You are on page 1of 50

‫‪2560‬‬

‫جملة العلوم الشرعية‬


‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬
‫األستاذ املشارك بقسم السياسة الشرعية‬
‫يف املعهد العايل للقضاء‬
‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‬
‫‪Dr.ahmed.binshabib@gmail.com‬‬

‫ملخص البحث‪ :‬هذا حبث بعنوان‪( :‬املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي)‪ ،‬هدف إىل بيان التوجه العام للمنظم السعودي فيما يتعلق‬
‫مبسائل اإلثبات من خالل نصوصه النظامية الواردة يف نظام اإلثبات السعودي الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬واتريخ ‪1443/5/26‬هـ‪،‬‬
‫ومن مث كان هذا البحث لدراسة النظرية العامة لإلثبات مع بيان ما أخذ به املنظم السعودي؛ لتكون هذه الدراسة كالقاعدة اليت توضح اخلارطة‬
‫العامة ألحكام هذا املوضوع وحدوده‪ ،‬وكاملقدمة واملدخل والتوطئة للدراسات املتعمقة يف تفاصيله وأحكام كل طريق من طرق اإلثبات الواردة فيه‪،‬‬
‫وقد جاء البحث يف مقدمة ومتهيد ومبحثني وخامتة‪ ،‬خصص التمهيد لبيان املقصود مبفردات عنوان البحث‪ ،‬بينما جاء املبحث األول لبيان‬
‫األحكام العامة لإلثبات‪ ،‬موضحاً فيه مكان أحكام اإلثبات يف األنظمة وكتب الشراح والفقهاء‪ ،‬واملذاهب القانونية والفقهية يف اإلثبات‪ ،‬وأشخاص‬
‫اإلثبات‪ ،‬يف حني جاء املبحث الثاين للحديث عن القواعد العامة لإلثبات‪ ،‬مبيناً فيه ما يتعلق ابلقواعد املوضوعية وكذا القواعد الشكلية‪.‬‬

‫الكلمات الدالة (املفتاحية)‪ :‬املدخل – نظرية – اإلثبات – نظرية اإلثبات‪.‬‬


‫‪2561‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن‬
‫يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله ‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فإن من أهم املسائل املتعلقة ابلقضاء وإيصال احلقوق إىل أصحاهبا هي مسائل اإلثبات‪ ،‬اليت هبا حُيكم القاضي حكمه‪،‬‬
‫ويصل عن طريقها إىل الغاية املنشودة من نصب القضاة وإنشاء احملاكم‪ ،‬ومع صدور نظام اإلثبات السعودي ابملرسوم امللكي‬
‫رقم (م‪ )43/‬واتريخ ‪1443/5/26‬هـ‪ ،‬انتهج املنظم السعودي هنجاً جديداً يف هذا الباب‪ ،‬بتخصيصه نظاماً مستقالً لإلثبات‬
‫شامالً تنظيم جوانبه اإلجرائية واملوضوعية‪ ،‬وملا كان من األمهية مبكان العمل على إعداد الدراسات املتخصصة للمسائل املستجدة‪،‬‬
‫كان من أوىل املوضوعات اجلديرة بذلك هنا هي دراسة النظرية العامة لإلثبات مع بيان ما أخذ به املنظم السعودي؛ لتكون مثل‬
‫هذه الدراسة كالقاعدة اليت توضح اخلارطة العامة ألحكام هذا املوضوع وحدوده‪ ،‬وكاملقدمة واملدخل والتوطئة للدراسات املتعمقة‬
‫يف تفاصيله وأحكام كل طريق من طرق اإلثبات الواردة فيه‪.‬‬
‫وال خيفى أن من العلوم اليت استجدت أتليفاً لدى الفقهاء املعاصرين ما اشتهر عند القانونيني بـ(النظرايت)‪ ،‬وتعد‬
‫(نظرية اإلثبات منه أهم النظرايت القانونية وأكثرها تطبيقاً يف احلياة العملية‪ ،‬بل هي النظرية اليت ال تنقطع احملاكم عن تطبيقها‬
‫كل يوم فيما يعرض هلا من أقضية)(‪.)1‬‬
‫ولكل ما سبق كانت هذه املسامهة وهذا اجلهد من الباحث يف هذا الباب‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
‫(املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي)‬

‫(‪ )1‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،) 16/2‬مع مالحظة التنبه ملسألة مراعاة عدم اإلغراق فيما يعرف‬
‫بـ(فقه النظرايت) على حساب النظام وقواعده‪ ،‬وذلك من خالل االهتمام إبقامة النظرايت اجملردة واإلسراف يف ذلك دون التفات للقواعد‬
‫القانونية؛ مما قد يؤدي إىل جتميد القواعد يف إطار هذه النظراي ت‪ ،‬وجعل النظرايت مقدمة على القواعد القانونية‪ ،‬وإمنا املطلوب هو أن‬
‫تكون هذه النظرايت عامالً مهماً يف صيانة حيوية النظام ومتكينه من متابعة مجيع التطورات على الواقع احملسوس‪ .‬انظر‪ :‬املدخل لدراسة‬
‫العلوم القانونية – د‪ .‬عبداحلي حجازي – ص(‪.)31 – 29‬‬
‫‪2562‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بعد الرجوع لقواعد البياانت ومصادر املعرفة وجد الباحث عدداً كثرياً من الدراسات والبحوث حول اإلثبات‪ ،‬لكنها إما‬
‫دراسات قانونية – وقد تشتمل على دراسة فقهية خمتصرة جداً –(‪ ،)2‬وإما دراسات فقهية – وغالبها مقتصر على دراسة‬
‫طرق اإلثبات –(‪ ،)3‬وإما دراسات اقتصرت على طرق اإلثبات الواردة يف نظام املرافعات الشرعية(‪ ،)4‬والقليل جداً من الدراسات‬
‫اليت مجعت بني الدراسة القانونية والفقهية ومع ذلك فهي مل تتحدث عن اإلثبات كنظرية(‪ ،)5‬فضالً عن أن مجيع الدراسات يف‬
‫هذا الباب كانت قبل صدور نظام اإلثبات السعودي(‪.)6‬‬
‫ومن هنا فإن اجلديد يف هذا البحث بعد اجلمع بني الدراسة القانونية والفقهية يف نظرية اإلثبات هو بيان ما أخذ به املنظم‬
‫السعودي يف هذه النظرية يف ضوء نظام اإلثبات الصادر حديثاً ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬واتريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫انتهج الباحث املنهج االستقرائي التحليلي للنصوص النظامية املتعلقة مبوضوع البحث مع املقارنة يف ذلك بني القانون‬
‫والفقه‪ ،‬كما اعتمد الباحث يف حبثه على املنهج العلمي املعتاد يف البحوث األكادميية فيما يتعلق ابجلوانب الشكلية‪.‬‬

‫(‪ )2‬كالوسيط يف شرح القانون املدين للدكتور‪ /‬عبدالرزاق السنهوري (اجمللد ‪ ،)2‬والوايف يف شرح القانون املدين للدكتور‪ /‬سليمان مرقس‬
‫(اجمللدان ‪ ،12‬و‪ ،) 13‬والنظرية العامة يف اإلثبات للدكتور‪ /‬مسري تناغو‪ ،‬ورسالة اإلثبات ألمحد نشأت‪ ،‬وأحكام اإلثبات للدكتور‪ /‬رضا‬
‫املزغين‪.‬‬
‫(‪ )3‬كطرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي للدكتور‪ /‬حممد األلفي‪ ،‬وطرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشريعة اإلسالمية للدكتور‪/‬‬
‫سعيد الزهراين‪.‬‬
‫(‪ )4‬كالواضح يف شرح وسائل اإلثبات للدكتور‪ /‬منذر القضاة‪ ،‬وقواعد اإلثبات يف النظام القانوين السعودي والقانون املقارن للدكتور‪ /‬متويل املرسي‬
‫والدكتورة‪ /‬إميان سليمان‪.‬‬
‫(‪ )5‬كوسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية للدكتور‪ /‬حممد الزحيلي‪ ،‬واإلثبات يف النظام السعودي للدكتور‪ /‬فيصل العساف‪.‬‬
‫(‪ )6‬توجد هناك دراسات عديدة خصوصاً فيما يتعلق بطرق اإلثبات موجودة يف ثنااي موضوعات عدد من املؤلفات كـ‪ :‬شروح نظام املرافعات‬
‫الشرعية‪ ،‬والنظرايت الفقهية للدكتور‪ /‬سعد الشثري‪ ،‬ومفيد القضاة يف أصول احملاكمات للدكتور‪ /‬أمحد بن بدران‪.‬‬
‫‪2563‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫جاء البحث يف‪ :‬مقدمة‪ ،‬ومتهيد‪ ،‬ومبحثني‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬التعريف بعنوان البحث‪ ،‬وفيه ثالثة فروع‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف النظرية‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تعريف اإلثبات‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف نظرية اإلثبات‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬األحكام العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مكان أحكام اإلثبات يف التدوين‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مكان أحكام اإلثبات يف األنظمة‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مكان أحكام اإلثبات يف كتب الشراح والفقهاء‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املذاهب القانونية والفقهية يف اإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املذاهب القانونية يف اإلثبات‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املذاهب الفقهية يف اإلثبات‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أشخاص اإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القاضي‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬اخلصوم‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬القواعد العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه مطلبان‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬القواعد املوضوعية العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬
‫‪2564‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫الفرع األول‪ :‬حمل اإلثبات‪.‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬عبء اإلثبات‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬القواعد الشكلية العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬القاضي املختص واالستخالف‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تسبيب األحكام الصادرة ابإلثبات‪.‬‬
‫اخلامتة‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬
‫وهللا أسأل أن جيعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكرمي‪ ،‬وأن ينفع به‪ ،‬وأن جيعلنا مباركني أينما كنا‬
‫وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫‪2565‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫التمهيد‪ :‬التعريف بعنوان البحث‪ ،‬وفيه ثالثة فروع‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬تعريف النظرية‪:‬‬
‫قال ابن فارس‪( :‬نظر‪ :‬النون والظاء والراء أصـ ـ ـ ــل صـ ـ ـ ــحيح‪ ،‬يرجع فروعه إىل معا واحد‪ ،‬وهو أتمل الشـ ـ ـ ــيء ومعاينته‪ ،‬مث‬
‫يستعار ويحتسع فيه)(‪.)7‬‬
‫ونظرت فيه‪ :‬تدبرته‪ ،‬والنظر‪ :‬الفكر يف الشيء(‪.)8‬‬
‫ح‬ ‫ونظرت الشيء ونظرت إليه‪ :‬أبصرتحه‪،‬‬
‫ح‬
‫(والنظر يقع على األجسام واملعاين‪ ،‬فما كان ابألبصار فهو لألجسام‪ ،‬وما كان ابلبصائر كان للمعاين)(‪.)9‬‬
‫و(النظر‪ :‬تقليب البصـ ـ ــر والبصـ ـ ــرية إلدراك الشـ ـ ــيء ورايته‪ ،‬وقد يراد به التأمل والفحص‪ ،‬وقد يراد به املعرفة احلاصـ ـ ــلة بعد‬
‫الفحص‪ ،‬وهو الروية ‪ ...‬واستعمال النظر يف البصر أكثر عند العامة‪ ،‬ويف البصرية أكثر عند اخلاصة)(‪.)10‬‬
‫(‪)12( )11‬‬
‫وجاء يف املعجم الوسيط‪( :‬النظرية‪ :‬قضية تثبت بربهان ‪" ...‬ج" نظرايت) ‪.‬‬

‫(‪ )7‬معجم مقاييس اللغة – ص(‪ – )997‬مادة (نظر)‪.‬‬


‫(‪ )8‬انظر‪ :‬لسان العرب ابن منظور – (‪ ،)195 – 191/14‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري – الفيومي – ص(‪ ،)501‬القاموس احمليط‬
‫– الفريوز آابدي – ص(‪.)436‬‬
‫(‪ )9‬لسان العرب – ابن منظور – (‪.)194/14‬‬
‫(‪ )10‬مفردات ألفاظ القرآن – الراغب األصفهاين – ص(‪.)812‬‬
‫(‪ )11‬ص(‪.)971‬‬
‫(‪ )12‬قال الدكتور‪ /‬حممد األلفي بعد أن ذكر تعريفني للمعاجم العربية املعاصرة للفظة النظرية أبنه‪( :‬ال يكون من املفيد أو املالئم أن نبحث عن‬
‫أصل الكلمة أو جذورها يف املعاجم القدمية‪ ،‬وال أن حنلل صياغتها كمصدر صناعي من الفعل الثالثي "نظر"‪ ،‬لنصل بذلك إىل معا عريب‬
‫لكلمة "نظرية" كما أوردته كتب الفلسفة واملنطق؛ ذلك أن كثرياً من الفقهاء املعاصرين قد استعملوا مصطلح "النظرية" حماكاة ملا سار عليه‬
‫رجال القانون‪ ،‬وتقريباً ألحكام الفقه الكلية من النظرايت القانونية اليت درجت عليها الدراسة يف كليات احلقوق‪ ،‬فحاولوا صياغة تعريف هلا‬
‫يضبط حدودها ومضموهنا‪ ،‬فجاءت هذه احملاوالت أقرب إىل التعريف ابلرسم أو الشرح) النظرايت العامة يف الفقه اإلسالمي – ص(‪.)12‬‬
‫‪2566‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫ومن مث فإن ما يتوصـ ــل إليه الباحث يف حبثه من نتائج بناء على حبثه وتفكره وأتمله واسـ ــتدالالته يسـ ــمى من حيث املعا‬
‫اللغوي‪ :‬نظرية‪.‬‬
‫وأما تعريف النظرية يف االصطالح فهي حبسب ما تضاف إليه‪ ،‬والذي يعنينا هنا تعريفها يف القانون ويف الفقه(‪.)13‬‬
‫تعريف النظرية القانونية‪:‬‬
‫قي ــل يف تعريفه ــا أبهن ــا‪( :‬مفهوم حقوقي ع ــام‪ ،‬يؤلف نظ ــام ـاً موضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعي ـاً‪ ،‬تن ــدرج ت ــه جزئي ــات‪ ،‬تتوزع يف فروع الق ــانون‬
‫املختلفة)(‪.)14‬‬
‫تعريف النظرية الفقهية‪:‬‬
‫هذا املصطلح يعد من املصطلحات احلديثة(‪ ،)15‬وقد عرفها كثري من املعاصرين‪ ،‬ومن أبرز تلك التعريفات‪:‬‬
‫أهنا (جمموعة أصـول وقواعد وأحكام فقهية ذات صـلة موضـوعية وعالقات متعددة من شـأهنا تفسـري عامة ما هو داخل يف‬
‫موضوعها من اجلزئيات)(‪.)16‬‬
‫وقيل أبهنا‪( :‬دراس ـ ــة ش ـ ــاملة يف إطار كلي ملوض ـ ــوع فقهي معني‪ ،‬تتس ـ ــم ابلتجريد والعموم‪ ،‬قوامها أركان وش ـ ـرائط وأحكام‬
‫جزئية‪ ،‬مستمدة من قواعد الفقه وفروعه ومقاصده املبثوثة يف كتب املذاهب‪ ،‬جتمعها وحدة موضوعية متجانسة)(‪.)17‬‬

‫(‪ )13‬انظر‪ :‬الصياغة الفقهية يف العصر احلديث – د‪ .‬هيثم الرومي – ص(‪ )491‬وما بعدها‪ ،‬النظرايت العامة يف الفقه اإلسالمي – د‪ .‬حممد‬
‫األلفي – ص(‪ )9‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )14‬نظرية الضمان يف الفقه اإلسالمي العام – د‪ .‬حممد فيض هللا – ص(‪ ،)7‬وانظر‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته – د‪ .‬وهبة الزحيلي – (‪.)2837/4‬‬
‫(‪( )15‬فالفقه اإلسالمي مل ينشأ اترخيياً عن حبث علمي‪ ،‬بل هو وليد القضااي العملية ‪ ...‬هذه القضااي العملية وجدت قبل أن توجد املبادئ‬
‫العامة والقواعد الكلية‪ ،‬وإن علم الفقه اإلسالمي مل ينب على النظرايت يف بدء نشوئه‪ ،‬بل كان بنااه على املسائل اليت عرضت واملسائل اليت‬
‫افرتضها الفقهاء على طريقتهم وأصوهلم وأدلتهم) النظرية العامة للموجبات والعقود يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬صبحي حممصاين –‬
‫ص(‪ ،)31‬وانظر‪ :‬الفقه اإلسالمي وأدلته – د‪ .‬وهبة الزحيلي – (‪.)2837/4‬‬
‫(‪ )16‬الصياغة الفقهية يف العصر احلديث – د‪ .‬هيثم الرومي – ص(‪.)518‬‬
‫(‪ )17‬النظرايت العامة يف الفقه اإلسالمي – د‪ .‬حممد األلفي – ص(‪.)16‬‬
‫‪2567‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫ومها تعريفان متقارابن يبينان ويوضـحان املقصـود هبذا املصـطلح بوجه عام‪ ،‬ولتقارب هذا املصـطلح مبصـطلح وعلم القواعد‬
‫الفقهية جند عدداً من الباحثني يشري إىل أوجه الشبه والفروق بني النظرايت الفقهية والقواعد الفقهية فلرتاجع يف مظاهنا(‪.)18‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تعريف اإلثبات‪:‬‬


‫جاء يف معجم مقاييس اللغة‪( :‬ثبت‪ :‬الثاء والباء والتاء كلمة واحدة‪ ،‬وهي دوام الشيء)(‪.)19‬‬
‫للحجة والبينة‪ :‬ثـبت‪،‬‬
‫فالثبات والثبوت لغة هو الدوام واالس ـ ـ ـ ـ ـ ــتقرار‪ ،‬وهو ض ـ ـ ـ ـ ـ ــد الزوال‪ ،‬وثبت األمر‪ :‬ص ـ ـ ـ ـ ـ ــح‪ ،‬ويقال ح‬
‫واجلمع‪ :‬أثبات‪ ،‬وأثبت احلق‪ :‬أقام حجته وأوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحها(‪ ،)20‬ويقال اثبت للموجود ابلبصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر أو البصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية‪ ،‬واإلثبات اترة يقال‬
‫ملا يكون ابلفعل‪ ،‬واترة ملا يكون ابلقول‪ ،‬واترة يقال ملا يثبت ابحلكم (‪.)21‬‬
‫فاإلثبات لغة‪ :‬تقدمي الثبت‪ ،‬أي‪ :‬احلجة‪.‬‬
‫أمـا تعريف اإلثبـات يف االصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطالح‪ ،‬فـإن لإلثبـات معا عـامـاً ومعا خـاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً(‪ ،)22‬واملراد هنـا تعريف اإلثبـات مبعنـاه‬
‫اخلاص‪ ،‬وهو اإلثبات القضائي‪ ،‬أي الذي يكون أمام القضاء‪.‬‬

