You are on page 1of 168

‫أساسيات الشعر‬

‫وتقنياته‬
‫إشكالية التمييز بين قصيدة النثر‬
‫والخاطرة وقصيدة التفعيلة‬

‫محمود قحطان‬

‫‪1‬‬
‫المحتويات‬
‫أساسيات الشعروتقنياته ‪1 .........................................................................‬‬
‫املتحويات ‪3........................................................................................................................‬‬
‫تقديم‪5 .....................................................................................................‬‬
‫افتتاحية ‪11 ..............................................................................................‬‬
‫النثر والختطرة وقصيدة ّ‬
‫الوفعيلة ‪33 ..............................‬‬ ‫الومييز بين قصيدة ّ‬ ‫إشكتلية ّ‬
‫ّ‬

‫أساسيات الشعر ‪55 ...................................................................................‬‬


‫ّ‬
‫الشعر؟ ‪72 ....................................................................................................................‬‬ ‫مت ِّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الشعر سهلة ‪33 ..................................................................‬‬ ‫تجعل كوتبة ِّ‬ ‫خمسة أسبتب‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الشعر ‪33 ........................................................................................‬‬ ‫لكوتبة ِّ‬
‫ِّ‬ ‫سبعة مبتدئ‬
‫ّ ُ ّ‬ ‫الش ُ‬‫ّ‬
‫عر الطيال ‪53 .................................................................................‬‬ ‫والش‬
‫عر القصير ِّ‬ ‫ِّ‬
‫أفكتر لقصيدتك؟ ‪53 .........................................................................‬‬ ‫ُ‬
‫كيف تحصل على ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫الشعر ‪33 ...........................................................................................................‬‬ ‫فن إلقتء ِّ‬
‫خمس نصتئح للمبودئين ‪33 .............................................................................................‬‬ ‫ُ‬

‫متذا يجب أن يفكر به المبودؤون؟ ‪33 ............................................................................‬‬


‫ل ّ‬
‫الشعر‪23 .....................................................................................................‬‬‫درستن حي ِّ‬
‫ُ‬
‫األلفتظ والكلمت ‪22 ........................................................................................................‬‬
‫تقنيات الشعر ‪38 .......................................................................................‬‬
‫ّ‬
‫األدبية ‪53 .................................................................................................‬‬ ‫ّ‬
‫الوقنيت‬ ‫حيل‬
‫ّ‬
‫لشعر ‪33 ........................................................................................................‬‬‫عند كوتبة ا ِّ‬

‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫االسوعترة وطراقة اسوخدامهت ‪32 ....................................................................................‬‬
‫جيدة؟ ‪303......................................................................................‬‬ ‫كيف أكوب قصيدة ّ‬

‫سرقة األفكتر ‪303.......................................................................................................‬‬ ‫ُّ‬


‫فن‬
‫ِّ‬
‫تجنب تأثيرهت ‪333......................................................................‬‬ ‫اقرأ قصتئد كثيرة ولكن ّ‬
‫ّ‬
‫الش ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫عراة ‪333.....................................................................‬‬ ‫للكوتبة ِّ‬
‫ِّ‬ ‫أستسية‬ ‫أربع مهترا ٍ‬
‫جيدة؟‪333........................................................................‬‬‫التحرة ّ‬
‫كيف تجعل قصيدتك ّ‬
‫الد ّ‬
‫اخلية ‪373..................................................................................................‬‬ ‫الميسيقى ّ‬
‫ّ‬
‫الونتص‪333.......................................................................................................................‬‬
‫‪ 96‬نصيحة لكتابة الشعر‪141......................................................................‬‬
‫المصادروالمراجع ‪151...............................................................................‬‬
‫الكتتب في سطير‪333........................................................................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫تقديم‬

‫‪5‬‬
‫الرحيم‬
‫الرحمن ّ‬
‫بسم الله ّ‬

‫الحمدُ لله ا ّلذي ع ّلم بالقلم‪ ،‬ع ّلم اإلنسان ما لم يعلم‪،‬‬


‫محمد‬
‫ّ‬ ‫والسالم على س ّيد البلغاء وإمام الفصحاء س ِّيدنا‬
‫والصالة ّ‬
‫ّ‬
‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫وبعد‪،‬‬

‫مقاالت هذا الكتاب هي ُخالصة تجربتي في الكتابة األدبيّة‬


‫ُ‬
‫مقاالت نقد ّية‬
‫ٌ‬ ‫فن ِّ‬
‫الشعر‪ .‬إنّها ليست‬ ‫المتعدّ دة في ّ‬
‫ونتيجة قراءاتي ُ‬
‫علم ل ُه أصول ُه وقواعد ُه‬
‫األدبي ٌ‬
‫ّ‬ ‫الحرفي لكلمة النّقد‪ ،‬فالنّقد‬
‫ّ‬ ‫بالمعنى‬
‫نوعا من‬
‫أنتج ً‬
‫فن الكتابة األدب ّية وتقنياتها َ‬
‫المختلفة‪ .‬أ ّما ّ‬
‫ومدارس ُه ُ‬
‫درس‪ ،‬وله اتّجاهات ُتتّبع‪.‬‬
‫وصار فنًّا ُي ّ‬
‫َ‬ ‫المخ ّطط ل ُه سل ًفا‪،‬‬
‫الفن ُ‬
‫ّ‬
‫شاعرا؛‬
‫ً‬ ‫صحيح أ ّن ُه ال توجد وصفة سحر ّية إذا اتّبعها الدّ ارس أصبح‬
‫ٌ‬
‫الخطط وتنفيذها‬ ‫ٌ‬
‫عمل شاب ُه وضع ّ‬ ‫فن الكتابة ّ‬
‫الشعر ّية‬ ‫ّإال ّ‬
‫أن ّ‬
‫كثيرا‪،‬‬
‫ستتحسن كتابته ً‬
‫ّ‬ ‫بوساطة أفكار ونصائح إذا اتّبعها الكاتب‬
‫صبح إيجاب ًّيا‬
‫وستتطور مهاراته‪ ،‬ويرتقي ُمستواه؛ فاألداء التّعبيري ُي ُ‬
‫ّ‬
‫ثمرا عند استقصاء النّسيج ّ‬
‫الشعري وطرائق التّعبير وفهمها‪.‬‬ ‫و ُم ً‬

‫‪7‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫أهمها أنّها تُعطي‬


‫مقاالت الكتاب حاجات عديدة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تُل ّبي‬
‫العربي طريق ًة ُمثلى في الكتابة اإلبداع ّية ّ‬
‫الشعر ّية‪ ،‬وتُساعد ُه‬ ‫ّ‬ ‫القارئ‬
‫ّشوش إلى‬ ‫هما ً‬
‫ثقيال باألوهام والت ّ‬ ‫على تحويل الكتابة من كونها ًّ‬
‫علمي ُيراعي خصائص الكتابة ّ‬
‫الشعر ّية‪ ،‬فيكتشف الهفوات‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫منهج‬
‫ثم تُساعد ُه على ضبط شعره‪.‬‬
‫الضعف؛ ومن ّ‬
‫ونقاط ّ‬

‫وحسن‬ ‫تعتمدُ الكتابة ّ‬


‫الشعر ّية بالدّ رجة األولى على الموهبة‪ُ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ٍ‬ ‫الخيال‪ ،‬وفه ٍم ج ّي ٍد ألساليب الكتابة ّ‬
‫الشعر ّية‪ ،‬وثقافة واسعة‪ّ ،‬‬
‫السليم والتّفكير الجاد الخالي من استخفاف‬
‫ُيكملها التّخطيط ّ‬
‫شوهوا ِّ‬
‫الشعر وأساؤوا إليه‬ ‫الهواة واستهانتهم بالكتابة ّ‬
‫الشعر ّية‪ ،‬ف ّ‬
‫بهدمهم الجسور ا ّلتي كانت متينة بين ّ‬
‫الشاعر وجمهور ُمتل ّقي‬
‫ّ‬
‫الشعر‪.‬‬

‫تكا ُد تخلو المكتبة العرب ّية من أنماط هذه الكتابات في مجال‬


‫تحتاج إلى‬
‫ُ‬ ‫الشعر؛ لذلك ّ‬
‫فإن المقاالت ليست رحلة ترفيه ّية‪ ،‬بل‬ ‫ِّ‬
‫الشعري‪.‬‬ ‫تفح ٍ‬
‫ص وتمحيص و ُمقاربة للوصول إلى فهم آل ّية العمل ّ‬ ‫ّ‬

‫حاولت أن أجعل مقاالت هذا الكتاب يسيرة وموجزة‪،‬‬


‫ُ‬
‫باالعتماد على بعض األحكام النّظر ّية والقواعد الفكر ّية‪،‬‬
‫همة‬
‫الم ّ‬
‫الركائز ُ‬
‫المستطاع؛ للوقوف على ّ‬
‫واالستشهاد باألمثلة قدر ُ‬

‫‪8‬‬
‫الشعر وأ ّن ُه وسيل ٌة لتحويل‬
‫الشاعر ل ُيدرك غايات ّ‬
‫يحتاج إليها ّ‬
‫ُ‬ ‫ا ّلتي‬
‫العالم وتفسيره‪.‬‬

‫قدرا من الفائدة‬
‫المقاالت القارئ العربي ً‬
‫ُ‬ ‫أرجو أن تُعطي هذه‬
‫المتواضع في خدمة المكتبة‬
‫سهم هذا العمل ُ‬
‫والمتعة‪ ،‬وعسى أن ُي َ‬
‫ُ‬
‫العرب ّية واألفراد المعن ّيين بكتابة ِّ‬
‫الشعر‪.‬‬

‫رب العالمين من قبل ومن بعد‬


‫والحمدُ الله ّ‬

‫والله من وراء القصد‪.‬‬

‫محمود قحطان‬

‫‪9‬‬
‫افتتاحية‬

‫‪11‬‬
‫إشكال ّية ال ّتمييز بين قصيدة النّثر‬
‫والخاطرة وقصيدة ال ّتفعيلة‬

‫إن كان قصيد ًة عمود ّي ًة أو‬


‫يهمني ْ‬ ‫ُأ ُّ‬
‫حب ِّ‬
‫الشعر الحقيقي‪ ،‬وال ُّ‬
‫اعر‬ ‫شعرا‪ ،‬فما دام َّ‬
‫الش ُ‬ ‫هم أن تكون ً‬
‫الم ّ‬
‫على نظم التّفعيلة أو نثر ّية‪ُ ،‬‬
‫تعكس مكنونات‬
‫ُ‬ ‫خرج لنا مرآ ًة‬
‫لتحم بجسد النَّص ل ُي َ‬‫استطاع أن َي َ‬‫َ‬
‫اعر ْ‬
‫أن‬ ‫يستحق هذا َّ‬ ‫ٍ‬ ‫حالة وجدان ّي ٍة ما؛‬
‫ٍ‬
‫الش ُ‬ ‫ُّ‬ ‫حينئذ‬ ‫نفسه‪ ،‬أو تُع ِّبر عن‬
‫يلمسني ببراعة استخدامه للحرف‪،‬‬
‫استطاع أن َ‬
‫َ‬ ‫صبح ف ّنانًا أل َّن ُه‬
‫ُي َ‬
‫يسكب مشاعره‬
‫َ‬ ‫وبقدرته على قيادة المفردات‪ ،‬وال نطالب ُه إالَّ ْ‬
‫أن‬
‫السطر فتندى أحرف ُه باأللق‪.‬‬
‫يذوب على أوردة َّ‬
‫ُ‬ ‫ثلجا‬
‫البيضا َء ً‬

‫يكتب‬
‫َ‬ ‫َم َع إيماني بكالمي المذكور آن ًفا؛ إالَّ أنَّني أكر ُه ْ‬
‫أن‬
‫دامت قادرة على‬
‫ْ‬ ‫أهتم بنوعي ِّة الكتابة ما‬
‫ُّ‬ ‫اعر ما يجهل ُه‪ ،‬أنا ال‬ ‫َّ‬
‫الش ُ‬
‫لمس َش َغاف قلبي؛ ولكنَّني أكر ُه الخلط بين األصناف الشعر ّية عن‬

