Professional Documents
Culture Documents
المدخل إلى نظرية الإثبات
المدخل إلى نظرية الإثبات
إعداد:
د .أمحد بن عبدالعزيز بن شبيب
األستاذ املشارك بقسم السياسة الشرعية
يف املعهد العايل للقضاء
جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية
Dr.ahmed.binshabib@gmail.com
ملخص البحث :هذا حبث بعنوان( :املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي) ،هدف إىل بيان التوجه العام للمنظم السعودي فيما يتعلق
مبسائل اإلثبات من خالل نصوصه النظامية الواردة يف نظام اإلثبات السعودي الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م )43/واتريخ 1443/5/26هـ،
ومن مث كان هذا البحث لدراسة النظرية العامة لإلثبات مع بيان ما أخذ به املنظم السعودي؛ لتكون هذه الدراسة كالقاعدة اليت توضح اخلارطة
العامة ألحكام هذا املوضوع وحدوده ،وكاملقدمة واملدخل والتوطئة للدراسات املتعمقة يف تفاصيله وأحكام كل طريق من طرق اإلثبات الواردة فيه،
وقد جاء البحث يف مقدمة ومتهيد ومبحثني وخامتة ،خصص التمهيد لبيان املقصود مبفردات عنوان البحث ،بينما جاء املبحث األول لبيان
األحكام العامة لإلثبات ،موضحاً فيه مكان أحكام اإلثبات يف األنظمة وكتب الشراح والفقهاء ،واملذاهب القانونية والفقهية يف اإلثبات ،وأشخاص
اإلثبات ،يف حني جاء املبحث الثاين للحديث عن القواعد العامة لإلثبات ،مبيناً فيه ما يتعلق ابلقواعد املوضوعية وكذا القواعد الشكلية.
املقدمة:
إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده هللا فال مضل له ،ومن
يضلل فال هادي له ،وأشهد أال إله إال هللا وحده ال شريك له ،وأشهد أن حممداً عبده ورسوله ،أما بعد:
فإن من أهم املسائل املتعلقة ابلقضاء وإيصال احلقوق إىل أصحاهبا هي مسائل اإلثبات ،اليت هبا حُيكم القاضي حكمه،
ويصل عن طريقها إىل الغاية املنشودة من نصب القضاة وإنشاء احملاكم ،ومع صدور نظام اإلثبات السعودي ابملرسوم امللكي
رقم (م )43/واتريخ 1443/5/26هـ ،انتهج املنظم السعودي هنجاً جديداً يف هذا الباب ،بتخصيصه نظاماً مستقالً لإلثبات
شامالً تنظيم جوانبه اإلجرائية واملوضوعية ،وملا كان من األمهية مبكان العمل على إعداد الدراسات املتخصصة للمسائل املستجدة،
كان من أوىل املوضوعات اجلديرة بذلك هنا هي دراسة النظرية العامة لإلثبات مع بيان ما أخذ به املنظم السعودي؛ لتكون مثل
هذه الدراسة كالقاعدة اليت توضح اخلارطة العامة ألحكام هذا املوضوع وحدوده ،وكاملقدمة واملدخل والتوطئة للدراسات املتعمقة
يف تفاصيله وأحكام كل طريق من طرق اإلثبات الواردة فيه.
وال خيفى أن من العلوم اليت استجدت أتليفاً لدى الفقهاء املعاصرين ما اشتهر عند القانونيني بـ(النظرايت) ،وتعد
(نظرية اإلثبات منه أهم النظرايت القانونية وأكثرها تطبيقاً يف احلياة العملية ،بل هي النظرية اليت ال تنقطع احملاكم عن تطبيقها
كل يوم فيما يعرض هلا من أقضية)(.)1
ولكل ما سبق كانت هذه املسامهة وهذا اجلهد من الباحث يف هذا الباب ،بعنوان:
(املدخل إىل نظرية اإلثبات يف النظام السعودي)
( )1الوسيط يف شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،) 16/2مع مالحظة التنبه ملسألة مراعاة عدم اإلغراق فيما يعرف
بـ(فقه النظرايت) على حساب النظام وقواعده ،وذلك من خالل االهتمام إبقامة النظرايت اجملردة واإلسراف يف ذلك دون التفات للقواعد
القانونية؛ مما قد يؤدي إىل جتميد القواعد يف إطار هذه النظراي ت ،وجعل النظرايت مقدمة على القواعد القانونية ،وإمنا املطلوب هو أن
تكون هذه النظرايت عامالً مهماً يف صيانة حيوية النظام ومتكينه من متابعة مجيع التطورات على الواقع احملسوس .انظر :املدخل لدراسة
العلوم القانونية – د .عبداحلي حجازي – ص(.)31 – 29
2562
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
الدراسات السابقة:
بعد الرجوع لقواعد البياانت ومصادر املعرفة وجد الباحث عدداً كثرياً من الدراسات والبحوث حول اإلثبات ،لكنها إما
دراسات قانونية – وقد تشتمل على دراسة فقهية خمتصرة جداً –( ،)2وإما دراسات فقهية – وغالبها مقتصر على دراسة
طرق اإلثبات –( ،)3وإما دراسات اقتصرت على طرق اإلثبات الواردة يف نظام املرافعات الشرعية( ،)4والقليل جداً من الدراسات
اليت مجعت بني الدراسة القانونية والفقهية ومع ذلك فهي مل تتحدث عن اإلثبات كنظرية( ،)5فضالً عن أن مجيع الدراسات يف
هذا الباب كانت قبل صدور نظام اإلثبات السعودي(.)6
ومن هنا فإن اجلديد يف هذا البحث بعد اجلمع بني الدراسة القانونية والفقهية يف نظرية اإلثبات هو بيان ما أخذ به املنظم
السعودي يف هذه النظرية يف ضوء نظام اإلثبات الصادر حديثاً ابملرسوم امللكي رقم (م )43/واتريخ 1443/5/26هـ.
منهج البحث:
انتهج الباحث املنهج االستقرائي التحليلي للنصوص النظامية املتعلقة مبوضوع البحث مع املقارنة يف ذلك بني القانون
والفقه ،كما اعتمد الباحث يف حبثه على املنهج العلمي املعتاد يف البحوث األكادميية فيما يتعلق ابجلوانب الشكلية.
( )2كالوسيط يف شرح القانون املدين للدكتور /عبدالرزاق السنهوري (اجمللد ،)2والوايف يف شرح القانون املدين للدكتور /سليمان مرقس
(اجمللدان ،12و ،) 13والنظرية العامة يف اإلثبات للدكتور /مسري تناغو ،ورسالة اإلثبات ألمحد نشأت ،وأحكام اإلثبات للدكتور /رضا
املزغين.
( )3كطرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي للدكتور /حممد األلفي ،وطرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشريعة اإلسالمية للدكتور/
سعيد الزهراين.
( )4كالواضح يف شرح وسائل اإلثبات للدكتور /منذر القضاة ،وقواعد اإلثبات يف النظام القانوين السعودي والقانون املقارن للدكتور /متويل املرسي
والدكتورة /إميان سليمان.
( )5كوسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية للدكتور /حممد الزحيلي ،واإلثبات يف النظام السعودي للدكتور /فيصل العساف.
( )6توجد هناك دراسات عديدة خصوصاً فيما يتعلق بطرق اإلثبات موجودة يف ثنااي موضوعات عدد من املؤلفات كـ :شروح نظام املرافعات
الشرعية ،والنظرايت الفقهية للدكتور /سعد الشثري ،ومفيد القضاة يف أصول احملاكمات للدكتور /أمحد بن بدران.
2563
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
خطة البحث:
جاء البحث يف :مقدمة ،ومتهيد ،ومبحثني ،وخامتة.
التمهيد :التعريف بعنوان البحث ،وفيه ثالثة فروع:
الفرع األول :تعريف النظرية.
الفرع الثاين :تعريف اإلثبات.
الفرع الثالث :تعريف نظرية اإلثبات.
املبحث األول :األحكام العامة لإلثبات ،وفيه ثالثة مطالب:
املطلب األول :مكان أحكام اإلثبات يف التدوين ،وفيه فرعان:
الفرع األول :مكان أحكام اإلثبات يف األنظمة.
الفرع الثاين :مكان أحكام اإلثبات يف كتب الشراح والفقهاء.
املطلب الثاين :املذاهب القانونية والفقهية يف اإلثبات ،وفيه فرعان:
الفرع األول :املذاهب القانونية يف اإلثبات.
الفرع الثاين :املذاهب الفقهية يف اإلثبات.
املطلب الثالث :أشخاص اإلثبات ،وفيه فرعان:
الفرع األول :القاضي.
الفرع الثاين :اخلصوم.
املبحث الثاين :القواعد العامة لإلثبات ،وفيه مطلبان:
املطلب األول :القواعد املوضوعية العامة لإلثبات ،وفيه فرعان:
2564
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ومن مث فإن ما يتوصـ ــل إليه الباحث يف حبثه من نتائج بناء على حبثه وتفكره وأتمله واسـ ــتدالالته يسـ ــمى من حيث املعا
اللغوي :نظرية.
وأما تعريف النظرية يف االصطالح فهي حبسب ما تضاف إليه ،والذي يعنينا هنا تعريفها يف القانون ويف الفقه(.)13
تعريف النظرية القانونية:
قي ــل يف تعريفه ــا أبهن ــا( :مفهوم حقوقي ع ــام ،يؤلف نظ ــام ـاً موضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعي ـاً ،تن ــدرج ت ــه جزئي ــات ،تتوزع يف فروع الق ــانون
املختلفة)(.)14
تعريف النظرية الفقهية:
هذا املصطلح يعد من املصطلحات احلديثة( ،)15وقد عرفها كثري من املعاصرين ،ومن أبرز تلك التعريفات:
أهنا (جمموعة أصـول وقواعد وأحكام فقهية ذات صـلة موضـوعية وعالقات متعددة من شـأهنا تفسـري عامة ما هو داخل يف
موضوعها من اجلزئيات)(.)16
وقيل أبهنا( :دراس ـ ــة ش ـ ــاملة يف إطار كلي ملوض ـ ــوع فقهي معني ،تتس ـ ــم ابلتجريد والعموم ،قوامها أركان وش ـ ـرائط وأحكام
جزئية ،مستمدة من قواعد الفقه وفروعه ومقاصده املبثوثة يف كتب املذاهب ،جتمعها وحدة موضوعية متجانسة)(.)17
( )13انظر :الصياغة الفقهية يف العصر احلديث – د .هيثم الرومي – ص( )491وما بعدها ،النظرايت العامة يف الفقه اإلسالمي – د .حممد
األلفي – ص( )9وما بعدها.
