You are on page 1of 19

‫‪1‬‬

‫حضور أُسطورة الكهف اإلفالطونية‬


‫في الفلسفة اإلسالمية‬

‫د‪ .‬جواد كاظم عبهول‬


‫كلية اآلداب ‪ /‬الجامعة المستنصرية‬

‫كلمات مفتاحية ‪ :‬أُسطورة ‪ ،‬كهف ‪ ،‬افالطون ‪ ،‬حكاية‬


‫‪2‬‬

‫ملخص‬
‫تناولنا في بحثنا هذا اثر اسطورة الكهف اإلفالطونية على فالسفة اإلسالم‬
‫وحضورها في فلسفتهم ‪.‬‬
‫وقد اقتصرنا على دراسة اثر اسطورة الكهف وحضورها عند اخوان الصفا‬
‫وابن سينا والسهروردي المقتول على الرغم من حضورها عند فالسفة آخرين‬
‫كالفارابي وابن باجة وابن طفيل ؛ ألننا لم نجد عند هؤالء األشكال والتنويعات التي‬
‫احدثها اخوان الصفا وابن سينا والسهروردي المقتول على اسطورة الكهف ‪ ،‬اذ نجد‬
‫عند هؤالء األخيرين صياغات جديدة ألسطورة الكهف وأمثاال تكاد تتطابق معها في‬
‫دالالتها ‪ ،‬ولهذا السبب اقتصرنا في بحثنا هذا على دراسة اثر هذه األسطورة‬
‫وحضورها عند اخوان الصفا وابن سينا والسهروردي المقتول ‪.‬‬
‫فقد تأثر اخوان الصفا بفلسفة افالطون ‪ ،‬واقتفوا اثره في استخدام الحكايات‬
‫واألمثال ‪ ،‬وبثوا حكاياتهم وامثالهم في مواضع كثيرة من رسائلهم ‪ ،‬مما يذكرنا‬
‫بمحاورات افالطون التي جاءت مشحونة بالحكايات واألساطير ‪ ،‬ووجدنا ان كثيرا‬
‫من حكايات اخوان الصفا تتصل بأسطورة الكهف ‪ ،‬وتتطابق معها في كثير من‬
‫المعاني والدالالت ‪ ،‬ومن هذه الحكايات حكاية اهل المدينة المرضى الذين ال‬
‫يعلمون انهم مرضى ‪ ،‬وحكاية المسافرين الذين انكسر بهم المركب ‪ ،‬ورمى بهم‬
‫الموج الى جزيرة عامة سكانها من القرود وغيرها ‪ ،‬كذلك جاءت آثار ابن سينا‬
‫الرمزية متطابقة في كثير من مواضعها مع اسطورة الكهف ‪ ،‬وبدا في بعض هذه‬
‫اآلثار وكأنه يحكي عن افالطون والسيما في رسالة الطير وبعض ابيات القصيدة‬
‫العينية ‪.‬‬
‫ويواجهنا األمر نفسه في كتابات السهروردي المقتول الذي تأثر بإفالطون‬
‫وباخوان الصفا وابن سينا ‪ ،‬واقتفى اثرهم ‪ ،‬وحاكى رموزهم وأمثالهم والسيما‬
‫اسطورة الكهف ‪ ،‬وكتابات اخوان الصفا وابن سينا التي تأثروا فيها بأسطورة‬
‫الكهف وحاولوا محاكاتها ‪.‬‬
3

The presence of the Plato's cave


myth in Islamic philosophy

Dr. Jawad Kadhim Abhool


College of Arts / Mustansiriyah University

Keywords : myth ,cave , Plato , anecdote


4

Abstract

We have addressed in our research the presence of the


Plato's cave myth in Islamic philosophy , and its impact on
Muslim philosophers.

May we fall short in our research on the study of the impact


of the myth of the cave and its presence at Ikhwan Al-Safa ,
Avicenna and Al-Suhrawardi Al-Maktul despite its presence at
other philosophers such as al-Farabi , Ibn Bajja , and IbnTufail
because we do not find they have shapes and variations caused
by Ikhwan Al-Safa , Avicenna and Al-Suhrawardi on the myth of
the cave While we find these three have a new formulations of
the myth of the cave and proverbs almost identical in
connotations with the myth of the cave . This is what we find in
stories of Ikhwan Al-Safa , and in the symbolic treaties of
Avicenna and Al- Suhrawardi .

So that the person who attached to the sensory world in


Ikhwan Al-Safa's treaties is a prisoner of the Plato's cave itself,
which is identical to the bird, which occurred in the trap at
Avicinna, who is also identical to the prisoner in the well at Al-
Suhrawardi.

For this reason, we restrict ourselves in our research on the


study of the impact of the myth of the cave and its presence at
Ikwan-Al Safa , Avicenna and Al-Suhrawardi .
‫‪5‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫تأثر الفالسفة المسلمون بفلسفة افالطون وارسطو ‪ ،‬وال نكاد نجد فيلسوفا‬
‫اسالميا لم يقع عليه اثر هذين الفيلسوفين ‪ ،‬وقد تناولنا في بحثنا هذا اثر اسطورة‬
‫الكهف اإلفالطونية على فالسفة اإلسالم وحضورها في فلسفتهم ‪.‬‬
‫واذا كنا قد اقتصرنا في بحثنا هذا على دراسة اثر اسطورة الكهف وحضورها‬
‫عند اخوان الصفا وابن سينا والسهروردي المقتول على الرغم من حضورها عند‬
‫فالسفة آخرين كالفارابي وابن باجة وابن طفيل ‪ ،‬فإننا فعلنا ذلك ؛ ألننا وان كنا‬
‫نستطيع ان نستنتج ان اهل المدينة الفاضلة التي تحدث عنها الفارابي ‪ ،‬واإلنسان‬
‫المتوحد عند ابن باجة ‪ ،‬وحي وآسال في قصة حي بن يقظان البن طفيل ‪ ،‬يمثلون‬
‫الخارجين من الكهف ‪ ،‬وان اهل المدن الجاهلة عند الفارابي ‪ ،‬واإلنسان الجسماني ‪،‬‬
‫او المنصرف الى العالم الحسي عند ابن باجة ‪ ،‬وسالمان وأهل الجزيرة التي‬
‫يحكمها عند ابن طفيل في قصته السالفة الذكر ‪ ،‬يمثلون سجناء الكهف ‪ ،‬فنحن وإن‬
‫استطعنا ان نلمس هذا عند هؤالء الفالسفة ‪ ،‬اال اننا ال نجد عندهم األشكال‬
‫والتنويعات التي احدثها اخوان الصفا وابن سينا والسهروردي المقتول على اسطورة‬
‫ت جديدة ألسطورة الكهف ‪ ،‬وأمثاالً‬ ‫الكهف ‪ ،‬اذ نجد عند هؤالء األخيرين صياغا ٍ‬
‫تكاد تطابقها في دالالتها ‪ ،‬ولهذا السبب اقتصرنا في بحثنا هذا على دراسة اثر هذه‬
‫األسطورة وحضورها عند اخوان الصفا وابن سينا والسهروردي المقتول ‪.‬‬
‫أسطورة الكهف اإلفالطونية ‪:‬‬
‫من العناصر الهامة في اسلوب افالطون استخدامه لألساطير ‪ ،‬ومحاوراته‬
‫حافلة بالحكايات والقصص ‪ ،‬وهي تندرج تحت تسمية واحدة هي األساطير‬
‫األفالطونية ‪ ،‬وكلها لها جمالها األدبي الرائع(‪ ، )1‬وتعد اسطورة الكهف من اشهر‬
‫وأجمل األساطير التي وردت في محاوراته ؛ فقد جمع فيها بين التصوير الشعري‬
‫والوضوح المنطقي(‪ . )2‬وهو قد ذكرها في مفتتح المقالة السابعة في الجمهورية لكي‬
‫يوضح لنا العالقة بين العالم العقلي والعالم الحسي فيقول ‪ :‬هذا العالم مثلنا معه مثل‬
‫أناس وُ ضُعوا في كهف منذ الطفولة ‪ ،‬وأوثقوا بسالسل ثقيلة بحيث ال يستطيعون‬
‫نهوضا وال مشيا وال تل َّفتا ‪ ،‬وأديرت وجوههم داخل الكهف ‪ ،‬فهم ال يملكون النظر‬
‫إال امامهم مباشرة ‪ ،‬فيرون على الجدار ضوء نار عظيمة ‪ ،‬وأشباح اشخاص تمرّ‬
‫وراءهم ‪ .‬ولما كانوا لم يروا في حياتهم سوى األشباح ؛ فأنهم يتوهمونها اعيانا ‪،‬‬
‫فإذا اطلقنا احدهم وأدرنا وجهه للنار فجأة ‪ ،‬فأنه ينبهر ويتحسر على مقامه المظلم ‪،‬‬
‫ويعتقد ان العلم الحق معرفة األشباح ‪ ،‬ثم يفيق من ذهوله ‪ ،‬وينظر الى األشياء في‬
‫ضوء الليل الباهت ‪ ،‬وإلى صورها المنعكسة في الماء ‪ ،‬حتى تعتاد عيناه ضوء‬
‫‪6‬‬

