Professional Documents
Culture Documents
المجلد الوأل
المؤلف:
صديق حسن خان
مقدمة المؤلف
المحد ل الذي جعل العلم سسلمحا إل معارج العلوم .والعلوم فضلا سمسُللمحا عند عصابة
النطوق والفمهوم ،وسلرحَّ أبصار البصائر ف رياض الفمنون والعارف ،رياض زهت فيها
أزهار العان والبيان ،فتفمتحت بنسُائمحها أنوار الفمضل التالد والطارف .فاجتنت منها
أيدي النم فواكه القلوب وأقوات الرواحَّ ،واقتطفمت منها جن القائق والدقائق من بي
أقاحي الصباحَّ ،فهو قوت الفمؤاد ومراحَّ الشأباحَّ ،وروحَّ جثمحان الكمحال ،وحادي النفموس
إل بلد الفراحَّ .به ففضسل الذوق الروحان على الاق السُمحان فضلا ل يعرفه إل من
تضلع منه أو ذاق ،ول يدرك كنهه إل من غاص ف قعر باره ،وسبح ف ثبج أناره ،ث
برع وفاق .
والصلةا والسُلم على سيد العلمحاء ،سند الفمضلء ،تاج الكمحلء ممحد النب الصطفمى
أحد المي التب ،الؤيد من السُمحاء ،الوحى إليه بالقرآن الذي فيه هدى وشأفماء.الذي
أكمحل ال تعال به علوم الوائل والواخر ،وخصه من بي خلقه بزمايا العارف وخبايا
الفماخر .فيا له من نب رفيع القدر ما ترقى رقيه النبياء ،ورفيع كري الذكر ما طاولته
السُمحاء .صلى ال عليه وعلى آله وأصحابه ،وحزمبه التأدبي بآدابه ،الذين تفمتحت لم
كمحائم النقول والعقول .وتلت بعقود علومهم أجياد الفمحول ،حت اشأتفمت نفموس
السلم والسُلمحي من داء العداء ،وزال كلب الكفمر ومرض الشأراك با أريق من
دمائهم ،تت أدي السُمحاء على وجه الغباء.فهم مازن الفمضائل والعوائد ،ومعادن
الفمواضل والفموائد ،ومامع الكارم والامد ،ومناحي العارف والقاصد .
2 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ل زالت سحب الرحة هاطلة على مراقدهم ،وتايا الرضوان نازلة على معاهدهم .ما
طلعت شوس العلوم من أفلك الدواوين والدفاتر ،وسطعت نوم الفمنون من مشارق
القلم والابر وبعد :فهذا بث لا وقر ف صدري من أحوال العلوم العالية ،وتراجم
الفمنون الفماخرةا ،وأثر بعد عي ف تصيل ما نيطت به سعادةا الدنيا والخرةا ،وردت من
بارها الطامية ماء عذب ا فرات ا حالياا ،وكرعت من أنارها الصافية ما كان عن القذى
طاهرا وعن الكدار خاليا .حررته إحرازا لا تشتت من أحوال العلوم وتراجم أسائها
وساتا ،وجعته إفرازا للفمنون مع بيان مباديها وأغراضها وغاياتا .مسُتمحدا ف ذلك من
كتب الئمحة السُادةا ،وصحف الكباء القادةا ،بعد أن عرفت ماريها ،وتعلمحت الرمي من
القوس وقد كنت باريها .لن لا وقفمت على كتاب )عنوان العب وديوان البتدأ والب(
لقاضي القضاةا مؤيد الدين أب زيد عبد الرحن ابن خلدون الندلسُي وجدت مؤلفمه رحه
ال تعال قد عقد ف الكتاب الول منه فصلا سادسا ف العلوم وأنواعها وسائر طرقها
وأنائها وما يعرض ف ) /1 (5ذلك كله من الحوال .
ث رأيت خواجه خليفمة زاده مل كاتب اللب ،لصخ منه تلك العلوم وأحوالا ف مقدمة
كتابه )كشف الظنون عن أسامي الكتب والفمنون( وأضاف إليه أشأياء من )مفمتاحَّ
السُعادةا( لب اليخ .
ث اطلعت على كتاب )مدينة العلوم( للرنيقي ،تلمحيذ قاضي زاده موسى بن ممحود
الرومي شأارحَّ )جغمحين( وفيه بيان أنواع العلوم وتراجم بعض علمحاء الفمنون .
ث عثرت على كتاب )كشاف اصطلحات الفمنون( للشيخ الفماضل ممحد علي بن علي
التهانوي الندي ،وقد ذكر فيه أنواعا من العلوم التداولة وطرقا من الفمنون التناولة .
ورأيت التمفي قد عجزمت همحهم عن معرفة هذه العلوم والفمنون ،ووجدت العلمحاء قد
قنعوا بالطل من الوابل التون ،فكل واحدةا من هاتي القبيلتي ف غنم عن جباتا وقصور
عن بلوغ غايتها ،إل ما شأاء ال تعال من شأواذ القبائل وأفراد النسُان .
3 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
موضوع الكتاب الول تاريخ أحوال العال .وموضوع الكتاب الثان جع أسامي الكتب
الت صفمنها بنو آدم .فالول ليس فيه ما خل ذكر تلك العلوم ف فصول خاصة إل
أحوال العمحران وأمم النسُان /1) ، (6ووقائع الدهور والزمان .والثان ليس فيه ما عدا
تراجم تلك العلوم والطب إل الكشف عن أسامي الكتب .والثالث مقتصر على ذكر
أنواع العلوم وتراجم الصنفمي فيها .والرابع متصخ بذكر اصطلحاتا التداولة ف كتب
الفمنون .
فأردت أن أفرد منها أحوال العلوم ،وتراجم الفمنون ف تأليف متصر تقريب ا للبعيد وتصيلا
للتجريد ،مضيفما إليه ما حصل الوقوف عليه ف أثناء ملحظة الكتب الشاذةا وعطفمها،
واجتناء ثار الفموائد من الصحف الفماذةا وقطفمها .ليكون هذا السُفمر التام القصود،
وكوكب الراد الطالع من أفق السُعود سهل الصول لن رام الوصول إليه ،ويسُيخ النتاج
لن أراد الصول منه والتعويل عليه ،لنه دراسات عديدةا ف كراريس مدودةا ،وفراسات
سديدةا ف قراطيس مشهودةا ،تلت بعون ال ،وحسُن توفيقه بكل زين ورتبت على
قسُمحي :
وأنت تعلم إن كنت من طالع الكتب الشار إليها واطلع عليها ،أن بعد هذا التجريد ما
فيها ل يبق من القاصد العلمحية إل القليل من تراجم ) /1 (7الكتب وأهليها .
لكن الذي أهن أن رأيت أبناء هذا الزممان ل تتوجه طبائعهم إل إدراك العلوم ومبانيها،
واقتباس فوائد الفمنون ولو بفمهم بعض معانيها .فضلا عن أن ييطوا بمحيع القاصد
4 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والغايات ،ويبلغوا من معرفتها وضبطها إل النهايات .إل واحدا من اللوف الؤلفمة ،وفردا
من الحزماب التحزمبة من لم هة شأامة وروية دارية ف كسُب العارف والعلوم .أو دولة
باذخة وقدرةا سارية ف جع القسُوم .فإنه قد يرفع الرأس إل معرفة العلم بدءا وغاية،
وينحو إل استعلم أمر الول والنهاية .
وكل اللق وجلهم مغمحورون ف اللذات العاجلة الاطئة الكاذبة الفمانية .ويؤثرونا ولو
كان بم خصاصة على النعم الجلة الدائمحة الباقية .إل من عصمحه ال تعال .فكأن
الناس كلهم قد صاروا أجناسا بل فصول ،أو إناثا بل فحول .مع أن النسُان إنا تيزم
عن اليوان بالنطق والعلم والعرفان .ولو ل يكن العلم ف البشر لكان هو وجيع
اليوانات سواسية ف كل شأان .فإنا ل على ذهاب العلم وأهليه وفشو الهل وعلو
ذويه .
وبالمحلة :فهذا الؤلف الذي جع أحوال العلوم وتراجها ف كن واحد ،وأوعى أشأتات
الفمنون ف وعاء صامد .قد تلى نوره ف آخر الزممان من عمحر الدنيا حي ول شأبابا ،ول
يبق من بار حياتا إل سرابا ،وتوالت فيها الفات والفمت ،وعمحت بأهلها البلوى
والن .ولذلك كان أثرا بعد عي ،أو حديثا من خفمي حني .
ومع ذلك قد جاء بمحد ال تعال ف بابه بديع الثال ،منيع النال ،مبدئ العجب
العجاب .إذا سئل أعطى وإذا دعي أجاب ،كأنه ساء علوم شأرفت كواكبها عجائبها،
وأرض فنون أمطرت بالغرائب سحائبها /1) ، (8شأامة ف وجنات النكات ،تيمحة ف
أجياد الفمحول الثبات ،جنة أشأجارها مورقة ،حديقة أزهارها مونقة ،أكلها دائم وظلها
قائم ،نعيمحها مقيم ،ومزماجها من تسُنيم .سفمينة ناةا يعب با البرار بارا بعيدةا الغوار،
وفلك مشحون يسُيح العابرون ف قاموسه اليط التيار ،وحسُبك به مطية يصل با
الراكب إل رياض النان ،ويشرب هنالك الشارب من حياض العرفان .جعته لتفمنن
خواطر الولدين الكريي السُعيدين ،وترن ضمحائر البني الشريفمي المحيدين :السُيد نور
السُن الطيب ،والسُيد على حسُن الطاهر ،بارك ال لم وفيهم وعليهم ف الدنيا،
5 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قد جعت بي الصورةا اللكية والسُيخةا اللكية ،وقرنت بي الكمحة اليانية ،والكومة
اليمحانية .وهنا أنشدت ماطبا للصبا والشمحال على ما هو دأب أرباب الوجد والال :)
/1 (9
وأصلت حمى بهوبال يا نفس فانزلي ....فقد نلت مأمول الفوائد المعول
وأيا حبذا ساحاتها نلت إنها ....نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
6 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هي البحر جودا فيضها شمل الورى ....وأقد نال من معروأفها كل سائل
أفاضت فيوضا أخآجلت جود حاتم ....أسالت إلينا هاطل بعد هاطل ) /1(10
وأزاد لها القبال إقبال عزة ....وأكان لها عونا لدى كل نازل
أعن با ملكية العالم أهل بيت نواب شأاهجان بيكم ،طابت أيامها ولياليها ،ونامت
عيون الدواهي عن معاليها .
هذا وال أسأل أن يصعد هذا الكتاب ذروةا القبول ،ويعله خالصا لذاته الكرية ،وينفمع
به أهل العلم ومن أخلفمه من السُادةا الفمحول ،ويرخي على زلت جامعة من عفموه
وعافيته وغفمرانه ورضوانه أطول الذيول .
وحي بلغ القول من إل هذا البلغ أخذت ف سرد مقاصد الكتاب ،أبوابا ورفعت عن
وجوه عرائس العلوم وتراجها حجابا ،وأبديت فيه علل وأسبابا ،ونزمعت عن ميا فنونه
جلبابا ،وسلكت فيه مسُلكا غريبا ،واختمت من بي الناحي منهجا عجيبا .
7 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وبال الستعانة ومنه التوفيق ف كل ما أحرر وأقول ،وعليه التعويل وله المحد على كل
حال وهو خيخ مسُئول ومأمول :) /1 (11
القسم الوأل
المقدمة
ف بيان ما يطلق عليه اسم العلم ونسُبته ومله وبقائه وعلم ال تعال
العلم بالكسُر وسكون اللم :ف عرف العلمحاء يطلق على معان منها ،الدراك مطلقا ،
تصورا كان أو تصديقا يقينيا أو غيخ يقين وإليه ذهب الكمحاء .
ومنها التصديق مطلقا ،يقينيا كان أو غيخه .قال السُيد السُند ف )حواشأي العضدي(:
))لفمظ العلم يطلق على القسُم ،وهو مطلق الدراك ،وعلى قسُم منه وهو التصديق .إما
بالشأتماك بأن يوضع بإزائه أيضا ،وإما بغلبة استعمحاله فيه لكونه مقصودا ف الكثر ،وإنا
يقصد التصور لجله .
ومنها التصديق اليقين ف اليال .العلم عند التكلمحي ) /1 (12ل معنم له سوى
اليقي ،وف )الطول( ف باب التشبيه :العلم بعنم اليقي ف اللغة لنه من باب أفعال
القلوب(( انتهى
))العلم يطلق تارةا يراد به الصورةا الاصلة ف الذهن ،ويطلق تارةا ويراد به اليقي فقط.
ويطلق تارةا ويراد به ما يتناول اليقي والتصور مطلقا(( انتهى .
8 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنها التوهم والتخيل .ف )تذيب الكلم( :))أنواع الدراك إحسُاس وتيل وتوهم
وتعقل ،والعلم قد يقال لطلق الدراك وللثلثة الخيخةا وللخيخ ،وللتصديق الازم الطابق
الثابت .
ومنها :اللكة الاصلة من إدراك تلك السُائل ،وبعضهم ل يشتمطر كون السُائل
مبهنة(( .
وقال :))العلم يطلق على إدراك السُائل وعلى نفمسُها /1) ، (13وعلى اللكة الاصلة
منها .والعلوم الدونة تطلق أيضا على هذه العان الثلثة الخيخةا .
ومنها :ملكة يقتدر با على استعمحال موضوعات ما ،نو غرض من الغراض صادرا عن
البصيخةا بسُب ما يكن فيها ،ويقال لا الصناعة أيضا(( كذا ف )الطول( .ف بث
التشبيه .
ورده السُيد السُند ))بأن اللكة الذكورةا السُمحاةا بالصناعة إنا هي ف العلوم العمحلية ،أي:
التعلقة بكيفمية العمحل كالطب والنطق ،وتصيصخ العلم بإزائها غيخ مقق ،كيف وقد
يذكر العلم ف مقابلة الصناعة .نعم إطلقه على ملكة الدراك ،بيث يتناول العلوم
النظرية والعمحلية غيخ بعيد مناسب للعرف(( انتهى .
9 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال التكلمحون :ل بد ف العلم من إضافة ونسُبة مصوصة بي العال والعلوم با .ويكون
العال عالا بذلك العلوم ،والعلوم معلوما لذلك العال .وهذه الضافة هي السُمحاةا عندهم
بالتعلق ،فجمحهور التكلمحي على أن العلم هو هذا التعلق ،إذ ل يثبت غيخه بدليل
فيتعدد العلم بتعدد العلومات ،كتعدد الضافة بتعدد الضاف إليه .
وقال قوم من الشأاعرةا :هو صفمة حقيقية ذات تعلق .وعند هؤلء فثمحة أمران :العلم ،وهو
تلك الصفمة .والعالية ،أي :ذلك التعلق .فعلى هذا ل يتعدد العلم بتعدد العلومات ،إذ
ل يلزمم من تعلق الصفمة بأمور كثيخةا تكثر الصفمة إذ يوز أن يكون لشيء واحد تعلقات
بأمور متعددةا .) /1 (14
وأثبت القاضي الباقلن العلم الذي هو صفمة موجودةا ،والعالية الت هي من قبيل
الحوال عنده .وأثبت معها تعلقا ،فإما للعلم فقط أو للعالية .
فقط فهذه ثلثة أمور :العلم ،والعالية ،والتعلق الثابت لحدها وإما لمحا معا ،فها هنا
أربعة أمور :العلم والعالية وتعلقاتمحا .
وقال الكمحاء :العلم هو الوجود الذهن ،إذ ل يعقل ما هو عدم صرف بسُب الارج
كالمحتنعات .والتعلق إنا يتصور بي شأيئي متمحايزمين ،ول تايزم إل بأن يكون لكل منهمحا
ثبوت ف المحلة ،ول ثبوت للمحعدوم ف الارج فل حقيقة له إل المر الوجود ف الذهن
وذلك المر هو العلم ،وأما التعلق فلزم له .والعلوم أيضا فإنه باعتبار قيامه بالقوةا
العاقلة علم ،وباعتباره ف نفمسُه من حيث هو هو معلوم .فالعلم والعلوم متحدان بالذات
متلفمان بالعتبار .وإذا كان العلم بالعدومات كذلك وجب أن يكون سائر العلومات
أيضا كذلك ،إذ ل اختلف بي أفراد حقيقة واحدةا نوعية .كذا ف )شأرحَّ الواقف( قال
مرزازاهد :هذا ف العلم الصول .وأما ف الضوري فالعلم والعلوم متحدان ذاتا واعتبارا،
ل ،فقد اشأتبه ل
ومن ظن أن التغاير بينهمحا ف الضوري أيضا اعتباري كتغاير العالج والعا ف
عليه التغاير الذي هو مصداق تققهمحا بالتغاير الذي هو بعد تققهمحا .فإنه لو كان
بينهمحا تغاير سابق لكان العلم الضوري صورةا منتزمعة من العلوم وكان علمحا حصوليا .
10 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث اعلم أن مل العلم الادث سواء كان متعلقا بالكليات أو بالزمئيات عند أهل الق
غيخ متعي عقل ،بل يوز عندهم عقل أن يلقه ال تعال ف أي جوهر أراد من جواهر
يعقلون با {
قلوب
لم
فتكون
البدن لكن السُمحع دل على أنه القلب ،قال ال تعال : }
أقفمالا{ ) /1 .(15
على قلوب
القرآن أم
يتدبرون
أفل
وقال : }
هذا وقال الكمحاء :مل العلم الادث النفمس الناطقة ،أو الشاعر العشر الظاهرةا
والباطنة .
وقد اختلف التكلمحون ف بقاء العلم والعقل بعد الوت ف النة .
فالشأاعرةا قضوا باستحالة بقائهمحا كسُائر العراض عندهم .وأما العتزملة فقد أجعوا على
بقاء العلوم الضرورية ،والكتسُبة الت ل يتعلق با التكليف .
واختلفموا ف العلوم الكتسُبة الكلف با ،فقال البائي :إنا ليسُت باقية وإل لزمم أن ل
يكون الكلف با حال بقائها مطيعا ول عاصيا ول مثابا ول معاقبا مع تقق التكليف،
وهو باطل بناء على أن لزموم الثواب أو العقاب على من كلف به .وخالفمه أبو هاشأم ف
ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقا .
قال شأيخنا العلمة التهد الطلق قاضي القضاةا ممحد بن علي الشوكان ف فتاواه
السُمحاةا )بالفمتح الربان( :))إنه وصل السُؤال عن الكلم للحافظ الذهب من أن علوم
أهل النة تسُلب عنهم ف النة ،ول يبقى ) /1 (16لم شأعور بشيء منها فاقشعر
جلدي عند الطلع على هذا الكلم ،من مثل الافظ الذي أفنم عمحره ف خدمة
الكتاب والسُنة والتماجم لعلمحاء هذا الشأن .وقد كنت قديا وقفمت على شأيء من هذا،
لكن لفمرد شأاذ من أفراد الكمحاء قاله ل عن دراية ول رواية ،فلم أعبأ به لهله بالكتاب
والسُنة ،فياليت شأعري كيف يري قلم أحقر عال من علمحاء الشريعة بثل هذا .وعجبت
ما أدخل هذا الافظ ف مثل هذه الداخل القفمرةا الكفمهرةا ،الت يتلون الريف ف شأعابا
وهضابا ،ويتحمحل هذا النقل الثقيل والعبئ الليل .والاصل أن الطوائف السلمية على
11 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اختلف مذاهبهم وتباين طرقهم متفمقون على أن عقول أهل النة تزمداد صفماء وإدراكا
لذهاب ما كان يعتميهم من الكدورات الدنيوية .وكيف يسُلبون ما هو عندهم من أوفر
النعم وأوفر القسُم ،وهم ف دار فيها ما تشتهيه النفمس وتلذ به العي ما ل عي رأت
ول أذن سعت ول خطر على قلب بشر ،فكأن هذا القائل ل يقرأ القرآن الكري وما
اشأتمحل عليه من تاور أهل النة وأهل النار وتاصمحهم بتلك الجج الت ل تصدر إل
عن أكمحل الناس عقل ،وأوفر اللئق فهمحا ،وما يذكرونه من حالم الذي كانوا عليه ف
أهليهم بل ما يودونه من إبلغ الحياء عنهم ما صاروا فيه من النعيم قال : } يا ليت
الكرمي{ ] يس : 27[ .
من
وجعلن
رب
ل
غفمر
با
يعلمحون
قومي
وورد مثل هذا العنم ف القرآن ،الذي رفع لفمظه من الصحف ،كمحا ثبت ف الصحاحَّ
من كتب الديث عن أولئك الشهداء بلفمظ :))بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا
وأرضانا(( .
وكذلك ما ذكر من اجتمحاع أهل النة ومذاكرتم با كانوا فيه ف الدنيا ،وما صاروا إليه
ف النة ،كمحا ف اليات الشتمحلة على ما ف النة ما أعده ال لم حيث يقول :وفيها
وفيها وفيها ،ف آيات كثيخةا .وذكر أن أهلها على سرر متقابلي ،وأنه ) /1 (17يطوف
عليهم ولدان ملدون .وثبت أنم يدخلون النة على تلك الصفمات من المحال والشباب
وكمحال اللق وحسُن اليئة مردا جردا أبناء ثلث وثلثي سنة .وأنم يتخيخون ف النة ما
يشتهون .وكم يعد العاد من اليات القرآنية والحاديث الصحيحة .ول يتم هذا النعيم
ول بعضه إل وهم ذوو عقول صحيحة بالضرورةا العقلية ،كمحا ثبت بالضرورةا الدينية.
ومعلوم أنم إذا كانوا ذوي عقول ،فمحهمحا وجدت معهم فهي بالمكان العام والاص
قادرةا على كسُب ما تدد لا من العلوم ،ذاكرةا لا حصل لا منها من قبل هذا مال
يتاج إل بيان ول يفمتقر إل برهان ،ولو فقدوها لفمقدوا النسُانية الكاملة وصاروا
مشابي للدواب ،وأي نعمحة لن ل عقل له كمحا هو مشاهد من الصابي بالنون ف
الدنيا ،وأي فائدةا للمحبالغة ف نعيم من كان ذاهب العقل با ثبت ف الكتاب والسُنة،
من أنم على صفمات فوق صفماتم ف الدنيا بسُافات ل يقدر قدرها ول ياطر بكنهها .
12 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وكذلك ل يتم نعيمحهم إل بوجود الواس الظاهرةا والباطنة ،ولو فقدوها لا تنعمحوا كمحا
ينبغي .وكذا لو فقدوا بعضها ل يكن لم شأعور بالتنعيم الذي وصفمه ال سبحانه وبالغ
فيه .وأي فائدةا لفماقد العقل ،وأي شأعور له بكونه على صفمة كمحالية ف جاله ،ولباسه
الرير والديباج ،وتليته بالذهب والواهر ،وأكله من أطيب الأكل وشأربه من أنفمس
الشروب .وكذا ل نعمحة تامة فضل عن أن تكون فاضلة لن كان أعمحى أو أصم أو ل
يفمهم شأيئا ،أو ل يذكر ما مضى له ول يفمكر فيمحا هو فيه .
وإذا تقرر لك هذا ،علمحت أن أهل النة لم العقول الفمائقة بنسُبة الدنيا شأبابا وجال
وقوةا وفهمحا وذكرا وحفمظا وسلمة من كل نقصخ .
ولو ل يكن المر هكذا ،ل تكن لم فائدةا با بولغ به ف شأأنم من الصفمات ،بل يعود
ذلك بالنقصخ ،لا أثبت لم منها ف النة هذا معلوم بالعقل والشرع ل يتمحارى فيه قط.
وأقل ) /1 (18الال أن يكون النعيم الكوم لم به ف النة كتابا وسنة ناقصا .
والفمروض أنه بالغ ف الكمحال إل غاية فوق كل غاية ،وهذا خلف يدافع نصوص
الكتاب والسُنة مدافعة يفمهمحها كل من له عقل وإدراك .فيا عجبا كل العجب من
التجري على أهل هذه الدار الت هي دار النعيم القيم على القيقة با ينغصخ نعيمحهم
ويشوش حالم ويكدر صفموهم ويحق ما أعد ال لم ،ومن التجري على ال سبحانه،
وعلى رسوله صلى ال عليه وسلم با يسُتلزمم عدم ثبوت ما أثبته الكتاب والسُنة لم
وتكديره وذهاب أثره ومق بركته .
وأنت تعلم أن مثل هذا الكتاب يسُتلزمم الكفمر الصراحَّ .فأين هذا القادحَّ الفمادحَّ من نعيم
دار يعدل موضع سوطر أحدهم فيها الدنيا بأسرها وجيع ما فيها ،ومن دار نصيف
إحدى زوجاتم يعدل الدنيا وما فيها ،ومن دار لو أشأرفت إحدى الواري العدةا لم
على أهل الدنيا لفمتنتهم أجعي كمحا ثبت ف الحاديث الصحيحة .ومع هذا فقد ثبت
قرآنا أنم على سرر متقابلي وأنه يطوف عليهم ولدان ملدون .وثبت سنة أنم يتمحعون
13 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ويتزماورون .فليت شأعري ما فائدةا هذا الجتمحاع والتزماور لن ل عقل له ول فهم ول فكر
ول ذكر .
والاصل أن التقول بثل هذا القول ،هو من التقول على ال سبحانه با ل يقل ،وعلى
رسوله وعلى شأريعته .با ل يكن منها وقد ثبت ف القرآن الكري الكم على التقولي با
هو معلوم لكل من يعرف القرآن .
وإذا ثبت أن مثل هذا باطل ف الدار الخرةا ،فانظر إل هذه الدار دار الدنيا الت ليسُت
بشيء بالنسُبة إل الدار الخرةا ،لو قيل لحدهم :إنه سيكون لك ما تريد من جال
اليئة وكمحالا ،ومن النعيم البالغ ومن الرياسة التامة ولكن ستصاب بالنون أو تفمقد جيع
الشاعر ،لقال :ل ول كرامة ) /1 (19دعون أعش صعلوكا فقيخا فهو أطيب ل ما
عرضتمحوه علي ،وأحب إل ما جئتمحون به :
وإنا أوردنا لك هذه المور لتعلم أن الروحَّ للنسُان إذا كان ساذجا كان كله ساذجا،
إذ الروحَّ هو النسُانية الت يتمحيزم با صاحبها عن الدواب وجيع ما ذكرنا من العقل
والواس الباطنة والظاهرةا هو له ل للحم ول لدم ول لعظم .فإذا كان الروحَّ ساذجا ،فلم
يبق إل صورةا اللحم والدم ،وهو القصود بقولم ف بيان ماهية النسُان ))إنه حيوان
ناطق(( أي :مدرك للمحعقولت ،وليس ذلك للقالب الذي هو فيه .
وكمحا أن ما ذكرناه وقررناه هو إجاع الطوائف السلمية على اختلف أنواعهم فهو أيضا
إجاع أهل الشرائع كلها ،كمحا يكى ذلك عن كتب ال النزملة على رسله ،وتكيه أيضا
كتبهم الؤلفمة من أحبارهم ورهبانم ،فإنه ل خلف بينهم ف العاد وف النعيم العد
لهل النة كمحا حكاه الكتاب العزميزم؛ وقد أوردنا من ذلك ف )القالة الفماخرةا ف إثبات
الدار الخرةا( وف )إرشأاد الثقات إل اتفماق الشرائع على إثبات التوحيد والعاد والنبوات(
كثيخا من نصوص التوارةا والنيل والزمبور وسائر كتب نبوات بن إسرائيل .ول يشذ منهم
14 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
إل اليهودي الزمنديق موسى بن ميمحون الندلسُي ،وقد تبأ منه قدماء اليهود وأخرجوه من
دينهم .بل ) /1 (20وكذلك النصارى وإن ل يكن من أهل ملتهم فقد صرحوا بذلنه،
وزندقته ،قال النصران ف تاريه :
))ورأيت كثيخا من يهود بلد الفرنج بإنطاكية وطرابلس يلعنونه ويسُمحونه كافرا(( انتهى .
قلت :وقد وقع لذا اللعون من تريف كثيخ من التوراةا ما يدل على إلاده وزندقته ،وقد
رددت ما حرفه وأوضحته بأت إيضاحَّ ،وأما يهود عصرنا فصاروا يعظمحونه وذلك لهلهم
بقيقة الال .وقد ذكرت لمحاعة من أحبارهم بعض تريفماته فلعنوه وتبؤروا منه وكمحا أن
هذا الذي ذكرناه ممحع عليه بي أهل اللل التابعي لنبيائهم ،فهو أيضا ممحع عليه بي
الشتغلي بالعقل والنظر كالكلدانيي والصابئي أتباع صاب بن إدريس ،كمحا رأيناه ف
حكاية مذاهبهم الت ذهبوا إليها ف شأأن العاد،ومنهم اليونانيون فإنم جيعهم من عند
أسقلينوس إل عهد جالينوس مصرحة كتبهم بعاد الرواحَّ عليه ف دار العاد .
وهكذا الشتغلون بالكمحة اللية من أهل السلم كالكندي ومن جاء بعده كالفماراب
ومن جاء بعده منهم كابن سينا فإن كتبهم مصرحة بذلك تصريا ل شأك فيه ول
ريب .وف هذا القدار كفماية لن له هداية(( انتهى كلم الشوكان -رحه ال .-
وإنا أوردناه ههنا بطوله لشأتمحاله على الفموائد الليلة والشيء بالشيء يذكر .
ث اعلم أن علم ال سبحانه بذاته نفمس ذاته ،فالعال والعلوم واحد وهو الوجود الاص.
كذا ف )شأرحَّ الطوالع( أي :واحد بالذات أما بالعتبار فل بد من التغاير .ث قال :وعلم
غيخ ال تعال بذاته وبا ليس بارج عن ذاته هو حصول نفمس العلوم ،ففمي العلم بذاته
العال والعلوم واحد ،والعلم وجود العال والعلوم والوجود زائد .فالعلم غيخ العال )/1
(21والعلوم والعلم با ليس بارج عن العال من أحواله غيخ العال والعلوم ،والعلوم
أيض ا غيخ العال .
15 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فيتحقق ف الول أمر واحد .وف الثان اثنان .وف الثالث ثلثة .والعلم بالشيء الذي هو
خارج عن العال عبارةا عن حصول صورةا مسُاوية للمحعلوم .فيتحقق أمور أربعة :عال،
ومعلوم ،وعلم ،وصورةا .فالعلم حصول صورةا العلوم ف العال ففمي العلم بالشأياء الارجة
عن العال صورةا ،وحصول تلك الصورةا وإضافة الصورةا إل الشيء العلوم ،وإضافة
الصول إل الصورةا وف العلم بالشأياء الغيخ الارجة عن العال حصول نفمس ذلك
الشيء الاصل ،وإضافة الصول إل نفمس ذلك الشيء .
ول شأك أن الضافة ف جيع الصور فعفرض ،وأما نفمس حقيقة الشيء ف العلم بالشأياء
الغيخ الارجة عن العال ،فإنه يكون جوهرا إن كان العلوم ذات العال لنه تكون تلك
القيقة موجودةا ل ف موضوع ضرورةا كون ذات الوضوع العال كذلك ،وإن كان العلوم
حال العال يكون عرضا .وأما الصورةا ف العلم بالشأياء الارجة عن العال فإن كانت
صورةا لعرض بأن يكون العلوم عرضا فهو عرض بل شأك ،وإن كانت صورةا لوهر بأن
يكون العلوم جوهرا فعرض أيضا(( انتهى .
وهذا مبن على القول بالشبح .وأما على القول بصول ماهيات الشأياء ف الذهن
فجوهر .
وقال الصوفية :علم ال سبحانه صفمة نفمسُية أزلية .فعلمحه سبحانه بنفمسُه وعلمحه بلقه
علم واحد غيخ منقسُم ول متعدد ،لكنه يعلم نفمسُه با هو له ويعلم خلقه با هم عليه.
ول يوز أن يقال :إن معلوماته أعطته العلم من أنفمسُها -كمحا قال الشيخ ميي الدين
ابن عرب -لئل يلزمم كونه استفماد ) /1 (22شأيئا من غيخه ولكنا وجدناه سبحانه بعد
هذا يعلمحها بعلم أصلي منه ،غيخ مسُتفماد ما هي عليه فيمحا اقتضته بسُب ذواتا ،غيخ
أنا اقتضت ف نفمسُها ما علمحه سبحانه عليها فحكم له ثانيا با اقتضته وهو ما علمحها
عليه .ولا رأى المام الذكور ،أن الق حكم للمحعلومات با اقتضته من نفمسُها ظن أن
علم الق مسُتفماد من اقتضاء العلومات فقال :
16 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
))إن العلومات أعطت الق العلم من نفمسُها(( .وفاته أنا إنا اقتضت ما علمحها عليه
بالعلم الكلي الصلي النفمسُي قبل خلقها وإيادها ،فإنا ما تعينت ف العلم اللي إل
با علمحها ل با اقتضته ذواتا ث اقتضت ذواتا .بعد ذلك من نفمسُها أمورا هي عي ما
علمحها عليه أول ،فحكم لا ثانيا با اقتضته ،وما حكم إل با علمحها عليه فتأمل .
فيسُمحى الق عليمحا بنسُبة العلم إليه مطلقا ،وعالا بنسُبة معلومية الشأياء إليه ،وعلما
بنسُبة العلم ومعلومية الشأياء إليه معا .
فالعليم اسم صفمة نفمسُية لعدم النظر فيه إل شأيء ما سواه ،إذ العلم ما تسُتحقه النفمس
ف كمحالا لذاتا .وأما العال :فاسم صفمة فعلية ،وذلك علمحه للشأياء سواء كان علمحه
لنفمسُه أو لغيخه فإنا فعلية ،يقال :عال بنفمسُه أي :علم نفمسُه وعال بغيخه أي علم غيخه،
فل بد أن تكون صفمة فعلية .
وأما العلم فبالنظر إل النسُبة العلمحية اسم صفمة نفمسُية كالعليم .وبالنظر إل نسُبة
معلومية الشأياء إليه اسم صفمة فعلية ،ولذا غلب وصف اللق باسم العال دون العليم
والعلم فيقال :فلن عال ول يقال عليم ول علم مطلقا ،إل أن يقال :عليم بأمر كذا
ول يقال علم بأمر كذا ،بل إن وصف به شأخصخ فل بد من التقييد فيقال :فلن علم
ف فن كذا ،وهذا على سبيل التوسع والتجوز ،وليس قولم :فلن علمة من هذا القبيل
لنه ليس من أساء ال تعال ،فل يوز أن يقال :إن ال علمة ،فافهم .كذا ف النسُان
) /1 (23الكامل .
ذكره ف )كشاف اصطلحات الفمنون( أقول ـ عفما ال عن ـ :إن علم ال تعال ذات
كسُائر صفماته .وإنا قلنا ذلك للرد على الكمحاء القائلي بنفمي الصفمات وإثبات غاياتا،
وللرد على العتزملة القائلي بأنه يعلم بالذات ل بصفمة زائدةا عليها وقال ابن سينا )ف
الشأارات( تبعا للفملسفمة :إن ال عال بالكليات ،أي دون الزمئيات .وهو كفمر بواحَّ ل
يقبل التأويل .وهذا أحد ما كفمر أهل السلم الفملسفمة با ،ولم من أمثال ذلك
17 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الطامات الكثيخةا العضلت ،فل يهولنك ما ينسُب إليهم من العارف ودقائق الفكار،
فمحا منهم إل الخالف أو على شأفما جرف هار .
وذكر شأيخ السلم ابن تيمحية وغيخه من علمحاء السلم أدلة عقلية أيض ا .على إثبات
صفمة العلم ل تعال ل نطول الكلم بذكرها هنا .
وأدلة ثبوت صفمة العلم ل تعال ،سع ا من الكتاب والسُنة كثيخةا جدا كقوله تعال:
الغيب والشهادةا { )النعام : (73وقوله :}أنزمله بعلمحه{ )النسُاء : (166قوله: عال }
علمحه{ )البقرةا:
من
بشيء
ييطون
ول السُاعة{ )فصلت (47:وقوله : }
علم يرد
إليه
}
الصدور{ )غافر : (19إل غيخ ذلك من تفمي وما
العي
خائنة
يعلم
(255وقوله : }
آيات ل تصى إل بكلفمة وف حديث أب هريرةا رضي ال عنه أنه صلى ال عليه وسلم
قال :))سبق علم ال ف خلقه فهم صائرون إليه(( وف حديث ابن عمحر :))مفماتيح
الغيب خس ل يعلمحهن إل ال(( .
وصفمة العلم له سبحانه إمام أئمحة الصفمات ،وقد أحاطر بكل شأيء علمحاا /1) ،(24
وعلمحه قد تعلق بكل شأيء من الشأياء من الائزمات والواجبات والسُتحيلت ،فيجب
شأرع ا أن يعلم أن علم ال غيخ متناه من حيث تعلقه .أما بعنم أنه ل ينقطع فهو
واضح ،وأما بعنم أنه ل يصيخ بيث ل يتعلق بالعلوم فإنه ييط با هو غيخ متناه
كالعداد والشأكال .ونعيم النة ،فهو شأامل لمحيع التصورات سواء كان واجبة كذاته
صفماته العليا ،أو مسُتحيلة كشريك الباري تعال ،أو مكنة كالعال بأسره الزمئيات من
ذلك والكليات على ما هي عليه من جيع ذلك ،وأنه واحد ل تعدد فيه ول تكثر وإن
تعددت معلوماته وتكثرت .
18 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ل ،فلن القتضي للعالية هو الذات إما بواسطة العنم الذي هو وأما وجوب ذلك عق ا
العلم على ما هو مذهب الصفماتية والسُلف وهو الق ،أو بدونا على ما هو رأي
النفماةا .والقتضي للمحعلومية إمكانا ونسُبة الذات إل الكل على السُواء ،فلو اختصت
عاليته بالبعض دون البعض لكان ذلك بخصصخ وهو مال لمتناع احتياج الواجب ف
صفماته وسائر كمحالته إل التخصيصخ لنافاته لوجوب الوجود والفمناء الطلق .
ول يذهب إل تعدد علوم قدية أحد يعتمحد عليه إل أبو سهل الصعلوكي من الشأاعرةا
وهو مجوج بالجاع .) /1 (25والق أن علمحه سابق ميط بالشأياء على ما هي عليه،
ول مو فيه ول تغيخ ول زيادةا ول نقصان .وهو سبحانه وتعال يعلم ما كان وما يكون
وما ل يكون وما لو كان كيف كان وأما ما جرى به القلم ف اللوحَّ الفموظ فهل
يكون فيه مور وإثبات؟ فيه قولن للعلمحاء .وأما الصحف الت بيد اللئكة فيحصل فيها
الو والثبات .وما أطال به الكمحاء وإفراغهم الكلم ف بيان علم ال سبحانه وتعال
وما جاؤروا به .من الدلة العقلية على إثبات عقائدهم الفماسدةا وآرائهم الكاسدةا ،وما
تفموهوا به من أن الصفمات زائدةا على ذاته أو هي عي ذاته القدسة ،وما نفموه من
الصفمات فكل ذلك ما ل يض فيه السُلف ول يأت فيه حرف واحد من الشارع عليه
الصلةا والسُلم .فالوض فيه وأمثاله من السُائل بعد عن الدين وقرب من الشياطي .
وكم قد هلكوا وأهلكوا وضلوا وأضلوا الناس عن الصراطر السُوي ول معصوم إل من
عصمحه ال ورحه .والكلم على مسُألة العلم يطول ،وليس هذا موضع بسُطه ،وفيمحا ذكر
ما يكفمي ويشفمي .) /1 (26
وفيه فصول
19 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أنه اختلف ف أن تصور ماهية العلم الطلق ،هل هو ضروري يتصور ماهيته بالكنه
فل يد ،أو نظري يعسُر تعريفمه ،أو نظري غيخ عسُيخ التعريف؟ .
والول :مذهب جاعة منهم المام الرازي ،واستدلوا با ليس فيه شأيء من الدللة.
ويكفمي ف دفع ما قالوه ما هو معلوم بالوجدان لكل عاقل أن العلم ينقسُم إل ضروري
ومكتسُب .
والثان :رأي قوم منهم إمام الرمي والغزمال وقالوا :ل ) /1 (27طريق إل معرفته إل
القسُمحة والثال ،وهو متعقب كمحا بينه شأيخنا الشوكان ف )إرشأاد الفمحول(
الول :لبعض التكلمحي من العتزملة أنه اعتقاد الشيء على ما هو به ،وهو مدخول
لدخول التقليد الطابق للواقع .فزميد فيه قيد عن ضرورةا أو دليل ،لكن ل ينع العتقاد
الراجح الطابق وهو الظن الاصل عن ضرورةا أو دليل .وبعبارةا أخرى هو الذي يوجب
لن قام به اسم العال ويرج عنه العلم بالسُتحيل فإنه ليس بشيء اتفماقا .
الثان:معرفة العلوم على ما هو به وهو مدخول أيض ا لروج علم ال تعال ،إذ ل يسُمحى
معرفة أي إجاعا ل لغة ول اصطلحاا ،ولذكر العلوم وهو مشتق من العلم فيكون دوراا،
ولن معنم على ما هو به هو معنم العرفة فيكون زائدا وهذا الثان متار القاضي أب
بكر الباقلن .
الثالث:هو الذي يوجب كون من قام به عالاا ،وهو مدخول أيضا لذكر العال ف تعريف
العلم وهو دور .
20 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الرابع :هو إدراك العلوم على ما هو به ،وهو قول الشيخ أب ) /1 (28السُن الشأعري،
وهو مدخول أيضا لا فيه من الدور الشو كمحا مر ولن الدراك ماز عن العلم .
الامس:هو ما يصح لن قام به إتقان الفمعل ،وهو قول ابن فورك .وفيه أنه يدخل القدرةا
ويرج علمحنا إذ ل مدخل ف صحة التقان فإن أفعالنا ليسُت بإيادنا ،وإن ف
العلومات ما ل يقدر العال على إتقانه كالسُتحيل .
السُادس :تبيي العلوم على ما هو به وفيه الزميادةا الذكورةا والدور .مع أن التبيي مشعر
بالظهور بعد الفماء فيخرج عنه علم ال سبحانه وتعال .
السُابع:إثبات العلوم على ما هو به وفيه الزميادةا والدور ،وأيضا الثبات قد يطلق على
العلم توزا فيلزمم تعريف الشيء بنفمسُه .
الثامن :الثقة بأن العلوم على ما هو به وفيه الزميادةا والدور ،مع أنه لزمم كون الباري واثقا
با هو عال به ،وذلك ما يتنع إطلقه عليه شأرعا .
التاسع:هو اعتقاد جازم مطابق لوجب إما لضرورةا أو دليل ،وفيه أنه يرج عنه التصور
لعدم اندراجه ف العتقاد مع انه علم .
ويرج علم ال سبحانه وتعال لن العتقاد ل يطلق عليه ولنه ليس بضرورةا أو دليل.
وهذا التعريف للفمخر الرازي عرفه به بعد تنزمله عن كونه ضروري ا .
العاشأر :حصول صورةا الشيء ف العقل أو الصورةا الاصلة عند العقل ،وفيه أنه يتناول
الظن والهل الركب والتقليد والشك والوهم .قال ابن صدر الدين :هو أصح الدود عند
الققي من الكمحاء وبعض التكلمحي .
قلت :وفيه أن إطلق اسم العلم عليها يالف مفمهوم العلم لغة واصطلح ا وعرف ا وشأرع ا
إذ ل يطلق على الاهل جهلا مركباا ،ول على الظان والشاك والواهم أنه عال ف شأيء
من تلك الستعمحالت .وأما التقليد فقد يطلق عليه العلم مازا ول مشاحة ف
21 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الصطلحَّ والبحوث عنه ف النطق هو العلم بذا العنم ،لن النطق لا كان جع قواني
الكتسُاب فل بد لم من تعمحيم العلم .قاله ف )كشاف اصطلحات الفمنون( .
الادي عشر:تثل ماهية الدرك ف نفمس الدرك وفيه ما ف العاشأر .وهذان التعريفمان
للحكمحاء مبينان على الوجود الذهن ،والعلم عندهم عبارةا عنه .فالول :يتناول إدراك
الكليات والزمئيات .والثان :ظاهره يفميد الختصاص بالكليات .
الثان عشر:هو صفمة توجب للها تييزما بي العان ل يتمحل النقيض وهو الد الختار
عند التكلمحي قال ف )كشاف اصطلحات الفمنون( :))أي لباءته عمحا ذكر من اللل
ف غيخه وتناوله للتصور مع التصديق اليقين(( انتهى .
قلت :إل أنه يرج عنه العلوم العادية كعلمحنا مثلا بأن البل الذي رأيناه فيمحا مضى ل
ينقلب إل الن ذهباا ،فإنا تتمحل النقيض لواز خرق العادةا .وأجيب عنه ف مله ،وقد
يزماد فيه بي العان الكلية وهذا ) /1 (30مع الغنم عنه يرج العلم بالزمئيات .وهذا
الختار عند من يقول :إن العلم صفمة ذات تعلق بالعلوم .
الثالث عشر:هو تييزم معنم عند النفمس تييزما ل يتمحل النقيض بوجه ،وهو الد الختار
عند من يقول من التكلمحي :إن العلم نفمس التعلق الخصوص بي العال والعلوم .وفيه
أن العلوم السُتندةا إل العادةا تتمحل النقيض لمكان خرق العادةا بالقدرةا اللية .
الرابع عشر:هو صفمة يتجلى با الذكور لن قامت هي به .قال العلمة الشريف :))وهو
أحسُن ما قيل ف الكشف عن ماهية العلم ،لن الذكور يتناول الوجود والعدوم والمحكن
والسُتحيل بل خلف ،ويتناول الفمرد والركب والكلي والزمئي ،والتجلي هو النكشاف
التام .
فالعنم :إنه صفمة ينكشف با لن قامت به ما من شأأنه أن يذكر انكشافا تاما ل اشأتباه
فيه ،فيخرج عن الد الظن والهل الركب واعتقاد القلد الصيب أيضاا ،لنه ف القيقة
عقدةا على القلب فليس فيه انكشاف تام وانشراحَّ ينحل به العقدةا(( انتهى .
22 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وفيه أنه يرج عنه إدراك الواس فإنه ل مدخلية للمحذكور به فيه إن أريد الذكر اللسُان
كمحا هو الظاهر .وإن أريد به ما يتناول الذكر بكسُر الذال والذكر بضمحها ،فإنا أن
يكون من المحع .بي معنم الشتمك ،أو من المحع بي القيقة والاز وكلها مهجور ف
التعريفمات .
حصول معنم ف النفمس حصولا ل يتطرق ) /1 (31إليه ف النفمس احتمحال كونه على
غيخ الوجه الذي حصل فيه وهو للمدي قال :ونعن بصول العنم ف النفمس تييزمه ف
النفمس عمحا سواه ،ويدخل ف العلم بالثبات والنفمي والفمرد والركب ،ويرج عنه
العتقادات .إذ ل يبعد ف النفمس احتمحال كون العتقد والظنون على غيخ الوجه الذي
حصل فيه ،انتهى .
هو حكم ل يتمحل طرفاه ـ أي الكوم عليه وبه ـ نقيضه ،وفيه أنه يرج عنه التصور وهو
علم .
السُابع عشر:صفمة يتجلى با الدرك بالفمتح للمحدرك بالكسُر ،وهو كالعاشأر وفيه أن
الدراك ماز عن العلم فيلزمم تعريف الشيء بنفمسُه مع كون الاز مهجورا ف التعريفمات،
ودعوى اشأتهاره ف العنم العم الذي هو جنس الخصخ غيخ مسُلمحة .
هذا جلة ما قيل ف تعريف العلم ،وقد عرفت ما ورد على كل واحد منها .
قال شأيخنا القاضي العلمة الربان ممحد بن علي الشوكان ـ رحه ال ـ ف )إرشأاد
الفمحول إل تقيق الق من علم الصول( :))والول عندي أن يقال ف تديده :هو
صفمة ينكشف با الطلوب انكشافا تاما وهذا ل يرد عليه شأيء ما تقدم فتدبر(( انتهى.
23 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقد أطال ف )كشاف اصطلحات الفمنون(( ف بيان القوال السُبعة الول ف حد العلم
إطالة حسُنة ليس إيرادها ف هذا الختصر من غرضنا ،فإن شأئت الزميادةا على هذا فارجع
إليه وإل مآخذه .
اعلم أنه اختلف ف أن العلم بالشيء ،هل يسُتلزمم وجوده ف الذهن ـ كمحا هو مذهب
الفملسفمة وبعض التكلمحي ـ أو هو تعلق بي العال والعلوم ف الذهن كمحا ذهب إليه
جهور التكلمحي؟
ث إنه على الول ل نزماع ف أنا إذا علمحنا شأيئا فقد تقق أمور ثلثة :صورةا حاصلة ف
الذهن ،وارتسُام تلك الصورةا فيه ،وانفمعال النفمس عنها بالقبول .فاختلف ف أن العلم أي
هذه الثلثة ،فذهب إل كل منها طائفمة .ولذلك اختلف ف أن العلم هل هو من مقولة
الكيف ،أو النفمعال أو الضافة .والصح أنه من مقولة الكيف على ما بي ف مله .
ث اعلم أن القائلي بالوجود الذهن ،منهم من قال:إن الاصل ف الذهن إنا هو شأبح
للمحعلوم وظل له مالف بالاهية غايته أنه مبدأ لنكشافه .لكن دليل البحث لو ت لدل
على أن للمحعلوم نوا آخر من الوجود ل كشبحه الخالف له بالقيقة .
ومنهم من قال :الاصل ف الذهن ف نفمس ماهية العلوم ،لكنها ) /1 (33موجودةا
بوجود ظلي غيخ أصلي ،وهي باعتبار هذا الوجود تسُمحى صورةا ول يتمتب عليها الثار،
كمحا أنا باعتبار الوجود الصلي تسُمحى عينا ويتمتب عليها الثار .
فهذه الصورةا إذا وجدت ف الارج كانت عي العي ،كمحا أن العي إذا وجدت ف
الذهن كانت عي الصورةا ،أي شأبح قائم بنفمس العال به ينكشف العلوم وهي العلم،
وذو صورةا أي ماهية موجودةا ف الذهن غيخ قائم به وهي العلوم ،وها متغايران بالذات.
فعلى رأي القائلي بالشبح يكون العلم من مقولة الكيف بل أشأكال مع كون العلوم من
مقولة الوهر أو مقولة أخرى لختلفهمحا بالاهية .
24 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما على رأي القائلي بصول الاهيات بأنفمسُها ف الذهن ففمي كونه منها أشأكال مع
أشأكال اتاد الوهر والعرض بالاهية وها متنافيان .وأجاب عنه بعض الققي بأن العلم
من كل مقولة من القولت وإن عدهم العلم مطلقا من مقولة الكيف على سبيل التشبيه
به ،ويرد عليه أنه يصدق على هذا ـ على العلم تعريف الكيف فيكون كيفما .وبعض
الدققي جوز تبدل الاهية بأن يكون الشيء ف الارج جوهراا ،فإذا وجد ف الذهن
انقلب كيفما كاللحة الت ينقلب الواقع فيها ملحاا ،وهو مبحث مشهور .
وف أب الفمتح )حاشأية الاشأية الللية( :أما القائلون بالوجود الذهن من الكمحاء
وغيخهم فاختلفموا اختلفا ناشأئا من أن العلم ليس حاصلا قبل حصول الصورةا ف الذهن
بداهة واتفماقاا ،وحاصل عنده بداهة واتفماقا .
الصورةا الاصلة ،وقبول الذهن من البدأ الفمياض ،وإضافة مصوصة بي العال والعلوم
فذهب بعضهم إل أن العلم هو الصورةا الاصلة فيكون من مقولة الكيف .وبعضهم إل
أنه الثان فيكون من مقولة النفمعال .وبعضهم إل أنه الثالث فيكون من مقولة الضافة.
والصح الذهب الول ،لن الصورةا توصف بالطابقة كالعلم والضافة والنفمعال
ويوصفمان با .
لكن القول بأن الصورةا العقلية من مقولة الكيف إنا يصح إذا كانت مغارةا لذي الصورةا
بالذات قائمحة بالعقل كمحا هو مذهب القائلي بالشبح والثال الاكمحي بأن الاصل ف
العقل أشأباحَّ الشأياء ل أنفمسُها .
وأما إذا كانت متحدةا معه بالذات مغايرةا له بالعتبار على ما يدل عليه أدلة الوجود
الذهن وهو الختار عند الققي القائلي بأن الاصل ف الذهن أنفمس الشأياء ل
أشأباحها ،فل يصح ذلك .فالق أن العلم من المور العتبارية والوجودات الذهنية ،وإن
25 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
كان متحدا بالذات مع الوجود الارجي إذا كان العلوم من الوجودات الارجية سواء
كان جوهرا أو عرضا كيفما أو انفمعالا أو إضافة أو غيخها(( انتهى .
قال الرازي :))قد اضطرب كلم ابن سينا ف حقيقة العلم ،فحيث بي أن كون الباري
عقلا وعاقلا ومعقولا يقتضي كثرةا ف ذاته ،فسُر العلم بتجرد العال والعلوم من الادةا.
ورد بأنه يلزمم منه أن يكون كل شأخصخ إنسُان عالا بمحيع الردات ،فإن النفمس
النسُانية مردةا عندهم .وحيث قرر اندراج العلم ف مقولة الكيف بالذات وف مقولة
الضافة بالعرض جعله عبارةا عن صفمة ذات إضافة .
وحيث ذكر أن تعقل الشيء لذاته ولغيخ ذاته ليس إل حضور صورته عنده جعله عبارةا
عن الصورةا الرتسُمحة ف الوهر العاقل الطابقة لاهية العقول .وحيث زعم أن العقل
البسُيط الذي لواجب الوجود ليس عقليته لجل صور كثيخةا بل لجل فيضانا عنه حت
يكون العقل البسُيط كالبدأ اللق للصور الفمصلة ف النفمس جعله عبارةا عن مرد
إضافة(( انتهى .
فالصول :هو بصول صورةا الشيء عن الدرك ،ويسُمحى بالعلم النطباعي أيضاا ،لن
حصول هذا العلم بالشيء إنا يتحقق بعد انتقاش صورةا ذلك الشيء ف الذهن ل بجرد
حضور ذلك الشيء عند العال .
والضوري :هو بضور الشأياء أنفمسُها عند العال كعلمحنا بذواتنا والمور القائمحة با،
ومن هذا القبيل علمحه تعال بذاته ،وبسُائر العلومات .
ومنهم من أنكر العلم الضوري وقال :إن العلم بأنفمسُنا وصفماتنا النفمسُانية أيضا
حصول ،وكذلك علم الواجب تعال ،وقيل :
26 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
علمحه تعال بصول الصورةا ف الردات فإن جعل التعريف للمحعنم العم الشامل
للحضوري والصول بأنواعه الربعة من الحسُاس وغيخه وبا يكون نفمس الدرك وغيخه
فالراد بالعقل الذات الردةا ،ومطلق الدرك ،وبالصورةا ما يعم الارجية والذهنية أي ما
يتمحيزم به الشيء مطلقاا /1) ، (37وبالصول الثبوت ،والضور سواء كان بنفمسُه أو
بثاله وبالغايرةا السُتفمادةا من الظرفية أعم من الذاتية والعتبارية ،وبقي معنم عندكمحا
اختاره القق الدوان ول يفمى ما فيه من التكلفمات البعيدةا عن الفمهم ،وإن جعل
التعريف للحصول كان التعريف على ظاهره .
والراد بالعقل قوةا للنفمس تدرك الغائبات بنفمسُها ،والسُوسات بالوسائط .وبصورةا الشيء
ما يكون آلة لمتيازه ،سواء كان نفمس ماهية الشيء أو شأبحا له ،والظرفية على
القيقة .
فرقة تدعي وتزمعم أن الصور العقلية مثل وأشأباحَّ للمور العلومة با مافة لا بالاهية.
وعلى قول هؤلء ل يكون للشأياء وجود ذهن بسُب القيقة بل بسُب الاز .كأن
يقال مثلا النار موجودةا ف الذهن ،ويراد به يوجد فيه شأبح له نسُبة مصوصة إل ماهية
النار ،بسُببها كان ذلك الشبح علمحا بالنار ل بغيخها من الاهيات ،ويكون العلم من
مقولة الكيف ويصيخ العلم والعلوم متغايرين ذاتا واعتبارا .
وفرقة تدعي أن تلك الصورةا مسُاوية ف الاهية للمور العلومة با بل الصور هي ماهيات
العلومات من حيث إنا حاصلة ف النفمس ،فيكون العلم والعلوم متحدين بالذات
متلفمي بالعتبار .وعلى قول هؤلء يكون للشأياء وجودان خارجي وذهن بسُب
القيقة ،والتعريف ) /1 (38الثان للعلم مبن على هذا الذهب .وعلى هذا قال الشيخ:
الدراك القيقة التمحثلة عند الدرك .
27 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الثالث :إل أن الشأياء الدركة ،أي العلومة تنقسُم إل ما ل يكون خارجا عن ذات
الدرك أي العال ،وإل ما يكون
وأما ف الثان :فهي تكون غيخ القيقة الوجودةا ف الارج ،بل هي إما صورةا منتزمعة من
الارج إن كان الدراك مسُتفمادا من خارج كمحا ف العلم النفمعال ،أو صورةا حصلت
عند الدرك ابتداء سواء كانت الارجية مسُتفمادةا منها ،كمحا ف العلم الفمعلي أو ل تكن.
وعلى التقديرين فإدراك القيقة الارجية بصول تلك الصورةا الذهنية عند الدرك
والحتياج إل النتزماع إنا هو ف الدرك الادي ل غيخ ،كذا ف )شأرحَّ الشأارات( وف
)شأرحَّ الطوالع( :الشيء الدرك إما نفمس الدرك أو غيخه .وغيخه إما خارج عنه أو غيخ
خارج عنه .والارج عنه إما مادي أو غيخ مادي .
والرابع :ما هو خارج عنه لكنه غيخ مادي .والولن منها إدراكهمحا بصول نفمس القيقة
عند الدرك فيكون إدراكهمحا حضورياا ،والول بدون اللول ،والثان باللول ،والخران ل
يكون إدراكهمحا بصول نفمس القيقة الارجية ،بل بصول مثال القيقة سواء كان
الدراك مسُتفمادا من الارجية أو الارجية ) /1 (39مسُتفمادةا من الدراك .والثالث
إدراكه بصول صورةا منتزمعة عن الادةا مردةا عنها .والرابع ل يفمتقر إل النتزماع .
الرابع :
28 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
إل واجب أي متنع النفمكاك عن العال كعلمحه بذاته ،ومكن كسُائر العلوم .
الامس :
إل فعلي ويسُمحى كليا قبل الكثرةا ،وهو ما يكون سببا لوجود العلوم ف الارج كمحا
نتصور السُرير مثلا ث نوجده .وانفمعال ويسُمحى كليا بعد الكثرةا ،وهو ما يكون مسُببا
عن وجود العال ،بأن يكون مسُتفمادا من الوجود الارجي ،كمحا ند أمرا ف الارج،
كالسُمحاء والرض ث نتصوره ،فالفمعلي ثابت قبل الكثرةا ،والنفمعال بعدها .فالعلم الفمعلي
كلي يتفمرع عليه الكثرةا وهي الفراد الارجية .والعلم النفمعال كلي يتفمرع على الكثرةا.
وقد يقال إن لنا كلي ا مع الكثرةا لكنه من قبيل العلم ومبن على وجود الطبائع الكلية ف
ضمحن الزمئيات الارجية .
قال الكمحاء :علم ال سبحانه بصنوعاته فعلي لنه السُبب لوجود المحكنات ف الارج،
لكن كون علمحه تعال سببا لوجودها ل يتوقف على اللت ،بلف علمحنا بأفعالنا،
ولذلك يتخلف صدور معلومنا عن علمحنا .وقالوا :إن علمحه تعال بأحوال المحكنات على
أبلغ النظام وأحسُن الوجوه بالقياس إل الكل ،من حيث هو كل هو الذي استند عليه
وجودها على هذا الوجه دون سائر الوجوه المحكنة ،وهذا العلم يسُمحى عندهم بالعناية
الزلية .
وأما علمحه تعال بذاته فليس فعلي ا ول انفمعالي ا أيضاا ،بل هو عي ذاته بالذات وإن كان
مغايرا له بالعتبار .
السُادس :إل ما يعلم بالفمعل ،وهو ظاهر وما يعلم بالقوةا .
كمحا إذا ف يد زيد اثنان فسُئلنا أزوج هو أم فرد؟ قلنا :نعلم إن كل اثني زوج ،وهذا
اثنان فنعلم أنه زوج ،علمحا بالقوةا القريبة من الفمعل ،وإن ل نكن نعلم أنه بعينه زوج.
وكذلك جيع الزمئيات الندرجة تت الكليات فإنا معلومة بالقوةا قبل أن يتنبه للندراج.
فالنتيجة حاصلة ف كبى القياس ،هكذا قال بعض التكلمحي .
29 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والتفمصيلي كمحن ينظر إل أجزماء العلوم ومراتبه بسُب أجزمائه بأن يلحظها واحدا بعد
واحد ،والجال كمحن يعلم مسُألة فيسُأل عنها فإنه يضر الواب الذي هو تلك السُألة
بأسرها ف ذهنه دفعة واحدةا ،وهو ـ أي ذلك الشخصخ السُئول ـ متصور للجواب لنه
عال بأنه قادر عليه ،ث يأخذ ف تقرير الواب ،فيلحظ تفمصيله ،ففمي ذهنه أمر بسُيط
هو مبدأ التفماصيل والتفمرقة بي الالة الاصلة دفعة عقيب السُؤال وبي حالة الهل
الثابتة قبل السُؤال .
وملحظة التفمصيل ضرورية وحدانية ،إذ ف حالة الهل السُمحاةا عقلا بالفمعل ليس إدراك
الواب حاصلا بالفمعل بل النفمس ف تلك الالة تقوى على استحضاره بل تشم كسُب
جديد فهناك قوةا مضة .
وف الالة الاصلة عقيب السُؤال قد حصل بالفمعل شأعور وعلم ما بالواب ،ل يكن
حاصلا قبله .وف الالة التفمصيلية صارت الجزماء ملحوظة قصدا .ول يكن حاصلا ف
شأيء من الالتي السُابقتي ،وشأبه ذلك بن يرى نعمحا كثيخةا تارةا دفعة ،فإنه يرى ف
هذه الالة جيع أجزمائه ضرورةا ،وتارةا بأن يدق البصر نو واحد فيفمصل أجزماءه .فالرؤرية
الول إجالية الثانية تفمصيلية .
وأنكر المام الرازي العلم الجال ،والعلم ) /1 (41الجال على تقدير جواز ثبوته ف
نفمسُه هل يثبت ل تعال أو ل؟ جوزه القاضي والعتزملة ومنعه كثيخ من أصحابنا وأبو
الاشأم .والق أنه إن اشأتمطر ف الجال الهل بالتفمصيل امتنع عليه تعال وإل فل .
الثامن :
30 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وعلم ال تعال عند التكلمحي ل يوصف بضرورةا ول كسُب ،فهو واسطة بينهمحا .وأما
النطقيي فداخل ف الضروري .
والفمرق بي العلم بالوجه ،وبي العلم بالشيء من وجه ،أن معنم الول حصول الوجه
عند العقل .ومعنم الثان أن لشأيء حاصل عند العقل لكن ل حصولا تاما فإن التصور
قابل للقوةا والضعف ،كمحا إذا تراءى لك شأبح من بعيد فتصورته تصورا ما ،ث يزمداد
انكشافا عندك بسُب تقاربك إليه إل أن يصل ف عقلك كمحال حقيقته .
ولو كان العلم بالوجه هو العلم بالشيء من ذلك الوجه ما على ظنه من ل تقيق له
لزمم أن يكون جيع الشأياء معلومة لنا مع عدم توجه عقولنا إليها ،وذلك ظاهر
الستحالة .كذا ف )شأرحَّ الطالع( ف بث الوضوع .وقال عبد الكيم )ف حاشأية شأرحَّ
الواقف( ف القصد الرابع من مقاصد العلم ف الوقف الول :))إنم اختلفموا ف علم
الشيء بوجه وعلم وجه الشيء ،فقال من ل تقيق له :إنه ل تغاير بينهمحا أصلا وقال
التقدمون بالتغاير بالذات ،إذ ف الول الاصل ف الذهن نفمس الوجه وهو آلة )/1
(42للحظة الشيء والشيء معلوم بالذات .وف الثان الاصل ف الذهن صورةا الوجه
وهو العلوم بالذات ،من غيخ التفمات إل الشيء ذي الوجه .
وقال التقدمون بالتغاير بالعتبار :إذ ل شأك ف أنه ل يكن أن يشاهد بالضاحك أمر
سواه .إل أنه إذا اعتب صدقه على أمر واتاده معه ،كمحا ف موضوع القضية الصورةا،
كان علم الشيء بالوجه .وإذا اعتب مع قطع النظر عن ذلك كان علم الوجه ،كمحا ف
موضوع القضية الطبيعية(( انتهى .
وأثبت أبو هاشأم علمح ا ل معلوم له ،كالعلم بالسُتحيل فإنه ليس بشيء والعلوم شأيء.
وهذا أمر اصطلحي مض ل فائدةا فيه وال أعلم .
31 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أن لفمظ العلم كمحا يطلق على ما يرادفه ،وهو أساء العلوم الدونة كالنحو والفمقه،
فيطلق كأساء العلوم تارةا على السُائل الخصوصة ،كمحا يقال :فلن يعلم النحو .وتارةا
على التصديقات بتلك السُائل عن دليلها .وتارةا على اللكة الاصلة من تكرر تلك
التصديقات أي ملكة استحضارها .
وقد يطلق اللكة على التهيؤ التام ،وهو أن يكون عنده ما يكفميه لستعلم ما يراد.
والتحقيق أن العنم القيقي للفمظ العلم هو الدراك ،ولذا العنم متعلق هو العلوم .وله
تابع ف الصول يكون وسيلة إليه ف البقاء وهو اللكة .فإطلق لفمظ العلم على كل
منها ،إما حقيقة عرفية ،أو اصطلحية ،أو ماز مشهور .وقد يطلق على ممحوع السُائل
والبادئ التصورية والبادئ التصديقية والوضوعات ،ومن ذلك يقولون :أجزماء العلوم ثلثة.
وقد تطلق أساء العلوم على مفمهوم كلي إجال يفمصل ف تعريفمه ،فإن فصل نفمسُه كان
حدا اسياا ،وإن بي لزمه كان رس ا اسي ا .وأما حده القيقي فإنا هو بتصور مسُائله أو
بتصور التصديقات التعلقة با ،فإن حقيقة كل علم مسُائل ذلك العلم أو التصديقات
با .
وأما البادئ وآنية الوضوعات ) /1 (44فإنا عدت جزمءا منها لشدةا احتياجها إليها،
وف تقيق ما ذكرنا بيانات ثلثة :
اعلم أن السُعادةا النسُانية لا كانت منوطة بعرفة حقائق الشأياء وأحوالا بقدر الطاقة
البشرية ،وكانت القائق وأحوالا متكثرةا متنوعة تصدى الوائل لضبطها وتسُهيل تعليمحها،
فأفردوا الحوال الذاتية التعلقة بشيء واحد ،أو بأشأياء متناسبة ودونوها على حدةا
وعدوها علمح ا واحدا وسوا ذلك الشيء أو الشأياء موضوعا لذلك العلم ،لن
موضوعات مسُائله راجعة إليه .
32 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحوضوع العلم ما تنحل إليه موضوعات مسُائله وهو الراد بقولم ف تعريفمه با يبحث
فيه عن عوارضه الذاتية .فصار كل طائفمة من الحوال ،بسُبب تشاركها ف الوضوع علمحا
منفمردا متازا بنفمسُه عن طائفمة متشاركة ف موضوع آخر .
فتمحايزمت العلوم ف أنفمسُها بوضوعاتا ،وهو تايزم اعتبوه مع جواز المتياز شأيء آخر
كالغاية والمحول .وسلكت الواخر أيضا هذه الطريقة الثانية ف علومهم ،وذلك أمر
استحسُنوه ف التعليم والتعلم .وإل فل مانع عقلا من أن يعد كل مسُألة علمحا برأسه
ويفمرد بالتعليم والتدوين ،ول من أن يعد مسُائل متكثرةا غيخ متشاركة ف الوضوع علمح ا
واحدا يفمرد بالتدوين وإن تشاركت من وجه آخر ككونا متشاركة ف أنا أحكام بأمور
على أخرى .
فعلم أن حقيقة كل علم مدون السُائل التشاركة ف موضعها واحد ،وأن لكل علم
موضوعا وغاية .وكل علم له جهة وحدةا تضبط تلك السُائل التكثرةا ،وتعد باعتبارها
علمح ا واحدا .إل أن الول جهة وحدةا ذاتية ،والثانية جهة وحدةا عرضية .ولذلك تعرف
العلوم تارةا ) /1 (45باعتبار الوضوع ،فيقال ف تعريف النطق مثل :علم يبحث فيه عن
أحوال العلومات ،وتارةا باعتبار الغاية فيقال ف تعريفمه :آلة قانونية تعصم مراعاتا الذهن
عن الطأ ف الفمكر .
ث إن الحوال التعلقة بشيء موحد أو أشأياء مناسبة تناسبا معتدا به إما ف أمر ذات
كالط والسُطح والسُم التعليمحي ،التشاركة ف مطلق القدار الذي هو ذات لا كعلم
الندسة ،أو ف أمر عرضي كالكتاب والسُنة والجاع والقياس التشاركة ف كونا موصلة
إل الحكام الشرعية كعلم أصول الفمقه ،فنكون تلك الحوال من العراض الذاتية الت
تلحق الاهية من حيث هي ل بواسطة أمر أجنب .
وأما الت جيع مباحث العلم راجعة إليها فهي إما راجعة إل نفمس المر الذي هو
الواسطة ،كمحا يقال ف السُاب :العدد إما زوج أو فرد ،أو إل جزمئي تته كقولنا:
33 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الثلثة فرد ،وكقولنا ف الطبيعي :الصورةا تفمسُد وتلف به ل عنه ،أو إل عرض ذات له
كقولنا :الفمرد إما أول أو مركب .
وأما العرض الغريب ،وهو ما يلحق الاهية بواسطة أمر عجيب ،إما خارج عنها أعم منها
أو أخصخ فالعلوم ل تبحث عنه ،فل ينظر الهندس ف أن الط السُتدير أحسُن أو
السُتقيم ،ول ف أن الدائرةا نظيخ الط السُتقيم أو ضده ،لن السُن والتضاد غريب عن
موضوع علمحه ،وهو القدار ،فإنمحا يلحقان القدار ل لنه مقدار بل لوصف أعم منه
كوجوده أو كعدم وجوده .
ث اعلم أن موضوع علم يوز أن يكون موضوع علم آخر ،وأن يكون أخصخ منه أو
أعم ،وأن يكون مباينا عنه ،لكن يندرجان ) /1 (46تت أمر ثالث ،وأن يكون مباينا
له غيخ مندرجي تت ثالث ،لكن يشتمكان بوجه دون وجه ،ويوز أن يكونا متبايني
مطلقا ،فهذه ستة أقسُام :
فيشتمطر أن يكون كل منهمحا مقيدا بقيد غيخ قيد الخر ،وذلك كأجرام العال فإنا من
حيث الشكل موضوع اليئة ،ومن حيث الطبيعة موضوع لعلم السُمحاء ،والعال من
الطبيعي فافتمقا باليثيتي .
ث إن اتفمق أباث بعض السُائل فيها بالوضوع والمحول فل بأس إذ يتلف بالباهي،
كقولم بأن الرض مسُتديرةا وهي وسط السُمحاء ف الصور والعان ،لكن البهان عليهمحا
من حيث اليئة غيخ البهان من جهة الطبيعي .
34 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الثان والثالث :أن يكون موضوع علم أخصخ من علم آخر ،أو أعم منه
فالعمحوم والصوص بينهمحا إما على وجه التحقيق ،بأن يكون العمحوم والصوص بأمر
ذات له مثل كون العام جنسُا للخاص ،أو بأمر عرضي .فالول كالقدار والسُم
التعليمحي ،فإن السُم التعليمحي أخصخ ،والقدار جنس له وهو موضوع الندسة ،والسُم
التعليمحي موضوع السُمحات .
وكمحوضوع الطب وهو بدن النسُان فإنه نوع من موضوع العلم الطبيعي وهو السُم
الطلق ،والثان كالوجود والقدار ،فإن الوجود موضوع العلم اللي ،والقدار موضوع
الندسة ،وهو أخصخ من الوجود ،ل لنه جنسُه بل لكونه عرضا عاما له .
لكن يندرجان تت أمر ثالث ،كمحوضوع الندسة والسُاب فإنمحا داخلن تت الكم
فيسُمحيان متسُاويي .
مثل موضوعي الطب والخلق ،فإن لوضوعيهمحا اشأتماكا ف القوى النسُانية .السُادس:
أن يكون بينهمحا تباين ،كمحوضوع السُاب والطب ،فليس بي العدد وبدن النسُان
اشأتماك ول مسُاواةا .
تنبيه :اعلم أن الوضوع ف علم ل يطلب بالبهان ،لن الطلوب ف كل علم هي
العراض الذاتية الوضوعة ،والشيء ل يكون عرضيا ذاتيا لنفمسُه ،بل يكون إما بينا
بنفمسُه أو مبهنا عليه ف علم آخر فوقه ،بيث يكون موضوع هذا العلم عرضا ذاتيا
لوضوعه إل أن ينتهي إل العلم العلى الذي موضوعه الوجود ،لكن يب تصور
الوضوع ف ذلك العلم والتصديق بيئته بوجه ما .فكون علم فوق علم أو تته مرجعه
إل ما ذكرنا فافهم .
35 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهي العلومات السُتعمحلة ف العلوم لبناء مطالبها الكتسُبة عليها .وهي إما تصورية بدود
موضوعه وحدود أجزمائه وجزمئياته وممحولته ،إذ ل بد من تصور هذه المور بالد
الشهور .وإما تصديقية وهي القضايا التألفمة عنها قياساتا وهي على قسُمحي :
وهي إما مبادئ لكل علم كقولنا :النفمي والثبات ل يتمحعان ول يرتفمعان ،أو لبعض
العلوم كقول إقليدس :إذا أخذ من التسُاويي قدران متسُاويان بقي الباقيان متسُاويي .
ومن شأأنا أن تبي ف علم آخر ،وهي مسُائل بالنسُبة إل ذلك العلم الخر .
والتسُليم إن كان على سبيل حسُن الظن بالعلم تسُمحى أصول موضوعة ،كقول الفمقيه:
هذا حرام بالجاع .فكون الجاع حجة من المور السُلمحة ف الفمقه ،لنا من مسُائل
الصول .وإن كان على استنكار تسُمحى مصادرات كقوله :هذا الكم ثبت
بالستحسُان .فتسُليم كونه حجة عند القوم من الصادرات .ويوز أن تكون القدمة
الواحدةا عند شأخصخ من الصادرات وعند آخر من الصول الوضوعة .
وقد تسُمحى الدود والقدمات السُلمحة أوضاعا ،وكل واحد منهمحا يكون مسُائل ف علم
آخر فوقه إل العلى ،لكن يوز أن يكون بعض مسُائل العلم السُافل موضوعا وأصولا
للعلم العال ،بشرطر أن ل تكون مبينة ف العلم السُافل بالصول الت بنيت على تلك
السُائل ،بل مقدمات بينة بنفمسُها أو بغيخها من الصول وإل يلزمم الدور .
وأيضا ل يوز أن يثبت شأيء من القدمات الغيخ البينة من الصول الوضوعة والصادرات
بالدليل إن توقف عليها جيع مقاصد العلوم للدور ،وإن توقف عليها بعض مقاصدها
36 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فيمحكن بيانا ف ذلك العلم.والول :يسُمحى البادئ العامة ،كون النظر مفميدا للعي.
والثان :البادئ الاصة ،كإبطال السُن والقبح العقليي .
وهي القضايا الت تطلب ف كل علم نسُبة ممحولتا بالدليل إل موضوعاتا .
وكل علم مدون السُائل التشاركة ف موضوع واحد كمحا مر ،فتكون السُائل موضوع
العلم أعن هيئته البسُيطة ،وهي إنيتها .
وموضوع السُألة قد يكون بنفمسُه موضوعا لذلك العلم ،كقول النحوي :كل كلم
مركب من اسي أو كقول النحوي :كل كلم مركب من اسي أو اسم وفعل فإن
الكلم هو موضوع النحو أيضا .
وقد يكون موضوع السُألة موضوع ذلك العلم مع عرض ذات له،
كقولنا ف الندسة :القدار الباين لشيء مباين لكل مقدار يشاركه .فالوضوع ف السُألة
القدار الباين ،والباين عرض ذات له .وقد يكون موضوع السُألة نوع موضوع العلم،
كقولنا ف الصرف :السم إما ثلثي وإما زائد على الثلثي .فإن موضوع العلم الكلمحة،
والسم نوعها .
وقد يكون موضوع السُألة نوع موضوع مع عرض ذات له ،كقولنا ف الندسة :كل خط
مسُتقيم وقع على مسُتقيم فالزماويتان الادثتان إما قائمحتان أو معادلتان لمحا .فالط نوع
للمحقدار ،والسُتقيم عرض ذات له ،وقد يكون موضوع السُألة عرضا ذاتيا لوضوع العلم،
كقولنا ف الندسة كل مثلث زواياه مسُاوية لقائمحتي .فالثلث من العراض الذاتية
للمحقدار .
37 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أنه إذا ترتب على فعل أثر فذلك الثر من حيث إنه نتيجة لذلك الفمعل وثرته
يسُمحى فائدةا ،ومن حيث إنه على طرف الفمعل ونايته يسُمحى غاية .ففمائدةا الفمعل وغايته
متحدان بالذات ومتلفمان بالعتبار .
ث ذلك الثر السُمحى بذين المرين إن كان سببا لقدام الفماعل على ذلك الفمعل
يسُمحى بالقياس إل الفماعل غرضا ومقصودا ،ويسُمحى بالقياس إل فعله علة غائية .والغرض
والعلة الغائية متحدان بالذات ومتلفمان بالعتبار .وإن ل يكن سببا للقدام كان فائدةا
وغاية فقط ،فالغاية أعم من العلة الغائية ،كذا أفاده العلمة الشريف فظهر أن غاية
العلم ما يطلب ذلك العلم لجله .
ث إن غاية العلو الغيخ اللية حصولا أنفمسُها لنا ف حد ذاتا مقصودةا بذواتا ،وإن
أمكن أن يتمتب عليها منافع أخر ،والتغاير العتباري كاف فيه .فاللزم من كون الشيء
غاية لنفمسُه أن يكون وجوده الذهن علة لوجوده الارجي ول مذور فيه .
وأما غاية العلوم اللية فهو حصول غيخها لنا متعلقة بكيفمية العمحل ،فالقصود منها
حصول العمحل ،سواء كان ذلك العمحل مقصودا بالذات أو لمر آخر يكون غاية أخيخةا
لتلك العلوم .
العلوم الدونة وهي الت دونت ف الكتب ،كعلم الصرف والنحو والنطق والكمحة
ونوها .
اعلم أن العلمحاء اختلفموا ،فقيل :ل يشتمطر ف كون الشخصخ عالا بعلم أن يعلمحه
بالدليل .وقيل :يشتمطر ذلك حت لو علمحه بل أخذ دليل يسُمحى حاكيا ل عالاا ،وإليه
يشيخ كلم القق عبد الكيم ف )حاشأية الفموائد الضيائية( حيث قال :))من قال :العلم
38 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عبارةا عن العلم بالسُائل البهنة ،جعل العلم بالسُائل الردةا حكاية لسُائل العلوم .ومن:
قال إنه عبارةا عن السُائل جعله علمحا (( انتهى .
وبالنظر إل الذهب الول ،ذكر القق الذكور ف )حواشأي اليال( من ))أن العلم قد
يطلق على التصديق بالسُائل ،وقد يطلق على نفمس السُائل ،وقد يطلق على اللكة
الاصلة منها .وأيضا ما يقال :كتبت علم فلن أو سعته ،أو يصر ف ثانية أبواب
ل ،هو العنم الثان ويكن حله على العنم الول أيض ا بل بعد ،لن تدوين العلوم ) مث ا
/1 (52بعد تدوين العلم عرف ا .وأما تدوين اللكة فمحمحا يأباه الذوق السُليم(( انتهى .
وما يقال :فلن يعلم النحو ،مثلا ل يراد به أن جيع مسُائله حاضرةا ف ذهنه ،بل يراد
به أن له حالة بسُيطة إجالية هي مبدأ لتفماصيل مسُائله با يتمحكن من استحضارها.
فالراد بالعلم التعلق بالنحو ههنا هو اللكة وإن كان النحو عبارةا عن السُائل ،هكذا
يسُتفماد من )الطول( و )حواشأيه( .
وبالنظر إل الذهب الثان قال صاحب )الطول( ف تعريف علم العان ،أساء العلوم
الدونة ،نو علم العان تطلق على إدراك القواعد عن دليل ،حت لو أدركها أحد تقليدا،
ل يقال له عال بل حاك(( ذكره السُيد السُند ف )شأرحَّ الفمتاحَّ( .
وقد تطلق على معلوماتا الت هي القواعد ،لكن إذا علمحت عن دليل وإن أطلقوا ،وعلى
اللكة الاصلة من إدراك القواعد مرةا بعد أخرى أعن ملكة استحضارها مت أريد .لكن
إذا كانت ملكة إدراك عن دليل وإن أطلقوا كمحا يقتضيه تصيصخ السم بالدراك عن
دليل كمحا ل يفمى .وكذلك لفمظ العلم يطلق على العان الثلثة ،لكن حقق السُيد
السُند أنه ف الدراك حقيقة ،وف اللكة الت هي تابعة للدراك ف الصول ووسيلة إليه،
ف البقاء وف متعلق الدراك الذي هو السُائل إما حقيقة عرفية أو اصطلحية أو ماز
مشهور .
39 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وف كونه حقيقة الدراك نظر لن الراد به الدراك عن دليل ل الدراك مطلق ا حت
يكون حقيقة انتهى .
وقال أبو القاسم ف )حاشأية الطول( :إن جعل أساء العلوم الدونة مطلقة على الصول
والقواعد وإدراكها واللكة الاصلة على سواء وكذا لفمظ العلم ،صح .ث إنم ذكروا أن
الناسب أن يراد باللكة ههنا كيفمية للنفمس با يتمحكن من معرفة جيع السُائل،
يسُتحضر با ما كان معلوم ا مزمون ا منها ،ويسُتحصل ما كان مهولا ل ملكة
الستحضار فقط السُمحاةا بالعقل بالفمعل .
إذ الظاهر أن من تكن من معرفة جيع مسُائل علم ،بأن يكون عنده ما يكفميه ف
تصيلها ،يعد عالا بذلك العلم من غيخ اشأتماطر العلم بمحيعها فضلا عن صيخورتا
مزمونة .ول ملكة الستحصال فقط السُمحاةا بالعقل باللكة لنه يلزمم أن يعد عالا من له
تلك اللكة مع عدم حصول شأيء من السُائل .فالراد باللكة أعم من ملكة الستحضار
والستحصال .
قال ف )الطول( :الراد ملكة الستحضار ل اللكة الطلقة ،وعدم حصول العلم الدون
لحد وهو يتزمايد يوم ا فيوم ا ليس بمحتنع ول بسُتبعد ،فإن استحالة معرفة المحيع ل يناف
كون العلم سببا لا .وتسُمحية البعض فقيها أو نويا أو حكيمحا كناية عن علو شأأنه ف
ذلك العلم بيث كأنه حصل له الكل .
وبالمحلة :فمحلكة الستحصال ليسُت علمحا وإنا الكلم ف أن ملكة استحضار أكثر
السُائل مع ملكة استحصال الباقي هل هو العلم أم ل؟ فمحن أراد أن يكون إطلق
الفمقيه على الئمحة حقيقة مع عجزمهم عن جواب بعض الفمتاوى التزمم ذلك وأما على ما
سلكنا من أن الطلق مازي فل يلزمم .
ث اعلم أن العلم وإن كان معنم واحدا وحقيقة واحدةا ،إل إنه ينقسُم إل أقسُام كثيخةا
من جهات متلفمة .فينقسُم من جهة إل قدي ومدث ،ومن جهة متعلقه إل تصور
40 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وتصديق ،ومن جهة طرقه إل ثلثة أقسُام :قسُم يثبت ف النفمس ،وقسُم يدرك بالس،
وقسُم يعلم بالقياس .وينقسُم من جهة اختلف موضوعاته إل أقسُام كثيخةا يسُمحى
بعضها علوما وبعضها صنائع .وقد أوردنا ما ذكره أصحاب الوضوعات ف حصر
أقسُامها :
ما ذكره صاحب )كشاف اصطلحات الفمنون( :))اعلم أن ههنا -أي ف مقام تقسُيم
العلوم الدونة الت هي إما السُائل أو التصدق با -تقسُيمحات على ما ف بعض حواشأي
)شأرحَّ الطالع( وقال السُيد السُند :إنا بعنم ملكة الدراك تناول العلوم النظرية .
الول :العلوم إما نظرية أي :غيخ متعلقة بكيفمية عمحل ،وإما عمحلية أي :متعلقة با
فالنطق ،والكمحة العمحلية ،والطب العمحلي ،وعلم الياطة كلها داخلة ف العمحلي ،لنا
بأسرها متعلقة بكيفمية عمحل إما ذهن كالنطق ،أو خارجي كالطب مثل توضيحه أن
العمحلي والنظري يسُتعمحلن لعانن :
فإن العمحلي هناك علم با يكون وجوده بقدرتنا واختيارنا .والنظري علم با ل يكون
وجوده بقدرتنا واختيارنا .) /1 (55
من أنا عمحلية أي يتوقف حصولا على مارسة العمحل ،أو نظرية ل يتوقف حصولا على
مارسة العمحل ،بل يتوقف على النظر فقط .وعلى هذا فعلم الفمقه والنحو والنطق
41 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والكمحة العمحلية والطب العلمحي خارجة عن العمحلي ،إذ ل حاجة ف حصولا إل مزماولة
العمحال بلف علوم الياطة والياكة والجامة لتوقفمها على المحارسة والزماولة .
والعمحلي بالعنم الول أعم من العمحلي الذكور ف تقسُيم الكمحة لنه يتناول ما يتعلق
بكيفمية عمحل ذهن كالنطق ،ول يتناوله العمحلي الذكور ف تقسُيم الكمحة لنه هو
الباحث عن أحوال ما لختيارنا مدخل ف وجوده مطلقا .أو الارجي .وموضوع النطق
معقولت ثانية ل ياذي با أمر ف الارج ،ووجودها الذهن ل يكون مقدورا لنا ،فل
يكون داخل ف العمحلي بذا العنم .
وأما العمحلي الذكور ف تقسُيم الصناعة فهو أخصخ من العمحلي بكل العنيي ،لنه قسُم
من الصناعة الفمسُرةا بالعلم بالتعلق بكيفمية العمحل سواء حصل بزماولة العمحل أو ل.
فالعمحلي بالعنم الول نفمس الصناعة ،وبالعنم الثان أخصخ من الول لكنه أعم من هذا
العنم الثالث لعدم الزماولة ثة بلفها هاهنا .
لنا إما أن ل تكون ف نفمسُها آلة لتحصيل شأيء آخر بل كانت مقصودةا بذواتا ،أو
تكون آلة له غيخ مقصودةا ف أنفمسُها ،الثانية تسُمحى آلية ،والول تسُمحى غيخ آلية .)/1
(56
ث إنه ليس الراد بكون العلم ف نفمسُه آلة إذ اللية ذاتية ،لن اللية للشيء تعرض له
بالقياس إل غيخه ،وما هو كذلك وليس ذاتيا بل الراد أنه ف حد ذاته بيث إذا قيس
إل ما هو آلة تعرض له اللية ول يتاج ف عروضها له إل غيخه .كمحا أن المكان الذات
ل يعرض للشيء إل بالقياس إل وجوده .والتسُمحية باللية بناء على اشأتمحالا على اللة،
فإن للعلم الل مسُائل كل منها ما يتوصل له إل ما هو آلة له ،وهو الظهر إذ ل
يتوصل لمحيع علم إل علم .
42 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث اعلم أن غاية العلوم اللية أي العلة الغائية لا حصول غيخها ،وذلك لنا متعلقة
بكيفمية عمحل ومبينة لا .
فالقصود منها حصول العمحل سواء كان ذلك العمحل مقصودا بالذات أو مقصودا لمر
آخر يكون هو غاية أخيخةا لتلك العلوم وغاية العلوم الغيخ اللية حصولا أنفمسُها ،وذلك
لنا ف حد أنفمسُها مقصودةا بذواتا .وإن أمكن أن يتمتب عليها منافع أخرى فإن
إمكان التمتيب التفماقي بل وقوعه ل يناف كون الرتب عليه مقصودا بالذات ،إنا الناف
له قصد التمتب .
والاصل أن الراد بالغاية هي الغاية الذاتية الت قصدها الختمع الواضع ،ل الغاية الت
كانت حاملة ) /1 (57للشارع على الشروع .فإن الباعث للشارع على الشروع ف العلوم
اللية يوز أن يكون حصولا أنفمسُها ،وف العلوم الغيخ اللية يوز أن يكون زائدا على
أنفمسُها .فإن قيل :غاية الشيء علة له ،ول يتصور كون الشيء علة لنفمسُه فكيف يتصور
كون غاية العلوم الغيخ اللية حصولا أنفمسُها؟
قيل :الغاية تسُتعمحل على وجهي ،أحدها :أن يكون مضافا إل الفمعل وهو الكثر،
يقال :غاية هذا الفمعل كذا تكون الغاية متمتبة على نفمس ذي الغاية وتكون علة لا.
الثان :أن يكون مضافا إل الفمعول ،يقال :غاية ما فعل كذا تكون الغاية متمتبة على
فعله وعلة له ل لذي الغاية ،أعن ما أضيف إليه الغاية والغاية فيمحا نن فيه من القسُم
الثان ،لن الضاف إليه للغاية ههنا الفمعول وهو الصل ،أعن العلوم دون الفمعل الذي
43 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هو التحصيل .فالراد بغايتها ما يتمتب على تصيلها ويكون علة له ل لا .هذا كله
خلصة ما ف )شأرحَّ الطالع( وحواشأيه .
فالعقلية مال يتاج فيه إل النقل ،والنقلية بلف ذلك ) /1 .(58
فالعلوم الت موضوعاتا أخصخ من موضوع علم آخر تسُمحى علوما جزمئية ،كعلم الطب
فإن موضوعه وهو النسُان أخصخ من موضوع الطبيعي .والت موضوعاتا أعم تسُمحى
بالعلم القدم ،لن العم أقدم للعقل من الخصخ ،فإن إدراك العم قبل إدراك الخصخ
كذا ف )بر الواهر( .
لبيان ألفماظ القرآن ،أو السُنة النبوية لفمظا وإسناداا ،أو لظهار ما قصد بالقرآن من
التفمسُيخ والتأويل ،أو لثبات ما يسُتفماد منهمحا أعن الحكام الصلية العتقادية ،أو
الحكام الفمرعية العمحلية ،أو تعيي ما يتوصل به من الصول ف استنباطر تلك الفمروع ،أو
ما دون لدخليته ف استخراج تلك العان من الكتاب والسُنة ،أعن الفمنون الدبية .
44 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
لتحقيق الشأياء كمحا هي ،وكيفمية العمحل على وفق عقولم(( انتهى .
وذكر ف علوم التشرعة :علم القراءةا ،وعلم الديث ،وعلم ) /1 (59أصوله ،وعلم
التفمسُيخ ،وعلم الكلم ،وعلم الفمقه ،وعلم أصوله ،وعلم الدب .
وقال :))هذا هو الشهور عند المحهور ،ولكن للخواص من الصوفية علم يسُمحى بعلم
التصوف .بقي علم الناظرةا علم اللف والدل ل يظهر إدراجهمحا ف علوم التشرعة ول
ف علوم الفملسفمة ،ل يقال الظاهر أن اللف والدل باب من أبواب الناظرةا سي
باسم ،كالفمرائض بالنسُبة إل الفمقه ،لنا نقول الغرض ف الناظرةا إظهار الصواب،
والغرض من الدل واللف اللزمام .
ث إن التشرعة صنفموا ف اللف ،وبنوا عليه مسُائل الفمقه ول يعلم تدوين الكمحاء فيه،
فالناسب عدةا من الشرعيات والكمحاء بنوا مباحثهم على الناظرةا لكن ل يدونوا علم
الناظرةا فيمحا بينهم(( انتهى .
أحدها :
أن العلوم إما نظرية ،أي :غيخ متعلقة بكيفمية عمحل .وإما عمحلية أي :متعلقة با .
وثانيهمحا :
أن العلوم إما أن ل تكون ف نفمسُها آلة لتحصيل شأيء آخر بل كانت مقصودةا بذواتا
وتسُمحى غيخ آلية .وإما أن تكون آلة له غيخ مقصودةا ف نفمسُها وتسُمحى آلية ،ومؤداها
45 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
واحد .فأما ما يكون ف حد ذاته آلة لتحصيل غيخه ل بد أن يكون متعلق ا بكيفمية
عمحل ،وما يتعلق بكيفمية عمحل ل بد أن يكون ف نفمسُه آلة لتحصيل غيخه .
فقد رجع معنم الل إل معنم العمحلي .وكذا ما ل يكون آلة له كذلك ل يكن متعلق ا
بكيفمية عمحل ،وما ل يتعلق بكيفمية عمحل ل يكن ف نفمسُه آلة لغيخه ،فقد رجع معنم
النظري وغيخ الل إل شأيء واحد .
أحدها :ف تقسُيم مطلق العلوم كمحا ذكرنا ،فالنطق والكمحة العمحلية والطب العمحلي
وعلم الياطة كلها داخلة ف العمحلي الذكور ،لنا بأسرها متعلقة بكيفمية عمحل إما ذهن
كالنطق أو خارجي كالطب مثلا .
وثانيها :ف تقسُيم الكمحة ،فإنم بعد ما عرفوا الكمحة بأنه علم بأحوال أعيان
الوجودات على ما هي عليه ف نفمس المر بقدر الطاقة البشرية ،قالوا :تلك العيان .أما
الفعال والعمحال الت وجودها بقدرتنا واختيارنا أول ،فالعلم بأحوال الول من حيث
يؤدي إل صلحَّ العاش والعاد يسُمحى حكمحة عمحلية ،والعلم بأحوال الثان يسُمحى
حكمحة نظرية .
