Professional Documents
Culture Documents
تنسيق وتقديم
الدكتور عبد اإلاله بالقاري
رئيس قسم العلوم الشرعية -مركزفاطمة الفهرية لألبحاث والدراسات (مفاد)
جميع الحقوق محفوظة © للنارش:
مركز فاطمة الفهرية لألبحاث والدراسات -مفاد -
mafadcenter@gmail.com
www.mafad.islamanar.com
كتاب جامعي
دراسات فقهية يف قضايا املعامالت التجارية واملالية
املعارصة
تنسيق وتقديم:
الدكتور عبد اإلاله بالقاري
-الدكتورأحمد اإلدري�سي -مركز فاطمة -الدكتور عبد اللطيف أيت عمي -
جامعة القا�ضي عياض -مراكش -املغرب. الفهرية لألبحاث والدراسات -املغرب.
-الدكتور أحمد العمراني -جامعة -الدكتورمحمد جعواني -املركز العلمي
للنظر املقاصدي في القضايا املعاصرة - محمد الخامس الرباط -املغرب.
ي -األكاديمية املغرب.
-الدكتورعبد اإلاله بالقار
الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سال -الدكتور محمد الطريباق اليدري -
األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة القنيطرة -املغرب.
طنجة تطوان الحسيمة -املغرب.
-الدكتور عبد الحليم محمد أيت
امجوض -املركز الجهوي ملهن التربية -الدكتور محمد الناسك -مركز ابن
والتكوين لجهة البيضاء سطات -املغرب .النفيس للدراسات واألبحاث -املغرب.
-الدكتور عبد العالي العبا�سي -جامعة -الدكتورمحمد نافع -جامعة السلطان
السلطان املولى سليمان -بني مالل -املغرب .املولى سليمان -بني مالل -املغرب.
-الدكتور عبد العزيز القاسح -جامعة -الدكتورنشيد رشيد -جامعة السلطان
املولى سليمان -بني مالل -املغرب. عبد املالك السعدي -تطوان -املغرب.
6
7
ّ
نظم الفقه اإلسالمي عالقة اإلنسان
وسواه ،كما نظم عالقةبربه الذي خلقه ّ
اإلنسان بأخيه اإلنسان وبأسرته وبيئته
وباملجتمع الذي يعيش فيه ،وكذا عالقة
الدولة املسلمة بغيرها من الدول األخرى
في حال الحرب والسلم ،لذلك جاء الشرع
الحكيم متسما بخصائص الكمال والتوازن
والشمول لكل مناحي الحياة بغية إسعاد
اإلنسانية في العاجل واآلجل.
وقد جرى عمل الفقهاء عموما على
تقسيم الفقه اإلسالمي إلى قسمين عظيمين،
اختص أولهما بفقه العبادات ،وهو مجموع
األحكام التي شرعت لتنظيم صلة العبد بربه
عز وجل من صالة وصيام وزكاة وحج ملن
تقديم:
استطاع إليه سبيال ،وهي قربات يتقرب بها
العبد من مواله سبحانه فرضا ونفال ،مما ال
يختلف باختالف األزمنة واألمكنة ،ولذلك
بينها الرسول صلى هللا عليه وسلم أكمل بيان
بأقواله وأفعاله.
والقسم الثاني اهتم بفقه املعامالت،
ويراد به مجموع األحكام التي تنظم عالئق
الناس الناشئة عن املعامالت فيما بينهم
تجارية كانت أو مالية ،بغية تنظيم شؤون
املجتمع في كل ما تدعو إليه الحاجة؛ بحيث
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 8
تحقق لهذا املجتمع الحياة اإلنسانية الفاضلة ،كالبيع واإلجارة والهبة والحوالة واالستصناع
والكفالة واملضاربة واملرابحة والشركة واملزارعة والقرض والرهن والصرف والسلم والوديعة
والوكالة ونحوها من األبواب التي تندرج ضمن املعامالت بين املكلفين أفرادا ومؤسسات.
إن باب املعامالت في زمننا املعاصر وما يعرفه من مستجدات تجارية وإشكاالت مالية ال
اب يخرج في استمداد أحكامه واستنباطها عن األصول الشرعية ،قال تعالى َّ(ما َف َّر ْط َنا في َ
الكت ِ
ِ ِ
َ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ً ّ ُ ّ َ ْ َ ُ ً َ َ ْ َ ً من َ
�ض ْي ٍء) (األنعام ،)38 :وقال سبحانه (ونزلنا عليك ال ِكتاب ِتبيانا ِلك ِل �ضي ٍء وهدى ورحمة ِ
َ ْ ْ ُ
َوبشرى ِلل ُم ْس ِل ِمين) (النحل ،)89 :وفي الحديث عن إمامنا مالك رحمه هللا أنه بلغه أن رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم قال" :تركت فيكم أمرين ،لن تضلوا ما تمسكتم بهما :كتاب هللا وسنة
نبيه".1
فاملتعين على الفقيه اعتبار النصوص الشرعية ذات الصلة باملعامالت ،وإعادة استثمارها
طبقا للقواعد األصولية في االستدالل واالستنباط ،ذلك أن تعظيم االهتمام بالنصوص
الشرعية على الوجه األمثل يف�ضي إلى إصابة الحق وتحصيل املصالح الدينية والدنيوية،
لذلك نص الزرك�ضي رحمه هللا أن على فقيه النفس ذي امللكة الصحيحة تتبع ألفاظ الوحيين؛
الكتاب والسنة ،واستخراج املعاني منهما ،ومن جعل ذلك دأبه وجدها مملوءة ،وورد البحر
ً
الذي ال ينزف ،وإن تقصير الفقيه في اعتبار النصوص أو التساهل في التعويل عليها جمعا
ً
لشواهدها ودراسة ملعانيها واستنباطا ألحكامها يقت�ضي اإلخالل بالحكم الشرعي املتعلق
ثم يحصل من الفساد الديني والدنيوي باملعامالت املستجدة تجارية كانت أم مالية ،ومن ّ
ً ّ
بحسب ذلك التقصير واإلخالل ،فقلما تعوز النصوص الشرعية من يكون خبيرا بها وبدالالتها
عبر الشافعي رحمه هللا تعالى عن هذا املعنى حين أشار أنه من عرف كتاب على األحكام ،وقد ّ
ً ً
هللا نصا واستنباطا استحق اإلمامة في الدين ،كما أن الرجوع إلى تراثنا الفقهي الزاخر في باب
ّ
املعامالت من مدخلي التنقيح واإلفادة يشكل زادا فقهيا عظيما للفقهاء والباحثين ،وأساسا
متينا يتوسل به إلى درك أحكام فقهية في الباب ،بل يمكن أن يكون هذا التراث الفقهي العظيم
بعد استيعابه ونخله وتمييز صحيحه من سقيمه وغثه من سمينه أساسا ومرقاة نحو بناء
فقه معاصر للمعامالت التجارية واملالية.
( )1ـ موطأ مالك ،كتاب القدر ،باب النهي عن القول بالقدر ،رقم3 :
9 دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة
ً ً
ولقد نجح الفقهاء املعاصرون نجاحا كبيرا في ترشيد املعامالت التجارية واملالية املعاصرة؛
من خالل أعمال البنوك وشركات التمويل وشركات االستثمار بأنواعها وشركات التأمين؛ مما
جدد اإليمان بصالحية الشريعة اإلسالمية الغراء وقدرتها على استيعاب مستجدات املعامالت
وح َمل العديد من املؤسسات املالية على اإلفادة املالية املعاصرة بصورة علمية وعملية ،بل َ
َ
والسير في ركاب الفقه اإلسالمي وق ْف ِو آثاره واألخذ بتطبيقاته في املعامالت املالية املعاصرة،
هذا إلى جانب التزايد املضطرد والتوسع امللحوظ في أعداد املؤسسات املالية اإلسالمية ،وحجم
رؤوس األموال املتداولة فيها مما يبشر بصحوة اقتصادية إسالمية شاملة.