‫(‪ )18‬انظر‪ :‬النظرايت الفقهية – د‪ .‬سعد الشثري – ص(‪ ،)21 – 18‬الصياغة الفقهية يف العصر احلديث – د‪ .‬هيثم الرومي – ص(‪)523‬‬
‫وما بعدها‪ ،‬القواعد الفقهية – د‪ .‬يعقوب الباحسني – ص(‪ ) 143‬وما بعدها‪ ،‬نظرية التقعيد الفقهي وأثرها يف اختالف الفقهاء –‬
‫د‪ .‬حممد الروكي – ص(‪ )59‬وما بعدها‪ ،‬القواعد الكلية والضوابط الفقهية يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد شبري – ص(‪.)26 – 24‬‬
‫(‪ )19‬ابن فارس – ص(‪.)175‬‬
‫(‪ )20‬انظر‪ :‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري – الفيومي – ص(‪ ،)76‬لسان العرب – ابن منظور – (‪ ،)80 – 79/2‬معجم ألفاظ القرآن‬
‫– الراغب األصفهاين – ص(‪ ،)171‬املعجم الوسيط – ص(‪.)96‬‬
‫(‪ )21‬انظر‪ :‬معجم ألفاظ القرآن – الراغب األصفهاين – ص(‪.)171‬‬
‫(‪ )22‬انظر‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)14/2‬موسوعة الفقه اإلسالمي "املصرية" – (‪.)136/2‬‬
‫‪2568‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫تعريف اإلثبات عند القانونيني‪:‬‬


‫مل يذكر املنظم السعودي تعريفاً لإلثبات‪ ،‬واملراد بـ(إثبات احلق هو‪ :‬إقامة الدليل على وجوده)(‪.)23‬‬
‫و(اإلثبــات هو يف االصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطالح القــانوين‪ :‬إقــامــة الــدليــل على حقيقــة أمر مــدعى بــه‪ ،‬نظراً ملــا يرتتــب عليــه من آاثر‬
‫قانونية)(‪.)24‬‬
‫كما قيل يف تعريف اإلثبات القضـائي أبنه‪( :‬إقامة الدليل أمام القضـاء‪ ،‬ابلطرق اليت حددها القانون‪ ،‬على وجود واقعة‬
‫قانونية ترتب آاثرها)(‪.)25‬‬
‫وقيل هو‪( :‬إقامة الدليل أمام القض ـ ـ ــاء بطريقة من طرق اإلقناع اليت ُيددها وينظمها القانون على ص ـ ـ ــحة واقعة متنازع‬
‫فيها‪ ،‬بقصد الوصول إىل النتائج القانونية اليت ترتتب على صحة الواقعة املذكورة)(‪.)26‬‬
‫وهذا التعريف يشـ ـ ــمل الفعل الذي يقوم به أحد اخلصـ ـ ــوم‪ ،‬والوسـ ـ ــيلة اليت تؤدي إىل اقتناع القاضـ ـ ــي‪ ،‬والنتيجة اليت يتم‬
‫االنتهاء إليها‪.‬‬
‫تعريف اإلثبات عند الفقهاء‪:‬‬
‫هو‪( :‬إقامة الدليل أمام القضاء ابلطرق اليت حددهتا الشريعة على حق أو على واقعة معينة ترتتب عليها آاثر)(‪.)27‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ(طرق إثبات الواقعة القضائية‪ :‬البينة الشرعية‪ ،‬وهي كل ما أابن احلق وأزهره عند املنازعة لدى القاضي‪ ،‬أبي دليل‬
‫كان مما شهد الشرع ألصله)(‪.)28‬‬

‫(‪ )23‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – (‪.)495/1‬‬


‫(‪ )24‬املرجع السابق – (‪.)13/12‬‬
‫(‪ )25‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪.)14/2‬‬
‫(‪ )26‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪.)3‬‬
‫(‪ )27‬موسوعة الفقه اإلسالمي "املصرية" – (‪.)136/2‬‬
‫(‪ )28‬توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية – عبدهللا آل خنني – (‪ ،)103/2‬وانظر‪.)263/1( :‬‬
‫‪2569‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫ومن مث فـ(ال جيوز احلكم إال ابلقانون الشرعي الذي رتب عليه‪ ،‬وإن غلب على الظن صدق املدعي)(‪.)29‬‬
‫وعلى هـذا فـإن اإلثبـات والبينـة مبعا واحـد لـدى مجلـة من احملققني(‪ ،)30‬إذ (املراد ابلبينـة‪ :‬كـل مـا أابن احلق وأزهره عنـد‬
‫املنازعة لدى القاضي أبي دليل كان)(‪.)31‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف نظرية اإلثبات‪:‬‬


‫من خالل ما تقدم ميكن تعريف نظرية اإلثبات أبهنا‪ :‬جمموعة األصول والقواعد واألحكام – القانونية والفقهية – املتعلقة‬
‫إبقامة الدليل أمام القضاء ابلطرق احملددة على واقعة ترتب آاثرها‪.‬‬
‫ومن هنا يتبني أن أركان عملية اإلثبات أربعة‪ ،‬وهي(‪:)32‬‬
‫‪ -1‬املثبت‪ ،‬وهو الشخص الذي يقوم عليه عبء اإلثبات وإقامة الدليل على ما يذكره(‪.)33‬‬
‫‪ -2‬املثبت عنده‪ ،‬وهو ما عرب عنه النظام بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ(احملكمة)‪ ،‬وهذا هو الفرق بني اإلثبات القضـ ــائي – وهو حمل البحث‬
‫وجمال النظام – واإلثبات غري القضـ ـ ـ ــائي؛ حيث إن اإلثبات القضـ ـ ـ ــائي هو الذي يكون لدى احملكمة املختصـ ـ ـ ــة‬
‫سـ ـ ـ ـ ـواء أكان ذلك أمامها أم ابنتقاهلا ملكان إجراء اإلثبات أم بتكليفها ألحد قضـ ـ ـ ـ ــاهتا أم ابسـ ـ ـ ـ ــتخالفها حملكمة‬
‫مكان إقامة املعين ابإلثبات(‪.)34‬‬

‫(‪ )29‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام – ابن دقيق العيد – (‪.)297/2‬‬
‫(‪ )30‬انظر‪ :‬إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني – ص(‪ ،)15 – 13 ،6‬طرق اإلثبات القضائي يف الفقه‬
‫اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حممد األلفي – ص(‪ ،)16‬طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬سعيد‬
‫الزهراين – ص(‪ )14‬وما بعدها‪ ،‬رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – (‪ ،)14 – 13/1‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد‬
‫الزحيلي – (‪.)27 – 25/1‬‬
‫(‪ )31‬إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني – ص(‪.)14‬‬
‫(‪ )32‬انظر‪ :‬شرح نظام اإلثبات السعودي اجلديد – د‪ .‬وسيم األمحد – ص(‪ )39‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )33‬انظر‪ :‬الفرع الثاين (اخلصوم) من املطلب الثالث يف املبحث األول‪ ،‬وكذا الفرع الثاين (عبء اإلثبات) من املطلب األول يف املبحث الثاين‪.‬‬
‫(‪ )34‬انظر‪ :‬الفرع األول (القاضي) من املطلب الثالث يف املبحث األول‪ ،‬وكذا الفرع األول (القاضي املختص واالستخالف) من املطلب الثاين‬
‫‪2570‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫حمل اإلثبات(‪.)35‬‬ ‫‪-3‬‬


‫دليل اإلثبات وطريقته ووس ــيلته؛ إذ البد أن تكون أدلة اإلثبات وطرقه ووس ــائله موافقة للش ــرع والنظام حىت يعتد‬ ‫‪-4‬‬
‫هبا(‪.)36‬‬

‫املبحث األول‪ :‬األحكام العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬


‫املطلب األول‪ :‬مكان أحكام اإلثبات يف التدوين‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مكان أحكام اإلثبات يف األنظمة‪:‬‬
‫يتنازع احلديث عن اإلثبات كمسـائل أولية وتفصـيلية ومسـائل موضـوعية(‪ )37‬وأخرى إجرائية(‪ )38‬عدد من االعتبارات؛ ولذا‬
‫تعددت االجتاهات القانونية يف مكان إدراج مسـائل اإلثبات وطرقه‪ ،‬إذ هناك مدرسـة اجتهت إىل جعل كل مسـائله داخلة ت‬
‫قانون املرافعات أو ما يعرف أبص ـ ــول املرافعات واحملاكمات – كالقانون األملاين والس ـ ــويس ـ ــري –(‪ ،)39‬ويف املقابل هناك مدرس ـ ــة‬
‫رأت التفريق بني اجلوانب املوض ـ ـ ــوعية فأدرجته يف القانون املدين وبني اجلوانب اإلجرائية فأدرجته يف قانون املرافعات – كالقانون‬
‫الفرنس ـ ـ ــي واملص ـ ـ ــري قدمياً ومن تخذ ابملدرس ـ ـ ــة الالتينية –(‪ ،)40‬وهناك مدرس ـ ـ ــة زهرت مؤخراً ذهبت إىل إنش ـ ـ ــاء قانون خاص‬

‫يف املبحث الثاين‪.‬‬


‫(‪ )35‬انظر‪ :‬الفرع األول (حمل اإلثبات) من املطلب األول يف املبحث الثاين‪.‬‬
‫(‪ )36‬طرق اإلثبات اليت جاءت يف النظام هي‪ :‬اإلقرار‪ ،‬واستجواب اخلصوم‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والدليل الرقمي‪ ،‬والشهادة‪ ،‬والقرائن‪ ،‬والعرف‪ ،‬واليمني‪،‬‬
‫واملعاينة‪ ،‬واخلربة‪ ،‬وانظر‪ :‬املطلب الثاين (املذاهب القانونية والفقهية يف اإلثبات) من املبحث األول‪ ،‬وكذا احلاشية رقم (‪.)87‬‬
‫(‪ )37‬معظم قواعد اإلثبات قواعد موضوعية‪ ،‬ومنها‪ :‬ب يان األحكام املتعلقة مبحل اإلثبات‪ ،‬ومن يقع عليه عبء اإلثبات‪ ،‬وتفصيل طرقه‪ ،‬وبيان‬
‫قيمة كل طريق‪.‬‬
‫(‪ )38‬وهي األحكام املتعلقة بكيفية وآلية إعمال طرق اإلثبات‪ ،‬وهي تتصل بطابع إجرائي شكلي قضائي‪.‬‬
‫(‪ )39‬قانون املرافعات يعد من القوانني اإلجرائية الشكلية؛ (ألنه ال يضع تنظيماً للروابط القانونية من حيث نشأهتا أو آاثرها أو انقضائها‪ ،‬وإمنا‬
‫يضع وسائل وإجراءات حلماية احلقوق النامجة عن الروابط القانونية)‪ .‬املدخل إىل نظرية القانون ونظرية احلق – د‪ .‬إبراهيم أبو الليل‬
‫ود‪ .‬حممد األلفي – ص(‪.)46‬‬
‫(‪ )40‬وهناك من رأى وجاهة إدراج مج يع مسائل اإلثبات املوضوعية واإلجرائية يف القانون املدين على االجتاه الذي ذهب إىل مراعاة اجلانب‬
‫‪2571‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫ابإلثبات‪ ،‬ومن مث ت درج مجيع مس ـ ـ ـ ــائل اإلثبات املوض ـ ـ ـ ــوعية واإلجرائية يف هذا القانون اخلاص – كالقانون اإلجنليزي واألمريكي‬
‫والسوري واملصري مؤخراً –(‪.)41‬‬
‫وعليه فتكون املدارس تنوعت يف مكان تدوين وتقنني اإلثبات وقواعده وطرقه إىل ثالثة اجتاهات‪:‬‬
‫األول‪ :‬تدوينه يف قانون املرافعات‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬توزيع تدوينه بني القانون املدين وقانون املرافعات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬تدوينه يف قانون خاص (قانون اإلثبات)‪.‬‬
‫مث إن املدرس ـ ـ ـ ــة الثانية اختلفت يف مكان وض ـ ـ ـ ــع قواعد اإلثبات بني مس ـ ـ ـ ــائل القانون املدين‪ ،‬فهناك من رأى وض ـ ـ ـ ــعه بني‬
‫القواعد اليت كم نظرية العقد‪ ،‬وهناك من رأى وضــعه يف النظرية العامة لاللتزام‪ ،‬وهناك من رأى مناســبة وضــعه يف القســم العام‬
‫من القانون املدين(‪.)42‬‬
‫وفيما يتعلق ابملنظم الس ـ ــعودي فس ـ ــابقاً كان قد أخذ مبا عليه املدرس ـ ــة الثانية‪ ،‬من حيث إن غالب املس ـ ــائل املوض ـ ــوعية مل‬
‫دونـه الفقهـاء يف كتبهم –‬ ‫يـدرجهـا يف نظـام املرافعـات الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرعيـة وال األنظمـة األخرى ذات العالقـة – فريجع يف مجيع ذلـك ملـا ه‬

‫الشكلي على املوضوعي إبدراج كل مسائل اإلثبات يف قانون املرافعات؛ وذلك تغليباً للجانب املوضوعي على اجلانب الشكلي‪ ،‬ابإلضافة‬
‫إىل أن معظم قواعد اإلثبات تتصل اتصاالً جوهرايً بوجود احلق الذي ينظمه القانون املدين‪ ،‬وابعتبار أن القانون املدين يعد األصل اجلامع‬
‫للمبادئ العامة يف القانون خبالف قانون املرافعات الذي يعا بتنظيم القواعد اإلجرائية أمام القضاء‪ .‬انظر‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين‬
‫– د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)18 – 17/2‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪.)10 – 9‬‬
‫(‪ )41‬انظر‪ :‬القانون املدين "املصري" جمموعة األعمال التحضريية – (‪ ،)349 – 347/3‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق‬
‫السنهوري – (‪ ،)17 – 16/2‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – (‪ ،)...24 ،11 – 9/12‬النظرية العامة يف اإلثبات‬
‫– د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪ ،)15 – 9‬رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – (‪ ،)12 – 7/1‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد‬
‫الزحيلي – (‪ ،)35/1‬اإلثبات يف النظام السعودي – د‪ .‬فيصل العساف – ص(‪ ،)9‬املدخل إىل نظرية القانون ونظرية احلق – د‪ .‬إبراهيم‬
‫أبو الليل ود‪ .‬حممد األلفي – ص(‪ ،)48‬الواضح يف شرح وسائل اإلثبات – د‪ .‬منذر القضاة – ص(‪.)26 – 25‬‬
‫(‪ )42‬انظر‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)20 – 19/2‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو –‬
‫ص(‪.)13 – 12‬‬
‫‪2572‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫بينما غالب املسـ ـ ــائل اإلجرائية نظمها ونص عليها يف الباب التاسـ ـ ــع "إجراءات اإلثبات" من نظام املرافعات الشـ ـ ــرعية الصـ ـ ــادر‬
‫ابملرس ــوم امللكي رقم (م‪ )1/‬واتريخ ‪1435/1/22‬ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ ،‬والباب الس ــابع "اإلثبات" من نظام احملاكم التجارية الص ــادر ابملرس ــوم‬
‫امللكي رقم (م‪ )93/‬واتريخ ‪1441/8/15‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ ،‬واألنظمة ذات العالقة(‪ ،)43‬أما حالياً وبعد ص ـ ـ ــدور نظام اإلثبات فقد أخذ‬
‫املنظم الســعودي مبا عليه املدرســة الثالثة‪ ،‬وهو إصــدار نظام خاص ابإلثبات‪ ،‬وقد جاء النظام يف (مائة وتســعة وعش ـرين) مادة‪،‬‬
‫واشتمل على اجلوانب املوضوعية واإلجرائية املتعلقة ابإلثبات(‪.)44‬‬

‫(‪ )43‬انظر‪ :‬اإلثبات يف النظام السعودي – د‪ .‬فيصل العساف – ص(‪.)10 – 9‬‬


‫(‪ )44‬جاء يف الباب احلادي عشر‪( :‬أحكام ختامية‪:‬‬
‫املادة اخلامسة والعشرون بعد املائة‪:‬‬
‫‪ -1‬يطبق على اإلجراءات املتعلقة ابإلثبات أحكام نظام املرافعات الش ـ ـ ـ ـ ــرعية أو نظام احملاكم التجارية – حبس ـ ـ ـ ـ ــب احلال – فيما مل يرد فيه‬
‫نص يف هذا النظام‪.‬‬
‫‪ -2‬مع مراعاة ما ورد يف الفقرة "‪ " 1‬من هذه املادة‪ ،‬تطبق األحكام املســتمدة من الشـريعة اإلســالمية األكثر مالءمة لرتجيحات هذا النظام‬
‫على مسائل اإلثبات اليت مل يرد يف شأهنا نص يف هذا النظام ‪...‬‬

‫املادة الثامنة والعشرون بعد املائة‪:‬‬


‫يلغي هذا النظام الباب "التاسع" من نظام املرافعات الشرعية الصادر ابملرسوم امللكي رقم "م‪ "1/‬واتريخ ‪1435/1/22‬هـ‪ ،‬والباب "السابع" من‬
‫نظام احملاكم التجارية الصادر ابملرسوم امللكي رقم "م‪ "93/‬واتريخ ‪1441/8/15‬هـ‪ ،‬ويلغي كل ما يتعارض معه من أحكام)‪.‬‬
‫‪2573‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫الفرع الثاين‪ :‬مكان أحكام اإلثبات يف كتب الشراح والفقهاء‪:‬‬


‫املقصــود ابلشـراح هنا هم شـراح القوانني واألنظمة‪ ،‬وابلرجوع ملا ســطره أهل القانون يف كتبهم جند أن كتاابهتم عن اإلثبات‬
‫كقواعد عامة ومسائل تفصيلية تنوعت يف عدد من املوضوعات واجملاالت(‪ ،)45‬بياهنا كاآليت‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬شروح أنظمة القانون املدين‪:‬‬
‫وتكون هنا هذه الش ـ ـ ــروح ابعتبار أن اإلثبات ورد كمواد وأحد املوض ـ ـ ــوعات الواردة يف النظام‪ ،‬وعليه فيكون حديثهم عن‬
‫اإلثبات اتبع ملوقع مسائل اإلثبات من القانون املدين(‪.)46‬‬
‫اثنياً‪ :‬شروح أنظمة املرافعات‪:‬‬
‫ويقال هنا ما قيل يف "أوالً"‪ ،‬ومبا أن غالب مسـائل اإلثبات يف أنظمة املرافعات تتحدث عن طرق اإلثبات‪ ،‬فمن الطبيعي‬
‫أن كانت الشروح اتبعة يف هذا النهج ملا ورد يف أنظمة املرافعات(‪.)47‬‬

