Professional Documents
Culture Documents
Alsahifah Alsadeqeyyah
Alsahifah Alsadeqeyyah
Uploaded by
Khaled ShaibanOriginal Title
Copyright
Available Formats
Share this document
Did you find this document useful?
Is this content inappropriate?
Report this DocumentCopyright:
Available Formats
Alsahifah Alsadeqeyyah
Alsahifah Alsadeqeyyah
Uploaded by
Khaled ShaibanCopyright:
Available Formats
اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼﺎدﻗﻴﺔ
اﻟﻤﺆﻟﻒ :ﺑﺎﻗﺮ ﺷﺮﻳﻒ اﻟﻘﺮﺷﻲ
١
٢
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟ ﱠﺮﺣﻤﻦ اﻟﱠ ِ
ﺮﺣﻴﻢ ْ ْ
ِ
» َوإِ ذَا َﺳـ ـﺄَﻟَﻚ ﻋﺒَـــﺎدي َﻋــ َﱢ
ـﲏ ﻓَـ ـﺎﱢﱐ ﻗَﺮﻳ ــﺐ أُﺟﻴ ــﺐ َد ْﻋــ َـﻮة اﻟـ ـﺪﱠاع إذا َد َﻋـــﺎن « ) (١أ ﱠﻣ ــﻦ ﳚﻴ ــﺐ
ﻀﱡﺮ َد َﻋﺎﻧَﺎ ِﳉَْﻨﺒِﻪ أَو ﻗَﺎﻋـﺪا أو ﻗَﺎﺋِﻤـﺎ «
ﺲ اﻻﻧْ َﺴﺎن اﻟ ﱡ اﳌﻀﻄﱠﺮ إذا َد َﻋﺎﻩ َوﻳَﻜْﺸﻒ اﻟﺴﻮء » َوإ َذا َﻣ ﱠ
ـِﲔ
ﺿﱢﺮ دﻋﺎ رﺑﻪ ﻣﻨﻴﺒﺎ إﻟﻴﻪ « )َ » (٣وإ َذَﻣ ﺲ اﻟﻨﱠﺎ َ ُﺿ ﺮ َدﻋ ْﻮ َرﺑـﱠُﻬ ْ ُﻣﻨﻴِ ﺒ ﺲ اﻻﻧﺴﺎن ُ » وإذا َﻣ ﱠ
)(٢
إﻟَْﻴﻪ « ).(٤
اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة آﻳﺔ .١٨٦
٢ـ ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ ـ آﻳﺔ .١٢
٣ـ ﺳﻮرة اﻟﺰﻣﺮ :آﻳﺔ .٨
٤ـ ﺳﻮرة اﻟﺮوم ـ آﻳﺔ .٣٣
٣
٤
ﺗﻘﺮﻳﻆ آﻳﺔ اﷲ اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻻﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺰواري داﻣﺖ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟ ﱠﺮﺣﻤﻦ اﻟﱠ ِ
ﺮﺣﻴﻢ ْ ْ
ﻳﻦ.
ـﲔ اﻟﻄـﺎﻫﺮ َﻼم ﻋﻠﻰ ﺧﲑ ﺧﻠﻘﻪ ،ﳏﻤﺪ وآﻟـﻪ اﻟﻄَﻴﱢﺒ َ اﻟﺴ ُ
اﻟﺼﻼةُ و َ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ،و َ اﳊﻤﺪ ﷲ ﱢ ُ
ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ،ﳜﺘـﺎر ﰲ ﻛـﻞ ﻗ ٍ
ـﺮن رﺟـﺎﻻً ، وﺑﻌﺪ ،ﻓﺈ ﱠن ﻣﻦ ﻗﻀﺎء اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وﻗﺪرﻩ اﳊﺘﻤﻴﱢﲔ ،أﻧﻪ ﱠ
ﻫ ــﻢ ﺻ ــﻔﻮة اﻟﻨ ــﺎس ،ــﻢ ،ﻳﺜ ــﲑ دﻓ ــﺎﺋﻦ اﻟﻌﻘ ــﻮل ،وﻳ ــﺬ ﱢﻛﺮﻫﻢ ﻣﻨﺴ ـ ﱡـﻲ اﻟﻔﻄ ــﺮة إﲤﺎﻣ ـ ـﺎً ﻟﻠﺤﺠ ــﺔ ،
وإﻳﻀﺎﺣﺎً ﻟﻠﺤ ﱠﺠﺔ ،وﳑﱠﻦ اﺧﺘﺎرﻩ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﳍﺬﻩ اﳌﻮﻫﺒﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ،اﻻﻣﺎم اﳍﻤﺎم ،ووﺻ ﱡـﻲ َﻣـﻦ
ﻫ ــﻮ ﻟﻼﻧﺒﻴ ــﺎء ﺷ ــﺮف وﺧﺘ ــﺎم ﺟﻌﻔ ــﺮ ﺑ ــﻦ ﳏﻤ ــﺪ ﺑ ــﻦ ﻋﻠ ــﻲ ﺑ ــﻦ اﳊﺴ ــﲔ ﺑ ــﻦ ﻋﻠ ــﻲ ﺑ ــﻦ اﰊ ﻃﺎﻟ ــﺐ
� ،اﻟ ــﺬي ﻳ ــﺮوي ﻋ ــﻦ أﺟ ــﺪادﻩ ﻋ ــﻦ رﺳ ــﻮل اﷲ � ،ﻋ ــﻦ ﺟﱪاﺋﻴ ــﻞ ،ﻋ ــﻦ اﷲ ﺟﻠﱠ ــﺖ
ﻋﻈﻤﺘــﻪ ،ﲨﻴـ َـﻊ اﳌﻌــﺎرف اﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻴــﺔ واﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ،ﻓﻬــﻮ � ،ﻟﺴــﺎ ُن ﺧــﺎﰎ اﻟﻨﺒﻴﱢــﲔ ،ﺑــﻞ ﲨﻴــﻊ
ـﺎﺣﻞ ﻟــﻪ ،ﻋﻠــﻢ اﻻﻋــﻼم ،اﳊ ﱠﺠــﺔ ﻗــﺮة
وﳑــﻦ أﺧــﺬ ﻗﻄــﺮة ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟﺒﺤــﺮ ،اﻟــﺬي ﻻ ﺳـ َ اﻻﻧﺒﻴــﺎء ﱢ
اﳌﺘﺘﺒﱢﻌﲔ اﻟﻌﻈﺎم ،اﻟﺸﻴﺦ ﺑﺎﻗﺮ ﺷﺮﻳﻒ اﻟﻘﺮﺷﻲ ،ﻓﺎﻧﻪ داﻣﺖ ﻣﻌﺎﻟﻴـﻪ ،أﺷـﺎر إﱃ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ،ﺗﻘﺼـﺮ
ـﺰل دو ـﺎ أﻗـﺪام اﻟﻔﺤـﻮل ،ﻓﻬـﻮ اﳌﺜـﻞ اﻻﻋﻠـﻰ ، ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ إﻓﻬـﺎم ذوي اﻟﻌﻘـﻮل ،وورد ﺳـﺎﺣﺔ ﺗ ﱡ
ﻋﻠﻤ ـﺎً وﻋﻤ ـﻼً ،وﺻــﺎر أﻫ ـﻼً ﻻن ﺗﻜــﻮن ﻟــﻪ ﻫــﺬﻩ » اﻟﺼــﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼــﺎدﻗﻴﺔ « اﻟﻐ ـﺮاء اﻟــﱵ ﳛــﻖ أن
ﻳﻘﺎل ﻓﻴﻬﺎ أ ﺎ ﻣﻦ ﲡﻠﻴﺎت اﳌﺪﻋﻮ ﰲ اﻟﺪاﻋﻲ ،وﺗﻔﺎﱐ اﻟـﺪاﻋﻲ ﰲ ﻣﺮﺿـﺎة اﳌـﺪﻋﻮ ،ﻋﻨـﺪ اﻟﺘﻮﺟـﻪ
واﻟﺜﻨﺎء ،ﻓﺮﻓﻊ اﷲ
٥
ﺗﻌــﺎﱃ ﰲ اﻟــﺪارﻳﻦ ﺷــﺄﻧﻪ ،وﺟﻌــﻞ أﻓﺌــﺪة اﻟﻨــﺎس ،ــﻮى إﱃ ﻣﺆﻟ َﻔﺎﺗـ ِـﻪ اﻟﺸ ـﺮ ِ
ﻳﻔﺔ ،وﻧﻔﻌﻬــﻢ ﻣــﻦ
ﲦﺮات ﻋﻠﻤﻪ وﻋﻤﻠﻪ ،اﻧﻪ ﲰﻴﻊ ﳎﻴﺐ.
٩ﺷﻌﺒﺎن ﻋﺎم ١٤٠٨ه
ﻋﺒﺪ اﻻﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺳﻮي اﻟﺴﺒﺰواري
٦
ﺗﻘﺪﻳﻢ
ـ١ـ
اﻟـﺪﻋﺎء ،ﲰـﻮ ﰲ اﻟــﺮوح ،وإﺷـﺮاق ﰲ اﻟـﻨﻔﺲ ،ﻳـﺮﺑﻂ اﻻﻧﺴـﺎن ﺑﺮﺑـﻪ ﺧــﺎﻟﻖ اﻟﻜـﻮن ،وواﻫــﺐ
اﳊﻴﺎة ،ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﳎﺮﻳﺎت اﻻﺣﺪاث ،وﻫﻮ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﳏﻴﻂ.
إن ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺴﺎن ﺑﺮﺑـﻪ ،ﻋﻼﻗـﺔ ذاﺗﻴـﺔ ،وﻣﺘﺄﺻـﻠﺔ ﰲ ﻧﻔـﺲ اﻻﻧﺴـﺎن ،ﻓﻬـﻮ ﻳﻔـﺰع إﻟﻴـﻪ ،أذا
دﳘﺘــﻪ ﻛﺎرﺛــﺔ ﻣــﻦ ﻛ ـﻮارث اﻟــﺪﻫﺮ ،أو أﳌــﺖ ﺑــﻪ ﳏﻨــﺔ ﻣــﻦ ﳏــﻦ اﻻﻳــﺎم ..إﻧــﻪ ﻳــﺪﻋﻮ رﺑــﻪ ﺿــﺎرﻋﺎ
ﻣﻨﻜﺴـﺮاً ،ﻻ ﳚــﺪ أﺣــﺪاً ﻳﻠﺠــﺄ إﻟﻴـﻪ ،وﻻ ﻳﻜﺸــﻒ ﻋﻨــﻪ اﻟﻀــﺮ واﻟﺸـﻘﺎء ﺳــﻮى اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ اﻟﻠﻄﻴــﻒ
ﺑﻌﺒــﺎدﻩ ،وﻗــﺪ ﲢــﺪث اﻟﻘــﺮآن اﻟﻜــﺮﱘ ،ﻋــﻦ ﻫــﺬﻩ اﻟﻈــﺎﻫﺮة ،ﰲ ﻛﺜــﲑ ﻣــﻦ آﻳﺎﺗــﻪ ،ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ » :
ِ ِ ِ
اﻟﻀــﱡﺮ َد َﻋﺎﻧـَـﺎ ِﳉَْﻨﺒِــﻪ أ َْو ﻗَﺎﻋــﺪاً أ َْو ﻗَﺎﺋﻤـﺎً ،ﻓَـﻠَ ّﻤــﺎ َﻛ َﺸـ ْﻔﻨَﺎ َﻋﻨْــﻪُ ُ
ﺿـﱠﺮﻩُ َﻣـﱠﺮ َﻛـﺄَ ْن َﱂْ ـﺲ اﻻﻧْ َﺴــﺎن ُ
َوإذَا َﻣـ ﱠ
إﻟﻴـﻪ ،ﰒُﱠ إذا ِ
ـﲔ ْ ﺿﱢﺮ َد ُﻋﻮا َرﺑـﱠ ُﻬﻢ ُﻣﻨﻴﺒ َ ﺎس ُ ﺲ اﻟﻨَ َ ﺿﱟﺮ َﻣ ﱠﺴﻪ « وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ َ » :وإ َذا َﻣ ﱠ ﻳَ ْﺪ ُﻋﻨَﺎ إﱃ ُ
)(١
ﻛﻮ َن « ) (٢إن اﻻﻟﺘﺠـﺎء إﱃ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،واﻟﻔـﺰع إﻟﻴـﻪ ِ إذاﻗَـﻬﻢ ِﻣْﻨﻪُ ر ْﲪَ ًﺔ ،إذَا ﻓَﺮ ٌ ِ ِ
ﻳﻖ ﻣـْﻨـ ُﻬ ْﻢ ﺑـﱠﺮ ْﻢ ﻳُ ْﺸـﺮ ُ ُْ َ
،ﰲ وﻗﺖ اﶈﻨﺔ واﻻزﻣﺎت ،أﻣﺮ ذاﰐ ﻟﻼﻧﺴﺎن ،ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﲡﺎﻫﺎﺗـﻪ وﻣﻴﻮﻟـﻪ ،وﻗـﺪ ﻗـﺮأت ﰲ
ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺐ ،أو اﻟﺼﺤﻒ ،أن ﺷﺨﺼﺎً
__________________
١ـ ﺳﻮرة ﻳﻮﻧﺲ آﻳﺔ .١٢
٢ـ ﺳﻮرة اﻟﺮوم ـ آﻳﺔ .٣٣
٧
ﻛ ـﺎن ﰲ ﻃــﺎﺋﺮة ،وﻓﻴﻬــﺎ ﲨﺎﻋــﺔ ﻣــﻦ اﳌﺎرﻛﺴــﻴﲔ وﻏــﲑﻫﻢ ،ﳑــﻦ ﻻ دﻳــﻦ ﳍــﻢ ،ﻓﺎﺻــﺎب اﻟﻄــﺎﺋﺮة
ﻋﻄ ــﺐ ،وﻫ ــﻲ ﰲ اﳉ ــﻮ ،ﻓﻔﺰﻋ ـﻮا ﲨﻴﻌ ــﺎ إﱃ اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،ﺑﺒﻜ ــﺎء ﻟﻴﻨﻘ ــﺬﻫﻢ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﻜﺎرﺛ ــﺔ ،
ﻓﺎﺳــﺘﺠﺎب اﷲ دﻋــﺎءﻫﻢ ،وﳒــﺎﻫﻢ ﳑــﺎ ﻫــﻢ ﻓﻴــﻪ ،وﻋﻘــﺐ اﻟﺸــﺨﺺ ﻗــﺎﺋﻼ :إﱐ ﻻ أﺻــﺪق ﺑﻌــﺪ
ذﻟ ــﻚ ،أن ﻫﻨ ــﺎك ﻣ ــﻦ ﳚﺤ ــﺪ اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ وﻻ ﻳ ــﺆﻣﻦ ﺑ ــﻪ ،ﻓﺈﻧ ــﻪ إن ﺟﺤ ــﺪﻩ ﺑﻠﺴ ــﺎﻧﻪ ،ﻓ ــﺎن ﻗﻠﺒ ــﻪ
ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﻪ.
ـ٢ـ
إن ﻣــﻦ ﲦ ـﺮات اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻣﻌﻄﻴﺎﺗــﻪ ،إزاﻟــﺔ ﻣــﺎ ران ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﻠــﻮب ،ﻣــﻦ ﻏﺸــﺎوات وﺟﻔــﺎء ،
ورﻓــﻊ اﳌــﺮء إﱃ اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ اﳌﺜﺎﻟﻴــﺔ ،واﻻﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﺮﳝــﺔ ،إﻧــﻪ ـ ﻣــﻦ دون ﺷــﻚ ـ ﻳﻬــﺬب اﻟﻨﻔــﻮس ،
وﳛﺴــﻦ اﻟﻄﺒــﺎع ،وﻳﻨﻤــﻲ اﻟﻨﺰﻋــﺎت اﳋــﲑة ،وﻳﺒﻌــﺚ ﻋﻠــﻰ اﻻﻗﺘــﺪاء ﺑــﺂداب اﳌﺘــﻴﻘﻦ واﻟﺼــﺎﳊﲔ ،
اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺳﺎدات ا ﺘﻤﻊ وﻗﺎدﺗﻪ ،وﳛﺬر ﻣﻦ ﺷﺮار اﳋﻠﻖ ،اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮون اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﻠـﻰ اﳊـﻖ ،
وﻳﻔﻀــﻠﻮن اﻟﺸــﺮ ﻋﻠــﻰ اﳋــﲑ ،وﻫــﻢ اﻟــﺬﻳﻦ ﺿــﻞ ﺳــﻌﻴﻬﻢ ﰲ اﳊﻴــﺎة اﻟــﺪﻧﻴﺎ ،وأي ﲦــﺮة ﻳﻈﻔــﺮ ــﺎ
اﻻﻧﺴﺎن أﻫﻢ وأﻏﻠﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺜﻤﺮة؟.
ـ٣ـ
أﻣ ــﺎ اﻟ ــﺪﻋﺎء إﱃ اﷲ ،واﻻﺑﺘﻬ ــﺎل إﻟﻴ ــﻪ ،ﻓﺎﻧ ــﻪ ﻣ ــﻦ أﺑ ــﺮز اﻟﻘ ــﻴﻢ ،اﻟﺮﻓﻴﻌ ــﺔ اﳌﺎﺛﻠ ــﺔ ﻋﻨ ــﺪ اﻻﻧﺒﻴ ــﺎء
� ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﺑﺘﻬﺎﳍﻢ إﱃ اﷲ ،وﻣﻨﺎﺟﺎ ﻢ ﻟﻪ ﻣﻦ أﻫـﻢ اﳌﺘـﻊ ﻋﻨـﺪﻫﻢ ،وﻟﻨﺴـﺘﻤﻊ إﱃ ﺧﻠﻴـﻞ
اﷲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ وإﺑﻨﻪ إﲰﺎﻋﻴﻞ وﳘﺎ ﻳﺮﻓﻌﺎن أﺳﺲ اﻟﺒﻴﺖ اﳊﺮام ،ﻓﻜﺎﻧﺎ ﻣﻊ ﻛـﻞ ﻟﺒﻨـﺔ ﻳﻀـﻌﺎ ﺎ ﰲ ﺑﻨـﺎء
اﻟﺒﻴﺖ اﳌﻌﻈﻢ ،ﻳﺸﻔﻌﺎ ﺎ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء إﱃ رب اﻟﺒﻴﺖ ﻗﺎﺋﻠﲔ :
» رﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠﻴﻢ .(١) « ..
وﻳﺪﻋﻮان أﻳﻀﺎ ﻗﺎﺋﻠﲔ :
» رﺑﻨﺎ واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﺴﻠﻤﲔ ﻟﻚ ،وﻣﻦ ذرﻳﺘﻨﺎ أﻣﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ ﻟﻚ ،وأرﻧﺎ
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة آﻳﺔ .١٢٧
٨
ﻣﻨﺎﺳﻜﻨﺎ ،وﺗﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ إﻧﻚ أﻧﺖ اﻟﺘﻮاب اﻟﺮﺣﻴﻢ .(١) « ..
إن دﻋﺎء إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ودﻋﺎء وﻟﺪﻩ إﲰﺎﻋﻴﻞ ،إﳕﺎ ﻫﻮ دﻋﻮة إﱃ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻧﺴـﺎﱐ ،ودﻋـﻮة إﱃ
اﻟﺘﺤﺮر ،ﻣﻦ اﻟﻨﺰﻋﺎت اﻟﺸﺮﻳﺮة ،ودﻋﻮة ﻟﻠﻈﻔﺮ ﺑﺎﳋﲑ ،ﲜﻤﻴﻊ ﺻﻮرة وﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ.
ـ٤ـ
واﻫــﺘﻢ أﺋﻤــﺔ أﻫــﻞ اﻟﺒﻴــﺖ � ،ﺑﺎﻻدﻋﻴــﺔ إﻫﺘﻤﺎﻣــﺎ ﺑــﺎﻏﻼ ،ﻻ ــﺎ ﺑﻠﺴــﻢ ﻟﻠﻨﻔــﻮس اﳊــﺎﺋﺮة ﰲ
ﻣﺘﺎﻫــﺎت ﻫ ــﺬا اﻟﻜــﻮن ،ﻛﻤ ــﺎ أ ــﺎ ﰲ ﻧﻔ ــﺲ اﻟﻮﻗــﺖ ،ﺧــﲑ ﺿ ــﻤﺎن ﻟــﺮدع اﻟﻨﻔــﻮس ،ﻋ ــﻦ ﻏﻴﻬ ــﺎ
وﻃﻴﺸﻬﺎ.
وﺑﻠــﻎ ﻣــﻦ اﻫﺘﻤــﺎم أﺋﻤــﺔ اﳍــﺪى � ،ــﺬا اﻟـﱰاث اﻟﺮوﺣــﻲ ،أ ــﻢ ﺧﻠﻔـﻮا ﺛــﺮوة ﻫﺎﺋﻠــﺔ ،ﻣــﻦ
اﻻدﻋﻴ ـﺔ اﻟﻨﻔﻴﺴــﺔ ،ﻓﻘــﺪ ذﻛــﺮ اﻟﺴــﻴﺪ اﳉﻠﻴــﻞ ،ﻧــﺎدرة زﻣﺎﻧ ــﻪ ،اﻟﺴــﻴﺪ اﺑــﻦ ﻃــﺎووس ،ان ﺧﺰاﻧــﺔ
ﻣﻜﺘﺒﺘﻪ ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﲦﺎﱐ ﻣﺎﺋﺔ ﻛﺘﺎب ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ ،أﺛﺮت ﻋﻦ اﻻﺋﻤﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ).(٢
وﻣــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ ،أن ﻫــﺬا اﻟــﺰﺧﻢ ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ ،ﻳــﻨﻢ ﻋــﻦ ﻣﻌــﺮﻓﺘﻬﻢ اﻟﻜﺎﻣﻠــﺔ ﺑــﺎﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﻓﻘــﺪ
أﺑﺼــﺮوﻩ ﺑﻘﻠــﻮ ﻢ اﳌﺸــﺮﻓﺔ ،وﻋﻘــﻮﳍﻢ اﻟﻨــﲑة ..ﺗــﺪﺑﺮوا ﰲ آﻳــﺎت اﷲ ،وأﻣﻌﻨ ـﻮا اﻟﻨﻈــﺮ ﰲ ﻋﺠﺎﺋــﺐ
ﻫــﺬا اﻟﻜــﻮن ،وﺗــﺄﻣﻠﻮا ﰲ ﺧﻠــﻖ ﻫــﺬا اﻻﻧﺴــﺎن ،ﻓــﺂﻣﻨﻮا ﺑــﺎﷲ إﳝﺎﻧــﺎ ﻻ ﳜــﺎﻣﺮﻩ أدﱏ ﺷــﻚ ،وﻛــﺎن
ﻣــﻦ ﻣﻈــﺎﻫﺮ إﳝــﺎ ﻢ اﻟﻮﺛﻴــﻖ ،أ ــﻢ إذا ﻗــﺎﻣﻮا ﻟﻠﺼــﻼة ﺑــﲔ ﻳــﺪي اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﺗﺮﺗﻌــﺪ ﻓﺮاﺋﺼــﻬﻢ ،
وﺗﺘﻐﲑ اﻟﻮا ﻢ ،وﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻟﻼﻣﺎم اﳊﺴﻦ ﺳﺒﻂ رﺳﻮل اﷲ � ،ورﳛﺎﻧﺘﻪ ﰲ ذﻟـﻚ ،ﻓﺄﺟـﺎب
ﺳــﻼم اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ » :ﺣــﻖ ﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ وﻗــﻒ ﺑــﲔ ﻳــﺪي رب اﻟﻌــﺮش ،ان ﺗﺮﺗﻌــﺪ ﻓﺮاﺋﺼــﻪ ،وﻳﺼــﻔﺮ
ﻟﻮﻧﻪ ).(٣
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة آﻳﺔ .١٢٨
٢ـ ﻛﺸﻒ اﶈﺠﺔ ﻟﺜﻤﺮة اﳌﻬﺠﺔ.
٣ـ ﺣﻴﺎة اﻻﻣﺎم اﳊﺴﻦ .٣٢٧ / ١
٩
ﻟﻘﺪ اﲡﻬﻮا ﺑﻘﻠﻮ ﻢ ،وﻋﻮاﻃﻔﻬﻢ ﳓـﻮ اﷲ ،اﻟـﺬي ﻳﻌﻠـﻢ دﻗـﺎﺋﻖ اﻟﻨﻔـﻮس ،وﺧـﻮاﻃﺮ اﻟﻘﻠـﻮب ،
ﻓﻌﺒﺪوﻩ ،واﺧﻠﺼﻮا ﰲ ﻋﺒﺎدﺗﻪ وﻃﺎﻋﺘﻪ ،ﻛﺄﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻻﺧﻼص.
وﻛﺎن أول ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﺑﺎب اﻻدﻋﻴﺔ ،ﻣﻦ اﻻﺋﻤﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ،ﺳﻴﺪ اﻟﻌﱰة اﻟﻄـﺎﻫﺮة ،اﻻﻣـﺎم أﻣـﲑ
اﳌــﺆﻣﻨﲔ � ،ﻓﻘ ــﺪ ﺣﻔﻠ ــﺖ ﻛﺘ ــﺐ اﻻدﻋﻴ ــﺔ ،ﺑﺎﻟﺸ ــﺊ اﻟﻜﺜ ــﲑ ﻣ ــﻦ أدﻋﻴﺘ ــﻪ ،ﻛ ــﺪﻋﺎء ﻛﻤﻴ ــﻞ ،
ودﻋــﺎء اﻟﺼــﺒﺎح وﻏﲑﳘــﺎ ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ ،اﻟــﱵ ﲤﺜــﻞ ﺟــﻮﻫﺮ اﻻﳝــﺎن ،وﺣﻘﻴﻘــﺔ اﻟﻌﺒﻮدﻳــﺔ اﳌﻄﻠﻘــﺔ ﷲ
ﺗﻌــﺎﱃ ،وﻫﻜــﺬا ﻛﺎﻧــﺖ أدﻋﻴــﺔ وﻟــﺪﻩ اﻻﻣــﺎم ،اﻟﺴــﺒﻂ اﻟﺸــﻬﻴﺪ اﳊﺴــﲔ � ،ﻓــﺈن أدﻋﻴﺘ ـﻪ ﰲ
ﻋﺮﻓ ــﺎت ،وﰲ ﻛـ ـﺮﺑﻼء ،ﺗﻌﺘ ــﱪ ﺻ ــﺮﺣﺎ ﻣ ــﻦ ﺻ ــﺮوح اﻻﳝ ــﺎن ﺑ ــﺎﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،ﻳﺘ ــﺰود ــﺎ اﻟ ــﺪاﻋﻲ ،
وﻳﺘﺴــﻠﺢ ــﺎ اﻟــﺬاﻛﺮ ،وﻳﺘﺒﺼــﺮ ــﺎ اﳌــﺆﻣﻦ ،وأﻣــﺎ أدﻋﻴــﺔ وﻟــﺪﻩ اﻻﻣــﺎم زﻳــﻦ اﻟﻌﺎﺑــﺪﻳﻦ � ،اﻟــﱵ
ﲰﻴﺖ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺴﺠﺎدﻳﺔ ،ﻓﻬـﻲ اﳒﻴـﻞ آل ﳏﻤـﺪ � ،وﻫـﻲ ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻟﺜـﺮوات اﻟﺮوﺣﻴـﺔ
ﰲ اﻻﺳــﻼم ،وﻗــﺪ اﻫــﺘﻢ ــﺎ ﻋﻠﻤــﺎء اﳌﺴــﻠﻤﲔ وﻏــﲑﻫﻢ ،ﻻ ــﺎ ﻣــﻦ ﻣﻨــﺎﺟﻢ اﻟﻔﻜــﺮ وﻣــﻦ ذﺧــﺎﺋﺮ
اﻟﱰاث اﻻﻧﺴﺎﱐ.
ﻟﻘــﺪ ﺣﻔﻠــﺖ ﺳــﲑة أﺋﻤــﺔ أﻫــﻞ اﻟﺒﻴــﺖ � ،ﺑﺎﻻﺑﺘﻬــﺎل واﻟﺘﻀــﺮع إﻟﻴــﻪ ،ﻓــﻼ ﺗﻘـﺮأ ﺳــﲑة أﺣــﺪ
ﻣــﻨﻬﻢ ،إﻻ وﲡــﺪ ﺻــﻔﺤﺎت ﻣﺸــﺮﻗﺔ ﻣــﻦ أدﻋﻴــﺘﻬﻢ ،وﻣﻨﺎﺟــﺎ ﻢ ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،اﻻﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻳــﺪل ـ
ﺑﻮﺿﻮح ـ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻴﻖ أﺗﺼﺎﳍﻢ ﺑﺎﷲ ،وأﻧﻘﻄﺎﻋﻬﻢ إﻟﻴﻪ.
ـ٦ـ
إن أدﻋﻴـﺔ أﺋﻤـﺔ أﻫـﻞ اﻟﺒﻴـﺖ � ﻧﻔﺤـﺔ ﻣـﻦ رﲪـﺎت اﷲ ،ـﺪي اﳊـﺎﺋﺮ ،وﺗﻀـﺊ اﻟﻄﺮﻳـﻖ ،
وﺗﻮﺿﺢ اﻟﻘﺼﺪ إﱃ اﷲ ،وﻗﺪ اﻣﺘﺎزت ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ أدﻋﻴﺔ اﻟﺼﺎﳊﲔ واﳌﺘﻘﲔ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ :
أوﻻ :ـ إﳕـﺎ ﲤﺜـﻞ اﻧﻘﻄــﺎﻋﻬﻢ اﻟﻜﺎﻣـﻞ ،واﺗﺼــﺎﳍﻢ اﻟﻮﺛﻴـﻖ ﺑــﺎﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،اﺳــﺘﻤﻌﻮا إﱃ ﻣـﺎ ﻳﻘﻮﻟــﻪ
اﳊﺴﲔ � ،ﰲ ﺑﻌﺾ أدﻋﻴﺘﻪ ﳐﺎﻃﺒﺎ اﷲ :
١٠
» ﻣﺎذا وﺟﺪ ﻣﻦ ﻓﻘﺪك ،وﻣﺎذا ﻓﻘﺪ ﻣﻦ وﺟﺪك؟؟« .
أرأﻳﺘﻢ ﻫﺬا اﻻﳝﺎن اﻟﺬي ﲡﺎوز ﺣﺪود اﻟﺰﻣﺎن واﳌﻜﺎن؟ ﻟﻘـﺪ ﺗﻔﺎﻋـﻞ ﻣـﻊ ﻋﻮاﻃـﻒ أﰊ اﻻﺣـﺮار
وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ،ﺣﱴ ﺻﺎر ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ وﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ.
ﺛﺎﻧﻴــﺎ :ـ إ ــﺎ ﱂ ﺗﻘﺘﺼــﺮ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻀــﺮع إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﻓﻘــﺪ اﺣﺘــﻮت ﻋﻠــﻰ أﻣــﻮر ﺑﺎﻟﻐــﺔ اﻻﳘﻴــﺔ
ﻛﺎن ﻣﻨﻬﺎ :
أ ـ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،واﻟﻨﺒﻮة ،واﻻﻣﺎﻣﺔ.
ب ـ اﻻﺧﻼق.
ﺟ ـ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
د ـ اﻻﺟﺘﻤﺎع.
ﻫ ـ اﻻﻗﺘﺼﺎد.
وأدﻋﻴ ــﺘﻬﻢ ،ﻣﻠﻴﺌ ــﺔ ــﺬﻩ اﻻﻣ ــﻮر ،ﻛﻤ ــﺎ دﻋ ــﺖ إﱃ اﻟﻨﺸ ــﺎط اﻟﻔﻜ ــﺮي ،واﻟﻌﻤ ــﻞ اﳉ ــﺎد ،ﰲ
ﳐﺘﻠﻒ ﺟﻮاﻧﺐ اﳊﻴﺎة.
ﺛﺎﻟﺜـ ــﺎ :ـ إن أدﻋﻴ ــﺘﻬﻢ ،ﲤﺘ ــﺎز ﺑﺄﺳ ــﺎﻟﻴﺒﻬﺎ اﻟﺮاﺋﻌ ــﺔ ،ﻓﻘـ ــﺪ ﺑﻠﻐ ــﺖ اﻟ ــﺬروة ،ﰲ ﺑﻼﻏﺘﻬ ــﺎ ،
وﻓﺼــﺎﺣﺘﻬﺎ ،ﻓﻠــﻴﺲ ﰲ أي ﺑﻨــﺪ ﻣــﻦ ﺑﻨﻮدﻫــﺎ ،أو ﻓﻘــﺮة ﻣــﻦ ﻓﻘﺮا ــﺎ ،ﲨﻠ ــﺔ أو ﻛﻠﻤــﺔ ،ﳝﺠﻬ ـﺎ
اﻟﻄﺒــﻊ ،وﻳﻨﻔــﺮ ﻣﻨﻬــﺎ اﻟــﺬوق ،ﻓﻘــﺪ ﻧﻈﻤــﺖ ﰲ أرﻗــﻲ أﺳــﻼك اﻟﺒﻼﻏــﺔ واﻟﻔﺼــﺎﺣﺔ ،وﺗﻌــﺪ ﻣ ــﻦ
ﻣﻨﺎﺟﻢ اﻻدب اﻟﻌﺮﰊ.
راﺑﻌ ــﺎ :ـ إ ــﺎ ﺗــﺪﻋﻮ إﱃ ﺻ ــﻔﺎء اﻟﻨﻔــﻮس ،ﻣ ــﻦ أدران اﳊﻴ ــﺎة ،اﳌﻠﻴﺌ ــﺔ ﺑــﺎﻟﻠﻬﻮ واﳌﻐﺮﻳ ــﺎت ،
وﲢﻠﻴﺘﻬــﺎ ﺑــﺎﻵداب واﻟﻔﻀــﺎﺋﻞ ..ﻫــﺬا ﳎﻤــﻞ ﻣــﺎ أﻣﺘــﺎزت ﺑــﻪ أدﻋﻴــﺔ اﻻﺋﻤــﺔ اﻟﻄــﺎﻫﺮﻳﻦ � ﻣــﻦ
اﳋﺼﺎﺋﺺ.
ـ٧ـ
واﻟﺸﺊ اﶈﻘﻖ اﻟﺬي ﻻ ﳜﺎﳉﻪ ﺷﻚ ،أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ
١١
اﻻﺣ ـﻮال ،أن ﺗﺘﺤﻘــﻖ اﻻﻫــﺪاف اﻟﻨﺒﻴﻠــﺔ ،اﻟــﱵ ﻳﺼــﺒﻮا إﻟﻴﻬــﺎ اﻻﻧﺴــﺎن ،ﻣــﻦ اﳊﺮﻳــﺔ ،واﻟﻜﺮاﻣــﺔ
واﻻﻣ ــﻦ ،واﻻﺧ ــﺎء ،إﻻ إذا ﺳ ــﺎد اﻻﳝ ــﺎن ﺑ ــﺎﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،ﺑ ــﲔ أﻣ ــﻢ اﻟﻌ ــﺎﱂ ،وﺷ ــﻌﻮب اﻻرض ،
وارﺗــﺒﻂ اﻻﻧﺴــﺎن ﲞﺎﻟﻘــﻪ ،وآﻣــﻦ ﺑﺄﻧــﻪ ﻣﺴــﺆول أﻣــﺎم اﷲ ﻋﻤــﺎ ﻳﻌﻤﻠــﻪ ،وﻋﻤــﺎ ﻳﻘﱰﻓــﻪ ﻣــﻦ إﰒ أو
ذﻧﺐ ،ﰲ ﺣﻖ ﻧﻔﺴﻪ ،أو ﰲ ﺣﻖ ﳎﺘﻤﻌﻪ ،ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻻ ﳚـﺪي ﺷـﻴﺌﺎ ،ﻣـﺎ ﺗﻌﻤﻠـﻪ
ﻫﻴﺌﺔ اﻻﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ،ﲟﻨﻈﻤﺎ ﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،وﻣـﺎ ﳚﺎﻫـﺪ ﰲ ﺳـﺒﻴﻠﻪ ﻓﻼﺳـﻔﺔ اﻟﻌﺼـﺮ ،وﻗـﺎدة اﻟﻔﻜـﺮ
واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ،ﻣـﻦ اﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺗﻘـﺪم اﻻﻧﺴـﺎن ،وﺗﻄـﻮﻳﺮ ﺣﻴﺎﺗـﻪ ،وإﻧﻘـﺎذﻩ ﻣـﻦ وﻳـﻼت
اﳊ ـ ــﺮوب ،ودﻣﺎرﻫ ـ ــﺎ ،وإزاﻟ ـ ــﺔ اﳊـ ـ ـﻮاﺟﺰ ،اﻟ ـ ــﱵ أﺣ ـ ــﺪﺛﻬﺎ اﺧ ـ ــﺘﻼف اﳉﻨﺴ ـ ــﻴﺎت واﻟﻘﻮﻣﻴ ـ ــﺎت ،
واﺧﺘﻼف اﻻﻟﻮان واﳌﺬاﻫﺐ اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ ،ﻣـﻦ اﻟﺮأﲰﺎﻟﻴـﺔ واﻟﺸـﻴﻮﻋﻴﺔ ،ﻓﺈﻧـﻪ ﺑـﺎﻟﺮﻏﻢ ﳑـﺎ ﺑﺬﻟﺘـﻪ ﻣـﻦ
ﺟﻬ ــﻮد ﻣﻜﺜﻔ ــﺔ ،ﰲ ﺳ ــﺒﻴﻞ اﻻﺻ ــﻼح اﻻﺟﺘﻤ ــﺎﻋﻲ ،ﻓﺎ ــﺎ ﱂ ﺗﺴ ــﺘﻄﻊ ﲢﻘﻴ ــﻖ ذﻟ ــﻚ ،وﺑﻘﻴ ــﺖ
ﻣﻘﺮرا ــﺎ ﺣـﱪا ﻋﻠــﻰ ورق ..إن اﻟــﺬي ﻳﻐــﲑ ﳎــﺮى ﺗــﺄرﻳﺦ اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ إﱃ اﻻﻓﻀــﻞ ،وﻳﻔــﺘﺢ ﳍــﺎ آﻓﺎﻗــﺎ
ﻣﺸﺮﻗﺔ ،ﻣﻦ اﻟﻌﺰة واﻟﻜﺮاﻣﺔ ،إﳕﺎ ﻫﻮ اﻻﳝﺎن ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻏﲑﻩ ،ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳌﺎدﻳـﺔ ،وﳑـﺎ ﻻ
ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ،أﻧﻪ ﺳﻴﻈﻞ اﻻﻧﺴﺎن ﻳﻄﺎردﻩ اﳋﻮف واﻟﻔﺰع ،ﻛﻠﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ...
ـ٨ـ
وﻧﻌﻮد ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم أﰊ ﻋﺒﺪاﷲ اﻟﺼﺎدق � ،ﻓﺎ ـﺎ ﻗـﺒﺲ ﻣـﻦ ﻧـﻮر اﻻﺳـﻼم
،وﻣﺸﺎﻋﻞ ﻣﻀﻴﺌﺔ ،ﻣﻦ ﻫﺪي اﻟﻘﺮآن ،وﻫﻲ ـ ﻣﻦ دون ﺷﻚ ـ ﻣﻦ اﳒـﻊ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ اﻟﱰﺑﻮﻳـﺔ ،ﰲ
إﻗﺎﻣ ــﺔ اﻻﺧ ــﻼق ،و ــﺬﻳﺐ اﻟﻄﺒ ــﺎع ،وﻫ ــﻲ ﻣ ــﻦ ذﺧ ــﺎﺋﺮ اﻻرﺻ ــﺪة اﻟﺮوﺣﻴ ــﺔ ﰲ اﻻﺳ ــﻼم .وﻣ ــﻦ
اﳉــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟــﺬﻛﺮ ،أن أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم � ،ﻗــﺪ ﴰﻠــﺖ ﲨﻴــﻊ أﻋﻤﺎﻟــﻪ ،ﻓﻠ ـﻢ ﻳﻘــﻢ ﺑــﺄي ﻋﻤــﻞ إﻻ
وﺷﻔﻌﻪ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ،واﻟﺘﻀﺮع إﱃ اﷲ ،وﻫﺬا ﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ أﻧﺲ ﻣﻦ أن اﻻﻣـﺎم �
،ﻛﺎن ﰲ ﲨﻴﻊ أوﻗﺎﺗﻪ ﻣﺸﻐﻮﻻ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،واﻻﻧﺎﺑﺔ إﻟﻴﻪ.
وﲝﺜﺖ ﺟﻬﺪ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ ﺗﺘﺒﻌﻲ ﰲ ﻣﺼﺎدر اﻻدﻋﻴﺔ واﳊﺪﻳﺚ ،ﻋﻦ
١٢
أدﻋﻴ ــﺔ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻓﻈﻔ ــﺮت ﲟﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﻛﺒ ــﲑة ﻣ ــﻦ أدﻋﻴﺘ ــﻪ ،أﲰﻴﺘﻬ ــﺎ » اﻟﺼ ــﺤﻴﻔﺔ
اﻟﺼﺎدﻗﻴﺔ « وﺟﻌﻠﺘﻬﺎ إﺣﺪى ﺣﻠﻘﺎت » ﺣﻴـﺎة اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � « .وﻫـﻲ ﺗﻠﻘـﻲ اﻻﺿـﻮاء ،
ﻋﻠﻰ روﺣﺎﻧﻴﺔ ﻫﺬا اﻻﻣﺎم اﻟﻌﻈﻴﻢ ،اﻟﺬي ﻣﻼ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻠﻮﻣـﻪ ،ـ ﻋﻠـﻰ ﺣـﺪ ﺗﻌﺒـﲑ اﳉـﺎﺣﻆ ،وﻣﻨـﻪ
ﺗﻌـﺎﱃ ﻧﺴــﺘﻤﺪ اﻟﺘﻮﻓﻴـﻖ واﻟﻌــﻮن ،ﻻﻛﻤـﺎل ﻫــﺬﻩ اﳌﻮﺳـﻮﻋﺔ ،واﺑﺮازﻫــﺎ إﱃ ﻋـﺎﱂ اﻟﻨﺸــﺮ ،ورأﻳــﺖ أن
أﻗـﺪم ﻫــﺬا اﳉــﺰء إﱃ اﻟﻘـﺮاء ،ﻧﻈـﺮا ﻻﳘﻴﺘــﻪ ،ﻓﺈﻧــﻪ ﻣـﻦ ﺗﺮاﺛــﻪ اﻟﺮوﺣــﻲ اﻟــﺬي ﳛﺘـﺎج إﻟﻴــﻪ اﻟﻨــﺎس أﺑــﺪا
ﰲ ﻛﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن! ..
اﻟﻤﺆﻟﻒ
ﺑﺎﻗﺮ ﺷﺮﻳﻒ اﻟﻘﺮﺷﻲ
١٣
١٤
أﺣﺎدﻳﺚ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق )ع( ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء
١٥
١٦
وأوﱃ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم ،ﰲ اﻟـﺪﻋﺎء واﻻﺑﺘﻬـﺎل إﱃ اﷲ ،ﻻﻧـﻪ ﻣـﻦ
أﳒﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ وأﻋﻤﻘﻬﺎ ،ﰲ ﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔﻮس ،واﺗﺼﺎﳍﺎ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وﻗـﺪ أﺛـﺮت ﻋﻨـﻪ ﻛﻮﻛﺒـﺔ ﻣـﻦ
اﻻﺣﺎدﻳـﺚ ،ﰲ ﻓﻀــﻞ اﻟــﺪﻋﺎء وآداﺑــﻪ ،وأوﻗــﺎت اﺳـﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ،وﻏــﲑ ذﻟــﻚ ﳑــﺎ ﻳـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﻮﺿــﻮع ،
وﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ.
ﻓﺼﻞ اﻟﺪﻋﺎء :
أﺷ ــﺎد اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ﺑﻔﻀ ــﻞ اﻟ ــﺪﻋﺎء ،وأﻫ ــﺎب ﺑﺎﳌﺴ ــﻠﻤﲔ أن ﻻ ﻳﱰﻛ ــﻮﻩ ﰲ ﲨﻴ ــﻊ
أﻣــﻮرﻫﻢ ،ﺻــﻐﲑﻫﺎ وﻛﺒﲑﻫــﺎ ،وأن ﻳﻜﻮﻧ ـﻮا ﻋﻠــﻰ اﺗﺼــﺎل داﺋــﻢ ﺑــﺎﷲ ،اﻟــﺬي ﺑﻴــﺪﻩ ﲨﻴــﻊ ﳎﺮﻳــﺎت
اﻻﺣﺪاث ،وﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻴﻪ :
أ ـ :ﻗـﺎل � » :ﻋﻠـﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟـﺪﻋﺎء ،ﻓـﺈﻧﻜﻢ ﻻ ﺗﻘﺮﺑـﻮن ﲟﺜﻠـﻪ ،وﻻ ﺗﱰﻛـﻮا ﺻـﻐﲑة ﻟﺼـﻐﺮﻫﺎ
أن ﺗﺪﻋﻮا ﺎ ،إن ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺼﻐﺎر ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﺒﺎر « ).(١
ب ـ واوﺻ ــﻰ اﻻﻣــﺎم � ،ﺻ ــﺎﺣﺒﻪ ﻣﻴﺴ ــﺮ ﺑ ــﻦ ﻋﺒ ــﺪ اﻟﻌﺰﻳ ــﺰ ،ﲟﻼزﻣ ــﺔ اﻟ ــﺪﻋﺎء ﰲ ﲨﻴ ــﻊ
اﻻﺣﻮال ،ﻗﺎل ﻟﻪ :
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٦٦ / ٢
١٧
» ﻳﺎ ﻣﻴﺴﺮ ادع ،وﻻ ﺗﻘـﻞ إن اﻻﻣـﺮ ﻗـﺪ ﻓـﺮغ ﻣﻨـﻪ ،أن ﻋﻨـﺪ اﷲ ﻋﺰوﺟـﻞ ،ﻣﻨﺰﻟـﺔ ﻻ ﺗﻨـﺎل إﻻ
ﲟﺴﺄﻟﺔ ،وﻟﻮ أن ﻋﺒﺪا ﺳﺪ ﻓﺎﻩ ،وﱂ ﻳﺴﺄل ،ﱂ ﻳﻌﻂ ﺷﻴﺌﺎ ،ﻓﺴـﻞ ﺗﻌـﻂ ،ﻳـﺎ ﻣﻴﺴـﺮ ،إﻧـﻪ ﻟـﻴﺲ
ﻣﻦ ﺑﺎب ﻳﻘﺮع ،إﻻ ﻳﻮﺷﻚ أن ﻳﻔﺘﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ .(١) « ..
إن اﻻﻣــﺎم � اراد ﻣــﻦ اﻻﻧﺴــﺎن اﳌﺴــﻠﻢ ،أن ﻳ ـﺮﺗﺒﻂ ﲞﺎﻟﻘــﻪ ،ﰲ ﲨﻴــﻊ ﺷــﻮؤﻧﻪ وأﺣﻮاﻟــﻪ ،
ﻓﺒﻴﺪﻩ ﺗﻌﺎﱃ ،اﻟﻌﻄﺎء واﳊﺮﻣﺎن ،وﻣﻦ ﻓﺎز ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺎز ﲞﲑ ﻋﻤﻴﻢ.
اﻟﺪﻋﺎء ﻋﺒﺎدة :
واﻋﺘﱪ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﻟﺪﻋﺎء ﺿـﺮﺑﺎ ﻣـﻦ ﺿـﺮوب اﻟﻌﺒـﺎدة ،وﻧﻮﻋـﺎ ﻣـﻦ أﻧﻮاﻋﻬـﺎ ﻓﻘـﺎل
:
» اﻟﺪﻋﺎء ﻫﻮ اﻟﻌﺒﺎدة ،اﻟـﱵ ﻗـﺎل اﷲ ﻋﺰوﺟـﻞ » :إن اﻟـﺬﻳﻦ ﻳﺴـﺘﻜﱪون ﻋـﻦ ﻋﺒـﺎدﰐ « )، (٢
أدع اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ،وﻻ ﺗﻘﻞ ،إن اﻻﻣﺮ ﻗﺪ ﻓﺮغ ﻣﻨﻪ ،ﻓﺎن اﻟﺪﻋﺎء ﻫﻮ اﻟﻌﺒﺎدة.
وﻋﻠﻖ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻜﺒﲑ زرارة ﻋﻠﻰ اﳉﻤﻠﺔ اﻻﺧﲑة ،ﻣﻦ ﻛﻼم اﻻﻣﺎم .ﻗﺎل :إﳕـﺎ ﻳﻌـﲏ ﻻ ﳝﻨﻌـﻚ
اﳝﺎﻧﻚ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء واﻟﻘﺪر ،أن ﺗﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ،وﲡﻬﺪ ﻓﻴﻪ ).(٣
اﻟﺪﻋﺎء ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻘﻀﺎء :
وﺣــﺚ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻋﻠــﻰ اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻻﻧــﻪ ﻣــﻦ ﲨﻠــﺔ اﻻﺳــﺒﺎب ،اﻟــﱵ ﻳﺴــﺘﺪﻓﻊ ــﺎ
اﻟﺒﻼء ،وﻗﺪ أدﱃ � ﺑﺬﻟﻚ ،ﲟﺠﻤﻮﻋﺔ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٦٦ / ٢
٢ـ ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ :آﻳﺔ .٦٠
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٦٧ / ٢
١٨
ﻣﻦ اﻻﺣﺎدﻳﺚ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ :
أ ـ ﻗﺎل � » :إن اﻟﺪﻋﺎء ﻳﺮد اﻟﻘﻀﺎء ،ﻳﻨﻘﻀﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﺾ اﻟﺴﻠﻚ ،وﻗﺪ أﺑـﺮم إﺑﺮاﻣـﺎ« .
).(١
ب ـ ﻗــﺎل � » :إن اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ ،ﻟﻴــﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟــﺪﻋﺎء اﻻﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻋﻠﻤــﻪ ،أن ﻳــﺪﻋﻲ ﻟــﻪ
ﻓﻴﺴــﺘﺠﻴﺐ ،وﻟــﻮﻻ ﻣــﺎ وﻓــﻖ اﻟﻌﺒــﺪ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻻﺻــﺎﺑﻪ ﻣــﺎ ﳚﺘﺜــﻪ ﻣــﻦ ﺟﺪﻳــﺪ اﻻرض« .
).(٢
ﺟ :ـ ﻗــﺎل � » :اﻟــﺪﻋﺎء ﻳــﺮد اﻟﻘﻀــﺎء ،ﺑﻌــﺪﻣﺎ أﺑــﺮم إﺑﺮاﻣــﺎ ،ﻓــﺎﻛﺜﺮوا ﻣــﻦ اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻓﺎﻧــﻪ
ﻣﻔﺘــﺎح ﻛــﻞ رﲪــﺔ ،وﳒــﺎح ﻛــﻞ ﺣﺎﺟــﺔ ،وﻻ ﻳﻨــﺎل ﻣــﺎ ﻋﻨــﺪ اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ إﻻ ﺑﺎﻟــﺪﻋﺎء ،وإﻧــﻪ ﻟــﻴﺲ
ﺑﺎب ﻳﻜﺜﺮ ﻗﺮﻋﻪ أﻻ ﻳﻮﺷﻚ أن ﻳﻔﺘﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ .(٣) « ..
وﺣﻜﺖ ﻫﺬﻩ اﻻﺣﺎدﻳﺚ ﻏﻦ أﳘﻴﺔ اﻟﺪﻋﺎء ،وأﻧﻪ ﻣﻦ اﻻﺳﺒﺎب اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﰲ دﻓﻊ اﻟﺒﻼء اﳌﱪم.
اﻟﺪﻋﺎء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺪاء :
إن اﻟـﺪﻋﺎء وﺻـﻔﺔ روﺣﻴـﺔ ،وﻫـﻮ ﻣــﻦ أوﻛـﺪ اﻻﺳـﺒﺎب ﰲ ازاﻟـﺔ اﻻﻣـﺮاض ،ﻓـﺈن ﻟـﻪ ﺗـﺄﺛﲑا ﺑﺎﻟﻐــﺎ
ﰲ اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ داء ،وﻗﺪ ﻗﺮرت اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻄﺒﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ذﻟﻚ ،واﻛﺪت ان اﻟﻄـﺐ اﻟﺮوﺣـﻲ
،ﻣﻦ أﻫﻢ اﻻﺳﺒﺎب ﰲ إزاﻟﺔ اﻻﻣﺮاض اﳌﺴﺘﻌﺼﻴﺔ ،ﺧﺼﻮﺻﺎ اﻻﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،وﻗـﺪ اﻛﺘﺸـﻒ
اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة ،ﻓﻘﺎل ﻟﻠﻌﻼء ﺑﻦ ﻛﺎﻣﻞ :
» ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻓﺎﻧﻪ ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ داء .(٤) « ..
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٦٧ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٠ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٤ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
١٩
آداب اﻟﺪﻋﺎء :
وﺿــﻊ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻣﻨﻬﺠــﺎ ﺧﺎﺻــﺎ ﻵداب اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻓﻌﻠــﻰ اﳌﺴــﻠﻢ اﻟﺴــﲑ ﻋﻠــﻰ
ﺿﻮﺋﻪ ،ﻳﻘﻮل � :
» إﺣﻔــﻆ أدب اﻟــﺪﻋﺎء ،واﻧﻈــﺮ ﻣــﻦ ﺗــﺪﻋﻮ ،وﻛﻴــﻒ ﺗــﺪﻋﻮ ،وﺣﻘــﻖ ﻋﻈﻤــﺔ اﷲ وﻛﱪﻳــﺎءﻩ ،
وﻋﺎﻳﻦ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﻋﻠﻤﻪ ،ﲟﺎ ﰲ ﺿﻤﲑك ،وإﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺮك ،وﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﻣـﻦ اﳊـﻖ واﻟﺒﺎﻃـﻞ
،واﻋــﺮف ﻃــﺮق ﳒﺎﺗــﻚ وﻫﻼﻛــﻚ ،ﻛــﻲ ﺗــﺪﻋﻮ اﷲ ﺑﺸــﻲء ﻓﻴــﻪ ﻫﻼﻛــﻚ ،وأﻧــﺖ ﺗﻈــﻦ أن ﻓﻴــﻪ
اﻻﻧﺴــﺎ ُن َﻋ ُﺠــﻮﻻً « ِ ِ
اﻻﻧﺴــﺎن ﺑﺎﻟﺸـﱢﺮ ُد َﻋــﺎءَﻩُ ﺑــﺎﳋَْﲑ ،وﻛــﺎن َ
ﳒﺎﺗــﻚ ،ﻗــﺎل اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ َ » :وﻳَــ ْﺪ ُﻋﻮ َ
وﺗﻔﻜﺮ :ﻣﺎذا ﺗﺴﺄل؟ وﻛﻢ ﺗﺴﺄل؟ وﳌﺎذا ﺗﺴﺄل؟!.
واﻟ ــﺪﻋﺎء :إﺳـ ــﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻜـ ــﻞ ﻣﻨـ ــﻚ ﻟﻠﺤـ ــﻖ ،وﺗـ ــﺬوﻳﺐ اﳌﻬﺠـ ــﺔ ﰲ ﻣﺸـ ــﺎﻫﺪة اﻟـ ــﺮب ،وﺗـ ــﺮك
اﻻﺧﺘﻴــﺎر ﲨﻴﻌ ــﺎ ،وﺗﺴــﻠﻴﻢ اﻻﻣ ــﻮر ﻛﻠﻬــﺎ ،ﻇ ــﺎﻫﺮا وﺑﺎﻃﻨــﺎ ،إﱃ اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ﻓــﺈن ﱂ ﺗ ــﺄت ﺑﺸــﺮط
اﻟــﺪﻋﺎء ﻓــﻼ ﺗﻨﺘﻈــﺮ اﻻﺟﺎﺑــﺔ ،ﻓﺎﻧــﻪ ﻳﻌﻠــﻢ اﻟﺴــﺮ وأﺧﻔــﻰ ،ﻓﻠﻌﻠــﻚ ﺗــﺪﻋﻮﻩ ﺑﺸــﻲء ،ﻗــﺪ ﻋﻠــﻢ ﻣــﻦ
ﺳﺮك ﺧﻼف ذﻟﻚ .(١) « ..
ووﺿﻊ اﻻﻣﺎم � ﰲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ،اﳌﻨﺎﻫﺞ ﻵداب اﻟﺪﻋﺎء ،اﻟﱵ ﻣﻨﻬﺎ أن ﻳﺘﺄﻣـﻞ اﻟـﺪاﻋﻲ
،وﻳﻔﻜﺮ ﺑﻮﻋﻲ ﰲ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮﻩ ،وﻳﺮﺟﻮ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻔـﻴﺾ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑﻘﻀـﺎء ﺣﻮاﺋﺠـﻪ ،وﻋﻠﻴـﻪ أن
ﻳﻌ ــﺮف ،أﻧــﻪ ﻳــﺪﻋﻮ ﺧ ــﺎﻟﻖ اﻟﻜ ــﻮن ،اﻟﻌــﺎﱂ ﲞﻔﺎﻳــﺎ اﻟﻨﻔ ــﻮس ،وأﺳ ـﺮار اﻟﻘﻠــﻮب ،ﻛﻤــﺎ أن ﻋﻠ ــﻰ
اﻟﺴــﺎﺋﻞ ،أن ﳝﻌــﻦ ﰲ ﻣﺴــﺄﻟﺘﻪ ،وﻳﻨﻈــﺮ ﰲ أﺑﻌﺎدﻫــﺎ ،ﻟﻜــﻲ ﻻ ﻳــﺪﻋﻮ ﲟــﺎ ﻓﻴــﻪ ﻫﻼﻛــﻪ ،وﻛــﺬﻟﻚ
ﻋﻠﻴﻪ ،أن ﻳﺴﻠﻢ ﲨﻴـﻊ أﻣـﻮرﻩ ،ﻇﺎﻫﺮﻫـﺎ وﺑﺎﻃﻨﻬـﺎ ﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،ﻣـﻦ ﺑﻴـﺪﻩ اﻟﻌﻄـﺎء واﳊﺮﻣـﺎن ،وﻋﻠـﻰ
اﻟﺪاﻋﻲ أن ﻳﺮاﻋﻲ ﺑﺪﻗﺔ ﻫﺬﻩ اﻵداب ،ﻓﺎن أﳘﻠﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﷲ.
__________________
١ـ اﻟﺒﺤﺎر ٤٤ / ١٩ﻃﺒﻊ ﺣﺠﺮ.
٢٠
إﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء :
أدﱃ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﺑﻜﻮﻛﺒﺔ ﻣـﻦ اﻻﺣﺎدﻳـﺚ ،أﻋـﺮب ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻋـﻦ اﻻﺳـﺒﺎب اﳌﻮﺟﺒـﺔ
ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء ،وﻫﺬﻩ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
أ ـ اﻻﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﷲ :
ﻣــﻦ أﻫــﻢ اﻻﺳــﺒﺎب ﰲ اﺳــﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟــﺪﻋﺎء ،أن ﻳﻘﺒــﻞ اﻟــﺪاﻋﻲ ﻋﻠــﻰ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﺑﻘﻠﺒــﻪ ،وأن ﻻ
ﻳﻜــﻮن دﻋــﺎؤﻩ ﺑﻠﺴــﺎﻧﻪ ،وﻗﻠﺒــﻪ ﻣﺸــﻐﻮﻻ ﺑﺸــﺆون اﻟــﺪﻧﻴﺎ ،وﻗــﺪ أﻋﻠــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ذﻟــﻚ
ﺑﻘﻮﻟﻪ :
» إن اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ ﻻ ﻳﺴ ــﺘﺠﻴﺐ دﻋ ــﺎء ﺑﻈﻬ ــﺮ ﻗﻠ ــﺐ ﺳ ــﺎﻩ .ﻓ ــﺈذا دﻋ ــﻮت ﻓﺎﻗﺒ ــﻞ ﺑﻘﻠﺒ ــﻚ ،ﰒ
اﺳﺘﻴﻘﻦ اﻻﺟﺎﺑﺔ .(١) « ..
وﻗﺎل � ﻟﺒﻌﺾ اﺻﺤﺎﺑﻪ :
» إذا دﻋﻮت ﻓﺎﻗﺒﻞ ﺑﻘﻠﺒﻚ ،وﻇﻦ ﺣﺎﺟﺘﻚ ﺑﺎﻟﺒﺎب .(٢) « ..
إن اﲡﺎﻩ اﻻﻧﺴﺎن ﺑﻘﻠﺒﻪ وﻋﻮاﻃﻔﻪ ،ﰲ ﺣﺎل دﻋﺎﺋﻪ ،ﺷﺮط أﺳﺎﺳﻲ ،ﰲ ﳒﺎح دﻋﺎﺋﻪ.
ب ـ اﻟﺘﻀﺮع إﱃ اﷲ
ﻣــﻦ اﻟﺸــﺮوط ﰲ إﺟﺎﺑــﺔ اﻟــﺪﻋﺎء :إﺑﺘﻬــﺎل اﻟــﺪاﻋﻲ ،وﺗﻀــﺮﻋﻪ أﻣــﺎم اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،وﻗــﺪ ذم اﷲ
اﻟــﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺘﻀــﺮﻋﻮن إﻟﻴــﻪ ،ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ » :وﻟﻘــﺪ أﺧــﺬﻧﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﻌــﺬاب ﻓﻤــﺎ اﺳــﺘﻜﺎﻧﻮا ﻟ ـﺮ ﻢ وﻣــﺎ
ﻳﺘﻀﺮﻋﻮن « (٣) .وﻗﺪ ﺳﺌﻞ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴـﺔ اﻻﺑﺘﻬـﺎل إﱃ اﷲ ﰲ أﺛﻨـﺎء اﻟـﺪﻋﺎء
،ﻓﻘﺎل :اﻻﺑﺘﻬﺎل رﻓﻊ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ.
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ.
٣ـ ﺳﻮرة اﳌﺆﻣﻨﲔ ـ آﻳﺔ .٧٥
٢١
اﻟﻴﺪﻳﻦ ،وﻣﺪﳘﺎ وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﺪﻣﻌﺔ ،ﰒ أدع.(١) .
ﺟـ ـ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﷲ :
وﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠـﺪاﻋﻲ ،ﻗﺒـﻞ أن ﻳﺸـﺮع ﰲ دﻋﺎﺋـﻪ ،أن ﳝﺠـﺪ اﷲ ،وﻳـﺬﻛﺮ اﻟﻄﺎﻓـﻪ ،وﻧﻌﻤـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ،
ﰒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺪﻋﻮ ،وﻗﺪ أﺛﺮت ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ذﻟﻚ ،ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺎدﻳـﺚ
ﻣﻨﻬﺎ :
١ـ ﻗﺎل � :إذا ﻃﻠﺐ أﺣﺪﻛﻢ اﳊﺎﺟﺔ ،ﻓﻠﻴﺜﻦ ﻋﻠـﻰ رﺑـﻪ ،وﻟﻴﻤﺪﺣـﻪ ،ﻓـﺎن اﻟﺮﺟـﻞ ،إذا
ﻃﻠﺐ اﳊﺎﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن ،ﻫﻴﺄ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻜـﻼم أﺣﺴـﻦ ﻣـﺎ ﻳﻘـﺪر ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻓـﺈذا ﻃﻠﺒـﺘﻢ اﳊﺎﺟـﺔ ،
ﻓﻤﺠﺪوا اﷲ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﳉﺒﺎر ،واﻣﺪﺣﻮﻩ ،وأﺛﻨﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻘﻮل :
ﺻ َـﻤ ُﺪ ، ِ ِ
َﺣ ُـﺪ ،ﻳـﺎ َ ـﺎﺧْﻴـَﺮ َﻣ ْـﻦ ُﺳـﺌ َﻞ ،ﻳـﺎ أ َْر َﺣ َـﻢ َﻣ ْـﻦ اﺳـﺘًـْﺮﺣ َﻢ ،ﻳـﺎ أ َأﻋﻄَﻰ ،وﻳ َ أﺟ َﻮَد َﻣ ْﻦ ْ
» ﻳﺎ ْ
ﺻـﺎﺣﺒ ًﺔ وﻻ َوﻟَـﺪاً ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ِ ِ
َﺣـ ٌﺪ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﱂ ﻳـَﺘﱠﺨـ ْﺪ َ ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﱂ ﻳَﻠ ْﺪ ،وﱂ ﻳُﻮﻟَـ ْﺪ ،وﱂ ﻳَ ُﻜ ْـﻦ ﻟَـﻪُ ُﻛ ُﻔـﻮاً أ َ
ـﻮل ﺑــﱭ اﳌ ِ
ـﺮء َوﻗْﻠﺒِ ِـﻪ ،ﻳـﺎ َﻣـ ْـﻦ َﺣـﺐ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ َﳛُـ ُ ﻀـﻲ ﻣـﺎ أ ﻳـ ْﻔﻌـﻞ ﻣـﺎ ﻳ َﺸـﺎء ،وَﳛ ُﻜـﻢ ﻣـﺎ ﻳ ِﺮﻳــﺪ ،وﻳـ ْﻘ ِ
َ َْ َ َ ََ ََُ َ ُ َْ ُ ُ
ﺼ ُﲑ.ﻫﻮ ﺑﺎﳌْﻨﻈَ ِﺮ اﻷﻋﻞ◌ى ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻟَﻴﺲ َﻛ ِﻤﺜْﻠِ ِﻪ َﺷﻲء ،ﻳﺎ َِﲰﻴﻊ ﻳﺎ ﺑ ِ
ُ َ ٌْ َْ ْ َ ََ َُ
ﰒ أوﺻــﻰ اﻻﻣــﺎم ،ﺑﺎﻻﻛﺜــﺎر ﻣــﻦ ذﻛــﺮ أﲰــﺎء اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،واﻟﺼــﻼة ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﱯ وآﻟــﻪ ،وﺑﻌــﺪ
ذﻟﻚ أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﻮل :
َﺻ ُﻞ ﺑِ ِﻪ
ﻒ ﺑِِﻪ وﺟ ِﻬﻲ ،وأَؤدي ﺑِِﻪ أَﻣﺎﻧَﱵ ،وأ ِ ِ ِ ِِ ِ
َ اَﻟْﻠّ ُﻬ َﻢ ،أَوﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻣﻦ ِرْزﻗﻚ اﳊَﻼَل ،ﻣﺎ أَ ُﻛ ﱡ َ ْ
اﻟﻌ ْﻤَﺮِة .(٢) « .. ِ
َرﲪﻲ َ ،وﻳَ ُﻜﻮ ُن َﻋ ْﻮﻧﺎً ﱄ ﰲ اﳊَ ﱢﺞ َو ُ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٥ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٤ / ٢
٢٢
٢ـ ﻗﺎل � » :اﻳﺎﻛﻢ ،إذا أراد أﺣﺪﻛﻢ ،أن ﻳﺴﺄل رﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺣـﻮاﺋﺞ اﻟـﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧـﺮة
،ﺣﱴ ﻳﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠـﻰ اﷲ ﻋﺰوﺟـﻞ ،واﳌـﺪح ﻟـﻪ ،واﻟﺼـﻼة ﻋﻠـﻰ اﻟﻨـﱯ � ،ﰒ ﻳﺴـﺄل اﷲ
ﺣﻮاﺋﺠﻪ .(١) « ..
٣ـ روى اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴـﻠﻢ ﻗـﺎل :ﻗـﺎل أﺑـﻮ ﻋﺒـﺪ اﷲ � :إن ﰲ ﻛﺘـﺎب اﻻﻣـﺎم
أﻣ ــﲑ اﳌ ــﺆﻣﻨﲔ � :ان اﳌﺪﺣ ــﺔ ﻗﺒ ــﻞ اﳌﺴ ــﺄﻟﺔ ،ﻓ ــﺈذا دﻋ ــﻮت اﷲ ﻋﺰوﺟ ــﻞ ﻓﻤﺠ ــﺪﻩ ،ﻗﻠ ــﺖ :
ﻛﻴﻒ أﳎﺪﻩ؟ ﻗﺎل :ﺗﻘﻮل :
ﻮل ﺑَـﲔ اﳌ ْـﺮِء َوﻗَـ ْﻠﺒِ ِـﻪ ،
ﻳﺪ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ َﳛُ ُ ِ إﱄ ِﻣﻦ ﺣﺒ ِﻞ ِ
اﻟﻮِرﻳﺪ ،ﻳﺎ ﻓَـ ﱠﻌﺎﻻً ﻟ َﻤﺎ ﻳُِﺮ ُ
ب ﱠ َْ َ َﻗﺮ ُ
» ﻳَﺎَ َﻣ ْﻦ ُﻫ َﻮ أ َ
َ وﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺑﺎﳌْﻨﻈَ ِﺮ اﻻَ ْﻋﻠﻰ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻟَﻴ ِ ِ ِ
ﺷﻲءٌ .(٢) « .. ﺲ َﻛﻤﺜْﻠﻪ ْ َْ ْ َ َ ْ َُ َ
٤ـ ﻗــﺎل � » :إذا إردت أن ﺗــﺪﻋﻮ ﻓﻤﺠـﺪ اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ ،وأﲪــﺪﻩ ،وﺳــﺒﺤﻪ ،وﻫﻠﻠــﻪ ،
وأﺛﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،وﺻﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ � ،ﰒ ﺳﻞ ﺗﻌﻂ .(٣) « ..
د ـ اﻻﳊﺎح ﰲ اﻟﺪﻋﺎء :
ﻣــﻦ اﻻﻣــﻮر ،اﻟــﱵ ﳍــﺎ اﻻﺛــﺮ ﰲ إﺟﺎﺑــﺔ اﻟــﺪﻋﺎء ،اﻻﳊــﺎح ﰲ اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻛﺜــﺮة اﻟﺴـﺆال ﻣــﻦ اﷲ
وﻗﺪ أﻋﻠﻦ ذﻟﻚ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﺑﻘﻮﻟﻪ :
» إن اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ،ﻛﺮﻩ إﳊﺎح اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠـﻰ ﺑﻌـﺾ ﰲ اﳌﺴـﺄﻟﺔ ،وأﺣـﺐ ذﻟـﻚ ﻟﻨﻔﺴـﻪ
،إن اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ﳛﺐ أن ﻳﺴﺄل ،وﻳﻄﻠﺐ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ .(٤) « ..
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٥ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٥ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٧ / ٢
٤ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٥ / ٢
٢٣
ﻫـ ـ اﺟﺘﻤﺎع اﳌﺴﻠﻤﲔ :
ﻣﻦ اﻻﺳﺒﺎب اﳌﺆدﻳﺔ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء ،إﺟﺘﻤﺎع اﳌﺴـﻠﻤﲔ ﰲ دﻋـﺎﺋﻬﻢ ،وﺗﻀـﺮﻋﻬﻢ إﱃ اﷲ
ﺗﻌﺎﱃ ،وﻗﺪ أﻋﻠﻦ ذﻟﻚ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﺑﻘﻮﻟﻪ :
» ﻣــﺎ ﻣــﻦ رﻫــﻂ أرﺑﻌــﲔ رﺟــﻼ ،إﺟﺘﻤﻌ ـﻮا ﻓــﺪﻋﻮا اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ ﰲ أﻣــﺮ ،إﻻ إﺳــﺘﺠﺎب ﳍــﻢ ،
ﻓﺎن ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮا أرﺑﻌﲔ ﻓﺄرﺑﻌﺔ ،ﻳﺪﻋﻮن اﷲ ﻋﺰوﺟـﻞ ،ﻋﺸـﺮ ﻣـﺮات ،إﻻ اﺳـﺘﺠﺎب ﳍـﻢ ،ﻓـﺈن ﱂ
ﻳﻜﻮﻧﻮا أرﺑﻌﺔ ﻓﻮاﺣﺪ ﻳﺪﻋﻮ اﷲ أرﺑﻌﲔ ﻣﺮة ،ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺐ اﷲ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﳉﺒﺎر ﻟﻪ (١) « ..إن إﺟﺘﻤـﺎع
اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻟﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﳒﺎح اﻟﺪﻋﺎء واﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ،وﻗﺪ أﻛﺪ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ذﻟـﻚ ،ﰲ
ﻛﺜﲑ ﻣـﻦ أﺣﺎدﻳﺜـﻪ ،وﻗـﺪ ﻗـﺎل :ﻛـﺎن أﰊ ،إذا أﺣﺰﻧـﻪ أﻣـﺮ ،ﲨـﻊ اﻟﻨﺴـﺎء واﻟﺼـﺒﻴﺎن ،ﰒ دﻋـﺎ ،
وأﻣﻨﻮا ).(٢
و ـ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ :
وأﻋﻠﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أن ﻣـﻦ ﻣﻮﺟﺒـﺎت إﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟـﺪﻋﺎء ،وﳒﺎﺣـﻪ ،اﻟﺼـﻼة ﻋﻠـﻰ
اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ ،ﻗﺎل � :
» ﻻ ﻳﺰال اﻟﺪﻋﺎء ﳏﺠﻮﺑﺎ ،ﺣﱴ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ وآل ﳏﻤﺪ.(٣) « .
وﻗﺎل � :ﻣﻦ دﻋﺎ وﱂ ﻳـﺬﻛﺮ اﻟﻨـﱯ � ،رﻓـﺮف اﻟـﺪﻋﺎء ﻋﻠـﻰ رأﺳـﻪ ،ﻓـﺈذا ذﻛـﺮ اﻟﻨـﱯ
� ،رﻓﻊ اﻟﺪﻋﺎء ) (٤ﻟﻘـﺪ ﺟﻌـﻞ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ اﻟﺼـﻼة ﻋﻠـﻰ ﻧﺒﻴـﻪ اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،ﻣـﻦ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ اﻟﻔﻌﺎﻟـﺔ
،ﰲ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٧ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٨٧ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٩١ / ٢
٤ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٩١ / ٢ :
٢٤
ز ـ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﳊﺎﺟﺔ :
وﻳﻨﺒﻐــﻲ ﻟﻠــﺪاﻋﻲ ،أن ﻳــﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘــﻪ ،ﰲ إﻃــﺎر دﻋﺎﺋــﻪ ،ﻗــﺎل اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � » :إن
اﷲ ﺗﺒــﺎرك وﺗﻌــﺎﱃ ،ﻳﻌﻠــﻢ ﻣــﺎ ﻳﺮﻳــﺪ اﻟﻌﺒــﺪ إذا دﻋــﺎﻩ ،وﻟﻜﻨــﻪ ﳛــﺐ أن ﺗﺒــﺚ إﻟﻴــﻪ اﳊ ـﻮاﺋﺞ ،ﻓــﺈذا
دﻋﻮت ﻓﺴﻢ ﺣﺎﺟﺘﻚ .(١) « ..
ح ـ أوﻗﺎت اﻟﺪﻋﺎء :
وأدﱃ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﲟﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻻﺣﺎدﻳــﺚ ،ﻋــﻦ اﻻوﻗــﺎت اﻟــﱵ ﻳﺮﺟــﻰ ﻓﻴﻬــﺎ
إﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء ،وﻫﻲ :
١ـ ﻗـﺎل � » :أﻃﻠﺒـﻮا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﰲ أرﺑـﻊ ﺳـﺎﻋﺎت :ﻋﻨـﺪ ﻫﺒـﻮب اﻟﺮﻳـﺎح ،وزوال اﻻﻓﻴــﺎء
) ، (٢وﻧــﺰول اﻟﻘﻄــﺮ ،وأول ﻗﻄــﺮة ﻣــﻦ دم اﻟﻘﺘﻴــﻞ اﳌــﺆﻣﻦ ،ﻓــﺎن أﺑـﻮاب اﻟﺴــﻤﺎء ﺗﻔــﺘﺢ ،ﻋﻨــﺪ ﻫــﺬﻩ
اﻻﺷﻴﺎء ).(٣
٢ـ ﻗﺎل � :ﻳﺴﺘﺠﺎب اﻟﺪﻋﺎء ﰲ أرﺑﻌﺔ ﻣﻮاﻃﻦ :ﰲ اﻟـﻮﺗﺮ ،وﺑﻌـﺪ اﻟﻔﺠـﺮ ،وﺑﻌـﺪ اﻟﻈﻬـﺮ
،وﺑﻌﺪ اﳌﻐﺮب ).(٤
٣ـ ﻗـﺎل � :ﻗـﺎل أﻣـﲑ اﳌـﺆﻣﻨﲔ � :إﻏﺘﻨﻤـﻮا اﻟـﺪﻋﺎء ﻋﻨـﺪ أرﺑـﻊ :ﻋﻨـﺪ ﻗـﺮاءة اﻟﻘـﺮآن ،
وﻋﻨﺪ اﻻذان ،وﻋﻨﺪ ﻧﺰول اﻟﻐﻴﺚ ،وﻋﻨﺪ إﻟﺘﻘﺎء اﻟﺼﻔﲔ ﻟﻠﺸﻬﺎدة ).(٥
٤ـ ﻗــﺎل � :ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ � :ﺧــﲑ وﻗــﺖ دﻋــﻮﰎ اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ ﻓﻴــﻪ اﻻﺳــﺤﺎر ،
وﺗﻼ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﰲ ﻗﻮل ﻳﻌﻘﻮب » :ﺳﻮف
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٦ / ٢
٢ـ اﻻﻓﻴﺎء :ﲨﻊ ﻓﻴﺊ وﻫﻮ رﺟﻮع اﻟﻈﻞ.
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٧٧ ٤ / ٢
٤ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٧ / ٢
٥ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٧ / ٢
٢٥
أﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻜﻢ رﰊ « ﻗﺎل » :أﺧﺮﻫﻢ إﱃ اﻟﺴﺤﺮ « ).(١
٥ـ ﻗﺎل � :ﻛـﺎن أﰊ ،أذا ﻃﻠـﺐ اﳊﺎﺟـﺔ ،ﻃﻠﺒﻬـﺎ ﻋﻨـﺪ زوال اﻟﺸـﻤﺲ ،ﻓـﺈذا أراد ذﻟـﻚ
،ﻗﺪم ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺘﺼﺪق ﺑﻪ ،وﺷﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻃﻴﺐ ،وراح إﱃ اﳌﺴﺠﺪ ،ودﻋـﺎ ﰲ ﺣﺎﺟﺘـﻪ ﲟـﺎ ﺷـﺎء
اﷲ ).(٢
٦ـ ﻗــﺎل � » :إن ﰲ اﻟﻠﻴــﻞ ﻟﺴــﺎﻋﺔ ،ﻣــﺎ ﻳﻮاﻓﻘﻬــﺎ ﻋﺒــﺪ ﻣﺴــﻠﻢ ،ﰒ ﻳﺼــﻠﻲ ،وﻳــﺪﻋﻮ اﷲ
ﻋﺰوﺟــﻞ ﻓﻴﻬ ــﺎ ،إﻻ اﺳ ــﺘﺠﺎب ﻟ ــﻪ ﰲ ﻛ ــﻞ ﻟﻴﻠ ــﺔ ،ﻓﻘ ــﺎل ﻋﻤ ــﺮ ﺑ ــﻦ أذﻳﻨ ــﺔ :أﺻ ــﻠﺤﻚ اﷲ ،وأي
ﺳــﺎﻋﺔ ﻫ ــﻲ ﻣــﻦ اﻟﻠﻴــﻞ؟ ﻗــﺎل � :إذا ﻣﻀــﻰ ﻧﺼ ــﻒ اﻟﻠﻴــﻞ ،وﻫــﻲ اﻟﺴــﺪس اﻻول ﻣ ــﻦ أول
اﻟﻨﺼﻒ ).(٣
٧ـ روى ﻋﺒــﺪاﷲ ﺑــﻦ ﺳــﻨﺎن ،ﻗــﺎل :ﺳــﺄﻟﺖ أﺑــﺎ ﻋﺒــﺪاﷲ � ،ﻋــﻦ اﻟﺴــﺎﻋﺔ اﻟــﱵ ﻳﺴــﺘﺠﺎب
ﻓﻴﻬــﺎ اﻟــﺪﻋﺎء ﻳــﻮم اﳉﻤﻌــﺔ .ﻗــﺎل :ﻣــﺎ ﺑــﲔ ﻓ ـﺮاغ اﻻﻣــﺎم ﻣــﻦ اﳋﻄﺒــﺔ ،إﱃ أن ﺗﺴــﺘﻮي اﻟﺼــﻔﻮف
ﺑﺎﻟﻨﺎس ،وﺳﺎﻋﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر ،إﱃ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ ).(٤
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻻوﻗﺎت ،اﻟﱵ ﻳﺆﻣﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء ،ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺪاﻋﻲ ﻣﺮاﻋﺎ ﺎ.
اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻼﺧﻮان :
وﺣــﺚ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ﻋﻠــﻰ اﻟــﺪﻋﺎء ﻟﻼﺧـﻮان ،ﺑﻈﻬــﺮ اﻟﻐﻴــﺐ ،ﻻن ﰲ ذﻟــﻚ إﳚــﺎدا
ﻟﻠﺘﻀﺎﻣﻦ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،وﻧﺸﺮا ﻟﻠﻤﻮدة واﶈﺒﺔ ﺑـﲔ اﳌﺴـﻠﻤﲔ ،ﻗـﺎل � » :دﻋـﺎء اﳌـﺮء ﻻﺧﻴـﻪ ،
ﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ ،ﻳﺪر
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٧ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٧ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٤٧٨ / ٢
٤ـ ﻣﺼﺒﺎح اﳌﺘﻬﺠﺪﻳﻦ ) ص .( ٢٥٤
٢٦
اﻟﺮزق ،وﻳﺪﻓﻊ اﳌﻜﺮوﻩ .(١) « ..
وﺣﻜـﻰ اﻻﻣـﺎم � ﻻﺻـﺤﺎﺑﻪ ،ﻣـﺎ ﻗﺎﻟــﻪ ﺟـﺪﻩ اﻟﺮﺳـﻮل � ،ﰲ ﻓﻀـﻞ دﻋـﺎء اﳌﺴــﻠﻢ ،
ﻻﺧﻮاﻧﻪ اﳌﺴﻠﻤﲔ .ﻗﺎل � :
» ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ � ،ﻣــﺎ ﻣــﻦ ﻣــﺆﻣﻦ دﻋــﺎ ﻟﻠﻤــﺆﻣﻨﲔ واﳌﺆﻣﻨــﺎت ،إﻻ رد اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ
ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻣﺜـﻞ اﻟــﺬي دﻋـﺎ ﳍـﻢ ﺑــﻪ ،ﻣـﻦ ﻛـﻞ ﻣــﺆﻣﻦ وﻣﺆﻣﻨـﺔ ،ﻣﻀـﻰ ﻣــﻦ أول اﻟـﺪﻫﺮ ،أو ﻫــﻮ آت
إﱃ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،إن اﻟﻌﺒﺪ ﻟﻴﺆﻣﺮ ﺑﻪ إﱃ اﻟﻨﺎر ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ ﻓﻴﺴـﺤﺐ ،ﻓﻴﻘـﻮل اﳌﺆﻣﻨـﻮن واﳌﺆﻣﻨـﺎت
:ﻳﺎ رب ،ﻫﺬا اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻨﺎ ،ﻓﺸﻔﻌﻨﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﺸﻔﻌﻬﻢ اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻴﻨﺠﻮ « ).(٢
دﻋﻮات ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ :
وأدﱃ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﰲ ﺑﻌــﺾ أﺣﺎدﻳﺜــﻪ ،ﻋــﻦ اﻟ ــﺪﻋﻮات اﳌﺴ ــﺘﺠﺎﺑﺔ وﰲ ﻣ ــﺎ ﻳﻠــﻲ
ذﻟﻚ :
١ـ ﻗــﺎل � :ﻛــﺎن أﰊ ﻳﻘــﻮل »:ﲬــﺲ دﻋـﻮات ،ﻻ ﳛﺠــﱭ ﻋــﻦ اﻟــﺮب ﺗﺒــﺎرك وﺗﻌــﺎﱃ :
دﻋﻮة اﻻﻣﺎم اﳌﻘﺴﻂ ،ودﻋﻮة اﳌﻈﻠﻮم ،ﻳﻘﻮل اﷲ ﻋﺰ وﺟـﻞ » :ﻻﻧـﺘﻘﻤﻦ ﻟـﻚ ،وﻟـﻮ ﺑﻌـﺪ ﺣـﲔ
« ودﻋــﻮة اﻟﻮﻟــﺪ اﻟﺼــﺎﱀ ﻟﻮاﻟﺪﻳ ــﻪ ،ودﻋ ــﻮة اﻟﻮاﻟــﺪ اﻟﺼــﺎﱀ ﻟﻮﻟــﺪﻩ ،ودﻋــﻮة اﳌــﺆﻣﻦ ﻻﺧﻴ ــﻪ ﺑﻈﻬ ــﺮ
اﻟﻐﻴﺐ ،ﻓﻴﻘﻮل :وﻟﻚ ﻣﺜﻠﻪ .(٣) « ..
٢ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن أﰊ ﻳﻘﻮل :إﺗﻘﻮا اﻟﻈﻠﻢ ،ﻓﺎن دﻋﻮة اﳌﻈﻠﻮم ﺗﺼﻌﺪ إﱃ اﻟﺴﻤﺎء ).(٤
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٤ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٢٧
٣ـ ﻗــﺎل � :ﻗـﺎل رﺳـﻮل اﷲ � :أرﺑﻌــﺔ ﻻ ﺗـﺮد ﳍــﻢ دﻋـﻮة ،ﺣـﱴ ﺗﻔــﺘﺢ ﳍـﻢ أﺑـﻮاب
اﻟﺴﻤﺎء ،أو ﻳﺼﲑ إﱃ اﻟﻌـﺮش :اﻟﻮاﻟـﺪ ﻟﻮﻟـﺪﻩ ،واﳌﻈﻠـﻮم ﻋﻠـﻰ ﻣـﻦ ﻇﻠﻤـﻪ ،واﳌﻌﺘﻤـﺮ ﺣـﱴ ﻳﺮﺟـﻊ
،واﻟﺼﺎﺋﻢ ﺣﱴ ﻳﻔﻄﺮ ).(١
٤ـ ﻗﺎل � :ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ � :ﻟﻴﺲ ﺷﻲء أﺳـﺮع إﺟﺎﺑـﺔ ﻣـﻦ دﻋـﻮة ﻏﺎﺋـﺐ ﻟﻐﺎﺋـﺐ
).(٢
٥ـ ﻗ ــﺎل � :ﻗ ــﺎل رﺳ ــﻮل اﷲ � :إﻳ ــﺎﻛﻢ ،ودﻋ ــﻮة اﳌﻈﻠ ــﻮم ،ﻓﺎ ــﺎ ﺗﺮﻓ ــﻊ ﻓ ــﻮق
اﻟﺴﺤﺎب ،ﺣﱴ ﻳﻨﻈﺮ اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ إﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻘﻮل :إدﻓﻌﻮﻫﺎ ﺣﱴ اﺳﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ،وإﻳﺎﻛﻢ ودﻋﻮة
اﻟﻮاﻟﺪ ﻓﺈ ﺎ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ ).(٣
٦ـ ﻗــﺎل � :ﺛﻼﺛــﺔ دﻋــﻮ ﻢ ﻣﺴــﺘﺠﺎﺑﺔ :اﳊــﺎج ،ﻓــﺎﻧﻈﺮوا ﻛﻴــﻒ ﲣﻠﻔﻮﻧــﻪ ،واﻟﻐــﺎزي ﰲ
ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ،ﻓﺎﻧﻈﺮوا ﻛﻴﻒ ﲣﻠﻔﻮﻧﻪ ،واﳌﺮﻳﺾ ،ﻓﻼ ﺗﻐﻴﻈﻮﻩ وﻻ ﻳﻀﺠﺮوﻩ ).(٤
ﻫ ــﺆﻻء ﻫ ــﻢ اﻻﺻ ــﻨﺎف اﻟ ــﺬﻳﻦ ﻳﺴ ــﺘﺠﻴﺐ اﷲ دﻋ ــﺎءﻫﻢ ،وﻗ ــﺪ أﻛ ــﺪ اﻻﻣ ــﺎم � ،ﺑﺼ ــﻮرة
ﺧﺎﺻﺔ ،ﻋﻠﻰ دﻋﻮة اﳌﻈﻠﻮم اﻟﺬي ﻻ ﳚﺪ ﻧﺎﺻﺮا إﻻ اﷲ ،ﻓﺈ ﺎ ﻻ ﺗﺮد ،وإن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻﺑـﺪ أن
ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﻇﺎﳌﻪ وﻟﻮ ﺑﻌﺪ ﺣﲔ.
دﻋﻮات ﻻ ﺗﺴﺘﺠﺎب :
وأﻋﻠــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﰲ ﺑﻌــﺾ أﺣﺎدﻳﺜ ــﻪ ،ﻋــﻦ اﻻﺷــﺨﺎص اﻟــﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴــﺘﺠﺎب
دﻋﺎؤﻫﻢ ،وﻫﻢ.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٠٩ / ٢
٤ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥١٠ / ٢
٢٨
أ ـ :ﻗﺎل � :أرﺑﻌﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﺠﺎب ﳍﻢ دﻋﻮة :
رﺟﻞ ﺟﺎﻟﺲ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ .ﻳﻘﻮل :اﳍﻢ ارزﻗﲏ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :أﱂ آﻣﺮك ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ؟
ورﺟﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ اﻣﺮأة ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :أﱂ أﺟﻌﻞ أﻣﺮﻫﺎ إﻟﻴﻚ؟
ورﺟﻞ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﺎل ﻓﺄﻓﺴﺪﻩ ،ﻓﻴﻘﻮل :
اﻟﻠﻬﻢ ارزﻗﲏ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :أﱂ آﻣﺮك ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد؟ أﱂ آﻣﺮك ﺑﺎﻻﺻﻼح؟
)(١
ﰒ ﺗــﻼ ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ » :واﻟــﺬﻳﻦ إذا أﻧﻔﻘـﻮا ﱂ ﻳﺴـﺮﻓﻮا وﻟــﻦ ﻳﻘــﱰوا وﻛــﺎن ﺑــﲔ ذﻟــﻚ ﻗﻮاﻣــﺎ «
ورﺟﻞ ﻛﺎن ﻟﻪ ﻣﺎل ،أداﻧﻪ ﺑﻐﲑ ﺑﻴﻨﺔ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ أﱂ آﻣﺮك ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة؟ ).(٢
ب ـ ﻗﺎل � :ﺛﻼﺛـﺔ ﺗـﺮد ﻋﻠـﻴﻬﻢ دﻋـﻮ ﻢ :رﺟـﻞ رزﻗـﻪ اﷲ ﻣـﺎﻻ ﻓﺄﻧﻔﻘـﻪ ﰲ ﻏـﲑ وﺟﻬـﻪ ،ﰒ
ﻗﺎل :ﻳﺎ رب ارزﻗﲏ .ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :أﱂ أرزﻗﻚ؟ ورﺟﻞ دﻋﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺮأﺗﻪ ،وﻫﻮ ﳍﺎ ﻇﺎﱂ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ
:أﱂ أﺟﻌﻞ أﻣﺮﻫﺎ ﺑﻴﺪك؟ ورﺟﻞ ﺟﺎﻟﺲ ﰲ ﺑﻴﺘﻪ ،وﻗﺎل :ﻳﺎ رب ارزﻗﲏ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ :اﱂ أﺟﻌﻞ
ﻟﻚ اﻟﺴﺒﻴﻞ إﱃ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق؟ ).(٣
وﺣﻜﺖ ﻫﺬﻩ اﻻﺣﺎدﻳﺚ ،ﺑﻌﺾ اﳌﻌﺎﱂ ﰲ اﻻﻗﺘﺼـﺎد اﻻﺳـﻼﻣﻲ ،ﻓﻘـﺪ دﻋـﺖ إﱃ اﻟﻌﻤـﻞ ،
اﻟﺬي ﻫﻮ اﻟﺮﻛﻴﺰة اﻻوﱃ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎد اﻻﻣﺔ ،وازدﻫﺎر اﻟﺮﺧـﺎء ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻛﻤـﺎ ـﺖ ﻋـﻦ اﻟﻜﺴـﻞ
واﳋﻤــﻮل ،وان اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﻻ ﻳﺴــﺘﺠﻴﺐ دﻋــﺎء اﻟﻌــﺎﻃﻠﲔ ﻋــﻦ اﻟﻌﻤــﻞ ،ﻣــﻊ ﻗــﺪر ﻢ ﻋﻠﻴــﻪ ،وﰲ
ذﻟﻚ دﻋﻮة ﺧﻼﻗﺔ إﱃ
____________
١ـ ﺳﻮرة اﻟﻔﺮﻗﺎن ـ آﻳﺔ .٦٧
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ، ٥١١ / ٢وﻓﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﰲ ﻛﻨﺰ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ) ص .( ٢٩١
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥١١ / ١
٢٩
اﻟﻌﻤﻞ ،وﻋﺪم ﲡﻤﻴﺪ ﻃﺎﻗﺔ اﻻﻧﺴﺎن ،وﻫﻮ ﻣﻦ اﻻﺳﺲ اﻟﻘﻮﳝﺔ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ.
وﻣﻨﻌﺖ ﻫﺬﻩ اﻻﺣﺎدﻳﺚ ،ﺗﺒـﺬﻳﺮ اﳌـﺎل ،واﻻﺳـﺮاف ﰲ إﻧﻔﺎﻗـﻪ ﻓﺈ ﻤـﺎ اﻻﺳـﺎس ﰲ ﻓﻘـﺮ اﻟﻔـﺮد
،وا ﻴﺎر ﺛﺮوﺗﻪ.
و ــﺬا ﻳﻨﺘﻬــﻲ ﺑﻨــﺎ اﳌﻄــﺎف ﺣــﻮل ﺑﻌــﺾ أﺣﺎدﻳــﺚ اﻻﻣــﺎم � ،اﻟــﱵ اﻟﻘــﺖ اﻻﺿ ـﻮاء ﻋﻠــﻰ
اﻟﺪﻋﺎء ،وﺑﻴﻨﺖ ﻣﺪى أﳘﻴﺘﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ ﻗﻀﺎء ﻣﻬﻤﺎت اﻟﻨﺎس.
٣٠
اﻟﻘﺴﻢ اﻻول :ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح واﻟﻤﺴﺎء
٣١
٣٢
أﻣــﺎ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻓﺈ ــﺎ ﺗﻜﺸــﻒ ﺟﺎﻧﺒــﺎ ﻣﺸــﺮﻗﺎ ،ﻣــﻦ روﺣﺎﻧﻴﺘــﻪ اﳌﻘﺪﺳــﺔ ،
وﺗﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺎﺑﺘﻪ ،واﻧﻘﻄﺎﻋﻪ إﱃ اﷲ ،ﰲ ﲨﻴـﻊ ﺷـﺆوﻧﻪ وأﻣـﻮرﻩ ..وﻛـﺎن ﳚـﺪ ﰲ دﻋﺎﺋـﻪ ﻣـﻊ اﷲ
،ﻣﺘﻌــﺔ روﺣﻴــﺔ ﻻ ﺗﻌﺎدﳍــﺎ أﻳــﺔ ﻣﺘﻌــﺔ ،ﻣــﻦ ﻣﺘــﻊ اﳊﻴــﺎة ،وﻧﻌــﺮض ﰲ ﻫــﺬا اﳌﻘﻄــﻊ ﺑﻌــﺾ أدﻋﻴﺘــﻪ ،
وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ :
١ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح واﻟﻤﺴﺎء :
أﺛــﺮت ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻛﻮﻛﺒــﺔ ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ اﳉﻠﻴﻠــﺔ ،ﻛــﺎن ﻳــﺪﻋﻮ ــﺎ ﰲ ﺻــﺒﺎﺣﻪ
وﻣﺴﺎﺋﻪ ،وﻫﺬﻩ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
أ ـ روى ﻓـﺮات ﺑــﻦ ﲪــﺰة ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ ،ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم � ،وﻗــﺪ أوﺻــﺎﻩ ﺑﺎﳌﻮاﻇﺒــﺔ
ﻋﻠﻴﻪ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﻚ ِﻣ ْـﻦ أ َْﻫ ِـﻞ ِ َﺳـﺘَـ ْﻐ ِﻔُﺮَك ﰲ َﻫـ َﺬا اﻟ ﱠ
ﺎح َ ،وﰲ َﻫـ َﺬا اﻟﻴَـ ْـﻮم َ ،وأَﺑْـ َـﺮأُ إﻟَْﻴ َ ﺼـﺒَ ِ ﺖأْ َﺻـﺒَ ْﺤ ُ » اَﻟﻠﱠ ُﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أ ْ
ﺎح ِ ،ﳑﱠـ ْـﻦ َْﳓ ــﻦ ﺑَـ ـ ْ ِ
ـﲔ ـﻚ ﰲ َﻫـ ـ َﺬا اﻟﻴَـ ـ ْـﻮِم َوﰲ َﻫـ ـ َﺬا اﻟ ﱠ
ﺼ ــﺒَ ِ ﺖ أَﺑْـ ـ َـﺮأُ إﻟَْﻴ ـ َ
َﺻ ــﺒَ ْﺤ ُ
ِ
ﻟَ ْﻌﻨَﺘـــﻚ .اَﻟْﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ْ
ُ
ٍ ِِ ِ ِ ِ ِ
ﲔ.ﱠﻬ ْﻢ َﻛﺎﻧُﻮا ﻗَـ ْﻮَم َﺳ ْﻮء ﻓَﺎﺳﻘ َ ﲔ َ ،وﳑﱠﺎ َﻛﺎﻧُﻮا ﻳَـ ْﻌ ُ
ﺒﺪو َن ،إﻧـ ُ ﻇَ ْﻬَﺮاﻧﻴ ِﻬ ْﻢ ﻣ َﻦ اﳌُ ْﺸ ِﺮﻛ َ
ض ،ﰲ َﻫ َﺬا ﺖ ِﻣ َﻦ اﻟ ﱠﺴ َﻤ ِﺎء إﱃ اََﻷ ْر ِ إﺟ َﻌ ْﻞ َﻣﺎ أَﻧْـَﺰﻟْ َ
اَﻟّﻠُ ﱠﻬﻢ ْ ،
٣٣
ِ
ﻠﻬ ﱠﻢ َ ،وال َﻣـﻦ َواﻻَ ك ﻚ ،اَﻟّ ُ ﻚ َ ،و ِﻋ َﻘﺎﺑﺎً َﻋﻠﻰ أ َْﻋ َﺪاﺋِ َ ﺎح َ ،وﰲ َﻫ َﺬا اﻟﻴَـ ْﻮم ،ﺑـََﺮَﻛﺔً ﻋﻠﻰ أ َْوﻟﻴَﺎﺋِ َ ﺼﺒَ ِ اﻟ ﱠ
ِ ،
ـﺖ ،اﻟﻠّ ُﻬ َـﻢ ـﺲ أ َْو َﻏُﺮﺑَ ْ ﺖ َﴰْ ٌ ُﺧﺘﻢ ﱄ ﺑِﺎﻻﻣ ِﻦ َواَﻻﳝَﺎن ُ ،ﻛﻠﱠ َﻤﺎ ﻃَﻠَ َﻌ ْ وﻋﺎد َﻣ ْﻦ َﻋﺎَ َد َاك ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أ ْ َ
ـﺎت ، ي ،وارﲪَْﻬﻤ ــﺎ َ ،ﻛﻤ ــﺎ رﺑـﱠﻴ ــﺎﱐ ﺻ ــﻐِﲑاً .اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،أ ْﻏ ِﻔ ــﺮ ﻟِﻠﻤ ـ ْـﺆِﻣﻨﲔ واَﳌ ْﺆِﻣﻨَ ـ ِ
َ َ ُ ْ ُ َ ّ َ َ َ ُ ْ َ ،ا ْﻏ ِﻔ ـ ْـﺮ ﱄ َوﻟَِﻮاﻟِـ َـﺪ ﱠ
ُ واﻟْﻤﺴﻠِﻤﲔ واَﻟْﻤﺴﻠِﻤﺎت ،اَﻻﺣﻴ ِﺎء ِﻣْﻨـﻬﻢ واََﻻﻣﻮ ِ
ﱠﻚ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻢ ُﻣﺘَـ َﻘﻠﱠﺒَـ ُﻬ ْﻢ َوَﻣﺜْـ َﻮا ُﻫﻢ.
ات ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ َ ُ ْ َ َْ َ ُْ ََ ُْ َ
ﺼ ْـﺮﻩُ ﻧَ ْ ِ ِ ِِ ِ ِ
ـﲑا
ﺼـﺮاً َﻋﺰﻳـﺰاً ،واﻓـﺘَ ْﺢ ﻟَـﻪُ ﻓَﺘﺤـﺎ ﻳَﺴ َ ﻤﲔ ،ﲝ ْﻔﻆ اﻻﳝَـﺎن َ ،واﻧْ ُ إﺣ َﻔ ْﻆ َإﻣ َﺎم اﳌُﺴﻠ َ اَﻟْﻠﱠ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،
ﻚ َ ،وُو ِﻻةِ ِ◌ ِ ِ ِ
ﻚ ﻧَ ِﺼـﲑاً ..اﻟﻠّ ُﻬــ ﱠﻢ إﻟْ َﻌــﻦ َ ..واﻟﻔـَـﺮ َق اﳌ ْﺨﺘَﻠ َﻔـﺔَ ﻋﻠــﻰ َرﺳـﻮﻟ َ ،واَ ْﺟ َﻌـ ْـﻞ ﻟَــﻪُ َوﻟَﻨَــﺎ ِﻣـ ْـﻦ ﻟَـ ُـﺪﻧْ َ
ُ
اَﻻﻣـ ِﺮ ﺑـﻌــﺪ رﺳ ـﻮﻟِﻚ واََﻻﺋِ ﱠﻤـ ِـﺔ ِﻣــﻦ ﺑـﻌـ ِـﺪﻩِ و ِﺷــﻴﻌﺘِ ِﻬﻢ ،وأَﺳ ـﺄَﻟُﻚ اَﻟْﱢﺰﻳــﺎد َة ِﻣــﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻚ ،واَﻻﻗْ ـَﺮا َ ِﲟـَـﺎ ﻀــﻠ َ ْ َ ْ َ ََ ْ ْ َْ َ ْ َْ َ َ َ
ت ﺑِ ِـﻪ ،ﻻ أَﺑْـﺘَﻐِـﻲ ﺑِ ِـﻪ ﺑَ َـﺪﻻً ،وﻻ أَ ْﺷ َِـﱰي ِ ِ ِ ِِ
ﻷﻣ ِﺮَك َ ،واﳌْ َﺤﺎﻓَﻈَﺔَ ﻟ َﻤـﺎ أ ََﻣ ْـﺮ َ ﻴﻢ ْ َﺟﺎءَ ﻣ ْﻦ ﻋْﻨﺪ َك َ ،واﻟﺘَ ْﺴﻠ َ
ﺑِﻪ َﲦﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ.
ﱠﻚ ﺗَـ ْﻘ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﻀـﻲ َﻋﻠَْﻴ َ ﻀـﻲ َوَﻻ ﻳـُ ْﻘ َ ﺖ ،إﻧ َ ﻀْﻴ َ ﺖ َ ،وﻗ ِﲏ َﺷﱠﺮ َﻣﺎ ﻗَ َ اَﻟْﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻫﺪِﱐ ﻓ ْ
ﻴﻤﻦ َﻫ َﺪﻳْ َ
ِ ﻚرﱠ ِ
ب اﻟﺒَـْﻴـﺖ ،ﺗَـ َﻘﺒﱠ ْـﻞ ﻣـﲏ ُد َﻋـﺎﺋﻲ َ ،وَﻣـﺎ ﺗَـ ﱠﻘﺮﺑْ ُ
ـﺖ ـﺒﺤﺎﻧَ َ َ ﺖ ُ ،ﺳ َ ﺖ وﺗَﻌﺎﻟَْﻴ َ ﺖ ،ﺗَـﺒَ َﺎرْﻛ َ ﻳُ َﺬ ُل َﻣ ْﻦ َواﻟَْﻴ َ
ب، َﺟـﺮاً َﻋ ِﻈﻴﻤـﺎً َ ،ر ﱢ ﻚ َر ْﲪَـﺔً َ ،وأ ْ ﺜﲑًة َ ،وآﺗِﻨَﺎ ِﻣ ْﻦ ﻟَ ُـﺪﻧْ َ ﻀَ ِ
ﺎﻋ َﻔﺔً َﻛ َ َﺿ َﻌﺎﻓﺎً ُﻣ َﺎﻋ ْﻔﻪُ ﱄ أ ْ ﻚ ،ﻓَﻀ ِ
َ إﻟﻴ َ ﺑِﻪ ْ
ِ
ـﻚ
ت َﻋﻠ ﱠـﻲ ﻓَـﻠَ َ َﻃﻮَل َﻣﺎ َﻋﺎﻓَـْﻴﺘَﲏ َ ،وأ ْﻛﺜَـَﺮ َﻣﺎ َﺳﺘَـْﺮ َ َﻋﻈَ َﻢ َﻣﺎ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَﲏ ،وأ َ َﺣ َﺴ َﻦ ﻣﺎ اﺑْـﺘَـﻠَْﻴﺘَ ِﲏ َ ،وأ َ ﻣﺎ أ ْ
ض َوِﻣـ ْـﻞءَ َﻣــﺎ َﺷـﺎَء َرﱢﰊ ات َ ،وِﻣ ْـﻞءَ اََﻷ ْر ِ اَ ْﳊﻤ ُـﺪ ﻳــﺎ إﳍــﻲ َ ،ﻛﺜـﲑاً ﻃَﻴﱢﺒـﺎً ﻣﺒﺎرﻛـﺎً ﻋﻠَﻴ ِـﻪ ِ ،ﻣــﻞء اﻟ ﱠﺴــﻤﺎو ِ
َْ َ َ َُ َ َ ْ ْ
ِ ِ
ﺿﻰ َ ،وَﻛﻤﺎ ﻳـَْﻨﺒَﻐﻲ ﻟ َﻮ ْﺟﻪ َرﱢﰊ َذي اﳉَﻼل َواﻹ ْﻛَﺮام . « .. ِ ِ ِ
ﺐ َوﻳَـْﺮ َ َﻛﻤﺎ ُﳛ ُ
)(١
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٠ / ٢
٣٤
ﺣﻜﻰ اﳌﻘﻄﻊ اﻻول ﻣﻦ دﻋﺎء اﻻﻣﺎم � ،ﺑﺮاءﺗﻪ ﻣﻦ اﳌﺸﺮﻛﲔ ،اﻟـﺬﻳﻦ ﻳﻌﺒـﺪون ﻏـﲑ اﷲ.
ﻛﻤﺎ ﺣﻜﻰ ﻋﻦ ﻧﻘﻤﺘﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺋﻤﺔ اﻟﻈﻠﻢ واﳉﻮر ﰲ ﻋﺼﺮﻩ ،اﻟـﺬﻳﻦ ﺳـﻠﺒﻮا ﺣﺮﻳـﺔ اﻻﻣـﺔ ،
و ﺒ ـ ـﻮا ﺛﺮوا ــﺎ ،واﺳ ــﺘﺒﺪوا ﰲ ﺷ ــﺆو ﺎ ،ﻓﻘ ــﺪ دﻋ ــﺎ ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ ﺑ ــﺎﳍﻼك واﻟ ــﺪﻣﺎر ،ﻻﻧﻘ ــﺎذ ا ﺘﻤ ــﻊ
اﻻﺳــﻼﻣﻲ ،ﻣــﻦ ﻇﻠﻤﻬــﻢ وﺟــﻮرﻫﻢ ..ﻛﻤــﺎ دﻋــﺎ ﻻﺋﻤــﺔ اﳍــﺪى ﺑﺎﻟﻨﺼــﺮ واﻟﻔــﺘﺢ ،وﻫــﻢ اﻟــﺬﻳﻦ
ﻳﺸﻴﻌﻮن اﻟﻌﺪل ﺑﲔ اﻟﻨﺎس ،وﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻣﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ،اﻟـﱵ ﻛـﺎن ﻳـﺪﻋﻮ ـﺎ اﻻﻣـﺎم
،ﻻﻗﺮار اﻻﻣﻦ واﻟﺮﺧﺎء ﺑﲔ اﻟﻨﺎس.
وﺧـﺘﻢ اﻻﻣـﺎم دﻋــﺎءﻩ ،ﺑﺎﻟـﺪﻋﺎء ﻟﻨﻔﺴـﻪ ،ﻣﻠﺠﺌــﺎ ﲨﻴـﻊ أﻣـﻮرﻩ إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﻃﺎﻟﺒـﺎ ﻣﻨــﻪ ،أن
ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻟﻪ اﳋﲑ ،وأن ﻳﺴﺪي إﻟﻴﻪ ﺑﻨﻌﻤﻪ وأﻟﻄﺎﻓﻪ.
ب ـ ﻃﻠﺐ ﺻﻔﻮان ﻣﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أن ﻳﺰودﻩ ﺑـﺪﻋﺎء ،ﻳﻘـﺮأﻩ ﰲ اﻟﺼـﺒﺎح واﳌﺴـﺎء
،ﻟﻴﺘﺴﻠﺢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻃﻮارق اﻟﺰﻣﺎن ،ﻓﻌﻠﻤﻪ اﻻﻣﺎم � ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
» اَ ْﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﻟﻠِــﻪ ،اﻟـﺬي ﻳَـ ْﻔ َﻌـ ُـﻞ ﻣــﺎ ﻳَ َﺸـﺎءُ َ ،وﻻ ﻳَـ ْﻔ َﻌـ ُـﻞ ﻣــﺎ ﻳَ َﺸـﺎءُ َﻏْﻴ ـ ُـﺮﻩُ ،اَ ْﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﻟﻠِـﻪ َ ،ﻛ َﻤــﺎ ُﳛـ ﱡ
ـﺐ
ِ ِ
آل اﷲ أَ ْن ُْﳛ َﻤ َﺪ ،اَ ْﳊَ ْﻤ ُﺪ ﻟﻠﻪ َﻛ َﻤﺎ ُﻫ َﻮ أ َْﻫﻠُﻪُ ،اَﻟْﻠﱠ ُﻬ ﱠﻢ ،أدﺧﻠّﲏ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﺧ ٍْـﲑ أ َْد َﺧ ْﻠ َ
ـﺖ ﻓﻴـﻪ ُﳏَ ﱠﻤـﺪاً َو َ
ﺻـﻠﱠﻰ اَﷲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َو َ
آل ـﻮء أﺧﺮﺟــﺖ ِﻣْﻨــﻪ ُﳏ ﱠﻤــﺪاً و َ ٍ ٍ ِ ٍ
آل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،و َ ـﺮﺟﲏ ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ُﺳـ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ◌ ْﺧـ ْ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوأ َ
ُﳏَ ﱠﻤﺪ .(١) « ..
أﻧﺎط ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﲨﻴﻊ اﻻﻣﻮر ،ﺑﻘﺪرة اﷲ وﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ،ﻓﻬﻮ وﺣﺪﻩ ﻳﻔﻌﻞ ﻣـﺎ ﻳﺸـﺎء
،وﻻ ﻳﺸﺎرﻛﻪ أﺣﺪ ﰲ ذﻟﻚ ،ﻓﺎﳊﻤﺪ وا ﺪ ﻟﻪ ،ﻻ ﻟﻐﲑﻩ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ،وﻃﻠﺐ اﻻﻣﺎم ﰲ ﻫﺬا
اﻟــﺪﻋﺎء ﻣــﻦ اﷲ ،أن ﻳﻔــﻴﺾ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﺧــﲑ أﻓﺎﺿــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻧﺒﻴــﻪ اﻟﻌﻈــﻴﻢ � ،وأن ﻳﻨﻘــﺬﻩ
ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء أﻧﻘﺬ ﻣﻨﻪ ﻧﺒﻴﻪ � وآﻟﻪ ،وﻣﺎ أﲦﻦ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ وأﺟﻠﻪ!
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٢٩ / ٢
٣٥
ج ـ وﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ اﳉﻠﻴﻠﺔ اﻟﱵ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺎ اﻻﻣﺎم � ،ﰲ اﻟﺼﺒﺎح ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
» اﳊﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي أﺻﺒﺤﻨﺎ ،واﳌﻠﻚ ﻟﻪ ،وأﺻﺒﺤﺖ ﻋﺒـﺪك ،واﺑـﻦ ﻋﺒـﺪك ،واﺑـﻦ أﻣﺘـﻚ ﰲ
ﻗﺒﻀــﺘﻚ ،اﻟﻠﻬــﻢ ،ارزﻗــﲏ ﻣــﻦ ﻓﻀــﻠﻚ رزﻗــﺎ ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﺣﺘﺴــﺐ ،وﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ ﻻ أﺣﺘﺴــﺐ ،
واﺣﻔﻈﲏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺣﺘﻔﻆ وﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ أﺣﺘﻔﻆ.
ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أﻟﺒِ ْﺴـﲏ ِ ﻀﻠِﻚ ،وﻻ َﲡﻌـﻞ ﱄ ﺣﺎﺟـﺔً ،إﱃ أ ٍ ِ
َﺣـﺪ ﻣ ْـﻦ َﺧْﻠﻘ َ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،ارُزﻗْﲏ ﻣ ْﻦ ﻓَ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ
ﺻ َـﻤ ُﺪ ،ﻳـﺎ اﷲُ اﻟـﺬي َﱂْ ﻳَﻠِـ ْﺪ ،وَﱂْ ﻳُﻮﻟَـ ْﺪ ِ ِ
اﻟﻌﺎﻓﻴَﺔَ َ ،و ْارُزﻗْﲏ َﻋﻠَْﻴ ِﻬﺎ اَﻟْ ُﺸﻜَْﺮ ،ﻳﺎ َواﺣ ُﺪ ،ﻳـﺎ أ َ
َﺣ ُـﺪ ﻳـﺎ َ َ
ـﺎب َ ،و َﺳـﻴﱢﺪ ب اﻷرﺑ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ اﳌُْﻠـﻚ َ ،وَر ﱠ َْ ـﻴﻢ ،ﻳـﺎ َﻣﺎﻟ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ ُﻛ ْﻔﻮاً أ َ
َﺣ ٌﺪ ،ﻳـﺎ اﷲُ ﻳـﺎ َر ْﲪ ُـﻦ ﻳـﺎ رﺣ ُ
ﻚ ِ ،ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َد ٍاء َو ُﺳ ْﻘ ٍﻢ ،ﻓَﺈﱐ َﻋْﺒ ُﺪ َك َ ،وأﺑْ ُـﻦ ِ
ﺖ ،إ ْﺷﻔﲏ ﺑِ ِﺸ َﻔﺎﺋِ َ اﻟﺴ َﺎدات ،ﻳﺎ اﷲ ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ أﻧْ َ
ِ
َ
ﻚ . « .. ِ ﱠ ِ
ﻀﺘ َ ﺐ ﰲ ﻗَـْﺒ َ َﻋْﺒﺪ َك ،أﺗَـ َﻘﻠ ُ
)(١
وﺣﻜــﻰ ﻫ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،إﻗ ـﺮار اﻻﻣــﺎم � ،ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﻳــﺔ اﳌﻄﻠﻘــﺔ ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،اﳌﻠــﻚ اﻟﻌــﺪل ،
اﻟــﺬي ﺑﻴــﺪﻩ ﲨﻴــﻊ ﳎﺮﻳــﺎت اﻻﺣــﺪاث ،ﻛﻤــﺎ ﺣﻜــﻰ إﻧﻘﻄــﺎع اﻻﻣــﺎم ،واﻟﺘﺠــﺎءﻩ إﱃ اﷲ ﰲ ﲨﻴــﻊ
أﻣﻮرﻩ ،اﻟﱵ ﻣﻨﻬﺎ رزﻗﻪ وﺣﻔﻈﻪ وﻋﺎﻓﻴﺘﻪ.
د ـ وﻣــﻦ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم اﳉﻠﻴﻠــﺔ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻛــﺎن ﻳــﺪﻋﻮ ﺑــﻪ ﰲ اﻟﺼــﺒﺎح ،وﻗــﺪ رواﻩ اﻟﻔﻘﻴــﻪ
اﻟﺜﻘﺔ ،ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ﺖ ﻋﻠــﻰ ﰊ َ ،وأَﻧــﺎ َﻋْﺒـ ُـﺪ َك ،أ ْ
َﺻــﺒَ ْﺤ ُ ـﺖ َر ﱢ َﺳــﺘَﻌِﻴُ َ
ﻨﻚ َ ،وأَﻧْـ َ َﲪَـ ُـﺪ َك ،وأ ْ
ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ،أ ْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﻟَـ َ
ﻣﻦ ﺑَِﻮ ْﻋ ِﺪ َك َ ،وأوﰲ ﺑِ َﻌ ْﻬ ِﺪ َك ﻣﺎ ِ
َﻋ ْﻬﺪ َك َوَو ْﻋﺪ َك ،أو ُ
ِ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٢٩ / ٢
٣٦
ﺖ ،وﻻ َﺣ ْﻮ َل وﻻ ﻗـُ ﱠﻮةَ ّإﻻ ﺑﺎﷲِ َو ْﺣ َﺪﻩُ ،ﻻ َﺷـ ِﺮ َ
ﻳﻚ ﻟَـﻪُ َ ،وأَ ْﺷ َـﻬ ُﺪ أَ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤـﺪاً َﻋْﺒ ُـﺪﻩُ َوَر ُﺳـﻮﻟُﻪُ اﺳﺘﻄَ ْﻌ ُْ
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﻫﻴﻢ َ ،ودﻳ ـ ِﻦ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ � ، ﱠ
ـﻼص َ ،وﻣﻠ ـﺔَ إﺑْـ َـﺮ َ اﻹﺳــﻼم ،وَﻛﻠ َﻤــﺔ اﻹﺧـ ِ
َ ﺖ ﻋﻠــﻰ ﻓﻄْـ َـﺮةِ ْ َﺻــﺒَ ْﺤ ُ
،أ ْ
َﻣﻮت ،إ ْن َﺷﺎءَ اﷲُ ... أﺣﻴَﺎ َوأ ُ ﻚ ْ ﻋﻠﻰ ذﻟ َ
ِ ِ
ـﻚ
ـﻚ ،واﺑْـ َﻌﺜْـﲏ إذا ﺑَـ َﻌﺜْﺘَـﲏ ﻋﻠـﻰ ذﻟ َ أﺣﻴَـْﻴﺘَﲏ ﺑِِﻪ َ ،وأ َِﻣْﺘـﲏ إ َذا َأﻣﺘﱠـﲏ ﻋﻠـﻰ ذﻟ ََﺣﻴِِﲏ ﻣﺎ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أ ْ
ِ ِ
ﺖ أﻣـﺮي ، ﺿـ ُ ـﻚ ﻓَـ ﱠﻮ ْ
ـﺄت ﻇَ ْﻬـﺮي َ ،و َإل َ◌ﻳْ َ أﳉَ ُ ـﻚ ْﻚ ،إﻟَْﻴ َﻚ َ ،واﺗِﺒـﺎع َﺳـﺒﻴﻠ َ ﺿ َـﻮاﻧَ َ ،أَﺑْـﺘَﻐِﻲ ﺑِـﺬﻟ َ
ﻚ ِر ْ
ـﺎﻫ ْﻢ أَﺗَ ـ َـﻮﱠﱃ َ ،وِِـ ْـﻢ أَﻗْـﺘَـ ِـﺪي ، آل ُﳏ ﱠﻤــﺪ � أَﺋِ ﱠﻤــﱵ ﻟَــﻴﺲ ِﱄ أَﺋِﻤ ـﺔٌ َﻏﻴ ــﺮ ِِ
ﻫﻢ ،ـ ْـﻢ أَﺋْ ــﺘَ ﱡﻢ َ ،وإﻳَـ ُ
َ َْ ْ ْ َ َ
ِ ِ
اﺟ َﻌْﻠــﲏ أ َُواﱄ أ َْوﻟﻴَــﺎءَ ُﻫ ْﻢ َ ،وأ َُﻋـﺎدي أ َْﻋـ َـﺪاءَ ُﻫ ْﻢ ،ﰲإﺟ َﻌْﻠﻬـ ْـﻢ إوﻟﻴــﺎﺋﻲ ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْﻴﺎ َواَﻵﺧـ َـﺮةِ َ ،و ْ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ
ﺎﳊﲔ َوآﺑﺎﺋﻲ َﻣ َﻌ ُﻬ ْﻢ .(١) « ... ﺼِ َﳊِْﻘﲏ ﺑﺎﻟ ﱠ اﻟ ﱡﺪﻧْﻴﺎ و ِ
اﻵﺧَﺮةِ َ ،وأ ْ
وﻟﻘــﺪ أﻋ ــﺮب اﻻﻣ ــﺎم � ،ﰲ ﻫ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻋ ــﻦ اﻟﺘﺰاﻣ ــﻪ اﻟﻜﺎﻣ ــﻞ ﲝﺮﻓﻴــﺔ اﻻﺳ ــﻼم ،ﻣ ــﻦ
اﻟﻮﻓ ـ ــﺎء ﺑﻌﻬ ـ ــﺪ اﷲ ،ووﻋ ـ ــﺪﻩ ،واﻟﺸ ـ ــﻬﺎدة ﻟ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪاﻧﻴ ـ ــﺔ ،واﻻﳝ ـ ــﺎن ﺑﺮﺳ ـ ــﺎﻟﺔ رﺳـ ـ ـﻮﻟﻪ اﻟﻌﻈ ـ ــﻴﻢ
� ،اﻟﺬي ﻏﲑ ﳎﺮى اﳊﻴـﺎة ،وأﺿـﺎءﻫﺎ ﺑﺮﺳـﺎﻟﺘﻪ اﳌﺸـﺮﻗﺔ ،ﻛﻤـﺎ أﻋـﺮب اﻻﻣـﺎم � ،ﻋـﻦ
ﺗﻔــﻮﻳﺾ ﲨﻴــﻊ أﻣــﻮرﻩ ،وﺷــﺆوﻧﻪ إﱃ اﷲ ،وﲤﺴــﻜﻪ اﻟﻮﺛﻴــﻖ ﺑﺄﺋﻤــﺔ اﳍــﺪى ،ﻣــﻦ آﺑﺎﺋــﻪ اﻟــﺬﻳﻦ ﻫــﻢ
ﺳﻔﻦ اﻟﻨﺠﺎة ،وأﻣـﻦ اﻟﻌﺒـﺎد ،وﰲ ذﻟـﻚ ارﺷـﺎد إﱃ اﳌﺴـﻠﻤﲔ ﺑﻀـﺮورة وﻻﺋﻬـﻢ ،واﻻﺧـﻼص ﳍـﻢ
ﰲ اﳌﻮدة.
ﻫ :ـ ـ وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳــﺪﻋﻮ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ ،إذا إﻧﺒﺜــﻖ ﻧــﻮر اﻟﺼــﺒﺢ ،
وﻫﺬا ﻧﺼﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ :
ﺖ ﺑِﺎﷲ ﳑُْﺘَﻨِﻌﺎً َ ،وﺑِﻌِﱠﺰﺗِِﻪ ُْﳏﺘَ ِﺠﺒﺎً َ ،وﺑِﺄ ْ
َﲰَﺎﺋِِﻪ َﻋﺎﺋِﺬاً ِ ،ﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ أﺻﺒَ ْﺤ ُ
» ْ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٣ / ٢
٣٧
اط ُﻣ ْﺴـﺘَ ِﻘﻴ ٍﻢ.
َﺧـ ٌﺬ ﺑِﻨَﺎَ ِﺻـﻴﺘِﻬﺎ ،إ ﱠن رﱢﰊ ﻋﻠـﻰ ِﺻـﺮ ٍ
َ ََ
ﺎن ،وِﻣﻦ َﺷﱢﺮ ُﻛ ﱢـﻞ داَﺑﱠ ٍـﺔ ،رﱢﰊ أ ِ
َ َ
ِ
اﻟﺸﻴﻄَﺎن َواﻟ ﱡﺴ ْﻠﻄَ َ ْ
ِ
ْ
اﻟﻌﻈـ ــﻴ ِﻢ ، ِ ِ
اﻟﻌ ـ ْـﺮ ِش َ
ب َ ـﱯ اﷲُ ،ﻻ إﻟـ ــﻪَ ﱠإﻻ ُﻫـ ـ َـﻮ َﻋﻠَْﻴ ــﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛْﻠـ ـ ُ
ـﺖ َ ،وﻫ ـ َـﻮ َر ﱡ ِ
ﻓَــ ـﺈ ن ﺗَـ َﻮﻟَـ ـ ْـﻮا ﻓَـ ُﻘـ ــﻞ َ :ﺣ ْﺴ ـ َ
ِ ِ
ﲔ ،إ ﱠن اﷲَ ـﻴﻢ ،اﷲُ َﺧْﻴ ـٌـﺮ َﺧﺒِـ ٍْـﲑ َﺣﺎﻓﻈـﺎً َ ،وُﻫـ َـﻮ أ َْر َﺣـ ُـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ اﻟﻌﻠـ ُ
ـﻤﻴﻊ َ
ﻓَ َﺴــﻴَﻜْﻔﻴ َﻜ ُﻬ ُﻢ اﷲُ َوُﻫـ َـﻮ اﻟ ﱠﺴـ ُ
َﺣ ٍـﺪ ِﻣـ ْﻦ ﺑـَ ْﻌ ِـﺪﻩِ ،إﻧﱠـﻪُ َﻛـﺎَ َن ِ ِ
ض أَ ْن ﺗَـُﺰ َوﻻ َ ،وﻟَﺌ ْﻦ َزاﻟَﺘﺎ ،إ ْن ْأﻣ َﺴ َﻜ ُﻬ َﻤﺎ ﻣ ْـﻦ أ َ ﻷر َﻤﻮات َواَ ْ
ﻚ اﻟ ﱠﺴ ِ
َ ﳝُْ ِﺴ ُ
َﺣﻠﻴﻤﺎ َﻏ ُﻔﻮرا.
ﱠﻬــﺎ ِر ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِـ ِـﻪ َ ،ﺧْﻠﻘـﺎً َﺟ ِﺪﻳــﺪاً َ ،وَْﳓـ ُـﻦ ﰲ ِ ِ ِِ
ـﺐ اﻟﻠﱠْﻴـ َـﻞ ﺑ ُﻘ ْﺪ َرﺗــﻪ َ ،و َﺟــﺎءَ ﺑﺎﻟﻨـ َ
ِ
اَ ْﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ ،اﻟــﺬي أَ ْذ َﻫـ َ
ِِ ِ ٍ ِ ِ ِِ ِ ِ
ﲔ .. ، َﻋﺎﻓﻴَﺔ ،ﲟَﻨﱢﻪ َو ُﺟﻮدﻩ َوَﻛَﺮﻣﻪ َ ،ﻣْﺮ َﺣﺒﺎً ﺑِﺎﳊَﺎﻓﻈ َ
وﻛﺎن ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﻦ ﳝﻴﻨﻪ ،وﻳﻘﻮل :ﺣﻴﺎﻛﻤﺎ اﷲ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺒﲔ ،ﰒ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻋﻦ ﴰﺎﻟﻪ ،وﻳﻘـﻮل :
أﻛﺘﺒﺎ رﲪﻜﻤﺎ اﷲ :
ﻳﻚ ﻟَ ــﻪُ َ ،وأَ ْﺷ ـ َـﻬ ُﺪ أَ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪاً َ ،ﻋْﺒ ـ ُـﺪﻩُﺑِ ْﺴ ـ ـ ِﻢ اﷲِ ،أَ ْﺷ ـ َـﻬ ُﺪ أَ ْن ﻻ إﻟ ــﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ َ ،و ْﺣ ـ َـﺪﻩُ ﻻ َﺷـ ـ ِﺮ َ
ِ ورﺳ ـﻮﻟُﻪ ،وأَ ْﺷــﻬﺪ أَ ﱠن اﻟ ﱠﺴــﺎﻋﺔَ آﺗِﻴـﺔٌ ﻻ رﻳـ ِ
ـﻚـﺚ َﻣـ ْـﻦ ﰲ اﻟ ُﻘﺒُــﻮِر ،ﻋﻠــﻰ ذﻟـ َ ـﺐ ﻓ َﻴﻬــﺎ َ ،وأَ ﱠن اﷲ ﻳَـْﺒـ َﻌـ ُ َْ َ َ ََ ُ ُ َ ُ
ِ
ﺚ إ ْن َﺷﺎءَ اﷲُ ،أَﻗْ ِﺮﺋَﺎ ُﳏَ ﱠﻤﺪاً � ﻣﲏ اﻟ ﱠﺴﻼم. ِ
ﻮت َ ،و َﻋﻠَْﻴﻪ أُﺑْـ َﻌ ُ ِ
َﺣﻴَﺎ َو َﻋﻠَْﻴﻪ أ َُﻣ ُ
أْ
ـﻒ اﷲِ ،اﻟــﺬي ﻻ ﻳُـ َـﺮ ُام َ ،وﰲ ُﺳ ـ ْﻠﻄَﺎﻧِِﻪ ﻀــﺎم ،وﰲ َﻛﻨَـ ِ أﺻــﺒَ ْﺤ ُ ِ ِ
ﺖ ﰲ ﺟ ـ َـﻮار اﷲ ،اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳُ َ ُ َ ْ
ِ
ﺎع ،وﰲ ذ ﱠﻣ ـ ِـﺔ اﷲ اﻟ ــﱵ ﻻ ُﲣْ َﻔ ـ ُـﺮ َ ،وﰲ ِﻋـ ـﱠﺰ اﷲ اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳـُ ْﻘ َﻬ ـ ُـﺮ ،وﰲ َﺣ ـ َـﺮم اﷲ ِ
اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳُ ْﺴ ــﺘَﻄَ ُ
َﺻﺒَ َﺢ ﷲِ َﺟﺎراً ﻓَـ ُﻬ َﻮ ِآﻣ ُﻦ َْﳏﻔﻮ ًظ. ﻴﻊ َ ،وَﻣ ْﻦ أ ْ
ِ ِ ِ
اﳌَﻨﻴ ِﻊ َ ،وﰲ َوَداﻳ ِﻊ اﷲ اﻟﱵ ﻻ ﺗَﻀ ُ
ﺾ َواﻻﺑْـَـﺮ ُام ،
ـﻼل َواَﻻ ْﻛ َـﺮ ُام ،واﻟـﻨﱠـ ْﻘ ُ وت َ ،واﳉَـ ُ اﻟﻌﻈَ َﻤـﺔُ َواﳉَ َـﱪ ُ
ـﻮت َ ،و َـﻚ واﳌَﻠَ ُﻜـ ُ ﺖ َواْﳌْﻠ ُ أَﺻـﺒﺤ
ِ َْ ْ ُ ُ
َواﻟﻌﱠﺰةُ َواﻟ ﱡﺴْﻠﻄَﺎ ُن َ ،واﳊُ ﱠﺠﺔُ َواﻟﺒُـْﺮَﻫﺎ ُن ،
٣٨
اﻟﻌﺎﻓِﻴَـﺔُ ، ِ ِ
َواﻟﻜ ِْﱪﻳَﺎءُ َواﻟﱡﺮﺑُﻮﺑَـﻴﱠﺔُ َ ،واﻟ ُﻘ ْﺪ َرةُ َ ،واﳍَْﻴﺒَﺔُ َ ،واﳌْﻨـ َﻌﺔُ َ ،واﻟ ﱠﺴـﻄْ َﻮةُ َ ،واﻟﱠﺮأْﻓَـﺔُ َواﻟﱠﺮ ْﲪَـﺔُ َ ،و َ
اﻟﻌ ْﻔ ُـﻮ َو َ
اﻟﻀــﻴَﺎءُ َ ،و َاﻻ ْﻣـ ُـﻦ َ ،و َﺧ ـﺰاﺋِ ُﻦ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْﻴﺎ ﻀــﻞ واﻟﻨـﱠﻌﻤــﺎء ،واﻟﻨُــﻮر و ِ
ـﻮل َواﻵﻵءُ َ ،واﻟ َﻔ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ُ َ َواﻟ ﱠﺴـ َـﻼ َﻣﺔُ َ ،واﻟﻄﱠـ ُ
اﻟﻌ ِﺰﻳ ِﺰ اﻟﻐَﻔﱠﺎ ِر. ِِ ب اﻟﻌﺎﻟَﻤﲔ ِ ِ ِِ
اﻟﻮاﺣﺪ ،اﻟ َﻘ ﱠﻬﺎ ِر ،اﳌَﻠﻚ اﳉَﺒﱠﺎ ِر َ ، َواﻵﺧﺮة ،ﷲ َر ﱢ َ َ َ
ـﲑِﱐ ِﻣ َـﻦ ِ
إﱐ ﻟَ ْـﻦ ُﳚ َ
ِ ِ ِِ ِ
ﺖ ﻻ أُ ْﺷ ِﺮُك ﺑِﺎﷲ َ ،وﻻ ﱠأﲣ ُﺬ ﻣ ْـﻦ ُدوﻧـﻪ َوﻟﻴـﺎً َ ،وﻻ أ َْدﻋـﻮ َﻣ َﻌـﻪُ إﳍـﺎً ّ ، َﺻ َﺤْﺒ ُ أْ
ِ ِ ِِ
رﰊ َﺣ ّﻘﺎً ،ﻻ أُﺷ ِﺮك ﺑِﺎﷲ َﺷْﻴﺌﺎً ،اﷲ َ
أﻋﱡﺰ َوأَ ْﻛﺒَـ ُـﺮ ، َﺣ ٌﺪ َ ،وﻟَ ْﻦ أَﺟ َﺪ ﻣ ْﻦ ُدوﻧﻪ ُﻣْﻠﺘَ َﺤﺪاً ،اﷲُ ّ اﷲ أ َ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ. ِ ِ ِ
ﻠﻲ َ اﻟﻌ ﱢ ﺣﻮ َل َوﻻ ﻗُـ َﻮةَ ﱠإﻻ ﺑﺎﷲ َ َﺣ َﺬ ُر َوﻻ ْ ﺎف َوأ ْ َﺧ ُ َوأ َْﻋﻠﻰ َوأﻗْ َﺪ ُر ،ﳑﺎ أ َ
ـﻚ ،وآﻳـﺔً ﺑَﻴِﻨَـﻪ ِﻣـﻦ ِ
ﱠﻬـﺎَ ِر َ ،ﺧ ْﻠ َﻘـﺎً َﺟﺪﻳـﺪاً ِﻣ ْـﻦ َﺧْﻠﻘ َ ـﺖ ﺑِﺎﻟﻠﱠْﻴ ِـﻞ ،وأَﻗْـﺒﻠ َ ِ
ـﺖ ﺑﺎﻟﻨـ َ َ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻛ َﻤـﺎ أ ْذ َﻫْﺒ َ
ﻜﺮوﻩٍ َ ،وﺑَﻠِﻴﱠ ٍﺔ َوِ ْﳏﻨَ ٍﺔ َ ،وُﻣﻠِ ﱠﻤـﺔ ٍ
ﺐ َﻋ ﱠﲏ ُﻛ ﱠﻞ َﻏ ﱟﻢ َوَﻫ ﱟﻢ َ ،و ُﺣْﺰن َوَﻣ ْ
ِ ٍ
ﺼ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ْﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وأ ْذﻫ ْ ﻚ ،ﻓَ َ آﻳِﺎﺗِ َ
ﻀ ـﱠﺮةٍ ، ِ ِ ِ إﱄ ﺑِ ِ ِ
اﻟﻌ ْﻔ ـ ِﻮ َواﻟﺘـ ْﱠﻮﺑَــﺔ َ ،و ْادﻓَــﻊ َﻋــﲏ ُﻛـ ﱠـﻞ َﻣ َﻌ ـﱠﺮةٍ َوَﻣ َ
ﺎﻟﻌﺎﻓﻴَــﺔ َ ،و ْأﻣــﻨُ ْﻦ ﻋﻠـ ﱠـﻲ ﺑﺎﻟﱠﺮ ْﲪَــﺔ َ ،و ََ ،وأﻗْﺒِـ ْـﻞ ﱠ َ
ت ﺑِ ِﻪ َﻣﻼﺋِ َﻜﺘُﻪُ َ ،وُر ُﺳﻠُﻪُ ِ ،ﻣ ْـﻦ َﺷ ﱢـﺮ ِ ِ
ﻚ ،أﻋﻮذُ ﺑﺎﷲ ِ ،ﲟَﺎ َﻋﺎ َذ ْ ﻚ َ ،و ُﺟﻮد َك َ ،وَﻛَﺮِﻣ َ ﻚ َ ،وﻗُـ ﱠﻮﺗِ َ ِﲝَ ْﻮﻟ َ
ﺎن َ ،وُرﻛــﻮب اﳊَـ َـﺮِام َواﻵﺛَـ ِـﺎم َ ،و ِﻣــﻦ َﺷــ ﱢـﺮ ﺎن واﻟ ﱡﺴــﻠﻄَ ِ ِ ِ ِ
َﻫ ـ َﺬا اﻟﻴَــﻮم َ ،وﻣــﺎ ﻳـَـﺄﰐ ﺑَـ ْﻌـ َـﺪﻩُ َ ،وﻣـ َـﻦ اﻟﺸـ ْـﻴﻄَ َ
ﺎﺻـﻴَﺘِ َﻬﺎ ،إ ﱠن َرﱢﰊ ﻋﻠـﻰ ِﺻـ َﺮاط آﺧـ ٌﺬ ﺑـﻨَ ِ
َ
ـﲔ اَﻟْ ﱠﻼ ﱠﻣ ِـﺔ وِﻣـﻦ َﺷـﱢﺮ ُﻛ ﱢـﻞ داﺑ ٍـﺔ ،رﱢﰊ ِ
َ َ َ ْ اﻟﻌ ْ ِ ِ ِ
اﻟﺴﺎ ﱠﻣﺔ واﳍَﺎ ﱠﻣـﺔ َ ،و َ َ
ِ
ﻀــﺐ◌ه َو ُﺳـ ْـﺨﻄﻪِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
ُﻣ ْﺴــﺘَﻘﻴﻢ ،أﻋــﻮذُ ﺑــﺎﷲ َ ،وﺑ َﻜﻠ َﻤﺎﺗــﻪ َو َﻋﻈَ َﻤﺘــﻪ َ ،و َﺣ ْﻮﻟــﻪ َوﻗُـ ﱠﻮﺗــﻪ َ ،وﻗُ ْﺪ َرﺗــﻪ ﻣـ ْـﻦ َﻏ َ
ـﺖ ِﲝَـْﻮ ل ِ ِِ ِ ِ ِ و ِﻋ َﻘﺎﺑِِﻪ ،وأ ِ ِ ِ
َﺧ َﺬﻩ َوﺑَﺄْﺳﻪ َ ،و َﺳﻄْ َﻮﺗﻪ َوﻧـَ ْﻘ َﻤﺘﻪ ،ﻣ ْﻦ َﲨﻴـ ِﻊ َﻣ َﻜـﺎ ِرﻩِ اﻟـ ﱡﺪﻧْﻴﺎ َواﻵﺧ َـﺮة ،و ْاﻣﺘَـﻨَﻌ ُ َ ْ َ
ِ ِ
ب اَ َﻟﻔﻠَ ِﻖ ﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ ﻣﺎ َﺧﻠَ َﻖ َ ،وﻣ ْﻦ َﺷ ﱢـﺮ َﻏﺎﺳـﻖ ِ ِ ِ ِ ِ
اﷲ َوﻗُـ ﱠﻮﺗﻪ ،ﻣ ْﻦ َﺣ ْﻮل َﺧْﻠﻘﻪ َﲨﻴﻌﺎً ،وﻗُـ ﱠﻮ ْﻢ َ ،وﺑَِﺮ ﱢ ِ ِ
ـﺎس ،ﻣﻠِـ ِ ﺎﺳـ ٍـﺪ إذا َﺣ َﺴـ َـﺪ َ ،وﺑِـَـﺮ ﱢ ـﺎت ﰲ اﻟﻌ َﻘـ ِـﺪ ،وِﻣــﻦ َﺷـ ﱢـﺮ ﺣ ِ إذا وﻗَــﺐ ،وﻣــﻦ َﺷـﱢـﺮ اﻟﻨﻔﱠﺎﺛَـ ِ
ـﻚ ب اﻟﻨﱠـ ِ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ
ﱠﺎس ،اس ،اﳋَﻨ ِ اﻟﻮ ْﺳ َﻮ ِ ِ إﻟﻪ اﻟﻨ ِ ﱠﺎس ِ ، اﻟﻨ ِ
ﱠﺎس ،ﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ َ
٣٩
ـﱯ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪ إﻻ ِ ﱠ ِ ِ ِِ اﻟﺬي ﻳـُﻮ ْﺳ ِﻮس ﰲ ُ ِ
ﺻﺪور اﻟﻨﱠﺎس ،ﻣ َﻦ اﳉﻨﱠﺔ واﻟﻨﱠـﺎس ،ﻓَـﺈ ْن ﺗَـ َﻮﻟـﻮا ﻓَـ ُﻘـﻞ َ :ﺣ ْﺴ َ َ ُ
ِ
اﻟﻌﻈﻴﻢ ، اﻟﻌْﺮ ِش َ ب َ ﺖ َ ،وُﻫ َﻮ َر ﱡ ُﻫ َﻮ َ ،ﻋﻠَْﻴﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠ ُ
ِ ِ ِ ِ ﺑِﺎﷲ أ ِ
ﺠﲑ ،أﺳـﺘَ ُ ﻌﲔ َ ،و ْ أﺳـﺘَ ُ َﺳﺘَـ ْﻔﺘ ُﺢ َ ،وﺑِﺎﷲ اَ ْﺳﺘَـْﻨﺠ ُﺢ َ ،وﻋﻠﻰ اﷲ أَﺗَـ َﻮﱠﻛ ُﻞ َ ،وﺑِﺎﷲ اَ ْﻋﺘَﺼ ُﻢ َ ،و ْ ْ
اﲰـ ِـﻪ ﺷـﻲء ﰲ اﻻرض ،وﻻ ﰲ اﻟ ﱠﺴــﻤﺎءِ ِ ِ ِ ِ
َ َ ْ ﻀـﱡﺮ َﻣ َـﻊ ْ َ ْ ٌ ـﲑ َاﻻ ْﲰـﺎء ،ﺑِ ْﺴـ ِﻢ اﷲ ،اﻟـﺬي ﻻ ﻳَ ُ ﺑَ ْﺴـ ِا َﺧـ ْ
إﱐـﻚ َ ،رﱢﰊ ّ ـﺖ أ َْﻣـ ــﺮي إﻟَْﻴـ ـ َ
ﺿـ ـ ُإﱐ ﻓَـ ﱠﻮ ْ
ـﻚ َ ،رﱢﰊ ّ ـﺖ َﻋﻠَْﻴـ ـ َـﻴﻢ َ ،رّﰊ إﱐ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠـ ـ ُ اﻟﻌﻠـ ـ ُ
ـﻤﻴﻊ َ
َ ،وُﻫـ ـ َـﻮ اﻟ ﱠﺴـ ـ ُ
ـﻚ ﻋﻠ ــﻰ ذَوي اﻟﺘَـ َﻌـ ـﱡﺰِز َﻋﻠ ـ ﱠـﻰ َ ،واﻟ َﻘ ْﻬـ ـ ِﺮ ﱄ ، ﺿــ ْـﻌﻒ ُرْﻛـــﲏ إﱃ ﻗُــ ـ ﱠﻮة ُرْﻛﻨِـــﻚ ،ﻣﺴ ــﺘﻌﻴﻨﺎً ﺑِـ َ ْ ت َ أﳉَــ ـﺎ
ْ
ِ
ب، ـﻚ َ ،ر ﱢ ﺿْﻴﻤﻲ ،واﻻﻗْ َﺪ ِام ﻋﻠﻰ ﻇُْﻠﻤﻲ ،أَﻧﺎ َوأْﻫﻠـﻲ َوَوﻟَـﺪي ﰲ ﺟـﻮا ِرَك َ ،وَﻛﻨَﻔ َ َواﻟ ُﻘ ْﺪ َرةِ ﻋﻠﻰ َ
أوﻫـــﻦ ُﻣ ْﺴــﺘَـ ْﻮِﻫﲏـﺎﻫﺮي ﺑِﻌِﱠﺰﺗِــﻚ ،و ِ
َ َ
ب ،ﻓــﺎﻗْـﻬﺮ ﻗَـ ِ
َْ ﺿـ ْـﻴ َﻢ ﻋﻠــﻰ َﺟــﺎ ِرَك َ ،ر ﱢ ـﻚ َ ،وﻻ َ ﻒ َﻣ َﻌـ َ ﺿـ ْـﻌ َ
ﻻ َ
َﻋ ـ ْﺬﱐ ِﻣْﻨــﻪ ﺑِﻌِﻴـ ِ ﻚ ،وأ ِ ِ ِ ِ
ـﺎذ َك ، ُ َ ـﻚ َ ،و ُﺧ ـ ْﺬ ﱄ ﻣـ ْـﻦ ﻇَــﺎﳌﻲ ﺑ َﻌ ـ ْﺪﻟ َ َ ﺿــﺎﺋِﻤﻲ ﺑِﺒَﻄْ ِﺸـ َ ﻚ ،واﻗْ ِ
ﺼـ ْـﻢ َ
ِ ِ
ﺑ ُﻘ ـ ْﺪ َرﺗ َ َ
ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌﻈﻴ ِﻢ. ﻠﻲ َ اﻟﻌ ّﻋﻠﻲ ﺳْﺘـَﺮَك ،ﻓَﺈ ﱠن َﻣ ْﻦ َﺳﺘَـْﺮﺗَﻪُ آﻣ ٌﻦ َْﳏ ُﻔﻮ ٌظ َ ،وﻻ َﺣ ْﻮَل وﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة ﱠإﻻ ﺑﺎﷲ َ َﺳﺒِ ْﻞ ﱠ َوأ ْ
ـﻤﺎء ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻻ ِﻏــﲎ ﻟِ َﺸـ ْـﻲ ٍء َﻋْﻨــﻪُ ، ﻼء ،ﻳــﺎ إﻟــﻪ ﻣــﻦ ﰲ َاﻻرض ،وﻣــﻦ ﰲ اﻟ ﱠﺴـ ِ
ََ ْ ْ ََْ
ﻳــﺎ ﺣﺴــﻦ اﻟــﺒ ِ
َ َََ َ
إﻟﻴﻪ ،وِرْزﻗُـﻪ ﻋﻠَﻴ ِـﻪ ،ﺻـﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏ ﱠﻤـﺪٍ ِ ِ ٍ ِ ٍِ
َ َ ُ َْ َ ﱢ ودﻩُ
ﺼﲑ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء إﻟﻴﻪ َ ،وُوُر ُ َوﻻ ﺑُ ﱠﺪ ﻟ َﺸ ْﻲء ﻣْﻨﻪُ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ َﻣ ُ
ـﻚ َ ،ﻛ َﻤــﺎ َﺧﻠَ ْﻘﺘَــﲏ َ ،و َﻏــﺬﻳْـﺘَﲏ َ ،وَرِﲪْﺘَــﲏ ،ﻓَــﻼ ِ
َﺣــﺪاً ِﻣـ ْـﻦ ِﺷـ َـﺮا ِر َﺧْﻠﻘـ َ
ِ ِِ ِ
َوآﻟــﻪ َوﺗـ َـﻮﻟﱠﲏ َ ،وﻻ ﺗَـﻮﻟﲏ أ َ
ـﻮف
ﺑﺎﳉﻮد َﻣ ْﻮﺻ ٌ ﺗُﻀﻴﱢـﻌﲏ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﺟﻮدﻩ و ِﺳﻴﻠَﺔُ ُﻛ ِﻞ ﺳﺎﺋِ ٍﻞ ،وَﻛﺮﻣﻪ َﺷﻔﻴﻊ ُﻛﻞ ِآﻣ ٍﻞ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﻮ ِ
َ ْ َُ َ َُ ُ ُ ﱢ َ َ ْ ُُ َ َْ
اﻟﻀ َﻌ َﻔ ِﺎء.
ﲔ ُ
ِ ﺮوف ،ﻳﺎ َﻛْﻨـﺰ ُ ِ
اﻟﻔ َﻘَﺮاء ،ﻳﺎ ُﻣﻌ َ َ ْ ،إر َﺣ ْﻢ َﻣ ْﻦ ُﻫ َﻮ ﺑِﺎْ ِﻹ َﺳﺎءَة َﻣ ْﻌ ٌ
ﺎﺟـ ـ ٍـﺔ ﻻ ِ
ـﻚ َ ،وﳊَ َ ـﺎل ﱠإﻻ ِﻣْﻨـ ـ َـﲑ َك َ ،وﻟَِﺮ ْﲪَـ ـ ٍـﺔ ،ﻻ ﺗُـﻨَ ـ ُ اﻟﻠّﻬــ ـ ﱠﻢ :إﱐ أدﻋـ ـ َ ِ
ـﻮك ،ﳍَـ ّـﻢ ﻻ ﻳـُ َﻔﱢﺮ ْﺟـ ــﻪُ َﻏ ـ ُ ّ ْ ُ
ِ ِ ِِ
ﻚ ،ﻣﺎ َأرْدﺗﲏ ﺖ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َﻛ َﻤﺎ َﻛﺎ َن ﻣ ْﻦ َﺷﺄﻧ َ ﻳـَ ْﻘﻀﻴﻪ◌ا ﱠإﻻ أَﻧْ َ
٤٠
ﻚ اَْﻹﺳ ــﺘﺠﺎﺑﺔُ ﱄ ﻓﻴﻤ ــﺎ ـﻚ ،ﻓَـْﻠ ــﻴَ ُﻜ ْﻦ ِﻣ ـ ْـﻦ َﺷ ــﺄﻧِ َ
ْﺮك َ ،وُدﻋﺎﺋِـ َ ﺑِـ ِـﻪ ِﻣ ـ ْـﻦ ِذﻛ ـ ِﺮَك َ ،وا ْﳍَْﻤﺘَﻨﻴ ـ ِـﻪ ِﻣ ـ ْـﻦ ُﺷ ـﻜ َ
ـﻚ ،ﻓـﺈ ﱠن ، ـﻚ ِﻣْﻨـﻪُ ،ﻓَـﺈ ْن َﱂْ أ ُﻛ ْـﻦ ْأﻫـﻼً أ ْن أَﺑْـﻠُ َـﻎ َر ْﲪَﺘَ َ ﻋﺖ إﻟَﻴ َ ﱠﺠﺎةُ ﱄ ِﰲ ﻣﺎ ﻓَ ِﺰ ُ
دﻋﻮﺗُ َ ِِ
ﻚ ﺑﻪ َ ،واﻟﻨ َ َ َْ
ٍ ٍ ِ
ـﻚ ﻳــﺎ
ﺖ ُﻛـ ﱠـﻞ َﺷــﻲء َ ،وأﻧــﺎ َﺷــﻲء ﻓَﻠﺘَ َﺴـ ْـﻌﲏ َر ْﲪَﺘُـ َ َر ْﲪَﺘَــﻚ أ َْﻫــﻞ أَ ن ﺗـْﺒـﻠُﻐَــﲏ َ ،وﺗَ َﺴـ َـﻌﲏ ﻓَﺈﻧـ َﱠﻬــﺎ َوﺳـ َـﻌ ْ
َﻣ ْﻮﻻي.
ـﺎك َرﻗَـﺒَ ــﱵ ِﻣ ـ َـﻦ اﻟﻨﱠ ــﺎ ِر ،
أﻋ ِﻄ ـ ْـﲏ ﻓﻜ ـ َ ٍ اﻟﻠّﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﺻ ـ ﱠـﻞ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ـ ًـﺪ و ِ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َ ،و ْاﻣ ــﻨُ ْﻦ َﻋﻠ ـ ﱠـﻲ َ ،و ْ َ َ ُ
ﻚ َ ،وَوﻓﱢـ ْﻘـﲏ ﻀـﺒِ َ ﻀـﻠِ َ ِ ِ ﲔ ﺑَِﻔ ْﻚ ،وَزﱢو ْﺟـﲏ ِﻣـﻦ اﳊـﻮِر اﻟﻌـ ِ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وأﺟ ْـﺮﱐ ﻣ ْـﻦ َﻏ َ َ ﺐ ﱄ اﳉَﻨﱠﺔ ﺑَﺮ ْﲪَﺘ َ َ َوأوﺟ ْ
ِ
ﺖ ﱄ َ ،وﺑَــﺎ ِرْك ﱄ ﻓﻴﻤــﺎ ِ
ﻚ َﻋﻠـ ﱠـﻲ َ ،واَْرﺿــﲏ ﲟــﺎ ﻗَ َﺴـ ْـﻤ َ ـﻴﻚ َﻋــﲏ َ ،و ْاﻋ ِﺼـ ْـﻤﲏ ﳑـﱠـﺎ ﻳُ ْﺴـ ِـﺨﻄُ َ ﳌــﺎ ﻳـُْﺮ ِﺿـ َ
ِ
ﺐ ُﻛ ﱠﻞ َﻋ َﻤ ٍـﻞ ﻚ َ ،و ُﺣ ﱠ أﺣﺒﱠ َﺐ ُﻛ ﱠﻞ َﻣ ْﻦ َ ﻚ َ ،و ُﺣ ﱠ ﻚ َ ،و ْارُزﻗْﲏ ُﺣﺒﱠ َ اﺟ َﻌ ْﻠﲏ َﺷﺎﻛِﺮاً ﻟﻨِ ْﻌ َﻤﺘِ َ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَﲏ ،و ْ
ﻚ، ﺿـ ــﺎ ﺑَِﻘﻀـ ــﺎﺋِ َـﻚ َ ،واﻟﱢﺮ َ ـﻚ َ ،واﻟﺘَـ ْﻔـ ـ ِ
ـﻮﻳﺾ إﻟَْﻴـ ـ َ ـﻚ َ ،و ْاﻣـ ــﻨُ ْﻦ ﻋﻠـ ـ ﱠـﻲ ﺑﺎﻟﺘَـ َﻮﱡﻛـ ـ ِـﻞ َﻋﻠَﻴـ ـ َ
ﻳ َﻘ ـ ـﱢﺮﺑُﲏ إﱃ ُﺣﺒﱢـ ـ َ
ِ َواﻟﺘَ ْﺴﻠﻴِ ِﻢ َﻷ ْﻣ ِﺮَك َ ،ﺣ ﱠﱴ ﻻ أ ُِﺣ ﱠ
ﲔ
ﻠﺖ ،ﻳﺎ أ َْر َﺣ َـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ ﺧﲑ ﻣﺎ َﻋ ﱠﺠ َ ت َ ،وﻻ ﺗَﺄْ َ ﺠﻴﻞ ﻣﺎ أَ ﱠﺧ ْﺮ َ ﺐ ﺗَـ ْﻌ َ
ﺎﳌﲔ.
اﻟﻌ َ ب َ آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ ،آﻣﲔ ﻳﺎ َر ﱠ ،وﺻﻠﱠﻰ اﷲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ ُ َ
ٍ ِ ٍ ٍ ِ ٍ ِ
ﺼـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآل ُﳏَ َﻤــﺪ َ ،وا ْﻛﻔــﲏ ُﻛـ ﱠـﻞ ﻈﻴﻤــﺔ َ ،وﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ ﻧَﺎ ِزﻟَــﺔ ،ﻓَ َ ـﺖ ﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ َﻋ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َ
ﻛﻞ َﺷ ْﻲءٍ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ .. ، ٍ ٍ
اﻟﻌﻔﻮ ﻋ ّﲏ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ِرْز ُق ﱢ َﻣﺆوﻧﺔ َوﺑَﻼء ،ﻳﺎ ﻗَﺪﱘَُ .
وﻛﺎن � ،ﻳﺸﲑ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﳜﺎف ﺷﺮﻩ وﻛﻴﺪﻩ وﻳﻘﺮأ :
ـﲔ أَﻳـ ِـﺪﻳ ِﻬﻢ ﺳـ ّـﺪاً ،وِﻣــﻦ ﺧ ْﻠ ِﻔ ِﻬــﻢ ﺳــﺪاً ،ﻓَﺄَ ْﻏ َﺸــﻴﻨﺎﻫﻢ ،ﻓَـﻬــﻢ ﻻ ﻳـﺒ ِ ِ
ﺼــﺮو َن ،إﻧـّـﺎ ُ ْ ُْ ْ ُ َو َﺟ َﻌْﻠﻨــﺎ ﻣـ ْـﻦ ﺑَـ ْ ِ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ
َﺟ َﻌﻠّﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗُﻠﻮِِﻢ أﻛِﻨﱠﺔٌ إ ْن ﻳَـ ْﻔ َﻘﻬﻮﻩُ َ ،وﰲ آذَا ِِﻢ َوﻗْﺮاً َ ،وإ ْن ﺗَ ْﺪ ُﻋ ُﻬ ْﻢ إﱃ اﳍُـﺪى ﻓﻠَ ْـﻦ ﻳَـ ْﻬﺘَـﺪوا إذاً
ـﻚ ُﻫـ ُـﻢ اﻟﻐَــﺎﻓِﻠﻮ َن ، أَﺑــﺪاً ،أُوﻟﺌــﻚ اﻟﱠـ ِـﺬﻳﻦ ﻃَﺒــﻊ اﷲ ﻋﻠــﻰ ﻗُﻠــﻮِِﻢ ،وﲰﻌِ ِﻬــﻢ ،وأَﺑ ِ
ﺼــﺎ ِرﻫ ْﻢ َ ،واوﻟﺌِـ َ َ َْ ْ َ ْ َ َ ََ ُ َ َ
أَﻓَـ َﺮأَﻳْﺖ َﻣﻦ
٤١
ﱠاﲣَﺬ إﳍﻪ ﻫﻮاﻩ ،وأَﺿﻠﱠﻪ اﷲ ﻋﻠـﻰ ِﻋﻠـ ٍﻢ ،وﺧـﺘَﻢ ﻋﻠـﻰ ﲰَْﻌِ ِـﻪ وﻗَـْﻠﺒِ ِـﻪ ،وﺟﻌـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺑ ِ ِ
ـﺎوةً ،ﺼـ ِﺮﻩ ﻏ َﺸ َ ََ َ ََ َ َ ََ َ َ ََُ َ َ ُ
ِ
ـﲔ اﻟــﺬﻳﻦ ﻻ ـﻚ َ ،وﺑَـ َْ ت اﻟ ُﻘـ ْـﺮآ َن َ ،ﺟ َﻌ ْﻠﻨَــﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ َ ﻓَ َﻤـــﻦ ﻳـَ ْﻬﺪﻳــﻪ ﻣـــﻦ ﺑَـ ْﻌـــﺪ اﷲ أَﻓَـــﻼ ﺗَــ َﺬ ﱠﻛُﺮ ونَ .وإذا ﻗَـ َـﺮأْ َ
ـﺎﻵﺧَﺮةِ ِ ،ﺣ َﺠﺎﺑـﺎً َﻣ ْﺴـﺘﻮراً َ ،و َﺟ َﻌ ْﻠﻨــﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗُـﻠُــﻮِِ ْﻢ أَﻛِﻨﱠـﺔٌ أَ ْن ﻳـَ ْﻔ َﻘﻬــﻮﻩُ َ ،وﰲ آذَاَِِ ْـﻢ َوﻗْـﺮاً ، ﺆﻣﻨُـﻮ َن ﺑِ ِ ﻳِ
ُ
ـﺎﳌﲔ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ِ ِ
ـﻚ ﰲ اﻟ ُﻘـﺮآن َو ْﺣ َـﺪ ُﻩ َ ،وﻟّـﻮا ﻋﻠـﻰ ْأدﺑَـﺎ ِرﻫ ْﻢ ﻧـُ ُﻔـﻮراً ،اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ َر ﱢ
اﻟﻌ َ ب َ ت َرﺑﱠ ََوإ َذا ذَ َﻛ ْـﺮ َ
ِ ِ ِِ ِِ
ـﲔ اﳊَـ ﱢﻖ رض َ ،وﺑِــﻪ ﺗُـ َﻔ ـﱢﺮ ُق ﺑَـ ْ َ ـﻮم اََﻻ ُ ـﻮم اﻟ ﱠﺴـ َـﻤﺎءُ َ ،وب◌ه ﺗَـ ُﻘـ ُ ـﻚ اﻟــﺬي ﺑــﻪ ﺗَـ ُﻘـ ُ ﻚ ،ﺑِﺎْ ِﲰـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ّْ
ـﺎل َ ،وِزﻧَـﺔَـﲔ اﳌﺠﺘَ ِﻤـ ِﻊ ،وﺑِ ِـﻪ أﺣﺼـﻴﺖ َﻋ َـﺪ َد اﻟﱢﺮﻣ ِ ِ ِ ِ ِ
َ َ ْ َْ َ ﲔ اﳌُﺘَـ َﻔﱢﺮق َ ،وﺑِـﻪ ﺗـُ َﻔـﱢﺮ ُق ﺑَـ ْ َ ُ ْ َواﻟﺒَﺎﻃ ِﻞ َ ،وﺑِﻪ َْﲡ َﻤ ُﻊ ﺑَـ َْ
ٍ ِ ِ
ﻚ ﻋﻠﻰ ﺼﻠﱢ َﻲ َﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآﻟ ِﻪ َ ،وأَ ْن َْﲡ َﻌ َﻞ ﱄ ِﻣ ْﻦ أ َْﻣﺮي ﻓَـَﺮ َﺟﺎً ،إﻧَ َ اﳉﺒَﺎل َ ،وَﻛْﻴ َﻞ اﻟﺒِ َﺤﺎر ،أ ْن ﺗُ َ
ِ ِ
ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَ ِﺪﻳﺮ .(١) « ...
ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ اﻻﻣﺎم � ﻛﻴﻒ ﻧﺪﻋﻮ اﷲ وﻛﻴﻒ ﻧﺘﻮﺳﻞ إﻟﻴﻪ وﻛﻴﻒ ﻧﻨﺎﺟﻴﻪ.
أرأﻳﺘﻢ ،ﻛﻴﻒ ﺧﺎﻃـﺐ اﻻﻣـﺎم رﺑـﻪ ،ـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﳊﺎﻓـﻞ ،ﲜﻤﻴـﻊ أﻟـﻮان اﻻدب واﳋﻀـﻮع؟!
وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ،أﻧﻪ ﻧﺎﺷﺊ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻣﺼﺪر اﻟﻔﻴﺾ ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎت.
وﺣﻜــﻰ ﻫ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،اﻟﺘﺠ ــﺎء اﻻﻣــﺎم � إﱃ اﷲ ،وﺷــﻜﻮاﻩ إﻟﻴــﻪ ،ﳑــﻦ ﺑﻐــﻰ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣ ــﻦ
ﺣﻜـﺎم ﻋﺼــﺮﻩ ،اﻟـﺬﻳﻦ ﺟﻬــﺪوا ﻋﻠــﻰ ﻇﻠﻤـﻪ ،وﻗﻬــﺮﻩ ،وﰲ ﻃﻠﻴﻌــﺘﻬﻢ اﳌﻨﺼـﻮر اﻟــﺪواﻧﻴﻘﻲ ،اﻟﻌــﺪو
اﻻول ﻟﻼﺳﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،اﻟﺬي ﲡﺎوز ﺑﺒﻄﺸﻪ ﳍﻢ ﻣﺎ اﻗﱰﻓﻪ اﻻﻣﻮﻳﻮن ﻣﻦ إﰒ وﻇﻠﻢ.
__________________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص ٦١ـ .( ٦٤
٤٢
٢ـ ادﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ وﻏﺮوﺑﻬﺎ :
أ ـ ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﻗﺒﻞ ﺷـﺮوق اﻟﺸـﻤﺲ وﻏﺮو ـﺎ ،ـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﳌﺒـﺎرك ،
وﻗﺪ ﻣﻨﺤﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺮوان وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ﺎن اﻟﱠﺮﺟﻴﻢ ،واﻋـﻮذُ ﺑـﺎﷲِ أ ْن َﳛ ُ ِ
» أَﺳﺘَﻌِﻴ ُﺬ ﺑﺎﷲِ ِﻣﻦ اﻟﺸﱠﻴﻄَ ِ
ـﻴﻢ
اﻟﻌﻠ ُ ﻀـﺮون ،إ ﱠن اﷲَ ُﻫ َـﻮ اﻟ ﱠﺴ ُ
ـﻤﻴﻊ َ ْ َ ُ َ ْ ْ
ِ
ﻴﺖ َ ،وُﻫ َﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱠﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَﺪﻳﺮ .« .. ،ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ َ ،و ْﺣ َﺪﻩُ ﻻ َﺷﺮﻳِ َ
ﻚ ﻟَﻪُ ُْ ،ﳛﻴﻲ َوُﳝ ُ
وﻛﺎن ﻳﻘﺮأ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ،وﻗﺪ ﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءﺗﻪ ،وﻗﺎل :ﻣﻦ ﻧﺴﻴﻪ ﻓﻠﻴﻘﻀﻪ ).(١
ب ـ وﻣ ــﻦ أدﻋﻴﺘــﻪ ،ﻗﺒ ــﻞ ﺷ ــﺮوق اﻟﺸــﻤﺲ وﻏﺮو ــﺎ ،ﻫــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،وأﻋﺘ ــﱪﻩ ﻣــﻦ اﻟﺴ ــﻨﻦ
اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﺖ َ ،وُﻫ َـﻮ َﺣ ﱞـﻲ ِ » ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ َ ،و ْﺣ َـﺪﻩُ ﻻ َﺷـ ِﺮ َ
ـﻚ َ ،وﻟَـﻪُ اﳊَﻤـﺪُ ُْ ،ﳛﻴـﻲ َوُﳝﻴ ُ
ﻳﻚ ﻟَـﻪُ ،ﻟَـﻪُ اﳌ ْﻠ ُ
ٍ ِ ُ
ﻮت ،ﺑﻴَ ِﺪﻩِ اﳋَْﻴـُﺮ َ ،وُﻫ َﻮ َﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَﺪ ٌﻳﺮ ..
ﻻ ﳝَُ ُ
وﻛﺎن ﻳﻘﺮأ ذﻟﻚ ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ،ﰒ ﻳﻘﻮل :
ﻀ ِ َﻋﻮذُ ﺑِ َ ﺎﻃ ِ » أَﻋﻮذُ ﺑِﺎﷲِ اﻟ ﱠﺴ ِﻤﻴ ِﻊ اﻟﻌﻠﻴ ِﻢ ِ ،ﻣﻦ َﳘﺰ ِ
ات اﻟﺸﱢﻴ ِ
ـﺮون ،إ ﱠن اﷲَ
ب أَ ْن َْﳛ ُ ُ
ـﻚ َر ﱢ ﲔ َ ،وأ ُ َ ْ ََ َ ُ
اﻟﻌﻠﻴﻢ « .. اﻟﺴﻤﻴﻊ َ ُﻫﻮ ﱢ
وﻛـﺎن ﻳﻘـﻮل :ذﻟـﻚ ﻋﺸـﺮ ﻣـﺮات ،وأوﺻـﻰ � ،ﲟﻼزﻣـﺔ ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء .وﻗـﺎل :ﻣـﻦ ﻧﺴــﻲ
ذﻟﻚ ﻓﻠﻴﻘﻀﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻀﻲ اﻟﺼﻼة إذا ﻧﺴﻴﻬﺎ ).(٢
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٣ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٣ / ٢
٤٣
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺪاة :
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳌﺒـﺎرك ﺑﻌـﺪ اﻟﻐـﺪاة .وﻗـﺎل ﻟﻠﻌـﻼء ﺑـﻦ ﻛﺎﻣـﻞ
:إن ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ إذا ﻧﺴﻴﻪ أن ﻳﻘﻀﻴﻪ .وﻫﻮ :
ـﺖ
ـﺖ َ ،وُﳝﻴـ ُ
ـﻚ َ ،وﻟَــﻪُ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ُْ ،ﳛﻴــﻲ َوُﳝﻴـ ُ » ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ َ ،و ْﺣـ َـﺪﻩُ ،ﻻ َﺷـ ِﺮ َ
ﻳﻚ ﻟَــﻪُ ،ﻟَــﻪُ اﳌﻠْـ ُ
ُ
ﻮت ،ﺑِﻴَ ِﺪ ِ◌ ِه اﳋَْﻴـُﺮ ُﻛﻠﱡﻪُ َ ،وُﻫ َﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ ..َوُْﳛﻴﻲ َ ،وُﻫ َﻮ َﺣ ﱞﻲ ﻻ ﳝَُ ُ
وﻛﺎن ﻳﻘﻮل ذﻟﻚ ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ،ﰒ ﻳﻘﻮل :
» أﻋﻮذ ﺑﺎﷲ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﻌﻠﻴﻢ « ..
ﻳﻘﻮل ذﻟﻚ ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ) (١ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ﳍﺠﺎ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﲨﻴﻊ أﺣﻮاﻟﻪ.
٤ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ :
ﻟﻘـﺪ اﻋﺘﺼـﻢ اﻻﻣـﺎم � ﺑـﺎﷲ ،واﻟﺘﺠـﺄ إﻟﻴـﻪ ،وﻛـﺎن ﳍﺠـﺎ ﺑـﺬﻛﺮﻩ ،ودﻋﺎﺋـﻪ ،ﰲ ﲨﻴـﻊ آﻧــﺎء
زﻣﺎﻧــﻪ ،واﻟــﱵ ﻣﻨﻬـﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﻘــﻮل اﻟــﺮواة ،أﻧــﻪ إذا ﺧــﺮج ﻣــﻦ ﻣﻨﺰﻟــﻪ إﱃ اﳉــﺎﻣﻊ اﻟﻨﺒــﻮي ،اﻟــﺬي ﻫــﻮ
ﻣﻘﺮ ﲝﻮﺛﻪ ودروﺳﻪ ،ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﲟﺎ ﻳﻠﻲ :
أ ـ روى أﺑﻮ ﲪﺰة ﻗﺎل :رأﻳـﺖ اﻻﻣـﺎم أﺑـﺎ ﻋﺒـﺪاﷲ � ،ﳛـﺮك ﺷـﻔﺘﻴﻪ ﺣـﲔ أراد أن ﳜـﺮج ،
وﻫــﻮ ﻗــﺎﺋﻢ ﻋﻠــﻰ اﻟﺒــﺎب ،ﻓﻘﻠــﺖ :إﱐ رأﻳﺘــﻚ ﲢــﺮك ﺷــﻔﺘﻴﻚ ﺣــﲔ ﺧﺮﺟـﺖ ،ﻓﻬــﻞ ﻗﻠــﺖ ﺷــﻴﺌﺎ؟
ﻗـﺎل :ﻧﻌــﻢ ،إن اﻻﻧﺴــﺎن إذا ﺧـﺮج ﻣــﻦ ﻣﻨﺰﻟــﻪ ﻳﻘـﻮل ﺣــﲔ ﳜــﺮج :اﷲ أﻛـﱪ اﷲ أﻛــﱪ ﺛﻼﺛــﺎ ،ﰒ
ﻳﻘﻮل :ﺑﺎﷲ أﺧﺮج ،وﺑﺎﷲ أدﺧﻞ ،وﻋﻠﻰ اﷲ أﺗﻮﻛﻞ ،ﻳﻘﻮل ذﻟﻚ ﺛﻼﺛﺎ ،ﰒ ﻳﻘﻮل :
____________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٣ / ٢
٤٤
ـﲑ ،وﻗِــﲏ ﺷ ـﱠﺮ ُﻛـ ﱢـﻞ داﺑﱠـ ٍـﺔ أَﻧْــﺖ ِ ِ ٍ ِ
أﺧ ـ ٌﺬ َ َ اﺧــﺘُ ْﻢ ﱄ ﲞَـ ْ َ اﻟﻠّ ُﻬــ ﱠﻢ اﻓْـــﺘَﺢ ﱄ ﰲ َو ْﺟﻬــﻲ َه َ◌ذَا ﲞَـ ٍْـﲑ َ ،و ْ
ﺿـ ــﻤ ِ ِ ﺎﺻ ــﻴﺘِﻬﺎ ،إ ﱠن رﱢﰊ ﻋﻠ ــﻰ ِﺻ ــﺮ ٍ ِ ِ
ﺎن اﷲ ـﻚ ،ﻓَﺈﻧﱠــﻪُ َﱂْ ﻳَـ ـ َـﺰْل ﰲ َ َ اط ُﻣ ْﺴ ــﺘَﻘﻴ ٍﻢ ..ﻓَـ ــﺈ َذا ﻗَـ ـﺎَل َذﻟ ـ َ َ َ ﺑﻨَ َ
ﺎن اﻟﺬي َﻛﺎ َن ﻓِ ِﻴﻪ ).(١ ﻋﱠﺰوﺟﻞ ،ﺣ ﱠﱴ ﻳـﺮدﱠﻩ إﱃ اﳌ َﻜ ِ
َ َ َ ْ َ َُ ُ
َ
ب ـ روى أﺑﻮ ﺧﺪﳚﺔ ﻗﺎل :ﻛﺎن اﻻﻣﺎم أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﷲ � إذا ﺧﺮج ﻳﻘﻮل :
ﺖ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﺑَـﺎ ِرْك ﱄ ﰲ ﻚ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠ ُﺖ َ ،و َﻋﻠَْﻴ َ ﻚ آﻣْﻨ ُ ﺖ َ ،وﺑِ َ أﺳﻠَ ْﻤ ُ ﻚ ْ ﺖ َ ،وﻟَ َ ﻚ َﺧَﺮ ْﺟ ُ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﺑِ َ
ـﲏ َﺷـﱠﺮﻩُ ، ف َﻋ ﱢ اﺻـ ِﺮ ْ
ـﻮرﻩُ َ ،وﻫ َـﺪاﻩُ َ ،وﺑـََﺮَﻛﺘَـﻪُ َ ،و ْ
ﺼ َـﺮﻩُ َ ،وﻃَ ُﻬ َ ﻳـَ ْﻮﻣﻲ َﻫ َﺬا َ ،و ْارُزﻗْﲏ ﻓَـ ْﻮَزﻩُ َوﻓَـْﺘ َﺤـﻪُ َ ،وﻧَ ْ
ﻤﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ إﱐ ﻗَـ ـ ْﺪاﻟﻌ ــﺎﻟَ َ
ب َ َو َﺷ ـ ـﱠﺮ ﻣ ــﺎ ﻓِﻴ ـ ِـﻪ ،ﺑِ ْﺴ ـ ـ ِﻢ اﷲِ َ ،وﺑ ــﺎﷲِ َ ،واﷲ أ ْﻛﺒَـ ـ ُـﺮ َ ،واﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲِ َر ﱢ
ﺖ ﻓَـﺒَﺎ ِرْك ﱄ ﰲ ُﺧُﺮوﺟﻲ َ ،واﻧﻔﻌﲏ ﺑِِﻪ « .. َﺧَﺮ ْﺟ ُ
ﻗﺎل اﺑﻮ ﺧﺪﳚﺔ :وﻛﺎن � إذا دﺧﻞ إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻪ ،ﻗﺎل ﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ).(٢
٥ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم :
وﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺐ اﻻﻣﺎم � ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وﻫﺎم ﲝﺒـﻪ ،ﻓﻠـﻢ ﻳـﱰك ذﻛـﺮﻩ ﰲ ﻛـﻞ ﳊﻈـﺔ ﻣـﻦ ﺣﻴﺎﺗـﻪ
،ﺣﱴ إذا آوى إﱃ ﻓﺮاﺷـﻪ ،وأراد اﻟﻨـﻮم ،دﻋـﺎ رﺑـﻪ وﻗـﺪ أﺛـﺮت ﻋﻨـﻪ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ ﻣﻨﺤﻬـﺎ
ﺑﻌﺾ اﺻﺤﺎﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
أ ـ روى ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أﻧﻪ ﻗﺎل :ﻣـﻦ أراد أن ﻳﺄﺧـﺬ ﻣﻀـﺠﻌﻪ
ِ
ـﱪ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ ،ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺛﻼث ﻣﺮات :اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ اﻟﱠﺬي َﻋ َﻼ ﻓَـ َﻘ َﻬَﺮ ،و ُ
اﳊﻤﺪ ﷲ اﻟـﺬي ﺑَﻄُ َـﻦ ﻓَ َﺨ َ
اﻟﱠﺬي َﻣﻠَ َ
ﻚ ﻓَـ َﻘ َﺪ َر ،
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٤٠ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٤٢ / ٢
٤٥
ٍ
ﻗﺪﻳﺮ .(١) « ... ﻛﻞ ﺷﻲء ٌ ﻴﺖ َاﻻ ْﺣﻴَﺎَءَ َ ،وَﻫ َﻮ َﻋﻠﻰ ﱢ اﳊﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ُْﳛﻴِﻲ اﳌَﻮﺗَﻰ َوُﳝ ُ و ُ
ﺐ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ ﻋِْﻨ َـﺪ َك َﺣﺘَﺴ ُ
ب ـ ﻗﺎل � :إذا أوى أﺣﺪﻛﻢ إﱃ ﻓﺮاﺷﻪ ،ﻓﻠﻴﻘﻞ :اﻟﱠﻠﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أ ِ
ْ ُ
ددﻫـ ــﺎ ﻣ ِ ِ
ﺆﻣﻨَ ـ ـﺔً َ ،ﻋﺎ ِرﻓَـ ـﺔً ِﲝَ ـ ـ ﱢﻖ ﻚ َ ،وَﻣ ْﻐﻔَﺮﺗِـ ـ َ
ـﻚ ،وإ ْن َرَد ْدﺗَـ َﻬـ ــﺎ ،ﻓَﺄْ ُر ْ َ ُ ﺿـ ـ َـﻮاﻧِ َ
،ﻓﺎ ْﺣﺘَ ِﺴـ ـ ْـﺒﻬﺎ ﰲ ﳏـ ـ ﱢـﻞ ِر ْ
ﺎﻫﺎ َﻋﻠﻰ ذﻟِﻚ.(٢) .. ِِ
أَْوﻟﻴﺎﺋﻚ َﺣ ﱠﱴ ﺗَـﺘَﻮﻓﱠ َ
ج ـ روى ﳛﲕ ﺑﻦ أﰊ اﻟﻌﻼء ،أن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻣﻪ :
اﺣ َﻔﻈْﲏ ﰲ َﻣﻨﺎﻣﻲ َ ،وﰲ ﻳَـ ْﻘﻈَﱵ .(٣) ... آﻣْﻨﺖ ﺑﺎﷲ ،وَﻛ َﻔﺮت ﺑِﺎﻟﻄَ ِ
ﺎﻏﻮت ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
ُ َ ُْ ُ
د ـ روى ﻣﻌﺎوﻳـﺔ ﺑـﻦ وﻫـﺐ ،أن أﺣــﺪ أﺑﻨـﺎء اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � ﻗـﺎل ﻻﺑﻴـﻪ :ﻳـﺎ أﺑــﺖ إﱐ
إرﻳﺪ أن أﻧﺎم ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺑﲏ ﻗﻞ :
ِ ِ
َﻋــﻮذُ» أَ ْﺷـ َـﻬ ُﺪ أ ْن ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ اﷲ َ ،وأَ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤــﺪاً � َﻋْﺒـ ُـﺪﻩُ َوَر ُﺳــﻮﻟُﻪُ ،أَﻋــﻮذُ ﺑِ َﻌﻈَ َﻤــﺔ اﷲ َ ،وأ ُ
ﺎن اﷲِ ،إ ﱠن اﷲ ﻋﻠـﻰ ُﻛـ ﱢﻞ ب ِ◌ ِﻋﱠﺰةِ اﷲ ،وأﻋﻮ ُذ ﺑُِﻘـ ْﺪرةِ ِ◌ اﷲ ،وأَﻋـﻮذُ ِﲜ َـﻼ ِل اﷲِ ،وأﻋـﻮذُ ﺑِﺴـْﻠﻄَ ِ
ََ ُ َُ َ َ ََ ِ
ِ )(٤ َﺷﻲ ٍء ﻗَﺪﻳﺮ ،وأَﻋﻮذُ ﺑِﻌ ْﻔﻮ اﷲِ ،وأَﻋﻮذُ ﺑِﻐُﻔﺮ ِان اﷲ ،وأَﻋﻮذُ ﺑِﺮ ْﲪ ِﺔ اﷲِ ِﻣﻦ َﺷـﱢﺮ اﻟﺴ ِ
ـﺎﻣﺔ َوا َﳍﺎ ﱠﻣـﺔ َ ْ َُ ََ َ َ ْ ٌ َ
ِ ِ ِ ِ
ﺐ◌ َﻳﺮةٍ ،ﺑِ ْﻠﻴ ٍﻞ أ َْو ﻧـَ َﻬﺎ ٍر َ ،وﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ ﻓَ َﺴ َﻘﺔ اﳉ ﱢﻦ ٍ ِ
ﺻﻐﲑة أ َْو َﻛ ِ ٍ ِ
َ ،وﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ ُﻛ ﱢﻞ َداﺑﱠﺔ َ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٥ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٦ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٦ / ٢
٤ـ اﻟﺴﺎﻣﺔ :ﻣﺎ ﻳﺴﻢ ،وﻻ ﻳﻘﺘﻞ ﻛﺎﻟﻌﻘﺮب واﻟﺰﻧﺒﻮر ،واﳍﺎﻣﺔ :ﻣﺎ ﻳﺴﻢ وﻳﻘﺘﻞ ،وﻗﺪ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪب.
٤٦
ب واﻟﻌﺠ ِﻢ ،وِﻣﻦ َﺷﱢﺮ اﻟ ﱠ ِ
ﺲ ،وِﻣﻦ َﺷﱢﺮ ﻓَﺴ َﻘ ِﺔ ِ
ﺻ ﱠﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ
ﺼ َﻮاﻋﻖ َواﻟﺒَـْﺮ د ..اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ اﻟﻌَﺮ َ َ َ َ ْ َ َ َواﻻﻧْ ِ َ ْ
َﻋْﺒِﺪ ك َوَر ُﺳﻮﻟِﻚ .« ..
وﻳﻘــﻮل ﻣﻌﺎوﻳــﺔ :إن اﻟﺼــﱯ ﻛــﺎن ﻳﻘــﻮل ﻋﻨــﺪ ذﻛــﺮ اﻟﻨــﱯ � :اﻟﻄﻴــﺐ اﳌﺒــﺎرك ،ﻓﻘــﺎل ﻟــﻪ
اﻻﻣﺎم :ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺑﲏ اﻟﻄﻴﺐ اﳌﺒﺎرك ).(١
ـﺖ ،ﺣـﱴ ﺗﺘﻌـﻮ َذ ﺖ أَن ﻻ ﺗﺒﻴ َ اﺳـﺘَﻄَ ْﻌ َ
ﻫ ـ ﻗـﺎل اﻻﻣـﺎم � ،ﻟﺘﻠﻤﻴـﺬﻩ اﻟﻌـﺎﱂ اﺑـﻦ ﻋﻤـﺮ :إن ْ
َﺣ َﺪ َﻋ َﺸَﺮ َﺣْﺮﻓﺎً ،ﻓَﺎﻓْـ َﻌ ْﻞ .ﻓﻘﺎل اﳌﻔﻀﻞ أﺧﱪﱐ ﺎ ﻗﺎل � :ﻗﻞ : ِ
ﺑﺄ َ
ـﺎل اﷲِ َ ،وأَﻋ ــﻮذُ
َﻋ ــﻮذُ ِﲜﻤ ـ ِ ِ ِ ِ
َﻋ ــﻮ ُذ ﲜَـ َـﻼل اﷲ َ ،وأَﻋ ــﻮذُ ﺑ ُﺴ ـ ْﻠﻄَﺎن اﷲ ِ ،وأ ُ َ َ
» أَﻋ ــﻮذُ ﺑِﻌِ ـﱠﺰةِ اﷲ ،وأ ِ
َُ ُ
ـﻚ اﷲِ َ ،وأَﻋــﻮذُ ﺑَِﻮ ْﺟـ ِـﻪ اﷲ ،وأَﻋــﻮذُ َﻋــﻮذُ ِﲟَﻨ ـ ِﻊ اﷲ ،وأَﻋــﻮذُ ِﲜﻤ ـ ِﻊ اﷲ ،وأَﻋــﻮذُ ِﲟُْﻠـ ِ
َ َ َ ﺑِـ َـﺪﻓْ ِﻊ اﷲ َ ،وأ ُ
ﺑَِﺮﺳﻮل اﷲ � ِﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ ﻣﺎ َﺧﻠَ َﻖ َوﺑـََﺮأَ َ ،و َذ َرأَ .(٢) « ..
و ـ روى ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﳒﻴﺢ ﻗﺎل :ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ﻳﻘـﻮل :إذا أوﻳـﺖ إﱃ ﻓﺮاﺷـﻚ ،
ﻓﻘﻞ :
ﺖ َﺟْﻨ ـ ِـﱯ اََﻷْﳝَـ َـﻦ ﻋﻠ ــﻰ ِﻣﻠﱠ ـ ِـﺔ إﺑْـ ـ َـﺮِﻫﻴﻢ َ ،ﺣﻨِﻴﻔ ـ ـﺎً ﷲ ُﻣ ْﺴ ــﻠِﻤﺎً َ ،وَﻣ ــﺎ أَﻧ ــﺎ ِﻣ ـ َـﻦ ِ
ﺑِ ْﺴـ ـ ِﻢ اﷲ َ ،و َ
ﺿ ـ ْـﻌ ُ
اﳌ ْﺸ ِﺮﻛﲔ ).(٣
ـﺐ ﰲ ِذ ْﻛـ ِﺮﻩِ ، اﻷد ِﻋﻴﺔُ ،ﻣﺪى ارﺗِﺒﺎط اﻹﻣﺎم ،وﺗَـﻌﻠﱡ ِﻘ ِﻪ ِ◌ ﺑِﺎﷲِ ﺗَـﻌ َﺎﱃ ،ﻓَـﻬﻮ داﺋِ ُ وﺣ َﻜﺖ ﻫﺬﻩِ
َُ َ ٌ َ َ َ َ َْ ْ َ ََ
ِ
وﺣﻪُ ﺑِﻪ ،ﻓَـ ُﻬ َﻮ ﻻ ﻳـََﺮى َﻏْﻴـَﺮﻩُ. ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻘﺖ ُر ُ ﺎﺟﺎﺗﻪ ،ﰲ ﻳـَ ْﻘﻈَﺘﻪ َوَﻣﻨَﺎﻣﻪ ،ﻗَ ْﺪ ﺗَـ َﻌﻠﱠ ْ َوُﻣﻨَ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٧ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٧ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٣٧ / ٢
٤٧
: ٦ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم :
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،إذا اﻧﺘﺒــﻪ ﻣــﻦ اﻟﻨــﻮم ﺳــﺎرع إﱃ ذﻛــﺮ اﷲ ،واﻟﺜﻨــﺎء ﻋﻠﻴــﻪ ،وﻗــﺪ
وردت ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺾ اﻻدﻋﻴﺔ ﰲ ذﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
أ ـ ﻗﺎل � :إذا ﻗﺎم أﺣﺪﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ،ﻓﻠﻴﻘﻞ :
ﲔ َواَ ْﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲِ اﻟـﺬي ُْﳛﻴـﻲ اﳌ ْـﻮﺗﻰ ،
َ ﻀ َـﻌ ِﻔ
ب اﳌ ْﺴﺘَ ْ
ﲔ َ ،وَر ﱢَ
إﻟﻪ اﳌﺮﺳﻠِ
ِ
ﲔ َ ،و ُْ َ ب اﻟﻨﱠﺒِﻴﱢ َ
» ُﺳْﺒ َﺤﺎ َن َر ﱢ
َ ُ
َوُﻫﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَ ِﺪﻳﺮ.(١) « .
ب ـ روى ﻋﺒــﺪاﻟﺮﲪﻦ ﺑــﻦ اﳊﺠــﺎج ﻗــﺎل :ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم أﺑــﻮ ﻋﺒــﺪ اﷲ � ،إذا ﻗــﺎم آﺧــﺮ
اﻟﻠﻴﻞ ،ﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺣﱴ ﻳﺴﻤﻊ أﻫﻞ اﻟﺪار ،وﻳﻘﻮل :
تﻀـﺠ ِﻊ ،وارزﻗْـﲏ ﺧﻴــﺮ ﻣـﺎ ﻗَـﺒـﻞ اﳌـﻮ ِ ِ ِ ِ
ﻴﻖ اﳌَ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ َْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ أﻋ ﱢﲏ ﻋﻠﻰ َﻫ ْﻮل اﳌَﻄْﻠَ ِﻊ َ ،وَو ﱢﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﺿ َ
ت .(٢) « .. ،وارزﻗْﲏ ﺧﻴـﺮ ﻣﺎ ﺑـﻌ َﺪ اﳌﻮ ِ
َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َْ
وﻫﻜــﺬا ارﺗ ــﺒﻂ اﻻﻣــﺎم � ﺑــﺎﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،وﺗﻌﻠــﻖ ﺑــﻪ ﻧﻔﺴــﻴﺎ وﻓﻜﺮﻳــﺎ ،ﻓــﻼ ﳜﻠــﻮ ذﻛ ــﺮﻩ ﻣ ــﻦ
ﺿﻤﲑﻩ وﻟﺴﺎﻧﻪ ،ﻓﻬﻮ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﰲ ﺧﻠﻮاﺗﻪ ،وﻳﻨﺎﺟﻴﻪ ﰲ ﻳﻘﻈﺘﻪ وﻋﻨﺪ ﻣﻨﺎﻣﻪ ،ﺑﻞ وﰲ ﲨﻴﻊ أﺣﻮاﻟـﻪ
..و ﺬا ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ.
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ / ٢ص .٥٣٩
٤٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث واﻻﺧﻄﺎر
٤٩
٥٠
ﻛ ــﺎن اﻻﻣـ ــﺎم اﻟﺼـ ــﺎدق � ،ﻳﻔـ ــﺰع إﱃ اﷲ ﺗﻌـ ــﺎﱃ ،وﻳﻠﺘﺠـ ــﺊ إﻟﻴـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﻃ ـ ـﻮارق اﻟـ ــﺰﻣﻦ ،
وﺣﻮادث اﻻﻳﺎم ،ودﻓﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﳛﺬر وﳜﺎف ﻣﻨﻪ ،ﺣﱴ اﻟﻌﻠﻞ واﻻﺳﻘﺎم ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻌﻮذ ﺑـﺎﷲ
ﻣـﻦ ﺷـﺮ أﻋﺪاﺋـﻪ ،واﳊﺎﻗـﺪﻳﻦ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﺧﺼﻮﺻـﺎ ﺣﻜـﺎم ﻋﺼـﺮﻩ ،اﻟـﺬﻳﻦ ﻛـﺎﻧﻮا ﻳﺒﻐـﻮن ﻟـﻪ اﻟﻐﻮاﺋـﻞ ،
وﻳﻜﻴﺪوﻧــﻪ ﰲ ﻏﻠــﺲ اﻟﻠﻴــﻞ ،وﰲ وﺿــﺢ اﻟﻨﻬــﺎر ،ﺧﺼﻮﺻــﺎ اﳌﻨﺼــﻮر اﻟــﺪواﻧﻴﻘﻲ ،اﻟﻌ ــﺪو اﻻول
ﻵل اﻟﻨــﱯ � ،ﻓﻘ ــﺪ ﺻ ــﻔﺎﻫﻢ ﺟﺴ ــﺪﻳﺎ ،وﻧﻜ ــﻞ ــﻢ ﻛﺄﻓﻀ ــﻊ ﻣ ــﺎ ﻳﻜ ــﻮن اﻟﺘﻨﻜﻴ ــﻞ ،وﻛ ــﺎن
ﻳﱰﺑﺺ ﺑﺎﻻﻣﺎم ،وﻳﺒﻐﻲ ﻟﻪ اﻟﻐﻮاﺋﻞ ،ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﱂ ﻳﺸﱰك ﺑﺄي ﻋﻤﻞ إﳚﺎﰊ ﺿﺪ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ،
وﻟﻜﻨــﻪ ﻛــﺎن ﻳﺘﻤﻴــﺰ ﻏﻴﻈــﺎ ﻣﻨــﻪ ،ﳌــﺎ ﻳ ـﺮاﻩ ﻣــﻦ إﲨــﺎع اﳌﺴــﻠﻤﲔ ،ﻋﻠــﻰ ﺗﻌﻈــﻴﻢ اﻻﻣــﺎم وﺗﻘﺪﻳﺴــﻪ ،
ﻓ ــﺄﻗﺾ ذﻟ ــﻚ ﻣﻀ ــﺠﻌﻪ ،واﲣ ــﺬ ﲨﻴ ــﻊ اﻻﺟـ ـﺮاءات اﻟﻘﺎﺳ ــﻴﺔ ﺿ ــﺪﻩ ،ﻛﻤ ــﺎ ﺳﻨﻮﺿ ــﺤﻪ ﰲ ﺑﻌ ــﺾ
ﺣﻠﻘﺎت ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب.
وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻌﺮض ﺑﻌﺾ اﻻدﻋﻴﺔ ،اﻟﱵ أﺛﺮت ﻋﻨﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻻﻣﻮر.
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮراث :
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم � ،ﻳﺘﺴــﻠﺢ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،إذا ﺧــﺎف ﻣــﻦ ﺑﻠﻴــﺔ ،أو ﻛﺎرﺛــﺔ ﺗﻨــﺰل ﺑــﻪ ،وﻛــﺎن
ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﺳﺎﺟﺪا أو ﻗﺎﺋﻤﺎ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
٥١
ـﻚ اﻟْ َﻜ ـ ِﺮﱘ ،اﳉَﻠﻴـ ِـﻞ ،اَﻟْ َﻘـ ِـﺪ ِﱘ ،اَﻟَْﺮﻓِﻴ ـ ِﻊ اَﻟْ َﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ ،اَﻟْ َﻌﻠـ ﱢـﻲ ـﺐ ﺑِﻨُــﻮِر َو ْﺟ ِﻬـ َ
» اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ِ
َﺣﺘَﺠـ ُّ ْ ُ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ َﻋﻠَْﻴ ـﻪ ﺻ ـﻠَ َﻮاﺗُ َـﺖ اَﻟْ َﻌ ِﺰﻳـ ُـﺰ اﳊَﻜ ـﻴِ ُﻢ ِ ،وﲟُ َﺤ ﱠﻤ ــﺪ َوآﻟ ــﻪ َ ، اَﻟْـ َـﺮﺣﻴ ِﻢ ،اَﻟْ َﻘــﺎﺋ ِﻢ ﺑﺎﻟْﻘﺴ ــﻂ ،ﻻ إﻟ ــﻪَ ﱠإﻻ أَﻧْـ َ
ـﻚ اَﻟْ َﻤ ْﻌ ُﻤــﻮِر َ ،واَﻟَ ﱠﺴــﺒ ِﻊ ـﲔ َ ،وﺑﺒَـْﻴﺘِـ َ ﻚ َﻋﻠَـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ أ ْ وﻋﻠَــﻴ ِﻬﻢ ،وﺑـ ِ ِ ِ
َﲨَﻌـ َ ﺻ ـﻠَ َﻮاﺗُ َ
ـﻠﲔ َ ، ـﺄوﱃ اَﻟْ َﻌـ ْـﺰم ﻣـ َـﻦ اﳌُْﺮ َﺳـ َ ََ ْ ْ َ
ـﲔ ..ﻷﻧْـ ُﻔـﺲ أ َْﻫـﻞ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
أﲨَﻌ َ ـﻚ ْ ـﻚ ،ﻣ ْـﻦ َﲨﻴـ ِﻊ َﺧْﻠﻘ َ ْـﺮُم َﻋﻠَْﻴ َﻴﻢ َ ،وﺑ ُﻜ ﱢﻞ َﻣ ْـﻦ ﻳُﻜ َ اﳌَﺜَﺎﱐ َ ،واَﻟْ ُﻘﺮآن اَﻟْ َﻌﻈ ُ
ـﻞ ﺑِ ِـﻪ ﻬﻢ َ ،و ِﳉَﻤﻴ ِﻊ َﻣـﺎ َﻣﻠﱠﻜْـﺘَـ ُﻬ ْﻢ َ ،وﺗَـﺘَـ َﻔ ﱠ ِ ﺻﻠَﻮاﺗُ َ ِ ِ ٍ
ﻀُ ﻚ َﻋﻠَْﻴﻪ َو َﻋﻠَْﻴﻬ ْﻢ َ ،وَﻷوﻟﻴَﺎﺋ ْ ﻚ ُ ،ﳏَ ﱠﻤﺪ َ َ ﺖ ِ◌ ﻧَﺒِﻴﱢ َﺑـَْﻴ ْ
ِ ﻋﻠَــﻴ ِﻬﻢ وَﻷﻧْـ ُﻔ ِﺴــﻨَﺎ ،و ِﳉﻤﻴ ـ ِﻊ ﻣــﺎ ﻣﻠﱠ ْﻜﺘَـﻨَــﺎ ،وﺗَـﺘَـ َﻔ ﱠ ِ
ﺖ، ﻀـ ُـﻞ ﺑِــﻪ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ،ﻣـ ْـﻦ ُﺷـ ُـﺮوِر َﲨﻴ ـ ِﻊ ﻣــﺎ ﻗَ َ
ﻀـ ْـﻴ َ َ ََ َ َ َْ َْ
ِ ِ ِ
َﺣﻴَـْﻴﺘَـﻨَـﺎ َ ،وﺑـَ ْﻌ َـﺪ َوﻓَﺎﺗﻨَـﺎ ، ـﺖ َ ،وﻣ ْـﻦ ُﺷ ُـﺮوِر َﲨﻴـ ِﻊ ﻣـﺎ ﺗَـ ْﻘﻀـﻲ َوﺗَـ ْﻘ ُـﺪ ُر َوَﲣْﻠُ ُـﻖ ،ﻣـﺎ أ ْ ت َ ،و َﺧﻠَ ْﻘ َ َوﻗَ َﺪ ْر َ
ﺑِ ْﺴﻢ اﷲ اَﻟْﱠﺮ ْﲪﻦ اَﻟْﱠﺮِﺣﻴﻢ :
ﰒ ﻳﻘﺮأ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺛﻼﺛﺎ ،وﻳﻘﻮل :ﻛﺬﻟﻚ اﷲ رﺑﻨﺎ ،ﺛﻼﺛﺎ ﰒ ﻳﻘﻮل :ﻣـﻦ ﻓـﻮﻗﻬﻢ ،وﻣـﻦ
ﻓﻮﻗﻨﺎ ،وﻳﻘﺮأ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺛﻼﺛﺎ ).(١
إن اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻫــﻮ اﳌﻠﺠــﺄ اﻟﻌﺰﻳــﺰ ﻟﻠﻤﻨﻴﺒــﲔ واﳌﺘﻘــﲔ ،ﻓﻤــﻦ اﻋﺘﺼــﻢ ﺑــﻪ ﻛﻔــﺎﻩ ﻣــﺎ أﳘــﻪ ،وﺧــﺎف
ﻣﻨﻪ.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺐ ﻣﻦ اﻻﻋﺪاء :
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳــﺪﻋﻮ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ ،وﻳﺘﺴــﻠﺢ ﺑــﻪ ﻋــﻦ أﻋﺪاﺋــﻪ .وﻫــﺬا
ﻧﺼﻪ :
ﺖ ِِ » ﻳﺎ ﻣﻦ إ َذا اﺳﺘَـﻌ ْﺪت ﺑِِﻪ أَﻋﺎ َذﱐ ،وإ َذا اﺳﺘَﺠﺮ ِِ ِ
اﺳـﺘَـﻐَﺜْ ُ
ـﺎرﱐ َ ،وإ َذا ْ
َﺟ َت ﺑﻪ ﻋْﻨ َـﺪ اَﻟْ ﱠﺸ َـﺪاﺋﺪ أ ََ ْ َْ ُ ْ َ ُ َ َْ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﺼَﺮﱐ َوأَ َﻏﺎﺛَﲏ. ت ﺑﻪ ﻋﻠﻰ َﻋ ُﺪ ﱢوي ﻧَ َ ﺼْﺮ ُ ﺑِﻪ ﻋْﻨ َﺪ اَﻟْﻨَـ َﻮاﺋﺐ ،أَ َﻏﺎﺛَ ِﲏ َ ،وإذَا ْ
اﺳﺘَـْﻨ َ ِ
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص .١٤٤
٥٢
ـﺎﻣ ْﻦـﺎدﱐ ،ﻳ َ ـﺐ ﱄ َﻣ ْـﻦ َﻛ َ ـﲏ َﻣ ْـﻦ أ ََر َادﱐ َ ،وا ْﻏﻠُ ْ ﻚ اَﻟْ َﻤ ْﻔ َـﺰعُ َ ،وأَﻧْ َ
ـﺖ اَﻟْﺜـّ َﻘـﺔُ ،ﻓَـﺎﻗْ َﻤ ْﻊ َﻋ ْ َ اَﻟْﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﻟَْﻴ َ
ﻤﲔ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ َﳒﱠـﻰ ِ ِ ِ ِ
ﺐ ﻟَ ُﻜ ْﻢ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﳒَﱠﻰ ﻧُﻮﺣﺎً ﻣ َـﻦ اَﻟْ َﻘـﻮم اﻟﻈَـﺎﻟ َ ﺼْﺮُﻛ ُﻢ اﷲُ ﻓَ َﻼ َﻏﺎﻟ َ ﻗَﺎَ ل » :إ ْن ﻳـَْﻨ ُ
ﻳﻦ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﳒَﱠﻰ ُﳏَ َﻤﺪاً � ِﻣـﻦ ﺎﺳﻘﲔ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﳒَﱠﻰ ﻫﻮداً ِﻣﻦ اﻟ َﻘﻮم ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌﺎد َ َ َْ َ ُ َْ ﻟُﻮﻃﺎً ﻣ َﻦ اﻟ َﻘ ْﻮم اﻟ َﻔ َ
ِ ِ ِ
ﻴﻞ َﳍُ ْـﻢ ِ
ـﻴﻢ ،ﻻ َﺳـﺒ َ ـﻚ ،ﻳـﺎ َر ْﲪ ُـﻦ ﻳـﺎ َرﺣ ُ َﲰَﺎﺋِ َأﻋ َـﺪاﺋﻲ َ ،وأ َْﻋ َـﺪاﺋِﻚ ،ﺑِﺄ ْ ﻳﻦ َ ،ﳒﱢـﲏ ِﻣ ْـﻦ ْ اﻟ َﻘ ْﻮم اﻟ َﻜﺎﻓﺮ َ
ِ ِ
اﺳــﺘَﻮى ،إ ﱠن ﺑَﻄْـ َ
ـﺶ اﺳــﺘَ َﺠ َﺎر ﺑــﺎﻟﱠﺮﺣﻴﻢ اﻟـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ ،اَﻟْـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ َﻋﻠَــﻰ اَﻟْ َﻌـ ْـﺮ ِش ْ َﻋﻠَــﻰ َﻣـ ْـﻦ ﺗَـ َﻌـ ﱠﻮَذ ﺑِــﺎﻟ ُﻘﺮآن ،و ْ
ـﺎل ﳌــﺎاﻟﻌـ ْـﺮ ِش اﳌ ِﺠﻴـ ِـﺪ ِ◌ ،ﻓَـ ﱢﻌـ ٌ
ود ،ذُو َ ـﻮر اَﻟْـ َـﻮُد ُ
ِ
ﻳﺪ ،إﻧـﱠـﻪُ ُﻫـ َـﻮ ﻳـُْﺒــﺪىءُ َوﻳُﻌﻴــﺪ َ ،وُﻫـ َـﻮ اَﻟْﻐَ ُﻔـ ُ
ِ
ـﻚ ﻟَ َﺸــﺪ ُ َرﺑﱢـ َ
َ ِ
اﻟﻌﻈـﻴﻢ اﻟﻌ ْـﺮ ِش َ
ب َ ـﺖ َوُﻫ َـﻮ َر ﱡـﱯ اﷲ ،ﻻ إﻟ َـﻪ ﱠإﻻ ُﻫـ َﻮ َ ،ﻋﻠَْﻴـﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠ ُ ِ ﱠ
ﻳﺪ ،ﻓَﺈ ْن ﺗَـ َﻮﻟ ْﻮا ،ﻓَـ ُﻘ ْـﻞ َ :ﺣ ْﺴ َ ﻳُﺮ ُ
.(١) « ...
وﺣﻜــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻣــﺪى ﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻳﻌﺎﻧﻴــﻪ اﻻﻣــﺎم � ،ﻣــﻦ اﶈــﻦ واﻵﻻم ،ﻣــﻦ أﻋﺪاﺋــﻪ
اﻟﺒﻐــﺎة ،اﻟــﺬﻳﻦ ﻛــﺎﻧﻮا ﻳﺒﻐــﻮن ﻟــﻪ اﻟﻐﻮاﺋــﻞ ،وﳛﻴﻜــﻮن اﳌــﺆﻣﺮات ﻟﻠﻔﺘــﻚ ﺑــﻪ ،وﻫــﺆﻻء ﻣــﻦ اﻻﺳــﺮة
اﻟﻌﺒﺎﺳ ــﻴﺔ ،اﻟ ــﱵ ﻧﺎﺻ ــﺒﺖ اﻫ ــﻞ اﻟﺒﻴ ــﺖ � ،اﻟﻌ ــﺪاء ﺣﻴﻨﻤ ــﺎ ﺗﺴ ــﻠﻤﺖ ﻗﻴ ــﺎدة اﳊﻜ ــﻢ ،وﻗ ــﺪ
أﺳﺮﻓﺖ إﱃ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﰲ ﻇﻠﻤﻬﻢ وﻗﻬﺮﻫﻢ.
٣ـ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬي ﻳﻌﻮذ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ :
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻳﻌﻴـﺬ ﻧﻔﺴـﻪ ﻣـﻦ ﺷـﺮور اﻟﻘـﻮم اﻟﻈـﺎﳌﲔ ،ـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴـﻞ ،
وﻗﺪ ﺟﻌﻠﻪ ﺣﺮزا ﻟﻮﻟﺪﻩ اﻻﻣﺎم اﻟﻜﺎﻇﻢ � وﻫﺬا ﻧﺼﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ.