( )14نظرية الضمان يف الفقه اإلسالمي العام – د .حممد فيض هللا – ص( ،)7وانظر :الفقه اإلسالمي وأدلته – د .وهبة الزحيلي – (.)2837/4
(( )15فالفقه اإلسالمي مل ينشأ اترخيياً عن حبث علمي ،بل هو وليد القضااي العملية ...هذه القضااي العملية وجدت قبل أن توجد املبادئ
العامة والقواعد الكلية ،وإن علم الفقه اإلسالمي مل ينب على النظرايت يف بدء نشوئه ،بل كان بنااه على املسائل اليت عرضت واملسائل اليت
افرتضها الفقهاء على طريقتهم وأصوهلم وأدلتهم) النظرية العامة للموجبات والعقود يف الشريعة اإلسالمية – د .صبحي حممصاين –
ص( ،)31وانظر :الفقه اإلسالمي وأدلته – د .وهبة الزحيلي – (.)2837/4
( )16الصياغة الفقهية يف العصر احلديث – د .هيثم الرومي – ص(.)518
( )17النظرايت العامة يف الفقه اإلسالمي – د .حممد األلفي – ص(.)16
2567
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ومها تعريفان متقارابن يبينان ويوضـحان املقصـود هبذا املصـطلح بوجه عام ،ولتقارب هذا املصـطلح مبصـطلح وعلم القواعد
الفقهية جند عدداً من الباحثني يشري إىل أوجه الشبه والفروق بني النظرايت الفقهية والقواعد الفقهية فلرتاجع يف مظاهنا(.)18
( )18انظر :النظرايت الفقهية – د .سعد الشثري – ص( ،)21 – 18الصياغة الفقهية يف العصر احلديث – د .هيثم الرومي – ص()523
وما بعدها ،القواعد الفقهية – د .يعقوب الباحسني – ص( ) 143وما بعدها ،نظرية التقعيد الفقهي وأثرها يف اختالف الفقهاء –
د .حممد الروكي – ص( )59وما بعدها ،القواعد الكلية والضوابط الفقهية يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد شبري – ص(.)26 – 24
( )19ابن فارس – ص(.)175
( )20انظر :املصباح املنري يف غريب الشرح الكبري – الفيومي – ص( ،)76لسان العرب – ابن منظور – ( ،)80 – 79/2معجم ألفاظ القرآن
– الراغب األصفهاين – ص( ،)171املعجم الوسيط – ص(.)96
( )21انظر :معجم ألفاظ القرآن – الراغب األصفهاين – ص(.)171
( )22انظر :الوسيط يف شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)14/2موسوعة الفقه اإلسالمي "املصرية" – (.)136/2
2568
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ومن مث فـ(ال جيوز احلكم إال ابلقانون الشرعي الذي رتب عليه ،وإن غلب على الظن صدق املدعي)(.)29
وعلى هـذا فـإن اإلثبـات والبينـة مبعا واحـد لـدى مجلـة من احملققني( ،)30إذ (املراد ابلبينـة :كـل مـا أابن احلق وأزهره عنـد
املنازعة لدى القاضي أبي دليل كان)(.)31
( )29إحكام األحكام شرح عمدة األحكام – ابن دقيق العيد – (.)297/2
( )30انظر :إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني – ص( ،)15 – 13 ،6طرق اإلثبات القضائي يف الفقه
اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حممد األلفي – ص( ،)16طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشريعة اإلسالمية – د .سعيد
الزهراين – ص( )14وما بعدها ،رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – ( ،)14 – 13/1وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد
الزحيلي – (.)27 – 25/1
( )31إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني – ص(.)14
( )32انظر :شرح نظام اإلثبات السعودي اجلديد – د .وسيم األمحد – ص( )39وما بعدها.
( )33انظر :الفرع الثاين (اخلصوم) من املطلب الثالث يف املبحث األول ،وكذا الفرع الثاين (عبء اإلثبات) من املطلب األول يف املبحث الثاين.
( )34انظر :الفرع األول (القاضي) من املطلب الثالث يف املبحث األول ،وكذا الفرع األول (القاضي املختص واالستخالف) من املطلب الثاين
2570
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ابإلثبات ،ومن مث ت درج مجيع مس ـ ـ ـ ــائل اإلثبات املوض ـ ـ ـ ــوعية واإلجرائية يف هذا القانون اخلاص – كالقانون اإلجنليزي واألمريكي
والسوري واملصري مؤخراً –(.)41
وعليه فتكون املدارس تنوعت يف مكان تدوين وتقنني اإلثبات وقواعده وطرقه إىل ثالثة اجتاهات:
األول :تدوينه يف قانون املرافعات.
الثاين :توزيع تدوينه بني القانون املدين وقانون املرافعات.
الثالث :تدوينه يف قانون خاص (قانون اإلثبات).
مث إن املدرس ـ ـ ـ ــة الثانية اختلفت يف مكان وض ـ ـ ـ ــع قواعد اإلثبات بني مس ـ ـ ـ ــائل القانون املدين ،فهناك من رأى وض ـ ـ ـ ــعه بني
القواعد اليت كم نظرية العقد ،وهناك من رأى وضــعه يف النظرية العامة لاللتزام ،وهناك من رأى مناســبة وضــعه يف القســم العام
من القانون املدين(.)42
وفيما يتعلق ابملنظم الس ـ ــعودي فس ـ ــابقاً كان قد أخذ مبا عليه املدرس ـ ــة الثانية ،من حيث إن غالب املس ـ ــائل املوض ـ ــوعية مل
دونـه الفقهـاء يف كتبهم – يـدرجهـا يف نظـام املرافعـات الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرعيـة وال األنظمـة األخرى ذات العالقـة – فريجع يف مجيع ذلـك ملـا ه
الشكلي على املوضوعي إبدراج كل مسائل اإلثبات يف قانون املرافعات؛ وذلك تغليباً للجانب املوضوعي على اجلانب الشكلي ،ابإلضافة
إىل أن معظم قواعد اإلثبات تتصل اتصاالً جوهرايً بوجود احلق الذي ينظمه القانون املدين ،وابعتبار أن القانون املدين يعد األصل اجلامع
للمبادئ العامة يف القانون خبالف قانون املرافعات الذي يعا بتنظيم القواعد اإلجرائية أمام القضاء .انظر :الوسيط يف شرح القانون املدين
– د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)18 – 17/2النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص(.)10 – 9
( )41انظر :القانون املدين "املصري" جمموعة األعمال التحضريية – ( ،)349 – 347/3الوسيط يف شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق
السنهوري – ( ،)17 – 16/2الوايف يف شرح القانون املدين – د .سليمان مرقس – ( ،)...24 ،11 – 9/12النظرية العامة يف اإلثبات
– د .مسري تناغو – ص( ،)15 – 9رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – ( ،)12 – 7/1وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد
الزحيلي – ( ،)35/1اإلثبات يف النظام السعودي – د .فيصل العساف – ص( ،)9املدخل إىل نظرية القانون ونظرية احلق – د .إبراهيم
أبو الليل ود .حممد األلفي – ص( ،)48الواضح يف شرح وسائل اإلثبات – د .منذر القضاة – ص(.)26 – 25
( )42انظر :الوسيط يف شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)20 – 19/2النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو –
ص(.)13 – 12
2572
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
بينما غالب املسـ ـ ــائل اإلجرائية نظمها ونص عليها يف الباب التاسـ ـ ــع "إجراءات اإلثبات" من نظام املرافعات الشـ ـ ــرعية الصـ ـ ــادر
ابملرس ــوم امللكي رقم (م )1/واتريخ 1435/1/22ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ،والباب الس ــابع "اإلثبات" من نظام احملاكم التجارية الص ــادر ابملرس ــوم
امللكي رقم (م )93/واتريخ 1441/8/15هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ،واألنظمة ذات العالقة( ،)43أما حالياً وبعد ص ـ ـ ــدور نظام اإلثبات فقد أخذ
املنظم الســعودي مبا عليه املدرســة الثالثة ،وهو إصــدار نظام خاص ابإلثبات ،وقد جاء النظام يف (مائة وتســعة وعش ـرين) مادة،
واشتمل على اجلوانب املوضوعية واإلجرائية املتعلقة ابإلثبات(.)44
( )45وغين عن البيان أنه ال يدخل يف ذلك من أفرد احلديث عن اإلثبات مبؤلف خاص ،كرسالة اإلثبات ألمحد نشأت ،والنظرية العامة يف
اإلثبات للدكتور /مسري تناغو ،وأحكام اإلثبات للدكتور /رضا املزغين.
وكذا ال يدخل يف هذا من شرح نظام اإلثبات مبؤلف خاص ،كشرح نظام اإلثبات السعودي اجلديد للدكتور /وسيم األمحد.
( )46ومن ذلك :الوسيط يف شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السنهوري – ( )13/2وما بعدها ،الوايف يف شرح القانون املدين – د .سليمان
مرقس – ( )495/1وما بعدها ،واجمللدان ( )12و(.)13
( )47ومن أمثلة ذلك :الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا آل خنني – ( )547/1وما بعدها ،الوسيط يف شرح نظام
املرافعات الشرعية – د .أمحد خملوف – ص( )297وما بعدها ،التوضيحات املرعية لنظام املرافعات الشرعية ابململكة العربية السعودية –
د .نبيل اجلربين – ( )819/2وما بعدها.
2574
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
( )48انظر :املدخل إىل القانون "نظرية احلق" – د .نبيل سعد – ص( )365وما بعدها ،املدخل للعلوم القانونية "نظرية احلق" – د .حممدي
فريدة – ص( )162وما بعدها ،احلق يف الفقه اإلسالمي – د .حممد األلفي – ص( )191وما بعدها.
( )49ومن أمثلة ذلك :أصول القانون أو املدخل لدراسة القانون – د .عبدالرزاق السنهوري ود .أمحد أبو ستيت – ص( )414وما بعدها،
املدخل إىل علم القانون – د .إبراهيم احلريب – ص( )275وما بعدها ،املدخل لدراسة األنظمة السعودية – د .عبدهللا النفاعي –
ص( )457وما بعدها.
( )50كالطرق احلكمية يف السياسة الشرعية البن القيم احلنبلي ،وتبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج احلكام البن فرحون املالكي ،ومعني
احلكام فيما يرتدد بني اخلصمني من األحكام للطرابلسي احلنفي ،وجواهر العقود ومعني القضاة واملوقعني والشهود للصنهاجي الشافعي.