‫(‪ )45‬وغين عن البيان أنه ال يدخل يف ذلك من أفرد احلديث عن اإلثبات مبؤلف خاص‪ ،‬كرسالة اإلثبات ألمحد نشأت‪ ،‬والنظرية العامة يف‬
‫اإلثبات للدكتور‪ /‬مسري تناغو‪ ،‬وأحكام اإلثبات للدكتور‪ /‬رضا املزغين‪.‬‬
‫وكذا ال يدخل يف هذا من شرح نظام اإلثبات مبؤلف خاص‪ ،‬كشرح نظام اإلثبات السعودي اجلديد للدكتور‪ /‬وسيم األمحد‪.‬‬
‫(‪ )46‬ومن ذلك‪ :‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ )13/2‬وما بعدها‪ ،‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان‬
‫مرقس – (‪ )495/1‬وما بعدها‪ ،‬واجمللدان (‪ )12‬و(‪.)13‬‬
‫(‪ )47‬ومن أمثلة ذلك‪ :‬الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا آل خنني – (‪ )547/1‬وما بعدها‪ ،‬الوسيط يف شرح نظام‬
‫املرافعات الشرعية – د‪ .‬أمحد خملوف – ص(‪ )297‬وما بعدها‪ ،‬التوضيحات املرعية لنظام املرافعات الشرعية ابململكة العربية السعودية –‬
‫د‪ .‬نبيل اجلربين – (‪ )819/2‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪2574‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫اثلثاً‪ :‬نظرية احلق‪:‬‬


‫وخصـ ـ ـ ـ ــوصـ ـ ـ ـ ـاً عند احلديث عن مسـ ـ ـ ـ ــألة إثبات احلق(‪ ،)48‬وينبه هنا إىل أن غالب من دث عن نظرية احلق دث عنها‬
‫ضمن مؤلفات املدخل إىل القانون(‪.)49‬‬
‫وأما مكان أحكام اإلثبات عند الفقهاء فغالبهم يذكرها يف كتاب القض ـ ـ ـ ــاء‪ ،‬وعادة ما يس ـ ـ ـ ــمي الفقهاء مس ـ ـ ـ ــائل اإلثبات‬
‫دونه الفقهاء جيد ذكراً لعدد من املسائل املتعلقة ابإلثبات يف‬ ‫بطرق احلكم أو القضاء أو البينات‪ ،‬ومع ذلك فإن املطلع على ما ه‬
‫أبواب أخرى متعددة كاملعامالت والنكاح واجلناايت واحلدود‪ ،‬بل جيد أهنم قد نص ـ ـ ـوا على بعض املس ـ ـ ــائل يف أبواب العبادات‪،‬‬
‫(‪)51( )50‬‬
‫فضالً عن املؤلفات اخلاصة به‪ ،‬أو ما كانت أغلبها يف احلديث عن مسائله ‪.‬‬

‫(‪ )48‬انظر‪ :‬املدخل إىل القانون "نظرية احلق" – د‪ .‬نبيل سعد – ص(‪ )365‬وما بعدها‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية "نظرية احلق" – د‪ .‬حممدي‬
‫فريدة – ص(‪ )162‬وما بعدها‪ ،‬احلق يف الفقه اإلسالمي – د‪ .‬حممد األلفي – ص(‪ )191‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )49‬ومن أمثلة ذلك‪ :‬أصول القانون أو املدخل لدراسة القانون – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري ود‪ .‬أمحد أبو ستيت – ص(‪ )414‬وما بعدها‪،‬‬
‫املدخل إىل علم القانون – د‪ .‬إبراهيم احلريب – ص(‪ )275‬وما بعدها‪ ،‬املدخل لدراسة األنظمة السعودية – د‪ .‬عبدهللا النفاعي –‬
‫ص(‪ )457‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )50‬كالطرق احلكمية يف السياسة الشرعية البن القيم احلنبلي‪ ،‬وتبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج احلكام البن فرحون املالكي‪ ،‬ومعني‬
‫احلكام فيما يرتدد بني اخلصمني من األحكام للطرابلسي احلنفي‪ ،‬وجواهر العقود ومعني القضاة واملوقعني والشهود للصنهاجي الشافعي‪.‬‬
‫(‪ )51‬انظر‪ :‬النظرايت الفقهية – د‪ .‬سعد الشثري – ص(‪ ،)176 – 175‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي –‬
‫(‪.)603/2( )11 – 9/1‬‬
‫‪2575‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫املطلب الثاين‪ :‬املذاهب القانونية والفقهية يف اإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬


‫الفرع األول‪ :‬املذاهب القانونية يف اإلثبات‪:‬‬
‫توجد هناك ثالثة نظم لإلثبات القضائي لدى القانونيني‪ ،‬وهي تتفاوت بني اإلطالق والتقييد‪ ،‬إذ هناك نظام اإلثبات احلر‬
‫"املطلق‪ ،‬األديب"‪ ،‬ونظام اإلثبات املقيد "القانوين"‪ ،‬ونظام اإلثبات املختلط(‪.)52‬‬
‫أوالً‪ :‬مذهب اإلثبات احلر‪:‬‬
‫ويرى أنصار هذا املذهب أن القاضي يتمتع بسلطة موسعة يف ابب اإلثبات‪ ،‬وله أن يتحرى احلقيقة ويبحث عنها بكل‬
‫وسيلة وطريقة يراها مناسبة وموصلة للنتيجة اليت يتغياها اجلميع من القضاء‪ ،‬وعليه فليس هو حمصور بطرق وأدلة حمددة‪ ،‬ومن‬
‫مث فدور القاضي حبسب هذا ال رأي دور إجيايب إىل أقصى حد‪ ،‬إال أنه ليس معا هذا أن للقاضي مطلق احلرية يف اإلثبات بدون‬
‫أي قيد‪ ،‬إذ عليه مع األخذ هبذا االجتاه حفظ احلقوق ألصحاهبا‪ ،‬ومتكينهم من الدفاع واجملاهبة واملناقشة لألدلة‪.‬‬
‫ومما يعاب على هذا املذهب هو إعطاء سلطة واسعة جداً للقاضي‪ ،‬ومن مث إمكانية كم القاضي فيما يقبله وما ال يقبله‬
‫من طرق ووسائل‪ ،‬وورود اختالف ذلك بني قضية وقضية وبني قاض وقاض آخر‪ ،‬إال أنه ينسجم مع مبدأ الرضائية‪ ،‬وذلك‬
‫بعدم اشرتاط إجراءات وشكليات معينة لطرق اإلثبات‪ ،‬وهو يعتمد أساساً على الثقة املطلقة يف القاضي يف حبثه عن احلقيقة‬
‫الواقعية و قيق العدالة بكل السبل اليت يقتنع هبا‪.‬‬

‫(‪ )52‬انظر‪ :‬رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – (‪ ،)32 – 29/1‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪ ،)8 – 7‬أحكام اإلثبات‬
‫– د‪ .‬رضا املزغين – ص(‪ ،)29 – 15‬اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه اإلسالمي وتطبيقاته يف النظام السعودي – د‪ .‬أمين فاروق‬
‫محد – ص(‪ )82‬وما بعدها‪ ،‬الوسيط يف شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)28 – 25/2‬وسائل اإلثبات يف الشريعة‬
‫اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪.)620 – 616/2‬‬
‫‪2576‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫اثنياً‪ :‬مذهب اإلثبات املقيد‪:‬‬


‫ويرى أنصاره أن القاضي حمصور بطرق اإلثبات اليت حددها النظام‪ ،‬وأجاز قبوهلا أمام القضاء‪ ،‬وبيان درجتها وقيمتها بني‬
‫سائر طرق اإلثبات األخرى‪ ،‬فالنظام أو القانون هو الذي ُيدد طرق اإلثبات بضوابطها وشروطها اخلاصة‪ ،‬وعليه فالقاضي وفق‬
‫هذا املذهب مقيد بطرق معينة يف اإلثبات‪ ،‬وملزم ابتباعها دون غريها‪.‬‬
‫وكما أنه ال جيوز للقاضي اخلروج عن هذه الطرق فكذلك ليس للخصوم استخدام طرق أخرى لإلثبات غري تلك الطرق‬
‫املنصوص عليها يف النظام‪ ،‬فهم مقيدون أيضاً ابلنطاق الضيق الذي نص عليه النظام‪.‬‬
‫وهذا املذهب ينسجم مع مبدأ الشكلية‪ ،‬وذلك إلغراقه يف األخذ ابلشكليات وفق ما تنص عليه األنظمة‪.‬‬
‫ومما يعاب على هذا املذهب هو ما قد يؤدي إليه من مفارقة واضحة بني احلقيقة القضائية واحلقيقة الواقعية‪ ،‬وجعل القاضي‬
‫جمرد آلة يف تسيري إجراءات اإلثبات‪ ،‬إال أنه ينشد االستقرار يف التعامل – مبعا أتمني استقرار املعامالت – والثقة يف القضاء‪.‬‬
‫اثلثاً‪ :‬مذهب اإلثبات املختلط‪:‬‬
‫ذهبت عدد من القوانني املتأخرة إىل األخذ هبذا املذهب؛ مجعاً بني املزااي يف املذهبني السابقني وبعداً عن العيوب اليت‬
‫أثريت حوهلا‪ ،‬وذلك إما من خالل ديد القانون لطرق إثبات بعض الوقائع دون بعض‪ ،‬وإما من خالل إعطاء القاضي احلرية‬
‫يف تقدير بعض طرق اإلثبات اليت نص عليها القانون‪ ،‬وإما من خالل حصر القانون لتلك الطرق وترتيبها مع إعطاء القاضي‬
‫سلطة واسعة يف تقدير قيمة ما يعرض عليه من الطرق اليت حددها القانون‪.‬‬
‫وتطبيقاً لذلك ففي نطاق القانون املدين أخذ أصحاب هذا املذهب بنظام اإلثبات املقيد(‪ ،)53‬بينما يف نطاق القانون‬
‫التجا ري فالكثري من املسائل التجارية يتم األخذ فيها بنظام اإلثبات احلر؛ إذ هو األصل‪ ،‬عدا بعض املسائل اليت حددها القانون‬
‫أخذ فيها مببدأ نظام اإلثبات املقيد‪ ،‬ويف نطاق القانون اجلزائي كان األخذ بنظام اإلثبات احلر(‪.)54‬‬

‫(‪ )53‬انظر‪ :‬القانون املدين "املصري" جمموعة األعمال التحضريية – (‪.)350/3‬‬


‫(‪ )54‬انظر‪ :‬النظرية العامة لإلثبات اجلنائي – د‪ .‬هاليل أمحد – (‪.)...107/1‬‬
‫‪2577‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫وفيما يتعلق مبوقف املنظم السعودي‪ :‬فسابقاًكان العمل عموماً على وفق ما هو منصوص عليه يف الباب التاسع (إجراءات‬
‫اإلثبات) من نظام املرافعات الشرعية الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )1/‬واتريخ ‪1435 /1 /22‬هـ‪ ،‬إال أنه فيما خيص النظام‬
‫التجاري – أو املنازعات التجارية – فكان العمل كما نص عليه عامة الشراح على حرية اإلثبات إال يف مسائل خمصوصة كإثبات‬
‫عقد الشركة(‪ ، )55‬ومل يكن هناك نصوص نظامية خاصة يف عموم مسائل اإلثبات يف التجاري‪ ،‬ولكن بعد صدور نظام احملاكم‬
‫التجارية ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬واتريخ ‪1441 /8 /18‬هـ جاء النص عليها يف الباب السابع منه (اإلثبات)‪ ،‬بينما فيما‬
‫خيص النظام اجلنائي – أو الدعاوى اجلنائية – فقد وردت بعض املواد النظامية املتفرقة يف نظام اإلجراءات اجلزائية الصادر‬
‫ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )2/‬واتريخ ‪ 1435 /1 /22‬هـ اليت كم بعض مسائل اإلثبات فيها‪ ،‬واليت يفهم منها ومن التطبيقات‬
‫القضائية األخذ مببدأ اإلثبات احلر يف اجلنائي(‪.)56‬‬

‫وأما بعد صدور نظام اإلثبات احلايل الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬واتريخ ‪1443/5/26‬هـ‪ ،‬فإن كل الدعاوى‬
‫واملنازعات املدنية والتجارية فهي خاضعة هلذا النظام؛ لنص املادة األوىل منه‪( :‬تسري أحكام هذا النظام على املعامالت املدنية‬
‫والتجارية)‪.‬‬

‫(‪ )55‬انظر‪ :‬القانون التجاري السعودي – د‪ .‬عبداهلادي الغامدي – ص(‪ ،)49 – 47‬حرية اإلثبات يف النظام التجاري استجالء النص‬
‫واستدعاء الواقع – د‪ .‬يوسف اخلضري – حبث منشور مبجلة القضائية – العدد السابع – رمضان ‪1434 /‬هـ ‪ -‬ص(‪ )12‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )56‬انظر‪ :‬طرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حممد األلفي – ص(‪( ،)14 – 13‬وخيتلف القانون عن الشريعة‬
‫يف هذا اجملال اختالفاً جذرايً يف اإلثبات اجلنائي‪ ،‬فالقانون يطلق حرية القاضي إىل أقصى مداها يف إثبات اجلرمية والتحقيق فيها‪ ،‬وتكوين‬
‫القناعة من أي مصدر‪ ،‬خالفاً للشريعة الغراء اليت أفسحت جمال حرية اإلثبات يف املعامالت وقيدته يف اجلناايت‪ ،‬وجعلت إثبات احلدود‬
‫والقصاص حمدوداً‪ ،‬وأوجبت فيه الدقة والشدة واحلزم‪ ،‬ورمست الطرق فيه‪ ،‬وذلك حفازاً على األرواح واألبدان وقطعاً لدابر الشبهات‪ ،‬وقد‬
‫جارى الشريعة يف تقييد القاضي يف املسائل اجلنائية القانون اإلجنليزي والقانون العراقي) وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد‬
‫الزحيلي – (‪.)629/2‬‬
‫‪2578‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫وفيما خيص الدعاوى اجلنائية‪ ،‬فقد جاء يف ديباجة املرسوم الصادر به النظام‪( :‬اثنياً‪ :‬تعديل الفقرة "‪ "1‬من املادة "الثامنة‬
‫عشرة بعد املائتني" من نظام اإلجراءات اجلزائية الصادر ابملرسوم امللكي رقم "م‪ "2/‬بتاريخ ‪1435/1/22‬هـ‪ ،‬لتكون ابلنص‬
‫اآليت‪" :‬تطبق األحكام الواردة يف نظام املرافعات الشرعية ويف نظام اإلثبات فيما مل يرد فيه حكم يف هذا النظام مبا ال يتعارض‬
‫مع طبيعة القضااي اجلزائية")‪.‬‬
‫وأيضاً جاء النص على الدعاوى اإلدارية مبثل ذلك‪( :‬اثلثاً‪ :‬تعديل املادة "الستني" من نظام املرافعات أمام ديوان املظامل‬
‫الصادر ابملرسوم امللكي رقم "م‪ "3/‬بتاريخ ‪1435/1/22‬هـ‪ ،‬لتكون ابلنص اآليت‪" :‬تطبق على الدعاوى املرفوعة أمام حماكم‬
‫ديوان املظامل أحكام نظام املرافعات الشرعية ونظام اإلثبات فيما مل يرد فيه حكم يف هذا النظام مبا ال يتعارض مع طبيعة املنازعة‬
‫اإلدارية")‪.‬‬
‫وعند النظر يف نظام اإلثبات جند أ ن املنظم السعودي أعطى أولوية التفاق املتعاقدين يف اجلملة بشرط أن يكون ذلك‬
‫مكتوابً(‪ – )57‬مع عدم خمالفته النظام العام – دون اشرتاط أن يلتزموا بشكل معني فيه(‪ ،)58‬إال أنه يتنبه ملا اشرتط فيه أن يكون‬
‫إثباته عن طريق الكتابة(‪ ،)59‬والقيود الواردة يف قبول طريق الشهادة(‪.)60‬‬

‫(‪( )57‬املادة السادسة‪ -1 :‬إذا اتفق اخلصوم على قواعد حمددة يف اإلثبات فتحعمل احملكمة اتفاقهم؛ ما مل خيالف النظام العام‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يعتد ابتفاق اخلصوم املنصوص عليه يف هذا النظام ما مل يكن مكتوابً)‪.‬‬
‫(‪( )58‬املادة اخلامسة‪ :‬ال يلزم إلثبات االلتزام شكل معني؛ ما مل يرد فيه نص خاص أو اتفاق بني اخلصوم)‪.‬‬
‫(‪ )59‬انظر‪ :‬املادة (‪ )25‬وما بعدها‪ ،‬واملواد‪.)68 ،67 ،66 ،51( :‬‬
‫(‪ )60‬انظر‪ :‬املادة (‪ )65‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪2579‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫ومن مث فيمكن القول أبن املنظم السعودي ذهب مؤخراً إىل ما ذهب إليه أصحاب املذهب الثالث وهو اإلثبات املختلط؛‬
‫إذ إنه من جهة جاء بتحديد وحصر طرق اإلثبات‪ ،‬إال أنه من جهة أخرى توسع يف منح السلطة التقديرية للدائرة القضائية‪،‬‬
‫كما وإنه قد جاء جبواز ا تفاق اخلصوم على طريقة اإلثبات اليت يرغبون هبا بشرط أن يتم إثبات هذا االتفاق كتابة وأال خيالف‬
‫النظام العام‪ ،‬وأيضاً جاء ابألخذ ابلقرائن بشكل موسع وفق القيود اليت نص عليها‪ ،‬ونصه يف ذلك‪:‬‬
‫(املادة الرابعة والثمانون‪:‬‬
‫القرائن املنصوص عليها شرعاً أو نظاماً تغين من قررت ملصلحته عن أي طريق آخر من طرق اإلثبات‪ ،‬على أنه جيوز نقض‬
‫داللتها أبي طريق آخر؛ ما مل يوجد نص يقضي بغري ذلك‪.‬‬
‫املادة اخلامسة والثمانون‪:‬‬
‫‪ -1‬للمحكمة أن تستنبط قرائن أخرى لإلثبات‪ ،‬وذلك يف األحوال اليت جيوز فيها اإلثبات ابلشهادة؛ على أن تبني وجه‬
‫داللتها‪.‬‬
‫‪ -2‬للمحكمة االستعانة ابلوسائل العلمية يف استنباط القرائن)‪.‬‬
‫‪2580‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫الفرع الثاين‪ :‬املذاهب الفقهية يف اإلثبات‪:‬‬