» ﺑِ ْﺴ ِﻢ اﷲِ ،ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ أَﺑَﺪاً َﺣ ّﻘﺎً َ ،ﺣ ّﻘﺎً ،ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ إﳝﺎﻧﺎً
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ٢١٦ـ ( ٢١٧اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص .( ٥٤٩
٥٣
َو ِﺻـ ْﺪﻗﺎً ،ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ اﷲ ﺗَـ َﻌﺒُــﺪاً َوِرﻗّـﺎً ،ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ اﷲ ﺗـَﻠَﻄُﻔـﺎً َوِرﻓْﻘـﺎً ،ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ ،ﺑِ ْﺴـ ِﻢ اﷲِ ،
ت ﻇَ ْﻬـﺮي إﱃ اﷲِ ،ﻣـﺎ َﺷـﺎءَ اﷲُ َ ،وﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة ﱠإﻻ ﺑِـﺎﷲِ َ ،وَﻣـﺎ ﺖ ﺑِـﺎﷲِ ،و ْ
أﳉَـﺄْ ُ ﺼ ْـﻤ ُ إﻋﺘَ ََواﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲِ ْ ،
اﻟﻨﺼ ُﲑ اﷲُ َ ،وﻻ ﻳَـﺄَﰐ ﺑِﺎﳊَ َﺴـﻨَﺎت ﱠإﻻ ﻮﱃ اﷲ ،وﻧِﻌﻢ ِ ِ ِ ِ ﱠ ِ ِ ِ
ﺗَـ ْﻮﻓﻴﻘﻲ إﻻ ﺑﺎﷲ َ ،وﻧ ْﻌ َﻢ اﻟ َﻘﺎد ُر اﷲ َوﻧ ْﻌ َﻢ اﳌَ َ ُ َ ْ َ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ
َﺳـﺘَﻜْﻔﻲ ف اﻟﺴﻴﱢﺌﺎت ﱠإﻻ اﷲ َ ،وَﻣﺎ ﺑِﻨَﺎ ﻣ ْـﻦ ﻧ ْﻌ َﻤـﺔ ﻓَﻤ َـﻦ اﷲ َ ،وإ ﱠن اََﻷ ْﻣـﺮ ُﻛﻠﱠـﻪ ﷲ َوأ ْ ﺼ ِﺮ ُ اﷲُ َ ،وَﻻ ﻳَ ْ
ﺻ ـﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ َﻤـ ٍـﺪ ﻴﺚ اﷲَ َ ،و َ َﺳــﺘَﻐِ ُ
ﺑِــﺎﷲِ ،وأَﺳــﺘﻌﲔ ﺑِــﺎﷲِ ،وأﺳــﺘ ِﻘﻴﻞ اﷲ ،وأ ِ
َﺳ ـﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲَ َ ،وأ ْ َ َْ ُ َ َ ْ َ َْ ُ
ﺼــﺎﳊﲔ ِﻣــﻦ ِﻋﺒـ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺎد اﷲ » َر ُﺳــﻮل اﷲ � َ ،وﻋﻠــﻰ أَﻧْﺒِﻴَــﺎء اﷲ َ ،وﻋﻠــﻰ َﻣﻼﺋ َﻜــﺔ اﷲ َ ،وﻋﻠــﻰ اﻟ ﱠ َ ْ َ
ِ ِ ِ
ﻤﲔ « )َ (١ﻛﺘـﺐ إﻧﱠﻪُ ﻣ ْﻦ ُﺳﻠَْﻴ َﻤﺎ َن َ ،وإﻧﱠـﻪ ﺑِ ْﺴـ ِﻢ اﷲ اَﻟْـﱠﺮ ْﲪﻦ اَﻟْ ّـﺮ ّ◌ َ◌ﺣﻴﻢ أﱠَﻻ ﺗَـ ْﻌﻠـﻮا َﻋﻠَ ﱠـﻲ َواْﺗُ ِـﻮﱐ ُﻣ ْﺴـﻠ َ
ﻀـ ُـﺮُﻛ ْﻢ َﻛْﻴ ـ ُـﺪ ُﻫ ْﻢ إ ﱠن اﷲَ ِﲟــﺎ ﻳَـ ْﻌﻠَ ُﻤ ــﻮن ُﳏ ــﻴ ٌﻂ ، ي َﻋ ِﺰﻳ ـ ٌـﺰ ،ﻻ ﻳَ ُ ـﱭ أَﻧَــﺎ َوُر ُﺳ ــﻠﻲ ،إ ﱠن اﷲَ ﻗَ ـ ِﻮ ٌ اﷲ َﻷ ْﻏﻠِـ َ ﱠ
ﺼــﲑا .إ ْذ ﻫـ ﱠﻢ ﻗَــﻮم أَ ْن ﻳـﺒﺴـﻄُﻮا إﻟَــﻴ ُﻜﻢ أَﻳـ ِـﺪﻳـﻬﻢ ،ﻓَ َﻜـ ﱠ ِ واﺟﻌــﻞ ﱄ ِﻣــﻦ ﻟَـ ُـﺪﻧْﻚ ﺳــﻠﻄَﺎﻧﺎ ﻧَ ِ
ـﻒ أَﻳــﺪﻳَ ْ
ﻬﻢ ْ ْ ْ َْ َ ْ ٌ َْ ُ ُ ََْ
ِ ﻚ ﻣ َﻦ اﻟﻨَ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺎس ،إ ﱠن اﷲَ ﻻ ﻳـَ ْﻬـﺪي َﻋْﻨ ُﻜ ْﻢ َ ،واﺗـﱠ ُﻘﻮا اﷲَ ُو َﻋﻠﻰ اﷲ ﻓَـﻠْﻴَﺘَﻮﱠﻛ ِﻞ اَﻟْ ُﻤ ْﺆﻣﻨُﻮ َن َ ،واﷲُ ﻳَـ ْﻌﺼ ُﻤ َ
ِ ِ ِ
ض ﻓَ َﺴــﺎداً َ ،واﷲُ ﻻ ﻷر ِ ﻳﻦ ،ﻛﻠﱠ َﻤــﺎ أ َْوﻗَـ ُـﺪوا ﻧَــﺎراً ﻟ ْﻠ َﺤـ ْـﺮب أَﻃْ َﻔﺄ ََﻫــﺎ اﷲُ َ ،وﻳَ ْﺴـ َـﻌﻮ َن ﰲ اَ ْ اﻟ َﻘـ ْـﻮَم اَﻟ َﻜــﺎﻓﺮ َ
ِ ُِﳛ ـ ﱡ ِ
ـﺎﻫﻢ ـﺎر ُﻛــﻮﱐ ﺑَـ ْـﺮداً َو َﺳ ـ َـﻼﻣﺎً ﻋﻠ ــﻰ إﺑـ َـﺮاﻫ َﻢ َ ،وأ ََر ُادوا ﺑِ ـﻪ َﻛ ْﻴـــﺪا ﻓَ َﺠ َﻌ ْﻠﻨَــ ُ ـﺪﻳﻦ ،ﻗُـ ْﻠﻨَــﺎ ﻳــﺎ ﻧَـ ُ ـﺐ اﳌُْﻔﺴـ َ
ـﺎت ِﻣ ْـﻦ ﺑَـ ْﲔ ِ
ﻳﻦ َ ،وَزا َد ُﻛ ْﻢ ﰲ اﳋَْﻠ ِﻖ ﺑَ ْﺴﻄَﺔً َ ،واذْ ُﻛُﺮوا آﻻءَ اﷲ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ْﻢ ﺗُـ ْﻔﻠ ُﺤﻮ َن ،ﻟَﻪُ ُﻣ ْﻌﻘﱢﺒَ ٌ اََﻷ ْﺧ َﺴﺮ َ
ب أ َْد ِﺧ ْﻠﲏ ُﻣ ْﺪ َﺧ َﻞ ِﺻ ْﺪ ٍق َ ،وأَ ْﺧـِﺮْﺟ ُﳐَْـﺮ ج ِﺻـْﺪ ق ﻳَ َﺪﻳِْﻪ َ ،وِﻣ ْﻦ َﺧْﻠ ِﻔ ِﻪ َْ ،ﳛ َﻔﻈُﻮﻧَﻪُ ِﻣ ْﻦ أ َْﻣ ِﺮ اﷲَِ .ر ﱢ
ﻚ ًﺳ ـ ْﻠﻄَﺎﻧﺎً ﻧَﺼ ـﲑاً َ ،وﻗَـﱠﺮﺑْـﻨَــﺎﻩُ َِﳒﻴّ ـﺎً َ ،وَرﻓَـ ْﻌﻨَــﺎﻩُ َﻣ َﻜﺎﻧ ـﺎً َﻋﻠﻴ ـﺎً َ ،ﺳــﻴَ ْﺠ َﻌ ُﻞ َﳍـُ ُـﻢ اﺟ َﻌـ ْـﻞ ﱄ ﻣـ ْـﻦ ﻟَـ ُـﺪﻧْ َ َ ،و ْ
ِ ِ
ـﻚ ﻓَـﺘَﻘــﻮل َ :ﻫــﻞ ُﺧﺘُـ َ
ـﻨﻊ ﻋﻠــﻰ َﻋْﻴــﲏ ،إ ْذ َﲤﺸــﻲ أ ْ ﺼـ َـﻚ َﳏَﺒﱠــﺔً ﻣـ ﱢـﲏ َ ،وﻟﺘُ ْ ـﺖ َﻋﻠَْﻴـ َ اﻟـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ َوّداً َ ،وأَﻟْ َﻘْﻴـ ُ
ﻚ َﻛ ْﻲ ﺗَـ َﻘﱠﺮ ﺎك إﱃ أُﱢﻣ َ أ َُدﻟﱡ ُﻜ ْﻢ ﻋﻠﻰ َﻣ ْﻦ ﻳَﻜ َْﻔﻠُﻪُ ،ﻓَـَﺮ َﺟ ْﻌﻨَ َ
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻟﻨﻤﻞ آﻳﺔ ٢٩و .٣٠
٥٤
ﻵﻣﻨِـﲔ ـﻚ ِﻣـﻦ اَ ِ ﻒ إﻧﱠ َ ﺎك ﻓُـﺘُﻮﻧﺎً ،ﻻ َﲣَ ْ ﺎك ِﻣ َﻦ اَﻟْﻐَ ﱢﻢ َ ،وﻓَـﺘَـﻨّ َ ﺖ ﻧـَ ْﻔﺴﺎً ﻓَـﻨَ ﱠﺠْﻴـﻨَ ََﻋْﻴـﻨُﻬﺎ َوﻻ َْﲢَﺰ َن َ ،وﻗَـﺘَـْﻠ َ
ت ِﻣ ـ َـﻦ اﻟ َﻘ ـ ُـﻮَم ـﻒ َ ،ﳒَ ـ ْـﻮ َ ـﺖ اََﻷ ْﻋﻠ ــﻰ ،ﻻ َﲣَ ــﺎف َد َرﻛـ ـﺎً َوﻻ َﲣْ َﺸ ــﻰ ،ﻻ َﲣَ ـ ْ ـﻒ إﻧﱠـ َ
ـﻚ أَﻧْ ـ َ ،ﻻ َﲣَ ـ ْ
ﺼﺮا ﻚ ،ﻻ َﲣَﺎﻓَﺎ إﻧ ِﱠﲏ َﻣ َﻌ ُﻜ َﻤﺎ أ ْ ِ
ﺼَﺮَك اﷲُ ﻧَ ْ َﲰَ ُﻊ َوأ ََرى َ ،وﻳَـْﻨ ُ ﻮك َوأ َْﻫﻠَ َﻒ إﻧﱠﺎ ُﻣﻨَ ﱡﺠ َ ﻤﲔ ،ﻻ َﲣَ ْ اﻟﻈَﺎﻟ َ
َﻋﺰﻳﺰاً َ ،وَﻣ ْﻦ ﻳـَﺘَـ َﻮﱠﻛ ْﻞ ﻋﻠﻰ اﷲِ ﻓَـ ُﻬ َﻮ َﺣ ْﺴﺒُﻪُ ،إ ﱠن اﷲَ ﺑﺎﻟِ ُﻎ أ َْﻣـ ِﺮِﻩ ،ﻗَـ ْﺪ َﺟ َﻌ َـﻞ اﷲُ ﻟِ ُﻜ ﱠـﻞ َﺷ ْـﻰ ٍء ﻗَ ُـﺪراً ،
ِِ ِ ِ ِ
ـﺮوراً َ ،وَرﻓَـ ْﻌﻨَــﺎ ﻟَــﻚ ـﺐ إﱃ أ َْﻫﻠـﻪ َﻣ ْﺴـ ُ ﻀـَـﺮًة َو ُﺳـُـﺮوراً َ ،وﻳَـْﻨـ َﻘﻠـ ُـﺎﻫ ْﻢ ﻧَ ْـﻚ اَﻟْﻴَـ ْـﻮم َ ،وﻟَ ﱠﻘ ُـﺎﻫ ُﻢ اﷲُ َﺷـﱠﺮ ذﻟـ َ ﻓَـ َﻮﻗَ ُ
ِذ ْﻛ ـ ِﺮَك ،وُِﳛﺒﱡــﻮﻧـَﻬﻢ َﻛﺤـ ﱢ ِ
ﺻـ ْـﱪاً َ ،وﺛـَﺒﱢ ـﺖ َﺷ ـ ﱡﺪ ُﺣﺒّ ـﺎً ﷲ َ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ أَﻓْ ـ ِﺮ ْغ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ َ ـﺬﻳﻦ َآﻣﻨ ـﻮا أ َ ـﺐ اﷲ َ ،واﻟـ َ َ ُْ ُ
ِ ِ ِ
ـﺎس ﻗَـ ْﺪ َﲨَ ُﻌ ـﻮا ﻟَ ُﻜـ ْـﻢ ، ـﺎس :إ ﱠن اﻟﻨﱠـ َ ـﺎل َﳍـُ ُـﻢ اﻟﻨﱠـ ُ ﻳﻦ ﻗَـ َ ﻳﻦ ،اﻟــﺬ َ ﺼـ ْـﺮﻧَﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟ َﻘـ ْـﻮم اﻟ َﻜــﺎﻓ ِﺮ َ أَﻗْـ َـﺪ َاﻣﻨَﺎ َواﻧْ ُ
ﻀ ٍـﻞ ، اﻟﻮﻛِﻴ ِـﻞ ،ﻓَـﺎﻧْـ َﻘﻠَﺒُﻮا ﺑِﻨِ ْﻌ َﻤ ِـﺔ ِﻣ َـﻦ اﷲِ َوﻓَ ْ ِ
ﺎﺧ َﺸ ْﻮُﻫ ْﻢ ﻓَـَﺰ َاد ُﻫ ْﻢ إﳝَﺎﻧـﺎً ،ﻓَـ َﻘـﺎﻟُﻮا َﺣ ْﺴـﺒُـﻨَﺎ اﷲُ َوﻧ ْـﻊ ْ◌ َم َ ﻓَ ْ
ﺿــﻮا َن اﷲِ ،واﷲ ذو ﻓَ ْ ِ ِ
ﻀـ ٍـﻞ َﻋﻈــﻴ ٍﻢ ،أ ََو َﻣـ ْـﻦ َﻛــﺎ َن َﻣْﻴﺘـﺎً ﻓَﺄ ْ
َﺣﻴَـْﻴـﻨَــﺎﻩُ ، َ ُ َﱂْ ﳝَْ َﺴ ْﺴـ ُـﻬ ْﻢ ُﺳــﻮءٌ َ ،واﺗـﱠﺒَـ َﻌـﻮا ر ْ َ
ـﲔ ﻗُـﻠُـﻮِِ ْﻢ ، ﻨﲔ َوأَﻟﱠ َ
ـﻒ ﺑَـ ْ َ
ِ
ﺼـ ِﺮﻩِ َ ،وﺑِـﺎﳌُْﺆﻣ َ ﱠﺎس ُ ،ﻫ َﻮ اﻟـﺬي أَﻳﱠ َـﺪ َك ﺑِﻨَ ْ َو َﺟ َﻌْﻠﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻧُﻮراً ،ﳝَْﺸﻲ ﺑِِﻪ ﰲ اﻟﻨ ِ
ِ ِ
ـﻞ ﻟَ ُﻜ َﻤـﺎ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧﺎً ،ﻓـﻼ ﻴﻚ َ ،وَْﳒ َﻌ ُ ﺄﺧ َﻀ َﺪ َك ﺑِ َ ﻴﻢ َ ،ﺳﻨَ ُﺸ ﱡﺪ َﻋ ُ ﻒ ﺑـَْﻴـﻨَـ ُﻬ ْﻢ إﻧﱠﻪُ َﻋ ِﺰ ٌﻳﺰ َﺣﻜ ٌ َوﻟﻜ ﱠﻦ اﷲَ أَﻟﱠ َ
ِ ِ
ﻳَﺼﻠُﻮ َن إﻟَْﻴ ُﻜ َﻤﺎ ﺑِﺂﻳﺂﺗﻨَﺎ أَﻧْـﺘُ َﻤﺎ َوَﻣ ْـﻦ ﺗَﺒِ َﻌ ُﻜ َﻤـﺎ اﻟﻐَـﺎﻟَﺒُﻮ َن ،ﻋﻠـﻰ اﷲ ﺗَـ َﻮﱠﻛْﻠﻨَـﺎ َ ،رﺑـﱠﻨَـﺎ اﻓْــﺘَ ْﺢ ﺑـَْﻴـﻨَـﻨَـﺎ َ ،وﺑَـ َْ
ـﲔ
ـﺖ ﻋﻠــﻰ اﷲِ َ ،رﱢﰊ َ ،وَرﺑﱢ ُﻜـ ْـﻢ َﻣــﺎ ِﻣـ ْـﻦ َداﺑـﱠـﺔ ﱠإﻻ ُﻫــﻮ ﻗَـﻮِﻣﻨَــﺎ ﺑِــﺎﳊ ﱢﻖ وأَﻧْــﺖ ﺧﻴ ــﺮ َ ِِ
إﱐ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠـ ُﲔ ،ﱢ اﻟﻔــﺎﲢ َ َ َ َ َْ ُ ْ
ِ
اط ُﻣ ْﺴـﺘَﻘﻴ ٍﻢ ،ﻓَ َﺴـﺘَ ْﺬ ُﻛُﺮو َن ﻣـﺎ أَﻗُ ُ ﺎﺻﻴﺘِﻬﺎ ،إ ﱠن رﱢﰊ ﻋﻠﻰ ِﺻـﺮ ٍ ِ ِ ِ
ض أ َْﻣـﺮي إﱃ ـﻮل ﻟَ ُﻜ ْـﻢ َ ،وأُﻓَـ ﱢﻮ ُ َ آﺧ ٌﺬ ﺑﻨَ َ َ
ـﺖ ، ِ
ـﱯ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ ُﻫــﻮ َ ،ﻋﻠَْﻴــﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛﻠْـ ُ ﺼـ ٌ ِ ِ ِ ِ ﱠ اﷲِ ،إ ﱠن اﷲ ﺑ ِ
ـﲑ ﺑﺎﻟﻌﺒَــﺎد ،ﻓَــﺄ ْن ﺗَـ َﻮﻟـ ْـﻮا ،ﻓَـ ُﻘـ ْـﻞ َ :ﺣﺴـ َ ََ
ِِ ب أﻟْ َﻌ ـ ِﺮ ِ◌ش اَﻟَ َﻌ ِﻈــﻴﻢ َ ،ر ﱢ
ـﺖ ، ﲔ .ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ أَﻧْـ َ ـﺖ ْأر َﺣـ ُـﻢ اﻟ ـﱠﺮاﲪ َ ﻀ ـﱡﺮ َ ،و َ◌أَﻧْـ َ ـﲏ اَﻟْ ُ ب َﻣ ﱠﺴـ َ َوُﻫـ َـﻮ َر ﱡ
ﻳﻦ ِ اﻟﻜﺘــﺎب ﻻ رﻳــﺐ ﻓِﻴـ ِـﻪ ﻫـ ِ ِ إﱐ ُﻛْﻨــﺖ ِﻣــﻦ اﻟﻈَــﺎﻟِﻤﲔ ،آﱂ ،ذﻟِـ َ ِ
ـﲔ ،اﻟــﺬ َ ـﺪى ﻟْﻠ ُﻤﺘﱠﻘـ َُ ً ـﻚ َ ُ َْ َ َ ﻚ ﱢ ُ َ ُﺳـْـﺒ َﺤﺎﻧَ َ
ﺎﻫ ْﻢ ﻳـُْﻨ ِﻔ ُﻘﻮ َن .اﷲ ﻻ إﻟﻪ ﱠإﻻ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺼﻼ َة ،وﳑﺎ َرَزﻗْـﻨَ ُ ﻴﻤﻮ َن اﻟ ﱠ ﻳـُ ْﺆﻣﻨُﻮن ﺑﺎﻟﻐْﻴﺐ َ ،وﻳُﻘ ُ
٥٥
ِ ب اﻟﻌـﺮ ِش اﻟﻌﻈـﻴ ِﻢ ِ ، ِ
ـﺎب َﻣ ْـﻦ اﻟﻮ ُﺟـﻮﻩُ ﻟَْﻠ َﺤ ﱢـﻲ اﻟ َﻘﻴﱡـﻮم َ ،وﻗَـ ْﺪ َﺧ َ وﻋﻨَـﺖ ُ َ ﺖ َ ،وُﻫ َﻮ َر ﱡ َ ْ َ ُﻫ َﻮ َ ،ﻋﻠَْﻴﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠ ُ
باﻟﻌـ ْـﺮ ِش اﻟ َﻜـ ِﺮِﱘ ،ﻓَﻠِﻠّـ ِـﻪ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ َ ،ر ﱢ ب َ ـﻚ اَ ْﳊَـ ﱡﻖ ،ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ ُﻫـ َـﻮ َر ﱡ ِ
َﲪَـ َـﻞ ﻇﻠﻤـﺎً ،ﻓَـﺘَـ َﻌــﺎﱃ اﷲُ اَﻟْ َﻤﻠـ ُ
اﻟﻌ ِﺰﻳـ ـ ُـﺰ اﻷر ِ ِ ِ ِ ب َاﻷ ْر ِ
ض َوُﻫـ ـ َـﻮ َ ﲔ َ ،وﻟَـ ــﻪُ اﻟﻜ ْﱪﻳَ ــﺎءُ ﰲ اﻟ ﱠﺴـ ـ َـﻤﻮات َو ْ اﻟﻌـ ــﺎﻟَﻤ َ
ب َ ض َوَر ﱢ ات َ ،وَر ﱢ اﻟ ﱠﺴ ـ َـﻤﻮ ُ
ـﺎﻵﺧَﺮة ِﺣ َﺠﺎﺑ ـﺎً َﻣ ْﺴـ ُـﺘﻮراً ، ـﻚ وﺑ ــﲔ اﻟَـ ِـﺬﻳﻦ ﻻ ﻳـ ْﺆﻣﻨُــﻮ َن ﺑـ ِ ِ
َ ت اَﻟْ ُﻘـ ْـﺮآ َن َﺟ َﻌْﻠﻨَــﺎ ﺑـَْﻴـﻨَـ َ َ َ َْ َ ُ ـﻴﻢ َ ،وإ َذا ﻗَـ َـﺮأْ َ اﳊَﻜـ ُ
ـﻚ ﰲ اﻟ ُﻘـﺮ ِ ِِ ِِ ِ
آن َو ْﺣ َـﺪﻩُ ، ْ ت َرﺑﱢ َ َو َﺟ َﻌْﻠﻨَﺎ ﻋﻠﻰ ﻗُـﻠُﻮ ﻢ أﻛﻨﱠـﺔً أَ ْن ﻳَـ ْﻔ َﻘ ُﻬـﻮﻩُ َ ،وﰲ آَ َذا ْـﻢ َوﻗْـﺮاً َ ،وإ َذا ذَ َﻛ ْـﺮ َ
َﺿﻠﱠﻪُ اﷲُ ﻋﻠﻰ ِﻋﻠ ٍﻢ َ ،و َﺧﺘَ َﻢ ﻋﻠﻰ ﲰَْﻌِ ِـﻪ ِ
ﺖ َﻣ ِﻦ ﱠاﲣَ َﺬ إﳍَﻪُ َﻫ َﻮاﻩُ َ ،وأ َ َوﻟﱠﻮا ﻋﻠﻰ أ َْدﺑَﺎ ِرﻫ ْﻢ ﻧـُ ُﻔﻮراً ،أَﻓَـَﺮأَﻳْ َ
ِ ِ ِ ِ وﻗَـْﻠﺒِـ ِـﻪ ،وﺟﻌــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺑ ِ ِ
ـﺎوةٌ ،ﻓَ َﻤ ـ ْـﻦ ﻳَـ ْﻬﺪﻳ ــﻪ ﺑـَ ْﻌـ َـﺪ اﷲ أﻓَــﻼ ﺗَ ـ َﺬ ﱠﻛُﺮو َن َ ،و َﺟ َﻌ ْﻠﻨَــﺎ ﻣـ ْـﻦ ﺑَـ َْ
ـﲔ ﺼ ـ ِﺮﻩ ﻏ َﺸـ َ ََ َ ََ َ َ
أَﻳـ ِـﺪﻳِﻬﻢ ﺳــ ّﺪا و ِﻣــﻦ ﺧ ْﻠ ِﻔ ِﻬــﻢ ﺳــ ّﺪا ﻓَﺄَ ْﻏ َﺸــﻴـﻨَﺎﻫﻢ ﻓـﻬــﻢ ﻻ ﻳـﺒ ِﺼــﺮو َن ،وﻣــﺎ ﺗَــﻮﻓِﻴﻘﻲ ﱠإﻻ ﺑــﺎﷲ ،ﻋﻠَﻴــﻪِ
َْ ََ ْ ْ ُ ُ ْ ُْ َ ْ ْ َ َ َ
ـﻚ أﺋْـﺘُــﻮﱐ ﺑِــﻪِ ـﺎل اﳌﻠـِ ِ ِ ِ ـﺖ َ ،وإﻟَﻴـ ِـﻪ أُﻧِﻴـ
ﻳﻦ ُﻫـ ْـﻢ ُْﳏﺴــﻨُﻮ َن َ ،وﻗَـ َ ُ
َ َ ﻳﻦ اﺗﱠـ ُﻘ ـﻮا واﻟــﺬ
َ ـﺐ ،إ ﱠن اﷲَ َﻣـ َـﻊ اﻟــﺬ ُ ﺗَـ َﻮﱠﻛْﻠـ ُ
ات ِ أَﺳﺘَﺨﻠِﺼــﻪ ﻟِﻨَـ ْﻔﺴــﻲ ،ﻓَـﻠَ ﱠﻤ ـﺎَ َﻛﻠﱠﻤــﻪ ﻗَـﺎَ َل :إﻧـﱠـﻚ اَﻟْﻴــﻮم ﻟَـ َـﺪﻳـﻨَﺎ ﻣ ِﻜـ ِ
ﺻـ َـﻮ ُ ـﲔ َ ،و َﺧ َﺸـ َـﻌﺖ اََﻷ ْ ـﲔ أَﻣـ ُ َ َ ْ َ ٌ َُ ْ ْ ُْ
ِ ِ ِ
ـﻴﻢ .ﻟَــﻮ أَﻧْـَﺰﻟْﻨَــﺎ َﻫــ َﺬا اﻟ ُﻘـْـﺮآن
اﻟﻌﻠـ ُ ـﻤﻴﻊ َﻟْﻠـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ ،ﻓَـ َـﻼ ﺗَ ْﺴـ َـﻤ ُﻊ ﱠإﻻ َﳘْ َﺴ ـﺎً ،ﻓَ َﺴــﻴَﻜْﻔﻴ َﻜ ُﻬ ُﻢ اﷲُ َوُﻫـ َـﻮ اﻟﱠﺴـ ُ
ﻀ ـ ِﺮﺑـُ َﻬﺎ ﻟِْﻠﻨﱠـ ِ
ـﺎس ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻬـ ْـﻢ ـﺎل ﻧَ ْ
ـﻚ َاﻷ ْﻣﺜَـ ُ ﺼ ـﺪﱢﻋﺎً ِﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﺸــﻴَ ِﺔ اﷲِ َ ،وﺗِْﻠـ َ ِ
َﻋﻠــﻰ َﺟﺒَـ ٍـﻞ ،ﻟََﺮأَﻳْـﺘَــﻪُ َﺧﺎﺷــﻌﺎً ُﻣﺘَ َ
ِ اﻟﺸ َـﻬ َﺎدةِ ُ ،ﻫ َـﻮ اﻟ ْ ِ
ﻴﻢ ُ ،ﻫ َـﻮ اﷲُ ـﺮﲪ ُﻦ اﻟـﱠﺮﺣ ُ ـﺐ َو َ ـﺎﱂ اﻟﻐَْﻴ ِ
إﻟﻪ ﱠإﻻ ُﻫ َﻮ َ ،ﻋ ُ ﻳـَﺘَـ َﻔ ﱠﻜُﺮ ونُ .ﻫ َﻮ اﷲُ اﻟﺬي ﻻ َ
ِ ِ ِ
ـﺎر ،اَﻟْ ُﻤﺘَ َﻜﺒﱠـ ُـﺮ ، اﻟﻘﺪﱡوس ،اﻟ ﱠﺴ َـﻼ ُم ،اﳌُـﺆﻣ ُﻦ ،اَﻟْ ُﻤ َﻬ ْـﻴﻤ ُﻦ ،اَﻟْ َﻌ ِﺰﻳ ُـﺰ ،اَ ْﳉَﺒﱠ ُ ﻚُ ، ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ ُﻫ َﻮ ،اﳌﻠ ُ
ﺼـ ﱢﻮُر ،ﻟَــﻪُ َاﻷ ْﲰَـﺎءُ اﳊُ ْﺴ َـﲎ ،ﻳُ َﺴـﺒﱢ ُﺢ ﻟَـﻪ اﳌ ، ـﺎرىء اﻟﺒ ﻖ ﺳـﺒﺤﺎ َن اﷲ ﻋ ﱠﻤـﺎ َﻳ ْﺸـ ِﺮﻛﻮ َن ،ﻫــﻮ اﷲ اﳋـﺎﻟِ
ُْ َ ُ َ ُ ُ ُ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َ
ـﻴﻢ َ ،رﺑـﱠﻨَـﺎَ ﻇَﻠَ ْﻤﻨَـﺎ أَﻧْـ ُﻔ َﺴـﻨَﺎ َ ،وإ ْنَ ﱂ ﺗَـ ْﻐ ِﻔـﺮ ﻟَﻨَـﺎ َ ،وﺗَﺮﲪَْﻨَـﺎ ِ ِ
ض َوُﻫ َﻮ اﻟَﻌﺰ ُﻳﺰ اﳊَﻜ ُ ﻷر ِ ِ
َﻣﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴ َﻤﻮاَت َواَ ْ
ﱠﻢ ،إ ﱠن َﻋ َﺬاَﺑـَ َﻬﺎ َﻛﺎَن َﻏَﺮاﻣﺎً َ ،رﺑﱠـﻨَﺎ ،ﻣـﺎ اﺻ ِﺮ ْ ِ ِ
اب َﺟ َﻬﻨ َ ف َﻋﻨﱠﺎ َﻋ َﺬ َ ﻳﻦ َ ،رﺑـﱠﻨَﺎ ْ ، ،ﻟَﻨَ ُﻜﻮﻧَ ﱠﻦ ﻣ َﻦ اﳋَﺎﺳﺮ َ
َﺧﻠَ ْﻘﺖ
٥٦
ﱠﺨـ ْﺬ َوﻟَـﺪاً َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْـﻦ ﻚ ،ﻓَِﻘﻨَﺎ ﻋ َﺬاب اﻟﻨَـﺎ ِر ،وﻗُـﻞ :اﳊﻤ ُـﺪ ﷲ ،اﻟـﺬي َﱂ ﻳـﺘ ِ ﺎﻃﻼً ُﺳْﺒ َﺤﺎﻧَ َ ﻫ َﺬا ﺑ ِ
َْ َ ْ َْ َ َ َ َ
ِ
ﻚ ﰲ اﳌْﻠﻚ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ َوﱄﱞ ﻣ َﻦ اﻟ ُﺬ ﱢل َ ،وَﻛﺒﱢـْﺮﻩُ ﺗَ ْﻜﺒِـﲑاً َ ،وَﻣـﺎ ﻟَﻨَـﺎ أ ْن ﻻ ﻧَـﺘَـ َﻮﱠﻛ َـﻞ ﻋﻠـﻰ اﷲ ِ ﻟَﻪُ َﺷ ِﺮﻳِ ُ
ُ
ـﱪ ﱠن ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ آَذَﻳْـﺘُ ُﻤﻮﻧـَـﺎ َ ،وﻋﻠــﻰ اﷲِ ﻓَـ ْﻠﻴَﺘَـ َﻮﱠﻛـ ِـﻞ اﳌﺘَـ َﻮﱟﻛﻠُــﻮ َن ،إﱠﳕــﺎ أ َْﻣـ ُـﺮﻩُ إذَا
َ
ﺼـ ِ
َوﻗَـ ْﺪ َﻫـ َـﺪاﻧﺎَ ُﺳـﺒُـﻠَﻨَﺎ َ ،وﻟَﻨَ ْ
ُ
ـﻮت ُﻛ ـ ﱢـﻞ َﺷ ـ ْـﻲ ٍء َوإﻟَْﻴ ـ ِـﻪ ِِ
ـﻮل ﻟَ ــﻪُ ُ :ﻛ ـ ْـﻦ ﻓَـﻴَ ُﻜ ــﻮ ُن ،ﻓَ ُﺴ ـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﻟ ــﺬي ﺑِﻴَ ــﺪﻩ َﻣﻠَ ُﻜ ـ ُ أ ََر َاد َﺷ ـ ْـﻴﺌﺎً ،أَ ْن ﻳَـ ُﻘ ـ َ
ﺗُـْﺮ َﺟ ُﻌﻮن.
ِ ِ
ﺿـﱟﺮ ﻓَــﺎﻗْ َﻤ ْﻊ َرأْ َﺳــﻪُ َ ،و ْاﻋ ُﻘـ ْـﻞاَﻟْﻠّ ُﻬـ َـﻢ َ ،ﻣـ ْـﻦ أ ََر َادِﱐ َ ،وأ َْﻫﻠــﻲ َ ،وَوﻟَــﺪي َ ،وأ َْﻫـ َـﻞ ُﺣـ َـﺰاﻧَﱵ ﺑِ َﺸـ ٍﺮ أ َْو ُ
إﺟ َﻌْﻠﻨَـﺎ ِﻣﻨـﻪُ َوِﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ َداﺑﱠـﺔ ِ ﻟِﺴﺎﻧَﻪ ،واُ ْﳉﻢ ﻓَﺎﻫﻪ ،وﺣـﻞ ﺑﻴ ِـﲏ وﺑـﻴـﻨَـﻪ َﻛﻴ ِ
ﺖْ ، ﺖ َ ،وأَﱏﱠ ﺷ ْـﺌ َ ـﻒ ﺷ ْـﺌ َ َ ُ َ ُ ْ َ ُ َ ُ ْ َ َ َْ ُ ْ َ
ـﻚ اﻟــﺬي ﻻ ﻳُـ َـﺮ ُام َ ،وﰲ ُﺳ ـْﻠﻄَﺎﻧِ َ
ﻚ ﺎﺻــﻴَﺘِ َﻬﺎ إِﻧـﱠـﻚ ﻋﻠــﻰ ِﺻــﺮاط ُﻣ ْﺴــﺘَﻘﻴ ٍﻢ ،ﰲ ِﺣ َﺠﺎﺑِـ َ آﺧــﺬ ﺑِﻨَ ِ أَﻧْــﺖ ِ
ـﺎﻫٌﺮ ، اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻀــﺎم ،ﻓَــﺈ ﱠن ِﺣﺠﺎﺑــﻚ ﻣﻨﻴــﻊ ،وﺟــﺎرَك ﻋ ِﺰﻳــﺰ ،وأَﻣــﺮَك َﻏﺎﻟِــﺐ ،وﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧَﻚ ﻗَـ ِ
َ ٌ َُ َ َ َ َ ٌ َ َ َ َ ٌ َ َْ ُ َْ َ ُ
وأَﻧْﺖ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَ ِﺪﻳﺮ.
ِ آل ُﳏ ﱠﻤ ـ ْﺪ ،أَﻓْﻀــﻞ ﻣــﺎ ﺻ ـﻠﱠﻴﺖ ﻋﻠــﻰ أ ٍ ٍ
ﺻـ ﱢـﻞـﻚ َ ،و َ َﺣــﺪ ِﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ َ ََ ََْ ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َو ِ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،
ﻀ ـ َـﻼﻟٍَﺔ َ ،وا ْﻏ ِﻔ ـ ْـﺮ ﻟَﻨَــﺎ َ ،وﻵﺑَﺎﺋِﻨَــﺎ َ ،وُﻷ ﱠﻣ َﻬﺎﺗِﻨَــﺎ ، ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ ،ﻛﻤ ــﺎ َﻫ ـ َـﺪﻳْـﺘَـﻨَﺎ ﺑِـ ِـﻪ ِﻣ ـ َـﻦ اﻟ ﱠ
ـﻚ ُِﳎﻴِــﺐ اﻟ ـﺪ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﱠﻋ َﻮات َ ،وأَﻧـ َ
ـﺖ ﻨﲔ ،واﳌُْﺆَﻣﻨــﺎت َ ،وﺗَــﺎﺑِ ْﻊ ﺑَـْﻴـﻨَـﻨَــﺎ َوﺑَـْﻴــﻨ ِﻬ ْﻢ ﺑِــﺎﳋَْﲑات ،إﻧـﱠ َ ُ َ َوﳉَﻤﻴـ ِﻊ اﳌـُ ْـﺆﻣ َ
ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻰ ء ﻗَ ِﺪﻳﺮ.
ِ ِ ِ ِ إﱐ أ ِ
ﻚ ﻧَـ ْﻔﺴــﻲ َ ،ودﻳـ ِـﲏ َوأ َْﻫﻠــﻲ َ ،وَﻣــﺎﱄ َ ،وﻋﻴَــﺎﱄ َ ،وأ َْﻫـ َـﻞ ُﺣـَـﺰاﻧَﱵ َو َﺧـ َـﻮاﺗ َ
ﻴﻢ َﺳـﺘَـ ْﻮد ُﻋ َ
اَﻟْﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱠ ْ
ِ ِ ِ ﻋﻤﻠﻲ ،و َﲨﻴﻊ ﻣﺎ أَﻧْـﻌﻤ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﻴﻊ َْﳏ ُﻔﻮﻇُ َ ﺎي َ ،وآﺧَﺮﰐ ،ﻓَﺈﻧﱠﻪُ ﻻ ﻳَﻀ ُ ﻠﻲ ،ﻣ ْﻦ أ َْﻣَﺮَ ُدﻧْـﻴَ َ ﺖ ﺑِﻪ َﻋ ﱠ َْ َ َ َ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ﻚ ،ﻗُﻞ :ﱢ ِ ِ
َﺣ ٌﺪ َ ،وﻟَ ْﻦ أَﺟ ُﺪ ﻣ ْﻦ ُدوﻧﻪ ُﻣ ْﻠﺘَ َﺤﺪاً ، إﱐ ﻟَ ْﻦ ُﳚ َﲑﱐ ،ﻣ َﻦ اﷲ أ َ ﺗُـْﺮَزأُ َوَداﺋ ُﻌ َ ْ
٥٧
ِ ِ ِ
ـﻠﻰ اﷲُ
ﺻـ ﱠ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،رﺑﻨَــﺎ آﺗﻨَــﺎ ﰲ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴــﻨَﺔً َ ،وﰲ اﻵﺧـ َـﺮةِ َﺣ َﺴــﻨَﺔً َ ،وﻗﻨَــﺎ َﻋ ـ َﺬ َ
اب اﻟﻨﱠــﺎ ِر َ ،و َ
)(١
َﲨَﻌِﲔ « .. ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ أ ْ
أرأﻳــﺘﻢ ،ﻫــﺬا اﻻﳝــﺎن اﻟﻌﻤﻴــﻖ ،اﻟــﺬي اﻧﻔﺠــﺮ ﻛﺎﻟﱪﻛــﺎن ،ﰲ ﻣﻨﺎﺟــﺎة اﻻﻣــﺎم ودﻋﺎﺋــﻪ ﻣــﻊ اﷲ
ﺗﻌﺎﱃ؟!
أرأﻳ ــﺘﻢ ،ﻫ ــﺬا اﻟـ ـﱰاﺑﻂ اﻟﺒ ــﺪﻳﻊ ،ﺑ ــﲔ ﺑﻨ ــﻮد ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،اﻟ ــﺬي رﺻ ــﻌﻪ ﺑﺂﻳ ــﺎت ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺬﻛﺮ
اﳊﻜﻴﻢ ،ﻣﻦ ﺳﻮر ﳐﺘﻠﻔﻪ ،وﻣﻀﺎﻣﲔ ﻣﺘﺤـﺪة ،ﻳﻠﻤـﺲ ﰲ ﻛـﻞ ﻓﺼـﻞ ﻣـﻦ ﻓﺼـﻮﳍﺎ ،اﻻﻋﺘﺼـﺎم
اﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑﺎﷲ ،اﻟﺬي ﺑﻴﺪﻩ ﲨﻴﻊ ﳎﺮﻳﺎت اﻻﺣﺪاث؟!
أرأﻳ ــﺘﻢ ،ﻛﻴ ــﻒ ﺗﺴ ــﻠﺢ اﻻﻣ ــﺎم � ،واﺣﺘﺠ ــﺐ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،ﻟﻴﺠ ــﲑﻩ اﷲ ﻣ ــﻦ أﻋﺪاﺋ ــﻪ ،
واﻟﺒﺎﻏﲔ ﻋﻠﻴﻪ؟!
إن ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،ﺻ ــﻔﺤﺔ ﻣﺸ ــﺮﻗﺔ ،ﻣ ــﻦ ﺻ ــﻔﺤﺎت اﻻﳝ ــﺎن ،اﻟ ــﺬي ﺗﻔﺎﻋ ــﻞ ﻣ ــﻊ ﻋﻮاﻃ ــﻒ
اﻻﻣﺎم ،وﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ،ﻓﻜﺎن ﻻ ﻳﺮى إﻻ اﷲ ،ﻳﺮﺟﻮﻩ وﻳﻠﻮذ ﺑﻪ ،وﻳﺴﺘﺠﲑ ﺑﻪ.
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن :
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا ﺧـﺎف أن ﻳﺪﳘـﻪ ﺷـﺮ اﻟﺴـﻠﻄﺎن ،أو ﳝﺴـﻪ ﺳـﻮء ﻣـﻦ ﻋـﺪوﻩ
،أو ﺣﺎﺳﺪ ،ﺻﺎم ﺛﻼﺛﺔ إﻳﺎم آﺧﺮﻫﺎ ﻳﻮم اﳉﻤﻌﺔ ،وﻳﺪﻋﻮ ﰲ ﻋﺸﻴﺘﻬﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
» أي رﺑـﱠـﺎﻩ ،أي ﺳـﻴﱢ َﺪاﻩ ،أي أﻣـ َـﻼﻩ ،أي رﺟــﺎءاﻩ ،أي ِﻋﻤــﺎداﻩ ،أي َﻛﻬ َﻔــﺎﻩ ِ
ﺼــﻨَﺎﻩُ
إي ﺣ ْ ْ ْ ُ ْ ّ َ ُ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ ََ َُ ْ َ َ
أي ﻓَ ْﺨـﺮ ُاﻩ ،ﺑِـ َ ِ ،
ـﺖ ،ـﻚ ﻗَـَﺮ ْﻋـ ُ
ـﺖ َ ،وﺑَﺎﺑَـ َ ـﻚ ﺗَـ َﻮﱠﻛْﻠـ ُ
ﺖ َ ،و َﻋْﻠﻴَـ َ
َﺳـﻠَ ْﻤ ُـﻚ أ ْـﺖ َ ،وﻟَـ َ
ـﻚ َآﻣْﻨـ ُ أي ﺣـ ْـﺮَزاﻩُ ْ ،ْ
ِ ِ ِ
َﻋــﻮذُ َ ،وﺑِـ َ
ـﻚ أَﻟــﻮذُ َ ،و َﻋﻠَْﻴـ َ
ـﻚ ـﻚ أ ُﺖ َ ،وﺑِـ َ اﺳ ـﺘَـ َﻌْﻨ ُ
ـﻚ ْﺖ َ ،وﺑِـ َ
ﺼـ ْـﻤ ُـﻚ ْاﻋﺘَ َ
ـﺖ َ ،وﲝَْﺒﻠـ َ َوﺑَِﻔﻨَﺎﺋـ َ
ـﻚ ﻧَـَﺰﻟْـ ُ
َﳉَﺄُ
ﻚأْ أَﺗَـ َﻮﱠﻛ ُﻞ َ ،وإﻟَْﻴ َ
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ١٤٠ـ .( ١٤٣
٥٨
ﺼ َـﻤﱵ َوَر َﺟـﺎﺋِﻲ ـﺎدي ،وأَﻧْ ِ ﺼﻢ ،وﺑِﻚ أَﺳﺘ ِﺠﲑ ﰲ َﲨﻴ ِﻊ أُﻣﻮري ،وأَﻧْـﺖ ِﻏﻴـﺎﺛﻲ ،و ِﻋﻤ ِ ِ
ـﺖ ﻋ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َوأ َْﻋﺘَ ُ َ َ ْ َ ُ
ﺼ ﱢـﻞ ِ ،وأَﻧْﺖ ،اﷲ رﱢﰊ ﻻ إﻟﻪ ﱠإﻻ أَﻧْﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧَ ِ ِ
ـﺖ ﻧَـ ْﻔﺴـﻲ ،ﻓَ َ ـﺖ ُﺳـﻮءاً َوﻇَﻠَ ْﻤ ُﻚ َوﲝَ ْﻤﺪ َك َ ،ﻋﻤْﻠ ُ َ ُْ َ َ َ َ َ ََ
ﺎﺣﻲ َ ،وَﻣ َﻘـﺎﻣﻲ َ ،و َﺳـ َﻔﺮي ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤﺪ وآل ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ ،وا ْﻏ ِﻔﺮ ﱄ ﰲ ﻟَﻴﻠـﻲ وﻧـَﻬـﺎ ِري ،وﻣﺴـﺎﺋِﻲ وﺻـﺒ ِ
ََ َ َ ََ ْ ََ َ ْ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﻳﻦ ، ـﲔ َواﻵﺧـ ِﺮ َ ﻠﲔ َ ،وﻳـﺎ إﻟـﻪَ اََﻷ ﱠوﻟ َ ﲔ َ ،وﻳﺎ أ َْﻋ َﺪ َل اﻟ َﻔﺎﺻ َ ﻳﻦ َ ،وﻳﺎ أَ ْﻛَﺮَم َاﻷ ْﻛَﺮﻣ َ َﺟ َﻮَد َاﻷ ْﺟ َﻮد َ ،ﻳﺎ أ ْ
ِِ وﻳﺎ ﻣﺎَﻟِ ِ
ﲔ، ﻚ ﻳَـ ْﻮم اﻟﺪﱢﻳ ِﻦ َ ،وﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ َ
ِ ٍ
ـﺖ ،ﲟُ َﺤ ﱠﻤــﺪ ﻳــﺎ اﷲُ ،ﺑِ َﻌﻠ ـ ﱟـﻲ ﻳ ــﺎ اﷲُ ، ـﻮت ،ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ أَﻧْـ َ ﻳ ــﺎ َﺣـ ﱡـﻲ ﻳ ــﺎ ﻗَـﻴﱡــﻮمُ ،ﻳ ــﺎ َﺣـ ﱡـﻲ ﻻ ﳝـَُ ُ
ﺑِﺎﳊَ َﺴ َﻦ ،ﻳﺎ اﷲُ ،ﺑﺎﳊﺴﲔ ﻳﺎ اﷲ ...
وﻛﺎن ﻳﺘﻮﺳﻞ إﱃ اﷲ ،ﺑﺎﻟﺒﻘﻴﺔ ،ﻣﻦ أﺋﻤﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ � ،ﰒ ﻳﻘﻮل :
ِِ ٍ ِ ٍ
َﺧﺎﻓَﻪﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،و ُﺧ ْﺬ ﺑِﻨَﺎﺻﻴَﺔ َﻣ ْﻦ أ َ َ
ـ وﻛﺎن ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺑﺄﲰﻪ ـ
ِ ِ ِ
ـﲏ َﺷـﱠﺮﻩ ف َﻋ ﱢ ﺻ ْﻌﺒَﻪُ َ ،و َﺳ ﱢﻬ ْﻞ ﱄ ﻗﻴَ َﺎدﻩُ َ ،وُرﱠد َﻋ ﱢﲏ ﻧَﺎﻓَﺮةَ ﻗَـﻠْﺒِﻪ َ ،و ْارُزﻗِْﲏ َﺧْﻴـَﺮﻩُ َ ،و ْ
اﺻ ِﺮ ُ َوذَﻟﱢ ْﻞ ﱄ َ
ﺼ ﱢـﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ ، ـﻚ أﺛِـﻖ ،وﻋﻠَﻴ َ ِ
ـﻚ أ َْﻋﺘَﻤ ُـﺪ َوأَﺗَـ َﻮﱠﻛ ُـﻞ ،ﻓَ َ َﻋـﻮذُ َوأَﻟـ ُﻮذُ َ ،وﺑِ َ ُ َ َ ْ ﻚ أُ ﺈﱐ ﺑِ َ ،ﻓَ ﱢ
اﲪﲔ اﻟﻼﺟﺌِـﲔ ،وأَرﺣـﻢ اﻟـﱠﺮ ِِ وﳎـﲑ اﳌﺴـﺘ ِﺠﲑﻳﻦ ،وﻣْﻠﺠـﺄُ ِ ِ ِِ اﺻ ِﺮﻓْﻪُ َﻋ ﱢـﲏ ﻓَﺈﻧﱠ َ
َ ََُْ ﲔ َ ََ َ َ ْ ُ ُ ُ ، ـﺎث اﳌُ ْﺴـﺘَﻐﻴﺜ َ
ـﻚ َﻏﻴَ ُ َو ْ
)(١
« ..
ـﺎف ِﻣْﻨـﻪُ ، وﻫﻜﺬا ،ﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ،ﻳﻔﺰع إﱃ اﷲ ،وﻳﻠﺠﺄ إﻟﻴﻪ ،ﰲ ﻛﻞ ﻣـﺎ َْﳛـ َﺬ ُر َ ،وَﳜَ ُ
ع إﱃ اﷲِ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء ُﻫـ َـﻮ ُﻣْﻨﺘَـ َﻬــﻰ ـﺖ اﻟ ﱡﺴ ـْﻠﻄَﺔُ أ َْم َﻏْﻴـُﺮَﻫــﺎ َ ،وِﻣـ َـﻦ اﻟﻄﱠﺒِﻴﻌِـ ﱢـﻲ ،أَ ﱠن َ
اﻟﻔـ َـﺰ َ
ﺳــﻮاء أَ َﻛﺎﻧَـ ِ
ََ
اَﻻﳝَﺎن.
____________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص ١٥٤ـ .( ١٥٥
٥٩
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﺬر ﻣﻨﻪ :
ﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،أذا ﺧ ــﺎف ﺷ ــﻴﺌﺎ ،دﻋ ــﺎ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء اﻟﺸـ ـﺮﻳﻒ ،ﻟﻠﺴ ــﻼﻣﺔ
واﻟﻨﺠﺎة ﻣﻨﻪ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
َﻋـﻮذُ ﺑِ َﻌ ْﻔـﻮ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
أﻋـﻮذُ ﺑِ َﻌﻈَ َﻤـﺔ اﷲ َ ،وأ ُ
َﻋـﻮذُ ﺑِ ُﻘـ ْﺪ َرةِ اﷲ َ ،وأَﻋ ُـﻮذُ ﲜَ َـﻼ َل اﷲ َ ،و َ أﻋﻮذُ ﺑِﻌـﱠﺰةِ اﷲ َ ،وأ ُ » ُ
ﺎن اﷲِ ،اﻟــﺬي ُﻫـ َـﻮ ﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء ﻐﻔــﺮةِ اﷲ ،وأﻋــﻮذُ ﺑِﺮ ْﲪـ ِـﺔ اﷲ ،وأَﻋــﻮذُ ﺑِﺴ ـ ْﻠﻄَ ِ
َُ ُ َُ ََ
اﷲِ ،وأ ِ ِ
َﻋــﻮذُ ﲟْ َ َُ
ٍ ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ
َﻋــﻮذُ ﲜَ ْﻤ ـ ِﻊ اﷲ ،ﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺟﺒﱠــﺎ ٍر َﻋﻨﻴــﺪ َ ،وُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـْـﻴﻄَﺎن َﻣ ِﺮﻳــﺪ ، ِ ِ ِ
َﻋــﻮذُ ﺑ َﻜـ َـﺮم اﷲ َ ،وأ ُ
ﻗَــﺪ ٌﻳﺮ َ ،وأ ُ
اﻟﻼ ﱠﻣـ ِـﺔ ،
ﻳﺪ ،وﻣ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ اﻟﺴـﺎ ﱠﻣ ِﺔ ،واﳍَﺎ ﱠﻣ ِـﺔ ،و ﱠ ٍِ ـﺐ ،أَو ﺑﻌِﻴـ ٍـﺪ ،أَو َ ِ ٍ
َ َ َ ﺿـﻌﻴﻒ ،أ َْو َﺷـﺪ َ ْ َو َﺷـﱢﺮ ُﻛ ﱢـﻞ ﻗَ ِﺮﻳ ٍ ْ َ
اﻟﻌ َﺠـ ِﻢ َ ،وِﻣ ْـﻦ ـﺎق ِ ِ ِ ٍ ِ وِﻣﻦ َﺷﱢﺮ ُﻛﻞ داﺑﱢِﺔ ٍ ِ ،
ﺻﻐ َﲑة أ َْو َﻛﺒِ َﲑة ،ﺑﻠَْﻴ ٍـﻞ أ َْو ﻧَـ َﻬـﺎ ٍر َ ،وﻣ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ﻓُ ﱠﺴ َ
اﻟﻌ َـﺮب َو َ َ ﱢَ َ ْ
ِ
َﺷﱢﺮ ﻓَ َﺴ َﻘﺔ اَ ْﳉ ﱢﻦ َواﻷﻧْﺲ . « ..
)(١
ﻟﻘــﺪ ﺗﻀــﺮع اﻻﻣــﺎم � ،أن ﻳﻘﻴــﻪ ﻣــﻦ ﺷــﺮ اﳉﺒــﺎﺑﺮة ،واﻟﻄﻐــﺎة ،وﻳﻨﺠﻴــﻪ ﻣــﻦ ﺷــﺮ اﻟﻘﺮﻳــﺐ
واﻟﺒﻌﻴﺪ ،وﻳﺴﻠﻤﻪ ﻣﻦ إﻋﺘﺪاء اﻟﻔﺴﺎق ،اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﺟﻮن ﷲ وﻗﺎرا.
٦ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف واﻟﻬﻢ :
أﻣﺎ اﳋﻮف واﳍﻢ ،ﻓﺈ ﻤـﺎ ﻣـﻦ أﺳـﻮأ اﻟﻜـﻮارث ،اﻟـﱵ ﳝـﲎ ـﺎ اﻻﻧﺴـﺎن ،ﻓﻴﺸـﻴﻌﺎن ﰲ ﻧﻔﺴـﻪ
اﻟﻘﻠﻖ واﻻﺿﻄﺮاب ،وﳚﻌﻼﻧﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﰲ ﺷﻘﺎء ،وﻗـﺪ أﺛـﺮت ﻋـﻦ اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﺑﻌـﺾ
اﻻدﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﻤﺎ ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
أ ـ روى ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻳﺴﺎر ﻗﺎل :ﻗﻠﺖ ﻻﰊ ﻋﺒﺪاﷲ � :ﻳﺪﺧﻠﲏ اﻟﻐﻢ ،ﻓﻘـﺎل :أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ
ﻗﻮل :
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٦٠
» اﷲُ ،اﷲُ َرﱢﰊ ،ﻻ أُ ْﺷ ِﺮُك ﺑِِﻪ َﺷْﻴﺌﺎً ،
ﻓﺈذا ﺧﻔﺖ وﺳﻮﺳﺔ ،أو ﺣﺪﻳﺚ ﻧﻔﺲ ،ﻓﻘﻞ :
ـﺎضـﻚ َ ،ﻣ ٍ ْﻤ َﰲ ُﺣﻜ ُ ﺎﺻـﻴَﱵ ﺑِﻴَ ِـﺪ َك َ ،ﻋـ ْﺪ ٌل ﱠ ﻚ ﻧَ ِ اﺑﻦ أ ََﻣﺘِ َ
ِ
إﱐ َﻋْﺒ ُﺪ َك َ ،وأﺑْ َﻦ َﻋْﺒﺪ َك َ ،و ُ » اَﻟْﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
ِ
َﺣـ َـﺪاً ﻣــﻦ ـﻚ ،أ َْو َﻋﻠﱠﻤﺘَــﻪُ أ َ ـﻚ ،أَﻧْـَﺰﻟْﺘَــﻪُ ﰲ ﻛِﺘَﺎﺑِـ َ ﻚ ﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ْ
اﺳـ ٍﻢ ُﻫـ َـﻮ ﻟَـ َ ـﺎؤ َك ،اﻟﻠﱡ ُﻬـ َـﻢ أ ﱢﱐ أ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ ﻀـ ُﰲ ﻗَ َ
ﺼﻠﱢ َﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،وأ ْن َْﲡ َﻌ َﻞ ﻚ ،أَو أﺳﺘَﺄﺛـَﺮت ﺑِ ِﻪ ﰲ ِﻋﻠْ ِﻢ اﻟﻐَﻴ ِ ِ
ﺐ ﻋْﻨ َﺪ َك ،أَ ْن ﺗُ َ ْ َﺧ ْﻠﻘ َ ْ ْ ْ ُ
ِ
ـﺎب َﳘﱢــﻲ ،اﷲُ ،اﷲُ َرﱢﰊ َﻻ أُ ْﺷ ـ ِﺮُك ﺑِـ ِـﻪ ﺼ ـ ِﺮي َ ،وَرﺑِﻴـ َـﻊ ﻗَـْﻠـِـﱯ َ ،و َﺟــﻼءَ ُﺣـ ْـﺰﱐ َ ،وذَ َﻫـ َ اﻟ ُﻘـ ْـﺮآ َن ﻧُـ ُـﻮَر ﺑَ َ
َﺷْﻴﺌﺎ .(١) ..
ب ـ وروى إﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ إزاﻟﺔ اﳍﻢ ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ ،ﻗـﺎل
:ﺗﻐﺘﺴﻞ ،وﺗﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﲔ ﰒ ﺗﻘﻮل :
ِ ِ ِ ِ
ﻴﻤ ُﻬ َﻤــﺎ ،ﻓَـ ـﱢﺮ ْج َﳘﱢــﻲ ، ـﻒ اﻟﻐَ ـ ﱢﻢ ،ﻳــﺎ َر ْﲪـ َـﻦ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـ َـﺮة َ ،وَرﺣ َ ِج اﳍ ـَ ﱢﻢ ،ﻳــﺎ َﻛﺎﺷـ َ » ﻳــﺎ ﻓَــﺎر َ
ِ ِ
ﺼـ َـﻤ ُﺪ ،اﻟــﺬي َﱂْ ﻳَﻠ ـ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳُﻮﻟَـ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜـ ْـﻦ ﻟَــﻪُ ـﻒ َﻏ ﱢﻤــﻲ ،ﻳــﺎ اﷲُ اَﻟْ َﻮاﺣـ ُـﺪ ،اََﻷ َﺣـ ُـﺪ ،اَﻟْ َ َوا ْﻛ ِﺸـ ْ
ﺐ ﺑِﺒَﻠِﻴﱢﱵ ... ِ
إﻋﺼ ْﻤﲏ َ ،وﻃ ﱢﻬْﺮِﱐ ،وأَ ْذﻫ ْ
ُﻛ ْﻔﻮاً أَﺣ ٌﺪ ِ ْ ،
َ
واﻗﺮأ آﻳﺔ اﻟﻜﺮﺳﻲ واﳌﻌﻮذﺗﲔ .
)(٢
ج ـ روى ﲰﺎﻋﺔ ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � أﻧﻪ ﻗﺎل :إذا ﺧﻔﺖ أﻣﺮا ﻓﻘﻞ :
َﺣ ٍﺪ ِ ،ﻣ ْﻦ ِ ِ
ﺖ ﺗَﻜْﻔﻲ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ أ َ َﺣ ٌﺪ َ ،وأَﻧْ َﻚأَ ﱠﻚ ﻻ ﻳَﻜْﻔﻲ ِﻣْﻨ َ » اﻟﻠﱡ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٦١ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٧ / ٢
٦١
ﻚ ،ﻓَﺎ ْﻛ ِﻔ ِﲏ ﻣﺎ أ َِﳘﱠﲏ َ ) ،وﺗَ ْﺬ ُﻛﺮ َﻣﺎ أ ََﳘﱠﻚ ( ... ِ
َﺧ ْﻠﻘ َ
وﰲ رواﻳﺔ أﺧﺮى أﻧﻪ ﻗﺎل :ﺗﻘﻮل :
رض إ ْﻛ ِﻔـ ِـﲏ ﻣــﺎ أ ََﳘﱠــﲏ ـﻚ َﺷــﻲء ﰲ اﻟﺴــﻤﻮ ِ
ات َواَْﻷ ِ ِ ٍ ِ ِ
َ » ﻳــﺎ َﻛﺎﻓﻴـﺎً ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء َ ،وﻻ ﻳَ ْﻜﻔــﻲ ﻣْﻨـ َ ْ ٌ
)(١
ﺻﻠﱠﻰ اﷲُ َﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َوآﻟِ ِﻪ « .. ِ ِ
ﻣ ْﻦ أ َْﻣ ِﺮ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧَﺮِة َ ،و َ
إن ﻫـﺬﻩ اﻻدﻋﻴــﺔ اﳉﻠﻴﻠــﺔ ،ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ اﻟﺮوﺣﻴــﺔ ،اﻟــﱵ أﺛﺒﺘــﺖ اﻟﺒﺤــﻮث اﻟﻨﻔﺴــﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜــﺔ أ ــﺎ
ﻣﻦ أﳒﻊ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﰲ ﻋﻼج اﻻﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.
٧ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺮز ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺼﻮر :
ﱂ ﳝﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻮﻳﲔ دور أﺳﻮأ ،وﻻ أﺑﺸﻊ ،ﻣﻦ ﻋﻬـﺪ اﳌﻨﺼـﻮر اﻟـﺪواﻧﻴﻘﻲ ،ﻓﻘـﺪ ﺟﻬـﺪ ﻫـﺬا
اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ اﻟﺴﻔﺎك ﰲ ﻇﻠﻤﻬﻢ ،واﻟﺘﻨﻜﻴﻞ ﻢ ،وﻗﺪ ﺻﺐ ﺟـﺎم ﻏﻀـﺒﻪ ،ﻋﻠـﻰ اﻟﺼـﻐﲑ واﻟﻜﺒـﲑ ،
وﱂ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ،ﺣﱴ اﻟﺴﻴﺪات ،ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮﻳﺎت ،وﻗـﺪ ﺣـﺎول ﻋـﺪة ﻣـﺮات ،اﻟﻔﺘـﻚ ﺑﺎﻻﻣـﺎم
،وﻟﻜﻦ اﷲ أﳒﺎﻩ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ،ﺑﱪﻛﺔ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم � ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻠﻚ اﻻدﻋﻴﺔ :
أ ـ ﺳــﺎﻓﺮ اﳌﻨﺼــﻮر اﻟــﺪواﻧﻴﻘﻲ ،إﱃ ﺑﻴــﺖ اﷲ اﳊـﺮام ،ﻓﻠﻤــﺎ اﻧﺘﻬــﻰ إﱃ ﻳﺜــﺮب ،أﻣــﺮ ﺣﺎﺟﺒــﻪ
اﻟﺮﺑﻴﻊ ،ﺑﺈﺣﻀﺎر اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ ،وﳌﺎ ﻣﺜﻞ ﻋﻨـﺪﻩ ﻋـﺮف ﻗﺼـﺪﻩ ،وﻣـﺎ ﺑﻴﺘـﻪ ﻟـﻪ
ﻣﻦ اﻟﺸﺮ ،ﻓﺪﻋﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،ﻓﺄﳒﺎﻩ ﻣﻨﻪ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ِِ
ﺧﲔ ،وﻳـﺎ ﺼـ ِﺮ َ ﺻـ ِﺮ َ
ﻳﺦ اﳌُ ْﺴﺘَ ْ ﲔ َ ،وﻳـﺎ َ ﺑﲔ ،وﻳﺎ َﻣْﻠ َﺠﺄَ اﳋَﺎﺋﻔ َ ﻚ ﻳﺎ ُﻣ ْﺪ ِرَك اﳍَﺎ ِر َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ّ
ﻳﻦ ،ﻳ ــﺎ أ َْر َﺣ ـ َـﻢ
ﻀـ ـﻄَﺮ َـﺐ َد ْﻋ ـ َـﻮةِ اﳌ ْ
َ ﻠﲔ َ ،وﻳَــﺎ ُِﳎﻴ ـ
َ
ـﺎث اﳌﺴ ــﺘَ ْﻎ ِ◌ﻳﺜِﲔ ،وﻳ ــﺎ ﻣْﻨﺘَـﻬ ــﻰ َﻏﺎﻳ ـ ِـﺔ اﻟ ﱠﺴ ــﺎﺋِ
َ َ ُ َ َ َ ْ ِﻏﻴَ ـ َ
ُ ِِ ُ
ﲔ ،ﻳَﺎ ذَا ُ ُ ِ
ﺒﻣ ﻳﺎ ، ﻖ
ﲔَُ ،
ﺣ ﻳﺎ اﻟﱠﺮاﲪ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٧ / ٢
٦٢
ﲔ ،ﻳــﺎ اب اﳌ ِﻬـ ِﻤﲔ ،ﻳــﺎ ﻣـ ْـﺆِﻣﻦ أَوﻟِﻴﺎﺋـِ ِـﻪ ِﻣــﻦ اﻟﻌـ َﺬ ِ ـﻮﻣﲔ ِﻣــﻦ اﻟﻈﱠــﺎﻟِ ِ ِ اﻟ َﻜْﻴــﺪ اﳌﺘـ ِ
ُ َ َ َ ْ َ ُ َ ـﻒ اﳌَﻈْﻠُـ َ َ ﲔ ،ﻳــﺎ ُﻣْﻨﺼـ َ
ـﻮب َ ،وَﻣـﺎ َﻛـﺎ َن َوَﻣـﺎ ﻳَ ُﻜـﻮ ُن ، ـﻮن ،وﺳـﺮاﺋِﺮ اﻟ ُﻘﻠُ ِ ﺎت َﳊ ِـﻆ اﳉ ُﻔ ِ ﲔ ،وﺧﺎﻓِﻴ ِ ِ ﻋ اﻷ
َ ﺎتِ ﻴ ﻣﻦ ﻳـﻌﻠَﻢَ ﺧﺎﻓِ
ََ َ ُْ َ َ َ ْ ُ َ ْ َْ ُ َ َ
ـﺲ َواﳉِـ ﱢﻦ ِ ِ ِ ِ ب اﻟ ﱠﺴـ ِ
ب اﻹﻧْـ ِ ﲔ َ ،وَر ﱠ ﲔ َ ،واََﻷﻧْﺒِﻴَــﺎء َواﳌُْﺮ َﺳــﻠ َ ﲔ َ ،واﻟَﻤﻶﺋ َﻜــﺔ اﳌُْﻘ ـﱠﺮﺑِ َ ﺿـ ِ اﻷر َ
ـﻤﻮات َو َ َ ﻳــﺎ َر ﱢ
ـﺐ ، ٍ ٍ ِ ِ ِ
ـﺐ ،ﻳَــﺎ َﻏﺎﻟﺒ ـﺎً َﻏْﻴ ـ َـﺮ َﻣ ْﻐﻠُــﻮب ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ُﻫـ َـﻮ ﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء َرﻗﻴـ ٌ ـﲔ ،ﻳــﺎ َﺷــﺎﻫﺪاً ﻻ ﻳَﻐﻴـ ُ أﲨَﻌـ َ ْ
ـﲔ ، ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ
ﻴﺐ ،ﻳـﺎ إﻟـﻪَ اﳌَﺎﺿ َ ـﺐ َْ ،وﻟ ُﻜ ﱢـﻞ َد ْﻋ َـﻮة ُﻣ ْﺴـﺘَﺠ ٌ ـﻴﺐ َ ،وﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ َﻋْﺒـﺪ َرﻗﻴ ٌ َوﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲء َﺣﺴ ٌ
ِ ِِ ﺎﺣ ِﺪﻳﻦ ،وإﻟﻪ ِ ِ ِ ِ
ب َاﻷ ْﺧﻴَﺎ ِر اﳌُﻨ َ
ﻴﺒﲔ. ور ﱠﲔَ ، اﻟﺼﺎﻣﺘﲔ َ ،واﻟﻨﱠﺎﻃﻘ َ َ َ ﻳﻦ َِ ،واﳉَ َ َواﻟﻐَﺎﺑ ِﺮ َ
ِ ِ ِ
ﻮر ، ﺣﻴﻢ ،ﻳﺎ أَﱠو ُل ،ﻳﺎ ﻗَﺪﱘُ ﻳَﺎ َﺷـ ُﻜ ُ ﻮر ،ﻳﺎ َر ُ ﻴﻢ ،ﻳﺎ َﻏ ُﻔ ُ ﻳﺎ اﷲُ ،ﻳﺎ َرﺑﱠﺎﻩُ ،ﻳﺎ َﻋﺰ ُﻳﺰ ،ﻳﺎ َﺣﻜ ُ
ﺎﱂُ ،ﻳﺎ ﻗَ ِﺪ ُﻳﺮ ،ﻳﺎ ﻗَـ ﱠﻬ ُﺎر ، ﺼﲑ ،ﻳﺎ ﻟَ ِﻄﻴﻒ ،ﻳﺎ ﺧﺒِﲑ ،ﻳﺎ ﻋ ِ ِ ِ ِ
َ َ ُ ُ ﻴﻊ ،ﻳﺎ ﺑَ ُ ﻴﻢ ،ﻳﺎ َﲰ ُ ﻳَﺎ ﻗَﺎﻫُﺮ ،ﻳَﺎ َﻋﻠ ُ
ﺎﺟـﺪ زق ،ﻳﺎ ﻓَﺎﺗِﻖ ،ﻳﺎ واﺛِﻖ ،ﻳﺎ ﺻ ِﺎد ُق ،ﻳﺎ أَﺣﺪ ،ﻳـﺎ ﻣ ِ ﱠﺎر ،ﻳﺎ َﺟﺒﱠ ُﺎر ،ﻳﺎ َﺧﺎﻟِ ُﻖ ،ﻳﺎ َراﱠ ُ
َ َُ َ َ ُ ُ ﻳﺎ َﻏﻔ ُ
ف ،ﻳــﺎ ؤو ُ ﱡوس ،ﻳــﺎ َر ُ ﻮح ،ﻳــﺎ ﻗُـﺪ ُ ﺻـ َـﻤ ُﺪ ﻳــﺎ َر ْﲪـ ُـﻦ ،ﻳــﺎ ﻓـ ْـﺮُد ،ﻳــﺎ ﺣﻨﱠــﺎ ُن ،ﻳــﺎ َﻣﻨﱠــﺎ ُن ،ﻳــﺎ ُﺳـﺒﱡ ُ ،ﻳــﺎ َ
ـﲏ ،ﻳــﺎﻗَ ِﻮ ﱡ ِ ِ ِ ِ ِ
ي ،ﻳــﺎ ﱄ ،ﻳــﺎ َﻋﻠـ ﱡـﻲ ،ﻳــﺎ َﻏـ ِ ﱡ ـﺎو ﱡ
ُﻣ َﻬـ ْـﻴﻤ ُﻦ ،ﻳــﺎ َﲪﻴـ ُـﺪ ،ﻳــﺎ َﳎﻴـ ُـﺪ ،ﻳــﺎ ُﻣْﺒــﺪىءُ ﻳــﺎ ُﻣﻌﻴـ ُـﺪ ،ﻳـ َ
ﻂ ،ﻳـﺎ ﺎﺳـ ُث ،ﻳـﺎ ﻣﺘَ َﻜﺒﱢــﺮ ،ﻳـﺎ ﻋ ِﻈـﻴﻢ ،ﻳـﺎ ﺑ ِ ـﺚ ،ﻳـﺎ َوا ِر ُ ﺎﻋ ُ ﺑﺎ ِرىء ،ﻳﺎ ﻣﺼ ﱢﻮر ،ﻳﺎ ﻣ ْﻘﺘَ ِﺪر ،ﻳﺎ ﺑ ِ
َ َ ُ ُ ُ َ ُ ُ َ ُ ُ َُ
ـﺎﻣ ُﻊ ،ﻳـﺎﻣﺆﻣﻦ ،ﻳﺎوﺗْـﺮ ،ﻳﺎ ﻣﻌﻄﻲ ،ﻳـﺎ ﻣـﺎﻧِﻊ ،ﻳـﺎ ﺿـﺎ ﱡر ،ﻳـﺎ ﻧَـﺎﻓِﻊ ،ﻳـﺎ ﻣ َﻔ ﱢـﺮ ُق ﻳـﺎ ﺟ ِ ِ
َ ُ ُ َ َ ُ ُْ َﺳ َﻼ ُم ،ﻳﺎ ُ َ ُ
ِ
ـﺐ ،ﻳـﺎ ُﻣـ ْﺪ ِرُك ، ـﺐ ،ﻳـﺎ َﻏﺎﻟ ُ ود ،ﻳـﺎ ُﻣﻌﻴ ُـﺪ ،ﻳـﺎ ﻃَﺎﻟ ُ ـﻮم ،ﻳـﺎ َوُد ُ ﲔ ،ﻳﺎ َﺣ ﱡﻲ ،ﻳﺎ ﻗَـﻴﱡ ُ َﺣ ﱡﻖ ،ﻳﺎ ُﻣﺒِ ُ
ِج اﳍ ﱢـﻢ ، ﻀ ُﻞ ،ﻳﺎ َﻛ ِﺮﱘُ ،ﻳﺎ ُﻣﺘَـ َﻔ ﱢ ﻳﺎ ﺟﻠِﻴﻞ ،ﻳﺎ ﻣ ْﻔ ِ
اب ،ﻳـﺎﲰَْ ُﺢ ،ﻳـﺎ ﻓَـﺎر َ ﻀ ُﻞ ،ﻳﺎ ُﻣﺘَﻄَـ ﱢﻮ ُل ،ﻳـﺎ أ ﱠو ُ ُ َ ُ
ـﺎد ِ ات َو َاﻷ ْر ِ ـﺎﻃﺮ اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ ِ ـﻒ اﻟﻐّـ َـﻢ ،ﻳــﺎ ُﻣْﻨـ ِﺰَل اﳊَـ ﱠﻖ ،ﻳــﺎ ﻗَﺎﺋـِ َـﻞ اﻟ ﱢ ِ
ض ،ﻳــﺎ ﻋ َﻤـ َ َ ﺼـ ْﺪ ُق ،ﻳــﺎ ﻓَـ َ ﻳــﺎ َﻛﺎﺷـ َ
اﻟﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ ، ِ ِ ِ ـﻚ اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ ض ،ﻳــﺎ ﳑُْ ِﺴـ َ اﻟ ﱠﺴـ ِ
ض ،ﻳــﺎ َذا اﻟــﺒَ َﻼء اﳉَﻤﻴـ ِـﻞ َ ،واﻟﻄﱠـ ْـﻮل َ ات َو َاﻷ ْر ِ َ اﻷر ِ
ـﻤﻮات َو ّ َ
ﻳﺎ
٦٣
ِ
ﺻ ــﻮﻓﺎً ﺎﻹﺣ َﺴ ــﺎن ،ﻳ ــﺎ َﻣ ْﻮ ُ ـﺎم ،ﻳ ــﺎ َﻣ ْﻌُﺮوﻓـ ـﺎً ﺑِ ْ ﻀـ ُ ذا اﻟ ﱡﺴـ ـ ْﻠﻄَﺎن اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳُـ ـ َﺬ ﱡل َ ،واﻟﻌ ـ ّـﺰ اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳُ َ
ﻼﻣ َﺴ ٍـﺔ ،ﻳـﺎ َﺳـﺎﺑِ َﻖ اﻷ ْﺷـﻴَ ِﺎء ﺑِﻨَـ ْﻔ ِﺴ ِـﻪ ،ﻳـﺎ أَﱠوﻻً ِ ِ ٍ ِ ِ
ﺑﺎﻹﻣﺘﻨﺎن ،ﻳﺎ ﻇَﺎﻫﺮاً ﺑﻼ ُﻣ َﺸـﺎﻓَـ َﻬﺔ ،ﻳـﺎ ﺑﺎﻃﻨـﺎً ﺑـﻼ ُﻣ َ
ِ ِ
ْ
ـﺎب ،ﻳـﺎ ذَا َاﻷ ْﲰ ِ
ـﺎء ـﺎب ،ﻳـﺎ َﻋﺎﻟِﻤـﺎً ﺑِـﻼ ا ْﻛﺘِﺴ ٍ آﺧـﺮاً ﺑِـﻼ َِﺎﻳ ٍـﺔ ،ﻳـﺎ ﻗَﺎﺋِﻤـﺎً ﺑِـﻼ اﻧْﺘِﺼ ٍ ﺑِ َﻼ َﻏﺎﻳ ٍﺔ ،ﻳـﺎ ِ
َ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﲔ، اﻟﻮاﺻــﻔ َ ﺻــﻔﻪ أَﻟْ ُﺴـ ُـﻦ َ ت َﻋـ ْـﻦ َو ْ ﺼـ َـﺮ ْ
اﻷﻋﻠَــﻰ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻗَ ُ اﳊُ ْﺴــﲎ ،واﻟﺼ ـ َﻔﺎت اﳌﺜﻠـ َـﻰ ،واﳌﺜَـ ِـﻞ ْ
ـﺐﺎت اﳌ ْﻠ ِﺤ ِـﺪﻳﻦ ،و َﺟـ ﱠـﻞ و َﻋـﱠﺰ َﻋ ْـﻦ َﻋْﻴـ ِ واﻧْـ َﻘﻄَﻌـﺖ ﻋْﻨـﻪ أَﻓْﻜـﺎَر ُاﳌﺘَـ َﻔ ﱢﻜـ ِﺮﻳﻦ َ ،وﻋـﻼ وﺗَ َﻜ ﱠـﱪ ﻋــﻦ ِﺻـ َﻔ ِ
ُ َ َ َ َْ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ ََ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺎدﻟﲔ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦاﻟﻌ َ ـﲔ َ ،وأَﻗَﺎَ ِوﻳ ِـﻞ َ ﺑﲔ َ ،وأَﺑَﺎﻃﻴ ِـﻞ اﳌُْﺒﻄﻠ ِ َ ب اﻟ َﻜـﺎذ َ ـﺎﱃ َﻋ ْـﻦ َﻛـﺬ َﺒﲔ َ ،وﺗـَﺒَ َﺎرَك َوﺗَـ َﻌ َ اﻟﻌﺎﺋ َ َ
ِ
ـﲔ َواﻷﺛَـ ِﺮ َ ،واﳉ ـ ﱢﻦ اﻟﻌ ـ ْ ِ
ب َ ﺑَﻄَـ َـﻦ ﻓَ َﺨﺒَ ـ َـﺮ َ ،وﻇَ َﻬ ـ َـﺮ ﻓَـ َﻘ ـ َـﺪ َر َ ،وأ َْﻋﻄَــﻰ ﻓَ َﺸ ـ َﻜَﺮ َ ،و َﻋـ َـﻼ ﻓَـ َﻘ َﻬ ـ َـﺮ ،ﻳــﺎ َر ﱠ
ﺲ واﻟ َﻘﻤ ـ ِﺮ ،وﺷ ـ ِ واﻟﺒ َﺸ ـ ِﺮ ،و ُاﻷﻧْﺜ ــﻰ واﻟ ـ ﱠﺬ َﻛﺮ ،واﻟﺒﺤ ـ ِ
ـﺎﻫ َﺪ ـﺚ َواﻟﻨَﻈَ ـ ِﺮ َ ،واﻟ َﻘﻄَ ـ ِﺮ َواﳌﻄَ ـ ِﺮ َ ،واﻟ ﱠﺸ ـ ْـﻤ ِ َ َ َ َ ََْ َ َ ََ
ِ َ ِ
اﻟﻨﱠﺠــﻮى ،وَﻛﺎﺷــﻒ اﻟﻐَـ ﱢﻢ ،وداﻓــﻊ اﻟﺒـْﻠــﻮى ،و َﻏﺎﻳــﺔ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـﻜْﻮى ،ﻳــﺎﻧﻌﻢ اﻟﻨ ِ ِ
ﱠﺼ ـ ِﲑ َ ،واﳌـ ْـﻮَﱃ ،ﻳــﺎ َْ ََ ََ َ َ َ َ َ َ َ ْ
َ ِ
ـﺖ
ض َ ،وَﻣـﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ َﻤـﺎ َ ،وَﻣـﺎ َْﲢ َ ـﻤﻮات َ ،وَﻣـﺎ ﰲ َاﻷ ْر ِ اﻟﻌْﺮشِ اﺳﺘَـ َﻮى ،ﻟَﻪُ ﻣـﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴ َ َﻣ ْﻦ ُﻫ ْﻮ ﻋﻠﻰ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﺖ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻳـَ َـﺮى ، اﻟﺜـَﱠﺮى ،ﻳﺎ ُﻣْﻨﻌ ُﻢ ،ﻳﺎ ُْﳏﺴ ُﻦ ،ﻳﺎ ُْﳎﻤ ُﻞ ،ﻳﺎ َﻛ ِﺎﰲ ﻳـﺎ َﺷـﺎَِﰲ ،ﻳـﺎ ُْﳏﻴـﻲ ﻳـﺎ ُﳑﻴ ُ
ـﺎﱄ اﳉَـ ﱢﺪ ،ﻳــﺎ َﻏﺎﻟــﺐ ِ ِ وﻻ ﻳــﺮى ،وﻻ ﻳﺴــﺘﻌِ ِ ِ ِ ِ
ﲔ ﺑ َﺴــﻨﺎء اﻟﻀــﻴﺎء ،ﻳــﺎ ُْﳏﺼــﻲ َﻋـ َـﺪ َد َاﻷ ْﺷــﻴَﺎء ،ﻳــﺎ َﻋـ َ َ ُ َ َ ََْ ُ
ﺻـﻐِ ٌﲑ َﻋ ْـﻦ َﻛﺒِـ ٍﲑ ، ِ ٍ ٍ ِ
اﳉُْﻨﺪ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻟَﻪُ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻳَ ٌﺪ َ ،وﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء َﻛْﻴ ٌﺪ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ﻳُ ْﺸـﻐﻠُﻪُ َ
ـﺎﱂُ ِﻣ ْـﻦ َﻏ ِْـﲑ ُﻣ َﻌﻠﱢـ ِﻢ ، وﻻ ﺣ ِﻘﲑ ﻋﻦ ﺧ ِﻄ ٍﲑ ،وَﻻ ﻳ ِﺴﲑ ﻋﻦ ﻋ ِﺴ ٍﲑ ،ﻳﺎ ﻓَﺎﻋِـﻞ ﺑِﻐـﲑ ﻣﺒﺎﺷـﺮةٍ ،ﻳـﺎ ﻋ ِ
َ ُ َ ْ َُ َ َ َ َ ٌ َْ َ َ َ ٌ َْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺘﻴﺠﺎ ﺎ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ أَﻧْـ َﻌـ َـﻢ ﻋﻠــﻰ اﳌـ ْـﺆﻣ ِﻦ
ُ اﺳـ َ اﻟﻔﻀــﻴﻠَﺔ ﻗَـْﺒـ َـﻞ ْ ﺤﻘﺎﻗ َﻬﺎ َ ،و َ ﱢﻌ َﻤــﺔ ﻗَـْﺒـ َـﻞ اﺳــﺘ َ ﻳ ـﺎ َﻣـ ْـﻦ ﺑَـ َـﺪأَ ﺑِﺎﻟﻨـ ْ
ﺎﺳـ ِـﺪ و ِ َواﻟ َﻜــﺎﻓِ ِﺮ َ ،و
ـﻚ ﺑَـ ْﻌ ـﺪاﻟﺼــﺎﻟ َﺢ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ َ ،وَوَد َد اﳌ َﻌﺎﻧـِ َـﺪ َواﻟ ﱠﺸــﺎ ِرَد َﻋْﻨــﻪُ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ أ ََﻫﻠَـ َ َ َ
اﻟﻔ ِ
ﺼـﻠَ َﺢ َ ْ اﺳﺘَ
ْ
ُ ِ ِ
اﻟﻘﻠُـ ِ
ـﺎم اﻟ ﱠﺪﻻَﻟَــﺔَ ، ـ
َﻗ
َ َ ََ
أو ، ﺔ
َ ﻬ ـﺒْ ـ اﻟﺸ
ُ ـﻮب ُ ِ
ﻦ ـ ﻋ
َ َﺧـ َﺬ ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ ﻗَﻄْـ ِﻊ اﳌَْﻌــﺬ َرةِ َ ،وأَﻗَـ َ
ـﺎم اﳊُ ﱠﺠــﺔَ َ ،وَد َرأَ اﻟﺒَـﻴﱢـﻨَــﺔ َ ،وأ َ
ي ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َوﻗَ َﺎد إﱃ ُﻣ َﻌﺎﻳـَﻨَﺔ اﻵﻳَﺔ ،ﻳﺎ ﺑَﺎرىءَ اﳉَ َﺴﺪ َ ،وُﻣﻮﺳ َﻊ اﻟﺒَـﻠَﺪ َ ،وُْﳎﺮ َ
٦٤
ت ،وﺳـﺎﺑِﻖ اﻟ َﻔـﻮ ِ ـﺎﻣﻊ اﻟ ﱠ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ت ،ﻳـﺎ ﺼ ْـﻮ َ َ َ ْ اﻟ ُﻘﻮت َ ،وُﻣْﻨﺸَﺮ اﻟﻌﻈَﺎم ﺑَـ ْﻌ َﺪ اﳌَْﻮت َ ،وُﻣْﻨـ ِﺰَل اﻟﻐَْﻴـﺚ ،ﻳـﺎ َﺳ َ
ـﺐ و ٍ ِ ٍ ٍ ٍ ِ ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ
آت ـﲔ َوﺑـَﻨَـﺎت َ ،و َذاﻫ َ ب اَﻵﻳَﺎت َ ،واﳌُْﻌﺠَﺰات ،ﻣ ْﻦ َﻣﻄَ ٍﺮ َوﻧَـﺒَـﺎت َ ،وآﺑَـﺎء َوأُﱠﻣ َﻬـﺎت َ ،وﺑَﻨ َ َر ﱢ
ـﻮر ، ِ ٍ ٍ ـﺎج َ ،وَﲝ ـ ٍﺮ ُﻋ َﺠـ ٍ ات أَﺑْـ َـﺮ ٍاج َ ،و ِﺳـ َـﺮ ٍاج َوﱠﻫـ ٍ ـﺎء ذَ ِ ،وﻟَﻴـ ٍـﻞ د ٍاج ،وﲰـ ٍ
ـﺎج َ ،وُﳒُــﻮم ًﲤـ ُـﻮُر َ ،وﻣﻴَــﺎﻩ ﺗَـﻐُـ ُ َْ َ ََ
ﻮع َ ،وﻳَـ َﻘﻈَ ٍـﺔ َوَﻣﻨَ ٍـﺎم ـﻼم َﻣ ْﺴ ُـﻤ ٍ ﻮع ،وَﻛ ٍ ٍ ﻮع َ ،و ِﺳ ٍﱰ َﻣْﺮ ُﻓﻮ ٍع َ ،وِرﻳَ ٍ ِ ٍ
ﺐ َ ،وﺑََﻼء َﻣ َـﺪﻓُ ٍ َ ﺎح ﺗَـ ُﻬ ﱡ ﺿٍ َوﻣ َﻬﺎد َﻣ ْﻮ ُ
ﻒ، ذات ﻧِﻈَـ ٍـﺎم ِ ،ﻣــﻦ ِﺷــﺘَ ٍﺎء وﺻـ ْـﻴ ٍ اب وﻫــﻮا ﱟم ،و َﻏﻤـ ٍـﺎم وأَ ْﻛﻤـ ٍـﺎم ،وأُﻣــﻮٍر ِ ٍ ِ
ََ ْ َ ،وﺳــﺒَ ٍﺎع َوأﻧَـ ْﻌــﺎم َ ،وَد َو ﱟ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ
ﺖـﺖ َ ،و َﺳـ ـ ـ ﱠﻮﻳْ َ ت ﻓَﺄَﺗْـ َﻘْﻨ ـ ـ َﺖ َ ،وﻗَـ ـ ـﺪ ْﱠر َ ﺄﺣ َﺴ ـ ـﻨْ َ ـﺖ َﻫ ـ ـ َﺬا ،ﻓَ ْ ب َﺧﻠَ ْﻘ ـ ـ َ ـﺖ ﻳ ـ ــﺎ َر ﱢـﻒ ،أَﻧْـ ـ َ ورﺑِﻴ ـ ـ ٍﻊ و َﺧ ِﺮﻳ ـ ـ ٍ
ََ َ
ِ
ـﺖ ،ﻓَـﻠَ ْـﻢ ﻳـَْﺒ َـﻖ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﱠإﻻ اﻷﺣﻴَﺎءَ ﻓَﺄَﻓْـ َﻬ ْﻤ َ
ﺖ ْ ﺖ َ ،وﻧَ َﺎدﻳْ َ ﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜَْﺮةِ ،ﻓَﺄَﻧْـ َﻌ ْﻤ َ ﺖ َ ،وﻧَ ْﺒﻬ َ َﺣ َﻜ ْﻤ َ ﻓَﺄ ْ
ـﻚ ،ﻓَ ــﺈ ْن ـﺪاﻋﻲ إﻟَْﻴ ـ َـﻚ ،واﻹﺳ ــﺘِﻤﺎع ﻟْﻠ ـ ِ ـﻚ ،واﻟـ ـ ﱢﺬ ْﻛﺮ ﻟِﻤﺤ ِﺎﻣ ـ ِـﺪ َك ،واﻹﻧْ ِﻘﻴ ــﺎد ﻟِﻄَ ِ
ﺎﻋﺘ ـ َ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ اﻟﺸ ـ ـﻜُْﺮ ﻟَ ـ َ َ ُ َ َ ُ
ِ
ـﻚ اﳌﻨﱠـﺔُ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﳝُْ ِﻬـ ْـﻞ ﻓَــﻼ ﻳـُ ْﻌﺠـ ْـﻞ َوﻳَـ ْﻌﻠَـ ُﻢ ﻓــﻼ َْﳚ َﻬـ ُـﻞ ، ِ
ـﻚ ﻓَـﻠَـ َ ـﻚ اﳊُ ﱠﺠـﺔُ َ ،وإ ْن أَﻃَ ْﻌﺘُـ َ ﻚ ﻓَـﻠَـ َ ﺼـْـﻴﺘُ َ
َﻋ َ
ِ ِ ِ ِ
ﻚ ﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ْ
اﺳ ـ ٍﻢ َﺳـﺄَﻟُ ََﺣـ ﱠﻖ َﻣـ ْـﻦ ُﻋﺒِـ َـﺪ َ ،وﲪُْـ َـﺪ َو ُﺳــﺌ َﻞ َ ،وُرﺟـ َـﻲ َو ْاﻋﺘُﻤـ َـﺪ ،أ ْ َوﻳـُ ْﻌﻄــﻲ ﻓَـ َـﻼ ﻳـَْﺒ َﺨـ ُـﻞ ،ﻳــﺎ أ َ
ـﻴﺖ ﺑِ ِـﻪ ِﻣ َﺪ َﺣـﺔً ﻟَـﻚ ـﺎل رﻓِﻴـ ٍﻊ َ ،ﻛ ٍ ِ ٍ ٍ ِ
اﺧﺘَـْﺮﺗَﻪُ ﻟﻨَـ ْﻔ ِﺴ َ ٍ
ﱠس ُ ،ﻣﻄَ ﱠﻬ ٍﺮ َ ،ﻣﻜْﻨُﻮن ْ ُﻣ َﻘﺪ ٍ
ـﺮﱘ َرﺿ َ ﻚ َ ،وُﻛ ﱢﻞ ﺛـَﻨَﺎء َﻋ َ
ـﺎد َك َ ،وﺑِ ُﻜ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲ ٍء َﺟ َﻌ ْﻠﺘَـﻪ ـﱯ أرﺳـ ْﻠﺘﻪ إﱃ ِﻋﺒ ِ
َ
ِ
ﺖ َﻣْﻨ ِﺰﻟَﺘُﻪُ ﻋْﻨ َﺪ َك َ ،وﲝَ ﱢﻖ ُﻛ ﱢﻞ ﻧَِ ٍ ْ َ َ ُ
ِ
ﻚ ﻗَـُﺮﺑَ ْ ،وِﲝ ﱢﻖ ُﻛ ﱢﻞ ﻣﻠَ ٍ
َ ََ
َﺣ َﻜ ْﻤﺘَــﻪُ َ ،و َﺷ ـ َـﺮ ْﻋﺘَﻪُ َ ،وﻧَ َﺴ ـ ْـﺨﺘَﻪُ ، ﻚ ،وﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ﻛِﺘَـ ٍ ِ ِ
ﺼ ـﻠْﺘَﻪُ َ ،وﺑـَﻴﱠـْﻨﺘَــﻪُ َوأ ْﻀ ـ ْﻠﺘَﻪُ َوﻓَ ﱠ ـﺎب ﻓَ ﱠ ﺼ ـﺪﱢﻗﺎً ﻟُﺮ ُﺳ ــﻠ َ َ ُﻣ َ
ٍ ِ
ـﺖ ﻗَـْﺪ َرﻩ ـﺖ َﺣ ﱠﻘـﻪُ َ ،و ْ
أﻋﻠَْﻴ َ ﻚ ﺑِ ُﻜ ﱢـﻞ َﻣ ْـﻦ َﻋﻈﱠ ْﻤ َ َﺣﺒَْﺒﺘَﻪُ َ ،و َﻋ َﻤ ٍـﻞ َرﻓَـ ْﻌﺘَـﻪُ َ ،وأ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ َوﺑِ ُﻜ ﱢﻞ ُد َﻋﺎء َﲰ ْﻌﺘَﻪُ ﻓَﺄ ْ
َﲰَ ْﻌﺘَـﻨَــﺎ ِذ ْﻛـ َـﺮﻩُ َ ،و َﻋﱠﺮﻓْـﺘَـﻨَــﺎ أ َْﻣـ َـﺮﻩُ َ ،وِﳑـﱠ ْـﻦ َﱂْ ﺗُـ ﱠﻌ ِﺮﻓْـﻨَــﺎ َﻣ َﻘ َﺎﻣــﻪُ َ ،وَﱂْ ﺗُﻈْ ِﻬـ ْـﺮ ﻟَﻨَــﺎ
ﺖ ﺑـُْﻨـﻴَﺎﻧَــﻪُ ِ ،ﳑـﱠ ْـﻦ أ ْ َ ،و َﺷ ـﱠﺮﻓْ َ
ـﺪﻫ ِﺮ ، ﺷ ـﺄْﻧَﻪ ِﳑﱠــﻦ ﺧﻞ◌ﺗ ــﻪ ِ ،ﻣ ــﻦ أَﱠو َل ِ◌ ﻣ ــﺎ اﺑـﺘ ــﺪأْت ﺑِـ ِـﻪ ﺧ ْﻠ َﻘ ــﻚ ،وِﳑﱠــﻦ َﲣْﻠُ ُﻘ ــﻪ إﱃ اﻧْ ِ
ﻘﻀ ــﺎء اﻟ ـ ْ َ َ َْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َْ ُ ْ
ِ ِ ِ
ت ﺑِــﻪ اﳌﻮاﺛﻴ ـ ُـﻖ ،وأُرﺳ ـﻠَ ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﻟﺮ ُﺳ ـ ُـﻞ
ﺖ ﺑ ــﻪ ُ َْ ََ ـﻮل َ ،وأُﺧ ـ َﺬ ْ اﻟﻌ ُﻘ ـ ُ ت َﻋﻠَْﻴ ــﻪ ُ ﻚ ﺑِﺘَـ ْﻮﺣﻴ ــﺪ َك اﻟ ــﺬي ﻓُﻄ ـ َـﺮ ْ َﺳ ـﺄَﻟُ ََوأ ْ
ِ ٍ
ﺐ َ ،و َﺟ َﻌْﻠﺘَﻪُ أَﱠو َل ﺖ َﻋﻠَْﻴﻪ اﻟ ُﻜﺘُ ُ َوأُﻧ ِﺰﻟَ ْ
٦٥
ﻚ ،ﻓَ َﻞ َ◌ ْم ﺗَـ ْﻘﺒَ ْﻞ َﺣ َﺴﻨ ًﺔ ﱠإﻻ َﻣ َﻌ َﻬﺎ َ ،وَﱂْ ﺗَـ ْﻐ ِﻔْﺮ َﺳﻴﱢﺌَﺔً ﱠإﻻ ﺑَـ ْﻌ َﺪﻫﺎ َ ،وأَﺗَـ َﻮ ﱠﺟـﻪ ﺎﻋﺘِ َ ﻚ َ ،و َﺎﻳَﺔ ﻃَ َ
ِ
وﺿ َ ﻓُـﺮ ِ
ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َوَْﳎــﺪ َك ـﻚ َ ،وﲝَ ﱢﻘـ َ ـﻚ َ ،وﺗَﻄَﱡﻮﻟـ َ ـﻚ َ ،و َﻋ ْﻔ ـ ِﻮ َك َو ْإﻣﻨﺘَﺎﻧـ َ ـﻚ َ ،وﻋ ـﱢﺰَك َو َﺟﻼﻟـ َ ـﻚ ﲜُــﻮد َك َ ،وَﻛَﺮﻣـ َ إﻟَْﻴـ َ
اﻟـﺬي ﻫــﻮ أَﻋﻈَـﻢ ِﻣــﻦ ﺣ ُﻘـ ِ ِ
ـﺎﻩ ،ﻳـﺎ َرﺑـﱠـﺎﻩُ ،ﻳــﺎ ﻚ ﻳـﺎ اﷲُ ،ﻳــﺎ اﷲُ ﻳــﺎ اﷲُ ،ﻳـﺎ َرﺑـﱠ ُ َﺳـﺄَﻟُ َ
ـﻚ َ ،وأ ْ ـﻮق َﺧْﻠﻘ َ َُ ْ ُ ْ ُ
ﲔ ِ ٍ ِ
ﺻــﺎ و َﻋﺎﻣ ـﺎً ،وأَﱠوﻻً وآﺧ ـﺮاً ،وﲝَ ـ ﱢﻖ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ � َ ،اﻷﻣ ـ ِِ
َ َ َر َﻏــﺐ إﻟَ ْﻴـــﻚ َﺧﺎ ﱢ َ َرﺑـﱠـﺎﻩُ ،ﻳــﺎ َرﺑـﱠـﺎﻩُ َ ..وأ ْ
اﺟﺘَـ َﻬـﺪ ﻓِ َﻴﻬـﺎ رﺳﻮﻟِﻚ ﺳﻴﱢ ِﺪ اﳌﺮﺳﻠِﲔ ،وﻧَﺒِﻴﱢﻚ إﻣ ِﺎم اﳌﺘّ ِﻘﲔ ،وﺑِﺎﻟﱢﺮﺳـﺎﻟَِﺔ اﻟـﱵ أدﱠاﻫـﺎَ ،واﻟﻌِﺒ ِ
ـﺎدة اﻟـﱵ ْ َ َ ََ َ ُ َ َ ُْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ
ـﺖـﺾ ﻋﻠَﻴـﻬــﺎ ،ﻣْﻨـ ُﺬ وﻗْـ ِ ِ ِِ ِ ِ
ﺻـﺒَـَﺮ َﻋﻠَْﻴـ َﻬــﺎ َ ،واﳌَْﻐﻔــﺮة اﻟــﱵ َد َﻋــﺎ إﻟَْﻴـ َﻬــﺎ َ ،واﻟﺪﱢﻳَﺎﻧَــﺔ اﻟــﱵ َﺣـ ﱠ َ ْ َ ُ َ َ ،واﳌ ْﺤﻨَـﺔ اﻟــﱵ َ
ﻴﻤـ ِـﺔ َ ،وأَﻓْـ َﻌﺎﻟِـ ِـﻪ اﻟ َﻜ ِﺮﳝـَ ِـﺔ َ ،وَﻣ َﻘ َﺎﻣﺎﺗـِـﻪ ـﻚ ِﻣــﻦ ِ ِ ِ
أﻗﻮاَﻟــﻪ اﳊَﻜ َ ـﲔ ذﻟـ َ ْ َ
ِرﺳــﺎﻟَﺘِﻚ إﻳــﺎﻩ إﱃ أَ ْن ﺗَـﻮﻓَـﻴﺘــﻪ ،وِﲟــﺎ ﺑ ـ ِ
َ َّ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ُ
اﳌ ْﺸﻬﻮدةِ ،وﺳﺎﻋﺎﺗِِﻪ اﳌﻌ ُﺪ ِ
ﺿ َـﻞ ﻣـﺎ ـﻚ َ ،وﺗَـ ْﻌ ِﻄﻴَـﻪُ أ ْ
َف ْ◌ َ ﺼﻠّ َﻲ َﻋﻠَْﻴـﻪُ َﻛ َﻤـﺎ َو َﻋ ْﺪﺗَـﻪُ ِﻣ ْـﻦ ﻧَـ ْﻔ ِﺴ َ ودة أَ ْن ﺗُ َ َ ُ َ َ َ َ َْ َ
ِ ِ ِ
ـﻮد َ ،وﺗُـﻮِرَدﻩ ـﺎم اﳌَ ْﺤ ُﻤ َ ﻚ َﻣْﻨ ِﺰﻟَﺘَـﻪُ ُوﺗُـ ْﻌﻠـﻲ ﻋْﻨ َـﺪ َك َد َر َﺟﺘَـﻪُ َ ،وﺗَـْﺒـ َﻌﺜَـﻪُ اﳌََﻘ َ ـﻒ ﻟَ َـﺪﻳْ َ ـﻚ َ ،وﺗُـْﺰﻟ ْ أ َِﻣ َﻞ ِﻣ ْﻦ ﺛَﻮاﺑِ َ
ﺎع ِ ِ ِ ﻮد ،وﺗُـﺒﺎ ِرَك ﻋﻠَﻴ ِﻪ ﺑـﺮَﻛﺔً ﻋﺎ ﱠﻣﺔً ،ﺧﺎ ﱠ ِ ِ
ﺻﺔً ﻧَﺎﻣﻴَﺔً َ ،زاﻛﻴَﺔً َﻋﺎﻟﻴَﺔً َداﺋﻤﺔً ،ﻻ اﻧْﻘﻄَ َ َ ْﻮ ض اﻟ َﻜَﺮم َواﳉُ َ َ َ ْ ََ َ َﺣ
ﻟِﺪو ِاﻣﻬﺎ ،وﻻ َن ِ◌ﻗﻴﺼﺔ ﰲ َﻛﻤ ِﺎﳍﺎ ،وﻻ ﻣ ِﺰﻳﺪ ﱠإﻻ ﰲ ﻗُﺪرﺗِﻚ ﻋﻠَﻴـﻬﺎ ،وﺗ ِﺰﻳﺪ ﺑـﻌﺪ ذﻟِ ِ
ـﺖـﻚ ﳑﱠـﺎ أَﻧْ َ ْ َ َ َ ْ َ ََ َ ْ َ َ ًَ َ َ َ َ َ ََ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﲑًة َ ،وﰲ ـﻚ َ ،ﺣــﱴ ﻳَـ ْـﺰَد َاد ﰲ اﻹﳝــﺎن ﺑــﻪ ﺑَﺼـ َ ع َ◌ﻟْﻴِــﻪ َ ،وأ َْو َﺳـ ُـﻊُ ﻟَــﻪُ َ ،وﺗُـ ْـﺆِﰐَ ذﻟـ َ أ َْﻋﻠَــﻢ ﺑِــﻪ َ ،وأﻗُـ َـﺪ ُر َ
ـﲔ َاﻷﺑْـ َـﺮا ِر َ ،وﻋﻠـﻰِ ْﺟ َﱪاﺋﻴ َـﻞ َوِﻣﻴ َﻜﺎﺋِﻴـﻞ ِِ ٍ ِِ
ـﲔ َاﻷ ْﺧﻴَـﺎ ِر ،اﳌُْﻨﺘَ َﺠﺒِ َ َﳏَﺒﺘﻪ ﺛـَﺒَﺎﺗـﺎً َو ُﺣ ﱠﺠـﺔ َ ،وﻋﻠـﻰ آﻟـﻪ اﻟﻄﱠﻴﺒ َ
،واﻟ ﱡﺸـ َـﻬ َﺪ ِاء ،
ﲔ َ
ِ
ـﲔ َ ،واﻟﺼ ـﺪﱢﻳﻘ َ ـﲔ َ ،وﻋﻠــﻰ َﲨﻴ ـ ِﻊ اﻟﻨﱠﺒِﻴِـ َّ
ـﻚ أ ْ ِ
َﲨَﻌـ َ ﺑﲔ َ ،و َﲪَﻠَـ ِـﺔ َﻋْﺮِﺷـ َ ِ
َواﳌَﻼﺋ َﻜـــﺔ اﳌَُﻘ ـﱠﺮ َ
اﻟﺴﻼم َوَر ْﲪَﺔُ اﷲِ َوﺑَـَﺮﻛﺎﺗُِﻪ.
ُ ﲔ َ ،و َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َو َﻋ ْﻠﻴ ِﻬ ُﻢ واﻟ ﱠ ِِ
ﺼﺎﳊ َ َ
ﺿ ـﺮاً َوﻻ ﻧـَ ْﻔﻌ ـﺎً َ ،وﻻ َﻣ ْﻮﺗ ـﺎً َوﻻ َﺣﻴَــﺎةً َ ،وﻻ ﻧُ ُﺸــﻮراً ِ ِ ِ
ـﻚ ﻟﻨَـ ْﻔﺴــﻲ ُ ، ﺖ ﻻ أ َْﻣﻠـ ُ َﺻــﺒَ ْﺤ ُ إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱠ
أﺳـﻠَ َﻤﲏ أ َْﻫﻠِـﻲ َ ،وَوﻟَ ِـﺪي ِ
ـﺖ َﻣ ْﺴـﺄَﻟَﱵ َوذُ ﱠل ﻧَﺎﺻـﺮ ِي َ ،و ْ ﺼ َـﺮﻋﻲ َ ،واﻧْـ َﻘﻄَ َـﻊ ُﻋـ ْﺬري َ ،وَذ َﻫﺒَ ْ ﻗَ ْﺪ َدﻧﺎ َﻣ ْ
ِ
ﻠﻲ ، ﻚَ َﻋ ﱠ ،ﺑَـ ْﻌ َﺪ ﻗﻴَ ِﺎم ُﺣ ﱠﺠﺘِ َ
٦٦
ي. ﻚ ﻟَ َﺪ ﱠ ﻮح َدَﻻﺋِﻠَ َ ﺿ ِ وﻇُﻬﻮِر ﺑـﺮ ِاﻫﻴﻨَ َ ِ
ﻚ ﻋْﻨ َﺪي َ ،وُو ُ َ ُ ََ
ﺿ ــﺎﻗَﺖِ ِ ِ ِ ِ
ـﺐ َ ،وأ َْﻋﻴَــﺖ اﳊﻴَ ـ ُـﻞ إﻻ ﻋْﻨ ـ َـﺪ َك َ ،واﻧْـﻐَﻠَ َﻘ ــﺖ اﻟﻄُـ ُـﺮ ُق َ ،و َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،إﻧﱠــﻪُ ﻗَ ـ ْﺪ أَ َﻛ ـ ﱠﺪ اﻟﻄَﻠَ ـ ُ
ِ
ب اﻟﻈﱠـ ـ ُـﻦ ، ـﻚ َ ،وَﻛ ـ ـ َﺬ َ اﻟﺮ ﱠﺟ ـ ــﺎءُ ،ﱠإﻻ ِﻣْﻨ ـ ـ َ ـﺎل َ ،واﻧْـ َﻘﻄَـ ـ َـﻊ َ ﻵﻣ ـ ـ ُ ِ
ـﻚ َ ،وَد َر َﺳ ـ ــﺖ اَ َ ﺐ ،ﱠإﻻ إﻟَْﻴ ـ ـ َ اﳌَـ ـ َﺬاﻫ ُ
َﺧﻠَ َﻔﺖ اﻟﻌِ َﺪات ﱠإﻻ ﻋﺪﱠﺗُﻚ َوأ ْ
ﱠﺤـ ـ ـﺔٌ ،ـﺎك ُﻣ ْﻔﺘ َﱡﻋ ِﺎء ﻟِ َﻤ ـ ـ ْـﻦ َد َﻋ ـ ـ َاب اﻟـ ـ ـﺪ َﻚ ُﻣﺘُـَﺮ َﻋـ ـ ـﺔٌ َ ،وأَﺑْـ ـ ـ َـﻮ َ
ـﺎء ﻟَِﻔ ْ ِ
ﻀ ـ ــﻠ َ
ﺎﻫ ـ ــﻞ اﻟﺮﺟ ـ ـ ِ ِ
اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ـ ﱠﻢ ،إ ﱠن َﻣﻨَ َ َ َ
اﻋﻴﻚ ﻣﻮ ِﺿــﻊ ٍ ِ ـﻚ ﻣﺒﺎﺣ ـﺔٌ ،وأَﻧْـ ِ ِ و ِ ِ
ـﻚ َوِ ﱡ
ﱄ ﺼــﺎرِِخ إﻟَْﻴـ َ إﺟﺎﺑَــﺔ َ ،وﻟْﻠ َ ـﺖ ﻟـ َـﺪ َ َ ْ ُ َ ﺎث ﺑِـ َ ُ َ َ َ َ اﺳ ـﺘَـﻐَ َاﻹﺳــﺘﻐَﺎﺛَﺔَ ﻟ َﻤـ ْـﻦ َْ ْ
ـﻚ ،ﱠإﻻ أَ ْن ِ ِ ِ ـﻚ ﻳــﺎ َر ﱡ ِ ِ ِ ِ
ـﺐ َﻋـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ ت َ◌ ْﺣﺘَﺠـ ُ ـﺖ ﻻ َ ـﺐ اﳌَ َﺴــﺎﻓَﺔ َ ،وأَﻧْـ َ ب ﻗَﺮﻳـ ُ اﻹ َﻏﺎﺛَــﺔ َ ،واﻟ َﻘﺎﺻــﺪ إﻟَْﻴـ َ
إﱐـﻚ َ ،وﻣ ــﺎ أُﺑَـ ـﱢﺮىءُ ﻧَـ ْﻔ ِﺴ ــﻲ ِﻣْﻨـ َﻬ ــﺎ َ ،وﻻ أ َْرﻓَـ ُـﻊ ﻗَـ ـ ْﺪ ِري َﻋْﻨـ َﻬ ــﺎ ،ﱢ اﻟﺴـ ـﻴﱢﺌﺔُ ُدوﻧَـ َ
ـﺎل َ َْﲢ ُﺠـ ـﺒَـ ُﻬ ُﻢ َاﻷ ْﻋ َﻤ ـ ُ
ﻚ َﻋﻠـ ﱠـﻲ َ ،وﺗَـ ْﺪ َرأَ ـﻮل ،ﱠإﻻ أَ ْن ﺗَــﺮ َﲪﲏ ،وﺗَﻌــﻮد ﺑَِﻔ ْ ِ ـﻮم َ ،وﺑِ َﻘ ـ ْﺪ ِري َﳉَ ُﻬـ ُ ِ ِ
ﻀــﻠ َ ْ َ َ َُ ﻟﻨَـ ْﻔﺴــﻲ ﻳــﺎ َﺳــﻴﺪي ﻟَﻈَﻠُـ ُ
ـﻚ َ ،وَرﻓَـ ْﻌﺘَــﲏ ِﻣــﻦ ﲔ ،اﻟــﱵ أَﻧْـ َﻘـ ْﺬﺗَﲏ ِ ـَـﺎ ِﻣـ ْـﻦ ِﺣ َـﲑةِ اﻟ ﱠﺸـ ﱢ ـﺎﻟﻌ ْ ِ ِ
ـﻚ َﻋـ ﱢـﲏ َ ،وﺗَـ ْـﺮ َﲪَﲏ َ ،وﺗَـْﻠ َﺤﻈَـﲏ ﺑـ َ ِﻋ َﻘﺎﺑَ َ
ﺎج اﳉَﺎﺋَِﺮةِ. ُﻫ ﱠﻮةِ اﻟ ُﻜ ْﻔ ِﺮ َ ،وأَﻧْـ َﻌ ْﺸﺘَﲏ ِﻣ ْﻦ ِﻣﻴﺘَ ِﺔ اﳉَ َﻬﺎﻟَِﺔ َ ،وَﻫ َﺪﻳْـﺘَ ِﲏ ِ َﺎ ِﻣ ْﻦ َاﻷﻧْـ َﻬ ِ
ٍ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،وﻗَـﺪ ﻋﻠَﻤـﺖ أَ ﱠن أَﻓْﻀـﻞ ز ِاد اﻟﱠﺮ ِ
ـﻚـﻼص ﻧِﻴﱠ ٍـﺔ َ ،وﻗَـ ْﺪ َد َﻋ ْﻮﺗُ َ ـﻚ َﻋ ْـﺰُم َإر َادة ،وإﺧ ُ اﺣ ِـﻞ إﻟَْﻴ َ َََ ُ َ َْ َ
ب◌اﺋِﺴ َ ِ ـﻜﻴﻨُ َ ِ ـﺎد ِق ﻧِﻴﱠــﱵ ،ﻓَـﻬـﺎ أﻧَـﺎ ذَا ِﻣﺴ ِ ـﻼص ﻃَـ ِﻮﻳﱠﱵ ،وﺻ ِ
ـﲑ َك
ـﻚ ،أَﺳـ ُ ﻚُ َ ، ْ َ ََ إﺧ ِ ﺑِ َﻌـْﺰم َإر َادﰐ َ ،و ْ
ِ ،ﻓَِﻘــﲑ َك ،ﺳــﺎﺋِﻠُﻚ ،ﻣﻨِـ ِ
ـﻚ ، ـﺲ اﻵﻧِ ِﺴــﲔ َﻷ ْوﻟﻴَﺎﺋـِ َ ـﺖ أُﻧْـ ُ ـﻚ َ ،وأَﻧْـ َ ـﺎب َر َﺟﺎﺋـِ َ ـﻚ ،ﻗَــﺎ ِرعٌ ﺑـَ َ ـﻴﺦ ﺑِﻔﻨَﺎﺋِـ َ
ُ َ َ ُ ٌ
ـﻚ ِ ،ﺳ ﱢـﺮي ﻜﻔﺎﻳﺔ اﳌﺘـﻮﱢﻛﻠِ
َﺣ ُﻖ ﺑِ ِﺮ َﻋﺎَﻳَِﺔ اﳌْﻨـ َﻘ ِﻄـ ِﻊ إﻟَْﻴ َ َ ﻚ َ ،وأ اﻟﻮاﺛِ ِﻖ ﺑِ َ
َ ﺼ ِﺮْ ﻚ َ ،وأ َْوَﱃ ﺑِﻨَ ﲔ َﻋﻠَْﻴ َ َ َﺣَﺮ ى ﺑ َ َُ َ
وأ ْ ِ
َ
ُِ ِ ِ
ـﲑ َ ،وأَﻧَـﺎ ِ ﺻـﻐ ٌﲑ َوأَﻧْ َ ﻮف ،أَﻧَﺎ َﻋﺎﺟٌﺰ َ ،وأَﻧْ َ
ـﺖ َﻛﺒ ٌ ﺖ ﻗَﺪ ُﻳﺮ َ ،وأَﻧَﺎ َ ﻚ َﻣْﻠ ُﻬ ٌ ﻮف َ ،وأَﻧَﺎ إﻟَْﻴ َ ْﺸ ٌ ﻚ َﻣﻜ ُ إﻟَْﻴ َ
ِ ِ ِ
ﺖ ﺻ ُـﻌﺒَ ْ ﲏ ،إ َذا أ َْو َﺣ َﺸْﺘﲏ اﻟﻐُْﺮﺑَـﺔُ ،أﻧْﺴـﻲ ذ ْﻛ ُـﺮَك ،وإ َذا َ ﺖ َﻏ ِ ﱡ ﺿﻌﻴﻒ َوأَﻧْﺖ ﻗَِﻮ ﱡي َ ،وأَﻧَﺎ ﻓَﻘ ٌﲑ َوأَﻧْ َ َ
ﺐ ِﰊ ﻚ َ ،وأَﻳْﻦ ﻳُ ْﺬ َﻫ ُ اﻟﺸﺪاﺋِ ُﺪ أ ﱠﻣﻠﺘُ َ ﺖ َﻋﻠَ ﱠﻲ َ ﻚ ،وإ َذا ﺗََﻼ َﺣ َﻘ ْ ت ﺑِ َ اﺳﺘَ َﺠْﺮ ُ ﻮر ْ َﻋﻠَ ﱠﻲ ُاﻷ ُﻣ ُ
٦٧
ﺼ ُﻦ ِﻣ ْﻦ َﻋ ِﺪﻳـﺪي َو ُاو َﺟ ُـﺪ ﰲ َﻣ َﻜـﺎﱐ َوأَﺻـ ﱡﺢ ﰲ َﻣ ْﻌ ُﻘ ِـﻮﱄ ، ِ
ب ﻣ ْﻦ َوِرﻳﺪي َ ،واﺣ َ
ﻚ ،وأَﻧْﺖ أَﻗْـﺮ ِ
َ َُ َﻋْﻨ َ
ِ وأَ ِزﱠﻣﺔُ اَُﻷﻣﻮِر ُﻛﻠﱡﻬﺎ ﺑِﻴ ِﺪ َك ،ﺻ ِﺎدرةٌ ﻋﻦ ﻗَﻀـﺎﺋِﻚ ،ﻣ ْﺬ ِﻋﻨـﺔٌ ﺑِﺎﳋﻀ ِ ِ
ـﲑةٌ إﱃ َﻋ ْﻔـِﻮ ك ﻚ ،ﻓَﻘ َ ـﻮع ﻟ ُﻘـ ْﺪ َرﺗِ َ َ َ َْ َ َ ُ َ ُ ُ َ َ ُ َ
ﺎﺻ ـﺔُ ، ِ ِ ِ ٍ
ﺼ َ ـﲏ اﳋَ َ اﻟﻀ ـﱡﺮ َ ،و َﴰَﻠَْﺘـ َ ﲏ ُ ـﲏ اﻟ َﻔ ْﻘ ـ ُـﺮ َوﻧَــﺎﻟَ َ
ـﻚ َ ،وﻗَ ـ ْﺪ َﻣ ﱠﺴـ َ ات ﻓَﺎﻗَــﺔ إﱃ ﻗَــﺎرب ﻣـ ْـﻦ َر ْﲪَﺘ ـ َ ،ذَ ُ
ِ وأَ ْﻏ ـﱠﺮﺗﲏ اﳊﺎﺟ ـﺔُ ،وﺗَـﻮ ﱠﲰــﺖ ﺑِ ِ
ﺎﻟﺬﻟﱠـ ِـﺔ َ ،و َﻋﻠَْﺘـ
ﰊـﺖ َ َﺣﺎﻃَـ ْ ـﺖ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ اﻟ َﻜﻠ َﻤ ـﺔُ َ ،وأ َ ـﲏ اﳌ ْﺴ ـ َﻜﻨَﺔُ َ ،و َﺣ ﱠﻘـ ْ َ َ َ ََْ ُ َ
ـﻚ اﻟﺸﱠـﺎﻓِﻴﺔِ ِ ِ ِ َ ِ ِ ِ
ِ
ت ﺑـﻪ أ َْوﻟﻴَـﺎءَ َك ﻓﻴـﻪ ا ِﻹ َﺟﺎﺑَـﺔَ ،ﻓَ ْﺎﻣ َﺴ ْـﺢ َﻣـﺎ ِﰊ ﺑﻴَﻤﻴﻨ َ ِ ﺖ اﻟﺬي َو َﻋـ ْﺪ َ اﻟﻮﻗْ ُ
َ اﳋَﻄﻴﺌَﺔُ َ ،وَﻫ َﺬا َ
ِ
ـﻚ ذي اﳉَـ َـﻼ َل اﻟﻮ ِاﺳـ َـﻌ ِﺔ َ ،وأﻗْﺒِـ ْـﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑَِﻮ ْﺟ ِﻬـ َ ـﻚ َ ـﻚ اﻟﱠﺮاﲪَـ ِـﺔ َ ،وأ َْد ِﺧ ْﻠــﲏ ﰲ َر ْﲪَﺘِـ َ َ ،واﻧْﻈُـ ْـﺮ ﱄ ﺑِ َﻌْﻴﻨِـ َ
ـﺎل َﻫ َﺪﻳْـﺘَــﻪُ َ ،وﻋﻠــﻰ َﺣــﺎﺋِﺮ َآوﻳْـﺘَــﻪُ ، ﺿـ ٍـﺖ ﻋﻠــﻰ أَﺳ ـ ٍﲑ ﻓَ َﻜ َﻜﺘَــﻪُ َ ،وﻋﻠــﻰ َ
ِ َواﻹ ْﻛـ َـﺮِام ،ﻓَﺈﻧـﱠ َ
ـﻚ إ َذا أَﻗْـﺒَـْﻠـ َ
ـﺖ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﻓَـﻠَ ْـﻢ أَ ْﺷـ ُﻜْﺮ َ ،واﺑْـﺘَـﻠَْﻴﺘَـﲏ ـﻚ أَﻧْـ َﻌ ْﻤ َﻒ َآﻣْﻨﺘَﻪُ .اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﻧﱠ َ ﻴﻒ ﻗَـ ﱠﻮﻳْـﺘَﻪُ ،وﻋﻠﻰ َﺧﺎﺋِ ٍ ﺿﻌِ ٍ َوﻋﻠﻰ َ
ﻮﺟــﺐ ﻋﺠـ ِﺰي ﻋ ـ ِﻦ ﺷ ـ ْﻜ ِﺮَك ﻣْﻨــﻊ اﳌﺆﱠﻣــﻞ ِﻣــﻦ ﻓَ ْ ِ ِ
ﻚ َ ،وأ َْو َﺟــﺐ َﻋ ْﺠــِﺰ ي َﻋــﻦ ﻀــﻠ َ ْ َ َ َﺻـِ ْـﱪ ،ﻓَـﻠَـ ْـﻢ ﻳُ ُ َ ْ َ ُ ﻓَـﻠَـ ْـﻢ أ ْ
ِِ ِ ُ ِ
ﺻ ْﱪي ﻓَـ َﻌﺎﻓَﺎﱐ ﻚ ،ﻓَـﻴَﺎ َﻣ ْﻦ ُق َ◌ ﱠل ﻋْﻨ َﺪ ﺑَﻼﺋﻪ َ ﺿﱢﺮَك َ ،وأﻧْـَﺰ َال َر َ◌ ْﲪَﺘِ َ ﻒ ُ ﻚ َﻛ ْﺸ َ ﻠﻰ ﺑِ َﻼﺋِ َ ﺼْﺒـَﺮ َﻋ َ اﻟ ﱠ
ﻹﻋﺘِـ َﺪاد ﻀــﻠِﻚ ،واﻹﻳِــﺰ ِ ِ
اع ﻟ ُﺸـ ْﻜ ِﺮَك َ ،واَ ْ ﻚ اﳌَِﺰﻳـ َـﺪ ﻣـ ْـﻦ ﻓَ ْ َ َ َ َ َﺳـﺄَﻟُ َ َﻋﻄَــﺎﱐ ،أ ْ َ ،و ِﻋْﻨـ َـﺪ ﻧـَ ْﻌ َﻤﺎﺋـِ ِـﻪ ُﺷ ـ ْﻜ ِﺮي ﻓَﺄ ْ
ﺑِﻨـﻌﻤﺎﺋِﻚ ﰲ أﻋﻔﻰ اﻟﻌﺎﻓِﻴ ِﺔ ،وأﺳﺒ ِﻎ اﻟﻨـﱢﻌﻤ ِﺔ إﻧﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛﻞ ﺷ ٍ
ﻲء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ. ْ َ َ َ َ َْ َ َ ﱢ َ ََْ َ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻻ ُﲣْﻠِــﲏ ِﻣ ـ ْـﻦ ﻳَـ ِـﺪ َك َ ،وﻻ ﺗَـْﺘ ـ ُـﺮْﻛﲏ ﻟَ َﻘ ــﺎءاً ﻟِ َﻌ ـ ُـﺪ ﱢو َك َ ،وﻻ ﻟِ َﻌ ـ ُـﺪ ﱢوي َ ،وﻻ ﺗَـ ُﻮ ِﺣ ْﺸ ــﲏ ِﻣ ـ ْـﻦ
ـﻚ اﳋ ِﻔﻴﱠـ ِـﺔ ،وﻛِ َﻔﺎﻳﺘِـ َ ِ ِ ِِ
ـﻚ
ت َﻋﻠَْﻴـ َ ـﻚ َ ،وإ ْن ﻓَ َﺴـ ْﺪ ُ ـﻚ ﻓَـ ْـﺎرُد ْدِﱐ إﻟَْﻴـ َت َﻋْﻨـ َ ـﻚ اﳉَﻤﻴِﻠَــﺔ َ ،وإ ْن َﺷـ َـﺮْد ُ َ َ ﻟَﻄَﺎﺋﻔـ َ َ
ﺖ َﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ. اﻟﻔﺎﺳ َﺪ َ ،وأَﻧْ َ
ﱠﻚ ﺗَـﺮﱡد اﻟﺸﱠﺎ ِرد ،وﺗُﺼﻠِﺢ َ ِ
َ َ ْ ُ ﻚ ،ﻓﺈﻧ َ ُ َﺻﻠ ْﺤ ِﲏ ﻟَ َ
ﻓَﺄ ِ
ْ
ِ ِ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ﻫـ َﺬا ﻣ َﻘــﺎم ِ
ـﻚ ،ﻗَـ ْﺪ َرأَى ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻟُـ ْﺬﱐ ﺑِ َﻌ ْﻔـ ِﻮ َك ،اﳌ ْﺴــﺘَﺠ ُﲑ ﺑِﻌِـﱢـﺰ َﺟﻼﻟـ َ اﻟﻌﺎﺋـِـﺬ ﺑِـ َُ َ َ ُ َ
ُِ ِ ِ
ـﻚ ،ﻓَﺈﻧﱠ َ أﻋ َﻼ َم ﻗُ ْﺪرﺗِ َ ِِ
ـﻚ َ ،وﻟَـﻚ ـﻚ ﺗُـْﺒـﺪىءُ اﳋَﻠ َـﻖ ﰒُﱠ ﺗُﻌﻴ ُـﺪﻩُ َ ،وُﻫ َـﻮ أ َْﻫ َـﻮ ُن َﻋﻠَْﻴ َ ـﺎر َر ْﲪَﺘ َ ﻚ ،ﻓَﺄَرﻩ آﺛَ َ َ ْ
ْر ض
ﻤﻮات َوَاﻷ
اﳌَﺜَﻞ اﻷﻋﻠﻰ ﰲ اﻟ ﱠﺴ َ
٦٨
اﻟﻌ ِﺰﻳﺰ اﳊَ ِﻜﻴﻢ. َوأَﻧْﺖ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺎج إﱃ َﻏ ِْـﲑ َك َﻣ َﻌ َﻬـﺎ ، اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻓَـﺘَـ َﻮﻟﱠﲏ ِوَﻻﻳَـﺔً ﺗُـ ْﻐﻨﻴِـﲏ َـﺎ َ ،ﻋ ْـﻦ ﺳ َـﻮ َاﻫﺎ َ ،وأ َْﻋﻄـﲏ َﻋﻄﻴـﺔً ﻻ أ ْ
َﺣﺘَ ُ
ِ
ـﻚ ْ ،إدﻓَـ ـ ِﻊ ـﻚ َ ،وﻻ ﺑِـ ـﺄ ُْوَﱃ ِﻣ ـ ْـﻦ ﻛِ َﻔﺎﻳَﺘِ ـ َ ـﻚ َ ،وﻻ ﺑِﻨُ ْﻜـ ـ ٍﺮ ِﻣ ـ ْـﻦ َﻋﻄﻴﱠﺘِ ـ َ ـﺖ ﺑِﺒِ ـ َـﺪ ٍع ِﻣ ـ ْـﻦ ِوَﻻﻳَﺘِ ـ َ
ﻓَﺄﻧـ َﱠﻬ ــﺎ ْﻟﻴ َﺴ ـ ْ
ِ ﺶ اﻟ ﱠﺴ ْﻘﻄَﺔَ ،وَﲡﺎوْز ﻋ ِﻦ ﱠِ ﺼﺮ َﻋﺔَ َ ،وأﻧْـ ْﻌ ِ
اﻟﻮْرﻃَـﺔ اﻟﺰﻟﺔ َ ،وأﻗْـﺒَ ِـﻞ اﻟﺘـ ْﱠﻮﺑَـﺔَ َ ،و ْار َﺣـﻢ اﳍَْﻔ َـﻮَة َ ،وﻧَـ ﱢﺞ ﻣ َـﻦ َ َََ َ َ اﻟ ﱠ
ـﺎﺣﱯ ﰲ اﻟ ﱢﺸـ ـﺪﱠةِ ، ﱄ اﻟﻨـﱢﻌﻤ ـ ِـﺔ ،وﺻ ـ ِ ِ ِ
َ ـﺎث اﻟ َﻜْﺮﺑَــﺔ َ ،وَو ﱠ ْ َ اﻟﻌﺜْـ ـ َـﺮَة ،ﻳ ــﺎ ُﻣْﻨﺘَـ َﻬ ــﻰ اﻟﱠﺮ ْﻏﺒَ ـ ِـﺔ َ ،و ِﻏﻴَ ـ َ
َ ،وأَﻗ ـ ِـﻞ َ
ِ ٍ
ـﻚﺣﻴﻢ ﻓــﺈﱃ َﻣـ ْـﻦ ﺗَ ِﻜ ْﻠــﲏ؟ إﱃ ﺑَﻌِﻴــﺪ ﻳَـﺘَ َﺠ َﻬ ُﻤــﲏ ،أ َْو َﻋـ ُـﺪ ﱟو ﳝَْﻠـ ُ ـﺖ اﻟـﱠﺮ ُ
ِ ِ
َو ر ْﲪـ َـﻦ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـ َـﺮةِ◌ ،أﻧْـ َ
ﺎﺧﻄﺎً ﻓَﻤﺎ أُﺑﺎﱄ َ ،ﻏﻴـﺮ أَ ﱠن ﻋ ْﻔـﻮ َك ﻻ ﻳ ِ ﻚ ﻋﻠَﻲ ﺳ ِ
ـﺎك ﻳـَْﻨـ َﻔ ُﻌـﲏ ، ﺿ َ ﻀ ْـﻴ ُﻖ َﻋـﲏ َ ،وِر َ َ َْ َ َ َ َ أ َْﻣﺮي ،إ ْن َﱂْ ﺗَ ُ َ ﱠ َ
ﺎﺳ ـﻄَﺔَ ﺗَـ ْﺪﻓَﻊ ﻋــﲏ ،ﻓَﺨ ـ ْﺬ ﺑِﻴـ ِـﺪي ِﻣــﻦ دﺣـ ِ ِ وَﻛﻨَـ َﻔـــﻚ ﻳﺴـــﻌﲏ ،وﻳـ َـﺪ َك اﻟﺒ ِ
ت، ـﺾ اﳌََﺰﻟﱠــﺔ ﻓَـ َﻘ ـ ْﺪ َﻛﺒَ ـ ْـﻮ ُ ْ َْ ُ َ ُ َ َ َ ُ ََ َ َ
ﺖ ،ﻳﺎ َﻫﺎدي اﻟﻄﱠ ِﺮ ِﻳﻖ ،ﻳﺎ ﻓَـﺎرِج اﳌ ِﻀ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻴﻖ ،ﻳـﺎ
َ َ َ َوﺛَـﺒﱢْﺘﲏ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮا َط اُﻟْ ُﻤ ْﺴﺘَﻘﻴ ِﻢ َ ،و ْاﻫﺪِﱐ َو ﱠإﻻ َﻏ َﻮﻳْ ُ
ـﻴﻖ ِ إﳍــﻲ ﺑــﺎﻟﺘﺤ ِﻘ ِﻴﻖ ،ﻳــﺎ ﺟــﺎِري اﻟﻠﱠ ِﺼ ـﻴﻖ ،ﻳــﺎ رْﻛــﲏ اﻟﻮﺛِﻴــﻖ ،ﻳــﺎ َﻛْﻨ ـ ِﺰي ِ
َﺣﻠُـ ْـﻞ َﻋــﲏ اﳌَﻀـ َ اﻟﻌﺘﻴـ َـﻖ ،أ َْ ُ َ َ َ َ ْ
ﻴﻖ َ ،وﺑِ ُﻜ ﱢـﻞ َﺧ ٍْـﲑ َﺧﻠّﻴ ٌـﻖ ،ﻳـﺎ أ َْﻫ َـﻞ اﻟﺘ ْﻘ َـﻮى َوأ َْﻫ َـﻞ ُﻃﻴﻖ ،إﻧ ِ ِ ِ ِ
ﱠﻚ َﺣﻘ ٌ َ ﻴﻖ َ ،وَﻣﺎ ﻻ أ ُ َوا ْﻛﻔﲏ َﺷﱠﺮ ﻣﺎ أُﻃ ُ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
ﻳﻦ َ ،وأَ ْﻛ ـ َـﺮَم ﲔ َ ،و َﺧْﻴ ـ َـﺮ اﻟﻐَــﺎﻓ ِﺮ َ اﻟﻌﻈَ َﻤ ــﺔ ،ﻳَــﺎ أ َْر َﺣ ـ َـﻢ اﻟ ـﱠﺮاﲪ َاﳌَْﻐﻔـ َـﺮةِ َ ،و َذا اﻟﻌ ـﱢﺰ َواﻟ ُﻘ ـ ْﺪ َرةِ َ ،واﻵﻻء َو َ
ب اﻟﻌــﺎﻟَ ِﻤﲔ ،ﻻ ﺗَـ ْﻘﻄَــﻊ ِﻣْﻨـ َ ِ ِ ِ
ـﺐ ُد َﻋــﺎﺋﻲ ، ـﻚ َر َﺟــﺎﺋﻲ َ ،وﻻ ُﲣَﻴـ ْ ْ ﻳﻦ َ ،وَر ﱠ َ َ ﺼـ َـﺮ اﻟﻨﱠــﺎﻇ ِﺮ َ
ﲔ َ ،وأَﺑْ َ اَْﻷ ْﻛـ َـﺮﻣ َ
أﻋ ِﻄــﲏ ِﻣـ َـﻦ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ُﺳــﺆﱄ اي َ ،و ْ اﺟ َﻌـ ِـﻞ اﳉَﻨﱠــﺔَ َﻣﺜْـ َـﻮ َ
اي َ ،و ْ َوﻻ ُْﲡﻬ ـ ْﺪ ﺑَﻼﺋــﻲ َ ،وﻻ َْﲡ َﻌـ ِـﻞ اﻟﻨﱠـ َ
ـﺎر َﻣ ـﺄْ َو َ
ِ
اﻵﺧ َـﺮِة َﺣ َﺴـﻨﺔً َ ،وﻗِﻨَـﺎ اﻵﺧﺮِة أَﻣﻠﻲ وِرﺿﺎي ،وآﺗِﻨَـﺎ ﰲ اﻟـﺪﱡ◌ﻧْـﻴﺎ ﺣﺴـﻨﺔً وﰲ ِ
ًَ ََ َ ﺎي َ ،وﺑـَﻠﱢ ْﻐﲏ ﻣ َﻦ َ َ َ َ َ َ
ِ ِ
َوُﻣﻨَ َ
ﱠﻚ َﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ِﺪﻳٌِﺮ َ ،وﺑِ ُﻜ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ُِﳏﻴ ٌﻂ َ ،وأَﻧْ َ ِ ِِ
ﱯﺖ َﺣ ْﺴ َ ﲔ ،إﻧ َ اب اﻟﻨﱠﺎ ِر ﻳﺎ ْأر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ َﻋ َﺬ َ
ﲔ .(١) « .. ِ ،وﻧِﻌﻢ ِ
ﻴﻞ َواﳌُﻌ ُ اﻟﻮﻛ َُ َْ َ
__________________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص ٣٨٢ـ ( ٣٨٧ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢١٨ـ .( ٢٢٦
٦٩
وأﻧﺖ ،إذا وﺿﻌﺖ ﻳﺪك ،ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﻓﻘﺮة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،وﺟـﺪت ﻓﻴـﻪ ﻗﺒـﻞ ﲨـﺎل
اﻻﻟﻔ ــﺎظ ،روﻋ ــﺔ اﻻﳝ ــﺎن ،ﻓﻬ ــﻮ ﳝﺜ ــﻞ ﲤﺜ ــﻴﻼ ﺻ ــﺎدﻗﺎ ،اﻧﻘﻄ ــﺎع اﻻﻣ ــﺎم إﱃ اﷲ وﲤﺴ ــﻜﻪ ﺑ ــﻪ ،
وإﻟﺘﺠﺎﺋـﻪ إﻟﻴـﻪ ﰲ ﲨﻴـﻊ أﺣﻮاﻟـﻪ وﺷـﺆوﻧﻪ ،ﺑﺎﻻﺿـﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻌﻈﻴﻤـﻪ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،وﺗﺒﺠﻴﻠـﻪ ،ﻓﻠـﻢ ﻳﺒـﻖ
ﻛﻠﻤــﺔ ﻓﻴﻬ ــﺎ ﺗﻘــﺪﻳﺲ ﷲ إﻻ ﺣﻔ ــﻞ ــﺎ ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء اﻟــﺬي ﻫ ــﻮ ﻣــﻦ ذﺧ ــﺎﺋﺮ أدﻋﻴــﺔ أﻫ ــﻞ اﻟﺒﻴ ــﺖ
�.
وﺣﻜﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻣﺪى ﻓﺰع اﻻﻣﺎم � ،ﻣﻦ اﳌﻨﺼﻮر اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ اﳉـﻼد ،ﻓﻘـﺪ أﺳـﺘﺠﺎر
اﻻﻣﺎم ،ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻗﺪ وﻗﺎﻩ اﷲ وأﳒﺎﻩ ﻣﻨﻪ ،وﺻـﺮف ﻋﻨـﻪ ﻛﻴـﺪﻩ ،ﻓﻠـﻢ ﻳﺘﻌـﺮض ﻟـﻪ
ﲟﻜﺮوﻩ.
ب ـ وﱂ ﻳﻜــﻦ اﳌﻨﺼــﻮر ﻃﻴــﺐ اﻟــﻨﻔﺲ ،وإﳕــﺎ ﻏﻠــﻴﻆ اﻟــﻨﻔﺲ ﺣﻘــﻮدا ،ﻓﻘــﺪ أﺗﺮﻋــﺖ ﻧﻔﺴــﻪ
اﻟﺸﺮﻳﺮة ،ﺑﺎﻟﺒﻐﺾ واﻟﻌﺪاء ﻟﻼﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،وﻗﺪ ﻋﺰم ﻋﻠـﻰ ﻗﺘﻠـﻪ ﺣﻴﻨﻤـﺎ رﺟـﻊ ﻣـﻦ اﳊـﺞ ،
ﻓﻘــﺪ أوﻋــﺰ إﱃ ﺣﺎﺟﺒــﻪ اﻟﺮﺑﻴــﻊ ﺑﺎﺣﻀــﺎرﻩ ،وﻫــﻮ ﻳﺮﻋــﺪ وﻳــﱪق ،وﻳﺘﻬــﺪد وﻳﺘﻮﻋــﺪ وﳌــﺎ ﻣﺜــﻞ اﻻﻣــﺎم
ﻋﻨﺪﻩ ،ﻗﺎﺑﻠـﻪ ﲝﻔـﺎوة وﺗﻜـﺮﱘ ،ﰒ اﻧﺼـﺮف ﻋﻨـﻪ ﻓﺒﻬـﺮ اﻟﺮﺑﻴـﻊ ،وﻗـﺎل ﻟﻼﻣـﺎم :ﺑـﺄﰊ أﻧـﺖ وأﻣـﻲ ،
ﻳــﺎ اﺑــﻦ رﺳــﻮل اﷲ � إﱐ ﱂ أﺷــﻚ ﻓﻴــﻪ ﺳــﺎﻋﺔ دﺧﻮﻟــﻚ ﻋﻠﻴــﻪ ،أن ﻳﻘﺘﻠــﻚ ،ورأﻳﺘــﻚ ﲢــﺮك
ﺷﻔﺘﻴﻚ ،ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻗﻠﺖ؟ ﻗﺎل � إﱐ ﻗﻠﺖ :
ـﱯ اﷲُ اﻟــﺬي َﱂْ ﻳَـ َـﺰْل ِ ِ ـﱯ ِﻣـ ْـﻦ َﱂْ ﻳَـ ْ ِ ِ ِ ِ » َﺣ ْﺴـ ِ
ـﺰل َﺣ ْﺴــﱯ َ ،ﺣ ْﺴـ َ ﲔ َ ،ﺣ ْﺴـ َ ـﱯ اﳋـَــﺎﻟﻖ ﻣـــﻦ اﳌَ ْﺨﻠُـــﻮﻗ َ
ـﺎم َ ،وأ ْﻛﻨُـ ْﻔ ـ ِـﲏ ﺑُِﺮْﻛﻨِـ َ
ـﻚ ـﻚ اﻟ ــﱵ ﻻ ﺗَـﻨَـ ُ ُﺣُﺮ ْﺳ ــﲏ ﺑِ َﻌْﻴﻨِـ َ ﺣﺴ ـ ِـﱯ ،ﺣﺴ ـ ِـﱯ اﷲ وﻧِﻌ ــﻢ ِ
اﻟﻮﻛﻴِـ ُـﻞ .اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أ ْ
َْ َ َُ َ َ َْ
ِ ِ ِ
ﺼ ـ ِﺮَك َ ،و ﱠإﻻ َﻫﻠَ ْﻜـ ُ
ـﺖ ﻚ َ ،وُﻣ ـ ﱠﻦ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑِﻨَ ْ اﺣ َﻔﻈْــﲏ ﺑِﻌ ـﱢﺰَك َ ،وا ْﻛﻔـ ِـﲏ َﺷــﺮﻩُ ﺑُِﻘ ـ ْﺪ َرﺗ َاﻟــﺬي ﻻ ﻳُـ َـﺮ ُام َ ،و ْ
وأَﻧْــﺖ رﱢﰊ ،اﻟﻠّﻬ ـﻢ ،إﻧـﱠـﻚ أَﺟــﻞ وأ ِ
ـﻚ ﰲ َْﳓ ـ ِﺮﻩِ ، إﱐ أ َْد َرأُ ﺑِـ ََﺣ ـ َﺬ ُر ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ـﺎف َوأ ْ
َﺧـ ُ َﺧﻴَ ـ ُـﺮ ﳑــﺎ أ َ
َ َﱡَ ْ ُﱠ َ َ َ
ِ وأَﻋﻮذُ ﺑِ َ ِ
اب ، ﻮﺳـﻰ ﻓْﺮ َﻋ ْـﻮ َن َ ،وُﳏَ ﱠﻤـﺪاً � َاﻷ ْﺣ َـﺰ َ ـﺎﰲ ُﻣ َ ِ
ْﻔﻴﻚ إﻳـﺎﻩُ ،ﻳـﺎ َﻛ َ َﺳـﺘَﻜ َ ـﻚ ﻣ ْـﻦ َﺷ ﱢـﺮﻩِ َ ،وأ ْ َ
ﺎﺧ َﺸـ ْـﻮُﻫ ْﻢ ،ﻓَـ َـﺰ َاد ُﻫ ْﻢ إﳝَﺎﻧـﺎًَ .وﻗَــﺎﻟُﻮا َﺣ ْﺴــﺒُـﻨَﺎ اﷲ ـﺎس ﻗَـ ْﺪ َﲨَ ُﻌـﻮا ﻟَ ُﻜـ ْـﻢ ﻓَ ْـﺎس ا ﱠن اﻟﻨﱠـ َ
ـﺎل َﳍـُ ُـﻢ اﻟﻨﱠـ ُ اﻟــﺬﻳﻦ ﻗَـ َ
ﻴﻞ ، وﻧِﻌﻢ ِ
اﻟﻮﻛ ُ َ َْ َ
٧٠
ـﻚ ُﻫـ ُـﻢ اﻟﻐَــﺎﻓِﻠُﻮ َن ،ﻻ َﺟـَـﺮَم وأُوﻟﺌِــﻚ اﻟــﺬﻳﻦ ﻃَﺒــﻊ اﷲ ﻋﻠــﻰ ﻗُـﻠُــﻮِِﻢ ،وﲰﻌِ ِﻬــﻢ ،وأَﺑ ِ
ﺼــﺎ ِرﻫﻢ َ ،وأُوﻟﺌِـ َ َ َْ ْ َ ْ َ ََ ُ َ َ
ﻬﻢ َﺳ ـ ـ ﱠﺪاً َ ،وِﻣـ ـ ْـﻦ َﺧ ْﻠ ِﻔ ِﻬـ ـ ْـﻢ َﺳ ـ ـ ﱠﺪاً ،ِ ِِ ِ ِ ِ
أَ ـُـ ْـﻢ ﰲ اﻵﺧـ ـ َـﺮة ُﻫـ ـ ُـﻢ اََﻷ َﺧ َﺴـ ـ ُـﺮو َن َ ،و َﺟ َﻌْﻠﻨَـ ــﺎ ﻣـ ـ ْـﻦ ﺑَـ ـ ْـﲔ أَﻳْـ ــﺪﻳ ْ
ﺼ ُﺮو َن ).(١ ﻓَﺄَ ْﻏ َﺸﻴـﻨَﺎﻫﻢ ،ﻓَـﻬﻢ ﻻ ﻳـﺒ ِ
ْ ُ ْ ُ ْ ُْ
وﺻﺮف اﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻛﻴﺪ اﳌﻨﺼﻮر ﺑﱪﻛﺔ ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ،وﻗـﺪ روي أﻧـﻪ دﻋـﺎ ﺑـﺪﻋﺎء آﺧـﺮ أﲰـﺎﻩ :
دﻋﺎء اﳉﻴﺐ ،وﻫﻮ ﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﲪﻠﻪ اﻟﺒﻠﻴﺔ واﳋﻮف وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ﻚـﻚ اﻟـﺬي ﻻ ﻳُـَـﺮ ُام َ ،و ْارﲪَْـﲏ ﺑُِﻘـ ْﺪ َرﺗِ َ ـﺎم َ ،واَ ْﻛﻨِ ْﻔـ ِـﲏ ﺑُِﺮْﻛﻨِ َـﻚ اﻟـﱵ ﻻ ﺗَـﻨَ ُ اﺣُﺮ ْﺳـﲏ ﺑِ َﻌْﻴﻨِـ َ
» اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ ،
ـﻚ ِﻋْﻨ َـﺪ َﻫﺎ ُﺷـ ْﻜ ِﺮي َ ،وَﻛ ْـﻢ ب َ ،ﻛﻢ ﻧِﻌﻤ ٍﺔ أَﻧْـﻌﻤ ِ ﻋﻠَﻲ ،أَﻧْ ِ
ﺖ َﺎ َﻋﻠَ ﱠﻲ ،ﻗَ ﱠﻞ ﻟَ َ ﺖ ﺛ َﻘﱵ َوَر َﺟﺎﺋﻲ َ ،ر ﱢ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ﱠ
ﺻ ِْﱪي ،ﻓَـﻴَﺎ َﻣ ْﻦ ﻗَ ﱠﻞ ِﻋْﻨ َﺪ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ ِﻪ ُﺷ ْﻜ ِﺮي ﻓَـﻠَ ْﻢ َْﳛ ِﺮْﻣﲏ َ ،وﻳَﺎ ِﻣﻦ ﺑﻠِﻴﱠ ٍﺔ اﺑـﺘَـﻠَﻴﺘَ ِﲏ ِ ﺎ ،ﻗَ ﱠﻞ ﻟَ َ ِ
ﻚ ﻋْﻨ َﺪ َﻫﺎ َ َْ ْ ْ َ
ِِ ِ
ﻀـ ْـﺤﲏ ،ﻳــﺎ َذا ﺻـ ِْـﱪي ﻓَـﻠَـ ْـﻢ َﳜْـ ُﺬﻟْﲏ َ ،وﻳَــﺎ َﻣـ ْـﻦ َرآﱐ ،ﻋﻠــﻰ اﳋَﻄَﺎﻳَــﺎ ،ﻓَـﻠَـ ْـﻢ ﻳـَ ْﻔ َ َﻣــﻦ ﻗَـ ﱠـﻞ ﻋﻨـ َـﺪ ﺑَﻼﺋــﻪ َ
ِ ِ
ﺼـﻠﱢ َﻲ ﻋﻠــﻰ ﻚ أَ ْن ﺗُ َ َﺳـﺄَﻟُ َ ﺼــﻰ َﻋـ َـﺪداً ،أ ْ اﳌَْﻌـُـﺮوف اﻟــﺬي ﻻ ﻳَـْﻨـ َﻘﻀــﻲ أَﺑَــﺪاً ،وﻳــﺎ ذا اﻟـﻨّـ َﻌ ِﻢ اﻟــﱵ ﻻ ُْﲢ َ
ِ ِ ِ ُﳏ ﱠﻤـﺪ وآﻟِـﻪ َﻛﻤـﺎ ﺻـﻠﱠﻴﺖ ﻋﻠــﻰ إﺑـﺮ ِاﻫﻴﻢ إﻧﱠ َ ِ ِ
ـﻚ َﲪﻴـ ٌﺪ َﳎﻴـ ٌﺪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﻧَـﻪُ َﻋْﺒـ ٌﺪ ﻣ َـﻦ ﻋﺒَـﺎد َك ،أَﻟْ َﻘْﻴـ َ
ـﺖ َ َ َ َْ َ َ
ِ ِ
ـﻼح أ َْﻣـ ِﺮي َ ،وﺑِـ َ
ـﻚ ﺻ ُ ﺼ َـﺮﻩُ َ ،وﻗَـْﻠﺒَـﻪُ ،إﱃ ﻣــﺎ ﻓﻴـﻪ َ ﻚ ،ﻓَ ُﺨـ ْﺬ ﲰَْ َﻌـﻪُ َ ،وﺑَ َ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ ُﺳـﻠﻄَﺎﻧﺎً ﻣ ْـﻦ ُﺳـْﻠﻄَﺎﻧ َ
ِ ِ
َﻋﻮذ ﺑِﻚ ِﻣﻦ ﺷﱢﺮﻩِ ، َد َرأ ﰲ َْﳓ ِﺮﻩ َوأ ُأْ
ِ ِ ِ ِ ِِ
ـﺖ َﻋْﻨـﻪُ َ ،وﻻ اﺣ َﻔﻈْـﲏ ﻓﻴﻤـﺎ ﻏْﺒ َ ﺎي َ ،وﻋﻠﻰ آﺧَﺮﰐ ﺑِـﺎﻟﺘﱠـ ْﻘ َﻮى َ ،و ْ اﻟﻠّ ُﻬ َﻢ ،أَﻋ ﱢﲏ ﺑﺪ ِﻳﲏ ﻋﻠﻰ ُدﻧْـﻴَ َ
ﺼﻪُ اﳌ ْﻐ ِﻔَﺮةُ ،إ ْﻏ ِﻔْﺮ ﱄ ﻣـﺎ ﻻ ُ ﻮب َ ،وﻻ ﺗَـْﻨـ ُﻘ ُ ﻀﱡﺮﻩُ اﻟ ﱡﺬﻧُ ﻀْﺮﺗُﻪُ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ﺗَ ُ ﻴﻤﺎ َﺣ َ َ
ﺗَ ِﻜ ْﻠﲏ إﱃ ﻧَـ ْﻔ ِﺴﻲ ﻓِ
َ ِ ِ
ﻚ ﻓَـَﺮﺟ ـﺎً ﻗَ ِﺮﻳَﺒ ـﺎً َ ،وِرْزﻗ ـﺎً َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﺎب ،ﻳــﺎ إﳍــﻲ أ ْ اﻟﻮﻫـ ُ ـﺖ َ ـﻚ ،إﻧـﱠ َ
ـﻚ أَﻧْـ َ ﺼـ َﻀـ ُـﺮَك َ ،وأ َْﻋﻄــﲏ ﻣــﺎ ﻻ ﻳـَْﻨـ ُﻘ ُ ﻳَ ُ
َو ِاﺳﻌﺎً ،
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢٢٧ـ ( ٢٢٨اﳌﺨﻼة ) ص ١٨١ـ .( ١٨٢
٧١
ﻚ اﻟﻐِ َـﲎ
َﺳﺄَﺳـﻠُ َ ﻚ اﻟ ﱡﺸﻜْﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻓِﻴ ِﺔ ،ودوام ِ ِ َﺳﺄَﻟُ َ ٍِ ﻚ ِ ِ
اﻟﻌﺎﻓﻴَـﺔ َ ،وأ ْ
َ َ َ ََ َ َ َ َﺳﺄَﻟُ َ َ
اﻟﻌﺎﻓﻴَﺔَ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﺑَﻠﻴﱠﺔ َ ،وأ ْ َوأ ْ
ﲔ « .. ِِ اﻟﻌ ِﻈﻴ ِﻢ ،ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
ﻋ ِﻦ اﻟﻨﱠﺎس ،وﻻ ﺣﻮَل وﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة ﱠإﻻ ﺑِﺎﷲِ ِ
ﻚ ﻳﺎ ْأر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ اﻟﻌﻠ ﱢﻲ َ
َ َ َْ َ َ
ﻗـﺎل اﻟﺮﺑﻴـﻊ ﻓﻜﺘﺒﺘـﻪ ﻓﻬــﺎ ﻫـﻮ ﰲ ﺟﻴـﱯ ،وﻗــﺎل ﻃـﺎش ﻛﺴـﺮى :وأﻧـﺎ اﻟﻔﻘـﲑ اﳊﻘـﲑ ﺗـﺮاب أﻗــﺪام
اﻟﻔﻘـ ـﺮاء ،ﻛﺘﺒﺘ ــﻪ ،وﻗ ــﺪ رأﻳ ــﺖ ﻟ ــﻪ أﺛـ ـﺮا ﻇ ــﺎﻫﺮا واﻧﺘﻔﻌ ــﺖ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﺪة ،ﻓﻌﻠﻴ ــﻚ أن ﺗﻨﺨ ــﺮط ﰲ ﻫ ــﺬا
اﳌﺴﻠﻚ ﺑﺸﺮط اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﺼﺤﻴﺢ ).(١
ج ـ وورم أﻧــﻒ اﳌﻨﺼــﻮر ،وﲤﻴــﺰ ﻏﻴﻈــﺎ ﳌــﺎ ﻳ ـﺮاﻩ ،وﻳﺴــﻤﻌﻪ ،ﻣــﻦ إﲨــﺎع اﳌﺴــﻠﻤﲔ ،ﻋﻠــﻰ
ﺗﻌﻈــﻴﻢ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،واﻻﻋ ـﱰاف ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻔﻀــﻞ ،ﻓﺄﺧــﺬ ﻳﺒﻐ ــﻲ ﻟــﻪ اﻟﻐﻮاﺋ ــﻞ ﻻﻏﺘﻴﺎﻟ ــﻪ ،
وﻟﻜﻦ اﷲ ﺻﺮف ﻋﻨﻪ ﻛﻴﺪﻩ ،وﳌﺎ ﻗﻔﻞ ﻣﻦ ﻳﺜﺮب ،أﻗﺎم ﺑﺎﻟﺮﺑﺬة ،اﻟﱵ دﻓﻦ ﺎ اﻟﺜـﺎﺋﺮ اﻟﻌﻈـﻴﻢ ﰲ
اﻻﺳﻼم ،أﺑﻮ ذر اﻟﻐﻔﺎري ،وﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻓﺄوﻋﺰ اﳌﻨﺼﻮر إﱃ إﺑـﺮاﻫﻴﻢ اﺑـﻦ
ﺟﺒﻠــﺔ .ﻳﺈﺣﻀــﺎر اﻻﻣــﺎم ،ﻓﺄﺳــﺮع إﻟﻴــﻪ ،وﻓــﺰع ﻣﻨــﻪ اﻻﻣــﺎم ،ودﻓــﻊ ﻳﺪﻳــﻪ ﺑﺎﻟــﺪﻋﺎء إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ
ﻗﺎﺋﻼ :
ـﺖ ﱄ ﰲ ُﻛ ﱢـﻞ أ َْﻣـ ٍﺮ ﻧـَ َـﺰَل ِ ِ ِ ﺖ ﺛَِﻘﱵ ﰲ ْﻛ ﱢﻞ َﻛـﺮ ٍ
ب َ ،وَر َﺟـﺎﺋﻲ ﰲ ُﻛ ّـﻞ ّ◌◌ ﺷـﺪﱠة َ ،وأَﻧْ َ ْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ـﺐ ، ـﻞ ﻓِﻴـ ِـﻪ اﳊِﻴﻠَــﺔُ َ ،وَﳜْـ ُﺬ ُل ﻓِﻴـ ِـﻪ َ ِ اﻟﻔـ َـﺆ ُاد َ ،وﺗَِﻘـ ﱡ ﰊ ﺛَِﻘـﺔٌ و ُﻋ ـ ﱠﺪةٌ َ ،ﻛــﻢ ِﻣــﻦ َﻛــﺮ ٍ
اﻟﻘﺮﻳـ ُ ﻒ َﻋْﻨــﻪُ ُ ﻀـ ُـﻌ ُ
ب ﻳَ ْ ْ ْ ْ َ
ِ ِ
ـﻚ َﻋ ﱠﻤـﻦ ـﻚ َ ،ر ْﻏﺒَـﺔً ﻓﻴ ِـﻪ إﻟَْﻴ َ ـﻚ َ ،و َﺷـﻜ ْْﻮﺗُﻪُ إﻟَْﻴ َ ـﻮر ،أَﻧْـَﺰﻟَﺘُـﻪُ ﺑِ َ ِ ِ
ـﺪو َ ،وﺗُـ ْﻌﻴﻴـﲏ ﻓﻴـﻪ ُاﻷ ُﻣ ُ اﻟﻌ ّ
وﻳ ْﺸﻤ ِِ
ﺖ ﺑﻪ َ ََ َ ُ
ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
ﺐ ُﻛ ﱢـﻞ َﺣ َﺴـﻨَﺔ َ ،وُﻣْﻨﺘَﻬ َـﻰ ﺻﺎﺣ ُ ﺖ َوِﱄ ُﻛ ﱢﻞ ﻧ ْﻌ َﻤﺔ َ ،و َ ﺳ َﻮ َاك ،ﻓَـ َﻔﱠﺮ ْﺟﺘَﻪُ َ ،وَﻛ َﺸ ْﻔﺘَﻪُ َ ،وَﻛ َﻔْﻴﺘَﻨﻴﻪ ،ﻓَﺄَﻧْ َ
ﺎﺿﻼً « .. ﻚ اﳌ ﱡﻦ ﻓَ ِ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َﻛﺜِﲑاً َ ،وﻟَ َ ﺎﺟ ٍﺔ ،ﻓَـﻠَ َ ُﻛ ﱢﻞ َﺣ َ
َ
وﺣﻴﻨﻤﺎ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﻴﺔ اﻟﺴﻔﺎك دﻋﺎ اﷲ ﻗﺎﺋﻼ :
__________________
١ـ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺴﻌﺎدة وﻣﺼﺒﺎح اﻟﺴﻴﺎدة .١٥٥ / ٣
٧٢
ـﻮب َ ،وُﳏَ َﻤـ ٍـﺪ
ﺎق َ ،وﻳَـ ْﻌ ُﻘـ َ
ـﺤ َ ِ
ﻴﻢ َ ،وإﲰَﺎﻋﻴـ َـﻞ َ ،وإﺳـ َ
ِ
ﻴﻞ َ ،وإﻟــﻪَ أﺑْـ َـﺮاﻫ َ
» ﻳــﺎ إﻟــﻪ ِﺟﺒـﺮاﺋِﻴــﻞ ،و ِ
إﺳـَـﺮاﻓ َ
َ َْ َ َ ْ
ٍ ِ ِ ِ ِ ِِ ﱠ
ـﻚ ﺑ َﺸ ْـﻲء ﻻ ﻃَﺎﻗَـﺔَ ﱄ ﺗﺴﻠﱢ ْﻂ ﻋﻠ ﱠـﻲ أ َ
َﺣـﺪاً ﻣـﻦ َﺧﻠْﻘ َ � ،ﺗَـ َﻮﻟ ِﲏ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﻐَ َﺪاة َ ،و َﻋﺎﻓﲏ َوﻻ َ
ﺑِﻪ « ...
وﺻﺎح اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﺑﺎﻻﻣﺎم ،ﻣﺘﻬﻤﺎ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺎزﻋﻪ ﰲ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ ،ﻗﺎﺋﻼ » :أﻣﺎ واﷲ ﻷﻗﺘﻠﻨﻚ ..
«.
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻻﻣﺎم ﺑﺮﻓﻖ :
» ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ؟ ﻓَﺄَْرﻓِﻖ ﻓﻮاﷲ ﻟﻘﻠﱠﻤﺎ أﺻﺤﺒﻚ .« ..
وﺧﻠﻰ اﳌﻨﺼﻮر ﺳـﺒﻴﻠﻪ ،إﻻ أﻧـﻪ أوﺟـﺲ ﰲ ﻧﻔﺴـﻪ ﺧﻴﻔـﺔ ﻣـﻦ ﻗﻮﻟـﻪ » :ﻓـﻮاﷲ ﻟﻘﻠﻤـﺎ أﺻـﺤﺒﻚ
« وﺧــﺎف أﻧــﻪ ﻗــﺪ ﻋﻨــﺎﻩ ﺑــﺬﻟﻚ ،ﻓــﺄوﻋﺰ إﱃ ﻋﻴﺴــﻰ ﺑــﻦ ﻋﻠــﻲ ﻳﺴــﺄﻟﻪ ﻋــﻦ ذﻟــﻚ ،ﻓﺄﺟﺎﺑــﻪ :إﻧــﻪ
ﻋﲎ ﻧﻔﺴﻪ ،وأﻧﻪ ﻫﻮ اﻟـﺬي ،ﻳﻔـﺎرق اﳊﻴـﺎة ﻋﻤـﺎ ﻗﺮﻳـﺐ ..ﻗـﺎل إﺑـﺮاﻫﻴﻢ ﺑـﻦ ﺟﺒﻠـﺔ :ﻓﺨﺮﺟـﺖ ،
ﻓﻮﺟﺪت اﻻﻣـﺎم � ﺟﺎﻟﺴـﺎ ﻳﻨﺘﻈـﺮﱐ ﻟﻴﺸـﻜﺮﱐ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻗﺪﻣﺘـﻪ ﻟـﻪ ﻣـﻦ ﺧـﺪﻣﺎت ،وﻛـﺎن ﻳـﺪﻋﻮ
اﷲ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﲔ ﻳَ ـ ْﺪ ُﻋﻮﱐ َ ،وا َﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲِ اﻟ ــﺬي » اﳊﻤـ ـ ُﺪ ﷲِ اﻟ ــﺬي أ َْدﻋ ــﻮﻩ ﻓَـﻴ ِﺠﻴﺒ ــﲏ ،وإ ْن ُﻛْﻨ ـ ِ ِ
ـﺖ ﺑَﻄﻴﺌ ـﺎً ﺣ ـ َ ُ ُ ُ ُ ُ َ َْ
ﺐ اﻟ ﱡﺸـﻜَْﺮ ﻋﻠ ﱠـﻲ ِ أَﺳﺄَﻟُﻪ ﻓَـﻴـﻌ ِﻄﻴﲏ ،وإ ْن ُﻛْﻨ ِ ِ
أﺳـﺘَـ ْﻮ َﺟ َ
ﺮﺿـﲏ َ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ اﻟـﺬي ْ ـﲔ ﻳَ ْﺴﺘَـ ْﻘ ُ
ﺖ َﲞـﻴﻼً ﺣ َ ُ َ ْ ُ ُْ
ﺎس ِ ِ ِ
ﺖ ﻗَﻠﻴﻼً ُﺷ ْﻜ ِﺮ ِي َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ اﻟﺬي وَﻛﻠَﲏ إﻟَْﻴﻪ ﻓَﺄَ ْﻛَﺮَﻣﲏ َ ،وَﱂْ ﻳَﻜ ْﻠﲏ إﱃ اﻟﻨَ ِ ﺑَِﻔ ْ ِ ِ
َ ﻀﻠﻪ َ ،وإ ْن ُﻛْﻨ ُ
ب ﻣـﺎ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَـﲏ ِﳑﱠـﺎ ـﻚ ُﺧْﻠﻔـﺎً ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻳـﺎ َر ﱡ ب ﻟُﻄْﻔـﺎً َ ،وﺑِ ِﻜ َﻔﺎﻳَﺘِ َـﻚ ﻳـﺎ َر ﱡ ِ
ﻴﺖ ﺑِﻠُﻄْﻔ َ ِ
ﻳُﻬﻴﻨﻮﻧَﲏ ،ﻓَـَﺮﺿ ُ
ﺎﺟ َﻌ ْﻠﻪُ ﻗِ َﻮاﻣﺎً ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ
ﺐ ،ﻓَ ْ ﺖ َﻋﲏ ِﳑﱠﺎ أ ُِﺣ ﱡ ﺐ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،وَﻣﺎ َزَوﻳْ َ
ﺐ ،ﻓَﺎﺟﻌْﻠﻪ ﻗُـ ﱠﻮًة ﱄ ﻓِ ِ
ﻴﻤﺎ ُﲢ َُ َْ ُ أ ُِﺣ ﱡ
ـﺖ َﻋــﲏ ِﻣـ َـﻦ ُاﻷ ُﻣــﻮِر ،ﻓَــﻼ ﺗُـﻐَﻴﱢْﺒــﲏ َﻋـ ْـﻦ اﺟ َﻌ ْﻠــﻪُ َﺧـ ْـﲑاً ﱄ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻣــﺎ َﻏﻴﱠْﺒـ َـﺐ َ ،و ْإﻋ ِﻄــﲏ ﻣــﺎ أ ُِﺣـ ﱡ ْ ،
ِ ِ ِ
ـﺖ ﻓَــﻼ ـﻴﺖ ،ﻓَــﻼ أﻧْ َﺴــﻰ ذ ْﻛـَـﺮَك َ ،وَﻣــﺎ َﻣﻠَْﻠـ ُ ـﻚ َ ،وَﻣــﺎ ﻧَﺴـ ُ ت ،ﻓَــﻼ أﻓْﻘـ ُـﺪ َﻋ ْﻮﻧَـ َ ِﺣ ْﻔ ِﻈـ َ
ـﻚ َ ،وَﻣــﺎ ﻓَـ َﻘـ ْﺪ ُ
أ ََﻣ ﱡﻞ
٧٣
ﻛﻴﻞ .(١) « ...
اﻟﻮ ُﱯ اﷲُ َو ْﻧﻌ َﻢ َﻚ ﺗـُ َﻮﱠﻛﻠْ ُ ِ
ﺖ َﺣ ْﺴ َ ُﺷﻜَْﺮَك َ ،ﻋﻠَْﻴ َ
د ـ وﺛﻘـﻞ اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻋﻠـﻰ اﳌﻨﺼـﻮر ،وذﻟـﻚ ﻟـﺬﻳﻮع ﻓﻀـﻠﻪ ،واﻧﺘﺸـﺎر ﻋﻠﻮﻣـﻪ ،
ﻓــﺄوﻋﺰ إﱃ إﺑ ـﺮاﻫﻴﻢ ﺑــﻦ ﺟﺒﻠــﺔ ﺑﺈﺷﺨﺎﺻــﻪ ﻣــﻦ ﻳﺜــﺮب إﻟﻴــﻪ ،وﻣﻀــﻰ إﺑ ـﺮاﻫﻴﻢ ﰲ ﻣﻬﻤﺘــﻪ ،ﻳﻘﻄــﻊ
اﻟﺒﻴــﺪاء ،ﺣــﱴ اﻧﺘﻬــﻰ إﱃ اﻻﻣــﺎم � ،ﻓﻌﺮﻓــﻪ ﺑــﺎﻻﻣﺮ ،ﻓﺘﺴــﻠﺢ � ﺑﺎﻻدﻋﻴــﺔ ،واﻟﺘﻀــﺮع إﱃ
اﷲ ،أن ﻳﺼﺮف ﻋﻨﻪ ﻛﻴﺪ اﳌﻨﺼﻮر ،وﻳﻨﺠﻴﻪ ﻣﻦ ﺷـﺮﻩ ،وﻛـﺎن ﻣـﻦ أدﻋﻴﺘـﻪ اﻟـﱵ رواﻫـﺎ إﺑـﺮاﻫﻴﻢ ﻣـﺎ
ﻳﻠﻲ :
١ـ روى إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺟﺒﻠﺔ ﻗﺎل :ﳌﺎ ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﻨﺼﻮر ،ﲰﻌﺘﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ب َ ،وَر َﺟﺎﺋﻲ ﰲ ُﻛـﻞ ِﺷـﺪﱢةٍ َ ،وإﺗِﻜـﺎﱄ ﰲ ُﻛ ﱢـﻞ أ َْﻣـ ٍﺮ ﻧـَ َـﺰَل ﰊ ، ﺖ ﺛَِﻘﱵ ﰲ ُﻛﻞ َﻛﺮ ٍ
ْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ﻒ ﻓِ ِﻴﻪ اﻟ ُﻘ َﻮى َ ،وﺗَ ِﻘ ﱡﻞ ﻓِ ِﻴﻪ اﳊِْﻴـﻠَﺔُ َ ،وَﳜْـ ُﺬ ُل ﻓِﻴ ِـﻪ ﻀ ُﻌ ُ
ب ﺗَ ْ ﱠ◌ﰐ ،ﻛﻢ ِﻣﻦ َﻛﺮ ٍ
ْ ْ ْ
ﻚ ﻋﺪ ِ
ﻚ ﺛ َﻘﱵ َ ،وﺑِ َ ُ
ﻋﻠَﻴ َ ِ
َْ
ـﻚ َ ،ﻋ ﱠﻤـ ْـﻦ ِﺳـ َـﻮ َاك اﻟ َﻘ ِﺮﻳــﺐ ،وﻳ ْﺸــﻤﺖ ﻓِﻴـ ِـﻪ اﻟﻌــﺪ ﱡو ،أَﻧْـﺰﻟْﺘــﻪ ﺑِــﻚ ،وﺷـ َﻜﻮﺗُﻪ إﻟَﻴــﻚ ،ر ِ ِ
اﻏﺒـﺎً ﻓﻴـ ِـﻪ إﻟَْﻴـ َ َُُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َُ ُ ََ َ ُ
ـﻚ اﳌـ ﱡﻦ ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ َﻛﺜـﲑاً َ ،وﻟَ َ ﱄ ُﻛ ﱢﻞ ﻧِ ْﻌ َﻤ ٍـﺔ َ ،وُﻣْﻨﺘَﻬـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺣﺎ َﺟ ٍـﺔ ،ﻟَ َ
ﺖ َوِ ﱡﻓَـ َﻔﱠﺮ ْﺟﺘَﻪُ َ ،وَﻛ َﺸ ْﻔﺘَﻪُ ،ﻓَﺄَﻧْ َ
َ ﻓَ ِ
ﺎﺿﻼ « ...
٢ـ ﻗﺎل إﺑﺮاﻫﻴﻢ :وﳌﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻼﻣﺎم راﺣﻠﺘﻪ ﻟﲑﻛﺐ ،ﲰﻌﺘﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
َﺳـ ـﺘَـْﻨ ِﺠ ُﺢ َ ،وِﲟُ َﺤ َﻤ ـ ٍـﺪ � أَﺗَـ َﻮ ﱠﺟ ــﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أ ْذﻟِـــﻞ ﱄ ـﻚ أ ْ َﺳ ـﺘَـ ْﻔﺘِ ُﺢ َ ،وﺑِـ َ
ـﻚ أ ْ» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﺑِـ َ
ـﲑ ﻓَـ ْـﻮ َق ﻣــﺎ أ َْر ُﺟــﻮ ، ﺻـ ُـﻌﻮﺑٍَﺔ ،و ْارُزﻗُــﲏ ِ ،ﻣــﻦ اﳋَـ ِْ
ﺻـ ُـﻌﻮﺑـَﺘَﻪُ َوُﻛـ ﱢـﻞ ُ
ٍ
ُﺣُﺰوﻧَـﺘَــﻪُ َوُﻛـ ﱢـﻞ ُﺣُﺰوﻧَــﺔ َ ،و َﺳـ ﱢﻬ ْﻞ ﱄ ُ
َ َ
ﺖ َ ،و ِﻋْﻨ َﺪ َك أ ﱡم ﱠﻚ ﲤَْﺤﻮ ﻣﺎ ﺗَ َﺸﺎءُ َ ،وﺗُـﺜْﺒِ ُ َﺣ َﺬ ُر ،ﻓَﺈﻧ َ ِ
ف َﻋﲏ ﻣﻦ اﻟ ﱠﺸ ِﺮ ﻓَـ ُﻮ َق ﻣﺎ أ ْ اﺻ ِﺮ ْ
َو ْ
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢٣٠ـ .( ٢٣١
٧٤
اﻟﻜﺘَﺎب « .. ِ
٣ـ ﻗﺎل إﺑﺮاﻫﻴﻢ :وﳌﺎ دﺧﻠﻨﺎ اﻟﻜﻮﻓـﺔ ،ﺻـﻠﻰ رﻛﻌﺘـﲔ ،ورﻓـﻊ ﻳﺪﻳـﻪ إﱃ اﻟﺴـﻤﺎء ،ودﻋـﺎ ـﺬا
اﻟﺪﻋﺎء :
ِ
ـﺎح َوَﻣـﺎ
اﻟﺮﻳَ ِـﺖ َ ،و ﱢ ـﲔ اﻟ ﱠﺴ ْـﺒ ِﻊ َ ،وَﻣـﺎ أﻗَـﻠﱠ ْ ب َاﻷ َرﺿ َ ـﺖ َ ،وَر ﱠ ب اﻟ ﱠﺴﻤﻮات َ ،وَﻣﺎ أَﻇَﻠﱠ ْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ر ﱠ
ﻚ أَ ْن ﺗﺼ ـﻠﱢﻲ َﻋﻠــﻰ ُﳏَﻤـ ٍـﺪ ِ
وآل َﺳ ـﺄَﻟُ َ ِ ِ
ـﺖ َ ،واﳌﻼﺋ َﻜــﺔ َوَﻣــﺎ َﻋ ِﻤﻠَـ ْ ﲔ َوَﻣــﺎ أَﻇَﻠﱠـ ْ
ت ،واﻟ ﱠﺸـ ِ
ـﻴﺎﻃ ِ
َ َ ـﺖ ،أ ْ َ َذ َر ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ ٍ
ﺖ ﻟَــﻪُ ، ـﲑ ﻣــﺎ ﻗَــﺪ ْﻣ ُ
ـﲑ َﻣــﺎ ﻓ َﻴﻬــﺎ َ ،و َﺧْﻴ ـ َـﺮ أ َْﻫﻠ َﻬــﺎ َ ،و َﺧـ َ ُﳏَ َﻤــﺪ َ ،وأَ ْن ﺗَـ ْـﺮُزﻗَﲏ َﺧْﻴ ـَـﺮ ﻫــﺬﻩ اﻟﺒَـْﻠـ َـﺪة َ ،و ْﺧـ َ
ِ ِ ِ ﺼ ِﺮ َ
ﺖ ﻟَﻪُ .(١) « .. ف َﻋﲏ َﺷﱠﺮَﻫﺎ َ ،و َﺷﺮ ﻣﺎ ﻓ َﻴﻬﺎ َ ،و َﺷﱠﺮ أ َْﻫﻠ َﻬﺎ َ ،و َﺷﱠﺮ َﻣﺎ ﻗَﺪ ْﻣ ُ َوأَ ْن ﺗَ ْ
ف اﷲُ َﻋْﻨــﻪُ ،ﺑِﻐَـ ِﻲ اﻟَ ْﻤﻨﺼــﻮِر َوَﻛْﻴـ َـﺪﻩُ ، ﺻـَـﺮ َ ِ
ـﺎع إﱃ اﷲ َ ، اﻷد ِﻋﻴَـ ِـﺔ َ ،و ِﺷـﺪﱠةِ ا ِﻹﻧْ ِﻘﻄَـ ِ ِِ
َوﺑِﺒَـَﺮَﻛـ ِـﺔ َﻫــﺬﻩ ْ
ﺼ ﱢﻤﻤﺎً َﻋﻠﻰ ﻗَـْﺘﻠِ ِﻪ ، ِﺮ ض ﻟَﻪ ﺑِ ٍ
ﺴﻮء ،ﺑـَ ْﻌ َﺪ َﻣﺎ َﻛﺎ َن ُﻣ َ ُ ُ ﻓَـﻠَﻢ ﻳَـ ْﻌ
ﻫ ـ وﺻـﻤﻢ اﳌﻨﺼـﻮر ،ﻋﻠـﻰ إﻏﺘﻴـﺎل اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻓﺄﺷﺨﺼـﻪ ﻣـﻦ ﻳﺜـﺮب إﱃ ﺑﻐـﺪاد
،وأﻣﺮ ﺣﺎﺟﺒﻪ اﻟﺮﺑﻴﻊ ،أن ﻳﺄﰐ ﺑﻪ ﰲ ﻏﻠـﺲ اﻟﻠﻴـﻞ ﻋﻠـﻰ اﳊﺎﻟـﺔ اﻟـﱵ ﳚـﺪﻩ ﻓﻴﻬـﺎ ،ﻓـﺄوﻋﺰ اﻟﺮﺑﻴـﻊ ،
إﱃ وﻟــﺪﻩ وﻛــﺎن ﻓﻈــﺎ ﻏﻠﻴﻈــﺎ ﲟﺪاﳘــﺔ اﻻﻣــﺎم ،وﲪﻠــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻫــﻮ ﻋﻠﻴــﻪ إﱃ اﳌﻨﺼــﻮر ،وﺳــﺎرع ﰲ
ﻣﻬﻤﺘـﻪ ،ﻓﻮﺟــﺪ اﻻﻣــﺎم ﻣـﺎﺛﻼ أﻣــﺎم اﷲ ﻳﺼــﻠﻲ ،وﻋﻠﻴـﻪ ﻗﻤــﻴﺺ ،وﻣﻨــﺪﻳﻞ ﻗـﺪ أﺋﺘــﺰر ﺑــﻪ ،ﻓﺤﻤﻠــﻪ
إﱃ اﳌﻨﺼﻮر ،ﻓﻠﻤﺎ رآﻩ اﻧﺘﻬﺮﻩ ،وﻗﺎﺑﻠﻪ ،ﺑﺄﻗﺴﻰ اﻟﻘﻮل وﻣﺮﻩ ،واﻧﺘﻀﻰ ﺳﻴﻔﺎ ﻛﺎن ﻣﻌـﻪ أراد ﻗﺘﻠـﻪ
،واﻻﻣﺎم ﻳﻌﺘﺬر ﻣﻨﻪ ،وﻗﺪ دﻋﺎ اﻻﻣﺎم � ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﺎم َ ،وا ْﻏ ِﻔـ ْـﺮ ﱄ
ﻀـ ُ ـﺎم َ ،وا ْﻛﻨُـ ْﻔــﲏ ،ﺑُِﺮْﻛﻨِـ َ
ـﻚ اﻟــﺬي ﻻ ﻳُ َ ـﻚ اﻟــﱵ ﻻ ﺗَـﻨَـ ُ اﺣُﺮ ْﺳــﲏ ،ﺑِ َﻌْﻴﻨِـ َ
» اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ ،
ﻚ َ ،وأَﻧْ َ
ﺖ اﻟﱠﺮ َﺟﺎُء ، ب ﻻ أ َْﻫﻠَ ُ ﻚ َﻋﻠَ ﱠﻲ َ ،ر ﱢﺑِ ُﻘ ْﺪ َرﺗِ َ
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢٣٢ـ .( ٢٣٣
٧٥
َﺳـﺘَـْﻨ ِﺠ ُﺢ َ ،وِﲟُ َﺤ َﻤ ٍـﺪ َر ُﺳـﻮل ِ ﺎف وأَﺣ َﺬر ،ﺑِﺎﷲ أ ِ ِ
َﺳﺘَـ ْﻔﺘ ُﺢ َ ،وﺑـﺎﷲ أ ْ
ْ َﺧ ُ َ ْ ُ َﻋﱡﺰ َوأَ ْﻛﺒَـُﺮ ﳑﱠﺎ أ َ
ﺖ أَ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ِِ ِ ِ ِ ِ
ود َ ،وُﻣﻮﺳــﻰ ﻓْﺮ َﻋــﻮ َن ،إ ْﻛﻔــﲏ ﻣــﺎ أَﻧَــﺎ ﻓﻴــﻪ ،اﷲُ ،اﷲُ ﻴﻢ َﳕـْ ُـﺮ َ اﷲ � أَﺗَـ َﻮ ﱠﺟــﻪُ ،ﻳــﺎ َﻛـ َ
ـﺎﰲ إﺑْـ َـﺮاﻫ َ
ـﱯ ِ ِ ِ ِ ِ رﱢﰊ ،ﻻ أُ ْﺷـ ِﺮُك ﺑِـ ِـﻪ َﺷــﻴﺌﺎً ،ﺣﺴـِـﱯ اﻟــﺮ ﱡ ِ
ﲔ َ ،ﺣ ْﺴـ َ ـﱯ اﳋـَـﺎﻟ ُﻖ ﻣـ َـﻦ اﳌَ ْﺨﻠُــﻮﻗ َ
ـﻮﺑﲔ َ ،ﺣ ْﺴـ َ
اﳌﺮﺑـُ َ
ب ﻣـ َـﻦ ْ ْ َْ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﱯ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ ﱠإﻻ ُﻫ َـﻮ َ ،ﻋﻠَْﻴـﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠ ُ
ـﺖ ِ
ـﱯ َ ،ﺣ ْﺴ َ
ِ
ﲔ َ ،ﺣْﺒﺴ َـﻲ َﻣ ْـﻦ َﱂْ ﻳَـ َـﺰْل َﺣ ْﺴ َ اﳌَﺎﻧﻊ ﻣﻦ اﳌَْﻤﻨُﻮﻋ َ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ « .. اﻟﻌْﺮ ش َ َوُﻫﻮَر ﱡب َ
واﻓـﺮج اﳌﻨﺼــﻮر ،ﻋـﻦ اﻻﻣــﺎم � ،و ـﺮ اﻟﺮﺑﻴــﻊ ﳑـﺎ رأى ،ﻓﺘﺒــﻊ اﻻﻣـﺎم � ،وﻃﻠــﺐ ﻣﻨــﻪ
أن ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬي ﳒﺎ ﺑﻪ ،ﻣﻦ ﺷﺮ اﳌﻨﺼﻮر ﻓﻌﻠﻤﻪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ).(١
و ـ ﳌﺎ اﺳﺘﺸﻬﺪ اﻟﺒﻄﻞ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ذو اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺰﻛﻴﺔ ،ﺳﻌﻰ ﺑﻌﺾ اﳌﺮﺗﺰﻗـﺔ ،ﻣـﻦ ﺑﺎﻋـﺔ اﻟﻀـﻤﲑ
إﱃ اﳌﻨﺼﻮر ،ﻓﺄﺧﱪوﻩ ﺑﺄن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻛﺎن ﻳﺒﻌﺚ ﻣﻮﻻﻩ اﳌﻌﻠﻰ ﺑﻦ ﺧﻨﻴﺲ ،ﲜﺒﺎﻳـﺔ
اﻻﻣﻮال ﻣﻦ ﺷـﻴﻌﺘﻪ ،وﻛـﺎن ﳝـﺪ ـﺎ ذا اﻟـﻨﻔﺲ اﻟﺰﻛﻴـﺔ ،ﻟﻴﻮاﺻـﻞ ﺣﺮﺑـﻪ ﻟﻠﻤﻨﺼـﻮر ،ﻓﺘﻤﻴـﺰ اﻟﻄﺎﻏﻴـﺔ
ﻏﻴﻈــﺎ ،وورم أﻧﻔــﻪ ،وﻛﺘــﺐ إﱃ ﻋﻤــﻪ داوود ﺑــﻦ ﻋﻠــﻲ ،ﻋﺎﻣﻠــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻳﺜــﺮب ،ﺑﺈﺷــﺨﺎص اﻻﻣــﺎم
إﻟﻴﻪ ،وﻻ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﰲ ذﻟـﻚ ،وﳌـﺎ اﻧﺘﻬـﺖ إﻟﻴـﻪ اﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ ،اﺳـﺘﺪﻋﻰ اﻻﻣـﺎم وﻋﺮﻓـﻪ ﺑﺎﳊـﺎل ،ﻓـﻨﻬﺾ
اﻻﻣﺎم � ،إﱃ ﻣﺴﺠﺪ ﺟﺪﻩ رﺳﻮل اﷲ � ،ﻓﺼﻠﻰ رﻛﻌﺎت ودﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﺎت ،وﻻ ِ ِ ِ ِِ
ﺲ ﻟَـﻪُ أ ََﻣـ ٌﺪ َ ،وﻻ َﺎﻳَـﺔُ ،وﻻ ﻣ َﻴﻘ ُ ﺲ ﻟَﻪُ إﺑْﺘـﺪاء َ ،وﻻ إﻧْﺘﻬـﺎءٌ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻟَْـﻴ َ » ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻟَْﻴ َ
ﺎل ﻟِ َﻤــﺎ ﻳُِﺮﻳـ ُـﺪ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻻ َﲣْ َﻔـ ٍـﻰ ﺶ اﻟ ﱠﺸـ ِـﺪ ِ
ﻳﺪ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ُﻫـ َـﻮ ﻓَـ ﱠﻌـ ٌ اﻟﻌـ ْـﺮ ِش ا ﻴـ ِـﺪ َ ،واﻟــﺒَﻄْ ِ
َﻏﺎﻳَـﺔٌ ،ﻳــﺎ ذا َ
ات ،ﻳ ــﺎ ﻋﻠَﻴ ــﻪ اﻟﻠﱡﻐَــﺎت ،وﻻ ﺗَ ْﺸ ــﺘَﺒِﻪ ﻋﻠَﻴ ـ ِـﻪ َاﻷﺻ ـﻮات ،ﻳ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻗَﺎﻣ ـ ِ ِ ِ
ض واﻟ ﱠﺴ ــﻤﻮ ُ ـﺖ ﲜَﺒَـُﺮوﺗ ــﻪ َاﻷ ْر ُ َْ َ ْ ْ ُ ُ َْ ُ َ َُْ
ِ
ﺼ َﺤﺒَﺔ ، َﺣ َﺴ َﻦ اﻟ ﱡ
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ٢٣٦ـ .( ٢٤١
٧٦
ٍ ِ ٍ ِ ِ
اﺣُﺮﺳـﲏ ﰲ َﺳـ َﻔﺮي َوَﻣ َﻘـﺎﻣﻲ ، ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ َﻤـﺪ َوآل ُﳏَ َﻤـﺪ َ ،و ْ اﻟﻌ ْﻔ َﻮ َ ،ﻳﺎ َواﺳﻊ اﳌَْﻐﻔَﺮة ،ﻳﺎ َﻛ ِﺮﱘَ َ
ﻀ ُﺎم.ﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳُ َ ﻚ اﻟﱵ ﻻ ﺗَـﻨَ ُﺎم َ ،وا ْﻛﻨِ ْﻔ ِﲏ ﺑُِﺮْﻛﻨِ َ َواﻧﺘِ َﻘﺎﱄ ﺑِ َﻌْﻴﻨِ َ
ٍ ِ
ـﻚ ،وﻻ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أَﺗَـ َﻮ ﱠﺟﻪُ ﰲ َﺳ َﻔﺮي َﻫ َﺬا ،ﺑِﻼ ﺛَِﻘ ٍﺔ ِﻣﲏ ﻟﻐَ ِْﲑ َك َ ،وﻻ َر َﺟﺎء ﻳَﺄْ ِوي ﰊ ﱠإﻻ إﻟَْﻴ َ
ِ َﳉـﺄُ إﻟَﻴـﻬــﺎ ،ﱠإﻻ إﺑﺘِﻐــﺎء ﻓَ ْ ِ ٍ
ـﺐ
ـﻚ َ ،وﻃَﻠَـ َ ـﺎس َﻋﺎﻓﻴَﺘِـ َ ِ
ﻚ َ ،وإﻟﺘ َﻤـ َ ﻀــﻠ َ َْ َ
ِ ٍ ِ
ﻗُـ ﱠﻮة ﱄ أﺗﱠﻜـ ُـﻞ َﻋﻠَْﻴـ َﻬــﺎ ،وﻻ ﺣﻴﻠَــﺔ أ َْ ْ َ
ﻀﻞ َﻋ َﻮاﺋِ ِﺪ َك ِﻋْﻨﺪي. إﺟَﺮاءَ َك ﱄ ﻋﻠﻰ أﻓْ َ ﻚ َ ،و ْ
ﻓَ ْ ِ
ﻀﻠ َ
ـﺖ
ـﺐ َوأ ْﻛـ َـﺮﻩُ ،ﻓَ َﻤ ْﻬ َﻤــﺎ أ َْوﻗَـ ْﻌـ َ أﻋﻠَـ ُـﻢ ِﲟـَﺎ َﺳــﺒَ َﻖ ﱄ ،ﰲ َﺳ ـ َﻔﺮي َ ،ﻫ ـ َﺬا ِ ،ﳑـﱠـﺎ أ ُِﺣـ ﱡ ـﺖ ْ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،وأﻧْـ َ
ؤك ،ﻣْﻨﺘَﺼـ ِ ﻋﻠَﻴـ ِـﻪ ﻗَـ َـﺪرَك ،ﻓَﻤﺤﻤـ ٌ ِ ِ
ـﺖ ، ـﺖ ﲤَْﺤــﻮ ﻣــﺎ ﺗَ َﺸــﺎءُ َوﺗُـﺜْﺒِـ ُ ـﺎؤك َ ،وأَﻧْـ َ ﻀـ َ ـﺢ ﻓﻴــﻪ ﻗَ َ ـﻮد ﻓﻴــﻪ ﺑَـ َـﻼ َ ُ َ ُ َ ُْ َْ َ
ﻷو ٍاء َ ،واﺑْ ُﺴـ ْ
ـﻂ ِ ٍ ِ
ف َﻋـ ﱢـﲏ َﻣ َﻘــﺎد َﻳﺮ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺑــﻼء َ ،وَﻣ ْﻘﻀـ ﱠـﻲ ُﻛـ ﱢـﻞ َ ﺎﺻ ـ ِﺮ ْ ِ
َوﻋ ْﻨـَـﺪ ك أُﱡم اﻟﻜﺘَـــﺎب .اﻟﻠﱡ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻓَ ْ
ِ
ﺄﺣ َﺴـ ِﻦ ِِ ِ ـﻚ َ ،وﻟُﻄْﻔـﺎً ِﻣ ْـﻦ َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك َ ،وﲤََﺎﻣـﺎً ِﻣ ْـﻦ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِـ َ ﻋﻠ ﱠـﻲ َﻛﻨَﻔـﺎً ِﻣ َـﻦ َر ْﲪَﺘِ َ
ـﻚ َ ،ﺣـﱴ َْﲢ َﻔﻈَـﲏ ﻓﻴـﻪ ،ﺑ َ
ف ﻣﺎ ﺣ ِﻔﻈْﺖ ﺑِِﻪ َﻏﺎﺋِﺒﺎً ِﻣﻦ اﳌـﺆِﻣﻨِﲔ ،وﺧﻠﺼـﺘﻪ ِﻣـﻦ ﺳ ِْـﱰ ُﻛـﻞ ﻋـﻮرةٍ ،وﻛِ َﻔﺎﻳ ِـﺔ ُﻛـﻞ ﻣﻀـﱠﺮةٍ ،وﺻـﺮ ِ
َ َْ َ َ ﱢ َ َ َ َ ْ َ ُْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ
ﺻـ ْـﱪاً َو ُﺷ ـ ْﻜﺮاً ،وأ َْرِﺟ ْﻌــﲏ ﻓِﻴـ ِـﻪ ِ ِِ
ـﺐ ﱄ ﻓﻴــﻪ ،أَﻣﻨ ـﺎً َوإﳝَﺎﻧ ـﺎً َ ،و َﻋﺎﻓﻴَ ـﺔً َ ،وﻳُ ْﺴ ـﺮاً َ ،و َ ُﻛـ ﱢـﻞ َْﳏ ـ ُﺬوٍر َ ،وَﻫـ ْ
ﲔ « .. ِِ ﲔ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
ِ ِ
ﻚ ،ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ َﺳﺎﻟﻤﺎً إﱃ ﱠﺳﺎﳌ َ
وﺗﺴﻠﺢ اﻻﻣﺎم � ﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ،وﺳـﺎﻓﺮ إﱃ ﺑﻐـﺪاد ،ﻓـﺎﻟﺘﻘﻰ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻴـﺔ اﳌﻨﺼـﻮر ،وﺻـﺮف
ﻋﻨﻪ ﻛﻴﺪﻩ ،وﺳﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ ).(١
ز ـ وأﲨــﻊ رأي اﳌﻨﺼــﻮر ،ﻋﻠــﻰ ﻗﺘــﻞ اﻻﻣــﺎم � ،وﻗــﺪ أﻋــﺮب ﻋــﻦ ﻋﺰﻣــﻪ ،إﱃ ﺻــﺎﺣﺐ
ﺳﺮﻩ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ اﻻﺳﻜﻨﺪري ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎل
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢٤٤ـ .( ٢٤٥
٧٧
ﻟــﻪ :ﻳــﺎ ﳏﻤــﺪ ﻫﻠــﻚ ﻣــﻦ أوﻻد ﻓﺎﻃﻤ ــﺔ � ﻣﻘــﺪار ﻣﺎﺋــﺔ أو ﻳﺰﻳــﺪون ) (١وﻗــﺪ ﺑﻘــﻲ ﺳ ــﻴﺪﻫﻢ ،
وإﻣﺎﻣﻬﻢ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﳏﻤﺪ :
» ﻣﻦ ذﻟﻚ؟ « ..
» ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﺼﺎدق « ..ﻓﻌﺪﻟﻪ ﳏﻤﺪ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺗﻪ ،وﻗﺎل ﻟﻪ :
» ﻳﺎ أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ إﻧﻪ رﺟﻞ أﳓﻠﺘﻪ اﻟﻌﺒﺎدة ،واﺷﺘﻐﻞ ﺑﺎﷲ ﻋﻦ ﻃﻠﺐ اﳌﻠﻚ واﳋﻼﻓﺔ « ...
ﻓﻨﻬﺮﻩ اﳌﻨﺼﻮر ،وﻗﺎل ﻟﻪ :
» ﻋﻠﻤﺖ أﻧﻚ ﺗﻘﻮل :ﺑﺈﻣﺎﻣﺘﻪ ،وﻟﻜﻦ اﳌﻠﻚ ﻋﻘﻴﻢ ،وﻗﺪ آﻟﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ إن ﻻ أﻣﺴـﻲ
ﻋﺸﻴﱵ ﻫﺬﻩ ،أو أﻓﺮغ ﻣﻨﻪ .« ..
ودﻋــﺎ أﺣــﺪ ﺟﻼدﻳــﻪ ،وأﻣــﺮﻩ ﺑﻘﺘــﻞ اﻻﻣــﺎم � إذا ﺣﻀــﺮ ﻋﻨــﺪﻩ ،ﰒ أﺣﻀــﺮ اﻻﻣــﺎم � ،
وﻗــﺪ اﺣﺘﺠــﺐ ،وﺗﺴــﻠﺢ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺮﻳﻒ ،اﻟــﺬي ﻫــﻮ ﻣــﻦ ذﺧــﺎﺋﺮ أدﻋﻴــﺔ أﺋﻤــﺔ أﻫــﻞ اﻟﺒﻴــﺖ
� ،ﻓﺼﺮف اﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﻴﺪﻩ ،وأﳒﺎﻩ ﻣﻨﻪ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
» ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ أَﺑَــﺪاً َﺣﻘـﺎً ،ﻻ إﻟـ َـﻪ إﻻ اﷲُ إﳝَﺎﻧـﺎً َو ِﺻـ ْﺪﻗﺎً ،ﻻ إﻟــﻪَ إﻻ اﷲُ ﺗَـﻠَﻄُﻔـﺎً َوِرﻓْﻘـﺎً ،ﻻ
ﻮل اﷲِ �. إﻟﻪَ ﱠإﻻ اﷲُ َﺣ ّﻘﺎً َﺣ ّﻘﺎً ،ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲُ ُ ،ﳏَ ﱠﻤ ٌﺪ َر ُﺳ ُ
ـﺎي ، ِ ِ ِ ِ
أُﻋﻴـ ـ ُﺬ ﻧـَ ْﻔﺴ ــﻲ َو َﺷ ـ ْـﻌﺮي ،وﺑﺸ ــﺮي َ ،ودﻳ ــﲏ َ ،وأ َْﻫﻠ ــﻲ َوَﻣ ــﺎﱄ َوَوﻟَــﺪي َ ،وذُرﻳ ــﱵ َ ،وُدﻧْـﻴَ ـ َ
وﲨﻴــﻊ ِﻣــﻦ أَﻣــﺮﻩ ﻳـﻌﻨِﻴـ ِـﲏ ِ ،ﻣــﻦ َﺷـﱢـﺮ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻣــﻦ ﻳ ـ ْـﺆِذﻳِﲏ ِ ،
أﻋﻴـ ُﺬ ﻧَـ ْﻔﺴــﻲ َ ،و َﲨﻴـ َـﻊ ﻣــﺎ َرَزﻗَــﲏ َرﱢﰊ َ ،وﻣــﺎ َْ ُ ْ َ َ ْ ْ ُُ َ ْ
ِ
أﺣﺎﻃَﺖ ﺖ َﻋﻠَْﻴﻪ أَﺑْـ َﻮاﰊ َ ،و َ أَ ْﻏﻠَ ْﻘ ُ
__________________
١ـ ان ﻫﺬا اﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺴﺎدة اﻟﻌﻠﻮﻳﲔ ﻗﺪ ﺳﻔﻚ دﻣﺎءﻫﻢ ﻃﺎﻏﻴﺔ ﺑﲏ اﻟﻌﺒﺎس اﳌﻨﺼﻮر اﻟﺪواﻧﻴﻘﻲ.