وثالثها :ما ذكر ف تقسُيم الصناعة ،أي العلم التعلق بكيفمية العمحل من أنا إما عمحلية
أي يتوقف حصولا على مارسة العمحل ،أو نظرية ل يتوقف حصولا عليها .فالفمقه
والنحو والنطق والكمحة العمحلية والطب العلمحي خارجة عن العمحلية بذا العنم ،إذ ل
حاجة ف حصولا إل مزماولة العمحال بلف علم الياطة والياكة والجامة لتوقفمها
على المحارسة والزماولة .
46 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهو مذكور فيه أيضا ،اعلم أن العلم ينقسُم إل حكمحي وغيخ حكمحي .والخيخ ينقسُم
إل دين وغيخ دين .والدين إل ممحود ومذموم ومباحَّ .ووجه الضبط أنه إما أن ل يتغيخ
بتغيخ المكنة ) /1 (61والزمان ول يتبدل بتبدل الدول والديان كالعلم بيئة الفلك
أول .
فالول :العلوم الكمحية ،ويقال لا :العلوم القيقية أيضا أي الثابتة على الدهور والعوام.
والثان:إما أن يكون منتمحيا إل الوحي ومسُتفمادا من النبياء عليهم السُلم ،من غيخ أن
يتوقف على تربة وساع وغيخها أول .
والثان العلوم الغيخ الدينية كالطب لكونه ضروريا ف بقاء البدان ،والسُاب لكونه
ضروريا ف العاملت وقسُمحة الوصايا والواريث وغيخها فمححمحودةا ،وإل فإن ل يكن له
عاقبة حيدةا فمحذموم ،كعلم السُحر والطلسُمحات والشعبذةا والتلبيسُات ،وإل فمحباحَّ كعلم
الشأعار الت ل سخف فيها ،وكتواريخ النبياء عليهم الصلةا والسُلم وما يري مراها.
وهذا التفماوت بالنسُبة إل الغايات ،وإل فالعلم من حيث إنه علم فضيلة ل تنكر ول
تذم .فالعلم بكل شأيء أول من جهله ،فإياك أن تكون من الاهلي .
ما ذكره صاحب )شأفماء التأل( وهو :أن كل علم إما أن يكون مقصودا لذاته أول .
والول :العلوم الكمحية ،وهي إما أن تكون ما يعلم لتعتقد فالكمحة النظرية ،أو ما يعلم
ليعمحل با .فالكمحة العمحلية .
والول :ينقسُم إل أعلى وهو العلم اللي ،وأدن وهو الطبيعي ،وأوسط وهو الرياضي.
لن النظر إما ف أمور مردةا عن الادةا ،أو ف أمور مادية ف الذهن والارج فهو
الطبيعي ،أو ف أمور يصح تردها عن الواد ف الذهن فقط فهو الرياضي ،وهو أربعة
47 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أقسُام ،لن نظر الرياضي إما أن يكون فيمحا يكن أن يفمرض فيه أجزماء تتلقى على حد
مشتمك بينهمحا أول .وكل منهمحا إما قار الذات أول .والول الندسة ،والثان :اليئة،
والثالث :العدد ،والرابع :الوسيقات .
والكمحة العمحلية قسُمحان :علم السُياسة ،وعلم الخلق .لن النظر إما متصخ بال
النسُان أول .الثان:هو الول وأيضا النظر فيه إما ف إصلحَّ كافة اللق ف أمور العاش
والعاد فذلك يرجع إل علم الشريعة وعلومها معلومة .وإما من حيث اجتمحاع الكلمحة
الجتمحاعية وقيام أمر اللق فهو الحكام السُلطانية أي السُياسة فإن اختصخ بمحاعة
معينة فهو تدبيخ النزمل .
والثان :وهو مال يكون مقصودا لذاته ،بل آلة يطلب با العصمحة من الطأ ف غيخها.
فهو إما ما يطلب العصمحة عن الطأ فيه من العان ،أو ما يتوصل به إل إدراكها من
لفمظ أو كتابة .والول :علم النطق .والثان :علم الدب .وما يبحث فيه عن الدللت
اللسُانية أو الدللت البيانية .
فالثان :علم الط .والول :يتصخ بالدللت الفرادية أو التمكيبية أو يكون مشتمكا
بينهمحا .والول :إن كان البحث فيه عن الفمردات فهو علم اللغة .وإن كان البحث فيه
عنها من صيغها فعلم الصرف .والثان :إما أن يتصخ بالوزون أول .الول :إن اختصخ
بقاطع البيات فعلم القافية وإل فعلم العروض .والثان :إن كانت العصمحة به عن الطأ
ف تأدية أصل العنم فهو النحو وإل فهو علم البلغة .والثالث :علم الفمصاحة ،ث علم
البلغة إن كان ما يطلب به العصمحة عن الطأ ف تطبيق الكلم لقتضى الال فعلم
العان .وإن كان ف أنواع الدللة ومعرفة كونا خفمية أو جلية فعلم البيان .وأما علم
الفمصاحة فإن اختصخ بالعصمحة عن الطأ ف تركيب الفمردات من حيث التحسُي فعلم
البديع .
48 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ما ذكره صاحب )الفمتاحَّ( وهو أحسُن من المحيع حيث قال :))علم أن للشأياء وجودا
ف أربع مراتب:ف الكتابة ،والعبارةا ،والذهان ،والعيان .وكل سابق منها وسيلة إل
اللحق ،لن الط دال على اللفماظ ،وهذه على ما ف الذهان ،وهذا على ما ف
العيان .والوجود العين هو الوجود القيقي الصيل ،وف الوجود الذهن خلف ف أنه
حقيقي أو مازي ،وأما الولن فمحجازيان قطعا .
ث العلم التعلق بالثلث الول آل البتة .وأما العلم التعلق بالعيان فإما عمحلي ل يقصد
به حصول نفمسُه بل غيخه ،أو نظري يقصد به حصول نفمسُه .ث إن كل منهمحا إما أن
يبحث فيه من حيث إنه مأخوذ من الشرع فهو العلم الشرعي ،أو من حيث إنه مقتضى
العقل فقط فهو العلم الكمحي .فهذه هي الصول السُبعة ،ولكل منها أنواع ،ولنواعها
فروع يبلغ الكل على ما اجتهدنا ف الفمحصخ والتنقيخ عنه بسُب موضوعاته وأساميه
وتتبع ما فيه من الصنفمات إل مائة وخسُي نوعا ،ولعلي سأزيد بعد هذا((انتهى .
فرتب كتابه على سبع دوحات ،لكل أصل دوحة .وجعل لكل دوحة شأعبا لبيان الفمروع.
فمحا أورده ف الول :من العلوم الطيةعلم أدوات الط .علم قواني الكتابة .علم تسُي
الروف .علم كيفمية تولد الطوطر عن أصولا .علم ترتيب حروف التهجي .علم تركيب
أشأكال بسُائط الروف .علم إملء الط العرب .علم خط الصحف .علم خط
العروض .
وهي :علم مارج الروف .علم اللغة .علم الوضع .علم الشأتقاق .علم التصريف .علم
النحو .علم العان .علم البيان .علم البديع .علم العروض .علم القواف .علم قرض
الشعر .علم مبادئ الشعر .علم النشاء .علم مبادئ النشاء وأدواته .علم الاضرةا .علم
الدواوين .علم التواريخ .
49 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وجعل من فروع العلوم العربية :علم المثال .علم وقائع المم ورسومهم .علم استعمحالت
اللفماظ .علم التمسل .علم الشروطر والسُجلت .علم الحاجي والغلوطات .علم
اللغاز .علم العمحى .علم التصحيف .علم القلوب .علم الناس .علم مسُامرةا اللوك.
علم حكايات الصالي .علم أخبار النبياء عليهم السُلم .علم الغازي والسُيخ .علم
تاريخ اللفماء .علم طبقات القراء .علم طبقات الفمسُرين .علم طبقات الدثي .علم سيخ
الصحابة .علم طبقات الشافعية .علم طبقات النفمية .علم طبقات الالكية .علم طبقات
النابلة .علم طبقات النحاةا .علم طبقات الطباء .
وهي علم النطق ،علم آداب الدرس .علم النظر .علم الدل .علم اللف .
وهي العلم اللي .والعلم الطبيعي .والعلوم الرياضية وهي أربعة :علم العدد .علم الندسة.
علم اليئة .علم الوسيقى .
وجعل من فروع العلم اللي علم معرفة النفمس النسُانية .علم معرفة النفمس اللكية .علم
معرفة العاد .علم أمارات النبوةا .علم مقالت الفمرق .
وجعل من فروع العلم الطبيعي علم الطب .علم البيطرةا .علم البيزمرةا .علم النبات .علم
اليوان .علم الفملحة .علم العادن .علم الواهر .علم الكون والفمسُاد .علم قوس قزمحَّ.
علم الفمراسة .علم تعبيخ الرؤريا .علم أحكام النجوم .علم السُحر .علم الطلسُمحات .علم
السُيمحيا .علم الكيمحياء .
وجعل من فروع الطب علم التشريح .علم الكحالة .علم الطعمحة .علم الصيدلة .علم
طبخ الشأربة والعاجي .علم قلع الثار من الثياب .علم تركيب أنواع الداد .علم
الراحة .علم الفمصد .علم الجامة .علم القادير والوزان .علم الباه .
50 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وجعل من فروع علم الفمراسة علم الشامات واليلن .علم السارير .علم الكتاف .علم
عيافة الثر .علم قيافة البشر .علم الهتداء بالباري والقفمار .علم الريافة .علم
الستنباطر .علم نزمول الغيث .علم العرافة .علم الختلج .
وجعل من فروع علم أحكام النجوم .علم الختيارات .علم الرمل .علم القرعة .علم
الطيخةا .
وجعل من فروع السُحر علم الكهانة .علم النيخنات .علم الواص .علم الرقى .علم
العزمائم .علم الستحضار .علم دعوةا الكواكب .علم القلفمطيخات .علم الفماء .علم اليل
السُاسانية .علم كشف الدك .علم الشعبذةا .علم تعلق القلب .علم الستعانة بواص
الدوية .
وجعل من فروع الندسة علم عقود البنية .علم الناظرةا .علم الرايا الرقة .علم مراكزم
الثقال .علم جر الثقال .علم السُاحة .علم استنباطر الياه .علم اللت الربية .علم
الرمي .علم التعديل .علم البنكامات .علم اللحة .علم السُباحة .علم الوزان والوازين.
علم اللت البنية على ضرورةا عدم اللء .
وجعل من فروع اليئة :علم الزميات والتقوي .علم حسُاب النجوم .علم كتابة التقاوي.
علم كيفمية الرصاد .علم اللت الرصدية .علم الواقيت .علم اللت الظلية .علم
الكر .علم الكر التحركة .علم تسُطيح الكرةا .علم صور الكواكب .علم مقادير
العلويات .علم منازل القمحر .علم جغرافيا .علم مسُالك البلدان .علم البد ومسُافاتا .علم
خواص القاليم .علم الدوار والكوار .علم القرانات .علم اللحم .علم الواسم .علم
مواقيت الصلةا .علم وضع السطرلب .علم عمحل السطرلب .علم وضع الربع اليب
والقنطرات .علم عمحل ربع الدائرةا .علم آلت السُاعة ..
وجعل من فروع علم العدد :علم حسُاب التخت واليل .علم الب والقابلة .علم حسُاب
الطائي .علم حسُاب الدور والوصايا .علم حسُاب الدراهم والدنانيخ .علم حسُاب
51 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الفمرائض .علم حسُاب الواء .علم حسُاب العقود بالصابع .علم أعداد الوفق .علم
خواص العداد .علم التعاب العددية .
وجعل من فروع الوسيقى:علم اللت العجيبة .علم الرقصخ .علم الغنج .
وجعل من فروع الكمحة العمحلية:علم آداب اللوك .علم آداب الوزارةا .علم الحتسُاب.
علم قود العسُاكر واليوش.وذكر ف السُادسة :العلوم الشرعية
وهي :علم القراءةا .علم تفمسُيخ القرآن .علم رواية الديث .علم دراية الديث .علم أصول
الدين السُمحى بالكلم .علم أصول الفمقه .علم الفمقه .
وجعل من فروع القراءةا :علم الشواذ .علم مارج الروف .علم مارج اللفماظ .علم
الوقوف .علم علل القرآن .علم رسم كتابة القرآن .علم آداب كتابة الصحف .
وجعل من فروع الديث :علم شأرحَّ الديث .علم أسباب ورود الديث وأزمنته .علم
ناسخ الديث ومنسُوخه .علم تأويل أقوال النب عليه الصلةا والسُلم .علم رموز الديث
وإشأاراته .علم غرائب لغات الديث .علم دفع الطعن عن الديث .علم تلفميق
الحاديث .علم أحوال رواةا الحاديث .علم طب النب عليه الصلةا والسُلم .
وجعل من فروع علم التفمسُيخ :علم الكي والدن .علم الضري والسُفمري .علم النهاري
والليلي .علم الصيفمي والشتائي .علم الفمراشأي والنومي .علم الرضي والسُمحاوي .علم أول
ما نزمل وآخر ما نزمل .علم سبب النزمول .علم ما نزمل على لسُان بعض الصحابة -رضي
ال عنهم -علم ما تكرر نزموله .علم ما تأخر حكمحه عن نزموله وما تأخر نزموله عن
حكمحه .علم ما نزمل مفمرقا وما نزمل جعا .علم ما نزمل مشيعا وما نزمل مفمردا .علم ما أنزمل
منه على بعض النبياء وما ل ينزمل .علم كيفمية إنزمال القرآن .علم أساء القرآن ،وأساء
52 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
سوره .علم جعه وترتيبه .علم عدد سوره وآياته وكلمحاته وحروفه .علم حفماظه ورواته .علم
العال والنازل من أسانيده .علم التواتر والشهور .علم بيان الوصول لفمظا والفمصول
معنم .علم المالة والفمتح .علم الدغام والظهار والخفماء والقلب .علم الد والقصر.
علم تفميف المحزمةا .علم كيفمية تمحل القرآن .علم آداب تلوته وتاليه .علم جواز
القتباس .علم ما وقع فيه .بغيخ لغة الجاز .علم ما وقع فيه من غيخ لغة العرب .
علم غريب القرآن .علم الوجوه والنظائر .علم معان الدوات الت يتاج إليها الفمسُر .علم
الكم والتشابه .علم مقدم القرآن ومؤخره .علم عام القرآن وخاصه .علم ناسخ القرآن
ومنسُوخه .علم مشكل القرآن .علم مطلق القرآن ومقيده .علم منطوق القرآن ومفمهومه.
علم وجوه ماطباته .علم حقيقة ألفماظ القرآن ومازها .
علم تشبيه القرآن واستعاراته .علم كنايات القرآن وتعريضاته .علم الصر والختصاص.
علم الياز والطناب .علم الب والنشاء .علم بدائع القرآن .علم فواصل الي .علم
خوات السُور .علم مناسبة اليات والسُور .علم اليات التشابات .
علم إعجاز القرآن .علم العلوم السُتنبطة من القرآن .علم أقسُام القرآن .علم جدل
القرآن .علم ما وقع ف القرآن من الساء والكنم واللقاب .علم مبهمحات القرآن .علم
فضائل القرآن .علم أفضل القرآن وفاضله .علم مفمردات القرآن .علم خواص القرآن .علم
مرسوم الط وآداب كتابته .علم تفمسُيخه وتأويله وبيان شأرفه .علم شأروطر الفمسُر وآدابه .
علم غرائب التفمسُيخ .علم طبقات الفمسُرين .علم خواص الروف .علم الواص الروحانية
من الوفاق .علم التصريف بالروف والساء .علم الروف النورانية والظلمحانية .علم
التصريف بالسم العظم .علم الكسُر والبسُط .علم الزمايرجة .علم الفمر والامعة .علم
دفع مطاعن القرآن .
وجعل من فروع الديث :علم الواعظ .علم الدعية .علم الثار .علم الزمهد والورع .علم
صلةا الاجات .علم الغازي .
53 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وجعل من فروع أصول الفمقه :علم النظر .علم الناظرةا .علم الدل .
وجعل من فروع الفمقه :علم الفمرائض .علم الشروطر والسُجلت .علم القضاء .علم حكم
التشريع .علم الفمتاوى .
فيكون جيع ما ذكره من العلوم التعلقة بطريق النظر ثلثائة وخسُة علوم .
ث إنه جعل الطرف الثان من كتابه ف بيان العلوم التعلقة بالتصفمية الت هي ثرةا العمحل
بالعلم ،فلخصخ فيه كتاب )الحياء( للمام الغزمال ،ول يذكر علم التصوف .فلله دره ف
الغوص على بار العلوم وأبرز دررها .
فإن قيل :إنه قصد تكثيخ أنواع العلوم فأورد ف فروعها ما أورد كذكره ف فروع علم
التفمسُيخ ما ذكره السُيوطي ف )التقان( من النواع ،وهل يرد عليه أنه إن أراد بالفمروع
القاصد للعلم ،فعلم الطب مثل يصل إل ألوف من العلوم .وإن أراد ما أفرد بالتدوين
فلم يسُتوعب القسُام ف كثيخ من الباحث الت أفردت بالتدوين وقد أخل بذكرها ،على
أنه أدخل ف فروع علم ما ليس منه ،قلت:نعم يرد ،لكن الواد قد يكبو والفمت قد
يصبو ،أو ل تعد إل هفموات العارف ويدخل الزميوف على أعلى الصيارف .
لصاحب )مدينة العلوم( ويأت ف أول القسُم الثان من هذا الكتاب وما أوفقه بذا
التقسُيم كأنه هو .
قف :ول يفمى عليك أن التعقب على الكتب سيمحا الطويلة سهل ) /1 (71بالنسُبة إل
تأليفمها ووضعها وترصيفمها كمحا يشاهد ف البنية العظيمحة والياكل القدية حيث يعتمض
على بانيها من عري ف فنه عن القوى والقدر ،بيث ل يقدر على وضع حجر على
حجر.هذا جواب عمحا يرد على كتاب أيضا .وقد كتب أستاذ العلمحاء البلغاء القاضي
الفماضل عبد الرحيم البيسُان إل العمحاد الصفمهان معتذرا عن كلم استدركه عليه ))إنه
54 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قد وقع ل شأيء وما أدري أوقع لك أم ل ،وها أنا أخبك به ،وذلك أن رأيت أنه ل
يكتب إنسُان كتابا ف يومه إل قال ف غده:لو غيخ هذا لكان أحسُن ،ولو زيد لكان
يسُتحسُن ،ولو قدم هذا لكان أفضل ،ولو ترك هذا لكان أجل .وهذا من أعظم العب
وهو دليل على استيلء النقصخ على جلة البشر(( انتهى .
هذا اعتذار قليل القدار عن جيع اليرادات والنظار إجال ،وأما التفمصيل فسُيأت ف
موضع كل علم مع توجيهه بإنصاف وحلم ،وربا زيد على ما ذكره من العلوم على
طريق الستدراك بتمحكي مانح القرية والذهن الدراك.
أما الوضوع فقالوا :موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ،وتوضحيه:إن
كمحال النسُان بعرفته أعيان الوجودات من تصوراتا والتصديق بأحوالا على ما هي عليه
بقدر الطاقة البشرية .
ولا كانت معرفتها بصوصها متعذرةا مع عدم إفادتا كمحالا معتدا به لتغيخها وتبدلا
أخذوا الفمهومات الكلية الصادقة عليها ذاتية كانت أو عرضية ،وبثوا عن أحوالا من
حيث انطباقها عليها ليفميد علمحها بوجه كلي علمحا باقيا أبد الدهر .
ولا كان أحوالا متكثرةا وضبطها منتشرةا متلطة متعسُرا اعتبوا الحوال الذاتية لفمهوم
مفمهوم وجعلوها علمحا منفمردا بالتدوين ،وسوا ذلك الفمهوم موضوعا لذلك العلم ،لن
55 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهذا أمر استحسُان ،إذ ل مانع عقلا من أن يعد كل مسُألة علمحا برأسه ويفمرد
بالتعليم ،ول من أن تعد مسُائل كثيخةا غيخ متشاركة ف موضوع واحد علمحا واحدا ويفمرد
بالتدوين .
ث إنم عمحمحوا الحوال الذاتية وفسُروها با يكون ممحولا على ذلك الفمهوم إما لذاته أو
لزمئه العم أو السُاوي ،فإن له اختصاصا بالشيء من حيث كونه من أحوال مقومه،
أو للخارج السُاوي له سواء كان شأاملا لمحيع أفراد ذلك الفمهوم على الطلق ،أو مع
مقابله مقابلة التضاد أو العدم واللكة دون مقابلة السُلب والياب ،إذ التقابلن تقابل
السُلب والياب ل اختصاص لمحا بفمهوم دون مفمهوم ضبط ا للنتشار بقدر المكان .
فأثبتوا الحوال الشاملة على الطلق لنفمس الوضوع ،والشاملة مع مقابلتها لنواعه،
واللحقة للخارج السُاوي لعرضه الذات .ث إن تلك العراض الذاتية لا عوارض ذاتية
شأاملة لا على الطلق أو على التقابل فأثبتوا العوارض الشاملة على الطلق لنفمس
العراض الذاتية ،والشاملة على التقابل لنواع تلك العراض ،وكذلك عوارض تلك
العوارض .
وهذه العوارض ف القيقة قيود للعراض الثبتة للمحوضوع ولنواعه ،إل أنا لكثرةا مباحثها
جعلت ممحولت على العراض .وهذا تفمصيل ما قالوا :معنم البحث عن العراض الذاتية
56 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أن تثبت تلك العراض لنفمس الوضوع أو لنواعه أو لعراضه ) /1 (74الذاتية أو
لنواعها أو لغراض أنواعها .
وبذا يندفع ما قيل :إنه ما من علم إل ويبحث فيه عن الحوال الختصة بالعادن
والنباتات واليوانات وذلك لن البحوث عنه ف العلم الطبيعي أن السُم ما ذو طبيعة
أو ،ذو نفمس آل ،أو غيخ آل ،وهي من عوارضه الذاتية ،والبحث عن الحوال الختصة
بالعناصر وبالركبات التامة وغيخ التامة كلها تفمصيل لذه العوارض وقيود لا .ولستصعاب
هذا الشأكال قيل :الراد بالبحث عن العراض الذاتية حلها على موضوع العلم ،كقول
صاحب علم أصول الفمقه :الكتاب يثبت الكم قطعا .
أو على أنواعه كقوله :المر يفميد الوجوب .أو على أعراضه الذاتية كقوله :يفميد القطع.
أو على أنواع أعراضه الذاتية كقوله :العام الذي خصخ منه يفميد الظن .
وقيل :معنم قولم يبحث فيه عن عوارضه الذاتية أنه يرجع البحث فيه إليها بأن يثبت
أعراضه الذاتية له ،أو يثبت لنوعه ما هو عرض ذات لذلك النوع ،أو لعرضه الذات ما
هو عرض ذات لذلك العرض ،أو يثبت لنوع العرضي الذات ما هو عرض ذات لذلك
النوع .ول يفمى عليك أنه يلزمم دخول العلم الزمئي ف العلم الكلي كعلم الكرةا التحركة
ف علم الكرةا ،وعلم الكرةا ف العلم الطبيعي ،لنه يبحث فيها عن العوارض الذاتية لنوع
الكرةا أو السُم الطبيعي أو لعرضه الذات أو لنوع عرضه الذات .
ث اعلم أن هذا الذي ذكر من تفمسُيخ الحوال الذاتية إنا هو على رأي التأخرين
الذاهبي إل أن اللحق للشيء بواسطة جزمئه العم من أعراضه الذاتية البحوث عنها ف
العلم ،فإنم ذكروا أن العرض ) /1 (75هو المحول على الشيء الارج عنه ،وأن
العرض الذات هو الارج المحول الذي يلحق الشيء لذاته بأن يكون منتهاه الذات
كلحوق إدراك المور الغريبة للنسُان بالقوةا ،أو يلحقه بواسطة جزمئه العم كلحوق
التحيزم له لكونه جسُمحا ،أو السُاوي كلحوق التكلم له لكونه ناطقا ،أو يلحقه بواسطة
أمر خارج مسُاو كلحوق التعجب له لدراكه المور السُتغربة .
57 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما ما يلحق الشيء بواسطة أمر خارج أخصخ ،أو أعم مطلقا ،أو من وجه أو بواسطة
أمر مبائن فل يسُمحى عرضا ذاتيا بل عرضا غريبا .
والتفمصيل أن العوارض ستة ،لن ما يعرض الشيء إما أن يكون عروضه لذاته أو لزمئه
أو لمر خارج عنه سواء كان مسُاويا له أو أعم منه أو أخصخ أو مبائناا ،فالثلثة الول
تسُمحى أعراضا ذاتية لستنادها إل ذات العروض أي لنسُبتها إل الذات نسُبة قوية وهي
كونا لحقة بل واسطة أو بواسطة لا خصوصية بالتقدي أو بالسُاواةا .
والبواقي تسُمحى أعراضا غريبة لعدم انتسُابا إل الذات نسُبة قوية .وأما التقدمون فقد
ذهبوا إل أن اللحق بواسطة الزمء العم من العراض الغريبة الت ل يبحث عنها ف
ذلك العلم وعرفوا العرض الذات بالارج المحول الذي يلحق الشيء لذاته أو لا يسُاويه
سواء كان جزمءا لا أو خارجا عنها .
قيل :هذا هو الول ،إذ العراض اللحقة بواسطة الزمء العم تعم الوضوع وغيخه ،فل
تكون آثارا مطلوبة له لنا هي العراض العينة الخصوصة الت تعرضه بسُبب استعداده
الختصخ ،ث ف عد العارض بواسطة الباين مطلقا من العراض الغريبة نظراا ،إذ قد
يبحث ف العام الذي موضوعه السُم الطبيعي عن اللوان مع كونا عارضة له )/1
(76بواسطة مبانيه وهو السُطح .
وتقيقه أن القصود ف كل علم مدون بيان أحوال موضوعه ،أعن أحواله الت توجد فيه
ول توجد ف غيخه ول يكون وجودها فيه بتوسط نوع مندرج تته ،فإن ما يوجد ف غيخه
ل يكون من أحواله حقيقة بل هو من أحوال ما هو أعم منه .
والذي يوجد فيه فقط لكنه ل يسُتعد لعروضه ما ل يصر نوعا مصوصا من أنواعه كان
من أحوال ذلك النوع حقيقة .فحق هاتي الالي أن يبحث عنهمحا ف علمحي
موضوعهمحا ذلك العم والخصخ ،وهذا أمر استحسُان كمحا ل يفمى .
58 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أحدها :ما هو عارض له وليس عارض ا لغيخه إل بتوسطه وهو العرض الول .
وثانيهمحا :ما هو عارض لشيء آخر وله تعلق بذلك الوضوع بيث يقتضي عروضه له
بتوسط ذلك الخر الذي يب أن ل يوجد ف غيخ الوضوع سواء كان داخلا فيه ،أو
خارجا عنه إما مسُاويا له ف الصدق أو مباينا له فيه ومسُاويا ف الوجود .
واعلم أيض ا أن العتب ف العرض الول هو انتفماع الواسطة ف ) /1 (77العروض دون
الواسطة ف الثبوت الت هي أعم .يشهد بذلك أنم صرحوا بأن السُطح من العراض
الولية للجسُم التعليمحي ،مع أن ثبوته بواسطة انتهائه وانقطاعه ،وكذلك الط للسُطح
والنقطة للخط .
وصرحوا بأن اللوان ثابتة للسُطوحَّ أولا وبالذات ،مع أن هذه العراض قد فاضت على
مالا من البدأ الفمياض .وعلى هذا فالعتب فيمحا يقابل العرض الول ،أعن سائر
القسُام ،ثبوت الواسطة ف العروض .
وإن شأئت الزميادةا على ما ذكرنا فارجع إل )شأرحَّ الطالع( وحواشأيه وغيخها من كتب
النطق .
فائدةا قالوا :يوز أن تكون الشأياء الكثيخةا موضوع ا لعلم واحد ،لكن ل مطلقا بل بشرطر
تناسبها بأن تكون مشتمكة ف ذات ،كالط والسُطح والسُم التعليمحي للهندسة فإنا
تشارك ف جنسُها وهو القدار ،أو ف عرضي كبدن النسُان وأجزمائه والغذية والدوية
59 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والركان والمزمجة وغيخ ذلك إذا جعلت موضوعات للطب فإنا تتشارك ف كونا
منسُوبة إل الصحة الت هي الغاية القصوى ف ذلك العلم .
فائدةا :قالوا :الشيء الواحد ل يكون موضوع ا للعلمحي .وقال صدر الشريعة :))هذا غيخ
متنع فإن الشيء الواحد له أعراض متنوعة ،ففمي كل علم يبحث عن بعض .منها أل
ترى أنم جعلوا أجسُام العال وهي البسُائط موضوع علم اليئة من حيث الشكل،
وموضوع علم السُمحاء والعال من حيث الطبيعة(( وفيه نظر ) /1 .(78
أما أولا :فلنم لا حاولوا معرفة أحوال أعيان الوجودات وضعوا القائق أنواعا وأجناسا
وبثوا عمحا أحاطوا به من أعراضها الذاتية ،فحصلت لم مسُائل كثيخةا متحدةا ف كونا
بثا عن أحوال ذلك الوضوع .وإن اختلفمت ممحولتا فجعلوها بذا العتبار علمحا واحدا
يفمرد بالتدوين والتسُمحية .وجوزوا لكل أحد أن يضيف إليه ما يطلع عليه من أحوال ذلك
الوضوع .فإن العتب ف العلم هو البحث عن جيع ما تيط به الطاقة النسُانية من
العراض الذاتية للمحوضوع .فل معنم للعلم الواحد إل أن يوضع بشيء أو أشأياء متناسبة
فيبحث عن جيع عوارضه ،ول معنم لتمحايزم العلوم .إل أن هذا ينظر ف أحوال شأيء
وذلك ف أحوال شأيء آخر مغاير له بالذات ،أو بالعتبار بأن يؤخذ ف أحد العلمحي
مطلقا وف الخر مقيدا ،أو يؤخذ ف كل منهمحا مقيدا بقيد آخر .وتلك الحوال مهولة
مطلوبة ،والوضوع معلوم بي الوجود وهو الصال سببا للتمحايزم .
وأما ثاني ا :فلنه ما من علم إل ويشتمحل موضوعه على أعراض ذاتية متنوعة ،فلكل أحد
أن يعله علوما متعددةا ،بذا العتبار مثلا يعل البحث عن فعل الكلف من حيث
الوجوب علمحا ومن حيث الرمة علمحا آخر إل غيخ ذلك .فيكون الفمقه علوما متعددةا
موضوعها فعل الكلف فل ينضبط التاد والختلف .
فائدةا :قال صدر الشريعة :))قد تذكر اليثية ف الوضوع(( .وله معنيان .
60 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أحدها :أن الشيء مع تلك اليثية موضوع كمحا يقال :الوجود من حيث إنه موجود،
أي :من هذه الهة .وبذا العتبار موضوع ) /1 (79العلم اللي فيبحث فيه عن
الحوال الت تلحقه من حيث إنه موجود كالوحدةا والكثرةا ونوها .ول يبحث فيه عن
تلك اليثية أي حيثية الوجود ،لن الوضوع ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ل ما
يبحث عنه وعن أجزمائه .
وثانيهمحا :أن اليثية تكون بيانا للعراض الذاتية البحوث عنها ،فإنه يكن أن يكون
للشيء عوارض ذاتية متنوعة ،وإنا يبحث ف علم من نوع منها .
فاليثية بيان لذلك النوع فيجوز أن يبحث عنها ،فقولم :موضوع الطب بدن النسُان
من حيث إنه يصح ويرض .وموضوع اليئة أجسُام العال من حيث إن لا شأكلا يراد به
العنم .الثان ل الول إذ ف الطب يبحث عن الصحة والرض ،وف اليئة عن الشكل
فلو كان الراد الول ل يبحث عنها .
قيل :ولقائل أن يقول :ل نسُلم أنا ف الول جزمء من الوضوع بل قيد لوضوعيته ،بعنم
أن البحث يكون عن العراض الت تلحقه من تلك اليثية .وبذلك العتبار وعلى هذا
لو جعلنا ف القسُم الثان أيضا قيدا للمحوضوع ل بيانا للعراض الذاتية على ما هو
ظاهر كلم القوم ل يكن البحث عنها ف العلم بثا عن أجزماء الوضوع ،ول يلزمم للقوم
ما لزمم لصدر الشريعة -رحه ال -من تشارك العلمحي ف موضوع واحد بالذات
والعتبار .
وأما الشأكال بلزموم عدم كون اليثية من العراض البحوث عنها ف العلم ضرورةا أنا
ليسُت ما يعرض للمحوضوع من جهة نفمسُها ،وإل لزمم تقدم الشيء على نفمسُه مثل:
ليسُت الصحة والرض ما يعرض لبدن النسُان من حيث يصح ويرض ،فالشهور ف
جوابه :أن الراد من حيث إمكان الصحة والرض ،وهذا ليس من العراض البحوث
عنها .
61 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما السُائل فهي القضايا الت يطلب بيانا ف العلوم وهي ف الغلب نظريات ،وقد
تكون ضرورية فتورد ف العلم إما لحتياجها إل تنبيه يزميل عنها خفماءها أو لبيان ليتها،
لن القضية قد تكون بديهية دون ليتها ،ككون النار مرقة فإنه معلوم النية أي :الوجود
مهول اللمحية كذا ف )شأرحَّ الواقف( وبعض حواشأي )تذيب النطق( وقال القق
التفمتازان -رحه ال :-))السُألة ل تكون إل نظرية(( وهذا ما ل اختلف فيه لحد
وما قيل من احتمحال كونا غيخ كسُبية فهو ظاهر .
ث للمحسُائل موضوعات وممحولت ،أما موضوعها فقد يكون موضوع العلم كقولنا:كل
مقدار إما مشارك للخر أو مبائن والقدار موضوع علم اليئة ،وقد يكون موضوع العلم
مع عرض ذات،كقولنا:كل مقدار وسط ف النسُبة فهو ضلع ما ييط به الطرفان ،فقد
أخذ ف السُألة القدار مع كونه وسطا ف النسُبة وهو عرض ذات .وقد يكون نوع
موضوع العلم كقولنا :كل خط يكن تصنيفمه /1) ، (81فإن الط نوع من القدار .
وقد يكون نوعا مع عرض ذات كقولنا :كل خط قام على خط فإن زاويت جنبتيه
قائمحتان أو مسُاويتان لمحا فالط نوع من القدار وقد أخذ ف السُألة مع قيامه على خط
وهو عرض ذات .وقد يكون عرضا ذاتيا كقولنا:كل مثلث فإن زواياه مثل القائمحتي
فالثلث عرض ذات للمحقدار وقد يكون نوع عرض ذات كقولنا :كل مثلث متسُاوي
السُاقي فإن زاويت قاعدته متسُاويتان .
62 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
موضوعاتا لمتناع أن يكون جزمء الشيء مطلوبا بالبهان لن الجزماء بينه الثبوت
للشيء .كذا ف )شأرحَّ الشمحسُية( .
اعلم :أن من عادةا الصنفمي أن يذكروا عقيب البواب ما شأذ منها من السُائل ،فتصيخ
مسُائل من أبواب متفمرقة فتمجم تارةا بسُائل منشورةا وتارةا بسُائل شأت كذا ف )فتح
القدير( وأكثر ما يوجد ذلك ف كتب الفمقه .
وأما البادئ فهي الت تتوقف عليها مسُائل العلم أي تتوقف على نوعها مسُائل العلم
أي التصديق با ،إذ ل توقف للمحسُألة على دليل مصوص .وهي إما تصورات أو
تصديقات .) /1 (82
أما التصورات :فهي حدود الوضوعات ،أي :ما يصدق عليه موضوع العلم ل مفمهوم
الوضوع كالسُم الطبيعي ،وحدود أجزمائها كاليول والصورةا ،وحدود جزمئياتا كالسُم
البسُيط ،وحدود أعراضها الذاتية كالركة للجسُم الطبيعي .وخلصته تصور الطراف
على وجه هو مناطر للحكم .
وأما التصديقات :فهي مقدمات إما بينة بنفمسُها وتسُمحى علوما متعارفة كقولنا ف علم
الندسة :القادير التسُاوية لشيء واحد متسُاوية .وإما غيخ بينة بنفمسُها سواء كانت مبينة
هناك أو ف مل آخر أو ف علم آخر يتوقف عليها الدلة السُتعمحلة ف ذلك العلم سواء
كانت قياسات ،أو غيخها من الستقراء والتمحثيل وحصرها ف البينة فيه والبينة ف علم
آخر وف أجزماء القياسات كمحا توهم مل نظر .
ث الغيخ البينة بنفمسُها إما مسُلمحة فيه أي ف ذلك العلم على سبيل حسُن الظن وتسُمحى
أصول موضوعة ،كقولنا ف علم الندسة :لنا أن نصل بي كل نقطتي بط مسُتقيم ،أو
مسُلمحة ف الوقت أي :وقت الستدلل مع استنكار وتشكك إل أن تسُتبي ف موضعها
وتسُمحى مصادرات لنه تصدر با السُائل الت تتوقف عليها ،كقولنا فيه :لنا أن نرسم
63 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
على كل نقطة وبكل بعد دائرةا .ونوقش ف الثال بأنه ل فرق بينه وبي قولنا :لنا أن
نصل ال ف قبول التعلم بمحا بسُن الظن .
وأورد مثال الصادرةا قول إقليدس :إذا وقع خط على خطي وكانت الزماويتان الداخلتان
أقل من قائمحتي فإن الطي إذا أخرجا بتلك الهة التقيا .لكن ل استبعاد ف ذلك إذ
القدمة الواحدةا قد تكون أصل موضوعا عند شأخصخ مصادرةا عند شأخصخ آخر)
.(1/83
واعلم أن التصدير قد يكون بالنسُبة إل العلم نفمسُه بأن يقدم عليه جيع ما يتاج إليه،
وقد يكون بالنسُبة إل جزمئه التاج لكن الول أول .
هذا وقد تطلق البادئ عندهم على العنم العم ،وهو ما يبدأ به قبل الشروع ف مقاصد
العلم
كمحا يذكر ف أوائل الكتب قبل الشروع ف العلم لرتباطه به ف المحلة ،سواء كان
خارجا من العلم بأن يكون من القدمات وهي ما يكون خارجا يتوقف عليه الشروع فيه
ولو على وجه البصيخةا ،أو على وجه كمحال البصيخةا ووفور الرغبة ف تصيله بيث ل
يكون عبث ا عرف ا أو ف نظره كمحعرفة العلم برسه الفميد لزميادةا البصيخةا ومعرفة غايته ،أو ل
يكن خارجا عنه بل داخل فيه بان يكون من البادئ أعم من القدمات أيضا فإن
القدمات خارجة عن العلم ل مالة بلف البادئ والبادئ بذا العنم قد تعد أيضا من
أجزماء العلم تغليبا .وإن شأئت تقيق هذا فارجع إل )شأرحَّ متصر الصول( وحواشأيه .)
/1 (84
64 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنهم من فسُر القدمة با يعي ف تصيل الفمن ،فتكون القدمات أعم ،كذا قيل :يعن:
تكون القدمات بذا العنم أعم من البادي بالعنم الول ل من البادي بالعنم الثان وإن
اقتضاه ظاهر العبارةا ،إذ بينها وبي البادئ بالعنم الثان هو السُاواةا إذ ما يسُتعان به ف
تصيل الفمن يصدق عليه أنه ما يتوقف عليه الفمن إما مطلقا أو على وجه البصيخةا أو
على وجه كمحال البصيخةا .
وبالمحلة :فالعتب ف البادئ التوقف مطلقا قال السُيد السُند :))مبادئ العلم ما يتوقف
عليه ذات للمحقصود فيه ،أعن :التصورات الت يبتنم عليها إثبات مسُائله وهي قد تعد
جزمءا منه .وأما إذا أطلقت على ما يتوقف عليه القصود ذاتا أو تصورا أو شأروعا
فليسُت بتمحامها من أجزمائه ،فإن تصور الشيء ومعرفة غايته خارجان عنه ،ول من
جزمئيات ما يتضمحنه حقيقة لدخوله ف العلم قطع ا(( انتهى .
قالوا :الواجب على من شأرع ف شأرحَّ كتاب ما أن يتعرض ف صدره لشأياء قبل الشروع
ف القصود يسُمحيها قدماء الكمحاء :الرؤروس الثمحانية .
أي :الفمائدةا التمتبة عليه لئل يكون تصيله عبثا ف نظره .
وثانيها :النفمعة
وهي ما يتشوقه الكل طبعا وهي الفمائدةا العتدةا با ليتحمحل الشقة ف تصيله ول يعرض
له فتور ف طلبه فيكون عبثا عرفا .هكذا ف )تكلمحة الاشأية الللية( .وف )شأرحَّ
التهذيب( و )شأرحَّ إشأراق الكمحة( :إن الراد بالغرض هو العلة الغائية فإن ما يتمتب على
فعل يسُمحى فائدةا ومنفمعة وغاية ،فإن كان باعثا للفماعل على صدور ذلك الفمعل منه
65 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
يسُمحى غرضا وعلة غائية ،وذكرا لنفمعة إنا يب إن وجدت لذا العلم منفمعة ومصلحة
سوى الغرض الباعث وإل فل .وبالمحلة فالنفمعة قد تكون بعينها الغرض الباعث .
وثالثها :السُمحة
وهي :عنوان الكتاب ليكون عند الناظر إجال ) /1 (86ما يفمصله الغرض .كذا ف
)شأرحَّ إشأراق الكمحة(؛ وف )تكمحلة الاشأية الللية( :السُمحة هي عنوان العلم ،وكأن
الراد منه تعريف العلم برسه أو بيان خاصة من خواصه ليحصل للطالب علم إجال
بسُائله ويكون له بصيخةا ف طلبه .وف )شأرحَّ التهذيب( :السُمحة العلمة ،وكأن القصود
الشأارةا إل وجه تسُمحية العلم وف ذكر وجه التسُمحية إشأارةا إجالية إل ما يفمصل العلم
من القاصد .
ورابعها :الؤلف
وهو :مصنف الكتاب ليخكن قلب التعلم إليه ف قبول كلمه والعتمحاد عليه لختلف
ذلك باختلف الصنفمي .وأما الققون فيعرفون الرجال بالق ل الق بالرجال ،ولنعم ما
قيل :ل تنظر إل من قال وانظر إل ما قال .ومن شأرطر الصنفمي أن يتمزوا عن الزميادةا
على ما يب والنقصان عمحا يب ،وعن استعمحال اللفماظ الغريبة الشتمكة ،وعن رداءةا
الوضع وهي تقدي ما يب تأخيخه وتأخيخ ما يب تقديه .
أي بيان مرتبته فيمحا بي العلوم إما باعتبار عمحوم موضوعه أو خصوصه ،أو باعتبار توقفمه
على علم آخر ،أو عدم توقفمه عليه ،أو باعتبار الهية أو الشرف ليقدم تصيله على ما
66 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
يب ،أو يسُتحسُن تقديه عليه ويؤخر تصيله عمحا يب ،أو يسُتحسُن تأخيخه عنه .)
/1 (87
وسابعها :القسُمحة
وهي بيان أجزماء العلم وأبوابه ليطلب التعلم ف كل باب منها ما يتعلق به ول يضيع
وقته ف تصيل مطالب ل تتعلق به كمحا يقال:أبواب النطق تسُعة كذا وكذا .وهذا
قسُمحة العلم وقسُمحة الكتاب كمحا يقال :كتابنا هذا مرتب على مقدمة بابي وخاتة .وهذا
الثان كثيخ شأائع ل يلو عنه كتاب .
أحدها:التقسُيم
وهو :التكثيخ من فوق إل أسفمل ،أي من أعم إل ما هو أخصخ كتقسُيم النس إل
النواع والنوع إل الصناف والصنف إل الشأخاص .
وثانيها :التحليل
67 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحعنم قولم:وهو التكثيخ من فوق ،أي من النتيجة لنا القصود القصى بالنسُبة إل
الدليل .وأما التحليل فقد قيل ف )شأرحَّ الطالع( ))كثيخا ما تورد ف العلوم قياسات
منتجة للمحطالب ل على اليئات النطقية اعتمحادا على الفمطن العارف بالقواعد .فإن
أردت أن تعرف أنه على أي شأكل من الشأكال فعليك بالتحليل وهو عكس التمكيب
فحصل الطلوب .فانظر إل القياس النتج له فإن كان فيه مقدمة يشاركها الطلوب بكل
جزمئيه فالقياس استثنائي .وإن كانت مشاركة للمحطلوب بأحد جزمئيه فالقياس اقتمان .
ث انظر إل طرف الطلوب فتتمحيزم عندك الصغرى عن الكبى فإن ذلك الزمء إن كان
مكوما عليه ف النتيجة فهي الصغرى أو مكوما به فهي الكبى .ث ضم الزمء الخر
من الطلوب إل الزمء الخر من تلك القدمة ،فإن تألفما على أحد التأليفمات الربع فمحا
انضم إل جزمئي الطلوب هو الد الوسط وتتمحيزم لك القدمات والشأكال ،وإن ل
يتألفما كان القياس مركبا فاعمحل بكل واحد منهمحا العمحل الذكور أي ضع الزمء الخر
من الطلوب والزمء الخر من القدمة كمحا وضعت طرف الطلوب أول أي ف التقسُيم،
فل بد أن يكون لكل منهمحا نسُبة إل شأيء ما ف القياس وإل ل يكن القياس منتجا
للمحطلوب .
فإن وجدت حدا مشتمكا بينهمحا فقد ت القياس ،وإل فكذا تفمعل مرةا بعد أخرى إل أن
ينتهي إل القياس النتج للمحطلوب بالذات وتتبي لك القدمات والشكل والنتيجة.
فقولم:التكثيخ من أسفمل إل فوق أي إل النتيجة(( .انتهى .
وثالثها :التحديد
68 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أي فعل الد أي إيراد حد الشيء ،وهو ) /1 (89ما يدل على الشيء دللة مفمصلة با
به قوامه ،بلف الرسم فإنه يدل عليه دللة ممحلة .
كذا ف)شأرحَّ إشأراق الكمحة(وف)شأرحَّ التهذيب( كان الراد بالد العرف مطلقا وذلك
بأن يقال:إذا أردت تعريف شأيء فل بد أن تضع ذلك الشيء وتطلب جيع ما هو أعم
منه وتمحل عليه بواسطة أو بغيخها ،وتيزم الذاتيات عن العرضيات بأن تعد ما هو بي
الثبوت أو ما يلزمم من مرد ارتفماعه ارتفماع نفمس الاهية ذاتيا وما ليس كذلك عرضيا.
وتطلب جيع ما هو مسُاو له فيتمحيزم عندك النس من العرض العام والفمصل من الاصة.
ث تركب أي قسُم شأئت من أقسُام العرف بعد اعتبار الشرائط الذكورةا ف باب العرف .
ورابعها :البهان
أي الطريق إل الوقوف على الق أي اليقي إن كان الطلوب نظرياا ،وإل الوقوف عليه
والعمحل به إن كان عمحلياا،كأن يقال:إذا أردت الوصول إل اليقي فل بد أن تسُتعمحل ف
الدليل بعد مافظة شأرائط صحة الصورةا .أما الضروريات السُت أو ما يصل منها بصورةا
صحيحة وهيئة منتجة وتبالغ ف التفمحصخ عن ذلك حت ل يشتبه بالشهورات
والسُلمحات والشبهات وغيخها بعضها ببعض ،وعد الناء التعليمحية بالقاصد أشأبه،
فينبغي أن تذكر ف القاصد .ولذ ترى التأخرين كصاحب )الطالع( يعدون ما سوى
التحديد من مباحث الجة ولو أحق القياس .وأما التحديد فشأنه أن يذكر ف مباحث
العرف .كذا ف )شأرحَّ التهذيب( .
واعلم أنم إنا اقتصروا على هذه الثمحانية لعدم وجدانم شأيئا آخر يعي ف تصيل الفمن،
ومن وجد لك فليضمحه إليها .وهذا أمر استحسُان ل يلزمم من تركه فسُاد على مال
يفمى ،هكذا ف)تكمحلة الاشأية الللية() /1 .(90
واعلم أنم قد يذكرون وجه الاجة إل العلم ،ول شأك أنه ههنا بعينه بيان الغرض منه.
وقد يذكرون وجه شأرف العلم ويقولون:شأرف الصناعة إما بشرف موضوعها مثل
69 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الصياغة ،فإنا أشأرف من الدباغة .فإن موضوع الصياغة الذهب والفمضة وها أشأرف من
موضوع الدباغة الت هي اللد .وإما بشرف غرضها مثل صناعة الطب فإنا أشأرف من
صناعة الكناسة لن غرض الطب إفادةا الصحة وغرض الكناسة تنظيف السُتماحَّ .وإما
بشدةا الاجة إليها كالفمقه فإن الاجة إليه أشأد من الاجة إل الطب إذ ما من واقعة
ف الكون إل وهي مفمتقرةا إل الفمقه ،إذ به انتظام صلحَّ الدنيا والدين .بلف الطب
فإنه يتاج إليه بعض الناس ف بعض الوقات .والراد بذلك بيان مرتبة العلم على ما
يفمهم ما سبق ويؤيده ما قال السُيد السُند ف )شأرحَّ الواقف(
وأما مرتبة علم الكلم أي شأرفه فقد عرفت أن موضوعه أعم المور وأعلها ...ال .
وفيه :إعلمات
واكتفميت ما ورد فيه من اليات والخبار بالقليل لشهرته وقوةا الدليل .قال ال تعال:
هل يسُتوي
قل
درجات{ وقال تعال : }
العلم
منكم والذين أوتوا
الذين آمنوا
ال
}ي رفع
يعلمحون{ وقال تعال :}شأهد ال أنه ل إله إل هو واللئكة يعلمحون والذين ل
الذين
وأولوا العلم قائمحا بالقسُط{ .فانظر كيف ثلث بأهل العلم ،وناهيك بذا شأرفا وفضل
وإجلل ونبل .
70 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
منهم{ .
الذين يسُتنبطونه
وقال : } لعلمحه
علم{ .
على
فصلناه
بكتاب
جئناهم
وقال : } ولقد
بعلم{
عليهم
وقال : } فلنقصن
العلم{ .
الذين أوتوا
ف صدور
بينات
آيات
هو
بل
وقال : }
وعن معاذ بن جبل رضي ال تعال عنه أنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
)تعلمحوا العلم فإن تعلمحه ل تعال خشية ،وطلبه عبادةا ،ومذاكرته تسُبيح ،والبحث عنه
جهاد ،وتعليمحه لن ل يعلمحه صدقة ،وبذله لهله قربة ،لنه معال اللل والرام ،ومنار
سبل أهل النة ،وهو النيس ف الوحشة ،والصاحب ف الغربة ،والدث ف اللوةا،
والدليل على السُراء والضراء ،والسُلحَّ على العداء ،والتزمين عند الخلء ،يرفع ال تعال
به أقواما فيجعلهم ف اليخ قادةا وأئمحة تقتفمى آثارهم ويقتدي بفمعالم ،ترغب اللئكة ف
خلتهم ،وبأجنحتها تسُحهم ،يسُتغفمر لم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه،
وسباع الب وأنعامه ،لن العلم حياةا القلوب من الهل ،ومصابيح البصار من الظلم،
يبلغ العبد بالعلم منازل الخيار والدرجات العلي ف الدنيا والخرةا ،والتفمكر فيه يعدل
الصيام ،ومدارسته تعدل القيام ،به توصل الرحام ،وبه يعرف اللل والرام ،هو إمام
والعمحل تابعه /1) ، (93ويلهمحه السُعداء ويرمه الشأقياء( .
أورده ابن عبد الب ف كتاب )جامع بيان العلم( بإسناده وقال :هو حديث حسُن جدا
وف إسناده ضعف .وروي أيضا من طرق شأت موقوفا على معاذ .وقد يقال:الوقوف ف
مثل هذا كالرفوع فإن مثله ل يقال بالرأي .
71 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وعن أب هريرةا -رضي ال عنه -قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :)إذا مات
النسُان انقطع عنه عمحله إل من ثلث ،إل من صدقة جارية ،أو علم ينتفمع به ،أو ولد
صال يدعو له( رواه مسُلم .
وعنه رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):من سلك طريقا يلتمحس
فيه علمحا سهل ال له به طريقا إل النة( رواه مسُلم .
وعن أب الدرداء رضي ال عنه قال:إن سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول):من
سلك طريقا يطلب فيه علمحا سلك ال به طريقا من طرق النة ،وإن اللئكة لتضع
أجنحتها رض ا لطالب العلم ،وإن العال يسُتغفمر له من ف السُمحوات ومن ف الرض
واليتان ف جوف الاء ،وإن فضل العال على العابد كفمضل القمحر ليلة البدر على سائر
الكواكب ،وإن العلمحاء ورثة النبياء ،وإن النبياء ل يورثوا دينارا ول درها وإنا ورثوا
العلم ،فمحن أخذه أخذ بظ وافر( رواه أحد والتممذي وأبو داود وابن ماجة والدارمي .)
/1 (94
وعن أب أمامة الباهلي رضي ال عنه قال:ذكر لرسول ال صلى ال عليه وسلم رجلن
أحدها عابد والخر عال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم):فضل العال على العابد
كفمضلي على أدناكم( .ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):إن ال وملئكته وأهل
السُمحوات والرض حت النمحلة ف جحرها وحت الوت ليصلون على معلم اليخ( .رواه
التممذي .
وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):إن
الناس لكم تبع ،وإن رجالا يأتونكم من أقطار الرض يتفمقهون ف الدين فإذا أتوكم
فاستوصوا بم خيخا ( رواه التممذي .
وعن أب هريرةا رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :)الكلمحة الكمحة
ضالة الكيم فحيث وجدها فهو أحق با( .رواه التممذي وقال:غريب .
72 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وإبراهيم بن الفمضل الراوي يضعف ف الديث ،ورواه ابن ماجة .والراد بالكمحة ف هذا
الكتاب والكمحة { .
ويعلمحهم
الديث السُنة دون الكمحة اليونانية بدليل قوله سبحانه : }
وقد سافر أهل الديث -كثر ال تعال سوادهم -ف طلبها إل أقطار الرض وكانوا
أحق با وأهلها حيث وجدوها بعد الفمحصخ الكثيخ والبحث الشديد ف بلد شأاسعة
ومدائن بعيدةا ،فجمحعوها ف دواوين السلم وامتثلوا قوله صلى ال عليه وسلم :)بلغوا
عن ولو آية( رواه البخاري عن عبد ال بن عمحرو .فجزماهم ال تعال عنا وعن جيع
السُلمحي خيخ الزماء .
وعن ابن عباس رضي ال عنهمحا قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ) /1:(95
)فقيه واحد أشأد على الشيطان من ألف عابد( .رواه التممذي وابن ماجة .والراد بالفمقه
ف هذا الديث وغيخه :فهم الكتاب والسُنة دون الفمقه الصطلح اليوم .
وعن أنس رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :)طلب العلم فريضة
على كل مسُلم ،وواضع العلم عند غيخ أهله كمحقلد النازير الوهر واللؤلؤ( .رواه ابن
ماجة ،ورواه البيهقي ف )شأعب اليان( إل قوله )مسُلم( وقال:هذا حديث متنه مشهور
وإسناده ضعيف .وقد روي من أوجه كلها ضعيف .
وعن أنس قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):من خرج ف طلب العلم فهو ف
سبيل ال حت يرجع( .رواه التممذي والدارمي .
وعن سخبةا الزدي قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):من طلب العلم كان
كفمارةا لا مضى( .رواه التممذي والدارمي ،وقال التممذي:هذا حديث ضعيف السناد وأبو
داود الراوي يضعف .
وعن أب سعيد الدري رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):لن يشبع
الؤمن من خيخ يسُمحعه حت يكون منتهاه النة( رواه التممذي .والراد باليخ :العلم .وفيه
73 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أن زمان الطلب من الهد إل اللحد ،وأن عاقبة طلب العلم النة .وهذه بشارةا وأي
بشارةا لن يعلم أو يتعلم .جعلنا ال من أهليه وحشرنا ف زمرةا ذويه .
وعن أب هريرةا رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):من تعلم علمح ا
ما يبتغى به وجه ال ل يتعلمحه إل ليصيب به عرضا من الدنيا ل يد عرف النة يوم
القيامة( .
-يعن ريها -رواه أحد ) /1 (96وأبو داود وابن ماجة .وإذا كان هذا القضاء ف حق
طالب العلم المحود فمحا ظنك بطالب العلم الذموم من علوم اليونان .
وعن إبراهيم بن عبد الرحن العذري قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):يمحل هذا
العلم من كل خلف عدوله ينفمون عنه تريف الغالي وانتحال البطلي وتأويل الاهلي(.
رواه البيهقي ف كتاب )الدخل( مرسلا .
وعن السُن مرسل قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):من جاءه الوت وهو
يطلب العلم ليحي به السلم فبينه وبي النبيي درجة واحدةا ف النة( .رواه الدارمي .
اللهم إنك تعلم بطلب العلم من بدء الشعور إل هذه الغاية وسأطلبه إن شأاء ال تعال
إل آخر العمحر والنهاية .وما مرادي به إل إحياء السُنة الطهرةا وإماتة البدعة ،وهداية
التعلمحي ونصيحة السُلمحي ،وإيقاظ النائمحي وتنبيه الغافلي .وأنا سي خليفمة رسولك أب
بكر الصديق رضي ال عنه والدرجة الصديقية تلو الدرجة النبوية ،فصدقن ف هذا الرجاء
وأوصلن إل جنتك برحتك يا أرحم الراحي .وقد أحببت رسولك وأصحابه وأئمحة
السُلف وأهل الق من اللف الذين قالوا بقول رسولك ول يشركوا ول يبدعوا ،فاحشرن
معهم واجعلن ف جوارهم ف دار النعيم ،والرء مع من أحب وإن ل يعمحل عمحله ول
يهد جهده ف الطاعة .اللهم آمي .
74 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وعن علي رضي ال عنه قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :)نعم الرجل الفمقيه ف
الدين -أي العال بالكتاب والسُنة -إن احتيج إليه نفمع وإن استغن عنه أغنم نفمسُه(.
رواه رزين .) /1 (97
وعن واثلة بن السقع قال:قال رسول ال صلى ال عليه وسلم):من طلب العلم فأدركه
كان له كفملن من الجر فإن ل يدركه كان له كفمل من الجر( رواه الدارمي .
وعن عائشة رضي ال عنها أنا قالت:سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول :)إن
ال عزم وجل أوحى إل أنه من سلك مسُلكا ف طلب العلم سهلت له طريق النة،
وفضل ف علم خيخ من فضل ف عبادةا ،وملك الدين الورع( .رواه البيهقي ف )شأعب
اليان( .
وعن ابن عباس قال):تدارس العلم ساعة من الليل خيخ من إحيائه( .رواه الدارمي .
وف حديث ابن عمحرو مرفوعا :)إنا بعثت معلمحا ( .رواه الدارمي .
وعن العمحش مرفوعا :)آفة العلم النسُيان( .رواه الدارمي مرسلا .
والخبار والثار ف شأرف العلم وفضل العال والعلم والتعلم وطالب العلم كثيخةا جدا ل
يسُعها هذا القام .وقد ألف الافظ المام الجة هادي الناس إل الجة ممحد بن أب
بكر القيم كتابه )مفمتاحَّ دار السُعادةا( ف ملدين ف فضائل العلم وما يليها ،وهو كتاب
ل .
نفميس عزميزم القاصد منن ال تعال به علني وأحسُن إ ن
والراد بالعلم ف الحاديث الذكورةا علم الدين والشرع البي (1/98) ،وهو علم الكتاب
العزميزم والسُنة الطهرةا ل ثالث لمحا .وليس الراد به العلوم السُتحدثة ف العال قديه
وجديده الت اعتنم الناس با ف هذه الزمان ،وخاضوا فيها خوضا منعهم عن النظر ف
علوم اليان وأشأغلهم عن الشأتغال براد ال تعال ورسوله سيد النس والان ،حت
صار علم القرآن مهجورا وعلم الديث مغمحوراا ،وظهرت صنائع أقوام الكفمر واللاد،
75 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وسيت بالعلوم والفمنون والكمحال السُتجاد ،وهي كل يوم ف ازدياد ،فإنا ل وإنا إليه
راجعون .
هذا وقد تكفمل كتاباي )الطة بذكر الصحاحَّ السُتة( و )النة ف السوةا السُنة بالسُنة(
ببيان فضيلة علم السُنة فإن شأئت الزميادةا على هذا القدار فارجع إليهمحا يزميدانك بصيخةا
كاملة ف هذا الباب وال أعلم بالصواب .
وقال الشافعي):من شأرف العلم أن كل من نسُب إليه ولو ف شأيء حقيخ فرحَّ ،ومن
رفع عنه حزمن( قال الحنف :)كل عزم ول يؤيد بعلم فإل ذل مصيخه( .
ومنه ما هو بسُحب الغاية كعلم الخلق فإن غايته معرفة الفمضائل النسُانية.ومنه ما
هو بسُب الاجة إليه كالفمقه فإن الاجة إليه ماسة.ومنه ما هو بسُب وثاقه الجة
كالعلوم الرياضية فإنا برهانية .) /1 (99
ومن العلوم ما يقوى شأرفه باجتمحاع هذه العبارات فيه أو أكثرها كالعلم اللي فإن
موضوعه شأريف وغايته فاضلة والاجة إليه ماسة .وقد يكون أحد العلمحي أشأرف من
الخر باعتبار ثرته أو وثاقة دلئله أو غايته .ث إن شأرف الثمحرةا أول من شأرف قوةا
الدللة ،فأشأرف العلوم ثرةا العلم بال سبحانه وتعال وملئكته ورسله وما يعي عليه فإن
ثرته السُعادةا البدية .) /1 (100
وفيه :تعليمحات
76 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أن شأرف الشيء إما لذاته أو لغيخه ،والعلم حائزم الشرفي جيعا لنه لذيذ ف نفمسُه
فيطلب لذاته ،لذيذ لغيخه فيطلب لجله .
أما الول :فل يفمى على أهله أنه ل لذةا فوقها لنا لذةا روحانية وهي اللذةا الضة،
وأما اللذةا السُمحانية فهي دفع الل ف القيقة ،كمحا أن لذةا الكل دفع أل الوع ،ولذةا
المحاع دفع أل المتلء .بلف اللذةا الروحانية فإنا ألذ وأشأهى من اللذائذ السُمحانية.
ولذا كان المام الثان ممحد بن السُن الشيبان يقول عندما انلت له مشكلت
العلوم :))أين أبناء اللوك من هذه اللذةا(( سيمحا إذا كانت الفمكرةا ف حقائق اللكوت
وأسرار اللهوت ،ومن لذته التابعة لعزمته أنه ل يقبل العزمل والنصب مع دوامه ل مزماحة
فيه لحد ،لن العلومات متسُعة مزميدةا بكثرةا الشركاء .) /1 (101
ومع هذا ل ترى أحدا من الولةا الهال إل يتمحنون أن يكون عزمهم كعزم أهل العلم ،إل
أن الوانع البهيمحية تنع عن نيله .
وأما اللذائذ الاصلة لغيخه :أما ف الخرى فلكونه وسيلة إل أعظم اللذائذ الخروية
والسُعادةا البدية ،ولن يتوصل إليها إل بالعلم والعمحل ،ول يتوصل إل العمحل أيضا إل
بالعلم بكيفمية العمحل .فأصل سعادةا الدارين هو العلم فهو إذا أفضل العمحال .وأما ف
الدنيا فالعزم والوقار ونفموذ الكم على اللوك ،ولزموم الحتمام ف الطباع ،فإنك ترى أغبياء
التمك وأجلف العرب وأراذل العجم يصادفون طباعهم مبولة على التوقيخ لشيوخهم،
لختصاصهم بزميد علم مسُتفماد من التجربة .
بل البهيمحة تدها توقر النسُان بطبعها لشعورها بتمحييزم النسُان بكل ماوز لدرجتها،
حت إنا تنـزمجر بزمجره وإن كانت قوتا أضعاف قوةا النسُان .
77 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم :أن السُعادةا منحصرةا ف قسُمحي :جلب النافع ،ودفع الضار ،وكل منهمحا دنيوي
ودين ،فالقسُام أربعة :
أشأار إل نفمعه الول قوله -صلى ال عليه وسلم -ف الديث السُابق :)فإن تعلمحه ل
خشية إل آخره( .
وإل نفمعه الثان قوله -صلى ال عليه وآله وسلم :-)وتعليمحه لن ل يعلمحه صدقة وبذله
لهله قربة( .
وهو وجدان وذوقي وجاهي رتب ،والوجدان :إما راحة أو استيلء ،والراحة إما )/1
(102من مشقة وجود ظاهر للنفمس أو من فقد سار لا بالنس .وكل منهمحا إما
خارجي وإما ذات.فالراحة أربعة أقسُام :
وقوله صلى ال عليه وسلم :)وهو النيس ف الوحشة( إشأارةا إل الول لنه يريح بأنسُه
من كل قلق واضطراب .
وقوله :)والصاحب ف الغربة( إشأارةا إل الثان فانه يقر من الغريب عينه ،ويريه من كمحود
النفمس من الزمن وانكسُارها ،لفمقد سرور الهل والوطن .
وقوله :)والدث ف اللوةا( إشأارةا إل الثالث ،لن العلم يريح النفمرد عن الناس بتحديثه
من انقباض الفمهم وخوده ،وهو أل ذات لهل الكمحال ،وهذا هو السُر ف استلذاذ
السُامرةا والنادمة .
78 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقوله :)الدليل على السُراء والضراء( أي ف الاضي والت إشأارةا إل الرابع الذي هو فقد
سار ذات ،أي أن العلوم تقوم مقام الرأي السُديد إذا استبشر ،إذ هو دال لصاحبه على
السُراء وأسبابا وعلى الضراء وموجباتا فاليخةا ،وجهل عواقب المور مؤل للنفمس لفمقد
نور البصيخةا ،فالعلم يريح من تلك المحوم والحزمان .
وإليه أشأار قوله :)والسُلحَّ على العداء( فبالعلم يزمهق الباطل ،وتندفع الشبهة والهالة.
قيل :لبعض الناظرين فيم لذتك؟ فقال :ف حجة تتبختم إيضاحا ،وشأبهة تتضاءل
افتضاحا .
وإليه أشأار قوله /1): (103))والزمين عند الخلء(( أي أن العلم جال وحسُن وكمحال
يذب القلوب من الخلء كمحا قيل :
القسُم الثان :ما يلبه العلم من الوجاهة والرتبة ،وهي إما عند ال سبحانه وتعال ،وإما
عند الل العلى ،وإما عند الل السفمل .
الول :أشأار إليه قوله :))يرفع ال سبحانه وتعال به أقواما(( أي يعلي مقامهم ورتبتهم،
فيجعلهم ف اليخ قادةا وأئمحة ،أي شأرفاء الناس وسادتم ،والقادةا جع قائد ،وهو الذي
يذب إل اليخ ،إما مع اللزمام ،كالقاضي والوال اللذين إلزمامهمحا على الظاهر،
وكالطيب والواعظ اللذين إلزمامهمحا على الباطن ،وكالئمحة الذين بعلمحهم يهتدي وبالم
يقتدي .
79 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والثان :أشأار إليه قوله :)ترغب اللئكة ف خلتهم( أي لم من النزملة والكانة ف قلوبم
ما استول على غيوب بواطنهم ،فرغبوا ف مبتهم ،وأنسُوا بلزمتهم ،وما استول على
ظواهرهم فيتبكون بسُحهم .
والثالث :أشأار إليه قوله صلى ال عليه وسلم :))يسُتغفمر لم كل رطب ويابس(( فشمحل
الناطق والنافس .قيل :سبب استغفمار هؤلء رجوع أحكامهم إليه ف صدهم وقتلهم
وحلهم وحرمتهم .
القسُم الثالث :ما يندفع بالعلم من الضار الدنيوية ،وهو أيضا نوعان :
الول :جلب الصال والقاصد ،ودفع العائب والفماسد وإليه .) /1 (104
أشأار قوله صلى ال عليه وسلم :))به توصل الرحام(( أي بالعلم توصل الرحام بي
النام ،وتدفع مضرةا القطيعة وحقدهم وحسُدهم وماربتهم .
والثان :مضرةا اجتلب الفمسُاد برفض القانون الشرعي العاصم .من كل ضلل ،وإليه
أشأار قوله صلى ال عليه وسلم :))وبه يعرف اللل والرام(( أي بالعلم يتبي أحدها
من الخر ،وهو أساس جيع اليخات فتأمل ف بيان منافع العلم ،وكيفمية جوامع الكلم،
وأكثر الصلةا على صاحبه عليه الصلةا والسُلم .
اعلم :أنه ل شأيء من العلم من حيث هو علم بضار ،ول شأيء من الهل من حيث
هو جهل بنافع .لن ف كل علم منفمعة ما ف أمر العاد أو العاش أو الكمحال النسُان،
وإنا يتوهم ف بعض العلوم أنه ضار أو غيخ نافع ،لعدم اعتبار الشروطر الت تب مراعاتا
ف العلم والعلمحاء ،فإن لكل علم حدا ل يتجاوزه .
80 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحن الوجوه الغلطة ،أن يظن بالعلم فوق غايته ،كمحا يظن بالطب أنه يبئ من جيع
المراض ،وليس كذلك فإن منها مال يبأ بالعالة .
ومنها :أن يظن بالعلم فوق مرتبته ف الشرف ،كمحا يظن بالفمقه أنه أشأرف العلوم على
الطلق ،وليس كذلك فإن علم التوحيد أشأرف منه قطعا .
ومنها :أن يقصد بالعلم غيخ غايته ،كمحن يتعلم علمحا للمحال أو الاه ،فالعلوم ليس
الغرض منها الكتسُاب ،بل الطلع على القائق ،وتذيب الخلق ،على أنه من تعلم
علمحا للحتماف ل يأت عالا ،إنا جاء شأبيها بالعلمحاء ولقد كوشأف علمحاء ما وراء
النهر بذا ونطقوا به لا بلغهم ) /1 (106بناء الدارس ببغداد ،أقاموا مأت العلم ،وقالوا:
)كان يشتغل به أرباب المحم العلية والنفمس الزمكية ،الذين يقصدون العلم لشرفه،
والكمحال به ،فيأتون علمحاء ينتفمع بم وبعلمحهم ،وإذا صار عليه أجرةا تدان إليه الخسُاء
وأرباب الكسُل ،فيكون سببا لرتفماعه ،ومن ههنا هجرت علوم الكمحة وإن كانت
شأريفمة لذاتا .
ومنها :أن يتهن العلم بابتذاله إل غيخ أهله ،كمحا اتفمق ف علم الطب ،فإنه كان ف
الزممن القدي حكمحة موروثة عن النبوةا ،فصار مهانا لا تعاطاه اليهود ،فلم يشرفوا به بل
زال العلم بم .وما أحسُن قول أفلطون :)إن الفمضيلة تسُتحيل ف النفمس ،الردية رذيلة،
كمحا يسُتحيل الغذاء الصال ف بدن السُقيم إل الفمسُاد( .ومن هذا القبيل الال ف علم
أحكام النجوم فإنه ل يكن يتعاطاه إل العلمحاء به ،للمحلوك ونوهم ،فرذل حت صار ل
يتعطاها غالبا إل جاهل يروج أكاذيبه .
ومنها :أن يكون العلم عزميزم النال ،رفيع الرقى ،قلمحا يتحصل غايته ويتعاطاه من ليس
من أهله ،لينال بتمحويهه عرضا ،كمحا اتفمق ف علوم الكيمحياء والسُيمحياء والسُحر
والطلسُمحات .والعجب من يقبل دعوى من يدعي علمحا من هذه العلوم ،فإن الفمطرةا
قاضية بأن من يطلع على ذبابة من أسرار هذه العلوم يكتمحها عن والده وولده .
81 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنها :ذم جاهل متعال لهله إياه ،فإن من جهل شأيئا أنكره وعاداه ،كمحا قيل :الرء
عدو لا جهله .أو ذم جاهل متعال لتعصبه على أهله بسُبب من السباب ،فإنك
تسُمحعهم يقولون بتحري النطق ،مع كونه ميزمان العلوم ،وتري الفملسُفمة مع أنا عبارةا عن
معرفة حقائق الشأياء ،وليس فيها ما يناف الشرع البي والدين التي ،غيخ السُائل اليسُيخةا
الت ) /1 (107أوردها )أصحاب التهافت( وليس ف كتب النفمية القول بتحري النطق
غيخ الشأباه ،فإن كان صاحبه رآه كان الناسب أن ينقل ،وأما ما ف كتب الشافعية
من التصريح به ،فمحن رآه كان الناسب أن ينقل .وأما ما ف كتب الشافعية من التصريح
به ،فمحن قبيل سد الذرائع ،وصرف الطبائع إل علوم الشرائع .ولعل الراد من منع الئمحة
عن تعليم بعض العلوم وتعلمحه ،تليصخ أصحاب العقول القاصرةا ،من تضييع العمحر
وتوزيبه بل فائدةا ،فإن ف تعليم أمثاله ليس له عائدةا ،وإل فالعلم إن كان مذموما ف
نفمسُه على زعمحهم ،فإنه ل يلو تصيله عن فائدةا ،أقلها رد القائلي به قال الغزمال ف
)الحياء( :))إن العلم ل يذم لعينه وإنا يذم ف حق العباد لحد أسباب ثلثة .
الول :أن يكون مؤديا إل ضرر ما ،إما لصاحبه أو لغيخه ،كمحا يذم علم السُحر
والطلسُمحات ،وهو حق إذ شأهد القرآن له .
الثان :أن يكون مضرا لصاحبه ف غالب المر كعلم النجوم .
الثالث :الوض ف علم ل يسُتقل الائض فيه ،فإنه مذموم ف حقه ،كتعلم دقيق العلوم
قبل جليلها ،وخفميها قبل جليها ،وكالبحث عن السرار اللية((..إل آخر ما قال وأطال
ف بيان هذه السباب الثلثة ،فإن شأئت الزميادةا فارجع إليه فإنه ينفمعك نفمعا عظيمحا .)
/1 (108
82 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ول يفمى أن يقدم الهم فالهم فيه ،والوسيلة مقدمة على القصد ،كمحا أن الباحث
اللفمظية مقدمة على الباحث العنوية ،لن اللفماظ وسيلة إل العان .ويقدم الدب على
النطق ث ها على أصول الفمقه .ث هو على اللف والتحقيق أن تقدي العلم على العلم
لثلثة أمور :
إما لكونه أهم منه ،كتقدي فرض العي على فرض الكفماية ،وهو على الندوب إليه،
وهو على الباحَّ .
وإما لكونه وسيلة إليه ،كمحا سبق فيقدم النحو على النطق .
وإما لكون موضوعه جزمءا من موضوع العلم الخر ،والزمء مقدم على الكل ،فيقدم
الصرف على النحو .
وربا يقدم علم على علم ،ل لشيء منها بل لفمرض التمحرين على إدراك العقولت ،كمحا
أن طائفمة من القدماء قدموا تعليم علم السُاب .وكثيخا ما يقدم الهون فالهون ،ولذا
قدم الصنفمون ف كتبهم النحو على الصرف ،ولعلهم راعوا ف ذلك أن الاجة إل النحو
أمس .
ث إنه تتلف فروض الكفماية ف التأكد وعدمه ،بسُب خلو العصاب ) /1(109
والمصار من العلمحاء ،فرب مصر ل يوجد فيه من يقسُم الفمريضة إل واحد أو اثنان،
ويوجد فيه عشرون فقيها ،فيكون تعلم السُاب فيه آكد من أصول الفمقه .
واعلم أن الواجب علمحه هو فرض عي ،وهو كل ما أوجبه الشرع على الشخصخ ف
خاصة نفمسُه ،وما أوجبه على المحوع ليعمحلوا به لو قام به واحد لسُقط عن الباقي
ويسُمحى فرض كفماية .
83 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والعلوم الت هي فروض كفماية على الشهور كل علم ل يسُتغنم عنه ف قوام أمر الدنيا
وقانون الشرع كفمهم الكتاب والسُنة وحفمظهمحا من التحريفمات ،ومعرفة العتقاد بإقامة
البهان عليه .
وإزالة الشبهة ،ومعرفة الوقات والفمرائض والحكام الفمرعية ،وحفمظ البدان والخلق
والسُياسة ،وكل ما يتوصل به إل شأيء من هذه كعلم اللغة والتصريف والنحو والعان
والبيان .وكالنطق وتسُييخ الكواكب ومعرفة النسُاب والسُاب إل غيخ ذلك من العوم
الت هي وسائل إل هذه القاصد .وتفماوت درجاتا ف التأكيد بسُب الاجة إليها .
ف هذا الباب كتاب )أدب الطلب( لشيخنا العلمة التهد ممحد بن علي الشوكان-
رحه ال -أبان فيه طريق العلم والتدرج فيه ،وهو كتاب ل يؤلف قبله مثله وإنه نفميس
جدا .
اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شأعار من شأعائر الدين أخذ به أهل اللة ودرجوا عليه ف
جيع أمصارهم لا يسُبق فيه إل القلوب من رسوخ اليان وعقائده من آيات القرآن،
وبعض متون الحاديث ،وصار القرآن أصل التعليم الذي يبتن عليه ما يصل بعد من
اللكات .
وسبب ذلك أن تعليم الصغر أشأد رسوخا وهو أصل لا بعده لن السُابق الول للقلوب
كالساس للمحلكات ،وعلى حسُب الساس وأساليبه يكون حال ما يبتن عليه .
واختلفمت طرقهم ف تعليم القرآن للولدان باختلفهم باعتبار ما ينشأ عن ذلك التعليم
من اللكات .
84 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فأما أهل الغرب :فمحذهبهم ف الولدان القتصار على تعليم القرآن فقط وأخذهم أثناء
الدارسة بالرسم ومسُائله ،واختلف حلة القرآن فيه ل يلطون ذلك بسُواه ف شأيء من
مالس تعليمحهم ل من حديث ول من فقه ول من شأعر ول من كلم العرب إل أن
يذق فيه أو ينقطع دونه ،فيكون انقطاعه ف الغالب انقطاعا عن العلم بالمحلة .
وهذا ) /1 (111مذهب أهل المصار بالغرب ومن تبعهم من قرى الببر أمم الغرب
ف ولدانم إل أن ياوزوا حد البلوغ إل الشبيبة .وكذا ف الكبيخ إذا راجع مدارسة القرآن
بعد طائفمة من عمحره ،فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفمظه من سواهم .وأما أهل
الندلس :فمحذهبهم تعليم القرآن والكتاب من حيث هو ،وهذا هو الذي يراعونه ف
التعليم .إل أنه لا كان القرآن أصل ذلك وأسه ومنبع الدين والعلوم جعلوه أصلا ف
التعليم ،فل يقتصرون لذلك عليه فقط بل يلطون ف تعليمحهم للولدان رواية الشعر ف
الغالب والتمسل وأخذ هم بقواني العربية وحفمظها وتويد الط والكتاب .
ول تتصخ عنايتهم ف التعليم بالقرآن دون هذه بل عنايتهم فيه بالط أكثر من جيعها
إل أن يرج الولد من عمحر البلوغ إل الشبيبة ،وقد شأدا بعض الشيء ف العربية والشعر
والبصر بمحا وبرز ف الط والكتاب وتعلق بأذيال العلم على المحلة لو كان فيها سند
لتعليم العلوم ولكنهم ينقطعون عند ذلك فانقطاع سند التعليم ف آفاقهم ،ول يصل
بأيديهم إل ما حصل من ذلك التعليم الول وفيه كفماية لن أرشأده ال تعال واستعداد
إذا وجد العلم .
وأما أهل إفريقية :فيخلطون ف تعليمحهم للولدان القرآن بالديث ف الغالب ،ومدارسة
قواني العلوم وتلقي بعض مسُائلها ،إل أن عنايتهم بالقرآن واستظهار الولدان إياه
ووقوفهم على اختلف رواياته وقراءاته أكثر ما سواه ،وعنايتهم بالط تبع لذلك.
وبالمحلة فطريقتهم ف تعليم القرآن أقرب إل طريقة أهل الندلس ،لن سند طريقتهم ف
) /1 (112ذلك متصل بشيخة الندلس الذين أجازوا عند تغلب النصارى على شأرق
الندلس ،واستقروا بتونس وعنهم أخذ ولدانم بعد ذلك .
85 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما أهل الشرق فيخلطون ف التعليم كذلك على ما يبلغنا ،ول أدري ب عنايتهم منها،
والذي ينقل لنا أن عنايتهم بدراسة القرآن وصحف العلم وقوانينه ف زمن الشبيبة ،ول
يلطون بتعليم الط ،بل لتعليم الط عندهم قانون ومعلمحون له على انفمراده كمحا تتعلم
سائر الصنائع ول يتداولونا ف مكاتب الصبيان .وإذا كتبوا لم اللواحَّ فبخط قاصر عن
الجادةا .ومن أراد تعلم الط فعلى قدر ما يسُنح له بعد ذلك من المحة ف طلبه ويبتغيه
من أهل صنعته .
فأما أهل إفريقية والغرب فأفادهم القتصار على القرآن القصور عن ملكة اللسُان جلة،
وذلك أن القرآن ل ينشا عنه ف الغالب ملكة لا أن البشر مصروفون عن التيان بثله
فهم مصروفون لذلك عن الستعمحال على أساليبه والحتذاء با ،وليس لم ملكة ف غيخ
أساليبه فل يصل لصاحبه ملكة ف اللسُان العرب وحظه المحود ف العبارات وقلة
التصرف ف الكلم .
وربا كان أهل إفريقية ف ذلك أخف من أهل الغرب لا يلطون ف تعليمحهم القرآن
بعبارات العلوم ف قوانينها كمحا قلناه ،فيقتدرون على شأيء من التصرف وماذاةا الثل
بالثل إل أن ملكتهم ف ذلك قاصرةا عن البلغة لا أن أكثر مفموظهم عبارات العلوم
النازلة عن البلغة كمحا سيأت ف موضعه .
وأما أهل الندلس فأفادهم التفمنن ف التعليم وكثرةا رواية الشعر والتمسل ومدارسة العربية
من أول العمحر حصول ملكة صاروا با أعرف ف اللسُان العرب وقصروا ف سائر العلوم
لبعدهم عن مدارسة القرآن والديث الذي هو أصل العلوم وأساسها ،فكانوا ) /1(113
لذلك أهل حظ وأدب بارع أو مقصر على حسُب ما يكون التعليم الثان من بعد تعليم
الصبا .
ولقد ذهب القاضي أبو بكر بن العرب ف كتاب )رحلته( إل طريقة غريبة ف وجه
التعليم وأعاد ف ذلك وأبدأ وقدم تعليم العربية والشعر على سائر العلوم كمحا هو مذهب
أهل الندلس :قال لن الشعر ديوان العرب .ويدعو إل تقديه وتعليم العربية ف التعليم
86 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ضرورةا فسُاد اللغة ث ينتقل منه إل السُاب فيتمحرن فيه حت يرى القواني ث ينتقل إل
درس القرآن فإنه يتيسُر عليه بذه القدمة .
ث قال :))ويا غفملة أهل بلدنا ف أن يؤخذ الصب بكتاب ال ف أول أمره يقرأ مال
يفمهم وينصب ف أمر غيخه أهم عليه(( .
قال :))ث ينظر ف أصول الدين ث أصول الفمقه ث الدل ث الديث وعلومه(( .
ونى مع ذلك أن يلط ف التعليم علمحان إل أن يكون التعلم قابلا لذلك بوده الفمهم
والنشاطر .
هذا ما أشأار إليه القاضي أبو بكر رحه ال وهو لعمحري مذهب حسُن ،إل أن العوائد
ل تسُاعد عليه وهي أملك بالحوال ،ووجه ما اختصت به العوائد من تقدم دراسة
القرآن إيثارا للتبك والثواب وخشية ما يعرض للولد ف جنون الصبا من الفات والقواطع
عن العلم فيفموته القرآن ،فإنه ما دام ف الجر منقاد للحكم ،فإذا تاوز البلوغ وانل من
ربقة القهر فربا عصفمت به رياحَّ الشبيبة فألقته بسُاحل البطالة /1) ، (114فيغتنمحون ف
زمان الجر وربقه الكم تصيل القرآن لئل يذهب خلوا منه .
ولو حصل اليقي باستمحراره ف طلب العلم وقبوله التعليم لكان هذا الذهب الذي ذكره
القاضي أول ما أخذ به أهل الغرب والشرق ،ولكن ال تعال يكم ما يشار ل معقب
لكمحه(( .وهو أحكم الاكمحي .
وذلك أن إرهاف الد ف التعليم مضر بالتعلم سيمحا ف أصاغر الولد لنه من سوء
اللكة .
87 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومن كان مرباه بالعسُف والقهر من التعلمحي أو المحاليك أو الدم سطا به القهر وضيق
على النفمس ف انبسُاطها وذهب بنشاطها ودعاه إل لكسُل وحله على الكذب والبث،
وهو التظاهر بغيخ ما ف ضمحيخه خوفا من انبسُاطر اليدي بالقهر عليه ،وعلمحه الكر
والديعة لذلك ،وصارت له هذه عادةا وخلقاا ،وفسُدت معان النسُانية الت له من
حيث الجتمحاع والتمحرن وهي المحية والدافعة عن نفمسُه ومنزمله ،وصار عيالا على غيخه
ف ذلك ،بل وكسُلت النفمس عن اكتسُاب الفمضائل واللق المحيل فانقبضت عن غايتها
ومدى إنسُانيتها ،فارتكس عاد ف أسفمل السُافلي .
وهكذا وقع لكل أمة حصلت ف قبضة القهر ونال منها العسُف .
ول تكون اللكة الكافلة له رفيقة به ،وتد ذلك فيهم استقراء وانظره ف اليهود وما
حصل بذلك فيهم من خلق السُوء ،حت إنم يوصفمون ف كل أفق وعصر بالرج،
ومعناه ف الصطلحَّ الشهور :التخابث والكيد ،وسببه ما قلناه .
وقد قال ممحد بن أب زيد ف كتابه الذي ألفمه ف حكم العلمحي ) /1 (116والتعلمحي:
))ل ينبغي لؤدب الصبيان أن يزميد ف ضربم إذا احتاجوا إليه على ثلثة أسواطر شأيئا ((
ومن كلم عمحر رضي ال عنه :))من ل يؤدبه الشرع ل أدبه ال(( حرصا على صون
النفموس عن مذلة التأديب وعلمح ا بأن القدار الذي عينه الشرع لذلك أملك له ،فإنه
أعلم بصلحته .
ومن أحسُن مذاهب التعليم ما تقدم به الرشأيد لعلم ولده ممحد المي فقال :))يا أحر
إن أميخ الؤمني قد دفع إليك مهجة نفمسُه وثرةا قلبه ،فصيخ يدك عليه مبسُوطة ،وطاعته
لك واجبة ،فكن له بيث وضعك أميخ الؤمني .
88 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أقرئه القرآن ،وعرفه الخبار ،وروه الشأعار ،وعلمحه السُنن ،وبصره بواقع الكلم وبدئه،
وامنعه من الضحك إل ف أوقاته ،وخذه بتعظيم مشايخ بن هاشأم إذا دخلوا عليه ،ورفع
مالس القواد إذا حضروا ملسُه ،ول ترن بك ساعة إل وأنت مغتنم فائدةا تفميده إياها،
من غيخ أن تزمنه فتمحيت ذهنه ،ول تعن ف مسُامته فيسُتحلي الفمراغ ويألفمه ،وقومه ما
استطعت بالقرب واللينة فإن أباها فعليك بالشدةا والغلظة(( وال أعلم ) /1 .(117
أعلم أن تلقي العلوم للمحتعلمحي إنا يكون مفميدا إذا كان على التدريج شأيئ ا فشيئ ا
ل ،ويلقي عليه أولا مسُائل من كل باب من الفمن هي أصول ذلك الباب، وقليلا قلي ا
ويقرب له ف شأرحها على سبيل الجال ،ويراعى ف ذلك قوةا عقله واستعداده لقبول ما
يرد عليه حت ينتهي إل آخر الفمن ،وعند ذلك يصل له ملكة ف ذلك العلم ،إل أنا
جزمئية وضعيفمة ،وغايتها أنا هيأته لفمهم الفمن وتصيل مسُائله .ث يرجع به إل الفمن ثانية
فيخفعه ف التلقي عن تلك الرتبة إل أعلى منها ،ويسُتوف الشرحَّ والبيان ويرج عن
الجال ويذكر له ما هنالك من اللف ووجهه إل أن ينتهي إل آخر الفمن فتجود
ملكته .ث يرجع به وقد شأدا فل يتمك عويصا ول مبهمحا ول مغلقا إل وضحه وفتح له
مقفمله ،فيخلصخ من الفمن وقد استول على ملكته .
هذا وجه التعليم الفميد وهو كمحا رأيت إنا يصل ف ثلث تكرارات ،وقد يصل للبعض
ف أقل من ذلك بسُب ما يلق له ويتيسُر عليه .
وقد شأاهدنا كثيخا من العلمحي لذا العهد الذي أدركنا يهلون طرق التعليم وإفادته،
ويضرون التعلم ف أول تعليمحه السُائل القفملة من ) /1 (118العلم ،ويطالبونه بإحضار
ذهنه ف حلها ،ويسُبون ذلك مرانا على التعليم وصواباا ،فيه ويكلفمونه وعي ذلك
وتصيله .
89 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ويلطون عليه با يلقون له من غايات الفمنون ف مبادئها وقبل أن يسُتعد لفمهمحها ،فإن
قبول العلم والستعدادات لفمهمحه تنشأ تدرياا ،ويكون التعلم أول المر عاجزما عن الفمهم
بالمحلة إل ف القل ،وعلى سبيل التقريب والجال وبالمثال السُية ،ث ل يزمال
الستعداد فيه يتدرج قليلا قليل بخالفمة مسُائل ذلك الفمن ،وتكرارها عليه والنتقال فيها
من التقريب إل الستيعاب الذي فوقه حت تتم اللكة ف الستعداد ث ف التحصيل
وييط بسُائل الفمن .
وإذا ألقيت عليه الغايات ف البدايات ،وهو حينئذ عاجزم عن الفمهم والوعي وبعيد عن
الستعداد له ،كنل ذهنه عنها وحسُب ذلك من صعوبة العلم ف نفمسُه فتكاسل عنه
وانرف عن قبوله وتادى ف هجرانه ،وإنا أتى ذلك من سوء التعليم .
ول ينبغي للمحعلم أن يزميد متعلمحه على فهم كتابه الذي أكب على التعليم منه بسُب
طاقته وعلى نسُبة قبوله للتعليم مبتدئا كان أو منتهياا ،ول يلط مسُائل الكتاب بغيخها
حت يعيه من أوله إل آخره ويصل أغراضه ويسُتول منه على ملكة با ينفمذ ف غيخه،
لن التعلم إذا حصل له ملكة ما ف علم من العلوم استعد با لقبول ما بقي ،وحصل
له نشاطر ف طلب الزميد والنهوض إل ما فوق حت يسُتول على غايات العلم .
وإذا خلط عليه المر عجزم عن الفمهم وأدركه الكلل وانطمحس فكره ويئس من التحصيل
وهجر العلم والتعليم وال يهدي من يشاء .
وكذلك ينبغي لك أن ل تطول على التعلم ف الفمن الواحد بتفمريق الالس وتقطيع ما
بينها ،لنه ذريعة إل النسُيان وانقطاع مسُائل الفمن ) /1 (119بعضها من بعض ،فيعسُر
حصول اللكة بتفمريقها .
وإذا كانت أوائل العلم وأواخره حاضرةا عند الفمكرةا مانبة للنسُيان كانت اللكة أيسُر
حصولا وأحكم ارتباط ا وأقرب صبغة ،لن اللكات إنا تصل بتتابع الفمعل وتكراره .
وإذا تنوسي الفمعل تنوسيت اللكة الناشأئة عنه وال علمحكم ما ل تكونوا تعلمحون .
90 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومن الذاهب المحيلة والطرق الواجبة على التعلم عدم جع العلمحي مع ا فإنه قل أن
يظفمر بواحد منهمحا ،لا فيه من تقسُيم البال وانصرافه عن كل واحد منهمحا إل تفمهم
الخر فيسُتغلقان معا ويسُتصعبان ويعود منهمحا باليبة .
وإذا تفمرغ الفمكر لتعليم ما هو بسُبيله مقتصرا عليه فربا كان ذلك أجدر بتحصيله وال
سبحانه وتعال الوفق للصواب .
قف :اعلم أيها التعلم أن أتفمك بفمائدةا ف تعلمحك ،فإن تلقيتها بالقبول وأمسُكتها بيد
الصناعة ظفمرت بكنزم عظيم وذخيخةا شأريفمة .
وأقدم لك مقدمة تعينك ف فهمحها ،وذلك أن الفمكر النسُان طبيعة مصوصة فطرها ال
كمحا فطر سائر مبتدعاته ،وهو وجدان حركة للنفمس ف البطن الوسط من الدماغ ،تارةا
يكون مبدأ للفعال النسُانية على نظام وترتيب ،وتارةا يكون مبدأ لعلم ما ل يكن
حاصلا بأن يتوجه إل الطلوب وقد تصور طرفيه ويروم نفميه أو إثباته .
فيلوحَّ له الوسط الذي يمحع بينهمحا أسرع من لح البصر إن كان واحداا ،وينتقل إل
تصيل آخر إن كان متعدداا ،ويصيخ إل الظفمر بطلوبه .
هذا شأأن هذه الطبيعة الفمكرية الت تيزم با البشر من بي سائر اليوانات .
ث الصناعة النطقية هي كيفمية فعل هذه الطبيعة الفمكرية النظرية تصفمه ليعلم سداده من
خطئه ،لنا وإن كان الصواب لا ذاتي ا إل أنه ) /1 (120قد يعرض لا الطأ ف
القل من تصور الطرفي على غيخ صورتمحا من اشأتباه اليئات ف نظم القضايا وترتيبها
للنتاج ،فتعي النطق للتخلصخ من ورطة هذا الفمسُاد إذا عرض .