( )51انظر :النظرايت الفقهية – د .سعد الشثري – ص( ،)176 – 175وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي –
(.)603/2( )11 – 9/1
2575
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
( )52انظر :رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – ( ،)32 – 29/1النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص( ،)8 – 7أحكام اإلثبات
– د .رضا املزغين – ص( ،)29 – 15اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه اإلسالمي وتطبيقاته يف النظام السعودي – د .أمين فاروق
محد – ص( )82وما بعدها ،الوسيط يف شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)28 – 25/2وسائل اإلثبات يف الشريعة
اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – (.)620 – 616/2
2576
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
وفيما يتعلق مبوقف املنظم السعودي :فسابقاًكان العمل عموماً على وفق ما هو منصوص عليه يف الباب التاسع (إجراءات
اإلثبات) من نظام املرافعات الشرعية الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م )1/واتريخ 1435 /1 /22هـ ،إال أنه فيما خيص النظام
التجاري – أو املنازعات التجارية – فكان العمل كما نص عليه عامة الشراح على حرية اإلثبات إال يف مسائل خمصوصة كإثبات
عقد الشركة( ، )55ومل يكن هناك نصوص نظامية خاصة يف عموم مسائل اإلثبات يف التجاري ،ولكن بعد صدور نظام احملاكم
التجارية ابملرسوم امللكي رقم (م )93/واتريخ 1441 /8 /18هـ جاء النص عليها يف الباب السابع منه (اإلثبات) ،بينما فيما
خيص النظام اجلنائي – أو الدعاوى اجلنائية – فقد وردت بعض املواد النظامية املتفرقة يف نظام اإلجراءات اجلزائية الصادر
ابملرسوم امللكي رقم (م )2/واتريخ 1435 /1 /22هـ اليت كم بعض مسائل اإلثبات فيها ،واليت يفهم منها ومن التطبيقات
القضائية األخذ مببدأ اإلثبات احلر يف اجلنائي(.)56
وأما بعد صدور نظام اإلثبات احلايل الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م )43/واتريخ 1443/5/26هـ ،فإن كل الدعاوى
واملنازعات املدنية والتجارية فهي خاضعة هلذا النظام؛ لنص املادة األوىل منه( :تسري أحكام هذا النظام على املعامالت املدنية
والتجارية).
( )55انظر :القانون التجاري السعودي – د .عبداهلادي الغامدي – ص( ،)49 – 47حرية اإلثبات يف النظام التجاري استجالء النص
واستدعاء الواقع – د .يوسف اخلضري – حبث منشور مبجلة القضائية – العدد السابع – رمضان 1434 /هـ -ص( )12وما بعدها.
( )56انظر :طرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حممد األلفي – ص(( ،)14 – 13وخيتلف القانون عن الشريعة
يف هذا اجملال اختالفاً جذرايً يف اإلثبات اجلنائي ،فالقانون يطلق حرية القاضي إىل أقصى مداها يف إثبات اجلرمية والتحقيق فيها ،وتكوين
القناعة من أي مصدر ،خالفاً للشريعة الغراء اليت أفسحت جمال حرية اإلثبات يف املعامالت وقيدته يف اجلناايت ،وجعلت إثبات احلدود
والقصاص حمدوداً ،وأوجبت فيه الدقة والشدة واحلزم ،ورمست الطرق فيه ،وذلك حفازاً على األرواح واألبدان وقطعاً لدابر الشبهات ،وقد
جارى الشريعة يف تقييد القاضي يف املسائل اجلنائية القانون اإلجنليزي والقانون العراقي) وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد
الزحيلي – (.)629/2
2578
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
وفيما خيص الدعاوى اجلنائية ،فقد جاء يف ديباجة املرسوم الصادر به النظام( :اثنياً :تعديل الفقرة " "1من املادة "الثامنة
عشرة بعد املائتني" من نظام اإلجراءات اجلزائية الصادر ابملرسوم امللكي رقم "م "2/بتاريخ 1435/1/22هـ ،لتكون ابلنص
اآليت" :تطبق األحكام الواردة يف نظام املرافعات الشرعية ويف نظام اإلثبات فيما مل يرد فيه حكم يف هذا النظام مبا ال يتعارض
مع طبيعة القضااي اجلزائية").
وأيضاً جاء النص على الدعاوى اإلدارية مبثل ذلك( :اثلثاً :تعديل املادة "الستني" من نظام املرافعات أمام ديوان املظامل
الصادر ابملرسوم امللكي رقم "م "3/بتاريخ 1435/1/22هـ ،لتكون ابلنص اآليت" :تطبق على الدعاوى املرفوعة أمام حماكم
ديوان املظامل أحكام نظام املرافعات الشرعية ونظام اإلثبات فيما مل يرد فيه حكم يف هذا النظام مبا ال يتعارض مع طبيعة املنازعة
اإلدارية").
وعند النظر يف نظام اإلثبات جند أ ن املنظم السعودي أعطى أولوية التفاق املتعاقدين يف اجلملة بشرط أن يكون ذلك
مكتوابً( – )57مع عدم خمالفته النظام العام – دون اشرتاط أن يلتزموا بشكل معني فيه( ،)58إال أنه يتنبه ملا اشرتط فيه أن يكون
إثباته عن طريق الكتابة( ،)59والقيود الواردة يف قبول طريق الشهادة(.)60
(( )57املادة السادسة -1 :إذا اتفق اخلصوم على قواعد حمددة يف اإلثبات فتحعمل احملكمة اتفاقهم؛ ما مل خيالف النظام العام.
-2ال يعتد ابتفاق اخلصوم املنصوص عليه يف هذا النظام ما مل يكن مكتوابً).
(( )58املادة اخلامسة :ال يلزم إلثبات االلتزام شكل معني؛ ما مل يرد فيه نص خاص أو اتفاق بني اخلصوم).
( )59انظر :املادة ( )25وما بعدها ،واملواد.)68 ،67 ،66 ،51( :
( )60انظر :املادة ( )65وما بعدها.
2579
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ومن مث فيمكن القول أبن املنظم السعودي ذهب مؤخراً إىل ما ذهب إليه أصحاب املذهب الثالث وهو اإلثبات املختلط؛
إذ إنه من جهة جاء بتحديد وحصر طرق اإلثبات ،إال أنه من جهة أخرى توسع يف منح السلطة التقديرية للدائرة القضائية،
كما وإنه قد جاء جبواز ا تفاق اخلصوم على طريقة اإلثبات اليت يرغبون هبا بشرط أن يتم إثبات هذا االتفاق كتابة وأال خيالف
النظام العام ،وأيضاً جاء ابألخذ ابلقرائن بشكل موسع وفق القيود اليت نص عليها ،ونصه يف ذلك:
(املادة الرابعة والثمانون:
القرائن املنصوص عليها شرعاً أو نظاماً تغين من قررت ملصلحته عن أي طريق آخر من طرق اإلثبات ،على أنه جيوز نقض
داللتها أبي طريق آخر؛ ما مل يوجد نص يقضي بغري ذلك.
املادة اخلامسة والثمانون:
-1للمحكمة أن تستنبط قرائن أخرى لإلثبات ،وذلك يف األحوال اليت جيوز فيها اإلثبات ابلشهادة؛ على أن تبني وجه
داللتها.
-2للمحكمة االستعانة ابلوسائل العلمية يف استنباط القرائن).
2580
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
( )61انظر :موسوعة الفقه اإلسالمي "املصرية" – ( ،)136/2إجراءات البينة القضائية يف الشهادة والكتابة واليمني – عبدهللا آل خنني –
ص( )21وما بعدها ،طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشريعة اإلسالمية – د .سعيد الزهراين – ص( )14وما بعدها ،وسائل
اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – ( )605/2وما بعدها.
( )62من أهم الطرق اليت نصوا عليها على اختالف فيما بينهم :اإلقرار ،والشهادة ،واليمني ،والنكول ،والشاهد واليمني ،والكتابة ،والقسامة،
والقيافة ،والقرعة ،والقرائن ،وعلم القاضي ،واخلربة ،والعرف والعادة.
( )63انظر :الطرق احلكمية يف السياسة الشرعية – ( ،)... 251 ،65 – 64/1إعالم املوقعني عن رب العاملني – ( )194/1وما بعدها.
( )64انظر :تبصرة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام – ( )638/1وما بعدها.
( )65انظر :نيل األوطار – الشوكاين – (.)199/9
( )66انظر :وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – (.)615 – 613/2
2581
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
مع األخـذ بعني االعتبـار أن هـذا الرتجيح يف حـال مـا مل يتم تقييـد هـذه الطرق من قبـل األنظمـة املرعيـة املراعيـة للنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص
الشرعية؛ إذ يف هذه احلالة تعد من قبيل ما يدخل يف سلطة ويل األمر من تقييد املباح ،والسياسة الشرعية.
( )67انظر :الواضح يف شرح وسائل اإلثبات – د .منذر القضاة – ص( ،)... 35طرق اإلثبات وقضاء التنفيذ يف النظام السعودي – د .حممود
وايف – ص( ،)... 28اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حسام الدين توفيق – ص( ،)... 71الوجيز يف قواعد اإلثبات
على ضوء نظام املرافعات الشرعية السعودي – د .حممد سويلم – ص( ،)... 44أحكام اإلثبات – د .رضا املزغين – ص(،)... 111
شرح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه – د .عبدالرزاق يس – ص( ،)...34اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه
اإلسالمي وتطبيقاته يف النظام السعودي – د .أمين فاروق محد – ص(.)...40
2582
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
( )68جاء النظام يف مادته ( )69بقبول الشهادة ابالستفاضة استثناء وذلك فيما يتعذر علمه غالباً دوهنا ،ومثل هلا حباالت :الوفاة ،والنكاح،
والنسب ،وامللك املطلق ،والوقف والوصية ومصرفهما.
وانظر :الوسيط – د .عبدالرزاق السنهوري – ( )31/2حاشية ( )2و( ،)3النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص( )23حاشية (.)1
( )69واملسألة حمل خالف .انظر :املغين – ابن قدامة – ( ،)...30/14وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي –
( ،)...563/2طرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حممد األلفي – ص( ،)...261قضاء القاضي بعلمه
يف الفقه اإلسالمي – د .صربي السعداوي – حبث منشور مبجلة /العدل – العدد ( – )22ربيع اآلخر1425 /هـ -ص(.)... 31
2583
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
مظاهر هذه الس ـ ـ ـ ــلطة :الس ـ ـ ـ ــلطة يف قبول طلب اخلص ـ ـ ـ ــم إجراء إثبات يف أمر ما ،والس ـ ـ ـ ــلطة يف العدول عن إجراءات اإلثبات،
والسلطة يف قبول ما انتهى إليه طريق اإلثبات( ،)70والسلطة يف اجلمع والرتجيح بني أدلة اإلثبات(.)71
ومن جمموع ما تقدم يتبني أن املقصود مببدأ حياد القاضي هو :ديد دور القاضي يف اإلثبات ،ويف تسيري الدعوى بصفة
عامة ،إذ القاضي عليه أن يفصل يف طلبات اخلصوم على أساس األدلة اليت تقدموا هبا وحبسب منزلتها وفقاً ملا ورد يف النظام.
