You are on page 1of 8

‫الكهنوت والعبادة من منظور ليتورجي‬

‫القس صموئيل الخياط‬


‫عندما خمق اهلل اإلنسان األول‪ ،‬أعطاه عمم معرفتو‪ ،1‬وعمم الشركة معو‪ ،‬وتعمم اإلنسان من الخالق‬
‫العبادة في صورتيا النقية‪ .2‬ولكن الخطية أفقدت اإلنسان شركتو األولى مى اهلل‪ ،3‬وأفقدتىو كينوتىو‬
‫النقي وصار اإلنسان في حاجة ماسة لكينوت (آخر) يستمد فاعميتو وكمالو من المسيح اآلتي‪.4‬‬

‫العبادة والكهنوت في حقبة اآلباء البطاركة‪:‬‬


‫كانت الصورة األولية لمكينوت الطقسي بسيطة فقد قدم اإلنسان تقدماتو وقرابينو‪ ،‬منيا ما‬
‫قُبل ومنيا ما ُرفض ( تك ‪ ،4 : 4 :‬فان ديك وسميث )‪ .‬وسرت ُنظم العبادة ومحاوالت اإلنسان‬
‫‪5‬‬
‫لمعودة لمشركة المفقودة م اهلل ‪ .‬فكان كينوت اآلباء‪ ،‬وبو قدم البطاركة األوائل ذبائحيم هلل‪ ،‬فقدم‬
‫ىابيل‪ ،‬وقدم نوح (تك ‪ ،)21 -22 : 8‬وقدم إبراىيم (تك ‪: 13 ،4 : 13 ،8 : 12 ،7 : 12‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ )18‬وقدم إسحق( تك ‪ ،)25 : 26‬وقدم يعقوب أيضاً( تك ‪ . )54 : 31‬قدموا جميعيم القرابين‬
‫‪7‬‬
‫من فوق مذابح اعتادوا أن يبنوىا كمما تحركوا من مكان لمكان ‪ .‬وىكذا عاش اآلباء حياة العبادة‬
‫‪9‬‬
‫من خالل كينوت لو طبيعتو‪ ،8‬كينوت ينتقل من األب لمبكر ‪ ،‬وما بركة األبكار في العيد القديم‬
‫‪12‬‬
‫ونظم العبادة آنذاك ‪.‬‬ ‫سوى نوع من الشرطونيات تتماش م العصر ُ‬
‫بىىالنظر العميىىق فىىي ُنظىىم العبىىادة فىىي تمىىك الحقبىىة يجىىد المىىرء أن العبىىادة كميىىا كانىىت فىىي‬
‫‪11‬‬
‫ص ىىورتيا البدائي ىىة البس ىىيطة م ىىن حي ىىث الطق ىىوس والنص ىىوص ‪ .‬فم ىىم يق ىىدم س ىىفر التك ىىوين نصوصى ىاً‬

‫القداس الغريغورى حسب التقميد األسكندرى ‪ :‬الترجمة العربية‪،‬توثيق عبد المسيح المسعودى ( القمص )‪ ،‬الخوالج المقدس‪ ،‬برية‬ ‫‪1‬‬

‫شييت ‪ :‬دير السيدة العذراء برموس‪ 1922 ،‬م‪،‬ص ‪.428‬‬


‫كيرلس عمود الدين‪ ،‬السجود والعبادة بالروح والحق ‪ :‬ترجمة جورج عوض إبراىيم ( الدكتور )‪ ،‬القاىرة ‪ :‬المركز األرثوذكس لمدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫اآلبائية‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪.31‬‬


‫أثناسيوس الرسول ‪ ،‬تجسد الكممة ‪ :‬ترجمة جوزيف موريس فمتس ( الدكتور )‪ ،‬القاىرة ‪ :‬المركز األرثوذكس لمدراسات اآلبائية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪:4 ،2222‬‬
‫جورج عوض‪ ،‬الكينوت بحسب تعميم القديس كيرلس عمود الدين‪ ،‬القاىرة ‪ :‬بدون ناشر‪،2216،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪4‬‬

‫أنطونيوس فكرى‪ ،‬أسرار الكنيسة السبعة‪ ،‬القاىرة ‪ :‬بدون ناشر‪2216 ،‬م‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫‪5‬‬

‫أنطونيوس فكرى‪ ،‬أسرار الكنيسة ‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫‪6‬‬

‫بولس الفغال ( الخورى)‪ ،‬دراسات بيبمية ‪ :‬سفر التكوين‪ ،‬بيروت ‪ :‬المكتبة البوليسة‪1992 ،‬م‪ ،‬ص ‪.28‬‬ ‫‪7‬‬