فالنطق إذا أمر صناعي مسُاوق للطبيعة الفمكرية ومنطبق على صورةا فعلها .
ولكونه أمرا صناعيا استغن عنه ف الكثر ،ولذلك تد كثيخا من فحول النظار ف
الليقة يصلون على الطالب ف العلوم دون صناعة النطق ،ول سيمحا مع صدق النية
91 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والتعرض لرحة ال فإن ذلك أعظم معنم ،ويسُلكون بالطبيعة الفمكرية على سدادها
فيفمضي بالطبع إل حصول الوسط والعلم بالطلوب كمحا فطرها ال عليه .
ث من دون هذا المر الصناعي الذي هو النطق مقدمة أخرى من التعلم ،وهي معرفة
اللفماظ ودللتا على العان الذهنية تردها من مشافهة الرسوم بالكتاب ومشافهة اللسُان
بالطاب .
فل بد أيها التعلم من ماوزتك هذه الجب كلها إل الفمكر ف مطلوبك .
فأولا :دللة الكتابة الرسومة على اللفماظ القولة وهي أخفمها .ث دللة اللفماظ القولة
على العان الطلوبة .
ث تلك العان مردةا ف الفمكر أشأراك ا يقتنصخ با الطلوب بالطبيعة الفمكرية بالتعرض
لرحة ال ومواهبه .
وليس كل أحد يتجاوز هذه الراتب بسُرعة ول يقطع هذه الجب ف التعليم بسُهولة،
بل ربا وقف الذهن ف حجب اللفماظ بالناقشات أو عثر ف أشأراك الدلة بشغب
الدال والشبهات ،وقعد عن تصيل الطلوب ول يكد يتخلصخ من تلك الغمحرةا إل قليل
من هداه ال .
فإذا ابتليت بثل ذلك وعرض لك ارتباك ف فهمحك أو تشغيب ) /1 (121بالشبهات
ف ذهنك فاطرحَّ ذلك وانتبذ حجب اللفماظ وعوائق الشبهات ،واترك المر الصناعي
جلة ،واخلصخ إل فضاء الفمكر الطبيعي الذي فطرت عليه ،وسرحَّ نظرك فيه ،وفرغ
ذهنك له للغوص على مرامك منه واضعا لا حيث وضعها أكابر النظار قبلك،
مسُتعرضا للفمتح من ال كمحا فتح عليهم من ذهنهم من رحته وعلمحهم ما ل يكونوا
يعلمحون .
92 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فإذا فعلت ذلك أشأرقت عليك أنوار الفمتح من ال بالظفمر بطلوبك ،وحصل اللام
الوسط الذي جعله ال من مقتضيات ذاتيات هذا الفمكر وفطره عليه كمحا قلنا؛ فارجع
به إل قوالب الدلة وصورها فأفرغه فيها ووفه حقه من القانون الصناعي ،ث اكسُه صور
اللفماظ وأبرزه إل عال الطاب والشافهة وثيق العرى صحيح البنيان .
وأما إن وقفمت عند الناقشة والشبهة ف الدلة الصناعية وتحيصخ صوابا من خطئها -
وهذه أمور صناعية وضعية تسُتوي جهاتا التعددةا وتتشابه لجل الوضع والصطلحَّ -
فل تتمحيزم جهة الق منها ،إذ جهة الق إنا تسُتبي إذا كانت بالطبع ،فيسُتمحر ما
حصل من الشك والرتياب وتسُدل الجب عن الطلوب ،وتقعد بالناظر ،عن تصيله
وهذا شأأن الكثرين من النظار والتأخرين سيمحا من سبقت له عجمحة ف لسُانه فربطت
عن ذهنه .
ومن حصل له شأغف بالقانون النطقي تعصب له فاعتقد أنه الذريعة إل إدراك الق
بالطبع ،فيقع ف اليخةا بي شأبه الدلة وشأكوكها .
ول يكاد يلصخ منها ،والذريعة إل درك الق بالطبع إنا هو الفمكر الطبيعي كمحا قلناه
إذا جرد عن جيع الوهام وتعرض الناظر فيه إل رحة ال تعال .
وأما النطق فإنا هو واصف لفمعل هذا الفمكر فيسُاوقه لذلك ف الكثر .
فاعتب ذلك واستمحطر رحة ) /1 (122ال تعال مت أعوزك فهم السُائل تشرق عليك
أنواره باللام إل الصواب ،وال الادي إل رحته ،وما العلم إل من عند ال تعال(( .
93 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وعلوم هي آلية وسيلة لذه العلوم ،كالعربية والسُاب وغيخها للشرعيات ،وكالنطق
للفملسُفمة ،وربا كان آلة لعلم الكلم ولصول الفمقه على طريقة التأخرين .
فأما العلوم الت هي مقاصد فل حرج ف توسعة الكلم فيها وتفمريع السُائل واستكشاف
الدلة والنظار .
فإن ذلك يزميد طالبها تكن ا ف ملكته وإيضاح ا لعانيها القصودةا .
وأما العلوم الت هي آلة لغيخها مثل العربية والنطق وأمثالمحا فل ينبغي أن ينظر فيها إل
من حيث هي آلة لذلك الغيخ فقط ،ول يوسع فيها الكلم ول تفمرع السُائل ،لن ذلك
مرج لا عن القصود ،إذ القصود منها ما هي آلة له ل غيخ ،فكلمحا خرجت عن ذلك
خرجت عن القصود وصار الشأتغال با لغوا مع ما فيه من صعوبة الصول على
ملكتها بطولا وكثرةا فروعها .
وربا يكون ذلك عائقا عن تصيل العلوم القصودةا بالذات لطول وسائلها ،مع أن شأأنا
أهم ،والعمحر يقصر عن ) /1 (123تصيل المحيع على هذه الصورةا .
فيكون الشأتغال بذه العلوم اللية تضييعا للعمحر وشأغلا با ل يعن وهذا كمحا فعل
التأخرون ف صناعة النحو وصناعة النطق وأصول الفمقه ،لنم أوسعوا دائرةا الكلم فيها،
وأكثروا من التفماريع والستدللت با أخرجها عن كونا آلة وصيخها من القاصد ،وربا
يقع فيها أنظار ل حاجة با ف العلوم القصودةا ،فهي من نوع اللغو ،وهي أيضا مضرةا
بالتعلمحي على الطلق لن التعلمحي اهتمحامهم بالعلوم القصودةا أكثر من اهتمحامهم
بوسائلها .
فإذا قطعوا لذا العمحر ف تصيل الوسائل فمحت يظفمرون بالقصاد ،فلهذا يب على
العلمحي لذه العلوم اللية أن ل يسُتبحروا ف شأأنا وينبهوا التعلم على الغرض منها
ويقفموا به عنده ،فمحن نزمعت به هته بعد ذلك إل شأيء من التوغل فليخق له ما شأاء من
ل ،وكل ميسُر لا خلق له(( .
الراق صعبا أو سه ا
94 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
آداب التعلم
أما التعلم :فآدابه ووظائفمه كثيخةا؛ ولكن ينظم تفماريقها عشر جل :
إذ العلم عبادةا القلب وصلحَّ السُر وقربة الباطن إل ال تعال .
فل تصح هذه العبادةا إل بعد طهارةا القلب عن خبائت الخلق وأناس الوصاف .
فإن العلئق شأاغلة وصارفه ،وما جعل ال لرجل من قلبي ف جوفه .
ومهمحا توزعت الفمكرةا قصرت عن درك القائق ،ولذلك قيل :العلم ل يعطيك بعضه حت
تعطيه كلك ،فإذا أعطيته كلك فأنت من إعطائه إياك بعضه على خطر .
والفمكرةا التوزعة على أمور متفمرقة كجدول تفمرق ماؤره فنشفمت الرض بعضه واختطف
الواء بعضه فل يبقى منه ما يتمحع ويبلغ الزمرع .
بل يلقي إليه ) /1 (125زمام أمره بالكلية ف كل تفمصيل ويذعن لنصيحته إذعان
الريض الاهل للطبيب الشفمق الاذق ،وينبغي أن يتواضع لعلمحه ويطلب الثواب والشرف
بدمته .
الرابعة :أن يتمز الائض ف العلم ف مبدأ المر عن الصغاء إل اختلف الناس
95 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
سواء كان ما خاض فيه من علوم الدنيا أو من علوم الخرةا ،فإن ذلك يدهش عقله
وييخ ذهنه ويفمتم رأيه ويؤيسُه من الدراك والطلع .
بل ينبغي أن يتقن أولا الطريقة المحيدةا الواحدةا الرضية عند أستاذه ث بعد ذلك يصغي
إل الذاهب والشبه وإن ل يكن أستاذه مسُتقلا باختيار رأي واحد وإنا عادته نقل
الذاهب وما قيل فيها ،فليحتمز منه فإن إضلله أكثر من إرشأاده ،فل يصلح العمحى
لقود العمحيان وإرشأادهم ،ومن هذا حاله بعد ف عمحى اليخةا وشأبه الهل .
الامسُة :أن ل يدع طالب العلم فنا من العلوم المحودةا ،ول نوعا من أنواعها
إل وينظر فيه نظرا يطلع به على مقصده وغايته ،ث إن ساعده العمحر طلب التبحر فيه
وإل اشأتغل بالهم منه واستوفاه وتطرف من البقية فإن العلوم متعاونة وبعضها مرتبط
ببعض .
ويسُتفميد منه ف الال النفمكاك عن عداوةا ذلك العلم بسُبب .جهله ،فإن الناس أعداء
ما جهلوا
فإن العمحر إذا كان ل يتسُع لمحيع العلوم غالب ا فالزمم أن يأخذ من كل شأيء أحسُنه
ويكتفمي منه بشمحه ،ويصرف جام قوته ف اليسُور من علمحه إل استكمحال العلم الذي
هو أشأرف العلوم وهو علم الخرةا ،ولسُت أعن به العتقاد الذي يتلقنه العامي وراثة أو
96 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
تلقفماا ،ول طريق ترير الكلم والادلة فيه عن مراوغات الصوم كمحا هو غاية التكلم،
بل ذلك نوع يقي هو ثرةا نور يقذفه ال تعال ف قلب عبد طهر بالاهدةا باطنه عن
البائث حت ينتهي إل رتبة إيان الصديق رضي ال عنه الذي لو وزن بإيان العالي
لرجح .
فإن العلوم مرتبة ترتيبا ضروريا وبعضها طرق إل بعض ،والوفق من راعى ذلك التمتيب
والتدريج وليكن قصده ف كل علم يتحراه التمقي إل ما هو فوقه .
التاسعة :أن يكون قصد التعلم ف الال تلية باطنه وتمحيله بالفمضيلة
وف الال القرب من ال سبحانه والتمقي إل جوار الل العلى من اللئكة والقربي .
ول يقصد به الرياسة والال والاه وماراةا السُفمهاء ومباهاةا القران .وإذا كان هذا مقصده
-طلب ل مالة -القرب إل مقصوده وهو علم الخرةا .
97 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومع هذا فل ينبغي أن ينظر بعي القارةا إل سائر العلوم كالنحو واللغة التعلقي
بالكتاب والسُنة وغيخ ذلك .
كمحا يؤثر القريب الرفيع على البعيد الوضيع والهم على غيخه .
ومعنم الهم ما يهمحك ،ول يهمحك إل شأأنك ف الدنيا والخرةا وإذا ل يكنك المحع بي
ملذ الدنيا ونعيم الخرةا كمحا نطق به القرآن وشأهد له نور البصائر ما يري مرى العيان
فالهم ما يبقى أبد الباد ،وعند ذلك تصيخ الدنيا منزملا والبدن مركب ا والعمحال سعي ا
إل القصد ول مقصد إل لقاء ال تعال ،ففميه النعيم كله وإن كان ل يعرف ف هذا
العال قدره إل القلون .
ولذلك صار حق العلم أعظم من حق الوالدين .ولول العلم لنسُاق ما حصل من جهة
الب إل اللك الدائم ،وإنا العلم هو الفميد للحياةا الخروية الدائمحة ،كمحا أن الوالد
سبب الوجود الاضر الفمان .
والراد معلم علوم ) /1 (128الخرةا أو علوم الدنيا على قصد الخرةا ل على قصد
الدنيا .فأما التعليم على قصد الدنيا فهو هلك وإهلكه نعوذ بال منه .
فل يطلب على إفادةا العلم أجرا ول يقصد به جزماء ول شأكراا ،بل يعلم لوجه ال تعال
وطلبا للتقرب إليه ،ول يرى لنفمسُه منة عليهم وإن كانت النة لزمة لم ،بل يرى الفمضل
98 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
لم وثوابه ف التعليم أكثر من ثواب التعلم عند ال تعال ،ولول التعلم ما ثبت هذا
الثواب فل يطلب الجر إل من ال تعال .
وذلك بأن ينعه من التصدي لرتبة قبل استحقاقها ،والتشاغل بعلم خفمي قبل الفمراغ من
اللي .
ث ينبهه على أن يطلب العلوم للقرب إل ال دون الرئاسة والباهاةا والنافسُة ،ويقدم
تقبيح ذلك ف نفمسُه بأقصى ما يكن فليس ما يصلحه العال الفماجر بأكثر ما يفمسُده.
فإن علم من باطنه أنه ل يطلب العلم إل للدنيا نظر إل العلم الذي يطلبه فإن كان
هو علم اللف ف الفمقه والدل ف الكلم والفمتاوى ف الصومات والحكام فيمحنعه
من ذلك .
فإن هذه العلوم ليسُت من علوم الخرةا ول من العلوم الت قيل فيها :تعلمحنا العلم لغيخ
ال فأب العلم إل أن يكون ال ،وإنا ذلك علم التفمسُيخ وعلم الديث وما كان الولون
يشتغلون به من علم الخرةا ومعرفة أخلق النفمس وكيفمية تذيبها ،فإذا تعلم الطالب
وقصده الدنيا فل بأس أن يتمكه .
الرابعة :وهي من دقائق صناعة التعليم ،أن يزمجر التعلم عن سوء الخلق
بطريق التعريض ما أمكن ول يصرحَّ ،وبطريق الرحة ) /1 (129ل بطريق التوبيخ ،فإن
التصريح بتك حجاب اليبة ويورث الرأةا على الجوم باللف ويهيج الرص على
الصرار .
الامسُة :أن التكفمل ببعض العلوم ينبغي أل يقبح ف نفمس التعلم العلوم الت وراءه
كمحعلم اللغة ،إذ عادته تقبيح علم الفمقه ومعلم الفمقه عادته تقبيح علم الديث
والتفمسُيخ ،ذلك نقل مض وساع بت وهو شأأن العجائزم ول نظر للعقل فيه ومعلم
99 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الكلم ينفمر عن الفمقه ويقول :ذلك فروع وهو كلم ف حيض النسُوان فأين ذلك من
الكلم ف صفمة الرحن .
فهذه أخلق مذمومة للمحعلمحي ينبغي أن تتنب ،بل التكفمل بعلم واحد ينبغي أن يوسع
على التعلم طريق التعليم ف غيخه ،وإن كان متكفملا بعلوم فينبغي أن يراعي التدريج ف
ترقية التعلم من رتبة إل رتبة .
ول يلقي إليه مال يبلغه عقله فينفمره أو يبط عليه عقله كمحا قيل :كلمحوا الناس على
قدر عقولم .
وأشأار علي عليه السُلم إل صدره ))إن ههنا لعلوما جة لو وجدت لا حلة(( .
السُابعة :أن التعلم القاصر ينبغي أن يلقي إليه اللي اللئق به
ول يذكر له أن وراء هذا تدقيقا وهو يدخره عنه ،فإن ذلك يفمتم رغبته ف اللي،
ويشوش عليه قلبه ،ويوهم إليه البخل به عنه ،إذ يظن كل أحد أنه أهل لكل علم
دقيق ،فمحا من أحد إل وهو راض عن ال سبحانه ف كمحال عقله ،وأشأدهم حاقة
وأضعفمهم عقلا هو أفرحهم بكمحال عقله .
فل يكذب قوله فعله فإن العلم يدرك بالبصائر ،والعمحل يدرك بالبصار وأرباب البصار
أكثر ،فإذا ) /1 (130خالف العمحل العلم منع الرشأد .
وكل من تناول شأيئا وقال للناس :ل تتناولوه فإنه سم مهلك سخر الناس به واتمحوه وزاد
حرصهم عليه فيقولون :لول أنه أطيب الشأياء وألذها لا كان يسُتأثر به .
100 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هذا خلصة ما ف )الحياء( وقد أطال ف تقرير كل أدب ووظيفمة من هذه الداب
والوظائف إطالة حسُنة .وعقد الباب السُادس من كتاب )العلم( ف آفات العلم وبيان
علمات علمحاء الخرةا والعلمحاء السُوء .وال تعال أعلم بالصواب .
وللشيخ العال برهان السلم الزمرنوجي تلمحيذ صاحب )الداية( كتاب ساه )تعليم التعلم
طريق التعلم( وجعله فصولا قال فيه :))إنه ل يفمتمض على كل مسُلم طلب كل علم،
وإنا يفمتمض عليه طلب علم الال ،أي علم ما يقع له ف حاله من الصلةا والزمكاةا
والصوم والج .ول بد له من النية ف زمان تعلم العلم لقوله صلى ال عليه وسلم :))إنا
العمحال بالنيات(( وينوي بطلب العلم رضاء ال تعال والدار الخرةا ،وإزالة الهل عن
نفمسُه وعن سائر الهال ،وإحياء الدين وإبقاء السلم ،فإن بقاء السلم بالعلم .
ول يصح الزمهد والتقوى مع الهل .ول ينوي به إقبال الناس إليه ،ول استجلب حطام
الدنيا والكرامة عند السُلطان وغيخه .ول يذل نفمسُه بالطمحع ،ويتحرز عمحا فيه مذلة العلم
وأهله .ويتار من كل علم أحسُنه ويقدم علم التوحيد والعرفة ،وإن كان إيان القلد
صحيحاا ،ويتار العتيق دون الدثات ،ول يشتغل بذا الدل الذي ظهر بعد )/1
(131انقراض الكابر من العلمحاء .وأما اختيار الستاذ فيختار العلم والورع والسن .
والشاورةا ف طلب العلم أهم وأوجب .وينبغي أن يثبت ويصب على أستاذ وعلى كتاب
حت ل يتمكه أبتم ،وعلى فن حت ل يشتغل بفمن آخر قبل أن يتقن الول ،وعلى بلد
حت ل ينتقل إل بلد آخر من غيخ ضرورةا ،ول ينال ول ينتفمع به إل بتعظيم العلم وأهله
وتعظيم الستاذ وتوقيخه .
ول بد لطالب العلم من الد والواظبة واللزمة ،وإليه الشأارةا ف القرآن الكري }والذين
سبلنا{ و}يا ييح خذ الكتاب بقوةا{ قيل :اتذ الليل جلا تدرك لنهدينهم
فينا
جاهدوا
به أمل .
101 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ويواظب على الدرس والتكرار ف أول الليل وآخره ،فإن ما بي العشاءين ووقت السُحر
وقت مبارك ،والكسُل من قلة التأمل ف مناقب العلم وفضائله .
والعلم النافع يصل به حسُن الذكر ويبقى ذلك بعد وفاته فإنه حياةا أبدية .ويوقف بداية
السُبق على يوم الربعاء ،وهكذا كان فعل أبو حنيفمة -رحه ال -بل كان الشيخ أبو
يوسف المحدان يوقف كل عمحل من أعمحال اليخ على يوم الربعاء ،وهذا لنه يوم خلق
فيه النور وهو يوم نس ف حق الكفمار فيكون مبارك ا للمحؤمني .وينبغي أن يكون قدر
السُبق للمحبتدئ قدر ما يكن ضبطه بالعادةا مرتي بالرفق ،ويزميد كل يوم كلمحة وقد
قيل :السُبق حرف والتكرار ألف .
قال الستاذ شأرف الدين العقيلي :الصواب عندي ف هذا ما فعله مشائخنا ،وإنم كانوا
يتارون للمحبتدئ صغارات البسُوطر لنه أقرب إل الفمهم والضبط وأبعد عن الللة وأكثر
وقوعا بي الناس ،قيل :حفمظ حرفي خيخ من ساع وقرين ،وفهم حرفي خيخ من حفمظ
وقرين .فينبغي أن ل يتهاون ف الفمهم .) /1 (132
ول بد من الذاكرةا والناظرةا والطارحة ،لكن بالنصاف والتأن والتأمل دون الشغب
والغضب ،وهي أقوى من فائدةا مرد التكرار .قيل :مطارحة ساعة خيخ من تكرار شأهر .
ويشتمي بالال الكتب ،ويسُتكتب فيكون عون ا على التعلم والتفمقه ،وينبغي أن ل يكون
لطالب العلم فتمةا فإنا آفة .
ويتوكل ف طلب العلم ول يهتم لمر الرزق ،ول يشغل قلبه بذلك .
ووقت التعلم من الهد إل اللحد ،دخل حسُن بن زياد ف التفمقه وهو ابن ثاني سنة .
وأفضل الوقات شأرخ الشباب ووقت السُحر وما بي العشاءين .وينبغي أن يسُتغرق جيع
أوقاته ،فإذا مل من علم يشتغل بعلم آخر .كان ابن عباس إذا مل من علم الكلم قال:
))هاتوا ديوان الشعر(( ويكون مسُتفميدا ف كل وقت حت يصل له الفمضل .
102 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأقوى أسباب الفمظ الد والواظبة وتقليل الغذاء ،وصلةا الليل ،وقراءةا القرآن ،نظراا،
والسُواك ،وشأرب العسُل وأكل الكندر مع السُكر ،وأكل ما يقلل البلغم والرطوبات يزميد
ف الفمظ ،وكل ما يزميد ف البلغم يورث النسُيان ،ومن أسبابه اقتماف العاصي وكثرةا
الذنوب والمحوم والحزمان ف أمور الدنيا وكثرةا الشأغال والعلئق .
وأما أسباب نسُيان العلم :فأكل الكسُبةا الرطبة ،وأكل التفماحَّ الامض ،والنظر إل )/1
(133الصلوب ،وقراءةا ألواحَّ القبور ،والرور بي قطار المحال ،وإلقاء القمحل على
الرض ،والجامة على نقرةا القفما ،كلها تورث النسُيان .
وارتكاب الذنب سبب حرمان الرزق خصوص ا الكذب يورث الفمقر ،وكذا نوم الصبح،
وكثرةا النوم تورث فقد العلم إل غيخ ذلك .
وما يزميد ف الرزق التسُبيح بعد الفمجر وبعد الغرب .وما يزميد ف العمحر الب وترك الذى،
وتوقيخ الشيوخ ،وصلة الرحم ،والحتماز عن قطع الشأجار الرطبة إل عند الضرورةا،
وإسباغ الوضوء ،والصلةا بالتعظيم والشوع ،والقرآن بي الج والعمحرةا ،وحفمظ الصحة .
ول بد أن يتعلم شأيئا من الطب ،ويتبك بالثار الواردةا ف الطب الذي جعه الشيخ
المام أبو العباس السُتغفمري ف كتابه السُمحى بـ )طب النب( صلى ال عليه وسلم يده
من يطلبه .
وكتاب :)جواهر العقدين ف فضل الشرفي :شأرف العلم اللي والنسُب العلي( للشيخ،
المام ،العلمة :علي ابن الشيخ :جال الدين السُمحهودي ،الشافعي -رحه ال -قد
103 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اشأتمحل على جلة كافية من بيان شأرف العلم ،وآداب العال والتعلم ،وطريق الدرس،
واقتناء الكتب ،وغيخها ،اشأتمحالا نافعاا؛ فمحن شأاء الزميادةا فعليه به ،وبال التوفيق .
وكمحا قيل :من تكن من إثبات السُائل بأدلتها عن علم وثبت .
وعرفية :وهي كل من اشأتغل بتحصيل العلم ،ولو كان على جهة التقليد ،أو الشروع ف
التحصيل .
فيطلق العال على من تعلم النحو والصرف ،أو الفمقه أو جيعها .
وعلوم العقل ل دخل لا ف الشريعة ،وإن العال با ل يدخل ف مفمهوم ))العلمحاء ورثة
النبياء(( وال تعال قد أغنانا عن الكتب السُابقة ،الت أنزملت على النبياء عليهم
السُلم ،با أنزمله إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وجع فيه كل خيخ ،واحتوى على
نم وعلمح ا وحكمحة وغيخ ذلك ،فكيف نرجع إل كتب الكمحاء ل كل فضيلة لفمظ ا ومع ا
نعلم أذلك عنهم ،من ذات أنفمسُهم ،أو عن وحي إل رسول منهم؟ وأول ما خرج ذلك
ف دولة بن العباس ،وأكثر من أخرجه ) /1 (135الأمون ووقع الشأتغال به ،والن
والفمت ،وهلك به جاعة أوقعهم ف الكفمر والزمندقة ،واشأتغل به الأمون ،حت إنه أرسل
إل ملك الفرنج ،وذكر له أن مراده ف الكتب الت لديهم ،وعربوها له ،ونبش لد
كسُرى من أجل أنه قيل له :إن ف قبه تابوتا فيه من كتب القدماء .
104 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
على أنه لو كان ل بد منه ف العلم ،لكان الصحابة كلهم ليسُوا بعلمحاء ،لنم ل
يعرفوا علوم العقول ،وكذا من بعدهم من التابعي ومن تبعهم ول قائل به ف العال ،وقد
قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :))نن أمة أمية ل نكتب ول نسُب(( .
وأما العرف فغيخ معمحول به ،لنه إذا اشأتغل بفمن وعرفه سي ف العرف عالا وليس هو
ل ،ول يقدر أن يعمحل بفمرع من فروع
من العلم ف شأيء ،لنه ل ينتفمع به ف الدين أص ا
الشريعة بنفمس ذلك الفمن ،كالنحو وغيخه .
وإنا تلك الفمنون آلة للكتاب والسُنة ،فمحن اشأتغل با ول يتوصل با إل تلك المور فهو
كمحن أحكم السُلم ول يرتق عليه إل مل مرتفمع ،ول فائدةا له فيه .
وكذا القلد فإنه ل يعلم ما الق ف السُألة ،ول مع من هو ول قاله من قلده أصواب
هو أم خطأ .
وهذا ل يصح إطلق العال عليه حت قال النووي :))إنه إجاع(( وقالوا ف أصول الفمقه:
إنه ل عبةا بالقلد ف إجاع العلمحاء ،لنه ليس بعال ،لنم حدوه :من يقبل قول من
أفتاه من دون أن يطالبه بجة .
وقد أوضح هذا با ل مزميد عليه ،الشيخ الفماضل علي بن ممحد ولد شأيخنا الشوكان -
رحه ال -) /1 (136ف ))القول السُديد ف نصح القلد وإرشأاد السُتفميد(( .
وأما الشتغل فيمحا يثبت له ذلك إل إذا ثبت له اللكة ف اللت ،وأمكنه معرفة الكتاب
والسُنة كمحا ينبغي ،لنه عند شأروعه يريد تصيل ما به الوصول إل معرفة العلم الذي
يطلق على من قام به اسم العال ،فإذا أطلق عليه عند الشروع فإنا هو ماز بعلقة
الول والقرينة الواقعة .
فإذا عرفت هذا علمحت أن العلم من أشأرف الطالب ،ل يسُاويه مسُانو ول تبلغ غايته
غاية ،ول فضيلة سواه .
105 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ولقد صدق القائل :من فاته العلم ماذا أدرك ،ومن أدرك العلم ماذا فاته .
قال الشافعي :إذا ل يكن العال العامل وليا فمحا ل ول .والصحيح أن العال له رتبة
كبيخةا وهي كونه وارث النبياء عليهم السُلم ،وكونه من قال صلى ال عليه وسلم فيه:
))لن يهدي ال رجلا على يديك خيخ ما طلعت عليه الشمحس(( .
ث إن العلم له فوائد منها :أنه يؤجر على تعلمحه وتعليمحه والفتاء به والقضاء با دل عليه،
والتصنيف ،وإهداء الناس ،ويكون ما يتبع بعد الوت ،كمحا قال صلى ال عليه وسلم:
))أو علم ينتفمع به(( ،وكمحا قال :))العلمحاء على منابر من نور يوم القيامة(( ،وكمحا قال:
))إن أنبياء بن إسرائيل يتمحنم أحدهم أن يكون كعلمحاء هذه المة(( ،وكمحا قال :))من
يرد ال به خيخا يفمقهه ف الدين(( ) /1 .(137
والفمقه فهم الكتاب والسُنة ،وكمحا قال :))خياركم ف الاهلية خياركم ف السلم إذا
فقهوا(( .
وهذه بعض الدلة فيهم ،والفمضائل السُرودةا ف الكتب هي الكثيخ الطيب ،لول خوف
الطالة لحتاجت إل ملد .
وقد جع فيمحا ورد فيهم وفضائلهم بعض علمحاء مكة الكرمة ملدا وساه )العلم( فثبت
أن العلمحاء لم الل السنم؛ وآدم عليه السُلم لا ألمحه ال تعال الساء وجعل له تلك
الالة ،رفعه على اللئكة وله حالة الرياسة على اللئكة حالة إنبائهم ،كالالة الت
تثبت للشيخ على التلمحيذ .
106 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فلمحا صارت له تلك الفمضيلة ،وبلغ تلك النزملة عظم على اللئكة وأمرهم ال سبحانه
بالسُجود له ،لنه قد صار له حق الشيخة ،وإن كانت ماهية اللئكة أشأرف ،وصفماتم
أعلى وأفضل من صفمات الدمي ،إل أن هذه حالة خاصة ،ول مانع من أن يأمر ال
سبحانه بعض خلقه بالسُجود لبعض .
ول فائدةا للتمححلت لن النهي عنه وهو السُجود لغيخ ال سبحانه ،إنا هو ف شأريعته
صلى ال عليه وسلم ،لوقوعه ف شأرع من قبله ،كسُجود يعقوب وزوجته ليوسف عليهم
السُلم حي دخل عليه كمحا حكاه ال سبحانه .
ولو سلمحنا أنه منهي عنه ف كل شأريعة فهذا خاص ،لكون المر به هو ال سبحانه
وتعال ،وهو الباعث للرسل والوجب للشرائع ،وقد حكاه عن نفمسُه ول فائدةا فيمحا قيل:
لدم{ ولو كان كذلك لقيل لم: إنه إنا جعل آدم قبلة لم لنه ينافيه قوله } اسجدوا
اسجدوا إل آدم .
وكذا إنا أمروا بالسُجود ل ولكن نسُب إل آدم ) /1 ،(138وهذا ينافيه اللفمظ أيضا
وقد اختلف ف كيفمية التعليم فقيل :بالستعداد واللقاء من ال تعال إليه .
والذي يظهر ل أنه أطلعه ال سبحانه على اللوحَّ الفموظ ،لن فيه كل ما كان وما
سيكون ،فجمحيع الساء والشأياء فيه وصفماتا وأحوالا ،فطبق تلك الكيفمية الت رآها ف
اللوحَّ على السُمحيات .
رسول{ .
من
من ا رتضى
غيبه أحدا إل
على
يظهر
فل
وقد قال تعال : }
107 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أو أنه خلق له قدرةا يقتدر با على التعبيخ عن تلك المور عند المر له بإنباء اللئكة،
ويكون معنم )علم( أقدر .
وهذا ما يدل أكمحل دللة على أن علم ال تعال ل نسُبة بينه وبي علم ملوقاته ،وعلى
أن علم الخلوق ولو بلغ الغاية القصوى والنهاية العليا ل يدرك كنه المور ول ينكشف
له الصال كلية النكشاف .
وبذا تعرف قدر الشيخ ،وأنه لا صارت له تلك الفمضيلة وهي العلم كان الزماء فيه
السُجود ،وإن كان التلمحيذ شأريفما ف ،النسُب فإن شأرف التعليم له زائد على شأرفه ،كمحا
كان ابن عباس يسُك بركاب شأيخه ،وكان ينام ف بابه ينتظر لروجه حت سيطيخ عن
ثوبه التماب الذي تلقيه الرياحَّ .
فيجب على التلمحيذ أن يل الشيخ ويعظمحه لا أسدى إليه ،ول يكفمر نعمحته فيهلك
كإبليس لا أذنب هلك ،وأقل أحوال هلك التلمحيذ ذهاب رونق علمحه وعدم قبول فائدته
مع تغيخ أحوال الدنيا عليه ،وكم شأاهدنا ) /1 .(139
وكفمى بذا دليلا فإن اللئكة عليهم السُلم لا عرفوا الساء ،ثبت لدم عليه السُلم
ذلك الق عليهم ،بعد أن كان عندهم ل يصلح للخلفة فصار صالا للفادةا ،وأب
اللعي ،فكان سبب هلكه وهلك ذريه ومن تبعه ،لنه أصر على ما ظهر له أنه
الصواب .
وإبليس وإن كانت ماهيته غيخ ماهية اللئكة ،وهو من الن لكنه أطلق عليه ذلك
السم ودخل ف مسُمحاهم ،وعوقب على عدم المتثال لكونه قد صارت له أحوال
اللئكة وقرب كقربم ،وأودع فيه من النور ما شأابه به اللئكة .
فلمحا أصر واستكب وعاد إل الاهية الصلية ،نال ما نال وعوقب با عوقب .
108 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وإن كان قد قيل ف تفمسُيخها أمور أخر ،كلها صرف اللفمظ عن ظاهره بغيخ قرينة ول
مرجح ،وما جعلوه مانع ا من أن اللئكة ل يقع منهم الستنكار ،وإنا هو على جهة
العرض يأباه قطعهم بان آدم وذريته سيفمسُدون ويسُفمكون الدماء .
وكل ذلك إنا وقع منهم ف الجتهادات ل ف الوامر والتشريعات ،فلمحا وقع ذلك منهم
وقد ثبتت لم العصمحة نبهوا على الطأ ،فقد وقع ذلك لسُيد ولد آدم ،وخيخ اللق،
وأقربم إل ال ،صلى ال عليه وسلم ونبه ،وكذا اللئكة .
وكفمى بذا رادعا وزاجرا للعلمحاء عن إثبات الشريعة بالرأي والقياسات الواهية ،غيخ ما
كانت علته منصوصة ،أو منبها عليها .
وأما فحوى الكتاب وقياس الول فهو داخل ف مفمهوم اللفمظ ليس من باب القياس،
وإنا القياس المحنوع الذي يكون باعتبار القيسُة الخرى الت توسعوا فيها ،مثل السُب،
والتقسُيم ،والحالة ،وغيخ ذلك ) /1 .(140
وإذا اعتقد أنه شأرع وأوجب على غيخه اتباعه أو أفت به أو قضى عليه فقد تقول على
ال سبحانه با ل يقله .
فليكن هذا على ذكر منك فإنه من أعظم المور الت يكون با اللك ،فمحا أحق العال
أنه إذا ل يد علة منصوصا عليها ،ول منبها عليها ،أن يتمك التشريع ،وهذا القيس
بالرأي إنا عسُر الشريعة والنب صلى ال عليه وسلم ،يسُرها .
109 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما القلد أو متهد الذهب فليس من مبحوثنا ول دخل ف نصيحتنا ،لنه منوع عن
التكلم مجور عن التعرض حت يصدق عليه اسم العال لا عرفت .
ومن أراد تقيق ذلك فعليه بكتب شأيخنا الشوكان ،وكتب أئمحة السُنة ابن تيمحية ،وابن
القيم ،وابن الوزير والسُيد الميخ ،ومن حذا حذوهم ،وبتكمحيل الجة والبيان ،وشأرحَّ بيت
إمام الزممان ففميها ما يغن ويقن .
وإنا جرى القلم بذا ف هذه وإن كان البحوث عنه سواه لن له دخلا فيها .
ولا نظرت هذه الفمضيلة الت ثبتت لدم باعتبار العلم ،عدلت إل أن هؤلء العلمحاء
الذين عرفت أنم القصودون هنا ،وزع ال بينهم الفمضائل وجعلهم أنواعا .
النوع الول :علمحاء الصحابة الافظي للشريعة ،البلغي عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ،العلمحي لن دخل ف الدين ،القائمحي بنشرها الاهدين لن خالفمها .
النوع الثان :التابعون لتلك الفمضائل ،القافون أثر الوائل .) /1 (141
الراحلون لتنفميذها إل البلد ،البلغون إل من بعدهم من العباد ،وهم دون النوع الول
من الرتبة .
النوع الثالث :تابعو التابعي ،وهم على نجهم ف تلك العناية ومتبعون لم ف الفمضائل
والشرف ،حت كانوا خلفمهم ف القيام بذلك النصب وفعلوا كفمعلهم ف إحراز ذلك
الطلب .
ث من بعده كثرت الروايات وانتشرت ف جيع القطار بفمتح البلد ،وفشا الكذب ،وعم
التقليد الذي منع منه الئمحة التهدون ،وحذر منه السُلف الصالون .
110 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
النوع الرابع :العلمحاء البالغون إل رتبة الجتهاد الطلق ،وهم كثيخون غيخ الربعة الشهورين
كمحا صرحَّ بذلك أهل السُيخ والطبقات ف كتبهم ،وكانوا ل يقلدون أحدا ول ينسُبون
أنفمسُهم إل أحد ،ول يكونوا متمحذهبي كمحا يزمعم من ل علم له بأحوال العلمحاء .
النوع الامس :وهو من اشأتغل بطلب جع الحاديث ،حت حفمظ منها مال يقدره
طباعنا ول يتصوره حواسنا .
ومنهم من حفمظ أحال جال من الائة فمحا دون وما فوق ،ورحل ف طلب ذلك إل
مشرق الرض ومغربا جنوبا وشالا .
وذلك بسُبب أن ال تبارك وتعال خلق ) /1 (142للسُنة الطهرةا خلقاا ،مثل هؤلء
فسُعوا ف طلبها وبذلوا نفموسهم وملذهم ف تصيلها ،وداروا القطار ووصلوا الليل
والنهار ،وأحرزوها وبثوها ف الناس ،وقضوا ما كان عليهم وبقي ما كان لم فجزماهم ال
عن السلم جزماء خيخ على التمحام .
والسُنة صنو القرآن الكري وإنا فارقها لكونه للتحدي ،وهي مشاركة له ف التشريع ،وقد
تدارك ال بفمظ الكتاب ،ويلزمم منه حفمظ السُنة لكونا وضعت بأنا وحي .
ث بعدهم .
النوع السُادس :وهو أنه لا كثرت الزميادةا فيها ،وفشا الكذب ،وظهر أهل الوضع
والكذب على رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وهم كل حي وكل وقت ف زيادةا،
واحتالوا بإدخال الحاديث الوضوعة والكذوبة ف أسانيد الثبات الثقات أوجد ال لا
هذا النوع فزمبروها ،وعرفوا صحيحها من سقيمحها ،وبينوا موضوعها ومكذوبا وغيخ ذلك،
وفحصوا وداروا القطار وسألوا الكبار ،وأخرجوا ما دسه الشأرار وأوضحوا ذلك أوضح
111 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
منار ،وعرفوا كل واحد من رواتا باسه ولقبه وبلده وكنيته وحرفته ومشائخه والخذين
عنه ومالسُه ،ومن حضر ومن ذهل ف حال الملء عليهم ف ذلك اللس وما قدر
ذهوله ،وبينوا أسباب القدحَّ من وضع ،وكذب ،وتدليس ،وإبام ،وسوء حفمظ ولي،
ومتلط ف عقله ،وصدوق ،وشأيخ ،وغيخ ذلك .
ولم ف ذلك اصطلحات ،يعرفها من عرف علم السُنة فإنه ل بد من معرفتها ث دونوا
للرجال كتب ا ذكروا فيها أحوالم وما سبب القدحَّ فيهم ،وما يقبلون فيه وما ل )/1
(143يقبلوا فيه إذا كان له حالت ،وما يعرض لم وعمحن رووا ومن روى عنهم .
ولا كان ل يؤمن بعد أعصارهم أن ل تكون تلك الكتب ول القوال أقوالم أوجد ال
تعال من بعدهم ف كل عصر علمحاء وهم .
النوع السُابع فشرحوا كتبهم ،وأوضحوا مرادهم ،وبينوا للناس مقاصدهم ،وعرفوا الناس
بصحة نسُبة ذلك إليهم ،وأنه كتاب فلن بإحراز أسانيده وكل خلف عن سلف
معروف معلوم مشهور إل عند الصنف ،وأبدوا صناعات تطرب اللباب ،واختمعوا
أساليب معونة للطلب ،فمحنها ما فعلوه على أبواب الفمقه ورووا فيه كل ما يصلح
للحتجاج من تلك المحوعات ،وتكلمحوا على سنده وقربوه لطلبته كلية التقريب وأزالوا
عنه النصب ،ومنحوه أوفر نصيب وما أنتجته أفكارهم السُليمحة وأفهامهم السُتقيمحة ،من
الفموائد العجيبة ،والنكت الغريبة ،والساليب البديعة ،ول يتهوروا ف الرأي ،ول تبعوا ما ل
يكن عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ،وإن نقلوا ما قاله أهل الذاهب من السُائل
الت ل تكن موافقة للدليل ،ودونوا ما حكوه عنهم من تلك العجائب ،فل يل إما أن
يكون لقصد البيان وإظهار أن خلف كلمه هو الصواب ،فهذا هو اليثاق الذي أخذه
ال على أهل الكتاب ،ومنهم من يكون من باب قوله :
112 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عرفت الشر ل للشر لكن لتوقيه ** ومن ل يعرف الشر يقع فيه ) /1 (144
ومنهم من يذكر ما قالوه بقصد أنم إذا عرفوا أنه يعرف ما عندهم وقد ذكر الدليل أو
رجح فل يظنوا أنه فعل ذلك ،وهو جاهل لا عندهم ،وهذا مأجور وأن كان قصده إنا
هو ليعرفوا أنه عال فقط ،فهذا معجب بنفمسُه .ومنهم من يظهر بذلك لهل مذهبه أنه
ل يالفمهم ،وأنه باق على وفق قول إمامهم ،وهذا الفمعل يالف أخذ اليثاق ،وأمر
العلمحاء بالبيان ،وخشية ال منهم وكونم ورثة النبياء .
ولذا البحث مزميد فائدةا ف )القول السُديد( وقد جرت عادةا ال سبحانه ،أن فاعل ذلك
ل بد أن يبقى مضطهدا خائفما مروم العلم ،ل ينفمعه ذلك ف الدنيا وف الخرةا شأيئا،
وأن فاعل الق ومتبعه والتظهر بنصره والقيام لدمته والبيان لا خالفمه ،والرد على قائله،
ف أعلى رتب الشرف ،وأرفع درجات الكمحال ،ملل مبجل مهاب ،وكان الفمرد النظور
إليه بعي العلم وإن كلمه هو الق والصواب ،متبع ف الناس معمحول با قاله ،وإن
خولف ف مدةا حياته ،كبعض العلمحاء الكبار .فتنظر بعد موته وإذا كلمه عند الخالف
والوالف مقبول ،ويسُتدل به كل أحد .وتنظر وإذا كل مؤرخ إذا ذكره جعل ترجته أكب
التماجم ،ويذكر من فضله ونبله ما يلع قلوب مالفميه ،ول يقدر أحد على جحد
فضائله ،ول كتم مناقبه ،بل يشهد له با الخالف كابن حزمم ،وابن تيمحية وغيخها ف
كل عصر .
ث إن لم فضائل غيخ هذه منها :الصدع بالق ونصره ،ودفع الباطل وإظهار ما وجب.
ولذا ترى كثيخا من الصحابة ) /1 (145يقولون :لول أن سعت رسول ال صلى ال
يكتمحها فإنه
ومن
عليه وسلم يقول :))من كتم علمحا(( الديث .وسعت قول ال تعال : }
قلبه{ ما حدثتك .
آث
فكم للعلمحاء مواقف عند أمراء الور وسلطي الظلم ،يسُطع فيها بالق ويتكلم با
يوافق الشرع ،ول تأخذه ف دين ال لومة لئم ول يردعه عن إظهار الق رادع ،ولذا
تنظر ما كان لم من الجر الزميل ،والزماء الليل ،ف قوله صلى ال عليه وسلم:
113 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
))وأفضل من ذلك كله كلمحة حق عند سلطان جائر(( فتنظر ،وإذا القائل بالق كلمه
الصدق وقدره البجل ،وشأأنه عندهم العظم ،وتنظر من داهن أو وافقهم على مرادهم
رجاء لقربه منهم ،ودنو مودتم له ،يكون عندهم مدحورا ،مذموما ،مردودا ،على أن
يصيخ علم الثان سخرية وضحكة ،ويبقى ف أيدي الناس لعبة ،ويطرحَّ عندهم إل الغاية،
ويناله من الهانة النهاية .
وكم ف كل زمان من أهل هذا الشأن فالول فاز وكان من أهل السُعادةا ف الدارين.
والثان هلك وكان أرباب الشقاوةا ف الالتي ،وصدق عليه قوله صلى ال عليه وسلم:
))أنه من الثلثة الذين تسُعر بم النار وأولم دخول فيها(( نسُأل ال سبحانه الداية
والصلحَّ وأسباب اللطاف الت تكون موجبة للفملحَّ والنجاحَّ .
ومنها :الصب على التعليم والتهذيب لن وصل إليهم ،واشأتغال أوقاتم بالتدريب لم،
وبذل مهودهم ف إخلص نصحهم ف إفادتم .
ومنها :إفادةا الناس فيمحا يتاجون إليه من الفمتيا ودفع الصومات /1) ، (146
وإظهار الق ،ودفع الباطل ،والقيام على الظال والنصر للمحظلوم ،وإيصال الصم با
يسُتحقه من خصمحه .
ومنها :أنم أمان أهل الرض عند إتيان السُاعة وقرب حلولا؛ فإن ارتفماع العلم من
علماتا ،وقد بي النب صلى ال عليه وسلم ،أن ليس الراد ارتفماع نفمس العلم ،وإنا هو
قبض حامليه حت تضرب أكباد البل ف مسُألة ول يدون من يفمت فيها .
ث لا كان للعال والعلم هذه الفمضائل ،وهذه الحوال كان من قام به كمحا ينبغي من
أهل السُعادةا ،ومن ترك ما يليق وتبع ما يانب العلم ويالف الراد منه ،كان من أهل
البلء والشقاوةا ،ولذلك أسباب :
الول :أنه ل يقصد بالتعلم والتعب إل ال سبحانه وما يوافق مراده .
114 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الثان :أنه ل يكون قصده بعد أن حصل له العلم إل أن يعمحل ويدم ويقرر ما صح
عنه صلى ال عليه وسلم ،ويرد ما خالف سنته كائنا ما كان .
الثالث :أن ل يعمحل ول يتمك إل وقد قام له دليل على العمحل ،أو التمك من الكتاب
والسُنة ،أو استنباطر جلي منهمحا .ول يعل لرأيه دخل ف إثبات الشريعة ،ول يكلف
الناس بجرد ما خطر بباله إذا ل تكن له عليه حجة تكون له با النجاةا إذا سئل با
أثبت ذلك الكم ،وما كلف به العباد .
الرابع :ترك التعصبات كلها .وهي أقسُام؛ وقد حقق ذلك شأيخنا المام ف )أدب
الطلب( فمحن أراد الطلع عليها فعليه به .) /1 (147وليس للعال مسُرحَّ ف التشريع،
ول كل ما قاله صواب ،بل هو موز عليه الطأ والصواب ،فكيف يقع منه التعصب
لقول عال أو لقول صدر منه .
الامس :أن ل يرى لنفمسُه حقا ،وأن ل يعتميه عجب وكب ،لنه مل الضعف والزملل
والطأ وكم مثله من العلمحاء ،وكم وأي رتبة قد بلغ إليها .فإنه إذا نظر ف أبناء كل
زمان وأبناء زمانه ،نظر وإذا فيهم من ل يبلغ قدره ول ينال من الظ والعرفة ماله .بل
إذا نظر إل من هو أحقر منه يد عنده من الفموائد ما ل يكن عنده ،ول يبلغ رتبة
الكمحال من اللق فرد ،ولو بلغ إل النهاية القصوى ففموقه من هو أعلى منه رتبة وأرفع
منه كعبا .على أنه إذا تفمكر ف أمر علم أنه ل يسُن منه ذلك ،وهو أنه اشأتمك هو
وجيع النوع النسُان ف الاهية وف سائر الصفمات ،ومنحه ال سبحانه ،وفتح عليه
بالعرفة ،مع أنه هو والعامي والاهل سواء .فهل يكون ذلك داعيا لن ينظر لنفمسُه حقا،
وأن يفمتخر ويعتميه العجب ،وهل تقابل تلك النحة بذا .
السُادس :أن يصون العلم عمحا يدنسُه ،فالعلم جوهر شأفماف نوري يكدره أدن مكدر،
ويذهب برونقه أيسُر شأيء ،وما ذاك إل لشرفه؛ ولذا قيل :))إن عيب ذي الشرف
مذكور ،وعيب الاهل مغمحور(( فيصيخ عند كل راء وسامع أضحوكة وسخرية ،فكيف
بن علم تري الرمات ،كالمحر والزمنا والربا وأكل أموال الناس بالباطل والرتشاء ،ث
115 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أقدم على أحدها؟! فهل تكون لعلمحه فائدةا؟ وهل تصيخ له ثرةا؟ وهل كان إل نكال
ووبال وسببا للكه ،وداعيا لهل البطالة إل عدم القلع عن تلك ) /1(148
الفعال ،ومريا لم إل ملزمة الفمسُاد ،لنم قد نظروه بعي العلم فيكون عليه وزره
وأوزارهم؟ فكيف إذا انضم إل فعله التحليل لم والتحري ،من السُامة والوافقة ف مالفمة
الشرع؟ فهو أشأد من كل بلية ،وأعظم من كل فتنة ،لنه أضله ال على علم ،ث ل
يكتف بذلك حت أضل غيخه فيكون من أهل الشقاوةا .
السُابع :أن ل يفمت إل عن ثبت ،إذ لو أفت من دون ثبت كان إث الذي أفتاه عليه،
وإثه على القدام على الفمتيا من دون معرفة ،وكان كالاكم الذي حكم بالق وهو ل
يعلمحه ،وهو من أهل النار كمحا حكم بذلك الرسول صلى ال عليه وسلم .
الثامن :أن ل يفمت من ذات نفمسُه برأيه ،فهو مرم عليه لنه متهد ،والتهد هو من
استفمرغ الوسع لتحصيل ظن بكم ظن ،فإذا أفت من دون استنباطر ول معرفة لا يكون
هذا الفمرد لحقا به ،فهو من التقول على ال با ل يقل .
التاسع :أن يل جيع العلمحاء ول يسُتحقر أحدا منهم ،ويعظمحهم فإن وافق أقوالم
الصواب ،كان لم رتبة العلم ورتبة الوافقة ،وإن خالف ،فإن كان عن جهل وعدم
استفمراغ الوسع فقد أخطأ وعليه وزر الطأ ،وإن كان عن التباس ،فهو مطئ معذور وله
أجر ،فينبهه على خطئه .
العاشأر :أن يبذل نفمسُه ووسعه ويفمرغ أوقاته لن أراد التعلم عليه ،وينصح الطالب ويلقي
عليه ما يب عليه من الفموائد والنكت إن كان أهل لذلك ،ويعرفه ما هو الق
والصواب ،وما يب عليه اتباعه واجتنابه ،فمحا فائدةا العلم والتعليم سوى ذلك ،ول يب
علينا طلب العلم إل للفادةا ) /1 (149به لن طلبه .والعال يكون كالشاهد لكونه قد
عرف ،والطالب يكون كالغائب ،وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :))ليبلغ
الشاهد الغائب(( ث إن له على التعليم الجر العظيم ،والقام الكري .
116 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الادي عشر :أنه ل يكتم الق وأن يصدع به ،ول ياف لومة لئم ،ويعل ذلك ل
سبحانه وهو الناصر له والافظ ،وهو الواجب على كل عال .
الثان عشر :أن يكون على حال الرسول وحال الصحابة ،من حسُن اللق وكرم السُجية،
والرفق شأعاره والتقوى دثاره ل يفمارقه ،لنه ل يكون عالا إل بذلك ،والعلم شأرف ل
يقوم إل بن شأرف .
فهذه حالة العال الت يب عليه القيام والتحلي با .وهذه المور هي أسباب السُعادةا
وعكسُها سبب الشقاوةا .
الول صلحَّ النية ف طلبه ،فل يكون قاصدا بذلك حرفة من حرف الدنيا ،كأن يكون
مدرسا ،أو مفمتيا ،أو حاكمحا ،أو ياري به العلمحاء ،أو لجل أن يكون له شأرف ،أو غيخ
ذلك من السباب الت تالف أن يكون الفمعل ل سبحانه .
الثان :أن يتوجه مع العزمم على أنه يريد العلم الذي يوصل إل النة ،ويكون سبب
السُعادةا ورضاء الرب سبحانه .
الثالث :يلتجئ بباب الرب بأن يفمتح عليه بالعلم النافع ،وأن يقدره على ذلك ،وأن ين
عليه بالغاية ف الطلب واللطاف ،وأن يصرف عنه شأياطي النس والان .) /1 (150
الرابع :أن يكون مطلوبه علمحا يصدق عليه بعد معرفته أن من ورثة النبياء .
الامس :أن يفمحصخ ويكمحل ف إحراز العان ،ونيل تلك العان ،ويعل ذلك أعظم
شأغله ،وأجل قصده ،ويتمك ما سواه لجله .
117 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
السُادس :أنه إن احتاج إل الكشف عن حقيقة مسُألة ،فل يقنع إل با قام عليه الدليل،
إن كان قد صارت له قدرةا على ذلك ،وإل فعليه بسُؤال العلمحاء الكبار عمحا صح عن
الرسول صلى ال عليه وسلم .
السُابع :أن ل يقنع باليسُيخ من العلم ،ول يرضى بالقليل حت يبلغ إل ما ف وسعه
ودخل تت قدرته .
الثامن :أن يل العلمحاء ،ويتواضع لم ،ويعظمحهم ،وينظر لم الق الوافر على الطلق،
فإذا صار أهل للنقد ،عرف لكل فرد منهم الرتبة الت تليق به .
التاسع :أن يعظم شأيوخه ويلهم ،ويكون لم بثابة الرقيق ،فقد قيل :))إن للشيخ حقا
مثل ما للب(( بل أزيد لن الشيخ سبب الياةا الدنيوية والخروية ،والب إنا هو
سبب الياةا الدنيوية فقط؛ والعلم حياةا ،والهل موت ،وقد قيل ف تفمسُيخ الية : }يرج
الي{ إن الراد يرج العال من الاهل والاهل من من
اليت
اليت ويرج
من
الي
العال .
العاشأر :أن ل ينظر وقد شأارف على أول فائدةا وقرب إل معرفة أدن مرتبة ،فيظن ف
نفمسُه الظنون ،ويطر بباله أن قد فاز بالقدحَّ العلى ،وبلغ الغاية القصوى ،فالعلم متاج
إل تقرير وثبت ،وإل فهو قد اقنع نفمسُه بالهل وهو ل يشعر وتعلق به قلة العقل ،بل
وإن داوم على جع العلوم /1) ، (151وتلك العقيدةا باقية فيه ل تظهر لعلمحه فائدةا،
ول يعود عليه ذلك الطلب بعائدةا ،بل يبقى محوق البكة ذاهب الرونق ،وكم قد
شأاهدنا من قبلنا وف زماننا ،وكم قد حكت ذلك التواريخ ف العال .
الادي عشر :أن ل يكون سؤاله ول تكلمحه ،إل لربعة أنواع :
أو أنه قد ظهر له اختلل ف كلم الصنف ،ولكن لعن مازفة وتيلت
118 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أو أنه قد ظهر له أن قد سبق إل ذهن الشيخ غيخ ما دل عليه كلم الصنف .
فهذه أحوال الطالب .ولكل من العال والطالب أحوال أخر ،لكن هذه أجلها وأشأدها
حاجة وأعظمحها ماسة ،فإذا قام العال بتلك الحوال وقام الطالب بأحواله كان سبب
السُعادةا والفموز .
وعلى فضل العلم والعلمحاء أدلة كثيخةا واسعة ،تركتها اختصارا .
واعلم أن العلمحاء تتفماوت مراتبهم وأحوالم ،وإن كان قد صدق عليهم مسُمحى العلم،
وأحرزوا تلك المور والتفماوت ،إنا هو بقوةا الستنباطر ،وصحة قرية الجتهاد،
فالجتهاد ملكة تصل للعال عند جعه لتلك العلوم ،وقد ل تصل ،فحصولا متوقف
على جع تلك العلوم ،ول يلزمم من جعها حصولا ،لنا كاللة ،مثل آلة النجار فإنه قد
يعرف كيفمية النجارةا ويتصورها ،ويمحع آلتا ،ول يكنه أن يكم الصناعة كلية )/1
(152الحكام .
فالعال قد يمحع جيع العلوم ،وتصل له تلك الكيفمية الت هي اللكة ،ول يكنه العمحل
بتلك اللكة ،أو يكنه العمحل ف بعض ول يكنه العمحل الكامل .ولذا كان جاعة من
الصحابة رضي ال عنهم يعرفون جيع ما قام بلسُان العرب ،وعرفوا السُنة والكتاب ،ول
يكنهم ذلك ،مثل أب هريرةا وأمثاله ،وترى ابن عباس من صغار الصحابة ،وصار بر
المة ،وكانت له اليد الطول والسُهم العلى ،وف كل عصر هكذا فهي عطايا وحظوظ،
وقد عثر التأخر على أدلة قد عجزم عنها الوائل وصنع ف التصانيف مال يقدر عليه
الماثل ،وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء .
119 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
منها أن يريد أن يكون له بذلك العلم رفعة وشأأنا ،وينظره الناس بذلك ويقال ف حقه
عال أو نرير أو مبز ل ياري .
ومنها أن يكون ناصر البدعة ،سواء علم واستدام على ذلك عجرفة ،أو عرف ما هو
الق ول يصغ إليه ،أو نصر قول له قد سبق على خلف الق فانكشف له الق ،أو ل
يسُمحع من العرف له بالق ،أو قام برياسة فأراد أن يب الناس على قوله وإن كان
صوابا ،لكن الخالف له معه دليل ل يؤدي مالفمته لا قاله إل التنكيل به والعقاب له .
ومنها أن يكون قد فتح عليه وكان قبل ذلك مقلدا لحد العلم ،فل يزمال يتعصب له
بعد معرفته بأن الق خلفه عمحدا وعنادا .
ومنها أن يكون من له شأغل بالعلم ،ولكن ل تكن له اليد الطول ،وصار يفمرع ويلحق
مسُائل متخيلة ويكمحل الشريعة ،ويوجب ويلل ويرم .
فهذه المور ما مع سبق ف غضون الكلم ف تفمصيل هذا القام ،إذا تتبعها الذي يريد
النجاحَّ وعمحل با فاز بالفملحَّ ،وإل أهلك نفمسُه وصار من حزمب النار ،نعوذ بال من
ذلك .
ولذه المور بسُطة بسُطها الشيخ الفماضل العلمة ،علي بن ممحد بن علي الشوكان -
رحه ال -ف كتابه )الدرر الفماخرةا الشاملة لسُعادةا الدنيا والخرةا( فمحن أراد الطلع
عليه فليخاجعه .
وفيه :فصول
وفيه :إفهامات
120 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وعن هذا الفمكر تنشأ العلوم والصنائع ،ث لجل هذا الفمكر وما جبل عليه النسُان ،بل
اليوان من تصيل ما تسُتدعيه الطباع ،فيكون الفمكر راغبا ف تصيل ما ليس عنده من
الدراكات ،فيخجع إل من سبقه بعلم ،أو زاد عليه بعرفة أو إدراك ،أو أخذه من تقدمه
من النبياء الذين يبلغونه ) /1 (155لن تلقاه ،فيلقن ذلك عنهم ويرص على أخذه
وعلمحه ،ويرجع إل ما استفماد عنه إما من الفواه أو من الدوال عليه .فهذا ميل طبيعي
من البشر إل الخذ والستفمادةا ،فمحنهم من ساعده فهمحه ،ومنهم من ل يسُاعده مع
ميله إليه .
وأما عدم اليل فلمر عارضي ،كفمسُاد الزماج ،وبعد الكان عن العتدال ول اعتداد به.
ث إن فكره ونظره يتوجه إل واحد واحد من القائق ،وينظر ما يعرض له لذاته واحدا
بعد آخر ،ويتمحرن على ذلك حت يصيخ إلاق العوارض بتلك القيقة ملكة له ،با
يعرض لتلك القيقة علمحا مصوصا ،وتتشوف نفموس أهل اليل الناشأئ إل تصيل،
ذلك فيفمزمعون إل أهل معرفته ،وييء التعليم من هذا .فقد تبي بذلك أن العلم والتعليم
طبيعي ف البشر .
121 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أن نوع النسُان لا كان مدنيا بالطبع ،وكان متاجا إل إعلم ما ف ضمحيخه إل
غيخه ،وفهم ما ف ضمحيخ الغيخ ،اقتضت الكمحة اللية إحداث دوال يف عليه إيرادها،
ول يتاج إل غيخ اللت الطبعية ،فقاده اللام اللي إل استعمحال الصوت ،وتقطيع
النفمس الضروري باللة الذاتية إل حروف يتاز بعضها عن بعض ،باعتبار مارجها
وصفماتا ،حت يصل منها بالتمكيب كلمحات دالة على العان الاصلة ف الضمحيخ فيتيسُر
لم فائدةا التخاطب ،والاورات والقاصد الت ل بد منها ف معاشأهم .
ث إن تركيبات تلك الروف لا أمكنت على وجوه متلفمة ،وأناء متنوعة ،حصل لم
ألسُنة متلفمة ،ولغات متبائنة وعلوم متنوعة .
من عداد الصنائع النسُانية وهو رسوم وأشأكال حرفية ،تدل على الكلمحات السُمحوعة
الدالة على ما ف النفمس ،فهو ثان رتبة من الدللة اللغوية ،وهو صناعة شأريفمة إذ الكتابة
من خواص النسُان الت تيزم با عن اليوان .
وأيضا فهي تطلع على ما ف الضمحائر وتتأدى با الغراض إل البلد البعيد ،فتقضى
الاجات ،وقد دفعت مؤنة الباشأرةا لا ،ويطلع با على العلوم والعارف ،وصحف
الولي ،وما كتبوه من علومهم وأخبارهم ،فهي شأريفمة بذه الوجوه والنافع ،وخروجها ف
122 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
النسُان من القوةا إل الفمعل ،إنا يكون بالتعليم ،وعلى قدر الجتمحاع والعمحران والتناغي
ف الكمحالت ،والطلب لذلك ،تكون جودةا الط ف الدينة ،إذ هو من جلة الصنائع،
وإنا تابعة للعمحران ،ولذا ند أكثر البدو أميي ل يكتبون ول يقرؤرون ،ومن قرأ منهم أو
كتب فيكون خطه قاصرا ،وقراءته غيخ نافذه ،وند تعليم الط ف المصار الارج
عمحرانا عن الد ،أبلغ وأحسُن وأسهل طريقا لستحكام الصنعة فيها .
كمحا يكى لنا عن مصر لذا العهد /1) ، (157وأن با معلمحي منتصبي لتعليم الط،
يلقون على التعلم قواني ،وأحكاما ف وضع كل حرف ،ويزميدون إل ذلك الباشأرةا
بتعليم وضعه ،فتعتضد لديه رتبة العلم والس ف التعليم ،وتأت ملكته على أت الوجوه،
وإنا أتى هذا من كمحال الصنائع ووفورها بكثرةا العمحران وانفمسُاحَّ العمحال .
وقد كان الط العرب بالغا مبالغة من الحكام والتقان والودةا ف دولة التبايعة ،لا
بلغت من الضارةا والتمف ،وهو السُمحى بالط المحيخي ،وانتقل منها إل اليخةا ،لا كان
با من دولة آل النذر ،نسُباء التبابعة ف العصبية ،والددين للك العرب بأرض العراق،
ول يكن الط عندهم من الجادةا كمحا كان عند التبابعة ،لقصور ما بي الدولتي،
وكانت الضارةا وتوابعها من الصنائع وغيخها قاصرةا عن ذلك ،ومن اليخةا لقنه أهل
الطائف وقريش فيمحا ذكر ،يقال :إن الذي تعلم الكتابة من اليخةا هو سفميان بن أمية،
ويقال :حرب بن أمية ،وأخذها من أسلم بن سدرةا ،وهو قول مكن وأقرب من ذهب
إل أنم تعلمحوها من إياد أهل العراق لقول شأاعرهم :
وهو قول بعيد ،لن إيادا وإن نزملوا ساحة العراق ،فلم يزمالوا على شأأنم من البداوةا
والط من الصنائع الضرية ،وإنا معنم قول الشاعر أنم أقرب إل الط والقلم من
غيخهم من العرب ،لقربم من ساحة المصار وضواحيها ،فالقول بأن أهل الجاز إنا
لقنوها من اليخةا ،ولقنها أهل اليخةا من التبابعة وحيخ ،هو الليق من القوال .
123 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وكان لمحيخ كتابة تسُمحى السُند ،حروفها منفمصلة ،وكانوا ينعون من تعلمحها إل )/1
(158بإذنم ،ومن حيخ تعلمحت مضر الكتابة العربية ،إل أنم ل يكونوا ميدين لا،
شأأن الصنائع إذا وقعت بالبدو ،فل تكون مكمحة الذاهب ،ول مائلة إل التقان
والتنمحيق لبون ما بي البدو والصناعة ،واستغناء البدو عنها ف الكثر .
وكانت كتابة العرب بدوية ،مثل كتابتهم ،أو قريبا من كتابتهم لذا العهد ،أو نقول:إن
كتابتهم لذا العهد أحسُن صناعة ،لن هؤلء أقرب إل الضارةا ومالطة المصار
والدول .
وأما مضر فكانوا أعرق ف البدو ،أبعد عن الضر من أهل اليمحن ،وأهل العراق ،وأهل
الشام ومصر ،فكان الط العرب لول السلم غيخ بالغ إل الغاية من الحكام،
والتقان ،والجادةا ،ول إل التوسط لكان العرب ،من البداوةا والتوحش وبعدهم عن
الصنائع ،وانظر ما وقع لجل ذلك ف رسهم الصحف ،حيث رسه الصحابة بطوطهم،
وكانت غيخ مسُتحكمحة ف الجادةا ،فخالف الكثيخ من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة
الط عند أهلها .
ث اقتفمى التابعون من السُلف رسهم فيها ،تبكا با رسه أصحاب رسول ال -صلى ال
عليه وسلم -وخيخ اللق من بعده التلقون لوحيه من كتاب ال وكلمه ،كمحا يقتفمي لذا
العهد خط ول أو عال تبكا ويتبع رسه خطأ أو صوابا ،وأين نسُبة ذلك من الصحابة
فيا كتبوه ،فاتبع ذلك وأثبت رسا ونبه العلمحاء بالرسم على مواضعه ،ول تلتفمت ف ذلك
إل ما يزمعمحه بعض الغفملي من أنم كانوا مكمحي لصناعة الط .
وإن ما يتخيل من مالفمة خطوطهم لصول الرسم ليس كمحا يتخيل بل لكلها وجه،
ويقولون ف مثل زيادةا اللف ف )ل أذبنه( إنه تنبيه على أن الذبح ل يقع ،وف زيادةا
الياء ف )بأييد( إنه تنبيه على كمحال القدرةا الربانية ،وأمثال ذلك ما ل أصل له إل
التحكم الض ،وما حلهم ) /1 (159على ذلك إل اعتقادهم أن ف ذلك تنزميها
للصحابة عن توهم النقصخ ف قلة إجادةا الط ،وحسُبوا أن الط كمحال ،فنزمهوهم عن
124 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نقصه ،ونسُبوا إليهم الكمحال بإجادته ،وطلبوا تعليل ما خالف الجادةا من رسه ،وذلك
ليس بصحيح .
واعلم أن الط ليس بكمحال ف حقهم ،إذ الط من جلة الصنائع الدنية العاشأية ،كمحا
رأيته فيمحا مر ،والكمحال ف الصنائع إضاف ،وليس بكمحال مطلق ،إذ ل يعود نقصه على
الذات ف الدين ول ف اللل ،وإنا يعود على أسباب العاش وبسُب العمحران والتعاون
عليه ،لجل دللته على ما ف النفموس ،وقد كان -صلى ال عليه وسلم -أميا وكان
ذلك كمحال ف حقه ،وبالنسُبة إل مقامه لشرفه وتنزمهه عن الصنائع العمحلية الت هي
أسباب العاش والعمحران كلها ،وليسُت المية كمحال ف حقنا نن إذ هو منقطع إل
ربه ،ونن متعاونون على الياةا الدنيا ،شأأن الصنائع كلها حت العلوم الصطلحية ،فإن
الكمحال ف حقه هو تنزمهه عنها جلة بلفنا .
ث لا جاء اللك للعرب ،وفتحوا المصار وملكوا المحالك ،ونزملوا البصرةا والكوفة،
واحتاجت الدولة إل الكتابة ،استعمحلوا الط ،وطلبوا صناعته وتعلمحه ،وتداولوه ،فتمقت
الجادةا فيه ،واستحكم وبلغ ف الكوفة والبصرةا رتبة من التقان ،إل أنا كانت دون
الغاية ،والط الكوف معروف الرسم لذا العهد .
ث انتشر العرب ف القطار والمحالك ،وافتتحوا إفريقية والندلس ،واختط بنو العباس
بغداد ،وترقت الطوطر فيها إل الغاية لا استبحرت ف العمحران ،وكانت دار السلم،
ومركزم الدولة العربية ،وكان الط البغدادي معروف ) /1 (160الرسم ،وتبعه الفريقي
العروف رسه القدي لذا العهد ،ويقرب من أوضاع الط الشرقي وتيزم ملك الندلس
بالمويي ،فتمحيزموا بأحوالم من الضارةا والصنائع والطوطر ،فتمحيزم صنف خطهم
الندلسُي ،كمحا هو معروف الرسم لذا العهد .
125 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث لا انل نظام الدولة السلمية ،وتناقصت تناقصخ ذلك أجع ودرست معال بغداد
بدروس اللفة ،فانتقل شأأنا من الط والكتابة ،بل والعلم إل مصر والقاهرةا ،فلم تزمل
أسواقه با نافقة لذا العهد ،وله با معلمحون يرسون لتعليم الروف بقواني ف وضعها
وأشأكالا متعارفة بينهم ،فل يلبث التعلم أن يكم أشأكال تلك الروف على تلك
الوضاع ،ولقد لقنها حسُا وحذق فيها دربه وكتابا ،وأخذها قواني علمحية فتجيء أحسُن
ما يكون .
وأما أهل الندلس فافتمقوا ف القطار عند تلشأي ملك العرب با ،ومن خلفمهم من
الببر ،وتغلبت عليهم أمم النصرانية ،فانتشروا ف عدوةا الغرب وإفريقية من لدن الدول
اللمحتونية إل هذا العهد ،وشأاركوا أهل العمحران با لديهم من الصنائع ،وتعلقوا بأذيال
الدولة فغلب خطهم على الط الفريقي ،وعفمى عليه ونسُي خط القيخوان والهدية،
بنسُيان عوائدها وصنائعهمحا ،وصارت خطوطر أهل إفريقية كلها على الرسم الندلسُي
بتونس وما إليها ،لتوفر أهل الندلس با عند الالية من شأرق ) /1 (161الندلس،
وبقي منه رسم ببلد الريد الذين ل يالطوا كتاب الندلس ،ول ترسوا بوارهم ،إنا
كان يفمدون على دار اللك بتونس ،فصار خط أهل إفريقية من أحسُن خطوطر أهل
الندلس ،حت إذا تقلصخ ظل الدولة الوحدية بعض الشيء وتراجع أمر الضارةا والتمف،
بتماجع العمحران نقصخ حينئذ حال الط ،وفسُدت رسومه ،وجهل فيه وجه التعليم بفمسُاد
الضارةا ،وتناقصخ العمحران ،وبقيت فيه آثار الط الندلسُي تشهد با كان لم من
ذلك ،لا قيل من أن الصنائع إذا رسخت بالضارةا فيعسُر موها .
وحصل ف دولة بن مرين من بعد ذلك بالغرب القصى لون من الط الندلسُي ،لقرب
جوارهم ،وسقوطر من خرج منهم إل فاس قريبا ،واستعمحالم إياهم سائر الدولة ،ونسُي
عهد الط فيمحا بعد عن سدةا اللك وداره ،كأنه ل يعرف ،فصارت الطوطر بإفريقية
والغربي مائلة إل الرداءةا بعيدةا عن الودةا ،وصارت الكتب إذا انتسُخت فل فائدةا
تصل ،لتصفمحها منها إل العناء والشقة ،لكثرةا ما يقع فيها من الفمسُاد والتصحيف
126 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وتغييخ الشأكال الطية عن الودةا ،حت ل تكاد تقرأ إل بعد عسُر ،ووقع فيه ما وقع
ف سائر الصنائع ،بنقصخ الضارةا وفسُاد الدول ،وال أعلم .
قف :إن الصنائع تكسُب صاحبها عقل ،وخصوصا الكتابة والسُاب ،وذلك أن النفمس
الناطقة للنسُان إنا توجد فيه بالقوةا ،وأن خروجها من القوةا إل الفمعل ،إنا هو بتجدد
العلوم والدراكات عن السُوسات أول ،ث ما يكتسُب بعدها بالقوةا النظرية ،إل أن
يصيخ إدراكا بالفمعل ،وعقل مضا ،فتكون ذاتا روحانية ،وتسُتكمحل حينئذ وجودها.
فوجب لذلك أن يكون كل نوع من العلم ،والنظر يفميدها عقل فريدا والصنائع أبدا
يصل عنها وعن ملكتها قانون علمحي ،مسُتفماد من تلك اللكة .
فلهذا كانت النكة ) /1 (162ف التجربة تفميد عقل ،واللكات الصناعية تفميد عقل،
والضارةا الكاملة تفميد عقل ،لنا متمحعة من صنائع ف شأأن تدبيخ النزمل ،ومعاشأرةا أبناء
النس وتصيل الداب ف مالطتهم ،ث القيام بأمور الدين واعتبار آدابا وشأرائطها .
وهذه كلها قواني تنتظم علوما فيحصل منها زيادةا عقل ،والكتابة من بي الصنائع أكثر
إفادةا لذلك ،لنا تشتمحل على العلوم والنظار بلف سائر الصنائع .وبيانه أن ف
الكتابة انتقال من الروف الطية إل الكلمحات اللفمظية ف اليال ،ومن الكلمحات
اللفمظية ف اليال إل العان الت ف النفمس ،ويكون ذلك دائمحا فيحل لا ملكة النتقال
من الدلة إل الدلولت ،وهو معنم النظر العقلي الذي يكسُب العلوم الهولة ،فيكسُب
بذلك ملكة من التعقل تكون زيادةا عقل ،ويصل به قوةا فطنة وكيس ف المور ،لا
تعودوه من ذلك النتقال .
ولذلك قال كسُرى ف كتابه لا رآهم بتلك الفمطنة والكيس )ديوانه( أي شأياطي وجنون.
قالوا :وذلك أصل اشأتقاق الديوان لهل الكتابة .ويلحق بذلك السُاب ،فإن ف صناعة
السُاب نوع تصرف ف العدد بالضم والتفمريق ،يتاج فيه إل استدلل كثيخ ،فيبقى
متعودا للستدلل والنظر ،وهو معنم العقل .وال أعلم بالصواب .
127 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أنه يقال :إن آدم عليه الصلةا والسُلم كان عالا بمحيع اللغات ،لقوله سبحانه
كلها{ قال المام الرازي :الراد أساء كل ما خلق ال
الساء
وعلم آدم
وتعال : }
سبحانه وتعال ،من أجناس الخلوقات ،بمحيع اللغات الت يتكلم با ولده اليوم ،وعلم
أيضا معانيها ،وأنزمل عليه ) /1 (163كتابا ،وهو كمحا ورد ف حديث أب ذر رضي ال
عنه أنه قال :))يا رسول ال أي كتاب أنزمل على آدم؟ قال :كتاب العجم ،قلت :أي
كتاب العجم؟ قال :أ .ب .ت .ث .ج ،قلت :يا رسول ال ،كم حرفا؟ قال تسُعة
وعشرون حرفا((.الديث .
وذكروا أنه عشر صحف فيها سور مقطعة الروف ،وفيها الفمرائض ،والوعد والوعيد،
وأخبار الدنيا والخرةا ،وقد بي أهل كل زمان ،وصورهم وسيخهم مع أنبيائهم وملوكهم،
وما يدث ف الرض من الفمت واللحم .
ول يفمى أنه مسُتبعد عند أصحاب العقول القاصرةا ،وأما من أمعن النظر ف )الفمر( ول
حظ شوله على غرائب المور ،فعنده ليس ببعيد سيمحا ف الكتب النزملة .هكذا قيل
ولكن ف صحة كتاب )الفمر( كلم كمحا بيناه ف )لقطة العجلن( .
وروي أن آدم عليه السُلم ،وضع كتابا ف أنواع اللسُن والقلم قبل موته بثلثائة سنة،
كتبها ف الطي ث طبخه ،فلمحا أصاب الرض الغرق ،وجد كل قوم كتابا فكتبوه من
خطه ،فأصاب إساعيل عليه السُلم الكتاب العرب ،وكان ذلك من معجزمات آدم عليه
السُلم .ذكره السُيوطي ف )الزمهر( وهذا أبعد ما قبله .
وف رواية أن آدم عليه السُلم كان يرسم الطوطر بالبنان ،وكان أولده تتلقاها بوصيته
منه ،وبعضهم بالقوةا القدسية القابلة ،وكان أقرب عهد إليه إدريس عليه ) /1(164
السُلم ،فكتب بالقلم واشأتهر عنه من العلوم ما ل يشتهر عن غيخه ،ولقب برمس
الرامسُة والثلث بالنعمحة لنه كان نبيا ملكا حكيمحا .
128 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وجيع العلوم الت ظهرت قبل الطوفان إنا صدرت عنه ،ف قول كثيخ من العلمحاء ،وهو
هرمس الول ،أعن إدريس بن يرد بن مهليل بن أنوش بن شأيث ابن آدم عليه السُلم
التمحكن بصعيد مصر العلى .
وقالوا :إنه أول من تكلم ف الجرام العلوية ،والركات النجومية ،وأول من بنم الياكل،
وعبد ال تعال فيها ،وأول من نظر ف الطب ،وألف لهل زمانه قصائد ف البسُائط
والركبات ،وأنذر بالطوفان ،ورأى أنه آفة ساوية تلحق الرض ،فخاف ذهاب العلم،
فبنم الهرام الت ف صعيد مصر العلى ،وصور فيها جيع الصناعات واللت ،ورسم
صفمات العلوم والكمحالت ،حرصا على تليدها ث كان الطوفان ،وانقرض الناس فلم يبق
علم ول أثر سوى من ف السُفمينة من البشر ،وذلك مذهب جيع الناس إل الوس،
فإنم ل يقولون بعمحوم الطوفان .
ث أخذ يتدرج الستئناف والعادةا ،فعاد ما اندرس من العلم إل ما كان عليه مع
الفمضل والزميادةا ،فأصبح مؤسس البينان مشيد الركان ل زال مؤيدا باللة السلمية إل
يوم الشر واليزمان .وال تعال أعلم .) /1 (165
وفيه :إفصاحات
اعلم أن النسُان لا كان متاجا إل اجتمحاع مع آخر من نوعه ،ف إقامة معاشأه،
والستعداد لعاده ،وذلك الجتمحاع يب أن يكون على شأكل يصل به التمحانع
والتعاون ،حت يفمظ بالتمحانع ما هو له ،ويصل بالتعاون ما ليس له من المور الدنيوية
والخروية .
129 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وكان ف كثيخ منها مال طريق للعقل إليه ،وإن كان فيه فبأنظار دقيقة ،ل تتيسُر إل
لواحد بعد واحد ،اقتضت الكمحة اللية إرسال الرسل ،وإنزمال الكتب للتبشيخ والنذار،
وإرشأاد الناس إل ما يتاجون إليه ،من أمور الدين والدنيا .
فصورةا الجتمحاع على هذه اليئة هي اللة ،والطريق الاص الذي يصل به إل هذه اليئة
هو النهاج والشريعة ،فالشريعة ابتدأت من نوحَّ عليه السُلم ،والدود الحكام ابتدأت
من آدم ،وشأيث ،وإدريس ،عليهم السُلم ،وختمحت بأتها وأكلمحها .
فمحن الناس من آمن بم واهتدى ،ومنهم من اختار الضللة على الدى ،فظهر اختلف
فرحون{ )/1
لديهم
با
حزمب
كل
الراء والذاهب من الكفمار والفمرق السلمية ، }
(166
اعلم أن التقسُيم الضابط أن يقال :إن من الناس من ل يقول بحسُوس ،ول بعقول،
وهم السُوفسُطائية ،فإنم أنكروا حقائق الشأياء .
ومنهم من يقول بالسُوس ،ول يقول بالعقول ،وهم الطبيعية ،كل منهم معطل ل يرد
عليه فكره براد ،ول يهديه عقله ونظره إل اعتقاد ،ول يرشأده ذهنه إل معاد ،قد ألف
السُوس ،وركن إليه ،وظن أن ل عال وراء العال السُوس ،ويقال لم الدهريون أيضا،
فإنم يثبتون معقول .
ومنهم من يقول بالسُوس ،والعقول ،ول يقول بدود ول أحكام ،وهم الفملسفمة ،فكل
منهم قد رقى عن السُوس ،وأثبت العقول ،لكنه ل يقول بدود وأحكام وشأريعة
وإسلم ،ويظن أنه إذا حصل له العقول ،وأثبت للعال مبدأ ومعادا ،وصل إل الكمحال
الطلوب من جنسُه ،فيكون سعادته على قدر إحاطته وعلمحه ،وشأقاوته بقدر جهله
وسفماهته ،وعقله هو السُتبد بتحصيل هذه السُعادةا .وهؤلء الذين كانوا ف الزممن الول
دهرية ،وطبيعية ،وإلية ،ل الذين أخذوا علومهم عن مشكاةا النبوةا .
130 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنهم من يقول بالسُوس والعقول ،والدود الحكام ،ول يقول بالشريعة والسلم،
وهم الصابئة ،فهم قوم يقرب من الفملسفمة ،ويقولون بدود وأحكام عقلية ،ربا أخذوا
أصولا وقوانينها من مؤيد بالوحي .
إل أنم اقتصروا على الول منهم ،وما تعدوا إل الخر ،وهؤلء هم الصابئة الول،
الذين قالوا بغازيون ،وهرمس ،وها شأيث وإدريس عليهمحا السُلم ،ول يقولوا بغيخها من
النبياء .) /1 .(167
ومنهم من يقول هذه كلها شأريعة ما وإسلم ،ول يقول بشريعة ممحد -صلى ال عليه
وسلم -وهم الوس والنصارى واليهود .
ومنهم من يقول بذه كلها ،وهم السُلمحون ،وكانوا عند وفاةا النب -صلى ال عليه
وسلم -على عقيدةا واحدةا ،إل من كان يبطن النفماق .
ث نشأ اللف فيمحا بينهم ،أول ف أمور اجتهادية ،وكان غرضهم منها إقامة مراسم
الدين ،كاختلفهم ف التخلف عن جيش أسامة ،وف موته -صلى ال عليه وسلم -
وف موضع دفنه ،وف المامة ،وف ثبوت الرث عنه - ،صلى ال عليه وسلم -وف
قتال مانعي الزمكاةا ،وف خلفة علي ومعاوية ،وكاختلفهم ف بعض الحكام الفمرعية ،ث
يتدرج ويتمقى إل آخر أيام الصحابة -رضي ال عنهم .-
فظهر قوم خالفموا ف القدر ،ول يزمل اللف يتشعب حت تفمرق أهل السلم إل ثلث
وسبعي فرقة ،كمحا أشأار إليه رسول ال -صلى ال عليه وسلم -وكان من معجزماته،
ولكن كبار الفمرق السلمية ثان ،وهم العتزملة ،والشيعة ،والوارج ،والرجئة ،والنجارية،
والبية ،والشبهة ،والناجية ،ويقال لم أهل السُنة والمحاعة ،هذا ما ذكروه ف كتب
الفمرق .
131 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أنم باعتبار العلم والصناعة قسُمحان :قسُم اعتنم بالعلم ،فظهرت منهم ضروب
العارف ،فهم صفموةا ال من خلقه ،وفرقة ل تعت بالعلم عناية يسُتحق با اسه .
فالول :أمم منهم أهل مصر ،والروم ،والند ،والفمرس ،والكلدانيون ،واليونانيون ،والعرب،
والعبانيون .
والثانية :بقية المم ،لكن النبه منهم الصي ،والتمك .وف )اللل والنحل( :))إن كبار
المم أربعة :العرب ،والعجم ،والروم ،والند ،ث إن العرب والند يتقاربان على مذهب
واحد ،وأكثر ميلهم إل تقرير خواص الشأياء ،والكم بأحكام الاهيات والقائق،
واستعمحال المور الروحانية .والعجم والروم يتقاربان على مذهب واحد ،وأكثر ميلهم إل
تقرير طبائع الشأياء ،والكم بأحكام الكيفميات والكمحيات ،واستعمحال المور
السُمحانية ((.انتهى .
اعلم أن لون الندي وإن كان ف أول مراتب السُودان فصار بذلك من جبلتهم ،إل أنه
سبحانه وتعال جنبهم سوء أخلق السُودان ،ودناءةا شأيمحهم ،وسفماهة أحلمهم،
وفضلهم على كثيخ من السُمحر والبيض ،وعلل ذلك بعض أهل التنجيم بأن زحل وعطارد
يتوليان بالقسُمحة لطبيعة الند ،فلولية زحل اسودت ألوانم ،ولولية عطارد خلصت
عقولم ،ولطفمت أذهانم ،فهم أهل الراء الفماضلة ،والحلم الراجحة ،لم التحقق بعلم
العدد ،والندسة ،والطب ،والنجوم ،والعلم الطبيعي واللي .
فمحنهم براهة :وهي فرقة قليلة العدد ،ومذهبهم إبطال النبوات ،وتري ذبح اليوان .ومنهم
صابئة وهم جهور الند ،ولم ف تعظيم الكواكب وأدوارها آراء ومذاهب ،والشهور ف
كتبهم مذهب السُندهند؛ أي دهر الدهر ،ومذهب الرجهيزم ،ومذهب الركند ولم ف
السُاب والخلق والوسيقى تأليفمات ) /1 (169
132 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهم أعدل المم ،وأوسطهم دارا ،وكانوا ف أول أمرهم موحدين على دين نوحَّ -عليه
السُلم -إل أن تذهب طهمحورث ،بذهب الصابئي ،وقسُر الفمرس على التشرع به،
فاعتقدوه نو ألف سنة ،إل أن تسُجوا جيعا بسُبب زرادشأت ،ول يزمالوا على دينه قريبا
من ألف سنة ،إل أن انقرضوا؛ ولواصهم عناية بالطب ،وأحكام النجوم ،ولم أرصاد
ومذاهب ف حركاتا ،واتفمقوا على أن أصح الذاهب ف الدوار ،مذهب الفمرس ،ويسُمحى
سن أهل فارس ،وذلك أن مدةا العال عندهم جزمء من اثن عشر ألفما من مدةا السُند
هند؛وهي أن السُيارات وأوجاتا ،وجوز هراتا ،تتمحع كلها ف رأس المحل ،ف كل ستة
وثلثي ألف سنة شسُية مرةا واحدةا ،ولم ف ذلك كتب جليلة ،وف كتاب )الفمهرس(
يقال :إن أول من تكلم بالفمارسية كيومرث ،وتسُمحيه الفمرس )كل شأاه( ،أي ملك
الطي ،وهو عندهم آدم أبو البشر -عليه السُلم .-
وأول من كتب بالفمارسية بيوراسب العروف بالضحاك ،وقيل أفريدون ،وقال ابن عبدوس
ف كتاب )الوزراء( :)كانت الكتب والرسائل قبل ملك كشتاسب قليلة ،ول يكن لم
اقتدار على بسُط الكلم ،وإخراج العان ،من النفموس ،ولا ظهر ملك زرادشأت ،صاحب
شأريعة الوس ،وأظهر كتابه العجيب بمحيع اللغات ،وأخذ الناس بتعلم الط ،والكتاب،
فزمادوا ومهروا( وقال ابن القفمع :لغات الفمارسية :الفمهلوية ،والدرية ،والفمارسية ،والوزية،
والسُريانية .) /1 (170
أما الفمهلوية :فمحنسُوبة إل فهلة ،اسم يقع على خسُة بلدان وهي :أصفمهان ،والري،
وهذان ،وناوند ،وأذربيجان .
وأما الدرية :فلغة الدائن ،وبا كان يتكلم من بباب اللك ،وهي منسُوبة إل الباب ،لن
الباب بالفمارسية در ،والغالب عليها من لغة أهل خراسان ،والشرق لغة أهل بلخ .
فأما الفمارسية :فيتكلم با الوابذةا ،والعلمحاء ،وهي لغة أهل فارس .
133 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما الوزية :فبها كان يتكلم اللوك ،والشأراف ف اللوةا مع حاشأيتهم .
وأما السُريانية :فكان يتكلم با أهل السُواد ،والكاتبة ،ف نوع من اللغة ،بالسُريان
فارسي .
وللفمرس ستة أنواع من الطوطر ،وحروفهم مركبة من :)أبد هوزي كلمحن سف رش
ثخذغ( فالتاء الثناةا ،والاء الهمحلة ،والصاد ،والضاد ،والطاء ،والظاء ،والعي ،والقاف،
سواقط .
وهم أمة قدية ،مسُكنهم أرض العراق ،وجزميرةا العرب ،منهم النمحاردةا ،ملوك الرض بعد
الطوفان ،وبت نصر منهم ،ولسُانم سريان؛ول يبحوا إل أن ظهر عليهم الفمرس ،وغلبوا
ملكتهم ،وكان منهم علمحاء ،وحكمحاء ،متوسعون ف الفمنون ،ولم عناية بأرصاد
الكواكب ،وإثبات الحكام والواص .
ولم هياكل ،وطرائق لستجلب ) /1 (171قوى الكواكب ،وإظهار طبائعها ،بأنواع
القاربي ،فظهرت منهم الفاعيل الغريبة ،من إنشاء الطلسُمحات ،وغيخها؛ ولم مذاهب
نقل ،منها بطليمحوس ف )السُطي( .
ومن أشأهر علمحائهم :أبرخس ،واطصفمن ،وف )الفمهرس( أن النبطي ،أفصح من السُريان،
وبه كان يتكلم أهل بابل ،وأما النبطي الذي يتكلم به أهل القرى ،فهو سريان ،غيخ
فصيح ،وقيل :اللسُان الذي يسُتعمحل ف الكتب الفمصيحة بلسُان أهل سوريا ،وحران .
وللسُريانيي ،ثلثة أقلم ،أقدم القلم ،ول فرق بينه وبي العرب ف الجاء ،إل أن الثاء
الثلثة والاء ،والذال ،والضاد ،والظاء ،والغي ،كلها معجمحات سواقط ،وكذا اللم ألف؛
وتركيب حروفها ،من اليمحي إل اليسُار .
134 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هم أمة عظيمحة القدر ،بلدهم بلد روم إيلي ،وأناطول ،وقرامان؛ وكانت عامتهم صابئة،
عبدةا الصنام ،وكان السكندر منهم ،الذي أجع ملوك الرض على الطاعة لسُلطانة،
وبعده البطالسُة ،إل أن غلب عليهم الروم؛ وكان علمحاؤرهم يسُمحون فلسفمة إليي،
أعظمحهم خسُة :بندقليس ،كان ف عصر داود -عليه السُلم -ث فيثاغورس ،ث
سقراطر ،ث أفلطون ،ث أرساطاطاليس .) /1 (172
ولم تصانيف ف أنواع الفمنون ،وهم من أرفع الناس طبقة ،وأجل أهل العلم منزملة ،لا
ظهر منهم من العتناء الصحيح بفمنون الكمحة ،من العلوم الرياضية ،والنطقية ،والعارف
الطبيعية ،واللية ،والسُياسات النزملية ،والدنية ،وجيع العلوم العقلية ،مأخذوةا عنهم ،ولغة
قدمائهم تسُمحى الغريقية ،وهي من أوسع اللغات .
ولغة التأخرين ،تسُمحى اللطين ،لنم فرقتان :الغريقيون ،واللطينيون ،وكان ظهور أمة
اليونان ف حدود سنة ثان وستي وخسُمحائة من وفاةا موسى -عليه السُلم -وقبل
ظهروا السكندر بمحس وأربعي وثانائة سنة
وهم أيضا صابئة ،إل أن قام قسُطنيطي بدين السُيح ،وقسُرهم على التشرع به فأطاعوه،
ول يزمل دين النصرانية يقوى إل أن دخل فيه أكثر المم الاورةا للروم ،وجيع أهل مصر،
وكان لم حكمحاء علمحاء ،بأنواع الفملسُفمة ،وكثيخ من الناس يقول :إن الفملسفمة الشهورين
روميون ،والصحيح أنم يونانيون ،ولتجاور المتي ،دخل بعضهم ف بعض ،واختلط
خبهم ،وكل المتي مشهور العناية بالفملسُفمة ،إل أن لليونان من الزمية والتفمضيل ،مال
ينكر ،وقاعدةا ملكتهم رومية الكبى .ولغتهم مالفمة للغة اليونان .
وقيل لغة اليونان الغريقية ،ولغة الروم اللطينية ،وقلم اليونان والروم من اليسُار إل اليمحي،
مرتب على ترتيب أبد ،وحروفهم :)ايج وزطي كلمحن شأعفمصخ قرشأت ثخ ظغ( فالدال،
والاء ،والاء ،والذال ،والضاد /1) ، (173ولم ألف ،سواقط؛ ولم قلم يعرف
135 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بالسُاميا ،ول نظيخ له عندنا ،فإن الرف الواحد منه ييط بالعان الكثيخةا ،ويمحع عدةا
كلمحات .
قال جالينوس ف بعض كتبه :)كنت ف ملس عام ،فتكلمحت ف التشريح كلما عاما،
فلمحا كان بعد أيام ،لقين صديق ل ،فقال :إن فلنا يفمظ عليك ف ملسُك أنك
تكلمحت بكلمحة كذا ،وأعاد علي ألفماظي؛ فقلت من أين لك هذا؟ فقال :إن لقيت
بكاتب ما هر بالسُاميا ،فكان يسُبقك بالكتابة ف كلمك ،وهذا العلم يتعلمحه اللوك،
وجلة الكتاب ،وينع منه سائر الناس لللته (.كذا قال الندي ف )الفمهرس( .