‫النهار ‪ ،‬ويستطيع ان ينظر الى األشياء انفسها ‪ ،‬ثم الى الشمس مصدر كل نور ‪.‬‬
‫فالكهف هو العالم المحسوس ‪ ،‬وادراك األشباح هو المعرفة الحسية ‪ ،‬والخالص من‬
‫الجمود أزاء األشباح يتم بالجدل ‪ ،‬واألشياء المرئية في الليل او في الماء ‪ ،‬هي‬
‫األنواع واألجناس واألشكال ‪ ،‬أي األمور الدائمة في هذه الدنيا ‪ ،‬واألشياء الحقيقية‬
‫هي المثل ‪ ،‬والنار ضوء الشمس ‪ ،‬والشمس مثال الخير ومصدر الوجود والكمال(‪.)3‬‬
‫وكان ألسطورة الكهف اثر وحضور واضح في الفلسفات التي ظهرت بعد‬
‫افالطون ‪ ،‬ومنها الفلسفة اإلسالمية ‪.‬‬
‫حضور أسطورة الكهف في فلسفة اخوان الصفا ‪:‬‬
‫يرى اخوان الصفا ان النفس لما أ ُهبطت من عالمها الروحاني ‪ ،‬غرقت في بحر‬
‫الهيولى ‪ ،‬وغاصت في قعر امواج األجسام في عالم ما تحت فلك القمر او عالم‬
‫الكون والفساد او عالم الغربة والمحنة والبلوى ‪ ،‬واستسلمت لرقدة الغفلة والجهالة ‪،‬‬
‫ولم تعد تذكر شيئا من امر عالمها ومبدئها(‪ )4‬كما قال تعالى ‪(( :‬‬
‫))(‪ ، )5‬ومن هنا فإن حال النفس في عالم ما تحت فلك القمر ‪ ،‬ال يختلف عن حال‬
‫السجناء في الكهف عند افالطون ‪ ،‬واألوصاف التي يطلقها اخوان الصفا على هذا‬
‫العالم ‪ ،‬تكاد تتطابق مع اوصاف الكهف في اسطورة الكهف ‪ ،‬وهذا ليس غريبا‬
‫مادام الكهف عند افالطون رمزا الى العالم الخارجي ‪ ،‬ولهذا قال الوزير للملك في‬
‫مشوهين السعيدين بحالهما على الرغم من بؤسهما ‪ ،‬وقد‬ ‫حكاية الزوجين المسكينين ال َّ‬
‫صغرا في عين الملك(‪ (( : )6‬اخاف ايها الملك ان نكون فيما نحن فيه ‪ ،‬من عز‬
‫سلطاننا ونعيم م لكنا ولذيذ شهواتنا وسرورنا بأحوالنا ‪ ،‬وفرحنا بما حولنا ‪،‬‬
‫مغرورين كغرور هذين المسكينين بما هما فيه ‪ ،‬ونكون مح َّقرين وجميع احوالنا في‬
‫اعين قوم آخرين كاحتقار هذين المسكينين عن احوالنا )) (‪ . )7‬فعلى الرغم من ان‬
‫مشوهان وال يلتفتان‬
‫هذين الزوجين يعيشان في ثقبة اشبه بمغارة في مزبلة ‪ ،‬وهما َّ‬
‫الى قبحهما وتشوِّ ههما وبؤسهما ‪ ،‬فهي تثني عليه وتصفه بالجمال والحسن كأنه‬
‫يوسف الصديق وتسميه ملك الملوك ‪ ،‬وهو يناديها بيا سيدة النساء(‪ ، )8‬فعلى الرغم‬
‫من ذلك نجد الوزير يخشى ان يكون هو والملك اكثر انخداعا منهما ؛ مما يعني ان‬
‫اخوان الصفا قد ساقوا حكايتهما مثال على انخداع اإلنسان بالعالم الحسي ‪ ،‬وغفلته‬
‫عن العالم الروحاني ‪ ،‬وال يخفى الشبه بين هذا المثل وبين اسطورة الكهف ‪ ،‬من‬
‫حيث الداللة او من حيث العناصر التي يتألف منها ك ٌّل منهما ‪ ،‬اذ ان هذين الزوجين‬
‫ايضا يعيشان في ثقبة اشبه بالمغارة ؛ مما يذكرنا بالكهف اإلفالطوني ‪.‬‬
‫وقد أل َّم اخوان الصفا بالمعاني السالفة الذكر في حكاية اخرى ‪ ،‬تحدثوا فيها عن‬
‫مدينة ‪ ،‬فوجد عامة اهلها مرضى ولكنهم ال يشعرون‬‫ً‬ ‫الطبيب الحكيم الذي دخل‬
‫‪7‬‬

‫بعللهم وأوجاعهم ‪ ،‬وخشي إن واجههم بحقيقة مرضهم ‪ ،‬ان ينفروا منه ويفوته‬
‫عالجهم ‪ ،‬فمن شدة شفقته بهم ‪ ،‬احتال عليهم في امر عالجهم ‪ ،‬حتى تهيأ له ذلك ‪،‬‬
‫وشفوا من عللهم(‪ . )9‬فالطبيب الحكيم وإن كان رمزا الى الرسول(‪ )11‬اال انه في‬
‫الوقت نفسه رمز الى الخارج من الكهف ‪ ،‬والناس المرضى مطابقون للسجناء في‬
‫الكهف ؛ ألنهم ايضا جاءوا رمزا الى الذين انقطعوا عن العالم الروحاني ‪ ،‬وانغمسوا‬
‫في العالم الحسي العنصري ‪.‬‬
‫وتواجهنا هذه المعاني ايضا في حكايتهم التي ذكروا فيها سفر مجموعة من‬
‫الرجال من مدينتهم التي تحتوي على كل ما يبهج وتشتاق له األنفس ‪ ،‬وفي البحر‬
‫ينكسر المركب بالمسافرين ‪ ،‬ويتلقفهم الموج ‪ ،‬ويرمي بالناجين منهم الى جزيرة‬
‫عامة سكانها من القرود ‪ ،‬وبعد فترة يستأنس هؤالء الرجال بالقرود ‪ ،‬ويتزوجون‬
‫من اناثها ‪ ،‬ويتناسلون وينسون اهلهم ووطنهم الذي جاءوا منه ‪ ،‬ويتمنون الخلود في‬
‫هذه الجزيرة ‪ ،‬وكان يحول دون ذلك طائر عظيم الخلقة ‪ ،‬شديد القوة ‪ ،‬يأتيهم بغتة‬
‫ويخطف بعضهم ‪ ،‬اال ان احدهم رأى فيما يرى النائم كأنه عاد الى مدينته التي خرج‬
‫منها ‪ ،‬والتقى اهله واصحابه ‪ ،‬واستقبلوه بلهفة ‪ ،‬واحتفلوا بقدومه عليهم ‪ ،‬وحينما‬
‫ينتبه من نومه ‪ ،‬يذكر مدينته وأهله ويأسف على فراقهم ‪ ،‬ويقص رؤياه على احد‬
‫رفاقه ‪ ،‬فيتذكر هو اآلخر اهله ومدينته ‪ ،‬ويحن الى لقائهم ‪ ،‬فيتفقان على ان يجمعا‬
‫من خشب الجزيرة ما يعمالن منه مركبا لكي يعودا الى مدينتهما ‪ ،‬ويتفق معهم في‬
‫امر العودة آخرون ‪ ،‬ويشاركونهم في عمل السفينة ‪ ،‬وبينما هم يعملون في انشاء‬
‫السفينة ‪ ،‬يأتي الطائر ويختطف احدهم ‪ ،‬فيحزنون على فراقه ‪ ،‬اال ان الطير يدخل‬
‫بالرجل الى مدينته ‪ ،‬ويلقي به على سطح بيته ‪ ،‬فيفرح الرجل بذلك ‪ ،‬ويتمنى لو ان‬
‫الطير يختطف في كل يوم احد اصحابه ؛ حتى يعود جميعهم الى مدينتهم وأهلهم ‪.‬‬
‫فال يخفى ان هذه الحكاية وثيقة الصلة بأسطورة الكهف ‪ ،‬مثلما هي ايضا وثيقة‬
‫الصلة بحكايات اخوان الصفا األخرى ‪ ،‬فالجزيرة ذات القرود هي الحياة الدنيا او‬
‫العالم الحسي ‪ ،‬وهي مطابقة للكهف ‪ ،‬والقرود هي مادة الشهوات ‪ ،‬ومثل الموت‬
‫كمثل ذلك الطير(‪ ، )11‬فالطير هنا رمز الى الموت (‪ ، )12‬والرجال الذين شاركوا في‬
‫بناء السفينة هم اهل الدنيا الذين انتبهوا من غفلتهم ؛ ولذلك فإن الطير لم يأكل الرجل‬
‫الذي اختطفه ؛ ألنه لم ينغمس تماما في مادة الشهوات ‪ ،‬وهو ما عبروا عنه بقولهم‬
‫لم يجده كالقرود(‪ ، )13‬ولهذا اعاده الى مدينته ‪ ،‬اذ ان اخون الصفا يرون ان النفس‬
‫التي ال تنتبه من غفلتها قبل الموت ‪ ،‬ال تستطيع العودة الى العالم الروحاني ‪ ،‬وتظل‬
‫محبوسة في عالم األجسام او عالم الكون والفساد(‪ ، )14‬وجهنم عندهم ليس شيئا آخر‬
‫سوى هذا العالم(‪ . )15‬وهكذا يتضح لنا ‪ ،‬ان هذه الحكاية متطابقة في دالالتها وكثير‬
‫‪8‬‬

