You are on page 1of 10

‫النب صىل هللا عليه وسلم‬

‫الرفاع يقبل يد ي‬
‫ي‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم عىل سيدنا محمد وعىل آله‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قصة مد اليد ر‬ ‫ّ‬
‫فإن ّ‬
‫ليقبلها الشيخ أحمد‬ ‫النب صىل هللا عليه وسلم‬
‫ي‬ ‫قب‬ ‫من‬ ‫يفة‬
‫الش‬
‫القصاص الصوفية عىل‬‫ّ‬ ‫الكثب من‬ ‫الب يواظب‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫ه واحدة من القصص ي‬ ‫فاع‪ ،‬ي‬
‫الر ي‬
‫ترديدها مب سنحت لهم الفرصة‪ ،‬ويزعمون أنها معجزة لرسول هللا صىل هللا عليه‬
‫ْ َََ‬ ‫وآله وسلم‪ ،‬وكرامة للشيخ أحمد رحمه هللا‪ ،‬وه عند أهل العلم ّ‬
‫قصة ُمختلقة شأنها‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫الكثب من القصص‪.‬‬ ‫ر‬ ‫شأن‬
‫مشاهب ّ‬
‫الرجال‬ ‫ّ‬
‫المتخصصة بذكر تراجم‬ ‫الكببة‬ ‫خت َلقة‪ ،‬أن ّ‬
‫كل الكتب‬
‫ُ َ‬
‫بي أنها م‬‫ومما ُي ّر ن‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫القصة ولم ر‬ ‫ّ‬
‫تش إليها يف‬ ‫وتقص أخبارهم وأقوالهم وما جرى معهم‪ ،‬لم تذكر هذه‬ ‫ي‬
‫الرفاع ال من قريب وال من بعيد‪ ،‬مثل "وفيات األعيان "البن خلكان‪،‬‬
‫ي‬ ‫ترجمة الشيخ‬
‫كثب‪ ،‬أو "شذرات‬
‫للذهب‪ ،‬أو "البداية والنهاية "البن ر‬
‫ي‬ ‫سب أعالم النبالء "‬‫أو " ر‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫الصوف‪ ،‬وهذه الكتب قد اعتنت بذكر أدق تفاصيل‬
‫ي‬ ‫الحنبىل‬
‫ي‬ ‫الذهب "البن العماد‬
‫شء‬‫ر‬ ‫ّ‬
‫فاع ومع ذلك فإنها لم تذكر هذه الحادثة عىل عظم شأنها‪ ،‬وهذا ي‬
‫حياة الشيخ الر ي‬
‫عجيب حقا!!‬
‫الرفاع للبعوضة تمتص من دمه يك ال يزعجها‬
‫ي‬ ‫أيعقل أن يذكروا قصة ترك الشيخ‬
‫وأمثال هذه القصص ثم ال يذكرون قصة مد اليد؟؟!!‬
‫الب اعتنت بذكر األحداث من‬
‫وكذلك فإن كل كتب التاري خ وكتب طبقات الصوفية ي‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫العاش لم تذكر هذه‬ ‫فاع‪ ،‬أي يف القرن السادس‪ ،‬إىل القرن‬
‫زمن الشيخ أحمد الر ي‬
‫ّ‬ ‫القصة! وكمثال كتاب طبقات األولياء للشعر نان الذي ن‬
‫ّ‬
‫اعتب بذكر حوادث تافهة وعدها‬ ‫ي‬
‫‪1‬‬
‫من كرامات بعض الشخصيات‪ ،‬ومع ذلك لم يذكر هذه الحادثة عىل عظم قدرها!‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫وهذا ّر ن‬
‫ان‪.‬‬
‫يبي أن القصة مكذوبة ولم يكن لها وجود يف زمن الشعر ي‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫والعجيب حقا أن راوي القصة يزعم أنها جرت يف موسم الحج وأمام األلوف من الناس‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫يقال إنهم‪ ،‬مئة ألف‪ ،‬وفيهم مشايخ كبار‪ ،‬ومع ذلك فلم تتوفر هممهم لنقل هذه‬
‫ّ‬
‫الحادثة وإخبار الناس بها!!! والمعروف أن الناس إذا رجعوا من الحج حدثوا قومهم‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ويستمرون عىل هذا الحال إىل آخر حياتهم‪ ،‬فهل يعقل أن‬ ‫بأغرب ما جرى معهم‬
‫ليقبلها الشيخ الرفاع ّ‬
‫ثم ال نجد أحدا من كل‬ ‫الشيفة تخرج من القب ّ‬
‫يشاهدوا اليد ر‬
‫ي‬
‫يهتم بإخبار الناس بهذا الحدث؟؟‬‫ّ‬ ‫هؤالء األلوف‬
‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ ّ‬