‫بولس الفغال ‪ ،‬الكينة والكينوت ف الكتاب المقدس‪ ،‬بيروت ‪ :‬المكتبة البوليسية‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.53‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪9‬‬
‫أنطونيوس فكرى‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬أسرار الكنيسة‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪12‬‬

‫إغريغوريوس أسقف الدراسات العميا والبحث العمم ( مثمث الرحمات األنبا )‪ ،‬الالىوت الطقس ‪ ،‬القاىرة ‪ :‬منشورات أبناء األنبا‬ ‫‪11‬‬

‫أغريغوريوس‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫لصموات يمكن أن تخرج من حيز التضرع الشخصي‪ ،‬إل حيز الصىموات الميتورجيىة‪ .12‬بىل كانىت‬
‫العبادات تقتصر عم تقديم الذبائح وفق تقميد شفاىي متناقل بين العائالت‪ ،‬وتضرعات فردية من‬
‫مقدمي الذبائح والنذور‪ .13‬ىكذا كانت العبادة آنذاك‪.‬‬
‫ولم يكن الكينوت بعيداً عن ىذه البساطة في العبادة‪ ،14‬فمم يكن ىناك أي شروط تراع‬
‫في اختيار مرشح لمكينوت‪ ،‬إنما األمر بدا أشبو بالصالة الفردية‪ ،15‬التي يقدميا الشخص عن‬
‫ذاتو‪ .‬فنجد قايين وىابيل قدم كل منيما تقدماتو كل عم ِح َد ٍة‪ .16‬ولم يمبث األمر أن تحول نحو‬
‫أن ُيقدم الشخص الذبائح عن نفسو وعن عائمتو‪ ،17‬فتحول الكينوت من كينوت الفرد عن نفسو‪،‬‬
‫إل كينوت األبكار‪ .18‬الذى فيو يكون البكر قُدس للرب ( خر ‪ ،39 ) 2 :31‬فيكون بكر اإلنسان‬
‫كاهنا وبكر البهائم الطاهرة للذبيحة‪ ،‬أما غير الطاهرة فيقبل فداءه ( عد ‪.)31 : 31‬‬
‫الكهنوت الالوي ‪-:‬‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ىاك وبنِيى ِىو معىىو ِمىىن بىىي ِن بنِىىي إِسىىرائِ َ ِ‬ ‫" َوقَىىرب إِلَيى َ‬
‫ىاد َ‬
‫ون َنى َ‬
‫ىار َ‬
‫يل لى َىيكيَ َن لىىي‪َ .‬ىى ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َخى َ َ َ َ َ ُ‬ ‫ون أ َ‬
‫ىار َ‬
‫ىك َىى ُ‬
‫ون"‪ (.‬خىر ‪ .) 1 : 28‬بيىذا األمىر اإلليىي بىدأت حقبىة جديىدة مىن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ام َار َبني َى ُار َ‬
‫َوأَبييُ َو أَل َع َازَار َوِايثَ َ‬
‫العبادة‪ ،‬ليا متطمبات أكثر تعقيىداً مىن المرحمىة السىابقة‪ ،22‬ولعىل الىداف كىان العبىادة وفىق النىاموس‬
‫وم ىىا تبعي ىىا م ىىن متطمب ىىات ‪ .21‬فك ىىان ش ىىعور اإلنس ىىان بالحاج ىىة إلى ى نظ ىىام طقس ىىي أعم ىىق وأكث ىىر‬
‫تفصيالً‪ ،22‬فعرف اإلنسان العبادات القائمة فى مكىان مخصىص (خىر ‪ ،)9 : 25 :‬ووفىق طقىوس‬
‫واضحة‪ ،‬وقواعد صارمة لمعبادة‪ ،23‬كانت عقوبة مىن يتعىداىا ىى اإلعىدام فى أغمىب األحيىان‪( 24‬‬
‫عد ‪ .،) 12 : 3 :‬فكان لزاماً ىنا أن يكون لمكينىوت شىكل محىدد المالمىح‪25‬؛ فعىرف اإلنسىان فى‬

‫‪12‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪13‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Nathan Solomon Joseph , Religion, Natural and Revealed: A Series of Progressive Lessons for‬‬
‫‪Jewish Youth, The Joseph L. Baron Collection , 1879 , P. 97.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Ibid , p. 80.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Ibid , p. 79.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪Ibid , p. 76.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪John Bergsma, Jesus and the Old Testament Roots of the Priesthood , New York : Emmaus Road‬‬
‫‪Publishing , 2021, P. 108.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪Ibid , p. 80.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Ibid , p. 83.‬‬
‫أثناسيوس الرسول ‪ ،‬تجسد الكممة‪ ،‬مرج سابق‪.3 :5 ،‬‬ ‫‪21‬‬