وميكن القول أبن احلد األدىن ملبدأ حياد القاضـي هو عدم جواز حكم القاضـي بعلمه الشـخصـي( ،)72وإال فإن له سـلطته
التقـديريـة اليت منحهـا لـه النظـام يف القيـام بـدوره اإلجيـايب يف نظر الـدعوى والفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل فيهـا ،وإن من مظـاهر هـذا الـدور اإلجيـايب
ما جاء النص به يف النظام من حقه يف القيام ابس ــتدعاء أحد اخلص ــوم واس ــتجوابه ،وتوجيه اليمني املتممة ألحدهم ،وص ــيغتها،
واستدعاء من يرى لزوماً لسماع شهادته ،و ليفه ،وتقدير عدالته ،وإدخال من يرى يف إدخاله مصلحة ،وتقدير ما يرتتب على
( )70جاء يف املادة (التاسعة) -1( :للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات ،بشرط أن تبني أسباب العدول يف حمضر اجللسة.
-2للمحكمة أال أتخذ بنتيجة إجراء اإلثبات ،بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها).
( )71ونص املادة (الرابعة) من نظام اإلثبات( :دون إخالل أبحكام هذا النظام ،إذا تعارضت أدلة اإلثبات ومل ميكن اجلمع بينها فتأخذ احملكمة
منها حبسب ما يرتجح هلا من زروف الدعوى ،فإن تعذر ذلك فال أتخذ احملكمة أبي منها ،ويف مجيع األحوال جيب عليها أن تبني أسباب
ذلك يف حكمها) ،كما أن الفقه اإلسالمي أوىل عناية واهتماماً مبسألة التعارض بني أدلة اإلثبات القضائي من اجلمع والرتجيح والتساقط
– املواءمة واملوازنة والتهاتر – .انظر :حاشية على الروض املربع – عبدهللا آل خنني – ص( ،)... 421وسائل اإلثبات يف الشريعة
اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – ( ،)... 801/2نظرية تعارض األدلة القضائية يف الفقه اإلجرائي اإلسالمي – د .حسن احلمادي –
ص(.)...77
( )72ونص الفقرة ( )3من املادة (الثانية) من نظام اإلثبات -3( :ال جيوز للقاضي أن ُيكم بعلمه الشخصي).
وإن كان الدكتور /عبدالرزاق السنهوري يرى أن منع القاضي من القضاء بعلمه ليس فرعاً عن مبدأ حياد القاضي ،وإمنا هو نتيجة مرتتبة على حق
اخلصوم يف مناقشة أي دليل يقدم يف الدعوى .انظر :الوسيط – ( ،)31 ،29/2وقد علق الدكتور /مسري تناغو على ذلك :أبن املسألتني
يف الواقع مرتبطتان ببعضهما ارتباطاً ال ميكن فصله .انظر :النظرية العامة يف اإلثبات – ص( )20حاشية (.)1
2584
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
العيوب امل ـ ــادي ـ ــة يف احملررات ،وإصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار قرار املع ـ ــاي ن ـ ــة ،ون ـ ــدب اخلبري ،إىل غري ذل ـ ــك من املسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائ ـ ــل املبثوث ـ ــة واملقررة يف
ثنااي النظام (.)74()73
وهذا التوس ـ ـ ــط يف بيان موقف القاض ـ ـ ــي من إجراءات ووس ـ ـ ــائل اإلثبات بني الدور الس ـ ـ ــل من جهة التزامه مبا نص عليه
النظام والدور اإلجيايب من جهة إعمال سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلطته التقديرية يف التحقق من عدد من األمور اليت نص عليها النظام والرتجيح فيما
بني أدلة ووسـ ـ ـ ـ ــائل اإلثبات وغري ذلك متقرر يف كتب الفقه اإلسـ ـ ـ ـ ــالمي من جهة التزام القاضـ ـ ـ ـ ــي مبا نص عليه فقهاء املذاهب
مبا يعد طريقاً من طرق اإلثبات القض ــائي ومن جهة س ــلطة القاض ــي حبقه يف التحقق من ش ــهادة الش ــهود وطلب املعاينة وندب
اخلبري وغري ذلك( ، )75وكل ذلك وال شك يف إطار اجتهاد الفقهاء يف فهم النصوص الشرعية وتطبيق أحكامها على واقع الناس
ومعامالهتم ،مما ميكن معه القول أبنه يف الفقه اإلسالمي فإن( :القاضي له دور يف قبول اإلثبات ورفضه والتحقق من صحته أو
بطالنه ،والتأكد من توفر شروطه الشرعية ،فإذا توفرت شروطه وأركانه أصبح القاضي ملزماً ابحلكم مبوجبه ،وال يصح أن يرفض
حجة مل يقتنع هبا بعد أن أتكد بنفسه من صحتها بتوفر الشروط وانتفاء املوانع)(.)76
( )73انظر :املواد،105 ،104 ،103 ،101 ،95 ،91 ،85 ،84 ،79 ،76 ،73 ،72 ،62 ،48 ،44 ،40 ،38 ،37 ،21 ،20( :
.)120 ،110 ،109 ،108 ،107
( )74انظر :النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص(.)23 – 19
( )75انظر :الطرق احلكمية – ابن القيم – ( ،)260 ،...251 ،...64 ،...25 ،...6/1وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد
الزحيلي – ( ،)... 621/2توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية – عبدهللا آل خنني – ( ،)... 281 ،... 115/2إجراءات البينة
القضائية – عبدهللا آل خنني – ص( ،)... 73الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا آل خنني – (.)...565/1
( )76وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – (.)627 – 626/2
( )77النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص(.)11
2585
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ومن مث فكمــا أنــه ُيق لكــل واحــد من طريف الــدعوى تقــدمي األدلــة واإلثبــااتت اليت تؤيــد مــا يــدعيــه فــإنــه ُيق للطرف
اآلخر تقدمي ما يثبت عكس ما تقدم به خصــمه ،وهنا يؤكد على حق اخلصــوم يف االطالع على األدلة واملســتندات املقدمة يف
الدعوى ،وحقهم يف مناقشتها وإبداء ما يرون جتاهها(.)78
على أن ما تقدم ال مينع القاضـ ـ ــي من أن يعمل اجتهاده وسـ ـ ـلطته التقديرية يف املوقف مما يقدم لديه من بينات وقرائن
والرتجيح بينها وأثر كل ذلك يف سري إجراءات الدعوى(.)79
ويذكر شراح األنظمة أربع قواعد يف هذا الباب(:)80
-1حق اخلصوم يف اإلثبات( ،)82()81وهو مقيد بثالثة قيود:
أ /االلتزام بطرق اإلثبات الواردة يف النظام.
( )78انظر :املواد (.)124 ،2/89 ،84 ،1/79 ،2/72 ،58 ،39 ،1/33 ،32 ،2/31
( )79انظر :املواد (،3/104 ،3/103 ،101 ،2/95 ،87 ،85 ،83 ،81 ،79 ،77 ،76 ،3/72 ،62 ،48 ،2/44 ،38 ،4
.)2/121
( )80انظر :الوسيط – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)...30/2النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص( ،)...23الوايف يف شرح
القانون املدين – د .سليمان مرقس – ( ،)...21/12أحكام اإلثبات – د .رضا املزغين – ص( ،)...87الوجيز يف قواعد اإلثبات على
ضوء نظام املرافعات الشرعية السعودي – د .حممد حممد سويلم – ص( ،)...53الواضح يف شرح وسائل اإلثبات – د .منذر القضاة –
ص( ،)...31شرح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه – د .عبدالرزاق يس – ص(.)...25
(( )81مفهوم احلق يف اإلثبات :لإلثبات القضائي وجهان:
األول :أنه واجب يتكلف بعبئه املدعي ويباشره وفقاً للتنظيم القانوين املوضوعي واإلجرائي.
أما الثاين :فيقصد به أن من حق اخلصم أن يقدم ومي هكن من تقدمي مجيع األدلة اليت تؤيد دعواه يف حدود ما يسمح به النظام ...ويرتتب على
ذلك أن يصبح لكل من اخلصمني تقدمي ما يشاء من أدلة اإلثبات) اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حسام الدين
توفيق – ص(.)46
( )82جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات ،الصادرة بقرار معايل وزير العدل رقم ( )921واتريخ 1444/3/16هـ:
(املادة اخلامسة:
ال مينع اخلصم من تقدمي الدليل ما مل ينص النظام واألدلة على خالف ذلك ،وتقدر احملكمة حجيته يف اإلثبات مع التسبيب لذلك).
2586
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ب /توافر الشروط يف الواقعة املراد إثباهتا ،أبن تكون متعلقة ابلدعوى ،منتجة فيها ،جائزاً قبوهلا.
ج /السلطة التقديرية للدائرة القضائية يف تقدير قيمة األدلة والرتجيح بينها.
حق اخلصم اآلخر يف إثبات العكس(.)83 -2
عدم جواز أن يصنع اإلنسان دليالً لنفسه إال يف حاالت ضيقة ،ومن أبرزها الدفاتر التجارية(.)84 -3
عدم جواز إجبار الش ــخص على تقدمي دليل ض ــد نفس ــه ،إال أن هذه القاعدة تعد أض ــعف القواعد هنا؛ من -4
جهة أن اإلنسـ ـ ــان ملزم بواجب عدم تعطيل الوصـ ـ ــول إىل احلق ،ومن جهة أن املنظم ألزم يف حاالت متعددة
من تكليف الشخص بتقدمي مستندات ت يده ما مل يقم مانع من ذلك كواجب االحتفاظ ابلسرية(.)85
( )83انظر :الفقرة ( )1من املادة ( )2من نظام اإلثبات ،ابإلضافة ملا جاء يف احلاشية السابقة.