وذكر أيضا :)أن رجل متطببا ،جاء إليه من بعلبك ،سنة ثان وأربعي ،وزعم أنه يكتب
بالسُاميا ،قال :فجربنا عليه ،فأصبناه ،إذا تكلمحنا بعشر كلمحات أصغى إليها ،ث كتب
كلمحة فاستعدناها ،فأعادها بألفماظنا (.انتهى .
قف :ذكر ف السُبب الذي من أجله يكتب الروم من اليسُار إل اليمحي ،بل تركيب،
أنم يعتقدون أن سبيل الالس ،أن يسُتقبل الشرق ف كل حالته ،فإنه إذا توجه إل
الشرق يكون الشمحال عن يسُاره ،فإذا كان كذلك ،فاليسُار يعطي اليمحي ،فسُبيل
الكاتب أن يبتدئ من الشمحال إل النوب؛ وعلل بعضهم بكون الستمحداد عن حركة
الكبد على القلب .
وهم أخلطر من المم ،إل أن جهرتم قبط ،وإنا اختلطوا لكثرةا ) /1 (174من تداول
ملك مصر من المم ،كالعمحالقة ،واليونانيي ،والروم ،فخفمي أنسُابم ،فانتسُبوا إل
موضعهم ،وكانوا ف السُلف صابئة ث تنصروا إل الفمتح السلمي .
وكان لقدمائهم عناية بأنواع العلوم ،ومنهم هرمس الرامسُة ،قبل الطوفان ،وكان بعده
علمحاء بضروب الفملسُفمة ،خاصة بعلم الطلسُمحات ،والنيخنات ،والرايا الرقة ،والكيمحياء .
136 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وكانت دار العلم با مدينة منف ،فلمحا بنم السكندر مدينة ،رغب الناس ف عمحارتا،
فكانت دار العلم ،والكمحة ،إل الفمتح السلمي .فمحنهم السكندرانيون ،الذين اختصروا
كتب جالينوس؛ وقيل :إن القبط اكتسُب العلم الرياضي من الكلدانيي .
وهم بنو إسرائيل ،وكانت عنايتهم بعلوم الشرائع ،وسيخ النبياء ،فكان أحبارهم ،أعلم
الناس بأخبار النبياء ،وبدء الليقة ،وعنهم أخذ ذلك علمحاء السلم ،لكنهم ل يشتهروا
بعلم الفملسُفمة .
ولغتهم تنسُب إل عابر بن شأال ،والقلم العبان اليمحي إل اليسُار ،وهو من )أ بد( إل
آخر )قرشأت( وما بعده سواقط ،وهو مشتق من السُريان .
وهم فرقتان :بائدةا ،وباقية ،والبائدةا :كانت أما ،كعاد ،وثود؛ ) /1 (175انقرضوا،
وانقطع عنا أخبارهم .
والباقية :متفمرعة من قحطان وعدنان ،ولم حال الاهلية ،وحال السلم .
فالول :منهم التبابعة ،والبابرةا ،ولم مذهب ف أحكام النجوم ،لكن ل يكن لم عناية
بأرصاد الكواكب ،ول بث عن شأيء من الفملسُفمة .
وأما سائر العرب ،بعد اللوك ،فكانوا أهل مدر ووبر ،فلم يكن فيهم عال مذكور ،ول
حكيم معروف ،وكانت أديانم متلفمة ،وكان منهم من يعبد الشمحس والكواكب ،ومنهم
من تود ،ومنهم من يعبد الصنام ،حت جاء السلم .
ولسُانم أفصح اللسُن ،وعلمحهم الذي كانوا يفمتخرون به علم لسُانم ،ونظم الشأعار،
وتأليف الطب ،وعلم الخبار ،ومعرفة السُيخ ،والعصار .
137 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال المحدان :)ليس يوصل إل أحد خب من أخبار العرب ،والعجم ،إل بالعرب ،وذلك
أن من سكن بكة ،أحاطوا بعلم العرب العاربة ،وأخبار أهل الكتاب؛ وكانوا يدخلون
البلد للتجارات ،فيعرفون أخبار الناس ،وكذلك من سكن اليخةا ،وجاور العاجم ،علم
أخبارهم ،وأيام حيخ ،ومسُيخها ف البلد ،وكذلك من سكن الشام ،خب بأخبار الروم،
وبن إسرائيل ،واليونان ،ومن وقع ف ا لبحرين وعمحان فعنه أتت أخبار السُند ،والند،
وفارس؛ ومن سكن اليمحن علم أخبار المم جيعا ،لنه كان ف ظل اللوك السُيارةا .
والعرب أصحاب حفمظ ،ورواية ،ولم معرفة بأوقات الطالع ،والغارب ،وأنواء الكواكب،
وأمطارها ،لحتياجهم إليه ف العيشة ،ل على طريق تعلم القائق ،والتدرب ف العلوم.
وأما علم الفملسُفمة فلم ينحهم ال سبحانه وتعال شأيئا منه ،ول هيأ طباعهم للعناية به،
إل نادرا (.وقد ذكرنا ف )لقطة العجلن( أحوال المم الاضية على سبيل الياز ،فإن
شأئت فارجع إليه .) /1 (176
وفيه :إشأارات
اعلم أن العرب ف آخر عصر الاهلية ،حي بعث النب -صلى ال عليه وسلم -قد
تفمرق ملكها ،وتشتت أمرها ،فضم ال سبحانه وتعال به شأاردها ،وجع عليه جاعة من
قحطان ،وعدنان ،فآمنوا به ،ورفضوا جيع ما كانوا عليه ،والتزمموا شأريعة السلم ،من
العتقاد ،والعمحل .
ث ل يلبث رسول ال -صلى ال عليه وسلم -إل قليل حت توف ،وخلفمه أصحابه -
رضي ال عنهم -فغلبوا اللوك ،وبلغت ملكة السلم ،ف أيام عثمحان بن عفمان من
الللة ،والسُعة ،إل حيث نبه -عليه الصلةا والسُلم -ف قوله :))زويت ل الرض،
138 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فأريت مشارقها ،ومغاربا ،وسيبلغ ملك أمت،ما زوي ل منها(( .فأباد ال تعال بدولة
السلم ،دولة الفمرس ،بالعراق ،وخراسان ،ودولة الروم ،بالشام ،ودولة القبط ،بصر .
فكانت العرب ف صدر السلم ،ل تعتن بشيء من العلوم ،إل بلغتها ،ومعرفة أحكام
شأريعتها ،وبصناعة الطب فإنا كانت موجودةا عند أفراد منهم ،لاجة الناس طرا إليها،
وذلك منهم صونا لقواعد السلم ،وعقائده /1) ، (177عن تطرق اللل ،من علوم
الوائل ،قبل الرسوخ ،والحكام ،حت يروى انم أحرقوا ما وجدوا من الكتب ،ف
فتوحات البلد .
وقد ورد النهي ،عن النظر ف التوراةا ،والنيل ،لتاد الكلمحة ،واجتمحاعها على الخذ،
والعمحل بكتاب ال تعال ،وسنة رسول ال -صلى ال عليه وسلم -واستمحر ذلك إل
آخر عصر التابعي ،ث حدث اختلف الراء ،وانتشار الذاهب ،فآل المر إل التدوين،
والتحصي .
اعلم أن الصحابة ،والتابعي ،للوص عقيدتم ببكة صحبة النب -صلى ال عليه وسلم
-وقرب العهد إليه ،ولقلة الختلف ،والواقعات ،وتكنهم من الراجعة إل الثقات،
كانوا مسُتغني عن تدوين علم الشرائع ،والحكام ،حت إن بعضهم كره كتابة العلم،
واستدل با روي عن أب سعيد الدري أنه استأذن النب -صلى ال عليه وسلم -ف
كتابة العلم فلم يأذن له .
وروي عن ابن عباس ،أنه نى عن الكتابة ،وقال :إنا ضل من كان قبلكم بالكتابة .
وجاء رجل إل عبد ال بن عباس ،فقال :إن كتبت كتابا أريد أن أعرضه عليك ،فلمحا
عرض عليه أخذ منه وما بالاء ،فقيل له :لاذا فعلت؟ قال :لنم إذا كتبوا ،اعتمحدوا
على الكتابة ،وتركوا الفمظ ،فيعرض للكتاب عارض ،فيفموت علمحهم .
139 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
واستدل أيضا ،بان الكتاب ما يزماد فيه ،وينقصخ ،ويغيخ ،والذي حفمظ ل يكن تغييخه،
لن الافظ يتكلم بالعلم ،والذي يب عن الكتابة ،يب بالظن والنظر .) /1 (178
ولا انتشر السلم ،واتسُعت المصار ،وتفمرقت الصحابة ف القطار ،وحدثت الفمت،
واختلف الراء ،وكثرت الفمتاوى ،والرجوع إل الكباء ،أخذوا ف تدوين الديث ،والفمقه،
وعلوم القرآن ،واشأتغلوا بالنظر والستدلل ،والجتهاد ،والستنباطر ،وتهيد القواعد
والصول ،وترتيب البواب ،والفمصول ،وتكثيخ السُائل بأدلتها ،وإيراد الشبه بأجوبتها،
وتعيي الوضاع ،والصطلحات ،وتبيي الذاهب ،والختلفات .
وكان ذلك مصلحة عظيمحة ،وفكرةا ف الصواب مسُتقيمحة ،فرأوا ذلك مسُتحبا ،بل واجبا،
لقضية الياب الذكور مع قوله -صلى ال عليه وسلم -))العلم صيد ،والكتابة قيد،
قيدوا -رحكم ال تعال -علومكم بالكتابة(( الديث .قلت :ولعل هذا الديث ل
يصح .
اعلم أنه اختلف ف أول من صنف ،فقيل :المام عبد اللك بن عبد العزميزم بن جريج
البصري ،التوف سنة خس وخسُي ومائة؛ وقيل أبو النضر سعيد بن أب عروبة التوف
سنة ست وخسُي ومائة ،ذكرها الطيب البغدادي .
وقيل ربيع بن صبيح ،التوف سنة ستي ومائة ،قاله أبو ممحد الرامهرمزمي؛ ث صنف
سفميان بن عيينة ،ومالك بن أنس ،بالدينة النورةا؛ وعبد ال بن وهب؛ بصر ،ومعمحر،
وعبد الرزاق ،باليمحن؛ وسفميان الثوري وممحد بن فضيل بن غزموان ،بالكوفة؛ وحاد بن
سلمحة ،وروحَّ بن عبادةا ،بالبصرةا؛ وهشيم بواسط ،وعبد ال بن مبارك ،براسان؛ وكان
مطمحح نظرهم ،ومطرحَّ ) /1 (179بصرهم بالتدوين ،ضبط معاقد القرآن ،والديث
ومعانيهمحا ،ث دونوا فيمحا هو كالوسيلة إليهمحا .
140 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اعلم أن علوم الوائل كانت مهجورةا ،ف عصر الموية ،ولا ظهر آل العباس ،كان أول
من عن منهم بالعلوم ،الليفمة الثان ،أبو جعفمر النصور ،وكان -رحه ال تعال -مع
براعته ف الفمقه ،مقدما ف علم الفملسُفمة ،وخاصة ف النجوم ،مبا لهلها .
ث لا أفضت اللفة إل السُابع ،عبد ال الأمون بن الرشأيد ،تم ما بدأ به جده ،فأقبل
على طلب العلم ف مواضعه ،واستخراجه من معادنه بقوةا نفمسُه الشريفمة ،وعلو هته
النيفمة ،فداخل ملوك الروم ،وسألم وصلة ما لديهم ،من كتب الفملسفمة ،فبعثوا إليه
منها با حضرهم من كتب أفلطون ،وأرسطو ،وبقراطر ،وجالينوس ،وإقليدس،
وبطليمحوس ،وغيخهم .
وأحضر لا مهرةا التمجي ،فتمجوا له على غاية ما أمكن ،ث كلف الناس قراءتا،
ورغبهم ف تعلمحها ،إذ القصود من النع ،هو إحكام قواعد السلم ،ورسوخ عقائد
النام ،وقد حصل وانقضى ،على أن أكثرها ما ل تعلق له بالديانات .
فنفمقت له سوق العلم ،وقامت دولة الكمحة ف عصره ،وكذلك سائر الفمنون ،فأتقن
جاعة من ذوي الفمهم ف أيامه ،كثيخا من الفملسُفمة ،ومهدوا أصول الدب ،وبينوا منهاج
الطلب ،ث أخذ الناس يزمهدون ف العلم ،ويشتغلون عنه بتزماحم الفمت ،تارةا ،وجع الشمحل
أخرى ،إل أن كاد يرتفمع جلة .
وكذا شأأن سائر الصنائع والدول /1) ، (180فإنا تبتدئ قليل قليل ،ول يزمال يزميد حت
يصل إل غاية ،هي منتهاه ،ث يعود إل النقصان ،فيؤول أمره إل الغيبة ،ف مهاد
النسُيان .
والق أن أعظم السباب ف رواحَّ العلم ،وكسُاده ،هو رغبة اللوك ف كل عصر ،وعدم
رغبتهم ،فإنا ل وإنا إليه راجعون .) /1 (181
141 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وذلك أن الذق ف العلم ،والتفمنن فيه ،والستيلء عليه ،إنا هو بصول ملكة ف
الحاطة ببادئه ،وقواعده ،والوقوف على مسُائله ،واستنباطر فروعه ،من أصوله ،وما ل
تصل هذه اللكة ل يكن الذق ذلك الفمن التناول حاصل .
وهذه اللكة هي ف غيخ الفمهم ،والوعي ،لنا ند فهم السُألة الواحدةا من الفمن الواحد
ووعيها مشتمكا ،بي من شأدا ف ذلك الفمن ،وبي من هو مبتدئ فيه ،وبي العامي الذي
ل يصل علمحا ،وبي العال النحرير؛ واللكة إنا هي للعال ،أو الشادي ،ف الفمنون دون
من سواها ،فدل على أن هذه اللكة غيخ الفمهم والوعي .
واللكات كلها جسُمحانية ،سواء كانت ف البدن ،أو ف الدماغ من الفمكر وغيخه،
كالسُاب ،والسُمحانيات كلها مسُوسة ،فتفمتقر إل التعليم ،ولذا كان السُند ف
التعليم ،ف كل علم ،أو صناعة إل مشاهيخ العلمحي فيها ،معتبا عند كل أهل أفق،
وجيل .
ويدل أيضا على أن تعليم العلم صناعة ،لختلف الصطلحات فيه ،فلكل إمام من
الئمحة الشاهيخ اصطلحَّ ف التعليم ،يتصخ به ،شأأن الصنائع كلها ،فدل على أن ذلك
الصطلحَّ ،ليس من العلم ،وإل لكان واحدا عند جيعهم .
أل ترى إل علم الكلم ،كيف تالف ف تعليمحه اصطلحَّ ) /1 (182التقدمي،
والتأخرين ،وكذا أصول الفمقه ،وكذا العربية ،وكذا كل علم تتوجه إل مطالعته ،تد
الصطلحات ف تعليمحه متخالفمة ،فدل على أنا صناعات ف التعليم ،والعلم واحد ف
نفمسُه .
وإذا تقرر لك هذا ،فاعلم أن سند تعليم العلم لذا العهد ،قد كاد أن ينقطع عن أهل
الغرب ،باختلل عمحرانه ،وتتاقض الدول فيه ،وما يدث عن ذلك من نقصخ الصنائع،
وفقدانا ،كمحا مر .
142 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وذلك أن القيخوان ،وقرطبة ،كانتا حاضرت الغرب ،والندلس ،واستبحر عمحرانمحا ،وكان
فيهمحا للعلوم ،والصنائع ،أسواق نافقة ،وبور زاخرةا ،ورسخ فيهمحا التعليم ،لمتداد
عصورها ،وما كان فيهمحا من الضارةا .
فلمحا خربتا ،انقطع التعليم من الغرب إل قليل ،كان ف دولة الوحدين براكش ،مسُتفمادا
منها ،ول ترسخ الضارةا براكش لبداوةا الدولة الوحدية ف أولا ،وقرب عهد انقراضها
ببدئها ،فلم تتصل أحوال الضارةا فيها إل ف القل .
وبعد انقراض الدولة براكش ،ارتل إل الشرق من إفريقية ،القاضي أبو القاسم بن
زيتون ،لعهد أواسط الائة السُابعة ،فأدرك تلمحيذ المام ابن الطيب ،فأخذ عنهم ،ولقن
تعليمحهم ،وحذق ف العقليات ،والنقليات ،ورجع إل تونس بعلم كثيخ ،وتعليم حسُن،
وجاء على أثره من الشرق أبو عبد ال بن شأعيب الدكال .
كان ارتل إليه من الغرب ،فأخذ عن مشيخة مصر ،ورجع إل تونس ،واستقر با ،وكان
تعليمحه مفميدا ،فأخذ عنهمحا أهل تونس ،واتصل سند تعليمحهمحا ف تلميذها ،جيل بعد
جيل ،حت انتهى إل القاضي ممحد بن عبد السُلم ،شأارحَّ )مقدمة ابن الاجب(
وتلمحيذه .
وانتقل من تونس إل تلمحسُان ،ف ابن المام ،وتلمحيذه فإنه قرأ مع ابن عبد السُلم ،على
مشيخة واحدةا ،وف مالس بأعيانا ،وتلمحيذ ابن عبد السُلم بتونس ،وابن المام
بتلمحسُان ،لذا العهد ،إل أنم من القلة ،بيث يشى انقطاع ) /1 (183سندهم .
ث ارتل من زواوةا ،ف آخر الائة السُابعة ،أبو علي ناصر الدين الشدال ،وأدرك تلمحيذ
أب عمحرو بن الاجب ،وأخذ عنهم ولقن تعليمحهم ،وقرأ مع شأهاب الدين القراف ،ف
مالس واحدةا .وحذق ف العقليات ،والنقليات ،ورجع إل الغرب بعلم كثيخ ،وتعليم
مفميد ،ونزمل ببجاية ،واتصل سند تعليمحه ف طلبتها ،وربا انتقل إل تلمحسُان ،عمحران
143 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الشدال ،من تلمحيذه وأوطنها ،وبث طريقته فيها ،وتلمحيذه لذا العهد ببجاية ،وتلمحسُان
قليل ،أو أقل من القليل .
وبقيت فاس ،وسائر أقطار الغرب خلوا من حسُن التعليم ،من لدن انقراض تعليم قرطبة،
والقيخوان ،ول يتصل سند التعليم فيهم ،فعسُر عليهم حصول اللكة ،والذق ف العلوم .
وأيسُر طرق هذه اللكة ،فتق اللسُان بالاورةا ،والناظرةا ،ف السُائل العلمحية ،فهو الذي
يقرب شأأنا ،ويصل مرامها ،فتجد طالب العلم منهم بعد ذهاب الكثيخ من أعمحارهم،
ف ملزمة الالس العلمحية ،سكوتا ل ينطقون ،ول يفماوضون ،وعنايتهم بالفمظ أكثر من
الاجة ،فل يصلون على طائل من ملكة التصرف ف العلم والتعليم .
ث بعد تصيل من يرى منهم أنه قد حصل ،تد ملكته قاصرةا ف علمحه ،إن فاوض ،أو
ناظر ،أو علم .وما أتاهم القصور إل من قبل التعليم ،وانقطاع سنده ،وإل فحفمظهم
أبلغ من حفمظ سواهم ،لشدةا عنايتهم به ،وظنهم أنه القصود من اللكة العلمحية وليس
كذلك .
وما يشهد بذلك ف الغرب ،أن الدةا العينة لسُكنم طلبة العلم بالدارس عندهم ،ست
عشرةا سنة ،وهي بتونس خس سني ،وهذه الدةا بالدارس على التعارف هي أقل ما
يتأتى فيها لطالب العلم ،حصول مبتغاه من اللكة العلمحية ،أو اليأس من تصيلها ،فطال
أمدها ف الغرب ،لذه الدةا الجل عسُرها من قلة الودةا ف التعليم ،خاصة ل ما سوى
ذلك .
وأما أهل الندلس فذهب رسم التعليم من بينهم ،وذهبت عنايتهم بالعلوم ،لتناقصخ
عمحران السُلمحي با ،منذ مئي من السُني ،ول يبق من رسم العلم فيهم إل فن العربية،
والدب؛ اقتصروا عليه ،وانفمظ سند تعليمحه بينهم ،فانفمظ بفمظه ،وأما الفمقه بينهم،
فرسم خلي ،وأثر بعد عي ،وأما العقليات فل أثر لا ،ول عي ،وما ذاك إل لنقطاع
144 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
سند التعليم فيها ،بتناقصخ العمحران ،وتغلب العدو على عامتها إل قليل بسُيف البحر،
شأغلهم بعايشهم ،أكثر من شأغلهم با بعدها ،وال غالب على أمره .
وأما الشرق فلم ينقطع سند التعليم فيه ،بل أسواقه نافقة ،وبوره زاخرةا ،لتصال العمحران
الوفور ،واتصال السُند فيه ،وإن كانت المصار العظيمحة ،الت كانت معادن العلم ،قد
خربت ،مثل بغداد ،والبصرةا ،والكوفة ،إل أن ال تعال قد أبدل فيها بأمصار أعظم من
تلك ،وانتقل العلم منها إل عراق العجم ،براسان وما وراء النهر من الشرق ،ث إل
القاهرةا ،وما إليها من الغرب ،فلم تزمل موفورةا ،وعمحرانا متصل ،وسند التعليم با قائمحا .
فأهل الشرق على المحلة ،أرسخ ف صناعة تعليم العلم ،بل وف سائر الصنائع ،حت إنه
ليظن كثيخ من رحالة أهل الغرب إل الشرق ف طلب العلم ،أن عقولم على المحلة
أكمحل ،من عقول أهل الغرب ،وأنم أشأد نباهة ،وأعظم كيسُا ،بفمطرتم الول ،وأن
نفموسهم الناطقة أكمحل ،بفمطرتا من نفموس أهل الغرب .ويعتقدون التفماوت بيننا وبينهم
ف حقيقة النسُانية ،ويتشيعون لذلك ،ويولعون به ،لا يرون من كيسُهم ف العلوم،
والصنائع .
وليس كذلك وليس بي قطر الشرق ،والغرب ،تفماوت بذا القدار ،الذي هو تفماوت ف
القيقة الواحدةا ،اللهم إل القاليم النحرفة ،مثل الول ،والسُابع ،فإن المزمجة فيها
منحرفة ،والنفموس على نسُبتها كمحا مر .
وإنا الذي فضل به أهل الشرق ،أهل الغرب ،هو ما يصل ف النفمس من آثار
الضارةا ،من العقل الزميد ،كمحا ف تقدم الصنائع ،ونزميده الن تقيقا ،وذلك أن الضر
لم آداب ف أحوالم ،ف العاش ،والسُكن ،والبناء ،وأمور الدين ،والدنيا ،وكذا سائر
أعمحالم ،وعاداتم ،ومعاملتم ،وجيع تصرفاتم ،فلهم ف ذلك كله آداب ،يوقف
عندها ،ف جيع ما يتناولونه ،ويتلبسُون به ،من أخذ ،وترك ،حت كأنا حدود ل
تتعدى ،وهي مع ذلك صنائع يتلقاها الخر عن الول منهم .
145 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ول شأك أن كل صناعة مرتبة ،يرجع منها إل النفمس أثر ،يكسُبها عقل جيدا ،تسُتعد
به لقبول صناعة أخرى ،ويتهيأ با العقل ،لسُرعة الدراك للمحعارف .
ولقد بلغنا ف تعليم الصنائع ،عن أهل مصر ،غايات ل تدرك ،مثل أنم يعلمحون المحر
النسُية ،واليوانات العجم ،من الاشأي ،والطائر ،مفمردات من الكلم والفعال ،يسُتغرب
ندورها ،ويعجزم أهل الغرب عن فهمحها .
وحسُن اللكات ف التعليم ،والصنائع ،وسائر الحوال العادية ،يزميد النسُان ذكاء ف
عقله ،وإضاءةا ف فكره ،بكثرةا اللكات الاصلة للنفمس ،إذ النفمس إنا تنشأ بالدراكات،
وما يرجع إليها من اللكات ،فيزمدادون بذلك كيسُا ،لا يرجع إل النفمس من الثار
العلمحية ،فيظنه العامي تفماوتا ف القيقة النسُانية ،وليس كذلك .
أل ترى إل أهل الضر ،مع أهل البدو ،كيف تد الضري متحليا بالذكاء ،متلئا من
الكيس ،حت إن البدوي ليظنه أنه قد فاقه ف حقيقة إنسُانيته ،وعقله ،وليس كذلك،
وما ذاك إل لجادته ف ملكات الصنائع ،والداب ف العوائد ،والحوال الضرية ،مال
يعرفه البدوي .
فلمحا امتل الضري من الصنائع ،وملكاتا ،وحسُن تعليمحها ،ظن كل من قصر عن تلك
اللكات ،أنا الكمحال ف عقله ،وأن نفموس أهل البدو قاصرةا ،بفمطرتا ،وجبلتها ،عن
فطرته ،وليس كذلك ،فإنا ند من أهل البدو من هو ف أعلى رتبة ،من الفمهم،
والكمحال ف عقله ،وفطرته ،إنا الذي ظهر على أهل الضر ،من ذلك هو رونق
الصنائع ،والتعليم ،فإن لا آثارا ترجع إل النفمس .
وكذا أهل الشرق ،لا كانوا ف التعليم ،والصنائع ،أرسخ رتبة ،وأعلى قدما ،وكان أهل
الغرب أقرب إل البداوةا ،ظن الغفملون ف بادئ الرأي ،أنه لكمحال ف حقيقة النسُانية،
اختصوا به ،عن أهل الغرب ،وليس ذلك بصحيح ،فتفمهمحه ،وال يزميد ف اللق ما
يشاء ،وهو إله السُمحوات والرض .
146 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قف :إن العلوم إنا تكثر ،حيث يكثر العمحران ،وتعظم الضارةا ،والسُبب ف ذلك أن
تعليم العلم ،من جلة الصنائع ،وأن الصنائع إنا تكثر ف المصار ،وعلى نسُبة عمحرانا
ف الكثرةا ،والقلة ،والضارةا ،والتمف ،تكون نسُبة الصنائع ف الودةا ،والكثرةا ،لنه أمر
زائد على العاش .
فمحت فضلت أعمحال أهل العمحران عن معاشأهم ،انصرفت إل ما وراء العاش ،من
التصرف ف خاصية النسُان ،وهي العلوم والصنائع ،ومن تشوف بفمطرته إل العلم ،من
نشأ ف القرى والمصار ،غيخ التمحدنة فل يد فيها التعليم ،الذي هو صناعي ،لفمقدان
الصنائع ف أهل البدو ،ول بد له من الرحلة ف طلبه ،إل المصار السُتبحرةا ،شأأن
الصنائع كلها .
واعتب ما قررناه بال بغداد ،وقرطبة ،والقيخوان ،والبصرةا ،والكوفة ،لا كثر عمحرانا ،صدر
السلم ،واستوت فيها الضارةا ،كيف زخرت فيها بار العلم ،وتفمننوا ف اصطلحات
التعليم ،وأصناف العلوم ،واستنباطر السُائل ،والفمنون ،حت أربوا على التقدمي ،وفاقوا
التأخرين ،ولا تناقصخ عمحرانا ،وابذعر ،سكانا انطوى ذلك البسُاطر ،با عليه جلة،
وفقد العلم با ،والتعليم ،وانتقل إل غيخها ،من أمصار السلم .
ونن لذا العهد ،نرى أن العلم والتعليم ،إنا هو بالقاهرةا ،من بلد مصر ،لا أن عمحرانا
مسُتبحر ،وحضارته مسُتحكمحة ،منذ آلف من السُني ،فاستحكمحت فيها الصنائع،
وتفمننت ،ومن جلتها تعليم العلم ،وأكد ذلك فيها حفمظه ما وقع لذه العصور با منذ
مائتي من السُني ،ف دولة التمك ،من أيام صلحَّ الدين بن أيوب ،وهلم جرا .
وذلك أن أمراء التمك ف دولتهم ،يشون عادية سلطانم ،على من يتخلفمونه من ذريتهم،
لا له عليهم من الرق ،أو الولء ،ولا يشى من معاطب اللك ،وكباته ،فاستكثروا من
بناء الدارس ،والزموايا ،والربط ،ووقفموا عليها الوقاف الغلة ،يعلون فيها شأركا لولدهم،
ينظر عليها ،أو يصيب منها ،مع ما فيهم غالبا من النوحَّ إل اليخ ،والتمحاس الجور،
ف القاصد ،والفعال .
147 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فكثرت الوقاف لذلك ،وعظمحت الغلت والفموائد؛ وكثر طالب العلم ،ومعلمحه ،بكثرةا
جرايتهم منها ،وارتل إليها الناس ف طلب العلم ،من العراق ،والغرب ،ونفمقت با
أسواق العلوم ،وزخرت بارها ،وال يلق ما يشاء وهو العليم الكيم .
وفيه :ترشأيحات
الول :إما أخبار مرسلة ،وهي كتب التواريخ ،وإما أوصاف ،وأمثال ونوها ،قيدها
النظم ،وهي دواوين الشعر .
والثان :قواعد علوم ،وهي تنحصر من جهة القدار ،ف ثلثة أصناف :
الول :متصرات تعل تذكرةا لرؤروس السُائل ،ينتفمع با النتهي ،للستحضار ،وربا أفادت
بعض البتدئي الذكياء ،لسُرعة هجومهم على العان ،من العبارات الدقيقة .
ث إن التأليف على سبعة أقسُام :ل يؤلف عال عاقل إل فيها ،وهي إما شأيء ل يسُبق
إليه فيختمعه ،أو شأيء ناقصخ يتمحمحه ،أو شأيء مغلق يشرحه ،أو شأيء طويل يتصره،
دون أن يل بشيء من معانيه ،أو شأيء متفمرق يمحعه ،أو شأيء متلط يرتبه ،أو شأيء
أخطأ فيه مصنفمه فيصلحه .
148 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وشأرطر ف التأليف :إتام الغرض الذي وضع الكتاب لجله ،من غيخ زيادةا ول نقصخ،
وهجر اللفمظ الغريب ،وأنواع الاز ،اللهم إل ف الرمزم؛ والحتماز عن إدخال علم ف علم
آخر ،وعن الحتجاج با يتوقف بيانه على التج به عليه ،لئل يلزمم الدور .
وزاد التأخرون اشأتماطر :حسُن التمتيب ،ووجازةا اللفمظ ،ووضوحَّ الدللة ،وينبغي آن يكون
مسُوقا على حسُب إدراك أهل الزممان ،وبقتضى ما تدعوهم إليه الاجة ،فمحت كانت
الواطر ثاقبة ،والفهام للمحراد من الكتب متناولة ،قام الختصار لا مقام الكثار ،وأغنت
بالتلويح عن التصريح ،وإل فل بد من كشف ،وبيان ،وإيضاحَّ ،وبرهان ينبه الذاهل،
ويوقظ الغافل .
وقد جرت عادةا الصنفمي بأن يذكروا ف صدر كل كتاب تراجم ،لتعرب عنه ،سوها
الرؤروس ،وهي ثانية :الغرض ،وهو الغاية السُابقة ف الوهم ،التأخرةا ف الفمعل ،والنفمعة،
ليتشوق الطبع.والعنوان الدال بالجال على ما يأت تفمصيله ،وهو قد يكون بالتسُمحية،
وقد يكون بألفماظ وعبارات ،تسُمحى براعة الستهلل؛ والواضع ليعلم قدره ،ونوع العلم،
وهو الوضوع ليعلم مرتبته؛ وقد يكون الكتاب مشتمحل على نوع من العلوم ،وقد يكون
جزمءا من أجزمائه ،وقد يكون مدخل -كمحا سبق ف بث الوضوع -ومرتبة ذلك
الكتاب ،أي مت يب أن يقرأ ،وترتيبه ،ونو التعليم السُتعمحل فيه ،وهو بيان الطريق
السُلوك ف تصيل الغاية .
الول :التقسُيم ،والقسُمحة السُتعمحلة ف العلوم ،قسُمحة العام إل الاص ،وقسُمحة الكل إل
الزمء ،أو الكلي إل الزمئيات ،وقسُمحة النس إل النواع ،وقسُمحة النوع إل الشأخاص،
149 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهذه قسُمحة ذات إل ذات؛ وقد يقسُم الكلي إل الذات ،والعرضي والذات إل العرضي،
والعرضي إل الذات ،والعرضي إل العرضي؛ والتقسُيم الاصر هو الردد بي النفمي
والثبات .
والرابع :التحديد ،وهو ذكر الشأياء بدودها الدالة على حقائقها ،دللة تفمصيلية .
والامس :البهان ،وهو قياس صحيح عن مقدمات صادقة ،وإنا يكن استعمحاله ف
العلوم القيقية ،وأما ما عداها فيكتفمي بالقناع .
اعلم أن كل من وضع كتابا ،إنا وضعه ليفمهم بذاته ،من غيخ شأرحَّ ،وإنا احتيج إل
الشرحَّ ،لمور ثلثة :
المر الول :كمحال مهارةا الصنف ،فإنه لودةا ذهنه ،وحسُن عبارته ،يتكلم على معان
دقيقة ،بكلم وجيزم ،كاف ف الدللة على الطلوب ،وغيخه ليس ف مرتبته ،فربا عسُر
عليه فهم بعضها ،أو تعذر فيحتاج إل زيادةا بسُط ف العبارةا ،لتظهر تلك العان الفمية،
ومن ههنا شأرحَّ بعض العلمحاء تصنيفمه .
المر الثان :حذف بعض مقدمات القيسُة ،اعتمحادا على وضوحها ،أو لنا من علم
آخر ،أو أهل ترتيب بعض القيسُة ،فأغفمل علل بعض القضايا ،فيحتاج الشارحَّ إل أن
يذكر القدمات الهمحلة ،ويبي ما يكن بيانه ف ذلك العلم ،ويرشأد إل أماكن فيمحا ل
يليق بذلك الوضع من القدمات ،ويرتب القياسات ،ويعطي علل ما ل يعط الصنف .
150 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
المر الثالث :احتمحال اللفمظ لعان تأويلية ،أو لطافة العنم عن أن يعب عنه بلفمظ
يوضحه ،أو لللفماظ الازية ،واستعمحال الدللة اللتزمامية ،فيحتاج الشارحَّ إل بيان غرض
الصنف ،وترجيحه؛ وقد يقع ف بعض التصانيف مال يلو البشر عنه ،من السُهو،
والغلط ،والذف لبعض الهمحات ،وتكرار الشيء بعينه بغيخ ضرورةا ،إل غيخ ذلك،
فيحتاج أن ينبه عليه .
الول :الشرحَّ ب)قال أقول( ك )شأرحَّ القاصد( و )شأرحَّ الطوالع( للصفمهان و)شأرحَّ
العضد( وأما الت ،فقد يكتب ف بعض النسُخ بتمحامه ،وقد ل يكتب ،لكونه مندرجا ف
الشرحَّ بل امتياز .
الثان :الشرحَّ ،بقوله ك )شأرحَّ البخاري( لبن حجر ،والكرمان ،ونوها ،وف أمثاله ل
يلتزمم الت ،وإنا القصود ذكر الواضع الشروحة ،ومع ذلك قد يكتب بعض النسُاخ متنه
تاما إما ف الامش ،وإما ف السُطر ،فل ينكر نفمعه .
والثالث :الشرحَّ مزمجا ،ويقال له :)شأرحَّ مزموج( تزمج فيه عبارةا الت والشرحَّ ،ث تتاز إما
باليم والشي ،وإما بط يط فوق الت ،وهو طريقة أكثر الشراحَّ التأخرين من الققي،
وغيخهم Kلكنه ليس بأمون عن اللط والغلط .
ث إن من آداب الشارحَّ وشأرطه :أن يبذل النصرةا فيمحا قد التزمم شأرحه ،بقدر الستطاعة،
ويذب عمحا قد تكفمل إيضاحه با يذب به صاحب تلك الصناعة ،ليكون شأارحا ،غيخ
ناقض ،وجارحَّ ،ومفمسُرا غيخ معتمض ،اللهم إل إذا عثر على شأيء ل يكن حله على
وجه صحيح ،فحينئذ ينبغي أن ينبه عليه بتعريض ،أو تصريح ،متمحسُكا بذيل العدل،
والنصاف ،متجنبا عن الغي والعتسُاف؛ لن النسُان مل النسُيان ،والقلم ليس
بعصوم من الطغيان ،فكيف بن جع الطالب من مالا التفمرقة .
151 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وليس كل كتاب ينقل الصنف عنه سال ا من العيب ،مفموظا له عن ظهر الغيب ،حت
يلم ف خطئه ،فينبغي أن يتأدب عن تصريح الطعن للسُلف مطلقا ،ويكن بثل :)قيل،
وظن ،ووهم ،وأعتمض ،وأجيب ،وبعض الشراحَّ ،والشي ،أو بعض الشروحَّ ،والواشأي(
ونو ذلك ،من غيخ تعيي .
كمحا هو دأب الفمضلء من التأخرين ،فإنم تأنقوا ف أسلوب التحرير ،وتأدبوا ف الرد،
والعتماض على التقدمي ،بأمثال ما ذكر تنزميه ا لم عمحا يفمسُد اعتقاد البتدئي فيهم،
وتعظيمحا لقهم ،وربا حلوا هفمواتم على الغلط من الناسخي ،ل من الراسخي .
وإن ل يكن ذلك قالوا :لنم لفمرطر اهتمحامهم بالباحثة ،والفادةا ،ل يفمرغوا لتكرير
النظر ،والعادةا؛ وأجابوا عن لزم بعضهم ،بأن ألفماظ )كذا وكذا( ألفماظ فلن بعبارته،
بقولم :إننا ل نعرف كتابا ليس فيه ذلك ،فإن تصانيف التأخرين ،بل التقدمي )/1
(193ل تلو عن مثل ذلك ،ل لعدم القتدار على التغييخ ،بل حذرا عن تضييع الزممان
فيه ،وعن مثالبهم بأنم عزموا إل أنفمسُهم ما ليس لم ،بأنه إن أتفمق ،فهو من توارد
الواطر ،كمحا ف تعاقب الوافر على الوافر .
الول :من له ف العلم ملكة تامة ،ودربة كافية ،وتارب وثيقة ،وحدس صائب ،وفهم
ثاقب ،فتصانيفمهم عن قوةا تبصرةا ،ونفماذ فكر ،وسداد رأي ،ك )النصيخ ،والعضد،
والسُيد ،والسُعد ،واللل ،وأمثالم( فإن كل منهم يمحع إل ترير العان ،تذيب
اللفماظ ،وهؤلء أحسُنوا إل الناس ،كمحا أحسُن ال سبحانه وتعال إليهم ،وهذه ل
يسُتغن عنها أحد .
والثان :من له ذهن ثاقب وعبارةا طلقة طالع الكتب فاستخرج دررها وأحسُن نظمحها،
وهذه ينتفمع به البتدئون والتوسطون .ومنهم ) /1 (194من جع وصنف للستفمادةا ل
152 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
للفادةا فل حجر عليه بل يرغب إليه إذا تأهل ،فإن العلمحاء قالوا :ينبغي للطالب أن
يشتغل بالتخرج والتصنيف فيمحا فهمحه منه إذا احتاج الناس إليه بتوضيح عبارته ،غيخ مائل
عن الصطلح ،مبينا مشكله ،مظهراا ،ملتبسُه كي يكسُبه جيل الذكر وتليده إل آخر
الدهر .
فينبغي أن يفمرغ قلبه لجله إذا شأرع ،ويصرف إليه كل شأغله قبل أن ينعه مانع عن نيل
ذلك الشرف .ث إذا ت ل يرج ما صنفمه إل الناس ول يدعه عن يده إل بعد تذيبه
وتنقيحه وتريره وإعادةا مطالعته فإنه قد قيل :النسُان ف فسُحة من عقله وف سلمة من
أفواه جنسُه ما ل يضع كتابا أو ل يقل شأعرا .
وقد قيل :من صنف كتابا فقد استشرف للمحدحَّ والذم ،فإن أحسُن فقد استهدف من
الغيبة والسُد ،وإن أساء فقد تعرض للشتم والقذف .قالت الكمحاء :من أراد أن يصنف
كتابا أو يقول شأعرا فل يدعوه العجب به وبنفمسُه إل أن ينتحله ،ولكن يعرضه على
أهله ف عرض رسائل أو أشأعار ،فإن رأى الساع تصغي إليه ورأى من يطلبه انتحله
وادعاه وإل فليأخذ ف غيخ تلك الصناعة .
قف :ومن الناس من ينكر التصنيف ف هذا الزممان مطلقا ،ول وجه لنكاره من أهله،
وإنا يمحله عليه التنافس والسُد الاري بي أهل العصار ،ول در القائل ف نظمحه :
واعلم أن نتائج الفكار ل تقف عند حد ،وتصرفات ) /1 (195النظار ل تنتهي إل
غاية ،بل لكل عال ومتعلم منها حظ يرزه ف وقته القدر له ،وليس لحد أن يزماحه
فيه ،لن العال العنوي واسع كالبحر الزماخر ،والفميض اللي ليس له انقطاع ول آخر،
والعلوم منح إلية ومواهب صمحدانية ،فغيخ مسُتبعد أن يدخر لبعض التأخرين ما ل يدخر
لكثيخ من التقدمي .
153 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فل تغتم بقول القائل :))ما ترك الول للخر(( بل القول الصحيح الظاهر :))كم ترك
الول للخر(( فإنا يسُتجاد الشيء ويسُتمذل لودته ورداءته ف ذاته ل لقدمه وحدوثه .
ويقال :ليس كلمحة أضر بالعلم من قولم ما ترك الول شأيئا ،لنه يقطع المال عن
العلم ،ويمحل على التقاعد عن التعلم ،فيقتصر الخر على ما قدم الول من الظاهر،
وهو خطر عظيم وقول سقيم ،فالوائل وإن فازوا باستخراج الصول وتهيدها فالواخر
فازوا بتفمريع الصول وتشييدها كمحا قال صلى ال عليه وسلم :))أمت أمة مباركة ل
يدري أو لا خيخا وآخرها(( وقال ابن عبد ربه ف )العقد( ))إن رأيت آخر كل طبقة
واضعي كل حكمحة ،ومؤلفمي كل أدب أهذب لفمظا وأسهل لغة وأحكم مذاهب وأوضح
طريقة من الول لنه ناقض متعقب والول باد متقدم(( انتهى .
وروي أن خواجه زاده كان يقول :))ما نظرت ف كتاب أحد بعد تصانيف السُيد
الشريف الرجان بنية الستفمادةا(( وذكر صاحب )الشقائق( ف ترجة ) /1 (196شس
الدين الفمناري :))أن الطلبة إل زمانه كانوا يعطلون يوم المحعة يوم الثلثاء فأضاف
إليهمحا يوم الثني للشأتغال بكتابة تصانيف العلمة التفمتازان -رحه ال -وتصيلها((
انتهى .
اعلم أن القدمة -بكسُر الدال الشددةا وفتحها -تطلق على معان :منها ما يتوقف
عليه الشيء ،وسواء كان التوقف عقليا أو عاديا أو جعليا ،وهي ف عرف اللغة صارت
اسا لطائفمة متقدمة من اليش ،وهي ف الصل صفمة من التقدي بعنم ý 154
ا يبعد أن يكون من التقدي التعدي لنا تقدم أنفمسُها بشجاعتها على أعدائها ف
الظفمر .
ث نقلت إل ما يتوقف عليه الشيء ،وهذا العنم يعم جيع العان التية .ومنها ما يتوقف
عليه الفمعل ،يؤيد ذلك ما قال السُيد السُند ف )حاشأية العضدي( ف مسُائل الوجوب ف
154 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بث الكم ))القدمة عند الصوليي على ثلثة أقسُام :ما يتوقف عليه الفمعل عقل
كتمك الضداد ف فعل الواجب وفعل الضد ف الرام ،وتسُمحى مقدمة عقلية وشأرطا
عقليا .وما يتوقف عليه الفمعل عادةا كغسُل جزمء من الرأس لغسُل الوجه كله ،وتسُمحى
مقدمة عادية وشأرطا عاديا .
وما ل يتوقف عليه الفمعل بأحد الوجهي ،لكن الشارع يعل الفمعل موقوفا عليه وصيخه
شأرطا له كالطهارةا للصلةا وتسُمحى مقدمة شأرعية وشأرطا شأرعيا(( انتهى .) /1 (197
ومنها ما يتوقف عليه صحة الدليل بل واسطة كمحا هو التبادر ،فل ترد الوضوعات
والمحولت .وأما القدمات البعيدةا للدليل فإنا هي مقدمات لدليل مقدمة الدليل .
ومنها قضية جعلت جزمء قياس أو حجة ،وهذان العنيان متصان بأرباب النطق
ومسُتعمحلن ف مباحث القياس ،صرحَّ بذلك الولوي عبد الكيم ف )حاشأية شأرحَّ
الشمحسُية( وهي على قسُمحي :قطعية تسُتعمحل ف الدلة القطعية ،وهي سبع :الوليات،
والفمطريات ،والشاهدات ،والربات ،والتواترات ،والدسيات ،والوهيات ف السُوسات،
وظنية تسُتعمحل ف المارةا وهي أربع :السُلمحات ،والشهورات ،والقبولت ،والقرونة،
بالقرائن كنزمول الطر بوجود السُحاب الرطب ،كذا يسُتفماد من )شأرحَّ الواقف(
والراد بالقياس ما يتناول الستقراء والتمحثيل أيضا ،وإردافه بلفمظ أو حجة لدفع توهم
اختصاص القياس با يقابلهمحا .وقيل :أو للتنبيه على اختلف الصطلحَّ فقيل إنا
متصة بالجة ،وقيل :يشمحل ما جعلت جزمءها .
وهذا العنم مبائن للمحعنم السُابق .وقيل :أخصخ من الول كمحا يسُتفماد من بعض حواشأي
)شأرحَّ الطالع( .
ومنها ما يتوقف عليه الباحث التية ،فإن كانت تلك الباحث التية العلم برمته تسُمحى
مقدمة العلم ،وإن كانت بقية الباب أو الفمصل تسُمحى مقدمة الباب أو الفمصل .وبالمحلة
تضاف إل الشيء الوصوف كمحا ف )الطول( .
155 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقد اشأتهر بينهم أن مقدمة العلم ما يتوقف ،عليه الشروع ف ذلك العلم ،والشروع ف
العلم ل يتوقف على ما هو جزمء منه وإل لدار بل على ) /1 (198ما يكون خارجا
عنه .ث الضروري ف الشروع الذي هو فعل اختياري توقفمه على تصور العام بوجه ما،
وعلى التصديق بفمائدةا تتمتب عليه سواء كان جازما أو غيخ جازم مطابقا أو ل ،لكن
يذكر من جلة مقدمة العلم أمور ل يتوقف الشروع عليها ،كرسم العلم وبيان موضوعه
والتصديق بالفمائدةا الرتبة العتد با بالنسُبة إل الشقة الت ل بد منها ف تصيل العلم
وبيان مرتبته وشأرفه ووجه تسُمحيته باسه إل غيخ ذلك .
فقد أشأكل ذلك على بعض التأخرين واستصعبوه ،فمحنهم من غيخ تعريف القدمة إل ما
يتوقف عليه الشروع مطلقا ،أو على وجه البصيخةا ،أو على وجه زيادةا البصيخةا ،ومنهم
من قال :الول أن يفمسُر مقدمة العلم با يسُتعان به ف الشروع وهو راجع إل ما سبق
لن الستعانة ف الشروع إنا تكون على أحد الوجوه الذكورةا ،ومنهم من قال :
ل يذكر ف مقدمة العلم ما يتوقف عليه الشروع ،وإنا يذكر ف مقدمة الكتاب ،وفرق
بينهمحا بأن مقدمة العلم ما يتوقف عليه مسُائله ،ومقدمة الكتاب طائفمة من اللفماظ
قدمت أمام القصود لدللتها على ما ينفمع ف تصيل القصود سواء كان ما يتوقف
القصود عليه فيكون مقدمة العلم أو ل ،فيكون من معان مقدمة الكتاب من غيخ أن
يكون مقدمة العلم .
وأيد ذلك القول بأنه يغنيك معرفة مقدمة الكتاب عن مظنة أن قولم :القدمة ف بيان
حد العلم ،والغرض منه وموضوعه من قبيل جعل الشيء ظرفا لنفمسُه وعن تكلفمات ف
دفعه .
فالنسُبة بي القدمتي هي الباينة الكلية ،والنسُبة بي ألفماظ مقدمة العلم ونفمس مقدمة
الكتاب عمحوم من وجه ،لنه اعتب ف مقدمة الكتاب التقدم ول يعتب التوقف ،واعتب ف
مقدمة العلم التوقف ول يعتب التقدم ،وكذا بي مقدمة العلم ومعان مقدمة الكتاب
عمحوم ) /1 (199من وجه .وقال صاحب )الطول( :))والق أنه ل حاجة إل التغييخ،
156 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فإن كل ما يذكر ف القدمة ما يتوقف عليه شأروع ف العلم هو إما أصل الشروع ف
العلم ،أو شأروع على وجه البصيخةا ،أو شأروع على وجه زيادةا البصيخةا .فيصدق على
الكل ما يتوقف عليه شأروع ،ولمحل الشروع على ما هو ف معنم النكر مسُاغ أيضا كمحا
ف :ادخل السُوق(( انتهى .
وههنا أباث تركناها مافة الطناب ،فمحن أراد الطلع عليها فعليه بالرجوع إل شأروحَّ
)التلخيصخ( .
قال الشيخ رفيع الدين الدهلوي ف رسالته ف هذا الباب :))القدمة تطلق على أمور جزمء
من أجزماء الكتاب عنون بذا اللفمظ ،وجزمء كذلك يعنون مثله به ،وإن ل يعنون بذلك
اللفمظ ،وما يسُتحق أن يقدم سواء قدم وعنون با أو ل .
وهذا يسُمحى بقدمة العلم والول بل الولن بقدمة الكتاب فيفمسُر ،مقدمة الكتاب با
يفمسُر به الكتاب من اللفماظ والعان والنقوش ،وإن كان الثالث مازيا ف مثل:
))اشأتميت الكتاب(( .و ))هذا كتاب فلن(( ول يلتفمت إليه ف مثل :))صنفمت
الكتاب(( و ))قرأته(( و))هذا كتاب جيد متي(( و ))مت وشأرحَّ ) /1 (200وحاشأية((
وتفمسُر مقدمة العلم با يفمسُر به العلم من الدراك والدركات ،فيتحقق بينهمحا نسُب
متلفمة كالتباين صدقا ،أو الكلية والزمئية ،أو العمحوم والصوص الطلق .
كمحا إذا اشأتمحل مقدمة الكتاب على غيخ مقدمة العلم ،أيضا والعمحوم من وجه إذا ل
يقدم مقدمة العلم وقدم شأيء من غيخها .
هذا هو الكلم على العرف الشهور ،والذي يقتضيه النظر الصحيح أن يسُمحى بقدمة
الكتاب ماله دخل ف خصوص الكتاب ،وبقدمة العلم ماله دخل ف العلم مطلقا.
ويتمحعان إذا ل يكن مدخل ف خصوص الكتاب إل لا له دخل ف العلم .وتقيقهمحا
باعتبار هذا النظر أن يقال :قد تبي ف العلم العلى أن العلم التام بالشأياء ذوات
السباب إنا يصل بعرفة عللها التامة ،وهي ممحوع العلة الفماعلية ،والغائية ،والادية،
157 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والصورية ،وسائر ما يتوقف عليه حصول الشيء من الشروطر واللت والعدات القريبة
ونو ذلك فيمحا يوجد فيه جيعها ،وبعضها فيمحا يوجد فيه .
بعضها فنقول :إن التقدمي لا أفرزوا من نتائج أفكارهم الحكام التعلقة لشيء واحد
وحدةا ما من جهة واحدةا علوما متفمرزةا وشأحنوا با كتبهم وأرادوا بقاءها على مر
العصار وعلمحوها تلمذتم قرنا بعد قرن حت وصلت إلينا ،فاستحسُنوا تقدي بعض
مبادئها عليها ليكون تسُهيل لطالبيها وتبصرةا لشارعيها .
وقد علمحت وجه الضبط فاعلم أن ههنا أمرين ،أحدها :العلم با هو هو ،وذلك عبارةا
عن مسُائل مصوصة ومطالب معينة .وثانيهمحا :الكتاب وهو عبارةا عن ألفماظ مقررةا
ومعان مرتبة .وربا كان كتاب واحد ف علوم متعددةا ،أو كتب متعددةا ف علم واحد،
ورب علم ل يدون ) /1 (201ف كتاب ،أو كتاب ل يشتمحل على علم بل على
مسُائل متفمرقة وأحاديث ملهية من نظم أو نثر .وأيضا ها يتلفمان ف أمور كثيخةا:
كالنفمعة ،والضرةا ،والودةا ،والرداءةا ،والضعف ،والقوةا ،وغيخها .
ونسُبة الكتاب بعانيه إل العلم كنسُبة العلم إل الواقع بالطابقة واللمطابقة ،فلكل
منهمحا مبادئ متغايرةا .فالحق أن يعل لكل منهمحا مقدمة مغايرةا لقدمة الخر ،ويعل
مقدمة العلم من مقاصد الكتاب .
ولكن من الناس من يمحعهمحا ،ومنهم من يكتفمي بأحدها ،ومنهم ،من يذكر مقدمة
الكتاب ف الديباجة ،ومقدمة العلم ف جزمء من الكتاب يصدر بالقدمة ويذكر ف كل
ما يهمحه ويتفمق له ..ولكن مقدمة العلم ومقدمة الكتاب ،ف الغلب داخلتان ف
الكتاب ،وذلك لعدم إفرازها بعناية النظر .
ونن نذكر مبادئ كليهمحا مع نوع ضبط فنقول :من البادئ الفماعل ،أما فاعل العلم
حقيقة فأول من أخرجه من القوةا إل الفمعل ودونه وفصله كأرسطاطاليس لكمحة الشائي
والنطق ،وينوب منابه الهرةا الذين هم أهل استنباطر وتقيق لقواعده .
158 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما فاعل الكتاب حقيقة فمحصنفمه وينوب منابه من عليه العتمحاد ف روايته وتوجيهه
وإصلحه .ومنها الغاية وهي بيان الاجة الاسة إل تدوينه وتصنيفمه .
أما العلوم فلها غاية عامة هي تكمحل النفمس ف القوةا العلمحية بعرفتها ،وغاية خاصة تذكر
ف كل فن فن .وأما الكتب فلها أيضا غاية عامة وهي تسُكي وهج القلب بإيراد ما
يتلج فيه وإرادةا التمويح والبقاء كمحا قيل :
وغاية خاصة من توضيح ممحل ،أو تلخيصخ مطول ،أو تعمحيم انتفماع ،أو كتم عن رعاع،
أو إبانة حق ،أو إزالة شأك ،أو إرضاء عظيم ،أو تبكيت لئيم إل غيخ ذلك .
معرفة الطلوب حذرا من طلب الهول الطلق .ومعرفة فائدته فرارا عن العبث .فوضعوا
للول معرفة السم ووجه التسُمحية للكتاب والرسم أيضا للعلم .
والثان :بيان الفمائدةا والضرةا ترغيبا ف تصيله ومعالة عن إفسُاده ،ومنها الادةا والصورةا،
وعلمحهمحا بالقيقة إنا يكون بعد إتام تصيل العلم والكتاب ،لن الصورةا جزمء آخر
للمحعلول ،والادةا مقارنة لا ،بل حصولمحا هو عي حصول العلول وذلك مناف لغرض
القدمة .
فأقاموا مقامها شأيئي آخرين :أما مقام الادةا فللعلم بيان موضوعه الذي تنتهي إليه
موضوعات مسُائله كأنا شأعب وتفمصيلت ولواحق عارضة له ،وبيان حيثية البحث
الذي تنتهي إليه ممحولت السُائل كذلك .والكتاب بيان لغة ألفماظه أنا عربية أو فارسية
وهي كثيخا ما تكون قليلة الدوى .وبيان العلم الذي هو فيه فإن التحرير والتقرير إنا
يقع فيه على صور شأت ووجوه متلفمة .وأما مقام الصورةا فللعلم بيان أبوابه والشأارةا إل
159 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
كليات أصوله وفروعه ،وللكتاب بيان ترتيبه وتفمصيل أجزمائه من القالت والبواب
والفمصول وغيخها وفهرستها .
ومنها الشروطر ،فبعضها عامة لكل علم ف العلم والتعلم وزمان ) /1 (203التعليم
والتصنيف .وقد حرر فيه رسائل تسُمحى آداب التعلمحي وآداب الصنفمي .وبعضها خاصة،
فلكل طائفمة من العلوم معلومات ما ل تعلم ل يعلم ول يصح الزمم به مال تسُتعمحل
وتسُمحى بالدود .والعلوم التعارفة والصادرات والصول الوضوعة .ولبعض الكتب رموز
واصطلحات ما ل تعلم أشأكل فهم الكتاب .
ومنها اللت ،فإن الفماعل القريب لكتسُاب العلوم هي الفكار ولا طرق ووجوه يسُهل
التحصيل با يسُمحى الناء التعليمحية وهي :التقسُيم والتحليل والتحديد والبهان .وللكتب
شأروحَّ وحواش يسُهل فهمحها بأعمحالا ،ومنها العدات القريبة فيبي مرتبة العلم لتأخر عمحا
يب وتقدم على ما يب وكذلك مرتبة الكتاب ،وبيان الكتب الت منها مأخذ الكتاب،
والعلوم الت يصل منها استعداد العلم الطلوب .فهذا وجه لضبطها .وسائر الصنفمي
يكتفمون ببعضها لا مر ،ولن منها ما يكفمي مؤنة غيخها ،ولكن توسعة للمر قد يث
على استيفمائها والعلم عند ال تعال(( انتهى كلمه -رحه ال .-
قال الشيخ العلمة رفيع الدين الدهلوي ف )التكمحيل( :))غلب ف تصيل الهولت
التعلم على التفمكر ،ول يكن له قانون فدون والدي العارف الواصل والنحرير الكامل
الشيخ ول ال ابن الشيخ عبد الرحيم العمحري لزماولة الكتب تعليمحا ضوابط ،فأضفمت إليه
ما وفقن ال سبحانه وهي هذه :) /1 (204
فتح فن التحصيل موضوعه العلوم الدونة من حيث تسُتفماد وتفماد .وغايته الوض فيها
على بصيخةا ،والنجاةا عن سوء الفمهم لقاصدها ،وتييزم لبابا عن ذبابا ،وكسُب القتدار
والهارةا فيها ،وتفمريق كامل الكتاب والعلم من نقاصهمحا ،فليخسم بأحدها وتكمحل الناس
160 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ف العلوم بدونه ل ينفمي فائدته كمحجتهدي المة وأساطي الكمحة ومدققي النود
والفرنج من النطق ونظره ف خسُة ،فإن التعلم بالتقرير من ينكر عليه مناظرةا ،ومن
يذعن له تدريس وتتلمحذ وبالتحرير تصنيف ومطالعة .
بسُط الناظرةا :توجه الصمحي ف مطلب لظهار الق ،والتعرض للبيان أو البي الجة
أو العرف فمحن الول :
-12وظاهرا .
161 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-4والتمجيح .
-6والتوفيق .
-8والدرج .
-10والطلع .
-5منع القدمات كل أو بعضا ،كالصغرى والكبى ،واللزمة والتناف ،والوضع والرفع .
162 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-6السُند إن ادعى البديهة فالسُاوي يفميدها نفميا وإثباتا ،والخصخ العتمض إثباتا،
والعم السُتدل نفميا .
-7فسُاد التأليف لفمقد شأرطه وعدم تكرر وسط ،ونفمي حصر ويرددان على الشقي
كثيخا .
-17إبطال البن ،وهو غيخ القدحَّ ف دليله ،وذلك ف القدمات القريبة ،وأنفمع منه
لدمه أساسا ،ولكن ف طرف الناظرةا لئل يشوش بالنتقال .
163 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وياب :
-1بالعلم .
-2والعرض .
-3والتوثيق .
-5والستدلل .
164 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-20والتأويل راجحا والرحَّ مرجوحا أو مرجوعا عنه لعمحال غيخه ،وعند العجزم النتقال
أو الذعان .
-5والنع .
-7والتناول .
وكله ف الفماء وبعد الظهور مادلة ل يسُامح فيها ،وقلمحا يلتزمم إثبات شأيء )/1
.(209
التدريس :
165 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
تفمهيم الكتاب باللسُان ،وطريقه للقاصر التمجة فقط فيتبلد الذهنان .وللفمال ذكر ما
أمكن حفمظا ومراجعة فيعسُر اليسُيخ بالتعجيل ويطول زمان التحصيل ،وللمحسُتعجل
الكتفماء بصدور الكتب بالدقة فيحوج إل شأغل ثان للستيفماء والقتصار على العد ف
العلمحاء ،وللحاذق من كل علم مبسُوطر ،وف البداية تعليم مت سهل لعرفة
الصطلحات وأصول القواعد وشأرحَّ مسُتوف لفموائد القيود والدلة والباث
والختلفات الشهورةا وحاشأية للكة التدقيق جرحا وتعديل وترجيحا ،والعتياد بوصل
الارج وجع النتشر فإن احتيج زيد .
-1ضبط الشكل بنوع الركة والسُكون والعجام والهال والتقدي والتأخيخ .
166 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-14التمجيح بي التوجيهات وإبداء السلم والقرب منها وما علي كل .
-25الذر عمحا يوجب سوء الفمهم ويسُتوي فيه النقول والعقول البهان والطاب ،إل
أن العتبار ف الول بتحقيق العبارات والربط أكثر ،وف الثان بالوصل إل البديهيات
أصول والسُلمحات فروعا ،وف الثالث بالناسبات الظنية .
167 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فل يزمال ينبه عليها با يتحمحل حت يتخذه ملكه بفمكره ،ث يعرض مطالعته على مطالعته
وعلى الواشأي ويفمهمحه الغلط والذر عنه ث يتحنه بتصنيف شأرحَّ أو حاشأية يؤدي فيه
حقه ويسُتحق الوثوق برأيه .
التتلمحذ :
فهم الكتاب بالستمحاع بعد الصحة والعاش ،ولو بالقناعة والشوق والد ولو بالتحريصخ،
والفمهم والفمظ ولو بالهد ،والداومة وحسُن الظن مع الستاذ ولو ف الفمن ،والكتاب
الواضح الصحيح والستاذ الاهر الشفميق ولو بالطمحع -حقه ) /1 :(212
-8وتقدم النظر ليكون أوقع وعلى بصيخةا ،وف البداية بضور العلم أنفمع .
168 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-15ولطالب التحقيق سلخ اللفماظ التخيلة عن صورةا للشيء يطابقها جيع صفماته
ويلئمحها جيع فروعه التفمقة عليها ) /1 .(213
التصنيف :
تأليف الكلم لتحريره نثرا ونظمحا ،والراد ما ف العلوم ،فمحا ل يتعلق بغيخه صريا فمحت،
أو تعلق متصل فشرحَّ مدمج ،أو مفمصوال ،بـ ))قال أقول(( ونوها أو على الطفمرةا فتعليق
وحاشأية ،ومن كل وجيزم ووسيط وبسُيط ،وله أغراض سياقه بسُبها .
169 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-16ولغة بلغة أخرى ،ودون له والدي -رحه ال تعال -قواني التمجة .
فبعد إتقان اللغة والفمن وسليقة الياز والطناب يسُتعان فيه با مر؛ ففمي الشروحَّ
والواشأي الل بضوابط التدريس ،وف إعانة الق بالنطق ،وف الرد بأسئلة الناظرةا ،وف
التوجيه بأجوبتها مع النحو والبلغة والصول ،وف بعض بسُليقة البيان ،وف طائفمة
بالتتبع والتبحر وأمثالا مع مزميد التحفمظ ف النقل والنقد وحسُن التقرير إياز أو بسُطا
بسُب الل وحفمظ الوضع من الذهب والنصب ،فإن من صنف استهدف .ويكون
لصوص الكتاب من القدمات مثل ما ف مقدمة العلم مع الزممان والكان والرموز
فليجمحعها ف واحدةا أو ليقدم ف الديباجة على مقدمة العلم .
الطالعة :
النظر ف الكتاب بفمهم الراد واللل ،وبعد اقتناء اللغة والصطلحَّ ،وملكة التمجة تتمحم
بأنظار ثلثة تداخلت أو تعاقبت ) /1 :(215
170 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الول :للحاطة بالعان الثانوية وتييزم الذكور عن التموك وبعض المحل عن بعض
والطرفي عن القيود .
والثان :لعرفة فوائدها والعان الولية وجديد التصرف وربط الدلة والباث فيمحا بينها
استقامة واعوجاجا با ف التدريس .
-4والدراج فيه لبينها بعد خفماء لكمحال أو نقصخ أو ثبوت الركن وفقد اللوازم العرفية
ونوها .
-6وإيائه لتمجيح أحد متمحليه بقاطع ،أو ظن كشهادةا كلم ثان له ،أو عدم اجتمحاع
الوصاف ف غيخه وكونه أهم القاصد .أو أدن مصداق أو فائدةا لوله لبطل ولغي ،أو
قربه معنم ،أو مزميد نفمعه ،أو نوه .
171 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-11وتعارفه من زيادةا لفمظ وبيانية إضافة ،والتكثيخ بالواحد والعتبار لتكرار وعزممه
وتعمحم خاص وعكسُه وإخراج التكلم من الكلم .
-14واقتضائه لا يتوقف عليه صدقة عقل أو شأرعا أو عادةا وها بينان بالعنم العم .
-18واعتباره لجتمحاع مباد ف الذهن أورثت بسُمحاعه ما ل ينقدحَّ لغيخه ) /1 .(217
172 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-2والوضع .
-3وخواص التماكيب .
-4والرجح .
-5والصارف .
-6والقرينة .
-7ث توجه الفماسد .
-8والذف .
-9واللط .
والنتشار . -10
فبعد سكب السُليقة بالتتلمحذ يسُتعان بالفمحصخ عن معادنا والشروحَّ والواشأي وكتب
الفمن وإمعان الفمكر ،وأعظم نفمعها ف الكتاب والسُنة .
هذا ما تيسُر ل بفمضل ال وله النة ،ومن ارتقى إل الكمحال فليزمد ) /1 (218فيه ما
شأاء ،فإن العلوم تتزمايد بتلحق الفكار ،وال سبحانه دائم الود مفميض السرار والمحد
ل(( انتهى .كلمه وهو الباب الثان من كتابه على التمحام والكمحال .
وقال الشيخ ،العلمة :عليم ال بن عبد الرزاق ،ف شأرحَّ )رسالة الطالعة( ما عبارته :
))واعلم أن الطالعة علم يعرف به مراد الرر بتحريره وغايته الفموز براده حقا والسُلمة
عن الطأ والتخطئة باطلا .وموضوعه الرر من حيث هو .فإذا أردت الشروع ف
الطالعة ،وهو صرف الفمكر ف مبحث ليتجلى معناه فانظر وتأمل ف البحث مبتدئا من
أوله منتهيا إل آخره نظرا إجاليا .
لكن ينبغي أن يكون ذلك النظر على وجه ينتقش ف ذهنك جلة العنم الراد منه ،فإن
انتقش ف النظر الول فذاك وإل فذلك ،إما لفماء ف اللغة ،أو لغط ،أو لسُهو ،أو
لنسُيان ،من النسُاخ بذف أو زيادةا أو قلب أو تصحيف ،أو لتعقيد أو لقصور فيك
173 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فراجع ف الول إل كتب اللغة أو إل من عنده علمحها ،وف الثان والثالث والرابع إل
نسُخة أصح منها ،وأما ف الخيخين فانظر نظرا ثانيا أو ثالثا فصاعدا حت ينتقش الراد .
ث بعد النتقاش لحظ المور التصورية من كل قضية منه أول فأول على التمتيب بدقة
النظر ف تلك اللحظة ،واستبصر ف كل من تلك المور هل يرد على واحد منها أمر
من المور القادحة فيها أم ل ،والراد بالورود ههنا التوجه الذي هو أعم منه ،وبعد
ظهور ذلك المر من القوادحَّ استبصر ثانيا هل يكن دفع ذلك المر منها أم ل ،وبعد
ظهر الدافع ثالثا هل يكن دفع ما يدفع ذلك الدافع ) /1 (219أم ل .
وهكذا إل حيث يتوطن الذهن وآية التوطن اختبار بتثنية النظر وتثليثه فصاعدا على
حسُب القام ،وبعد الفمراغ من تلك اللحظة لحظ المور التصديقية أيضا بدقة النظر،
واستبصر ف لك منها هل يتوجه على واحد منها شأيء من الشأياء الت يقدحَّ فيها أم
ل .وبعد ظهور شأيء من القوادحَّ استبصر ثانيا هل يسُوغ ويكن التقصي عنها أم ل.
وبعد ظهور التقصي عنها ثالثا هل يكن التقصي عن ذلك التقصي أم ل .وهكذا إل
حيث يصل التوطن وآيته ههنا آيته هناك .وبعد الفمراغ عن تينك اللحظتي ل حظ
المور القادحة الوردةا الت أوردها عليها مورد سواء كانت مررةا ف شأرحَّ أو حاشأية أول.
فإذا نظرت ف البحث من أوله إل آخره على هذا الوجه الذكور فل يلو حالك عن
أحد هذه المور الثلثة :
174 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
إما أن ل تكون أنت واجدا ومصيبا لشيء من القوادحَّ أصل ،فعدم ) /1(220
الوجدان والصابة إما لقصور ذهنك عن إدراكه أو لعدمه لكمحال من حرره ف التحرير
بيث ل يتطرق إليه قدحَّ ول نقصخ أصل ،أو لوقوع تريره هذا كامل .
وإما أن تكون أنت واجد الشيء من الشأياء الواردةا القادحة الدفوعة الت دفعها الناس
أو أمكن دفعها .
وإما أن تكون أنت واجد الشيء من الشأياء الواردةا الغيخ الدفوعة .
ول قصور ف شأيء من هذه الحوال الت هي ف الورد الثلثة الذكورةا إل ف الالة
الول ،فإن القصور فيها متمحل كمحا تقدم .وإذا كانت ناشأئة من القصور وظهر لك أن
الالة الول منشؤها قصور ذهنك عن دركه فل تفمتم جدك وجهدك ف النظر والطالعة
بل استمحر واثبت على ذلك ،فإن المحارسة لشيء واللزمة له تورث الكمحال ف ذلك
الشيء .فإذا فرغت عن النظر ف البحث الول بالطريقة الهدية إليها الادية إل الق
فانظر ف البحث الثان من أوله إل آخره على الوجه الذي أريناك ،فإن ظهر عليك أن
القصور ف نفمسُك باق بعد بأن ل تد مدعاه أو شأيئا من القوادحَّ فل تفمتم جدك
وجهدك ف النظر والطالعة بل أثبت فانظر ف البحث الثالث على ذلك الوجه ،وهكذا
إل أن يتم الكتاب .
فإن حصل لك الكمحال فذلك وإل فإعادته إل كتاب آخر فآخر إل أن يصل لكل
الكمحال .وعد نفمسُك مل قابل لفميضان الكمحالت عليها ،ول تيأس من فضل ال فإنك
أيها العاقل لسُت من الذين قد ماهم الخاطبون عن دفاترهم ،وفضل ال على اللق
أوسع من خواطرهم .وإذا وقع جدك وجهدك ف الطالعة على هذا النهج والطريق الذكور
سنة أو أكثر إل سنتي ل أظنك أن ل تتمقى بل أجزمم أن تتمقى ف الطالعة إل وجه
تقدر ) /1 (221على تييزم القبول من الحكام عن الردود منها ،فإذا صرت مقتدرا
كامل القدرةا على ذلك الطريق بيث ل يوم حولك قصور ول خطأ ول فتور فارتق إل
حيث خلقت نوعا أو شأخصا له من الراتب العالية من الكمحالت النفمسُية الت هي
175 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ليعبدون{
إل الن والنس
خلقت
وما
معرفة ال تعال ذاتا وصفمة حيث قال تعال : }
أي ليعرفون كمحا فسُر بعضهم .
قف :اعلم أن الشارحَّ والشي إذا زاد على الصل شأيئا فالزمائد ل يلو إما أن يكون بثا
أو اعتماضا أو تفمصيل لا أجله أو تكمحيل لا نقصه وأهله ،والتكمحيل إن كان مأخوذا
من كلم سابق أو لحق فإبراز وإل فاعتماض ،فعلى الولي إما تفمسُيخ لا أبمحه ،فإن
كان بكلمحة ))أي(( أو بالبيان أو بالعطف فتفمسُيخ باللفمظ ،وإن كان بكلمحة ))يعن(( أو
ما يرادفه فتفمسُيخ بالعنم الظاهر .
وصيغ العتماض مشهورةا ،ولبعضها مل يشارك فيه الخر فيخد ،و))ما اشأتق منه(( لا ل
مدفع له بزمعم العتمض ويتوجه ،و))الشتق منه(( أعم منه ،ونو ))إن قلت(( ما هو
بصيغة العلوم شأرطا لا تقق له الواب مع قوةا ف البحث ،ونو))إن قيل له(( مع
ضعف فيه و))قد يقال(( ونوه لا فيه ضعف شأديد ونوه ))لقائل(( لا فيه ضعف
ضعيف ))وفيه بث(( ونوه لا فيه قوةا سواء تقق الواب أول ،وصيغة الهول ماضيا
كان أو مضارعا ول يبعد ويكن كلها صيغ التمحريض يدل على ضعف مدخولا بثا
كان أو جوابا و ))أقول(( وقلت لا هو خاصة القائل .
وقد اشأتهر من الستاذين أن ))ل يبعد أن(( )شأرحَّ الكافية( للشيخ الجل الكامل ف
الكل الشيخ عبد الرحن الامي قدس سره من خواصه .وكذا ) /1 (222))قد
يقالت(( )شأرحَّ الواقف( للسُيد سند الكل ف الكل له خاصة .واختيار صيغ التمحريض
تواضع منهمحا رفع ال تعال قدرها .
وإذا قيل ))حاصله(( أو))مصله(( أو))تريره(( أو ))تنقيحه(( أو نو ذلك فذاك إشأارةا
إل قصور ف الصل واشأتمحاله على حشو وإيهام .وتراهم يقولون فيم قام إقامة شأيء
مقام آخر مرةا ))نزمل منزملته(( وأخرى ))أنيب منابه(( وأخرى ))أقيم مقامه(( فالول ف
إقامة العلى مقام الدن ،والثان بالعكس ،والثالث ف السُاواةا ،وإذا رأيت واحدا منها
176 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
مكان الخر فهناك نكتة ،وإنا اختاروا ف الول التفمعيل وف الخيخين الفعال ،لن
تنزميل العلى مكان الدن يوج إل العلج والتدريج .
وربا يتم البحث بنحو ))تأمل(( فهو إشأارةا إل دقة القام مرةا وإل خدشأة فيه أخرى
سواء كان بـ ))فيه(( أو بدونا ،إل ف مصنفمات العلمة مولنا جلل الدين الدوان نور
ال مرقده فإنه بـ))فيه(( إشأارةا إل الثان ،وبدونا إل الول .وهذا اصطلحَّ جديد له
على ما نقله عنه بعض تلمذته متصخ با غيخ متجاوز عنها(( انتهى .ملخصا .
ل بد أن يعلم أول أن العلل ما دام ف تقرير القوال والذاهب ،وترير الباحث ل يتجه
عليه ،ول يطلب منه شأيء سوى تصحيح النقل وتصريح أن فلنا قال كذا ف كذا إن
طولب به ،فإذا شأرع ف إقامة الدليل على ما ادعاه يتجه عليه طريق الناظرةا .
قف :اعلم أن كلم الناظرين إما أن يقع ف التعريفمات أو ف السُائل ،فإن وقع ف
التعريفمات فللسُائل طلب الشرائط وإيراد النقض بوجود أحدها بدون الخر ول يرد عليه
النع لنه طلب الدليل ،والدليل على التصديق إل أن يدعي الصم حكمحا صريا بان
يقول هذا مفمهومه لغة أو عرفا أو اصطلحا أو ضمحنا .فللسُائل أن ينع وللمحعلل -أي
اليب -أن ييب والواب عن التعريف السي سهل حاصله يرجع إل الصطلحَّ وإل
أن يقول العلل :
))إن مرادي بذا اللفمظ هذا العنم(( وعن التعريف القيقي ،أعن تعريف الاهيات
الوجودةا ف الارج ،صعب إذ ل مدخل فيه للصطلحَّ ،بل يب فيه العلم بالذاتيات
بالذاتيان والعوارض ،والتفمرقة بينهمحا بان يفمرق بي النس والعرض العام والفمصل والاصة،
177 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهذا متعسُر جدا ف التعريف بل متعذر ،وكذا ل نرد عليه ) /1 (224الناقضة فإنا
هي طلب الدليل الدال على نقيض الدعي ،والدليل منتف هنا وإن وقع ف السُائل ،فإذا
شأرع العلل ف إقامة الدليل فالصم إن منع مقدمة معينة من مقدماته أو كليهمحا على
التعيني فذاك يسُمحى مناقضة ونقضا تفمصيليا فل يتاج فيه إل شأاهد .
وإن ذكر شأيئا ما يتقوى به النع يسُمحى سندا ،فإن ل يذكره ل يزم العتماض عليه إل
إذا ادعى مسُاواته النع ،لن السُند ملزموم لثبوت النع ،وانتفماء اللزموم ل يسُتلزمم انتفماء
اللزم لكن على تقدير السُاواةا يكن انتفماؤره ،وأكثر ما يسُتند إليه يذكر مسُاويا فلذا
شأاع الكلم عليه .
وإن منع مقدمة غيخ معينة بان يقول :ليس هذا الدليل بمحيع مقدماته صحيحا ،بعنم أن
فيها خلل ،فذلك يسُمحى نقضا إجاليا ول يسُمحع إل أن يذكر الشاهد على اللل ،وإن
ل ينع شأيئا من القدمات ل إجال ول تفمصيل بل قابل بدليل دال على نقيض مدعاه
يسُمحى معارضة ويصيخ السُائل معلل وبالعكس .
واعلم أن السُؤال التعلق بالفهام يسُمحى الستفمسُار ،وهو طلب بيان معنم اللفمظ ف
الغلب ،وإنا يسُمحع إذا كان ف اللفمظ إجال أو غرابة ،وكذلك كل ما يكن فيه
الستبهام حسُن فيه الستفمهام ،وإل فهو لاج وتعنت ،ولفمائدةا الناظرةا مفموت إذ يأت
ف كل لفمظ تفمسُيخ فيتسُلسُل ،والواب عن الستفمهام ببيان ظهوره ف مقصوده إما
بالنقل عن أهل اللغة ،أو بالعرف العام ،أو الاص ،أو بالقرائن الضمحومة ،وإن عجزم عن
ذلك كله فالتفمسُيخ با يصح لغة ،وإل يكون من جنس اللعب فيخرج عمحا وضعت له
الناظرةا وإظهار الق .
وهذا الستفمهام يرد على تقرير الدعي وعلى جيع القدمات وعلى جيع الدلة فل سؤال
أعم منه ) /1 .(225
178 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
تنبيه :من الواجب على العلل أن ل يسُتعجل بالواب بل يطلب منه توجيه النع
وتقيقه ،إذ ربا ل يتمحكن الانع توجيهه أو يظهر فسُاده أو يتذكر جوابه ،فإذا أجيب
فعلى الانع أو ل يسُتعجل بل ويطلب توجيه الواب وتفمصيله ،إذ ربا ل يقدر عليه أن
يكون غلطا .
اعلم أن العلوم الواقعة ف العمحران لذا العهد ،الت يوض فيها البشر ،ويتداولونا فيمحا
بينهم تصيل وتعليمحا ،هي على صنفمي :
صنف طبيعي :للنسُان يهتدي إليه بفمكره؛ وصنف نقلي :يأخذه عمحن وضعه .
والول :هي العلوم الكمحية الفملسُفمية ،وهي الت يكن أن يقف عليها النسُان بطبيعة
فكره ،ويهتدي بداركه البشرية إل موضوعاتا ،ومسُائلها ،وأناء براهينها ،ووجوه تعليمحها،
حت يقفمه نظره وبثه على الصواب من الطأ فيها ،من حيث هو إنسُان ذو فكر .
والثان :هي العلوم النقلية الوضعية ،وهي كلها مسُتندةا إل الب عن الواضع الشرعي ،ول
مال فيها للعقل ،إل ف إلاق الفمروع من مسُائلها بالصول ،لن الزمئيات الادثة
التعاقبة ،ل تندرج تت النقل الكلي بجرد وضعه ،فتحتاج إل اللاق بوجه قياسي ،إل
أن هذا القياس يتفمرع عن الب بثبوت الكم ف الصل ،وهو نقلي ،فرجع هذا القياس
إل النقل ،لتفمرعه عنه .) /1 (227
179 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأصل هذه العلوم النقلية كلها هي :الشرعيات من الكتاب والسُنة ،الت هي مشروعة لنا
من ال ورسوله ،وما يتعلق بذلك من العلوم الت نيئها للفادةا ،ث يسُتتبع ذلك علوم
اللسُان العرب ،الذي هو لسُان اللكة وبه نزمل القرآن .
وأصناف هذه العلوم النقلية كثيخةا ،لن الكلف يب عليه أن يعرف أحكام ال تعال
الفمروضة عليه ،وعلى أبناء جنسُه ،وهي مأخوذةا من الكتاب والسُنة بالنصخ ،أو
بالجاع ،أو باللاق ،فل بد من النظر ف الكتاب ،ببيان ألفماظه أول ،وهذا هو :علم
التفمسُيخ ،ث بإسناد نقله وروايته إل النب -صلى ال عليه وسلم ،-الذي جاء به من
عند ال ،واختلف روايات القراء ف قراءته ،وهذا هو :علم القراءات ،ث بإسناد السُنة
إل صاحبها ،والكلم ف الرواةا الناقلي لا ،ومعرفة أحوالم وعدالتهم ،ليقع الوثوق
بأخبارهم ،بعلم ما يب العمحل بقتضاه من ذلك ،وهذه هي :علوم الديث ،ث ل بد
ف استنباطر هذه الحكام من أصولا من وجه قانون ،يفميد العلم بكيفمية هذا الستنباطر،
وهذا هو :أصول الفمقه ،وبعد هذا تصل الثمحرةا بعرفة أحكام ال تعال ف أفعال
الكلفمي ،وهذا هو :الفمقه ،ث إن التكاليف منها :بدن ،ومنها :قلب ،وهو الختصخ
باليان ،وما يب أن يعتقد ،وما ل يعتقد ،وهذه هي :العقائد اليانية ف الذات،
والصفمات ،وأمور الشر ،والنعيم ،والعذاب ،والقدر ،والجاج عن هذه بالدلة العقلية
هو :علم الكلم ،ث النظر ف القرآن والديث ل بد أن تتقدمه العلوم اللسُانية ،لنه
متوقف عليها ،وهي أصناف ،فمحنها :علم اللغة ،وعلم النحو ،وعلم البيان ،وعلم
الدب ،حسُبمحا نتكلم عليها كلها .
وهذه العلوم النقلية كلها متصة باللة السلمية وأهلها ،وإن كانت ) /1 (228كل ملة
على المحلة ل بد فيها من مثل ذلك ،فهي مشاركة لا ف النس البعيد ،من حيث إنا
علوم الشريعة النزملة من عند ال تعال ،على صاحب الشريعة البلغ لا ،وأما على
الصوص :فمحباينة لمحيع اللل ،لنا ناسخة لا ،وكل ما قبلها من علوم اللل فمحهجورةا،
والنظر فيها مظور ،فقد نى الشرع عن النظر ف الكتب النزملة غيخ القرآن .
180 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال -صلى ال عليه وسلم :-)ل تصدقوا أهل الكتاب ،ول تكذبوهم ،وقولوا آمنا
بالذي أنزمل إلينا ،وأنزمل إليكم ،وإلنا وإلكم واحد( .
ورأى النب -صلى ال عليه وسلم -ف يد عمحر -رضي ال عنه -ورقة من التوراةا،
فغضب حت تبلي الغضب ف وجهه ،ث قال :)أل آتكم با بيضاء نقية ،وال لو كان
موسى حيا ما وسعه إل اتباعي( .
ث إن هذه العلوم الشرعية النقلية ،قد نفمقت أسواقها ف هذه اللة ،با ل مزميد عليه،
وانتهت فيها مدارك الناظرين ،إل الغاية الت ل فوقها ،وهذبت الصطلحات ،ورتبت
الفمنون ،فجاءت من وراء الغاية ف السُن والتنمحيق .
وكان لكل فن رجال يرجع إليهم فيه ،وأوضاع يسُتفماد منها التعليم ،واختصخ الشرق من
ذلك والغرب با هو مشهور منها ،وقد كسُدت لذا العهد أسواق العلم بالغرب،
لتناقصخ العمحران فيه ،وانقطاع سند العلم والتعليم ،وما أدري ما فعل ال بالشرق؟ والظن
به نفماق العلم فيه ،واتصال التعليم ف العلوم ،وف سائر الصنائع الضرورية والكمحالية،
لكثرةا عمحرانه ،والضارةا ،ووجود العانة لطالب العلم بالراية من الوقاف ،الت اتسُعت
با أرزاقهم - ،وال سبحانه وتعال هو الفمعال لا يريد ،وبيده التوفيق والعانة .-)/1
(229
وذلك من الغريب الواقع ،لن علمحاء اللة السلمية ف العلوم الشرعية والعقلية ،أكثرهم
العجم ،إل ف القليل النادر ،وإن كان منهم العرب ف نسُبته ،فهو عجمحي ف لغته،
ومرباه ،ومشيخته؛ مع أن اللة عربية ،وصاحب شأريعتها عرب؛ والسُبب ف ذلك :أن اللة
ف أولا ل يكن فيها علم ول صناعة ،لقتضى أحوال السُذاجة والبداوةا ،وإنا أحكام
الشريعة -الت هي :أوامر ال ونواهيه -كان الرجال ينقلونا ف صدورهم ،وقد عرفوا
مأخذها من الكتاب والسُنة ،با تلقوه من صاحب الشرع وأصحابه ،والقوم يومئذ عرب،
181 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ل يعرفوا أمر التعليم ،والتأليف ،والتدوين ،ول دفعوا إليه ،ول دعتهم إليه حاجة ،وجرى
المر على ذلك زمن الصحابة والتابعي ،وكانوا سيسُممحون الختصي بمحل ذلك ونقله:
)السقلراء( :أي الذين يقرؤرون الكتاب ،وليسُوا أميي ،لن المية يومئذ صفمة عامة ف
الصحابة ،با كانوا عربا ،فقيل لمحلة القرآن يومئذ :)قسـلراء( إشأارةا إل هذا ،فهم قراء
لكتاب ال ،والسُنة الأثورةا عن رسول ال ،لنم ل يعرفوا الحكام الشرعية إل منه ومن
الديث ،الذي هو ف غالب موارده تفمسُيخ له وشأرحَّ .
قال -صلى ال عليه وسلم :-)تركت فيكم أمرين ،لن تضلوا ما تسُكتم بمحا :كتاب
ال ،وسنت( .
فلمحا بعد النقل -من لدن دولة الرشأيد فمحا بعد -احتيج إل وضع التفماسيخ القرآنية،
وتقييد الديث مافة ضياعه؛ ث احتيج إل معرفة السانيد ،وتعديل الناقلي ،للتمحييزم بي
الصحيح من السانيد وما دونه؛ ث كثر استخراج أحكام الواقعات من الكتاب والسُنة،
وفسُد مع ذلك اللسُان ،فاحتيج ) /1 (230إل وضع القواني النحوية ،وصارت العلوم
الشرعية كلها ملكات ف :الستنباطات ،والستخراج ،والتنظيخ ،والقياس؛ واحتاجت إل
علوم أخرى ،وهي وسائل لا من :معرفة قواني العربية ،وقواني ذلك الستنباطر والقياس،
ب عن العقائد اليانية بالدلة ،لكثرةا البدع واللاد ،فصارت هذه العلوم كلها والذ ب
علوما ذات ملكات ،متاجة إل التعليم ،فاندرجت ف جلة الصنائع .
وقد كنا قدمنا أن الصنائع من منتحل الضر ،وأن العرب أبعد الناس عنها ،فصارت
العلوم لذلك حضرية ،وبعد عنها العرب وعن سوقها .
والضر لذلك العهد هم :العجم ،أو من ف معناهم من الوال ،وأهل الواضر ،الذين
هم يومئذ تبع للعجم ف الضارةا وأحوالا من :الصنائع والرف ،لنم أقوم على ذلك،
للحضارةا الراسخة فيهم منذ دولة الفمرس؛ فكان صاحب صناعة النحو :سيبويه ،والفمارسي
من بعده ،والزمجاج من بعدها ،وكلهم عجم ف أنسُابم ،وإنا ربوا ف اللسُان العرب،
فاكتسُبوه بالرب ،ومالطة العرب ،وصيخوه قواني وفنا لن بعدهم؛ وكذا حلة الديث
182 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الذين حفمظوه عن أهل السلم ،أكثرهم عجم ،أو مسُتعجمحون باللغة والرب؛ وكان
علمحاء أصول الفمقه كلهم عجمحا -كمحا يعرف -؛ وكذا حلة علم الكلم؛ وكذا أكثر
الفمسُرين؛ ول يقم بفمظ العلم وتدوينه إل العاجم .
وظهر مصداق قوله -صلى ال عليه وسلم :-)لو تعلق العلم بأكناف السُمحاء ،لناله
قوم من أهل فارس( .وأما العرب الذين أدركوا هذه الضارةا وسوقها ،وخرجوا إليها عن
البداوةا ،فشغلتهم الرياسة ف الدولة العباسية ،وما دفعوا إليه من القيام باللك ،عن القيام
بالعلم والنظر فيه؛ فإنم كانوا أهل الدولة ،وحاميتها /1) ، (231وأول سياستها ،مع ما
يلحقهم من النفمة عن انتحال العلم حينئذ با صار من جلة الصنائع؛ والرؤرساء -أبدا
-يسُتنكفمون عن الصنائع ،والهن ،وما ير إليها ،ودفعوا ذلك إل من قام به من العجم
والولدين؛ وما زالوا يرون لم حق القيام به ،فإنه دينهم ،وعلومهم ،ول يتقرون حلتها
كل الحتقار؛ حت إذا خرج المر من العرب جلة وصار للعجم ،صارت العلوم الشرعية
غريبة النسُبة عند أهل اللك ،با هم عليه من البعد عن نسُبتها ،وامتهن حلتها با يرون
أنم بعداء عنهم ،مشتغلي با ل يغن ول يدي عنهم ف :اللك ،والسُياسة؛ وهذا الذي
قررناه :هو السُبب ف أن حلة الشريعة أو عامتهم من العجم .
وأما العلوم العقلية أيضا :فلم تظهر ف اللة ،إل بعد أن تيزم حلة العلم ومؤلفموه ،واستقر
العلم كله صناعة ،فاختصت بالعجم ،وتركتها العرب ،وانصرفوا عن انتحالا ،فلم يمحلها
إل العربون من العجم -شأأن الصنائع ،كمحا قلناه أول -؛ فلم يزمل ذلك ف المصار،
ما دامت الضارةا ف العجم وبلدهم من :العراق ،وخراسان ،وما وراء النهر؛ فلمحا خربت
تلك المصار ،وذهبت منها الضارةا ،الت هي سر ال ف حصول العلم والصنائع،
ذهب العلم من العجم جلة ،لا شلهم من البداوةا ،واختصخ العلم بالمصار الوفورةا
الضارةا؛ ول أوفر اليوم ف الضارةا من مصر ،فهي :أم العال ،وإيوان السلم ،وينبوع
العلم والصنائع؛ وبقي بعض الضارةا فيمحا وراء النهر ،لا هناك من الضارةا بالدولة الت
فيها ،فلهم بذلك حصة من العلوم والصنائع ل تنكر .
183 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقد دلنا على ذلك :كلم بعض علمحائهم ف تآليف وصلت إلينا من هذه البلد ،وهو:
سعد الدين التفمتازان؛ وأما غيخه ) /1 (232من العجم فلم نر لم من بعد المام :ابن
الطيب ،ونصيخ الدين الطوسي ،كلما يعول على نايته ف الصابة؛ -فاعتب ذلك
وتأمله ،تر عجبا ف أحوال الليقة؛ وال يلق ما يشاء ،ل إله إل هو ،وحده ل شأريك
له ،له اللك وله المحد ،وهو على كل شأيء قدير ،وحسُبنا ال ،ونعم الوكيل ،والمحد
ل .-
أركانه أربعة :وهي اللغة ،والنحو ،والبيان ،والدب؛ ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة،
إذ مأخذ الحكام الشرعية كلها من الكتاب والسُنة ،وهي بلغة العرب ،ونقلتها من
الصحابة والتابعي عرب ،وشأرحَّ مشكلتا من لغاتم ،فل بد من معرفة العلوم التعلقة
بذا اللسُان لن أراد علم الشريعة ،وتتفماوت ف التأكيد بتفماوت مراتبها ف التوفية بقصود
الكلم ،حسُبمحا يتبي ف الكلم عليها فنا فنا .
والذي يتحصل :أن الهم القلدم منها هو :النحو ،إذ به يتبي أصول القاصد بالدللة،
فيعرف الفماعل من الفمعول ،والبتدأ من الب ،ولوله لهل أصل الفادةا .
وكان من حق علم اللغة التقدم ،لول أن أكثر الوضاع باقية ف موضوعاتا ل تتغيخ،
بلف العراب الدال ) /1 (233على السناد ،والسُند ،والسُند إليه ،فإنه تغيخ
بالمحلة ،ول يبق له أثر .
فلذلك كان علم النحو أهم من اللغة ،إذ ف جهله الخلل بالتفماهم جلة ،وليسُت
كذلك اللغة - ،وال سبحانه وتعال أعلم ،وبه التوفيق .-
وقد قدمنا أن العلم من جلة الصنائع ،لكنه أشأرفها ،فل نعيد الكلم على ذلك ،حذرا
من الطالة .