‫إغريغوريوس أسقف الدراسات العميا‪ ،‬الالىوت الطقس ‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪23‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫عوض ‪ ،‬الكينوت بحسب تعميم القديس كيرلس عمود الدين‪ ،‬مرج سابق ‪،‬ص ‪.24‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪25‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫تمك الفترة ما يمكن أن يكون الترتيب األول لطغمات الكينوت الالوى‪ ،‬فكان ىناك رئيس الكينىة‪،‬‬
‫والكينة‪ ،‬والالويون‪.26‬‬

‫جانب الطغمات الكينوتية قدم سفر الخروج طقساً مفصالً لتقديس الكينة متضمناً‬ ‫إل‬
‫تقريبيم لممذبح‪ ،‬والتطييرات الجسدية الالزمة‪ ،27‬والمالبس الكينوتية الخاصة بكل رتبة عم‬
‫‪29‬‬
‫حدة‪ ،28‬إل جانب طقس التقديس وما حواه من فخامة طقسية وذبائح متعددة‪ ،‬إل غير ذلك‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ومن منو كل َّمن ال‬
‫ومن وقت تقديس الكينة الالويين صار الكينوت حك اًر عم سبط الوي ‪ُ ،‬‬
‫ينتم ليذا السبط‪ ،31‬بل كان الموت عقوبة من يقترب من الكينوت من خارج سبط الوي‪ .‬بل‬
‫األمر قنن كل رتبة في درجتيا‪ ،32‬فمن الالويين من تقديم البخور ومن الكينة من دخول قدس‬
‫األقداس وجعل دخولو خاصاً برئيس الكينة‪ ،‬وف وقت محدد‪ ،‬ووفق طقس صارم‪ ،33‬وكانت ىذه‬
‫الحدود القانونية مرعية تماماً حت أنو عندما حاول قورح وابيرام وداثان كسر تمك القوانين كانت‬
‫العقوبة قاسية‪ ،34‬بل وجعل اهلل ىذه الحادثة تذكا اًر مؤلماً لبن إسرائيل حت ال يعاود أحد ال َك َّرة‬
‫مرة أخرى‪ .35‬وظل ىذا النظام الكينوتي صارماً‪ ،‬متماسكاً‪ ،‬طوال عصر القضاة‪36‬؛ وان شابو‬
‫بعض االختالل في نياية عيد القضاة‪،37‬لكن ىذا لم يمن تماسك النظام الكينوتي‪ ،‬ونظام العبادة‬
‫الموحد الذى ساد العبادة في الييودية في فترة ما قبل الييكل‪.38‬‬

‫الكهنوت والعبادات الميتورجية فى الحقبة الهيكمية ‪:‬‬


‫نقل إليو العبادة كميا‪ ،39‬وظل‬ ‫ما أن أتم سميمان بناء الييكل (‪1‬مل ‪ )1 : 7 :‬حت‬
‫بياء‪ .42‬وصار عمل الالويين أكثر نظاماً‪ ،‬وأوس‬
‫بيائو القديم‪ ،‬بل ازداد ً‬ ‫الكينوت الالوى ف‬

‫‪26‬‬
‫‪Aelred Cody,A History of Old Testament Priesthood, Rome : Pontifical Biblical Institute, 1969, P.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Ibid ,p. 88.‬‬
‫عوض ‪ ،‬الكينوت بحسب تعميم القديس كيرلس عمود الدين‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ 29‬المرج السابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬


‫‪30‬‬
‫‪. Thomas Hartwell Horne, An Introduction to the Critical Study and the Knowledge of the Holy‬‬
‫‪Scriptures: vol. 1. New York : Robert Carter, 1847 , p. 113.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪Cody,A History of Old Testament Priesthood, op. cit.p51.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪Albert Vanhoye, Old Testament Priests and the New Priest, U.S.A: St. Bede's Publications, 1986. P.‬‬
‫‪57.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Ibid, P. 77.‬‬
‫‪ 34‬عوض‪ ،،‬الكينوت بحسب تعميم القديس كيرلس عمود الدين‪ ،‬مرج سابق‪24 ،‬ص‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫‪Vanhoye, Old Testament Priests and the New Priest,op. cit.p85.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪Ibid, p. 91.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪. Cody,A History of Old Testament Priesthood,p102.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪Ibid , p. 113.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪Pekka Pitkänen, Central Sanctuary and Centralization of Worship. in Ancient Israel, Piscataway,‬‬
‫‪New Jersey: Gorgias Press, 2014,p117.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪Ibid,p. 128‬‬
‫تطو اًر من حيث الشكل الميتورج ‪ ،‬وخوارس التسبيح‪ .41‬ولكن ىذا التطور حفظ النظام الطقسي‬
‫األساسي‪ ،‬والذى كان يراع بنفس الصرامة القديمة لمقوانين التي تنظم العمل الكينوتي‪ ،‬ورتب‬
‫الكينوت‪ ،‬وما يتعمق بيما‪.42‬‬
‫في عصر المموك وبعد انقسام المممكة ظمت العبادة كما ىي محفوظة بالييكل وما بداخمو‬
‫حين قاد يربعام بن نباط تمرد ديني‬ ‫مممكة الجنوب‪ ،43‬ف‬ ‫من طقوس وعبادات كينوتية ف‬
‫وصن مذبحاً وعمل تمثاالً ( ‪1‬مل ‪ ) 33 – 25 : 12 :‬وشوه العبادة بكل أشكاليا‪ .44‬ومن تاريخ‬
‫يد األشوريين عام ‪722‬‬ ‫دمار المممكة الشمالية عم‬ ‫االنقالب الديني في عصر يربعام حت‬
‫مممكة الشمال بما في ذلك الكينوت‪ .46‬أما‬ ‫لم يكن ىناك شكل ثابت منظم لمعبادة ف‬ ‫‪45‬‬
‫ق‪.‬م‬
‫النظام الكينوتي فقد حفظ الشكل الميتورج لمعبادة في ييوذا حت السبي‪.47‬‬

‫الكهنوت والعبادة في السبي ‪:‬‬


‫الكينوت الالوى كان مرتبطاً كل االرتباط بالييكل‪ ،48‬فم دمار الييكل توقف عمل‬
‫الكينوت بكل أشكالو‪ ،49‬وتوقف الطقس‪ ،‬وتحولت العبادة من النظام الطقسي الذبائحي‪ ،‬إل‬
‫النظام المجمعي‪.52‬‬

‫النظام العبادي المجمعي عند الييود لم يكن ىناك أى تميز يذكر لمكينة عن‬ ‫ف‬
‫غيرىم‪ ،51‬فمم تكن ىناك طقوس ذبائحية يتوجب معيا وجود الكينة؛ إنما مجرد تراتيل وقراءات‬
‫وتعميم لمغة العبرية‪ ،‬فكان المجم الييودي مدرسة أكثر من كونو معبداً‪ ،52‬وبالتالي لم يكن ىناك‬
‫أي ممارسات كينوتية ف المجام ‪ ،53‬حت أن رئاسة المجم لم تكن حك اًر عم الكينة بل كانت‬
‫تُمنح ألى شخص يختاره المجم دون النظر إل كونو كاىناً من عدمو‪.54‬‬

‫‪41‬‬
‫‪Ibid, p132.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪Abraham Ezra Millgram, Jewish Worship, philadelphia : Jewish Publication Society of America ,‬‬
‫‪1975, p. 42.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪Ibid,p. 61‬‬
‫‪44‬‬
‫‪John Goldingay, Old Testament Theology: Israel's Gosple, USA : IVP. Academic,2003, P. 628.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪Walter Hazen , Early Jewish History and Prophets: Inside Judaism, New york: Lorenz Educational‬‬
‫‪Press, 2002, p. 9.‬‬
‫‪46‬‬
‫‪Goldingay, Old Testament Theology , op. cit , p. 633.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪Millgram, Jewish Worship,op. cit. p44.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Ibid, P. 45.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪Ibid, p. 90.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪. Ibid, p. 9‬‬
‫‪51‬‬
‫‪. Arnold Rosenberg , Jewish Liturgy as a Spiritual System,New York : Rowman & Littlefield 2000, p.‬‬
‫‪98.‬‬
‫‪ 52‬يوأنس‪ ،‬الكنيسة المسيحية ف عصر الرسل‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪53‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪54‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫بعد عودة نحميا وبناء الييكل الثاني‪ ،‬رج الكينة إل مقاميم السامي مرة أخرى (نح ‪:‬‬
‫‪ ،)35 – 32 : 11‬ولكن كان ىناك فئة قد ظيرت تنافس مكانة الكينة‪ ،‬ليس فقط من النواحي‬
‫الدينية‪ ،‬بل والمكانة االجتماعية أيضاً‪ ،‬أال وى فئة ‪:‬الكتبة‪ ،55‬والتي شكمت الفئة المتعممة القادرة‬
‫عم نسخ الكتب المقدسة وقيادة الشعب دينياً‪ ،56‬وان كان الكينة والالويون لم يعدموا النصيب‬
‫‪57‬‬
‫والتي كانت ى النواة‬ ‫ف تمك الفئة الدينية الجديدة الت شكمت النواة األساسية لطبقة الحسديم‬
‫التي جاء منيا الفريسيون بعد ذلك‪ ،58‬وعم الرغم من كون التأثير الفريسي ف الكتبة كان أكبر‬
‫جداً من تأثير الكينة‪ ،59‬لكن ىذا لم يوجد صراعاً وظيفياً بين الكينة والكتبة‪ ،‬وال بين الكينة‬
‫والفريسيين‪ .‬فقد كان لمكينة وظيفتيم الدينية الواضحة‪ ،62‬التي يحترميا ويجميا باقي الناس‪ .61‬أما‬
‫المشكالت التي أظيرت صراعاً بين الكينة والفريسيين من جية‪ ،‬والكينة والكتبة من جية أخرى‬
‫كانت سياسية ف األساس وليس ليا عالقة بالطقوس الدينية‪ ،‬وان أخذت شكالً دينياً‪.62‬‬