‫ه ُمختلقة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫بل‬ ‫لها‬ ‫سند‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫القص‬ ‫هذه‬ ‫أن‬ ‫كوا‬‫أدر‬ ‫ا‬ ‫فاعية ّ‬
‫لم‬ ‫الر ّ‬
‫إن أتباع الطريقة ّ‬ ‫ثم‬
‫ّ‬
‫مصداقية عند الناس‬ ‫اضطروا إىل تأليف رسائل تثب ُتها‪ ،‬ولك يكون لهذه ّ‬
‫الرسائل‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫زوروها وألصقوها بعلماء مشهورين يف القرن السابع أو الثامن أو التاسع‪ ،‬ولكن كان من‬
‫ُ‬
‫أثر ذلك أن افت ِضح أمرهم وظهر زيفهم‪.‬‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫الشخصيات البارزة يف هذا الخصوص شخصية أ ين الهدى الصيادي شيخ‬ ‫ومن‬
‫ّ ن‬
‫الرفاع‪،‬‬
‫ي‬ ‫الرفاعية يف زمانه ومجددها‪ ،‬والذي كان ينسب نفسه للشيخ أحمد‬ ‫الطريقة‬
‫رن‬ ‫ّ‬
‫والتمب عىل‬ ‫كثبة كتبها ألجل إبراز الطريقة الرفاعية وإكسابها األفضلية‬
‫ر‬ ‫فات‬‫مؤل‬ ‫وله‬
‫الرفاع الذي تنسب إليه هذه الطريقة‪.‬‬
‫ي‬ ‫غبها‪ ،‬وكذلك للتعظيم بشخص الشيخ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫صغبة جدا بعنوان" ‪ :‬ر‬ ‫ّ‬
‫الشف المحتم فيما من هللا به عىل‬ ‫ر‬ ‫فمن ذلك أنهم ألفوا رسالة‬
‫ّ‬ ‫وليه السيد أحمد الرفاع ن‬‫ّ‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم‬
‫رض هللا عنه من تقبيل يد ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫كثبة‪.‬‬
‫ر‬ ‫فات‬ ‫مؤل‬ ‫بالسيوط لما له من‬
‫ي‬ ‫"وألصقوها‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬ ‫َ ُ‬
‫ذكر هذه ِّ‬ ‫والغريب أن كل الكتب الب َت ْر َج َ‬
‫الرسالة ضمن مؤلفاته‬ ‫للسيوط لم ت‬
‫ي‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫الكثبة‪ ،‬بل إن السيوط نفسه لم يذكرها ضمن رسائله وكتبه ّ‬
‫لما ترجم لنفسه يف‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫المحاضة "وهذا ٌ‬
‫أمر عجيب!!‬ ‫ن‬ ‫كتابه "حسن‬
‫السيوط‪ ،‬فال‬ ‫تأليف‬ ‫من‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫أنها‬ ‫ىل‬ ‫ثم وبعد اطالع عىل الرسالة ّر ن‬
‫تبي‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫األسلوب أسلوبه و ال الطريقة طريقته‪.‬‬
‫السيوط يستشهد بكالم‬ ‫ّ‬
‫تصوروا‬ ‫والمضحك فيها أنه يستشهد بكالم السخاوي!!‬
‫ي‬
‫الكبب بينهما وخاصة‬
‫ر‬ ‫ر ن‬
‫الرجلي والبعد‬ ‫السخاوي!! والكل يعلم العداوة المستحكمة ر ن‬
‫بي‬
‫ن‬
‫ه أبعد ما تكون عن منهج السخاوي‪.‬‬ ‫الب‬
‫ي ي‬ ‫المسائل‬ ‫هذه‬ ‫مثل‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫ثم بعد ذلك يستشهد السيوط نف هذه الرسالة المزعومة بكالم ّ‬
‫الفراء إلثبات كرامة‬ ‫ي ي‬
‫أن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫الفراء من أهل‬ ‫النب صىل هللا عليه وسلم له وتقبيلها!! والمعلوم‬
‫الرفاع يف مد يد ي‬
‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫أن ّ‬‫ّ‬
‫معلوم عند‬ ‫معب يىل ينكر الكرامات أصل!! وهذا‬ ‫الفراء‬ ‫اللغة والنحو‪ ،‬والمضحك‬
‫السيوط‪.‬‬
‫ي‬
‫المحدث وهو ّ‬‫ّ‬
‫النب صىل هللا عليه‬
‫ي‬ ‫حديث‬ ‫ج‬ ‫يخر‬ ‫السيوط‬
‫ي‬ ‫ثم تزعم الرسالة أن‬
‫ن‬ ‫وسلم(( ‪:‬مررت بقب موش وهو قائم يصىل فيه ))يقول‪ّ :‬‬
‫خرجه إبراهيم يف الحلية؟‬ ‫ي‬
‫السيوط الذي اشتهر بتأليف المجاميع وكتب التخري ج وعزو األحاديث‬ ‫ّ‬