‫من عناصرها مع أسطورة الكهف ‪ ،‬وهناك حكايات اخرى مبثوثة في رسائل اخوان‬
‫الصفا ‪ ،‬ذات صلة وثيقة بأسطورة الكهف ‪ ،‬ولكن ال يتسع المجال لذكرها ‪.‬‬
‫حضور أسطورة الكهف في فلسفة ابن سينا ‪:‬‬
‫وقد بدا اثر اسطورة الكهف واضحا في آثار ابن سينا الرمزية ‪ ،‬فمن ذلك ما نجده‬
‫في قصيدته العينية في النفس التي يستهلها بقوله ‪:‬‬
‫(‪)16‬‬
‫ذات تع ّز ٍز وتم ّن ِع‬
‫ورقا ُء ُ‬ ‫األرفع‬
‫ِ‬ ‫هبطت إليك من المحل‬
‫حيث استلهم ابن سينا في قصيدته هذه رأي افالطون في النفس ‪ ،‬وكيف كانت‬
‫هانئة في عالم المثل ‪ ،‬ثم أُهبطت الى العالم األرضي ‪ ،‬واقترنت بالجسد ‪ ،‬ومن‬
‫األبيات التي نلمح فيها اثر اسطورة الكهف واضحا قوله ‪:‬‬
‫ألِفت مجاورة الخــراب البـلقـ ِع‬ ‫أنفـت وما أنست فلـ َّمـا واصـلـت‬
‫األجرع‬
‫ِ‬ ‫في ميم مركزها بذات‬ ‫حتى إذا اتصلـت بهاء هـبـوطـها‬
‫ضـ ِع‬
‫بين المعـالم والطلـول الخـ َّ‬ ‫عـلـقت بهـا ثـاء الثقـيل فأصبحت‬
‫ومـنازال بفــراقـهـا لـم تــقـنـ ِع‬ ‫تبكي إذا ذكـرت عهـودا بالحـمى‬
‫األربع‬ ‫درسـت بتكرار الريـاح‬ ‫ً‬
‫سـاجعـة على الدمـن التـي‬ ‫وتظ ُّل‬
‫ِ‬
‫(‪)17‬‬
‫المربع‬
‫ِ‬ ‫قفص عن األوج الفســيح‬ ‫إذ عاقها الشرك الكثيف وص َّدها‬
‫فحال الورقاء التي يتحدث عنها ابن سينا في قصيدته هذه ‪ ،‬ال يختلف كثيرا عن‬
‫حال سجين الكهف؛ إذ أن كليهما يعاني من القيود التي تصده عن اإلنطالق الى‬
‫العالم الفسيح ‪ ،‬ومثلما ألف سجين الكهف حياته في الكهف ‪،‬ولم يعد يص ِّدق بعالم‬
‫آخر ال ينتمي لكهفه ‪ ،‬كذلك ألفت الورقاء في القصيدة العينية مجاورة الخراب البلقع‬
‫‪ ،‬واستأنست به ‪ ،‬وأصبحت تنزعج كلما انتبهت من غفلتها ‪ ،‬واستيقنت بمفارقتها له‬
‫‪ ،‬أو كما يقول ‪:‬‬
‫(‪)18‬‬
‫كرهت فراقك وهي ذات تفجِّ ِع‬ ‫‪ ............................‬وربَّما‬
‫وإذا كانت الورقاء في القصيدة العينية ‪ ،‬تتذكر احيانا عالمها الذي هبطت منه ‪،‬‬
‫وتبكي شوقا إليه ‪ ،‬فلع َّل سجين الكهف ايضا ‪ ،‬قد تمرَّ به لحظات ‪ ،‬يتذكر فيها ذلك‬
‫العالم الذي كان يحيا حرا في ارجائه ‪ ،‬ولوال هذا التذكر لما استطاع الخروج من‬
‫الكهف ؛ ألنه ما لم يتذكر ذلك العالم ‪ ،‬يبقى يظن ان عالم الكهف هو العالم الحقيقي ‪،‬‬
‫‪9‬‬

‫وليس هناك عالم آخر وراءه ‪ ،‬وهذا معنى قول افالطون ((المعرفة تذ ِّكر والجهل‬
‫نسيان)) (‪ )19‬وإذا كان سجين الكهف عند خروجه من الكهف ‪ ،‬يشهد من النور ما‬
‫يغشى على بصره ‪ ،‬فأن الورقاء عند مفارقتها القفص ‪ ،‬ونجاتها من الشرك الكثيف‬
‫‪ ،‬تشهد مثل ذلك ‪ ،‬أو كما يقول ابن سينا ‪:‬‬
‫األوسع‬
‫ِ‬ ‫ودنا الرحيل الى الفضاء‬ ‫حتى إذا قـرب المسـير الى الحـمى‬
‫(‪)21‬‬
‫ـع‬
‫ما ليـس يـدرك بالـعــيون ال ُهجَّ ِ‬ ‫سجعت وقد ُكشف الغطاء فأبصرت‬
‫فالنور الذي يخطف بصر الخارج من الكهف ألول وهلة ‪ ،‬وما تبصره الورقاء‬
‫بعد أن كشف عنها الغطاء ‪ ،‬كالهما رمز الى المعرفة التي تحصل عليها النفس عند‬
‫تخلصها من اسر الجسد عن طريق اعراضها عن الشهوات ‪ ،‬وتطلعها الى العالم‬
‫األعلى ‪ ،‬في اسطورة الكهف ‪ ،‬اوعن طريق مفارقتها للجسد بحلول الموت ‪ ،‬في‬
‫القصيدة العينية ‪ ،‬وال شك ان (( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا )) (‪ ، )21‬ولع َّل هذه‬
‫المعرفة التي ذكرها ك ٌّل من افالطون وابن سينا ‪ ،‬هي نفسها التي تحدث عنها‬
‫ِّ‬
‫متمثال ببيت ابن‬ ‫الصوفية كثيرا ‪ ،‬وأشار إليها الغزالي في (المنقذ من الضالل)‬
‫المعتز ‪:‬‬
‫(‪)22‬‬
‫الخبر‬
‫ِ‬ ‫فظنَّ خيراً وال تسأل عن‬ ‫ُ‬
‫لست أذكرهُ‬ ‫وكان ما كان ممَّا‬
‫وقد أل َّم ابن سينا بالمعاني السالفة الذكر في (رسالة الطير) التي تحدث فيها‬
‫عن مجموعة من الطير تقع في الشرك الذي نصبه لها الصيادون ‪ ،‬وهو قد روى ما‬
‫حصل للطير على لسان احدها فقال ‪ (( :‬برزت طائفة تقتنص فنصبوا الحبائل‬
‫ور َّتبوا الشرك ‪ ،‬وهيَّأوا األطعمة ‪ ،‬وتواروا في الحشيش ‪ ،‬وأنا في سربة طير ‪ ،‬إذ‬
‫لحظونا فصفروا مستدعين ‪ ...‬فابتدرنا إليهم مقبلين ‪ ،‬وسقطنا في خالل الحبائل‬
‫أجمعين ‪ ،‬فإذا الحلق ينض ُّم على اعناقنا ‪ ،‬والشرك يتشبث بأجنحتنا ‪ ،‬والحبائل تتعلق‬
‫بأرجلنا ‪ ،‬ففزعنا الى الحركة ‪ ،‬فما زادتنا ّإال تعسيرا ‪ ،‬فاستسلمنا للهالك ‪ ،‬وشغل‬
‫كل واحد منا ما خصه من الكرب عن اإلهتمام ألخيه ‪ ،‬وأقبلنا نتبيَّن الحيل في سبيل‬
‫التخلص زمانا حتى أ ُنسينا صورة امرنا ‪ ،‬واستأنسنا بالشرك ‪ ،‬واطمأ َّنا الى األقفاص‬
‫‪ ،‬فاطلعت ذات يوم من خالل الشبك ‪ ،‬فلحظت رفقة من الطير اخرجت رؤوسها‬
‫وأجنحتها عن الشرك ‪ ،‬وبرزت عن اقفاصها تطير ‪ ،‬وفي ارجلها بقايا الحبائل ‪...‬‬
‫فذكرتني ما كنت أنسيته ‪ ،‬ونغصت عليَّ ما ألفته ‪ ...‬فناديتهم من وراء القفص ‪:‬‬
‫اقربوا مني تو ِّقفوني على حيلة الراحة ‪ ،‬فقد اعنقني طول المقام ‪ ...‬فذكروا انهم‬
‫ابتلوا بما ابتليت به ‪ ،‬فاستيأسوا ‪ ،‬وأستأنسوا بالبلوى ‪ ،‬ث َّم عالجوني ‪ ،‬فنحيت الحبالة‬
‫‪11‬‬