‫الفكر الييودي عبادة كينوتية في األساس‪ ،63‬تدور حول‬ ‫بيذا الشكل ظمت العبادة ف‬
‫الييكل‪ ،‬والذبيحة‪ ،‬والكينوت‪ ،64‬وان ظير معيا عم التوازي الخط التعميمي الذى تكفل بو الكتبة‬
‫‪65‬‬
‫والفريسيون‪.‬‬

‫الكهنوت والعبادة فى ما بين العهدين ‪-:‬‬


‫العيد‬ ‫مابين العيدين‪ ،‬عنيا ف‬ ‫لم يكن ىناك أي تغيرات واضحة ف ُنظم العبادة ف‬
‫القديم‪ 66‬فالعبادة الييكمية كانت محور التعبد عند الييود آنذاك‪ ،67‬وكانوا يفاخرون بالييكل الذى‬
‫جدده ىيرودس (لو ‪ ،68)4 : 21‬وكانت العبادة تصدح منو كل يوم‪ ،‬وفق الطقوس الذبائحية‬

‫فييم عزيز ( الدكتور القس )‪ ،‬مدخل العيد الجديد‪ ،‬القاىرة ‪ :‬دار الثقافة‪1982 ،‬م‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪56‬‬
‫المرج السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫الحسديم أو األنقي اء ىم فئة متعممة من الييود‪ ،‬ظيرت بعد السب وشكمت النواة األساسية لفئة الفريسيين فيما بعد ( عزيز‪ ،‬مدخل‬ ‫‪57‬‬

‫العيد الجديد‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪) 28‬‬


‫‪ 58‬المرج السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪59‬‬
‫‪Anthony J. Saldarin, Pharisees, Scribes and Sadducees in Palestinian Society: A Sociological‬‬
‫‪Approach , Wilmington : M. Glazier, 1988,p. 77.‬‬
‫‪60‬‬
‫‪Ibid, p79.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪Pitkänen, Central Sanctuary and Centralization of Worship. in Ancient Israel,op. cit. p. 82.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪Anthony J. Saldarin, Pharisees, Scribes and Sadducees ,op. cit ,.p. 79.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪Pitkänen, Central Sanctuary and Centralization of Worship. in Ancient Israel,op. cit, 110.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪Ibid, p112.‬‬
‫‪ 65‬عزيز‪ ،‬مدخل العيد الجديد‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪66‬‬
‫‪Ibid , p86.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪Samuel Eugene Balentine , The Torah's Vision of Worship, Minniapolis : Fortress Press, 1999, P.‬‬
‫‪121.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪John M. Strohman, Application Commentary of the Gospel of Matthew: Final Edition, Eugen : Cross‬‬
‫‪Centered , 2014, P. 497.‬‬
‫القديمة‪ .69‬وكانت الفرق الكينوتية وعددىا أربعة وعشرون فرقة‪ ،72‬تتناوب عم دورىا ف تقديم‬
‫البخور (لو ‪ .)9 : 1‬لقد كان الكينوت ىو حجر األساس ف تمك العبادة‪ ،71‬فكان الكاىن يحكم‬
‫بالتطيير من عدمو‪ ،72‬وكان يقبل الذبائح والقرابين‪ ،‬ويرف الصموات‪ ،‬ويقوم بالخدمات الميتورجية‬
‫‪74‬‬
‫ف الييكل حسب نوبتو‪ .73‬وباإلختصار كان الكينة يقومون بكل العبادة الطقسية‬

‫التطييرات‪،‬‬ ‫وبين ىذه العبادات ظيرت طائفة من الكينة‪ ،‬كان ليم رأى أكثر عمقاً ف‬
‫فجاء يوحنا المعمدان محاوالً تحويل الفكر الييودي ناحية العمق في العبادة‪ ،‬من دون أن يحدث‬
‫التطور‬ ‫الطقوس‪ .75‬لقد كان كينوت يوحنا المعمدان حمقة الوصل ف‬ ‫تغيرات جوىرية ف‬
‫العبادى‪ 76‬ومن بعده ظير كينوت المسيح إستعالناً لمجد الكينوت‪.77‬‬