‫اختلف الفقهـاء يف األخـذ بطرق اإلثبـات بني مـذهـب احلـاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرين هلـا بطرق حمـددة‪ ،‬وبني املوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعني يف ابهبـا‪ ،‬حبيـث مل‬
‫ُيصروها يف أنواع حمددة‪ ،‬واملراد هنا اإلشارة إىل النظام الفقهي العام لطرق اإلثبات‪ ،‬ال التفصيل فيها(‪.)61‬‬
‫املذهب األول‪ :‬القائلون أبن طرق اإلثبات حمددة وحمص ـ ــورة‪ ،‬مث اختلفوا يف تعدادها وض ـ ـوابط وش ـ ــروط األخذ بكل طريق‬
‫منها‪ ،‬حبسب كل مذهب‪ ،‬وهذا هو مذهب مجهور الفقهاء(‪.)62‬‬
‫املذهب الثاين‪ :‬القائلون بعدم حص ـ ـ ــر طرق اإلثبات بعدد حمدد‪ ،‬بل إن كل ما أابن احلق وأوص ـ ـ ــل إليه فإنه يعد طريقاً من‬
‫طرق اإلثبات املعتربة‪ ،‬وذهب إىل هذا الرأي عدد من احملققني‪ ،‬من أبرزهم ابن القيم(‪ )63‬وابن فرحون(‪ )64‬رمحهما هللا‪.‬‬
‫ومبا أن طرق اإلثبات ليسـ ــت تعبدية‪ ،‬مبعا أن النصـ ــوص الشـ ــرعية مل تنص على أنه ال يسـ ــو احلكم القضـ ــائي إال مبا ورد‬
‫النص هبا وإن حص ـ ــل ما هو أقوى منها‪ ،‬وإمنا هي أس ـ ــباب يتوص ـ ــل القاض ـ ــي هبا إىل معرفة احملق من املبطل‪ ،‬وأن ما جاء النص‬
‫الش ـ ــرعي به ليس مقص ـ ــوداً االقتص ـ ــار عليه بذاته‪ ،‬وإمنا من ابب ما ُيص ـ ــل للحاكم هبا من علم أو زن‪ ،‬فكان الذكر هلا لكوهنا‬
‫طرائق لتحص ـيل ما هو املعترب(‪ ، )65‬فإنه يرتجح للباحث املذهب الثاين‪ ،‬على أنه ليس معا ذلك أن طرق اإلثبات مطلقة بدون‬
‫قيد أو شرط‪ ،‬وإمنا هي طرق غري حمصورة‪ ،‬ولكن لكل طريق ضوابط وحدود لالعتداد به(‪.)66‬‬

‫(‪ )61‬انظر‪ :‬موسوعة الفقه اإلسالمي "املصرية" – (‪ ،)136/2‬إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني –‬
‫ص(‪ )21‬وما بعدها‪ ،‬طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬سعيد الزهراين – ص(‪ )14‬وما بعدها‪ ،‬وسائل‬
‫اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪ )605/2‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )62‬من أهم الطرق اليت نصوا عليها على اختالف فيما بينهم‪ :‬اإلقرار‪ ،‬والشهادة‪ ،‬واليمني‪ ،‬والنكول‪ ،‬والشاهد واليمني‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والقسامة‪،‬‬
‫والقيافة‪ ،‬والقرعة‪ ،‬والقرائن‪ ،‬وعلم القاضي‪ ،‬واخلربة‪ ،‬والعرف والعادة‪.‬‬
‫(‪ )63‬انظر‪ :‬الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية – (‪ ،)... 251 ،65 – 64/1‬إعالم املوقعني عن رب العاملني – (‪ )194/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )64‬انظر‪ :‬تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام – (‪ )638/1‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )65‬انظر‪ :‬نيل األوطار – الشوكاين – (‪.)199/9‬‬
‫(‪ )66‬انظر‪ :‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪.)615 – 613/2‬‬
‫‪2581‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫مع األخـذ بعني االعتبـار أن هـذا الرتجيح يف حـال مـا مل يتم تقييـد هـذه الطرق من قبـل األنظمـة املرعيـة املراعيـة للنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص‬
‫الشرعية؛ إذ يف هذه احلالة تعد من قبيل ما يدخل يف سلطة ويل األمر من تقييد املباح‪ ،‬والسياسة الشرعية‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬أشخاص اإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان‪:‬‬


‫املقصود هبذا املطلب بيان األشخاص أصحاب الصلة املباشرة ابإلثبات‪ ،‬وذلك فيما يتعلق ابلنظر يف وسائل وطرق‬
‫اإلثبات واملوازنة بينها‪ ،‬و ديد موقف كل طرف منها‪ ،‬وما إىل ذلك من املسائل ذات العالقة‪ ،‬واألطراف املعنيون هم كل من‬
‫القاضي واخلصوم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القاضي‪:‬‬


‫من خالل العرض يف املطلب السـ ــابق يتبني مدى اختالف وجهات النظر سـ ـواء من الناحية القانونية أو الفقهية يف مدى‬
‫ســلطة القاضــي يف اإلثبات فمن منهج مضــيق على القاضــي يف هذا الباب‪ ،‬وحصــر عمله يف جانب التقيد ابلنصــوص النظامية‬
‫والفقهية وحســب‪ ،‬ومن منهج موســع يعطي ســلطة موســعة يف هذا اجلانب‪ ،‬ومن منهج متوســط يكاد يكون هو ما عليه العمل‬
‫احلايل‪ ،‬ويتبني ذ لك من خالل النظر يف ثنااي النصـوص النظامية والتطبيقات القضـائية‪ ،‬مبعا أنه على القاضـي اجلمع بني إعمال‬
‫النص النظامي‪ ،‬ويف الوقت ذاته إعمال اجتهاده وسـ ـ ـ ــلطته يف تقدير طرق اإلثبات املعروضـ ـ ـ ــة عليه ومدى صـ ـ ـ ــالحيتها لإلثبات‬
‫واملوازنـة بينهـا‪ ،‬فضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالً عن التـأكيـد على وجوب التزامـ ه احليـاد حـال النظر يف أدلـة اإلثبـات املقـدمـة لـديـه‪ ،‬ومن مث فـإن من أبرز‬
‫املبادئ املتعلقة بدور القاضي يف اإلثبات‪ ،‬هي(‪:)67‬‬

‫(‪ )67‬انظر‪ :‬الواضح يف شرح وسائل اإلثبات – د‪ .‬منذر القضاة – ص(‪ ،)... 35‬طرق اإلثبات وقضاء التنفيذ يف النظام السعودي – د‪ .‬حممود‬
‫وايف – ص(‪ ،)... 28‬اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حسام الدين توفيق – ص(‪ ،)... 71‬الوجيز يف قواعد اإلثبات‬
‫على ضوء نظام املرافعات الشرعية السعودي – د‪ .‬حممد سويلم – ص(‪ ،)... 44‬أحكام اإلثبات – د‪ .‬رضا املزغين – ص(‪،)... 111‬‬
‫شرح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه – د‪ .‬عبدالرزاق يس – ص(‪ ،)...34‬اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه‬
‫اإلسالمي وتطبيقاته يف النظام السعودي – د‪ .‬أمين فاروق محد – ص(‪.)...40‬‬
‫‪2582‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫مبدأ حياد القاضي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫واملراد هبذا املبدأ هنا هو اقتصـ ــار القاضـ ــي يف بناء حكمه القضـ ــائي على ما قدمه اخلصـ ــوم يف الدعوى وفق ما أقره النظام‬
‫والفقه – وال يقص ـ ــد به هنا وجوب عدم يز القاض ـ ــي لطرف على حس ـ ــاب الطرف اآلخر؛ إذ هذا أمر معلوم بداهة –‪ ،‬ومن‬
‫أبرز الصـ ـ ــور يف ذلك أنه ليس للقاضـ ـ ــي احلكم وفق علمه الشـ ـ ــخصـ ـ ــي‪ ،‬وعليه فاملقصـ ـ ــود مببدأ حياد القاضـ ـ ــي هنا هو أن يقف‬
‫القاض ـ ــي موقفاً س ـ ــلبياً من كال اخلص ـ ــمني على حد س ـ ـواء‪ ،‬لكن ليس معا ذلك أنه ليس له دور إجيايب يف نظر القض ـ ــية وس ـ ــري‬
‫إجراءاهتا‪.‬‬
‫ومن مث فإنه جيب على القاض ـ ـ ــي أن يس ـ ـ ــتند يف حكمه على ما أبداه اخلص ـ ـ ــوم يف الدعوى‪ ،‬س ـ ـ ــواء فيما يتعلق ابلوقائع أو‬
‫األدلة أو الطلبات‪ ،‬كما عليه أن مي هكن كل طرف من االطالع واإلجابة على ما قدمه الطرف اآلخر من األدلة‪ ،‬وأيضاً عليه أن‬
‫يلتزم بذكر التسـ ــبيب يف احلكم القضـ ــائي‪ ،‬مع التنبيه إىل عدم جواز حكم القاضـ ــي بناء على علمه الشـ ــخصـ ــي – ويسـ ــتثا من‬
‫ذلك ما كان معروفاً مشهوراً مستفيضاً بني عامة الناس(‪– )68‬؛ إذ هذا جيعله شاهداً وقاضياً يف وقت واحد(‪.)69‬‬
‫مبدأ سلطة القاضي يف األدلة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫واملراد هبذا املبدأ هو بيان أن للقاضـي سـلطة واسـعة يف النظر يف أدلة اإلثبات املقدمة لديه وتقديرها‪ ،‬كما له سـلطة واسـعة‬
‫يف النظر يف تطبيق النصوص النظامية على الواقعة املعروضة أمامه‪ ،‬ومن مث فللقاضي سلطة واسعة يف إدارة عملية اإلثبات‪ ،‬ومن‬

‫(‪ )68‬جاء النظام يف مادته (‪ )69‬بقبول الشهادة ابالستفاضة استثناء وذلك فيما يتعذر علمه غالباً دوهنا‪ ،‬ومثل هلا حباالت‪ :‬الوفاة‪ ،‬والنكاح‪،‬‬
‫والنسب‪ ،‬وامللك املطلق‪ ،‬والوقف والوصية ومصرفهما‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬الوسيط – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ )31/2‬حاشية (‪ )2‬و(‪ ،)3‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪ )23‬حاشية (‪.)1‬‬
‫(‪ )69‬واملسألة حمل خالف‪ .‬انظر‪ :‬املغين – ابن قدامة – (‪ ،)...30/14‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي –‬
‫(‪ ،)...563/2‬طرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حممد األلفي – ص(‪ ،)...261‬قضاء القاضي بعلمه‬
‫يف الفقه اإلسالمي – د‪ .‬صربي السعداوي – حبث منشور مبجلة‪ /‬العدل – العدد (‪ – )22‬ربيع اآلخر‪1425 /‬هـ ‪ -‬ص(‪.)... 31‬‬
‫‪2583‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫مظاهر هذه الس ـ ـ ـ ــلطة‪ :‬الس ـ ـ ـ ــلطة يف قبول طلب اخلص ـ ـ ـ ــم إجراء إثبات يف أمر ما‪ ،‬والس ـ ـ ـ ــلطة يف العدول عن إجراءات اإلثبات‪،‬‬
‫والسلطة يف قبول ما انتهى إليه طريق اإلثبات(‪ ،)70‬والسلطة يف اجلمع والرتجيح بني أدلة اإلثبات(‪.)71‬‬
‫ومن جمموع ما تقدم يتبني أن املقصود مببدأ حياد القاضي هو‪ :‬ديد دور القاضي يف اإلثبات‪ ،‬ويف تسيري الدعوى بصفة‬
‫عامة‪ ،‬إذ القاضي عليه أن يفصل يف طلبات اخلصوم على أساس األدلة اليت تقدموا هبا وحبسب منزلتها وفقاً ملا ورد يف النظام‪.‬‬
‫وميكن القول أبن احلد األدىن ملبدأ حياد القاضـي هو عدم جواز حكم القاضـي بعلمه الشـخصـي(‪ ،)72‬وإال فإن له سـلطته‬
‫التقـديريـة اليت منحهـا لـه النظـام يف القيـام بـدوره اإلجيـايب يف نظر الـدعوى والفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل فيهـا‪ ،‬وإن من مظـاهر هـذا الـدور اإلجيـايب‬
‫ما جاء النص به يف النظام من حقه يف القيام ابس ــتدعاء أحد اخلص ــوم واس ــتجوابه‪ ،‬وتوجيه اليمني املتممة ألحدهم‪ ،‬وص ــيغتها‪،‬‬
‫واستدعاء من يرى لزوماً لسماع شهادته‪ ،‬و ليفه‪ ،‬وتقدير عدالته‪ ،‬وإدخال من يرى يف إدخاله مصلحة‪ ،‬وتقدير ما يرتتب على‬

‫(‪ )70‬جاء يف املادة (التاسعة)‪ -1( :‬للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات‪ ،‬بشرط أن تبني أسباب العدول يف حمضر اجللسة‪.‬‬
‫‪ -2‬للمحكمة أال أتخذ بنتيجة إجراء اإلثبات‪ ،‬بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها)‪.‬‬
‫(‪ )71‬ونص املادة (الرابعة) من نظام اإلثبات‪( :‬دون إخالل أبحكام هذا النظام‪ ،‬إذا تعارضت أدلة اإلثبات ومل ميكن اجلمع بينها فتأخذ احملكمة‬
‫منها حبسب ما يرتجح هلا من زروف الدعوى‪ ،‬فإن تعذر ذلك فال أتخذ احملكمة أبي منها‪ ،‬ويف مجيع األحوال جيب عليها أن تبني أسباب‬
‫ذلك يف حكمها)‪ ،‬كما أن الفقه اإلسالمي أوىل عناية واهتماماً مبسألة التعارض بني أدلة اإلثبات القضائي من اجلمع والرتجيح والتساقط‬
‫– املواءمة واملوازنة والتهاتر –‪ .‬انظر‪ :‬حاشية على الروض املربع – عبدهللا آل خنني – ص(‪ ،)... 421‬وسائل اإلثبات يف الشريعة‬
‫اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪ ،)... 801/2‬نظرية تعارض األدلة القضائية يف الفقه اإلجرائي اإلسالمي – د‪ .‬حسن احلمادي –‬
‫ص(‪.)...77‬‬
‫(‪ )72‬ونص الفقرة (‪ )3‬من املادة (الثانية) من نظام اإلثبات‪ -3( :‬ال جيوز للقاضي أن ُيكم بعلمه الشخصي)‪.‬‬
‫وإن كان الدكتور‪ /‬عبدالرزاق السنهوري يرى أن منع القاضي من القضاء بعلمه ليس فرعاً عن مبدأ حياد القاضي‪ ،‬وإمنا هو نتيجة مرتتبة على حق‬
‫اخلصوم يف مناقشة أي دليل يقدم يف الدعوى‪ .‬انظر‪ :‬الوسيط – (‪ ،)31 ،29/2‬وقد علق الدكتور‪ /‬مسري تناغو على ذلك‪ :‬أبن املسألتني‬
‫يف الواقع مرتبطتان ببعضهما ارتباطاً ال ميكن فصله‪ .‬انظر‪ :‬النظرية العامة يف اإلثبات – ص(‪ )20‬حاشية (‪.)1‬‬
‫‪2584‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫العيوب امل ـ ــادي ـ ــة يف احملررات‪ ،‬وإصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار قرار املع ـ ــاي ن ـ ــة‪ ،‬ون ـ ــدب اخلبري‪ ،‬إىل غري ذل ـ ــك من املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائ ـ ــل املبثوث ـ ــة واملقررة يف‬
‫ثنااي النظام (‪.)74()73‬‬
‫وهذا التوس ـ ـ ــط يف بيان موقف القاض ـ ـ ــي من إجراءات ووس ـ ـ ــائل اإلثبات بني الدور الس ـ ـ ــل من جهة التزامه مبا نص عليه‬
‫النظام والدور اإلجيايب من جهة إعمال سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلطته التقديرية يف التحقق من عدد من األمور اليت نص عليها النظام والرتجيح فيما‬
‫بني أدلة ووسـ ـ ـ ـ ــائل اإلثبات وغري ذلك متقرر يف كتب الفقه اإلسـ ـ ـ ـ ــالمي من جهة التزام القاضـ ـ ـ ـ ــي مبا نص عليه فقهاء املذاهب‬
‫مبا يعد طريقاً من طرق اإلثبات القض ــائي ومن جهة س ــلطة القاض ــي حبقه يف التحقق من ش ــهادة الش ــهود وطلب املعاينة وندب‬
‫اخلبري وغري ذلك(‪ ، )75‬وكل ذلك وال شك يف إطار اجتهاد الفقهاء يف فهم النصوص الشرعية وتطبيق أحكامها على واقع الناس‬
‫ومعامالهتم‪ ،‬مما ميكن معه القول أبنه يف الفقه اإلسالمي فإن‪( :‬القاضي له دور يف قبول اإلثبات ورفضه والتحقق من صحته أو‬
‫بطالنه‪ ،‬والتأكد من توفر شروطه الشرعية‪ ،‬فإذا توفرت شروطه وأركانه أصبح القاضي ملزماً ابحلكم مبوجبه‪ ،‬وال يصح أن يرفض‬
‫حجة مل يقتنع هبا بعد أن أتكد بنفسه من صحتها بتوفر الشروط وانتفاء املوانع)(‪.)76‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬اخلصوم‪:‬‬


‫(اإلثبات هو حبسـ ــب األصـ ــل من عمل اخلصـ ــوم)(‪ ،)77‬واملقصـ ــود أن لكل واحد من اخلصـ ــمني يف الدعوى – املدعي‬
‫واملدعى عليه – حق إثبات ما يدعيه هجوماً أو دفاعاً‪ ،‬وعلى القاضـ ـ ـ ـ ــي أن يقف موقف احلياد جتاه الطرفني‪ ،‬إال أن كل واحد‬
‫منهما ملزم ابلتقيد بطرق اإلثبات الواردة يف النظام‪ ،‬وفق الشروط والضوابط املنصوص عليها نظاماً وفقهاً‪.‬‬

‫(‪ )73‬انظر‪ :‬املواد‪،105 ،104 ،103 ،101 ،95 ،91 ،85 ،84 ،79 ،76 ،73 ،72 ،62 ،48 ،44 ،40 ،38 ،37 ،21 ،20( :‬‬
‫‪.)120 ،110 ،109 ،108 ،107‬‬
‫(‪ )74‬انظر‪ :‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪.)23 – 19‬‬
‫(‪ )75‬انظر‪ :‬الطرق احلكمية – ابن القيم – (‪ ،)260 ،...251 ،...64 ،...25 ،...6/1‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد‬
‫الزحيلي – (‪ ،)... 621/2‬توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية – عبدهللا آل خنني – (‪ ،)... 281 ،... 115/2‬إجراءات البينة‬
‫القضائية – عبدهللا آل خنني – ص(‪ ،)... 73‬الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا آل خنني – (‪.)...565/1‬‬
‫(‪ )76‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪.)627 – 626/2‬‬
‫(‪ )77‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪.)11‬‬
‫‪2585‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫ومن مث فكمــا أنــه ُيق لكــل واحــد من طريف الــدعوى تقــدمي األدلــة واإلثبــااتت اليت تؤيــد مــا يــدعيــه فــإنــه ُيق للطرف‬
‫اآلخر تقدمي ما يثبت عكس ما تقدم به خصــمه‪ ،‬وهنا يؤكد على حق اخلصــوم يف االطالع على األدلة واملســتندات املقدمة يف‬
‫الدعوى‪ ،‬وحقهم يف مناقشتها وإبداء ما يرون جتاهها(‪.)78‬‬
‫على أن ما تقدم ال مينع القاضـ ـ ــي من أن يعمل اجتهاده وسـ ـ ـلطته التقديرية يف املوقف مما يقدم لديه من بينات وقرائن‬
‫والرتجيح بينها وأثر كل ذلك يف سري إجراءات الدعوى(‪.)79‬‬
‫ويذكر شراح األنظمة أربع قواعد يف هذا الباب(‪:)80‬‬
‫‪ -1‬حق اخلصوم يف اإلثبات(‪ ،)82()81‬وهو مقيد بثالثة قيود‪:‬‬
‫أ‪ /‬االلتزام بطرق اإلثبات الواردة يف النظام‪.‬‬