٧٨
َﺧـ َـﻮاﰐ ﺑِـ ِـﻪ ﺟـ ْﺪراﱐ ،و َﲨﻴــﻊ ﻣــﺎ أَﺗَـ َﻘﻠﱠــﺐ ﻓِﻴـ ِـﻪ ِﻣــﻦ ﻧِﻌـ ِﻢ اﷲِ ﻋﱠﺰوﺟـ ﱠـﻞ و ِِ
ُﺧـ َـﻮاﱐ َ ،وأ َ إﺣ َﺴــﺎﻧﻪ َ ،و َﲨﻴـ َـﻊ أ ْ َََ َ ْ ْ َ ُ ُ َ َ َ
َﲰﺎﺋِ ِـﻪ اﻟﺘﺎ ﱠﻣ ِـﺔ اﻟ َﻜ ِﺎﻣﻠَ ِـﺔ ،اﳌﺘَـﻌﺎﻟِﻴ ِـﺔ ،اﳌﻨِﻴ َﻔ ِـﺔ اﻟ ﱠﺸـ ِﺮﻳ َﻔﺔِ اﻟﻌﻈﻴ ِﻢ َ ،وﺑِﺄ َ ِ
اﻟﻌﻠ ﱢﻲ ِ
اﳌﺆِﻣﻨَﺎت ﺑﺎﷲ
ِ ِﻣ َﻦ اﳌ ْﺆِﻣ ِﻨﲔ َو ْ
ُ َ َ ُ َ َ َ
ﻈﻴﻤ ِﺔ ،اﳌ ْﺨُﺰوﻧَ ِـﺔ ،اﳌﻜْﻨُﻮﻧَـﺔ اﻟﻌ ، ِ
ة ﻬﺮ ﻄ اﳌ ، ِ
ةﺮ ﺎﺿﻠَ ِﺔ ،اﳌﺒﺎرَﻛ ِﺔ اﻟﻄﱠ ِ
ﺎﻫ اﻟﺸُﺎﻓِﻴ ِﺔ اﻟ َﻜ ِﺮﳝَِﺔ ،اﻟﻄَﻴﱢﺒ ِﺔ اﻟ َﻔ ِ
ِ َ َُ َ ِ َ ُِ ِ َِ ِ َِ ِ َ َ
ّ َ َ َ ،
ـﺎب َ ،وﻓَﺎﲢَﺘ ــﻪ َو َﺧﺎﲤَﺘ ـﻪ َ ،وَﻣ ــﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ َﻤــﺎ ﻣـ ْـﻦ َﺳـ ُـﻮٍر ـﺎﺟﺮ ،وﺑِ ـﺄُﱢم اﻟﻜﺘَـ ِ ِ ِ
،اﻟ ــﱵ ﻻ ُﳚَــﺎ ِوُزُﻫﻦ ﺑـ ٌـﺮ َوﻻ ﻓَـ ُ َ
ـﺎت َ ،و ِﺷ ـ َﻔ ٍﺎء َوَر ْﲪَـ ٍـﺔ َ ،و َﻋـ ْـﻮ َذةٍ َوﺑَـَﺮَﻛـ ٍـﺔ َ ،وﺑِــﺎﻟﺘَـ ْﻮَراةِ َ ،واﻹﳒﻴـ ِـﻞ َ ،واﻟﱠﺰﺑـُـﻮِر ، ـﺎت ُْﳏ َﻜﻤـ ٍ
َ
َﺷ ـ ِﺮﻳ َﻔ ٍﺔ ،وآﻳـ ِ
ََ
ـﺎب أَﻧْـﺰﻟَــﻪ اﷲ َﻋﱠﺰوﺟـ ﱠـﻞ ،وُﻛـ ﱢـﻞ رﺳـ ٍ
ـﻮل ﻒ إﺑــﺮاﻫﻴﻢ وﻣﻮﺳــﻰ ،وﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ﻛِﺘَـ ٍ ِ آن اﻟﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ ،وﺑِﺼـ ِ ِ
َ ُ ُ ََ َ ََ َ ـﺤ َ َ َ ُ َ ُ ُ َواﻟ ُﻘـ ْـﺮ َ
ـﺄﻻء اﷲِ َو ِﻋـﱠﺰةِ اﷲِ َ ،وﻗُـ ْﺪ َرةِ اﷲِ َ ،و َﺟـﻼل اﷲ ـﺎن أَﻇْﻬـﺮﻩ اﷲ ﻋﱠﺰوﺟـﻞ ،وﺑِ ِ أرﺳﻠَﻪ إﻟَﻴ ِـﻪ ،وﺑِ ُﻜ ﱢـﻞ ﺑـﺮﻫ ٍ
َ َُ ُ َ َ َ ﱠ َ ْ َ ُ ْ َ ُْ َ
ﺎن اﷲِ َ ،وِﻣْﻨـ َﻌ ـ ِـﺔ اﷲِ َ ،وَﻣ ـ ﱢﻦ اﷲ َ ،و ُﺣ ْﻠ ـ ِﻢ اﷲِ َ ،و َﻋ ْﻔ ـ ِﻮ اﷲِ ، ،وﻗـُ ـ ﱠﻮةِ اﷲِ ،وﻋﻈَﻤ ـ ِـﺔ اﷲ ،وﺳ ـ ْﻠﻄَ ِ
َُ ََ َ َ
ِ ِ ٍ ِ
ـﺐ اﷲ َ ،وأَﻧْﺒﻴَــﺎء اﷲ َ ،وُر ُﺳـ ِـﻞ اﷲ َ ،وُﳏَ َﻤــﺪ َر ُﺳ ـﻮﻟﻪ � ، ِ ِ ِ ِ
و ُﻏ ْﻔــﺮ ِان اﷲ ،وَﻣﻼﺋ َﻜــﺔ اﷲ ،وُﻛﺘُـ ِ ِ
َ َ َ
ودﻩِ
اﺿ ِـﻪ ،وﺻ ُـﺪ ِ إﻋﺮ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
أﻋﻮذُ ﺑﺎﷲ ﻣ ْﻦ َﻏ َ ِ ِ
َُ ﻀﺐ اﷲ َوﻋ َﻘﺎﺑـﻪ َ ،و ُﺳ ْـﺨﻂ اﷲ َوﻧَ َﻜﺎﻟـﻪ َ ،وﻣ ْـﻦ ﻧ ْﻘ َﻤﺘـﻪ َ ،و ْ َ َو ُ
ـﺎق ،واﳊَْﻴـ ـ َـﺮةِ َواﻟ ﱢﺸ ـ ْـﺮ ِك ،ﰲ ِدﻳـ ـ ِﻦ اﷲِ َ ،وِﻣ ـ َـﻦ َﺷـ ـﱢﺮ ﻳَـ ـ ْـﻮِم اﳊَ ْﺸـ ـ ِﺮ ،وﺧ ْﺬﻻﻧِـ ِـﻪ ،وِﻣ ــﻦ اﻟ ُﻜ ْﻔـ ـ ِﺮ واﻟﻨِ َﻔ ـ ِ
َ َ َ َُ
ـﻮل اﻟﻨﱢـ ْﻘﻤـﺔِ ﺎب ﺳﺒﻖ ،وِﻣﻦ َزو ِال اﻟﻨـﱢﻌﻤ ِﺔ ،وﺣﻠُ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ﱡﺸﻮِر َ ،واﳌَْﻮﻗﻒ ِواﳊ َﺴﺎب َ ،وﻣ ِﻦ َﺷﱢﺮ ُﻛ ﱢﻞ ﻛﺘَ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َواﻟﻨ ُ
اﻵﺧ ـ َـﺮةِ ،ﻀ ــﻴﺤ ِﺔ ،ﰲ اﻟـ ـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ ـﻒ اﳋِــﺰ ِي ،و َ ِ ـﺎت اﳍﻠَ َﻜ ـ ِـﺔ ،وﻣﻮاﻗِ ـ ِ ﻮﺟﺒ ـ ِ ِ ،وَﲢـ ـ ﱡﻮِل ِ ِ
َ َ اﻟﻔ َ ْ َ َََ اﻟﻌﺎﻓﻴَ ــﺔ َ ،وُﻣ َ َ ََ
ـﲎ ُﻣﻄْ ـ ٍﻎ َ ،وﻓَـ ْﻘ ـ ٍﺮ ِ ٍ ٍ ٍ ٍ ِ ٍِ ِ ِ وأ ِ ِ
اﻟﻌﻈــﻴﻢ ،ﻣـ ْـﻦ َﻫـ َـﻮى ُﻣ ـﺮد َ ،وﻗَـﺮﻳﻦ ُﺳــﻮء ُﻣ ْﻜــﺪ َ ،و َﺟــﺎر ُﻣـ ْـﺆذ َ ،وﻏـ ً َﻋــﻮذُ ﺑــﺎﷲ َ َُ
ـﲔ ﻻ ﺗَـ ْﺪ َﻣ ُﻊ َ ،وﺑَﻄْـ ٍﻦ ﻻ ٍ
ﺐ ﻻ َﳜْ َﺸ ُﻊ ،وُد َﻋﺎء ﻻ ﻳُﺴﻤ ُﻊ ،و َﻋ ْ ٍ ِ
اﻟﻌﻈﻴ ِﻢ ﻣ ْﻦ ﻗَـ ْﻠ ٍ ِ ُﻣْﻨ ٍ
َْ َ َ َﻋﻮذُ ﺑﺎﷲ َ ﺲ َ ،وأ ُ
ﻮء اﳌْﻨﻈَ ِﺮ ،ﰲ اﻟـﻨَـ ْﻔﺲ ﺎن اﻟﻌ َﺬاب ،وِﻣﻦ ﻣﺮﱟد إﱃ اﻟﻨﱠﺎ ِر ،وﺳ ِ ﻮﺟﺒ ِ ﺐ وإﺟﺘِﻬ ٍﺎد ﻳ ِ ﺼٍ ﻳَ ْﺸﺒَ ُﻊ َ ،وِﻣ ْﻦ ﻧَ
َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ
اﻷﻫ ِﻞ ،واﳌ ِﺎل ،واﻟﻮﻟَ ِﺪ ،و ِﻋْﻨ َﺪ ﻣﻌﺎﻳـﻨَ ِﺔ ﻣﻠَ ِ
ﻚ ،و ْ َ َ َ َ َ َُ َ َ
٧٩
ﺎﺻـﻴَﺘﻬﺎ َ ،وِﻣ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ُﻛ ﱢـﻞ اب◌ةٍ ،ﻫـﻮ ِ
آﺧـ ٌﺬ ﺑِﻨَ ِ ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ ُﻛ ﱢﻞ َد ﱠ ّ ُ َ ْﻮ ت � َ ،وأﻋﻮذُ ﺑﺎﷲ َ َ
اﳌ
اﻟﻌ َﺠ ـ ِﻢ َ ،وِﻣـ ْـﻦ َﺷ ـﱢﺮ ﻓَ َﺴ ـ َﻘ ِﺔ َﺣ ـ َﺬر ،وِﻣــﻦ َﺷـ ﱢـﺮ ﻓَﺴ ـ َﻘ ِﺔ ِ
اﻟﻌـ َـﺮب َو ََ َ ـﺎف َوأ ْ ُ َ ْ َﺧـ ُ ِ
ذي َﺷ ـﱢﺮ َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷ ـﱢﺮ ﻣــﺎ أ َ
ﺎﻋ ـ ِـﻪ َ ،وِﻣ ـ ْـﻦ َﺷ ـ ﱢـﺮ
ﺎﻋ ِﻪ ،وأَﺗْـﺒ ِ ـﻮدﻩِ ،وأ ْﺷ ــﻴ ِ ﲔ ،وِﻣ ــﻦ َﺷ ـ ـﱢﺮ إﺑﻠ ــﻴﺲ ،وﺟﻨ ـ ِ ِ اﳉِـ ـ ﱢﻦ َواﻹﻧْ ـ ِ
َ َ َ َ ْ َ َ ُُ ـﺲ َواﻟ ﱠﺸ ــﻴَﺎﻃ ِ َ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِِ
ـﺞ ﰲ اﻟﺴـﻼﻃﲔ َوأَﺗْـﺒَـﺎﻋﻬ ْﻢ َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ﻣـﺎ ﻳـَْﻨـ ِﺰُل ﻣ َـﻦ اﻟ ﱠﺴ َـﻤﺎء َ ،وَﻣــﺎ ﻳـَ ْﻌ ُـﺮ ُج ﻓ َﻴﻬـﺎ َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ﻣـﺎ ﻳَﻠـ ُ
ض َ ،وَﻣــﺎ َﳜـ ُـﺮ ُج ِﻣْﻨـ َﻬــﺎ َ ،وِﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ُﺳ ـ ْﻘ ٍﻢ َوآﻓَـ ٍـﺔ َ ،و َﻏ ـ ﱟﻢ َوﻓَﺎﻗَـ ٍـﺔ َو َﻋـ َـﺪٍم َ ،وِﻣـ ْـﻦ َﺷ ـﱢﺮ َﻣــﺎ ﰲ اﻟﺒَ ـ ﱢـﺮ اﻷر ِ
ْ
ـﺎد ،و َاﻷ ْﺷـﺮا ِر و ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺼ ِ
ـﻮص اﻟﺴـﱠﺮاق َ ،واﻟﻠﱡ ُ َواﻟﺒَ ْﺤﺮ َ ،وﻣﻦ َﺷﱢﺮ اﻟ ُﻔ ﱠﺴﺎق َ ،واﻟ ُﻔ ﱠﺠﺎر َ ،واﻟـ ﱡﺪﻋﱠﺎر َ ،واﳊُﺴ َ َ َ ُ
ﺎﺻﻴَﺘِﻬﺎ إ ﱠن َرﱢﰊ ﻋﻠﻰ ِﺻﺮاط ُﻣ ْﺴﺘَ ِﻘﻴﻢ. آﺧ ٌﺬ ﺑِﻨَ ِ ،وِﻣﻦ َﺷﱢﺮ ُﻛ ﱢﻞ داﺑﱠٍﺔ ﻫﻮ ِ
َ َُ َ ْ
َﻋــﻮذ ﺑِــﺎﷲ ـﻚ ِ ،ﻣــﻦ َﺷ ـﱢﺮ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷــﻲ ٍء ﺧﻠَ ْﻘﺘَــﻪ ،وأَﺣـ ِـﱰس ﺑِـ َ ِ إﱐ ْ ِ ِ
ـﻚ ﻣ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢَ .وأ ُ ْ َ ُ َ َْ ُ أﺣﺘَﺠـ ُـﺰ ﺑـ َ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ّ ،
ـﺎرةِ ، ِ ِ ِ ِ اﻟﻌﻈ ــﻴ ِﻢ ِﻣ ــﻦ اﳊ ــﺮِق ،واﻟﻐَــﺮِق و َ ِ
اﻟﺸ ـ َـﺮق َ ،واﳍـَـ ْﺪم َ ،واﳋَ ْﺴ ــﻒ َ ،واﳌَ ْﺴ ـ ِـﺦ َواﳉُﻨُــﻮن َ ،واﳊ َﺠ ـ َ ْ ََ َ َ َ َ
ِ ِ ِ
اﻟﺼـ ـ ـﻮاﻋ ِﻖ َ ،واﳉُـ ـ ـ َﺬام َ ،واﻟﺒَـ ـ ـ َـﺮ ِ اﻟﻌـ ـ ـ ِ ِ ِ ِ
ص َ ،واﻵﻓَ ـ ــﺎت ، ﲔ َ ،و َ ﺼ ـ ـ ْـﻴ َﺤﺔ َ ،واﻟ ـ ـ َـﺰﻻ ِزل َ ،واﻟﻔ ـ ـ َـﱳ َ ،و َ َواﻟ ﱠ
اﻵﺧـﺮةِ ،وأﻋـﻮذُ ﺑـﺎﷲِ ِ ﺎت ،وأ ْﻛ ِﻞ اﻟﺴﺒ ِﻊ وِﻣﻴﺘ ِﺔ ِ واﻟﻌﺎﻫ ِ
اﻟﺴـﻮء َ ،و َﲨﻴـ ِﻊ أﻧْـ َـﻮ ِاع اﻟﺒَﻼﻳَـﺎ ،ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َو َ َ ُ َُ َ َ ُ َ َ ََ
ﺻـﺔً ِﳑﱠـﺎ إﺳـﺘَـﻌﺎ َذ ﺑِــﻪِ ِ ِ ِ
ْ َ اﺳـﺘَـ َﻌﺎ َذ ﻣْﻨـﻪُ اﳌﻼﺋ َﻜـﺔُ اﳌ َﻘﱠﺮﺑُـﻮن َواﻷﻧﺒﻴَـﺎءُ اﳌْﺮ َﺳــﻠﻮ َن َ ،و َﺧﺎ ﱠ
ُ ُ َ اﻟﻌﻈـﻴِ ِﻢ ،ﻣ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ﻣـﺎ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ أَ ْن ﺗُـ ْﻌﻄﻴَـ ِـﲏ ،ﻣـ ْـﻦ َﺧـ ْـﲑ ﻣــﺎ َﺳ ـﺄَﻟﻮا َ ،وأ ْن ﺗُﻌﻴ ـ َﺬﱐ ﻣـ ْـﻦ َﺳ ـﺄَﻟَ َ ﱠ
َر ُﺳــﻮﻟُﻚ ُﳏَ َﻤــﺪ � َ ،و َﺳ ـﻠ َﻢ ،أ ْ
ـﺖ ِﻣْﻨــﻪُ َوَﻣــﺎ َﱂْ أ َْﻋﻠَـ ْـﻢ ، ِ ِ ِِ ِ ِِ ِ َﺷـﱢـﺮ ﻣ ـﺎ اﺳ ـﺘَـﻌﺎذُوا ،وأَﺳ ـﺄَﻟُ َ ِ
ﻚ ﻣـ َـﻦ اﳋـَ ْـﲑ ُﻛﻠﱢــﻪ َ ،ﻋﺎﺟﻠــﻪ َوآﺟﻠــﻪ ،ﻣــﺎ َﻋﻠ ْﻤـ ُ َ ْ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ت ﻇَ ْﻬــﺮي إﱃ اﷲ َ ،وَﻣــﺎ ﺗَـ ْـﻮﻓﻴﻘﻲ ﱠإﻻ ﺖ ﺑِــﺎﷲ َ ،وأَﳉَـﺄْ ُ ﺼـ ْـﻤ ُ ﺑِ ْﺴـ ِﻢ اﷲ َ ،وﺑِــﺎﷲ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َ ،و ْاﻋﺘَ َ
ﺻـ ْـﱪي ﱠإﻻ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﱠﺼـ ُـﺮ ﱠإﻻ ﻣـ ْـﻦ ﻋْﻨــﺪ اﷲ َ ،وَﻣــﺎ َ ض أ َْﻣ ـ ِﺮي إﱃ اﷲ َ ،وَﻣــﺎ اﻟﻨ ْ ﺑــﺎﷲ َ ،وَﻣــﺎ َﺷ ـﺎَءَ اﷲُ َ ،وأُﻓـَ ـ ﱢﻮ َ
ِ ِ ِ ﺑِـ ــﺎﷲِ ،وﻧِﻌ ـ ــﻢ َ ِ
ف ﺼ ـ ـ ِﺮ ُاﻟﻘ ـ ــﺎد ُر اﷲُ َ ،وﻧ ْﻌ ـ ـ َـﻢ اﻟﻨَﺼ ـ ـ ُـﲑ اﷲُ َ ،وﻻ ﻳَـ ــﺄﰐ ﺑِﺎﳊَ َﺴ ـ ــﻨَﺎت ﱠإﻻ اﷲُ َ ،وَﻣ ـ ــﺎ ﻳَ ْ َْ َ
اﻟﺴﻴﱢﺌَﺎت إﻻ
٨٠
ﲔ ﺑِــﺎﷲِ ، ﻮق اﳋْﻴ ــﺮ ﱠإﻻ اﷲ ،وإ ﱠن َاﻷﻣــﺮ ُﻛﻠﱠــﻪ ﺑِﻴـ ِـﺪ اﷲِ ،وأﺳــﺘَﻜ ِْﻔﻲ ﺑِــﺎﷲِ ،وأ ِ
َﺳــﺘَﻌ ُ َ ْ َ ْ َْ ُ َ ُ َ اﷲُ َ ،وﻻ ﻳَ ُﺴ ـ ُ ْ َ
ـﺎء اﷲِ َ ،وﻋﻠــﻰ ـﻮل اﷲِ وﻋﻠــﻰ أَﻧْﺒِﻴـ ِ ﻴﺚ ﺑــﺎﷲ ،وﺻ ـﻠﱠﻰ اﷲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ رﺳـ ِ وأَﺳــﺘَ ِﻘﻴﻞ اﷲ ،و ِ
َ َ َُ أﺳــﺘَﻐ ُ َ َ َ َ ُ َْ ُ َ َ ْ
ـﺎد اﷲِ ،إﻧـﱠـﻪ ِﻣــﻦ ﺳ ـﻠَﻴﻤﺎ َن وإﻧـﱠـﻪ ﺑِﺴ ـ ِﻢ اﷲِ ﺼــﺎﳊِِﲔ ِ ،ﻣــﻦ ﻋِﺒـ ِ ِ ِ ِ
ُ ْ ُ َْ َ ُ ْ ُر ُﺳـ ِـﻞ اﷲ َ ،وَﻣﻼﺋ َﻜــﺔ اﷲ َ ،وﻋﻠــﻰ اﻟ ﱠ َ ْ َ
ي ـﱭ أَﻧــﺎ َوُر ُﺳــﻠﻲ ،إ ﱠن اﷲَ ﻗَـ ِﻮ ﱡ ـﺐ اﷲُ َﻷ ْﻏﻠِـ َ ﱠ ﻤﲔ َ ،ﻛﺘَـ َ
ِ ِ
اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟ ـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ أﱠَﻻ ﺗَـ ْﻌﻠُ ـﻮا َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َوأْﺗــﻮﱐ ُﻣﺴــﻠ َ
ﻚ َوﻟِﻴّـ ـﺎً ، اﺟ َﻌ ـ ْـﻞ ﻟَﻨَــﺎ ِﻣ ـ ْـﻦ ﻟَـ ُـﺪﻧْ َ ِ ِ
ﻀ ـ ُـﺮُﻛ ْﻢ َﻛْﻴ ـ ُـﺪ ُﻫ ْﻢ َﺷ ـ ْـﻴﺌﺎً ،إ ﱠن اﷲَ ﲟَــﺎ ﻳـَ ْﻌ َﻤﻠُــﻮ َن ُﳏ ــﻴ ٌﻂ َ ،و ْ َﻋ ِﺰﻳ ـ ٌـﺰ ،ﻻ ﻳَ ُ
ﻬﻢ َﻋ ـْﻨ ُﻜ ْﻢ ، واﺟﻌــﻞ ﻟَﻨــﺎ ِﻣــﻦ ﻟَــﺪﻧْﻚ ﻧَﺼ ـﲑاً ،إ ْذ ﻫ ـ ﱠﻢ ﻗُــﻮم أ ْن ﻳـﺒﺴــﻄﻮا إﻟَﻴــﻚ أَﻳـ ِـﺪﻳﻬﻢ ﻓَ َﻜـ ﱠ ِ
ـﻒ أﻳْــﺪﻳَ ْ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ٌ َْ ُ َ َْ ْ َ َ ُ َ
ب أَﻃ َﻔﺄ ََﻫـﺎ ﱠﺎس ،إ ﱠن اﷲ ﻻ ﻳـ ْﻬ ِﺪي اﻟ َﻘﻮم اﻟ َﻜﺎﻓِﺮﻳﻦ ُ ،ﻛﻠﱠﻤﺎ أَوﻗَ ُﺪوا ﻧَـﺎراً ﻟِﻠﺤـﺮ ِ ﻚ ِﻣ َﻦ اﻟﻨ ِ واﷲ ﻳﻌ ِ
ﺼ ُﻤ َ َ ُ ْ
َْ َ َ ْ َْ َ
ـﺎت ِﻣ ْـﻦ ِ
ﻴﻢ َ ،وَزا َد ُﻛ ْـﻢ ﰲ اﳋَْﻠ ِـﻖ ﺑَ ْﺴـﻄَﺔً ،ﻟَـﻪُ ُﻣ َﻌﻘﱢﺒَ ٌ ـﺎر ُﻛـﻮﱐ ﺑَـ ْـﺮداً َو َﺳـﻼﻣﺎً َﻋﻠـﻰ إﺑ َـﺮاﻫ َ
اﷲُ ،ﻗُـْﻠﻨَﺎ ﻳﺎ ﻧَ ُ ِ
ِ ٍ ﲔ ﻳ َﺪﻳ ِـﻪ ،وِﻣـﻦ ﺧْﻠ ِﻔ ِـﻪ َ ،ﳛ َﻔﻈُﻮﻧَـﻪ ِﻣـﻦ أﻣـ ِﺮ اﷲِ ،ر ﱢ ِ
َﺧـ ِﺮ ْﺟﲏ ُﳐْ َـﺮ َج ب أ َْدﺧْﻠـﲏ ُﻣـ ْﺪ َﺧ َﻞ ﺻـﺪق َ ،وأ ْ َ ْ ُ ْ ْ ﺑـَ ْ ِ َ ْ َ ْ َ
ﻚ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧﺎً ﻧﺼـﲑاً َ ،وﻗَـﱠﺮﺑْـﻨَـﺎُﻩ َِﳒﻴـﺎً َ ،وَرﻓَـ ْﻌﻨَــﺎﻩُ َﻣ َﻜﺎﻧـﺎً َﻋﻠِﻴّـﺎً َ ،ﺳــﻴَ ْﺠ َﻌ ُﻞ أﺟ َﻌـ ْـﻞ ﱄ ِﻣـ ْـﻦ ﻟَـ ُـﺪﻧْ َ ﺻــﺪق َ ،و ْ
ِ ٍ
ِ ِ
ـﻮل : ـﻚ ﻓَـﺘَـ ُﻘـ ُ
ُﺧﺘُـ َ ﺼــﻨَ َﻊ َﻋﻠــﻰ َﻋْﻴــﲏ ،إ ْذ ﲤَْﺸــﻲ أ ْ ﻚ َﳏَﺒﱠـﺔً ﻣـ ﱢـﲏ َ ،وﻟﺘُ ْ ـﺖ َﻋﻠَْﻴ ـ َ َﳍـُ ْـﻢ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ ُوّداً َ ،وأَﻟْ َﻘْﻴـ ُ
ـﺖ ﻧَـ ْﻔﺴـﺎً ـﻚ َ ،ﻛـ ْـﻲ ﺗَـ َﻘـﱠﺮ َﻋْﻴـﻨُـ َﻬــﺎ َوﻻ َْﲢـ َـﺰ َن َ ،وﻗَـﺘَـْﻠـ َ ـﺎك إﱃ أُﱢﻣـ َ َﻫـ ْـﻞ أ َُدﻟﱡ ُﻜـ ْـﻢ ﻋﻠــﻰ َﻣـ ْـﻦ ﻳِ ْﻜ َﻔﻠُــﻪُ ،ﻓَـَﺮ َﺟ ْﻌﻨـ َ
ـﻚ ِﻣـ َـﻦ ـﺎك ﻓُـﺘﻮﻧـﺎً ،ﻻ َﲣــﻒ َﳒــﻮت ِﻣــﻦ َ ِ ِ
ـﻒ إﻧـﱠ َ ﲔ ،ﻻ َﲣَـ ْ اﻟﻘـ ْـﻮم اﻟﻈﱠــﺎﻟ ْﻤ َ َ ْ َْ َ ْ ـﺎك ِﻣـ َـﻦ اﻟﻐَـ ﱢـﻢ َ ،وﻓَـﺘَـﻨﱠـ َ ُ ﻓَـﻨَ ﱠﺠْﻴـﻨَـ َ
ـﺎف َد َرﻛـﺎً َوَﻻ َﲣْ َﺸـﻰ ،ﻻ َﲣَﺎﻓـﺎ إﻧﱠـﲏ َﻣ َﻌ ُﻜ َﻤـﺎ أ ْ ِ
َﲰَ ُـﻊ اﻷﻋﻠَـﻰ ،ﻻ َﲣَ ْ ﺖ ْ ﱠﻚ أَﻧْ َ ﻒ إﻧ َ ﻨﲔ ،ﻻ َﲣَ ْ اﻵﻣ َ
ﺼ ـﺮاً َﻋ ِﺰﻳ ـﺰاً َ ،وَﻣـ ْـﻦ ﻳَـﺘَـ َﻮﱠﻛـ ْـﻞ ﻋﻠــﻰ اﷲِ ﻓَـ ُﻬـ َـﻮ ﺼـ َـﺮَك اﷲُ ﻧَ ْ ـﻚ َ ،وﻳَـْﻨ ُـﻮك َوأ َْﻫﻠَـ َ ـﻒ إﻧـﱠـﺎ ُﻣﻨَ ﱡﺠـ َ َوأ ََرى ،ﻻ َﲣَـ ْ
ـﻚ اﻟﻴَ ـ ْـﻮِم ، ِ
ـﺎﻫ ُﻢ اﷲُ َﺷ ـﱠﺮ ذﻟـ َ
ٍ ِ ِ
َﺣ ْﺴــﺒُﻪُ ،إ ﱠن اﷲ ﺑــﺎﻟ ُﻎ أ َْﻣ ـ ِﺮﻩِ ،ﻗَ ـ ْﺪ َﺟ َﻌـ َـﻞ اﷲُ ﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﻗَـ ْﺪراً ،ﻓَـ َﻮﻗَـ ُ
ـﺐ اﷲِ ، ـﻚ ِذ ْﻛ َـﺮَك ُِ ،ﳛﺒُـﻮﻧَـ ُﻬ ْﻢ َﻛ ُﺤ ﱢ ِ ِ
ـﺐ إﱃ أ َْﻫﻠ ِـﻪ َﻣ ْﺴـﺮوراً َ ،وَرﻓَـ ْﻌﻨـﺎ ﻟَ َ ﺼَﺮًة َو ُﺳُﺮوراً َ ،وﻳـَْﻨـ َﻘﻠ ُ ﱠﺎﻫ ْﻢ ﻧَ ْ
َوﻟَﻘ ُ
َﺷ ﱡﺪ ُﺣﺒﺎ ﷲَ .رﺑـﱠﻨَﺎ أَﻓْﺮغ َواﻟﺬﻳﻦ َآﻣﻨﻮا أ َ
٨١
ِ ِ
ـﺎس ،إ ﱠن اﻟﻨﱠ َ
ـﺎس ـﺎل َﳍُ ُـﻢ اﻟﻨﱠ ُ ـﺬﻳﻦ ﻗَ َ
ﻳﻦ ،اﻟ َ ﺼْﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟ َﻘﻮم اﻟ َﻜﺎﻓﺮ َ ﺖ أَﻗْ َﺪ َاﻣﻨَﺎ َ ،واﻧْ ُ ﺻ ْﱪاً َ ،وﺛـَﺒﱠ ْ َﻋﻠَْﻴﻨﺎ َ
اﻟﻮﻛِْﻴ ُﻞ ،ﻓَـﺎﻧْـ َﻘﻠَﺒُﻮا ﺑِﻨِ ْﻌ َﻤ ٍـﺔ ِﻣ َـﻦ ِ
ﻮﻫ ْﻢ ،ﻓَـَﺰ َاد ُﻫ ُﻢ إﳝﺎﻧﺎً َ ،وﻗَﺎﻟﻮا َﺣ ْﺴﺒُـﻨَﺎ اﷲُ َوﻧ ْﻌ َﻢ َ ﺎﺧ ُﺸ ُ ﻗَﺪ َﲨَ ُﻌﻮا ﻟ ُﻜ ْﻢ ﻓَ ْ
ﻀـ ٍـﻞ َ ،ﱂْ ﳝَْ َﺴ ْﺴـ ُـﻬ ْﻢ ُﺳــﻮءٌ َ ،رﺑﱠﻨــﺎ ﻇَﻠَ ْﻤﻨــﺎ أَﻧْـ ُﻔ َﺴــﻨَﺎ َ ،وإ ْن َﱂْ ﺗَـ ْﻐ ِﻔـ ْـﺮ ﻟَﻨــﺎ َ ،وﺗَـ ْﺮﲪَْﻨــﺎ ﻟَﻨَ ُﻜــﻮﻧَ ﱠﻦ ِﻣــﻦ اﷲِ َوﻓَ ْ
اﺻ ـ ِﺮ ْ ِ
ت ُﻣ ْﺴ ـﺘَـ َﻘّﺮاً ﱠﻢ ،إ ﱠن َﻋ ـ َﺬاﺑـَ َﻬﺎ َﻛــﺎ َن َﻏَﺮاﻣ ـﺎً ،إﻧـ َﱠﻬــﺎ َﺳــﺎءَ ْ اب َﺟ َﻬ ـﻨ َ ف َﻋﻨﱠــﺎ َﻋ ـ َﺬ َ ﻳﻦ َ ،رﺑﱠﻨ ـﺎَ ْ اﳋَﺎﺳ ـﺮ َ
اب اﻟﻨﱠـﺎ ِر َ ،وﻗُ ْـﻞ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲِ اﻟـﺬي ٍﱂ ِ وﻣ َﻘﺎﻣﺎً ،رﺑـﱠﻨَﺎ ﻣﺎ ﺧﻠَ ْﻘﺖ ﻫﺬا ﺑ ِ
ﻚ ،ﻓَﻘﻨَﺎ َﻋـ َﺬ َ ﺎﻃﻼً ُ ،ﺳْﺒ َﺤﺎﻧَ َ َ َ َ َ َ ََ
ﱄ ِﻣـ َـﻦ اﻟ ـ ﱡﺬ ﱢل َ ،وَﻛـ ﱢـﱪْﻩ ـﻚ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜـ ْـﻦ ﻟَــﻪُ َو ﱡ ﻳﻚ ﰲ اﳌ ْﻠـ ِ ـﺎﺣﺒَﺔ وﻻ َوﻟَــﺪاً َ ،وَﱂَ ﻳَ ُﻜـ ْـﻦ ﻟَــﻪُ َﺷ ـ ِﺮ ٌ ﱠﺨــﺬ ﺻــ ِ
َ
ﻳـﺘ ِ
َ
ُ ِ
ـﱪ ﱠن ﻋﻠـﻰ َﻣـﺎ آ َذﻳْـﺘُ ُﻤﻮﻧـﺎ َ ،وﻋﻠـﻰ ﺗَ ْﻜﺒِﲑاً ،وﻣﺎ ﻟَﻨَـﺎ ﱠأﻻ ﻧَـﺘَـﻮﱠﻛـﻞ ﻋﻠـﻰ اﷲ ،وﻗَـ ْﺪ َﻫ َـﺪاﻧَﺎ ﺳـﺒـﻠَﻨﺎ ،وﻟَﻨَ ْ ِ
ﺼَ ُُ َ َ َ ُ ََ
ـﻮل ﻟَــﻪُ ُﻛـ ْـﻦ ﻓَـﻴَ ُﻜــﻮ ُن ،ﻓَ ُﺴـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﻟــﺬي اﷲ ﻓَـ ْﻠﻴَﺘَـ َﻮﱠﻛــﻞ اﳌﺘَـ َﻮﱢﻛﻠــﻮ َن ،إﱠﳕـَـﺎ أ َْﻣـ ُـﺮﻩُ ،إذَا أ ََر َاد َﺷـْـﻴﺌﺎً ،أَ ْن ﻳَـ ُﻘـ َ
َﺣﻴَـْﻴـﻨَـﺎﻩُ َ ،و َﺟ َﻌْﻠﻨَـﺎ ﻟَـﻪُ ﻧُـﻮراً ،ﳝَْﺸـﻲ ﺄَﻓ ًﺎ ﺘﻴﻣ نَ ﺎ ﻛ
َ ﻦ ﻣ َوأ ، ن
َ ﻮ ﻌ ﺟ ﺮ ـ ﺗ ﻲء ،وإﻟَﻴ ِ
ﻪ ﺑِﻴ ِﺪﻩِ ﻣﻠَ ُﻜﻮت ُُﻛﻞ ﺷ ٍ
َْ ْ َْ َ ْ ْ َُُ َ َ ُ ﱢ َ
ِِ ِ
ـﺖ ﻣــﺎ ﰲ ـﲔ ﻗُـﻠُــﻮ ْﻢ ،ﻟَـ ْـﻮ أَﻧْـ َﻔ ْﻘـ َـﻒ ﺑَـ ْ َﻨﲔ َ ،وأَﻟﱠـ َ ﺼ ـ ِﺮﻩِ َ ،وﺑِــﺎﳌُْﺆﻣ َ ﺎس ُ ،ﻫـ َـﻮ اﻟــﺬي أَﻳـﱠ َـﺪ َك ﺑِﻨَ ْ ﺑِــﻪ ﰲ اﻟﻨﱠ ـ ِ
ِ ِِ
ـﻴﻢَ .ﺳﻨَ ُﺸــ ـ ﱠﺪ ـﻒ ﺑَـْﻴ ـ ـﻨَـ ُﻬ ْﻢ ،إﻧﱠــﻪُ َﻋﺰﻳ ـ ٌـﺰ َﺣﻜ ـ ٌ ـﲔ ﻗـُﻠُ ــﻮ ْﻢ َ ،وﻟﻜـ ـ ﱠﻦ اﷲَ أﻟﱠـ َ ض َﲨﻴﻌـ ـﺎً َﻣـ ـﺎَ أَﻟﱠْﻔ ـ َ
ـﺖ ﺑَـ ـ َْ اﻷر ِ ْ
ِ ِ
ـﻚ َ ،وَْﳒ َﻌـ ُـﻞ ﻟَ ُﻜ َﻤــﺎ ُﺳ ـْﻠﻄَﺎﻧﺎً ﻓَــﻼ ﻳَﺼ ـﻠُﻮ َن إﻟَْﻴ ُﻜ َﻤــﺎ ،ﺑﺂﻳَﺎﺗﻨَــﺎ ،أَﻧْـﺘُﻤــﺎ َوَﻣ ـ ِﻦ اﺗـﱠﺒَـ َﻌ ُﻜ َﻤــﺎ ِ
ﻀـ َـﺪ َك ﺑِﺄﺧﻴـ َ َﻋ ُ
إﱐ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠـﺖ ﲔ ،ﱠ اﻟﻐَﺎﻟِﺒﻮ َن ،ﻋﻠﻰ اﷲِ ﺗَـﻮﱠﻛْﻠﻨﺎ رﺑﱠﻨﺎ اْﻓَـْﺘﺢ ﺑـﻴـﻨَﻨﺎ وﺑــﲔ ﻗَـﻮِﻣﻨـﺎ ﺑِـﺎﳊ ﱢﻖ وأَﻧْـﺖ ﺧﻴــﺮ َ ِِ
اﻟﻔـﺎﲢ َ َ َ َ َْ ُ َْ َ ْ َ ْ َ َ
ِ
اط ُﻣ ْﺴــﺘَﻘﻴ ٍﻢ ، ﺎﺻــﻴﺘِﻬﺎ إ ﱠن رﱢﰊ ﻋﻠــﻰ ِﺻ ـﺮ ٍ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
ﻋﻠــﻰ اﷲ َ ،رﱢﰊ َوَرﺑﱢ ُﻜـ ْـﻢ ،ﻣــﺎ ﻣـ َـﻦ َداﺑـﱠـﺔ ﱠإﻻ ُﻫـ َـﻮ آﺧ ـ ٌﺬ ﺑﻨَ َ َ َ
ِ ـﻮل ﻟَ ُﻜـﻢ ،وأﻓَـ ﱢﻮض أَﻣـ ِﺮي إﱃ اﷲِ ،إ ﱠن اﷲ ﺑﺼ ِ ِ ِ
ـﱯ اﷲُ .ﻻ إﻟــﻪ ـﲑ ﺑﺎﻟﻌﺒَـﺎد َ ،ﺣ ْﺴ َ ََ ٌ ﻓَ َﺴـﺘَ ْﺬ ُﻛُﺮو َن ﻣـﺎ أَﻗُ ُ ْ َ ُ ْ
اﻟﻌﻈـ ــﻴ ِﻢ َ ،ر ﱢ ِ
اﻟﻀ ـ ـﱡﺮ َ ،وأَﻧْـ ـ َ
ـﺖ أ َْر َﺣـ ـ ُـﻢ ب َﻣ ﱠﺴـ ــﲏ ُ اﻟﻌـ ـ ْـﺮ ِش َ
ب َ ـﺖ َ ،وُﻫـ ـ َـﻮ َر ﱡ ﱠإﻻ ُﻫـ ـ َـﻮ َ ،ﻋـ ـ َـﻞ ْ◌ه ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠـ ـ ُ
ِِ ﻚ ،إﱐ ُﻛْﻨ ِ ِ
ﲔ.
ﺖ ﻣ َﻦ اﻟﻈَﺎﻟﻤ َ ُ ﺖ ُ ،ﺳْﺒ َﺤﺎﻧَ َ اﻟﱠﺮاﲪﲔ .ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ أَﻧْ َ
اﻟﺮ ْﲪﻦ اﻟﱠﺮِﺣﻴﻢ .آﱂ ،اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ ُﻫ َﻮ ،اﳊَ ﱡﻲ ﺑ ْﺴﻢ اﷲ َ
ِ
٨٢
ﻘﻴﻤـﻮ َن ـﲔ ،اﻟ ِـﺬ ِ ِ ِ ِ ِ اﻟﻜﺘَﺎب ﻻ رﻳ ِ ِ ﻚ ِ ِ
ﻳﻦ ﻳـُ ْﺆﻣﻨـﻮ َن ﺑﺎﻟﻐَْﻴـﺐ َ ،وﻳُ ُ َ ﺐ ﻓﻴﻪ ُ ،ﻫ َﺪ ًى ﻟ ْﻠ ُﻤﺘﱠﻘ َ ُ َْ َ ﻮم ،آﱂ ،ذﻟ َ اﻟ َﻘﻴﱡ ُ
ـﻮم ،ﻻ ﺗَﺄْ ُﺧـ ُﺬﻩُ ِﺳــﻨَﺔٌ َ ،وﻻ ﻧَـ ْـﻮٌم ، ِ
ـﺎﻫ ْﻢ ﻳـُْﻨﻔ ُﻘــﻮ َن ،اﷲُ ﻻ إﻟَــﻪَ ﱠإﻻ ُﻫ َـﻮ اﳊَـ ﱡـﻲ اﻟ َﻘﻴُـ ُ ﺼـﻼ َة َ ،وﳑـﱠـﺎ َرَزﻗْـﻨَـ ُ اﻟ ﱠ
ِِ ِ ﻟَــﻪ ﻣــﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴـ ِ
ض َ ،ﻣـ ْـﻦ ذَا اﻟــﺬي ﻳَ ْﺸـ َﻔ ُﻊ ﻋْﻨـ َـﺪ ُﻩ ،ﱠإﻻ ﺑِﺈ ْذﻧــﻪ ،ﻳَـ ْﻌﻠَـ ُـﻢ ﻣــﺎ ﺑَـ َْ
ـﲔ اﻷر ِ
ـﻤﻮات ،وﻣ ـﺎ ﰲ ْ َ ُ
أَﻳ ـ ِـﺪﻳ ِﻬﻢ وﻣ ــﺎ ﺧ ْﻠ َﻔﻬ ــﻢ وﻻ ُِﳛﻴﻄُــﻮ َن ﺑِ َﺸ ــﻲ ٍء ِﻣ ــﻦ ِﻋْﻠ ِﻤ ـ ِـﻪ ،ﱠإﻻ ِﲟ ـَـﺎ َﺷ ــﺎء ،و ِﺳ ــﻊ ُﻛﺮِﺳ ــﻴﻪ اﻟ ﱠﺴ ــﻤﻮاتِ
َ َ َ َ ْ ُ ْ ْ ْ ْ ََ َ ُ ْ َ
ـﲔ اﻟﱡﺮ ْﺷـ ُـﺪ ِﻣـ َـﻦ واﻷرض ،وﻻ ﻳ ــﺆدﻩ ِﺣ ْﻔﻈُﻬﻤــﺎ ،وﻫــﻮ اﻟﻌﻠِـﻲ ِ
اﻟﻌﻈــﻴﻢ .ﻻ إ ْﻛـَـﺮ َاﻩ ﰲ اﻟـﺪﱢﻳﻦ ،ﻗَـ ْﺪ ﺗَـﺒَـ ﱠ َ ُ َ ََُ َ ﱡ َ ْ َ َ َ ُ ُُ
ـﺎم َﳍَـﺎ ِ ـﺆﻣﻦ ﺑـﺎﷲِ ،ﻓَـ َﻘـ ْﺪ اﺳﺘﻤﺴـﻚ ﺑ ِ ِ ِ ِ
ﺼَ ـﺎﻟﻌْﺮَوة اﻟ ُـﻮﺛْﻘﻰ ،ﻻ اﻧﻔ َ َْ ْ َ َ ُ اﻟﻐَ ﱢﻲ ،ﻓَ َﻤ ْﻦ ﻳَ ْﻜ ُﻔْﺮ ﺑﺎﻟﻄَﺎﻏُﻮت َ ،وﻳُ ْ
ﺑﺎﻟﻘ ْﺴ ِـﻂ. ،واﷲ َﲰﻴﻊ ﻋﻠﻴﻢ ،ﺷ ِﻬﺪ اﷲ ،أﻧﱠﻪ ﻻ إﻟـﻪ ﱠإﻻ ﻫـﻮ ،واﳌﻼﺋِ َﻜـﺔُ ،وأوﻟـﻮ اﻟﻌِﻠـ ِﻢ ،ﻗَﺎﺋِﻤـﺎً ِ
َُ َ َ ُ ٌ َ ٌ َ َ ُ ُ َ َُ َ
ـﻚ ﺗُـ ْـﺆﰐ ِ ﱢﻳﻦ ِﻋْﻨـ ِـﺪ اﷲ ـﻴﻢ ،إ ﱠن اﻟـﺪ اﻟﻌ ِﺰﻳـ ُـﺰ اﳊَ ِﻜـ
ـﻚ اﳌْﻠـ َ ـﻼم ،ﻗُـ ْـﻞ :اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،ﻣﺎﻟـ َ ُ اﻹﺳـ
ْ َ َ ُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻ ُﻫـ َـﻮ َ
ِ ُ ِ اﳌ ْﻠـﻚ ﻣـﻦ ﺗﺸـﺎء وﺗـﻨـ ِﺰع اﳌ ْﻠ ِ
ـﻚـﻚ ﳑﱠ ْـﻦ ﺗَ َﺸـﺎءُ َ ،وﺗُﻌِـﱡﺰ ﺗَ َﺸـﺎ ْء َ ،وﺗُـﺬ ﱡل َﻣ ْـﻦ ﺗَ َﺸـﺎءُ ،ﺑِﻴَـﺪ َك اﳋَْﻴـ ُـﺮ ،إﻧـﱠ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َْ ُ َ
ِ ِ ُ ٍ ُ
ِج اﳊَ ﱢـﻲ ِﻣ َـﻦ اﳌﻴﱢـﺖ ﺮ
ْ َْ ُـﲣُ و ، ِ
ـﻞ ﻴﱠﻠاﻟ ﰲ ِ
ر ﺎ ـ ﻬ
ﱠ اﻟﻨ ﺞ ـﻮﻟ ﺗو ،
ُ ﱢ َ ْ َ ٌ ُ ُ ْ َ ّ َ َُ ُ َ ِ
ر ﺎ ﻬ ـ ﻨ اﻟ ﰲ ﻞ ﻴﱠﻠاﻟ ﺞ ﻟ ﻮ ﺗ ، ﺪﻳﺮ ﻗ ء ﻲ ﺷ ﻞ ﻛ ﻋﻠﻰ
َ
ـﺎب َ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ ﻻ ﺗُـ ِﺰ ْغ ﻗـُﻠُﻮﺑَـﻨَــﺎ ،ﺑـَ ْﻌـ َـﺪ إ ْذ ـﺖ ِ ،ﻣــﻦ اﳊـ ﱢـﻲ ،وﺗَـ ْـﺰر ُق ﻣــﻦ ﺗَ َﺸــﺎء ﺑِﻐَـ ِْـﲑ ِﺣﺴـ ٍ
َ ِج اﳌَﻴﱢـ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ َ ،وُﲣْ ـﺮ ُ
ـﻮل ِﻣ ْـﻦ أَﻧْـ ُﻔ ِﺴـ ُﻜ ْﻢ ، ـﺎب ،ﻟَ َﻘـ ْﺪ َﺟـﺎءَ ُﻛ ْﻢ َر ُﺳ ٌ اﻟﻮﱠﻫ ُ ﺖ َ ﱠﻚ أَﻧْ َ ﻚ َر ْﲪَﺔً ،إﻧ َ ﺐ ﻟَﻨَﺎ ِﻣ ْﻦ ﻟَ ُﺪﻧْ َ َﻫ َﺪﻳْـﺘَـﻨَﺎ َ ،وَﻫ ْ
ِ ﱠ ﻋ ِﺰﻳﺰ ﻋﻠَﻴ ِﻪ ﻣﺎ ﻋﻨِﺘﱠﻢ ،ﺣ ِﺮﻳﺺ ﻋﻠَﻴ ُﻜﻢ ﺑِـﺎﳌ ْﺆِﻣﻨِﻦ رُؤو ٌ ِ
ـﱯ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ ـﻴﻢ ﻓَـﺈ ْن ﺗَـ َﻮﻟ ْـﻮا ﻓَـ ُﻘ ْـﻞ َﺣ ْﺴ َ ف َرﺣ ٌ َ ٌ َْ َ َ ُ َ ٌ َْ ْ ُ َ َ ُ
ِ اﻟﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ ،اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﻟــﺬي َﳒﱠﺎﻧَــﺎ ِﻣـ َـﻦ َ
ﻤﲔ ، اﻟﻘـ ْـﻮَم اﻟﻈَــﺎﻟ َ اﻟﻌـ ْـﺮ ِش َب َ ـﺖ َوُﻫـ َـﻮ َر ﱢ ﱠإﻻ ُﻫـ َـﻮ َﻋﻠَْﻴــﻪُ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠـ ُ
ﻮر ،اﻟــﺬي أ َْد َﺧﻠَﻨَــﺎ َد َار اﳌ َﻘ َﺎﻣـ ِـﺔ ِ ،ﻣـ ْـﻦ ٌ ـﻮر َﺷ ـ ُﻜ
ٌ ـﺐ َﻋﻨﱠــﺎ اﳊَـ َـﺰ َن ،إ ﱠن َرﺑـﱠﻨَــﺎ ﻟِﻐَ ُﻔـ َ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﻟــﺬي أَ ْذ َﻫـ
ُ
ب ،اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﻟــﺬي َﻫـ َـﺪاﻧَﺎ ِﳍـَـﺬا َوَﻣــﺎ ُﻛﻨﱠــﺎ ِ
ـﺐ َ ،وﻻ ﳝََ ﱡﺴــﻨَﺎ ﻓﻴﻬــﺎ ﻟُﻐـ ُـﻮ ٌ ﺼـ ٌ
ِ
ﻀــﻠﻪ ،ﻻ ﳝََ ﱡﺴــﻨَﺎ ﻓ َﻴﻬــﺎ ﻧَ َ
ﻓَ ْ ِ ِ
ﲔ ،ﻓَـ ُﻘ ِﻄـ َـﻊ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ي ﻟــﻮﻻ أَ ْن َﻫـ َـﺪاﻧﺎ اﷲُ ،أَﳊَﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﻟــﺬي ﻓَ ﱠ ِ ِ
ﻀ ـﻠَﻨَﺎ ﻋﻠــﻰ َﻛﺜ ـ ٍﲑ ﻣـ ْـﻦ ﻋﺒَ ـﺎدﻩ اﳌـُ ْـﺆﻣﻨ َ ﻟﻨَـ ْﻬﺘَــﺪ َ
بﻳﻦ ﻇَﻠَ ُﻤﻮا َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ َر ﱢ داﺑِﺮُ َ ِ
اﻟﻘ ْﻮَم اﻟﺬ َ َُ
٨٣
اتاﻟﻜ ِﱪﻳــﺎء ﰲ اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ ِ ب ِ اﻷر ِ ِ ﲔ ،ﻓَﻠﻠـ ِـﻪ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ َ ،ر ﱢ ِ
َ ﲔ َ ،وﻟَــﻪُ ْ َ ُ اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
ض َ ،ر ﱢ َ ب اﻟ ﱠﺴــﻤﻮات َو ْ اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
َ
ﺤﻮ َن َ ،وﻟَـﻪُ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﰲ ـﲔ ﺗُ ْ ِ ِ ِ ِ ض َ ،وُﻫـﻮ َ ِ و َاﻷ ْر ِ
ﺼـﺒ ُ ـﲔ ﲤُْ ُﺴـﻮ َن َ ،وﺣ َ ـﻴﻢ ،ﻓَ ُﺴ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲ ﺣ َ اﻟﻌﺰﻳ ُـﺰ اﳊَﻜ ُ َ
ـﺖ ِﻣ َـﻦ اﳊَ ﱢـﻲ ، ﺖ ،وُﳜْـﺮِج اﳌﻴﱢ ِ
ُ َ
ض ،وﻋ ِﺸﻴﺎً و ِﺣﲔ ﺗُﻈ ِﻬﺮو َن ُ ،ﳜْﺮِج اﳊﻲ ِﻣﻦ اﳌﻴﱢ ِ
َ ﱢ َ ُ َ َ ّ َ َ ات َو َاﻷ ْر ِ اﻟ ﱠﺴﻤﻮ ِ
َ
ٍ َ ِ ِ َ ِ ِ
ـﻮت ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء ، ﻚ ُﲣَْﺮ ُﺟ ـﻮ َن ،ﻓَ ُﺴـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﻟــﺬي ﺑِﻴَــﺪﻩ َﻣﻠَﻜـ ُ ض ،ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ َﻣ ْﻮ ــﺎ َ ،وَﻛ ـ َﺬﻟ َ َوُْﳛﻴ ـ ِﻲ َاﻷ ْر َ
ِ ِ وإﻟَﻴ ِﻪ ﺗُـﺮﺟﻌﻮ َن ،إ ﱠن رﺑﱠ ُﻜﻢ اﷲ ،اﻟـﺬي ﺧﻠَـﻖ اﻟ ﱠﺴ ِ
اﺳـﺘَـ َﻮى ﻋﻠـﻰ ض ،ﰲ ﺳـﺘﱠﺔ أﻳﱠ ٍـﺎم ﰒُﱠ ْ ـﻤﻮات َو َاﻷ ْر ََ َ َ َ ُ ُ َ ْ ْ َُ
ات ﺑِـﺄ َْﻣﺮﻩِ أ ََﻻ اﻟﻌـﺮ ش .ﻳـﻐْ ِﺸــﻰ اﻟﻠﱠﻴــﻞ اﻟﻨـﱠﻬــﺎر ،ﻳﻄْﻠُﺒــﻪ ﺣﺜِﻴﺜـﺎً ،واﻟ ﱠﺸــﻤﺲ واﻟ َﻘﻤــﺮ ،واﻟﻨﱡﺠــﻮم ﻣﺴـ ﱠﺨﺮ ٍ
َ ْ َ َ ََ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ُُ َ َْ ُ
ِ
ـﺐ اﳌ ْﻌﺘَـﺪﻳﻦ ِ ِ
ﻀـﱡﺮﻋﺎً َ ،وﺧﻴ َﻔـﺔً ،إﻧﱠـﻪُ ﻻ ُﳛ ﱡ ِ
ﲔ ،أ ُْدﻋﻮا َرﺑﱠ ُﻜ ْﻢ ﺗَ َ اﻟﻌﺎﻟَﻤ َ
ب َ اﻷﻣُﺮ ﺗَـﺒَ َﺎرَك اﷲُ َر ﱡ ﻟَﻪُ اﳋَﻠَ ُﻖ َو ْ
ُ
ـﺐ ٌ◌ ِﻣـ َـﻦ ِ
إﺻـ َـﻼﺣﻬﺎ َ ،و ْاد ُﻋــﻮﻩُ َﺧ ْﻮﻓ ـﺎً َوﻃَ َﻤﻌ ـﺎً ،إ ﱠن َر ْﲪَـﺔَ اﷲ ﻗَﺮﻳـ ٌ
اﻷرض ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ ْ ِ ِ ِ َ ،وﻻ ﺗُـ ْﻔ ِﺴـ ُـﺪوا ﰲ
ـﺖ ﻓَـ ُﻬ َـﻮﺿ ُ ﲔ َ ،وإ َذا َﻣ ِﺮ ْ ﲔ ،اﻟﺬي َﺧﻠَ َﻘـﲏ ،ﻓَـ ُﻬـﻮ ﻳـَ ْﻬ ِـﺪﻳﻦ ،واﻟﱠـﺬي ُﻫـﻮ ﻳَﻄْﻌِﻤـﲏ ،وﻳَﺴـﻘ ِ ِِ
اﳌُ ْﺤﺴﻨ َ
َ ُ َ ْ َ َ
ـﺐ ﱄ ب َﻫ ْ ﲔ َ ،واﻟﺬي أَﻃْ َﻤ ُﻊ أَ ْن ﻳـَ ْﻐ ِﻔَﺮ ﱄ َﺧ ِﻄﻴﺌَﱵ ﻳَـ ْـﻮَم اﻟـ ﱢﺪﻳ ِﻦ َ ،ر ﱢ ﻳَ ْﺸ ِﻔﲔ ،واﻟﺬي ُﳝِﻴﺘُﲏ ﰒُﱠ ُْﳛﻴ ِ
َ
اﺟ َﻌ ْﻠ ـ ــﲏ ِﻣ ـ ـ ْـﻦ َوَرﺛَـ ـ ِـﺔ ِ ِ ٍ ِ َﳊِْﻘـ ـ ـ ِﲏ ﺑِﺎﻟ ﱠ ِِ
اﺟ َﻌ ـ ـ ْـﻞ ﱄ ﻟ َﺴ ـ ــﺎ َن ﺻ ـ ـ ْﺪق ﰲ اﻵﺧ ـ ـ َـﺮﻳﻦ َ ،و ْ ﲔ َ ،و ْ ﺼ ـ ــﺎﳊ َ ُﺣ ْﻜﻤ ـ ـﺎً َوأ ْ
ِ ِ ِ
ﲔ َ ،وﻻ ُﲣِْﺰﱐ ﻳَـ ْﻮَم ﻳـُْﺒـ َﻌﺜُﻮ َن ،ﻳَـ ْـﻮَم ﻻ ﻳَـْﻨـ َﻔ ُـﻊ َﻣـﺎل َوﻻ َﺟﻨﱠﺔِ اﻟﻨﱠﻌﻴ ِﻢ َ ،وا ْﻏﻔْﺮ َﻷﰊ إﻧﱠﻪُ َﻛﺎ َن ﻣ َﻦ اﻟﻀﱠﺎﻟﱢ َ
ـﺐ َﺳـ ــﻠﻴ ٍﻢ ،ﺑِ ْﺴ ـ ـ ِﻢ اﷲِ اﻟ ـ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟ ـ ـﱠﺮِﺣﻴ ِﻢ .أَﳊَ ْﻤــ ــﺪ ﷲ اﻟـ ــﺬي َﺧﻠَــ ــﻖ ﺑـَﻨُـ ــﻮ َن ،ﱠإﻻ َﻣـ ـ ْـﻦ أَﺗَـ ــﻰ اﷲَ ﺑِ َﻘْﻠـ ـ ٍ
ـﺎت ،واﻟﻨﱡ ــﻮر ،ﰒُﱠ اﻟ ــﺬﻳﻦ َﻛ َﻔ ــﺮوا ﺑِــﺮﱢِﻢ ﻳـﻌ ـ ِـﺪﻟﻮ َن ،ﺑِﺴ ـ ِﻢ اﷲِ ات و َاﻷرض ،وﺟﻌ ــﻞ اﻟﻈﱡﻠُﻤ ـ ِ اﻟ ﱠﺴ ـ ِ
ْ َ ْ َْ َ َُ ـﻤﻮ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺻـ ّﻔﺎً ،ﻓَــﺎﻟﱠﺰاﺟَﺮات َز ْﺟـﺮاً ،ﻓَﺎﻟﺘﱠﺎﻟﻴَــﺎت ذ ْﻛـﺮاً ،إ ﱠن إﳍَ ُﻜـ ْـﻢ ﻟََﻮاﺣـ ٌﺪ َ ،ر ﱡ ِ ِ
اﻟـﱠﺮ ْﲪﻦ اﻟـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ َواﻟ ﱠ
ب ﺼــﺎﻓﱠﺎت َ
ـﺐ ، ب اﳌ َﺸــﺎ ِرِق ،إﻧـﱠـﺎ َزﻳﱠﻨــﺎ اﻟ ﱠﺴــﻤﺎء اﻟ ـ ﱡﺪﻧْﻴﺎ ﺑِ ِﺰﻳﻨَـ ٍـﺔ اﻟ َﻜﻮاﻛِـ ِ ض َ ،وَﻣــﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ َﻤــﺎ َ ،وَر ﱡ ات َو َاﻷ ْر ِ اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ
َ ََ َ َ
ـﺐ ُد ُﺣـﻮراً ِ ٍ
و ِﺣ ْﻔﻈﺎ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺷْﻴﻄَﺎن َﻣﺎ ِرد ،ﻻ ﻳَ ﱠﺴ ﱠﻤ ُﻌﻮ َن إﱃ اﳌ ِﻸ َاﻷ ْﻋﻠَﻰ ،وﻳـُ ْﻘ َﺬﻓُﻮ َن ﻣ ْﻦ ُﻛـﻞ َﺟﺎﻧ ٍ
ِ ٍ
َ َ َ
،
٨٤
ﺐ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻌ َﺸ َـﺮ اﳉِـ ﱠﻦ َوا ِﻹﻧْ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺲ ﺎب ﺛَﺎﻗ ٌﻒ اﳋَﻄْﻔﺔَ ،ﻓَﺄَﺗْـﺒَـ َﻌﻪُ ﺷ َﻬ ٌ ﺐ ،ﱠإﻻ َﻣ ْﻦ َﺧﻄ َ اب َواﺻ ٌ َوَﳍُ ْﻢ َﻋ َﺬ ٌ
ﺎن. ض ،ﻓَﺄﻧْـ ُﻔ ـ ُﺬوا ﻻ ﺗَـْﻨـ ُﻔ ـ ُﺬو َن إﻻ ﺑِﺴ ـْﻠﻄَ ٍ ات َو َاﻷ ْر ِ إن اﺳــﺘَﻄَﻌﺘُﻢ أَ ْن ﺗَـْﻨـ ُﻔ ـ ُﺬوا ِﻣــﻦ أَﻗﻄْــﺎ ِر اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ ِ
ُ َ ْ ْْ ْ ،
ـﺎس ،ﻓَــﻼ ﺗَـْﻨﺘَ ِﺼـَـﺮ ِان ،ﺑِ ْﺴـ ِﻢ ِ ٍ ﻓَﺒِــﺄ
َ ﱢي◌ آﻻء َرﺑﱢ ُﻜ َﻤــﺎ ﺗُﻜـ ﱢﺬﺑﺎن .ﻳـُْﺮ َﺳـ ُـﻞ َﻋﻠَْﻴ ُﻜﻤـﺎَ ُﺷـ َـﻮا ٌظ ﻣــﻦ ﻧـَـﺎر َ ،وُﳓَـ ٌ
ﺎﻋـ ـ ِـﻞ اﳌﻼﺋِ َﻜـ ـ ِـﺔ ُر ُﺳ ـ ـﻼً ،أُوﱄ ض،ﺟ ِ
َ ات َو َاﻷ ْر ِـﺎﻃ ِﺮ اﻟ ﱠﺴـ ــﻤﻮ ِ
َ
اﷲ اﻟ ـ ـﱠﺮ ْﲪﻦ اﻟ ـ ـﱠﺮِﺣﻴﻢ .أﳊﻤــ ــﺪ ﷲِ ،ﻓَـ ـ ِ
َْ
ِ ٍ َ
ﻳﺪ ﰲ اﳋَْﻠﻖ َ ،ﻣﺎ ﻳَ َﺸﺎءُ ،إ ﱠن اﷲ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲء ﻗَـﺪ ٌﻳﺮ ،ﻣـﺎ ِ ﺎع ،ﻳَِﺰ ُ ﻼث َ ،وُرﺑَ َ َﺟﻨِ َﺤ ٍﺔ َ ،ﻣﺜْـ َﲎ َوﺛُ َ أْ
ِِ ِ ِ ـﻚ َﳍَـﺎ َ ،وَﻣـﺎ ﳝَْ ِﺴ ْ ﻳـَ ْﻔﺘَ ِﺢ اﷲ ﻟِﻠﻨ ِ
اﻟﻌ ِﺰﻳ ُـﺰ
ـﻚ ﻓَـﻼ ُﻣْﺮﺳ َـﻞ ﻟَـﻪُ ﻣ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌـﺪﻩ َ ،وُﻫ َـﻮ َ ﱠﺎس ِ ،ﻣ ْﻦ َر ْﲪَ ٍﺔ ﻓَﻼ ﳑُْ ِﺴ َ
ب ِ◌ َر ْﲪَﺘِـ ِـﻪ َﻣـ ْـﻦ ﺺ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ
ـﻴﻢ َ ،ﳜْــﺘَ ﱡ ـﻴﻢ ،إ ﱠن اﻟ َﻔﻀـ ِـﻞ ﺑﻴَــﺪ اﷲ ،ﻳـُ ْﺆﺗﻴــﻪ َﻣـ ْـﻦ ﻳَ َﺸــﺎءُ َ ،واﷲُ َواﺳـ ٌـﻊ َﻋﻠـ ٌ اﳊَﻜـ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ﻳ َﺸــﺎء ،واﷲ ذو اﻟ َﻔﻀـ ِـﻞ ِ
ﻨﲔ َ ،وإذَا اﻟﻌﻈــﻴ ِﻢ َ ،وﻧـُﻨَـ ـﱠﺰُل ﻣـ َـﻦ اﻟ ُﻘـ ْـﺮآن ،ﻣــﺎ ُﻫـ َـﻮ ﺷ ـ َﻔﺎءٌ َوَر ْﲪَـﺔٌ ﻟْﻠ ُﻤـ ْـﺆﻣ َ َ َ ُ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺘﻮراً َ ،و َﺟ ْﻌ ْﻠﻨَــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ﻳﻦ ﻻ ﻳـُ ْﺆﻣﻨُــﻮ َن ﺑ ــﺎﻵﺧَﺮة ﺣ َﺠﺎﺑ ـﺎً َﻣ ْﺴ ـ ُ ـﲔ اﻟ ــﺬ َ ـﻚ َوﺑَ ـ ْ َت اﻟ ُﻘ ـ ْـﺮآ َن َﺟ َﻌ ْﻠﻨَــﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ َﻗَ ـ َـﺮأْ َ
َدﺑَـﺎ ِرِﻫﻢ ت َرﺑﱢﻚ ﰲ اﻟ ُﻘْـﺮآن َو ْﺣ َـﺪﻩ َوﻟّـﻮا ﻋﻠـﻰ أ ْ
ِِ
ﻗُـﻠُﻮ ْﻢ أَﻛﻨﱠﺔً أَ ْن ﻳَـ ْﻔ َﻘ ُﻬﻮﻩُ َوﰲ آ َذا ْﻢ َوﻗْﺮاً َ ،وإذا ذَ َﻛْﺮ َ
ِِ ِ
َﺿـﻠﱠﻪُ اﷲُ ﻋﻠــﻰ ِﻋ ْﻠـ ٍﻢ َ ،و َﺧــﺘَ َﻢ ﻋﻠــﻰ ﲰَْﻌِـ ِـﻪ َوﻗَـﻠْﺒِـ ِـﻪ َ ،و َﺟ َﻌـ َـﻞ ـﺖ َﻣـ ِﻦ ﱠاﲣَـ َﺬ إﳍـَـﻪُ َﻫـ َـﻮاﻩُ َ ،وأ َ ﻧـُ ُﻘــﻮرا .أﻓَـَﺮأَﻳْـ َ
ِ ِ
ـﻚ اﻟــﺬﻳﻦ ﻃَﺒَـ َـﻊ اﷲُ ﻋﻠــﻰ ـﺎوًة ،ﻓَ َﻤـ ْـﻦ ﻳـَ ْﻬﺪﻳـ ِـﻪ ِﻣـ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌــﺪ اﷲِ ،أَﻓَــﻼ ﺗَـ َﺬ ﱠﻛﺮو َن ،أُوﻟﺌـ َ ﻋﻠــﻰ ﺑ ِ ِ
ﺼ ـ ِﺮﻩ ﻏ َﺸـ َ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ﻬﻢ َﺳـ ّـﺪاً َ ،وﻣـﻦ ـﻚ ُﻫـ ُـﻢ اﻟﻐَــﺎﻓﻠﻮ َن َ ،و َﺟ َﻌْﻠﻨــﺎ ﻣـ ْـﻦ ﺑَـ ْـﲔ أَﻳْــﺪﻳ ْ ﺼــﺎرﻫ ْﻢ َ ،وأُوﻟﺌـ َ ﻗُـﻠُـﻮ ْﻢ َ ،وﲰَْﻌﻬـ ْـﻢ َ ،وأَﺑْ َ
ِ ِ ِِ ِ ِ
ـﺖ َ ،وإﻟَْﻴــﻪُ ـﺮو َن َ ،وَﻣــﺎ ﺗَـ ْـﻮﻓﻴﻘﻲ ﱠإﻻ ﺑِــﺎﷲ َ ،ﻋﻠَْﻴــﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛ ْﻠـ ُ ﺎﻫ ْﻢ ﻓَـ ُﻬـ ْـﻢ ﻻ ﻳُﺒﺼـ ُ َﺧ ْﻠﻔ ِﻬـ ْـﻢ َﺳـ ّـﺪاً ،ﻓَﺄ ْﻏ َﺸ ـْﻴـﻨَ ُ
أُﻧِﻴﺐ ،وﻻ َﲢﺰ ْن ﻋﻠَـﻴ ِﻬﻢ ،وﻻ ﺗـﻚ ﰲ ٍ ِ
ـﺬﻳﻦ ُﻫ ْـﻢ ـﺬﻳﻦ اﺗـ َﱠﻘـﻮا َ ،واﻟ َ ﺿـﻴﻖ ﳑﱠـﺎ ﳝَْ ُﻜ ُـﺮو َن .إ ﱠن اﷲَ َﻣ َـﻊ اﻟ َ َ ُ َ َْ َ ْ ْ َ َ ُ
ﺼـــﻪ ﻟِﻨَـ ْﻔ ِﺴـــﻲ .ﻓَـﻠَ ﱠﻤــﺎ َﻛﻠﱠ َﻤـــﻪ ﻗَـــﺎل :إﻧـﱠـﻚ اﻟﻴَــْـﻮ م ﻟَــ َـﺪﻳْـﻨَﺎ ـﺎل اﳌﻠِــﻚ :إْﺋﺘــﻮﱐ ﺑِـــﻪ أ ِ
َﺳﺘَ ْﺨﻠ ْْ ُْﳏ ِﺴــﻨُﻮ َن َ ،وﻗَـ َ ُ
ْﻔﻴ َﻜ ُﻬ ُﻢ اﷲُ َ ،وُﻫ ـ َـﻮ ﻣﻜــﲔ أ َِﻣ ــﲔ ،وﺧ َﺸــﻌِﺖ اَﻷﺻ ــﻮات ﻟِﻠ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ ﻓَــﻼ ﺗَﺴــﻤﻊ ﱠإﻻ َﳘﺴ ـﺎً ،ﻓَـﻴﺴ ـﻜ ِ
ََ ْ َُ ْ ََ ُ َ ٌ ٌ ََ َ
إﱐ ﺗَـﻮﱠﻛْﻠﺖ ،ﻋﻠﻰ اﷲِ ِ
ﻠﻴﻢ ،ﱠ َ ُ اﻟﻌ ٌﻴﻊ َ اﻟ ﱠﺴﻤ ُ
٨٥
ِ ِ ٍ ﺎﺻـﻴَﺘِﻬﺎ إ ﱠن ﱢ رﱢﰊ ،ورﺑﱢ ُﻜـﻢ ،ﻣــﺎ ِﻣــﻦ داﺑﱠ ٍـﺔ ﱠإﻻ ﻫــﻮ ِ
آﺧـ ٌﺬ ﺑِﻨَ ِ
رﰊ ﻋﻠــﻰ ﺻـﺮاط ُﻣ ْﺴـﺘَﻘﻴ ٍﻢ َ ،وإﳍُ ُﻜـ ْـﻢ إﻟــﻪٌ َُ َ ََ ْ َ ْ َ
ﺄﻋﺒُـ ُـﺪوﻩُ َ ،وُﻫـ َـﻮ ٍ ِ ِ ِ ﱠ ِ
ﻴﻢ َ ،ذﻟ ُﻜـ ُـﻢ اﷲُ َرﺑﱡ ُﻜـ ْـﻢ َﺧــﺎﻟ ُﻖ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷــﻲء ،ﻓَ ْ
َواﺣـ ٌﺪ ،ﻻ إﻟــﻪَ إﻻ ُﻫـ َـﻮ ،اﻟـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ اﻟـﱠﺮﺣ ُ
ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷْﻴ ٍﻲ وﻛِﻴﻞ ،ﻗُﻞ ُﻫﻮ رﱢﰊ ،ﻻ إﻟﻪَ ﱠإﻻ ُﻫﻮ َ ،ﻋﻠَْﻴ ِﻪ ﺗَـﻮﱠﻛْﻠ ُ ِ ِ ِ
ﺖ َوإﻟَﻴـﻪ َﻣـﺂب ،ﻳـﺎ أَﻳـﱡ َﻬـﺎ اﻟﻨﱠ ُ
ـﺎس َ َ َ ٌ ْ َ َ
ض ﻻ إﻟـﻪَ ﱠإﻻ ُﻫ َـﻮ ِ ِ ِ ِ
اذْ ُﻛُﺮوا ،ﻧِ ْﻌ َﻤﺔَ اﷲِ َﻋﻠﻴ ُﻜﻢ َﻫ ْﻞ ِﻣ ْﻦ َﺧﺎﻟ ٍﻖ َﻏْﻴـُﺮ اﷲ ،ﻳَـْﺮُزﻗُ ُﻜ ْﻢ ﻣ َﻦ اﻟ ﱠﺴ َـﻤﺎء و َاﻷ ْر ِ
ِ
ـﺎد ُﻋﻮﻩ اﻟﻌــﺎﻟَﻤﲔْ .ﻫــﻮ اﳊَـ ﱡـﻲ ﻻ إﻟــﻪ ﱠإﻻ ُﻫــﻮ ﻓَـ ْ ب َ ـﺎرَك اﷲُ َر ﱡَﱏ ﺗُـ ْﺆﻓَ ُﻜــﻮن؟ َذﻟ ُﻜـ ُـﻢ اﷲُ َرﺑﱡ ُﻜـ ْـﻢ ﻓَـﺘَﺒَـ َ
،ﻓَـﺄ ﱠ
ﺼﲔ ﻟَﻪ اﻟﺪﱢﻳﻦ. ﳐُْﻠِ ِ
ﺎﲣ ـ ْﺬﻩُ َوﻛِــﻴﻼًَ .رﺑـﱠﻨَـــﺎ أَﻓْــِﺮ غ ب ،ﻻ إﻟــﻪ ﱠإﻻ ﻫــﻮ ﻓَ ﱠِ
َ َُ
ب اﳌ ْﺸ ـ ِﺮِق واﳌ ْﻐ ـ ِﺮ ِ
َ ﲔ َ ،ر ﱡ َ اﻟﻌــﺎﻟَ ِﻤ
َ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲِ َر ﱡ
ب
ﻳﻦ ،ﻟَْﻮ أَﻧْـَﺰﻟْﻨَﺎ َﻫ َﺬا اﻟ ُﻘـﺮآن ﻋﻠـﻰ َﺟﺒَ ٍـﻞ ، ﺮ ﻋﻠَﻴـﻨﺎ ﺻﱪاً ،وﺛـَﺒﱢﺖ أَﻗْﺪاﻣﻨﺎ ،واﻧْﺼﺮ َﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟ َﻘَﻮم اﻟ َﻜﺎﻓِ
َ َْ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ََ َ َ ْ
ِ
ـﺮو َن ُ ،ﻫـ َـﻮ ﱠ
ـﺎس ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻬـ ْـﻢ ﻳَـﺘَـ َﻔﻜ ُ
ﻀـ ِﺮﺑـُ َﻬﺎ ﻟﻠﻨﱠ ِ ـﺎل ﻧَ ْ
ـﻚ َاﻷ ْﻣﺜَ ُ ﺼـﺪﱢﻋﺎً ِﻣـ ْـﻦ ِﺧ ْﺸـﻴَ ِﺔ اﷲ َ ،وﺗْﻠـ َ
ِ ِ ِ
ﻟََﺮأَﻳْـﺘَـﻪُ َﺧﺎﺷــﻌﺎً ُﻣﺘَ َ
ﻴﻢ ُ ،ﻫـ َـﻮ اﷲُ ،ﻻ إﻟــﻪَ ﱠإﻻ ُﻫـ َـﻮ ِ ِ ِ ِ
إ ﻟــ َ ُﻫــ َ َﻋــﺎﱂ اﻟﻐْﻴــﺐ َواﻟﺸـ َـﻬ َﺎدة ُ ،ﻫـ َـﻮ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ اﻟ ـﱠﺮﺣ ُ ا ُ ا ﻟــﺬ
ـﺎر ،اﳌﺘَ َﻜﺒﱢـ ـ ُـﺮ ُ ،ﺳ ـ ْـﺒ َﺤﺎَن اﷲُ َﻋ ﱠﻤ ــﺎ اﻟﻌ ِﺰﻳ ـ ُـﺰ اﳉَﺒﱠ ـ ـﻼم ،اﳌ ـ ْـﺆِﻣ ُﻦ ،اﳌ َﻬ ـ ْـﻴ ِﻤ ُﻦ ، ﱡوس ،اﻟ ﱠﺴ ـ ـﻚ اﻟ ُﻘـ ـﺪ ِ
ُ َ ُ ُ اﳌﻠ ـ ُ
ُ ِ ُ ِ ُ َ
ـﺐ َ◌ ُح ﻟَــﻪُ ﻣــﺎ ﰲ ﺼ ـ ﱢﻮُر ،ﻟَــﻪُ َاﻷ ْﲰَــﺎءُ اﳊُ ْﺴـ َـﲎ ،ﻳُ َﺴـ ﱢ اﳌ
َ ُ َُ ، رىء ـﺎ ـ اﻟﺒ ، ﻖ
ُ ـﺎﻟ ـ
َ اﳋ ، اﷲ
َ ُ ـﻮ ـ ﻫ
ُ ، نَ ﻮ ﻛُِ
ﺮ ـ ﺸ
ْ ﻳُ
ِ ِ ض ،وُﻫــﻮ اﻟﻌ ِﺰﻳــﺰ اﳊ ِﻜـ ِ اﻟ ﱠﺴـ ِ
َﺣ ـ ٌﺪ ،اﷲُ ـﻴﻢ ،ﺑ ْﺴ ـ ِﻢ اﷲ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟ ـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ .ﻗُـ ْـﻞ ُﻫـ َـﻮ اﷲُ أ َ ـﻤﻮات َو َاﻷ ْر ِ َ َ َ ُ َ ُ َ
َﻋـﻮذ ﺑَِـﺮ ﱢب ِ ِ ِ
َﺣـ ٌﺪ ،ﺑِ ْﺴـ ِﻢ اﷲ اﻟـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ .ﻗُـﻞ أ ُ ﺼ َﻤ ٌﺪ َ ،ﱂْ ﻳَﻠ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳُﻮﻟَ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜﻦ ﻟَﻪُ ُﻛﻔﻮاً أ َ اﻟ ﱠ
اﻟﻌ َﻘـ ِـﺪ َ ،وِﻣـ ْـﻦ ِ
ـﺐ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢـﺮ اﻟﻨـ َﱠﻔﺎﺛـَـﺎت ﰲ ُ
ِ ٍِ ِ
اﻟﻔﻠَــﻖ ،ﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢـﺮ َﻣــﺎ َﺧﻠـ َـﻖ َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢـﺮ َﻏﺎﺳــﻖ إ َذا َوﻗَـ َ
َ ِ ِ
ـﺎس ،إﻟـ ِـﻪ ـﻚ اﻟﻨﱠـ ِ ـﺎس ،ﻣﻠِـ ِ َﻋــﻮذُ ﺑِـ َـﺮ ﱢ ِ ِ
َﺷـ ﱢـﺮ َﺣﺎﺳــﺪ إذَا َﺣ َﺴـ َـﺪ ،ﺑِ ْﺴ ـ ِﻢ اﷲ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟ ـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ .ﻗُــﻞ أ ُ
ٍِ
ب اﻟﻨﱠـ ِ َ
ﱠﺎس. ﱠﺎس ِ ،ﻣ َﻦ اﳉِﻨ ِﱠﺔ َواﻟﻨ ِ ﺻ ُﺪوِر اﻟﻨ ِ سﰲ ُ ِ
ﱠﺎس ،اﻟﺬي ﻳـُ َﻮ ْﺳﻮ ُ اس اﳋَﻨ ِ اﻟﻮ ْﺳ َﻮ ِ ﱠﺎس ،ﻣ ْﻦ َﺷﱢﺮ َ
اﻟﻨ ِ ِ
٨٦
ف َﻋـ ﱢـﲏ اﺻ ـ ِﺮ ْ
ﺿـ ّـﺮاً ،ﻓَــﺎﻗْ َﻤ ْﻊ َرأْ َﺳــﻪُ َ ،و ْ
ـﺄﻫﻠﻲ َﺷـ ّـﺮاً َ ،وﺑَﺄﺳ ـﺎً َ ،و ُ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،ﻣـ ْـﻦ أ ََر َاد ﰊ َﺷـ ّـﺮاً َ ،وﺑِـ ْ
ﺻ ﱢـﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ َﻤـﺪ ﺲ َﻛْﻴ َﺪﻩُ َ ،و ْارُد ْد َﻋ ﱠﲏ َإر َادﺗَﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ وﻫﻪُ ،و ْاﻋ ُﻘ ْﺪ ﻟِﺴﺎﻧَﻪُ ،و ْ ِ
اﺣﺒ ْ َ َ ُﺳﻮءَﻩُ َ ،وَﻣﻜُْﺮ َ َ
ِ و ِآل ُﳏﻤـ ٍـﺪ َ ،ﻛﻤــﺎ ﻫــﺪﻳـﺘـﻨﺎ ﺑِـ ِـﻪ ِﻣــﻦ اﻟ ُﻜ ْﻔـ ِﺮ ،أَﻓْﻀــﻞ ﻣــﺎ ﺻـﻠﱠﻴﺖ ،ﻋﻠــﻰ أ ٍ
ﺻــ ﱢﻞ
ـﻚَ .و َ َﺣــﺪ ِﻣـ ْـﻦ َﺧْﻠﻘـ َ َ ََ ََْ َ َ َ َ َْ َ َ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
آل ُﳏَ َﻤــﺪ َ ،ﻛ َﻤــﺎ ذَ َﻛـ َـﺮَك اﻟـ ﱠﺬاﻛ ُﺮو َن َ ،وا ْﻏﻔـ ْـﺮ ﻟَﻨَــﺎ َ ،وﻵﺑَﺎﺋﻨَــﺎ َ ،وُﻷ ﱠﻣ َﻬﺎﺗﻨــﺎ َ ،وذُرﻳﱠﺎﺗﻨَـﺎا ، ٍ
ﻋﻠــﻰ ُﳏَﻤــﺪ و ِ
َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻤﲔ َواﳌ ْﺴــﻠ َﻤﺎت َ ،اﻷ ْﺣﻴَــﺎء ﻣـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َو َاﻷﻣـ َـﻮات َ ،وﺗَــﺎﺑ ْﻊ ﺑـَْﻴـﻨَـﻨَــﺎ ، ِ ِ ِ
ﲔ َواﳌ ْﺆﻣﻨَــﺎت َ ،واﳌ ْﺴــﻠ و َﲨﻴـ ِﻊ اﳌـ ْـﺆِﻣﻨِ
ُ َ ُ ُ َ ُ َ
ـﻚ ﻋﻠـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ ﺎت ،إﻧﱠ َ ـﺎت ،وداﻓِـﻊ اﻟﺴـﻴﱢﺌ ِ ات ،وﻣْﻨ ِﺰُل اﻟﺒـﺮَﻛ ِ ﱠﻚ ُِﳎﻴﺐ اﻟﺪﱠﻋﻮ ِ ِ ِ
ََ ُ َ َ ُ ََ َوﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ ْﻢ ﺑﺎﳋَْﻴـَﺮات ،إﻧ َ ُ َ َ
َﺷﻲء ﻗَ ِﺪﻳﺮ.
ﲨﻴ َـﻊ ﻣـﺎ ﻚ ِ ،دﻳﲏ ودﻧْـﻴﺎي ،وأ َْﻫﻠﻲ ،وأَوَﻻ ِدي ،و ِﻋﻴـﺎﱄ ،وأَﻣـﺎﻧَِﱵ ،و َِ إﱐ أ ِ
َﺳﺘَﻮد ُﻋ َ
َ ََ َ َ َْ َُ َ َ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ْ
ـﻴﻊ َوَداﻳِ ُﻌ ـ َ ِ ﺻــﻨَﺎﻳِ ُﻌ َ ِ ِ أَﻧْـﻌﻤ ـ ِ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﻚ َ ،وﻻ ﺗَﻀ ـ ُ ـﺖ ﺑ ــﻪ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ،ﰲ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـ َـﺮةِ ،ﻓَﺈﻧﱠــﻪُ ﻻ ﻳَﻀـ ُ
ـﻴﻊ َ َْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
اب اﻟﻨﱠـﺎر َﺣ ٌﺪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،رﺑﱠﻨﺎ آﺗﻨَﺎ ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴـﻨﺔً َ ،وﰲ اﻵﺧ َـﺮة َﺣ َﺴـﻨﺔً َ ،وﻗﻨَـﺎ َﻋـ َﺬ َ ﻚأَ ُﳚ ُﲑﱐ ﻣْﻨ َ
.(١) « ..
ﻟﻘﺪ اﺣﺘﺠﺐ اﻻﻣﺎم � ،وﺗﺴﻠﺢ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺮﻳﻒ ،ﳊﻤﺎﻳﺘـﻪ ﻣـﻦ ﻓﺮﻋـﻮن ﻫـﺬﻩ اﻻﻣـﺔ
،اﻟــﺬي ﺟﻬــﺪ ﰲ ﻇﻠــﻢ ﻋــﱰة اﻟﻨــﱯ � ،واﻟﺘﻨﻜﻴــﻞ ــﻢ ،وﺑﱪﻛــﺔ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﺻــﺮف اﷲ
ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم ،ﺑﻐــﻲ اﳌﻨﺼــﻮر وﻛﻴــﺪﻩ ،وﻣــﻦ اﳉــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟــﺬﻛﺮ ،أن ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻣــﻦ أﺟــﻞ أدﻋﻴــﺔ
أﻫـﻞ اﻟﺒﻴــﺖ � ،وﻗــﺪ ﻗـﺎل ﻓﻴــﻪ اﻟﺸــﻴﺦ إﺑــﻦ اﻟﻔﻀـﻞ ﺑــﻦ ﳏﻤــﺪ :إن ﻫـﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻣــﻦ أﺳــﲎ
اﻟﺘﺤﻒ ،وأﺟﻞ اﳍﺒﺎت ،ﻓﻤﻦ وﻓﻘﻪ اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ﻟﻘﺮاءﺗﻪ ،ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻛـﻞ ﻳـﻮم ،ﺣﻔﻈـﻪ اﷲ ،ﻣـﻦ
ﲨﻴــﻊ اﻟﺒﻼﻳــﺎ ،وأﻋــﺎذﻩ ﻣــﻦ ﺷــﺮ ﻣــﺮدة اﳉــﻦ ،واﻻﻧــﺲ ،واﻟﺸــﻴﺎﻃﲔ ،واﻟﺴــﻠﻄﺎن اﳉــﺎﺋﺮ ،وﻣــﻦ
ﺷﺮ اﻻﻣﺮاض واﻵﻓﺎت ،واﻟﻌﺎﻫﺎت ﻛﻠﻬﺎ ،
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢٥٠ـ .( ٢٦٠
٨٧
وﻫﻮ ﳎﺮب ﺑﺸﺮط أن ﳜﻠﺺ ﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ).(١
٨ـ :دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺪاﺋﺪ :
ﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،إذا اﳌ ــﺖ ﺑ ــﻪ ﺷ ــﺪة ،أو ﳏﻨ ــﺔ ﻓ ــﺰع إﱃ اﷲ ،وﺗﻀ ــﺮع إﻟﻴ ــﻪ ،
وﻛﺸﻒ ﻋﻦ ذراﻋﻴﻪ ،واﻧﺘﺤﺐ ﺑﺎﻛﻴﺎ ،ودﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
َﻋﲔ ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ وأ ِ ِ ِ
ﺖ: ﻚ َ ،وﻗَ ْﺪ ﻗـُْﻠ َ ﻒ ﻛِﺘَﺎﺑَ َ ُﺧﺎﻟ ََ َ
ِ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱢﻢ ،ﻟَْﻮﻻ أَ ْن أُﻟْﻘ َﻲ ﺑِﻴَﺪي َ ،وأ َ َ
ﱠاع إ َذا دﻋ ِ ِ أﺳﺘَ ِﺠﺐ ﻟَ ُﻜﻢ ﻓ ﱢ
ـﺎن « ) (٢ﻟَ َﻤـﺎ اﻧْ َﺸَـﺮ ح ﻗَـ ْﻠـﱯ ـﺐ َد ْﻋ َـﻮَة اﻟـﺪ ِ َ َ ـﺐ ،أُﺟﻴ ُ ﺈﱐ ﻗَ ِﺮﻳ ٌ ُد ُﻋﻮﱐ ْ » أْ
ِ ـﻚ ،وﻗَـ ْﺪ ﻋﻠِﻤـ ِ ﻚ ،واﻟﻄَﻠَـ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺖ ، ـﻚ َﻣــﺎ َﻋَﺮﻓْـ ُ ﻴﻤــﺎ ﺑـَْﻴـ ِـﲏ َوﺑَـْﻴـﻨَـ َ
ـﺖ ﻣـ ْـﻦ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ ،ﻓ َ ـﺐ ﻣْﻨـ َ َ َ ُ َوﻟ َﺴــﺎﱐ ﻟـ ُـﺪ َﻋﺎﺋ َ َ
ـﺎي ، ﻚ ،اﻟــﱵ َز َﺟـ ْـﺮﺗَﲏ َﻋْﻨـ َﻬــﺎ ﺑِﻨَﻬﻴِـ َ ت َﻣ ْﻌ ِﺼــﻴَﺘَ َ ِ
ـﻚ إﻳـﱠ َ ـﺎوَر ُ
ﻠﻬ ـ ﱠﻢ َ ،ﻣـ ْـﻦ أ َْﻋﻈَـ ُـﻢ ُﺟْﺮﻣ ـﺎً ﻣـ ّـﲏ َ ،وﻗَـ ْﺪ َﺳـ َ اﻟّ ُ
ِ ِ ـﺖ اﻟﻨﱠـ ِ
ـﻚ ﻋﻠــﻰ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ ـﻚ َ ،وُﻛـ ﱠـﻞ ذﻟـ َ ـﺎر ﻟ َﻤـ ْـﻦ َﻋ َﻤﻠَ َﻬــﺎ ِﻣـ ْـﻦ َﺧﻠْﻘـ َ
َ
وَﻛــﺎﺛـَﺮت اﻟﻌ ِﻈــﻴﻢ ِﻣْﻨﻬــﺎ اﻟــﱵ أَوﺟﺒـ ِ
ْ ََ َ ُْ َ َ
ـﻚ َ ،وِ ـَـﺎ ِ ـﻚ ،اﻟــﱵ ِ ــﺎ َْﲡﻤــﻊ اﳋــﲑ ِ ِ
ات َﻷ ْوﻟﻴَﺎﺋـِ َ َ َ ُ َْ ـﺖ ،إﳍــﻲ ﻓَـﺘَـ َـﺪ َارْﻛ ِﲏ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِـ َ ﺎﻫــﺎ أ َْوﺑـَ ْﻘـ ُ
ـﺖ َ ،وإﻳﱠ َ
َﺟﻨَـْﻴـ ُ
أﺣﺒﱠﺎﺋِﻚ ).(٣ ﺗَﺼِﺮ ف اﻟ ﱠﺴﻴِﺌﺎت ﻋﻦ ِ
َ َ ْ
ﺐ ُد َﻋ ــﺎﺋِﻲ َ ،و ْار َﺣ ـ ْـﻢ َﻋْﺒ ـ َـﺮﰐ َوأﻗِْﻠ ــﲏ ِﻋﺜْ ـ َـﺮﰐ ، أﱐ أَﺳ ـﺄَﻟُﻚ اﻟﺘـﱠﻮﺑ ـﺔَ اﻟﻨﱠﺼ ــﻮح ،ﻓَ ِ
ﺎﺳ ــﺘَﺠ ْ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱠ ْ َ ْ َ ُ َ
ـﻚ ﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺣـ ٍ ﺖ ﻋـ ِﻦ اﻟ ـﺪﱡﻋ ِﺎء ،و ِ ِ ِ
ـﺎل ،ﻳــﺎ إﳍــﻲ َﻏﺎﻳَـﺔُ َ ﻟﻜﻨﱠـ َ َ َ ﺼـ ُـﻤ ﱡ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻟَـ ْـﻮ ْ◌ﻻ َر َﺟــﺎﺋﻲ ﻟ َﻌ ْﻔـ ِﻮ َك ﻟَ َ
ﻀ ـﺒِ َ اﻏﺒِﲔ ،واﺳــﺘِﻌﺎ َذةٍ اﻟﻌﺎﺋـِ ِـﺬﻳﻦ ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ﻓَﺄَﻧــﺎ أ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ، َﺳــﺘَﻌﻴ ُﺬ َك ﻣـ ْـﻦ َﻏ َ ْ ﲔ َ ،وُﻣْﻨﺘَـ َﻬــﻰ َر ْﻏﺒَــﺔ اﻟ ـﱠﺮ َ َ ْ َ َ َ ُ اﻟﻄﱠــﺎﻟﺒِ َ
ِ
ﻚ، َو ُﺳﻮء ُﺳ ْﺨ ِﻄ َ
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص .( ٢٥٠
٢ـ ﺳﻮرة ﻏﺎﻓﺮ ـ آﻳﺔ .٦
٣ـ ﺳﻮرة اﻟﺒﻘﺮة ـ آﻳﺔ .١٨٦
٨٨
ﻮب ، َﺳـﺘَـ ْﻐ ِﻔﺮَك ِﻣــﻦ َﲨﻴـ ِﻊ اﻟ ـ ﱡﺬﻧُ ِ ِ ـﻚ وﻧـَ ْﻘﻤﺘِـ َ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷ ـﱢﺮ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ َ ،و َﺷ ـﱢﺮ ُﻛـ ﱢـﻞ ذي َﺷ ـﱟﺮ َ ،وأ ْ ُ ْ َوﻋ َﻘﺎﺑـ َ َ َ
َﺳـﺄَﻟُ َ ﻚ اﻟﻐَﻨِﻴﻤـﺔَ ﻓِﻴﻤــﺎ ﺑ ِﻘــﻲ ِﻣــﻦ ﻋﻤــﺮي ِ ِ ِ،
ﻚ اﻟ َﻔـ ْـﻮَز َواﻟﱠﺮ ْﲪَـﺔ إ َذا ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴَــﺔ أَﺑَــﺪاً ﻣــﺎ أَﺑْـ َﻘْﻴﺘَــﲏ َ ،وأ ْ
َ َﺳـﺄَﻟُ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ َوأ ْ
ـﲑﱐ ِ ـﻚ ُﻛ ﱠـﻞ ﺣ ٍ ﺗَـﻮﻓـﻴﺘﲏ ،ﻓَﺈﻧﱠﻚ ﺑِﺬﻟﻚ ﻟَ ِﻄﻴﻒ ،وﻋﻠَﻴ ِـﻪ ﻗَ ِ
ﺎﺟـﺔ ،ﻻ ُﳚ ُ َ َ إﱐ أ ْﺷـﻜﻮ إﻟَْﻴ َ ـﺎدٌر .اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ٌ ََْ َ َ َ َْ
ِ ِ ِ
ـﺖ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ُﻫـ َـﻮ ُﻋـﺪﱠﰐ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ ُﻋ ْﺴـ ٍﺮ َوﻳُ ْﺴـ ٍﺮ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ُﻫـ َـﻮ َﺣ َﺴـ ُـﻦ اﻟــﺒَﻼء ﻋْﻨــﺪي ،ﻳــﺎ ِ
ﻣْﻨـ َﻬــﺎ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
اﻟﻌ ْﻔ ِﻮ َﻋ ﱢﲏ ،إﻧﱠﲏ ﻻ ْأر ُﺟﻮ َﻏْﻴـَﺮَك َ ،وﻻ أ َْدﻋﻮ ِﺳ َﻮ َاك ،إ َذا َﱂْ ُِﲡْﺒﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﻓﻼ َْﲢ ِﺮْﻣﲏ ﻟِِﻘﻠﱠ ِـﺔ ﻗَﺪﱘَ َ
ِ
ﱠﻚ أ َْﻫ ُﻞ اﻟﺘﱠـ ْﻘ َﻮى َ ،وأ َْﻫ ُﻞ اﳌ ْﻐ ِﻔَﺮةِ. ﻮﰊ ،ﻓَﺈﻧ َ َ ُﺷ ْﻜ ِﺮي ،وﻻ ﺗـُ ْﺆﻳِ ْﺴﲏ ﻟِ َﻜﺜْـَﺮةِ ذُﻧُ
َ
ـﺖ ،ﻓَـﻴَــﺎ َْﳐ ِﺸ ﱠـﻲ اﻹﻧْﺘِ َﻘ ِـﺎم َ ،وﻳَــﺎ ـﲑ اﳌَْـﻮﱃ أَﻧْ َ اﻟﻌْﺒ ُـﺪ أَﻧَـﺎ َ ،و َﺧـ ُ
ﺲ َ
ِِ
ـﺖ ،ﺑــﺌ َ إﳍـﻲ :أَﻧَـﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻗَـ ْﺪ َﻋَﺮﻓْ َ
ِ
ﻀ َـﻞ ﻚ َ ،وﻻ ْأر ُﺟـﻮ اﻟ َﻔ ْ ـﻚ ﱠإﻻ َﻋـ ْﺪﻟَ َ ـﺎف ِﻣﻨ َ َﺧ ُ ﺲأَ ﺶ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻌُﺮوﻓﺎً ﺑِـﺎﳌ ْﻌﺮوف ّ ،
إﱐ ﻟَْـﻴ َ
ﻮب اﻟﺒَﻄْ ِ َﻣْﺮُﻫ َ
َ ِ ِ ِ
اﻟﻌ ُﻘﻮﺑَـ ِـﺔ ِﻣـ ﱠـﲏ ، ـﻚ أﺣــﻖ ﺑِ ِ ِ ِ
ﺎﺳــﺘﻴِ َﺠﺎب َﲨﻴ ـ ِﻊ ُ اﻟﻌ ْﻔـ َـﻮ ،ﱠإﻻ ﻣـ ْـﻦ ﻋْﻨــﺪ َك َ ،وأَﻧَــﺎ َﻋْﺒـ ُـﺪ َك َ ،وﻻ َﻋْﺒـ َـﺪ ﻟَـ َ َ ُ ْ َو َ
ِ
ﻷزَد َاد ْإﲦـﺎً ،أ َْمﺖ ِﺷ ْـﻌﺮي ،ﻳـﺎ إﳍـﻲ ْ ﻚ َ ،وأَ ﱠﺧ ْﺮﺗَِﲏ إﱃ اﻟﻴَـ ْﻮم ،ﻓَـﻠَْﻴ َ ﻟﻜ ﱠﲏ َو ِﺳ َﻌﲏ َﻋ ْﻔ ُﻮ َك َ ،و ِﺣﻠَ ُﻤ َ وِ
َ
ـﻚ ،ﻳــﺎ إﳍِــﻲ أَﻧـﱠـﲏ ـﻚ ،ﻓَﺄَﱠﻣــﺎ ﺑِ َﻌ َﻤﻠــﻲ ،ﻓَـ َﻘ ـ ْﺪ أ َْﻋﻠَ ْﻤﺘُـ َ ـﻚ َ ،وﻳَـﺘَ َﺤ ﱠﻘـ َـﻖ ُﺣ ْﺴـ ُـﻦ ﻇَــﲏ ﺑِـ َ
ِ
ﻟﻴَــﺘِ ﱠﻢ َر َﺟــﺎﺋِﻲ ِﻣْﻨـ َ
ـﺖ ِﰊ أ َْﻋﻠَ ُـﻢ ِﻣ ْـﻦ ﻧـَ ْﻔ ِﺴـﻲ ، ِِ ُﻣ ْﺴﺘَ ِﺤ ٌﻖ ِ ،ﳉَﻤﻴ ِﻊ ُﻋ ُﻘﻮﺑَﺘِ َ
ﲔ َ ،وأَﻧ َ ﱠﻚ أ َْر َﺣ ُﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ ﻚ ،ﺑَ ُﺬﻧُﻮﰊ َ ،ﻏْﻴـَﺮ أَﻧ َ
ِ ِ ِ ِِ ِ
ﺼ ِـﱯ ﲔ ،ﻻ ﺗُ َﺸـ ﱢﻮْﻩ َﺧْﻠﻘـﻲ ﺑﺎﻟﻨﱠـﺎ ِر َ ،وﻻ ﺗَـ ْﻘﻄَ ْـﻊ َﻋ َ َرﺣ َـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َﲔ ،ﻓَـﻴَـﺎ أ َ ـﺖ أ َْر َﺣ ُـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ َو َﻋْﻨﺪي أَﻧْ َ
ﺻـﺎﱄ ﺑِﺎﻟﻨﱠـﺎ ِر ،ﻳـﺎ ِ ِ
ـﲔ ْأو َ ـﻒ َرأﺳـﻲ ﺑِﺎﻟﻨﱠـﺎ ِر ،ﻳـﺎ َر ْﲪ ُـﻦ ،وﻻ ﺗـُ َﻔ ﱢـﺮ ْق ﺑـَ َْ ﺑِﺎﻟﻨﱠﺎ ِر ،ﻳﺎ اﷲُ َ ،وﻻ ﺗَـ ْﻔﻠ ْـﻖ ﻗُ ْﺤ َ
ﺼـ ِـﻞ َﺷـ ْـﻴﺌﺎً ِﻣـ ْـﻦ َﺟ َﺴـ ِـﺪي ﺑِﺎﻟﻨﱠــﺎ ِر ،ﻳــﺎ َر ْﲪـ ُـﻦ ـﻮر ،ﻻ ﺗُ ْ ِ ِ ِ ِ
َﻛ ـ ِﺮﱘُ َ ،وﻻ ﺗُـ َﻬ ﱢﺸـ ْـﻢ ﻋﻈَــﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻨﱠــﺎر ،ﻳــﺎ َﻏ ُﻔـ ُ
ﺖ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْـﻲ ٍء ﻗَ ِـﺪ ٌﻳﺮ ﻚ َﻏ ُﲑ َك َ ،وأَﻧْ َ
ِ ِ
َﻋ ْﻔ َﻮ َك َ ،ﻋ ْﻔ َﻮ َك ﰒُﱠ َﻋ ْﻔ َﻮ َك َﻋ ْﻔ َﻮ َك ،ﻓﺈﻧﱠﻪُ ﻻ ﻳَـ ْﻘﺪ ُر ﻋﻠﻰ ذﻟ َ
َﺻﻠِ ْﺢ ﱄ ِِ ِ ِ ِ ت اﻟ ﱠﺴ ِ ،ﻳﺎ ُِﳏﻴﻄﺎً ِﲟَﻠَﻜﻮ ِ
وﻣ َﺪﺑﱢـَﺮ أ ُُﻣﻮِرﳘَﺎ ،أَﱠوﳍ َﻤﺎ َوأﺧ ِﺮﳘَﺎ ،أ ْ ضُ ، اﻷر ِ
ﻤﻮات َو ْ َ ُ
٨٩
ﺼـﲏ ِﻣ َـﻦ اﳋَﻄَﺎﻳَـﺎ ،ﻳـﺎ ِ آﺧﺮﰐ ،وأ ِ ِ
َﺻﻠ ْﺢ ﱄ ﻧـَ ْﻔﺴـﻲ َ ،وَﻣـﺎ ﱄ َ ،وَﻣـﺎ َﺧـ ﱠﻮﻟْﺘَﲏ ،ﻳـﺎ اﷲُ َﺧﻠﱢ ْ ﺎي َو َ َ ْ ُدﻧـﻴَ َ
ﱠﻞ َﻋﻠَ ﱠﻲ ،ﻳﺎ َﺣﻨﱠـﺎ ُن ، أﷲ ﻣ ﱠﻦ ﻋﻠَﻲ ﺑِﺘـﺮ ِك اﳋﻄَﺎﻳﺎ ،ﻳﺎ رِﺣﻴﻢ َ ،ﲢﻨﱠﻦ ﻋﻠَﻲ ﺑَِﻔ ْ ِ
ﻚ ،ﻳﺎ َﻋ ُﻔ ّﻮ ﺗَـ َﻔﻀ ْ ﻀﻠ َ َ ُ َْ َ ﱠ ُ ُ َ ﱠ َْ َ َ
ـﻚ ،ﻳــﺎ ﻣﻨﱠــﺎ ُن◌ ،أﻣــﻨُﻦ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑِــﺎﻟﻌِْﺘ ِﻖ ِﻣــﻦ اﻟﻨﱠــﺎ ِر ،ﻳــﺎذا اﳉـ ِ ِ
ـﻼل َوا ِﻹ ْﻛـ َـﺮِام ، َ َ َ ُ ْ ْ ُﺟــﺪ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑِ َﺴـ َـﻌ ِﺔ َﻋﺎﻓﻴَﺘِـ َ
ِ
ـﻼل َ ،وا ِﻹ ْﻛـ َـﺮِام ، ـﻚ ،ﻳــﺎ ذا اﳉـ ِ
َ ـﻚ َ ،و ُﺳ ـ ﱠﻜﺎﻧـُ َﻬﺎ َﻣﻼﺋِ َﻜﺘُـ َ ـﺐ ﱄ اﳉَﻨﱠ ـﺔَ ،اﻟــﱵ َﺣ ْﺸـ ُـﻮَﻫﺎ َر ْﲪَﺘُـ َ ْأوﺟـ ْ
ِ ٍ
ـﻚ َ ،ﻋﻠَ ﱠـﻲ َﺳـﺒﻴﻼً أَﺑَ َـﺪاً ،ﻣـﺎ أَﺑْـ َﻘْﻴﺘَـﲏ ،ﻓﺈﻧﱠـﻪُ ﻻ َﺣ ْـﻮَل َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة أَ ْﻛ ِﺮْﻣﲏ َ ،وﻻ َْﲡ َﻌ ْﻞ َﻷ َﺣﺪ ِﻣ ْﻦ َﺧ ْﻠﻘ َ
ٍ ِ
اﻟﻌﻈ ـﻴِﻢ ، اﻟﻌـ ْـﺮ ِش َ ب َ ـﺖ َ ،ر ﱠ ﻚ ،ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ـﺖ ﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﻗَــﺪ ٌﻳﺮ ُ ،ﺳـ ْـﺒ َﺤﺎﻧَ َ ـﻚ َ ،وأَﻧْـ َ إﻻﱠ ﺑِـ َ
ﺼُﺪ ور ).(١ ﺖ َﻋﻠﻴِ ٌﻢ ﺑِ َﺬات اﻟ ﱡ اﻷﲰَﺎء اﳊُ ْﺴﲎ َ ،وأَﻧْ َ ﻚ ْ ﻟَ َ
اﻟﻌ ِﻈﻴ ِﻢ؟! ِ ع ِ
اﻹﻣﺎم � َ ،وﺗَ َﺬﻟﱡﻠَﻪُ أ ََﻣ َﺎم اﳋَﺎﻟ ِﻖ َ ﻀﱡﺮ َ َ أ ََرأَﻳْـﺘُ ْﻢ ،ﺗَ َ
اﻹﻣ ُﺎم � َﺧ ْﻮﻓﺎ َوَرْﻫﺒَﺔ ِﻣﻦ اﷲِ ؟! وب َ ﻒ ﻳَ ُﺬ ُ أ ََرأَﻳْـﺘُ ْﻢ َ ،ﻛْﻴ َ
ﻴﻊ ُﺷ ُﺆوﻧِِﻪ َوأ ُُﻣﻮِرﻩِ إﻟَْﻴ ِﻪ؟ ﻚ ﺑِِﻪ ،وأ ْ ِ
َﳉَﺄَ َﲨ َ َ اﻹﻣ ُﺎم ﺑﺎﷲِ ،ﻓَـ َﻘ ْﺪ ﲤََ ﱠﺴ َ ﺼ َﻢ َ ﻒ ْاﻋﺘَ َ أ ََرأَﻳْـﺘُ ْﻢ َ ،ﻛْﻴ َ
ـﺖ � ،ﻓَ َﻜـﺄَﻧﻮا ـﻮب إَﺋِﻤـ ِـﺔ أ َْﻫـ ِـﻞ اﻟﺒـﻴـ ِ
ـﺎن ،اﻟــﺬي اﻧﻄَﺒــﻊ ﰲ ﻗُـﻠُـ ِ ﺣ ّﻘـﺎً ،ﻫـ َﺬا ﻫــﻮ ﺟــﻮﻫﺮ اﻹﳝـَ ِ
َْ ََ َ ُ َ َ ْ َُ َ
ِ
َﻣ ْﻌ َﺪﻧِﻪ َو َﺣﻘﻴ َﻘﺘَﻪ.
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﻮارق اﻟﺰﻣﻦ
وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﳛﺘﺠــﺐ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻣــﻦ ﻃـﻮارق اﻟــﺰﻣﻦ وﺷــﺮور اﻻﻋــﺪاء ،
وﻫﺬا ﻧﺼﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ :
ِ ِ ِ
ﺎﻵﺧﺮةِ » وإذا ﻗَﺮأْت اﻟ ُﻘﺮآ َن ،ﺟﻌ ْﻠﻨﺎ ﺑـﻴـﻨﻚ وﺑـ ِ
ﻳﻦ ﻻ ﻳـُ ْﺆﻣﻨُﻮ َن ﺑ َ
ﲔ اﻟﺬ َ
َ َ َْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص ٢٦٥ـ .( ٢٦٧
٩٠
ِِ ِِ ِ ِ
ﻚﰲ ت َرﺑﱢ َﺣ َﺠﺎﺑﺎ َﻣ ْﺴﺘﻮراً َ ،و َﺟ َﻌ ْﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗُـﻠُﻮ ْﻢ أَﻛﻨﱠﺔً أَ ْن ﻳَـ ْﻔ َﻘ ُﻬﻮﻩُ َ ،وﰲ آذَا ْﻢ َوﻗْﺮاً َ ،وإذَا ذَ َﻛْﺮ َ
ﻔﻮ را. اﻟ ُﻘﺮآن وﺣﺪﻩ وﻟﱠﻮا ﻋﻠﻰ أ ِِ
َدﺑَﺎرﻫﻢ ﻧُ ُ ْ ْ ََْ َ
ﻴﺖ َ ،وﺗَـْﺰُر ُق َوﺗُـ ْﻌﻄـ ِﻲ ،ﻳـﺎ ذَا اﳉَ َـﻼ ِل َواﻹ ْﻛ َـﺮِام ِ ﻚ ﺑِ ِْ
ﻚ اﻟﺬي ﺑِﻪ ُْﲢﻴِ ِﻲ َوُﲤ ُ ﺎﲰ َ َﺳﺄَﻟُ َاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أ ْ
َﺻـ ِـﻤ ْﻢ َﻋﻨﱠــﺎ ﲰَْ َﻌــﻪُ َ ،وأَ ْﺷـﻐِﻞ ِ ِ ٍ
ـﻮء ِﻣــﻦ َِ
َﻋ ِﻢ َﻋﻨﱠــﺎ َﻋْﻴـﻨَــﻪُ َ ،وأ ْ
ـﻚ ،ﻓَـﺄ ْ ﲨﻴَـ ِﻊ َﺧْﻠﻘـ َ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،ﻣـ ْـﻦ أ ََر َادﻧَــﺎ ﺑ ُﺴـ ْ
ـﲔ ﻳَ َﺪﻳْـ ِـﻪ َ ،وِﻣـ ْـﻦ َﺧْﻠ ِﻔـ ِـﻪ َ ،و َﻋـ ْـﻦ ِ
ف َﻋﻨﱠــﺎ َﻛْﻴـ َـﺪﻩُ َ ،و ُﺧـ ْﺬﻩُ ﻣـ ْـﻦ ﺑَـ ََﺻ ـ ِﺮ ْ
َﻋﻨﱠــﺎ ﻗَﻠﺒَــﻪُ َ ،وا ْﻏﻠُـ ْـﻞ َﻋﻨﱠــﺎ ﻳَـ َـﺪﻩُ َ ،وأ ْ
ﻼل َوا ِﻹﻛﺮِام « ... َﳝِﻴﻨِ ِﻪ و َﻋﻦ ِﴰَﺎﻟِِﻪ ،وِﻣﻦ َْﲢﺘِ ِﻪ وِﻣﻦ ﻓَـﻮﻗِ ِﻪ ،ﻳﺎ ذا اﳉ ِ
َ َ ْ ْ َ ْ َ ْ
وﻋﻠــﻖ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻓﻘــﺎل إﻧــﻪ دﻋــﺎء اﳊﺠــﺎب ﻣــﻦ ﲨﻴــﻊ اﻻﻋــﺪاء
).(١
__________________
١ـ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺪﻋﻮات ) ص .( ٢٦٥
٩١
٩٢
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻻﻳﺎم اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ
٩٣
٩٤
إﻋﺘــﲎ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻋﻨﺎﻳ ــﺔ ﺑﺎﻟﻐ ــﺔ ،ﺑﺎﻻﻳ ــﺎم اﳌﺒﺎرﻛ ــﺔ ،ﰲ اﻻﺳ ــﻼم ﻓﻜ ــﺎن ﳛﻴﻴﻬ ــﺎ
ﺑﺎﻟﻌﺒـﺎدة ،وﺑﺎﻻﺑﺘﻬــﺎل ،واﻟـﺪﻋﺎء ،إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،وﻗـﺪ اﺛــﺮت ﻋﻨـﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ ،
ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ
أﻣــﺎ ﻳــﻮم اﳉﻤﻌــﺔ ،ﻓﻬــﻮ ﻣــﻦ أﻓﻀــﻞ اﻻﻳــﺎم ،وأﺟﻠﻬــﺎ ﺷــﺄﻧﺎ ،ﻓﻔﻴــﻪ ﺗﻘــﺎم ﺻــﻼة اﳉﻤﻌــﺔ ،اﻟــﱵ
ﻫــﻲ ﻣــﻦ أﻫــﻢ اﻟﻌﺒــﺎدات ﰲ اﻻﺳــﻼم ،وذﻟــﻚ ﳌــﺎ ﳍــﺎ ﻣــﻦ اﻻﺛــﺮ اﻻﳚــﺎﰊ ﰲ ﻳﻘﻈــﺔ اﳌﺴــﻠﻤﲔ ،
وﺗﻨﻤﻴﺔ وﻋﻴﻬﻢ ،وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺣﻴﺎ ﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ،واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ،وذﻟـﻚ ﳌـﺎ ﻳﻠﻘﻴـﻪ إﻣـﺎم اﳉﻤﻌـﺔ ،ﻣـﻦ
اﳋﻄﺐ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼة ،وﻫﻮ ﻣﻠﺰم ﺑﺄن ﻳﻮﺻﻲ اﻟﻨﺎس ﺑﺘﻘـﻮى اﷲ وﻃﺎﻋﺘـﻪ ،وﻳﻌـﺮض ﳌـﺎ أﳘﻬـﻢ ﻣـﻦ
اﻻﺣﺪاث ،واﻟﺸﺆون اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﻓـﺈن اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻛـﺎن ﻳﺴـﺘﻘﺒﻞ ﻳـﻮم اﳉﻤﻌـﺔ ﺑـﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،
وﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ،وﻛﺎن ﳑﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،وﻛﺎن ﻳﺴﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠـﺔ ﻗﺎﺋﻤـﺎ ﰲ ﺣـﺎل دﻋﺎﺋـﻪ ،
وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ﻼد َ ،وﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ َﳛﺘَ ِﻘُﺮ أ َْﻫ َـﻞ
ﺎد َ ،وﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻳَـ ْﻘﺒَ ُﻞ َﻣ ْﻦ ﻻ ﺗَـ ْﻘﺒَـﻠُﻪُ اﻟﺒِ ُ
ِ
ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻳـَْﺮ َﺣ ُﻢ َﻣ ْﻦ ﻻ ﻳـَْﺮ َﲪُﻪُ اﻟﻌﺒَ ُ
ﲔ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ ،وﻳﺎ ِ ِ اﳊﺎﺟ ِﺔ ِ
ﻴﺐ اﳌُﻠ ﱢﺤ َ
إﻟﻴﻪ ،وﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ُﳜ ُ َ َ ْ
٩٥
ﻒ ﺑِِﻪ َوﻳْﺸ ُﻜﺮ ﻳﺴﲑ ﻣﺎ ﻳُﻌﻤﻞ ﺻﻐ َﲑ ﻣﺎ ﻳـُْﺘ َﺤ ُ
ﻣﻦ ﻻ َﳚﺒﻪ ﺑِﺎﻟﺮﱢد ،أَﻫﻞ اﻟﺪﱠاﻟَِﺔ ﻋﻠَﻴ ِﻪ ،وﻳﺎ ﻣﻦ َﳚﺘَﱯ ِ
َْ َ َْ ْ َ َُ َ ْ َ َ
ِ
ﻟﻪ ،وﻳﺎ ﻣﻦ ﻳُ ْﺸ َﻜُﺮ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ،وﳚﺎزي ﺑﺎﳉﻠﻴﻞ ،وﻳـﺎ ﻣـﻦ ﻳـُ ْﺪِﱐ َﻣ ْـﻦ َدﻧَـﺎ ﻣْﻨـﻪُ َ ،وﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻳَـ ْﺪ ُﻋﻮ إﱃ
ِ ِ ِ ِِ
ﻧَﻔﺴﻪ َﻣ ْﻦ أ َْدﺑَـَﺮ َﻋ ْﻨﻪُ َ ،وﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ﻳـُﻐَﻴﱠـُﺮ اﻟﻨـ ْﱢﻌ َﻤﺔَ َ ،وﻻ ﻳـُﺒَـﺎد ُر ﺑِﺎﻟﻨﱠـ ْﻘ َﻤـﺔ َ ،وﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻳـُﺜْﻤ ُـﺮ اﳊَ َﺴـﻨﺔَ َﺣ ﱠ
ـﱴ
ـﺎت ، ـﻚ ﺑِﺎﳊﺎﺟ ِ ِ ﻳـْﻨ ِﻤﻴﻬﺎ ،وﻳـﺘَﺠﺎوُز ﻋ ِﻦ اﻟﺴـﻴﱢﺌَ ِﺔ ﺣـﱴ ﻳـﻌ ِﻔﻴﻬـﺎ ،إﻧْ ِ
ـﺎل ُدو َن َﻣ َـﺪى َﻛَﺮﻣ َ َ َ اﻵﻣ ُ
ﺼ َـﺮﻓَﺖ َ َ ُ َ ََ َ َ َ َ َ ُْ َ
ـﻮغ ﻧَـﻌﺘِـ َ ِ ـﻮد ك أ ِ واﻣــﺘَﻸ ت ﺑِ َﻔــﻴﺾ ﺟـ ِ
اﻟﻌﻠُـ ﱡﻮ
ـﻚ ُ ﺎت ،ﻓَـﻠَـ َ ـﻚ اﻟﺼـ َﻔ ُ ـﺖ ُدو َن ﺑـُﻠُـ ِ ْ ﱠﺤـ ْ َوﻋﻴَــﺔ اﻟﻄﱠﻠَﺒَــﺎت َ ،وﺗَـ َﻔﺘ َ ُ ْ ُ َ َْ
ﺻـﻐِ ٌﲑ َ ،وُﻛ ﱡـﻞ ٍ ِ ٍ
اﻷﳎَ ُﺪ ،ﻓـَ ْﻮ َق ُﻛ ﱢﻞ َﺟﻼل ُ ،ﻛ ﱡﻞ َﺟﻼل ﻋْﻨ َﺪ َك َ ﻼل ْ َاﻷ ْﻋﻠَﻰ ،ﻓَـ ْﻮ َق ُﻛ ﱢﻞ َﻋ ٍﺎل َ ،واﳉَ ُ
ِ ـﺐ ﺷــﺮﻓِﻚ ﺣ ِﻘــﲑ ،ﺧــﺎب ِ َﺷ ـ ِﺮ ٍ
ـﻚ ، ﺿــﻮ َن إﻻﱠ ﻟَـ َ اﻟﻮاﻓـ ُـﺪو َن ﻋﻠــﻰ َﻏـ ِْـﲑ َك َ ،و َﺧﺴـ َـﺮ اﳌﺘَـ َﻌﱢﺮ ُ َ َ َ ٌ َ ﻳﻒ ﰲ َﺟْﻨـ ِ َ َ َ
ـﻚ ﻣ ْﻔﺘُـﻮح ﻟِﻠـﱠﺮ ِ ُ
ﲔ، ِ
ﺒاﻏ ﻚ ،ﺑَﺎﺑُ َ َ ٌ ﻀـﻠَ َ ب اﳌْﻨﺘَ ِﺠ ُﻌـﻮ َن إﻻﱠ َﻣـ ِﻦ اﻧْـﺘَ َﺠ َـﻊ ﻓَ ْ َﺟ َـﺪ ـﻚ َ ،وأ ﺎع اﳌﻠ ﱡﻤﻮ َن إﻻﱠ ﺑِ َ
وﺿ ِ
َ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ُ َ ْ
ِ ِ َ َ ُ
ـﺄس
ـﻚ اﻵﻣﻠُـﻮ َن ،وﻻ ﻳـَﻴَ ُ ـﺐ ﻣْﻨ َ ﲔ ،ﻻ َﳜﻴ ُ ـﻚ ﻗَ ِﺮﻳﺒَـﺔُ ﻣ َـﻦ اﳌُ ْﺴـﺘَﻐﻴﺜ َ ﻠﲔ َ ،وإ َﻏﺎﺛَـﺘُ َ ﺎح ﻟﻠ ﱠﺴـﺎﺋ َ ﻮد َك ُﻣﺒَ ٌَو ُﺟ ُ
ِ ِ
ـﺎك ، ﺼـ َ ـﻚ َﻣْﺒ ُﺴ ــﻮ ٌط ﻟ َﻤ ـ ْـﻦ َﻋ َ ـﻚ اﳌ ْﺴ ـﺘَـ ْﻐﻔ ٌﺮو َن ِ ،رْزﻗُـ َ ﺿ ــﻮ َن ،وﻻ ﻳَ ْﺸ ــﻘﻰ ﺑِﻨَـ ْﻘ َﻤﺘِـ َ ـﻚ اﳌﺘَـ َﻌﱢﺮ ُ ِﻣـ ْـﻦ َﻋﻄَﺎﺋِـ َ
ض ﻟِﻤﻦ ﻧَﺎو َأك ،ﻋﺎدﺗُﻚ اﻹﺣﺴﺎ ُن ُإﱃ اﳌﺴﻴﺌِﲔ وﺳﻨﱠﺘﻚ ا ِﻹﺑـ َﻘـﺎء ﻋﻠـﻰ اﳌﻌﺘ ِ ُ
ﻳﻦ ، ـﺪ
َُْ َ ُْ َ َ ُ ُ َ ْ ُ ََ َ َْ ﻚ ُﻣﺘَـ َﻌﱢﺮ ٌ َ ْ َ َو ِﺣْﻠ ُﻤ َ
ـﺖ ِِ ْـﻢ ﻟِﻴَ ِﻔﻴﺌـﻮا وع َ ،وإﱠﳕـﺎ ﺗَﺄَﻧـْﱠﻴ َ ـﻚ َﻋـ ِﻦ اﻟﻨﱡـ ُـﺰ ِ ﱠﻫ ْﻢ ْإﻣ َﻬﺎﻟُ َﺻـﺪ ُ ـﻮع َ ،و َ ـﻚ َﻋـ ِﻦ ُ
اﻟﺮ ُﺟ ِ ـﱴ ﻟَ ْﻘـﺪ َﻏـﱠﺮﺗْـ ُﻬ ْﻢ أَﻧَﺎﺗُ َ َﺣ ﱠ
ـﺖ ﻟَــﻪُ ِ ـَـﺎ َ ،وَﻣـ ْـﻦ ِ ِ
ـﻚ ،ﻓَ َﻤـ ْـﻦ َﻛــﺎ َن ﻣـ ْـﻦ أ َْﻫـ َـﻞ اﻟ ﱠﺴـ َـﻌ َﺎدة َﺧﺘَ ْﻤـ َ إﱃ أ َْﻣـ ِﺮَك َ ،وأ َْﻣ َﻬ ْﻠـﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﺛَِﻘــﺔً ﺑِـ َـﺪ َوِام ُﻣْﻠ ِﻜـ َ
ِ ﱠﻘﺎوةِ ﺧ َﺬﻟْﺘَﻪ ِ ﺎ ُ ،ﻛﻠﱡﻬﻢ ﺻـﺎﺋِﺮو َن إﱃ ﺣﻜ ِ ِ
ـﻮرُﻫﻢ آﻳﻠـﺔٌ إﱃ أ َْﻣـ ِﺮَك َ ،ﱂْ ـﻚ َ ،وأ ُُﻣ ُ ْﻤ َ ُ ُْ َ ُ َﻛﺎ َن ﻣ َﻦ أ َْﻫ َﻞ اﻟﺸ َ َ َ ُ َ
ـﻚ ﻗَﺎﺋِ َﻤــﺔ ﻻ ـﻚ ُ ،ﺣ ﱠﺠﺘُـ َ ـﺎﺟﻠَﺘِ ِﻬ ْﻢ ﺑـُْﺮَﻫﺎﻧـُ َ ﻚ ،وَﱂ ﻳـ ْﺪﺣ ِ ِ ﻳـﻬــﻦ ﻋﻠــﻰ ﻃُـ ِ ِِ
ﺾ ﻟﺘَـ ْـﺮك ُﻣ َﻌـ َ ـﻮل ُﻣــﺪ ْﻢ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧُ َ َ ْ ُ َ ْ َُ ْ
ﺎذﻟَــﺔُ ﻟِ َﻤـ ْـﻦ
ـﺰول ،ﻓَﺎﻟﻮﻳــﻞ اﻟـﺪﱠاﺋِﻢ ﻟِﻤــﻦ ﺟــﻨﺢ ﻋْﻨــﻚ ،واﳋﻴﺒــﺔُ اﳋ ِ
ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ ََْ َ َْ ُ ـﺖ ﻻ ﻳَـ ُ ﻚ ﺛَﺎﺑِـ ٌ ﺾ َ ،و ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧُ َ ﺗُـ ْﺪ َﺣ ُ
ِ
ﻚ ،وﻣــﺎ أَﻃْـ َـﻮَل ﺼ ـﱡﺮﻓَﻪُ ﰲ َﻋ ـ َﺬاﺑِ َ ـﻚ ،ﻣــﺎ أَ ْﻛﺜَ ـ َـﺮ ﺗَ َ ـﻚ َ ،واﻟ ﱠﺸـ َـﻘﺎءُ َاﻷ ْﺷـ َـﻘﻰ ﻟ َﻤـ ْـﻦ ا ْﻏﺘَـ ـﱠﺮ ﺑِـ َ ـﺎب ِﻣْﻨـ َ
َﺧـ َ
ﻚ َ ،وﻣﺎ أَﺑْـ َﻌ َﺪ ﺗَـَﺮﱡد َدﻩ ﰲ ِﻋ َﻘﺎﺑِ َ
٩٦
ِِ ﻀــﺎﺋِ َ ِ ِ ِ ِ
ﻚ ﻻ َﲡـ ُـﻮُر ﻓﻴِــﻪ َ ،و َ
إﻧﺼــﺎﻓﺎً َﻏﺎﻳَـﺘَـﻪُ ﻣـ َـﻦ اﻟ َﻔـَـﺮِج ،وﻣــﺎ اﻗْـﻨَﻄَــﻪُ ﻣـ ْـﻦ ُﺳـ ُـﻬﻮﻟَﺔ اﳌ ْﺨـَـﺮِج َ ،ﻋـ ْﺪﻻً ﻣـ ْـﻦ ﻗَ َ
َ
ﺎﻟﻮ ِﻋﻴـﺪ ِ ت اﳊُ َﺠ َﺞ َ ،وأَﺑْـﻠَْﻴ َ ِ
ﺖ اَﻹ ْﻋ َﺬ َار َ ،وﻗَـ ْﺪ ﺗَـ َﻘـ ﱠﺪ ْﻣﺖ ﺑ َ ﺎﻫْﺮ َ
ِ
ﻴﻒ َﻋﻠَﻴﻪ ،ﻓَـ َﻘﺪ ﻇَ َ
ْﻤ َ ِ
ﻚ ﻻ َﲢ ُ
ِﻣﻦ ﺣﻜ ِ
ْ ُ
ﻴﻊ ِ
ـﺖ ُﻣ ْﺴــﺘَﻄ ٌ ت َ ،وأَﻧْـ َ ـﺎل َ ،وأَﺧـ ْـﺮ َﻹﻣ َﻬـ َ
ـﺖ اَ ْ ـﺎل َ ،وأَﻃَْﻠـ َ اﻷﻣﺜَـ َﺖ ْ ﺿـ َـﺮﺑْ َ
ـﺐ َ ،و َ ـﺖ ﰲ اﻟﺘـﱠﺮ ِﻏﻴـ ِ َ ،وﺗَـﻠَﻄﱠْﻔـ َ
ْ
ﺑِﺎﳌﻌ ِ
ـﻚ َوْﻫﻨ ـﺎً َ ،وﻻ ـﻚ َﻋ ْﺠ ـﺰاً ،وﻻ ْإﻣ َﻬﺎﻟُـ َ ـﺎد َرِة َ ،وَﱂْ ﺗَ ُﻜـ ْـﻦ أﻧﺎﺗُـ َ ـﺖ َﻣﻠــﻲءٌ ﺑِﺎﳌُﺒَـ َ ـﺖ َوأَﻧْـ َ
ﺎﺟﻠَــﺔ َ ،وﺗَﺄَﻧـْﱠﻴـ َ َُ َ
ﻚ ِ ِ
إﺣ َﺴـﺎﻧُ َ ـﻚ اَ ْﻛ َﻤ َـﻞ َ ،و ْ ﻚ أﺑْـﻠَ َﻎ َ ،وَﻛَﺮُﻣ َ ﻚ َﻏ ْﻔﻠَﺔً َ ،وﻻ اﻧْﺘﻈَ ُﺎرَك َﻣ َﺪ َارا ًة ،ﺑَ ْﻞ ﻟﺘَ ُﻜﻮ َن ُﺣ َﺠﺘُ َ ْإﻣ َﺴﺎ ُﻛ َ
َﺟ ﱡـﻞ ِﻣـﻦ ِ
ـﻚ أ َ ﻚ َ ،ﻛﺎَ َن ؛ َوَﱂْ ﺗَـَﺰْل َ ،وُﻫ َﻮ َﻛﺎﺋِ ٌﻦ َ ،وﻻ ﺗَـ َـﺰ ُال َ ،و ُﺣ ﱠﺠﺘُ َ ﻚ أ ََﰎَ ُ ،ﻛ ﱡﻞ ذﻟ َ أ َْو َﰱ َ ،وﻧِ ْﻌ َﻤﺘُ َ
ِ ﻒ ﺑِ ُﻜﻠﱢ َﻬﺎ َ ،وَْﳎ ُﺪ َك أَرﻓَ ُﻊ ِﻣ ْﻦ أَ ْن ُﳛَ ﱠﺪ ﺑِ ُﻜْﻨ ِﻬ ِـﻪ َ ،وﻧِ ْﻌ َﻤﺘُ َ
َﺳـ ِﺮﻫﺎ ، ﺼـﻰ ﺑِﺄ ْ ـﻚ أ ْﻛﺜَـ ُـﺮ ﻣ ْـﻦ أَ ْن ُْﲢ َ ﻮﺻ َ أَ ْن ﺗُ َ
ﻮت َ ،ﻋ ـ ْـﻦ َْﲢ ِﻤﻴ ـ ِـﺪ َك ، ﺼ ـ َـﺮ ﰊ اﻟ ﱡﺴـ ـ ُﻜ ُ
ِِ ِ
ﻚ أ ْﻛﺜَـ ـ ُـﺮ ،ﻣ ـ ْـﻦ أَ ْن ﺗُ ْﺸـ ـ َﻜَﺮ ﻋﻠ ــﻰ أَﻗَﻠ ــﻪ َ ،وﻗَـ ـ ْﺪ ﻗَ ُ إﺣ َﺴ ــﺎﻧُ َ
َو ْ
ـﺎرى اﻷﻗْ ـ َـﺮا ِر ﺑِﺎﳊُ ُﺴــﻮِر ،ﻻ َر ْﻏﺒَـﺔَ ﻳــﺎ إﳍــﻲ ،ﺑَـ ْـﻞ َﻋ ْﺠ ـﺰاً ، ِ ِ
ﺼـ َاﻹﻣ َﺴــﺎك َﻋـ ْـﻦ ﲤَْﺠﻴــﺪ َك َ ،وﻗُ َ َوﻓَـ َﻬ َﻬــﲏ ْ
ﺼـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ َﻤـ ًـﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َ ،و ْ
اﲰَـ ْـﻊ ﻓَـﻬــﺎ أَﻧــﺎ َذا أَروﻣــﻚ ﺑِﺎﻟ ِﻮﻓَــﺎدةِ ،وأَﺳ ـﺄَﻟُﻚ ﺣﺴــﻦ اﻟ ِﺮﻓَـ ِ
ـﺎدة ،ﻓَ َ َ َ َ َُْ َ ُ َ َ
ـﺎﻟﺮﱢد ﰲ َﻣ ْﺴـﺄَﻟَ َﱵ َ ،وأَ ْﻛـ ِﺮْم ِﻣـ ْـﻦ ِ ِ َﳒــﻮاي و ِ
ﺐ ُد َﻋــﺎﺋﻲ َ ،وﻻ َﲣْـﺘُ ْﻢ ﻳَـ ْـﻮﻣﻲ ﲞَْﻴﺒَـ ِـﱵ َ ،وﻻ َْﲡﺒَـ ْﻬــﲏ ﺑـ َ اﺳــﺘَﺠ ْ َْ َ َ ْ
ِ ِ ِ ِ
ﺿــﺎﺋ ٍﻖ ﲟـَـﺎ ﺗُ ِﺮﻳـ ُـﺪ َ ،وﻻ َﻋــﺎﺟٌﺰ َﻋ ﱠﻤــﺎ ﺗُ ْﺴـﺄ َُل َ ،وأَﻧْـ َ
ـﺖ ـﻚ َﻏْﻴ ـ ُـﺮ َـﻚ ُﻣْﻨـ َﻘﻠَــﱯ ،إﻧـﱠ َ ﺼـَـﺮﰲ َ ،وإﻟَْﻴـ َ ﻋْﻨـ َـﺪ َك ُﻣْﻨ َ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ .(١) « ... ﻋﻠﻰ ُﻛﻞ ﺷﻲ ٍء ﻗَ ِﺪﻳﺮ ،وﻻ ﺣﻮَل وﻻ ﻗُـ ﱠﻮة إﻻﱠ ﺑِﺎﷲ ِ
اﻟﻌﻠ ﱢﻲ َ َ ﱢ َ ْ ٌ َ َْ َ
ﻟﻘــﺪ أﺧﻠــﺺ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﰲ دﻋﺎﺋــﻪ ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﻛــﺄﻋﻈﻢ ﻣــﺎ ﻳﻜــﻮن اﻻﺧــﻼص ،
ﻓﻘﺪ دﻋﺎﻩ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺘﻔﺘﺢ ﺑﻨﻮر اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وﻧﺎﺟﺎﻩ ﺑﻌﻘﻞ ﻣﺸﺮق ﺑﻨـﻮر اﻻﳝـﺎن ،وﻗـﺪ ﺣﻔـﻞ دﻋـﺎؤﻩ ،
ﲜﻤﻴﻊ آداب اﻟﺪﻋﺎء ،ﻣﻦ اﳋﻀﻮع واﻟﺘﺬﻟﻞ ،واﻻﻧﻘﻴﺎد إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ.
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ٤٣٣ـ .( ٤٣٤
٩٧
ﻟﻘ ــﺪ أﺷ ــﺎع اﻻﻣ ــﺎم اﻻدق � ،ﺑﺄدﻋﻴﺘ ــﻪ روح اﻟﺘﻘ ــﻮى واﻟﻄﺎﻋ ــﺔ ﷲ ﺑ ــﲔ اﳌﺴ ــﻠﻤﲔ ،ﻓﻘ ــﺪ
أرﺷﺪﻫﻢ إﱃ اﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﷲ اﻟﺬي ﺑﻴﺪﻩ ﲨﻴﻊ ﳎﺮﻳﺎت اﻻﺣﺪاث واﻻﻣﻮر.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻳﻮم اﻟﻤﺒﺎﻫﻠﺔ
ﻣــﻦ اﻻﻳــﺎم اﳋﺎﻟــﺪة ﰲ دﻧﻴــﺎ اﻻﺳــﻼم ،ﻳــﻮم اﳌﺒﺎﻫﻠــﺔ ،وﻫــﻮ اﻟﻴــﻮم اﻟــﺬي ﺧﻔــﺖ ﻓﻴــﻪ اﻟﻄﻼﺋــﻊ
اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،ﻣﻦ اﻟﻨﺼﺎرى ،إﱃ اﻟﺮﺳﻮل اﻻﻋﻈـﻢ � ،ﻟﺘﺒﺎﻫﻠـﻪ أﻣـﺎم اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،ﻋﻠـﻰ
أن ﻳﻨﺼﺮ اﶈﻖ ،وﻳﻬﻠﻚ اﳌﺒﻄﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ :
وﺗﻄﻠﻌــﺖ اﻟﻨﺼــﺎرى ،واﳉﻤــﺎﻫﲑ اﳊﺎﺷ ـﺪة ﻣــﻦ اﳌﺴــﻠﻤﲔ ،إﱃ ﻣــﻦ ﳜــﺮج ﻣــﻊ اﻟﻨــﱯ �
ﻟﻠﻤﺒﺎﻫﻠﺔ ،وﺑﺎﺗﻔﺎق اﳌﺆرﺧﲔ أن اﻟﻨﱯ � أﺧـﺮج ﻣﻌـﻪ ﺧـﲑة أﻫـﻞ اﻻرض ،وأﻋـﺰﻫﻢ ﻋﻨـﺪ اﷲ
،وﻫــﻢ :وﺻــﻴﻪ ،وﺑﺎﺑــﺎ ﻣﺪﻳﻨــﺔ ﻋﻠﻤــﻪ ،وﺑﻀــﻌﺘﻪ اﻟﻄــﺎﻫﺮة ﺳــﻴﺪة ﻧﺴــﺎء اﻟﻌــﺎﳌﲔ ،ﻓﺎﻃﻤــﺔ اﻟﺰﻫ ـﺮاء
� ،وﺳــﻴﺪا ﺷــﺒﺎب أﻫــﻞ اﳉﻨــﺔ ،اﻻﻣﺎﻣــﺎن :اﳊﺴــﻦ واﳊﺴــﲔ � ،وﱂ ﳜــﺮج ﻣﻌــﻪ ﺻــﻨﻮ
أﺑﻴﻪ اﻟﻌﺒﺎس ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﳌﻄﻠﺐ ،وﻻ إﺣﺪى اﻟﺴﻴﺪات ﻣـﻦ ﻧﺴـﺎﺋﻪ ،وﻻ أﺣـﺪ ﻣـﻦ ﺧـﲑة أﺻـﺤﺎﺑﻪ ،
ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻻﻧﺼﺎر ،ﻓﻘﺪ اﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ ﺑﻴﺖ اﻟﻌﺼﻤﺔ ،وﻣﻌﺪن اﻟﻔﻀﻞ واﻟﻜﺮاﻣﺔ ،
واﺿــﻄﺮب اﳌﺴــﻴﺤﻴﻮن ،ﺣﻴﻨﻤــﺎ رأوا ﺗﻠــﻚ اﻟﻮﺟــﻮﻩ اﳌﺸــﺮﻗﺔ ،وأﻳﻘﻨـﻮا ﺑــﺎﳍﻼك ،واﻟــﺪﻣﺎر ،إن
ﺑﺎﻫﻠﻮا اﻟﻨﱯ � ،وﺻﺎح ﺑﻌﻀﻬﻢ » :إﱐ أرى ﻣﻊ ﳏﻤﺪ � وﺟﻮﻫﺎ ،ﻟﻮ ﺳﺌﻞ اﷲ ـﺎ
أن ﻳﺰﻳﻞ ﺟﺒﻼ ﻋﻦ ﳏﻠﻪ ﻻزاﻟﻪ « ...
__________________
١ـ اﻟﻠﻤﻌــﺔ اﻟﺪﻣﺸــﻘﻴﺔ ٣١٦ / ١وﺟــﺎء ﻓﻴــﻪ ان ﻳــﻮم اﳌﺒﺎﻫﻠــﺔ ﻫــﻮ اﻟﻴــﻮم اﻟﺮاﺑــﻊ واﻟﻌﺸــﺮون ﻣــﻦ ذي اﳊﺠــﺔ وﻗﻴــﻞ ﻳــﻮم
اﳋﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ذي اﳊﺠﺔ.
٩٨
واﻧﺴـﺤﺒﻮا ﻋـﻦ اﳌﺒﺎﻫﻠـﺔ ،واﺳـﺘﺠﺎﺑﻮا ﳌـﺎ أﻣـﻼﻩ ﻋﻠـﻴﻬﻢ اﻟﻨـﱯ � ﻣـﻦ ﺷـﺮوط ،وﳍـﺬا اﻟﻴـﻮم
اﻟﻌﻈــﻴﻢ ،ﺷــﺄن ﻛﺒــﲑ ،ﰲ اﻻﺳــﻼم ﻓﻴﺴــﺘﺤﺐ اﻟﻐﺴــﻞ ﻓﻴــﻪ وإﺣﻴــﺎؤﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒــﺎدة واﻟــﺪﻋﺎء ،وﻛــﺎن
اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻪ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
ﻚ ﺑِﺒَـ َﻬﺎﺋـِ َ
ـﻚ َﺳـﺄَﻟُ َ
ـﻚ َ ﱡـﻲ ،اﻟّﻠُ ّﻬــﻢ ،إﱐ أ ْ ـﻚ ﺑِﺄَﺑْـ َﻬــﺎﻩُ َ ،وُﻛ ﱢـﻞ ﺑَـ َﻬﺎﺋـِ َ
ﻚ ِﻣـ ْـﻦ ﺑَـ َﻬﺎﺋِ َ أﺳـﺄﻟُ َإﱐ ْ ﻠﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ اﻟّ ُ
ِ ُﻛﻠﱢﻪ ،اﻟّﻠﻬﻢ إﱐ أَﺳﺄَﻟُﻚ ِﻣﻦ ﺟﻼﻟِﻚ ﺑِﺄَﺟﻠﱢ ِﻪ ،وُﻛ ﱡﻞ ﺟﻼﻟِ ِ
ﻚ ِﲜَﻼﻟ َ
ـﻚ َﺳﺄَﻟُ َﻴﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﻚ َﺟﻠ ٌ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُّ
ﻚ ِﲜَ َﻤﺎﻟِـﻚ أﺳـﺄَﻟُ َ
ـﻚ َﲨﻴ ٌـﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ ْ
َﲨﻠِ ِـﻪ ،وُﻛ ﱡـﻞ َﲨﺎﻟِ َ ِ
ـﻚ ﺑِﺄ ْ َ َ َ
ِ
ﻚ ِﻣ ْـﻦ َﲨَﺎﻟ َ َﺳﺄَﻟُ َُﻛﻠﱢ ْﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ﻚ ِﻣ ـ ْـﻦ ـﻮك َﻛﻤ ــﺎ أﻣ ــﺮﺗَﲏ ﻓَ ِ
َﺳ ـ ـﺄَﻟُ َ
ﺐ ﱄ َﻛ َﻤ ــﺎ َو َﻋ ـ ـ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﺎﺳ ــﺘَﺠ ْْ ُﻛﻠﱢ ـ ْـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ إﱐ أ َْد ُﻋ ـ َ َ َ ْ
ـﻚ ُﻛﻠﱢ َﻬــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ ﻚ ﺑِ َﻌﻈَ َﻤﺘِـ ََﺳ ـﺄَﻟُ َﻴﻤ ـﺔٌ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ـﻚ ﺑِﺄ َْﻋﻈَ ِﻤﻬــﺎ ،وُﻛـ ﱡـﻞ ﻋﻈَﻤﺘِـ َ ِ
ـﻚ َﻋﻈ َ َ َ َ َ َﻋﻈَ َﻤﺘِـ َ
ﻚ ِﻣ ْـﻦ َﺳـﺄَﻟُ َ ِ
ﻚ ﺑِﻨُـﻮِرَك ُﻛﻠﱢـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ َﺳﺄَﻟُ ََﺳﺄَﻟُﻚ ﻣﻦ ﻧُﻮِر ك ﺑِﺄَﻧْـَﻮِرﻩ َوُﻛ ﱡﻞ ﻧُﻮِر ك ﻧَـﻴﱢـٌﺮ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ِ
أْ
ـﻚ ُﻛﻠﱢﻬــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ ْأد ُﻋــﻮك ﻚ َﺑﺮ ْﲪَﺘِـ َ َﺳـﺄَﻟُ َ ـﻚ ﺑِﺄَوﺳــﻌِﻬﺎ ،وُﻛـ ﱡـﻞ ر ْﲪﺘِـ َ ِ
ـﻚ َواﺳـ َـﻌﺔٌ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ َر ْﲪَﺘـ َ ْ َ َ َ َ َ
ِ
ِ ِ ِ َﻛﻤﺎ أﻣﺮﺗَﲏ ﻓَ ِ
ـﻚ ﺑِﺄَ ْﻛ َﻤﻠ ِـﻪ َ ،وُﻛ ﱡـﻞ َﻛ َﻤﺎﻟ َ
ـﻚ ﻚ ِﻣ ْﻦ َﻛ َﻤﺎﻟ َ َﺳﺄَﻟُ َﺎﺳﺘَﺠﺐ ﱄ َﻛ َﻤﺎ َو َﻋ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ْ َ َْ
ِ ِ ـﻚ ﺑِﺄََﲤﱢَﻬـﺎ َوُﻛ ﱡ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻞ َﻛﻠ َﻤﺎﺗـﻚ ﻚ ﻣ ْﻦ َﻛﻠ َﻤﺎﺗ َ أﺳﺄَﻟُ َﻚ ُﻛﻠﱠﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ ْ ﻚ ﺑِ َﻜ َﻤﺎﻟ َ َﺳﺄَﻟُ َ َﻛﺎﻣ ٌﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ِ
ـﻚ ﺑِﺄَ ْﻛ َِﱪﻫــﺎ َ ،وُﻛ ــﻞﱞ أﲰَﺎﺋِـ َﻚ ِﻣ ـ ْـﻦ ْ ـﻚ ُﻛﻠﱢ َﻬ ــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ ﻚ ﺑِ َﻜﻠ َﻤﺎﺗِـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َﺗَﺎ ﱠﻣ ـﺔٌ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ـﻮك َﻛ َﻤـﺎ أ ََﻣ ْـﺮﺗَﲏ ﻓَﺎْ َﺳـﺘِ ْﺠﺐ ﱄ َﲰَﺎِﺋَـﻚ ُﻛﻠﱢ َﻬـﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ َْد ُﻋ َ ﻚ ﺑِﺄ ْ ﻚ َﻛﺒِ َﲑةٌ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ َﲰَﺎﺋِ َ أْ
ﻚَﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﻚ َﻋﺰﻳـ َـﺰةُ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﺄﻋﱠﺰَﻫــﺎ َوُﻛـ ﱡـﻞ ﻋِﱠﺰﺗِـ َـﻚ ﺑِ َﻚ ِﻣـ ْـﻦ ِﻋﱠﺰﺗِـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
َﻛ َﻤــﺎ َو َﻋ ـ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ﻚﻣ ِ ِ ِ ﻚ ِﻣـ ْـﻦ َﻣﺸــﻴﺌَﺘِ َ ﺑِﻌِﱠﺰﺗِـ َ
ﺎﺿــﻴَﺔٌ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ ـﺎﻫﺎ َوُﻛـ ﱡـﻞ َﻣﺸــﻴﺌَﺘ َ َ ﻀـ َ ﻚ ﺑِﺄ َْﻣ َ ـﻚ ُﻛﻠﱢ َﻬــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﻲء َ ،وُﻛـ ﱡـﻞأَﺳـﺄَﻟُﻚ ِﲟْﺸـﻴِﺌﺘِﻚ ُﻛﻠﱢﻬـﺎ ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ إﱐ أَﺳـﺄَﻟُﻚ ﺑُِﻘـ ْﺪرﺗِﻚ اﻟـﱵ اﺳــﺘﻄَْﻠﺖ ِ ـﺎ ﻋﻠــﻰ ُﻛـﻞ ﺷـ ٍ
ﱢ َ َْ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ َ
ﻚ ُﻣ ْﺴﺘَﻄﻴﻠَﺔٌ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﻗُ ْﺪ َرﺗِ َ
٩٩
ﺠﺐ ﱄ ﻛِ َﻤــﺎ َو َﻋـ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ﺎﺳــﺘَ ْ ـﻮك َﻛ َﻤــﺎ أ ََﻣـ ْـﺮﺗَﲏ ﻓَ ْﻚ ُﻛﻠﱢﻬــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ َْدﻋُـ َ ﻚ ﺑِ ُﻘـ ْﺪ َرﺗِ ََﺳـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ
ـﻚ ُﻛﻠﱢ ِـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ إﱐ أَﺳﺄَﻟُﻚ ِﻣﻦ ِﻋْﻠ ِﻤﻚ ﺑِﺄَﻧْـ َﻔ ِﺬﻩِ وُﻛ ﱡﻞ ِﻋ ْﻠ ِﻤ ِ
ﻚ ﺑِﻌِْﻠ ِﻤ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ـﻚ ﻧَﺎﻓـ ٌﺬ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ َ َ َ ْ َ ْ
ـﻚ ُﻛﻠﱢـ ِـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ ِ ﺿــﺎﻩ وُﻛـ ﱡـﻞ ﻗَـﻮﻟِـ َ ِ ﻚ ِﻣــﻦ ﻗَـﻮﻟِـ َ ِ
ﻚ ﺑُِﻘ ْﻮﻟ ـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﻚ َرﺿ ـ ٌـﻲ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ـﻚ ﺑﺄ َْر َ ُ َ ْ َﺳـــﺄﻟُ َ ْ ْ أْ
ِ ﻚ ِﻣــﻦ ﻣﺴــﺎﺋِﻠِ َ ِ
ﻚ ُﻛﻠﱢ َﻬــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬــ ﱠﻢ ﻚ ِﲟَ َﺴــﺎﺋِﻠ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ ٍ
ـﻚ َﺣﺒِﻴﺒَــﺔ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﺄﺣﺒﱢـ َﻬــﺎ َوُﻛﻠﱡ َﻬــﺎ إﻟَْﻴـ َ
ﻚﺑ َ َﺳـﺄَﻟُ َ ْ َ َ أْ
ﻚ ﺑِﺄَ ْﺷ َـﺮﻓِ ِﻪ َوْﻛ ﱡ
ـﻞ ِ
ﻚ ِﻣ ْـﻦ َﺷ َـﺮﻓ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺐ ﱄ َﻛ َﻤـﺎ َو َﻋـ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ﻋﻮك َﻛﻤﺎ أَﻣﺮﺗَﲏ ﻓَ ِ
ﺎﺳﺘَﺠ ْ ْ إﱐ أَد َ َ َ ْ
ﻚ ﺑِﺄ َْد َوِﻣ ِـﻪ َوُﻛ ﱡ ﻚ ِﻣ ْـﻦ ُﺳـ ْﻠﻄﺎﻧِ َ ﻚ ﺑِ َﺸﺮﻓِ َ ِ ﻚ َﺷ ِﺮ ٌ
ِ
ـﻞ ﻚ ُﻛﻠﱢﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ َﺳﺄَﻟُ َ َ ﻳﻒ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ َﺷَﺮﻓ َ
ـﻚ ﺑِـﺄَﻓْ َﺨ ِﺮِﻩ ، ﻚ ِﻣـ ْـﻦ ِﻣْﻠ ُﻜـ َ ﻚ ﺑِﺴ ـْﻠﻄَﺎﻧِ َ ِ
ﻚ ُﻛﻠﱢــﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ َﺳـﺄَﻟُ َ ُ
ِ ِ
ُﺳــْﻠﻄَﺎﻧﻚ َداﺋـ ٌـﻢ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ﻮك َﻛﻤـﺎ أَﻣـﺮﺗَﲏ ﻓَ ِ ﺎﺧﺮ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ إﱐ أَﺳﺄَﻟُ َ ِ ِ ِ ِ وُﻛ ﱡﻞ ﻣْﻠ ِﻜ َ ِ
ﺐ ﺎﺳـﺘَﺠ ْ ْ ﻚ ﲟُْﻠﻚ◌ َك ُﻛﻠﱢﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ َْد ُﻋ َ َ َ ْ ْ ﻚ ﻓَ ٌ ُ َ ُ
ـﺎل ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ إﱐ ـﻚ َﻋ ـ ٍ ِ
َﻋﻼﻩُ َ ،وُﻛ ـ ﱢـﻞ َﻋﻼﺋ ـ َ ـﻚ ﺑِ ـﺄ َ ِ
ﻚ ﻣ ـ ْـﻦ َﻋ َﻼﺋ ـ َِ َﺳـ ـﺄَﻟُ َ
ﱄ َﻛ َﻤـــﺎ َو َﻋـ ـ ْﺪﺗﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
ـﻚ َﻋ ِﺠﻴﺒَـﺔٌ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ ﺄﻋ َﺠﺒِ َﻬـﺎ َوُﻛ ﱢـﻞ آﻳﺎﺗِ َ ـﻚ ﺑِ ْ ﻚ ِﻣ ْـﻦ آﻳَﺎﺗِ َ ﻚ ﺑِﻌﻼﺋِ َ ِ
ـﻚ ُﻛﻠﱢـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ َﺳﺄَﻟُ َ َ أْ
أَﺳﺄَﻟُﻚ ﺑﺂﻳﺎﺗِﻚ ُﻛﻠﱢﻬﺎ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ إﱐ أَﺳﺄَﻟُﻚ ِﻣﻦ ﻣﻨﱢﻚ ﺑِﺄَﻗْﺪ ِﻣ ِﻪ وُﻛ ﱡﻞ ِﻣﻨ ِ
ﻚ َﺳـﺄَﻟُ َ ﱢﻚ ﻗَﺪﱘٌ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ َ ْ َ َْ َ َ َ ُ ْ َ َ َ
ِ ِ ـﻚ ُﻛﻠﱢـ ِـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ َْد ُﻋـ َ
ﻚ ﲟــﺎ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﺐ ﱄ َﻛ َﻤــﺎ َو َﻋ ـ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﺎﺳــﺘَﺠ ْ ـﻮك َﻛ َﻤــﺎ أ ََﻣـ ْـﺮﺗَﲏ ﻓَ ْ ِﲟَﻨﱢـ َ
ﻛﻞ ﺟﱪو ٍ ِ ِ
ت. ٍ
ﻚ ﺑ ُﻜ ﱢﻞ َﺷﺄن و ِ َ َ ُ
َﺳﺄَﻟُ َ ِ اﻟﺸﺄْ ن َواﳉََﱪُوت ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ أَﻧْﺖ ﻓﻴﻪ ِﻣﻦ َ
ـﺎء ﻻ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ إﱐ أَﺳـﺄَﻟُﻚ ِﲟـﺎ ُِﲡﻴﺒـﲏ ِﺣـﲔ أَﺳـﺄَﻟُﻚ ،ﻳـﺎ اﷲ ،ﻳـﺎ ﻻ إﻟـﻪ إﻻﱠ أَﻧْـﺖ ،أَﺳـﺄَﻟُﻚ ﺑِﺒـﻬ ِ
َ ْ َ ََ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ُ ُ
ِ ِ
ـﺖ ، ﻚ ،ﺑِـﻼ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ َﺳـﺄَﻟُ َـﺖ أ ْ ﻚ ،ﲜَـ َـﻼل ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ـﺖ أ ْ ـﺖ ،ﻳـﺎﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
ِ ـﻮك َﻛﻤ ــﺎ أَﻣ ــﺮﺗَﲏ ،ﻓَ ِ
ـﻚﻚ ِﻣ ـ ْـﻦ ِرْزﻗ ـ َ َﺳـ ـﺄَﻟُ َ
ﺐ ﱄ َﻛ َﻤ ــﺎ َو َﻋـ ـ ْﺪﺗَﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﺎﺳ ــﺘَﺠ ْ ْ اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ إﱐ أ َْد ُﻋ ـ َ َ َ ْ
ﻚ ﺑِﺄ َْﻫﻨَﺌِ ِﻪ ِ ِ
ﻚ ِﻣ ْﻦ َﻋﻄَﺎﺋِ َ َﺳﺄَﻟُ َﻚ ُﻛﻠﱠﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ ﻚ ﺑِ ِﺮْزﻗ َ ﻚ َﻋ ِﺎم ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
َﺳﺄَﻟُ َ َﻋ ﱢﻤ ِﻪ َوُﻛ ﱡﻞ ِرْزﻗ َ ﺑِﺄ َ
١٠٠
ﺄﻋ َﺠﻠِ ِـﻪ ،
ﻚ ِﻣ ْـﻦ َﺧ ِْـﲑ َك ﺑِ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ ﻚ ﺑِ َﻌﻄَﺎﺋِ َ
ﻚ ُﻛﻠﱢﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ َﺳﺄَﻟُ َ
ﻴﺊ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ ْ
وُﻛ ﱡﻞ ﻋﻄَﺎﺋِ َ ِ
ﻚ َﻫﻨ ٌ َ َ
ﻀــﻠِ ِﻪ ،
ﻚ ﺑِﺄَﻓْ َ
ﺎﺟــﻞ ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ إﱐ أَﺳـﺄَﻟُﻚ ِﲞـ ِـﲑ َك ُﻛﻠﱢــﻪ ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ إﱐ أَﺳـﺄَﻟُﻚ ِﻣــﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻀــﻠ َ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َْ
ِ
ـﻞ َﺧـ ِْـﲑ َك َﻋ ٌ ُ َوُﻛـ ﱡ
ﻮك َﻛﻤﺎ أَﻣـﺮﺗَﲏ ﻓَ ِ ﺎﺿﻞ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ إﱐ أَﺳﺄَﻟُﻚ ﺑَِﻔ ْ ِ ﻀﻠِ َ ِ
ﺐﺎﺳـﺘَﺠ ْ ْ ﻚ ُﻛﻠﱢﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أ َْد ُﻋ َ َ َ ْ ﻀﻠ َ ْ َ ﻚ ﻓَ ٌ ُ َوُﻛ ﱡﻞ ﻓَ ْ
ﱄ َﻛ َﻤﺎ َو َﻋ ْﺪﺗَﲏ.
ﻚ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ ِ ـﺎن ﺑِـﻚ ،واﻟﺘ ِ ِ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
ﺼـﺪ ِﻳﻖ ﺑَِﺮ ُﺳـﻮﻟ َ آل ُﳏَ ﱠﻤـ ْﺪ َ ،واﺑْـ َﻌﺜْـﲏ ﻋﻠـﻰ اﻹﳝَ َ َ َ ْ َ َ ُ
ـﻼم َ ،واﻟ ِﻮَﻻﻳَ ِـﺔ ﻟِ َﻌﻠـ ﱟـﻲ ﺑ ُـﻦ أَﰊ ﻃَﺎﻟِــﺐ َ ،واﻟﺒَـ َـﺮاءَةِ ِﻣـ ْـﻦ َﻋ ُـﺪ ﱢوﻩِ َ ،وا ِﻹﺋﺘِ َﻤـ ِـﺎم ﺑِ َﺎﻷﺋِ ﱠﻤ ِـﺔ ِﻣــﻦ ِِ
َوﻋﻠـﻰ آﻟـﻪ اﻟ ﱠﺴـ ُ
ﻴﺖ ﺑِﺬﻟِﻚ ﻳﺎَر ﱡب. ِ
ﻼم ،ﻓَﺈﱐ ﻗَ ْﺪ َرﺿ ُ
ِ ٍ
آل ُﳏَ ﱠﻢ◌د َ ،ﻋﻠَْﻴ ِﻬ ُﻢ اﻟ ﱠﺴ ُ
ﻳﻦ ، ِ ٍ ِ ِ ٍ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏّ ﱠﻤــﺪ ﰲ اﻵﺧ ـﺮ َ ـﲔ َ ،و َ ﻚ ﰲ َاﻷ ﱠوﻟـ َ ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏّ ﱠﻤــﺪ َ ،ﻋْﺒــﺪ َك َوَر ُﺳ ـﻮﻟ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ
إﻋ ِـﻂ ِ ٍ ِ ِ ٍ
ﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ ﰲ اﳌُْﺮ َﺳﻠ َ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ ﰲ اﳌََﻼء َاﻷ ْﻋﻠَﻰ إﱃ ﻳـَ ْﻮم اﻟﺪﱢﻳ ِﻦ َ ،و َ َو َ
آل ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪف ،واﻟﺪﱠرﺟ ـﺔَ اَﻟ َﻜﺒِــﲑَة ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ وﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ
َ ُ ََ َ اﻟﻮﺳــﻴﻠَﺔَ َ ،واﻟ ﱠﺸـ َـﺮ َ َ َ َ
ُﳏﻤــﺪا � ِ ،
َ ََ
اﺣ َﻔﻈْـﲏ ﰲ َﻏْﻴﺒَ ِـﱵ َ ،وﰲ ُﻛ ﱢـﻞ َﻏﺎﺋِـﺐ ُﻫـ َـﻮ ﱄ ، ِ ِ
َوأَﻗْﻨ ْﻌـﲏ ﲟَـﺎ َرَزﻗْـﺘَـﲏ َ ،وﺑَـﺎ ِرْك ﱄ ﰲ ﻣـﺎ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَـﲏ َ ،و ْ
ـﻚ ِﻣ ْـﻦ َﺷ ﱢـﺮ ٍ ِ ٍ
َﻋـﻮذُ ﺑِ َ ﻚ َواﳉَﻨﱠـﺔَ َ ،وأ ُ ﻚ َﺧْﻴـ َـﺮ اﳋَ ِْـﲑ ِر ْ
ﺿ َـﻮاﻧَ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،وأ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ
ﺼـﻴﺒَ ٍﺔ َ ،وِﻣ ْـﻦ آل ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ ،واﺣ َﻔﻈْﲏ ِﻣـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ ﻣ ِ ٍ
اﻟﺸﱢﺮ ُ ،ﺳ ْﺨ ِﻄ َ
ْ ُ َْ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َو ِ َ ﻚ َواﻟﻨﱠﺎ ِر ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ َ
ْـﺮوﻩ ،ٍ ِ ِ ٍ ٍ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ
ُﻛ ﱢﻞ ﺑﻠﻴﱠﺔ َ ،وﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ُﻋ ُﻘﻮﺑَﺔ َ ،وﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﻓْﺘـﻨَﺔ َ ،وﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﺑََﻼء َوﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ﱢـﺮ َ ،وﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ َﻣﻜ ُ
ـﺎﻋ ِﺔ ِِ
ض ،ﰲ َﻫـﺬﻩ اﻟ ﱠﺴ َ ـﺖ ْ ،أو ﺗَـْﻨـ ِﺰُل ِﻣ َـﻦ اﻟ ﱠﺴ َـﻤ ِﺎء إﱃ َاﻷ ْر ِ ٍ ٍ ِ
َوﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ُﻣ ِﺼﻴﺒَﺔ َوﻣ ْـﻦ َﺷ ﱢـﺮ ُﻛ ﱢـﻞ آﻓَـﺔ ﻧـََﺰﻟَ ْ
ِ
ﻫﺬﻩِ اﻟ ﱠﺴﻨَ ِﺔ. ،وﰲ ﻫ ِﺬﻩِ اﻟﻠﱠﻴـﻠَ ِﺔ ،وﰲ ﻫ َﺬا اﻟﻴـﻮِم ،وﰲ ﻫ َﺬا اﻟﺸﱠﻬ ِﺮ ،وﰲ ِ
ْ َ َ َ ْ َ َ َْ َ َ
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،واﻗْﺴ ْﻢ ﱄ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺳُﺮوٍر ،
ِ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ
١٠١
اﺳــﺘِ َﻘ َﺎﻣ ٍﺔ َ ،وِﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻓَـَـﺮٍح ِ ،وِﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻋﺎﻓِﻴَـ ٍـﺔ َ ،وِﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺳـ َـﻼ َﻣ ٍﺔ ، ٍ ِ
َوﻣــﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺑَـ ْﻬ َﺠــﺔ َ ،وﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ْ
ِ
ـﺖ ْأو ﺗَـْﻨـ ِﺰُل ِﻣـ ْـﻦ ْ◌ ِ ٍ ِ ٍ ِ وِﻣــﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ِرْزٍق و ِاﺳـ ٍﻊ ﺣـ َـﻼ ٍل ﻃَﻴﱢـ ٍ ِ
ـﺐ َ ،وﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻧ ْﻌ َﻤــﺔ ،وﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺳـ َـﻌﺔ ،ﻧَـَﺰﻟَـ ْ َ َ َ ْ
ـﺎﻋ ِﺔ َ ،وﰲ ﻫـ ِـﺬﻩِ اﻟﻠﱠْﻴـﻠَـ ِـﺔ َ ،وﰲ َﻫـ َﺬا اﻟﻴَ ـ ْـﻮِم َ ،وﰲ َﻫـ َﺬا اﻟ ﱠﺸـ ْـﻬ ِﺮ َوﰲ ِِ
ض ﰲ ﻫــﺬﻩ اﻟ ﱠﺴـ َ اﻟ ﱠﺴـ َـﻤﺎء إﱃ َاﻷ ْر ِ
ﻫﺬﻩ اﻟ ﱠﺴﻨَﺔ.ِ
ت َﺣ ِـﺎﱄ ِﻋْﻨ َـﺪ َك ، ـﻚ َ ،و َﻏﻴﱠـ ْـﺮ َـﺖ ﺑَﻴـﲏ وﺑـَْﻴـﻨَ َ ﺖ َو ْﺟ ِﻬﻲ َ ،و َﺣﺎﻟَ ْ ﺖ ذُﻧُ ِﻮﰊ ﻗَ ْﺪ أ ْ
َﺧﻠَ َﻘ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إ ْن َﻛﺎﻧَ ْ
ٍ
ﺼـ ـﻄََﻔﻰ ، ـﻚ اﳌُ ْ ـﻚ ،اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳُﻄْ َﻔ ـﺄُ َ ،وﺑَِﻮ ْﺟ ـ ِـﻪ ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ � َ ،ﺣﺒِﻴﺒِ ـ َ أﺳـ ـﺄَﻟُﻚ ﺑْﻨ ـ ُـﻮِر َو ْﺟ ِﻬ ـ َ
ﻓَـــﺈﱐ ْ
ـﻚ ،اﻟـ ِـﺬﻳﻦ أﻧْـﺘَﺠﺒ ـﺘَـﻬﻢ ،أ ْن ﺗُﺼــﻠﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ ِ وﺑِﻮﺟـ ِـﻪ وﻟﻴﱢـ ِ
آل َ َ َ َ َْ ُ ْ ﻀــﻰ َ ،وِﲝَـ ﱢﻖ أ َْوﻟﻴَﺎﺋـِ َ ـﻚ َﻋﻠـ ﱟـﻲ اﳌْﺮﺗَ َ ََْ َ َ
ـﻮﰊ ،وأَ ْن ﺗَـﻌ ِﺼـﻤﲏ ﻓِ ِ ِ ُ
ُﳏ ﱠﻤ ٍـﺪ ،وأَ ْن ﺗَـ ْﻐ ِﻔــﺮ ﱄ ﻣــﺎ ﻣ ِ
َﻋــﻮذُ ﺑِـ َ
ـﻚ ﻴﻤــﺎ ﺑَﻘـ َـﻲ ﻣـ ْـﻦ ُﻋ ْﻤـ ِﺮي َ ،وأ ُ ﻀــﻰ ﻣـ ْـﻦ ذُﻧـُ ِ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ
ِ ِ ٍ
ﻣــﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷــﻲء ﻣــﻦ ﻣﻌ ِ
ـﺖ َﻋـ ﱢـﲏـﻚ ُﻣﻄﻴـ ٌـﻊ َ ،وأَﻧْـ َ ـﻴﻚ أَﺑـَـﺪاً ،ﻣــﺎ أَﺑْـ َﻘْﻴﺘَــﲏ َﺣـ ﱠـﱴ ﺗَـﺘَـ َﻮﻓﱠــﺎﱐ َ ،وأﻧَــﺎ ﻟَـ َ
ﺎﺻـ َ ْ ْ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ َر ٍ
ـﺖ أ َْﻫﻠُـﻪُ ،ﻳـﺎ َﺣ َﺴﻨﻪ َ ،وَْﲡ َﻌ َﻞ ﱄ ﺛـَ َﻮاﺑَـﻪُ اﳉﱠﻨَـﺔ َ ،وأَ ْن ﺗَـ َﻔ َﻌ َـﻞ ﰊ ﻣـﺎ أَﻧْ َ اض َ ،وأَ ْن َﲣْﺘ َﻢ ﱄ َﻋ َﻤﻠﻲ ﺑﺄ ْ
ﻚ ﻳﺎ أَرﺣﻢ اﻟﱠﺮ ِِ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ
اﲪ َﻦ .(١) « .. ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،و ْارﲪَْﲏ ﺑَﺮ ْﲪَﺘ َ ْ َ َ ﻮى واﳌَْﻐﻔَﺮةِ َ أ َْﻫ َﻞ اﻟﺘﱠـ ْﻘ َ
وﻟﻘﺪ اﺣﺘﻮى ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻋﻠﻰ أﲰﻰ ﺻﻮر اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ واﻟﺘﺒﺠﻴـﻞ ﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،اﻟـﺬي ﻣـﺎ ﻋﺮﻓـﻪ
ﺣﻘﺎ ،ﺳﻮى أﺋﻤﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ � ،ﺳﺪﻧﺔ ﻋﻠﻮم اﻟﻨﱯ � وﺧﺰﻧﺔ ﺣﻜﻤﻪ وآداﺑﻪ.
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻋﻴﺪ اﻟﻐﺪﻳﺮ
أﻣــﺎ ﻋﻴــﺪ اﻟﻐــﺪﻳﺮ ﻓﻬــﻮ ﻣــﻦ أﻫــﻢ اﻻﻋﻴــﺎد ﺷــﺄﻧﺎ ،وﻣــﻦ أﲰﺎﻫــﺎ ﻣﻨﺰﻟــﺔ ،ﻓﻘــﺪ ﻛﻤــﻞ ﻓﻴــﻪ اﻟــﺪﻳﻦ ،
وﲤﺖ اﻟﻨﻌﻤﺔ اﻟﻜﱪى ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﻓﻘﺪ ﻗﻠﺪت اﻟﺴﻤﺎء اﻻﻣﺎم ،
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ٦٩٢ـ ( ٦٥٩اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٥١٧
١٠٢
أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ � ،ﻗﻴـﺎدة ،روﺣﻴـﺔ وزﻣﻨﻴـﺔ ،وﻧﺼـﺒﺘﻪ ﺧﻠﻴﻔـﺔ ﻟﻠﻨـﱯ � ﻣـﻦ ﺑﻌـﺪﻩ ،وﺟﻌﻠﺘـﻪ
،راﺋــﺪا ﻟﻠﻌﺪاﻟــﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،ﻳﻘــﻴﻢ إﻋﻮﺟــﺎج اﻟــﺪﻳﻦ ،وﻳﺼــﻠﺢ ﻣــﺎ ﻓﺴــﺪ ﻣــﻦ أﻣــﻮر
اﳌﺴﻠﻤﲔ.
وﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻴﻮم اﳌﺒﺎرك ،ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻻﻋﻴﺎد ﰲ اﻻﺳﻼم ،ﻓﻘﺪ ﻧـﺪب اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق
� ،إﺣﻴــﺎءﻩ ﺑــﺬﻛﺮ اﷲ ،ﻣــﻦ اﻟﺼــﻼة واﻟﺼــﻮم ،واﻟﺘﺼــﺪق ﻋﻠــﻰ اﻟﻔﻘ ـﺮاء واﳌﺴــﺎﻛﲔ ،ﻛﻤــﺎ
ﺣﺾ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺤﺒﺎب ﻣﺼﺎﻓﺤﺔ اﳌﺴﻠﻤﲔ ،ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ ،وان ﻳﻘﻮل ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ،
ﲔ ﺑِ َﻌ ْﻬـ ِـﺪﻩِ ،اﻟــﺬي َﻋ ِﻬـ َـﺪﻩُ إﻟَْﻴـﻨَــﺎ ، ِِ ِ ِ ِ ِ
» اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي أَ ْﻛَﺮَﻣﻨــﺎ َـ َﺬا اﻟﻴَ ـ ْـﻮم َ ،و َﺟ َﻌﻠﻨــﺎ ﻣـ َـﻦ اﳌـُ ْـﺆﻣﻨ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِِ
ﻳﻦ ، َوﻣﻴﺜَﺎﻗــﻪ اﻟــﺬي َواﺛـَ َﻘﻨَــﺎ ﺑــﻪ ﻣـ ْـﻦ وﻻﻳَــﺔ ُوَﻻة أ َْﻣ ـ ِﺮﻩ َ ،واﻟﻘﻴَــﺎم ﺑﻘ ْﺴــﻄﻪ َ ،وَﱂْ َْﳚ َﻌ ْﻠﻨــﺎ ﻣـ َـﻦ اﳉَﺎﺣــﺪ َ
َواﳌ َﻜ ِﺬﺑِﲔ ﺑِﻴَـْﻮ م اﻟ ّﺪﻳﻦ .(١) « ..
ُ
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﺣﺚ ﺷﻴﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻼوﺗﻪ وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﺎدي ﻟﻺﳝــﺎن ،أن ِآﻣﻨُ ـﻮا ﺑِـ َـﺮﺑﱢﻜﻢ ،ﻓَﺂﻣﻨﱠــﺎ َ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ ﻓَــﺎ ْﻏ ِﻔْﺮ ﻟَﻨَــﺎ » رﺑـﱠﻨــﺎ ،إﻧـﱠﻨــﺎ َﲰﻌﻨــﺎ ﻣﻨﺎدﻳ ـﺎً ،ﻳـﻨـ ِ
َُ ََ َ ْ ُ
ِ
ﻚ َ ،وﻻ ُﲣْ ِﺰﻧَﺎ ﻳَـْﻮ م ُذﻧُﻮﺑـَﻨَﺎ َ ،وَﻛﻔْﱢﺮ َﻋﻨﱠﺎ َﺳﻴﱢﺌَﺎﺗِﻨَﺎ َ ،وﺗَـ َﻮﻓﱠﻨﺎ َﻣ َﻊ َاﻷﺑْـَﺮا ِر َرﺑﱠﻨﺎ وآﺗﻨَﺎ َﻣﺎ َو َﻋ ْﺪﺗَـﻨَﺎ َﻋﻠَﻰ ُر ُﺳﻠ َ
ِ
ﻒ اﳌِ َﻴﻌ َﺎد. ِ
ﱠﻚ ﻻَ ُﲣْﻠ ُ
ِ
اﻟﻘﻴَ َﺎﻣ ِﺔ ،إﻧ َ
ـﻚ َ ،و ُﺳ ـ ﱠﻜﺎ َن ـﻚ َ ،و َﲪَﻠَــﺔَ َﻋْﺮِﺷـ َـﻚ َﺷ ـ ِﻬﻴﺪاً َ ،وأُ ْﺷ ـ ِﻬ ُﺪ َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘَـ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ أُ ْﺷ ـ ِﻬ ُﺪ َك َ ،وَﻛﻔــﻰ ﺑِـ َ
ـﻚ ، ﺲ ِﻣ ْﻦ ﻟَ ُـﺪ ْن َﻋْﺮ ِﺷ َ ﻮد اﻟﺬي ﻟَْﻴ َ ﺖ ،اﳌَْﻌﺒُ ُ
ِ
ﱠﻚ اﷲُ ،اﻟﺬي ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻚ ،ﺑِﺄَﻧ َ ﻚ َ ،وأ َْر ِﺿ َ َﲰ َﻮاﺗِ َ
ـﻮد
ـﺖ اﳌَْﻌﺒُ ُ ـﻚ اﻟ َﻜـ ِﺮِﱘ ،ﻻ إﻟ َـﻪ أﻻﱠ أَﻧْ َ ﺎﻃﻞ ُﻣﻀ َﻤ ِﺤ ﱡﻞ َﻏْﻴـ َـﺮ َو ْﺟ ِﻬ َ إﱃ ﻗَـﺮار أَر ِﺿﻚ ﻣﻌﺒﻮد ِﺳﻮاك إﻻﱠ ﺑ ِ
َ َ ُْ َ َ ْ
َﺷﻬ ُﺪ أَ ﱠن ُﳏَ َﻤﺪاً َﻋْﺒ ُﺪ َك ِ ِ
ﻮل اﻟﻈَﺎﻟﻤﻮ َن ُﻋﻠُﻮاً َﻛﺒﲑاً َ ،وأ َ ﺖ َﻋ ﱠﻤﺎ ﻳـَ ُﻘ ُ ﻮد ﺳ َﻮ َاك ،ﺗَـ َﻌﺎﻟَْﻴ َ ،ﻻ َﻣ ْﻌﺒُ َ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٤٧٧
١٠٣
ِ ِ ِ ِِ
ﻻي ، ﻻﻫ ْﻢ َوَﻣ ْﻮ َ ﲔ َ ،وﻟﻴﱡـ ُﻬ ْﻢ َوَﻣ ْﻮ ُ ﻚ َ ،وأَ ْﺷ َﻬ ُﺪ أَ ﱠن َﻋﻠﻴّﺎً أﻣ َﲑ اﳌُﺆﻣﻨ َ َوَر ُﺳﻮﻟُ َ
ِ
ـﺎدى ﻧِـ َـﺪاءً َﻋْﻨ ـ َ
ـﻚ ﻚ � ،إ ْذ ﻧَـ َ ﺻ ـ ﱠﺪﻗْـﻨَﺎ اﳌﻨَــﺎدي َ ،ر ُﺳ ـﻮﻟَ َ َرﺑﱠﻨ ــﺎ ،إﻧﱠﻨﻨ ــﺎ َﲰ ْﻌﻨَــﺎ ،اﻟﻨﱢـ َـﺪاءَ َ ،و َ
ُ
ﻚ ،ﻣﺎ أﻧﺰﻟْـﺖ إﻟَﻴ ِـﻪ ِﻣـﻦ ﻣـﻮ َاﻻةِ وِ ﱢ ِ ِ
ﲔ َ ،و َﺣ ﱠﺬ ْرﺗَـﻪُ َ ،وأَﻧْ َﺬ ْرﺗَـﻪُ إ ْن َﱂْ ﱄ اﳌُْـﺆﻣﻨ َ َ َ ْ ْ َُ َ ﺑِﺎﻟﺬي أ ََﻣْﺮﺗَﻪُ أَ ْن ﻳـُﺒَـﻠﱢ َﻎ َﻋْﻨ َ
ـﻚ َوِر َﺳ َـﺎﻻﺗِﻚ : ﱠﺎس ،ﻓَـﻨَ َﺎدى ُﻣﺒَـﻠﱢﻐـﺎً َو ْﺣﻴَ َ ﺼ ْﻤﺘَﻪُ ِﻣ َﻦ اﻟﻨ ِ ِ
ﻳـُﺒَـﻠﱢ ْﻎ ،أَ ْن ﺗَ ْﺴ َﺨ َﻂ َﻋﻠَْﻴﻪ َ ،وأَﻧﱠﻪُ إ َذا ﺑَـﻠﱠ َﻎ َﻋ َ
ـﺎك اﻟﻨﱠ ِـﺬ َﻳﺮ ، أَﻻ ﻣﻦ ُﻛْﻨﺖ ﻣﻮﻻﻩ ﻓَـﻌﻠِﻲ ﻣﻮَﻻﻩ ،وﻣﻦ ُﻛْﻨﺖ ﻧَﺒِﻴﱠﻪ ﻓَـﻌﻠِﻲ أ َِﻣـﲑﻩ ،رﺑـﱠﻨَـﺎ ﻗَـ ْﺪ أَﺟﺒـﻨَـﺎ د ِ
اﻋﻴَ َ َْ َ ﱞ َْ ُ ََ ْ ُ ُ َ ﱞ ُ َ َْ َ
ِ ِ ِ
اﺋﻴﻞ.
إﺳَﺮ َ ﺖ َﻋﻠَْﻴﻪ َ ،و َﺟ ْﻌﻠَﺘَﻪُ َﻣﺜَﻼً ﻟﺒَﲏ ْ اﳌُْﻨﺬ َر ُﳏَ ﱠﻤﺪاً َﻋْﺒ َﺪ َك اﻟﺬي أَﻧْـ َﻌ ْﻤ َ
ِ ِ ِ
ﻴﻢ
ي اﳌُ ْﺴـﺘَﻘ َ ﻚ اﻟ ﱠﺴﻮ ﱠ اﻋﻲ َاﻷﻧَ ِﺎم َ ،و ِﺻﺮاﻃَ َ َرﺑـﱠﻨَﺎ َ ،آﻣﻨﱠﺎ َواﺗّـﺒَـ ْﻌﻨَﺎ َﻣ ْﻮﻻﻧَﺎ َ ،وَﻫﺎدﻳَـﻨَﺎ َ ،وَداﻋﻴَـﻨَﺎ َ ،وَد َ
ِ ٍِ ﻚ اﻟـﺪ ِ ﻀـﺎءَ َ ،و َﺳـﺒِﻴﻠَ َ
س ْ◌ َﺣـﺎ َن اﷲ ـﻚ ،ﻋﻠـﻰ ﺑَﺼ َـﺮﻳﺘﻪ ُﻫ َـﻮ َوَﻣ ْـﻦ اﺗﱠـﺒَـ َﻌـﻪُ َ ،و ُ ﱠاﻋﻲ إﻟَْﻴ َ ﻚ اﻟﺒَـْﻴ َ َ ،وَﳏَ ﱠﺠﺘَ َ
ـﺎذ اﻟــﻮَﻻ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ﻋ ﱠﻤــﺎ ﻳ ْﺸ ـ ِﺮُﻛﻮ َن ﺑِ ِﻮَﻻﻳﺘِـ ِـﻪ وﺑِـ ِ ِ
اﻹﻣـــﺎمﻳﺞ ﻣـ ْـﻦ ُدوﻧــﻪ ..ﻓَﺎ ْﺷــ َـﻬﺪ ﻳ ــﺎ إﳍــﻲ أَ ن َ ـﺄﻣﺮ َرﱢ ـ ْـﻢ َ ،وﺑﺎ ّﲣَـ َ َ َ ْ َ ُ
ِِ ـﺐ ،ﺻـﻠَﻮ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﲔ اﻟـﺬي ذَ َﻛْﺮﺗَـﻪُ ـﲑ اﳌُْـﺆﻣﻨ َ ات اﷲ َﻋﻠَْﻴـﻪ ،أﻣ ُ ي ،اﳌُْﺮﺷ َﺪ ،اﻟﱠﺮﺷ َﻴﺪ َﻋﻠﻴﱠـﺎ ﺑ َـﻦ أﰊ ﻃَﺎَﻟ ٍ َ ُ اﳍَﺎد َ
اﻟﻜﺘَــﺎب ﻟَ َﻌﻠِـ ﱟـﻲ َﺣﻜــﻴﻢ « اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﻓَﺈﻧـﱠـﺎ ﻧَﺸـ َـﻬ ُﺪ ﺑِﺄَﻧـﱠـﻪُ َﻋْﺒـ ُـﺪ َك ، ـﻚ ،ﻓَـ ُﻘْﻠــﺖ » :وإﻧـﱠـﻪ ﰲ أُﱢم ِ
َ َ ﰲ ﻛِﺘَﺎﺑِـ َ
ﲔ َ ،وﻗَﺎﺋِـ ُـﺪ اﻟﻐُ ـ ﱢـﺮ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺎم اﳌ ـُ ْـﺆﻣﻨ َ
ﻴﻢ َ ،و َإﻣ ـ ُ
ِ
ـﻚ ،اﻟﻨَ ــﺬ ُﻳﺮ اﳌُْﻨ ــﺬ ُر َ ،واﻟﺼ ـ َـﺮا ُط اﳌُ ْﺴ ــﺘَﻘ ُ اﳍ ـَـﺎدي ِﻣ ـ ْـﻦ ﺑَـ ْﻌ ــﺪ ﻧَﺒِﻴﱢ ـ َ
ِ ِ ِ ِ
اﻟﻘـﺎﺋِ ُﻢ ﺑِﺎﻟﻘ ْﺴ ِـﻂ ﺑَـ ْﻌ َـﺪ ﻧَﺒِﻴﱢ َ
ـﻚ ـﻚ َ ،و َ ـﻚ ﰲ َﺧْﻠﻘ َ ﻚ اﳌ َﻌﺒﱢ ـُﺮ َﻋْﻨ َ ـﻚ اﻟﺒَﺎﻟﻐَـﺔُ َ ،وﻟ َﺴـﺎﻧُ َ ﻠﲔ َ ،و ُﺣ ﱠﺠﺘُ َ اﳌُ َﺤ ﱠﺠ َ
ِ ُ
ـﻚ ، ـﺄﻣ ُﻮ ُن ،اﳌ ـﺄْ ُﺧﻮذُ ِﻣﻴَﺜَﺎﻗُــﻪُ َﻣـ َـﻊ ِﻣﻴﺜَﺎﻗـ َ ـﻚ اﳌـَ ُـﻚ َو َﻋْﺒـ ُـﺪ َك َ ،وأ َِﻣﻴِﻨُـ َـﻚ َ ،و َﻋْﻴﺒَــﺔُ َو ْﺣﻴِـ َ َ ،و َﺧــﺎ ِز ُن ِﻋ ْﻠ ِﻤـ َ
ِ َ ِ ِ وِﻣﻴﺜ ِ ِ
ـﺖ اﷲ ﻻ إﻟـﻪَ ـﻼص ﺑِﺎﻟ ِﻮ ْﺣ َﺪاﻧِﻴﱠ ِـﺔ ،أﻧﱠ َ
ـﻚ أَﻧْ َ اﻹﺧ ِ ـﻚ ،ﺑِﺎﻟ ﱠﺸ َـﻬ َﺎدة َو ْ ـﻚ َوﺑَِﺮﻳﱠﺘِ َ ﻚ ِﻣ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘ َ ـﺎق ُر ُﺳـﻠ َ َ َ
ِ ِِ ِِ ِ ِ
ـﺎم
ـﺖ اﻹﻗْـ ـ َـﺮ َار ﺑﻮﻻﻳَﺘ ــﻪ َﲤـَـ َ ﲔ َ ،و َﺟ َﻌْﻠـ ـ َ ـﲑ اﳌُـ ْـﺆﻣﻨ َ
ﻚ َو َﻋﻠ ـ ﱞـﻲ أَﻣ ـ ُ ـﺖ َ ،وُﳏَ َﻤ ـ ـ ٌﺪ َ ،ﻋْﺒ ـ ُـﺪ َك َوَر ُﺳ ـ ـﻮﻟُ َ أﻻ أَﻧْ ـ َ
ﻚ ،وﲤََﺎم ﻧِﻌﻤﺘِﻚ ﻋﻠﻰ َِ ِِ ﺗَـﻮ ِﺣ ِ
ﲨﻴﻊ ﻚ َ ،وإ ْﻛ َﻤﺎل دﻳﻨ َ َ ْ َ ﻚ ﺑِ ِﻮ ْﺣ َﺪاﻧِﻴﱠﺘِ َﺧﻼص ﻟَ ََ ﻴﺪ َك َ ،وا ِﻹ ْ
١٠٤
ـﺖ َﻋﻠَـ ْـﻴ ُﻜ ْﻢ ﻧِ ْﻌ َﻤ ـ ِـﱵ ، ِ ِ
ـﺖ ﻟَ ُﻜ ـ ْـﻢ دﻳ ــﻨَ ُﻜ ْﻢ َ ،وأَْﲤَ ْﻤـ ُ ـﻚ اﳊَ ـ ﱡﻖ » :اﻟﻴَ ـ ْـﻮَم أَ ْﻛ َﻤ ْﻠ ـ ُ ـﺖ َوﻗَـ ْﻮﻟُـ َ ـﻚ ،ﻓَـ ُﻘْﻠ ـ ََﺧ ْﻠﻘـ َ
ـﺖ ﺑِـ ِـﻪ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ِ ،ﻣـ َـﻦ ا ِﻹ ْﺧـ ِ ِ
ـﻼص ﻟَـﻚ ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ،ﻋﻠــﻰ َﻣــﺎ َﻣﻨَـْﻨـ َ َوَر ِﺿــﻴﺖ ﻟَ ُﻜــﻢ اﻹﺳــﻼم دﻳﻨــﺎ « ﻓَـﻠَـ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻴﺖ ﻟَﻨَـﺎﺿ َ ـﻚ اﻟﻨﱠـﺬﻳ ِﺮ اﳌْﻨـﺬ ِر َ ،وَر َ ـﻚ اﳍَـﺎدي ِ ،ﻣ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌـﺪ ﻧَﺒِﻴﱠ َ ت َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ ِﲟُﻮاﻻة َوﻟﻴﱢ َ َ ﻚ َ ،و ُﺟ ْﺪ ﺑَِﻮ ْﺣﺪاﻧِﻴﺘِ َ
ُ اﻹﺳ ِ ِ
ـﻚ َ ،وذَ ﱠﻛْﺮﺗَـﻨَـﺎ ت َﻋ ْﻬ َـﺪ َك َ ،وِﻣﻴﺜَﺎﻗَ َ ﱠد َ ﻚ ،ﺑِﺎﻟﺬي َﺟـﺪ ْ ﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘَ َ ﻼم دﻳﻨﺎً ،ﲟَْﻮَﻻﻧَﺎ َ ،وأَْﲤَ ْﻤ َ ْ َ
ـﻼص ،واﻟﺘﺼ ـ ِـﺪ ِﻳﻖ ﻟِﻌﻬ ـ ِـﺪ َك ،وِﻣﻴﺜﺎﻗِ ــﻚ ،وِﻣ ــﻦ أﻫ ــﻞ اﻟﻮﻓَ ـ ِ ِ ِ
ـﺎء َ َ َ َ ْ ْ َ َْ ـﻚ َ ،و َﺟ ْﻌْﻠﺘَـﻨَ ــﺎ ﻣ ـ ْـﻦ أ َْﻫ ــﻞ ا ِﻹ ْﺧ ـ ِ َ َ َ ذﻟ ـ َ
ﻳﻦ ﻳُ َﻜ ـ ﱢﺬﺑُﻮ َن ﺑِﻴَ ـ ْـﻮِم اﻟ ـﺪﱢﻳ ِﻦ َ ،وَﱂْ َْﲡ َﻌْﻠﻨَـــﺎ ِﻣـــﻦ ِ
ﲔ ،اﻟ ــﺬ َ ﲔ َ ،واﳌُ َﻜ ـ ﱢﺬﺑِ َ
ِِ ِ
ﺑِــﺬﻟﻚَ َ ،وَﱂْ َْﲡ َﻌْﻠﻨَــﺎ ﻣـ َـﻦ اﻟﻨَــﺎﻛﺜ َ
ِِ
اﺳـﺘَ ْﺨَﻮ ذ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ـﺬﻳﻦ ْﻳﻦ َﺧْﻠ َـﻖ اﷲ ،اﻟ َ ﲔ آذا َن اﻷﻧﻌـﺎم َ ،واﳌُﻐَ ﱢـﲑ َ ﲔ َ ،واﳌُﺒﺘﱢﻜ َ ﲔ ،واﳌُ َﺤﱢﺮﻓ َ ﻳﻦ ،واﳌُﺒَﺪﱢﻟ َ اﳌﻐ ﱢﲑ َ
اﻟﺼ ـﺮا َط اﳌ ْﺴــﺘَ ِﻘﻴﻢ .اﻟﻠّ ُﻬــ ﱠﻢ اﻟْ َﻌــﻦ ﻋﻠَــﻴ ِﻬﻢ اﻟ ﱠﺸــﻴﻄَﺎ ُن ،ﻓَﺄَﻧْﺴــﺎﻫﻢ ِذ ْﻛــﺮ اﷲِ ،وﺻ ـﺪﱠﻫﻢ ﻋــﻦ اﻟ ﱠﺴـﺒِ ِﻴﻞ و ِ
َ َ َ ُْ َ ْ َ ُْ َ َْ ُ ْ
ُ ِ ِ ِ ِ
ﺑﲔ ﺑﻴﻮم اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻻوﻟﲔ واﻵﺧﺮﻳﻦ. ﲔ َ ،واﳌُ َﻜ ﱢﺬ َ ﻳﻦ َ ،واﳌُﺒَﺪﱢﻟ َ ِ
ﲔ َ ،واﳌُﻐَﱢﲑ َ ﺪﻳﻦ َواﻟﻨﱠﺎﻛﺜ َ اﳉَﺎﺣ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َﻋﻠَْﻴـﻨَـﺎ ،ﺑِﺎﻟـﺬي َﻫ َـﺪﻳْـﺘَـﻨَﺎ إﱃ ُﻣ َـﻮاﻵة ُوَﻻة ْأﻣـ ِﺮَك ِﻣ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌـﺪ ﻧَﺒِﻴﱢ َ
ـﻚ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﻋﻠـﻰ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﻟَ َ
ِ ِ ِ ِِ ِ
اﻟﻌـْﺮَوةـﺎر اﻟﺘﱠـ ُﻘ َـﻮى َ ،و ُ ـﻼم اﳍُ َـﺪى َ ،وَﻣﻨَ َ أﻋ َ ﻳﻦ َﺟ َﻌْﻠﺘَـ ُﻬ ْﻢ أ َْرَﻛﺎﻧﺎً ﻟﺘَـ ْﻮ ِﺣﻴﺪ َك َ ،و ْ ﻳﻦ ،اﻟﺬ َ َ ،واﻷﺋ ﱠﻤﺔ اﳍَﺎد َ
ـﻼم ِدﻳﻨـﺎً ، ِِ ِِ اﻟــﻮﺛْـ َﻘﻰ ،وَﻛﻤـ َ ِ
ﺖ ﻟَﻨَــﺎ ا ِﻹﺳـ َ ﺿـﻴِ َ ـﻚ َ ،وَﻣـ ْـﻦ ـ ُـﻢ َ ،وِﲟـُ َـﻮ َاﻻ ْﻢ َ ،ر َ ـﺎم ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِـ َ
ـﻚ َ ،وَﲤـَ َ ـﺎل دﻳﻨِـ َ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ي ﻣـ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌــﺪ ـﻮل اﻟﻨَــﺬ َﻳﺮ اﳌُْﻨــﺬ َر َ ،وأﺗﱠـﺒَـ ْﻌﻨَــﺎ اﳍـَـﺎد َاﻟﺮ ُﺳـ َ
ـﻚ َ ﺻ ـ ﱠﺪﻗُـﻨَﺎ ﻧَﺒﻴﱠـ َـﻚ َو َ ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ َ ،آﻣﻨﱠــﺎ ﺑـ َ َرﺑﱠﻨــﺎ ﻓَـﻠَـ َ
ﲔ َواﳌ َﻜـ ﱢﺬﺑِﲔ ﺑِﻴَـْـﻮ م ﺎﺣ ِـﺪﻳﻦ واﻟﻨَـﺎﻛِﺜِ ﱠﺬﻳِ ِﺮ اﳌْﻨ ِﺬ ِر ،واﻟَﻴـﻨَﺎ وﻟِﻴﱠﻬﻢ ،وﻋﺎدﻳـﻨَﺎ ﻋ ُﺪ ﱠوﻫﻢ ،وﺑ ِﺮﺋْـﻨَﺎ ِﻣﻦ اﳉ ِ اﻟﻨ ِ
ُ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ
اﻟﺪﱢﻳ ِﻦ ،
ـﺎد ،ﻳــﺎ َﻣـﻦ ُﻫــﻮ ُﻛـ ﱠـﻞ ـﺎدق اﻟﻮﻋـ ِـﺪ ،ﻳــﺎ ﻣــﻦ ﻻ ُﳜﻠِـ ِ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ﻓَ َﻜﻤــﺎ َﻛـﺎَن ِﻣــﻦ َﺷــﺄﻧِﻚ ﻳــﺎ ِ
ـﻒ اﳌ َﻴﻌـ َ َْ َ ُ ﺻـ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ
ِ ﻚ ،اﳌﺴ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ٍ
ـﻚ ﻗُـ ْﻠـﺖ ـﺎد َك ،ﻓَﺈﻧﱠ َ ﺆول َﻋْﻨـ ُﻬﻢ ﻋﺒَ ُ ﻚ ﲟَُﻮاﻻة أ َْوﻟﻴَﺎﺋ َ َ ْ ﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ ﻧ ْﻌ َﻤﺘَ َ ﻳـَ ْﻮم ﰲ َﺷﺄَن ،أ ْن أَْﲤَ ْﻤ َ
َ » :وﻟَﺘُ ْﺴﺄَﻟُ ﱠﻦ ﻳَـ ْﻮَﻣﺌِﺬ َﻋﻦ
١٠٥
ـﻮﻫﻢ إﻧـ ُﱠﻬـ ــﻢ َﻣ ْﺴــ ـﺆﻟُﻮن « َوَﻣﻨَـ ْﻨـ ــﺖ ﺑ َﺸـ ـ َـﻬ َﺎد ة ا ِﻹ ْﺧـ ــﻼص ﻟَـ ــﻚ ﺑِ ِﻮَﻻﻳَـ ــﺔ ِ ِ
ـﺖ َ » :وﻗ ُﻔـ ـ ُ اﻟﻨﱠﻌـ ــﻴﻢ « َ ،وﻗـُْﻠ ـ َ
ﺖ ﻟَﻨَﺎ اﻟـ ّﺪﻳِ َﻦ ِ ،ﲟـُﻮ َاﻻ ِِﻢ َ ،واﻟﺒَ ـ َﺮاءَ ة ِﻣـﻦ ﱠﺬﻳ ِﺮ ﱢ ِ أوﻟِﻴﺎﺋِﻚ ،اﳍﺪاةِ ِ ،ﻣﻦ ﺑـﻌ ِﺪ اﻟﻨ ِ
اﻟﺴَﺮ ِاج اﳌُﻨ ِﲑ َ ،وأَ ْﻛ َﻤﻠْ َ ْ َْ ْ َ َ َُ
ـﺄﺧﻮذَ ِﻣﻨﱠـﺎ ﰲ ِ
ﻚ ،اﳌَ ُ ت ﻟَﻨَﺎ َﻋ ْﻬ َﺪ َك َ ،وذَ َﻛْﺮﺗَـﻨَﺎ ِﻣﻴﺜَﺎﻗَ َ ﱠد َ ﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ اﻟﻨِ َﻌ َﻢ ،ﺑِﺎﻟﺬي َﺟﺪ ْ َﻋ ُﺪوﻫ ْﻢ َ ،وأَْﲤَ ْﻤ َ
ﻨﺴـﻨِﺎَ ذ ْﻛـَـﺮَك ، ِ ِ ِ ِ
ـﺎق َ ،وَﱂْ ﺗُ ْ ـﻚ إﻳﱠﺎﻧَـﺎ َ ،و َﺟ ْﻌْﻠﺘَـﻨَـﺎ ﻣ ْـﻦ ْأﻫـ ِـﻞ ا ِﻹ َﺟﺎﺑَـﺔ َ ،وذَ ﱠﻛْﺮﺗَـﻨَـﺎ َ
اﻟﻌ ْﻬ َـﺪ َواﳌﻴﺜَ َ أﺑْﺘِ َـﺪاء َﺧْﻠﻘ َ
آد م ِﻣﻦ ﻇُ ُﻬﻮِرﻫﻢ َوذُ ﱢرﻳﱠـﺘَـ ُﻬﻢ « َوأَﺷ َـﻬ َﺪ ُﻫﻢ ﻋﻠـﻰ أَﻧْـ ُﻔ ِﺴـﻬﻢ ِ
َﺧﺬ َرﺑﱡﻚ ﻣﻦ ﺑَﲏ َ ﻓَﺈﻧﱠﻚ ﻗُـْﻠﺖ َ » :وإذ أ َ
ﻚ ﺖ َرﺑـﱡﻨَﺎ َ ،وأَ ﱠن ُﳏَ َﻤـﺪاً َﻋْﺒ َـﺪ َك َوَر ُﺳـﻮﻟَ َ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻚ ﺑِﺄَﻧ َ
ﱠﻚ أَﻧْ َ ﻗَﺎﻟُﻮا :ﺑَﻠﻰ َ ،ﺷ ِﻬ ْﺪﻧَﺎ » ﲟَﻨّ َ
ِِ ﻧﺒِﻴﻨﺎ ،وأ ﱠن ﻋﻠﻴﺎً أﻣﲑ اﳌﺆِﻣﻨِ ِ
ـﻚﲔ وﻟﻴّﻨﺎ َ ،وَﻣ ْﻮَﻻﻧَﺎ َ ،و َﺷ ِﻬ ْﺪﻧَﺎ ﺑِﺎﻟ ِﻮَﻻﻳَِﺔ ﻟ َﻮﻟﻴﱢـﻨَﺎ َ ،وَﻣﻮﻻﻧَـﺎ ِﻣ ْـﻦ ذُ ِرﻳﱠ ِـﺔ ﻧَﺒِﻴﱢ َ َ ُْ َ ُ َ َ
ـﺖ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ َ ،و َﺟ َﻌْﻠﺘَــﻪُ آﻳـﺔً ِ ِِ ﺐ وﻟﻴﱢﻨــﺎ ﻋﻠِــﻲ ﺑـ ِﻦ أﰊ ﻃَﺎﻟِـ ٍ ِ ِ
ﲔ َﻋْﺒــﺪ َك ،اﻟــﺬي أﻧْـ َﻌ ْﻤـ َ ـﺐ أَﻣـ ِﲑ اﳌـُْـﺆﻣﻨ َ ﺻـْﻠ ِ َ َ ﱟ ﻣـ ْـﻦ ُ
ِ
ـﻚ َﻋْﻨ ــﻪُ ُﻣ ْﻌ ِﺮ ُ
ﺿ ــﻮ َن َ ،و َﻋْﻨ ــﻪُ ﻳَ ـ ْـﻮَم ـﻴﻢ ،اﻟ ــﺬي ُﻫـ ْ ِ
ـﻚ اﻟ ُﻜْﺒ ـ َـﺮى َ ،واﻟﻨﱠﺒَ ـﺄَ اﻟ َﻌﻈ ـ َ ـﻚ َ ،وآﻳَ ـﺔً ِﻣ ـ ْـﻦ آﻳَﺎﺗِـ َ ﻟﻨَﺒﱢﻴ ـ َ
ـﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ﺑِﺎﳍِ َﺪاﻳَــﺔ إﱃ َﻣ ْﻌ ـ ِﺮﻓَﺘِ ِﻬ ْﻢ ، ﻚ َ ،ﻣــﺎ أَﻧْـ َﻌ ْﻤـ َ اﻟﻘﻴَ َﺎﻣـ ِـﺔ ﻣﺴــﺆوﻟﻮن ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﻓَ َﻜ َﻤــﺎ َﻛ ـﺎَ َن ِﻣــﻦ َﺷ ـﺄْﻧِ َ
ِ
ﺼﻠﱢ َﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،وأ ْن ﺗـُﺒَﺎِر ك ﻟَﻨَﺎ ﰲ ﻳَـ ْﻮﻣﻨَﺎ َﻫ َﺬا اﻟـﺬي ذَ ﱠﻛْﺮﺗَـﻨَـﺎ ﻚ أَ ْن ﺗُ َ ﻓَﻠﻴَ ُﻜ ْﻦ ِﻣ ْﻦ َﺷﺄْﻧِ َ
ِ ِ ِ
ص اﻹﺧ ـ َـﻼ ِ وﺟﻌ ْﻠﺘَـﻨَــﺎ ﻣ ـ ْـﻦ أ َْﻫ ـ ِـﻞ ا ِﻹ َﺟﺎﺑَــﺔ َو ْ
ـﻚ َ ، ـﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘَـ َ
ـﻚ َ ،وأَ ْﻛ َﻤ ْﻠ ـ َ ﻓﻴ ـ ِـﻪ َﻋ ْﻬ ـ َـﺪ َك َ ،وِﻣﻴﺜَﺎﻗَـ َ
ِ ِ ِ ـﺎن واﻟﺘ ِ
أﻋــ َـﺪاءـﻚ َ ،واﻟﺒَــ َـﺮاءَ ة ﻣـــﻦ ْأﻋــ َـﺪاﺋﻚ َو َ ﺼ ــﺪ ِﻳﻖ ﺑِ ِﻮَﻻﻳَـ ِـﺔ ْأوﻟﻴَﺎﺋِـ َ ِ
ﻚ َ ،وﻣ ـ ْـﻦ أ َْﻫ ـ َـﻞ اﻹﳝَـ َ َ ْ
ﺑِ ِﻮﺣ ـ َـﺪاﻧِﻴﺘِ َ ِ
ْ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ َ ،وﻻ ـﺎم ﻣــﺎ أَﻧْـ َﻌ ْﻤـ َ
ب َﲤـَ َﻚ ﻳــﺎ َر ﱡ ﲔ ﺑِﻴَ ـ ْـﻮم اﻟ ـﺪﱢﻳﻦ ،ﻓﺄ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ ﻳﻦ ،اﳌُ َﻜ ـ ﱢﺬﺑِ َ ـﻚ ،اﳉَﺎﺣــﺪ َ ْأوﻟﻴَﺎﺋِـ َ
ِ ِ ٍ َﲡﻌ ْﻠﻨﺎ ِﻣﻦ اﳌﻌﺎﻧِ ِﺪﻳﻦ َ ،وﻻ ﺗـ ْﻠ ِﺤ ْﻘﻨﺎ ﺑِﺎﳌ َﻜ ِﺬﺑﱢ ِ
ـﲔ ، اﺟ َﻌ ْـﻞ ﻟَﻨَـﺎ ﻗَ َـﺪِم ﺻـ ْﺪق َﻣ َـﻊ اﳌُﺘﱠﻘ َ ﲔ ﺑِﻴَـ ْﻮم اﻟـﺪﱢﻳﻦ َ ،و ْ ُ َ ُ َ ْ َ َ َ َُ َ
ـﺎس ﺑِﺈﻣـ ِ ِ ِ
ـﺎﻣ ِﻬ ْﻢ ، ـﲔ َإﻣﺎﻣ ـﺎً ﻳَـ ُـﻮَم ﻳُـ ْﺪ َﻋﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ أﻧَـ ٍ َ اﺟ َﻌـ ْـﻞ ﻟَﻨَــﺎ ﻣـ ْـﻦ اﳌُﺘﱠﻘـ َ
ﻚ َر ْﲪَــﺔً َ ،و ْ اﺟ َﻌــﻞ ﻟَﻨــﺎ ِﻣـ ْـﻦ ﻟَـ ُـﺪﻧْ َ
َو ْ
ﱡﻋﺎةِ إﱃ اﳍُ َـﺪى ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ واﺟﻌ ْﻠﻨﺎ ﰲ ِﻇﻞ َ ِ ِ
ـﲔ اﳍُ َـﺪاة ،ﺑـَ ْﻌـﺪ اﻟﻨَـﺬﻳ ِﺮ اﳌُْﻨـﺬ ِر َواﻟﺒَﺸـ ِﲑ َواﻷﺋ ﱠﻤـﺔ ،اﻟـﺪ َ اﻟﻘ ْﻮم اﳌُﺘﱠﻘ َ ﱢ َ ََْ
ﱡﻋﺎةِ إﱃ اﻟﻨﺎ ِر َ ،واﻟﱠﺬﻳﻦ ُﻫ ْﻢ ﻳَـ ْﻮَم ﲔ ،اﻟﺪ َ
ِ
َوﻻ َْﲡ َﻌﻠَﻨَﺎَ ﻣ ْﻦ اﳌُ ْﻜ ﱢﺬﺑِ َ
١٠٦
ـﺎد ي ِ ﻮﺣﲔ .رﺑﱠﻨـﺎ ﻓَﺎﺣﺸـﺮﻧﺎ ﰲ زﻣـﺮة اﳍِ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وأوﻟِﻴﺎؤﻫﻢ ِﻣﻦ اﳌ ْﻘﺒ ِ ِ
َﺣ ْﻴﻴﺘَـﻨَـﺎ ﻋﻠـﻰ َﺣﻴِﻨَـﺎ ﻣـﺎ أ ْاﳌﻬـﺪ ي َوأ ْ ْ ْ ُ ْ َ َْ َ َ َُ ََ ََْ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﲔ ﺑِﻴَـ ّـﻮم ﻚ اﳌُ َﻜـ ﱢﺬﺑِ َ ـﻚ َواﻟﺒَـ َـﺮاءَة ِﻣ ْـﻦ أ َْﻋ َـﺪاﺋِ َ اﳌﺄﺧﻮذ ِﻣﻨﱠﺎ ﻋﻠﻰ ُﻣـﻮاﻻة ْأوﻟﻴﺎﺋِ َ ﻚُ ، اﻟﻮﻓَﺎء ﺑِ َﻌ ْﻬﺪ َك َوِﻣﻴﺜَﺎﻗ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ. ﻚ َ ،وﺗَـ َﻮﻓـﱠﻨَﺎ ﻋﻠﻰ ذَﻟ َ ﲔ ﻟﻤﻴﺜَﺎﻗ َ اﻟﺪﱢﻳﻦ َ ،واﻟﻨﱠﺎﻛﺜ َ
ِ ِ ٍ ِ
اﺟ َﻌ ْـﻞ َْﳏﻴَﺎﻧَـﺎ َﺧْﻴـ َـﺮ ﺖ ﻟَﻨﺎ ﻗَ َﺪ َم ﺻﺪق ﰲ اﳍ ْﺠَﺮِة إﻟَْـﻴ ِﻬ ْﻢ َ ،و ْ اﺟ َﻌ ْﻞ ﻟَﻨﺎ َﻣ َﻊ اﻟﱠﺮ ُﺳﻮل َﺳﺒِﻴﻼً َ ،وﺛَـﺒﱢ َ َو ْ
ـﻚ ،واﻟﺒَ ـ َـﺮاءَةِ ِﻣـ ْـﻦ ِ ِ
ـﺐ ،ﻋﻠــﻰ ﻣــﻮﻻة ْأوﻟﻴَﺎﺋِـ َ ـﺎت ،وُﻣْﻨـ َﻘﻠَﺒَـﻨَ ـﺎ َﺧْﻴ ــﺮ اﳌْﻨـ َﻘﻠَـ ِ
َ َ
اﳌﺤﻴــﺎ ،وﳑََﺎﺗَـﻨَــﺎ ﺧﻴ ــﺮ اﳌﻤـ ِ
َ ْ َ ََ َ َْ َ
ُ
ـﻚ ، ـﻚ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِـ َـﻮد ﰲ َﺟﻨﱠﺘِـ َ ـﺖ ﻟَﻨــﺎ اﳋُﻠُـ َ اض ،ﻗَـ ْﺪ ْأو َﺟْﺒـ َ ﻚ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َﺣـ ﱠـﱴ ﺗَـﺘَـ َﻮﻓﱠﺎﻧَــﺎ َ ،وأَﻧْــﺖ َﻋﻨﱠــﺎ َر ٍ أ َْﻋـ َـﺪاﺋِ َ
ـﺐ َ ،وﻻ ﳝََ ﱡﺴـﻨَﺎ ِ ارك ،واﻹﻧَﺎﺑـﺔَ إﱃ دا ِر اﳌ َﻘﺎﻣـﺔ ِ ،ﻣـﻦ ﻓَ ِ ِ
ﺼ ٌ ﻚ ،ﻻ ﳝََ ﱡﺴـﻨَﺎ ﻓ َﻴﻬـﺎ ﻧَ َ ﻀـﻠ َ ْ َ َ َ َواﳌَﺜْـ َﻮى ﰲ ﺟـﻮ َ َ َ
ـﺖ » : ﻓِﻴﻬﺎ ﻟُﻐﻮب ،رﺑﱠﻨﺎ إﻧَﻚ أﻣﺮﺗَـﻨﺎ ﺑِﻄَﺎﻋ ِﺔ وﻻةِ أَﻣ ِﺮَك ،وأَﻣﺮﺗَـﻨﺎ أَ ْن ﻧَ ُﻜﻮ َن ﻣـﻊ اﻟ ﱠ ِ ِ
ﲔ ،ﻓَـ ُﻘْﻠ َ ﺼـﺎدﻗ َ ََ َ ْْ َ َ ُ ٌ َ َ َْ َ َ ُ
اﻷﻣﺮ ﻣْﻨ ُﻜﻢ « وﻗﻠﺖ » :ﻳَﺎ أَﻳﱠﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ َآﻣﻨـﻮ اﺗﱠـ ُﻘـﻮا اﷲ َوُﻛﻮﻧـﻮا ِ ِ ِ
أَﻃ ُﻴﻌﻮا اﷲ َوأَﻃ ُﻴﻌﻮا اﻟﱠﺮ ُﺳﻮل َو ُأوﱄ ْ
ِ ِ ﻣﻊ اﻟ ﱠ ِ ِ
ﱢﻗﲔ
ﺼـﺪ َ ﻤﲔ ُ ،ﻣ َ ﺖ أَﻗْ َﺪ َاﻣﻨَﺎ َوﺗَـ َﻮﻓـﱠﻨَﺎ َﻣ َﻊ َاﻷﺑْـ َـﺮا ِر ُ ،ﻣ ْﺴـﻠ َ ﲔ َ ،رﺑـﱠﻨَﺎ َﲰ ْﻌﻨﺎ َوأﻃَ ْﻌﻨَﺎ َ ،رﺑـﱠﻨَﺎ ﺛـَﺒﱢ ْ ﺼﺎدﻗ َ ََ
ِ
ﺎب.
اﻟﻮﱠﻫ ُ ﺖ َ ﱠﻚ أَﻧْ َﻚ َر ْﲪَﺔً إﻧ َ ﺐ ﻟَﻨَﺎ ِﻣ ْﻦ ﻟَ ُﺪﻧْ َ ﻚ َ ،وﻻ ﺗُ ِﺰ ْغ ﻗُـﻠُﻮﺑـَﻨَﺎ ﺑَـ ْﻌ َﺪ إ ْذ َﻫ َﺪﻳْـﺘَـﻨَﺎ َ ،وَﻫ ْ َﻷ ْوﻟﻴَﺎﺋِ َ
ـﱯ َ◌ َك َ ،وَوﻟِﻴﱡـﻚ َﻣ ْـﻮﱃ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،واََﻷ ْوﻟﻴَـﺎءَ ﻣ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌـﺪ ﻧَِ ﱢ
ِ
ـﻚ َ ،وَواﻟَْﻴـﻨَـﺎ َوﻟﻴﱠ َ ﺻـ ﱠﺪﻗْـﻨَﺎ ﻧَﺒِﻴﱠ َ
ـﻚ َ ،و َ َرﺑـﱠﻨَﺎ َآﻣﻨﱠـﺎ ﺑِ َ
ﻮل ،اﻟﻨَ ِﺬﻳ ِﺮ اﳌﻨِـﺬ ِر اﳌ ْﺆِﻣﻨِﲔ َﻋﻠِ ﱡﻲ ﺑﻦ أﰊ ﻃَﺎﻟِﺐ ﺻﻠَﻮات اﷲ َﻋﻠَﻴ ِﻪ ،وا ِﻹﻣﺎم اﳍ ِﺎدي ِﻣﻦ ﺑـﻌ َﺪ اﻟﱠﺮﺳ ِ
ْ َْ ُ ْ َ َُ َ ََ
ُ ِ ِ ﻚ ،أَ ْن ﺟﻌْﻠﺘَـﻨَــﺎ ِ اﻟﺴــﺮ ِاج اﳌﻨِ ـ ِﲑ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ ﻓَ َﻜﻤــﺎ َﻛــﺎ َن ِﻣــﻦ َﺷــﺄﻧِ ُ
اﻟﻮﻓَــﺎء ﺑِ َﻌ ْﻬــﺪ َك َ ،وِﲟﱢﻨـ َ
ـﻚ َ ِ
ـﻞ ـ َﻫ
ْ أ ـﻦ
ْ ـ ﻣ ََ َ ْ َ َ ُ َ ، ﱢ
ﻚ ،أ ْن ﺗَـ ْﻐ ِﻔ َـﺮ ﻟَﻨَــﺎ ُذﻧُﻮﺑَـﻨَــﺎ َ ،وﺗُ َﻜ ﱢﻔ َـﺮ َﻋﻨﱠــﺎ َﺳـﻴﱢﺌﺎﺗِﻨَﺎ َ ،وﺗَـ َﻮﻓﱠﻨــﺎ ـﻚ ﺑِﻨَــﺎ ،ﻓَـْﻠـﻴَ ُﻜ ْﻦ ِﻣـ ْـﻦ َﺷـﺄْﻧِ َ
ِ
َﻋﻠَْﻴـﻨَـﺎ َ ،وﻟُﻄْﻔـ َ
ـﻒ اﳌِ َﻴﻌـﺎد ِ
ـﻚ ﻻ ُﲣْﻠ ُ
ِ
ﻚ َ ،وﻻ ُﲣْ ِﺰﻧَـﺎ ﻳـَ ْـﻮَم اﻟﻘﻴَ َﺎﻣ ِـﺔ ،إﻧﱠ َ
ِ
َﻣ َﻊ َاﻷﺑْـَﺮا ِر َ ،رﺑـﱠﻨَﺎ َوآﺗِﻨَﺎ َﻣﺎ َو َﻋـ ْﺪﺗَـﻨَﺎ ﻋﻠـﻰ ُر ُﺳـﻠ َ
ِ ِ
ﻚ َ ،وَوﻓﱠﻴﻨَﺎ ﺑ َﻌ ْﻬﺪ َك َ ،و َ
ﺻ ﱠﺪﻗْـﻨَﺎ َ ،رﺑـﱠﻨَﺎ َآﻣﻨﱠﺎ ﺑِ َ
١٠٧
ِ ِ ِ
أﻋـ َـﺪاءَ َك ﻓَﺎ ْﻛﺘُْﺒـﻨَــﺎ َﻣــﻊ ﺎدﻳْـﻨَــﺎ ْ
ﻚ َ ،وَواﻟَْﻴـﻨَــﺎ ْأوﻟﻴَــﺎءَ َك َ ،و َﻋ َ ﻚ َ ،واﺗـﱠﺒَـ ْﻌﻨَــﺎ ُوﻻةَ َاﻷ ْﻣـ ِﺮ ِﻣـ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌــﺪ ُر ُﺳــﻠ َُر ُﺳـﻠَ َ
آل ُﳏَ ّﻤ ـ ٍـﺪ )ص( اﻟﺒَ ِﺸـــﲑ اﻟﻨﱠـ ِـﺬﻳ ِﺮ َ ،آﻣﻨﱠــﺎ ﻳــﺎ ﱡ
رب ـﺎﻫ ِﺪﻳﻦ ،واﺣ ُﺸ ــﺮﻧﺎ ﻣ ــﻊ َاﻷﺋِ ﱠﻤـ ِـﺔ اﳍـ َـﺪاةِ ِ ،ﻣــﻦ ِ
ْ ُ اﻟ ﱠﺸـ َ َ ْ ْ َ َ
ِ
ـﺎدةً ﻻ ﻧـَْﺒﺘَﻐِــﻲ ِِـ ْـﻢ ِ ِِ ِ ِ ِ ِِ ِِ ِ ِ
ـﺎدةً َ ،وﻗَـ َ ﺑِﺴــﱢﺮﻫﻢ َو َﻋ َﻼﻧﻴَــﺘ ِﻬﻢ َو َﺷــﺎﻫﺪﻫﻢ َو َﻏــﺎﺋﺒِ ِﻬﻢ َ ..وَرﺿــﻴﻨَﺎ ـ ْـﻢ أَﺋ ﱠﻤ ـﺔً َ ،و َﺳـ َ
َﺣﻴَـْﻴﺘَـﻨَــﺎ ﻋﻠــﻰ ُﻣـﻮاﻻ ِِ ْﻢ َواﻟﺒَ ـ َـﺮاءَةِ ِﻣـ ْـﻦ َﺣﻴِﻨَــﺎ ﻣــﺎ أ ْ
ـﺞ أَﺑـَـﺪاً َ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ ﻓﺄ ْ
ِ ِ ِِ ِ
ﺑَـ َـﺪﻻً َ ،وﻻ ﻧَـﺘﱠﺨـ ُﺬ ﻣـ ْـﻦ ُدو ـ ْـﻢ َوﻻﺋـ َ
ﺎﻟﻌ ْﻬـﺪ ِ أﻋﺪاﺋِ ِﻬﻢ ،واﻟﺘﺴﻠِﻴ ِﻢ َﳍﻢ ،واﻟﺮﱢد إﻟَﻴ ِﻬﻢ ،وﺗـﻮﻓﱠـﻨـﺎ ،إ َذا ﺗـﻮﻓَـﻴﺘـﻨـﺎ ﻋﻠـﻰ ِ
ـﻚ َ ،وَﳍُ ْـﻢ ،ﺑ َ اﻟﻮﻓَـﺎء ﻟَ َ
َ َ َ َْ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُْ َ َ ْ ْ ََ َ َ
ﺎﺣ ِﺪﻳﻦ وﻻ ﻧَﺎﻛِﺜﲔ وﻻ ُﻣ َﻜ ﱢﺬﺑﲔ. ﺎق ،واﳌﻮاﻻةِ َﳍﻢ واﻟﺘَﺺ◌ ِد ِﻳﻖ ،واﻟﺘَﺴﻠِﻴ ِﻢ َﳍﻢ َﻏﻴـﺮ ﺟ ِ واﳌِﻴﺜَ ِ
ْ ُْ ْ َ َ ُْ َ ْ ْ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
ﻚ ﺑِــﺎﳊَ ﱢﻖ ،اﻟــﺬي َﺟ َﻌْﻠﺘَــﻪُ ﻋْﻨـ َـﺪ ُﻫ ْﻢ َ ،وﺑِﺎﻟــﺬي ﻓَ ﱠ
ﻤﲔ
اﻟﻌــﺎﻟَ َ ﻀ ـ ْﻠﺘُـ ُﻬ ْﻢ ﺑــﻪ ﻋﻠــﻰ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أَﺳــﺄﻟُ َ
ﲨﻴﻌـﺎً ،أ ْن ﺗُـﺒــﺎ ِرَك ﻟَﻨــﺎ ﰲ ﻳـﻮِﻣﻨــﺎ ﻫـ َﺬا اﻟــﺬي َﻛﱠﺮﻣﺘـﻨــﺎ ﻓِﻴـ ِـﻪ ﺑِ ِ ِ ِ َِ
ت إﻟَْﻴـﻨَــﺎ ، ﺎﻟﻮﻓَــﺎء ﻟ َﻌ ْﻬــﺪ َك ،اﻟــﺬي َﻋ ِﻬ ـ ْﺪ َ َ ْ ََ َ َ َْ َ َ
ـﻚ ، ﻚ َ ،وَﲤُـ ﱠﻦ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ﺑِﻨِ ْﻌ َﻤﺘِـ َ
ِ
ـﻚ واﻟﺒَ ـ َـﺮاءَة ِﻣـ ْـﻦ أ َْﻋـ َـﺪاﺋِ َ
ِ ِ واﳌِﻴﺜَـ ِ
ـﺎق اﻟــﺬي َواﺛـَ ْﻘﺘَـﻨَــﺎ ﺑِـ ِـﻪ ِﻣـ ْـﻦ ُﻣـ َـﻮ َاﻻة ْأوﻟﻴَﺎﺋِـ َ َ
ِ ِ
َوَْﲡ َﻌﻠَــﻪُ ﻋْﻨـ َـﺪﻧﺎ ُﻣ ْﺴ ـﺘَـ َﻘّﺮاً ﺛَﺎﺑﺘ ـﺎً ،وﻻ ﺗَ ْﺴ ـﻠُْﺒـﻨَﺎﻩُ أَﺑـَـﺪاً َ ،وﻻ َْﲡ َﻌْﻠــﻪُ ﻋْﻨـ َـﺪﻧﺎ ُﻣ ْﺴ ـﺘَـ ْﻮَدﻋﺎ ﻓَﺈﻧـﱠـﻚ ﻗُـ ْﻠــﺖ » : ِ
ـﺎد ِﻣــﻦ ْأﻫـ ِـﻞ ﺑـﻴـ ِ ٍ ﻓَﻤﺴــﺘـ َﻘﱞﺮ وﻣﺴــﺘـﻮ د ع « ﻓَﺎﺟﻌْﻠــﻪ ﻣﺴـﺘـ َﻘﺮاً ﺛَﺎﺑِﺘـﺎً ،وارزﻗُـﻨــﺎ ﻧَ ِ
ـﺖ َْ ـﻚ َﻣـ َـﻊ ِوﱄ َﻫـ َ ﺼـ َـﺮ دﻳﻨِـ َ ْ َ ُ ُ ْ َ ّ َ َ َْ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ ََْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ،ﻗَﺎﺋِﻤ ـﺎً َ ،رﺷــﻴﺪاً َ ،ﻫﺎدﻳ ـﺎً َ ،ﻣ ْﻬــﺪﻳﺎً ﻣـ َـﻦ اﻟ ﱠ
ِ ِ
ـﺖ َراﻳَﺘ ـﻪ َ ،وﰲ ُزْﻣَﺮﺗــﻪ ، ﻀــﻼﻟَﺔ إﱃ اﳍـُ َـﺪى َْ ،ﲢـ َ ﻧَﺒِﻴﱢـ َ
ُﺷﻬ َﺪاء ،ﺻ ِﺎدﻗﲔ ،ﻣ ْﻘﺘﻮﻟﲔ ﰲ ﺳﺒﻴﻠِﻚ وﻋﻠﻰ ﻧُ ِ
ﻚ « .. ﺼَﺮةِ دﻳﻨِ َ ْ َ َ َ َ ُُ َ َ َ
واﻧﺘﻬــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺮﻳﻒ ،وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم ﺑﻌــﺪ اﻟﻔـﺮاغ ﻳﺴــﺄل ﻣــﻦ اﷲ ﻗﻀــﺎء ﺣﻮاﺋﺠــﻪ ،ﰒ
ﻳﺰور ﺟﺪﻩ ،اﻻﻣﺎم أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ � ﺑﺎﻟﺰﻳﺎرة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ـﻚ ،ووزﻳـ ِﺮﻩِ وﺣﺒِﻴﺒِ ِـﻪ ،وﺧﻠِﻴﻠِـ ِـﻪ وﻣ ِ
ﻮﺿـ ِﻊ ِﺳ ﱢـﺮﻩِ َ ،و ِﺧ َﲑﺗـِ ِـﻪ ِ
َ َ ََ ـﻚ َ ،وأَﺧـﻲ ﻧَﺒِﻴﱢـ َ َ َ َ َ ﺻ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ َوﻟﻴﱢ َ » اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ
ـﺬﻳﻦ َآﻣﻨ ُـﻮا ﺑِ ِـﻪ ، ِﻣﻦ أُﺳﺮﺗِِﻪ ،وو ِﺻـﻴﱢ ِﻪ وﺻـ ْﻔﻮﺗِِﻪ ،وﺧﺎﻟِﺼـﺘِ ِﻪ ،وأ َِﻣﻴﻨِ ِـﻪ ،ووﻟِﻴﱢ ِـﻪ ،وأ َ ِ ِ ِ ِ
َﺷ َـﺮف ﻋ َﱰﺗـﻪ ،اﻟ َ َ ََ ْ ْ َ ََ َ َ َ َ َ َ َ
َوأَﰊ ذُ رﻳﱠﺘِﻪ َوﺑَﺎب
١٠٨
ﺎﺿـﻲ ﻋﻠـﻰ ُﺳـﻨﱠﺘِ ِﻪ َ ،و َﺧﻠِﻴ َﻔﺘِ ِـﻪ ﻋﻠـﻰ أُﱠﻣﺘِ ِـﻪ ، ﱠاﻋﻲ إﱃ َﺷـ ِﺮﻳﻌﺘِ ِﻪ ،واﳌ ِ
َ َ
ﱠﺎﻃ ِﻖ ِﲝﺠﺘِ ِﻪ ،واﻟـﺪ ِ
َُ َ
ِﺣﻜْﻤﺘِ ِﻪ ،واﻟﻨ ِ
َ َ
ِ ٍ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َﺣــﺪ ﻣـــﻦ ﺖ ﻋﻠــﻰ أ َ ﺻ ـﻠﱠْﻴ َ ـﲔ ،أَﻓْ َ
ﻀـ َـﻞ َﻣــﺎ َ ﻨﲔ َ ،وﻗَﺎﺋــﺪ اﻟﻐُ ـﱢﺮ اﳌُ َﺤ ﱢﺠﻠـ َ ﻤﲔ َ ،وأﻣــﲑ اﳌـُـﺆﻣ َ َﺳــﻴّﺪ اﳌُ ْﺴــﻠ َ
ِ ﺧ ْﻠ ِﻘﻚ ،وأ ِ
ﻚ َ ،وأ َْوﺻﻴَﺎء ﻧَﺒِﻴﱢ َ
ﻚ. َﺻﻔﻴَﺎﺋِ َ َ َ َ ْ
ِ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ إﱐ أَ ْﺷ َﻬﺪ أَﻧﱠﻪ ﻗَﺪ ﺑَـﻠﱠـﻎ َﻋـﻦ ﻧَﺒِﻴﱢـﻚ � َﻣـﺎ َﲪَ َـﻞ َ ،وَر َﻋـﻰ َﻣـﺎ اْ ُﺳـْﺘﺤ َﻔﻆ َ ،و َﺣﻔـ َﻆ َﻣـﺎ
ِ ِ
اﱄ
ﻚ َ ،وَو َ ـﻚ َ ،وَد َﻋ ــﺎ إﱃ َﺳـ ـﺒِﻴﻠ َ ـﻚ َ ،وأَﻗَـ ـ َﺎم أ ْ
َﺣ َﻜ َﺎﻣ ـ َ ـﻚ َ ،و َﺣ ـ ـﱠﺮَم َﺣَﺮ َاﻣ ـ َع َ ،و َﺣﻠﱠ ــﻞ َﺣﻼﻟَ ـ َ اﺳـ ـﺘُـ ْﻮد َ
ْ
ِ ِ ِ ِ ِِ ِ
ﲔ َﻋ ـ ْـﻦ أ َْﻣ ـ ِﺮَك ﲔ َواﳌ ـَـﺎ ِرﻗ َﻚ َ ،واﻟ َﻘﺎﺳ ــﻄ َ ﲔ ﰲ َﺳ ـﺒِﻴﻠ َ ﺎﻫــﺪ اﻟﻨﱠــﺎﻛﺜ َـﺎدي أ َْﻋ ـ َـﺪاءَ َك َ ،و َﺟ َ ْأوﻟﻴَــﺎءَ َك َ ،و َﻋ ـ َ
ِ ِ ِِ ِ
ﺿــﺎ َ ،و َﺳـﻠﱠ َﻢ ـﻚ اﻟﱢﺮ َﱴ ﺑـَﻠَـ َـﻎ ﰲ ذﻟـ َ ﺻــﺎﺑِﺮاً ُْﳏﺘَﺴــﺒﺎً َ ،ﻏْﻴ ـَـﺮ ُﻣـ ْﺪﺑِ ٍﺮ ،ﻻ ﺗَﺄْ ُﺧـ ُﺬﻩُ ﰲ اﷲ ﻟ ْﻮَﻣـﺔُ ﻻﺋـ ٍﻢ َ ،ﺣـ ﱠ َ
ـﻚ َﺷـ ِﻬﻴﺪا إﻟَﻴﻚ اﻟ َﻘﻀﺎء ،وﻋﺒﺪ َك ﳐُْﻠِﺼﺎً ،وﻧَﺼﺢ ﻟَﻚ ﳎﺘ ِﻬﺪاً ،ﺣ ﱠﱴ أَﺗَ ِ
ﻀـﺘَﻪُ إﻟَْﻴ َ
ـﲔ ،ﻓَـ َﻘﺒَ ْـﺎﻩ اﻟﻴَﻘ َُ َ َ َ َ َ َُْ ْ َ َ َ َ ََ َ
ٍ
وآل ُﳏَ َﻤــﺪ ، ٍ ِ ِ
ص ِ◌ﻳﱠـﺎً َزﻛﻴ ـﺎً ،ﻫﺎدﻳ ـﺎً ،ﻣﻬــﺪﻳﺎً ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَﻤــﺪ ِ ِ َﺳــﻌِﻴﺪاً َ ،وﻋﻠِﻴﱠـﺎً ﺗَ ِﻘﻴﱠـﺎً َ ،و ِ
َ ُ َ َْ ّ ّ َ
اﻟﻌﺎﻟَ ِﻤﲔ .(١) « .. أَﻓْﻀﻞ ﻣﺎ ﺻﻠﱠﻴﺖ ﻋﻠﻰ أَﺣﺪ ِﻣﻦ أﻧْﺒِﻴﺎﺋِﻚ و ِ ِ
أﺻﻔﻴَﺎﺋﻚ ﻳﺎَر ﱠب َ َ ْ َ َ َ َْ
ﻟﻘــﺪ أﳌــﺖ ﻫــﺬﻩ اﻟﺰﻳــﺎرة ،ﺑــﺒﻌﺾ اﻟﺼــﻔﺎت اﳌﺎﺛﻠــﺔ ،ﰲ اﻻﻣــﺎم أﻣــﲑ اﳌــﺆﻣﻨﲔ � ﻋﻤــﻼق
اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،وراﺋﺪ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﰲ اﻻرض ،اﻟـﺬي ﲨـﻊ ﲨﻴـﻊ اﻟﺼـﻔﺎت اﳋـﲑة ﰲ
اﻟــﺪﻧﻴﺎ ،واﻟــﺬي ﻓــﺎق ﲟﻮاﻫﺒــﻪ وﻋﺒﻘﺮﻳﺎﺗــﻪ ،ﲨﻴــﻊ ﻋﻈﻤــﺎء اﻟﺒﺸــﺮ ،ﻋﻠــﻰ اﻣﺘــﺪاد اﻟﺘــﺎرﻳﺦ ،ﻧﻈـﺮاً ﳌــﺎ
ﻳﺘﻤﺘ ــﻊ ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ ﲰ ــﻮ اﻟ ــﺬات ،واﻟﺘﻔ ــﻮق اﻟﻜﺎﻣ ــﻞ ﰲ اﻟﻔﻀ ــﻞ واﻟﻌﻠ ــﻢ واﻟﻌﺪاﻟ ــﺔ وﻧﻜـ ـﺮان اﻟ ــﺬات ،
واﻟﺘﺰاﻣــﻪ ﲝﺮﻓﻴــﺔ اﻻﺳــﻼم ،ﻓﻘــﺪ رﺷــﺤﺘﻪ اﻟﺴــﻤﺎء ﻟﻘﻴــﺎدة اﳌﺴــﻠﻤﲔ ﺑﻌــﺪ اﻟﻨــﱯ � ،وﺣﺘﻤــﺖ
ﻋﻠﻴــﻪ ﺑــﺄن ﻳﺄﺧــﺬ ﻟــﻪ اﻟﺒﻴﻌــﺔ ﻣــﻦ ﻋﻤــﻮم ﻣــﻦ ﻛــﺎن ﻣﻌــﻪ ﻣــﻦ اﳊﺠــﺎج ﰲ » ﻏــﺪﻳﺮ ﺧــﻢ « ﻓﺄﺧــﺬ ﻟــﻪ
اﻟﺒﻴﻌــﺔ ﺣــﱴ ﻣــﻦ ﻧﺴــﺎﺋﻪ ،وﺑــﺬﻟﻚ ﻓﻘــﺪ ﻛــﺎن ﻫــﺬا اﻟﻴــﻮم اﳋﺎﻟــﺪ ﻣــﻦ أﻫــﻢ اﻻﻋﻴــﺎد ،وﻣــﻦ أﻛﺜﺮﻫــﺎ
ﻗﺪﺳﻴﺔ ﰲ اﻻﺳﻼم.