ً
وإن هذه التحوالت املتسارعة نحو األخذ بمبادئ فقه املعامالت التجارية واملالية محليا
ً
وعامليا لتتطلب من الفقهاء املعاصرين ضرورة تفعيل هذا الفقه وتجديد أدواته املعاصرة،
بحيث يكون قادرا على استيعاب تلك التطورات املتسارعة على الصعيدين التجاري واملالي
بمختلف القطاعات املصرفية واملالية واالستثمارية والتأمينية ،وفي ظل التطورات املطردة
إلجراءات العقود وتعقيد العمليات في األسواق املالية الحديثة.
ويجدر التنبيه إلى أن سمات الفردية التي تطغى عموما على باب املعامالت املالية في الفقه
ً ً ً ً
اإلسالمي قديما جعلت منه فقها بسيطا يحتل موقعا متواضعا من حيث السعة واملحتوى من
بين أبواب الفقه األخرى ،بيد أن ما استجد في العصر الحديث على واقع فقه املعامالت التجارية
واملالية املعاصرة من سمات املؤسسية والتعقيد والتداخل والتنوع والتعدد في صيغ التمويل
واالستثمار ،وكذا التعقيد في آليات التبادل التجاري بين األفراد واملؤسسات والجماعات ،إلى
جانب الثورة التقنية التي ألقت بظاللها على العمل التجاري ووسائله وأساليبه؛ كل ذلك ّأدى
إلى تضخم التقاسيم واألنواع ،واملسائل والفروع املندرجة تحت نطاق فقه املعامالت التجارية
واملالية املعاصرة ،وأمام هذا التركيب في املعامالت املعاصرة ،نرى أن تخصيص بعص هذه
املعامالت التجارية واملالية املعاصرة بالدراسة العلمية والبحث الفقهي له أهميته القصوى ،إذ
املعامالت تختلف من جيل إلى جيل ومن بيئة إلى أخرى ،مما يتعين على أهل العلم في كل زمان
النظر فيها وبيان مراد الشارع في كل صورة من صورها ومسألة من مسائلها حسبما يتفق مع
مصالح الناس ويساير أعرافهم املنضبطة بقواعد الشرع الحكيم.
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 10
وقد ارتأينا في مركز فاطمة الفهرية لألبحاث والدراسات أن نسهم في اإلجابة عن مجموعة
من اإلشكاالت الفقهية في باب املعامالت التي لها راهنيتها وملحاحيتها في الواقع الذي نعيشه،
وذلك من خالل إعداد هذا السفر املبارك املوسوم بـ" :دراسات فقهية في قضايا املعامالت
التجارية واملالية املعاصرة" ،وهو ثمرة جهد جماعي شارك فيه نخبة من الخبراء والباحثين
األكاديميين.
جاء الكتاب في ثالثة محاور كبرى ،اهتم املحور األول ببيان نظام العقود في اإلسالم،
وخصص املحور الثاني لبسط بعض التطبيقات املعاصرة للمعامالت املالية والتجارية ،وفي
املحور األخير انصب الحديث عن بعض الخدمات املصرفية والعقود التمويلية ،وهكذا ضم
ّ
محكما. الكتاب بين دفتيه سبعة عشر بحثا فقهيا
يعد إضافة علمية نوعية في فقه املعامالت ونحسب أن هذا الجهد العلمي الجماعي ّ
واملالية املعاصرة ،فهو من إعداد باحثين متخصصين في الباب ،كما أضفى التحكيم العلمي
على الدراسات الفقهية التي ّ
ضمنت الكتاب قوة في النظر وإحكاما في املنهج والتوثيق.
جزى هللا خيرا كل من أسهم في إعداد هذا الكتاب مركزا وكتبة ،كما أسأله ّ
جل شأنه أن
ينفع به الباحثين وطالب العلم ،وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم.
اللهم ارزقنا السداد في القول ،والرشد في الفعل ،والصواب والتوفيق في األمر كله ،وصلى
هللا وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،والحمد هلل رب العاملين.
وكتبه عبد رّبه عبد اإلاله بن محمد بالقاري عفا هللا عنه
رئيس قسم العلوم الشرعية
مركز فاطمة الفهرية لألبحاث والدراسات (مفاد)
في :سال بتاريخ 21ذو القعدة 1443ه
11
المحور األول:
الملخص:
ضرورة استيعاب هاته القواعد استيعابا مصلحيا ومقاصديا من أجل حسن تنزيلها على
واقعنا املعاصر املليء باملعامالت املالية املستجدة والطارئة والتي في حاجة إلى اجتهاد مقاصدي
مصلحي.
مقدمة
لقد تميز فقهاء وعلماء املغرب األق�ضى بإنتاجهم الفقهي التطبيقي الذي ُيجيب على
الوقائع املستجدة واآلنية التي ُّ
تمس جوانب مختلفة من حياة أفراد املجتمع ،وابتعادهم عن
ّ
العملية وبما يعرض لهم من نوازل الفقه النظري املحض؛ ذلك أنهم اهتموا بأمور الناس
ومستجدات اهتماما فائقا؛ وهم بعملهم هذا أعطوا الدليل القاطع على أن الفقه املالكي
ٌ
فقه اجتماعي ،ومرن ،وواقعي ،قابل للتطور ،ومساير لصيرورة املجتمع وأسئلته الشرعية
ّ ُ َ
ولعل امل َتت ِّب َع الجتهاداتهم واختياراتهم الفقهية ال سيما في مجال املعامالت واالجتماعية والوقتية.
بشكل عامَّ ،يت ِض ُح له جليا الجانب التفاعلي بينهم وبين محيطهم املجتمعي في كل األحداث
أسس العلماء املغاربة أجوبتهم النازلة واألمور املستجدة والطارئة .كباقي علماء املذهب ،فقد َّ
الفقهية لنوازل املعامالت على أصول وقواعد فقهية كبرى ،باعتبا ها ً
طريقا استدالليا مذهبيا، ر
َّ
مرنة ونطاق استخدامها متسع. مستخدمين أدوات وآليات منضبطة من جهة ،ومن جهة أخرى ِ
ُ ً ً
ضم قاعدة ْ
العمليات/املج َرَيات الذي َّ ومن عملهم هذا تركوا لنا نتاجا فقهيا زاخرا ُي ْع َرف بفقه
ُ
ما جرى به العمل ،ومبادئ استداللية أصيلة ت ِع ُين الفقيه املجتهد واملفتي والقا�ضي على
تكييف نازلة ما ليستجيب لحاجات املجتمع املتسمة باالتساع والتنامي .وبناء على ذلك ،فإن
ً َّ
أس ُسوا عليها أحكامهم وهم ُين ِتجون أساسا بالقواعد الفقيهة التي َّ مقصد هذه الورقة يتعلق
املستجد في مجال املعامالت املالية ،مع العلم أن املوضوع
ِ هذا الكم الزاخر من الفقه العملي
واسع األطراف ال تستوعبه هاته الورقة ،لكن كما يقال ما ال يدرك كله ال يترك جله ،وامليسور
ال يسقط باملعسور.
175 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
تتجلى إشكالية البحث في أن علماء املغرب اعتنوا بالوقائع املعاصرة التي كانت تحدث في
مجتمعهم وذلك بالبحث عن تكييف فقهي وشرعي لها مستندين في ذلك على قواعد فقهية
كلية.