‫(‪ )78‬انظر‪ :‬املواد (‪.)124 ،2/89 ،84 ،1/79 ،2/72 ،58 ،39 ،1/33 ،32 ،2/31‬‬
‫(‪ )79‬انظر‪ :‬املواد (‪،3/104 ،3/103 ،101 ،2/95 ،87 ،85 ،83 ،81 ،79 ،77 ،76 ،3/72 ،62 ،48 ،2/44 ،38 ،4‬‬
‫‪.)2/121‬‬
‫(‪ )80‬انظر‪ :‬الوسيط – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)...30/2‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪ ،)...23‬الوايف يف شرح‬
‫القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – (‪ ،)...21/12‬أحكام اإلثبات – د‪ .‬رضا املزغين – ص(‪ ،)...87‬الوجيز يف قواعد اإلثبات على‬
‫ضوء نظام املرافعات الشرعية السعودي – د‪ .‬حممد حممد سويلم – ص(‪ ،)...53‬الواضح يف شرح وسائل اإلثبات – د‪ .‬منذر القضاة –‬
‫ص(‪ ،)...31‬شرح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه – د‪ .‬عبدالرزاق يس – ص(‪.)...25‬‬
‫(‪( )81‬مفهوم احلق يف اإلثبات‪ :‬لإلثبات القضائي وجهان‪:‬‬
‫األول‪ :‬أنه واجب يتكلف بعبئه املدعي ويباشره وفقاً للتنظيم القانوين املوضوعي واإلجرائي‪.‬‬
‫أما الثاين‪ :‬فيقصد به أن من حق اخلصم أن يقدم ومي هكن من تقدمي مجيع األدلة اليت تؤيد دعواه يف حدود ما يسمح به النظام ‪ ...‬ويرتتب على‬
‫ذلك أن يصبح لكل من اخلصمني تقدمي ما يشاء من أدلة اإلثبات) اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حسام الدين‬
‫توفيق – ص(‪.)46‬‬
‫(‪ )82‬جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪ ،‬الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم (‪ )921‬واتريخ ‪1444/3/16‬هـ‪:‬‬
‫(املادة اخلامسة‪:‬‬
‫ال مينع اخلصم من تقدمي الدليل ما مل ينص النظام واألدلة على خالف ذلك‪ ،‬وتقدر احملكمة حجيته يف اإلثبات مع التسبيب لذلك)‪.‬‬
‫‪2586‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫ب‪ /‬توافر الشروط يف الواقعة املراد إثباهتا‪ ،‬أبن تكون متعلقة ابلدعوى‪ ،‬منتجة فيها‪ ،‬جائزاً قبوهلا‪.‬‬
‫ج‪ /‬السلطة التقديرية للدائرة القضائية يف تقدير قيمة األدلة والرتجيح بينها‪.‬‬
‫حق اخلصم اآلخر يف إثبات العكس(‪.)83‬‬ ‫‪-2‬‬
‫عدم جواز أن يصنع اإلنسان دليالً لنفسه إال يف حاالت ضيقة‪ ،‬ومن أبرزها الدفاتر التجارية(‪.)84‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عدم جواز إجبار الش ــخص على تقدمي دليل ض ــد نفس ــه‪ ،‬إال أن هذه القاعدة تعد أض ــعف القواعد هنا؛ من‬ ‫‪-4‬‬
‫جهة أن اإلنسـ ـ ــان ملزم بواجب عدم تعطيل الوصـ ـ ــول إىل احلق‪ ،‬ومن جهة أن املنظم ألزم يف حاالت متعددة‬
‫من تكليف الشخص بتقدمي مستندات ت يده ما مل يقم مانع من ذلك كواجب االحتفاظ ابلسرية(‪.)85‬‬

‫(‪ )83‬انظر‪ :‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪ )2‬من نظام اإلثبات‪ ،‬ابإلضافة ملا جاء يف احلاشية السابقة‪.‬‬
‫آل خنني –‬ ‫(‪ )84‬انظر‪ :‬املادة (‪ ) 31‬وما بعدها من نظام اإلثبات‪ ،‬الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا‬
‫(‪.)570 – 569/1‬‬
‫(‪ )85‬انظر‪ :‬املادتني‪.)2/115 ،36( :‬‬
‫‪2587‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫املبحث الثاين‪ :‬القواعد العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه مطلبان‪:‬‬


‫عادة ما يتطرق شراح األنظمة يف هذا الباب إىل قواعد موضوعية وأخرى شكلية(‪ ،)86‬ومن هنا جاء تقسيم هذ املبحث إىل‬
‫مطلبني‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬القواعد املوضوعية العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان(‪:)87‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حمل اإلثبات‪:‬‬


‫يذكر شراح األنظمة ها هنا عدداً من املسائل املتقررة يف هذا‪ ،‬وهي‪ :‬أن حمل اإلثبات يرد على مصدر احلق ال احلق ذاته – أي‬
‫ال احلق املدعى به‪ ،‬الذي يطالب به املدعي –‪ ،‬وأن حمل اإلثبات هو الواقعة القانونية(‪ )88‬اليت أنشأت احلق املدعى به ال النص‬

‫(‪ )86‬انظر‪ :‬الوسيط – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)...43/2‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – (‪،)...38/12( )495/1‬‬
‫النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪.)...45‬‬
‫(‪ )87‬مل يتطرق الباحث ملوضوع‪ :‬طرق اإلثبات (أو ما يعرف أبدلة اإلثبات) يف هذا البحث؛ نظراً ألن النظام مل تت جبديد يف أصل هذه الطرق‪،‬‬
‫إذ هي قد وردت يف نظامي املرافعات الشرعية – الباب التاسع – ونظام احملاكم التجارية – الباب السابع – أو يف أحدمها‪ – ،‬وإن كان‬
‫النظام قد أتى مبسائل موضوعية وشكلية جديدة‪ ،‬وحق هذه الطرق أن يفرد كل طريق منها ببحث مستقل –‪.‬‬
‫وطرق اإلثبات اليت جاءت يف النظام هي‪ :‬اإلقرار‪ ،‬واستجواب اخلصوم‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والدليل الرقمي‪ ،‬والشهادة‪ ،‬والقرائن‪ ،‬والعرف‪ ،‬واليمني‪ ،‬واملعاينة‪،‬‬
‫واخلربة‪.‬‬
‫(‪ )88‬كل دعوى تشتمل على عنصرين‪ :‬عنصر الواقع "الوقائع القانونية" وعنصر القانون "النص النظامي"‪ ،‬مث يقسم أهل القانون الوقائع القانونية‬
‫إىل‪ :‬وقائع أو أعمال مادية – وبعضهم يطلق على هذا النوع اسم‪ :‬الوقائع القانونية‪ ،‬انظر‪ :‬الوسيط للدكتور عبدالرزاق السنهوري (‪،...5/2‬‬
‫‪ ،)...43‬وإن كان قد جرى يف مؤلفه اآلخر على التقسيم املشهور‪ .‬انظر‪ :‬مصادر احلق يف الفقه اإلسالمي (‪ ،)...66/1‬بينما أورد تقسيماً‬
‫أكثر تفصيالً يف مؤلفه الثالث‪ .‬انظر‪ :‬نظرية العقد (‪ ،)...72/1‬وقد أكد هذا يف مؤلفه األول يف موضع آخر‪ .‬انظر‪ :‬الوسيط (‪،...110/1‬‬
‫‪ – )...1159‬وتصرفات أو أعمال قانونية‪ ،‬ويقصدون ابلنوع األول أعماالً ال توجد فيها إرادة إلحداث األثر القانوين كالوفاة أو الفعل‬
‫الضار لكن يرتتب على هذه األعمال آاثر قانونية‪ ،‬ويقصدون ابلنوع الثاين أعماالً توجد فيها إرادة إما منفردة وإما من كال الطرفني إلحداث‬
‫أثر قانوين معني كالوصية والبيع – واجل وهر يف التصرفات القانونية هي أن آاثرها ترتتب إبرادة اإلنسان ال بقوة القانون أو النظام –‪ ،‬مث‬
‫‪2588‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫النظامي(‪ )89‬الذي سيطبق على ما ثبت لدى القاضي يف هذه الدعوى‪ ،‬وأن هناك عدداً من الشروط ال بد من توافرها يف حمل‬
‫اإلثبات(‪.)90‬‬

‫يفرقون بناء على ذلك يف قواعد اإلثبات املتعلقة بكل نوع‪ ،‬وإن كان اجلميع يقع عبء إثباته على اخلصوم‪.‬‬
‫وقد جاء أتكيد هذه املعاين يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪( :‬املادة التاسعة والستون‪... :‬‬
‫‪ -3‬جيوز إثبات مجيع الوقائع املادية ابلشهادة‪ ،‬مبا يف ذلك الفعل الضار‪.‬‬
‫‪ -4‬التصرف هو‪ :‬اجتاه اإلرادة حنو إحداث أثر نظامي معني‪ ،‬ويرتب النظام عليها هذا األثر‪ ،‬ويشمل العقد واإلرادة املنفردة‪.‬‬
‫‪ -5‬الواقعة هي‪ :‬واقعة مادية يرتب عليها النظام أثراً‪ ،‬سواء أكان حدوثها إرادايً أو غري إرادي)‪.‬‬
‫(‪ )89‬إذ البحث عن النص النظامي وإثباته ومن مث تطبيقه على الواقعة حمل النزاع من مهمة القاضي‪ ،‬وابلتايل فال يكلف اخلصوم إبثبات النص‬
‫النظامي‪ ،‬وينبه هنا إىل مسألة اختالف الشراح يف استثناء إثبات العرف هل هو من مسائل الواقع فيكلف اخلصوم إبثباته أم من مسائل‬
‫القانون "النظام" فيكون من مهام القاضي‪( ،‬انظر‪ :‬الوسيط – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – "‪ ،"...46/2‬املبسوط يف أصول املرافعات الشرعية‬
‫– د‪ .‬عبدهللا الدرعان – ص"‪ ،)"690‬وقد جاء املنظم السعودي ابلنص الصريح يف هذا أبنه من أعباء اخلصوم‪ ،‬ونصه يف ذلك‪:‬‬
‫(املادة التاسعة والثمانون‪:‬‬
‫‪ -1‬على من يتمسك ابلعرف أو العادة بني اخلصوم أن يثبت وجودمها وقت الواقعة‪.‬‬
‫‪ -2‬ألي من اخلصوم الطعن يف ثبوت العرف أو العادة بني اخلصوم‪ ،‬كما أن هلما معارضتهما مبا هو أقوى منهما)‪.‬‬
‫كما جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪:‬‬
‫(املادة التسعون‪:‬‬
‫على من يتمسك ابلعرف أو العادة أن يبني العرف أو العادة اليت يتمسك هبا‪ ،‬وصلتهما ابلدعوى‪ ،‬وأثرمها فيها‪ ،‬وما يثبت وجودمها وقت الواقعة‪.‬‬
‫املادة احلادية والتسعون‪:‬‬
‫على من يطعن يف ثبوت العرف أو العادة أن يبني وجه طعنه‪ ،‬أو ما يثبت معارضتهما مبا هو أقوى منهما‪.‬‬
‫املادة الثانية والتسعون‪:‬‬
‫يف األحوال اليت تستند فيها احملكمة إىل العرف أو العادة‪ ،‬فتبني يف أسباب حكمها العادة أو العرف‪ ،‬وصلتهما ابلدعوى‪ ،‬وأثرمها فيها)‪.‬‬
‫(‪ )90‬انظر‪ :‬الوسيط – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)...51/2‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – (‪،)...45 ،39/12‬‬
‫النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪ ،)...45‬أحكام اإلثبات – د‪ .‬رضا املزغين – ص(‪ ،)...58‬رسالة اإلثبات – أمحد‬
‫نشأت – (‪ ،)...32/1‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪ ،)...95 ،...83/1‬الوجيز يف قواعد اإلثبات‬
‫‪2589‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫ويقسمون الشروط املتعلقة مبحل اإلثبات إىل شروط بدهية وشروط أساسية‪:‬‬

‫الشروط البدهية‪:‬‬

‫أن تكون الواقعة متنازعاً فيها‪ ،‬أي حمل نزاع(‪.)91‬‬ ‫‪-1‬‬


‫وأن تكون حمددة‪ ،‬أي غري مبهمة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫والشروط األساسية‪:‬‬

‫أن تكون الواقعة متعلقة ابلدعوى‪ ،‬أي متصلة ابحلق املدعى به‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وأن تكون منتجة يف الدعوى(‪.)92‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وأن تكون جائزة اإلثبات‪ ،‬أي أن تكون الواقعة مقبولة وممكنة اإلثبات عقالً شرعاً ونظاماً‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وقد جاء املنظم السعودي ابلنص على الشروط األساسية يف الفقرة (‪ )2‬من املادة (الثانية) من نظام اإلثبات‪ ،‬ونصها‪( :‬جيب‬
‫أن تكون الوقائع املراد إثباهتا‪ :‬متعلقة ابلدعوى‪ ،‬ومنتجة فيها‪ ،‬وجائزاً قبوهلا)(‪.)93‬‬

‫على ضوء نظام املرافعات الشرعية السعودي – د‪ .‬حممد حممد سويلم – ص(‪ ،)...65‬اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية –‬
‫د‪ .‬حسام الدين توفيق – ص(‪ ،)...51‬شرح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه – د‪ .‬عبدالرزاق يس – ص(‪.)...41‬‬
‫(‪ )91‬ينبه هنا إىل ما جاء يف الفقرة (‪ )2‬من املادة (السادسة عشرة) ونصها‪( :‬ال يقبل اإلقرار إذا كذبه زاهر احلال)‪.‬‬
‫(‪ )92‬وقد قيل‪ :‬إن كل واقعة منتجة يف الدعوى فهي متعلقة هبا وال شك لكن العكس ليس بالزم‪.‬‬
‫(‪ )93‬وانظر‪ :‬املواد‪ 2 /103 ،3/96 ،2/44 ،40 ،1/34 ،2/24( :‬و‪.)3‬‬
‫وكان قد جاء يف الالئحة التنفيذية لنظام املرافعات الشرعية الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )1/‬واتريخ ‪1435/1/22‬هـ‪:‬‬
‫(‪ -1/101‬الوقائع املتعلقة ابلدعوى هي‪ :‬ما يؤدي إثباهتا مباشرة أو غري مباشرة إىل إثبات الدعوى أو جزء منها‪.‬‬
‫‪ -2/101‬الوقائع املنتجة يف الدعوى هي‪ :‬املؤثرة يف الدعوى نفياً أو إثبااتً‪.‬‬
‫‪ -3/101‬الوقائع اجلائز قبوهلا هي‪ :‬ممكنة الوقوع فال ختالف العقل أو احلس)‪.‬‬
‫وقد ألغي هذا الباب من نظام املرافعات الشرعية أبكمله بصدور نظام اإلثبات كما هو منصوص املادة (الثامنة والعشرون بعد املائة) من نظام‬
‫اإلثبات‪.‬‬
‫‪2590‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫ومن خالل هذا النص يتبني أن اإلثبات يرد على الواقعة ال احلق‪ ،‬وأيضاً أن اإلثبات يرد على الوقائع القانونية ال النصوص‬
‫والقواعد النظامية؛ لقوله يف أول الفقرة‪( :‬جيب أن تكون الوقائع املراد إثباهتا)‪.‬‬

‫مث جاء النص على الشروط األساسية النظامية بقوله يف آخر الفقرة‪( :‬متعلقة ابلدعوى‪ ،‬ومنتجة فيها‪ ،‬وجائزاً قبوهلا)‪.‬‬

‫وهذه الشروط ينص عليه ا عادة من يبحث هذه املسألة من الناحية الفقهية‪ ،‬كما أهنم يذكرون أن حمل اإلثبات من خالل‬
‫نصوص الفقهاء يتجه إىل احلق املتنازع فيه‪ ،‬وهو اترة ينصب على احلق واترة ينصب على مصدر احلق – وهو سبب احلق –‬
‫واترة ينصب على احلق والسبب معاً(‪.)94‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬عبء اإلثبات‪:‬‬


‫املقصود بعبء اإلثبات هو‪( :‬تكليف أحد اخلصوم إبقامة احلجة والدليل على دعواه)(‪.)95‬‬

‫والقاعدة العامة يف هذا الباب واألصل‪ :‬أن البينة على املدعي واليمني على من أنكر‪ ،‬وهذه القاعدة هي نص حديث عن‬
‫املصطفى ‪ ،)96(‬ويف احلديث اآلخر قول الن ‪ ‬لألشعث بن قيس رضي هللا عنه – وقد كان مدعياً –‪ :‬بينتك أو ميينه(‪.)97‬‬

‫(‪ )94‬انظر‪ :‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪ ،)...89 ،...61 ،...47/1‬توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية‬
‫– عبدهللا آل خنني – (‪ ،)...103 ،...95 ،...59/2‬إجراءات البينة القضائية – عبدهللا آل خنني – ص(‪.)...57 ،...29‬‬
‫(‪ )95‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪.)646/2‬‬
‫(‪ )96‬جاء يف احلديث املتفق على صحته‪ ...( :‬اليمني على املدعى عليه)‪ .‬رواه البخاري – أرقام األحاديث (‪– )4552 ،2668 ،2514‬‬
‫ص(‪ ،)774 ،435 – 434 ،406‬ومسلم – حديث رقم (‪ – )1711‬ص(‪ ،)759‬وجاء يف رواية البيهقي‪( :‬البينة على املدعي‪ ،‬واليمني‬
‫على من أنكر) حديث رقم (‪ ،) 427/10( – )21201‬وصحح هذه الرواية وحسنها مجع من أهل العلم‪ .‬انظر‪ :‬شرح صحيح مسلم –‬
‫النووي – (‪ ،)3/12‬فتح الباري – ابن حجر – (‪ ،)283/5‬جامع العلوم واحلكم – ابن رجب – (‪ ،)227/2‬نيل األوطار – الشوكاين‬
‫– (‪ ،)220/9‬إرواء الغليل – األلباين – (‪.)...264/8( )357/6‬‬
‫(‪ )97‬رواه البخاري يف صحيحه – أرقام األحاديث (‪ – )2357 ،2356 ،4550 ،4549‬ص(‪ ،)379 ،774 – 773‬وجاء يف صحيح‬
‫البخاري معلقاً يف ابب‪ /‬اليمني على املدعى عليه يف األموال واحلدود قوله‪( :‬وقال الن ‪ :‬شاهداك أو ميينه) ص(‪.)434‬‬
‫‪2591‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫(‪)98‬‬
‫وكذا أهل القانون بشكل عام‪ ،‬إال أن هذا األصل ليس على إطالقه‪ ،‬إذ جيوز نقل‬ ‫وهذه القاعدة هي ما عليها أهل الفقه‬
‫عبء اإلثبات من املدعي إىل املدعى عليه‪ ،‬وذلك بقب ول بينة املدعى عليه‪ ،‬واألخذ بيمني املدعي‪ ،‬وذلك يف أحوال وتفاصيل‬
‫(‪)100‬‬
‫ليس هذا جمال ذكرها‪ ،‬كما جيوز نقل عبء اإلثبات بناء على اتفاق أطراف النزاع‪،‬‬ ‫ذكرها أهل الفقه(‪ )99‬وشراح القانون‬
‫وجيوز كذلك اإلعفاء من اإلثبات يف حاالت حمددة من أبرزها‪ :‬حال اتفاق األطراف على ذلك‪.‬‬