‫والمتل ّقي الن ُ‬


‫ّاتج عن ارتباك الكاتب‬ ‫ب إرباك القارئ ُ‬
‫جهل؛ ما ُيسبِّ ُ‬

‫‪13‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫نفسه!‬

‫المتداولة‪ ،‬العتقادي‬ ‫لذا لنبدأ بالتّفريق بين األصناف ِّ‬


‫الشعر ّية ُ‬
‫ت مختلفة ولكنَّها تبقى ضمن‬ ‫بوجود ُأصناف أخرى ذات مسميا ٍ‬
‫َّ‬
‫هذه التّصنيفات األربعة اآلتية‪:‬‬

‫الشعري المؤ ّلف من‬


‫القصيد ُة العمود ّية‪ :‬تعتمدُ نظام البيت ِّ‬
‫صدر وعجز وقافية وروي‪ .‬موزونة‪ ،‬ومؤ ّلفة من تفعيالت ُمحدَّ دة‬
‫ُكو ُن البحور الخليل ّية‪ .‬مثل قول ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬ ‫وثابتة ت ِّ‬

‫ح َلمْ َينْدَ ِم‬


‫َن ٌ‬
‫خليِا ِل ُمج َّ‬
‫فا َ‬
‫سهُو ِبنِصْفِي ثُمَّ أُدْرِكُ أنَّ ُه ِنصْ ُ‬
‫َأ ْ‬

‫وهي على بحر الكامل‪:‬‬

‫ُمتَفَا ِع ُلنْ ُمتَفَا ِع ُلنْ ُمتَفَا ِع ُل ْن ُمتَفَا ِع ُلنْ ُمتَفَا ِع ُلنْ ُمتَفَا ِع ُل ْن‬

‫كل أبيات‬ ‫ٍ‬


‫ّفعيالت في ّ‬ ‫ُ‬
‫حافظ ّ‬
‫الشاعر على عدد الت‬ ‫ُ‬
‫حيث ُي‬
‫الشطـر ال ّثـاني‬
‫رف األخيـر من ّ‬ ‫ٍ‬
‫واحدة (الحـ ُ‬ ‫ٍ‬
‫بقافية‬ ‫القصيدة؛ ويلتزم‬
‫يتكون البيت ّ‬
‫الشعري من‪:‬‬ ‫‪-‬العجز‪ -‬في ّ‬
‫كل بيت)؛ بذلك ّ‬

‫(البيت)‬

‫ك أنَّ ُه (صدر البيت)‬


‫سهُو بِ ِنصْفِي ثُمَّ أُدْرِ ُ‬
‫َأ ْ‬

‫ح َلمْ يَنْدَ ِم (عجز البيت)‬


‫َن ٌ‬
‫ف اخلَيِالِ ُمج َّ‬
‫نِصْ ُ‬

‫‪14‬‬
‫إشكال ّية التّمييز بين قصيدة النّثر والخاطرة وقصيدة التّفعيلة‬

‫ُسمى‬
‫ُسمى التّفعيلة األخيرة من صدر البيت (العروض)‪ ،‬وت ّ‬
‫ت ّ‬
‫يجب االلتزام به‬
‫ُ‬ ‫الضرب) ا ّلذي‬
‫التّفعيلة األخيرة من عجز البيت ( ّ‬
‫سمى (الحشو)‪.‬‬
‫طوال القصيدة‪ ،‬وما بينهما ُي ّ‬
‫ٍ‬
‫جديدة‬ ‫الحر)‪ :‬طريق ُة استخدا ٍم‬ ‫عر‬ ‫قصيد ُة التّفعيلة ( ِّ‬
‫ّ‬ ‫الش ُ‬
‫ٍ‬
‫بحور خليل ّية وهي البحور أحاد ّية‬ ‫لل ُّبحور الخليل ّية‪ ،‬تُكتب بثمانية‬
‫والمتدارك‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والسريع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والرجز‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التّفعيلة (الوافر‪ ،‬والهزج‪،‬‬
‫تخرج عن التَّفاعيل ال َعشرة‪،‬‬
‫ْ‬ ‫والرمل‪ ،‬والكامل)‪ ،‬وال‬
‫والمتقارب‪ّ ،‬‬
‫الشكل الخارجي ا ّلذي ال يعتمدُ نظا َم البيت‬
‫فكان التّطوير في ّ‬
‫الشعري ا ّلذي ال يلتز ُم بعدد‬
‫السطر ّ‬
‫الواحد‪ ،‬إنَّما اعتمادها على نظام َّ‬
‫تفعيالت ُمحدّ دة أو باألضرب والقوافي‪ ،‬و ُ‬
‫يطول أو يقصر بحسب‬
‫عدد تكرار التّفعيلة‪ ،‬أي‪ّ :‬‬
‫أن التّفعيلة هي وحدتها األساس ّية؛ لذا هي‬

‫قصيد ٌة موزون ٌة‪ ،‬يكتمل وزنها مع نهاية المقطع ال ّ‬


‫السطر‪ ،‬وال‬
‫ُيشترط التزامها القافية ( ُمرسل)‪.‬‬

‫قال ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫ري لكيْ ُأُؤنبْ!‬


‫ت الضَّم َ‬
‫لسْ ُ‬
‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن ُم َت َف ْاع ُال ُت ْن‬
‫ما ذنبُها؟!‬

‫‪15‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن‬


‫أ ْرخَتْ ِعنَانَ حِصَانِها‪..‬‬
‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن ُم َت َف ْاع ُل ْن‬
‫خلشُوعْ‬
‫وغدا الصَّهي ُل ِدثَارَها بع َد ا ُ‬
‫ُم َت َف ْاع ُل ْن ُم َت َف ْاع ُل ْن ُم ْت َف ْاع َال ْن‬
‫واستبدَلتْ‪..‬‬
‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن‬
‫هَذي الفتا ُة قِنا َعهَا‬
‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن ُم َت َف ْاع ُل ْن‬
‫وختاذَلتْ‪..‬‬
‫ُم َت َف ْاع ُل ْن‬
‫حتَّى اخلنُوعْ‬
‫ُم ْت َف ْاع َال ْن‬
‫سكُو ُنهَا؟‬
‫حليَاءُ‪ ...‬الصَّمتُ‪ ،‬أي َن ُ‬
‫أي َن ا َ‬
‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن ُم ْت َف ْاع ُل ْن ُم َت َف ْاع ُل ْن‬
‫ش اجلَزوعْ‬
‫إغفَاءَ ُة الرِّم ِ‬
‫ُم ْت َف ْاع ُل ْن ُم ْت َف ْاع َال ْن‬

‫ُ‬
‫ُالحظ أنّها قصيدة تنتمي إلى البحور الخليل ّية (بحر الكامل)‬
‫ن‬
‫وتفعيلته ( ُمتَ َف ْاع ُل ْن) ا ّلتي دخلها اإلضمار فصارت ( ُمتْ َف ْاع ُل ْن)‪،‬‬
‫وزيادة سبب خفيف عليها فصارت ( ُم ْت َف ْاع َالت ُْن)‪ ،‬والتّذييل فصارت‬

‫‪11‬‬
‫إشكال ّية التّمييز بين قصيدة النّثر والخاطرة وقصيدة التّفعيلة‬

‫( ُم ْت َفاع َال ْن)‪ ،‬وقد اختلف عدد تكرارها في ّ‬


‫الشطر الواحد‪.‬‬

‫مكن أن‬
‫أدبي يتق ّيد بشروط فن ّية عالية‪ُ .‬ي ُ‬
‫جنس ٍّ‬
‫قصيد ُة النّثر‪ٌ :‬‬
‫منثورا‪ ،‬ال تتق َّيد بوزن وال قافية؛ ولكنَّها تعتمدُ‬
‫ً‬ ‫شعرا‬
‫نطلق عليه ً‬
‫َ‬

‫وصورا ولغ ًة شعر ّية ُمك َّثفة ُ‬


‫ومبتكرة‪ ،‬وتوافقات بين‬ ‫ً‬ ‫إيقاعا داخل ًّيا‬
‫ً‬
‫سردي ‪-‬في الغالب‪-‬‬
‫ٌّ‬ ‫نص‬
‫الصوت والمعنى‪ ،‬وبين اإليقاع والفكرة‪ٌّ .‬‬‫ّ‬
‫ٍ‬
‫قصيرة تُك ِّون فقر ًة أو فقرتين‪ ،‬وتبتعدُ عن‬ ‫ٍ‬
‫جمل‬ ‫يتكو ُن من‬ ‫‪،‬‬
‫ّ‬
‫المحسنَّات البديع ّية‪.‬‬

‫قال ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫ح فمي‪..‬‬
‫أفت ُ‬
‫أُعلِّ ُق يف سَقفِ حلقي‬
‫ت في ِه هزائمي بنيّةِ ابتالعها‬
‫كيسًا أسو َد مجع ُ‬
‫لساني غص ٌن يابسٌ‪،‬‬
‫واملاءُ ضري ٌر تا َه يف طريق ِه حنوي‬
‫خ ُم الكيسُ ك ُغصّةٍ‪،‬‬
‫يتض ّ‬
‫ينتفخُ كصَد ِر ضِفد ٍع‬
‫يُشعِ ُل أوتا َر حنجرتي‪ ،‬ويلس ُع شفيتّ‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫فأعج ُز ع ِن الكالمِ!‬
‫أمتَدَّدُ مثقوب الذّاكر ِة فيما يُشب ُه السّيالن‬
‫يرسُمين اجلو ُع أطرافًا يابسة‬
‫ب جهاتي‬
‫تذو ُ‬
‫أؤ ِم ُن أنّين غري قابلٍ إلعاد ِة االستخدام‬
‫أخْفُتُ‪ ،‬شيئًا‪..‬‬
‫فشيئًا‪،‬‬
‫وال يبقَى من عُروقي املنحور ِة سوى اإلمياءْ!‬

‫قو ٍة‬
‫السرياليّة إشار ٌة إلى ّ‬
‫المدهش بأجوائه ّ‬ ‫في هذا النّص ُ‬
‫نعطف من القصيدة‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فاجأة عند ّ‬
‫كل ُم‬ ‫شعر ّي ٍة وإبدا ٍع في التّصوير و ُم‬
‫كثير من‬
‫الحق‪ٌ .‬‬ ‫ُ‬
‫اإلنسان في القصيدة‪ ،‬وهي القصيد ُة في اإلنسان ّ‬ ‫هو‬
‫لمعاناة اإلنسان‪.‬‬ ‫اإليحاء ّ‬
‫الذاتي والتّعبير الحقيقي ُ‬

‫ؤصلها في كتب‬
‫النّثر‪/‬الخاطرة‪ :‬الخاطرةُ‪ ،‬لم أقرأ ما ُي ّ‬
‫األولين؛ ولكن يوجد لها تعريفات اجتهدَ بعض الكتّاب في‬
‫ّ‬
‫وضعها‪ُ ،‬يمكن البحث عنها واستلهام خصائصها‪ُ ،‬شبهت بالمقال؛‬
‫لذا أصنِّفها ضمن النّصوص النثر ّية ا ّلتي ال تلتز ُم بوزن وال قافية‪،‬‬
‫تجري عفو ّية ولحظ ّية‪ ،‬وتبتعد عن اإلسهاب وتخلو من الحجج‬