184 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والسُبب ف ذلك :أن البشر يأخذون معارفهم ،وأخلقهم ،وما ينتحلون به من الذاهب
والفمضائل ،تاراةا :علمحا ،وتعليمحا ،وإلقاء؛ وتارةا :ماكاةا وتلقينا بالباشأرةا؛ إل أن حصول
اللكات عن الباشأرةا والتلقي أشأد استحكاما ،وأقوى رسوخا ،فعلى قدر كثرةا الشيوخ
يكون حصول اللكات ورسوخها .
والصطلحات أيضا ف تعليم العلوم ملطة على التعلم ،حت لقد يظن كثيخ منهم أنا
جزمء من العلم ،ول يدفع عنه ذلك إل مباشأرته ،لختلف الطرق فيها من العلمحي .
فلقاء أهل العلوم ،وتعدد الشائخ ،يفميده تييزم الصطلحات با يراه من اختلف طرقهم
فيها ،فيجرد العلم عنها ،ويعلم أنا أناء تعليم ،وطرق توصيل ،وتنهض قواه إل الرسوخ
والستحكام ف اللكات ،ويصحح معارفه ،وييزمها عن سواها ،مع تقوية ملكته بالباشأرةا
والتلقي ،وكثرتمحا من الشيخة ،عند تعددهم وتنوعهم .
وهذا لن يسُر ال تعال عليه طرق العلم والداية ،فالرحلة ل بد منها ف طلب العلم،
لكتسُاب الفموائد والكمحال ،بلقاء الشائخ ،ومباشأرةا الرجال؛ ) /1 (234 - } وال يهدي
مسُتقيم{ ،ويرشأده إل طريق سوي ،ودين قوي .-
إل صراطر
يشاء
من
والسُبب ف ذلك :أنم معتادون النظر الفمكري ،والغوص على العان ،وانتزماعها من
السُوسات ،وتريدها ف الذهن أمورا كلية عامة ،ليحكم عليها بأمر العمحوم ،ل
بصوص مادةا ،ول شأخصخ ،ول جيل ،ول أمة ،ول صنف من الناس؛ ويطبقون من بعد
ذلك الكلي على الارجيات ،وأيضا يقيسُون المور على أشأباهها وأمثالا ،با اعتادوه
من القياس الفمقهي .
185 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فل تزمال أحكامهم وأنظارهم كلها ف الذهن ،ول تصيخ إل الطابقة ،إل بعد الفمراغ من
البحث والنظر ،ول تصيخ بالمحلة إل مطابقة ،وإنا يتفمرع ما ف الارج عمحا ف الذهن
من ذلك :كالحكام الشرعية ،فإنا فروع عمحا ف الفموظ من أدلة الكتاب والسُنة،
ب مطابقة ما ف الارج لا ،عكس النظار ف العلوم العقلية ،الت تطلب ف فـتسططلف س
صحتها مطابقتها لا ف الارج .
فهم متعودون ف سائر أنظارهم المور الذهنية ،والنظار الفمكرية ،ل يعرفون سواها،
والسُياسة يتاج صاحبها إل مراعاةا ما ف الارج ،وما يلحقها من الحوال ويتبعها ،فإنا
خفمية؛ ولعل أن يكون فيها ما ينع من إلاقها بشبه أو مثال ،ويناف الكلي الذي ياول
تطبيقه عليها .
ول يقاس شأيء من أحوال العمحران على الخر ،إذ كمحا اشأتبها ف أمر واحد ،فلعلهمحا
اختلفما ف أمور ،فتكون العلمحاء -لجل ما تعودوه من تعمحيم الحكام ،وقياس المور
بعضها على بعض -إذا نظروا ف السُياسة ،أفرغوا ) /1 (235ذلك ف قالب أنظارهم،
ونوع استدللتم ،فيقعون ف الغلط كثيخا ،ول سيؤمن عليهم؛ ويلحق بم أهل الذكاء
والكيس ،من أهل العمحران ،لنم ينزمعون بثقوب أذهانم إل مثل شأأن الفمقهاء ،من
الغوص على العان ،والقياس ،والاكاةا ،فيقعون ف الغلط .
فيكون مأمونا من النظر ف سياسته ،مسُتقيم النظر ف معاملة أبناء جنسُه ،فيحسُن
عليم{ .
كل ذي علم
وفوق
معاشأه ،وتندفع آفاته ومضاره ،باستقامة نظره؛ - }
186 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومن هنا :يتبي أن صناعة النطق غيخ مأمونة الغلط ،لكثرةا ما فيها من النتزماع ،وبـسطعدها
عن السُوس ،فإنا تنظر ف العقولت الثوان .
ولعل الواد فيها ما يانع تلك الكام وينافيها ،عند مراعاةا التطبيق اليقين؛ وأما النظر ف
العقولت السفول -وهي الت تريدها قريب -فليس كذلك ،لنا خيالية؛ وصور
السُوسات حافظة سمطؤذنة بتصديق انطباقه؛ -وال سبحانه وتعال أعلم ،وبه التوفيق .
فتح :
اعلم أنه على كل خيخ مانع؛ وعلى العلم موانع ،منها :الوثوق بالسُتقبل ،والوثوق
صل منه قدرا يعتد به ،أو من كتاب إل بالذكاء ،والنتقال من علم إل علم ،قبل أن ي ن
كتاب قبل ختمحه .
ومنها :طلب الال ،أو الاه ،أو الركون إل اللذات البهيمحية .
ومنها :كثرةا التأليف ف العلوم ،وكثرةا الختصارات ،فإنا ملة عائقة .
فتح :
أما الوثوق بالسُتقبل :فل ينبغي للعاقل ،لن كل يوم آت بشاغله ،فل يؤخر شأغل يومه
إل غد .
فتح :
187 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما الوثوق بالذكاء :فهو من المحاقة ،وكثيخ من الذكياء فاته العلم بذا السُبب .
فتح :
وأما النتقال من علم إل علم ،قبل أن يسُتحكم الول ،فهو :سبب الرمان عن الكل،
فل يوز ،وكذا النتقال من كتاب إل كتاب كذلك .
فتح :
وأما طلب الال ،أو الاه ،أو الركون إل اللذات البهيمحية ،فالعلم أعزم من أن ينال مع
غيخه ،أو على سبيل التبعية ،ولذلك ترى كثيخا من الناس ل ينالون من العلم قدرا صالا
يعتد به ،لشأتغالم عنه بطلب النصب والدرسة ،وهم يطلبونه دائمحا ،ليل ونارا ،سرا
وجهارا ،ول يفمتمون ،وكان ذكرهم وفكرهم تصيل الال والاه ،مع أنا لم ف اللذات )
/1 (237الفمانية ،وعدم ركونم إل السُعادةا الباقية ،ومناصبهم ف القيقة مناصب
أجنبية ،لنا شأاغلة عن الشغل والتحصيل ،على القانون العتب ف طريقه .
فتح :
وأما ضيق الال ،وعدم العونة على الشأتغال ،فمحن أعظم الوانع وأشأدها ،لن صاحبه
مهمحوم ومشغول القلب أبدا .
فتح :
وأما إقبال الدنيا ،وتقلد العمحل ،فل شأك أنه ينع صاحبه عن التعليم والتعلم .
فتح :
وأما كثرةا الصنفمات ف العلوم ،واختلف الصطلحات ف التعليم ،فهي عائقة عن
التحصيل ،لنه ل يفمي عمحر الطالب -با كتب ف صناعة واحدةا -إذا ترد لا ،لن
188 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ما صنفموه ف الفمقه مثل من التون والشروحَّ ،لو التزممه طالب ل يتيسُر له ،مع أنه يتاج
إل تييزم طرق التقدمي والتأخرين ،وهي كلها متكررةا ،والعنم واحد .
والتعلم طالب ،والعمحر ينقضي ف واحد منها ،ولو اقتصروا على السُائل الذهبية فقط
لكان المر دون ذلك ،ولكنه داء ل يرتفمع؛ ومثله علم العربية أيضا ،ف مثل كتاب
سيبويه ،وما كتب عليه ،وطرق البصرييي ،والكوفيي ،والندلسُيي ،وطرق التأخرين،
مثل :ابن الاجب ،وابن مالك ،وجيع ما كتب ف ذلك :كيف سيطالب به التعلم؟
وينقضي عمحره دونه ،ول يطمحع الذي هو آلة من آلت ) /1 (238ووسيلة ،فكيف
تكون ف القصود الذي هو الثمحرةا؟ -ولكن ال يهدي من يشاء ،وهو أعلم بالهتدين
.-
فتح :
وأما كثرةا الختصارات الؤلفمة ف العلوم فإنا ملة بالتعليم ،فقد ذهب كثيخ من التأخرين
إل اختصار الطرق والناء ف العلوم ،يولعون با ،ويدونون منها برناما متصرا ف كل
علم ،يشتمحل على حصر مسُائله وأدلتها ،باختصار ف اللفماظ ،وحشو القليل منها
بالعان الكثيخةا من ذلك الفمن ،وصار ذلك مل بالبلغة ،وفعلسُرا على الفمهم .
وربا عمحدوا إل الكتب المهات الطولة ف الفمنون ،للتفمسُيخ والبيان ،فاختصروها تقريبا
للحفمظ ،كمحا فعله ابن الاجب ف الفمقه وأصول الفمقه ،وابن مالك ف العرب ،والوني
ف النطق ،وأمثالم ،وهو فسُاد ف التعليم ،وفيه إخلل بالتحصيل ،وذلك لن فيه تليطا
على البتدئ ،بإلقاء الغايات من العلم عليه ،وهو ل يسُتعد لقبولا بعد ،وهو من سوء
التعليم؛ ث فيه -مع ذلك -شأغل كبيخ على التعلم ،بتتبع ألفماظ الختصار العويصة
للفمهم ،بتزماحم العان عليها ،وصعوبة استخراج السُائل من بينها ،لن ألفماظ الختصرات
تدها -لجل ذلك -صعبة عويصة ،فينقطع ف فهمحها حظ صال من الوقت .
189 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث بعد ذلك :فاللكة الاصلة من التعليم ف تلك الختصرات ،إذا ت على سداده ،ول
تعقبه آفة ،فهي ملكة قاصرةا عن اللكات الت تصل من الوضوعات البسُيطة الطولة،
بكثرةا ما يقع ف تلك من التكرار والحالة ،الفميفدطين لصول اللكة التامة؛ وإذا اقتصر
على التكرار قصرت اللكة لقلته ،كشأن هذه ) /1 (239الوضوعات الختصرةا،
فقصدوا إل تصيل الفمظ على التعلمحي ،فأركبوهم صعبا يقطعهم عن تصيل اللكات
النافعة وتكنها .
ومن ذلك القبيل :كتاب :)التهذيب ف النطق( لسُعد الدين التفمتازان؛ و )السسُنلم( ،و
)الطسُلم( لب ال البهاري؛ و )الفمصول الكبي( ف الصرف؛ و )الفموائد الصمحدية( ف
س
النحو؛ -}ومن يهد ال فل مضل له{ ،ومن يضلل فل هادي له ،وال سبحانه أعلم
.-
اعلم :أن من كان عنايته بالفمظ ،أكثر من عنايته إل تصيل اللكة ،ل يصل على
طائل من ملكة التصرف ف العلم؛ ولذلك ترى من حصل الفمظ ،ل يسُن شأيئا من
الفمن ،وتد ملكته قاصرةا ف علمحه إن فاوض أو ناظر ،كأكثر فقهاء الغرب ،وطلبة
علمحه من :أهل بارى ،وبغداد ،وكابل ،وقندهار ،ومن إليها من الدن والمصار .
ومن ظن أنه القصود من اللكة العلمحية فقد أخطأ ،وإنا القصود هو :ملكة الستخراج،
والستنباطر ،وسرعة النتقال من الدوابل إل الدلولت ،ومن اللزم إل اللزموم ،وبالعكس،
فإن انضم إليها ملكة الستحضار فنعم الطلوب ،وهذا ل يتم بجرد الفمظ ،بل الفمظ
من أسباب الستحضار ،وهو راجع إل جودةا قوةا الافظة وضعفمها ،وذلك من أحوال
المزمجة اللقية ،وإن كان ما يقبل العلج .) /1 (240
190 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فتح :
اعلم أن شأرائط التحصيل كثيخةا ،لكنها متمحعة فيمحا نقل عن سقراطر ،وهو قوله :ينبغي
أن يكون الطالب شأابا ،فارغ القلب ،غيخ ملتفمت إل الدنيا ،صحيح الزماج ،مبا للعلم،
بيث ل يتار على العلم شأيئا من الشأياء ،صدوقا ،منصفما بالطبع ،متدينا ،أمينا ،عالا
بالوظائف الشرعية ،والعمحال الدينية ،غيخ مل بواجب فيها ،ويرم على نفمسُه ما يرم ف
ملة نبيه ،ويوافق المحهور ف الرسوم والعادات ،ول يكون فظا سيئ اللق ،ويرحم من
دونه ف الرتبة ،ول يكون أكول ،ول متهتكا ،ول خاشأعا من الوت ،ول جامعا للمحال
إل بقدر الاجة ،فإن الشأتغال بطلب أسباب العيشة مانع عن التعلم .انتهى .
فتح :
ومن الشروطر :تزمكية الطالب عن الخلق الردية ،وهي متقدمة على غيخها ،كتقدم
الطهارةا ،فكمحا أن اللئكة ل تدخل بيتا فيه كلب ،كذلك العلم ل يدخل القلب ،إذا
وجد فيه كلب باطنية .
وكانت الوائل يتبون التعلم أول ،فإن وجدوا فيه خلقا رديا منعوه ،لئل يصيخ آلة
الفمسُاد ،وإن وجدوه مهذبا علمحوه ،ول يطلقونه قبل الستكمحال ،خوفا على فسُاد دينه،
ودين غيخه .
فتح :
ومنها :الخلص ف مقاساةا هذا السُلك ،وقطع الطمحع عن قبول أحد؛ فيجب أن ينوي
ف تعلمحه أن :يعمحل بعلمحه ل تعال ،وأن يعلم الاهل ،ويوقظ الغافل ،ويرشأد الغفلو ن
ي .
فإنه قال -عليه ) /1 (241الصلةا و السُلم :)من تعلم العلم لربع دخل النار:
ليباهي به العلمحاء ،وليمحاري به السُفمهاء ،ويقبل به وجوه الناس إليه ،وليأخذ به الموال(.
فتح :
191 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومن الشروطر :تقليل العوائق ،حت الهل ،والولد ،والوطن ،فإنا صارفة وشأاغلة }ما
جوفه{ .
ف
قلبي
من
ال لرجل
جعل
وقد قيل :العلم ل يعطيك بعضه ،حت تعطيه كلك ،فإذا أعطيته كلك ،فأنت على
خطر من الوصول إل بعضه .
فتح :
ومنها :ترك الكسُل ،وإيثار السُهر ف الليال ،ومن جلة أسباب الكسُل فيه :ذكر الوت،
والوف منه ،لكنه ينبغي أن يكون من جلة أسباب التحصيل ،إذ ل عمحل يصل به
الستعداد للمحوت ،أفضل من العلم والعمحل به ،والوف منه ل ينبغي أن يتسُلط على
الطالب ،بيث يشغله عن الستعداد .
وقوله -عليه الصلةا والسُلم :-)أكثروا ذكر هادم اللذات( يدل على أنه ينبغي أن
يكون ذكره سببا للنقطاع عن اللذات الفمانية ،دون الباقية .
فتح :
ومن الشروطر :العزمم والثبات على التعلم إل آخر العمحر ،كمحا قيل :)الطلب من الهد إل
اللحد( .
عليم{ .
كل ذي علم
وفوق
وقال : }
واليلة ف صرف الوقات إل التحصيل :أنه إذا مل من علم ،اشأتغل بآخر ،كمحا قال
ابن عباس -رضي ال عنه -إذا مل من الكلم مع التعلمحي :هاتوا دواوين الشعراء .
192 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فتح :
ومنها :اختيار معلم ناصح ،نقي السُب ،كبيخ السُن /1) ، (242ل يلبس الدنيا
بيث تشغله عن دينه ،ويسُافر ف طلب الستاذ إل أقصى البلد ،إن ل يكن ببلده
الذي يسُكن فيه .
ويقال :أول ما يذكر من الرء أستاذه ،فإن كان جليل جل قدره ،فإذا وجده يلقي إليه
زمام أمره ،ويذعن لنصحه إذعان الريض للطبيب ،ول يسُتبد بنفمسُه اتكال على ذهنه،
ول يتكب عليه وعلى العلم ،ول يسُتنكف ،لنه قد ورد ف الديث :)من ل يتحمحل ذل
التعلم ساعة ،بقي ف ذل الهل أبدا( .
ومن الداب :احتمام العلم وإجلله ،فمحن تأذى منه أستاذه يرم بركة العلم ،ول ينتفمع به
إل قليل؛ وينبغي أن يقدم حق معلمحه على حق أبويه وسائر السُلمحي ،ومن توقيخه :توقيخ
أولده ،ومتعلقاته؛ ومن تعظيم العلم :تعظيم الكتب والشركاء .
فتح :
ومن الشروطر :أن يأت على ما قرأه ،مسُتوعبا لسُائله -من مبادئه إل نايته -بتفمهم،
واستثبات بالجج ،وأن يقصد فيه الكتب اليدةا ،وأن ل يعتقد ف علم أنه حصل منه
على مقدار ل يكن الزميادةا عليه ،وذلك طيش يوجب الرمان .
فتح :
ومنها :أن ل يدع فنا من فنون العلم ،إل وينظر فيه نظر مطلع على غايته ،ومقصده،
وطريقته؛ وبعد الطالعة ف المحيع أو الكثر إجال -إن مال طبعه إل فن -عليه أن
يقصده ،ول يتكلف غيخه ،فليس كل الناس يصلحون للتعلم ،ول كل من يصلح لتعلم
علم يصلح لسُائر العلوم ،بل كلل ميلسُر لا خلق له؛ وإن كان ميله إل الفمنون على
السُواء ،مع موافقة السباب ،ومسُاعدةا اليام ،طلب التبحر فيها ،فإن العلوم كلها
193 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
متعاونة ،مرتبطة بعضها ببعض؛ لكن عليه أن ل يرغب ) /1 (243ف الخر ،قبل أن
يسُتحكم الول ،لئل يصيخ مذبذبا ،فيحرم من الكل؛ ول يكن من ييل إل البعض
ويعادي الباقي ،لن ذلك جهل عظيم؛ وإياه أن يسُتهي بشيء من العلوم ،تقليدا لا
سعه من الهلة ،بل يب أن يأخذ من كلل حظا ،ويشكر من هداه إل فهمحه؛ ول
يكن من يذم العلم ويعدوه لهله ،مثل ذمهم النطق ،الذي هو أصل كل علم ،وتقوي
كل ذهن ،ومثل ذمهم العلوم الكمحية على الطلق ،من غيخ معرفة القدر الذموم
والمحدوحَّ منها ،ومثل ذم علم النجوم ،مع أن بعضا منه فرض كفماية ،والبعض مباحَّ،
ومثل ذم مقالت الصوفية لشأتباهها عندهم .
والعلم وإن كان مذموما ف نفمسُه -كمحا زعمحوا -فل يلو تصيله من فائدةا ،أقلها رد
القائلي به .
قف :اعلم أن النظر والطالعة ف علوم الفملسُفمة فليمل بشرطي:أحدها :أن ل يكون خال
الذهن عن العقائد السلمية ،بل يكون قويا ف ذهنه ،راسخا على الشريعة الشريفمة .
والثان :أن ل يتجاوز مسُائلهم الخالفمة للشريعة ،وإن تاوز فإنا يطالعها للرد ل غيخ .
هذا لن ساعده الذهن ،والسُن ،والوقت ،وسامه الدهر عمحا يفمضيه إل الرمان ،وإل
فعليه أن يقتصر على الهم ،وهو قدر ما يتاج إليه ،فيمحا يتقرب به إل ال تعال ،وما
ل بد منه ف :البدأ ،والعاد ،والعاملت ،والعبادات ،والخلق والعادات .
فتح :
ومن الشروطر العتبةا ف التحصيل :الذاكرةا مع القران ومناظرتم ،كمحا قيل :العلم غرس،
وماؤره درس؛ لكن طلبا للثواب ،وإظهارا للصواب ،وقيل :مطارحة ساعة ،خيخ من تكرار
شأهر؛ ) /1 (244ولكن مع منصف سليم الطبع .
194 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وينبغي للطالب أن يكون متأمل ف دقائق العلوم ،ويعتاد ذلك ،فإنا تدرك به خصوصا
قبل الكلم ،فإنه كالسُهم ،فل بد من تقويه بالتأمل أول .
فتح :
ومنها :الد والمحة ،فإن النسُان يطيخ بمحا إل شأواهق الكمحالت؛ وأن ل يؤبخر شأغل
يوم إل غد ،فإن لكل يوم مشاغل؛ ول بد أن تكون معه مبةا ف كل وقت ،حت
يكتب ما يسُمحع من الفموائد ،ويسُتنبطه من الزموائد ،فإن العلم صيد ،والكتابة قيد .
وينبغي أن يفمظ ما كتبه من العلم ،إذ العلم ما ثبت ف الواطر ،ل ما أودع ف
الدفاتر ،بل الغرض منه الراجعة إليها عند النسُيان ،للعتمحاد عليها .
فتح :
ومن الشروطر :مراعاةا مراتب العلوم ،ف القرب والبعد من القصد ،فلكل منها مرتبة ترتيبا
ضروريا ،بسُب الرعاية ف التحصيل ،إذ البعض طريق إل البعض .
ولكل علم حد ل يتعداه ،فعليه أن يعرفه ،فل يتجاوز ذلك الد ،مثل :ل يقصد إقامة
الباهي ف النحو ول يطلب ،وأيضا ل يقصر عن حده ،كأن يقنع بالدل ف اليئة .
وأن يعرف أيضا :أن لملك المر ف العان هو :الذوق ،وإقامة البهان عليه خارج عن
الطوق ،ومن طلب البهان عليه أتعب نفمسُه ،كمحا قال السُكاكي :قبل أن تنح هذه
الفمنون حقها ،فلننبهك على أصل ،ليكون على ذكر منك ،وهو أنه ليس من الواجب ف
صناعة -وإن كان الرجع ف أصولا وتفماريعها إل مرد العقل -أن يكون الدخيل فيها
كالناشأئ عليها ،ف استفمادةا الذوق عنها ،فكيف إذا كانت الصناعة مسُتندةا إل
مكمحات وضعية ،واعتبارات إلفمية؟ فل بأس على الدخيل ف صناعة ) /1 (245علم
العان ،أن يقلد صاحبها ف بعض فتاواه ،إن فاته الذوق هناك ،إل أن يتكامل له على
مهل موجبات ذلك الذوق .انتهى .
195 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فتح :
ومنها :العلوم اللية ،ل يوسع فيها النظار ،وذلك أن العلوم التداولة على صنفمي :علوم
مقصودةا بالذات ،كالشرعيات والكمحيات؛ وعلوم هي آلة ووسيلة لذه العلوم ،كالعربية،
والنطق؛ فأما القاصد فل حرج ف توسعة الكلم فيها ،وتفمريع السُائل ،واستكشاف
الدلة ،فإن ذلك يزميد طالبها تكنا ف ملكته ،وأما العلوم اللية فل ينبغي أن ينظر فيها،
إل من حيث هي آلة للغيخ ،ول يوسع فيها الكلم ،لن ذلك يرج با عن القصود،
وصار الشأتغال با لغوا ،مع ما فيه من صعوبة الصول على ملكتها بطولا ،وكثرةا
فروعها ،وربا يكون ذلك عائقا عن تصيل العلوم القصودةا بالذات ،لطول وسائلها،
فيكون الشأتغال بذه العلوم اللية تضييعا للعمحر ،وشأغل با ل يغن .
وهذا كمحا فعله التأخرون ف النحو والنطق وأصول الفمقه ،لنم أوسعوا دائرةا الكلم فيها
نقل واستدلل ،وأكثروا من التفماريع والسُائل ،با أخرجها عن كونا آلة ،وصيخها
مقصودةا بذاتا ،فيكون لجل ذلك لغوا ومضرا بالتعلمحي ،لهتمحامهم بالقصود أكثر من
هذه اللت ،فإذا أفنم العمحر فيها ،فمحت يظفمر بالقاصد؟! فيجب عليه أن ل يسُتبحر
فيها ،ول يسُتكثر من مسُائلها .
فائدةا :
اعلم :أن الفادةا من أفضل العبادةا ،فل بد له من النية /1) ، (246ليكون ذلك ابتغاء
لرضاةا ال تعال ،وإرشأاد عباده؛ ول يريد بذلك زيادةا وحرمة ،ول يطلب على إفادته
أجرا ،اقتداء بصاحب الشرع -عليه الصلةا والسُلم -؛ ث ينبغي له مراعاةا أمور ،منها:
أن يكون مشفمقا ناصحا بصاحبه ،وأن ينبهه على غاية العلوم ،ويزمجره عن الخلق
الردية ،وينعه
196 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أن يتشوق إل رتبة فوق استحقاقه ،وأن يتصدى للشأتغال فوق طاقته ،وأن ل يزمجر إذا
تعلم للرئاسة والباهاةا ،إذ ربا يتبنه بالخرةا لقائق المور ،بل ينبغي أن يرغب ف نوع
من العلم ،يسُتفماد به الرئاسة بالطمحاع فيها ،حت يسُتدرجه إل الق .
اعلم :أن ال سبحانه وتعال جعل الرئاسة وحسُن الذكر حفمظا للشرع والعلم ،مثل الب
اللقى حول الشبكة ،وكالشهوةا الداعية إل التناسل ،ولذا قيل :لول الرئاسة لبطل العلم؛
وأن يزمجر عمحا يب الزمجر عنه ،بالتعريض ل بالتصريح .
فائدةا :
ومنها :أن يبدأ بالهم للمحتعلم ف الال ،إما ف معاشأه ،أو ف معاده؛ ويعي له ما يليق
بطبعه من العلوم؛ ويراعي التمتيب الحسُن ،حسُبمحا يقتضيه رتبته على قدر الستعداد،
فمحن بلغ رشأده ف العلم ،ينبغي أن يبث إليه حقائق العلوم ،وإل فحفمظ العلم وإمسُاكه
عمحن ل يكون أهل له أول به ،فإن بث العارف إل غيخ أهلها مذموم .
وكذا ينبغي أن يتنب إساع العوام كلمحات الصوفية ،الت يعجزمون عن تطبيقها بالشرع،
فإنه يؤدي إل انلل قيد الشرع عنهم ،فيفمتح عليهم باب اللاد والزمندقة؛ فينبغي أن
سيرشأد إل علم العبادات الظاهرةا ،وإن عرض لم شأبهة يعال بكلم إقناعي؛ ول يفمتح
عليه باب القائق ،فإن ذلك فسُاد النظام؛ وإن وجد ذكيا ثابتا على قواعد الشرع ،جاز
له ) /1 (247أن يفمتح عليه باب العارف ،بعد امتحانات متوالية ،لئل يتزملزمل عن جادةا
الشرع .
فائدةا :
اعلم :أنه يب على الطالب أن ل ينكر مال يفمهم من مقالتم الفمية ،وأحوالم
الغريبة ،إذ كل ميسُر لا خلق له .
197 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال الشيخ ابن سينا ف )الشأارات( :كل ما قرع سعك من الغرائب فذره ف بقعة
المكان ،ما ل يذرك عنه قائم البهان .انتهى .
وإنا الغرض من تدوين تلك القالت :التذكرةا لن يعرف السرار ،والتنبيه على من ل
يعرفها ،بأن لنا علمحا يل عن الذهان فهمحه ،حت يرغب ف تصيله ،كمحا ف الديث:
)إل من العلم كهيئة الكنون ،ل يعرفها إل العلمحاء بال تعال ،فإذا نطقوا ل ينكره إل
أهل العزمةا( .
وروي عن أب هريرةا -رضي ال عنه -أنه قال :)حفمظت من رسول ال -صلى ال
عليه وسلم -دعاءين ،أما أحدها :فبثثته ،وأما الخر :فلو بثثته لقطع هذا البلعوم( .
وغرضهم عدم إمكان التعبيخ عنه ،وخوف مقايسُة السُامعي الحوال اللية بأحوال
المحكنات ،فيضلوا بسُوء الظن ف قائلها ،فيقابلوه بالنكار .انتهى .
قلت :الراد بالدعاء الخر أخبار دولة بن أمية -كمحا صرحَّ به أهل الديث ،-ومن
قال بلفه ل يأت با يشفمي الغليل ،فإن شأئت الطلع على تام الكلم ف ذلك،
فارجع إل القسُطلن ،ول تغتم ) /1 (248بأقوال هؤلء الذين ليسُوا من علم السُنة
الطهرةا ف لوطرد ول ف
صطدر .
فائدةا :
ومنها :أنه ينبغي أن ل يالف قوله فعله ،إذ لو كذب مقاله باله ينفمر الناس عنه ،وعن
الستمشأاد به ،وأكثر القلدين ينظرون إل حال القائل؛ وأما القق الذي ل ينظر إل
القائل فهو نادر ،فليكن عنايته بتزمكية أعمحاله أكثر منه بتحسُي علمحه ،إذ ل بد للعال
من :الورع ،ليكون علمحه أنفمع ،وفوائده أكثر ،وأن يكظم غيظه عند التعليم ،وأن ل
يلطه بزمل فيقسُو قلبه ،ول يضحك فيه ،ول يلعب ،ول يبال إذا ل يقبل قوله ،ول
بأس بأن يتحن فهم التعلم ،وأن ل يادل ف العلم ،ول ياري ف الق ،فإنه يفمتح باب
الضلل؛ وأن ل يدخل علمحا ف علم ،ل ف تعليم ول ف مناظرةا ،فإن ذلك مشوش،
198 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وكثيخا ما غلط جالينوس بذا السُبب؛ وأن يث الصغار على التعليم -سيمحا الفمظ -؛
وأن يذكر لم ما يتمحله فهمحهم؛ وإن كان الطلب مبتدئي ل يلقي عليهم الشكلت،
وإن كانوا منتهي ل يتكلم ف الواضحات ،ول ييب متعنتا ف سؤاله ،ول ما يلقى عليه
من الغلوطات؛ وأن ينظر ف حال الطالب إن كان له زيادةا فهم ،بيث يقدر على
حل الشكلت ،وكشف العضلت ،يهتم بتعليمحه أشأد الهتمحام ،وإل فيعلمحه بقدر ما
يعرف الفمرائض والسُنن ،ث يأمره بالشأتغال بالكتسُاب ،ونوافل الطاعات ،لكن يصب ف
امتحان ذهنه مقدار ثلث سني؛ وإن سئل عمحا يشك فيه يقول :ل أدري ،فإن )ل
أدري( :نصف العلم .) /1 (249
قال الفمقيه أبو الليث :يراد من العلمحاء عشرةا أشأياء :الشية ،والنصيحة ،والشفمقة،
والحتمحال ،والصب ،واللم ،والتواضع ،والعفمة عن أموال الناس ،والدوام على النظر ف
الكتب ،وقلة الجاب ،وأن ل ينازع أحدا ،ول ياصمحه .
وأن ل يتمفه ف الطعم واللبس ،وأن ل يتجمحل ف الثاث والسُكن ،بل يؤثر القتصاد
ف جيع المور ،ويتشبه بالسُلف الصال؛ وكلمحا ازداد إل جانب القلة ميله ،ازداد قربه
من ال -سبحانه وتعال ،-لن التزمين بالباحَّ ،وإن ل يكن حراما ،لكن الوض فيه
يوجب النس به ،حت يشق تركه ،فالزمم اجتناب ذلك ،لن من خاض ف الدنيا ل
يسُلم منها البتة ،مع أنا مزمرعة الخرةا ،ففميها اليخ النافع ،والسُم الناقع .
ففمي تييزم الول من الثان أحوال ،منها :معرفة رتبة الال ،فنعم الال الصال منه للصال
إذا جعله خادما ل مدوما ،وهو مطلوب لتقوية البدن بالطاعم واللبس ،والتقوية
لكسُب العلوم والعارف ،الت هي القصد القصى؛ ومنها :مراعاةا جهة الدخل ،فمحن قدر
199 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
على كسُب اللل الطيب فليتمك الشتبه ،وإن ل يقدر يأخذ منه قدر الاجة ،وإن قدر
عليه -لكن بالتعب ،واستغراق الوقت -فعلى العامل العامي أن يتار التعب ،وإن كان
من الهل ،فإن كان ما فاته من العلم والال أكثر من الثواب الاصل ف طلب
اللل ،فله أن يتار اللل الغيخ الطيب ،كمحن غصخ بلقمحة يسُيغها بالمحر ،لكن يفميه
من الاهل -مهمحا أمكن -كيل يرك سلسُلة الضلل؛ ومنها :القدار الأخوذ منه ،وهو
قدر ) /1 (250الاجة ف :السُكن ،والطعم ،واللبس ،والنكح ،إن جاوز من الدن ل
يوز التجاوز عن الوسط؛ ومنها :الرج والنفماق ،فالمحود منه الصدقة ،والنفماق على
العيال ،وقد اختلف ف أن الخذ والنفماق على الوجه الشروع أول ،أم تركه رأسا مع
التفماق؟ على أن القبال على الدنيا بالكلية مذموم ،فالقبلون على الخرةا ،والصارفون
للدنيا ف مله ،فهم الفضلون من التارك بالكلية ،ومنهم عامة النبياء -عليهم السُلم
-؛ ومنها :أن تكون نيته صالة ف الخذ والنفماق ،فينوي بالخذ أن يسُتعي به على
العبادةا ،ويأكل ليتقوى به على العبادةا .
فائدةا :
اعلم :أن تكمحيل النفموس البشرية ف قواها النظرية والعمحلية ،إنا يتم بالعلم بقائق
الشأياء ،وما هو إليه كالوسيلة ،وبه يكون القصد إل الفمضائل ،والجتناب عن الرذائل؛
إذ كان هو الوسيلة إل السُعادةا البدية؛ ول شأيء أشأنع وأقبح من النسُان مع ما فضله
ال -سبحانه وتعال -به من :النطق ،وقبول تعلم الداب والعلوم ،من أن يهمحل
نفمسُه ،ويعريها من الفمضائل .
200 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقد حث الشارع -عليه الصلةا والسُلم -على اكتسُابه حيث قال :)طلب العلم
فريضة على كل مسُلم( .وقال :)اطلبوا العلم ،ولو بالصي( .وقيل :)اطلبوه من الهد إل
اللحد( .
فائدةا :
اعلم :أن النسُان مطبوع على التعلم ،لن فكره هو سبب امتيازه عن سائر اليوانات،
ولا كان فكره راغبا بالطبع ف تصيل ما ليس عنده من الدراكات ،لزممه الرجوع إل من
سبقه بعلم ،فيلقن ) /1 (251ما عنده؛ ث إن فكره يتوجه إل واحد من القائق ،وينظر
ما يعرض له لذاته واحدا بعد واحد ،ويتمحرن عليه ،حت يصيخ إلاق العوارض بتلك
القائق ملكة له ،فيكون علمحه حينئذ با يعرض لتلك القيقة علمحا مصوصا ،ويتشوق
نفموس أهل القرن الناشأئ إل تصيله ،فيفمزمعون إل أهله .
فائدةا :
وكل تعليم وتعلم ذهن ،إنا يكون بعلم سابق ف معلوم ،ما من عال كمحن ليس بعال .
وقد يكون بالطبع مسُتفمادا من وقائع الزممان بتمدد الذهان ،ويسُمحى :علمحا تريبيا؛ وقد
يكون بالبحث وإعمحال الفمكر ،ويسُمحى :علمحا قياسيا .
والعلم مصور ف التصور والتصديق ،والتصور :يطلب بالقوال الشارحة ،والتصديق :يكون
عن مقدمات ف صور القياسات للنتائج ،فقد يصل به اليقي ،وقد ل يصل به
القناع؛ وقدموا ف التعليم ما هو أقرب تناول ،ليكون سلمحا لغيخه .
وجرت سنة القدماء ف التعليم مشافهة دون كتاب ،لئل يصل العلم إل غيخ مسُتحقه،
ولكثرةا الشتغلي با ،فلمحا ضعفمت المحم ،أخذوا ف تدوين العلوم ،وصنفموا ببعضها،
فاستعمحلوا الرمزم ،واختصروا من الدللت على اللتزمام ،فمحن عرف مقاصدهم حصل على
أغراضهم .
201 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فائدةا :
اعلم :أن جيع العلومات إنا تعرف بالدللة عليها بأحد المور الثلثة :الشأارةا ،والط،
واللفمظ؛ فالشأارةا :تتوقف على الشاهدةا ،واللفمظ :يتوقف على حضور الخاطب وساعه،
وأما الط :فل يتوقف على شأيء ،فهو أعمحها نفمعا وأشأرفها ،وهو خاصة النوع النسُان.
فعلى التعلم أن يوده ولو بنوع منه ،ول شأك أنه بالط والقراءةا ظهرت خاصة النوع
النسُان من القوةا إل الفمعل ،وامتاز عن سائر اليوانات /1) ، (252وضبطت الموال،
وحفمظت العلوم والكمحال ،وانتقلت الخبار من زمان إل زمان ،فجبلت غرائزم القوابل
على قبول الكتابة والقراءةا .
لكن السُعي لتحصيل اللكة هو موقوف على :الخذ ،والتعلم ،والتمحرن ،والتدرب .
فائدةا :
اعلم :أن العلم والنظر وجودها بالقوةا ف النسُان؛ فيفميد صاحبها عقل ،لن النفمس
الناطقة ،وخروجها من القوةا إل الفمعل ،إنا هو بتجدد العلوم والدراكات من السُوسات
أول ،ث ما يكتسُب بالقوةا النظرية ،إل أن يصيخ إدراكا بالفمعل ،وعقل مضا ،فيكون
ذاتا روحانية ،ويسُتكمحل حينئذ وجودها .
فثبت أن كل نوع من العلوم والنظر سيفميدها عقل مزميدا ،وكذا اللكات الصناعية تفميد
عقل ،والكتابة من بي الصنائع أكثر إفادةا لذلك ،فإنا تشتمحل على علوم وأنظار ،إذ
فيها انتقال من صور الروف الطية ،إل الكلمحات اللفمظية ،ومنها إل العان ،فهو
ينتقل من دليل إل دليل ،وتتعود النفمس ذلك دائمحا ،فيتحصل لا ملكة النتقال من
الدلة إل الدلول ،وهو معنم النظر الفمعلي ،الذي يكتسُب به العلوم الهولة ،فيحصل
بذلك زيادةا عقل ،ومزميد فطنة؛ وهذا هو ثرةا التعلم ف الدنيا .
فائدةا :
202 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث إن القصود من :العلم ،والتعليم ،والتعلم ،معرفة ال سبحانه ،وهي غاية الغايات،
ورأس أنواع السُعادات ،ويعب عنها :بعلم اليقي ،الذي يصه الصوفية أولو الكرامات،
وهو الكمحال الطلوب من العلم الثابت بالدلة .
وإياك أيها التعلم أن يكون شأغلك من العلم أن تعله صنعة غلبت على قلبك ،حت
قضيت نبك بتكراره عند النزمع ،كمحا يكى أن أبا طاهر الزميادي كان يكرر مسُألة
ضمحان الدرك حالة نزمعه .
ومن أجل ذلك نقل عن بعض الشايخ :أنم أحرقوا كتبهم ،منهم :العارف بال -
سبحانه وتعال -أحد بن أب الواري ،فإنه كمحا ذكره أبو نعيم ف )اللية( :لا فرغ من
التعلم جلس للناس ،فخطر بقلبه يوما خاطر من قبل الق ،فحمحل كتبه إل شأط
الفمرات ،فجلس يبكي ساعة ،ث قال :نعم الدليل كنت ل على رب ،ولكن لا ظفمرت
بالدلول ،علمحت أن الشأتغال بالدليل مال؛ فغسُل كتبه .
وذكر ابن اللقن ف ترجته من )طبقات الولياء( ما نصه :وقد روي نو هذا عن سفميان
الثوري أنه أوصى بدفن كتبه ،وكان ندم على أشأياء كتبها عن الضعفماء .
وقال ابن عسُاكر ف الكنم من )التاريخ( :إن أبا عمحرو بن العلء كان أعلم الناس
بالقرآن والعربية ،وكانت دفاتره ملء بيت إل السُقف ،ث تنسُك ،وأحرقها .
فائدةا :
ذكرها البقاعي ف )حاشأيته على شأرحَّ اللفمية( ) /1 (254للزمين العراقي ،وهي أنه قال:
سألت شأيخنا -يعن ابن حجر العسُقلن -عمحا فعل داود الطائي وأمثاله عن إعدام
كتبهم ،ما سببه؟ فقال :ل يكونوا يرون أنه يوز لحد روايتها ،ل بالجازةا ،ول
203 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بالوجادةا ،بل يرون أنه إذا رواها أحد بالوجادةا يضعف؛ فرأوا أن مفمسُدةا إتلفها ،أخف
من مفمسُدةا تضعيف بسُببهم .انتهى .
أقول :وجوابه بالنظر إل فن الديث ،ل يقع جوابا عن إعدام ابن أب الواري وأمثاله،
لن الول :بسُبب ضعف السناد ،والثان :بسُبب الزمهد والتبتل إل ال -سبحانه -؛
ولعل الواب عن إعدامهم :أنه إن أخرجه عن ملكه بالبة والبيع ونوه ،ل تنحسُم مادةا
العلقة القلبية بالكلية ،ول يأمن من أن يطر بباله الرجوع إليه ،ويتلج ف صدره النظر
والطالعة ف وقت ما ،وذلك مشغلة با سوى ال -سبحانه وتعال .-
اعلم :أن السُعادةا البدية ل تتم إل بالعلم والعمحل ،ول يعتد بواحد منهمحا بدون الخر،
وأن كل منهمحا ثرةا الخر ،مثل :إذا تهر الرجل ف العلم ل مندوحة له عن العمحل
بوجبه ،إذ لو قصر فيه ،ل يكن ف علمحه كمحال ،وإذا باشأر الرجل العمحل ،وجاهد فيه،
وارتاض حسُبمحا بينوه من الشرائط ،تنصب على قلبه العلوم النظرية بكمحالا؛ فهاتان
طريقتان ،الول منهمحا :طريقة الستدلل ،والثانية :طريقة الشاهدةا؛ وقد ينتهي كل من
الطريقتي إل الخرى ،فيكون صاحبه ممحعا للبحرين .
أحدها :يتبدى من طريق العلم إل العرفان ،وهو :يشبه أن يكون طريقة الليل -عليه
الصلةا والسُلم ،-حيث ابتدأ من الستدلل .) /1 (255
والثان :يبتدئ من الغيب ،ث ينكشف له عال الشهادةا ،وهو :طريق البيب -صلى ال
عليه وسلم ،-حيث ابتدأ بشرحَّ الصدر ،وكشف له سبحات وجهه -صلى ال عليه
وسلم .-
204 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال أرباب النظر :الفضل :طريق النظر ،لن طريق التصفمية صعب ،والواصل قليل ،على
أنه قد يفمسُد الزماج ،ويتلط العقل ف أثناء الاهدةا .
وقال أهل التصفمية :العلوم الاصلة بالنظر ل تصفمو عن شأوب الوهم ،ومالطة اليال
غالبا؛ ولذا كثيخا ما يقيسُون الغائب على الشاهد فيضلون ،وأيضا ل يتخلصون ف
الناظرةا عن اتباع الوى ،بلف التصوف ،فإنه تصفمية للروحَّ ،وتطهيخ للقلب عن الوهم
واليال ،فل يبقي إل النتظار للفميض من العلوم اللية .
وأما صعوبة السُلك وبعده فل يقدحَّ ف صحة العلم ،مع أنه يسُيخ على من يسُره ال -
سبحانه وتعال -عليه ،وأما اختلل الزماج ،فإن وقع فيقبل العلج؛ ومثلوا بطائفمتي
تنازعتا ف الباهاةا والفتخار بصنعة النقش والتصوير ،حت أدى الفتخار إل الختبار،
فعي لكل منهمحا جدار بينهمحا حجاب ،فتكلف أحدها ف صنعته ،واشأتغل الخر
بالتصقيل ،فلمحا ارتفمع الجاب ظهر تللؤ الدار مع جيع نقوش القابل ،وقالوا :هذه
أمثال العلوم النظرية والكشفمية ،فالول :يصل من طريق الواس بالكد والعناء ،والثان:
يصل من اللوحَّ الفموظ ،والل العلى .) /1 (256
واعتمض عليهم :بأنا ل نسُلم مطلق الصول ،لن كل علم مسُائله كثيخةا ،وحصولا
عبارةا عن اللكة الراسخة فيه ،وهي ل تتم إل بالتعلم والتدرب؟ -كمحا سبق .-
ولعل الكاشأف ل يدعي حصول العلوم النظرية بطريق الكشف ،لنه ل يصدق إل أن
يقول بصول الغاية ،والغرض منها .
الاكمحة بي الفمريقي
وقد يقال :إنه قد سبق أن العلوم مع كثرتا منحصرةا فيمحا يتعلق بالعيان ،وهو العلوم
القيقية ،وتسُمحى :حكمحية ،إن جرى الباحث على مقتضى عقله ،وشأرعية :إن بث على
205 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قانون السلم ،وفيمحا يتعلق بالذهان والعبارةا ،وهي :العلوم اللية العنوية ،كالنطق
ونوه؛ وفيمحا يتعلق بالعبارةا والكتابة ،وهي :العلوم اللية اللفمظية أو الطية ،وتسُمحى:
بالعربية؛ ث إن ما عدا الول من القسُام الربعة ل سبيل إل تصيلها ،إل الكسُب
بالنظر؛ أما الول :فقد يصل بالتصفمية أيضا .
ث إن الناس ،منهم :الشيوخ البالغون إل عشر السُتي :فاللئق بشأنم طريق التصفمية
والنتظار ،لا منحه ال -سبحانه وتعال -من العارف ،إذ الوقت ل يسُاعد ف حقهم
تقدي طريق النظر .
ومنهم :الشبان الذكياء ،السُتعدون لفمهم القائق :فل يلو إما أن ل يرشأدهم ماهر ف
العلوم النظرية ،فعليهم ما على الشيوخ ،وإما أن يسُاعدهم التقدير ف وجود عال ماهر،
مع أنه أعزم من الكبيت الحر ،فعليه تقدي طريقة النظر ،ث القبال بشراشأره إل قرع
باب اللكوت ،ليكون فائزما بنعمحة باقية ل تفمنم أبدا .
وفيه :مطالب
اعلم :أن مباحث العلوم إنا هي ف العان الذهنية واليالية ،من بي العلوم الشرعية الت
أكثرها مباحث اللفماظ وموادها ،وبي العلوم العقلية وهي ف الذهن .
206 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هذا شأأن العان مع اللفماظ والط بالنسُبة إل كل لغة؛ ث إن اللة السلمية لا اتسُع
ملكها ،ودرست علوم الولي بنبوتا وكتابا ،صيخوا علومهم الشرعية صناعة ،بعد أن
كانت نقل ،فحدثت فيها اللكات ،وتشوقوا إل علوم المم ،فنقولا بالتمجة إل
علومهم ،وبقيت تلك الدفاتر الت بلغتهم العجمحية نسُيا منسُيا ،وأصبحت العلوم كلها
بلغة العرب ،واحتاج القائمحون بالعلوم إل معرفة الدللت اللفمظية والطية ف لسُانم،
دون ما سواه من اللسُن ) /1 (258لدروسها ،وذهاب العناية با .
وقد ثبت أن اللغة :ملكة ف اللسُان ،والط :صناعة ملكتها ف اليد ،فإذا تقدمت
اللسُان ملكة العجمحة ،صار مقصرا ف اللغة العربية ،لن اللكة إذا تقدمت ف صناعة
أخرى -إل أن تكون ملكة العجمحة السُابقة -ل تسُتحكم كمحا ف أصاغر أبناء
العجم .
وكذا شأأن من سبق له أن تعلم الط العجمحي قبل العرب؛ ولذلك ترى بعض علمحاء
العجام ف دروسهم ،يعدلون عن نقل العلمحى من الكتب إل قراءتا ظاهرا ،يفمفمون
بذلك عن أنفمسُهم مؤونة بعض الجب ،وصاحب اللكة ف العبارةا والط مسُتغن عن
ذلك .
أما العلوم العقلية الت هي :طبيعية للنسُان من حيث إنه ذو فكر ،فهي غيخ متصة
بلة ،بل يوجد النظر فيها لهل اللل كلهم ،ويسُتوون ف مداركها ومباحثها ،وهي
موجودةا ف النوع النسُان منذ كان عمحران الليقة؛ وتسُمحى هذه العلوم :علوم الفملسُفمة
والكمحة ،وهي مشتمحلة على أربعة علوم :
وهو :علم يعصم الذهن عن الطأ ف اقتناص الطالب الهولة ،من المور الاصلة
العلومة .
207 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وفائدته :تييزم الطأ من الصواب ،فيمحا يلتمحسُه الناظر ف الوجودات وعوارضها ،ليقف
على تقيق الق ف الكائنات بنتهى فكره .) /1 (259
إما :ف السُوسات من الجسُام العنصرية والكونة عنها ،من :العدن ،والنبات ،واليوان،
والجسُام الفملكية ،والركات الطبيعية ،والنفمس الت تنبعث عنها الركات ،وغيخ ذلك؛
ويسُمحى هذا الفمن :بالعلم الطبيعي ،وهو :الثان منها .
وإما :أن يكون النظر ف المور الت وراء الطبيعة من الروحانيات ،ويسُمحونه :العلم اللي،
وهو :الثالث منها .
وهو :النظر ف القادير على الطلق ،إما النفمصلة :من حيث كونا معدودةا؛ أو
التصلة :وهي إما ذو بعد واحد ،وهو :الط؛ أو ذو بعدين ،وهو :السُطح؛ أو ذو أبعاد
ثلثة ،وهو :السُم التعليمحي؛ ينظر ف هذه القادير وما يعرض عليها إما من :حيث
ذاتا ،أو من :حيث نسُبة بعضها إل بعض .
208 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهو :معرفة ما يعرض للكم النفمصل ،الذي هو :العدد؛ ويؤخذ له من الواص والعوارض
اللحقة .
وهو :تعيي الشأكال للفلك ،وحصر أوضاعها وتعددها لكل كوكب من السُنيارةا،
والقيام على معرفة ذلك من قبل الركات السُمحاوية الشاهدةا الوجودةا لكل واحد منها،
ومن رجوعها ،واستقامتها ،وإقبالا ،وإدبارها .) /1 (260
سبعة :
وأهي
العلوم الفلسفية؛
:أصول
فهذه
209 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومن فروع اليئة :الزياج :وهي قواني لسُابات حركات الكواكب وتعديلها ،للوقوف
على مواضعها مت قصد ذلك .
وكان للكلدانيي ،ومن قبلهم من السُريانيي ،ومن عاصرهم من القبط ،عناية بالسُحر
والنجامة ،وما يتبعها من الطلسم ،وأخذ ذلك عنهم المم من :فارس ،ويونان ،فاختصخ
با القبط ،وطمحى ) /1 (261برها فيهم ،كمحا وقع ف التلو من خب هاروت وماروت،
وشأأن السُحرةا ،وما نقله أهل العلم من شأأن الباب بصعيد مصر .
ث تتابعت اللل بطر ذلك وتريه ،فدرست علومه وبطلت ،كأن ل تكن إل بقايا
يتناقلها منتحلو هذه الصنائع - ،وال أعلم بصحتها ،-مع أن سيوف الشرع قائمحة
على ظهورها ،مانعة من اختبارها .
وأما الفمرس :فكان شأأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيمحا ،ونطاقها متسُعا ،لا كانت
عليه دولتهم من الضخامة ،واتصال اللك .
ولقد يقال :إن هذه العلوم ،إما وصلت إل يونان منهم ،حي قتل السكندر دارا،
وغلب على ملكة الكينية ،فاستول على كتبهم وعلومهم مال يأخذه الصر .
ولا فتحت أرض فارس ،ووجدوا فيها كتبا كثيخةا ،كتب سعد بن أب وقاص إل عمحر بن
الطاب -رضي ال عنه -ليسُتأذنه ف شأأنا ،وتلقينها للمحسُلمحي ،فكتب إليه عمحر -
رضي ال عنه -أن اطرحوها ف الاء ،فإن يكن ما فيها هدى ،فقد هدانا ال بأهدى
210 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
منه ،وإن يكن ضلل ،فقد كفمانا ال؛ فطرحوها ف الاء ،أو ف النار ،وذهب علوم
الفمرس فيها عن أن تصل إلينا .
وأما الروم :فكانت الدولة منهم ليونان أول ،وكان لذه العلوم بينهم مال رحب ،وحلها
مشاهيخ من رجالم ،مثل :أساطي الكمحة ،وغيخهم؛ واختصخ فيها الشاؤرون -منهم
أصحاب الرواق -بطريقة حسُنة ف التعليم ،يقرؤرون ف رواق يظلهم من الشمحس والبد
-على ما زعمحوا ،-واتصل فيها سند تعليمحهم -على ما يزمعمحون -من لدن لقمحان
الكيم ) /1 (262ف تلمحيذه بقراطر ،ث إل تلمحيذه أفلطون ،ث إل تلمحيذه أرسطو ،ث
إل تلمحيذه السكندر الفرودسي ،وتامسُطيوس ،وغيخهم .
وكان أرسطو معلمحا للسكندر ملكهم ،الذي غلب الفمرس على ملكهم ،وانتزمع اللك من
أيديهم ،وكان أرسخهم ف هذه العلوم قدما ،وأبعدهم فيها صيتا ،وكان يسُمحى :العلم
الول ،فطار له ف العال ذكر .
ولا انقرض أمر اليونان ،وصار المر للقياصرةا ،وأخذوا بدين النصرانية ،هجروا تلك
العلوم ،كمحا تقتضيه اللل والشرائع فيها ،وبقيت ف صحفمها ودواوينها ملدةا باقية ف
خزمائنهم ،ث ملكوا الشام ،وكتب هذه العلوم باقية فيهم ،ث جاء ال بالسلم ،وكان
لهله الظهور الذي ل كفماء له ،وابتمزموا الروفم سمطلفكهم فيمحا ابتمزموه للمم ،وابتدأ أمرهم
بالسُذاجة والغفملة من الصنائع ،حت إذا تبحبح السُلطان والدولة ،وأخذوا من الضارةا
بالظ الذي ل يكن لغيخهم من المم ،وتفمننوا ف الصنائع والعلوم ،تشوقوا إل الطلع
على هذه العلوم الكمحية ،با سعوا من الساقفمة والقسُة العاهدين بعض ذكر منها ،وبا
تسُمحو إليه أفكار النسُان فيها ،فبعث أبو جعفمر النصور إل ملك الروم :أن يبعث إليه
بكتب التعاليم متمجة ،فبعث إليه بكتاب أوقليدس ،وبعض كتب الطبيعيات؛ فقرأها
السُلمحون ،واطلعوا على ما فيها ،وازدادوا حرصا على الظفمر با بقي منها .
وجاء ) /1 (263الأمون بعد ذلك ،وكانت له ف العلم رغبة با كان ينتحله ،فانبعث
لذه العلوم حرصا ،وأوفد الرسل على ملوك الروم ،ف استخراج علوم اليونانيي،
211 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وانتسُاخها بالط العرب ،وبعث التمجي لذلك ،فأوعى منه واستوعب ،وعكف عليها
النظار من أهل السلم ،وحذقوا ف فنونا ،وانتهت إل الغاية أنظارهم فيها ،وخالفموا
كثيخا من آراء العلم الول ،واختصوه بالرد والقبول ،لوقوف الشهرةا عنده ،ودلونوا ف
ذلك الدواوين ،وأربوا على من تقدمهم ف هذه العلوم؛ وكان من أكابرهم ف اللة :أبو
نصر الفماراب ،وأبو علي بن سينا بالشرق؛ والقاضي :أبو الوليد بن رشأد ،والوزير :أبو
بكر بن الصائغ بالندلس؛ إل آخرين بلغوا الغاية ف هذه العلوم .
واختصخ هؤلء بالشهرةا والذكر ،واقتصر كثيخون على انتحال التعاليم ،وما ينضاف إليها
من علوم النجامة ،والسُحر ،والطلسُمحات؛ ووقفمت الشهرةا ف هذا النتحل على مسُلمحة
بن أحد الريطي من أهل الندلس ،وتلمحيذه؛ ودخل على اللة من هذه العلوم وأهلها
داخلة ،واستهوت الكثيخ من الناس با جنحوا إليها ،وقلدوا آراءها؛ والذنب ف ذلك لن
فعلوه{ .-
ال ما
شأاء
ارتكبه - } ولو
ث إن الغرب والندلس ،لا ركدت ريح العمحران بمحا ،وتناقصت العلوم بتناقصه ،اضمححل
ذلك منها إل قليل من رسومه ،تدها ف تفماريق من الناس ،وتت رقبة من علمحاء
السُنة .
ويبلغنا عن أهل الشرق :أن بضائع هذه العلوم ل تزمل عندهم موفورةا ،وخصوصا ف
عراق العجم ،وما بعده فيمحا وراء النهر ،وأنم على ثبج من العلوم العقلية ،لتوفر
عمحرانم ،واستحكام الضارةا فيهم .
ولقد وقفمت بصر على تآليف متعددةا لرجل من علمحاء هراةا ،من بلد خراسان ،سيشهر:
بسُعد الدين التفمتازان ،منها :ف ) /1 (264علم الكلم ،وأصول الفمقه ،والبيان ،تشهد
بأن له ملكة راسخة ف هذه العلوم ،وف أثنائها ما يدل له على أن له اطلعا على
يشاء{.-
من
بنصره
يؤيد
العلوم الكمحية ،وقدما عالية ف سائر الفمنون العقلية - ، } وال
212 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
كذلك بلغنا لذه العهد :أن هذه العلوم الفملسُفمية ببلد الفرنة من أرض رومة ،وما إليها
من العدوةا الشمحالية ،نافقة السواق ،وأن رسومها هناك متجددةا ،ومالس تعليمحها
متعددةا ،ودواوينها جامعة متوفرةا ،وطلبتها متكثرةا - ،وال أعلم با هنالك ،وهو }يلق
ويتار{ .-انتهى .
يشاء
ما
قلت :
ول يبق اليوم ف الشرق ول ف الغرب ،بل ول ف الهات الربع ،وما با من الدن
والمصار والقرى ،من العلم إل اسه ،ومن الدين إل رسه ،وأباد الزممان أهله - ،}كأن
ل يغنوا بالمس{ ،-فقد ذهب العلم برمته ،وجاء الهل بأسره ،وكان أمر ال قدرا
مقدورا .) /1 (265
اعلم :أن اللغات كلها ملكات شأبيهة بالصناعة ،إذ هي ملكات ف اللسُان للعبارةا عن
العان ،وجودتا وقصورها بسُب تام اللكة أو نقصانا ،وليس ذلك بالنظر إل
الفمردات ،وإنا هو بالنظر إل التماكيب .
فإذا حصلت اللكة التامة ،ف تركيب اللفماظ الفمردةا ،للتعبيخ با عن العان القصودةا،
ومراعاةا التأليف الذي يطبق الكلم على مقتضى الال ،بلغ التكلم حينئذ الغاية من
إفادةا مقصوده للسُامع ،وهذا هو معنم :البلغة .
واللكات ل تصل إل بتكرار الفعال ،لن الفمعل يقع أول ،وتعود منه للذات صفمة ،ث
تتكرر فتكون حال ،ومعنم الال :أنا صفمة غيخ راسخة ،ث يزميد التكرار فتكون ملكة،
أي :صفمة راسخة .
213 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فالتكلم من العرب -حي كانت ملكة اللغة العربية موجودةا فيهم -يسُمحع كلم أهل
جيله وأساليبهم ف ماطباتم ،وكيفمية تعبيخهم عن مقاصدهم ،كمحا يسُمحع الصب
استعمحال الفمردات ف معانيها فيلقنها أول ،ث يسُمحع التماكيب بعدها فيلقنها كذلك ،ث
ل يزمال ساعهم لذلك يتجدد ف كل لظة ،ومن كل متكلم ،واستعمحاله يتكرر ،إل أن
يصيخ ذلك ملكة ،وصفمة راسخة ،ويكون كأحدهم .
هكذا تصيخت اللسُن واللغات ،من جيل إل جيل ،وتعلمحها العجم والطفمال؛ وهذا هو
معنم ما تقوله العامة :من أن اللغة للعرب بالطبع ،أي :باللكة الول الت أخذت عنهم،
ول يأخذوها عن غيخهم؛ ث إنه ) /1 (266فسُدت هذه اللكة لضر بخالطتهم
العاجم ،وسبب فسُادها :أن الناشأئ من اليل ،صار يسُمحع ف العبارةا عن القاصد
كيفميات أخرى ،غيخ الكيفميات الت كانت للعرب ،فيعب با عن مقصوده لكثرةا
الخالطي للعرب من غيخهم ،ويسُمحع كيفميات العرب أيضا ،فاختلط عليه المر ،وأخذ
من هذه وهذه ،فاستحدث ملكة ،وكانت ناقصة عن الول ،وهذا معنم فسُاد اللسُان
العرب .
ولذا كانت لغة قريش أفصح اللغات العربية وأصرحها ،لبعدهم عن بلد العجم من
جيع جهاتم ،ث من اكتنفمهم من ثقيف ،وهذيل ،وخزماعة ،وبن كنانة ،وغطفمان ،وبن
أسد ،وبن تيم؛ وأما من بعد عنهم من :ربيعة ،ولم ،وجذام ،وغسُان ،وإياد ،وقضاعة،
وعرب اليمحن ،الاورين لمم الفمرس والروم والبشة ،فلم تكن لغتهم تامة اللكة ،بخالطة
العاجم ،وعلى نسُبة بعدهم من قريش ،كان الحتجاج بلغاتم ف الصحة والفمسُاد عند
أهل الصناعة العربية - ،وال سبحانه وتعال أعلم ،وبه التوفيق .-) /1 (267
مطلب في أن لغة العرب لهذا العهد لغة مستقلة مغايرة للغة مضر وأحمير
214 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وذلك أنا ندها ف بيان القاصد والوفاء ،بالدللة على سنن اللسُان الضري ،ول يفمقد
منها إل دللة الركات على تعمي الفماعل من الفمعول ،فاعتاضوا منها بالتقدي والتأخيخ،
وبقرائن تدل على خصوصيات القاصد؛ إل أن البيان والبلغة ف اللسُان الضري أكثر
وأعرف ،لن اللفماظ بأعيانا دالة على العان بأعيانا ،ويبقى ما تقتضيه الحوال،
ويسُمحى :بسُاطر الال ،متاجا إل ما يدل عليه .
وكل معنم ل بد وأن تكتنفمه أحوال تصه ،فيجب أن تعتب تلك الحوال ف تأدية
القصود ،لنا صفماته ،وتلك الحوال ف جيع اللسُن ،أكثر ما يدل عليها بألفماظ
تصها بالوضع ،وأما ف اللسُان العرب ،فإنا يدل عليها بأحوال وكيفميات ،ف تراكيب
اللفماظ وتأليفمها ،من تقدي ،أو تأخيخ ،أو حذف ،أو حركة إعراب ،وقد يدل عليها
بالروف غيخ السُتقلة؛ ولذلك تفماوتت طبقات الكلم ف اللسُان العرب ،بسُب تفماوت
الدللة على تلك الكيفميات ،فكان الكلم العرب لذلك أوجزم ،وأقل ألفماظا وعبارةا من
جيع اللسُن .
وهذا معنم قوله -صلى ال عليه وسلم :-)أوتيت جوامع الكلم ،واختصر ل الكلم
اختصارا( .
واعتب ذلك با يكى عن عيسُى بن عمحر ،وقد ) /1 (268قال له بعض النحاةا :إن
أجد ف كلم العرب تكرارا ف قولم :زيد قائم ،وإن زيدا قائم ،وإن زيدا لقائم ،والعنم
واحد؛ فقال له :إن معانيها متلفمة ،فالول :لفادةا الال الذهن من قيام زيد ،والثان:
لن سعه فتمدد فيه ،والثالث :لن عرف بالصرار على إنكاره؛ فاختلفمت الدللة باختلف
الحوال .
وما زالت هذه البلغة والبيان ديدن العرب ومذهبهم لذا العهد ،ول تلتفمت ف ذلك إل
خرفشة النحاةا ،أهل صناعة العراب ،القاصرةا مداركهم عن التحقيق ،حيث يزمعمحون أن
البلغة لذا العهد ذهبت ،وأن اللسُان العرب فسُد ،اعتبارا با وقع أواخر الكلم من
فسُاد العراب ،الذي يتدارسون قوانينه ،وهي مقالة دسها التشيع ف طباعهم ،وألقاها
215 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
القصور ف أفئدتم ،وإل فنحن ند اليوم الكثيخ من ألفماظ العرب ،ل تزمل ف موضوعاتا
الول ،والتعبيخ عن القاصد والتفماوت فيه بتفماوت البانة ،موجود ف كلمهم لذا العهد،
وأساليب اللسُان وفنونه من النظم والنثر ،موجودةا ف ماطبتهم ،وفهم الطيب الصقع ف
مافلهم ومامعهم ،والشاعر الفملق على أساليب لغتهم؛ والذوق الصحيح ،والطبع
السُليم :شأاهدان بذلك ،ول يفمقد من أحوال اللسُان الدون إل حركات العراب ،ف
أواخر الكلم فقط ،الذي لزمم ف لسُان مضر طريقة واحدةا ،ومهيعا معروفا ،وهو
العراب ،وهو بعض من أحكام اللسُان ،وإنا وقعت العناية بلسُان مضر ،لا فسُد
بخالطتهم العاجم ،حي استولوا على مالك العراق ،والشام ،ومصر ،والغرب ،وصارت
ملكته على غيخ الصورةا الت كانت أول ،فانقلب لغة أخرى ،وكان القرآن متنزمل به،
والديث النبوي منقول بلغته ،وها أصل الدين واللة؛ فخشي تناسيهمحا ،وانغلق الفهام
عنهمحا /1) ، (269بفمقدان اللسُان الذي تنزمل به ،فاحتيج إل تدوين أحكامه ،ووضع
مقاييسُه ،واستنباطر قوانينه ،وصار علمحا ذا فصول ،وأبواب ،ومقدمات ،ومسُائل ،ساه
أهله :بعلم النحو وصناعة العربية ،فأصبح فنا مفموظا ،وعلمحا مكتوبا ،وسلمحا إل فهم
كتاب ال ،وسنة رسوله وافيا ،ولعلنا لو اعتنينا بذا اللسُان العرب لذا العهد ،واستقرينا
أحكامه ،نعتاض عن الركات العرابية ف دللتها ،بأمور أخرى موجودةا فيه ،فتكون لا
قواني تصها ،ولعلها تكون ف أواخره ،على غيخ النهاج الول ف لغة مضر .
فليسُت اللغات وملكاتا مانا ،ولقد كان اللسُان الضري مع اللسُان المحيخي بذه
الثابة ،وتغيخت عند مضر كثيخ من موضوعات اللسُان المحيخي ،وتصاريف كلمحاته؛
تشهد بذلك النقال الوجودةا لدينا ،خلفا لن يمحله القصور على أنمحا لغة واحدةا،
ويلتمحس إجراء اللغة المحيخية على مقاييس اللغة الضرية وقوانينها ،كمحا يزمعم بعضهم ف
اشأتقاق :القيل ف اللسُان المحيخي ،أنه من القول ،وكثيخ من أشأباه هذا ،وليس ذلك
بصحيح .
ولغة حيخ :لغة أخرى ،مغايرةا للغة مضر ،ف الكثيخ من أوضاعها ،وتصاريفمها ،وحركات
إعرابا ،كمحا هي لغة العرب لعهدنا ،مع لغة مضر ،إل أن العناية بلسُان مضر من أجل
216 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الشريعة -كمحا قلناه -حل ذلك على الستنباطر والستقراء ،وليس عندنا لذه العهد ما
يمحلنا على مثل ذلك ،ويدعونا إليه .
وما وقع ف لغة هذا اليل العرب لذا العهد ،حيث كانوا من القطار ،شأأنم ف النطق
بالقاف ،فإنم ل ينطقون با من مرج القاف ،عند أهل المصار ،كمحا هو مذكور ف
كتب العربية ،أنه من أقصى اللسُان ،وما فوقه من النك العلى ،وما ينطقون با أيضا
من مرج الكاف ،وإن كان أسفمل ) /1 (270من موضع القاف ،وما يليه من النك
العلى ،كمحا هي ،بل ييئون با متوسطة بي الكاف والقاف ،وهو موجود للجيل
أجع ،حيث كانوا من غرب أو شأرق ،حت صار ذلك علمة عليهم من بي المم
والجيال ،ومتصا بم ،ل يشاركهم فيها غيخهم ،حت إن من يريد التعرب والنتسُاب إل
اليل ،والدخول فيه ،ياكيهم ف النطق با ،وعندهم أنه إنا يتمحيزم العرب الصريح من
الدخيل ف العروبية ،والضري بالنطق بذه القاف ،ويظهر بذلك أنا لغة مضر بعينها،
فإن هذا اليل الباقي ،معظمحهم ورؤرساؤرهم شأرقا وغربا ،ف ولد منصور بن عكرمة بن
خصفمة بن قيس بن عيلن ،من سسليم بن منصور ،ومن بن عامر بن صعصعة بن معاوية
بن بكر بن هوازن بن منصور .
وهم لذا العهد أكثر المم ف العمحور وأغلبهم ،وهم من أعقاب مضر ،وسائر اليل
منهم ف النطق بذه القاف أسوةا .
وهذه اللغة ل يبتدعها هذا اليل ،بل هي متوارثة فيهم متعاقبة ،ويظهر من ذلك أنا لغة
مضر الولي ،ولعلها لغة النب -صلى ال عليه وسلم -بعينها ،وقد ادعى ذلك فقهاء
السُتقيم{ بغيخ القاف،
اهدنا الصراطر
أهل البيت ،وزعمحوا :أن من قرأ ف أم الكتاب : }
الت لذا اليل فقد لن ،وأفسُد صلته؛ ول أدر من أين جاء هذا؟ فإن لغة أهل
المصار أيضا ل يسُتحدثوها ،وإنا تناقلوها من لدن سلفمهم ،وكان أكثرهم من مضر ،لا
نزملوا المصار من لدن الفمتح؛ وأهل اليل أيضا ل يسُتحدثوها ،إل أنم أبعد من مالطة
العاجم من أهل المصار ،فهذا يرجح فيمحا يوجد من اللغة لديهم ،أنه من لغة سلفمهم،
217 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هذا مع اتفماق أهل اليل كلهم شأرقا وغربا ف النطق با ،وأنا الاصية الت يتمحيزم با
العرب من الجي والضري - ،فتفمهم ذلك ،وال الادي البي} ،يهدي من يشاء إل
طريق مسُتقيم{ .-) /1 (271
مطلب في أن لغة أهل الحضر وأالمصار لغة قائمة بنفسها مخالفة للغة مضر
اعلم :أن عرف التخاطب ف المصار وبي الضر ليس بلغة مضر القدية ،ول بلغة أهل
اليل ،بل هي لغة أخرى قائمحة بنفمسُها ،بعيدةا عن لغة مضر ،وعن لغة هذا اليل العرب
الذي لعهدنا ،وهي عن لغة مضر أبعد ،فأما :أنا لغة قائمحة بنفمسُها ،فهو ظاهر يشهد
له ما فيها ،من التغاير الذي يعد عند صناعة أهل النحو لنا ،وهي مع ذلك تتلف
باختلف المصار ف اصطلحاتم .
فلغة أهل الشرق :مباينة بعض الشيء للغة أهل الغرب ،وكذا أهل الندلس معهمحا ،وكل
منهم متوصل بلغته إل تأدية مقصوده ،والبانة عمحا ف نفمسُه ،وهذا معنم اللسُان واللغة .
وفقدان العراب ليس بضائر لم -كمحا قلناه -ف لغة العرب لذا العهد ،وأما :أنا
أبعد عن اللسُان الول من لغة هذا اليل ،فلئن البعد عن اللسُان ،إنا هو بخالطة
العجمحة ،فمحن خالط العجم أكثر ،كانت لغته عن ذلك اللسُان الصلي أبعد ،لن
اللكة إنا تصل بالتعليم -كمحا قلناه -؛ وهذه ملكة متزمجة من اللكة الول الت
كانت للعرب ،ومن اللكة الثانية الت للعجم ،فعلى مقدار ما يسُمحعونه من العجمحة
ويربون عليه ،يبعدون عن اللكة الول .
واعتب ذلك ف أمصار إفريقية ،والغرب ،والندلس ،والشرق؛ أما إفريقية والغرب
فخالطت العرب فيها البابرةا من العجم ،بوفور عمحرانا بم؛ ول يكد يلو عنهم مصر
ول جيل ،فغلبت العجمحة فيها على اللسُان العرب /1) ، (272الذي كان لم ،وصارت
لغة أخرى متزمجة .
218 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والعجمحة فيها أغلب -لا ذكرناه ،-فهي عن اللسُان الول أبعد ،وكذا الشرق ،لا
غلب العرب على أمه من فارس والتمك ،فخالطوهم ،وتداولت بينهم لغاتم ف الكرةا،
والفملحي ،والسُب ،الذين اتذوهم خول ،ودايات ،وأظآرا ،ومراضع ،ففمسُدت لغتهم
بفمسُاد اللكة ،حت انقلبت لغة أخرى؛ وكذا أهل الندلس مع عجم الللقة والفرنة،
وصار أهل المصار كلهم من هذه القاليم ،أهل لغة أخرى مصوصة بم ،تالف لغة
مضر ،ويالف أيضا بعضها بعضا -كمحا نذكره -وكأنا لغة أخرى ،لستحكام ملكتها
ف أجيالم -)وربك يلق ما يشاء ويقدر( .-) (1/273
اعلم :أن ملكة اللسُان الضري لذا العهد ،قد ذهبت وفسُدت؛ ولغة أهل اليل كلهم
مغايرةا للغة مضر ،الت نزمل با القرآن ،وإنا هي لغة أخرى من امتزماج العجمحة با- ،
كمحا قدمناه ،-إل أن اللغات لا كانت ملكات -كمحا مر ،-كان تعلمحها مكنا شأأن
سائر اللكات ،ووجه التعليم لن يبتغي هذه اللكة ،ويروم تصيلها ،أن يأخذ نفمسُه
بفمظ كلمهم القدي ،الاري على أساليبهم من القرآن ،والديث ،وكلم السُلف،
وماطبات فحول العرب ،ف أسجاعهم ،وأشأعارهم ،وكلمحات الولدين أيضا ف سائر
فنونم ،حت يتنزمل لكثرةا حفمظه لكلمهم من النظوم والنثور ،منزملة من نشأ بينهم ،ولقن
العبارةا عن القاصد منهم ،ث يتصرف بعد ذلك ف التعبيخ عمحا ف ضمحيخه ،على حسُب
عبارتم ،وتأليف كلمحاتم ،وما وعاه وحفمظه من أساليبهم ،وترتيب ألفماظهم ،فتحصل له
هذه اللكة بذا الفمظ والستعمحال ،ويزمداد بكثرتمحا رسوخا وقوةا ،ويتاج مع ذلك إل
سلمة الطبع ،والتفمهم السُن لنازع العرب ،وأساليبهم ف التماكيب ،ومراعاةا التطبيق
بينها ،وبي مقتضيات الحوال ،والذوق يشهد بذلك ،وهو ينشأ ما بي هذه اللكة،
والطبع السُليم فيهمحا - ،كمحا نذكر -؛ وعلى قدر الفموظ ،وكثرةا الستعمحال ،تكون
جودةا القول الصنوع نظمحا ونثرا؛ ومن حصل على هذه اللكات ،فقد حصل على لغة
مضر ،وهو الناقد البصيخ بالبلغة فيها؛ وهكذا ينبغي أن يكون تعلمحها - ،وال يهدي
من يشاء بفمضله وكرمه العمحيم .-) /1 (274
219 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
مطلب في أن ملكة هذا اللسان غير صناعة العربية وأمستغنية عنها في التعليم
والسُبب ف ذلك :أن صناعة العربية إنا هي معرفة قواني هذه اللكة ،ومقاييسُها خاصة؛
فهو :علم بكيفمية ،ل نفمس كيفمية ،فليسُت نفمس اللكة ،وإنا هي بثابة من يعرف
صناعة من الصنائع علمحا ،ول يكمحها عمحل ،مثل أن يقول بصيخ بالياطة ،غيخ مكم
ت البرةا ،ثللكتها ف التعبيخ عن بعض أنواعها الياطة هي أن يدخل اليط ف لخر ل
ط
يغرزها ف للطفمفقي الثوب متمحعي ،ويرجها من الانب الخر بقدار كذا ،ث يردها إل
حيث ابتدأت ،ويرجها قدام منفمذها الول ،بطرحَّ ما بي الثقبي الولي ،ث يتمحادى
على ذلك إل آخر العمحل؛ ويعطي صورةا البك ،والتنبيت ،والتفمتيح ،وسائر أنواع الياطة
وأعمحالا؛ وهو إذا طولب أن يعمحل ذلك بيده ،ل يكم منه شأيئا .
وكذا :لو سئل عال بالنجارةا عن تفمصيل الشب ،فيقول :هو أن تضع النشار على رأس
الشبة ،وتسُك بطرفه ،وآخر قبالتك مسُك بطرفة الخر ،وتتعاقبانه بينكمحا ،وأطرافه
الضرسة الددةا تقطع ما مرت عليه ،ذاهبة وجائية ،إل أن ينتهي إل آخر الشبة؛ وهو
لو طولب بذا العمحل أو شأيء منه ل يكمحه .
وهكذا العلم بقواني العراب مع هذه اللكة ف نفمسُها؛ فإن العلم ) /1 (275بقواني
العراب إنا هو علم بكيفمية العمحل ،وليس هو نفمس العمحل .
ولذلك تد كثيخا من جهابذةا النحاةا والهرةا ف صناعة العربية ،اليطي علمحا بتلك
القواني ،إذا سئل ف كتابة سطرين إل أخيه ،أو ذي مودته ،أو شأكوى ظلمة ،أو
قصد من قصوده ،أخطأ فيها عن الصواب ،وأكثر من اللحن ،ول يد تأليف الكلم
لذلك ،والعبارةا عن القصود على أساليب اللسُان العرب .
وكذا تد كثيخا من يسُن هذه اللكة ،وييد الفمني من النظوم والنثور ،وهو ل يسُن
إعراب الفماعل من الفمعول ،ول الرفوع من الرور ،ول شأيئا من قواني صناعة العربية .
220 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحن هذا تعلم :أن تلك اللكة ،هي غيخ صناعة العربية ،وأنا مسُتغنية عنها بالمحلة ،وقد
ند بعض الهرةا ف صناعة العراب ،بصيخا بال هذه اللكة ،وهو قليل ،واتفماقي ،وأكثر
ما يقع للمحخالطي لكتاب سيبويه ،فإنه ل يقتصر على قواني العراب فقط ،بل مل
كتابه من أمثال العرب ،وشأواهد أشأعارهم ،وعباراتم ،فكان فيه جزمء صال من تعليم
هذه اللكة ،فتجد العاكف عليه ،والصل له ،قد حصل على حظ من كلم العرب،
واندرج ف مفموظه ،ف أماكنه ،ومفماصل حاجاته ،وتنبه به لشأن اللكة ،فاستوف
تعليمحها ،فكان أبلغ ف الفادةا .
ومن هؤلء الخالطي لكتاب سيبويه :من يغفمل عن التفمطن لذا ،فيحصل على علم
اللسُان صناعة ،ول يصل عليه ملكة .
وأما الخالطون لكتب التأخرين ،العارية عن ذلك إل من القواني النحوية ،مردةا عن
أشأعار العرب ،وكلمهم ،فقلمحا يشعرون لذلك بأمر هذه اللكة ،أو ينتبهون لشأنا؛
فتجدهم يسُبون أنم قد حصلوا على رتبة ف لسُان العرب ،وهم أبعد الناس عنه .
وأهل صناعة العربية بالندلس ومعلمحوها ،أقرب إل تصيل هذه اللكة ،وتعليمحها من
سواهم ،لقيامهم فيها على شأواهد العرب ،وأمثالم ،والتفمقه ف ) /1 (276الكثيخ من
التماكيب ف مالس تعليمحهم؛ فيسُبق إل البتدئ كثيخ من اللكة أثناء التعليم ،فتنقطع
النفمس لا ،وتسُتعد إل تصيلها وقبولا .
وأما من سواهم من :أهل الغرب ،وإفريقية ،وغيخهم ،فأجروا صناعة العربية مرى العلوم
بثا ،وقطعوا النظر عن التفمقه ف تراكيب كلم العرب ،إل إن أعربوا شأاهدا ،أو رجحوا
مذهبا ،من جهة القتضاء الذهن ،ل من جهة مامل اللسُان وتراكيبه؛ فأصبحت صناعة
العربية كأنا من جلة قواني النطق العقلية أو الدل ،وبعدت عن مناحي اللسُان
وملكته؛ وما ذلك إل لعدولم عن البحث ف شأواهد اللسُان وتراكيبه ،وتييزم أساليبه،
وغفملتهم عن الران ف ذلك للمحتعلم؛ فهو أحسُن ما تفميده اللكة ف اللسُان ،وتلك
221 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
القواني :إنا هي وسائل للتعليم ،لكنهم أجروها على غيخ ما قصد با ،وأصاروها علمحا
بتا ،وبعدوا عن ثرتا .
وتعلم ما قررناه ف هذا القام :أن حصول ملكة اللسُان العرب ،إنا هو بكثرةا الفمظ من
كلم العرب ،حت يرتسُم ف خياله النوال الذي نسُجوا عليه تراكيبهم ،فينسُج هو عليه،
ويتنزمل بذلك منزملة من نشأ معهم ،وخالط عباراتم ف كلمهم ،حت حصلت له اللكة
السُتقرةا ف العبارةا عن القاصد ،على نو كلمهم؛ -وال مقدر المور كلها ،وال
أعلم بالغيب والشهادةا .-) /1 (277
مطلب ف تفمسُيخ الذوق ف مصطلح أهل البيان ،وتقيق معناه ،وبيان أنه :ل يصل
غالبا للمحسُتعربي من العجم
اعلم :أن لفمظة الذوق يتداولا العتنون بفمنون البيان ،ومعناها حصول ملكة البلغة
للسُان .
والبلغة مطابقة الكلم للمحعنم من جيع وجوهه ،بواص تقع للتماكيب ف إفادةا ذلك؛
فالتكلم بلسُان العرب والبليغ فيه ،يتحرى اليئة الفميدةا لذلك ،على أساليب العرب
وأناء ماطباتم ،وينظم الكلم على ذلك الوجه جهده؛ فإذا اتصلت مقاماته بخالطة
كلم العرب ،حصلت له اللكة ف نظم الكلم على ذلك الوجه ،وسهل عليه أمر
التمكيب ،حت ل يكاد ينحو فيه غيخ منحى البلغة الت للعرب؛ وإن سع تركيب ا غيخ
جار على ذلك النحى ،لمه ،ونبا عنه سعه بأدن فكر ،بل وبغيخ فكر ،إل با استفماده
من حصول هذه اللكة؛ فإن اللكات إذا استقرت ورسخت ف مالا ،ظهرت كأنا
طبيعة ولجبلللة لذلك الل .
ولذلك يظن كثيخ من الغفملي ،من ل يعرف شأأن اللكات ،أن الصواب للعرب ف
لغتهم إعرابا وبلغة أمر طبيعي ،ويقول :كانت العرب تنطق بالطبع؛ وليس كذلك؛ وإنا
222 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هي ملكة لسُانية ف نظم الكلم ،تكنت ورسخت ،فظهرت ف بادئ الرأي أنا جبلة
وطبع .
وهذه اللكة -كمحا تقدم -إنا تصل بمحارسة كلم العرب ،وتكرره على السُمحع،
والتفمطن لواص تراكيبه ،وليسُت ) /1 (278تصل بعرفة القواني العلمحية ف ذلك ،الت
استنبطها أهل صناعة اللسُان ،فإن هذه القواني إنا تفميد علمحا بذلك اللسُان ،ول تفميد
حصول اللكة بالفمعل ف ملها -وقد مر ذلك .-
وإذا تقرر ذلك ،فمحلكة البلغة ف اللسُان تدي البليغ إل وجود النظم ،وحسُن
التمكيب ،الوافق لتماكيب العرب ،ف لغتهم ،ونظم كلمهم؛ ولو رام صاحب هذه اللكة
حيدا عن هذه السُبيل العينة ،والتماكيب الخصوصة ،لا قدر عليه ،ول وافقه عليه
لسُانه ،لنه ل يعتاده ،ول تديه إليه ملكته الراسخة عنده .
وإذا عرض عليه الكلم ،حائدا عن أسلوب العرب وبلغتهم ف نظم كلمهم ،أعرض
عنه ،وفلمه ،وعلم أنه ليس من كلم العرب الذين مارس كلمهم ،وربا يعجزم عن
الحتجاج لذلك ،كمحا تصنع أهل القواني النحوية والبيانية ،فإن ذلك استدلل با
حصل من القواني الفمادةا بالستقراء؛ وهذا أمر وجدان ،حاصل بمحارسة كلم العرب،
حت يصيخ كواحد منهم .
ومثاله :لو فرضنا صبيا من صبيانم ،نشأ ،ورب ف جيلهم ،فإنه يتعلم لغتهم ،ويكم
شأأن العراب ،والبلغة فيها ،حت يسُتول على غايتها؛ وليس من العلم القانون ف
شأيء ،وإنا هو بصول هذه اللكة ف لسُانه ونطقه .
وكذلك تصل هذه اللكة لن بعد ذلك اليل ،بفمظ كلمهم ،وأشأعارهم ،وخطبهم،
والداومة على ذلك ،بيث تصل اللكة ،ويصيخ كواحد من نشأ ف جيلهم ،ورب بي
أجيالم؛ والقواني بعزمل عن هذا؛ واستعيخ لذه اللكة -عندما ترسخ وتسُتقر -اسم:
الذوق ،الذي اصطلح عليه أهل صناعة البيان ،وإنا هو موضوع لدراك الطعوم ،لكن لا
223 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
كان مل هذه اللكة ف اللسُان ،من حيث النطق بالكلم ،كمحا هو مل لدراك
الطعوم ،استعيخ لا اسه ،وأيضا فهو وجدان اللسُان ،كمحا أن الطعوم مسُوسة له ،فقيل
له :ذوق .) /1 (279
وإذا تبي لك ذلك ،علمحت منه أن العاجم الداخلي ف اللسُان العرب ،الطارئي عليه،
الضطرين إل النطق به ،لخالطة أهله :كالفمرس والروم ،والتمك بالشرق ،وكالببر بالغرب،
فإنه ل يصل لم هذا الذوق ،لقصور حظهم ف هذه اللكة الت قررنا أمرها ،لن
قصاراهم بعد طائفمة من العمحر ،وسبق ملكة أخرى إل اللسُان ،وهي لغاتم ،أن يعتنوا
با يتداوله أهل مصر بينهم ف الاورةا من مفمرد ومركب ،لا يضطرون إليه من ذلك؛
وهذه اللكة قد ذهبت لهل المصار ،وبعدوا عنها -كمحا تقدم ،-وإنا لم ف ذلك
ملكة أخرى ،وليسُت هي ملكة اللسُان الطلوبة .
ومن عرف تلك اللكة من القواني السُطرةا ف الكتب ،فليس من تصيل اللكة ف
شأيء ،إنا حصل أحكامها -كمحا عرفت -؛ وإنا تصل هذه اللكة بالمحارسة،
والعتياد ،والتكرار لكلم العرب .
واليوم الواحد من العجم إذا خالط أهل اللسُان العرب بالمصار ،فأول ما يد تلك
اللكة القصودةا من اللسُان العرب متحية الثار ،ويد ملكتهم الاصة بم ملكة أخرى،
224 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
مالفمة للكة اللسُان العرب ،ث إذا فرضنا أنه أقبل على المحارسة لكلم العرب/1) ،
(280وأشأعارهم ،بالدارسة والفمظ ،يسُتفميد تصيلها ،فقل أن يصل له -لا قدمناه
من :أن اللكة إذا سبقتها ملكة أخرى ف الل ،فل تصل إل ناقصة مدوشأة .-
وإن فرضنا عجمحيا ف النسُب ،سلم من مالطة اللسُان العجمحي بالكلية ،وذهب إل
تعلم هذه اللكة بالدارسة ،فربا يصل له ذلك ،لكنه من الندور ،بيث ل يفمى عليك
با تقرر ،وربا يدعي كثيخ من ينظر ف هذه القواني البيانية ،حصول هذا الذوق له با،
وهو غلط ،أو مغالطة؛ وإنا حصلت له اللكة أن حصلت ف تلك القواني البيانية،
وليسُت من ملكة العبارةا ف شأيء - ،وال يهدي من يشاء إل صراطر مسُتقيم .-)
(1/281
مطلب :ف أن أهل المصار على الطلق قاصرون ف تصيل هذه اللكة اللسُانية ،الت
تسُتفماد بالتعليم
ومن كان منهم أبعد عن اللسُان العرب ،كان حصولا له أصعب وأعسُر؛ والسُبب ف
ذلك :ما يسُبق إل التعلم من حصول ملكة منافية للمحلكة الطلوبة ،با سبق إليه من
اللسُان الضري الذي أفادته العجمحة ،حت نزمل با اللسُان عن ملكته الول إل ملكة
أخرى ،هي لغة الضري لذا العهد .
ولذا ند العلمحي يذهبون إل السُابقة بتعليم اللسُان للولدان ،وتعتقد النحاةا أن هذه
السُابقة بصناعتهم ،وليس كذلك ،وإنا هي بتعليم هذه اللكة بخالطة اللسُان وكلم
العرب .
نعم صناعة النحو أقرب إل مالطة ذلك؛ وما كان من لغات أهل المصار أعرق ف
العجمحة ،وأبعد عن لسُان مضر ،قصر بصاحبه عن تعلم اللغة الضرية ،وحصول ملكتها
لتمحكن النافاةا .
225 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
واعتب ذلك ف أهل المصار ،فأهل إفريقية والغرب لا كانوا أعرق ف العجمحة ،وأبعد
عن اللسُان الول ،كان لم قصور تام ف تصيل ملكته بالتعليم .
ولقد نقل ابن الرقيق أن بعض سكلتاب القيخوان ) /1 (282كتب إل صاحب له :)يا
أخي ،ومن ل عدمت فقده ،أعلمحن أبو سعيد كلما :أنك كنت ذكرت أنك تكون مع
الذين تأت ،وعاقنا اليوم فلم يتهيأ لنا الروج؛ وأما أهل النزمل الكلب من أمر الشي
فقد كذبوا هذا باطل ،ليس من هذا حرفا واحدا ،وكتاب إليك ،وأنا مشتاق إليك -إن
شأاء ال تعال .(-
وهكذا كانت ملكتهم ف اللسُان الضري شأبيها با ذكرنا؛ وكذلك أشأعارهم كانت
بعيدةا عن اللكة ،نازلة عن الطبقة؛ ول تزمل كذلك لذا العهد .
ولذا ما كان بأفريقية من مشاهيخ الشعراء ،إل ابن رشأيق ،وابن شأرف؛ وأكثر ما يكون
فيها الشعراء طارئي عليها؛ ول تزمل طبقتهم ف البلغة حت الن مائلة إل القصور .
وأهل الندلس أقرب منهم إل تصيل هذه اللكة ،بكثرةا معاناتم ،وامتلئهم من
الفموظات اللغوية ،نظمحا ونثرا؛ وكان فيهم :ابن حيان الؤرخ ،إمام أهل الصناعة ف هذه
اللكة ،ورافع الراية لم فيها؛ وابن ) /1 (283عبد ربه؛ والقسُطلي؛ وأمثالم من شأعراء
ملوك الطوائف ،لا زخرت فيها بار اللسُان والدب ،وتداول ذلك فيهم مئي من
السُني؛ حت كان النفمضاض واللء أيام تغلب النصرانية ،وشأغلوا عن تعلم ذلك .
وتناقصخ العمحران ،فتناقصخ لذلك شأأن الصنائع كلها ،فقصرت اللكة فيهم عن شأأنا،
حت بلغت الضيض؛ وكان من آخرهم :صال بن شأريف؛ ومالك بن الرحل ،من تلميذ
الطبقة الشأبيليي بسُبتة؛ وسكلتاب دولة ابن الحر ف أولا .
وألقت الندلس أفلذ كبدها من أهل تلك اللكة باللء إل العدوةا ،من إشأبيلية إل
سبتة ،ومن شأرق الندلس إل إفريقية .
226 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ول يلبثوا إل أن انقرضوا ،وانقطع سند تعليمحهم ف هذه الصناعة ،لعسُر قبول العدوةا لا،
وصعوبتها عليهم ،بعوج ألسُنتهم ،ورسوخهم ف العجمحة الببرية -وهي منافية لا قلناه
.-
ث عادت اللكة من بعد ذلك إل الندلس كمحا كانت ،ونم با ابن بشرين ،وابن
جابر ،وابن الياب ،وطبقتهم ،ث ) /1 (284إبراهيم السُاحلي ،الطريي؛ وطبقته؛
وقفماهم ابن الطيب من بعدهم ،الالك لذا العهد ،شأهيدا بسُعاية أعدائه ،وكان له ف
اللسُان ملكة ل تدرك ،واتبع أثره تلمحيذه بعده .
وبالمحلة :فشأن هذه اللكة بالندلس أكثر ،وتعليمحها أيسُر وأسهل ،با هم عليه لذا
العهد -كمحا قدمناه -من معاناةا علوم اللسُان ،ومافظتهم عليها ،وعلى علوم الدب،
وسند تعليمحها؛ ولن أهل اللسُان العجمحي ،الذين تفمسُد ملكتهم ،إنا هم طارئون
عليهم ،وليسُت عجمحتهم أصلا للغة أهل الندلس والببر ف هذه العدوةا ،وهم أهلها
ولسُانم لسُانا ،إل ف المصار فقط ،وهم فيها منغمحسُون ف بر عجمحتهم ورطانتهم
الببرية ،فيصعب عليهم تصيل اللكة اللسُانية بالتعليم ،بلف أهل الندلس .
