‬

‫‪5050‬المستفاد من ذيل تاريخ بغداد‪ ،‬ابن الدمياطي‪ :‬أحمد بن أيبك الحسامي‬


‫(ت ‪742‬ه) تحقيق‪ :‬قيصر أبو فرح‪ ،‬حيدرآباد‪1399 :‬ـه‪.‬‬

‫‪5151‬مصارع العشاق‪ ،‬أبو محمد جعفر بن أحمد السراج‪ ،‬دار بيروت‪ :‬بيروت‪،‬‬
‫‪1400‬ـه‪.‬‬

‫‪5252‬معجم األدباء‪ ،‬ياقوت بن عبدالله الحموي‪( ،‬ت ‪626‬ه) تحقيق‪ :‬إحسان‬


‫عباس‪ ،‬بيروت‪1993 :‬م‪.‬‬

‫‪5353‬معجم البلدان‪ ،‬ياقوت بن عبدالله الحموي‪ ،‬بيروت‪1978 :‬م‪.‬‬

‫‪5454‬معجم دمشق التاريخي‪ ،‬قتيبة الشهابي (‪1428‬ه) دمشق‪1999 :‬م‪.‬‬

‫‪5555‬معجم معالم الحجاز‪ ،‬عاتق بن غيث البالدي (ت ‪1431‬ه) مكة المكرمة‪:‬‬


‫‪1431‬ـه‪.‬‬

‫‪5656‬ال�م�ن�ت�ظ��م‪ ،‬أب��و ال �ف��رج ع�ب��دال��رح�م��ن ب��ن ع�ل��ي ب��ن ال �ج��وزي ال �ب �غ��دادي (ت‬
‫‪597‬ه) تحقيق‪ :‬محمد عطا‪ ،‬عبدالقادر عطا‪ ،‬بيروت‪1412 :‬ـه‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪5757‬الموشح‪ ،‬أبو عبيدالله محمد بن عمران المرزباني (ت‪384‬ه) تحقيق‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫علي محمد البجاوي‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪5858‬ال �ن �ج��وم ال� �زاه ��رة ف ��ي م �ل��وك م �ص��ر وال� �ق ��اه ��رة‪ ،‬ي��وس��ف ب ��ن ت �غ��ري ب ��ردي‬
‫الحنفي(ت ‪874‬ه) القاهرة‪.‬‬

‫الم ْب َرد يوسف بن حسن‬


‫‪5959‬نزهة المسامر في أخبار مجنون بني عامر‪ ،‬ابن ِ‬
‫الحنبلي (ت ‪909‬ه) تحقيق‪ :‬محمد التونجي‪ ،‬بيروت‪1414 :‬ـه‪.‬‬

‫‪6060‬ن ��ور ال �ق �ب��س ال�م�خ�ت�ص��ر م��ن ال�م�ق�ت�ب��س‪ ،‬أب ��و ال �م �ح��اس��ن ي��وس��ف ب��ن أح�م��د‬
‫اليغموري (ت ‪673‬ه) تحقيق‪ :‬رودلف زلهايم‪ ،‬بيروت‪1384 :‬ـه‪.‬‬

‫‪6161‬الوافي بالوفيات (ج‪ ،)3‬صالح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت‪764‬ه)‬


‫تحقيق‪ :‬س‪ .‬دريدنغ‪ ،‬بيروت‪1411 :‬ـه‪.‬‬

‫❑❑❑‬

‫‪105‬‬
‫توطئة ‪5..............................................................................................................................‬‬
‫ِّ‬
‫ا ُلم َصنف ‪10. .....................................................................................................................‬‬
‫ُ َ‬
‫ْاس ُمه ون َس ُبه ‪10. ..............................................................................................................‬‬
‫ُ ْ ُُ‬
‫أ سرته ‪11. ............................................................................................................................‬‬
‫ُ ُ‬
‫َم ْولد ه ‪12.............................................................................................................................‬‬
‫ُُ‬
‫َح َياته ‪13............................................................................................................................‬‬
‫َ ُ‬
‫َوفاته ‪15..............................................................................................................................‬‬
‫ْ‬
‫ِعل ُمه ‪15...............................................................................................................................‬‬
‫ْ ُ ُ ُ َّ َ ُ‬
‫ومصنفاته ‪16. ......................................................................................................‬‬ ‫ِشعره‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أخبار َم ْجنون بني عامر ‪20............................................................................‬‬ ‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫ِن ْسبة الكتاب لمصنفه ‪21............................................................................................‬‬
‫ُّ ُ‬
‫رواية الكتاب والنقول عنه ‪22..................................................................................‬‬
‫َ ِّ‬ ‫َ ْ ُ ُّ‬
‫ف الن ْسخة الخطية ‪23.........................................................................................‬‬ ‫وص‬

‫ناسخ األصل وتاريخ النسخ ‪26.................................................................................‬‬


‫َّ ْ َ ُ‬ ‫َّ ُّ َ ُ‬
‫التملكات والتق ِييد ات ‪27............................................................................................‬‬

‫‪109‬‬
‫َّ‬
‫الس َماعات ‪28...................................................................................................................‬‬

‫صور المخطوط ‪29........................................................................................................‬‬

‫َُ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫ْأخ َب ُار َم ْج ُن ْون َبني َ‬


‫المل َّوح ‪34..........................................‬‬ ‫واس ُمه قي ُس بن‬ ‫امر‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫السماعات ‪85...................................................................................................................‬‬

‫السماعات آخر الجزء ‪92..............................................................................................‬‬

‫المصادر ‪99. .....................................................................................................................‬‬

‫المحتويات ‪107. ..............................................................................................................‬‬

‫ملحق مصورة المخطوط كامال ‪110. ........................................................................‬‬

‫❑❑❑‬

‫‪110‬‬
‫ملحق‬
‫المخطوط كامال‬

You might also like