‫تخيلوا‬
‫ي‬
‫ن‬
‫والصغب‪ ،‬والخصائص‪ ،‬والدر المنثور‪ ،‬يقع يف مثل هذه األخطاء‬
‫ر‬ ‫الكبب‪،‬‬
‫ر‬ ‫كالجامع‬
‫نن‬ ‫ن‬
‫وسي‬ ‫الباردة! فالحديث مشهور جدا وهو يف صحيح مسلم ومسند اإلمام أحمد‬
‫ُ‬
‫السيوط للحلية فقط وال يعزوه إىل هذه األمهات؟‬
‫ي‬ ‫النسان فهل يعقل أن يعزوه‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ثم يقول السيوط نف الرسالة المزعومة ‪ّ :‬‬
‫خرجه إبراهيم يف الحلية‪ !!!.‬فهل تصدقون‬ ‫ي ي‬
‫ن‬
‫السيوط يف مثل هذه الهفوة فال يعرف اسم صاحب الحلية؟!!!! وقد كان‬‫ي‬ ‫أن يقع‬

‫‪3‬‬
‫ن‬
‫ينقل عنه يف كتبه مئات األحاديث ويسميه باسمه المعروف عند أهل الحديث‪ ،‬وهو‬
‫ن‬
‫األصبهان‪.‬‬ ‫أبو نعيم أحمد بن عبد هللا‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أم أن الذي كتب هذه الرسالة شخص آخر ال يمت بصلة لعلم الحديث؟‪.‬‬
‫ن‬
‫وه تقع يف أرب ع صفحات فقط!! منها سطر ونصف‬ ‫ثم إن كل من يقرأ الرسالة ي‬
‫ُ‬
‫السيوط‪.‬‬
‫ي‬ ‫للعنوان!! سيالحظ أن الكاتب قريب ٍ‬
‫عهد بزماننا ال بزمان‬
‫ّ‬
‫القصة؟‬ ‫حب ن ين‪ ،‬من هو واضع هذه‬‫ولكن السؤال الذي ّ‬
‫ر‬
‫اءن لكتاب "المقاصد الحسنة "للسخاوي بتحقيق الشيخ عبد هللا بن‬ ‫وعند قر ي‬
‫ن‬
‫أمام‬
‫ي‬ ‫يرتسم‬ ‫الجواب‬ ‫بدأ‬ ‫عرصنا‪،‬‬ ‫ف‬
‫الصديق الغماري‪ ،‬وهو أحد أعالم علماء الصوفية ي‬
‫رن‬ ‫شيئا فشيئا‪ ،‬وذلك عندما قال الشيخ الغماري نف تعليقه عىل حديث (( ن‬
‫أدبب‬
‫ي ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫تأديب ))رقم ]‪ [45‬يف كتاب المقاصد الحسنة للسخاوي‬ ‫ي‬ ‫فأحسن‬
‫ر ن‬ ‫ن‬
‫األربعي المنسوب‬ ‫بإسناد ضعيف يف كتاب‬ ‫ٍ‬ ‫صفحة )‪: (29‬قال(( ‪:‬قرأته مسندا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫نّ‬ ‫ّ‬
‫غب واثق من صحة ما ينسب إليه من المؤلفات‬ ‫لكب ر‬
‫فاع‪ ،‬ي‬‫الكبب أحمد الر ي‬‫ر‬ ‫للقطب‬
‫مؤلفات نف مناقب ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫فاع وينسبها‬‫ي‬ ‫الر‬ ‫ي‬ ‫الصيادي الذي كان يكتب‬ ‫أن الهدى‬‫ألنها من صنع ي‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫إىل علماء يف القرن الثامن الهجري أو قبله أو بعده ‪)).‬انتىه كالم الشيخ الغماري‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الصيادي وجدته يستخدم‬ ‫ألن الهدى‬ ‫وعندما اطلعت عىل كتاب "قالدة الجواهر " ي‬
‫ّ‬ ‫الكالم نفسه الموجود نف رسالة " ر‬
‫للسيوط وبالحرف‬
‫ي‬ ‫المنسوبة‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫المحت‬ ‫ف‬‫الش‬ ‫ي‬
‫حينئذ لفرح بها الصيادي‬ ‫ٍ‬ ‫يش إىل تلك الرسالة ولو كانت موجودة‬ ‫الواحد‪ ،‬مع أنه لم ر‬

‫للرفاع‪ ،‬ولكنه لم يفعل! وبعد‬


‫ي‬ ‫كثبا ولجعلها العمدة فيما يرويه من كرامات وفضائل‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫الب صاغ‬
‫أن ظهرت رسالة "الشف المحتم "وإذا بها مصوغة بالجمل واأللفاظ نفسها ي‬
‫نّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫السيوط المتوف سنة ‪ 911‬ـه‬
‫ي‬ ‫أن‬ ‫عقل‬ ‫ي‬ ‫الصيادي كتابه "قالدة الجواهر !"فهل‬ ‫بها‬
‫نّ‬ ‫ّ‬
‫الصيادي المتوف سنة ‪1327‬ـه؟‬ ‫يشق عبارات‬
‫‪4‬‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫ألن الصيادي ليس له ن‬