واعتب ذلك بال أهل الشرق ،لعهد الدولة الموية والعباسية ،فكان شأأنم شأأن أهل
الندلس ،ف تام هذه اللكة وإجادتا ،لبعدهم لذلك العهد عن العاجم ومالطتهم ،إل
ف القليل؛ فكان أمر هذه اللكة ف ذلك العهد أقوم ،وكان فحول الشعراء والكتاب
أوفر ،لتوفر العرب وأبنائهم بالشرق .
وانظر ما اشأتمحل عليه كتاب )الغان( من نظمحهم ونثرهم ،فإن ذلك الكتاب هو كتاب
العرب وديوانم /1) ، (285وفيه :لغتهم ،وأخبارهم ،وأيامهم ،وملتهم العربية ،وسيختم،
وآثار خلفمائهم وملوكهم ،وأشأعارهم ،وغناؤرهم ،وسائر مغانيهم له ،فل كتاب أوعب منه
لحوال العرب .
227 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وبقي أمر هذه اللكة مسُتحكمحا ف الشرق ف الدولتي ،وربا كانت فيهم أبلغ من
سواهم ،من كان ف الاهلية -كمحا هو العلوم ،-حت تلشأى أمر العرب ،ودرست
لغتهم ،وفسُد كلمهم ،وانقضى أمرهم ودولتهم ،وصار المر للعاجم ،واللك ف
أيديهم ،والتغلب لم ،وذلك ف دولة الديلم والسُلجوقية؛ وخالطوا أهل المصار
والواضر ،حت بعدوا عن اللسُان العرب وملكته ،وصار متعلمحها منهم مقصرا عن
تصيلها؛ وعلى ذلك تد لسُانم لذا العهد ،ف فن النظوم والنثور ،وإن كانوا مكثرين
منه؛ -}وال يلق ما يشاء ويتار{ ،وال سبحانه وتعال أعلم ،وبه التوفيق ،ل رب
سواه(
وفيه :مطالب
مطلب
اعلم :أن لسُان العرب وكلمهم على فني :
فن الشعر النظوم :وهو الكلم الوزون القفمى ،ومعناه :الذي تكون أوزانه كلها على روي
واحد ،وهو القافية .
السُجع :الذي يؤتى به قطعا ،ويلتزمم ف كل كلمحتي منه قافية واحدةا ،يسُمحى :سجع ا .
228 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنه :الرسل :وهو الذي يطلق فيه الكلم إطلقا ،ول يقنطع أجزماء ،بل يرسل إرسال من
غيخ تقييد بقافية ول غيخها ،ويسُتعمحل ف :الطب ،والدعاء ،وترغيب المحهور ،وترهيبهم.
وأما القرآن ،فهو وإن كان من النثور ،إل أنه خارج عن الوصفمي ،وليس يسُمحى مرسل
مطلقا ،ول مسُجعا ،بل تفمصيل آيات ،ينتهي إل مقاطع ،يشهد الذوق بانتهاء الكلم
عندها ،ث يعاد الكلم ف الية ) /1 (287الخرى بعدها ،ويثن من غيخ التزمام حرف
ث لكتاب ا سمفتشاباا،
يكون سجعا ول قافية ،وهو معنم قوله تعال : }ال أ نطـزمفل أف حسُن ا لدي ل
س ف ط فف ف
ت {؛ ويسُمحى آخر صلنا اليا ل
قد ف ل
ربم{؛ وقال : } فمثان ف ت طقفشعلمر منه س سجلوسد
الذين يطفشوفن
اليات منها :فواصل؛ إذ ليسُت أسجاعا ،ول التزمم فيها ما يلتزمم ف السُجع ،ول هي
أيضا قواف .
وأطلق اسم الثان :على آيات القرآن كلها على -العمحوم لا ذكرناه -؛ واختصت بأم
القرآن ،للغلبة فيها ،كالنجم للثريا ،ولذا سيت :)السُبع الثان( .
وانظر هذا مع ما قاله الفمسُرون ،ف تعليل تسُمحيتها بالثان ،يشهد لك الق برجحان ما
قلناه .
واعلم :أن لكل واحد من هذه الفمنون أساليب تتصخ به عند أهله ،ل تصلح للفمن
الخر ،ول تسُتعمحل فيه ،مثل :النسُيب الختصخ بالشعر ،والمحد والدعاء الختصخ
بالطب ،والدعاء الختصخ بالخاطبات ،وأمثال ذلك .
وقد استعمحل التأخرون أساليب الشعر وموازينه ف النثور ،من كثرةا السجاع ،والتزمام
التقفمية ،وتقدي النسُيب بي يدي الغراض؛ وصار هذا النثور إذا تأملته من باب الشعر
وفنه ،ول يفمتمقا إل ف الوزن .
229 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
العهد ،عند الكتاب الغنفمل ،جاريةا على هذا السلوب الذي أشأرنا إليه ،وهو غيخ صواب
من جهة البلغة ،لا يلحظ ف تطبيق الكلم على مقتضى الال ،من أحوال الخالطب
والخافطب .
وهذا ) /1 (288الفمن النثور القفمى ،أدخل التأخرون فيه أساليب الشعر؛ فوجب أن
تنزمه الخاطبات السُلطانية عنه ،إذ أساليب الشعر تناسبها اللوذعية ،وخلط الد بالزمل،
والطناب ف الوصاف ،وضرب المثال ،وكثرةا التشبيهات والستعارات ،حيث ل تدعو
ضرورةا إل ذلك ف الطاب؛ والتزمام التقفمية أيضا من اللوذعية والتزميي ،وجلل اللك
والسُلطان ،وخطاب المحهور عن اللوك بالتمغيب والتمهيب يناف ذلك ويباينه .
والمحود ف الخاطبات السُلطانية :التممسل ،وهو :إطلق الكلم وإرساله من غيخ تسُجيع،
إل ف القل النادر؛ وحيث ترسله اللكة إرسال من غيخ تكلف له ،ث إعطاء الكلم
حقه ،ف مطابقته لقتضى الال؛ فإن القامات متلفمة ،ولكل مقام أسلوب يصه من:
إطناب ،أو إياز ،أو حذف ،أو إثبات ،أو تصريح ،أو إشأارةا ،أو كناية ،أو استعارةا .
وأما إجراء الخاطبات السُلطانية ،على هذا النحو الذي هو على أساليب الشعر
فمحذموم؛ وما حل عليه أهل العصر إل استيلء العجمحة على ألسُنتهم ،وقصورهم لذلك
عن إعطاء الكلم حقه ،ف مطابقته لقتضى الال؛ فعجزموا عن الكلم الرسل ،لبعد
أمده ف البلغة ،وانفمسُاحَّ خطوبه؛ وولعوا بذا السُجع ،يلفمقون به ما نقصهم من تطبيق
الكلم ،على القصود ،ومقتضى الال فيه؛ ويبونه بذلك القدر من التزميي بالسجاع
واللقاب البديعية ،ويغفملون عمحا سوى ذلك .
وأكثر من أخذ بذا الفمن ،وبالغ فيه ،ف سائر أناء كلمهم :كنتاب الشرق وشأعراؤره لذا
العهد ،حت إنم ليسلخملون بالعراب ف الكلمحات والتصريف ،إذا دخلت لم ف تنيس أو
مطابقة ل يتمحعان معها؛ فيخجحون ذلك الصنف من التجنيس ،ويدعون العراب،
ويفمسُدون بنية الكلمحة ،عسُاها تصادف التجنيس؛ فتأمل ذلك با قدمناه لك ،تقف
على صحة ما ذكرناه . -وال الوفق للصواب بنه وكرمه .-) /1 (289
230 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والسُبب ف ذلك :أنه كمحا بيناه ملكة ف اللسُان؛ فإذا تسُبقت إل مله ملكة أخرى،
قصرت بالل عن تام اللكة اللحقة ،لن تام اللكات ،وحصولا للطبائع الت على
الفمطرةا الول ،أسهل وأيسُر؛ وإذا تقدمتها ملكة أخرى ،كانت منازعة لا ف الادةا
القابلة ،وعائقة عن سرعة القبول ،فوقعت النافاةا ،وتعذر التمحام ف اللكة؛ وهذا موجود
ف اللكات الصناعية كلها على الطلق ،وقد برهننا عليه ف موضعه ،بنحو من هذا
البهان؛ فاعتب مثله ف اللغات ،فإنا ملكات اللسُان ،وهي بنزملة الصناعة؛ وانظر من
تقدم له شأيء من العجمحة ،كيف يكون قاصرا ف اللسُان العرب أبدا؟
فالعجمحي الذي سبقت له اللغة الفمارسية ،ل يسُتول على ملكة اللسُان العرب ،ول يزمال
قاصرا فيه ،ولو تعلمحه وعلمحه ،وكذا الببري ،والرومي ،والفرني ،قلل أن تد أحدا منهم
سطملكمحا للكة اللسُان العرب ،وما ذلك إل لا سبق إل ألسُنتهم من ملكة اللسُان الخر؛
حت إن طالب العلم من أهل هذه اللسُن ،إذا طلبه بي أهل اللسُان العرب ،جاء
مقصرا ف معارفه عن الغاية والتحصيل ،وما أت إل من قبل اللسُان .
وقد تقدم لك من قبل :أن اللسُن واللغات شأبيهة بالصنائع؛ وأن الصنائع وملكاتا ل
تزمدحم؛ وأن من سبقت له إجادةا ف صناعة ،فقلل أن ييد أخرى ،أو يسُتول فيها على
تعمحلون{ .-
وما
خلقكم
الغاية - ، } وال
هذا الفمن من فنون كلم العرب ،وهو السُمحى :بالشعر عندهم ،ويوجد ف سائر اللغات؛
إل أنا الن إنا نتكلم ف الشعر الذي للعرب ،فإن أمكن أن تد فيه أهل اللسُن
الخرى مقصودهم من كلمهم ،وإل فلكل لسُان أحكام ف البلغة تصه .
وهو ف لسُان العرب غريب النزمعة ،عزميزم النحى؛ إذ هو :كلم مفمصل قطعا قطعا
متسُاوية ف الوزن ،متحدةا ف الرف الخيخ من كل قطعة ،وتسُمحى كل قطعة من هذه
231 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
القطعات عندهم :بيتا؛ ويسُمحى الرف الخيخ ،الذي تتفمق فيه :رويا وقافية ،ويسُمحى جلة
الكلم إل آخره :قصيدةا وكلمحة ،وينفمرد كل بيت منه بإفادته ف تراكيبه ،حت كأنه
كلم وحده مسُتقل عمحا قبله وما بعده؛ وإذا أفرد كان تاما ف بابه ف :مدحَّ ،أو
تشبيب ،أو رثاء؛ فيحرص الشاعر على إعطاء ذلك ف البيت ما يسُتقل ف إفادته ،ث
يسُتأنف ف البيت الخر كلما آخر كذلك ،ويسُتطرد للخروج من فن إل فن ،ومن
مقصود إل مقصود ،بأن يوطئ القصود الول ومعانيه ،إل أن تناسب القصود الثان،
ويبعد الكلم عن التنافر؛ كمحا يسُتطرد من التشبيب إل الدحَّ ،ومن وصف البيداء
والطلول إل وصف الركاب أو اليل أو الطيف /1) ، (291ومن وصف المحدوحَّ إل
وصف قومه وعسُاكره ،ومن التفمجع والعزماء ف الرثاء إل التأثر ،وأمثال ذلك .ويراعي فيه
اتفماق القصيدةا كلها ف الوزن الواحد ،حذرا من أن يتسُاهل الطبع ف الروج من وزن
إل وزن يقاربه ،فقد يفمى ذلك من أجل القاربة على كثيخ من الناس .
ولذه الوازين شأروطر وأحكام ،تضمحنها علم العروض؛ وليس كل وزن يتفمق ف الطبع
استعمحلته العرب ف هذا الفمن ،وإنا هي أوزان مصوصة ،تسُمحيها أهل تلك الصناعة:
البحور؛ وقد حصروها ف خسُة عشرا برا ،بعنم أنم ل يدوا للعرب ف غيخها من
الوازين الطبيعية نظمحا .
واعلم :أن فن الشعر من بي الكلم كان شأريفما عند العرب ،ولذلك جعلوه ديوان
علومهم وأخبارهم ،وشأاهد صوابم وخطئهم ،وأصل يرجعون إليه ف الكثيخ من علومهم
وحكمحهم؛ وكانت ملكته مسُتحكمحة فيهم ،شأأن اللكات كلها؛ واللكات اللسُانية كلها
إنا تكتسُب بالصناعة والرتياض ف كلمهم ،حت يصل شأبه ف تلك اللكة .
والشعر من بي فنون الكلم صعب الأخذ على من يريد اكتسُاب ملكته بالصناعة من
التأخرين ،لستقلل كل بيت منه بأنه كلم تام ف مقصوده ،ويصلح أن ينفمرد دون ما
سواه ،فيحتاج من أجل ذلك إل نوع تلطف ف تلك اللكة ،حت يفمرغ الكلم الشعري
ف قوالبه الت عرفت له ف ذلك النحى من شأعر العرب ،ويبزه مسُتقل بنفمسُه ،ث يأت
232 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ببيت آخر كذلك ،ث ببيت ،ويسُتكمحل الفمنون الوافية بقصوده ،ث يناسب بي البيوت
ف موالةا بعضها مع بعض ،بسُب اختلف الفمنون الت ف القصيدةا؛ ولصعوبة منحاه
وغرابة فنه ،كان مكا للقرائح ف استجادةا أساليبه ،وشأحذ الفكار ف تنزميل الكلم ف
قوالبه ،ول يكفمي فيه ملكة الكلم العرب على الطلق ،بل يتاج بصوصه إل تلطف
) /1 (292وماولة ف رعاية الساليب الت اختصته العرب با ،واستعمحالا .
ولنذكر هنا سلوك السلوب عند أهل هذه الصناعة ،وما يريدون با ف إطلقهم .
فاعلم :أنا عبارةا عندهم عن :النوال الذي ينسُج فيه التماكيب ،أو القالب الذي يفمرغ
فيه ،ول يرجع إل الكلم ،باعتبار إفادته أصل العنم الذي هو وظيفمة العراب ،ول
باعتبار إفادته كمحال العنم من خواص التماكيب ،الذي هو وظيفمة البلغة والبيان ،ول
باعتبار الوزن ،كمحا استعمحله العرب فيه ،الذي هو وظيفمة العروض .
فهذه العلوم الثلثة :خارجة عن هذه الصناعة الشعرية ،وإنا يرجع إل صورةا ذهنية
للتماكيب النتظمحة كلية ،باعتبار انطباقها على تركيب خاص؛ وتلك الصورةا ينتزمعها
الذهن من أعيان التماكيب وأشأخاصها ،ويصيخها ف اليال كالقالب أو النوال ،ث ينتقي
التماكيب الصحيحة عند العرب ،باعتبار العراب والبيان ،فيخصها فيه رصا ،كمحا يفمعله
البنناء ف القالب ،أو النسُاج ف النوال ،حت يتسُع القالب بصول التماكيب الوافية
بقصود الكلم ،ويقع على الصورةا الصحيحة ،باعتبار ملكة اللسُان العرب فيه .
فإن لكل فن من الكلم أساليب تتصخ به ،وتوجد فيه على أناء متلفمة؛ فسُؤال الطلول
ف الشعر يكون بطاب الطلول ،كقوله :
233 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومثل تية الطلول ،بالمر لخاطب غيخ معي بتحيتها ،كقوله :
كذا فليجل الخطب وأليفدح المر ...فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
منابت العشب ل حام وأل راع ...مضى الردى بطويل الرمح وأالباع
234 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أيا شجر الخابور مالك مورقا ...كأنك لم تجزع على ابن طريف
وأمثال ذلك كثيخ ف سائر فنون الكلم ومذاهبه ،وتنتظم التماكيب فيه بالمحل وغيخ
المحل ،إنشائية وخبية ،اسية وفعلية ،متفمقة وغيخ متفمقة ،مفمصولة وموصولة ،على ما هو
شأأن التماكيب ف الكلم العرب ،ف مكان كل كلمحة من الخرى؛ يعرفك به ما
تسُتفميده بالرتياض ف أشأعار العرب ،من القالب الكلي الرد ف الذهن ،من التماكيب
العينة الت ينطبق ذلك القالب على جيعها؛ فإن مؤلف الكلم هو كالبنناء أو النلسُاج،
والصورةا الذهنية النطبقة كالقالب الذي يبن فيه ،أو النوال الذي ينسُج عليه ،فإن خرج
عن القالب ف بنائه ،أو على النوال ف نسُجه ،كان فاسدا .
ول تقولن :إن معرفة قواني البلغة كافية ف ذلك ،لنا نقول :قواني البلغة إنا هي:
قواعد علمحية قياسية ،تفميد جواز استعمحال التماكيب على هيئاتا الاصة بالقياس ،وهو
قياس علمحي صحيح مطرد ،كمحا هو قياس القواني العرابية .
وهذه الساليب الت نن نقررها ليسُت من القياس ف شأيء ،إنا هي هيئة ترسخ ف
النفمس ،من تتبع التماكيب ف شأعر العرب ،لريانا على اللسُان ،حت تسُتحكم صورتا،
فيسُتفميد با العمحل على مثالا ،والحتذاء با ف كل تركيب من الشعر -كمحا قدمنا
ذلك ف الكلم بإطلق ،-وإن القواني العلمحية من العربية والبيان ل يفميد تعليمحه بوجه،
وليس كل ما يصح ف قياس كلم العرب وقوانينه العلمحية استعمحلوه ،وإنا السُتعمحل
عندهم من ذلك أناء معروفة ،يطلع عليها الافظون لكلمهم ،تندرج صورتا تت تلك
القواني القياسية؛ فإذا نظر ف شأعر العرب على هذا النحو ،وبذه الساليب الذهنية الت
تصيخ كالقوالب ،كان نظرا ف السُتعمحل من تراكيبهم ،ل فيمحا يقتضيه القياس .
235 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
صل لذه القوالب ف الذهن ،إنا هو حفمظ أشأعار العرب وكلمهم، ولذا قلنا :إن ال ن
وهذه القوالب كمحا تكون ف النظوم تكون ف النثور ،فإن العرب استعمحلوا كلمهم ف
كل الفمني ،وجاؤروا به مفمصل ف النوعي؛ ففمي الشعر :بالقطع الوزونة ،والقواف القيدةا،
واستقلل الكلم ف كل قطعة؛ وف النثور :يعتبون الوازنة والتشابه بي القطع غالبا،
وقد يقيدونه بالسجاع ،وقد يرسلونه ،وكل واحد من هذه معروفة ف لسُان العرب،
والسُتعمحل منها عندهم هو الذي يبن مؤلف الكلم عليه تأليفمه ،ول يعرفه إل من حفمظ
كلمهم ،حت يتجرد ف ذهنه من القوالب العينة الشخصية قالب كلي مطلق ،يذو
حذوه ف التأليف ،كمحا يذو البنناء على القالب ،والننسُاج على النوال .
فلهذا كان فن تأليف الكلم منفمردا عن نظر النحوي والبيان والعروضي؛ نعم إن مراعاةا
قواني هذه العلوم شأرطر فيه ل يتم بدونا ،فإذا تصلت هذه الصفمات كلها ف الكلم،
اختصخ بنوع من النظر لطيف ف هذه القوالب ،الت يسُمحونا :أساليب ،ول يفميده إل
حفمظ كلم العرب نظمحا ونثرا .
وإذا تقرر معنم السلوب ما هو؟ فلنذكر بعده حدا أو رسا للشعر ،به تفمهم حقيقته،
على صعوبة هذا الغرض ،فإنا ل نقف عليه لحد من التقدمي -فيمحا رأيناه .-
وقول العروضيي ف حده :إنه الكلم الوزون القفمى ،ليس بد لذا الشعر الذي نن
بصدده ،ول رسم له ،وصناعتهم إنا تنظر ف الشعر باعتبار ما فيه من العراب والبلغة
والوزن والقوالب الاصة ،فل جرم أن حدهم ذلك ل يصلح له عندنا ،فل بد من
تعريف يعطينا حقيقته من هذه اليثية فنقول :
الشعر :هو الكلم البليغ البن على الستعارةا والوصاف ،الفمصل بأجزماء متفمقة ف الوزن
والروي ،مسُتقل كل جزمء منها ف غرضه ومقصده عمحا قبله وبعده ،الاري على أساليب
العرب الخصوصة به ،فقولنا :)الكلم البليغ( جنس؛ وقولنا :)البن على الستعارةا
والوصاف( فصل عمحا يلو من هذه ،فإنه ف الغالب ليس بشعر؛ وقولنا :)الفمصل
بأجزماء متفمقة الوزن والروي( فصل له عن الكلم النثور الذي ليس بشعر عند الكل؛
236 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقولنا :)مسُتقل كل جزمء منها ف غرضه ومقصده عمحا قبله وبعده( بيان للحقيقة ،لن
الشعر ل تكون أبياته إل كذلك ،ول يفمصل به شأيء؛ وقولنا :)الاري على الساليب
الخصوصة به( فصل له عمحا ل ير منه على أساليب العرب العروفة ،فإنه حينئذ ل
يكون شأعرا ،إنا هو كلم منظوم ،لن الشعر له أساليب تصه ل تكون للمحنثور ،وكذا
أساليب النثور ل تكون للشعر؛ فمحا كان من الكلم منظوما ،وليس على تلك
الساليب ،فل يكون شأعرا .
وبذا العتبار كان الكثيخ من أهل هذه الصناعة الدبية ،يرون أن نظم التنب والعري
ليس هو من الشعر ف شأيء ،لنمحا ل يريا على أساليب العرب من المم ،عند من
يرى أن ) /1 (297الشعر يوجد للعرب وغيخهم؛ ومن يرى أنه ل يوجد لغيخهم ،فل
يتاج إل ذلك ،ويقول :مكانه الاري على الساليب الخصوصة .
وإذ قد فرغنا من الكلم على حقيقة الشعر ،فلنرجع إل الكلم ف كيفمية عمحله ،فنقول :
أولا :الفمظ من جنسُه ،أي من جنس شأعر العرب ،حت تنشأ ف النفمس ملكة ينسُج
على منوالا ،ويتخيخ الفموظ من الر النقي الكثيخ الساليب؛ وهذا الفموظ الختار أقل
ما يكفمي فيه شأعر شأاعر من الفمحول السلميي مثل :ابن أب ربيعة ،وكثيخ ،وذي الرمة،
وجرير ،وأب نواس ،وحبيب ،والبحتمي ،والرضي ،وأب فراس ،وأكثره شأعر )كتاب
الغان( لنه جع شأعر أهل الطبقة السلمية كله ،والختار من شأعر الاهلية .
ومن كان خاليا من الفموظ ،فنظمحه قاصر رديء ،ول يعطيه الرونق واللوةا إل كثرةا
الفموظ؛ فمحن قل حفمظه أو عدم ل يكن له شأعر ،وإنا هو نظم ساقط؛ واجتناب الشعر
أول من ل يكن له مفموظ؛ ث بعد المتلء من الفمظ وشأحذ القرية للنسُج على
النوال يقبل على النظم ،وبالكثار منه تسُتحكم ملكته وترسخ .
237 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وربا يقال :إن من شأرطه نسُيان ذلك الفموظ ،لتمححي رسومه الرفية الظاهرةا ،إذ هي
صادةا عن استعمحالا بعينها؛ فإذا نسُيها وقد تكيفمت النفمس با انتقش السلوب فيها،
كأنه منوال يأخذ بالنسُج عليه /1) ، (298بأمثالا من كلمحات أخرى ضرورةا؛ ث ل بد
له من اللوةا واستجادةا الكان النظور فيه من الياه والزهار؛ وكذا السُمحوع لستثارةا
القرية باستجمحاعها ،وتنشيطها بلذ السُرور ،ث مع هذا كله ،فشرطه أن يكون على
جام ونشاطر ،فذلك أجع له ،وأنشط للقرية أن تأت بثل ذلك النوال الذي ف حفمظه.
قالوا :وخيخ الوقات لذلك أوقات البكر ،عند البوب من النوم ،وفراغ العدةا ،ونشاطر
الفمكر ،وف هؤلء المحام .
وربا قالوا :إن من بواعثه العشق والنتشاء ،ذكر ذلك ابن رشأيق ف كتاب )العمحدةا(،
وهو الكتاب الذي انفمرد بذه الصناعة وإعطاء حقها ،ول يكتب فيها أحد قبله ول بعده
مثله .
قالوا :فإن استصعب عليه بعد هذا كله فليتمكه إل وقت آخر ،ول يكره نفمسُه عليه؛
وليكن بناء البيت على القافية من أول صوغه ونسُجه بعضها ،ويبن الكلم عليها إل
آخره ،لنه إن غفمل عن بناء البيت على القافية ،صعب عليه وضعها ف ملها ،فربا
تيء نافرةا قلقة؛ وإذا سح الاطر بالبيت ،ول يناسب الذي عنده ،فليتمكه إل موضعه
الليق به ،فإن كل بيت مسُتقل بنفمسُه ،ول تبق إل الناسبة ،فليتخيخ فيها كمحا يشاء،
وليخاجع شأعره بعد اللص منه بالتنقيح والنقد ،ول يضن به على التمك ،إذا ل يبلغ
الجادةا ،فإن النسُان مفمتون بشعره ،إذ هو بنات فكره ،واختماع قريته؛ ول يسُتعمحل فيه
من الكلم إل الفصح من التماكيب ،والالصخ من الضرورات اللسُانية فليهجرها ،فإنا
تنزمل بالكلم عن طبقة البلغة ،وقد حظر أئمحة اللسُان عن الونلد وارتكاب الضرورةا ،إذ
هو ف سعة ) /1 (299منها بالعدول عنها إل الطريقة الثلى من اللكة؛ ويتنب أيضا
العقد من التماكيب جهده ،وإنا يقصد منها ما كانت معانيه تسُابق ألفماظه إل الفمهم،
وكذلك كثرةا العان ف البيت الواحد ،فإن فيه نوع تعقيد على الفمهم ،وإنا الختار منه
238 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ما كانت ألفماظه طبقا على معانيه أو أوف ،فإن كانت العان كثيخةا كان حشوا،
واستعمحل الذهن بالغوص عليها ،فمحنع الذوق عن استيفماء مدركه من البلغة .
ول يكون الشعر سهل إل إذا كانت معانيه تسُابق ألفماظه إل الذهن ،ولذا كان
شأيوخنا -رحهم ال -يعيبون شأعر أب إسحاق بن خفماجة ،شأاعر شأرق الندلس،
لكثرةا معانيه ،وازدحامها ف البيت الواحد ،كمحا كانوا يعيبون شأعر التنب والعري ،بعدم
النسُج على الساليب العربية -كمحا مر ،-فكان شأعرها كلما منظوما نازل عن طبقة
الشعر؛ والاكم بذلك هو الذوق .
وليجتنب الشاعر أيضا الوشأي من اللفماظ والقعر ،وكذلك السُوقي البتذل بالتداول
بالستعمحال ،فإنه ينزمل بالكلم عن طبقة البلغة أيضا ،فيصيخ مبتذل ،ويقرب من عدم
الفادةا ،ويبعد عن رتبة البلغة ،إذ ها طرفان .
ولذا كان الشعر ف الرنبانيات والنبويات قليل الجادةا ف الغالب ،ول يذق فيه إل
الفمحول ،وف القليل على العشر ،لن معانيها متداولة بي المحهور ،فتصيخ مبتذلة لذلك.
وإذا تعذر الشعر بعد هذا كله فليخاوضه ويعاوده ،فإن القرية مثل الضرع ،يدنر بالمتماء،
ويف بالتمك والهال .) /1 (300
وبالمحلة :فهذه الصناعة وتعلمحها مسُتوف ف كتاب )العمحدةا( لبن رشأيق ،وقد ذكرنا منها
ما حضرنا بسُب الهد؛ ومن أراد استيفماء ذلك فعليه بذلك الكتاب ،ففميه البغية من
ذلك ،وهذه نبذةا كافية؛ -وال العي .-) /1 (301
اعلم :أن صناعة الكلم نظمحا ونثرا ،إنا هي ف اللفماظ ل ف العان ،وإنا العان تبع
لا ،وهي أصل؛ فالصانع الذي ياول ملكة الكلم ف النظم والنثر ،إنا ياولا ف
اللفماظ ،بفمظ أمثالا من كلم العرب ،ليكثر استعمحاله وجريه على لسُانه ،حت تسُتقر
239 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
له اللكة ف لسُان مضر ،ويتخلصخ من العجمحة الت رب عليها ف جيله ،ويفمرض نفمسُه،
مثل وليد ينشأ ف جيل العرب ،ويلقن لغتهم كمحا يلقنها الصب ،حت يصيخ كأنه واحد
منهم ف لسُانم .
وذلك أنا قدمنا أن للسُان ملكة من اللكات ف النطق ،ياول تصيلها بتكرارها على
اللسُان حت تصل ،والذي ف اللسُان والنطق إنا هو اللفماظ ،وأما العان فهي ف
الضمحائر .
وأيضا فالعان موجودةا عند كل واحد ،وف طلوع كل فكر منها ما يشاء ويرضى ،فل
تتاج إل صناعة؛ وتأليف الكلم للعبارةا عنها هو التاج للصناعة -كمحا قلناه ،-وهو
بثابة القوالب للمحعان؛ فكمحا أن الوان الت يغتمف با الاء من البحر منها :آنية
الذهب ،والفمضة ،والصدف ،والزمجاج ،والزمف ،والاء واحد ف نفمسُه؛ وتتلف الودةا ف
الوان المحلوءةا بالاء باختلف جنسُها ،ل باختلف الاء؛ كذلك جودةا اللغة وبلغتها
ف ) /1 (202الستعمحال ،تتلف باختلف طبقات الكلم ف تأليفمه ،باعتبار تطبيقه
على القاصد والعان واحدةا ف نفمسُها؛ وإنا الاهل ،بتأليف الكلم وأساليبه على
مقتضى ملكة اللسُان ،إذا حاول العبارةا عن مقصوده ل يسُن؛ بثابة الطقفعد الذي يروم
س
النهوض ول يسُتطيعه ،لفمقدان القدرةا عليه - ،)وال يعلمحكم ما ل تكونوا تعلمحون( .)/1
(303
قد قدمنا أنه ل بد من كثرةا الفمظ ،لن يروم تعلم اللسُان العرب؛ وعلى قدر جودةا
الفموظ ،وطبقته ف جنسُه ،وكثرته من قلته ،تكون جودةا اللكة الاصلة عنه للحافظ؛
فمحن كان مفموظه :شأعر حبيب ،أو العتاب ،أو ابن العتزم ،أو ابن هانئ ،أو الشريف
الرضي ،أو رسائل ابن القفمع ،أو سهل بن هارون ،أو ابن الزميات ،أو البديع ،أو
الصابئ ،تكون ملكته أجود ،وأعلى مقاما ورتبة ف البلغة ،من يفمظ شأعر ابن سهل
من التأخرين ،أو ابن النبيه ،أو ترمسل البيسُان ،أو العمحاد الصفمهان ،لنزمول طبقة هؤلء
240 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عن أولئك ،يظهر ذلك للبصيخ الناقد ،صاحب الذوق؛ وعلى مقدار جودةا الفموظ أو
السُمحوع تكون جودةا الستعمحال من بعده ،ث إجادةا اللكة من بعدها .
فبارتقاء الفموظ ف طبقته من الكلم ،ترتقي اللكة الاصلة ،لن الطبع إنا ينسُج على
منوالا ،وتنمحو قوى اللكة بتغذيتها ،وذلك أن النفمس ،وإن كانت ف جبلتها واحدةا
بالنوع ،فهي تتلف ف البشر بالقوةا والضعف ف الدراكات؛ واختلفها إنا هو )/1
(304باختلف ما يرد عليها من الدراكات واللكات واللوان الت تكيفمها من خارج،
فبهذه يتم وجودها ،وترج من القوةا إل الفمعل صورتا؛ واللكات الت تصل لا إنا
تصل على التدريج -كمحا ذكرنا .-
فاللكة الشعرية :تنشأ بفمظ الشعر؛ وملكة الكتابة :بفمظ السجاع والتمسيل؛ والعلمحية:
بخالطة العلوم ،والدراكات ،والباث ،والنظار؛ والفمقهية :بخالطة الفمقه ،وتنظيخ
السُائل وتفمريعها ،وتريج الفمروع على الصول؛ والتصوفية الربانية :بالعبادات ،والذكار،
وتعطيل الواس الظاهرةا باللوةا ،والنفمراد عن اللق ما استطاع ،حت تصل له ملكة
الرجوع إل حسُه الباطن وروحه ،وينقلب ربانيا؛ وكذا سائرها .
وللنفمس ف كل واحد منها لون تتكيف به ،وعلى حسُب ما نشأت اللكة عليه من
جودةا أو رداءةا ،تكون تلك اللكة ف نفمسُها؛ فمحلكة البلغة العالية الطبقة ف جنسُها،
إنا تصل بفمظ العال ف طبقته من الكلم؛ ولذا كان الفمقهاء وأهل العلوم كلهم
قاصرين ف البلغة ،وما ذلك إل لا يسُبق إل مفموظهم ،ويتلئ به من القواني العلمحية،
والعبارات الفمقهية ،الارجة عن أسلوب البلغة ،والنازلة عن الطبقة؛ لن العبارات عن
القواني والعلوم لحظ لا ف البلغة .
فإذا سبق ذلك الفموظ إل الفمكر ،وكثر ،وتلونت به النفمس ،جاءت اللكة الناشأئة عنه
ف غاية القصور ،وانرفت عباراته عن أساليب العرب ف كلمهم .
241 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهكذا ند شأعر الفمقهاء ،والنحاةا ،والتكلمحي ،والنظار ،وغيخهم :من ل يتلئ من حفمظ
النقي الر من كلم العرب .
أخبن صاحبنا ،الفماضل :أبو القاسم بن رضوان ،كاتب العلمة بالدولة الرينية ،قال:
ذاكرت يوما صاحبنا :أبا العباس بن شأعيب ،كاتب السُلطان :أب السُن /1) ،(305
وكان القدم ف البصر باللسُان لعهده ،فأنشدته مطلع قصيدةا ابن النحوي ،ول أنسُبها
له ،وهو هذا :
فقال ل على البديهة :هذا شأعر فقيه ،فقلت له :من أين لك ذلك؟ قال :من قوله :)ما
الفمرق( ،إذ هي من عبارات الفمقهاء ،وليسُت من أساليب كلم العرب ،فقلت له :ل
أبوك! إنه ابن النحوي .
وأما الكلتاب والشعراء :فليسُوا كذلك ،لتخيخهم ف مفموظهم ،ومالطتهم كلم العرب،
وأساليبهم ف التمسل ،وانتقائهم له اليد من الكلم ..
ذاكرت يوما صاحبنا :أبا عبد ال بن الطيب ،وزير اللوك بالندلس من بن الحر،
وكان الصدر القدم ف الشعر والكتابة ،فقلت له :أجد استصعابا علي ف نظم الشعر
مت رمته! مع بصري به ،وحفمظي للجيد من الكلم من :القرآن ،والديث ،وفنون من
ت -وال أعلم -من قبل ما كلم العرب - ،وإن كان مفموظي قليل ،-وإنا سأتي س
ت:
حصل ف حفمظي من الشأعار العلمحية ،والقواني التأليفمية ،فإن حفمظت قصيد فط
الشاطب الكبى والصغرى ف القراءات ،و تدارست كتا ف طب ابن الاجب :ف الفمقه
والصول ،و )جل الوني( ف النطق ،وبعض كتاب )التسُهيل( ،وكثيخا من قواني
التعليم ف الالس ،فامتل مفموظي من ذلك ،وخدش وجه اللكة الت استعددت لا
بالفموظ اليد من القرآن والديث وكلم العرب ،فعاق القرية عن بلوغها؛ فنظر إل
ساعة معجبا ،ث قال :ل أنت! وهل يقول هذا إل مثلك؟!
242 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ويظهر لك من هذا الطلب وما تقرر فيه سلر آخر ،وهو :إعطاء السُبب ف أن كلم
السلميي من العرب ،أعلى طبقة ف البلغة وأذواقها /1) ، (306من كلم الاهلية
ف منثورهم ومنظومهم .
والسُبب ف ذلك :أن هؤلء الذين أدركوا السلم ،سعوا الطبقة العالية من الكلم ف
القرآن والديث ،اللذين عجزم البشر عن التيان بثليهمحا ،لكونا ولت ف قلوبم،
ونشأت على أساليبها نفموسهم ،فنهضت طباعهم ،وارتقت ملكاتم ف البلغة على
ملكات من قبلهم من أهل الاهلية ،من ل يسُمحع هذه الطبقة ،ول نشأ عليها ،فكان
كلمهم ف نظمحهم ونثرهم أحسُن ديباجة ،وأصفمى رونقا من أولئك ،وأرصف مبنم،
وأعدل تثقيفما ،با استفمادوه من الكلم العال الطبقة ،وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك،
إن كنت من أهل الذوق والتبصر بالبلغة .
ولقد سألت يوما شأيخنا ،الشريف :أبا القاسم قاضيغرناطة لعهدنا - ،وكان شأيخ هذه
الصناعة ،أخذ بسُبتة عن جاعة من مشيختها من تلميذ الشلوبي ،واستبحر ف علم
اللسُان ،وجاء من وراء الغاية فيه -فسُألته يوما :ما بال العرب السلميي أعلى طبقة
ف البلغة من الاهليي؟ -ول يكن يسُتنكر ذلك بذوقه ،-فسُكت طويل ،ث قال
ل :وال ما أدري! فقلت :) /1 (307أعرض عليك شأيئا ظهر ل ف ذلك ،ولعله
السُبب فيه؛ وذكرت له هذا الذي كتبت ،فسُكت معجبا ،ث قال ل :يا فقيه ،هذا
كلم من حقه أن يكتب بالذهب؛ وكان من بعدها يؤثر ملي ،وسيصيخ ف مالس
243 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
التعليم إل قول ،ويشهد ل بالنباهة ف العلوم -وال خلق النسُان ،وعلمحه البيان .-)
/1 (308
اعلم :أن الشعر كان ديوانا للعرب ،فيه :علومهم ،وأخبارهم ،وحكمحهم؛ وكان رؤرساء
العرب منافسُي فيه ،وكانوا يقفمون بسُوق عكاظ لنشاده ،وعرض كل واحد منهم
ديباجته على فحول الشأن ،وأهل البصر ،لتمحييزم فحطولله ،حت انتهوا إل الناغاةا ف تعليق
أشأعارهم بأركان البيت الرام ،موضع حجهم ،وبيت إبراهيم ،كمحا فعل امرؤر القيس بن
حجر ،والنابغة الذبيان ،وزهيخ بن أب سلمحى ،وعنتمةا بن شأداد ،وطرفة ابن العبد،
وعلقمحة بن عبدةا ،والعشى ،وغيخهم من أصحاب العلقات السُبع؛ فإنه إنا كان يتوصل
إل تعليق الشعر با ،من كان له قدرةا على ذلك بقومه ،وعصبيته ،ومكانه ف مضر؛
على ما قيل ف سبب تسُمحيتها بالعلقات .
ث انصرف العرب عن ذلك أول السلم ،با شأغلهم من أمر الدين والنبوةا والوحي ،وما
أدهشهم من أسلوب القرآن ونظمحه ،فأخرسوا عن ذلك ،وسكتوا عن الوض ف النظم
والنثر زمانا ،ث استقر ذلك ،وأونس الرشأد من اللة ،ول ينزمل الوحي ف تري الشعر
وحظره ،وسعه النب -صلى ال عليه وسلم -وأثاب عليه ،فرجعوا ) /1 (309حينئذ
إل ديدنم منه وكان لعمحر بن أب ربيعة -كبيخ قريش لذلك العهد -مقامات فيه عالية،
وطبقة مرتفمعة ،وكان كثيخا ما يعرض شأعره على ابن عباس ،فيقف لستمحاعه معجبا به .
ول يزمل هذا الشأن أيام بن أمية ،وصدرا من دولة بن العباس .
244 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وانظر ما نقله صاحب )العقد( ،ف مسُامرةا الرشأيد للصمحعي ،ف باب :الشعر والشعراء،
تد ما كان عليه الرشأيد من العرفة بذلك ،والرسوخ فيه ،والعناية بانتحاله ،والتبصر بيد
ف من بعدهم ،ل يكن اللسُان لسُانم من الكلم ورديئه ،وكثرةا مفموظه منه؛ ث جاء فخطل ف
أجل :العجمحة ،وتقصيخها باللسُان؛ وإنا تعلمحوه صناعة؛ ث مدحوا بأشأعارهم أمراء العجم
الذين ليس اللسُان لم ،طالبي معروفهم فقط ،ل سوى ذلك من الغراض؛ كمحا فعله
حبيب ،والبحتمي ،والتنب ،وابن هانئ ،ومن بعدهم ...إل هلم جرا .
فصار غرض الشعر ف الغالب إنا هو :الكذب ،والستجداء؛ لذهاب النافع الت كانت
فيه للولي -كمحا ذكرنا آنفما -؛ وأنف منه لذلك أهل المحم والراتب من التأخرين،
وتغيخ الال ،وأصبح تعاطيه هجنة ف الرئاسة ،ومذمة لهل الناصب الكبيخةا - ،وال
مقلب الليل والنهار .-) /1 (310
اعلم :أن الشعر ل يتصخ باللسُان العرب فقط ،بل هو موجود ف كل لغة ،سواء كانت
عربية أو عجمحية؛ وقد كان ف الفمرس شأعراء ،وف يونان كذلك ،وذكر منهم أرسطو ف
كتاب )النطق( أوميخوس الشاعر ،وأثنم عليه .
وكان ف حيخ أيضا شأعراء متقدمون؛ ولا فسُد لسُان مضر ولغتهم ،دونت مقاييسُها
وقواني إعرابا ،وفسُدت اللغات من بعد ،بسُب ما خالطها ومازجها من العجمحة،
فكانت ليل العرب بأنفمسُهم لغة خالفمت لغة سلفمهم من مضر ف العراب جلة ،وف
كثيخ من الوضوعات اللغوية ،وبناء الكلمحات؛ وكذلك الضر أهل المصار ،نشأت فيهم
لغة أخرى ،خالفمت لسُان مضر ف :العراب ،وأكثر الوضاع والتصاريف ،وخالفمت أيضا
لغة اليل من العرب لذا العهد؛ واختلفمت هي ف نفمسُها ،بسُب اصطلحات أهل
الفاق؛ فلهل الشرق وأمصاره لغة ،غيخ لغة أهل الغرب وأمصاره ،وتالفمهمحا أيضا لغة
أهل الندلس وأمصاره .
245 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث لا كان الشعر موجودا بالطبع ف أهل كل لسُان ،لن الوازين على نسُبة واحدةا ف
أعداد التحركات والسُواكن وتفـفقابسللها موجودةا ف طباع البشر ،فلم يهجر الشعر بفمقدان
لغة واحدةا -وهي لغة مضر -الذين كانوا فحوله وفرسان ميدانه ،حسُبمحا اشأتهر بي
أهل الليقة؛ بل كل جيل ،وأهل كل لغة من العرب السُتعجمحي والضر أهل المصار،
يتعاطون ) /1 (311منه ما يطاوعهم ف انتحاله ،ووصف بنائه ،على فمطهفيع كلمهم .
فأما العرب :أهل هذا اليل ،السُتعجمحون عن لغة سلفمهم من مضر ،فيقرضون الشعر
لذا العهد ف سائر العاريض ،على ما كان عليه سلفمهم السُتعربون ،ويتأتون منه
بالطولت مشتمحلة على مذاهب الشعر وأغراضه من :النسُيب ،والدحَّ ،والرثاء ،والجاء،
ويسُتطردون ف الروج من فن إل فن ف الكلم ،وربا هجمحوا على القصود لول
كلمهم؛ وأكثر ابتدائهم ف قصائدهم باسم الشاعر ،ث بعد ذلك ينسُبون .
فأهل أمصار الغرب من العرب يسُمحون هذه القصائد :بالصمحعيات ،نسُبة إل الصمحعي
-راوية العرب ف أشأعارهم -؛ وأهل الشرق من العرب يسُمحون هذا النوع من الشعر:
بالبدوي ،وربا يلحنون فيه ألانا بسُيطة ،ل على طريقة الصناعة الوسيقية ،ث يغنون به،
ويسُمحون الغناء به باسم :الوران -نسُبة إل :حوران ،من أطراف العراق والشام ،وهي
من منازل العرب :البادية ،ومسُاكنهم إل هذا العهد .-
ولم فن آخر كثيخ التداول ف نظمحهم ،ييئون به معصبا على أربعة أجزماء ،يالف آخرها
الثلثة ف فروبيه ،ويلتزممون القافية الرابعة ف كل بيت إل آخر القصيدةا ،شأبيها بالربع
والخمحس ،الذي أحدثه التأخرون من الونلدين .
ولؤلء العرب ف هذا الشعر بلغة فائقة ،وفيهم :الفمحول ،والتأخرون؛ والكثيخ من
النتحلي للعلوم لذا العهد -وخصوصا علم اللسُان -يسُتنكر هذه الفمنون الت لم إذا
سعها ،ويج نظمحهم إذا سأنشد ،ويعتقد أن ذوقه إنا نبا عنها لستهجانا ،وفقدان
العراب منها؛ وهذا إنا أوت من فقدان اللكة ف لغتهم ،فلو حصلت له ملكة من
ملكاتم لشهد له طبعه وذوقه ببلغتها ،إن كان سليمحا من الفات ف فطرته ونظره،
246 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وإل فالعراب ل مدخل له ف البلغة ،إنا البلغة :مطابقة الكلم للمحقصود ،ولقتضى
الال من الوجود فيه ،سواء كان الرفع دال على الفماعل ،والنصب دال على الفمعول ،أو
بالعكس؛ وإنا يدل على ذلك قرائن الكلم ،كمحا هو لغتهم هذه ،فالدللة بسُب ما
يصطلح عليه أهل اللكة؛ فإذا عرف اصطلحَّ ف ملكة واشأتهر صحت الدللة ،وإذا
طابقت تلك الدللة القصود ومقتضى الال صحت البلغة؛ ول عبةا بقواني النحاةا ف
ذلك .
وأساليب الشعر وفنونه موجودةا ف أشأعارهم هذه ،ما عدا حركات العراب ف أواخر
الكلم ،فإن غالب كلمحاتم موقوفة الخر ،ويتمحيزم عندهم الفماعل من الفمعول ،والبتدأ من
الب ،بقرائن الكلم ،ل بركات العراب .
وأما أهل الندلس ،فلمحا كثر الشعر ف قطرهم ،وتذبت مناحيه وفنونه ،وبلغ التنمحيق فيه
الغاية ،استحدث التأخرون منهم فنا منه ،سوه :بالوشأح ،ينظمحونه أساطا أساطا،
وأغصانا أغصانا ،يكثرون منها ومن أعاريضها الختلفمة ،ويسُمحون التعدد منها :بيتا
واحدا ،ويلتزممون عند قواف تلك الغصان وأوزانا متتاليا فيمحا بعد إل آخر القطعة؛
وأكثر ما تنتهي عندهم إل سبعة أبيات ،ويشتمحل كل بيت على أغصان عددها،
بسُب الغراض والذاهب .
وينسُبون فيها ويدحون كمحا يفمعل ف القصائد ،وتاسروا ف ذلك إل الغاية ،واستظرفه
الناس جلة ،الاصة والكافة ،لسُهولة تناوله ،وقرب طريقه .
وكان الختمع لا بزميرةا الندلس :مقدم بن معاف القبي ،من شأعراء الميخ :عبد ال بن
ممحد الروان ،وأخذ ذلك عنه :أبو عبد ال ،أحد بن عبد ربه ،صاحب كتاب )العقد(،
ول يظهر لمحا مع التأخرين ذكر ،وكسُدت موشأحاتمحا؛ فكان أول من برع ف هذا
الشأن :عبادةا القلزماز ،شأاعر العتصم بن صمحادحَّ ،صاحب الرية .
247 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقد ذكر العلم البطليوسي ،أنه سع أبا بكر بن زهر يقول :كل الوشأاحي عيال على
عبادةا القزماز؛ وزعمحوا أنه ل يسُبق عبادةا ولشأاحَّ من معاصريه الذين كانوا ف زمن
الطوائف ،وجاء سمصبليا خلفمه منهم :ابن أرفع رأسه ،شأاعر الأمون بن ذي النون ،صاحب
طليطلة .
ث جاءت اللبة الت كانت ف دولة الللثمحي ،فظهرت لم البدائع ،وسابق فرسان
حلبتهم :العمحى التطيلي ،ث ييح بن بقي .
وذكر غيخ واحد من الشايخ ،أن أهل هذا الشأن بالندلس يذكرون :أن جاعة من
الوشأاحي اجتمحعوا ف ملس بإشأبيلية ،وكان كل واحد منهم اصطنع موشأحة ،وتأنق
فيها ،فتقدم العمحى التطيلي للنشاد ،فلمحا افتتح موشأحته الشهورةا بقوله :
وذكر العلم البطليوسي ،أنه سع ابن زهر يقول :ما حسُدت قط ولشأاحا على قول ،إل
ابن بقي حي وقع له :
وكان ف عصرها أيضا الكيم :أبو بكر بن باجة ،صاحب التلحي العروفة؛ واشأتهر
بعد هؤلء ف صدر دولة الوحدين :ممحد بن أب الفمضل بن شأرف؛ وأبو إسحاق
الدوين .
248 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال ابن سعيد :وسابق اللبة الت أدركت هؤلء :أبو بكر بن زهر ،وقد شأنرقت موشأحاته
وغلربت؛ واشأتهر بعده :ابن حبون ،واشأتهر معهمحا يومئذ بغرناطة :الهر بن الغرس ،وبعد
هذا :ابن حزممون برسية ،وأبو السُن :سهل بن مالك بغرناطة ،واشأتهر بإشأبيلية أبو
السُن بن الفمضل ،واشأتهر بي أهل العسطدوةا :ابن خلف الزمائري؛ ومن ماسن الوشأحات
للمحتأخرين :موشأحة ابن سهل ،شأاعر إشأبيلية وسبتة من بعدها .
وأما الشارقة ،فالتكلف ظاهر على ما عانوه من الوشأحات؛ ومن أحسُن ما وقع لم ف
ذلك :موشأحة ابن سناء اللك الصري ،اشأتهرت شأرقا وغربا .
ولا شأاع فن التوشأيح ف أهل الندلس ،وأخذ به المحهور لسُلسته ،وتنمحيق كلمه،
وترصيع أجزمائه ،نسُجت العامة من أهل المصار على منواله ،ونظمحوا ف طريقته بلغتهم
الضرية ،من غيخ أن يلتزمموا فيها إعرابا ،واستحدثوه فنا ،سوه :بالزمجل ،والتزمموا النظم فيه
على مناحيهم إل هذا العهد ،فجاءوا فيه بالغرائب ،واتسُع فيه للبلغة مال ،بسُب
لغتهم السُتعجمحة .
وأول من أبدع ف هذه الطريقة الزمجلية :أبو بكر بن قسـطزممان ،وإن كانت قيلت قبله
بالندلس ،لكن ل يظهر سحلها ،ول انسُبكت معانيها ،واشأتهرت رشأاقتها ،إل ف
زمانه ،وكان لعهد اللثمحي ،وهو إمام الزمجالي على الطلق .
قال ابن سعيد :ورأيت أزجاله مروية ببغداد ،أكثر ما رأيتها بواضر الغرب .
قال :وسعت أبا السُن بن جحدر الشأبيلي -إمام الزمجالي ف عصرنا -يقول :ما وقع
لحد من أئمحة هذا الشأن مثل ما وقع لبن قزممان -شأيخ الصناعة .-
وكان ابن قزممان -مع أنه قرطب الدار -كثيخا ما يتمدد إل إشأبيلية ،ويبيت بنهرها؛ وكان
ف عصرهم بشرق الندلس :ملف السود ،وله ماسن من الزمجل .
وجاءت بعدهم حلبة كان سابقها :مدغيس ،وقعت له العجائب ف هذه الطريقة .
249 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وظهر بعد هؤلء بإشأبيلية :ابن جحدر ،الذي فضل على الزمجالي ف فتح ميورقة
بالزمجل.قال ابن سعيد :لقيته ،ولقيت تلمحيذه :العمحع ،صاحب الزمجل الشهور .
ث جاء من بعدهم :أبو السُن :سهل بن مالك -إمام الدب -؛ ث من بعدهم لذه
العصور صاحبنا ،الوزير :أبو عبد ال بن الطيب -إمام النظم والنثر ف اللة السلمية
من غيخ مدافع -؛ وكان لعصره بالندلس :ممحد بن عبد العظيم -من أهل وادي آش
،-وكان إماما ف هذه الطريقة .
وهذه الطريقة الزمجلية لذا العهد هي فن العامة بالندلس من الشعر ،وفيها نظمحهم ،حت
إنم لينظمحون با ف سائر البحور المحسُة عشر ،لكن بلغتهم العامية ،ويسُمحونه :الشعر
الزمجلي؛ وكان من اليدين لذه الطريقة :الديب :أبو عبد ال اللوسي .
ث استحدث أهل المصار بالغرب فنا آخر من الشعر ف أعاريض مزمدوجة كالوشأح،
نظمحوا فيه بلغتهم الضرية أيضا ،وسوه :عروض البلد؛ وكان أول من استحدثه فيهم رجل
من أهل الندلس نزمل بفماس ،يعرف :بابن سعمحيخ ،فنظم قطعة على طريقة الوشأح ،ول
يرج فيها عن مذاهب العراب ،فاستحسُنه أهل فاس ،وولعوا به ،ونظمحوا على طريقته،
وتركوا العراب الذي ليس من شأأنم ،وكثر ساعه بينهم ،واستفمحل فيه كثيخ منهم،
ونلوعوه أصنافا إل :الزمدوج ،والكاري ،واللعبة ،والغزمل؛ واختلفمت أساؤرها باختلف
ازدواجها ،وملحظاتم فيها؛ وكان منهم :الشيخ :علي بن الؤذن سلمحان؛ وبلفزمطرسهون -من
ضواحي مكناسة -رجل يعرف :بالكفميف ،أبدع ف مذاهب هذا الفمن ،وأتى فيه بكل
غريبة من البداع .
وأما أهل تونس ،فاستحدثوا ف اللعبة أيضا على لغتهم الضرية ،إل أن أكثره رديء .
وكان لعامة بغداد أيضا فن من الشعر ،يسُمحونه :الواليا ،وتته فنون كثيخةا ،يسُمحون منها:
القوما ،وكان وكان؛ ومنه :مفمرد؛ ومنه ف بيتي ،ويسُمحونه :دوبيت ،على الختلفات
العتبةا عندهم ف كل واحد منها ،وغالبها مزمدوجة من أربعة أغصان؛ وتبعهم ف ذلك
250 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أهل مصر القاهرةا ،وأتوا فيها بالغرائب ،وتبحروا فيها ف أساليب البلغة ،بقتضى لغتهم
الضرية ،فجاءوا بالعجائب .
واعلم :أن الذواق ف معرفة البلغة كلها إنا تصل لن خالط تلك اللغة ،وكثر
استعمحاله لا ،وماطبته بي أجيالا ،حت يصل ملكتها -كمحا قلناه ف اللغة العربية -؛
فل الندلسُي بالبلغة الت ف شأعر أهل الغرب ،ول الغرب بالبلغة الت ف شأعر أهل
الندلس والشرق ،ول الشرق بالبلغة الت ف شأعر أهل الندلس والغرب ،لن اللسُان
الضري وتراكيبه متلفمة فيهم ،وكل واحد منهم مدرك لبلغة لغته ،وذائق ماسن الشعر
ألسُنتكم وألوانكم،
خلق السُمحوات والرض ، واختلف
آياته
ومن
من أهل جلدته؛ - }
ليات للعالي { .
ف ذلك
إن
قال السُيد ،العلمة :غلم علي أزاد -رحه ال تعال :-الرديف :عبارةا عن كلمحة
مسُتقلة فصاعدا ،تتكرر بعد الروي ،والشعر الشتمحل عليه يسُمحى :سمطرفدفا ،من التمديف؛
وهو يزميد الشأعار جال ،ويلبس بنات الفكار خلخال ،وبه يتنوع الشعر الفمارسي على
أنواع ل تصى ،وأقسُام ل تتناهى .
ول رديف ف شأعر العرب؛ وإن تكلف أحد بالتمديف ،ل تظهر له جلوةا مثل ما تظهر
ف شأعر الفمرس ،فهو ف الفمارسية بزمةا العروس ،وف العربية رطجل الطاووس؛ ول منشأ له
إل خصوصية اللسُان؛ ومن يعرف اللسُاني يشاهد أن الرديف ف الفمارسية طبيعي ،وف
العربية غيخ طبيعي؛ وبيانه أن الرديف ييء ف الفمارسية عفموا بل تشم ،بل ل يسُن
إغزمالم بل رديف ،أو وصل بالروي؛ وييء ف العربية بالتجشم ،حيث يتاج إل فرض
رديف يصح معناه ف جيع أبيات القصيدةا ،بل ربا يعوق الرديف الذهن عن التطرق إل
العان العالية؛ بلف الفمارسية ،فإن الرديف فيها يبعث الذهن على العان العالية،
ويهديه إل الواهر الغالية؛ وقد سبق أن سبب ذلك :ليس إل خصوصية اللسُان .
251 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ولذا ما وجدت ف كلم العرب العرباء شأعرا مردفا ،وإنا وجدته ف كلم العاجم على
سبيل الشذوذ ،كمحا نظم الزممشري قصيدةا مردفة ،ف مدحَّ علء الدولة -وال خوارزم
،-مطلعها :
وكمحا نظم الشيخ :عبد العزميزم اللنبان قصيدةا مردفة ،مطلعها :
تكذبان{ فيها
آلء ربكمحا
فبأي
والية الكررةا ف سورةا الرحن من القرآن اليد ،وهي : }
رائحة من الرديف .
ول يفمى أن التكرير نوع من التفمنن ف الكلم ،وضرب من طلقة ألسُنة القلم؛ ورأيت
ي الت قوافيها قليلة ،كالثاء الثلثة ،والاء
ف الرديف فائدةا ،وهي :أن حروف الرو ب
العجمحة ،والذال العجمحة ،والزماي ،والضاد العجمحة ،والطاء الهمحلة ،والظاء العجمحة،
والغي العجمحة ،والكاف ،إذا وقعت رويا يضطر فيها النسُان إل إيراد اللغات الوشأية،
واللفماظ الغيخ الأنوسة ،وبالرديف يتخلصخ عن هذا الضطرار ،ويتسُع عليه مضيق
ي النلون بل إشأباع؛ والتحرك بل وصل ل يكون إل ف الشعر الرفدف، القواف؛ والرو ب
س
لوقوع الروي ف وسط الكلم ،وهو ف الشعر الردف من وجه وسط ،للحوق الرديف به،
فل سيشبع بل ينتقل فيه الشأباع من الروي إل الرف الواقع ف آخر الرديف؛ ومن وجه
آخر لكون مدار القافية عليه فيشبع؛ فالروي النون بل إشأباع كمحا ف قول :
252 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
واعلم :أن السُتزماد من مسُتخرجات العجم ،ث تناوله العرب ،وهو كلم موزون يسُتزماد
فيه بعد كل مصراع من البيت جزمءان من بر السُتزماد عليه ،بشرطر اللتئام ،أو بعد كل
بيت إل البيت الصرع ،فإنه يسُتزماد فيه جزمءان بعد الشطر الول أيضا ،كمحا تراعى فيه
القافية؛ والقسُم الول أوفق بالمدلبي ط
ت ،والقسُم الثان أوفق بالقصيدةا .
ول يفمى على الناقد أن تكي القافية ف زيادةا السُتزماد ،قلمحا يوجد مثله ف غيخها،
فالزميادةا فيه كأنا برةا ف ساق الغادةا ،نعم للذين أحسُنوا السُنم وزيادةا؛ على أنا تلب
العان الرائقة ،وتذب اليالت الفمائقة ،بلف الرديف ،فإنه يطرد العان ،ويقتل
الغوان .ث اللتئام بي الزميادةا وبي السُتزماد عليه تدركه القرية السُليمحة /1) ، (320ول
يوجد اللتئام ف كل وزن من أوزان العروض ،بل عدةا أوزان من الفمارسية؛ أما بالعربية
فل يوجد إل ف ثلثة أوزان :
أحدها :التقارب ،والزميادةا فيه إما :فعولن فعوسل ،سالا ومقبوضا؛ أو :فعولن فـفعطل ،سالا
ومذوفا؛ أو :فعوسل فعوسل ،مقبوضي؛ أو :فعوسل فـفعطل ،مقبوضا ومدوفا .
وثانيها :ركض اليل ،والزميادةا فيه إما :فـفعلسطن فـفعلسطن ،بتحريك العي فيهمحا؛ أبو بسُكونا
فيهمحا؛ أو بتحريك العي ف أحدها ،وسكونا ف الخر؛ وكل البحرين من الدائرةا
الامسُة من العروض .
253 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
واختماع السُن القطان -من أهل خراسان -لضبط أوزانه شأجرتي ،إحداها :شأجرةا
الخرب ،مشتمحلة على أربعة وعشرين وزنا ،ووجه تسُمحيتها :أن جزمأها الول :)مفمعوسل(
بضم اللم من )مفماعلن( بالرب ،وهو :حذف اليم والنون من )مفماعيلن( ،وأخراها:
شأجرةا الخرم ،أيضا مشتمحلة على أربعة وعشرين وزنا ،ووجه تسُمحيتها :أن جزمأها الول
)مفمعولن( من )مفماعيلن( بالرم ،وهو :حذف اليم فقط من )مفماعيلن( ،ويوز المحع بي
بعض هذه الفاعيل وبي بعض آخر ف سدلبيت واحد ل يل به الوزن .
وأوصل بعضهم أوزانه بضرب بعضها ف بعض إل عشرةا آلف .) /1 (321
ث الزميادةا ف مسُتزماد الدوبيت على قسُمحي ،القسُم الول :ما فيه أول الزمأين أخرب،
وهو )مفمعول( من )مفماعيلن( -كمحا مر ،-والثان منهمحا :إما )فعول( ،فيكون الزمءان
)مفمعول فعول( ،أو )فـفعطل( ،فيكون الزمءان )مفمعول فعل( ،والقسُم الثان :ما فيه أول
الزمأين أخرم ،وهو )مفمعول( من )مفماعيلن( -كمحا سبق ،-والثان منهمحا :إما )ففالع(،
فيكون الزمءان )مفمعولن فاع( ،أو )فع( ،فيكون الزمءان )مفمعولن فع(؛ والزمحافات الت
تقع ف )مفماعيلن( وتتولد منه الجزماء اللوات ف القسُمحي من الزميادةا مذكورةا ف كتب
العروض الفمارسية ،ف شأرحَّ الرباعي؛ ويوز المحع بي هذه الفاعيل ف الزميادات ،كمحا
يوز ف البيات الصلية .
وعنرف صاحب )مناظر النشاء( السُتزماد :بأن تسُتزماد بعد كل مصراع فقرةا من النثر؛
وتبعته ف )سبحة الرجان( ،ث اختلج ف خاطري أن النظم والنثر متضادان ،كيف يصح
الجتمحاع بينهمحا؟ فاستخرجت الوزن للزميادةا ،وعرفت السُتزماد بالتعريف الذي تقدم .
وللمحسُتزماد أحكام ،منها :أن ل يوز قطع الكلمحة بي الصاريع وبي الزميادات ،ف أي
مل كان؛ فل بد من أن يتم كل من الصراع والزميادةا على تام الكلمحة ،ل على
بعضها ،لن كل من الصراع الصلي والزميادةا قطعة على حدةا ،ل اتصال بينهمحا إل ف
العنم .
254 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ففمي القسُم الول :أربع قطع ،وف القسُم الثان :ثلث قطع .) /1 (322
ومنها :أن يأت ف العروض والزمء الثان من زيادتا )فعول( ف وزن )الدوبيت(؛ كمحا يوز
ف )التقارب( السُتزماد وغيخ السُتزماد؛ وعلى هذا القياس )فاع( ،من غيخ أن يعل الرف
الخيخ منهمحا من الصراع الثان ،كمحا يعل منه أحيانا ف غيخ السُتزماد؛ وهذا المر يفمهم
من الكم الول أيضا؛ لكن بينته لزميادةا التوضيح .
ومنها :أن ييء ف رأس الزميادات ورأس العجاز هزمةا الوصل بالقطع من غيخ مضايقة؛
لا مر من أن كلن منهمحا قطعة على حدةا .
ولا كان السُتزماد من متمعات شأعراء العجم ،لزمم لشعراء العرب أن يعمحلوا على ما قرره
شأعراء العجم من قواعدهم ،والحسُن أن تنسُب القصيدةا إل اللرلونيي :روي الصراع
الصلي ،وروي الزميادةا .
ويقال مثل للقصيدةا الول من تغزملت هذا الديوان :اللفمية المحزمية؛ أما ترتيب الديوان
ي الزميادةا .
على ترتيب حروف الجاء ،فمحداره على رو ب
ولقد أكثر شأعراء العرب النظم ف وزن الدوبيت ،لعذوبته وسلسته؛ لكن ما نظم أحد
منهم قصيدةا ف هذا البحر ،فضل أن ينظم السُتزماد فيه .
ورأيت ف )ديوان الشيخ :صفمي الدين اللي( موشأحا ف وزن الدوبيت ،مشتمحل على
الزميادةا ،لكنه قسُم آخر من الشعر ،ما هو على طريقة اختمتا .
ول شأك ف أن السُتزماد طريقه صعب ،لا فيه من رعاية القافيتي ،وتمحل الداهيتي،
فأجريت الكمحيت ف ميدان الدوبيت ،ونظمحت فيه قصائد السُتزماد ،وأسسُت أساسا
جديدا على نج السُداد
أما السُتزماد ف )التقارب( ،و )ركض اليل( فاستخرجته أنا ،ول يسُبق إليه ذهن قبلي،
فهو أول بناء أسسُته بالعربية؛ ث شأعراء الفمرس نظمحوا السُتزماد ف الدوبيت ،وغيخه قليل
255 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قليل؛ لكن ما رتب أحد منهم ديوانا فيه ،فديوان أول ديوان رتب ف السُتزماد ،وأول
صيد نشب ف حبالة الصياد .انتهى كلمه .
وقال -رحه ال -ف أول كتابه )مظهر البكات( :إن الزمدوجة من أقسُام الوزونات حق
للسُان الفمارسي ،فإنا فيه طبيعية تأت عفموا بل تكلف ،وضعها شأعراء الفمرس لنظم
القصصخ والخبار ،وسوها :)الثنوي(؛ أما اللسُان العرب فهي فيه غيخ طبيعية ل تأت إل
بالتجشم؛ كمحا أن القصيدةا ف اللسُان الندي غيخ طبيعية ،ليس وجودها فيه أصل؛
يعرف هذه الراتب من له معرفة تامة بذه اللسُنة .
ولذا ما نظم الزمدوجة من شأعراء العرب ،إل أشأخاص معدودةا ،منهم :الشيخ ،أبو يعلى:
ممحد بن البارية العباسي ،نظم )الصادحَّ والباغم( ف )الرجزم( ،أولا :
ومنهم :الشيخ :باء الدين العاملي ،نظم مزمدوجة ف )الوافر( ،ساها :)رياض الرواحَّ(،
منها :
ونظم مزمدوجة أخرى ف )الرمل( ،ساها :)سوانح سفمر الجاز( ،منها :
وما رأيت شأاعرا عربيا ،نظم الزمدوجة ف )الفميف( ،ونظمحها فيه شأعراء الفمرس كثيخا ،وهو
أوفق بالزمدوجة ف اللسُان العرب أيضا .
256 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ولشعراء الفمرس :)الرديف(؛ وقد نظمحت ديوانا مردفا ،روميه على ترتيب حروف الجاء،
لمتحان الطبيعة ،واختبار القرية؛ ورأيت أن الرديف ف الزمدوجة العربية طبيعي ،يروق
السُامع ،بلف القصائد العربية ،بل الرديف ف الزمدوجة ،ربا يعي الطبع على أداء
القاصد ،ويرجه عن مضيق القافية ،ويبي أن هذا من خصائصخ الزمدوجة .
واعلم :أن شأعراء الفمرس والند دأبم أن يتاروا لنفمسُهم أساء ،ويذكروها ف أواخر
منظوماتم ،ليعلم با من نظمحها؛ ويسُمحي شأعراء الفمرس هذا السم :)التخلصخ(؛ والسُر
ف ذلك :أن السم الصلي للشاعر ربا ل تسُعه الوزان ،فيختارون اسا متصرا يسُعه
الوزن .) /1 (325
العلية :
البلغاء طبقاتهم
:أن
اعلم
فهذه الطبقات السُت ،ثلث منها :حازوا قصب السُبق ف حلبة الرهان ،معرفة كلمهم
فرض كفماية ف السلم ،لنه يسُتدل به على الكلم العرب الذي تسُتنبط منه أحكام
257 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اللل والرام ،وألق به بعضهم ما بعده ،كإثبات لطائف العان ،دون اللفماظ الكمحة
البان /1) ، (326ومن حققه ل يكن منه على ثقة .
وإن ف الشعر دقائق ،ل يكشف عنها الغطاء ،منها :أن أهل العان قالوا :إن التعقيد
العنوي واللفمظي يناف الفمصاحة .
فقال بعض التأخرين :إن اللفماظ كلها غيخ فصيحة ،لا فيها من التعقيد العنوي؛ وليس
كمحا قال؛ لن أبا هلل العسُكري قال ف )كتاب الصناعتي( :إنا فصيحة ،وإن التعقيد
إنا يكره إذا ل يقصد ،فإن قصد فهو فصيح .
وما يؤيده أن السنوي قال ف كتابه )طراز الافل( :إن من السُنة أن يلقي اللغاز على
من ف ملسُه ،لتشحيذ الذهان؛ لا رواه البخاري ،عن ابن عمحر ،من حديث النخلة .
قال أبو هلل :ومنه نوع بديع ،سيته :شأبه اللغاز ،وهو :أن يوصف شأيء بصفمات
تسُاق على نج اللغزم ،ليس القصود اللغاز .انتهى .
وإن معجزمةا كل نب على وفق زمانه وقومه ،ولا كان أشأرف اللق العرب ،وأعظم ما
عندهم الشجاعة ،والفمصاحة ،والكرم ،كان أعظم معجزمات نبينا -صلى ال عليه وسلم
:-القرآن العجزم ،بفمصاحته وبلغته؛ ولا كان خات الرسل ول نب بعده ،جعل له
معجزمةا باقية إل القيامة ل تزمال تتلى ،وجديدةا على كثرةا التمداد ،ل تلق ول تبلى .
258 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والثلث الول :هم ما هم ف البلغة؛ والزمالة ومعرفة شأعرهم رواية ودراية -عند فقهاء
السلم -فرض كفماية؛ لنه به تثبت قواعد العربية الت با يعلم الكتاب والسُنة،
التوقف على معرفتهمحا الحكام الت يتمحيزم با اللل والرام؛ وكلمهم وإن جاز فيه
الطأ ف العان ،ل يوز فيه الطأ ف اللفماظ ،وتركيب العان .
إذا عرفت هذا ،فاعلم :أن الطبقات الثلث الول ،جعوا أشأعارهم ف كتب كثيخةا غيخ
الدواوين :)كالمحاسة( ،و )الفمضليات( ،و )أشأعار هذيل( ،وغيخها من الكتب الفميدةا .
ث أورد :الشهاب الفماجي ،بعد ذكر هذا ،من نثرهم ونظمحهم جلة صالة ،ف كتابه
)ريانة اللباء( ،وذكر كلم الولدين ،وبعض شأعراء الاهلية ،ث قال :إن التأخرين ،وإن
تأخر زمانم عن التقدمي ،فقد زاحوهم بالمركب ،وكادوا أن يرقوا إل أعلى الرتب ،ل
سيمحا شأعراء الغرب ،فقد أتوا بعان بديعة ،وارتقوا إل مرتبة رفيعة ،كيزميد بن خالد
الشأبيلي ،له ف وصف السُفمن معان ل يسُبق إليها .
وقال الدباء :سبدئ الشعر ) /1 (328بلك ،وختم بلك؛ والول :امرؤر القيس ،فإنه أول
من هلهل الشعر ،وهذبه ،ونسُج نسُيبه ،ورتبه؛ والثان :ابن العتزم ،فإنه من أوت جوامع
الكلم :نظمحا ،ونثرا ،وإنشاء ،وشأعرا.والعامة تقول :كلم اللوك ملوك الكلم؛ وقيل :أبو
فراس ،والول :أقرب إل القياس .
ولا بلغ عبفد اللك أن النجاج ل يراعي الشعراء ،نقم ذلك عليه ،وكتب إليه :
بسُم ال الرحن الرحيم ،من عبد ال ،عبد اللك ،إل الجاج بن يوسف ،أما بعد :فقد
بلغن عنك أمر كذب فراست فيك ،وأخلف ظن بك ،من إعراضك عن الشعر
والشعراء ،فكأنك ل تعرف فضيلة الشعر والشعراء ،ومواقع سهامهم ،أو ما علمحت يا
259 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
أخا ثقيف ،أن بقاء الشعر بقاء الذكر ،وناء الفمخر؛ وأن الشعر طراز اللك ،وحلي
الدولة ،وعنوان النعم ،وتام الد ،ودلئل الكرم؛ وأنم يضون على الفعال المحيلة،
وينهون عن الخلق الذميمحة؛ وأنم سنوا سبل الكارم لطلبا ،ودلو العفماةا على أبوابا؛
وأن الحسُان إليهم كرم ،والعراض عنهم لؤم وندم؛ فاستدرك فرطر تفمريطك ،وامح
بصوابك وحي أغاليطك؛ والسُلم .
وبذا علمحت وقع الشعراء عند اللوك ،وأنه سبيل إل الكارم مسُلوك ،وأن الشعراء قافلة
تمحل الذكر المحيل ،وأن بضائعهم نافقة عند الكرام ،كاسدةا عند اللئام؛ والسُلطان
سوق تلب لا الرغائب ،وستب لا مامد تتلئ با القائب .انتهى القصود منه
بالتخليصخ .) /1 (329
روى التممذي ،عن جابر بن سرةا ،قال :جالسُت النب -صلى ال عليه وسلم -أكثر
من مائة مرةا ،وكان أصحابه يتناشأدون الشعر ،ويتذاكرون أشأياء من أمر الاهلية ،وهو
ساكت ،وربا يتبسُم معهم .
وروي عن عائشة -رضي ال عنها -قالت :كان رسول ال -صلى ال عليه وسلم -
يضع لسُان بن ثابت منبا ف السُجد ،يقوم عليه قائمحا ،يفماخر عن رسول ال -صلى
ال عليه وسلم .-
وروى مسُلم ،عن عائشة ،قالت :سعت رسول ال -صلى ال عليه وسلم -يقول:
هجاهم حسُان فشفمى واستشفمى .
وقال السُيوطي ف )الصائصخ الكبى( :أخرج البيهقي ،من طريق :يعلى بن الشأدق
قال :سعت النابغة -نابغة بن جعدةا -يقول :أنشدت رسول ال -صلى ال عليه
وسلم -هذا الشعر فأعجبه ،فقال :)أجدت ،ل يفمضض ال فاك( ،فلقد رأيته ،ولقد
أتى عليه نيف ومائة سنة ،وما ذهب له سن؛ ث أخرجه :البيهقي من وجه آخر عن:
260 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
النابغة؛ وأخرجه :ابن أب أسامة من وجه آخر عنه ،وفيه :فكان من أحسُن الناس ثغرا،
فكان إذا سقط له سن نبت له؛ وأخرجه :ابن السُكن من وجه آخر عنه ،وفيه :فرأيت
أسنان النابغة أبيض من البفـفرد ،لدعوةا رسول ال -صلى ال عليه وسلم .-
وقال الشيخ :ممحد حياةا السُندي ،الدن ،ف )رسالة :الحاديث السُلسُلة( ،عن نابغة
بن جعدةا الشاعر :لقيت النب -صلى ال عليه وسلم -وأنشدته قصيدت الت أقول
فيها :
بلغنا السماء السبع مجدا وأسؤددا ...وأإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال :أين يا أبا ليلى؟ قلت :إل النة يا رسول ال ،قال :إل النة -إن شأاء ال تعال
.-
ب الغتلص غ
ب جاء السخينة كي تتغالب ربها ...وأليغلبنن مغال ل
فقال النب -صلى ال عليه وسلم :-)لقد مدحك ال يا كعب ف قولك هذا(؛ وف
رواية :)أن ال ل ينس ذلك لك( .
وعقد البيهقي ف )الدلئل( بابا مسُتقل ف الشعر ،وقال :)باب اختياره -صلى ال عليه
وسلم -الشعر( ،وذكر حديثا طويل عن جابر -رضي ال عنه ،-وحاصل الديث:
أنه جاء رجل إل رسول ال -صلى ال عليه وسلم -وقال :يا رسول ال ،يريد أب أن
يأخذ مال؛ فقال رسول ال -صلى ال عليه وسلم :-)ائت بأبيك عندي(؛ فلمحا جاء
أبوه ،قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم :-)يقول ابنك أنت تأخذ ماله( ،قال:
سله يا رسول ال ،ل مصرف لاله إل عمحاته وقراباته ،أما أصرفه على نفمسُي وعيال؟
فنزمل جبيل -عليه السُلم -وقال :)يا رسول ال ،قال ) /1 (331هذا الشيخ ف
نفمسُه شأعرا ما وصل إل أذنه(؛ فسُأل رسول ال -صلى ال عليه وسلم :-)هل قلت
261 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ف نفمسُك شأعرا؟( فاعتمف الشيخ ،وقال :ل يزمال يزميدنا ال -تعال -بك بصيخةا ويقينا؛
وعرض سبعة أبيات نظمحها ف نفمسُه ،وهي :
إذا ليلة ضاقت بك السقم لم أبت ...لسقمك إل ساهرا أتمل
فلما بلغت السن وأالغاية التي ...أتتك مراما فيه كنت أؤمتل
قال جابر :فبكى رسول ال -صلى ال عليه وآله وسلم ،-ث أخذ تلبيب ابنه وقال له:
)اذهب ،فأنت ومالك لبيك( .انتهى .
وقد ثبت :تصرف الب ف مال البن ،قدر الضرورةا ،بذا الديث .
قال الشيخ :باء الدين العاملي ،ف بعض مؤلفماته :روي عن قيس بن عاصم ،قال :وفدت مع
جاعة من بن تيم على النب -صلى ال عليه وسلم ،-فدخلت عليه ،وعنده الصلصال بن
الدلمحس ،فقلت :يا نب ال ،عظنا موعظة ننتفمع با ،فإنا قوم نغيخ ف البية ،فقال رسول ال -
صلى ال عليه وسلم :-)يا قيس ،إن مع العزم ذل ،وإن مع الياةا موتا ،وإن مع الدنيا آخرةا،
وإن لكل شأيء رقيبا ،وعلى كل شأيء حسُيبا ،وإن لكل أجل كتابا ،وإنه ل بد لك يا قيس
من قرين يدفن معك وهو حي ،وتدفن معه وهو ميت ،فإن كان كريا أكرمك ،وإن كان لئيمحا
أسلمحك ،ث ل تشر إل معه ،ول تسُأل إل عنه ،فل تعله إل صالا ،فإنه إن صلح أنسُت
به ،وإن فسُد ل تسُتوحش إل منه ،وهو فعلك( ،فقال :يا نب ال ،أحب أن يكون هذا الكلم
262 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ف أبيات من الشعر ،نفمخر به على من يلينا من العرب وندخره؛ فأمر النب -صلى ال عليه
وسلم -من يأتيه بسُان ،فاستبان ل القول قبل ميء حسُان ،فقلت :يا رسول ال ،قد
حضرن أبيات أحسُبها توافق ما تريد ،فقلت :
فلن يصحب النسالن من بعد موته ...وأمن قبله إل الذي كان يعمل
أقول :روى البخاري ،عن أب بن كعب قال :قال رسول ال -صلى ال عليه وسلم :-)إن
من الشعر حكمحة(؛ ول يفمى على حكمحاء الكلم ،والاهرين بسُرائر القلم ،أن بعض الشعر،
وهو الذي كان ممحودا شأرعا ،مندرج ف مفمهوم الكمحة؛ لن مفمهوم الشعر أخصخ من وجه من
مفمهوم الكمحة ،والقصود من هذا الكلم بيان فضيلة الشعر ،فينبغي أن يقع الشعر مبا عنه،
ويكون مقدما ف الذكر .
وحق العبارةا أن يقال :بعض الشعر حكمحة؛ ولكن قال النب -صلى ال عليه وسلم :-)إن من
الشعر حكمحة( ،فأبقى التقدم اللفمظي على أصله ،للهتمحام بشأن الشعر ،وإفادةا الصر ،وقلب
السلوب العنوي ،وجعل الكمحة مبا عنه ،للمحبالغة ف مدحَّ الشعر ،أي :ماهية الكمحة بعض
الشعر؛ فلزمم أن يكون أفراد الكمحة بأسرها بعض الشعر ،ومندرجة تته؛ فإن اندراج الاهية
مسُتلزمم لندراج جيع الفراد .
وقصد -صلى ال عليه وسلم -من إفادةا الصر ،بتقدي الب ،وإيراد الكلم على أسلوب
التأكيد مبالغة ،فيكون معنم الكلم القدس :إنا الكمحة بعض الشعر .
ول لطف ما أودعه صاحب جوامع الكلم -صلى ال عليه وسلم -كلمه! وهو أن البالغة لا
263 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
مناسبة بالشعر؛ فراعى -صلى ال عليه وسلم -هذه الناسبة الشعرية ،ف كلم أورده ف مدحَّ
الشعر ،وأفاد سندا كامل لواز البالغة ،إذا اقتضت مصلحة دينية .
قال الطيب ف )تبيانه( :من :للتبعيض ،والكلم فيه تشبيه ،وحقه أن يقال :إن بعض البيان
كالسُحر ،فقلب وجعل الب مبتدأ ،مبالغة ف جعل الصل فرعا ،والفمرع أصل؛ ووجه التشبيه
يتغيخ بتغيخ إرادةا الدحَّ والذم .انتهى .
يعن :أن السُحر له وجهان :الدحَّ ،والذم؛ ووجه تشبيه البيان به هاهنا الول .
يقول آمنا
من
الناس
ومن
قال القق الشريف ف )حواشأي الكشاف( عند تفمسُيخ قوله تعال : }
بؤمني{ :فإن قيل :ل فائدةا ف الخبار بأن من يقول كذا وكذا هم
وما
الخر ،
بال وباليوم
من الناس ،أجيب :بأن فائدته التنبيه على أن الصفمات الذكورةا تناف النسُانية ،فينبغي أن يهل
كون التصف با من الناس ،ويتعجب منه؛ وسرلد :بأن مثل هذا التمكيب قد يأت ف مواضع ل
يتأنتى فيها مثل هذا العتبار ،ول يقصد منها إل الخبار ،بأن من هذا النس طائفمة متصفمة
رجال{ ،فالول :أن يعل مضمحون الار والرور مبتدأ ،على الؤمني
من بكذا ،كقوله تعال : }
معنم :وبعض الناس ،أو :بعض منهم ،من اتصف با ذكر ،فيكون مناطر الفمائدةا تلك الوصاف؛
ول استبعاد ف وقوع الظرف بتأويل معناه مبتدأ .انتهى كلمه .
وروى ابن ماجة :)الكلمحة الكمحة ضالة الؤمن ،حيثمحا وجدها فهو أحق با( .
وقال صاحب )كفماية الاجة ،ف شأرحَّ سنن ابن ماجة( :قوله :ضالة الؤمن ،أي :مطلوبة له
أشأد ما يتصور من الطلب؛ فاللئق بال الؤمن أن يطلبها كمحا يطلب الرء ضالته؛ فهذا الكلم
بطريق الرشأاد والتعليم ،ل الخبار؛ إذ كم من مؤمن ليس له طلب أصل؟ أو بطريق الخبار،
بمحل الؤمن على الكامل قوله :)حيثمحا وجدها( ،أي :ينبغي أن يكون نظر الؤمن إل القول ل
القائل؛ وهذا كمحا قيل :انظر إل ما قال ،ول تنظر إل من قال .انتهى .
264 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
و )الكلمحة الكمحة( :شأاملة للنظم والنثر ،لعمحوم اللفمظ؛ ويؤيد الول :قوله -صلى ال عليه
وسلم :-)إن من الشعر حكمحة( .
ومن العجائب أن الكلمحة تطلق على القصيدةا ،كمحا قال الوهري ،وغيخه؛ وإذا تهد هذا فأقول:
لو قطع النظر عن البالغة ف الديث ،وأخذ أصل العنم ،أعن :بعض الشعر حكمحة ،يصل من
انضمحامه بالديث الثان الشكل الول من الشأكال النطقية ،أعن :بعض الشعر كلمحة ،والكلمحة
ت لفمظ )الكلمحة( ف الصغرى ،لن
الكمحة ضالة الؤمن؛ فبعض الشعر ضالة الؤمن ،وإنا زد س
الشعر حكمحة قولية .
وقد ثبت بذه النتيجة الصحيحة :طلب النتائج من الشعراء الت تكون موافقة بالشريعة الغلراء؛
والدليل القاطع ،والبهان السُاطع ،على إثبات النتيجة ما رواه مسُلم ،عن عمحرو بن الشريد ،عن
أبيه ،قال :ردفت رسول ال -صلى ال عليه وسلم -يوما ،فقال :)هل معك من شأعر أمية بن
أب الصلت شأيء؟( قلت :نعم ،قال :)هيه( ،فأنشدته بيتا ،فقال :)هيه( ،ث أنشدته بيتا ،فقال:
)هيه( ،حت أنشدته مائة بيت .
ويسُتفماد من هذا الديث :طلب الشعر المحود الذي هو نتيجة الشكل ،واستحباب الزميادةا ف
الطلب ،واستحباب النشاد ،واستحباب الطلب حيثمحا وجد ،فإن أمية بن أب الصلت مات
كافرا .
وقد قال -صلى ال عليه وسلم -فيه :)آمن لسُانه ،وكفمر قلبه( .
وتقق من هاهنا أن من طلب ) /1 (336الشعر المحود ،أتى بالعمحل السُتحب؛ ومن أنكر
تركه .
كيف ل؟ وقد روى التممذي ،عن أنس -رضي ال عنه -أن النب -صلى ال عليه وسلم -
دخل مكة ف عمحرةا القضاء ،وابن رواحة يشي بي يديه ،وهو يقول :
265 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فقال له عمحر :يا ابن رواحة ،بي يدي رسول ال -صلى ال عليه وسلم ،-وف حرم ال تقول
شأعرا؟! فقال النب -صلى ال عليه وسلم :-)فخبل عنه يا عمحر ،فهي أسرع فيهم من نضح
النبل( .
وروى البخاري ،عن سعيد بن السُنيب قال :)مر عمحر ف السُجد ،وحسُان ينشد ،فأنكر عليه
عمحر ،فقال :كنت أنشد فيه ،وفيه من هو خيخ منك؛ ث التفمت إل أب هريرةا فقال :أنشدك
بال ،أسعت رسول ال -صلى ال عليه وسلم -يقول :أجب عن ،اللهم أيده بروحَّ القدس؟
قال :نعم(؛ وفيه منع النكار عن الشعر ،وجواز النشاد ف السُجد .
قال القسُطلن :هذه القالة منه -صلى ال عليه وسلم -دالة على :أن للشعر حقا يتأهل
صاحبه لن يؤيد ف النطق به ببائيل -عليه السُلم ،-وما هذا شأأنه يوز قوله ف السُجد
قطعا .
وروي عن ابن سيخين ،أنه سأنشد شأعرا ،فقال له بعض جلسُائه :مثلك ينشد الشعر يا أبا بكر؟!
فقال :ويلك يا لسفكع! وهل الشعر إل كلم ل يالف سائر الكلم إل ف القواف؟ فحسُنه
حسُن ،وقبيحه قبيح .
و روى الدار قطن ،عن عائشة -رضي ال عنها -قالت :ذكر عند رسول ال -صلى ال
عليه وسلم -الشعر ،فقال رسول ال -صلى ال عليه وسلم :-)هو كلم :حسُنه حسُن،
وقبيحه قبيح( .
والقصد :أن الشعر ليس ف نفمسُه مذموما ،بل السطسُن والقبح راجعان إل الفمهوم ،فالفمهوم إذا
كان قبيحا ،فالنثور والنظوم من القول سواء؛ ومعنم القبيح :أن يكون فيه فحش ،أو أذى
لسُلم ،أو كذب؛ والكذب المحنوع ف الشعر ما كان مضرا بأمر دين ،ل الكذب الذي سأت به
266 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
لتحسُي الشعر فقط ،فإنه مأذون فيه ،وإن استغرق الد ،وتاوز العتاد .
أل ترى قصيدةا كعب بن زهيخ -رضي ال عنه -؟ فإنه تغزمل فيها بسُعاد ،وأتى من الغراقات
والستعارات والتشبيهات بكل بديع ،ل سيمحا تشبيه الرضاب بالشراب ،ف قوله :
والنب -صلى ال عليه وسلم -سعه وما أنكر؛ بل صارت هذه القصيدةا أحسُن الوسائل إل
الشفماعة ،وأوثق الذرائع إل الغمحاض عن الشناعة؛ وفازت بسُن القبول من جنابه ،وجازى
قائلها بعطية من جلبابه؛ ول در أب إسحاق الغزمي حيث قال :
وقد قالوا :فضل هذه القصيدةا على القصائد الخر الوشأحة بدحه -صلى ال عليه وسلم ،-
كفمضل الصحابة على التابعي ومن بعدهم؛ هذا وقد شأبه واصفمه -صلى ال عليه وسلم -
عنقه القدس بيد دمية ،وما أنكره أحد من السُلف واللف .
وقال القفمال ،والصيدلن قول صدقا ،وهو :أن الشعر كذبه ليس بكذب ،لن قصد الكاذب:
تقيق قوله ،وقصد الشاعر :تسُي كلمه فقط .
وبا حررناه ثبت جواز التخييلت الكلمية ،والتوسع ف الضاميخ القلمية؛ وتقق أن النكار
من الشعر المحود ،هو بتمك السُتحب ،وأن ل تسُمحع لومة لئم ف ما عمحل به رسول ال -
صلى ال عليه وسلم ،-وكبار الصحابة ،والتابعون ،وأهل العلم ،وموضع القدوةا -رضي ال
267 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عنهم .-
وقد ورد النهي عن سب الشعراء؛ روى البخاري ،عن عروةا بن الزمبيخ ،قال :ذهبت أسب حسُانا
عند عائشة ،فقالت :ل تسُبه ،فإنه كان ينافح عن النب -صلى ال عليه وسلم .-
ول شأك أن من أنشأ أو أنشد الشعر المحود ،فهو تلو للمحنافحي ،حيث يريح الؤمني بالكم
اليمحانية ،ويدافع عنهم ما يلهم من العوارض النفمسُانية؛ ويعضده ما روي عن ابن عباس :أنه
كان إذا فرغ من درس التفمسُيخ والديث يقول لتلمذته :أحضوا ،ويأمرهم بالخذ ف ملح
الكلم ،خوفا عليهم من اللل .
والحاض :أصله من :الفطمحض ،وهو :ما ملح ومنر من النبات ،ومقابله :النلة ،وهو :ما كان
حلوا؛ تقول العرب :)اللة :خبزم البل ،والمحض :فاكهتها(؛ لنا إذا ملت من اللة مالت إل
المحض؛ ومنه قولم للرجل إذا جاء متهددا :أنت متل فتحنمحض .
ول يفمى أن القرآن ليس من جنس الشعر ،ول يقول به من له أدن تييزم ،لن الشعر يكون
مقفمى موزونا ،وليس القرآن كذلك .
ويكن أن يكون قولم مبينا على :أن الشاعر يراعي الوزن والقافية ف الكلم؛ فالذي يكون قادرا
على الشعر ،سهل له أن ينشئ الكلم بل مراعاةا الوزن والقافية ،فمحا يأت به هو ناشأئ عن
268 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وما علمحناه
سليقته ،ل كمحا يدعي أنه منلزمل من السُمحاء؛ فرد ال -سبحانه -عليهم ،وقال : }
الشعر{ ،لن أكثره خيالت ل حقيقة لا ،وتغزملت بالنسُاء والمارد ،وافتخارات باطلة،
ومدائح من ل يسُتحق ،إل غيخ ذلك .
ينبغي له{ إشأعارا بأن النب -صلى ال عليه وسلم - وما
ول يفمى أن ف قوله -تعال :- }
كان قادرا على الشعر ،ول يقله؛ بناء على أنه ما كان ينبغي له؛ فإنه -سبحانه -نفمى
مبي{ ،أي :كتاب
وقرآن
إل ذكر
هو
إن
النبغاء دون القدرةا عليه؛ ث أيده بقوله -تعال :- }
ساوي ،ظاهر أنه ليس من كلم البشر ،لا فيه من العجاز .
وقد تبي من هذا :أن ف الية تنزميه النب -صلى ال عليه وسلم -عن أن يلي القرآن
بسُليقته ،كمحا هو شأأن الشعراء ،حيث يلون الكلم الوزون بسُلئقهم؛ وإذا أمعنت النظر ل
تد فيه ذما للشعر ،بل تد مدحا عظيمحا .
وليت شأعري ،أي شأيء يسُتدعي إل ذم الشعر مطلقا؟ فإن السطسُن والقبح راجعان إل العنم -
كمحا تقدم -؛ وإذا كان العنم حسُنا ،فالنظوم أزيد حسُنا وجال من النثور ،وأنفمع للمحتكلم ف
ما قصده من إيقاع العان ف نفمس الخاطب ،وللمحخاطب ف التوجه إليه بالرغبة .
فالدر يزداد حسنا وأهو منتظم ...وأليس ينقص قدرا غير منتظم
وكان النب -صلى ال عليه وسلم -يتمحثل بقول طرفة ،وهو :
269 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وروي أن النب -صلى ال عليه وسلم -قال لعائشة -رضي ال عنها -) /1:(341
)أهديتم الفمتاةا إل بعلها؟ قالت :نعم ،قال :فبعثتم معها من يغن؟ قالت :ول نفمعل؟ قال :أو ما
علمحتم أن النصار قوم يعجبهم الغزمل؟ أل بعثتم معها من يقول :
وقد ورد ف الصحيح ،أنه قال -صلى ال عليه وسلم -يوم الندق :
ويرفع صوته :)أبينا أبينا( ،بالوحدةا؛ وف رواية :)أتينا( ،بالثناةا الفموقية .