‫عن رقبتي ‪ ،‬والشرك عن اجنحتي ‪ ،‬وفتح باب القفص ‪ ،‬وقيل لي اغتنم النجاة ‪...‬‬
‫فنهضت عن القفص اطير )) (‪. )23‬‬
‫ومن الواضح ان ابن سينا يعيد هنا ما حكاه في القصيدة العينية ‪ ،‬فمثلما رمز‬
‫بالورقاء الى النفس الناطقة ‪ ،‬فهو يرمز بالطير هنا الى األنفس الناطقة ‪ ،‬ويرمز‬
‫بوقوع الطير في الشرك الى اقتران األنفس باألجساد(‪ ، )24‬ومثلما ذكر الورقاء‬
‫وألفتها للشرك والقفص ‪ ،‬فقد ذكر هنا استئناس الطير بالشرك ‪ ،‬واطمئنانها الى‬
‫األقفاص ؛ ممَّا يعني ان رسالة الطير ايضا تعيد علينا بعض اجواء الكهف‬
‫األفالطوني ‪ ،‬بل ان (رسالة الطير) اوثق صلة بأسطورة الكهف من القصيدة العينية‬
‫‪ ،‬وذلك انَّ الطير في رسالة الطير ‪ ،‬تأخذ بالطيران رغم وجود الحبائل واألشراك‬
‫في ارجلها وأجنحتها ‪ ،‬وهذا يعني ان هذه األنفس قد انتبهت من غفلتها قبل ان‬
‫تفارق الحياة ؛ ألن الشرك والحبائل رمز الى األجساد ‪ ،‬ومن هنا فأن هذه األنفس‬
‫في رحلتها نحو الحق ‪ ،‬أشبه برحلة سجين الكهف في خروجه من الكهف ؛ ألنه‬
‫ايضا ينتبه من غفلته قبل حصول الموت ‪ ،‬بينما نجد ابن سينا يتحدث في القصيدة‬
‫العينية عن يقظة النفس بعد موتها ‪ ،‬وإذا كانت رحلة سجين الكهف بعد خروجه من‬
‫الكهف ‪ ،‬تنتهي بانكشاف المثل ومثال الخير له ‪ ،‬فأن الطير في (رسالة الطير) ‪،‬‬
‫تلتقي بـ (الملك) الذي رمز به ابن سينا الى هللا تعالى (‪.)25‬‬
‫واذا كان ابن سينا لم يذكر في (قصة حي بن يقظان) شيئا عن األقفاص‬
‫واألشراك وغيرها من القيود واألغالل التي يمكن ان تحيلنا الى (اسطورة الكهف) ‪،‬‬
‫فأن السارد الذي رمز به الى النفس الناطقة ‪ ،‬وروى القصة على لسانه كان محاطا ً‬
‫بالرفقة السوء ‪ ،‬الذين رمز بهم ابن سينا الى القوى البدنية ‪ ،‬التي تصد النفس عن‬
‫اإلنطالق والسياحة في ارجاء الكون ‪ ،‬حيث رمز بـ (السياحة) في هذه القصة الى‬
‫التعقل واإلنتقاش بحقائق األشياء(‪ )26‬وهو مطابق للطيران والتحليق عاليا في (رسالة‬
‫الطير) و (القصيدة العينية) ‪ ،‬ولهذا فأن السارد عندما يستهدي الشيخ الى سبيل‬
‫السياحة التي اتخذها الشيخ حرفة له يجيبه(‪ (( : )27‬انك ومن هو بسبيلك عن مثل‬
‫سياحتي لمصدود ‪ ،‬وسبيله عليك وعليه لمسدود او يسعدك التفرِّ د ‪ ،‬وله لذلك موعد‬
‫مضروب لن تسبقه ‪ ،‬فاقنع بسياحة مدخولة بإقام ٍة تسيح حينا ‪ ،‬وتخالط هؤالء حينا ‪،‬‬
‫فمتى تجردت للسياحة بكنه نشاطك ‪ ،‬وافقتك وقطعتهم ‪ ،‬وإذا حننت نحوهم ‪ ،‬انقلبت‬
‫إليهم وقطعتني ‪ ،‬حتى يأتي لك أن تتولّى براءتك منهم )) (‪ . )28‬وهو قد رمز بـ‬
‫(الشيخ) هنا الى العقل الفعال الذي هو العقل األخير في سلسة الفيض عند ابن سينا ‪،‬‬
‫وعن هذا العقل صدر عالم ما تحت فلك القمر(‪ ، )29‬وعن طريق هذا العقل تفيض‬
‫المعرفة على اإلنسان ‪ ،‬وهو قد وصف السياحة التي يقدر عليها السارد بأنها سياحة‬
‫مدخولة ‪ ،‬مشيرا بهذا الى ان النفس مادامت في الجسد ال يصفو لها التعقل الخالص‬
‫‪11‬‬