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٤٧٦ـ ٤٨١ـ و .( ٤٩٤
١٠٩
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ رﺟﺐ
ﻣــﻦ اﻻﺷــﻬﺮ اﳌﻌﻈﻤــﺔ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،ﺷــﻬﺮ رﺟــﺐ ،وﻗــﺪ ﻃﻠــﺐ ﳏﻤــﺪ اﻟﺴــﺠﺎد ﻣــﻦ اﻻﻣــﺎم
اﻟﺼــﺎدق � ،أن ﻳﺘﻔﻀــﻞ ﻋﻠﻴــﻪ ﺑــﺪﻋﺎء ﻳﻘ ـﺮأﻩ ﰲ ﻫــﺬا اﻟﺸــﻬﺮ اﳌﺒــﺎرك ،ﻓﻌﻠﻤــﻪ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،
وأﻣﺮﻩ أن ﻳﻘﺮأﻩ ﻋﻘﻴﺐ ﻛﻞ ﺻﻼة ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ﺎﻟﻘﻠِﻴ ِـﻞ ،ﻳـﺎـﲑ ﺑِ َ ِ ِ ِ
ﻜﻞ َﺧ ْﲑ َ ،وآَ َﻣ ُﻦ ُﺳ ْﺨﻄَﻪُ ﻣ ْﻦ ُﻛﻞ َﺷﱟﺮ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻳـُ ْﻌﻄـﻲ اﻟ َﻜﺜ َ
» ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ْأر ُﺟﻮﻩُ ﻟِ ﱠ ٍ
إﻋ ِﻄــﲏَﻣـ ْـﻦ ﻳـُ ْﻌ ِﻄــﻲ َﻣـ ْـﻦ َﺳـﺄَﻟَﻪُ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻳـُ ْﻌ ِﻄــﻲ َﻣـ ْـﻦ َﱂْ ﻳَ ْﺴـﺄَﻟْﻪُ َ ،وَﻣـ ْـﻦ َﱂْ ﻳَـ ْﻌ ِﺮﻓْــﻪُ َﲢَﻨﱡﻨـﺎً ِﻣْﻨــﻪُ َوَر ْﲪَـﺔً ْ ،
ـﺎك َِ
ف َﻋـ ﱢـﲏ ِﲟَ ْﺴ ـﺄَﻟَﱵ إﻳـﱠ َ ِ ِ ـﺎك َِِﲟ ْﺴ ـﺄَﻟَﱵ إﻳـﱠ َ
ﲨﻴـ َـﻊ َﺷـ ﱢـﺮ ـﲑ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َ ،و َﲨﻴـ َـﻊ َﺧـ ِْـﲑ اﻵﺧـ َـﺮةِ َ ،و ْ
اﺻـ ِﺮ ْ ﲨﻴـ َـﻊ َﺧـ ِْ
ﻮص ﻣﺎ أَﻋﻄَﻴﺖ ،وِزدﱐ ِﻣﻦ ﻓَ ْ ِ ِ ِ
ﻚ ﻳﺎ َﻛ ِﺮﱘُ « .. ﻀﻠ َ ﻴﻊ َﺷﱢﺮ اﻵﺧَﺮةِ ،ﻓَﺈﻧﱠﻪُ َﻏْﻴـُﺮ َﻣْﻨـ ُﻘ ٍ ْ ْ َ َ ْ ْ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َ ،و َﲨ َ
وأﻣﺮﻩ اﻻﻣﺎم � ،أن ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﳝﺘﻪ ،وﻳﻠﻮح ﺑﺴﺒﺎﺑﺘﻪ وﻳﻘﻮل :
ـﻮد ،ﻳــﺎ ذا اﳌـ ﱢﻦ واﻟﻄﱠـ ِ ـﺎء واﳉـ ِ ِ ِ ِ
ـﻮل َﺣـﱢﺮْم َﺷــﺒَ ِﺎﰊ َو َﺷـْـﻴﺒَﱵ َ َ » ﻳــﺎ ذَ َ◌ا اﳉَـ َـﻼل َوا ِﻹ ْﻛـَـﺮام ،ﻳــﺎ ذا اﻟﻨـ ْﱠﻌ َﻤـ َ ُ
َﻋﻠﻰ اﻟﻨﱠﺎر .(١) « ..
وﺣﻜﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﻓﻴﻮﺿﺎت اﷲ اﻟﻮاﺳـﻌﺔ ،ورﲪﺘـﻪ اﻟﺸـﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠـﻰ ﲨﻴـﻊ ﻋﺒـﺎدﻩ
،ﻣـﺆﻣﻨﲔ وﻛـﺎﻓﺮﻳﻦ ،ﻓﺈﻧــﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﻣﺼــﺪر اﻟﻠﻄـﻒ ﻋﻠــﻰ ﲨﻴـﻊ اﳋﻠــﻖ ،ﻓـﻼ ﳜــﺺ ﺑﺮﲪﺘـﻪ اﻟﺴــﺎﺋﻠﲔ
واﻟﻌﺎرﻓﲔ ،وإﳕﺎ ﻫﻲ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎن
ﻣﻦ اﻟﻠﻴﺎﱄ اﳌﻌﻈﻤﺔ ﰲ اﻻﺳﻼم ،ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎن ،وﻫﻲ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٦٤٤
١١٠
أﻓﻀــﻞ ﻟﻴﻠــﺔ ﺑﻌــﺪ ﻟﻴﻠــﺔ اﻟﻘــﺪر ،وﻗــﺪ روى اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،أﻧــﻪ ﺳــﺌﻞ أﺑــﻮﻩ ﻋــﻦ ﻓﻀــﻞ ﻟﻴﻠــﺔ
اﻟﻨﺼــﻒ ﻣــﻦ ﺷــﻌﺒﺎن ،ﻓﻘــﺎل � ،ﻫــﻲ أﻓﻀــﻞ اﻟﻠﻴــﺎﱄ ﺑﻌــﺪ ﻟﻴﻠــﺔ اﻟﻘــﺪر ،ﻓﻴﻬــﺎ ﳝــﻨﺢ اﷲ اﻟﻌﺒــﺎد
ﻓﻀــﻠﻪ ،وﻳﻐﻔــﺮ ﳍــﻢ ﲟﻨــﻪ ،ﻓﺎﺟﺘﻬــﺪوا ﰲ اﻟﻘﺮﺑــﺔ إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻓﻴﻬــﺎ ،ﻓﺈ ــﺎ ﻟﻴﻠــﺔ آﱃ اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ،أن ﻻ ﻳﺮد ﺳﺎﺋﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﻳﺴﺄل اﷲ اﳌﻌﺼﻴﺔ ،وإ ـﺎ اﻟﻠﻴﻠـﺔ اﻟـﱵ ﺟﻌﻠﻬـﺎ اﷲ ﻟﻨـﺎ ،
أﻫــﻞ اﻟﺒﻴــﺖ ،ﺑــﺈزاء ﻣــﺎ ﺟﻌــﻞ ﻟﻴﻠــﺔ اﻟﻘــﺪر ،ﻟﻨﺒﻴﻨــﺎ � ،ﻓﺎﺟﺘﻬــﺪوا ﰲ دﻋــﺎء اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ واﻟﺜﻨــﺎء
ﻋﻠﻴــﻪ )(١وﻗ ـﺪ وﻟــﺪ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠــﺔ اﳌﺒﺎرﻛــﺔ ،اﳌﺼــﻠﺢ اﻟﻌﻈــﻴﻢ ،اﻟــﺬي ﻳﻘــﻴﻢ اﻋﻮﺟــﺎج اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﻳﻐــﲑ
ﻣﻨﻬﺞ اﳊﻴﺎة إﱃ ﻣﺎ ﻫـﻮ اﻻﻓﻀـﻞ ،وﳝـﻼ اﻻرض ﺑﺎﻟﻘﺴـﻂ واﻟﻌـﺪل ،إﻧـﻪ ﻗـﺎﺋﻢ آل ﳏﻤـﺪ �
وﻣﻬــﺪﻳﻬﻢ اﻻﻣــﺎم اﳌﻬــﺪي ﺻــﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ ،وﰲ ﻫــﺬﻩ اﻟﻠﻴﻠــﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤــﺔ ،اﻟﺰﻳــﺎرة اﳌﺨﺼﻮﺻــﺔ ،
ﻟﺮﳛﺎﻧﺔ رﺳﻮل اﷲ � وﺳﻴﺪ ﺷﺒﺎب أﻫﻞ اﳉﻨﺔ :اﻻﻣﺎم اﳊﺴﲔ � ،
وﻗــﺪ ﺧــﻒ أﺑــﻮﳛﻲ ،إﱃ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻓﺴــﺄﻟﻪ ﻋــﻦ ﺑﻌــﺾ اﻟﻌﺒــﺎدات ،واﻻدﻋﻴــﺔ ،
اﻟــﱵ ﻳــﺄﰐ ــﺎ ج ﻓﻘــﺎل )ع( ﻟــﻪ ،إذا أﻧــﺖ ﺻــﻠﻴﺖ اﻟﻌﺸــﺎء اﻵﺧــﲑة ،ﻓﺼــﻞ رﻛﻌﺘــﲔ ،ﺗﻘ ـﺮأ ﰲ
اﻻوﱃ اﳊﻤــﺪ ،وﺳــﻮرة اﳉﺤــﺪ ،وﻫــﻲ » ﻗــﻞ ﻳــﺎ أﻳﻬــﺎ اﻟﻜــﺎﻓﺮون « وإذا ﻓﺮﻏــﺖ ﻣﻨﻬــﺎ ﻓﺘﻘــﻮل :
ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ،ﺛﻼﺛﺎ وﺛﻼﺛﲔ ،واﳊﻤﺪ ﷲ ﺛﻼﺛﺎ وﺛﻼﺛﲔ واﷲ أﻛﱪ أرﺑﻌﺎ وﺛﻼﺛﲔ ،ﰒ ﺗﻘﻮل :
ـﺎت ،ﻳــﺎ ﻋـ ِ
ـﺎﱂَ اﳉَ ْﻬ ـ ِﺮ ـﺎت ،وإﻟﻴـ ِـﻪ ﻳـ ْﻔــﺰع اﳋﻠْــﻖ ﰲ اﳌﻠِ ﱠﻤـ ِ ـﺎد ﰲ اﳌ ِﻬﻤـ ِ » ﻳــﺎ ﻣــﻦ إﻟَﻴـ ِـﻪ ﻣ ْﻠﺠ ـﺄُ اﻟﻌِﺒـ ِ
َ ُ َ َُ َ َ َْ ْ َ َ َ
ِ ِ ِ ُ ِ ُِ ِ ِ
ب اﳋََﻼﺋـــﻖ ﺼ ـﱡﺮف اﳋَﻄَـ َـﺮات ،ﻳ ــﺎ َر ﱢ ِ
َواﳋَﻔﻴﱠــﺎت َ ،وﻳ ــﺎ َﻣ ـ ْـﻦ ﻻ َﳜْ َﻔ ــﻰ َﻋﻠَﻴ ــﻪ َﺧ ـ َـﻮاﻃُﺮ َاﻷ ْوَﻫ ــﺎم َ ،وﺗَ َ
ﺎت ،ﻳـﺎ ﻣـﻦ ﺑِﻴ ِـﺪﻩِ ﻣﻠَ ُﻜـﻮت َاﻷر ِﺿـﲔ واﻟ ﱠﺴ ِ واﻟﱪﻳﱠ ِ
ـﻚ
ـﺖ إﻟَْﻴ َ ـﺖ ،أ َُﻣ ﱡـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ـﻤﻮات ،أَﻧْ َ َْ َ َ ُ ْ ََ َ ََ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
إﺟ َﻌْﻠــﲏ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﻟﻠﱠْﻴﻠــﺔ ،ﳑﱠـ ْـﻦ ﻧَﻈَـ ْـﺮ َ
ت إﻟَْﻴــﻪ ﻓَـَﺮﲪْﺘَ ـﻪُ ، ـﺖ ْ ، ـﺖ ،ﻓَـﻴَــﺎ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ﺑِــﻼ إﻟـ َـﻪ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
اﺳ َﺘﻘﺎﻟَﺘَﻪُ ﻓَﺄَﻗَـْﻠﺘَﻪُ َ ،وَﲡَﺎَْوَزت َﻋ ْﻦ ِ ِ
ﺖ ْ َﺟْﺒﺘَﻪُ َ ،و َﻋﻠ ْﻤ َ
ﺖ ُد َﻋﺎءَﻩُ ﻓَﺄ َ َو َﲰ ْﻌ َ
__________________
١ـ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﳉﻨﺎن ) ص .( ١٦٥
١١١
ﻒ ﺧ ِﻄﻴﺌﺘِ ِﻪ ،وﻋﻈﻴ ِﻢ ﺟ ِﺮﻳﺮﺗِِﻪ ،ﻓَـ َﻘ ِﺪ اﺳﺘَﺠﺮت ﺑِ َ ِ ِ
ﻮﰊ. ﻚ ﰲ َﺳ ِﱰ ُﻋﻴُ ِ ت إﻟَْﻴ َ ﻚ ﻣ ْﻦ ذُﻧُ ِﻮﰊ َو َﳉَﺄْ ُ ْ َْ ُ َ َ َﺳﺎﻟ ِ َ َ َ َ
اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ﻓًﺠـ ْﺪ ﻋﻠَــﻰ ﺑِ َﻜﺮِﻣــﻚ ،وﻓَ ْ ِ
ـﻚ َو َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك َ ،وﺗَـﻐَ ﱠﻤـ ْﺪﱐ ﰲ ـﺎي ِِﲝْﻠ ِﻤـ َـﻂ َﺧﻄَﺎﻳـَ َ اﺣﻄُـ ْ ﻚ َ ،و ْ ﻀــﻠ َ ُ ُ َ ﱠ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ
ـﻚ ، ﺎﻋﺘِـ ـ َ
اﺟﺘَﺒَـْﻴ ـ ـﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﻟﻄَ َ
ﻳﻦ ْ ـﻚ ،اﻟـ ــﺬ َ ـﻚ َ ،واْ َﺟ ْﻌﻠـ ــﲏ ﻓ َﻴﻬـ ــﺎ ِﻣـ ـ ْـﻦ أ َْوﻟﻴَﺎﺋِـ ـ َ ﻫـ ــﺬﻩ اﻟﻠﱠْﻴـﻠَـ ـ ِـﺔ ﺑِ َﺴـ ــﺎﺑِ ِﻎ َﻛَﺮ َاﻣﺘِـ ـ َ
ﻚ. ِِ ِِ ِ
ﺻ ْﻔ َﻮﺗَ َ ﻚ َو َ ﺼﺘَ ََوا ْﺧﺘَـْﺮﺗَـ ُﻬ ْﻢ ﻟﻌﺒَ َﺎدت َ◌ك َ ،و َﺟ َﻌْﻠﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﺧﺎﻟ َ
اﺟ َﻌ ْﻠﲏ ﳑ ْﱠﻦ َﺳـﻠِ َﻢ ﻓَــﻨَﻌِ َﻢ َ ،وﻓَـﺎز ِ ِ ِ
اﺟ َﻌ ْﻠﲏ ﳑﱠﻦ َﺳ ُﻌ َﺪ َﺟﺪﱡﻩُ َ ،وﺗَـ َﻮﻓـﱠَﺮ ﻣ َﻦ اﳋَْﻴـَﺮات َﺣﻈﱡﻪُ َ ،و ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
ﺼﻤﲏ ِﻣﻦ ا ِﻹ ْزِدﻳ ِ
ـﻚ ، ﺎﻋﺘَ َ إﱄ ﻃَ َ ـﺐ َﱠﻚ َ ،و َﺣﺒﱢ ْ ﺼـﻴَﺘِ َ ـﺎد ﰲ ﻣﻌ ِ
َْ ﺖ ،و ْاﻋ ْ َ َ
ِ
أﺳﻠَ ْﻔ َ
ﻓَـﻐَﻨ َﻢ َ ،واْﻛﻔﲏ َﺷﱢﺮ ﻣﺎ ْ
ِ ِ
ـﺐ ، ﱠِ ﻚ ﻳـ ْﻠﺠﺄُ اﳍﺎ ِرب ،وِﻣْﻨ َ ِ ِ ِ
ﺲ اﻟﻄﺎﻟ ُ ﻚ ﻳـَْﻠـﺘَﻤ ُ ﻚ َ ،وَﻣﺎ ﻳُـْﺰﻟ ُﻔﲏ َﻋْﻨ َﺪ َك َ ،ﺳﻴﺪي إﻟَْﻴ َ َ َ َ ُ َ َوَﻣﺎ ﻳـُ َﻘﱢﺮﺑُﲏ ﻟَ َﺪﻳْ َ
ِ ِ ـﻚ ﻳـﻌـ ﱢﻮُل اﳌﺴــﺘَ ِﻘﻴﻞ اﻟﺘﱠﺎﺋـِـﺐ ،أَ ﱠدﺑـ ِ ِ
تﲔ َواََﻣـ ْـﺮ َـﺖ أ َﻛـ َـﺮُم اﻷ ْﻛـ َـﺮﻣ َ ـﺎد َك ﺑِــﺎﻟﺘﱠ َﻜﱡﺮم َ ،وأَﻧْـ َ ـﺖ ﻋﺒَـ َ ُ ْ َ َوﻋﻠــﻰ َﻛَﺮﻣـ َ َ َ ُ ْ ُ
ﻴﻢ. ﺑِﺎﻟَﻌﻔ ِﻮ ِﻋﺒﺎد َك ،وأَﻧْﺖ اﻟﻐَ ُﻔ ِ
ﻮر اﻟﱠﺮﺣ ُ ُ َ ََ َ َ
ـﻚ ،وﻻ ُﲣَﻴﱢْﺒــﲏ ِﻣـ ْـﻦ ـﻚ َ ،وﻻ ﺗُـ ْﺆﻳِ ْﺴــﲏ ِﻣـ ْـﻦ َﺳــﺎﺑ ِﻎ ﻧِ َﻌ ِﻤـ َ ت ِﻣـ ْـﻦ َﻛَﺮِﻣـ َ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ﻓَـ َـﻼ َْﲢـ ِﺮْﻣﲏ َﻣــﺎ َر َﺟـ ْـﻮ ُ
ﻫﺬﻩِ اﻟﻠﱠﻴـﻠَ ِﺔ َﻷﻫ ِﻞ ﻃَﺎﻋﺘِﻚ ،واﺟﻌْﻠﲏ ﰲ ﺟﻨ ٍﱠﺔ ِﻣﻦ ِﺷﺮا ِر ﺑ ِﺮﻳﱠﺘِـﻚ ،ر ﱢ ِ ﺟ ِﺰﻳﻞ ﻗِﺴ ِﻤﻚ ،ﰲ ِ
ب إ ْن ﱂْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ َ َْ ْ ْ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺖ أ َْﻫﻠُــﻪُ ،ﻻ ﲟـَـﺎ اﻟﻌ ْﻔ ـ ِﻮ َواﳌَْﻐﻔـ َـﺮِة ُ ،ﺟ ـ ْﺪ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﲟـَـﺎ أَﻧْـ َ ـﺖ أ َْﻫـ ُـﻞ اﻟ َﻜـ َـﺮم◌ َو َ ـﻚ ﻓَﺄَﻧْـ َ أَ ُﻛـ ْـﻦ ﻣـ ْـﻦ أ َْﻫـ ِـﻞ ذﻟـ َ
ِ
ـﻚ َ ،وأَﻧْـ َ
ـﺖ أ َْر َﺣـ ُـﻢ ـﺖ ﻧـَ ْﻔ ِﺴـﻲ ﺑِ َﻜَﺮِﻣـ َ ـﻚ َ ،و َﻋﻠ َﻘـ ْ ـﻚ َ ،وَﲢَ ﱠﻘـ َـﻖ ِر َﺟـﺎﺋِﻲ ﻟَـ َ َﺳـﺘَ ِﺤﻘﱡﻪ ﻓَـ َﻘــﺪ َﺣ ُﺴــﻦ ﻇَـ ﱢﲏ ﺑِـ َ أْ
ِ ِِ
ﲔ. ﲔ َ ،وأَ ْﻛَﺮُم َاﻷ ْﻛَﺮﻣ َ اﻟﱠﺮاﲪ َ
ـﻚ َ ،وا ْﻏ ِﻔ ـ ْـﺮ ﱄ َﻋ ــﻮذُ ﺑِ َﻌ ْﻔـ ـ ِﻮ َك ِﻣ ـ ْـﻦ ُﻋ ُﻘﻮﺑَﺘِـ َ
ﻚ َ ،وأ ُ
ِ
ـﻚ ِﲜَ ِﺰﻳ ـ ِـﻞ ﻗ َﺴ ـ ِـﻤ َ ﺼ ــﲏ ِﻣ ـ ْـﻦ َﻛَﺮِﻣ ـ َ ﺼْ اﺧ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َو ْ
ـﺎك َ ،وأَﻧْـ َﻌ َـﻢ ِﲜَ ِﺰﻳ ِـﻞ اﻟ ﱠﺬﻧْﺐ اﻟـﺬي ِﳛـﺒِﺲ ﻋ ﱠـﲏ اﳋْﻠـﻖ ،وﻳﻀـﻴﱢﻖ ﻋﻠَـﻲ اﻟ ﱢـﺮز َق ﺣ ﱠـﱴ أَﻗُـﻮم ﺑِ ِ
ﺿ َ ﺼـﺎﻟ َﺢ ِر َ َ َ َ ُ َ َ َ َُ َ ُ َ ﱠ ْ َ
َﺳ َﻌ َﺪ ﺑِ َﺴﺎﺑِ ِﻎ ﺎك َ ،وأ ْ َﻋﻄَﺎﻳَ َ
١١٢
ـﻚ َ ،وِﻣـ ْـﻦ ﺿـ ِ
ت ﺑِ َﻌ ْﻔ ـ ِﻮ َك ِﻣـ ْـﻦ ﻋُ ُﻘﻮﺑَﺘِـ َ
اﺳـﺘَـ َﻌ ْﺬ ُ
ـﻚ َ ،و ْ ـﺖ ﻟ َﻜَﺮِﻣـ َ ت ِﲝََﺮِﻣـ َ
ـﻚ َ ،وﺗَـ َﻌﱠﺮ ْ ُ ـﻚ ،ﻓَـ َﻘـ ْﺪ ﻟُـ ْﺬ ُﻧـَ ْﻌ َﻤﺎﺋـِ َ
ـﻚ ،ﻻ َﺷـ ْـﻲءَ ُﻫـ َـﻮ ﻚ ﺑِـ َ َﺳـﺄَﻟُ َـﻚ ،أ ْ ـﺖ ِﻣْﻨـ َ ﻚ ،ﻓَﺠـ ْﺪ ِﲟـَـﺎ ﺳـﺄَﻟْﺘُ َ ِ
ﻚ َ ،وأﻧـ ُـﻞ َﻣــﺎ اﻟْﺘَ َﻤ ْﺴـ ُ َ ﻀـﺒِ َ ُ ِﺣ ْﻠ ِﻤـ َ
ـﻚ ﺑِﻐَ َ
أﻋﻈَﻢ ِﻣْﻨﻚ ...
ﰒ أﻣــﺮﻩ ﺑﺎﻟﺴــﺠﻮد ،وﻗــﻮل ﻋﺸ ـﺮﻳﻦ ﻣــﺮة :ﻳــﺎ رب ،وﺳــﺒﻊ ﻣ ـﺮات ﻳــﺎ اﷲ ،وﺳــﺒﻊ ﻣ ـﺮات ﻻ
ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ،وﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ ﺳﺒﻊ ﻣﺮات ،وﻋﺸﺮ ﻣﺮات ﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎﷲ
)(١
،ﰒ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ ،وﻳﺴﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﻀﺎء ﺣﺎﺟﺘﻪ.
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٦٩٦ـ ( ٦٩٧اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص .( ١٧٤
١١٣
١١٤
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
١١٥
١١٦
ﳛﺘ ــﻞ ﺷ ــﻬﺮ رﻣﻀ ــﺎن اﳌﺒ ــﺎرك ،ﻣﻮﻗﻌ ــﺎ ﻣﺘﻤﻴـ ـﺰا ،ﰲ ﻧﻔ ــﻮس أﺋﻤ ــﺔ أﻫ ــﻞ اﻟﺒﻴ ــﺖ � ،ﻓﻬ ــﻢ
ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻪ ،ﻧﻈـﺮة ﺗﻘـﺪﻳﺲ ،وﺗﻌﻈـﻴﻢ ،ﻓﻴﺤﻴـﻮن ﻟﻴﺎﻟﻴـﻪ وأﻳﺎﻣـﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒـﺎدة ،وﻗـﺮاءة اﻟـﺬﻛﺮ اﳊﻜـﻴﻢ
،وﻳﻘﻮﻣــﻮن ﲜﻤﻴــﻊ أﻟ ـﻮان اﻟــﱪ واﻻﺣﺴــﺎن إﱃ اﻟﻔﻘ ـﺮاء واﶈــﺮوﻣﲔ ،وﻳﻌﺘﻘــﻮن اﻟﻌﺒﻴــﺪ ،وﻳﻄﻌﻤــﻮن
اﻟﻄﻌــﺎم ،وﻳﻌﻤﻠــﻮن ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻳﻘــﺮ ﻢ إﱃ اﷲ زﻟﻔــﻰ ،وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳﺘﻔــﺮغ ﻟﻠﻄﺎﻋــﺔ
واﻟﻌﺒﺎدة ،ﰲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن وﻗﺪ أﺛﺮت ﻋﻨﻪ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ رؤﻳﺔ ﻫﻼل رﻣﻀﺎن
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا رأى ﻫﻼل رﻣﻀﺎن ،ﻓﺮح واﺳﺘﺒﺸﺮ ،ودﻋﺎ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ـﺬا
اﻟﺪﻋﺎء :
ـﺐ ، ـﺎر َﻋ ِﺔ إﱃ َﻣ ــﺎ ُِﲢ ـ ﱡ ِ ـﺎن ،واﻟ ﱠﺴ ـ ِ » اﻟﻠّﻬـ ـ ﱠﻢ أ َِﻫﻠﱠ ــﻪ ﻋﻠَﻴـﻨَ ــﺎ ﺑِـ َـﺎﻷﻣ ِﻦ واﻹﳝ ـ ِ
ـﻼﻣﺔ َواﻹﺳ ــﻼم َ ،واﳌُ َﺴ ـ َ َ َ ْ َ ُ َْ ُ
ﺿ ـﱠﺮﻩُ َو َﺷ ـﱠﺮﻩُ
ف َﻋﻨﱠــﺎ ُ ﺿــﻰ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﺑـَـﺎ ِرُك ﻟَﻨَــﺎ ﰲ َﺷـ ْـﻬ ِﺮﻧَﺎ ﻫــﺬا َ ،و ْارُزﻗْـﻨَــﺎ َخ َ◌ﻳْـ َـﺮﻩُ َو َﻋ ْﻮﻧَــﻪُ َ ،و ْ
اﺻ ـ ِﺮ ْ َوﺗَـْﺮ َ
)(١
َوﺑََﻼ ءَﻩ وﻓِْﺘـﻨَﺘَﻪ « ...
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٨
١١٧
ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ اﻻﻣﺎم � ،أﺟﻞ وأﲦﻦ ﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﻴﺎة ،ﻓﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻣـﻦ اﷲ اﻻﻣـﻦ واﻻﳝـﺎن
،واﻟﺴــﻼﻣﺔ ،واﻻﺳــﻼم واﳌﺴــﺎرﻋﺔ إﱃ ﻣــﺎ ﳛﺒــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ وﻳﺮﺿــﺎﻩ ،وﻫــﺬﻩ اﻻﻣــﻮر أﲰــﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒــﺎت
اﳊﻴﺎة ﻋﻨﺪ اﻻوﻟﻴﺎء.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ أول ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳﺴــﺘﻘﺒﻞ ﺷــﻬﺮ رﻣﻀــﺎن اﳌﺒــﺎرك ﺑﺴــﺮور ﺑــﺎﻟﻎ ،وﻳــﺪﻋﻮ ﰲ أول
ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻨﻪ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳌﺒﺎرك :
ـﺎس ،وﺑـﻴﱢـﻨَ ٍ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ إ ﱠن ِﻫ َﺬا اﻟﺸﱠﻬﺮ اﳌﺒﺎرَك ،اﻟﺬي أَﻧْـﺰﻟْﺖ ﻓِ ِﻴﻪ اﻟ ُﻘﺮآ َن ،وﺟﻌْﻠﺘﻪ ﻫ ِ
ـﺎت ـﺪى ﻟﻠﻨﱠ ِ َ َ ْ َ َ َ َُ ُ ً َ َ ْ َ َُ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
ﻀـ َـﺮ ﻓَ َﺴـﻠﱠ ْﻤﻨَﺎ ﻓﻴــﻪ َ ،و َﺳ ـﻠﱢ ْﻢ ْ◌ﻧﺎ ﻣْﻨــﻪُ َ ،و َﺳـﻠﱢ ْﻤﻪُ ﻟَﻨَــﺎ َ ،وﺗَﺴـﻠﱠ ْﻤﻪُ ﻣﻨﱠــﺎ ﰲ ِ ِ
ﻣـ َـﻦ اﳍـُ َـﺪى َواﻟ ُﻔﺮﻗَــﺎن ،ﻗَـ ْﺪ َﺣ َ
ـﲑ ِﻣـ ْـﻦ ِ ِ ِ ِ ﻳﺴــﺮ ِﻣْﻨـ َ ِ ٍ
ـﲑ َو َﻏ َﻔـ َـﺮﻩُ ،إ ْﻏﻔـ ْـﺮ ﱄ اﻟ َﻜﺜـ َ َﺧـ َﺬ اﻟ َﻘﻠﻴـ َـﻞ َو َﺷ ـ َﻜَﺮﻩُ َ ،و َﺳـﺘَـَﺮ اﻟ َﻜﺜـ َ
ـﻚ َو َﻋﺎﻓﻴَــﺔ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ أ َ ُْ
ﻚ، ﺎﻋﺘِ َ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وأﻗْـﺒَ ْﻞ ﻣ ﱠﲏ اﻟﻴَﺴ َﲑ ﻣ ْﻦ ﻃَ َ ﺼﻴَﺘِ َ ﻣﻌ ِ
َْ
ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
ـﺐ َﻣﺎﻧﻌ ـﺎً ،ﻳــﺎ ﻚ ،أَ ْن َْﲡ َﻌـ َـﻞ ﱄ إﱃ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺧـ ْـﲑ َﺳ ـﺒﻴﻼً َ ،وﻣ ـ ْﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻣــﺎ ﻻ ُﲢـ ُ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﱠ
اﺧـ ـ ُﺬﱐ ﺎت ،ﻳ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻻ ﻳﺆ ِ اﲪﲔ ،ﻳ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻋ َﻔ ــﺎ ﻋ ـ ﱢـﲏ ،وﻋ ﱠﻤ ــﺎ ﺧﻠَ ــﻮت ﺑِـ ِـﻪ ِﻣ ــﻦ اﻟ ﱠﺴـ ـﻴﱢﺌ ِ ِِ
َْ ُ َ ْ ََ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْأر َﺣ ـ َـﻢ اﻟـ ـﱠﺮ َ
ـﻆ َ ،وَز َﺟ ـ ْـﺮﺗَﲏ َﻋـــﻦ ﺎﺻ ــﻲ َ ،ﻋ ْﻔ ـ َـﻮ َك َ ،ﻋ ْﻔ ـ َـﻮ َك ،ﻳ ــﺎ َﻛ ـ ِﺮﱘُ ،إﳍ ــﻲ َو َﻋﻈْﺘَ ــﲏ ﻓَـﻠَـ ْـﻢ أَﺗَﻌِ ـ ْ ـﺎب اﳌﻌ ِ
ََ
ﺑﺎرﺗِ َﻜ ـ ِ
ْ
ِ ِ
ﲏ ﻳﺎ َﻛ ِﺮﱘُ َ ،ﻋ ْﻔ َﻮ َك َ ،ﻋ ْﻔ َﻮ َك. ﻒ َﻋ ﱢ ﺎﻋ ُ اﳌ َﻌﺎﺻﻲ ﻓَـﻠَ ْﻢ أَﻧْـَﺰﺟْﺮ ،ﻓَ َﻤﺎ ُﻋ ْﺬ ِري؟ ﻓَ ْ
َ
ﺐ ِﻣـ ْـﻦ َﻋْﺒـ ِـﺪ َك ، ُ ﻧ
ْ ـﺎب َ ،ﻋﻈُــﻢ اﻟـ ﱠ
ﺬ َ
ت ،واﻟﻌ ْﻔــﻮ ﻋِْﻨـ َـﺪ اﳊِﺴـ ِ
َ َ َ َ
ﻚ اﻟﱠﺮاﺣـﺔَ ِﻋْﻨـ َـﺪ اﳌــﻮ ِ
َْ ْ َ َ ُﻟَﺄـ َﺳأ إﱐ ﻢ
ﱠ ـ ﻬ
ُ ّﻠ اﻟ
ِ ِ ِ
اﻟﻌ ْﻔ ُﻮ ﻣ ْﻦ ﻋْﻨﺪ َك ،ﻳﺎ أ َْﻫ َﻞ اﻟﺘﱠـ ْﻘ َﻮى َوﻳَﺎ أ َْﻫ َﻞ اﳌ ْﻐﻔَﺮِة َ ،ﻋ ْﻔ ِﻮ َك َ ،ﻋ ْﻔ َﻮ َك. ِ
َ ﻓَـ ْﻠﻴَ ْﺤ ُﺴ ِﻦ َ
اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ إﱐ ﻋﺒــﺪ َك ،واﺑــﻦ ﻋﺒـ ِـﺪ َك ،واﺑ ــﻦ أَﻣﺘِــﻚ ،ﺿــﻌِ ِ
ـﺖ ُﻣْﻨ ـ ِﺰُلـﻚ َ ،وأَﻧْـ َـﲑ إﱃ َر ْﲪَﺘِـ َ ﻴﻒ ﻓَﻘـ ٌ َْ ُ َ َ َ ٌ َ ْ ُ َ ْ ُ َْ ُ
ِ ِ
ﲎ َواﻟﺒَـَﺮَﻛ ِﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌِﺒَ ِﺎد ،ﻗَﺎﻫٌﺮ ،ﻗَ ِﺎدٌر ُ ،ﻣ ْﻘﺘَﺪٌر ، ِ
اﻟﻐ َ
١١٨
ﺖ أ َْرَزاﻗَـ ُﻬ ـ ْـﻢ َ ،و َﺟ َﻌﻠْـ ـﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﳐُْﺘَﻠِ َﻔـ ـﺔً أَﻟْ ِﺴ ــﻨَﺘُـ ُﻬﻢ َ ،وأَﻟْ ـ َـﻮاﻧـُ ُﻬﻢ َﺧ ْﻠﻘـ ـﺎً ﺑَـ َﻌـ ـﺪ
ﺖ أ َْﻋ َﻤ ــﺎ َﳍُ ْﻢ َ ،وﻗَ ﱠﺴ ـ ْـﻤ َﺼ ـ ْـﻴ َ
َﺣ َ
أَ
َﺧ ْﻠﻖ.
ِ
ﺼـِﺮ ف ـﻚ ﻓَـﻼ ﺗَ ْ ـﲑ إﱃ َر ْﲪَﺘِ َ ـﺎد ﻗَـ ْﺪ َرَك َ ،وُﻛﻠﱡﻨَـﺎ ﻓَﻘ ٌ
ﻚ ،وﻻ ﻳـ َﻘﺪ ِ
ﱢر اﻟﻌﺒَ ُ ﺎد ﻋْﻠ َﻤ َ َ ُ ُ
اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ﻻ ﻳـﻌﻠَﻢ اﻟﻌِﺒ ِ
ُ َْ ُ َ ُ
ﻀﺎء َواﻟ َﻘ َﺪ ِر. ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌ َﻤ ِﻞ َواََﻷ َﻣ ِﻞ َ ،واﻟ َﻘ َ ﻚ،ﰲ َ ﺻﺎﻟ ِﺢ َﺧْﻠﻘ َ اﺟ َﻌْﻠﲏ ﻣ ْﻦ َ ﻚ َﻋ ﱢﲏ ْ ، َو ْﺟ َﻬ َ
ـﺎء ﻋﻠــﻰ ﻣــﻮ َاﻻةِ أَوﻟِﻴﺎﺋِــﻚ ،وﻣﻌـ ِ ـﺎء ،واَﻓْﻨِــﲏ ﺧﻴ ــﺮ اﻟ َﻔﻨـ ِ ِ ِ
ﻚ، ـﺎداة أ َْﻋـ َـﺪاﺋِ َُ َ ْ َ َ ََُ َ َْ َ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ اﺑْﻘــﲏ َﺧْﻴ ـ َـﺮ اﻟﺒَـ َﻘـ َ
ﻮع ،واﻟﻮﻗَﺎ ِر واﻟﺘﺴﻠِﻴ ِﻢ ﻟَـﻚ ،واﻟﺘ ِ
ـﺎع
ـﻚ َ ،واﺗـﱢﺒَ ِ ﱠﺼـﺪ ِﻳﻖ ﺑِﻜﺘَﺎﺑِ َ َ َ ْ ﻚ َ ،واﳋُ ُﺸ ِ َ َ َ َ ْ َواﻟﱠﺮ ْﻏﺒَﺔ إﻟَْﻴﻚ َ ،واﻟﱠﺮْﻫﺒَ ِﺔ ِﻣْﻨ َ
ﺻﻠَ َﻮاﺗُﻚ َﻋﻠَْﻴﻪ َوآﻟِﻪ. ِ
ُﺳﻨﱠﺔ َر ُﺳﻮﻟﻚ َ
ﻮد ،أَو ﻗـُﻨُ ٍ ﻚ ،أَو ِرﻳﺒ ٍﺔ أَو ﺟﺤ ٍ ِ ِ
ـﻮط أ َْو ﻓَـ َـﺮٍح أ َْو َﻣ َـﺮٍح ،أ َْو ﺑَـ ْﺬ ٍخ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﻣﺎ َﻛﺎن ﰲ ﻗَـْﻠِﱯ ﻣ ْﻦ َﺷ ﱢ ْ َ ْ ُ ُ
ـﺎق ،أ َْو ﻛِـ ٍَـﱪ ،أ َْو ﺎق ،أَو ﻧَِﻔـ ٍ
ْ
،أَو ﺑﻄَـ ٍﺮ ،أَو ﻓَﺨ ـ ٍﺮ ،أَو ﺧــﻴ َﻼء ،أَو ِرﻳــﺎء ،أَو ﲰُْﻌـ ٍـﺔ ،أَو ِﺷـ َﻘ ٍ
ْ ْ ُ َُ َ ْ َ َ ْ َ ْ ْ َ
ب أَ ْن ﺗُـﺒَـ ﱢﺪﻟَﲏ َﻣ َﻜﺎﻧَــﻪ إﳝَﺎﻧــﺎ ِ ٍ ٍ ٍ ِ ٍ
ﻚ ﻳــﺎ َر ﱡ َﺳـﺄَﻟُ َ ـﺐ ،ﻓَﺄ ْ ﺼــﻴَﺎن أ َْو َﻋﻈَ َﻤــﺔ ،أ َْو َﺷـ ْـﻲء ﻻ ُﲢـ ﱡ ﻓُ ُﺴــﻮق ،أ َْو ﻋ ْ
ﻴﻤ ــﺎ ِﻋْﻨ ـ َـﺪ َك َ ،وأَﺛَ ـ َـﺮةً ، ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وُزْﻫ ــﺪاً ﰲ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َوَر ْﻏﺒَ ـﺔً ﻓ َ ﻀ ــﺎﺋِ َ
ﺑَِﻮ ْﻋ ــﺪ َك َ ،وَوﻓَــﺎءً ﺑِ َﻌ ْﻬ ــﺪ َك َ ،وِرﺿ ـﺎً ﺑَِﻘ َ
باﲪﲔ َ ،وﻳَـﺎ َر ﱢ ـﻚ ﻳـﺎ أَرﺣـﻢ اﻟـﱠﺮ ِِ ب ِﲟَﻨﱢ َ ِ وﻃُﻤﺎْﻧِﻴﻨﺔً ،وﺗَـﻮﺑﺔً ﻧَﺼﻮﺣﺎً ،أَﺳﺄَﻟُ ِ
ـﻚ َوَر ْﲪَﺘ َ ْ َ َ ﻚ ،ﻳـﺎ َر ﱢ ﻚ ذﻟ َ ْ َ َ َ َ َ َْ ُ
ِ
ـﺎع
ـﻚ َو ُﺟ ــﻮد َك ﺗُﻄَـ ُ ـﻚ َﱂْ ﺗُـ ـ َـﺮ َ ،وِﻣ ـ ْـﻦ َﻛَﺮِﻣ ـ َ ﺼ ــﻰ ،ﻓَ َﻜﺄَﻧﱠـ َ ـﻚ ﺗُـ ْﻌ َـﺖ ِﻣ ـ ْـﻦ ِﺣْﻠ ِﻤ ـ َ اﻟﻌـــﺎﻟَﻤﲔ .إﳍ ــﻲ :أَﻧْـ َ
ِ
َ
ﻀـ ِـﻞ َﺟ ـ ﱠﻮاداً ، ـﻚ ،ﻓَ ُﻜـ ْـﻦ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ﺑِ َ
ﺎﻟﻔ ْ ﺎن أ َْر ِﺿـ َ ـﻚ ﻣــﻦ ﺳـ ﱠﻜ ِ ِ
ـﺺ َ ،وأَﻧـَـﺎ َوَﻣـ ْـﻦ َﱂْ ﻳـَ ْﻌﺼـ َ َ ْ ُ ـﻚ َﱂْ ﺗـُ ْﻌـ َﻓَ َﻜﺄَﻧـﱠ َ
ِ ٍ ِِ ِِ
ﺼــﻰ َ ،وﻻ ﺻـ َـﻼ ًة َداﺋَﻤــﺔً ﻻ ُْﲢ َ ﺻـﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ َﻤــﺪ َوآﻟــﻪ َ ﲔ َ ،و َ وﺑَــﺎﳋَِْﲑ ﻋـ ﱠﻮاداً ،ﻳــﺎ ْأر َﺣـ َـﻢ اﻟ ـﱠﺮاﲪ َ
ِِ
ﲔ « ... ﱢر ﻗَ ْﺪ َرَﻫﺎ َﻏْﻴـُﺮَك ،ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ ﺗُـ َﻌ ﱡﺪ ،وﻻ ﻳـُ َﻘﺪ ُ
)(١
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٩ـ .( ١٠
١١٩
وﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴ ــﻞ ،ﻣ ــﻦ ذﺧ ــﺎﺋﺮ أدﻋﻴ ــﺔ اﻻﻣ ــﺎم � ،ﻓﻘ ــﺪ ﺣﻜ ــﻰ اﻟﻄ ــﺎف اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ
اﻟﺪاﺋﻤﺔ وﻓﻴﻮﺿﺎﺗﻪ اﳌﺘﺼﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎدﻩ ،وﻋﻔﻮﻩ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻜـﻰ ﻇـﺎﻫﺮة ﻣـﻦ ﻗـﺪرة اﷲ وﺑـﺪاﺋﻊ
ﺻﻨﻌﻪ ،وﻫﻲ اﺧـﺘﻼف اﻟﺴـﻨﺔ اﻟﻨـﺎس ،واﺧـﺘﻼف أﻟـﻮا ﻢ ﻓـﺎن اﳌﻠﻴـﺎرات ﻣـﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺸـﺒﻪ ﺑﻌﻀـﻬﻢ
ﺑﻌﻀﺎ ،ﰲ اﻟﺸﻜﻞ واﻟﺼﻮرة ،ﻣﻨـﺬ ﺑـﺪء اﳋﻠﻴﻘـﺔ ﺣـﱴ ﻳـﺮث اﷲ اﻻرض وﻣـﻦ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ،وﺗﻠـﻚ آﻳـﺔ
ﻣﻦ آﻳﺎت اﷲ ،وﻣﺜﻞ ﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﻓﺘﺒﺎرك اﷲ أﺣﺴﻦ اﳋﺎﻟﻘﲔ.
وﻃﻠـ ــﺐ اﻻﻣـ ــﺎم � ،ﻣ ـ ــﻦ اﷲ ﺗﻌ ـ ــﺎﱃ ،ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟـ ــﺪﻋﺎء أن ﻳﻨﺰﻫ ـ ــﻪ ﻣـ ــﻦ ﲨﻴـ ــﻊ اﻟﻨﺰﻋ ـ ــﺎت
واﻟﺼ ــﻔﺎت اﻟﺸ ـ ـﺮﻳﺮة ،اﻟ ــﱵ ﺧﻠﻘ ــﺖ ﻣ ــﻊ اﻻﻧﺴ ــﺎن ،وﺗﻜﻮﻧ ـ ـﺖ ﰲ دﺧﺎﺋ ــﻞ اﻟﻨﻔ ــﻮس ،وأﻋﻤ ــﺎق
اﻟﻘﻠ ــﻮب ،ﻣ ــﻦ اﻟﺸ ــﻚ ،واﻟﺮﻳﺒ ــﺔ ،واﳉﺤ ــﻮد ،واﻟﺒ ــﺬخ ،وﻏ ــﲑ ذﻟ ــﻚ ﻣ ــﻦ اﻟﺼ ــﻔﺎت اﻟ ــﱵ ﺗﺒﻌ ــﺪ
اﻻﻧﺴﺎن ﻋﻦ رﺑﻪ ،ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ أن ﲢﻞ ﻣﻜﺎ ﺎ اﻟﺼﻔﺎت اﳋﲑة ﻣﻦ اﻻﳝﺎن واﻟﻮﻓـﺎء ،واﻟﺮﺿـﺎ
ﺑﻘﻀﺎء اﷲ ،واﻟﺰﻫﺪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻏﲑ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﱵ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻧﺴﺎن.
٣ـ دﻋﺎء آﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻻوﻟﻰ
وﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ اﳉﻠﻴﻠــﺔ ،اﻟــﱵ ﻛــﺎن ﻳــﺪﻋﻮ ــﺎ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﰲ أول ﻟﻴﻠــﺔ ﻣــﻦ ﺷــﻬﺮ
رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻌﻈﻴﻢ :
ـﺖ ﻓِﻴ ِـﻪ اﻟ ُﻘ ْـﺮآ َن ،ﻀـﺎن اﻟـﺬي أَﻧْـَﺰﻟْ َ آن َ ..ﻫـ َﺬا َﺷ ْـﻬﺮ َرَﻣ َ ﻀﺎ َن ﻣﻨَـﱢﺰَل اﻟ ُﻘـﺮ ِ
ْ ب َﺷ ْﻬ ِﺮ َرَﻣ َ ُ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ر ﱠ
َﻋﻨﱠـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗِﻴَ ِﺎﻣ ِـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ـﺎن ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ارزﻗْـﻨَـﺎ ِﺻـﻴﺎﻣﻪ ،وأ ِ
َ ََ َ ﰊ ِ◌ﻧَﺎت ﻣ َﻦ اﳍُ َـﺪى َواﻟ ُﻔْﺮﻗَ ِ ُ ْ ُ
وﺟﻌْﻠﺖ ﻓِ ِﻴﻪ ﱢ ٍ ِ
َ ََ َ َ
ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
ﱢر ﻣ َـﻦ ﻴﻤـﺎ ﺗَـ ْﻘﻀـﻲ َ ،وﺗُـ َﻘـﺪ ُ اﺟ َﻌ ْـﻞ ﻓ َـﻚ َو َﻋﺎﻓﻴَـﺔ ،ﱠو ْ َﺳﻠﱠ ْﻤﻪُ ﻟَﻨَﺎ َ ،و َﺳﻠﱢ ْﻤﻨَﺎ ﻓﻴﻪ َوﺗَ ﱠﺴ ْﻠﻤﻪُ ﻣﻨﱠﺎ ﰲ ﻳُ ْﺴـ ٍﺮ ﻣْﻨ َ
ﱠل ،أَ ْن ﺗَﻜْﺘُﺒَــﲏ ِﻣـ ْـﻦ ـﺎء اﳌْﺒ ـَـﺮِم ،اﻟــﺬي ﻻ ﻳُـ َـﺮﱡد َ ،وَﻻ ﻳـُﺒَـﺪ ُ َاﻷﻣـ ِﺮ اﳊ ِﻜــﻴ ِﻢ ،ﰲ ﻟَﻴـﻠَـ ِـﺔ اﻟ َﻘـ ْﺪ ِر ِﻣــﻦ اﻟ َﻘﻀـ ِ
َ َ ْ ْ َ
ُ
ـﻮرةِ ذُﻧـُـﻮﺑـُ ُﻬ ْﻢ ،اﳌ َﻜ ﱠﻔـ ِﺮ َﻋـْﻨـ ُﻬ ْﻢ ِ ِ ـﺎج ﺑـْﻴﺘِـ َ ِ
ُ ـﻚ اﳊَـ َـﺮام ،واﳌَْﺒ ـ ُـﺮور َﺣ ُﺠ ُﻬـ ْـﻢ ،اﳌَ ْﺸـ ُﻜﻮر َﺳـ ْـﻌﻴُـ ُﻬ ْﻢ ،اﳌَْﻐ ُﻔـ َ ُﺣ ﱠﺠـ ِ َ
ِ ِ ِ
ﱢر أَ ْن ﺗُﻄ َ
ﻴﻞ ﻴﻤﺎ ﺗَﻘﻀﻲ َ ،وﺗُـ ﱠﻘﺪ ُ اﺟ َﻌ ْﻞ ﻓ َ
َﺳﻴﱢﺌَﺎﺗُـ ُﻬ ْﻢ َ ،و ْ
١٢٠
ﻋُ ْﻤ ِﺮي َ ،وﺗُـ َﻮ ﱢﺳ َﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ِﻣ َﻦ اﻟﱢﺮْزِق اﳊَ َﻼ ِل .(١) « ..
ﻃﻠـﺐ اﻻﻣــﺎم � ،ﰲ ﻫــﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ﻣــﻦ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ أن ﻳﻌﻴﻨــﻪ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺸــﻬﺮ اﳌﺒــﺎرك ،ﻋﻠــﻰ
ﻣــﺎ ﻳﻘﺮﺑــﻪ إﻟﻴــﻪ زﻟﻔــﻰ ،ﻣــﻦ اﻟــﺘﻤﻜﻦ ﻣــﻦ ﺻــﻴﺎﻣﻪ ،واﻟﻘــﺪرة ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﻴــﺎم ﺑﻄﺎﻋﺘــﻪ ،وأن ﻳﻜﺘﺒــﻪ ﻣــﻦ
ﺣﺠــﺎج ﺑﻴﺘــﻪ اﳊـﺮام ،اﳌــﱪور ﺣﺠﻬــﻢ ،اﳌﺸــﻜﻮر ﺳــﻌﻴﻬﻢ ،اﳌﻐﻔــﻮرة ذﻧــﻮ ﻢ ،وﻫــﺬﻩ اﻻﻣــﻮر ﻣــﻦ
أﻫﻢ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﺎرﻓﲔ واﳌﺘﻘﲔ.
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻹﻓﻄﺎر
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳــﺪﻋﻮ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻋﻨــﺪ إﻓﻄــﺎرﻩ ،ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء وﻗــﺪ ﻋﻠﻤــﻪ إﱃ
ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻌﺎﱂ أﰊ ﺑﺼﲑ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
َﻋﻨﱠﺎ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َ ،و َﺳـﻠﱢ ْﻤﻨَﺎ
» اﳊﻤ ُﺪ ﷲ اﻟﺬي أَﻋﺎﻧَـﻨَﺎ ﻓَﺼﻤﻨَﺎ ،وزرﻗَـﻨَﺎ ﻓَﺄَﻓْﻄَﺮﻧَﺎ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ﺗَـ َﻘﺒﱠـ ْﻠﻪ ﻣﻨﺎ ،وأ ِ
َ ُ ُ ْ ُ ْ َ ََ َ َْ
ِ ِ ﻓِﻴ ِـﻪ ،وﺗَﺴـﻠﱠﻤﻪ ِﻣﻨﱠـﺎ ﰲ ﻳﺴـ ٍﺮ ِﻣْﻨ َ ِ ٍ
ﻀــﻰ َﻋ ﱢـﲏ ﻳَـ ْﻮﻣـﺎً ﻣ ْـﻦ َﺷـ ْـﻬ ِﺮ َرَﻣ َ
ﻀــﺎ َن ـﻚ َو َﻋﺎﻓﻴَــﺔ ،اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟـﺬي ﻗَ َ ُْ َ َ ُْ
.(٢) « ..
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮر رﻣﻀﺎن
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﰲ أواﺋﻞ رﻣﻀﺎن ،ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﺪى ﻟِﻠﻨﱠـ ِ
ـﺎس ، » اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ﻫـ َﺬا َﺷــﻬﺮ رﻣﻀــﺎ َن اﳌﺒــﺎرَك ،اﻟــﺬي أَﻧْـﺰﻟْـ ِ ِ
ـﺖ ﻓﻴــﻪ اﻟ ُﻘـ ْـﺮآ َن َ ،و َﺟ َﻌ ْﻠﺘَــﻪُ ُﻫـ ً
َ َ ْ ُ ََ َ َُ َ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
ﻀَﺮ ﻓَ َﺴﻠﱢ ْﻤﻨَﺎ ﻓﻴﻪ َ ،و َﺳﻠﱢ ْﻤﻪُ ﻟَﻨَـﺎ َ ،وﺗَ َﺴـﻠﱠ ْﻤﻪُ ﻣﻨﱠـﺎ ﰲ ﻳُ ْﺴـ ٍﺮ ﻣ ْﻨـﻚ ِ ٍ ِ
َوﺑَـﻴﱢـﻨَﺎت ﻣ َﻦ اﳍَُﺪى َواﻟ ُﻔْﺮﻗَﺎن ،ﻗَ ْﺪ َﺣ َ
ﻚ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ أَ ْن ﺗَـ ْﻐ ِﻔَﺮ
َﺳﺄَﻟُ َ ٍ
َو َﻋﺎﻓﻴَﺔ َ ،وأ ْ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٦٢
٢ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١١٦
١٢١
ِ ِِ ِ ِ ِِ
َﺣـﺪا ﺖأَ ﱄ ﰲ َﺷ ْﻬ ِﺮي َﻫ َﺬا َ ،وﺗَـْﺮ َﲪَِﲏ ﻓﻴﻪ َ ،وﺗَـ ْﻌﺘ َﻖ َرﻗَـﺒَِﱵ ﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر َ ،وﺗُـ ْﻌﻄﻴَﲏ ﻓﻴﻪ َﺧْﻴـَﺮ ﻣﺎ أ َْﻋﻄَْﻴ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ُ ،ﻣْﻨ ـ ُﺬ أَ ْن ﺻـ ْـﻤﺘُﻪُ ﻟَـ َ ـﺖ ُﻣ ْﻌﻄﻴــﻪ َ ،وﻻ َﲡَ َﻌْﻠــﻪُ آَﺧـ َـﺮ َﺷـ ْـﻬ ِﺮ َرَﻣ َ
ﻀــﺎ َن ُ ـﻚ َ ،و َﺧْﻴ ـ َـﺮ ﻣــﺎ أَﻧْـ َ
ﻣـ ْـﻦ َﺧﻠْﻘـ َ
ِِ أَﺳ َﻜْﻨﺘﲏ أَرﺿﻚ إﱃ ﻳـﻮِﻣﻲ ﻫ َﺬا ،واﺟﻌ ْﻠﻪ ﻋﻠَﻰ ِأﲤﱢِﻪ ﻧِﻌﻤﺔً ،وأ ِ ِ
َ◌ ﱢﻣﻪ َﻋﺎﻓﻴَﺔً َ ،وأ َْو َﺳـﻌﻪ ِرْزﻗَـﺎً َوأ َ
َﺟَﺰﻟَـﻪُ َْ َ َ ْ َ ْ َ َ َْ َ َ ْ َ ُ َ
َوأ َْﻫﻨَﺄَﻩ.
ﺲ ِﻣ ـ ْـﻦ بَ اﻟ ﱠﺸ ـ ْـﻤ ُ
ـﻚ ِ
اﻟﻌﻈ ــﻴ ِﻢ ،أَ ْن ﺗَﻐ ـ ْـﺮ ُ
ِ
ـﻚ اﻟ َﻜـ ـ ِﺮِﱘ َ ،وُﻣْﻠﻜ ـ َ َ ـﻚ َ ،وﺑَِﻮ ْﺟ ِﻬ ـ َ َﻋ ــﻮذُ ﺑِـ َاﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ
ﻀ ــﻲ ﺑَِﻘﻴﱠ ـﺔً َﻫ ـ َﺬا اﻟﻴَ ـ ْـﻮِم ،أ َْو ﻳَﻄْﻠَـ َـﻊ اﻟ َﻔ ْﺠـ ُـﺮ ِﻣـ َـﻦ ﻟَْﻴـﻠَــﱵ ﻫ ـ ِـﺬﻩِ َ ،أوْ ﳜَـ ْـﺮ ُجَ ﻫ ـ َﺬاَ ﻳـــﻮﻣﻲ ﻫـ ـ َﺬا ،أَو ﻳـْﻨـ َﻘ ِ
ْ َ َْ َ
ِ ِ ِ
ـﺐ ،أ َْو َﺧﻄﻴﺌَـﺔٌ ،ﺗُِﺮﻳ ُـﺪ أَ ْن ﺗُـ َﻘــﺎﺑِﻠَﲏ َـﺎ ،أ َْو ﺗُـ َﺆاﺧـ َﺬﱐ ،أ َْو ِ ِ ِ
ـﻚ ﻗﺒَﻠـ ْـﻲ َﻣ َﻌـﻪُ ﺗَﺒ َﻌـﺔُ ،أ َْو َذﻧْ ٌ اﻟ ﱠﺸ ْـﻬُﺮ َوﻟَ َ
ﲔ. ِِ ﺗُﻮﻗِ َﻔﲏ ﻣﻮﻗِﻒ ِﺧﺰ ٍي ،ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
اﻵﺧَﺮةِ ،أ َْو ﺗُـ َﻌ ﱢﺬﺑَﲏ َِﺎ ﻳَـ ْﻮَم اﻟ َﻘ َ
ﺎك ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ َ َ َْ َ ْ
ِ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وَرﲪْﺘَــﲏ ﺑِــﻪ ﻣـ ْـﻦ ذ ْﻛ ـ ِﺮَك ، ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ ،ﻣــﺎ أ ََرْدﺗَــﲏ ﺑِــﻪ ﻣـ ْـﻦ َﻣ ْﺴ ـﺄَﻟَﺘ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻓَ َﻜ َﻤــﺎ َﻛ ـﺎَ َن ﻣـ ْـﻦ َﺷ ـﺄْﻧ َ
ـﻚ ِﻣْﻨـﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ﻓَـ ْﻠﻴ ُﻜﻦ ِﻣﻦ ﺷـﺄْﻧِﻚ ﺳـﻴ ِﺪي ا ِﻹﺟﺎﺑـﺔُ ﻓِﻴﻤـﺎ دﻋﻮﺗُـﻚ ،واﻟﻨ ِ
ـﺖ إﻟَْﻴ َ ﻴﻤـﺎ ﻗَـ ْﺪ ﻓَـَﺰ ْﻋ َ
ﱠﺠـﺎةُ ﻓ َ َ َ َ َ َْ َ َ َ َ َ َ
ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱢﻤ ٍـﺪ و ِ ٍ
ـﻚ َ ،ر ْﲪَـﺔً ﻻ ﺗُـ َﻌـ ﱢﺬﺑُﲏ ﺑـَ ْﻌ َـﺪ َﻫﺎ أَﺑَـﺪاً ،ﰲ آل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،واﻓْــﺘَ ْﺢ ﱄ ِﻣ ْـﻦ َﺧ َـﺰاﺋِﻦ َر ْﲪَﺘِ َ َ َ َﱢ
ﻀــﻠِﻚ اﻟﻮ ِاﺳـ ِﻊ ِ ،رْزﻗَـﺎً ﺣـ َـﻼﻻً ﻃَﻴﱢﺒـﺎً ،ﻻ ﺗُـ ْﻔ ِﻘــﺮﱐ ﺑـﻌــﺪﻩ◌ إﱃ أَﺣــﺪٍ ِ ِ ِ
َ ُ َْ َُ ُ َ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـَـﺮة َ ،و ْارُزﻗْـ ِﲏ ﻣـ ْـﻦ ﻓَ ْ َ َ
ِ ِ ِ
ﲏ َ ،وﺗَـ َﻌﻔﱡﻔﺎً. ﻚ َﻋ ﱠﻤ ْﻦ ﺳ َﻮ َاك ﻏ ًَ ﻚ ﻓَﺎﻗَﺔً َوﺑِ َ ﻚ َل َ◌ك ُﺷ ْﻜﺮاً َ ،وإﻟَْﻴ َ ﻳﺪﱐ ﺑِﺬﻟ َ ِﺳ َﻮ َاك أَﺑَﺪاً ،ﺗَ ِﺰ ُ
َﻋ ُـﻮذُ ﺑِ َ ِ إﺣ َﺴﺎﻧِ َ َﻋ ُﻮذُ ﺑِ َ
ـﻚ أَ ْن ﻚ ،اَ ِﻹ َﺳﺎءَةُ ﻣ ﱢﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ ﻚ أَ ْن ﻳَ ُﻜ ْﻮ َن َﺟَﺰاءَ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ
ِ ِ أ ِ ِ ِ
ـﻚ أَ ْن َﻋـ ُـﻮذُ ﺑِـ َ
ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ ﻴﻤــﺎ ْﺑﻴـ ِـﲏ َوﺑَـْﻴـﻨَـ َ
ـﺎس َ ،وأُﻓْﺴـ َـﺪﻩُ ﻓ َـﲔ اﻟﻨﱠـ ِ ﻴﻤــﺎ ﺑَـْﻴــﲏ َوﺑَـ َُْﺻــﻠ َﺢ َﻋ َﻤﻠــﻲ ﻓ َ ْ
ﺎﻋﺘِﻚ. ِ ِ َﲢُ ْﻮَ َﺳ ِﺮﻳَﺮ ﺑَـْﻴ ِ َوﺑَﻴﻨ
َ َ أَْ ﺗَ ُﻜﻮ َ ُﳐﺎﻟ َﻔﺔ َل◌ﻃَ َ
ﻚ أَ ْن ﺗَ ُﻜ َﻮ َن َﺷ ْﻲءٌ ِﻣ َﻦ َاﻷ ْﺷﻴَ ِﺎء ،آﺛَـَﺮَ ﻋْﻨ ِﺪي ِﻣ ْﻦ َﻋ ُﻮذُ ﺑِ َاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ
١٢٢
ِِ ِ ﻃَﺎﻋﺘِــﻚ ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أَﻋــﻮذُ ﺑِــﻚ أَ ْن أَﻋﻤــﻞ ﻋﻤ ـﻼً ِﻣــﻦ ﻃَﺎﻋﺘِـ ِ
َﺣــﺪاً ـﻚ ﻗَﻠــﻴﻼً أ َْو َﻛﺜ ـﲑاً أُ ِرﻳـ ُـﺪ ﺑــﻪ أ َ ْ َ َ َْ َ ََ ُُ َ ُ َ َ
ـﻮى ﻳـُ ْـﺮِدي َﻣ ْـﻦ َرﻛِﺒَـﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َﻏﻴـﺮَك ،أَو أ َْﻋﻤﻞ ﻋﻤﻼً ُﳜَﺎﻟِﻄُﻪ ِرﻳﺎء ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أَﻋﻮذُ ﺑِ َ ِ
ﻚ ﻣ ْﻦ َﻫ ً ُْ ُ ٌَ ُ َْ ْ َ َ َ َ
ـﻚ أَ ْن أَﺟﻌــﻞ َﺷــﻴﺌﺎً ِﻣــﻦ ُﺷ ـ ْﻜ ِﺮي ِﰲ ﻣــﺎ أَﻧْـﻌﻤــﺖ ﺑِـ ِـﻪ ﻋﻠَــﻲ ﻟِﻐَـ ِـﲑ َك ،أَﻃْﻠُـ ِ
ﺿــﺎ ـﺐ ﺑِــﻪ ِر َ ُ َ َْ َ َ ﱠ ْ ََ َ ْ ْ َﻋـ ْـﻮذُ ﺑِـ َ
،أﱐ أ ُ
ـﺎس َوأ َْرُﻛ ُـﻦ ﺑِ ِـﻪﻚ ﻟِﻠﻨﱠ ِ ِ ِ
ـﻚ أَ ْن أَﺗَـ َﻌـﺪﱠى َﺣـ ّﺪاً ِﻣ ْـﻦ ُﺣ ُـﺪود َك ،أَﺗَـ َـﺰﻳﱠ ُﻦ ﺑِـﺬﻟ َ َﻋ ْـﻮذُ ﺑِ َ
ﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ
ِ
َﺧ ْﻠﻘ َ
ﻟِﻠ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ.
ﻚ ـﻚ ِﻣـ ْـﻦ َﻣ ْﻌ ِﺼــﻴَﺘِ َ ﺎﻋﺘِـ ََﻋــﻮذُ ﺑِﻄَ َ ﻚ َ ،وأ ُ ـﺨ ِﻄ َ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أَﻋــﻮذُ ﺑﻌ ْﻔ ـ ِﻮ َك ،وأَﻋــﻮذُ ﺑِ ِﺮﺿـ َ ِ
ـﺎك ﻣـ ْـﻦ ُﺳـ ْ َ ُْ َ ُْ َ ُ
ِ ِ
َﻋــﻮذ ﺑِــﻚ ﻣ ْﻨــﻚ َﺟـ ﱠـﻞ ﺛـَﻨَـ َ
ـﺖ َﻛ َﻤــﺎ ـﺖ َ ،وأَﻧْـ َ ﺻـ ُ ـﻚ َوﻟَـ ْـﻮ َﺣ ِﺮ ْ ُﺣﺼــﻲ اﻟﺜـﱠﻨَــﺎءَ َﻋﻠَْﻴـ َ ـﻚ ،ﻻ أ ْ ـﺎؤك َوَو ْﺟ ُﻬـ َ َوأ ُ
أَﺛْـﻨَـْﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻚ ُﺳْﺒ َﺤﺎﻧَﻚ َوِﲝَ ْﻤِﺪ ك.
ي َﻋْﺒـ ٍـﺪ ِﻣـ ْـﻦ ـﺎد َك ﻋِْﻨـ ِـﺪي ،ﻓَــﺄ ﱡ ـﺎﱂ َﻛﺜِــﲑةِ ﻟِﻌِﺒـ ِ ِ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إﱐ أَﺳ ـﺘَـ ْﻐ ِﻔﺮَك ،وأَﺗُــﻮب إﻟَﻴـ َ ِ
ـﻚ ،ﻣـ ْـﻦ َﻣﻈَـ َ َ َ ْ ُ َ ُ ْ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﺎﻫــﺎ ﰲ َﻣﺎﻟــﻪ ،أ َْو ﺑَ َﺪﻧــﻪ ،أ َْو ـﺖ ﻟَــﻪُ ﻗﺒَﻠــﻲ َﻣﻈْﻠُ َﻤ ـﺔً ﻇَﻠَ ْﻤﺘُــﻪُ إﻳﱠ َ ـﻚ َ ،ﻛﺎﻧَـ ْ ِﻋﺒَــﺎد َك ،أ َْو أ ََﻣــﺔ ﻣـ ْـﻦ َإﻣﺎﺋـ َ
ِ ِ ٍ
ﺼـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َ ،وأ َْر ِﺿــﻪ ِ ِﻋﺮ ِﺿـ ِـﻪ ،ﻻ أَﺳــﺘَ ِﻄﻴﻊ أَداء ذَﻟِـ َ ِ
ـﻚ إﻟَْﻴــﻪ َ ،وﻻ أ ََﲢَﻠﱠﻠُ َﻬــﺎ ﻣْﻨــﻪُ ،ﻓَ َ ْ ُ ََ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﺖ ﺼـﻨَ ُﻊ ﻳـﺎ َﺳـﻴﱢﺪي ﺑِ َﻌـ َﺬ ِاﰊ َ ،وﻗَـ ْﺪ َوﺳ َـﻌ ْ ﺖ َ ،وَﻫْﺒـ َﻬـﺎ ﱄ َ ،وَﻣـﺎ ﺗَ ْ ـﻒ ﺷ ْـﺌ َﺖ َ ،وَﻛْﻴ َ أﻧﺖ َﻋ ﱢﲏ ﲟَﺎ ﺷْﺌ َ َ
ِ ٍ
ﺼـﻚ ﻚ َ ،وﻻ ﻳَـْﻨـ ُﻘ ُ ﻚ َ ،وﻻ ُ ﻴﻨَ ِـﲏ ﺑِ َﻌـ َﺬاﺑِ َ ب أَ ْن ﺗُ َﻜ ِﺮَﻣﲏ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ ﻚ ﻳَﺎ َر ﱡ ﻚ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء َ ،وَﻣﺎ َﻋﻠَْﻴ َ َر ْﲪَﺘُ َ
ﺖ َو ِاﺟ ٌﺪ ﻟِ ُﻜ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء. ﻚ َ ،وأَﻧْ َ ﻔﻌ َﻞ ِﰊ ﻣﺎ َﺳﺄَﻟْﺘُ َ ﻳَﺎَر ﱡب أ ْن ﺗَ َ
ت ﻓِﻴـ ِـﻪ َ ،وِﳑـﱠـﺎ ـﺐ ﺗُـﺒــﺖ إﻟَﻴـ َ ِ
ـﻚ ﻣْﻨــﻪُ ،ﰒُﱠ ُﻋ ـ ْﺪ ُ ـﻚ ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َذﻧْـ ٍ ْ ُ ْ
إﱐ أَﺳ ـﺘَـ ْﻐ ِﻔﺮَك ،وأَﺗُــﻮب إﻟَﻴـ َ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﱢ ْ ُ َ ُ ْ
ﺼـﻼةِ ،واﻟَﺰَﻛـﺎةِ ،واﻟ ﱢ ِ ِ ِ ـﻚ ِﻣ َـﻦ اﻟ ﱠ ِ
اﻟﻌﻤ َـﺮةِ ،
ﺼـﻴَﺎم َواﳉ َﻬـﺎد َ ،واﳊَـ ﱢﺞ َو ْ َ َ ﻚ َوأ ََداء َﺣ ﱢﻘ َ ﺖ ِﻣ ْﻦ ﻓَـَﺮاﺋِ ِﻀ َ ﺿﻴﱠـ ْﻌ َُ
ﲔ، ِ ِ ِ ِ ِ
ﺿ ـ ــﻮء ،واﻟﻐُﺴـ ـ ِـﻞ ﻣـ ــﻦ اﳉَﻨَﺎﺑَـ ــﺔ ،وﻗﻴَـ ـ ِـﺎم اﻟﻠﱠْﻴـ ـ ِـﻞ ،وَﻛﺜْ ـ ــﺮةِ اﻟ ـ ـ ﱢﺬ ْﻛ ِﺮ ،وَﻛ ﱠﻔـ ــﺎرةِ اﻟﻴَﻤ ـ ـ ِ
َ َ َ َ َ َ َ ْ اﻟﻮ ُ
إﺳـ ــﺒَ ِﺎغ ُ َو ْ
ﻳﻀ ٍﺔ ،أ َْو ُﺳﻨ ٍﱠﺔ ﺼﺮ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ ِِ و ِ
ت ﻓﻴﻪ ،ﻣ ْﻦ ﻓَ ِﺮ َ اﻟﺼ ُﺪود َ ،وﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَ ﱠ ْ ُ اﻹﺳ ْﱰ َﺟ ِﺎع ﰲ اﳌَْﻌﺼﻴَﺔ َ ،و ُ َ ْ
١٢٣
ﺎﺻـﻲ َ ،و َﻋ ِﻤْﻠـﺖ ـﻚ ِﻣْﻨـﻪ ،وِﳑﱠـﺎ رﻛِﺒـﺖ ِﻣـﻦ اﻟ َﻜﺒـﺎﺋِِﺮ ،وأَﺗَـﻴـﺖ ِﻣـﻦ اﳌﻌ ِ ﻓﺈﱐ أ ِ
َ ْ ُ َ ََ ﻮب إﻟَْﻴ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ َﺳﺘَـ ْﻐﻔُﺮَك َ ،وأَﺗُ ُ ﱠ ْ
ﺎﺷـْـﺮ ت ِﻣــﻦ اﳋَﻄَﺎﻳَــﺎ ِﳑـﱠـﺎ ات َ ،وﺑَ َ ﺌﺎت ،وأَﺻــﺒﺖ ِﻣــﻦ اﻟ ﱠﺸــﻬﻮ ِ
َ َْ ُ َ ََ
ﻮب ،واﺟﺘَـﺮﺣــﺖ ِﻣــﻦ اﻟ ﱠﺴ ـﻴِ ِ
َ ْ َْ ُ َ
ِﻣــﻦ اﻟ ـ ﱡﺬﻧُ ِ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ِ ِ
ـﻚ ﻣْﻨـﻪُ َ ،وﻣ ْـﻦ َﺳـ ْﻔﻚ اﻟـﺪﱠم ، ـﻮب إﻟَْﻴ َ
ـﺈﱐ أَﺗُ ُﻚ َﻋ ْﻤﺪاً أ َْو َﺧﻄَـﺄً ،ﺳـﱠﺮاً أ َْو َﻋ َﻼﻧﻴَـﺔً ،ﻓَ ﱢ َﻋ ِﻤْﻠﺘُﻪُ ﻣ ْﻦ ذَﻟ َ
ﺎت َ ،وأَ ْﻛـ ِـﻞ أ َْﻣ ـ َـﻮ ِالف اﳌﺤﺼ ـﻨَ ِ ِ ِ ِ ـﻮق اﻟﻮاﻟِـ َـﺪﻳ ِﻦ وﻗَ ِ ِ ِ
ﻄﻴﻌ ــﺔ اﻟ ـﱠﺮﺣ ِﻢ َ ،واﻟ َﻔ ـ َـﺮا ِر ﻣـ َـﻦ اﻟﱠﺰ ْﺣ ــﻒ َ ،وﻗَ ـ ْﺬ ُ ْ َ َو ُﻋ ُﻘ ـ َ ْ َ َ
ـﻴﻼ ، اﻟﻴﺘَﺎﻣﻰ ﻇُْﻠﻤﺎً ،و َﺷﻬ َﺎدةِ اﻟﱡﺰوِر ،وُﻛْﺘﻤـﺎَ ِن اﻟ ﱠﺸـﻬ َﺎدةِ ،وأَ ْن أَ ْﺷ َِـﱰي ﺑِﻌﻬ ِـﺪ َك ﰲ ﻧَـ ْﻔ ِﺴـﻲ َﲦَﻨـﺎً ﻗَﻠِ ٍ
َْ َ َ َ َ َ َ َ
ِ
ـﺤ ِﺮ َ ،واَﻹ ْﻛﺘِ َﻬ ــﺎِن َ ،واﻟﻄﱠﻴَـ ـ َـﺮةِ َ ،واﻟ ﱢﺸـ ـْﺮ ِك َ ،واﻟﱢﺮﻳَــﺎء ، اﻟﺴ ـ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺤﺖ َواﻟﺴ ـ ْ َوأَ ْﻛ ـ ِـﻞ اﻟﱢﺮﻳَــﺎء َ ،واﻟﻐُﻠُ ــﻮل َ ،و ْ
اﻟﻌ ْﻬ ِـﺪ ـﺎق َ ،وﻧـَ ْﻘ ِ ﺎق ،واﻟﻨِ َﻔ ِ ﺲ اﳌِﻴﺰ ِان ،واﻟﺸﱢـ َﻘ ِ ب اﳋَﻤ ِﺮ ،وﻧَـ ْﻘ ِ ِ ِ واﻟ ﱠﺴ ِﺮﻗَِﺔ و ُﺷﺮ ِ
ـﺾ َ َ َ ﺺ اﳌﻜْﻴَﺎل َ ،وﲞَْ ِ َ ْ َ َ ْ َ
ـﺎن َ ،واﳍَْﻤـﺰِ ﱠﻤﻴﻤـ ِـﺔ ،واﻟﺒـﻬﺘَ ِ ـﻒ ،واﻟﻐَﻴﺒ ِـﺔ واﻟﻨ ِ ِ ِ ِ
إﺧ َﻔــﺎر اﻟ ّﺬ َﻣـﺔ َ ،واﳊَْﻠـ ِ ِ ِ ِ ِ
َ َْ َ َ َ ُ ْ َ ،واﻟﻔْﺮﻳَـﺔ َواﳋﻴَﺎﻧَــﺔ َ ،واﻟﻐَـ ْﺪر َ ،و ْ
اﻟﻜ ـ َِـﱪ ، ـﺖ ﺑِﻐَ ـ ِـﲑ إ ْذ ٍن ،واﻟ َﻔﺨـ ـ ِﺮ ،و ِ ـﻮل ﺑـﻴ ـ ٍ
ِ واﻟﻠﱠﻤـ ـ ِﺰ ،واﻟﺘَـﻨَ ــﺎﺑ ِﺰ ﺑِ َﺎﻷﻟْ َﻘ ـ ِ
َ ْ َ ْ ـﺎب َ ،وأ َذى اﳉَ ــﺎ ِر َ ،وُد ُﺧ ـ َْ َ ْ َ ُ
ض ﻣﺮﺣﺎً ،واﳉﻮِر ﰲ اﳊﻜْـ ِﻢ ،وا ِﻹﻋﺘِـﺪاءِ ِ ِ
َ َْ ُ ﺻَﺮا ِر َ ،وا ِﻹ ْﺳﺘﻜْﺒَﺎ ِر َ ،واﳌَ ْﺸ ِﻲ ﰲ َاﻷ ْر ِ َ َ َ َ ْ َوا ِﻹ ْﺷَﺮاك َ ،وا ِﻹ ْ
اﻟﻌـ َـﺪ ِد ﰲ ِ ِِ ـﺎﱂ ،و ِ ـﻮب اﳊ ِﻤﻴﱠـ ِـﺔ ،وﻋﻀـ ِـﺪ اﻟﻈﱠـ ِ ـﺐ ،ورُﻛـ ِ ﻀـ ِ
اﻟﻌ ـ ْﺪ َوان َ ،وﻗﻠﱠــﺔ َ اﻟﻌـ ْـﻮد ﻋﻠــﻰ ا ِﻹ ِْﰒ َو ُ ََ ََ ْ َ َُ ﰲ اﻟﻐَ َ
ـﺎع اﳍــﻮى ،واﻟﻌﻤـ ِـﻞ ﺑِﺎﻟ ﱠﺸــﻬﻮةِ ،وﻋـ َـﺪِم َاﻷﻣ ـ ِﺮ ﺑِــﺎﳌﻌﺮ ِ ِ َاﻷﻫـ ِـﻞ و ِ
وف ، ْ ُْ َْ َ َ اﻟﻮﻟَــﺪ َ ،وُرُﻛــﻮب اﻟﻈﱠـ ِﻦ َ ،واﺗـﱢﺒَـ ِ َ َ َ َ َ ْ ََ
ﻻء إﱃ اﳊُ ﱠﻜـ ِـﺎم ﺑِﻐَـ ِْـﲑ َﺣ ـ ﱢﻖ ، ـﻮد اﳊ ـ ﱢﻖ ،واﻹد ِ ِ ـﺎد ﰲ َاﻷ ْر ِ اﻟﻔﺴـ ِ
ض َ ،و ُﺟ ُﺤـ َ َ ْ َواﻟﻨـ ْﱠﻬ ـ ِﻲ َﻋ ـ ِﻦ اﳌُْﻨ َﻜــﺮ َ ،و َ َ
اﻟﻘﻮِل ﻓِﻴﻤﺎ ﻻ أْﻋﻠُﻢ ،وأَ ْﻛ ِﻞ اﳌﻴﺘ ِﺔ واﻟـﺪِﱠم ،و َﳊـ ِﻢ اﳋِْﻨ ِﺰﻳـ ِﺮ ،وﻣـﺎ أ ُِﻫ ﱠ ِ ِ ِ ِ
ـﲑ ـﻞ ﺑِـ ﻟ ﻐَ ْ ََ َْ ََْ َ َ َ َواﳌ ْﻜ ِﺮ َواﳋَﺪ َﻳﻌﺔ َ ،و َ ْ َ
ـﺎب ﺑِــﺎﻟَْﻨ ِﻔﺲ ، اﻹﻋﺠـ ِ
ﻀـ َـﻞ اﷲُ َ ،و ْ َ ﺎﺣ َﺸـ ِـﺔ َ ،واﻟﺘَ َﻤـ ﱢـﲏ ِﲟـَـﺎ ﻓَ ﱠ ﱡﻋ ِﺎء إﱃ َ
اﻟﻔ ِ
اﷲ َ ،واﳊَ َﺴـ َـﺪ َ ،واﻟﺒَـ ْﻐـ ِﻲ َواﻟـﺪ َ
ِ
آن َ ،وﻗَـ ْﻬـ ِﺮ اﻟﻴَْﺘــﻴﻢ َ ،وإﻧْﺘِ َﻬــﺎ ِر اﻟ ﱠﺴــﺎﺋِ ِﻞ َ ،واﳊَ ْﻨــﺚ اﻟﻘــﺮ ِ ِ واﳌـ ﱢﻦ ﺑِ ِ ِ ِ ِ
ﺎﻟﻌﻄﻴﱠــﺔ َ ،و ْارﺗ َﻜــﺎب اﻟﻈُْﻠـ ِﻢ َ ،و ُﺟ ُﺤــﻮد ُ ْ ََ َ
ِ ٍ ٍ ِ ٍ ِ
ﰲ وا ِﻹﳝَﺎن ،وُﻛ ﱢﻞ َﳝِ ٍ ِ ِ
َﺣﺪ ﻣ ْﻦ ﲔ َﻛﺎذﺑﺔ ﻓَﺎﺟَﺮة َ ،وﻇُْﻠ ِﻢ أ َ َ
١٢٤
ﺼـ ـ ِﺮي َ ،و َِﲰ َﻌ ــﻪُ ﲰَْﻌِ ــﻲ ، ِِ ِ ِ ِِ ِ
ـﻚ ﰲ ْأﻣ ـ َـﻮاﳍ ْﻢ َ ،وأَ ْﺷ ـ َـﻌﺎ ِرﻫ ْﻢ َ ،وأ َْﻋَﺮاﺿـ ـ ِﻬ ُﻢ َوأَﺑْ َﺸ ــﺎ ِرﻫ ْﻢ َ ،وَﻣ ــﺎ َرآﻩُ ﺑَ َ َﺧ ْﻠﻘ ـ َ
ْﺖ ﺑِـ ِـﻪ ِ ِ وﻧَﻄَــﻖ ﺑِـ ِـﻪ ﻟِﺴـ ِـﺎﱐ ،وﺑﺴ ـﻄْﺖ إﻟَﻴـ ِـﻪ ﻳـ ِـﺪي ،وﻧَـ َﻘ ْﻠـ ِ
ﺎﺷـ َـﺮْﻩ ﺟْﻠــﺪي َو َﺣ ـ ﱠﺪﺛ ُ ـﺖ إﻟْﻴـ ِـﻪ ﻗَـ َـﺪ ِﻣﻲ َ ،وﺑِ َ َ ُ ََ َ ُ ْ َ َ َ َ
ـﺐ َو َﺧ ِﻄﻴﺌَ ٍـﺔ َ ،ﻋ ِﻤ ْﻠﺘُـ َﻬـﺎ ﰲ ﺎﺣ َﺸ ٍـﺔ وذَﻧْ ٍ ﲔ زوٍر ،وِﻣـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ ﻓَ ِ ِ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ ،ﳑﱠﺎ ﻫﻮ ﻟَ َ ِ ِ
َ ﻚ َﻣ ْﻌﺼﻴَﺔً َ ،وُﻛ ﱢﻞ َﳝ ٍ ُ َ ْ َُ
ِ ِ ٍ
ﱠﻬــﺎر ﰲ َﻣـَـﻼ ء أَ و َﺧــ َﻼء ،ﳑـﱠـﺎ َﻋﻠ ْﻤﺘَــﻪُ أ َْو َﱂْ أ َْﻋﻠَ ْﻤــﻪُ ،ذَ َﻛْﺮﺗُــﻪُ أ َْم َﱂْ أَذْ ُﻛـ ْـﺮﻩُ ، َﺳـ َـﻮاد اﻟﻠﱠ ْﻴــﻞ َوﺑَـﻴَــﺎض اﻟﻨـ َ
ﲔ َ ،وَﻣــﺎ ِﺳـ َـﻮ َاﻫﺎ ِ ،ﻣـ ْـﻦ ِﺣـ ﱟـﻞ أ َْو َﺣـ َـﺮٍام ،ﺗَـ َﻌـ ﱠﺪﻳْﺖ ﻚ ﻓِﻴـ ِـﻪ رﱢﰊ ﻃَﺮﻓَـﺔَ َﻋـ ٍ َِﲰ ْﻌﺘُــﻪُ أ َْم َﱂْ أ ْ
ﺼـ ْـﻴﺘُ َ َ ْ َﲰَ ْﻌــﻪُ َ ،ﻋ َ
ـﻚ ِﻣْﻨــﻪُ ، ِ ِ ﻓِﻴ ِـﻪ أ َْو ﻗَ ﱠ
ـﻮب إﻟَْﻴ َ
ـﺈﱐ أَﺗُ ُ ـﺖ َْﳎﻠﺴـﻲ َﻫـ َﺬا ،ﻓَـ ّ ت َﻋْﻨـﻪُ ُ ،ﻣْﻨـ ُﺬ ﻳـَ ْـﻮم َﺧﻠَ ْﻘﺘَ ِـﲏ إﱃ أَ ْن َﺟﻠَ ْﺴـ ُ ﺼ ْـﺮ ُ
َوأَﻧْﺖ ﻳﺎ َﻛ ِﺮﱘ ﺗَـ ﱠﻮاب َرِﺣﻴﻢ.
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،واﻗْـﺒَ ْـﻞ ﺼﻰ َ ،
ِِ
ﻀ ِﻞ َ ،واﳌَ َﺤﺎﻣﺪ اﻟﱵ ﻻ ُْﲢ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻳﺎ ذَا اﳌ ﱢﻦ َواﻟ َﻔ ْ
ـﻮﰊ ،وﻣـﺎ أَﺳـﺮﻓْﺖ ﻋﻠـﻰ ﻧـَ ْﻔ ِ َِ
ٍ ِ
ـﻚ
ـﺖ إﻟَْﻴ َ ْ ُ ﺒ ـ
ُﺗ ـﺐ ﻧ
ْ ذ
َ ﰲ ـﻊ
ََْﺟ َر
أ ﻻ ـﱴ
ﱠ ﺣ
َ ـﻲ ﺴ ََ ْ َ ُ ِ ُﻧذ
ُ ةﺮﺗَـ ْﻮﺑَِﱵ َ ،وﻻ ﺗَـُﺮﱠد َﻫﺎ ﻟ َ
ـْﺜﻜَ
ﻮﻋـ ـﺔً ِﻋْﻨ ـ َـﺪ َك ،ﰲ ِﻣْﻨ ــﻪ ،ﻓَﺎﺟﻌْﻠﻬ ــﺎ ﻳ ــﺎ ﻋ ِﺰﻳ ــﺰ ﺗَـﻮﺑـ ـ ًﺔ ﻧَﺼ ــﻮﺣﺎً ِ
ﻚ َﻣ ْﻘﺒُـ َﻮﻟًــﺔ َ ،ﻣْﺮﻓُ َ ﺻ ــﺎدﻗَﺔً َﻣ ـ ْـﱪ َورًة ﻟَ ـ َـﺪﻳْ ََ َ ُ َْ ُ ُ َْ َ
ﻴﺖ َِﺎ َﻋﻨْـ ُﻬ ْﻢ ، ِ ِ ﺧﺰاﺋِﻨِﻚ اﻟﱵ ذَﺧﺮﺗَـﻬﺎ َﻷوﻟِﻴﺎﺋِ َ ِ
ﲔ ﻗَﺒِْﻠﺘَـ َﻬﺎ ﻣْﻨـ ُﻬ ْﻢ َ ،وَرﺿ َ ﻚﺣ َ َْ َ َ ََ
ٍ ِ ٍ
ﺼ ـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،وأَ ْن ِ ِ ِ ﱠ
ﻚ أَ ْنْ ﺗُ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﺲ َﻋْﺒــﺪ َك َ ،وأ ْ ﺲ ﻧـَ ْﻔـ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،إن ﻫــﺬﻩ اﻟ ـﻨﱠـ ْﻔ َ
ـﺐ َوﻻ ِ ِ ِ َْﲡﻌﻠَﻬــﺎ ﰲ ِﺣﺼ ـ ٍﻦ ﺣ ِﺼ ـ ٍ ِ
ـﺐ َ ،وﻻ َﺧﻄﻴﺌَ ـﺔٌ َ ،وﻻ ﻳـُ ْﻔﺴـ ُـﺪ َﻫﺎ َﻋْﻴـ ٌ ﲔ َﻣﻨﻴ ـ ٍﻊ ﻻ ﻳَﺼـ ُـﻞ إﻟْﻴـ َﻬــﺎ ذَﻧْـ ٌ ْ َ ََ
ِ
ـﺎؤ ك ـﻚ َ ،وأَﻧْﺒِﻴَ ُ ـﺮوٌر ﺗَـ ْﻐﺒِﻄُـﲏ َﻣﻼﺋِ َﻜﺘُ َ اض َ ،وأَﻧَـﺎ َﻣ ْﺴ ُ ـﺖ َﻋ ﱢـﲏ َر ٍ ِ
ﺎك ﻳـَ ْﻮَم اﻟﻘﻴَ َﺎﻣﺔ َ ،وأَﻧْ َ ﺼﻴَﺔً َﺣ ﱠﱴ أَﻟْ َﻘ َ ﻣﻌ ِ
َْ
ﺼﺎدﻗﲔ.ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وﻗَﺪ ﻗَﺒِْﻠﺘَِﲏ َو َﺟ َﻌ ْﻠﺘَﲏ ﺗَﺎﺋﺒﺎً ﻃَﺎﻫﺮاً َزاﻛﻴﺎً ﻋْﻨَﺪ ك ﻣﻦ اﻟ ﱠ ِ
ﻴﻊ َﺧْﻠﻘ َ َو َﲨ ُ
ٍ ِ ٍ
اﺟ َﻌْﻠ َﻬـﺎ ذُﻧُﻮﺑـﺎً ﻻ ﺗُﻈْ ِﻬ َﺮﻫـﺎ ﺼ ﱢﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،و ْ ﻚ ﺑِ ُﺬﻧُ ِﻮﰊ ،ﻓَ َ ف ﻟَ َ إﱐ أ َْﻋ َِﱰ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱠ
ـﺖ ِ ِ ِ ﻮب ،ﻳﺎ أَرﺣﻢ اﻟﱠﺮاِ ِ ﻚ ،ﻳﺎ َﻏﻔﱠﺎر اﻟ ُﺬﻧُ ِ ِ ٍ
َﻷ َﺣﺪ ِﻣ ْﻦ َﺧْﻠﻘ َ
ﻚ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َوﲝَ ْﻤـﺪ َك َ ،ﻋﻤ ْﻠ ُ ﲪ َﲔ ُ ،ﺳْﺒ َﺤﺎﻧَ َ ََْ َ
ﻴﻢ. ﱠﻚ أَﻧْﺖ اﻟﻐَ ُﻔ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ
ﻮر اﻟﱠﺮﺣ ُ ُ ﺼ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وا ْﻏﻔْﺮ ﱄ إﻧ َ َ ﺖ ﻧَـ ْﻔﺴﻲ ،ﻓَ َ ُﺳﻮءاً َوﻇَﻠَ ْﻤ ُ
١٢٥
اﻟﻠّﻬـ ـ ﱠﻢ ،إ ْن َﻛ ــﺎ َن ِﻣ ــﻦ ﻋﻄَﺎﺋِــﻚ ،وﻓَ ْ ِ
ﻚ ،أَ ْن ﺗَـ ـ ْـﺮُزﻗَﲏ اﻟﺘـ ْﱠﻮﺑَـ ـﺔَ ، ﻀ ــﺎﺋِ َ ـﻚ َوﻗَ َ ﻚ َ ،وﰲ ِﻋْﻠ ِﻤ ـ َ ﻀ ــﻠ َ ْ َ َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
َﺣﺴ ـ ْـﻦ َﻣ ْﻌ ـﻮﻧَﱵ ﰲ اﳉ ـ ﱢﺪ َ ،وا ِﻹ ْﺟﺘ َﻬ ــﺎد ، ﺼــ ﱢـﻞ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َوآﻟ ــﻪ َ ،و ْاﻋﺼ ـ ْـﻤﲏ ﺑَﻘﻴﱠــﺔ ُﻋ ْﻤ ـ ِﺮي َ ،وأ ْ ﻓَ َ
ﺎﻋﺘِ َ
ـﻚ ـﻚ َ ،وﻃَ َ ﺎدﺗِ َ ِ
اﻟﺼـ ﱠﺤﺔ َﺣ ﱠـﱴ أﺑْـﻠُ َـﻎ ﰲ ﻋﺒَ َ
ـﺎط واﻟ َﻔـﺮِح و ِ
ﱠﺸ َ َ َ ْ
ـﺐ وﺗَـﺮﺿـﻰ ،واﻟﻨ َ ِ ِ
َواﳌُ َﺴ َﺎر َﻋﺔ إﱃ َﻣـﺎ ُﲢ ﱡ َ ْ َ َ َ
ِ
ـﺎك ،وأَ ْن ﺗَــﺮزﻗَﲏ ﺑِﺮ ْﲪﺘِـﻚ ،ﻣـﺎ أُﻗِـﻴﻢ ﺑِ ِـﻪ ﺣ ُـﺪ ِ
ـﻚ َ ،و َﺣ ﱠـﱴ أ َْﻋ َﻤ َـﻞ ﰲ ود دﻳﻨِ َ ُ ُ َ ﺿ َ َ ُْ َ َ َ ـﻲ ِر َاﻟ َﳛـ ﱡﻖ ﻟَـﻚ َﻋﻠَ ﱠ
ِ
ـﻚ ِﲜﻤﻴـ ِﻊ اﳌـ ْـﺆِﻣﻨِﲔ واﳌ ْﺆِﻣﻨَـ ِ ِ ِ ِ
ـﺎت ﰲ َﻣ َﺸــﺎ ِرِق َ َ َ ﻚ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ َوآﻟـ ِـﻪ َ ،واﻓْـ َﻌـ ْـﻞ ذﻟـ َ ﺻ ـﻠَ َﻮاﺗُ َ
َ ـﻚ ،ـﻚ ﺑِ ُﺴــﻨَ ِﻦ ﻧَﺒِﻴﱢـ َ
َذﻟـ َ
ﺖ اﻟﻐَ ُﻔﻮر اﻟُﱠﺮِ ُ ِ ِ ِ ض َوَﻣﻐَﺎ ِرَِﺎ ..اﻟﻠ ُﻬ ﱠﻢ إﻧ َ اﻷر ِ
ﻴﻢ .. ُ ﺣ ُ ﱠﻚ ﺗَ ْﺸ ُﻜُﺮ اﻟﻴَﺴ َﲑ َ ،وﺗَـ ْﻐﻔُﺮ اﻟ َﻜﺜ َﲑ َوأَﻧْ َ ْ
وﻛﺎن ﻳﻜﺮر ذﻟﻚ ﺛﻼث ﻣﺮات.
ﺎﻫ ٍـﻞ َ ،وُﲣْ ِﻤ ُـﺪ َﻋ ﱢـﲏ ُﺷ ْـﻌﻠَﺔَ ُﻛ ﱢـﻞ ﻗَﺎﺋِ ٍـﻞ ، اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ إﻗْ ِﺴﻢ ﱄ ُﻛﻞ ﻣـﺎ ﺗُﻄْ ِﻔـﻰء ﺑِ ِـﻪ ﻋ ﱢـﲏ ،ﻧَـﺎﺋِﺮةَ ُﻛـﻞ ﺟ ِ
َ ﱢ َ ُ َ ﱢَ ْ ُ
ِ ِ
ﻒ َ ،وﻋـﺰاً ﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ ذُ ٍل ﺿ ْـﻌ ٍ ِ ِ ِ ٍ وِْ
ﲎ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﻓَـ ْﻘ ٍﺮ َ ،وﻗُـ ﱠﻮًة ﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ َ ﺿ َﻼﻟَﺔ َ ،وﻏ ً أﻋﻄﲏ ُﻫًﺪ ى َﻋ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َ َ
ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
َ ،وِرﻓْـ َﻌﺔً ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﺿ َﻌﺔ َ ،وأ َْﻣﻨﺎً ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺧ ْﻮف َ ،و َﻋﺎﻓﻴَﺔً ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ ﺑََﻼء ، ِ
ٍ ِ ِ
ـﺎب ُﻛ ﱢـﻞ ُﺷـْﺒـ َﻬﺔ َ ،وُدﻋـﺎءً ـﺎب ُﻛ ﱢـﻞ ﻳَﻘـﲔ َ ،وﻳَﻘﻴﻨـﺎً ﻳَ ُﺴـ ﱡﺪ َﻋ ﱢـﲏ ﺑَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،ارُزﻗْﲏ َﻋ َﻤﻼً ﻳـَ ْﻔـﺘَ ُﺢ ﱄ ﺑَ َ
ـﲔ اﻟـ ُﺬﻧُ ِ ٍ ِ ِ ِِ
ﻮب ، ﺗَـْﺒ ُﺴـ ُﻂ ﱄ ﻓﻴــﻪ ا ِﻹ َﺟﺎﺑَـﺔَ َ ،و َﺧ ْﻮﻓـﺎً ﻳـَﺘَـﻴَ ﱠﺴـ ُـﺮ ﱄ ﺑِــﻪ ُﻛـ ﱡـﻞ َر ْﲪَــﺔ َ ،وﻋ ْ
ﺼـ َـﻤ ًﺔ َﲢـ ُـﻮ ُل ﺑـَْﻴـ ِـﲏ َوﺑَـ ْ َ
َر َﺣﻢ اﻟﱠﺮاِ ِﲪﲔ .(١) « .. ِ ِ
ﺑَﺮ ْﲪَﺘﻚ ﻳﺎ أ ْ
وﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻦ أﻣﻬﺎت أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،وذﻟـﻚ ﳌـﺎ ﺣـﻮاﻩ ﻣـﻦ اﳌﻀـﺎﻣﲔ
اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،واﳌﻄﺎﻟﺐ اﳉﻠﻴﻠﺔ ،اﻟﱵ ﻛﺎن ﻣﻨﻬـﺎ ﻋﻈـﻴﻢ إﺧﻼﺻـﻪ ﰲ ﻃﺎﻋـﺔ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،إﺧﻼﺻـﺎ ﻻ
ﺣﺪود ﻟﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻔﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء
__________________
١ـ اﻻﻗﺒــﺎل ) ص ٤٧ـ ( ٥٠وﻫﻨــﺎك ﺑﻘﻴــﺔ ﳍــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء آﺛﺮﻧــﺎ ﻋــﺪم ذﻛﺮﻫــﺎ ﻟﻌــﺪم ﻋﻠﻤﻨــﺎ ﺑﺄ ــﺎ ﻣــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق
�.
١٢٦
ﺑﺎﻟﺘﺤــﺬﻳﺮ ﻣــﻦ اﻗـﱰاف اﳉـﺮاﺋﻢ واﻟــﺬﻧﻮب ،اﻟــﱵ ﲤﺴــﺦ اﻻﻧﺴــﺎن ،و ــﺒﻂ ﺑــﻪ إﱃ ﻣﺴــﺘﻮى ﺳــﺤﻴﻖ
ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺮار ،وﻗﺪ ذﻛﺮ ﺳﺠﻼ ﻣﻨﻬـﺎ ،وﺣـﺬر ﻛﺄﺷـﺪ ﻣـﺎ ﻳﻜـﻮن اﻟﺘﺤـﺬﻳﺮ ﻣﻨﻬـﺎ ،وﺑـﺬﻟﻚ ﻓﻘـﺪ
اﻋﻄ ــﻰ ﻣﻨﻬﺠ ــﺎ ﻣﺘﻜ ــﺎﻣﻼ ﻟﻠﺤﻴ ــﺎة اﻻﺳ ــﻼﻣﻴﺔ اﳌﺘﻄ ــﻮرة ،اﻟ ــﱵ ﺗﺴ ــﻮد ﲟﻨﺎﻫﺠﻬ ــﺎ اﻟﺮاﺋﻌ ــﺔ ،ﲨﻴ ــﻊ
ﳎﺘﻤﻌــﺎت اﻟﻌــﺎﱂ ،ﺣﻘــﺎ ﻟﻘــﺪ ﻛــﺎن ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻣــﻦ ذﺧــﺎﺋﺮ أدﻋﻴــﺔ أﺋﻤــﺔ أﻫــﻞ اﻟﺒﻴــﺖ � وﻣــﻦ
ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺛﺮوا ﻢ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ.
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻟﻲ رﻣﻀﺎن
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﰲ ﻟﻴﺎﱄ رﻣﻀﺎن ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﳌﻐﺮب ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﻣـﻦ ﻃَﻠَـﺐ ﺣﺎﺟﺘَـﻪ إﱃ أ ٍ ِ
ـﻚ ، ـﺎﺟ ِﱵ إﻻﱠ ِﻣْﻨ َ ـﺐ َﺣ َ ﲔ ،ﻓَـﺈﱐ ﻻ أﻃْﻠُ ُ َﺣـﺪ ﻣ َـﻦ اﳌَ ْﺨﻠُـﻮﻗ َ َ ُ َْ َ َ َ ُ
ِ ِ ٍ ٍ أَﺳ ـﺄَﻟُﻚ ﺑَِﻔ ْ ِ
ِ
ﺼ ـﻠّﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ ﱡوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،وأَ ْن َﲡَ َﻌـ َـﻞ ﱄ ﻣـ ْـﻦ َﻋــﺎﻣﻲ ﻚ ،أَ ْن ﺗُ َ ﺿـ َـﻮاﻧِ َ
ﻚ َ ،وِر ْﻀــﻠ َ ْ َ
ـﻚ ﺗُِﻘ ـﱡﺮ ِ ـَـﺎ َﻋْﻴـ ِـﲏ ،
ﺼ ـﺔً ﻟَـ َ
ِ ِ
ورةً َ ،ﻣ ْﻘﺒُﻮﻟَـﺔً َزاﻛﻴَـﺔً َ ،ﺧﺎﻟ َ
ِ َﻫ ـ َﺬا ،إﱃ ﺑَـْﻴﺘِـ َ ِ ِ
ـﻚ اﳊَـ َـﺮام َﺳ ـﺒﻴﻼً ،ﺣ ﱠﺠ ـﺔً ًﻣْﺒ ـ ُـﺮ َ
ـﻒ ﻋـــﻦ َِ ِ ِ
ﲨﻴ ــﻊ َﺣ َﻔـ ـ َﻆ ﻓَـْﺮﺟ ــﻲ َ ،وأَ ْن أ ُﻛــ ﱠ َ ﺼـ ـ ِﺮي َ ،وأَ ْن أ ْ
ـﺾ ﺑَ َ َوﺗَـْﺮﻓَـ ُـﻊ َــﺎ َد َر ْﺟ ــﱵ َ ،وﺗَـ ـ ْـﺮُزﻗَﲏ أَ ْن أَ ُﻏ ـ َ
ِ ِ ِ ٍ
ـﺖ ، َﺣﺒَْﺒـ َ
ِ
اﻟﻌ َﻤـ َـﻞ ﲟـَـﺎ أ ْ
ﻚ َ ،و َ ـﻚ َو َﺧ ْﺸــﻴَﺘِ َﺎﻋﺘِـ َ
ـﻚ َ ،ﺣـ ﱠـﱴ ﻻ ﻳَ ُﻜــﻮ َن َﺷـ ْـﻲء آﺛَـ َـﺮ ﻋْﻨــﺪي ﻣـ ْـﻦ ﻃَ َ َﳏَﺎ ِرِﻣـ َ
ـﻚ َ ،و َﻋﺎﻓِﻴَـﺔ َ ،وأ َْوِز ْﻋـﲏ ُﺷـ ْﻜﺮ ﻚ ﰲ ﻳُ ْﺴ ٍﺮ َوﻳَ َﺴـﺎ ٍر ِﻣْﻨ َ
ِ
اﺟ َﻌ ْﻞ َذﻟ َ ﺖ َﻋْﻨﻪُ َو ْﺖ َ ،وﻧَـ َﻬْﻴ َ
ِ
َواﻟﺘـْﱠﺮَك ﻟ َﻤﺎ َﻛ ِﺮْﻫ َ
اﺟ َﻌﻞ ﱄ َﻣﻊ اﻟﱠﺮ ُﺳﻮل َﺳﺒِﻴﻼ .(١) « ... ﻣﺎ أَﻧْـ َﻌ ْﻤﺖ ﺑِﻪ َﻋﻠَ ﱠﻲ ..اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
وﻛﺎن ﺣﻘﺎ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺘﺒﺘﻞ واﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﺎﷲ ،ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺮﺟﻮ ﻗﻀﺎء أي ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺣﻮاﺋﺠﻪ إﻻ
ﻣﻦ اﷲ ،وﻻ ﻳﺮﺟﻮ أي أﺣﺪ ﻣﻦ اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻘﺮاء إﱃ اﷲ ،وﻗﺪ ﻛـﺎن أﻋـﺰ ﻃﻠﺒﺎﺗـﻪ ﻣﻨـﻪ
ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻮ أن ﻳﺮزﻗﻪ ﺣﺞ ﺑﻴﺘﻪ اﳊﺮام ،ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ أﻏﻠﻰ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٢٤
١٢٧
أﻣﺎﻧﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ ﺳﺄل ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﱃ اﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﺿﻴﻪ واﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ وﻋﺒﺎدﺗﻪ.
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ أﻳﺎم رﻣﻀﺎن
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳــﺪﻋﻮ ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ ،ﰲ أﻳــﺎم ﺷــﻬﺮ رﻣﻀــﺎن اﳌﺒــﺎرك ،
وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ِ ِ
ـﻚ َوﻧُـﻮِرَك َ ،و َﺳ َـﻌ ِﺔ َر ْﲪَﺘِ َ
ـﻚ ـﻚ َ ،و َﻋﻈَ َﻤﺘِ َ ـﻚ َ ،و َﲨَﺎﻟ َ ـﻚ َ ،و َﺟﻼﻟ َ ﻚ ﺑِﺒَـ َﻬﺎﺋِ َ » اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﱐ أ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ
ِ ِ
ﻚ، ـﺎك َ ،و َﺷـ َـﺮﻓ َﺿـ َ ﻚ َ ،وﻧـَ َﻔــﺎذ أ َْﻣ ـ ِﺮَك َ ،وُﻣْﻨﺘَـ َﻬــﻰ ِر َﻚ َ ،وَﻣ ِﺸــﻴﺌَﺘِ َ ـﻚ َ ،وﻗُـ ْﺪ َرﺗِ َ ـﻚ َ ،و ِﻋﱠﺰﺗِـ َ َﲰَﺎﺋِـ َ
َ ،وﺑِﺄ ْ
ـﺐ آﻳﺎﺗـِـﻚ ،وﻓَ ْ ِ ِ ِ ِ
ﻚﻀــﻠ َ ـﻚ َ ،و َﻋﺠﻴـ َ َ َ ﻚ َ ،وﻗَــﺪ ِﱘ َﻣﻨﱢـ َ ﻚ َوﻓَ ْﺨـ ِﺮَك َ ،و ُﻋﻠُـ ﱢﻮ َﺷـﺄْﻧِ َ َوَد َو ِام ِﻋـﱢـﺰَك َ ،و ُﺳـﻠْﻄَﺎﻧِ َ
ـﻮم ِرْزﻗِــﻚ ،وﻋﻄَﺎﺋِــﻚ وﺧـ ِـﲑ َك وإﺣﺴــﺎﻧِﻚ ،وﺗَـ َﻔ ِ ـﻮد َك ،وﻋﻤ ـ ِ وﺟـ ِ
ﻚ، ـﻚ َ ،و َﺷ ـﺄْﻧِ َ ﻚ َوا ْﻣﺘِﻨَﺎﻧِـ َ ﻀــﻠ َ
َ ََ َ ََْ َ ْ َ َ َ ُ َ ُُ َُ
ِ ِ ٍ ِ ٍ
ﺼـﻠﱢﻲ َﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،وﺗُـﻨَ ﱢﺠﻴَـﲏ ﻣ َـﻦ اﻟﻨﱠـﺎر ، ِِ ِ ِ ِ
ﻚ أَ ْن ﺗُ َ ﻚ ﲜَﻤﻴـ ِﻊ َﻣ َﺴـﺎﺋﻠ َ َﺳـﺄَﻟُ َـﻚ َ ،وأ ْ َو َﺟﺒَـُﺮوﺗ َ
اﻟﻌــَـﺮ ب ـﺐ َ ،وﺗَ ـ ْﺪ َرأَ َﻋ ـ ﱢﲏ َﺷــﱠﺮ ﻓَ َﺴــ َﻘﺔ َوَﲤُـ ﱠﻦ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑِﺎﳉَﻨﱠـ ِـﺔ ،وﺗُـﻮ ﱢﺳـ ُـﻊ َﻋﻠّـ ﱠـﻲ ِﻣــﻦ اﻟ ـﱢﺮْزِق اﳊَـ َـﻼ ِل اﻟﻄَﻴﱢـ ِ
َ ََ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
واﻟﻌﺠ ـ ِﻢ ،وﲤَْﻨَــﻊ ﻟﺴـ ِـﺎﱐ ﻣــﻦ اﻟ َﻜــﺬ ِ
ـﻚ ﺗَـ ْﻌﻠَـ ُـﻢب َ ،وﻗَـ ْﻠـ ِـﱯ ﻣـ َـﻦ اﳊَ َﺴــﺪ َ ،و َﻋْﻴـ ِـﲏ ﻣـ َـﻦ اﳋﻴَﺎﻧَــﺔ ،ﻓﱠﺄﻧـﱠ َ َ َ ََ َ َ َ
اﻟﻌ ْﻤـَـﺮةَ ، ٍ ِ َﺧﺎﺋِﻨَـﺔَ َاﻷ ْﻋ ُ ِ
ور َ ،وﺗَـ ْـﺮُزﻗَﲏ ﰲ َﻋـﺎﻣﻲ َﻫـ َﺬا َ ،وﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻋـﺎم ،اﳊَـ ﱠﺞ َو ُ ﺼ ُـﺪ ُـﲔ َ ،وَﻣــﺎ ُﲣْﻔـﻲ اﻟ ﱡ
ِِ ٍ ﺼــﻦ ﻓَـﺮﺟــﻲ ،وﺗُـﻮ ﱢﺳــﻊ ِرْزﻗِــﻲ ،و ِ ِ ِ
ﲔ
ت ْ◌ﺻـ َـﻤﲏ ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺳــﻮء ﻳــﺎ أ َْر َﺣـ َـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ ََ ََ َ ﺼـ ِﺮي َوُْﲢ َ ْ ﺾ ﺑَ ََوﺗَـﻐُـ ﱠ
.(١) « ...
ﻟﻘﺪ ﺳﺄل اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﻠﻴﻞ ﲨﻴﻊ أﻟﻮان اﳋﲑ ،وﲨﻴﻊ ﻣـﺎ ﻳﻘﺮﺑـﻪ إﱃ
اﷲ ﺗﻌﺎﱃ زﻟﻔﻰ.
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٣٣
١٢٨
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻛـﺎن ﻳـﺪﻋﻮ ﺑـﻪ ،ﺑﻌـﺪ أن
ﻳﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﲔ ﻧﺎﻓﻠﺔ :
ـﻚ ﻓَـ َﻘـ َـﺪ َر ،واﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي ﺑَﻄَـــﻦ » اﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي َﻋ ـ َـﻼ ﻓَـ َﻘ َﻬ ـ َـﺮ ،واﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي َﻣﻠَـ َ
ﻴﺖ َاﻷ ّﺣﻴَﺎءَ َوُﻫ َﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲ ٍء ﻗَ ِـﺪ ٌﻳﺮ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ ِ
ﻓَ َﺨﺒَـَﺮ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ اﻟﺬي ُْﳛﻴﻲ اﳌَْﻮﺗَﻰ َ ،وُﳝ ُ
اﺿـ َـﻊ ُﻛـ ﱡـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء ﻟِﻌﻈَ َﻤﺘَـ ِـﻪِ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي َذ ﱠل ُﻛـ ﱡـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء ﻟِﻌِﱠﺰﺗِـ ِـﻪ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي اﻟــﺬي ﺗَـ َﻮ َ
ﻀـ َـﻊ ُﻛـ ﱡـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء ﻟِ َﻤ ْﻤﻠَ َﻜﺘِـ ِـﻪ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي ٍ ِ ِِ
اﺳﺘَ ْﺴــﻠ َﻢ ُﻛـ ﱡـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﻟ ُﻘ ْﺪ َرﺗــﻪ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي َﺧ َ ْ
ِ ٍ ٍ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوأ َْدﺧْﻠــﲏ ﰲ ﻳﺸــﺎءُ َﻏْﻴ ـ ُـﺮﻩُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،
ﻳـَ ْﻔ َﻌـ ُـﻞ ﻣــﺎ ﻳَ َﺸــﺎءُ َ ،وﻻ ﻳـَ ْﻔ َﻌـ ُـﻞ ﻣــﺎ َ
َﺧﺮﺟــﺖ ِﻣْﻨــﻪ ُﳏَ ﱠﻤــﺪاً و ِ ٍ ِ ُﻛــﻞ ﺧـ ٍـﲑ ،أَدﺧْﻠــﺖ ﻓِﻴـ ِـﻪ ُﳏ ﱠﻤــﺪاً و َ ٍ
آل َ َﺧـ ِﺮ ْﺟﲏ ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ُﺳــﻮء ،أ ْ َ ْ َ ُ آل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوأ ْ َ َ ﱢ َْ ْ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ ٍ
ـﻠﻴﻤﺎ ﺻـﻠﱠﻰ اﷲ َﻋﻠَْﻴــﻪ َو َﻋﻠَْﻴــﻪ◌ ْم َ ،واﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم َﻋﻠَْﻴــﻪ َو َﻋﻠَـ ْـﻴﻬ ْﻢ َ ،وَرﲪَْـﺔُ اﷲ َوﺑَـَﺮَﻛﺎﺗُــﻪُ َ ،و َﺳـ ْ
ـﻠﻢ ﺗَ ْﺴـ َ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ
َﻛﺜِﲑا .(١) « ...
وأﻧﺖ ﺗﺮى ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻣﺪى ﺗﺬﻟﻞ اﻻﻣﺎم � ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،وﺗﻀـﺮﻋﻪ إﻟﻴـﻪ وﺧﺸـﻴﺘﻪ
ﻣﻨﻪ ورﺟﺎﺋﻪ ﻟﻪ.
٩ـ ﻣﻦ ادﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
وﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﻌﻈﻢ ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء وﻛﺎن ﻳـﺪﻋﻮ ﺑـﻪ ،
ﻋﻘﺐ رﻛﻌﺘﲔ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ِ ِ
َﺳﺄَﻟُﻚ ﲟََﻌﺎﱐ َﲨﻴﻊ ﻣﺎ َد َﻋﺎك ﺑِﻪ ﻋﺒَُ
ﺎد ك اﻟﺬﻳﻦ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
إﱐ أ ْ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٢٨
١٢٩
ِ ِ ِ
ﻚ اﳌ ْﻌﻠَﻨـﻮ َن ﺑِـﻪ ﻚ ،اﳌ ْﺴﺘَِ ُﱰو َن ﺑِـﺪﻳﻨِ َ ﻚ ،اﳌﺄْ ُﻣﻮﻧُﻮ َن ﻋﻠﻰ ِﺳﱢﺮَك ،اﳌ ْﺤﺘَﺠﺒُﻮ َن ﺑِﻐَﻴﺒِ َ اﺻﻄََﻔْﻴﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﻟﻨَـ ْﻔ ِﺴ َ
ِ ِ ُ ُ
ِ ِ ُ ْ ِ ِ ِ َ
ـﻚ ِ
ﻚ ،اﻟ ﱠﺴـﺎﺑ ُﻘﻮ َن ﰲ ﻋﻠْﻤ َ ﱠاﻋﻮ َن إﱃ َﺳـﺒِﻴﻠ َ ـﻴﻚ ،اﻟـﺪ ُ ﻚ ،اﳌﻨَـﱢﺰُﻫـﻮ َن َﻋ ْـﻦ َﻣ َﻌﺎﺻ َ اﻟﻮاﺻ ُﻔ ُﻮ َن ﻟ َﻌﻈَ َﻤﺘ َ
ُ َ ،
ﻮك ﺑِـ ِـﻪ ُوﻻَةُ اﺿـ ِﻊ ﺣ ُـﺪ ِ
ـﻚ َ ،وَﻣـﺎ ﻳَـ ْﺪ ُﻋ َﺎﻋﺘِـ َ
ـﺎل ﻃَ َ ود َك ،وَﻛﻤـ ِ
َ َ ْ
ـﻮك ﻋﻠــﻰ ﻣﻮ ِ
ََ ،اﻟ َﻔـﺎﺋُِﺰُو َن ﺑِ َﻜَﺮاََﻣﺘِـ َ
ـﻚ ،أ َْد ُﻋ َ
ٍ ٍ ِ
أ َْﻣ ـ ـ ِﺮَك ،أَ ْن ﺗُ َ
ﺼ ـ ـﻠﱢ َﻲ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َوأَ ْن ﺗَـ ْﻔ َﻌ ـ َـﻞ ﰊ ﻣ ــﺎ أَﻧْـ ـ َ
ـﺖ أ َْﻫﻠُ ــﻪُ َ ،وَﻻ ﺗَـ ْﻔ َﻌ ـ َـﻞ ﰊ ﻣ ــﺎ
ﺖَ أ َْﻫﻠُﻪُ َ ،وَﻻ ﺗَـ ْﻔ َﻌﻞ ﰊ َﻣﺎ أَﻧَﺎ أ َْﻫﻠُﻪ .(١) « .. أﻧَ ْ
وﺗﻮﺳـﻞ اﻻﻣـﺎم � إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﺑﻌﺒـﺎدﻩ اﻟﺼــﺎﳊﲔ اﳌﺘﺤـﺮﺟﲔ ﰲ دﻳــﻨﻬﻢ أن ﻳﻘﻀـﻲ ﻣﻬﺎﻣــﻪ
وﺣﻮاﺋﺠﻪ.
١٠ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
ﻛــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﰲ ﺷ ــﻬﺮ رﻣﻀ ــﺎن اﳌﺒــﺎرك ،ﻳ ــﺪﻋﻮ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ﺑﻌ ــﺪ ﺻ ــﻼة
رﻛﻌﺘﲔ :
ـﲔ َ ،وَﻣ ـﺄ ََﻣ ُﻦ ـﻮل ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ ،أَﻧْــﺖ ﻇَﻬــﺮ َ ِ ِ ـﻚ ،ﻳــﺎ َذا اﻟﻄـ ِ
اﻟﻼﺟﺌـ َ َ ُْ َ َ » ﻳَــﺎ َذا اﳌ ـ ﱠﻦ ﻻ ﳝـَُ ﱡﻦ َﻋﻠَْﻴـ َ
َ
ـﺮوٌم ،أ َْو ُﻣ َﻘـ ﱠـﱰـﳏ َو
أ ﻲ َﱐ ﺷـ ِ
ـﻘ أ ، ِ
ـﺎب ـ ﺘِ
اﻟﻜ مُأ ﰲ ك ﺠﲑﻳِﻦ ،إ ْن َﻛـﺎَ َن ِﻋْﻨـ ِ
ـﺪ ِ ِِ
َ ٌ ُ َْ ُ ﱠ َ ﱢ َ ﲔ َ ،و َ ُ ُ ْ َ َ
ـﺘ
ـ ﺴ اﳌ ـﺎر
ـ ﺟ اﳋَــﺎﺋﻔ َ
ـﺎب َﺷـ َﻘﺎﺋِﻲ َو ِﺣْﺮَﻣ ِـﺎﱐ َ ،وإﻗْـﺘَـﺎَر ِرْزﻗِـﻲ َ ،و َ◌ا ْﻛﺘُْﺒـﲏ ِﻋْﻨ َـﺪ َك َﺳـﻌِﻴﺪاً ﻋﻠَﻲ ِرْزﻗِـﻲ ،ﻓَـﺎﻣﺢ ِﻣـﻦ أُﱢم ِ
اﻟﻜﺘَ ِ
ُْ ْ َ ﱠ
ـﻚ اﳌْﻨ ــﺰِل ،ﻋﻠــﻰ ﻟِﺴـ ِ ِ ِ ِ
ـﺎن ﻧَﺒِﻴﱢـ َ
ـﻚ َ ـﺖ ﰲ ﻛﺘَﺎﺑِـ َ ُ َ ـﻚ ،ﻓَﺈﻧﱠـ َ
ـﻚ ﻗُـ ْﻠـ َ ﻮﺳــﻌﺎً َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﰲ ِرْزﻗـ َُﻣ َﻮﻓﱠﻘ ـﺎً ﻟْﻠ َﺨ ـ ِْـﲑ ُ ،ﻣ َ
اﻟﻜﺘَــﺎب « َوﻗـُ ْﻠــﺖ َ» :ر ْﲪَــﱵ اﳌﺮﺳــﻞ ﺻــﻠَﻮاﺗَﻚ ﻋﻠﻴــﻪ » :ﳝَْﺤــﻮ اﷲ ﻣــﺎ ﻳ َﺸــﺎء وﻳـﺜْﺒِــﺖ و ِﻋ ْﻨـ َـﺪﻩ أُﱡم ِ
َ َُ َ َْ َ َ َْ
وُِﺳﻌﺖ ُﻛ ﱠﻞ ﺷـﻲ ء « ﻓَـ ْﻠﺘﺴـﻌﲏ ر ْﲪﺘـﻚ ﻳـﺎ أَرﺣـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪﲔ ،وﺻـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺳـﻴﱢ ِﺪﻧَﺎ ُﳏ ﱠﻤ ٍـﺪ و ِآل ُﳏ ﱠﻤـﺪٍ
َ َ َ ََﱢ َ َ َ َ ْ َ َُ َ ْ َ َ َْ َ َ
« ...
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٢٩
١٣٠
وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻨﺠﺎح ﻣﺎ أﳘﻪ ).(١
١١ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ﻣﻦ
ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ اﳉﻠﻴﻠﺔ ،اﻟﱵ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺎ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﺷـﻬﺮ رﻣﻀـﺎن اﳌﺒـﺎرك ،
ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻋﻘﻴﺐ ﺻﻼة رﻛﻌﺘﲔ :
ﻴﻤـﺔَ ِﻣ ْـﻦ ِ ٍ ِ ﺐ َرﲪَﺘِ َ ﻚ ،وﺑِﻮ ِاﺟ ِ ِ ِِ ِ ِ
اﻟﺴ َﻼ َﻣﺔَ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢـﻞ ْإﰒ َ ،واﻟﻐَﻨ َ ﻚ َ َﺳﺄَﻟُﻚ ﺑ َﻌ َﺰاﺋﻢ َﻣ ْﻐﻔَﺮﺗ َ َ َ إﱐ أ ْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
ﻚ اﻟ ﱠﺴـﺎﺋُِﻠﻮ ن ـﻚ َو َﺳـﺄَﻟَ َ
ﱠاﻋﻮ َن َوَد َﻋ ْﻮﺗُ َﺎك اﻟـﺪ ُ ﱠﺠﺎ َة ِﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َد َﻋ َ ِ ِ ِ
ْﻛ ﱢﻞ ﺑّﺮ َ ،واﻟ َﻔ ْﻮَز ﺑﺎﳉَﻨﱠﺔ َ ،واﻟﻨ َ
ِ
ﻚ، ﻚ اﻟﻄﱠﺎﻟﺒُﻮ َن َ ،وﻃَﻠَْﺒﺘُ َ ﻚ َ ،وﻃَﻠَﺒَ َ َ ،و َﺳﺄَﻟْﺘُ َ
اﻟﺮ َﺧــﺎء ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ِ ِ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،أَﻧْــﺖ اﻟﺜﱢـ َﻘـﺔُ واﻟﱠﺮﺟــﺎء ،وإﻟَﻴــﻚ ﻣْﻨﺘـﻬــﻰ اﻟﱠﺮ◌ َﻏﺒـ ِـﺔ واﻟـﺪ ِ
ﱡﻋﺎء ،ﰲ اﻟﺸـﺪﱠة َو َ ً َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ََ َ ُ
ِ ٍ ِ
ـﻴﺤﺔ ﰲ ﺼـ ـ ِﺮي َ ،واﻟﻨَﺼــ َ ـﻮر ﰲ ﺑَ َ ـﲔ ﰲ ﻗَـْﻠ ـ ِـﱯ َ ،واﻟﻨﱠ ـ َ اﺟ َﻌ ـ ِـﻞ اﻟﻴَﻘ ـ َ
ﺼ ـ ﱢـﻞ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ـ ًـﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ ،و ْ ﻓَ َ
ـﻮن َ ،وَﻻ ـﻮع وَﻻ ﳑَْﻨُـ ـ ٍ ِ ِ ِ ِ ﺻ ـ ـ ْﺪ ِري ،وِذ ْﻛـ ــﺮَك ﺑِﺎﻟﻠﱠﻴـ ــﻞ واﻟﻨـ َ ِ
ـﲑ ﳑَْﻨُـ ـ ٍ َ
ﱠﻬـ ــﺎر َﻋﻠـ ــﻰ ﻟ َﺴـ ــﺎﱐ َ ،ورْزﻗ ـ ـﺎً َواﺳـ ــﻌﺎً َﻏـ ـ َ َ َ َ َ
ِ ِ ِ
ﺎي ﰲ ﻧـَ ْﻔﺴﻲ َ ،وَر ْﻏﺒَﱵ ﰲ َﻣـﺎ ﻋْﻨ َـﺪ َك اﺟ َﻌ ْﻞ ﻏﻨَ َ ﻣﺢ ْ◌ﻇُﻮٍر ،ﻓَ ْﺎرُزﻗْﲏ َ ،وﺑَﺎ ِرْك ﱄ ِﰲ َﻣﺎ َرَزﻗْـﺘَﲏ َ ،و ْ ْ
ﲪﲔ .(٢) « .. ،ﺑِﺮ ْﲪﺘِﻚ ﻳﺎ أَرﺣﻢ اﻟﱠﺮِ ِ
َْ ََ
ِ
ﻟﻘﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺳـﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒـﻮة ﻛﻴـﻒ ﻧﺴـﺄل اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻧﺘﻀـﺮع إﻟﻴـﻪ ﰲ ﻗﻀـﺎء ﺣﻮاﺋﺠﻨـﺎ واﻋﻄﺎﻧـﺎ ـﺬا
اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﻟﺬﻟﻚ.
١٢ـ ﻣﻦ ادﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
وﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء وﻗﺪ وﺟﺪﻩ اﻟﻌﻼﻣﺔ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٣٢
٢ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٣٧
١٣١
إﺑﻦ ﻃﺎووس ،ﲞﻂ ﺷﻴﺦ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،وزﻋﻴﻤﻬﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻄﻮﺳﻲ � وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َوﻓَـﱢﺮ ْﻏﲏ ﻟِ َﻤﺎ َﺧﻠَ ْﻘﺘَﲏ ﻟَـﻪُ َ ،وﻻ ﺗُ ْﺸـﻐِْﻠﲏ ِﲟَـﺎ ﻗَـﺪ ﺗَ َﻜ ﱠﻔ ْﻠـﺖ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ َ ُ
ٍ
ﺻـﻠَ َﻮاﺗُﻚ َﻋﻠَ ْﻴـﻪ ـﻚ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ﻚ إﳝَﺎﻧﺎً ﻻ ﻳَـْﺮﺗَ ﱡﺪ َ ،وﻧَﻌِﻴﻤﺎً ﻻ ﻳَـْﻨـ َﻔ ُﺬ َ ،وُﻣَﺮاﻓَـ َﻘﺔَ ﻧَﺒِﻴﱢ َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْﱄ ﺑِِﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
ِوآﻟِﻪ ﰲ أ َْﻋﻠﻰ َﺟﻨﱠﺔ اﳋُْﻠﺪ.
ِ ِ ٍِ ٍ
ﺻ ﱢـﻞ ﻋﻠـﻰ ﻚ ِرْز َق ﻳَـ ْﻮم ﺑﻴَـ ْﻮم ،ﻻ ﻗَﻠﻴﻼً ﻓَﺄَ ْﺷ َﻘﻰ َ ،وﻻ َﻛﺜﲑاً ﻓَﺄَﻃْﻐَﻰ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ، َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
ﻚ ،ﻣــﺎ ﺗَــﺮزﻗُﲏ ﺑِـ ِـﻪ اﳊ ـ ﱠﺞ واﻟﻌﻤــﺮةَ ﰲ ﻋـ ِ ِ ٍ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ
ـﺎﻣﻲ َﻫ ـ َﺬا َ ،وﺗُـ َﻘ ـ ﱢﻮﻳِﲏ َ َ ُْ َ َ ُْ آل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َو ْارُزﻗْــﲏ ِﻣـ ْـﻦ ﻓَﻀــﻠ َ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﺖ َ ،وﻻ ﺼ ـ ٌـﻢ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
ﺲ ﱄ ُﻣ ْﻌﺘَ َ ﺼ ـ َـﻤﱵ ﻟَ ـْﻴ َت َرﱢﰊ َوَر َﺟ ــﺎﺋﻲ َ ،وﻋ ْ َ◌ َﺼ ــﻼة ،ﻓَ ـﺄ ْﺼ ـ ْـﻮم َ ،واﻟ ﱠ
ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ﱠ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َوآﺗِ ِـﲏ ﻚ ،ﻓَﺼ ﱢﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ ،و ِ
َ َ ﻚ َإﻻ إﻟَْﻴ َ َر َﺟﺎءَ َﻏْﻴـُﺮَك ،وﻻ َﻣْﻠ َﺠﺄَ ﱄ َ ،وﻻ ُﻣْﻨﺠﻰ ِﻣْﻨ َ
ِ ِ
اب اﻟﻨﱠﺎ ِر .(١) « ... ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴﻨَﺔً َ ،وﰲ اﻵﺧَﺮةِ َﺣ َﺴﻨَﺔً َ ،وﻗﲏ َﻋ َﺬ َ
١٣ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﻮء اﻟ َﻘﻀـ ِ
ـﺎء َ ،وَد َر ِك إﱐ أَﺳ ـﺄَﻟُﻚ اﻟﻌﺎﻓِﻴ ـﺔَ ِﻣــﻦ ﺟﻬـ ِـﺪ اﻟــﺒ َﻼ ِء ،وﴰﺎﺗـ ِـﺔ َاﻷﻋــﺪ ِاء ،وﺳـ ِ
َ َ ََ ْ َ َ ُ » اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ﱢ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ
ﻴﺸ ِﺔ ،وأن ﻻ ﺗَـﺒﺘَﻠِﻴﲏ ِﲟَـﺎ ﻻ ﻃَﺎﻗَ ِـﺔ ﱄ ﺑِ ِـﻪ ،أَو ﺗُﺴـﻠ َﻂ ﻋﻠَـﻲ ﻃَ ِ ِ
ﺎﻏﻴـﺎً ، ْ َ َ ﱠ َْ اﻟ ﱠﺸ َﻘﺎء َ ،وِﻣ َﻦ اﻟﻀَﱠﺮِر ﰲ اﳌﻌِ َ
اﻟﻘﻴَ َﺎﻣ ِﺔ ُﻣﻨَﺎﻗِﺸﺎً ،أَﺣ َـﻮ َج ﻣـﺎ أَ ُﻛـﻮ ُن إﱃ ﻚ ﱄ ِﺳﱰاً ،أَو ﺗُـﺒ ِﺪَي ﱄ ﻋﻮرًة ،أَو ُﲢ ِ
ﺎﺳﺒﲏ ﻳـﻮم ِ
أَ و ﺗَـ ْﻬﺘ َ
ْ ْ َ ََْ ْ َ َ َْ َ
ِ
ﻒ. ﻓﻴﻤﺎ َﺳﻠَ ََﻋ ْﻔ ِﻮ َك َ ،وَﲡَ ُﺎوزَك َﻋ ﱢﲏ َ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٣٨
١٣٢
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َ ،وأ ْن
ـﻚ اﻟﺘَﺎ ﱠﻣ ِـﺔ أَ ْن ﺗُﺼـﻠَ ﱢﻲ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ و ِ
َ
ِ
ﻚ اﻟ َﻜـ ِﺮِﱘ َ ،وَﻛﻠ َﻤﺎﺗِ َ ﻚ ﺑِ ِْ
ﺎﲰ َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
َْﲡ َﻌﻠَﲏ ِﻣﻦ ُﻋﺘَـ َﻘﺎﺋِﻚ َوﻃُﻠَ َﻘﺎﺋِﻚ ِﻣﻦ اﻟﻨﱠﺎر .(١) « ...
ﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ اﻻﻣﺎم � ،ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ أﻣﻮرا ،ﻫﻲ أﲰﻰ وأﺟـﻞ ﻣـﺎ ﰲ ﻫـﺬﻩ
اﳊﻴــﺎة ،ﻓﻘــﺪ ﻃﻠــﺐ ﺧــﲑ اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﺧــﲑ اﻵﺧــﺮة ،وﺑــﺬﻟﻚ ﻓﻘــﺪ ﻋﻠﻤﻨــﺎ ﻛﻴــﻒ ﻧﺴــﺄل وﻧﻄﻠــﺐ ﻣــﻦ
اﳋﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ.
١٤ـ ﻣﻦ ادﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﰲ أﻳﺎم رﻣﻀﺎن وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
َﺣ ُـﺪ ،ﻳـﺎ ِ » ﻳﺎ أَﺟﻮد ﻣﻦ أ َْﻋﻄَﻰ ،وﻳﺎﺧﻴـﺮ ﻣﻦ ﺳﺌِﻞ ،وﻳﺎ أَرﺣﻢ ﻣﻦْ ِ
اﺳﺘُـْﺮﺣ َﻢ ،ﻳﺎ َواﺣ ُـﺪ ﻳـﺎ أ َ ََْ َ ْ َ َ َْ َ ْ ُ َ ََْ َ ْ
ـﺎﺣﺒَﺔً َ ،وﻻ َوﻟَـﺪاً ، ﱠﺨـ ْﺬ ﺻ ِﺻﻤ ُﺪ ،ﻳﺎﻣﻦ َﱂ ﻳِﻠ ْﺪ وَﱂ ﻳﻮﻟَ ْﺪ ،وَﱂ ﻳ ُﻜﻦ ﻟَﻪ ُﻛ ْﻔـﻮاً أَﺣـ ٌﺪ ،ﻳـﺎ ﻣـﻦ َﱂ ﻳـﺘ ِ
َ َْ َْ َ َ َ ْ ُ َْ ْ َُْ ََ
ِ
ﲔ اﳌ ْـﺮء َوﻗَـ ْﻠﺒِ ِـﻪ ،ﻳـﺎ ﻀﻲ ِﲟَﺎ أَﺣ ﱠ ﻳﺪ ،وﻳ ْﻘ ِ
ﺐ ،ﻳﺎ ﻣﻦ َﳛﻮ ُل ﺑـ ﻳﺎ ﻣﻦ ﻳـ ْﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء ،وَﳛ ُﻜﻢ ِﲟَﺎ ﻳ ِﺮ ُ
َ ْ َ َ ُ َ ُ َ ْ ُ ُ َِ ِ ِ ٍ َ ِ َ ْ ُِ َ ْ َ َ
ﺻـ ﱢـﻞ ِ ِ ِ
ـﲑ َ ، ـﻴﻢ ،ﻳــﺎ َﲰﻴـ ُـﻊ ،ﻳــﺎ ﺑَﺼـ ُﺲ َﻛﻤﺜْﻠــﻪ َﺷـ ْـﻲء ،ﻳــﺎ َﺣﻜـ ُ َﻣـ ْـﻦ ُﻫـ َـﻮ ﺑــﺎﳌَْﻨﻈَﺮ َاﻷ ْﻋﻠَــﻰ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻟَـ ْـﻴ َ
ﻚ اﳊَ َﻼ ِل ،ﻣﺎ أ ْﻛﻔﻲ ﺑِِﻪ َو ْﺟ ِﻬﻲ َ ،وأ َُؤﱢدي ﺑِِﻪ َﻋﲏ أََﻣﺎﻧَﱵ ِ ٍ ِ
ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآﻟ ِﻪ َ ،وأ َْو ِﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ِﻣ ْﻦ ِرْزﻗ َ
اﻟﻌ ْﻤَﺮةِ .(٢) « .. ِ ِِ ِ
َ ،وأَﺻ ُﻞ ﺑﻪ َرﲪﻲ َ ،وﻳَ ُﻜﻮ ُن َﻋ ْﻮﻧﺎً ﱄ ﻋﻠﻰ اﳊَ ﱢﺞ َو ُ
ﻟﻘﺪ ﺳﺄل اﻻﻣﺎم � ،ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،اﻟﺴﻌﺔ ﰲ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٧٤
٢ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٧٣
١٣٣
ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻟﻴﺴﺘﻌﲔ ﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﳋﲑ ،ﻣﻦ ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ ،وﺣﺞ ﺑﻴﺖ اﷲ اﳊﺮام.
١٥ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ اﳉﻠﻴﻠــﺔ ،اﻟــﱵ ﻛــﺎن ﻳــﺪﻋﻮ ــﺎ ﺳــﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒــﻮة ،وﻣﻌــﺪن اﻟﻌﻠــﻢ واﳊﻜﻤــﺔ ،ﰲ أﻳــﺎم
ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﱰ َ ،وَﱂْ ﻳَﺄْ ُﺧـ ْﺬ ﺑِــﺎﳉَ ِﺮ َﻳﺮةِ ،ﻳــﺎ اﻟﻘﺒِــﻴﺢ ،ﻳــﺎ ﻣــﻦ َﱂ ﻳـﻬﺘِـ ِ ِ
اﻟﺴـ َـﻚ ﱢ َ ْ ْ َْ » ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ أَﻇْ َﻬـ َـﺮ اﳉَﻤﻴـ َـﻞ َ ،و َﺳـﺘَـَﺮ َ َ
ﺐ ُﻛ ﱢـﻞ ﺎﺣ ِﺎﺳ َﻂ اﻟﻴ َﺪﻳ ِﻦ ﺑِﺎﻟﱠﺮ ْﲪ ِﺔ ،ﻳﺎ ﺻ ِ ﻋ ِﻈﻴﻢ اﻟﻌ ْﻔ ِﻮ ،ﻳﺎ ﺣﺴﻦ اﻟﺘَﺠﺎوِز ،ﻳﺎ و ِاﺳﻊ اﳌ ْﻐ ِﻔﺮةِ ،ﻳﺎ ﺑ ِ
َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ََ َ ُ َ َ َ
ـﻴﻢ اﳌـ ﱢﻦ ،ﻳـﺎ ُﻣْﺒﺘَ ِـﺪﺋﺎً َ ـﻔﺢ ،ﻳـﺎ َﻋ ِﻈ ﺼ ِ ات ،ﻳﺎ َﻛـ ِﺮﱘَ اﻟ ﱠ َْﳒﻮى ،وﻣْﻨﺘَـﻬﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷﻜْﻮى ،ﻳﺎ ﻣ ِﻘﻴﻞ اﻟﻌﺜَـﺮ ِ
ُ َ ََ َ َ َُ َ
َ ِ ِ
ﻚ ﻳﺎ اﷲُ ، ﻚ ﺑِ َ َﺳﺄَﻟُ َ
اﺳﺘﺤ َﻘﺎﻗ َﻬﺎ ،ﻳﺎ َرﺑﱠﺎﻩُ ﻳﺎ َﺳﻴﱢ َﺪاﻩُ ،ﻳﺎ أ ََﻣ َﻼﻩُ ،ﻳﺎ َﻏﺎﻳَﺔَ َر ْﻏﺒَﺘَﺎﻩُ ،أ ْ ﱢﻌ ِﻢ ،ﻗَـْﺒ َﻞ ْﺑﺎﻟﻨـ َ
ِ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ. آﺧﺮِﰐ ،وُدﻧْـﻴﺎي ،ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ
ِ ِ ِ
ﻻ ﺗُ َﺸ ﱢﻮﻩ َﺧ ْﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﻨﱠﺎ ِر َ ،وأَ ْن ﺗَـ ْﻘﻀ َﻲ َﺣ َﻮاﺋ َﺞ َ َ َ َ َ
ِ ِ
وﻛﺎن � ،ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻳﺼﻠﻲ رﻛﻌﺘﲔ ،ﰒ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﰲ دﻋﺎﺋﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
ِ ِ ِِ
ـﺎب ﻣــﺎاﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،ﺧﻠَ ْﻘﺘَــﲏ ﻓَـﺄ ََﻣْﺮﺗَﲏ َ ،وﻧَـ َﻬْﻴﺘَــﲏ َ ،وَر ﱠﻏْﺒﺘَــﲏ ﰲ ﺛَـ َـﻮاب ﻣــﺎ ﺑــﻪ أ ََﻣـ ْـﺮﺗَﲏ َ ،وَرﱠﻫْﺒﺘَــﲏ ﻋ َﻘـ َ
ـﺖ ﱄ َﻋـ ُـﺪواً ﻳَ َﻜﻴـ ُـﺪﱐ َ ،و َﺳ ـﻠﱠﻄْﺘَﻪُ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ،ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ َﱂْ ﺗُ َﺴ ـﻠﱢﻄْﲏ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ِﻣْﻨــﻪُ ، َﻋْﻨــﻪُ ﻧَـ َﻬْﻴﺘَــﲏ َ ،و َﺟ َﻌْﻠـ َ
ـﻴﺖ ، ِ ِ ﻓَﺄَﺳــ َﻜْﻨﺘﻪ ﺻ ـ ْﺪ ِري ،وأَﺟﺮﻳـﺘَــﻪ َْﳎــﺮى اﻟﱠـ ِ ِ
ـﺖ َ ،وﻻ ﻳَـْﻨ َﺴــﻰ إ ْن ﻧَﺴـ ُ ـﺪم ﻣـ ﱢـﲏ ،ﻻ ﻳَـ ْﻐ َﻔـ ُـﻞ إ ْن َﻏﻔْﻠـ ُ َ ْ َْ ُ َ ْ ُ َ
ِ ٍ ِ
ﺼـﺎﻟ ِﺢ ﺛـَﺒﱠﻄَـﲏ ، ِ
ـﺖ ﺑ َ ـﺖ ﺑ َﻔﺎﺣ َﺸـﺔ َﺷـ ﱠﺠ َﻌﲏ َ ،وإ ْن َﳘَ ْﻤ ُ ِ ِ
ﻚ َ ،وُﳜَﱢﻮﻓُﲏ ﺑﻐَ ِْـﲑ َك ،إ ْن َﳘَ ْﻤ ُ ﻳـُ ْﺆِﻣﻨُﲏ َﻋ َﺬاﺑَ َ
ِ ِ
ض ﱄ َﺎ ،أ ْن َو َﻋ َﺪﱐ َﻛـ َﺬﺑَﲏ َ ،وإ ْن َﻣﻨﱠ ِـﺎﱐ أَﻗْـﻨَﻄَـﲏ َ ،وإ ْن اﺗﱠـﺒَـ ْﻌ ُ
ـﺖ ﱠﻬ َﻮات َ ،وﻳَـ ْﻌ ِﺮ ُ ﺼﺐ ﱄ ﺑﺎﻟﺸ َ ﻳـَْﻨ ُ
ﲏ
ف َﻋ ﱢ ﺼ ِﺮ ُ
أﺿﻠﱠﲏ َ ،واﻻﱠ ﺗَ ْ َﻫ َﻮاﻩُ َ
١٣٤
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
ﺼ ـﺪﱡﱐ َ ،وإﻻﱡ ﺗَـ ْﻌﺼـ ْـﻤﲏ ﻣْﻨــﻪُ ﻳَـ ْﻔﺘـ ﱢـﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻓَ َ
ﺼـ ﱢـﻞ َﻛْﻴـ َـﺪﻩُ ﻳَ ْﺴــﺘَ ِﺰﻟﱡﲏ َ ،وإﻻﱠ ﺗُـ ْﻔﻠْﺘــﲏ ﻣـ ْـﻦ َﺣﺒَﺎﺋﻠــﻪ ﻳَ ُ
ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ وآﻟِِﻪ ،واﻗْـﻬﺮ ﺳ ْﻠﻄَﺎﻧَﻪ ﻋﻠَﻲ ،ﺑِﺴ ْﻠﻄَﺎﻧِ َ ِ
ﱡﻋﺎء ﻟَـﻚ ﻚ َﻋﻠَْﻴﻪ َ ،ﺣ ﱠﱴ َْﲢﺒِ َﺴـﻪُ َﻋ ﱢـﲏ ﺑِ َﻜﺜْـ َـﺮةِ اﻟـﺪ َ َ َْ َ ُ َ ﱠ ُ َ َ
ﻚ . « ... ﻚ َ ،وﻻ َﺣ ْﻮَل َوﻻ ﻗـُ ﱠﻮةَ إﻻﱠ ﺑِ َ ﲔ ِﻣْﻨﻪُ ﺑِ َ ِﻣ ﱢﲏ ،ﻓَﺄَﻓُﻮز ﰲ اﳌﻌ ِ
ﺼﻮﻣ َ
)(١
َ َْ ُ
ﺣﻜــﻰ اﳌﻘﻄــﻊ اﻻول ،ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،اﻟﻄــﺎف اﷲ اﻟــﱵ ﻻ ﲢﺼــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻋﺒــﺎدﻩ ،واﻟــﱵ
ﻛﺎن ﻣﻦ إﻇﻬﺎرﻩ ،وإﺷﺎﻋﺘﻪ ﳉﻤﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻋـﻨﻬﻢ ،وﺳـﱰﻩ ﻟﻘﺒـﻴﺢ أﻋﻤـﺎﳍﻢ ،اﻟـﱵ ﻟـﻮ ﺷـﺎﻋﺖ
ﻋﻨﻬﻢ ﻟﺴﻘﻄﻮا ﻣﻦ أﻋﲔ اﻟﻨﺎس ،إﱃ ﻏﲑ ذﻟـﻚ ،ﻣـﻦ ﻓﻴﻮﺿـﺎﺗﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ..وﺣﻜـﻰ اﳌﻘﻄـﻊ
اﻟﺜــﺎﱐ ،ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻻﻟﺘﺠــﺎء إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﰲ اﻻﺳــﺘﻌﺎذة ﻣــﻦ اﻟﺸــﻴﻄﺎن اﻟــﺮﺟﻴﻢ ،اﻟــﺬي
ﻳﻨﻔـﺬ إﱃ أﻋﻤــﺎق اﻟــﻨﻔﺲ ،واﻟــﺬي ﳛﺒــﺐ ﳍــﺎ ﻛــﻞ ﻣﻌﺼــﻴﺔ وﻣﻮﺑﻘــﺔ ،وﻳــﺒﻐﺾ ﳍــﺎ ﻛــﻞ ﻃﺎﻋــﺔ ﷲ ،
ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎن ﺑﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ،ﻣﻦ ﻏﺮورﻩ وﺷﺮورﻩ.
١٦ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،ﰲ ﺷـﻬﺮ رﻣﻀـﺎن وﻗـﺪ ﻧﻘﻠـﻪ اﻟﺴـﻴﺪ
إﺑﻦ ﻃﺎووس ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ﻻﻣﻪ ﺷﻴﺦ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ،وزﻋﻴﻤﻬﺎ اﻻﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻄﻮﺳﻲ � ،وﻫﺬا ﻧﺼـﻪ
:
ـﻚ ﻳـَْﺮِﺟ ُـﻊ َاﻷ ْﻣ ُـﺮ ُﻛﻠﱡـﻪُ ، ِ
ـﻚ ُﻛﻠﱡـﻪُ َ ،وﺑِﻴَـﺪ َك اﳋَْﻴـ ُـﺮ ُﻛﻠﱡـﻪُ َ ،وإﻟَْﻴ َ
ـﻚ اﳌْﻠ ُ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ُﻛﻠﱡﻪُ َ ،وﻟَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﺑِ َ
ُ ِ ِ
اﻟﺸﺄْ ِن ُﻛﻠﱡﻪُ.
ﺖ ُﻣْﻨﺘَـ َﻬﻰ َ َﻋ َﻼﻧﻴَﺘُﻪُ ِوﺳﱡﺮﻩُ َ ،وأَﻧْ َ
ـﻚ ِﻣـ َـﻦ اﻟَﺸـﱢﺮ ُﻛﻠﱡـ ِـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َﻋــﻮذُ ﺑِـ َ إﱐ أَﺳـﺄَﻟُ َ ِ
ﻚ ﻣـ َـﻦ اﳋَـ ِْـﲑ ُﻛﻠﱡــﻪُ َ ،وأ ُ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ْ
و ِآل ُﳏ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ وأر ِﺿ ـ ِـﲏ ﺑَِﻘﻀ ــﺎﺋِﻚ ،وﺑ ــﺎ ِرك ﱄ ﰲ ﻗَ ـ ْﺪ ِرَك ،ﺣ ـ ﱠـﱴ ﻻ أ ُِﺣ ـ ﱠ ِ
ت َوﻻ ـﺐ ﺗَـ ْﻌﺠﻴ ـ َـﻞ ﻣ ــﺎ أَ ﱠﺧ ـ ْـﺮ َ َ َ َ ََ َ َ َْ
ﺄﺧﲑ ﻣﺎ َﻋ ﱠﺠْﻠﺖ. ﺗَ ِ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٧٢
١٣٥
ـﻚ َ ،وﺗَـ َـﻮﻓﱠﲏ ِﻋْﻨ َـﺪ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،وأَو ِﺳﻊ ﻋﻠَﻲ ِﻣـﻦ ﻓَ ْ ِ
ﺎﻋﺘِ َ ـﻚ ،و ِ
اﺳـﺘَـ ْﻌﻤْﻠﲏ ﰲ ﻃَ َ ﻚ َ ،و ْارُزﻗْـﲏ ﺑَـَﺮَﻛﺘَ َ َ ْ ﻀـﻠ َ ُ َْ ْ َ ﱠ ْ
ِ اﻧْ ِﻘ ِ
ـﺐ ﱄ ِ
ـﱯ ﺑَـ ْﻌ َـﺪ إ ْذ َﻫ َـﺪﻳْـﺘَﲏ َ ،وَﻫ ْ ِ ﱢ
ﻚ َ ،وﻻ ﺗُـ َـﻮل أ َْﻣـﺮي َﻏ ْـﲑ َك َ ،وﻻ ﺗُـﺰ ْغ ﻗَـْﻠ ََﺟﻠﻲ ﻋﻠﻰ َﺳﺒِﻴﻠ َ ﻀﺎء أ َ َ
اﻟﻮﱠﻫﺎب . « ... ﻚ أَﻧْﺖ َ ِﻣ ْﻦ ﻟَ ُﺪﻧْ َ
ﻚ َر ْﲪَﺔً ،إﻧَ َ
)(١
١٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن
وأﺛﺮ ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ،وﻛـﺎن ﻳـﺪﻋﻮ ﺑـﻪ ﰲ ﻛـﻞ ﻟﻴﻠـﺔ ﻣـﻦ ﻟﻴـﺎﱄ ﺷـﻬﺮ
رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك :
ـﻮم ،ﰲ َاﻷ ْﻣ ـ ِﺮ ﻀ ــﻲ ،وﺗـ ْﻘ ـﺪﱢر ِ ،ﻣ ــﻦ َاﻷﻣ ــﺮ اﳌﺤﺘ ـ ِ ﻚ أَ ْن َْﲡﻌ ــﻞ ﻓِﻴﻤ ــﺎ ﺗَـ ْﻘ ِ
َُ ُ َ ْ ْ ُ َ َ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ أﱐ أ ْ» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
َِ اﳊ ِﻜــﻴﻢ ،ﰲ اﻟ َﻘﻀـ ِ
ـﻚ اﳊَـ َـﺮِام اﳌـ ْـﱪُوِر ﱠل ،أَ ْن ﺗَﻜْﺘُﺒَــﲏ ِﻣـ ْـﻦ ُﺣ ﱠﺠـ ِ
ـﺎج ﺑـَْﻴﺘـ َ ـﺎء اﻟــﺬي ﻻ ﻳُـ َـﺮُد َ ،وﻻ ﻳـُﺒَ ـﺪ ُ َ َ
َ
ِ ِ
ـﻮرة ذُﻧُــﻮﺑـُ ُﻬ ْﻢ ،اﳌُ َﻜ ﱠﻔـ ـ ِﺮ َﻋـ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﺳـ ـﻴﱢﺌﺎﺗُـ ُﻬ ْﻢ َ ،وأَ ْن َْﲡ َﻌـــﻞ َ
ﻓﻴﻤـــﺎ َﺣ ﱡﺠ ُﻬ ـ ْـﻢ ،اﳌَ ْﺸـ ـ ُﻜﻮر َﺳ ـ ْـﻌﻴُـ ُﻬ ْﻢ ،اﳌَْﻐ ُﻔ ـ َ
ﻴﻞ ُﻋ ُﻤ ِﺮي ،ﰲ َﺧ ٍْﲑ َو َﻋﺎﻓِﻴَ ٍـﺔ َ ،وﺗُـ َﻮ ﱢﺳ َـﻊ ﰲ ِرْزﻗِـﻲ َ ،وَْﲡ َﻌﻠ َـﲏ ِﳑﱠ ْـﻦ ﺗَـْﻨﺘَ ِﺼ ُـﺮ ِ
ﱢر ،أَ ْن ﺗُﻄ َ ﺗَﻘﻀﻲ َ ،وﺗُـ َﻘﺪ ُ
ِ
ﻚ َ ،وﻻ ﺗَ ْﺴﺘَْﺒ ِﺪ ْل ﰊ َﻏ ْﲑي .(٢) « ... ِِ
ﺑﻪ ﻟﺪﻳﻨِ َ
وﺣﻜــﻰ ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،ﻣ ــﺪى ﺗﻌﻠ ــﻖ اﻻﻣ ــﺎم � ﺑ ــﺎﳊﺞ ،ورﻏﺒﺘ ــﻪ اﳌﻠﺤ ــﺔ ﰲ أداء ﻣﻨﺎﺳ ــﻚ
اﳊﺞ ،واﻟﻮﻗﻮق ﺑﺘﻠﻚ اﳌﺸﺎﻫﺪ اﻟﻜﺮﳝﺔ اﻟﱵ ﳛﺒﻬﺎ اﷲ.
١٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ وداع رﻣﻀﺎن
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﻳﻮدع ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك ،ﺑﺎﻟﺘﻀﺮع إﱃ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٣٨
٢ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٦١ـ .( ٦٢
١٣٦
اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،واﻻﺑﺘﻬﺎل إﻟﻴﻪ ،وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ أن ﳚﺰل اﷲ ﻟﻪ اﳌﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻻﺟـﺮ ،وﻳﻀـﺎﻋﻒ ﺣﺴـﻨﺎﺗﻪ
،وﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﱪاﺗﻪ ،وإﺣﺴﺎﻧﻪ ،إﱃ اﻟﻔﻘﺮاء ،وﻛﺎن ﳑﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﻚ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ َوآﻟِـﻪ ـﻚ اﳌُْﺮ َﺳ ِـﻞ َ ،
ﺻـﻠَ َﻮاﺗُ َ ـﻚ اﳌْﻨــﺰِل ،ﻋﻠـﻰ ﻟِﺴ ِ
ـﺎن ﻧَﺒِﻴﱢ َ َ
ِ
ﺖ :ﰲ ﻛﺘَﺎﺑِ َ ُ َ ﱠﻚ ﻗـُْﻠ َ» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ
ـﺎت ِﻣـ َـﻦ اﳍـُ َـﺪى ـﺎس ،وﺑﻴﻨَـ ٍ وﻗَـﻮﻟُــﻚ ﺣــﻖ » :ﺷــﻬﺮ رﻣﻀــﺎ َن ،اﻟــﺬي أُﻧْـ ِﺰَل ﻓِﻴـ ِـﻪ اﻟ ُﻘــﺮآ ُن ،ﻫــﺪ ِ
ى ﻟْﻠﻨﱠـ ِ َ َ َُ ً ْ َ ْ ُ ََ َ َ َُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ اﻟﺘَﺎ ﱠﻣــﺔ ، ـﻚ اﻟ َﻜ ـ ِﺮﱘ َ ،وَﻛﻠ َﻤﺎﺗـ َ ﻚ ﺑ َﻮ ْﺟﻬـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﺼ ـﱠﺮَم ،ﻓَﺄ ْ
ﻀــﺎ َن ﻗَـ ْﺪ ﺗَ ََواﻟ ُﻔْﺮﻗَــﺎن « َ ،وَﻫ ـ َﺬا َﺷـ ْـﻬُﺮ َرَﻣ َ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َ ،وإ ْن ﻚ ،أَ ْن ﺗُﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ َ ﻚ ،ﻓـَ ْﻮ َق َﻋْﺮِﺷ َ ﻚ ،وﻋﻠُ ﱢﻮ َك وارﺗَِﻔ ِ
ﺎﻋ َ ِ
َو َﲨَﺎﻟﻚ َوﺑَـ َﻬﺎﺋ َ َ ُ َ ْ
ِ
ﺎﺳـﺒَﲏ َﻋﻠَﻴ ِـﻪ ،أَ ْن ﻳَﻄْﻠَـﻊ ﻳﺪ أَ ْن ﺗُـﻌ ﱢﺬﺑﲏ ﻋﻠَﻴ ِﻪ ،أَو ُﲢ ِ ِ ِ
ﺐ َﱂْ ﺗَـ ْﻐﻔْﺮﻩُ ﱄ ،أ َْو ﺗُ ِﺮ ُ َ َ َ ْ ْ َ َﻛﺎ َن ﻗَ ْﺪ ﺑَﻘ َﻲ َﻋﻠَ ﱠﻲ َذﻧْ ٌ
ِِ ِِ ِ
ﲔ. ﱠﻬُﺮ ،إﻻﱠ َوﻗَ ْﺪ َﻏ َﻔْﺮﺗَﻪُ ﱄ ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ ﺼ ِﺮَم َﻫ َﺬا اﻟﺸ ْ ﻓَ ْﺠﺮ َﻫﺬﻩ اﻟﻠﱠْﻴـﻠَﺔ ،أ َْو ﻳـَْﻨ َ
ـﻚ ِﻣ َﻨﻬــﺎ َ ،وَﻣــﺎ ﻗَـﺎَ َل ِ
آﺧ ِﺮَﻫــﺎ ،ﻣــﺎ ﻗُـ ْﻠﺘَــﻪُ ﻟﻨَـ ْﻔ ِﺴـ َـﻚ اﳊﻤـ ُـﺪ ِ ،ﲟَﺤ ِﺎﻣـ ِـﺪ َك ُﻛﻠﱢﻬــﺎ ،أَﱠوِﳍــﺎ و ِ
َ َ َ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻟَـ َ َ ْ
ِ
َﻋْﻨـﺘَـ ُﻬ ْﻢ
ـﻚ ،أ َ ﻟَﻚ اﳋََﻼﺋِﻖ :اﳊَﺎ ِﻣ ُﺪو َن ،اﳌﺘَـ َﻬ ﱢﺠ ُـﺪو َن ،اﳌ َﻌـﺪﱢدو َن ،اﳌـﺆﺛُِﺮو َن ﰲ ذ ْﻛـ ِﺮَك َواﻟ ﱡﺸـ ْﻜ ِﺮ ﻟَ َ
َﺻـﻨَﺎف أ
و ، ﲔ ﻋﻠﻰ اَد ِاء ﺣﻘﱢﻚ ِﻣﻦ أَﺻْﻨﺎَفُِ ﺧ ْﻠ ِﻘﻚ ِ ،ﻣﻦُ اﳌ َﻼﺋِ َﻜ ِﺔ اﳌ َُﻘـﱠﺮﺑِﲔ ،واﻟﻨﺒِﻴﱢـﲔ ،واﳌﺮﺳـﻠِ
ُ َ َ َ َ َ ُْ َ َ َ ْ َِ َ
َ َ َ َ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ
ﻀـﺎ َن َ ،و َﻋﻠَْﻴـﻨَـﺎ ﻣ ْـﻦ ﱠﻚ ﻗَ ْﺪ ﺑـَﻠﱠ ْﻐﺘَـﻨَﺎ َﺷ ْﻬَﺮ َرَﻣ َ ﲔ َ ،ﻋﻠﻰ أَﻧ َ اﻟﻌﺎﻟَﻤ َ ﻚ ﻣ ْﻦ َﲨﻴ ِﻊ َ ﲔ ﻟَ َ ﲔ ،اﳌُ َﺴﺒﱢﺤ َ اﻟﻨﱠﺎﻃﻘ َ
ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ اﳋَﺎﻟِـ ُـﺪ ، ﻚ ﻟَـ َ
ِ
ـﻚ ،ﻓَﺒِــﺬﻟ َ ـﺎﻫ ِﺮ ْاﻣﺘِﻨَﺎﻧـِ َ
ﻚ َ ،وﺗَﻈَـ ُ إﺣ َﺴــﺎﻧِ َﻚ َ ،و ْ
ِ
ـﻚ َ ،و ِﻋْﻨـ َـﺪﻧَﺎ ِﻣـ ْـﻦ ﻗ َﺴـ ِـﻤ َ ﻧِ َﻌ ِﻤـ َ
َﻋْﻨﺘَـﻨَــﺎ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ َ ،ﺣـ ﱠـﱴ اﻟ ـﺪﱠاﺋِﻢ ،اﳌﺨﻠﱠــﺪ ،اﻟ ﱠﺴ ـﺮﻣﺪ ،اﻟــﺬي ﻻ ﻳـْﻨـ ُﻔ ـ ُﺬ ﻃُـ َ ِ
ـﺎؤ َك َ ،وأ َ ـﻮل َاﻷﺑَــﺪ َ ،ﺟـ ﱠـﻞ ﺛـَﻨَـ ُ َ َْ ُ ُ َ ُ
ﺻ َﻼ َة َ ،وَﻣﺎ َﻛﺎَ َن ﻓِ ِﻴﻪ ِﻣ ْﻦ ﺑِﱟﺮ أو ُﺷ ْﻜ ٍﺮ ،أ َْو ِذ ْﻛ ٍﺮ. ﻦ ﻗَﻀﻴﺖ ﻋﻨﱠﺎُ ِﺻﻴﺎﻣﻪ ،وﻗِﻴﺎﻣﻪ ِ ،
ﻣ
َْ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ
ِ
ﻚﺻ ْﻔ ِﺤ َ ﻚ َ ،وَﲡَ ُﺎوِزَك َ ،و َﻋ ْﻔ ِﻮ َك َ ،و َ َﺣ َﺴ ِﻦ ﻗَـﺒُﻮﻟ َ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻓَـﺘَـ َﻘﺒﱠـ ْﻠﻪُ ﻣﻨﱠﺎ ﺑِﺄ ْ
١٣٧
ﻮﻫ ٍ ٍ ﻚ ،ﺣ ﱠﱴ ﺗُﻈْ ِﻔﺮﻧَﺎ ﻓِ ِﻴﻪ ،ﺑِ ُﻜ ﱢـﻞ َﺧ ٍْـﲑ ﻣﻄْﻠُ ٍ ﻚ ،وﺣ ِﻘﻴ َﻘ ِﺔ ِر ْ ِ ِ
ـﻮب ، ـﻮب َو َﺟ ِﺰﻳ ِـﻞ َﻋﻄَـﺎء َﻣ ُ َ َ ﺿ َﻮاﻧ َ َ َوﻏُ ْﻔَﺮاﻧ َ َ َ
ﺐ ﻣﻜ ٍ وﺗُـ ْﺆِﻣﻨَـﻨَﺎ ﻓِﻴﻪ ِﻣﻦ ُﻛ ﱢﻞ أَﻣ ٍﺮ ﻣ ُ ٍ
ْﺴﻮب. ﺮﻫﻮب َ ،و َذﻧْ ٍ َ َ َ
ِ
ـﻚ َ ،و َﺟﺰﻳـ ِـﻞ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َﲰَﺎﺋـ َ ـﻚ ،ﻣـ ْـﻦ َﻛ ـﺮﱘ أ ْ َﺣ ـ ٌﺪ ،ﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ ﻚأَ ﻚ ﺑ َﻌﻈــﻴﻢ َﻣــﺎ َﺳ ـﺄَﻟَ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
آل ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َ ،وأَ ْن َْﲡ َﻌـ َـﻞ َﺷـ ْـﻬَﺮﻧَﺎ َﻫ ـ َﺬا ،أ َْﻋﻈَـ َـﻢ ـﻚ أَ ْن ﺗُﺼ ـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ
َ َ ﺻـ ِـﺔ ُد َﻋﺎﺋـِ َ
ـﻚ َ ،و َﺧﺎ ﱠ ﺛـَﻨَﺎﺋـِ َ
ص ﻧَـ ْﻔ ِﺴـﻲ ،وﻗَﻀ ِ ﻀﺎ َن ﻣﱠﺮ َﻋﻠَﻴﻨـﺎ ،ﻣْﻨـ ُﺬ أَﻧْـﺰﻟْﺘَـﻨَـﺎ إﱃ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ ،ﰲ ِﻋﺼـﻤ ِﺔ ِدﻳ ِـﲏ ،وﺧ ِ
ـﺎء َ َ ـﻼ ِ ََ َْ َ َﺷ ْﻬ ِﺮ َرَﻣ َ َ ْ ُ َ
اﻟﻌﺎﻓِﻴَ ِﺔ ﱄ ، ﺎس َ ﻮء َﻋ ﱢﲏ َ ،وﻟِﺒَ ِ ف اﻟ ﱡﺴ ِ ﺣﺎﺟﱵ ،وﺗُﺸﻔﱢﻌﲏ ﰲ ﻣﺴﺎﺋِﻠﻲ ،وﲤََ ِﺎم اﻟﻨِﻌﻤ ِﺔ ﻋﻠَﻲ ،وﺻﺮ ِ
ْ َ َ ﱠ َ َْ َ ََ َ َ َ َ َ
ـﻒ َﺷ ْـﻬ ِﺮ ،ﰲ أَ ْﻋﻈَـﻢ ت ﻟَـﻪُ ﻟِْﻴـﻠَـﺔَ اﻟ َﻘـ ْﺪ ِر ،وﺟﻌْﻠﺘَﻬـﺎ ﻟَـﻪُ َﺧ ْـﲑاً ِﻣـﻦ أَﻟْ ِ وأَ ْن ُﲡﻌﻠَﲏ ﺑِﺮ ْﲪﺘِ ِ
ْ َ ََ ﻚ ،ﳑ ْﱠﻦ ُﺣ ْـﺰ َ َ َْ َ َ َ
ِ ِ
اﻟﻌ ْﻤ ِﺮ َ ،و ُﺣ ْﺴ ِﻦ اﻟ ﱡﺸ ْﻜ ِﺮ َ ،وَد َو َام اﻟﻴُ ْﺴ ِﺮ. َاﻷ ْﺟ ِﺮ َ ،وَﻛَﺮاﺋ ِﻢ اﻟ ﱡﺬ ْﺧ ِﺮ َ ،وﻃُﻮل ُ
ِ ِ ِ
ﻚ، إﺣ َﺴــﺎﻧِ َـﻚ َوﻗَــﺪ ِﱘ ْ ـﻚ َ ،و َﺟ َﻼﻟـ َ ـﻚ َ ،و َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك َ ،وﻧَـ ْﻌ َﻤﺎﺋـِ َ ـﻚ َ ،وﻃَﻮﻟـ َ ﻚ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِـ َ َﺳـﺄَﻟُ َاﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،وأ ْ
ِ آﺧـﺮ ِ ِ ِ ِ
َﺣ َﺴـ ِﻦ ﻀـﺎ َن َ ،ﺣ ﱠـﱴ ﺗُـﺒَـﻠﱢﻐَﻨَـﺎ ﻣ ْـﻦ ﻗَﺎﺑِ ٍـﻞ ﻋﻠـﻰ أ ْ اﻟﻌ ْﻬـﺪ ﻣﻨﱠـﺎ ،ﻟ َﺸ ْـﻬ ِﺮ َرَﻣ َ ﻚ ،أَ ْن ﻻ َْﲡ َﻌﻠَﻪُ َ َ َو ْاﻣﺘِﻨَﺎﻧِ َ
ِ ِ ِ
ـﻚ ، ـﻚ َ ،وأ ََﰎﱢ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ َ ﲔ ﻟَـﻪُ ،ﰲ أ َْﻋﻔـﻰ َﻋﺎﻓﻴَﺘِ َ ِ ِ
َﺣ ٍﺎل َ ،وﺗـُ َﻌﱢﺮﻓَﲏ ﻫ َﻼﻟَﻪُ َ ،ﻣ َﻊ اﻟﻨﱠـﺎﻇ ِﺮﻳِ َﻦ إﻟَْﻴـﻪ َ ،واﳌْﺘَـ َﻌـﱢﺮﻓ َ
وأَوﺳ ِﻊ ر ْﲪﺘِﻚ ،وأ ِ
ﻚ أَ ْن ﻻ ﻳَ ُﻜـﻮ َن َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺲ ﱄ َﻏْﻴـ ُـﺮﻩُ ،أ ْ رب اﻟـﺬي ﻟَْـﻴ َ ﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻳـﺎ ﱢ َﺟَﺰِل ﻗ َﺴ ِﻤ َ ََْ َ َ َ َ ْ
ِِ ِ آﺧﺮ ِ ِ ِ ٍ ﻫ َﺬا اﻟﻮد ِ
ﱢﻌ ِﻢ اﻟﻌ ْﻬﺪ ﻣ َﻦ اﻟﻠﱢ َﻘﺎء َ ،ﺣ ﱠﱴ ﺗُ ِﺮﻳﻨﻴﻪ ﻣ ْـﻦ ﻗَﺎﺑِ ِـﻞ ﰲ أ ْ
َﺳـﺒَ ِﻎ اﻟـﻨـ َ اع ﻓَـﻨَﺎء َ ،وَﻻ َ َ اع ﻣ ﱢﲏ َ ،وَد َ َ ََ ُ
ِ
ﻚ ﻋﻠﻰ أَﺣﺴ ِﻦ اﻟﻮﻓَﺎء ،إﻧ َ ِ ِ
ﱡﻋﺎء. ﻴﻊ اﻟﺪ َ ﱠﻚ َﲰ ُ َْ َ ﻀ ِﻞ اﻟﱠﺮ َﺧﺎء َ ،وأَﻧَﺎ ﻟَ َ َ ،وأَﻓْ َ
اﺳﺘِ َﻜﺎﻧَِﱵ ﻚ َ ،و ْ ﻀُﺮﻋِﻲ َ ،وﺗَ َﺬﻟﱡﻠﻲ ﻟَ َ ِ
اﲰَ ْﻊ ُد َﻋﺎﺋﻲ َ ،و ْار َﺣ ْﻢ ﺗَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
١٣٨
ﻚ ِﺳﻠِ ٌﻢ ) (١ﻻ َأر ْﺟ ُﻮ َﳒَﺎﺣﺎً َ ،وﻻ ُﻣ َﻌﺎﻓَﺎةً َ ،وﻻ ﺗَ ْﺸ ِﺮﻳﻔﺎً َ ،وﻻ ﺗَـْﺒﻠِﻴﻐﺎً ﻚ َ ،وأَﻧَﺎ ﻟَ َ
ِ
ﻚ َ ،وﺗَـ ْﻮﱡﻛﻠﻲ َﻋﻠَْﻴ َ ﻟَ َ
ِِ إﻻﱠ ﺑِـ ِ
ﻀــﺎ َن َ ،وأَﻧَــﺎ ـﺎؤ َك ،ﺑِﺘَْﺒﻠﻴﻐــﻲ َﺷـ ْـﻬَﺮ َرَﻣ َ َﲰَـ ُ
ـﺖ أ ْ ﱠﺳـ ْ
ـﺎؤ َك َ ،وﺗَـ َﻘﺪ َ ـﻚ ،ﻓَـ ْـﺎﻣﻨُ ْﻦ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َﺟـ ﱠـﻞ ﺛـَﻨَـ ُ ـﻚ َوﻓْﻴـ َ َ
ﲨﻴ ِﻊ اﻟﺒَـ َﻮاﺋِ ِﻖ.وﻣﻦ َِ ِ ٍ ﻣﻌ َ ِ
ﺎﰱ ﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﻣﻜُْﺮوﻩ َ ،وَْﳏ ُﺬوٍر ْ َُ
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
َﻋﺎﻧَـﻨَــﺎ ،ﻋﻠــﻰ ﺻــﻴَ ِﺎم َﻫ ـ َﺬا اﻟ ﱠﺸـ ْـﻬ ِﺮ َوﻗﻴَﺎﻣــﻪ َ ،ﺣـ ﱠـﱴ ﺑَـﻠَﻐَﻨَــﺎ آﺧـ َـﺮ ﻟَْﻴـﻠَــﺔ ﻣْﻨــﻪُ ، اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ ،اﻟــﺬي أ َ
ـﻴﺖ ﺑِـ ِـﻪ َﻋـ ْـﻦ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ � ،أ ْن ﺿـ َ ﺿــﻰ َﻣــﺎ َر َ
ـﺐ ﻣــﺎ دﻋِﻴـ ِ
ـﺖ ﺑِــﻪ َ ،وأ َْر َ َﺣـ ﱢ ُ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ ِ
ﻚ ﺑﺄ َ إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
وﺟـﻲ ِﻣ َـﻦ اﻟـ ّﺪ ّ◌ ُ◌ﻧْـﻴَﺎ اﻋـﻲ ﺷـﻬﺮ رﻣﻀـﺎ َن ،وداع ﺧﺮ ِ ﺗُﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍـﺪ و ِآل ُﳏ ﱠﻤ ٍـﺪ ،وﻻ َْﲡﻌـﻞ ود ِ
َ َ َ ُُ َ ْ َ ََ َ َ َ ْ ََ َ َ َ َ
ِ ِ
اﻟﻌ ـ ْـﻮَد ﻓﻴــﻪ ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌـ ْـﻮَد ﻓﻴــﻪ ُ ،ﰒَ َ ـﻚ َ ،و ْأرُزﻗْــﲏ َ ﺻ ـ ْـﻮﻣﻲ ﻟَـ َ ـﻚ ﻓﻴ ــﻪ َ ،وﻻ آﺧ ـ َـﺮ َ اع آﺧـ َـﺮ ﻋﺒَ َﺎدﺗـ َ َ ،وﻻ َوَد َ
اﺟﻌْﻠﻬــﺎ ﱄ َﺧـ ْـﲑاً ِﻣــﻦ أَﻟْـ ِ ِِِ ِ ﺑِﺮ ْﲪﺘِــﻚ ﻳــﺎ وِ ﱢ ِ
بـﻒ َﺷـ ْـﻬ ٍﺮ َ ،ر ﱢ ْ ﲔ َ ،وَوﻓﱢـ ْﻘــﲏ ﻓﻴــﻪ ﻟﻠَْﻴـﻠَــﺔ اﻟ َﻘ ـ ْﺪ ِر َ ،و ْ َ َ ﱄ اﳌـُ ْـﺆﻣﻨ َ َ ََ
ِ ِ
ﱠﻬﺎ ِر َ ،واﳉﺒَ ِﺎل َواﻟﺒِ َﺤﺎ ِر َ ،واﻟﻈُﻠَ ِﻢ َو َاﻷﻧْـ َﻮا ِر َ ،و َاﻷ ْر ِ
ﺼ ﱢﻮُر ، ئ ،ﻳﺎ ُﻣ َ ض َواﻟ ﱠﺴ َﻤﺎء ،ﻳَﺎ ﺑَﺎ ِر ُ اﻟﻠﱠْﻴ ِﻞ َواﻟﻨـ َ
ِِ ِ
ـﻚ َاﻷﲰَــﺎءُ اﳊُ ْﺴـ َـﲎ َ ،واﻟﻜ ْﱪﻳَــﺎءُ ﻳﻊ ،ﻟَـ َـﻮم ،ﻳــﺎ ﺑَــﺪ ُﻳــﺎ َﺣﻨﱠــﺎ ُن ،ﻳــﺎ َﻣﻨﱠــﺎ ُن ،ﻳــﺎ اﷲُ ،ﻳــﺎ َر ْﲪـ ُـﻦ ﻳــﺎ ﻗَـﻴﱡـ ُ
ﺼ ـﻠﱢ َﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ َوأَ ْن ِ ِ
ـﻚ :ﺑِ ْﺴ ـ ِﻢ اﷲ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟ ـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ ،أ ْن ﺗُ َ ﺎﲰـ َﻚ ﺑِ ِْ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
َواَﻵﻻءُ ،أ ْ
ِ ِ ِ ِ ِِ ِ َْﲡﻌ ــﻞ ِْ
ـﲔ ، إﺣ َﺴ ـ ِـﺎﱐ ﰲ ﻋﻠﱢﻴﱢـ ـ َْ اﲰ ــﻲ ،ﰲ َﻫ ــﺬﻩ اﻟﻠﱠْﻴـﻠَـ ـﺔ ،ﰲ اﻟ ﱡﺴ ـ َـﻌ َﺪاء َوُروﺣ ــﻲ َﻣ ـ َـﻊ اﻟ ﱡﺸ ـ َـﻬ َﺪاء َ ،و ْ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺐ ﱄ ﻳَﻘﻴﻨ ـﺎً ﺗُـﺒَﺎﺷـ ُـﺮ ﺑــﻪ ﻗَـ ْﻠـ ِـﱯ َ ،وإﳝَﺎﻧ ـﺎً ﻻ ﻳَ ُﺸــﻮﺑُﻪُ َﺷـ ﱞ ِ ِ
ﺿـ ًـﻰ ﲟـَـﺎ ـﻚ َ ،ور َ ـﻮرةً َ ،وأَ ْن ﺗَـ َﻬـ َإﺳــﺎءَﰐ َﻣ ْﻐ ُﻔـ َ َو َ
ِ ِ ِ
اب اﻟﻨﱠﺎ ِر ،ﺖ ﱄ َ ،وأَ ْن ﺗُـ ْﺆﺗﻴَﲏ ِ ،ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴﻨَﺔً َ ،وﰲ اﻵﺧَﺮةِ َﺣ َﺴﻨَﺔً َ ،وأَ ْن ﺗَﻘﻴَﲏ َﻋ َﺬ َ ﻗَ َﺴ ْﻤ َ
ِ ِ ﻀﻲ وﺗُـ َﻘﺪ ِ ِ ِ
ﱢر ،ﻣ َﻦ َاﻷ ْﻣ ِﺮ اﳌَ ْﺤﺘُﻮم َ ،وﻓ َ
ﻴﻤﺎ ﺗُـ ْﻔُﺮ ُق ﻴﻤﺎ ﺗَـ ْﻘ َ ُ أﺟ َﻌ ْﻞ ﻓ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،
__________________
١ـ ﺳﻠﻢ :اي ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻣﻨﻘﺎد إﻟﻴﻚ.
١٣٩
ﱠل َ ،وﻻ ﻳـُﻐَﻴﱠـ ـ ُـﺮ أَ ْن ـﺎء اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳـُ ـ َـﺮﱡد َ ،وﻻ ﻳـُﺒَـ ـﺪ ُ ِﻣ ــﻦ َاﻷﻣ ــﺮ اﳊ ِﻜ ــﻴ ِﻢ ،ﰲ ﻟَﻴـﻠَ ـ ِـﺔ اﻟ َﻘـ ـ ْﺪ ِر ِ ،ﻣ ــﻦ اﻟ َﻘﻀ ـ ِ
َ َ ْ َ ْ َ
ـﻮرةِ ُذﻧُــﻮﺑـُ ُﻬ ْﻢ ، ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ اﳊَـ َـﺮام ،اﳌَْﺒ ـ ُـﺮور َﺣ ﱡﺠ ُﻬ ـ ْـﻢ ،اﳌَ ْﺸـ ـ ُﻜﻮر َﺳ ـ ْـﻌﻴُـ ُﻬ ْﻢ ،اﳌَْﻐ ُﻔ ـ َ ـﺎج ﺑَـْﻴﺘ ـ َ
ﺗَﻜْﺘُﺒَــﲏ ﻣ ـ ْـﻦ ُﺣ ﱠﺠ ـ َ
ﱢر ،أَ ْن ﺗَـ ْﻌﺘِـ َـﻖ َرﻗَـﺒَــﱵ ِﻣ ـ َـﻦ اﻟﻨﱠــﺎ ِر ﻳ ــﺎ أ َْر َﺣ ـ َـﻢ ِ ِ ِ
ﻴﻤ ـﺎ ﺗَـ ْﻘﻀــﻲ َوﺗُـ َﻘ ـﺪ ُ اﳌُ ﱠﻜﻔــﺮ َﻋ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﺳ ـﻴﱢﺌَﺎﺗُـ ُﻬﻢ َ ،و ْ
اﺟ َﻌ ـ ْـﻞ ﻓ َ
اﲪﲔ. اﻟﱠﺮ ِ ِ
ـﺐ إﱃ ـﻚ َ ،وَﱂْ ﻳـُْﺮ َﻏـ ْ ـﺐ إﻟَْﻴـ َ
ـﻚ ُﺟــﻮداً َوَﻛَﺮﻣ ـﺎً َ ،وأ َْر َﻏـ ُ ـﺎد ِﻣﺜْـﻠَـ َ ِ
ﻚ َوَﱂْ ﻳَ ْﺴ ـﺄ َِل اﻟﻌﺒَـ ُ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻴﻢ اﳌ َﺴﺎﺋِ ِﻞ ُﻛﻠﱢ َﻬﺎ ﻚ ﻳﺎ َﻋ ِﻈ َﺳﺄَﻟُ َ ﲔ،أ ﻚ ،أَﻧْﺖ ﻣﻮ ِﺿﻊ ﻣﺴﺄَﻟَ ِﺔ اﻟ ﱠﺴﺎﺋِﻠِﲔ ،وﻣْﻨﺘَـﻬﻰ ر ْﻏﺒ ِﺔ اﻟﱠﺮ ِ
اﻏﺒِ ِ
ِﻣﺜْﻠ َ
َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ
ـﺖ ِﻣْﻨـ َﻬـﺎ َﲰﺎﺋِﻚ ﻣـﺎ ﻋَﻠِ ،وأ َْﳒ ِﺤﻬﺎ ،اﻟﱵ ﻳـْﻨﺒﻐِﻲ ﻟِْﻠﻌِﺒ ِﺎد أَ ْن ﻳﺴﺄَﻟُ َ ِ
ﻮك َﺎ ،ﻳﺎ اﷲُ ،ﻳﺎ َر ْﲪ ُﻦ َ ،وﺑِﺄ َْ َ َ ْ ُ
ﻤ َْ َ ََ َ َ َ
،وﻣ ـ ـﺎ َﱂ أَﻋﻠَ ــﻢ ،وﻳِﺄَﲰﺎﺋِ ــﻚ اﳊﺴـ ــﲎ ،وأَﻣﺜﺎﻟِ ــﻚ اﻟﻌْﻠﻴـ ــﺎ ،وﻧِﻌ ِﻤ ــﻚ اﻟ ــﱵ ﻻ ُﲢﺼ ــﻰ ،وﺑِـ ـﺄَ ْﻛﺮمِ
َ َ َْ َ َ ْ ْ ْ َ َْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ َ
َﲰﺎﺋِـﻚ ﻋﻠَﻴـﻚ ،وأَﺣﺒﱢـﻬـﺎ وأَ ْﺷـﺮﻓِﻬﺎ ِﻋْﻨـﺪ َك ﻣْﻨ ِﺰﻟَـﺔً ،وأَﻗﺮِ ـﺎ ِﻣْﻨـﻚ و ِﺳـﻴﻠَﺔً ،و ِ
ـﻚ ﺛـَ َﻮاﺑـﺎً ، أﺟ ْـﺰَ ﳍَـﺎ ِﻣْﻨ َ َ َ َ ََ َ َ أ َْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ون ،اﳊـﻲ ،اﻟﻘﻴﱡ ِ ﻚ إِﺟﺎﺑﺔً ،وﺑِ ِْ
ـﻮم َ ،اﻷ ْﻛ َِـﱪ َ ،اﻷ َﺟ ﱢـﻞ ،اﻟـﺬي ﻮن اﳌﺨ ُـﺰ ِ َ ﱢ َ ﻚ اﳌﻜْﻨُ ِ ﺎﲰ َ َ َ َ َﺳَﺮ ِﻋ َﻬﺎ ﻟَ َﺪﻳْ ََوأ ْ
ِ َ َ
ُِﲢﺒﱡــﻪ وﺗَـﻬــﻮاﻩ ،وﺗَـﺮﺿــﻰ ﻋ ﱠﻤــﻦ دﻋـ َ ِ ِ
ب ،أ ْن ﻻ ـﻚ ﻳــﺎ َر ﱡ ﻴﺐ ﻟَــﻪُ َد َﻋــﺎءَﻩُ َ ،و َﺣـ ﱠﻖ َﻋﻠَْﻴـ َ ـﺎك ﺑــﻪ َ ،وﺗَ ْﺴــﺘَﺠ ُ ُ َ َُْ َ ْ َ َ ْ ََ
ِ ِ
ِ
ـﻚ ﰲ اﻟﺘَ ـ ْـﻮَراة َ ،وا ِﻹ ْﳒﻴـ ِـﻞ َ ،واﻟﱠﺰﺑُــﻮِر َ ،واﻟ ُﻘـ ْـﺮآن ، اﺳ ـ ٍﻢ ُ ،ﻫـ َـﻮ ﻟَـ َ ﻚ ﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ْ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﻚ َ ،وأ ْ ـﺐ َﺳــﺎﺋِﻠَ َ ُﲣﻴﱢـ َ
ـﻚ ِ ،ﻣـ ْـﻦ ِ ﲨﻴــﻊ َاﻷ ِ
ﺻــﻨَﺎف ِﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ ـﻚ َ ،و َ ُ ْ
ـﻚ ،وﻣ َﻼﺋِ َﻜــﺔُ َﲰﻮاﺗـِ َ ِ
َ
ِ
ـﺎك ﺑــﻪ َﲪَﻠَــﺔُ َﻋْﺮﺷـ َ َ َ
وﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ اﺳـ ٍﻢ دﻋـ َ ِ ِ
ْ ََ َ
ـﻚ َوِﲝَـ ـ ﱢﻖ ِ ٍ
ﻳﻦ ﺑِ ـ َ ـﻚ ،اﳌُﺘَـ َﻌ ـ ﱢـﻮذ َﲔ ِﻣْﻨ ـ َ اﻟﻘـ ـ ِﺮﻳﺒِ َ
ـﻚ َ ، ﲔ إﻟَْﻴ ـ َ ِ ِ
ﱢﻳﻖ أ َْو َﺷـ ـ ِﻬﻴﺪ َ ،وﲝَـ ـ ﱢﻖ اﻟ ـ ـﱠﺮاﻏﺒِ َ ـﱯ ،أ َْو ِﺻـ ـﺪ ٍ ﻧَـ ِ ﱟ
ﻚ َ ،وِﲝَـ ﱢﻖ ُﻛـ ﱢـﻞ ِ ِِ ِ ِ ُﳎَــﺎ ِوِري ﺑـْﻴﺘِـ َ ِ
ﻳﻦ ﰲ َﺳـﺒِﻴﻠ َ ـﲔ َ ،واﳌُ َﺠﺎﻫــﺪ َ ﻳﻦ َ ،وُﻣ َﻘﺪﱢﺳـ َ ـﻚ اﳊَـ َـﺮام ُ ،ﺣ ﱠﺠﺎﺟـﺎً َوُﻣ ْﻌﺘَﻤـ ِﺮ َ َ
ِ ٍ ٍ
ﱠت ﻓَﺎﻗَـﺘُــﻪُ ، ـﻚ ﰲ ﺑَـ ﱟـﺮ أ َْو َْﲝ ـ ٍﺮ ،أ َْو َﺳـ ْـﻬ ٍﻞ أَْو َﺟﺒَـ ٍـﻞ ،أ َْدﻋـ ُـﻮ َك ُد َﻋــﺎءَ َﻣـ ْـﻦ ﻗَــﺪ ا ْﺷــﺘَﺪ ُ َﻋْﺒــﺪ ُﻣﺘَـ َﻌﺒﱢــﺪ ﻟَـ َ
ﻀ ْـﻌ ِﻔ ِﻪ ِ ِ ِِ ِ
ـﺎداً َ ،وﻻ ﻟ َ ﻒ َﻛ ْﺪ ُﺣـﻪُ ُ ،د َﻋـﺎء َﻣ ْـﻦ ﻻ َِﳚ ُـﺪ ﻟﻨَـ ْﻔﺴـﻪ َﺳ ّ ﺿ ُـﻌ َ ت ذُﻧُﻮﺑُﻪُ َ ،و َﻋﻈُ َـﻢ ُﺟْﺮُﻣـﻪُ َ ،و َ َوَﻛﺜُـَﺮ ْ
ْﱪ وﻻ ﻣﺴ ـﺘَـْﻨ ِﻜ ٍ ِ ِ
ﻒ، ٍِ
ـﻚ َ ،ﻏْﻴ ـ َـﺮ ُﻣ ْﺴــﺘَﻜ َ ُ ْ ـﻚ ُ ،ﻣﺘَـ َﻌ ـ ﱢﻮذاً ﺑِـ َ ُﻣ َﻘ ﱢﻮﻳ ـﺎً َ ،وﻻ ﻟ َﺬﻧْﺒِـ ِـﻪ َﻏــﺎﻓﺮاً َﻏْﻴ ـ َـﺮَك َ ،ﻫﺎ ِرﺑ ـﺎً إﻟَْﻴـ َ
َﺧﺎﺋِﻔﺎً ،
١٤٠
ِ
ﻚ َ ،وِﲟُْﻠ ِﻜ َ
ـﻚ ـﻚ َ ،و ُﺳـْﻠﻄَﺎﻧِ َ ﻚ َ ،و َﺟﺒَـُﺮوﺗِ َ ﻚ َو َﻋﻈَ َﻤﺘِ َ ﻚ ﺑِﻌِﱠﺰﺗِ ََﺳﺄَﻟُ َ
ﻚ،أْ ﺑَﺎﺋﺴﺎً ،ﻓَﻘﲑاً ُ ،ﻣ ْﺴﺘَﺠﲑاً ﺑِ َ
ت ِﻣـ ْـﻦ ِ ِ
ـﻚ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ أ ََرْد َ ـﻚ َ ،وﺑُِﻘ ﱠﻮﺗـِ َ ﻚ َ ،و َﲨَﺎﻟـ َ ـﻚ َو ُﺣ ْﺴــﻨِ َـﻚ َ ،وﺑِﺂﻵﺋـِ َـﻚ َو ُﺟــﻮد َك َ ،وَﻛَﺮِﻣـ َ َ ،وﺑَـ َﻬﺎﺋـِ َ
ِ
ﻀـﱡﺮﻋﺎً ،ت َ◌ َﻣﻠﱡﻘـﺎً َ ،وﺗَ َب َﺧ ْﻮﻓـﺎً َ ،وﻃَ َﻤﻌـﺎً َ ،وَرْﻫﺒَـﺔً َ ،وَر ْﻏﺒَـﺔً َ ،وَﲣَ ﱡﺸـﻌﺎً َ ،و َ ﻮك ﻳـﺎ َر ﱢﻚ ،أ َْد ُﻋ َ َﺧ ْﻠﻘ َ
ﺖ َ ،و ْﺣ َﺪ َك ،ﻻ َﺷ ِﺮ َ إﳊﺎﺣﺎً ،ﺧ ِ
ﻚ.
ﻳﻚ ﻟَ َ ﻚ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﺎﺿﻌﺎً ﻟَ َ َ َو َْ
ﱡوس.ﱡوس ،ﻳﺎ ﻗُﺪ ُ ﱡوس ،ﻳﺎ ﻗُﺪ ُ ﻳﺎ ﻗُﺪ ُ
ﻳﺎ اﷲ ،ﻳﺎ اﷲ ،ﻳﺎ اﷲ.
ﻳﺎ َر ْﲪ ُﻦ ،ﻳﺎ َر ْﲪ ُﻦ ،ﻳﺎ َر ْﲪ ُﻦ.
ﻴﻢ. ِ ِ ِ
ﻴﻢ ،ﻳﺎ َرﺣ ُ ﻴﻢ ،ﻳﺎ َرﺣ ُ ﻳﺎ َرﺣ ُ
ب. ب ،ﻳﺎ َر ﱡ ب ،ﻳﺎ َر ﱡ ﻳﺎ َر ﱡ
َﺳــ ـﺄَﻟُﻚ ِ ـﻚ ،ﻳ ــﺎ اﷲ ،اﻟﻮ ِ َﻋ ــﻮ ُذ ﺑِـ َ
ﺼ ـ َـﻤ ُﺪ ،اﻟ ـ َـﻮﺗْـُﺮ ،اﳌُﺘَ َﻜﺒﱢـ ـ ُـﺮ ،اﳌُﺘَـ َﻌ ــﺎلَ .وأ ْ
اﺣ ـ ُـﺪ َ ،اﻷ َﺣ ـ ُـﺪ ،اﻟ ﱠ ُ َ أُ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ـﺪ ـﻚ ُﻛﻠﱠﻬــﺎ ،أَ ْن ﺗُﺼ ـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ َﲰَﺎﺋـِ َ
ـﻚ ﺑِـ ِـﻪ َ ،وﺑِﺄ ْ
ِﲜَ ِﻤﻴـ ِﻊ ﻣــﺎ َد َﻋ ْﻮﺗُـ َ
َ َ َ ـﻚ اﻟــﱵ َﲤـْ ُـﻼ أ َْرَﻛﺎﻧَـ َ َ
ِ ﻚ ِ وا ْﻏ ِﻔ ــﺮ ﱄ َذﻧْـ ِـﱯ ،وارﲪ ــﲏ ،وو ﱢﺳ ــﻊ ﻋﻠَــﻲ ِﻣ ــﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻀ ــﺎ َن ، اﻟﻌﻈ ــﻴ ِﻢ َ ،وﺗَـ َﻘﺒﱠـ ـ ْﻞ ﻣ ـ ﱢـﲏ َﺷ ـ ْـﻬَﺮ َرَﻣ َﻀ ــﻠ َ َ َ ْ َْ َ َ ْ َ ﱠ ْ َ ْ
ِ ِ ِ
ـﻒ َﻋ ـ ـ ﱢـﲏ َ ،وﻻ َْﲡ َﻌْﻠ ـ ــﻪُ َو ِﺻ ـ ــﻴَ َﺎﻣﻪُ َ ،وﻗﻴَ َﺎﻣ ـ ــﻪُ َ ،وﻓَـْﺮ َ
ﺿ ـ ــﻪُ َ ،وﻧـَ َﻮاﻓﻠَ ـ ــﻪُ َ ،وا ْﻏﻔ ـ ـ ْـﺮ ﱄ َ ،و ْارﲪَْ ـ ــﲏ َ ،و ْاﻋ ـ ـ ُ
وﺟـ ـﻲ ِﻣـــﻦ آﺧ ـ ِﺮَ ﺷ ــﻬ ِﺮ رﻣﻀ ــﺎ َن ﺻ ــﻤﺘﻪ ﻟَــﻚ ،وﻋﺒـ ـ ْﺪﺗُﻚ ﻓِﻴ ـ ِـﻪ ،وﻻ َﲡﻌ ــﻞ ود ِاﻋ ــﻲ إﻳﱠــﺎﻩ وداع ﺧﺮ ِ
ُ َ َ َ ُُ َ َْ ْ ََ َ ْ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ َ ََ َ
اﻟﺪﻧْـﻴَﺎ.