ويتفرع عن هذه اإلشكالية األسئلة التالية:
ما أهم القواعد الفقهية الخاصة املعتمدة في اجتهادات علماء املغرب في نوازل املعامالت
املالية في فقه العمليات؟
كيف تعامل علماء مالكية املغرب معها؟
كيف أثرت تلك القواعد على األحكام الشرعية املتعلقة باملعامالت املالية وجعلتها مراعية
للتغير والتطور الذي يساير العصر؟
أهداف البحث
فسيخصص ترتكز هذه الورقة على جانب نظري ،وآخر تطبيقي ،فأما الجانب النظري ُ
لضبط بعض مفاهيم املوضوع ،واستقراء أهم القواعد الفقهية؛ وأما الجانب التطبيقي،
فسيعرض نماذج تطبيقية في املعامالت املالية من فقه العمليات؛ معتمدا املنهج االستقرائي،
واملنهج الوصفي ،ثم التحليلي ،وفق العناصر التالية:
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 176
ُ
امل ْج َرَي ْ
ات أوال :ضبط املفاهيم :القواعد الفقهية ،فقه العمليات/
ثانيا :أهم القواعد الفقهية املؤطرة للمعامالت املالية عند علماء املغرب
ثالثا :نماذج تطبيقية مختارة من كتب فقه العمل في نوازل املعامالت املالية
رابعا :خاتمة ،تضمنت أهم الخالصات والنتائج املتوصل إليها
ّ ّ ُ َْ
لكنها كلها تدور حول استعمال واحد وهو أساس تطلق القاعدة في اللغة على عدة معان،
ال�ضئ وأصله؛ جاء في لسان العرب" :القاعدة :أصل األس ،والقواعد :األساس ،وقواعد البيت
أساسه" ،1وجمعها قواعد .وقد جاءت بهذا املعنى في القرآن الكريم ،قال هللا عز وجل( :وإذ يرفع
إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) (البقرة ،)127 :فاملقصود بالقواعد في اآلية األساس.
وفي هذا يقول العالمة محمد الروكي" :املعنى العام الذي تدور حوله كل االستعماالت اللغوية
لكلمة "قاعدة" :هو األصل واألساس ،سواء كان ذلك في الحسيات أو في املعنويات ،كقواعد
اإلسالم ،وقواعد العلم ،ونحو ذلك .ومن ثم فإن قواعد الفقه لن تخرج عن هذا املعنى العام؛
ّ
وجزئياته املتعددة التي ال تتناهى" 2.ويضيف قائال: فهي أصوله وأسسه التي تنبني عليها فروعه
"وهكذا فاملعنى اللغوي العام للقاعدة هو األصل واألساس الذي ينبني عليه غيره .ومن ثم كان
3
معنى قواعد الفقه أسسه التي تنبني عليها فروعه وجزئياته ومسائله".
( )1ابن منظور ،جمال الدين .لسان العرب ،مادة قعد ،دار صادر ،بيروت ،ط 1414 ،3هـ.361/3 ،
ّ ّ
اإلسالمي من خالل كتاب اإلشراف ف على مسائل الخالف للقا�ضي عبد الوهاب ( )2الروكي ،محمد .قواعد الفقه
البغدادي ،دار القلم – دمشق ،مجمع الفقه اإلسالمي – جدة ،ط 1419 ،1ه 1998/م ،ص .107
( )3الروكي ،محمد .نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء ،منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية
بالرباط ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،ط 1414 ،1ه1994/م ،ص.39
177 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
عرفها الحموي بقوله" :والقاعدة عند الفقهاء غيرها عند النحاة واألصوليين ،إذ هي عند
الفقهاء حكم أكثري ال كلي ينطبق على أكثر جزئياته لتعرف أحكامها منه" 1.فقد نفى الحموي
االطراد عن القاعدة الفقهية وأثبت لها األكثرية ،في حين نجد من املعاصرين من يثبت لها
االطراد كمصطفى الزرقاء الذي عرفها بقوله" :أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية
تتضمن أحكاما تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل تحت موضوعها" 2.وبعد إيراده لعدة
َ
تعاريف للمتقدمين وبعض املعاصرين ،ومناقشتها ،وانتقاد بعضها ،خلص العالمة الروكي إلى
تعريفه ،قائال :القاعدة" :حكم كلي مستند إلى دليل شرعي ،مصوغ صياغة تجريدية محكمة،
3
منطبق على جزئياته على سبيل االطراد أو األغلبية".
العمليات/الم ْج َر َي ْ
ات ُ - 2فقه
َْ
ُيطل ُق مصطلح "العمليات" أو "املجريات" في أوساط علماء املغرب األق�ضى على الكتب التي
تجمع مسائل وقواعد فقهية في مجال املعامالت واألسرة التي جرى بها العمل افتاء وقضاء( ،أي
األحكام االجتهادية التي أفتى بها العلماء املجتهدون أو حكم بها القضاة لرجحانها عندهم مراعاة
لعرف ،أو لتحقيق مصلحة ،أو دفع مفسدة واطرد العمل بذلك عند الفقهاء) ،ومن ذلك كتب
المية الزقاق وشروحه ،وكتب العمل اإلقليمي وشروحه مثل العمل الفا�ضي وشروحه ،والعمل
الرباطي وشروحه ،والعمل املطلق وشروحه.
وأخذا بهذا االعتبار ُع ّ ِرف ما جرى به العمل بأنه" :األخذ بقول ضعيف في القضاء والفتوى
4
من عالم يوثق به ،في زمن من األزمان ومكان من األمكنة ،لتحقيق مصلحة أو درء مفسدة".
( )1أحمد ،شهاب الدين الحموي الحنفي .غمز عيون البصائر شرح كتاب األشباه والنظائر ،دار الكتب العلمية،
بيروت-لبنان ،ط 1405 ،1هـ1985/م.51/1 ،
( )2الزرقاء ،مصطفى .املدخل الفقهي العام ،دار القلم ،دمشق ،ط 1425 ،2ه1989/م.965/2 ،
( )3الروكي ،محمد .نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء ،ص .48
( )4بن بيه ،عبدهللا .صناعة الفتوى وفقه األقليات ،منشورات الرابطة املحمدية1433 ،هـ2112/م ،ص .166
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 178
ٌ َ
اجتهاد مبني على قول ضعيف مقابل نستخلص من هذا التعريف أن ما جرى به العمل
قول مشهور أو راجح في املذهب املالكي من عالم أهال لالجتهاد ملوجب يوجب ذلك ،إما مراعاة
للعوائد واألعراف أو تحقيق مصلحة أو دفع مفسدة ،مع اطراد العمل بذلك القول من مجتهد
آخر .يقول العالمة الحجوي" :فيعمد بعض القضاة إلى الحكم بقول مخالف -للقول -املشهور
-في املذهب -لدرء املفسدة ،أو لخوف فتنة ،أو جريان عرف في األحكام التي مستندها العرف،
أو نوع من املصلحة ،أو نحو ذلك ،فيأتي من بعده ،ويقتدي به ما دام املوجب الذي ألجله
خالف املشهور في مثل تلك البلد ،وذلك الزمن ،وهذا ٌّ
مبني على أصول في املذهب املالكي ،فإذا
كان العمل بالضعيف لدرء مفسدة فهو على أصل مالك في سد الذرائع ،أو جلب مصلحة ،فهو
1
على أصله في املصالح املرسلة ،وكذلك الشأن بالنسبة للعرف".