‫‪ ،‬وال يمكن أن يتصف تعقلها بالدوام واإلتصال ‪ ،‬بل يتاح لها التعقل عندما تت ّم لها‬
‫الغلبة على القوى البدنية ‪ ،‬وتتجه الى الجنبة العليا ‪ ،‬فتشرق عليها الحقائق من العقل‬
‫الفعال ‪ ،‬وتنقطع عن العقل الفعال عندما تتغلب عليها القوى البدنية ‪ ،‬وتجرَّ ها الى‬
‫الجنبة السافلة ‪ ،‬ومن هنا فان هذه القوى البدنية التي رمز إليها بالرفقة السوء في‬
‫رسالته هذه ‪ ،‬تحجب النفس عن اإلتصال بالحق مثلما يحجب الكهف السجين عن‬
‫رؤية العالم الخارجي ‪ ،‬وال يتأ ّتى للنفس الخالص التام من اسر هذه القوى‬
‫والوصول الى التعقل الخالص ّإال بالموت مثلما ال يمكن للسجين ادراك العالم‬
‫الخارجي إال ّ بالخروج من الكهف ‪ ،‬وهو قد رمز ببراءة السارد من الرفقة السوء في‬
‫النص السالف الذكر الى حصول الموت ومفارقة النفس للجسد(‪ ، )31‬وما لم يحصل‬
‫هذا األمر تظل النفس ممتحنة بسياسة القوى البدنية ‪ ،‬فتارة تكون اليد للنفس على‬
‫هذه القوى ‪ ،‬وأخرى تكون اليد للقوى على النفس(‪ ، )31‬وهو ما عبَّر عنه في موضع‬
‫آخر من هذه القصة بقوله للسارد على لسان الشيخ ‪ (( :‬وقد أُلصقت يا مسكين‬
‫بهؤالء إلصاقا ‪ ،‬ال يبريك عنهم ّإال غربة تأخذك الى بالد لم يطأها امثالهم )) (‪، )32‬‬
‫وهو قد أشار بـ (هؤالء) الى الرفقة السوء الذين رمز بهم سابقا الى القوى البدنية ‪،‬‬
‫ورمز بـ (البالد التي لم يطأها امثالهم) الى العالم العقلي الذي ال تستطيع القوى‬
‫البدنية أن ترقى اليه ‪ ،‬ورمز بـ (الغربة التي تأخذه الى تلك البالد) الى أن النفس‬
‫الناطقة هي وحدها التي تستطيع العروج الى العالم العقلي عند مفارقة الجسد(‪، )33‬‬
‫وهكذا يتبين لنا أن البدن الذي رمز إليه ابن سينا في مطلع قصة (حي بن يقظان) بـ‬
‫(بالدي) (‪ ، )34‬وقواه التي رمز إليها بـ (الرفقة السوء) ‪ ،‬تكاد تتطابق في داللتها مع‬
‫الكهف عند افالطون ؛ ألن الكهف عند افالطون وإن جاء رمزا الى العالم الحسي‬
‫فليس هناك ما يمنع من ان يكون في الوقت نفسه رمزا الى البدن ؛ ألن العالم الحسي‬
‫ال يمكن إدراكه ّإال من خالل القوى البدنية ‪.‬‬
‫وإذا كان افالطون قد تحدث عن ظلمات الكهف والنور الساطع الذي يواجه‬
‫السجين عند خروجه من الكهف ‪ ،‬فأن ابن سينا ايضا قد ذكر في قصته هذه النور‬
‫والظالم بقوله ‪ (( :‬سيكون قد بلغكم حال الظلمات المقيمة بناحية القطب فال يسطع‬
‫عليه الشارق في كل سنة الى اجل مسمى ‪ ،‬إنه من خاضها ولم يخم عنها أفضى الى‬
‫فضاء غير محدود قد شحن نورا )) (‪. )35‬‬
‫كذلك قد وردت في قصة (سالمان وابسال) بعض اإلشارات التي تتطابق في‬
‫دالالتها مع اسطورة الكهف ‪ .‬وتجدر اإلشارة الى ان قصة (سالمان وابسال) قد‬
‫جاءت في صورتين ‪ :‬احداهما ثابتة النسبة الى ابن سينا ولم يشك في نسبتها له احد‬
‫من الباحثين ‪ ،‬اما الصورة األخرى فأنها وإن سيقت على انها مترجمة عن اليونانية‬
‫ّاال ان بعض الباحثين قد اكد على انها من تأليف ابن سينا(‪ ، )36‬ونحن نرجح انها من‬
‫‪12‬‬

‫تأليف ابن سينا ؛ وذلك لتطابقها في دالالتها وفي الفاظها مع اآلثار الرمزية األخرى‬
‫البن سينا والسيما (القصيدة العينية) و (رسالة الطير) وقد اوضحنا هذا في بحث‬
‫سابق(‪ . )37‬وقد جاء في هذه القصة في صورتها التي قيل انها قد ُترجمت عن‬
‫اليونانية ان الملك قد قال لولده سالمان اني وإن كنت اقبل عذرك ؛ لفرط شغفي بك‬
‫‪ ،‬لكني ال احب ابسال الفاجرة ؛ ألنك ال يمكنك ان تجلس على سرير الملك وانت‬
‫مصاحبها ؛ ألن سرير الملك يريد التوجه التام والفراغ له وابسال أيضا تريد ذلك ‪،‬‬
‫وكالهما ال يجتمعان ‪ ،‬ومثالك معهما ان تعلق يدك بالسرير وتعلق ابسال برجلك‬
‫فهناك تعلم انه ال يمكنك ان تصعد السرير وابسال معلقة برجلك ‪ ،‬وكذلك ال يمكنك‬
‫ان تصعد سرير األفالك بمرقاة القلب ‪ ،‬وحبّ ابسال معلق برجلي فكرك ‪ ،‬ثم امر‬
‫الملك بتعليقهما على الصورة التي اتى على ذكرها في كالمه هذا(‪ . )38‬وقد رمُز هنا‬
‫بـ (الملك) الى العقل الف َّعال ‪ ،‬ورمُز بـ (سالمان) الى النفس الناطقة ‪ ،‬ورمُز بـ‬
‫(ابسال) الى القوى البدنية(‪ ، )39‬وبهذا يتبين لنا ان سالمان قد جاء مطابقا للسجين في‬
‫الكهف ‪ ،‬وان ابساال جاءت مطابقة للكهف ؛ فأن تعلق سالمان بإبسال يمنعه من‬
‫الصعود على سرير الملك واإلرتقاء الى عالم األفالك مثلما ان خضوع سجين‬
‫الكهف لقيوده في الكهف وإلفته لها يمنعه عن الخروج الى الفضاء الواسع وإدراك‬
‫األشياء على حقيقتها ‪ .‬اما القصة في صورتها األخرى الثابتة النسبة الى ابن سينا ‪،‬‬
‫فهي وإن اشتركت مع الصورة السابقة في اإلسم ‪ ،‬اال انها اختلفت عنها في سياقها‬
‫وأحداثها ‪ ،‬فقد جاء فيها ان سالمان وابسال كانا اخوين شقيقين ‪ ،‬وكان ابسال‬
‫اصغرهما سنا ‪ ،‬وقد عشقته امرأة سالمان ولكنه لم يطاوعها رغم محاوالتها‬
‫المتكررة من اجل اغوائه ‪ ،‬وتجري احداث كثيرة في القصة تقوم على الصراع بين‬
‫ابسال وامرأة سالمان ‪ ،‬وقد رمز ابن سينا هنا بـ (سالمان) الى النفس الناطقة ‪،‬‬
‫ورمز بـ (ابسال) الى العقل النظري المترقي الى ان حصل عقال مستفادا ‪ ،‬ورمز بـ‬
‫(امرأة سالمان) الى القوة البدنية(‪ ، )41‬ومن هنا فأن امرأة سالمان تكاد تكون مطابقة‬
‫في داللتها للكهف في (اسطورة الكهف) ؛ ألنها كانت دائما تصد النفس الناطقة عن‬
‫اإلنطالق الى معرفة الحقيقة ؛ وهذا ما يظهر من محاوالتها المتكررة في تسخير‬
‫العقل النظري في مآربها الخسيسة ‪.‬‬
‫حضور أسطورة الكهف في فلسفة السهروردي المقتول ‪:‬‬
‫وتأثر السهروردي المقتول بأفالطون كثيرا ‪ ،‬وظهر اثر اسطورة الكهف واضحا‬
‫في آثاره الرمزية فضال عن كتبه العقائدية والتعليمية ‪ ،‬حتى يمكننا القول ان فلسفة‬
‫اإلشراق عند السهروردي تكاد ترجع الى المعاني التي أل َّم بها افالطون في اسطورة‬
‫الكهف ‪ .‬فالبئر في (الغربة الغربية) هو الكهف نفسه عند افالطون ‪ ،‬والسجين في‬
‫البئر هو نفسه السجين في الكهف ‪ ،‬والقيود والسالسل التي قُ ِّي َد بها السجين في البئر‬
‫‪13‬‬