ِ ِ
ـﺖ ﻚ ،أَﻓْ َ
ﻀـ َـﻞ ﻣــﺎ أ َْﻋﻄْﻴـ َ ﻚ َ ،و ِﺧ ْﺸــﻴَﺘِ َﺿـ َـﻮاﻧِ َ ـﻚ َ ،وَﻣ ْﻐﻔَﺮﺗـِ َ
ـﻚ َ ،وِر ْ ـﺐ ﱄ ِﻣـ ْـﻦ َر ْﲪَﺘِـ َ أﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ َُوﺟـ ْ
اﺟ َﻌ ْﻠـﲏ ِﳑـﱠ ْـﻦ أ َْﻋﺘَـ ْﻘﺘَـﻪُ ،ﰲ َﻫـ َﺬا آﺧـﺮ ﻣــﻦ ﺳـﺄَﻟَ َ ِ ِ
ﻚ ﻓﻴــﻪ َ ،و ْ
ِ ِِ
َﺣـﺪاً ﳑـﱠ ْـﻦ َﻋﺒَ َـﺪ َك ﻓﻴــﻪ ،أﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ﻻ َْﲡ َﻌْﻠــﲏ َ َ ْ َ
أ ِ
َ
ِ
ت ﱠﻬ ِﺮ ﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر َ ،و َﻏ َﻔْﺮ َاﻟﺸ ْ
١٤١
ﲪﲔ. ﻚ ﻳﺎ أَرﺣﻢ اﻟﱠﺮا ِِ ﻟَﻪ ِﻣﻦ ذَﻧْﺒِ ِﻪ ،ﻣﺎ ﺗَـ َﻘﺪﱠم وﻣﺎ ﺗَﺄَ ﱠﺧﺮ ،وأَوﺟﺒﺖ ﻟِﻪ أَﻓْﻀﻞ ﻣﺎ رﺟ َ ِ ِ
ﺎك َوأَﻣﻠَﻪُ ﻣْﻨ َ ْ َ َ َ ََ َ َ َْ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ
ِ
اﺟﻌﻠ ِـﲏ ﳑﱠ ْـﻦ َﻛﺘَْﺒﺘَـﻪُ ،ﰲ َﻫـ َﺬا اﻟ ﱠﺸ ْـﻬ ِﺮ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ﻓﻴـﻪ َ ،و َ ـﻚ َ ،وﻋﺒَ َﺎدﺗ َ ارزﻗْﲏ اﻟَ َﻌ ْﻮَد ﰲ ﺻـﻴﺎﻣﻪ ﻟَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ُ ،
ـﲔ ،آﻣـﲔ ﻚ اﳊََـﺮِام ،اﳌَْﺒـ ُـﺮوِر َﺣ ﱡﺠ ُﻬ ْـﻢ ،اﳌَْﻐ ُﻔـﻮِر َﳍُ ْـﻢ ذَﻧْـﺒُـ ُﻬ ْﻢ اﳌُﺘَـ َﻘﺒﱠ ِـﻞ َﻋ َﻤﻠُ ُﻬ ْـﻢ آﻣ َ ﺎج ﺑَـْﻴﺘِ َِ ،ﻣ ْﻦ ُﺣ ّﺠ ِ
ﲔ. رب ِ
اﻟﻌﺎﻟَﻤ َ ،آﻣﲔ ،ﻳﺎ ﱠ َ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻻ ﺗَ َـﺪ ْع ﱄ ﻓِﻴ ِـﻪ َذﻧْﺒـﺎً ﱠإﻻ َﻏ َﻔْﺮﺗَـﻪُ َ ،وﻻ َﺧ ِﻄﻴَﺌَـﺔً ﱠإﻻ َﳏَ ْﻮﺗَـ َﻬـﺎ َ ،وﻻ َﻋﺜْـ َـﺮًة ﱠإﻻ أَﻗَـ ْﻠﺘَـ َﻬـﺎ َ ،وﻻ
ﻀْﻴﺘَﻪُ َ ،وﻻ َﻋْﻴـﻠَﺔً ﱠإﻻ أَ ْﻏﻨَـْﻴﺘَـ َﻬﺎ َ ،وﻻ َﳘّﺎً ﱠإﻻ ﻓَـﱠﺮ ْﺟﺘَﻪُ َ ،وﻻ ﻓَﺎﻗَﺔً ﱠإﻻ َﺳ َـﺪ ْدﺗَـ َﻬﺎ َ ،وﻻ ِﻋْﺮﻳَﺎﻧـﺎً َدﻳْﻨﺎً ﱠإﻻ ﻗَ َ
ﺎﺟ ـ ـﺔً ِﻣ ـ ْـﻦ َﺣ ـ َـﻮاﺋِ ِﺞ اﻟ ـ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ،
ﻀ ـ ـﺎً ﱠإﻻ َﺷ ـ ـ َﻔْﻴﺘَﻪُ َ ،وﻻ َداءاً ﱠإﻻ أ ْذ َﻫْﺒﺘَ ــﻪُ َ ،وﻻ َﺣ َ ﱠإﻻ َﻛ َﺴ ـ ْـﻮﺗَﻪُ َ ،وﻻ َﻣ ِﺮﻳ َ
ﲔ. ِِ ِ
ﻀ ِﻞ أ ََﻣﻠﻲ َوَر َﺟﺎﺋِﻲ ﻓ َ
ِ
ﻀْﻴﺘَـ َﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ أَﻓْ َ َواﻵﺧَﺮةِ ،ﱠإﻻ ﻗَ َ
ِ
ﻴﻚ ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ
ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻻ ﺗُ ِﺰ ْغ ﻗُـﻠُﻮﺑَـﻨَﺎ ﺑَـ ْﻌ َﺪ إ ْذ َﻫ َﺪﻳْـﺘَـﻨَﺎ َ ،وﻻ ﺗُﺬﻟﱠﻨَﺎ ﺑـَ ْﻌ َﺪ أ ْذ َﻋﱠﺰْزﺗَـﻨَﺎ َ ،وﻻ ﺗَ َ
ﻀ ْـﻌﻨَﺎ ﺑَـ ْﻌ َـﺪ إ ْذ َرﻓَـ ْﻌﺘَـﻨَـﺎ
َ ،وﻻ ُِﻨﱠــﺎ ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ إ ْذ أ ْﻛَﺮْﻣﺘَـﻨَــﺎ َ ،وﻻ ﺗُـ ْﻔ ِﻘْﺮﻧَــﺎ ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ إ ْذ أَ ْﻏﻨَـْﻴﺘَـﻨَــﺎ َوﻻ ﲤَْﻨَـ ْﻌﻨَــﺎ ﺑـَ ْﻌـ َـﺪ إ ْذ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَـﻨَــﺎ َ ،وﻻ َْﲢ ِﺮْﻣﻨَــﺎ
ـﻲء َﻛـﺎ َن َﻣ ْـﻦ ذُﻧُﻮﺑِﻨَـﺎ ، ﺑـﻌﺪ إ ْذ رزﻗْـﺘـﻨﺎ ،وﻻ ﺗـﻐﻴﱢـﺮ ﺷﻴﺌﺎً ِﻣﻦ ﻧِﻌﻤﺘِـﻚ ﻋﻠَﻴﻨـﺎ ،وإﺣﺴـﺎﻧِﻚ إﻟَﻴﻨـﺎ ،ﻟﺸ ٍ
َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َْ ْ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ
ـﻚ َ ،ﺳ َـﻌ ًﺔ ﻟِ َﻤ ْﻐ ِﻔ َـﺮةِ ذُﻧُﻮﺑِﻨَـﺎ ِ
ﻚ َ ،وَﻣ ْﻐﻔَﺮﺗِ َ ـﻚ َ ،و َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك َ ،وﻓَ ْ
ﻀـﻠَ َ َوﻻ ﻟ َﻤﺎ ُﻫ َﻮ َﻛﺎﺋِ ٌﻦ ِﻣﻨﱠـﺎ ،ﻓَـﺈ ﱠن ﰲ َﻛَﺮِﻣ َ
ِ
ﲔ. ِِ ِ ِ
،ﻓَﺎ ْﻏﻔﺮ ﻟﻨﺎ َوَﲡَ َﺎوْز َﻋﻨﱠﺎ َ ،وﻻ ﺗُـ َﻌﺎﻗْﺒـﻨَﺎ ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ
ِ ِ ِ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ ْﻛ ـ ِﺮْﻣﲏ ﰲ َْﳎﻠِ ِﺴــﻲ َﻫ ـ َﺬا َ ،ﻛَﺮ َاﻣــﺔً ﻻ ُِـ ِّ
ـﲏ ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ َﻫﺎ أَﺑَــﺪاً َ ،وأَﻋ ـﱠﺰﱐ ﻋـ ّـﺰاً ﻻ ﺗُــﺬﻟﱡﲏ ﺑـَ ْﻌـ َـﺪﻩُ
ﻀـ ُـﻌﲏ ﺑـَ ْﻌـ َـﺪ َﻫﺎ أَﺑَــﺪاً َ ،واﺻ ـ ِﺮ ْ ِ ِ ِ
ف أَﺑـَـﺪاً َ ،و َﻋــﺎﻓﲏ َﻋﺎﻓﻴَــﺔً ﻻ ﺗَـْﺒﺘَﻠﻴــﲏ ﺑـَ ْﻌـ َـﺪ َﻫﺎ أَﺑـَـﺪاً َ ،و ْارﻓَـ ْﻌـ ِـﲏ َرﻓَـ َﻌــﺔً ﻻ ﺗَ َ
ﺻـﻐِﲑ ﻴﺪ ،وﺷﱠﺮ ُﻛﻞ ﻗَ ِﺮ ٍ ِ ٍ ٍ ﻋ ﱠﲏ ﺷﱠﺮ ُﻛﻞ ﺷﻴﻄَ ٍ ٍ
ﻳﺐ أ َْو ﺑَﻌﻴﺪ َ ،و َﺷـﱠﺮ ُﻛ ﱠـﻞ َ ﺎن َﻣ ِﺮﻳﺪ َ ،و َﺷﱠﺮ ُﻛ ﱠﻞ َﺟﺒﱠﺎ ٍر َﻋﻨِ َ َ ﱢ َ َ ﱢ َْ
أ َْو َﻛﺒِ ٍﲑ ،
١٤٢
ﺎﺻﻴَﺘِ َﻬﺎ إ ﱠن رﱢﰊ ﻋﻠﻰ ِﺻ َﺮاط ُﻣ ْﺴﺘَ ِﻘﻴﻢ. آﺧﺬ ﺑِﻨَ ِ و َﺷﱠﺮ ُﻛ ﱢﻞ داﺑﱠﺔ أَﻧْﺖ ِ
َ َ
ٍ ٍ
ـﻚ أ َْو ِرﻳﺒَــﺔ ،أ َْو ُﺟ ُﺤــﻮد ،أ َْو ﻗُـﻨُــﻮط ،أ َْو ﻓَـ َـﺮٍح ،أ َْو َﻣـ َـﺮٍح ، ٍ ِ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻣــﺎ َﻛــﺎ َن ﰲ ﻗَـﻠْــﱯ ﻣـ ْـﻦ َﺷـ ﱟ
ـﺎق أ َْو ُﻛ ْﻔ ـ ـ ٍﺮ ،أ َْو ﺎق ،أَو ﻧَِﻔـ ـ ٍ أَو ﺑﻄَـ ـ ٍﺮ ،أَو ﺑ ـ ـ ْﺬ ٍخ ،أَو ﺧـ ــﻴﻼء ،أَو ِرﻳـ ــﺎء ،أَو ِﲰْﻌـ ـ ٍـﺔ ،أَو ِﺷ ـ ـ َﻘ ٍ
ْ ْ ْ َُ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ
ٍ
ﻚ أَ ْن ﺗَﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ و ِ ِ ِ ٍ ٍ ٍ
آل َ َ َ َﺳﺄَﻟُ َ ﻚ ،ﻓَﺄ ْ ع َ◌ﻟَْﻴﻪ َوﻟﱢﻴﺎً ﻟَ َ ﺐ َ ﻓُ ُﺴﻮق ،أ َْو َﻣ ْﻌﺼﻴَﺔ ،أ َْو َﺷ ْﻲء ﻻ ُﲢ ﱡ
ـﺪ ك ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ ،وأَ ْن ﲤَْﺤﻮﻩ ِﻣﻦ ﻗَـْﻠِﱯ ،وﺗُـﺒـ ﱢﺪﻟَﲏ ﻣ َﻜﺎﻧَـﻪ إﳝﺎﻧـﺎً ﺑِﻮﻋ ِـﺪ َك ،وِرﺿـﺎً ﺑَِﻘﻀـﺎﺋِﻚ ،ووﻓَـﺎء ﺑِﻌﻬِ
َ َ َ َ ََ َ ْ ََ َ ُ َ َْ َ ُ َُ ْ َ
ِ
ـﻚ َ ،وﺗُـ ْﻮﺑَـﺔ ـﻚ َ ،وﻃُ َﻤﺄﻧِﻴﻨَـﺔً إﻟَْﻴـ َ ﻴﻤــﺎ ِﻋْﻨـ َـﺪ َك َ ،وﺛَِﻘـﺔً ﺑِـ َ
ـﻚ َ ،وُزْﻫــﺪاً ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َ ،وَر ْﻏﺒَـﺔً ﻓ َ َ ،وَو َﺟـﻼً ِﻣْﻨـ َ
ﺼﻮﺣﺎ إﻟَْﻴﻚ. ﻧَ ُ
ـﻚ َو َﻋﺎﻓِﻴَ ٍـﺔ ، ﺖ ﺑَـﻠﱠﻐْﺘَـﻨَ ُﺎﻩ َ ،وإﻻﱠ ﻓَﺄَ ﱢﺧﺮ آَ َﺟﺎﻟَﻨَﺎ إﱃ ﻗَﺎﺑِ ٍﻞ َﺣ ﱠﱴ ﺗُـﺒَـﻠﱠﻐَﻨَﺎﻩُ ﰲ ﻳُ ْﺴـ ٍﺮ ِﻣْﻨ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إ ْن ُﻛْﻨ َ
ﺻﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َوآﻟِ ِـﻪ َﻛﺜـﲑاً َوَر ْﲪَـﺔُ اﷲ َوﺑَـَﺮَﻛﺎﺗُـﻪُ ،اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ اﻟـﺬي ﺑـَﻠﱠﻐَﻨَـﺎ ِِ
ﲔ َ ،و َ ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ
آﺧ ـ ُـﺮ ﻟَْﻴـﻠَ ـ ٍـﺔ ِﻣْﻨ ــﻪُ َ ،وَﱂْ ﻳـَْﺒﺘَﻠِﻨَ ــﺎ ﻓِﻴ ـ ِـﻪ
ﻴﺎﻣ ـ ِـﻪ ﺣ ـ ﱠـﱴ اﻧْـ َﻘﻀ ــﺖ ِ
َ ْ َ
َﺷ ــﻬﺮ رﻣﻀ ــﺎ َن ،وأَﻋﺎﻧـَﻨَ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ ِﺻ ــﻴ ِﺎﻣ ِﻪ وﻗِ ِ
َ َ ََ ْ َ ََ َ
ﻮق ﻟَِﻮاﻟِ َﺪﻳ ِﻦ َ ،وﻻ ﻗَﻄْ ِﻊ َرِﺣ ٍﻢ َ ،وﻻ ﺎك ﺣﺮﻣ ٍﺔ ،وﻻ ﺑِﺄَ ْﻛ ِﻞ ِرﺑﺎً ،وﻻ ﺑِﻌ ُﻘ ٍ
َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
ﺑ ْﺎرﺗ َﻜﺎب َﺣَﺮام ،وﻻ اﻧْﺘ َﻬ ُ ْ َ َ
ﺑِ َﺸ ْﻲ ٍء ِﻣ َﻦ اﻟﺒَـ َﻮاﺋِ ِﻖ َ ،واﻟ َﻜﺒَﺎﺋِﺮ َ ،وأَﻧْـ َﻮ ِاع اﻟﺒَ َﻼﻳَﺎ اﻟﱵ ﻗَ ْﺪ ﺑُﻠِ َﻲ َِﺎ ِﻣﻦ ُﻫﻮ َﺧْﻴـﺮ ِﻣ ﱢﲏ.
ـﻚ ، ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ُﺷـ ْﻜﺮاً ،ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ َﻋــﺎﻓﻴﺘَﲏ َ ،و ُﺣ ْﺴـ ِﻦ ﻣــﺎ اﺑْـﺘَـﻠَْﻴﺘَــﲏ ،إﳍــﻲ أُﺛْــﲏ َﻋﻠَْﻴـ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻓَـﻠَـ َ
ِ ِ ِ ِ
ت ﻧـَ ْﻔﺴـ ِﻲ ذُﻧُﻮﺑـﺎً َ ،ﻛ ـﻢ َﺣ َﺴـ ُـﻦ اﻟــﺒَ َﻼء أ َْوﻗَـ ْـﺮﺗَﲏ ﻧ َﻌﻤـﺎً َ ،وأ َْوﻗَـ ْـﺮ َُﺣ َﺴـ َـﻦ اﻟﺜـﱠﻨَــﺎء َ ،ﻷ ﱠن ﺑَـ َـﻼءَ َك َﻋْﻨــﺪي أ ْ أْ
ِ ٍ ِ ِ
ﺼـْـﻴﺘَـ َﻬﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َﺣ َ َﺳـﺒَـ ْﻐﺘَـ َﻬﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َﱂْ أ َُؤﱢد ُﺷـﻜَْﺮَﻫﺎ َ ،وَﻛـ ْـﻢ ﻣـ ْـﻦ َﺧﻄﻴﺌَــﺔ ،أ ْ ـﻚ ﻳــﺎ َﺳــﻴﺪي ،أ ْ ِﻣـ ْـﻦ ﻧِ ْﻌ َﻤـ ِـﺔ ﻟَـ َ
ِ ِ أَﺳﺘَﺤﻴِﻲ ِﻣﻦ ِذ ْﻛ ِﺮﻫﺎ ،وأَﺧ ُ ِ
ﻳﻦ. ﻒ َﻋ ﱢﲏ أَ ُﻛ ْﻦ ﻣ َﻦ اﳋَﺎﺳـ ِﺮ َ ﱠﻬﺎ ،إ ْن َﱂْ ﺗَـ ْﻌ ُ ﺎف ﺧْﺰﻳَـ َﻬﺎ َ ،وأَﺣ َﺬ ُر َﻣ ْﻌﱠﺮﺗـ َ ْ ْ ْ ْ َ َ َ
ﺎﺟﱵ ، ﻚ َﺣ َ ﻚ ﺑِ ُﺬﻧُﻮﰊ َ ،وأَذْ ُﻛُﺮ ﻟَ َ ف ﻟَ َ أﻋ َِﱰ ُ
ﺈﱐ َ إﳍﻲ :ﻓَ ﱠ
١٤٣
اﺳﺘَ َﻜﺎﻧُﻮا
ﺖ » :ﻓَ َﻤﺎ ْ ﱠﻚ ﻗـُ ْﻠ َ ﻚ َﻣ ْﺴ َﻜﻨَﱵ َ ،وﻓَﺎﻗَﱵ َ ،وﻗَ ْﺴ َﻮةَ ﻗَـﻠِْﱯ َ ،وَﻣْﻴ َﻞ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ ،ﻓَﺈﻧ َ َوأَﺷ ُﻜﻮ إﻟَْﻴ َ
ـﻚ ،وﻗَـﻌـ ْﺪت ﺑــﲔ ﻳـ َـﺪﻳ َ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻀـﱢـﺮﻋﺎً ،ﻚ ﻣ ْﺴـﻜﻴﻨًﺎ ُﻣﺘ َ اﺳـﺘَ َﺠْﺮ ت ﺑِـ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ ﻀـﱠﺮ ُﻋﻮ َن « َو َﻫـﺎ أَﻧَـﺎ :ﻗَــﺪ ْ ﻟ َـﺮﱢ ْﻢ َوَﻣـﺎ ﻳـَﺘَ َ
ﺎﺟﱵ َوَﻣﺴ َﻜﻨَﱵ ،إﱃ َر ْﲪَﺘِ َ
ـﻚ ِ ِِ ِ ر ِاﺟﻴﺎً ،ﻟِﻤﺎ أُ ِر ُ ِ
ﺖ َﺣ َ ﺻﻼﰐ َ ،وﻗَ ْﺪ َﻋَﺮﻓْ ُ ﻳﺪ ﻣ َﻦ اﻟﺜـ َﱠﻮاب ،ﺑﺼﻴَﺎﻣﻲ َو َ َ َ
ِ
اﻟﻌْﺒ َﺪ اﻟ ﱡﺴﻮء إﱃ اﳌ ْﻮﱃ اﻟ َﻜ ِﺮﱘ.
َ ب َ ﻚ َﻫَﺮ َ ﺖ إﻟَْﻴ َ ﺎت ﻋﻠﻰ ُﻫ َﺪ َاك َ ،وﻗَ ْﺪ َﻫَﺮﺑْ ُ َواﻟﺜَﺒَ َ
ٍ ِ ٍ
ﺻـﻼ ًة ﺖ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ﺻـﻠَﻴﱠ َ
ﻚ ﻟَ ﱠﻤﺎ َ ﻚ ﺑِ ِﻮ ْﺣ َﺪاﻧِﻴﱠﺘِ ََﺳﺄَﻟُ َ
ﻚ ،ﻓَﺄ ْ ﺖ إﻟَْﻴ َ ﻻي َ ،وﺗَـ َﻘﱠﺮﺑْ ُ
ﻳﺎ َﻣ ْﻮ َ
ﺖ ﻋﻠـﻰ َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘِـﻚ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺻـﻠﱠْﻴ َ
ﺎﻋﺘَـ ُﻬ ْﻢ َ ،واﻟﻘﻴَ َﺎﻣـﺔَ ﻋْﻨ َـﺪ َك َ ،و َ ـﺐ ﱄ َـﺎ َﺷـ َﻔ َ ِ ِ
َﻛﺜَﺮةً َ ،ﻛﺮﳝَﺔً َ ،ﺷـﺮﻳ َﻔﺔً ،ﺗُﻮﺟ ُ
ت ﱄ ﰲ َﻫـ َﺬا اﻟﻴَـ ْـﻮِم ، ـﲔ ،ﻟَ ﱠﻤـﺎ َﻏ َﻔ ْـﺮ َ
ـﻚ ﻋﻠَـﻴ ِﻬﻢ أ ْ ِ
َﲨَﻌ َ ﻚ ﲝَ ﱢﻘ َ َ ْ ْ
ﻚ اﳌﺮﺳـﻠِﲔ ،وأَﺳـﺄَﻟُ َ ِ
ﲔ َ ،وأَﻧْﺒِﻴَﺎﺋ َ ُْ َ َ َ ْ
ِ
اﳌَُﻘﱠﺮﺑِ َ
ﺻـﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َوآﻟِ ِـﻪ َﻛﺜِـﲑاً ، ٍ ِ ِ
ـﻚ ﻋﻠـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲء ﻗَـﺪ ُﻳﺮ َ ،و َ َﻣ ْﻐﻔَﺮةً ﻻ أ ْﺷ َﻘﻰ ﺑَـ ْﻌ َﺪ َﻫﺎ أَﺑَﺪاً ،إﻧﱠ َ
َوَر ْﲪَﺔ اﷲ َوﺑَـَﺮَﻛﺎﺗُﻪ .(١) « ...
وﺣﻜــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،اﻟﺸ ـﺮﻳﻒ ﻋــﻦ أﻧﺎﺑــﺔ اﻻﻣــﺎم � ،ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،وإﻋﺘﺼــﺎﻣﻪ ﺑــﻪ ،وﻗــﺪ
ﲡﺎوز ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺪود اﻟﺰﻣﺎن واﳌﻜﺎن.
ﻟﻘــﺪ ودع اﻻﻣــﺎم � ،ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﺷــﻬﺮ رﻣﻀــﺎن اﳌﺒــﺎرك ،وﻗــﺪ أﱂ ﲟــﺪى ﺗﻌﻈﻴﻤــﻪ ،
وﺗﻘﺪﺳﻴﻪ ،ﳍﺬا اﻟﺸﻬﺮ ،اﻟﺬي ﻫﻮ ﺷﻬﺮ اﻟﻄﺎﻋﺔ ،وﺷﻬﺮ اﻟﺘﻘﻮى وﺷﻬﺮ اﻻﻧﺎﺑﺔ إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ.
١٩ـ دﻋﺎء أﺧﺮ ﻓﻲ وداع رﻣﻀﺎن
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳــﻮدع ﺷــﻬﺮ رﻣﻀــﺎن ،ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻛــﺎن ﻳﻘ ـﺮأﻩ ﰲ اﻟﻌﺸــﺮ
اﻻواﺧﺮ ﻣﻨﻪ :
ﻀﺎ َن ،أ َْو
ﻀ َﻲ َﻋ ﱢﲏ َﺷ ْﻬُﺮ َرَﻣ َ َ َﻋﻮذُ ِﲜَ َﻼ ِل َو ْﺟ ِﻬ َ
ﻚ اﻟ َﻜ ِﺮِﱘ ،أَ ْن ﻳـْﻨـ َﻘ ِ
» أُ
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ٦٣٤ـ ( ٦٤٠اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) .( ٥٢٢
١٤٤
ـﺎك « ...ـﺐ ،ﺗـُ َﻌـ ﱢﺬﺑُﲏ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ﻳَـ ْـﻮَم أَﻟْ َﻘـ َ ﻳَﻄْﻠَــﻊ اﻟ َﻔ ْﺠــﺮ ِﻣــﻦ ﻟَﻴـﻠَــﱵ َﻫـ ِـﺬﻩِ ،وﻟَـ َ ِ ِ ِ
ـﻚ ﻋْﻨــﺪي ﺗَﺒ َﻌـﺔٌ ،أ َْو ذَﻧْـ ٌ َ
).(١
ﺣﻘ ــﺎ ﻫ ــﺬا ﻫ ــﻮ اﻟﺘﺒﺘ ــﻞ اﳊﻘﻴﻘ ــﻲ ،إﱃ اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ اﻟ ــﺬي ﻫ ــﻮ ﻣﻌﻘ ــﻞ اﻟﺮﺟ ــﺎء واﻻﻣ ــﻞ ﻟﻠﻌ ــﺎرﻓﲔ
واﳌﺘﻘﲔ.
ﻫ ـ ــﺬﻩ ﺑﻌ ـ ــﺾ اﻻدﻋﻴ ـ ــﺔ ،اﻟ ـ ــﱵ أﺛ ـ ــﺮت ﻋ ـ ــﻦ ﻋﻤ ـ ــﻼق اﻟﻔﻜ ـ ــﺮ اﻻﺳ ـ ــﻼﻣﻲ ،اﻻﻣ ـ ــﺎم اﻟﺼ ـ ــﺎدق
� ،ﰲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن اﳌﺒﺎرك ،و ﺬا ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ أدﻋﻴﺔ رﻣﻀﺎن.
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٩٩
١٤٥
١٤٦
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻓﻲ أدﻋﻴﺔ اﻟﺤﺞ
١٤٧
١٤٨
ﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻳﺴ ــﺘﻘﺒﻞ اﻟﺴ ــﻔﺮ إﱃ ﺣ ــﺞ ﺑﻴ ــﺖ اﷲ اﳊـ ـﺮام ،ﺑﺸ ــﻮق ﺑ ــﺎﻟﻎ ،
ورﻏﺒﺔ ﻣﻠﺤﺔ ،وذﻟﻚ ﳌﺎ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﺒـﺎدة ﻣـﻦ اﻟﺜﻤـﺮات واﻟﻔﻮاﺋـﺪ ،اﻟﺒﺎﻟﻐـﺔ اﻻﳘﻴـﺔ ،ﻓـﺈن
اﳊﺞ ،أﻫﻢ ﻣﺆﲤﺮ إﺳﻼﻣﻲ ،ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ اﳌﺴﻠﻤﻮن ،ﻣـﻦ ﺷـﱴ أﻗﻄـﺎر اﻻرض ﻻداء ﻓﺮﻳﻀـﺔ اﳊـﺞ
،وﻋﺮض ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ اﳌﺼﲑﻳﺔ ،وﻣﺎ أﱂ ﻢ ﻣﻦ أﺣﺪاث وﺷﺆون.
وﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﲝﺴ ــﺐ ﻣﺮﻛ ــﺰﻩ اﻟﺮوﺣ ــﻲ ،اﻟ ــﺰﻋﻴﻢ اﻻﻋﻠ ــﻰ ﻟﻠﻌ ــﺎﱂ اﻻﺳ ــﻼﻣﻲ
ﻓﻜﺎﻧــﺖ وﻓــﻮد ﺑﻴــﺖ اﷲ اﳊ ـﺮام ،ﺗﺘﺸــﺮف ﺑﻠﻘﻴــﺎﻩ ،ﻻﻧــﻪ ﺑﻘﻴــﺔ اﻟﻨﺒــﻮة واﻻﻣﺎﻣــﺔ ﻓﺘﺄﺧــﺬ ﻣﻨــﻪ ﻣﻌــﺎﱂ
دﻳﻨﻬﺎ ،وﻣﻨﺎﺳﻚ ﺣﺠﻬﺎ ،وﻗﺪ ﻗﺎم � ﺑﺪور إﳚـﺎﰊ ،ﰲ ﺑﻴـﺎن أﻛﺜـﺮ ﻣﺴـﺎﺋﻞ اﳊـﺞ وﻓﺮوﻋـﻪ ،
وﻳﻘــﻮل اﻟــﺮواة :أﻧــﻪ ﻟــﻮﻻﻩ وﻟــﻮﻻ أﺑــﻮ اﻻﻣــﺎم اﻟﺒ ـﺎﻗﺮ � ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ ﳌــﺎ ﻋــﺮف اﳌﺴــﻠﻤﻮن ﻣﻨﺎﺳــﻚ
ﺣﺠﻬــﻢ ،وﻗــﺪ دوﻧــﺖ ﺗﻠــﻚ اﳌﺴــﺎﺋﻞ ،ﰲ ﻛﺘــﺐ اﳊــﺪﻳﺚ ،وﻣﻮﺳــﻮﻋﺎت اﻟﻔﻘــﻪ اﻻﺳــﺘﺪﻻﱄ ،
وﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ ﻟــﺬﻟﻚ ،ﻓﻘــﺪ ﻗــﺎم اﻻﻣــﺎم � ﺑــﺪور ﻣﻬــﻢ ﰲ ﺗﻔﺴــﻴﺪ وإﺑﻄــﺎل ،أوﻫــﺎم اﳌﻠﺤــﺪﻳﻦ ،
اﻟــﺬﻳﻦ ﻛــﺎﻧﻮا ﻳﻔــﺪون إﱃ ﺑﻴــﺖ اﷲ اﳊـﺮام ،ﰲ ﻣﻮﺳــﻢ اﳊــﺞ ،ﻻﻓﺴــﺎد ﻋﻘﺎﺋــﺪ اﳌﺴــﻠﻤﲔ ،أﻣﺜــﺎل
ﻋﺒ ــﺪ اﻟﻜ ــﺮﱘ ﺑ ــﻦ أﰊ اﻟﻌﻮﺟ ــﺎء ،وﲨﺎﻋﺘ ــﻪ ،ﻓﻘ ــﺪ ﺗﺼ ــﺪى ﳍ ــﻢ اﻻﻣ ــﺎم وأﺑﻄ ــﻞ ﲨﻴ ــﻊ ﺷ ــﺒﻬﻬﻢ ،
وأوﻫﺎﻣﻬﻢ ،وﻗﺪ ﻋﺮﺿﻨﺎ إﱃ ﺗﻔﺼﻴﻞ ذﻟﻚ ﻛﻞ ﰲ ﲝﻮث ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب.
١٤٩
وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﻓﻘﺪ أﺛﺮت ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻛﻮﻛﺒـﺔ ﻣﺸـﺮﻗﺔ ﻣـﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ اﳉﻠﻴﻠـﺔ
،ﰲ ﺣﺎل ﺳﻔﺮﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ إﱃ ﺣﺎل ﻓﺮاﻏﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺳﻚ اﳊﺞ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﻠﻚ اﻻدﻋﻴﺔ.
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج إﻟﻰ اﻟﺴﻔﺮ
ﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،إذا اراد اﳋ ــﺮوج إﱃ اﻟﺴ ــﻔﺮ ،ﻟﺒﻴ ــﺖ اﷲ اﳊـ ـﺮام دﻋ ــﺎ ،ــﺬا
اﻟﺪﻋﺎء ،وﻗﺪ ﻋﻠﻤﻪ إﱃ أﰊ ﺳﻌﻴﺪ اﳌﻜﺎري ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ
ٍ ِ
ﺖ ﰲ َو ْﺟ ِﻬﻲ َﻫ َﺬا ،ﺑِﻼ ﺛَِﻘ ٍﺔ ِﻣ ﱢـﲏ ﻟﻐَ ِْـﲑ َك َ ،وﻻ َر َﺟـﺎء آ ِوي إﻟَﻴ ِـﻪ إﻻﱠ إﻟَْﻴ َ
ـﻚ إﱐ َﺧَﺮ ْﺟ ُ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ َﳉــﺄ إﻟَﻴـﻬــﺎ إﻻﱠ ﻃَﻠَــﺐ ﻓَ ْ ِ ٍ ِ
ـﻚ َ ،وﺗَـ َﻌﱡﺮﺿ ـﺎً ﻚ َ ،وإﺑْﺘِﻐَــﺎءَ ِرْزﻗـ َ ﻀــﻠ َ َ
ٍ
َ ،وﻻ ﻗـُ ـ ﱠﻮة أَﺗﱠﻜـ ُـﻞ َﻋﻠَْﻴـ َﻬــﺎ ،وﻻ ﺣﻴﻠَــﺔ أ َْ ْ َ
ِ
ـﻚ ﰲ َﺳـ َﻔﺮي َﻫـ َﺬا ، ﺖ أ َْﻋﻠَ ُﻢ ِﲟَﺎ َﺳـﺒَ َﻖ ﱄ ،ﰲ ِﻋْﻠ ِﻤ َ ﻚ َ ،وأَﻧْ َ ﺎدﺗِ َﻚ َ ،و ُﺳ ُﻜﻮﻧﺎً إﱃ ُﺣ ْﺴ ِﻦ َﻋ َ ﻟَﺮ ْﲪَﺘِ َ
ـﻮد ﻓِﻴ ـ ِـﻪ ﺑِـ َـﻼ ُؤ َك ،
ب ِ ،ﻣ ـ ْـﻦ َق َ◌ َد ِرَك ﻓَ َﻤ ْﺤ ُﻤ ـ ٌ ـﺖ َﻋﻠَْﻴ ـ ِـﻪ ،ﻳ ــﺎ َر ﱡ ِﳑﱠــﺎ أ ُِﺣ ـ ﱡ
ـﺐ أ َْو أَ ْﻛ ـ َـﺮﻩُ ،ﻓَــﺈ ﱠن ﻣ ــﺎ َوﻗَـ ْﻌ ـ ُ
ﺎب. ﱠﻀﺢ ِﻋْﻨ ِﺪي ﻓِ ِﻴﻪ ﻗَﻀ ُﺎؤ َك ،وأَﻧْﺖ ﲤَْﺤﻮ ﻣﺎ ﺗَ َﺸﺎء ،وﺗُـﺜْﺒِﺖ ،و ِﻋْﻨ َﺪ َك أُﱡم ِ
اﻟﻜﺘَ ِ ِ
ُ َ ُ َ َ ُ َ َوُﻣﺘ ٌ
ﻀ ـ ﱠـﻲ ُﻛ ـ ﱢـﻞ ْﻷ َو ٍاء َ ،واﺑْﺴ ـ ْ
ـﻂ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َﻛﻨَﻔـ ـﺎً ِﻣ ـ ْـﻦ ـﺎدﻳﺮ ُﻛ ـ ﱢـﻞ ﺑ ـ َـﻼ ٍء ،وﻣ ْﻘ ِ
ََ َ
ِ
ف َﻋ ـ ﱢـﲏ َﻣ َﻘ ـ َ ﺎﺻـ ـ ِﺮ ْ
اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﻓَ ْ
ِ
ـﻚ ، ـﻚ َ ،و ُﲨَﺎﻋـﺎً ِﻣ َـﻦ ُﻣ َﻌﺎﻓَﺎﺗِ َ ـﻚ َ ،وﲤََﺎﻣـﺎً ِﻣ ْـﻦ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ َ ـﻚ َ ،وﻟُﻄْﻔـﺎً ِﻣ ْـﻦ َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك َ ،و َﺳ َـﻌ ًﺔ ِﻣ ْـﻦ ِرْزﻗ َ َر ْﲪَﺘِ َ
َﺣ َﺴ ِﻦ َﻋ َﻤﻠﻲ َ ،وَدﻓ ِﻊ ﻣﺎ ِ ِ ِ ﻀﺎﺋِ َ ِِ ِ
اي ،ﰲ َﺣﻘﻴ َﻘﺔ أ ْ ﻚ ،ﻋﻠﻰ ُﻣ َﻮاﻓَـ َﻘﺔ َﲨﻴ ِﻊ َﻫ َﻮ َ َوأ َْوﻗ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻓﻴﻪ َﲨﻴَ َﻊ ﻗَ َ
ِ ِِ ِ ِ ِِ
ﻚاﺟ َﻌ ْﻞ ذﻟ َ ﺖ أ َْﻋﻠَ ُﻢ ﺑِﻪ ﻣ ﱢﲏ َ ،و ْ َﺣ َﺬ ُر ﻋﻠﻰ ﻧَـ ْﻔﺴﻲ َ ،ودﻳﲏ َ ،وَﻣ ِﺎﱄ ،ﳑﱠﺎ أَﻧْ َ َﺣ َﺬ ُر ﻓﻴﻪ َ ،وَﻣﺎ ﻻ أ ْ أْ
ﺖ َوَراﺋﻲ ِ ،ﻣ ْﻦ أ َْﻫﻠﻲ ِ ِ
ﻴﻤﺎ َﺧﻠﱠ ْﻔ ُ ب أَ ْن َْﲢ َﻔﻈَِﲏ ،ﻓ َ ﻚ ،ﻳﺎ َر ﱡ َﺳﺄَﻟُ َ
ﺎي َ ،ﻣ َﻊ ﻣﺎ أ ْ َﺧ ْﲑاً ﻵﺧَﺮﰐ َ ،وُدﻧْـﻴَ َ
ﺖ ﺑِﻪ َﻏﺎﺋِﺒـﺎ ِﻣـﻦ ِ
ﺑﺄﺣ َﺴ ِﻦ ﻣﺎ َﺧﻠﱠ ْﻔ َ إﺧ َﻮاﱐ َ ، ﻴﺸﱵ َ ،و ُﺣَﺰاﻧَﱵ َ ،وﻗَـَﺮاﺑَﱵ َ ،و ْ َ ،وَوﻟَﺪي َ ،وَﻣﺎ ﱄ َوَﻣﻌِ َ
ﻀﻴَـ َﻌ ٍﺔ َ ،وﲤََ ِﺎم ُﻛ ﱢﻞ ﻧِ ْﻌ َﻤ ٍﺔ َ ،وﻛِ َﻔﺎﻳَِﺔ ُﻛ ﱢﻞ
ﲔ ُﻛ ﱢﻞ َﻋ ْﻮَرةٍ َ ،و ِﺣ ْﻔ ٍﻆ ِﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﻣ ْ ﺼِ ﺆﻣﻨِﲔ ﰲ َْﲢ ِ
اﳌُ َ
ِ
١٥٠
ِ ٍ ـﱰ ُﻛــﻞ ﺳـﻴﱢﺌ ٍﺔ ،و ِ ٍ
ﱄ اﻟﱢﺮﺿــﺎ َواﻟ ﱡﺴ ـﺮور ﰲ ِ َﻣ ْﻜـ ُـﺮوﻩ َ ،و َﺳـ ِْ ﱢ َ َ َ َ
ﺻـ ْـﺮف ُﻛـ ﱢـﻞ َْﳏـ ُﺬور َ ،وَﻛ َﻤــﺎل ُﻛـ ﱢـﻞ ﻣــﺎ َْﳚ َﻤـ ُـﻊ َ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َ ،واﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ٍ ٍ ِ ـﻚ ِ ِ
ﰊ ،ﲝَـ ﱢﻖ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،و َ
ِ
َﲨﻴ ـ ِﻊ أ ُُﻣــﻮري َ ،وأﻓْـ َﻌـ ْـﻞ ذﻟـ َ َ
َو َﻋﻠَْﻴ ِﻬﻢ َوَر ْﲪَﺔ اﷲ َوﺑَﺮَﻛﺎﺗُﻪ .(١) « ..
وﳝﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،ﺻـﺮﺣﺎ ﻣـﻦ ﺻـﺮوح اﻻﳝـﺎن ،اﻟـﺬي أﻗﺎﻣـﻪ ﺳـﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒـﻮة ،ﻟﻠﻤﺘﻘـﲔ
واﳌﻨﻴﺒــﲔ ،ﻓﻘــﺪ أرﺷــﺪﻫﻢ إﱃ اﻟﺘﻤﺴــﻚ ،واﻻﻋﺘﺼــﺎم ﺑــﺎﷲ ﰲ ﲨﻴــﻊ ﺷــﺆو ﻢ ،وأﻣــﻮرﻫﻢ ،وان
ﻏﲑ اﷲ وﻫﻢ وﺳﺮاب ،وﻣﻦ اﳉـﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟـﺬﻛﺮ أن ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ﻳـﺪﻋﻲ ﺑـﻪ ﰲ ﻛـﻞ ﺳـﻔﺮ ﺳـﻮاء ،إﱃ
ﺑﻴﺖ اﷲ اﳊﺮام أو ﻏﲑﻩ.
٢ـ دﻋﺎء آﺧﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺮ ﻟﺒﻴﺖ اﷲ
وأوﺻﻰ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﺗﻠﻤﻴـﺬﻩ ،اﻟﻔﻘﻴـﻪ ﻣﻌﺎوﻳـﺔ ﺑـﻦ ﻋﻤـﺎر ،أن ﻳـﺪﻋﻮ ـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء
إذا أراد اﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﺤﺞ واﻟﻌﻤﺮة ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
اﻟﻌ ِﻈ ـ ـ ــﻴﻢ ُ ،ﺳ ـ ـ ـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲِ َر ﱢ
ب » ﻻ إﻟ ـ ـ ــﻪ إﻻﱠ اﷲ ،اﳊﻠِ ـ ـ ــﻴﻢ اﻟ َﻜـ ـ ـ ـ ِﺮﱘ ،ﻻ إﻟ ـ ـ ــﻪ إﻻﱠ اﷲ ِ
اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ﱡـﻲ َ
ُ َ َ ُ ُ َ ُ َ
اﻟﻌﺎﻟَ ِﻤﲔ.ب َ اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ َر ﱢ اﻟﻌْﺮ ِش َب َ ﲔ اﻟ ﱠﺴْﺒ ِﻊ َ ،وَر ﱢ ات اﻟ ﱠﺴﺒ ِﻊ ،ور ﱢ ِ
ب َاﻷ ْرﺿ َ ْ ََ
اﻟ ﱠﺴﻤﺎو ِ
ََ
ِ ِ ٍ ِ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ُ ،ﻛ ْﻦ ﱄ َﺟﺎراً ،ﻣﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺟﺒﱠﺎ ٍر َﻋﻨﻴﺪ َ ،وﻣ ْﻦ ُﻛ ﱢﻞ َﺷْﻴﻄَﺎن َرﺟﻴ ٍﻢ ﻣﺮﻳﺪ.
ِ ِ
ي،ـﲔ ﻳَ ـ َـﺪ ﱠ ـﺖ َوﰲ َﺳ ـ ـﺒِ ِﻴﻞ اﷲ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،إ ﱢﱐ أُﻗْـ ـﺪ ُ
ﱢم ﺑَـ ـ ْ َ ـﺖ َ ،وﺑِ ْﺴ ـ ـ ِﻢ اﷲ َﺧَﺮ ْﺟ ـ ُﺑِ ْﺴـ ـ ِﻢ اﷲ َد َﺧ ْﻠ ـ ُ
ِ ِ
ﻧ ْﺴﻴَ ِﺎﱐ َو َﻋ َﺠﻠَﱵ ،ﺑِ ْﺴـ ِﻢ اﷲ َ ،ﻣـﺎ َﺷـﺎَءَ اﷲُ ،ﰲ َﺳـ َﻔ ِﺮي َﻫـ َﺬا ذَ َﻛْﺮﺗُـﻪُ ،أ َْو ﻧَﺴـﻴﺘُﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ـﺖ
ﺖاﳌُ ْﺴﺘَـ َﻌﺎ ُن ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮِر ُﻛﻠﱢ َﻬﺎ َ ،وأَﻧْ َ
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٢٨٦ / ٨
١٥١
اﻟﺴ ـ َﻔ ِﺮ َ ،واﳋَﻠﻴ َﻔ ـﺔُ ﰲ َاﻷ ْﻫـ ِـﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،ﻫ ـ ﱢﻮ ْن َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ َﺳ ـ َﻔَﺮﻧَﺎ َ ،واﻃْ ـ ِﻮ ﻟَﻨــﺎ َاﻷ ْرض ، ﺐﰲ َ ﺼــﺎﺣ ُ اﻟ ﱠ
ﻴﻤـﺎ َرَزﻗْـﺘَـﻨَـﺎ َ ،وﻗِﻨَـﺎ ِ ِ وﺳﻴﱢـﺮﻧﺎ ﻓِﻬﺎ ﺑِﻄَﺎﻋﺘِﻚ وﻃَﺎﻋ ِﺔ رﺳﻮﻟِﻚ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ِ ،
أﺻﻠ ْﺢ ﻟَﻨَﺎ ﻇَ ْﻬَﺮﻧَﺎ َ ،وﺑَﺎرْك ﻟَﻨَﺎ ﻓ َ ْ ُ َ َ َ َ َُ َ ََْ َ
َﻋ َﺬاب اﻟﻨﱠﺎر.
ـﺐ ،وﺳـﻮِء اﳌْﻨﻈَـ ِﺮ ﰲ َاﻷ ْﻫ ِـﻞ واﳌ ِ
ـﺎل ﻚ ِ ،ﻣﻦ و ْﻋﺜَ ِﺎء اﻟﺴـ َﻔ ِﺮ ،وﻛﺂﺑَ ِـﺔ اﳌْﻨـ َﻘﻠَ ِ ِ
َ َ ُ ْ ُ َ ُ َ َ إﱐ أ َْﻋﻮذُ ﺑ َ َ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ ـﻚ أ َِﺣـ ﱡـﻞ وﺑِـ َ ِ ﺎﺻــﺮي ،ﺑِـ َ ﻀـ ِـﺪي ،وﻧَ ِ و ِ
ﻚﰲ إﱐ أ ْ ـﲑ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ـﻚ أَﺳـ ُ َ َ ـﺖ َﻋ ُاﻟﻮﻟَــﺪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َ
ََ
ِ
ـﻴﻚ َﻋ ــﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،إﻗْﻄَ ـ ْـﻊ َﻋ ــﲏ ﺑـُ ْﻌ ـ َـﺪﻩُ َوَﻣ َﺸـ ـﻘﱠﺘَﻪُ ، اﻟﻌ َﻤ ـ َـﻞ ،ﻟ َﻤ ــﺎ ﻳـُْﺮ ِﺿ ـ َ َﺳــ ـ َﻔِﺮ ي َﻫــ ـ َﺬا :اﻟ ﱡﺴ ـ ُـﺮ َ
ور َو َ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ ، ِ ِ واﺻﺒﺤﲏ ﻓِ ِﻴﻪ ،وأ ِ
َﺧﻠ ْﻔﲏ ﰲ أ َْﻫﻠﻲ ﲞٍَْﲑ َ ،وﻻ َﺣ ْﻮ َل وﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة إﻻﱠ ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻠﱢﻲ َ َ ْ َ َْ ْ
ـﻚ ،وﻗَـ ْﺪ ا ﱠط َ◌ﻟَ ْﻌـ َ
ـﺖ اﻟﺴـ َﻔُﺮ إﻟَْﻴـ َ
ـﻚ ،و َ اﻟﻮ ْﺟــﻪُ َو ْﺟ ُﻬـ َ
ـﻚ ،و َ إﱐ َﻋْﺒـ ُـﺪ َك َ ،وﻫــﺬﻩ ﲨﺎﻻﺗُـ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ـﺎرًة ،ﻟِ َﻤـﺎ ﻗَـْﺒـﻠَـﻪُ ِ ،ﻣ ْـﻦ ذُﻧُـﻮﰊ َ ،وُﻛ ْـﻦ ﺎﺟ َﻌ ْـﻞ َﺳـ َﻔ ِﺮي َﻫـ َﺬا َﻛ ﱠﻔ َ َﺣ ٌﺪ َﻏْﻴـ ُـﺮَك ،ﻓَ ْ
ِ ِ
ﻋﻠﻰ َﻣﺎ َﱂْ ﻳﻄﱠﻠ ُﻊ َﻋﻠَْﻴﻪ أ َ
ﺿﺎك ﻓﺈﱠﳕـﺎ أَﻧَـﺎ َﻋْﺒ ُـﺪ َك َ ،وﺑِ َ
ـﻚ اﻟﻌ َﻤ ِﻞ ِر َ ِ ِ ِ ِ ِ
َﻋ ْﻮﻧﺎ ﱄ َﻋﻠَْﻴﻪ َ ،وا ْﻛﻔ ِﲏ َو َﻋﺜَﻪُ َوﻣﺸﻘﱠﺘﻪُ َ ،وﻟَﻘ ﱢﲏ ﻣ َﻦ اﻟ َﻘ ْﻮل َو َ
َوﻟَﻚ.(١) .
وﺣﻔﻞ ﻫﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ﺑﺘﻮﺣﻴـﺪ اﷲ واﻟﺜﻨـﺎء ﻋﻠﻴـﻪ ،ﲟـﺎ ﻫـﻮ أﻫﻠـﻪ ،وﺑﺎﻻﺳـﺘﻌﺎذة ﺑـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﻣـﻦ ﻛـﻞ
ﺟﺒﺎر ﻋﻨﻴﺪ ،وﺷﻴﻄﺎن رﺟﻴﻢ ،ﻛﻤﺎ ﺣﻔﻞ ﺑﺎﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ اﻟﻌﻮن واﳌﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠـﻰ وﻋﺜـﺎء اﻟﺴـﻔﺮ
،وﻣﺸﻘﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ،وأن ﻳﺮزﻗﻪ رﺿﺎﻩ وﻋﻔﻮﻩ ،وﻏﻔﺮاﻧﻪ.
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ رﻛﻮب راﺣﻠﺘﻪ
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،إذا اﻋﺘﻠــﻰ راﺣﻠﺘــﻪ ﻟﻠﺴــﻔﺮ ،إﱃ ﺑﻴــﺖ اﷲ اﳊ ـﺮام ،دﻋــﺎ ــﺬا
اﻟﺪﻋﺎء :
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ٢٧٨ / ٨ـ .( ٢٧٩
١٥٢
اﺣﻠَﺘِـــﻪ .ﻗَـــﺎل :
» ﺑِﺴ ـ ِﻢ اﷲِ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟ ـﱠﺮِﺣﻴ ِﻢ ،ﺑِﺴ ـ ِﻢ اﷲِ ،واﷲ أَ ْﻛﺒ ــﺮ ..وإذَا اﺳـــﺘَﻮى ﻋﻠ ــﻰ ر ِ
َ َُ َ ْ َ ْ ْ
ٍ ِ
ﻼﺳــﻼم َ ،و َﻋﻠﱠ َﻤﻨَــﺎ اﻟ ُﻘـ ْـﺮآ َن َ ،وَﻣ ـ ﱠﻦ َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ﲟُ َﺤ ﱠﻤــﺪ )ص( ُ ،ﺳـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲ ، ِ ِ ِ
اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﻟــﺬي َﻫـ َـﺪاﻧَﺎ ﻟ ْ
ﲔ َ ،وإﻧـّـﺎ إﱃ َرﺑﻨَــﺎ ﻟَ ُﻤﻨْـ َﻘﻠِﺒــﻮ َن َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲِ َر ﱢ
ب ِ
ُﺳـْـﺒ َﺤﺎن اﻟــﺬي َﺳــ ﱠﺨﺮ ﻟَﻨَــﺎ َﻫـ َﺬا َ ،وَﻣــﺎ ُﻛﻨﱠــﺎ ﻟَــﻪُ ُﻣ ْﻘـ ِﺮﻧ َ
ـﲑ إﻻﱠ ِ ﱠ ِ ِ ِ
ـﺖ اﳊَﺎﻣـ ُـﻞ َﻋﻠَــﻰ اﻟﻈ ْﻬ ـﺮ َ ،واﳌُ ْﺴ ـﺘَـ َﻌﺎ ُن َﻋﻠَــﻰ َاﻷ ْﻣ ـﺮ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻻ ﻃَـ َ ﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َاﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
َ
ِ
ﻃَْﻴـُﺮَك َ ،وﻻ َﺧْﻴـَﺮ إﻻَ َﺧْﻴـُﺮَك َ ،وﻻ َﺣﺎﻓ َﻆ َﻏْﻴـُﺮَك . « ...
)(١
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ اﺛﻨﺎء اﻟﻤﺴﻴﺮ
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ أﺛﻨـﺎء ﻣﺴـﲑﻩ ﰲ اﻟﺴـﻔﺮ ،إﱃ ﺑﻴـﺖ اﷲ اﳊـﺮام ،ﳝﺠـﺪ اﷲ ،
وﻳﻠﻬﺞ ﺑﺬﻛﺮﻩ ،وﻛﺎن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﻚ ﻟِﻨَـ ْﻔ ِﺴـﻲ ،اﻟﻴ ِﻘـﲔ ،واﻟﻌ ْﻔـﻮ ،واﻟﻌﺎﻓِﻴـ َﺔ ،ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
اﻵﺧ َـﺮَة ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، َﺳـﺄَﻟُ َ
َ َ َ َ َ َ َ ََ َ أﱐ أ ْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻚ أ َِﺳ ُﲑ .(٢) « .. ﻚ أِ
َﺣ ﱡﻞ َوﺑِ َ ﺎﺻ ِﺮي ،ﺑِ َﻀ ِﺪي ،وأَﻧْﺖ ﻧَ ِ ِ أَﻧْ ِ
َ َ ﺖ َﻋ ُ ﺖ ﺛ َﻘﱵ َوَر َﺟﺎﺋﻲ َ ،وأَﻧْ َ
َ
ﺣﻜ ــﻰ ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،ﻣ ــﺪى اﻋﺘﺼ ــﺎم اﻻﻣ ــﺎم � ﺑ ــﺎﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،وإﻟﺘﺠﺎﺋ ــﻪ إﻟﻴ ــﻪ ﰲ ﲨﻴ ــﻊ
ﺷﺆوﻧﻪ.
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام
وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،إذا اﻧﺘﻬــﻰ إﱃ ﻣﻜــﺔ اﳌﻜﺮﻣــﺔ ،ﻗﺼــﺪ اﻟﺒﻴــﺖ اﳊـﺮام ،ﻟﻴﻄــﻮف
ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ،وﻛﺎن ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﻟﺒﻴﺖ اﳌﻌﻈﻢ ،
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ٢٨١ / ٨ـ .٢٨٢
٢ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٢٨٦ / ٨
١٥٣
وﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻗﺪ رواﻩ ﻋﻨﻪ اﻟﺜﻘﺔ أﺑﻮ ﺑﺼﲑ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﻮل اﷲِ )ص( َو َﺧ ْﻴــﺮ َاﻷﲰَـﺎء » ﺑِﺴ ِﻢ اﷲ ،وﺑِﺎﷲِ ،وِﻣﻦ اﷲِ ،وﻣـﺎ َﺷـﺎء اﷲ ،وﻋﻠـﻰ ِﻣﻠﱠ ِـﺔ رﺳ ِ
َُ ََ َ ُ َ َ َ َ ْ
ِ ٍ
ـﻚ ، ﻮل اﷲ ،اﻟ ﱠﺴ َﻼ ُم ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ ﺑ ُـﻦ َﻋْﺒـﺪاﷲِ ،اﻟ ﱠﺴ َـﻼ ُم َﻋﻠَْﻴ َ ﷲِ ،واﳊﻤ ُﺪ ﷲِ ،واﻟ ﱠﺴ َﻼم ﻋﻠﻰ رﺳ ِ
َُ ُ َ َْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻴﻢ َﺧﻠﻴــﻞ ـﱯ َوَر ْﲪَ ـﺔً اﷲ َوﺑَـَﺮَﻛﺎﺗُــﻪُ ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم ﻋﻠــﻰ أَﻧْﺒﻴَــﺎء اﷲ َوُر ُﺳــﻠﻪ ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم ﻋﻠــﻰ إﺑْ ـ َـﺮاﻫ َ أَﻳـﱡ َﻬــﺎ اﻟﻨﱠـ ِ ﱡ
ـﺎد اﷲِ ﻤﲔ ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼم ﻋﻠَﻴـﻨــﺎ ،وﻋﻠــﻰ ِﻋﺒـ ِ ِ
َ ُ َ َْ َ اﻟﻌــﺎﻟَ ِ َ
ب َ ﲔ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َر ﱢ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ ِﻦ ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم ﻋﻠــﻰ اﳌُْﺮ َﺳــﻠ َ
ﺼﺎﳊِِﲔ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ ،ﻋﺒ ِﺪ َك ورﺳﻮﻟِﻚ ،وﻋﻠﻰ إﺑـﺮ ِاﻫ ِ ِ
ﻚ َ ،وﻋﻠﻰ أَﻧْﺒِﻴَﺎﺋِ َ
ـﻚ ﻴﻢ َﺧﻠﻴﻠ َ َْ َ َْ َ َ ُ َ َ َ اﻟ ﱠ َ ُ َ ﱢ
اﻟﻌﺎﻟَ ِﻤﲔ. ِ ِ
ب َ ﲔ َواﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ َر ﱢ ﻚ َ ،و َﺳﻠﱢ ْﻢ َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ َ ،و َﺳ َﻼ ٌم ﻋﻠﻰ اﳌُْﺮ َﺳﻠ َ َوُر ُﺳﻠ َ
ـﻚ ،واﺣ َﻔﻈْـﲏ ِِﲝ ْﻔـ ِـﻆ ا ِﻹﳝَ ِ ـﻚ ،واﺳـﺘَـﻌ ِﻤ ْﻠﲏ ﰲ ﻃَ ِ ِ
ـﺎن ،أَﺑَــﺪاً ﺎﻋﺘ َ َ ْ َ اب َر ْﲪَﺘ َ َ ْ ْ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﻓْــﺘَ ْﺢ ﱄ أَﺑْـ َـﻮ َ
ﻚ ،اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ اﻟﺬي َﺟ َﻌﻠَﲏ ِﻣ ْﻦ َوﻓْ ِﺪﻩِ َوُزﱠوا ِرﻩِ َ ،و َﺟ َﻌﻠَﲏ ِﳑﱠ ْـﻦ ﻳُﻌ ﱢﻤـﺮ ،ﻣﺎ أﺑْـ َﻘْﻴﺘَﲏ َ ،ﺟ ﱠﻞ ﺛَـﻨَﺎءُ َو ْﺟ ِﻬ َ
ﺎﺟ ِﻴﻪ. ﺎﺟﺪﻩ ،وﺟﻌﻠَﲏ ِﳑﱠﻦ ﻳـﻨ ِ ِ
َُ َﻣ َﺴ َ ُ َ َ َ
ِ
ـﺖ َﺧْﻴ ـ ُـﺮ ـﻚ َ ،وﻋﻠـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﻣـﺄِْﰐﱟ َﺣـ ﱞﻖ ﻟ َﻤ ْـﻦ أَﺗَـﺎﻩُ َوَز َارﻩُ َ ،وأَﻧْ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﱐ َﻋْﺒ ُـﺪ َك َ ،وَزاﺋُِـﺮَك ﰲ ﺑَـْﻴﺘِـ َ
ـﺖ َ ،و ْﺣ َـﺪ َك ﻻ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻚ ،ﻳﺎ اﷲُ ،ﻳﺎ َر ْﲪ ُﻦ َوﺑِﺄَﻧ َ
ﱠﻚ أَﻧْ َ َﻣﺄْﰐ َ ،وأَ ْﻛَﺮُم َﻣُﺰوٍر ،ﻓَﺄ ْ
َﺳﺄَﻟُ َ
ِ ﻚ ،وﺑِﺄَﻧ َ ِ
َﺣـ ٌﺪ َ ،وأَ ﱠن ُﳏَ َﻤـﺪا ـﻚ ُﻛ ْﻔـﻮاً أ َﺻ َـﻤ ٌﺪ َ ،ﱂْ ﺗَﻠـ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﺗُﻮﻟَـﺪ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْـﻦ ﻟَ َ ﱠﻚ ِواﺣـ ٌﺪ َ ﻳﻚ ﻟَ َ َ َﺷ ِﺮ َ
ِ ِ )(١
ﻚ أَ ْن ﻚ َ ،وﻋﻠﻰ أ َْﻫ ِﻞ ﺑَـْﻴﺘﻪ .ﻳﺎ َﺟ َﻮاد ﻳﺎ َﻛ ِﺮﱘٌ ،أ ْ
َﺳﺄَﻟُ َ � َﻋْﺒ ُﺪ َك َوَر ُﺳﻮﻟُ َ
__________________
١ـ ﻛﺬا ﰲ اﻻﺻﻞ ،واﺣﺘﻤﻞ ﻫﻨﺎك ﺳﻘﻂ وان ﻓﻴﻪ ﺳﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ � أو دﻋﺎءا ﳍﻢ.
١٥٤
ﺎك ،أ ﱠَوَل َﺷ ْﻲ ٍء ﺗـُ ْﻌ ِﻄﻴﲏ ﻓَ َﻜ َ
ﺎك َرﻗَـﺒَﱵ ِﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر ، ﺎي ،ﺑِ ِﺰﻳَ َﺎرِﰐ إﻳﱠ َﻚ إﻳﱠ َ َْﲡ َﻌ َﻞ ُْﲢ َﻔﺘَ َ
ﻚ َرﻗَـﺒَِﱵ ِﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر
اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﻓُ ﱠ
ﻛﺎن ﻳﻘﻮل ذﻟﻚ ﺛﻼﺛﺎ
ﺲ َواﳉ ﱠﻦ َ ،و َﺷﱠﺮ ﻓَ َﺴ َﻘ ِﺔ ِ
ﲔ ا ِﻹﻧْ ِ ﺐ ،و ْادرأْ ﻋ ﱢﲎ َﺷﱠﺮ َﺷﻴ ِ
ﺎﻃ ِ َ ﻚ اﳊَ َﻼ ِل اﻟﻄَﻴﱢ ِ َ َ َ َوﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ِﻣ ْﻦ ِرْزﻗ َوأ ِ
َ
اﻟﻌ َﺠﻢ . « ..
)(١
اﻟﻌَﺮ ب َو َ َ
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﻟﻤﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا دﺧﻞ اﻟﺒﻴﺖ اﳊـﺮام ،دﺧﻠـﻪ ﺑﺴـﻜﻴﻨﺔ ،وﺧﺸـﻮع ،ووﻗـﺎر ،
وﻗــﺪ أوﺻــﻰ ﺑــﺬﻟﻚ ﺗﻠﻤﻴــﺬﻩ اﻟﻔﻘﻴــﻪ ﻣﻌﺎوﻳــﺔ ﺑــﻦ ﻋﻤــﺎر ،وﻗــﺎل ﻟــﻪ :ﻣــﻦ دﺧﻠــﻪ ـ اﻟﺒﻴــﺖ اﳊـﺮام ـ
ﲞﺸﻮع ﻏﻔﺮ اﷲ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺎر :ﻣﺎ اﳋﺸـﻮع؟ ﻗـﺎل � :اﻟﺴـﻜﻴﻨﺔ ،ﻻ ﺗـﺪﺧﻞ ﺑﺘﻜـﱪ ،
وأﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﺘﺎﱄ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﳌﺴﺠﺪ :
ﱠﱯ َوَر ْﲪَﺔً اﷲِ َوﺑـََﺮَﻛﺎﺗُﻪُ ،ﺑِ ْﺴ ِﻢ اﷲ َ ،وﺑِـﺎﷲِ َ ،وِﻣ َـﻦ اﷲِ َ ،وَﻣـﺎ َﺷـﺎءَ اﷲ
ﻚ إَﻳﱡﻬﺎ اﻟﻨِ ﱡ» اﻟ ﱠﺴ َﻼ ُم َﻋﻠَْﻴ َ
ﻮل اﷲِ )ص( واﻟ ﱠﺴَﻼ م ﻋﻠـﻰ إﺑـﺮاﻫﻴﻢ َﺧﻠﻴـﻞ ،واﻟ ﱠﺴ َﻼم ﻋﻠﻰ أَﻧﺒـﻴ ِﺎء اﷲ ورﺳﻠِ ِﻪ ،واﻟ ﱠﺴ َﻼم ﻋﻠﻰ رﺳ ِ
َُ َُ ُ َ ُ َْ َ ُ
ﻤﲔ «.اﻟﻌﺎﻟَ َ
ب َ اﷲِ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ َر ﱢ
ِ
وﻗﺎل ﻟﻪ :إذا دﺧﻠﺖ اﳌﺴﺠﺪ ،ﻓﺎرﻓﻊ ﻳﺪﻳﻚ ،واﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟﺒﻴﺖ ،وﻗﻞ :
ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ ﰲ َﻣ َﻘـﺎﻣﻲ ﻫـﺬا ،ﰲ أَﱠول َﻣﻨَﺎﺳـﻜﻲ ،أَ ْن ﺗَـ ْﻘﺒَ َـﻞ ﺗَـ ْـﻮﺑَﱵ َ ،وأَ ْن ﺗَـﺘَ َﺠ َ
ـﺎوز َﺳـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻀ َﻊ َﻋ ْﲏ ِوْزِري ،اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ اﻟﺬي
َﻋ ْﻦ َﺧﻄﻴﺌﱵ َ ،وﺗَ َ
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ٣٢١ / ٩ـ .( ٣٢٢
١٥٥
ﺑـَﻠﱠﻐَﲏ ﺑـَْﻴﺘَﻪ اﳊََﺮام.
ـﻚ اﳊَـ َـﺮ َام ،اﻟ ــﺬي َﺟ َﻌ ْﻠﺘَ ــﻪُ َﻣﺜَﺎﺑَـ ـﺔً ﻟِْﻠﻨﱠـ ِ
ـﺎس َوأ َْﻣﻨـ ـﺎً َوُﻣﺒَ َﺎرﻛـ ـﺎً ، إﱐ أَ ْﺷ ـ َـﻬ ُﺪ ،أَ ﱠن َﻫـ ـ َﺬا ﺑـَْﻴﺘَ ـ َ
اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ﲔ، وﻫ ِ ِ
ﺪى ﻟْﻠ َﻌﺎﻟَﻤ ََُ ً
ـﻚ
ﺎﻋﺘَ َوم ﻃَ َ ـﻚ َ ،وأ َُر ُ ـﺖ أَﻃْﻠُ ُ
ـﺐ َر ْﲪَﺘَ َ ﻚ َ ،ﺟْﺌ ُ ﺖ ﺑَـْﻴﺘُ َ
أﱐ َﻋْﺒ ُﺪ َك َ ،واﻟﺒَـﻠَ ُﺪ ﺑَـﻠَ ُﺪ َك َ ،واﻟﺒَـْﻴ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻀـﻄَ ِﺮ إﻟَﻴـﻚ ،اﳋـﺎﺋِ ِ ِ
ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ﻒ ﻟ ُﻌ ُﻘﻮﺑَﺘِ َ ﻚ َﻣ ْﺴـﺄَﻟَﺔَ اﳌ ْ ْ َ َ َﺳـﺄﻟُ َ
ْ
،ﻣ ِﻄﻴﻌﺎً ﻹﻣ ِﺮَك ،ر ِ
اﺿﻴﺎً ﺑِ َﻘ َـﺪ ِرَك ،أ َ ْ ُ
ُ
ﻚ . « .. ﺿﺎﺗِ َ
ﻚ َوَﻣْﺮ َ ﺎﻋﺘِ َ ﻚ،و ِ
اﺳﺘَـ ْﻌﻤْﻠﲏ ﺑِﻄَ َ
ِ
اب َر ْﲪَﺘ َ َ ْ إﻓْـﺘَ ْﺢ ﱄ أَﺑْـ َﻮ َ
)(١
وﳝﺜــﻞ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻣــﺪى إﻧﺎﺑﺘــﻪ إﱃ اﷲ ،واﻧﻘﻄﺎﻋــﻪ إﻟﻴــﻪ ،ﻓﻬــﻮ اﻟــﺬي وﺿــﻊ اﳌﻨــﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠﻴــﺎ
ﳌﻨﺎﺳﻚ اﳊﺞ ،وأرﺷﺪ اﳌﺴﻠﻤﲔ إﱃ أﻓﻀﻞ اﻟﻄﺮق ﰲ أداء ﻫﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎدة.
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻜﻌﺒﺔ اﳌﻌﻈﻤﺔ ﺑﺎﳋﺸﻮع ،وذﻛﺮ اﷲ وﻗـﺪ روى ذرﻳـﺢ
،ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻣﻦ اﻻﻣﺎم ،وﻣﺎ ﲰﻌﻪ ﻣـﻦ دﻋﺎﺋـﻪ ﻗـﺎل :رأﻳـﺖ اﻻﻣـﺎم ﰲ اﻟﻜﻌﺒـﺔ ،وﻫـﻮ ﺳـﺎﺟﺪ ،
ﻳﻘﻮل :
ِ
ـﻚ إﻻﱠ ـﻚ َ ،وﻻ ﻳـُْﻨﺠ ــﻲ ِﻣْﻨ ـ َ ﻚ إﻻﱠ َر ْﲪَﺘُـ َ ـﻚ َ ،وَﻻ ُِﳚ ـ ُﲑ ِﻣ ـ ْـﻦ َﻋ ـ َﺬاﺑِ َ
ﻚ إﻻ ِﺣْﻠ ُﻤ ـ َ ﻀ ــﺒَ َ
» ﻻ ﻳَـ ُـﺮُد َﻏ َ
اﻟﺘﻀــﺮع إﻟَﻴــﻚ ،ﻓَـﻬــﺐ ﱄ ،ﻳــﺎ إﳍــﻲ ،ﻓَـﺮﺟـﺎً ﺑِﺎﻟ ُﻘـ ْﺪرِة اﻟــﱵ ِ ــﺎ ُْﲢﻴِــﻲ أَﻣــﻮات اﻟﻌِﺒـ ِ
ـﺎد َ ،وِ ـَـﺎ ﺗَـْﻨ ُﺸـ ُـﺮ َْ َ َ َ َ َ َ َُ ُ ْ َ َ ْ
ﻴﺐ ﱄ ُد َﻋﺎﺋِﻲ َوﺗـُ َﻌﱢﺮﻓَﲏ ا ِﻹ َﺟﺎﺑَﺔ. ِ ِ ﻣﻴ ِ ِ
ﺖ اﻟﺒ َﻼد َ ،وﻻ ﺗُـ ْﻬﻠﻜ ِْﲏ ،ﻳﺎ إﳍﻲ َﺣ ﱠﱴ ﺗَ ْﺴﺘَﺠ َ َْ َ
ﺖ ﰊ َﻋ ُﺪ ﱢوي ، ِ ِ ِ ِ
َﺟﻠﻲ َ ،وﻻ ﺗَ ْﺸﻤ ْ اﻟﻌﺎﻓﻴَﺔ إﱃ ُﻣْﻨﺘَﻬﻰ أ َ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،ارُزﻗْﲏ َ
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٣٢١ / ٩
١٥٦
ﺿـﻌﺘﲏ؟ وﻣـﻦ ذا اﻟـﺬي ﻳ ِ ِ ِ
ﻀ ُـﻌﲏ إن َرﻓَـ ْﻌﺘـﲏ؟ َوإن َ َوﻻ ﲤَُ ﱢﻜْﻨﻪُ ﻣ ْﻦ ﻋُﻨُﻘﻲ َ ،ﻣ ْﻦ ذا اﻟﺬي ﻳَﺮﻓَـ ُﻌﲏ إ ْن َو َ ْ َ َ ْ
ِ ِ
ـﺖ ﻳــﺎ إﳍــﻲ ، ﻚ َﻋ ْـﻦ أ َْﻣـ ِﺮﻩِ ،ﻓَـ َﻘـ ْﺪ َﻋﻠ ْﻤ ُ ـﻚ ﰲ َﻋْﺒـﺪ َك ،أ َْو ﻳَ ْﺴــﺄﻟُ َ ض ﻟَـ َأ َْﻫﻠَﻜْﺘَـﲏ ﻓَﻤـ ْـﻦ َذا اﻟـﺬي ﻳَـ ْﻌـ ِﺮ ْ
ـﺎج ﻋﺠﻠَـﺔٌ ،إﱠﳕــﺎ ﻳَـ ْﻌ َﺠـ ُـﻞ َﻣـ ْـﻦ َﳜَـ ُ أَﻧـﱠـﻪ ﻟَــﻴﺲ ﰲ ﺣﻜ ِ
ت َ ،وَْﳛﺘَـ ُ ـﺎف اﻟ َﻔـ ْـﻮ َ ـﻚ ﻇَْﻠـ ُـﻢ َ ،وَﻻ ﰲ ﻧ ْﻘ َﻤﺘــﻚ َ ْﻤـ َ ُ ْ َ ُ
ﻚ. ِ إﱃ اﻟﻈُْﻠ ِﻢ
ﺖ ﻳﺎ إﳍﻲ َﻋ ْﻦ ذﻟ َ اﻟﻀﻌﻴﻒ َ ،وﻗَ ْﺪ ﺗﻌﺎﻟَْﻴ َ
ُ
ﺼـﺒﺎً َ ،و ْأﻣ ِﻬ ْﻠـﲏ َوﻧَـ ْﻔ ِﺴـﻲ َ ،وأَﻗﻠـﲏ َﻋﺜْـ َـﺮﰐ َ ،وَﻻ ِ ِ ِ
ﻚ ﻧَ َ إﳍﻲ ﻓََﻼ َْﲡ َﻌ ْﻠﲏ ﻟ ْﻠﺒَ َﻼء َﻏَﺮﺿﺎً َ ،وَﻻ ﻟﻨَـ ْﻘ َﻤﺘِ َ
ـﻚ َ ،وَو ْﺣﺸـ ِـﱵ ِﻣـ َـﻦ ﻼء ،ﻓَـ َﻘ ـ ْﺪ ﺗَــﺮى ِ ﺗ ــﺮﱠد ﻳـ ِـﺪي ﰲ َﳓ ـ ِﺮي ،وَﻻ ﺗـْﺘﺒِﻌــﲏ ﺑِــﺒ ٍ
ﻀـ ُـﺮﻋﻲ إﻟَْﻴـ َ
ﺿـ ْـﻌﻔﻲ َ ،وﺗَ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َُ َ
ِ ﻓﺄﻋـ ْﺬﱐ ،وأ ِ ـﻚ اﻟﻴ ــﻮم ِ
ـﻚ َﻋﻠَــﻰ ﻌﲔ ﺑِـ َ
َﺳــﺘَ ُ ـﻚ ﻓَـﺄَﺟْﺮﱐ َ ،وأ ْ َﺳــﺘَﺠ ُﲑ ﺑِـ َ َ ْ ـﻚ ،أ ُ ِ
َﻋــﻮذُ ﺑـ َ َ ْ َ ـﺎس َ ،وأُﻧْ ِﺴــﻲ ﺑِـ َ اﻟﻨﱠـ ِ
َﺳـﺘَـ ْﻬ ِﺪي ـﻚ ﻓَـﺎ ْﻛﻔﲏ ،وأُوﻣـﻦ ﺑِـ َ ِ ﺼﺮﱐ َ ،وأَﺗﻮﱠﻛ ُﻞ َﻋﻠَْﻴ َ َﻋ ﱢﲏ ،وأ ِ اﻟﻀﱠﺮ ِاء ﻓَﺄ ِ
ﻚ ﻓَـﺂﻣ ﱢﲏ َ ،وأ ْ ُ َﺳﺘَـْﻨﺼُﺮَك ﻓَﺎﻧْ ُ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚﻀــﻠ َ ﻚ ﻣـ ْـﻦ ﻓَ َْﺳ ـﺘَـ ْﺮِزﻗُ َ
أﺳ ـﺘَـ ْﻐﻔُﺮَك ﳑـﱠـﺎ ﺗَـ ْﻌﻠَـ ُـﻢ ﻓَــﺎ ْﻏﻔﺮ ﱄ َ ،وأ ْ
ﻚ ﻓَـ ْـﺎرﲪَْﲏ َ ،و ْ أﺳ ـﺘَـْﺮﲪُ َ
ـﻚ ﻓَ ْﺎﻫــﺪﱐ َ ،و ْ ﺑِـ َ
اﻟﻌ ِﻈﻴ ِﻢ .(١) « ... اﻟﻮ ِاﺳ ِﻊ ،ﻓﺎرزﻗْﲏ ،وﻻ ﺣﻮَل وَﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة إﻻﱠ ﺑِﺎﷲِ ِ
اﻟﻌﻠ ﱢﻲ َ َ َْ َ ُْ
ﻟﻘــﺪ إﲡ ـﻪ اﻻﻣــﺎم � ،ﲟﺸــﺎﻋﺮﻩ وﻋﻮاﻃﻔــﻪ ﳓــﻮ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،وﻧﺎﺟــﺎﻩ ﺑﺈﳝــﺎن ﻻ ﺣــﺪود ﻟــﻪ ،
وﻗــﺪ ﻃﻠــﺐ ﻣﻨــﻪ أﺟــﻞ وأﲰــﻰ ﻣــﺎ ﻳﻄﻠﺒــﻪ اﳌﺘﻘــﻮن ،واﻟﻌــﺎرﻓﻮن ،ﻓﻘــﺪ ﻃﻠــﺐ ﻣﻨــﻪ ﺧــﲑ اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﺧــﲑ
اﻵﺧﺮة.
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻛـﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳﻬـﺘﻢ إﻫﺘﻤﺎﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻐــﺎ ،ﰲ اﻟـﺪﺧﻮل إﱃ اﻟﻜﻌﺒــﺔ اﳌﻌﻈﻤــﺔ ،وﻗــﺪ
ﻋﻬــﺪ إﱃ ﺗﻠﻤﻴــﺬﻩ اﻟﻔﻘﻴــﻪ ،ﻣﻌﺎوﻳــﺔ ﺑــﻦ ﻋﻤــﺎر ،أن ﻻ ﻳــﺪﺧﻠﻬﺎ ﲝﺬاﺋــﻪ ،وﻳﻘــﻮل ﻋﻨــﺪ اﻟــﺪﺧﻮل :
اﻟﻠﻬﻢ :إﻧﻚ ﻗﻠﺖ »:وﻣﻦ دﺧﻠﻪ ﻛﺎن آﻣﻨﺎ «
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ٣٧٥ / ٩ـ .٣٧٦
١٥٧
اب اﻟﻨــﺎر ،ﻛﻤــﺎ أﻣــﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼــﻼة رﻛﻌﺘــﲔ ﺑــﲔ اﻻﺳــﻄﻮاﻧﺘﲔ ﻋﻠــﻰ اﳊﻤـﺮاء ،وﻳﻘـﺮأ ﰲ ـﺂﻣ ﱢﲏ ِﻣــﻦ َﻋـ َﺬ ِ ﻓَـ ِ
ْ
اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻻوﱃ ) ﺣﻢ اﻟﺴﺠﺪة ( وﰲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺪد آﻳﺎ ﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن وﻳﺼﻠﻲ ﰲ زواﻳﺎﻩ وﻳﻘﻮل :
ـﻮق رﺟ ــﺎء ِرﻓْ ـ ِـﺪﻩِ ٍ » اﻟﻠّﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﻣ ــﻦ ﺗَـﻬﻴﱠـ ـﺄَ ،أَو ﺗَـﻌﺒﱠـ ـﺄَ ،أَو أﺳـ ـﺘـﻌ ﱠﺪ ،أَو اﺳـ ـﺘـﻌ ﱠﺪ ﻟِﻮﻓَ ـ ِ
ـﺎدة إﱃ ﳐَْﻠُ ـ َ َ َ ْ ْ ََ ْ ْ ََ َ َ ْ َ ُ َْ َ
ِ ِ ِ ِ ِِ
اﺳﺘ ْﻌ َﺪادي َ ،ر َﺟـﺎءَ َرﻓْـﺪ ك ﻚ ﻳﺎ َﺳﻴﱢﺪي ،ﺗَـ ْﻬﻴِﺌَﱵ َ ،وﺗَـ ْﻌﺒِﺌَﱵ َ ،و ْ و َﺟﺎﺋَِﺰﺗَِﻪِ َ ،وﻧـَ َﻮاﻓﻠ ِﻪ َوﻓَﻮاﺿﻠﻪ ،ﻓَﺈﻟَْﻴ َ
ِ ِ
ﺺ ﻧَﺎﺋِﻠُـﻪُ ، ِ ِ ِ ِِ
ﻴﺐ َﺳﺎﺋﻠُﻪُ َ ،وﻻ ﻳَـْﻨـ ُﻘ ُ ﻚ ،ﻓَﻼ ُﲣَﻴﱢﺐ اﻟﻴَـ ْﻮَم َر َﺟﺎﺋﻲ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ َﳜ ُ ﻚ َ ،و َﺟﺎﺋَِﺰﺗِ َ َ ،وﻧَـ َﻮاﻓﻠ َ
ـﻚ ُﻣ ِﻘـ ّـﺮا ـﻮق رﺟﻮﺗُــﻪ ،و ِ
ﻟﻜــﲏ أَﺗَـْﻴﺘُـ َ ـﻚ اﻟﻴ ــﻮم ،ﺑـﻌﻤـ ٍـﻞ ﺻــﺎﻟِ ٍﺢ ﻗَﺪﱠﻣﺘُــﻪ ،وﻻ َﺷـ َﻔ ِ ٍ
ﺎﻋﺔ ﳐَْﻠُـ َ َ ْ ُ َ َ ْ ُ َ ـﺈﱐ َ ،ﱂْ آﺗـ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ِ ﻓَـ ﱢ
ِ ِ ﺑِﺎﻟ ﱡﺬﻧُ ِ
ﻚﻚ ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ُﻫ َـﻮ َﻛـﺬﻟ َ ﻮب َوا ٍﻹ َﺳﺎءَة ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔﺴﻲ ،ﻓَﺈﻧﱠﻪُ ً◌ ﻻ ُﺣ ﱠﺠـﺔَ ﱄ َ ،وﻻ ُﻋـ ْﺬ َر ،ﻓَﺄ ْ
َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺼﻠﱢ َﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َوآﻟِِﻪ َ ،وﺗُـ ْﻌ ِﻄﻴَﲏ َﻣ ْﺴﺄَﻟَِﱵ َ ،وﺗُِﻘﻴﻠَـﲏ َﻋﺜْـ َـﺮِﰐ َ ،وﺗَـ ْﻘﺒَـﻠَـﲏ ﺑَِـﺮ ْﻏﺒَﱵ َ ،وﻻ ﺗَـ ُـﺮﱠدﱐ ،أَ ْن ﺗُ َ
ﻚ ﻳَــﺎ َﺳـﺄَﻟُ َ ِ ِ ِ ِ
ـﻴﻢ ،أ ْـﻮك ﻳَــﺎ َﻋﻈـ ُ
ـﻴﻢ ،اَْر ْﺟـ َ
ـﻴﻢ ،ﻳــﺎ َﻋﻈـ ُ ـﻴﻢ ،ﻳــﺎ َﻋﻈـ ُ
َْﳎﺒُﻮﻫـﺎً ﳑَْﻨُﻮﻋـﺎً َ ،وﻻ َﺧﺎﺋﺒـﺎً ،ﻳــﺎ َﻋﻈـ ُ
ِ ﻋ ِﻈﻴﻢ أَ ن ﺗَـ ْﻐﻔﺮ ﱄ اﻟ ﱠﺬﻧْﺐ ِ
ﺖ .(١) « .. ﻴﻢ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻴﻢ ،ﻳﺎ َﻋﻈ ُ اﻟﻌﻈ َ
َ َ َ َ
أرأﻳﺘﻢ ﺳﻴﺪ اﻟﻌـﺎرﻓﲔ واﳌﺘﻘـﲔ ،ﻛﻴـﻒ ﻳﺘـﺬﻟﻞ أﻣـﺎم اﳋـﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈـﻴﻢ؟ ﻟﻘـﺪ ﻋﻠﻤﻨـﺎ ﻛﻴـﻒ ﳔﺎﻃـﺐ
اﷲ ﺗﻌﺎﱃ؟ وﻛﻴﻒ ﻧﺪﻋﻮﻩ وﻧﺘﻮﺳﻞ إﻟﻴﻪ؟
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺤﺠﺮ اﻻﺳﻮد
أﻣــﺎ ﺑﺪاﻳ ــﺔ اﻟﻄ ـﻮاف ﺣ ــﻮل اﻟﺒﻴــﺖ اﳌﻌﻈــﻢ ،ﻓﻤ ـﻦ اﳊﺠــﺮ اﻻﺳــﻮد ،وﻗ ــﺪ أﺛــﺮت ﻋــﻦ اﻻﻣ ــﺎم
اﻟﺼﺎدق � ،ﺑﻌﺾ اﻻدﻋﻴﺔ ،اﻟﱵ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺎ ﺣﻮل ﻫﺬا اﳊﺠﺮ اﳌﻘﺪس ،وﻫﻲ :
أ ـ روى اﻟﻔﻘﻴﻪ ،ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أﻧﻪ
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ ٣٧٢ / ٩ـ .٣٧٣
١٥٨
ﻗـﺎل ﻟـﻪ :إذا دﻧـﻮت ﻣـﻦ اﳊﺠـﺮ اﻻﺳـﻮد ،ﻓــﺎرﻓﻊ ﻳـﺪﻳﻚ ،واﲪـﺪ اﷲ ،وﺛـﻦ ﻋﻠﻴـﻪ ،وﺻـﻞ ﻋﻠــﻰ
اﻟﻨــﱯ � واﺳ ــﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒ ــﻞ ﻣﻨــﻚ ،ﰒ اﺳ ــﺘﻠﻢ اﳊﺠ ــﺮ وﻗﺒﻠــﻪ ،ﻓ ــﺈن ﱂ ﺗﺴ ــﺘﻄﻊ ﺗﻘﺒﻠ ــﻪ ،
ﻓﺎﺳﺘﻠﻤﻪ ﺑﻴﺪك ،ﻓﺎم ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ إن ﺗﺴﺘﻠﻤﻪ ﺑﻴﺪك ﻓﺄﺷﺮ إﻟﻴﻪ ،وﻗﻞ :
ﺼ ِـﺪﻳﻘﺎً ﺑِ ِﻜﺘَﺎﺑِـﻚ ِ ِ
ﺎﻫ ْﺪﺗُﻪُ ﻟﺘَ ْﺸ َﻬ َﺪ ﱄ ﺑِﺎﳌَُﻮاﻓَﺎة ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﺗَ ْ
ِ ِ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إََﻣﺎﻧَِﱵ أَ ﱠدﻳْـﺘُـ َﻬﺎ َ ،وﻣﻴﺜَﺎﻗﻲ ﺗَـ َﻌ َ
ﻳﻚ ﻟَـﻪُ َ ،وأَ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤـﺪاً َﻋْﺒ ُـﺪﻩُ َوَر ُﺳـﻮﻟُﻪُ ،ﻚ ،أَ ْﺷ َﻬ ُﺪ أَ ْن ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ اﷲ َو ْﺣ َﺪﻩُ ﻻ َﺷ ِﺮ َ َ ،و َﻋﻠَﻰ ُﺳﻨ ِﱠﺔ ﻧَﺒِﻴﱢ َ
ـﺎدةِ ُﻛـ ﱢـﻞ ِ ِ
ـﺎدة اﻟ ﱠﺸـْـﻴﻄَﺎن َ ،وﻋﺒَـ َ
ت واﻟﻌـﱠﺰى ،و ِﻋﺒـ ِ
َََ
ِ ِ آﻣْﻨــﺖ ﺑِــﺎﷲ ،وَﻛ َﻔــﺮ ِ ِ ِ
ت ﺑﺎﳉْﺒــﺖ َواﻟﻄَــﺎﻏُﻮت َ ،وﺑِـ ﱠـﺎﻻ َ ُ َ ُْ َ ُ
ﻧِ ﱟﺪ ﻳُ ْﺪ َﻋﻰ ﻣﻦ ُد ون اﷲ « ...ِ
وأﺿﺎف اﻻﻣﺎم � ﻗﺎﺋﻼ :ﻓﺈن ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﺗﻘﻮل ﻫﺬا ﻛﻠﻪ ﻓﺒﻌﻀﻪ ،وﻗﻞ :
ـﺤﱵ َ ،وا ْﻏ ِﻔ ْـﺮ ﱄ ﺖ َر ْﻏﺒَ ِـﱵ ،ﻓَﺎﻗْـﺒَ ْـﻞ َﻣ ْﺴ َ
ﻚ ﺑﺴﻄْﺖ ﻳ ِﺪي ،وﻓِ ِ
ﻴﻤﺎ ﻋْﻨ َﺪ َك َﻋﻈُ َﻤ ْ
َ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻟَْﻴ َ َ َ ُ َ
ـﻒ اﳋـﺰ ِي ،ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ ِ إﱐ أﻋﻮذُ ﺑِ َ ِ
اﻵﺧ َـﺮةِ « .. َ َ ﻚ ﻣ َﻦ اﻟ ُﻜ ْﻔـ ِﺮ َواﻟ َﻔ ْﻘـ ِﺮ َ ،وَﻣ َﻮاﻗ ِ َْ َو ْارﲪَْﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ُ
).(١
ب ـ روى أﺑـﻮ ﺑﺼـﲑ اﻟﺜﻘـﺔ اﳉﻠﻴـﻞ ﻋـﻦ اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � أﻧـﻪ ﻗـﺎل :إذا دﺧﻠـﺖ اﳌﺴـﺠﺪ
اﳊﺮام ،ﻓﺎﻣﺶ ﺣﱴ ﺗﺪﻧﻮا ﻣﻦ اﳊﺠﺮ اﻻﺳﻮد ،ﻓﺘﺴﺘﻠﻤﻪ ،وﺗﻘﻮل :
ي ﻟَْﻮﻻ أَ ْن َﻫ َﺪاﻧَﺎ اﷲ ُ ،ﺳ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲِ َ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ِ ِ ِ ِ
» اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ اﻟﺬي َﻫ َﺪاﻧَﺎ ﳍََﺬا َ ،وَﻣﺎ ُﻛﻨﱠﺎ ﻟﻨَـ ْﻬﺘَﺪ َ
أﺣـ َﺬ ُر َ ،وﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ ِ ِِ ِ ِ ِ
َﺧ َﺸـﻰ َو ْﷲ َ ،وَﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ اﷲ َ ،واﷲُ أ ْﻛﺒَـُـﺮ ،أ ْﻛﺒَـ ُـﺮ ﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘــﻪ َ ،وأَ ْﻛﺒَـ ُـﺮ ﳑـﱠ ْـﻦ أ ْ
اﷲُ َ ،و ْﺣ َﺪﻩُ ﻻ َﺷ ِﺮ َ
ﻳﻚ ﻟَﻪُ ،ﻟَﻪُ
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٤٠٠ / ٩
١٥٩
ﻴﺖ َوُْﳛﻴِﻲ ﺑِﻴَ ِﺪﻩِ اﳋَْﻴـُﺮ َ ،وُﻫ َﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ .« ..ِ
ﻴﺖ َ ،وُﳝ ُ
ِ
ﻚ َ ،وﻟَﻪُ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ُْﳛﲕ َوُﳝ ُ اﳌ ْﻠ ُ
ُ
ﰒ اﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وأﻟﻪ ،واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﳌﺮﺳﻠﲔ ،واﻟﻘﻮل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ :
َوﻣ ُﻦ ﺑَِﻮ ْﻋ ِﺪ َك َ ،و ُأوﰲ ﺑِ َﻌ ْﻬ ِﺪ َك .(١) « ..
إﱐ أ ِ
» ﱢ
١٠ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻮاف
وﻋﻠﱢﻢ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﺗﻠﻤﻴـﺬﻩ اﻟﻔﻘﻴـﻪ ﻣﻌﺎوﻳـﺔ ﺑـﻦ ﻋﻤـﺎر ،اﻟـﺪﻋﺎء اﻟـﺬي ﻳـﺪﻋﻮ ﺑـﻪ ﰲ
ﺣﺎل ﻃﻮاﻓﻪ ،ﻗﺎﺋﻼ :ﻃﻒ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻮاط ،وﺗﻘﻮل ﰲ اﻟﻄﻮاف :
ـﺎء َ ،ﻛ َﻤـﺎ ﳝُْ َﺸــﻲ ﺑِ ِـﻪ ﻋﻠـﻰ َﺟـ َـﺪد ﺎﲰـﻚ اﻟــﺬي ﳝُْﺸـﻲ ﺑِ ِـﻪ ﻋﻠــﻰ ﻇُﻠَ ِـﻞ اﳌ ِ
َ ﻚ ﺑِ ِْ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ » اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
َ
ﻚ ﺑِ ِْ ﻚ ﺑِ ِْ
ـﻚ ،اﻟــﺬي ﺗَـ ْﻬﺘَـ ُـﺰ ﻟَـﻪُ أَﻗْـ َـﺪ ُام ﺎﲰ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ـﻚ َ ،وأ ْ
ـﻚ ،اﻟــﺬي ﻳَـ ْﻬﺘَ ـﱡﺰ ﻟَـﻪُ َﻋْﺮ ُﺷـ َ ﺎﲰ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ض َ ،وأ ْ َاﻷ ْر ِ
ﺖ ﻟَــﻪُ ، ﺎﺳــﺘَ ْﺠْﺒ َ ـﺐ اﻟﻄﱡــﻮِر ،ﻓَ ْ ﻮﺳــﻰ ِﻣـ ْـﻦ َﺟﺎﻧـِ ِ ـﻚ ،اﻟــﺬي دﻋـ َ ِ ِ
ـﺎك ﺑــﻪ ُﻣ َ ََ ﺎﲰـ َﻚ ﺑِ ِْ َﺳ ـﺄَﻟُ َـﻚ َ ،وأ ْ َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘِـ َ
ﱠم ِﻣ ْـﻦ ذَﻧْﺒِ ِـﻪ َوَﻣـﺎ ﺎﲰﻚ ،اﻟﺬي َﻏ َﻔﺮ ِ ِ ِ ٍ
ت ﺑﻪ ﻟ ُﻤ َﺤ ﱠﻤـﺪ ،ﻣـﺎ ﺗَـ َﻘـﺪ َ َْ ﻚ ﺑِ ِْ َ ﻚ َ ،وأَ ْﺳﺄَﻟُ َ ﺖ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َﳏَﺒﱠﺔً ِﻣْﻨ َ َوأَﻟْ َﻘْﻴ ُ
ﻚ .. ﺖ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘَ َ ﺗَﺄَ ﱠﺧَﺮ َ ،وأَْﲤَ ْﻤ ُ
ﰒ ﺗﺴﺄل ﺣﺎﺟﺘﻚ ..وﻛﻠﻤﺎ اﻧﺘﻬﻴﺖ إﱃ ﺑﺎب اﻟﻜﻌﺒﺔ ﻓﺼـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟﻨـﱯ � وﺗﻘـﻮل ﻓﻴﻤـﺎ
ﺑﲔ اﻟﺮﻛﻦ اﻟﻴﻤﺎﱐ واﳊﺠﺮ اﻻﺳﻮد :
ِ ِ ِ
اب اﻟﻨﱠﺎ ِر «.» َرﺑـﱠﻨَﺎ آﺗﻨَﺎ ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴﻨَﺔً َوﰲ َاﻵﺧَﺮِة َﺣ َﺴﻨَﺔً َ ،وﻗﻨَﺎ َﻋ َﺬ َ
وﻗﻞ ﰲ اﻟﻄﻮاف :
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٤٠١ / ٩
١٦٠
إﲰــﻲ ـﺎﺋﻒ ُﻣ ْﺴــﺘَ ِﺠ ٌﲑ ،ﻓَـ َـﻼ ﺗـُﻐَﻴﱢ ـ َـﺮ ِﺟ ْﺴ ـﻤﻲ َ ،وَﻻ ﺗـُﺒَـﺪ َ
ﱢل ِْ ـﲑ َ ،وإﱐ َﺧـ ٌ
إﱐ إﻟَﻴـ ِ
ـﻚ ﻓَﻘـ ٌ
» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ْ َ
.(١) « ...
١١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ
روى اﻟﻔﻘﻴﻪ اﳉﻠﻴﻞ ،ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ
ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻗﺎل :ﻓﺎﺻﻌﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ ﺣﱴ ﺗﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﺒﻴـﺖ ،وﺗﺴـﺘﻘﺒﻞ اﻟـﺮﻛﻦ اﻟـﺬي ﻓﻴـﻪ
اﳊﺠـﺮ اﻻﺳــﻮد ،ﻓﺎﲪــﺪ اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ وأﺛـﻦ ﻋﻠﻴــﻪ ،ﰒ اذﻛــﺮ ﻣــﻦ آﻻﺋـﻪ ،وﺑﻼﺋــﻪ وﺣﺴــﻦ ﻣــﺎ ﺻــﻨﻊ
إﻟﻴﻚ ﻣﺎ ﻗﺪرت ﻋﻠﻰ ذﻛﺮﻩ ،ﰒ ﻛﱪ اﷲ ﺳﺒﻌﺎ ،واﲪﺪﻩ ﺳﺒﻌﺎ وﻗﻞ :
ِ
ـﺖ َ ،وُﻫـ َـﻮ َﺣـ ﱞـﻲ ﻻ ـﻚ َ ،وﻟَــﻪُ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ُْﳛﻴِــﻲ َوُﳝﻴـ ُ » ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َو ْﺣـ َـﺪﻩُ ﻻ َﺷـ ِﺮ َ
ﻳﻚ ﻟَــﻪُ ،ﻟــﻪ اﳌ ْﻠـ ُ
ُ
ُﻮ ت ﺑِﻴَﺪﻩ اﳋَﻴـُﺮ َوُﻫ َﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ ، ﳝَُ
ﺗﻘﻮل ذﻟﻚ ﺛﻼث ﻣﺮات ﰒ ﺻﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ وﻗﻞ :
ـﻮم ، اﷲ أ ْﻛﺒـﺮ ،اﳊﻤـﺪ ﷲِ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻫـﺪاﻧﺎ ،اﳊﻤـﺪ ﷲِ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ أَوَﻻﻧـﺎ ،اﳊﻤـﺪ ﷲِ اﳊـﻲ اﻟﻘﻴﱡ ِ
َﱢ َ َ ْ َ َْ ُ َ َ َ َ َْ ُ ُ َُ َ ْ ُ
َواﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﳊَـ ﱢـﻲ اﻟـ َـﺪاﺋِ ِﻢ ،ﺛــﻼث ﻣ ـﺮات ـ وﻗــﻞ :أَ ْﺷـ َـﻬ ُﺪ أَ ْن ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َ ،وأَ ْﺷـ َـﻬ ُﺪ أَ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤــﺪاً
ِ ِ ِِ
ﻛﻮ َن ـ ﺛـﻼث ﻣـﺮات ـ ﰒ ﺗﻘـﻮل ﱢﻳﻦ َوﻟَْﻮ َﻛـﺮَﻩ اﳌُ ْﺸـﺮ ُ
ﲔ ﻟَﻪُ اﻟﺪ َ َﻋْﺒ ُﺪﻩ َوَر ُﺳﻮﻟُﻪ ،ﻻ ﻧَـ ْﻌﺒُ ُﺪ إﻻﱠ إﻳﱠﺎﻩُ ،ﳐُْﻠﺼ َ
اﻵﺧ َـﺮةِ ـ ﺛـﻼث ﻣـﺮات ـ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،آﺗِﻨَـﺎ ﻚ اﻟﻌ ْﻔـﻮ واﻟﻌﺎﻓِﻴ ِـﺔ ،واﻟﻴ ِﻘـﲔ ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
َ َ َﺳـﺄَﻟُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ إﱐ أ ْ
:اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
اب اﻟﻨﱠـﺎ ِر ـ ﺛـﻼث ﻣـﺮات ـ ﰒُﱠ ﺗُ َﻜﺒﱢـ ُـﺮ اﷲَ َﻣﺎﺋَـﺔَ َﻣـﱠﺮةٍ ، ِ ِ
ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴﻨَﺔ َ ،وﰲ اﻵﺧَﺮةِ َﺣ َﺴﻨَﺔً َوﻗﻨﺎ َﻋ َﺬ َ
َوﺗُـ َﻬﻠﱢﻠُﻪُ َﻣﺎﺋَﺔَ َﻣﱠﺮةٍ َ ،وَْﲢ َﻤ ُﺪﻩُ َﻣﺎﺋَﺔَ َﻣﱠﺮةٍ َ ،وﺗُ َﺴﺒﱢ ُﺤﻪُ َﻣﺎﺋَﺔَ َﻣﱠﺮةٍ ،ﰒ ﺗﻘﻮل :
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٤١٥ / ٩
١٦١
ـﺐ َاﻷ ْﺣـ َـﺰاب َو ْﺣـ َـﺪﻩ ،ﻓَـﻠَــﻪُﺼـ َـﺮ َﻋْﺒـ َـﺪﻩُ َ ،و َﻏﻠَـ َﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َو ْﺣـ َـﺪﻩ َو ْﺣـ َـﺪﻩ ،أ َّﳒَـ َـﺰ َو ْﻋـ َـﺪ ْﻩ َ ،وﻧَ َ
ت ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ت ،وﻓِﻴﻤـﺎ ﺑـﻌ َـﺪ اﳌـﻮ ِ ِ
ـﺎرك ﱄ ﰲ اﳌَْـﻮ َ َ َ ْ َْ ﻚ َ ،وﻟَﻪُ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َو ْﺣ َـﺪﻩُ َ ،و ْﺣ َـﺪﻩُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﺑَ ْ اﳌ ْﻠ ُ
ُ
ـﻚ ،ﻳَـ ْـﻮَم ﻻ ِﻇ ـ ﱠـﻞ إﻻﱠ ـ
َْ َِ
ﺷ ﺮﻋ ـﻞ ـ ِ
ﻃ ﰲ ـﲏ ـ ﱠ
ﻠ ِ
َﻇأ ، ﻢ
ﱠ ـ ﻬ ﻠ
ّ اﻟ ، ِ
ﻪ ِ
ـﺘ ـ ﺸ ﺣ وو
ْ ََ ْ َ ِ
ـﱪ ـ ﻘ
َ اﻟ ِ
ـﺔ ـ ﻤﻠُْﻇ ـﻦ ـ ِ
ﻣ ـﻚ ـِﺑ ـﻮذــَﻋأ إﱐ
ﱢ
ُ َ ْ َ ُ
ِﻇﻠﱡﻚ ...
وأﻣــﺮﻩ ﺑﺎﻻﺳــﺘﻜﺜﺎر ﻣــﻦ اﻟﻘــﻮل ﰲ اﺳــﺘﻴﺪاع دﻳﻨــﻪ ،وﻧﻔﺴــﻪ وأﻫﻠــﻪ ،ﻋﻨــﺪ اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ ،ﰒ
اﻟﻘﻮل :
وداﺋﻌــﻪُ ِدﻳــﲏ َ ،وﻧـَ ْﻔ ِﺴــﻲ َ ،وأ َْﻫﻠــﻲ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،
ـﻴﻊ ُ
ِ
ﻴﻢ ،اﻟــﺬي ﻻ ﺗَﻀـ ُ
ِ
ع اﷲَ اﻟ ـﱠﺮ ْﲪ َﻦ اﻟ ـﱠﺮﺣ َ
أ ِ
َﺳ ـﺘَـ ْﻮد ُ
ْ
َﻋ ْﺬﱐ ِﻣﻦ ِ
اﻟﻔْﺘـﻨَ ِﺔ. ﻚ ،وﺗَـﻮﻓﱠﲏ ﻋﻠﻰ ِﻣﻠﱠﺘِﻪ ،وأ ِ اﺳﺘَـﻌ ِﻤْﻠﲏ ﻋﻠﻰ ﻛِﺘَﺎﺑِ َ ِ
ْ َ ﻚ َو ُﺳﻨﱠﺔ ﻧَﺒﻴﱢ َ َ َ ْ ْ
ﰒ ﺗﻜﱪ ﺛﻼﺛﺎ ،ﰒ ﺗﻜﱪ واﺣﺪة ،ﰒ ﺗﻌﻴﺪﻫﺎ ﻓﺈن ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻌﻀﻪ
)(١
وﻣﺜﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻻدﻋﻴﺔ ،وﻫﺬا اﻟـﺬﻛﺮ روﺣﺎﻧﻴـﺔ اﻻﺳـﻼم ،اﻟـﺬي ﻳﺴـﻤﻮ ﺑﺎﻻﻧﺴـﺎن إﱃ ﻣﺴـﺘﻮى
رﻓﻴﻊ ،ﳚﻌﻠﻪ ﺟﺪﻳﺮا ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﺧﻠﻴﻔﺔ ﷲ ﰲ أرﺿﻪ.
١٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ واﻟﻤﺮوة
ﺳﺄل ﲨﻴﻞ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أن ﻳﻌﻠﻤﻪ دﻋﺎءا ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻔﺎ واﳌﺮوة ،ﻓﻌﻠﻤـﻪ
اﻻﻣﺎم � ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ ِ
ـﺖ َوُﳛﻴـﻲ ﻚ َ ،وﻟَﻪُ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ُْﳛﻴِـﻲ َوُﳝﻴ ُ
ـﺖ َ ،وُﳝﻴ ُ » ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ اﷲَ َ ،و ْﺣ َﺪﻩُ ﻻ َﺷ ِﺮ َ
ﻳﻚ ﻟَﻪُ ،ﻟَﻪُ اﳌْﻠ ُ
ُ
ﺪﻳﺮ .(٢) « .. ٍ
َ ،وُﻫ َﻮ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَ ٌ
__________________
١ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٥١٧ / ٩
٢ـ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺸﻴﻌﺔ .٥٢٠ / ٩
١٦٢
١٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻋﺸﻴﺔ ﻋﺮﻓﺔ
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳﺴــﺘﻘﺒﻞ ﻋﺸــﻴﺔ ﻋﺮﻓــﺔ ،ﺑﺎﻟــﺪﻋﺎء ،واﻻﺑﺘﻬــﺎل إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،
وﻛﺎن ﳛﻴﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ ،ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدة واﻟﻄﺎﻋﺔ ،وﻛﺎن ﳑﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ
ﻀْﻠﺘَـ َﻬﺎ ﻋﻠـﻰ َﻏ ِْﲑَﻫـﺎ ِﻣ َـﻦ َاﻷﻳﱠ ِـﺎم َ ،و َﺷـﱠﺮﻓْـﺘَـ َﻬﺎ َ ،وﻗَـ ْﺪ ﺑَـﻠﱠ ْﻐﺘَﻨِ َﻴﻬـﺎ ِﲟَﻨﱢ َ
ـﻚ ﺎم اﻟﱵ ﻓَ ﱠ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻫﺬﻩ َاﻷﻳﱠ ُ
ِ
َﺳـﺄَﻟُﻚ إﱐ أ ْ ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ أﺳــﺒ ْﻎ َﻋﻠَْﻴـﻨَـﺎ ﻓ َﻴﻬـﺎ ِﻣـ ْـﻦ ﻧـَ ْﻌ َﻤﺎﺋِ َ
ـﻚ َ ،و ْ ـﻚ ،ﻓَـﺄَﻧْ َﺰل َﻋﻠَْﻴـﻨَــﺎ ِﻣ ْـﻦ ﺑَـَﺮَﻛﺎﺗِ َ َ ،وَر ْﲪَﺘِ َ
آل ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َ ،وأَ ْن ﺗَـ ْﻬـ ِـﺪﻳﻨَﺎ ﻓِ َﻴﻬــﺎ ﺳــﺒﻴﻞ اﳍـُ َـﺪى َ ،وﺗَـْﺮُزﻗَـﻨَــﺎ ﻓِ َﻴﻬــﺎ اﻟﺘَـ ْﻘـ َـﻮى ، أَ ْن ﺗُﺼ ـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ
َ َ َ
ﺿ ْﻰ. ِ ِ
ﺐ َوﺗُـْﺮ َ اﻟﻌ َﻤ َﻞ ﲟَﺎ ُﲢ ُ ﺎف َ ،واﻟﻐ َﲎ َ ،و َ اﻟﻌ َﻔ َ َو َ
ـﺎﻫ َﺪ ُﻛ ﱢـﻞ َﻣ َـﻼ ٍء ـﺎﻣﻊ ُﻛـﻞ َﳒـﻮى ،وﻳـﺎ ﺷ ِ
ﻚ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻮ ِﺿ َﻊ ُﻛ ﱢﻞ َﺷﻜ َْﻮى َ ،وﻳﺎ َﺳ ِ َ ﱢ ْ َ َ َ َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ـﻒ َﻋﻨﱠــﺎ ﻓِ َﻴﻬــﺎ اﻟــﺒَ َﻼءَ ، ِ ٍ ـﺎﱂ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺧ ِﻔﻴﱠـ ٍـﺔ ،أَ ْن ﺗُﺼـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ ،و ِ ِ
آل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،وأَ ْن ﺗَﻜْﺸـ َ َ َ َ َ َ ،وﻳَــﺎ َﻋـ َ
ﺿـﻰ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺐ َوﺗُـْﺮ َ ﱡﻋﺎءَ َ ،وﺗُـ َﻘ ﱢﻮﻳَـﻨَﺎ ﻓﻴﻬﺎ َ ،وﺗُﻌﻴﻨَـﻨَﺎ َ ،وﺗـُ َﻮﻓ َﻘﻨَـﺎ ﻓﻴﻬـﺎ َ ،رﺑـﱠﻨَـﺎ ،ﻟ َﻤـﺎ ُﲢ ُ ﺠﻴﺐ ﻟَﻨَﺎ ﻓ َﻴﻬﺎ اﻟﺪ َ َوﺗَ ْﺴﺘَ َ
ِ
ﻚ، ﻚ َ ،وأ َْﻫ ِﻞ ِوَﻻﻳَﺘِ َ ﺎﻋ ِﺔ َر ُﺳﻮﻟ َ ﻚ َ ،وﻃَ َ ﺎﻋﺘِ َ ِ
ﺖ َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ ﻣ ْﻦ ﻃَ َ ﺿَ َ ،وﻋﻠﻰ ﻣﺎ اﻓَـﺘَـَﺮ ْ
ﺐ ﻟَﻨَﺎ ﻓِ َﻴﻬـﺎ ٍ ِ ٍ ِِ
ﻠﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وأَ ْن ﺗَـ َﻬ َ ﺼ َ ﲔ أَ ْن ﺗُ َ ﻚ ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻮب ﻳـﺎ ﱡﻋ ِﺎء ،وﻻ َْﲢ ِﺮْﻣﻨَﺎ َﺧْﻴـﺮ ﻣﺎ ﻧـَﺰَل ﻓِﻴﻬﺎ ِﻣـﻦ اﻟ ﱠﺴـﻤ ِﺎء ،وﻃَ ﱢﻬﺮﻧَـﺎ ِﻣـﻦ اﻟـ ﱡﺬﻧُ ِ اﻟﱢﺮﺿﺎ ،إﻧ َ ِ
ََ َ َ َ َ َ ْ َ ﻴﻊ اﻟﺪ َ َ ﱠﻚ َﲰ ُ َ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،وَﻻ ﺗَـْﺘـ ُـﺮ ْك ﻟَﻨَـﺎ ﻮد ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ ُ َ
ﻮب ،وأَوِﺟﺐ ﻟَﻨﺎ ﻓِﻴﻬﺎ دار اﳋﻠُ ِ
ََ ُ َﻋ ﱠﻼ َم اﻟﻐُﻴُ ِ َ ْ ْ َ
ﻀ ـ ْـﻴﺘَﻪُ َ ،وﻻ َﻏﺎﺋِﺒـ ـﺎً إﻻﱠ أ َْدﻧـَْﻴﺘَ ــﻪُ َ ،وﻻ ِ
ﻓ َﻴﻬ ــﺎ ذَﻧْﺒـ ـﺎً إﻻﱠ ﻏَ َﻔ ْﺮﺗَــﻪُ َ ،وﻻ َﳘ ــﺎ إﻻﱠ ﻓَـَﺮ ْﺟﺘَ ــﻪُ َ ،وﻻ َدﻳْﻨـ ـﺎً إﻻﱠ ﻗَ َ
اﻵﺧَﺮة إﻻﱠ َﺳ ﱠﻬْﻠﺘَـ َﻬﺎ َوﻳَ ﱠﺴْﺮﺗَـ َﻬﺎ إﻧﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَ ِﺪﻳﺮ. ﺣﺎﺟﺔ ِﻣﻦ ﺣﻮاﺋِﺞ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
َ َ ََ َ َ
١٦٣
ﲔب َاﻷر ِﺿ ـ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺐ اﻟـ َـﺪ َﻋ َﻮات ،ﻳــﺎ َر ﱢ َ اﻟﻌﺒَ ـ َـﺮات ،ﻳــﺎ ُﳎﻴـ َ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻳــﺎ َﻋــﺎﱂَ اﳋَﻔﻴﱠــﺎت َ ،وﻳــﺎ َراﺣـ َـﻢ َ
اﺟ َﻌْﻠﻨَﺎ ﻓِ َﻴﻬﺎ ِﻣ ْﻦ ٍ ِ ٍ
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،و ْ ات َ ، ﺻ َﻮ ُ
ِ
ﻤﻮات ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ﺗَـﺘَ َﺸﺎﺑَﻪُ َﻋﻠَْﻴﻪ َاﻷ ْ
واﻟ ﱠﺴ ِ
َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﱠ
ﺻـﻠﻰ ﲔ َ ،و َ
ِ
ـﻚ ﻳـﺎ أ َْر َﺣ َـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ ِ
ﲔ ﺑَﺮ ْﲪَﺘ َ
ـﻚ ،اﻟﻨﱠـﺎﺟ َ
ِ
ﻳﻦ ﲜَﻨﱠﺘ َ ِ ِ
ـﻚ ﻣ َـﻦ اﻟﻨﱠـﺎر َ ،واﻟ َﻔـﺎﺋﺰ َ ُﻋﺘَـ َﻘﺎﺋِ َ
ـﻚ َوﻃُﻠَ َﻘﺎﺋ َ
ﲔ َ ،و َﺳﻠﱠ ْﻢ ﺗَ ْﺴﻠﻴﻤﺎً .« .. اﷲ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ وآﻟِِﻪ ْ ِ
أﲨَﻌ َ َ َ ُ
واﻧﺘﻬـﻰ ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺮﻳﻒ ،وﻛـﺎن اﻻﻣـﺎم � ،ﻳﻘـﺮأﻩ أﻳﻀـﺎ ﺑﻌـﺪ ﺻـﻼة اﻟﺼـﺒﺢ ،وﻗﺒـﻞ
اﳌﻐﺮب إﱃ ﻟﻴﻠﺔ اﳌﺰدﻟﻔﺔ.(١) .
١٤ـ دﻋﺎؤﻩ اﻻول ﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ
إن ﻳــﻮم ﻋﺮﻓــﺔ ﻣــﻦ اﻻﻳــﺎم اﳌﻌﻈﻤــﺔ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،ﻓﻔﻴــﻪ ،وﻗــﻮف ﺣﺠــﺎج ﺑﻴــﺖ اﷲ اﳊ ـﺮام ﰲ
ذﻟﻚ اﳌﻜﺎن اﳌﻘﺪس ،ﻣﻦ اﻟﺰوال إﱃ اﻟﻐﺮوب ،وﻳﺴـﺘﺤﺐ إﺣﻴـﺎء ﺗﻠـﻚ اﻟﻔـﱰة ﺑﺎﻟـﺪﻋﺎء واﻟﺼـﻼة
،وذﻛــﺮ اﷲ ،وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﺑﻌــﺪ أداء ﺻــﻼة اﻟﻈﻬــﺮ ،واﻟﻌﺼــﺮ ﻳﻜــﱪ اﷲ ﻣﺎﺋــﺔ
ﻣــﺮة ،وﳛﻤــﺪﻩ ﻣﺎﺋــﺔ ﻣــﺮة ،وﻳﺴــﺒﺤﻪ ﻣﺎﺋــﺔ ﻣــﺮة ،وﻳﻘ ـﺮأ ﺳــﻮرة اﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ ﻣﺎﺋــﺔ ﻣــﺮة ،ﰒ ﻳﻘ ـﺮأ ﻫــﺬا
اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
ب اﻟ ﱠﺴﻤﻮ ِ
ات ﻴﻢ ُ ،ﺳْﺒ َﺤﺎ َن اﷲِ َر ﱢ » ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ اﷲ اﳊﻠِﻴﻢ ،اﻟ َﻜ ِﺮﱘ ،ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ اﷲ اﻟﻌﻠِﻲ ِ
َ اﻟﻌﻈ ُُ َ ﱡ َ َ ُ ُ َ ُ َ
ِ ِ ِ
ﲔ اﻟ ﱠﺴْﺒ ِﻊ َوَﻣﺎ ﻓﻴ ِﻬ ﱠﻦ َ ،وَﻣﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ ﱠﻦ َ ،وَر ﱢ ِ
اﻟﻌـﺎﻟَﻤﲔ اﻟﻌﻈﻢَ .واﳊَ ْﻤـﺪ ﷲَر ﱢب َ اﻟﻌ ْﺮ ِش َب َ ب َاﻷ ْرﺿ َ َ ،وَر ﱢ
ـﻚ َ ،وَﻣـﺎ َﻋ َﺴـﻰ أَ ْن أَﺑْـﻠُـﻎ ِ ﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ِ ـﺎك أ ِ
إﱐ أُرﻳ ُـﺪ أَ ْن أُﺛْ َ
ـﲏ َﻋﻠَْﻴ َ َﺳـﺘَﻌ ُ
ﺎك أ َْﻋﺒُ ُﺪ َ ،وإﻳﱠ َ ْ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻳﱠ َ
ـﻚ َ ،وأَﻧـَـﺎ ِ ـﻮق َ ،وأَﻧْ ـﺖ اﳋَــﺎﻟِ ُﻖ َ ،وأَﻧَـﺎ اﳌ ْﺨﻠُـ ُ ﺼـ ِﺮ َرأﻳــﻲ َوأَﻧْ ِﻣـﻦ ﻣــ ْﺪ ِﺣﻚ ﻣـﻊ ﻗِﻠﱠـ ِـﺔ ﻋﻤﻠـﻲ ،وﻗِ
ـﺖ اﳌﺎﻟـ ُ َ َ َ َ ََ َ َ
ِ َ َ
ي َ ،وأَﻧَـﺎ اﻟ ﱠ ـﺖ اﻟ َﻘـ ِﻮ ﱡ
ﻟﻴﻞ َ ،وأَﻧْ َ ﱠ ِ
ﻴﻒ ، ﻀـﻌ ُ اﻟﻌﺰ ُﻳﺰ َوأَﻧَﺎ اﻟﺬ ُ ﺖ َ اﻟﻌْﺒ ُﺪ َ ،وأَﻧْ َ
ب َ ،وأَﻧَﺎ َ اﻟﺮ ﱢﺖ َ ﻮك َ ،وأَﻧْ َاﳌ ْﻤﻠُ ُ
ﺖ ﻧ
ْ َ
أو ، ﲑ ﻘوأََﻧْﺖ اﻟﻐﲏ وأَﻧَﺎ اﻟ َﻔ ِ
ُ َ َ َﱡ َ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ٣٢٤
١٦٤
ـﻮت َ ،وأَﻧَــﺎ ﳐَْﻠُـ ٌ ِ ِ ِ
ـﻮق ـﺖ اﳊَـ ﱡـﻲ اﻟــﺬي ﻻ ﳝـَُ ُ ـﻮر َوأَﻧَــﺎ اﳋَــﺎﻃﻰءُ َ ،وأَﻧْـ َ ـﺖ اﻟﻐَ ُﻔـ ُ اﳌُْﻌﻄــﻲ َوأَﻧَــﺎ اﻟ ﱠﺴــﺎﺋ ُﻞ َ ،وأَﻧْـ َ
أ َُﻣﻮت.
ب ِ
ـﺖ اﷲُ ﻻ ـﻴﻢ َ ،وأَﻧْـ َاﻟﻌﺰﻳـ ُـﺰ اﳊَﻜـ ُ ـﺖ َ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟـ َـﻪ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ﲔ َ ،وأَﻧْـ َ اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ ـﺖ اﷲُ َر ﱡ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َ
ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ ِ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ اﻟﻌﻠِــﻲ ِ
ﻴﻢ َ ،وأَﻧْـ َ ـﻮر اﻟ ـﱠﺮﺣ ُ ـﺖ اﻟﻐَ ُﻔـ ُ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ـﻴﻢ َ ،وأَﻧْـ َ اﻟﻌﻈـ ُ َ َ ﱡ َ َ
ٍ ِ أَﻧْﺖ ،ﻣﺎﻟِ ِ
ـﻮد َ ،وأَﻧْ َ
ـﺖ ـﻚ ﻳـَ ُﻌ ُ ﺖ ُ ،ﻣْﺒـﺪىءُ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻰء َوإﻟَْﻴ َ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻚ ﻳـَ ْﻮم اﻟﺪﱢﻳ ِﻦ َ ،وأَﻧْ َ َ َ ُ
اﻟﺼ َـﻤ ُﺪ َ ،ﱂْ ﺗَﻠِـ ْﺪ َوَﱂْ ﺗُﻮﻟَـﺪ اﻟﻮاﺣ ُﺪ َ ،اﻷ َﺣ ُﺪ َ ،
اﻟﺸﱢﺮ ،وأَﻧْﺖ اﷲ ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ أَﻧْﺖ ِ
َ َ اﷲُ َﺧﺎﻟ ُﻖ اﳋَِْﲑ َو َ َ َ ُ َ
ِ
ﺎﱂ اﻟﻐَْﻴ ِ ِ
ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟـﻪَ ﺎدة َ ،وأَﻧْ َ اﻟﺸ َﻬ َ ﺐ َو َ ﺖ َﻋ ُ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ َﺣ ٌﺪ َ ،وأَﻧْ َ ﻚ ُﻛ ْﻔﻮاً أ َ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَ َ
ـﺎر ،اﳌﺘَ َﻜﺒﱢ ـ ًـﺮ ُ◌ ُ ،ﺳـ ْـﺒ َﺤﺎن اﻟﻌ ِﺰﻳـُـﺰ ،اﳉَﺒﱠـ ﱡوس ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم ،اﳌـ ْـﺆِﻣ ُﻦ ،اﳌ َﻬـْـﻴ ِﻤ ُﻦ ، ـﻚ اﻟ ُﻘـﺪ إﻻﱠ أَﻧْـ ِ
ـﺖ اﳌﻠـ ُ
ُ ُ َ
ِ ُ ُ ُ َ َ
ـﻚ ﻣــﺎ ﰲ ﺼ ـ ﱢﻮُر ،ﻳُ َﺴـﺒﱢ ًﺢ ُ◌ ﻟَـ َ ـﺖ اﳋَــﺎﻟ ُﻖ ،اﻟﺒَــﺎ ِرىءُ اﳌُ َ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ اﷲ ﻋ ﱠﻤــﺎ ﻳُ ْﺸ ـ ِﺮُﻛﻮ َن َ ،وأَﻧْـ َ
ِِ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟ ــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ ـ َ ِ ـﻴﻢ َ ،وأَﻧْ ـ َ
ِ ـﺖ َ ِ ض َ ،وأَﻧْ ـ َ ات َو َاﻷ ْر ِ اﻟﺴ ــﻤﺎو ِ
ـﲑ َ ،واﻟﻜ ْﱪﻳَــﺎءُ ـﺖ اﻟ َﻜﺒ ـ ُ اﻟﻌﺰﻳ ـ ُـﺰ ا َﳊَﻜ ـ ُ
ـﺎء ،ﺑ ِ ﻂ اﻟ َﻘ ِ ِ ِ ِرداؤ ك .اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،أَﻧْــﺖ ﺳــﺎﺑِﻎ اﻟﻨـ ِ
ﺎﺳـ ُﻂ ﻀـ َ اﻟﻌﻄَــﺎء ُ ،ﻣ ْﺴــﻘ ُ َ ﱠﻌ َﻤــﺎء َﺣ َﺴـ ُـﻦ اﻟــﺒَ َﻼء َ ،ﺟ ِﺰﻳـ ُـﻞ َ َ َ ُ ْ ُ َُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﱠر َﺟﺎت ُ ،ﻣﻨَ ـﱢﺰُل َاﻵﻳَــﺎت ،ﻣـ ْـﻦ ـﻒ اﻟﻜْﺮﺑَــﺎت َ ،رﻓﻴـ ُـﻊ اﻟ ـﺪ َ ـﺎع ﺑِــﺎﳋَْﻴـَﺮات َ ،ﻛﺎﺷـ ُ اﻟﻴَـ َـﺪﻳْ ِﻦ ﺑِﺎﻟﱠﺮ ْﲪَــﺔ ،ﻧـَ ﱠﻔـ ُ
ﺎتﱢل اﻟﺴـﻴﱢﺌﺎت ﺣﺴـﻨَ ِ ﱡ ِ ِ ﺎت ،ﳐُْﺮ ِ ات ،ﻋ ِﻈﻴﻢ اﻟﺒـﺮَﻛ ِ ﻓَـﻮ ِق ﺳﺒ ِﻊ َﲰﻮ ِ
ِج ﻣ َﻦ اﻟﻨﱡﻮر إﱃ اﻟﻈﻠُ َﻤﺎت ُ ،ﻣﺒَـﺪ ُ َ َ ُ َ َ ٌ َ ُ ََ ْ َْ َ
ﺎت. ﺎت درﺟ ِ ِ ِ
َ ،و َﺟﺎﻋ ٌﻞ اﳊَ َﺴﻨَ َ َ َ
ـﻚ َﺷـ ـ ْـﻲءٌ ، ﺲ ُدوﻧَـ ـ َ ت ﻓَـﻠَـ ـ ْـﻴ َ ت ﰲ ُدﻧـُ ـ ـ ﱢﻮ َك ،ﻓَـ ـ َـﺪﻧـَ ْﻮ َ ت ﰲ ُﻋﻠُ ـ ـ ﱢﻮ َك َ ،و َﻋﻠَـ ـ ْـﻮ َ ـﻚ َدﻧَـ ـ ْـﻮ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،إﻧـﱠ ـ َ
ـﺐ َواﻟﻨﱠـ َـﻮى ، ـﺖ ﺑِــﺎﳌْﻨﻈَ ِﺮ اََﻷ ْﻋﻠَــﻰ ،ﻓَــﺎﻟِ ُﻖ اﳊَـ ﱢ َ ﻚ َﺷـ ْـﻲ ٍء ،ﺗَـَـﺮى َوﻻ ﺗُـَـﺮى َ ،وأَﻧْـ ِ
َو ْارﺗَـ َﻔ ْﻌــﺖ ﻓَـﻠَـْـﻴﺲ ﻓَـ ْﻮﻗــ َ
َ
وﱃ ، اﻟﻜ ِْﱪﻳَﺎءُ ﰲ َاﻵ ِﺧَﺮةِ َواَُﻷ َ ﻚ ِ اﻟﻌﻠَﻰ َ ،وﻟَ َ ِ
ﻚ ﻣﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴ َﻤ َﺎوات ُ ﻟَ َ
ﻳﺪ اﻟﻌِ َﻘ ِ ِ ﺐ وﻗَﺎﺑِﻞ اﻟﺘـﱠﻮ ِ ِ
ﺎب ،ذو ب َ ،ﺷﺪ ُ ﱠﻚ َﻏﺎﻓُﺮ اﻟ ﱠﺬﻧْ ِ َ ُ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ
١٦٥
ٍ ِ اﻟﻄﱠـ ِﻮل ،ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ إﻟَﻴـ َ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ـﺖ ُﺣ ﱠﺠﺘَـ َ ـﻚ ُﻛـ ﱠـﻞ َﺷـ ْـﻲء َ ،وﺑَـﻠﱠ ْﻐـ َ ﺖ َر ْﲪَﺘُـ َ ـﲑ َ ،وﺳـ َـﻌ ْ ـﻚ اﳌَﺼـ ُ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ـﺐ ِﳊﻜ ِ
ﺖ َ ،وﻻ َواﺿـ َـﻊ ﻟ َﻤــﺎ ﺿـ ْـﻌ َ ـﺖ اﻟــﺬي ﻻ َراﻓـ َـﻊ ﻟ َﻤــﺎ َو َ ﻠﻚ ،أَﻧْـ َ ـﺐ َﺳــﺎﺋ َ ـﺖ ُﲡﻴـ ُ ـﻚ َ ،وأَﻧْـ َ ْﻤـ َ ُﻣ َﻌ ﱢﻘـ ِ ُ
ـﻚ َ ،وﻻ ﳝَْﺘَﻨِـ ُـﻊ َﻋْﻨـ َ
ـﻚ ـﻚ َﺷـ ْـﻲءٌ ﺑِﻌِْﻠ ِﻤـ َ ـﻚ َ ،وﻻ ﻳـَ ُﻔﻮﺗُـ َ ْﻤـ َ رﻓَـﻌــﺖ ،أَﻧْــﺖ اﻟــﺬي ﺛـَﺒــﺖ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷــﻲ ٍء ِﲝﻜ ِ
ْ ُ َ َ َ َْ َ
ِ ِ ِ
تـﺖ َﻋﻠَـ ْـﻮ َ ـﻚ ،أَﻧْـ َ ﻚ َوﻻ ُْﳛﻴَــﺎ ﻗَﺘﻴﻠُـ َ ﺻ ـ ِﺮ َﻳﻌ َـﻚ َ ،وﻻ ﻳـَْﺮﺗَﻔـ ُـﻊ َ ـﺖ اﻟــﺬي ﻻ ﻳـُ ْﻌﺠـ ُـﺰَك َﻫﺎ ِرﺑُـ َ َﺷـ ْـﻲءٌ ،أَﻧْـ َ
ـﺖ َﺧﺎﺋِﻨَ ـﺔَ ِ ٍ
ت َ ،ﻋﻠ ْﻤـ َ ت َ ،وﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﻇَ َﻬـ ْـﺮ َ ـﺖ ﻓَ َﺨﺒَ ـ ْـﺮ َت َ ،وﺑَﻄَْﻨـ َ ـﺖ ﻓَـ َﻘـ َـﺪ ْر َ
ت َ ،وَﻣﻠَ ْﻜـ َ ﻓَـ َﻘ َﻬـ ْـﺮ َ
ـﺎم َ ،وَﻣـﺎ ـﻴﺾ َاﻷ ْر َﺣ ُ
ِ
ﻀ ُﻊ َ ،وَﻣﺎ ﺗَﻐ ُ ور َ ،وﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻢ َﻣﺎ ُْﲢ ِﻤ ُﻞ ُﻛ ﱡﻞ أُﻧْـﺜَﻰ َوَﻣﺎ ﺗَ َ ﺼ ُﺪ ُﲔ َ ،وَﻣﺎ ُﲣْ ِﻔﻲ اﻟ ﱡ َاﻷ ْﻋ ُ ِ
ِ ٍ ِ ِ
ـﻴﻊ َﻣـ ْـﻦ ﺗَـ َﻮﱠﻛـ َـﻞ
ـﺖ اﻟــﺬي ﻻ ﺗَـْﻨ َﺴــﻰ َﻣـ ْـﻦ ذَ َﻛـ َـﺮَك َ ،وﻻ ﺗُﻀـ ُ ﺗَـ ْـﺰَد ُاد ،وُﻛـ ﱡـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﻋْﻨـ َـﺪ َك ﲟ ْﻘـ َـﺪا ٍر ،أَﻧْـ َ
ﻚ َﻣــﺎ ﰲ ـﻚ َ ،وَﻻ ﻳُ ْﺸــﻐِﻠُ َ ـﻚ َﻋ ﱠﻤــﺎ ﰲ َﺟـ ﱢﻮ َﲰَﺎﺋـِ َ ﻚ ﻣــﺎ ﰲ َﺟـ ﱢـﻮ أ َْر ِﺿـ َ ـﺖ اﻟــﺬي ﻻ ﻳُ ْﺸــﻐِﻠُ َ ـﻚ ،أَﻧْـ َ َﻋﻠَْﻴـ َ
َﺣـــﺪ ﰲ ﻚأ َ ـﻚ َ ،وَﱂْ ﻳُ ْﺸ ـ ِﺮْﻛ َ ت ﰲ ُﻣْﻠ ِﻜ ـ َ ـﺖ اﻟ ــﺬي ﺗَـ َﻌ ـﱠﺰْز َ ـﻚ ،أَﻧْـ َ ـﻚ َﻋ ﱠﻤ ــﺎ ﰲ َﺟ ـ ﱢﻮ أ َْر ِﺿ ـ َ َﺟ ـ ﱢﻮ َﲰَ َﺎواﺗِـ َ
ـﻮك
ـﺖ اﳌﻠُـ َ َ ـﺖ اﻟــﺬي َﻣﻠَ ْﻜـ َ ـﻚ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء أ َْﻣـ ُـﺮَك ،أَﻧْـ ٍ
ـﺖ اﻟــﺬي َﻋـ َـﻼ ُﻛـ ﱠـﻞ َﺷـ ْـﻲء َ ،وَﻣﻠَـ َ َ ـﻚ ،أَﻧْـَﺟ َﱪوﺗـِ َ
ُ ٍ
تـﻚ َ ،و َﻋﻠَـ ْ َ
ـﻮ ت ُﻛـ ﱠـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﺑِﻌِﱠﺰﺗـِ َ ـﺖ اﻟــﺬي ﻗَـ َﻬـ ْـﺮ َ ـﻚ َ ،وأَﻧْـ َ ـﺎب ﺑِﻌِﱠﺰﺗـِ َت َاﻷ ْرﺑَـ َ اﺳ ـﺘَـ ْﻌﺒَ ْﺪ َ
ِ
ﺑِ ُﻘ ـ ْﺪ َر◌ﺗَﻚ َ ،و ْ
ِ ِ ﻀــﻠِﻚ ،أَﻧْــﺖ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺴــﺘﻄَﺎع ُﻛْﻨــﻪ و ِ
ُﻛــ ﱢـﻞ َﺷــ ْـﻲ ء ﺑِﻔ ْ َ
ﻚ َ ،وﻻ ُﻣْﻨﺘَـ َﻬــﻰ ﻟ َﻤــﺎ ﻋْﻨـ َـﺪ َك ،أَﻧْـ َ
ـﺖ ﺻــﻔ َ ََْ ُ ُ َ ْ َ
ـﺖ ِﺷ ـ َـﻔﺎءٌ ﻟِ َﻤ ــﺎ ﰲ ـﻚ ،أَﻧْ ـ َ ﻴﻊ اﳌَْﺰاﺋﻠ ــﻮ َن َْﲢ ِﻮﻳﻠَ ـ َ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﻳَ ْﺴ ــﺘَﻄ ُ اﻟﻮاﺻ ـ ُـﻔﻮ َن َﻋﻈَ َﻤﺘَ ـ َ ـﻒ َ
ِ
اﻟ ــﺬي ﻻ ﻳَﺼ ـ ُ
ـﻚ ﻧِﺎﺋـِ ٌـﻞ َ ،وﻻ ِ ﺼـ ُـﺪوِر ،وﻫــﺪى ور ْﲪ ـﺔٌ ﻟِﻠْﻤـ ْـﺆِﻣﻨِﲔ ،أَﻧْــﺖ اﻟــﺬي ﻻ ُﳛ ُﻴﻔـ َ ِ
ﺼـ َ ـﻚ َﺳــﺎﺋ ٌﻞ َ ،وﻻ ﻳـَْﻨﻘ ُ َ َ ُ ً ََ َ ُ َ اﻟ ﱡ
ـﺖ اﻟ َﻜ ــﺎﺋِ ُﻦ ﻗَـْﺒ ـ َـﻞ ُﻛ ـ ﱢـﻞ َﺷ ـ ْـﻲ ٍء َ ،واﳌ َﻜـ ـ ﱢﻮ ُن ﻟِ ُﻜ ـ ﱢـﻞ َﺷ ـ ْـﻲ ٍء ، َ ـﻞ ،أَﻧْ ـٌ ـﺎد ٌح َ ،وﻻ ﻗَﺎﺋِـ ﻳـﺒـﻠُ ـ ُـﻎ ِﻣـ ـ ْﺪﺣﺘﻚ ﻣ ـ ِ
ََ َ َ َْ
ُ ِ واﻟ َﻜﺎﺋِﻦ ﺑِﻌﻠﱠ ِﺔ ُﻛ ﱢﻞ َﺷﻲ ٍء ،أَﻧْﺖ اﻟﻮ ِ
َﺣ ٌﺪ ، ﺼ َﻤ ُﺪ اﻟﺬي َﱂْ ﻳَﻠ ْﺪ َوَﱂْ ﻳُﻮﻟَ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ ُﻛ ْﻔﻮاً أ َ اﺣ ُﺪ اﻟ ﱠ َ َ ْ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،وَﻣــﺎ ﺿــﻮ َن َوَﻣـ ْـﻦ ﻓــﻴﻬ ﱠﻦ ﻟَـ َ ـﻚ َ ،واََﻷ ْر ُ ات َوَﻣـ ْـﻦ ﻓــﻴ ِﻬ ﱠﻦ ﻟَـ َ ـﻤﻮ ُ ﺻــﺎﺣﺒَﺔً َوﻻ َوﻟَــﺪاً ،اﻟ ﱠﺴـ َ َوَﱂْ ﻳـَﺘﱠﺨ ـ ْﺬ َ
َﺣﻄْﺖ ﺑِﻪ ٍ
ﺖ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ) َﻋَﺪ دا ( َ ،وأ َ ﺼْﻴ َ َﺣ َ ﺖ اﻟﺜـَﱠﺮى ،أ ْ ﺑـَْﻴـﻨَـ ُﻬ ﱠﻦ َ ،وَﻣﺎ َْﲢ َ
١٦٦
ِ
َﻟﻮ َن ،ـﻞ َ ،وُﻫـ ْـﻢ ﻳَ ْﺴ ـﺄ ُ ـﺖ اﻟــﺬي ﻻ ﺗُ ْﺴ ـﺄ َُل َﻋ ﱠﻤــﺎ ﺗَـ ْﻔ َﻌـ ُ ـﺖ ﺗَ ِﺰﻳـ ُـﺪ ﰲ اﳋَْﻠـ ِـﻖ َﻣــﺎ ﺗَ َﺸــﺎءُ َ ،وأَﻧْـ َ
ﻋ ْﻠﻤ ـﺎً َ ،وأَﻧْـ َ
ـﲑ َ ،وأَﻧْـﺖ ِ
ﻴﻊ َ ،وأَﻧْ َ
ِ ِ
ـﺖ اﻟﺒَﻌﻴ ُـﺪ َ ،وأَﻧْ َ ـﺐ َوأَﻧْ َ ﺎل ﻟِ َﻤﺎ ﺗُ ِﺮﻳ ُـﺪ َ ،وأَﻧْ َ ِ َوأَﻧْ َ
ـﺖ اﻟﺒَﺼ ُ ـﺖ اﻟ ﱠﺴـﻤ ُ ـﺖ اﻟ َﻘﺮﻳ ُ ﺖ اﻟ َﻔ ﱠﻌ ُ
ـﺖ اﻟ َﻘـ ِﺎد ر ِ اﺣﺪ ،وأَﻧْﺖ ِ ﺎﺟ ُﺪ وأَﻧْﺖ ِ ِ
ﻴﻢ َ ،وأَﻧْ َ ـﺖ اﻟـﱠﺮﺣ ُ ﺖ اﻟﺒَﺎ ﱡر َوأَﻧْ َ ﺖ اﻟ َﻜ ِﺮﱘُ َ ،وأَﻧْ َ ﻴﻢ َ ،وأَﻧْ َ اﻟﻌﻠ ُ
اﻟﻮ ُ َ َ َ اﳌَ َ َ َ
اﻟﻌ ِﺰ ُﻳﺰ اﻟﺬي ِ
ﺖ َ ﺖ اﳉَ ُﻮ ُاد اﻟﺬي ﻻ ﻳـَْﺒ َﺨ ُﻞ َ ،وأَﻧْ َ ﻚ َاﻷ ْﲰَﺎءُ اﳊُ ْﺴ َﲎ ُﻛﻠﱡ َﻬﺎ َ ،وأَﻧْ َ ﺖ اﻟ َﻘﺎﻫُﺮ ،ﻟَ َ َ ،وأَﻧْ َ
َﺟ َﻮُد ِﻣْﻨ َ
ـﻚ ﺖ ﺑِﺎﳋَِْﲑ أ ْ ض َ ،وأَﻧْ َ ات َو َاﻷ ْر ِ ﻚ ﻣﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴﻤﻮ ِ
َ ﺖ ﳑُْﺘَﻨِ ٌﻊ ﻻ ﻳَـَﺮ ُام ،ﻳُ َﺴﺒﱢ ُﺢ ﻟَ َ ﻻ ﻳُ َﺬ ﱡل َ ،وأَﻧْ َ
ـﺖ ﻧُﻮﺣ ـﺎً ِﻣــﻦ َﱠﻴـ َـﺖ ﳒْ ـﺎك َ ،وأَﻧْـ َ ﻀ ـﻄَﱠﺮ إذَا َد َﻋـ َ ـﺐ اﳌ ُْ ـﺖ ُِﲡﻴـَ ـﲔ ،أَﻧْـ
َ بَ آَﺑــﺎﺋﻲ َاﻷ ﱠوﻟِـ
ﺑِﺎﻟﺸ ـﱢﺮ َ ،رﱢﰊ َوَر ﱠ
ِ ِ ُ ِ
ـﺖ َﻋـ ْـﻦ ذي اﻟﻨﱡــﻮن َﻛْﺮﺑَــﻪُ َ ،وأَﻧْـ َ
ـﺖ ﱠﺴـ َـﺖ اﻟــﺬي ﻧﻔ ْ اوود َذﻧْـﺒَــﻪُ َ ،وأَﻧْـ َ
ـﺖ اﻟــﺬي ﻏﻔـ ْـﺮت ﻟـ َـﺪ َ اﻟﻐَـَـﺮ ق َ ،وأَﻧْـ َ
ـﻮب
ﺖ ﻗُـﻠُ ـ َ ﻮﺳ ــﻰ ﻋﻠ ــﻰ أُﱠﻣ ــﻪ َ ،و َ
ﺻ ـ َـﺮﻓْ َ ت ُﻣ َ ـﺖ اﻟ ــﺬي َرَد ْد َ ﺿـ ـﱠﺮﻩُ َ ،وأَﻧْ ـ َ
ﺖ َﻋ ـ ْـﻦ أَﻳﱡــﻮب ُ اﻟ ــﺬي َﻛ َﺸـ ـ ْﻔ َ
ﲔ ،ﻻ ﻳـُ ْﺬ َﻛُﺮ ِﻣْﻨـ َ
ـﻚ ﱄ ﻧِﻌﻤـ ِـﺔ اﻟ ﱠ ِِ
ﺼــﺎﳊ َ ـﺖ َو ﱡ ْ َ ﲔ َ ،وأْﻧَـ َ
اﻟ ﱠﺴــﺤﺮة إﻟَﻴــﻚ .ﺣـ ﱠـﱴ ﻗَــﺎﻟُﻮا :آﻣﻨﱠــﺎ ﺑِــﺮ ﱢب ِ
اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ َ َ َ َ ََ ْ
ِ ِ
إﻻﱠ اﳊَ َﺴـ ـ ُـﻦ اﳉَﻤﻴ ـ ُـﻞ َ ،وَﻣـ ــﺎ ﻻ ﻳُـ ـ ْﺬ َﻛُﺮ أَﻛﺜَـ ـ ُـﺮﻩُ ،ﻟَ ـ َ
ـﺖ اﳉَﻤﻴ ـ ُـﻞ ﻻ ﺗُـْﺒـﻠَـ ـ ُـﻎ ﱠﻌﻤ ــﺎءُ َ ،وأَﻧْـ ـ َاﻵﻻءُ َواﻟﻨ َ ـﻚ َ
ﻚ َوِﲝَ ْﻤـ ِـﺪ َك ،ﺗَـﺒَ َﺎرﻛــﺖ ـﻚ ُ ،ﺳـ ْـﺒ َﺤﺎﻧَ َ ـﺖ ﻋﻠــﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴـ َ ـﺖ َﻛ َﻤــﺎ أَﺛْـﻨَﻴـ َ ـﻚ ،أَﻧْـ َ ﻚ َوﻻ اﻟﺜـﱠﻨَــﺎءُ َﻋﻠَْﻴـ َ َﻣ ـ ْﺪ َﺣﺘُ َ
ِ
ﻚ ِﻣ ْﻦ ِﻋﺒَﺎد َك َ ،وأَﻟْﻄََﻔ َ
ـﻚ ﻚ َ ،وَﻣﺎ أَﻗْـَﺮﺑَ َ َﺟ ﱠﻞ َﻣ َﻜﺎﻧَ َ ﻚ َ ،وأ َ َﲰَ ُﺎؤ َك َ ،و َﺟ ﱠﻞ ﺛـَﻨَ ُﺎؤ َك ،ﻣﺎ أ َْﻋﻈَ َﻢ َﺷﺄْﻧَ َ أْ
ِ
َﻋْﻠ َـﻰ َوأَ ْﻛﺒَـ ُـﺮ َوأَﻇْ َﻬ ُـﺮ َ ،وأَ ْﺷـ ُﻜُﺮ ، ﺼ ُـﺮ وأ َ
َﲰَ ُـﻊ َوأَﺑْ ََﺟ ﱡـﻞ َ ،وأ ْ أﻋﱡﺰ َوأ َ ﺖ َ ﻚ ،أَﻧْ َ ﻚ ﺑُِﻘ ﱠﻮﺗِ َ ﻚ َ ،وأ َْﻣﻨَـ َﻌ َِﲞَْﻠﻘ َ
َﺻ ــﻨَ ُﻊ َ ،وأ َْﻋﻄَــﻰ ، ـﻚ َ ،وأ َْو َﺳ ـ ُـﻊ َ ،وأ ْ ب َ ،وأ َْﻣﻠَـ ُ َﺟﺒَ ـ ُـﺮ َوأَ ْﻛﺒَ ـ ُـﺮ َ ،وأ َْﻋﻈَـ ُـﻢ َوأَﻗْ ـ َـﺮ ُ
َوأَﻗْـ َـﺪ ُر َ ،وأ َْﻋﻠَـ ُـﻢ َ ،وأ ْ
اﺻ ُـﻔﻮن ) َﺟ َﻼﻟَـﻚ ﺼـﻒ اﻟﻮ ِ ِ َﲪ ُـﺪُ ِ◌ﻣـﻦ أَ ْن ﺗُـ ْﺪ ِرُك اﻟﻌﻴﻨ ِ َﺣ َﻜ ُﻢ َ ،وأَﻓْ َ
ـﻚ ،أ َْو ﻳَ ُ َ ـﺎن َﻋﻈَ َﻤﺘَ َ َْ ـﻞ َ ،وأ ْ َ َ ﻀُ َوأ ْ
( أَ و ﻳـَْﺒـﻠُﻐﻮا َﻏﺎﻳَـﺘَﻚ.
ـﻚ ، َف ﻣـﻦ َﻣﻠَ َ َﺟ ﱡﻞ ِﻣ ْـﻦ ذُﻛِ َـﺮ َ ،وأَ ْﺷـ َﻜُﺮ َﻣ ْـﻦ ُﻋﺒِ َـﺪ َ ،وأ َْرأ ُ ﺖَ أ َ ﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أﻧَ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
َﺟ َﻮُد َﻣ ْﻦ ُﺳﺌِ َﻞ َ ،وأ َْو َﺳ ُﻊ َﻣ ْﻦ أ َْﻋﻄَﻰ َْ ،ﲢﻠُ ُﻢ ﺑـَ ْﻌ َﺪ ﻣﺎ َوأ ْ
١٦٧
ِ
ﻚ ،ﺗُﻄَـﺎعُ َرﺑـﱠﻨَـﺎ ـﺺ ﻗَـ ﱡﻂ إﻻﱠ ﺑُِﻘـ ْﺪ َرﺗِ َـﻚ َ ،وَﱂْ ﺗـُ ْﻌ َ ﱢر َ ،ﱂْ ﺗُﻄَ ُـﻊ إﻻﱠ ﺑِﺈ ْذﻧِ َ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻢ َ ،وﺗَـ ْﻌ ُﻔﻮ َوﺗَـ ْﻐﻔ ُﺮ َﻣـﺎ ﺗُـ َﻘـﺪ ُ
ﺼﻰ َرﺑـﱠﻨَﺎ ﻓَـﺘَـ ْﻐ ِﻔُﺮ. ﻓَـﺘُ ْﺸ َﻜُﺮ َ ،وﺗُـ ْﻌ َ
ـﻮب ،وأَﺧ ـ ْﺬت ﺑِﺎﻟﻨَـﻮ ِ ـﲔ اﻟ ُﻘﻠُـ ِ ٍ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْــﺖ أَﻗْ ــﺮ ِ ٍ
اﺻــﻲ ، َ َ َ َ ب َﺣﻔــﻴﻆ َ ،وأ َْد َﱏ َﺷ ـ ِﻬﻴﺪ ُ ،ﺣ ْﻠـ َ
ـﺖ ﺑَـ ْ َ َ َُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ُﻣ ْﻘﺼـ َـﺪةٌ َ ،واﻟﺴ ـﱡﺮ ـﺎر َ ،وﺑِﻴَــﺪ َك اﳌََﻘــﺎد ُﻳﺮ َ ،واﻟ ْﻘﻠُـ ُ
ـﻮب إﻟَْﻴـ َ اﻷﺧﺒَـ َ
ـﺖ ْ ـﺎل َ ،و َﻋﻠ ْﻤـ َ ﺖ َاﻷ ْﻋ َﻤـ َ ﺼـ ْـﻴ َ
َﺣ ََوأ ْ
ِ ِ ِ
ﱢﻳﻦ َﻣــﺎـﺖ َ ،واﻟـﺪ ُ ـﺖ َ ،واﳊَـﺮ ُام َﻣــﺎ َﺣﱠﺮْﻣـ َ ﺖ َ ،واﳊَـ َـﻼ ُل ﻣــﺎ َﺣﻠﱠْﻠـ َ ﻋْﻨـ َـﺪ َك َﻋ َﻼﻧﻴَـﺔٌ َ ،واﳌُْﻬﺘَــﺪي َﻣـ ْـﻦ َﻫـ َـﺪﻳْ َ
ﻚ. ﻀ َﻰ َﻋﻠَْﻴ َ ﻀﻲ َ ،وﻻ ﻳـُ ْﻘ َ ﻀﻴﺖ ،ﺗَـ ْﻘ ِ
اﻷﻣُﺮ ﻣﺎ ﻗَ َ ْ َ ﺖ َ ،و ْ َﺷَﺮ ْﻋ َ
اﻵﺧـﺮ ﻓَـﻠَـﻴﺲ ﺑـﻌ َـﺪ َك َﺷـﻲء ،وأَﻧْـﺖ اﻟﺒ ِ ِ
ـﺎﻃ ُﻦ ٌْ َ َ َ ﺖ ُ ْ َ َْ ﻚ َﺷ ْﻲءٌ َ ،وأَﻧْ َ ﺲ ﻗَـْﺒـﻠَ َ ﺖ َاﻷ ﱠوُل ﻓَـﻠَْﻴ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ِ ِ ِ ِ ٍ
اﻟﺸ ـﱢﺮ ، ـﺬﻻ ِن َ ،وﺑِﻴَــﺪ َك َﻣ َﻘــﺎد ُﻳﺮ اﳋَـ ِْـﲑ َو َ ﺼ ـ ِﺮ َواﳋـُ َ ـﻚ َﺷـ ْـﻲء ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﺑِﻴَــﺪ َك َﻣ َﻘــﺎد ُﻳﺮ اﻟﻨَ ْ ﺲ ﻗَـْﺒـﻠَـ َ ﻓَـﻠَـْـﻴ َ
ـﺐ أَ ْذﻧَـﺒﺘـﻪ ﰲ ﻇُْﻠﻤ ِـﺔ اﻟﻠﱠﻴ ِـﻞ و ِ ِ ٍ ِ ٍ
ﱠﻬـﺎ ِر َ ،ﻋ ْﻤـﺪاً ﺿ ْـﻮء اﻟﻨـ َْ ََ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،وا ْﻏﻔ ْـﺮ ﱄ ُﻛـﻞ َذﻧْ ٍ ُْ ُ َ
ِ ِ ٍ ِ ِ
ﻚ ﻳَﺴ ٌﲑَ .وﻻ َﺣْﻮ ل َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮة ﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَﺪ ٌﻳﺮ َ ،وُﻫ َﻮ َﻋْﻠْﻴ َ أ َْو َﺧﻄَﺄً ،ﺳّﺮاً أ َْو ْ◌ َﻋ َﻼﻧﻴَﺔً ،إﻧ َ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ. إﻻﱠ ﺑِﺎﷲ ِ
اﻟﻌﻠ ﱢﻲ َ َ
ِ
ﺖ ﺑِﻪ َﻋﻠَ ﱠـﻲ َ ،و َﻋﻠﱠ ْﻤﺘَـﲏ ﻣ ْـﻦ ِ ِ ِ
َﺣ َﺴ ِﻦ ﻣﺎ أﻗَ ْﺪ ِرُ َﻋﻠَْﻴﻪ َ ،وأَ ْﺷ ُﻜُﺮَك ﲟَﺎ َﻣﻨَـْﻨ َ ﻚ ﺑِﺄ ْ إﱐ أُﺛِْﲏ َﻋﻠَْﻴ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ
ـﻚ
ﲨﻴـ ِﻊ َﺧْﻠﻘـ َ ـﻚ ُﻛﻠﱢﻬـﺎ ،وﻋﻠـﻰ َِ
َ ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ِﲟَ َﺤ ِﺎﻣـﺪ َك ُﻛﻠﱢ َﻬـﺎ ،ﻋﻠـﻰ ﻧَـ ْﻌ َﻤﺎﺋِ َ ُﺷـ ْﻜ ِﺮ َ◌ك ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻓَـﻠَ َ
ـﺖ َ ،و َﻋ َـﺪ َد َﻣـﺎ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ َﻋ َـﺪ َد ﻣـﺎ َﺧﻠَ ْﻘ َ ﺿﻰ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﻟَ َ ﺐ َرﺑـﱠﻨَﺎ َوﺗَـْﺮ َ َﺣ ﱠﱴ ﻳَـْﻨﺘَ ِﻬ َﻲ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ،إﱃ َﻣﺎ ُِﲢ ﱡ
ﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ َﻋ َـﺪ َد َﻣـﺎ ﰲ ﺖ َ ،وﻟَ َ ﺼْﻴ َ َﺣ َﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َﻋ َﺪ َد ﻣﺎ أ ْ ت َ ،وﻟَ َ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َﻋ َﺪ َد َﻣﺎ ﺑَـَﺮأْ َ ت َ ،وﻟَ َ َذ َرأْ َ
ﻚ اﳊﻤ ُﺪ ﻣﻞء اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
اﻵﺧَﺮةِ. ِ اﻟ ﱠﺴ ِ
َ ﲔ َ ،وﻟَ َ َ ْ ﻤﻮات َو َاﻷ ْرﺿ َ َ
وﻛــﺎن ﻳﻘــﻮل :ﺑﻌــﺪ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻋﺸــﺮ ﻣ ـﺮات :ﻻ إﻟــﻪ إﻻ اﷲ ،وﺣــﺪﻩ ﻻ ﺷ ـﺮﻳﻚ ﻟــﻪ ،وﻟــﻪ
اﳊﻤﺪ ﳛﻴﻲ وﳝﻴﺖ ،وﻫﻮ ﺣﻲ ﻻ ﳝﻮت ﺑﻴﺪﻩ اﳋﲑ وﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﻳﺮ.
١٦٨
ﰒ ﻳﻘﻮل ﻋﺸﺮا :
ﻮم َ ،وأَﺗُﻮب إﻟَْﻴ ِﻪ. ِ
أﺳﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲُ اﻟﺬي ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ ُﻫ َﻮ اﳊَ ﱡﻲ اﻟ َﻘﻴﱡ ُ
ْ
وﻳﻘﻮل ﻋﺸﺮا ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
أ ـ ﻳﺎ َر ْﲪﻦ ،ﻳﺎ َر ْﲪ ُﻦ.
ﻴﻢ. ِ ِ
ﻴﻢ ،ﻳﺎ َرﺣ ُ ب ـ ﻳﺎ َرﺣ ُ
ْر ض.
ﻤﻮات َوَاﻷ ِ
ج ـ ﻳﺎ ﺑَﺪﻳﻊ اﻟ ﱠﺴ َ
د ـ ﻳﺎ َذا اﳉََﻼ ل َواﻹ ْﻛ َﺮام.
ﻫ ـ ﻳﺎ َﺣﻨﱠﺎ ُن ،ﻳﺎ َﻣﻨﱠﺎ ُن.
ﻮم.
و ـ ﻳﺎ َﺣ ﱡﻲ ،ﻳﺎ ﻗَـﻴﱞ ْ
ز ـ ﺑِ ْﺴﻢ اﷲ اﻟﱠﺮ ْﲪﻦ اﻟﱠﺮِﺣﻴﻢ.
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ. ح ـ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ
ﰲ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َ ،ﻋ ِﺰﻳِ َـﺰ اﳉْْﻨ ِـﺪ ،ﻗَ ِـﺪَِﱘ اﳌ ْﺠ ِـﺪ ﱄ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َ ،وْﻣْﻨﺘَـ َﻬﻰ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َ ،و ﱠ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ،ﻳﺎ َوِ ﱠ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﻟَ َ
َ ـﺎء ِ ،ﺣــﲔ ﻻ َﴰْــﺲ ﺗُ ِ ،اﳊﻤــﺪ ﷲِ اﻟــﺬي َﻛــﺎ َن ﻋﺮﺷــﻪ ﻋﻠــﻰ اﳌـ ِ
ﻀــﻰءُ َ ،وﻻ ﻗَﻤـٌـﺮ ﻳَ ْﺴـ ِﺮي َ ،وﻻ َْﲝـٌـﺮ ٌ َ َْ َ ُ َْ ُ
َ
ض َﻣ ْﺪ ُﺣ ﱠﻮةٌ َ ،وﻻ ﻟَْﻴ ٌﻞ َِﳚ ﱡﻦ َ ،وﻻ ﻧـَ َﻬ ٌﺎر ﻳَﻜِ ﱡﻦ ، ِ
ﺎح ﺗَ ْﺬ ِري َ ،وﻻ ﲰَْﺎءٌ َﻣْﺒﻨﻴﱠﺔٌ َ ،وﻻ أ َْر ٌ َْﳚ ِﺮي َ ،وﻻ ِرﻳَ ٌ
ﻧﺲ ُﻣْﺒـ َـﺮأُ َ ،وﻻ ﺎب ُﻣْﻨ َﺸﺄُ َ ،وﻻ إْ ٌ ت ﻳُ ْﺴ َﻤ ُﻊ َ ،وﻻ َﺟﺒَ ٌﻞ َﻣْﺮ ُﺳ ﱞﻮ َ ،وﻻ َﺳ َﺤ ٌ ﺻ ْﻮ ُ
ﲔ ﺗَـْﻨﺒَ ُﻊ َ ،وﻻ َ َوﻻ َﻋ ٌْ
ِ ِﺟـ ﱞﻦ ُﻣـ ْﺬ َرأُ َ ،وﻻ َﻣﻠَـ ٌ
ود ،اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ود َ ،وﻻ َﺷـ ْـﻲءٌ َﻣ ْﻌـ ُـﺪ ٌـﻴﻢ َ ،وﻻ ِﻇــﻞﱞ َﳑْـ ُـﺪ ٌ ـﻚ َﻛـ ِﺮﱘٌ َ ،وﻻ َﺷـْـﻴﻄَﺎ ٌن َرﺟـ ٌ
اﺳﺘَ ْﺤ ِﻤ ُﺪﻩُ ِﻣ ْـﻦ أ َْﻫ ِـﻞ َﳏَ ِﺎﻣ ِـﺪﻩِ ،ﻟِﻴَ ْﺤ ُﻤ ُـﺪوﻩُ ﻋﻠـﻰ َﻣﺎﺑَـ َﺬ َل ِﻣ ْـﻦ ﻧَـ َﻮاﻓِﻠِ ِـﻪ ، ِ
اﺳﺘُ ْﺤﻤ َﺪ ،إﱃ َﻣ ْﻦ ْ ﷲ اﻟﺬي ْ
ِ
ﲔ َﻫْﻴﺒَﺔُ َﺟ َﻼﻟِِﻪ َ ،وُﻫ َﻮ أ َْﻫ ٌﻞ اﻟﱵ ﻓَﺎق ﻣْﺪ ح اﳌ ِﺎد ِﺣﲔ ،ﻣﺂﺛِﺮ َﳏ ِﺎﻣ ِﺪﻩِ ،وﻋﺪا وﺻﻒ ِ ِ
اﻟﻮاﺻﻔ َ َ ََ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ
١٦٩
ـﻚ اﻟــﺬي ﻻ َزَو َال ﻟَــﻪُ ، ِ ﻟِ ُﻜـ ﱢـﻞ ﲪَْـ ٍـﺪ ،وﻣﻦ◌◌ ــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ ر ْغ◌ ٍ◌ﺑــﺔ ،اﻟﻮ ِ
اﺣـ ُـﺪ اﻟــﺬي ﻻ ﺑَـ ْﺪءَ ﻟَــﻪُ اﳌﻠـ ُ َ َ َ َُ ْ َ َ
ـﺎﻇﺮ ،ذو اﳌ ـ ْﻎ ِ◌ﻓَﺮة واﻟﱠﺮ ْﲪ ـ ِـﺔ ،اﳌﺤﻤ ــﻮد ﻟِﺒ ـ ْﺬَِل ﻧَـﻮاﺋِﻠِـ ِـﻪ ،اﳌﻌﺒ ــﻮد ﻴﺒ ــﺔِ اﻟﱠﺮﻓِﻴــﻊ اﻟ ــﺬي ﻟَــﻴﺲ ﻓَـﻮﻗَــﻪ ﻧَـ ِ
َْ ُ ُ ََْ َ َ َُْ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ ٌ ُ
ـﺐ ِ ،ﻣـ ْـﻦ ـﻮب إﻟَْﻴـ ِـﻪ ﰲ ْإﲤـَ ِـﺎم اﳌﻮ ِاﻫـ ِ ِ ِ ِ ِِ ِِ
ﻮر ﲝُﺴ ـ ِﻦ آﻻﺋــﻪ ،اﳌَﻨﱠــﺎ ُن ﺑ َﺴـ َـﻌﺔ ﻓَـ َﻮاﺿــﻠﻪ ،اﳌَْﺮﻏُـ ُ
ﺟ َﻼﻟِـ ِـﻪ ،اﳌ ـ ْﺬ ُﻛ ِ
َ
ََ َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
اﻟﻌﻠـ ﱡـﻲ ﰲ َﻣ َﻜﺎﻧــﻪ ،اﳌﺤﺴـ ُـﻦ ﰲ ْاﻣﺘﻨَﺎﻧــﻪ ،اﳉَـﻮ ُاد
ُ ـﻴﻢ اﻟ ﱠﺸـﺄْن ،اﻟ َﻜـ ِﺮﱘُ ﰲ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧﻪ َ ، اﻟﻌﻈـ ُ
َﺧَﺰاﺋﻨــﻪ َ ،
اﺿﻠِﻪ.ﰲ ﻓَـﻮ ِ
َ
ﻒ ِ
ـﺎد ﺑُِﻘ ْﺪرﺗـ ِـﻪ ،وُﳐَــﺎﻟ ِ ِ ِ
اﳊﻤـ ُـﺪ ﷲِ ،ﺑــﺎرىء خ◌ ِ◌ﻟــﻖ ا َﳋْﻠُــﻮﻗﲔ ﺑِﻌِْﻠ ِﻤـ ِـﻪ ،وﻣﺼ ـ ِﻮر أَﺟﺴــﺎد اﻟﻌِﺒـ ِ ِ
َ َ َُ َ ْ َ ُ َ َ َْ َ َْ
ﺻﻮرِ ﻣـﻦ ﺧﻠَـﻖ ِﻣـﻦ ﺧ ْﻠ ِﻘ ِـﻪ ،وﻧَـﺎﻓِ ِﺦ َاﻷر◌و ِاح ﰲ ﺧْﻠ ِﻘ ِـﻪ ﺑِﻌِْﻠ ِﻤ ِـﻪ ،وﻣﻌﻠﱢـ ِﻢ ﻣـﻦ ﺧﻠَـﻖ ِﻣـﻦ ِع ِ◌ﺑ ِ
ـﺎدﻩِ
ََُ َ ْ َ َ ْ َ َ َْ َ َُ َ ْ َ َ ْ
ض ﺑِ َﻌﻈَ َﻤﺘِــﻪ ،اﻟــﺬي َو ِﺳـ َـﻊ ُﻛـ ﱠـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء َﺧﻠَـ َـﻖ ُﻛْﺮِﺳـﻴﱢ ِﻪ َ ،و َﻋـ َـﻼ ات َو َاﻷ ْر ِ اﲰــﻪ ،وﻣـ َـﺪﺑﱢِﺮ ﺧْﻠـ ِـﻖ اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ
َ َْ ُ َ ُ َ
ـﻮد ﰲ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧِِﻪ ،اﳌﺘَ َﺴــﻠﱢﻂ ـﻮك ِﲜﺒـﺮوﺗـِ ِـﻪ ،اﳉﺒﱠــﺎ ِر َاﻷﻋﻠَــﻰ ،اﳌﻌﺒـ ِ
ُ ْ ْ َ ُ َ َ ـﲔ َ ،وﻗَـ َﻬـَـﺮ اﳌﻠُـ َ َ اﻷﻋﻠِـ
ﺑِ َﻌﻈَ َﻤﺘِـ ِـﻪ ﻓَـ ْـﻮ َق ْ
ِ ُ ﺎﻋ ِـﻪ ،اﻟـﺬي ﻧـَ َﻔـ َﺬ ﺑﺼـﺮﻩ َﰲ ﺧْﻠ ِﻘ ِ ُ
ـﺎر
ْ ُ ﺼ ﺑاﻷَ ت ـﺎر ﺣ
ََ َ و ، ـﻪ َ َ ُُ َ
اﱐ ﰲ ارﺗَِﻔ ِ
ْ ﺑِ ُﻘ ﱠﻮﺗِِﻪ ،اﳌﺘَـ َﻌﺎﱄ ﰲ ُدﻧُـﻮﻩِ ،اﳌﺘَ َـﺪ ِ
ُ ُ
ﺑِ ُﺸ َﻌﺎع ﻧُﻮِرﻩ.
ـﺎل ﻟِﻤــﺎ ﻳ ِﺮﻳـ ُـﺪ ،اﳊﻤـ ُـﺪ ﷲِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
َْ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ اﳊَﻠــﻴ ِﻢ اﻟﱠﺮﺷــﻴﺪ ،اﻟ َﻘـ ِﻮ ِي اﻟ ﱠﺸــﺪﻳﺪ ،اﳌُْﺒــﺪىء اﳌُﻌﻴــﺪ ،اﻟ َﻔ ﱠﻌـ َ ُ
ـﺎن ،وﰲ ُﻛ ﱢـﻞ ﻣ َﻜ ٍ
ـﺎن ات .اﳊﻤ ُـﺪ ﷲِ ﰲ ُﻛ ﱢـﻞ َزﻣ ٍ ﺎت ،وﺑﺎﱐ اﻟ ﱠﺴـﻤﻮ ِ ﻒ اﻟ َﻜﺮﺑ ِ ﺎﺷ ِ ﺎت ،وَﻛ ِ ﻣْﻨِﺰ ل اﻵﻳ ِ
َ َ َ َْ َ ََ َْ َ َ ُ
ِ ِ ٍ
ـﺐ َﻣ ْـﻦ َد َﻋـﺎﻩُ َ ،وﻻ ﻳـُ َﺬ ﱡل َﻣ ْـﻦ َو َاﻻﻩُ َ ،وﰲ ُﻛ ﱢﻞ أ ََوان ،اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻻ ﻳَـْﻨ َﺴﻰ َﻣ ْﻦ ذَ َﻛَﺮﻩُ َوﻻ ُﳜﻴ ُ
ﺼ ِﱪ َﳒﺎ ًة ،اﳊﻤ ُﺪ ﷲِ اﻟﺬي ﻟَﻪ ﻣﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴـﻤﻮ ِ ِ
ات َوَﻣـﺎ ﰲ َ َُ َْ إﺣ َﺴﺎﻧﺎً َ ،وﺑِﺎﻟ ﱠ ْ َ ،اﻟﺬي ُْﳚ ِﺰي ﺑِﺎ ِﻹ ْﺣ َﺴﺎن ْ
ض، ات َو َاﻷ ْر ِ ـﺎﻃ ِﺮ اﻟ ﱠﺴــﻤﻮ ِ اﻵﺧــﺮةِ ،وﻫــﻮ اﳊ ِﻜــﻴﻢ اﳋَﺒِــﲑ ،اﳊﻤـ ُـﺪ ﷲِ ﻓَـ ِ ِ َاﻷ ْر ِ
َ ض َ ،وﻟَــﻪُ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﰲ َ َ ُ َ َ ُ ُ َ ْ
ـﺎع ،ﻳَ ِﺰﻳـ ُـﺪ ﰲ اﳋَْﻠـ ِـﻖ َﻣــﺎ ﻳَ َﺸــﺎءُ ،إ ﱠن اﷲَ َﺟﻨِ َﺤـ ٍـﺔ َﻣﺜْـ َـﲎ َوﺛـُ َـﻼ َ
ث َوُرﺑَـ َ أوﱃ أ ْ ﺎﻋـ ِـﻞ اﳌﻼﺋِ َﻜـ ِـﺔ رﺳ ـﻼً ِ ،
ُُ
ﺟِ
َ
ِ ِ ٍ َ
ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَﺪ ُﻳﺮ ُ ،ﺳْﺒ َﺤﺎ َن اﷲُ َواﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ َ ،وﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َ ،واﷲُ أَ ْﻛﺒَـُﺮ َ ،وﻻ َﺣ ْﻮَل َوﻻ
١٧٠
ِ ِ ِ
ـﲔ ﺗُﻈْﻬـ ـ ُـﺮو َن َ ،و ُﺳـ ـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲُ آﻧَـ ــﺎءَ اﻟﻠﱠْﻴـ ـ ِـﻞ ، ـﲔ ﲤُْ ُﺴـ ــﻮ َن َ ،وﺣـ ـ َﻗُـ ـ ـ ﱠﻮةَ إﻻﱠ ﺑِـ ــﺎﷲ َ ،و ُﺳـ ـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲُ ﺣـ ـ َ
ب اﻟﻌِـﱠﺰةِ ﻋ ﱠﻤــﺎ ﻳ ِ اف اﻟﻨـﱠﻬــﺎ ِر ،وﺳــﺒﺤﺎ َن اﷲ ﺑِﺎﻟﻐُـ ُـﺪ ﱢو ،واﻵﺻـ ِ
ﺼـ ُﻔ ُﻮ َن ، َ َ ـﻚ َر ﱢ ـﺎل َ ،و ُﺳـْـﺒ َﺤﺎ َن َرﺑﱢـ َ َ َ َوأَﻃـَـﺮ َ َ َ ُ ْ َ ٌ
ﺿــﻰ ، ِ ِ ب ِ ِ ِ
ـﺐ َرﺑـﱡﻨَــﺎ َ ،وَﻛ َﻤــﺎ ﻳَـْﺮ َ
ﲔ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َﻛ َﻤــﺎ ُﳛـ ُ اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
ﲔ َواﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َر ﱢ َ َو َﺳـ َـﻼ ٌم ﻋﻠــﻰ اﳌُْﺮ َﺳــﻠ َ
ﺐ اﷲُ أَ ْن ﻳُ َﺴﺒﱠ َﺢ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ ُﻛﻠﱠ َﻤـﺎ َﲪَـﺪ ِ ﱠ ﱠِ
َﲪّﺪاً َﻛﺜﲑاً ،ط◌ﻳﺒﺎً ُ ،ﻛﻠ َﻤﺎ َﺳﺒﱠ َﺢ اﷲُ َﺷ ْﻲءٌ َ ،وَﻛ َﻤﺎ ُﳛ ُ
ِ
ـﺐ اﷲ أَ ن ـﺐ اﷲُ أَ ْن ُْﳛ َﻤـ ُـﺪ َ ،وﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ ُﻛﻠﱠ َﻤــ َﻫﻠﱠــ َا َﺷــ ْﻲ ٌَوَﻛ َﻤــ ُ ِﳛـ ﱡ ِ
ـﲕ َ ،وَﻛ َﻤــﺎ ُﳛـ ُ اﷲُ َﺷـ ٌْ
ـﺐ اﷲُ أَ ْن ﻳُ َﻜﺒﱠـ َـﺮ َ ،وﻻ َﺣـ ْـﻮَل َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮةَ إﻻﱠ ﺑِــﺎﷲ ﻳـُ َﻬﻠﱠـ َـﻞ َ ،واﷲُ أَ ْﻛﺒَ ـ ُـﺮ ُﻛﻠﱠ َﻤــﺎ َﻛﺒﱠـ َـﺮ اﷲُ َﺷـ ْـﻲءٌ َوَﻛ َﻤــﺎ ُِﳛـ ﱞ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ .(١) « ... اﻟﻌﻠﱢﻲ َ َ
وﻗﺪم اﻻﻣـﺎم � ،ﰲ ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴـﻞ ،ﲨﻴـﻊ ﻣـﺎ ﰲ ﻗـﺎﻣﻮس اﻟﺜﻨـﺎء ،واﻟﺘﻤﺠﻴـﺪ ،ﻣـﻦ
ﻛﻠﻤﺎت ﻣﺸﺮﻗﺔ ،إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻛﻤﺎ أﺑﺪى ﲨﻴﻊ ﺻﻨﻮف اﻟﺘﺬﻟﻞ واﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ.
وﻗ ــﺪ ذﻛ ــﺮ اﻻﻣ ــﺎم � ،ﰲ ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،أﻟﻄ ــﺎف اﷲ اﻟﺒﺎﻟﻐ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﻧﺒﻴﺎﺋ ــﻪ ،ورﺳ ــﻠﻪ ،
واﻟﺼﺎﳊﲔ ﻣﻦ ﻋﺒﺎدﻩ ،اﻟﺬﻳﻦ أﻧﻘﺬﻫﻢ ﻣﻦ وﻳﻼت اﻟﻄﻐﺎة وﺷﺮورﻫﻢ
١٥ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ
ﻣــﻦ ذﺧــﺎﺋﺮ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ ،ﻓﻘــﺪ ﺣﻔــﻞ ﲟﻄﺎﻟــﺐ ﺟﻠﻴﻠــﺔ
وﻣﻀﺎﻣﲔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،وﻛﺎن � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ﰲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ ،ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮوع ﻓﻴﻪ ،ﻛﺎن ﻳﻜﱪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ
ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ،وﻳﻬﻠﻠﻪ ﻣﺎﺋـﺔ ﻣـﺮة ،وﻳﺴـﺒﺤﻪ ﻣﺎﺋـﺔ ﻣـﺮة ،وﻳﻘﺪﺳـﻪ ﻣﺎﺋـﺔ ﻣـﺮة ،وﻳﻘـﺮأ آﻳـﺔ اﻟﻜﺮﺳـﻲ ﻣﺎﺋـﺔ
ﻣﺮة ،وﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ﰒ ﻳﻘﺮأ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٣٦٩ـ .( ٣٧٤
١٧١
ِ ِ
ـﻚ ُ ،ﳐَﺎﻟََﻔ ـ ـﺔَ أ َْﻣ ـ ـ ِﺮَك ،ﺑَ ـ ْـﻞ ﺼ ــﻴَﱵ ﻟَ ـ َ ـﻚ ،ﻣ ــﺎ أَرْدت ِﲟَﻌ ِ
ـﻚ َو َﺟ َﻼﻟ ـ َ َ َ ُ ْ » إﳍ ــﻲ َ ،و َﺳـ ـﻴﱢﺪي َ ،و ِﻋﱠﺰﺗِ ـ َ
ِ ِ ِ ِ
ﺖﱄ ض َ ،وﻟﻜـ ْـﻦ َﺳ ـ ﱠﻮﻟْ ْ ـﻚ ُﻣﺘَـ َﻌ ـﱠﺮ ٌ ـﻚ َﺟﺎﻫـ ٌـﻞ َ ،وﻻ ﻟ ُﻌ ُﻘﻮﺑَﺘِـ َ ﻚ َ ،وَﻣــﺎ أَﻧَــﺎ ﺑِﻨِ َﻜﺎﻟـ َ ﺼـ ْـﻴﺘُ َ
ﺖ إ ْذ َﻋ َ ﺼـ ْـﻴ َُﻋ َ
َﻋــﺎﻧَِﲏ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ َﻋـ ُـﺪ ﱡو َك َ ،و َﻋـ ُـﺪ ﱢوي َ ،و َﻏ ـﱠﺮِﱐ ِﺳ ـﺘْـُﺮَك اﳌ ْﺴــﺒَ ِﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َ ـﺖ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ِﺷ ـ ْﻘ َﻮﰐ َ ،وأ ِ
ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ َو َﻏﻠَﺒَـ ْ
ﱠﺼ ُـﻞ ،إ ْن ﻚ ﻣﻦ ﻳـْﻨ ِﻘـ ُﺬﱐ؟ وِﲝﺒ ِـﻞ ﻣـﻦ أَُﺗ ِ ِ ِ ﻓـﻌﺼﻴﺘﻚ ِﲜﻬﻠﻲ ،وﺧﺎﻟَْﻔﺘ ِ ِ
َ َْ َ ْ ﻚ ﲜُ ْﻬﺪي ،ﻓَﺎﻵ َن ﻣ ْﻦ َﻋ َﺬاﺑ َ َ ْ ُ ََ ُ َ َ َ ُْ َ َ ْ
ب َﻏْﻴ ـ ُـﺮَك ـﻚ َﻋـ ﱢـﲏ؟ أَﻧَــﺎ اﻟﻐَ ِﺮﻳـ ُـﻖ اﳌْﺒﺘَﻠــﻰ ﻓَ َﻤـ ْـﻦ َِﲰـ َـﻊ ﲟِِﺜْﻠــﻲ ،أ َْو َرأى ِﻣﺜْـ َـﻞ َﺟ ْﻬﻠــﻲ؟ ﻻ َر ﱢ ـﺖ َﺣْﺒـﻠَـ َ ﻗَﻄَ ْﻌـ َ
ُ
ـﻚـﻚ َ ،و ِﻋﱠﺰﺗـِ َ ـﱭ إﻟَْﻴـ َ ـﻚ ﻳــﺎ َﺳـﻴﱢ ِﺪي َﻷﻃْﻠُـ َ ﱠ ْﻔﻴــﲏ ،وﻻ ﻣـ َ ِ
ـﺎل ﻳَـ ْﻔــﺪﻳﲏ ،ﻓَـ َﻮ ِﻋﱠﺰﺗـِ َ َ َ
ﻳـﻨ ﱢﺠﻴـﲏ ،وﻻ ﻋﺸــﲑةَ ﺗَﻜ ِ
َ َ َ َُ
ﻷﻣ ـ ﱠﺪ َن ِ ـﻚ َ ،و ِﻋﱠﺰﺗِـ َ ت ِ◌ َك ﻳــﺎ إﳍــﻲ ﻷﺑْــﺘَ ِﻬﻠَ ﱠﻦ إﻟَْﻴـ َ ﻳــﺎ ﻣــﻮﻻي َﻷﺗْﻀــﱠﺮﻋﻦ إﻟَﻴــﻚ ..و ِﻋ ـﱠﺰ ِ
ـﻚ ﻳــﺎ َر َﺟــﺎﺋﻲ ُ َ َ َ ْ َْ
ﻳََﺪ ﱠي َﻣﻊ ُﺟْﺮِﻣ ِﻬﻤﺎ إﻟَْﻴﻚ.
ِ
ـﺖ ، َﻋــﻮذُ ﻳــﺎ أ ََﻣﻠــﻲ؟ ﻓَ َﻤـ ْـﻦ أ َْر ُﺟــﻮ؟ أَﻧْـ َ إﳍــﻲ َ :ﻣـ ْـﻦ ﱄ ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻮﻻي؟ ﲟـَ ْـﻦ أَﻟُــﻮذُ ﻳــﺎ َﺳـﻴﱢﺪي؟ ﻓَـﺒِ َﻤ ْﻦ أ ُ
َﺣ َـﺪ ﻟَـﻪُ ،ﻳـﺎ أَ ْﻛ َـﺮَم َﺣ َـﺪ َﻣ ْـﻦ ﻻ أ َ ـﻚ ،ﻳـﺎ أ َ ﻳﻚ ﻟَ َ ـﻚ َ ،و ْﺣ َـﺪ َك ،ﻻ َﺷـ ِﺮ َ ﺖ ،إﻧْـ َﻘﻄَ َﻊ اﻟﱠﺮ َﺟﺎءُ إﻻﱠ ِﻣْﻨ َ أَﻧْ َ
ٍ ِ َﻣــﻦ أُﻗِــﱡﺮ ﻟَــﻪ ﺑِﺎﻟـ ﱠﺬﻧ ِ
ـﻚف ﻟَــﻪُ ِﲜُـْـﺮم ،ﻟ َﻜَﺮِﻣـ َ ﻀـ ُـﻊ ﻟَــﻪُ ﺑِـ ُﺬ ﱟل ،ﻳــﺎ أ َْر َﺣـ َـﻢ َﻣـ ْـﻦ أ َْﻋـ َِـﱰ ُ
َﺧ َ ﺐ ،ﻳــﺎ أ َْ◌ﻋﱠــﺰ َﻣـ ْـﻦ أ ْ
ـﺖ ِﲜُْﺮِﻣــﻲ ، أَﻗْ ــﺮرت ﺑِـ ُﺬﻧُ ِﻮﰊ ،وﻟِﻌِﱠﺰﺗـِـﻚ ﺧﻀــﻌﺖ ﺑِـ ِـﺬﻟﱠﱵ ،ﻓَﻤــﺎ ﺻــﺎﻧِﻊ ﻳــﺎ ﻣــﻮَﻻ ِ
ـﻚ ْاﻋﺘَـَﺮﻓْـ ُ ي؟ َوﻟَﺮ ْﲪَﺘِـ َ َ َ ٌ َْ َ َ َ َ َْ ُ َْ ُ
ﻚ ِﲜُْﺮِﻣ ِﻪ؟ ٍ ِ
ﻚ ﺑِ ُﺬﻟﱢِﻪ ُ ،ﻣ ْﻌ َِﱰف ﻟَ َ ﺎﺿ ٍﻊ ﻟَ َ ﻚ ﺑِ َﺬﻧْﺒِ ِﻪ ،ﺧ ِ
َ ﺎﻋﻞ َﺳﻴﱢﺪي ﻟ ُﻤﻘﱟﺮ ﻟَ َ ﻓَﻤﺎ أَﻧْﺖ ﻓَ ِ
َ
ـﻚ ،ﻧـِ َـﺪاﺋﻲ إذَا ٍ ٍ
اﲰَـ ِﻊ ـ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ـ ُد َﻋــﺎﺋِﻲ ،إذَا َد َﻋ ْﻮﺗُـ َ آل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،و ْ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ و ِ
َ َ ُ
ـﻚ ﺑِـ ُﺬﻧُﻮﰊ َوأ َْﻋـ َِـﱰ ُ ِ
ـﻚ َﻣ ْﺴـ َﻜﻨَِﱵ ف َ ،وأَ ْﺷــﻜﻮ إﻟَْﻴـ َ ـﺈﱐ أُﻗـﱡﺮ ﻟَـ َـﻚ ،ﻓَـ ﱢ ﺎﺟْﻴﺘُـ َ ـﻚ َ ،وأﻗْﺒِـ ْـﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ إ َذا ﻧَ ْﺎدﻳْـﺘُـ َﻧَ َ
ﺎﺟْﻴﺘُﻪُ ﺑِ ِﺴ ﱢـﺮي ،ﻳـﺎ ﺖ ﺑﻪ َو ْﺣ َﺪِﰐ َ ،وﻧَ َ
وﻓَﺎﻗَﱵ ،وﻗَﺴﺎوةَ ﻗَـ ْﻠِﱯ ،وﺿﺮي ،وﺣﺎﺟﱵ ﻳﺎﺧﻴـﺮ ﻣﻦ أَﻧِﺴ ِِ
َ َ َ ََْ َ ْ َ ْ َُ َ ََ َ
أَ ْﻛﺮم ﻣﻦ ﺑﺴﻄْﺖ إﻟَﻴﻪ ﻳ ِﺪي ،وﻳﺎ أَرﺣﻢ ﻣﻦ ﻣﺪدت إﻟَﻴ ِﻪ ﻋﻨ ِﻘﻲ ،ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤﺪٍ
َ َﱢ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ْ ُُ ََ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ
١٧٢
ﺻ ﱢـﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َوآﻟِ ِـﻪ َ ،واَ ْﻏ ِﻔ ْـﺮ ﱄ ﺎي ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ َوآﻟﻪ َ ،وا ْﻏﻔْﺮ ﱄ ذُﻧُ ِﻮﰊ ،اﻟﱵ ﻧَ َﻆ َ◌ ْرتَ إﻟَْﻴـ َﻬﺎ َﻋْﻴـﻨَ َ
ِ ِِ
ﺎﺷ ـ َـﺮَﻫﺎ ِﺟْﻠ ـ ِـﺪي َ ،وا ْﻏ ِﻔ ـ ْـﺮ ﱄ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ، ـﻮﰊ اﻟ ــﱵ ﺑَ َ اي َ ،وا ْﻏ ِﻔ ـ ْـﺮ ﱄ ذُﻧُـ ِ ـﻮﰊ اﻟ ــﱵ ا ْﻛﺘَ َﺴ ــﺒَْﺘـ َﻬﺎ ﻳَـ َـﺪ َ ُذﻧُـ ِ
اي َ ،وا ْﻏ ِﻔـ ْـﺮ ِ ِ
ـﺖ ـَـﺎ ﻋﻠــﻰ ﺑَـ َـﺪِﱐ َ ،وا ْﻏﻔـ ْـﺮ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،اﻟ ـ ﱡﺬﻧُﻮب اﻟــﱵ ﻗَـﺪ َ
ﱠﻣﺘْـ َﻬﺎ ﻳَـ َـﺪ َ
اﻟ ـ ﱡﺬﻧُﻮب اﻟــﱵ اﺣﺘﻄَﺒـ ِ
َْ ْ َ َ
ِ ِ ِ ِ
َﺳـﺘُـْﺮَﻫﺎ ﲔ َ ،وَﱂْ أ ْ ﻚ َ ،وا ْﻏﻔْﺮ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ذُﻧُﻮﰊ اﻟﱵ َﺳﺘَـْﺮﺗَـ َﻬﺎ ﻣ َﻦ اﳌَ ْﺨﻠُﻮﻗ َ ﺎﻫﺎ ﻛﺘَﺎﺑُ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ُذﻧُ ِﻮﰊ اﻟﱵ َ
أﺣﺼ َ
ِﻣْﻨﻚ.
ﺻـﻐِ َﲑَﻫﺎ َوَﻛﺒِ َﲑَﻫـﺎ ، ِ
ـﻮﰊ ،أَﱠوﱠﳍَـﺎ َوآﺧَﺮَﻫـﺎ َ ، آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،وا ْﻏ ِﻔ ْـﺮ ﱄ ذُﻧُ ِ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
ﺖ َ ،وﻫـ َـﻲ ـﻮﰊ َ ،و َﺟﻠﱠـ ْ ـﺖ ذُﻧـُ ِ
ي َﻋﻈُ َﻤـ ْ ف َ ،ﻣـ ْـﻮَﻻ َ ـﺖ ﻣْﻨـ َﻬــﺎ َ ،وَﻣــﺎ َﱂْ أ َْﻋـ ِﺮ َْدﻗﻴ َﻘ َﻬــﺎ َو َﺟﻠﻴﻠَ َﻬــﺎ ،ﻣــﺎ َﻋَﺮﻓْـ ُ
ـﺎي ، ـﻮﰊ َ ،وﻏـﱠﺮﻗَـْﺘ ِﲏ َﺧﻄَﺎﻳَ َ ت ُﻋﻴُ ِ ﻒ َﻋ ﱢﲏ ،ﻓﻘﺪ ﻗَـﻴﱠ َـﺪﺗِْﲏ َ ،وأ ْﺷـﺘَـ َﻬَﺮ ْ ﺎﻋ ُ ﺐ َﻋ ْﻔ ِﻮ َك ،ﻓَ ْ ﻐﲑةٌ ﰲ َﺟْﻨ َ ﺻ َ َ
ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،ﻣـ ـ ْـﻮَﻻ َي ، ـﻚ إﻻﱠ إﻟَْﻴـ ـ َ ـﻚ ،ﺑـَ ْﻌـ ـ َـﺪ َﻣﺎ َﱂْ أَﺟ ـ ـ ْﺪ َﻣْﻠ َﺠ ـ ـﺄً َ ،وﻻ َﻣْﻨﺠـ ـ ًـﻰ ﻣْﻨـ ـ َ َﺳ ـ ـﻠَ َﻤْﺘ ِﲏ ﻧـَ ْﻔﺴـ ــﻲ إﻟَْﻴـ ـ ََوأ ْ
ﻚ ُﻣ ْﺴﺘَ ِﺤ ّﻘﺎً. ِ ِ
ﻚ َﻏَﺮﺿﺎً َ ،وﻟﻨَـ ْﻘ َﻤﺘِ َ ﺖ أَ ْن أَ ُﻛﻮ َن ﻟ ُﻌ ُﻘﻮﺑَﺘِ َ إﺳﺘَـ ْﻮ َﺟﺒ ُ
ْ
ﺎﺷـﺮةِ ِﻋﺼــﻴﺎﻧِﻚ ،وﺑ ِﻘﻴــﺖ ﺣﻴــﺮا َن ،ﻣﺘـﻌﻠّﻘـﺎً ﺑِﻌﻤـ ِ
ـﻮد إﳍـﻲ :ﻗَـ ْﺪ ﻏُـﱠﺮ ﻋ ْﻘﻠــﻲ ﻓِﻴﻤــﺎ وِﺟْﻠ ِ
ـﺖ ﻣـ ْـﻦ ُﻣﺒَ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
ﻚ َﻋْﺒ ـ ٌﺪ َذﻟﻴـ ٌـﻞ َ ،ﺧﺎﺿـ ٌـﻊ ، َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك ،ﻓَــﺎﻗْـﺒَـْﻠ ِﲏ ﻳَــﺎ َﻣـ ْـﻮَﻻ َي َوإﳍــﻲ ﺑِــﺎ ٍﻹ ْﻋ َﱰاف ،ﻓَـ َﻬــﺎ أَﻧـَـﺎ َذا ﺑَـ ْ َ
ـﲔ ﻳَـ َـﺪﻳْ َ
ِ ِ ِ ِ
ﻚـﻚ َ ،وإ ْن ﺗُـ َﻌـ ﱢﺬﺑِْﲏ ﻓَ ِـﺈﱐ ﻟـﺬﻟ َ اﻏ ٌﻢ ،إ ْن ﺗَـْﺮﲪَْ ِﲏ ﻓَـ َﻘﺪﳝﺎً َﴰَﻠَ ِـﲏ َﻋ ْﻔ ُـﻮ َك َ ،وأَﻟْﺒَ ْﺴـﺘَﲏ َﻋﺎﻓﻴَﺘِ َ اﺧﺮ ) (١ر ِ
َ
دِ
َ
ب َﻋ ْﺪ ٌل. ﻚ ﻳَﺎ َر ﱢ َ◌ ْﻫ ٌﻞ َ ،وُﻫ َﻮ ِﻣْﻨ َ أَ
ـﻚ ،أَ ْن ـﺐ ِﻣ ـ ْـﻦ ﺑَـ َﻬﺎﺋِـ َ ِ
ـﻚ َ ،وَﻣ ــﺎ َو َارت اﱀُ ُ◌ ُ◌ ُﺟ ـ ُ َﲰَﺎﺋِـ َ ون ِﻣ ـ ْـﻦ أ ْ
ﻚ ﺑِــﺎﻟَﻤﺨﺰ ِ
َﺳـ ـﺄَﻟُ َ َ ْ ُ إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻮع َ ،واﳉِْﻠ َـﺪ اﻟﱠﺮﻗِﻴ َـﻖ ، وﻋﺔَ َ ،وَﻫﺬا اﻟﺒَ َﺪ َن اﳍَﻠُ َ ﻓﺲ اﳉَُﺰ َ ﻫﺬﻩِ اﻟ ﱠﻦ ْ◌ ِ ﺗُﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ وآﻟِِﻪ ،وﺗَـﺮﺣﻢ ِ
َ ََْ َ َ َ َ
ِ
اﻟﻌﻈْﻢ اﻟﺪﱠﻗﻴﻖ. َو َ
__________________
١ـ داﺧﺮا :أي ﺻﺎﻏﺮا ذﻟﻴﻼ.
١٧٣
وﻛﺎن � ﻳﻘﻮل :ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة :
» ﻣﻮﻻي ﻋﻔﻮك «
ﺲﺿـ ُـﻊ َ◌ف َﻋ َﻤﻠــﻲ َ ،وﻟَـْـﻴ َ ﱢﻌ ُﻢ َ ،وﻗَـ ﱠـﻞ ُﺷـ ْﻜ ِﺮي َ ،و َ ﻮب َ ،و َﻏ َﻤـ َـﺮﺗْﲏ اﻟـﻨـ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻗَـ ْﺪ َﻏـﱠﺮﻗَـْﺘﲏ اﻟـ ﱡﺬﻧُ ُ
ِ
ﻒ َﻋ ﱢﲏ ،ﻓَﺈﱐ أ ُْﻣُﺮُؤ َﺣﻘ ٌﲑ َ ،و َﺧﻄَ ِﺮي ﻳَ ٌ
ﺴﲑ. ﺎﻋ ُ ﱄ َﻣﺎ أ َْر ُﺟﻮﻩُ إﻻﱠ َر ْﲪَ َ
ﺘﻚ ﻓَ ْ
ﺼـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َوآﻟِـ ِـﻪ َ ،وأَ ْن ﺗَـ ْﻌ ُﻔـ َـﻮ َﻋـ ﱢـﲏ ،ﻓَــﺈ ﱠن َﻋ ْﻔـ َـﻮ َك َﻋـ ﱢـﲏ أ َْر َﺟــﻰ ﻚ أَ ْن ﺗُ َ
َﺳـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْاﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ ِ ِ
ﻴﺐ اﻟ َﺴﺎﺋ َﻞ ،ﻳ َ
ـﺎﺧْﻴـَﺮ ﺖ اﻟﺬي ﻻ ُﲣ َ ﻚ أ َْو َﺳ ُﻊ ﻣ ْﻦ ذُﻧُﻮﰊ َ ،وأَﻧْ َ ِﻣ ْﻦ َﻋ َﻤﻠﻲ َ ،وإ ْن ﺗَـْﺮ َﲪَﲏ ﻓَﺈ ﱠن َر ْﲪَﺘَ َ
ول ،وأَ ْﻛﺮم ﻣﺄَﻣ ٍ
ﻮل. ٍ
َﻣ ْﺴ ُﺆ َ َ َ َ ُ
وﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
اﻟﻌﺎﺋِﺬ ﺑِﻚ ِﻣﻦ اﻟﻨﱠﺎر « .. » َﻫ َﺬا َﻣ َﻘﺎم َ
اﻟﻌﺎﺋِﺬ ﺑِﻚ ِﻣﻦ اﻟﻨﱠﺎر « .. » َﻫ َﺬا َﻣ َﻘﺎم َ
ِ ﻫ َﺬا ﻣ َﻘﺎم اﻟ ﱠﺬﻟﻴِ ِﻞ ،ﻫ َﺬا ﻣ َﻘـﺎم اﻟﺒـﺎﺋِ ِ ِ
ـﺎم َﻣ ْـﻦ ﻻ أ ََﻣ َـﻞـﺎم اﳌُ ْﺴـﺘَﺠ ِﲑ َ ،ﻫـ َﺬا َﻣ َﻘ ُ ﺲ اﻟ َﻔﻘـ ِﲑ َ ،ﻫـ َﺬا َﻣ َﻘ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ
ِ ِ ِ
ـﺎم َﻣ ْـﻦ ﻻ ﻳـُ َﻔـﱢﺮ ُج َﻛْﺮﺑَـﻪُ ﺳ َـﻮ َاك ..اﳊَ ْﻤ ًـﺪ ُ◌ ﷲ اﻟـﺬي َﻫ َـﺪاﻧَﺎ َ ،وَﻣـﺎ ُﻛﻨﱠـﺎ ﻟَْﻨـ ْﻬﺘَـﺪ َي ِ
ﻟَﻪُ ﺳ َﻮ َاك َ ،ﻫـ َﺬا َﻣ َﻘ ُ
ت ُر ُﺳ ُﻞ َرﺑـﱢﻨَﺎ ﺑِﺎﳊَ ﱢﻖ. ﻟَ ْﻮﻻ أَ ن َﻫ َﺪاﻧَﺎ اﷲُ ،ﻟََﻘ ْﺪ َﺟﺎءَ ْ
ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ َﻣﻨَ ْﺤﺘَـ ِﲏ َ ،وﻟَ َ ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﻋﻠـﻰ َﻣـﺎ َرَزﻗْـﺘَ ِـﲏ َ ،وﻟَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻟَ َ
ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﻋﻠـﻰ َﻣـﺎ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ َﺷ َﻔْﻴﺘَﲏ َ ،وﻟَ َ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ َوﻓﱠﻘﺘَﲏ َ ،وﻟَ َ أَ ْﳍَْﻤﺘَ ِﲏ َوﻟَ َ
ـﻚ اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﻋﻠـﻰ ﻋﺎﻓَـﻴﺘ ِﲏ ،وﻟَﻚ اﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﺪﻳـﺘ ِﲏ ،وﻟَﻚ اﳊﻤﺪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﱠﺮ ِاء و ِ
اﻟﻀـﱠﺮاء َ ،وﻟَ َ َ َ َ َ َ َْ َ َ َ ْ ُ َ َْ َ َ َ ْ ُ
ٍ ِ ٍ ِ ِ
ِ
ﺖ َﻋﻠَ ﱠﻲ ،ﻇَﺎﻫَﺮةٍ َوﺑَﺎﻃﻨَﺔ ، ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ ﻧ ْﻌ َﻤﺔ أَﻧْـ َﻌ ْﻤ َ ﻚ ُﻛﻠﱢ ِﻪ َ ،وﻟَ َ َذﻟ َ
١٧٤
ﺼـ َـﻌ ُﺪ َﲪــﺪا َﻛﺜِــﲑاً داﺋِﻤـﺎً ،ﺳــﺮﻣﺪاً ﻻ ﻳـْﻨـ َﻘ ِﻄــﻊ وﻻ ﻳـ ْﻔــﲎ أَﺑــﺪاً ،ﲪــﺪاً ﺗَـﺮ ِ ِ
ﺿــﻰ ﲝ ْﻤــﺪ َك َﻋﻨﱠــﺎ ،ﲪَْــﺪاً ﻳَ ْ َْ ْ َ َ َُ َ َ َ َ َ َ َْ ْ
ﻳﺪ َوﻻ ﻳَﺒِ ُ
ﻴﺪ. آﺧُﺮﻩُ ﲪَْﺪاً ﻳَِﺰ ُ أَﱠوﻟُﻪ ،وﻻ ﻳـ ْﻔﲎ ِ
ُ َ ََ
ِ َﺳ ـﺘَـ ْﻐ ِﻔﺮَك ِ ،ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ذَﻧْـ ٍ
ﻀـ ِـﻞـﻚ َ ،أوْ ﻧَﺎﻟَْﺘــﻪُ ﻗُـ ْﺪ َرِﰐ ﺑَِﻔ ْ ـﺐ ﻗَـ ِﻮ َي َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ﺑَـ َـﺪﱐ ﺑِ َﻌﺎﻓﻴَﺘِـ َ إﱐ أ ْ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ
ـﻚ ،أ َْو ـﺖ ِﻋْﻨـ َـﺪ َﺧـ ْـﻮﰲ ِﻣْﻨــﻪُ ﻋﻠــﻰ أَﻧَﺎﺗـِ َ ـﻚ ،أ َْو ﻧَ َﻜ ْﻠـ ُ ﺖ إﻟَْﻴـ ِـﻪ ﻳَــﺪي ﺑِ َﺴــﺎﺑ ِﻎ ِرْزﻗـ َ ـﻚ ،أ َْو ﺑَ َﺴ ـﻄْ ُ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِـ َ
ﺖ ﻓِ ِﻴﻪ ﻋﻠﻰ َﻛ ِﺮﱘ َﻋ ْﻔ ِﻮ َك. وﺛِْﻘ ِ ِ
ﻚ ،أَو َﻋ ﱠﻮﻟْ ُ ﺖ ﻓ ِﻴﻪ ِﲝَ ْﻮﻟ َ َ ُ
ـﺖ ﺑِ ِﻔ ْﻌﻠِـ ِـﻪ ﻧـَ ْﻔ ِﺴــﻲ ،أ َْو ـﺐ ﺧْﻨـ ِ ِ
ـﺖ ﻓﻴــﻪ أ ََﻣــﺎﻧَﱵ ،أ َْو َﲞَ ْﺴـ ُ
ِ
َﺳ ـﺘَـ ْﻐﻔُﺮَك ،ﻣـ َـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ذَﻧْـ ٍ ُ ُ
إﱐ أ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ْ
ﺖ ﻓِ ِﻴﻪ ﻟِﻐَ ْـﲑي ، ت ﻓﻴﻪ َﺷ َﻬ َﻮاﰐ ،أ َْو َﺳ َﻌْﻴ ُ
ﺬﰐ ،أَو آﺛـَﺮ ِ ِ
ﺖ ﻓﻴﻪ ﻟَ ِ ْ ْ ُ
اﺣﺘَﻄَﺒﺖ ﺑِِﻪ ﻋﻠﻰ ﺑ َﺪِﱐ ،أَو ﻗَﺪﱠﻣ ِ ِ
ْ ْ ُ َ ْ ُْ
ـﻚ ﻓِﻴ ِـﻪ ،ﻣـ ْـﻮَﻻ َي ـﺖ َﻋﻠَْﻴـ َ ﻀ ِـﻞ ﺣﻴﻠَــﱵ ،أ َْو ْ
اﺣﺘَـ ْﻠ ُ
ِ ِ
ـﺖ َﻋﻠَْﻴــﻪ ﺑَِﻔ َ
ِ ِ
اﺳـﺘَـ ْﻐ َﻮﻳْﺖ ﻓﻴــﻪ ﻣـﻦ ﺗَﺒ َﻌــﱵ ،أ َْو َﻏﻠَْﺒ ُ أَ و ْ
ِ ﻓَﻠﻢ ﺗَـ ْﻐﻠِﺒﲏ ﻋﻠﻰ ﻓِﻌﻠﻲ إ ْذ ُﻛْﻨﺖ َﻛﺎ ِرﻫﺎً ﻟِﻤﻌ ِﺼـﻴﱵ ِ ،
ـﺖ َﻋ ﱢـﲏ ، ـﻚ ﰲ ﻓ ْﻌﻠـﻲ ﻓَ َﺤﻠُ ْﻤ َ ﻟﻜ ْـﻦ َﺳـﺒَ َﻖ ِﻋْﻠ ُﻤ َ َْ َ ُ ْ ْ ْ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
َﱂْ ﺗُـ ـ ْﺪ ِﺧْﻠﲏ ﻓﻴ ــﻪ ﻳ ــﺎ َر ﱡ
ِ
َﺳـ ـﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲَ ب َﺟ ـ ْـﱪاً َ َ،وْﱂ َْﲢﻤ ْﻠ ــﲏ َﻋﻠَْﻴ ــﻪ ﻗَـ ْﻬـ ـﺮاً َ ،وَﱂْ ﺗَﻈْﻠ ْﻤ ــﲏ ﻓﻴ ــﻪ َﺷ ـ ْـﻴﺌﺎً ،أ ْ
اﺳــﺘِﻐْ َﻔ َﺎر ِ ـﺎﻏﺐ ا ِﻹﺳــﺎءةِ ،ﻓَـﺄَﻳـ َﻘﻦ ِﻣــﻦ إﳍـ ِـﻪ ﺑِﺎﳌﺠـ ِ غ◌ﻣﺮﺗُــﻪ ﻣﺴـ ِ اﺳــﺘِ ْﻐ َﻔ َﺎر َﻣـ ْـﻦ َ
َس َ◌ﺗ ْﻐﻔـ ُـﺮ اﷲَ ْ ـﺎزاة ،أ ْ ََ
ِ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ
ِ
اﺳـﺘ ْﻐ َﻔ َﺎر َﻣ ْـﻦ ِ ِ ِ
ﺾ ﻟْﻠ ﱠﺸ ْﻘﻮة ﰲ أ َْوَداء اﳌـ َﺬاﻫ ِ ِ ِ
َﻣ ْﻦ ﺗَـ َﻬ ﱠﻮر ﺗَـ َﻬﻮراً ﰲ اﻟﻐَﻴَﺎﻫ ِ
َﺳـﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲَ ْ ﺐ،أْ َ َ اﺣ َ ﺐ َ ،وﺗَ َﺪ َ َ ُ
ﻔﺎر َﻣ ْـﻦ أَﻧَـﺎف ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
أ َْوَرﻃَﻪُ ا ِﻹﻓْﺮا ُط ﰲ َﻣﺂﲦﻪ َ ،وأ َُوﺛـَ َﻘﻪُ اﻹ ْرﺗﺒَ ُ
اﺳـﺘ ْﻐ َ ﻔﺮ اﷲَ ْ َﺳـﺘَـ ْﻐ ُ
ﺎك ﰲ ُﳉَ ِﺞ َﺟَﺮاﺋﻤـﻪ ،أ ْ
)(١
ﺶ ِﲟ ـَـﺎ ِِ ِ ـ ِ ِﲟــَـﺎ اﺟﺘَـــﺮم ) (٢أَﺳــﺘـ ْﻐ ِﻔﺮ اﷲ ِ ﻋ ﻠــ اﳌ َﻬ ﺎ ﻟِـ
اﺳــﺘ ْﻐ َﻔ َﺎر َﻣـ ْـﻦ أ َْو َﺣ َﺪﺗْــﻪُ اﳌَﻨﻴَــﺔُ ﰲ ُﺣ ْﻔَﺮﺗــﻪ ،ﻓَ ـﺄ ُْو َﺣ َ ْ ُ َ ْ َْ َ
اﺳـﺘِ ْﻐ َﻔﺎ ِر َﻣ ْـﻦ اﷲ ﺮ ﺐ ،إﺳﺘﻜ َْﻔﻒ ،ﻓﺎﺳﺘـﺮﺣﻢ ﻫﻨﺎﻟِﻚ رﺑﱠﻪ ،واﺳـﺘـﻌﻄَﻒ ،أَﺳـﺘـ ْﻐ ِ
ﻔ ٍ ف َ ْ َْ
ﻧذ ﻦ ﻣ اﻗْـﺘَـَﺮ َ
ْ َ ْ َ َ َُ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َْ َ
اﺳــﺘِ ْﻐﻔﺎر َﻣــﻦ َﺷ ُﺴــﻌﺖ ـﺎﻋﻦ ﺗَـﺮﺣﺎﻟِــﻪ إﻋــﺪادا أ ِ َﱂ ﻳـﺘَــﺰﱠوْد ﻟِﺒـﻌـ ِـﺪ ﺳـ َـﻔ ِﺮﻩِ زاداً ،وَﱂ ﻳﻌِــ ﱡﺪ ﻟِﻈَـ ِ
َﺳــﺘَـ ْﻐﻔﺮ اﷲ ْ َْ َْ ْ ْ َ َ ُْ َ َ َ ُ
ﺷﻘْﱠﺘﻪُ َ ،وﻗَـﻠﱠ ْ
ﺖ
__________________
١ـ أﻧﺎف :أﺷﺮف.
٢ـ اﺟﱰم :اﻛﺘﺴﺐ.