‫‪18‬‬
‫إشكال ّية التّمييز بين قصيدة النّثر والخاطرة وقصيدة التّفعيلة‬

‫ُ‬
‫يجول في خاطر كاتبها‬ ‫وإحساس ُمع ّي ٍن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فكرة‬ ‫والبراهين‪ ،‬وتع ِّب ُر عن‬
‫تحتاج‬
‫ُ‬ ‫الشاعر وغير ّ‬
‫الشاعر ألنّها ال‬ ‫إلثارة عاطفة القارئ‪ .‬يكتبها ّ‬
‫المحسنات البديع ّية في هذا‬
‫َّ‬ ‫إلى موهبة شعر ّية‪ُ .‬يمكن اعتماد بعض‬
‫سج ًعا‪ ،‬وبهذا تكون الخاطرة جمعت‬
‫النّوع من الكتابة‪ ،‬فقد يكون ُم َّ‬
‫تصير‬
‫ُ‬ ‫الشعر والنَّثر؛ مع أنَّنا ال نستطيع أن نُجز َم َّ‬
‫أن الخاطرة‬ ‫بين ِّ‬
‫المحسنات البديع ّية ولكن ُيمكننا القول‪ :‬إنَّها تجم ُع‬
‫ّ‬ ‫عرا ببعض‬
‫ش ً‬
‫الموسيقى الدّ اخل ّية‪.‬‬ ‫فيها بعض خصائص ِّ‬
‫الشعر‪ ،‬أي‪ُ :‬‬

‫قال ّ‬
‫الشاعر‪:‬‬

‫ني يأتي اللّي ُل وأغدو وحيدًا ُمتّكأً إىل تنهيد ٍة عابثة‪،‬‬


‫ح َ‬
‫ث عن‬
‫س وأحب ُ‬
‫يُصبح ك ّل شيءٍ بال معنى‪ ،‬أكر ُه نفس َي والنّا َ‬
‫وكل‬
‫ُّ‬ ‫خ ُم احلزنُ كالصّدى‪،‬‬
‫معنى «خلقناه بقدر»‪ .‬يتض ّ‬
‫وأظل‬
‫ُّ‬ ‫الشّياطني الّيت تسك ُن يف وعا ِء دِمائي تُحرّضين إىل اخلروج‪،‬‬
‫حائرًا‪ ،‬أأُناغيها أم أرثيها؟‬
‫ت‬
‫كلّ شي ٍء يتّشحُ بالسّواد يُعل ُن احلداد ويتلو جراحا ِ‬
‫ب والبَالء‪ ،‬ال دَمعَ ينف ُع كي يروي ظمَأ احلنني‪ ،‬وال صُرا َخ‬
‫الكر ِ‬
‫ميتصّ من مساماتي العطشى شَقاوة ال ِبغَاء‪ ،‬وكلّ زاويةٍ يف‬
‫ري اتّجاهاتٍ أربعة‪ ،‬ونافذ ًة‬
‫جسدي تدقّ جرسَ الرّو ِح الغائبة‪ ،‬أص ُ‬
‫ط مُجعّ ٍد‬
‫مُعلّقة‪ ،‬وأخج ُل من حبلي السّري املمدود أمامي كخي ِ‬
‫أخشى انقطاعه عند اعتال ِق اللّيل بأوّل فاصل ٍة للضّوء‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ت وجهَ احلياةِ‪،‬‬
‫ت مجّل ُ‬
‫ت مُقتنعًا أنّين متى ما ابتسم ُ‬
‫كن ُ‬
‫وكنتُ أعتقدُ أنّين هديّة من السّما ِء ال أستحقّها!‬
‫رب من ُه‬
‫جلًا يُشبهين كثريًا؛ ولكنّين أك ُ‬
‫كنتُ أرى يف املرآة ر ُ‬
‫ٍّ؛‬
‫سنًّا‪ ،‬وأكث ُر إحلاحًا يف حبّ اهلل‪ ،‬فبادلين اهلل حبًّا حبب‬
‫ولك ّن اهلل إذا ‪...‬‬
‫ب ما قتل!‬
‫ومن احل ّ‬

‫هم ٍة وهي‪ :‬طريقة الكتابة‪ ،‬فبعض الكتَّاب‬ ‫ٍ‬


‫ألم ُح إلى نقطة ُم ّ‬
‫ِّ‬
‫نصه النَّثري أو خاطرته كما يكتب قصيدة التَّفعيلة تما ًما‪ ،‬أي‪:‬‬
‫يكتب ُّ‬
‫وتقصر بحسب التَّداعي الشعوري‪ ،‬وأنا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تطول‬ ‫ُموزَّ عة على أسطر‬
‫السطر‪ ،‬ال‬
‫أرى ما ترا ُه نازك المالئكة من وجوب كتابة النَّثر بملء َّ‬
‫ٍ‬
‫أسطر‬ ‫الموزعة على‬
‫َّ‬ ‫بتلك ال ّطريقة‬
‫َب َ‬ ‫الحر ا ّلذي ُيكت ُ‬ ‫تقليدً ا ِّ‬
‫للشعر ِّ‬
‫بنا ًء على تكرار التّفعيالت‪.‬‬

‫مما ُذكر سل ًفا َّ‬


‫أن ُمحاولة صنع القافية أو استدراجها‬ ‫ّضح َّ‬
‫يت ُ‬
‫يغيب عن أذهان بعض ال ُكتَّاب َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫يدل على موه ٍبة شعر ّي ٍة؛ ولكن‬
‫ُّ‬
‫القافية ال تأتي َّإال مع القصائد الموزونة‪ ،‬سواء ال َعمودي منها أو‬
‫التَّفعيلة‪ ،‬وال تأتي مع قصائد النَّثر أو الخاطرة أبدً ا‪ ،‬وهذا ليس كال ًما‬
‫عابرا ُيمكننا التَّغاضي عن ُه‪ ،‬وليس جديدً ا‪ ،‬فلو قرأنا (نقد ّ‬
‫الشعر البن‬ ‫ً‬

‫‪02‬‬
‫إشكال ّية التّمييز بين قصيدة النّثر والخاطرة وقصيدة التّفعيلة‬

‫قدامة‪ ،‬وعيار ّ‬
‫الشعر البن طباطبا‪ ،‬والعمدة البن رشيق القيرواني‪،‬‬
‫أن القافية‬
‫ودالئل االعجاز وأسرار البالغة للجرجاني) التّضح لنا َّ‬
‫موجبة للوزن‪ً ،‬‬
‫فمثال من كتاب العمدة‪ُ ،‬يحدّ د ابن رشيق ِّ‬
‫الشعر بأ َّن ُه‬
‫يرتكز‪-‬بعد النِّية‪ -‬على أربعة أشياء‪ ،‬هي‪ :‬ال ّلفظ‪ ،‬والوزن‪ ،‬والمعنى‪،‬‬
‫ُ‬
‫أن الوزن أعظم‬ ‫والقافية؛ وعن الوزن – ّ‬
‫بالذات‪ -‬يقول «‪ ...‬مع َّ‬
‫أركان حد الشعر‪ ،‬وأوالها به خصوص ّية‪ ،‬وهو ُمشتمل على القافية‪،‬‬

‫وجالب لها ضرورة َّإال أ َّن ُه وحده‪ ،‬ال يخلق ً‬


‫شعرا»؛ وهذا يعني َّ‬
‫أن‬
‫الوزن‪ ،‬أ َّما مسألة ِّ‬
‫الشعرية فموضوع‬ ‫ُ‬
‫يشترط َ‬ ‫اإلصرار على القافية‬
‫آخر‪.‬‬

‫عر كالم موزون‪،‬‬


‫يقول قدامة بن جعفر في نقد الشعر‪« :‬الش ُ‬
‫ُمق َّفى‪ ،‬له معنى»‪ ،‬وهنا نرى ربط الوزن بالقافية‪ ،‬فكالهما موجب‬
‫لآلخر‪.‬‬

‫تضع القافي َة‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يشترط الوزن‪ ،‬وعندما‬ ‫اإلصرار على القافية‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫إن‬
‫َ‬
‫شرط القافية‬ ‫تضع‬
‫ُ‬ ‫على قصيدتك النّثر ّية أو خاطرتك‪ ،‬فأنت ا ّلذي‬
‫بب أنَّك ال تُدرك نوع ال َّفن ا ّلذي تكتبه‪.‬‬ ‫وأنت غير ُملز ٍم به‪َّ ،‬‬
‫والس ُ‬

‫كثير ما يدَّ عي‬ ‫أفر َق بين ُمصطلحي َّ‬


‫السجع والقافية‪ٌ .‬‬ ‫أحب أن ِّ‬
‫ُّ‬
‫وأن القافية هي ا ّلتي تتداعى من تلقاء‬
‫يتعمد القافية َّ‬
‫بعضهم أ َّن ُه لم َّ‬

‫‪01‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫السليقة ال تأتي‬
‫يصح؛ ألنّه حتّى ّ‬
‫بالسليقة‪ ،‬وهذا كال ٌم ال ّ‬
‫نفسها‪ ،‬أي‪ّ :‬‬
‫كثيرا‬
‫الشعر وقرأوا ً‬ ‫ّإال مع ّ‬
‫الشعراء المخضرمين ا ّلذين عرفوا بحور ّ‬
‫كثيرا إلى أن صارت القصيد ُة بين أيديهم‬ ‫من ّ‬
‫الشعر وحفظوه وكتبوا ً‬
‫قطع ًة من كعكة! وإن أن َعمنا الن َ‬
‫ّظر في قول من يدّ عي ذلك‪ ،‬نجده‬
‫أن ما يكتبه ال ُيمثّ ُل قافية وإنَّما سج ًعا‪ ،‬والحقيقة‪ ،‬أ َّن‬
‫شير إلى َّ‬
‫ُي ُ‬
‫السجع هو‪ :‬توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف األخير‪ .‬أ ّما‬
‫ّ‬
‫الصوت ّية ا ّلتي تكون في أواخر أبيات القصيدة؛‬
‫القافية هي‪ :‬المقاطع ّ‬
‫أي المقاطع ا ّلتي يلزم تكرار نوعها في ِّ‬
‫كل بيت‪ ،‬والفاصلة في النَّثر‬
‫السجع النَّثر‪ ،‬وموطن القافية هو ِّ‬
‫الشعر‬ ‫كالقافية في ِّ‬
‫الشعر‪ ،‬وموطن َّ‬
‫بالسجع هنا؟‬
‫الموزون؛ ولكن ما المقصود َّ‬

‫الخُ طب‪ُ ،‬يمكن عدّ ها ً‬


‫مثاال للنّثر‪ ،‬وهناك المقامات‪ ،‬كالهما‬
‫المحسنات البديعية ا ّلتي ال تُستخدم إالَّ‬
‫ّ‬ ‫السجع‪ ،‬وهو من‬
‫يستخد ُم َّ‬
‫ال جدًّ ا ما يلجأ له َّ‬
‫الشاعر‪ ،‬كقول أبي تمام حبيب ابن‬ ‫في النَّثر‪ ،‬وقلي ً‬
‫أوس‪:‬‬

‫تدبيــر معتصم باهلل منتقم‬


‫هلل مرتقب يف اهلل مرتغب‬
‫الشعري؛ يكون بجعل ّ‬
‫كل‬ ‫جع في البيت ِّ‬
‫الس َ‬ ‫هنا نُالحظ َّ‬
‫أن َّ‬

‫‪00‬‬
‫إشكال ّية التّمييز بين قصيدة النّثر والخاطرة وقصيدة التّفعيلة‬

‫السجعة ا ّلتي في ّ‬
‫الشطر‬ ‫ُ‬
‫ُخالف َّ‬
‫مسجوعا سجعة ت‬
‫ً‬ ‫من شطري البيت‬
‫األول سجعته الميم‪ ،‬وال َّثاني الباء‪ .‬قد يكون هذا‬ ‫اآلخر‪ّ ،‬‬
‫فالشطر ّ‬
‫السطر أو البيت‬
‫السجع ُيمكن أن يكون في حشو َّ‬ ‫شرط الز ٌم َّ‬
‫ألن َّ‬ ‫ٌ‬
‫المستحسن‬
‫سمى ترصي ًعا‪ .‬أ َّما في النَّثر فمن ُ‬
‫أيضا‪ ،‬وهو ما ُي َّ‬ ‫ِّ‬
‫الشعري ً‬
‫مسجوعا الستمالة األذن‪ ،‬مثل خطبة قس بن ساعدة‬
‫ً‬ ‫أن يكون‬
‫اإليادي حين يقول‪« :‬أيها النَّاس‪ ،‬اسمعوا وعوا‪ ،‬إ َّن ُه من عاش مات‪،‬‬
‫ومن مات فات‪ ،‬وكل ما هو آت آت‪ ،‬ليل داج‪ ،‬ونهار ساج‪ ،‬وسماء‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫الجمل‬
‫السجع باتّفاق آخر ُ‬ ‫ذات أبراج‪ ... ،‬إلخ»‪ .‬نجد َّ‬
‫أن َّ‬
‫جميال‪ ،‬مع وجوب التزامه في ّ‬
‫كل ُجملتين أو‬ ‫ً‬ ‫تأثيرا موسيق ًّيا‬
‫ُيعطي ً‬
‫السجع المقصود في الكتابة النثر ّية‪ ،‬ال كما يكتب ُه‬ ‫َ‬
‫وذلك هو ّ‬ ‫أكثر‪،‬‬
‫بعض كتَّاب النَّثر والخواطر بتقليد أسلوب قصيدة التَّفعيلة في‬
‫الشكل‪ ،‬وال نقبل التَّقفية‪.‬‬ ‫ونحن قد ُ‬
‫نقبل َّ‬ ‫ُ‬ ‫التَّقفية وفي َّ‬
‫الشكل‪،‬‬