آل خنني – ( )84انظر :املادة ( ) 31وما بعدها من نظام اإلثبات ،الكاشف يف شرح نظام املرافعات الشرعية السعودي – عبدهللا
(.)570 – 569/1
( )85انظر :املادتني.)2/115 ،36( :
2587
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
( )86انظر :الوسيط – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)...43/2الوايف يف شرح القانون املدين – د .سليمان مرقس – (،)...38/12( )495/1
النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص(.)...45
( )87مل يتطرق الباحث ملوضوع :طرق اإلثبات (أو ما يعرف أبدلة اإلثبات) يف هذا البحث؛ نظراً ألن النظام مل تت جبديد يف أصل هذه الطرق،
إذ هي قد وردت يف نظامي املرافعات الشرعية – الباب التاسع – ونظام احملاكم التجارية – الباب السابع – أو يف أحدمها – ،وإن كان
النظام قد أتى مبسائل موضوعية وشكلية جديدة ،وحق هذه الطرق أن يفرد كل طريق منها ببحث مستقل –.
وطرق اإلثبات اليت جاءت يف النظام هي :اإلقرار ،واستجواب اخلصوم ،والكتابة ،والدليل الرقمي ،والشهادة ،والقرائن ،والعرف ،واليمني ،واملعاينة،
واخلربة.
( )88كل دعوى تشتمل على عنصرين :عنصر الواقع "الوقائع القانونية" وعنصر القانون "النص النظامي" ،مث يقسم أهل القانون الوقائع القانونية
إىل :وقائع أو أعمال مادية – وبعضهم يطلق على هذا النوع اسم :الوقائع القانونية ،انظر :الوسيط للدكتور عبدالرزاق السنهوري (،...5/2
،)...43وإن كان قد جرى يف مؤلفه اآلخر على التقسيم املشهور .انظر :مصادر احلق يف الفقه اإلسالمي ( ،)...66/1بينما أورد تقسيماً
أكثر تفصيالً يف مؤلفه الثالث .انظر :نظرية العقد ( ،)...72/1وقد أكد هذا يف مؤلفه األول يف موضع آخر .انظر :الوسيط (،...110/1
– )...1159وتصرفات أو أعمال قانونية ،ويقصدون ابلنوع األول أعماالً ال توجد فيها إرادة إلحداث األثر القانوين كالوفاة أو الفعل
الضار لكن يرتتب على هذه األعمال آاثر قانونية ،ويقصدون ابلنوع الثاين أعماالً توجد فيها إرادة إما منفردة وإما من كال الطرفني إلحداث
أثر قانوين معني كالوصية والبيع – واجل وهر يف التصرفات القانونية هي أن آاثرها ترتتب إبرادة اإلنسان ال بقوة القانون أو النظام – ،مث
2588
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
النظامي( )89الذي سيطبق على ما ثبت لدى القاضي يف هذه الدعوى ،وأن هناك عدداً من الشروط ال بد من توافرها يف حمل
اإلثبات(.)90
يفرقون بناء على ذلك يف قواعد اإلثبات املتعلقة بكل نوع ،وإن كان اجلميع يقع عبء إثباته على اخلصوم.
وقد جاء أتكيد هذه املعاين يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات( :املادة التاسعة والستون... :
-3جيوز إثبات مجيع الوقائع املادية ابلشهادة ،مبا يف ذلك الفعل الضار.
-4التصرف هو :اجتاه اإلرادة حنو إحداث أثر نظامي معني ،ويرتب النظام عليها هذا األثر ،ويشمل العقد واإلرادة املنفردة.
-5الواقعة هي :واقعة مادية يرتب عليها النظام أثراً ،سواء أكان حدوثها إرادايً أو غري إرادي).
( )89إذ البحث عن النص النظامي وإثباته ومن مث تطبيقه على الواقعة حمل النزاع من مهمة القاضي ،وابلتايل فال يكلف اخلصوم إبثبات النص
النظامي ،وينبه هنا إىل مسألة اختالف الشراح يف استثناء إثبات العرف هل هو من مسائل الواقع فيكلف اخلصوم إبثباته أم من مسائل
القانون "النظام" فيكون من مهام القاضي( ،انظر :الوسيط – د .عبدالرزاق السنهوري – " ،"...46/2املبسوط يف أصول املرافعات الشرعية
– د .عبدهللا الدرعان – ص" ،)"690وقد جاء املنظم السعودي ابلنص الصريح يف هذا أبنه من أعباء اخلصوم ،ونصه يف ذلك:
(املادة التاسعة والثمانون:
-1على من يتمسك ابلعرف أو العادة بني اخلصوم أن يثبت وجودمها وقت الواقعة.
-2ألي من اخلصوم الطعن يف ثبوت العرف أو العادة بني اخلصوم ،كما أن هلما معارضتهما مبا هو أقوى منهما).
كما جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات:
(املادة التسعون:
على من يتمسك ابلعرف أو العادة أن يبني العرف أو العادة اليت يتمسك هبا ،وصلتهما ابلدعوى ،وأثرمها فيها ،وما يثبت وجودمها وقت الواقعة.
املادة احلادية والتسعون:
على من يطعن يف ثبوت العرف أو العادة أن يبني وجه طعنه ،أو ما يثبت معارضتهما مبا هو أقوى منهما.
املادة الثانية والتسعون:
يف األحوال اليت تستند فيها احملكمة إىل العرف أو العادة ،فتبني يف أسباب حكمها العادة أو العرف ،وصلتهما ابلدعوى ،وأثرمها فيها).
( )90انظر :الوسيط – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)...51/2الوايف يف شرح القانون املدين – د .سليمان مرقس – (،)...45 ،39/12
النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص( ،)...45أحكام اإلثبات – د .رضا املزغين – ص( ،)...58رسالة اإلثبات – أمحد
نشأت – ( ،)...32/1وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – ( ،)...95 ،...83/1الوجيز يف قواعد اإلثبات
2589
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ويقسمون الشروط املتعلقة مبحل اإلثبات إىل شروط بدهية وشروط أساسية:
الشروط البدهية:
أن تكون الواقعة متعلقة ابلدعوى ،أي متصلة ابحلق املدعى به. -1
وأن تكون منتجة يف الدعوى(.)92 -2
وأن تكون جائزة اإلثبات ،أي أن تكون الواقعة مقبولة وممكنة اإلثبات عقالً شرعاً ونظاماً. -3
وقد جاء املنظم السعودي ابلنص على الشروط األساسية يف الفقرة ( )2من املادة (الثانية) من نظام اإلثبات ،ونصها( :جيب
أن تكون الوقائع املراد إثباهتا :متعلقة ابلدعوى ،ومنتجة فيها ،وجائزاً قبوهلا)(.)93
على ضوء نظام املرافعات الشرعية السعودي – د .حممد حممد سويلم – ص( ،)...65اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية –
د .حسام الدين توفيق – ص( ،)...51شرح قواعد إثبات املعامالت املدنية والتجارية وطرقه – د .عبدالرزاق يس – ص(.)...41
( )91ينبه هنا إىل ما جاء يف الفقرة ( )2من املادة (السادسة عشرة) ونصها( :ال يقبل اإلقرار إذا كذبه زاهر احلال).
( )92وقد قيل :إن كل واقعة منتجة يف الدعوى فهي متعلقة هبا وال شك لكن العكس ليس بالزم.
( )93وانظر :املواد 2 /103 ،3/96 ،2/44 ،40 ،1/34 ،2/24( :و.)3
وكان قد جاء يف الالئحة التنفيذية لنظام املرافعات الشرعية الصادر ابملرسوم امللكي رقم (م )1/واتريخ 1435/1/22هـ:
( -1/101الوقائع املتعلقة ابلدعوى هي :ما يؤدي إثباهتا مباشرة أو غري مباشرة إىل إثبات الدعوى أو جزء منها.
-2/101الوقائع املنتجة يف الدعوى هي :املؤثرة يف الدعوى نفياً أو إثبااتً.
-3/101الوقائع اجلائز قبوهلا هي :ممكنة الوقوع فال ختالف العقل أو احلس).
وقد ألغي هذا الباب من نظام املرافعات الشرعية أبكمله بصدور نظام اإلثبات كما هو منصوص املادة (الثامنة والعشرون بعد املائة) من نظام
اإلثبات.
2590
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
ومن خالل هذا النص يتبني أن اإلثبات يرد على الواقعة ال احلق ،وأيضاً أن اإلثبات يرد على الوقائع القانونية ال النصوص
والقواعد النظامية؛ لقوله يف أول الفقرة( :جيب أن تكون الوقائع املراد إثباهتا).
مث جاء النص على الشروط األساسية النظامية بقوله يف آخر الفقرة( :متعلقة ابلدعوى ،ومنتجة فيها ،وجائزاً قبوهلا).
وهذه الشروط ينص عليه ا عادة من يبحث هذه املسألة من الناحية الفقهية ،كما أهنم يذكرون أن حمل اإلثبات من خالل
نصوص الفقهاء يتجه إىل احلق املتنازع فيه ،وهو اترة ينصب على احلق واترة ينصب على مصدر احلق – وهو سبب احلق –
واترة ينصب على احلق والسبب معاً(.)94
والقاعدة العامة يف هذا الباب واألصل :أن البينة على املدعي واليمني على من أنكر ،وهذه القاعدة هي نص حديث عن
املصطفى ،)96(ويف احلديث اآلخر قول الن لألشعث بن قيس رضي هللا عنه – وقد كان مدعياً – :بينتك أو ميينه(.)97
( )94انظر :وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – ( ،)...89 ،...61 ،...47/1توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية
– عبدهللا آل خنني – ( ،)...103 ،...95 ،...59/2إجراءات البينة القضائية – عبدهللا آل خنني – ص(.)...57 ،...29
( )95وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – (.)646/2
( )96جاء يف احلديث املتفق على صحته ...( :اليمني على املدعى عليه) .رواه البخاري – أرقام األحاديث (– )4552 ،2668 ،2514
ص( ،)774 ،435 – 434 ،406ومسلم – حديث رقم ( – )1711ص( ،)759وجاء يف رواية البيهقي( :البينة على املدعي ،واليمني
على من أنكر) حديث رقم ( ،) 427/10( – )21201وصحح هذه الرواية وحسنها مجع من أهل العلم .انظر :شرح صحيح مسلم –
النووي – ( ،)3/12فتح الباري – ابن حجر – ( ،)283/5جامع العلوم واحلكم – ابن رجب – ( ،)227/2نيل األوطار – الشوكاين
– ( ،)220/9إرواء الغليل – األلباين – (.)...264/8( )357/6
( )97رواه البخاري يف صحيحه – أرقام األحاديث ( – )2357 ،2356 ،4550 ،4549ص( ،)379 ،774 – 773وجاء يف صحيح
البخاري معلقاً يف ابب /اليمني على املدعى عليه يف األموال واحلدود قوله( :وقال الن :شاهداك أو ميينه) ص(.)434
2591
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
()98
وكذا أهل القانون بشكل عام ،إال أن هذا األصل ليس على إطالقه ،إذ جيوز نقل وهذه القاعدة هي ما عليها أهل الفقه
عبء اإلثبات من املدعي إىل املدعى عليه ،وذلك بقب ول بينة املدعى عليه ،واألخذ بيمني املدعي ،وذلك يف أحوال وتفاصيل
()100
ليس هذا جمال ذكرها ،كما جيوز نقل عبء اإلثبات بناء على اتفاق أطراف النزاع، ذكرها أهل الفقه( )99وشراح القانون
وجيوز كذلك اإلعفاء من اإلثبات يف حاالت حمددة من أبرزها :حال اتفاق األطراف على ذلك.