‫للسيوط‬
‫ي‬ ‫رسالة‬ ‫إخفاء‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫مصلحة‬ ‫أدن‬ ‫غب ممكن‬‫والعكس ر‬
‫ّ‬
‫المتعل ر ن‬
‫مي‪.‬‬ ‫تدعم توجهه وتعطيه المصداقية ولو عند أنصاف‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ُ ن‬ ‫إنب ّ‬
‫َّ ن‬
‫ولكنب فوجئت‬
‫ي‬ ‫ذكر‪،‬‬ ‫من‬ ‫الرسالة‬ ‫لهذه‬ ‫أجد‬ ‫لم‬ ‫السيوط‬
‫ي‬ ‫فات‬ ‫مؤل‬ ‫لما بحثت يف‬ ‫ثم ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫السيوط يف كتاب "إيضاح المكنون يف الذيل عىل كشف‬ ‫ي‬ ‫فات‬ ‫مؤل‬ ‫بذكرها ضمن‬
‫البابان البغدادي (وفاته ‪1339‬ـه ‪1920‬م )وهو معاض‬ ‫ن‬ ‫الظنون "إلسماعيل بن محمد‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫الصيادي المتوف سنة ‪(1327‬ـه ‪1910‬م )وكما هو معلوم عند أهل العلم‬ ‫ألن الهدى‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫لحاج خليفة‪ ،‬ليس فيه ذكر لهذه الرسالة‬
‫ي‬ ‫األصىل وهو "كشف الظنون "‬ ‫ي‬ ‫أن الكتاب‬
‫ّ‬
‫السيوط‪.‬‬
‫ي‬ ‫فات‬‫مؤل‬ ‫ضمن‬
‫أن واضع ّ‬‫ّ‬ ‫والذي أضافها هو إسماعيل البغدادي صاحب الذيل‪ّ ،‬ر ن‬
‫الرسالة‬ ‫فتبي بوضوح‬
‫هو بالفعل أبو الهدى الصيادي‪.‬‬
‫غبهم من أنه‬ ‫ّ‬
‫كذلك فإن أبا الهدى الصيادي كان مشهورا عند علماء الصوفية قبل ر‬
‫يخبع أشخاصا وقصصا وأنسابا وكتبا وينسبها لمن يشاء‪.‬‬
‫فاع ومن طريق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأول اختالقاته أنه نسب نفسه من طريق أبيه إىل الشيخ أحمد الر ي‬
‫رض هللا عنه!‬ ‫ن‬
‫الصحان الجليل خالد بن الوليد ي‬
‫ي‬ ‫ّأمه إىل‬
‫ر ن‬ ‫ّ ن‬
‫التابعي وال عقب له بعد ذلك‬ ‫والمعروف أن خالد بن الوليد انتهت ذريته يف عرص‬
‫تنص عىل أنه ال عقب له كما قال ابن‬‫ّ‬ ‫الكببة‬ ‫فاع فكل المراجع‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫وأما الشيخ أحمد الر ي‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫عقب وإنما‬ ‫الرفاع(( ‪:‬ولم يكن له‬
‫ي‬ ‫ترجمة‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫)‬ ‫‪172‬‬ ‫"‬ ‫‪(1‬‬ ‫األعيان‬ ‫وفيات‬‫"‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫كان‬ ‫خل‬
‫ن‬
‫كثب يف كتابه "البداية والنهاية‪".‬‬ ‫العقب ألخيه ))انتىه‪ ،‬وكذلك ذكر ابن ر‬

‫الكبب‬ ‫ّ ن‬
‫ثان اخباعاته ‪:‬فهو شيخه "الرواس " الذي ال وجود له‪ ،‬كما قال األستاذ‬
‫ر‬ ‫وأما ي‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫الطباخ يف‬ ‫ومؤرخها الشيخ محمد راغب أفندي‬ ‫الشهب ُمسند حلب‬
‫ر‬ ‫والكاتب‬

‫‪5‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫كتابه "إعالم النبالء يف تاري خ حلب الشهباء ‪): )) 331 " (7‬وزاد الشيخ أبو الهدى يف‬
‫ر ن‬ ‫َّ‬ ‫ا‬
‫المتقدمي‪ ،‬ولشيخه الشيخ مهدي‬ ‫الطنبور نغمة أنه طبع عدة كتب نسبها لبعض‬
‫َ َ َّ ن‬ ‫ن‬
‫يب أن يف إقدامه عىل هذه‬ ‫الرواس‪ ،‬الذي ال وجود له إال يف مخيلته‪ .... ،‬وال ر‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫لنأسف عىل ذكائه‬ ‫المفبيات‪ ،‬ووضعه لهذه األكاذيب جرأة عظيمة‪ ،‬وإنا وايم هللا‬
‫ّ‬