( )1الحجوي ،محمد .الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي ،دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان ،ط،1
1419هـ1995/م.465/2 ،
179 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
ً
ص ّ ِر ُحون عادة بالقواعد التي استندوا إليها في اجتهاداتهم وآرائهم ورغم أنهم كانوا ال ُي َ
ًّ
املخالفة ملشهور املذهب باعتبار أن ما جرى به العمل ُي َع ُّد أصال استدالليا مستقال بنفسه
املتفحص للتطبيقات الفقهية في باب املعامالت املالية ،يجد أنهم اعتمدوا في ّ عندهم ،فإن
ِ
تعليالتهم الختياراتهم الفقهية على مجموعة من القواعد الفقهية َّ
املقررة في املذهب .وبما أنه ال
ُ َ
األمر أن ن ْع ِرض أهم القواعد الفقهية يمكن اإلحاطة بكل تلك القواعد الفقهية ،فقد استقر
التي كان عليها مدار اجتهاداتهم وآرائهم الفقهية وفتاويهم وأحكامهم القضائية .وبعد ُّ
تتبع
ص َر الكالم على ذكر أمهات املسائل الفقهية املتعلقة باملعامالت في كتب العمليات ،ظهر أن ُي ْق َت َ
ّ
القواعد الفقهية املعتمدة في نوازل املعامالت املالية ،والتي في الحقيقة كلها تتصل اتصاال
مباشرا أو غير مباشر باملقاصد الشرعية ،وباملصالح الحاجية ،وبالعادات وأعراف الناس وما
َّ
يجري في بلدانهم ويقصد على ألسنتهم .وقد نظمت هذه القواعد في ثالث مجموعات كبرى:
مجموعة ترجع إلى اعتبار العوائد واألعراف ،ومجموعة ترجع إلى اعتبار القصود والنيات،
وأخرى ترجع إلى اعتبار املصالح واملقاصد الحاجية.
الس ُعود ،د.ط ،د.ت.272-271/2 .( )1الشنقيطي ،عبدهللا بن إبراهيم العلوي .نشر البنود على مراقي ّ
( )2التاودي ،محمد .هامش البهجة في شرح التحفة ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان ،ط 1418 ،1ه1998/م،
.150/2
( )3التسولي ،أبو الحسن علي بن عبد السالم .البهجة في شرح التحفة ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان ،ط ،1
1418ه1998/م.101/2 ،
( )4الوالتي يحيى ،محمد .إيصال السالك في أصول اإلمام مالك ،اعتناء :عبدالكريم قبول ،دار الرشاد الحديثة-
الدار البيضاء ،ط ،2006 ،2ص .68
( )5الدسوقي ،محمد بن أحمد بن عرفة .حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،دار الفكر ،د.ط ،و د.ت.454/3 .
( )6الونشري�ضي ،أحمد .املعيار املعرب والجامع املغرب ،تحقيق :محمد عثمان ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان،
ط 2011 ،1م.297/5 ،
( )7الونشري�ضي ،أحمد .املعيار املعرب .367/6
181 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
تتغير بتغير تلك األعراف والعوائد ،ذكر العالمة القرافي" :إن إجراء األحكام التي مدركها العوائد
مع تغير تلك العوائد خالف اإلجماع وجهالة في الدين ،بل كل ما هو في الشريعة يتبع العوائد،
يتغير الحكم فيه عند تغير العادة إلى ما تقتضيه العادة املتجددة ،وليس هذا تجديدا لالجتهاد
من املقلدين حتى يشترط فيه أهلية االجتهاد ،بل هذه قاعدة اجتهد فيها العلماء وأجمعوا عليها،
فنحن نتبعهم فيها من غير استئناف اجتهاد"؛ 1ويقول أيضا" :وعلى هذا القانون تراعى الفتاوى
على طول األيام ،ومهما سقط أسقطه ،وال تجمد على النقول في الكتب طول عمرك ،بل إذا
ُ
مستفت من غير إقليمك يستفتيك ال ت ْج ِره على عرف بلدك ،واسأله عن عرف بلده ٍ جاءك
وأجره عليه ،وافته به دون عرف بلدك أو املقرر في كتبك ،فهذا هو الحق الواضح ،والجمود
2
على املنقوالت أبدا ضالل في الدين ،وجهل بمقاصد علماء املسلمين والسلف املاضيين".
يقول سيدي عبدالرحمن الفا�ضي في العمل الفا�ضي:
ُ ْ َ
اف في ُ
نفي بانتفائها لكن الحكم الفتيا وفي واعتب ِر األعر
ِ
( )1القرافي ،أحمد .اإلحكام في تمييز الفتاوى عن األحكام ،اعتناء :عبدالفتاح أبوغدة ،مكتب املطبوعات اإلسالمية،
حلب-سوريا ،ط 1995 ،2م.218 ،
( )2القرافي ،أحمد .الفروق أنوار البروق في أنواء الفروق ،تحقيق :خليل منصور ،دار الكتب العلمية ،د.ط،
1418هـ1998/م.322/1 ،
( )3الجيدي ،عمر .العرف والعمل في املذهب املالكي ،مطبعة فضالة ،املحمدية-املغرب1404 ،ه1982 /م ،ص .146
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 182
الحرج على الناس ،وبسبب الجهل به يقع غلط عظيم على الشريعة يوجب من الحرج واملشقة
1
والتكليف ما ال سبيل إليه ،ال�ضئ الذي يتنافى والشريعة التي هي في أعلى رتب املصالح".
ومن أمهات قواعد إعمال العوائد واألعراف املبثوثة في كتب فقه العمليات،
قاعدة( :العادة محكمة أو العادة معتبرة) .هذه القاعدة من القواعد الخمس الكبرى التي
فروع الفقه تنحصر فيها.
ومن القواعد املتفرعة على هذه القاعدة والتي ُ
نجدها كثيرا في كتب العمليات ،وهي بألفاظ
أخرى ،منها قولهم:
قاعدة( :األحكام املرتبة على العوائد تدور معها كيف ما دارت وتبطل معها إذا بطلت).
قاعدة( :األحكام املرتبة على العوائد تتبع العوائد وتتغير عند تغيرها).
قاعدة( :انتقال العوائد يوجب انتقال األحكام).
قاعدة( :ال ينكر تغير األحكام بتغير األزمان).
قاعدة( :كل ما هو في الشريعة يتبع العوائد ،يتغير الحكم فيه عند تغير العادة إلى ما
تقتضيه العادة املتجددة).
قاعدة( :أحكام األقضية والفتوى تتبع عوائد الزمان وأهلها).
قاعدة( :اعتبار العرف في الحكم والفتيا في كل أمر مدركه العادة ،فإن الحكم فيه يتغير
بتغيرها).
قاعدة( :انتقال العوائد يوجب انتقال األحكام).
قاعدة( :التعيين بالعرف كالتعيين بالنص).
قاعدة( :الثابت عادة كالثابت نصا).
قاعدة( :املعروف عرفا كاملشروط شرطا).
( )1ابن قيم الجوزي ،أبو عبد هللا شمس الدين محمد .إعالم املوقعين.13/3 ،
183 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
تعتبر القواعد التي تنص على إعمال القصود والنيات في العقود واملعامالت املالية من
أهم القواعد التي استند إليها علماء مالكية املغرب في تعليالتهم لألحكام املقررة في النوازل
املالية .ومن أهم قواعد إعمال القصود والنيات املقررة في باب العقود واملعامالت املالية:
وهي من القواعد الخمس املتفق عليها بين فقهاء املذاهب السنية الكبرى ،تستند إلى لفظ
الحديث (إنما األعمال بالنيات) .وتندرج تحتها مجموعة من القواعد املقررة في فقه العلميات،
من أهمها:
تقت�ضي القاعدة بأن يوافق اللفظ ملقصد ونية وعرف املتعاقدين ،فإذا لم يكن األمر
كذلك بأن خالفت ألفاظ العقود ملا يقصده أحد املتعاقدين فال عبرة بها .ذكر ابن الشاط":ال
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 184
تترتب األحكام الشرعية في العبادات واملعامالت إال على النيات واملقاصد" 1.واملقاصد تشمل
أعراف وعادة الناس "املرادة في اصطالح تخاطبهم ،فإنها معتبرة في تعيين جهة العقود ،فقد
2
صرح الفقهاء بأنه يحمل كالم كل إنسان على لغته وعرفه وإن خالفت لغة الشرع وعرفه".