واختلف العلمحاء ف صدور الشعر منه -صلى ال عليه وسلم -؛ ونقل الثبتون أشأياء ،منها
قوله -صلى ال عليه وسلم -حي كان يبن مسُجده -صلى ال عليه وسلم :-
وكان الزمهري يقول :ل يقل -صلى ال عليه وسلم -شأيئا من الشعر إل قد قيل قبله ،إل
270 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
هذا .
وقد ألف السُيد :ممحد البزني ،الدن ،رسالة ) /1 (342ف إثبات الكتابة والقراءةا والشعر له
-صلى ال عليه وسلم ،-يقول فيها :ل شأك أن الشعر إذا كان حكمحة أخب عنه -صلى
ال عليه وسلم :-)إن من الشعر لكمحة( كمحال؛ ول ينبغي أن يلو -صلى ال عليه وسلم -
عن كمحال ما ،لنه نسُخة الكاملة الامعة لمحيع صفمات الكمحالت النسُانية ،بل واللكية؛
وإيقاع النفمس؛ والتهمحة بالنظر إل القرآن ،إنا يرد بالنسُبة إل ما قبل نزمول الوحي ،وثبوت
النبوةا؛ أما بعده :فل كمحا قيل ف الكتابة والقراءةا .
وكل ما صدر عنه من النطق بالشعر ،فإنا هو بعد النبوةا ،ول يقل أحد قط أنه -صلى ال
عليه وسلم -ينظم الشعر ،أو يرويه ،أو يالس الشعراء قبلها؛ وأما بعد النبوةا :فقد نطق به،
ورواه ،واستنشده الصحابة ،وسأنشدت القصائد بضرته ،وأصلح من كل مهم ،كمحا أصلح من
قصيدةا كعب بن زهيخ -رضي ال عنه -قوله :
فل إخلل بنبوته ،ول تمحة ف معجزمته؛ بل هو معجزمةا أخرى ،وكمحال آخر؛ فل مانع من
تويزمه .انتهى كلمه .
أقول :لعل وجه إصلحه -صلى ال عليه وسلم -أن ل يقع ) /1 (343لفمظ مسُتدرك ف
الكلم؛ فإن الهند -على ما قال الوهري :-السُيف الطبوع من حديد الند .
هذا ما سنح ل ف فضيلة الشعر المحود ،وشأرف هذا الكوكب السُعود .
ث أول من قدر جواهر النطق باليزمان ،ونظم اللل الاصة بزمينة النسُان ،صفمي ال :آدم -
271 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عليه السُلم -؛ فالشعر التولد منه آفدسم الشأعار ،والد العلى لنتائج الفكار؛ وأسنده ابن
الثيخ وغيخه من الم الغفميخ إل آدم -عليه السُلم -؛ وأنكر جع كثيخ من الققي .
وقال آخرون :رثى آدم هابيل بالسُريانية ،فلمحا وصل إل يعرب بن قحطان ترجها بالعربية .
واختلف ف قضية هابيل ،أين وقعت؟ فمحنهم من ذهب إل أنا وقعت بالند ،على جبل نود،
الذي نزمل عليه آدم -عليه السُلم -السُمحاء؛ وقيل :بكة؛ ث الروايات تعاضدت ف :أن آدم
نزمل بالند من السُمحاء ،وتوطن بعد ذلك بذه .الغباء .
وقد فصلته ف رسالت :)شامة العنب ،فيمحا ورد ف الند من سيد البشر( .
ولا أظلت ألوية السلم على هذا السُواد ،وألقى السلميون رحالم ف هذه البلد ،وتكلمحوا
بلسُانا ،وترنوا بألانا ،وسعوا كلم مصاقعها ،وعرفوا بيان سواجعها ،وقفموا على أنم بذلوا
غاية الهد ف إبداع العان ،وصرفوا همحهم إل أقصى حدود الطاقة البشرية ف تأسيس البان .
ث اعلم :أن الففولن ف سوحَّ الدب ،حق للئمحة الفمصحاء من العرب /1) ، (344فإنم
صعدوا ف قمحم أطواده ،وبلغوا قصارى أناده .
ولعمحري إن أزهار الفمصاحة باسة بنسُائمحهم ،وأرجاء البلغة فائحة بشمحائمحهم؛ جزماهم ال عنا
أوف الجزمية ،وذكرهم ف مامع القدس بأحسُن الثنية .
ولا أللف السلم بي المم ،ووقعت مالطة العرب والعجم ،وجلس اللفماء ف بغداد ،وأمتهم
اللئق من شأواسع البلد ،اكتسُب العجم فن الفمصاحة من العرب العرباء ،وتاوبوا على سننهم
ف هذه الدوحة العلياء ،ل سيمحا من كان قريبا من دار اللفة ،وجارا متصل بركزم الشرافة؛
كمحا تشهد به )يتيمحة الدهر( للثعالب ،و )دمية القصر( للباخرزي ،وغيخها .
وأما الند :ففمتح ف عهد الوليد بن عبد اللك على يد :ممحد بن قاسم الثقفمي ،سنة اثنتي
272 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وتسُعي الجرية؛ وبلغت راياته الظلة على الفموج من حدود السُند إل أقصى قنوج ،سنة خس
وتسُعي؛ وبعدما عاد ،عاد ولةا الند إل أمكنتهم ،وبقي الكام من اللفماء الروانية والعباسية
ببلد السُند .
وف عهد العباسية ،كان أبو حفمصخ ،ربيع بن صبيح السُعدي ،البصري ،من أتباع التابعي،
وأعيان الدثي بالسُند ،وهو أول من صنف ف السلم؛ قال صاحب )الغن( :مات بأرض
السُند ،سنة ستي ومائة؛ وقصد السُلطان :ممحود الغزمنوي ،أواخر الائة الرابعة -غزمو الند ،-
وأتى مرارا ،وغلب ،وأخذ الغنائم ،وانتزمع السُند من الكام الذين كانوا من القادر بال بن
القتدر العباسي؛ ولكن السُلطان :ممحود ما أقام بمحلكة الند؛ وكان أولده متصرفي من غزمني
إل لهور؛ حت استول السُلطان :معزم الدين ،سام الغوري ،على غزمني ،وأتى لهور ،وقبض
على خسُرو ملك فخطتم اللوك الغزمنوية ،وضبط الند ،وجعل دهلي دار اللك ،سنة تسُع وثاني
) /1 (345وخسُمحائة؛ ومن هذا التاريخ إل الن مالك الند ف يد السُلطي السلمية .
ولا انتشر السلم ف هذه البلد ،وطلعت شوسه على الغوار والناد ،ظهر جع من الدباء
السلمية ،ونثروا على بسُط الزمنة للئ من السُحب القلمية؛ وليسُت كتب القوم حاضرةا
عندي ف حال التحرير ،حت أجلوا عرائس تراجهم على منصة التقرير .انتهى الراد من )تسُلية
الفمؤاد( .
ومن أدباء الند :القاضي :عبد القتدر بن ركن الدين الشريي ،الكندي ،الدهلوي؛ التوف سنة
إحدى وتسُعي وسبعمحائة؛ له قصيدةا لمية مشهورةا ،مطلعها :
يا سائق الظعن في السحار وأالتصغل ...سلصم على دار سلمى وأاب غ
ك ثم لسغل ح ت
ومنهم :الشيخ :أحد التهانيسُري؛ وله -رحه ال تعال -قصيدةا دالية ،مطلعها :
273 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والقصيدةا :ف وصف أعضاء العشوقة من الرأس إل ) /1 (346القدم ،ساها :)مرآةا المحال(،
وشأرحها شأرحا لطيفما ،منها :ديوان مردف ،وديوان مسُتزماد ،وديوان مرجع .
والتمجيع :نوع من الشعر ،أنشأه ف ناية الرقة ،ول ينظم التمجيع العرب قبله أحد من الشعراء،
وسى الدواوين السُبعة :)بالسُبعة السُيارةا( ،ونظم الدفاتر السُبعة السُمحاةا بـ :)مظهر البكات(
مزمدوجة ف بر الفميف ،ف غاية السُلسة والعذوبة ،ول ينظم أحد قبله مزمدوجة عربية ف هذا
البحر ،ول يتفمق لحد من شأعراء العرب والقلدين لم من شأعراء العجم مزمدوجة على هذه
الكيفمية؛ ونظم الدفتم السُابع ،ف سنة 1193هـ ،ومات -رحه ال -ف سنة 1200
الجرية؛ وله تصانيف كثيخةا ف العربية والفمارسية ،كمحا سيأت تفمصيلها ف ترجته -إن شأاء ال
تعال .-
وجلة أشأعاره النظومة ف الذكورات :أحد عشر ألفما؛ وما سسع قط من أهل الند من يكون له
ديوان عرب ،أو شأعر عرب ،على هذه الالة؛ وهو :)حلسُان الند(؛ مدحَّ -النب صلى ال عليه
وسلم -ف دواوينه وقصائده ،وأوجد ف مدحه معان كثيخةا نادرةا ،ل يتيسُر مثلها لحد من
الشعراء الفملقي؛ وأبدع فيها مالصخ ل يبلغ مداها فرد من الفمصحاء التشدقي؛ وله ف التغزمل
طور خاص ،قلمحا يوجد ف كلم غيخه ،يعرفه أصحاب الفمن .
ومنهم :الشيخ ،الجل ،مسُند الوقت ،الشاه :ول ال الدث الدهلوي؛ وله :قصائد حسُنة،
وكلمحات غراء ف مدحه -صلى ال عليه وسلم .-) /1 (347
ومنهم :الشيخ :عبد العزميزم؛ والشيخ :رفيع الدين؛ والشيخ :ممحد إساعيل ،الدهلويون -رحهم
ال تعال -؛ ولم :منثور ومنظوم لطيف بليغ .
ومنهم :الشيخ ،الديب :أوحد الدين البلكرامي -رحه ال -؛ رأيت له نثرا فصيحا ،ونظمحا
بليغا ،وتقاريظ كثيخةا على كتب عديدةا .
ومنهم :الشيخ ،الكامل :فضل حق اليخ آبادي ،وكم له من قصائد وأشأعار عارض با الريري
274 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والبديع ،وأتى فيها بكل لفمظ لطيف ،ومعنم بديع! لول أنه أكثر فيها من التجنيس ،والشأتقاق،
واللفماظ الوشأية ،بل خلف .
ومنهم :السُمحيدع ،الفماضل ،الولوي :علي عباس الرياكوثي -حاه ال تعال ،-له :)ديوان
الشعر( ،ومكاتيب ،وتقاريظ .
ومنهم :الشيخ ،الفماضل :فيض السُن السُهارنبوري -سلمحه ال تعال -؛ وله قصائد بليغة،
وأشأعار لطيفمة ،ل يتفمق مثلها لعاصريه؛ ولذين الخيخين كتابة إلينا ،ونظم ف مدحَّ كتبنا ،قد
طبع بعضها .
ومنهم :أخي ،من أب وأمي ،السُيد ،السُند :أحد حسُن القنوجي ،التخلصخ :بالعرشأي ،وبعض
قصائده يربو على كلم الساتذةا ،ل سيمحا الفمارسية منها .
وأما هذا الفمقيخ ،ليس من هذا العلم ف لوطرد ول صدر ،ول نل بواديه ول سدر ،وهذا الذي
نراه من آثاره الباقية ف العربية والفمارسية ،وما ذكره ف )التاف( له ،فإنا هو طلل من وابل
هؤلء الدباء ،وفيض من ساحل أولئك الكمحلء النبلء ،فإنه قد صرف برهة من الزممان/1) ،
(348ف تتبع قالم وقيلهم ،واتبع آثارهم ف ذلك ،ومشى على سبيلهم ،ولنعم ما قيل :
فهذا الشذا آثار رفقته معي ...وألست بورد إنما أنا تربه
ث اعلم :أن القصود من علم الدب عند أهل اللسُان ثرته ،وهي :الجادةا ف فن النظوم
والنثور ،على أساليب العرب العرباء ،ومناحي الدباء القدماء؛ فيجمحعون لذلك من لحطفملظ كلم
العرب ،ما عسُاه تصل به اللكة :من شأعر عال الطبقة ،وسجع متسُاو ف الجادةا ،ومسُائل
من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفمرقة ،يسُتقري منها الناظر ف الغالب معظم قواني العربية،
مع ذكر بعض من أيام العرب ،يفمهم به ما يقع ف أشأعارهم منها؛ وكذلك ذكر الهم من
النسُاب الشهيخةا ،والخبار العامة .
والقصود بذلك كله :أن ل يفمى على الناظر فيه شأيء من كلم العرب ،وأساليبهم ،ومناحي
275 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بلغتهم إذا تصفمحه؛ لنه ل تصل اللكة من حفمظه ،إل بعد فهمحه ،فيحتاج إل تقدي جيع
ما يتوقف عليه فهمحه .
ث إنم إذا فحمدوا هذا الفمن قالوا :هو حفمظ أشأعار العرب وأخبارها ،والخذ من كل علم
بطرف؛ يريدون :من علوم اللسُان ،أو العلوم الشرعية ،من حيث متونا فقط ،وهي :القرآن،
والديث؛ إذ ل مدخل لغيخ ذلك من العلوم ف كلمهم ،إل ما ذهب إليه التأخرون عند
فكلفلفمهم بصناعة البديع من التورية ف أشأعارهم ،وترسلهم ) /1 (349بالصطلحات العلمحية؛
فاحتاج صاحب هذا الفمن حينئذ إل معرفتها ،ليكون قائمحا على فهمحها .
وسعنا من شأيوخنا ف مالس التعليم :أن أصول هذا الفمن وأركانه :أربعة دواوين ،وهي :)أدب
الكاتب( لبن قتيبة؛ وكتاب :)الكامل( للمحبد؛ وكتاب :)البيان والتبيي( للجاحظ؛ وكتاب:
)النوادر( لب علي القال البغدادي؛ وما سوى هذه الربعة فتبع لا ،وفروع عنها ،وكتب الدثي
ف ذلك كثيخةا .
وكان الغناء ف الصدر الول من أجزماء هذا الفمن لا هو تابع للشعر؛ إذ الغناء إنا هو تلحينه؛
وكان الكتاب والفمضلء من الواص ف الدولة العباسية ،يأخذون أنفمسُهم به ،حرصا على
تصيل أساليب الشعر وفنونه ،فلم يكن انتحاله قادحا ف العدالة والروءةا .
وقد ألف القاضي :أبو الفمرج الصبهان -وهو ما هو -كتابه ف )الغان( ،جع فيه :أخبار
العرب ،وأشأعارهم ،وأنسُابم ،وأيامهم ،ودولم؛ وجعل مبناه على الغناء ف الائة صوت الت
اختارها الغنون للرشأيد ،فاستوعب فيه ذلك أت استيعاب وأوفاه؛ ولعمحري إنه ديوان العرب،
وجامع أشأتات الاسن الت سلفمت لم ف كل فن من :فنون الشعر ،والتاريخ ،والغناء ،وسائر
الحوال؛ ول يعدل به كتاب ف ذلك فيمحا نعلمحه؛ وهو الغاية الت يسُمحو إليها الديب ويقف
عندها ،وألن له با - ،وال الادي للصواب .-
هذا آخر ما نقلناه من كتاب )عنوان العب ،وديوان البتدأ والب(؛ وقد نقله أيضا صاحب
)كشف الظنون( ،لكن بالتلخيصخ الخل ،والختصار المحل ،فلم أعتمحد عليه؛ وأخذت من
276 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
حيث أخذ ،مع زيادات زدناها ف ) (1/350مواضع شأت من كتب أخرى ،حرصا على
المحع ،وطمحعا ف تام الفمائدةا .
ول غرو إن كان قد وقع بعض تكرار ،ف غيخ موضع من هذه الطالب ،بوجوه تظهر عليك
عند التأمل فيمحا لديك؛ -وبال التوفيق .-) /1 (351
مطلب :ف تعيي العلم الذي هو :فرض عي على كل مكلف ،أعن :الذي يتضمحنه قوله -
صلى ال عليه وسلم :-)طلب العلم :فريضة على كل مسُلم(
اعلم :أن للعلمحاء اختلفا عظيمحا ف تعيي ذلك العلم ،وهو أكثر من عشرين قول ،وحاصله :أن
كل فريق نزمل الوجوب على العلم الذي هو بصدده .
قال الفمسُرون والدثون :هو علم الكتاب والسُنة ،إذ بمحا يتوصل إل سائر العلوم ،وهو الق
الذي ل ميد عنه ،ول مصيخ إل إليه ،وعليه جهور الققي من السُلف واللف ،بل خلف
بينهم .
وقال الفمقهاء :هو العلم باللل والرام ،ويسُمحى :بعلم الفمقه؛ وهذا يندرج ف الول -كمحا هو
الظاهر .-
وقال التكلمحون :هو العلم الذي يدرك به التوحيد الذي هو أساس الشريعة ،ويسُمحى :بعلم
الكلم؛ وهذا أيضا داخل ف الول ،لن مسُائل التوحيد مبينة فيهمحا بيانا شأافيا ،وليس وراء
بيان ال ورسوله بيان .
وأما الكلم الذي اختصخ به التكلمحون ،وخلطوا فيه النطق والفملسُفمة ،فليس هو من هذا الباب.
وقال الصوفية :هو علم القلب ومعرفة الواطر ،لن النية الت هي شأرطر العمحال ،ل تصح إل
با ،وهذا شأعبة من شأعب السُنة الطهرةا ،فإن العلم با عال به على الوجه الت الكمحل .)/1
(352
277 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقال أهل الق :هو علم الكاشأفمة ،ول وجه للتخصيصخ به ،ول يدل عليه نصخ ول برهان .
وقيل :إنه العلم الذي يشتمحل عليه قوله -صلى ال عليه وسلم :-)بن السلم على خس(...
الديث ،لنه الفمرض على عامة السُلمحي ،وهو اختيار الشيخ :أب طالب أكمحلي .
وزاد عليه بعضهم :أن وجوب البان المحسُة إنا هو بقدر الاجة ،مثل :من بلغ ضحوةا النهار،
يب عليه أن يعرف ال -سبحانه وتعال -بصفماته استدلل ،وأن يتكلم كلمحت الشهادةا مع
فهم معناها؛ وإن عاش إل وقت الظهر ،يب عليه أن يتكلم أحكام الطهارةا والصلةا؛ وإن
عاش إل رمضان ،يب أن يتكلم أحكام الصوم؛ وإن ملك مال ،يب أن يتعلم كيفمية الزمكاةا؛
وإن حصل له استطاعة الج ،يب أن يتعلم أحكام الج ومناسكه .
هذه هي الذاهب الشهورةا ف هذا الباب؛ والول :أولها ،فإن هذه كلها تدخل فيه ،ول ترج
عنه ،حت يتاج إليه .
وزاد ف )كشاف اصطلحات الفمنون( :قال بعضهم :هو علم العبد باله ومقامه من ال -
تعال .-
وقيل :هو العلم با اشأتمحل عليه قوله -صلى ال عليه وسلم :-)بن السلم على خس(...
الديث ،وتقدم .
والذي ينبغي أن يقطع ما هو مراد به :هو علم با كلف ال -تعال -به عباده من :الحكام
العتقادية ،والعمحلية؛ كذا ف )الحياء( للغزمال ،وأطال ف بيان ذلك .
278 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقال ف )السُراجية( :طلب العلم فريضة ،بقدر ما يتاج إليه ،لمر ل بد منه من :أحكام
الوضوء ،والصلةا ،وسائر الشرائع ،ولمور معاشأه ،وما وراء ذلك ،ليس بفمرض ،فإن تعلمحها فهو
الفضل ،وإن تركها فل إث عليه .انتهى .
وهذا بيان علم فرض العي؛ وأما فرض الكفماية :فقد ذكر ف )منتخب الحياء( :أن علم الطب
ف تصحيح البدان من فروض الكفماية؛ لكن ف )السُراجية( :يسُتحب أن يتعلم الرجل من
الطب قدر ما يتنع به عمحا يضر بدنه ،وكذا من فروض الكفماية :علم السُاب ف الوصايا
والواريث ،وكذا الفملحة ،والياكة ،والجامة ،والسُياسة؛ أما التعمحق ف الطب فليس بواجب،
وإن كان فيه زيادةا قوةا ،على قدر الكفماية .
فهذه العلوم كالفمروع ،فإن الصل هو :العلم بكتاب ال -تعال ،-وسنة رسوله -صلى ال
عليه وسلم ،-وإجاع الئمحة ،وآثار الصحابة ،والتعلم بعلم اللغة الت هي :آلة لتحصيل العلم
بالشرعيات ،وكذا العلم بالناسخ والنسُوخ ،والعام والاص ،ما ف :علم الفمقه ،وعلم القراءةا،
ومارج الروف ،والعلم بالخبار وتفماصيلها ،والثار ،وأسامي رجالا ورواتا ،ومعرفة السُند،
والرسل ،والقوي والضعيف منها ،كلها :من فروض الكفماية ،وكذا معرفة الحكام لقطع
الصومات وسياسة الولةا .
وهذه العلوم إنا تتعلق بالخرةا ،لنا سبب استقامة الدنيا ،وف استقاملتها استقامستها؛ فكان هذا
علم الدنيا بواسطة صلحَّ الدنيا ،بلف علم الصول :من التوحيد ،وصفمات الباري؛ وهكذا
علم الفمتوى من فروض الكفماية .
أما العلم بالعبادات والطاعات ،ومعرفة اللل والرام ،فإن أصل فوق العلم بالغرامات والدود
واليل؛ وأما علم العاملة :فهو على الؤمن التقي كالزمهد ،والتقوى ،والرضاء ،والشكر ،والوف،
والنة ل -تعال -ف جيع أحواله ،والحسُان ،وحسُن الظن ،وحسُن اللق ،والخلص ،فهذه
علوم نافعة أيضا .
وأما علم الكاشأفمة :فل يصل بالتعليم والتعلم ،وإنا يصل بالاهدةا الت جعلها ال -تعال -
279 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
سبلنا{
لنهدينهم
فينا
مقدمة للهداية؛ قال ال تعال : } والذين جاهدوا
وأما علم الكلم :فالسُلف ل يشتغلوا به ،حت إن من اشأتغل به نسُب إل :البدعة ،والشأتغال
با ل يعنيه .
هذا كله خلصة ما ف )التاتارخانية(؛ وألق الغزمال الفمقه والفمقهاء بعلم الدنيا وعلمحائها ،قال:
ولعمحري إنه متعلق أيضا بالدين ،ولكن ل بنفمسُه ،بل بواسطة الدنيا ،فإن الدنيا مزمرعة الخرةا،
ث سنوى بي الفمقه والطب ،إذ الطب أيضا يتعلق بالدنيا ،وهو صحة السُد ،لكن قال :إن
الفمقه أشأرف منه من ثلثة أوجه ،ث ذكرها ،وأطال ف بيان علم الكاشأفمة /1) ، (355وعلم
العاملة ،ث ذكر الفملسُفمة وقال :إنا ليسُت علمحا برأسها ،بل هي أربعة أجزماء :أما الندسة،
والسُاب :فهمحا مباحان؛ وأما النطق ،والطبيعيات :فبعضها :مالف للشرع والدين الق ،فهو
جهل وليس بعلم؛ وبعضها ليس كذلك؛ وأطال الكلم ف تفمصيله .
وقال ف خزمانة الرواية ف )السُراجية( :تعلمسم الكلم ،والناظرةا فيه ،قدر ما يتاج إليه :غيخ منهي؛
قال الشيخ :شأهاب الدين السُهروردي ف )أعلم الدى( :إن عدم الشأتغال بعلم الكلم ،إنا
هو ف زمان قرب العهد بالرسول -صلى ال عليه وسلم -وأصحابه ،الذين كانوا مسُتغني عن
ذلك ،بسُبب بركة صحبة النب -صلى ال عليه وسلم ،-ونزمول الوحي ،وقلة الوقائع والفمت
بي السُلمحي؛ وصرحَّ به السُيد الشريف؛ والعلمة التفمتازان؛ وغيخها من الققي الشهورين
بالعدالة :أن الشأتغال بالكلم ف زماننا من فرائض الكفماية؛ وقال التفمتازان :إنا النع لقاصر
النظر ،والتعصب ف الدين .انتهى .
وهذا ذكر العلوم المحودةا؛ وأما العلم الباحَّ :فمحنه :العلم بالشأعار الت ل سخف فيها ،وتواريخ
الخبار ،وما يري مراها ،وأما الذمومة :ففمي )التاتارخانية( :وأما علم السُحر ،والنيخنات،
والطبلنطسُمحات ،وعلم النجوم ،ونوها ،فهي :علوم غيخ ممحودةا؛ وأما علم الفملسُفمة ،والندسة :فبعيد
عن علم الخرةا؛ استخرج ذلك الذين استحبوا الياةا الدنيا على الخرةا .
وف )فتح البي ،شأرحَّ الربعي( للحليمحي ،وغيخه :صرحوا بواز تعلم الفملسُفمة ،وفروعها من:
280 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اللي ،والطبيعي ،والرياضي ،ليخد على أهلها ،ويدفع شأرهم عن الشريعة ،فيكون من باب إعداد
العدةا .
وف )السُراجية( :تعلمسم النجوم قدر ما ستعرف به مواقيت الصلةا والقبلة ل بأس به؛ وف
)التتارخانية( :وما سواه حرام .
وف )البيضاوي( :أي :فرأى مواقعها واتصالتا ،أو ف علمحها ،أو ف كتابا ،ول منع منه.
انتهى .
وف )التفمسُيخ الكبيخ( ف هذا القام :إن قيل النظر ف علم النجوم غيخ جائزم ،فكيف أقدم عليه
إبراهيم -عليه السُلم -؟ قلنا :ل نسُلم أن النظر ف علم النجوم ،والستدلل بعانيها :حرام،
وذلك لن من اعتقد أن ال -تعال -خصخ كل واحد من هذه الكواكب بقوةا وخاصية
لجلها ،يظهر منه أثر مصوص ،فهذا العلم على هذا الوجه :ليس بباطل .انتهى .
فعسللم من هذا :أن حرمة تعلم علم النجوم متلف فيها .
السُاعة{ ...الية:
علم
عنده
ال
إن
وأما أخبار النجمحي :فقد ذكر ف )الدارك( ف تفمسُيخ : }
وأما النجم الذي يب بوقت الغيث أو الوت ،فإنه يقول بالقياس ،والنظر ف الطالع؛ وما سيدرك
بالدليل ل يكون غيبا ،على أنه مرد الظن ،والظن غيخ العلم .
وف )الكشف( :مقالت النجمحة على طريقتي :من الناس من يكذبم ،واستدل عليه بقوله
الغيب{ وبقوله -عليه الصلةا والسُلم :-)من أتى كاهنا
على
ليطلعكم
ال
كان
وما
تعال : }
أو عريفما فصدقه ،فقد كفمر با أنزمل على ممحد( .
281 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنهم :من قال بالتفمصيل ،فإن النجم ل يلو من أن يقول :إن هذه الكواكب ملوقات ،أو
غيخ ملوقات؛ الثان :كفمر صريح؛ وأما الول :فإما أن يقول :إنا فاعلت متارات بنفمسُها،
فذلك أيضا :كفمر صريح ،وإن قال :إنا ملوقات مسُخرات ،أدلةا على بعض الشأياء ،ولا أثر
بلق ال تعال فيها :كالنور ،والنار ،ونوها ،وأنم استخرجوا ذلك بالسُاب ،فذلك ل يكون
غيبا ،لن الغيب ما ل يدل عليه بالسُاب؛ وأما الية والديث :فهمحا ممحولن على علم
الغيب ،وهذا ليس بغيب .
وأما النطق :فقد ذكر ابن حجر الكي ف )شأرحَّ الربعي( للنووي :أن من آلت العلم الشرعي
من :فقه ،وحديث ،وتفمسُيخ :النطق الذي بأيدي الناس اليوم ،فإنه علم مفميد ،ل مذور فيه
بوجه ،إنا الذور فيمحا كان يلط به شأيء من الفملسُفميات النابذةا للشرائع ،ولنه كالعلوم العربية
ف أنه :من مواد أصول الفمقه ،ولن الكم الشرعي ل بد من تصوره والتصديق بأحواله إثباتا
ونفميا ،والنطق :هو الرصد لبيان أحكام التصور والتصديق ،فوجب كونه علمحا شأرعيا ،إذ هو ما
صدر عن الشرع ،أو توقف عليه العلم الصادر عن الشرع توقف وجود :كعلم الكلم ،أو توقف
كمحال :كعلم العربية والنطق .
ولذا قال الغزمال :ل ثقة بفمقه من ل يتمحنطق؛ أي :من ل قواعد النطق مركوزةا بالطبع فيه،
كالتهدين ف العصر الول ،أو بالتعلم .
ومن أثنم على النطق :الفمخر الرازي ،والمدي ،وابن الاجب ،وشأراحَّ ) /1 (358كتابه،
وغيخهم من الئمحة؛ والقول بتحريه :ممحول على ما كان ملوطا بالفملسُفمة .انتهى كلم )كشاف
اصطلحات الفمنون( مع تصرف فيه ببعض الزميادةا ،وسيأت حكم علم النطق ،وما هو الق فيه،
تت )علم اليزمان( من باب اليم ،ف القسُم الثان من هذا الكتاب .
وكذا حكم علم الكلم :ذكرته ف كتاب )قصد السُبيل ،إل ذم الكلم والتأويل( .
وللسُيد ،المام ،التهد :ممحد بن إبراهيم الوزير ،اليمحان -رحه ال -كتب ورسائل مسُتقلة ف
هذا الباب ،منها :كتابه السُمحى :)بالروض الباسم ،ف الذب عن سنة أب القاسم( ،فإن شأئت
282 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما ما ذكره صاحب )كشاف الصطلحات( ف هذا القام ،من حكم العلوم -كمحا تقدم
آنفما ،-فمحا هو إل أقوال أهل العلم الضة ،وآراؤرهم السُاذجة الت ل إثارةا عليها من علم؛
وهذه الكايات والقالت مثلها كثيخ الوجود ف كتب الفمقهاء ،ولكن من ل يتبع إل ما قرره
الدليل ،ل يقبل ذلك أبد البدين ،ول يتوجه إل تلك القوال الالية عن الستناد ،إل الكتاب
العزميزم ،والسُنة الطهرةا ،الت ل علم غيخها؛ أو ما كان له دخل ف فهمحهمحا ،وكان كاللت
لمحا .
وقد ذكرنا ف هذا الكتاب ،تت بعض العلوم حكمحه ،فارجع إليه ،يتضح لك ما هو الق ف
السُألة؛ وليس هذا الكتاب ما ينبغي فيه ذكر السُائل والدلة عليها على وجه التفمصيل ،فإنه
مدونة ف دواوين السلم ،وكتب الئمحة ،وقد قضوا منها الوطر ،وميزموا فيها الق عن الباطل،
والطأ من الصواب .
انظر مؤلفمات شأيخ السلم :ابن تيمحية الران؛ وتلمحيذه :المام ،الربان ،الافظ :ابن القيم
)كإغاثة اللهفمان ،عن مكائد الشيطان( ،وغيخه؛ ومؤلفمات السُيد :ابن الوزير؛ والعلمة :ممحد بن
إساعيل الميخ اليمحان؛ وتصانيف ) /1 (359قاضي القضاةا ،التهد الطلق :ممحد بن علي
ت با اعتناء ل يفمتم طبعك منها ،واشأدد يديك عليها شأدا بالغا الشوكان؛ وأمثال هؤلء؛ واع ل
مبلغ النهاية ،تفمطزم بسُعادةا الدارين ،وخيخي الكوني -إن شأاء ال تعال .-
ي علم أحق بالتحصيل والكتسُاب ،وأشأدها دخل ف وسيتضح عليك عند مطالعتها :أن أ ل
النقاذ من الهلكات ف الدنيا والخرةا؛ وإن ل ينصرك الدهر على الطلع عليها ،فاجهد ف
تصيل متصرات هؤلء البرةا اليخةا )كأدب الطلب( ،و )القول الفميد( ،و )إرشأاد النقاد(
ونوها؛ فإن قصرت يدك عن هذه أيضا ،فارجع إل اللخصات الت لصناها من مؤلفمات تلك
العصابة الكرام ،وألفمناها ف تدوين هذا الرام ،وقد طبع أكثرها ف هذه اليام ،وانتشرت ف
الفاق من العرب والعجم ،فإنا تشتمحل على فوائد نفميسُة ،وحقائق صحيحة ،وعوائد نافعة،
283 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومقاصد صالة ،وحقوق ثابتة بالكتاب والسُنة ،وهي تكفمي القلد ،وتغن التهد ،وتشفمي
العليل ،وتروي الغليل ،وتسُلي الفمؤاد ،وتوصل الريد إل الراد .
ويال العجب! من قوم بسُطوا القول ف بيان علوم الفمرض والكفماية! والمحودةا منها والذمومة!
وجاؤروا ف تبيينها بزمبالة أفكارهم! ونالة أذهانم من غيخ حجة نيخةا! وصعدوا ف تعيينها تارةا إل
السُمحاء ،ونزملوا أخرى إل الرض! ول يرفعوا رؤروسهم إل ما جاء عن سيد العلمحاء ،وسند
الفمضلء -صلى ال عليه وآله وسلم -ف ذلك! ول يعنوا أنظارهم فيه! وهو :قوله -صلى ال
عليه وسلم :-)العلم ثلثة :آية مكمحة ،أو سنة قائمحة ،أو فريضة عادلة ،وما كان سوى ذلك
فهو فضل( .رواه أبو داود ،وابن ماجة ،عن عبد ال بن عمحرو بن العاص -رضي ال عنه -؛
واللم :ف قوله -صلى ال عليه وسلم -)العلم( قيل :للعهد ،أي :علم الدين؛ وقيل:
للستغراق ،كمحا ف قوله -تعال :-)المحد ل( ،وهو الراجح .
والراد بالية :الكتاب العزميزم ،وبالسُنة :علم الديث الشريف ،وبالفمريضة :علم اليخاث ،وهو :جزمء
من علم الكتاب والسُنة ،وما سوى هذين الصلي :فضل ،أي :زائد ل ضرورةا فيه ،كائنا ما
كان ،ول سيمحا العلوم الت جاءت من كفمرةا اليونان ،وليسُت مبنية على أساس شأرعي ،ول على
عرفان ،بل حدثت هي ف السلم ،بعد انقراض القرون الثلثة الشهود لا باليخ ،فإنا ليس
فيها من اليخ شأيء بل كلها كمحا قيل :علم ل ينفمع ،وجهل ل يضر .
ومن تسُك :بأذيال الكتاب اللي ،والديث النبوي ،فقد استغنم عن جيع العلوم والفمنون؛
)وكل الصيد ف جوف الفمرا(؛ ومن ل يسُتغن با جاء عن ال -تعال -ورسوله ،ول يره كافيا
وافيا لمور الدنيا والخرةا ،فل أغناه ال ،ول حياه .
والعرض عن هذين العلمحي الكريي ،والصلي الشريفمي ،الامعي للعلوم النافعة ف العاش
والعاد ،إل الوض ف الفمنون الجنبية ،والشأتغال با ليل ونارا ،والستغراق فيها بأوقاته كلها:
ليس أهل للتخاطب ،ول مل لللتفمات ،ول مولفقا للخيخ ،ول موقعا للنجاةا .
وف حديث معاوية -رضي ال عنه -قال :إن النب -صلى ال عليه وسلم -نى عن
284 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وهذه الفمنون غالبها من هذا القبيل ،ونى أيضا عن النظر ف الكتب السُمحاوية النزملة على
النبياء -عليهم السُلم -من قبله ،فكيف بالنظر ف هذه الهالت والرافات ،الت سوها:
علوما وفنونا ،وجعلوها من مواسم الفمضيلة ،وربطوا با كمحال الشخصخ ،وحصروه ف اكتسُابا
الذي ل ينبغي التعبيخ عنه ،إل بإضاعة الوقات ،وإهلك النفمس الناطقة ،بإلقائها ف الوبقات
-أعاذنا ال وإخواننا السُلمحي التبعي عمحا يكره ول يرضاه ،وصاننا وإياهم عمحا يضر ف دين
الله ،إنه قريب ميب ،وبال التوفيق ،وهو السُتعان .-
من كتاب )أدب الطلب( لشيخنا ،وبركتنا ،المام ،التهد الربان :ممحد بن علي
الشوكان ،قاضي قضاةا القطر اليمحان -رحه ال -قال -رضي ال عنه :-
أول :ما على طالب العلم :أن يسُن نيته ،ويصلح طويته ،ويتصور أن هذا العمحل الذي
قصد له ،والمر الذي أراده هو الشريعة ،الت شأرعها ال -سبحانه -لعباده ،وبعث با
رسله ،وأنزمل با كتبه؛ ويرد نفمسُه عن أن يشوب ذلك بقصد من مقاصد الدنيا ،أو
يلطه با يكدره من الرادات الت ليسُت منه؛ هذا على .فرض أن مرد تشريك العلم
مع غيخه له حكم هذه السُوسات ،وهيهات ذاك ،فإن من أراد أن يمحع ف طلبه بي
285 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قصد الدنيا والخرةا ،فقد أراد الشطط ،وغلط أقبح الغلط ،فإن طلب العلم من أشأرف
أنواع العبادةا ،وأجلها ،وأعلها؛ وقد قال -تعال :-}واعبدوا ال ملصي له الدين{ .
وصح عن رسول ال -صلى ال عليه وسلم -حديث :)إنا العمحال بالنيات ،وإنا
لكل امرئ ما نوى( .
ومن أهم ما يب على طالب العلم تصوره عند الشروع ،بل ف كل وقت ،أن يقرر عند
نفمسُه ،أن هذا العمحل هو تصيل العلم با شأرعه ) /1 (362ال لعباده ،والعرفة لا
تعبدهم به ف مكم كتابه ،وعلى لسُان رسوله -صلى ال عليه وسلم .-
وإن هذا الطلب :هو سبب تصيله ،وذلك سبب الظفمر با عند ال من خيخ؛ ومثل هذا
ل مدخل فيه لعصبية ،ول مال عنده لمحية ،بل هو شأيء تعبدهم ال به ،ليس لواحد
أن يدعي أنه غيخ متعبد به ،فضل أن يرتقي إل درجة تكليف عباد ال با يصدر عنه
من الرأي ،فإن هذا أمر ل يكن إل ل -سبحانه ،-ل لغيخه ،كائنا من كان؛ ول
يناف هذا وقوع اللف بي أئمحة الصول ،ف إثبات اجتهاد النبياء ونفميه ،فإن اللف
لفمظي عند من أنصف وحقق .
وأهم ما يصل لك :أن تكون منصفما غيخ متعصب ف شأيء من هذه الشريعة ،فل
تحق بركتها بالتعصب لعال من علمحاء السلم ،بأن تعل رأيه واجتهاده حجة عليك
وعلى سائر العباد ،فإنه وإن فضلك بنوع من العلم ،وفاق عليك بدرك من الفمهم ،فهو
ل يرج بذلك عن كونه مكوما عليه ،متعبدا با أنت متعبد به ،بل الواجب عليك أن
تعتمف له بالسُبق ،وعلو الدرجة اللئقة به ف العلم ،معتقدا أن ذلك هو الذي ل يب
عليه غيخه ،ول يلزممه سواه؛ وليس لك أن تعتقد أن صوابه صواب لك ،أو خطأه خطأ
عليك ،بل عليك بالجتهاد والد ،حت تبلغ إل ما بلغ إليه من أخذ الحكام الشرعية،
من ذلك العدن الذي ل معدن سواه ،والوطن الذي هو أول الفمكر ،وآخر العمحل؛ فإذا
وطنت نفمسُك على النصاف ،وعدم التعصب لذهب من الذاهب ،ول لعال من
العلمحاء ،فقد فزمت بأعظم فوائد العلم ،وربت بأنفمس فرائده .
286 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومن عرف الفمنون وأهلها معرفة صحيحة ،ل يبق عنده شأك أن اشأتغال أهل الديث
بفمنهم ،ل يسُاويه اشأتغال سائر أهل الفمنون بفمنونم ،ول يقاربه ،بل ) /1 (363ل يعد
بالنسُبة إليه كثيخ شأيء؛ وإن إنصاف الرجل ل يتم حت يأخذ كل فن عن أهله ،كائنا
ما كان؛ وأما إذا أخذ العلم من غيخ أهله ،ورلجح ما يده من الكلم لهل العلم ف
فنون ليسُوا من أهلها ،وأعرض عن كلم أهلها ،فإنه يبط ،ويلط ،ويأت من القوال
والتمجيحات با هو ف أبعد درجات التقان ،وهو حقيق بذلك .
وف علمحاء الذاهب الربعة :من هو أوسع علمحا ،وأعلى قدرا من إمامه ،الذي ينتمحي
إليه ،ويقف عند رأيه ،ويقتدي با قاله ف عبادته ،ومعاملته ،وف فتاواه ،وقضائه ،ويسُري
ذلك إل مصنفماته ،فيخجح فيها ما يرجحه إمامه ،وإن كان دليله ضعيفما ،أو موضوعا،
أو ل دليل بيده أصل ،بل مرد مض الرأي؛ ويدفع من الدلة الخالفمة له ما هو أوضح
من شس النهار ،تارةا :بالتأويل التعسُف ،وحينا :بالزمور اللفمف وبالمحلة ،فمحا صنع هذا
لنفمسُه بذلك التصنيف ،إل ما هو خزمي له ف الدنيا والخرةا ،ووبال عليه ف الجلة
والعاجلة .
الول :من يقصد البلوغ إل مرتبة ف الطلب لعلم الشرع ومقدماته ،وترتفمع هته ،فيكون
عند تصيلها إماما مرجوعا إليه ،مسُتفمادا منه ،مأخوذا بقوله ،مدرسا ،مفمتيا ،مصنفما،
قاضيا .
والثانية :من تقصر هته عن هذه الغاية ،فتكون غاية مقصده ،ومعظم مطلبه ،وناية
رغبته ،أن يعرف ما طلبه منه الشارع من أحكام التكليف ،والوضع على وجه يسُتقل فيه
بنفمسُه ،ول يتاج إل غيخه ،من دون أن يتصور البلوغ إل رتبة أهل الطبقة الول .)/1
(364
287 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والثالثة :من يكون ناية مرادهم أمرا دون أهل الطبقة الثانية ،وهو إصلحَّ ألسُنتهم،
وتقوي أفهامهم ،با يقتدرون به على فهم معان ما يتاجون إليه من الشرع ،وعدم تريفمه
وتصحيفمه ،من دون قصد منهم إل الستقلل .
وثل طبقة رابعة :يقصدون الوصول إل علم من العلوم ،أو علمحي ،أو أكثر ،لغرض من
الغراض الدينية أو الدنيوية ،من دون تصور الوصول إل علم الشرع ،فكانت الطبقات:
أربعا .
وينبغي لن كان صادق الرغبة ،قوي الفمهم ،ثاقب النظر ،عزميزم النفمس ،شأهم الطبع،
عال المحة ،سامي الغريزمةا ،أن ل يرضى لنفمسُه بالدون ،ول يقنع با دون الغاية ،ول يقعد
عن الد والجتهاد البلغي له إل أعلى ما يراد ،وأرفع ما يسُتفماد ،فإن النفموس البية،
والمحم العلية ،ل ترضى بدون الغاية ف الطالب الدنيوية من :جاه ،أو مال ،أو رئاسة،
أو صناعة ،أو حرفة .
وإذا كان هذا شأأنم ف المور الدنيوية ،الت هي سريعة الزموال ،قريبة الضمححلل،
فكيف ل يكون ذلك من مطالب التوجهي ،إل ما هو أشأرف مطلبا ،وأعلى مكسُبا،
وأرفع مرادا ،وأجل خطرا ،وأعظم قدرا ،وأعود نفمعا ،وأت فائدةا؟ وهي الطالب الدينية،
مع كون العلم أعلها وأولها بكل فضيلة ،وأجلها ،وأكلمحها ف حصول القصود ،وهو
اليخ الخروي .
فينبغي لن تصور الوصول إليها ،أن يشرع بعلم النحو ،مبتدئا بالختصرات ،كمحنظومة
الريري ،السُمحاةا ) /1 :(365)باللحة( ،وشأرحها؛ فإذا فهم ذلك ،وأتقنه ،انتقل إل
)كافية ابن الاجب( ،وشأروحها؛ و )مغن اللبيب( ،وشأروحه .
هذا باعتبار الديار اليمحنية؛ فإذا كان ناشأئا ف أرض يشتغلون فيها بغيخ هذه ،فعليه با
اشأتغل به مشايخ تلك الرض .
288 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ول يسُتغن طالب التبحر عن إتقان ما اشأتمحل عليه )شأرحَّ الرضي على الكافية( من
الباحث اللطيفمة ،والفموائد الشريفمة؛ وكذلك ما ف )الغن( من السُائل الغريبة ،ويكون
اشأتغاله بسُمحاع الشروحَّ ،بعد حفمظ هذه الختصرات حفمظا يليه عن ظهر قلبه ،ويبديه
من طرف لسُانه؛ وأقل الحوال :أن يفمظ متصرا منها ،هو أكثرها مسُائل ،وأنفمعها
فوائد ،ول يفموته النظر ف مثل )ألفمية ابن مالك( وشأروحها ،و )التسُهيل( وشأروحه ،و
)الفمصل( للزممشري ،و )الكتاب( لسُيبويه ،فإنه يد ف هذه الكتب من :لطائف السُائل
النحوية ،ودقائق الباحث العربية ،ما ل يكن قد وجده ف تلك .) /1 (366
وينبغي للطالب أن يطلع على متصر من متصرات النطق ،ويأخذه عن شأيوخه ،ويفمهم
معانيه ،ويكفميه ف ذلك مثل :)إيسُاغوجي( ،أو )تذيب السُعد( ،وشأرحَّ من شأروحهمحا؛
وليس الراد هنا إل الستعانة بعرفة مباحث التصورات والتصديقات إجال ،لئل يعثر
على بث من مباحث العربية من :نو ،أو صرف ،أبو بيان ،قد سلك فيه صاحب
الكتاب مسُلكا على النمحط الذي سلكه أهل النطق فل يفمهمحه ،كمحا يقع كثيخا ف
الدود والرسوم ،فإن أهل العربية يتكلمحون ف ذلك بكلم الناطقة .
فإذا كان الطالب عاطل عن علم النطق بالرةا،ل يفمهم تلك الباحث كمحا ينبغي .
ث بعد ثبوت اللكة له ف النحو ،وإن ل يكن قد فرغ من ساع ما سيناه ،يشرع ف
الشأتغال بكتب علم الصرف كـ :)الشافية( وشأروحها ،و )الزمنانية( ،و )لمية الفعال(؛
ول يكون عالا بعلم الصرف كمحا ينبغي ،إل أن تكون )الشافية( وشأروحها من مفموظاته،
لنتشار مسُائل فن الصرف ،وطول ذيل قواعده ،وتشعب أبوابه ،ول يفموته الشأتغال
)بشرحَّ الرضي على الشافية( ،بعد أن يشتغل با هو أخصر منه من شأروحها )كشرحَّ
الاربردي( ،و )لطف ال الغياث( ،فإن فيه من الفموائد الصرفية مال يوجد ف غيخه .
ث ينبغي له بعد ثبوت اللكة له نوا وصرفا ،وإن ل يكن قد فرغ من ساع كتب الفمني،
أن يشرع ف علم العان والبيان ،فيبتدئ بفمظ متصر من متصرات الفمن ،يشتمحل على
مهمحات مسُائله كـ :)التخليصخ( ،و )شأرحَّ السُعد الختصر( ،وما عليه من الواشأي ،و
289 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
)شأرحه الطول( ،وحواشأيه ،فإنه إذا حفمظ هذا الختصر ،وحقق الشرحي الذكورين/1) ،
(367وهوامشهمحا ،بلغ إل مكان من الفمن مكي ،فقد أحاطت هذه المحلة با ف
مؤلفمات التقدمي من شأراحَّ )الفمتاحَّ( ونوه ،وإذا ظفمر بشيء من مؤلفمات :عبد القاهر
الرجان ،أو السُكاكي ف هذا الفمن ،فليمحعن النظر فيه ،فإنه يقف ف تلك الؤلفمات
على فوائد .
وينبغي له حال الشأتغال بذا الفمن ،أن يشتغل بفمنون متصرةا ،قريبة الأخذ ،قليلة
الباحث ،كفمن الوضع ،وفن الناظرةا؛ ويكفميه ف الول :)رسالة الوضع( ،وشأرحَّ من
شأروحها ،وف الثان :)آداب البحث العضدية( ،وشأرحَّ من شأروحها .
ب على مؤلفمات اللغة ،الشتمحلة على بيان مفمرداتا كـ :)الصحاحَّ( ،و
ث ينبغي له أن سيك ل
)القاموس( ،و )شس العلوم( ،و )ضياء اللوم( ،و )ديوان الدب( ،ونو ذلك من
الؤلفمات الشتمحلة على بيان اللغة العربية ،عمحوما أو خصوصا ،كالؤلفمات الختصة بغريب
القرآن ،والديث .
ث يشتغل بعد هذا بعلم النطق ،فيحفمظ متصرا منه كـ :)التهذيب( ،أو )الشمحسُية( ،ث
يأخذ ف ساع شأروحهمحا على أهل الفمن؛ فإن العلم ) /1 (368بذا الفمن على الوجه
الذي ينبغي ،يسُتفميد به الطالب مزميد إدراك ،وكمحال استعداد ،عند ورود الجج العقلية
عليه؛ وأقل الحوال أن يكون على بصيخةا ،عند وقوفه على الباحث الت يوردها الؤلفمون
ف علوم الجتهاد من الباحث النطقية ،كمحا يفمعله كثيخ من الؤلفمي ف :الصول،
والبيان ،والنحو .
ث يشتغل بفمن أصول الفمقه ،بعد أن يفمظ متصرا من متصراته ،الشتمحلة على مهمحات
مسُائله كـ :)متصر النتهى( ،أو )جع الوامع( ،أو )الغاية(؛ ث يشتغل بسُمحاع شأروحَّ
هذه الختصرات ،كـ :)شأرحَّ العضد على الختصر( ،و )شأرحَّ اللي على جع الوامع(،
و )شأرحَّ ابن المام على الغاية( .
290 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وينبغي له أن يطول الباع ف هذا الفمن ،ويطلع على مؤلفمات أهل الذاهب الختلفمة ،كـ:
)التنقيح( ،و )التوضيح( ،و )التلويح( ،و )النار( ،و )ترير ابن المحام(؛ وليس ف هذه
الؤلفمات مثل )التحرير( ،وشأرحه؛ ومن أنفمع ما يسُتعان به على بلوغ درجة التحقيق ف
هذا الفمن :الكباب على الواشأي الت ألفمها الققون على )الشرحَّ العضدي( ،وعلى
)شأرحَّ المحع( .
ث ينبغي له بعد إتقان فن أصول الفمقه ،وإن ل يكن قد فرغ من ساع مطولته ،أن
يشتغل بفمن الكلم ،السُمحى :بأصول الدين ،ويأخذ من مؤلفمات الشأعرية بنصيب ،ومن
مؤلفمات العتزملة بنصيب ،ومن مؤلفمات الاتريدية بنصيب ،ومن مؤلفمات التوسطي بي
هذه الفمرق :كالزميدية بنصيب ،فإنه إذا فعل هكذا عرف العتقادات كمحا ينبغي ،وأنصف
) /1 (369كل فرقة بالتمجيح والتمجيح على بصيخةا ،وقابل كل قول بالقبول ،أو الرد
على حقيقة .
وإن أقول بعد هذا :إنه ل ينبغي لعال أن يدين بغيخ ما دان به السُلف الصال ،من
الوقوف على ما تقتضيه أدلة الكتاب والسُنة ،وإمرار الصفمات كمحا جاءت ،ورد علم
الشابه إل ال -سبحانه ،-وعدم العتداد بشيء من تلك القواعد الدونة ف هذا
العلم ،البنية على شأفما جرف هار من أدلة العقل ،الت ل تعقل ،ول تثبت ،إل بجرد
الدعاوى والفتماء على العقل با يطابق الوى ،ول سيمحا إذا كانت مالفمة لدلة الشرع
الثابتة ف الكتاب والسُنة ،فإنا حينئذ حديث خرافة ،ولعبة لعب .
ث بعد إحراز هذه العلوم ،يشتغل بعلم التفمسُيخ ،فيأخذ عن الشيوخ ما يتاج مثله إل
الخذ كـ :)الكشاف( ،ويكب على كتب التفمسُيخ ،على اختلف أنواعها ،وتباين
مقاديرها ،ويعتمحد ف تفمسُيخ كلم ال -سبحانه -على ما ثبت عن رسول ال -صلى
ال عليه وسلم ،-ث عن الصحابة ،فإنم أهل اللسُان العرب؛ فمحا وجده من تفماسيخ
رسول ال -صلى ال عليه وسلم -ف الكتب العتبةا ،كالمهات ،وما يلتحق با،
قدمه على غيخه؛ وأجع مؤلف ف ذلك )الدر النثور( للسُيوطي؛ وينبغي له أن يطول الباع
291 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ف هذا العلم ،ويطالع مطولت التفمسُيخ كـ :)مفماتيح الغيب( للرازي؛ ول يكتفمي على
تفمسُيخ بعض اليات مسُمحيا لا بآيات الحكام ،كمحا وقع للمحوزعي ،وصاحب
)الثمحرات(؛ ويقدم على قراءةا التفماسيخ :الطلع على علوم لا مدخل ف التلوةا ،وسائر
العلوم التعلقة بالكتاب العزميزم؛ وما ) /1 (370أنفمع )التقان( للسُيوطي ف مثل هذه
المور؛ ث ل يهمحل النظر ف كتب القراآت ،وما يتعلق با ،كـ :)الشاطبية( وشأروحها ،و
)الطيبية( وشأروحها .
وأعظم العلوم فائدةا ،وأكثرها نفمعا ،وأوسعها قدرا ،وأجلها خطرا :علم السُنة الطهرةا ،فإنه
الذي تكفمل ببيان الكتاب العزميزم ،ث استقل با ل ينحصر من الحكام ،فيقبل على
ساع الكتب ،كـ :)جامع الصول ،و )الشارق( ،و )كنزم العمحال( ،و )النتقى( لد ابن
تيمحية -رحه ال ،-و )بلوغ الرام( لبن حجر ،و )العمحدةا(؛ ث يسُمحع المهات
السُت ،و )مسُند أحد( ،و )صحيح ابن خزمية( ،و )ابن حبان( ،و )ابن الارود( ،و
)سنن الدار قطن( ،و )البيهقي(؛ وما بلغت إليه قدرته ،ووجد ف أهل عصره شأيوخه .
ث يشتغل بشروحَّ هذه الؤلفمات ،فيسُمحع منها ما تيسُر له ،ويطالع ما تيسُر له ساعه،
ويسُتكثر من النظر ف الؤلفمات ،ف علم الرحَّ والتعديل ،بل يتوسع ف هذا العلم بكل
مكن؛ وأنفمع ماينتفمع به مثل :)النبلء( ،و )تاريخ السلم( ،و )تذكرةا الفماظ( ،و
)اليزمان(؛ وهذا بعد أن يشتغل بشيء من علم اصطلحَّ أهل الديث ،كمحؤلفمات ابن
الصلحَّ ،و )اللفمية( للعراقي ،وشأروحها .
وينبغي أن يشتغل بطالعة الكتب الصنفمة ف تاريخ الدول ،وحوادث العال ف كل سنة،
كمحا فعله الطبي ف تاريه ،وابن الثيخ ف كامله ،فإن للطلع على ذلك فائدةا جليلة.
فإذا أحاطر الطالب با ذكرناه من العلوم ،فقد صار حينئذ ف الطبقة ) /1 (371العالية
من طبقات التهدين ،وكمحل له جيع أنواع علوم الدين ،وصار قادرا على استخراج
الحكام من الدلة مت شأاء ،وكيف شأاء؛ ولكنه ينبغي له :أن يطلع على علوم أسفخر،
ليكمحل له ما قد حازه من الشرف ،ويتم له ما قد ظفمر به من بلوغ الغاية؛ فمحن ذلك:
292 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
علم الفمقه ،وأقل الحوال :أن يعرف متصرا ف فقه كل مذهب من الذاهب الشهورةا،
فإنه قد يتاج إليها التهد ،لفادةا التمحذهبي السُائلي عن مذاهب أئمحتهم ،وقد يتاج
إليها لدفع من يشنع عليه ف اجتهاده ،كمحا يقع ذلك كثيخا من أهل التعصب والتقصيخ،
فإنه إذا قال له :قد قال بذه القالة العال الفملن ،أو عمحل عليها أهل الذهب الفملن،
كان ذلك دافعا لصولته ،كاسرا لسُورته ،وما أنفمع الطلع على الؤلفمات البسُيطة ،ف
حكاية مذاهب السُلف ،وأهل الذاهب ،وحكاية أدلتهم ،وما دار بي التناظرين منهم،
إما تقيقا أو فرضا ،كمحؤلفمات ابن النذر ،وابن قدامة ،وابن حزمم ،وابن تيمحية ،ومن
سلك مسُالكهم؛ فإن تلك الؤلفمات هي مطارحَّ أنظار الققي ،ومطامح أفكار
التهدين .
وما يزميد من آراء هذه الطبقة العلية علوا ،ويفميده قوةا إدراك ،وصحة فهم ،وسيلن ذهن:
الطلع على أشأعار فحول الشعراء وميديهم ،مع ما يصل له بذلك من القتدار على
النظم ،والتصرف ف فنونه؛ فإن من كان بذه النزملة الرفيعة من العلم ،إذا كان ل يقتدر
على النظم ،كان ذلك خدشأة ف وجه ماسنه ،ونقصا ف كمحاله .) /1 (372
293 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وبالمحلة :فالعلم بكل فن خيخ من الهل به بكثيخ ،ول سيمحا من رشأح نفمسُه للطبقة
العلية ،والنزملة الرفيعة؛ ودع عنك ما تسُمحعه من التشنيعات ،فإنا شأعبة من التقليد ،وأنت
بعد العلم بأي علم من العلوم حاكم عليه ،با لديك من العلم ،غيخ مكوم عليك؛
يشى على من قد ثبت قدمه ف علم الشرع من شأيء، واختم لنفمسُك ما يلو ،وليس س
يشى على من كان غيخ ثابت القدم ف علوم الكتاب والسُنة ،فإنه ربا يتزملزمل، وإنا س
وتور قوته .
فإذا قدمت العلم با قدمنا لك من العلوم الشرعية ،فاشأتغل با شأئت ،واستكثر من
الفمنون ) /1 (373ما أردت ،وتبحر ف الدقائق ما استطعت ،وحارب من خالفمك
وعذلك وشأننفع عليك ،بقول القائل :
وإن لعجب من رجل يدعي النصاف والبة للعلم ،ويري على لسُانه الطعن ف علم
من العلوم ،ل يدري به ،ول يعرفه ،ول يعرف موضوعه ،ول غايته ،ول فائدته ،ول
يتصوره بوجه من الوجوه .
ولقد وجدنا لكثيخ من العلوم الت ليسُت من علم الشرع نفمعا عظيمحا ،وفائدةا جليلة ،ف
دفع البطلي ،والتعصبي ،وأهل الرأي البحت ،وفمن ل اشأتغال له بالدليل .
وأما الهلية الت يكون صاحبها مل لوضع العلم فيه ،وتعليمحه إياه ،فهي :شأرف التد،
وكرم النجار ،وظهور السُب ،أو كون ف سلف الطالب من له تعلق :بالعلم ،والصلحَّ،
ومعال الدين ،أو بعال المور ،ورفيع الرتب ،فإن هذا أمر يذب بطبع صاحبه إل
معال المور ،ويول بينه وبي الرذائل .
294 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وأما من كان سقط التاع ،وسفمسُاف أهل الهن :كأهل الياكة ،والعصارةا ،والقصابة،
ونو ذلك من الهن الدنية ،والرف الوضيعة ،فإن نفمسُه ل تفمارق الدناءةا ،ول تانب
السُقوطر ،ول تأب الهانة؛ فإذا اشأتغل مشتغل منهم بطلب العلم ،ونال منه بعض النيل،
وقع ف ) /1 (374أمور منها :العجب ،والزمهو ،واليلء ،والتطاول على الناس ،ويعظم
به الضرر على أهل العلم ،فضل عن غيخهم من هو دونم .
وأما من كان أهل للعلم ،وف مكان من الشرف ،فإنه يزمداد بالعلم شأرفا إل شأرفه،
ويكتسُب به من حسُن السُمحت ،وجيل التواضع ،ورائق الوقار ،وبديع الخلق ،ما يزميد
علمحه علوا ،وعرفانه تعظيمحا .
وبي هاتي الطائفمتي :طائفمة ثالثة ،ليسُت من هؤلء ،ول من هؤلء ،جعلوا العلم مكسُبا
من مكاسب الدنيا ،ومعيشة من معايش أهلها ،ل غرض لم فيه ،إل إدراك منصب من
مناصب أسلفهم ،ونيل رئاسة من الرئاسات الت كانت لم ،كمحا يشاهد ف غالب
البيوت العمحورةا بالقضاء ،أو الفتاء ،أو الطابة ،أو الكتابة ،أو ما هو شأبيه بذه
المور؛ فهذا ليس من أهل العلم ف ورد ول صدر ،ول ينبغي أن يكون معدودا منهم،
ول فائدةا ف تعليمحه راجعة إل الدين قط .
والذي ينبغي لطالب العلم أن يطلبه كمحا ينبغي ،ويتعلمحه على الوجه الذي يريده ال
منه ،معتقدا أنه أعلى أمور الدين والدنيا ،راجيا أن ينفمع به عباد ال ،بعد الوصول إل
الفمائدةا منه .
الثانية :
الطبقة
أهل
وأما
وهو :من يطلب ما يصدق عليه مسُمحى الجتهاد ،ويسُوغ به العمحل بأدلة الشرع ،فهو
يكتفمي بأن يأخذ من كل فن من فنون الجتهاد بنصيب ،يعلم به ذلك الفمن علمحا
يسُتغن به عند الاجة إليه ،أو يهتدي به إل الكان الذي فيه ذلك البحث ،على وجه
295 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
يفمهم به ما يقف عليه منه ،فيشرع بتعلم علم النحو ،حت تثبت له فيه اللكة الت يقتدر
با على :معرفة أحوال أواخر الكلم ) /1 (375إعرابا وبناء؛ وأقل ما يصل له ذلك
بفمظ متصر من الختصرات ،الشتمحلة على مهمحات مسُائل النحو ،والتضمحنة لتقرير
مباحثه على الوجه العتب ،كـ :)الكافية( ،وشأرحَّ من شأروحها ،وأحسُنها بالنسُبة إل
الشروحَّ الختصرةا :)شأرحَّ الامي( ،ث يفمظ متصرا ف الصرف كـ :)الشافية( ،وشأرحها
للجاربردي؛ ث يشتغل بفمظ متصر من متصرات علم العان والبيان ،كـ :)التلخيصخ(
للقزموين ،و )شأرحَّ السُعد الختصر( .
وأنفمع ما ينتفمع به الطالب )الغاية( ،للحسُي بن القاسم؛ وشأرحها له؛ ث يشتغل بقراءةا
تفمسُيخ من التفماسيخ الختصرةا ،كـ :)تفمسُيخ البيضاوي( ،مع مراجعة ما يكنه مراجعته من
التفماسيخ ،ث يشتغل بسُمحاع مال بد من ساعه من :كتب الديث ،وهي :السُت
المهات؛ فإن عجزم عن ذلك ،اشأتغل بسُمحاع ما هو مشتمحل على ما فيها من التون،
كـ :)جامع الصول(؛ ث ل يدع البحث عن ما هو موجود من أحاديث الحكام ف
غيخها ،بسُب ما تبلغ إليه طاقته ،ويبحث عن الحاديث الارجة عن الصحيح ،ف
الواطن الت هي مظنة للكلم عليها من :الشروحَّ ،والتخريات؛ ويكون مع هذا عنده
مارسة لعلم اللغة ،على وجه يهتدي به إل البحث عن اللفماظ العربية ،واستخراجها من
مواطنها؛ وعنده من علم اصطلحَّ الديث ،وعلم الرحَّ والتعديل ،ما يهتدي به إل
معرفة ما يتكلم به الافظ على أسانيد الحاديث ومتونا .
الثالثة :
الطبقة
أهل
وأما
وهم الذين يرغبون إل إصلحَّ ألسُنتهم ،وتقوي أفهامهم ،با يقتدرون به على فهم معان
ما يتاجون إليه من الشرع /1) ، (376وعدم تريفمه ،وتصحيفمه ،وتغييخ إعرابه ،من دون
قصد منهم إل الستقلل ،بل يعزممون على التعويل على السُؤال عند عروض التعارض،
والحتياج إل التمجيح ،فينبغي له تعلم شأيء من علم العراب ،حت يعرف به إعراب
أواخر الكلم ،ويكفميه ف مثل ذلك حفمظ :)منظومة الريري( ،وقراءةا شأروحها على أهل
296 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الفمن ،وتدربه ف إعراب ما يطلع عليه من الكلم النظوم والنثور ،ويفمي السُؤال عن
إعراب ما أشأكل عليه ،حت تثبت له بجمحوع ذلك ملكة ،يعرف با أحوال أواخر الكلم
إعرابا وبناء ،ث يتعلم اصطلحَّ علم الديث ،ويكفميه ف مثل ذلك مثل :)النخبة(
وشأرحها؛ ث بعدها يكب على ساع الختصرات ف الديث ،مثل :)بلوغ الرام( ،و
)العمحدةا( ،و )النتقى( ،وإن تكن من ساع )جامع الصول( أو شأيء من متصراته فعل،
فإذا أشأكل عليه معنم حديث نظر ف الشروحَّ ،أو ف كتب اللغة ،وإن أشأكل عليه
الراجح من التعارضات ،أو التبس عليه :هل الديث ما يوز العمحل به أم ل؟ سأل
علمحاء هذا الشأن ،الوثوق بعرفانم وإنصافهم ،ويعمحل على ما يرشأدونه إليه ،استفمتاء
وعمحل بالدليل ،ل تقليدا وعمحل بالرأي ،ويشتغل بسُمحاع تفمسُيخ من التفماسيخ الت ل
تتاج إل تقيق وتدقيق ،كـ :)تفمسُيخ البغوي( ،و )تفمسُيخ السُيوطي( السُمحى :)بالدر
النثور(؛ وإذا أشأكل عليه بث من الباحث ،أو تعارضت عليه التفماسيخ ،ول يهتد إل
الراجح ،أو التبس عليه أمر يرجع إل تصحيح شأيء ما يده ف كتب التفمسُيخ ،رجع إل
أهل العلم بذلك الفمن ،سائل لم عن الرواية ل عن الرأي .
وقد كان من هذه الطبقة :الصحابة ،والتابعون ،وتابعوهم ،فإنم كانوا يسُألون أهل العلم
منهم عن حكم ما يعرض لم ،ما يتاجون إليه ف معاشأهم ومعادهم ،فيخوون لم ف
ذلك ما جاء عن ) /1 (377ال -تعال ،-وعن رسوله -صلى ال عليه وسلم ،-
فيعمحلون بروايتهم ،ل برأيهم ،من دون تقليد ،ول التزمام رأي ،كمحا يعرف ذلك من يعرفه.
الذين يقصدون الوصول إل علم من العلوم ،أو علمحي ،أو أكثر ،لغرض من الغراض
الدينية ،أو الدنيوية ،من دون تصور الوصول إل علم الشرع ،وذلك كمحن يريد أن يكون
شأاعرا ،أو منشئا ،أو حاسبا ،فإنه ينبغي له أن يتعلم ما يتوصل به إل ذلك الطلب؛
فمحن أراد أن يكون شأاعرا ،تعلم من علم النحو ،والعان ،والبيان ،ما يفمهم به مقاصد
أهل هذه العلوم ،ويسُتكثر من الطلع على علم البديع ،والحاطة بأنواعه ،والبحث
297 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عن نكته ،وأسراره ،وعلم العروض ،والقواف ،ويارس أشأعار العرب ،ويفمظ ما يكنه
حفمظه منها ،ث أشأعار أهل الطبقة الول من أهل السلم ،كجرير ،والفمرزدق،
وطبقتهمحا ،ث مثل أشأعار بشار بن برد ،وأب نواس ،ومسُلم بن الوليد ،وأعيان من جاء
بعدهم ،كأب تام ،والبحتمي ،والتنب ،ث أشأعار الشهورين بالودةا من أهل العصور
التأخرةا ،ويسُتعي على فهم ما استصعب عليه بكتب اللغة ،ويكب على الكتب
الشتمحلة على تراجم أهل الدب ،كـ :)يتيمحة الدهر( وذيولا ،و )قلئد العقيان( ،وما هو
على نطه من مؤلفمات أهل الدب ،كـ :)الريانة( ،و )النفمحة( .
كمحا يتاج إل ما ذكرناه :فمن أراد أن يكون شأاعرا ،فيحتاج إليه أيضا :من أراد أن
يكون منشئا ،مع احتياجه إل الطلع على مثل :)الثل السُائر ،ف أدب الكاتب
والشاعر( ،لبن الثيخ ،و )الكامل( للمحبد ،و )المال( للقال ،وماميع خطب البلغاء
ورسائلهم ،خصوصا مثل ما هو مدون ) /1 (378من بلغات الاحظ ،والفماضل،
والعمحاد ،وأمثالم ،فإنه ينتفمع بذلك أت انتفماع .
ومن أراد أن يكون حاسبا ،اشأتغل بعلم السُاب ومؤلفماته معروفة .
وهكذا من أراد أن يطلع على علم الفملسُفمة ،فإنه يتاج إل معرفة العلم الرياضي ،والعلم
الطبيعي ،والعلم اللي ،وهكذا علم الندسة ،فمحن جع هذه العلوم الربعة صار
فيلسُوفا ،والعلم بالعلوم الفملسُفمية ل يناف علم الشرع ،بل يزميد التشرع الذي قد رسخت
قدمه ف علم الشرع غبطة بعلم الشرع ،ومبة له ،لنه يعلم أنه ل سبيل للوقوف على ما
حاول الفملسفمة الوقوف عليه ،إل من جهة الشرع ،وإن كل باب -غيخ هذا الباب -
ل ينتهي بن دخل إليه إل غاية وفائدةا .
ومن كان مريدا لعلم الطب ،فعليه بطالعة كتب جالينوس ،فإنا أنفمع شأيء ف هذا
الفمن ،باتفماق من جاء بعده من الشتغلي بذه الصناعة ،إل النادر القليل ،وقد انتقى
منها جاعة من التأخرين :ستة عشر كتابا ،وشأرحوها شأروحا مفميدةا ،فإن تعذر عليه
ذلك فأفطكفمحسل ما وقفمت عليه من الكتب الامعة بي الفمردات ،والركبات ،والعلجات:
298 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
)كتاب القانون( لبن سينا ،و )كامل الصناعة( الشهور )باللكي( لعلي بن العباس؛ ومن
أنفمع الختصرات :)الذخيخةا( لثابت بن قرةا؛ ومن أنفمعها -باعتبار خواص الدوية الفمردةا،
وبعض الركبات :-)تذكرةا الشيخ داود النطاكي( ،ولو كمحل بالعالات لكان مغنيا عن
غيخه ،ولكنه انقطع بعد أن شأرع إل الكلم على معالات العلل ،على حروف أبد،
فوصل إل حرف ) /1 (379الطاء ،ث انقطع الكتاب؛ ومن أنفمعها ف هذا الفمن:
)الوجزم( وشأروحه .
وبالمحلة :فمحن كان قاصدا إل علم من العلوم ،كان عليه أن يتوصل إليه بالؤلفمات
الشهورةا ،بنفمع من اشأتغل با ،الررةا أحسُن ترير ،الهذبة أبلغ تذيب؛ وقدمنا ف كل
فن ما فيه إرشأاد إل أحسُن الؤلفمات فيه .
وكثيخا ما يقصد الطالب الذي ل يتدرب بأخلق النصفمي ،ويتهذب بإرشأاد الققي،
الطلع على مذهب من الذاهب الشهورةا ،ول تكن له ف غيخه رغبة ،ول عنده لا
سواه نشاطر ،فأقرب الطرق إل إدراك مقصده ،ونيل مآربه ،أن يبتدئ بفمظ متصر من
متصرات أهل ذلك الذهب) ،الكنزم( ف مذهب النفمية ،و )النهاج( ف مذهب
الشافعية؛ فإذا صار ذلك الختصر مفموظا له حفمظا متقنا ،على وجه يسُتغن به عن حل
الكتاب ،شأرع ف تفمهم معانيه ،وتدبر مسُائله ،على شأيخ من شأيوخ ذلك الفمن ،حت
يكون جامعا بي حفمظ ذلك الختصر ،وفهم معانيه ،مع كونه مكررا لدرسه ،متدبرا
لعانيه ،الوقت بعد الوقت ،حت يرسخ حفمظه رسوخا يأمن معه من التفملت ،ث يشتغل
بدرس شأرحَّ متصر من شأروحه ،على شأيخ من الشيوخ ،ث يتمقى إل ما هو أكثر منه
فوائد ،وأكمحل مسُائل ،ث يكب على مطالعة مؤلفمات الققي من أهل ذلك الفمن،
فيضم ما وجده من السُائل خارجا عن ذلك الختصر ،الذي قد صار مفموظا له إليه،
على وجه يسُتحضره عند الاجة إليه /1) ، (380ولكنه إذا ل يكن لديه من العلم إل
ما قد صار عنده من فقه ذلك الذهب ،فل ريب أنه يكون عامي الفمهم ،سيئ الدراك،
عظيم البلدةا ،غليظ الطبع ،فعليه أن يبتدئ بتهذيب فهمحه ،وتنقيح فكره ،بشيء من
299 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
متصرات النحو ،وماميع الدب ،حت تثبت له الفمقاهة التصورية؛ وأما الفمقاهة القيقية،
فل يتصف با إل التهد ،بل خلف بي الققي .
هذا خلصة كلم الشوكان -رحه ال -؛ وإن شأئت زيادةا الطلع على مطالب هذه
الدلولت ،فعليك بأصل الكتاب ،فإن فيه تت كل قول فوائد جة ،ل يسُع لذكرها
هذا الوضع ،وهذا آخر الكلم ،على هذا الرام ،وبال التوفيق ،وهو السُتعان .)/1
(381
فمحنها :الفمهوم ،إن تقق خارج الذهن أصالة فمحوجود عين ،وسواه :معدوم خارجي ،فمحا
فيه بالعرض حال من اليثيات الثلثة ،والمور العامة ،والعداد ،ولوازم الاهيات،
والنسُب الطلقة :كاللول ،واللزموم ،والتضاد ،والاصة كالفموقية ،والعظم .
أو ف الذهن ،فمحوجود ظلي ،فمحا من العيان معقول أول ،ومال منها واقعيا معقول
ثانوي ،من التأصلة ف خصوص الوجود الذهن والنتزمعات ،كالحوال ،والعدام ،وفرضيا
منفمي ،فمحا أب الوجود لذاته متنع ،وما ل متمع وغيخه ثابت ،تيزم ف نفمس المر بأثر
خاص .
ومنها :من الوجود حقيقي ل يرتفمع ،وعارض يرتفمع ،منتزمع أو منشأ له ،ورفعه عدم،
والعدام والعدومات :ل تتمحايزم ف ظرف النتفماء .
-1مفمرد ،ومركب؛ فمحقابل الفمرد :مفمرد ،والركب ف قوةا مردد ،مانع اللو .)/1
(382
-2ومقيد بالهة ،ومطلق .
-3وبسُيط نسُب .
300 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-1صرف ،أو مقيد بظرف ،أو مضاف إل شأيء فقط ،أو سابقا ،أو لحقا ،أو
مطلقا ،فيصيخ قديا ،وحادثا ،وفانيا ،أو صفمة لشيء عدول ،أو عدم ملكة .
-2وضروري واجب ،ومتنع بالذات وبالغيخ ،ويتعاكسُان بالتقابل ،ول ضررويهمحا
مكن خاص بالذات ،فقط يقابل نظيخه ،وينقسُم إل قسُمحيه ول يتعاكس ،ول
ضروري أحدها ،مكن عام ،فمحعينا يقابل أحد الولي ،ومطلقا يشمحل الكل .
-3وبالقوةا أو بالفمعل ،فكل مسُتعد قريب للخر .
-4وعام وخاص ،يتقابلن تعاكسُا ،والوجود قبل الكثرةا ،أو معها ،أو بعدها .)/1
(383
-5ودفعي أو تدريي ،منطبقا أو ل .
-6والطلق من العدم يباين الوجود ،ومطلقه يامعه ،واعتباراه ف الغلب بال
الوجود ،وقليل بال نفمسُه .
-7وأحد الوجودين يباين الخر أو يلبسُه ،أو يندرج فيه ،فيفمارق الحوال ،بأن
فحطفلها اشأتقاقي ،وحله مواطأةا .
-8وأصلي ،وظلي .
-9ومقق ،ومقدر .
ومنعوت بالطبع ،وناعت . -10
ومرد كامل ،أو ناقصا ،ومادي . -11
ومشكك بأنائه ،وغيخه . -12
ومنها :الوجود بسُب الارج ،إن ناف العدم لذاته فواجب ،وإل فمحمحكن له ماهية ،ول
تلو عن ملبس متصخ ،فالناعت :حال يتاج شأخصه إل شأخصخ الخر ،والنعوت:
مل .
301 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحا استغنم عن طبيعة الال موضوع للعرض ،ومال فمحادةا للصورةا ،والوهر ماهية
وجودها العين ،ل ف موضوع ،وظن ف الزممان والكان والوهر الفمرد والط ) /1(384
والسُطح السُتقلي ،والسُم والصورةا جسُمحية ونوعية ،واليول والنفمس والعقل ،وحقق ف
المحسُة الخيخةا فمحا ل يقبل قسُمحة وإشأارةا ،إن فعل ف السُم باللت واستكمحل به
نفمس ،وإل فعقل والقابل لمحا مل هيول فعليتها للستعداد ،وحال متمحاثل ف المحيع،
متدا لذاته صورةا جسُمحية ومتلفما نوعية ومركبا جسُم إن زاحم ف اليزم دائمحا فشهادي،
وإل فمحثال .
والشهادي بتوعيته بسُيط أفلك وكواكب وعناصر ،ومركب عنصري ناقصخ بل مزماج نام
به؛ فمحا يفمظ البنية فقط معدن ،وما ينمحو ويولد فقط نبات ،وما يس ويتحرك بالرادةا
حيوان ،وما يتفمكر ويصنع باللت إنسُان أرضيا وجن ناريا؛ والنفموس الشاعرةا فلكية،
وحيوانية ،وناطقة ،والعاطلة عنه نباتية ،والفماعل بل شأعور طبيعية ،وربا يعمحم ،والفلك
ف
عندنا جوهر شأاعر ،ليس بذي نو ،وشأهوةا ،وغصب ،وإن أراد إنعاما وانتقاما ،ويقال
علي روحان ،ومثال ،وساوي ،وهوائي ،ومن كل مهيم ما ومدبر؛ ويتشكل ف مدركته
ومدركة غيخه بأشأكال متلفمة كالن .
302 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنها :الاهية ،من حيث ليسُت هي إل هي وذاتياتا ،يسُلب عنها ) /1 (386جيع
العوارض الوجودية والعدمية واللزمة والفمارقة؛ ومن حيث ما هي عليه معروضة التقابلت
فتوهم ارتفماع النقيضي واجتمحاعهمحا وهي )أقسُام التقسُيم الول منها( :
-1إما حقيقية تقومت بل اعتبار وضع من الناس ،أو اعتبارية صناعية .
-2وإما خارجية تقع ف العيان ،أو ذهنية .
-3وإما بسُيطة ل جزمء لا بالفمعل ،أو مركبة منتهية إل بسُيط بالفمعل ،وتركيبا
الظرفي ،وإن تلزما بالقيقة فقد يتلفمان بالدود السية أو الجزماء المحولة
وغيخ المحولة .
-1إما أركان لصلها فتنتفمي بانتفماء أحدها ،أو عرضية لكاملها فل .
-2وإما أولية أو ثانوية .
-3وإما تركيبية بالفمعل ف الواقع فقط ،أو ف الس أيضا ،أو بالقوةا .
-4وإما متداخلة تمحل ول تمحل باعتبارين كمحا مر ،فهي متخالفمة القائق قطعا
متحدةا العي كاللون والبياض ،ومتمحايزمةا متطابقة كاليول والصورةا والنفمس
والبدن ،وإذا عنوا ف القيقيات للعمحوم والصوص الطلق بينها ففمي التحدةا هي
النس والفمصل بالقيقة والادةا والصورةا ) /1 (387بالعمحل ،وف التطابقة
بالعكس ،أو متباينة متجاورةا متمحاثلة ،أو متخالفمة بالنوع ،أو بالنس كالعدد
303 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والسبلقة واللقة ،والجزماء القدارية ف السُم الركب تركيبية وتليلية ،وف البسُيطة
تليلية فقط .
وجاز أن يكون للشيء أجزماء أولية متداخلة وثانوية متباينة ،وأجزماء العتبارات جواهر
وأعراض حقيقة ،وإضافية سلبية ،وثبوتية إل العلل الربع فردا وجعا ،أو إل العلول ،أو
الارج اللحق أو الباين ،فقد يتخلف فيها اسم الكل عن جيع الجزماء لفموات شأرطر
الطلق ،ول بد ف الكل من جهة واحدةا ،وهي بالاجة بل دور إما ف التحصيل أو
الصول أو البقاء أو ترتب الفمرض ،وتكون ف القيقيات بالذات واللوازم ،وف
العتباريات الفمارقات أيضا ،وتتشخصخ الاهية بنحو تقررها ،ويتقوم هذا النحو ابتداء
للمحنحصرةا ف فرد واحد بقائقها وللنفموس بأبدانا ،ث بالعكس ولا يل بحله مع
الزممان ،وللمححل النقسُم بالوضع الصحح للشأارةا معه وأصل العل بسُيط ،ث ييء
التمكيب ،ففمي بادئ النظر من قال بتقدم الثبوت على الوجود أو بزميادته على الاهية ف
الارج قال بالركب ،ومن ل قال بالبسُيط ،وف غامضه ل يتم إل بإخراج الفطيس من
اللنطيس ،ويتخلل الركب بي أجزمائها ل بينها وبي أجزمائها لمتناع سلب الذات والذاتيات
عن الشيء وتصيل حاصل قبلي .
ومنها :الكثرةا جهة النقسُام وتفمارق العدد باعتبار خصوص ) /1 (388الرتبة مبهمحا أو
معينا فيه دونا ،والوحدةا جهة عدمه وهي تقوم الكثرةا وتعرضها وتقابلها بلحظة البدلية
ف ملها ،وهو طبيعة المحيزم ولو بقيد زمان أو مكان أو نوها.وتسُاوق الوجود والنقسُام
إما بتحليل الذهن إل القائق التطابقة وإما للكلي إل جزمئياته بضم قيود متلفمة إل
مشتمك مصلة أو عارضة ليتكثر أجناسا أو أنواعا أو أصنافا أو أشأخاصا ،وإما للكل إل
أجزمائه بفمك أو بعرض حقيقي أو نسُب أو بفمرض شأيء دون شأيء جزمئيا بتعيي القسُم
وها أو كليا بدونه عقل ف التصلت ،وبتمحايزم الشأخاص والطراف ف النفمصلت .
وفرقوا بي الكل والزمء وبي الكلي والزمئي بامتناع حصول الول ف جزمء وحله عليه،
وبارتفماعه وتوقفمه بارتفماعه على جيعها وإنفماظ وحدته الشخصية مع كثرتا دون الثان،
304 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وكمحال الوحدةا لن ل ماهية لفمعليته ،ول صفمة انضمحامية لذاته ،ول تعدد حيثيات متقدمة
لتمحامه ث للمحفمارقات ث للنفموس ،ث ل ينقسُم من ذوات الوضاع ،ث لتصل الذات ،ث
للمحركبات الطبيعية ،ث للنواع والواص ،ث للجناس والعراض العامة ،ث للنسُب
الشتمكة .والتاد جهة الوحدةا ف كثرةا ومنه الشركة ف الشأارةا ،وف الركة والسُكون،
وف الكان العرف والزممان ،والصفمة ونسُبة الولد واللك ونوها ،وتتلف الهتان قوةا
وضعفما فأقواها التاد بالذات؛ والتغاير بالعتبار ،وأضعفمها بالعكس؛ ومن الكثيخ اثنان
فالوضعان إن اختلفما تشخصا فقط فمحتمحاثلن ،أو بالاهية فإن جاز اجتمحاعهمحا
فمحتخالفمان وإل فمحتقابلن ،فإن قابل وجوديا مثله ،فمحا تلزما تعقل ) /1(389
متضائفمان حقيقيان ،ويتكافآن قوةا وفعل وعددا ومل ها مشهوريان ،وما ل متضادان
فمحع غاية اللف حقيقيان ،ويكونان نوعي جنس يتصوران لل وبدونا مشهوريان ،أو
سلبه فالطلق سلب وإياب بسُيط أو عدول ،والقيد بحل قابل للوجودي ف وقته أو
شأخصه أو صنفمه أو نوعه أو جنسُه القريب أو البعيد عدم ملكه .
ومن الكثيخ مال يتناهى ويقي جوازه ف مثل اللزموم مال يقف عند حد إذ ليسُا منه
حقيقة ،وامتناعه ف الدارك البشرية مفمصل بالوجدان ،وف العلل والبعاد بالبهان ،إذ
الفتقار إنا هو للو الذات ،فإذا افتقر كل خلي الكل فل أثر ول تأثيخ ،وحركة التناهي
التوازي لقديه إليه مع ثبات البدأ تبطل ضرورةا الصر بي التوازي والتقاطع على تقدير
عدم التناهي عند قطع السُمحت ما بينهمحا ف كل حد ،وتوجب قطع سوت غيخ متناهية
ف زمان متناه ولجج أخر .
وأما ف غيخها فاشأتمطر الفماراب الوجود والتمتب والجتمحاع والادية ،وأسقط جهورهم
الخيخ ،والتكلمحون الخيخين ،وبعض الققي الثلثة الخيخ ،زاعمحا إغناء إمكان فرض
التطبيق الجال عن التمتب الواقعي .
وعندي أنه إن ت لزموم العدد للكثرةا ،كمحا يظن ،انحى اللمتناهي عن الواقع عينا وعلمحا
وإل ل ،وهذا فوق الدارك العامة ،ومنها ما يتوقف عليه وجود الشيء ،وهو ما لوله
305 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
لمتنع إما عدم أمر فقط وهو الانع أو عدمه بعد الوجود وهو العد ،أو وجوده فقط هو
إما مرجح ) /1 (390أو مصحح ،والتمجيح هو التأثيخ والقتضاء ،فالقتضي للشيء
الؤثر ف وجوده هو العلة فمحا به فعلبية العلول :
-3الفماعل .
والاجة إل الثلثة الخيخةا للتمكب وضرورةا القابل وللمكان ولختيار الفماعل قريبا أو
بعيدا ،ومنه غايات الطبائع ،والصحح شأرطر إما لتأثيخ الفماعل ومنه آلت الطبيعة
كالقوى والوارحَّ ،والصناعة كأدوات الرف وهي الواسطة بي الفماعل والنفمعل ف إيصال
الثر ،أو لقبول الادةا ،أو لتمحام الصورةا أو لتمتب الغاية؛ وما وجب تقدمه ول يب زواله
معه بالعرض مل أو شأرطر للمحعد بالذات .
-1 تامة :ل يتوقف على ما وراءها ،فليسُت شأيئا واحدا ،وناقصة غيخها -2.وموجبة:
ل يتخلف العلول عنها ،وهي تامة ،أو جزمء أخيخ منها ،أو فاعل مسُتجمحع لشرائط
التأثيخ ،وهي متلزمة وغيخها .) /1 (391
306 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
-2ومسُتقلة :هي جلة نوع منها بشروطه ،ومنها كافية تكفمي لتحصيل جلة ما ل بد
منه .
والتوليد ترتب فعل على فعل آخر لفماعل ،وقد يتعدد الدث والبقي لشخصخ ف أشأكال
الصلت ،وجع أجزماء الركبات ودعائم السُقف وبدل ما يتحلل ،وبدن الني ،ويسُتند
ثابت الشخصية إل متبدل شأخصا أو نوعا باعتبار القدر الشتمك ،وبالعكس لختلف
القوابل والشروطر واللوازم إل علة اللزموم ،وعدم العلول إل عدم شأيء منها ،وجاز توارد
علتي مسُتقلتي معا وبدل على الواحد النوعي ل الشخصي إل تسُاما ف الستقلل
والعلية ،وبطل دور التقدم من جهة واحدةا ل العية ووقوع المحكن بل إياب العلة؛
وتلفمه عن التامة ،واستناد جهة التعدد إل جهة الواحدةا وهي السُبب ،والتفماقي منه غيخ
متوقع اليصال ،وعند الصوليي هو الفمضي ف المحلة فيتخلف عنه السُبب وهي
الوضوعة لتحصيل الكم فل يتخلف عنها .
ومنها :التقدم والتأخر بديهيان متضائفمان ،واجتمحاع موصوفيهمحا بيثيتهمحا إن امتنع فزممان،
وها لجزماء الزممان بالذات ولا يقتمن با بواسطتها ،وإل فإما بسُب الاجة فذات ،فإن
جاز تلف التأخر ) /1 (392فطبيعي وهو للعلة الغيخ الوجبة والشروطر والعدات ف
الوجود ،وإل فعللبني وهو للمحوجبة ف الوجوب وإما ل به؛ فإن جاز النقلب بتغييخ البدأ
فرتب وهو بالقرب من البدأ الفمروض ف مرتب حسُا أو عقل وإل فبالشرف وهو بالزميادةا
ف الصفمة القصودةا ،وما سي بالاهية كتقدم الذاتيان على الذات والذات على العوارض
فل ينفمك عن الذات إل ف بعض اللحظات ،والعية للمحشتمكي ف تلك الوجوه حيث
307 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
يسُلبان عنه فمحا مع التأخر متأخر ف الكل ،وما مع التقدم متقدم ف غيخ العللبني ،وكثيخا
ما يمحع البعض توافقا وتعاكسُا -والمحد ل .-) /1 (393
أقول :تدوين الذاهب الختلفمة بأدلتها واعتماضاتا ،أورث داء عضال من اليخةا والشك
ف القدي ،ورفع المان عن الديد ،فالعامة بي متعصب للتقليد ،ل ييزم القريب عن
البعيد ،ومذبذب حائر ف الق السُديد ،فدونت بتوفيق ال سبحانه ف الدراري والدرر،
لدفعه كليات موازين التحقيق ،وأسباب الختلف ،وضوابط التطبيق ،وأردت إيرادها
هنا ،راجيا من ال -سبحانه -أن ينفمع با عباده ف فصول .
نكتة :
ليس الراد بالتطبيق نفمي دعوى مالفمة أحد الصمحي للخر ،ول حل كلم أحدها على
مراد الخر ،ول دعوى مطابقة أصول كل مذهب وفروعه على الواقع ،بل هو عبارةا عن
معرفة قدر انطباق كل مذهب مع الواقع ،وقدر انرافه عنه ،ومعرفة سبب النراف،
بيث يتفمطن له من كلمه ،وأصوله ،وفروعه ،حت يطمحئن القلب ويزمول الريب .
نكتة :
308 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بصورةا شأيء آخر ،وإجراء القاعدةا مع الغفملة عن وجود الانع والقياس مع الفمارق ،وأخذ
العلم عن غيخ أهله ،لسُن الظن به ،وحل الكلم على غيخ ممحله ،لرتكاز مرجح )/1
(395ف القلب ونو ذلك ،فإذا أمعن فيها من قبل مباديها الوجبة لا غيبية،
وشأهادية ،وعلوية ،وسفملية ،واضطرارية ،واختيارية وداخلة ف الدركة ،وخارجة عنها ،لحَّ
مسُتقر كل قول وارتباطه بالواقع ،كمحا وكيفما ،فتوافقت الذاهب كلها ،ول ينبغي أن
يرتاب ف هذا الجال ،وإن كان تفمصيل زوال الختلف من رحة ال الاصة - ، }وال
يشاء{ -.
من
برحته
يتصخ
نكتة :
كل من يكم على شأيء فإنا يكم عليه با يناسب الصورةا الاصلة منه ف ذهنه،
فمحسُقط إشأارته ف القيقة صاحب تلك الصورةا ،والفمرق بي صاحب الصورةا وبي
مأخذها ،والقصود با واضح ،والصورةا ل تالف صاحبها أبدا ،فليس من هذه الهة
كذب أصل ،وكفل إنا يكي القيقة الاضرةا عنده ،التجلية عليه ،ولكن يب أن ل
يقتصر على هذا ،حت يفمرق بي الق والباطل ،ليظهر الدى والضلل .
نكتة :
ل ريب أن الشأياء ف مناسبة بعضها لبعض ليسُت على السُواء ،وأن الحاطة منا
بمحيع الشأياء ،بل بالشيء الواحد من جيع الهات متنع ،فالنسُان إذا أراد تصيل
أمر ،فقد يتصوره على غيخ ما هو عليه ،وإذا عرفه فقد يطلبه من غيخ مبادئه ،أو يأخذه
من غيخ مأخذه ،إما من الاورات العرفية الت ملت سعه ،أو الواصفمات العادية الت
اطمحأن با قلبه ،فينتهي إل أمر ،ويبدو له باد حسُب مسُيخه ومسُلكه ،فيعتقده مطلوبا،
فيمحسُكه ،فيضل ،وليتذكر هاهنا ما سلف ف النطق من وجوه الغلط ،تأييدا لذا القام.
) /1 (396
309 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نكتة :
وإذا صح طلبه انتهى إل المر الواقع ،بالوجه الذي يناسب مسُلكه ،واقعا ف نظام من
النظامات ،وموطن من الواطن ،ومرتبة من الراتب ،فيذعن له ،وينكر على من سلك غيخ
مسُلكه ،فانتهى إل وجه آخر من ذلك النظام ،أو نظام آخر من ذلك الوطن ،أو
موطن آخر من تلك الرتبة ،أو مرتبة أخرى من مراتب الواقع ،فيتسُع بينهمحا حري النزماع؛
والق أنه ل تدافع بي النظامات ،والواطن ،والراتب ،عند نفماذ البصيخةا أصل .