‫الجم‪ ،‬وما أوتيه من واسع الجاه‪ ،‬ورفيع المكانة لدى‬ ‫المفرط‪ ،‬وسعة مداركه‪ ،‬وفضله‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫يرصف ذلك يف تروي ج بضاعته‪ ،‬ونفاق سلعته‪ ،‬بحيث‬ ‫ِ‬ ‫السلطان عبد الحميد‪ ،‬أن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ن َ‬
‫الحاض عىل‬
‫ِ‬ ‫الناس االعتقاد بمن تقدم‪ ،‬ويقيسوا‬ ‫يس َء‬‫قضت أحواله وأطواره أن ي‬
‫الغائب‪((.‬انتىه‬
‫ن‬
‫وقال يف نفس البجمة )) ‪:‬الشيخ محمد أبو الهدى الصيادي مع اعبافنا بفضله ووفور‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫الب ذكرها يف مؤلفاته إذا انفرد‬ ‫ذكائه ليس بثقة‪ ،‬فال يعتمد عىل الباجم واألنساب ي‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫كثبة‪ ،‬وأمورا واهية‪ ،‬ولعمري إنه لو كان يف زمن تدوين الحديث‬ ‫بها‪ ،‬فإن فيها أكاذيب ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ن‬
‫اعي(( انتىه‬‫الوض ر ن‬ ‫النبوي ل ُعد يف مقدمة‬
‫ن‬
‫الفاش وهو من علماء الصوفية يف المغرب ومعاض‬ ‫ي‬ ‫وقال الشيخ عبد الحفيظ‬
‫ن‬
‫للصيادي واجتمع به وأجازه يف كتابه "رياض الجنة أو المدهش‬
‫((قلت وأمر ّ‬ ‫ُ‬
‫الرواس هذا‬ ‫المطرب "صفحة‪) 155 : (144‬أثناء ترجمته للصيادي‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ َ ُ ن‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫لما ذك َره يف كتابه "قالدة الجواهر " َو َصفه‬ ‫شكل جدا‪ ،‬فإن المبجم أي الصيادي‬ ‫ٌ‬ ‫ُم‬
‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫بأوصاف عالية يف العلم والعرفان‪ ،‬وقال ‪:‬إنه شيخ العرص علما وعمل‪ ،‬وزهدا وأدبا‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ّ ن‬ ‫ا‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫بلد‪،‬‬
‫ونسب له مؤلفات ودواوين شعرية وطبعها‪ ،‬وقال ‪:‬إنه كان خامل‪ ،‬اليستقر يف ٍ‬
‫ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ .‬‬ ‫ّ‬
‫ومن البعيد أن يكون كما ذك َره‪ ،‬وال ي ْع ِرفه أحد‬ ‫ويتعيش من بيع الرؤوس المطبوخة ِ‬
‫أخف َ‬ ‫العلم من شأنه الظهور‪ ،‬ولو ن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫نفسه اإلنسان وأخملها‪،‬‬ ‫أصل عدا المبجم! ألن‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫فإن َّ‬
‫عببه ال بد أن يستنشقه الناس‪.‬‬
‫زك ر‬ ‫ي‬
‫‪6‬‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫َ َ ْ‬
‫حقبا‪ ،‬أو ينكرون‬
‫وهب أنه كان خامل‪ ،‬فإن الناس ال محالة يعرفونه‪ ،‬فيذكرونه خامل ر‬
‫ف لهم ٌ‬ ‫َُْ ُ‬ ‫ر ن‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫اسم وال‬ ‫بالمعتوهي‪ ،‬ومن ال يعر‬ ‫نبهان مملوءة حب‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫فات‬ ‫ومؤل‬ ‫‪.‬‬ ‫مه‬ ‫ل‬ ‫وع‬
‫فضله ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫محل‪ ،‬والحالة أنه ال وجود لمن ذك َره أوعرفه ال كونه شيخ العرص وشاعره‪ ،‬وال كونه‬
‫ن‬ ‫َ ن‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ّ‬
‫أميا جاهل أو خامل إال المبجم يف مؤلفاته‪ ،‬وأتباعه كعبد القادر أفندي قدري يف‬
‫ن‬
‫الموصىل يف كتابه "العقود الجوهرية "و‬
‫ي‬ ‫المنب"‪ ،‬وأحمد عزة باشا‬
‫ر‬ ‫كتابه "الكوكب‬