‫تذكرنا بالقيود واألغالل التي كان يعاني منها سجين الكهف ‪ ،‬وخروج السجين من‬
‫البئر ‪ ،‬ولقاؤه بالملك ‪ ،‬هو نفسه خروج السجين من الكهف الى العالم الخارجي ‪،‬‬
‫ومشاهدته للشمس والموجودات األخرى ؛ ألنه اذا كان الملك يرمز في (الغربة‬
‫الغربية) عند السهروردي الى هللا تعالى(‪ ، )41‬فإن العالم الخارجي في اسطورة‬
‫الكهف عند افالطون يرمز الى عالم المثل ‪ ،‬حيث ترمز الشمس الى مثال الخير ‪،‬‬
‫وترمز الموجودات األخرى الى المثل األخرى ‪ ،‬بل ان السهروردي اعطى للشمس‬
‫هذه الداللة نفسها ‪ ،‬ووصفها في كتبه األخرى بأنها مثال هللا األعظم(‪ . )42‬وجاءت‬
‫(القرية الظالم اهلها) (‪ )43‬في هذه الرسالة مطابقة للكهف في داللتها ‪ ،‬ويبدو ان رمز‬
‫(القرية الظالم اهلها) من الرموز الكبرى عند السهروردي ؛ فقد ذكره في ثالثة من‬
‫رسائله الرمزية هي (الغربة الغربية ) (‪ ، )44‬و (حفيف اجنحة جبرائيل) (‪ ، )45‬و‬
‫(كلمات ذوقية وشوقية) (‪ ، )46‬وال يخفى ان السهروردي قد اقتبس هذا الرمز من‬
‫)) (‪ ، )47‬واذا كانت القرية قد جاءت‬ ‫قوله تعالى ‪(( :‬‬
‫في هذه الرسائل بصيغة المفرد ‪ ،‬فإنها وردت بصيغة الجمع في قول السهروردي‬
‫في التلويحات ‪(( :‬قرى غضب هللا عليها )) (‪ ، )48‬وال شك ان هذه القرى التي‬
‫غضب هللا عليها هي القرى الظالمة نفسها ‪ ،‬ولها الداللة نفسها ‪ ،‬ومن ثم فهي‬
‫تتطابق في داللتها مع الكهف ‪.‬‬
‫كذلك العصفور الذي يتوق الى الفرار من قفصه في (رسالة في الطفولة) (‪، )49‬‬
‫او الذي ذكره السهروردي بقوله في القصيدة النونية التي تنسبها له كثير من‬
‫المصادر ‪:‬‬
‫(‪)51‬‬
‫كان سجني وقميصي َز َم َنا‬ ‫انا عصفور وهذا قفصي‬
‫فال يخفى ان العصفور في كال الموضعين المذكورين يتطابق في داللته مع سجين‬
‫الكهف ‪ ،‬اال انه في (رسالة في الطفولة) مازال حبيسا بينما هو خلص من الحبس‬
‫في القصيدة النونية ‪.‬‬
‫وفي الفصل الثامن من رسالة السهروردي (لغة موران) يذكرنا السهروردي‬
‫بأسطورة الكهف ‪ ،‬وهو ايضا وثيق الصلة برسالة (الغربة الغربية) (‪ )51‬التي ذكرناها‬
‫سابقا ‪ ،‬فهو يحكي في هذا الفصل عن طاووس كان في حديقة ألحد الملوك ‪ ،‬وكان‬
‫يستمتع بما في الحديقة من رياحين وخضرة ومياه مع الطواويس والطيور األخرى‬
‫‪ ،‬ثم يأمر الملك ان يخيط جلده ‪ ،‬بحيث ُتحجب ألوان ريشه وتصبح غير مرئية ‪،‬‬
‫ووضعت عليه سلة ليس فيها سوى فتحة صغيرة بحجم حبة الدخن ‪ ،‬وبمرور الوقت‬
‫نسي الطاووس نفسه والمملكة والحديقة والطواويس األخرى ‪ ،‬وايقن انه ليس هناك‬
‫عالم ارحب من األرض الواقعة تحت السلة ‪ ،‬وكان تأتيه في بعض األحيان روائح‬
‫‪14‬‬

‫األزهار والورد ‪ ،‬ويسمع اصوات الطواويس في الحديقة من خالل الفتحة الموجودة‬


‫في السلة ‪ ،‬فيضطرب من الداخل ويشعر برغبة في الطيران ‪ ،‬ولكنه ال يرى سوى‬
‫جلده البالي ‪ ،‬وعالم ما تحت قاعدة السلة ‪ ،‬وطعامه الذي ال يتجاوز حبة الدخن ‪ ،‬فقد‬
‫نسي حياته األولى ‪ ،‬وعندما امر الملك بإطالق سراحه ‪ ،‬ادرك وطنه وشعر بالندم‬
‫واألسف على ما فرط في جنب هللا(‪ . )52‬فمن الواضح ان األرض الواقعة تحت السلة‬
‫مطابقة في داللتها للكهف ‪ ،‬والطاووس مطابق للسجين في الكهف ‪.‬‬
‫وقد احتوت رسالة (لغة موران) على فصول اخرى وثيقة الصلة بأسطورة‬
‫الكهف ‪ ،‬مثل الفصل الذي يتحدث عن السالحف التي تصطدم بالقاضي ‪ ،‬وتقذفه‬
‫بالطين ‪ ،‬وتقول له انت معزول(‪ ، )53‬وكذلك الفصل الذي يتحدث عن الصراع بين‬
‫الخفافيش والحرباء(‪ ، )54‬والفصل الذي يتحدث عن الهدهد الذي يقع بين الجن ‪،‬‬
‫ويحط في عشهم ‪ ،‬واذ لم يستطع التفاهم معهم لبالدتهم وغفلتهم ‪ ،‬يهددونه بالموت‬ ‫ُّ‬
‫ويعملون مناقيرهم في عينيه ‪ ،‬فيأتيه اإللهام بمخاطبتهم على قدر عقولهم(‪ ، )55‬فعشُّ‬
‫الجن يكاد ان يكون مطابقا للكهف ‪ ،‬والجن هنا مطابقون لرفاق السجين الذين لم‬
‫يتهيأ لهم الخروج من الكهف ‪.‬‬
‫وهذه المعاني نجدها ايضا في رسالة (عقل سرخ) التي تحدث في مطلعها عن‬
‫البازي الذي يقع في األسر ‪ ،‬وينقل الى بلد آخر ‪ ،‬وتخاط عينيه ‪ ،‬وتوضع عليه‬
‫اربعة اغالل ‪ ،‬ويوكل به عشرا ‪ ،‬ثم يفتحوا عينيه قليال قليال حتى يرى العالم على‬
‫صفته هذه ‪ ،‬وهو يدرك ان هذه األغالل والموكلين العشرة يحولون بينه وبين بسط‬
‫اجنحته للطيران ‪ ،‬ولكنه يجد من هؤالء غفلة عنه ‪ ،‬فيزحف بأغالله باتجاه‬
‫الصحراء ‪ ،‬حيث يلتقي هناك بالعجوز النوراني الذي يحدثه عن موجودات العالم‬
‫ويكشف له عن الخالص(‪ . )56‬فال شك ان البازي في رسالة السهروردي هذه ‪،‬‬
‫مطابق للسجين في الكهف وللطاووس الذي اشرنا اليه سابقا ‪.‬‬
‫وجاءت حجرة النساء التي ذكرها السهروردي في قوله على لسان السارد في‬
‫مطلع رسالة (حفيف اجنحة جبرائيل) مطابقة للكهف ‪ ،‬وجاء الشخص الذي انطلق‬
‫منها مطابقا لسجين الكهف عند خروجه من الكهف ‪ ،‬بل ان السهروردي قد ذكر في‬
‫مطلع رسالته هذه القيود واللفائف(‪ )57‬التي تكاد تتطابق في داللتها مع القيود‬
‫واألغالل المذكورة في اسطورة الكهف وقصص السهروردي األخرى ‪.‬‬
‫(‪)58‬‬
‫كذلك (كوخ الغسق) ‪ ،‬و (غواشي الظلمات) اللتان وردتا في خاتمة المقاومات‬
‫‪ ،‬و(الغرق في بحر الطبيعة) ‪ ،‬و (الهالك في مهمه الشهوات) ‪ ،‬و (الغربة بين‬
‫الخصوم) ‪ ،‬و (حيات الشهوات) ‪ ،‬و (تماسيح الهوى) ‪ ،‬و (عقارب الدنيا) ‪ ،‬و‬
‫‪15‬‬