نكتة :
هذه الكثرةا الوجودةا تنظمحها جهات وحدةا ذاتية وعرضية ،متلفمة بالعمحوم والصوص،
فتمتب أفرادها حسُا أو عقل ،نسُمحيه :نظاما ،والنظامات التوافقة ف الدرك موطن واحد،
والواطن الت يتعدد با وجودات الشأياء ،ول يقع أحدها عن الخر ف جهة ،فبينهمحا
نسُبة الغيب ،والشهادةا ،نسُمحيه :مراتب الواقع ،فالشجرةا ينظر فيها النجار من جهة كم
يصل فيها من الذوع واللواحَّ وغيخها من اللت الشبية؟ ولاذا يصلح خشبها من
الغراض؟ وابن السُبيل من جهة مالا من الظل؟ والفملحَّ من حيث كم يسُقي من
الاء؟ ومن أين مضر؟ ومن أين مصفمر؟ والصيدلن من جهة أجزمائها من ليف،
وخشب ،وورق ،وزهر ،وثر ،ونواةا؛ والطبيب من حيث أفعالا ف بدن النسُان؛
والطبيعي من حيث قواها من :جاذبة ،وماسكة ،وهاضمحة ،ودافعة ،ومن حيث تشريها،
فتلك جهاتا ،ث إنه قد يتعرض لا من حيث صنفمها ،وبذرها ،وقد يتعرض لا من
حيث هي ف دوحتها ما كان هناك فيها ،وما كان يكون بعدها ،وقد يتعرض لا من
حيث ملكها مالكها من أي مال ،وما يصل له منها ،فتلك ) /1 (397نظامات
تشمحلها ،ومالا من الروائح ،والذواق ،واللوان ،والكيفميات اللمحوسة مواطن ،فإذا غفمل
صاحب قصد عن صفمات أخر وأنكرها ،انعقد النزماع .
نكتة :
310 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ليس ف التطبيق تهيل الطرفي ،إل من جهة قصور كل عن غاية التوجيه لكلم
خصمحه ،ومن العلوم أن السباب الؤدية إل الصومة ،ل تفمرغ القلب لذا المر ،وإنا
على طالب الق استفمراغ الهد ف درك الواقع ،ل ف خدمة كلم الناس ،ث من يضمحن
قليل{.
إل
العلم
من
أوتيتم
وما
لحد نفمي القصور ف العلم ،وقد قال ال -تعال :- }
وقد سبقنا إل تطبيق اليات مفمسُر المة :عبد ال بن عباس -رحه ال ،-وإل تطبيق
الحاديث صاحب :)الغيث ،من متلف الديث( ،وف آراء السُلمحي الشيخ :علء
الدولة السُمحنان؛ وف الشريعة والفملسُفمة :إخوان الصفما ،وبي رأي الكيمحي :أبو نصر
الفماراب ،وف السلم والندية دار أشأكوه ،ومنهد حجة السلم لتأويل مذاهب البتدعة
الوجودات المحسُة ف )فيصل التفمرقة ،بي أهل البدع والزمندقة( .
نكتة :
طرق اقتناص العلم :عقل ،ونقل ،وكشف؛ والس شأرطر للكل ،ووسيلة إليه ،وكل منها
إذا استجمحع شأروطر صحته ،كان مطابق الواقع ،فامتنع أن تكون متناقضة بالقيقة ،لئل
يلزمم اجتمحاع النقيضي؛ نعم قد تكون مالفمة بسُب الظاهر ،للنراف عن الادةا القوية
بنوع من الغلط ،ول كلم فيه ،أو لختلف ف مسُالك الدلئل ،أو مواطن الدلول،
فكلتا الكايتي عن أمر من المور الواقعة ،وإن اختفمى موقع نظر واحد عن الخر،
فهذا يقين ،وبعض من تفمطن لوجوب التطابق وغفمل عن اختلف الدلولت يمحل كلم
أحد الانبي على غيخ مراده ،ويصلح بي الصمحي من دون تراضيهمحا ،ويأت ف ذلك
با يجه الطبع السُليم ،ويطيب النكار عليه .
ومن العلوم العادية :أن الذاهب الختلفمة التقاربة ف الدلئل وثاقة وركاكة ،والت يبتنم
عليها النظام السُوس ابتناء صحيحا ،ويدفع عنها النقوض الوردةا دفعا غيخ سج ،ليسُت
311 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بعيدةا عن الواقع كل البعد ،ول كاذبة على الطلق ،ولحقة بكل نقيخ وقطمحيخ من
فروعها وأصولا ،وإن كان بعضها أكثر موافقة من بعض؛ فإذا تصفمحنا عنها بالتعمحق ف
مأخذها ،والتأمل ف كيفميات أخذها ،ودرك أغراض مدونيها ،ودرجات فهومهم ،عرفنا
منشأ الختلف ،وموضع اللتباس ،وموطن الكاية ،والتمحييزم بي التيقن والظنون ،بتوفيق
ال سبحانه وعنايته .) /1 (400
نكتة :
العقل :أصل طرق الكتسُاب ،ل غنية للنقل والكشف والسُن عنه ،بل هو الاكم با،
والعامل فيها ،والمحيزم بي أقسُامها ،ومراتبها ،وحكمحه عام من حيث الدراك والقبول،
وإن كان قد يقصر عن بعضها من حيث التحصيل والوصول ،وقولم :طور وراء طور
العقل ،يعنون به :القواعد الت مهدها اللقبون :بأصحاب العقل ،أو انفمراده ،بل انضمحام
ومعاونة من غيخه ،وأصحابه متفماوتون فيمحا بينهم بالدس والتجربة .
فمحنهم :من يكون استحضاره للمحبادئ أكثر ،وانتقاله إل اللوازم أبعد ،وتعمحقه ف روابط
النتقال أحند ،ويكون وقائعه أوفر ،وشأغله أمد ،وحسُه أجود ،وتفمطنه للمور الشتمكة من
العلل والحكام ،واختلف مأخذه أشأد ،ونظره إل الواقع أوصل ،ومالفمة الألوف عليه
أسهل ،ومنهم دون ذلك .
والنقل إذا ثبت عن النبياء -عليهم السُلم -فهو أقوى ،وأصحابه متفماوتون فيمحا
بينهم رواية ودراية .
فمحنهم :أصح سندا ،وألقى أساتذةا ،وأحذق تعليمحا ،وأصدق مبا ،وأنقى بدعا ،وأكثر
متنا ،وأوضح لفمظا ،وأضبط ساعا ،وأكمحل حفمظا ،وأزيد شأيوخا ،وأمد رحلة ،وأفقه
فهمحا؛ ولتمجيح السانيد وأسباب الرحَّ عندهم وجوه متلفمة ،ومنهم دون ذلك .
والكشف :إذا ت فهو أوسعها ،وأصحابه يتفماوتون بينه جدا ف التطلع على العوال
الاضرةا لديهم ،والغناء ف الرقوم السُتجنة فيهم .
312 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحنهم :من يتمحثل له لطائف السُمحانيات كاللئكة السُفملية /1) ، (401والشياطي،
والن ،أو القائق الثالية على طبقاتا تارةا للهداية ،وتارةا للضلل ،أو القائق الروحانية
على درجاتا من البشرية ،والفملكية ،والعلوية ،أو يتجلى له الساء والصفمات اللية ،أو
يتجلى له الذات مرةا ف مرايا إدراكية بالتأثيخ ف قواه ،أو ف قوالب مثالية بالتشبح با،
ومرةا انكشافا صراحا .
ومنهم :من يفمنم ف خلصة أهواء وعادات راسخة فيه ،أو ف لطائفمه الكامنة ف جوهره،
فيظهر بعض القائق بنحو غيخ ما يظهر ف لطيفمة أخرى ،أو يفمنم ف وجوداته الختلفمة
الت قضى با ف التنزملت الاضية ،أو التمقيات التية ،أو يفمنم ف القائق السُارية فيه،
بعضها خلقية :كحقائق الصور السُمحانية العنصرية ،أو الفملكية ،أو هيول السُم الطلق،
أو العمحاء ،وبعضها حقبة من :الساء الزمئية والكلية ،على منازلا ،والشؤون الذاتية
بأصنافها ،وف كل ذلك يتوفر عليهم علوم تلك القامات ،وأحوالا ،ويتمحثل لم
مقتضياتا .
نكتة :
العتب من العقليات ما ينتهي إل اليقينيات بالطرق اليزمانية ،انتهاء قريبا أو جليا ،ومن
النقليات ما صححه الفماظ أو حسُنوه ،وما توارث من معناه القرون الشهودةا لا باليخ،
وتعاضدت عليه الثار ،من غيخ صرف عن الظاهر التعارف ف مثله :حقيقة ،ومازا،
وصريا ،وكناية ،ومن الكشفميات ما كان عن ذي فناء تام ،أو بعد الفمراغ الكلي/1) ،
(402والتوجه إل ال -سبحانه -متواترا مسُتمحرا ،مفموظ الصورةا بعينها ،وأورث حال
من الحوال اللية ،أو اللكية ،وعرف مقام صاحبه وسيخته .
نكتة :
313 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نكتة :
نكتة :
من العلوم :علوم مسُوسة ،ومنها :معقولة منتظمحة ،تطابق السُوس ،ومنها :معقولة صرفة،
ل نظيخ لا ف الس ،وللعقل ف الزمم با سبيل ،ومنها :علوم استقرائية ،ل سبيل إل
الزمم فيها ،قصوى أمرها الظن أو الوهم ،ومنها :مال سبيل فيها للعقل ،إنا تنال ساعا
من حس ،أو وحي ،أو كشف ،فمحنها :ما للجزمم با سبيل ،ومنها :مال؛ وجيعها:
يتلف ف اللء ،والفماء ،وف اللئمحة لبعض النفموس ،والنافرةا لا ،وف الضرةا والنفمعة
لسُعادات النفموس ،وف الآخذ ،والسُالك ،وف الاجة إل مارسة العمحل وعدمها ،وف
كثرةا الرغبة فيها ،والتنفمر عنها ،وقلتها ،وف انقلبا برور الزممان ،وثباتا ،وف تقدم
بعضها على بعض ،والتأخر عنه ،وف كونا مقصودةا ،أو وسيلة ،وف تكمحيل القوى
الختلفمة ،وف دخلها ف قضاء الوائج الامشية ،أو القتمائية ،ومعروف تايزمها
بالوضوعات ،والغايات التمتبة عليها ف الدنيا والخرةا ،ويتلف بذلك شأرحها ،ودرجات
العالي با .) /1 (403
نكتة :
314 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
درجات :
على
الحقائق
عن
الباحثون
صنف :
هم السُتخرجون للمحسُائل ،والواضعون للعلوم ،والنقادون لا ،ونظرهم إل الواقع مطلق،
فبعض آرائهم تعتمحد على أصول صحيحة ،ولكن ف تفمريعها حق وباطل ،وبعضها على
أصول فاسدةا ،يؤصلونا حفمظا لذهبهم ف الفمروع العلومة حقيتها ،حيث ل يسُتطيعوا
تفمريعها على غيخ تلك الصول ،أو خاضوا لزموم فروع مسُلمحة البطلن على أضدادها،
وإذعانا با ،للف ،أو ملءمة طبع ،أو تصيل غرض ،أو اطلعا على دليل ،عجزموا عن
دفعه ،والقق إنا يعتن بكلمهم .
وأصنف :
هم :الشارحون لكلم أولئك ،الفمرعون على قواعدهم ،والذابون عنهم ،ونظرهم إل الواقع
مقيد ،والطأ منهم متضاعف ،ومع ذلك يوجد ف كلمهم فوائد مغتنمحة .
وأصنف :
يضربون بعض الكلم ببعض ،سؤال ،وجوابا ،وتوجيها ،على قدر ما أحاطوا به من
الكتب ،وكلمهم أقل جدوى ،والاهر ف كلم الئمحة وعادتم ناج عن فتنة شأغبهم ،إل
أنم قد يرون مقاربي للحق ف هيمحانم ،وتسُقط من أفواههم ضالة الكيم .
وصنف :
قصوى همحهم :توجيه العبارات والناقشات اللفمظية ،وترجيح التمحلت ،بكل وجه قريب،
أو بعيد ،ل يرفعون إل الواقع رأسا ،ينقطع أساسهم بعناية وملحظة قيد ،وإبداء
احتمحال ،وليس للمححقق اعتناء بم أصل ،وهذا جار ف أكثر الفمنون ،فعليك بتمحييزمهم.
) /1 (404
315 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نكتة :
كمحا أن الوت أمر طبيعي لياةا البشر ،باعتبار الطبيعة الاصة والعامة معا ،فالاصة:
تقتضيه لقيامها بالرارةا ،والرطوبة؛ والعامة :ليفماء العناية الزلية مقتضى الطبائع الكلية
من :العناصر ،والفلك ،والبسُائط تقتضي انلل الركبات ،والوضاع السُمحاوية تنتهي إل
القواطع ،فكذلك الختلف طبيعي لعقول البشر ،باعتبار الطبيعة الاصة والعامة معا،
خلقهم{ .
رحم ربك ولذلك
من
إل
متلفمي
ول ي زمالون
وإليه الشأارةا ف قوله تعال : }
أما الاصة :فلوجود القوةا الاكمحة منهم ،ومالفمة ما أحاطر مدركة أحدهم لدركة الخر،
لسباب سنبينها .
وأما العامة :فلن صانع العال -جل مده -لا أراد انتظام النشأتي ،وتعمحيخ الدارين،
بإبداء آثار المحال واللل فيهمحا ،وناطر بسُب تلك العناية السُاعي والدرجات
بالعتقادات ،وجب اختلفها ،فمحا التطبيق إل بسُب العلم والفمهم ،ل بإزالة الصومات
من بي الناس .
نكتة :
منها :اختلف الوضاع السُمحاوية ،بسُب الدوار ،والقرانات الكلية ،والزمئية ،وطوالع
الواليد ،واليائل؛ وجرب ف النود :أن من كانت ) /1 (405الشمحس والشتمي ف
سابعه ،انكشف له حقيقة السلم ،وخرج من دينه إليه ،ويذكر أن وقوع الدراري على
الطالع ف العاشأر ،ينور العقل؛ واتصال سهم الغيب بالسُعود ،يصوب الراء ف أبوابا .
316 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنها :اختلف الستعدادات بسُب الصور الشخصية ،والصنفمية الفمائضة على الواد
القابلة لا ،بتقضى العناية الزلية .
ومنها :اختلف ألوان حظيخةا القدس ،بسُب عنايات الل العلى ،وصعود اليئات الثالية
من بن آدم ،العدةا لظهور فيض متجدد من هناك .
ومنها :تبدل دولة الساء اللية الدبرةا للقرون القتضية ،لظهور أنواع الكمحالت
والصناعات ،شأيئا فشيئا ،وتفمصيل هذه البادئ مذكورةا ف فنونا ،والغرض :تنبيه عليها
وتذكيخها .
نكتة :
منها :توجه العناية اللية بإرسال رسل مبشرين ومنذرين ،ولا انصر فيه صلحهم
الناس أمة
كان
شأارحي ف أقطار أو قرون متباعدةا بشرائع متنوعة؛ قال ال تعال : }
النبيي مبشرين ومنذرين { ...الية .) /1 (406
ال
فبعث
واحدةا
ومنها :تارب الذكياء ،ورصد الكمحاء ،والأثور من الولياء ،والتبك من سنة الصلحاء،
ومروج اللوك والمراء ،ف كل طائفمة طائفمة ،على حسُب ما بلغته عقولم ،ف انتظام
مصالهم ،حسُب طبائعهم وعاداتم .
317 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
دولة ،وجاه ،وتوقع دواعي حرص ،وشأبهها ،أو غضب وحية ،أو مافة سيف ،وذل ،أو
تربة ناقصة ،لازاةا دنيوية ،أو وضوحَّ حجة ،أو تسُويل شأبهة ،أو موافقة جهور ،أو
تسُخيخ سحر ،أو قلة تدبر من الطبقة الول ...إل غيخ ذلك؛ ول يزمال ذلك مسُتديا
بتأييد ال -سبحانه -ببعث الددين ،والناصرين لا ،ونصب اليات الباهرةا على
حقيتها من الوارق ،والشواهد السُابقة واللحقة ،ومن لوق الصائب والشؤم ف تركها،
أو خشية طعن السنة واللسُنة ف عصيان الرسم ،أو اللفمة بسُنة الباء ،وتقليد ذوي
العقول الناقصة ،أو حب الرئاسة والاه ف دين ،أو مذهب ،أو ماسدةا العلمحاء ،أو
تعنتهم ،أو تقاعد العقلء عن درك الق ،ورفع اللف لقصور الفمهم ،ومثل هذا من
التقريبات ،وحدوث اللف على طبائع السُلف ،يرك رغبتهم إل عقائدهم والنصر لا) ،
/1 (407ث يشعب ذلك :اختلف أمزمجة التديني ،والتمحذهبي ،فينجر اللف إل ما
شأاء ال تعال .
نكتة :
يلق الناس على غرائزم ،وهم ،وعادات شأت ،ث يتيسُر لم مصاحبات ،وأغراض،
واتفماقات فوضى ،ولختلفها مدخل جليل ف إحداث الراء ،وترجيح الختلفمات فمحنهم
الديد يسُتطيع تليصخ الطراف عن شأوب الألوفات والعبارات ،والبليد يعجزم عنه،
والنحصر ف السُوس ل يرى العقول إل من مكان بعيد ،والتجرد عنه ،والفمرطر ف
قياس الغائب على الشاهد ،والبالغ ف الفمرار عنه ،والعجول ف القبول والنكار ،من غيخ
أن ييط خبةا ،والتأن فيه والسُامح يكتفمي بالظن ،وبصورةا من الصور التمحلة الت تفمي
بظاهر القصود ،والفمحاص عنه ،والتيقظ بالشاركات والبائنات واللوازم ،والغفمل عنه،
والغلوب ف أيدي الوهم ،يبن المر على العتبارات الضة ،والغالب عليه ،والناظر ف
الشيء ،ببذل الهد ،وصرف القصد ،والتكاسل عنه ،ير سردا ،وتطفمل ،ونيخ العقل
يتنبه لشأياء بل تعليم ،وبأدن إشأارةا ومظلمحه يعجزم عنه ،والتقيد بالشرائع والواهن فيها
والألوف بالرسم وغيخ البال به وواسع الفمهم ييط بالشقوق والقيود ،والسُابق واللحق
والبسُوطات وضنيقه ،والشتهي للتفمرد ،والتنفمر عنه يب التقليد ،والتفمطن لفمروع الشيء
318 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فهذه وأشأباهها أمثال الزمجاجات على البصائر ،تجبها عن نيل الواقع على ما هو عليه،
من غيخ خلط أو تعينها عليه ،ول ينبغي لطالب الق أن يغفمل عنها ،أو يتبس ف
الردي منها ،بشرطر أن يتجنب الفراطر والتفمريط ،ويوف كل ذي حق حقه .
نكتة :
من أسباب الختلف :اختلف أحوال الشيء ف نفمسُه ،وقد مر حديث اختلف
الهات ،والنظامات ،والواطن ،إجال فيوضح هاهنا بأمثلة .
قد يكون الشيء علة تامة لشيء ناقصة لشيء ،مسُتقلة أو ل ،وقريبة أو ل ،وكافية أو
ل ،أو يكون له علل كذلك؛ وقد يكون الشيء واجب الجتمحاع مع شأيء على تقدير
ومتنع الجتمحاع معه على تقدير آخر ،ومكن الجتمحاع راجحا أو غيخه على تقدير آخر،
وربا يكون بي شأيئي علقة الغيخية من وجه والعينية من وجه أو وجوه أخر ،ويكون
الشيء بسُيطا تركيبا مركبا تليل أو بالعكس ،أو يكون له جزمء ف القيقة ل ف الس،
أو يكون فيهمحا داخل عرفا خارجا حقيقة ،بسُيطا عينيا ل ذهنيا أو بالعكس؛ وقد
يكون الشيء واحدا باعتبار كثيخا باعتبار ،متناهيا بالفمعل غيخ متناه بالقوةا ،ضروريا مطلقا
أو بالنظر إل شأرطر ،اختياريا معينا أو بل شأرطر ،موجودا ف الزممان أو بالعمحوم أو
بالعرض /1) ، (409معدوما ف الن أو بالتشخصخ أو بالذات ،مسُتمحرا نوعا متجددا
شأخصا ،بديهيا بعنوان نظريا بعنوان آخر ،معرض التنافيات ف ضمحن الفراد أو ف
319 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
حدود المتدادات ،متحد الكم بالقياس إل الطبيعة أو ف حلد واحد من الدود ،ثابتا
على صفمة ف وقت منتفميا أو على غيخ تلك الصفمة ف وقت آخر .
فتلك أمثلة الهات؛ وكذلك اختلفات النظامات حقا وباطل ،ضارا ونافعا ،كمحال
وفسُادا ،بسُب نظامي كنظام الس والشرع كنسُب ولد الزمنا ،والربا ف الخرةا والدنيا،
والسُم للسع واللسُوع .
ومن النظامات نظام الطبيعة الكلية ،والطبائع الزمئية التمتبة من البسُائط والركبات
الختلفمة ،ونظام الكمحة الواجب التعليل ،ونظام القدرةا الانع منه ،ونظام الختيارات،
ونظام الازات ،ونظام الوضاع السُمحاوية ،ونظام العادات البشرية ...،إل غيخ ذلك؛
وعلى سنن ذلك اختلف الواطن يكون الشيء جوهرا ف موطن عرضا ف موطن آخر،
حيوانا ف الثال جادا ف الشهادةا ،سعيدا ف وجود شأقيا ف وجود ،قديا ف ظرف
حادثا ف ظرف ف حي واحد أو أحيان شأت ،واحدا بسُب ظرف وله أعيان وصور
كثيخةا ف ظرف آخر ،ول شأك أن أحكام أحد الوجهي تباين أحكام الوجه الخر،
فمحت اعتنم أحد الناظرين بوجه والخر بآخر لجل مسُلك سلكه أو للتباس وقع له
اختلفمت الخبار باختلف الحاطة والقتصار ،وقام تنازع الكومات على ساقه ،فعلى
السُتبصر أن ينتبه لا ،ويفمتش عنها .
نكتة :
من أسباب نسُبة الختلف إل الققي اختلف التعبيخات /1) ، (410فقد يصل ف
الذهن هيئة واحدةا إجالية فيختلفمون ف تسُمحيتها بسُب اللغات والصطلحات التعارفة
عندهم ،وف شأرحها بسُب العان الهمحة لم والوض والقتصار منهم ،وف تصورها
بعبارات متلفمة قربا وبعدا على قدر بلغتهم ،وقد يعبون عن الشيء الواحد مرةا بصورةا
انطباعه ف الدركة أو نيل الدركة لمثاله ،فيقال مثل :صارت الشمحس تت السُحاب،
وهي فوقه؛ ومرةا با ناله من غيخ انراف وتفمتيش عن القيقة كمحا يعب عن الرؤريا قبل
تأويلها؛ ومرةا بعد التجريد للحقيقة عن ملبسُها وغواشأيها؛ ومرةا من حيث تعيينه ف
320 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
مرتبة أو كونه أثر الفماعل أو صورةا ف مادةا أو مبدأ لغاية على اختلف ف الفماعل
والادةا والغاية؛ فيظن الختلف فيه وليس كذلك .
وقد ينظر إل الشيء بالجال أو سطحيا لعدم العتناء به ،أو على التفمصيل والغفطولر بطنا
بعد بطن على مراتب العتناء به ،وقد يقع ف الكلم تصيصخ عام للتصوير أو الهتمحام
أو تعمحيم خاص للبام أو التخمحي أو البالغة ،أو يقع ادعاء حصر للتأكيد فقط ،أو
إيراد ماز متعارف عند القائل ،أو كناية والقصود غيخها أو تلمحيح ،وتقع تثيلت متلفمة
وفيها تقريب من وجه وتبعيد من وجه وإبام ف القدر الامع وذلك لكونا أبلغ ف
سليقة القائل أو لتفمنن ف العبارةا ،ويقع صرف عن الظاهر لضيق العبارةا كوضع التمتيب
الزممان موضع الرتب والصاحبة الزممانية موضع الصاحبة الواقعية ،ويكون الواقع عند الكل
شأيئا واحدا وبعد ذلك مقام لتفمتيش السُتعمحلت والصطلحات ،وبيان اشأتماك معنيي
ف لفمظ أو ترادف لفمظي على تام العنم أو مع تفمارق بلحظة قيد جزمءا أو شأرطا،
وهذا وإن كان يسُيخا بعدا الحاطة بالواطن والنظامات ولكن الق انه ل يسُتقيم )/1
(411أيضا إل من ألعي مقق منصف ،يمحع الوصفمي كثرةا التبحر والعبور على
كلمحات الئمحة الققي وقوةا التدقيق والبحث ف فن الدل والتوجيه مع تأييد وهداية من
ال ول التوفيق .
نكتة :
من أعظم أسباب الختلف تنوع فهم اللحقي لكلم السُابقي ،وهذا هو الذي أثار
فتنة الشغب بي الشراحَّ والشي ،وأورث افتماء الذاهب على أهلها ،ويكون منشأ سوء
الفمهم تارةا لكمحال المحاية والعداوةا لحد ،وتارةا للغفملة عن مرمى قصده ومطرحَّ نظره .
وتارةا للقصور عن استيفماء القدرات ف الوجزم ،وحفمظ القيود الضمحنية ف الطنب؛ وتارةا
الطأ ف المحل للشأتماك والتجوز أو إرجاع الضمحيخ؛ وتارةا البادرةا ث الصرار على ما
321 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
استقر ف النفمس قبل من غيخ إيفماء النظر حقه؛ وتارةا الحود على السُمحوع لسُن ظن
كاذب ف قائله؛ وتارةا للبلدةا عن نيل العنم الدقيق والغتمار برأيه؛ فالرء ل يزمال عدوا
لا جهل؛ وأمثال ذلك ما يفمهمحه القق من الكلم وسياقه فهم الطبيب داء السُقيم من
عوارضه ومن التدبيخ القدم .) /1 (412
نكتة :
سفمالوسل التوفيق ينبغي أن يأخذ الواقع إقليمحا وسيعا ،ويقطع لصاحب كل مذهب منها
قطرا من أقطار العلويات والسُفمليات ،من آفاق الغيوب والشهادةا ،وناحية من نواحي
العلم والعي ،بل يأخذ كل شأخصخ بلدا عامرا ،فيه من الوصاف اللزمة والفمارقة،
والنعوت الظاهرةا والباطنة ،والذاتية والغريبة ،والنضمحامية ،والعتبارية ،والقيقية،
والضافية ،والثبوتية ،والسُلبية مال يصى؛ إنا مال الباحثي منها ميدان دون ميدان،
ويقيد عمحوم إثبات كل ونفميه ف مقامه ومشهده ،فإن لكل مقام علوما ومعارف ل
تكون ف غيخه ،كمحا ورد لكل حد مطلع ،وصاحبه كثيخا ما يغفمل عمحا عداه ،فل يروي
عنه إل ما أحاطر به ،وأن ل يذعن لنفمي واحد قول الخر ،ول لتأويله إياه ،إل ما كان
من صاحب الوحي اللي نصا مكمحا ،وأن ل يسُرع ف إنكار مسُتغرب ،وأن يبالغ ف
تصحيح عقد الوضع ،بتشخيصخ ذاته من إقليم الوجود أين هو؟ وكيف هو؟ باستقراء
أوصافه الت وقعت عنوان بثه ،وموقع نظره ،فربا يعنون عن ذوات متغايرةا بعنوان واحد،
يصدق على جيعها معا ،أو تعاقبا ،أو بدل ،وبالعكس .
وينقح عقد المحل بتمحيزم إطلق مفمهومه عن خصوص نو ثبوته للمحوضوع وتققه فيه،
ول يعتمحد ف فن إل على كلم دستوره ومرجيه ،ول يغفمل عن فهم أصحابه كلمه،
ونقدهم رأيه ،ويزمن ) /1 (413أصولم بوازين الدلئل ،والقرائن ،وتصفمح الواد ،حت
يتبي سقوطر أدلتهم ونوضها ،وقوتا وضعفمها ،وخصوصها عن الدعاوى وعمحومها ،ث
يعود فينظر ف الفمروع من طرق المارات الصيصة با نظرةا ابتدائية؛ فقد وقع ف
322 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
التفمريعات ذهولت وغفملت ،وأن يفمحصخ عن بدء أمر الخرجي والناصرين للمحذاهب،
وتقلبات أحوالم ،إل ما انتهى إليه شأأنم ،إذ به يعرف أغراضهم ورجوعهم ف القوال
وأسبابه ،وانتقالم من درجة إل درجة أعلى وأدن ،ومطمحح نظرهم ف مسُاعيهم من نيل
الق ،أو طلب السُعادةا ،أو الال ،والاه ،وإفسُاد دين ،أو طريقة ،وأن يتنبه لتواردهم
واختلفهم ف ذكر وترك ،وإجال وتفمصيل ،ويعلم أن من الراء ما يكون منتهى السُعي
إبانة عذر صاحبه ف جهله بعمحدةا الباب .
وبالمحلة :فإذا حافظ على هذا وأمثاله بسُليقة موهوبة ،أو فطانة مكتسُبة ،هان عليه
التوفيق -بإذن ال -وال يهدى من يشاء إل صراطر مسُتقيم .
نكتة :
الواقع :هو ما عليه الشيء بنفمسُه ف ظرفه ،مع قطع النظر عن إدراك الدركي ،وتعبيخ
العبين ،والوصول إليه يكون بالعيان أو البهان ،ففمسُره قوم با هو مقتضى الضرورةا
والبهان ،ولا اختلفمت الظنون ف اعتقاد القدمات برهانا أو شأبهة ،وف أخذ الظروف
متسُعة أو متضيقة ،اختلف سمفعطنـفوسن الواقع ،فاختلفمت الكايات عنه ،ومن ل يتنبه لذا
الختلف ل يتنبه للتطابق .
ومنهم :من يصره ف الوجود ولوازمه ،ويعل الوجود أصيل فقط ،أو أصيل وظليا ،أو
إياها ولاظيا .) /1 (414
323 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ومنهم :من يصرها على متمحعة الجزماء.ومنهم :من يصرها على ماله مادةا سابقة دون
مسُتأنف الوجود ،فيجب التقاطر مرامهم عن فحاوي فروعهم وأصولم .
نكتة :
إثبات عال الثال أصل عظيم من أصول التطبيق ،من جهة أن فيها صور القائق الردةا
والادية ،فيقع على ما فيه سيخ الناظرين ،فيخبون عمحا وجدوا ،وإن ل يعرفوا أنه من عال
الثال ،وذلك ف النقليات والكشفميات أكثر منه ف العقليات .
ومن جهة :أن فيه روحانيات ،تسُمحى :داعية اليهودية والنصرانية ،وغيخ ذلك من الديان
والذاهب ،وأنا تلقي صور العتقدات لم ف الدارك ،وتروج تلك العقائد بالنامات،
والواتف ،فتطمحئن النفموس إليها ،وتنفمر عن أضدادها .
ومن جهة :أن فيه خزمانة الكواذب ،كمحا فصلته ف تفمصيل )رسالة البة( ،وينقدحَّ
بالتصال با آراء شأت ،وتسُتمحر الراء برسوخ ملكته .
ومن جهة :أن تلك الصور الثالية تقع عنوانات ومرايا للمور ) /1 (415الغائبة
والوهومة ،فيظن التخالف فيها ،وهذا كثيخ ف العقليات ،وف هذا العال ألوان وأبعاد
وأشأكال ،ول يزماحم الجسُام الادية ،ويتلف الثاليات لطافة وكثافة ورسوخا واختفماء،
والعوانم ل تظنها غيخ الجسُام ،وتسُمحيتها :أجسُاما غيبية وشأهادية ،فيجري على ذلك من
ياطبهم ويفمهمحهم ،وإنا :إنكارها ،وحصر الجسُام ف الشهادية ،وضبط أحكامها من
تدقيقات الفملسفمة والتكلمحي .
نكتة :
من أصول التطبيق التجلي ،وهو ثابت عقل ،ونقل ،وكشفما ،وهو من أحكام جهة
الكثرةا ل ينكره منكر وحدةا الوجود ،ول يسُتغن عنه قائلها ،تييزما بي الحكام القية
324 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
واللقية ،وبينت مادته وصورته ف )رسالة البة( ،وغيخها ،وله جنسُان بإثبات الواسطة
وبرفعها :
فالذي بإثبات الواسطة مادته ماله اختصاص بالضمححلل والكاية معا ،وصورته إرادةا
التعرف ،وينقسُم إل :وجودي ،ينتظم به أمر العال ،وكمحال :هو ف نفمسُه أمر خارجي
وشأهودي ،حاصل ف الرايا الدراكية ،ومن هذا القسُم :صوري ،ومعنوي ،وذوقي .
والذي برفع الواسطة ،إما أن يكون الجاب من جهة التجلى له من وصف ،أو
ملبس ،أو بي التجلي والتجلى له ،أو من جهة التجلي ،وهذا إنا يتصور بالنتقال
من شأأن إل شأأن ،ومن موطن إل موطن ،ورفع ما ف البيت ،إما بإفنائه ،أو برفع
حيلولته بتمق للمحتجلي له ،أو تدل للمحتجلي؛ والقق القونوي عمحمحه ف كل مال تويه
الهات /1) ، (416وهو حق ،والفمرق بي :تعلق النفمس بالبدن ،والتمحثل بالتمحثل،
والتجلي بالتجلي ،حصول النصار والنفمعال معا ف الول ،والثان فقط ف الثان،
وانتفماؤرها معا ف الثالث؛ ول بد ف التجلي من مازجة عال الثال ،لتضمحن جهة
الكاية ،فإن الشهاديات ل تتمحل الكاية طبعا ،وإن احتمحلتها وضعا ،وكثيخ من
اختلفات العقليات والسُمحعيات والكشفميات ينحل به .
نكتة :
قد يسُتغرق التفمكر والكاشأف ف السُانح ،فيختفمي عليه ما عداه فينطق بالكلية ،وما
مصداقها إل الزمئية؛ وقد يعتن بعنم دقيق فيتبعه النظر فيحكم به على ما فيه شأائبة منه
وأدن مناسبة معه ،ول يلتفمت إليه غيخه؛ وقد يشتبه الظل بالصل ،والقيد بالطلق،
فيذعن لصالة الظل وإطلق القيد؛ ول يتبنه له إل بعد التمقي عنه ،والعارف بالصل
والطلق يفمضح قوله؛ ث إذا ترقى عنه فقد يعب عنه بالرجوع وتطئة الول ،وقد يعتمف
بالوض فيه ،وانكشاف سره وبطنه ،فيصحب الكم السُابق ،فيظن الختلف باقيا،
وقد انحى فاحفمظ عليه .
325 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نكتة :
الصابة والخطاء يطلق ف العمحليات تارةا :على ترتب الغاية على الصنعة وعدمه ،وتارةا:
على الريان على وفق القاعدةا /1) ، (417وف الشرعيات :مراةا :على الوصول إل مراد
الشارع ،ومرةا :على الكم بقتضى الدليل ،فيختلف بسُب الختلف بالأخذ ،فيكون
معنم الكم بشيء أن مقتضى هذا القدر من البادئ كذا ،وبذا العنم يرتفمع التنازع ف
الشرعيات؛ وبعد ذلك فالنسُخ أيضا من أقسُام التطبيق ،إذ فيه أعمحال كل دليل ف
وقته ،وكذا التخصيصخ ،إذ فيه أعمحالا ف مل ما ،وبعد ذلك فمحن باب التطبيق فيمحا
صح سنده ودللته ولو ف المحلة المحل على العزمية والرخصة ،أو على الباحة والكراهة،
أو على التشديد والتسُهيل ،أو التنزميه والتحري بناء على ضابطة إسقاطر النكار .
وعامة الرواةا من ل يوض ف دقائق الحكام إذا روى بالعنم ،أمكن أن يزميد وينقصخ ف
الطلب والكف؛ وأما الذكر والتمك أو التعيي واليهام فل يعده من باب التعارض ،إل
من قل خوضه ف العان ،وقريب منهمحا تقدي وتأخيخ ف الكلم .
نكتة :
ذكر حجة السلم ف )فيصل التفمرقة بي أهل البدع والزمندقة( أن الشيء يكون له وجود
ف نفمسُه خارج الس والعقل ،وهو الوجود الذات؛ ووجود ف الس كالشمحس رغيفما
والقطرةا خطا وقوس من ميط الدائرةا الكبيخ مسُتقيمحا ،ووجود ف اليال إما على صورةا
الشاهدةا كطيف النائم والبسم ،وإما على صورةا للذكر ووجود ف العقل بتجريد الذات
أو الوصف الختصخ ولو عرفا عن غواشأيهمحا كالصنعة من اليد والفمظ من العي ،ووجود
تشبيهي وهو استعارةا ) /1 (418اسم البائن لشيء لشأتماكهمحا ف معنم معروف ،ويب
المحل ف النصوص على ما هو القوى ف التمتيب الذكور ،إل أن يلوحَّ للناظر ما يدل
على نفمي شأيء من السُوابق ،فيحمحل على اللحق ،مذعنا بأنه مراد الشارع؛ فهذا وجه
من التطبيق ف الخبار ،وإصابة للحق كامل أو ناقصا .) /1 (419
326 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نكتة :
ماول التطبيق ل يسُتغن عنهمحا ،لا سبق :أن القاطعي ل يتعارضان ،فمحعارض القاطع
مظنونا كان أو مزموما به مروحَّ ،وشأبهته حجاب على الق ،وبكشفمها يرتفمع،
والظنونات والزمومات دونه تتعارض؛ فيجب تييزم قرينة تطابق الواقع أو تقاربه ،عمحا
يلتبس با من أمارات قاصرةا ،ونكات شأعرية ،وتويهات سفمسُطية ،تصيخ غينا على عي
العقل .
فهذا الاول والادل يشتمكان ف الرحَّ ،اشأتماك العال للصلح للبنية ،والعاند الفمسُد لا
فيه ،والفمارق أن نظر الول بالنصاف ،وهه ف انتخاب السُال من القدوحَّ ،ومأخذه
كلم صاحب الذهب من الشأارات والتفمريعات ،ونظر الثان بالعتسُاف ،وهه ف
إلزمام الشناعة لتحرك المحية للمحخالفمة ،ومأخذه ما فرطر من قلم ،أو لسُان بصرفه إل
مسُتبعد ،ومالفمة عامة ما يوجب التبكيت والتحمحيق .
327 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نكتة :
الرحَّ :إما ف أطراف الكم من حل على غيخ المحل ،أو ف نفمسُه نفميا وإثباتا ،أو ف
سوره من عمحوم وخصوص ،أو ف جهته كدوام ول دوام؛ وإما ف قوته من وهية أو
ظنية ،ضعيفمة أو ) /1 (420قوية أو متوسطة ،أو جزممية مطابقة أو ل ،فهي بالقيقة
ترجع إل الربعة الول؛ وقد فصلته أكثر من هذا ف الناظرةا.نكتة :
وجوه التمجيح كنت أشأرت إل كثيخ منها ف تفماوت مراتب أصحاب الطرق الثلثة:
العقل ،والنقل ،والكشف ،فإذا تعارضت وجوه التمجيح ،فالقرائن القوية القليلة تقدم على
الكثيخةا الضعيفمة ،وهي إذا كانت للوقوع ترجح على مرد صحة الحتمحال ،وحكم
الشيء بصوصه على حكمحه ف ضمحن العمحوم ،والعلوم وقته على مهوله ،ومؤخر الوقت
على مقدمه .
والمحلة :أن الحسُن أن ينكم ف ذلك القلب السُليم ،والوجدان السُتقيم ،فمحا اطمحأن
ي وجه واحد للتمجيح ،كثيخا ما يتلف وينتهض تارةا، إليه القلب يقدم على غيخه ،وتع ن س
وينتقض أخرى ،ول ضرورةا ف التزمام موارد النقوض والتكلف لدفعها؛ والعقل إذا صح
مقدم على النقل ،إذ النقل يثبت بالعقل ،ففمي تركه إبطال الصل بالفمرع؛ وأيضا يسُلم
النقل بالتأويل ول مسُاغ له ف العقل ،وها يتقدمان على الكشف لزميد الشأتباهات
ومداخلة التعبيخات والتأويلت فيه .
وقولم :هذا طور وراء طور العقل ،يريدون به :القواعد الت أسسُها الفملسفمة وسوها:
العقول ،وما هي إل ثرات العقل القاصر ،إذ هو وراء طور العقل ف ابتداء الصول،
وإن كان يتلقاها من جهة الصلحَّ والقبول .
وبالمحلة :ل ريب ف أن العقل العامي كثيخا ما يقصر عن حقيقة الكشوف والنقول،
فعليهم يتوجه الرد والنكار ،وأما العقل ) /1 (421القدس النور فليس شأيء من الق
328 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
يالفمه ،ولذلك اتفمقوا أن ل يعتقدوا ظواهر النصوص إل بعد إثبات المكان ،وهذا هو
العذر لعامة الذاهب كمحا قال العارف :
جنك بفتان وأدوأ ملت بمه راعزرينهم ...جول نديد ند حصيفت ره إفسانه زوأند
نكتة :
ف نفمس التطبيق مدارج ،أرجحها أن يثبت بالبهان ما يتشبث حكايات أهل الذاهب
بواشأيه ،ودونه أن يثبت الق ف واحد ،ويبي أعذار القاصرين والنحرفي عنه بقرائنها،
ث أن يبدأ احتمحال صحيح يتطابق به الذاهب ،ويكون رجحانه بنفمس هذا النطباق ،ل
ببهان آخر ،ث أن نبدأ احتمحالت للتطبيق ،فيقع الزمم بالقدر الشتمك بينها أن :النزماع
ليس حتمحا ،ث أن يطبق عمحدةا الباب ،ويلغي التفمريعات الغريبة عن العتبار .
نكتة :
بالغ ف )متصر الصول( صاحبه ف ضوابط الرحَّ والتمجيح ،ووضع كل الول وجل
الثان ف القياس الفمقهي ،ول يهمحنا الطالة فيه؛ ونظر ف ترجيح عامة النقليات وهو
يقارب مقصدنا ،فالتقطت ما استحسُنت منها بشريطة الياز لزميد النفمع ،وأحلت الباقي
على الراجعة إليه ،وأستطرد ترجيح الدود بالوضوحَّ والتعارف والذاتية على غيخها ،وبقرب
الصطلحَّ من اللغة ،أو ) /1 (422الشرع ،وبرجحان طريق كسُبه ،ونو ذلك،
واختلفموا ف العمحوم والصوص ،لكثرةا النفمع ،وحصول التفماق؛ وتعرض لتمكب
التمجيحات مثنم وثلث وما زاد ،وترك تعارضها وهو أهم لكثرةا الوقوع والاجة ،وتعرض
لبعضها صاحب )التنقيح( .
نكتة :
329 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
فمحن الول :فرطر الوثاقة ،وهو ف الفمظ فمحن وافق الكتوب بل اعتمحاد عليه فهو
أحسُن؛ وف الفمهم ومنه الهارةا ف اللغة وغوص الفمكر وتنبه القرائن وعدم التلقن؛ وف
الورع والصدق؛ وف التلقي عن السُمحاع والقرب وتوجه القلب والباشأرةا؛ ومنه التصال
فالسُند على الرسل والرسل من ل يروي إل عن عدل على غيخه ،وقلة الوسائط،
وصراحة الرفع ،والسُمحاع على مرد اللقاء؛ ومنه العدد فالتواتر على الشهور ،وهو على
الحاد ،وكثرةا الرواةا على قلتها .
ومن الثان :التمتيب بي الكم والفمسُر إل الخر ،والعبارةا على الشأارةا إل الخر،
والرم على البيح ،والثبات على النفمي ،والاز على الشأتماك ،والتأسيس على التأكيد،
والفميد على الشو ،والطلق على التقييد ،والعمحوم على التخصيصخ ،والبقاء على
النسُخ ،والفمصل على المحل ،ومعلوم التاريخ على غيخه ،والجاع الصريح على السُكوت
ونوها .) /1 (423
ومن الثالث :التوابع والشواهد ،ومعاضدةا دليل آخر ،وتفمسُيخ رانو فاهم للقرائن عارف
للمحقاصد ،وموافقة عمحل الراوي ،وكثرةا الزمكي وجودتم وصيغها ونو ذلك .
نكتة :
يقدم القياس على مثله بالصل لكونه قطعيا ،أو أقوى ظنا ثابت الكم متفمقا عليه،
وبالعلة لذلك ،ولكونه ثبوتية حقيقية ظاهرةا الناسبة والتأثيخ منضبطة مطردةا منعكسُة
ضرورية ،ل تسُينية أو تكمحيلية فقط ،وعامة للمحكلفمي ،وبالفمرع للمحشاركة ف عي الكم
والعلة مع الصل ،وبقطعية وجود العلة فيه وشولا له ولزمومها له ،وعلى النقول إن كان
أضعف منه لضعف السُند أو بعد العنم ونوه؛ وبعض هذه الوجوه متلف فيها -وال
أعلم بالصواب .-) /1 (424
330 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
عرفوه :بأنه جوهر ذو وضع ل يقبل القسُمحة خطأ ول وها ول عقل ،واتفمقوا على انتهاء
الوليي عند غاية الصغر ،واختلفموا ف الثالثة ،فالكمحاء حيث جعلوا العقل ظرفا واقعيا،
كان وجوب مطابقة تزمئة الصغيخ والكبيخ ف الاذيات والسُريع والبطيء ف الركات
قسُمحة واقعية ل تقف عند حد ،والتكلمحون لا أنكروه كان معنم القسُمحة العقلية عندهم:
أن يكم العقل بوقوعها ف الارج ،حيث ذكروا ف الستدلل عليه أن ال -تعال -
قادر على جيع المحكنات والتقسُيمحات ،حيث ل يشتمطر منها لحق بسُابق مكنة معا،
فإذا أوجد ال -تعال -كل قسُمحة مكنة ،فأما تلك القسُمحة إن انقسُمحت لزمم اللف،
وإل لزمم الزمء ،والكمحاء ل يدعوا مكان وقوع جيعها ف الارج بل ناية ،وإنا أثبتوا
حكمحا إجاليا بتمحايزم الطراف ،فالتكلمحون اعتمفوا بقيام ست ماسات به ،فمحا منعوا تايزم
الطراف ،والفمرق بينه وبي الجسُام الديقراطيسُية أن الانع ف الزمء الصغر فقط ،وفيها
ذلك مع الصلةا فل نزماع ف مل واحد ،والتكلمحون بعد إمكان الزمء ل يثبتوا ابتداء
تركب الجسُام منها ،والقول بإمكانه ل يسُتلزممه ،كمحا ذهب إليه :ممحد بن عبد الكري
الشهرستان ) /1 ،(425ولكن قالوا به قصرا للمحسُافة ،فإن نظرهم لتصحيح أصول
الشرائع فقط .
والكمحاء :حيث أرادوا تقيق القائق ،مهدوا الكلم على إمعانات ،فخاصم الشائية
الديقراطيس ف إبطال مذهبه ،ث أفلطون ف إثبات اليول ،ث فرعوا عليها تفمريعات
مقدوحة عند التكلمحي ،مالفمة على حسُب تقريرهم لصول الشرائع ،فطرحَّ التكلمحون
مؤنتها ،فهذا منهم كقول بطليمحوس :ل نثبت ف الفملكيات فصل ،ول يثبت بالبهان أن
الصانع -جل مده -هل صنع فيها ما يزميد على ضرورةا ضبط الركات أم ل ببهان؟
فافهم .
نكتة :
331 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اختلفموا ف الكان ،سطح أو بعد ،واتفمقوا على أنه المر الذي يشار بسُبه من هذه
وهناك ،فإذا أشأيخ إل مكان ث إل آخر كان بينهمحا بعد قطعا ،فتنبهت له الشأراقية
ونبهوا على وجوده أن ف القلة فضاء يتوارده الجسُام مطابقة له بأحجامها .
قالت الشائية :هو أمر موهوم ،وما ذلك البعد إل للجسُام ،فيتوهم التواردةا التسُاوية
متحدا باقيا ،فاعتمفوا أن من هذه بعدا موهوما يتوارده التحيزمات ،وتنفمذ فيه أبعادها
وهيا ،وهو مذهب التكلمحي ،وهذا الوهم سواء أسند إل الظرف أو الظروف ،فإن
مداره هو الظرف ،إذ به تعرف مسُاواةا الظروفات التعاقبة .
والتكلمحون :ل ينكرون هواء سطح جسُم بسُم ،ففمي غيخ ما فرض مددا يتلزمان ،فلم
يبق نزماع ،إل أن الحق بالتسُمحية هذا ) /1 (426أو ذاك ،والظرفية العرفية شأاملة لمحا،
وقبل حصول السُم فيه كلها متوهم ،وبعده البعد موهوم ،والسُطح موجود فرجحوه
به ،وقولم :اليزم ما به تتمحايزم الجسُام ف الشأارةا وضعا كان أو مكانا ،ففميه أنه ل
يقال :السُم ف الوضع ،كمحا يقال :هو ف اليزم والشأارةا بنا وهناك إل الكان دون
الوضع ،فإن الوضع وإن اتبعه فل بد فيه من ملحظة المر الباين ،ول يتاج إل مباين
ف هنا وهناك .
وفهم الشأراقية :أنه كمحا أن مدار التقدم والتأخر بالذات هو الزممان ،ومدار الصغر
والكب القدار ،ومدار القلة والكثرةا العدد ،كذلك يب أن يكون مدار ما يشار إليه بنا
وهناك بالذات ما يتنع الركة عليه وعلى أجزمائه الفمروضة لذاته ،فإن الكان يتحدد قبل
النقلة ،فيمحتنع عليه التخلخل والتكاثف والفمصل ووقوع الدود بالفمعل ،وكل أمر زائد
على نفمس البعد والقدارية ولو كان سطحا كان قابل لا التبعية مله ،وإن ل يكن ذلك
لا يشار إليه ف ثخن السُم نقلة من هنا إل هناك سواء كان وجوده بالفمعل أو بالقوةا
القريبة منه ،ولزمم أن يكون تصور انتقاله موجا إل تصور أمور خارجة عنه؛ فلو فرض
ترك العال كله بركة واحدةا وضعا ل يثبت للجزماء حركة انتقالية أصل ،لنفماظ
الوضاع .
332 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والشأراقية :لا اعتادوا مطالعة لطائف النوار والمور الثالية ،هان عليهم تصوره .)/1
(427
وخفمي على الشائية :فتوجهوا إل إبطاله تارةا بأن البعاد متمحاثلة يصح على كل منها ما
يصح على الخر ،فإذا احتاج البعد لذاته ف الجسُام إل مادةا احتاج إليها جيع البعاد
فصارت أجسُاما ،وقد عرفت انتفماء المحاثلة من بيان أحكامه ،وتارةا بأن استحالة
التداخل للبعدية ،فلو كان بعدا مردا امتنع انتقال السُم فيه من حيزم إل حيزم آخر .
ومن البي أن التداخل ف الواهر الفمردةا عندهم متنع ،فالتحيزم على الستقلل علة
قطعا ،فإن فرض ف القادير ما يؤدي إليه كان متنعا بتلك العلة فل حاجة إل علة
أخرى ،ول ند تداخل متنعا ل يؤدي إليه حت يثبت علة ثانية؛ مع أن الذكور ف
تعريف التداخل بالتفماق هو دخول متحيزمين حيزما واحدا ،ول يقل أحد بأن دخول
متحيزم ف حيزم ثان منه .
333 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ما يلحقها كهذه المور والقوق والعقود والحكام المحسُة عندهم موهومة ،ولا ف
الارج آثار ،وليسُت من قبيل الوجودات الذهنية الت أنكروا وجودها لشاركة المحتنعات
فيه ،فمحذهبهم إذا يقرب من الشأراقية؛ وليحفمظ هذا العنم ،فإنه نافع ف هذا الباب
جدا .
اتفمقوا على أن الزممان هو المر القسُوم إل اليام والشهور والعوام ،وهو غيخ ظلمحة الليل
وضوء النهار اللذين ها مدركان بالبصر ،وغيخ الشمحس والقمحر الدائر عليهمحا أمر اليام
والشهور والسُني ،وهو أمر غيخ قالر .
فقالت الكمحاء أول :إنه المر الذي به التقدم والتأخر اللذان ل يامع فيهمحا الفقطبسل
والبعد بالذات؛ ث ازدادوا فكرا فقالوا :هو كلم متصل غيخ قالر؛ ث أمعنوا فقالوا :هو
مقدار الركة ،ث أمعنوا فقالوا :هو مقدار حركة وضعية سرمدية للفملك اليط بالكل أسرع
من جيع الركات .) /1 (429
والتكلمحون قالوا :هو تقدير متجدد موهوم بتجدد معلوم ،ول يريدوا بالتقدير فعلنا فإن
الزممان ليس من فعلنا ،ول نفمس المور التجددةا ،فإنا تكون جواهر ،أو أعراضا قالرةا،
وليس شأيء منها زمانا ،بل أرادوا أمرا موهوما ،بسُبه يتقدر متجدد بتجدد ،وهو عند
الكمحاء كذلك ،فإن أهل العقول التوسطة من الكمحاء والتكلمحي توافقوا على :أن
الركة القطعية الت ينطبق عليها الزممان أمر مرتسُم ف اليال من الركة التوسطية ،وأن
اتصال العدوم بالعدوم مال ،وأيضا اتفمقوا على أن الركة :هي التجددةا النصرمة لذاتا،
فكأنم قالوا :هو أمر بسُبه وبالنظر إليه يتقدر توال أكوان الركة سابقية ولحقية،
والتكلمحون :ل يوافقوهم ف إمعاناتم لعان وتفمريعات غيخ مسُلمحة عندهم؛ والكتفماء
بعنوان واحد من بي وجوه متعددةا ،ل ينبغي أن يعد نزماعا حقيقيا .
334 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والشأراقية :وافقت مققي الشائية ف وجوده الدهري ،وأنه متصل الذات مقدار الركة،
ولكنهم -كمحا زعمحوا -البعد القار السُمحان مقدارا جوهريا ،زعمحوا البعد غيخ القار
أيضا مقدارا جوهريا ،حيث ل يدوه طبيعة ناعتية الذات ،ول وجدوا فيه معنم اللول،
فل يقال :الزممان ف الركة ،كمحا يقال السُرعة ف الركة ،واللون والبعد والركة ف
السُم ،ول وجدوا لصوص الركة الوضعية ف تقويه مدخل ،لفتقار الركة النفمسُانية
الكيفمية التقدمة بالذات على الوضعية إليه ،ول وجدوه يتعدد بتعدد الركات مع تقدرها
جيعا به ،وامتناع تقدر الشيء بالذات با يقوم بغيخه ،ووجوده أبعد ف قبول العدم من
مله ،وحامل مله ،ومقوم حاله ،لستلزمامه الوجود على تقدير العدم بنفمسُه دونا ،مع أن
وجود العرض ف نفمسُه هو وجوده لله ،فينعدم بعدمه ،حت إن الوجود إذا قام بشيء
انعدم بعدمه ،وهو أشأد معاندةا للعدم منه .) /1 (430
والشائية :لا سلكت ف إثباته تقدر الركات به ،وما كان القدار عندهم إل كمحا جزمموا
بعرضيته ،حلوا قرائن الوهرية على استبعادات عرفية ووهية ،ث بالغوا ف أن أية حركة
مقومة له .
والتأخرون من مققي الكلم :لا أذعنوا لدوث العال بأسره ،جعلوا الزممان قسُمحي:
موجودا :هو معيار التجددات والركات ،وموهوما :لعتياد الدارك به ،جعلوه مناطر اللقفدم
الزممان للواجب ،وظرفا لعدم الزممان ،إذ ليس العدم شأيئا مققا متجددا حت يتاج إل
زمان موجود ،قاسوه على البعد القار التحقق من الركزم إل الدد ،والتوهم منه إل مال
يتناهى وها؛ فهؤلء قد سلكوا شأيئا من مسُالك التطبيق ،فافهم هذا ،واعلم أن التطبيق
بي كلمي هؤلء الاهرين ف التحريرات والتمحييزمات عسُيخ بالنسُبة إل غيخهم -وال أعلم
.-
نكتة :
اختلفموا ف لسنبـلية رفع اليدين ف الصلةا بعد التحرية ،مع اتفماقهم على أنه ل يصح فيه
أمر باستحباب ،ول بيان فضيلة ،ول نى الصحابة عنه قط ،وعلى أنه ثبت عنه -صلى
335 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ال عليه وسلم -فعله مدةا ،إل أنه زاد ابن مسُعود -رضي ال عنه -فقال :أل أصلي
بكم صلةا رسول ال -صلى ال عليه وسلم -؟ فلم يرفع يديه إل ف أول مرةا ،وظاهر
أنه ل يرد تركه أبدا ،وإنا أراد تركه أخرا ،كمحا يشعر به بعض ما ينقل عنه :أن آخر
المرين ترك الرفع ،ول يدري مدةا التمك ،فيحتمحل أنه تركه ف أيام الرض للضعف ،فظن
قوم :أن سنيته كانت بجرد الفمعل ،فبطلت بالتمك؛ وقوم :أن التمك بعذر وبغيخ ني ل
ينفمي السُنية ،كتمك القيام الفمرض بالعذر ،فهي إذا باقية فل مناقشة للمحجتهدين ف أصل
سبنيته ف المحلة ،ول ف بقاء جوازه ،وإن منعه بعض التعصبة إذ ليس ما يالف )/1
(431أفعال الصلةا ،لبقائه ف التحرية ،والقنوت ،والعيدين ،فل نكيخ على فاعله
لحد ،بل ف بقاء سنيته بناء على الظن ،فل نزماع إل ف الواظبة والرجحان ،وحيث
واظب عليه جع بلغوا حد الستفماضة فوق الشهرةا .
ول يتعرض -صلى ال عليه وسلم -لفمعلهم كمحا تعرض لرفع اليد ف السُلم ،حيث
قال :)ما بال أيديكم كأنا أذناب خيل شس( .وهو -صلى ال عليه وسلم -كان
يرى خلفمه كمحا يرى أمامه ،فثبت بقاء سنيته ،وتركه -صلى ال عليه وسلم -أحيانا،
كمحا رواه ابن مسُعود -رضي ال عنه ،-والباء بن عازب -رضي ال عنه -؛ وعدم
التعرض لتاركه يقضي بسُقوطر تأكيده ،ول يبلغ أبا حنيفمة -رحه ال -خب هذا المحع،
إنا روى له الوزاعي ،عن ابن شأهاب ،عن سال ،عن ابن عمحر -رضي ال عنهمحا -
فرجح عليه أبو حنيفمة حادا ،عن إبراهيم ،عن علقمحة ،عن ابن مسُعود ،بكثرةا الفمقه ،ل
بكثرةا الفمظ ،فكأنه ظن أنه تفمطن ابن مسُعود للنسُخ دون ابن عمحر ،حيث ل يرفع إل
ف التحرية ،بناء على أن السُكوت ف معرض البيان يفميد الصر ،وما يذكر عن
الشافعي -رحه ال -من عدم الرفع عند قبه مشعر بعدم التأكيد .
نكتة :
اختلفموا ف نسسُ ل
ك النب -صلى ال عليه وسلم -أنه كان مفمردا للحج ،أو قارنا ،أو ط
متمحتعا ،سائق الدي ،ووجه التطبيق :أن النب -صلى ال عليه وسلم -حي جع
336 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الناس ،وخرج من الدينة النورةا إل مكة العظمحة ،كان ل ينوي إل الج ،فلمحا بات
بذي الليفمة ف العقيق ،سأمر بالقران فقال :)لبيك بجة وعمحرةا( ،فلمحا دخل مكة ،وتذكر
جهالة العرب أن العمحرةا ف أشأهر الج من أفجر الفمجور ،وعرف أنه ف آخر عمحرةا ،ول
يعيش ) /1 (432إل قابل ،أراد رد هذا الوهم بأبلغ وجه ،فأمر الناس بفمسُخ إحرام
الج ،وجعله عمحرةا ،وقال :)لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الدي،
وأحللت مع الناس كمحا حلموا( ،فكان سمفملردا بسُب ابتداء النية والشهرةا ،وقارنا بسُب
تلبيته من العقيق ،حيث أمر -صلى ال عليه وسلم -ف هذا الوادي البارك :)وقل
عمحرةا ف حجة( ،وكان متمحتعا ،سائق الدي بسُب الم والرغبة ،ول ينقل تديد الحرام
للحج يوم التموية ،نعم عرف تديد التلبية عند إنشاء السُفمر إل عرفة من منم ،فكان
قارنا حقيقة ،مفمردا ف أول العمحر ،متمحتعا ف آخره .
نكتة :
واختلفموا ف وجه التطبيق ،فقيل :)ل عدوى( سببا مسُتقل ،و )فر من الذوم( لنه من
السباب العادية ،لياد ال -تعال -الرض عقيب مالطته كسُائر إضاعة الحتمحاءات
وارتكاب خلف الزماج ،وإنا نفمى عنها دون سائرها ،لنه ل يتبي وجه تأثيخه ظسنن
روحانيا قاهرا بل مسُتقل؛ وقيل :)ل عدوى( ف نفمس المر ،و )فر من الذوم( ترزا عن
مواضع التهم والتوهم؛ وقيل :)ل عدوى( ف حكم الشرع ،فل يلزمم على العدي ضمحان
جنايته ،ول النتقام منه ،و )فر من الذوم( صونا لسُدك من العلة البيثة ،العسُيخةا
البء .
نكتة :
337 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
طائفمة من الصوفية قالوا :بوحدةا الوجود ،بعنم :أن ليس ف الارج إل ذات الق وحده،
وكل ما يسُمحى )غيخ( أو )سوى( فهو من تطورات ظهوره ،وتقييدات شأؤونه .
وطائفمة قالوا :ل نسُبة بي الق واللق إل نسُبة الياد ،فل عينية ول وحدةا أصل
بينهمحا ،من الوبحدةا من قال :إن ذلك ف ) (1/433العاينة والوجدان دون الواقع ،فل
ماصمحة معه لمكان اجتمحاع هذه العينية الوجدانية مع الغيخية الضة الواقعية ،كاختفماء
الكواكب عن البصر عند طلوع الشمحس ،واشأتداد النهار ،أو كرؤرية المحرةا على العال
عند وضع زجاجة حراء على العي؛ ومن اعتقد أنه ف الواقع كذلك ،فالتطبيق على
معتقده أن ف العال نظرين :
نظرا :إل جهة امتياز القائق وما هي إل جهة عدمية ،وأنن للعدم أن يتحد بلوجود
فبالغ ف امتياز القائق وسقوطها ف ظل الوهام ،ونزماهة وجه الق عن غبار الكوان
والفهام ،وقال :هو وراء الوراء ،ث وث ،فحكم بانقطاع النسُبة سوى ظلية الصفمات،
وإياد مرايا الذوات ،فيطابق حينئذ مسُلك الشهودية ،ول يدعي أحد اتاد المحكنات
برتبة الحدية الردةا ،وصرافة الذات .
والنظر الثان :ف العال ،من حيث اكتنافه بقيومية الق ووجوده ،بسُريان فيضه من حيث
إنه أقرب إليهم من حبل الوريد ،وهي بالنسُبة إل الق كالصور التمائية ف مرآته ،أو
أمواج وأشأكال متوهة ف شوله واتسُاعه ،فلم يثبت للعال عينا غيخ عي الق ،وقال :هو
عي كل شأيء ف الظهور ما هو عي الشأياء ف ذواتا ،بل )هو هو( و )الشأياء
أشأياء( ،فالشهودي ل ينكر أن وجود العال بقيومية الق قيومية موجودةا لوهوم ل يقاس
با قيومية النفمس للبدن والوهر للعرض ،بل أشأد من ذلك وأقوى من غيخ مداخلة
ومازجة وانصار ،فيعب عن ذلك بالياد واللق ،ل كخلق البان للبناء ،أو اقتضاء
الصور النوعية للعراض ،وأما التعبيخ بـ :)هو هو( أو )هو ليس هو( ،فهو ل يغيخ ربطا
واقعيا ،إنا هو طرق التعبيخ للمحعنم الدقيق ،أليس بي الثلثة والفمرد ربط واحد مصحح
أن يقال تارةا :الثلثة فرد ،وتارةا :الثلثة مفمهوم ،والفمردية عارضة لا .) /1 (434
338 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقد بينا ف )دفع الباطل( هذا العنم با ل مزميد عليه ،فمحن اشأتاق فليخجع إليه .
وأما بعض الشهودية ،الذين قالوا :إن العال وجود خارجي حقيق مسُتقل غيخ الواجب
من آثار صنعه ،وبعض الوجودية الذين قالوا :ليس الواجب غيخ هذا اليكل الخصوص
السُمحى :بالعال ،فهو من كثرةا أجزمائه عال ،ومن حيث وحدةا اجتمحاعه حق ،فهمحا على
طرف مضادةا ،يمحعهمحا هذا السُر الذكور من قبل ،ويفمرق بينهمحا قصور نظر كل من
الفمريقي .
نكتة :
أساس النزماع بي الفمريقي على ما حصله إمام الشهودية هو :عينية الظل أو غيخيته
للصل بالقيقة ،والنطباق أن يتأمل أن ظل العلم علم ل غيخه ،وكذا سائر الصفمات،
وهو بنفمسُه مصرحَّ أيضا بأن قاعدةا العقلء أن ماهية الشيء ما به الشيء )هو هو( غيخ
مسُلم ف الاهية الظلية بل الظل هو بأصله ل بنفمسُه ،فأصله أقرب إليه من نفمسُه،
فحينئذ ل يبق بينه وبي قول الوجودية :)الظل :ظهور الشيء ف الرتبة الثانية وما
بعدها( ،فرق يعتد به إل بالتعبيخ ،فإن كل منهمحا عند الشهودية أخذ بشرطر الرتبة مع
القيقة فتباينا ،وعند الوجودية ل بشرطها فاتدا ،ومنشأ ذلك :مزميد اعتناء واحد بهة
المتياز ،وآخر بهة الشأتماك والغفملة عن الخرى ،فثبتت العينية من وجه ،والغيخية وجه.
نكتة :
اتفمق العلمحاء والصوفية الشهودية على :أن النبوةا أفضل الولية ،ولذا كان النب معصوما
عن العاصي ،مأمون الاتة ،علمحه قطعي ،وقبوله واجب ،وإنكاره كفمر دون الول ،وقال
الخر واللئكة
بال واليوم
آمن
من
الب
-سبحانه وتعال -) /1 :(435 } ولكن
والكتاب والنبيي { .ول يذكر معهم الولياء .
وقالت الوجودية :الولية أفضل من النبوةا ،ولا كان التفمموه به ثقيل منكرا ،فسُر بأن الراد:
جهتا شأخصخ واحد من النبياء ،والولية توجهه إل الق بالتمحام ،والنبوةا توجهه إل
339 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
اللق بالمر بل واسطة ،وجهة الق أشأرف من جهة اللق ،فاختلس منه أن النبوةا
أفضل ،والولية أشأرف .
وخاصمحهم الشهودية :بأن النبوةا ليسُت نفمس التبليغ والتمبية ،بل هي قبول الوحي منه -
سبحانه -لمر التبليغ ،فهي جهة الق دون اللق ،وبأن النبوةا غاية الولية ،وانتهاء
كمحالا ،فهي أفضل منها ،وبأن التوجه إل اللق بنيابة الق وجارحيته ،بعل نفمسُه ف
ضمحن الق وجهته ،بلف التوجه إل الق ،فإنه بعله خارج الق ف مسُامتته .
وتفمطن الشيخ ،الدد -رحه ال :-أن غرضهم :أنه بعرفة التوحيد الوجودي يصل من
زوال الثنينية ،وتام الفمناء ،وكمحال الوصل ،كمحا هو عند الولياء ،مال يصل ف أحكام
جهة العابدية والعبودية ،بفمظ الدب ،وكمحال الطاعة ،كمحا هو دعوةا النبياء -عليهم
السُلم ،-وطريقتهم التوارثة عند العلمحاء ،فأزاحه بأن طريقة الولية وكمحالتا ظلية ،وها
للنبوةا أصلية ،وشأرحه على ما فهمحت أن طريقة النبوةا ف البداية والنهاية ،تفمضل طريقة
الولية فيهمحا ،وتوجه النبياء إل الوية الارجية بل توسطة برزخ ،ومرآةا من النفمس
والفاق ،وانتهاؤرهم إل التجليات الوجودية إل حصول ربط القبول ،والنيابة والمحاية على
يد من بأيديه نظام القضاء والقدر ،فيختب عليهم آثاره ف الارج .
وتوجه الولياء إليه -سبحانه -) /1 (436بتوسط البازخ ومرايا النفمس والفاق ،فمحن
جاوز هذا منهم فقد دخل ف وارثة النبوةا بالعرض ،وانتهاؤرهم بالبقاء الوجدان بالق ،ول
يتمتب عليهم آثار الولية ،والوجوب مطلقا ،إل ف إدراكهم ووجدانم ،وإل القيام بال
التابعة للنبياء ،بسُب مراتبها السُبع ،وإن اشأتمكوا ف نيل تلياته -تعال -ف الرايا
الدراكية ،والتلقي منه -سبحانه -بل واسطة ،فالق :أن فضل الولية :بطول البقاء،
وسعة الدائرةا ،ودخل السُعي ،والكتسُاب فيها؛ وفضل النبوةا :بصول نوع من
الستقلل ،ومزميد الختصاص والاه ،واستحكام الرابطة معه ،وأن الول إذا خاض ف
أنانيته ،دخل ف مراتب الطلق ،وداخل ف حقائق الشأياء ،وانكشف عليه شأأن من
340 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
الذات ،ربا يفمى على النب؛ والنب يب تعنرفه لواسطة اللقاء ،والمحع بي رؤريته
وكلمه ،وليس ذلك للول ،ولكن الق الصريح :أن التابع دون التبوع .
وما يوجب الشأتباه :أن الخر حصول يغيخ عند صاحبه ،ث إن هذا ف مض النبوةا
والولية الاصة ،فمحن فاز مع ذلك بنوع آخر من الكمحال ،أو بالمحع بي صنوف من
الكمحال ،ينبغي أن ينظر ف فضله ،وفضل اجتمحاعها فيه ،ول يقتصر على ما ذكر .
نكتة :
ادعى الكمحاء امتناع الرق ،واللتئام على الفلك ،وخالفمهم أرباب الشرائع ف ذلك،
والق :أن الكمحاء ل يأتوا فيه ببهان ،فالدلة الذكورةا فيه على تقدير تامها ،إنا تدل
على امتناعهمحا ف تدد المكنة والزمنة ،ول دخل لباقي الفلك ف ذلك ،وإنا حكمحوا
بذلك لدخولا ف اسم الفملك ،ولوافقتها له ف الركة الدورية ،مظنونا فيها الدوام/1) ،
(437ول يعلمحوا أن دوام ميل نفمسُان مسُتدير للكل ل يناف ميل مسُتقيمحا لجزمائه،
سيمحا للمحنفمصلة منها .
وقد صرحَّ الصدر الشيخازي :بأن هذا الكم منهم بنوع من الدس ،وما هذا الدس إل
من قبيل تبادر الذهن ،ل من مقدمات البهان ،وأهل الشرع جزمموا بدوث الفلك من
مواد تشارك العناصر ف أصلها .
نكتة :
ذكر الكمحاء لكائنات الو أسبابا من تغيخات الواء والاء ،بالستحالت والنقلبات
والختلطات ،وأرجعه أصحاب الشرائع إل ملئكة يتصرفون بأمر ال ،فتبي النافاةا
بينهمحا ،ول تناف ،فإن للشأياء أسباب أربعة ،والكمحاء اعتنوا بالادية ،وأصحاب الشرائع
بالفماعلية ،كيف؟ والكمحاء ل يسُتغنون عن أسباب ساوية غيبية ،يسُمحيها عامتهم:
341 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
بالوضاع الخصوصة ،وخواصهم :بالقوى الروحانية ،وإنا يتصرف الفماعل بمحع الواد
وإصلحها ،كمحا نرى ف أفاعيلنا ،فل ينبغي النكار؛ كيف؟ ويعرف من التوراةا :أن
البخار يرتفمع من وجه الرض فيسُقي نواحيها؛ ولا ثبت نزمول هذه القوى من السُمحاء،
صح أن الاء ينزمل من السُمحاء ،وجاز أن يراد من السُمحاء طبقة الزممهرير ،والبد العاقد
فيها هو جبال البد ،يصيب به من يشاء ،ويصرفه عمحن يشاء .
نكتة :
ض فراشأا{ و )دحاها( و )سطحت( أنا أهل الشرائع :يفمهمحون من مثل قوله تعال :}الر ف
سطح مسُتو؛ والكمحاء :) /1 (438يثبتون كرويتها بالدلة الصحيحة ،فيتوهم اللف،
ويدفع بأن القدر السُوس منها ف كل بقعة سطح مسُتو ،فإن الدائرةا كلمحا عظمحت قل
انداب أجزمائها ،فاستواؤرها :باعتبار مسُوسية أجزمائها ،وكرويتها :باعتبار معقولية جلتها .
نكتة :
ورد ف الديث :)أن الشمحس إذا غربت تذهب حت تسُجد تت العرش( .وأثبت
الكمحاء :أنا ل تنفمك عن موضعها من الفملك إذا هي تت الرض ،فإن فهم العرش
ميطا ،فهي دائمحا تت العرش ،وإن فهم إل الفموق فقط ،فهي ل تذهب إليه ،وحل
اللف أن الكمحاء أثبتوا اختلف أحوالا بالنسُبة إل السُفمليات ف الوتاد الربعة،
فأصحاب النفموس الطهرةا ،والقلوب النورةا ،ينطبع ف بواطنهم حال القاعد عند الطلوع،
وحال القائم عند الستواء ،وحال الراكع عند الغروب ،وحال السُاجد عند غاية
النطاطر ،وهي ف جيع ذلك تت العرش ،لنه فوقها دائمحا ،وميط با .
نكتة :
أوتادا{ .
بكم{ ، } والبال
تيد
أن
الرض رواسي
ف
ورد ف الصحف اليد : } وألقى
342 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وف الديث الشريف :)كانت الرض خلقت تيد على الاء ،فأمسُكتها اللئكة ،فمحا
سكنت ،فخلق ال -سبحانه -البال فسُكنت با( .
وأثبت الكمحاء :أن انذاب الثقال إل مركزم العال الذي هو مركزم الرض والاء ،فالاء
فوق الرض معتمحد من كل جهة عليها على ست مركزمها ،فكيف تيد عليها؟ والبال
ف الرض فإن مالت مالت معها ،وكيف تنعها عن الركة؟ والطابقة أن من السُوس
التيقن عند أهل الند أن البئر إذا حفمرت تصل إل الثرى ،فيخشأح فيها الاء من الوانب،
كالعرق من ) /1 (439السُام بطيئا أو سريعا؛ فإذا أمعن فيه انتهى إل طبقة صلبة ل
يداخلها الاء أصل ،ث إذا بولغ فيه بكسُرها نبع الاء العذب السقراحَّ بقوةا وشأدةا كأنه
كان منضغطا فارتفمع ،فإن أخرج منه آلف فذنوب ل ينتقصخ؛ ول يدوا لذا الاء إل
أربعمحائة أو خسُمحائة ذراع ناية .
وال يعلم كم يوجد الاء وراءها؟ ول شأك أن تتها طبقة أرضية أخرى ،فكأنن تميد
الرض بذا الاء ،ل بالاء النبسُط فوقها ،ونصب أصول البال ف الطبقة الثانية من
الرض ،ل ف هذه الرض فقط ،فافهم .
نكتة :
وقع ف الكلم اليد :}ال الذي خلق سبع سوات ،ومن الرض مثلهن{ أي :مثل
السُمحوات السُبع .
ودلئل اليئة دلت على أن الرض قطرها :ألفمان وخسُمحائة وخسُة وأربعون فرسخا ،وهذا
ل يسُع سبع أرضي ف جوفه قريب من هذه الرض ،فمحا ظنك إذا كانت السُافلة
أعظم من العالية -كمحا يروى -؟ ول يوجد أرض أخرى بي السُمحاء والرض ،وهذا وإن
ل يالف الية قطعا ،لفراد الرض ،وإدخال )لمطن( التبعيضية ،فيفمهم أن تلك السُبع
قطع أرض واحدةا ،وهي كذلك ،فإن العمحور منها سبع بلد متلفمة بالديان ،والرسوم،
343 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والطبائع ،والنباتات ،وبعض اليوانات ،أحدها :للسُودان من :الببر ،والزمنج ،والبشة،
وأخرى :للبيض من :الفرنج ،والطنجة ،والسُقالبة ،ث للعرب ،ث للفمارس ،ث للهند ،ث
للتمك ،ث للصي؛ أو يتصرف ف الرض أن الراد علم العناصر ،وهو سبع طبقات ،وأما
المحل على القاليم فبعيد ،ولكنه يالف الديث الصريح ،ويدفع هذا اللف بأن )/1
(440ستة أرضي ف طبقات عال الثال ،كأنا ستة تاثيل لذه الرض .
والعامة وأصحاب الشرائع :ل يفمرقون بي أجسُام الشهادية والثالية ،إل بالصفمات:
كالطاقة ،والكثافة ،والنورانية ،والظلمحانية .
ويؤيده ما روي عن ابن عباس -رضي ال عنهمحا :-)أن فيها ابن عباس كابن
عباسكم( .
وقد يظن :أن تلك الرضي هي النتقثة النطبعة منها ف النفموس الفملكية ،وفيه :إنا إذ
اتسُع فالرضون عشر ،إل أن يتكلف أنه كمحا ليس للرض قدر مسُوس بالنسُبة إل
الفلك العلى ،ليس لا صورةا فيمحا فوق الفملك الشتمي ،ول يفمى بعده .هذا آخر ما
نقلته من كتاب )التكمحيل( .
وأما أثر ابن عباس الذي أشأار إليه ،فهو من رواية الاكم ف السُتدرك ،عن طريق
شأريك ،عن عطاء بن السُائب ،عن أب الضحى ،عن ابن عباس -رضي ال عنه -ف
مثلهن{ ،قال :سبع أرضي ،ف كل أرض نب كنبيكم، الرض
ومن تفمسُيخ قوله تعال : }
وآدم كآدمكم ،ونوحَّ كنوحَّ ،وإبراهيم كإبراهيم ،وعيسُى كعيسُى؛ وهذه اللفماظ :فيها
تقدي وتأخيخ ف بعض الطرق .
قال البدر الشبلي ف )آكام الرجان ،ف أحكام الان( :قال شأيخنا الذهب :إسناده
حسُن؛ ورواه الاكم أيضا ،عن طريق عمحرو بن مرةا ،عن أب الضحى ،بلفمظ :)ف كل
أرض نو إبراهيم( .
344 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقال :هذا حديث على شأرطر البخاري ومسُلم؛ ووافقه الذهب ف كونه على شأرطهمحا،
وزاد رجاله :)أئمحة(؛ حكاه تلمحيذ بدر ) /1 (441الدين النفمي ف )الكام(؛ ورواه أيضا
البيهقي ف )شأعب اليان( و )كتاب الساء والصفمات( له ،وقال :إسناده صحيح،
ولكن شأاذ برةا ،ول أعلم لب الضحى عليه متابعا .
قال السُيوطي ف )الاوي( :وهذا الكلم من البيهقي ف غاية السُن ،فإنه ل يلزمم من
صحة السناد صحة الت ،كمحا تقرر ف علوم الديث ،لحتمحال أن يصح السناد،
ويكون ف الت شأذوذ وعلة تنع صحته ،وإذا تبي ضعف الديث ،أغنم ذلك عن
التأويل ،لن مثل هذا القام ل تقبل فيه الحاديث الضعيفمة ،ويكن أن يؤول على أن
الراد بم :النذر الذين كانوا يبلغون الن عن أنبياء البشر ،ول يبعد أن يسُمحى كل منهم
باسم النب الذي بلغ عنه -وال سبحانه وتعال أعلم .-انتهى .
ورواه ابن جرير ف )تفمسُيخه( من طريق عمحرو بن مرةا ،عن أب الضحى ،بلفمظ :)ف كل
أرض مثل إبراهيم ،ونو ما على الرض( .
قال العسُقلن ،والقسُطلن :هكذا أخرجه متصرا ،وإسناده صحيح .انتهى .
وذكره السُيوطي ف )الدر النثور( ،وعزماه لبن أب حات ،وقال ف )التدريب( ف الكلم
على الطريق الول :ول أزل أتعجب من تصحيح الاكم! حت رأيت البيهقي ،قال...:
ال .
قال القسُطلن :ففميه :أنه ل يلزمم من صحة السناد صحة الت ،كمحا هو معروف عند
أهل هذا الشأن ،فقد يصح السناد ،ويكون ف الت شأذوذ أو علة تقدحَّ ف صحته،
ومثل هذا ل يثبت بالديث ) /1 (442الضعيف؛ ونوه ف )روحَّ البيان( ومثله ف
)سيخةا اللب( .
قال ف )البداية( :وهذا ممحول إن صح نقله على أن ابن عباس أخذه من السرائيليات .
345 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
قال السُخاوي ف )القاصد السُنة( :أي أقاويل بن إسرائيل ما ذكر ف التوراةا ،أو أخذ
من علمحائهم ومشائخهم ،كمحا ف )شأرحَّ النخبة( ،وذلك إذا ل يب به معصوم ،ويصح
سنده إليه ،فهو مردود على قائله .انتهى .
ونقل ف )الكمحالي ،حاشأية الللي( عن ابن كثيخ ،تلمحيذ شأيخ السلم :ابن تيمحية -
رحه ال -مثل ما تقدم من )البداية( ،ولفمظ علي القارئ ف موضوعه الختصر السُمحى:
)بالصنوع( نقل عن الافظ ابن كثيخ :ذلك وأمثاله إذا ل يصح سنده إل معصوم ،فهو
مردود على قائله .انتهى .
وقال اللب ف )إنسُان العيون( بعدما نقل قول البيهقي :ول يلزمم من صحة السناد
صحة الت ،فقد يكون فيه مع صحة إسناده ما ينع صحته ،فهو ضعيف .انتهى .
ومثله ف تفمسُيخ القاضي :ثناء ال ،السُمحى )بالظهري( كمحا قيل؛ وضعفمه الزمرقان أيضا .
وذكره الشوكان ف تفمسُيخه :)فتح القدير( ول يزمد على قول البيهقي :) /1 (443وف
إسناده عطاء بن السُائب ،وهو من الختلطي ،كمحا صرحَّ به النووي ف مقدمة شأرحه
لسُلم .
وف )هدى السُاري ،مقدمة فتح الباري( :اختلط ،فضعفموه بسُبب ذلك .
وقال ييح بن معي :ل يتج بديثه ،وما روى عنه البخاري إل متابعا ف مقام واحد مع
أب بشر ،ول يرج عنه مسُلم
وقال الاكم ف :باب الكسُوف من )السُتدرك( :ل يرجاه ،بسُبب عطاء بن السُائب.
انتهى .
346 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
والعجب من الاكم! كيف حكم بصحته؟ مع علمحه بأن الشيخي ل يرجا حديث
عطاء وهذا الثر من روايته ،فمحا أحقه بالتضعيف .
وقال النذري ف كتاب )التمغيب( :عطاء بن السُائب الثقفمي ،قال أحد :ثقة ورجل
صال ،من سع منه قديا كان صحيحا ،ومن سع منه حديثا ل يكن بشيء ،ورواية
شأعبة والثوري وحاد بن زيد عنه جيدةا؛ زاد ف )التهذيب( :من سع منه قديا قبل أن
يتغيخ :شأعبة ،وشأريك ،وحاد؛ لكن قال ييح بن معي :جيع من روى عن عطاء روى
عنه ف الختلطر ،إل شأعبة وسفميان ،فثبت أن شأريكا سع منه ف حالة الختلطر
والتغيخ دون )قبل ذلك(؛ وهذا الثر الضعيف من رواية شأريك ،عن عطاء .
قال القسُطلن :وعلى تقدير ثبوته ،يتمحل أن يكون العنم :ث ) /1 (444من يقتدي
به ،ويسُمحى بذه الساء ،وهم رسل الرسل الذين يبلغون الن عن أنبياء ال ،ويسُمحى
كل منهم باسم النب الذي يبلغ عنه .انتهى .
زاد السُيوطي -رحه ال :-وحينئذ كان لنبينا -صلى ال عليه وسلم -من الن اسه
كاسه ،ولعل الراد اسه الشهور ،وهو :ممحد -صلى ال عليه وسلم -؛ فليتأمل .
ومثله ف تفمسُيخ )روحَّ البيان( ،ونوه ف )إنسُان العيون( نقل عن السُيوطي .
وحله ابن عرب ف )الفمتوحات( على عال الثال ،حيث قال :وخلق ال من جلة عوالها
على صورنا إذا أبصر العارف يشاهد نفمسُه فيها ،وقد أشأار إل مثل ذلك ابن عباس
فيمحا روي عنه ف حديث هذه الكعبة ،وأنا بيت واحد من أربعة عشر بيتا ،وإن ف كل
أرض من السُبع الرضي خلقا مثلنا ،حت إن فيهم ابن عباس مثلي ،وصدقت هذه
الرواية عند أهل الكشف .انتهى .
وعليه حله صاحب )التكمحيل( -كمحا تقدم ،-وعلى ذلك ليس فيه ما يفميد السُتدلي
به ،وليس الثر الوقوف بديث عند أهل النقد والعرفة بعلم الديث ،حت يتج به ف
الحكام والتفماسيخ عند المحاهيخ .
347 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
وقال الشوكان ف )السُيل الرار( :تفمسُيخ الصحابة للية ل تقوم به الجة ،ل سيمحا مع
اختلفه .انتهى .
وهذا الثر :قد ورد ف بدء اللق دون العقائد ،حت تبنم عليه عقيدةا ،ويتاج إل
تطبيقه ،وتأويله ،وتصحيح معناه ،وإثبات مبناه ،والعتب ) /1 (445ف العقائد :هو
الدلة اليقينية ل الظنية ،كمحا صرحَّ بذلك أهل العلم بالكلم .
قال الرازي ف )الكبيخ( :إن العتقاد ينبغي أن يكون مبناه على اليقي ،وكيف يوز إتباع
الظن ف المر العظيم ،وكلمحا كان المر أشأرف وأخطر ،كان الحتياطر فيه أوجب
وأجدر .انتهى .
قال الفماجي ف )حاشأية البيضاوي( :وليسُت هذه السُألة من ضروريات الدين ،حت
يكفمر من أنكرها ،أو تردد فيها ،والذي نعتقده :أنا طبقات سبع ،ولا سكان من خلقه
يعلمحهم ال .انتهى .
وقد وقعت الزملزل والقلقل لجل ذلك الثر لذا العهد بي أبناء الزممان ،با ل يأت
بفمائدةا ،ول يعود بعائدةا ،ولذا ذكرنا ف بعض الفمتاوى :أنه ليس إثبات تلك الوادم
والوات من أحكام الشرع ف ورد ول صدر ،وليس على القول بوجبه أثارةا من علم،
وكل حزمب با لديهم فرحون ،وال يهدي من يشاء إل صراطر مسُتقيم .
348 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
ث من استدل بذا الثر على إمكان وجود مثله -صلى ال عليه وسلم ،-وكونه داخل
تت القدرةا اللية ،فقد أطال السُافة ،وأبعد النجعة ،وأتى ) /1 (446با هو أجنب
عن القام ،وخارج من مل النزماع ،فإن بي السُألتي بونا بعيدا ،وأن لم التناوش من
مكان بعيد .) /1 (447
قف :
هذا المرقوم :قد ت بعون رب البية ،ف شأهر ربيع الول ،من سنة إحدى وتسُعي
ومائتي وألف الجرية ،والراقم له بيمحناه :الفمقيخ إل عفمو موله ،ابن عبده وأمته ،الامل
،التواري ،أبو الطيب :صديق بن حسُن بن علي السُين ،القنوجي ،البخاري ؛ ستم
ال عيوب نفمسُه ،وجعل غده خيخا من أمسُه .
وهذا العبد -عفما ال عنه ما جناه ،واستعمحله فيمحا يبه ويرضاه :-له يد جارحة ،وينم
عاملة ف العلوم الشرعية ،سيمحا التفمسُيخ ،والديث ،والفمقه ،وأصولا ،والتاريخ ،والدب،
كمحا يلوحَّ من مؤلفماته ،وقد خصه ال -تعال -بكرمه الوافر ،لذا العهد الخر،
بتدوين أحكام السلم ،على الوجه الأثور عن سيد النام ،والسُلف الكرام ،على نوع ل
يسُبق إليه أحد من علمحاء الديار الندكية ،وال يتصخ برحته من يشاء .
وقد أعانه -سبحانه وتعال -على تصيل تلك العلوم ،وكتبها النفميسُة العزميزمةا الوجود،
بأنواع العلوم والوجود ،وأمال إليه قلوب أوليائه ،وأضاف إليه من نعمحه مال ياطر به،
ووفقه بإيثار الق على اللق ،رضا الالق على الخلوق ،وتقدي العلوم القة السلمية
على الفمنون العقلية الفملسُفمية ،حت ذهب غالب أوقاته ،وأكثر عمحره ،ف دراسة )/1
(448الكتاب والسُنة ،وما يليهمحا ،ومانبة أهل البدع والواء ،واستفماد من كلم السُلف
استفمادةا تامة ،واستفماض من كتب مققي اللف استفماضة عامة ،إل أن حصل منها
على فوائد ،ل يسُتطيع أن يبوحَّ با ،وعوائد ل يقدر أن يلوحَّ إليها ،وحقائق ل يكن
349 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
العبارةا عنها ،إل بالفموائد والعوائد ،ومسُائل لا منها عليها شأواهد ،كيف؟ وهي فوق
وصف الواصفمي ،ووراء طور البيان ،ول يهتدي إل مثل ذوقها ولذتا إل أفراد من نوع
النسُان ،الذين زاحونا ف درك البان ،وأخذ العان ،على وجه يكمحل به التقان
والذعان ،ول المحد على كل حال ،وهو الفميض للكمحال ،على مثال وغيخ مثال .
وما أحسُن ما قال ابن خلدون :التحقيق :قليل ،وطرف التنقيح :ف الغالب كليل،
والغلط والوهم :نسُيب للناس وخليل ،والتقليد :عريف ف الدميي وسليل ،والتطفمل :على
الفمنون عريض وطويل ،ومرعى الهل :بي النام وخيم وبيل ،والق :ل يقاوم سلطانه،
والباطل :يقذف بشهاب النظر شأيطانه ،والناقل :إنا هو يلي وينقل ،والبصيخةا :تنقد
الصحيح إذا تقل ،والعلم :يلو لا صفمحات الصواب ويصقل .انتهى .
وبالمحلة :فالققون بي أهل اللل والنحل قليلون ،ل يكادون ياوزن عدد النامل ،ول
حركات العوامل ،والناقد البصيخ قسُطاس نفمسُه ف تزمييفمهم فيمحا ينقلون ،واتباعهم فيمحا
يقولون ،بيد أنه ل يأت من بعد هؤلء إل مقلد ،وبليد الطبع والعقل ،أو متبلد ينسُج
على ذلك النوال ،ويتذي منه بالثال ،فيجلب صورا قد تردت عن موادها ،وصفماحا
انستضيت من أعمحادها ،ومعارف يسُتنكر للجهل ) /1 (449طارفها وتلدها ،وإنا هي
آراء ل تعلم أصولا ،ومقالت ل تعتب أجناسها ول تققت فصولا ،يكررون ف
دراستهم التهدات التداولة منذ زمان بأعيانا تقليدا لن عن من الحبار والرهبان بشأنا
،ويغفملون أمر الكتاب والسُنة الناشأئة ف ديوانا ،با أعوز عليهم من ترجانا ،
فتسُتعجم صحفمهم ف بيانا ،وألسُنتهم عن تبيانا ،ث إذا تعرضوا يوما لذكر السُنن ،
نسُقوا اخبها نسُقا ،غيخ مافظي على نقلها وها أو صدقا ،ليتعرضون لبدايتها ،ول
يذكرون السُبب الذي رفع من رايتها ،وأظهر من آيتها ،ول علة الوقوف عند غايتها ،
فيبقى التبع للحديث متطلعا بعسد إل أحوال صحتها وضعفمها ومراتبها ،مفمتشا عن
أسباب تسُكها واعتزمالا ،أو تزماحها وتعاقبها ،باحثا عن القنع ف تبيانا أو تناسبها،
ولذلك تران لا طالعت كتب القوم ،وسبت غور المس وند اليوم ،نبهت عي
القرية من سنة الغفملة والنوم ،وست التأليف غالبا ف الكتاب والسُنة وما يليهمحا من
350 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
نفمسُي ،وأنا الفملس أحسُن السُوم ،فأنشأت ف تدوين ذلك كتبا ورسائل ،وجعت
لتيسُيخ هذه الصعاب ،والطلع على تلك الضاب ،أسفمارا ومسُائل ،فهذبت
مناحيها تذيبا ،وقربتها للفهام تقريبا ،وأتيت با يتعك بقائق دين السلم وأسبابه ،
ويعرفك كيف دخل أهل العلم من أبوابه ،حت تنزمع من التقليد يدك ،وتقف على
أحوال قبلك من سلف المة وأئمحتها ومن بعدك .
القسم الوأل :من هذا الكتاب ،وبال التوفيق ،وإليه التاب ،ويتلوه
آخآر
وأهذا
القسُم الخر ،إن شأاء ال تعال .
قد تم القسم الوأل :من كتاب :)أبجد العلوم( ،المسمى :)بالوشي المرقوم( .
قد تنم -بعون ال تعالى ،وأتححسغن توفيقه -الجزء الوأل ،من كتاب :)أبجد العلوم( ،على
يد كاتبه الفقير :علي بن حسين ،وأعلى يد صافه وأمعده للنشر :عمر بن رحال -غفر ال
لهم ذنوبهم وأستر عيوبهم .-
تنبيه :الكتاب به مخالفات فلينتبه إليها ،وأهي ناتجة عن عدم التحقيق وأالتدقيق في
النصوص ،وأنحتن قصد نبهنا على بعضها بالداخآل ،يلزم وأوأرد xpعربي .
وأجزاكم ال خآيرا
351 alsalafway.com
أبجد العلوم – المجلد الوأل
صديق حسن خان
352 alsalafway.com