‫يستف من بحره‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أمثالهما‪ ،‬ممن‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يعب الصيادي عىل اختالق وجوده وأخباره ومؤلفاته وأشعاره‪ ،‬إن‬ ‫ي‬ ‫وإقدام المبجم‬
‫َ ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫الفاش‪.‬‬
‫ي‬ ‫الحفيظ‬ ‫عبد‬ ‫الشيخ‬ ‫كالم‬ ‫ىه‬‫انت‬ ‫منه))‬ ‫صدوره‬ ‫ب‬ ‫ستغر‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫مم‬ ‫‪،‬‬‫صح‬
‫معرة النعمان وحمص وهو أيضا‬ ‫وذكر األستاذ الشيخ محمد سليم الجندي مفب ّ‬
‫ي‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫ألن‬
‫معاض للصيادي يف كتابه "تاري خ معرة النعمان ‪) 229 215 " (2‬عند ترجمته ي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أن ّ‬‫ّ‬ ‫الهدى الصيادي )) ‪ :‬ر ُ‬
‫موهوم‪ ،‬ال حقيقة له‪،‬‬ ‫شخص‬ ‫الرواس‬ ‫وأكب الناس يزعمون‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫اخبعه أبو الهدى الصيادي وأضاف إليه أقواال وأعماال (( انتىه‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الب نسبها لنفسه‬
‫ي‬ ‫ة‬‫الشعري‬ ‫واوين‬ ‫والد‬ ‫فىه الكتب‬‫ي‬ ‫وأما ثالث اخباعاته أي الصيادي‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫أو لشيخه ّ‬
‫القاسم ‪":‬أن‬
‫ي‬ ‫الرواس‪ ،‬فقد ذكر الدكتور نزار أباظة يف كتابه "جمال الدين‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫أن الهدى الصيادي‪ ،‬وأعانه فيما يعزى إليه من‬ ‫األيون كان له شأن مع ي‬
‫ي‬ ‫الشيخ توفيق‬
‫كتب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ر ن‬
‫مؤلفي‬ ‫تكتب الكتب‪ ،‬وينسبها إىل‬ ‫))ولم يكتف أبو الهدى بذلك بل كان ي ْس‬
‫ّ‬
‫الطباخ إىل صاحب "معجم‬ ‫مشهورين‪،‬من ذلك ما كتبه الشيخ محمد راغب‬
‫المطبوعات العربية ‪" (3:2‬من المستدرك قال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫إن كتاب غاية االختصار يف أخبار البيوتات العلوية )ليس لتاج الدين بن محمد حمزة‬
‫أن الهدى‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫الحسيب نقيب أشاف حلب‪ ،‬بل هو من وضع الشيخ محمد ي‬ ‫ي‬ ‫بن زهرة‬
‫‪7‬‬
‫ُ‬
‫وسبب وضعه له ما كان من المنافرة بينه‬ ‫ّ‬
‫الصيادي‪ ،‬وقد نسبه إىل تاج الدين المذكور‪،‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫يعب الصيادي يف هذا‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫أثبت‬ ‫الكيالن نقيب رأشاف بغداد‪ ،‬وقد‬
‫ي‬
‫ر ن‬
‫وبي السيد سليمان‬
‫ن‬ ‫َ ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الثان‬
‫ي‬ ‫فاع إىل البيوتات العلوية‪ ،‬وطعن يف الكتاب‬
‫الكتاب ِنسبة الشيخ أحمد الر ي‬
‫الساع بنسب الشيخ عبد‬
‫ي‬ ‫المطبوع مع هذا الكتاب وهو "مخترص أخبار الخلفا "البن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫الكيالن‪ ،‬وأن أكابره أصلهم من الفرس‪ .‬وأن بأسباب أخرى تؤكد أن هذين‬
‫ي‬ ‫القادر‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ر ن‬
‫الكتابي موضوعان أو ملفقان "انتىه من حاشية األستاذ حسن سويدان يف كتابه‬
‫ن‬
‫المفيد " أبو الهدى الصيادي يف آثار معاضيه ‪".‬‬

‫وقد يسأل سائل ‪:‬ما غرض الصيادي من تزوير مثل هذه الكتب؟‬
‫لما ّادع النسب إىل الشيخ ّ‬