‫وعليه فيتضح أن قواعد عبء اإلثبات ليست من النظام العام‪ ،‬ومن مث فيجوز االتفاق على خمالفتها(‪.)101‬‬

‫(‪ )98‬انظر‪ :‬اإلمجاع – ابن املنذر – ص(‪ ،)86‬شرح صحيح مسلم – النووي – (‪ ،)3/12‬جامع الرتمذي – ص(‪ )324‬عند تعليقه على‬
‫حديث رقم (‪ ،)1342‬املبسوط – السرخسي – (‪ ،)28/17‬املغين – ابن قدامة – (‪ ،)124 – 123/14‬نيل األوطار – الشوكاين –‬
‫(‪ ،)221 – 219/9‬السيل اجلرار – الشوكاين – ص(‪.)745‬‬
‫(‪ )99‬انظر‪ :‬نقل عبء اإلثبات – حبث ضمن‪ /‬اجملموعة الفقهية املصرفية – د‪ .‬عبدالستار أبو غدة – (‪ ،)...221/9‬نقل عبء اإلثبات يف‬
‫دعاوى التعدي والتفريط يف املضاربة والوكالة ابالستثمار إىل األمناء – ضمن‪ /‬عيون املسائل املستجدة يف صناعة املصرفية اإلسالمية –‬
‫د‪ .‬نزيه محاد – ص(‪ ،)... 117 ،...69‬عبء اإلثبات يف دعوى تضمني املضارب وتطبيقاته القضائية – د‪ .‬مساعد احلقيل – حبث‬
‫منشور بـ‪ /‬جملة قضاء – العدد (‪ – )11‬شعبان‪1439 /‬هـ – ص(‪ ،)...389‬حاشية على الروض املربع – عبدهللا آل خنني –‬
‫ص(‪.)225 – 223‬‬
‫(‪ )100‬انظر‪ :‬اإلثبات يف املواد املدنية – د‪ .‬عبداملنعم الصده – ص(‪ ،)...44‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والشرعية – د‪ .‬حممد شتا‬
‫أبو سعد – (‪/1‬الكتاب األول‪.)...14/‬‬
‫(‪ )101‬انظر‪ :‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – (‪ ،)...692 ،...681 ،...645 ،...632/2‬املدخل لدراسة‬
‫األنظمة السعودية – د‪ .‬عبدهللا النفاعي – ص(‪ ،)461 – 460‬مدخل إىل علم القانون – د‪ .‬إبراهيم احلريب – ص(‪ ،)275‬الوسيط يف‬
‫شرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السنهوري – (‪ ،)...57/2‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – (‪،)498 – 496/1‬‬
‫النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – ص(‪ ،)...70‬رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – (‪ ،)...88 ،...81 ،...46/1‬التوضيحات‬
‫املرعية لنظام املرافعات الشرعية – د‪ .‬نبيل اجلربين – (‪ ،)829 – 828/2‬طرق اإلثبات القضائي – د‪ .‬حممد األلفي – ص(‪،)19 – 17‬‬
‫اإلثبات يف النظام السعودي – د‪ .‬فيصل العساف – ص(‪ ،)...36‬أحكام اإلثبات – د‪ .‬رضا املزغين – ص(‪ ،)...41‬اإلثبات يف الفقه‬
‫اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حسام الدين توفيق – ص(‪ ،)...63‬نظرية الشرط اجلزائي بني الفقه والقانون – د‪ .‬جواد النتشة –‬
‫ص(‪ ،)...300‬مبادئ املرافعات اإلدارية – د‪ .‬حممد الفوزان – ص(‪ ،)153 – 151‬اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه اإلسالمي‬
‫‪2592‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫وعند النظر يف نظام اإلثبات جند أنه أخذ مبا هو مقرر يف هذا الباب‪ ،‬حيث جاء ابلنصوص النظامية اآلتية‪:‬‬

‫(املادة الثانية‪:‬‬

‫‪ -1‬على املدعي أن يثبت ما يدعيه من حق‪ ،‬وللمدعى عليه نفيه ‪...‬‬

‫املادة الثالثة‪:‬‬

‫‪ -1‬البينة على من ادعى‪ ،‬واليمني على من أنكر‪.‬‬


‫‪ -2‬البينة إلثبات خالف الظاهر‪ ،‬واليمني إلبقاء األصل ‪)...‬‬
‫(املادة السابعة والتسعون‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا عجز املدعي عن البينة وطلب ميني خصمه ححلهف ‪.)...‬‬

‫ومن مث فإن املدعي هو املطالب ابإلثبات وتقدمي بينته‪ ،‬وهو من يدعي خالف الظاهر(‪.)102‬‬

‫وما تقدم هو القاعدة العامة واألصل الذي أورده املنظم السعودي فيما يتعلق بعبء اإلثبات‪ ،‬مث أورد املنظم بعض املسائل ذات‬
‫العالقة يف مواد أخرى‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫وتطبيقاته يف النظام السعودي – د‪ .‬أمين فاروق محد – ص(‪ ،)...50‬النظرية العامة لإلثبات اجلنائي – د‪ .‬هاليل أمحد – (‪)...726/1‬‬
‫(‪.)...797/2‬‬
‫(‪ )102‬وينبه هنا إىل ما ورد يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات يف‪:‬‬
‫(املادة الرابعة‪:‬‬
‫تتحقق احملكمة من عبء اإلثبات وفق القواعد املقررة قبل إجراء اإلثبات‪.‬‬
‫املادة اخلامسة‪:‬‬
‫ال مينع اخلصم من تقدمي الدليل ما مل ينص النظام واألدلة على خالف ذلك‪ ،‬وتقدر احملكمة حجيته يف اإلثبات مع التسبيب لذلك)‪.‬‬
‫‪2593‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫‪ -‬املسألة األوىل‪ :‬قواعد عبء اإلثبات ليست من النظام العام‪:‬‬


‫(املادة السادسة‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا اتفق اخلصوم على قواعد حمددة يف اإلثبات فتحعمل احملكمة اتفاقهم(‪)103‬؛ ما مل خيالف النظام العام)(‪.)104‬‬

‫وعليه فهذا يفيد أن قواعد عبء اإلثبات ال تتعلق ابلنظام العام‪ ،‬ومن مث فيجوز للخصم الذي مل يكن مكلفاً يف األصل حبمل‬
‫عبء اإلثبات؛ أن يتطوع إلثبات الواقعة(‪.)105‬‬

‫‪ -‬املسألة الثانية‪ :‬عبء اإلثبات يف ادعاءات التزوير واإلنكار‪:‬‬


‫(املادة التاسعة والثالثون‪... :‬‬

‫‪ -2‬على اخلصم الذي يدعي التزوير عبء إثبات ادعائه‪ ،‬أما من ينكر صدور احملرر العادي منه أو ينكر ذلك خلفه‬
‫أو انئبه أو ينفي علمه به‪ ،‬فيقع على خصمه عبء إثبات صدوره منه أو من سلفه)‪.‬‬

‫(املادة الرابعة واألربعون‪:‬‬

‫‪ -1‬يكون االدعاء ابلتزوير يف أي حالة تكون عليها الدعوى‪ ،‬وُيدد املدعي ابلتزوير كل مواضع التزوير املدعى به‬
‫‪.)...‬‬

‫(‪ )103‬جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪:‬‬


‫(املادة الثامنة‪:‬‬
‫‪ -1‬على من يدعي االتفاق على قواعد حمددة يف اإلثبات عبء إثبات ذلك)‪.‬‬
‫(‪ )104‬كان قد جاء يف املادة (‪ )38‬من نظام احملاكم التجارية – وهي من املواد امللغاة –‪ -4 ...( :‬دون إخالل ابلنظام العام‪ ،‬إذا اتفق األطراف‬
‫على قواعد حمددة يف اإلثبات؛ فتحعمل احملكمة اتفاقهم‪ -5 .‬فيما مل يرد فيه نص خاص‪ ،‬جيوز االتفاق على نقل عبء اإلثبات)‪.‬‬
‫(‪ )105‬انظر‪ :‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والشرعية – د‪ .‬حممد شتا أبو سعد – (‪/1‬الكتاب األول‪.)...19 ،10/‬‬
‫‪2594‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫وهااتن املاداتن تفيدان أبن عندان حالتني للمحررات (التزوير‪ ،‬واإلنكار)‪ ،‬وعليه فعبء اإلثبات هنا خيتلف فـ‪:‬‬

‫‪ -1‬من يدعي التزوير يكون هو املكلف بعبء اإلثبات‪ ،‬والتزوير يتجه للمحرر الرمسي والعادي‪.‬‬
‫‪ -2‬بينما من ينكر صدور احملرر منه أو من سلفه فهنا يقع عبء اإلثبات على اخلصم‪ ،‬وذلك أبن يثبت اخلصم صدور‬
‫احملرر من الطرف اآلخر أو من سلفه‪ ،‬وإنكار احملرر إمنا يتجه على احملررات العادية دون احملررات الرمسية‪.‬‬
‫‪ -‬املسألة الثالثة‪ :‬عبء اإلثبات يف ادعاءات عدم صحة الدليل الرقمي‪:‬‬
‫(املادة الثامنة واخلمسون‪:‬‬

‫على اخلصم الذي يدعي عدم صحة الدليل الرقمي املنصوص عليه يف املادتني "السادسة واخلمسني" و"السابعة واخلمسني" عبء‬
‫إثبات ادعائه)(‪.)106‬‬

‫وهذه املادة تعطي حكماً واحداً فيما يتعلق بعبء اإلثبات يف عدم صحة الدليل الرقمي‪ ،‬وهو أن من يدعي عدم صحة الدليل‬
‫الرقمي مطلقاً – سواء أكان الدليل دليالً رقمياً رمسياً أم دليالً رقمياً غري رمسي – هو املكلف بعبء اإلثبات‪ ،‬ويالحظ هنا أن‬
‫نص املادة أطلق وصف ادعاء عدم صحة الدليل الرقمي‪ ،‬دون التفرقة بني ادعاء التزوير وادعاء اإلنكار(‪ ،)107‬وعليه فعلى من‬
‫يدعي تزوير الدليل الرقمي وعدم صحته عبء إثبات ادعائه التزوير‪ ،‬وكذا على من ينكر صدور الدليل الرقمي غري الرمسي –‬

‫(‪ )106‬ويف املقابل فقد جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪( :‬املادة احلادية والستون‪:‬‬
‫‪ -1‬جيب على من ُيتج ابلدليل الرقمي املس ـ ـ ــتفاد من وس ـ ـ ــيلة رقمية منص ـ ـ ــوص عليها يف العقد حمل النزاع أو مش ـ ـ ــاعة للعموم أو موثقة‪ ،‬أن‬
‫يقدم ما يثبت ذلك)‪.‬‬
‫(‪ )107‬جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪( :‬املادة الثانية والستون‪:‬‬
‫يقصد إبثبات ادعاء عدم صحة الدليل الرقمي وفقاً للمادة "الثامنة واخلمسني" من النظام‪ ،‬إثبات التزوير‪ ،‬أو إثبات خالف مضمونه‪ ،‬وفقاً ألحكام‬
‫املادة "السادسة والعشرين" من النظام)‪.‬‬
‫ونص النظام يف املادة "السادسة والعشرين" هو‪( :‬املادة السادسة والعشرون‪:‬‬
‫دون فيه من أمور قام هبا حمرره يف حدود مهمته‪ ،‬أو حدثت من ذوي الشأن يف حضوره؛ ما مل يثبت‬ ‫‪ -1‬احملرر الرمسي حجة على الكافة مبا ه‬
‫تزويره ابلطرق املقررة نظاماً‪.‬‬
‫‪ -2‬يكون مضمون ما ذكره أي من ذوي الشأن يف احملرر الرمسي حجة عليه؛ ما مل يثبت غري ذلك)‪.‬‬
‫‪2595‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫وفق الضوابط الواردة يف املادة السابعة واخلمسني (‪ –)108‬منه أو من سلفه عبء إثبات خالف مضمونه‪ ،‬فالنظام جعل األصل‬
‫هنا هو صحة الدليل الرقمي – إذا صدر بضوابطه –‪ ،‬وعلى من يدعي خالف ذلك إثبات ادعائه‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬القواعد الشكلية العامة لإلثبات‪ ،‬وفيه فرعان(‪:)109‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القاضي املختص واالستخالف(‪:)110‬‬


‫من املعلوم بداهة أن القاضي الذي تحعرض عليه الدعوى هو الذي يتوىل إدارهتا والتحقق من أدلتها مث إصدار احلكم القضائي‬
‫فيها(‪ ، )111‬إال أنه قد يعرتي مراحل سري الدعوى أو تشكيل الدائرة القضائية انزرة الدعوى أمور عارضة‪ ،‬جتعل لغري من نظر‬
‫الدعوى أصالة استكمال إجراء فيها‪ ،‬سواء كان ذلك بسبب تغيري تشكيل الدائرة القضائية انزرة الدعوى‪ ،‬أو استخالفها حملكمة‬
‫أخرى الستكمال إجراء معني أو غري ذلك‪.‬‬

‫ومن املالحظ أن املنظم السعودي استعمل مصطلح (احملكمة) ومل يستعمل مصطلح (القاضي) يف هذا الباب؛ ولعل ذلك راجع‬
‫لبيان أن العربة يف نظر القضية هي للمحكمة والدائرة اليت أحسند إليه نظر الدعوى بغض النظر عن أعيان قضاة هذه الدائرة أو‬

‫(‪ )108‬ونص املادة‪( :‬املادة السابعة واخلمسون‪:‬‬


‫يكون الدليل الرقمي غري الرمسي حجة على أطراف التعامل – ما مل يثبت خالف ذلك – يف احلاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان صادراً وفقاً لنظام التعامالت اإللكرتونية أو نظام التجارة اإللكرتونية‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان مستفاداً من وسيلة رقمية منصوص عليها يف العقد حمل النزاع‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان مستفاداً من وسيلة رقمية موثقة أو مشاعة للعموم)‪.‬‬
‫(‪ )109‬مبا أن هذا املطلب خمصص لبيان القواعد الشكلية اإلجرائية اليت جاء هبا النظام‪ ،‬جاء احلديث فيه مقتصراً على ما ورد يف النظام فقط‪.‬‬
‫(‪ )110‬انظر‪ :‬املغين – ابن قدامة – (‪ ،)...73/14‬اإلثبات يف النظام السعودي – د‪ .‬فيصل العساف – ص(‪ ،)55 – 50‬طرق اإلثبات‬
‫وقضاء التنفيذ يف النظام السعودي – د‪ .‬حممود وايف ص(‪ ،)27 – 23‬الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا‬
‫آل خنني – (‪.)564 – 563/1‬‬
‫(‪ )111‬انظر‪ :‬روضة الطالبني – النووي – (‪ ،) 125 – 124/11‬تقييد السلطة القضائية يف االختصاص واحلكم الواجب التطبيق – د‪ .‬حممد‬
‫املرزوقي – ص(‪ ،)221 – 217 ،211 – 209 ،93 – 92‬االستخالص يف أحكام االختصاص – عبدهللا آل خنني – ص(‪.)...215‬‬
‫‪2596‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫تلك‪ ،‬ومن مث جاءت العبارات يف النظام متنوعة‪ ،‬ومن تلك النصوص النظامية على سبيل املثال‪( :‬فتأخذ احملكمة ‪ ...‬فال أتخذ‬
‫احملكمة)(‪( ،)112‬فتحعمل احملكمة اتفاقهم)(‪( ،)113‬إذا قررت احملكمة)(‪( ،)114‬للمحكمة)(‪( ،)115‬تكون إجراءات اإلثبات ‪ ...‬أمام‬
‫احملكمة)(‪ ...( ،)116‬فعلى احملكمة)(‪( ،)117‬استخلصت احملكمة ما تراه من ذلك)(‪( ،)118‬وجيوز للمحكمة)(‪.)119‬‬

‫ومن مث فإننا نرى أن املنظم نص على أن األصل يف اإلثبات أن يكون أمام احملكمة‪ ،‬ومع ذلك فقد أجاز للمحكمة أن تكلف‬
‫أحد قضاهتا للقيام إبجراء معني‪ ،‬وذلك يف حاالت حمددة(‪.)120‬‬

‫كما أننا عند الرجوع للنظام جند أنه ألزم احملكمة القيام بعدد من اإلجراءات ذات العالقة ابإلثبات‪ ،‬ومن ذلك أنه اشرتط‬
‫لالعتداد بطريق اإلثبات الثابت إبقرار أو استجواب أو أداء للشهادة أو اليمني أن يكون ذلك أمام احملكمة‪ ،‬ومل يستثن إال حالة‬
‫التعذر‪ ،‬وهنا أجاز للمحكمة أن تنتقل أو تكلف أحد قضاهتا بذلك(‪ ،)122( )121‬مث جاء النظام مباشرة مبعاجلة حالة ما إذا كان‬

‫(‪ )112‬املادة (‪.)4‬‬


‫(‪ )113‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪.)6‬‬
‫(‪ )114‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪.)8‬‬
‫(‪ )115‬الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪ ،)8‬والفقراتن (‪ )2 ،1‬من املادة (‪ ،)9‬املادة (‪.)13‬‬
‫(‪ )116‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪.)11‬‬
‫(‪ )117‬الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪.)11‬‬
‫(‪ )118‬الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪.)21‬‬
‫(‪ )119‬املادة (‪.)22‬‬
‫(‪ )120‬انظر‪ :‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪ ،)8‬والفقرة (‪ )1‬من املادة (‪.)11‬‬
‫(‪ )121‬انظر‪ :‬الفقرة (‪ )1‬من املادة (‪ ،) 11‬ويالحظ هنا إىل أن النظام أجاز يف املعاينة أن تقرر احملكمة معاينة املتنازع فيه‪ ،‬وهلا ندب خبري‬
‫لالستعانة به يف املعاينة‪ ،‬وكذا هلا أن تندبه لالنتقال واملعاينة ومساع أقوال من يرى لزوم مساع أقواله‪ .‬انظر‪ :‬املادتني‪ ،)109 – 108( :‬واملواد‬
‫امللغاة يف نظام املرافعات الشرعية‪.)118 ،116( :‬‬
‫(‪ )122‬جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات‪( :‬املادة الثانية عشرة‪:‬‬
‫‪ -1‬للمحكمة تكليف أحد قضاهتا مبباشرة أي إجراء من إجراءات اإلثبات‪ ،‬عدا مساع اليمني)‪.‬‬
‫‪2597‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫من سبق ذكره خارج نطاق اختصاص احملكمة‪ ،‬وتعذر إجراء اإلثبات معه إلكرتونياً(‪ ،)123‬إذ أوجب على احملكمة حينها أن‬
‫تستخلف حمكمة إقامة الشخص املعين‪ ،‬ويبلغ قرار االستخالف للمحكمة املستخلفة(‪ ،)124‬كما أنه جيوز للمحكمة أن أتخذ‬
‫إبجراءات اإلثبات اليت جرت خارج اململكة بشرط أال ختالف تلك اإلجراءات النظام العام‪ ،‬وأال يكون يف ذلك إخالل ابلتزامات‬
‫اململكة يف االتفاقيات الدولية اليت تكون طرفاً فيها(‪.)125‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬تسبيب األحكام الصادرة ابإلثبات‪:‬‬