فت ْج ِني عليه وعلى الشريعة،يقول ابن القيم" :وإياك أن ُتهمل قصد املتكلم ونيته وعرفهَ ،
ُْ
واملقر والناذر والعاقد ما لم ُيلزمه هللا ورسوله به،
َّ وتنسب إليها ما هي بريئة منه ،وتل ِز َم الحالف
دت ،ونصف الفقيه يقول :ما قلت" .3وهكذا فإن النيات واملقاصد ففقيه النفس يقول :ما أ َ
ر
يؤثران في صحة العقود واملعامالت املالية وفساده.
من القواعد األخرى في الفقه العملي ،قولهم:
قاعدة( :إذا اجتمع القصد والداللة القولية أو الفعلية ترتب الحكم).
قاعدة( :االعتبار في العقود واألفعال بحقائقها ومقاصدها دون ظواهر ألفاظها).
قاعدة( :االعتبار في العقود بنيات أصحابها ومقاصدهم وإن خالفت ظواهر ألفاظهم).
من أهم القواعد املثبتة في الفقه العملي ،القواعد التي تراعي املصالح الحاجية للناس
ومقاصد الشريعة .واملصالح الحاجية يحتاجها الناس النتظام أمرهم وتسهيل حياتهم من
حيث التوسعة ورفع الضيق والحرج؛ وهي حجة عند فقهاء املالكية .قال اإلمام الشاطبي:
َ
"وأما الحاجيات ،فمعناها أنها مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق املؤدي في الغالب
ُ
الحرج واملشقة، اع دخل على املكلفينإلى الحرج واملشقة الالحقة بفوت املطلوب ،فإذا لم ُت َر َ
ولكنه ال يبلغ مبلغ الفساد العادي املتوقع في املصالح العامة؛ وهي جارية في العبادات،
والعادات ،والجنايات؛ وفي املعامالت كالقراض ،واملساقاة ،والسلم ،وإلغاء التوابع في العقد
( )1ابن الشاط ،أحمد .إدرار الشروق على أنواء الفروق ،مطبوع بهامش الفروق للقرافي ،دار الكتب العلمية،
بيروت ،ط1418 ،1هـ.253/2 ،
( )2الزرقاء ،مصطفى .شرح القواعد الفقهية ،اعتناء :مصطفى الزرقا ،دار القلم ،دمشق ،ط 1409 ،2ه1989/م،
ص .55
( )3ابن قيم الجوزية ،أبو عبد هللا شمس الدين محمد .إعالم املوقعين .54-53/3
185 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
على املتبوعات؛ كثمرة الشجر ،ومال العبد 1"...وفي شأن األخذ بقاعدة املصلحة في املعامالت
املالية نجد في فقه العمليات قواعد تنص على ذلك ،منها قولهم:
قاعدة( :الفتوى تدور مع املصلحة حيث دارت).
قاعدة( :مراعاة املصلحة الكلية الحاجية).
ومن القواعد املقررة في باب املصالح واملقاصد الحاجية في كتب الفقه العملي قواعد
الضرورة ،من أمهاتها:
قاعدة (ال ضرر وال ضرار) أهم قاعدة في هذا الباب ،وهي من القواعد الفقهية الخمس
الكبرى.
ُ
وأ ْد ِر َج تحتها قواعد أخرى ال تقل أهمية؛ منها:
قاعدة( :الضرر يزال).
قاعدة( :الضرورة تقدر بقدرها).
قاعدة( :الضرر ال يزال بالضرر).
قاعدة( :الضرورات تبيح املحظورات).
قاعدة( :الضرر يدفع بقدر اإلمكان).
قاعدة( :األصل في املنافع اإلذن وفي املضار املنع).
قاعدة( :يعامل املضار بنقيض قصده).
قاعدة( :درء املفاسد مقدم على جلب املصالح).
ويندرج أيضا تحت هذه املجموعة قواعد الغرر اليسير ،وكتب الفقه العملي مشحونة
بالفتاوى املبنية عليها؛ أهمها:
( )1الشاطبي ،أبو إسحاق إبراهيم بن مو�ضى بن محمد اللخمي .املوافقات في أصول الشريعة ،دار الكتب العلمية،
بيروت-لبنان ،ط 1425 ،1ه2004/م ،ص .222
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 186
ليس القصد هنا االستقراء التام لتطبيقات هاته القواعد وإنما التمثيل دون توسع ببيان؛
ألن تطبيقاتها في الفقه العملي كثيرة جدا ال يمكن حصرها في هذه الورقة .كما أنني في هذه
النماذج لن أشتغل بالتفاصيل بل سأذهب مباشرة إلى قول علماء مالكية املغرب األق�ضى في
املسألة.
- 1نماذج تطبيقية في باب البيوع
ً
حاضرا وأن لقد جعل املالكية شروطا لجواز بيع الدين والتي منها أن يكون الغريم (املدين)
يقر به ،كما أشار إلى ذلك ابن عاصم في تحفة الحكام بقوله:
187 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
( )1التسولي ،أبو الحسن علي بن عبدالسالم .البهجة على شرح التحفة ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان2017 ،م،
.78/2
( )2ميارة الفا�ضي ،محمد .شرح ميارة على تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام ،اعتناء :عبد اللطيف حسن
عبدالرحمن ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان ،ط1420 ،1هـ2000/م.520/1 ،
( )3السجلما�ضي ،أبو القاسم محمد .شرح العمل الفا�ضي 100/1طبعة حجرية1317 .ه.
( )4التسولي ،أبو الحسن علي بن عبدالسالم .البهجة في شرح التحفة.80/2 ،
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 188
هاته الصورة من املعامالت املالية توضح بشكل جلي كيف أن علماء مالكية املغرب
األق�ضى خالفوا مشهور املذهب وهو حضور املدين وإقراره وساروا إلى العمل بمقابله ملوجب
العرف بين الناس في زمنهم في هاته الصورة.
من املعلوم أن العيوب املوجودة في املبيع مطلقا -من الدواب أو من غيرها -وقت التبايع
موجبة للرد عند فقهاء املالكية متى تم اكتشافها واالطالع عليها من طرف املشتري دون تحديد
ّ
االطالع على عيب من العيوب يجوز القيام به سواء بعد شهر أو بمدة زمنية معينة ،فمتى تم ِ
أكثر.
لكن فقهاء املالكية املتأخرين استثنوا من املسألة إذا كان املبيع من الدواب ،حيث قرروا
بأن الدواب ال يردها املشتري بعيب قديم اطلع عليه بعد تمام الشهر ومضيه ابتداء من يوم
الشراء ولو أثبت قدم العيب بشهادة البياطرة؛ وبهذا جرى العمل بفاس ،كما أشار إلى ذلك
صاحب العمل الفا�ضي:
بالعيب ال ترد فافهم النصوص وبعد شهر الدواب بالخصوص
وعلق عليه شارحه العالمة السجلما�ضي" :والذي جرى به العمل بفاس أن الدواب ال
يردها املشتري بعيب يقوم به بعد الشهر من يوم الشراء ،ولو أثبت قدمه بشهادة البياطرة على
1
حسب اجتهادهم ودليل معرفتهم".
( )1السجلما�ضي ،أبو القاسم محمد .شرح العمل الفا�ضي ،110/1 ،طبعة حجرية 1317ه.