‫كهنوت العهد الجديد ‪:‬‬


‫بالرغم من عظمة الدور التعميمي الذى قام بو السيد المسيح ‪ -‬لو المجد‪ ، -‬إال أن العمل‬
‫الكينوتي الذى قام بو‪ ،‬كان جوىر ك ارزتو‪ .78‬ىذا العمل الكينوتي صاغو بوضوح عظيم كاتب‬
‫ات‪ ،‬يسوعُ ابن ِ‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫الرسالة إل العبرانيين إذ قال " فَِإذ لََنا رئِيس َكي َن ٍة ع ِظيم قَِد اجتَ َاز السَّماو ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ َ ٌ‬
‫ب ِفي ُكل َشي ٍء‬ ‫ض َعفَاتَِنا‪َ ،‬بل ُم َج َّر ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يس َكيََنة َغي ُر قَاد ٍر أَن َيرثِ َي ل َ‬ ‫اإلق َرِار ألَن لَي َس لََنا َرئِ ُ‬ ‫َفم َنتَمسَّك بِ ِ‬
‫َ‬
‫ال َرح َمةً َوَن ِج َد نِع َمةً َعوًنا ِفي ِحينِ ِو") عب‬ ‫ش النع َم ِة لِ َكي َن َن َ‬‫َّة‪َ .‬فم َنتَقَ َّدم بِثِقَ ٍة إِلَ َعر ِ‬
‫ِمثمَُنا‪ ،‬بِالَ َخ ِطي ٍ‬
‫‪ .) 16 -14 :4 :‬فكان المسيح رئيس الكينة العظيم المختمف ف رسالتو وعممو الميتورج عن‬
‫َما ى َذا فَبِقَ َسٍم ِم َن القَائِ ِل‬‫ص ُاروا َكيََنةً‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫َن أُولئِ َك بِ ُد ِ ٍ‬
‫ون قَ َسم قَد َ‬ ‫جمي من سبقوه من الكينة " أل َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرب ولَن ين َدم‪ ،‬أَن َ ِ‬
‫ص َار‬‫ق َعمَ قَد ِر ذل َك قَد َ‬ ‫اد َ‬
‫صَ‬ ‫ت َكاى ٌن إِلَ األ ََبد َعمَ ُرت َبة َممكي َ‬ ‫لَوُ‪« :‬أَق َس َم َّ َ َ َ‬
‫ض َل" ( عب ‪.)22 – 21 :7 :‬‬ ‫يسوعُ ِ ِ ٍ‬
‫ضامًنا ل َعيد أَف َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬

‫‪69‬‬
‫‪Abraham Rabinovich, Israel,New York : Gallery Books, 1989, P. 279.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪Pitkänen, Central Sanctuary and Centralization of Worship. in Ancient Israel,op. cit , P. 115.‬‬
‫‪71‬‬
‫‪Stuart Dauermann , The Rabbi as a Surrogate Priest, Eugen : PickWick Publishing , 2009, p. 51.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪Adele Berlin, Marc Zvi Brettler, The Jewish Study Bible, Oxford: Oxford University Press, 2014, P.‬‬
‫‪15.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪Peter Connolly, A History of the Jewish People in the Time of Jesus: From Herod the Great to‬‬
‫‪Masada,Chigaco : P. Bedrick Books , 1987,p. 90.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪Pitkänen, Central Sanctuary and Centralization of Worship. in Ancient Israel,op. cit, P. 122.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪Robert L. Webb, John the Baptizer and Prophet: A Sociohistorical Study, Eugene : Wipf and Stock‬‬
‫‪Publishers, 2006, P. 163.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪Ibid, p168.‬‬
‫‪ .77‬جورج عوض‪ ،‬الكينوت بحسب تعميم القديس كيرلس عمود الدين ‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪78‬‬
‫‪Gerald O'Collins, Michael Keenan Jones, Jesus Our Priest: A Christian Approach to the‬‬
‫‪Priesthood of Christ,Oxford : Oxford University Press, 2010, P. 51.‬‬
‫أن عظم ىىة الكين ىىوت المس ىىيان ت ىىأت م ىىن عظم ىىة الك ىىاىن ال ىىذى ى ىىو المس ىىيح‪ ،79‬وعظم ىىة‬
‫الذبيحة الت ى أيضاً المسيح‪ ،82‬فكينىوت العيىد الجديىد لىيس نوعىاً جديىداً مىن الكينىوت بقىدر مىا‬
‫ىو استعالن لبياء الكينوت من خىالل عظمىة رئىيس كينتىو وسىمو الذبيحىة فيىو‪ ،‬فقىد حىوت ذبيحىة‬
‫المسيح كل أنواع الذبائح ف العيد القديم‪.81‬‬