١٧٥
ـﺎﺟﻢ :أﰲ ﻋﺪﱠﺗُـﻪ ،ﻓَـﻌﺸــﻴﺘﻪ ﻫﻨﺎﻟِــﻚ ُﻛﺮﺑـﺘـﻪ ،أَﺳـﺘـ ْﻐ ِﻔﺮ اﷲ اﺳــﺘِ ْﻐ َﻔﺎر ﻣـﻦ َﱂ ﻳـﻌﻠَــﻢ ﻋﻠــﻰ أﻳﱠـﺔ ﻣْﻨ ِﺰﻟَــﺔ ﻫـ ِ
َ َ ُ ُ َ َُ ُ ُ َ َ ْ َُ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ
ـﺂﰒ َوﺗَـ َﻘﻠﱠــﺐ ﰲ ﻧﺎﻋ ﻤـﺎً َﳛ ﻴـ ؟أَ ﺳــﺘـﻐﻔ ﺮ ﷲ ا ﺳــﺘِﻐﻔ ر ﻣـ ﻦ َﻏــ ﺮ ق ﰲ ُﳉــ ِ ا ﳌـ ِ اﻟ ﻨﱠــ ِرﻳ ﺼــ ﻰ أ م ﰲ ا ﳉﻨﱠـ ِﺔ ِ
َ ْ َْ ُ َ ْ ْ َ َْ َ ْ َ َ َ ْ
َ
ﻚﻔﺎر َﻣ ـ ْـﻦ َﻋْﻨ ـ َـﺪ َﻋ ـ ْـﻦ ﻟَ ـ َـﻮاﺋِ ِﺢ َﺣ ــﻖ اﳌـ ـﻨْـ َﻬ ِﺞ َ ،و َﺳـ ـﻠَ ََ اﺳ ــﺘِ ْﻐ
ْ َﺳـ ـﺘَـ ْﻐ ِﻔُﺮ اﷲ
َ ْ ـﺖ اﳌ َﺤ ــﺎ ِرم ،أ َﺿ ــﺎﻟِ ِﻴﻞ ﻣ ْﻘ ـ ِ
َ أَ
ِ َ ِِ َ
ﺐ، ﻚ اﳌْﻨـ َﻘﻠَـ ِ ﺿــﻨَ ِ ِ
ﻔﺎر َﻣـ ْـﻦ َﱂْ ﻳـُْﻨﺠــﻪ اﳌﻔـﱡﺮ ﻣـ ْـﻦ ُﻣ َﻌﺎﻧـَـﺎة َ َ اﺳــﺘِ ْﻐ
ْ َﺳـﺘَـ ْﻔ ِﻔُﺮ اﷲ
َ ْ اﻟﺴــﺒُ ِﻞ اﳌـ ْـﺮﺗَ ﱢﺞ ،أُ فَﺳـ َـﻮ ِاد َ
ُ ِ َ ِ ُ ِِ
اﺳــﺘِ ْﻐ َﻔﺎ َ َﻣــ ْ َﲤـَـﱠﺮد ﰲ ﻃُ ْﻐﻴَﺎﻧـِـﻪ ْ اﷲ ﺮ ﻔ ﻐ
َْْ ُ ـ ﺘـ َﺳ
أ ، ِ
ـﺐ ـ ْﺴ ﻜ
ْ َ َ اﳌ ء ـﺐ ـ ِ
ﻋ ِ
ـﻞ ـ
ب ْ ْ ْ َْ
ﻳو ل ◌ َﻩ أ ـﻦ ـ ِ
ﻣ َوَﱂْ ﻳـَْﻨﺠــﻪ اﳌَْﻬـ َـﺮ ُ
ﺼـﻰ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ ُﻛ ُـﺮ َور ﻟَ َـﻮاﻓِ ِﻆ أﻟْ ِﺴـﻨَﺘِ ِﻪ ، َﺣ َ
ﻋ ُﺪ ﱠواً ،وﺑـﺎرزﻩ ﰲ اﳋ ِﻄﻴﺌ ِـﺔ ﻋﺘُــﻮاً ،أَﺳـﺘَـ ْﻐ ِﻔﺮ اﷲ ِ
اﺳـﺘ ْﻐ َﻔ َﺎر َﻣ ْـﻦ أ ْ
َ َ ُّ ْ ُ َ ْ َ َ َ َُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻮم ،ﳑﱠـﺎ َﺳـﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲ اﻟـﺬي ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ ُﻫ َـﻮ ،اﳊَ ﱡـﻲ اﻟ َﻘﻴﱡ ُ اﺳﺘ ْﻐ َﻔ َﺎر َﻣ ْﻦ ﻻ ﻳَـ ْﺮ ُﺟﻮ ﺳ َﻮاﻩُ ،أ ْ َﺳﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲَ ْ أْ
أﺳـﺘَـ ْﻐ ِﻔﺮ ِ ِ
ِح اﳋَﺎﻃﺌَﺔُ َ ،وا ْﻛﺘَ َﺴﺒَْﺘﻪُ اﻟﻴَ ُـﺪ اﻟﺒَﺎﻏﻴَـﺔُ ْ ، ﻮل َ ،واﻗْـﺘَـَﺮﻓﺘَﻪُ اﳉََﻮار ُ ﺐ اﳉَ ُﻬ ُ ﻮل َ ،واﻟ َﻘْﻠ ُ اﻟﻌ ُﻘ َُﺣﺼﺎﻩُ ُأ َ
ﺼــﻲ ، اﷲ اﻟــﺬي ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ ﻫـــﻮ ) ﻣـــﺎ ﻻ ُْﳛﺼـــﻰ ( ِﲟ ْﻘـ َـﺪا ٍر وﻣ ْﻘﻴـ ٍ ِ ٍ
َﺣ َـﺎس َ ،وﻣﻜْﻴَــﺎل َ ،وَﻣْﺒـﻠَـ َـﻎ ﻣــﺎ أ ْ َ َ َ ُ َ
ـﻚ ُﻛﻠﱠــﻪُ ، ِ ِ
ﺎف َذﻟـ َ َﺿـ َـﻌ َ َﺳ ـﺘَـ ْﻐﻔُﺮ اﷲَ أ ْ ﺻ ـ ﱠﻮَر َ ،وَد ﱠو َن ،أ ْ ـﺪدَ ﻣــﺎ َﺧﻠَـ َـﻖ َ ،و َذ َرأَ َ ،وﺑَـ َـﺮأَ َ ،وأَﻧْ َﺸ ـﺄَ َ ،و َ َو َﻋـ َ
ـﻮز ﺑِ َﻌ ْﻔـ ِﻮﻩِ َ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ اﻟـﺬي َﻫـ َـﺪاﻧَﺎ َﺿـﻌﺎﻓﺎً ﻣﻀـﺎﻋ َﻔﺔً ،وأَﻣﺜَــﺎﻻً ﳑَُﺜـﱠﻠَـﺔُ ﺣ ﱠـﱴ أَﺑـﻠُـ َـﻎ ِر ِ
ﺿـﺎ اﷲ َ ،وأَﻓُ َ َ ْ َ َوأ ْ َ ُ َ َ َ ْ
ﻟِ ِﺪﻳﻨِ ِﻪ اﻟﺬي ﻻ ﻳـَ ْﻘﺒَ ُﻞ َﻋ َﻤﻼً إﻻﱠ ﺑِ ِﻪ َ ،وﻻ ﻳـَ ْﻐ ِﻔَﺮ َذﻧْﺒـﺎً إﻻﱠ َﻷ ْﻫﻠِ ِـﻪ َ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲِ اﻟـﺬي َﺟ َﻌﻠَـﲏ ُﻣ ْﺴـﻠِﻤﺎ
ﻴﻤﺎ أ ََﻣَﺮ ﺑِِﻪ َوﻧـَ َﻬﻰ َﻋْﻨﻪُ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ اﻟﺬي َﱂْ َْﳚ َﻌ ْﻠـﲏ أ َْﻋﺒُ ُـﺪ َﺷ ْـﻴﺌﺎً َﻏْﻴـ َـﺮﻩُ ، ِ ِ ِِ
ﻟَﻪُ َوﻟَﺮ ُﺳﻮﻟﻪ ، � ،ﻓ َ
اع اﻟــﺒَ َﻼ ِء ﰲ ﻧـَ ْﻔ ِﺴــﻲ ، ف َﻋـ ﱢـﲏ أَﻧْـ َـﻮ َﺻـ َـﺮ َ ِ ِِ
َﺣــﺪاً ﻣـ ْـﻦ َﺧْﻠﻘــﻪ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ َ
وَﱂ ﻳ ْﻜ ـ ِﺮم ِ ــﻮ ِاﱐ أ ِ
َ ْ ُ ْ ََ َ
ﲔ ﻋﻠـﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ ِ
اﻟﻌـﺎﻟَﻤ َ ب َ َوأ َْﻫﻠِـﻲ َ ،وَﻣ ِـﺎﱄ َ ،وَوﻟَـﺪي َ ،وأ َْﻫـ ِـﻞ ُﺣ َـﺰاﻧَِﱵ َ ،وأ َْﻫ ِـﻞ ُﺣ َـﺰاﻧَِﱵ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َر ﱢ
ِ
ﻀـ ُـﻞ اﳌﻨﱠــﺎ ُن َ ،وﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َاﻷ ﱠول ـﻚ ،اﻟـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ َ ،وﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ اﳌﺘَـ َﻔ ﱢ ِ ﺣـ ٍ
ـﺎل َ ،وﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ اﳌﻠـ ُ َ
ِ ِ َ ُ ِ َ ِ
ﺼﲑ َ ،وﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ اﷲُ اﻟﻈَﺎﻫُﺮ اﻟﺒَـﺎﻃ ُﻦ َ ،واﷲُ أَ ْﻛﺒَـ ُـﺮ ﱠِ
َواﻵﺧُﺮ ،وﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ اﷲُ ذو اﻟﻄﻮل َ ،وإﻟَْﻴﻪ اﳌَ ُ
ِﻣ َﺪ َاد َﻛﻠِ َﻤﺎﺗِِﻪ َ ،واﷲُ أَ ْﻛﺒَـُﺮ
١٧٦
ِﻣــﻞء ﻋﺮِﺷـ ِـﻪ ،واﷲ أَ ْﻛﺒ ــﺮ ﻋـ َـﺪد ﻣــﺎ أَﺣﺼــﻰ ﻛِﺘَﺎﺑــﻪ ،وﺳــﺒﺤﺎ َن اﷲِ اﳊﻠــﻴ ِﻢ اﻟ َﻜ ـ ِﺮِﱘ ،وﺳــﺒﺤﺎ َن اﷲِ
َُ َ َ ُُ َ ُْ َ ْ َ َ ُ َُ َ ُ ْ َ َْ
ب اﻟﻌِـﱠﺰةِ َﻋ ﱠﻤـﺎ ﻚ َر ﱢ ﻴﺢ إﻻﱠ ﻟَﻪُ َ ،و ُﺳْﺒ َﺤﺎ َن َرﺑﱢ َ ِ ِ
اﻟﻐَ ُﻔﻮر اﻟﱠﺮﺣﻴ ِﻢ◌ َ ،و ُﺳْﺒ َﺤﺎ َن اﷲ اﻟﺬي ﻻ ﻳَـْﻨﺒَﻐﻲ اﻟﺘَ ْﺴﺒ ُ
ِ ِ ِ
ﺻ ـﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َ ،وأ َْﻫـ ِـﻞ ﲔ َ ،و َ
ب ِ
اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
ِ
ﲔ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َر ﱢ َ
ِ
ﻳَﺼ ـ ُﻔﻮ َن َ ،و َﺳـ َـﻼ ٌم ﻋﻠــﻰ اﳌُْﺮ َﺳــﻠ َ
ِ
ِ ِِ
ﻳﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ أَ ْذ َﻫﺐ اﷲ َﻋْﻨـ ُﻬﻢ اﻟﱢﺮ ْﺟﺲ َوﻃَ ﱠﻬَﺮُﻫﻢ ﺗَﻄْﻬﲑا. ﲔ اﻟﻄﱠﺎﻫ ِﺮ َ ﺑـَْﻴﺘﻪ ،اﻟﻄَﻴﱢﺒِ َ
ـﻚ ِﻣ ْـﻦ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ ﻋﺒ ِﺪ َك ،ورﺳﻮﻟِﻚ ،وﻧَﺒِﻴﱢـﻚ ،و ِ
ـﻚ َ ،و ِﺧ َﲑﺗِ َ ﻚ َ ،و َﺣﺒِﻴﺒِ َ ﺻـﻔﻴﱢ َََ ُ َ َ َ َ َ َ َْ َﱢ ُ
ـﻴﺤﺔَ َ ،و َﺣ َـﻢ َ◌ل ﻋﻠـﻰ اﳌ َﺤ ﱠﺠ ِـﺔ ، ِ
ﻚ ،ﻓَﺈﻧﱠﻪُ ﻗَـ ْﺪ أَدﱠى َاﻷ َﻣﺎﻧَـﺔَ َ ،وَﻣـﻨَ َﺢ اﻟﻨﱠﺼ َ ﻚ ،واﳌﺒَـﻠﱢ ِﻎ ِر َﺳﺎﻟَﺘَ َ َﺧ ْﻠﻘ َ
َ ُ
ـﺎل ِﻣـﻦ إﻋ ِﻄ ِﻪ ﺑِ ُﻜ ﱢـﻞ ﻣْﻨـ ُﻘـﺐ ٍ◌ة ِﻣـﻦ ﻣﻨَﺎﻗِﺒِ ِـﻪ ﻣْﻨ ِﺰﻟَـﺔً ِم ْ◌ن ﻣﻨَﺎ ِزﻟِ ِـﻪ ،وﺑِ ُﻜ ﱠـﻞ ﺣ ٍ اﻟﻌ ْﺴَﺮَة ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،
َ َ َ َْ َ َ َ َوَﻛﺎﺑَ َﺪ ُ
ﺟﻬــﻪَ ، ِ ِ
ﻀـﺎﺋِ ِﻞ ِﻣـ ْـﻦ َﺣﺒَﺎﺋـِ َ ﺺ ِﻣـ ْـﻦ َﻋﻄَﺎﺋـِ َ أﺣﻮاﻟِ ِـﻪ ﺧ ِ
ـﻚ ،ﺗُﺴـﱡﺮ َـﺎ ﻧَـ ْﻔ ُﺴـﻪُ َ ،وﺗُ َﻜـﱢﺮُم ـَـﺎ َو َ ـﻚ َ ،وﻓَ َ ﺼــﺎﺋ َ َْ َ َ
ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ﲔ َﻋـ ْـﻦ َﺣَﺮَﻣـ َ ﻚ َواﻟـ ﱠﺬاﺑﱢ َ
ِ
ﻘﺴــﻄ َ وﺗَـﺮﻓَــﻊ ِ ــﺎ ﻣ َﻘﺎﻣــﻪُ ،وﺗُﻌﻠــﻲ ــﺎ َﺷــﺮﻓَﻪُ ،ﻋﻠــﻰ اﻟ َﻘـ ﱠﻮاﻣ َ ِ
ِ ِ
ﲔﺑ ْ َ َ َْ ُ َ َ َ َ
ِ
اﺟ َﻌ ْﻠﻨَــﺎ ﻣ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺤﺎﺑﻪ ،وﻣــﺎ ﺗَـ ُﻘ ـﱡﺮ ﺑــﻪ َﻋْﻴـﻨُــﻪُ َ ،و ْ َﺻـ َ
اﺟــﻪُ َ ،وأ َْﻫـ َـﻞ ﺑَـْﻴﺘــﻪ َ ،وأ ْ
َو ْارُد ْد َﻋﻠَْﻴــﻪ ،ذُ ﱢرﻳـﱠﺘَــﻪُ َ ،وأ َْزَو َ
ـﲑ ِ وِﳑـﱠـﻦ ﺗَﺴـ ِـﻘﻴِ ِﻪ ﺑِ َﻜﺄْ ِﺳـ ِـﻪ ،وﺗُــﻮِردﻩ ﺣﻮﺿــﻪ ،وَْﲢ ُﺸــﺮﻧَﺎ ﰲ زﻣﺮﺗـِ ِـﻪ وَْﲢـ ِ ِ ِ
ـﺖ ﻟ َﻮاﺋــﻪ َ ،وﺗُـ ْﺪﺧﻠُﻨَﺎ ﰲ ُﻛـ ﻞ َﺧـ ْ َ ُ ُ َ ْ َ ُ َ ُ ُْ َ َ َ َ ْ ْ
َﲨَﻌﲔ. ِ ﺻﻠﱠﻰ اﷲ َﻋﻠَْﻴ ِﻬﻢ أ ْ ِ
َد َﺧْﻠﺖ ﻓﻴﻪ ُﳏَ ﱠﻤﺪا َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ أْ
ف، اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،اﺟﻌﻠْﲏ ﻣﻌﻬﻢ ﰲ ُﻛﻞ ِﺷﺪﱠةِ ورﺧ ٍﺎء ،وﰲ ُﻛﻞ ﻋﺎﻓِﻴ ٍﺔ وﺑ َﻼ ٍء ،وﰲ ُﻛـﻞ أَﻣـ ٍﻦ وﺧـﻮ ٍ
َ ﱢ ْ َ َْ ََ َ َ ﱢ َ َ ََ ﱢ ْ َ ََُ ْ ُ
اﻃ ِﻦ ُﻛﻠﱢ َﻬـﺎ ، وﰲ ُﻛ ﱢﻞ ﻣﺜْـﻮى وﻣﻨْـ َﻘﻠَﺐ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،أَﺣﻴِﲏ َْﳏﻴﺎﻫﻢ ،وأ َِﻣْﺘ ِﲏ ﳑََﺎﺗَـﻬﻢ ،واﺟﻌْﻠﲏ ﰲ اﳌـﻮ ِ
ََ ُ َ َْ َ ُْ َ ْ ُ َ َ َُ َ
ِ ٍ
ﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَﺪ ٌﻳﺮ. وَﻻ ﺗُـ َﻔﱢﺮ ْق ﺑـَْﻴﲏ َوﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ ْﻢ أَﺑَﺪاً ،إﻧ َ
ـﺎء إذَا أَﻓْـﻨـﻴﺘــﲏ ﻋﻠــﻰ ﻣﻮ َاﻻﺗـِـﻚ وﻣــﻮ َاﻻةِ أَوﻟِﻴﺎﺋـِـﻚ ،وﻣﻌـ ِ اﻟﻔﻨـ ِ
ﻚ، أﻋـ َـﺪاﺋِ َ
ـﺎداة ْ ُ ْ َ َُ َ ْ َ َ َُ َ َ َ َْ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أَﻓْﻨِـ ِـﲏ َﺧْﻴ ـَـﺮ ََ
ﺼ ِﺪ ِ◌ﻳﻖ ِ ِ
ﻚ َ ،واﻟﻮﻓَﺎء ﺑِ َﻌ ْﻬﺪ َك َ ،واﻟﺘَ ْ َواﻟﱠﺮ ْﻏﺒَ ِﺔ َواﻟﱠﺮْﻫﺒَ ِﺔ إﻟَْﻴ َ
١٧٧
ﻚ � َ ،وﺗُـ ْﺪ ِﺧﻠُﲏ َﻣ َﻌ ُﻬ ْـﻢ ﰲ ُﻛ ﱢـﻞ َﺧ ٍْـﲑ َ ،وﺗُـﻨَ ِﺠﻴـﲏ ْـﻢ ِﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ ِ
ﻚ َ ،واﻹﺗـﱢﺒَ ِﺎع ﻟ ُﺴﻨ ِﱠﺔ ﻧَﺒﻴﱢ َ ﺑ ِﻜﺘَﺎﺑِ َ
ُﺳﻮء.
ـﺐ َﻛ ْﺴـ ِـﱯ َ ،وﻗَـﻨـ ْﱢﻌــﲏ ِﲟـَـﺎ ٍ ِِ ِ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآﻟــﻪ َوا ْﻏﻔـ ْـﺮ ذَﻧْـ ِـﱯ َ ،وَو ﱢﺳـ ْـﻊ ِرْزﻗــﻲ َ ،وﻃَﻴﱢـ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،
ـﻚ ِﻣ ــﻦ اﻟﻨﱢﺴ ــﻴ ِ
ﺎن إﱐ أ ُ ِ ٍ ِ ِ
َﻋ ــﻮذُ ﺑ ـ َ َ ْ َ ﺻ ـ َـﺮﻓْـﺘَﻪُ َﻋ ـ ﱢـﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،ﱢﺐ ﻧـَ ْﻔﺴ ــﻲ إﱃ َﺷ ـ ْـﻲء َ َرَزﻗْـﺘَ ــﲏ ،وﻻ ﺗُـ ـ ْﺬﻫ ْ
َﻋـﻮذُ ﺑِـﻚ ِﻣـﻦ ُدﻧْـﻴَـﺎ ﻚ َاﻷ ْﻛ َِﱪ َ ،وأ ُ ﻚ َأﻷ ْد َﱏ َ ،و َﻋ َﺬاﺑِ َ ﻚ َ ،وِﻣ ْﻦ ِﻋ َﻘﺎﺑِ َ ﺎﻋﺘِ َ
َواﻟ َﻜ َﺴ ِﻞ َ ،واﻟﺘَـ َﻮِاﱐ ﰲ ﻃَ َ
ـﻚ ِﻣـ ْـﻦ ِ ِ ٍ ِ
َﻋـﻮذُ ﺑِـ َ
اﻟﻌ َﻤـ ِـﻞ َ ،وأ ُ ﲤَْﻨَ ُـﻊ َاﻵﺧـَـﺮةَ َ ،وَﻣـ ْـﻦ َﺣﻴَـﺎة ﲤَْﻨَـ ُـﻊ َﺧـ ْـﻲ ْ◌ َر اﳌََﻤـﺎت َ ،وﻣـ ْـﻦ أ ََﻣـ َـﻞ ﳝَْﻨَ ُـﻊ َﺧْﻴ ـَـﺮ َ
ﺻـ َـﻼةٍ ﻻ ﺗُـ ْﻘﺒَـ ُـﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ِ ٍ ِ ﻧـَ ْﻔــﺲ ﻻ ﺗَ ْﺸــﺒَ ُﻊ ،وِﻣـ ْـﻦ ﻗَـ ْﻠـ ٍ
ـﺐ ﻻ ﳜَْ َﺸـ ُـﻊ َ ،وﻣـ ْـﻦ ُد َﻋــﺎء ﻻ ﻳـُْﺮﻓَـ ُـﻊ َ ،وﻣـ ْـﻦ َ َ
ُوﻣــﻦ ﺑِﻮ ْﻋـ ِـﺪ َك ،وأُوﰱِ ﻚ ،وأ ِ ِ ِ ِ ِ إﻓْــﺘَﺢ ﻣﺴـ ِ
َ ﱢق ً◌ َر ُﺳـﻮﻟَ َ َ ُ َ ُﺻـﺪ ُـﻚ َ ،وأ َ ـﺎﻣ َﻊ ﻗَـْﻠــﱯ ﻟــﺬ ْﻛﺮَك َ ،ﺣـ ﱠـﱴ أَﺗَﺒـ َـﻊ ﻛﺘَﺎﺑَـ َ ََْ
ِ
ﺖ، ﺑِ َﻌ ْﻬﺪ َك ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
ـﻚ ، ْﻤـ ـ َـﻚ ،واﻟﺼ ــﱪ ِﳊﻜ ِ ﺼ ـ ِـﱪ ﻋﻠ ــﻰ ﻃَ ِ َﺳ ـ ـﺄَﻟُ َ ٍ ِِ
ﺎﻋﺘ ـ َ َ ْ َ ُ َ ﻚ اﻟ ﱠ ْ ﺻ ـ ﱢـﻞ ﻋﻠـ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َوآﻟ ــﻪ َ ،وأ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ َ ،
ِ ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌ ْﻔ ـ ِﻮ َواﱂَ ُ◌اَﻓ ـﺎَةَ َ ،واﻟﻴَﻘـ َ
ـﲔ ﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،ﺣ َﻘــﺎﺋ َﻖ اﻹﳝـَـﺎن َ ،واﻟﺼ ـ ْﺪ َق ﰲ اﳌـََـﻮاﻃ ِﻦ ُﻛﻠﱢ َﻬــﺎ َ ،و َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
َوأ ْ
ِ ِ اﻵﺧ ـ َـﺮةِ َ ،واﻟ ﱡﺸـ ـﻜَْﺮ َ ،واﻟﻨَﻈَ ـ َـﺮ إﱃ َو ْﺟ ِﻬ ـ َواﻟ َﻜﺮاﻣـ ـﺔَ ،ﰲ اﻟ ـ ـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
ﻌﻤﺘ ــﻚ ﺗَـ ــﺘُ ﱡﻢ ـﻚ اﻟ َﻜـ ـ ِﺮﱘ ،ﻓَ ــﺈ ﱠن ﺑْﻨ َ َ َ َ ََ
ﺎﳊَﺎت. ﺼِ اﻟ ﱠ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﺖ ﺼ ْـﻴ َ َﺣ َاﻷﻋﻠَﻰ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒَﺎد ﻗَﺎﻫﺮاً ُﻣ ْﻘﺘَـﺪاراَ ،أ ْ ﺖ ﺗـُْﻨ ِﺰُل اﻟﻐِ َﲎ َواﻟﺒَـَﺮَﻛﺔَ ِ ،ﻣ َﻦ اﻟﱠﺮﻓﻴ ِﻊ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ـﺎرُﻫ ْﻢ َ ،و َﺟ َﻌ ْﻠـﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﳐُْﺘَﻠِ َﻔـﺔً أَﻟْ ِﺴـﻨَﺘُـ ُﻬ ْﻢ ،ـﺖ آﺛَ َ ﺖ آَ َﺟﺎ َﳍُ ْﻢ َ ،وَﻛﺘَْﺒ َ وﲰﱠْﻴ َﺖ أ َْرَزاﻗَـ ُﻬ ْﻢ َ ، أ َْﻋ َﻤﺎ َﳍُ ْﻢ َ ،وﻗَ ﱠﺴ ْﻤ َ
ف وأَﻟْــﻮاﻧُـﻬﻢ ،ﺧْﻠﻘ ـﺎً ِﻣــﻦ ﺑـﻌـ ِـﺪ ﺧ ْﻠـ ٍـﻖ ،ﻻ ﻳـﻌﻠَــﻢ اﻟﻌِﺒــﺎد ِﻋْﻠﻤــﻚ ،وُﻛﻠﱡﻨــﺎ ﻓـُ َﻘــﺮاء إﻟَﻴــﻚ ،ﻓَــﻼ ﺗَﺼ ـ ِﺮ ِ
ْ َُ ُ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َْ َ َ َ ُْ َ
ِ
اﺟ َﻌ ْﻠـﲏ أ َُوِاﱄ ْأوﻟﻴَـﺎءَ َك ، ِ
ـﻚ َو َﻋ ْﻔ َـﻮ َك َ ،و ْ ﻚ َ ،وﻻ ﲤُْﻨَـ ْﻌﲏ ﻃَﻮﻟَ َ ﻀﻠ َ ﻚ َ ،وﻻ ﲤَْﻨَـ ْﻌﲏ ﻓَ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َﻋ ﱢﲏ َو ْﺟ َﻬ َ
ﻳﻖ ـﺎدي أَﻋ ــﺪاء َك ،وارزﻗْ ــﲏ اﻟﱠﺮ ْﻏﺒ ــﺔَ ،واﻟﱠﺮﻫﺒ ــﺔَ ،واﳋﺸ ــﻮع ،واﻟﻮﻓَ ــﺎء ،واﻟﺘﱠﺴ ــﻠﻴﻢ ،واﻟﺘ ِ وأُﻋ ـ ِ
ﺼ ــﺪ َ َ ْ َ ََْ َ َ َْ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ُْ ََ
ﻚ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ �. ﺎع ُﺳﻨ ِﱠﺔ ﻧَﺒِﻴﱢ َﻚ َ ،واﺗﺒَ َ ﺑِ ِﻜﺘَﺎﺑِ َ
١٧٨
ﺻ ـ ﱢـﻞ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ـ ٍﺪ َوآﻟِـ ِـﻪ َ ،وا ْﻛﻔ ـ ِـﲏ ﻣ ــﺎ أ ََﳘﱠــﲏ َ ،و َﻏ ﱠﻤ ــﲏ َ ،وﻻ ﺗَ ِﻜ ْﻠ ــﲏ إﱃ ﻧـَ ْﻔ ِﺴ ــﻲ ، اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ َ ،
ـﻚ اﳊﺼ ــﻴﻨَﺔَ ِ ،ﻣ ــﻦ َﺷـ ـﱢﺮ َِ ِ ِ
ﲨﻴـ ـ ِﻊ ْ ت َ ،وأَﻟْﺒِ ْﺴ ــﲏ د ْر َﻋ ـ َ َ ت َوﺑَـ ـ َـﺮأْ َ ـﺖ َ ،وذرأْ َ َوأَﻋـ ـ ْﺬﱐ ﻣ ـ ْـﻦ َﺷـ ـﱢﺮ ﻣ ــﺎ َﺧﻠَ ْﻘ ـ َ
ِ
اﺣُﺮ ْﺳــﲏ َوذُرﻳـﱠـﱵ َو ْأﻫﻠــﻲ ،وﻗـ َـﺮاﺑﱵ ـﻴﻚ َﻋـ ﱢـﲏ َ ،و ْ َﺧ ْﻠﻘــﻚ َ ،واﻗْــﺾ ﻋـ ّـﲏ َدﻳْــﲏ َ ،وَوﻓـﱠ ْﻘــﲏ ﻟﻤــﺎ ﻳـُْﺮ ِﺿـ َ
ﲔ ﺎﻃ ِ ﺎن اﻟـﱠﺮِﺟﻴ ِﻢ ،وِﻣـﻦ ﺷـﱢﺮ ﻓَﺴـ َﻘ ِﺔ اﻟﻌـﺮب واﻟﻌﺠـ ِﻢ ،و َﺷـﻴ ِ ﲨﻴﻊ إﺧﻮاﱐ وأ َْﻫﻞ ﺣﺰاﻧَﱵ ِﻣﻦ اﻟﺸﱠﻴﻄَ ِ ِ
َ ََ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َو َ َ ْ َ َ ُ َ
ﺼﺎﳊِِﲔ. َﳊِْﻘﲏ ﺑِﺎﻟ ﱠ ﺼْﺮﱐ ﻋﻠﻰ َﻣ ْﻦ ﻇَﻠَﻤﲏ َ ،وﺗَـ َﻮﻓﱠﲏ ُﻣ ْﺴﻠِﻤﺎً َوأ ْ ا ِﻹﻧْ ِ ِ
ﺲ َواﳉ ﱢﻦ َ ،واﻧْ ُ
ـﻚ ِ ،ﻣــﻦ َﻛ ـ ِﺮِﱘ أ ْ ِ ِ
ﲨﻴـ ِـﻞـﻚ ،و َِ
َﲰَﺎﺋـ َ َ ْ َﺣ ـ ٌﺪ ِﻣـ ْـﻦ َﺧْﻠﻘـ َ ﻚ ﺑِﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ ﻣــﺎ ﺳ ـﺄَﻟَ َ ِ ِ
ﻚ ﺑــﻪ أ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ َ َ َ إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،وأَ ْن َْﲡ َﻌ َـﻞ َﻋ ِﺸـﻴﱠﱵ َﻫ ِـﺬﻩِ ،أ َْﻋﻈَ َـﻢ ﻚ ،أَ ْن ﺗُ َ ﺻ ِﺔ ُد َﻋﺎﺋِ َﻚ َ ،و َﺧﺎ ﱠ ﺛـَﻨَﺎﺋِ َ
ص ﻧَـ ْﻔ ِﺴـﻲ ﻋ ِﺸﻴﱠ ِﺔ ﻣﱠﺮت ﻋﻠَـﻲ ،ﻣْﻨـ ُﺬ أَ ْن أَﺧـﺮﺟﺘﲏ ،إﱃ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ ﺑـﺮَﻛـﺔً ﰲ ِﻋ ٍ ِ ِ
ﺼ َـﻤﺔ ﻣ ْـﻦ دﻳـﲏ َ ،و َﺧ َـﻼ َ ْ َ ََ ْ َ َْ َ ْ َ ﱠ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ،و◌ﻗَ ِ
ـﺎسﺻـْـﺮف اﻟ ﱡﺴــﻮء َﻋـ ﱢـﲏ َ ،وﻟﺒَـ ِ ـﺎﺟﱵ َ ،وﺗَ ْﺸــﻔﻴﻌﻲ ﰲ َﻣ ْﺴـﺄَﻟَﱵ َ ،وَﲤـَ ِـﺎم اﻟﻨـ ْ
ﱢﻌ َﻤــﺔ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َو َ ﻀــﺎء َﺣـ َ ََ َ
ﱠﻚ َﺟ َﻮ ٌاد َﻛ ِﺮﱘٌ.ﻚ ،إﻧ َ اﻟﻌ ْﺸﻴﱠ ِﺔ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
ِِ اﻟﻌﺎﻓِﻴ ِﺔ ،وأَ ْن َْﲡﻌﻠَﲏ ِﳑﱠﻦ ﻧَﻈَﺮ ِ
ت إﻟَْﻴﻪ ﰲ َﻫﺬﻩ َ ْ َْ َ َ َ َ
ـﺎج ﺑـﻴﺘِـﻚ اﳊـﺮِام ،أَو ﺣـﺮﻣﺘﲏ اﳊﻀـﻮر ﻣﻌﻬـﻢ ،ﰲ ﻫ ِـﺬﻩِ
ﺖ َﱂْ ﺗَﻜْﺘُْﺒـﲏ ﰲ ُﺣ ﱠﺠ ِ َْ َ ََ ْ َ َ ْ َ ُ ُ َ َ َ ُ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إ ْن ُﻛْﻨ َ
ـﲑأﻋ ِﻄــﲏ ِﻣـ ْـﻦ َﺧـ ِْ ﻴﻤـ ِـﺔ َﳍـُ ْـﻢ َ ،و ْ إﱄ ﺑِﻨَﻈَﺮاﺗـِ َ ِ ـ َ َ ْﲢــ ِﺮْﻣﲏ ِﺷـ ْـﺮﻛﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﰲ ُد َﻋــﺎﺋِ ِﻬ ْﻢ َ ،واﻧْﻈُــﺮ ﱠ اﻟﻌ ِ ﺸــﻴﱠ ِ ﻓَـ
ـﻚ اﻟﱠﺮﺣ َ َ
ﻣــﺎ ﺗُـﻌ ِﻄــﻲ أَوﻟِﻴــﺎء َك ،وأَﻫــﻞ ﻃَﺎﻋﺘِــﻚ ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،ﺻ ـﻠﱠﻰ ﻋﻠــﻰ ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِآل ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ ،وﻻ َْﲡﻌــﻞ ﻫـ ِـﺬﻩِ
َ َََ َ َ َ َ ُ َْ َ َ ْ َ َ َ ْ
ِ
ـﻚ اﳊَ َـﺮِام َ ،وُزَوا ِر ﻗَـ ِْـﱪ ﻧَﺒِﻴﱠ َ
ـﻚ ـﺎج ﺑَـْﻴﺘِ َ
اﻟﻌ ْﻬﺪ ِﻣ ﱢﲏ َﺣ ﱠﱴ ﺗـُﺒَـﻠﱢﻐَﻨِﻴﻬـﺎ ِ ،ﻣ ْـﻦ ﻗَﺎﺑِ ِـﻞ َﻣ َـﻊ ُﺣ ﱠﺠ ِ ِ
اﻟﻌﺸﻴﱠﺔَ ،آَﺧَﺮ َ
ِ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َﺳـﺒَ ِﻎ ِرْزﻗ َ
ـﻚ ﻚ َ ،وأ ْ َﺟ َـﺰل ﻗ َﺴـﻤ َ ـﻚ َ ،وأ ْ ـﻚ َ ،وأ َْو َﺳـ ِﻊ َر ْﲪَﺘ َ َﻋ ﱢـﻢ ﻧ ْﻌ َﻤﺘ َ
ـﻚ َ ،وأ َ � ،ﰲ أ َْﻋ َﻔـﻰ َﻋﺎﻓﻴﺘ َ
ِ ِ ﻀ ِﻞ َر َﺟﺎﺋِ َ
ﱡﻋﺎء. ﻚ َ ،وأ ََﰎﱢ َرأْﻓَﺘﻚ إﻧﱠﻚ َﲰﻴﻊ اﻟﺪ َ َ ،وأَﻓْ َ
١٧٩
َﺳــﺘِ َﻜﺎﻧَﱵ ، ِ اﲰــﻊ دﻋــﺎﺋِﻲ ،وارﺣــﻢ ﺗَ ِ ٍ ِِ
ﻀ ـﱡﺮﻋﻲ َ ،وﺗَـ َﺬﻟﱡﻠﻲ َوأ ْ ََْ ْ َ ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآﻟــﻪ َ ،و َْ ْ ُ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،
ِ
ـﻚ ، ـﻚ َوِﻣْﻨ َ ﻚ ،ﻓَﺄَﻧَﺎ ُﻣﺴﻠﱢ ٌﻢ َﻷ ْﻣ ِﺮَك ،ﻻ أ َْر ُﺟﻮ َﳒَﺎﺣﺎً وﻻ ُﻣﻌﺎﻓـﺎ َة َ ،وﻻ ﺗَ ْﺸـ ِﺮﻳﻔﺎً إﻻﱠ ﺑِ َ َوﺗَـ َﻮﱡﻛﻠﻲ َﻋﻠَْﻴ َ
ﲨﻴــﻊ ﻓَــﺎﻣﻨُﻦ ﻋﻠَــﻲ ﺑِﺘَﺒﻠِﻴﻐــﻲ ﻫـ ِـﺬﻩِ اﻟﻌ ِﺸـﻴﱠﺔَ ِﻣــﻦ ﻗَﺎﺑِـ ٍـﻞ ،وأَﻧــﺎ ﻣﻌــﺎﰱ ِﻣــﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻣﻜــﺮوﻩٍ وَْﳏـ ُﺬوٍر ،وِﻣــﻦ َِ
َ ْ َ َُ ً ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َ ﱠ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻳﻦ
ـﻚ ،اﻟـ ــﺬ َ ﺎﻋـ ــﺔ أ َْوﻟﻴَﺎﺋـ ـ َ
ـﻚ َ ،وﻃَ َ ﺎﻋﺘـ ـ َ اﻟﺒَـ َﻮاﺋـ ـ ِـﻖ َ ،وَْﳏ ـ ـ ُﺬ َورات اﻟﻄَـ ـ َـﻮا ِرق ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،أَﻋـ ـ ﱢـﲏ ﻋﻠـ ــﻰ ﻃَ َ
ِ ِ ِ إﺻﻄََﻔﻴﺘـﻬﻢ ِ ،ﻣﻦ ﺧ ْﻠ ِﻘ ِ ِ
ﻚ.ﻚ َ ،واﻟﻘﻴَ ِﺎم ﻓﻴ ِﻬ ْﻢ ﺑِﺪﻳﻨِ َ ﻚ ﳋَْﻠﻘ َ ْ َْ ُ ْ ْ َ َ
َﺻ ﱠﺢ ﱄ ِﺟ ْﺴـﻤﻲ َ ،وأَﻗِـﱠﺮ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ وآﻟِِﻪ ،وﺳﻠﱢﻢ ﱄ ِدﻳﲏ ،وِزْد ﰲ أَﺟﻠِﻲ ،وأ ِ
َ َ َ ََ ْ َ َ َ ُ
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲء ﻗَــﺪ ٌﻳﺮ .اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ، ـﻚ َﻋْﻴــﲏ َ ،وآﻣـ ْـﻦ َرْو َﻋــﱵ َ ،وأ َْﻋﻄــﲏ ُﺳـ ْـﺆﱄ ،إﻧـﱠ َ ﺑِ ُﺸ ـ ْﻜ ِﺮ ﻧ ْﻌ َﻤﺘـ َ
ﻴﻤــﺎ ﺑَِﻘـ َـﻲ ِﻣـ ْـﻦ ُﻋ ْﻤـ ِﺮي َ ،وﺗَـ َـﻮﻓﱠﲏ إذَا ﺗَـ َـﻮﻓَـْﻴﺘَﲏ َ ،وأَﻧْـﺖ ِ ٍ ِِ ِ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآﻟــﻪ َ ،و ْأﲤـ ْـﻢ َوَﻻءَ َك َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﻓ َ َ
ﺖ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺻ ﱠﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآﻟﻪ َ ،وﺛَـﺒﱢْﺘﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﱠﺔ ا ِﻹ ْﺳ َﻼِم ،ﻓَ ﱢ ٍ َﻋ ﱢﲏ َر ٍ
ﺼ ْـﻤ ُ ـﻚ ْاﻋﺘَ َ ﺈﱐ ﲝَْﺒﻠ َ اض ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،
ٍ ِ
ـﻚ ، ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآﻟ ِﻪ َ ،و ْاﻣ ْـﻸ ﻗَـْﻠ ِـﱯ َرْﻫﺒَـﺔً ِﻣْﻨ َ ﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ، ﲨﻴ ِﻊ ُاﻷ ُﻣﻮِر إﻻﱠ إﻟَْﻴ َ ﻓََﻼ ﺗَ ِﻜ ْﻠﲏ ﰲ َِ
اﺳﺘَـ ْﻌ ِﻤْﻠﲏ ﻣﺎ َﻋﻠﱠ ْﻤﺘَﲏ. ﲎ ﺑِ َ ﻚ ،و ِﺧ ْﺸﻴﺔً ِﻣْﻨ َ ِ
وﻋﻠَ ﱢﻤ ْﲏ ﻣﺎ ﻳَـْﻨـ َﻔ ُﻌﲏ َ ،و ْ ﻚ َ ﻚ َ ،وﻏ ًَ َوَر ْﻏﺒَﺔً إﻟَْﻴ َ َ َ
ِ
ـﻚ ، ﻒ ِﻣـ ْـﻦ ُﻋ ُﻘﻮﺑَﺘِـ َ ﻚ ،اﳋـَـﺎﺋِ ِ ـﻚ ،اﳌ ْﺸــﻔ ِﻖ ِﻣـ ْـﻦ َﻋـ َﺬاﺑِ َ ﻀـﻄَﱢﺮ إﻟَْﻴـ َ ﻚ َﻣ ْﺴـﺄَﻟَﺔَ اﳌ َْﺳـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْاﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ ُ ُ
ﻴﺐ
ﻚ َ ،وﺗَ ْﺴـﺘَﺠ َ ﻀَ ﻚ َوﺗُـ َﺆﱢد َي َﻋ ﱢﲏ ﻓَـَﺮاﺋ َ ﱠﻦ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
ﻚ َ ،وﺗَـﺘَ َﺤﻨ َ أَ ْن ﺗُـ ْﻐﻨِﻴَﲏ ﺑِ َﻌ ْﻔ ِﻮ َك َ ،وُِﲡ َﲑﱐ ﺑِﻌِﱠﺰﺗِ َ
ﺖ إﻟَْﻴـ َﻬﺎ ِﻣ ْـﻦ ﻗَـ ْـﻮٍل أ َْو ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وﺗُـ ْﻐﻨِﻴَِﲏ َﻋ ْﻦ ِﺷَﺮا ِر َﺧ ْﻠﻘ َ
ِ
ﻚ َ ..وﺗَﻘﻴَﲏ ﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر َ ،وَﻣﺎ ﻗَـُﺮﺑْ ُ ﻴﻤﺎ َﺳﺄَﻟْﺘُ َﱄﻓَ
ـﺎت ﻳــﺎ َذا اﳉَـَـﻼ ل َوا ِﻹ ْﻛـ َـﺮام إﻧـﱠـﻚ ﻋﻠــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲ ء ـﺆﻣﻨِﲔ واﳌ ْﺆِﻣﻨَـ ِ ﻋﻤـ ٍـﻞ ،وﺗَـ ْﻐ ِﻔــﺮ ِﱄ وﻟِﻮاﻟِـﺪﱠي وﻟِْﻠﻤـ ِ
ُ َ َ ََ َ َ َ َ َ َ َ ُ
)(١
ﻗَ ِﺪﻳﺮ « ...
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٣٨٥ـ .( ٣٩٢
١٨٠
وﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴ ــﻞ ،وﺣﻴ ــﺪ ﰲ ﻣﻀ ــﺎﻣﻴﻨﻪ ،ﻓﺮﻳ ــﺪ ﰲ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗ ــﻪ ،ﻓﻘ ــﺪ ﺣ ــﻮى ﲨﻴ ــﻊ اﻟـ ـﻮان
اﻟﺘﻀﺮع ،واﻟﺘﺬﻟﻞ ،واﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﷲ ،اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﻘﻬﺎر ،ﻣﺪﺑﺮ اﻻﻛﻮان وﻣﺒﺪع اﻻﺷﻴﺎء.
ﻟﻘﺪ ﻛﺸـﻒ ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء ،ﻋـﻦ اﻧﻘﻄـﺎع اﻻﻣـﺎم � ،ﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،واﻋﺘﺼـﺎﻣﻪ ﺑـﻪ ،وﻫـﺬا ﳑـﺎ
ﻳــﺪﻟﻞ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺪى ﻣﻌﺮﻓﺘــﻪ ﺑــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ ،وﻫــﺬا ﻟــﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒــﺎ وﻻ ﺑﻌﻴــﺪا ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم � ،ﻓﻬــﻮ ﻣــﻦ
ﻣﻌﺎدن اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺪﻋﻮة إﱃ اﷲ.
١٦ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ
وﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴـﻞ ،وﻫـﻮ ﻳـﻨﻢ ﻋـﻦ أﳘﻴـﺔ
ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ،وﻋﻈﻴﻢ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ،ﻋﻨﺪ اﻻﻣﺎم � وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ب اﻟﻌﺎﻟَ ِﻤﲔ ،وأَﻧْـﺖ اﷲ ﻻ إﻟـﻪ إﻻﱠ أَﻧْـﺖ ِِ ِ
ـﻴﻢ ، اﻟﻌﺰﻳ ُـﺰ اﳊَﻜ َُ َ ﺖ َر ﱡ َ َ َ َ ُ َ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ِ وأَﻧْﺖ اﷲ ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ أَﻧْـﺖ اﻟﻌﻠِـﻲ ِ
ـﺖ اﷲُ ﻴﻢ َ ،وأَﻧْ َ
ـﻮر اﻟـﱠﺮﺣ ُ ـﺖ اﻟﻐَ ُﻔ ُـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ـﻴﻢ َ ،وأَﻧْ َ
اﻟﻌﻈ َُ َ ُ َ َ َ ُ َ
ٍ ِ ِ ِ
ـﻚ ﻳَـ ْـﻮم اﻟـﺪﱢﻳ ِﻦ ،ﺑَـ ْﺪءُ ُﻛ ﱠـﻞ َﺷ ْـﻲء ، ـﺖ َﻣﺎﻟ ُ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻴﻢ َ ،وأَﻧْ َ ﺖ اﻟﱠﺮ ْﲪ ُﻦ اﻟﱠﺮﺣ ُﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
اﻟﻌ ِﺰﻳـ ُـﺰ ِ ِ ِ ٍ
ـ َ ﻳَـ ُﻌــﻮُ ُﻛــ ﻞ َﺷــ ْﻲ َﱂ ﺗَـَـﺰ ل َوﻻ ﺗَـ َـﺰال .اﳌَﻠــﻚ اﻟ ُﻘــﺪﱡوس ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم اﳌـُْـﺆﻣ ُﻦ ،اﳌَُﻬـ ْـﻴﻤ ُﻦ َ ، َوإﻟَْﻴـ
ﺎﺳـ ُﻂ اﻟﻴَـ َـﺪﻳْ ِﻦ ﺑِﺎﻟﱠﺮ ْﲪَـ ِﺔ ،
ـﺎء ،ﺑِ ِـﺎء ،ﺟ ِﺰﻳــﻞ اﻟﻌﻄَـ ِ اﻟﻜ ِﱪﻳــﺎء ِرداؤ َك ،ﺳــﺎﺑِﻎ اﻟﻨـﱠﻌﻤـ ِ ِ
َ ُ َ ـﺎر ،اﳌُﺘَ َﻜﺒﱢ ـ ُـﺮ َ ْ ُ َ ُ َ ُ َ ْ ، اﳉَﺒﱠـ ُ
ﺎﻋ ــﻞ اﳊﺴـ ــﻨَ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺎت اﻟﺴ ــﻴﺌَﺎت َ ،ﺟ ُ َ َ ـﻒ اﻟ ُﻜﺮﺑَ ــﺎت ُ ،ﻣْﻨ ـ ـﺰُل اﻵﻳَ ــﺎت ُ ،ﻣﺒَ ـ ـ ﱢﺪ ُل َ ـﺎح اﳋَْﻴـ ـ َـﺮات َ ،ﻛﺎﺷ ـ ُ ﻧـَ ﱠﻔ ـ ُ
ت ﻓَ َـﻼ َﺷ ْـﻲ ٍء ﻚ َ ،و َﻋﻠَ ْﻮ َ
ٍ
ت ﻓَ َﻼ َﺷ ْﻲء ُدوﻧَ َ ت ﰲ ُدﻧـُ ﱢﻮ َك َ ،دﻧـَ ْﻮ َت ﰲ ُﻋﻠُ ﱢﻮ َك َ ،و َﻋﻠَ ْﻮ َ
ٍ
َد َر َﺟﺎت َ ،دﻧـَ ْﻮ َ
ـﻤﻮات ﻚ َﻣـﺎ ﰲ اﻟ ﱠﺴ َ ﺐ َواﻟﻨَـ َﻮى ،ﻟَ َ ﺖ ﺑِﺎﳌْﻨﻈَ ِﺮ َاﻷ ْﻋﻠَﻰ َ ،ﺧﺎﻟِ ُﻖ اﳊَ ﱢ ﺮى َ ،وأَﻧْ َ
ﻚ ،ﺗَـَﺮى َ ،وَﻻ ﺗُ َ ﻓَـ ْﻮﻗَ َ
َ
ﺐ َ ،وﻗَﺎﺑِ ُﻞ وﱃ َ ،ﻏﺎِﻓُﺮ اﻟ ﱠﺬﻧْ ِ اﻟﻜ ِﱪﻳﺎء ﰲ ِ
اﻵﺧَﺮةِ َو ُاﻷ َ اﻟﻌﻠَﻰ ،وﻟَ َ ِ
ﻚ َْ ُ َ ُ
١٨١
ِ ـﻚ اﳌـﺄْوى وإﻟَﻴـ َ ِ ِ ﻳﺪ اﻟﻌِﻘـ ِ ِ
ﺖ ـﲑ َ ،وﺳـ َـﻌ ْ ـﻚ اﳌَﺼـ ُ ـﺖ إﻟَْﻴـ َ َ َ َ ْ ـﺎب ،ذو اﻟﻄﱡــﻮل ،ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ اﻟﺘﱠـ ْـﻮب َ ،ﺷــﺪ ُ
ﻚ ُ ،ﻛـ ﱠـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء ـﺐ َﺳــﺎﺋِﻠُ َ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ َﳜﻴـ ُ
ـﻚ ،وَﻻ ﻣﻌ ﱢﻘــﺐ ِﳊﻜ ِ
ْﻤـ َ ـﺖ ُﺣ َﺠﺘُـ َ َ ُ َ َ ُ
ٍ
ـﻚ ُﻛـ ﱠـﻞ َﺷـ ْـﻲء َ ،وﺑﻠَﻐَـ ْ َر ْﲪَﺘُـ َ
ت ُﻛ ﱠﻞ َﺷ ْـﻲ ٍء ﺗَـ ْﻘ ِـﺪﻳﺮاً ، ٍ
ﺖ ﻟ ُﻜ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء أ ََﻣﺪاً َ ،وﻗَﺪ ْﱠر َ
ﺑِﻌِْﻠ ِﻤﻚ ،وأَﺣﺼﻴﺖ ُﻛ ﱠﻞ ﺷﻲ ٍء ﻋﺪداً ،وﺟﻌ ْﻠ ِ
َ ْ ََ َ ََ َ َ َ ْ َْ َ
ت ،ﺗَـ ْﻌﻠَ ُـﻢ ٍ ِ
ت َ ،و َﻋﻠـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲء ﻇَ َﻬ ْـﺮ َ ﺖ ﻓَ َﺴﺘَـْﺮ َ ﺖ َو َﻋﻠ ْﻤ َ ت َ ،وﺑَﻄْﻨ َ ت ﻓَ َﺨﺒَـْﺮ َ ت َوﻧَﻈَْﺮ َ ت ﻓَـ َﻘ َﻬْﺮ َ ﺑـَﻠَ ْﻮ َ
ـﻴﻊ ِ ﻴﺐ َﻣ ْﻦ َﺳﺄَﻟَ َ ِ َﺧﺎﺋِﻨَﺔَ َاﻷ ْﻋ ُ ِ
ﻚ َ ،وَﻻ ﺗُﻀ ُ ﺪور َ ،وَﻻ ﺗَـْﻨ َﺴﻰ َﻣ ْﻦ ذَ َﻛَﺮَك َ ،وﻻ ُﲣ ُ ﺼ ُ ﲔ َ ،وَﻣﺎ ُﲣﻔﻲ اﻟ ﱡ
تﰲ ـﻚ ،ﺗَـ َﻌـﱠﺰْز َ ﻚ َﻋ ﱠﻤﺎ ﰲ َﺟ ﱢﻮ أ َْر ِﺿ َ ﻚ ﻣﺎ ﰲ َﺟ ﱢﻮ َﲰ َﻮاﺗِ َ ﺖ اﻟﺬي ﻻ ﻳُ ْﺸﻐِﻠُ َ ﻚ ،أَﻧْ َ ِﻣ ْﻦ ﺗَـ َﻮْﻛ َﻞ َﻋﻠَْﻴ َ
ـﻚ ُﻛ ﱠـﻞ َﺷ ْـﻲ ٍء أ َْﻣ ُـﺮَك ، ـﺎؤ َك َ ،وَﻣﻠَ َ ﻀُ
ٍ
ـﺐ ﻋﻠـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷ ْـﻲء ﻗَ َ ﻚ َ ،و َﻏﻠَ َ ـﺖ ﰲ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧِ َ ﻚ َ ،وﺗَـ َﻘ ﱠﻮﻳْ َ ُﻣْﻠ ِﻜ َ
ﻚ َ ،وَﻻ ُﳛَـﺎ ُط ﺑِﻌْﻠﻤـﻚ َ ،وﻻ ﻳﻨْﺘ ِﻬـﻲ ﻣـﺎ ﻋْﻨ َـﺪ َك ، ٍ
ﺻـ ُﻔ َ
ﺎع َو ْ
ﻚ ،ﻻ ﻳُ ْﺴـﺘَﻄَ ُ ت ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗُ ْﺪ َرﺗُ َ َوﻗَـ َﻬَﺮ ْ
ـﺎر َﻣ ْﻮ ِﺿـ َـﻊ ـﻮل ِﺻ ـ َﻔﺔَ َذاﺗِـ َ ِ ِ ِ
ﺼـ ُ ﻛﻴﻔﻴﱠﺘــﻚ َ ،وَﻻ ﺗُـ ْﺪ ِرُك َاﻷﺑْ َ ـﺎم َﻋـ ْـﻦ ْ ـﻚ َ ،ﻋﺠـ َـﺰت َاﻷ ْوَﻫـ ُ اﻟﻌ ُﻘـ ُ
ـﻒ ُ َوﻻ ﺗَﺼـ ُ
أﻳْﻨِﻴﱠﺘِــﻚ َ ،وَﻻ ُﲢَـ ﱡﺪ ﻓَـﺘَ ُﻜــﻮ َن َْﳏـ ُـﺪوداً ،وﻻ ُﲤَﺜﱠـ ْـﻞ ﻓَـﺘَ ُﻜـ ُـﻮ َن َﻣ ْﻮ ُﺟــﻮداً َ ،وﻻ ﺗَﻠِـ ُـﺪ ﻓَـﺘَ ُﻜــﻮ َن ُﻣ ْﻮﻟـ ُـﻮداً ،أَﻧْــﺖ
ِ
ـﻚ ،أَﻧْـ َ
ـﺖ ﺿـ َ ـﻚ ﻓَـﻴُ َﻜــﺎﺛُِﺮَك َ ،وَﻻ ﻧِـ ﱠﺪ ﻟَـ َ
ـﻚ ﻓَـﻴُـ َﻌﺎ ِر ُ ﻳﻞ ﻟَـ َ ِ
اﻟــﺬي ﻻ ﺿ ـ ﱠﺪ ﻣﻌــﻚ ،ﻓﻴُﻌﺎﻧـ ُـﺪ َك َ ،وَﻻ َﻋــﺪ َ
ِ
َﺟـ ﱠـﻞ ﺛﻨــﺎءك ، ﻚ ﻣــﺎ أ َ ﺖ ُ ،ﺳـ ْـﺒ َﺤﺎﻧَ َ ﺻ ـﻨَـ ْﻌ ََﺣ َﺴـ َـﻦ ﻣــﺎ َ ﺖ ،ﻓَ َﻤــﺎ أ ْ اﺳــﺘَ ْﺤ َﺪﺛْ َ
ـﺖ َ ،و ْ اﺧ َﱰ ْﻋـ َـﺪﻋﺖ و ْ اﺑْـﺘَـ ْ
ـﻚ ، ﻚ ﻣـ ْـﻦ ﻟﻄﻴــﻒ ﻣــﺎ أَﻟْﻄََﻔ ـ َ ـﻚ ُ ،ﺳـ ْـﺒ َﺤﺎﻧَ َ ع ﺑِــﺎﳊَ ﱢﻖ ﻓُـْﺮﻗَﺎﻧَـ ََﺻـ َـﺪ َ
ـﻚ َ ،وأ ْ أﺳــﲎ ﰲ َاﻷ َﻣــﺎﻛِ ِﻦ َﻣ َﻜﺎﻧَـ َ َو ْ
ـﺖ اﳍِ َﺪاﻳَــﺔُ ِﻣ ـ ْـﻦ ات ﻳ ـ َـﺪ َاك ،وﻋ ِﺮﻓَـ ِ
َُ
ِ
ـﻚ ،ﺑﺴــﻄﺖ ﺑ ــﺎﳋَْﻴـَﺮ َ َﲰَ َﺤ ـ َ
ـﻚ ﻣــﺎ أ ْ ـﻚ ،وﻣﻠِﻴ ـ ٍ
َو َﺣﻜ ــﻴ ٍﻢ َﻣ ــﺎ أ َْﻋَﺮﻓَـ َ َ َ
ِ
ٍ ِﻋْﻨ ِﺪ َك ،وﺧﻀﻊ ﻟَﻚ ُﻛ ﱡﻞ ﺷﻲ ٍء ،واﻧْـ َﻘﺎد ﻟْﻠﺘ ِ
ﻚ َﺟ َـﺪ ٌد َ ،وأ َْﻣ ُـﺮَك َرﺷـ ٌﺪ ﻚ ُﻛ ﱡﻞ َﺷ ْﻲء َ ،ﺳﺒِﻴﻠُ َ ﱠﺴﻠﻴ ِﻢ ﻟَ َ ْ َْ َ َ َ ََ َ
ـﺐ ِ اﺣـﺪ َاﻷﺣـﺪ ،اﻟﻌﻠـﻴﻢ اﻟﻜـ ِﺮﱘ ِ َ ، ،وأَﻧْﺖ ﺣﻲ ﺻﻤ ٌﺪ ،وأَﻧْﺖ اﳌﺎﺟ ُـﺪ اﳉـﻮاد ِ ،
اﻟﻘـﺪﱘُ ،اﻟﻘﺮﻳ ُ ُ اﻟﻮ ُ َ ُ َ ُ ََ ُ َ َ َ َ َ
ـﻞ
ـﺎؤك َو َﺟــ ﱠ ِ ِ
َﲰَـ ُـﺖ أ ْ ﱠﺳـ ْ ـﻮل اﻟﻈَــﺎﻟ ُﻤﻮ َن ُ ،ﻋﻠُ ـﻮا َﻛﺒ ـﲑاً ،ﺗَـ َﻘﺪ َ ـﺖ َﻋ ﱠﻤــﺎ ﻳـَ ُﻘـ ُـﺖ َوﺗَـ َﻌﺎﻟَْﻴـ َ
ـﺐ ،ﺗَـﺒَ َﺎرْﻛـ َ ،اﳌُﺠﻴـ ُ
ع ٍ ِ
ﺻ َﺪ َ ﺼ ﱠﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َﻋْﺒﺪك َ ،ور ُﺳﻮﻟﻚ اﻟﺬي َ ﺛﻨَ ُﺎؤ َك ،ﻓَ َ
١٨٢
ﺑِـﺄَﻣ ِﺮَك ،وﺑــﺎﻟَ َﻎ ﰲ إﻇْﻬـﺎ ِر ِدﻳﻨــﻚ وأَ ﱠﻛ َـﺪ ِﻣﻴﺜﺎﻗَــﻚ ،وﻧَ ِ ِ ِ
ﻚ. ﺿــﺎﺗِ َ
ﺼ َـﺢ ﻟﻌﺒَــﺎد َك َ ،وﺑَـ َﺬ َل ُﺟ ْﻬـ َـﺪﻩُ ﰲ َﻣ ْﺮ َ َ َ َ َ َ َ َ ََ ْ
ِ ِ ِ
ـﻚ ، ـﻚ ﺗَـَﺮاﲨَـﺔ َو ْﺣﻴِ َ ﺻ ّﻞ ﻋﻠﻰ ُوَﻻة َاﻷ ْﻣ ِﺮ ﺑـَ ْﻌ َﺪ ﻧَﺒِﻴﱢ َ ف ﺑـُْﻨـﻴَﺎﻧَﻪُ َ ،و َﻋﻈﱢ ْﻢ ﺑـُْﺮَﻫﺎﻧَﻪُ .اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،و َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َﺷﱢﺮ ْ
ـﺎﻋﺘَـ ُﻬ ْﻢ ،ﻋﻠ ــﻰ ـﺖ ﻃَ ـ َ ﺿـ َ ت ِﲟَـ َـﻮﱠد ِِ ْﻢ َ ،وﻓَـَﺮ ْ ﻳﻦ أ ََﻣـ ـ ْـﺮ َ
ِ ِ ِ
ـﻚ ﰲ ﺑـ ـ َـﻼد َك ،اﻟ ــﺬ َ ـﻚ َ ،وأ َُﻣﻨﺎﺋِ ـ َ َو ُﺧ ـ ـﱠﺰ ِان ِﻋْﻠ ِﻤ ـ َ
ِ ِ ِ
ـﺎد َ ،وأ َْﻫـ ِـﻞاﻟﻌﺒﱠـ ُ
ﺎح َو ُ اﻟﺴـﻴﱠ ِ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُ ﺻـ َـﻼ ًة َداﺋ َﻤـﺔً ﺑَﺎﻗﻴَـﺔً ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،و َ ﺻـ ﱢـﻞ َﻋﻠَـْـﻴ ِﻬ َﻢ َﺑَِﺮﻳﱠﺘـﻚ .اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،
ﺖ ُد َﻋـﺎءَﻩُ ﻓَﺄَ َﺟْﺒﺘَـﻪُ ، ِ ﻫﺬﻩِ اﻟﻌ ِﺸﻴﱠ ِﺔ ِ ،ﳑﱠﻦ ﻧﻈَﺮ ِ ِ اﳉِ ﱢﺪ وا ِﻹﺟﺘِﻬ ِﺎد ،واﺟﻌ ْﻠﲏ ﰲ ِ
ت إﻟَْﻴﻪ ﻓَـَﺮﲪْﺘَﻪُ َ ،و َﲰ ْﻌ َ َْ َْ َ َ ْ َ َ َْ
ـﺐ ﱄ ،ﰲ ﻳَـ ْـﻮﻣﻲ َﻫـ َﺬا ، ِ ـﻚ ﻓَـ َﻬ َﺪﻳْـﺘَــﻪُ َ ،و َﺳـﺄَﻟَ ََو َآﻣـ َـﻦ ﺑِـ َ
ﺿـْـﻴﺘَﻪُ َ ،وَﻫـ ْ ـﻚ ﻓَﺄ َْر َ
ـﺐ إﻟَْﻴـ َ َﻋﻄَْﻴﺘَـﻪُ َ ،وَرﻏـ َ ﻚ ﻓَﺄ ْ
ِِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ اﻟﱠﺮ ْﲪَـﺔَ ﻳــﺎ َﺳ ـﻴﱢﺪي َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﲔ،أْ ـﺎي َ ،وَﻣ ْﻐﻔـ َـﺮةً ﻟ ـ ُﺬﻧُﻮﰊ ﻳــﺎ أ َْر َﺣـ َـﻢ اﻟ ـﱠﺮاﲪ َ ﺻـ َـﻼﺣﺎً ﻟ َﻘ ْﻠـ ِـﱯ َودﻳــﲏ َوُدﻧْـﻴَـ َ َ
ي َ ،وﺛَِﻘـﱵ ،ﻳـﺎ َر َﺟـﺎﺋِﻲ َ ،وُﻣ ْﻌﺘَ َﻤ ِـﺪي َ ،وَﻣْﻠ َﺠ ِـﺄي َ ،وذُ ْﺧـ ِﺮي َ ،وﻇَ ْﻬـ ِﺮي َ ،و ُﻋـﺪِﱠﰐ َ ،وأ ََﻣﻠَـﻲ َوَﻣ ْﻮَﻻ َ
ض ،أَ ْن ﺗَـ ْﻐ ِﻔ ـ َـﺮ ﱄ اﻷر ُ ـﻤﻮات َو َ◌ ْ
ـﻚ اﻟ ــﺬي أَ ْﺷ ــﺮﻗَﺖ ﻟَــﻪ اﻟ ﱠﺴ ـ ِ
َ َ ْ ُ ﻚ ،ﺑِﻨُ ــﻮِر َو ْﺟ ِﻬ ـ َ َﺳـ ـﺄَﻟُ َ
َ ،و َﻏ ــﺎﻳَﱵ َ ،وأ ْ
ـﺎم اﳍـَـﺎِر ب إﻟَ ْﻴــﻚ ِ ِ
إﺳـ َـﺮِاﰲ ﻋﻠــﻰ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ ،ﻓَﻬـ َﺬا َﻣ َﻘـ ُ إﺳــﺎءَﰐ َوﻇُْﻠﻤــﻲ َو ُﺟْﺮﻣــﻲ َ ،و ْ ُذﻧـُـﻮﰊ َو ُﻋﻴُــﻮﰊ َ ،و َ
ِﻣﻦ اﻟﻨﱠﺎر.
ـﺖ ﻓِﻴـ ِـﻪ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،وﻫ ـ َﺬا ﻳ ــﻮِم ﻋﺮﻓَـﺔَ َ ،ﻛﱠﺮﻣﺘــﻪ وﺷ ـﱠﺮﻓْـﺘﻪ ،وﻋﻈﱠﻤﺘــﻪ ،ﻧَﺸــﺮ ِ
ـﻚ َ ،وَﻣﻨَـْﻨـ َ ت ﻓﻴـ ِـﻪ َر ْﲪَﺘَـ َ َْ ُ َ َ َُ َ َ َْ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ََ
اﻟﻌ ِﺸﻴﱠﺔ ِﻣﻦ َﻋ َﺸﺎﻳَﺎ ِ ِ ِ ﻀْﻠ ِ ِ ﺑِﻌ ْﻔ ِﻮ َك ،وأَﺟﺰﻟْ ِ
ﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒَﺎد َك ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،وﻫﺬﻩ َ ﻚ َ ،وﺗَـ َﻔ ﱠ َ ﺖ ﻓ ِﻴﻪ َﻋ ِﻄﻴﱠﺘَ َ َ َْ َ َ
ِ ِ ٍ
ـﻚ ، ـﻚ َ ،وﻟَْﻴـﻠَ ــﺔُ ﻋِﻴ ــﺪ ِﻣ ـ ْـﻦ أ َْﻋﻴَ ــﺎد َك ،ﻓ َﻴﻬ ــﺎ ﻳـُ ْﻔﻀ ــﻲ إﻟَْﻴ ـ َ إﺣ ـ َـﺪى أَﻳﱠـ ِـﺎم ُزﻟْ َﻔﺘِ ـ َـﻚ َ ،و ْ ـﻚ َوِﻣﻨَ ِﺤ ـ َ َر ْﲪَﺘِ ـ َ
ـﻚ اﻟــﺬي َﲤـُ ﱡﻦ ﺑِـﻪ ﻋﻠــﻰ ِ ﺼـ ِـﺪ َك ُ ،ﻣـ ْـﺆِﻣﻼً َر ِاﺟﻴـﺎً ﻓَ ْ ِ ِ
ﻚ ،ﻃَﺎﻟﺒـﺎً َﻣ ْﻌُﺮوﻓَـ َ ﻀـﻠَ َ ﺼـ َـﺪك ﻣـ ْـﻦ ﻗَ ْ ﺑِــﺎﳊََﻮاﺋﺞ َﻣـ ْـﻦ ﻗَ َ
ِ ـﻚ ،وأَﻧْــﺖ ﻓِﻴﻬـﺎ ﺑِ ُﻜـ ﱠـﻞ ِ◌ ﻟِﺴـ ٍ ِ ِ
ـﺎن ﺗَـ ْﺪﻋﻰ َ ،وﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ َﺧـ ٍْـﲑ ﺗُـْﺒﺘَـﻐَـﻲ َوﺗُـْﺮ َﺟــﻰ َ ،وﻟَـ َ
ـﻚ َ َﻣ ْـﻦ ﺗَ َﺸــﺎءُ ﻣ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ َ َ َ
ـﺎد َك َ ،وﺗَ ْﺸـ َـﻤ ُﻞ ِ ــﺎ أ َْﻫـ َـﻞ اﻟﻌِﻨَﺎﻳَـ ِـﺔ ﻓِﻴﻬــﺎ ﺟــﻮاﺋِﺰ وﻣﻮ ِاﻫــﺐ ،وﻋﻄَﺎﻳــﺎ َﲤـُ ﱡﻦ ِ ــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ ﺗَﺸــﺎء ِﻣــﻦ ِﻋﺒـ ِ
َْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ َََ ُ َ َ
ﲔ، ِ ﻓِﻴﻚ ،وﻗَ ْﺪ ﻗَﺼ ْﺪﻧَ َ ِ
ﻠﲔ َراﺟ َ ﺎك ُﻣ ْﺆﻣ َ َ َ ْ
١٨٣
ِ ِ ِ ِ وأَﺗَـﻴـﻨـ َ ِ
َﺟ ـ ِﺮَك ،ﻗَ ـ ْﺪ ـﻒ ﻟَــﻪُ ﻣـ ْـﻦ َو ْﻋــﺪ َك َ ،وﻻ ُﻣـ ْـﱰك ﻟَــﻪُ ﻣـ ْـﻦ َﻋﻈــﻴ ِﻢ أ ْ ﲔ ،ﻧـَْﺮ ُﺟــﻮ ﻣــﺎ ﻻ ُﺧْﻠـ َ ـﺎك ﻃَــﺎﻟﺒِ َ َ َْ
ﱠﻬـ ْـﻢ ﻃَﻠَﺒ ـﺎً ﻟِ َﻤــﺎ ِﻋْﻨـ َـﺪ َك ،ﻟِﻴُـ ْﺪ ِرُﻛﻮا
ـﻚ أَ ُﻛﻔ ُ ﺼــﻮﻧَﺔَ َ ،وَﻣ ـ ﱡﺪوا إﻟَْﻴـ َ ﺟﻮﻫ َﻬــﺎ اﳌَ ُ ـﻚ َو َ ـﺎل إﻟَْﻴـ َت َذوو اﻵﻣـ ِ
أَﺑْـ َـﺮْز َ ُ َ
ﻚ ﰲ ﻋﻈَﻤﺘِ ِﻪ ،ﻳﺎ َﺟﺒﱠ ُﺎر ﰲ ﻗُـ ﱠﻮﺗِِﻪ ، ِ ﺿﻮاﻧَﻚ ،ﻳﺎ َﻏﻔﱠﺎر ،ﻳﺎ ﻣﺴﺘـﻐﺎث ِﻣﻦ ﻓَ ْ ِ ِ
ﻀﻠ ِﻪ ،ﻳﺎ َﻣﻠ ُ ُ َْ َ ُ ْ ُ ﻚ ِر ْ َ َ ﺑِﺬﻟ َ
ﱢﻪ ) (١ﻳﺎ أَ ْﻛﺮم ﻣﺴ ٍ ﺎب ﰲ ﻋﺸ ِ ِِ ِ
ـﺆول ،وﻳـﺎ َﺧ ْﻴــﺮ َﻣـﺄْ ُﻣﻮل ََ َ ْ ﱠاق اﻟﻨَـ ﱠﻌ ِ ُ ﱢﻞ ﻳﺎ َرز َ ﻴﻒ ﰲ ﻗُ ْﺪ َرﺗﻪ ،ﻳﺎ ُﻣﺘَ َﻜﻔ ُ ﻳﺎﻟَﻄ ُ
ـﺐ ،وأَﻧَﺎﺧ ِ ِ ،وﻳﺎ أَﺟﻮد ﻣﻦ ﻧَـﺰﻟَﺖ ﺑَِﻔﻨَﺎﺋِِﻪ اﻟﺮَﻛﺎﺋِﺐ ،وﻳﻄْﻠَﺐ ِﻋْﻨ َﺪﻩ ﻧـَﻴـﻞ ِ
ـﻮد ﻳـﺎ َذا اﻟﻮﻓُ ُ
ـﺖ ﺑـﻪ ُ اﻟﺮ َﻏﺎﺋ ِ َ َ ْ َ ُ َُ ُ ُ ْ ُ َ ََْ َ ْ َ ْ
ـﻮد ،أَﻧَــﺎ َﻋْﺒ ـ ُـﺪ َك اﻟ ــﺬي أ ََﻣ ـ ْـﺮﺗَﲏ ،ﻓَـﻠَ ـ ْـﻢ أأَﲤِ ـ ْـﺮ َ ،وﻧـَ َﻬْﻴﺘَ ــﲏ َﻋـ ـﻦ ـﻮد ،ﻳ ــﺎ أَﻋﻈَ ــﻢ ِﻣ ــﻦ ُﻛ ــﻞ ﻣ ْﻘﺼ ـ ٍ اﳉ ـ ِ
ْ َ ْ ﱢَ ُ ُ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ،ﺑَـ ْـﻞ اﺳــﺘﻜْﺒَﺎراً َﻋﻠَْﻴـ َ ـﻚ َ ،وﻻ ْ ـﻚ ،ﻻ ُﻣ َﻌﺎﻧَـ َـﺪ ًة ﻟَـ َ ﻚ ﻓَـﻠَـ ْـﻢ أَﻧْـَﺰﺟـ ْـﺮ ،ﻓَ َﺨﺎﻟَْﻔـ ُ
ـﺖ أ َْﻣـَـﺮَك َوﻧَـ ْﻬﻴَـ َ َﻣ ْﻌﺼــﻴَﺘ َ
ـﺖ َ ،ﻋﺎ ِرﻓَـﺎً ﺑَِﻮ ِﻋﻴ ِـﺪ َك َ ،ر ِاﺟﻴَـﺎً ﺖ ﻋﻠـﻰ َﻣــﺎ ﻓَـ َﻌْﻠ ُ اﺳـﺘَـَﺰﻟﱠﲏ َﻋ ُـﺪ ﱡو َك َو َﻋـ ُـﺪوي ،ﻓَﺄَﻗْ َـﺪ ْﻣ ُ اي َ ،و ْ ِ
َد َﻋـﺎﱐ َﻫ َـﻮ َ
ﻚـﲔ ﻳَـ َـﺪﻳْ َﻮب َ ،ﻫــﺎ أَﻧَــﺎ َذا ﺑَـ َْ ﻚ ،ﻓَـﻴــﺎ أ ْﻛــﺮم ﻣــﻦ أُﻗِـﱠﺮ ﻟَــﻪُ ﺑِﺎﻟ ـ ﱠﺬﻧً ِ ﻟِﻌ ْﻔــﻮ َك ،واﺛِﻘ ـﺎً ﺑِﺘَﺠــﺎوِزَك و ِ
ﺻ ـ ْﻔﺤ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ََ َ َ
ـﺎي ،ﻓَ َﻤـﺎ أ َْﻋﻈَ َـﻢ ذُﻧـُـﻮﰊ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺻـﺎﻏﺮاً َذﻟـﻴﻼً َﺧﺎﺿــﻌﺎً َ ،ﺧﺎﺷـﻌﺎً َ ،ﺧﺎﺋﻔـﺎً ُﻣ ْﻌ َﱰﻓـﺎً ،ﺑ َﻌﻈـﻴﻢ ذُﻧُـﻮﰊ َو َﺧﻄَﺎﻳَـ َ َ
ﻚ ،ﻻﺋِـﺬاً ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِـﻚ ُ ،ﻣﻮﻗِﻨـﺎً أَﻧﱠـﻪُ ﻻ ـﻔﺤ َ اﻟﱵ َﲢ ﱠﻤْﻠﺘُـﻬـﺎ وأَوزا ِري اﻟـﱵ إﺟﺘَـﺮﻣﺘُﻬـﺎ ،ﻣﺴـﺘَ ِﺠﲑاً ﻓِﻴﻬـﺎ ﺑِﺼ ِ
َ ُْ ْ َْ َ َ َ َْ
ٍ ِ ِ
ف َﻋ ْـﻦ ﺗَـ َﻌ ﱡﻤـﺪ ، ﻮد ﺑِﻪ ﻋﻠﻰ َﻣ ْﻦ اﻗْـﺘَـ َـﺮ َ ِ
ﻨﻚ َﻣﺎﻧ ٌﻊ ،ﻓَـ ُﻌ ْﺪ َﻋﻠَ ّﻲ ﲟَﺎ ﺗَـ ُﻌ ُ ﻚ ُِﳎ ٌﲑ َ ،وﻻ ﳝَْﻨَـ ُﻌﲏ ﻣ َ
ِ ُﳚ ُﲑﱐ ِﻣْﻨ َ
ِ ِِ
ـﻚ أ ْن ـﻚ َﻣ ْـﻦ ِﻋﺒَـﺎد َك َ ،و ْاﻣـﻨُ ْﻦ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ِﲟَـﺎ ﻻ ﻳَـﺘَـ َﻌﺎﻇَ ُﻤ َ ﻮدِ ﺑِﻪ ﻋﻠﻰ َﻣ ْﻦ أﻟْ َﻘﻰ ﺑِﻴَﺪﻩ إﻟَْﻴ َ ِ
وُﺟ ْ َﻋﻠَ ﻲ ﲟَ َﲡ ُ
ت َﻋـ ْـﻦ ت َﺣـ ِﺰﻳ ٍﻦ ُﳜﻔــﻲ ﻣــﺎ ﺳـﺘَـْﺮ َ ـﻚ ﻟَــﻪُ ،ﻳــﺎ َﻛـ ِﺮﱘُ ْ ،إر َﺣـ ْـﻢ َ
ﺻـ ْـﻮ َ ـﻚ ِﻣـ ْـﻦ ﻏ ْﻔَﺮاﻧـِ َﲤـُ ﱠﻦ ﺑِـ ِـﻪ ﻋﻠــﻰ َﻣـ ْـﻦ أ ََﻣﻠَـ َ
ـﻒ اﳌﺴـﺄَﻟَ ِﺔ ،وﻣﻜْـﺮوﻩِ ِِ ِ ﻚ ﰲ ﻫ ِـﺬﻩِ ِ ِ ﻚ ِﻣ ْﻦ َﻣ َﺴﺎ ِوﺋِِﻪ ،ﻳَ ْﺴﺄَﻟُ َ
ِ
ََ ُ اﻟﻌﺸـﻴﱠﺔ َر ْﲪَـﺔً ﺗُـْﻨﺠﻴـﻪ ﻣ ْـﻦ َﻛ َـﺮب َﻣ ْﻮﻗ َ ْ َ َﺧ ْﻠﻘ َ
ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
ـﻌﻴﻒ َﻋ َﻤـﻼً ، اﻟﻀـ َ ـﲔ ﻳـُ ْﻔـ ِﺮُدﻩُ َﻋ َﻤﻠُــﻪُ َ ،وﻳُ ْﺸـﻐﻠُﻪُ َﻋـ ْـﻦ أ َْﻫﻠـﻪ َوَوﻟَــﺪﻩ ،ﻓَـ ْـﺎر َﺣ ْﻢ َﻋْﺒ َـﺪ َك َ ﻳـَ ْـﻮم اﳌَُﻌﺎﻳـَﻨَــﺔ ،ﺣ َ
ﺻَﻼ ت إﻻﱠ َﻣﺎ َو َ
ﺻﻠَْﺘﻪ اﻟﻮ َ
َﺳﺒَﺎب َ يأْ ﺖ ِﻣ ْﻦ ﻳَ َﺪ ﱠ اﳉﺴﻴﻢ أ ََﻣﻼً َ ،ﺧَﺮ َﺟ ْ
__________________
١ـ اﻟﻨﻌﺎب :اﻟﻐﺮاب.
١٨٤
ﺼـ ٌـﻢ ﺑِـ ِـﻪ ِﻣـ ْـﻦ َﻋ ْﻔـ ِﻮ َك ،ﻗَـ ﱠـﻞ ِﻋْﻨـ ِـﺪي َﻣــﺎ أ َْﻋﺘَـ ﱡﺪ ﺑِـ ِـﻪـﺎل إﻻﱠ ﻣــﺎ ﻣﻌﺘَ ِ
َ ُْ
ـﺖ َﻋـ ﱢـﲏ ﻋِﺼــﻢ اﻵﻣـ ِ
َُ َ ـﻚ َ ،وﺗَـ َﻘﻄﱠ َﻌـ ْ َر َﲪَﺘُـ َ
ِ
َﺳـﺎءَ ﻴﻖ َﻋ ْﻔ ُـﻮ َك َﻋ ْـﻦ َﻋْﺒـﺪ َك َ ،وإ ْن أ َ
ِ
ﻚ َ ،وﻟَ ْﻦ ﻳَﻀ َ ﺼﻴَﺘِ َ ﻚ ،وَﻛﺒـﺮ ﻋﻠَﻲ ﻣﺎ أَﺑﻮء ﺑِِﻪ ِﻣﻦ ﻣﻌ ِ
ﺎﻋﺘ َ َ ُ َ َ ﱠ ُ ُ ْ َ ْ
ِﻣﻦ ﻃَ ِ
ْ َ
ـﻒ ُﻛ ﱡـﻞ َﻣ ْﺴـﺘُﻮٍر ِﻋْﻨ َـﺪ ُﺧ ِْـﱪ َك ، ـﻚ َ ،واﻧْ َﻜ َﺸ َ ف ﻋﻠـﻰ َﺧ َﻔﺎﻳَـﺎ َاﻷ ْﻋ َﻤـﺎ ِر ِﻋْﻠ ُﻤ َ أﺷ َـﺮ َ
ﻒ َﻋ ﱢـﲏ ،ﻓَـ َﻘـ ْﺪ َ ﺎﻋ ُ ﻓَ ْ
ِ ِ ﻚ ِدﻗَ َ
اﺳـﺘَ ْﺤ َﻮ َذ َﻋﻠَ ﱠـﻲ َﻋ ُـﺪ ﱡو َك ﺎت اﻟ ﱠﺴَﺮاﺋ ٍﺮ َ ،وﻗَـﺪ ْ ﻚ َﻏْﻴﺒَ ُ ب َﻋْﻨ َ ﺎق ُاﻷ ُﻣﻮِر َ ،وﻻ ﻳَـ ْﻌُﺮ ُ َوﻻ ﺗَـْﻨﻄﻮي َﻋﻠَْﻴ َ
ﺼــﻐَﺎﺋِ ِﺮ ِ ِ
ﺿــﻼﱄ ﻓَﺄ َْﻣ َﻬْﻠﺘَــﻪُ َوأ َْوﻗَـ َﻌ ــﲏ ﺑِ َ ﻚ إﱃ ﻳَـ ْـﻮم اﻟ ـﺪﱢﻳﻦ ِ ،ﻹ ْ اﺳ ـﺘَـْﻨﻈََﺮ ﻓَﺄَﻧْﻈَْﺮﺗَــﻪُ َ ،و ْ
اﺳ ــﺘَ ْﻤ َﻬﻠَ َ ،اﻟــﺬي ْ
ﺼــﻴﺘِﻚ ،وأﺳﺘـﻮﺣ ْﺸــﺖ ﺑِﺴـ ِ ِ ٍ ٍِ ٍ ِ ذُﻧـُ ٍ
ـﻮء َﺳـ ْـﻌﻴﻲ ـﺖ َﻣ ْﻌ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ـﻮب ُﻣﻮﺑَِﻘــﺔ َ ،وﻛﺒَــﺎ ِر أ َْﻋ َﻤــﺎل ُﻣْﺮدﻳَــﺔ َ ،ﺣـ ﱠـﱴ إذَا ﻓَ ْﺎرﻗْـ ُ
ﻚ ﺗَـ َﻮﱠﱃ َﻋ ْﻦ ُﻋ ْﺬ ِر َﻏ ْﺪ ِرﻩِ َ ،وﺗَـﻠَﻘﱠﺎﱐ ﺑِ َﻜﻠِ َﻤ ٍﺔ ُﻛ ْﻔﺮﻩِ َ ،وﺗَـ َﻮﱠﱃ اﻟﺒَـ َـﺮاءَ َة ِﻣ ﱢـﲏ َ ،وأ َْدﺑَـ َـﺮ ُﻣ َﻮﻟِﻴـﺎٍ َﻋ ﱢـﲏ ، ُﺳ ْﺨﻄَ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﻴﻊ ﻳَ ْﺸـ َﻔ ُﻊ ﱄ إﻟَْﻴـ َ ـﻚ ﻃَﺮﻳــﺪاً ،ﻻ َﺷــﻔ َ َﺧـَـﺮ َﺟﲏ إﱃ ﻓﻨَــﺎء ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِـ َ ﻚ ﻓَ ِﺮﻳــﺪاً َ ،وأ ْﻀـﺒِ َـﺤَﺮِﱐ ﻟﻐَ َ َﺻـ َﻓَﺄ ْ
اﻟﻌﺎﺋـِ ِـﺬ
ـﺎم َ ـﻚ ،ﻓَـ َﻬـ َﺬا َﻣ َﻘـ ُأﳉَـﺄُ إﻟَْﻴـ ِـﻪ ِﻣْﻨـ َ
ـﻚ َ ،وﻻ َﻣـ َـﻼ َذ ْ ﺼـ َـﻦ َْﳛ ُﺠﺒُــﲏ َﻋْﻨـ َ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﺣ ْ ـﲑ ﻳَﻘﻴــﲏ ِﻣْﻨـ َ
ﺧ ِﻔـ ِ
َ َ
ِ ِ ِ
ﺼ َـﺮ ﱠن ُد ِوﱐ َﻋ ْﻔ ُـﻮ َك ،وﻻ ﻚ َ ،وﻻ ﻳَـ ْﻘ ُ ﻀـﻠُ َ
ﻚ ،ﻓـﻼ ﻳَﻀـﻴ َﻘ ﱠﻦ َﻋ ﱢـﲏ ﻓَ َ ﻚ ﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر َ ،وَﳏَ ﱡﻞ اﳌ ْﻌ َِﱰف ﻟَ َ ﺑِ َ
ﲔ. اﻵﻣﻠِ
ﻮد َك ِ أَ ُﻛﻮﻧَ ﱠﻦ أَﺧﻴﺐ ِﻋﺒ ِﺎد َك اﻟﺘُﱠﺎﺋِﺒِﲔ ،وﻻ أَﻗْـﻨ َﻂ وﻓُ ِ
َ َ َ َ ُ َْ َ َ
ﺖ ِ ِ
ﺖ ﻣـﻦ وﻇَـﺎﺋ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،وﺗَـ َﻌـﺪﱠﻳْ ُ ﻒ ﻓُـُﺮوﺿ َ ﲔ ،ﻓَﻄَﺎﻟَ َﻤﺎ أ ْﻏ َﻔ ْﻠ َ ْ َ ﱠﻚ أ َْر َﺣ ُﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إ ْﻏﻔْﺮ ﱄ ،إﻧ َ
ود َك ،ﻓَـﻬ ـ َﺬا ﻣ َﻘــﺎم ﻣ ـ ِﻦ اﺳــﺘ ِ ﻋــﻦ ﻣ َﻘــﺎم ﺣــﺪ ِ
ـﻚ ، ـﻚ َو َﺳـ ِـﺨ َﻂ َﻋﻠَْﻴـ َﻬــﺎ َ ،وَر ِﺿـ َـﻲ َﻋْﻨـ َ ﺤﻴﺎ ﻟﻨَـ ْﻔ ِﺴـ ِـﻪ ِﻣْﻨـ َ
َ َ ُ َ َْ ْ ُ َ َ
ِ
ﻚ، ـﲔ اﻟﱠﺮ ْﻏﺒَ ِـﺔ إﻟَْﻴـ َ
ﻮب َ ،واﻗﻔـﺎً ﺑـَ َْ ﺎﺿﻌ ٍﺔ ،وﻇَ ْﻬ ٍﺮ ﻣﺜْـ َﻘ ٍﻞ ِﻣـﻦ اﻟـ ﱡﺬﻧُ ِ
َ
ٍ ِ
ﺲ َﺧﺎﺷ َﻌﺔ َ ،وَرﻗَـﺒَﺔ َﺧ َ َ ُ
ﱠﺎك ﺑِﻨَـ ْﻔ ٍ ِ ٍ ﻓَـﺘَـﻠَﻘ َ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِِ
ﺼـ ﱢـﻞ ﺖ أ َْوَﱃ َﻣـ ْـﻦ َوﺛـ َـﻖ ﺑِــﻪ ﳑـﱠ ْـﻦ َر َﺟــﺎﻩُ َ ،وأَﻣـ َـﻦ ﻣـ ْـﻦ ﺧ ْﺸــﻴَﺘﻪ َواﺗـ َﱠﻘــﺎﻩُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻓَ َ ـﻚ ،ﻓَﺄَﻧْـ َ َواﻟﱠﺮْﻫﺒَـ ِـﺔ ِﻣْﻨـ َ
ٍ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ وآﻟِِﻪ ،وأَﻋ ِﻄ ِﲏ ﻣﺎ رﺟﻮ ِ ِ ِ
ـﻚ .اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ت َ ،و ُﻋ ْﺪ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﺑِ َﻌﺎﺋِ َـﺪة ِﻣ ْـﻦ َر ْﲪَﺘِ َ ت َوآﻣ ﱢﲏ ﳑﱠﺎ َﺣﺬ ْر َ َ ْ َ َ َْ ُ َ َ
ِ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وﺗَـﻐَ ﱠﻤـ ــﺪﺗَِﲏ ﺑِ َﻌ ْﻔ ـ ـ ِﻮ َك ،ﰲ َدا ِر اﳊَﻴَـ ــﺎة َ ،و َ ِ
ﻀـ ـ َـﺮِة اﻷ ْﻛ َﻔـ ــﺎء ، اﻟﻔﻨَـ ــﺎء ،ﲝَ ْ ﻀـ ــﻠ ََ ،وإ ْذ َﺳ ـ ـﺘَـ ْﺮﺗَِﲏ ﺑَِﻔ ْ
ﻴﺤﺎت ِ ِ ِ
ﻓَﺄَﺟْﺮﱐ ﻣﻦ ﻓَﻀ َ
١٨٥
ﲔ َ ،واﻟ ﱡﺸ ـ َـﻬ َﺪ ِاء ِ
اﻟﺮ ُﺳ ـ ِـﻞ اﳌُ ْﻜ ـ َـﺮﻣ َ
ﲔ َ ،و ُ
ِ ِ ِ
ـﻒ اﻹ ْﺷـ ـ ِﻬﺎَدِ ،ﻣ ـ َـﻦ اﳌَﻼﺋ َﻜ ــﺔ اﳌَُﻘـ ـﱠﺮﺑِ َ ـﺎء ِ ،ﻋْﻨ ـ َـﺪ ﻣﻮاﻗِ ـ ِ
ََ
دا ِر اﻟﺒـ َﻘ ـ ِ
َ َ
َﺳـَـﺮﻓُﻮا ﻋﻠــﻰ أَﻧْـ ُﻔ ِﺴــ ِﻬﻢ ﻻ ِِ ِ ﺼــﺎﳊِِﲔ ،ﻓَﺤ ﱠﻘــﻖ رﺟــﺎﺋِﻲ ﻳــﺎ أَﺻـ َ ِِ
ﲔ » :ﻳــﺎ ﻋﺒَــﺎد ي اﻟــﺬﻳﻦ أ ْ ـﺪق اﻟ َﻘــﺎﺋﻠ َ ْ َواﻟ ﱠ َ َ ْ َ َ
ﺗَـ ْﻘﻨَﻄُﻮا ِﻣﻦ َر ْﲪَﺔ اﷲ «.
ﺎﺻـ ـﻴَﱵ ﻚ اﻟ َﻔ ِﻘ ــﲑ ،ﻧَ ِ ﺿ ــﻌِﻴ ُﻔ َ
ﺎﺻ ــﺪ وِﻣﺴ ــﻜﻴﻨﻚ اﳌﺴ ــﺘ ِﺠﲑ ِ
اﻟﻮاﻓـ ـ ٌﺪ َ ،و َ إﱐ ﺳ ــﺎﺋِﻠُ َ ِ
ُ ﻚ اﻟ َﻘ ُ َ ْ ُ َ ُ ْ َ ُ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ َ
ِ ِ ِِ
ﺿﻴﻚ َﻋ ﱢﲏ َ ،وأَ ْن ﺗُـﺒَﺎ ِرَك ﱄ ﰲ ﻳـَ ْـﻮﻣﻲ ﻫـﺬا ﻚ أَ ْن ﺗُـ َﻮﻓ َﻘﲏ ،ﻟ َﻤﺎ ﻳـُْﺮ َ َﺳﺄَﻟُ َ
ﻚ،أْ َﺟﻠﻲ ﺑِﻌِْﻠ ِﻤ َ ﺑﻴَﺪ َك َ ،وأ َ
ﻚ ﺑِ َﻌ ِﻈ ــﻴ ِﻢ َﻣ ــﺎ ِ ـﻚ َاﻷﺻ ــﻮات ،وﺗَـ َﻘ ـﱠﺮب إﻟَﻴ ـ َ ِ ،اﻟ ــﺬي ﻓَ ِﺰﻋ ـ ِ ِ
ـﺎد َك ﺑِﺎﻟ ُﻘُﺮﺑَــﺎت ،أ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ ـﻚ ﻋﺒَـ ُ ـﺖ ﻓﻴ ــﻪ إﻟَْﻴ ـ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ،أَ ْن ـﻚ ﺑِﺂﻵﺋ َ ﺎﺻـﺔ ُد َﻋﺎﺋ َ ـﻚ َ ،و َﺧ َ ـﻚ َ ،و َﲨﻴ ِـﻞ ﺛـَﻨَﺎﺋ َ َﲰﺎﺋ َ ـﻚ ﻣ ْـﻦ َﻛـ ِﺮِﱘ أ َْﺳﺄَﻟَﻚ ﺑِﻪ أ َﺣ ٌﺪ ﻣ ْـﻦ َﺧﻠْﻘ َ
ﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َوآﻟِ ِـﻪ َ ،وأَ ْن َْﲡ َﻌ َـﻞ ﻳَـ ْـﻮﻣﻲ َﻫـ َﺬا ،أ َْﻋﻈَ َـﻢ ﻳَـ ْـﻮَم َﻣـﱠﺮ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ُﻣْﻨـ ُﺬ أَﻧْـ َـﺰﻟْﺘَِﲏ إﱃ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ، ﺗُ َ
ـﺎﺟﱵ َ ،وﺗَ ْﺸ ـ ِـﻔﻴِﻌﻲ ﰲ َﻣ ْﺴـ ـﺄَﻟَِﱵ َ ،وإﲤَـ ِـﺎم ﺻ ـ ِـﺔ ﻧـَ ْﻔ ِﺴ ــﻲ ،وﻗَ ِ ﺼــ َـﻤﺔ ِدﻳِــﲏ َ ،و َﺧﺎ ﱠ ِ
ﻀ ــﺎء َﺣ ـ َ َ َ ﺑـََﺮ َﻛـــﺔ ﰲ ﻋ ْ
ـﻚ َ ،وأ َْر ِﺿـ ِـﲏ اب َر ْﲪَﺘِـ َ ِِ ِ اﻟﻨـﱢﻌﻤـ ِـﺔ ﻋﻠَــﻲ ،و ِ
ﲔ ،إﻓْ ــﺘَ ْﺢ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ أَﺑْـ َـﻮ َ ﺻـ ْـﺮف اﻟ ﱡﺴــﻮء َﻋـ ﱢـﲏ .ﻳــﺎ أ َْر َﺣـ َـﻢ اﻟ ـﱠﺮاﲪ َ َْ َ ﱠ َ َ
ـﺎﺟﱵ اﻟـﱵ إ ْن أ َْﻋﻄَْﻴﺘَﻨِ َﻴﻬـﺎ ِ
ﻚ ،ﻳﺎ أ ََﻣﻠـﻲ َوﻳَ َﺎر َﺟـﺎﺋﻲ َ ،ﺣ َ ﺎﻋﺘِ َ ﺺ ﻃَ َ اﺳﺘَـ ْﻌ ِﻤ ْﻠﲏ ِﲞَﺎﻟِ ِﻚ َ ،و ْ
ِ
ﺑِ َﻌﺎد ِل ﻗَ ْﺴ ِﻤ َ
ﺎك َرﻗْـﺒَﱵ ِﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر. ﻀﱠﺮﱐ ﻣﺎ َﻣﻨَـ ْﻌﺘَﲏ َ ،وإ ْن َﻣﻨَـ ْﻌﺘَـ َﻬﺎ َﱂْ ﻳَـْﻨـ َﻔ ْﻌﲏ ﻣﺎ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَﲏ ﻓِ َﻜ ُ َﱂْ ﻳَ ُ
ِ ِ ِ
ـﺐ َد َﻋــﺎﺋﻲ ،ﻳــﺎ َﻣﻨﱠـﺎ ُن ُ ،ﻣـ ﱠﻦ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑِﺎﳉَﻨﱠــﺔ ،ﻳــﺎ َﻋ ُﻔـ ﱡﻮ ،أ َْﻋـ ُ
ـﻒ إﳍــﻲ ﻻ ﺗَـ ْﻘﻄَـ ْـﻊ َر َﺟــﺎﺋﻲ َ ،وﻻ ُﲣَﻴﱢـ ْ
اﻟﻌ ْﻔـ ِﻮ ، ِ ِ ِِ
اﺻ َـﻔ ْﺢ َﻋ ْـﻦ ذُﻧُـﻮﰊ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ َرﺿ َـﻲ ﻟﻨَـ ْﻔﺴـﻪ َ ﺐ َﻋﻠَ ﱠﻲ َ ،وَﲡَ َﺎوْز َﻋ ﱢﲏ َ ،و ْ اب ،ﺗُ ْ َﻋ ﱢﲏ ،ﻳﺎ ﺗَـ ﱠﻮ ُ
ِ ِ
اﻟﻌ ْﻔـﻮ
ﻚ اﻟﻴَـ ْـﻮَم » َ َﺳـﺄَﻟُ َ
اﺳﺘَ ْﺤ َﺴ َـﻦ ا َﻟﻌ ْﻔ ُـﻮ ،أ ْ اﻟﻌ ْﻔ ِﻮ ،ﻳﺎ َﻣ ْـﻦ ْ ﺎﻟﻌ ْﻔ ِﻮ ،ﻳﺎ ﻣ ْﻦ َْﳚ ِﺰي ﻋﻠﻰ َ ﻳﺎ َﻣ ْﻦ َأﻣَﺮَ ﺑ َ
اﻟﻌ ْﻔﻮ « َوَﻛﺎن ﻳَـ ُﻘُﻮ ل ذﻟِﻚ َ :ﻋ َﺸﺮ َﻣﱠﺮات. َ
ﺎل إﻻﱠ ِ
ﻳﻨﻘﻄﻊ اﻟﱠﺮ َﺟﺎءُ إﻻﱠ ﻣْﻨ َ
اﻵﻣ ُ
ﻴﺐ َ ﻚ َ ،وﻻ َﲣ ُ ﺖ،ﻻ ُ ﺖ ،أَﻧْ َ أَﻧْ َ
١٨٦
أﺿـﻴﺎﻓﺎً ﻓَــﺎﺟﻌﻠﲏ ِﻣــﻦ أ ْ ِ ِِ ِ ِ ِ
ﻚ، َﺿــﻴَﺎﻓ َ ْ ْ ـﻚ ﰲ ﻫــﺬﻩ اﻟﻠْﻴـﻠَــﺔ ْ َ ﻻي ،إ ﱠن ﻟَـ َ
ـﻚ ،ﻓــﻼ ﺗَـ ْﻘﻄَـ ْـﻊ َرﺟــﺎﺋﻲ ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻮ َﻓْﻴـ َ
ف اﻟ ـﺪﱠاﺋِ ِﻢ اﻟــﺬي ﻻ ﻳَـْﻨـ َﻘﻀــﻲ َداﺋِﻤ ـﺎً ،ﻳــﺎ َذا ﻓَـ َﻘ ـ ْﺪ ﻧَـﺰﻟْــﺖ ﺑِﻔﻨﺎﺋــﻚ ،راﺟﻴ ـﺎً ﻣﻌﺮوﻓــﻚ ،ﻳــﺎ َذا اﳌﻌــﺮ ِ
َْ ُ ْ َ ُ
ﺼﻰ َﻋَﺪ دا. اﻟﻨﱠﻌﻤﺎء اﻟﱵ ﻻ ُْﲢ َ
ـﺎس ﻗِﺒﻠِـﻲ ﺗَﺒِﻌـ ٍ ِ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إ ﱠن ﻟَــﻚ ﺣ ُﻘﻮﻗ ـﺎً ﻓَـﺘﺼ ـﺪ ْ ِ
ـﺎت ،ﻓَـﺘَ َﺤ ﱠﻤْﻠ َﻬــﺎ َﻋـ ِـﲏ َ ،وﻗَـ ْﺪ ﱠق ـَـﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َ ،وﻟ ْﻠﻨﱠـ ِ َ ََ َ ُ ُ
ِ ِ ِ ٍ ِ
ـﺎب اﳉَﻨﱠـﺔ ،ﻳـﺎ اي اﳉَﻨﱠـﺔَ ،ﻳـﺎ َوﱠﻫ َ ﺎﺟ َﻌ ْـﻞ ﻗ َـﺮ َ
ﻚ ﻓَ ْ ﺮى َ ،وأَﻧَـﺎ َ
ﺿـْﻴـ ُﻔ َ ﺿْﻴﻒ ﻗ ً رب ،ﻟ ُﻜ ﱢﻞ َ أ َْو َﺟْﺒﺖ ،ﻳﺎ ﱡ
ِ ِ
ﻀ ِـﻞﺻ ِﻮﰐ َ ،ﻣ ْﻐ ُﻔﻮراً ذَﻧِْﱯ ،ﺑِﺄَﻓْ َﺎب اﳌَْﻐﻔَﺮةِ إﻗْـﺒَـﻠْﲏ ُﻣ ْﻔﻠﺤﺎً ُ ،ﻣْﻨﺠﺤﺎً ُ ،ﻣ ْﺴﺘَ َﺠﺎﺑَﺎً ﱄ َ ،ﻣْﺮ ُﺣﻮﻣﺎً َ َوﱠﻫ َ
َﺣ ٌﺪ ِﻣ ْﻦ َوﻓْﺪك َ ،وُزﱠوا ِرَك .(١) « .. ﻣﺎ ﻳـْﻨـ َﻘﻠِ ِِ
ﺐ ﺑﻪ اﻟﻴَـ ْﻮَم أ َ َ ُ
واﻧﺘﻬــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟﺸ ـﺮﻳﻒ ،وﻫــﻮ ﳝﺜــﻞ روﻋــﺔ اﻻﳝــﺎن ،وﺣﻘﻴﻘــﺔ اﻟﺘﻤﺴــﻚ ﺑــﺎﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،
وﻛــﺎن ذﻟــﻚ ﻫــﻮ اﻟﺴــﻤﺖ اﻟﺒــﺎرز ،ﰲ ﺳــﲑة اﻻﻣــﺎم � ،اﻟــﺬي آﻣــﻦ ﺑــﺎﷲ ﺑﻌﻮاﻃﻔــﻪ وﻣﺸــﺎﻋﺮﻩ.
و ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم � ﰲ ﺣﺠﻪ ﻟﺒﻴﺖ اﷲ اﳊﺮام.
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٣٩٢ـ .( ٣٩٧
١٨٧
١٨٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴﺎدس
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻗﻲ وﺿﻮﺋﻪ وﺻﻼﺗﻪ
١٨٩
١٩٠
اﻟﺼــﻼة ﻣــﻦ أﻫــﻢ اﻟﻌﺒــﺎدات ،وﻣــﻦ أﻋﻈﻤﻬــﺎ ﺷــﺄﻧﺎ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،وﻫــﻲ ﻣــﻦ أوﺛــﻖ اﻟــﺮواﺑﻂ ،
اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ اﻻﻧﺴﺎن ﲞﺎﻟﻘﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ،ﺗﻌـﻮد ﻋﻠـﻰ اﻻﻧﺴـﺎن ﺑﺄﺟـﻞ اﻟﻔﻮاﺋـﺪ ﻓﻬـﻲ
ﺗﻨﻔــﻲ ﻣــﻦ أﻋﻤــﺎق ﻧﻔﺴــﻪ ،ودﺧﺎﺋــﻞ ذاﺗــﻪ ،اﻻﻛﺘﺌــﺎب ،واﳍﻠــﻊ ،واﻟﻴــﺄس ،وﲤــﺪﻩ ﺑﻘــﻮة ﻧﻔﺴــﻴﺔ ،
ﻳﻮاﺟـﻪ ــﺎ اﻻزﻣــﺎت ،ﻓﻬــﻲ ﺗﻌﺮﻓــﻪ ﺑﺎﳋــﺎﻟﻖ اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،اﻟــﺬي ﺑﻴــﺪﻩ ﲨﻴــﻊ ﳎﺮﻳــﺎت اﻻﺣــﺪاث ،وإن
ﻣﺸ ــﺎﻛﻞ اﻻﻧﺴ ــﺎن اﳋﺎﺻ ــﺔ ،ﻻ ﻣﻔ ــﺮ ﳍ ــﺎ ،وﻻ ﻛﺎﺷ ــﻒ ﳍ ــﺎ إﻻ اﷲ ،وﺑ ــﺬﻟﻚ ﻓﻬ ــﻲ ﺗﺪﻓﻌ ــﻪ إﱃ
اﻻﻣﻞ ،وﻋﺪم اﻟﺘﺸﺎؤم ،اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻦ أﻗﺴﻰ اﻻﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ أﻫﺘﻢ اﻻﺳﻼم ،ﺑﺎﻟﺼﻼة اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺎ ،ﻓﻬﻲ إن ﻗﺒﻠﺖ ﻗﺒﻞ ﻣـﺎ ﺳـﻮاﻫﺎ ،وإن ردت رد
ﻣﺎ ﺳﻮاﻫﺎ ـ ﻛﻤﺎ ﰲ اﳊﺪﻳﺚ ـ وﻣﻌﲎ ذﻟﻚ ،ان اﻻﻧﺴﺎن أول ﻣﺎ ﳛﺎﺳـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻋﻨـﺪ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ
،اﻟﺼﻼة ،ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ وﺻﺤﻴﺤﺔ ﻧﻈﺮ ﰲ أﻋﻤﺎﻟـﻪ اﻻﺧـﺮى ،وإن ﱂ ﺗﻘﺒـﻞ ،ﱂ ﻳﻨﻈـﺮ ﰲ
ﺷــﻲء ﻣــﻦ أﻋﻤﺎﻟــﻪ ،ﺻــﺤﻴﺤﺎ ﻛــﺎن أو ﺑــﺎﻃﻼ ،وﻣــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ ،أن اﻫﺘﻤــﺎم اﻟﺸــﺎرع ــﺎ ،ﻟــﻴﺲ
ﳌﺼﻠﺤﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻴﻪ ،وإﳕﺎ اﳌﺼﺎﱀ ،واﻟﻔﻮاﺋﺪ ،واﻟﺜﻤﺮات ﻛﻠﻬﺎ ،ﺗﻌﻮد ﻋﻠـﻰ اﳌﻜﻠـﻒ ،ﻓﻬـﻲ ﻣـﻦ
أﻫ ــﻢ اﻻﺳ ــﺒﺎب ﰲ ــﺬﻳﺐ اﻟﻨﻔ ــﻮس ،وإﻗﺎﻣ ــﺔ اﻻﺧ ــﻼق ،وﻫ ــﻲ اﻟﺼ ــﻠﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘ ــﺔ ﻟﻌ ــﺮوج اﻟ ــﻨﻔﺲ
واﺗﺼﺎﳍﺎ وﺗﺸﺮﻓﻬﺎ ،ﺑﺎﻟﺼﺎﻧﻊ اﳊﻜﻴﻢ اﳌﺒﺪع ﳍﺬﻩ اﻻﻛﻮان.
وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﻓﺈن ﰲ اﻟﺼﻼة ،ﻣﻦ اﳌﻌﺎﱐ اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻣﺎ ﻻ ﳛﺼﻰ ،
١٩١
وﻗﺪ رﻛﺰ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻋﻨﺎﻳﺘﻪ واﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺎ ،وﻗـﺪ أﺛـﺮت ﻋﻨـﻪ ﻛﻮﻛﺒـﺔ ﻣـﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ ،ﰲ
ﺣﺎل وﺿﻮﺋﻪ وﺻﻼﺗﻪ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
أ ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﺿﻮء
وأول ﻣﻘــﺪﻣﺎت اﻟﺼــﻼة ،وأﻛﺜﺮﻫــﺎ أﳘﻴــﺔ اﻟﻮﺿــﻮء ،وﰲ اﳊ ــﺪﻳﺚ اﻟﺸ ـﺮﻳﻒ » ﻻ ﺻــﻼة إﻻ
ﺑﻄﻬﻮر « وﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﱃ روﺣﺎﻧﻴﺘﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻮاﺋﺪ ﺻﺤﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ،ﻳﻘـﻮل اﻻﻣـﺎم اﻟﺸـﻴﺦ
ﳏﻤﺪ اﳊﺴﲔ آل ﻛﺎﺷﻒ اﻟﻐﻄﺎء ﻧﻀﺮ اﷲ ﻣﺜﻮاﻩ » :أﻧﻈﺮ أوﻻ ،إﱃ أول ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﺎت
اﻟﺼــﻼة ،وﻫــﻲ اﻟﻨﻈﺎﻓــﺔ ،واﻟﻄﻬــﺎرة ،وﳌــﺎ ﻛــﺎن اﻟﺼــﺎﻧﻊ اﳊﻜــﻴﻢ ﻗــﺪ ﺟﻌــﻞ ﳍـﺬا اﻟﺒــﺪن ﻏﺸــﺎء ،
ﻳﺴﱰ ﳊﻤﻪ ،وﻋﻮرﺗﻪ وأﻋﺼﺎﺑﻪ ،وﲨﻴﻊ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﻪ وﻫـﻮ اﳉﻠـﺪ ،اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﳍـﺬا اﳍﻴﻜـﻞ اﳉﺴـﻤﺎﱐ
ﻛﺎﻟــﺪرع اﳊﺼــﲔ ،ﻳﻘﻴــﻪ ﻣــﻦ اﻟﻌ ـﻮارض اﻟﻜﻮﻧﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺣــﺮ أو ﺑــﺮد ،أو ﻏﺒــﺎر ،أو ﻫ ـﻮام ،وﳓــﻮ
ذﻟـ ــﻚ ،وﺟﻌﻠـ ــﻪ ذا ﻣﺴـ ــﺎم ﻟﺘﻜﻤﻴـ ــﻞ ﺑـ ــﻪ ﻣﻨﻔﻌـ ــﺔ اﳉﺴـ ــﺪ ،ﻓﻴﺨـ ــﺮج ﻣﻨـ ــﻪ اﻟﺒﺨـ ــﺎر واﻟﻌـ ــﺮق وﺳـ ــﺎﺋﺮ
اﻟﻔﻀﻼت ،اﻟﱵ ﻳﺴﱰﻳﺢ اﳉﺴﻢ ﲞﺮوﺟﻬﺎ ﻣﻨـﻪ ،وﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ ﻛـﻞ ﻋﻀـﻮ ﻣﻨـﻪ ،ﺑـﻞ ﻛـﻞ ذرة وﻃﺎﻗـﺔ
ﻋﻠــﻰ أداء وﻇﻴﻔﺘﻬــﺎ اﻟــﱵ ﻛﻮﻧــﺖ ﻣــﻦ أﺟﻠﻬــﺎ ﻛﺎﻧــﺖ ﺗﻠــﻚ اﳌﺴــﺎم اﻟــﱵ ﻻ ﻳ ـﺰال ﳜــﺮج اﻟﻌــﺮق ﻣﻨﻬــﺎ
واﻟﺒﺨ ــﺎر اﳌﺘﻜ ــﻮن ﻣ ــﻦ اﳊـ ـﺮارة اﻟﻐﺮﻳﺰﻳ ــﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ــﺔ ،أو اﻟﻌﻮاﻣ ــﻞ اﳋﺎرﺟﻴ ــﺔ ،ﻣﻌﺮﺿ ــﺔ ﻟﻼﻧﺴ ــﺪاد ،
واﻻﳊﺘــﺎم ،ﲟــﺎ ﻳ ـﱰاﻛﻢ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ،ﻣ ــﻦ ﺗﻠــﻚ اﻟﻔﻀــﻼت ﻓﺎﻧﺴــﺪادﻫﺎ ،ﳑــﺎ ﻳﻮﺟــﺐ ﲣﻠــﻒ اﻟﻘﺴــﻢ
اﻟﻜﺒﲑ ﻣﻨﻬﺎ داﺧـﻞ اﻟﺒـﺪن ،وﻛﻠﻤـﺎ ﺗﺰاﻳـﺪت ﻋﻠﻴـﻪ اﻻﻗـﺬار ﻣـﻦ ﺗـﺮاﻛﻢ اﻟﻐﺒـﺎر ،واﳍـﻮاء ،واﻟﺒﻬـﺎء ،
ﻣــﻦ اﳋــﺎرج ،واﻟﻌــﺮق واﻟﺒﺨــﺎر ﻣــﻦ اﻟــﺪاﺧﻞ ،ﻣــﻦ اﳋﻼﻳــﺎ اﻟﻘﺮﻧﻴــﺔ ،واﳌـﻮاد اﻟﺪﻫﻨﻴــﺔ ،ﺑﻌــﺪ ﺗﺒﺨــﺮ
ﻣﺎﺋﻬــﺎ وزواﻟــﻪ ،إﻧﺴــﺪت ﺗﻠــﻚ اﳌﺴــﺎم اﳉﻠﺪﻳــﺔ ،اﻟــﱵ رﲟــﺎ ﺗﻌــﺪ ﺑــﺎﳌﻼﻳﲔ ،وﱂ ﺗﻘــﺪر ﻋﻠــﻰ أداء
وﻇﻴﻔﺘﻬـﺎ ﻣـﻦ إﻓـﺮاز اﻟﻀـﺎر ،وﺟــﺬب اﻟﻨـﺎﻓﻊ ﻓﻴﺨــﻞ ذﻟـﻚ وﺑﺴــﺎﺋﺮ اﻻﻋﻀـﺎء ،وﺗﻌﻮﻗﻬــﺎ أﲨـﻊ ﻋــﻦ
اﻟﻘﻴــﺎم ﺑﻮﻇﺎﺋﻔﻬــﺎ ،ﺣــﱴ اﻟﺮﺋﻴﺴ ــﻴﲔ :اﻟﻘﻠــﺐ واﻟﺮﺋــﺔ ،وﺣــﱴ اﻟ ـﺮﺋﻴﺲ اﻻﻋﻈــﻢ ،وﻫــﻮ اﻟــﺪﻣﺎغ ،
وﲢ ـ ــﺪث اﻻﻣـ ـ ـﺮاض اﻟﻌﺼ ـ ــﺒﻴﺔ ﰲ ﺷ ـ ــﱴ اﳉﻬ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺒ ـ ــﺪن ،وﲢ ـ ــﺪث ﰲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬ ـ ــﺎ اﳊﻜ ـ ــﺔ ،
واﻻﻟﺘﻬﺎب ،وإﻧﺘﺸﺎر اﻟﺮواﺋﺢ اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ،واﻻﻧﻔﺎس اﳌﺘﻌﻔﻨﺔ
١٩٢
اﳌﺨﻤــﺮة ﲜ ـﺮاﺛﻴﻢ اﳉﻠــﺪ ،وﺟــﺬورﻩ اﻟﻔﺎﺳــﺪة ،ﺗﻠــﻚ اﻟــﺮواﺋﺢ اﻟــﱵ ﻗــﺪ ﻳﺸــﻤﻬﺎ اﳉﻠــﻴﺲ ،ﻓﻴﺸــﻤﺌﺰ
ﻣﻨﻬﺎ وﻳﺘﻘﺰز ...
وأﺿــﺎف ﻳﻘــﻮل :أﻓﻠــﻴﺲ ﻣــﻦ اﳊﻜﻤــﺔ اﻟﺒﺎﻟﻐــﺔ ﺣﻴﻨﺌــﺬ وﻣــﻦ اﻟــﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ﺳــﻌﺔ ﻋﻠــﻢ اﻟﺸــﺎرع
اﳊﻜﻴﻢ ،وإﺣﺎﻃﺔ ﺗﺸﺮﻳﻊ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ واﻟﻄﻬﺎرة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﺼﻼة؟ ).(١
إن ﺗﺸـﺮﻳﻊ اﻟﻮﺿــﻮء ،ﻣﻘﺪﻣــﺔ ﻟﻠﺼــﻼة ﻟــﻪ أﳘﻴﺘــﻪ اﻟﺒﺎﻟﻐــﺔ ،وﻗــﺪ ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،
ﻳﺪﻋﻮ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺑﻨﻮد اﻟﻮﺿﻮء وﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ أدﻋﻴﺘﻪ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺿﻮء
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﻳﺪﻋﻮ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺿﻮء ،ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﻮل اﷲِ )ص( أَ ْﺷـ َـﻬ ُﺪ أَ ْن ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َ ،و ْﺣـ َـﺪﻩُ ﻻ َﺷـ ِﺮ َ
ﻳﻚ ﻟَــﻪُ ، » ﺑِﺴـ ِﻢ اﷲِ ،وﻋﻠـﻰ ِﻣﻠﱠـ ِـﺔ رﺳ ِ
َُ َ ْ
َوأَ ْﺷ َﻬﺪ أَ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤﺪا َﻋْﺒ ُﺪﻩ َوَر ُﺳﻮﻟُﻪ « ..
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ
وﻛﺎن � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻮﺿﻮء :
» ﺑِ ْﺴ ِﻢ اﷲِ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ اﻟﺬي َﺟ َﻌ َﻞ اﳌﺎءَ ﻃَ ُﻬﻮراً َ ،وَﱂْ َْﳚ َﻌ ْﻠﻪُ َِﳒﺴﺎً « ..
َ
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﳌﻀﻤﻀﺔ
ﻣ ــﻦ ﻣﻘ ــﺪﻣﺎت اﻟﻮﺿ ــﻮء ،اﳌﻀﻤﻀ ــﺔ ،وﻫ ــﻲ ﻋﺒــﺎرة ﻋ ــﻦ ﺗﻨﻈﻴ ــﻒ اﻟﻔــﻢ ،واﻻﺳ ــﻨﺎن ،وﻛ ــﺎن
� ﻳﻘﻮل :
ﺎك َ ،وأَﻃْﻠِ ْﻖ ﻟِ َﺴﺎﱐ ﺑِ ِﺬ ْﻛ ِﺮَك «
ﻘﲏ ُﺣ ﱠﺠﱵ ﻳَـ ْﻮَم أَﻟْ َﻘ َ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻟَ ﱢ
__________________
١ـ ﺳﻔﻴﻨﺔ اﻟﻨﺠﺎة ٤٤٣ / ١ـ .٢٤٤
١٩٣
وﰲ رواﻳﺔ أﺧﺮى :ﻛﺎن ﻳﻘﻮل :
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ ِﻄ ْﻖ ﻟِ َﺴﺎﱐ ﺑِ ِﺬ ْﻛ ِﺮَك « ..
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﻨﺸﺎق
ﻣــﻦ ﻣﺴــﺘﺤﺒﺎت اﻟﻮﺿــﻮء ،إﺳﺘﻨﺸــﺎق اﳌــﺎء ،وﺗﱰﺗــﺐ ﻋﻠﻴــﻪ أﻋﻈــﻢ اﻟﺜﻤ ـﺮات اﻟﺼــﺤﻴﺔ ،وﻗــﺪ
ﻛﺘ ــﺐ ﺑﻌ ــﺾ اﻻﻃﺒ ــﺎء ،ﲝﻮﺛ ــﺎ ﳑﺘﻌ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﻓﻮاﺋ ــﺪﻩ ،وﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻳﻘ ــﻮل ﻋﻨ ــﺪ
اﻻﺳﺘﻨﺸﺎق :
وﺣ َﻬﺎ َو ِﻃﻴﺒَـ َﻬﺎ « .. ِ ِ
اﺟ َﻌﻠَﲏ ﳑﱠﻦ ﻳَ ُﺸ ﱡﻢ ِرﳛَ َﻬﺎ َوَر َ
ﻳﺢ اﳉَﻨﱠﺔ َو ِْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻻ ُﲢَﱢﺮْم َﻋﻠَ ﱠﻲ ر َ
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ اﻟﻮﺟﻪ
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ وﺟﻬﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ ﰲ اﻟﻮﺿﻮء.
اﻟﻮ ُﺟﻮﻩ « .. » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺑـﻴﱢﺾ وﺟ ِﻬﻲ ﻳـﻮم ﺗَﺴﻮﱡد اﻟﻮﺟﻮﻩ ،وﻻ ﺗُﺴ ﱢﻮد وﺟﻬﻲ ﻳـﻮم ﺗَـﺒـﻴ ﱡ ِ ِ
ﺾ ﻓﻴﻪ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ُ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ َْ
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﲎ
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﲎ ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﺎﺳ ْـﺒﲏ ِﺣ َﺴـﺎﺑﺎً َﻋ ِﺴـﲑاً ..َ َ
ِ ِ
ﺎن ﺑِﻴﺴﺎري ،وﻻ ُﲢ ِ ِ ِ ِِ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أ َْﻋﻄﲏ ﻛﺘَﺎﰊ ﺑﻴَﻤﲏ َ ،واﳋُْﻠ َﺪ ﰲ اﳉﻨَ َ َ
«
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى :
١٩٤
ـﻚ ِﻣـ ـ ْـﻦ
» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،ﻻ ﺗـُ ْﻌ ِﻄ ــﲏ ﻛِﺘَ ــﺎﰊ ﺑِ ِﺸ ـ َـﻤ ِﺎﱄ َ ،وﻻ َْﲡ َﻌﻠْ َﻬ ــﺎ َﻣ ْﻐﻠُﻮﻟَـ ـﺔً إﱃ ﻋُﻨُﻘ ــﻲ َ ،وأَﻋُ ــﻮذُ ﺑِ ـ َ
ُﻣ ْﻘﻄَ َﻌﺎت اﻟﻨِ َﲑان « ..
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺢ اﻟﺮأس
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺢ رأﺳﻪ اﻟﺸﺮﻳﻒ :
ﻚ َوﺑـََﺮَﻛﺎﺗِ َ
ﻚ .« .. » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻏﺸﱢﲏ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺢ اﻟﺮﺟﻠﲔ
وﻛﺎن � ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺢ اﻟﺮﺟﻠﲔ :
ِ ِ ِِ ِ ِ
ﻴﻤ ــﺎ ـﺖ ﻗَـ َـﺪ َﻣ ﱠﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺼ ـ َـﺮاط ،ﻳَـ ْـﻮَم ﺗَ ـ ِﺰﱡل ﻓﻴ ــﻪ َاﻷﻗْـ َـﺪ ُام َ ،و ْ
اﺟ َﻌ ـ ْـﻞ َﺳ ـ ْـﻌ ِﻲ◌ي ﻓ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﺛـَﺒﱢـ ْ
ﻳـُْﺮ ِﺿﻴﻚ َﻋ ﱢﲏ .(١) « ..
اﻟﻮﺿــﻮء ﻧــﻮر ـ ﻛﻤــﺎ ﰲ اﳊــﺪﻳﺚ ـ وﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم � ﻳــﺪﻋﻮ ــﺬﻩ اﻻدﻋﻴــﺔ اﳉﻠﻴﻠــﺔ ﰲ ﲨﻴــﻊ
ﻓﺼﻮﻟﻪ ،ﻟﺘﺴﺘﻜﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ روﺣﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺿﻮء
ب ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة
وأﺛﺮت ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ اﳉﻠﻴﻠﺔ ﰲ اﻟﺼﻼة ،وﻫﺬﻩ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼة
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻳﺴـﺘﻘﺒﻞ اﻟﺼـﻼة ﲞﻀـﻮع وﺧﺸـﻮع وﻳﺘﻮﺟـﻪ إﱃ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﺑﻘﻠﺒـﻪ
وﻋﻮاﻃﻔﻪ ،وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﻗﺒﻞ أن ﻳﺸﺮع ﰲ اﻟﺼﻼة ﻗﺎﺋﻼ :
__________________
١ـ وﺳــﺎﺋﻞ اﻟﺸـﻴﻌﺔ ،و ــﺬﻳﺐ اﻻﺣﻜـﺎم وﻣــﻦ اﳌﻌـﺮوف أن أﻣــﲑ اﳌـﺆﻣﻨﲔ ﻋﻠﻴــﺎ ﺑـﻦ اﰊ ﻃﺎﻟــﺐ � ،ﻛـﺎن أول ﻣــﻦ
اﺳﱳ ﻫﺬﻩ اﻻدﻋﻴﺔ اﻵﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ ،ﲨﻴﻌﺎ.
١٩٥
ْـﺮَك ،ﻓﺈﻧﱠـﻪُ ً◌ ﻻ ِ ِ ِ ِ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻻ ﺗـُ ْﺆﻳِ ُﺴ ِﲏ ِﻣ ْﻦ َرْو َ
ﺣﻚ َ ،وﻻ ﺗُـ ْﻘﻨﻄْﲏ ﻣ ْـﻦ َر ْﲪَﺘـﻚ َ ،وﻻ ﺗـُ ْـﺆﻣ ﱢﲏ َﻣﻜ َ
ﻳﺄَﻣﻦ ﻣ ُﻜﺮ اﷲ إﻻﱠ اﻟ َﻘﻮ م اﳋ ِ
ﺎﺳُﺮ ون .« .. ْ َ ََ َ
وﻛﺎن ﺻﻔﻮان اﳉﻤﺎل ﺣﺎﺿﺮا ﲞﺪﻣﺔ اﻻﻣﺎم � ،ﻓﻠﻤﺎ ﲰﻊ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء أﻧﱪى ﻗﺎﺋﻼ :
» ﺟﻌﻠﺖ ﻓﺪاك ،ﻣﺎ ﲰﻌﺖ ﺬا ﻣﻦ أﺣﺪ ﻗﺒﻠﻚ « ..
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ اﻻﻣﺎم ﻗﺎﺋﻼ :
» ﻣــﻦ اﻛــﱪ اﻟﻜﺒــﺎﺋﺮ ﻋﻨــﺪ اﷲ ،اﻟﻴــﺄس ﻣــﻦ روح اﷲ ،واﻟﻘﻨــﻮط ﻣــﻦ رﲪــﺔ اﷲ ،واﻻﻣــﻦ ﻣــﻦ
ﻣﻜﺮ اﷲ .(١) « ..
ودل ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻋﻠــﻰ ﻣــﺪى رﺟــﺎء اﻻﻣــﺎم � ،ﺑﺮﲪــﺔ اﷲ ،ﺗﻠــﻚ اﻟﺮﲪــﺔ اﻟﻮاﺳــﻌﺔ اﻟــﱵ
ﺗﺸﻤﻞ ﲨﻴﻊ ﻋﺒﺎدﻩ ،واﻟﱵ ﻳﻄﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﺎﺻﻮن ،واﳌﻨﺤﺮﻓﻮن ﻋﻦ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻘﻮﱘ.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﺴﺠﻮد
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ،ﻳﺪﻋﻮ ﰲ ﺳﺠﻮدﻩ ﰲ اﻟﺼﻼة ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
ـﺖ َﺣ ّﻘ ـﺎً َ ،ﺣ ّﻘ ـﺎً ،اﻷ ﱡو ُل ﻗَـْﺒـ َـﻞ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍءـﻚ َو ْﺟ ِﻬــﻲ ﺗَـ َﻌﺒﱡــﺪاً َوِرﻗــﺎ ،ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َـﺠ َﺪ ﻟَـ َ » َﺳـ َ
ﺎﺻــﻴَﱵ ﺑِﻴَـ ِـﺪ َك ،ﻓَــﺎ ْﻏ ِﻔْﺮ ﱄ ،إﻧﱠــﻪُ ﻻ ﻳـَ ْﻐ ِﻔ ـ ُـﺮ
ﻚ ،ﻧَ ِ ٍ ِ
ـﲔ ﻳَـ َـﺪﻳْ َ
َواﻵﺧـ ُـﺮ ﺑـَ ْﻌـ َـﺪ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷ ـ ْـﻲء َ ،ﻫــﺎ أَﻧَــﺎ َذا ﺑَـ ْ َ
ـﺈﱐ ﻣ ِﻘـﱞﺮ ﺑِـ ُﺬﻧُ ِﻮﰊ ﻋﻠـﻰ ﻧَـ ْﻔ ِﺴـﻲ ،وﻻ ﻳـ ْﺪﻓَﻊ اﻟـ ﱠﺬﻧْﺐ ِ ِ ِ
ـﻴﻢ
اﻟﻌﻈ َ َ َ َ َ ُ ـﺎم َﻏْﻴـ ُـﺮَك ،ﻓَـﺎ ْﻏﻔْﺮ ﱄ ،ﻓَ ﱢ ُ ﻮب اﻟﻌﻈَ َ اﻟ ﱡﺬﻧُ َ
َﻏْﻴـُﺮ ك .(٢) « ..
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٤٤ / ٢
٢ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٧٩
١٩٦
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺠﻮد
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم ،إذا رﻓﻊ رأﺳﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮد ،واﺳﺘﻮى ﺟﺎﻟﺴﺎ دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،
ﺖ ﱄ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ أ َْﻣ ٍﺮ ،ﻧَـ َـﺰَل ﰊ ِ ٍ ِ ﺖ ﺛَِﻘﱵ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﻛﺮ ٍ
ب َ ،وَر َﺟﺎﺋﻲ ﰲ ُﻛ ﱠﻞ ﺷﺪﱠة َ ،وأَﻧْ َ ْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ﻀــﻌﻒ ﻋْﻨــﻪ اﻟ ُﻔــﺆاد ،وﺗَِﻘـ ﱡـﻞ ﻓِﻴـ ِـﻪ اﳊِﻴﻠَ ـﺔُ ،وَﳜْ ـ ُﺬ ُل ﻓﻴــﻪ اﻟ ﱠ ِ ٍ ِ ِ
ﻳﻖ ،
ﺼــﺪ ُ َ وﻋ ـ ﱠﺪةٌ َ ،ﻛـ ْـﻢ ﻣـ ْـﻦ َﻛـ ْـﺮب ﻳَ ْ ُ ُ َ ُ َ ُ َ ﺛ َﻘ ـﺔٌ ُ
ﱄ ُﻛ ﱢـﻞ ﻧِ ْﻌ َﻤ ٍـﺔ ، ﻮر ،أَﻧْـَﺰﻟْﺘُﻪُ ﺑِ َ ِ ِِ ﻳﺸﻤ ِِ
ﻚ ،ﻓَﺄَﻧْ َ
ـﺖ َو ﱡ ﻜﻮﺗُﻪُ إﻟَْﻴ َ
ﻚ َ ،و َﺷ ْ اﻟﻌ ﱡﺪ ﱡو َ ،وﺗُـ ْﻌﻴﻴﲏ ﻓﻴﻪ ُاﻷ ُﻣ ُ
ﺖُ ﺑﻪ َ َو َ ْ َ
ﺎﺿﻼً .(٣) « .. ﻚ اﳌ ﱡﻦ ﻓَ ِ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َﻛﺜِﲑاً َ ،وﻟَ َ ﺎﺟ ٍﺔ َ ،وُﻣْﻨﺘَـ َﻬﻰ ُﻛ ﱢﻞ َر ْﻏﺒَ ٍﺔ ،ﻟَ َ
َ ﺐ ُﻛ ﱢﻞ َﺣ ُ
وﺻ ِ
ﺎﺣ ََ
َ
وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻣـﺪى إﻋﺘﺼـﺎم اﻻﻣـﺎم � ﺑـﺎﷲ ،وإﻟﺘﺠﺎﺋـﻪ إﻟﻴـﻪ ،ﰲ ﲨﻴـﻊ
ﺷــﺆوﻧﻪ وأﺣﻮاﻟــﻪ ،وأﻗﻮاﻟــﻪ ،وﻣــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ أن ذﻟــﻚ ﻧﺎﺷــﺊ ،ﻋــﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘــﻪ اﻟﻜﺎﻣﻠــﺔ ﺑــﺎﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،
وإﳝﺎﻧﻪ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﺑﻪ.
٤ـ دﻋﺎؤﻩ اﻻول ﰲ اﻟﻘﻨﻮت
ﻛ ــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻳ ــﺪﻋﻮ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴ ــﻞ ﰲ ﻗﻨ ــﻮت ﺻ ــﻼﺗﻪ ،وﻫ ــﻮ ﳝﺜ ــﻞ
اﳉﺎﻧــﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ ﻣــﻦ أدﻋﻴﺘــﻪ ،ﻓﻘــﺪ دﻋــﺎ ﺑــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺪوﻩ اﳌــﺎﻛﺮ اﻟﻠﺌــﻴﻢ ،وأﻏﻠــﺐ اﻟﻈــﻦ ،أﻧــﻪ
اﳌﻨﺼــﻮر اﻟــﺪواﻧﻴﻘﻲ ،وﻫــﻮ ﻣــﻦ اﳌﻠــﻮك اﻟــﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓــﻮن اﻟﺮﲪــﺔ ،وﻻ ﻳﺆﻣﻨــﻮن ﺑــﺎﻟﻘﻴﻢ اﻟﻜﺮﳝ ــﺔ ،
وﻛـﺎن ﻣــﻦ أﻟــﺪ أﻋــﺪاء اﻻﺳــﺮة اﻟﻨﺒﻮﻳــﺔ ،وﻣـﻦ أﺑﻐــﺾ اﻟﻨــﺎس ﻵل اﻟﺒﻴــﺖ � ،وﻫــﺬا ﻧــﺺ دﻋــﺎء
اﻻﻣﺎم :
ٍ ِ
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َوآﻟ ِـﻪ َ ،وأَ ِزْل ِﺣْﻠ َﻤ َ
ـﻚ ِ
ْﻤﻪُ َ ،و َﴰَ َﻞ ﺣ ْﻠ ُﻤﻪُ َ ،
ِ
» ﻳﺎ َﻣ ْﻦ َﺳﺒَ َﻖ ﻋْﻠ ُﻤﻪُ َ ،وﻧـَ َﻔ َﺬ ُﺣﻜ ُ
ﻴﺼ ِﺎل ، ِ ِ ِ ِ ِ
َﻋ ْﻦ ﻇَﺎﻟﻤﻲ َ ،وﺑَﺎد ْرﻩُ ﺑِﺎﻟﻨﱠـ ْﻘ َﻤﺔ َ ،و َﻋﺎﺟْﻠﻪُ ﺑِﺎ ِﻹ ْﺳﺘ َ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٧٩
١٩٧
ـﺎﻏﻞ ُﻣ ْـﺆٍِﱂ ، وﺣـﻞ ﺑَـْﻴـﻨَـﻪُ َو ْﺑﻴ ِـﲏ ،ﺑِ ُﺸـ ْﻐ ٍﻞ ﺷ ٍ ﺼـﻪُ ﺑ ِﺮﻳﻘـﻪ َ ،و ْارُد ْد َﻛْﻴ َـﺪﻩُ ﰲ َْﳓـ ِﺮﻩِ ُ ،
وُﻛﺒﱠﻪ ﳌْﻨﺨﺮﻩ ،وا ْﻏﺼ ِ ِ ِ
ُ ْ ُ
وﺳ ـ ْﻘ ٍﻢ داﺋِـ ٍﻢ ،واﻣﻨَـﻌــﻪ اﻟﺘـﱠﻮﺑ ـﺔَ ،وﺣــﻞ ﺑـﻴـﻨَــﻪ وﺑ ــﲔ ا ِﻹﻧَﺎﺑـ ِـﺔ ،واﺳ ـﻠُﺒﻪ روح اﻟﱠﺮاﺣـ ِـﺔ ،وا ْﺷـ ُـﺪ ْد ﻋﻠَﻴــﻪِ
َْ َ َ َ ْ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ َْ ُ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َُ َ
ِ ٍ ِ ِ ِ
َﺟﺘَﺜﱠـﻪُ ، ـﺖ ﻟَــﻪُ ﻗَـ َـﺪﻣﺎً َ ،وأَﺛْﻜْﻠــﻪُ َ ،وأ ْ ﺻ ـ ْﺪ ِرﻩِ َ ،وﻻ ﺗُـﺜْﺒﱢـ ْ اﻟﻮﻃَـﺄَةَ َ ،و ُﺧ ـ ْﺬ ﻣْﻨــﻪُ ﺑــﺎﳌ ْﺨﻨَ ِﻖ َ ،و َﺣ ْﺸـ َـﺮ َﺟﺔ ﰲ َ َ
ـﺎر ،ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ َْﳏ ـ ِﻮ ـﻚ َﻋْﻨــﻪُ َ ،وأَﻟْﺒِ ْﺴــﻪُ اﻟ ﱠ ِ ِ
أﺳﺘَﺄْﺻ ـ ْﻠﻪُ َ ،و ُﺟﺒﱠــﻪُ َ ،و ُﺟـ ﱠ
اﺟ َﻌـ ْـﻞ ُﻋ ْﻘﺒَــﺎﻩُ اﻟﻨﱠـ َ
ﺼــﻐَ َﺎر َ ،و ْ ـﺐ ﻧ ْﻌ َﻤﺘَـ َ َو ْ
ـﻜْﻨﻪُ َد َار ﺑَـ َـﻮا ِرﻩِ َ ،وﻻ ﺗُـْﺒ ِـﻖ ﻟِـﻪُ ذﻛـﺮاً َ ،وﻻ ﺗُـ ْﻌ ِﻘ ْﺒـﻪ ـﻴﺢ آﺻـﺎ ِرﻩِ ،وأَﺳ ِ
َ ْ إﺟﻬـﺎ ِر ﻗَﺒِ ِ َ ﺐ ﻗَـَﺮا ِرﻩِ َو َ آﺛَﺎ ِرﻩِ ،و َﺳ ْﻠ ِ
َ
ِﻣﻦ ُﻣ ْﺴﺘَ ْﺨﻠَﻒ آَ َﺧﺮ.
وﻛﺎن ﻳﻘﻮل ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺛﻼﺛﺎ :
أ ـ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﺑَ ِﺎد ْرﻩ.
ب ـ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ﻋ ِ
ﺎﺟ ْﻠﻪ. ُ َ
ج ـ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ُﺧ ْﺬﻩ.
اﺳﻠِْﺒﻪ اﻟﺘﱠﻮﻓِﻴﻖ. د ـ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
ـﻚ ﺑِـ ِـﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ أُ ْﺷ ـ ُـﺪ ْد اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﻻ ﲤُْ ِﻬ ْﻠ ــﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﻻ ﺗُـَﺮﻳـﱢﺜْ ــﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ﻻ ﺗُـ ـ َـﺆ ﱢﺧْﺮﻩُ اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ َﻋﻠَْﻴ ـ َ
ـﺖ َﻋْﻨـﻪُ َ ،وﺑِ َ
ـﻚ ت ِﻣْﻨـﻪُ َ ،وﺑِ َ
ـﻚ ﺗَـ َﻮ َارﻳْ َ اﺳـﺘَ َﺠْﺮ ُ ـﻚ ْ ﺖ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ َ ،وﺑِ َ ﺼـ ْﻤ ُـﻚ أ َْﻋﺘَ َﻚ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﺑِ َ ﻀﺘَ َ
ﻗَـْﺒ َ
ﻚ، ﻚ ِﻣﻨْــﻪُ َوِﻣـ ْـﻦ َﻋ ـ َﺬاﺑِ َ اﺳــﺘِ َ ِِ
اﺣُﺮ ْﺳــﲏ ﲝَﺮ َ
ـﻚ اﺳــﺘَﺘَـﺮت ِﻣــﻦ ِِ
ﺿ ـﱠﺮاﺋﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ْ ﺖ ُدوﻧـَـﻪُ َ ،وﺑِـ َ ْ ْ َ ْ َ ْﻬ ْﻔ ُاﺳــﺘَﻜ َ
ْ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
َﺳـﺒِ ْﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺳ ـْﺘـَﺮَك اﺣ َﻔﻈْــﲏ ﲝ ْﻔــﻆ ا ِﻹﳝـَـﺎن َ ،وأ ْ ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ْ ـﻚ َ ،ﻛ ـﺪﱠﻩُ َ ،وُﻛـ ﱠﺪ ﺑـُﻐَﺎﺗَـ َ َوا ْﻛﻔــﲏ ﺑِ َﻜﺎﻓﻴَﺘـ َ
ـﺖ ، ﻚ ،اﻟـﺬي وﻗَـﻴـﺘَـﻬﻢ ﺑِ ِـﻪ ِﻣـﻦ اﳉﻮاﺑِﻴ ِ ﺼـﻨِ َ ﻴﺖ ،وﺣ ﱢ ِِ اﻏ ِ ﻚ ِﻣﻦ اﻟﻄﱠﻮ ِ اﻟﺬي ﺳﺘَـﺮ ِ ِ
َ ََ َ ْ ُُ ﺼـﲏ ﲝ ْ ََ ت ﺑﻪ ُر ُﺳﻠَ َ َ َ ََْ
ِ ِ ٍ ٍ ِ ِ
ﻚاﺟ َﻌ ْﻠﲏ ُﻣ َﺪ ﱠرﻋﺎ ﺑِـﺪ ْرﻋ َ ﻚ َ ،و َﻋ ِﺰﳝَﺔ ﺻ ْﺪق ﻻ ُﲢَ ﱡﻞ َ ،و َﺟﻠﱟْﻠﲏ ﺑِﻨُﻮِرَك َ ،و ْ ﺼ ٍﺮ ﻻ ﻳَـْﻨـ َﻔ ﱡ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ أَﻳﱢ ْﺪﱐ ﺑِﻨَ ْ
ﻚ ﺗَـ َﻮ َاﱃ ، ﱄ َﻣ ْﻦ ﻟَ َ ﱠﻚ َو ِاﺳ ٌﻊ ﻟِ َﻤﺎ ﺗَ َﺸﺎءُ َ ،وَوِ ﱡ ِ
ﻚ اﻟ َﻜﺎﻓﻴَ ِﺔ ،إﻧ َ اﻟﻮاﻗﻴَ ِﺔ َ ،وا ْﻛ ْﻸﱐ ﺑِ َﻜ َﻼءَﺗِ َ
ِ
َ
١٩٨
اﻟﻌ ِﺰﻳـ ُـﺰ اﺳ ـﺘَـ ْﻌ َﺪى َ ،وﻛ ـﺎَﰲ َﻣـ ْـﻦ ﺑِـ َ ـﲔ َﻣـ ْـﻦ ﺑِـ َ ِ
ـﺖ َاﺳــﺘَ ْﻜ َﻔﻰ ،أَﻧْـ َ
ﻚ ْ ـﻚ ْ َوﻧَﺎﺻـ ُـﺮ َﻣـ ْـﻦ إﻟَْﻴــﻚ أ ََوى َ ،وﻣﻌـ ُ
ِ ِ
اﻟﻌـ ْـﺮ ِش
ب َ اﻟــﺬي ﻻ ُﲤـَـﺎﻧَ ُﻊ َﻋ ﱠﻤــﺎ ﺗَ َﺸــﺎءُ َ ،وﻻ ﻗُ ـ ﱠﻮَة إﻻﱠ ﺑِــﺎﷲ َوُﻫـ َـﻮ َﺣ ْﺴــﱯ َ ،ﻋﻠَْﻴــﻪ ﺗَـ َﻮﱠﻛْﻠـ ُ
ـﺖ َ ،وُﻫـ َـﻮ َر ﱡ
اﻟﻌ ِﻈﻴﻢ .(١) « .. َ
وﻛﺸــﻒ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻋﻤــﺎ ﻛــﺎن ﻳﻌﺎﻧﻴــﻪ اﻻﻣــﺎم � ﻣــﻦ اﶈــﻦ واﳋﻄــﻮب ،ﻣــﻦ ﺧﺼــﻤﻪ
اﻻرﻫـﺎﰊ اﻟﻈـﺎﱂ ،ﻓﻘـﺪ دﻋـﺎ ﻋﻠﻴــﻪ اﻻﻣـﺎم ،ـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺪﻳﺪ ،ﻣــﻊ اﻟﻌﻠـﻢ أﻧـﻪ ﻟـﻴﺲ ﻣـﻦ ﺳــﲑة
أﺋﻤﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴـﺖ � اﻻﻧﺘﻘـﺎم ﻣـﻦ اﻟﻈـﺎﳌﲔ ﳍـﻢ ،وإﳕـﺎ ﻛـﺎﻧﻮا ﻳﻘـﺎﺑﻠﻮ ﻢ ﺑﺎﻟﺼـﻔﺢ واﻻﺣﺴـﺎن ،
وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﻈﺎﱂ ﻗـﺪ ﺑـﺎﻟﻎ ﰲ إرﻫـﺎق اﻻﻣـﺎم ،وﱂ ﻳـﱰك ﻟﻮﻧـﺎ ﻣـﻦ أﻟـﻮان اﻻﻋﺘـﺪاء إﻻ ﺟﺎ ـﻪ ﺑـﻪ ،
ﻓﻠﺬا دﻋﺎ اﻻﻣﺎم � ﻋﻠﻴﻪ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء.
٥ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﱐ ﰲ اﻟﻘﻨﻮت
ﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ﻳﺪﻋﻮ ﺑﺪﻋﺎء آﺧﺮ ﰲ ﻗﻨﻮﺗﻪ ،وﻗﺪ دﻋﺎ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﱂ ﻟﻪ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ِِ ـﻒ ،وﺟﻨﱠـ َﺔ ِ
ـﺎب َﻣـ ِﻦ ْاﻋﺘَ َﻤـ َـﺪ
ث اﻟﻼﺋــﺬ َ ،ﺧـ َ اﻟﻌﺎﺋـِـﺬ َ ،و َﻏـ ْـﻮ َ َُ َ
اﻟﻼﺋـِ ِ
ـﻒ ﱠ ﻒ َ ،وَﻛ ْﻬـ َ» ﻳــﺎ ﻣـﺄْﻣﻦ اﳋَــﺎﺋِ ِ
َ ََ
ـﻚ ، ـﻚ َ ،وذَ ﱠل َﻣـ ِﻦ ْاﻋﺘَـﱠﺰ ﺑِﻐَ ِْـﲑ َك َ ،واﻓْـﺘَـ َﻘ َـﺮ َﻣـ ِﻦ ْ
اﺳـﺘَـ ْﻐ َﲎ َﻋْﻨ َ ﻋﻠﻰ ِﺳ َـﻮ َاك َ ،و َﺧ ِﺴ َـﺮ ِﻣ ْـﻦ َﳉَـﺄَ إﱃ ُدوﻧِ َ
ﺿـ ـ ِـﻤِﲑي ِﻋ ْﻨـ ــﺪ ـﺐ ِﻣْﻨ ـ َ
ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ َ ،وﻗَـ ـ ْﺪ ﺗَـ ْﻌﻠَ ـ ُـﻢ َﻋ ْﻘ ـ َـﺪ َ ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،اﳌَﻄْﻠَ ـ ُب ِﻣْﻨـ ـ َاﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،اﳌَْﻬ ـ َـﺮ ُ
ِ ِ ـﻚ ،وﺣ ِﻘ َﻴﻘ ــﺔَ ﺳ ـ ِﺮﻳﺮﰐ ِﻋْﻨ ـ َـﺪ دﻋﺎﺋِـ َ ِ ﻣﻨَ ِ
ـﻚ ،ﻓَـ ـﺄَﻓْ ِﺰ ْﻋﲏ إذَاﻟﺼ ــﱵ ﺑِــﺎﻟﻠﱡ ُﺠﻮء إﻟَْﻴ ـ َ ـﻚ َ ،وﺻـ ـ ْﺪ َق َﺧﺎ َ َُ َ َ ﺎﺟﺎﺗ ـ َ َ َ ُ َ
ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﺗَ ْﺴـﻠُْﺒﲏ ِرﻓْ َـﻖ ِﻋﻨَﺎﻳَﺘِ َ
ـﻚ ـﻚ َ ،وﺑَـﺎد ْرﱐ ﺑِ ِﻜ َﻔﺎﻳَﺘِ َ ـﺪت َﻋﻠَْﻴ َ
ـﻚ َ ،وﻻ َﲣْـ ُﺬﻟْﲏ إذَا ْاﻋﺘَ ْﻤ ُ ﻓَ ِﺰ ْﻋ ُ
ﺖ إﻟَْﻴ َ
ـﺚ ﻗَﺎﺋِ َﻤﺘَـﻪُ ، َﺧ َﺬ َﻋ ِﺰﻳ ٍﺰ ُﻣ ْﻘﺘَ ِﺪ ٍر َﻋﻠَْﻴ ِﻪ ُ ،ﻣ ْﺴﺘِﺄْ ِﺻ ٍﻞ َﺷﺄْﻓَـﺘَﻪُ ُْ ،ﳎﺘَ ﱟ ﺎﻋﺔَ ،أ ْ ﺎﻋﺔَ ،اﻟ ﱠﺴ َ ﺿﺎﻟﱠﱵ اﻟ ﱠﺴ َ َ ،و ُﺧ ْﺬ َ
َﺣﺎ ﱟط َد َﻋ َﺎﻣﺘَﻪُ ُ ،ﻣﺘَﱢٍﱪ ﻟَﻪُ ُ ،ﻣ َﺪﻣ ٍﺮ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ.
__________________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص .( ٥٥٥
١٩٩
ـﺎدرﻩ ﻗَـﺒــﻞ أ َِذﻳﱠــﱵ ،واﺳ ـﺒِ ْﻘﻪ ﺑِ ِﻜ َﻔــﺎﻳﱵ َﻛﻴـ َـﺪﻩ ،و َﺷ ـﱠﺮﻩ وﻣ ْﻜــﺮﻩ ،و َﻏﻤــﺰﻩ وﺳــﻮء ﻋ ْﻘـ ِـﺪﻩِ ِ
َ ْ ُ َ ُ َ َ َ ُ َ ْ َُ َ ُ َ َ َْ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﺑَـ ْ ُ ْ َ
ﺼ ِﺪﻩ.َوﻗَ ْ
ﺼـْﻨﺖ ِﻣْﻨـﻪ ،وِﻣـﻦ ُﻛــﻞ ﻣـﻦ ﻳـﺘـﻌ ﱠﻤـﺪﱐ ِﲟﻜْﺮ ِ
وﻫ ِـﻪ َ ،وﻳَـﺘَـَﺮ ﱠ
ﺻـ ُـﺪ ﱄ ـﻚ َﲢَ ﱠ ُ ُ َ ْ ﱢ َ ْ ََ َ ُ َ ُ ـﺖ أ َْﻣـ ِﺮي َ ،وﺑِـ َ ﺿ ُ ـﻚ ﻓَـ ﱠﻮ ْ
إﻟَْﻴ َ
إﱄ ِﲟَ َﻜﺎﺋِ ِـﺪﻩِ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻛِـ ْﺪ ﱄ َوَﻻ ﺗَ ِﻜـ ْﺪ َﻋﻠَ ﱠـﻲ َ ،و ْاﻣ ُﻜ ْـﺮ ﱄ ، ﺿﺒَﺎﺗِِﻪ َ ،وﻳَ ْﺴ َـﻌﻰ َﱠ ﺖ َ ﺼﻠﱢ َ
ِ ِِ
ﺑِﺄَذﻳﱠﺘﻪ َ ،وﻳُ َ
ـﺖ َوﻟﻴﱢــﻲ َ ،وﻻ ﻳَـ ْﻐﻠِﺒُــﲏ ﺿــﺎ ﱡر َوأَﻧْـ َ
ﻀـﱠﺮﱐ َ
ِ
َوﻻ ﲤَْ ُﻜــﺮ ﰊ َ ،وأ َِرﱐ اﻟﺜﱠـﺄَْر ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻋـ ُـﺪ ﱟو أ َْو َﻣ ﱠﻜــﺎ ٍر ،ﻻ ﻳَ ُ
ِ َﻏﺎﻟِـــﺐ وأَﻧْـــﺖ ﻋ ِ
ﺖ، اﺳ ــﺘَ ْﺪ َر ْﻋ ُ ـﺖ َﻛﻨَﻔ ــﻲ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﺑِـ َ
ـﻚ ْ ﻀ ــﺪي َ ،وﻻ َْﲡ ــﺮي َﻋﻠَ ـ ﱠـﻲ َﻣ َﺴ ــﺎءَةٌ َوأَﻧْـ َ َُ َ
ﻚ . « ... ﺖ َ ،وﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة ﱄ َوﻻ َﺣ ْﻮ َل إﻻﱠ ﺑِ َ ﻚ ﺗَـ َﻮﱠﻛْﻠ ُﺖ َ ،و َﻋﻠَْﻴ َ ﺼ ْﻤ ُ
َو ْاﻋﺘَ َ
)(١
وﺣﻜﻰ ﻫﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﻵﻻم اﳌﺮﻳـﺮة اﻟـﱵ ﻛـﺎن ﻳﺘﺠﺮﻋﻬـﺎ اﻻﻣـﺎم � ،ﻣـﻦ ﻇﺎﳌـﻪ اﻟﺒـﺎﻏﻲ اﻟﻠﺌـﻴﻢ
اﻟــﺬي ﻫــﻮ ـ ﰲ أﻛــﱪ اﻟﻈــﻦ ـ اﳌﻨﺼــﻮر اﻟــﺪواﻧﻴﻘﻲ ،اﻟــﺬي ﺿــﻴﻖ اﻟــﺪﻧﻴﺎ ،ﻋﻠــﻰ ﻋــﱰة رﺳــﻮل اﷲ
� ،وﺳــﻦ ﻇﻠﻤﻬــﻢ ﳌﻠــﻮك اﻻﺳــﺮة اﻟﻌﺒﺎﺳــﻴﺔ ،ﻓﺠﻬــﺪوا ﰲ ﻗﻬــﺮﻫﻢ واﻟﺘﻨﻜﻴــﻞ ــﻢ ،وﻓﻌﻠ ـﻮا
ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻔﻌﻠﻪ اﻻﻣﻮﻳﻮن ﻣﻌﻬﻢ.
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا ﻓﺮغ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ،دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
إﱐ أ ُِدﻳﻨـﻚ ﺑِﻄَﺎﻋﺘِـﻚ ،وِوَﻻﻳﺘِــﻚ ،وِوَﻻﻳ ِـﺔ اَﻷﺋِ ﱠﻤ ِـﺔ ِﻣــﻦ أَﱠوﳍِِـﻢ إﱃ ِ ِ
آﺧـ ِﺮﻫ ْﻢ ،أُدﻳِﻨُـ َ
ـﻚ ْ ُ » اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ
ـﺖ ﰲ ﻛِﺘَﺎﺑِـﻚ ﻀ ْﻠﺘَـ ُﻬ ْﻢ ﺑِِﻪ َﻏ ْﲑ ُﻣْﻨ ِﻜـ ٍﺮ ،وﻻ ُﻣﺴـﺘَﻜٍِ
ْﱪ ،ﻋﻠـﻰ َﻣ ْﻌـﲎ ﻣـﺎ أَﻧْـَﺰﻟْ َ َ ْ ﺎﻋﺘِ ِﻬ ْﻢ َوِوَﻻﻳَﺘِ ِﻬ ْﻢ ِﲟَﺎ ﻓَ ﱠ
ﺑِﻄَ َ
ﺖ ﺑِ ِـﻪ ﻚ ،ﻣﺴـﻠِﻢ ،ر ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ
اض ﲟَـﺎ َرﺿ ْـﻴ َ ،ﻋﻠﻰ ُﺣ ْﺪود ﻣﺎ أَﺗَﺎﻧﺎ ﻓﻴـﻪ َ ،وَﻣـﺎ َﱂْ ﻳَﺄْﺗﻨَـﺎ ُ ،ﻣ ْـﺆﻣ ٌﻦ ُ ،ﻣﻘـﱞﺮ ﺑـﺬﻟ َ ُ ْ ٌ َ
ﻳﺪ ﺑِ ِﻪ
ب ،أُ ِر ُ ﻳﺎ َر ﱡ
__________________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص .( ٥٥٨
٢٠٠
َﺣﻴَـْﻴﺘَــﲏ َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ َ ،واﺑْـ َﻌﺜْــﲏ إ َذا اﻵﺧــﺮةَ ،ﻣﺮﻫﻮﺑـﺎً وﻣﺮﻏُﻮﺑـﺎً إﻟَﻴـ َ ِ ِ ـﻚ ،واﻟـﺪ ِ
َﺣﻴﲏ ﻣــﺎ أ ْ ـﻚ ﻓﻴــﻪ ،ﻓَـﺄ ْ ْ ﱠار َ َ ْ ُ َ َ ْ َو ْﺟ َﻬـ َ َ َ
ﻴﻤـﺎ ﺈﱐ أَﺗُﻮب ،إﻟَﻴـﻚ ِﻣْﻨـﻪ ،وأَر َﻏـﺐ إﻟَﻴ ِ ﺑـﻌﺜْﺘﲏ ﻋﻠَﻴ ِﻪ ،وإ ْن َﻛﺎَ َن ِﻣ ﱢﲏ ﺗَـ ْﻘ ِ
ـﻚ ﻓ َ ﻀﻰ ،ﻓَ ﱢ ُ ْ َ ُ َ ْ ُ ْ َ ﻴﻤﺎ َﻣ َ
ﺼﲑ ﻓ َ ٌ ََ َ َ ْ َ
ـﻴﻚ ،وﻻ ﺗَ ِﻜْﻠــﲏ إﱃ ﻧـَ ْﻔ ِﺴــﻲ ،ﻃَﺮﻓَـﺔَ َﻋـ ْ ٍ ِ ِ ِ ِ
ـﲔ أَﺑَــﺪاً ،ﻣــﺎ ْ ﻚ أَ ْن ﺗَـ ْﻌﺼـ َـﻤﲏ ﻣـ ْـﻦ َﻣ َﻌﺎﺻـ َ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﻋْﻨــﺪ َك َ ،وأ ْ
ِ ِ ِ
ـﺎرةٌ ﺑِﺎﻟ ﱡﺴــﻮء ،إﻻﱠ َﻣــﺎ َرﲪْـ َ
ـﺖ ،ﻳــﺎ أ َْر َﺣـ َـﻢ ﺲ َﻷ ﱠﻣـ َ أَﺣﻴَـْﻴﺘَــﲏ ﻻ أَﻗَـ ﱠـﻞ ِﻣـ ْـﻦ َذﻟـ َ
ـﻚ َ ،وﻻ أَ ْﻛﺜَـ َـﺮ ،إ ْن اﻟـﻨﱠـ ْﻔ َ
اض َ ،وأَ ْن َﲣْـﺘِ َﻢ ﺎﻋﺘِ َ ِ ِِ
ﺖ َﻋ ﱢﲏ َر ٍ ﻚ َ ،ﺣ ﱠﱴ ﺗَـﺘَـ َﻮﻓﱠﺎﱐ َﻋﻠَْﻴـ َﻬﺎ َ ،وأَﻧْ َ ﻚ أَ ْن ﺗَـ ْﻌﺼ َﻤﲏ ﺑِﻄَ َ َﺳﺄَﻟُ َﲔ َ ،وأ ْ اﻟﱠﺮاﲪ َ
ِ
ﻚ .(١) « .. ﱄ ﺑِﺎﻟ ﱠﺴ َﻌ َﺎدة َ ،وﻻ ُﲢَ ﱢﻮﻟْﲏ َﻋْﻨـ َﻬﺎ أَﺑَﺪاً َ ،وﻻ ﻗُـ ﱠﻮةَ إﻻﱠ ﺑِ َ
وﲪﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻻﻣﺎم � ،ﻵﺑﺎﺋـﻪ أﺋﻤـﺔ أﻫـﻞ اﻟﺒﻴـﺖ � ،ﻫـﺪاة ﻫـﺬﻩ
اﻻﻣﺔ ،وﻗﺎد ﺎ وﺳﻔﻦ ﳒﺎ ﺎ ،وﻋﺪﻻء اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ﻛﻤﺎ أﻋﻠﻦ اﻟﻨﱯ � ذﻟﻚ.
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ
روى اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻜﺒﲑ ،ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ،أن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻛﺎن إذا ﻓﺮغ ﻣـﻦ ﺻـﻼة
اﻟﻈﻬﺮ دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ ِ ِ ِِ
ﻳﻦ ،
ـﻮد َاﻷ ْﺟـ َـﻮد َ َﺟـ َ
ﲔ َ ،وﻳــﺎ أ ْ ع اﳊَﺎﺳـﺒِ ََﺳـ َـﺮ َ ﺼـ َـﺮ اﻟﻨﱠــﺎﻇ ِﺮ َ
ﻳﻦ ،وﻳــﺎ أ ْ ﲔ َ ،وﻳَــﺎ أَﺑْ ََﲰَـ َـﻊ اﻟ ﱠﺴــﺎﻣﻌ َ
» ﻳــﺎ أ ْ
َﲨَ ِـﻞ ، َﺣ َﺴـ ِﻦ َ ،وأ ْ ﻀ ِﻞ وأ ِ ٍ ِ ٍ ِ
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،ﻛﺄَﻓْ َ َ ْ
َﺟ َـﺰل َوأ َْو َﰱ َ ،وأ ْ ﲔَ ، وﻳﺎ أَ ْﻛَﺮَم َاﻷ ْﻛَﺮﻣ َ
ِ
َﻋ ﱢـﻢ َ ،وأَﺑْـ َﻘـﻰ َوأَ ْﻛ َﻤ ِﻞ َ ،وأَﻃْ َﻬ ِﺮ َ ،وأ َْزَﻛـﻰ َوأَﻧْـ َـﻮِر َ ،وأ َْﻋﻠـﻰ َ ،وأَﺑْـ َﻬـﻰ َ ،وأ ْ
َﺳ َـﲎ َ ،وأَْﳕَـﻰ َ ،وأ َْد َوم َ ،وأ َ
ﲪﻴ ٌﺪ َِﳎﻴ ٌﺪ.ﱠﻚ َِ ﻣﺎ ﺻﻠﱠﻴﺖ وﺑﺎرْﻛﺖ وﻣﻨـْﻨﺖ ،وﺳﻠﱠﻤﺖ وﺗَـﺮ ﱠﲪﺖ ﻋﻠﻰ إﺑـﺮ ِاﻫ ِ ِ
ﻴﻢ إﻧ َ ﻴﻢ َوآل إﺑْـَﺮاﻫ َ
َْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ََ َ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١٨٣
٢٠١
ـﺎرو َن َ ،و َﺳـﻠﱢ ْﻢ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ ـﺖ ﻋﻠــﻰ ُﻣﻮﺳــﻰ َوَﻫـ ُ
ٍ ِ ٍ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ ُْﻣــﻨُ ْﻦ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َﻛ َﻤــﺎ َﻣﻨَـْﻨـ َ
ﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،وأ َْوِرْد َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ِﻣـ ْـﻦ ُذ ِرﻳﱠﺘِـ ِـﻪ َ ،وأ َْزَو ِاﺟـ ِـﻪ ، ـﻮح ﰲ ِ
اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ َ ﺖ ﻋﻠــﻰ ﻧـُ ٍ ِ ٍ
َوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،ﻛ َﻤــﺎ َﺳـﻠﱠ ْﻤ َ
ﺑﻜﺄﺳ ِـﻪ ، ﺎﻋ ِﻪ ،ﻣﻦ ﺗﻘﱡﺮ ِِﻢ ﻋﻴـﻨُـﻪ ،واﺟﻌ ْﻠﻨَـﺎ ِﻣـْﻨـﻬﻢ ،وِﳑﱠـﻦ ﺗَﺴ ِـﻘﻴِ ِﻪ ِ وأَﻫﻞ ﺑـﻴﺘِ ِﻪ ،وأَﺻﺤﺎﺑِ ِﻪ ،وأَﺗْـﺒ ِ
ُْ َ ْ ْ ْ َْ ُ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ َْ َ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺖ ﻓﻴـﻪ ﺖ ﻟ َﻮاﺋﻪ َ ،وأ َْدﺧْﻠﻨَـﺎ ﰲ ُﻛـﻞ َﺧ ٍْـﲑ ،أ َْد َﺧ ْﻠ َ اﺟ َﻌ ْﻠﻨﺎ َْﲢ َ اﺣ ُﺸ ْﺮﻧَﺎ ﰲ ُزْﻣَﺮﺗﻪ َ ،و ْ ﺿﻪُ َ ،و ْ َوﺗُﻮِرُدﻩُ َﺣ ْﻮ َ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َ ،وﻻ ﺗُـ َﻔـﱢﺮ ْق ﺑَـْﻴـﻨَـﻨَـﺎ ـﺖ ِﻣْﻨـﻪُ ُﳏَ ﱠﻤـﺪاً َو َ ٍ ِ ٍ
َﺧَﺮ ْﺟ َ َﺧ ِﺮ ْﺟﻨَـﺎ ﻣ ْـﻦ ُﻛ ﱢـﻞ ُﺳـﻮء ،أ ْ ُﳏَ ﱠﻤﺪا َوآ َل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،وأ ْ
ِ ﲔ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ ﻃَﺮﻓَﺔَ َﻋ ْ ٍ
ﻚ َ ،وَﻻ أَ ْﻛﺜَـَﺮ. ﲔ أَﺑَﺪاً َ ،وﻻ أَﻗَ ﱠﻞ ِﻣ ْﻦ ذﻟ َ ْ َ َوﺑَـ ْ َ
أﺟ َﻌْﻠـﲏ َﻣ َﻌ ُﻬ ْـﻢ ٍِ ٍ ٍ ِ ٍ
اﺟ َﻌْﻠﲏ َﻣ َﻌ ُﻬ ْﻢ ﰲ ُﻛ ﱢـﻞ َﻋﺎﻓﻴَـﺔ َوﺑَ َـﻼء َ ،و ْ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،و ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،
ٍ ٍ ِ ٍ
ـﻮى
اﺟ َﻌ ْﻠــﲏ َﻣ َﻌ ُﻬـ ْـﻢ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻣﺜْـ َ اﺟ َﻌ ْﻠــﲏ َﻣ َﻌ ُﻬـ ْـﻢ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ أ َْﻣ ـ ٍﻦ َو َﺧـ ْـﻮف َ ،و ْ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ ﺷ ـﺪﱠة َوَر َﺧــﺎء َ ،و ْ
ِِ ِ ِ وُﻣْﻨـ َﻘﻠَ ٍ
أﺟ َﻌْﻠـﲏ أﺟ َﻌْﻠـﲏ َﻣ َﻌ ُﻬ ْـﻢ ﰲ اﳌََﻮاﻗـﻒ ُﻛﻠﱢ َﻬـﺎ َو ْ ـﺎﻫ ْﻢ َ ،وأَﻣْﺘـﲏ ﳑَـﺎﺗَـ ُﻬ ْﻢ َ ،و ْ أﺣﻴـﲏ َْﳏﻴَ ُ ﺐ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ، َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
ْﻢ ،ﻋْﻨ َﺪ َك َوﺟﻴﻬﺎً ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْﻴﺎ َواﻵﺧَﺮة َوﻣ َﻦ اﳌَُﻘﱠﺮﺑِ َ
ﲔ.
ـﺲ ﻋ ﱢـﲏ ِ ْـﻢ ُﻛ ﱠـﻞ َﻫـ ﱟﻢ ، ِِ ٍ ِ
ٍ
ـﻒ َﻋ ﱢـﲏ ْـﻢ ُﻛ ﱢـﻞ َﻛ ْـﺮب ،وﻧ ﱢﻔ ْ ﺻ ﱢـﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َوآﻟ ِـﻪ َ ،وا ْﻛ ِﺸ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،
ٍ ِ ِِ اﺻـ ِﺮ ْ ِ ِ ِِ
ف َﻋ ﱢـﲏ ْـﻢ َﻣ َﻘـﺎد َﻳﺮ ُﻛ ﱢـﻞ ﺑَ َـﻼء َ ،و ُﺳـﻮءَ َوﻓَـﱢﺮ ْج َﻋ ﱢﲏ ْﻢ ُﻛ ﱠﻞ َﻏ ﱟﻢ َ ،وا ْﻛﻔ ِﲏ ْﻢ ُﻛ ﱠـﻞ ﺧ ْـﻮف ،و ْ
اﻷﻋ َﺪ ِاء.
ﴰﺎﺗﺔ ْ ﱠﻘﺎء َو َ
اﻟﻘﻀ ِﺎء ،ودرك اﻟﺸ ِ
َ َ َ َ ََ
ﱢﻌــﲏ ِﲟـَـﺎ َرَزﻗْـﺘَــﲏ ، ِ ِ ِ ٍ
ـﺐ ﱄ َﻛ ْﺴـِـﱯ َ ،وﻗَـﻨـ ْ ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآﻟــﻪ َ ،وا ْﻏﻔــﺮ ﱄ ذَﻧْــﱯ َ ،وﻃﻴﱢـ ْ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،
ﻚ ِﻣ ْﻦ ُدﻳْـﻨَﺎ ﲤَْﻨَ ُـﻊ ٍ وﺑﺎ ِرْك ﱄ ﻓِ ِﻴﻪ ،وﻻ ﺗُ ْﺬ ِﻫ ِ ِ
َﻋﻮذُ ﺑِ َ ﺻَﺮﻓْـﺘَﻪُ َﻋ ﱢﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﱐ أ ُ ﺐ ﺑﻨَـ ْﻔﺴﻲ إﱃ َﺷ ْﻲء َ ْ َ ََ
ﺎت َ ،وأ ََﻣ ٍﻞ ﳝَْﻨَ ُﻊ َﺧْﻴـَﺮ اﻵﺟ ِﻞ ،وﺣﻴﺎةٍ ﲤَْﻨَﻊ ﺧﻴـﺮ اﳌﻤ ِ ﺎﺟ ٍﻞ ﳝَْﻨﻊ ﺧﻴـﺮ ِ اﻵﺧﺮةِ ،وِﻣﻦ ﻋ ِ ِ
َ َ َ ُ َ ْ َ ََ َ ُ ََْ َﺧْﻴـَﺮ َ َ ْ َ
٢٠٢
ِ ِ
ـﻚ ، ﻚ َ ،واﻟﻘﻴَــﺎم ِﲝَﻘـ َ ﺼـْﺒـَﺮ َﻋـ ْـﻦ َﻣ ْﻌ ِﺼــﻴَﺘِ َ
ـﻚ َ ،واﻟ ﱠ ﺎﻋﺘِ َ
ﺼـ ْـﱪ ﻋﻠــﻰ ﻃَ َ ﻚ اﻟ ﱠ َﺳـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ اﻟﻌ َﻤ ِـﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌﺎﻓﻴَـ ــﺔ ، اﻟﻌ ْﻔ ـ َـﻮ َ ،و َﻚ َ ﻚ َﺣ َﻘ ــﺎﺋ َﻖ ا ِﻹﳝَــﺎن َ ،وﺻ ـ ـ ْﺪ َق اﻟﻴَﻘ ــﲔ ﰲ اﳌَـ َـﻮاﻃ ِﻦ ُﻛﻠﱢ َﻬ ــﺎ َ ،وأ ْ
َﺳ ـ ـﺄَﻟُ َ َﺳ ـ ـﺄَﻟُ َ
َوأ ْ
إﱐاﻵﺧـ َـﺮةِ ِﻣـ َـﻦ اﻟ ﱠﺸـ َﻘ ِﺎء ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ﱢ اﻵﺧــﺮةِ ،ﻋﺎﻓِﻴـﺔَ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ ِﻣــﻦ اﻟــﺒ َﻼ ِء ،وﻋﺎﻓِﻴـﺔَ ِ
ََ َ َ َ َ
ِ
واﳌُﻌﺎﻓَــﺎة ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ و َ َ َ
ﻮل َدا ِر اﻟ َﻜَﺮ َاﻣ ِﺔ.
ﻚ اﻟ َﻔ ْﻮَز َ ،واﻟ ﱠﺴ َﻼ َﻣﺔَ َ ،و ُﺣﻠُ َ َﺳﺄَﻟُ َأْ
اﻟﻌﺎﻓِﻴَ ِﺔ.
ﱄ َ اﻟﻌﺎﻓِﻴَ ِﺔ ﻳﺎ َوِ ﱠ
ﱡﻜﺮ ﻋﻠﻰ َ اﻟﻌﺎﻓﻴَﺔ َ ،واﻟﺸ َ
ﻚ اﻟﻌﺎﻓِﻴ ِﺔ ،وﲤََﺎم ِ ِ
َﺳﺄَﻟُ َ َ َ َ َ َ أﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
اﺣـﺔً َﲤـُ ﱡﻦ َِـﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ـﻚ َ ،وَر َ ـﻚ َ ،وَر ْﻏﺒَـﺔً إﻟَْﻴـ َ ﺻ َـﻼﰐ َ ،وُد َﻋــﺎﺋِﻲ َ ،رْﻫﺒَـﺔً ِﻣْﻨـ َ إﺟ َﻌـ ْـﻞ ﱄ ﰲ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ ،
ِ
ـﺎك ، ـﻚ َ ،وﺟﺰﻳـ َـﻞ َﻋﻄﺎﻳـ َ وﴰُــﻮل ﻋﺎﻓﻴَﺘِـ َ ـﻚ ُ ، غ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِـ َ
ـﻚ َ ،و ُﺳــﺒُﻮ َ ..اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻻ َْﲢـ ْـﺮﻣﲏ ِﺳـ َـﻌﺔَ َر ْﲪﺘـ َ
ﻮء ﻣﺎ ﻋِْﻨ ِﺪي ،وﻻ ُﲡ ِﺎزﱐ ﺑَِﻘﺒِ ِ ِ وﻣْﻨﺢ ﻣﻮ ِاﻫﺒِﻚ ،ﻟﺴ ِ
ـﻚ اﻟ َﻜـ ِﺮِﱘ ﻋ ﱢـﲏ ـﺮف ﺑَِﻮ ْﺟ ِﻬ َ ﺼ ْ ﻴﺢ َﻋ َﻤﻠـﻲ َ ،وﻻ ﺗَ ْ َ َ َ ُ َ
ـﻮك ،وﻻ ﺗَﻜْﻠــﲏ إﱃ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ ﻃَﺮﻓَـﺔَ َﻋـ ْ ٍ ِ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻻ َْﲢ ـ ِﺮْﻣﲏ َوأَﻧَــﺎ أ َْد ُﻋـ َ
ـﲔ ْ ـﻮك َ ،وﻻ ُﲣَﻴﱢْﺒــﲏ َوأَﻧَــﺎ أ َْر ُﺟـ َ َ
ـﺖ ﻳﺴْﺘﺄَﺛُِﺮ ﻋﻠﻲ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ أَﺑﺪاً ،وﻻ إﱃ أ ٍ ِ
ﱠﻚ ﲤَْ ُﺤﻮ َﻣﺎ ﺗَ َﺸﺎءُ َ ،وﺗُـﺜْﺒ ُ َﺣﺪ ﻣ ْﻦ َﺧ ْﻠﻘﻚ ﻓَـﻴَ ْﺤ ْﺮﻣﲏ و َ َ َ َ
ِ
ـﻚ ، ﻚ ِﻣـ ْـﻦ ﺑَِﺮﻳﱠﺘِـ َ ﺻـ ْﻔ َﻮﺗِ َ
ـﻚ َ ،و َ ـﻚ ِﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ ـﺂل » ﻳـَـﺲ « ِﺧﲑﺗـِ َ ﻚ ﺑِـ ِ َﺳـﺄَﻟُ َ
،وﻋْﻨـ َـﺪ َك أُﱡم اﻟﻜﺘَــﺎب ،أ ْ
ﺎﺟﱵ َو ر ْﻏﺒَﱵ إﻟَْﻴﻚ. َـ ْﲔ ﻳََﺪ ي َﺣ َ َوأُﻗﱢﺪُﻣُﻬ ْ ﺑ
ﺷﻘﻴﱠﺎً َْﳏ ُﺮوﻣﺎً ُ ،ﻣ َﻘ ﱠﱰاً َﻋﻠَ ﱠﻲ ﰲ اﻟ ﱢـﺮْزق ،ﻓ ْـﺎﻣ ُﺢ ﺎب ِ اﻟﻜﺘَ ِاﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،إ ْن ُﻛْﻨﺖ َﻛﺘَﺒﺘﲏ ِﻋْﻨ َﺪ َك ،ﰲ أُﱢم ِ
َ ْ ُ
ﺣﺮﻣـﺎﱐ ،وإﻗْﺘـﺎر ِرْزﻗـﻲ َ ،وﺛـَﺒﱢْﺘـﲏ ِﻋْﻨ َـﺪ َك َﺳـﻌﻴﺪاً َﻣْﺮُزوﻗـﺎً ،ﻓَﺈﻧﱠـﻚ ﲤَْ ُﺤـﻮ ﻣ ْﻦ أُﱢم اﻟﻜﺘﺎب ﺷﻘﺎﺋﻲ َ ،و ْ
ِ ِ
ﻣﺎ ﺗَ َﺸﺎء ،وﺗُـﺜْﺒِﺖ ،و ِﻋْﻨ َﺪ َك أُﱡم ِ
اﻟﻜﺘَ ِ
ﺎب. ُ َ ُ َ
ِ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ِ
ﻚﻒ َ ،وﺑِ َ ﻚ َﺧﺎﺋِ ٌ إﱄ ِﻣ ْﻦ َﺧ ِْﲑ ﻓَﻘ ُﲑ َ ،وأَﻧَﺎ ِﻣْﻨ َ ﺖ َﱠ إﱐ ﻟ َﻤﺎ أَﻧْـَﺰﻟْ َ ُ
٢٠٣
ـﻮك َﻛﻤــﺎ أَﻣــﺮﺗَﲏ ،ﻓَ ِ ﺣﻘـ ِ ِ ِ
ـﻚ ﻻ ﺐ ﱄ َﻛ َﻤــﺎ َو َﻋ ـ ْﺪﺗَﲏ ،إﻧـﱠ َ ﺎﺳــﺘَﺠ ْ ْ ﲔ ،أ َْدﻋُـ َ َ َ ْ ـﲑ ﻣ ْﺴــﻜ ٌﺠﲑ َ ،وأَﻧـَـﺎ ٌُﻣ ْﺴــﺘَ ٌ
ـﺖ ،ﻳـﺎ َﺳـﻴﱢﺪي َ ،وﻧِ ْﻌ َـﻢ ِ ُﲣْﻠﻒ اﳌﻴﻌﺎد .ﻳﺎ ﻣﻦ ﻗَـﺎل » :أُدﻋـﻮﱐ أ ِ
ـﺐ أﻧْ َ
َﺳـﺘَﺠﺐ ﻟَ ُﻜـﻢ « ْﻧﻌـﻢ اﳌُﺠﻴ ُ ْ ُْ َ
ـﻚ ِﻣـ َـﻦ اﻟﻨﱠــﺎ ِر ،ﻳــﺎ ب ،وﻧِﻌــﻢ اﳌــﻮَﱃ ،وﺑِــﺌِﺲ اﻟﻌﺒــﺪ أَﻧـَـﺎ ،وﻫــﺬا ﻣ َﻘــﺎم ِ
اﻟﻌﺎﺋـِـﺬ ﺑِـ َ
ََ َ ُ َ ـﻞ َ ،وﻧِ ْﻌـ َـﻢ اﻟـَـﺮ ﱡ َ ْ َ ْ َ َ َْ ُ ُ اﻟﻮﻛِﻴـ
َ
ِ َ ِ
ِ
ﻀـﻄَﱢﺮ َ ،وَر ْﲪَـ َـﻦ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـَـﺮة َ ،وَر َ
ﺣﻴﻤ ُﻬ َﻤــﺎ ـﺐ َد ْﻋـ َـﻮَة اﳌ ْ
ُ ـﻒ اﻟﻐَـ ﱢﻢ َ ،وﻳــﺎ ُﳎﻴـ َ
ِج اﳍـ ﱢﻢ ،ﻳــﺎ َﻛﺎﺷـ َ
ﻓَــﺎر َ
ﲔ ،اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ ـﺎد َك اﻟ ﱠ ِِإرﲪﲏ ر ْﲪﺔً ﺗُـ ْﻐﻨِ ِﻴﲏ ﻋﻦ ر ْﲪ ٍﺔ ﻣﻦ ﺳـﻮ َاك ،واد ِﺧ ْﻠـﲏ ﺑِﺮ ْﲪﺘِـﻚ ،ﰲ ِﻋﺒ ِ
ﺼـﺎﳊ َ َ ََ َ َْ َ َ َْ َ َْ ْ َْ َ َ
ﺼَﻼ ة َﻛﺎﻧَﺖ ﻋﻠﻰ اﳌ ْﺆِﻣﻨِﲔ ﻛِﺘَﺎﺑﺎ َﻣ ْﻮﻗُﻮﺗﺎ . « ..
)(١
ﺻ َﻼﰐ ﻓَﺈ ﱠن اﻟ ﱠﻀﻰ َﻋ ﱢﲏ َ اﻟﺬي ﻗَ َ
ُ
ﻟﻘــﺪ اﻋﺘﺼــﻢ اﻻﻣــﺎم � ﺑــﺎﷲ ،وأﻧــﺎب إﻟﻴــﻪ ،ﻓــﺪﻋﺎﻩ ﺑــﺈﺧﻼص ،وﻧﺎﺟــﺎﻩ ﲟﻌﺮﻓــﺔ وإﳝــﺎن ،
ﺷﺄﻧﻪ ﰲ ذﻟﻚ ،ﺷﺄن آﺑﺎﺋﻪ ،اﻻﺋﻤﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ ،اﻟﺬﻳﻦ أﺿﺎؤا اﳊﻴﺎة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﲟﺎ ﻧﺸـﺮوﻩ ﻣـﻦ
ﻛﻨﻮز اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،واﻻﳝﺎن.
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﳌﻐﺮب
روى ﺳــﻌﻴﺪ ﺑــﻦ ﻳﺴــﺎر ،ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،أﻧــﻪ ﻗــﺎل :إذا ﺻــﻠﻴﺖ اﳌﻐــﺮب ﻓــﺎﻣﺮر
ﻳﺪﻳﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺘﻚ ،وﻗﻞ :
ﱠﻬ َﺎدةِ اﻟﱠﺮﲪ ِﻦ اﻟﱠﺮِﺣﻴ ِﻢ « » ﺑِﺴ ِﻢ اﷲِ اﻟﺬي ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ ﻫﻮ ،ﻋ ِ
ﺎﱂ اﻟﻐَْﻴ ِ
ﺐ َواﻟﺸ َ َ َُ َ ْ
وﻗﻞ ﺛﻼﺛﺎ :
ِ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَ ْذﻫ ْ
ﺐ َﻋ ﱢﲏ اﳍَ ﱠﻢ َواﳊُْﺰ َن .(٢) « ..
و ــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳌــﻮﺟﺰ ،ﻳﻨﺘﻬــﻲ ﺑﻨــﺎ اﳊــﺪﻳﺚ ﻋــﻦ ﺑﻌــﺾ أدﻋﻴﺘــﻪ ﰲ اﻟﺼــﻼة اﻟــﱵ ﻫــﻲ ﻣــﻦ أﻫــﻢ
اﻟﻌﺒﺎدات ﰲ اﻻﺳﻼم.
__________________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ١٥٧ـ .( ١٦
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٤٩ / ٢
٢٠٤
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻊ
دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻨﺒﻲ � وﻵﻟﻪ وﺷﻴﻌﺘﻬﻢ
٢٠٥
٢٠٦
وﻧﻘ ــﻞ اﻟ ــﺮواة ،ﻛﻮﻛﺒ ــﺔ ﻣ ــﻦ أدﻋﻴ ــﺔ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،دﻋ ــﺎ ﺑﺒﻌﻀ ــﻬﺎ ﳉ ــﺪﻩ ،اﻟﺮﺳ ــﻮل
اﻻﻋﻈــﻢ � ،ﻣﻔﺠــﺮ اﻟﻌﻠــﻮ واﻟــﻮﻋﻲ ﰲ اﻻرض ،ﻛﻤــﺎ دﻋــﺎ ﺑﺒﻌﻀــﻬﺎ ﳋﺰﻧــﺔ ﻋﻠﻤــﻪ ،وﲪﻠــﺔ
ﻣﺸــﻌﻞ اﻟﻔﻜــﺮ واﳍﺪاﻳــﺔ ،اﻻﺋﻤــﺔ اﻟﻄــﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣــﻦ ذرﻳﺘــﻪ ،ودﻋــﺎ ﺑﺒﻌﻀــﻬﺎ ﻟﺸــﻴﻌﺘﻬﻢ ،اﻟــﺬﻳﻦ ﺳــﺎروا
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻬﻢ ،وﲤﺴﻜﻮا ﲟﺤﺒﺘﻬﻢ ووﻻﺋﻬﻢ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻨﺒﻲ
ﻣ ــﻦ أدﻋﻴ ــﺔ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴ ــﻞ ،وﻗ ــﺪ أدﱃ ﺑــﻪ ﲟ ــﺎ ﲤﻴ ــﺰ ﺑ ــﻪ ﺟ ــﺪﻩ
اﻟﺮﺳﻮل اﻟﻌﻈﻴﻢ � ،ﻣﻦ ﲰﻮ اﳌﻨﺰﻟﺔ ،وﻋﻈﻴﻢ اﳌﻜﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﺖ :ـ َوﻗَـ ْﻮﻟُــﻚ اﳊَــ ﱡﻖ ـ » ـﺚ ﻗُـ ْﻠـ َ ﺻـ ْﻔﺘَﻪُ ﰲ ﻛِﺘَﺎﺑِـ َ
ـﻚ َﺣْﻴـ ُ » اﻟﻠ ُﻬـ ﱠﻢ ،إ ﱠن ُﳏَ ﱠﻤــﺪاً � َ ،ﻛ َﻤــﺎ َو َ
ـﻴﻢ (١) « ..ﻓَﺄَ ْﺷ َـﻬﺪ ﻟَ َﻘ ْﺪ ﺟﺎء ُﻛﻢ رﺳﻮٌل ِﻣﻦ أَﻧْـ ُﻔ ِﺴـ ُﻜﻢ ،ﻋ ِﺰﻳـﺰ ﻋﻠَﻴ ِـﻪ ﻣـﺎ ِﻋﻨِـﺘﱡﻢ ﺑِـﺎﳌ ْﺆِﻣﻨِﲔ رُؤ ٌ ِ
وف َرﺣ ٌ ْ ُ ََ ْ َ ٌ َْ َ َ ْ َ ُْ ْ
ﱠﻚ َﱂ ﺗَﺄْﻣﺮﻧَﺎ ﺑﺎﻟ ﱠ ِ ِ ِ
ﻚ، ﺖ َوَﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘُ َ ِ
ﺖ َﻋﻠَْﻴﻪ أَﻧْ َ ﺻﻠﱠْﻴ َ
ﺼ َﻼة َﻋﻠَْﻴﻪ إﻻﱠ ﺑَـ ْﻌ َﺪ أَ ْن َ ﻚ َ ،وأَ ْﺷ َﻬ ُﺪ أَﻧ َ ْ ُ ْ
أَﻧﱠﻪ َﻛﺬﻟ َ
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻟﺘﻮﺑﺔ ـ آﻳﺔ .١٢٨
٢٠٧
ِ ِ ِ ِ
ﺻـﻠُﻮا ﺼـﻠﱡﻮن ﻋﻠـﻰ اﻟﻨﱠـﱯ ﻳـﺎ أﻳـﱡ َﻬـﺎ اﻟـﺬﻳﻦ َآﻣﻨ ُـﻮا َ ﻓَﺄَﻧْـَﺰﻟْﺖ ﰲ ﻓـُ ْﺮﻗَﺎﻧﻚ اﳊَﻜﻴﻢ » :إ ﱠن اﷲ َوَﻣ َﻼﺋ َﻜﺘَـﻪ ﻳُ َ
ﻚ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ َ ،وﻻ إﱃ ﺻﻠَ َﻮاﺗِ َ ﻋﻠَﻴﻪ وﺳﻠﱢﻤﻮا ﺗَﺴﻠﻴِﻤﺎ « ) (٢ﻻ ِﳊﺎﺟ ِﺔ ﺑِِﻪ إﱃ ﺻ َﻼةِ أ ٍ ِ
َﺣﺪ ﻣ َﻦ اﳋَْﻠﻖ ﺑَـ ْﻌ َﺪ َ َ َ َ َ َْ ََ ُ ْ َ
ـﺎﺟﻮن إﱃ ذﻟِـﻚ إﻻﱠ أَﻧﱠـﻚ َﺟ َﻌْﻠﺘَـﻪ ﺑَﺎﺑَـﻚ ِ
ـﻚ ،ﺑَ ِـﻞ اﳋَْﻠ ُـﻖ َﲨﻴﻌـﺎً ُ ،ﻫ ُـﻢ اﳌُ َﺤﺘَ ُ ﺗَـْﺰﻛِﻴَﺘِ ِﻬ ْﻢ إﻳﱠـﺎﻩُ ﺑَـ ْﻌ َـﺪ ﺗَـْﺰﻛِﻴَﺘِ َ
ـﻚ َ ،وُزﻟْ َﻔ ـﺔً ـﻚ َ ،وَو ِﺳــﻴﻠَﺔً إﻟَْﻴـ َ ﺼـ َـﻼ َة َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ ﻗُـْﺮﺑَـﺔً ِﻣْﻨـ َ
ـﺖ اﻟ ﱠ ـﺎك ﻣْﻨــﻪُ َ ،و َﺟ َﻌْﻠـ َ
اﻟــﺬي ﻻ ﻳـ ْﻘﺒــﻞ إﻻﱠ ﻣــﻦ أَﺗَـ َ ِ
َُُ َْ
ﻚ َ ،وَﻛَﺮ َاﻣ ـﺔً ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
دادوا ـَـﺎ إﺛْ ـ َـﺮًة ﻟَـ َـﺪﻳْ َ
ﺼـ َـﻼة َﻋﻠَْﻴــﻪ ،ﻟﻴَ ـ ْـﺰ ُ ﲔ َﻋﻠَْﻴــﻪ َ ،وأ ََﻣـ ْـﺮﺗَـ ُﻬ ْﻢ ﺑﺎﻟ ﱠ ـﺖ اﳌـُ ْـﺆﻣﻨ َ ﻋْﻨـ َـﺪ َك َ ،وَدﻟَْﻠـ َ
ﻚ ﻳﺼﻠﱡﻮن ﻋﻠَﻴ ِﻪ ،وﻳـﺒـﻠﱢﻐُﻮﻧَﻪ ﺑِﺼ َﻼ ِِﻢ وﺗَﺴﻠِ ِ ِ ِ
ﻴﻤ ِﻬﻢ. ﲔ َﻋﻠَْﻴﻪ َﻣ َﻼﺋ َﻜﺘُ َ ُ َ َ َ ْ َ َُ ُ َ ْ َ ْ ﺼﻠﱢ َ ﺖ ﺑِﺎﳌُ َ ﻚ َ ،وَوﱠﻛْﻠ َ َﻋﻠَْﻴ َ
ِ إﱐ أَﺳﺄَﻟ ِ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ر ﱠ ٍ
ُ َ ﲟ َـﺎ َﻋﻈﱠ ْﻤـﺖ ﺑِـﻪ ﻣـﻦ أ َْﻣـﺮ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ � َ ،وأ َْو َﺟْﺒ َ
ـﺖ ب ُﳏَ ﱠﻤﺪ � ،ﱢ ْ ُ َ
ِ ِِ ﺼ َﻼةِ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ ِﲟَﺎ ُِﲢ ﱡ ﻠﻖ ﺑِِﻪ ﻟﺴﺎﱐ ِﻣ َﻦ اﻟ ﱠ ِ ِ
أﺣﺪ ﺿﻰ َ ،وِﲟَﺎ َﱂْ ﺗُﻄْﻠ ْﻖ ﺑﻪ ﻟﺴﺎن َ ﺐ َوﺗَـْﺮ َ ﻣ ْﻦ َﺣﻘﱢﻪ ،أَ ْن ﺗُﻄْ َ
ِ ِ
أﺣﻠَْﻠﺘـﻪُ ِ ،ﻣـﻦ َﳏَ ِـﻞ ﻗُ ْﺪ ِﺳ َ
ـﻚ ـﺚ ْ ﻚ ُﻣﺮاﻓﻘﺘﻪُ َ ،ﺣْﻴ ُ ﻚ َ ،وْﱂ ﺗُـ َﻌﻠﱢ ْﻤﻪُ إﻳﱠﺎﻩُ ،ﰒُﱠ ﺗُـ ْﺆﺗِﻴﲏ ﻋﻠﻰ ذﻟ َ ِﻣ ْﻦ َﺧ ْﻠﻘ َ
،وﺟﻨ ِ ِ
ﺮق ﺑَـْﻴﲏ َوﺑَـْﻴـﻨَﻪُ. ﻚ َ ،وﻻ ﺗُـ َﻔ ْ ﱠﺎت ﻓْﺮَد ْو ِﺳ َ ََ
ﺿـﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴـﻲ ِ إﱐ أَﺑ َﺪأُ ﺑِﺎﻟ ﱠﺸـﻬﺎدةِ ،ﰒُﱠ ﺑِﺎﻟ ﱠ ِ ِ
ـﻚ ِر َ ـﺖ ﻻ أَﺑْـﻠُ ُـﻎ ِﻣ ْـﻦ ذﻟ َ ﺼ َـﻼة َﻋﻠَْﻴـﻪ َ ،وأ ْن ُﻛْﻨ ُ ََ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ْ
ـﻮغ اﻟﻮ ِاﺟ ِ
ـﺐ ِِِ ِ ِ ،وﻻ ﻳـُ َﻌﺒﱢـﺮ ﻟِﺴ ِﺎﱐ َﻋ ْﻦ َ ِ ِ
ﺿﻤﲑي َ ،وﻻ أَُﻻ ُم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﱠـ ْﻘﺼﲑ ﻣ ﱢﲏ ،ﻟ َﻌ ْﺠﺰ ﻗُ ْﺪ َرﰐ َﻋ ْـﻦ ﺑـُﻠُ ِ َ َ ُ َ
ِ ﱠ ِ
ـﺖ ﻟَـﻪُ ﰲ ُﻋﻨُﻘـﻲ ،إﻧﱠـﻪُ ﻗَـ ْﺪ ﺑَـﻠ َـﻎ ر َﺳـﺎﻟَﺘَﻚ َﻏ ْﻴــﺮ ِ ﱠ ِ
َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻣْﻨﻪُ َ ،ﻷﻧﱠـﻪُ ُﺧـﻂ َﻋﻠَ ﱠـﻲ َ ،و ُﺣـ ﱠﻖ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﻟ َﻤـﺎ أ َْو َﺟْﺒ َ
ِ ﻣ َﻔﱢﺮ ٍط ﻓِﻴﻤﺎ أَﻣﺮت ،وﻻ ُﳎﺎ ِوٍز ﻟِﻤﺎ ﻧـَﻬﻴﺖ ،وﻻ ﻣ َﻘ ﱢ ِ
ﺖ .. ﺻ ْـﻴ َ
ت َ ،وﻻ ُﻣﺘَـ َﻌـ ﱟﺪ ﻟ َﻤـﺎ أ َْو َ ﻴﻤـﺎ أ ََرْد َﺼ ٍﺮ ﻓ َ َ َْ َ َ َ َ َْ َ َ ُ ُ
ﻚ ُ ،ﻣ ْﻘ ـﺒِﻼً َﻏْﻴ ـ َـﺮ ُﻣ ـ ْﺪﺑِ ٍﺮ َ ،وَو ﱠﰱ ِ ِ ِ ِ
ﺎﻫـ َـﺪ ﰲ َﺳ ـﺒِﻴِﻠ َ ـﻚ َ ،و َﺟ َ ـﺖ إﻟَْﻴــﻪ ﻣـ ْـﻦ َو ْﺣﻴِـ َ ـﻚ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ أَﻧْـَﺰﻟْـ َ َوﺗَـ َـﻼ آﻳَﺎﺗـ َ
ع ِ ِ
ﺻ َﺪ َ
ﺻ ّﺪ َق َو ْﻋ َﺪ َك َ ،و َ ﺑ َﻌ ْﻬﺪ َك َ ،و َ
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻻﺣﺰاب ـ آﻳﺔ .٥٦
٢٠٨
ِ ـﺎف ﻓِﻴ ــﻚ ﻟَﻮﻣ ـﺔَ َﻻﺋِ ـ ٍﻢ ،وﺑﺎﻋ ــﺪ ﻓِﻴــﻚ اﻷﻗْ ــﺮﺑِﲔ ،وﻗَـ ـﱠﺮ ِ ِ
ﻳﻦ َ ،وأ ََﻣ ـ َـﺮ ـﻚ اﻷﺑْـ َﻌ ــﺪ َ ب ﻓﻴـ َ ََ َ َ َ َ َ َ َ ﺑ ـﺄ َْﻣ ِﺮَك ،ﻻ َﳜَـ ُ َ ْ َ
ﻚ َ ،وأﻧْـﺘَـ َﻬــﻰ َﻋْﻨـ َﻬــﺎ ِﺳ ـﱠﺮاً َو َﻋ َﻼﻧِﻴَ ـﺔً ، ﺼــﻴَﺘِ َ ـﻚ ،وأﺋَـﺘَﻤــﺮ ِ ــﺎ ِﺳــﺮاً وﻋ َﻼﻧِﻴ ـﺔً ،وﻧَـﻬــﻰ ﻋــﻦ ﻣﻌ ِ ﺑِﻄَ ِ
ﺎﻋﺘـ َ َ َ َ َ ّ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ
ِ ِ ِ ﺎﺳ ِﻦ َاﻷﺧ َـﻼ ِق وأ ِ ﻣﺮ ِﺿﻴﺎً ِﻋْﻨ َﺪ َك ،ود ﱠل ﻋﻠﻰ َﳏ ِ
َﺧـ َﺬ َـﺎ َ ،وﻧـَ َﻬـﻰ َﻋ ْـﻦ َﻣ َﺴـﺎ ِوىء َاﻷ ْﺧ َـﻼق َوَرﻏ َ
ـﺐ ْ َ َ َ ََ َْ ّ
ﻚ ﺑِﺎﳊِﻜْﻤ ِـﺔ واﳌﻮ ِﻋﻈَـﺔِ ﺐ أَ ْن ﻳـﻮاﻟَﻮا ﻗَـﻮﻻً وﻋﻤﻼً ،ودﻋـﺎ إﱃ ﺳـﺒِﻴِﻠِ ِ ِ ِ
َ َ َْ َ َ ﻳﻦ ُﲢ ﱡ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َﻋْﻨـ َﻬﺎ َ ،وَو َاﱃ أ َْوﻟﻴَﺎءَ َك اﻟﺬ َ
ـﻚ ،ﻧَِﻘﻴّـﺎً ﺗَِﻘﻴّـﺎً َزﻛِﻴّـﺎً ،ﻗَـ ْﺪ أَ ْﻛﻠَ ْﻤ ـﺖ ﺑِــﻪ ﻀــﺘَﻪُ إﻟَْﻴـ َ
ـﲔ ،ﻓَـ َﻘﺒَ ْ ِ ِ ِ
اﳊَ َﺴــﻨَﺔ َ ،و َﻋﺒَـ َـﺪ َك ﳐُْﻠﺼـﺎً َﺣـ ﱠـﱴ أَﺗَــﺎﻩُ اﻟﻴَﻘـ ُ
ﺖ ﺑِ ِـﻪ ﺼـﻠْ َﺖ ﺑِ ِـﻪ َﺷ َـﺮاﺋِ َﻊ ا ِﻹ ْﺳ َـﻼِم َ ،وﻓَ ﱠ ت ﺑِـﻪ اﳊُ َﺠ َـﺞ َ ،و َﺷ َـﺮ ْﻋ َ
اﻟﺪﱢﻳﻦ ،وأَْﲤَﻤﺖ ﺑِِﻪ اﻟﻨِﻌﻤﻪ ،وﻇَﺎﻫﺮ ِ
ْ َ َ َْ َ َ َ ْ َ
ِ ِ ِ
ﻚ اﳌﺴـﺘَﻘﻴﻢ ،وﺑـﻨَـْﻴ َ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻮم ،اﻟـﱵ ﱡﺠ َاﻟﻌ َﻼ َﻣـﺎت َواﻟﻨ ُ ـﺖ ﺑـﻪ َ ـﻚ ﺻ َـﺮاﻃَ َ ُ ْ َ َ َ ﺖ ﺑِﻪ ﳋَْﻠﻘ َ اﳊَ َﻼ َل َواﳊََﺮ َام َ ،وﻧَـ َﻬ ْﺠ َ
ﺘﻴﻬﻮ َن َ ،وَﱂْ ﺗَﻜِ ْﻠ ُﻬ ْـﻢ إﱃ اﻟﻨَﻈَـ ِﺮ ٍ ِ
َﺎ ﻳَـ ْﻬﺘَ ُﺪو َن َوَﱂ ﺗَ َﺪ ْﻋ ُﻬﻢ ﺑَـﻌ َﺪﻩُ ﰲ َﻋ ْﻤﻴَﺎءَ ﻳـَ ْﻌ َﻤ ُﻬﻮ َن َ ،وﻻ ُﺷْﺒـ َﻬﺔ ﻳَ ُ
)(١
ﺎت اﻟﺒِ َـﺪ ِع ، َﻷﻧْـ ُﻔ ِﺴ ِﻬﻢ ،ﰲ ِدﻳـﻨِ ِﻬﻢ ﺑِـﺂراﺋِ ِﻬﻢ ،وﻻ اﻟﺘﱠﺨ ﱡِـﲑ ِﻣـْﻨـﻬﻢ ﺑِـﺄَﻫﻮاﺋِ ِﻬﻢ ،ﻓَـﻴﺘَ َﺸـ ﱠﻌﺒﻮ َن ﰲ ﻣـ ْﺪ َﳍِ ﱠﻤ ِ
ُ ُ ْ َْ ْ َ ُ ْ َ َ ْ ْ
ِ ِ ِِ ِ ِ
ﻴﻤﺎ ﻻ ﻳـَ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن. ﻴﻤﺎ ﻳَـ ْﻌﻠَ ُﻤﻮ َن َ ،وﻓ َ َوﻳَـﺘَ َﺤ ﱠﲑُو ن ﰲ ُﻣﻄْﺒ َﻘﺎت اﻟﻈﱡﻠَﻢ َ ،وﺗَـﺘَـ َﻔﱠﺮ ُق ُﻢ اﻟ ﱡﺴﺒُ ُﻞ ،ﻓ َ
ﲔ، اﺿـﻴﺎً ِﻋْﻨ َـﺪ َك َ ،ﻣ ْﺮﺿـﻴﺎً ِﻋْﻨ َـﺪ َك َْ ،ﳏ ُﻤـﻮداً ﻋِْﻨ َـﺪ َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘِ َ
ـﻚ اﳌَُﻘـﱠﺮﺑِ َ
وأَ ْﺷﻬ ُﺪ ،أَﻧﱠﻪ ﺗَـﻮﱠﱃ ِﻣﻦ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ ر ِ
ُ َ َ َ َ َ َ
ِ ِ ِ
ﲔ َ ،وأَﻧﱠﻪُ َﻛﺎ َن َﻏْﻴـَﺮ ﻟَﺌـﻴ ٍﻢ َ ،وﻻ َذﻣـﻴ ٍﻢ َ ،وأَﻧﱠـﻪُ َﱂْ ﻳَ ُﻜ ْـﻦ َﺳـﺎﺣﺮاً ِِ ِ ِ ِ
َوأَﻧْﺒِﻴَﺎﺋﻚ اﳌْﺮ َﺳﻠﲔ َ ،وﻋﺒَﺎد َك اﻟ ﱠ ِ
ﺼﺎﳊ َ ُ
ْﻬـ ُـﻦ ﻟَــﻪُ َ ،وﻻ َْﳎﻨُﻮﻧًــﺎ َ ،وﻻ ﻜ ﻳ ﻻو ، ﺎ ـ ﻨ ـﺎﻋﺮاً ،وﻻ ﻳ ْﺸــﻌﺮ ﻟَــﻪ ،وﻻ َﻛ ِ
ﺎﻫ ـﺤﺮ ﻟَــﻪ ،وﻻ َﺷـ ِ
ً ُ َ ً َ ُ َْ ُ َ َ ،وﻻ ﻳُ ْﺴـ َ ُ ُ َ
ِ
ﲔ.ﲔ َ ،و َﺳﻴﱢ َﺪ اﳌُْﺮ َﺳﻠ َ َﻛ ﱠﺬاﺑﺎً َ ،وأَﻧﱠﻪُ َﻛﺎ َن َر ُﺳﻮل اﷲ � َ ،و َﺧ َﺎﰎَ اﻟﻨﱠﺒِﻴﱢ َ
ﱠﻚ ﺑِ ِﻪ ذاﺋﻘﻮا اﻟﻌ َﺬ ِ ِ
اب اﻷَﻟﻴِﻢ َ ،وأَ ْﺷ َﻬ ُﺪ أَﻧ َ ﻳﻦ َﻛ ﱠﺬﺑُﻮﻩُ ُ َ َوأَ ْﺷ َﻬ ُﺪ ،أَ ﱠن اﻟﺬ َ
____________
١ـ اراد ﺑﺎﻟﻨﺠﻮم :أﺋﻤﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﻫﺪاة ﻫﺬﻩ اﻻﻣﺔ ،وﻗﺎد ﺎ ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎﻫﺎ اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ.
٢٠٩
بـﺐ ﻓِﻴـ ِـﻪ ِ ،ﻣـ ْـﻦ َر ﱢ ـﲔ ،ﻻ َرﻳْـ َ
ِِ ِ
ـﺐ َ ،وأَ ﱠن ﻣــﺎ أَﺗَﺎﻧَــﺎ ﺑِــﻪ ﻣـ َـﻦ ﻋْﻨـ َـﺪ َك ُ ،ﻫـ َـﻮ اﳊَـ ﱡﻖ اﳌُﺒِـ ُ
ِِ
ـﺐ َ ،وﺑــﻪ ﺗُﺜﻴـ ُ
ِ
ﺗـُ َﻌﺎﻗـ ُ
ﻚ ﺪك ورﺳﻮﻟِﻚ وأ َِﻣﻴﻨِﻚ ،وَِﳒﻴﺒِﻚ ،وﺻ ْﻔﻮﺗِﻚ ،و ِ ٍ
ﺻـﻔﻴﱢ َ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َﻋْﺒ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ﻤﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ، اﻟﻌﺎﻟَ َ َ
ِ ،ودﻟِﻴﻠِــﻚ ِﻣــﻦ ﺧ ْﻠ ِﻘــﻚ اﻟــﺬي اﻧْـﺘﺠﺒﺘــﻪ ﻟِ ِﺮﺳـ َـﺎﻻﺗِﻚ ،واﺳﺘﺨﻠَ ِ ِ
ـﺎد َك
اﺳـﺘَـ ْﺮ َﻋ ْﻲ َ◌ﺗُﻪ ﻋﺒَـ َ
ﻚ َ ،و ْ ﺼــﺘَﻪُ ﻟــﺪﻳﻨِ َ َ ْ َْ ُ َ َ َ ْ َ ْ ْ ََ َ ْ َ َ
اﻟﻌ ـ ْـﺮَوَة
ـﺎب اﻟﺘﱡـ َﻘ ــﻰ َ ،واﳊُ ﱠﺠـ ـﺔَ اﻟ ُﻜْﺒـ ـ َـﺮى َ ،و ُ ـﻚ َ ،و َﺟ ْﻌﻠَﺘُــﻪ َﻋﻠَ ـ َـﻢ اﳍ ـُ َـﺪى َ ،وﺑَـ َ َ ،واﺋْـﺘَ َﻤْﻨﺘَ ــﻪُ ﻋﻠ ــﻰ َو ْﺣﻴِ ـ َ
ﱠﺎﻫ َﺪ َﳍُ ْـﻢ َ ،واﳌ َﻬ ْـﻴ ِﻤ َﻦ َﻋﻠَ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ ،أَ ْﺷ َـﺮ َ ﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻚ وﺑـﲔ ﺧ ْﻠ ِﻘﻚ ،واﻟﺸ ِ ِ
ف َوأ َْزَﻛـﻰ َ ،وأَﻃْ َﻬـﺮ َ اﻟﻮﺛْـ َﻘﻰ ،ﻓ ِ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ
ُ
،وأَﻃْﻴ ــﺐ ،وأَرﺿـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﺻ ـ ـﻠﱠﻴﺖ ﻋﻠـ ــﻰ أَﺣـ ـ ٍـﺪ ِﻣـ ــﻦ أَﻧْﺒِﻴﺎﺋِ ــﻚ ورﺳ ـ ـﻠِﻚ ،وأ ِ
اﺟ َﻌـ ـ ْـﻞ
ﻚ َ ،و ْ َﺻـ ــﻔﻴَﺎﺋِ َ
ْ َ َ َُ ُ َ َ ْ َ َ َْ َ َ َ َْ َ
ـﻚ ِ ِ ِ
ﺻـ ـﻠَ َﻮات َﻣ َﻼﺋ َﻜﺘ ـ َ ﻚ َ ،وﺗَ ْﺸـ ـ ِﺮﻳ َﻔ َ ـﻚ َ ،وِر ْ ِ
ﻚ َ ،و َ ـﺎﻣ َ
ﺼـ َ إﻋ َ ﻚ َ ،و ْ ﺿ ـ َـﻮاﻧَ َ ـﻚ َوﺑَـَﺮَﻛﺎﺗ ـ َﻚ َو ُﻏ ْﻔَﺮاﻧَـ َﺻـ ـﻠَ َﻮاﺗَ َ
َ
ﺼـ ﱢﺪ ِﻳﻘﲔ َو َﺣ ُﺴــﻦ أوﻟﺌِــﻚ اﻟﺸـ َـﻬ َﺪ ِاء َ ،واﻟ ﱢ ﲔ ِ ،ﻣ َـﻦ ُ
ـﺎد َك اﻟ ﱠ ِ
ﺼــﺎﳊ َ
اﳌ َﻘـﱠﺮﺑِﲔ ،وأَﻧْﺒِﻴﺎﺋـِـﻚ اﳌﺮﺳـﻠِﲔ ،و ِﻋﺒـ ِ
ُ َ َ َ َ ُْ َ َ َ َ
ِ ِ ِ رﻓِﻴﻘﺎً ،وأَﻫ ِﻞ اﻟ ﱠﺴ ِ
ﲔ َ ،وَﻣـﺎ ﰲ اﳍََـﻮاء ﲔ اﳋَﺎﻓ َﻘ ِ ﻤﻮات َو َاﻷ ْرﺿﲔ َوَﻣﺎ ﺑـَْﻴـﻨَـ ُﻬ َﻤﺎ َ ،وَﻣﺎ ﻓﻴ ِﻬ َﻤﺎ َ ،وَﻣﺎ ﺑـَ َْ َ َْ َ
ِ ِ ِ
ـﻚ ﰲ اﻟﺒَـﱢﺮ َواﻟﺒَ ْﺤـﺮ اب َ ،وَﻣﺎ َﺳﺒﱠ َﺢ ﻟَ َ ﱠو ﱢ اﻟﺸ َﺠ ِﺮ َ ،واﻟﺪ َ ﱡﺠﻮم َ ،واﳉﺒَﺎل َ ،و َ ﺲ َ ،واﻟ َﻘ َﻤ ِﺮ َ ،واﻟﻨ ُ ﱠﻤ َِواﻟﺸ ْ
اﻟﻨﻬــﺎ ِر ،ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ ﺑـ ِﻦ ـﺎء اﻟﻠﱠﻴــﻞ ،وﺳـ ِ ِ ﻀــﻴ ِﺎء ،ﺑِﺎﻟﻐُـ ُـﺪ ﱢو واﻵﺻـ ِ ِ
ـﺎﻋﺎت َ ـﺎل ،ﰲ آﻧـَ ْ َ َ َ َ َ َ َ ،واﻟﻈُْﻠ َﻤــﺔ َ ،واﻟ ﱢ َ
ﲔ، ـﺎﰎ اﻟﻨﱠﺒِﻴﱢــﲔ ،وإﻣـ ِـﺎم اﳌﺘ ِﱠﻘــﲔ ،وﻣــﻮَﱃ اﳌـ ْـﺆِﻣﻨﲔ ،ووِ ﱢ ِ ِ ـﻠﲔ ،و َﺧـ َِ ِ ِ ِ
ﱄ اﳌُ ْﺴــﻠﻤ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ ََ َﻋْﺒــﺪاﷲ َ ،ﺳ ـﻴﱢﺪ اﳌُْﺮ َﺳـ َ َ
ـﻚ اﻟ ﱠﺴ َـﺮ ِاج اﳌﻨِـﲑ ـﻚ ﺑِﺈ ْذﻧِ َ ﲔ ،اﻟـﺪﱠاﻋﻲ إﻟَْﻴ َ ﱠـﺎﻫ ِﺪ ،اﻟﺒَ ِﺸـ ِﲑ اﻟﻨﱠ ِـﺬﻳ ِﺮ ْ ،اﻷﻣـ ِ وﻗَﺎﺋِ ِﺪ اﻟﻐﱢﺮ اﳌﺤ ﱠﺠﻠـﲔ ،اﻟﺸ ِ
ُ َُ َ
ُ َ
ِ ٍ ِ ٍ
ﺻ ﱢـﻞ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ ﻳَـْـﻮ م ﻳﻦ َ ،و َ ﺻ ّﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ ﰲ اﻵﺧـ ِﺮ َ ﲔ َ ،و َ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ ﰲ َاﻷ ﱠوﻟ َ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ ِِ ٍ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َﻛ َﻤــﺎ ﺛـَﺒﱠﺘـﱠﻨَــﺎ ﺑــﻪ َ ،و َ ﻤﲔ َ ، اﻟﻌـﺎَﻟ َ
ب ِ اﻟـﺪﱢﻳﻦ ،ﻳ ــﻮم ﻳـ ُﻘــﻮم اﻟﻨﱠـ ِ
ـﺎس ﻟـ َـﺮ ﱢ َََْ َ ُ ُ
ﺻـ ﱢـﻞ ِِ ٍ َﻛﻤــﺎ رِﲪْﺘَـﻨَــﺎ ﺑِـ ِـﻪ وﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ َﻛﻤــﺎ ﻓَ ﱠ ِ ِ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َﻛ َﻤــﺎ َﻛﱠﺮْﻣﺘَـﻨَــﺎ ﺑــﻪ َ ،و َ ﻀـﻠْﺘَـﻨَﺎ ﺑــﻪ َ ،و َ َ َ ََ َ َ
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ِ ٍ ِ
ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َﻛﻤﺎ َﻛﺜـﱠﺮﺗَـﻨَﺎ ﺑِﻪ ،وﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َﻛﻤﺎ َﻋ َ ِ ٍ
ﺼ ْﻤﺘَـﻨَﺎ ﺑﻪ َ ،و َ َ ََ َ ْ
٢١٠
ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َﻛ َﻤﺎ أ َْﻋَﺰْزﺗَـﻨَﺎ ﺑِ ِﻪ. ِِ
ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،ﻛ َﻤﺎ أَﻧْـ َﻌ ْﺸﺘَـﻨَﺎ ﺑﻪ َو َ
ٍ
اﻟﻘﻴَ َﺎﻣـﺔ َﻋـﻦ أُﱠﻣﺘِـﻪ َر ُﺳـﻮﻻ َﻋ ﱠﻤـﺎ أ َْر َﺳـْﻠﺖ إﻟَْﻴﻬـﺎ. اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،واﺟ ِﺰ ُﳏ ﱠﻤﺪاً أَﻓْﻀﻞ ﻣﺎ أَﻧْﺖ ﺟﺎ ِزﻳِ ِﻪ ﻳـﻮ م ِ
َ َ َْ ََ ُ َْ َ
ف َﳏ ـ ِـﻞ اﳌ َﻜ ـﱠﺮِﻣﲔ ِ ،ﻣ ــﻦ اﻟ ـﺪﱠرﺟ ِ ِ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،وأﺧﺼــﺺ ُﳏﻤ ــﺪاً ﺑِﺄَﻓْﻀـ ِـﻞ اﻟ َﻔ ِ
ﺎت ﻀــﺎﺋ ِﻞ َ ،وأَﺑْﻠ ْﻐ ــﻪُ أَ ْﺷـ َـﺮ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ ْ ُ ْ ََ
ِ ِ
ـﻚ ُﻣ ْﻘﺘَـﺪ ٍر َ ،واﻋﻄـﻪ َﺣ ﱠـﱴ ِ ِ ِ ٍ ِ ِ
ﻴﲔ ،ﰲ ﺟﻨﱠﺎت وﻧـَﻬ ٍﺮ ،ﰲ ﻣ ْﻘﻌﺪ ﺻ ْﺪق ﻋْﻨ َﺪ ﻣﻠﻴ ٍ ٍ ِ
َ ُ َ َ ََ اﻟﻌﻠﻰ ،ﰲ أ َْﻋﻠﻰ ﻋﻠﱢ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َْﳎﻠﺴـﺎً َ ،وأ َْو َﺟ َﻬ ُﻬ ْـﻢ ﻋْﻨ َـﺪ َك َﺟﺎﻫـﺎً َ ،وأ َُوﻓَـ َـﺮُﻫ ْﻢ ب َﺧْﻠﻘ َ اﺟ َﻌﻠْﻪُ أَﻗْـَﺮ َ
ﺿﻰ َ ،و ْ ﺿﻰ َ ،وزْدﻩُ ﺑَـ ْﻌ َﺪ اﻟﱢﺮ َ ﻳـَْﺮ َ
ﺖ ﻗَﺎ ِﲰُﻪ ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬﻢ. َﺟَﺰَﳍُ ْﻢ ﻋْﻨ َﺪ َك َﺣﻈﺎً ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﺧ ٍْﲑ أَﻧْ َ
ِ ِ
ﻋْﻨ َﺪ َك ﻧَﺼﻴﺒﺎً َ ،وأ ْ
ِ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ َْوِرْد َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ ِﻣـ ْـﻦ ذُ ﱢرﻳَﺘِ ِـﻪ َ ،وﻗَـَﺮاﺑَﺘِ ِـﻪ َ ،وأ َْزَو ِاﺟـ ِـﻪ َ ،وأُﱠﻣﺘِ ِـﻪ ،ﻣــﺎ ﺗَـ ُﻘـﱡﺮ ﺑِ ِـﻪ َﻋْﻴـﻨُــﻪُ َ ،وﺗَـ ُﻘـﱡﺮ ُﻋﻴُﻮﻧـُﻨَــﺎ
ف َواﻟ َﻜَﺮ َاﻣ ـﺔَ ،ﻳَـ ْـﻮَم اﻟﻮﺳــﻴﻠَﺔَ َواﻟ َﻔﻀــﻴﻠَﺔَ َ ،واﻟ ﱠﺸـ َـﺮ َ ﺑِﺮْؤﻳﺘِـ ِـﻪ ،وﻻ ﺗُـ َﻔـ ﱢـﺮ ْق ﺑـﻴـﻨَـﻨَــﺎ وﺑـﻴـﻨَــﻪ ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ِ ِ ْ ،
إﻋﻄــﻪ َ ُ َْ َ َْ َُ َ
َﲨَ ُﻌﻮ َن. اﻟﻘﻴَ َﺎﻣ ِﺔ ،ﻣﺎ ﻳَـ ْﻐﺒِﻄُﻪُ ﺑِﻪ اﳌ َﻼﺋ َﻜﺔُ اﳌ َﻘﱠﺮﺑُﻮ َن َواﻟﻨﱠﺒِﻴﱡﻮ َن َواﳋَْﻠ ُﻖ أ ْ
ِ ِ ِ
ـﺐ َد ْﻋ َﻮﺗَــﻪُ َوأَﻇْ ِﻬـ ْـﺮ ﻗَـ ْﺪ َرﻩُ َ ،واﺑْـ َﻌﺜْـ ُـﻪ ـ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ﺑ ـﻴﱢﺾ وﺟﻬـ َـﻪ ،وأَﻋـ ِـﻞُ َﻛﻌﺒــﻪ ،وﺛـَﺒﱢــﺖ ﺣ ﱠﺠﺘــﻪ ،وأ ِ
َﺟ
ُ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َْ ُ َ ْ ُ َ ُ َ ْ
ﺎﻋﺘَﻪُ َ ،وأ َْﻋ ِﻄ ِـﻪ ُﺳ ْـﺆﻟِﻪُ ، اﳌ َﻘﺎم اﳌﺤﻤﻮد اﻟﺬي وﻋ ْﺪﺗَﻪ ،وَﻛﱢﺮم زﻟْ َﻔﺘَـﻪ ،وأ ِ ِ
َﺣﺴ ْـﻦ َﻋﻄﻴﱠﺘَـﻪُ َ ،وﺗَـ َﻘﺒﱠ ْـﻞ َﺷـ َﻔ َ ََ ُ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ُْ َ
ﺄﺳ ِـﻪ ،وﺗَـ َﻘﺒﱠـﻞ ﺻـﻠَﻮاتِ وََﺷﱢﺮف َﺑـْﻨـﻴﺎﻧَﻪ ،وﻋﻈﱢﻢ ﺑـﺮﻫﺎﻧَﻪ ،وأَِﰎﱠ ﻧُﻮرﻩ ،وأَوِرْدﻧَـﺎ ﺣﻮﺿـﻪ ،واﺳ ِـﻘﻨَﺎ ﺑِ َﻜ ِ
َ ْ ََ ُ َ ُ َ َ ْ ُْ َ ُ َ َ ُ َ ْ َ ْ َ ُ َ ْ َ
ِ ِ ﱠ ِ ِ ِ ِ
اﺳ ـﺘَـ ْﻌﻤ ْﻠﻨَﺎ ﺑ ُﺴ ـﻨﱠﺘﻪ َ ،وﺗَـ َﻮﻓـﱠﻨَــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﻠﺘــﻪ ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﺳ ـﻠُﻚ ﺑﻨَــﺎ ُﺳ ـﺒُـﻠَﻪُ َ ،و ْ ـﺺ ﺑﻨَــﺎ أَﺛَـ َـﺮﻩ َ ،و ْﺼـ ْ أُﱠﻣﺘــﻪ َﻋﻠَْﻴــﻪ َ ،واﻗْ ُ
َﺣﺒﱠﺎﺋِـ ِـﻪ َ ،و َﺧﻴَــﺎ ِر أُﱠﻣﺘِـ ِـﻪ َوَﻣ َﻘ ـﺪِﱠم ﺎﺟـ ِـﻪ ،واﺟﻌْﻠﻨَــﺎ ِﻣــﻦ ِﺷــﻴﻌﺘِ ِﻪ وﻣﻮاﻟِﻴـ ِـﻪ ،وأَوﻟِﻴﺎﺋِـ ِـﻪ وأ ِ واﺑـﻌﺜْـﻨــﺎ ﻋﻠــﻰ ِﻣْﻨـﻬ ِ
َ َْ َ
ََْ َ ْ َ َََ َ َْ َ
ُزْﻣَﺮﺗِﻪ َوَْﲢﺖ ﻟِ َﻮاﺋِﻪ.