‫يضع القوافي‬
‫ُ‬ ‫الشاعر أن ُي َ‬
‫درك ماذا يفعل ولماذا‬ ‫أخيرا‪ ،‬على ّ‬
‫ً‬
‫على شعره المنثور؟ فليس عيبًا أن تأتي بعض جمل أو أسطر النَّص‬
‫ٍ‬
‫بألفاظ تنتهي باألصوات نفسها أو بالجرس الموسيقي نفسه؛‬ ‫منتهية‬
‫الحس ّية والعاطفة الفرد ّية تفرضها‬
‫ّ‬ ‫ولكن بشرط ْ‬
‫أن تكون المشاعر‬
‫يكون االستعمال من باب التك ُّلف والتصنُّع ا ّلذي‬
‫َ‬ ‫فالعيب أن‬
‫ُ‬ ‫فرضا‪،‬‬
‫ً‬

‫‪03‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ٍ‬
‫ألفاظ‬ ‫ُيفقد النَّص عفو ّية التِّعبير وصدق الوجدان؛ ف ُيدخل ُه في متاهة‬
‫السآمة والثّقل‪.‬‬
‫ث ّ‬ ‫ُور ُ‬
‫ت ّ‬

‫‪04‬‬
‫أساسيات الشعر‬

‫‪05‬‬
‫ما ِّ‬
‫الشعر؟‬

‫‪1‬‬
‫ما الشعر؟‬

‫تكتب‬
‫َ‬ ‫تكتب قصيد ًة؟ ُأقدِّ ُر ذلك؛ ولكن قبل أن‬
‫َ‬ ‫تُريدُ أن‬
‫تعرف‪ :‬ما ِّ‬
‫الشعر؟ أي‪ :‬ما الفروقات بين أنواع القصائد‬ ‫َ‬ ‫عليك أن‬
‫المختلفة؟‬
‫ُ‬

‫ممن يكتبون ّ‬
‫الشعر وينشرون ُه‬ ‫هذه ُمشكلة ُيعاني منها )‪َّ (75%‬‬
‫َ‬
‫الفرق بين‬ ‫يعرف‬
‫ُ‬ ‫يكتب وال‬
‫ُ‬ ‫في اإلنترنت وأقر ُأ لهم‪ُ .‬معظمهم‬
‫والشعر أو‬ ‫َ‬
‫الفرق بين النَّثر ِّ‬ ‫القصيدة العمود ّية وقصيدة التَّفعيلة‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫إشارات‬ ‫يكتب بال‬ ‫المشكلة تجعل الكاتب‬
‫ُ‬ ‫حتَّى الخاطرة‪ ،‬هذه ُ‬
‫يخلط بين أنواع ِّ‬
‫الشعر‬ ‫ُ‬ ‫شروط أو قيود تحكمه‪ ،‬تجعل ُه‬‫ٍ‬ ‫توجه ُه‪ ،‬بال‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫تفعيلة أو قصيد َة نثر‪،‬‬ ‫إن كان ما يكتبه قصيد َة‬ ‫يعرف ْ‬
‫ُ‬ ‫المختلفة‪ ،‬فال‬ ‫ُ‬
‫الشعر ا ّلذي يكتب ُه ُيخبرك إ َّن ُه ال ّ‬
‫يهتم بذلك‪،‬‬ ‫وعندما تسأل ُه عن نوع ّ‬

‫‪07‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫يكتب للتّعبير عن مشاعره‬


‫ُ‬ ‫يكتب من أجل الكتابة فحسب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وإ َّن ُه‬
‫تب ٍ‬
‫هاو؛‬ ‫وأحاسيسه ا ّلتي تسكنه‪ .‬ال ُغبار على هذا الكالم ما دام الكا ُ‬
‫فليكتب كما ُيريدُ‬ ‫ٍ‬
‫حترف‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كشاعر ُم‬ ‫نعترف به‬
‫َ‬ ‫أي أ َّن ُه ال يطلب منَّا أن‬
‫ْ‬
‫ينضم إلى صالون ُّ‬
‫الشعراء‬ ‫َ‬ ‫حب فلن ُيحاسبه أحد‪ .‬أ َّما ْ‬
‫إن أرا َد أن‬ ‫أو ُي ّ‬
‫عندئذ لن نستطيع التَّغاضي عن أخطائه‪،‬‬‫ٍ‬ ‫يضم نُخبة الكتّاب؛‬ ‫ا ّلذي‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫كشاعر وهو ال ُي ُ‬
‫درك‬ ‫عترف به‬
‫َ‬ ‫ولن يرحم ُه أحد؛ فكيف ُيريد منَّا أن ن‬
‫الفن ا ّلذي يكتبه؟!‬
‫نوع ّ‬

‫ويجب أن يكون‬
‫ُ‬ ‫المختلفة‬ ‫بين أنواع ّ‬
‫الشعر ُ‬ ‫ٍ‬
‫تمييز َ‬ ‫هي إشكال ّي ُة‬
‫يعترف بوجود هذه اإلشكاليّة لديه؛ ألنَّه‬
‫ُ‬ ‫الكاتب صاد ًقا مع نفسه و‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫يعرفون هذه‬ ‫المتل ّقين ال‬
‫فالسواد األعظم من ُ‬
‫الخاسر الوحيد‪ّ ،‬‬
‫ُ‬
‫فن ِّ‬
‫الشعر‪ ،‬وعلى الكاتب أن يكون‬ ‫ّ‬
‫الشروط الواجب وجودها في ِّ‬
‫العزة باإلثم فيتما َدى في‬ ‫أمينًا مع نفسه ومع ال ُق َّراء‪ّ ،‬‬
‫وأال تأخذه ّ‬
‫لمحاولتنا‬
‫قنع نفسه أنَّنا نحسدُ ه أو نحقدُ عليه أو نُهاجمه ُ‬
‫الخطأ‪ ،‬و ُي ُ‬
‫غادر باب ُه‬
‫َ‬ ‫ّص ْ‬
‫إن‬ ‫يقتنع ّ‬
‫أن الن ّ‬ ‫َ‬ ‫إصالحه‪ ،‬وعليه أن يتق َّبل النَّقد‪ْ ،‬‬
‫وأن‬
‫وأصبح ملكًا للنّاس‪،‬‬
‫َ‬ ‫وتسرب من بين أصابعه؛ فإنّه لم َيعد في يده‬
‫ّ‬
‫يكتب دون أن‬
‫ُ‬ ‫ومن ح ِّقهم أن ينتقدوه‪ ،‬فال أسوأ من الكاتب ا ّلذي‬
‫حق اآلخرين في التّعبير عن كتاباته‪ ،‬ودون اهتمامه بآرائهم‪.‬‬
‫ي َعي ّ‬

‫‪08‬‬
‫ما ِّ‬
‫الشعر؟‬

‫لذا؛ ما الشعر؟‬

‫إيقاعا وقافي ًة‬


‫ً‬ ‫في بعض األحيان تجدُ في جمل القصيدة‬
‫تحكُمها‪ ،‬على سبيل المثال‪« :‬القصيدة العمود ّية» و«قصيدة‬
‫أيضا‪ّ ،‬‬
‫وكل نوع‬ ‫التَّفعيلة»‪ ،‬و «قصيدة النَّثر» تحوي إيقاعها الخاص ً‬
‫من هذه األنواع ل ُه شروط ُمع َّينة لتأديته‪.‬‬

‫لشيء ال ُيمكن تعريفه أو حصره‬ ‫ٍ‬ ‫أنا هنا ال ألضع تعري ًفا‬
‫بالكلمات‪ ،‬أنا هنا ألتحدَّ ث عن ٍ‬
‫فئة تَعدّ القصيد َة قصيد ًة إذا‬
‫ُحر َك مشاعرنا فتكسبنا إلى ص ِّفها‪ .‬أت ُ‬
‫َّفق مع هذا‬ ‫استطاعت أن ت ّ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫وكلمات‬ ‫ومعنى أفضل‪،‬‬ ‫الكالم‪ ،‬وأضيف‪ :‬أن تحوي لغ ًة جميل ًة‪،‬‬
‫ً‬
‫وصورا بديعة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وخياال‬ ‫أقوى‪،‬‬

‫إليك بعض االقتباسات حول ما الشعر‪.‬‬

‫الشعراء‪:‬‬

‫محمود سامي البارودي‪« :‬ملعةٌ خياليّة يتأ َلّ ُق وميضُها يف‬


‫ض‬
‫ث أشعتُها إىل صحيف ِة القلبِ‪ ،‬فيفي ُ‬
‫مساو ِة الفكرِ‪ ،‬فتنبع ُ‬
‫سلَ ِة اللّسانِ‪ ،‬فينفثُ بألوا ٍن من‬
‫بآلالئها نورًا ي َتّص ُل خيط ُه بأَ َ‬
‫احلكمةِ‪ ،‬ينبلجُ بها احلالك‪ ،‬ويهتدي بدليلها السّالك»‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫أحمد شوقي‪« :‬وال ِ‬


‫شّع ُر إن مل يكن ذكرى وعاطفة‪/‬أو حكمة‬
‫فهو تقطي ُع أوزا ِن»‪.‬‬

‫جميل صدقي الزّهاوي‪« :‬إذا الشِّع ُر مل يهززك عند‬


‫س خليقًا أن يُقال له شعر»‪.‬‬
‫مساعهِ‪/‬فلي َ‬

‫ب يه ُزّك‬
‫ت يف تعريف ِه‪/‬طر ٌ‬ ‫أمين نخلة‪« :‬أنا لو سُئل ُ‬
‫ت لقل ُ‬
‫كالغنا ِء الصَّاخبِ»‪.‬‬

‫ت نُطيِّرُها‪/‬فو َق السَّما ِء وال‬ ‫نزار ق ّباني‪« :‬ال ِ‬


‫شّع ُر ليس محاما ٍ‬
‫ح صبا‬
‫نايًا وري َ‬
‫ب‬
‫نب الشِّعر إن مل يرك ِ‬
‫لك َّن ُه غضبٌ طالت أظاف ُرهُ‪/‬ما أج َ‬
‫الغضبا» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫أبو القاسم ّ‬
‫الشابي‪« :‬يا شع ُر أنت ف ُم ال ُ‬
‫شّعو ِر‪/‬وصرخ ُة الرُّو ِح‬
‫الكئيبْ»‪.‬‬

‫شّعر ألفاظًا‬
‫ت‪/‬ال ِ‬ ‫إيليا أبو ماضي‪« :‬لس َ‬
‫ت م ِنّي إن حسب َ‬

‫األول‬ ‫) ( من مف ّكرة عاشق دمشقي‪ -‬ألقيت في مهرجان ّ‬


‫الشعر في دمشق في كانون ّ‬ ‫‪1‬‬

‫(ديسمبر)‪1971 -‬م‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ما ِّ‬
‫الشعر؟‬

‫ووزنًا»‪.‬‬

‫شّعو َر‬ ‫الرصافي‪« :‬ال ِ‬


‫شّع ُر ف ٌّن ال تزال ضرو ُبهُ‪/‬تتلو ال ُ‬ ‫معروف ّ‬
‫س ِن املوسيقى»‪.‬‬
‫بأل ُ‬