‫كهنوت التالميذ والرسل‪-:‬‬


‫ط َايىىاهُ تُغفَى ُىر لَىىوُ‪َ ،‬و َمىىن‬
‫ىال لَيُى ُىم‪« :‬اقَبمُىوا الىىرو َح القُى ُىد َس‪َ .‬مىىن َغفَىىرتُم َخ َ‬
‫ىال ىى َذا َنفَى َىخ َوقَى َ‬
‫" َولَ َّمىىا قَى َ‬
‫ط َاياهُ أُم ِس َكت»( يو ‪ ) 23 -22 :22‬بيذا الطقس تمىم المسىيح ( لىو المجىد ) شىرطونية‬ ‫أَم َسكتُم َخ َ‬
‫رسىىمو األطيىىار‪ .82‬فكىىان قىىبالً قىىد طيىىرىم بغسىىل أقىىداميم‪ ،‬ىىىذا لك ى يسىىتأمنيم عم ى ذبيحىىة العيىىد‬
‫الجديى ى ىىد والت ى ى ى سى ى ىىبق فسى ى ىىمميا ليى ى ىىم ف ى ى ى العشى ى ىىاء األخيى ى ىىر‪ ،‬وطمى ى ىىب مى ى ىىنيم أن يصى ى ىىنعوىا لى ى ى ِىذكره‬
‫‪ ( ἀνάμνησις‬لو ‪.) 19 :22 :‬‬
‫بالنفخىىة المقدسىىة ىىىذه‪ ،‬وبحمىىول الىىروح القىىدس عمى التالميىىذ والرسىىل يىىوم الخمسىىين‪ ،‬صىىار‬
‫كين ىىوت العي ىىد الجدي ىىد ف ىىاعالً فى ى الكنيس ىىة‪ .83‬فب ىىدأ الرس ىىل األطي ىىار عممي ىىم كرؤس ىىاء كين ىىة لمعي ىىد‬
‫الجديد‪ 84‬و كانىت بيىوت المىؤمنين ىى الكنىائس األولى ‪ ،85‬وفييىا تقىدم ذبيحىة العيىد الجديىد‪ .‬وكىان‬
‫الدور الميتورج لمرسل واضحاً جداً من حيث اإلىتمام الكامل بإقامىة اإلفخارسىتيا بانتظىام‪ ،‬وتعمىيم‬
‫المعموديىىات‪ ،‬وحيىىاة الش ىىركة‪ ،86‬ولمىىا توسىىعت الكنيس ىىة‪ ،‬وزاد عىىدد المىىؤمنين‪ ،‬ك ىىان البىىد م ىىن دور‬
‫رعوى ليؤالء الكينة الجدد‪ ،87‬ولكون الجمى بىين العمىل الكىرازى‪ ،‬والعمىل الرعىوى‪ ،‬كىان أمى اًر شىاقاً‪،‬‬
‫‪88‬‬
‫رأى الرسل أن يختاروا طائفة آخرى مساعدة ليم فعرفت الكنيسة رتبة الشمامسة‬

‫‪79‬‬
‫‪O'Collins & Jones, Jesus Our Priest: A Christian Approach to the Priesthood of Christ , op.‬‬
‫‪cit , p. 84.‬‬
‫ذىب الفم‪ ،‬القداس اإللي ‪ ،‬بيروت ‪ :‬منشورات النور‪1994 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ 81‬عوض‪ ،‬الكينوت بحسب تعميم القديس كيرلس عمود الدين‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪82‬‬
‫‪Lonappan Arangassery, Orders of Priesthood and Orders of Service: An East Syrian Perspective,‬‬
‫‪India: Oriental Institute of Religious Studies, 2008, p. 55.‬‬
‫‪83‬‬
‫‪. John Bergsma , Jesus and the Old Testament Roots of the Priesthood, Ohio : Emmaus Road‬‬
‫‪Publishing, 2021, p. 104.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪. Reinder Bruinsma, The Body of Christ: A Biblical Understanding of the Church , Hagerstown :‬‬
‫‪Review & Herald publishing , 2009, p. 70.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪. K. M. Haddad , Worship. Changes Since the First Century, Eugen : Northern House Publishing ,‬‬
‫‪2014, p. 28.‬‬
‫‪86‬‬
‫‪. Marcel Metzger , History of the Liturgy: The Major Stages,Minnesota : Liturgical Press, 2016, p.‬‬
‫‪44.‬‬
‫‪87‬‬
‫‪. Jerome Boone, and Others , Mission of the Church: Essays on Practical Theology for 21st Century‬‬
‫‪Ministry, Eugen : WipfandStock.com, 2018,p. 25.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪. Charles Marie du Veil, Francis Augustus Cox , A Commentary on the Acts of the Apostles , London :‬‬
‫‪Hadoon & Castle publishing , 1851, p. 133.‬‬
‫لقىىد كىىان عمىىل الكينىىة ف ى العيىىد الجديىىد فى األسىىاس عم ىالً ليتورجيىاً‪ ،89‬يسىىير جنبىاً إل ى‬
‫جنىىب بجانىىب العمىىل الك ىرازى‪ ،‬فكانىىت الكنيسىىة تنمىىو بىىالك ارزة‪ ،‬وتثبىىت باإلفخارسىىتيا‪ .92‬وكىىان كينىىة‬
‫العيد الجديد ىم الكارزون وىم قادة العمل الميتورج ‪.91‬‬