وعليه فيتضح أن قواعد عبء اإلثبات ليست من النظام العام ،ومن مث فيجوز االتفاق على خمالفتها(.)101
( )98انظر :اإلمجاع – ابن املنذر – ص( ،)86شرح صحيح مسلم – النووي – ( ،)3/12جامع الرتمذي – ص( )324عند تعليقه على
حديث رقم ( ،)1342املبسوط – السرخسي – ( ،)28/17املغين – ابن قدامة – ( ،)124 – 123/14نيل األوطار – الشوكاين –
( ،)221 – 219/9السيل اجلرار – الشوكاين – ص(.)745
( )99انظر :نقل عبء اإلثبات – حبث ضمن /اجملموعة الفقهية املصرفية – د .عبدالستار أبو غدة – ( ،)...221/9نقل عبء اإلثبات يف
دعاوى التعدي والتفريط يف املضاربة والوكالة ابالستثمار إىل األمناء – ضمن /عيون املسائل املستجدة يف صناعة املصرفية اإلسالمية –
د .نزيه محاد – ص( ،)... 117 ،...69عبء اإلثبات يف دعوى تضمني املضارب وتطبيقاته القضائية – د .مساعد احلقيل – حبث
منشور بـ /جملة قضاء – العدد ( – )11شعبان1439 /هـ – ص( ،)...389حاشية على الروض املربع – عبدهللا آل خنني –
ص(.)225 – 223
( )100انظر :اإلثبات يف املواد املدنية – د .عبداملنعم الصده – ص( ،)...44اإلثبات يف املواد املدنية والتجارية والشرعية – د .حممد شتا
أبو سعد – (/1الكتاب األول.)...14/
( )101انظر :وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – ( ،)...692 ،...681 ،...645 ،...632/2املدخل لدراسة
األنظمة السعودية – د .عبدهللا النفاعي – ص( ،)461 – 460مدخل إىل علم القانون – د .إبراهيم احلريب – ص( ،)275الوسيط يف
شرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السنهوري – ( ،)...57/2الوايف يف شرح القانون املدين – د .سليمان مرقس – (،)498 – 496/1
النظرية العامة يف اإلثبات – د .مسري تناغو – ص( ،)...70رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – ( ،)...88 ،...81 ،...46/1التوضيحات
املرعية لنظام املرافعات الشرعية – د .نبيل اجلربين – ( ،)829 – 828/2طرق اإلثبات القضائي – د .حممد األلفي – ص(،)19 – 17
اإلثبات يف النظام السعودي – د .فيصل العساف – ص( ،)...36أحكام اإلثبات – د .رضا املزغين – ص( ،)...41اإلثبات يف الفقه
اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حسام الدين توفيق – ص( ،)...63نظرية الشرط اجلزائي بني الفقه والقانون – د .جواد النتشة –
ص( ،)...300مبادئ املرافعات اإلدارية – د .حممد الفوزان – ص( ،)153 – 151اإلثبات اجلنائي يف القانون املقارن والفقه اإلسالمي
2592
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
وعند النظر يف نظام اإلثبات جند أنه أخذ مبا هو مقرر يف هذا الباب ،حيث جاء ابلنصوص النظامية اآلتية:
(املادة الثانية:
املادة الثالثة:
ومن مث فإن املدعي هو املطالب ابإلثبات وتقدمي بينته ،وهو من يدعي خالف الظاهر(.)102
وما تقدم هو القاعدة العامة واألصل الذي أورده املنظم السعودي فيما يتعلق بعبء اإلثبات ،مث أورد املنظم بعض املسائل ذات
العالقة يف مواد أخرى ،وهي:
وتطبيقاته يف النظام السعودي – د .أمين فاروق محد – ص( ،)...50النظرية العامة لإلثبات اجلنائي – د .هاليل أمحد – ()...726/1
(.)...797/2
( )102وينبه هنا إىل ما ورد يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات يف:
(املادة الرابعة:
تتحقق احملكمة من عبء اإلثبات وفق القواعد املقررة قبل إجراء اإلثبات.
املادة اخلامسة:
ال مينع اخلصم من تقدمي الدليل ما مل ينص النظام واألدلة على خالف ذلك ،وتقدر احملكمة حجيته يف اإلثبات مع التسبيب لذلك).
2593
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
-1إذا اتفق اخلصوم على قواعد حمددة يف اإلثبات فتحعمل احملكمة اتفاقهم()103؛ ما مل خيالف النظام العام)(.)104
وعليه فهذا يفيد أن قواعد عبء اإلثبات ال تتعلق ابلنظام العام ،ومن مث فيجوز للخصم الذي مل يكن مكلفاً يف األصل حبمل
عبء اإلثبات؛ أن يتطوع إلثبات الواقعة(.)105
-2على اخلصم الذي يدعي التزوير عبء إثبات ادعائه ،أما من ينكر صدور احملرر العادي منه أو ينكر ذلك خلفه
أو انئبه أو ينفي علمه به ،فيقع على خصمه عبء إثبات صدوره منه أو من سلفه).
-1يكون االدعاء ابلتزوير يف أي حالة تكون عليها الدعوى ،وُيدد املدعي ابلتزوير كل مواضع التزوير املدعى به
.)...
وهااتن املاداتن تفيدان أبن عندان حالتني للمحررات (التزوير ،واإلنكار) ،وعليه فعبء اإلثبات هنا خيتلف فـ:
-1من يدعي التزوير يكون هو املكلف بعبء اإلثبات ،والتزوير يتجه للمحرر الرمسي والعادي.
-2بينما من ينكر صدور احملرر منه أو من سلفه فهنا يقع عبء اإلثبات على اخلصم ،وذلك أبن يثبت اخلصم صدور
احملرر من الطرف اآلخر أو من سلفه ،وإنكار احملرر إمنا يتجه على احملررات العادية دون احملررات الرمسية.
-املسألة الثالثة :عبء اإلثبات يف ادعاءات عدم صحة الدليل الرقمي:
(املادة الثامنة واخلمسون:
على اخلصم الذي يدعي عدم صحة الدليل الرقمي املنصوص عليه يف املادتني "السادسة واخلمسني" و"السابعة واخلمسني" عبء
إثبات ادعائه)(.)106
وهذه املادة تعطي حكماً واحداً فيما يتعلق بعبء اإلثبات يف عدم صحة الدليل الرقمي ،وهو أن من يدعي عدم صحة الدليل
الرقمي مطلقاً – سواء أكان الدليل دليالً رقمياً رمسياً أم دليالً رقمياً غري رمسي – هو املكلف بعبء اإلثبات ،ويالحظ هنا أن
نص املادة أطلق وصف ادعاء عدم صحة الدليل الرقمي ،دون التفرقة بني ادعاء التزوير وادعاء اإلنكار( ،)107وعليه فعلى من
يدعي تزوير الدليل الرقمي وعدم صحته عبء إثبات ادعائه التزوير ،وكذا على من ينكر صدور الدليل الرقمي غري الرمسي –
( )106ويف املقابل فقد جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات( :املادة احلادية والستون:
-1جيب على من ُيتج ابلدليل الرقمي املس ـ ـ ــتفاد من وس ـ ـ ــيلة رقمية منص ـ ـ ــوص عليها يف العقد حمل النزاع أو مش ـ ـ ــاعة للعموم أو موثقة ،أن
يقدم ما يثبت ذلك).
( )107جاء يف األدلة اإلجرائية لنظام اإلثبات( :املادة الثانية والستون:
يقصد إبثبات ادعاء عدم صحة الدليل الرقمي وفقاً للمادة "الثامنة واخلمسني" من النظام ،إثبات التزوير ،أو إثبات خالف مضمونه ،وفقاً ألحكام
املادة "السادسة والعشرين" من النظام).
ونص النظام يف املادة "السادسة والعشرين" هو( :املادة السادسة والعشرون:
دون فيه من أمور قام هبا حمرره يف حدود مهمته ،أو حدثت من ذوي الشأن يف حضوره؛ ما مل يثبت -1احملرر الرمسي حجة على الكافة مبا ه
تزويره ابلطرق املقررة نظاماً.
-2يكون مضمون ما ذكره أي من ذوي الشأن يف احملرر الرمسي حجة عليه؛ ما مل يثبت غري ذلك).
2595
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
وفق الضوابط الواردة يف املادة السابعة واخلمسني ( –)108منه أو من سلفه عبء إثبات خالف مضمونه ،فالنظام جعل األصل
هنا هو صحة الدليل الرقمي – إذا صدر بضوابطه – ،وعلى من يدعي خالف ذلك إثبات ادعائه.