‫علماء ال ّلغة واألدب والفالسفة‪:‬‬


‫ُ‬
‫ال َّتعريفُ ّ‬
‫الشهير‪« :‬كال ٌم موزون مقفي يد ّلُ على معنى»‪.‬‬

‫الجاحظ‪« :‬فإنّما الشّعر صناعةٌ‪ ،‬وضَرْب من ال َنّسج‪ ،‬وجن ٌ‬


‫س‬
‫من التّصوير»‪.‬‬

‫ّ‬
‫الشريف الجرجاني‪« :‬كال ٌم موزونٌ مقفّى على سبي ِل‬
‫القصد» ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ابن خلدون‪« :‬الشّعر هو الكال ُم البلي ُغ املبين على االستعار ِة‬


‫واألوصاف‪ ،‬املفصّل بأجزاء متّفقة يف الوَزن والرّوي‪ ،‬مستقلّ ك ّل‬
‫جز ٍء منها يف غرضِه ومقصده عمّا قبله وبعده‪ ،‬اجلَاري على‬
‫أساليب العرب املخصوصة به»‪.‬‬

‫محمد بن علـي‪ ،‬المعـروف ّ‬


‫بالشـريف الجرجـاني‪ ،‬فيلسـوف‪ .‬مـن كبـار العلمـاء‬ ‫) ( علي بن ّ‬ ‫‪1‬‬

‫بالعرب ّية نحو خمسين مصنّـ ًفا‪ ،‬منهـا‪ :‬ال ّتعريفـات‪ ،‬ومقاليـد العلـوم‪ ،‬والكبـرى ّ‬
‫والصـغرى فـي‬
‫المنطق وغيرها‪ .‬توفي في شيراز سنة (‪811‬هـ)‪ .‬انظر األعالم‪.7/5 :‬‬

‫‪31‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫أبو ح ّيان الغرناطي‪« :‬هو كالمٌ موزونٌ مقفّى‪ ،‬يدلّ على‬


‫معنى تنتخبه الشّعراء من كثرة التّخييل وتزويق الكالم»‪.‬‬

‫ابن سينا‪« :‬الشّعر كال ٌم مُخيّل مُؤلّف من أقوا ٍل ذوا ِ‬


‫ت‬
‫ت ُمتّفقة‪ ،‬متساوية‪ ،‬متكرّرة على وزنها‪ ،‬مُتشابهة حروف‬
‫إيقاعا ٍ‬
‫اخلواتيم»‪.‬‬

‫أحمد فارس ال ّشدياق‪« :‬سُبحان من جع َل ال ُ‬


‫شّعورَ‬
‫شعارَ ُه‪/‬ولكم ترى من شاع ٍر ال يشع ُر»‪.‬‬

‫الوزن والقافي َة ركنان ُم َّ‬


‫همان من‬ ‫َ‬ ‫مما ُذك َر آن ًفا؛ نكتشف َّ‬
‫أن‬ ‫َّ‬
‫شعرا َّإال بهما؛ بسبب‬ ‫أركان القصيدة‪ ،‬بل ّ‬
‫إن بعضهم ال ُيعدّ ِّ‬
‫الشعر ً‬
‫الوزن والقافي َة من خصائص ِّ‬
‫الشعر ال النَّثر‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن‬

‫الوزن والقافي َة ليسا ّ‬


‫كل شيء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نكتشف َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫إضاف ًة إلى ذلك‬
‫المستخدمة‪،‬‬
‫نحتاج إلى االهتمام بالمعنى والغرض واأللفاظ ُ‬
‫ُ‬ ‫فنحن‬
‫ُ‬
‫وحسن الخيال‪ ،‬وكما قرأنا فبعضهم ال‬
‫وأن نمتلك جودة التَّصوير ُ‬
‫ٍ‬
‫وكثير من األشياء‬ ‫شعرا إن كان يخلو من الحكمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫يعدّ ِّ‬
‫الشعر‬
‫ُّ‬
‫والشعراء‬ ‫اختلف حولها النُّقاد‬
‫َ‬ ‫الشعر ا ّلتي‬
‫المع ِّبرة عن ماهية ِّ‬
‫ُ‬
‫أنفسهم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ما ِّ‬
‫الشعر؟‬

‫ما الفرق بين الشعر والنَّثر؟‬

‫الجوهري َّ‬
‫أن النَّثر بال وزن وال قافية‪ ،‬فالنَّثر ُيشبه‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫الفرق‬
‫تستعيض‬
‫ُ‬ ‫الخواطر‪ ،‬كالم ُمرسل ال يحكمه شيء‪ .‬أ َّما «قصيدة النَّثر«‬
‫داخلي أو موسيقى ُتعطي قصيدة النَّثر‬
‫ّ‬ ‫عن الوزن والقافية بإيقا ٍع‬
‫خصوصيتها‪.‬‬

‫شعر أم ال؟ تَخ ُّل ًصا من هذا الجدل‪ُ ،‬يمكن‬


‫هل قصيدة النَّثر ٌ‬
‫عر‪ :‬قصيدة مكتوبة مع الشعور واإلحساس‪ ،‬والنَّثر‪:‬‬
‫الش َ‬ ‫أن نقول َّ‬
‫إن ِّ‬
‫قصيدة مكتوبة مع التَّفكير‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ 7‬مبادئ لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫تجعل كتابة الشعر سهل ًة‬ ‫خمس ُة أسباب‬

‫ُمعظمنا يجد صعوبة في كتابة الشعر‪ ،‬وبعضنا حين يكتب‬


‫ً‬
‫سهال! بطبيعة الحال‪ ،‬كتابة ّ‬
‫الشعر هو‬ ‫األمر‬
‫َ‬ ‫يظن‬
‫قصيد ًة واحد ًة ّ‬
‫الشعر سهل ًة‪:‬‬
‫شي ٌء صعب؛ ولكن هناك ‪ 5‬أسباب تجعل كتابة ّ‬

‫‪ .1‬كتاب ُة الشعر ا ّلذي يتحدَّ ُ‬


‫ث عن حياتك‬

‫شعرا عن حياتك‪ ،‬وعن‬


‫ً‬ ‫تكتب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫سهال عندما‬ ‫عر‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬
‫يكون ِّ‬
‫ْ‬
‫حاول أن تقرأ‬ ‫وتشعر به‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حبيباتك‪ ،‬وعن ّ‬
‫كل ما يمس واقعك‬
‫قص َة‬
‫يقص َّ‬
‫قصائدك أو خواطرك وكتاباتك القديمة‪ ،‬ستجدُ فيها ما ُّ‬
‫شيء تعرف ُه ستكتبه بأفضل طريقة‬‫ٍ‬ ‫تكتب عن‬ ‫حياتك‪ .‬بالتَّأكيد عندما‬
‫ُ‬
‫أن الكتاب َة صعب ٌة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫سهولة و ُيسر‪ ،‬فال تعدْ ترى َّ‬ ‫ِّ‬
‫وبكل‬

‫‪35‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫عر هواية‬
‫‪ .2‬الش ُ‬
‫تنظر إلى كتابة ِّ‬
‫الشعر من زاوية أنَّها هواية وليست‬ ‫ُ‬ ‫عندما‬
‫سهال؛ َّ‬
‫ألن الهواية هي ما تجعلنا ُسعداء‪ ،‬وما‬ ‫األمر ً‬
‫َ‬ ‫احترا ًفا سترى‬
‫ِّقنيات‬
‫تلتفت إلى مدى صعوبتها‪ .‬الت ُ‬
‫َ‬ ‫ُدمت سعيدً ا بما تكتب‪ ،‬لن‬
‫َ‬
‫دون أن تُراقب‬ ‫اكتب‬
‫ْ‬ ‫همة؛ ولكن حاول أن تجعلها عفو ّية‪.‬‬
‫ُم َّ‬
‫تعرف أنّك‬
‫ُ‬ ‫اكتب كما تُريد فلن ُيحاسبك أحد ما ُدمت‬
‫ْ‬ ‫خطواتك‪،‬‬
‫ُ‬
‫ستأخذ نصيبك من المهام‬ ‫المحبّبة (الكتابة)‪.‬‬
‫ُمارس هوايتك ُ‬
‫ت ُ‬
‫الكبيرة على عاتقك‪ ،‬فال تستعجل‪.‬‬

‫والمشاركة‬
‫اإللقاء ُ‬
‫ُ‬ ‫‪.3‬‬

‫سرع‬ ‫من األشياء ال ّلطيفة ا ّلتي ُيمارسها من يكتب ً‬


‫شعرا‪ ،‬أ َّن ُه ُي ُ‬
‫ٍ‬
‫تعبير ما‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬
‫نصيحة‪ ،‬أو‬ ‫ُ‬
‫يبحث عن تشجيعٍ‪ ،‬أو‬ ‫في إسماعك إ َّياها‪،‬‬
‫المح َّببة‪ .‬اإللقاء أو مشاركة القصيدة‬
‫أي شيء يجعله يواصل هوايته ُ‬
‫ِّ‬
‫مع صديق هو مصدر سعادة؛ لذا شارك ّ‬
‫كل شعر تكتبه مع‬
‫المحيطين بك‪ ،‬قد ال ُيفيدونك بشيء؛ ولكنَّها تُفيدك أنت في‬
‫ُ‬
‫القلق من قلبك وتزيدك ثق ًة‪ .‬تذكّر ّ‬
‫أن ر َّد الفعل‬ ‫َ‬ ‫تنزع‬
‫االستمرار‪ُ ،‬‬
‫دائما‪.‬‬
‫مهمتك ً‬
‫سهل عليك ّ‬
‫الفوري ُي ِّ‬

‫‪31‬‬
‫‪ 7‬مبادئ لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪ .4‬تحسين مهاراتك ال ّلغو ّية‬

‫مهارات لغو ّي ٌة عالية‪ ،‬و ُيتقنون ف َّن‬


‫ٌ‬ ‫ُّ‬
‫الشعرا ُء ‪-‬عمو ًما‪ -‬لديهم‬
‫ٍ‬
‫وصور‬ ‫ٍ‬
‫استعارات‬ ‫ٍ‬
‫ونحو وما تحويه من‬ ‫ٍ‬
‫إمالء‬ ‫الكتابة وما تتط ّلبه من‬
‫المفردات ا ّلتي تُسعفهم في تركيب‬ ‫ٍ‬
‫كبيرا من ُ‬
‫رقما ً‬
‫ومعان‪ .‬يملكون ً‬
‫ٍ‬
‫جملة أو عبارة‪ .‬عندما تكتب باستمرار فأنت تُنمي مهاراتك‬
‫ال ّلغو ّية‪ ،‬فتتغ َّير نظرتك إلى ِّ‬
‫الشعر فترا ُه ً‬
‫سهال لثقتك أنَّك تمتلك‬
‫المهارات ال ّلغوية ّ‬
‫الالزمة للتَّعبير‪.‬‬

‫تشعر به من قلبك‬
‫ُ‬ ‫‪ .5‬أخرج ما‬

‫ُيصبح ح ّل المشكالت أسهل عندما نتقاسمها مع غيرنا‪.‬‬


‫حل لها أو عجزت عن ح ّلها‪ ،‬فأنت‬ ‫عندما يكون لديك مشكلة ال ّ‬
‫مشاعر س ِّي ٍئة مع القصيدة‪،‬‬
‫َ‬ ‫تخلط غضبك وقلقك وما إلى ذلك من‬
‫جرد إخراج ما في جوفك من ِّ‬
‫الشعر يجعلك أفضل وأكثر راحة؛‬ ‫و ُم َّ‬
‫مع َّ‬
‫أن المشكلة لم تُحل! اجعل الكتابة ملجأك ومتن ّفسك الوحيد‬
‫ٍ‬
‫بحرج أو‬ ‫دائما‪ .‬عندما تُصبح كتابة ِّ‬
‫الشعر صديقتك لن تشعر معها‬ ‫ً‬
‫وتصبح الكتاب ُة سهل ًة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قلق‪ ،‬فتزيدُ ثقتك‬