‫إن األحكام الصادرة ابإلثبات وإجراءاته تعد من قبيل األحكام املؤقتة اليت ال سم نزاعاً بني اخلصوم‪ ،‬إذ هي تعد من طائفة‬
‫القرارات القضائية غري القطعية‪ ،‬ومن مث ال تستنفد احملكمة اليت أصدرهتا واليتها القضائية‪ ،‬وميكن وصفها أبهنا إجراءات متهيدية‬
‫أو ضريية‪ ،‬وعليه فيج وز للمحكمة العدول عن كل أو بعض أدلة اإلثبات‪ ،‬كما جيوز هلا أال أتخذ بنتائج اإلثبات‪ ،‬لكن ذلك‬
‫ليس هكذا على سبيل اإلطالق والتشهي‪ ،‬وإمنا هو مضبوط بضوابط حمددة‪ ،‬كل ذلك احرتاماً حلق اخلصوم يف اإلثبات والدفاع‬
‫عن حقوقهم‪ ،‬واستلزاماً ملقتضيات التسبيب يف احلكم القضائي(‪.)126‬‬

‫وميكن إمجال أهم ما جاء به النظام يف هذا الباب يف اآليت(‪:)127‬‬

‫أوالً‪ :‬أن األصل هو إعمال اتفاق اخلصوم ما مل خيالف النظام العام‪ ،‬وعلى أن يكون اتفاقهم مكتوابً؛ إذ جاء يف املادة‬
‫السادسة‪:‬‬

‫(‪ )123‬انظر‪ :‬املادة (‪.)10‬‬


‫(‪ )124‬انظر‪ :‬الفقرة (‪ )2‬من املادة (‪ ،)11‬واملواد امللغاة يف نظام املرافعات الشرعية‪.)122 ،118 ،116 ،114 ،106( :‬‬
‫(‪ )125‬انظر‪ :‬املادة (‪.)13‬‬
‫(‪ )126‬انظر‪ :‬اإلثبات يف النظام السعودي – د‪ .‬فيصل العساف – ص(‪ ،)57 – 56‬طرق اإلثبات وقضاء التنفيذ يف النظام السعودي –‬
‫د‪ .‬حممود وايف – ص(‪ ،)23‬الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا آل خنني – (‪.)570 – 565/1‬‬
‫(‪ )127‬انظر‪ :‬املواد (‪ ،)121( )10 – 4‬واملواد امللغاة يف نظام املرافعات الشرعية‪ ،)103 ،102( :‬واملادة امللغاة يف نظام احملاكم التجارية‪:‬‬
‫(‪.)39‬‬
‫‪2598‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫(‪ .1‬إذا اتفق اخلصوم على قواعد حمددة يف اإلثبات فتحعمل احملكمة اتفاقهم؛ ما مل خيالف النظام العام(‪.)128‬‬
‫‪ .2‬ال يعتد ابتفاق اخلصوم املنصوص عليه يف هذا النظام ما مل يكن مكتوابً)‪.‬‬

‫وجاء قبلها يف املادة اخلامسة‪:‬‬

‫(ال يلزم إلثبات االلتزام شكل معني؛ ما مل يرد فيه نص خاص أو اتفاق بني اخلصوم)‪.‬‬

‫اثنياً‪ :‬كما أن األصل هو عدم إلزام احملكمة بتسبيب أحكامها وأوامرها وقراراهتا الصادرة إبجراءات اإلثبات‪.‬‬

‫اثلثاً‪ :‬يلزم احملكمة تسبيب أحكامها وأوامرها وقراراهتا الصادرة إبجراءات اإلثبات إذا تضمنت قضاء قطعياً‪ ،‬واملستند‬
‫النظامي هلذه املسألة وسابقتها هو ما جاء يف الفقرة (‪ )1‬من املادة السابعة‪:‬‬

‫(‪-1‬األحكام واألوامر والقرارات الصادرة إبجراءات اإلثبات؛ ال يلزم تسبيبها ما مل تتضمن قضاء قطعياً)‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬يتعني على احملكمة يف مجيع األحوال تسبيب األحكام الصادرة يف دعاوى اإلثبات املستعجلة؛ إذ جاء يف الفقرة‬
‫(‪ )2‬من املادة السابعة‪:‬‬

‫(‪-2‬يتعني يف مجيع األحوال تسبيب األحكام الصادرة يف دعاوى اإلثبات املستعجلة)‪.‬‬


‫خامساً‪ :‬جيب على احملكمة أن تبني أسباب أخذها مبا تراه من أدلة اإلثبات حال تعارضها وعدم إمكان اجلمع بينها‪ ،‬وكذا‬
‫حال عدم أخذها أبي من تلك األدلة عند التعذر؛ حيث جاء يف املادة الرابعة‪:‬‬

‫(‪ )128‬جاء يف املادة "احلادية والعشرين بعد املائة"‪:‬‬


‫‪ -1‬جيوز للخص ـ ـ ــوم‪ ،‬ولو قبل رفع الدعوى‪ ،‬االتفاق على قبول نتيجة تقرير اخلبري‪ ،‬وتحعمل احملكمة اتفاقهم؛ ما مل يتض ـ ـ ــمن التقرير ما خيالف‬
‫النظام العام‪.‬‬
‫‪ -2‬مع عدم اإلخالل حبكم الفقرة "‪ " 1‬من هذه املادة‪ ،‬ال يقيد رأي اخلبري احملكمة‪ ،‬وإذا مل أتخذ احملكمة به كله أو بعضـ ـ ـ ــه بينت أسـ ـ ـ ــباب‬
‫ذلك يف حكمها)‪.‬‬
‫‪2599‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫(دون إخالل أبحكام هذا النظام‪ ،‬إذا تعارضت أدلة اإلثبات ومل ميكن اجلمع بينها فتأخذ احملكمة منها حبسب‬
‫ما يرتجح هلا من زروف الدعوى‪ ،‬فإن تعذر ذلك فال أتخذ احملكمة أبي منها‪ ،‬ويف مجيع األحوال جيب عليها أن‬
‫تبني أسباب ذلك يف حكمها)‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬جيوز للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات‪ ،‬بشرط أن تبني أسباب هذا العدول يف حمضر‬
‫اجللسة؛ جاء يف الفقرة (‪ )1‬من املادة التاسعة‪:‬‬

‫تبني أسباب العدول يف حمضر اجللسة)‪.‬‬


‫(‪-1‬للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات‪ ،‬بشرط أن ه‬
‫سابعاً‪ :‬جيوز للمحكمة أال أتخذ بنتيجة إجراء اإلثبات‪ ،‬بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها؛ جاء يف الفقرة (‪ )2‬من‬
‫املادة التاسعة‪:‬‬

‫(‪ -2‬للمحكمة أال أتخذ بنتيجة إجراء اإلثبات‪ ،‬بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها)‪.‬‬
‫يضاف إىل ذلك مما له عالقة بقرارات وإجراءات احملكمة يف اإلثبات عموماً‪ ،‬أنه‪:‬‬

‫اثمناً‪ :‬على احملكمة أن دد موعداً حال قرارها مباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات‪ ،‬وإبال ذلك للخصوم؛ جاء يف املادة‬
‫الثامنة‪:‬‬

‫(‪ -1‬إذا قررت احملكمة مباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات‪ ،‬أو كلفت بذلك أحد قضاهتا‪ ،‬تعني عليها أن‬
‫دد موعداً لذلك‪.‬‬
‫‪-2‬للمحكمة مباشرة إجراءات اإلثبات ولو مل ُيضر اخلصوم أو أحدهم؛ مىت بلغوا ابملوعد احملدد)‪.‬‬
‫اتسعاً‪ :‬جيوز للمحكمة أن جتري أي إجراء من إجراءات اإلثبات إلكرتونياً‪ ،‬ويكون له يف هذه احلالة حكم األحكام املقررة‬
‫يف النظام‪ ،‬جاء يف املادة العاشرة‪:‬‬

‫(يكون ألي إجراء من إجراءات اإلثبات اختذ إلكرتونياً األحكام املقررة يف هذا النظام)(‪.)129‬‬

‫(‪ )129‬جاء يف املادة "السادسة والعشرين بعد املائة"‪:‬‬


‫(‪ -1‬يصدر وزير العدل ابلتنسيق مع اجمللس للقضاء اآليت‪:‬‬
‫‪2600‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫أمحد هللا عز وجل يف ختام هذا البحث على تيسريه وإعانته وتوفيقه‪ ،‬وأسأله جل يف عاله السداد والقبول‪ ،‬مث إين أعرض ها هنا‬
‫خالصة ما جاء فيه‪:‬‬

‫مصطلح النظرايت مما عرف مؤخراً‪ ،‬ويعد من املصطلحات القانونية أصالة‪ ،‬مث درج الفقهاء على استعماله والتأليف‬ ‫‪-1‬‬
‫يف اببه‪.‬‬
‫املقصود بنظرية اإلثبات‪ :‬جمموعة األصول والقواعد واألحكام – القانونية والفقهية – املتعلقة إبقامة الدليل أمام‬ ‫‪-2‬‬
‫القضاء ابلطرق احملددة على واقعة ترتب آاثرها‪.‬‬
‫أركان اإلثبات أربعة‪ :‬املثبت‪ ،‬واملثبت عنده (احملكمة)‪ ،‬وحمل اإلثبات‪ ،‬ودليل اإلثبات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تنوعت املدارس القانونية يف مكان تدوين أحكام اإلثبات ومسائله إىل ثالثة اجتاهات‪ :‬تقنينه يف قانون املرافعات‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وتوزيعه بني القانون املدين وقانون املرافعات‪ ،‬وتقنينه يف قانون خاص به (قانون اإلثبات)‪ ،‬وهو ما أخذ به املنظم‬
‫السعودي مؤخراً‪ ،‬وأما يف الفقه فعادة يذكر الفقهاء أحكامه ومسائله يف كتاب القضاء‪.‬‬
‫توجد هناك ثالثة مذاهب ونظم لإلثبات القضائي لدى القانونيني‪ ،‬وهي‪ :‬اإلثبات احلر‪ ،‬واملقيد‪ ،‬واملختلط‪ ،‬وقد‬ ‫‪-5‬‬
‫أخذ املنظم السعودي حديثاً ابلنظام املختلط؛ إذ جاء بتحديد وحصر طرق اإلثبات من جهة‪ ،‬وجاء ابلتوسع يف‬
‫منح السلطة التقديرية للمحكمة من جهة أخرى‪ ،‬كما توسع يف األخذ ابلقرائن‪ ،‬وإجازة اتفاق اخلصوم على طريقة‬
‫اإلثبات اليت يرغبون هبا بشرط الكتابة وأال خيالف ذلك النظام العام‪ ،‬وهذا األمر ال حرج فيه من الناحية الفقهية؛‬
‫حيث إن طرق اإلثبات ليست من املسائل التعبدية وإمنا هي من ابب األسباب والوسائل للوصول للحقائق‪ ،‬وهي‬
‫داخلة يف دائرة سلطة ويل األمر يف تقييد املباح والسياسة الشرعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬ضوابط إجراءات اإلثبات إلكرتونياً)‪.‬‬


‫وقد صدرت "ضوابط إجراءات اإلثبات إلكرتونياً" بقرار معايل وزير العدل رقم (‪ )921‬واتريخ ‪1444/3/16‬هـ‪ ،‬وجاءت يف "أربع وعشرين"‬
‫مادة‪.‬‬
‫‪2601‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫من أهم املبادئ اليت جيب على القاضي مراعاهتا يف ابب النظر يف طرق اإلثبات‪ :‬مبدأ احلياد‪ ،‬أبن يكون نظره‬ ‫‪-6‬‬
‫قاصراً على ما يقدمه اخلصوم يف الدعوى وفق ما أقره الفقه والنظام‪ ،‬وكذا مبدأ سلطته يف تقدير األدلة‪ ،‬مبعا‬
‫وجوب استعماله لسلطته الواسعة يف تقدير طرق اإلثبات واملوازنة بينها والرتجيح‪.‬‬
‫من أهم املبادئ اليت على اخلصوم مراعاهتا يف ابب طرق اإلثبات‪ :‬حق اخلصوم يف اإلثبات‪ ،‬وإثبات العكس‪ ،‬وعدم‬ ‫‪-7‬‬
‫جواز صنع املرء دليالً لنفسه إال يف حاالت استثنائية‪ ،‬وعدم جواز إجبار الشخص على تقدمي دليل ضد نفسه إال‬
‫يف حاالت حمددة نظاماً‪.‬‬
‫حمل اإلثبات هو الواقعة القانونية اليت أنشأت احلق املدعى به ال النص النظامي‪ ،‬وحملل اإلثبات شروط بدهية‬ ‫‪-8‬‬
‫وشروط أساسية نص عليها املنظم السعودي ال بد من التقيد هبا‪.‬‬
‫األصل يف عبء اإلثبات أنه يقع على املدعي‪ ،‬واملدعي هو املطالب ابإلثبات وتقدمي بينته‪ ،‬وهو من يدعي خالف‬ ‫‪-9‬‬
‫الظاهر‪ ،‬ويف املقابل فاليمني على املدعى عليه‪ ،‬إال أن هذا األصل ليس على إطالقه‪ ،‬إذ جيوز نقل عبء اإلثبات‬
‫من املدعي إىل املدعى عليه‪ ،‬وجيوز كذلك اإلعفاء من اإلثبات يف حاالت حمددة‪.‬‬
‫‪ -10‬األصل أن تتوىل احملكمة انزرة الدعوى إجراءات اإلثبات‪ ،‬ومع ذلك فيجوز هلا استخالف حمكمة أخرى يف حال‬
‫تعذر كون اإلثبات أمامها‪ ،‬وتعذر انتقاهلا ملكان وسيلة اإلثبات أو تكليف أحد قضاهتا بذلك‪ ،‬مع تعذر إجرائه‬
‫إلكرتونياً‪ ،‬وأن يكون االستخالف حملكمة مكان إقامة املتعلق به اإلثبات‪.‬‬
‫‪ -11‬جاء النظام مبا كان عليه سابقاً من جواز عدول احملكمة عما أمرت به من إجراءات اإلثبات‪ ،‬وكذا جواز عدم‬
‫األخذ بنتيجة اإلجراء بشرط تبيني أسباب ذلك‪ ،‬إىل غري ذلك من التفاصيل اليت وردت يف ثنااي البحث‪.‬‬
‫• التوصيات‪:‬‬
‫التوسع يف حبث األحكام التفصيلية لكل طريق من طرق اإلثبات الواردة يف النظام‪ ،‬مع تتبع التطبيقات القضائية‬ ‫‪-1‬‬
‫احلديثة يف ذلك‪.‬‬
‫الرتكيز على املسائل املوضوعية اجلديدة اليت وردت يف ثنااي النظام‪ ،‬وحبثها حبثاً مقارانً بني الفقه والنظام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نشر الوعي لدى عامة الناس أببرز املسائل اليت جاء هبا النظام؛ إذ به فظ احلقوق‪ ،‬وتتحقق الغاية من نصب‬ ‫‪-3‬‬
‫القضاء والقضاة بني الناس‪.‬‬
‫وهللا أعلم وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
2602
‫جملة العلوم الشرعية‬
) ‫م‬2023‫مايو‬/ ‫هـ‬1444‫ ( شوال‬2609 – 2560 ‫ ص ص‬،)5( ‫ العدد‬،)16( ‫ اجمللد‬،‫جامعة القصيم‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

Introduction to Theory of Proof


In the Saudi system

Preparation:
Dr. Ahmed Abdulaziz Bin Shabib
Associate Professor, Department of Sharia Policy
At the Higher Institute of the Judiciary
Imam Mohammad Ibn Saud Islamic University
Dr.ahmed.binshabib@gmail.com

Research Summary:
This is a research entitled: (Introduction to the theory of proof in the Saudi system), aimed at showing
the general orientation of the Saudi regulator with regard to matters of proof through its statutory texts
contained in the Saudi Evidence Law issued by Royal Decree No. (M/43) dated 26/5/1443 AH, and then
this research was to study the general theory of proof with a statement of what the Saudi regulator has
taken; to be this study as the rule that clarifies the general map of the provisions of this subject and its
limits, as the introduction, the introduction and the prelude to the in-depth studies in its details and the
provisions of the Saudi regulator. Each of the methods of proof contained therein, and the research came
in an introduction, a preface, two sections and a conclusion, the preface was devoted to the statement of
what is meant by the vocabulary of the title of the research, while the first section came to indicate the
general provisions of proof, explaining the place of the provisions of proof in the regulations, the books
of commentators and jurists, the legal and jurisprudential system of proof, and the persons of proof, while
the second section came to talk about the general rules of proof, indicating the substantive rules as well
as the formal rules.

Keywords: Input – Theory – TheProof – The Proof System.