ومن املالحظ أن املنظم السعودي استعمل مصطلح (احملكمة) ومل يستعمل مصطلح (القاضي) يف هذا الباب؛ ولعل ذلك راجع
لبيان أن العربة يف نظر القضية هي للمحكمة والدائرة اليت أحسند إليه نظر الدعوى بغض النظر عن أعيان قضاة هذه الدائرة أو
تلك ،ومن مث جاءت العبارات يف النظام متنوعة ،ومن تلك النصوص النظامية على سبيل املثال( :فتأخذ احملكمة ...فال أتخذ
احملكمة)(( ،)112فتحعمل احملكمة اتفاقهم)(( ،)113إذا قررت احملكمة)(( ،)114للمحكمة)(( ،)115تكون إجراءات اإلثبات ...أمام
احملكمة)( ...( ،)116فعلى احملكمة)(( ،)117استخلصت احملكمة ما تراه من ذلك)(( ،)118وجيوز للمحكمة)(.)119
ومن مث فإننا نرى أن املنظم نص على أن األصل يف اإلثبات أن يكون أمام احملكمة ،ومع ذلك فقد أجاز للمحكمة أن تكلف
أحد قضاهتا للقيام إبجراء معني ،وذلك يف حاالت حمددة(.)120
كما أننا عند الرجوع للنظام جند أنه ألزم احملكمة القيام بعدد من اإلجراءات ذات العالقة ابإلثبات ،ومن ذلك أنه اشرتط
لالعتداد بطريق اإلثبات الثابت إبقرار أو استجواب أو أداء للشهادة أو اليمني أن يكون ذلك أمام احملكمة ،ومل يستثن إال حالة
التعذر ،وهنا أجاز للمحكمة أن تنتقل أو تكلف أحد قضاهتا بذلك( ،)122( )121مث جاء النظام مباشرة مبعاجلة حالة ما إذا كان
من سبق ذكره خارج نطاق اختصاص احملكمة ،وتعذر إجراء اإلثبات معه إلكرتونياً( ،)123إذ أوجب على احملكمة حينها أن
تستخلف حمكمة إقامة الشخص املعين ،ويبلغ قرار االستخالف للمحكمة املستخلفة( ،)124كما أنه جيوز للمحكمة أن أتخذ
إبجراءات اإلثبات اليت جرت خارج اململكة بشرط أال ختالف تلك اإلجراءات النظام العام ،وأال يكون يف ذلك إخالل ابلتزامات
اململكة يف االتفاقيات الدولية اليت تكون طرفاً فيها(.)125
أوالً :أن األصل هو إعمال اتفاق اخلصوم ما مل خيالف النظام العام ،وعلى أن يكون اتفاقهم مكتوابً؛ إذ جاء يف املادة
السادسة:
( .1إذا اتفق اخلصوم على قواعد حمددة يف اإلثبات فتحعمل احملكمة اتفاقهم؛ ما مل خيالف النظام العام(.)128
.2ال يعتد ابتفاق اخلصوم املنصوص عليه يف هذا النظام ما مل يكن مكتوابً).
(ال يلزم إلثبات االلتزام شكل معني؛ ما مل يرد فيه نص خاص أو اتفاق بني اخلصوم).
اثنياً :كما أن األصل هو عدم إلزام احملكمة بتسبيب أحكامها وأوامرها وقراراهتا الصادرة إبجراءات اإلثبات.
اثلثاً :يلزم احملكمة تسبيب أحكامها وأوامرها وقراراهتا الصادرة إبجراءات اإلثبات إذا تضمنت قضاء قطعياً ،واملستند
النظامي هلذه املسألة وسابقتها هو ما جاء يف الفقرة ( )1من املادة السابعة:
(-1األحكام واألوامر والقرارات الصادرة إبجراءات اإلثبات؛ ال يلزم تسبيبها ما مل تتضمن قضاء قطعياً).
رابعاً :يتعني على احملكمة يف مجيع األحوال تسبيب األحكام الصادرة يف دعاوى اإلثبات املستعجلة؛ إذ جاء يف الفقرة
( )2من املادة السابعة:
(دون إخالل أبحكام هذا النظام ،إذا تعارضت أدلة اإلثبات ومل ميكن اجلمع بينها فتأخذ احملكمة منها حبسب
ما يرتجح هلا من زروف الدعوى ،فإن تعذر ذلك فال أتخذ احملكمة أبي منها ،ويف مجيع األحوال جيب عليها أن
تبني أسباب ذلك يف حكمها).
سادساً :جيوز للمحكمة أن تعدل عما أمرت به من إجراءات اإلثبات ،بشرط أن تبني أسباب هذا العدول يف حمضر
اجللسة؛ جاء يف الفقرة ( )1من املادة التاسعة:
( -2للمحكمة أال أتخذ بنتيجة إجراء اإلثبات ،بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها).
يضاف إىل ذلك مما له عالقة بقرارات وإجراءات احملكمة يف اإلثبات عموماً ،أنه:
اثمناً :على احملكمة أن دد موعداً حال قرارها مباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات ،وإبال ذلك للخصوم؛ جاء يف املادة
الثامنة:
( -1إذا قررت احملكمة مباشرة إجراء من إجراءات اإلثبات ،أو كلفت بذلك أحد قضاهتا ،تعني عليها أن
دد موعداً لذلك.
-2للمحكمة مباشرة إجراءات اإلثبات ولو مل ُيضر اخلصوم أو أحدهم؛ مىت بلغوا ابملوعد احملدد).
اتسعاً :جيوز للمحكمة أن جتري أي إجراء من إجراءات اإلثبات إلكرتونياً ،ويكون له يف هذه احلالة حكم األحكام املقررة
يف النظام ،جاء يف املادة العاشرة:
(يكون ألي إجراء من إجراءات اإلثبات اختذ إلكرتونياً األحكام املقررة يف هذا النظام)(.)129
اخلامتة:
أمحد هللا عز وجل يف ختام هذا البحث على تيسريه وإعانته وتوفيقه ،وأسأله جل يف عاله السداد والقبول ،مث إين أعرض ها هنا
خالصة ما جاء فيه:
مصطلح النظرايت مما عرف مؤخراً ،ويعد من املصطلحات القانونية أصالة ،مث درج الفقهاء على استعماله والتأليف -1
يف اببه.
املقصود بنظرية اإلثبات :جمموعة األصول والقواعد واألحكام – القانونية والفقهية – املتعلقة إبقامة الدليل أمام -2
القضاء ابلطرق احملددة على واقعة ترتب آاثرها.
أركان اإلثبات أربعة :املثبت ،واملثبت عنده (احملكمة) ،وحمل اإلثبات ،ودليل اإلثبات. -3
تنوعت املدارس القانونية يف مكان تدوين أحكام اإلثبات ومسائله إىل ثالثة اجتاهات :تقنينه يف قانون املرافعات، -4
وتوزيعه بني القانون املدين وقانون املرافعات ،وتقنينه يف قانون خاص به (قانون اإلثبات) ،وهو ما أخذ به املنظم
السعودي مؤخراً ،وأما يف الفقه فعادة يذكر الفقهاء أحكامه ومسائله يف كتاب القضاء.
توجد هناك ثالثة مذاهب ونظم لإلثبات القضائي لدى القانونيني ،وهي :اإلثبات احلر ،واملقيد ،واملختلط ،وقد -5
أخذ املنظم السعودي حديثاً ابلنظام املختلط؛ إذ جاء بتحديد وحصر طرق اإلثبات من جهة ،وجاء ابلتوسع يف
منح السلطة التقديرية للمحكمة من جهة أخرى ،كما توسع يف األخذ ابلقرائن ،وإجازة اتفاق اخلصوم على طريقة
اإلثبات اليت يرغبون هبا بشرط الكتابة وأال خيالف ذلك النظام العام ،وهذا األمر ال حرج فيه من الناحية الفقهية؛
حيث إن طرق اإلثبات ليست من املسائل التعبدية وإمنا هي من ابب األسباب والوسائل للوصول للحقائق ،وهي
داخلة يف دائرة سلطة ويل األمر يف تقييد املباح والسياسة الشرعية.
من أهم املبادئ اليت جيب على القاضي مراعاهتا يف ابب النظر يف طرق اإلثبات :مبدأ احلياد ،أبن يكون نظره -6
قاصراً على ما يقدمه اخلصوم يف الدعوى وفق ما أقره الفقه والنظام ،وكذا مبدأ سلطته يف تقدير األدلة ،مبعا
وجوب استعماله لسلطته الواسعة يف تقدير طرق اإلثبات واملوازنة بينها والرتجيح.
من أهم املبادئ اليت على اخلصوم مراعاهتا يف ابب طرق اإلثبات :حق اخلصوم يف اإلثبات ،وإثبات العكس ،وعدم -7
جواز صنع املرء دليالً لنفسه إال يف حاالت استثنائية ،وعدم جواز إجبار الشخص على تقدمي دليل ضد نفسه إال
يف حاالت حمددة نظاماً.
حمل اإلثبات هو الواقعة القانونية اليت أنشأت احلق املدعى به ال النص النظامي ،وحملل اإلثبات شروط بدهية -8
وشروط أساسية نص عليها املنظم السعودي ال بد من التقيد هبا.
األصل يف عبء اإلثبات أنه يقع على املدعي ،واملدعي هو املطالب ابإلثبات وتقدمي بينته ،وهو من يدعي خالف -9
الظاهر ،ويف املقابل فاليمني على املدعى عليه ،إال أن هذا األصل ليس على إطالقه ،إذ جيوز نقل عبء اإلثبات
من املدعي إىل املدعى عليه ،وجيوز كذلك اإلعفاء من اإلثبات يف حاالت حمددة.
-10األصل أن تتوىل احملكمة انزرة الدعوى إجراءات اإلثبات ،ومع ذلك فيجوز هلا استخالف حمكمة أخرى يف حال
تعذر كون اإلثبات أمامها ،وتعذر انتقاهلا ملكان وسيلة اإلثبات أو تكليف أحد قضاهتا بذلك ،مع تعذر إجرائه
إلكرتونياً ،وأن يكون االستخالف حملكمة مكان إقامة املتعلق به اإلثبات.
-11جاء النظام مبا كان عليه سابقاً من جواز عدول احملكمة عما أمرت به من إجراءات اإلثبات ،وكذا جواز عدم
األخذ بنتيجة اإلجراء بشرط تبيني أسباب ذلك ،إىل غري ذلك من التفاصيل اليت وردت يف ثنااي البحث.
• التوصيات:
التوسع يف حبث األحكام التفصيلية لكل طريق من طرق اإلثبات الواردة يف النظام ،مع تتبع التطبيقات القضائية -1
احلديثة يف ذلك.
الرتكيز على املسائل املوضوعية اجلديدة اليت وردت يف ثنااي النظام ،وحبثها حبثاً مقارانً بني الفقه والنظام. -2
نشر الوعي لدى عامة الناس أببرز املسائل اليت جاء هبا النظام؛ إذ به فظ احلقوق ،وتتحقق الغاية من نصب -3
القضاء والقضاة بني الناس.
وهللا أعلم وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني.