‫الصيادي ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فاع‪ ،‬أنكر عليه هذا‬
‫ي‬ ‫الر‬ ‫الهدى‬ ‫أبا‬ ‫إن‬ ‫والجواب ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫األشاف‪ ،‬ومنهم نقيب ر‬‫النسب بعض أهل العلم ونقباء ر‬
‫أشاف بغداد‪ .‬فكما ذكرت آنفا‬
‫الرفاع ليس له أوالد وال ذرية‪ ،‬فكيف ينسب الصيادي نفسه إليه؟‬
‫ي‬ ‫فإن الشيخ‬
‫ن ّ‬
‫أن ّ‬
‫الرفاع‬
‫ي‬ ‫أن‬ ‫يذكر‬ ‫لم‬ ‫األئمة‬ ‫من‬ ‫الرفاع‬
‫ي‬ ‫أحمد‬ ‫للشيخ‬ ‫ترجم‬ ‫من‬ ‫كل‬ ‫الثان‬
‫ي‬ ‫واألمر‬
‫الشيف وهذا معلوم عند نقباء ر‬
‫األشاف‪ ،‬وكما هو معلوم أن‬ ‫ينتسب للبيت العلوي ر‬
‫ابن خلكان والذهب وأمثالهما عندما يبجمون لشخص من آل البيت فإنهم ّ‬
‫يبينون‬ ‫ي‬
‫نّ ّ ن‬
‫ثم يف أثناء البجمة يذكرون‬ ‫حسيب‬
‫ي‬
‫نّ‬
‫حسب أم‬
‫ي‬ ‫ذلك من ّأول البجمة فيذكرون هل هو‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫نسبه كامل‪ ،‬فكيف إذا كان المبجم شخصا مشهورا وعظيما يف زمانه فإن التعريف‬
‫ن‬
‫الرفاع عند كل من ترجم له من‬
‫ي‬ ‫ترجمة‬ ‫ف‬ ‫بنسبه من باب أوىل‪ ،‬وهذا لم يحدث ي‬
‫مي‪ ،‬بل يذكرون أنه من قبيلة ن‬ ‫ّ‬
‫المتقد ر ن‬
‫بب رفاعة من العرب فقط‪.‬‬ ‫ي‬
‫غب منسوب وهذا ال يقلل من‬ ‫ولكن الصيادي ّ‬
‫الرفاع ر‬
‫ي‬ ‫للرفاع وكان‬ ‫ي‬ ‫لما ادع النسب‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫الرفاع يف العصور المتأخرة أن ينسبوه آلل البيت‬
‫ي‬ ‫قدره‪ ،‬وقد حاول المغالون من أتباع‬

‫‪8‬‬
‫ّ‬
‫ولكن ذلك لم يكن له اعتبار عند العلماء ونقباء ر‬ ‫ن‬
‫األشاف أراد الصيادي أن‬ ‫يف كتبهم‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫الرفاع منسوب آلل البيت‪ ،‬فاخبع هذه القصة‪ ،‬حيث قال يف ّأولها‬ ‫ي‬ ‫بأن‬ ‫يوهم الناس‬
‫لما وصل إىل المدينة وقف تجاه القب ر‬ ‫إن الرفاع ّ‬ ‫ّ‬
‫الشيف وقال ‪:‬السالم عليك يا‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم ‪:‬وعليك السالم يا ولدي!!‬‫ي‬ ‫عليه‬ ‫فرد‬ ‫‪،‬‬‫ي‬ ‫جد‬
‫ّ‬
‫حج ّ‬ ‫َ ّ‬
‫أن الرفاع ّ‬ ‫ثم اخبع ّ‬ ‫ّ‬
‫النب‬
‫ي‬ ‫قب‬ ‫ار‬
‫ز‬ ‫و‬ ‫ثانية‬ ‫ة‬‫مر‬ ‫ا‬‫لم‬ ‫ي‬ ‫قصة ثانية ليدعم كذبته‪ ،‬فزعم‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫وقف تجاه القب وقال‪:‬‬ ‫صىل هللا عليه وآله وسلم‪،‬‬
‫يا ر‬
‫أشف الرسل ما نقول؟‬ ‫إن قيل زرتم بما رجعتم‬
‫ن‬ ‫الشيف بصوت سمعه ّ‬
‫فجاءه الجواب من القب ر‬
‫كل من يف المسجد‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫واجتمع الفروع واألصول‬ ‫خب‬‫قولوا رجعنا بكل ر ٍ‬
‫ّ‬ ‫ن ّ‬ ‫القص ر ن‬‫ّ‬ ‫ن‬
‫الصيادي يريد فيهما التأكيد عىل مسألة‬ ‫عتي أن‬
‫تي المخب ر‬ ‫وكما هو مالحظ يف‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫فف القصة األوىل قال ‪:‬السالم عليك ياجدي فقال له‬ ‫الرفاع آلل البيت‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫إنتساب‬
‫القصة الثانية قال ‪:‬واجتمع الفروع واألصول! ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫وكل ذلك‬ ‫وف‬ ‫وعليك السالم يا ولدي‪ ،‬ي‬
‫فكلنا يعلم قول هللا تعاىل نف ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫محمد صىل هللا عليه وآله‬
‫ٍ‬ ‫نبينا‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫وبارد‬ ‫سمج‬‫ٍ‬ ‫سياق‬