‫‪37‬‬
‫‪ 7‬مبادئ لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪3‬‬
‫سبع ُة مبادئ لكتابة الشعر‬

‫شعرا؛ ولكن ُر َّبما ما زلت تتع َّلم‪.‬‬


‫يكتب ً‬
‫َ‬ ‫ُيريد ُمعظمنا أن‬
‫الروايات‪ ،‬أو القصص‬ ‫تختلف كتابة ِّ‬
‫الشعر عن كتابة المقاالت‪ ،‬و ِّ‬ ‫ُ‬
‫القصيرة وغيرها من الكتابات األدب ّية‪.‬‬

‫دونك سبعة مبادئ لكتابة الشعر‪:‬‬

‫عما تشعر أو تُفكر به‬


‫يجب أن تتحدَّ ث َّ‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫ٍ‬
‫شيء من دون معرفته‪ .‬القضي ُة ليست‬ ‫أي‬
‫ال ُيمكننا الكتابة عن ّ‬
‫القصة القصيرة‪ ،‬فإن كُنت ال تعرف‬
‫الرواية أو َّ‬ ‫في كتابة ِّ‬
‫الشعر أو ِّ‬
‫الشعر أكثر صعوبة ‪َ .‬‬
‫قال نزار‬ ‫الموضوع ا ّلذي تكتب عن ُه ستجد كتابة ِّ‬
‫ق َّباني‪« :‬إ َنّين يف ك ِّل ما كتبت ُه كنتُ جُزءًا من الرِّواية‪ ،‬ال‬
‫مُشاهدًا يف مقاع ِد املُتفرِّجني‪ .‬فأنا ال أؤم ُن بوجود ال َنّار إذا مل‬

‫‪39‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫نكتب عن العشق‬
‫َ‬ ‫أحرتق بها»‪ُ .‬يريد نزار أن ُيخبرنا‪ :‬إ َّن ُه ال ُيمكننا أن‬
‫فعال‪ ،‬فمن يكتب من دون معرفة الموضوع ّ‬
‫تظل‬ ‫ُحب ً‬ ‫ً‬
‫مثال دون أن ن َّ‬
‫تجربته باردة ال تكويها حرار ُة الحياة وبال روح‪ ،‬وهذه القصائد ال‬
‫القراء‪.‬‬
‫تهم َّ‬
‫ّ‬

‫عما‬ ‫شعرا يتحدَّ ُ‬


‫ث عن ُّ‬
‫الشعور أو التَّفكير‪ ،‬واكتب َّ‬ ‫إ ًذا‪ ،‬اكتب ً‬
‫تعرفه‪.‬‬

‫صبورا عندما تكتب قصيدة‬


‫ً‬ ‫‪ .2‬كُن‬

‫يجب عليك أن تكون هادئًا‬ ‫ُ‬ ‫تحتاج كتاب ُة الشعر إلى ّ‬


‫الصبر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫صور بصر َّي ٍة قو َّية‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الذهن عندَ اختيار الكلمات‪ ،‬وعندَ إبداع‬‫وصافي ِّ‬
‫َ‬
‫جديدة؛ ليُمكنك أن تُعطينا الجمال المنشود‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫فريدة‪ ،‬أو ُل ٍ‬
‫غة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عبارة‬ ‫أو‬
‫يستطيع تنظيم شعوره والبوح به ببراعة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الشاعر الجيدُ هو شخص‬
‫وحب‬
‫ُّ‬ ‫الصدق‪ ،‬واإلخالص‪،‬‬
‫أيضا‪ِّ :‬‬ ‫ُ‬
‫يشمل ً‬ ‫الص ُبر في هذا الوضع‬
‫َّ‬
‫يجب أن تتع َّلم أن تفعل ذلك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أي شيء‪.‬‬
‫ّ‬

‫شو ًشا بسبب المعنى‬


‫‪ .3‬ال تكن ُم َّ‬

‫ينبغي أن يملك شعرك القليل أو بعض المعنى؛ ولكنَّني عندما‬

‫‪42‬‬
‫‪ 7‬مبادئ لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫شعرا ال ُأفكِّر بمدى صعوبة أو جدِّ ية المعنى ا ّلذي تتحدَّ ُ‬


‫ث‬ ‫أكتب ً‬
‫ُ‬
‫عن ُه قصيدتي‪ ،‬أنا ُأفض ُل أن نُفكر بجد ّية بشأن كيف ُيمكنني أن ُأعبر‬
‫عن شعوري دون قيد أو شرط؟ وسترى َّ‬
‫أن المعنى يأتي تلقائ ًّيا‬
‫ضمن قصيدتك‪.‬‬

‫اختيار أفضل أسلوب أو أداء أو إلقاء‬


‫ُ‬ ‫‪.4‬‬

‫وصورا‪ ،‬واستخدام كفؤ‬


‫ً‬ ‫قو ًة بصر ّية‬
‫يجب أن يملك الشعر ّ‬
‫رادفات‬
‫ٌ‬ ‫الشعر بال ّلغة العرب ّية‪ ،‬هذه ال ّلغ ُة لها ُم‬
‫أكتب ِّ‬
‫ُ‬ ‫للكلمات‪ .‬أنا‬
‫شيء ما؛ ولكن الكلمات ال تزال تملك عد ًدا من‬ ‫ٍ‬ ‫كثير ٌة لتتحدَّ ث عن‬
‫الفروقات واالختالفات‪.‬‬

‫علي أن أستخد َم‪ :‬كلمة‬


‫يجب أن تسأل نفسك‪ ،‬ماذا يجب َّ‬
‫ُ‬
‫(يُمكن) أو (قادر)؟ أو كلمة (سقط) أو (وقع)؟ ‪ ...‬إلخ‪ ،‬من‬
‫الكلمات ا ّلتي لها ُمرادفات كثيرة‪ .‬يجب عليك أن تضع في االعتبار‬
‫أيضا‪.‬‬
‫صوت الكلمات ً‬

‫الشعر‪ُ .‬يمكن أن تجدَ الكلمة الدَّ قيقة ا ّلتي‬


‫هذا هو مبدأ كتابة ِّ‬
‫ٍ‬
‫واحدة لها‬ ‫ٍ‬
‫كلمة‬ ‫الصعوبة مع‬‫تحتاج إليها وتُعبِّر عن شعورك‪ُّ ،‬‬
‫وتكرارا عن األنسب‪ ،‬وال تمل‪.‬‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ُمترادفات‪ .‬اسأل نفسك ً‬

‫‪41‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .5‬هل تحب الشعر؟‬

‫حب كتابة ّ‬
‫الشعر وقراءة‬ ‫شخص ُي ُّ‬
‫ٌ‬ ‫بطبيعة الحال‪ّ ،‬‬
‫الشاعر هو‬
‫األعز لديه‪ ،‬ومن ُح ِّبه‬
‫ّ‬ ‫الشعر فهو‬ ‫القصائد‪ .‬حتَّى عندما يعمل يشغله ِّ‬
‫ٍ‬ ‫الدَّ ائم ِّ‬
‫للشعر يحصل على قصيدة ج ِّيدة جدًّ ا‪.‬‬

‫الضوء وال َّظالم‬


‫‪ .6‬ما بين َّ‬

‫وصورا وغيرها من‬


‫ً‬ ‫نعم‪ِّ ،‬‬
‫الشعر يملك قوى بصر َّية‬
‫والضوء‪ ،‬هو‬
‫يقع بين العتمة َّ‬
‫الخصائص؛ ولكن الشعر الجيد ال يزال ُ‬
‫ٍ‬
‫قدرة على تأويل أو‬ ‫للشعر من‬ ‫ٍ‬
‫غامض؛ أل َّن ُه ‪-‬ومع ما ِّ‬ ‫ٍ‬
‫مكان‬ ‫في‬
‫َ‬
‫تحصل على‬ ‫تفسير أو ترجمة مشاعرك وأفكارك‪ -‬من الممكن أن‬
‫ٍ‬
‫نتيجة ُمختلفة‪.‬‬

‫كيف ُيمكن أن تتعامل مع هذه النُّقطة؟ حاول أن تُغير معنى‬


‫الكلمات‪.‬‬

‫كيف ُيمكنني تغيير معنى الكلمات؟‬

‫يجب أن تعرف معناها‪ُ ،‬يمكنك استعراض‬


‫ُ‬ ‫ّأو ًال‪ :‬لتُغ ِّيرها‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫القاموس عندما تعجز عن معرفة معنى الكلمة َّ‬

‫‪40‬‬
‫‪ 7‬مبادئ لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫استعن بالتّقنيات األدب ّية‪ ،‬وخيالك‪.‬‬


‫ْ‬ ‫ثان ًيا‪ :‬أن تكون َّ‬
‫خالقة‪.‬‬

‫‪ .7‬ال تخش التَّجربة‬

‫بالتَّأكيد تعرف نزار ق ّباني‪ ،‬فهو ّ‬


‫الشاعر األكثر شعب ّية في القرن‬
‫والسياسية‪ ،‬استطاع نزار كسر‬
‫ِّ‬ ‫العشرين‪ ،‬نعرفه بقصائده الغزل ّية‬
‫يومي‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫رغيف‬ ‫حول ِّ‬
‫الشعر إلى‬ ‫الغربة ما بين ّ‬
‫ٍّ‬ ‫الشاعر والجمهور‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ألجيال الحقة‪ ،‬لم يردع ُه الخوف أو‬ ‫وكانت تجربت ُه رائدة و ُملهمة‬
‫ُيحبط ُه القلق‪ ،‬كُن مثله‪ ،‬وال تخش أن تُجرب فينا أشعارك‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫عر ال ّطويل‬ ‫عر القصير ِّ‬
‫والش ُ‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬

‫‪4‬‬
‫عر ال ّطويل‬
‫عر القصير والش ُ‬
‫الش ُ‬

‫الشعر القصير ِّ‬


‫والشعر الطويل‪ ،‬وما مدى‬ ‫قد تتساءل حول ِّ‬
‫المناسب؟‬
‫طول القصيدة ُ‬

‫ُيمكننا أن نُصنِّف القصائد طول ًّيا إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫قصيدة الومضة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القصيدة القصيرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫القصيدة ال َّ‬
‫طويلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الحقيق ُة إ َّن طول القصيدة أمر نسبي‪ ،‬فالخيار لك‪ُ .‬يمكنك‬


‫سمى قصيدة‬
‫اعتماد قصائد قصيرة‪ ،‬أو قصائد طويلة‪ ،‬أو حتَّى ما ُي َّ‬
‫ِّ‬
‫ولكل نو ٍع قواعده‪.‬‬ ‫الومضة‪ .‬في النِّهاية هي أنواع من ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪45‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ٍ‬
‫كلمات‪ ،‬أو مئة كلمة‪ ،‬أو‬ ‫تتكون من عشر‬
‫ُيمكنك كتابة قصيدة َّ‬
‫ألف كلمة‪ ،‬أو عشرة آالف كلمة‪ ،‬أو ُيمكنك أن تكتب قصيدة طويلة‬
‫ق ّباني‪.‬‬ ‫للشاعر نزار‬ ‫لتأخذ ديوانًا ً‬
‫كامال مثل ديوان «قصيدة بلقيس» َّ‬
‫المفتاح هنا ليس طول القصيدة‪ ،‬بل مدى مشاعرك ومتى تصل إلى‬
‫ُ‬
‫نهايتها أو غايتها‪.‬‬

‫سميها بعضهم ِّ‬


‫(الشعر‬ ‫أحب قصيدة التَّفعيلة أو كما ُي ِّ‬
‫ُّ‬ ‫شخص ًّيا‬
‫أكتب كما ُأريد‪ ،‬دون أن ُأحدِّ د نفسي بعدد‬
‫َ‬ ‫الحر)‪ .‬يعني هذا أن‬
‫تقع فريسة مشاعرك فتكتب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أسطر ُمع َّينة‪ ،‬المشكلة هنا أن َ‬ ‫كلمات أو‬
‫دون تو َّقف بحيث ال تعرف أين‪ ،‬وكيف‪ ،‬ومتى ستُنهي قصيدتك؛‬
‫لذلك نجد أن بعض قصائد التَّفعيلة قصيرة وبعضها اآلخر طويل؛‬
‫ولكنَّني ‪-‬في العادة‪ُ -‬أحاول أن ُأحافظ على شعري بعدد ما بين‬
‫(‪ )05‬إلى (‪ )055‬كلمة‪ ،‬وأحيانًا أكتب أكثر من (‪ )055‬كلمة إذا‬
‫ٍ‬
‫كنت بحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫ُ‬

‫تكتب قصيد ًة قصير ًة ما بين (‪ )05‬إلى‬


‫َ‬ ‫صعب ْ‬
‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫هو شي ٌء‬
‫سطرا؛ ولكنَّ ُه س ُيعطيك بعض الفوائد‪ ،‬واحدة من هذه الفوائد‬
‫(‪ً )05‬‬
‫هي معرفة أين ستقف‪.‬‬

‫أحب قراءة القصائد ال َّطويلة تما ًما ُ‬


‫كح ِّبي لقراءة القصائد‬ ‫ُّ‬

‫‪41‬‬
‫عر ال ّطويل‬ ‫عر القصير ِّ‬
‫والش ُ‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬

‫القصيرة‪ .‬بعض ال ُق َّراء ُي ِّ‬


‫فضلون ِّ‬
‫الشعر القصير وبعضهم اآلخر‬
‫فضل القصائد ال َّطويلة‪ .‬بعض القصائد القصيرة ج ِّيدة جدًّ ا‪ ،‬و ُيمكن‬
‫ُي ِّ‬
‫أن نأخذ على سبيل المثال‪:‬‬

‫بوح المطر‬
‫ُ‬

‫خ يف مِشيتِها كاملل َكةْ‬


‫تَتَشا َم ُ‬
‫كبِ أقما ٍر حت ُرسُها‬
‫يف مو ِ‬
‫ض يُط ِّوقُها‬
‫ش األر ِ‬
‫وحَشي ُ‬
‫ب املُز ِن تَسو ُق هلَا‬
‫وسَحا ُ‬
‫أمْطارًا تَتلو أمْطارًا‬
‫تتبلَّ ُل ك ّلُ أعَاليها بالقَطْرْ‬
‫ب‬
‫شع ُر اللّيليُّ اهلار ُ‬
‫وال ََّ‬
‫ض‪..‬‬
‫جلسَ ُد البَ ّ‬
‫وا َ‬

‫ف القَطْرْ‬
‫يَرتش ُ‬
‫وأرَاها يف قِ ّمَ ِة نَشوَتِها‬
‫ني تَفتُّحِها‬
‫يح َ‬
‫تهت ُّز كَور ٍد جُور ٍّ‬
‫وأنا أرقُبُها م ْن ُبعْ ٍد‬

‫‪47‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ني ُدعَا ٍء يف صَدْري‬


‫وأن ُ‬
‫أمت َنّى‪ ..‬لوْ أ ِنّي مطرٌ‬
‫كتِفيها‪..‬‬
‫يَسْقي َ‬
‫صّدرْ!‬
‫وأعَال ْي ال َ‬

‫هل تشعر أنَّك أنهيت القصيدة بسرعة؟ عندي طول القصيدة‬


‫ٍ‬
‫شيء عن مشاعر َّ‬
‫الشاعر‪ ،‬وأظنّها‬ ‫ألن القصيدة أخبرتنا ّ‬
‫كل‬ ‫ٍ‬
‫كاف؛ َّ‬
‫أيضا‪،‬‬ ‫الروح‪ ،‬روح ِّ‬
‫الشعر‪ .‬عنوان القصيدة «بوح المطر» ُمهم ً‬ ‫تملك ُّ‬
‫ٍ‬
‫فيضان‬ ‫فيتحول إلى‬ ‫فالمطر قد يأتي بالخير ف َيروي‪ ،‬أو يأتي َّ‬
‫بالشر‬
‫َّ‬
‫المفارقة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫قاس ف ُيغرق‪ ،‬وهذه هي ُ‬

‫‪48‬‬
‫ٍ‬
‫أفكار لقصيدتك؟‬ ‫ُ‬
‫تحصل على‬ ‫كيف‬

‫‪5‬‬
‫ُ‬
‫تحصل على أفكار لقصيدتك؟‬ ‫كيف‬

‫ستمرة عن األفكار ا ّلتي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫جميع الكتَّاب في رحلة بحث ُم َّ‬
‫ٍ‬
‫وعندئذ استمرارها؛ ولكن كيف تحصل‬ ‫تضمن لهم تم ُّيز كتاباتهم‬
‫ُ‬
‫على أفكار لقصيدتك؟ وكيف ُيمكنني االحتفاظ بها لأل ّيام التّالية؟‬

‫لمدَّ ة طويلة‪ ،‬فأنت تعرف اآلتي‪ ،‬فال‬


‫إذا مارست الكتابة ُ‬
‫الشمس ُأقدِّ م ُه إليك‪.‬‬
‫جديد تحت ّ‬

‫ُخرج األفكار من رأسك؛ فلن تجد‬ ‫َ‬


‫تعمل بكدٍّ لت َ‬ ‫أن‬ ‫ْ‬
‫حاول ْ‬
‫أفكارا‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫حاول أن تدفعها إلى رأسك ببطء وهدوء؛ لن تجد‬ ‫شي ًئا‪.‬‬
‫أيضا!‬
‫جديد ًة ً‬

‫قصة‬
‫شعرا‪ ،‬أو َّ‬
‫ً‬ ‫كان النّوع األدبي ا ّلذي تكتب ُه سواء‬
‫مهما َ‬
‫ٍ‬ ‫قصيرة‪ ،‬أو رواية‪ّ .‬‬
‫تظل بحاجة إلى األفكار‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫السهل عليهم إيجاد‬ ‫السؤال‪ :‬لماذا بعض ُّ‬


‫الشعراء يكون من َّ‬
‫الصعب عليهم‬ ‫أفكار لقصائدهم؟ ولماذا بعض ُّ‬
‫الشعراء يكون من َّ‬
‫عرف إجاب ًة عن هذا‬ ‫العثور على األفكار؟ الحقيق ُة َّ‬
‫أن ال أحد ي ُ‬
‫السؤال؛ ولكن إليك بعض النَّصائح للعثور على أفكار القصيدة‪.‬‬

‫اكتب عنوان القصيدة‬

‫قصة‬
‫دونة‪ ،‬ورواية‪ ،‬ومذكّرة‪ ،‬ومقالة‪ ،‬و َّ‬
‫في الواقع عنوان ُم ّ‬
‫المحتوى فحسب؛‬
‫قصيرة‪ ،‬أو قصيدة ليس ُمفيدً ا للنِّقاش أو إلظهار ُ‬
‫أيضا‪.‬‬
‫إليجاد األفكار ً‬ ‫ولكنَّ ُه ُمفيدٌ‬

‫تكتب عنوان قصيدة‪ ،‬على سبيل المثال‪:‬‬


‫َ‬ ‫ْ‬
‫حاول أن‬
‫المحتوى ا ّلذي ستتحدَّ ث عن ُه‪،‬‬
‫«العجوز»‪ .‬اآلن‪ُ ،‬يمكنك تو ُّقع ُ‬
‫المحتوى هو‪ :‬الفكرة‪.‬‬
‫أليس كذلك؟ ُيفترض أن يكون هذا ُ‬

‫تضخيم ال وعيك‬
‫ُ‬
‫كيف ُيمكنك تضخيمه؟ إحدى ال ّطرائق القو َّية هي أن تترك‬
‫جزأك ّ‬
‫الالواعي يعمل ألجلك‪.‬‬

‫كيف ُيمكنك أن تفعل ذلك؟‬

‫‪52‬‬
‫ٍ‬
‫أفكار لقصيدتك؟‬ ‫ُ‬
‫تحصل على‬ ‫كيف‬

‫تذهب‬
‫َ‬ ‫عندما ُيعيقك شيء تُريد كتابته‪ ،‬في ِّ‬
‫كل ليلة وقبل أن‬
‫إلى سريرك‪ ،‬خاطب نفسك‪« :‬اآلن‪ ،‬أنا ذاهب إىل السَّرير‪ .‬لذا؛ يا‬
‫وقلما‬
‫ً‬ ‫أ ُيّها اللّاوعي‪ ،‬جيب عليك أن تُكمل ع َملي»‪َ .‬ج ّه ْز ورق ًة‬
‫قصة قصيرة‪ ،‬أو‬
‫بالقرب منك‪ .‬إذا كان حلمك عن قصيدة‪ ،‬أو َّ‬
‫رواية… إلخ‪ُ ،‬ث َّم استيقظت وكُنت ً‬
‫قادرا على كتابته فال ّ‬
‫تتأخر في‬
‫ٍ‬
‫قصير‬ ‫عمل ذلك كي ال تنسى‪ ،‬فعاد ًة نحن ننسى أحالمنا بعد ٍ‬
‫وقت‬ ‫ُ‬
‫من استيقاظنا‪ُ .‬ر َّبما هذه ال َّطريقة ليست مضمونة للعثور على‬
‫األفكار؛ ولكن ُيمكنك إضافة هذه النُّقطة إلى قائمتك ا ّلتي تتحدَّ ُ‬
‫ث‬
‫عن كيف ّية العثور على األفكار‪.‬‬

‫ال تبحث عن األفكار‬

‫في بعض األحيان عندما نُحاول إيجاد األفكار ال نكون في‬


‫وضع ج ِّيد‪ :‬كأن نكون مشغولين بحياتنا‪ ،‬وهمومنا‪ ،‬وما إلى ذلك‬
‫ُ‬
‫نحصل‬ ‫ُ‬
‫نبحث عن األفكار‬ ‫ٍ‬
‫بطريقة أخرى عندما ال‬ ‫مما ُيشتِّتنا؛ لذا‬
‫َّ‬
‫عليها‪ ،‬تأتينا من تلقاء نفسها‪ ،‬وحتَّى ذلك الوقت ال تُفكِّر مل ًّيا‪ ،‬وال‬
‫تُجهد نفسك‪ .‬استرخ واستمتع فحسب‪ ،‬وفي أثناء انتظارك وصبرك‬
‫تع ّلم كيف تلتقطها حين تأتي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫كون ذاكرتك‬

‫تحتاج إلى شعورك‪ ،‬وإحساسك‪ ،‬وفكرك؛‬


‫ُ‬ ‫كتابة ِّ‬
‫الشعر‬
‫المحيطة‪ .‬أنا ال أقول َّ‬
‫إن البيئة هي العامل‬ ‫ولكنَّها تعتمدُ على البيئة ُ‬
‫المهيمن؛ ولكنَّها ‪-‬بالتَّأكيد‪ُ -‬يمكن أن تؤ ِّثر‪.‬‬
‫ُ‬

‫من األشياء الج ّيدة لتكوين ذاكرة‪ ،‬هي‪ :‬شاهد األفالم‬

‫الم َّنوعة‪ ،‬وشاهد الكوارث ال َّطبيع ّية‪ ،‬و ْ‬


‫راقب والدة أنثى‪،‬‬ ‫الوثائق ّية ُ‬
‫وشاهد ُمحاكمات عسكر ّية تاريخ ّية‪ ،‬وتخ َّيل نفسك في مواقف‬
‫صعبة و ُمربكة‪ ،‬وأبدع أشياء ال ُتنسى لتبني ذاكرتك‪ ،‬ففي نهاية األمر‬
‫هذه هي فكرتك‪.‬‬

‫اسرق أفكارك!‬

‫المنتجات‪،‬‬
‫ستجد كونًا من األفكار بانتظارك‪ :‬كُت ِّيبات ُ‬
‫َّ‬
‫المجالت‪،‬‬‫المقابالت والبرامج الحوار ّية واإلذاع ّية‪ ،‬و‬
‫واألدب‪ ،‬و ُ‬
‫الصحف‪ ،‬والتلفزيون‪ ،‬وتويتر‪ ،‬ويوتيوب‪ ،‬وجوجل‪ ،‬وفيس بوك‪،‬‬
‫و ُّ‬
‫والسير ّ‬
‫الذات ّية‪ ،‬والنّاس من حولك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫واألفالم‪ ،‬وقصص النّجاح‪،‬‬
‫وويكيبيديا‪ … ،‬إلخ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ٍ‬
‫أفكار لقصيدتك؟‬ ‫ُ‬
‫تحصل على‬ ‫كيف‬