2602
جملة العلوم الشرعية
) م2023مايو/ هـ1444 ( شوال2609 – 2560 ص ص،)5( العدد،)16( اجمللد،جامعة القصيم
Preparation:
Dr. Ahmed Abdulaziz Bin Shabib
Associate Professor, Department of Sharia Policy
At the Higher Institute of the Judiciary
Imam Mohammad Ibn Saud Islamic University
Dr.ahmed.binshabib@gmail.com
Research Summary:
This is a research entitled: (Introduction to the theory of proof in the Saudi system), aimed at showing
the general orientation of the Saudi regulator with regard to matters of proof through its statutory texts
contained in the Saudi Evidence Law issued by Royal Decree No. (M/43) dated 26/5/1443 AH, and then
this research was to study the general theory of proof with a statement of what the Saudi regulator has
taken; to be this study as the rule that clarifies the general map of the provisions of this subject and its
limits, as the introduction, the introduction and the prelude to the in-depth studies in its details and the
provisions of the Saudi regulator. Each of the methods of proof contained therein, and the research came
in an introduction, a preface, two sections and a conclusion, the preface was devoted to the statement of
what is meant by the vocabulary of the title of the research, while the first section came to indicate the
general provisions of proof, explaining the place of the provisions of proof in the regulations, the books
of commentators and jurists, the legal and jurisprudential system of proof, and the persons of proof, while
the second section came to talk about the general rules of proof, indicating the substantive rules as well
as the formal rules.
-14إعالم املوقعني عن رب العــاملني – ابن القيم – قيق /حممــد اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالحي وحممــد س – دار عــامل الفوائــد –
اململكة العربية السعودية – مكة املكرمة – الطبعة األوىل – 1437هـ.
-15إعالم املوقعني عن رب العـاملني – ابن القيم – قيق /حممـد اإلصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالحي – دار عـامل الفوائـد – اململكـة العربيـة
السعودية – مكة املكرمة – الطبعة األوىل – 1437هـ.
-16تبصـ ـ ــرة احلكام يف أصـ ـ ــول األقضـ ـ ــية ومناهج األحكام – ابن فرحون – قيق /د .عثمان ضـ ـ ــمريية – دار القلم –
سوراي – دمشق – الطبعة األوىل – 1437هـ.
-17تقييد السـ ـ ــلطة القضـ ـ ــائية يف االختصـ ـ ــاص واحلكم الواجب التطبيق – د .حممد املرزوقي – مكتبة التوبة – اململكة
العربية السعودية – الرايض – الطبعة الثانية – 1439هـ.
-18توصيف األقضية يف الشريعة اإلسالمية – عبدهللا آل خنني – الطبعة األوىل – 1423هـ.
-19التوضـ ـ ـ ـ ـ ــيحات املرعية لنظام املرافعات الشـ ـ ـ ـ ـ ــرعية ابململكة العربية السـ ـ ـ ـ ـ ــعودية – د .نبيل اجلربين – دار التدمرية –
اململكة العربية السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – 1438هـ.
-20جامع الرتمذي – وزارة الشـ ــؤون اإلسـ ــالمية واألوقاف والدعوة واإلرشـ ــاد – اململكة العربية السـ ــعودية – الرايض –
الطبعة الثانية – 1421هـ.
-21جامع العلوم واحلكم – ابن رجب – قيق /شـ ــعيب األراناوط وإبراهيم ابجس – مؤسـ ـسـ ــة الرسـ ــالة – بريوت –
الطبعة الثامنة – 1419هـ.
-22حاشـ ـ ــية على الروض املربع – عبدهللا آل خنني – دار احلضـ ـ ــارة – اململكة العربية السـ ـ ــعودية – الرايض – الطبعة
األوىل – 1442هـ.
-23حرية اإلثبات يف النظام التجاري اس ـ ــتجالء النص واس ـ ــتدعاء الواقع – د .يوس ـ ــف اخلض ـ ــري – حبث منش ـ ــور مبجلة
القضائية – العدد السابع – رمضان1434 /هـ.
-24احلق يف الفقه اإلسـ ـ ـ ـ ـ ــالمي – د .حممد األلفي – وقفية التحبري – اململكة العربية السـ ـ ـ ـ ـ ــعودية – الرايض – الطبعة
األوىل – 1439هـ.
-25رسالة اإلثبات – أمحد نشأت – مكتبة العلم للجميع – بريوت – لبنان – الطبعة األوىل – 2005م.
2605
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
-26روض ـ ــة الطالبني وعمدة املفتني – النووي – إش ـ ـراف /زهري الش ـ ــاوي – املكتب اإلس ـ ــالمي – بريوت – لبنان –
الطبعة الثالثة – 1412هـ.
-27السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنن الكربى – البيهقي – قيق /حممـد عطـا – دار الكتـب العلميـة – بريوت – لبنـان – الطبعـة الثـالثـة –
1424هـ.
-28السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار – حممد الشوكاين – دار ابن حزم – بريوت – لبنان – الطبعة األوىل –
1425هـ.
-29شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرح قواعـد إثبـات املعـامالت املـدنيـة والتجـاريـة وطرقـه – د .عبـدالرزاق يس – أكـادمييـة شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرطـة ديب – طبعـة
2006م.
-30شـ ـ ـ ـ ـ ــرح نظام اإلثبات السـ ـ ـ ـ ـ ــعودي اجلديد – د .وسـ ـ ـ ـ ـ ــيم األمحد – مكتبة القانون واالقتصـ ـ ـ ـ ـ ــاد – الطبعة األوىل –
1443هـ.
-31صـحيح البخاري -وزارة الشـؤون اإلسـالمية واألوقاف والدعوة واإلرشـاد – اململكة العربية السـعودية – الرايض –
الطبعة الثانية – 1419هـ.
-32ص ــحيح مس ــلم -وزارة الش ــؤون اإلس ــالمية واألوقاف والدعوة واإلرش ــاد – اململكة العربية الس ــعودية – الرايض –
الطبعة الثانية – 1421هـ.
-33صحيح مسلم بشرح النووي – املطبعة املصرية ابألزهر – الطبعة األوىل – 1349هـ.
-34الص ـ ــياغة الفقهية يف العص ـ ــر احلديث – د .هيثم الرومي – دار التدمرية – اململكة العربية الس ـ ــعودية – الرايض –
الطبعة الثانية – 1435هـ.
-35طرائق احلكم املتفق عليها واملختلف فيها يف الشـ ـريعة اإلسـ ــالمية – د .سـ ــعيد الزهراين – دار النصـ ــيحة – اململكة
العربية السعودية – املدينة املنورة – الطبعة اخلامسة – 1435هـ.
-36طرق اإلثبات القضائي يف الفقه اإلسالمي واألنظمة السعودية – د .حممد األلفي – دار التحبري – اململكة العربية
السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – 1441هـ.
-37طرق اإلثبـات وقض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء التنفيـذ يف النظـام السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعودي – د .حممود وايف – دار جوهرة العلوم – الطبعـة األوىل –
1440هـ.
2606
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
-38الطرق احلكمية يف الس ــياس ــة الش ــرعية – ابن القيم – قيق /د .انيف احلمد – دار عامل الفوائد – اململكة العربية
السعودية – مكة املكرمة – الطبعة األوىل – 1428هـ.
-39عبء اإلثبات يف دعوى تضــمني املضــارب وتطبيقاته القضــائية – د .مســاعد احلقيل – نشــر ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ /جملة قضــاء –
العدد ( – )11شعبان1439 /هـ.
-40عيون املســائل املســتجدة يف صــناعة املصــرفية اإلســالمية – د .نزيه محاد – دار القلم – ســوراي – دمشــق – الطبعة
األوىل – 1439هـ.
-41فتح الباري بشرح صحيح البخاري – ابن حجر – قيق /حممد فؤاد عبدالباقي – املكتبة السلفية.
-42الفقه اإلسالمي وأدلته – د .وهبة الزحيلي – دار الفكر – دمشق – سوراي – الطبعة التاسعة – 1427هـ.
-43القاموس احمليط – الفريوز آابدي – ضبط /يوسف البقاعي – دار الفكر – بريوت – لبنان – 1415هـ.
-44القانون التجاري السعودي – د .عبداهلادي الغامدي – الطبعة الثالثة – 1440هـ.
-45القانون املدين "املصري" جمموعة األعمال التحضريية – مطبعة دار الكتاب العريب.
-46قضــاء القاضــي بعلمه يف الفقه اإلســالمي – د .صــربي الســعداوي – حبث منشــور مبجلة /العدل – العدد ()22
– ربيع اآلخر1425 /هـ.
-47القواعد الفقهية – د .يعقوب الباحس ــني – مكتبة الرش ــد – اململكة العربية الس ــعودية – الرايض – الطبعة الثانية
– 1420هـ.
عمان – األردن – -48القواعد الكلية والضـ ـوابط الفقهية يف الشـ ـريعة اإلسـ ــالمية – د .حممد شـ ــبري – دار النفائس – ه
الطبعة الثانية – 1428هـ.
-49الكاشـ ـ ـ ــف يف شـ ـ ـ ــرح نظام املرافعات الشـ ـ ـ ــرعية السـ ـ ـ ــعودي – عبدهللا آل خنني – مكتبة الرشـ ـ ـ ــد – اململكة العربية
السعودية – الرايض – الطبعة السابعة – 1441هـ.
-50لس ـ ـ ـ ـ ـ ــان العرب – ابن منظور -اعتا هبا /أمني عبدالوهاب وحممد العبيدي – دار إحياء الرتاث العريب – لبنان –
بريوت – الطبعة الثالثة – 1419هـ.
-51مبادئ املرافعات اإلدارية – د .حممد الفوزان – مكتبة القانون واالقتصـاد – اململكة العربية السـعودية – الرايض –
الطبعة األوىل – 1439هـ.
2607
جملة العلوم الشرعية
جامعة القصيم ،اجمللد ( ،)16العدد ( ،)5ص ص ( 2609 – 2560شوال1444هـ /مايو2023م )
-82الواضـ ــح يف شـ ــرح وسـ ــائل اإلثبات – د .منذر القضـ ــاة – مكتبة الرشـ ــد – اململكة العربية السـ ــعودية – الرايض –
الطبعة األوىل – 1436هـ.
-83الوايف يف شرح القانون املدين – د .سليمان مرقس – تنقيح /د .خليل صفري – دار صادر – بريوت – لبنان.
-84الوجيز يف قواعد اإلثبات على ضـ ـ ــوء نظام املرافعات الشـ ـ ــرعية السـ ـ ــعودي – د .حممد حممد سـ ـ ــويلم – دار النشـ ـ ــر
الدويل – اململكة العربية السعودية – الرايض – الطبعة األوىل – 1438هـ.
-85وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية – د .حممد الزحيلي – مكتبة دار البيان – دمشق – 1428هـ.
-86الوسـ ـ ــيط يف شـ ـ ــرح القانون املدين – د .عبدالرزاق السـ ـ ــنهوري – ديث وتنقيح /أمحد املراغي – دار الشـ ـ ــروق –
مصر – الطبعة األوىل – 2010م.
-87الوسيط يف شرح نظام املرافعات الشرعية – د .أمحد خملوف – دار اإلجادة – طبعة 2019م.