189 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
ومستندهم في ذلك فتوى اإلمام العبدو�ضي كما ذكر غير واحد من العلماء ،منهم اإلمام
سيدي علي بن هارون الذي قال في جواب له :فالذي أفتى به شيخ الجماعة سيدي أبو محمد
عبد هللا العبدو�ضي عدم الرجوع وتلقاه قضاتنا وفقهاؤنا بالقبول لقلة أمان البياطرة والناس،
َ
يشتري الرجل الدابة ويسخرها ،وينهكها ويق�ضي بها َوط َره ثم يلطم بها وجه صاحبها وذلك صواب
إن شاء هللا 1.وملا سئل اإلمام القوري على صحة ما نقل عن العبدو�ضي من أنه كان يفتي بعدم
الرد بعد شهر ،أجاب "بأنه كان يفتي بذلك ،ووجهه وهللا أعلم ،كون الحيوان سريع التغير ال
2
يكاد يبقى على حالة واحدة ،وكون البياطرة جهلة قليلي الدين ،راعى الشيخ املصلحة العامة".
ووجه املصلحة في جواز املعاملة هو الحفاظ على مصالح الناس من املتالعبين للحفاظ على
3
استقرار املعامالت ،وتقليل النزاع ورفع الشغب ،وسدا لذريعة احتيال النخاسين.
مما جرى به العمل هو لزوم بيع املضغوط ونفوذه ،كما أشار إلى ذلك صاحب العمل
الفا�ضي بقوله:
ُ ُ ْ ُ
وط له ُنفوذ ---
وبيع مضغ ٍ
واملضغوط هو املحبوس في مال يبيع متاعه فيه .قال ابن هالل :املضغوط هو املأخوذ
بغرم مال قهرا يضيق عليه بشدة وتعذيب؛ وبهذا افترق حكم الجبر على البيع واملضغوط
شرعا .والقول بلزوم بيع املضغوط وإمضائه هو مقابل القول املشهور بغير اللزوم .وسبب
العدول إلى الحكم االستثنائي هو مراعاة لقاعدة" :يجوز في الضرورة ما ال يجوز في غيرها" ،وهي
هنا ضرورة حفظ النفس ،وقاعدة" :حفظ النفوس مقدم على حفظ األموال" ،وقاعدة" :درء
املفاسد مقدم على جلب املصالح" ،باإلضافة إلى تغير الظروف والبيئة والسياق الذي نزل فيه
الحكم حيث انتشرت ظاهرة الضغط فكان ال بد من درء مفاسد هذه الظاهرة بالحكم باللزوم
وإمضاء البيع .قال العالمة ابن رحال املعداني" :وجرى العمل بم�ضي بيع املضغوط ،وهو الذي
ينبغي العمل به ،وهو الذي يليق بأحوال الناس في هذه األزمنة ،وإال تعذر فكاك الناس مع
ََ
ابتلى بهذا كثرة هذا ،بل كما في البرزلي عن السيوري أن في مضيه مصلحة ومعونة ولكن من
َ
ف ِهم" 1.وذكر ابن هالل :أن بم�ضي بيع املضغوط ولزومه أفتى بعض الشيوخ الذين أدركتهم من
الفاسيين ،والتلمسانيين ،والغرناطيين رحمهم هللا في قضية نزلت بفاس ،وكان شيخنا القوري
2
خالفهم وأفتى باملشهور وأخر عن الفتوى بسبب ذلك.
من األحكام االستثنائية التي جرى بها العمل في املغرب التسوية بين العيب املتوسط
والعيب الكثير في األصول مثل الدار ،أي أن ملشتري األصول الخيار بين رد املبيع أو أن يمسكه
إذا وجد به عيبا متوسطا مثل صداع في حائط ،وليس له الرجوع بقيمة العيب كحكم من اطلع
على العيب الكثير ،وإلى هذا أشار صاحب العمل الفا�ضي:
3
لح ْق
فيما من العيب األصول قد َ
ِ ِلحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـق َ
املتو ِ ّس ِط وبالكثير
ِ
وبهذا كان يفتي العالمة ابن سودة رحمه هللا ،قال العالمة عبدالرحمن الفا�ضي في شرحه
ملنظومته العمل الفا�ضي :وقال شيخنا أبو عبد هللا ابن سودة :ليس هذا الحكم عندنا بفاس
ُّ َ
5
ولكننا نلحق املتوسط بالكثير فال يغتفر إال القليل كالش ْرفات 4يجدها متهدمة.
أما القول املشهور في املذهب فيق�ضي بأن العيب املتوسط في األصول ال يوجب الرد
للمشتري ،وإنما يوجب له املطالبة بقيمة العيب فقط ،كما أشار إلى ذلك املتحف:
كالعيب عن صدع جدار بين وإن يك ــن ينقص بعض الثمن
وسبب العدول عن القول املشهور إلى هذا الحكم االستثنائي هو ما اقتضته املصلحة التي
تق�ضي بدفع الضرر الذي قد يلحق بالبائع عن طريق التضييق عليه من طرف املشتري ،كما
ذكر املواق" :ملا صار العيب اليسير يعني املتوسط في الدور ال يلزم الرد به ،ويحكم للمبتاع أن
يرجع بالقيمة ،انفتح بسبب هذا باب الترخيص في الدين ،تجد الرجل بعد الشراء يفتش عيوبا
لينحط له بذلك �ضيء من الثمن ،مع اغتباطه باملبيع وقد يعطاه ربح فيه" 1.فهذا النص يبين
أنه ملا كان العيب املتوسط في األصول ال يوجب الرد ،استغل ذلك قليلوا الديانة فبالغوا في
التفتيش عن العيوب من أجل الحط من ثمن البيع والتضييق على البائع في املطالبة باألعواض
عن العيوب ،مع رغبتهم في االحتفاظ باملبيع ،وهذا ألحق ضررا بالبائع ،فتعين إلحاق العيب
املتوسط بالعيب الكثير سدا لذريعة التضييق على البائع ،وقطعا لكل ضرر قد يترتب على
العمل بالقول املشهور.
القول املشهور في هذه املسألة عدم جواز بيع الزبل بناء على أن من شرط املعقود عليه
أن يكون طاهرا ،يقول الحطاب" :واعلم أن القول باملنع هو الجاري على أصل املذهب في املنع
4
من بيع النجاسات 2.قال العالمة بهرام :واملشهور منع بيعه" 3.التسولي :ممنوعة على املشهور.
لكن الذي جرى به العمل في املغرب قضاء وإفتاء هو جواز بيعه للضرورة.؛ قال صاحب
وقد جرى عملهم في الزبل على ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواز بيعه للزبل العمل املطلق:
5
ورخصوا في الزبل للض ـ ـ ـ ــرورة وفي تحفة الحكام :ونجس صفقته محظـ ـ ـ ـ ـ ــورة
1
وقال الزرقاني :وهو الذي به العمل عندنا للضرورة.
والسبب الدافع إلى هذا الحكم االستثنائي هو مراعاة املصلحة ألجل الضرورة؛ ألن الناس
يحتاجونه ألعمالهم اليومية ،ومن القواعد أن "الحاجة تنزل منزلة الضرورة" ،و"الضرورات
تبيح املحظورات" ،باإلضافة إلى أن ذلك فيه رفع للحرج ودفع للمشقة التي يقتضيها القول
بمنعه مع أن من القواعد إذا ضاق األمر اتسع.
- 2نماذج تطبيقية في باب اإلجارة واألكرية وما في معنى ذلك
األصل أن الراعي املشترك أمين ال ضمان عليه جريا على املشهور في املذهب؛ سواء أكان
مشتركا أم خاصا .لكن جرى العمل عند املتأخرين بخالف املشهور ،وهو تضمين الراعي املشترك
استحسانا ومراعاة للعرف واملصلحة والتهمة ،ذكر صاحب العمل الفا�ضي أن الضمان مما
جرى به العمل:
ألحقه بالصانع في الغرم تعي ضمان راع غنم الناس رعي
ومما ُيلحظ في هذه املسألة أن الدافع إلى العدول عن املشهور في املذهب إلى القول
بتضمينه ،هو لحظ املصلحة العامة الكلية ،وهي حفظ أموال الناس من التلف ،وخصوصا ملا
َ َّ
فسدت الذمم وقلت الديانة وانخرمت األمانة في الناس.