‫العمل الميتورجى لكهنة العهد الجديد‪-:‬‬


‫كان الرسل ومن بعدىم األنبياء ثم المعممين ىم قادة العمل الميتورج فى الكنيسىة الوليىدة‬
‫ف عصر الرسل‪ ،92‬وكان عمييم التنقل الدائم بين الكنائس‪ .93‬األمر الذى بدأ يصىعب شىيئاً فشى‬
‫مى ى اإلمت ىىداد الكنسى ى والتوسى ى الكى ىرازى‪ ،94‬فك ىىان ل ازمى ىاً عمى ى الكنيس ىىة إيج ىىاد خ ىىداماً م ىىن الكنيس ىىة‬
‫المحمية‪ ،‬فظيرت فئة القسوس‬

‫وحيىىث أن اإلجتمىىاع اإلفخارسىىت كىىان والزال ىىىو عصىىب العبىىادة المسىىيحية‪ ،95‬وفيىىو كىىان‬
‫يشرطن األسقف‪ ،‬ويتمم األسقف اإلفخارستيا كعالمة لشرعية شىرطونيتو‪.96‬فالعالقىة بىين الميتورجيىا‬
‫والكينوت عالقة وجود‪97‬؛ بمعن ‪ :‬أن الميتورجيا ى وسيمة شرطونية الكينة‪ -‬بل الوسيمة الوحيدة‬
‫لذلك‪ . -‬والكينوت ىو الذى يتمم الميتورجيات وال تقام ليتورجية بدون كينوت‪.‬‬

‫مىىن العمىىق التىىاريخ لمكينىىوت المقىىدس‪ ،‬يجىىد المىىرء الكينىىوت واحىىداً فى كىىل الكتىىاب سىواء‬
‫ف العيد القديم أو الجديد‪ .98‬األساس واحد وىو ‪ :‬الكينوت لميتورجيا‪ ،‬واليتورجيا لمكينوت‪ .99‬لكن‬
‫الفارق ىو تحول الذبيحة من الذبائح الحيوانيىة المتعىددة إلى ذبيحىة المسىيح الحقيقىة وربىط المسىيح‬
‫– لو المجد – حمقات الكينوت القديم بكينوت العيد الجديد‪ ،‬ليصير الكينوت واحد فيو‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪. John Bergsma , Jesus and the Old Testament Roots of the Priesthood, op. cit, p. 58.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪. Earle E. Cairns , Christianity Through the Centuries: A History of the Christian Church ,Grand‬‬
‫‪Rapids : Zordenvan 2009, p. 513.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪. Kenan Osborne , Priesthood, op. cit. p. 154.‬‬
‫‪92‬‬
‫‪Aaron Milavec, The Didache: Text, Translation, Analysis, and Commentary, Wilmington : M.‬‬
‫‪Glazier books 2003, p. 12.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪F.L Cross &,E.A Livingston,The Oxford Dictionery of Christian Church (ODCC), London : oxford‬‬
‫‪University Press,2005 , P. 28‬‬
‫‪94‬‬
‫‪Ibid, P. 30‬‬
‫‪95‬‬
‫‪Gregory Dix , The shape of Liturgy , London: Bloomsbury T&T Clark, 1945, P. 25.‬‬
‫‪96‬‬
‫‪Milavec, The Didache, op. cit. p18‬‬
‫‪97‬‬
‫‪Dix , The shape of Liturgy. Op. cit. p. 45.‬‬
‫‪98‬‬
‫‪Donald J. Goergen, Ann Garrido · The Theology of Priesthood , Minnesota: Liturgical Press , 2017,‬‬
‫‪P113‬‬
‫‪99‬‬
‫‪Ibid, p114‬‬

You might also like