‫ٍ‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫علمناه الشعر وما ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ ن‬
‫ينبغ له}‬
‫ي‬ ‫وما‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫يس‬ ‫سورة‬ ‫ف‬ ‫وسلم ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫للنب صىل هللا عليه‬
‫ولكن الصيادي أعماه كذبه عنها فنسب هذا البيت من الشعر ي‬
‫ّ‬ ‫وسلم لتستقيم ّ‬ ‫ّ‬
‫لك ال‬
‫ي‬ ‫!‬ ‫األصول‬ ‫عىل‬ ‫الفروع‬ ‫م‬‫قد‬ ‫كيف‬ ‫إليه‬ ‫وانظر‬ ‫اة‪،‬‬‫المفب‬ ‫ته‬ ‫قص‬
‫ّ‬
‫تختل القافية!!‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫فلما أنكر نقيب ر‬
‫الجيالن‪ ،‬عىل‬
‫ي‬ ‫األشاف يف بغداد‪ ،‬وهو من ذرية الشيخ عبد القادر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصيادي أن يقلب المسألة عليه فألف رسالة شكك‬ ‫الصيادي انتسابه آلل البيت‪ ،‬أراد‬
‫ن‬
‫الجيالن‪ ،‬وقال فيها ‪:‬كيف يكون من آل البيت وأبوه‬ ‫فيها بنسب الشيخ عبد القادر‬
‫ي‬
‫جنك بن دوست؟!‬
‫ي‬ ‫اسمه‬
‫‪9‬‬
‫الساع وهو منها براء‪.‬‬
‫ي‬ ‫ولك يكون للرسالة وزن وقبول نسبها البن‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫الفعل منه شنيع‪ ،‬كيف يطعن يف األنساب وقد نهانا رسول هللا صىل هللا عليه‬ ‫وهذا‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وآله وسلم عن ذلك فقال ‪((:‬ثنتان يف الناس هما بهم كفر‪ ،‬الطعن يف األنساب والنياحة‬
‫عىل ّ‬
‫الميت)) رواه مسلم‪ ،‬نسأل هللا العافية ّ‬
‫والسالمة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫للرفاع‪،‬‬
‫ي‬ ‫اليد‬ ‫مد‬ ‫قصة‬ ‫بطالن‬ ‫من‬ ‫إليه‬ ‫وصلت‬ ‫مشايخ عىل ما‬
‫ي‬ ‫ولما أطلعت أحد‬
‫للسيوط‪ ،‬أخرج يىل كتابا للشيخ عبد هللا‬ ‫الشف المحتم‬ ‫وكذلك بطالن نسبة رسالة ر‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫الكبب يف عرصنا بعنوان " النقد المبم لرسالة‬ ‫ر‬ ‫الصوف‬
‫ي‬ ‫الحسب المرجع‬
‫ي‬ ‫الغماري‬
‫الشف‬ ‫الشف المحتم " يثبت فيه بطالن كرامة مد اليد‪ ،‬وكذلك بطالن نسبة رسالة ر‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫وذكر‬ ‫للسيوط‪ ،‬وقد استوف الشيخ الغماري المسألة من جميع وجوهها‪،‬‬
‫ي‬ ‫المحتم‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫أن الفيض أحمد الغماري المحدث المعروف‪ ،‬له يف بطالن هذه القصة‪،‬‬‫موافقة أخيه‪ ،‬ي‬
‫وكالهما من كبار مرجعيات الصوفية كما ال ن‬
‫يخف‪.‬‬
‫العلم لنقلة الحديث‪،‬‬ ‫مص عمن خرج هذه القصة باألسلوب‬ ‫وقد كنت أبحث فيما ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫فف كتاب عقيدتنا سفينة النجاة‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫فأضنان البحث‪ ،‬ثم وجدت من خرج هذه القصة‪ ،‬ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫وه من األحباش قصة خروج‬ ‫صاف ي‬‫ي‬ ‫روج‬
‫ي‬ ‫صفحة ‪ /82‬وبعد أن روت الكاتبة ‪:‬شفاء‬
‫البيهف‪.‬‬
‫ي‬ ‫اليد من القب‪ ،‬قالت ‪:‬ذكرها اإلمام‬
‫البيهف‪ ،‬قد مات قبل والدة الشيخ أحمد‬
‫ي‬ ‫ولك يظهر لكم مدى الكذب‪ ،‬أفيدكم بأن‬
‫ي‬
‫ر ن‬
‫أربعي عاما‪.‬‬ ‫الرفاع‪ ،‬ر‬
‫بأكب من‬ ‫ي‬

‫‪10‬‬

You might also like