ب -مثال تطبيقي مبني على المصلحة الكلية الحاجية
من املسائل التي جرى بها العمل في املغرب أن يعطي الناس سلعتهم للدالل يصيح عليها
ويشهرها في وقت بيعها املعتاد لها بذلك السوق مثل ما بين الظهر والعصر ونحو ذلك ،فإن تم
البيع استحق األجرة كاملة ولو في أول الوقت وإن لم يبع فال �ضئ له .وهذه املعاملة مركبة من
( )1الزرقاني ،عبد الباقي بن یوسف بن أحمد بن محمد .شرح الزرقاني ،على مختصر سیدي خلیل ،دار الكتب
العلمیة ،بيروت لبنان ،ط 1،1422هـ 2002 /م ،ج / 5 :ص.29 :
193 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
الجعل من حيث أن السمسار ال يستحق شيئا إال بتمام العمل ،واإلجارة من حيث الدخول
على التأجيل وإن لم يصرحا بذلك .وأصول املذهب املالكي تقت�ضي عدم جواز هذه املعاملة
نظرا ألن الثمن غير معلوم وكذلك العمل .وقد روعي في جواز هذه املعاملة الضرورة التي تعد
من القواعد املرعية في املذهب.
يقول صاحب العمل الفا�ضي:
َْ ُ ََ ْ ُ ّ
َ
الج َع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة مع األ ْج َر ِة من ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداللة أجرة و ُر ِك َب ْت
ج -مثال تطبيقي مبني على قواعد الغرر اليسير مغتفر والمصلحة الكلية
الحاجية
األصل في هذه املسألة املنع ملا فيها من الغرر واملزابنة الختالف الزيتون في قدر ما يخرج منه
من الزيت ،إذ ال يدرى من قبض من الشركاء مثل حقه أو أقل أو أكثر وذلك ربا ،ولكن استثني
من هذا األصل هذه املسألة لضرورة احتياج الناس إلى ذلك مراعاة للمصلحة الكلية الحاجية
التي ال غنى للناس عنها .قال صاحب العمليات الفاسية:
للتحري بالنسبة وال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزيت والخلط للزيت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون عند العصر
الحاجات لرخصة الكلي ذي ومثلها جبن اللب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان آت
ويلحق بهذه املسألة ما جرى عليه العمل باشتراك الناس في اللبن الستخراج الجبن كما بين
الناظم رحمه هللا .ذكر صاحب املعيار أن ابن سراج سئل عن الرجلين يشتركان في عقد اللبن
جبنا ويقتسمانه ،فأجاب بقوله" :املسألة تجري على الخالف في خلط الجلجالن والزيتون في
املعصرة ،والذي يترجح وهللا أعلم جوازها للحاجة ،ويقسم الجبن على حسبه" 1.ويدخل في هذا
الباب أيضا مسألة اشتراك األقارب والجيران والرفقاء في عجن الخبز وطبخ اللحم ثم يقتسمون
ذلك أو يأكلونه من دون اقتسام بينهم .فهذه املسألة وإن كان األصل فيها عدم الجواز ملا في ذلك
من الغرر واملزابنة فإن العلماء قد أجازوا مثل ذلك "في طعام ُّ
الرفقاء واألقارب والجيران إذا
جمعوا أطعمتهم في العجن والطبخ وغيرهما بقصد اإلعانة واالرتفاق في رفع مؤن االشتغال أو
شبه ذلك؛ ألن جمعه تسهيل وتيسير وتعاون ال يقصد بمثله الربا وال املزابنة ،فصح أن يغتفر
1
الغرر أو الربا اليسيرين".
وحاصل املسألة أن علماء مالكية املغرب األق�ضى خالفوا األصل في هذه املسائل وهو املنع
مراعاة ألصل الضرورة ومراعاة للمصلحة الكلية الحاجية؛ ولذا قال صاحب العمل الفا�ضي:
"لرخصة الكلي ذي الحاجات".
رابعا :خاتمة
بعد الدراسة النظرية والتطبيقية ملوضوع القواعد الفقهية املؤطرة للمعامالت املالية لدى
ُ
علماء املغرب -نماذج مختارة من فقه العمليات (امل ْج َرَيات) املغربي -أسجل في هذه الخاتمة
أبرز النتائج املتوصل إليها في هذا املقال:
اعتناء علماء مالكية املغرب األق�ضى بالوقائع املعاصرة التي كانت تحدث في مجتمعهم،
وبأمور الناس العملية.
قدرة علماء املغرب على طرح التجديد الفقهي في املعامالت املالية املبني على التجديد في
أثر القواعد الفقهية التي صاغوا فيها املقاصد الشرعية مثل العرف واملصلحة العامة.
تميزهم بقوة العلم ودقة التحقيق في مجال االجتهاد املذهبي.
انفراد علماء املغرب األق�ضى بما يسمى بفقه العمليات املبني على االجتهاد املصلحي
بالعرف وما جرى به العمل.
معرفتهم الكبيرة بأهمية فقه الوقائع في عملية االجتهاد ،وموازنتهم بين املصالح واملفاسد،
ومراعاتهم للمقاصد أثناء تطبيق األحكام الشرعية.
التفاتهم إلى أعراف الناس املستقرة ،وعادتهم الجارية عند تنزيل األحكام الشرعية التي
يكون مبناها على أساس العرف والعمل.
وفرة القواعد الفقهية في فقه العمليات املغربي الضابطة للمعامالت املالية ،والتي ال زالت
في حاجة إلى استخراج ودراسة نظرية وتطبيقية.
أمهات القواعد الفقهية املعتمدة في باب املعامالت املالية عند علماء مالكية املغرب في
فقه العمليات هي :قاعدة العادة محكمة أو العادة معتبرة ،وقاعدة األمور بمقاصدها ،وال
ضرر وال ضرار ،وقاعدة الضرورات تبيح املحظورات ،وقاعدة الحاجة تنزل منزلة الضرورة،
وقاعدة املصلحة الكلية الحاجية ،وقاعدة سد الذرائع واالستحسان ،وقاعدة الغرر اليسير
معفو عنه.
ضرورة استيعاب هاته القواعد الفقهية استيعابا مقاصديا ،وحسن تنزيلها على واقعنا
املعاصر املليء بالنوازل واملستجدات الطارئة في املعامالت املالية.
الئحة المراجع
ابن الشاط ،أحمد .إدرار الشروق على أنواء الفروق ،مطبوع بهامش الفروق للقرافي ،دار
الكتب العلمية ،بيروت ،ط1418 ،1هـ.
ابن قيم الجوزية ،محمد .إعالم املوقعين عن رب العاملين ،اعتناء :أبو عبيدة مشهور بن
حسن ،دار ابن الجوزي ،ط 1463 ،1ه.
ابن رحال املعداني ،الحسن .كشف القناع عن تضمين الصناع ،تحقیق :محمد أبو
األجفان ،الدار التونسیة للنشر تونس1986 ،م.
ابن منظور ،جمال الدين .لسان العرب ،مادة قعد ،دار صادر ،بيروت ،ط 1414 ،3هـ.
ابن هالل ،إبراهيم .الدر النثير على أجوبة أبي الحسن الصغير ،طبعة حجرية 1318ه.
الزرقاء الحلبي ،مصطفى .املدخل الفقهي العام ،دار القلم ،دمشق ،ط ،2
1425ه1989/م.
أحمد ،شهاب الدين الحموي الحنفي .غمز عيون البصائر شرح كتاب األشباه والنظائر،
دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان ،ط 1405 ،1هـ1985/م.