‫(‪)59‬‬
‫و (الفالة) التي جاءت في قوله‬ ‫(الظالم المحيط) التي ذكرها في كلمة التصوف‬
‫في قصيدته الرائية ‪:‬‬
‫(‪)61‬‬
‫وفوق الفرقدين رأيت داري‬ ‫أأرضى باالقامة في فال ٍة‬
‫وفي قوله من قصيدته القافية ‪:‬‬
‫(‪)61‬‬
‫وغدت تردد في الفالة حنينها‬
‫و(جرعاء الحمى) (‪ )62‬التي وردت في قافيته هذه ‪ ،‬و (الخربة القذرة ) (‪ ، )63‬و‬
‫(مهمه البوار) (‪ ، )64‬و (غيران جبلي بني األخياف) (‪ ، )65‬و (ساحة جيران السوء)‬
‫(‪ ، )66‬و (اطالل ذوي اإلفك) (‪ )67‬التي وردت في الفصول القصيرة التي جمعها‬
‫السهروردي في التلويحات تحت عنوان (مرصاد عرشي) (‪ ، )68‬فجميع هذه‬
‫التعبيرات السالفة الذكر تتطابق في داللتها مع داللة الكهف في اسطورة الكهف ‪ ،‬بل‬
‫ان بعضها من مرادفات الكهف كالغيران التي سبق ذكرها ‪ ،‬فإنها جمع غار وهو‬
‫كالكهف(‪ ، )69‬كذلك اإلنغماس في المُهلك المذكور في احد هذه الفصول ‪ ،‬هو نفسه‬
‫اإلنغماس في الكهف ‪ ،‬والتائهون في مهمه البوار(‪ )71‬الذي ذكرناه سابقا ‪ ،‬وذوو‬
‫اإلفك الذين جاء ذكرهم في احد هذه الفصول ‪ ،‬والجن الذين أووا الى قلة طود‬
‫ومنعوا حق هللا(‪ ، )71‬هم نفسهم السجناء في الكهف الذين لم ينتبهوا من غفلتهم بعد ‪،‬‬
‫وهم ايضا نفسهم جيران السوء الذين ذكرهم في اكثر من موضع من مؤلفاته ‪ ،‬وهم‬
‫ايضا الحيات التي اتخذها صحبا ً وورد ذكرها في قصيدته الرائية(‪ )72‬السالفة الذكر ‪،‬‬
‫اما النفس التي فارقت اطالل ذوي اإلفك(‪ )73‬في احد الفصول ‪ ،‬وأتت من رجس‬
‫الهيولى(‪ )74‬في فصل آخر ‪ ،‬فهي متطابقة في داللتها مع الخارج من الكهف ‪ .‬وتجدر‬
‫اإلشارة الى ان بعض هذه األلفاظ قد وردت في رسائل اخوان الصفاء ‪ ،‬وأعادها‬
‫السهروردي علينا بدالالتها نفسها ‪ ،‬وقد ذكرنا بعضها عند كالمنا على حضور‬
‫اسطورة الكهف في فلسفة اخوان الصفاء ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫وهكذا فقد تبين لنا اثر اسطورة الكهف اإلفالطونية وحضورها في الفلسفة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬إذ تأثر اخوان الصفا بفلسفة افالطون واقتفوا اثره في استخدام الحكايات‬
‫واألمثال ‪ ،‬وبثوا حكاياتهم وامثالهم في مواضع كثيرة من رسائلهم مما يذكرنا‬
‫بمحاورات افالطون التي جاءت مشحونة بالحكايات واألساطير ‪ ،‬ووجدنا ان كثيرا‬
‫من حكايات اخوان الصفا تتصل بأسطورة الكهف ‪ ،‬وتتطابق معها في كثير من‬
‫المعاني والدالالت ‪ ،‬ومن هذه الحكايات ‪ :‬حكاية اهل المدينة المرضى الذين ال‬
‫يعلمون انهم مرضى ‪ ،‬وحكاية المسافرين الذين انكسر بهم المركب ‪ ،‬ورمى بهم‬
‫‪16‬‬

‫الموج الى جزيرة عامة سكانها من القرود وغيرها ‪ ،‬كذلك جاءت آثار ابن سينا‬
‫الرمزية متطابقة في كثير من مواضعها مع اسطورة الكهف ‪ ،‬وبدا في بعض هذه‬
‫اآلثار وكأنه يحكي عن افالطون وال سيما في رسالة الطير وبعض ابيات القصيدة‬
‫العينية ‪.‬‬
‫ويواجهنا األمر نفسه في كتابات السهروردي المقتول الذي تأثر بإفالطون‬
‫وباخوان الصفا وابن سينا ‪ ،‬واقتفى اثرهم ‪ ،‬وحاكى رموزهم وأمثالهم والسيما‬
‫اسطورة الكهف ‪ ،‬وكتابات اخوان الصفا وابن سينا التي تأثروا فيها بأسطورة‬
‫الكهف وحاولوا محاكاتها ‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬
‫(‪ )1‬جون ماكوين ‪ :‬الترميز ‪ ،‬ترجمة عبدالواحد لؤلؤة ‪ ،‬بغداد ‪19 : 1991 ،‬‬
‫(‪ )2‬عبدالغفار مكاوي ‪ :‬كهف افالطون ‪ ،‬ضمن مدرسة الحكمة ‪ ،‬دار شرقيات ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪37 :2116‬‬
‫(‪ )3‬يوسف كرم ‪ :‬تأريخ الفلسفة اليونانية ‪ ،‬مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ‪: 1936 ،‬‬
‫‪91‬‬
‫(‪ )4‬اخوان الصفاء ‪ :‬رسائل اخوان الصفاء وخالن الوفاء ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1999 ،‬المجلد ‪78 : 4‬‬
‫‪185 ،‬‬
‫(‪ )5‬الصافات ‪13 :‬‬
‫(‪ )6‬اخوان الصفاء ‪ :‬رسائل اخوان الصفاء وخالن الوفاء ‪ ،‬المجلد ‪154 : 4‬‬
‫(‪ )7‬المصدر نفسه ‪156 :‬‬
‫(‪ )8‬المصدر نفسه ‪154 :‬‬
‫(‪ )9‬المصدر نفسه ‪15-14 :‬‬
‫(‪ )11‬احمد بن عبدهللا بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق ‪ :‬الرسالة الجامعة ‪ ،‬تحقيق‬
‫مصطفى غالب ‪ ،‬بيروت ‪515 : 1981 ،‬‬
‫(‪ )11‬اخوان الصفاء ‪ :‬رسائل اخوان الصفاء ‪ :‬المجلد ‪41-37 : 4‬‬
‫(‪ )12‬فائز طه عمر ‪ :‬الرمزية في حكايات اخوان الصفا ‪ ،‬ضمن ادبية النص الفلسفي في‬
‫التراث العربي اإلسالمي ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬الطبعة األولى ‪2111‬م ‪161 :‬‬
‫(‪ )13‬اخوان الصفاء ‪ :‬رسائل اخوان الصفا ‪ ،‬المجلد ‪39 : 4‬‬
‫(‪ )14‬اخوان الصفاء ‪ :‬رسائل اخوان الصفا ‪ ،‬المجلد ‪ 186-185 ، 78: 4‬وكذلك المجلد ‪:3‬‬
‫‪316‬‬
‫(‪ )15‬اخوان الصفاء ‪ :‬رسائل اخوان الصفا ‪ ،‬المجلد ‪63 : 3‬‬
‫(‪ )16‬نعمة هللا الجزائري الشوشتري الموسوي الحسيني ‪ :‬شرح عينية ابن سينا ‪ ،‬طهران ‪،‬‬
‫‪13 : 1954‬‬
‫(‪ )17‬المصدر نفسه ‪14-13 :‬‬
‫(‪ )18‬المصدر نفسه ‪13 :‬‬
‫(‪ )19‬يوسف كرم ‪ :‬تاريخ الفلسفة اليونانية ‪91 :‬‬
‫(‪ )21‬نعمة هللا الجزائري الشوشتري الحسيني ‪ :‬شرح عينية ابن سينا ‪14 :‬‬
‫(‪ )21‬ابو حامد الغزالي ‪ :‬المنقذ من الضالل ‪ ،‬حققه وقدم له جميل صليبا وكامل عياد ‪ ،‬دار‬
‫األندلس ‪ ،‬الطبعة العاشرة ‪1981 ،‬م ‪86-85 :‬‬
‫(‪ )22‬المصدر نفسه ‪141 :‬‬
‫(‪ )23‬ابن سينا ‪ :‬رسالة الطير ‪ ،‬نشرها بالعربية مع ترجمتها بالفرنسية ميكائيل بن يحيى‬
‫المهرني ضمن مجموعة رسائل الشخ الرئيس ابي علي الحسين بن عبدهللا بن سينا في‬
‫اسرار الحكمة المشرقية ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬ليدن ‪45-43 : 1891 ،‬‬
‫(‪ )24‬حسن عاصي ‪ :‬التفسير القرآني واللغة الصوفية في فلسفة ابن سينا ‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪69 ، 67 : 1983 ،‬‬
‫‪18‬‬