‫‪2603‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫‪ -1‬اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه اإلسـ ـ ــالمي وتطبيقاته يف النظام السـ ـ ــعودي – د‪ .‬أمين فاروق محد – معهد‬
‫اإلدارة العامة – اململكة العربية السعودية – الرايض – ‪1433‬هـ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلثبات يف الفقه اإلس ــالمي واألنظمة الس ــعودية – د‪ .‬حس ــام الدين توفيق – دار الكتاب اجلامعي – الطبعة األوىل‬
‫– ‪1439‬هـ‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلثبات يف املواد املدنية – د‪ .‬عبداملنعم الصده – مكتبة ومطبعة البايب احلل – ‪1954‬م‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والشرعية – د‪ .‬حممد شتا أبو سعد – دار الفكر العريب – ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلثبات يف النظام السعودي – د‪ .‬فيصل العساف – الشقري – الطبعة األوىل – ‪1437‬هـ‪.‬‬
‫‪ -6‬إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني – دار احلضارة – اململكة العربية السعودية‬
‫– الرايض – الطبعة األوىل – ‪1441‬هـ‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلمجاع – ابن املنذر – قيق‪ /‬د‪ .‬أبو محاد ص ــغري أمحد حنيف – مكتبة الفرقان – عجمان – اإلمارات – الطبعة‬
‫الثانية – ‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -8‬أحكام اإلثبات – د‪ .‬رضا املزغين – معهد اإلدارة العامة – اململكة العربية السعودية – الرايض – ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ -9‬إحكام األحكام شرح عمدة األحكام – ابن دقيق العيد – قيق‪ /‬حممد الفقي – مطبعة السنة احملمدية – مصر –‬
‫القاهرة – ‪1372‬هـ‪.‬‬
‫‪ -10‬األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات – الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم (‪ )921‬واتريخ ‪1444/3/16‬هـ‪.‬‬
‫‪ -11‬إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل – حممد انصر الدين األلباين – املكتب اإلسالمي – بريوت – الطبعة‬
‫األوىل – ‪1399‬هـ‪.‬‬
‫‪ -12‬االسـتخالص يف أحكام االختصـاص – عبدهللا آل خنني – دار احلضـارة – اململكة العربية السـعودية – الرايض –‬
‫الطبعة األوىل – ‪1442‬هـ‪.‬‬
‫‪ -13‬أصــول القانون أو املدخل لدراســة القانون – د‪ .‬عبدالرزاق الســنهوري ود‪ .‬أمحد أبو ســتيت – مطبعة جلنة التأليف‬
‫والرتمجة والنشر – مصر – القاهرة – ‪1938‬م‪.‬‬
‫‪2604‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫‪ -14‬إعالم املوقعني عن رب العــاملني – ابن القيم – قيق‪ /‬حممــد اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالحي وحممــد س – دار عــامل الفوائــد –‬
‫اململكة العربية السعودية – مكة املكرمة – الطبعة األوىل – ‪1437‬هـ‪.‬‬
‫‪ -15‬إعالم املوقعني عن رب العـاملني – ابن القيم – قيق‪ /‬حممـد اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالحي – دار عـامل الفوائـد – اململكـة العربيـة‬
‫السعودية – مكة املكرمة – الطبعة األوىل – ‪1437‬هـ‪.‬‬
‫‪ -16‬تبصـ ـ ــرة احلكام يف أصـ ـ ــول األقضـ ـ ــية ومناهج األحكام – ابن فرحون – قيق‪ /‬د‪ .‬عثمان ضـ ـ ــمريية – دار القلم –‬
‫سوراي – دمشق – الطبعة األوىل – ‪1437‬هـ‪.‬‬
‫‪ -17‬تقييد السـ ـ ــلطة القضـ ـ ــائية يف االختصـ ـ ــاص واحلكم الواجب التطبيق – د‪ .‬حممد املرزوقي – مكتبة التوبة – اململكة‬
‫العربية السعودية – الرايض – الطبعة الثانية – ‪1439‬هـ‪.‬‬
‫‪ -18‬توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية – عبدهللا آل خنني – الطبعة األوىل – ‪1423‬هـ‪.‬‬
‫‪ -19‬التوضـ ـ ـ ـ ـ ــيحات املرعية لنظام املرافعات الشـ ـ ـ ـ ـ ــرعية ابململكة العربية السـ ـ ـ ـ ـ ــعودية – د‪ .‬نبيل اجلربين – دار التدمرية –‬
‫اململكة العربية السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – ‪1438‬هـ‪.‬‬
‫‪ -20‬جامع الرتمذي – وزارة الشـ ــؤون اإلسـ ــالمية واألوقاف والدعوة واإلرشـ ــاد – اململكة العربية السـ ــعودية – الرايض –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪ -21‬جامع العلوم واحلكم – ابن رجب – قيق‪ /‬شـ ــعيب األراناوط وإبراهيم ابجس – مؤسـ ـسـ ــة الرسـ ــالة – بريوت –‬
‫الطبعة الثامنة – ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪ -22‬حاشـ ـ ــية على الروض املربع – عبدهللا آل خنني – دار احلضـ ـ ــارة – اململكة العربية السـ ـ ــعودية – الرايض – الطبعة‬
‫األوىل – ‪1442‬هـ‪.‬‬
‫‪ -23‬حرية اإلثبات يف النظام التجاري اس ـ ــتجالء النص واس ـ ــتدعاء الواقع – د‪ .‬يوس ـ ــف اخلض ـ ــري – حبث منش ـ ــور مبجلة‬
‫القضائية – العدد السابع – رمضان‪1434 /‬هـ‪.‬‬
‫‪ -24‬احلق يف الفقه اإلسـ ـ ـ ـ ـ ــالمي – د‪ .‬حممد األلفي – وقفية التحبري – اململكة العربية السـ ـ ـ ـ ـ ــعودية – الرايض – الطبعة‬
‫األوىل – ‪1439‬هـ‪.‬‬
‫‪ -25‬رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – مكتبة العلم للجميع – بريوت – لبنان – الطبعة األوىل – ‪2005‬م‪.‬‬
‫‪2605‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫‪ -26‬روض ـ ــة الطالبني وعمدة املفتني – النووي – إش ـ ـراف‪ /‬زهري الش ـ ــاوي – املكتب اإلس ـ ــالمي – بريوت – لبنان –‬
‫الطبعة الثالثة – ‪1412‬هـ‪.‬‬
‫‪ -27‬السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنن الكربى – البيهقي – قيق‪ /‬حممـد عطـا – دار الكتـب العلميـة – بريوت – لبنـان – الطبعـة الثـالثـة –‬
‫‪1424‬هـ‪.‬‬
‫‪ -28‬السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار – حممد الشوكاين – دار ابن حزم – بريوت – لبنان – الطبعة األوىل –‬
‫‪1425‬هـ‪.‬‬
‫‪ -29‬شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح قواعـد إثبـات املعـامالت املـدنيـة والتجـاريـة وطرقـه – د‪ .‬عبـدالرزاق يس – أكـادمييـة شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرطـة ديب – طبعـة‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬شـ ـ ـ ـ ـ ــرح نظام اإلثبات السـ ـ ـ ـ ـ ــعودي اجلديد – د‪ .‬وسـ ـ ـ ـ ـ ــيم األمحد – مكتبة القانون واالقتصـ ـ ـ ـ ـ ــاد – الطبعة األوىل –‬
‫‪1443‬هـ‪.‬‬
‫‪ -31‬صـحيح البخاري ‪ -‬وزارة الشـؤون اإلسـالمية واألوقاف والدعوة واإلرشـاد – اململكة العربية السـعودية – الرايض –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪ -32‬ص ــحيح مس ــلم ‪ -‬وزارة الش ــؤون اإلس ــالمية واألوقاف والدعوة واإلرش ــاد – اململكة العربية الس ــعودية – الرايض –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪ -33‬صحيح مسلم بشرح النووي – املطبعة املصرية ابألزهر – الطبعة األوىل – ‪1349‬هـ‪.‬‬
‫‪ -34‬الص ـ ــياغة الفقهية يف العص ـ ــر احلديث – د‪ .‬هيثم الرومي – دار التدمرية – اململكة العربية الس ـ ــعودية – الرايض –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1435‬هـ‪.‬‬
‫‪ -35‬طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشـ ـريعة اإلسـ ــالمية – د‪ .‬سـ ــعيد الزهراين – دار النصـ ــيحة – اململكة‬
‫العربية السعودية – املدينة املنورة – الطبعة اخلامسة – ‪1435‬هـ‪.‬‬
‫‪ -36‬طرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د‪ .‬حممد األلفي – دار التحبري – اململكة العربية‬
‫السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – ‪1441‬هـ‪.‬‬
‫‪ -37‬طرق اإلثبـات وقض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء التنفيـذ يف النظـام السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعودي – د‪ .‬حممود وايف – دار جوهرة العلوم – الطبعـة األوىل –‬
‫‪1440‬هـ‪.‬‬
‫‪2606‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫‪ -38‬الطرق احلكمية يف الس ــياس ــة الش ــرعية – ابن القيم – قيق‪ /‬د‪ .‬انيف احلمد – دار عامل الفوائد – اململكة العربية‬
‫السعودية – مكة املكرمة – الطبعة األوىل – ‪1428‬هـ‪.‬‬
‫‪ -39‬عبء اإلثبات يف دعوى تضــمني املضــارب وتطبيقاته القضــائية – د‪ .‬مســاعد احلقيل – نشــر ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ‪ /‬جملة قضــاء –‬
‫العدد (‪ – )11‬شعبان‪1439 /‬هـ‪.‬‬
‫‪ -40‬عيون املســائل املســتجدة يف صــناعة املصــرفية اإلســالمية – د‪ .‬نزيه محاد – دار القلم – ســوراي – دمشــق – الطبعة‬
‫األوىل – ‪1439‬هـ‪.‬‬
‫‪ -41‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري – ابن حجر – قيق‪ /‬حممد فؤاد عبدالباقي – املكتبة السلفية‪.‬‬
‫‪ -42‬الفقه اإلسالمي وأدلته – د‪ .‬وهبة الزحيلي – دار الفكر – دمشق – سوراي – الطبعة التاسعة – ‪1427‬هـ‪.‬‬
‫‪ -43‬القاموس احمليط – الفريوز آابدي – ضبط‪ /‬يوسف البقاعي – دار الفكر – بريوت – لبنان – ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -44‬القانون التجاري السعودي – د‪ .‬عبداهلادي الغامدي – الطبعة الثالثة – ‪1440‬هـ‪.‬‬
‫‪ -45‬القانون املدين "املصري" جمموعة األعمال التحضريية – مطبعة دار الكتاب العريب‪.‬‬
‫‪ -46‬قضــاء القاضــي بعلمه يف الفقه اإلســالمي – د‪ .‬صــربي الســعداوي – حبث منشــور مبجلة‪ /‬العدل – العدد (‪)22‬‬
‫– ربيع اآلخر‪1425 /‬هـ‪.‬‬
‫‪ -47‬القواعد الفقهية – د‪ .‬يعقوب الباحس ــني – مكتبة الرش ــد – اململكة العربية الس ــعودية – الرايض – الطبعة الثانية‬
‫– ‪1420‬هـ‪.‬‬
‫عمان – األردن –‬ ‫‪ -48‬القواعد الكلية والضـ ـوابط الفقهية يف الشـ ـريعة اإلسـ ــالمية – د‪ .‬حممد شـ ــبري – دار النفائس – ه‬
‫الطبعة الثانية – ‪1428‬هـ‪.‬‬
‫‪ -49‬الكاشـ ـ ـ ــف يف شـ ـ ـ ــرح نظام املرافعات الشـ ـ ـ ــرعية السـ ـ ـ ــعودي – عبدهللا آل خنني – مكتبة الرشـ ـ ـ ــد – اململكة العربية‬
‫السعودية – الرايض – الطبعة السابعة – ‪1441‬هـ‪.‬‬
‫‪ -50‬لس ـ ـ ـ ـ ـ ــان العرب – ابن منظور‪ -‬اعتا هبا‪ /‬أمني عبدالوهاب وحممد العبيدي – دار إحياء الرتاث العريب – لبنان –‬
‫بريوت – الطبعة الثالثة – ‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪ -51‬مبادئ املرافعات اإلدارية – د‪ .‬حممد الفوزان – مكتبة القانون واالقتصـاد – اململكة العربية السـعودية – الرايض –‬
‫الطبعة األوىل – ‪1439‬هـ‪.‬‬
‫‪2607‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫‪ -52‬املبسوط – السرخسي – دار املعرفة – بريوت – لبنان‪.‬‬


‫‪ -53‬املبســوط يف أصــول املرافعات الشــرعية – د‪ .‬عبدهللا الدرعان – مكتبة التوبة – اململكة العربية الســعودية – الرايض‬
‫– الطبعة األوىل – ‪1430‬هـ‪.‬‬
‫‪ -54‬اجملموعة الفقهية املصرفية – د‪ .‬عبدالستار أبو غدة – دراسات – الطبعة األوىل – ‪1442‬هـ‪.‬‬
‫‪ -55‬املدخل إىل القانون "نظرية احلق" – د‪ .‬نبيل سـعد – منشـورات احلل احلقوقية – لبنان – بريوت – الطبعة األوىل‬
‫– ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -56‬مدخل إىل علم القانون – د‪ .‬إبراهيم احلريب – الطبعة الثانية – ‪1442‬هـ‪.‬‬
‫‪ -57‬املدخل إىل نظرية القانون ونظرية احلق – د‪ .‬إبراهيم أبو الليل ود‪ .‬حممد األلفي – جامعة الكويت – ‪1406‬هـ‪.‬‬
‫‪ -58‬املدخل لدراســة األنظمة الســعودية – د‪ .‬عبدهللا النفاعي – دار طيبة اخلض ـراء – اململكة العربية الســعودية – مكة‬
‫املكرمة – الطبعة األوىل – ‪1435‬هـ‪.‬‬
‫‪ -59‬املدخل لدراسة العلوم القانونية – د‪ .‬عبداحلي حجازي – جامعة الكويت – ‪1972‬م‪.‬‬
‫‪ -60‬املدخل للعلوم القانونية "نظرية احلق" – د‪ .‬حممدي فريدة‪.‬‬
‫‪ -61‬مص ـ ــادر احلق يف الفقه اإلس ـ ــالمي – د‪ .‬عبدالرزاق الس ـ ــنهوري – منش ـ ــورات احلل احلقوقية – لبنان – بريوت –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -62‬املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري – الفيومي – اعتا به‪ /‬عادل مرشد‪.‬‬
‫‪ -63‬املعجم الوسيط – جممع اللغة العربية – مكتبة الشروق الدولية – مصر – الطبعة اخلامسة – ‪1432‬هـ‪.‬‬
‫‪ -64‬معجم مقـاييس اللغـة – ابن فـارس – اعتا بـه‪ /‬د‪ .‬حممـد مرعـب وفـاطمـة أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالن – دار إحيـاء الرتاث العريب –‬
‫بريوت – لبنان – الطبعة األوىل – ‪1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ -65‬املغين – ابن ق ــدام ــة – قيق‪ /‬د‪ .‬عب ــدهللا الرتكي ود‪ .‬عب ــدالفت ــاح احللو – دار ع ــامل الكت ــب – اململك ــة العربي ــة‬
‫السعودية – الرايض – الطبعة الثالثة – ‪1417‬هـ‪.‬‬
‫‪ -66‬مفردات ألفاظ القرآن الكرمي – الراغب األصـفهاين – قيق‪ /‬صـفوان داوودي – دار القلم – دمشـق – سـوراي –‬
‫الطبعة الثانية – ‪1418‬هـ‪.‬‬
‫‪ -67‬موسوعة الفقه اإلسالمي "املصرية" – اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية – القاهرة – مصر – ‪1410‬هـ‪.‬‬
‫‪2608‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي‬

‫‪ -68‬نظام اإلثبات الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )43/‬واتريخ ‪1443/5/26‬هـ‪.‬‬


‫‪ -69‬نظام احملاكم التجارية الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )93/‬واتريخ ‪1441/8/15‬هـ‪.‬‬
‫‪ -70‬نظام املرافعات الشرعية الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م‪ )1/‬واتريخ ‪1435/1/22‬هـ مع الئحته التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -71‬النظرايت العامة يف الفقه اإلس ـ ـ ــالمي – د‪ .‬حممد األلفي – دار التحبري – اململكة العربية الس ـ ـ ــعودية – الرايض –‬
‫الطبعة األوىل – ‪1441‬هـ‪.‬‬
‫‪ -72‬النظرايت الفقهية – د‪ .‬ســعد الشــثري – دار كنوز إشــبيليا – اململكة العربية الســعودية – الرايض – الطبعة األوىل‬
‫– ‪1437‬هـ‪.‬‬
‫‪ -73‬نظريـة التقعيـد الفقهي وأثرهـا يف اختالف الفقهـاء – د‪ .‬حممـد الروكي – دار ابن حزم – بريوت – لبنـان – الطبعـة‬
‫األوىل – ‪1421‬هـ‪.‬‬
‫‪ -74‬نظرية الشرط اجلزائي بني الفقه والقانون – د‪ .‬جواد النتشة – دار الفتح – الطبعة األوىل – ‪1435‬هـ‪.‬‬
‫‪ -75‬نظرية الضـ ـ ـ ـ ـ ــمان يف الفقه اإلسـ ـ ـ ـ ـ ــالمي العام – د‪ .‬حممد فيض هللا – مكتبة الرتاث – الكويت – الطبعة الثانية –‬
‫‪.1406‬‬
‫‪ -76‬النظرية العامة يف اإلثبات – د‪ .‬مسري تناغو – منشأة املعارف – اإلسكندرية – مصر – ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪ -77‬النظرية العامة لإلثبات اجلنائي – د‪ .‬هاليل أمحد – دار النهضة العربية – مصر – القاهرة – ‪2011‬م‪.‬‬
‫‪ -78‬النظرية العامة للموجبات والعقود يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬صبحي حممصاين – دار العلم للماليني – بريوت –‬
‫لبنان – الطبعة الثالثة – ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ -79‬نظريـة العقـد – د‪ .‬عبـدالرزاق السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنهوري – منشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات احلل احلقوقيـة – لبنـان – بريوت – الطبعـة الثـانيـة –‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -80‬نظرية تعارض األدلة القضـ ـ ـ ــائية يف الفقه اإلجرائي اإلسـ ـ ـ ــالمي – د‪ .‬حسـ ـ ـ ــن احلمادي – دار احلضـ ـ ـ ــارة – اململكة‬
‫العربية السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – ‪1442‬هـ‪.‬‬
‫‪ -81‬نيل األوطار ش ــرح منتقى األخبار – الش ــوكاين – وزارة الش ــؤون اإلس ــالمية واألوقاف والدعوة واإلرش ــاد – اململكة‬
‫العربية السعودية – الرايض – ‪1431‬هـ‪.‬‬
‫‪2609‬‬
‫جملة العلوم الشرعية‬
‫جامعة القصيم‪ ،‬اجمللد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)5‬ص ص ‪ ( 2609 – 2560‬شوال‪1444‬هـ ‪/‬مايو‪2023‬م )‬

‫د‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب‬

‫‪ -82‬الواضـ ــح يف شـ ــرح وسـ ــائل اإلثبات – د‪ .‬منذر القضـ ــاة – مكتبة الرشـ ــد – اململكة العربية السـ ــعودية – الرايض –‬
‫الطبعة األوىل – ‪1436‬هـ‪.‬‬
‫‪ -83‬الوايف يف شرح القانون املدين – د‪ .‬سليمان مرقس – تنقيح‪ /‬د‪ .‬خليل صفري – دار صادر – بريوت – لبنان‪.‬‬
‫‪ -84‬الوجيز يف قواعد اإلثبات على ضـ ـ ــوء نظام املرافعات الشـ ـ ــرعية السـ ـ ــعودي – د‪ .‬حممد حممد سـ ـ ــويلم – دار النشـ ـ ــر‬
‫الدويل – اململكة العربية السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – ‪1438‬هـ‪.‬‬
‫‪ -85‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د‪ .‬حممد الزحيلي – مكتبة دار البيان – دمشق – ‪1428‬هـ‪.‬‬
‫‪ -86‬الوسـ ـ ــيط يف شـ ـ ــرح القانون املدين – د‪ .‬عبدالرزاق السـ ـ ــنهوري – ديث وتنقيح‪ /‬أمحد املراغي – دار الشـ ـ ــروق –‬
‫مصر – الطبعة األوىل – ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ -87‬الوسيط يف شرح نظام املرافعات الشرعية – د‪ .‬أمحد خملوف – دار اإلجادة – طبعة ‪2019‬م‪.‬‬

You might also like