دراسات فقهية يف قضايا المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 196
بن بيه ،عبدهللا .صناعة الفتوى وفقه األقليات ،منشورات الرابطة املحمدية،
1433هـ2112/م.
التاودي ،محمد .هامش البهجة في شرح التحفة ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان ،ط
1418 ،1ه1998/م.
التسولي ،أبو الحسن علي بن عبد السالم .البهجة على شرح التحفة ،دار الكتب العلمية،
بيروت-لبنان2017 ،م.
التسولي ،أبو الحسن علي بن عبد السالم .البهجة في شرح التحفة ،دار الكتب العلمية،
بيروت-لبنان ،ط 1418 ،1ه1998/م.
الجيدي ،عمر .العرف والعمل في املذهب املالكي ،مطبعة فضالة ،املحمدية-املغرب،
1404ه1982 /م.
الحجوي ،محمد .الفكر السامي في تاريخ الفقه اإلسالمي ،دار الكتب العلمية-بيروت-
لبنان ،ط 1419 ،1هـ1995/م.
الحطاب الرعيني ،محمد .مواهب الجلیل في شرح مختصر خليل ،دار الفكر ،ط،1
1412ه1992/م.
الدسوقي ،محمد بن أحمد بن عرفة .حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ،دار الفكر،
د.ط ،و د.ت.
الدميري ،بهرام بن عبد هللا بن عبد العزیز .الشامل في فقه اإلمام مالك ،تحقیق :أحمد
بن عبد الكریم نجیب ،مركز نجیبویه ،القاهرة ،ط 1429 ،1هـ2008/م.
ّ
اإلسالمي من خالل كتاب اإلشرا ف على مسائل الخالف الروكي ،محمد .قواعد الفقه
للقا�ضي عبد ّ
الوهاب البغدادي ،دار القلم – دمشق ،مجمع الفقه اإلسالمي – جدة ،ط ،1
1419ه1998/م.
الروكي ،محمد .نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في اختالف الفقهاء ،منشورات كلية اآلداب
والعلوم اإلنسانيةبالرباط ،مطبعة النجاح الجديدة -الدار البيضاء ،ط 1414 ،1ه1994/م.
197 المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم
الزرقاء ،مصطفى .شرح القواعد الفقهية ،اعتناء :مصطفى الزرقا ،دار القلم ،دمشق،
ط 1409 ،2ه1989/م.
السجلما�ضي ،أبو القاسم محمد .شرح العمل الفا�ضي ،طبعة حجرية1317 .ه.
الشاطبي ،أبو إسحاق إبراهيم .املوافقات في أصول الشريعة ،دار الكتب العلمية،
بيروت-لبنان ،ط.2005 ،1
الشاطبي ،أبو إسحاق إبراهيم .املوافقات في أصول الشريعة ،دار الكتب العلمية،
بيروت-لبنان ،ط 1425 ،1ه2004/م.
الس ُعود ،د.ط ،د.ت.
الشنقيطي ،عبدهللا بن إبراهيم العلوي .،نشر البنود على مراقي ّ
الزرقاني ،عبد الباقي .شرح الزرقاني على مختصر سیدي خلیل ،دار الكتب العلمیة،
بيروت لبنان ،ط 1،1422هـ2002/م.
القرافي ،أحمد .اإلحكام في تمييز الفتاوى عن األحكام ،اعتناء :عبدالفتاح أبوغدة ،مكتب
املطبوعات اإلسالمية ،حلب-سوريا ،ط 1995 ،2م.
القرافي ،أحمد .الفروق أنوار البروق في أنواء الفروق ،تحقيق :خليل منصور ،دار الكتب
العلمية ،د.ط1418 ،هـ1998/م.
ميارة الفا�ضي ،محمد .شرح ميارة على تحفة الحكام في نكت العقود واألحكام ،اعتناء:
عبد اللطيف حسن عبدالرحمن ،دار الكتب العلمية ،بيروت-لبنان ،ط1420 ،1هـ2000/م.
الوزاني ،املهدي .النوازل الصغرى ،دار الكتب العلمية-بيروت-لبنان .2014
الوالتي يحيى ،محمد .إيصال السالك في أصول اإلمام مالك ،اعتناء :عبدالكريم قبول،
دار الرشاد الحديثة-الدار البيضاء ،ط .2006 ،2
الونشري�ضي ،أحمد .املعيار املعرب والجامع املغرب ،تحقيق :محمد عثمان ،دار الكتب
العلمية ،بيروت-لبنان ،ط 2011 ،1م.
198
473
المحتويات
تقديم7 .......................................................................................:
المحور األول :دراسات يف نظام العقود يف اإلسالم 11 ...........................................
مفهوم نظام العقود يف اإلسالم :عقد البيع أنموذجا -العاقل المودن -المغرب13 ..............
القواعد الناظمة للمعامالت المالية من خالل كتاب المقدمات الممهدات البن رشد الجد -رضوان
العمراين ـ المغرب 29 ..........................................................................
الضوابط الفقهية المنظمة للعمل الوقفي -د .مصطفى بوهبوه -المغرب55 ....................
" مقاصد الشرع يف النهي عن البيوع الفاسدة وتطبيقاهتا الفقهية" -د.حميد رمضان الصغير -المغرب
79 ............................................................................................
المعقود عليه يف الفقه اإلسالمي -د .محمد جعواين ـ المغرب113 ...............................
القواعد الفقهية الحاكمة للمعامالت المالية لدى علماء المغرب -نماذج مختارة من فقه العمليات
ات) المغربي-د .بدرالدين الزيتي -المغرب 173 ...................................... (الم ْج َر َي ْ
ُ
القرض الحسن وأثره االجتماعي التكافلي من منظور عالل الفاسي رحمه اهلل -الدكتور الميلود
بنحميمي -المغرب199 ........................................................................
تنبيه األمة على حكم زكاة السهمة تأليف الشيخ سيدي محمد الراضي بن إدريس الكناين (ت 1385
هـ) -إبراهيم بنقدور -المغرب 219 ............................................................
المحور الثاين :قضايا تطبيقية يف المعامالت التجارية والمالية المعاصرة 239 .....................
بعض المعامالت المستثناة من اإلجارة المجهولة :دراسة فقه ّية أصول ّية -د .عبد الحميد الراقي-
أبوظبي 241 .....................................................................................
قاعدة" :لألجل حصة من الثمن" وتطبيقاهتا يف البنوك التشاركية المغربية :بيع المرابحة أنموذجا-.د:
محمد أيت دخيل ـ المغرب 257 ................................................................
أثر تنزيل بيع االستجرار يف الخدمات الدفعية والمالية-الدكتور كريم البزور ـ المغرب283 .......
'مفهوم البدائل الشرعية يف المعامالت المالية معاملتا البيع عرب الوسائل الحديثة ودارت أنموذجا'
-يوسف باقوشي ـ المغرب 307 ................................................................
االجتهاد التنزيلي وتطبيقاته يف المعامالت المالية المعاصرة (( بيع المرابحة واإلجارة المنتهية بالتمليك
نموذجين)) -د.عبد الحليم محمد أيت أمجوض -المغرب 331 ...............................
المحور الثالث :قضايا يف الخدمات المصرفية والعقود التمويلية365 .............................
التمويل اإلسالمي؛ ضوابط شرعية ومعايير مالية -اقتصادية -الدكتور أحمد اإلدريسي -المغرب
367 ............................................................................................
الصكوك المالية المعاصرة األحكام والضوابط الشرعية -الباحث توفيق الفناين -المغرب387
مسؤولية البنوك التشاركية يف تمويل منافع الخدمات - .حميد خالد -المغرب 411 ..............
آليات الحكامة الجيدة للبنوك التشاركية -محمد أجرد -المغرب 439 ..........................
474