‫(‪ )25‬ابن سينا ‪ :‬الطير ‪ ،‬ضمن رسائل الشيخ الرئيس ‪ ...‬في اسرار الحكمة المشرقية ‪47 :‬‬
‫(‪ )26‬ابن سينا رسالة حي بن يقظان ‪ ،‬ضمن رسائل الشيخ الرئيس ‪ ...‬في اسرار الحكمة‬
‫المشرقية ‪ ،‬الجز األول ‪ ،‬ليدن ‪ 1 :1889 ،‬وما بعدها‬
‫(‪ )27‬المصدر نفسه ‪7 :‬‬
‫(‪ )28‬المصدر نفسه ‪ :‬الصفحة نفسها‬
‫(‪ )29‬المصدر نفسه ‪ 1 :‬هامش ‪ 3 ، b‬هامش ‪ 7 ، c‬المتن وكذلك هامش ‪c‬‬
‫(‪ )31‬المصدر نفسه ‪ 7 :‬هامش ‪c‬‬
‫(‪ )31‬المصدر نفسه ‪ :‬المصدر نفسه ‪6 :‬‬
‫(‪ )32‬المصدر نفسه ‪5 :‬‬
‫(‪ )33‬المصدر نفسه ‪ ،‬الصفحة نفسها ‪ ،‬هامش ‪c‬‬
‫(‪ )34‬المصدر نفسه ‪1 :‬‬
‫(‪ )35‬المصدر نفسه ‪8 :‬‬
‫(‪ )36‬عبدالرحمن بدوي ‪ :‬موسوعة الفلسفة ‪ ،‬قم ‪ 1427 ،‬هـ ‪ ،‬الجزء األول ‪61 :‬‬
‫(‪ )37‬جواد كاظم عبهول ‪ :‬رمزية المرأة في فلسفة ابن سينا ‪ ،‬قيد النشر ‪4 :‬‬
‫(‪ )38‬ابن سينا ‪ :‬سالمان وابسال ‪ ،‬ضمن تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات ‪ ،‬مطبعة هندية‬
‫بمصر ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 1918‬وقد سيقت القصة هنا على انها مترجمة عن اليونانية ‪165 :‬‬
‫(‪ )39‬ابن سينا ‪ :‬سالمان وابسال بتلخيص نصير الدين الطوسي لها في شرحه لإلشارات‬
‫والتنبيهات ‪ ،‬تحقيق سليمان دنيا ‪ ،‬القسم الرابع ‪ ،‬دار المعارف بمصر ‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ 53-52 : 1968‬وكذلك تسع رسائل في الحكمة والطبيعيات ‪172 :‬‬
‫(‪ )41‬المصدران نفسهما ‪ 174 ، 55-54 :‬وما بعدها‬
‫(‪ )41‬السهروردي ‪ :‬قصة الغربة الغربية ‪ ،‬ضمن المؤلفات الفلسفية والصوفية ‪ ،‬تحقيق هنري‬
‫كوربان ‪ ،‬منشورات الجمل ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2112‬المجلد الثاني ‪ 252 :‬وما بعدها‬
‫(‪ )42‬السهروردي ‪ :‬هياكل النور‪ ،‬تحقيق حسن السماحي‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبعة األولى‪61 : 1992‬‬
‫(‪ )43‬السهروردي ‪ :‬قصة الغربة الغربية ‪ ،‬ضمن المؤلفات الفلسفية والصوفية ‪252 :‬‬
‫(‪ )44‬المصدر نفسه ‪ :‬الصفحة نفسها‬
‫(‪ )45‬السهروردي ‪ :‬رسالة اصوات اجنحة جبرائيل ‪ ،‬ترجمها باول كراوس من الفارسية الى‬
‫العربية ‪ ،‬ونشرت مع شرح لها ترجم عن الفارسية ضمن شخصيات قلقة في االسالم وهو‬
‫مجموع دراسات الف بينها وترجمها عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬وكالة المطبوعات ‪ ،‬الكويت ‪،‬‬
‫الطبعة االولى ‪155 :1978‬‬
‫(‪ )46‬السهروردي ‪ :‬كلمات ذوقية او رسالة األبراج تحقيق هنري كوربين ضمن مجموعة‬
‫مصنفات شيخ اشراق‪ ،‬جلد سوم ‪462 :‬‬
‫(‪ )47‬النساء ‪75 :‬‬
‫(‪ )48‬السهروردي ‪ :‬كتاب التلويحات اللوحية والعرشية ‪ ،‬ضمن المؤلفات الفلسفية‬
‫والصوفية‪ ،‬تحقيق هنري كوربان ‪ ،‬المجلد األول ‪98 :‬‬
‫(‪ )49‬السهروردي ‪ :‬رسالة في الطفولة ‪ ،‬ترجمة وتعليق عادل محمود بدر ‪ ،‬ضمن الرسائل‬
‫الصوفية لشهاب الدين السهروردي ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪2117‬م ‪137 ، 136 :‬‬
‫‪19‬‬

‫(‪ )51‬السهروردي ‪ :‬ديوان السهروردي المقتول‪ ،‬جمع وتحقيق وتقديم كامل مصطفى الشيبي‪،‬‬
‫مطبعة الرفاه‪ ،‬بغداد‪113 : 2115 ،‬‬
‫(‪ )51‬السهروردي ‪ :‬رسالة لغة موران ‪ ،‬ترجمة عادل محمود بدر ‪ ،‬ضمن الرسائل الصوفية‬
‫لشهاب الدين السهروردي ‪ 65 :‬وكذلك عادل محمود بدر ‪ :‬شرح رسالة لغة موران ضمن‬
‫الرسائل الصوفية لشهاب الدين السهروردي ‪164 :‬‬
‫(‪ )52‬السهروردي ‪ :‬رسالة لغة موران ‪ ،‬ضمن الرسائل الصوفية لشهاب الدين السهروردي ‪:‬‬
‫‪67-65‬‬
‫(‪ )53‬المصدر نفسه ‪44-43 :‬‬
‫(‪ )54‬المصدر نفسه ‪ 57 :‬وما بعدها‬
‫(‪ )55‬المصدر نفسه ‪ 61 :‬وما بعدها‬
‫(‪ )56‬السهروردي ‪ :‬عقل سرخ ‪ ،‬ترجمة علي عبدالحسين‪ ،‬مجلة المورد‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫‪1395‬هـ – ‪1975‬م ‪126 :‬‬
‫(‪ )57‬السهروردي ‪ :‬رسالة اصوات اجنحة جبرائيل ضمن شخصيات قلقة ‪141 :‬‬
‫(‪ )58‬السهروردي ‪ :‬المقاومات ضمن المؤلفات الفلسفية والصوفية‪ ،‬تحقيق هنري كوربان ‪،‬‬
‫المجلد األول ‪174 :‬‬
‫(‪ )59‬السهروردي ‪ :‬كلمة التصوف ضمن مجموعة مصنفات شيخ اشراق ‪ ،‬جلد جهارم ‪:‬‬
‫‪113-112‬‬
‫(‪ )61‬السهروردي ‪ :‬ديوان السهروردي المقتول ‪67 :‬‬
‫(‪ )61‬المصدر نفسه ‪71 :‬‬
‫(‪ )62‬المصدر نفسه ‪ :‬الصفحة نفسها‬
‫(‪ )63‬السهروردي ‪ :‬كتاب التلويحات اللوحية والعرشية ‪ ،‬ضمن المؤلفات الفلسفية والصوفية ‪:‬‬
‫‪95‬‬
‫(‪ )64‬المصدر نفسه ‪97 :‬‬
‫(‪ )65‬المصدر نفسه ‪111 :‬‬
‫(‪ )66‬المصدر نفسه ‪98 :‬‬
‫(‪ )67‬المصدر نفسه ‪97 :‬‬
‫(‪ )68‬المصدر نفسه ‪ 95 :‬وما بعدها‬
‫(‪ )69‬المصدر نفسه ‪ 111 :‬هامش ‪3‬‬
‫(‪ )71‬المصدر نفسه ‪95 :‬‬
‫(‪ )71‬المصدر نفسه ‪97 :‬‬
‫(‪ )72‬السهروردي ‪ :‬ديوان السهروردي المقتول ‪ 67 :‬وكذلك كلمة التصوف ‪ ،‬ضمن‬
‫مجموعة مصنفات شيخ اشراق ‪ ،‬جلد جهارم ‪113 :‬‬
‫(‪ )73‬السهروردي‪ :‬كتاب التلويحات اللوحية والعرشية‪ ،‬ضمن المؤلفات الفلسفية والصوفية‪:‬‬
‫‪97‬‬
‫(‪ )74‬المصدر نفسه ‪ :‬الصفحة نفسها‬

You might also like