ـﺎدي اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إﺟﻌﻠْﻨــﺎ ﻧَـ ِـﺪﻳﻦ ﺑِ ِﺪﻳﻨِـ ِـﻪ ،وﻧَـﻬﺘـ ِـﺪي ِ ـ َـﺪاﻩ ،وﻧَـ ْﻘﺘـ ِـﺪي ﺑِﺴ ـﻨﱠﺘِ ِﻪ ،وﻧُـﻮِاﱄ وﻟِﻴﱠــﻪ ،وﻧـُﻌـ ِ
َ ُ ََ َ ُ ُ ُ َ َ َ َْ ُ ََْ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﲔ. ﺜﲔ َ ،وﻻ َﺟﺪﻟ َ ﲔ َ ،وﻻ ﻧَﺎﻛ َ َﻋ َﺪ ﱠوﻩُ َ ،ﺣ ﱠﱴ ﺗُﻮِرَدﻧَﺎ ْﺑﻌ َﺪ اﳌََﻤﺎت َﻣ ْﻮِرَدﻩُ َ ،ﻏْﻴـَﺮ ﺧﺰاﻳﺎ َ ،وﻻ ﻧَﺎدﻣ َ
٢١١
ﻀـﻴﻠَ ٍﺔ ﻓَ ِﻀـﻴﻠَﺔً َ ،وَﻣ َـﻊ إﻋ ِﻂ ُﳏﻤﺪاً ،ﻣﻊ ُﻛ ﱢﻞ ُزﻟْ َﻔ ٍﺔ ُزﻟْ َﻔﺔً ،وﻣﻊ ُﻛ ﱢـﻞ ﻗُـﺮﺑ ٍـﺔ ﻗُـﺮﺑـﺔً ،وﻣـﻊ ُﻛ ﱢـﻞ ﻓَ ِ
َْ َْ َ َ َ ََ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ َ َ َ ْ ،
ﺎﻋﺔً َ ،وَﻣ َـﻊ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻛَﺮ َاﻣ ٍـﺔ َﻛَﺮ َاﻣـﺔً َ ،وَﻣـ َـﻊ ُﻛ ﱢـﻞ َﺧ ٍْـﲑ َﺧْﻴ ـَـﺮاً ، ﺎﻋﺔ َﺷـ َﻔ َ
ُﻛ ﱢـﻞ و ِﺳـﻴﻠَ ٍﺔ و ِﺳــﻴﻠَﺔً ،وﻣـﻊ ُﻛ ﱢـﻞ َﺷـ َﻔ ٍ
َ ََ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َوَﻣ َﻊ ُﻛ ﱢﻞ َﺷَﺮف َﺷَﺮﻓﺎً َ ،وا ْﺷ َﻔ ْﻌﻪُ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﻣ ْﻦ ﻳَ ْﺸ َﻔ ُﻊ ﻟَﻪُ ﻣ ْﻦ أُﱠﻣﺘـﻪ َ ،وﻣ ْـﻦ ﺳ َـﻮ ُاﻫ ْﻢ ﻣ َـﻦ ُاﻷ َﻣـﻢ َ ،ﺣ ﱠـﱴ ٍ
ـﺖ ُﻣ ْﻌﻄﻴـ ِـﻪ ﻟَــﻪُ ﻳَـ ْـﻮَمﺼ ـﻄََﻔﻰ إﻻﱠ ُدو َن ﻣــﺎ أَﻧْـ َ
ِ
ﻻ ﺗُـ ْﻌﻄـــﻲ َﻣﻠَﻜــﺎ ُﻣ َﻘﱠﺮﺑــﺎ َوﻻ ﻧَﺒِﻴﱠــﺎ ُﻣْﺮ َﺳ ـﻼً َ ،وﻻ َﻋْﺒ ــﺪاً ُﻣ ْ
ٍ ِ ٍ ٍ ِ ٍ ِ
ﺖ ﻋﻠـﻰ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وﺑَﺎ ِرْك ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،ﻛ َﻤﺎ ﺑَ َﺎرْﻛ َ اﻟﻘﻴَ َﺎﻣﺔ .اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،
ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺖ إﺑْـ َـﺮاﻫﻴَﻢ َوآل إﺑْـ َـﺮاﻫﻴﻢ إﻧـﱠـﻚ َﲪﻴــﺪ َﳎﻴــﺪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،و َﺳ ـﻠﱢ ْﻢ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،ﻛ َﻤــﺎ َﺳ ـﻠﱠ ْﻤ َ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِِ ﻮح ﰲ ِ
ﲔ، ﻳﻦ ،اﳍُ َـﺪاة اﳌُْﻬـﺪﻳﱢ َ ـﲔ اﻟﻄﱠـﺎﻫ ِﺮ َ ﲔ َ ،وﻋﻠـﻰ أ َْزَواﺟـﻪ َوذُ ِرﻳﱠﺘـﻪ َوأ َْﻫ ِـﻞ ﺑـَْﻴﺘـﻪ اﻟﻄَﻴﱢﺒ َ اﻟﻌـﺎﻟَﻤ َ
َ ﻋﻠﻰ ﻧُ ٍ
َﻏ ْﲑ اﻟﻀﱠﺎﻟﱢﲔ َوﻻ اﳌ ِﻀﻠﱢﲔ.
آل ُﳏ ﱠﻤـ ٍ ُ
ﺲ َ ،وﻃَ ﱠﻬـ ْـﺮﺗَـ ُﻬ ْﻢ ﺗَﻄْ ِﻬـﲑاً ، ﺟ ﺮﱢ ـ ﻟا ﻢ ﻬ ـ ﻨ
ْـ ﻋ
َ ـﺖ ـ ﺒﻫ ذ
ْ َ
أ ـﺬﻳﻦـ ﻟا ، ـﺪ َ اﻟﻠّﻬــ ﱠﻢ ،ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ
َ َْ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ
اﻵﺧـ ِﺮﻳﻦ ،وﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ وآلِ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ ﰲ َاﻷ ﱠوﻟِــﲔ ،وﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ ﰲ ِ
َ َ ََ َ َ ََ َ َ ُ
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َو ِآل ِ ٍ ٍ ِ
ﺻ ـ ﱢﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ ﰲ اﻟﱠﺮﻓﻴـ ِـﻖ َاﻷ ْﻋﻠَــﻰ َ ،و َ ﲔ َ ،و َ
ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ ﰲ ِ
اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
َ َ
ﲔ . « .. ِ ِ ِ ِ ٍ
اﻟﻌﺎﻟَﻤ َب َ ﲔ ﻳﺎ َر ﱠ ﺻ َﻼ ًة ﻻ ُﻣْﻨﺘَـ َﻬﻰ َﳍَﺎ َوﻻ أ ََﻣ َﺪ ،آﻣ َ ﻳﻦ َ ، ُﳏَ ﱠﻤﺪ أَﺑَ َﺪ اﻵﺑﺪ َ
)(١
ﻟﻘــﺪ ﲪــﻞ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،اﻟﺘﻘﻴــﻴﻢ اﻟﻜﺎﻣــﻞ ﻟﻠﻨــﱯ اﻟﻌﻈــﻴﻢ ، � ،ﻣﻔﺠــﺮ اﻟﻌﻠــﻢ ،وﺑﺎﻋــﺚ
اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻼﻧﺴﺎن ،واﶈـﺮر ﻟﺸـﻌﻮب اﻟﻌـﺎﱂ ،ﻣـﻦ رﺑﻘـﺔ اﳉﻬـﻞ ،واﻟﺒـﺎﱐ ﻟﺼـﺮوح اﻟﻔﻀـﻴﻠﺔ
،واﻻﺧﻼق ﰲ اﻻرض ،ﻛﻤﺎ ﲪﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺜﻨﺎء اﻟﻌﺎﻃﺮ ،ﻋﻠﻰ أﺋﻤﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ � ،
__________________
١ـ ﲝﺎر اﻻﻧﻮار ح ٧٥ / ١ـ ١٧٦اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻻوﱃ ،اﳌﺼﺒﺎح ) ص ٤٢٧ـ .( ٤٣١ﻣﻊ اﺧـﺘﻼف ﺑﻴﻨﻬﻤـﺎ ،وﻫﻨـﺎك
زﻳﺎدة ﰲ اﳌﺼﺒﺎح ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﱂ ﻧﺬﻛﺮﻫﺎ.
٢١٢
اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ أﻋﻼم ﻫﺬﻩ اﻻﻣﺔ ،وﺳﻔﻦ ﳒﺎ ﺎ ﰲ اﻟﺪارﻳﻦ.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻻﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ )ع(
ﻣ ــﻦ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،دﻋــﺎؤﻩ ﻻﻫ ــﻞ اﻟﺒﻴ ــﺖ � ،اﻟــﺬﻳﻦ ﻫــﻢ ﻣﺮﻛــﺰ اﻟــﻮﻋﻲ
اﻻﺟﺘﻤــﺎﻋﻲ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،وﻗــﺪ أﻋــﺮب اﻻﻣــﺎم � ،ﻋــﻦ ﻣــﺪى أﳘﻴــﺘﻬﻢ ،وﲰــﻮ ﻣﻜــﺎﻧﺘﻬﻢ ﰲ
اﻻﻣﺔ ،وﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﻓﺼﻮل دﻋﺎﺋﻪ :
اﺳ ــﺘَ َﺠ َﺎر ِِـ ْـﻢ َ ،واﻟ ُﻜ ُﻬـــﻒ ـﺎل ِ ،ﻋﺼ ــﻤﺔٌ ﻟِﻤ ـ ِﻦ اﻋﺘﺼــﻢ ِِــﻢ ،وأﺟـ ِ
ـﺎرةٌ ﻟ َﻤـ ْـﻦ ْ
ْ َ َ َْ َ َ ْ َ َ َ ـﻮث َاﻷﺑﻄَـ ُ » اﻟﻠﱡﻴُـ ُ
ـﺐ َﻋـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﻣـﺎ ِر ٌق ،واَﳌﺘَـﺄَ ﱢﺧٌﺮ َﻋـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َز ِاﻫـ ٌﻖ ، ُ
ﻚ اﳉﺎ ِرﻳﺔُ ،ﰲ اﻟﻠﱡﺠ ِﺞ اﻟﻐَ ِﺎﻣﺮةِ ،اﻟﱠﺮ ِ
اﻏ َ َ َ َ ﺼﻴﻨَﺔُ َ ،واﻟ ُﻔﻠُ ُ اﳊ ِ
َ
ِ ُِ ِ ِ ِ ِ
ﻳﻦ أَﻧْـ َﻘ ـ ْﺬ َ
ت ـﻚ ،اﻟــﺬ َ ـﻞ ﻋﻠــﻰ ﻋﺒَــﺎد َك ،ﰲ أ َْرﺿـ َ ﺻـ ٌـﻚ َ ،و َ ـﻚ ﰲ أ َْرﺿـ َ ﺎﺣـ ََواﻟـ ﱠـﻼ ِزُم َﳍـُ ْـﻢ َﻻﺣـ ٌـﻖ ِ ،رَﻣ ُ
ـﻒ اﳌ َﻼﺋِ َﻜـ ِـﺔ ، ت ِِــﻢ اﻟﻈُْﻠﻤـﺔَ َ ،ﺷــﺠﺮةِ اﻟﻨﱡﺒ ـ ﱠﻮةِ ،وﻣﻮ ِﺿـ ِﻊ اﻟﱢﺮﺳــﺎﻟَِﺔ ،وﳐُْﺘَـﻠَـ ِ َ ِِـ ْـﻢ ِﻣـ َـﻦ اﳍَﻠَ َﻜـ ِـﺔ َ ،وأَﻧَـ ْـﺮ
َ َ َ ْ ُ َ ُ َ َ َ ُ
ب ِ ِ َﲨﻌِ ِ ِ ِِ ِ
ﲔ.اﻟﻌﺎﻟَﻤ َ
ﲔ ﻳﺎ َر ﱠ َ ﲔ ،آﻣ َ ﲔ آﻣ َ ﺻﻠﱠﻰ اﷲُ َﻋﻠَْﻴﻪ َو َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ أ ْ َ َ َوَﻣ ْﻌﺪن اﻟﻌْﻠ ِﻢ َ
ﲔ ،وأَﺑـﺘﻐِﻲ إﻟﻴﻚ ،إﺑﺘِﻐﺎء اﻟﺒﺎﺋِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ
ع إﻟَْﻴ َ ﻀـﱠﺮ ُ
ﺲ اﻟ َﻔﻘـﲑ ؛ َوأَﺗَ َ ﻚ َﻣ ْﺴﺄَﻟَﺔَ اﳌ ْﺴﻜ ِ َ َْ ْ َ ْ َ َ َ َﺳﺄَﻟُ َ إﱐ أ ْاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ ـﺎل اﳌــﺬﻧِ ِ ـﻚ ،إﺑْﺘِ َﻬـ َ اﻟﻀــﻌِ ِ
ﺖﻀـ َـﻌ ْﺐ اﳋَــﺎﻃﻰء َ ،ﻣ ْﺴ ـﺄَﻟَﺔَ َﻣـ ْـﻦ َﺧ َ ﻀ ـ ِﺮﻳ ِﺮ َ ،وأﺑْـﺘَ ِﻬـ ُـﻞ إﻟَْﻴـ َﻴﻒ اﻟ ﱠ ع َ ﻀـ ُـﺮ َ
،ﺗَ َ
ِ ُ
ـﻚ
ـﺖ ﻟَـ َ ﺎﺿـ ْ ﻮﻋــﻪُ َ ،وﻓَ َ ـﻚ ُد ُﻣ ُـﺖ ﻟَـ َ ـﻚ ﻧَﺎﺻــﻴَﺘُﻪُ َواﻧْـ َﻬ َﻤﻠَـ ْ ـﻚ أَﻧْـ ُﻔ ـﻪُ ،وﺳـ ْ
ـﻔﻌﺖ ﻟَـ َ ـﻚ ﻧـَ ْﻔ ُﺴــﻪُ َ ،وَر َﻏـ َـﻢ ﻟَـ َ ﻟَـ َ
ِ ف ﻟَـ َ ِ ِ ِ ِ
ﺼـ َـﻼ َة ﻋﻠــﻰ ﻚ اﻟ ﱠ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
َﺳ ـﻠَ َﻤْﺘﻪُ ذُﻧُﻮﺑـُـﻪُ ،أ ْ
ـﺖ َﻋْﻨــﻪُ ﺣﻴﻠَﺘُــﻪُ َ ،وأ ْ ـﻚ ﲞَﻄﻴﺌَﺘــﻪ َ ،وﻗَـﻠﱠـ ْ َﻋْﺒـَﺮﺗُــﻪُ َ ،و ْاﻋﺘَ ـ َـﺮ َ
ﲨﻴـ ِﻊ َﺣ َـﺎﻻِﰐ ﻴﺸﺔً أَﻗْـﻮى ـﺎ ﰲ َِ ِ ﻚ ﺣﺴﻦ اﳌ َ ِ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ وآﻟِِﻪ أ ﱠَوﻻً و ِ
ﻌﻴﺸﺔ ﻣﺎ أَﺑْـ َﻘْﻴﺘَﲏ َ ،ﻣﻌ َ َ َ ِ َ َ ْ ُ َﺳﺄَﻟُ َْ آﺧﺮاً َ ،وأ َ َ َ
ﺻ ُـﻞ ـَـﺎ ﰲ اﳊَﻴَــﺎة اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ إﱃ آﺧـَـﺮِﰐ َ ،ﻋ ْﻔـﻮاً ﻻ ﺗُـ ِْﱰﻓْــﲏ ﻓَـﺄَﻃْﻐَﻰ َ ،وﻻ ﺗُـ َﻘﺘﱠـ ْـﺮ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﻓﺄَ ْﺷـ َﻘﻰ ،ِ ِ َ ،وأَﺗَﻮ ﱠ
ِ ِ ـﻚ ِﻏــﲎ ﻋــﻦ َِ ِ ِ ِ
ـﺠﻨﺎً ، ـﺎك َ ،وﻻ َْﲡ َﻌــﻞ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺳـ ْ ﺿـ َ ـﻚ َ ،وﺑـَﻠﱠ ْﻐــﻪُ إﱃ ِر َ ﲨﻴـ ِﻊ َﺧْﻠﻘـ َ أ َْﻋﻄـ ِـﲏ ﻣــﻦ ذﻟـ َ ً َ ْ
َوﻻ َْﲡ َﻌﻞ
٢١٣
وﻣﻦ ﻓْﺘـﻨَﺘﻬﺎ َﻣْﺮﺿﻴﺎً َﻋﲏ َ ،ﻣ ْﻘﺒُـﻮﻻً ﻓِ َﻴﻬـﺎ َﻋ َﻤﻠـﻲ إﱃ َدار اﳊﻴـﺎة ﺮﺟﲏ ﻣْﻨﻬﺎ ْ ، أﺧ ْﻓَﺮاﻗَـ َﻬﺎ َﻋﻠَ ﱠﻲ ُﺣْﺰﻧﺎً ْ ،
ِ
اﻷﺧﻴَﺎر.
وﻣ َﺴﺎﻛﻦ ْ َ ،
ات ُﺳ ـ ـْﻠﻄَﺎ َِﺎ َ ،و َﺳـ ـ َـﻼ ِﻃﻴﻨِ َﻬﺎ َ ،و َﺷـ ـ ﱢـﺮ ـﻚ ِﻣ ـ ـﻦ إﻧْـﺰ ِاﳍـ ــﺎ وِزﻟْﺰ ِاﳍـ ــﺎ ،وﺳ ـ ـﻄَﻮ ِ
ََ َ َﻋـ ــﻮذُ ﺑِـ ـ َ ْ َ َ َ إﱐ أ ُ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ـﺎدِﱐ ﻓَ ِﻜـ ْﺪﻩُ َ ،واﻓﻘـﺄ ِ ِ
َﺷﻴَﺎﻃﻴﻨ َﻬﺎ َ ،وﺑـَ ْﻐﻲ َﻣ ْﻦ ﺑَـﻐَـﻰ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﻓ َﻴﻬـﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،ﻣ ْـﻦ أ ََر َادِﱐﱠ ﻓَـﺄَ ِرْدﻩُ َ ،وَﻣ ْـﻦ َﻛ َ
اﺟ َﻌ ْﻠــﲏ ﰲ ِﺳـ ِْـﱰ َك ـﻜﻴﻨَ ِﺔ ،وأَﻟْﺒِﺴــﲏ ِدرﻋـ َ ِ ـﻚ ﺑِﺎﻟ ﱠﺴـ ِ ِ
ـﻚ اﳊَﺼــﻴﻨَﺔَ َ ،و ْ َ ْ َْ ﺼـ ْـﻤﲏ ِﻣـ ْـﻦ ذﻟـ َﻋﻴــﻮ َن اﻟ ُﻜ ْﻔـ ِﺮ ،و ْاﻋ ِ
َ ُُ
ـﻚ ، اﻟﻮاﻗِﻲ ،وأَﺻﻠِﺢ ﱄ ﺣ ِﺎﱄ ،وﺑﺎ ِرْك ﰲ أَﻫﻠﻲ ،وﻣ ِـﺎﱄ ،ووﻟَ ِـﺪي ،وﺣـﺰاﻧَِﱵ وﻣـﻦ أَﺣﺒﺒ ِ
ـﺖ ﻓﻴ ََ ُ َ َ َ ْ ْ َْ ُ ََ ََ ْ َ َ ْ ْ َ َ
َﺣﺒﱠﲏ. َوَﻣﻦ أ َ
ِ ِ
ـﻴﺖ َ ،وَﻣـﺎ ت َ ،وَﻣـﺎ ﻧَﺴ ُ َﺳ َـﺮْر ُ
ـﺖ َ ،وَﻣـﺎ أ ْ ت َ ،وَﻣﺎ أ َْﻋﻠَْﻨ ُ ﺖ َ ،وَﻣﺎ أَ ﱠﺧْﺮ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إ ْﻏﻔْﺮ ﱄ ﻣﺎ ﻗَﺪ ْﱠﻣ ُ
ﲔ .(١) « .. ِِ ﺎﺟ َﻌْﻠﲏ َﻛ َﻤﺎ ُِﲢ ﱡ
ﺐ ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ ت ،ﻓَ ْ ﱠﻚ َﺧﻠَ ْﻘﺘَﲏ َﻛ َﻤﺎ أ ََرْد َ
ت ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ ﺗَـ َﻌ ﱠﻤ ْﺪ ُ
وﻗ ـ ــﺪم اﻻﻣ ـ ــﺎم � ،ﰲ ﻫ ـ ــﺬا اﻟ ـ ــﺪﻋﺎء ،أروع ﺻ ـ ــﻨﻮف اﻟﺘﻌﻈ ـ ــﻴﻢ واﻟﺘﺒﺠﻴ ـ ــﻞ ،ﻵل اﻟﺒﻴ ـ ــﺖ
� ،اﻟ ــﺬﻳﻦ ﻫ ــﻢ ﻣﺼ ــﺪر اﻟﺸ ــﺮف واﻟﻜﺮاﻣ ــﺔ ﰲ اﻻﺳ ــﻼم ،ﻛﻤ ــﺎ ﻃﻠ ــﺐ ﻣ ــﻦ اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،أن
ﺗﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻨﻌﻤﻪ وأﻟﻄﺎﻓﻪ ،وأن ﳜﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻋﻨﺪﻩ راﺿﻴﺎ ﻋﻨﻪ.
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﺸﻴﻌﺘﻪ
ﻛــﺎن اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ﻳﻜ ــﻦ ﻟﺸــﻴﻌﺘﻪ أﻋﻤ ــﻖ اﻟ ــﻮد ،وﺧــﺎﻟﺺ اﳊ ــﺐ ،وﻗــﺪ دﻋ ــﺎ ﳍ ــﻢ
ﺑﺎﳌﻐﻔﺮة ،واﻟﺮﺿﻮان ،ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ،وﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
إﺟ َﻌ ْﻞ ﻟِ ِﺸ َﻴﻌ ِﱵ ِﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎر ِِ ٍ
ﲔْ ،
» ﻳﺎ َدﻳﱠﺎ ُن َﻏْﻴـَﺮ ُﻣﺘَـ َﻮان ،ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ٤٣١ـ .( ٤٣٢
٢١٤
اﺳـ ُـﱰ َﻋـ ْـﻮَرا ِِ ْﻢ ، ـﻮرُﻫ ْﻢ َ ،واﻗْـ ِ
ـﺾ ُدﻳـُـﻮ ُ ْﻢ َ ،و ْ
ِ َوﻗَــﺎءاً َ ،و ِﻋْﻨـ َ
ـﺪك ِر َ
ﺿــﻰ َ ،وا ْﻏﻔـ ْـﺮ ذُﻧـُـﻮﺑـَ ُﻬ ْﻢ َ ،وﻳَ ﱢﺴـ ْـﺮ أ ُُﻣـ َ
ﻀـ ْـﻴ َﻢ َ ،وﻻ ﺗﱠﺄْ ُﺧ ـ َﺬﻩُ ِﺳــﻨَﺔٌ َوﻻ ﻧَـ ْـﻮٌم ،
ـﺎف اﻟ ﱠ
ـﻨﻬ ْﻢ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻻ ﳜـ ُ ـﺐ َﳍـُ ُـﻢ اﻟ َﻜﺒَــﺎﺋﺮ اﻟــﱵ ﺑـَْﻴﻨــﻚ َوﺑَـْﻴـ ُ
َوَﻫـ ْ
إﺟﻌﻞ ﱄ ِﻣﻦ ﻛ ﱢﻞ َﻏ ﱟﻢ ﻓَـَﺮ َﺟﺎ َوﳐََْﺮ َﺟﺎ .(١) « .. ْ
وﺣﻜــﻰ ﻫ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،ﻣ ــﺪى ﺗﻌ ــﺎﻃﻒ اﻻﻣ ــﺎم � ،ﻣ ــﻊ ﺷ ــﻴﻌﺘﻪ ،ﻓﻘ ــﺪ دﻋ ــﺎ ﳍ ــﻢ ﲜﻤﻴ ــﻊ
ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﳋﲑ ﰲ دﻧﻴﺎﻫﻢ وآﺧﺮ ﻢ.
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص .( ٣٠٥
٢١٥
٢١٦
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ
ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
٢١٧
٢١٨
وﻧﻘ ــﻞ اﻟ ــﺮواة ،ﳎﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ أدﻋﻴ ــﺔ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ،ﻳﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﻌﻀ ــﻬﺎ ،ﻋﻨ ــﺪ ﺗﻼوﺗ ــﻪ
ﻟﻠﻘــﺮآن اﻟﻜــﺮﱘ ،وﺑﻌﻀــﻬﺎ ﺑﻌــﺪ ﻓﺮاﻏــﻪ ،ﻣــﻦ ﻗـﺮاءة اﻟﻘــﺮآن ا ﻴــﺪ ،ﻛﻤــﺎ ﻧﻘﻠـﻮا ﻋﻨــﻪ ﺑﻌــﺾ اﻻدﻋﻴــﺔ
اﳉﺎﻣﻌـﺔ اﻟــﱵ ﺣﻔﻠــﺖ ﲟﻬــﺎم اﻻﻣـﻮر ،واﻟــﱵ ﺗﻌــﺪ ﻣــﻦ ذﺧـﺎﺋﺮ اﻟـﱰاث اﻟﺮوﺣــﻲ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،وﻓﻴﻤــﺎ
ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ اﻻول ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن
وﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺮأ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :اﻟـﺬي ﻳـﻨﻢ
ﻋـﻦ ﻧﻈﺮاﺗــﻪ اﻟﻌﻤﻴﻘــﺔ ،وﺗﺄﻣﻼﺗــﻪ اﻟﻮاﻋﻴــﺔ ،ﻟﻜﺘـﺎب اﷲ اﻟﻌﻈــﻴﻢ ،ﻓﻤﻌﺠــﺰة اﻻﺳــﻼم اﳋﺎﻟــﺪة ،وﰲ
ﻣﺎ ﻳﻠﻲ دﻋﺎؤﻩ :
ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ أَﻧْـ َ
ـﺖ ﺎن اﳌﺘِــﲔ َ ،وﻟَـ َ ـﻚ اﳊﻤـ ُـﺪ ،أَﻧْــﺖ اﳌﺘَـﻮ ﱢﺣـ ُـﺪ ﺑِﺎﻟ ُﻘـ ْﺪرةِ ،واﻟ ﱡﺴـ ْﻠﻄَ ِ
َ َ َ َُ » اﻟﻠ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ ﻟَـ َ َ ْ
َ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ اﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ،أَﻧْ ـ َ
ـﺖ اﻟﻌ ِﻈ ــﻴ ِﻢ َ ،رﺑـﱠﻨَ ــﺎ َوﻟَ ـ َ اﳌُﺘَـ َﻌ ــﺎﱄ ،ﺑ ــﺎﻟﻌﱢﺰ َواﻟﻜ ِْﱪﻳَــﺎء َ ،وﻓَـ ـ ْـﻮ َق اﻟ ﱠﺴ ـ َـﻤ َﺎوات َو َ
اﻟﻌ ـ ْـﺮ ِش َ
ﻚ اﳊﻤ ُﺪ ﻳﺎ ﻣْﻨ ـﱢﺰَل اﻵﻳ ِ ِ ِ
ـﺎت َ ،واﻟـ ﱢﺬ ْﻛ ِﺮ َ ﻚ ُ ،ﻛ ﱡﻞ ذي ﻋْﻠ ٍﻢ َ ،رﺑـﱠﻨَﺎ َوﻟَ َ َ ْ ُ ﺎج إﻟَْﻴ َ
ﻚ َ ،واﳌُ ْﺤﺘَ ُ اﳌﻜْﺘَﻔﻲ ﺑِﻌ ْﻠ ِﻤ َ
ﻚ اﳊﻢ◌د ِﲟَﺎ ﻋﻠﱠﻤﺘَـﻨَﺎ ِ ،ﻣﻦ اﳊِﻜْﻤ ِﺔ واﻟ ُﻘﺮ ِ ُ
اﻟﻌ ِﻈﻴ ِﻢ اﳌﺒِﲔ. آن َ َْ ْ ُ َ ْ ﻠ
َ ـ
َﻓ ، ﺎ ﻨـ
ﱠ
ََ ﺑ
ر ، ِ
ﻢ ﻴﻈِ اﻟﻌ
َ َ ْ ِ َ ُِ َ
ِ ِ ِ
َ
ﺼﺘَـﻨَﺎ ﺑِﻪ ﻗَـْﺒ َﻞ َر ْﻏﺒَﺘﻨَﺎ
ﺼْ ﺖ َﻋﻠﱠ ْﻤﺘَﻨﺎَ ﻗَـْﺒ َﻞ َر ْﻏﺒَﺘﻨَﺎ ﰲ ﺗَـ َﻌﻠﱡﻤﻪ َ ،و ْ
اﺧﺘَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
٢١٩
ﻀـﻼً َو ُﺟـﻮداً َ ،وﻟُﻄْﻔـﺎً ﺑِﻨَـﺎ َ ،وَر ْﲪَـﺔً ﻟَﻨَـﺎ َ ،و ْاﻣﺘِﻨَﺎﻧـﺎً َﻋﻠَْﻴـﻨَـﺎ ، ـﻚ َوﻓَ ْ ﺑِﻨَـ ْﻔﻌِ ِﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻓَـﺈذَا َﻛـﺎ َن َﻣﻨـﺎ ِﻣْﻨ َ
ـﺐ إﻟَْﻴـﻨَــﺎ ُﺣ ْﺴـ َـﻦ ﺗَِﻼ َوﺗِـ ِـﻪ َ ،و ِﺣ ْﻔ ـ َﻆ آﻳَﺎﺗِـ ِـﻪ ، ِ ِ ِ ِ ِ
ـﲑ َﺣ ْﻮﻟﻨَـــﺎ َوﻻ ﺣﻴﻠَﺘﻨَـــﺎ َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮﺗﻨَــﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻓَ َﺤﺒﱢـ ْ ﻣــ ْ َﻏـ ْ
ﺼﲑةً ﺑِﻨُـﻮِرﻩِ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ِِ ِِ ِ ِِ ِ ِِِ
ﺪى ﰲ ﺗَ َﺪﺑﱡﺮﻩ َ ،وﺑَ َ َوإﳝَﺎﻧﺎً ﲟُﺘَ َﺸﺎ ﻪ َ ،و َﻋ َﻤﻼً ﲟُ ْﺤ َﻜﻤﻪ َ ،و َﺳﺒَﺒﺎً ﰲ ﺗَﺄْ ِوﻳﻠﻪ َ ،وُﻫ ً
،وَﻛﻤــﺎ أَﻧْـﺰﻟْﺘــﻪ ِﺷ ـ َﻔﺎء ِ
ﻚ َ ،وﻧـُـﻮراَ ﺼــﻴَﺘِ َ
ﻚ ،وﻋﻤــﻰ ﻋﻠــﻰ أ َْﻫــﻞ ﻣﻌ ِ
َ َْ
ِ
ـﻚ َ ،و َﺷ ـ َﻘﺎءً ﻋﻠــﻰ أ َْﻋـ َـﺪاﺋ َ َ َ ً ﻷوﻟﻴَﺎﺋـِ َ
َ َ ََُ ٌ ْ
َﻷﻫ ِﻞ ﻃَﺎﻋﺘِﻚ ،ﻓَﺎﺟﻌْﻠﻪ ﻟَﻨﺎ ِﺣﺼـﻨﺎً ِﻣـﻦ ﻋـ َﺬاﺑِﻚ ،و ِﺣـﺮزاً ِﻣـﻦ َﻏﻀـﺒِﻚ ،وﺣ ِ
ﻚ ﺼـﻴَﺘِ َ ـﺎﺟﺰاً ﻋـﻦ ﻣﻌ ِ
َ ْ َْ َْ ُ َ ْ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ْ
ِ ِ
ـﻚ ، ﻀﻰءُ ﺑِِﻪ ﰲ َﺧ ْﻠﻘ َ ﺎك ،ﻧَﺴﺘَ ِ
ﻚ َ ،وﻧُﻮراً ﻳَـ ْﻮَم ﻧـَْﻠ َﻘ َ ْ ﺎﻋﺘِ َ
ﻚ َ ،وَدﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﻃَ َ ﺼ َﻤﺔً ِﻣ ْﻦ ُﺳ ْﺨ ِﻄ َ ِ
َ ،وﻋ ْ
ـﻚ ِﻣ َـﻦ اﻟ ﱠﺸـ ْﻘ َﻮةِ ﰲ ﲪَْﻠِ ِـﻪ ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﻧﱠـﺎ ﻧَـ ُﻌـﻮذُ ﺑِ َ
ِ
ﻚ َ ،وﻧـَ ْﻬﺘَﺪي ﺑِ ِـﻪ إﱃ َﺟﻨﱠﺘِ َ اﻃ َوَﳒﻮز ﺑِِﻪ ﻋﻠﻰ ِﺻﺮ ِ
َ َُُ
ﱢﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ْﻤ ِﻪ ،واﻟﻐُﻠُﱢﻮ ﻋﻦ ﻗَﺼ ِﺪﻩِ ،واﻟﺘَـ ْﻘ ِﺼ ِﲑ دو َن ﺣﻘ ِ ِ ِ ِِ
ُ َ َْ ْ اﻟﻌ َﻤﻰ َﻋ ْﻦ َﻋ َﻤﻠﻪ َ ،واﳉَ ْﻮر َﻋ ْﻦ ُﺣﻜ َ َ ،و َ
اﻋ ِﻴﻪ َوَْﳓ َﻔﻈُﻪُ.إﲪﻞ ﻋﻨﱠﺎ ﺛِْﻘﻠَﻪ ،وأَوِﺟﺐ ﻟَﻨَﺎ أﺟﺮﻩ◌ ،وأَوِز ْﻋﻨَﺎ ُﺷﻜْﺮﻩ ،واﺟﻌْﻠﻨَﺎ ﻧـُﺮ ِ ِ
َُ َ ْ َ َ َ َْ ُ َ ْ ْ ْ َ ُ َْ ْ
ﻀ ــﻪُ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ِ ِ ِ
ـﻴﻢ ُﺣ ـ ُـﺪوَدﻩُ َ ،وﻧـُ ـ َـﺆﱢدي ﻓَﺮاﺋ َ ـﺐ َﺣَﺮ َاﻣ ــﻪُ َ ،وﻧُﻘ ـ ُإﺟ َﻌْﻠﻨَــﺎ ﻧـَﺘﱠﺒ ـ ُـﻊ َﺣ َﻼﻟَــﻪُ َ ،وَْﳒﺘَﻨ ـ ُ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ْ
ارزﻗْـﻨﺎ ﺣ َـﻼوةً ﰲ ﺗَِﻼوﺗِ ِـﻪ ،وﻧَﺸـﺎﻃﺎً ﰲ ﻗِﻴ ِﺎﻣ ِـﻪ ) (١ووﺟـﻼً ﰲ ﺗـﺮﺗِﻴﻠِ ِـﻪ ،وﻗُـ ﱠﻮةً ﰲ اﺳـﺘِﻌﻤﺎﻟِِﻪ ،ﰲ آﻧَ ِ
ـﺎء ْ َْ َ َْ ََ َ َ َ َ َ ُْ َ َ
اف اﻟﻨـﱠﻬﺎ ِر ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،واﺳ ِﻘﻨﺎ ِﻣﻦ اﻟﻨـﱠﻮِم ﺑِﺎﻟﻴ ِﺴﲑ ) (٢وأَﻳ ِﻘﻈْﻨﺎ ﰲ ﺳﺎﻋ ِﺔ اﻟﻠﱠﻴ ِـﻞ ِ ،ﻣـﻦ رﻗَـﺎدِ اﻟﻠﻴ ِﻞ وأَﻃْﺮ ِ
ُْ َ َ ْ َْ ُ ََْ َ ْ َ َ ْ َ َ
اﻟﻮ ْﺳﻨَﺎﻧِﲔ ِ ِ ِِ
ﱡﻋﺎء ﻣﻦ ُﺳﻨﱠﺔ َ ﲔ اﻟﱵ ﻳُ ْﺴﺘَ َﺠﺎب ﻓ َﻴﻬﺎ اﻟﺪ َ ﻳﻦ َ ،وﻧـَﺒﱢـ ْﻬﻨَﺎ ﻋﻨﺪ َاﻷ َﺣﺎﺋ َ اﻟﱠﺮاﻗﺪ َ
)(٤ )(٣
__________________
١ـ أي ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﻼوﺗﻪ أﰲ ﰲ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻻداء اﻟﺼﻼة.
٢ـ ﺷﺒﻪ اﻟﺴﻬﺮ ﺑﺎﻟﻌﻄﺶ واﻟﻨﻮم ﺑﺎﳌﺎء ،وﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺪﻳﻊ اﻻﺳﺘﻌﺎرة.
٣ـ اﻻﺣﺎﺋﲔ :ﲨﻊ اﺣﻴﺎن ،وﻫﻮ ﲨﻊ ﺣﲔ.
٤ـ اﻟﻮﺳﻨﺎﻧﲔ :ﲨﻊ وﺳﻨﺎن وﻫﻮ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﰲ ﻧﻮﻣﻪ ﺟﺎء ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
٢٢٠
ﻀ ــﻲ َ ،وﻟَـ ـ َﺬاذَةُ ِﻋﻨْ ـ َـﺪ ﺗَـْﺮِدﻳ ـ ِـﺪﻩِ ، اﻟﻠّﻬـ ـ ﱠﻢ ،اﺟﻌ ــﻞ ﻟُِﻘﻠُﻮﺑِﻨَ ــﺎ ذَ َﻛ ــﺎءاً ِﻋْﻨ ـ َـﺪ ﻋﺠﺎﺋِﺒِ ـ ِـﻪ ،اﻟ ــﱵ ﻻ ﺗَـْﻨـ َﻘ ِ
ََ َْ ْ ُ
ِ ِ
ـﻚ ﻣـ ْـﻦ َﲣَﻠﱡﻔــﻪ ﰲ ﻗُـﻠُﻮﺑِﻨَــﺎ ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﺳــﺘ ْﻔ َﻬﺎﻣﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،إﻧـﱠـﺎ ﻧـَ ُﻌــﻮذُ ﺑـ َ َو َﻋْﺒ ـ َـﺮًة َ◌ ﺗَـْﺮﺟﻴﻌــﻪ َ ،وﻧَـ ْﻔﻌ ـﺎً ﺑَﻴﻨﱢ ـﺎً ﻋْﻨـ َـﺪ ْ
ـﺎوةِ ﻗـُﻠُﻮﺑِﻨَــﺎ ،ﻟِ َﻤــﺎ ﺑِـ ِـﻪ َو َﻋﻈْﺘَـﻨَــﺎ ،
ـﻚ ﻣـ ْـﻦ ﻗَ َﺴـ َ
وﺗَـﻮ ﱡﺳـ ِـﺪﻩِ ِﻋْﻨـ َـﺪ رﻗَ ِﺎدﻧـَـﺎ ،وﻧـَﺒـ ِـﺬﻩِ وراء ﻇُﻬﻮِرﻧـَـﺎ ،وﻧـَﻌــﻮذُ ﺑِـ َ ِ
َُ َ ْ ََ َ ُ ُ ََ
ﻼت ،وَﻛﻔﱢﺮ ﻋﻨﱠﺎ ﺑِﺘﺄْ ِوﻳﻠﻪِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ْ َ َ ﺖ ﻓﻴﻪ ﻣ َﻦ اﳌﺜُ ﺿَﺮﺑْ َﺖ ﻓﻴﻪ ﻣ َﻦ اﻵﻳَﺎت َ ،وذَ ﱢﻛْﺮﻧَﺎ ﲟَﺎ َ ﺻﱠﺮﻓْ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ اﻧْـ َﻔ ْﻌﻨَﺎ ﲟَﺎ َ
ُ ـﺎﻋﻒ ﻟِﻨَــﺎ ﺑِـ ِـﻪ ﺟــﺰاءاً ﰲ اﳊﺴ ــﻨَ ِ
ﺎت َ ،وﻟَﻘﱢﻨَــﺎ ﺑِـ ِـﻪ ﺎت ،وارﻓَـﻌﻨــﺎ ﺑِـ ِـﻪ ﺛـَﻮاﺑ ـﺎً ﰲ اﻟ ـﺪﱠرﺟ ٍ
ََ َ َْ ْ ََ ََ
ﺎت ،وﺿ ـ ِ
ََ
اﻟﺴ ـﻴﱢﺌ ِ
ََ
اﻟﺒُ ْﺸَﺮ ى ﺑَـ ْﻌﺪ اﳌ َﻤﺎت.
ﻚ ،وﻃَﺮﻳﻘ ـﺎً و ِ ِ ِ ِ َ
اﺿ ــﺤ ًﺎ ﻳ ـﺪ ـ ﻳ ـﲔ ـ ـﺑ ـﻮف ـ ﻗاﻟﻮ ﰲو ـﻒِ ـ ﻗﻮ اﳌ ﰲ ـﻪ ـ ِ
ﺑ ـﺎـ اﺟ َﻌ ْﻠ ُ ََ َ ً َ َ ﱢ َ
ﻳﻨﻮ ﻘ ـ ﺗ ، اادز ـﺎـ ﻨﻟ ـﻪـ اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ْ
َ َْ َ ُ ُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ
أﲰَﺎءَ َك ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ، ﺻ ِﺎدﻗﺎً ﻧُ َﺴﺒﱢ ْﺢ ﺑِ ِﻪ ْ ِِ ِ ﻚ ﺑِِﻪ إﻟَﻴ َ ِ
ﻚ َ ،وﻋ ْﻠﻤﺎً ﻧَﺎﻓﻌﺎً ﻧَ ْﺸ ُﻜُﺮ ﺑﻪ ﻧَـ ْﻌ َﻤﺎءَ َك َ ،وَﲣَﺸﱡﻌﺎً َ ﻧَ ْﺴﻠُ ُ ْ
ﻚ ﱠاﲣَ ْﺬت ﺑِِﻪ ﻋﻠَﻴـﻨَﺎ ﺣ ﱠﺠﺔً ﻗَﻄَﻌﺖ ﺑِِﻪ ﻋ ْﺬرﻧَﺎ ،واﺻﻄَﻨَـﻌ ِ ِ
ﺼﺮ َﻋْﻨـ َﻬﺎ ُﺷﻜُْﺮﻧَﺎ. ﺖ ﺑِﻪ ﻋْﻨ َﺪﻧَﺎ ﻗَ ُ ْ َ ُ َ َ ْ ْ َ َ َْ ُ ﻓَﺈﻧﱠ َ
اﻟﻌ َﻤ ِـﻞ َ ،و َﻋ ْﻮﻧـﺎً َوَﻫ ِﺎدﻳـﺎ ﻳـُ َﻘ ﱢﻮُﻣﻨَـﺎ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ اﺟﻌ ْﻠﻪ ﻟَﻨﺎ وﻟِﻴﱠﺎً ﻳـﺜﺒﱢﺘـﻨﺎ ِﻣﻦ اﻟﱠﺰﻟَ ِﻞ ،ودﻟِﻴﻼً ﻳـﻬ ِـﺪﻳﻨﺎ ﻟِ ِ
ﺼـﺎﻟ ِﺢ َ َ َ َْ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ ُ َ َُ َ
ـﺎء َ ،و ِﺳـ َـﻼﺣﺎً ﻳَـ ْـﻮَم ِﻣــﻦ اﳌﻠَـ ِـﻞ ،ﺣـ ﱠـﱴ ﻳـﺒـﻠُــﻎ ﺑِﻨــﺎ أَﻓْﻀــﻞ َاﻷﻣـ ِـﻞ ..اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ اﺟﻌ ْﻠــﻪ ﻟَﻨــﺎ ﺷــﺎﻓِﻌﺎً ﻳ ــﻮم اﻟﻠﱢ َﻘـ ِ
ُ ْ َ ُ َ َ ََْ َ َْ َ َ َ َ َ َِ َ
ـﻞ ِ ِ ِ ِ
ض َوﻻ َﲰَـﺎءَ ،ﻳَـ ْـﻮَم ُْﳚـَﺰ ي ُﻛ ﱢ ﻀﺎء َ ،وﻧُﻮراً ﻳَـ ْﻮَم اﻟﻈَْﻠ َﻤﺎء ،ﻳَـ ْﻮَم ﻻ أ َْر َ َاﻷ ْرﺗ َﻘﺎء َ ،و َﺣﺠﻴﺠﺎً ﻳَـ ْﻮَم اﻟ َﻘ َ
َﺳﺎع ِﲟَﺎ َﺳ َﻌﻰ.
اﺟ َﻌ ْﻠﻪُ ﻟَﻨَﺎ رﻳﺎﱠ ﻳَـ ْﻮَم اﻟﻈﱠﻤﺄ َ ،وﻧُﻮراً ﻳـَ ْﻮَم اﳉََﺰ ِاء َ ،ﻣ ْﻦ ﻧَﺎ ٍر َﺣ ِﺎﻣﻴَ ٍﺔ ﻗَﻠِﻴﻠَ ِﺔ اﻟﺒَـ ْﻘﻴـﺎء ) (١ﻋﻠـﻰ َﻣـﻦ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
ْر ض ؤوس اﳌﻸ ،ﻳـَ ْﻮم ُْﳚ َﻤـﻊ ﻓِﻴـﻪ أ َْﻫـﻞ َاﻷ اﺟ َﻌْﻠﻪُ ﻟَﻨَﺎ ﺑـُْﺮَﻫﺎﻧﺎً ﻋﻠﻰ ُر ِ ْ اﺻﻄَﻠَﻰ َ ،وِﲝَﱢﺮَﻫﺎ ﺗَـ ْﻠﻈﱠﻰ .اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ
َ
َ ،وأ َْﻫ ُﻞ اﻟ ﱠﺴ َﻤ ِﺎء ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ
__________________
١ـ اﻟﺒﻘﻴﺎ :اﻟﺮﲪﺔ واﻟﺸﻔﻘﺔ.
٢٢١
ﺶ اﻟ ﱡﺴ َﻌ َﺪ ِاء َ ،وُﻣَﺮاﻓَـ َﻘﺔَ اََﻷﻧْﺒِﻴَ ِﺎء.(١) . ارزﻗْـﻨﺎ ﻣﻨﺎ ِزَل اﻟﺸ ِ
ﱡﻬ َﺪاء َ ،و َﻋْﻴ َ
َ ْ ُ َ ََ
أرأﻳﺘﻢ ،ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ ،ﻟﻜﺘـﺎب اﷲ اﻟﻌﺰﻳـﺰ ،اﻟـﺬي ﻻ ﻳﺄﺗﻴـﻪ اﻟﺒﺎﻃـﻞ ﻣـﻦ ﺑـﲔ ﻳﺪﻳـﻪ وﻻ
ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ؟
أرأﻳﺘﻢ ،ﻫﺬا اﻟﺜﻨﺎء اﻟﻌﺎﻃﺮ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮآن ا ﻴﺪ ،اﻟﺬي ﻫﻮ أﻋﻈﻢ ﺛﺮوة ﻓﻜﺮﻳﺔ ﰲ اﻻرض؟
إﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻗﻴﻤﺘﻪ ،وﻻ ﻳﺜﻤﻦ ﺟﻮاﻫﺮﻩ ،إﻻ أﺋﻤﺔ أﻫﻞ اﻟﺒﻴـﺖ � ،اﻟـﺬﻳﻦ ﻫـﻢ ﺗﺮاﲨﺘـﻪ ،
وﲪﻠﺘﻪ ودﻋﺎﺗﻪ.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن
وأﺛﺮ ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺜﺎﱐ ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن اﳊﻜﻴﻢ وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ﻚ ُ ،ﳏَ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ ﺑ ـ ُـﻦ ِ ِ
ـﻚ ،اﳌﻨَ ـ ـﱠﺰُل ِﻣ ـ ْـﻦ ِﻋْﻨ ــﺪ َك َ ،ﻋﻠ ــﻰ َر ُﺳـ ـﻮﻟ َ إﱐ أَ ْﺷ ـ َـﻬ ُﺪ أَ ﱠن َﻫـ ـ َﺬا ﻛِﺘَﺎﺑُـ َ
» اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ ُ
ـﺎﻃﻖ ،ﻋﻠــﻰ ﻟِﺴـ ِ ِ ﻋﺒـ ِـﺪاﷲ � ،وﻛﺘِﺎَﺑـ ُ ِ
ـﻚ ، ـﻚ َ ،و َﺷـ َـﺮاﺋِ ُﻊ دﻳﻨِـ َ ﻚ َ ،وﻓﻴـ ِـﻪ ِﺣ َﻜ ُﻤـ َ ـﺎن َر ُﺳ ـﻮﻟ َ َ ـﻚَ اﻟﻨﱠـ ُ َ َْ
ِ ِ ِ ِ
ـﲔ
ـﻚ َوﺑَـ َْ ﻴﻤــﺎ ﺑـَْﻴـﻨَـ َ
ـﻚ َ ،و َﺣـ ْـﺒﻼً ُﻣﺘﱠﺼ ـﻼً ،ﻓ َ ـﻚ ،إﱃ َﺧ ْﻠﻘ ـ َ ـﻚ َ ،و َﺟ َﻌْﻠﺘَــﻪُ َﻋ ْﻬــﺪاً ﻣْﻨـ َ أَﻧْـَﺰﻟْﺘَــﻪُ ﻋﻠــﻰ ﻧَﺒِﻴﱢـ َ
ِﻋﺒَِﺎد ك.
ـﺎد ًة ِ ،وﻗِ ـ َـﺮاءَﰐ ﺗَـ َﻔ ﱡﻜـ ـﺮاً ، ِِ ِ
ﺎﺟ َﻌ ـ ْـﻞ ﻧَﻈَـ ـ ِﺮي ﻓﻴ ــﻪ ﻋﺒَـ َ
ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ﻓَ ْت َﻋ ْﻬ ـ َـﺪ َك َوﻛِﺘَﺎﺑَـ َ إﱐ ﻧَ َﺸـــﺮ ُاﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ﱢ
ـﻚ ﻓِﻴـ ِـﻪ ،واﺟﺘَـﻨَــﺐ ﻣﻌ ِ ـﺎن ﻣﻮ ِ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،وﻻ ﺗَﻄْﺒَـ ْـﻊ ﺎﺻــﻴَ َ َ ْ َ ََ اﻋ ِﻈـ َ ِ ِ
اﺟ َﻌ ْﻠــﲏ ﳑـﱠـﻦ اﺗـ َﱠﻌـ َﻆ ،ﺑﺒَـﻴَـ َ َ َوﻓ ْﻜـ َـﺮﰐ ْاﻋﺘﺒَــﺎراً َ ،و ْ
ِ ِ ِ ِ
ـﺎوةً َ ،وﻻ َْﲡ َﻌـ ْـﻞ ﺼــﺮي ﻏ َﺸـ َ ﻋ ْﻨــﺪ ﻗـ َـﺮاءَﰐ ﻛﺘَﺎﺑَــﻚ َﻋﻠــﻰ ﻗَـْﻠـِـﱯ َ ،وﻻ ﻋﻠــﻰ ﲰَْﻌــﻲ َ ،وﻻ َْﲡ َﻌـ ْـﻞ ﻋﻠــﻰ ﺑَ َ
ﻚ َ ،وﻻ ِ
آﺧﺬاً ﺑِ َﺸَﺮاﺋِ ِﻊ دﻳﻨِ َ ﻗِﺮاءِﰐ ،ﻗِﺮاء ًة ﻻ ﺗَ َﺪﺑـﱡﺮ ﻓِﻴﻬﺎ ،ﺑﻞ اﺟﻌْﻠﲏ أَﺗَ َﺪﺑـﱠﺮ آﻳﺎﺗِِﻪ ،وأَﺣ َﻜﺎﻣﻪ ِ ،
َ ْ َُ ُ َ َ َْ َْ ََ ََ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٧٣ / ٢ـ .٥٧٥
٢٢٢
َْﲡ َﻌ ْﻞ ﻧَﻈَ ِﺮي ﻓِ ِﻴﻪ َﻏ ْﻔﻠَﺔً َ ،وﻻ ﻗَِﺮاءَﰐ َﻫ ْﺬ َرَﻣﺔً ) (١إﻧَﻚ أَﻧْﺖ اﻟﱠﺮؤوف اﻟﱠﺮِﺣﻴﻢ .(٢) « ..
ﻟﻘــﺪ ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳﻘ ـﺮأ اﻟﻘــﺮآن اﻟﻜــﺮﱘ ،ﺑﻌﻤــﻖ وﺗﺄﻣــﻞ ،ﻓﻴﺴــﺘﺨﺮج ﻛﻨــﻮزﻩ ،
وﺟﻮاﻫﺮﻩ ،وﻳﻔﻴﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ،وﻗﺪ ﺣﻔﻠﺖ ﻣﻮﺳﻮﻋﺎت اﻟﺘﻔﺴﲑ ،ﺑﺎﻟﺸﺊ اﻟﻜﺜﲑ ﻣـﻦ آراﺋـﻪ
اﻟﻘﻴﻤﺔ ،ﰲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﻈﻴﻢ.
واﻟﺸﺊ اﳌﻠﻔﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ،ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ � :
ﻚ« ت َﻋ ْﻬ َﺪ َك َوﻛِﺘَﺎﺑَ َ
إﱐ ﻧَ َﺸْﺮ ُ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ﻓﻘ ــﺪ أﺷ ــﺎر � ،إﱃ ﻣ ــﺎ ﻗ ــﺎم ﺑ ــﻪ ﻣ ــﻦ دور اﳚ ــﺎﰊ ،ﰲ ﻧﺸ ــﺮ ﻣﻌ ــﺎرف اﻻﺳ ــﻼم ،وإذاﻋ ــﺔ
أﺣﻜﺎﻣﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ،وﻳﻌﺘﱪ اﻟﻌﻘﻞ اﳌﺒﺪع اﻟﺼﺎﻧﻊ ﻟﻠﺤﻀﺎرة اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ.
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا ﻓﺮغ ،ﻣﻦ ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ،دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﻚ ، ـﻚ ،اﻟــﺬي أَﻧْـَﺰﻟْﺘَــﻪُ ﻋﻠــﻰ ﻧَﺒِﻴﱢـ َ ﺖ ﱄ ِ ،ﻣ ـ ْﻦ ﻛِﺘَﺎﺑِـ َ ﻀ ـ ْـﻴ َ
ـﺾ ﻣــﺎ ﻗَ َ أت ،ﺑـَ ْﻌ ـ َإﱐ ﻗَ ـ َـﺮ ُ » اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ٍ
ت
اﻟﺸـ ـﻜُْﺮ َ ،واﳌﻨﱠـ ـﺔُ ﻋﻠ ــﻰ َﻣ ــﺎ ﻗَـ ـﺪ ْﱠر َ
ـﻚ ُ ـﻚ اﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ َرﺑـﱠﻨَ ــﺎ َوﻟَـ َ ـﻚ ،ﻓَـﻠَ ـ َﻚ َﻋﻠَْﻴ ـ ِـﻪ َ ،وَر ْﲪَﺘُـ َﺻـ ـﻠَ َﻮاﺗُ َ
ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َ
َوَوﻓـﱠ ْﻘﺖ.
ﻚ َ ،وﻳـُ ْـﺆِﻣ ْﻦ ِﲟُ ْﺤ َﻜ ِﻤ ِـﻪ ِ
ـﺐ َﻣ َﻌﺎﺻـﻴَ َ
ـﻚ َ ،وﻳـُﺘَ َﺠﻨﱠ ُ ـﻚ َ ،وُﳛَـﱢﺮُم َﺣَﺮ َاﻣ َ اﺟ َﻌْﻠـﲏ ﳑﱠ ْـﻦ ُﳛَﻠﱢ ُـﻞ َﺣ َﻼﻟَ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ
اﺟ َﻌ ْﻠﻪُ ﱄ ِِ ِ ِِ ِِ
َوُﻣﺘَ َﺸﺎ َ ﻪ َ ،وﻧَﺎﺳﺨﻪ َوَﻣْﻨ ُﺴﻮﺧﻪ َ ،و ْ
__________________
١ـ اﳍﺬرﻣﺔ :اﻟﺴﺮﻋﺔ ﰲ اﻟﻘﺮأة.
٢ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ( ١١٠اﻻﺧﺘﺼﺎص ) ص .( ١٣٦
٢٢٣
ِﺷ َﻔﺎءً َوَر ْﲪَﺔً َ ،و ِﺣْﺮزاً َ ،وذُ ْﺧﺮاً ،
ِ ٍ ِ
اﺟ َﻌﻠْﻪُ أﻧْﻴﺴﺎً ﱄ ﰲ ﻗَـ ِْﱪي َ ،و ْارﻓَ ْﻊ ﱄ ،ﺑِ ُﻜ ﱢﻞ َﺣْﺮف َ ،د َر ْﺳـﺘُﻪُ َد َر َﺟـﺔً ﰲ أ َْﻋﻠَـﻰ ﻋﻠﱢﻴ َ
ـﲔ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،
اﻟﻌﺎﻟَ ِﻤﲔ.آﻣﲔ ﻳﺎَر ﱠب َ
ِ ِِ اﻟﻠّﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﺻ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ ﻧَﺒِﻴﱢــﻚ و ِ
ﻚ،ـﻚ َ ،واﻟـ ـﺪﱠاﻋِﻲ إﱃ َﺳـ ـﺒِﻴِﻠ َ ـﻚ َ ،وَدﻟﻴﻠ ـ َﻚ َ ،وَِﳒﻴﱢ ـ َ ﺻ ــﻔﻴﱢ َ
َ ََ َ َﱢ ُ
ﲔ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ َ ،و َﻋﻠــﻰ أ َْوﺻــﻴَﺎﺋﻬ َﻤﺎ اﳌُ ْﺴــﺘَ ْﺤ َﻔﻈ َ ـﻚ ،ﻣـ ْـﻦ ﺑـَ ْﻌــﺪ َر ُﺳ ـﻮﻟ َ
ـﻚ َ ،و َﺧﻠﻴ َﻔﺘـ َ ﲔ َوﻟﻴﱢـ ََوﻋﻠــﻰ أَﻣ ـﲑ اﳌـُ ْـﺆﻣﻨ َ
ـﻼم َوَر ْﲪَـﺔُ اﷲِ َوﺑـََﺮَﻛﺎﺗُـﻪُ .. ﻚ ،وﻋﻠَﻴ ِﻬﻢ أ ْ ِ ِ ِ ِ
ﲔ اﻟ ﱠﺴ َُﲨَﻌ َ ﲔ َﺧْﻠ َﻘ َ َ َ ْ ْ ﱠﻚ ،اﳌُ ْﺴﺘَـْﺮﻋ َ ﲔ َﺣﻘ َ ﻚ ،اﳌُ ْﺴﺘَـ ْﻮﻋﺒِ َ دﻳﻨَ َ
« ).(١
ودل ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،ﻋﻠــﻰ ﻣــﺪى ﺳــﺮورﻩ ،ﺑﺘﻼوﺗــﻪ ﻟﻠﻘــﺮآن اﻟﻜــﺮﱘ ،ﻓﻘــﺪ ﲪــﺪ اﷲ وﺷــﻜﺮﻩ ،
ﻋﻠــﻰ ذﻟــﻚ ،وﺳــﺄﻟﻪ أن ﳚﻌﻠــﻪ ،ﺷــﻔﺎء ورﲪــﺔ وﺣــﺮزا ﻟــﻪ ﰲ اﻟــﺪﻧﻴﺎ ،وأن ﳚﻌﻠــﻪ أﻧﺴــﺎ ﻟــﻪ ﰲ ﻗــﱪﻩ
ﻳﻠﻘﻰ اﷲ.
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﳊﻔﻆ اﻟﻘﺮآن
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،وﻫﻮ ﳑـﺎ ﻳﺴـﺎﻋﺪ ﻋﻠـﻰ ﺣﻔـﻆ اﻟﻘـﺮآن
اﻟﻜﺮﱘ ،وﻗﺪ رواﻩ ﻋﻨﻪ ،اﻟﻌﺎﱂ اﳉﻠﻴﻞ أﺑﺎن ﺑﻦ ﺗﻐﻠﺐ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ِ ٍ
ﻚ، ـﻚ َوَر ُﺳ ـﻮﻟ َ ﻚ ِﲝَـ ِـﻖ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ ﻧَﺒِﻴﱢـ ََﺳ ـﺄَﻟُ َـﻚ ،أ ْ ـﺎد ِﻣﺜْـﻠَـ َ ِ
ﻚ َوَﱂْ ﻳَ ْﺴ ـﺄ َِل ،اﻟﻌﺒَـ ُ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ـﻚ ، وﺣ ـ َـﻚ ،ور ِ ِِ ـﻚ ،وَِﳒﻴﱢ ـ َ ِ ِِ وإﺑـ ـﺮ ِاﻫﻴﻢ ﺧﻠِﻴِﻠ ــﻚ ،و ِ
ﻴﺴ ــﻰ َﻛﻠ َﻤﺘ ـ َ َ ُ ـﻚ َ ،وﻋ َ ﻚ َ ،وُﻣﻮﺳ ــﻰ َﻛﻠﻴﻤ ـ َ َ ﺻ ــﻔﻴﱢ َ
َْ َ َ َ َ َ
آن ُﳏَ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ
أَﺳــ ـﺄَﻟُﻚ ﺑِﺼـ ــﺤﻒ إﺑـــﺮاﻫﻴﻢ ،وﺗَـ ــﻮراةِ ﻣﻮﺳ ــﻰ ،وَزﺑ ــﻮِر داوود ،و ْإﳒﻴ ـ ِـﻞ ِﻋﻴﺴ ــﻰ ،وﻗُـ ــﺮ ِ
َ ْ َ َُ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َْ ُ َ ْ
ﺿﱟ � ،وﺑِ ُﻜﻞ وﺣ ٍﻲ أَوﺣﻴﺘﻪ ،وﻗَ ٍ
ـﺎل َﻫ َﺪﻳْـﺘَـﻪُ ﻀ ْـﻴﺘَﻪُ َ ،و َﻏ ِ ﱟ
ـﲏ أَ ْﻏﻨَـْﻴﺘَـﻪُ َ ،و َ ﻀْﻴﺘَﻪُ َ ،و َﺣـ ﱢﻖ ﻗَ َ
ﻀﺎء أ َْﻣ َ
َ ﱢ َ ْ ْ َ َْ ُ َ َ
ﻚ ،ﺑِ ِْ ِ
ﺿ ْﻌﺘَﻪُ
ﻚ اﻟﺬي َو َ ﺎﲰ َ َ ،و َﺳﺎﺋ ٍﻞ أ َْﻋﻄَْﻴﺘَﻪُ ُ◌ َ ،وأ ْ
َﺳﺄَﻟُ َ
____________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص .( ١١
٢٢٤
ض، ﺿـ ْـﻌﺘَﻪُ ﻋﻠــﻰ َاﻷ ْر ِ ﻋﻠــﻰ اﻟﻠﱠﻴــﻞ ،ﻓَـﺄَﻇْﻠَﻢ ،ووﺿــﻌﺘَﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﱠﻬــﺎر ﻓَﺎﺳـﺘَـﻨَﺎر ،وﺑِ ِْ
ـﻚ اﻟــﺬي َو َ ﺎﲰـ َ ْ َ َ َ ََ َ ْ ُ َْ
ـﻚ اﻟـﺬي ﺎﲰ َ ِـﺖ َ ،وﺑِ ْ ِ ِ ِ ِ ِ
ﺿ ْﻌﺘَﻪُ ﻋﻠﻰ اﳉﺒَﺎل ﻓَـَﺮ َﺳ ْ ﺖ َ ،وَو َ ﺎﺳﺘَـ ْﻌﻠَ ْ
ﺖ ﺑﻪ اﻟ ﱠﺴ َﻤ َﺎوات ﻓَ ْ ودﻋ ْﻤ َتَ ، ﺎﺳﺘَـ َﻘﱠﺮ ْ
ﻓَ ْ
ِِ
ـﻚ ، ﻚ ِﲟَﻌﺎَﻗـﺪ اﻟﻌِـﱢﺰ ِﻣ ْـﻦ َﻋ ْﺮِﺷ َ َﺳـﺄَﻟُ َ ِ
ﻚ اﻟﺬي ُْﲢﻴﻲ ﺑِﻪ اﳌَْﻮﺗَﻰ َ ،وأ ْ ﺎﲰ َﻚ ﺑِ ِْ َﺳﺄَﻟُ َ
اق َ ،وأ ْ ﺖ ﺑِِﻪ َاﻷ ْرَز َ ﺑـَﺜَﺜْ َ
ﺼ ـﻠﱢﻲ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ـ ٍـﺪ َو ِآل ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َوأَ ْن ﺗَ ـ ْـﺮُزﻗَﲏ ِ ،ﺣ ْﻔ ـ َﻆ ﻚ أَ ْن ﺗُ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﻚ ،أ ْ َوُﻣْﻨﺘَـ َﻬ ــﻰ اﻟﱠﺮ ْﲪَـ ِـﺔ ِﻣ ـ ْـﻦ ﻛِﺘَﺎﺑِـ َ
ﺼ ـ ِﺮي َ ،وأَ ْن ُﲣَــﺎﻟِ َﻂ ِ ـَـﺎ َﳊْﻤــﻲ ، آن ،وأﺻــﻨ َ ِ ِ
ﺎف اﻟ ْﻌﻠــﻢ َ ،وأَ ْن ﺗُـﺜْﺒِﺘَـ َﻬــﺎ ﰲ ﻗَـْﻠــﱯ َ ،وﲰَْﻌــﻲ َ ،وﺑَ َ اﻟ ُﻘـ ْـﺮ ِ َ ْ َ
ِ
ﻚ ،ﻓَﺈﻧﱠـﻪُ ﻻ َﺣ ْـﻮَل َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮةَ ـﻚ َوﻗُـ ْﺪ َرﺗِ ََوَد ِﻣﻲ َ ،و ِﻋﻈَ ِﺎﻣﻲ َ ،وﺗَ ْﺴﺘَـ ْﻌ ِﻤ َﻞ َﺎ ﻟَْﻴﻠـﻲ َ ،وﻧـَ َﻬـﺎ ِري ،ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
إﻻﱠ ﺑِﻚ ﻳﺎ َﺣ ﱡﻲ ﻳﺎ ﻗَـﻴﱡﻮم .« ..
وأﺿﺎﻓﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت إﱃ ذﻟﻚ :
ـﻚ ،اﻟــﺬي دﻋـ َ ِ ِ ﻚ ﺑِ ِْ
ت َﳍـُ ْـﻢ ﺖ َﳍـُ ْـﻢ َ ،وأَﻧْﺒِﻴَـ ُ
ـﺎؤ َك ﻓَـﻐَ َﻔـ ْـﺮ َ اﺳــﺘَ ْﺠْﺒ َـﺎد َك ،اﻟــﺬﻳﻦ ْ ـﺎك ﺑِــﻪ ﻋﺒَـ ُ ََ ﺎﲰـ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
َوأ ْ
ـﻚ ،وﺑِ ِ ِِ ـﻚ ،وﺑِ ِْ ِ ﻚ ﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ْ ٍ ِ
ـﻚ
ﺎﲰـ َ اﺳـﺘَـ َﻘﱠﺮ ﺑــﻪ َﻋْﺮ ُﺷـ َ َ ـﻚ اﻟــﺬي ْ ﺎﲰـ َ اﺳـﻢ أَﻧْـَﺰﻟْﺘَـﻪُ ﰲ ُﻛﺘُﺒـ َ َ َﺳـﺄَﻟُ َ َوَرﲪْـﺘَـ ُﻬ ْﻢ َ ،وأ ْ
ـﺎﻫ ِﺮ ،اﻟﻄُ ْﻬ ـ ِﺮ ، ـﻤﺪ ،اﻟــﺬي َﳝْـ ُـﻼ َاﻷرَﻛــﺎ َن ُﻛﻠﱠﻬــﺎ ،اﻟﻄﱠـ ِ اﺣ ـ ِـﺪ َ ،اﻷﺣـ ِـﺪ ،اﻟ َﻔــﺮِد ،اﻟ ــﻮﺗْ ِﺮ ،اﻟﺼـ ِ اﻟﻮ ِ
َ ْ َ َ ْ َ َ
ِ ِ
ض ،اﻟﱠﺮ ْﲪ ِﻦ اﻟـﱠﺮﺣﻴ ِﻢ ،اﻟ َﻜﺒِـ ِﲑ ،اﳌﺘَـ َﻌـﺎل ، ِ
ﻤﻮات َو َاﻷ ْر ِ ِ ِ ِ
اﳌﺒَ َﺎرك ،اﳌ َﻘﺪ ِ
)ُ(١ ﱠس ،اﳊَ ِﻲ اﻟ َﻘﻴﱡﻮم ،ﻧُﻮر اﻟ ﱠﺴ َ ُ ُ
ﻚ . « ... ِﺎﻧ ﻛ
َرأ
و ﻚ ِﺘﻤ ﻈ ﻌِﺑو ، ِ
ﱠﺎمﺘاﻟ ك ِ
ر ﻮ ﻧو ، ﺎتِ ﺎﻣ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ
ََ َ َ َْ َ َ َ َُ ُو َ َ ُْ َ َ َ َ َ َ َ
اﻟﺘ ﻚ ﺎﺗ ﻤﻠ ﻛ
َو ، ﻖ
ﱢ ﺎﳊ ﺑ ل ﺰ ـ ﻨاﳌ ﻚ ﺑ ﺎ ﺘﻛ
وﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟﺸ ـﺮﻳﻒ ،ﳑــﺎ ﻳﻌــﲔ ﻋﻠــﻰ ﺣﻔــﻆ اﻟﻘــﺮآن اﻟﻜــﺮﱘ ،اﻟــﺬي ﻫــﻮ رﲪــﺔ ﻟﻠﻌــﺎﳌﲔ ،
وذﺧﺮ ﻟﻼﻧﺴﺎن اﳌﺴﻠﻢ ،وﻗﺪ أﻗﺴﻢ ﺳﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒﻮة ﻋﻠـﻰ اﷲ ﲜﻤﻴـﻊ ﻗﺪراﺗـﻪ وأﲰﺎﺋـﻪ ،ﻋﻠـﻰ اﻻﻋﺎﻧـﺔ
،ﳊﻔﻆ ﻛﺘﺎﺑﻪ ،وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻟﻠﺪﻋﺎء أﺛﺮا ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ذﻟﻚ.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٧٦ / ٢ـ .٥٧٧
٢٢٥
أدﻋﻴﺘﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
وأﺛــﺮت ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻛﻮﻛﺒــﺔ ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ اﳉﺎﻣﻌــﺔ ،وﻗــﺪ ﺣﻔﻠــﺖ ﺑﻜــﻞ ﻣ ــﺎ
ﻳﺴﻌﺪ ﺑﻪ اﻻﻧﺴﺎن اﳌﺴﻠﻢ ﰲ أﻣﺮ آﺧﺮﺗﻪ ،ودﻧﻴﺎﻩ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ :
١ـ اﻟﺪﻋﺎء اﳉﺎﻣﻊ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﻫﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴـﻞ ،وﻗـﺪ ﲰـﺎﻩ ﺑﺎﻟـﺪﻋﺎء اﳉـﺎﻣﻊ وذﻟـﻚ ،
ﳌﺎ ﳛﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ اﳌﻀﺎﻣﲔ ،وﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺴﻤﻠﺔ :
ﻳﻚ ﻟَﻪُ َ ،وأَ ْﺷ َﻬ ُﺪ أَ ﱠن ُﳏَ َﻤﺪاً َﻋْﺒ ُـﺪﻩُ َوَر ُﺳـﻮﻟَﻪُ َ ،آﻣْﻨ ُ
ـﺖ » أَ ْﺷ َﻬ ُﺪ أَ ْن ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َ ،و ْﺣ َﺪ ُﻩ ﻻ َﺷ ِﺮ َ
ﻴﻊ ُر ُﺳ ِﻞ اﷲِ َ ،وأَ ْن َو ْﻋ َـﺪ اﷲِ َﺣـ ﱡﻖ َ ،وﻟَِﻘـﺎءَﻩُ َﺣـ ﱡﻖ ِِ ِ ِ ِِ
ﺑﺎﷲ َ ،وﲜَﻤﻴ ِﻊ ُر ُﺳ ِﻞ اﷲ َ ،وﲜَﻤﻴ ِﻊ َﻣﺎ أَﺗﻰ ﺑﻪ َﲨ ُ
ِ ِ ِِ
ِ ِ ﺻ ـ َـﺪ َق اﷲُ َ ،وﺑـَﻠﱠـ َـﻎ اﳌْﺮ َﺳ ـﻠُﻮ َن َ ،واﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲِ َر ﱢ
ﲔ َ ،و ُﺳ ـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲ ُ ،ﻛﻠﱠ َﻤ ــﺎ َﺳـ ـﺒﱠ َﺢ اﷲَ اﻟﻌ ــﺎﻟَﻤ َب َ ُ َ ،و َ
ـﺐ اﷲُ أَ ْن ُْﳛ َﻤ َـﺪ ﲪ َـﺪ اﷲَ َﺷ ْـﻲءٌ َ ،وَﻛ َﻤـﺎ ُِﳛ ﱠ ﺐ اﷲ أَ ْن ﻳﺴﺒﱠﺢ ،واﳊﻤ ُﺪ ﷲِ ُﻛﻠﱠﻤـﺎ َِ
َ َﺷ ْﻲءٌ َ ،وَﻛ َﻤﺎ ُﳛ ﱠ ُ ُ َ َ َ َ ْ
ِ
ـﺐ اﷲُ أِ ْن ﻳـُ َﻬﻠﱠـ َـﻞ َ ،واﷲُ أَ ْﻛﺒَ ـ ُـﺮ ُﻛﻠﱠ َﻤــﺎ َﻛﺒﱠـ ـﺮ اﷲ َ ،وﻻ إﻟـ َـﻪ إﻻﱠ اﷲُ ُﻛﻠﱠ َﻤــﺎ َﻫﻠﱠـ َـﻞ اﷲَ َﺷـ ْـﻲءٌ َ ،وَﻛ َﻤــﺎ ُِﳛـ ﱡ
ﺐ اﷲ أَ ن ﻳُ َﻜﺒﱠـﺮ. َﺷ ْﻲءٌ َ ،وَﻛ َﻤﺎ ُِﳛ ﱡ
ﻴﻤــﻪُ َ ،ﺳـ َـﻮاﺑِﻐَﻪُ َوﻓَـ َﻮاﻳِـ َـﺪﻩُ َ ،وﺑَـَﺮَﻛﺎﺗـِ ِـﻪ ِ ،ﳑـﱠـﺎ ﺑَـﻠَـ َـﻎ ِﻋ ْﻠ ُﻤــﻪ ِ ِ
ﻴﺢ اﳋَـ ْـﲑ َو َﺧ َﻮاﺗ َ
إﱐ أَﺳ ـﺄَﻟُ َ ِ
ﻚ َﻣ َﻔــﺎﺗ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ْ
آل ُﳏَ ﱠﻤ ـ ٍﺪ َ ،واﻧْـ َﻬـ ْـﺞ ﱄ ﺼــﺮ َﻋــﻦ إﺣﺼــﺎﺋِِﻪ ِﺣ ْﻔ ِﻈــﻲ ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ و ِ
َ َ ُ ﻋ ْﻠﻤــﻲ َ ،وَﻣــﺎ ﻗَ ﱠ َ ْ ْ َ
ِ
ﻚ ،وﻣ ﱠﻦ ﻋﻠَﻲ ﺑِﻌِ ٍ ِ ِ ِ ِِ
اﻹزاﻟَﺔ َﻋـﻦﺼ َﻤﺔ َﻋ ْﻦ َ َﺑﻮاﺑَﻪُ َ ،و ْﻏﺸ ِﱢﲏ ﺑِﺒَـَﺮَﻛﺎت َر ْﲪَﺘ َ َ ُ َ ﱠ ْ ﺎب َﻣ ْﻌﺮﻓَﺘﻪ َ ،واﻓْـﺘَ ْﺢ ﱄ أ َ َﺳﺒَ َ أْ
ﺎﺷـﻲ َﻋ ْـﻦ آ ِﺟـﻞ ﺛـَ َـﻮاب ﺎﺟـﻞ ﻣﻌ ِ ِ
ﺎي َ ،و َﻋ َ َ َ
ِ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ﺗُ ْﺸـﻐ ْﻞ ﻗَـ ْﻠ ِـﱯ ﺑ ُـﺪﻧْـﻴَ َ اﻟﺸ ﱢ ﻚ َ ،وﻃَ ﱢﻬْﺮ ﻗَـْﻠﱯ ِﻣ َـﻦ َ
ِ
دﻳﻨِ َ
آﺧَﺮﰐ َ ،وا ْﺷﻐِ ْﻞ ﻗَـْﻠِﱯ ِِ ،ﲝ ْﻔ ِﻆ ﻣﺎ ﻻ ﺗَـ َﻘﺒَ ُﻞ ِﻣ ﱢﲏ َﺟ ْﻬﻠَﻪُ ، ِ
٢٢٦
ِِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﺟ َﻌــﻞ َوذَﻟﱢـ ْـﻞ ﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ َﺧـ ٍْـﲑ ﻟ َﺴـ ِـﺎﱐ َ ،وﻃَ ﱢﻬـ ْـﺮ ﻗَـﻠْـِـﱯ ﻣـ َـﻦ اﻟﱢﺮﻳَــﺎء َواﻟ ﱡﺴـ ْـﻤ َﻌﺔ َ ،وَﻻ ُْﲡ ِﺮﳘ ـﺎَ ﰲ َﻣ َﻔﺎﺻــﻠﻲ َ ،و ْ
َﻋ َﻤﻠﻲ َﺧﺎﻟِﺼﺎ ﻟَﻚ.
ﻔﻼ ِ ـَـﺎ ، ﺎﻃﻨِ َﻬــﺎ َ ،و َﻏ َﺎﻫ ِﺮﻫــﺎ وﺑ ِ ِ
ﺶ ُﻛﻠﱢﻬــﺎ ﻇَ َ َ َ اﺣ ِاﻟﺸ ـﱢﺮ ،وأَﻧْــﻮ ِاع اﻟ َﻔــﻮ ِ
َ ـﻚ ﻣـ َـﻦ َ َ َ
إﱐ أَﻋــﻮذُ ﺑِـ َ ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ُ
ـﺖ ﺑِﻌِْﻠ ِﻤـ ِـﻪ ، ﲨﻴـ ِﻊ ﻣــﺎ ﻳ ِﺮﻳــﺪِﱐ ﺑِـ ِـﻪ اﻟ ﱠﺸــﻴﻄَﺎ ُن اﻟـﺮِﺟﻴﻢ ،وﻣــﺎ ﻳ ِﺮﻳــﺪِﱐ ﺑِـ ِـﻪ اﻟﺴـ ْﻠﻄَﺎ ُن ِ ِ
اﻟﻌﻨﻴـ ُـﺪ ،ﳑـﱠـﺎ اَ َﺣﻄْـ َ َ ﱡ ﱠ ُ ََ ُ ُ ْ َو َِ َ ُ ُ
ـﺲ َ ،وَزَواﺑِﻌِ ِﻬ ْـﻢ ، ـﻚ ِﻣ ْـﻦ ﻃَ َـﻮا ِرِق اﳉِـ ﱢﻦ َوا ِﻹﻧْ ِ َﻋـﻮذُ ﺑِ َ أﱐ أ ُ ﺻ ْـﺮﻓِ ِﻪ َﻋ ﱢـﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ِ
َوأَﻧْﺖ اﻟ َﻘﺎد ر ﻋﻠﻰ َ
اﺳـﺘَـَﺰﱠل َﻋ ْـﻦ ِدﻳـﲏ ،ﻓَـﺘَـ ْﻔ ُﺴ َـﺪ ـﺲ َ ،وأَ ْن ْ ﺎﻫ ِﺪ اﻟ َﻔ َﺴ َﻘ ِﺔ ِﻣ َﻦ اﳉِـ ﱢﻦ َوا ِﻹﻧْ ِ وﺑـﻮاﺋِِﻘ ِﻬﻢ ،وﻣ َﻜﺎﺋِ ِﺪ ِﻫﻢ ،وﻣﺸ ِ
ْ ََ َ َََ ْ َ َ
ِ ٍ ِ ِ ﻋﻠَﻲ ِ
ﺻـْﺒـَﺮ ﱄ ض ﺑَ َـﻼء ﻳُﺼـﻴﺒُﲏ َ ،وَﻻ َ ﺿَﺮراً َﻋﻠَ ﱠﻲ ﰲ َﻣ َﻌﺎﺷـﻲ ،أ َْو ﺗَـ َﻌـﱡﺮ َ ﻚ َآﺧَﺮﰐ َ ،وأَ ْن ﻳَ ُﻜﻮ َن ذﻟ َ َ ﱠ
ـﻚ َﻋـ ْـﻦ ِذ ْﻛ ـ ِﺮَك َ ،وﻳُ ْﺸــﻐِﻠَﲏ َﻋـ ْـﻦ ِ ِ ِ ﻋﻠــﻰ ِ ِ ِ
ﺎﺳــﺎﺗِِﻪ ،ﻓَـﻴَ ْﻤﻨَـ َﻌــﲏ ذﻟـ َ إﺣﺘ َﻤﺎﻟــﻪ ،ﻓَـ َـﻼ ﺗَـْﺒﺘَﻠــﲏ ﻳــﺎ إﳍــﻲ ،ﲟَُﻘ َ ْ
ﻚ ُﻛﻠﱢﻪِ. ﺎﺻﻢ ،اﳌﺎﻧِﻊ ،واﻟﺪﱠاﻓِﻊ اﻟﻮاﻗِﻲ ِﻣﻦ ذﻟِ
ْ َ اﻟﻌ ُ َ ُ َ ُ َ
ﻚ ،أَﻧْﺖ ِ
َ َ ِﻋﺒَ َﺎدﺗِ َ
ﻚ َ ،وأﺑْـﻠُ ُﻎ َِـﺎ ِ ِ
ﺎﻋﺘِ َ
ﻌﻴﺸ ًﺔ أَﻗْﻮى َﺎ ﻋﻠﻰ ﻃَ َ ﻴﺸ ِﱵ ﻣﺎ أَﺑْـ َﻘْﻴﺘَﲏ َ ،ﻣ َ ﻚ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،اﻟﱠﺮﻓَﺎﻫﻴَﺔَ ﰲ َﻣﻌِ َ َﺳﺄَﻟُ َ أْ
ـﻚ إﱃ َدا ِر اﳊَﻴَ ـ َـﻮ ِان َﻏــﺪاً َ ،وﻻ ﺗَـ ْـﺮُزﻗْﲏ ِرْزﻗـﺎً ﻳُﻄْﻐِﻴــﲏ َ ،وَﻻ ﺗَـْﺒﺘَﻠِــﲏ ﺑَِﻔ ْﻘـ ٍﺮ َﺻـ ِ
ـﲑ ـَـﺎ ِﲟَﻨﱢـ َ ِ
ﻚ َ ،وأ ُ ﺿـ َـﻮاﻧَ َِر ْ
ـﺎي ِ ِ ِ ِ ِ أَ ْﺷ َﻘﻰ ﺑِِﻪ ،ﻣﻀﻴﱢﻘﺎً ﻋﻠَـﻲ ِ ْ ،
إﻋﻄـﲏ َﺣﻈّـﺎً َواﻓـﺮاً ﰲ آﺧ َـﺮﰐ َ ،وَﻣ َﻌﺎﺷـﺎً َواﺳـﻌﺎً َﻫﻨﻴﺌـﺎً َﻣﺮﻳﺌـﺎً ﰲ ُدﻧْـﻴَ َ ُ َ َ ﱠ
َ ،وَﻻ َْﲡ َﻌ ـ ِـﻞ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْﻴﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ِﺳ ـ ْـﺠﻨﺎً َ ،وﻻ َْﲡ َﻌ ـ ْـﻞ ﻓَِﺮاﻗَـ َﻬ ــﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ُﺣْﺰﻧ ـﺎً ،أ َِﺟ ـ ْـﺮِﱐ ِﻣ ـ ْـﻦ ﻓِْﺘـﻨَﺘِ َﻬ ــﺎ َﺳ ــﻠِﻴﻤﺎً ،
أﺟ َﻌ ْﻞ َﻋ َﻤﻠِﻲ ﻓِ َﻴﻬﺎ َﻣ ْﻘﺒُﻮﻻً َ ،و َﺳ ْﻌﻴﻲ ﻓِ َﻴﻬﺎ َﻣ ْﺸ ُﻜﻮراً. َو ْ
ِ ٍ
ف َﻋ ﱢﲏ َﻫ ﱠﻢ َﻣ ْﻦ أ َْد َﺧ َﻞ َﻋﻠَ ﱠﻲ َﳘﱠـﻪُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻣ ْﻦ أ ََر َادﱐ ﺑِ ُﺴﻮء ﻓَﺄَ ِرْدﻩُ َ ،وَﻣ ْﻦ َﻛ َﺎدﱐ ﻓَﻜ ْﺪﻩُ َ ،و ْ
اﺻ ِﺮ ْ
ﻳﻦ َ ،واﻓْـ َﻘــﺄ َﻋـ ﱢـﲏ ُﻋﻴُــﻮ َن اﻟ َﻜ َﻔـ َـﺮةِ اﻟﻈﱠﻠَ َﻤـ ِـﺔ ،اﻟﻄﱡﻐَــﺎةِ ، ِ َ ،و ْاﻣ ُﻜـ ْـﺮ ِﲟـَ ْـﻦ َﻣ َﻜ ـَﺮ ِﰊ ،ﻓَﺈﻧﱠـ َ
ـﻚ َﺧْﻴ ـ ُـﺮ اﳌـَـﺎﻛ ِﺮ َ
اﳊَ َﺴ َﺪ ة.
ﻚ َﺳ ِﻜﻴﻨَﺔً ، اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ ٍ
آل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وأَﻧْ ِﺰْل َﻋﻠَ ﱠﻲ ِﻣْﻨ َ َ َ َﱢ ُ
٢٢٧
ِ ِ ﺼﻴﻨﺔَ ،واﺣ َﻔﻈﲏ ﺑِ ِﺴ ِﱰ َك ِ وأَﻟْﺒِﺴﲏ ِدرﻋ َ ِ
ﱢق ﻗَـ ْـﻮﱄ ،
ﺻـﺪ ْ ـﻚ اﻟﻨﱠﺎﻓ َﻌـﺔَ َ ،و َ اﻟﻮاﻗﻲ َ ،و َﺟﻠﱢْﻠ ِﲏ َﻋﺎﻓﻴَﺘَ َ ْ َ ﻚ اﳊَ َ َ ْ َ ْ َْ
ِ
ت َوَﻣـﺎ أَ ْﻏ َﻔ ْﻠ ُ
ـﺖ َ ،وَﻣـﺎ ﺖ َ ،وَﻣـﺎ أَ ﱠﺧ ْـﺮ َُوﻓ َﻌﺎﱄ َ ،وﺑَﺎ ِرْك ﱄ ﰲ أ َْﻫﻠﻲ َ ،وَﻣـﺎﱄ َ ،وَوﻟَـﺪي َ ،وَﻣـﺎ ﻗَـﺪ ْﱠﻣ ُ
ﺻـ ﱢـﻞ ِِ ِ
ﲔ َ ،و َت ،ﻓَــﺎ ْﻏﻔْﺮ ﱄ ،ﻳــﺎ أ َْر َﺣـ َـﻢ اﻟـﱠﺮاﲪ َ َﺳـَﺮْر ُ
ـﺖ َ ،وَﻣــﺎ أ ْ
ـﺖ َ ،وَﻣــﺎ أ َْﻋﻠَْﻨـ ُ
ت َ ،وَﻣــﺎ ﺗَـ َﻮاﻧـَْﻴـ ُ
ﺗَـ َﻌ ﱠﻤـ ْﺪ ُ
ﺎﻫ ِﺮﻳﻦ ،اﻟﻄﱠﻴﱢﺒِﲔ َ ،ﻛﻤﺎ أَﻧْﺖ أَﻫﻠَﻪ ﻳﺎ وِ ﱠ ِ ِ ٍ ِِ ِ
ﲔ .(١) « ... ﱄ اﳌُْﺆﻣﻨ َ َ َ َ ُْ َ ﻋﻠﻰ ُم ً◌ َﲪﱠﺪ َوآﻟﻪ اﻟﻄﱠ َ
ﺣﻘﺎ ،ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴـﻞ ،ﺟﺎﻣﻌـﺎ ﳌـﺎ ﻳﺴـﻤﻮ ﺑـﻪ اﻻﻧﺴـﺎن ﻣـﻦ ﻣﻜـﺎرم اﻻﺧـﻼق ،
وﳏﺎﺳﻦ اﻟﺼﻔﺎت ،وﻣﻠﻤﺎ ﲟﺎ ﻳﻘﺮب اﻻﻧﺴﺎن ﻣﻦ رﺑﻪ ،وﲟﺎ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﻧﺰﻋﺎت اﳍﻮى واﻟﻐﺮور.
٢ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻻﻟﻄﺎف اﷲ ﻋﻠﻰ اﻧﺒﻴﺎﺋﻪ
ﻣــﻦ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉــﺎﻣﻊ ،وﻗــﺪ ذﻛــﺮ ﻓﻴــﻪ أﻟﻄــﺎف اﷲ ،ﻋﻠــﻰ
أﻧﺒﻴﺎﺋـﻪ ،ورﺳـﻠﻪ ،ﻛﻤـﺎ ذﻛـﺮ ﻓﻴـﻪ اﻟـﻨﻘﻢ اﻟـﱵ أﻧﺰﳍـﺎ ،ﻋﻠـﻰ أﻋـﺪاء اﳊـﻖ ،وﺧﺼـﻮم اﻻﻧﺒﻴـﺎء ،ﻛﻤــﺎ
اﺣﺘﻮى ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻨﺎء واﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﳋﺎﻟﻖ اﻟﻜﻮن ،وﺑﻴﺎن ﺑﻌﺾ ﻗﺪراﺗﻪ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
اﻟﺴْﺒ ِﻊ َوَﻣ ْﻦ ﻓِﻴﻬ ﱠﻦ َ ،وُْﳎ ِﺮ َي اﻟﺒﺤـﺎر اﻟ ﱠﺴ ْـﺒ َﻊ َ ،وَرازق ﻣ ْـﻦ ﻓِـﻴﻬ ﱠﻦ ، ﻤﻮات َ
ب اﻟ ﱠﺴ ِ
َ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻳﺎ َر ﱠ
ِ ِ
آد َم ،ـﺮي اﻟ ُﻔْﻠــﻚ َ ،و َﺟﺎﻋـ َـﻞ اﻟ ﱠﺸـ ْـﻤﺲ ﺿــﻴﺎءً َ ،واﻟ َﻘﻤ ـ ِﺮ ﻧـُـﻮراً َ ،و َﺧــﺎﻟ َﻖ َـﺤﺎب َ ،وُْﳎـ َ َوُﻣﺴ ـ ﱢﺨﺮ اﻟ ﱠﺴـ َ
ـﻮم َ ،وَراﻓِ َﻌــﻪُ إﱃ ﱢ ِ ِ ِِ ِ ِِ ِ
ﱡﺠـ َ
ـﺲ اﻟﻨ ُ َوُﻣْﻨﺸــﻰءَ اﻷﻧْﺒﻴَــﺎء ﻣـ ْـﻦ ذُ ﱢرﻳَﺘــﻪ َ ،و َﺣﺎﻣـ َـﻞ ﻧُــﻮح ﻣــﻦ اﻟﻐَـ َـﺮق َ ،وُﻣ َﻌﻠـ َـﻢ ْإدرﻳـ َ
اﳌﻠَ ُﻜ ــﻮت ،وﻣْﻨ ﱢﺠ ــﻲ إﺑ ـﺮاﻫﻴﻢ ،وﺟﺎﻋ ــﻞ اﻟﻨﱠـ ـﺎر ﻋﻠَﻴ ـ ِـﻪ ﺑ ــﺮداً وﺳ ـ َـﻼﻣﺎً ،وﻣ َﻜﻠﱢــﻢ ﻣﻮﺳ ــﻰ ،وﺟ ِ
ﺎﻋ ـ َـﻞ ََ ُ َُ َ ْ َْ َ َ َُ َ ْ
ﺎﻋﻞ ﻣﻦ اﻟ ﱠﺬﺑْﺢ ، ﻋَﺼﺎﻩ ﺛـُﻌﺒﺎﻧﺎ ،وﻣﻨﱢﺰَل اﻟﺘـﱠﻮراةِ ﰲ اﻷﻟْﻮاَح ،وﻓﺎدي أﲰ ِ
َ َ َْ َُ َ َُ ْ
__________________
١ـ اﻻﻗﺒﺎل ) ص ٦٠ـ .٦١
٢٢٨
ـﺎض َﻋْﻴـﻨَـْﻴـ ِـﻪ َ ،وَرا ِز َق َزَﻛ ِﺮﻳـﱠـﺎ َْﳛـ َـﲕ ﺑَـ ْﻌـ َـﺪ ِ وﻣﺒﺘَﻠــﻲ ﻳـﻌ ُﻘـ ِ ِ ِ ِ
ﻀـ ِ ـﻒ َﻋﻠَْﻴــﻪ ْﺑﻌـ َـﺪ إﺑْﻴِ َ ﻮﺳـ َ ـﻮب ﺑ َﻔ ْﻘــﺪ اﺑْﻨــﻪ َ ،وَرا ﱠد ﻳُ ُ َ ُْ َ َ ْ َ
ـﻒ ِ ٍ ِ
ﺻـ ْـﺨَﺮةٍ َ ،وُﻣْﺮﺳـ َـﻞ اﻟـ ﱢـﺮ ِ ِ ِ ِ ِ اﻟﻴَـ ِ ِ ِ
ﻳﺢ ﻋﻠــﻰ ﻗَـ ْـﻮَم ُﻫــﻮد َ ،وَﻛﺎﺷـ َ ﺼــﺎﻟ َﺢ ﻣـ ْـﻦ َ ِج اﻟﻨﱠﺎﻗَــﺔ ﻟ َ ـﺄس َواﻟﻜـ َـﱪ َ ،و ُﳐْ ـﺮ َ
ِ ِِ ِ ِ ِ
ﲔ، ﺐ َ ،وُﻣﻨَ ﱢﺠـ َـﻲ ﻟُﻮﻃ ـﺎً ﻣـ َـﻦ اﻟ َﻘـ ْـﻮم اﻟ َﻔﺎﺳــﻘ َ اﻟﻌ ـ َﺬاب ﻋﻠــﻰ ﻗَـ ْـﻮَم ُﺷـ َـﻌْﻴ َ ـﻮب َ ،وُﻣْﻨ ـ ِﺰَل َ اﻟــﺒَ َﻼء َﻋـ ْـﻦ أَﻳـﱡ َ
ﺲ ِﻣـﻦ ِ ِ وو ِاﻫﺐ اﳊِﻜْﻤ ِﺔ ﻟِﻠُ ْﻘﻤـﺎ َن ،وﻣﻠَ ﱢ ِ ِ ِ
ِج ﻳـُﻮﻧُ َاوود َ ،وُﻣ َﺴـ ﱢﺨَﺮ اﳉـ ﱢﻦ ﻟ ُﺴـﻠَْﻴ َﻤﺎ َن َ ،وُﳐْـﺮ َ ـﲔ اﳊَﺪﻳـﺪ ﻟ َـﺪ َ َُ َ َ َ ََ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌـ ْﺬ َراء اﻟﺒَﺘُـﻮل َ ،وُْﳏﻴ َـﻲ اﳌ ْـﻮﺗَﻰ
َِ ﻴﺴـﻰ ﻣ َـﻦ َ وح اﻟ ُﻘ ُﺪ ِس إﱃ َﻣْﺮََﱘ َ ،و ُﳐْـﺮ َِج ﻋ َ ﺑَﻄْ ِﻦ اﳊُﻮت َ ،وُﻣْﻠﻘ َﻲ ُر ِ
ِ ِ ،وﻣﺮِﺳﻞ ُﳏ ﱠﻤ ٍـﺪ � ر ْﲪـﺔً ﻟِْﻠﻌـﺎﻟَ ِﻤﲔ ،وﺧﺎَﲤـﺎً ﻟِْﻠﻨﺒِﻴ ِ
ﻴﻢ
ـﻚ إﺑْـ َـﺮاﻫ َ ﻚ اﻟ َﻘـﺪ ِﱘ َ ،وِﻣﻠﱠ ِـﺔ َﺧﻠﻴﻠ َ ـﲔ ﺑِـﺪﻳﻨِ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُْ َ َ
� ،وإﻇْﻬ ــﺎ ِر ِدﻳﻨِ ـ ِـﻪ ،وإﻋ ـ َـﻼ ِء َﻛﻠِﻤﺘِ ـ ِـﻪ ،وﺑِﻮ ِﺻـ ـﻴﱢ ِﻪ وﻣﺆﻳﱢـ ِـﺪﻩِ ،و ِﺳ ــﺒﻄَﻴ ِﻪ ،ووﻟَ َﺪﻳ ـ ِـﻪ ،واﻟﺴـ ـ ﱠﺠﺎدِ
َ ْ ْ ََ ْ َ َ ََُ ََ َ َْ َ َ
ي ﻳﺎ ذا اﳉَ َـﻼ َل َ ،وا ِﻹ ْﻛ َـﺮام ﻘﻲ َواﻟﻨَ ِﻘ ﱢﻲ َ ،واﻟَﺰﻛِ ﱢﻲ َواﳌ ْﻬ ِﺪ ﱢ ﱢ ﺿﺎ َ ،واﻟﺘَ ِ
ﺼﺎد ِق َواﻟ َﻜﺎﻇ ِﻢ َ ،واﻟﱢﺮ َ
واﻟﺒﺎﻗِ ِﺮ واﻟ ﱠ ِ
ََ َ
ِ َ ِ ِ ِ
ﺻ َـﻤ ُﺪ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ َﱂْ ﻳَﻠـ ْﺪ َوَﱂْ َﺣ ُـﺪ ،ﻳـﺎ َ َ ،واﻟﻌﱠﺰةِ َ ،واﻟ ﱡﺴﻠﻄَﺎن ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ﺗَﺄْ ُﺧ ُﺬﻩُ ﺳﻨَﺔٌ َوَﻻ ﻧَـ ْﻮٌم ،ﻳـﺎ أ َ
ـﻮت ،ﻳـﺎ َﻋﻠِ ﱡـﻲ ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻳﻮﻟَ ْﺪ ،ﻳﺎ ﻗَﺎد ُر ﻳﺎ ﻇَﺎﻫُﺮ ،ﻳﺎ َذا اﳉَﺒَـُﺮوت َواﻟﻜ ِْﱪﻳَﺎء َ ،واﳌَﻠَ ُﻜﻮت ،ﻳﺎ َﺣ ﱡﻲ ﻻ ﳝَُ ُ
ﻳﺪ ،ﻳﺎ َداﺋِ ُﻢ ،ﻳـﺎ َﻛـ ِﺮﱘُ ،ﻳـﺎ ِ ِ
ﻴﺪ ،ﻳﺎ ﻓَـﻌﱠﺎﻻُ ﻟ َﻤﺎ ﻳُِﺮ ُ ﻴﺐ ،ﻳﺎ ُﻣْﺒﺪىءُ ،ﻳﺎ ُﻣﻌِ ُ ِ
ﻳﺐ ،ﻳﺎ ُﳎ ُ
ِ
ﻳﺎ َوﰲﱡ ﻳﺎ ﻗَﺮ ُ
ِ
وف ،ﻳــﺎ ﻮر ،ﻳــﺎ َر ْﲪـ ُـﻦ ،ﻳــﺎ َﺣﻨﱠــﺎ ُن ،ﻳــﺎ َﻣﻨﱠــﺎ ُن ،ﻳــﺎ َرُؤ ُ ِ ِ
ـﻮر ﻳــﺎ َﺷ ـ ُﻜ ُ ـﻴﻢ ،ﻳــﺎ َﻏ ُﻔـ ُ ـﻴﻢ ،ﻳــﺎ َﻋﻈـ ُ َرﺣـ ُ
ـﻴﻢ ،ﻳـﺎ َِﲰﻴ ُـﻊ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻴﻢ ،ﻳـﺎ َﺣﻠ ُ ﻮف ،ﻳﺎ ُﻣْﻨﻌ ُﻢ ،ﻳﺎ ُﻣﻄْﻌ ُﻢ ،ﻳﺎ َﺷﺎﰲ ،ﻳﺎ َﻛﺎﰲ ،ﻳﺎ ُﻣ َﻌﺎﰲ ،ﻳﺎ َﻋﻠ ُ َﻋﻄُ ُ
ِ ِ ِ
ـﺎر ،ﻳـﺎ ُﻣﺘَ َﻜﺒﱢـ ُـﺮ ،ﻳـﺎ ،ﻳﺎ ﺑَﺼ ُﲑ ،ﻳﺎ ُْﳏﻴﻲ ،ﻳﺎ َﺳ َﻼ ُم ،ﻳﺎ ُﻣ ْﺆﻣ ُﻦ ،ﻳﺎ ُﻣ َﻬ ْـﻴﻤ ُﻦ ،ﻳـﺎ َﻋ ِﺰﻳ ُـﺰ ،ﻳـﺎ َﺟﺒﱠ ُ
ـﲑ ، ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﲑ ﻳـﺎ َﻛﺒ ُ ـﺎب ،ﻳـﺎ َﺧﺒ ُ اب ،ﻳـﺎ َوﱠﻫ ُ ﺼ ﱢﻮُر ،ﻳﺎ ُﻣ ْﻘﺘَﺪ ُر ،ﻳﺎ ﻗَﺎﻫُﺮ ،ﻳﺎ أ ﱠَو ُ ي ،ﻳﺎ ُﻣ َ َﺧﺎﻟ ُﻖ ،ﻳﺎ ﺑَﺎر ُ
ـﺖ َاﻷ ْﺷــﻴَﺎءُ ِﻣْﻨــﻪُ ،ﺑَِﻘ ْﻬ ـ ِﺮﻩِ َﳍـَـﺎ ، ِ ِ ﻳــﺎ ذا اﻟﻄﱠـ ِ
ـﻮل ،ﻳــﺎ ذَا اﳌ َﻌــﺎرِِج ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﺑَــﺎ َن ﻣـ َـﻦ َاﻷ ْﺷــﻴَﺎء َ ،وﺑَﺎﻧَـ ْ
َ وﺧ ِ ِ
َﺧَﺮ َج ِﻣْﻨـ َﻬﺎ اﻟﺜ َﱠﻤ َﺎر ﺖ َاﻷ ْﺷ َﺠ َﺎر َ ،وأ ْ َﺟَﺮى َاﻷﻧْـ َﻬ َﺎر َ ،وأَﻧْـﺒَ َ ﺤ ِ
ﻀﻮﻋ َﻬﺎ ﻟﻪُ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ َ َ َ َ ْ
أو ، ﺎر ﺒاﻟ ﻖ َﻠﺧَ َُ ُ
ِ ،ﻣ َﻦ اﻟﺒَﺎ ِرِد
٢٢٩
ِِ ِ ِ ِ
َواﳊَــﺎ ﱢر ،ﻳ ــﺎ ﻓَــﺎﻟ َﻖ اﻟﺒِ َﺤ ــﺎ ِر ﺑِﺈ ْذﻧِـ ِـﻪ َوُﻣ ْﻐـ ـ ِﺮ َق ﻓْﺮ َﻋ ـ ْـﻮ َن َﻋ ـ ُـﺪ ﱢوﻩ َ ،وُﻣ ْﻬﻠ ـ َ
ﲔ، ـﻮد َ ،وُﻣ ـ َـﺪ ﱢﻣَﺮ اﻟﻈﱠــﺎﻟﻤ َ ـﻚ َﲦُـ َ
ـﻚ ،ﻳـﺎ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ ت ﺑِ ِـﻪ َﻣﻼﺋِ َﻜﺘُ َ ﻚ َ ،و َﺳ َـﺮ ْ ﻴﺖ ﺑِ ِﻪ ْ ،اﻫﺘَـﱠﺰ ﻟَﻪُ َﻋْﺮ ُﺷ َ ِ
ﻚ اﻟﺬي إ َذا ُدﻋ َ ﺎﲰ َﻚ ﺑِ ِْ َﺳﺄَﻟُ َ
أْ
ﻚ ﺑِ ِْ ِ اﺣـ ُـﺪ اﻟ َﻘـ ِـﺪﱘ ،اﻟ َﻔــﺮد ،ﺧــﺎﻟِﻖ اﻟﻨ ِ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ ،اﻟﻮ ِ
ـﻚ
ﺎﲰـ َ ﱠﺴـ َـﻤﺔ َ ،وﺑَــﺎ ِرىءُ اﻟﻨَ ـ َـﻮى َواﳊﺒﱠــﺔ َ ،وأ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ ُ ُْ َ ُ ْ َ َ
ﻳﺪ ،وﺑِﺎﻹﺳ ـ ِﻢ اﻟ ــﺬي ﻳـ ـْﻨـ ُﻔﺦ ﺑِــﻪِ ي ،اﻟﺸـ ـ ِﺪ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ُ َ ْ اﻟﻌﻈ ــﻴ ِﻢ ،اﻟ َﻘ ــﻮ ﱢ َ اﻟﻌ ِﺰﻳ ـ ِﺰ ،اﻟ َﻜﺒِــﲑ ،اﳉَﻠﻴ ـ ِـﻞ ،اﻟﱠﺮﻓﻴ ـ ِﻊ َ ، َ
ِ
ﱡﺸ ــﻮر ﺳ ـ َـﺮاﻋﺎً ،إﱃ أ َْﻣـ ـ ِﺮَكِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻮم ﺑ ــﻪ أ َْﻫ ـ ُـﻞ اﻟ ُﻘﺒُ ــﻮر ،ﻟ ْﻠﺒَـ ْﻌ ــﺚ َواﻟﻨ ُ ﺼ ــﻮر ،ﻓَـﻴَـ ُﻘ ـ ُ ﻴﻞ ،ﰲ اﻟ ﱡ إﺳ ـ َـﺮاﻓ ُ
َﻋْﺒ ـ ُـﺪ َك ْ
ـﺎء ، ات ﺑِﻐـ ِـﲑ ﻋﻤـ ٍـﺪ ،ودﺣــﻮت ﺑِـ ِـﻪ َاﻷر ِﺿـﲔ ﻋﻠــﻰ اﳌـ ِ ـﻚ اﻟــﺬي رﻓَـﻌــﺖ ﺑِـ ِـﻪ اﻟ ﱠﺴـ ِ ﻳـْﻨ ِﺴـﻠُﻮ َن ،وﺑِ ِْ
َِ ْ َ ـﻤﻮ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َْ َ ﺎﲰـ َ َ َ
ِ ِ
ـﺖ ﺑِــﻪ اﳌـﺎء ،وأَرﺳـْﻠ َ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ
ﺎﲰـ َ ﻳﺢ َ ،وﺑِ ْ ﺖ ﺑــﻪ اﻟـﱢﺮ َ ﺎﻹﺳـ ِﻢ اﻟــﺬي َﺣﺒَ ْﺴـ َ َ َ ْ َ ـﺎل ﻓ َﻴﻬــﺎ أ َْوﺗَــﺎداً َ ،وﺑِ ْ ـﺖ اﳉﺒَـ َ َو َﺟ َﻌْﻠ َ
ﺲ ،واﻟ َﻘﻤ ــﺮ ُ ،ﻛـ ـﻼﱟ ﰲ ﻓَـﻠَ ـ ٍ ـﻮت ،وأَﺟﺮﻳ ـ ِ ِ اﻟ ــﺬي ﺟﻌ ْﻠ ــﺖ ﺑِـ ِـﻪ َاﻷر ِﺿ ــﲔ ﻋﻠ ــﻰ اﳊ ـ ِ
ـﻚ ـﺖ ﺑ ــﻪ اﻟ ﱠﺸ ـ ْـﻤ ِ َ َ َ َ ْ َْ َ ُ ْ َ ََ َ
ِ ِ
ـﻚ ،ﻣـ ــﻦ ﺳ ـ ـ ﱠﻜ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ
ﺎن َﲰََﻮاﺗـ ـ َ ْ َ اق َﺧ ْﻠﻘـ ـ َ ـﺖ ﺑِـ ــﻪ ،أَﻧْـَﺰﻟْـ ـ َ
ـﺖ أ َْرَز َ ﺎﻹﺳ ـ ـ ِﻢ اﻟـ ــﺬي أ َذا ُدﻋﻴـ ـ َ ﻳَ ْﺴــ ــﺒَ ُﺤﻮ َن َ ،وﺑِ ْ
ﲔ َ ،وُﻛ ﱢـﻞ َداﺑﱠ ٍـﺔ أَﻧْـﺖ ـﺲ ،واﻟ ﱠﺸـﻴَﺎﻃ ِ
اب َ ،واﳉـ ﱢﻦ َواﻹﻧْ ِ َ
ِ ﱠو ﱢ ِ ِ
ﻴﻚ َ ،واﳍََﻮا ﱢم َواﳊَﻴﺘَﺎن َ ،واﻟﻄﱠْﲑ َواﻟـﺪ َ اﺿ َ وأَر ِ
ََ
ـﲑ ﻚ اﻟﺬي ﺟﻌْﻠﺖ ﺑِِﻪ ِ ،ﳉﻌ َﻔﺮ ﺟﻨَ ِ ِ ﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷﻲ ٍء ﻗَ ِﺪﻳﺮ ،وﺑِ ِْ ﺎﺻﻴَﺘِ َﻬﺎ ،إﻧ َ آَ ِﺧﺬ ﺑِﻨَ ِ
ـﺎﺣ ْﲔ ﻳَﻄ ُ َْ َ َ َ ََ َ ﺎﲰ َ ْ ٌ َ
ـﺎع ،ﻳَِﺰﻳ ُـﺪ ﰲ ﻚ ،وﺟﻌْﻠﺖ اﳌ َﻼﺋِ َﻜـﺔَ رﺳـﻼً ،أُوﱄ أ ِ ٍ ِِ َﻤﺎ َ ،ﻣ َﻊ َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘِ َ
ث َوْرﺑَ َ ـﲎ َوﺛُ َـﻼ َ
َﺟﻨ َﺤـﺔ َ ،ﻣﺜْـ َ ْ ْ ُُ َ َ َ َ َ
ـﺖ َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ َﺧَﺮ ْﺟﺘَـﻪُ ِﻣ َـﻦ اﻟـﻴَ ﱢﻢ َ ،وأَﻧْـﺒَ ﱠ ﺄﻓ ، ﺲ
َْ ُ ُ ُ َ َ ْ ـﻮﻧ ﻳ كَ ـﺪ ﺒﻋ ، ِ
ـﻪ ِ
ﺑ ـﺎك
َ ﻹﺳـ ِﻢ اﻟـﺬي َد َ
ﻋ اﳋَْﻠ ِﻖ َﻣﺎ ﻳَ َﺸﺎءُ َ ،وﺑِﺎ ْ
ﺖ َﻋْﻨﻪُ اﻟﺒَ َﻼءَ. ِ ِ
ﺖ ﻟَﻪُ َ ،وَﻛ َﺸ ْﻔ َ اﺳﺘَ َﺠْﺒ َ ﲔ َ ،و ْ َﺷ َﺠَﺮةً ﻣ ْﻦ ﻳﻘﻄ َ
ـﺖ ب ﻋﺒــﺪ َك ،واﺑــﻦ ﻋﺒــﺪﻳﻚ ،وِﻣــﻦ ِﻋْﺘ ــﺮِة ﻧَﺒِﻴﱢــﻚ ،و ِ
ـﻚ ،اﻟــﺬي ﺑَ َﺎرْﻛـ ُ ﻚ َوَﳒﻴﱢـ َ ﺻــﻔﻴﱢ َ َوأَﻧَــﺎ ﻳــﺎ َر ﱡ َْ ُ َ ْ ُ َْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ
ِ ِ
ﺖ، ﺖ َ ،وَزﱠﻛْﻴ َ ﺖ َ ،وَرﲪْ َ ﺖ َ ،وﺑَ َﺎرْﻛ َ ﺻﻠﱠْﻴ َ ﻴﺖ َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ َ ،وَزﱠﻛْﻴﺘَـ ُﻬ ْﻢ َ ،ﻛ َﻤﺎ َ ﺻﻠّ َ َﻋﻠَْﻴ ِﻬ ْﻢ َ ،وَرﲪْﺘَـ ُﻬ ْﻢ َ ،و َ
ِ ِ ﲪﻴ ٌﺪ َِﳎﻴ ٌﺪ ،أَﺳـﺄَﻟُ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚـﺨﺎﺋِ َ ﻚ ﲟَ ْﺠـﺪ َك َ ،و ُﺟـﻮد َك َ ،و ُﺳ ْـﺆَدد َك َ ،و َﺳ َ ْ َ ﱠﻚ َِ ﻴﻢ ،إﻧ َ ﻴﻢ َ ،وآل إﺑْـَﺮاﻫ َ إﺑْـَﺮاﻫ َ
،
٢٣٠
ِ وﺑـﻬﺎﺋِﻚ ،و ِﻋﱢﺰَك ،وﺛـَﻨﺎﺋِﻚ ،وَﻛﺮِﻣـﻚ ،ووﻓﺎﺋـﻚ ِ ،
ﻚـﻚ َ ،وﻗُـ ْﺪ َرﺗِ َ ـﻚ َ ،و َﻋﻈَ َﻤﺘِ َ وﻃﻮﻟـﻚ َ ،و َﺣ ْﻮﻟ َ ْ ََ َ ََ َ ََ َ َ َ
ـﻚ َ ،و ِﺧ َﲑﺗـِــﻚ ِﻣـــﻦ ﻳــﺎ رﺑـﱠـﺎﻩ ،ﻳــﺎ ﺳ ـﻴﱢﺪاﻩ ،وِﲝ ـ ﱢﻖ ُﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ ،ﻋﺒـ ِـﺪ َك ،ورﺳ ـﻮﻟِﻚ ،و ِ
ﻚ َ ،وَِﳒﻴﱢـ َ ﺻــﻔﻴﱢ َ ََ ُ َ َ َ َْ َ َُ ََ َ َ ُ
ت ،وُﻛﺘﺒِـﻚ اﻟﻄَ ِ ِ ِ
ـﺎﻫﺮةِ ، ـﻚ اﳌْﺮ َﺳ َـﻼ ِ َ ُ َ ـﺎت َ ،وآﻳَﺎﺗِ َ ـﻚ اﻟﺘﱠﺎ ﱠﻣ ِ ـﻚَ .وﺑِ َﻜﻠ َﻤﺎﺗِ َ ـﻚ ﻋﻠـﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴ َ ﻚ َ ،وِﲝَ ﱢﻘ َ َﺧ ْﻠﻘ َ
ﲔ، ﱠﺳــﲔ ،وأَوﻟِﻴﺎﺋـِ َ ِ ِ ـﻚ اﳌ َﻘ ُﺪ ِ ﲔ َ ،و َﲪَﻠَـ ِـﺔ َﻋْﺮ ِﺷـ َ
وِﲝـ ﱢﻖ ﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘِــﻚ اﳌ َﻘـﱠﺮﺑِﲔ ،وأَﻧْﺒِﻴﺎﺋـِـﻚ اﳌﺮﺳــﻠِ
ـﻚ اﳌـُْـﺆﻣﻨ َ ََْ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ ُْ َ ََ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
ـﻚ ، ـﻚ َ ،وَوﻟﻴﱢـ َ ﺖ ﻟﻨَﺒﻴﱢـ َ ـﺖ ﻟﻨَـ ْﻔﺴــﻚ ﻣـ ْـﻦ َﻋـ ُـﺪ ﱢو َك َ ،و َﻏﻀـ ْـﺒ َ ﺖ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوآﻟــﻪ َ ،واﻧْـﺘَـ َﻘ ْﻤـ َ ﺻ ـﻠﱠْﻴ َ
إﻻﱠ َ
اﻟﻌﺘَﺎةِ اﻟﻈﱠـﺎﻟِ ِﻤﲔ ،اﳉَﺒَـﺎﺑَِﺮة ﻚ ،ﻣ َﻦ ُ
ﺿﺖ ﻃَﺎﻋﺘَﻪ ﻋﻠﻰ ِﻋﺒِﺎد ك اﳌﻮ ﱢﺣ ِﺪﻳﻦ .وﻃَ ﱠﻬﺮت أَرﺿ َ ِ
َ َْ َْ َُ َ اﻟﺬي اﻓْـ َﱰ ْ
ِ ِ
ﻚ َﻣ ِﺰﻳﱠـ ًﺔ َ ،وأ َْﻋﻈَ َﻤ ُﻬــﻢ ﻀـ َـﻞ ِﻋﺒَــﺎد َك ﻋْﻨـ َـﺪ َك َﻣْﻨ ِﺰﻟَـﺔً َ ،وأَ ْﺷـ َـﺮﻓَـ ُﻬ ْﻢ ﻟَـ َـﺪﻳْ َ ـﻚ ،أَﻓْ َ ﺿـ َـﺖ أ َْر َﻳﻦ َ ،وَوﻟﱠْﻴـ َ اﳌُْﻌﺘَــﺪ َ
ـﺎد َك َ ،وﺑِ ـ َـﻼ ِد َك
ِﻋْﻨ ـ َـﺪ َك ﻗَـ ـ ْﺪراً ،وأَﻃْ ــﻮﻋﻬﻢ ﻟَ ــﻚ أَﻣ ـ ـﺮاً ،وأَ ْﻛﺜـ ــﺮﻫﻢ ﻟَ ــﻚ ِذ ْﻛ ـ ـﺮاً ،وأَﻋﻤﻠَﻬ ــﻢ ﰲ ِﻋﺒ ـ ِ
َ َْ ُ ْ َ َ َ َُ ْ َ ْ َ َ َُ ْ َ
ب اﻟ ﱠﺴ ــﻤﻮاتِ ِ ِ ِ ِ
َ ـﻚ ،ﻳ ــﺎ َر ﱢ ـﻚ َ ،وآﻳَــﺎت ﻛﺘَﺎﺑِـ َ ﻚ َ ،وأَﻗْ ـ َـﻮَﻣ ُﻬ ْﻢ ﺑِ َﺸ ـ َـﺮاﺋِﻊ دﻳﻨِـ َ ﺎﻋ ـ ِـﺔ َر ُﺳ ـﻮﻟ َ
ـﻚ َ ،وﻃَ َ ﺎﻋﺘِـ َ ﺑﻄَ َ
ﺎﻹﺟﺎﺑَـ ِـﺔ ُ ،ﻣ ِﻘـ ٍﺮ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻮك ُد َﻋــﺎءَ ُﻣــﻮﻗ ٍﻦ ﺑ َ ﻳﻦ ،أ َْد ُﻋـ َ ـﲔ َ ،واﻵﺧـ ِﺮ َ ـﲔ َ ،وَﻣـ ْـﻦ ﻓﻴ ِﻬ َﻤــﺎ ،ﻳــﺎ ُﻣـ َـﺪﺑﱢـَﺮ َاﻷ ﱠوﻟـ َ َو َاﻷ ْرﺿ َ
اب َ ،راﻛِـ ٍﻦ إﱃ ـﺎب ،وِﺟـ ٍـﻞ ِﻣــﻦ اﻟﻌـ َﺬ ِ ﻒ ِﻣــﻦ اﻟﻌِ َﻘـ ِ ﻀـ ِـﻞ َ ،ﺧــﺎﺋِ ٍ ﺑِﺎﻟﱠﺮ ْﲪَـ ِـﺔ ُ ،ﻣﺘَـ َﻮﻗﱢـ ٌـﻊ ﻟِْﻠ َﻔـ َـﺮِج َ ،ر ٍاج ﻟِْﻠ َﻔ ْ
َ َ َ َ
ِ ِ
ـﺐ ُد َﻋـﺎﺋﻲ َ ،و َﺣ ﱢﻘ ْـﻖ ـﻚ ،ﻓَﺄَﺟ ْ ض ) أَﻣـﺮﻩ ( إﻟَْﻴ َ ﻚ ُ ،ﻣ َﻔـ ﱢﻮ ٍ ْﻤ َ اض ِﲝﻜ ِ
ﻚ َ ،ر ٍ ُ ﻀﺎﺋِ َ َﻋ ْﻔ ِﻮ َك ُ ،ﻣ َﺴﻠﱢ ٍﻢ ﻟ َﻘ َ
ﱄ ﻧِ ْﻌ َﻤـﱵ َ ،وﻳَـﺎ َﻏـﺎﻓَِﺮ َﺧ ِﻄﻴﺌَـﱵ َ ،وﻳـﺎ أ ََﻣﻠﻲ ،ﻳﺎ ُﻋﺪِﱠﰐ ِﻋْﻨ َـﺪ ِﺷـﺪﱠﰐ َ ،وﻳـﺎ ِﻏﻴَـﺎﺛﻲ ﰲ ُﻛ ْـﺮﺑَﱵ َ ،وﻳَـﺎ َوِ ﱢ
ِ
ِ ِ ﺎﺷ ـ ِ
ـﻚ َ ،وﻧُــﻮِرَك ، ـﻚ َ ،وﺑَـ َﻬﺎﺋِـ َ ـﻚ َو َﻋﻈَ َﻤﺘِ ـ َ ﻚ َ ،وَﻛ َﻤﺎﻟ ـ َ ـﻚ َ ،وﻗُـ ـ ْﺪ َرﺗِ َ ـﻚ َو َﺟ َﻼﻟ ـ َ ـﻒ ْﳏﻨَ ــﱵ ،ﺑِﻌِﱠﺰﺗِـ َ َﻛ َ
ِ
وﺳﻨﺎﺋِﻚ ،إﻧﱠﻚ ﻓَـﻌ ٌ ِ
ﻳﺪ « ... ﺎل ﻟ َﻤﺎ ﺗُِﺮ ُ
)(١
َ َ َ ََ َ
وﺑﻌﺪ ﻣﺎ ذﻛﺮ اﻻﻣﺎم � ،ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻧﻌﻢ اﷲ
__________________
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص ٣٧٠ـ .( ٣٧٢
٢٣١
واﻟﻄﺎﻓــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻧﺒﻴﺎﺋــﻪ ورﺳــﻠﻪ ،ﻗــﺪم ﲨﻴــﻊ ﻛﻠﻤــﺎت اﻟﺜﻨــﺎء ،واﻟﺘﻌﻈــﻴﻢ ،ﻟﻠﺨــﺎﻟﻖ اﳊﻜــﻴﻢ ،ﺳــﺎﺋﻼ
اﻳــﺎﻩ ،أن ﻳﻄﻬــﺮ اﻻرض ﻣــﻦ اﳊﻜــﺎم ا ــﺮﻣﲔ ،واﻟﻌﺘــﺎة اﻟﻈــﺎﳌﲔ اﻟــﺬي ﺻــﺎدروا ﺣﺮﻳــﺎت اﻟﻨــﺎس ،
و ﺒﻮا ﺛﺮوا ﻢ ،واﺳﺘﺒﺪوا ﰲ أﻣﻮرﻫﻢ ،وﻃﻠﺐ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ان ﳝﻦ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺔ ﲝﻜﺎم ﻋـﺎدﻟﲔ
،ﻳﻀـﻌﻮن اﳌﺼــﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ،ﻓــﻮق اﻻﻋﺘﺒــﺎرات ،وﻳﻌﻤﻠــﻮن ﺑﻜﺘــﺎب اﷲ ،وﺳــﻨﺔ ﻧﺒﻴــﻪ ،ﻟﻘــﺪ ﻛــﺎن
اﳌﻘﻄﻊ اﻻﺧﲑ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﲎ.
٣ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﳌﻬﺎم اﻻﻣﻮر
ﻫﺬﻩ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﳉﺎﻣﻌﺔ ﳌﻬﺎم اﻻﻣﻮر.
ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،وﻗﺪ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬﻩ ﻧﻮﺣﺎ أﺑﺎ اﻟﻴﻘﻈﺎن وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﻴﻚ ، ﺎﺻ َ ﲨﻴـ ِﻊ ﻣﻌ ِ ـﺎك ،اﳋُ ِ ِ ـﻚ َإﻻ ﺑِ ِﺮ َ ـﺎل ِﻣْﻨ َ ﻚ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ ََﺳﺄَﻟُ َ
ـﺮو َج ﻣ ْـﻦ َ َ َ ُ ﺿ َ ـﻚ اﻟـﱵ ﻻ ﺗُـﻨَ ُ إﱐ أ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ـﲑةٍ ،أُِﰐَ ِ ـَـﺎ ِﻣـ ﱢـﲏ ِ ِ ٍ ـﻴﻚ ،واﻟﻨ ِ
ﱠﺠــﺎ َة ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َوْرﻃَــﺔ َ ،واﳌُ ْﺨـ َـﺮ َج ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻛﺒـ َ
ِ
ﻮل ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻣــﺎ ﻳـُْﺮﺿـ َ َ َ ﱡﺧ َ َواﻟـﺪ ُ
ﻚ َﺧ ْﻮﻓـﺎً ﺗُــﻮﻗِ ُﻔﲏ ﺑِـ ِـﻪ َﺳـﺄَﻟُ َ ِ
ات اﻟ ﱠﺸـ ْـﻴﻄَﺎن ،أ ْ ت ـَـﺎ َﻋﻠَـ ﱠـﻰ َﺧﻄَـَـﺮ ُ
ﻋﻤــﺪاً ،وزﱠل ِ ــﺎ ِﻣــﲏ ﺧﻄَـﺄً ،وﺧﻄَــﺮ ِ
ََ َ ْ َ ْ َُ َ ﱢ َ
اﺳـﺘَـَﺰﱠل ِ ـَـﺎ َرأْﻳــﻲ ، ِ ٍ ـﺎك ،وا ْﺷــﻌ ِ ِ ِ
اي َ ،و ْ ﺐ ﺑــﻪ َﻋـ ﱢـﲏ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺷـ ْـﻬ َﻮة َﺧﻄَـ َـﺮ ـَـﺎ َﻫـ َـﻮ َ ﺿـ َ َ َ ْ ﻋﻠــﻰ ُﺣـ ُـﺪود َك َ ،وِر َ
َﺣ َﺴـ ِﻦ َﻣـﺎ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُـﻢ َ ،وﺗَـ ْـﺮ ِك َﺳ ﱢـﻲ ِء ُﻛ ﱢـﻞ ﻣـﺎ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُـﻢ ، ﻚ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َاﻷ ْﺧـ َﺬ ﺑِﺄ ْ َﺳﺄَﻟُ َ
ﻚ،أْ ﻟﻴُ َﺠﺎِو ز ُﺣُﺪ ود َﺟ َﻼﻟ َ
ِ
ﻚ اﻟ ﱠﺴ ـ َـﻌﺔَ ﰲ اﻟ ـ ﱢـﺮْزِق َ ،واﻟﱡﺰْﻫ ـ َـﺪ ﰲ َﺳـ ـﺄَﻟُ َ
ـﺚ أ َْﻋﻠَ ـ ُـﻢ ،أ ْـﺚ ﻻ أ َْﻋﻠَ ـ ُـﻢ ،أ َْو ِﻣ ـ ْـﻦ َﺣْﻴ ـ ُ ﻣ ــﻦ ﺧﻄَــﺄي َﺣْﻴ ـ ُ
ﲨﻴـ ـ ِﻊﺼ ـ ْﺪ َق ﰲ َِ اب ﰲ ُﻛ ـ ﱢـﻞ ُﺣ ﱠﺠ ـ ٍـﺔ َ ،واﻟ ﱢ ـﺎن ِﻣ ـ ْـﻦ ُﻛ ـ ﱢـﻞ ُﺷ ـْﺒـ َﻬ ٍﺔ َ ،واﻟ ﱠ
ـﺎف ،واﳌﺨ ــﺮج ﺑِﺎﻟﺒـﻴ ـ ِ اﻟ َﻜ َﻔ ـ ِ
ﺼ ـ َـﻮ َ َ َ ْ َ َ ََ
اﻟﺮﺿﺎ ،وﺗَـﺮَك ﻗَﻠِ ِﻴﻞ اﻟﺒـ ْﻐ ِﻲ ،وَﻛﺜِ ِﲑﻩِ ،ﰲ َ ِ ِ ِ
ـﻚ ﰲ ـﺎم ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ َ
اﻟﻘ ْﻮل ﻣﲏ َواﻟﻔﻌ ِـﻞ َ ،وَﲤَ َ َ َ
ِ
َﻣ َﻮاﻃ ِﻦ اﻟ ﱡﺴ ْﺨﻂ َو ﱢ َ َ ْ
ِ
ﻚ اﳋِﻴَ ـ َـﺮةَ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻣــﺎ ِ ِ
َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺿــﺎ َ ،وأ ْ ـﻚ َﻋﻠَْﻴـ َﻬــﺎ ،ﻟ َﻜـ ْـﻲ ﺗُـْﺮ ِﺿـﻴَﲏ َوﺑَـ ْﻌـ َـﺪ اﻟ ِﺮ َ ﲨﻴـ ِﻊ اﻷ ْﺷــﻴَﺎء َ ،و ُ
اﻟﺸـﻜَْﺮ ﻟَـ َ َِ
ﻳَ ُﻜﻮن ﻓِﻴﻪ اﳋَِﲑة ِﲟَْﻴ ُﺴﻮر ُاﻷ ُﻣﻮر
٢٣٢
اﻟﻌﺎﻓِﻴَـﺔُ َواﻟ َﻔـَـﺮ ُج ، ِِ
اﻻﻣــﺮ اﻟــﺬي ﻓﻴــﻪ َ ، ـﺎب ْ
ِ
ُﻛﻠﱢ َﻬــﺎ ،ﻻ ﲟَْﻌ ُﺴــﻮِرَﻫﺎ ،ﻳــﺎ َﻛـ ِﺮﱘُ ،ﻳــﺎ َﻛـ ِﺮﱘُ ِ ،واﻓْ ــﺘَ ْﺢ ﱄ ﺑَـ َ
ـﻚ ،ﻓَ ُﺨـ ْﺬ ِﻣ ﱢـﲏ ﺑِ َﺴ ْـﻤﻌِ ِﻪ ِ ِ
ت ﻟَﻪُ َﻋﻠَ ﱠﻲ َﻣ ْﻘﺪ َرًة ِﻣ ْـﻦ َﺧْﻠﻘ َ ﱠر ْ َواﻓْـﺘَ ْﺢ ﱄ ﺑﺎﺑَﻪُ َ ،وﻳَ ﱢﺴْﺮ ﱄ َْﳐَﺮ َﺟﻪُ َ ،وَﻣ ْﻦ ﻗَﺪ َ
وﺑﺼ ِﺮﻩِ وﻟِﺴـﺎﻧِِﻪ وﻳ ِـﺪﻩِ ،وﺧـ ْﺬﻩ ﻋـﻦ َﳝِﻴِﻨِ ِـﻪ ،وﻋـﻦ ﻳﺴـﺎ ِرﻩِ ،وِﻣـﻦ ﺧ ْﻠ ِﻔ ِـﻪ ِ ،وِﻣـﻦ ﻗُﺪ ِ
ﱠاﻣ ِـﻪ َ ،و ْاﻣﻨَـ ْﻌـﻪ أَ ن ْ َ ْ َ ََ ْ ََ ََ َ َ َ ََ َ ُ ُ َ ْ
ﺖ َرﱢﰊ َوأَﻧَﺎ َﻋْﺒ ُﺪ َك. ﻚ َ ،وﻻ إﻟﻪَ َﻏْﻴـُﺮَك ،أَﻧْ َ ﻳَ ِﺼﻞ ﱄ ﺑِ ُﺴﻮء َ ،ﻋﱠﺰ َﺟ ُﺎرَك َ ،و َﺟ ﱠﻞ ﺛـَﻨَﺎءُ َو ْﺟ ِﻬ َ
ﺖ ﱄ ﰲ ُﻛ ﱢـﻞ أ َْﻣـ ٍﺮ ﻧـَ َـﺰَل ﰊ ِ ٍ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْﺖ رﺟﺎﺋِﻲ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﻛﺮﺑ ٍﺔ ،وأَﻧْ ِ
ﺖ ﺛ َﻘﱵ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ ﺷﺪﱠة َ ،وأَﻧْ َ َْ َ َ َ ََ ُ
اﻟﻌـ ُـﺪ ﱡو ، ـﻞ ﻓِﻴـ ِـﻪ اﳊِﻴﻠَ ـﺔُ ،وﻳ ْﺸــﻤ ِ ِ ﻒ َﻋْﻨــﻪُ اﻟ ُﻔ ـ َـﺆ ُاد َ ،وﺗَ ِﻘ ـ ﱡ ﺛَِﻘ ـﺔٌ و ُﻋ ـ ﱠﺪةٌ َ ،ﻛــﻢ ِﻣ ــﻦ َﻛ ــﺮ ٍ
ﺖ ﻓﻴــﻪ َ ََ َ ُ ﻀـ ُـﻌ ُ
ب ﻳَ ْ ْ ْ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،ﻋ ﱠﻤ ْـﻦ ﺳ َـﻮ َاك ،ﻗَـ ْﺪ ﻓَـﱠﺮ ْﺟﺘَـﻪ ـﻚ َ ،راﻏﺒـﺎً ﻓﻴـﻪ إﻟَْﻴ َ ـﻚ َ ،و َﺷـ َﻜ ْﻮﺗُﻪُ إﻟَْﻴ َ ﻮر ،أَﻧْـَﺰﻟْﺘُﻪُ ﺑِ َاﻷﻣ ُ
َوﺗُـ ْﻌﻴﻴﲏ ﻓﻴﻪ ُ
ِ
ـﻚ اﳊَ ْﻤـ ُـﺪ َﻛﺜِـﲑاً ﺎﺟـ ٍـﺔ َ ،وُﻣْﻨﺘَـ َﻬــﻰ ُﻛـ ﱢـﻞ َر ْﻏﺒَـ ٍـﺔ ،ﻓَـﻠَـ َﺐ ُﻛـ ﱢـﻞ َﺣ َ
ﱄ ُﻛـ ﱢـﻞ ﻧِﻌﻤـ ٍـﺔ و ِ
ﺻــﺎﺣ ُ َْ َ َ ـﺖ َوِ ﱡ
َوَﻛ َﻔْﻴﺘَــﻪُ ،ﻓَﺄَﻧْـ َ
ﺎﺿﻼ .(١) « ... وﻟَﻚ اﳌ ﱡﻦ ﻓَ ِ
َ َ
ﺳﺄل اﻻﻣﺎم � ،ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺸﺮﻳﻒ ،أن ﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻜﻞ ﻣـﺎ ﻳﻘﺮﺑـﻪ ،إﻟﻴـﻪ
زﻟﻔﻰ ،وأن ﻳﺒﻌﺪﻩ ،ﻋﻦ ﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻨﺤﺮف ،ﻻ ﻳﻮﺻﻠﻪ إﱃ اﳊﻖ ،وﻻ إﱃ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﺟﺎﻣﻌﺎ ﳌﻬﺎم أﻣﻮر اﻟﺪﻳﻦ واﻟﺪﻧﻴﺎ ،وﻣﻠﻤﺎ ﲜﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﳋﲑ ..
٤ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳋﲑ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳋﲑ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٩٢ / ٢ـ .٥٩٣
٢٣٣
» اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،إﻣ ْﻸ ﻗَـ ْﻠﱯ ﺣﺒﱠﺎً ﻟَﻚ ،و ِﺧ ْﺸﻴﺔً ِﻣْﻨﻚ ،وﺗَ ِ
ـﻚ َو َﺷـﻮﻗﺎً ـﻚ َ ،وﻓَﺮﺟـﺎً ِﻣْﻨ َ ﺼﺪﻳﻘﺎً َوإﳝَﺎﻧﺎً ﺑِ َ ُ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َﺧْﻴ ـَـﺮ اﻟﱠﺮ ْﲪَــﺔ اﺟ َﻌـ ْـﻞ ﱄ ﰲ ﻟ َﻘﺎﺋ َ إﱄ ﻟ َﻘـﺎءَ َك َ ،و ْ ـﺐ َﱠ ـﻚ ،ﻳــﺎ ذا اﳉَ َـﻼ َل َوا ِﻹﻛـَـﺮام ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،ﺣﺒﱢـ ْ إﻟَْﻴ َ
اﺟ َﻌ ْﻠــﲏ َﳊِ ْﻘــﲏ ﺑِ ِ ﲔ َ ،وﻻ ُﲣْـِـﺰ َﱐ َﻣـ َـﻊ اﻷ ْﺷـ َـﺮا ِر َ ،وأ ْ َﳊِ ْﻘــﲏ ﺑِﺎﻟ ﱠ ِِ َواﻟﺒَـَﺮَﻛـ ِـﺔ َ ،وأ ْ
ﻀــﻰ َ ،و ْ ﺼــﺎﻟ ِﺢ َﻣـ ْـﻦ َﻣ َ َ ﺼــﺎﳊ َ
ﺼـﺎﳊِِﲔ ﲔ ﺑِِﻪ اﻟ ﱠ ِ ِ ِ
ﲔ َ ،وأَﻋ ﱢﲏ ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔﺴﻲ ،ﲟَﺎ ﺗُﻌ ُ
ِ ﺒﻴﻞ اﻟ ﱠ ِِ
ﺼﺎﳊ َ ﺻﺎﻟِ ِﺢ َﻣ ْﻦ ﺑَِﻘﻲ َ ،و ُﺧ ْﺬ ﰊ ﰲ َﺳ ِ ﻣ َﻦ َ
ِ
َ
ب ِ ِ ٍ ِ
َﺟ َـﻞ ﻟَـﻪُ ﻚ إﳝَﺎﻧـﺎً ﻻ أ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ﲔ،أْ اﻟﻌـﺎﻟَﻤ َ
إﺳـﺘَـْﻨـ َﻘ ْﺬﺗَﲏ ﻣْﻨـﻪُ ﻳـﺎ َر ﱠ َ ﻋﻠﻰ أَﻧْـ ُﻔﺴ ِﻬ ْﻢ َ ،وﻻ ﺗَـ ُﺮدِﱠﱐ ﰲ َﺳﻮء ْ
اﻟﺮﻳَـ ـ ِﺎء ،
ىء ﻗَـ ْﻠ ــﱯ ِﻣ ـ َـﻦ ﱢ ِ ِ دو َن ﻟَِﻘﺎﺋِـ َ ِ ِ
ـﻚ ُْ ،ﲢﻴﻴ ــﲏ َوُﲤﻴﺘُــﲏ َﻋﻠَْﻴ ــﻪ َ ،وﺗَـْﺒـ َﻌﺜُــﲏ َﻋﻠَْﻴ ــﻪ ،إذَا ﺑـَ َﻌﺜْﺘَ ــﲏ َ ،وأَﺑْ ـ ِﺮ ْ ُ
ﻚ. ِ ِ ِ
ﻚ ﰲ دﻳﻨ َ اﻟﺸ ﱠ
َواﻟ ﱡﺴ ْﻤ َﻌﺔ َ ،و َ
ِ ِ
ـﻚ َ ،وا ْﻛ َﻔﻠْ ــﲏ ﰲ ـﻚ َ ،وﻓَـ ْـﻪ ْ◌ َﻣﺎً ﰲ َﺧ ْﻠﻘ ـ َ ـﻚ َ ،وﻗُـ ـ ﱠﻮةً ﰲ ِﻋﺒَ َﺎدﺗِـ َ ﺼـ ـﺮاً ﰲ دﻳﻨِ ـ َ ِ
اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،أ َْﻋﻄ ــﲏ ﻧَ ْ
ﻚ ﻋﻠــﻰ ِﻣﻠﱠﺘِــﻚ ِ ِ
ﻴﻤــﺎ ِﻋْﻨـ َـﺪ َك َ ،وﺗَـ َـﻮﻓﲏ ﰲ َﺳـﺒِﻴﻠ َ ﺾ َو ْﺟﻬــﻲ ﺑِﻨُــﻮِرَك َ ،و ْ
اﺟ َﻌـ ْـﻞ َر ْﻏﺒَــﱵ ﻓ َ ـﻚ َ ،وﺑَـﻴﱢ ْ َر ْﲪَﺘِـ َ
َوِﻣﻠﱠﺔ َر ُﺳﻮﻟِﻚ.
ـﱭ َ ،واﻟﺒُ ْﺨـ ـ ِـﻞ َ ،واﻟ َﻘ ْﺴـ ـ َـﻮةِ َ ،واﻟ َﻔْﺘ ـ ـ َـﺮةِ ، إﱐ أَﻋـ ــﻮذُ ﺑِـ ـ َ ِ
ـﻚ ﻣ ـ ـ ْـﻦ اﻟ َﻜ َﺴـ ـ ِـﻞ َواﳍَـ ـ ﱢﻢ َ ،واﳉُـ ـ ْ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ُ
ﺐ ﻻ ﳜَْﺸـﻊ ،وِﻣـﻦ دﻋ ٍ ﺲ ﻻ ﺗَ ْﺸﺒَ ُﻊ ،وِﻣ ْﻦ ﻗَـ ْﻠ ٍ ب ِﻣ ْﻦ ﻧـَ ْﻔ ٍ ِ
ـﺎء ﻻ ﻳُ ْﺴ َـﻤﻊ َ ُ َ ْ َُ َ ﻚ ﻳﺎ َر ﱢ َﻋﻮذُ ﺑِ ََواﳌَ ْﺴ َﻜﻨَﺔ ،أ ُ
ﺎن اﻟـﱠﺮِﺟﻴ ِﻢ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ـﻚ ﻧـَ ْﻔ ِﺴــﻲ ،وأ َْﻫﻠــﻲ ،وذُ ﱢرﻳــﱵ ِ ،ﻣــﻦ اﻟ ﱠﺸــﻴﻄَ ِ
َ ْ َ َ َ
،وِﻣــﻦ ٍ
ﺻـ َـﻼة ﻻ ﺗُـْﺮﻓَـ ُـﻊ َ ،وأُﻋﻴـ ُﺬ ﺑِـ َ َ ْ َ
ـﻚ ُﻣ ْﻠﺘَ َﺤــﺪاً ،ﻓَـ َـﻼ َﲣْ ـ ُﺬﻟْﲏ وﻻ ﺗَـ ُـﺮﱠدﱐ ﰲ َﻫﻠَ َﻜـ ِـﺔ َ ،وﻻ ِ
َﺣ ـ ٌﺪ َ ،وﻻ أَﺟـ ُـﺪ ِﻣـ ْـﻦ ُدوﻧِـ َ ـﻚ أ َ ـﲑﱐ ِﻣﻨْـ َ ِ
ﻻ ُﳚـ ُ
ـﻚ َوﺗَـ َﻘﺒﱠـ ْـﻞ ِﻣ ـ ﱢـﲏ َ ،وِزْدﱐ ِﻣ ـ ْـﻦ اب ،أَﺳ ـﺄَﻟُﻚ اﻟﺜﺒﱠــﺎت ﻋﻠ ــﻰ ِدﻳﻨِــﻚ ،واﻟﺘ ِ ِ
ﻳﻖ ﺑِ ِﻜﺘَﺎﺑِـ َﺼ ــﺪ َ َ ََْ ﺗُـــﺮدﱐ ﺑِ َﻌ ـ َﺬ ِ ْ َ َ َ
إﱐ إﻟَﻴــﻚ ر ِاﻏــﺐ ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،إﺟﻌــﻞ ﺛَــﻮاب ﻣْﻨ ِﻄﻘــﻲ ،وﺛَــﻮ ِ ﻓَ ِ
ـﺎك َﻋـ ﱢـﲏ ، ﺿـ َاب َْﳎﻠﺴــﻲ ِ ،ر َ َ َ َ َْ ْ َ َ َ ُ ﻚ ،ﱢ ْ َ َ ٌ ﻀــﻠ َ ْ
ِ
اﺟ َﻌ ْﻞ َﻋ َﻤﻠﻲ َ ،وُد َﻋﺎﺋﻲ َﺧﺎﻟﺼﺎ َو ْ
٢٣٤
ﲨﻴـﻊ ﻣـﺎ ﺳـﺄَﻟْﺘﻚ ،وِزدﱐ ِﻣـﻦ ﻓَ ْ ِ
ـﻚ
إﱐ إﻟَْﻴ َ ﻚ ﱢ ﻀـﻠ َ اﲨَ ْـﻊ ﱄ َ َ َ ُ َ َ ْ ْ
ِ ـﻚ َ ،و ْ اﺟ َﻌ ْـﻞ ﺛـَ َـﻮِاﰊ اﳉَﻨﱠـﺔَ ﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ
ﻚ َ ،و ْ ﻟَ َ
اﻏﺐ. رِ
َ
ـﺎج ،ـﻞ َﺳ ٍ ـﻮم ،ﻻ ﻳُـ َـﻮ َاري ِﻣْﻨ َ
ـﻚ ﻟَْﻴ ٌ ﺖ اﳊَ ﱡـﻲ اﻟ َﻘﻴﱡ ُ اﻟﻌﻴُﻮ ُن َ ،وأَﻧْ َ
ِ
ﻮم َ ،وﻧَ َﺎﻣﺖ ُ ﱡﺠ ُ
ِ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻏ َﺎرت اﻟﻨ ُ
ـﺾ ، ﻀ َـﻬﺎ ﻓَـ ْـﻮ َق ﺑَـ ْﻌ ٍ وﻻ َﲰﺎء َذات أَﺑـﺮ ِاج ،وَﻻ أَرض َذ ِ ٍ
ات ﻣ َﻬـﺎد َ ،وﻻ َْﲝٌـﺮ ُﳉﱢ ﱡـﻲ َوﻻ ﻇُﻠُ َﻤ ٌ
ـﺎت ْﺑﻌ ُ َ َ ٌ ُ َْ َ ْ ٌ ُ
ِ ِ
ور ،أَ ْﺷ َـﻬ ُﺪ ِﲟَـﺎﺼ ُـﺪ ُ
ﲔ َ ،وﻣﺎَ ُﲣْﻔـﻲ اﻟ ﱡ ﻚ ،ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻢ َﺧﺎﺋِﻨَﺔَ ْ
اﻷﻋ ُ ِ اﻟﺮ ْﲪَﺔَ ﻋﻠﻰ َﻣ ْﻦ ﺗَ َﺸﺎءُ ِﻣ ْﻦ َﺧ ْﻠﻘ َ ﺗُ ْﺪﻟ ُﺞ َ
ِ ِ ت َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘُ َ ت ﺑِ ِﻪ ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴ َ
ـﻴﻢ
اﻟﻌﺰﻳ ُـﺰ اﳊَﻜ ُ
ـﺖ َ ِ ـﻚ َ ،وأُوﻟُـﻮ اﻟﻌْﻠـ ِﻢ ،ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ـﻚ َ ،و َﺷـ ِﻬ ْﺪ ُ ﺷ ِﻬ ْﺪ َ
ِِ
ﻚ َوأُوﻟُﻮ اﻟ ْﻌﻠﻢ ،ﻓَﺎ ْﻛﺘُ ْ
ـﺐ ت َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘُ َ
ﻚ َ ،و َﺷ ِﻬ َﺪ ْ ت ﺑِ ِﻪ ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔ ِﺴ َ َ ،وَﻣ ْﻦ َﱂْ ﻳَ ْﺸ َﻬ ْﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ َﺷ ِﻬ ْﺪ َ
ـﻚ اﻟ ﱠﺴ َـﻼ ُم ﻳـﺎ ذَا اﳉَ َـﻼ ِل َواﻹ ْﻛ َـﺮِام أﺳـﺎﻟﻚ ﺖ اﻟ ﱠﺴ َـﻼ ُم َ ،وِﻣْﻨ َ ِ
َﺷ َﻬ َﺎدﰐ َﻣ َﻜﺎن َﺷ َﻬ َﺎدﺗﻪ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ﻚ َرﻗَـﺒَﱵ ِﻣﻦ اﻟﻨﱠﺎر .(١) « .. أن ﺗَـ ُﻔ ﱠ
وﺣﻔﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،ﲜﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﳋـﲑ ،اﻟـﱵ ﻳﺴـﻤﻮ ـﺎ اﻻﻧﺴـﺎن ،وﺗﺮﻓـﻊ ﻣﺴـﺘﻮاﻩ
،إﱃ أرﻗﻲ درﺟﺎت اﳌﻨﻴﺒﲔ واﳌﺘﻘﲔ ،ﻓﻤﺎ ﻣﻦ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﳋﲑ إﻻ ﺳﺄﳍﺎ اﻻﻣـﺎم � ،
ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،أن ﳝﻨﺤﻪ اﻳﺎﻫﺎ ،وﻳﻮﻓﻘﻪ إﱃ اﻟﻌﻤﻞ ﺎ.
٥ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﻠﺨﻀﻮع واﳋﺸﻮع ﷲ
ﻣــﻦ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،اﳉﺎﻣﻌــﺔ ﻟﻠﺨﻀــﻮع واﳋﺸــﻮع ،ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء
اﳉﻠﻴﻞ ،وﻗﺪ أﻋﻄﺎﻩ إﱃ ﻋﺒﺪاﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﺳﻴﺎﺑﺔ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٨٦ / ٢ـ .٥٨٧
٢٣٥
ِ ِ
ـﺺ َﻣ ْـﻦ َو ﱠﺣ َـﺪﻩُ َ ،و ْاﻫﺘَ َـﺪى َﻣ ْـﻦ َﻋﺒَ َـﺪﻩُ ، َﺧﻠَ َ ﱄ اﳊَ ْﻤ ُﺪ َ ،وأ َْﻫﻠﻪ َوُﻣْﻨﺘَﻬﺎﻩُ َوَﳏﻠﱢـﻪ ،أ ْ » اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ َو ﱢ
ﺼﻢ ﺑِﻪ. وﻓَ َﺎز ﻣﻦ أَﻃَﺎﻋﻪ ،وأ َِﻣﻦ اﳌﻌﺘَ ِ
َ َ ْ َ ُ َ َ ُْ
ِ ِ ِ ِ ِ
ـﻚ ، ﻀـ َـﻊ ﻟَـ َﻚ َﻣ ْﺴ ـﺄَﻟَﺔَ َﻣـ ْـﻦ َﺧ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻳــﺎ ذَا اﳉُــﻮد َواﳌَ ْﺠــﺪ َ ،واﻟﺜـﱠﻨَــﺎء اﳉَﻤﻴـ ِـﻞ َواﳊَ ْﻤــﺪ ،أ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ِ ﻚ ﻧـَ ْﻔﺴﻪ ،وﻓَﺎﺿ ِ
ﻮﻋـﻪُ ، ﺖ ﻣ ْﻦ َﺧ ْﻮﻓﻚ ُد ُﻣ ُ ﻚ َو ْﺟ َﻬﻪُ َ ،و َذﻟﱠ َﻞ ﻟَ َ َ ُ َ َ ْ ﻚ أَﻧْـ ُﻔﻪُ َ ،و َﻋﻔَﱠﺮ ﻟَ َ ﺑَِﺮﻗَـﺒَﺘِ ِﻪ َ ،وَر ِﻏ َﻢ ﻟَ َ
ـﺤْﺘﻪُ ِﻋْﻨـ ِـﺪ َك َﺧ ِﻄﻴﺌَﺘُــﻪُ َ ،و َﺷــﺎﻧَـْﺘﻪُ ِﻋْﻨـ َـﺪ َك َﺟ ِﺮ َﻳﺮﺗُــﻪُ ، ﻀـ َ
ِ
ـﻚ ﺑِ ُﺬﻧُﻮﺑِــﻪ َ ،وﻓَ َ ف ﻟَـ َ ﱠد ت َﻋْﺒـَﺮﺗُــﻪُ َ ،و ْاﻋﺘَ ـ َـﺮ َ َوﺗَـَـﺮدَ
ﺎب َﺧﺪاﺋِﻌِـ ِـﻪ َ ،وأ ْ ِ
َﺿـ َـﻤ َﺤ ﱠﻞ َﻋْﻨــﻪُ َﺳــﺒَ ُـﺖ َﻋْﻨــﻪُ أ ْ ـﺖ ﺣﻴﻠَﺘُــﻪُ َ ،وأﻧْـ َﻘﻄَ َﻌـ ْ ـﻚ ﻗـُ ﱠﻮﺗُــﻪُ َ ،وﻗَـﻠﱠـ ْ ﺖ ِﻋْﻨـ َـﺪ ذَﻟـ َ ﺿـ ُـﻌ َﻔ ْ
َو َ
ِ
ـﻚ ، ﻚ َ ،واﺑْﺘِ َﻬﺎﻟـ ِـﻪ إﻟَْﻴـ َ ـﻮﻋ ِﻪ ﻟَـ َـﺪﻳْ َ
ﻚ ،وﺧﻀـ ِ
ـﲔ ﻳَـ َـﺪﻳْ َ َ ُ ُ
ِِ
َﳉَﺄَﺗْــﻪُ ذُﻧُﻮﺑُــﻪُ إﱃ ذُ ﱢل َﻣ َﻘﺎﻣــﻪ ﺑَـ ْ َ ﺎﻃـ ِـﻞ َ ،وأ ْ ُﻛـ ﱡـﻞ ﺑ ِ
َ
ﻀـﱡﺮ ِﻋ ِﻪ َ ،واْﺑَﺘِ ُﻬــﻞ ـﻚ َﻛﺘَ َ ع إﻟَْﻴـ َ ﻀـﱠﺮ ُ
ﻚ اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ﺳــﺆ َال ﻣــﻦ ﻫــﻮ ِﲟَْﻨ ِﺰﻟَﺘِـ ِـﻪ ،أَر َﻏــﺐ إﻟَﻴـ َ ِ ِ
ـﻚ َﻛَﺮ ْﻏﺒَﺘــﻪ َوأَﺗَ َ ْ ُ ْ َُ َ ْ َُ َﺳـﺄَﻟُ َ ُ أْ
َﺷ ﱢﺪ اﺑْﺘِ َﻬﺎﻟِﻪ.
إﻟَْﻴﻚ َﻛﺄ َ
ـﻚ ﺑِـ ـ َـﺮﻗَـﺒَﱵ ، ـﻮﻋﻲ إﻟَْﻴـ ـ َاﻟﻠّﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،ﻓَـ ــﺎرﺣ ِﻢ اِﺳـ ــﺘِ َﻜﺎﻧَﺔَ ﻣْﻨ ِﻄﻘ ــﻲ ،وذُ ﱠل ﻣ َﻘـ ــﺎﻣﻲ وَْﳎﻠِ ِﺴـ ــﻲ ،وﺧﻀ ـ ِ
َُ ُ َ َ َ َ َْ ُ
ﻚ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َﺳـﺄَﻟُ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ َﺳﺄَﻟُ َ
اﻟﺮ ْﺷ َـﺪ ﻣ َـﻦ اﻟﻐ َﻮاﻳَـﺔ َ ،وأ ْ اﻟﻌ َﻤـﻰ َ ،و ُ ﻚ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ اﳍَُﺪى ﻣ َﻦ اﻟﻀ َﱠﻼﻟَﺔ َ ،واﻟﺒَﺼ َﲑةَ ﻣ َﻦ َ أْ
ﻀ َﻞ اﻟ ﱡﺸ ْﻜ ِﺮ ِﻋْﻨ َﺪ َﻣ ْﻮﺿـ ِﻊِ اﻟ ﱡﺸـ ْﻜ ِﺮ ، ِ
ﺼ ِْﱪ ﻋْﻨ َﺪ اﳌﺼﻴﺒَﺔ َ ،وأَﻓْ َ
َﲨﻞ اﻟ ﱠ ِ
َ َ ﺿ ِﺎء َ ،وأ ْ ِ
،أَ ْﻛﺜَـَﺮ اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﻋْﻨ َﺪ اﻟ ِﺮ َ
ِ ِ ِ ُ ِ واﻟﺘَﺴ ــﻠِ ِ
ب اﻟﻘـ ـ ﱠﻮةَ ﰲ ﻃَ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ
ـﺮ ـ اﳍو ، ﻚ ﺘ ـﻴـ ﺼ ﻌ ﻣ ـﻦ ـ ﻋ ﻒ ـﻌ ـ اﻟﻀ و ، ـﻚ ـ ﺘﺎﻋ ﻚ ُ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﻴﻢ ﻋْﻨ ـ َـﺪ اﻟ ﱡﺸ ـﺒُـ َﻬﺎت َ ،وأ ْ َ ْ َ
ِ ِ
ﺎطـﻴﻚ ﻋ ــﲏ ،ﰲ إﺳ ــﺨ ِ
ْ َ ﺿ ــﻰ َ ،واﻟﺘّﺤ ــﺮي ﻟ ُﻜ ـ ﱢـﻞ ﻣ ــﺎ ﻳـُْﺮﺿ ـ َ َ ـﻚ َرﱢﰊ ﻟﺘَـْﺮ َ ب إﻟَْﻴ ـ َ ـﻚ َ ،واﻟﺘَـ َﻘـ ـﱡﺮ َ ـﻚ ِﻣﻨْ ـ َ إﻟَْﻴ ـ َ
ﺼ ْـﻴﺘَﲏ ،أَو ﺧ ْﻠ ِﻘﻚ ،إﻟْﺘِﻤ ِ
ـﻮد َﻋﻠَ ﱠـﻲ إ ْن أَﻗْ َ ب َﻣ ْﻦ أ َْر ُﺟﻮﻩُ إ ْن َﱂْ ﺗَـْﺮﲪَْﲏ ،أ َْو َﻣ ْﻦ ﻳـَ ُﻌ ُ ﺎك َ ،ر ﱢ ﺿَ ﺎﺳﺎ ﻟَﺮ َ َ ً َ َ
ﻚ َﻛ َـﺮ َاﻣﱵ إ ْن أ ََﻫْﻨﺘَـﲏ ِ
َﻣﻦ ﻳـَْﻨـ َﻔ ُﻌﲏ َﻋ ْﻔﻮﻩُ إ ْن َﻋﺎﻗَـْﺒﺘَﲏ ،أ َْو َﻣ ْﻦ ُآﻣ ُﻞ َﻋﻄَﺎﻳَﺎﻩُ إ ْن َﺣَﺮْﻣﺘَﲏ ،أ َْو َﻣ ْﻦ ﳝَْﻠ ُ
ﺲ ﻗَـ ْﻠ ِـﱯ َ ،وأَﻃْ َـﻮَل ب ﻣﺎ أ ِ
َﺳ َﻮأ ﻓ ْﻌﻠﻲ َ ،وأَﻗْـﺒَ َﺢ َﻋ َﻤﻠﻲ َ ،وأَﻗْ َ ْ ﻀﱡﺮﱐ َﻫ َﻮاﻧُﻪُ إ ْن أَ ْﻛَﺮْﻣﺘَﲏ َ ،ر ﱢ ،أ َْو َﻣ ْﻦ ﻳَ ُ
َﺣ َﺴـ َـﻦ ﺑَـ َـﻼءَ َك ِﻋْﻨـ ِـﺪي ، ب ﻣــﺎ أ ْ ﺎن َﻣـ ْـﻦ َﺧﻠَ َﻘــﲏ َ ،ر ﱢ أَﻣﻠِــﻲ ،وأَﻗْﺼــﺮ أَﺟﻠِــﻲ ،وأَﺟــﺮأَﱐ ﻋﻠــﻰ ِﻋﺼــﻴ ِ
َْ َ َْ َ ََ َ َ
َوأَﻇْ َﻬﺮ ﻧـَ ْﻌ َﻤﺎءَ ك َﻋﻠَ ﱠﻲ ،
٢٣٦
ت ﺑِــﺎﻟﻨِ َﻌ ِﻢ ، ِ ِِ ِ ِ َﻛﺜُــﺮت ﻋﻠَــﻲ ِﻣْﻨـ َ ِ
ﻴﻤــﺎ أ َْوﻟَْﻴﺘﻨﻴــﻪُ ،ﻓَـﺒَﻄـ ْـﺮ ُ ـﻴﻬﺎ َ ،وﻗَـ ﱠـﻞ ﻣــﲏ اﻟ ﱠﺸ ـﻜُْﺮ ﻓ َ ُﺣﺼـ َ ـﻚ اﻟــﻨ َﻌ ُﻢ ﻓَ َﻤــﺎ أ ْ ْ َ ﱠ
اﻟﻌ ـ ْﺪ ِل إﱃ ﺿــﺖ ﻟِْﻠ ـﻨﱢـ َﻘ ِﻢ ،وﺳــﻬﻮت ﻋ ـ ِﻦ اﻟـ ِـﺬ ْﻛ ِﺮ ،ورﻛِﺒــﺖ اﳉﻬــﻞ ﺑـﻌـ َـﺪ اﻟﻌِﻠْ ـ ِﻢ ،وﺟــﺰ ِ
ت ﻣـ َـﻦ َ َ ُْ ُ ََ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ َْ ُ َ َوﺗَـ َﻌﱠﺮ ْ ُ
ِ ِ اﻹﰒ ،و ِﺻﺮت إﱃ اﳍﺮ ِ ِ ت ِﱢ
َﺻـﻐََﺮ َﺣ َﺴـﻨَﺎﰐ ، ب ﻣ َﻦ اﳋَْﻮف َوا ُﳊُْﺰن ،ﻓَ َﻤﺎ أ ْ َ اﻟﱪ إﱃ ِْ َ ْ ُ اﻟﻈُْﻠ ِﻢ َ ،و َﺟ َﺎوْز ُ
ب َوَﻣــﺎ أَﻃْـ َـﻮَل ﻒ ُرْﻛــﲏ َ ،ر ﱢ ﺿـ ْـﻌ ِ ـﻮﰊ َ ،وأ َْﻋﻈَ َﻤ َﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻗَـ ْﺪ ِر ِﺻــﻐَ ِﺮ َﺧ ْﻠﻘــﻲ َ ،و َ َوأَﻗَـﻠﱠ َﻬــﺎ ﰲ َﻛﺜْــﺮِة ذُﻧـُ ِ
ب ﻻ ُﺣ ﱠﺠـ ـﺔَ ﱄ ِإن َﺟﻠ ــﻲ ﰲ ﺑـُ ْﻌ ـ ِـﺪ أ ََﻣﻠ ــﻲ َ ،وَﻣ ــﺎ أَﻗْـ ــﺒَ َﺢ َﺳـ ـ ِﺮ َﻳﺮﰐ ﰲ َﻋ َﻼﻧِﻴَ ـ ِـﱵ َ ،ر ﱢ ﺼـ ـ ِﺮ أ َ
ِ
أ ََﻣﻠ ــﻲ ﰲ ﻗ َ
ـﺖ ،إ ْن َﱂْ ﺗُﻌِ ـ ﱢـﲏ ِ ِ
ت َ ،وﻻ ُﺷـ ـﻜَْﺮ ﻋْﻨ ــﺪي إ ْن أَﺑْـﻠَْﻴ ـ َ
ـﺖ َوأ َْوﻟَْﻴ ـ َ ـﺖ َ ،وﻻ ُﻋـ ـ ْﺬ َر ﱄ إن ْاﻋﺘَ ـ َﺬ ْر ُ اﺣﺘَ َﺠﺠ ـ ُ ْ
ِ ِ
ـﻒ ﻣﻴـَـﺰاﱐ َﻏــﺪاً إ ْن َﱂْ ﺗُـْﺮﺟ ْﺤــﻪُ َ ،وأ ََزﱠل ﻟ َﺴــﺎﱐ إ ْن َﱂْ ﺗُـﺜْﺒﱢْﺘــﻪُ ، ِ َﺧـ ﱠ ب ﻣــﺎ أ َ ـﺖ َ ،ر ﱢ ﻋﻠــﻰ ﺷــﻜ ِﺮ ﻣــﺎ أ َْوﻟَْﻴـ َ
ب َﻛﻴـﻒ ﱄ ﺑِـ ُﺬﻧُﻮﰊ اﻟـﱵ ﺳـﻠَ َﻔ ِ
ﱠت َﳍَـﺎ أ َْرَﻛ ِـﺎﱐ ، ﺖ ﻣ ﱢـﲏ ،ﻗَـ ْﺪ ُﻫـﺪ ْ َ ْ َﺳ َﻮَد َو ْﺟ ِﻬـﻲ إ ْن َﱂْ ﺗُـﺒَـﻴﱢﻀـﻪُ َ ،ر ﱢ ْ َ َوأ ْ
ات اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َ ،وأَﺑْﻜﻲ ﻋﻠـﻰ َﺧْﻴﺒَـﱵ ِﻣْﻨـ َﻬـﺎ َ ،وَﻻ أَﺑْﻜـﻲ َوﺗَ ْﺸـﺘَ ﱡﺪ َﺣ َﺴ َـﺮاﰐ ﻋﻠـﻰ ب َﻛﻴﻒ أَﻃْﻠُﺐ َﺷﻬﻮ ِ
ُ ََ َر ﱢ ْ َ
ﺖ إﻟَْﻴـ َﻬﺎ ﻃَﺎﺋِﻌﺎً َ ،وَد َﻋْﺘـﲏ َﺟْﺒﺘُـ َﻬﺎ َﺳ ِﺮﻳﻌﺎً َ ،وَرَﻛْﻨ ُ ب َد َﻋْﺘﲏ َد َواﻋﻲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﻓَﺄ َ ﻳﻄﻲ َ ،ر ﱢ ِﻋﺼﻴﺎﱐ ،وﺗَـ ْﻔ ِﺮ ِ
َ َْ
ِ ِ ِ
ﺖ إﱃ َد َواﻋـﻲ ـﺎر ْﻋ َاﻹﺟﺎﺑَﺔ َواﳌُ َﺴ َﺎر َﻋﺔ إﻟَْﻴـ َﻬـﺎ َ ،ﻛ َﻤـﺎ َﺳ َ تﰲ َ ﺖ َﻋْﻨـ َﻬﺎ َ ،وأَﺑْﻄَﺄْ ُ َد َواﻋﻲ اﻵﺧَﺮةِ ﻓَـﺜَﺒِﻄْ ُ
ب َﺧـ ـ ـ ﱠﻮﻓْـﺘَﲏ َو َﺷـ ـ ـ ﱠﻮﻗْـﺘَﲏ ، ﺐ َ ،ر ﱢ ـﻴﻤ َﻬﺎ اﻟﺒَﺎﺋِـ ـ ِـﺪ و َﺳ ـ ــﺮا ِ َﺎ اﻟـ ـ ـ َﺬ ِاﻫ ِ
اﻟـ ـ ـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ وﺣﻄَ ِﺎﻣﻬ ـ ــﺎ اﳍ ِﺎﻣ ـ ـ ِـﺪ ،وﻫ ِﺸ ـ ـ ِ
ََ َ َُ َ َ
َ َ
ِ ِ ِ
ﻚ، ـﺖ َﻋـ ْـﻦ ﺗَ ْﺸـ ِﻮﻳﻘ َ ـﻚ َ ،وﺗَـﺜَﺒَﻄْـ ُ ـﺖ ِﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻮﻓـ َ ِ
ـﺖ ﱄ ﺑَِﺮْزﻗــﻲ ،ﻓَﺄﻣْﻨـ َ ـﺖ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﺑِ ِﺮﻗﱢــﻲ َ ،وَﻛﻔْﻠـ َ اﺣﺘَ َﺠ ْﺠـ َُو ْ
ـﻚ ﰲ َﻫ ِـﺬﻩِ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﺎﺟ َﻌ ْـﻞ أ َْﻣـﲏ ِﻣْﻨ َ ـﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻓَ ْ
ِ
ﺎﺣﺘِ َﺠﺎﺟ َ ﺖ ﺑِ ْ ﻚ َ ،وﺗَـ َﻬ َﺎوﻧْ َ ﺿ َﻤﺎﻧِ َ ِ
َوَﱂْ أَﺗﱠﻜ ْﻞ ﻋﻠﻰ َ
ِ
ﻚﺖ ﱄ ِﻣ ْﻦ ِرْزﻗ َ ِ ِ
ﻚ ،ﰒُﱠ إرﺿﲏ ﲟَﺎ ﻗَ َﺴ ْﻤ َ ﻚ ﻓَـَﺮﻗﺎً ِﻣْﻨ َ ﻴﻄﻲ ُﺷ ْﻮﻗﺎً َ ،وَ ُﺎوﱐ ِﲝُ ﱠﺠﺘِ َ ﺧﻮﻓﺎً ،وﺣ ﱢﻮ ْل ﺗَـﺜْﺒِ ِ
َْ َ َ
ـﻮر ِﻋْﻨـ َـﺪ ِ ـﺎك ﻋْﻨـ َـﺪ اﻟ ﱠﺴــﺨﻄَ ِﺔ ،و َ ِ
اﻟﻔْﺮ َﺟــﺔَ ﻋْﻨـ َـﺪ اﻟ ُﻜْﺮﺑَــﺔ َ ،واﻟﻨﱡـ َ َ ْ ﺿـ َ ـﻚ ِ
اﻟﻌﻈــﻴ ِﻢ ِر َﺎﲰـ َ َ
ﻚ ﺑِ ِْ َﺳ ـﺄَﻟُ َﻳــﺎ َﻛ ـ ِﺮﱘُ ،أ ْ
ﺼــﻴﻨَﺔٌ َ ،وَد َر َﺟــﺎﰐ ﰲ ب اﺟﻌــﻞ ﺟﻨﱠــﱵ ِﻣــﻦ ﺧﻄَﺎﻳــﺎي ﺣ ِ ِِ ِ ِ اﻟﻈُْﻠﻤــ ِﺔ ،واﻟﺒﺼـِ ِ
ْ َ َ َ َ ـﲑَة ﻋْﻨـ َـﺪ ﺗَ ْﺸـﺒﻴﻪ اﻟﻔْﺘـﻨَــﺔ َ ،ر ﱢ ْ َ ْ ُ َ ََ َ
ﺎن َرﻓِ َﻴﻌﺔٌ َ ،وأ َْﻋ َﻤﺎﱄ ُﻛﻠﱠ َﻬﺎ اﳉِﻨَ ِ
٢٣٧
ـﱳ ُﻛﻠﱢ َﻬــﺎ ،ﻣــﺎ ﻇَ َﻬ ـَﺮ ِﻣْﻨـ َﻬــﺎ َوﻣــﺎ ﺑَﻄَـ َـﻦ ، ﻣﺘـ َﻘﺒﱢـﻠَـﺔٌ ،وﺣﺴــﻨﺎﰐ ﻣﻀــﺎﻋ َﻔﺔٌ زاﻛِﻴ ـﺔٌ ،أَﻋــﻮذُ ﺑِــﻚ ِﻣــﻦ ِ
اﻟﻔـ َ ِ
َ َ َ َ ََ ُ َ َ َ َ ُ َُ
ـﻚ ِﻣـ ْـﻦ أَ ْن
َﻋــﻮذُ ﺑِـ َ ِ وِﻣــﻦ رﻓِﻴـ ِﻊ اﳌﻄْﻌـ ِﻢ واﳌ ْﺸــﺮ ِ ِ
ب َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢـﺮ ﻣــﺎ أ َْﻋﻠَـ ُـﻢ َ ،وﻣـ ْـﻦ َﺷـ ﱢـﺮ ﻣــﺎ ﻻ أ َْﻋﻠَـ ُـﻢ َ ،وأ ُ َ َْ َ َ ََ َ
ﺎﻟﻌ ـ ْﺪ ِل َ ،واﻟ َﻘ ِﻄ َﻴﻌ ـﺔَ ﺑِـ ِ ﱢ ِ ِ ِ ِ
ع ﺑِ َ
ﺎﻟﺼـ ِْـﱪ ، ـﺎﻟﱪ َ ،واﳉَـ َـﺰ َ ِ
أَ ْﺷـ َـﱰ َي اﳉَ ْﻬـ َـﻞ ﺑــﺎﻟﻌْﻠ ِﻢ َ ،واﳉََﻔــﺎءَ ﺑــﺎﳊ ْﻠ ِﻢ َ ،واﳉَـ ْـﻮَر ﺑ َ
)(١
ﺎن « .. ﺎﻟﻀ َﻼﻟَِﺔ ،واﻟ ُﻜ ْﻔﺮ ﺑِﺎﻹﳝَ ِ َواﳍَُﺪى ﺑِ َ
َ َ
ﻟﻘــﺪ اﺣﺘــﻮى ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ ﲨﻴــﻊ أﻟ ـﻮان اﳋﻀــﻮع واﳋﺸــﻮع ،ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،ﺧــﺎﻟﻖ
اﻟﻜ ـ ــﻮن وواﻫ ـ ــﺐ اﳊﻴ ـ ــﺎة ،اﻟ ـ ــﺬي آﻣ ـ ــﻦ ﻟ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺄﻋﻈﻢ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻜ ـ ــﻮن اﻻﳝ ـ ــﺎن ،أﺋﻤ ـ ــﺔ أﻫ ـ ــﻞ اﻟﺒﻴ ـ ــﺖ
� ،اﻟﺬﻳﻦ رﻓﻌﻮا ﻣﺸﻌﻞ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،وﻧﺸـﺮوا ﺣﻘﻴﻘـﺔ اﻻﳝـﺎن ﺑﺴـﻠﻮﻛﻬﻢ وأدﻋﻴـﺘﻬﻢ ،وﻣﻨﺎﺟـﺎ ﻢ
ﻣﻊ اﷲ.
٦ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﷲ
ﻣــﻦ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉــﺎﻣﻊ ،ﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،وﻗــﺪ أﻣــﻼﻩ ،
ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ أﰊ اﳌﻘﺪام ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
اﻟﻌ ِﺰﻳـ ُـﺰ
ـﺖ َ ، ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ـﻴﻢ اﻟﻜــﺮﱘُ َ ،وأَﻧْـ َـﺖ ،اﳊﻠـ ُ ـﺖ اﷲ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َ
ـﻚ اﳉَﺒﱠـﺎ ُر ، ِ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ اﻟﻘ ﱠﻬ ُﺎر َ ،وأَﻧْ اﳊﻜﻴﻢ ،وأَﻧْﺖ اﷲ ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ أَﻧْﺖ اﻟﻮ ِ
ﺖ ،اﳌﻠ ُ َ َ اﺣ ُﺪ َ َ َ َ ُ َ َ ُ َ
َ
ـﺎل ، ﻳﺪ اﳌِ َﺤ ـ ُ ِ
ـﺖ ،اﻟ ﱠﺸ ــﺪ ُ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟ ــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ـﺎر َ ،وأَﻧْـ َ ﻴﻢ اﻟﻐَ ﱠﻔ ـ ُ
ِ
ﺖ ،اﻟ ـﱠﺮﺣ ُ َوأَﻧْـــﺖ اﷲ ﻻ إﻟ ــﻪ إﻻﱠ أَﻧْـ ـ َ
ـﲑ ، ِ ـﺎل ،وأَﻧْــﺖ اﷲ ﻻ إﻟ ــﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ ِ ، وأَﻧْــﺖ اﷲ ﻻ إﻟ ــﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ ،اﻟ َﻜﺒِــﲑ اﳌﺘَـﻌ ـ ِ
ﻴﻊ اﻟﺒﱠﺼ ـ ُاﻟﺴ ــﻤ ُ
َ ّ َ َ ُ َ ُ َُ َ َ َ ُ َ
ِ ِ
ﻮر َ ،وأَﻧْ َ
ـﺖ اﻟﺸـ ُﻜ ُ
ـﻮر َ ـﺖ ،اﻟﻐَ ُﻔ ُ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ اﻟﻘﺪ ُﻳﺮ َ ،وأَﻧْ َ ﻴﻊ َ ﺖ ،اﳌَﻨ ُ ﺖ اﷲُ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ َوأَﻧْ َ
اﷲ ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ أَﻧْﺖ ،اﳊ ِﻤ ِ
ـﺖ اﷲُ ود َ ،وأَﻧْ َ ـﻮر اﻟ َـﻮُد ُ
ـﺖ ،اﻟﻐَ ُﻔ ُ ﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﻴﺪ َ ،وأَﻧْ َ ﻴﺪ اﳌﺠ ُ ُ
َ َ َ ُ َ
ِ
ـﺖ اﷲ ،ﻻ إﻟــﻪَ ـﻴﻢ اﻟـ َـﺪﻳﱠﺎ ُن َ ،وأَﻧْـ َ
ـﺖ ،اﳊَﻠـ ُ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ﻻ إﻟـﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ اﳊَﻨﱠــﺎن اﳌَﻨﱠــﺎن َ ،وأَﻧْـ َ
ﺖ ،اﳉََﻮ ُاد إﻻﱠ أَﻧْ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٩٠ / ٢ـ .٥٩٢
٢٣٨
ِ ﺎﺟـ ُـﺪ ،وأَﻧْــﺖ اﷲ ،ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْــﺖ ِ ، اﳌ ِ
ـﺐ
ـﺖ ،اﻟﻐَﺎﺋـ ُ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ اﻟﻮاﺣـ ُـﺪ َاﻷﺣـ ُـﺪ َ ،وأَﻧْـ َ َ َ َ َ َ
ـﺖ ،ﺑِ ُﻜـ ﱢـﻞ ـ ﻧَ
أ ﱠﻻ إ ـﻪـ ﻟ إ ﻻ ، اﷲ ـﺖ ـ ﻧَأ
و ، ـﺎﻃﻦ ـ ﺒاﻟ ﺮ ِ
ـﺎﻫ ـ ﻈ اﻟ ، ـﺖ َ ﱠ َ ِ
َ ْ َ ُ َْ َ ُ ُ اﻟ ُ َ ْ َ ُ َ ْ َ
ـ ﻧأ ﻻ إ ـﻪ ـ ﻟ إ ﻻ اﷲ ـﺖ ـ ﻧأو ، ﺪ ـﺎﻫ ـ ﺸ
ﱠ
ﺷﻲ ء ﻋﻠﻴﻢ. ْ
ِ ِ
ـﻚ َﺧْﻴ ـ ُـﺮاﻟﻮ ُﺟــﻮﻩ َ ،وﺟ َﻬﺘُـ َ ـﻚ أَ ْﻛـ َـﺮُم ُ
ـﺖ َ ،رﺑـﱠﻨَــﺎ َو ْﺟ ُﻬـ َ َﻋﻄَْﻴـ َ ﺖ ﻳَـ َـﺪ َك ﻓَﺄ ْ ﺖ َ ،وﺑَ َﺴـﻄْ َ ـﻮرَك ﻓَـ َﻬـ َـﺪﻳْ ََﰎﱠ ﻧـُ ُ
ﺼـﻰ َرﺑـﱠﻨَـﺎ ﻓَـﺘَـ ْﻐ ِﻔ ُـﺮ ﻟِ َﻤـﻦ اﻟﻌﻄَﺎﻳَـﺎ َ ،وأ َْﻫﻨَﺄْ َﻫـﺎ ،ﺗُﻄ ُ
ـﺎع َرﺑـﱠﻨَـﺎ ﻓَـﺘُ ْﺸـ َﻜَﺮ َ ،وﺗُـ ْﻌ َ ﻀ ُﻞ َ ﻚ أَﻓْ َﺎت َ ،و َﻋ ِﻄﻴﱠﺘُ َ اﳉِﻬ ِ
َ
ِ ِ ِ
ـﺎر ي اﻟﺴـﻮءَ َ ،وﺗَـ ْﻘﺒَ ُـﻞ اﻟﺘـ ْﱠﻮﺑَـﺔَ َ ،وﺗَـ ْﻌ ُﻔـﻮ َﻋـ ِﻦ اﻟـ ُﺬﻧُﻮب ،ﻻ ُﲡََ ْﺸﻒ ُ ﻳﻦ َ ،وﺗﻜ ُ ﻀﻄَﱢﺮ َ ﻴﺐ اﳌ ْ
ُ ﺖ ُ ،ﲡ ُ ﺷْﺌ َ
ﻚ ﻗَـ ْﻮَل ﻗَﺎﺋِ ٍﻞ. ﻚ َ ،وَﻻ ﻳْﺒـﻠُ ُﻎ ِﻣ ْﺪ َﺣﺘُ َ ﺼﻰ ﻧَِﻌ ُﻤ َ آﻳَﺎدﻳﻚ ،وﻻ ُْﲢ َ
ورُﻫ ْﻢ ، ٍ ِ ٍ
اﺣـﺘَـ ُﻬ ْﻢ َ ،و ُﺳ ُـﺮ َ وﺣ ُﻬ ْـﻢ َ ،وَر َ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،و َﻋ ﱢﺠ ْـﻞ ﻓَـ َـﺮ َﺟ ُﻬ ْﻢ َ ،وَر َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،
اﻵﺧـﺮةِ ِ
ـﺲ َ ،وآﺗﻨَـﺎ ﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﺣ َﺴـﻨَﺔً وﰲ َ
ـﻚ أ َْﻋ َـﺪاءﻫﻢ ِﻣـﻦ اﳉِـ ﱢﻦ وا ِﻹﻧْ ِ ِ
َ َُ ْ َ َوأ َِذﻗْﲏ ﻃَ ْﻌ َﻢ ﻓَـَﺮِﺟ ِﻬ ْﻢ َ ،و ْأﻫﻠ ْ
ف َﻋﻠَـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ َ ،وَﻻ ُﻫـ ْـﻢ َْﳛَﺰﻧـُـﻮ َن َ ،وﻋﻠــﻰ ِ ِ ِ
ﻳﻦ ﻻ ﺧـ ْـﻮ ُ اﺟ َﻌ ْﻠﻨَــﺎ ﻣـ َـﻦ اﻟــﺬ َ اب اﻟﻨﱠــﺎ ِر َ ،و ْ َﺣ َﺴــﻨَﺔً َ ،وﻗﻨَــﺎ َﻋ ـ َﺬ َ
اﻵﺧ َـﺮةِ َ ،وﺑَـﺎ ِر ْك ﱄ ﰲ اﳌ ْﺤﻴَـﺎ ، ـﺖ ،ﰲ اﳊﻴـﺎةِ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ ،وﰲ ِ رﱢِﻢ ﻳـﺘَـﻮﱠﻛﻠُـﻮ َن ،وﺛـَﺒﱢْﺘـﲏ ﺑِـﺎﻟ َﻘﻮِل اﻟﺜﱠﺎﺑِ ِ
َِ َ َ َ ْ َ َ ََْ
ِ ِ ِ ِ
ـﺎب َواﳌﻴـَـﺰان َ ،وأ َْﻫـ َـﻮال ﻳَـ ْـﻮَم اﻟﻘﻴَ َﺎﻣــﺔ َ ،و َﺳـﻠﱢ ْﻤﲏ ﻋﻠــﻰ اﻟﺼـ َـﺮاط ، ِ ِ ـﻒ واﻟﻨُ ُﺸــﻮِر واﳊﺴـ ِ ِ ِ ِ
َ َ َواﳌََﻤــﺎت َواﳌَْﻮﻗـ َ
وأ َِﺟــﺰﱐ ﻋﻠَﻴـ ِـﻪ ،وارزﻗْــﲏ ِﻋ ْﻠﻤ ـﺎً ﻧَﺎﻓِﻌ ـﺎً ،وﻳ ِﻘﻴﻨ ـﺎً ِ
ـﻚ َ ،وﻓَـَﺮﻗ ـﺎً ﺻــﺎدﻗﺎً َوﺗُﻘـ ًـﻰ َوﺑِـ ّـﺮاً َ ،وَوَرﻋ ـﺎً َو َﺧ ْﻮﻓ ـﺎً ِﻣْﻨـ َ َ ََ َ ْ َ ْ َ ُْ
ﻀـ ــﲏ َ ،وﺗَـ ـ َـﻮﻟﱠﲏ َ ،وﻻ َﲣْ ـ ـ ُﺬﻟْﲏ ، َﺣ ْﺒﺒـ ــﲏ َوﻻ ﺗَـْﺒـﻐُ ْ ـﻚ َ ،وأ ْ ﺎﻋـ ـ ُـﺪﱐ ِﻣْﻨـ ـ َ ـﻚ زﻟْ َﻔـ ــﻰ ،وﻻ ﻳـﺒ ِ
َ َُ
ِ
ﻳـُﺒَـﻠﱢﻐُـ ــﲏ ﻣْﻨـ ـ َ ُ
اﻵﺧﺮِة ،ﻣﺎ ﻋﻠَﻤﺖ ِﻣْﻨﻪ ،وﻣﺎ َﱂ أَﻋﻠَﻢ ،وأ َِﺟـﺮﱐ ِﻣـﻦ اﻟﺴ ِ
ـﻮء ُﻛﻠﱢ ِـﻪ ِ ٍ وأ ِ ِ ِ
َ ْ ُ ُ ََ ْ ْ ْ َ ْ َ ُ َﻋﻄﲏ ﻣ ْﻦ َﲨﻴ ِﻊ َﺧ ْﲑ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َو َ ََ
ﺖ ِﻣْﻨﻪُ َوَﻣﺎ َﱂْ أ َْﻋﻠَ ْﻢ « .. ِ ِ ِ ِ
،ﲝَ َﺬاﻓ ِﲑﻩ ،ﻣﺎ َﻋﻠ ْﻤ ُ
)(١
____________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٨٣ / ٢ـ .٥٨٤
٢٣٩
ﻗ ــﺪم اﻻﻣ ــﺎم � ،أﲨ ــﻞ ﻋﺒ ــﺎرات اﻟﺘﻮﺣﻴ ــﺪ ،وأﺑ ــﺪﻋﻬﺎ ،ﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،اﻟ ــﺬي ﺧﻠ ــﻖ ﲨﻴ ــﻊ
اﻟﻜﺎﺋﻨــﺎت ،وﳑــﺎ ﻻ ﺷــﺒﻬﺔ ﻓﻴــﻪ ،إن اﻻﻣــﺎم � ،ﻫــﻮ ﺳــﻴﺪ اﳌﻮﺣــﺪﻳﻦ ،وإﻣــﺎم اﳌﺘﻘــﲔ ،ﻓﻘــﺪ
رﻓﻊ ﻛﻠﻤـﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ ،ﺑﺈﺑﻄﺎﻟـﻪ ﻟﺸـﺒﻪ اﳌﻠﺤـﺪﻳﻦ ،وأوﻫـﺎﻣﻬﻢ ،و ـﺬﻩ اﻻدﻋﻴـﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤـﺔ ،اﻟـﱵ ﻫـﻲ
ﻏﺬاء ﻟﻠﺆﻣﻨﲔ واﳌﺘﻘﲔ.
٧ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻻﻣﻦ واﻟﺴﻼﻣﺔ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻟﻄﻠﺐ اﻻﻣـﻦ واﻟﺴـﻼﻣﺔ ،وﻏﲑﻫـﺎ ،ﻣـﻦ ﻣﻌـﺎﱄ
اﻻﻣﻮر ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
ﺎد ُر َذﻧْﺒـﺎ إﱐ أَﺳﺄَﻟُﻚ أَﻣﻨﺎً وإﳝﺎﻧﺎً ،وﺳ َﻼﻣ ًﺔ وإﺳ َﻼﻣﺎً ،وِرْزﻗﺎً و ِﻏﲎ ،وﻣ ْﻐ ِﻔﺮًة ﻻ ﺗُـﻐَ ِ
َ َ ً ََ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ
ِ ِ ِ
ـﺎب َ ،وﻳَـﺎ َﺧْﻴ ـَـﺮ َﺟـ َي ﻓَﺄ َ ﻚ اﳍـُ َـﺪى َواﻟﺘُـ َﻘـﻰ َ ،واﻟﻌ ﱠﻔـﺔَ َواﻟﻐ َـﲎ ،ﻳــﺎ َﺧْﻴـ َـﺮ َﻣـ ْـﻦ ﻧُـﻮد َ إﱐ أَ ْﺳـﺄَﻟُ َ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ٍ ِ ِ
ـﻴﺲ ُﻛ ﱢـﻞ ـﻚ َ ،وﻳَـﺎ أَﻧ َ ـﻴﺲ ُﻛ ﱢـﻞ ُﻣﺘَـ َﻮ ﱢﺣـﺪ َﻣ َﻌ َ ـﺎب ،ﺑـﺎ َﺟﻠ َ ﺎب َوﻳﺎ َﺧْﻴـ َـﺮ َﻣ ْـﻦ ُﻋﺒِ َـﺪ ﻓَﺄَﺛَ َ ﺎﺳﺘَ َﺠ َ َﻣ ْﻦ ُدﻋ َﻲ ﻓَ ْ
َﻋـ ْﺬﱐ َوأ َِﺟـﺮﱐ ﻳـﺎ َﲰﺎﺋِِﻪ ،أ ِ
َﺟ ﱢﻞ أ َْ
ِ ِ ِ ِ ِِ
ﻚ ،ﻳﺎ َﻣ ِﻦ اﻟﻜ ِﺮُم ﻣ ْﻦ ﺻ َﻔﺔ أَﻓْـ َﻌﺎﻟﻪ َ ،واﻟ َﻜ ِﺮﱘُ ﻣ ْﻦ أ َ ب ﳜَْﻠُﻮ ﺑِ َ ﻣﺘَـ َﻘﱢﺮ ٍ
ُ
َﻛ ِﺮﱘ.
اﻟﻘﻴَ َﺎﻣ ِﺔ ِﻣ َﻦ َاﻷﺑْـَﺮا ِر ،إﻧـﱠﻚ اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،أ َِﺟﺮﱐ ِﻣﻦ اﻟﻨﱠﺎ ِر ،وارزﻗْﲏ ﺻﺤﺒﺔَ َاﻷﺧﻴﺎ ِر ،واﺟﻌ ْﻠﲏ ﻳـﻮم ِ
َ ُْ ُ ْ َ ْ َ َ ْ َ َْ َ ْ َ ُ
ﱠﺎر. ِ ِ وِ
ﻚ َﺟﺒﱠ ٌﺎر َ ،ﻋﺰ ٌﻳﺰ َﻏﻔ ٌ اﺣ ٌﺪ ﻗَـ ﱠﻬ ٌﺎر َ ،ﻣﻠ ُ َ
ِ ِ
ﻚَﻏﺜْﲏ َ ،وُﻣﺴــﺘَﻌِﻴﻨُ َ ﻚ ﻓَ ـﺄ ِ َﻋ ـ ْﺬﱐ َ ،وُﻣ ْﺴــﺘَﻐِﻴﺜُ َ إﱐ ﻣﺴــﺘَﺠﲑ َك ﻓَـﺄَﺟﺮﱐ ،وﻣﺴــﺘَﻌِﻴ ُﺬ َك ﻓَﺄ ِ
ْ َُ ْ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ُ ْ ُ
ﻚ ﻓَ ـ ْـﺎرُزﻗْﲏ َ ،وُﻣ ْﺴﺘَـْﺮ ِﺷـ ـُـﺪ ك ِ ِ ِ ِ
ﺎﻧﺼ ــﺮﱐ َ ،وُﻣ ْﺴ ـ ـﺘَـْﺮِزﻗُ َ
ﻓَـ ـﺄَﻋﲏ َ ،وُﻣ ْﺴـ ــﺘَﻨﻘ ُﺬ َك ﻓَﺄَﻧْﻘـ ــﺬﱐ َ ،وُﻣ ْﺴﺘَﻨﺼ ـ ُـﺮَك ﻓَ ُ
ﻴﻚ ﻓَـ ـ ــﺎ ْﻛ ِﻔﲏ ، ِ ِ
ﻳﻚ ﻓَ ْﺎﻫ ـ ـ ــﺪﱐ َ ،وُﻣ ْﺴ ـ ـ ــﺘَﻜْﻔ َ
ِ
ﺼ ـ ـ ــﻤﲏ َ ،وُﻣ ْﺴـ ـ ـ ـﺘَـ ْﻬﺪ َ ﺎﻋ ِ
ﻚ ﻓَ ْ ﻓَ ْﺄرِﺷـ ـ ـ ـ ْﺪﱐ َ ،وُﻣ ْﺴﺘَـ ْﻌ ِﺼ ـ ـ ـ ُـﻤ َ
ـﺐ َﻋﻠَ ـ ﱠـﻲ َ ،وُﻣ ْﺴـ ـﺘَـ ْﻐ ِﻔُﺮَك ﻓَــﺎ ْﻏ ِﻔْﺮ ﱄ ذُﻧُــﻮﰊ ،إﻧﱠــﻪُ ﻻ ﻳَـ ْﻐ ِﻔ ـ ُـﺮ ِ
ﻚ ﻓَـﺘُـ ْﻚ ﻓَـ ْـﺎرﲪَِْﲏ َ ،وُﻣ ْﺴ ــﺘَﺘﻴﺒُ َ َوُﻣ ْﺴـ ـﺘَـْﺮﲪُ َ
ﻮب ، اﻟ ُﺬﻧُ َ
٢٤٠
ِ ِ
ﻀـﱡﺮَك ،وﻫﺒـﲏ ﱄ
ﺼـﻚ اﳌ ْﻐﻔـﺮةُ ،ا ْﻏﻔ ْـﺮ ﱄ ﻣـﺎ ﻻ ﻳَ ُ
ﻀ ُـﺮَك اﳌَْﻌﺼـﻴﺔُ َ ،وﻻ ﺗُـْﻨﻘ ُ
ﺖ ،ﻳﺎ َﻣ ْـﻦ ﻻ ﺗَ ُإﻻﱠ أﻧْ َ
ﺼﻚ .(١) « .. ِ
َﻣﺎ ﻻ ﻳـُْﻨﻘ ُ
أرأﻳﺘﻢ ،ﻫﺬا اﻟﺘﺬﻟﻞ واﻟﺘﻀﺮع أﻣﺎم اﷲ؟ أرأﻳﺘﻢ ﻛﻴﻒ أﻧﺎب إﱃ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ؟ وﻛﻴـﻒ ﺳـﺄﻟﻪ؟ ﻟﻘـﺪ
أﻧﺎب ﺳﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒﻮة إﱃ اﷲ ﺑﻘﻠﺒﻪ وﻋﻮاﻃﻔﻪ ،وﺳﺄﻟﻪ ﺧﲑ ﻣﺎ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﲑة.
٨ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﷲ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � اﳉﺎﻣﻌﺔ ،ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،واﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ أَﻧْﺖ اﷲ ،ﻻ إﻟﻪ إﻻﱠ أَﻧْﺖ رب ِ
ﻴﻢ ،أَﻧْ َ
ـﺖ ـﺖ اﻟـﱠﺮ ْﲪ ُﻦ اﻟـﱠﺮﺣ ُ ﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ﲔ ،أَﻧْ َ اﻟﻌﺎﻟَﻤ ََ َُ َ َ َ ُ
ِ ﺖ َِ ِ
ـﺖ اﷲُ ،ـﻚ ﻳـَ ْـﻮَم اﻟـﺪﱢﻳ ِﻦ ،أَﻧْ َ ـﺖ َﻣﺎﻟ ُ ـﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ ـﲑ ،أَﻧْ َ اﻟﻌﺰ ُﻳﺰ اﻟ َﻜﺒ ً اﷲُ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
ِ ـﺖ َ ِ ِ
ـﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟــﻪَ ـﻴﻢ ،أَﻧْـ َ
اﻟﻌﺰﻳـُـﺰ اﳊَﻜـ ُ ـﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ﻴﻢ ،أَﻧْـ َ ـﻮر اﻟـﱠﺮﺣ ُ ـﺖ اﻟﻐَ ُﻔـ ُﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
ـﺖ َﱂْ ﺗَـَـﺰْل َ ،وﻻ ﺗَـ َـﺰ ُال ،أَﻧْـﺖ ـﺖ اﷲُ ﻻ إﻟــﻪَ إﻻﱠ أَﻧْـ َ ـﻮد ،أَﻧْـ َ ـﻚ ﻳَـ ُﻌـ ُ ـﺖ ِﻣْﻨـ َ
ـﻚ ﺑَـ َـﺪأَ اﳋَْﻠـ ِـﻖ َ ،وإﻟَْﻴـ َ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
ِ ِ ِ
ـﺖ َﺧـﺎﻟ ُﻖ اﳉَﻨﱠـﺔ َواﻟﻨﱠـﺎ ِر ،أَﻧْ َ
ـﺖ ﺖ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ اﻟﺸﱢﺮ ،أَﻧْ َ ﺖ َﺧﺎﻟ ُﻖ اﳋَِْﲑ َو َ اﷲُ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
ِ
ـﺖ اﷲُ ،َﺣـ ٌﺪ ،أَﻧْـ َ ﺻ َـﻤ ٌﺪ َ ،ﱂْ ﻳَﻠـ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳﻮﻟَـ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜـ ْـﻦ ﻟَـﻪُ ُﻛ ُﻔـﻮاً أ َ َﺣـ ٌﺪ َ ، ـﺖ أ َ اﷲُ ،ﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
ـﺎر ،اﳌﺘَ َﻜﺒﱢ ـُـﺮ ُﺳـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲ اﻟﻌ ِﺰﻳـ ُـﺰ اﳉَﺒﱠـ ﱡوس ،اﻟ ﱠﺴـ َـﻼ ُم اﳌـ ْـﺆِﻣ ُﻦ ،اﳌ َﻬـ ْـﻴ ِﻤ ُﻦ اﻟﻘـﺪ
ـﻚ ُ ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْـ ِ
ُ َ ُ ـﺖ اﳌﻠـ ُ َ َ
ُ ُ ُ ِ َ
ﺼ ـ ﱢﻮُر ،ﻟَــﻪُ َاﻷ ْﲰَــﺎءُ اﳊُ ْﺴـ َـﲎ ،ﻳُ َﺴ ـﺒﱢ ُﺢ ﻟَــﻪُ ﻣــﺎ ﰲ َﻋ ﱠﻤــﺎ ﻳُ ْﺸ ـ ِﺮُﻛﻮ َن ُ ،ﻫـ َـﻮ اﷲُ ،اﳋَــﺎﻟ ُﻖ اﻟﺒَــﺎ ِرىءُ ،اﳌُ َ
ِ ض َ ،وُﻫﻮ َ ِ ات َو َاﻷ ْر ِاﻟ ﱠﺴﻤﻮ ِ
ﺖﻴﻢ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ اﻟﻌﺰ ُﻳﺰ اﳊَﻜ ُ َ
__________________
١ـ اﳌﺼﺒﺎح ) ص ( ٢٨٣اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص .( ٣٧٢
٢٤١
و ِ
اﻟﻜ ِْﱪﻳَﺎء َردُاؤ ك .(١) « ..َ
وﺣﻜﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻣﺪى اﻧﻄﺒـﺎع ﺣـﺐ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،ﰲ ﻗﻠـﺐ اﻻﻣـﺎم � ،ﻓﻘـﺪ أﺧﻠـﺺ
ﰲ ﺣﺒﻪ ،وأﺧﻠﺺ ﰲ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ،وأﻧﺎب إﻟﻴﻪ ﻛﺄﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻻﻧﺎﺑﺔ.
٩ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻻﻣﻮر اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة
وﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،اﳉﺎﻣﻌـﺔ ،ﻻﻣـﻮر اﻟـﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧـﺮة ،ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴـﻞ ،
رواﻩ ﻋﻨﻪ اﻟﻔﻘﻴﻪ أﺑﻮ ﺑﺼﲑ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ِ
إﱐ
ـﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ﻳﻦ َ ،وَﻣْﻨﺰﻟ ــﺔ اﳌَُﻘـ ـﱠﺮﺑﲔ َ ،وُﻣَﺮاﻓَﻘ ــﺔ اﻟﻨﱠﺒِﻴﱢ ـ َ اب اﻟ ﱠﺸ ــﺎﻛ ِﺮ َ
ﻚ ﺛـَ ـ َـﻮ ََﺳ ـ ـﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْاﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ـﲔ اﳌﺘَـ َـﻮﱢﻛﻠِﲔ
َ ﻚ َ ،وﻳَﻘ ﻳﻦ ﻟَ ََ اﻟﻌﺎﺑِ ِﺪ
َ ﻮع
َ ﻚ َ ،و ُﺧ ُﺸ ﻔﲔ ِﻣْﻨ َ َ
ﻚ ،وﻋﻤﻞ اﳋﺎﺋِ
ﲔ ﻟَ َ َ َ َ َ َ َ
ف اﻟﻌﺎﻣﻠِ
ﻚ َﺧ ْﻮ َ َ َﺳﺄَﻟُ َأْ
ُ
ﻚ َ ،وﺗَـ َﻮﱡﻛ َﻞ اﳌ ْﺆِﻣﻨﲔ ﺑِﻚ. َﻋﻠَْﻴ َ
ِ ُ
ـﺖ اﻟــﺬي ﻻ ـﻒ ،أَﻧْـ َ ـﺎﱂ َﻏْﻴ ــﺮ ﻣﻌﻠﱠ ـ ٍﻢ ،وأَﻧْــﺖ ﳍـَـﺎ و ِاﺳــﻊ َﻏْﻴ ــﺮ ﻣﺘَ َﻜﻠﱢـ ٍ اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ،إﻧﱠـ َ ِ
َ ٌ ُُ َ ـﺎﺟﱵ َﻋـ ٌ ُ ُ َ ـﻚ ﲝَـ َ ُ
إﺟ َﻌ ْﻞ ﱄ ﻓَﺮﺟﺎً ﻗَﺮﻳﺒـﺎً ﻚ ﻗَـ ْﻮ َل ٍ ِ ِ ِ
ﻗﺎﺋﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ُْﳛﻴﻔﻚ َﺳﺎﺋ ُﻞ ،وﻻ ﻳـَْﻨﻘﺼﻨﻚ ﻧَﺎﺋ ٌﻞ ،وﻻ ﻳـَْﺒـﻠُﻎ ﻣ ْﺪ َﺣﺘَ َ
ﲨﻴﻼ. وأَﺟﺮا ﻋﻈﻴﻤﺎ و ِﺳ ْﱰا َِ
َ ْ َ
ِ
ﻋﻠﻴﻬـﺎ َ ،ﱂْ أ ﱠَﲣـ ُﺬ ﻟـﻚ ﺿ ّـﺪاً َ ،وﻻ ِ ِ
اﺳ َـﺮاﰲ ْ ﻒ ْ◌ﺳـﻲ َ ،و ْ َﱐ ﻋﻠـﻰ ﻇُْﻠﻤـﻲ ﻟﻨَ ْ ﱠﻚ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُـﻢ أ ﱢ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ
ﺻﺎﺣﺒﺔً َوﻻ وﻟَﺪا ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻻ ﺗَـ ْﻐﻠِﻄُـﻪُ اﳌ َﺴـﺎﺋِ ُﻞ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ﻻ ﻳُ ْﺸـﻐِﻠُﻪُ َﺷ ْـﻲءٌ َﻋ ْـﻦ َﺷ ْـﻲ ٍء َ ،وﻻ َ ﻧِ ّﺪاً َوﻻ
إﳊــﺎح اﳌﻠِ َ
ﻚ أَ ْن ﺗـُ َﻔـ ﱢـﺮ َج َﻋـ ﱢـﲏ ،ﰲ ﺼ ـ ٍﺮ َ ،وَﻻ ﻳـُ ْﱪْ ُ ُ ُ َ ْ
َﺳ ـﺄَﻟُ َ أ ، ـﲔ ـ ﺤ
ﱢ ْ ـﻪ ـ ﻣ ﺼـ ٌـﺮ َﻋـ ْـﻦ ﺑَ َ
ﲰَْـ ٌـﻊ َﻋـ ْـﻦ ﲰَْـ ٍﻊ َ ،وَﻻ ﺑَ َ
ﱠﻚ ُْﲢﻴﻲ اﻟﻌِﻈَ َﺎم ﺐ ،إﻧ َ ﺚﻻأ ِ ِ ﺚأ ِ ِِ ِ
َﺣﺘَﺴ ُ ﺐ َ ،وﻣ ْﻦ َﺣْﻴ ُ ْ َﺣﺘَﺴ ُ ﺎﻋﱵ َﻫﺬﻩ ،ﻣ ْﻦ َﺣْﻴ ُ ْ َﺳ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥١٦ / ٢
٢٤٢
ٍ
ـﺖ َﺧ ِﻄﻴﺌَـﱵ ﺿـﲏ َ ،و َﻋﻈُ َﻤ ْ ﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ ،ﻳﺎ َﻣ ْﻦ ﻗَ ﱠـﻞ ُﺷـ ْﻜ ِﺮي ﻓَـﻠَ ْـﻢ ﳝُِْﺮ ْ ﻴﻢ َ ،وإﻧ َ ِ ِ
َوﻫ َﻲ َرﻣ ٌ
ِِ ِ
ﺖ َﻏْﻴ ـَـﺮ ـﺤﲏ َ ،وَر ِآﱐ ﻋﻠــﻰ اﳌََﻌﺎﺻــﻲ ﻓَـﻠَـ ْـﻢ َْﳚﺒَـ ْﻬــﲏ َ ،و َﺧﻠَ َﻘــﲏ ﻟ ْﻠــﺬي َﺧﻠَ َﻘــﲏ ﻟَــﻪُ ،ﻓَ َ
ﺼـﻨَـ ْﻌ ُ ﻀـ ْﻓَـﻠَـ ْـﻢ ﻳَـ ْﻔ َ
ﱠِ ِ ِ ِ اﻟﺬي ِ
ـﺐ أَﻧْ َ
ـﺖ اﻟﻌْﺒ ُـﺪ أَﻧَـﺎ َو َﺟـ ْﺪﺗَﲏ َ ،وﻧ ْﻌ َـﻢ اﻟﻄﺎﻟ ُ ﺲ َ ﺖ ﻳﺎ َﺳﻴﱢﺪي َ ،وﺑْﺌ َ ﺖ ﻟَﻪُ ،ﻓَﻨ ْﻌ َﻢ اﳌَْﻮَﱃ أَﻧْ َﺻﻨﻌ ُ ُ
ِ ِ ِ
ﺖﻚ ،ﻣـﺎ ﺷ ْـﺌ َ ﲔ ﻳَ َﺪﻳْ َ
ﻚ ،ﺑَـ ْ َ ﻮب أَﻧَﺎ أَﻟْ َﻔْﻴﺘَﲏ َ ،ﻋْﺒ ُﺪ َك َ ،واﺑْ ُﻦ َﻋْﺒﺪ َك َ ،واﺑْ ُﻦ أ ََﻣﺘ َ َرﱢﰊ َ ،وﺑِْﺌﺲ اﳌَﻄْﻠُ ُ
ﺻﻨَـ ْﻌﺖ ﰊ. َ
ِ
ـﻚ ، ـﺐ ِﲝَﺒِﻴﺒِـﻪ َ ،و َﺧﻠَ ْ
ـﻮتُ ﺑِ َ ﺎت ،و َﺧ َﻼ ُﻛ ﱢـﻞ َﺣﺒِﻴ ٍ
ات َ ،و َﺳ َﻜﻨَﺖ اﳊََﺮَﻛ ُ َ ﺻ َﻮ ُاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻫ َﺪأَت َاﻷ ْ
ـﺖ ﻟِ َﻌ ٍِ
ـﺎﱂ ﻓَـ ْﻮﻗَـﻪ ِ
اﻟﻌْﺘ َﻖ ﻣ َﻦ اﻟﻨﱠﺎر ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ْﻟﻴ َﺴ ْ ﻚ اﻟﻠﱠْﻴـﻠَﺔَ َ ،ﻌﻞ َﺧْﻠ َﻮﰐ ِﻣﻨَ َ أَﻧْ َ
ﺎﺟ ْ إﱄ ،ﻓَ ْ ﻮب َ ،ﱠ ﺖ اﳌَ ْﺤﺒُ ُ
آﺧُﺮ ،ﺑـَ ْﻌ َﺪ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْـﻲ ٍء ﻮق دوﻧَﻪ ِﻣﻨْـﻌﺔُ ،ﻳﺎ أَﱠو َل ،ﻗَـﺒﻞ ُﻛ ﱢﻞ َﺷﻲ ٍء ،وﻳﺎ ِ
ْ ََ َْ
ِﺻ َﻔﺔٌ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻟَﻴ ِ ٍ
ﺲ ﻟ َﻤ ْﺨﻠُ ُ ُ َ َْ ْ َ
ِ ِ
،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻟَْﻴﺲ ﻟَﻪُ ُﻋْﻨﺼﺮ ،وﻳﺎ ﻣﻦ ﻳﻔ َﻘﻪُ ﺑِ ُﻜ ﱢﻞ ﻟُﻐَﺔً ﻳ ْﺪ َﻋﻰ ﺎ ،وﻳﺎ ﻣـﻦ َﻋ ْﻔـﻮﻩ ﻗَـﺪﱘٌ ،و ِ
ب َ◌ﻃْ ُﺸـﻪُ َ َ ََ َ ْ ُُ ُ ٌُ َ َ َ ْ َ َْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻮﺳـﻰ ،ﻳـﺎ اﷲُ ،ﻳـﺎ َر ْﲪ ُـﻦ ،ﻳـﺎ ﻚ ﺑـﻪ ُﻣ َ ﻚ اﻟﺬي ﺷﺎﻓَـ َﻬ َ ﺎﲰ َﻚ،ﺑ ْ َﺳﺄَﻟُ َ
ﻴﻢ ،أ َْﺷﺪﻳ ٌﺪ َ ،وُﻣْﻠ ُﻜﻪُ ُﻣ ْﺴﺘَﻘ ٌ
ﻚ أَ ْن ﺗُﺼـﻠﱢﻲ ،ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ وﻋﻠـﻰ ِ ِ
آل َ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺼ َﻤ ُﺪ ،أ ْ
ﺖ اﻟ ﱠ ﺖ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ ﻴﻢ ،ﻳﺎ ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ َرﺣ ُ
ٍ
ﺘﻚ ..ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وأ ْن ﺗُ ْﺪ ِﺧﻠَﲏ اﳉَﻨﱠﺔَ ﺑَِﺮ ْﲪَ َ
)(١
وﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻣﻦ ﻏﺮر أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،وذﻟـﻚ ﳌـﺎ ﺣـﻮاﻩ ﻣـﻦ اﳌﻄﺎﻟـﺐ اﳉﻠﻴﻠـﺔ
،واﳌﻀﺎﻣﲔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ،وﻟﻮ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ ،إﻻ ﻫﺬا اﻟـﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺮﻳﻒ ،ﻟﻜﻔـﻰ ﰲ اﻟﺘـﺪﻟﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﲰﻮ ﺗﺮاﺛﻪ اﻟﺮوﺣﻲ.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٩٣ / ٢ـ .٥٩٥
٢٤٣
١٠ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻪ ﳉﺎﺑﺮ
ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻔﻴﺔ اﳉﺎﻣﻌــﺔ ،ﻟﻼﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴــﻞ وﻗــﺪ ﻋﻠﻤــﻪ
ﻟﺘﻠﻤﻴـﺬﻩ اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،ﻣﻔﺨــﺮة اﻟﺸـﺮق ،ﺟــﺎﺑﺮ ﺑـﻦ ﺣﻴــﺎن ،وﻫـﻮ ﳑـﺎ ﻳﺴــﺘﻌﺎن ﺑـﻪ ﻋﻠــﻰ ﺗﻠﻘـﻲ اﻟﻌﻠــﻮم ،
وﺣﻔﻈﻬــﺎ ،واﻻﺑــﺪاع ﻓﻴﻬــﺎ ،وﻟﻨــﱰك اﳊــﺪﻳﺚ ﳉــﺎﺑﺮ ﻓﻬــﻮ ﳛـﺪﺛﻨﺎ ﻋــﻦ ﻛﻴﻔﻴــﺔ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻗــﺎل ﻣــﺎ
ﻧﺼﻪ :
» إﱐ ﻛﻨـﺖ أﻟﻔـﺖ ﺳـﻴﺪي ـ ﻳﻌـﲏ اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق ـ ﺻـﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ﻛﺜـﲑا ،وﻛﻨـﺖ ﳍﺠــﺎ
ﺑﺎﻻدﻋﻴﺔ ،وﲞﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ،وﻛﻨﺖ أﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻛﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ اﺳﺘﺤﺴﻨﻪ ،
وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻋﻨﻪ :اﻟﻨﺎس ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺪﻋﻮن ﺬا ،وﻟﻴﺲ ﻓﻴـﻪ ﺧﺎﺻـﻴﺔ ،ﻓﻠﻤـﺎ ﻛﺜـﺮت ﻋﻠﻴـﻪ ﻋﻠﻤـﲏ
ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ دﻋﺎء اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﻞ إﻧﻪ ﻻ ﻓﺮق ﺑﻴـﻪ ،وﺑـﲔ ﻣـﺎ ﻳـﺪﻋﻮ ﺑـﻪ اﻟﻔﻼﺳـﻔﺔ
،ﻓﺈﻧــﻪ ﻗــﺪ اﺧﺘــﺎر ﻣــﻦ دﻋــﺎء اﻟﻔﻼﺳــﻔﺔ ،أﺟ ـﺰاء وأﺿــﺎف إﻟﻴﻬــﺎ أﺟ ـﺰاء ،وﻗــﺎل ﱄ :ﻻ ﻳــﺘﻢ ﻟــﻚ
اﻻﻣــﺮ إﻻ ﺑــﻪ ،وﻋﻨــﺪي أﻧــﻪ ﻻ ﻳــﺘﻢ ﻻﺣــﺪ ﳑــﻦ ﻗـﺮأ ﻛﺘــﱯ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﻪ أن أزال ﺻـﻮرة اﻟﺸــﻴﻄﺎن ﻋــﻦ
ﻗﻠﺒ ــﻪ ،وﺗ ــﺮك اﻟﻠﺠ ــﺎج ،واﺳ ــﺘﻌﻤﻞ ﳏ ــﺾ اﻻﺳ ــﻼم ،واﻟ ــﺪﻳﻦ ،واﻟﻨﻴ ــﺔ اﳉﻤﻴﻠ ــﺔ ،وأﻣ ــﺎ ﻣ ــﺎ دام
اﻟﺸــﻴﻄﺎن ﻳﻠﻌــﺐ ﺑــﻪ ،وﻳﻨﺰﻟــﻪ ﻗﺼــﺪا ،ﻓﻠــﻴﺲ ﻳﻨﻔﻌــﻪ ﺷــﻲء ،وذﻟــﻚ أن اﻟﻠﺠــﺎج ﻟــﻴﺲ ﻫــﻮ ﻣــﻦ
اﻟﺸ ــﻴﻄﺎن وﺣ ــﺪﻩ ،إﳕ ــﺎ ﻫ ــﻮ ﻣ ــﻦ ﻓﺴ ــﺎد اﻟﻨﻴ ــﺔ ،ﻓ ــﺎﺗﻖ اﷲ ﻳ ــﺎ ﻫ ــﺬا ﰲ ﻧﻔﺴ ــﻚ ،واﻋﻤ ــﺪ إﱃ ﻣ ــﺎ
أوﺻﻴﻚ ﺑﻪ ،وﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﻮﺻﻴﺔ :
إﺑــﺪأ ﺑــﺎﻟﻄﻬﺮ ،ﺑــﺄن ﺗﻔــﻴﺾ ﻋﻠــﻰ ﺑــﺪﻧﻚ ،ﻣــﺎء ﻧﻈﻴﻔــﺎ ،ﰲ ﻣﻮﺿــﻊ ﻧﻈﻴــﻒ ،ﰒ ﺗﻠــﺒﺲ ﺛﻴﺎﺑــﺎ
ﻃﺎﻫﺮة ،ﻻ ﲤﺴﻬﺎ أﻣﺮأة ﺣﺎﺋﺾ ،ﰒ ﺗﺴﺘﺨﲑ اﷲ أﻟﻒ ﻣﺮة ) (١وﺗﻘﻮل ﰲ اﺳﺘﺨﺎرﺗﻚ :
ـﻚ ﺗَـ ْﻘ ِـﺪ ُر َﻋﻠَْﻴ ِـﻪ َ ،وﻻ ِ إﱐ أَﺳـﺘ ِﺨﲑ َك ﰲ ﻗَ ِ
ﺼـﺪي ،ﻓَـ َـﻮﻓﱢـ ْﻘﲏ َ ،وأَزِغ اﻟ ﱠﺸ ْـﻴﻄَﺎ َن َﻋ ﱢـﲏ ،أﻧﱠ َ
ْ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ْ َ ُ
ﻳـَ ْﻘِﺪ ر َﻋﻠَْﻴﻚ.
__________________
١ـ ﱂ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻻﺳﺘﺨﺎرة ،وا ﺎ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺑﺎﳌﺼﺤﻒ أو ﻏﲑﻩ.
٢٤٤
ﻓــﺈذا ﻗﻠــﺖ ذﻟــﻚ أﻟــﻒ ﻣــﺮة ،ﻋﻤــﺪت إﱃ ﻣﻮﺿــﻊ ﻃــﺎﻫﺮ ﻧﻈﻴــﻒ ،واﺑﺘــﺪأت ﻓﻜــﱪت اﷲ ،
وﻗﺮأت اﳊﻤﺪ ،وﻗﻞ ﻫـﻮ اﷲ أﺣـﺪ ﻣﺎﺋـﺔ ﻣـﺮة ،ورﻛﻌـﺖ ،وﺳـﺠﺪت ،ﰒ ﻗﻤـﺖ ،وﺻـﻠﻴﺖ ﻣﺜـﻞ
ذﻟــﻚ ،ﰒ ﺗﺸــﻬﺪت ،وﺳــﻠﻤﺖ ،ﰒ ﻗـﺮأت ﰲ اﻟــﺮﻛﻌﺘﲔ اﻟﺜــﺎﻧﻴﺘﲔ ﻣﺎﺋــﺔ ﻣــﺮة :إذا ﺟــﺎء ﻧﺼــﺮ اﷲ
واﻟﻔﺘﺢ ،وإذا ﺳﻠﻤﺖ أﻋﺪت ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻛﻌﺘﲔ اﻻوﻟﻴﲔ ،وﻗـﺮأت :ﻗـﻞ ﻫـﻮ اﷲ أﺣـﺪ ﻣﺎﺋـﺔ ﻣـﺮة ،ﰒ
أﻋــﺪت اﺛﻨﺘــﲔ ﺑ ــﺈذا ﺟــﺎء ﻧﺼــﺮ اﷲ واﻟﻔ ــﺘﺢ ،ﰒ ﺻــﻠﻴﺖ رﻛﻌﺘــﲔ أﺧ ـﺮﻳﲔ ،وﻫــﺬا ﲤــﺎم اﻟﻌﺸ ــﺮ ،
وﻗﺮأت ﺳﻮرة ،ﺳﻮرة ،ﰒ أﲤﻤﺖ ﺻﻼﺗﻚ ،وإﻳﺎك أن ﺗﻜﻠﻢ اﺣـﺪا ﰲ ﺧـﻼل ذﻟـﻚ ،وﻳﺸـﻐﻠﻚ
ﺷﺎﻏﻞ ،وأﺣﺮى اﳌﻮاﺿﻊ ﺑﻚ ،اﻟﺼﺤﺎري اﳋﺎﻟﻴـﺔ ،ﺣـﱴ ﻻ ﻳﻜﻠﻤـﻚ أﺣـﺪ اﻟﺒﺘـﺔ ،ﰒ إﺟﻠـﺲ ،
وﻗﻞ ﺑﻌﺪ أن ﲤﺪ ﻳﺪﻳﻚ إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ :
ﻚ أَ ْن ﻻ ﺗَـﺮﱠد ُﳘَــﺎ َﺧــﺎﺋِﺒَﺘَ ِ ِ
ﲔ َ ،وﺗَـْﺒـ َـﺪأ ُ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ﻚ َ ،وأ ْ ﺿــﺎﺗَ َ
ـﻚ ﻃَﺎﻟﺒ ـﺎً َﻣ ْﺮ َإﱐ ﻗَـ ْﺪ َﻣـ َـﺪ ْدﺗُـ ُﻬ َﻤﺎ إﻟَْﻴـ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
َوﺗَـ ُﻘﻮل :
ـﺖ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ُﻫـ َـﻮ ُﻫـ َـﻮ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻻ ﻳـَ ْﻌﻠَـ ُـﻢ ﻣــﺎ ُﻫـ َـﻮ إﻻﱠ ُﻫـ َـﻮ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َ
ـﺖ ـﺖ ،أَﻧْـ َ » اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ َ
ﺲ ا ِﻹﻧْ َﺴ ِـﺎﱐﱠ َ◌ةِ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ، ـﺐ اﻟـﻨَـ ْﻔ ِ ﺧﺎﻟِﻖ اﻟ ُﻜﻞ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْﺖ ﺧﺎﻟِﻖ اﻟﻌ ْﻘﻞ ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،أَﻧْ ِ
ـﺖ َواﻫ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ ﱢ ُ
ـﺎن ، ـﺎن ،واﳌ َﻜـ ـ ِ
َ
وح ،اﻟﻠّﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْ ــﺖ ﻗَـﺒ ــﻞ اﻟﱠﺰﻣ ـ ِ
َ َ ْ َ ُ ـﺖ َﺧ ــﺎﻟِ ُﻖ اﻟ ـ ـﱡﺮ ِ
َ ـﺖ َﺧ ــﺎﻟِ ُﻖ اﻟﻌِﻠﱠ ـ ِـﺔ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،أَﻧْـ ـ
أَﻧْ ـ َ
َ
ﺎﻋ ُﻞ اﳋَْﻠ ِﻖ ﺑِﺎﳊََﺮَﻛ ِﺔ َواﻟ ﱡﺴ ُﻜﻮ َن َو َﺧﺎﻟُِﻘ ُﻬ َﻤﺎ. وﺧﺎﻟُِﻘﻬﻤﺎ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْﺖ ﻓَ ِ
َ ُ َ َ َُ
ﲔ َ ،و ْإر َﺷــﺎدي ﰲ َﻣ ْﺴـﻠَﻜﻲ إﱃ ِ ِ
اﻟﻌ ْﻘـ ِـﻞ اﻟﱠﺮﺻـ ِ ِ ِ ِ
ﻀـ ْـﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ،ﲟَْﻮﻫﺒَــﺔ َ ﻚ ،ﻓَـﺘَـ َﻔ ﱠ ﺼـ ْﺪﺗُ َ
إﱐ ﻗَ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ﺼ َﺮاط اﳌ ْﺴﺘ ِﻘﻴﻢ. اﻟ ﱢ
ٍ ُ
ﻚﺿـﺎﺗِ َ ﺼ ُـﺪ إﱃ َﻣْﺮ َ اﻟﻘ ْ
ـﺒﻴﻞ َ ِ
ـﻚ ،ﻧَـ ﱢﻮْر ﻗَـ ْﻠ ِـﱯ َ ،وأ َْوﺿ ْـﺢ ﱄ َﺳ َ ﻚ ،ﻓَ َﻼ َﺷ ْﻲء أ َْﻋﻈَ ُﻢ ِﻣْﻨ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﺑِ َ
..
ـﻚ َ ،وﻧـَ ْﻔ ِﺴ ــﻲ ـﺎز َﻋﺘْﲏ إﻟَْﻴ ـ َ ِ ِ
ـﺎي :ﻧـَ ْﻔﺴ ــﻲ اﻟﻨﱠـ ْﻔ َﺴ ــﺎﻧﻴﱠﺔُ ،ﻧَـ َ
ـﺎز َﻋﺘْﲏ ﻧـَ ْﻔ َﺴ ـ َﻚ َ ،وﻧَـ َ ﺼ ـ ْﺪﺗُ َ
أﱐ ﻗَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ﺐ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ. اﳊَﻴَـﻮاﻧِﻴﱠﺔُ ،ﻧَ َﺎز ْﻋﺘَﲏ إﱃ ﻃَﻠَ ِ
َ
٢٤٥
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤـ ٍـﺪ َﻋْﺒـ ِـﺪ َك َوَر ُﺳ ـﻮﻟﻚ ، ـﻞ ؛ َ ـﻚ ،ﻳــﺎ ﻓﺎﻋــﻞ اﻟ ُﻜـ ّ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻓﻴ ــﻚ ،ﻻ أ َْﻋﻈـ َـﻢ ِﻣْﻨ ـ َ
ِ ِ ِِ
ادﻫــﺎ
ـﺖ أ َْﻋﻠَـ ُـﻢ ﺑــﻪ ،ﻣـ ْـﻦ ُﻣﺮ َ وﻋﻠــﻰ آﻟــﻪ َوأَﺻــﺤﺎﺑِﻪ اﳌُْﻨﺘَﺠﺒــﲔ َ ،و ْاﻫــﺪ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ اﻟﻨﱠـ ْﻔﺴــﺎﻧﻴﱠﺔ ،إﱃ ﻣــﺎ أَﻧْـ َ
ِ ِ
ِﻣْﻨـ َﻬـــﺎ َ ،وﺑـَﻠﱢ ـ ْﻎ ﻧـَ ْﻔ ِﺴــﻲ اﳊﻴَـ َﻮاﻧِﻴﱠــﺔ ِﻣْﻨــﻚ ﻏﺎﻳ ــﺔ َآﻣﺎﳍــﺎ ،ﻓَـﺘَ ُﻜــﻮ َن ﻋِْﻨـ َـﺪ َك ،إذَا ﺑَـﻠﱠ ْﻐﺘَـ َﻬــﺎ ذَﻟـ َ
ـﻚ ،ﻓَـ َﻘ ـ ْﺪ
ﻚ. اﻵﺧَﺮة ،إﻧﱠﻪُ َﺳ ْﻬ ٌﻞ َﻋﻠَْﻴ َ ﺑـﻠﱠ ْﻐﺘَـﻬﺎ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
َ َ َ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﺐ
ـﻚ َ ،ﻫـ ْ ـﻚ َ ،وَﻛَﺮﻣـ َ ـﻚ ،ﺑَﺮﲪَﺘـ َ ﺼــﺎﻧﺎً ﻳُﻮﻫﻨُـ َ ـﺎف َﺧﻠَـﻼً َ ،وﻻ ﻧـُ ْﻘ َ ـﻚ ﻻ َﲣَـ ُ إﱐ أ َْﻋﻠَـ ُـﻢ أَﻧـﱠ َ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ
ﻚ َ ،وﻻ ﺿـﺎﺗِ َ
ـﻚ ﰲ َﻣْﺮ َ ﺎﺟ َﻌ ْـﻞ ذَﻟ َـﺐ اﻟ ُﻜ ﱢـﻞ ،ﻓَ ْ ِِ
ﻚ ﻣ َﻦ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧَﺮة ،اﻟﻠّ ُﻬﻢ ،ﻳـﺎ َواﻫ َ
ﱄ ﻣﺎ ﺳﺄَﻟْﺘُ َ ِ
َ
ﻚ، ِ ِ
ﻴﻤﺎ ﻳُ ْﺴﺨﻄُ َ َْﲡ َﻌ ْﻠﻪُ ﻓ َ
ِ ِ ِ ِ
ـﻚ َ ،و َﺷ ــﺎﻫﺪاً ﱄ ﻋْﻨ ـ َـﺪ َك َ ،وﻻ َْﲡ َﻌْﻠ ــﻪُ اﺟ َﻌ ـ ْـﻞ ﻣ ــﺎ ﺗَـ ـ ْـﺮُزﻗُﲏ َ ،ﻋ ْﻮﻧـ ـﺎً ﻋﻠ ــﻰ أ ََداء ُﺣ ُﻘﻮﻗ ـ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ َ ،و ْ
ﺎﻫﺪاً َﻋﻠَ ﱠﻲ ،وﻻ َﻋ ْﻮﻧﺎً َﻋﻠَ ﱠﻰ ﻃَﻠَ ِ ﺷِ
ﻚ َﻋ ّﲏ. ﺿَ ﺐ ﻣﺎ ﻳـُ ْﻌ ِﺮ ُ َ َ
ِ ِ
َﺳــﺘَ َﺤﻘﱠﻪُ ،ـﺖ اﻟ ﱠﺸـ ْـﻴﻄَﺎ َن َوﻟَ َﻌْﻨﺘَــﻪُ ،ﲟـَـﺎ أ ْـﺖ ﻗَـْﻠـِـﱯ َ ،و َﺧﻠَ ْﻘـ َ
ـﺖ َﺧﻠَ ْﻘـ َ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﻳــﺎ َﺧــﺎﻟ َﻖ اﻟ ُﻜـ ﱢـﻞ ،أَﻧْـ َ
ﻚ ،وأَﻋِ ﱢﲏ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أَﻗْ ِ ِ
ﺼ ُﺪ ﻟَﻪُ « .. ﺎﺻ ِﺮﻓْﻪُ َﻋ ْﻦ ﻗَـْﻠﺐ َوﻟﻴﱢ َ َ َوأ ََﻣْﺮﺗَـﻨَﺎ أَ ن ﻧـَْﻠ َﻌﻨَﻪ ،ﻓَ ْ
ﰒ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ ،ﻓﺈذا ﻓﺮﻏﺖ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ،ﻓﻌﻔﺮ ﺧـﺪﻳﻚ ﻋﻠـﻰ اﻻرض ،ﰒ ﻗـﻞ ﰲ
ﺗﻌﻔﲑك ﻋﺸﺮ ﻣﺮات :
» ﺧﻀﻊ وﺟ ِﻬﻲ اﻟ ّﺬ◌◌ﻟِﻴﻞ َ ِ
اﻟﻌ ِﺰﻳﺰ اﻟﺒَﺎﻗﻲ « .. اﻟﻔﺎﱐ ﻟ َﻮ ْﺟ ِﻬﻚ َ َّ َ َ َْ
ﰒ اﺟﻠﺲ ﻣﻠﻴﺎ ،وﻗﻢ ﻓﺘﻮﺟﻪ ،وﻛﱪ ،واﻗﺮأ اﳊﻤﺪ ،وﺳﻮرة أﱂ ﻧﺸـﺮح ﻟـﻚ ﺻـﺪرك ،واﻗﺮأﻫـﺎ
ﰲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈذا ﺳﻠﻤﺖ ﻗﻞ :
ِ ِ
ـﻚ َ ،وﻻ ت إﻻﱠ إﻟَْﻴـ َ
ﺼ ـ ْﺪ ُ
ـﻚ َ ،وﻻ ﻗَ َ ـﺖ إﻻﱠ ﺑِـ َ
ـﻚ َ ،وﻻ َﻋﻠ ْﻤـ َ ﺖ إﻻﱠ ﺑِـ َ» ﻳــﺎ َﺳ ـﻴﱢﺪي ،ﻣــﺎ ْاﻫﺘَـ َـﺪﻳْ ُ
ِ ﻀـ ــﻴﻊ ِزﻣـ ــﺎم ﻗَ ِ
ِ ِ
َﺟـ ـ َـﺮ
ـﻴﻊ أ ْ
ـﻚ ﻻ ﺗُﻀ ـ ُ ﺼ ــﺪي َوَر َﺟـ ــﺎﺋﻲ ،إﻧﱠـ َ أَﻗْﺼ ـ ُـﺪ َوﻻ أ َْر ُﺟ ــﻮ َﻏْﻴ ـ ـ َـﺮَك ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ـ ﱠﻢ ،ﻻ ﺗُ ُ َ َ ْ
ﻚ، ﻀﻰ َﻋﻠَْﻴ َ ﱠﻚ ﺗَـ ْﻘ ِ ِِ
ﻀﻲ َوﻻ ﻳـُ ْﻘ َ ﲔ َ ،واﻧ َ
اﳌُ ْﺤﺴﻨ َ
٢٤٦
ﻗــﺪ وﻋــﺪت اﻟﺼــﺎﺑﺮﻳﻦ ﺧــﲑ اﳉ ـﺰاء ﻣﻨــﻚ ،وﻻﺻــﱪن ﻓﻴــﻚ ﻛﻤــﺎ ﺧﻔﻔــﺖ ﻋــﲏ ،وﺻ ـﲑﺗﲏ ﻋﻠــﻰ
اﻣﺘﺤﺎﻧﻚ.
اﺟ َﻌ ْﻠ َﻬـﺎ ِزﻳَ َ
ـﺎدةً ﰲ اﻟﻌ ْﺴـﺮ َو ْ
ـﺎت ُ
اﻟﻌ ْﺴﺮ ﻳُ ْﺴﺮاً ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻓ ْـﺎﻣ ْﺢ ْأوﻗَ َ
ت ﺑَـ ْﻌ َﺪ ُﱠﻚ ﻗَ ْﺪ َو َﻋ ْﺪ َ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ
ﻚ ﺣﻈّﺎً ِﻣﻦ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ ،وﺧﻈُﻮﻇﺎً ِﻣﻦ ِ
اﻵﺧَﺮِة. ِ ِ
َ َ َ َُ اﺟ َﻌ ْﻞ ذﻟ َأ َْوﻗَﺎت اﻟﻴُ ْﺴ ِﺮ َ ،و ْ
ِ ِ ِِ ِ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إ ﱠن َو ِﺳﻴﻠَﱵ إﻟَْﻴ َ
ﲔ« ﲔ ،آﻣ َ ﺻ ْﻔ َﻮَة أ َْﻫ ِﻞ ﺑَـْﻴﺘﻪ آﻣﲔ ،آﻣ َ ﻚ ُﳏَ َﻤﺪاً َ ،و َ
ﻗﺎل ﱄ ﺳﻴﺪي ﰲ ذﻟﻚ : ،إن اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ،أﻛﺮم ﻣﻦ أن ﻳﺘﻮﺳﻞ إﻟﻴﻪ إﻧﺴـﺎن ،ﺑﻨﺒﻴـﻪ ﻓـﲑدﻩ
ﺧﺎﺋﺒﺎ ،ﻓﺈذا أﲤﻤﺖ ذﻟﻚ ،ﻓﺘﺼـﺪق ﰲ أﺛـﺮﻩ درﳘـﲔ وﺛﻠﺜـﲔ ،واﺟﻌﻠـﻪ أرﺑﻌـﺔ أﻗﺴـﺎم ،ﻛـﻞ ﻗﺴـﻢ
أرﺑﻌﺔ دواﻧﻖ ،ﻓﺄول ﻣﻦ ﻳﻠﻘﺎك ،ﳑﻦ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺼﺪﻗﺔ ،ﻓﺎﻋﻄﻪ ،وﻛـﺬﻟﻚ اﻟﺜـﺎﱐ واﻟﺜﺎﻟـﺚ واﻟﺮاﺑـﻊ ،
ﻓﺎن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳛﻤﺪك اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﰲ ﺳﺎﺋﺮ أﻣﻮرك ،وﻳﺰﺟﺮ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻋﻦ وﺟﻬـﻚ ،واﻗﺼـﺪ ﳌـﺎ أﻧـﺖ
ﺗﺸ ــﺘﻬﻴﻪ ،ﻓﺈﻧ ــﻚ ﺗ ــﺮى ﻓﻴ ــﻪ اﻟﺮﺷ ــﺪ ،وﻳﺮزﻗ ــﻚ اﷲ ﻗﺮﻳﺒ ــﺎ .(١) « ...وﻋﻠ ــﻖ اﻟ ــﺪﻛﺘﻮر زﻛ ــﻲ ﳒﻴ ــﺐ
ﳏﻤﻮد ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﺑﻘﻮﻟﻪ :أﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻜﻮن ﺑﺎﺣﺜـﺎ ﻋﺎﳌـﺎ؟ ﻓﺨـﺬ وﺻـﻴﺔ ﺟـﺎﺑﺮ ،ﻓﺈ ـﺎ ﻛﺒـﲑة
اﻟﻨﻔﻊ ،ﻟﻠﺴﺎﻟﻜﲔ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،ﻋﻠﻢ اﳌﻮازﻳﻦ ،وﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﻄﺒـﺎﺋﻊ ،ﻋﻠـﻰ اﳉـﻮﻫﺮ ﺗﺮﻛﻴﺒـﺎ ،ﻣـﻦ
ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻨﺘﺞ ﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ أردﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﺎﺋﻨﺎت ).(٢
__________________
١ـ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﺎن ﻃﺒﻊ ﺑﲑوت ) ص ٢٦٨ـ .( ٢٧١
٢ـ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﺣﻴﺎن ) ص .( ٢٦٨
٢٤٧
٢٤٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺘﺎﺳﻊ
ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ ،وأدﻋﻴﺘﻪ اﻟﻘﺼﺎر
٢٤٩
٢٥٠
وأﺛﺮت ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒﻮة ،اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﺑﻌـﺾ اﳌﻨﺎﺟﻴـﺎت ،وﳎﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ
اﻟﻘﺼــﺎر ،وﻫــﻲ ﻣــﻦ ﺑــﺪاﺋﻊ اﻟ ـﱰاث اﻟﺮوﺣــﻲ ﰲ اﻻﺳــﻼم ،وﻫــﻲ ﰲ ﻧﻔــﺲ اﻟﻮﻗــﺖ ،ﲤﺜــﻞ ﺟﺎﻧﺒــﺎ
ﻛﺒﲑا ﻣﻦ إﻧﺎﺑﺘﻪ ،وﺗﻘﻮاﻩ ،واﻧﻘﻄﺎﻋﻪ اﻟﻜﺎﻣﻞ ،إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﻨﺎﺟﻴﺎﺗﻪ :
وﱂ أﻋﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺟﻴﺎت اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﺳﻮى ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺎﺟﺎة اﻟﱵ ﺗﻠﻘﻲ اﻻﺿـﻮاء ﻋﻠـﻰ
ﻋﻤﻴﻖ اﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﺎﷲ ،وﲤﺴﻜﻪ ﺑﻪ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻬﺎ :
ﺎل ﻟِﻤﺎ ﻳ ِﺮﻳﺪ ،ﻳﺎ ذَا اﻟﻌﺮ ِش اﳌ ِﺠ ِ
ﻴﺪ. ْ َ ﻴﺪ ،ﻳﺎ ﻓَـﻌﱠ ُ َ ُ ُ ود ،ﻳﺎ ُﻣْﺒﺪىءُ ،ﻳﺎ ُﻣﻌِ ُ ود ،ﻳﺎ َوُد ُ » ﻳﺎ َوُد ُ
ِ َ
ت ﻚ ﺑُِﻘ ْﺪ َرﺗ َ
ﻚ اﻟـﱵ اﻗْـﺘَ َـﺪ ْر َ َﺳﺄَﻟُ َ
ﻚ َ ،وأ ْ ﻚ ،اﻟﺬي َﻣ َﻸ أ َْرَﻛﺎ َن َﻋْﺮ ِﺷ َ ﻚ ﺑِﻨُﻮِر َو ْﺟ ِﻬ َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
ﻴﺚ أ ِ ٍ ِ ِ
َﻏﺜْﲏ. ﺖ ﻳﺎ ُﻣﻐِ ُ ﺖ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
ِ
ﻚ اﻟﱵ َوﺳ َﻌ ْ ﻚ َ ،وﺑَِﺮ ْﲪَﺘِ َ َﺎ ﻋﻠﻰ َﺧْﻠﻘ َ
إﱐ
اب َو ْﺣ ـ َـﺪﻩُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ ،ﱢ ِ
ﺼ ــﺮ َﻋْﺒ ـ َـﺪﻩُ َ ،وَﻫ ـ َـﺰَم َاﻷ ْﺣ ـ َـﺰ َ
ﺻ ـ َـﺪ َق َو ْﻋ ـ َـﺪﻩُ َ ،وﻧَ َ
اﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲ ،اﻟ ــﺬي َ
ﻚ أَﺻﺒﺤﺖ واﻣﺴﻴﺖ ،أَﺳﺘـﻮِدﻋﻚ ،وأ ِ
َﺳﻠ ُﻢ إﻟَْﻴ َ
َْ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ َ ْ
٢٥١
ﻚ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ. ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ ،وﻣ ِﺎﱄ ،وأَﻫﻠِﻲ ،ووﻟَ ِﺪي ،وﻣﺎ ﺧ ﱠﻮﻟْﺘﲏ ،اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،وأَﺳﺘـﺮﻋِﻴﻚ ،و ِ
أﺳﺘَ ْﺤﻔﻈُ َ ُ َ ْ َْ َ َ ْ ََ َ َ ََ َْ ََ
ِ ِ ِ ِ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ُ ،ﻛـ ْـﻦ ﱄ َوَﻣﻌــﻲ ﰲ ﻗَــﺎﻃ ِﻦ َدا ِري َ ،وﺣﻠﱢــﻲ َ ،و ْارﲢَــﺎﱄ َ ،وﻟَْﻴﻠــﻲ َ ،وﻧَـ َﻬــﺎ ِري َ ،وإﻗْـﺒَــﺎﱄ ،
ِ ِ ِ
اﺟ َﻌ ِـﻞ اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ َ ،ﻋﺎﻓﻴَﺘَ َ
ـﻚ َو ْإدﺑَﺎ ِري َ ،و ُﺳ ُﻜ ِﻮﱐ َ ،و َﺣَﺮَﻛﱵ َ ،وﻧـَ ْﻮﻣﻲ َوﻳَـ ْﻘﻈَﱵ َ ،وذ ْﻫـﲏ َ ،و َﻋ ْﻘﻠـﻲ َ ،و ْ
ِ اﲰ ِ
ﻀـ ِﺮ ، ﻚ َوذ ْﻛَﺮَك ﱄ ُﺟﻨﱠﺔً َودﺛَﺎراً َ ،و ْارُزﻗْﲏ َﺧْﻴـ َـﺮ اﻟ َﻘ َـﺪ َر َ ،و َﺧْﻴـ َـﺮ اﻟ ﱠﺴـ َﻔ ِﺮ َو َﺧْﻴـ َـﺮ اﳊَ َ ﱄ ِﺷ َﻌﺎراً َ ،و َْ َ
ﺎب. ﺎب ،وﺧﻴـﺮ ﻣﺎ ﻧَﻄَ َﻘﺖ ﺑِِﻪ أُﱡم ِ
اﻟﻜﺘَ ِ ﺎب ،و َﺧْﻴـﺮ ا ِﻹﻳ ِ و َﺧْﻴـﺮ اﻟﻐِﻴ ِ
ْ َ ََْ َ َ َ َ َ َ
ٍ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻣ ْﻦ أ ََر َادﱐ ﺑِ ُﺴﻮء ،ﰲ ﻟَْﻴ َﻞ ،أ َْو َ ﺎ ٍر ،ﻓَﺄَ ِرْدﻩُ َ ،وَﻣ ْﻦ َﻛ َﺎدﱐ ﻓَ ِﻜ ْﺪﻩُ َ ،وَﻣ ْﻦ ﺑـَﻐَـﻰ َﻋﻠَ ﱠـﻲ
ﺿﺌﻴﻼً َ ،و َﺣـﺪﱠﻩُ ﻓَﻠِـﻴﻼً َ ،وَﻛﺜْـَﺮﺗَـﻪُ ﻗَﻠِـﻴﻼً َ ،وﻗُـ ﱠﻮﺗَـﻪ َﻛﻠِﻴﻠَـﺔ ِ ِ
اﺟ َﻌ ِﻞ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻋﱠﺰﻩُ َذﻟﻴﻼً َ ،وُﻣْﻠ ًﻜﻪُ َ
ِ
ﻓَﺄ َْﻫﻠﻜﻪُ َو ْ
ـﺎر َﻣـ ْـﻦ ِ ِ ِ
ـﺐ ﱄ َﺣ ـﺪﱠﻩُ َ ،واﻃْــﻒ َﻋـ ﱢـﲏ ﻧَـ َ ﺼـ َ َ ،وﻳَـ َـﺪﻩُ َﻏﻠﻴﻠ ـ ًﺔ َوﺟ ْﺴـ َـﻤﻪُ َﻋﻠــﻴﻼً ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﻓُـ ﱠـﻞ َﻋـ ﱢـﲏ َﻣـ ْـﻦ ﻧَ َ
ِ ِ
اﺟ َﻌ ْﻠــﲏ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﰲ د ْر ِﻋـ َ
ـﻚ ـﺐ ﱄ َوﻗْـ َـﺪﻩُ َ ،وا ْﻛﻔــﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ َ ،ﻫ ـ ﱠﻢ َﻣـ ْـﻦ أ َْد َﺧـ َـﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َﳘﱠــﻪُ َ ،و ْ َﺷـ ﱠ
ِ ِ ِ ِ
ﺻــﺎد ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ، اﳊَﺼــﻴﻨَﺔ َ ،وأَﻧْـ ِﺰْل َﻋﻠَـ ﱠـﻲ وﻗﺎﻳﺘــﻚ َواﻟ ﱠﺴــﻜﻴﻨَﺔَ َ ،وُﻛـ ْـﻦ ﱄ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ُ ،دو َن َﻋـ ُـﺪ ﱢوي ﺑ ْ
ﺎﳌﺮ َ
ِ
ﻀ ِـﻤْﻨﺘَﻪُ َ ،وﰲ ﻚ ﻓَ َ ﺼ َـﺮﺗِ َ
ع إﱃ ﻧُ ْ ﻓﺸـ َﻔ ْﻌﺘَﻪُ َ ،وﻓَـﺰ َ
ـﻚ َ ﺂوﻳْـﺘَـﻪُ َ ،وﺗَ َﺸـﻔﱠﻊ إﻟَْﻴ َ
ـﻚ ﻓَ َ
ب إﻟَْﻴ َاﺟ َﻌ ْﻠﲏ ،ﳑ ْﱠﻦ َﻫَﺮ َ َو ْ
ـﻚ اﻟــﱵ ﻻ ِ
اﺟ َﻌْﻠــﲏ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﰲ ذ ﱠﻣﺘِـ َ ِ ِ
ـﻚ َ ،وﺟـ َـﻮا ِرَك َ ،ﻛﻨ ْﻔﺘَــﻪُ َ ،و ْ ـﻚ َ ،و ْأﻣﻨـ َ
ِ
ـﺎك َ ،وﻛﻨَﻔـ َ ـﺎذ َك َ ،وِﲪَـ َِﻋﻴـ ِ
َ
ـﻚ ِ ِ ِ ِ
اﲪ ِـﲏ ﲝ َﻤـ َ ِ ِ ِ
ﺎح َ ،وا ْﻛﻨُـ ْﻔـﲏ ﲟََﻌﺎﻗﻠـ َ ـﺎك اﻟـﺬي ﻻ ﻳُ ْﺴــﺘﺒَ ُ ـﻚ اﻟـﱵ ﻻ ﺗُـ ْﻔ َﻘـُـﺮ َ ،و ْ ﺼـﲏ ﺑﺪﻻﺻـ َ ُﲣْ َﻔ ُـﺮ َ ،و ُﺧ ﱠ
ـﻚ ُﻣ َﻌـ ﱠﻮﱄ ﻳـﺎ ذا اﳉََـﻼ ل ـﺐ ،ﻓﺈﻧﱠـﻚ ُﻣ ْﻌﺘﻤـﺪ ِي َو َﻋﻠَْﻴ َ اﻟﱵ إﻟَﻴـﻬﺎ ﻳـﺮاح ،وأ ِ
َﻋ ﱢﲏ ﺑِﻨَ ْ ِ
ﺼـﺮَك اﻟـﺬي ﻻ ﻳُـ ْﻐﻠَ ُ ْ َ َُ ُ َ
ﻛﺮاَم .(١) « .. َوا ِﻹ ْ
__________________
١ـ اﳊﻜﻢ اﳉﻌﻔﺮﻳﺔ ) ص ( ١٢ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻴﺔ رﻗﻢ ٣٣ﲨﻊ وﲢﻘﻴﻖ ﺳﻴﻒ اﻟﺪﻳﻦ.
٢٥٢
ﻟﻘــﺪ ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم � ،ﻳﻨــﺎﺟﻲ رﺑــﻪ ،ﰲ ﻏﻠــﺲ اﻟﻠﻴــﻞ اﻟﺒﻬــﻴﻢ ،وﻳــﺪﻋﻮﻩ ﺑــﺈﺧﻼص أن ﻳﻘﺮﺑــﻪ
إﻟﻴﻪ زﻟﻔﻰ ،وﳝﻨﺤﻪ أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﳌﻘﺮﺑﲔ واﳌﻨﻴﺒﲔ.
أدﻋﻴﺘﻪ اﻟﻘﺼﺎر
أﻣــﺎ أدﻋﻴــﺔ اﻻﻣــﺎم � اﻟﻘﺼــﺎر ،ﻓﻬــﻲ ﺑﺎﻻﺿــﺎﻓﺔ ،إﱃ ﲨــﺎل أﻟﻔﺎﻇﻬــﺎ ،وﺑــﺪﻳﻊ ﺑﻼﻏﺘﻬــﺎ ،
ﻓﺎ ﺎ ﲤﺜﻞ اﻧﻘﻄﺎع ،اﻻﻣﺎم إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وإﻟﺘﺠﺎءﻩ إﻟﻴﻪ ،ﰲ ﲨﻴـﻊ ﺷـﺆوﻧﻪ ،وأﺣﻮاﻟـﻪ ،وﰲ ﻣـﺎ
ﻳﻠﻲ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﲪﺪ اﷲ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﲪﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﺿـﻰ ، » اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ ِﲟَ َﺤ ِﺎﻣ ِﺪﻩِ ُﻛﻠﱢ َﻬـﺎ ،ﻋﻠـﻰ ﻧَِﻌ ِﻤ ِـﻪ ُﻛﻠﱢ َﻬـﺎ َ ،ﺣ ﱠـﱴ ﻳَـْﻨﺘﻬـﻲ إﱃ ﻣـﺎ ُِﳛ ﱡ
ـﺐ َرﱢﰊ َ ،وﻳَـْﺮ َ
ﲨﻴ ِﻊ َﺧْﻠ ِﻘ ِﻪ .(١) « ..
ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠَﻴـﻨَﺎ ،وﻋﻠﻰ َِ ِ
اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻋْﻠﻤﻪ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ْ َ ْ َ
ِ ِِ ِ
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﷲ
وﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ اﳉﻠﻴﻠﺔ ،دﻋﺎؤﻩ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ،ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
ـﻮلَ :وﻓَـْـﻮ ق ﻣــﺎ ﻳَـ ُﻘــﻮل اﻟ َﻘــﺎﺋِﻠُﻮنَ :وأَ ْﺷــﻬﺪ أَﻧـﱠـﻚ َﻛ َﻤــﺎ َﺷــ ِﻬْﺪ ت
إﱐ أُ ْﺷـ ِﻬ ُﺪ َك َﻛ َﻤــﺎ ﺗَـ ُﻘـ ُ
» اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ ِ ِ ـﻚ َﻣ َﻼﺋِ َﻜﺘُـ َ
ِ
ﻟﻨَـ ْﻔ ِﺴـ َ
ـﺎﺋﻢ ﺑِﺎﻟﻘ ْﺴــﻂ ،ﻻ إﻟــﻪ إﻻﱠ أَﻧْـ َ
ـﺖ ، ـﻚ َ ،وأ َُوﻟُــﻮ اﻟﻌﻠ ـ ِﻢ ﺑﺄَﻧﱠــﻚ ﻗَـ ٌ ت ﻟَـ َ ـﻚ َ ،و َﺷ ـ ِﻬ َﺪ ْ
ﻚ َ ،وِﲝَ ْﻤ ِﺪ َك « .. ﻚ ُﺳْﺒ َﺤﺎﻧَ َ َوَﻛ َﻤﺎ أَﺛْـﻨَـْﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﻧـَ ْﻔﺴ َ
__________________
١ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ص .٤
٢٥٣
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ
وﻣﻦ أدﻋﻴﺘـﻪ � ،ﰲ اﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ ،ﻫـﺬا اﻟـﺪﻋﺎء :وﻛـﺎن ﻳـﺪﻋﻮ ﺑـﻪ ﻗﺒـﻞ أن ﻳﺴـﺄل اﷲ ﺣﺎﺟﺘـﻪ
:
ﺻ َـﻤ ٌﺪ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ َﱂْ ﻳَﻠِـ ْﺪ َ ،وَﱂْ ﻳُﻮﻟَ ُـﺪ َ ،وَﱂْ ﻳَﻜ ْـﻦ ﻟَـﻪُ ُﻛ ْﻔـﻮاً
َﺣ ٌﺪ ،ﻳﺎ َ
ِ ِ
» ﻳﺎ َواﺣ ُﺪ ،ﻳﺎ َﻣﺎﺟ ُﺪ ،ﻳﺎ أ َ
ِ ـﺎﻣﻊ اﻟـﺪ ِ ِ
ـﺎﺧْﻴـَﺮ َﻣ ْـﻦ
َﺟ َـﻮَد َﻣ ْـﻦ ُﺳـﺌ َﻞ َ ،وﻳَ َ ﱠﻋ َﻮات ،ﻳـﺎ أ ْ َﺣـ ٌﺪ ،ﻳـﺎ َﻋ ِﺰﻳ ٌـﺰ ،ﻳـﺎ َﻛـ ِﺮﱘٌ ،ﻳـﺎ َﺣﻨﱠـﺎ ُن ،ﻳـﺎ َﺳ َ َ أَ
ِ ِ ِ ِ
ـﺖ ، ـﺐ أَﻧْـ َ
ـﻮح ،ﻓَـﻠَــﻨ ْﻌﻢ اﳌُﺠﻴﺒُــﻮ َن ،ﻧ ْﻌـ َـﻢ اﳌُﺠﻴـ ُ أ َْﻋﻄَــﻰ ،ﻳــﺎ اﷲ ،ﻳـﺎ اﷲ ،ﻳــﺎ اﷲ َ ،وﻟَ َﻘـ ْﺪ ﻧَﺎداﻧــﺎ ﻧـُ ٌ
ـﻚ ُﻛﻠﱠ َﻬـﺎ َ ،وِﲝـ ﱢﻖ ُﳏَ ﱠﻤ ًـﺪ ، ﻌﻚ َ ،و ْأرَﻛﺎﻧِ َ ﻚ َوَد ْرﻋﻚ اﳊَﺼﻴﻨَ ِﺔ َ ،وﲜَ ْﻤ َ ﻚ ِﲟَﻠَ ُﻜﻮﺗِ َ
َﺳﺄَﻟُ َ ِ
َوﻧ ْﻌ َﻢ اﳌَْﺪ ُﻋﻮ ،أ ْ
ﺼﻠﱢ َﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َوآﻟِِﻪ .(١) « .. ِ
ﻷوﺻﻴَﺎء ﺑَـ ْﻌﺪ ُﳏَ ﱠﻤﺪ ،أَ ْن ﺗُ َ
َوﲝَ ﱢﻖ اَ ْ
ِ
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ اﻟﻔﻘﺮاء
وﻣــﻦ أدﻋﻴﺘــﻪ اﳉﻠﻴﻠــﺔ ،ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ،وﻛــﺎن ﻳــﺪﻋﻮ ﺑــﻪ ﻟﻠــﺘﻤﻜﻦ ﻣــﻦ ﺻــﻠﺔ اﻟﻔﻘـﺮاء ،وإﺳــﻌﺎف
اﻟﻀﻌﻔﺎء ،وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
اﺳــﺎة َﻣـ ْـﻦ ْ◌ ﻗﺘﱠ ـ ْـﺮت َﻋﻠَْﻴـ ِـﻪ
ﻚ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ َْرُزﻗْــﲏ ُﻣ َﻮ َ
َﻋــﺰِﱐ ﺑﻄَﺎﻋﺘِــﻚ ،وﻻ ُﲣْـِـﺰِﱐ ِﲟَﻌ ِ
ﺼـﻴِﺘَ َ ْ َ َ
ِ
اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ ْ
ﻚ « .. ِرْزﻗَﻪ ِ ،ﲟﺎ و ﱠﺳﻌﺖ ﻋﻠَﻲ ِﻣﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻀﻠ َ ُ َ َ ْ َ ﱠ ْ
وﻋــﺮض أﺑــﻮ ﻣﻌﺎوﻳــﺔ ـ ﻳﻌــﲏ ﻏﺴــﺎن ـ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء ﻋﻠــﻰ ﺳــﻌﻴﺪ ﺑــﻦ ﺳــﺎﱂ ،ﻓﻘــﺎل ﻫــﺬا دﻋــﺎء
اﻻﺷﺮاف ).(٢
____________
١ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) .ص .( ٤
٢ـ اﻋﻴﺎن اﻟﺸﻴﻌﺔ / ٤ق ١٧ / ٢ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺣﻠﻴﺔ اﻻوﻟﻴﺎء ،ﲨﻬﺮة اﻻوﻟﻴﺎء .٧٩ / ٢
٢٥٤
٥ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق
وأﺛــﺮت ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ اﻻدﻋﻴــﺔ ،ﻟﻄﻠــﺐ اﻟــﺮزق ،واﻟﺴــﻌﺔ ،ﰲ
اﳊﻴﺎة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
أ ـ روى اﻟﻌـﺎﱂ اﻟﻔﻘﻴـﻪ ﻣﻌﺎوﻳـﺔ ﺑـﻦ ﻋﻤـﺎر ﻗـﺎل :ﺳـﺄﻟﺖ أﺑـﺎ ﻋﺒـﺪاﷲ � ،أن ﻳﻌﻠﻤـﲏ دﻋـﺎء
ﻟﻠﺮزق ،ﻓﻌﻠﻤﲏ دﻋﺎء ،ﻣﺎ رأﻳﺖ أﺟﻠﺐ ﻟﻠﺮزق ﻣﻨﻪ ،وﻫﻮ :
ـﺐ ِ ،رْزﻗ ـﺎً َو ِاﺳــﻌﺎً َﺣـ َـﻼﻻً ﻃَﻴﱢﺒ ـﺎً ،ﺑََﻼﻏ ـﺎً ﻚ اﻟﻮ ِاﺳ ـ ِﻊ ،اﳊَـ َـﻼ ِل اﻟﻄﱠﻴﱢـ ِ » اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ ارزﻗْــﲏ ِﻣــﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻀــﻠ َ َ ْ ُ ْ
ِ اﻵﺧـﺮةِ ،ﺻـﺒﺎً ﺻـﺒﺎً ﻫﻨﻴﺌـﺎً ﻣ ِﺮﻳﺌـﺎً ِ ،ﻣـﻦ َﻏ ِـﲑ َﻛ ٍـﺪ ،وَﻻ ﻣـ ﱟﻦ ِﻣـﻦ أ ٍ ِ
ـﻚ ،إﻻﱠ َﺣـﺪ ِﻣ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘ َ ﻟﻠ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َو َ َ ّ َ ّ َ َ
ِ
(١ )
َ َ ْ َ ْ ْ
َﺳـﺄ َُل َ ،وِﻣ ْـﻦ ﻀـﻠِﻪ « ِﻣـﻦ ﻓَ ْ ِ اﺳﺄَﻟُﻮا اﷲ ِﻣﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻚأْ ﻀـﻠ َ ْ ﺖ َ » :و ْ اﻟﻮ ِاﺳ ِﻊ ،ﻓَﺈﻧ َ
ﱠﻚ ﻗُـْﻠ َ ﻚ َ َﺳ َﻌﺔً ِﻣ ْﻦ ﻓَﻀﻠ َ
ِ ِ
َﺳﺄ َُل .(٢) « .. َﺳﺄ َُل َ ،وﻣ ْﻦ ﻳَﺪ َك اﳌََﻸى أ ْ ﻚأْ َﻋ ِﻄﻴﱠﺘِ َ
ﺎﺟ ـﺔَ َو َﺳ ـﺄَﻟْﺘُﻪُ أَ ْن ِ ِ
ب ـ َرَو ى اﻟ َﻔﻘﻴــﻪ أَﺑــﻮ ﺑَﺼـــﲑ ﻗــﺎل َ :ﺷــ َﻜْﻮ ت إﱃ أَﰊ َﻋ ْﺒـــﺪ اﷲ � ،اﳊَ َ
ـﺎل :ﻗُــﻞ ﰲ ـﺖ ُﻣْﻨـ ُﺬ َد َﻋ ْﻮﺗَــﻪُ ﺑِـ ِـﻪ ،ﻗَـ َ
اﺣﺘَ ْﺠـ ُ
ﻳـﻌﻠّﻤــﲏ دﻋــﺎء ،ﰲ ﻃَﻠَـ ِ ِ
ـﺐ اﻟـﱢـﺮْزق ،ﻓَـ َﻌﻠﱠ َﻤــﲏ ُد َﻋــﺎءً ،ﻣــﺎ ْ َُ َ ُ َ ً
ﺎﺟﺪ :ﺻَﻼ ة اﻟﻠﱠﻴﻞ وأَﻧْﺖ ﺳ ِ
َ ْ َ َ
ول َ ،وﻳـﺎ أ َْو َﺳ َـﻊ َﻣ ْـﻦ أ َْﻋﻄَـﻰ َ ،وﻳـﺎ َﺧْﻴـ َـﺮ ُﻣ ْﺮَﲡَـﻰ ،أ ُْرِزﻗْـﲏ ، » ﻳﺎ ﺧﻴـﺮ ﻣ ْﺪ ُﻋ ﱟﻮ ،وﻳـﺎ ﺧﻴــﺮ ﻣﺴ ُـﺆ ٍ
َ َْ َ َ ْ ََْ َ
)(٣
ﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ٍء ﻗَ ِﺪ ٌﻳﺮ « .. ﻚ إﻧ َ
ِِ
ﺐ ﱄ ِرْزﻗﺎً ِﻣ ْﻦ ﻗﺒَﻠ َ ﻚ َ ،و َﺳﺒﱢ ْ
ِ
َوأ َْو ِﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ِﻣ ْﻦ ِرْزﻗ َ
ج ـ روى اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﻣﺮﺛﺪ ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم أﰊ ﻋﺒﺪاﷲ � ،ﻫﺬا
__________________
١ـ ﺻﺒﺎ ﺻﺒﺎ ،أي ﻛﺜﲑا ﻛﺜﲑا.
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٠ / ٢
٢٥٥
اﻟﺪﻋﺎء ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق وﻫﻮ :
» اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،أَو ِﺳــﻊ ﻋﻠَــﻲ ﰲ ِرْزﻗِـﻲ ،واﻣــﺪد ﱄ ﰲ ﻋﻤــﺮي ،واﺟﻌْﻠــﲏ ِﳑﱠـﻦ ﺗَـْﻨﺘ ِ ِ ِ
ﺼـُـﺮ ﺑِـ ِـﻪ ﻟــﺪﻳﻨِ َ
ﻚ، ْ َ َ َْ ُْ َْ ُْ ُ ْ ْ َ ﱠ
َوﻻ ﺗَ ْﺴﺘَْﺒِﺪ ل ﰊ َﻏْﲑ ي . « ..
)(١
د ـ روى أﺑﻮ ﺑﺼﲑ ﻗﺎل :ﻗﻠـﺖ ﻻﰊ ﻋﺒـﺪاﷲ � :إﻧـﺎ ﻗـﺪ اﺳـﺘﺒﻄﺄﻧﺎ اﻟـﺮزق ،ﻓﻐﻀـﺐ ،ﰒ
ﻗﺎل :ﻗﻞ :
ـﺖ ﺑِ ِﺮْزﻗِــﻲ َ ،وِرْزِق ُﻛـ ﱢـﻞ َداﺑـﱠ ٍـﺔ ،ﻓَـﻴَــﺎ َﺧْﻴ ـَـﺮ َﻣـ ْـﻦ ُد ِﻋـ َـﻲ َ ،وﻳـَـﺎ َﺧْﻴ ـَـﺮ َﻣـ ْـﻦ
ـﻚ ﻗَـ ْﺪ ﺗَ َﻜ ﱠﻔ ْﻠـ َ
» اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﻧـﱠ َ
ِ
ﻀ َﻞ ُﻣْﺮَﲡَﻰ « .. ُﺳﺌ َﻞ َ ،وﻳَﺎ َﺧْﻴـَﺮ َﻣ ْﻦ أ َْﻋﻄَﻰ َ ،وﻳَﺎ أَﻓْ َ
)(٢
وﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء أﻣﺮ ﺑﺮﻓﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ
ﻫ :ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ � ،إذا ﺟﺎء اﻟﺮزق ﺑﻌﺪ اﻧﻘﻄﺎع ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ـﺒﺢ ﻓِ َﻴﻬـﺎ
ﺼ ُ
اﳊﻤﺪ ﷲِ اﻟﺬي ﻧِﻌﻤﺘﻪ ﺗَـ ْﻐﺪو وﺗَـﺮوح ،وﻧَ ِﻈ ﱡﻞ ِ ﺎ ﻧَـﻬﺎرﻧـﺎ ،وﻧَﺒِﻴ ِ
ـﺖ ﻓ َﻴﻬـﺎ ﻟَْﻴـﻠَﺘَـﻨَـﺎ ،ﻓَـﻨُ ْ
َ ُ َ َ ْ َُُ ُ َ ُ ُ َ َْ ُ
ـﺎﻓﲔ ،اﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲِ اﳌـْﻨﻌِ ِﻢ ،اﳌﺘَـ َﻔﻀ ِـﻞ ﲔ ِﻣ َـﻦ اﻟﺒَـ ْﻠ َـﻮى ُ ،ﻣ َﻌ ﺑِﺮ ْﲪﺘِ ِﻪ ﻣﺴﻠِ ِﻤِﲔ ،وﳕُْ ِﺴﻲ ﻓِﻴﻬـﺎ ِﲟَﻨﱢ ِـﻪ ﻣ ْـﺆِﻣﻨِ
ُ ِ ُ َ َ ُ َ ََ ُْ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
،اﳌُ ْﺤﺴـ ـ ِﻦ ،اﳌُ ْﺠﻤ ـ ِـﻞ ،ذي اﳉَ ـ َـﻼل َوا ِﻹ ْﻛ ـ َـﺮام ،ذي اﻟ َﻔ َﻮاﺿ ـ ِـﻞ َواﻟ ــﻨ َﻌ ِﻢ َ ،واﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲ اﻟ ــﺬي َﱂْ
)(٣
ﻀ ْﺤﻨَﺎ ِﻋْﻨ َﺪ َﺳ ِﺮ َﻳﺮةٍ َ ،وَﱂْ ﻳُ ْﺴﻠِ ْﻤﻨَﺎ ِﲜَ ِﺮَﻳﺮة « ... ِ ِ ٍ
َﳜْ ُﺬﻟْﻨَﺎ ﻋْﻨ َﺪ ﺷﺪﱠة َ ،وَﱂْ ﻳَـ ْﻔ َ
وﲤﺜــﻞ ﻫــﺪﻩ اﻻدﻋﻴــﺔ ،ﻣــﺪى اﻋﺘﺼــﺎم ،اﻻﻣــﺎم � ،ﺑــﺎﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ،واﻋﺘﻘــﺎدﻩ اﳉــﺎزم ،ﺑــﺄن
أرزاق اﻟﻌﺒﺎد ،ﺑﻴﺪ اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ ،وﻻ ﺷﺄن ﻻراد ﻢ ﻓﻴﻪ.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥١ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٣ / ٢
٣ـ اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ٦
٢٥٦
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ،ﻋﻨﺪ ﻃﺎﻋﺘﻪ ،ﷲ ﺗﻌﺎﱃ :
ﻴﻊ ﱄ ،وﻻ ﻟِﻐَ ِْـﲑي ،ﰲﻚ،ﻻ ِ
ﺻـﻨ َ
َ ﺼْﻴﺘُ َ
ﻚ اﳊُ ﱠﺠﺔُ إ ْن َﻋ َ ﻚ اﳊَ ْﻤ ُﺪ إ ْن أَﻃَ ْﻌﺘُ َ
ﻚ َ ،وﻟَ َ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻟَ َ
إﺳﺎءَةِ .(١) « .. ِ ٍ
إﺣ َﺴﺎن َ ،وﻻ ُﺣ ﱠﺠﺔَ ﱄ َ ،وﻻ ﻟﻐَ ِْﲑي ﰲ َ ْ
أﻣﺎ ﻃﺎﻋﺔ اﻻﻧﺴﺎن ﳋﺎﻟﻘﻪ ،ﻓﺈﳕﺎ ﻫﻲ ﻟﻄﻒ ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ إن وﻓﻘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ،وأﻣﺎ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻟﻪ
،ﻓﺈﳕﺎ ﻫـﻲ ﺑﺈرادﺗـﻪ ،وﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ اﳊﺠـﺔ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﺑﻌـﺪ أن ﻣﻨﺤـﻪ اﻻﺧﺘﻴـﺎر ،وﱂ ﳚـﱪﻩ ﻋﻠـﻰ اﻟﻄﺎﻋـﺔ
وﻻ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺼﻴﺔ.
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ اﷲ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻪ ،ﻋﻠـﻰ ﻓﻀـﻞ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،ﻋﻠـﻰ أﻫـﻞ
اﻟﺒﻴﺖ � :
ﻀـﻠِ ِﻪ َﻋﻠَْﻴـﻨَـﺎ َ ،وﻋﻠـﻰ َﲨﻴـ ِﻊ َﺧْﻠ ِﻘ ِـﻪ َ ،وَﻛـﺎ َن ﺑِ ِـﻪ أَ ْﻛ َـﺮُم
اﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ ﻋﻠـﻰ ﻋِْﻠ ِﻤ ِـﻪ َ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲِ ﻋﻠـﻰ ﻓَ ْ
ﻀﻞ ﰲ ذﻟِﻚ .(٢) « .. اﻟ َﻔ ْ
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ اﷲ
ﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،وﻛﺎن ﻳﺪﻋﻮ ﺑـﻪ ،ﻟﻄﻠـﺐ اﻟﻌﻔـﻮ ،ﻣـﻦ اﷲ ﻋﺰوﺟـﻞ ،
وﻫﺬا ﻧﺼﻪ :
اﻟﻌ ْﻔ ِﻮ ،أ َْوَﱃ ِﲟَﺎ أَﻧَﺎ أ َْﻫ ٌﻞ ﻟَﻪُ ِﻣ َﻦ ِ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ ِ
ﱢﻚ ﲟَﺎ أَﻧْ َ
ﺖ أ َْﻫ ٌﻞ ﻟَﻪُ ﻣ َﻦ َ ُ
__________________
١ـ اﻻﺋﻤﺔ اﻻرﺑﻌﺔ ) ص .( ٣١٦
٢ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص ٦ـ .( ٧
٢٥٧
اﻟﻌ ُﻘﻮﺑَﺔ .(١) « ..
ُ
إن اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ،اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﻣﺼـﺪر اﻟﻔـﻴﺾ ،واﻻﺣﺴـﺎن ،ﻋﻠـﻰ ﻋﺒـﺎدﻩ ،اﻟـﺬي ﻻ ﺣـﻮل ﳍــﻢ
وﻻ ﻗﻮة ،ﻓﻬﻮ ﺗﻌﺎﱃ أوﱃ وأﺟﺪر ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ واﻻﺳﺎءة.
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻘﻀﺎء اﳊﻮاﺋﺞ
ﻛــﺎن اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﻳــﺄﻣﺮ ﻣــﻦ ﻛﺎﻧــﺖ ﻟــﻪ ﺣﺎﺟــﺔ ،ﻳﺮﻳــﺪ ﻗﻀــﺎءﻫﺎ ،ﺑﻘ ـﺮاءة ﺳــﻮرة
اﻻﻧﻌﺎم ،وﺻﻼة أرﺑﻊ رﻛﻊ ،ﻳﻘﺮأ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮرة اﳊﻤﺪ ،واﻻﻧﻌﺎم ،وإذا ﻓﺮغ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﻠﻴﻘﺮأ ﻫـﺬا
اﻟﺪﻋﺎء :
ﱡﻋ ِﺎء ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻻ ِ ِ
ـﻴﻢ ﻣـ ْـﻦ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻋﻈــﻴ ٍﻢ ،ﻳــﺎ َﲰﻴـ َـﻊ اﻟـﺪ َ
» ﻳــﺎ َﻛـ ِﺮﱘ ،ﻳــﺎ َﻛـ ِﺮﱘ ،ﻳــﺎ ﻋ ِﻈــﻴﻢ ،ﻳــﺎ ﻋ ِﻈـ ِ
َ ُ َ ُ ُ ُ
ﺿـ ْـﻌ ِﻔﻲ َ ،وﻓَـ ْﻘ ـ ِﺮي َ ،وﻓَــﺎﻗَﱵ ، ٍ
آل ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َ ،و ْار َﺣـ ْـﻢ َ ﺗُـﻐَﻴﱢ ــﺮﻩ اََﻷﻳـﱠـﺎم واﻟﻠﱠﻴـ ِـﺎﱄ ،ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ م◌ َﲪﱠـ ٍـﺪ و ِ
ًُ َ َ ُُ ُ َ َ
ﻮب َ ،ﺣـ ﱠـﱴ َرﱠد ِ ِ ِ َوَﻣ ْﺴ ـ َﻜﻨَﱵ َ ،وَﻣ ْﺴ ـﺄَﻟَﱵ ،ﻓَﺈﻧـﱠ َ
ـﲑ ﻳَـ ْﻌ ُﻘ ـ َ
ـﺎﺟﱵ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ َرﺣـ َـﻢ اﻟ ﱠﺸـ ْـﻴ َﺦ اﻟ َﻜﺒـ َ ـﻚ أ َْﻋﻠَـ ُـﻢ ﲝَـ َ
ـﻮل ﺑَ َـﻼ ٍء ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ َرِﺣ َـﻢ ُﳏَ َﻤـﺪاً � ، ﻒ ،وأَﻗَـﱠﺮ َﻋﻴـﻨَﻪ ،ﻳـﺎ ﻣـﻦ رِﺣـﻢ أَﻳـﻮب ﺑـﻌ َـﺪ ﻃُ ِ
َ ْ َ َ ُ َ َْ ﻮﺳ َ َ ْ ُ
ِ
َﻋﻠَْﻴﻪ ﻳُ ُ
ـﺚ ،ﻳ ــﺎ ﺶ َ ،وﻃَ َﻮاﻏِﻴﺘِ َﻬ ــﺎ َ ،و ْأﻣ َﻜﻨَ ــﻪُ ِﻣـ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ ،ﻳ ــﺎ ُﻣﻐِﻴ ـ ُ ﺼ ـ َـﺮُﻩ ﻋﻠ ــﻰ َﺟﺒَ ــﺎﺑَِﺮةِ ﻗُـ ـ َـﺮﻳْ ٍ
َوﰲ اﻟﻴُـ ـْﺘ ِﻢ َآواﻩُ َ ،وﻧَ َ
ُﻣﻐِﻴﺚ « ..
وأﺿــﺎف اﻻﻣــﺎم � ،ﻗــﺎﺋﻼ :ﻓﻮاﻟــﺬي ﻧﻔﺴــﻲ ﺑﻴــﺪﻩ ،ﻟــﻮ دﻋــﻮت ﺑــﻪ ،ﺑﻌــﺪﻣﺎ ﺗﺼــﻠﻲ ﻫــﺬﻩ
اﻟﺼﻼة ،ﻟﻘﻀﻴﺖ ﲨﻴﻊ ﺣﻮاﺋﺠﻚ ).(٢
١٠ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﰲ دﻓﻊ اﻻﻣﺮاض
وﻧﻘﻞ اﻟﺮواة ،ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،
__________________
٢ـ زﻫﺮ اﻵداب وﲦﺮ اﻻﻟﺒﺎب .٨٤ / ١
١ـ اﻟﺒﻠﺪ اﻻﻣﲔ ) ص ١٥٥ـ .( ١٥٦
٢٥٨
ﻛﺎن ﻳﺘﺴﻠﺢ ﺎ ،ﰲ دﻓﻊ اﻟﻌﻠﻞ واﻻﻣـﺮاض ﻋﻨـﻪ ،وﻛـﺎن ﻳﻌﻠﻤﻬـﺎ ﻻﺻـﺤﺎﺑﻪ ،وﻳﺮﺷـﺪﻫﻢ ﻟﻘﺮاء ـﺎ
،وﻫﺬﻩ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
إ ـ ﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا أﱂ ﺑﻪ اﳌﺮض ،دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ :
ﺖ » :ﻗُ ْﻞ ْاد ُﻋـﻮا اﻟ ِـﺬﻳﻦ َز َﻋ ْﻤـﺘُ ْﻢ ِ ،ﻣ ْـﻦ ُدوﻧِ ِـﻪ ،ﻓَ َـﻼ ﳝَْﻠِ ُﻜ ُـﻮ َن ت أَﻗْـ َﻮاﻣﺎً ،ﻓَـ ُﻘ ْﻠ َﱠﻚ َﻋﻴﱠـ ْﺮ َاﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،إﻧ َ
ِ
ﺿـﱢﺮي َ ،وﻻ َْﲢﻮﻳﻠَـﻪُ َﻋ ﱢـﲏ َﻏْﻴـ ُـﺮﻩُ ـﻒ ُ ـﻚ َﻛ ْﺸ َ اﻟﻀﱢﺮ َﻋْﻨ ُﻜﻢ َوﻻ َْﲢ ِﻮﻳﻼ « ..ﻓَـﻴَﺎ َﻣ ْﻦ ﻻ ﳝَْﻠ ُ َﻛ ْﺸﻒ ُ
)(١
آل ﳏ ﱠﻤـ ٍـﺪ ،وا ْﻛ ِﺸــﻒ ﺿ ـﺮي ،وﺣﻮﻟْــﻪ إﱃ ﻣــﻦ ﻳ ـﺪﻋﻮ ﻣﻌـ ِ ٍ
آﺧـ َـﺮ ،ﻻ إﻟــﻪَ ـﻚ ا َﳍــﺂ َ ْ ُ ﱢ َ َ َﱢ ُ َ ْ َ ْ ُ ََ َ َ ﺻـ ﱢـﻞ ُﳏَ ﱠﻤ ـﺪ َو ِ َُ َ ،
َﻏْﻴـُﺮ ك .(٢) « ...
ب ـ روى داوود ﺑـﻦ رزﻳــﻦ ﻗـﺎل :ﻣﺮﺿـﺖ ﺑﺎﳌﺪﻳﻨــﺔ ،ﻣﺮﺿـﺎ ﺷـﺪﻳﺪا ﻓﺒﻠــﻎ ذﻟـﻚ ،أﺑـﺎ ﻋﺒــﺪاﷲ
� ،ﻓﻜﺘﺐ إﱄ :ﻗﺪ ﺑﻠﻐﲏ ﻋﻠﺘﻚ ﻓﺎﺷﱰ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺑـﺮ ،ﰒ اﺳـﺘﻠﻖ ﻋﻠـﻰ ﻗﻔـﺎك ،واﻧﺜـﺮﻩ ﻋﻠـﻰ
ﺻﺪرك ﻛﻴﻔﻤﺎ اﻧﺘﺜﺮ وﻗﻞ :
ِِ ﻚ ﺑِـ ِـﻪ اﳌ ْ ﻚ ﺑِ ِْ
ﺿ ـﱢﺮ ، ﺖ ﻣــﺎ ﺑِــﻪ ﻣـ ْـﻦ ُ ﻀ ـﻄَُﺮ َ ،ﻛ َﺸ ـ ْﻔ َ ـﻚ ،اﻟــﺬي إذَا َﺳ ـﺄَﻟَ َ ﺎﲰـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َإﱐ أ ْ
اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ُ ِ
ﺼ ـﻠﱢﻲ ﻋﻠ ــﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ــﺪ َوآل ـﻚ ،أَ ْن ﺗُ َ ـﻚ ﻋﻠ ــﻰ َﺧ ْﻠﻘ ـ َ ض َ ،و َﺟ َﻌْﻠﺘَــﻪُ ﻋﻠ ــﻰ َﺧﻠﻴ َﻔﺘَـ َ ـﺖ ﻟَــﻪُ ﰲ َاﻷ ْر ِ َوَﻣ ﱠﻜْﻨ ـ ُ
ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َ ،وأَ ْن ﺗُـ َﻌﺎﻓِﻴﲏ ِﻣ ْﻦ ِﻋﻠﱠﱵ « ..
ﰒ إﺳــﺘﻮ ﺟﺎﻟﺴــﺎ ،واﲨــﻊ اﻟــﱪ ﻣــﻦ ﺣﻮﻟــﻚ ،وأﻗﺴــﻤﻪ ﻣــﺪا ﻣــﺪا ﻟﻜــﻞ ﻣﺴــﻜﲔ ،ﻗــﺎل داوود:
ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻓﻜﺄﳕﺎ ﻧﺸﻄﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﺎل ،وﻗﺪ ﻓﻌﻠﻪ ﻏﲑ واﺣﺪ ﻓﺎﻧﺘﻔﻊ ﺑﻪ ).(٣
__________________
١ـ ﺳﻮرة اﻻﺳﺮاء ( آﻳﺔ .٥٦
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٦٤ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٦٤ / ٢
٢٥٩
ج :ـ روى ﻳﻮﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﻤﺎر ،ﻗـﺎل :ﻗﻠـﺖ ﻻﰊ ﻋﺒـﺪاﷲ � ،ﺟﻌﻠـﺖ ﻓـﺪاك ،ﻫـﺬا اﻟـﺬي
،ﻇﻬــﺮ ﺑــﻮﺟﻬﻲ ،ﻳــﺰﻋﻢ اﻟﻨــﺎس ،أن اﷲ ﻋﺰوﺟــﻞ ،ﱂ ﻳﺒﺘــﻞ ﺑــﻪ ﻋﺒــﺪا ﻟــﻪ ﻓﻴــﻪ ﺣﺎﺟــﺔ ،ﻓﻘــﺎل ﱄ:
ﻟﻘـﺪ ﻛـﺎن ﻣـﺆﻣﻦ آل ﻓﺮﻋـﻮن ﻣﻜﻨــﻊ اﻻﺻـﺎﺑﻊ ) (١ﻓﻜـﺎن ﻳﻘـﻮل :ﻫﻜــﺬا وﳝـﺪ ﻳـﺪﻩ ـ وﻳﻘـﻮل » :ﻳــﺎ
ﻗــﻮم اﺗﺒﻌـﻮا اﳌﺮﺳــﻠﲔ « ﰒ ﻗــﺎل :إذا ﻛــﺎن اﻟﺜﻠــﺚ اﻻﺧــﲑ ﻣــﻦ اﻟﻠﻴــﻞ ،ﻓﻔــﻲ أوﻟــﻪ ﺗﻮﺿــﺄ ،وﻗــﻢ إﱃ
ﺻــﻼﺗﻚ اﻟــﱵ ﺗﺼــﻠﻴﻬﺎ ،ﻓــﺈذا ﻛﻨــﺖ ﰲ اﻟﺴــﺠﺪة اﻻﺧــﲑة ﻣــﻦ اﻟــﺮﻛﻌﺘﲔ اﻻوﻟﻴــﲔ ،ﻓﻘــﻞ وأﻧــﺖ
ﺳﺎﺟﺪ :
ات ، ات ،وﻳـﺎ ﻣﻌ ِﻄـﻲ اﳋﻴــﺮ ِ ـﺎﻣﻊ اﻟـﺪﱠﻋﻮ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ُ ْ َ َْ َ ـﻴﻢ ،ﻳـﺎ َﺳ َ َ َ ـﻴﻢ ،ﻳـﺎ َر ْﲪ ُـﻦ ،ﻳـﺎ َرﺣ ُ » ﻳﺎ َﻋﻠ ﱞـﻲ ،ﻳـﺎ َﻋﻈ ُ
ف َﻋ ﱢـﲏ اﺻـ ِﺮ ْ
ـﺖ أ َْﻫﻠُـﻪُ َ ،و ْ
ِ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ ،و ْاﻋ ِﻄـﲏ ِﻣ ْـﻦ َﺧ ِْ
ـﲑ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧ َـﺮةِ ،ﻣـﺎ أَﻧْ َ َ
َ َ
ِ ِ
اﻟﻮ َﺟـ َـﻊ ـ وﺗــﺬﻛﺮ اﲰــﻪ ،ﻓَﺈﻧـﱠـﻪُ ﻗَـ ْﺪ ـﺐ َﻋـ ﱢـﲏ َﻫـ َﺬا َ ﻣــﻦ َﺷـﱢـﺮ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـ َـﺮِة ،ﻣــﺎ أَﻧْـ َ
ـﺖ أ َْﻫﻠُــﻪُ َ ،وأَذﻫـ ْ
َﺣَﺰﻧَﲏ « ..
َﻏﺎﻇَﲏ َوأ ْ
واﻣﺮﻩ ﺑﺎﻻﻛﺜﺎر ﻣﻦ اﻟﺪﻋﺎء ،ﻗﺎل ﻳﻮﻧﺲ :ﻓﻤﺎ وﺻﻠﺖ إﱃ اﻟﻜﻮﻓﺔ ،ﺣـﱴ أذﻫـﺐ اﷲ ﺑـﻪ ﻋـﲏ
ﻛﻠﻪ ).(٢
د :ﺷﻜﺎ ﺑﻌﺾ أﺻﺤﺎب اﻻﻣﺎم اﻟﺼـﺎدق � إﻟﻴـﻪ ،وﺟﻌـﺎ أﱂ ﺑـﻪ ،ﻓﻘـﺎل � ﻟـﻪ ﻗـﻞ :
ﺑﺴﻢ اﷲ ،ﰒ اﻣﺴﺢ ﻳﺪك ﻋﻠﻴﻪ ،وﻗﻞ
َﻋـﻮذُ ِﲜَﻤـﻊ ِ ِ ِ » أَﻋﻮذُ ﺑِﻌِﱠﺰِة اﷲِ ،وأَﻋﻮذُ ﺑُِﻘـ ْﺪرِة اﷲِ ،وأ ِ
َﻋـﻮذُ ﲜَ َـﻼ ِل اﷲ َ ،وأ ُ
َﻋـﻮذُ ﺑِ َﻌﻈَ َﻤـﺔ اﷲ َ ،وأ ُ َُ َ َُ ُ
ـﺎف ﻋﻠـﻰ
َﺧ ُ ِ ِ َﻋﻮذ ﺑِﺄ ْ اﷲِ ،وأَﻋﻮذُ ﺑِﺮﺳ ِ ِ
َﲰَﺎء اﷲ ﻣـﻦ َﺷـﺮ ﻣـﺎ أ ْﺣـ َﺬ ُر َ ،وﻣ ْـﻦ َﺷ ﱢـﺮ ﻣـﺎ أ َ ﻮل اﷲ )ص( َوأ ُ َ ُ َُ
ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ «
__________________
١ـ ﻣﻜﻨـﻊ اﻻﺻـﺎﺑﻊ :ﻫـﻮ ﻣـﻦ رﺟﻌـﺖ اﺻـﺎﺑﻌﻪ إﱃ ﻛﻔـﻪ ،وﻇﻬـﺮت دواﺟﻴـﻪ وﻫـﻲ ﻣﻔﺎﺻـﻞ اﺻـﻮل اﻻﺻـﺎﺑﻊ ﺟـﺎء ذﻟـﻚ
ﰲ ﳎﻤﻊ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ.
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٦٥ / ٢
٢٦٠
وأﻣﺮﻩ ﺑﺄن ﻳﻘﺮأ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ﺳﺒﻊ ﻣﺮات ،ﻓﻔﻌﻞ ،ﻓﺬﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﳚﺪ ﻣﻦ أﱂ ).(١
ﻫ ـ روى ﻋﺒــﺪاﷲ ﺑــﻦ ﺳــﻨﺎن :ﻋــﻦ اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،أﻧــﻪ ﻗــﺎل :إذا أﺻــﺎﺑﻚ وﺟــﻊ ،
ﻓﻀﻊ ﻳﺪك ﻋﻠﻴﻪ ،وﻗﻞ :
ـﻮل اﷲِ )ص( ﻻ َﺣـ ْـﻮَل َوﻻ ﻗُـ ـ ﱠﻮةِ إﻻﱠ ﺑِــﺎﷲِ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ْ ،إﻣ َﺴـ ْـﺢ » ﺑِ ْﺴ ـ ِﻢ اﷲِ َ ،وﺑِــﺎﷲِ ُ ،ﳏَ َﻤ ـ ٌﺪ َر ُﺳـ ُ
ث ﻣﱠﺮ ٍ
ات ).(٢ ِ ِ
اﻟﻮ َﺟ ِﻊ ﺛََﻼ َ َ
َﻋ ﱢﲏ ﻣﺎ أﺟ ُﺪﻩُ َ ،وﲤَْ َﺴ ُﺢ ُﻣ ْﻮﺿ َﻊ َ
و ـ روى ﺣﺴﲔ اﳋﺒﺎز اﳋﺮاﺳﺎﱐ ،ﻗﺎل :ﺷﻜﻮت إﱃ اﻻﻣﺎم أﰊ ﻋﺒﺪ اﷲ � ،وﺟﻌﺎ ﰊ
،ﻓﻘﺎل � :إذا ﺻﻠﻴﺖ ﻓﻀﻊ ﻳﺪك ﻣﻮﺿﻊ ﺳﺠﻮدك ،ﰒ ﻗﻞ
ﻮل اﷲِ � ،إ ْﺷ ِﻔﲏ ﻳﺎ َﺷﺎﰲ ِ ،ﺷ َﻔ ُﺎؤ َك ِﺷ َﻔﺎءً ﻻ ﻳَـﻐَ ِﺎد ُر ُﺳ ْﻘﻤﺎً ، » ﺑِ ْﺴ ِﻢ اﷲِ ُ ،ﳏَ َﻤ ٌﺪ َر ُﺳ ُ
ﺷ َﻔﺎء ِﻣﻦ ُﻛ ﱢﻞ داء َو ُﺳ ْﻘﻢ ).(٣
ز ـ روى ﻣﻌﺎوﻳﺔ ﺑﻦ ﻋﻤـﺎر ،ﻋـﻦ اﻻﻣـﺎم أﰊ ﻋﺒـﺪاﷲ � ،ﻗـﺎل :ﺗﻀـﻊ ﻳـﺪك ﻋﻠـﻰ ﻣﻮﺿـﻊ
اﻟﻮﺟﻊ ،وﺗﻘﻮل :
ﲔ َ ،وُﻫ َـﻮ ِﻋْﻨ َـﺪ َك ﰲ أُﱢم ِ
اﻟﺮو ُح َاﻷﻣ ُ
ِِ
اﻟﻌﻈﻴﻢ ،اﻟﺬي ﻧـََﺰَل ﺑﻪ ُ
آن َ ِ ِ ﻚ ِﲝ ﱢﻖ اﻟ ُﻘﺮ ِ
َﺳﺄَﻟُ َ َ ْ إﱐ أ ْ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ « .. ﻚ َ ،وﺗُـ َﻌﺎﻓﻴَﲏ ِﻣ ْﻦ ﺑََﻼﺋِ َ
ﻚ َ ،وﺗُ َﺪاوﻳَﲏ ﺑِ َﺪ َواﺋِ َﻴﻢ ،أَ ْن ﺗُ ْﺸﻔﻴَﲏ ﺑِ ِﺸ َﻔﺎﺋِ َ
اﻟﻜﺘَﺎب َﻋﻠ ﱞﻲ َﺣﻜ ٌ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٦٦ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٣ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٢٦١
ﺗﻘﻮل ذﻟﻚ :ﺛﻼث ﻣﺮات ،وﺗﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﳏﻤﺪ وآﻟﻪ ).(١
ح ـ روى اﳊﺴﲔ ﺑﻦ ﻧﻌﻴﻢ ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أن ﺑﻌـﺾ أوﻻدﻩ ،اﺷـﺘﻜﻰ ﻋﻠـﺔ ،
ﻓﻘﺎل � ﻟﻪ :ﻳﺎ ﺑﲏ ﻗﻞ :
ِ ِ
ـﺈﱐ َﻋْﺒ ـ ُـﺪ َك َوأﺑْـ ُـﻦ ﻚ َ ،و َﻋ ــﺎﻓﲏ ِﻣ ـ ْـﻦ ﺑََﻼﺋِـ َ
ـﻚ ،ﻓَـ ّ ﻚ َ ،وَدا ِوﱐ ﺑَ ـ َﺪ َواﺋِ َ
» اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،إ ْﺷ ــﻔﲏ ﺑِ ِﺸـ ـ َﻔﺎﺋِ َ
َﻋْﺒِﺪ ك ).(٢
ط ـ روى داوود ﺑﻦ رزﻳﻦ ،ﻋﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،أﻧﻪ ﻗﺎل :ﺗﻀﻊ ﻳﺪك ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺟـﻊ ،
وﺗﻘﻮل :ﺛﻼث ﻣﺮات :
ِ ِ ِِ
ﻴﻤﺔ ﻓَـ َﻔﱢﺮ ْﺟ َﻬﺎ ﻋﲏ ).(٣ اﷲُ ،اﷲُ َرﱢﰊ َﺣ ّﻘﺎً ،ﻻ أُ ْﺷ ِﺮُك ﺑﻪ َﺷْﻴﺌﺎً ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْﺖ َﳍَﺎ َوﻟ ُﻜ ﱢﻞ َﻋﻈ َ
ي ـ وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا دﳘﺘﻪ ﺑﻌﺾ اﻻﻣﺮاض ،ﻗﺎل :
)(٤
ﻀﺒﺎً «
إﺟ َﻌْﻠﻪُ أ ََدﺑﺎً ﻻ َﻏ َ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،
إن ﻫﺬﻩ اﻻدﻋﻴﺔ ،اﻟﱵ وﺻﻔﻬﺎ ﺳﻠﻴﻞ اﻟﻨﺒﻮة ،ﳌﻌﺎﳉﺔ ﺑﻌﺾ اﻻﻣﺮاض ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻔﺎت اﻟﺮوﺣﻴـﺔ
،اﻟﱵ أﺛﺒﺘـﺖ اﻟﻔﺤـﻮص اﻟﻄﺒﻴـﺔ ،أ ـﺎ ﻣـﻦ أﳒـﻊ اﻟﻮﺳـﺎﺋﻞ ،ﳌﻌﺎﳉـﺔ ﺑﻌـﺾ اﻻﻣـﺮاض اﳌﺴﺘﻌﺼـﻴﺔ ،
ﻛﻤــﺎ أ ــﺎ ﰲ ﻧﻔــﺲ اﻟﻮﻗــﺖ ،ﺗﺸــﻴﻊ ﰲ آﻓــﺎق اﻟــﻨﻘﺲ ،روح اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨــﺔ ﺑــﺎﷲ اﻟــﺬي ﺑﻴــﺪﻩ ﲨﻴــﻊ
ﳎﺮﻳﺎت اﻻﺣﺪاث.
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ./ ٢
٤ـ اﻋﻴﺎن اﻟﺸﻴﻌﺔ / ٤ق ٢١٧ /ـ .٢٢٠
٢٦٢
١١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﳌﺼﻴﺒﺔ
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا أﳌﺖ ﺑﻪ ﻣﺼﻴﺒﺔ ،أو ﺧﻄﺐ ،دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﺼ ــﻴﺒَﱵ ﰲ ِدﻳ ــﲏ َ ،واﳊَ ْﻤ ـ ُـﺪ ﷲِ اﻟ ــﺬي ﻟَ ـ ْـﻮ َﺷ ــﺎءَ أَ ْن ﺗَ ُﻜ ــﻮ َن
» اﳊﻤ ـ ُـﺪ ﷲِ ،اﻟ ــﺬي َﱂ َﳚﻌ ــﻞ ﻣ ِ
ْ َْ ْ ُ َْ
ﺖ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲِ ﻋﻠﻰ َاﻷ ْﻣ ِﺮ اﻟﺬي َﺷﺎءَ أَ ْن ﻳَ ُﻜﻮ َن . « .. ِ ﻣِ
ﺖ ﻟَ َﻜﺎﻧَ ْ
ﺼﻴﺒَﱵ أ َْﻋﻈَ َﻢ ﳑﱠﺎ َﻛﺎﻧَ ْ
)(١
ُ
ﻟﻘﺪ ﻓﻮض اﻻﻣﺎم � ،ﲨﻴﻊ أﻣﻮرﻩ ،وﺷﺆوﻧﻪ ،إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻓﻬﻮ ﰲ اﻟﻀﺮاء ،واﻟﺴـﺮاء
ﻳﺸﻜﺮﻩ ،وﻳﺮﻓﻊ ﻟﻪ آﻳﺎت اﳊﻤﺪ ،واﻟﺮﺿﺎ ﲟﺎ ﻗﺴﻢ وﻗﺪر.
١٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﺟﺎﺑﺔ دﻋﺎﺋﻪ
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم � ،إذا دﻋﺎ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،واﺳﺘﺠﺎب ﻟﻪ دﻋﺎءﻩ ،ﲪﺪﻩ ودﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﺻ َﻤ ٌﺪ ، » ﻳﺎ أَﺟﻮد ﻣﻦ أ َْﻋﻄَﻰ ،وﻳﺎ ﺧﻴـﺮ ﻣﻦ ﺳﺌِﻞ ،وﻳﺎ أَرﺣﻢ ﻣ ِﻦ ِ
َﺣ ٌﺪ ،ﻳﺎ َ اﺳﺘَـْﺮﺣ َﻢ ،ﻳﺎ أ َ
ََ َْ َ َ ْ ُ َ ََ ْ َ َ َ ْ ََْ َ ْ
ـﺎﺣﺒَﺔً َوَﻻ َوﻟَــﺪاً ،ﻳــﺎ َﻣــﻦ ﻳــﺎ ﻣــﻦ َﱂ ﻳﻠِـ ْﺪ وَﱂ ﻳﻮﻟَـ ْﺪ ،وَﱂ ﻳ ُﻜــﻦ ﻟَــﻪ ُﻛ ْﻔـﻮاً أَﺣـ ٌﺪ ،ﻳــﺎ ﻣــﻦ َﱂ ﻳـﺘ ِ
ﱠﺨ ـ ْﺬ ﺻـ ِ
َ َْ َْ َ ََْ ْ ُ َ ْ َْ َُْ
ِ
ـﲔ اﳌ ْـﺮء َوﻗَـ ْﻠﺒِ ِـﻪ ،ﻳـﺎ َﻣ ْـﻦ ِ
ـﻮل ﺑـ
ـﺐ ،ﻳـﺎ ﻣـﻦ َﳛ ُ
ِ َ ْ ُ ََْ َ
َﺣ ﱢ ﻳـَ ْﻔ َﻌ ُﻞ ﻣـﺎ ﻳَ َﺸـﺎءُ َ ،وَْﳛ ُﻜ ُـﻢ ﻣـﺎ ﻳُِﺮﻳ ُـﺪ َ ،وﻳـَ ْﻘﻀـﻲ ﻣـﺎ أ َ
ﻴﻊ ﻳﺎ ﺑَﺼ ٌﲑ « .. ِ ﻫﻮ ﺑِﺎﳌْﻨﻈَ ِﺮ َاﻷ ْﻋﻠَﻰ ،ﻳﺎ ﻣﻦ ﻟَﻴ ِ ِ ِ
ﲕ ﻳﺎ َﲰ ٌ ﺲ َﻛﻤﺜْﻠﻪ َﺷ ٌْ َْ ْ َ َُ َ
١٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ
وﻛﺎن � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻟﻠﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﻟﺮزق ،وﻫﺬا
__________________
١ـ اﻋﻴﺎن اﻟﺸﻴﻌﺔ / ٤ق ٢١٧ / ٢ـ .٢٢٠
٢٦٣
ﻧﺼﻪ :
ـﻚ اﳊَ َـﻼ ِل ،ﻣـﺎ أَ ْﻛ ِﻔـﻲ ﺑِ ِـﻪ َو ْﺟ ِﻬـﻲ َ ،واُؤﱢدي ﺑِ ِـﻪ َﻋ ﱢـﲏ أ ََﻣـﺎﻧَِﱵ ،ِ
» اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،أ َْو ِﺳ ْـﻊ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ِﻣ ْـﻦ ِرْزﻗ َ
اﻟﻌ ْﻤَﺮةِ « .. ِ ِِ ِ
َوأَﺻ ُﻞ ﺑﻪ َرﲪﻲ َ ،وﻳَ ُﻜﻮ ُن َﻋ ْﻮﻧﺎً ﱄ ﰲ اﳊَ ﱢﺞ َو ُ
١٤ـ دﻋﺎؤﻩ إذا أﳘﻪ أﻣﺮ
وﻛﺎن اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،إذا أﳘﻪ أﻣﺮ ،دﻋﺎ ﺬا اﻟﺪﻋﺎ :
ﻚ ﻓَﺎ ْﻛ ِﻔﲏ « ِ ْﻔﻲ ِﻣﻦ ُﻛﻞ أ ٍ
َﺣﺪ ِﻣ ْﻦ َﺧ ْﻠﻘ َ
ْ ﱢ َ
ْﻔﻲ ِﻣْﻨﻚ أَﺣ ٌﺪ ،وأَﻧْﺖ ﺗَﻜ ِ
َ َ َ َ
» اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،إﻧﱠﻚ ﻻ ﻳﻜ ِ
َ َ ُ
ﰒ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺎ أﳘﻪ .
)(١
١٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة
وﻣﻦ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﰲ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ،ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ ِ
ﺖ ﺗَﺒِ َﻌﺘُﻪُ ،ﻓَ ْـﺎر َ
ض ﺷﻬ َﻮﺗُﻪُ َ ،وﺑَﻘﻴَ ْ
ﺖ ْ ﻀ ْ ﺖ أَﻳﱠ ُﺎﻣﻪُ َ ،وﺑَﻘﻴَ ْ
ﺖ آﺛَ ُﺎﻣﻪُ َ ،واﻧْـ َﻘ َ ﻀْ ﻚ َ ،ﻣ َ » َﺳﺎﺋِ ٌﻞ ﺑِﺒَﺎﺑِ َ
)(٢
اض َﻋْﻨﻪُ « اﻟﺴﻴﱢ ُﺪ َﻋ ْﻦ َﻋْﺒ ِﺪﻩِ َ ،وُﻫ َﻮ َﻏْﻴـُﺮ َر ٍ
ﻒ َﻋْﻨﻪُ ،ﻓَـ َﻘ ْﺪ ﻳَـ ْﻌ ُﻔﻮ َﺎﻋ ُ
ض َﻋْﻨﻪُ ﻓَ ْ
َﻋْﻨﻪُ َ ،وإ ْن َﱂْ ﺗَـْﺮ َ
١٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﺘﻌﺠﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ
روى اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﺻﺒﻴﺢ ،ﻗﺎل :ﺷﻜﻮت إﱃ اﻻﻣﺎم أﰊ ﻋﺒﺪاﷲ ﻋﻠﻴﻪ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٧ / ٢
٢ـ اﳌﺨﻼة ) ص .( ١٨٦
٢٦٤
اﻟﺴﻼم ،دﻳﻨﺎ ﱄ ﻋﻠﻰ أﻧﺎس ،ﻓﻘﺎل :ﻗﻞ :
ِ ِ ِ
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﳊْﻈَ ًﺔ ِﻣ ْﻦ َﳊَﻈَﺎﺗِ َ
ﻀﺎءَ َ ،وﺗُـﻴَ ﱢﺴ ُـﺮ ﱄ َـﺎ ا ِﻹﻗْﺘ َ
ﻀـﺎءَ ﻚ ،ﺗَـﻴَ ﱢﺴُﺮ ً◌ ﻋﻠﻰ ُﻏَﺮَﻣﺎﺋﻲ َﺎ اﻟ َﻘ َ
إﻧﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَ ِﺪﻳﺮ .(١) « ..
١٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻣﻬﺎم اﻻﻣﻮر
وﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ � ،ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﳉﻠﻴﻞ ،وﻗﺪ ﺣﻔﻞ ﲟﻬﺎم أﻣﻮر اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة.
ِ
ﻚﻚ اﻟﺬي ﻻ ﻳـَُﺮ ُام َ ،وا ْﻏﻔ ْـﺮ ﱄ ،ﺑُِﻘـ ْﺪ َرﺗِ َ ﻴﻨﻚ اﻟﱵ ﻻ ﺗﻨﺎم َ ،وا ْﻛﻨُـ ْﻔﲏ ﺑُِﺮْﻛﻨِ َ اﺣﺮﺳﲏ ﺑِ َﻌ َ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ِ
ُ
ـﺖ َِـﺎ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ،ﻗُ ّـﻞ ّ◌ َ◌ ِﻋْﻨ َـﺪ َﻫﺎ ُﺷـ ْﻜ ِﺮي ﻚ ،وأَﻧْﺖ رﺟﺎﺋﻲ ،ر ﱢ ِ ِ ٍ
ب َﻛ ْـﻢ ﻣ ْـﻦ ﻧ ْﻌ َﻤـﺔ أَﻧْـ َﻌ ْﻤ َ َ َﺣ ﱠﱴ ﻻ أ َْﻫﻠَ َ َ َ َ َ
ﺻ ِْﱪي ،ﻓَـﻴَﺎ َﻣ ْﻦ ﻗَ ﱠﻞ ِﻋْﻨ َﺪ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ ِﻪ ُﺷ ْﻜ ِﺮي ﻓَـﻠَ ْـﻢ َْﳛـ ِﺮْﻣﲏ ِ ِ ِ ِ ٍ
َ ،وَﻛ ْﻢ ﻣ ْﻦ ﺑَﻠ ﱠﻲ َ◌ة اﺑْـﺘَـﻠَْﻴﺘَﲏ َﺎ ،ﻗُ ْﻞ ﻋْﻨ َﺪ َﻫﺎ َ
ﻀــﻲ َﻣ ْﻌُﺮوﻓُــﻪُ أَﺑَــﺪاً ،وف اﻟــﺬي ﻻ ﻳـْﻨـ َﻘ ِ ﺎﺻــﻲ ﻓَـﻠَــﻢ ﻳـ ْﻔﻀــﺤﲏ ،ﻳــﺎ ذا اﳌﻌــﺮ ِ ،وﻳــﺎ ﻣــﻦ ر ِآﱐ ﻋﻠــﻰ اﳌﻌ ِ
َ َْ ُ َْ َْ ََ ََ َ ْ َ
ٍ ٍ
ﻚ أَ ْن ﺗُﺼـﻠﱢﻲ ﻋﻠـﻰ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ و ِ ِ
ـﻚ أ َْد َرأُ ﰲ آل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،وﺑِ َ َ َ َ َﺳـﺄَﻟُ َ
ﺼـﻰ َﻋ َـﺪداً ،أ ْﱠﻌ َﻤﺎء اﻟﱵ ﻻ ُْﲢ َ َوﻳﺎ ذا اﻟﻨـ ْ
ِ ِ ِ ِ
اﺣ َﻔﻈْـﲏ ﻳﻦ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أﻋ ﱢـﲏ ﻋﻠـﻰ دﻳـﲏ ﺑِﺎﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ،وﻋﻠـﻰ آﺧ َـﺮﰐ ﺑِـﺎﻟﺘﱠـ ْﻘ َﻮى َ ،و ْ ِ ِ
ُﳓُﻮر َاﻷ ْﻋ َﺪاء َواﳉَﺒﱠﺎر َ
ِ ِ ِ ِ
ﻮب َ ،وﻻ ﻴﻤــﺎ َﺣﻈﱠْﺮﺗَــﻪُ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ،ﻳــﺎ َﻣـ ْـﻦ ﻻ ﺗَ ُ
ﻀ ـﱡﺮﻩُ اﻟ ـ ُﺬﻧُ ُ ـﺖ َﻋـ ﱢـﲏ َ ،وﻻ ﺗَﻜْﻠــﲏ إﱃ ﻧـَ ْﻔﺴــﻲ ﻓ َ ﻴﻤــﺎ َﻏﻴﱠْﺒـ َ
ﻓَ
ِ ﺗُـْﻨ ِﻘﺼــﻪ اﳌ ْﻐ ِﻔــﺮةُ ا ْﻏ ِﻔــﺮ ﱄ ﻣــﺎ ﻻ ﻳﻀ ـﱡﺮَك ،و ْ ِ
ﻚ ﻓَـَﺮﺟ ـﺎً َﺳ ـﺄَﻟُ َ
ـﺎب أ َ
ـﻚ َوﱠﻫـ ٌ ـﻚ ،إﻧـﱠ َ ﺼـ َأﻋﻄــﲏ ﻣــﺎ ﻻ ﻳـُْﻨﻘ ُ َ َُ ُُ َ َ ْ
اﲪﲔ .(٢) .. ﲨﻴﻊ اﻟﺒ َﻼﻳﺎ ﻳﺎ أَرﺣﻢ اﻟﱠﺮ ِِ ﺎﺟﻼ وِز رﻗﺎ واِﺳﻌﺎ و ِ ِ ِ ِ
اﻟﻌﺎﻓﻴَﺔ ﻣﻦ َ َ َ ْ َ ﺻﱪا َﻋ َ ْ َ َ َ َو َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٤ / ٢
٢ـ اﳌﺨﻼة ) ص ١٨١ـ .١٨٢
٢٦٥
٢٦٦
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﺷﺮ
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮوﻳﻪ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ ﻋﻦ آﺑﺎﺋﻪ
٢٦٧
٢٦٨
وﻧﻘﻞ اﻟﺮواة ﻛﻮﻛﺒﺔ ،ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ ،اﻟﱵ رواﻫﺎ ،اﻻﻣـﺎم اﻟﺼـﺎدق � ،ﻋـﻦ آﺑﺎﺋـﻪ اﻟﻌﻈـﺎم ،
ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم ،دﻋﺎة اﷲ ﰲ أرﺿﻪ ،وﺣﺠﺠﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒـﺎدﻩ ،وﻫـﻲ ﻟﻮﺣـﺎت ﻣـﻦ اﻟﻨـﻮر ،ﲡـﺬب
اﻟﻌﻘﻮل ،وﺗﻨﻤﻲ اﻻﻓﻜﺎر ،و ﺪي اﳊـﺎﺋﺮ ،وﺗﺮﺷـﺪ اﻟﻀـﺎل ،وﺗـﺪﻓﻊ اﻻﻧﺴـﺎن ﳌـﺎ ﻳﺴـﻤﻮ ﺑـﻪ ﻣـﻦ
اﳌﺜﻞ اﻟﻌﻠﻴﺎ ،واﻟﺼﻔﺎت اﻟﻜﺮﳝﺔ ،وﻧﻌﺮض ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ.
١ـ أدﻋﻴﺔ اﻟﻨﺒﻲ �
وروى اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق � ،ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ ،ﻛـﺎن ﻳـﺪﻋﻮ ـﺎ ﺟـﺪﻩ اﻟﺮﺳـﻮل اﻻﻋﻈـﻢ
� ،ﻣﻔﺠﺮ اﻟﻌﻠﻢ ،واﻟﻨﻮر ﰲ اﻻرض ،وﻫﺬﻩ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
١ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن ﻣﻦ دﻋﺎء اﻟﻨﱯ � ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ِ
ـﻴﻚ َﻋـﲏ ﻴﻤـﺎ ﻳـُْﺮ ِﺿ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،ارﲪَْﲏ ﺑِﺘَـْﺮ ِك َﻣ َﻌ َ
ﺎﺻﻴﻚ أَﺑَﺪاً ﻣـﺎ أَﺑْـ َﻘْﻴﺘَـﲏ َ ،و ْارُزﻗْـﲏ ُﺣ ْﺴ َـﻦ اﻟﻨَﻈَـ ِﺮ ﻓ َ
ﻚ َﻋ ﱠـﲏ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱠﺤـ ِﻮ اﻟـﺬي ﻳـُْﺮ ِﺿـﻴ َاﺟ َﻌ ْﻠـﲏ أَﺗْـﻠُـﻮﻩُ ﻋﻠـﻰ اﻟﻨ ْ َ ،وأَﻟْ ِﺰْم ﻗَـ ْﻠﱯ ِﺣ ْﻔ َﻆ ﻛِﺘَﺎﺑِ َ
ـﻚ َﻋﻠﱠ ْﻤﺘَـﲏ َ ،و ْ
ﺼ ِﺮي ،ﻚ ﺑَ َﻧـُ ﱢﻮْر ﺑِ ِﻜﺘَﺎﺑِ َ
٢٦٩
ِ ِ ِِ
اﺳـﺘَـ ْﻌ ِﻤ ُﻞ ﺑِ ِـﻪ ﺑَ َـﺪﱐ َ ،وﻗَـ ﱢـﻮِﱐ ﻋﻠـﻰ ذﻟ َ
ـﻚ ِ
ﺻ ْﺪ ِري َ ،وأَﻓْﺮ ِْح ﺑِﻪ ﻗَـْﻠﱯ َ ،وأَﻃْﻠﻖ ﺑِﻪ ﻟ َﺴﺎﱐ َ ،و ْ
ِِ
َوا ْﺷَﺮ ْح ﺑﻪ َ
ﻚ .(١) « .. ،ﻓَﺈﻧﱠﻪُ ﻻ َﺣ ْﻮ َل َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة إﻻﱠ ﺑِ َ
ﻧﻈﺮ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺸﺮﻳﻒ إﱃ ﻛﺘﺎب اﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎت اﷲ ،ﻋﻠـﻰ ﻋﺒـﺎدﻩ ،
وﻣﻦ أﻟﻄﺎﻓﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ،وﻗﺪ ﺳﺄل اﻟﻨﱯ � ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،أن ﳝـﻦ ﻋﻠﻴـﻪ ﲝﻔﻈـﻪ ،واﻟﺘﺄﻣـﻞ ﰲ
آﻳﺎﺗــﻪ ،وأن ﻳﺸــﺮح ﺑــﻪ ﺻــﺪرﻩ ،وﻳﻔــﺮح ﺑــﻪ ﻗﻠﺒــﻪ ،وﻳﻄﻠــﻖ ﺑــﻪ ﻟﺴــﺎﻧﻪ ،وﻣــﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌــﻲ أن ﰲ ذﻟــﻚ
إرﺷﺎد ﻟﻼﻣﺔ ،ﻟﻴﻬﺘﻤﻮا ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وﻳﻄﺒﻘﻮا أﺣﻜﺎﻣﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ ﺣﻴﺎ ﻢ.
٢ـ ﻗـﺎل � :ﻣـﺎ ﻣـﻦ ﻧـﱯ إﻻ وﺧﻠـﻒ ﰲ أﻫـﻞ ﺑﻴﺘـﻪ دﻋـﻮة ﳎﺎﺑـﺔ ،وﻗـﺪ ﺧﻠـﻒ ﻓﻴﻨـﺎ رﺳـﻮل
اﷲ � ،دﻋﻮﺗﲔ ﳎﺎﺑﺘﲔ :أﻣﺎ اﻟﻮاﺣﺪة ﻓﻠﺸﺪاﺋﺪﻧﺎ ،وأﻣﺎ اﻻﺧﺮى ﻓﻠﺤﻮاﺋﺠﻨﺎ.
أﻣﺎ اﻟﱵ ﻟﺸﺪاﺋﺪﻧﺎ :
ـﻚ ﳐُْﻠِﺼـﺎً ..
إﺟ َﻌ ْﻠﲏ ﻟَ َ
ﻮم ْ ،
ِ
» ﻳﺎ َﻛﺎﺋ ُﻦ داﺋﻤﺎً َﱂْ ﻳَـَﺰْل ،ﻳﺎ إﳍﻲ ،ﻳﺎ إﻟﻪَ آﺑَﺎﺋﻲ ،ﻳﺎ َﺣ ﱡﻲ ﻳﺎ ﻗَـﻴﱡ ُ
«
وأﻣﺎ اﻟﱵ ﳊﻮاﺋﺠﻨﺎ :
ْﻔـ ـ ــﻰ ِﻣْﻨـ ـ ــﻪُ َﺷ ـ ـ ـ ْـﻲءٌ :ﻳ ـ ـ ــﺎ اﷲ ﻳـ ـ ــﺎَر ﱢب ُﳏَ ﱠﻤ ـ ـ ــﺪ ٍ
» ﻳـ ـ ــﺎ َﻣ ـ ـ ـ ْـﻦ ﻳَ ْﻜﻔ ـ ـ ــﻲ ِﻣ ـ ـ ـ ْـﻦ ُﻛـ ـ ـ ﱢـﻞ َﺷ ـ ـ ـ ْـﻲء َ ،وَﻻ ﻳَﻜ َ
ﺼﻠﻰﺍﷲﻋﻠﻴﻪﻭﺁﻟﻪﻭﺴﻠﻡ .(٢) « ..
٣ـ روى اﻻﻣﺎم � ،ﻋﻦ ﺟﺪﻩ ،رﺳﻮل اﷲ � ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
__________________
١ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ٥
٢ـ ﻣﻔﺘﺎح اﻟﺴﻌﺎدة ،وﻣﺼﺒﺎح اﻟﺴﻴﺎدة ١٣٨ / ٣ﻃﺒﻊ دار اﻟﻜﺘﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ
٢٧٠
ﺻـ ﱢـﻞ ﻋﻠــﻰ ِ ِ اﺣــﻢ اﳌﺴــﺎﻛِﲔ ،ﻳــﺎ وِ ِ ِ ِ ﱢ )ِ (١
ﱄ اﳌـُْـﺆﻣﻨﲔ ،ﻳــﺎ ذا اﻟ ُﻘـ ﱠﻮة اﳌَﺘــﲔ َ ،
» ﻳــﺎ َراز ق اﳌُﻘﻠــﲔ ﻳــﺎ َر َ َ َ َ َ َ َ
ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َوأ َْﻫ ِﻞ ﺑَـْﻴﺘِ ِﻪ َ ،و ْارُزﻗْﲏ َ ،و َﻋﺎﻓِ ِﲏ َ ،وا ْﻛﻔﲏ ﻣﺎ أ ََﳘﱠﲏ .(٢) « ..
٤ـ ﻗــﺎل اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � :أﺗــﻰ اﻟﻨــﱯ � رﺟــﻞ ،ﻓﻘــﺎل :ﻳــﺎ ﻧــﱯ اﷲ :اﻟﻐﺎﻟــﺐ
ﻋﻠﻲ اﻟﺪﻳﻦ ووﺳﻮﺳﺔ اﻟﺼﺪر ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﻨﱯ � :ﻗﻞ :
» ﺗَـﻮْﻛﻠــﺖ ﻋﻠــﻰ اﳊــﻲ اﻟــﺬي ﻻ ﳝـَُـﻮت ،اﳊﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﻟــﺬي َﱂ ﻳـﺘ ِ
ﱠﺨ ـ ْﺬ ِ
ﺻــﺎﺣﺒَﺔً َوﻻ َوﻟَــﺪاً َ ،وَﱂْ
َ َْ ُ َْ َﱢ َ ُ
ﱄ ِﻣ َﻦ اﻟ ُﺬ ﱢل َ ،وَﻛﺒﱢـْﺮﻩُ ﺗَ ْﻜﺒِﲑاً «. ﻳﻚ ﰲ اﳌْﻠ ِ
ﻚ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ َوِ ﱡ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ َﺷ ِﺮ ٌ
ُ
ﻓﺼــﱪ اﻟﺮﺟــﻞ ﻣــﺪة ﰒ ﻣــﺮ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﱯ � ﻓﻘــﺎل ﻟــﻪ :ﻣــﺎ ﺻــﻨﻌﺖ؟ ﻓﻘــﺎل :ﻳــﺎ رﺳــﻮل اﷲ
ﻗﻀﻰ اﷲ دﻳﲏ وأذﻫﺐ وﺳﻮﺳﺔ ﺻﺪري ).(٣
٥ـ :ﻗــﺎل � :ﺟـﺎء رﺟـﻞ إﱃ اﻟﻨـﱯ � ،ﻓﻘـﺎل :ﻳــﺎ رﺳـﻮل اﷲ :ﻗـﺪ ﻟﻘﻴـﺖ ﺷــﺪة
ﻣﻦ وﺳﻮﺳﺔ اﻟﺼﺪر ،وأﻧﺖ رﺟﻞ ﻣﺪﻳﻦ ﻣﻌﻴﻞ ،ﳏﻮج ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻛﺮر ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت :
ﱠﺨ ـ ْﺬ ِ
» ﺗَـﻮْﻛﻠــﺖ ﻋﻠــﻰ اﳊــﻲ اﻟــﺬي ﻻ ﳝـَُـﻮت ،اﳊﻤـ ُـﺪ ﷲِ اﻟــﺬي َﱂ ﻳـﺘ ِ
ﺻــﺎﺣﺒَﺔً َوَﻻ َوﻟَــﺪاً َ ،وَﱂْ
َ َْ ُ َْ َﱢ َ ُ
ِ
ﱄ ﻣ َﻦ اﻟ ُﺬ ﱢل َ ،وَﻛﺒﱢـْﺮﻩُ ﺗَ ْﻜﺒِﲑاً «. ِ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ َﺷ ِﺮ ٌ
ﻳﻚ ﰲ اﳌْﻠﻚ َ ،وَﱂْ ﻳَ ُﻜ ْﻦ ﻟَﻪُ َوِ ﱡ
ُ
ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺒﺚ أن ﺟﺎءﻩ ﻓﻘﺎل :أذﻫﺐ اﷲ ﻋﲏ وﺳﻮﺳﺔ ﺻﺪري ،وﻗﻀﻰ ﻋﲏ
__________________
١ـ اﳌﻘﻠﻦ :ﲨﻊ ﻣﻘﻞ ،وﻫﻮ اﻟﻔﻘﲑ اﻟﺒﺎﺋﺲ.
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٢ / ٢
٣ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٤ / ٢
٢٧١
دﻳﲏ ،ووﺳﻊ ﻋﻠﻲ رزﻗﻲ ).(١
إن وﺳﻮﺳﺔ اﻟﺼـﺪر ،ﻣـﻦ اﻻﻣـﺮاض اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ ،اﻟـﱵ ﺗﺸـﻴﻊ ﰲ اﻟـﻨﻔﺲ ،اﻟﻘﻠـﻖ واﻻﺿـﻄﺮاب ،
وﺧــﲑ وﺻــﻔﺔ ﻟــﺪﻓﻌﻬﺎ ،أدﻋﻴــﺔ أﺋﻤــﺔ أﻫــﻞ اﻟﺒﻴــﺖ � ،وذﻛــﺮ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ واﻻﺳــﺘﻌﺎذة ﺑــﻪ ﻣــﻦ
اﻟﺸﻴﻄﺎن اﻟﺮﺟﻴﻢ.
٢ـ داﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم أﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ )ع(
روى اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق ﻋﻠﻴﻪ ،ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴـﺔ اﳉﻠﻴﻠـﺔ ،ﻋـﻦ ﺟـﺪﻩ اﻻﻣـﺎم أﻣـﲑ اﳌـﺆﻣﻨﲔ ،
� ،ﺑــﺎب ﻣﺪﻳﻨــﺔ ﻋﻠــﻢ اﻟﻨــﱯ � وﻣــﻦ ﻛــﺎن ﻣﻨــﻪ ﲟﻨﺰﻟــﺔ ﻫــﺎرون ﻣــﻦ ﻣﻮﺳــﻰ وﻫــﺬا ﺑﻌــﺾ ﻣــﺎ
رواﻩ ﻋﻨﻪ :
١ـ ﻗﺎل � :إن ﻋﻠﻴﺎ ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ ﻛﺎن ﻳﻘﻮل :إذا أﺻﺒﺢ :
ـﻚ ِﻣـ ْـﻦ َزَو ِالَﻋــﻮذُ ﺑِـ َ
إﱐ أ ُ» ُﺳـ ْـﺒ َﺤﺎن اﷲ اﳌﻠِــﻚ اﻟ ُﻘــﺪﱡوس ـ ﻛــﺎن ﻳﻘــﻮل ذﻟــﻚ ﺛﻼﺛــﺎ .اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
َ
ـﻚ َ ،وِﻣ ْـﻦ َد َر ِك اﻟ ﱠﺸـ َﻘ ِﺎء َ ،وِﻣـ ْـﻦ َﺷـﱢﺮ ﻣــﺎ َﺳــﺒَ َﻖ ـﻚ َ ،وِﻣـ ْـﻦ َْﲢ ِﻮﻳ ِ َ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ
ـﺘﻤ ﻘـ ﻧ َةﺄ ـﻓﺠ ـﻦـﻣِو ، ـﻚ ـِﺘﻴِﺎﻓﻋ ـﻞ ﻧِ ْﻌ َﻤﺘِ َ
ِ
ﻚﻚ َ ،وﺑُِﻘـ ْﺪ َرﺗِ َ ـﻚ َ ،وﺗَـ ْﻌ ِﻈــﻴ ِﻢ ُﺳـ ْﻠﻄَﺎﻧِ َ
ـﻚ َ ،و ِﺷـﺪﱠة ﻗـُ ﱠﻮﺗـِ َ ﻚ ﺑﻌِـﱠﺰةِ ُﻣﻠْ ِﻜـ َ
َﺳـﺄَﻟُ َ ﰲ اﻟﻠﱠْﻴـ َـﻞ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ
إﱐ أ ْ
ﻋﻠﻰ َﺧْﻠ ِﻘﻚ .(٢) « ..
ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎذ اﻻﻣﺎم أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﺑﺎﷲ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻣﻦ زوال اﻟﻨﻌﻤﺔ ،وﲢﻮﻳﻞ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ،وﻓﺠـﺄة
اﻟﻨﻘﻤﺔ ،ﻓﺒﺎﻧﻌﺪام ﻫﺬﻩ اﻻﻣﻮر ﺗﻌﻮد اﳊﻴﺎة ﻗﺎﺳﻴﺔ ،وﻻ ﺗﻄﺎق.
٢ـ ﻗﺎل � ،ﻛﺎن اﻻﻣﺎم أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ � ﻳﻘﻮل :ﻣﻦ ﻗﺎل ﻫـﺬا اﻟﻘـﻮل ﻛـﺎن ﻣـﻊ ﳏﻤـﺪ
وآل ﳏﻤﺪ ،إذا ﻗﺎم ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻔﺘﺢ اﻟﺼﻼة :
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٥ / ٢
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٢٧ / ٢
٢٧٢
ب ِِ ْـﻢ ِ ٍ إﱐ أَﺗﻮﺟﻪ إﻟَﻴ َ ِ
ﺻ َـﻼﰐ َ ،وأَﺗَـ َﻘـﱠﺮ ُـﲔ ﻳَ َـﺪ ْي َ ﻚ ﲟُ َﺤ َﻤ ًـﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َ ،وأُﻗَـﺪ ُ
ﱢﻣ ُﻬ ْﻢ ﺑَـ ْ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ َ َ ُ ْ
ِ ِ ِِ ِ
ـﺖ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ
ـﻚ َﻣﻨَـْﻨـ ُ ﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،إﻧـﱠ َ ـﺎﺟ َﻌ ْﻠﲏ ـ ْـﻢ َوﺟﻴﻬ ـﺎً ،ﰲ اﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َواﻵﺧـ َـﺮةِ َ ،وﻣـ َـﻦ اﳌَُﻘ ـﱠﺮﺑِ َ ـﻚ ،ﻓَـ ْإﻟَْﻴـ َ
ِ ِ ِ ِﲟَﻌ ِﺮﻓَﺘِ ِﻬﻢ ،ﻓَﺎﺧﺘُﻢ ﱄ ﺑِﻄَ ِ
ـﻚ ﻋﻠـﻰ ﺎدةُ َواْ ُﺧْﺘﻢ ﱄ َﺎ ﻓَﺈﻧﱠ َ ﺎﻋﺘ ِﻬ ْﻢ َ ،وَﻣ ْﻌَﺮﻓﺘ ِﻬ ْﻢ َ ،وِوَﻻﻳَﺘ ِﻬ ْﻢ ﻓَﺈﻧـ َﱠﻬﺎ اﻟ ﱠﺴ َﻌ ََ ْ ْ ْ ْ
ِ
ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲ ء ﻗَﺪﻳﺮ « ..
ﰒ ﺗﺼﻠﻲ ،ﻓﺈذا إﻧﺼﺮﻓﺖ ﻗﻠﺖ :
اﺟ َﻌْﻠﲏ َﻣﻊ ُﳏَ ﱠﻤـﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤـﺪ ٍِ ٍ ٍ ِ ٍ
إﺟ َﻌْﻠﲏ َﻣ َﻊ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﻋﺎﻓﻴَﺔ َوﺑََﻼء َ ،و ْ » اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ْ ،
اﺟ َﻌْﻠــﲏ َﻣ َﻌ ُﻬـ ْـﻢ ﰲ ـﺎﻫ ْﻢ َ ،وﳑََــﺎﰐ ﳑََــﺎﺗَـ ُﻬ ْﻢ َ ،و ْ ـﺎي َْﳏﻴَـ ُ ﰲ ُﻛـ ﱢـﻞ َﻣﺜْــﻮى ،وُﻣﺘَـ َﻘﻠﱠـ ٍ
إﺟ َﻌـ ْـﻞ َْﳏﻴَـ َ
ـﺐ اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ْ ، َ َ
ِ ٍ اﳌﻮ ِ
ﱠﻚ ﻋﻠﻰ ُﻛ ﱢﻞ َﺷ ْﻲء ﻗَﺪ ٌﻳﺮ . « .. اﻃ ِﻦ ُﻛﻠﱢ َﻬﺎ َ ،وﻻ ﺗُـ َﻔﱢﺮ ْق ﺑَـْﻴﲏ َوﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ ْﻢ إﻧ َ
)(١
ََ
وﻋــﺮض ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟﺸ ـﺮﻳﻒ ،ﲜﻤﻴــﻊ ﺑﻨــﻮدﻩ ،إﱃ أﳘﻴــﺔ آل اﻟﻨــﱯ � ،دﻋــﺎة اﻟﻌــﺪل
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﰲ اﻻرض ،وﲪﻠـﺔ ﻣﺸـﻌﻞ اﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ ،اﻟـﺬﻳﻦ ﻧﺎﺿـﻠﻮا ﻛﺄﺷـﺪ ﻣـﺎ ﻳﻜـﻮن اﻟﻨﻀـﺎل ،ﰲ
ﳏﺎرﺑﺔ اﻟﻈﻠﻢ واﻻﺳﺘﺒﺪاد وﺗﻮﻃﻴﺪ أرﻛﺎن اﻟﻌﺪل ﺑﲔ اﻟﻨﺎس.
٣ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن اﻻﻣﺎم أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ،ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻳﻘﻮل إذا ﻓﺮغ ﻣﻦ اﻟﺰوال ،
ِ ٍ ِ ِ
ﻚ،ـﻚ ِﲟُ َﺤ ﱠﻤـﺪ َﻋْﺒـﺪ َك َوَر ُﺳـﻮﻟ َ
ب إﻟَْﻴ َ إﱄ َ◌ َك ِﲜُـﻮد َك َ ،وَﻛَﺮِﻣ َ
ـﻚ َ ،وأَﺗَـ َﻘـﱠﺮ ُ ب َْ إﱐ أَﺗَـ َﻘﱠﺮ ً
» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
ِ
ﻚ.ﲔ َ ،وﺑِ َ ﻚ اﳌُْﺮ َﺳﻠ َﲔ َ ،وأَﻧْﺒِﻴَﺎﺋِ َ ﻚ ِﲟََﻼﺋِ َﻜﺘِ َ
ﻚ اﳌَُﻘﱠﺮﺑِ َ ب إﻟَْﻴ ََوأَﺗَـ َﻘﱠﺮ ُ
ﲏ َ ،وأَﻧَﺎ ﻚ َ ،وأَﻧْ َ ِ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،أَﻧْ َ
ﺖ اﻟﻐَ ُ اﻟﻔﺎﻗَﺔُ إﻟَْﻴ َﺖ اﻟﻐَ ﱢﲎ َﻋ ﱢﲏ َ ،وﰊ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٤٤ / ٢
٢٧٣
ﺾ اﻟﻴَـ ْﻮَم ﺣﺎﺟﱵ ،وﻻ ﺗـُ َﻌـ ّﺬﺑْﲏ ﺑَِﻘﺒِ ِ
ـﻴﺢ ت َﻋﻠَ ﱠﻲ ذُﻧُﻮﰊ ،ﻓَﺎﻗْ ِ ِ
ﻚ أﻗ ْﻠﺘﲏ ﻣ ْﻦ َﻋﺜْـَﺮﰐ َ ،و َﺳﺘَـْﺮ َ اﻟﻔﻘﲑ إﻟَْﻴ َ
ُ
ﻮد َك ﻳَ َﺴ ُﻌﲏ « .. ِ
ﻣﺎ ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻢ ﻣ ﱢﲏ ،ﺑَ ْﻞ َﻋ ْﻔ ُﻮ َك َو ُﺟ ُ
ﰒ ﳜﺮ ﺳﺎﺟﺪا وﻳﻘﻮل :
ـﺖ أَﺑـﱡﺮ ﰊ ِﻣ ْـﻦ أَﰊ َ ،وأُﱢﻣـﻲ َ ،وِﻣ ْـﻦ ـﻴﻢ ،أَﻧْ َ
ِ ِِ ِ
» ﻳﺎ أ َْﻫ َﻞ اﻟﺘَـ ْﻘ َﻮى َ ،وﻳَﺎ أ َْﻫ َﻞ اﳌَْﻐﻔَﺮة ،ﻳﺎ ﺑﱡﺮ ﻳـﺎ َرﺣ ُ
ﲨﻴ ـ ِﻊ اﳋ َﻼﺋـِ ِـﻖ ،إﻗْـﺒـْﻠــﲏ ﺑَِﻘ ِ
ﺖ أَﻧْـ َـﻮ َ
اع ﺻـ ْـﻮﰐ ،ﻗَـ ْﺪ َﻛ َﺸ ـ ْﻔ َ
ـﺎﺟﱵ ُ ،ﳎَﺎﺑ ـﺎً ُد َﻋــﺎﺋﻲ َ ،ﻣْﺮ ُﺣﻮﻣ ـﺎً َ
ﻀــﺎء َﺣـ َ َ َ َِ َ
)(١
اﻟﺒََﻼ ء َﻋ ﱢﲏ « ..
وﻳﻠﻤ ــﺲ ﰲ ﻫـ ــﺬا اﻟ ــﺪﻋﺎء ،ﻣ ــﺪى إﻧﺎﺑ ــﺔ ﺳ ــﻴﺪ اﳌﺘﻘ ــﲔ ،واﳌﻮﺣـ ــﺪﻳﻦ إﱃ اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ،ﻓﻤـ ــﻦ
اﳌﻘﻄﻮع ﺑﻪ إﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﺮف اﷲ ﺣﻖ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ،وآﻣﻦ ﺑﻪ ﻛﺎﺷﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻻﳝﺎن ،ﺳﻮى اﻻﻣـﺎم أﻣـﲑ
اﳌﺆﻣﻨﲔ ،وأﺑﻨﺎﺋﻪ اﻻﺋﻤﺔ اﻟﻄﺎﻫﺮﻳﻦ �.
٤ـ روى ﻣﻌﺎوﻳـﺔ ﺑـﻦ ﻋﻤـﺎر ﻗـﺎل :ﻗـﺎل ﱄ أﺑـﻮ ﻋﺒـﺪ اﷲ � ،أﺑﺘـﺪاء ﻣﻨـﻪ :ﻳـﺎ ﻣﻌﺎوﻳـﺔ أﻣـﺎ
ﻋﻠﻤــﺖ أن رﺟــﻼ أﺗــﻰ اﻻﻣــﺎم أﻣــﲑ اﳌــﺆﻣﻨﲔ � ﻓﺸــﻜﺎ اﻻﺑﻄــﺎء ﻋﻠﻴــﻪ ﰲ اﳉ ـﻮاب ﰲ دﻋﺎﺋــﻪ ،
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ـ
» أﻳﻦ أﻧﺖ ﻋﻦ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺴﺮﻳﻊ اﻻﺟﺎﺑﺔ؟ « ..
ـ » ﻓﻘﺎل اﻟﺮﺟﻞ :ﻣﺎ ﻫﻮ؟.
ـ ﻗﺎل ﻗﻞ :
ون ،اﳌﻜْﻨُـ ِ
ـﻮن ، ـﻚ اﻟﻌ ِﻈ ــﻴ ِﻢ َاﻷ ْﻋﻈَ ـ ِﻢ َ ،اﻷﺟ ـ ﱢـﻞ َاﻷ ْﻛ ــﺮِم ،اﳌﺨ ــﺰ ِ ﻚ ﺑِ ِْ
ﺎﲰ ـ َ َﺳ ـﺄَﻟُ َ
َ ُ ْ
َ َ َ َ » اﻟﻠّ ُﻬ ـ ﱠﻢ ،ﱢ
إﱐ أ ْ
ﺎن اﳌﺒِ ِ اﻟﻨﱡﻮر اﳊ ﱢﻖ ،اﻟﺒـﺮﻫ ِ
ـﻮر ﰲ ﻧُـﻮٍر َ ،وﻧُ ٌ
ـﻮر ﻋﻠـﻰ ـﻮر َ ،وﻧُ ٌ ﻮر َﻣ َﻊ ﻧُـﻮٍر ،ﻧُ ٌ
ـﻮر َﻣ ْـﻦ ﻧُ ً ﲔ ،اﻟﺬي ُﻫ َﻮ ﻧُ ٌ ُ َ ُْ َ
ْﺴـﺮ ﺑِ ِـﻪ ُﻛ ﱢـﻞ ِﺷـﺪﱠةٍ ،وُﻛ ﱢـﻞ َﺷـﻴﻄَ ٍ
ﺎن ِ ٍ ﻧُﻮٍر ،وﻧُﻮر ﻓَـﻮ َق ُﻛ ﱢﻞ ﻧُـﻮٍر ،وﻧُ ِ ِ ِ
ْ َ ـﻮر ﻳُﻀـﻴﻲءُ ﺑـﻪ ُﻛ ﱢـﻞ ﻇُْﻠ َﻤـﺔ َ ،وﻳَﻜ ُ َ ٌ َ ٌ ْ
ﺄﻣﻦ ﺑِِﻪ ُﻛ ﱡﻞ ﻴﺪ ،وﻻ ﺗَ ِﻘﱡﺮ ﺑِِﻪ أَرض ،وﻻ ﺗَـ ُﻘ ِِ ٍ ٍِ ٍ
ﻮم ﺑﻪ َﲰَﺎءٌ َ ،وﻳَﺎ َﻣ ْﻦ ﻳَ ُ ُ ْ ٌ َ َﻣ ِﺮﻳﺪ َ ،وُﻛ ﱠﻞ َﺟﺒﱠﺎر َﻋﻨ َ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٤٥ / ٢
٢٧٤
ﺼـ ـﺪﱠع ِ ٍ ﻒ ،وﻳـﺒﻄُــﻞ ﺑِـ ِـﻪ ِﺳ ــﺤﺮ ُﻛ ـ ﱢـﻞ ﺳ ـ ِ
ـﺎﺣ ٍﺮ َ ،وﺑـَ ْﻐ ـ ُـﻲ ُﻛ ـ ﱢـﻞ ﺑَـ ٍ َﺧ ــﺎﺋِ ِ
ـﺎغ َ ،و َﺣ َﺴ ـ ُـﺪ ُﻛ ـ ﱢـﻞ َﺣﺎﺳ ــﺪ َ ،وﻳَـﺘَ َ َ ُْ َ َْ ُ
ﻚ ،ﻓَ َـﻼ ﻳَ ُﻜـﻮ ُن ﻟِْﻠ َﻤ ْـﻮ ِج َﻋﻠَْﻴـﻪ َﺳـﺒِﻴﻞ ﲔ ﻳـَﺘَﻜﻠﱠ ُﻢ ﺑِِﻪ اﳌﻠْ ُ َ ﻚ ِﺣ ِ ِ
ﻟ َﻌﻈَ َﻤﺘِ ِﻪ اﻟﺒَـﱡﺮ َواﻟﺒَ ْﺤُﺮ َ ،وﺗَ ْﺴﺘَﻘ ﱡﻞ ﺑِِﻪ اﻟ ُﻔ ْﻠ َ
ِ ُ
ﻚ، ﺴ ﻔ ـ ﻧ ﻪ ِ
ﺑ ﺖ ﻴﲰ اﻟﺬي ، ﺮ
ُ َ ْ َ َْ ﱠَ ﱞﻮر َ ُ
ـﺒ ﻛْ اﻷ
َ ﻚ َاﻷ ْﻋﻈَ ُﻢ َ ،اﻷ ْﻋﻈَ ُﻢ َ ،اﻷ َﺟ ﱡﻞ َ ،اﻷ َﺟ ﱡﻞ ،اﻟﻨ ٌ إﲰُ ََ ،وُﻫ َﻮ ْ
ـﻚ َوِِـ ْـﻢ ،أَ ْن ِِ واﺳ ـﺘـﻮﻳﺖ ﺑِـ ِـﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻋﺮِﺷ ــﻚ ،واَﺗَـﻮ ﱠﺟ ــﻪ إﻟَﻴ ـ ِ ٍ
ﻚ ﺑِـ َ ـﻚ ﲟُ َﺤ ﱠﻤ ــﺪ َ ،وأ َْﻫ ـ ِـﻞ ﺑَـْﻴﺘ ــﻪ ،أ ْ
َﺳـ ـﺄَﻟُ َ َْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ ََْ َ
ﺼﻠﱢﻲ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤﺪ َوآل ُﳏَ ﱠﻤﺪ « .. ﺗُ َ
ﰒ ﺗﺬﻛﺮ ﺣﺎﺟﺘﻚ اﻟﱵ ﺗﺮﻳﺪ ﻗﻀﺎءﻫﺎ ).(١
٥ـ روى اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق ، � ،أن رﺟﻼ ،أﺗﻰ اﻻﻣـﺎم أﻣـﲑ اﳌـﺆﻣﻨﲔ � ،ﻓﻘـﺎل ﻟـﻪ :
ﻳـﺎ أﻣـﲑ اﳌـﺆﻣﻨﲔ ﻛــﺎن ﱄ ﻣـﺎل ورﺛﺘـﻪ ،وﱂ أﻧﻔــﻖ ﻣﻨـﻪ درﳘـﺎ ﰲ ﻃﺎﻋــﺔ اﷲ ،ﰒ أﻛﺘﺴـﺒﺖ ﻣﻨـﻪ ﻣــﺎﻻ
ﻓﻠﻢ أﻧﻔﻖ ﻣﻨﻪ درﳘﺎ ﰲ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ،ﻓﻌﻠﻤـﲏ داء ﳜﻠـﻒ ﻋﻠـﻲ ﻣـﺎ ﻣﻀـﻰ ،وﻳﻐﻔـﺮ ﱄ ﻣـﺎ ﻋﻤﻠـﺖ :
أو ﻋﻤﻼ أﻋﻤﻠﻪ ،ﻗﺎل � :
ﻗﻞ « ..
» وأي ﺷﻲء أﻗﻮل؟« .
ﻗﻞ :
» ﻳﺎ ﻧُﻮِري ﰲ ُﻛ ﱢﻞ ﻇُﻠْ َﻤ ٍﺔ َ ،وﻳَﺎ أُﻧْ ِﺴﻲ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َو ْﺣ َﺸ ٍﺔ َ ،وﻳَﺎ َر َﺟﺎﺋﻲ ﰲ ُﻛ ﱢﻞ َﻛْﺮﺑٍَﺔ ،وﻳﺎ ﺛَِﻘﱵ ﰲ
ـﺖ َدَﻻﻟَــﺔُ َاﻷ ِدﱠﻻء :ﻓَــِﺈ ﱠن َدَﻻﻟَﺘَــﻚ ﻀـ َـﻼﻟَ ِﺔ ،أَﻧْـ ِ ُك ُ◌ ﱢل ِﺷـﺪﱠةٍ َ ،وﻳَــﺎ َدﻟِﻴﻠــﻲ ﰲ اﻟ ﱠ
ـﺖ َدﻟﻴﻠــﻲ إ َذا اﻧْـ َﻘﻄَ َﻌـ ْ
َ
ت َ ،و َﻏـ ـ ﱠﺬﻳْـﺘَﲏ ﻻ ﺗَـْﻨـ َﻘ ِﻄ ــﻊ ،وَﻻ ﻳ ِ
ﺖ َ ،وَرَزﻗْـﺘَــﲏ ﻓَـ ـ َـﻮﻓَـْﺮ َ
ﺄﺳـ ـﺒَـ ْﻐ َ
ـﺖ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ﻓَ ْﺖ ،أَﻧْـ َﻌ ْﻤ ـ َ ـﻞ َﻣ ـ ْـﻦ َﻫ ـ َـﺪﻳْ َ
ﻀـ ﱡ ُ َ َ
ِ ِ ِ ﻚ ﺑَِﻔ ْ ِ ِ ٍ ِ ﻓَﺄَﺣﺴ ـْﻨ ِ ِ
ﻀـ ٍـﻞ ﻣـ ﱢـﲏ َ ،وﻟﻜــﻦ إﺑْﺘــ َـﺪاء اﺳــﺘ ْﺤ َﻘﺎق ﻟــﺬﻟ َ ـﺖ ،ﺑِـ َـﻼ ْ َﺟَﺰﻟْـ َ
ﺖ ﻏ ـ َﺬاﺋﻲ َ ،وأ َْﻋﻄَْﻴﺘَــﲏ ﻓَﺄ ْ
َْ َ
ِﻣْﻨﻚ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٨٢ / ٢ـ .٥٨٣
٢٧٥
ـﺨﻄﻚ ، ﺑﺮزﻗ ــﻚ ﻋﻠ ــﻰ ُﺳ ـ ْ ـﺖ ْ
ـﺖ ﺑﻜﺮﻣ ــﻚ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻌﺎﺻ ــﻴﻚ ،وﺗﻘﻮﻳْـ ُ ﻓﺘﻘﻮﻳْـ َ
وﺟ ــﻮدك ُ ، ﻟﻜﺮﻣ ــﻚ ُ ،
ﻋﻠﻴــﻚ َ ،وُرُﻛــﻮﰊ ﻟِ َﻤــﺎ َْﻴﺘَــﲏ ﻋْﻨــﻪُ َ ،وُد ُﺧــﻮﱄ ـﺐ ،ﻓﻠـ ْـﻢ ﲤْ ْﻨﻌــﻚ ُﺟـ ْـﺮأﰐ ْ ـﺖ ُﻋ ْﻤـ ِﺮي ﻓﻴﻤــﺎ ﻻُ ِﲢـ ﱡ وأَﻓْ ْﻨﻴـ ُ
ﻀﻠِﻚ ،وَﱂ ﳝَْﻨـﻌﲏ ِﺣْﻠﻤﻚ ﻋﲏ ،وﻋـﻮد َك ﻋﻠَـﻲ ﺑَِﻔ ْ ِ
ﻚ
ﻀـﻠ َ َ َُْ َ ﱠ ُ ﻋﻠﻲ ﺑَِﻔ ْ َ َ ْ َ ْ ت ﱠ ﻓﻴﻤﺎ َﺣﱠﺮْﻣﺖ ﻋﻠﻲ ،أ ْن ُﻋ ْﺪ َ
ِ ِ اﻟﻌ ﱠﻮ ُاد ﺑِﺎﻟ َﻔ ْ
ﻀ ِﻞ َ ،وأَﻧَﺎ اﻟﻌ ﱠﻮ ُاد ﺑﺎﳌََﻌﺎﺻﻲ ،ﻓﻴﺎ أ ْﻛ َ
ـﺮم َﻣ ْـﻦ أُﻗـﱠﺮ ﻟَـﻪُ ﺖ َ ﺎﺻﻴﻚ ،ﻓَﺄَﻧْ َ
ت ﰲ َﻣ َﻌ َ ،ا ْن ُﻋ ْﺪ ُ
ِِ ِ
َﻋﱠﺰ َﻣ ْﻦ ُﺧ ِﻀ َﻊ ﻟَﻪُ ﺑِ ُﺬ ﱢل ،ﻟ َﻜَﺮِﻣ َ
ﺖ ﺑِـ ُﺬ ﱢﱄ ،ﻓَ َﻤـﺎ أَﻧْ َ
ـﺖ ت ﺑِـ َﺬﻧْﱯ َ ،وﻟﻌـﱢﺰَك َﺧ َ
ﻀ ْـﻌ ُ ـﻚ أَﻗْـ َـﺮْر َ ﺐ َ ،وأ َ ﺑِ َﺬﻧْ ٍ
ﻀﻮﻋﻲ ﺑِ ُﺬ ﱢﱄ إﻓْـ َﻌ ْﻞ ﰊ ﻣﺎ أَﻧْ َ
ـﺖ أ َْﻫﻠُـﻪُ َ ،وَﻻ ﺗَـ ْﻔ َﻌ ْـﻞ ﻚ َوإﻗْـَﺮا ِري ﺑِ َﺬﻧْﱯ َ ،وﻋﱢﺰَك َو ُﺧ ُ ﺻﺎﻧِ ٌﻊ ﰊ ﰲ َﻛَﺮِﻣ َ َ
)(١
ﰊ ﻣﺎ أﻧَﺎ أ َْﻫﻠُﻪ « ..
وﺣﻜــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟــﻨﻌﻢ اﻟــﱵ أﻧﻌﻤﻬــﺎ اﷲ ﻋﻠــﻰ ﻋﺒــﺎدﻩ ،واﻻﻟﻄــﺎف اﻟــﱵ أﺳــﺪاﻫﺎ ﻋﻠــﻴﻬﻢ ،
وﳉﻬﻠﻬﻢ ﻗﺎﺑﻠﻮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻤﺮد واﻟﻌﺼﻴﺎن ﻟﻪ ،وﻫﻮ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻌﻄﺎﺋﻪ وإﺣﺴﺎﻧﻪ.
٦ـ ﻗﺎل � :ﻳﻘﻮل ﰲ دﻋﺎﺋﻪ ،وﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ :
ـﺮض ﻟِ َﺸ ْـﻲ ٍء ِﻣ َـﻦ
ﺿ ُـﺮورﺗُـ َﻬﺎ ﻋﻠـﻰ أَ ْن أَﺗَـﻌﱠ َ
ِ ٍِ
َﻋﻮذ ﺑِﻚ أَ ن ﺗَـْﺒﺘَﻠﻴَﲏ ﺑﺒَﻠﻴﱠـﺔ ،ﺗَـ ْﺪ ْ◌ ْ◌ ُﻋﻮﱐ ُ إﱐ أ ُ» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ﱢ
ﺎﺻﻴﻚ. ﻣﻌ ِ
ََ
ﺎﺟـﺔً إﱃ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
ﺖ ﱄ َﺣ َ ﻚ َوﻟﺌَﺎﻣﻬ ْﻢ ،ﻓَﺈ ْن َﺟ َﻌْﻠ َ َﺣﺪ ﻣ ْﻦ ﺷَﺮار َﺧ ْﻠﻘ َ ﺎﺟﺔً إﱃ أ َ
اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﻻ َْﲡ َﻌ ْﻞ ﰊ َﺣ َ
ﺎﻫ ْﻢ ِ ـﺎَ ﻧـَ ْﻔﺴـ ـﺎً ، ـﻚ ،ﻓَﺎﺟﻌ ْﻠﻬ ــﺎ إﱃ أ ِ ِ أ ٍ
ـﺨ ُ
َﺳ ـ ََﺣ َﺴ ــﻨ ِﻬ ْﻢ َو ْﺟﻬ ـﺎً َو َﺧ ْﻠﻘ ـﺎً َ ،و ُﺧﻠُﻘ ـﺎً َ ،وأ ْ
ْ َْ َ َﺣ ــﺪ ِﻣ ـ ْـﻦ َﺧْﻠﻘ ـ َ
َ
)(٢ ِ ِ ِ
َﲰَ َﺤ ُﻬ ْﻢ َﺎ َﻛ ّﻔﺎُ َ ،وأَﻗَـﻠﱠ ُﻬ ْﻢ َﺎ َﻋﻠَ ﱠﻲ ْاﻣﺘﻨَﺎﻧﺎً« . ِ ِ
َوأَﻃْﻠَ َﻘ ُﻬ ْﻢ َﺎ ﻟ َﺴﺎﻧﺎً َ ،وأ ْ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٩٥ / ٢
٢ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ١
٢٧٦
٣ـ اﻻدﻋﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﻋﻦ اﻻﻣﺎم زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ
وروى اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﺑﻌ ــﺾ اﻻدﻋﻴــﺔ ،ﻋ ــﻦ ﺟــﺪﻩ اﻻﻣــﺎم زﻳ ــﻦ اﻟﻌﺎﺑــﺪﻳﻦ ،وﺳ ــﻴﺪ
اﻟﺴﺎﺟﺪﻳﻦ � ،وﻫﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺟﺎﻧـﺐ ﻣـﻦ روﺣﺎﻧﻴـﺔ ،ﻫـﺬا اﻻﻣـﺎم اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،اﻟـﺬي ﻋﻄـﺮ
اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄدﻋﻴﺘﻪ ،اﻟﱵ ﲤﺜﻞ ﺻﻔﺎء اﻟﻨﻔﺲ ،وﲰﻮ اﻟﺬات ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ اﻻدﻋﻴﺔ :
١ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ � ،ﻳﺪﻋﻮ ﺬا اﻟﺪﻋﺎء :
ﺻ ُـﻞ َِـﺎ ﲨﻴ ِﻊ َﺣ َﻮاﺋِﺠﻲ َوأَﺗَـ َﻮ ﱠ ﻴﺸﺔً أَﺗَـ َﻘ ﱠﻮى ِ ﺎ ﻋﻠﻰ َِ
َ ﻴﺸ ِﺔ َ ،ﻣﻌِ َ ﻚ ُﺣ ْﺴ َﻦ اﳌﻌِ َ َﺳﺄَﻟُ َ
إﱐ أ ْ» اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
َ
آﺧَﺮﰐ ِ ،ﻣ ْﻦ َﻏْﻴـَﺮ أَ ْن ﺗـُ ِْﱰﻓَﲏ ﻓِ َﻴﻬﺎ ﻓَﺄَﻃْﻐﻰ ،أ َْو ﺗُـ َﻘﺘـَﱠﺮ َِﺎ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻓَﺄَ ْﺷ َﻘﻰ ،أ َْو ِﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﰲ اﳊﻴﺎةِ إﱃ ِ
ََ
ٍ
ﻚ َﺳﺎﺑِﻐَﺔً َ ،و َﻋﻄَﺎءاً َﻏْﻴـَﺮ ﳑَْﻨُﻮن ، ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ ،وأَﻓْﻀﻞ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻣ ْﻦ َﺳْﻴ ِ ِ ِ ِ ِ
ﻚ ،ﻧ ْﻌ َﻤﺔً ﻣْﻨ َ ﻀﻠ َ ﺐ ﻓَ ْ ﻣ ْﻦ َﺣ َﻼل رْزﻗ َ َ ْ
ات َزْﻫ َﻮﺗـِ ِـﻪ ،وﻻ ِ ِ ِ ِ ِ
ﰒُﱠ ﻻ ﺗُ ْﺸــﻐ ْﻠﲏ َﻋــﻦ ُﺷــﻜْﺮ ﻧ ْﻌ َﻤﺘــﻚ ،ﺑِﺈ ْﻛﺜَــﺎ ٍر ﻣْﻨـ َﻬــﺎ ﺗُـ ْﻠ ِﻬﻴــﲏ ﺑـَ ْﻬ َﺠﺘُــﻪُ َ ،وﺗَـ ْﻔﺘـ ﱢ
ـﲏ َزَﻫ ـﺮ ُ
ـﻚ ﻳـﺎ إﳍـﻲ ِﻏـﲎ َﻋ ْـﻦ ِ
ﺻـ ْﺪ ِري َﳘﱡـﻪُ ،أ َْﻋ ِﻄـﲏ ِﻣ ْـﻦ ذﻟ َ ﱡﻩ َ ،وَﳝْ ُـﻸ َ ﺼُﺮ ﺑِ َﻌ َﻤﻠﻲ َﻛﺪ ُ
ِ ٍ
ﺑِﺈﻗْ َﻼل َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻣْﻨـ َﻬﺎ ﻳَـ ْﻘ ُ
ـﻚ ﻳـﺎ إﳍـﻲ ِﻣ ْـﻦ َﺷ ﱢـﺮ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َ ،و َﺷـﱢﺮ ﻣـﺎ ﻓِ َﻴﻬـﺎ ، َﻋـﻮذُ ﺑِ َ ﻚ َوأ ُ ـﺎل ﺑِ ِـﻪ ِر ْ
ﺿ َـﻮاﻧَ َ ـﻚ َ ،وﺑََﻼﻏـﺎً أَﻧَ ُ ِ
ِﺷ َـﺮا ِر َﺧ ْﻠﻘ َ
َﺧـ ِﺮ ْﺟﲏ ِﻣ ْـﻦ ﻓِْﺘـﻨَﺘِ َﻬـﺎ َﻣْﺮﺿـﻴﺎ ﻋ ﱢـﲏ َ ،ﻣ ْﻘﺒُـﻮﻻ ِ ِ
َوﻻ َْﲡ َﻌ ْﻞ َﻋﻠَ َﻲ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﺳ ْﺠﻨﺎً َ ،وَﻻ ﻓﺮاﻗَـ َﻬﺎ َﻋﻠَ ﱠﻲ ُﺣْﺰﻧﺎً ،أ ْ
ﻴﻢ اﻟﺪﱠا ِر اﻟﺒَﺎﻗِﻴَ ِﺔ. ﻓِﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻲ إﱃ دا ِر اﳊﻴـﻮ ِان ،وﻣﺴﺎﻛِ ِﻦ َاﻷﺧﻴﺎ ِر ،وأَﺑ ِﺪﻟْﲏ ﺑِﺎﻟ ﱡﺪﻧْﻴﺎ َ ِ ِ ِ
اﻟﻔﺎﻧﻴَﺔ ﻧَﻌ َ َْ َ ْ َ ََ َ َ َ ْ َ ََ
ﺎﻃﻴﻨِ َﻬﺎ َ ،و َﺳ َـﻼ ِﻃﻴﻨِ َﻬﺎ َ ،وﻧَﻜﺎَِﳍَـﺎ ، ات َﺷـﻴ ِ
َ
ﻚ ِﻣﻦ أَزﱢﳍﺎ ) (١وِزﻟْﺰ ِاﳍـﺎ ،وﺳـﻄَﻮ ِ
َ َ َ ََ َ َ َﻋﻮذُ ﺑِ َإﱐ أ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ
َوِﻣ ْﻦ ﺑَـ ْﻐ ِﻲ َﻣ ْﻦ ﺑَـﻐَﻰ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﻓِ َﻴﻬﺎ ،اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ َ ،ﻣ ْﻦ َﻛﺎَ َدﱐ
__________________
١ـ اﻻزل :اﻟﺸﺪة واﻟﻀﻴﻖ.
٢٧٧
ِ ِ
ـﺐ ﱄ ـﺎر َﻣ ْـﻦ َﺷ ﱠ ﺐ ﱄ َﺣﺪﱠﻩُ َ ،وأَﻃـﻒ َﻋ ﱢـﲏ ﻧَ َ ﺼَ ﻓَﻜ ْﺪﻩُ َ ،وَﻣ ْﻦ أ ََر َادﱐ ﻓَﺄَ ِرْدﻩُ َ ،وﻓُ ﱠﻞ ﻋَ ﱢﲏ َﺣ ﱠﺪ َﻣ ْﻦ ﻧَ َ
وﻗْـ َـﺪﻩ ،وا ْﻛ ِﻔــﲏ ﻣ ْﻜــﺮ اﳌ ْﻜــﺮةِ ،واﻓْـ َﻘ ـﺎْ ﻋـ ﱢـﲏ ﻋﻴـ ِ
ـﻮن اﻟ َﻜ َﻔـ َـﺮةِ َ ،وا ْﻛ ِﻔــﲏ َﻫ ـ ﱠﻢ َﻣـ ْـﻦ أ َْد َﺧـ َـﻞ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ َﳘﱠــﻪُ ، َ َ َ َ َ َ ُُ َ ُ
َﺧﺒِْﺌـﲏ ﰲ ـﻜﻴﻨَ ِﺔ وأَﻟْﺒِﺴـﲏ ِدرﻋ َ ِ ﻟﻚَ ﺑِ ِ و ْادﻓَﻊ َﻋﲏ َﺷﱠﺮ اﳊﺴ َﺪةِ ،و ْاﻋ ِﺼﻤﲏ ِﻣﻦ ذَ ِ
ـﻚ اﳊَﺼـﻴﻨَﺔَ َ ،وأ ْ ﺎﻟﺴ َ ْ ْ َ َ َ ْ ْ ََ َ ْ
ِ
ﻔﻌ ِﺎﱄ َ ،وﺑَﺎِر ك ﱄ ﰲ أ َْﻫﻠﻲ َوَﻣﺎﱄ « .. ِ ِ ِ ِِ
ﱢق ﻗَـ ْﻮ ِﱄ ﺑ َ
ﺻﺪ ْ َﺻﻠ ْﺢ ﱄ َﺣ ِﺎﱄ َ ،و َ اﻟﻮاﻗﻲ َ ،وأ ْ ﺳ ْﱰ َك َ
)(١
إن ﰲ أدﻋﻴ ــﺔ اﻻﻣ ــﺎم ،زﻳ ــﻦ اﻟﻌﺎﺑ ــﺪﻳﻦ � ،ﻣﻨﻬﺠ ــﺎ ﻛ ــﺎﻣﻼ ،ﻟﻠﺤﻴ ــﺎة اﻟﺮﻓﻴﻌ ــﺔ ،ودﺳ ــﺘﻮرا
ﺷﺎﻣﻼ ،ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻮ ﺑﻪ اﻻﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺷﺮف وﻛﺮاﻣﺔ.
ﻟﻘــﺪ ﺣﻔــﻞ ﻫــﺬا اﻟــﺪﻋﺎء اﻟﺸـﺮﻳﻒ ،ﲜﻤﻴــﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒــﺎت اﳊﻴــﺎة اﻟﻜﺮﳝــﺔ ،اﻟــﱵ ﻻ ﺿــﻴﻖ ﻓﻴﻬــﺎ وﻻ
ﻋﺴــﺮ ،وﻻ ﺗــﺮف ﻣﻮﺟــﺐ ﻟﻠﻄﻐﻴــﺎن ،وأن ﳚﻌﻠــﻪ اﷲ دوﻣــﺎ ﻳﻠﻬــﺞ ﺑــﺬﻛﺮﻩ وﺷــﻜﺮ ﻧﻌﻤﺘــﻪ ،وﻳﻜﻔﻴــﻪ
ﺷﺮار ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺒﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺪاء واﻻﺳﺎءة إﱃ اﻟﻨﺎس.
٢ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ � ﻳﻘـﻮل :ﻣـﺎ أﺑـﺎﱄ إذا ﻗﻠـﺖ ﻫـﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤـﺎت ﻟـﻮ
اﺟﺘﻤﻊ ﻋﻠﻲ اﻻﻧﺲ واﳉﻦ ،وﻫﻲ :
ـﻮل اﷲِ � » ﺑِﺴـ ِﻢ اﷲِ ،وﺑِـﺎﷲِ ،وِﻣــﻦ اﷲِ ،واﱃ اﷲِ ،وﰲ ﺳـﺒِ ِﻴﻞ اﷲِ ،وﻋﻠــﻰ ِﻣﻠﱠ ِـﺔ رﺳـ ِ
َُ َ َ َ َ َ َ َ ْ
ِ ِ ِ
ـﻚ
ت ﻇَ ْﻬـ ـﺮي َ ،وإﻟَْﻴ ـ َـﻚ اَ ْﳉَـ ـﺄْ ُ
ـﺖ َو ْﺟﻬ ــﻲ َ ،وإﻟَْﻴ ـ َ ـﻚ َو ﱠﺟ ْﻬ ـ ُ
إﻟﻴ ـ َ
ﺖ ﻧـَ ْﻔﺴ ــﻲ َ ،و ْ
َﺳـ ـﻠَ ْﻤ ُ
ـﻚ أ ْ
،اﻟﻠّ ُﻬـ ـ ﱠﻢ إﻟَْﻴ ـ َ
ي َ ،وِﻣـ ْـﻦ َﺧْﻠﻔــﻲ َ ،و َﻋـ ْـﻦ َﳝﻴــﲏ ، ـﺎن ِﻣـ ْـﻦ ﺑَـ ْ ِ
ـﲔ ﻳـَ َـﺪ ﱠ ﺿــﺖ أَﻣـ ِﺮي ،اﻟﻠّﻬ ـ ﱠﻢ إﺣ َﻔﻈْــﲏ ِِ ،ﲝ ْﻔـ ِـﻆ ا ِﻹﳝـَ ِ
ُ ْ ﻓَـ ﱠﻮ ْ ُ ْ
ِ ِ ِ
ـﻚ ،ﻓَﺈﻧﱠـﻪُ ﻻ َﺣ ْـﻮَل ، ـﻚ َوﻗُـ ﱠﻮﺗِ َ
َوﴰَ ِـﺎﱄ َ ،وِﻣ ْـﻦ ﻓَـ ْـﻮﻗﻲ َ ،وِﻣ ْـﻦ َْﲢـﱵ َ ،وِﻣ ْـﻦ ﻗﺒَﻠـﻲ َ ،و ْادﻓَ ْـﻊ َﻋ ﱢـﲏ ِﲝَ ْﻮﻟ َ
َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮة إﻻﱠ ﺑِﻚ .(٢) « ..
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٥٣ / ٢ـ .٥٥٤
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٥٩ / ٢ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد.
٢٧٨
إن ﰲ ﻗـﺮاءة ﻫـﺬﻩ اﻻدﻋﻴــﺔ ﺻـﻴﺎﻧﺔ ﻟﻼﻧﺴــﺎن ،ووﻗﺎﻳـﺔ ﻟـﻪ ﻣــﻦ ﻃـﻮارق اﻟــﺰﻣﻦ وﺣـﻮادث اﻻﻳــﺎم ،
ﻓﺈن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،ﻳﺼﺮف ﻋﻤﻦ دﻋﺎﻩ ﺎ ،ﲨﻴﻊ ﺷﺮور اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻓﺠﺎﺋﻌﻬﺎ.
٣ـ ﻗـﺎل � :إن ﻋﻠـﻲ ﺑـﻦ اﳊﺴـﲔ ،ﺻـﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻛـﺎن إذا أﺻـﺒﺢ ﻗـﺎل :أﺑﺘـﺪئ
ﻳﻮﻣﻲ ﺑﲔ ﻳﺪي ﻧﺴﻴﺎﱐ وﻋﺠﻠﱵ ،ﺑﺴﻢ اﷲ وﻣﺎ ﺷﺎء اﷲ ).(١
ﻫ ــﺬﻩ ﺑﻌ ــﺾ اﻻدﻋﻴ ــﺔ ،اﻟ ــﱵ رواﻫ ــﺎ اﻻﻣ ــﺎم اﻟﺼ ــﺎدق � ﻋ ــﻦ ﺟ ــﺪﻩ اﻻﻣ ــﺎم زﻳ ــﻦ اﻟﻌﺎﺑ ــﺪﻳﻦ
�.
٤ـ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺒﺎﻗﺮ
وروى اﻻﻣــﺎم اﻟﺼــﺎدق � ،ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ أدﻋﻴــﺔ أﺑﻴــﻪ اﻻﻣــﺎم ﳏﻤــﺪ اﻟﺒــﺎﻗﺮ � ،وﰲ ﻣــﺎ
ﻳﻠﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ :
١ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن أﰊ إذا أﺻﺒﺢ ﻳﻘﻮل :
ـﻮل اﷲِ � ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،إﻟَْﻴ َ
ـﻚ » ﺑِﺴ ِﻢ اﷲِ وﺑِﺎﷲِ واﱃ اﷲِ ،وﰲ ﺳﺒِ ِﻴﻞ اﷲِ ،وﻋﻠﻰ ِﻣﻠﱠ ِﺔ رﺳ ِ
َُ َ َ َ َ َ ْ
إﺣ َﻔﻈْـﲏ ﲔ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ْ ،
رب ِ
اﻟﻌـﺎﻟَﻤ َ
ـﺖ ﻳـﺎ ﱢ َ ـﺖ أ َْﻣـ ِﺮي َ ،و َﻋﻠَْﻴ َ
ـﻚ ﺗَـ َﻮَﻛْﻠ ُ ﺿ ُ ﻚ ﻓَـ ﱠﻮ ْﺖ ﻧـَ ْﻔ ِﺴﻲ َ ،وإﻟَْﻴ ََﺳﻠَ ْﻤ ُ
أْ
ي َ ،وِﻣ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻔﻬـﻲ َ ،و َﻋ ْـﻦ َﳝِﻴـﲏ َو َﻋـ ْـﻦ ِﴰَ ِـﺎﱄ َ ،وِﻣ ْـﻦ ﻓَـ ْـﻮﻗﻲ َ ،وِﻣـ ْـﻦ )ِ (٢
ﲝ ْﻔـﻆ ا ِﻹﳝ َـﺎن ﻣ ْـﻦ ﺑـَ َْ
ـﲔ ﻳَـ َـﺪ ﱠ ِِ
اﻟﻌﺎﻓِﻴَ ِـﺔ ِ ،ﻣـﻦ
اﻟﻌ ْﻔ َـﻮ َو َ
ﻚ َ ﺖ ،ﻻ َﺣ ْـﻮَل َوﻻ ﻗُـ ﱠﻮَة إﻻﱠ ﺑِـﺎﷲِ ،ﻧَ ْﺴـﺄَﻟُ َ
ِ ِ
َْﲢﱵ َ ،وﻣ ْﻦ ﻗﺒَـﻠْﻲ ،ﻻ إﻟﻪَ إﻻﱠ أَﻧْ َ
ﻮء ،و َﺷﱢﺮ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴﺎ و ِ
اﻵﺧَﺮةِ. ٍ
َ َ ُﻛ ﱢﻞ ُﺳ َ
اﻟﻘ ِْﱪ َ ،وِﻣ ْﻦ
ﺿ ْﻐﻄَِﺔ َ ِ
اﻟﻘ ِْﱪ َ ،وﻣ ْﻦ َ اب َ ﻚ ِﻣﻦ َﻋ َﺬ ِ
َﻋﻮذُ ﺑ َ ْ
إﱐ أ ُ ِ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ؛ ﱢ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٢٣ / ٢
٢ـ ﲝﻔﻆ اﻻﳝﺎن :ﻋﻠﻰ ﺣﺬف اﳌﻀﺎف اي ﲝﻔﻆ أﻫﻞ اﻻﳝﺎن.
٢٧٩
بِ اﻟﺒَـﻠَـﺪ ب اﳌ ْﺸ َـﻌ ِﺮ اﳊَ َـﺮِام َ ،وَر ﱠ ﱠﻬـﺎ ِر ،اﻟﻠّﻬـ ﱠﻢ ،ر ﱠ ِ ِﺿ ِﻴﻖ اﻟ َﻘ ِﱪ ،وأَﻋﻮذُ ﺑِ َ ِ
ُ َ َ ﻚ ﻣ ْـﻦ َﺳـﻄََﻮات اﻟﻠّْﻴ َـﻞ َواﻟﻨـ َ ْ َُ
ب اﳊِ ﱢﻞ َواﳊََﺮِم ،أَﺑْﻠِ ْﻎ ُﳏَ ﱠﻤﺪاً ِو ِآل ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َﻋ ﱢﲏ اﻟ ﱠﺴ َﻼ ُم. اﳊََﺮِام َ ،وَر ﱢ
ﻚ أَ ْن ﻻ ُﲤِﻴﺘَﲏ َﻏَﺮﻗﺎً أ َْو َﺣ ْﺮﻗﺎً ،أ َْو َﺷ َـﺮﻗﺎً ، َﻋﻮذُ ِﲜَ ْﻤﻌِ َ أﱐ أَﻋﻮذُ ﺑِ َﺪر ِﻋ َ ِ ِ
ﻚ اﳊَﺼﻴﻨَﺔ َ ،وأ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ُ ْ
ت اﻟ ُﻔ ْﺠ ـﺄَةِ ،أ َْو ِ ِ
ﺻ ـ ْـﱪاً ،أ َْو ُﻣ َﺴ ــﻤﺎً ،أ َْو ﺗَـَﺮدﻳ ـﺎً ﰲ ﺑِْﺌ ـ ٍﺮ ،أ َْو أَﻛﻴ ـ َـﻞ َﺳ ــﺒُ َﻊ ،أ َْو َﻣ ـ ْـﻮ َ
أ َْو ﻗَ ـ َـﻮداً ،أ َْو َ
ِ ِ ِ ـﺎت ِ ﺑِ َﺸــﻲ ٍء ِﻣــﻦ ِﻣﻴﺘَـ ِ
ﻚ�، ﺎﻋـ ِـﺔ َر ُﺳـ ُـﻮﻟ َ
ـﻚ َ ،وﻃَ َ ﺎﻋﺘِـ َ ِ ِ
اﻟﺴــﻮء َ ،وﻟﻜـ ْـﻦ أَﻣْﺘــﲏ ﻋﻠــﻰ ﻓَﺮاﺷــﻲ ﰲ ﻃَ َ ُ ْ ْ
ﺻـﻮص « ﱠﻬﻢ ﺑـُْﻨـﻴَـﺎن َﻣْﺮ ُ
ِ ِ
ﱠﻬﻢ ﰲ ﻛﺘَﺎﺑـﻚ » َﻛـﺄَﻧـ ُ ﻒ◌ اﻟﺬي ﻧَﻌﺘـ ُ ﺼ ﱢﺼﻴﺒﺎ ﻟِْﻠ َﺤ ﱢﻖ َﻏْﻴـﺮ ﳐُْ ِﻄﻰء أَ و ﰲ اﻟ ﱠ ﻣِ
ُ
ـﺎس ـ وَﻛـﺎ َن ﻳـ ْﻘـﺮأُ اﻟ ﱡﺴـﻮرَة ـ اﳊﻤ ُـﺪ ﷲِ َﻋـﻮذُ ﺑَِـﺮ ﱢ ِ ِ
َ َْ ب اﻟﻨﱠ ِ َ َ َ أُﻋﻴ ُﺬ ﻧَـ ْﻔﺴﻲ َ ،وَوﻟَﺪي َ ،وَﻣﺎ َرَزﻗَﲏ َرﱢﰊ ،ﺑُِﻘ ْﻞ أ ُ
ِ ِِ ِ ِِ ِ ِ ِ ِِ
ـﻴﻢ اﻟ َﻜـ ِﺮﱘُ ، ﺿـﺎ ﻧـَ ْﻔﺴـﻪ َ ،وﻻ إﻟـﻪَ إﻻﱠ اﷲُ اﳊَﻠ ُ ﻣ َﺪ َاد َﻛﻠ َﻤﺎﺗﻪ َ ،واﳊَ ْﻤ ُﺪ ﷲ ِزﻧَﺔَ َﻋْﺮﺷـﻪ َ ،واﳊَ ْﻤ ُـﺪ ﷲ ِر َ
بـﲔ َ ،وَﻣـ ــﺎ ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ َﻤـ ــﺎ َوَر ﱢ ِ ب اﻟ ﱠﺴـ ـ ِ اﻟﻌ ِﻈــ ـﻴ ِﻢ ُ ،ﺳـ ـ ْـﺒ َﺤﺎ َن اﷲِ َر ﱢ وﻻ إﻟـ ــﻪ إﻻﱠ اﷲ ِ
ـﻤﻮات َو َاﻷ َرﺿـ ـ َ َ اﻟﻌﻠــ ـ ﱡـﻲ َ
َ َ
ِ
اﻟﻌﻈﻴﻢ. اﻟﻌْﺮ ش َ َ
ـﻚ ِﻣ َـﻦ اﻟ َﻔ ْﻘـ ِﺮ َواﻟ َـﻮﻗْ ِﺮ ِ ِ ِ ِ إﱐ أَﻋﻮذُ ﺑِ َ ِ ِ
َﻋﻮذُ ﺑِ َ ﻚ ﻣ ْﻦ َد َرك اﻟ ﱠﺸ َﻘﺎء َ ،وﻣ ْﻦ َﴰَﺎﺗَﺔ َاﻷ ْﻋ َﺪاء َ ،وأ ُ اﻟﻠّ ُﻬ ﱠﻢ ،ﱢ ُ
اﻟﻮﻟَ ِﺪ « .. ِ ِ ِ ) (١وأ ِ ِ
َﻋﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺳﻮء اﳌَْﻨﻈَﺮ ،ﰲ َاﻷ ْﻫ ِﻞ َواﳌَﺎل َو َ َُ
وﻛﺎن أﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ � ،ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ).(٢
وﻳﻠﻤﺲ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺸﺮﻳﻒ ،ﻣﺪى اﻋﺘﺼﺎم اﻻﻣﺎم أﰊ ﺟﻌﻔﺮ ﻋﻠﻴﻪ
__________________
١ـ اﻟﻮﻗﺮ :اﻟﺜﻘﻞ ﰲ اﻟﺴﻤﻊ.
٢ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ ٥٢٥ / ٢ـ .٥٢٦
٢٨٠
اﻟﺴﻼم ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،وإﻟﺘﺠﺎﺋﻪ إﻟﻴﻪ ،وﻗﺪ ﺳﺄل ﻣﻦ اﷲ ﻋﺰوﺟﻞ أن ﳝﻴﺘـﻪ ﻣﻴﺘـﺔ ﻛﺮﳝـﺔ ﰲ ﻃﺎﻋـﺔ اﷲ
وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﻣﺼﻴﺒﺎ ﻟﻠﺤﻖ ﻏﲑ ﳐﻄﺊ وﻻ ﻣﻨﺤﺮف ﻋﻨﻪ.
٢ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن أﰊ ﻳﻘﻮل وﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ :
ﲨﻴ ِﻊﻒ ﰊ ﰲ َِ » ﻳﺎ ﺛَِﻘﱵ ورﺟﺎﺋﻲ ،ﰲ ِﺷﺪﱠﰐ ورﺧﺎﺋﻲ :ﺻﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ ٍ
آل ُﳏَ ﱠﻤﺪ َ ،وأﻟْﻄَ ْ َ َ َﱢ ََ َ ََ َ
ٍ
ﺻ ـﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠــﻰ ُﳏَ ﱠﻤــﺪ َوأ َْﻫـ ِـﻞ ِ ِ ِ
ﲔ َ ،و َ اﻟﻌــﺎﻟَﻤ َ
ب َ ـﻒ ﲟـَ ْـﻦ ﺗَ َﺸــﺎءُ َ ،واﳊَ ْﻤـ ُـﺪ ﷲ َر ﱢ ـﻚ ﺗَـ ْﻠﻄُـ َُﺣـ َـﻮاﱄ ،ﻓَﺈﻧـﱠ َ
أْ
ﻳﻦ َ ،و َﺳﻠﱠ ْﻢ ﺗَ ْﺴﻠﻴﻤﺎً َﻛﺜِﲑاً .(١) « .. ِِ ِ
ﺑـَْﻴﺘﻪ اﻟﻄﱠﺎﻫ ِﺮ َ
٣ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن أﰊ ﻳﻘﻮل ﰲ دﻋﺎﺋﻪ :
ﱠﻬ ْﻢ ﻳَـ ـ ِـﺪي بأ ِ
َﺻ ـ ــﻠ ْﺢ ﱄ ذُ ﱢرﻳَـ ــﱵ ﻓ ـ ــﺈﻧـ ُ
إﱄ َ ،ر ﱢ ْ ـﺲ َﱠ ﱠﻬ ـ ــﺎ أ ََﻫ ـ ـ ﱡﻢ اََﻷﻧْـ ُﻔ ـ ـ ِ ب ِ ِ
» َر ﱢ ْ
أﺻ ـ ــﻠ ْﺢ ﻧـَ ْﻔﺴ ـ ــﻲ ،ﻓَﺈﻧـ َ
إﺧـ َـﻮاﱐ ، بأ ِ بأ ِ وﻋ ِ
ﺎﻋ ـﺔَ ْ َﺻــﻠ ْﺢ ﱄ َﲨَ َ ﱠﻬ ْﻢ َﳊْﻤــﻲ َوَدﻣــﻲ َ ،ر ﱢ ْ َﺻــﻠ ْﺢ ﱄ أ َْﻫـ َـﻞ ﺑـَْﻴــﱵ ﻓَــﺈﻧـ ُ ﻀــﺪي َ ،ر ﱢ ْ ََ ُ
)(٢
ﺻ َﻼ ِﺣﻲ « .. ﺻ َﻼ َﺣ ُﻬ ْﻢ َ ﱯ ﻓَﺈ ﱠن َ
ِ
َﺧ َﻮاﰐ َ ،وُﳏِ ﱠ َوأ َ
إن أدﻋﻴ ــﺔ أﺋﻤ ــﺔ أﻫ ــﻞ اﻟﺒﻴ ــﺖ � ،ﺑﻠﺴ ــﻢ ﻟﻠﻘﻠ ــﻮب ،وﺿ ــﻴﺎء ﻟﻠﻨﻔ ــﻮس ،وﻫ ــﻲ ﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ
اﻟﺜﺮوات اﻟﺮوﺣﻴﺔ ،اﻟﱵ ﳝﻠﻜﻬﺎ اﳌﺴﻠﻤﻮن.
٤ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن ﻣﻦ دﻋﺎء أﰊ ﰲ اﻻﻣﺮ اﻟﺬي ﳛﺪث :
آل ُﳏَ ﱠﻤ ٍـﺪ َ ،وا ْﻏ ِﻔ ْـﺮ ﱄ َ ،و ْارﲪَْـﲏ َ ،وَزﱢك َﻋ َﻤﻠِـﻲ َ ،وﻳَ ﱢﺴ ْـﺮ ُﻣْﻨـ َﻘﻠَـﱯ ، » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ﺻ ﱢﻞ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ و ِ
َ ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ﺾـﺎي َ ،وﺑَـﻴﱢ ْ ـﺖ ُﺣ ﱠﺠـﱵ َ ،وا ْﻏﻔ ْـﺮ َﺧﻄَﺎﻳَ َ َو ْاﻫﺪ ﻗَـْﻠِﱯ َ ،وآﻣ ْﻦ َﺧ ْﻮﰲ َ ،و َﻋﺎﻓﲏ ﰲ ُﻋ ْﻤـﺮي ُﻛﻠﱢـﻪ َ ،وﺛـَﺒﱢ ْ
ﻴﻒ َ ،وَﲡَ َﺎوْز ﺿﻌِ ٌ ﺈﱐ َ ﺼ ْﻤﲏ ﰲ ِدﻳﲏ َ ،و َﺳ ﱢﻬ ْﻞ َﻣﻄْﻠَﱯ َ ،وَو ﱢﺳ ْﻊ َﻋﻠَ ﱠﻲ ﰲ ِرْزﻗﻲ ،ﻓَ ﱢ وﺟ ِﻬﻲ ،و ْاﻋ ِ
َ َْ
__________________
١ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ٧
٢ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ٧
٢٨١
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ـﺐ ﱄ َﻋﻦ َﺳﻴﱢﺌَﺔ ﻣﺎ ﻋْﻨﺪي ﲝُ ْﺴ ِﻦ َﻣﺎ ﻋْﻨ َﺪ َك َ ،وﻻ ﺗَـ ْﻔ َﺠ ْﻌـﲏ ﺑﻨَـ ْﻔﺴـﻲ َ ،وﻻ ﺗَـ ْﻔ َﺠـ ْﻊ ﱄ َﲪﻴﻤـﺎً َ ،وَﻫ ْ
ِ ِ ِ
َﺣ َﺴ ُـﻦ ﻴﻊ ﻣـﺎ ﺑِـﻪ اﺑْـﺘَـﻠَْﻴﺘَـﲏ َ ،وﺗَـ ُـﺮﱡد َـﺎ َﻋﻠَ ﱠـﻲ ﻣـﺎ ُﻫ َـﻮ أ ْ
ِ
ﻒ َﻋ ﱢﲏ َﲨ َ ﻚ ،ﺗَﻜْﺸ ُ ﻳﺎ إﳍﻲ َﳊْﻈَﺔً ِﻣ ْﻦ ﳊَﻈَﺎﺗِ َ
ِ ﻋﺎدﺗـِ ِ ِ
ـﻚ َر َﺟــﺎﺋﻲ َ ،وَﱂ ﻳَـ ْﺒــﻖ ـﺖ ِﺣﻴﻠَــﱵ َ ،واﻧْـ َﻘﻄَـ َـﻊ ِﻣـ ْـﻦ َﺧ ْﻠﻘـ َ ﺖ ﻗُـ ﱠﻮِﰐ َ ،وﻗَـﻠﱠـ ْ ﺿـ ُـﻌ َﻔ ْ
ـﻚ ﻋْﻨــﺪي ،ﻓَـ َﻘـ ْﺪ َ ََ َ
ِ ِ
ﻚ َﻋﻠَ ـ ّـﻲ إ ْن ب إ ْن ﺗَـ ـ ْـﺮﲪَْﲏ َوﺗُـ َﻌ ــﺎﻓ ِﲏ َﻛ ُﻘ ـ ْﺪ َرﺗ َ ﻚ َﻋﻠَـ ﱠـﻲ ،ﻳ ــﺎ َر ﱡ ـﻚ َ ،وﻗُ ـ ْﺪ َرﺗُ َـﺎؤك َوﺗَ ـ َـﻮﱡﻛﻠﻲ َﻋﻠَْﻴ ـ َ إﻻﱠ َ
رﺟ ـ ُ
ﺗُـ َﻌ ﱠﺬﺑْﲏ َ ،وﺗَـْﺒﺘَﻠِﲏ.
َﺧ ُـﻞ ِﻣـﻦ ﻧَِﻌ ِﻤـﻚ ُﻣ ْﻨـﺬ َﺧﻠَ ْﻘﺘَـﲏ ِ ِِ ِ ِ
اﻟﺮ َﺟـﺎءُ ِﻹْﲤَﺎﻣ َﻬـﺎ ﻳـُ َﻘـ ﱢﻮﻳَﲏ َ ،وَﱂْ أ ْ إﳍﻲ :ذ ْﻛُﺮ َﻋ َﻮاﺋﺪ َك ﻳـُ ْﺆﻧ ُﺴﲏ َ ،و َ
ﻴﻢ ﰊ ، ِ
اب َﻋ ـ ﱢـﲏ َ ،واﻟ ـ ـﱠﺮﺣ ُ ﻆ ﱄ َ ،واﻟ ـ ـ ﱠﺬ ُ ـﺖ َرﱢﰊ َ ،و َﺳ ـ ـﻴﱢﺪي َ ،وُﻣ ْﻔَﺰﻋـ ــﻲ َوَﻣْﻠ َﺠﺌ ــﻲ َ ،واﳊَ ــﺎﻓِ ُ َ ،وأَﻧْ ـ َ
ﻚ ُ ،ﻛـ ﱠـﻞ ﻣــﺎ أَﻧَــﺎ ﻓِﻴـ ِـﻪ ،ﻓَﻠــﻴَ ُﻜ ْﻦ ﻳــﺎ َﺳـﻴﱢﺪي َوَﻣـ ْـﻮَﻻ َي ﰲ ﻣــﺎ ﻚ َوﻗُـ ْﺪ َرﺗِ َ ﻀــﺎﺋِ ََواﳌﺘَ َﻜ ّﻔـ ُـﻞ ﺑِ ِﺮْزﻗــﻲ َ ،وﰲ ﻗَ َ
ﻀﻴﺖ ،وﻗَ َـﺪرت ،وﺣﺘَﻤـﺖ ﺗَـﻌ ِﺠﻴـﻞ ﺧ َﻼ ِﺻـﻲ ِﳑﱠـﺎ أَﻧَـﺎ ﻓِﻴ ِـﻪ َِ ُ
اﻟﻌﺎﻓِﻴَ ِـﺔ ﱄ ،ﻓَـﺈﱐ ﻻ أ َِﺟ ُـﺪ َ َ و ، ﲨﻴﻌِ ِ
ـﻪ ﻗَ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ
ِ ِ ِ
َﺣ َﺴـ ِﻦ ﻇَـﲏ ﺑِ َ
ـﻚ ِ
ﻚ ،ﻓَ ُﻜ ْـﻦ ﻳـﺎ َذا اﳉَ َـﻼل َﻋْﻨ َـﺪ أ ْ َﺣﺪاً َﻏْﻴـَﺮَك َ ،وَﻻ أ َْﻋﺘَ ِﻤ ُﺪ ﻓ ِﻴﻪ إﻻﱠ َﻋﻠَْﻴ َ ﻚأَ ﻟ َﺪﻓْ َﻊ ذﻟ َ
ِ ﻚ ،وارﺣﻢ ﺗَﻀـﱡﺮ ِﻋﻲ و ِ
ﻚ َﻋﻠَ ﱠـﻲ َ ،وﻋﻠـﻰ ُﻛ ﱢـﻞ ﻒ ُرْﻛ ِـﲏ َ ،و ْاﻣـﻨُ ْﻦ ﺑِـﺬﻟ َ ﺿ ْـﻌ َاﺳـﺘ َﻜﺎﻧَِﱵ َ ،و َ َ ،وَر َﺟﺎﺋﻲ ﻟَ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ
ﺻﻠﱠﻰ اﷲُ ﻋﻠﻰ ُﳏَ ﱠﻤ ٍﺪ َوآﻟِِﻪ « ... ِِ
ﲔ َ ،و َ ﺎك ﻳﺎ أ َْر َﺣ َﻢ اﻟﱠﺮاﲪ َ َد ِاع َد َﻋ َ
)(١
: ٥ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن أﰊ ﻳﻘﻮل :
ﻚ ﻣـﺎ ﺗُـ ْﻐﻨِﻴ ِـﲏ ﺑِ ِـﻪ َﻋ ْـﻦ َﺳـﺎﺋِِﺮ » اﻟﻠّﻬ ﱠﻢ ،أَﻟْﺒِﺴﲏ اﻟﻌﺎﻓِﻴﺔَ ﺣ ﱠﱴ ﺗُـﻬﻨِﺌﲏ اﳌﻌِﺸـﺔَ ،وارزﻗْـﲏ ِﻣـﻦ ﻓَ ْ ِ
ﻀـﻠ َ ْ َ َ ُْ ْ َ َ َ َْ ُ
َ ِ ِ ِ ِ ِ
)(٢
ﻚ ﻟﺒَ َﺸ ٍﺮ ﺳ َﻮ َاك « .. ﺎﻋﺘ َﻚ َ ،وﻻ أَ ْﺷﺘَﻐ ُﻞ َﻋ ْﻦ ﻃَ َ َﺧ ْﻠﻘ َ
وﻃﻠﺐ اﻻﻣﺎم � ،ﰲ ﻫﺬا اﻟﺪﻋﺎء ،ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ،أن ﳝﻨﺤﻪ
__________________
١ـ اﺻﻮل اﻟﻜﺎﰲ .٥٥٨ / ٢
٢ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ٧
٢٨٢
اﻟﻌﺎﻓﻴــﺔ ،وﻫــﻲ ﻣــﻦ أﲦــﻦ ﻣــﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒــﻪ اﻻﻧﺴــﺎن ﰲ ﻫــﺬﻩ اﳊﻴــﺎة ،ﻛﻤــﺎ ﺳــﺄل ﻓﻴــﻪ أن ﻳﻔــﻴﺾ ﻋﻠﻴــﻪ ،
ﻣﻦ رزﻗﻪ ،واﻟﺴﻌﺔ ﰲ ﻋﻴﺸﻪ ،ﺣـﱴ ﻳﻜـﻮن ﺣـﺮا ﻓـﻼ ﻳﺸـﺘﻐﻞ ﻋـﻦ ﻃﺎﻋـﺔ اﷲ ﻋﺰوﺟـﻞ ،ﺑﺎﳋﻀـﻮع
ﻟﻐﲑﻩ ﻣﻦ اﳌﺨﻠﻮﻗﲔ.
٦ـ ﻗﺎل � :ﻛﺎن أﰊ ﻳﻘﻮل ﰲ ﺳﺠﻮدﻩ :
ـﺎس ﰊ ﺣﺴــﻦ ،ﻓَــﺎ ْﻏ ِﻔﺮ ﱄ ﻣــﺎ ﻻ ﻳـﻌﻠَﻤــﻮ َن ،وَﻻ ﺗُـﺆ ِ
اﺧـ ْﺬﱐ ِﲟـَـﺎ ﻳـَ ُﻘﻮﻟُــﻮ َن ،َ َ ْ َ َْ ُ » اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ إ ْن ﻇَـ ﱠﻦ اﻟﻨّـ ِ َ َ ٌ
)(١
َوأَﻧْﺖ َﻋ ﱠﻼم اﻟﻐُﻴُﻮب « ..
٧ـ :ﻗــﺎل � :ﻛــﺎن أﰊ ﻳﺼــﻠﻲ ﰲ ﺟــﻮف اﻟﻨﻬــﺎر ،ﻓﻴﺴــﺠﺪ اﻟﺴــﺠﺪة ،ﻓﻴﻄﻴــﻞ ﺣــﱴ
ﻳﻘﺎل :إﻧﻪ راﻗﺪ ،ﻓﻤﺎ ﻳﺼﺤﻮ ﻓﻴﻬﺎ إﻻ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل :
ﺼـ ـ ِـﺪﻳﻘﺎً ،
ـﻚ ﻳـ ــﺎ َرﱢﰊ ﺗَـ َﻌﺒُ ــﺪاً َوِرﻗّـ ـﺎً َ ،وإﳝَﺎﻧ ـ ـﺎً َوﺗَ ْ
ت ﻟَـ ـ َ » ﻻ إﻟ ــﻪَ إﻻﱠ اﷲُ َﺣ ّﻘ ـ ـﺎً َ ،ﺣ ّﻘ ـ ـﺎً َ ،ﺳـ ـ َ
ـﺠ ْﺪ ُ
ـﻚ َﺟ َـﻮ ٌاد َﻛـ ِﺮﱘٌ ،ﻳـﺎ َﻣﻨَـﺎ َن
ـﺎﻋ ْﻔﻪُ ﱄ ﻓَﺈﻧﱠ َ وإﺧ َﻼﺻﺎً ،ﻳﺎ ﻋ ِﻈﻴﻢ ،ﻳﺎ ﻋ ِﻈﻴﻢ ،إ ﱠن ﻋﻤﻠِﻲ ﺿـﻌِﻴﻒ ﻓَﻀ ِ
ََ َ ُ َ َ ُ َ ُ َ ْ
ـﻚ أَ ْنَﻋــﻮذُ ﺑِـ َ
إﱐ أ ُ ـﺎر ،ﻳــﺎ َﻛـ ِﺮﱘُ ،اﻟﻠّ ُﻬـ ﱠﻢ ،ﱢ ِ ا ْﻏ ِﻔـ ْـﺮ ﱄ ذُﻧـُ ِ
ـﻮﰊ َو ُﺟْﺮﻣــﻲ َ ،وﺗَـ َﻘﺒﱠـ ْـﻞ ﻣـ ﱢـﲏ َﻋ َﻤﻠــﻲ ،ﻳــﺎ َﺟﺒﱠـ ُ
)(٢
َﺧﻴﺐ أَو أ َْﻋ َﻤﻞ ﻇُْﻠ َﻤﺎ « ... أَ
و ﺬا ﻳﻨﺘﻬـﻲ ﺑﻨـﺎ اﳌﻄـﺎف ،ﻋﻤـﺎ ﻳﺮوﻳـﻪ ،ﻣـﻦ أدﻋﻴـﺔ آﺑﺎﺋـﻪ � ،وﻫـﻲ ﳕـﺎذح ﻳﺴـﲑة ،ﻋﻤـﺎ
ﻳﺮوﻳﻪ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﱰاث اﻟﺮوﺣﻲ ،ﻛﻤﺎ أن ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎﻩ ﻣـﻦ أدﻋﻴﺘـﻪ اﻟﺸـﺮﻳﻔﺔ ،ﻻ ﻳـُﻠﱢ ُـﻢ ﲜﻤﻴـﻊ
ﻣﺎ أﺛﺮ ﻋﻨﻪ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻃﺎﺋﻔﺔ أﺧﺮى ،ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ،ذﻛﺮت ﰲ ﻛﺘﺐ اﻻدﻋﻴﺔ ،واﳊﺪﻳﺚ ،وﻗﺒـﻞ
أن أﻗﻔ ــﻞ ﻫ ــﺬا اﻟﻜﺘ ــﺎب ،أﺗﻘ ــﺪم ﺑﺎﻟﺸ ــﻜﺮ اﳉﺰﻳ ــﻞ واﻟﺜﻨ ــﺎء اﻟﻌ ــﺎﻃﺮ واﻟ ـﺪﻋﺎء اﳋ ــﺎﻟﺺ اﱃ ﲰﺎﺣ ــﺔ
اﳊﺠﺔ أﺧﻲ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻜﺒﲑ اﻟﺸﻴﺦ ﻫﺎدي ﺷﺮﻳﻒ اﻟﻘﺮﺷﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻌﺔ
__________________
١ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص ٦ـ .( ٧
٢ـ ﻗﺮب اﻻﺳﻨﺎد ) ص .( ٤
٢٨٣
اﻟﻜﺘــﺎب ،وأﺑــﺪاء ﻛﺜــﲑ ﻣــﻦ اﳌﻼﺣﻈــﺎت اﻟﻘﻴﻤــﺔ ﻓﻴــﻪ ،ﺳــﺎﺋﻼ ﻣــﻦ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ أن ﻳﻜﺘــﺐ ﻟــﻪ اﳌﺰﻳــﺪ
ﻣﻦ اﻻﺟﺮ ،وﳚﺰﻳﻪ ﻋﲏ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﳚﺰي أﺧﺎ ﻋﻦ أﺧﻴﻪ.
٢٨٤
ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﻜﺘﺎب
٢٨٥
٢٨٦
اﻟﻔﺮس اﻟﻜﺘﺎب
اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼﺎدﻗﻴﺔ ١ ...........................................................
اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﱘ ٣ ...............................................................
ﺗﻘﺮﻳﻆ آﻳﺔ اﷲ اﻟﻌﻈﻤﻰ اﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻻﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺰواري داﻣﺖ ﺑﺮﻛﺎﺗﻪ٥ ............... .
ﺗﻘﺪﱘ ٧ .....................................................................
أﺣﺎدﻳﺚ اﻻﻣﺎم اﻟﺼﺎدق )ع( ﻓﻲ اﻟﺪﻋﺎء ١٥ .....................................
ﻓﺼﻞ اﻟﺪﻋﺎء ١٧............................................................ :
اﻟﺪﻋﺎء ﻋﺒﺎدة ١٨............................................................ :
اﻟﺪﻋﺎء ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻘﻀﺎء ١٨..................................................... :
اﻟﺪﻋﺎء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺪاء ١٩................................................... :
آداب اﻟﺪﻋﺎء ٢٠............................................................ :
إﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء ٢١......................................................... :
أ ـ اﻻﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﷲ ٢١.................................................... :
ب ـ اﻟﺘﻀﺮع إﱃ اﷲ ٢١.....................................................
ﺟـ ـ اﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﷲ ٢٢.................................................... :
د ـ اﻻﳊﺎح ﰲ اﻟﺪﻋﺎء ٢٣.................................................. :
ﻫـ ـ اﺟﺘﻤﺎع اﳌﺴﻠﻤﲔ ٢٤.................................................. :
و ـ اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﻨﱯ وآﻟﻪ ٢٤.............................................. :
ز ـ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﳊﺎﺟﺔ ٢٥..................................................... :
ح ـ أوﻗﺎت اﻟﺪﻋﺎء ٢٥.................................................... :
اﻟﺪﻋﺎء ﻟﻼﺧﻮان ٢٦......................................................... :
دﻋﻮات ﻣﺴﺘﺠﺎﺑﺔ ٢٧........................................................ :
دﻋﻮات ﻻ ﺗﺴﺘﺠﺎب ٢٨..................................................... :
٢٨٧
اﻟﻘﺴﻢ اﻻول :ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح واﻟﻤﺴﺎء٣١ ...............................
١ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﺼﺒﺎح واﳌﺴﺎء ٣٣............................................. :
٢ـ ادﻋﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ وﻏﺮو ﺎ ٤٣...................................... :
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﻐﺪاة ٤٤.....................................................:
٤ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ٤٤.......................................... :
٥ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻮم ٤٥..................................................... :
: ٦ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم ٤٨......................................... :
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ ٤٩ ............................................................. :
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث واﻻﺧﻄﺎر ٤٩ ................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻮراث ٥١......................................... :
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﳊﺠﺐ ﻣﻦ اﻻﻋﺪاء ٥٢......................................... :
٣ـ اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺬي ﻳﻌﻮذ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ٥٣............................................ :
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎن ٥٨......................................... :
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ دﻓﻊ ﻣﺎ ﳛﺬر ﻣﻨﻪ ٦٠............................................ :
٦ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﳋﻮف واﳍﻢ ٦٠...................................... :
٧ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﺘﺤﺮز ﻣﻦ اﳌﻨﺼﻮر ٦٢.......................................... :
٨ـ :دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺪاﺋﺪ ٨٨................................................ :
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻃﻮارق اﻟﺰﻣﻦ ٩٠........................................
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ٩٣ ..............................................................
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ اﻻﻳﺎم اﻟﻤﺒﺎرﻛﺔ ٩٣ ................................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻳﻮم اﳉﻤﻌﺔ ٩٥...................................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻳﻮم اﳌﺒﺎﻫﻠﺔ ٩٨...................................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻋﻴﺪ اﻟﻐﺪﻳﺮ ١٠٢ .................................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ رﺟﺐ ١١٠ ......................................................
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎن ١١٠ ......................................
٢٨٨
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ ١١٥ .............................................................
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻓﻲ رﻣﻀﺎن ١١٥ ....................................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ رؤﻳﺔ ﻫﻼل رﻣﻀﺎن ١١٧ .........................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ أول ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ١١٨ .........................................
٣ـ دﻋﺎء آﺧﺮ ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻻوﱃ ١٢٠ .............................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻹﻓﻄﺎر ١٢١ ...................................................
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﺣﻀﻮر رﻣﻀﺎن ١٢١ ............................................
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻟﻴﺎﱄ رﻣﻀﺎن ١٢٧ ................................................
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ أﻳﺎم رﻣﻀﺎن ١٢٨ ................................................
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٢٩ ....................................................
٩ـ ﻣﻦ ادﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٢٩ .................................................
١٠ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٣٠ ...............................................
١١ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ﻣﻦ ١٣١ ...........................................
١٢ـ ﻣﻦ ادﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٣١ ...............................................
١٣ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٣٢ ...............................................
١٤ـ ﻣﻦ ادﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٣٣ ...............................................
١٥ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٣٤ ...............................................
١٦ـ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ رﻣﻀﺎن ١٣٥ ...............................................
١٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ١٣٦ .......................................
١٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ وداع رﻣﻀﺎن ١٣٦ ..............................................
١٩ـ دﻋﺎء أﺧﺮ ﰲ وداع رﻣﻀﺎن ١٤٤ ..........................................
٢٨٩
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺨﺎﻣﺲ ١٤٧ ..........................................................
ﻓﻲ أدﻋﻴﺔ اﻟﺤﺞ ١٤٧ ..........................................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﳋﺮوج إﱃ اﻟﺴﻔﺮ١٥٠ ............................................
٢ـ دﻋﺎء آﺧﺮ ﰲ اﻟﺴﻔﺮ ﻟﺒﻴﺖ اﷲ ١٥١ .........................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ رﻛﻮب راﺣﻠﺘﻪ ١٥٢ ..............................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﺛﻨﺎء اﳌﺴﲑ ١٥٣ .................................................
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﺑﺎب اﳌﺴﺠﺪ اﳊﺮام ١٥٣ ........................................
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﳌﺴﺠﺪ اﳊﺮام ١٥٥ .......................................
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﺣﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ١٥٦ ...................................................
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ دﺧﻮل اﻟﻜﻌﺒﺔ ١٥٧ .............................................
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﳊﺠﺮ اﻻﺳﻮد ١٥٨ .............................................
١٠ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻮاف ١٦٠ .................................................
١١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ ١٦١ ..................................................
١٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﺼﻔﺎ واﳌﺮوة ١٦٢ .............................................
١٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻋﺸﻴﺔ ﻋﺮﻓﺔ ١٦٣ ...............................................
١٤ـ دﻋﺎؤﻩ اﻻول ﰲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ ١٦٤ ............................................
١٥ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﱐ ﰲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ ١٧١ ............................................
١٦ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﰲ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ ١٨١ ...........................................
٢٩٠
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴﺎدس ١٨٩ ..........................................................
ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ﻗﻲ وﺿﻮﺋﻪ وﺻﻼﺗﻪ ١٨٩ .............................................
أ ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﻮﺿﻮء ١٩٢ .....................................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻮﺿﻮء ١٩٣ ................................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ١٩٣ .............................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﳌﻀﻤﻀﺔ ١٩٣ ..............................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻻﺳﺘﻨﺸﺎق ١٩٤ .............................................
٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ اﻟﻮﺟﻪ ١٩٤ ............................................
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﻤﲎ ١٩٤ ........................................
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻏﺴﻞ ﻳﺪﻩ اﻟﻴﺴﺮى١٩٤ .......................................
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺢ اﻟﺮأس ١٩٥ ............................................
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺢ اﻟﺮﺟﻠﲔ ١٩٥ ..........................................
ب ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ اﻟﺼﻼة ١٩٥ ...................................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻗﺒﻞ اﻟﺼﻼة ١٩٥ .................................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﺴﺠﻮد ١٩٦ .................................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺠﻮد ١٩٧ ................................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ اﻻول ﰲ اﻟﻘﻨﻮت ١٩٧ ............................................
٥ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﱐ ﰲ اﻟﻘﻨﻮت ١٩٩ ............................................
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ٢٠٠ .................................................
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻈﻬﺮ ٢٠١ ............................................
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﳌﻐﺮب ٢٠٤ ...........................................
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺴﺎﺑﻊ ٢٠٥ ............................................................
٢٩١
دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻨﺒﻲ � وﻵﻟﻪ وﺷﻴﻌﺘﻬﻢ ٢٠٥ ........................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﻨﱯ٢٠٧ ..........................................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻻﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ )ع( ٢١٣ ..............................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﺸﻴﻌﺘﻪ ٢١٤ ........................................................
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ أدﻋﻴﺘﻪ ٢١٧ ..................................................
ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن وﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ٢١٧ ..............................
١ـ دﻋﺎؤﻩ اﻻول ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن ٢١٩ ........................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﺜﺎﱐ ﻋﻨﺪ ﺗﻼوﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮآن ٢٢٢ ........................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﻟﻔﺮاغ ﻣﻦ ﺗﻼوة اﻟﻘﺮآن٢٢٣ ......................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﳊﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ٢٢٤ ................................................
أدﻋﻴﺘﻪ اﳉﺎﻣﻌﺔ ٢٢٦ ...........................................................
١ـ اﻟﺪﻋﺎء اﳉﺎﻣﻊ ٢٢٦ .....................................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻻﻟﻄﺎف اﷲ ﻋﻠﻰ اﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ٢٢٨ ...............................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﳌﻬﺎم اﻻﻣﻮر ٢٣٢ ..........................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳋﲑ ٢٣٣ .........................................
٥ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﻠﺨﻀﻮع واﳋﺸﻮع ﷲ ٢٣٥ .................................
٦ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﷲ ٢٣٨ ...........................................
٧ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻻﻣﻦ واﻟﺴﻼﻣﺔ ٢٤٠ ..............................
٨ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻟﺘﻤﺠﻴﺪ اﷲ ٢٤١ ..........................................
٩ـ دﻋﺎؤﻩ اﳉﺎﻣﻊ ﻻﻣﻮر اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة ٢٤٢ ...................................
١٠ـ دﻋﺎؤﻩ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻪ ﳉﺎﺑﺮ٢٤٤ ..................................
٢٩٢
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺘﺎﺳﻊ ٢٤٩ ............................................................
ﻣﻨﺎﺟﺎﺗﻪ ،وأدﻋﻴﺘﻪ اﻟﻘﺼﺎر ٢٤٩ .................................................
أدﻋﻴﺘﻪ اﻟﻘﺼﺎر ٢٥٣ ..........................................................
١ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﲪﺪ اﷲ ٢٥٣ .................................................
٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﷲ ٢٥٣ ...............................................
٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ٢٥٤ .................................................
٤ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ اﻟﻔﻘﺮاء ٢٥٤ .....................................
٥ـ أدﻋﻴﺘﻪ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق ٢٥٥ .............................................
٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ٢٥٧ ........................................
٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ اﳊﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ اﷲ ٢٥٧ .....................................
٨ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ اﷲ ٢٥٧ .......................................
٩ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻘﻀﺎء اﳊﻮاﺋﺞ ٢٥٨ ..............................................
١٠ـ ادﻋﻴﺘﻪ ﰲ دﻓﻊ اﻻﻣﺮاض ٢٥٨ ..........................................
١١ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﳌﺼﻴﺒﺔ ٢٦٣ ...............................................
١٢ـ دﻋﺎؤﻩ ﻋﻨﺪ اﺟﺎﺑﺔ دﻋﺎﺋﻪ ٢٦٣ ..........................................
١٣ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﻠﺘﻮﺳﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ٢٦٣ ..............................................
١٤ـ دﻋﺎؤﻩ إذا أﳘﻪ أﻣﺮ ٢٦٤ ...............................................
١٥ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻃﻠﺐ اﳌﻐﻔﺮة ٢٦٤ ...........................................
١٦ـ دﻋﺎؤﻩ ﻟﺘﻌﺠﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ ٢٦٤ .............................................
١٧ـ دﻋﺎؤﻩ ﰲ ﻣﻬﺎم اﻻﻣﻮر ٢٦٥ ............................................
٢٩٣
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎﺷﺮ ٢٦٧ ............................................................
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮوﻳﻪ ﻣﻦ اﻻدﻋﻴﺔ ﻋﻦ آﺑﺎﺋﻪ ٢٦٧ ...........................................
١ـ أدﻋﻴﺔ اﻟﻨﱯ � ٢٦٩ ...................................................
٢ـ داﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ )ع( ٢٧٢ .........................................
٣ـ اﻻدﻋﻴﺔ اﻟﱵ ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﻋﻦ اﻻﻣﺎم زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ٢٧٧ ...........................
٤ـ أدﻋﻴﺔ اﻻﻣﺎم اﻟﺒﺎﻗﺮ ٢٧٩ .................................................
٢٩٤
You might also like
- مراحل السالكين للإمام الرواسDocument250 pagesمراحل السالكين للإمام الرواسedind50% (2)
- أخطاء ومفاهيم في شهر رمضان يجب أن تصححDocument112 pagesأخطاء ومفاهيم في شهر رمضان يجب أن تصححRafiu SoliuNo ratings yet
- Kitab Sittin AdliyyahDocument21 pagesKitab Sittin Adliyyahmajid husainNo ratings yet
- Kitab Sittin AdliyyahDocument21 pagesKitab Sittin AdliyyahAnni MudrikaturrohmahNo ratings yet
- مقامات اليقينDocument50 pagesمقامات اليقينsh ChaiNo ratings yet
- 006 El Fewzul AzimDocument116 pages006 El Fewzul AzimeldictateurmrlefuturNo ratings yet
- - الأضحية على ضوء الكتاب والسنةDocument84 pages- الأضحية على ضوء الكتاب والسنةFirda HusnaNo ratings yet
- خط القلم في بيان حكم من قام بتحية العلمDocument46 pagesخط القلم في بيان حكم من قام بتحية العلمD - TECHNo ratings yet
- مفسدات القلوب حب الرئاسةDocument64 pagesمفسدات القلوب حب الرئاسةahmed hargaNo ratings yet
- Mfsdat Hob.r2sahDocument64 pagesMfsdat Hob.r2sahredhaNo ratings yet
- كل ما تريد معرفته عن الإسراء والمعراجDocument62 pagesكل ما تريد معرفته عن الإسراء والمعراجfadlumusaddadNo ratings yet
- بائية أبي الحسن الكرجيDocument57 pagesبائية أبي الحسن الكرجيademgaming09No ratings yet
- حديث معاوية فرعون هذه الأمة حسن المالكي فك الله أسرهDocument264 pagesحديث معاوية فرعون هذه الأمة حسن المالكي فك الله أسرهZaydi LibraryNo ratings yet
- مَقامات الحريري والدّراسات اللُّغَويّةDocument30 pagesمَقامات الحريري والدّراسات اللُّغَويّةMuntasir AhmadNo ratings yet
- Ar Islamic Tolerance in Dealing With Non-MuslimsDocument33 pagesAr Islamic Tolerance in Dealing With Non-Muslimsdid94317No ratings yet
- لماذا اعتنقنا الإسلام دينًا؟Document190 pagesلماذا اعتنقنا الإسلام دينًا؟IslamHouseNo ratings yet
- Rejal Alshia Fi Asanid Alsonnah PDFDocument482 pagesRejal Alshia Fi Asanid Alsonnah PDFFadi HasnNo ratings yet
- حطم صنمكDocument137 pagesحطم صنمكOum Ilyes HbNo ratings yet
- Sharh Kifayatul MutaabbidDocument231 pagesSharh Kifayatul MutaabbidBint IsmailNo ratings yet
- العمليات الإنتحارية حكمهاDocument147 pagesالعمليات الإنتحارية حكمهاshrawykydalyNo ratings yet
- الخوارج بين الماضي والحاضر- د.محمد ياسر المسديDocument100 pagesالخوارج بين الماضي والحاضر- د.محمد ياسر المسدييوميات أم ديدةNo ratings yet
- الخوارج بين الماضي والحاضر- د.محمد ياسر المسديDocument100 pagesالخوارج بين الماضي والحاضر- د.محمد ياسر المسديQAIS ALHINDAWINo ratings yet
- مفسدات القلوب الكبر 10Document64 pagesمفسدات القلوب الكبر 10imane karimNo ratings yet
- دكتور بهاء الأمير اليهود والسُلطة وحكم العالمDocument8 pagesدكتور بهاء الأمير اليهود والسُلطة وحكم العالمbelazharNo ratings yet
- تجليات الأسطورة... قصة يوسفDocument103 pagesتجليات الأسطورة... قصة يوسفTaher TimoumiNo ratings yet
- هوامش نقدية على كتاب آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمةDocument74 pagesهوامش نقدية على كتاب آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمةمحمد محمدNo ratings yet
- هوامش نقدية على كتاب آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمةDocument74 pagesهوامش نقدية على كتاب آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمةمحمد محمدNo ratings yet
- UntitledDocument48 pagesUntitledأبو حسان المغربيNo ratings yet
- اسرار العدد والحروفDocument379 pagesاسرار العدد والحروفMunawwir Al-QosimiNo ratings yet
- سلسلة مفاهيم يجب ان تصحح - عمر عبد اللة كامل Juz 1 (1-10)Document242 pagesسلسلة مفاهيم يجب ان تصحح - عمر عبد اللة كامل Juz 1 (1-10)literaturkuNo ratings yet
- سعيد بن وهف نور الهدى وظلمات الضلال pdf PDFDocument496 pagesسعيد بن وهف نور الهدى وظلمات الضلال pdf PDFMaria joseNo ratings yet
- Ahmad Alhassan as - كتاب أقوال الإمام أحمد الحسن عDocument94 pagesAhmad Alhassan as - كتاب أقوال الإمام أحمد الحسن عSung RemiNo ratings yet
- التوحيد (أساس الإسلام، وحقيقة التوحيد)Document954 pagesالتوحيد (أساس الإسلام، وحقيقة التوحيد)ali zinNo ratings yet
- - الأعداد المأثورةDocument104 pages- الأعداد المأثورةFirda HusnaNo ratings yet
- منهج ابن الفرس في ترجيحاته .إعداد: البندري بنت عبدالرحمن الهويملDocument465 pagesمنهج ابن الفرس في ترجيحاته .إعداد: البندري بنت عبدالرحمن الهويملaalhuaimlNo ratings yet
- البدعة الحسنة عند الشافعية في العبادات PDFDocument354 pagesالبدعة الحسنة عند الشافعية في العبادات PDFAhmad Rudi Hamzah67% (3)
- ZlataDocument347 pagesZlataجوهر فاضلNo ratings yet
- التربية الروحيةDocument315 pagesالتربية الروحيةAhmad JajuliNo ratings yet
- Jcois, UntitledDocument30 pagesJcois, Untitledmohamed lotfyNo ratings yet
- الحياة الأبدية - الأنبا مكاريوس اسقف المنيا العامDocument26 pagesالحياة الأبدية - الأنبا مكاريوس اسقف المنيا العامphilo.george250No ratings yet
- محاضرة في معنى الرباDocument13 pagesمحاضرة في معنى الرباabdullah alsaediNo ratings yet
- شرحُ صَفْوَة أُصول الفقهِ للشيخDocument94 pagesشرحُ صَفْوَة أُصول الفقهِ للشيخنار الجحيمNo ratings yet
- مفسدات القلوب - اتباع الهوى PDFDocument54 pagesمفسدات القلوب - اتباع الهوى PDFAHMED BAKRNo ratings yet
- مفسدات القلوب - اتباع الهوىDocument26 pagesمفسدات القلوب - اتباع الهوىBothynh13No ratings yet
- مفسدات القلوب - اتباع الهوىDocument26 pagesمفسدات القلوب - اتباع الهوىreem ihdeibNo ratings yet
- FQ Tah50Document511 pagesFQ Tah50flamenco rosa98No ratings yet
- FQ Tah50Document511 pagesFQ Tah50flamenco rosa98No ratings yet
- رفقا بالقوارير .. نصائح للازواجDocument511 pagesرفقا بالقوارير .. نصائح للازواجhamada3747No ratings yet
- المواعظ الفاخرة في أمور الآخرة ــ السيد علي الحسيني الميلانيDocument62 pagesالمواعظ الفاخرة في أمور الآخرة ــ السيد علي الحسيني الميلانيHaidar HeroNo ratings yet
- فقه الواقعDocument39 pagesفقه الواقعharon hassenNo ratings yet
- Ar Reminders HajjDocument31 pagesAr Reminders Hajjdid94317No ratings yet
- .غَزْوَةُ بَدْرٍDocument15 pages.غَزْوَةُ بَدْرٍrotizahir24No ratings yet
- نهاية إقدام العقولDocument10 pagesنهاية إقدام العقولMiqdad AlkindiNo ratings yet
- مفسدات القلوب - الترف PDFDocument61 pagesمفسدات القلوب - الترف PDFAHMED BAKRNo ratings yet
- Makkiyah Dan MadaniyahDocument9 pagesMakkiyah Dan Madaniyahmuhammadnuzulul hidayatNo ratings yet
- Figh17039 قرة العين بمهمات الدينDocument56 pagesFigh17039 قرة العين بمهمات الدينAno MaliNo ratings yet
- تعريف واقسام المعاوضةDocument151 pagesتعريف واقسام المعاوضةjo joNo ratings yet
- متن قرة العين بمهمة الدينDocument56 pagesمتن قرة العين بمهمة الدينUbaidNo ratings yet
- خليل الرحمنDocument38 pagesخليل الرحمنUbaidillah ArsyadNo ratings yet