‫الممارسة‬
‫ُ‬
‫همة لصقل المهارات‪ ،‬مثل‪ :‬مهارة العزف على آلة‬
‫الممارسة ُم َّ‬
‫ُ‬
‫تتحسن‬
‫َّ‬ ‫موسيق ّية‪ ،‬أو الكتابة‪ ،‬ومهارة الحصول على األفكار سوف‬
‫الممارسة‪.‬‬
‫مع ُ‬

‫السريعة والموجزة‪:‬‬
‫أخي ًرا‪ ،‬إليك بعض النَّصائح َّ‬

‫ال تتر َّدد في اتِّخاذ القرار خو ًفا من الخطأ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تجبن عن ُمقاسمة أفكارك مـع اآلخـرين خو ًفـا مـن أن‬


‫ْ‬ ‫ال‬ ‫‪‬‬

‫تسقط!‬

‫ال تُشتِّت نفسك‪ ،‬وتع َّلم كيف تلتقط أفكارك‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السيئة فتدفعك بعيدً ا عـن‬


‫تقع فريسة فائض من األفكار َّ‬
‫ال ْ‬ ‫‪‬‬

‫الفكرة ال ُفضلى أو األجدى‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫فن إلقاء ِّ‬
‫الشعر‬ ‫ُّ‬

‫‪6‬‬
‫فن إلقاء الشعر‬

‫بطريقة جي ٍ‬
‫دة وأن تكون‬ ‫ٍ‬ ‫الشعر هو أن تُلقي ِّ‬
‫الشعر‬ ‫فن إلقاء ّ‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫وجه سليم‪ ،‬وفي الوقت‬ ‫قادرا على إيصال الكالم وال ّتل ُّفظ به على‬
‫ً‬
‫قادرا على شحن الكلمات بانفعاالتك وأحاسيسك‬ ‫نفسه أن تكون ً‬
‫كصورة فوتوغراف ّي ٍة ُ‬
‫تصل إلى‬ ‫ٍ‬ ‫لتتجسد الفكرة والعبارات والمعاني‬
‫َّ‬
‫فيطرب لك؛‬
‫ُ‬ ‫امع و َيراها بحدسه‬
‫الس ُ‬ ‫المتل ِّقين بال ُمواربة‪ّ .‬‬
‫يتذوقها َّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫لتظل القصيد ُة بعد ذلك مغروس ًة كالوتد في رأسه!‬

‫الشعري (إلقاء ِّ‬


‫الشعر)‪ ،‬فأنا ال‬ ‫عندما أتحدَّ ُ‬
‫ث عن اإللقاء ِّ‬
‫أتحدَّ ُ‬
‫ث عن قصيدة النَّثر أو الخواطر‪ .‬فهي ال تصلح لإللقاء؛ أي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫منثور يخلو من‬ ‫لنص‬
‫تطرب له اآلذان ٍّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫جمال‬ ‫فأي‬
‫ليست منبر ّية‪ُّ .‬‬
‫الوزن والقافية‪ ،‬ويخلو من اإليقاع والموسيقى ا ّلتي ُّ‬
‫تهز أفئدتنا‬

‫‪55‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫وأرواحنا؟!‬

‫يصلح لإللقاء هو الشعر الموزون‪،‬‬


‫ُ‬ ‫فإن الشعر ا ّلذي‬
‫لذلك َّ‬
‫الحر)‪ ،‬فهذان‬
‫ّ‬ ‫أي‪ :‬القصيدة العمود ّية وقصيدة التّفعيلة ِّ‬
‫(الشعر‬
‫فتخرج ألفاظ ُه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوزن وتحكم ُه القافية‪،‬‬ ‫الشعر ُي ِّ‬
‫هذب ُه‬ ‫النّوعان من ِّ‬
‫ُحلوة لذيذة وسلسلة‪.‬‬

‫الصوت مع األلفاظ‬
‫الصوت‪ ،‬أي‪ :‬تكييف َّ‬
‫يعتمدُ اإللقاء على َّ‬
‫الصوت في مواضع ُمع َّينة‬ ‫ناسب المعاني‪َّ ،‬‬
‫كأن ُيرفع َّ‬ ‫ُ‬ ‫وتلوينه بما ُي‬
‫خاصا؛ من أجل‬ ‫إحساسا ًّ‬
‫ً‬ ‫حالة نفس ّي ٍة ما‪ ،‬أو ُيض ّعفه َ‬
‫لينقل‬ ‫ٍ‬ ‫تُع ِّب ُر عن‬

‫المستمعين‪ .‬قد تُفيد دراسة المقامات ّ‬


‫الصوت ّية في تطوير‬ ‫التَّأثير في ُ‬
‫بالصوت‪ .‬تالوة القرآن‬
‫ّ‬ ‫القدرة على اإللقاء ّ‬
‫الشعري والتّحكّم‬
‫أيضا‪.‬‬
‫للصوت ً‬
‫وترتيله ومعرفة أحكام التّجويد هي تدريب ج ّيد ّ‬

‫وقوته‪ ،‬أو لكنَ ًة‬ ‫هناك ُشعراء حباهم الله رخامة َّ‬
‫الصوت ّ‬
‫صوت‬
‫ٌ‬ ‫خاصة تجعل لشعرهم جاذب ّية شديدة حين اإللقاء‪ .‬من لديه‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫يستغل صوت ُه بأقصى‬ ‫متواضع‪ُ ،‬يمكنه ببعض المهارات الفن ّية أن‬
‫ٌ‬
‫المستمعين؛ ال ُيكتفى‬ ‫َّ‬
‫وألن من أهداف اإللقاء التَّأثير في ُ‬ ‫إمكان ّياته؛‬
‫بالصوت فحسب‪ ،‬بل يشمل حركات الجسم واإلشارات من أجل‬
‫َّ‬
‫الشاعر‪ ،‬وإيصال األفكار‪ ،‬واالنفعاالت ِّ‬
‫الشعر ّية‪،‬‬ ‫نقل تجربة َّ‬

‫‪51‬‬
‫فن إلقاء ِّ‬
‫الشعر‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫والمعاني‪ ،‬بأفضل صورة ُممكنة وأوضحها‪.‬‬

‫إليك إحدى عشرة نصيحة وقاعدة يجب ُمراعاتها‪:‬‬

‫‪ .1‬تغنَّى بالشعر‬

‫تعشق الموسيقى؛ فتغنَّى بما تُنشده‬


‫ُ‬ ‫الشعر إنشاد‪ ،‬واألذن‬
‫ليصل تأثيره إلى القلوب‪ .‬يكون اإلنشاد بمراعاة التّفاعيل في‬
‫أيضا‪ ،‬ا ّلذي ُيقصد به‪ :‬توكيدُ مقطع‬
‫الصوتي ً‬
‫الوزن‪ ،‬و ُمراعاة النَّبر َّ‬
‫أخيرا ُمراعاة اإليقاع‪.‬‬
‫صوتي أو كلمة وإبرازها أكثر من غيرها‪ً .‬‬
‫ّ‬

‫‪ .2‬عالمات التَّرقيم‬

‫تُعدّ عالمات التَّرقيم بمنزلة القائد أو إشارات المرور ا ّلتي‬


‫ُوجهك في أثناء قيادتك القصيدة‪ .‬فتع ِّلمك متى تقف‪ ،‬ومتى‬
‫ت ِّ‬
‫أيضا‪،‬‬
‫أي الكلمات ستؤكِّدها ً‬
‫تسترسل في الكالم‪ ،‬وتُفيدك في ّ‬
‫قف‪.‬‬
‫عجب أو َو ْ‬ ‫وطريقة إنهائك للجملة ِّ‬
‫الشعرية سواء باستفهام أو ت ُّ‬

‫السطر‬
‫في قصيدة التّفعيلة ال يكون الوقف عند انتهاء َّ‬
‫الشعري‪ ،‬إنَّما عند نهاية المعنى؛ َّ‬
‫ألن الوقف ُيمكن أن ُيشت َِّت‬
‫المعنى إن كان في غير مكانه‪ .‬إ ًذا عالمات التَّرقيم تُساعدك على‬

‫‪57‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫توجيه مشاعرك ونقلها وإخراجها كما يتط َّلب المعنى أو المشهد‬


‫ِّ‬
‫الشعري‪.‬‬

‫‪ .3‬أنواع الشعر‬

‫خاصة من اإللقاء ‪.‬إلقاء القصيدة‬


‫ّ‬ ‫شعري له حالة‬
‫ٍّ‬ ‫نص‬ ‫ُّ‬
‫كل ٍّ‬
‫يختلف عن إلقاء قصيدة التّفعيلة‪ ،‬ويختلف‬
‫ُ‬ ‫العمود ّية (التقليد ّية)‬
‫ٍ‬
‫صنف عناصر يجب ُمراعاتها‪:‬‬ ‫أيضا‪ِّ .‬‬
‫لكل‬ ‫عن إلقاء قصيدة النّثر ً‬
‫الرمز‪ ،‬وال َّسردية… إلخ؛ ليمكن نقل أحاسيس‬
‫كالوزن‪ ،‬والقافية‪ ،‬و َّ‬
‫الشاعر وتجربته كما هي أو كما أرادها‪ .‬تع ّلم طريقة إلقاء ّ‬
‫الشعراء‬ ‫َّ‬
‫لهذه األنواع‪.‬‬

‫‪ .4‬حالة القصيدة النّفس ّية‬

‫المقصود‪ :‬أن تعيش حالة القصيدة وتُناسب مضمونها‪ .‬ال‬


‫من دون أن َ‬
‫تعيش أجوا َءه‪.‬‬ ‫نصا حزينًا – ً‬
‫مثال‪-‬‬ ‫ُيمكن أن تُلقي ًّ‬

‫الصوتية‬
‫الرتابة َّ‬
‫‪َّ .5‬‬
‫القصيد ُة التَّقليدية (العمود ّية) لديها الموسيقى والنَّغمة‬
‫بالصوت نفسه‬
‫الملقي ُّ‬
‫واإليقاع نفسهم طوال القصيدة‪ .‬وإذا قرأها ُ‬

‫‪58‬‬
‫فن إلقاء ِّ‬
‫الشعر‬ ‫ُّ‬

‫الصوت‪ ،‬والنَّبر‬ ‫َّص ُم ًّ‬


‫مال؛ لذا يجب التَّنويع في طبقات َّ‬ ‫ُيصبح الن ُّ‬
‫الصوتي‪ ،‬والمدّ ‪ ،‬والقصر‪ ،‬واعتماد التَّنغيم وهو‪ :‬تكييف النَّغمة‬
‫َّ‬
‫الرتابة والملل‪.‬‬
‫على كسر َّ‬ ‫حسب المعنى ‪ّ .‬‬
‫كل ذلك تقنيات تُساعدُ‬

‫الصوت والحركة‬
‫‪َّ .6‬‬

‫أيضا‪.‬‬
‫حركي ً‬
‫ٌّ‬ ‫اإللقاء ليس نط ًقا بال ّلسان فحسب‪ ،‬بل هو تعبير‬
‫ُ‬
‫يتلون‬
‫الصوت َّ‬ ‫الصوت والحركة عند اإللقاء‪ ،‬فكما َّ‬
‫أن َّ‬ ‫يجب اعتماد َّ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫معان‬ ‫ويتكيَّف تب ًعا للمقامات‪ ،‬وينقل حروفك المكتوبة إلى‬
‫وأحاسيس ومشاعر؛ َّ‬
‫فإن حركات الجسم للوجه واألطراف في أثناء‬ ‫َ‬
‫المتل ِّقي‪ ،‬وتزيدُ تثبيت ُّ‬
‫الصورة ِّ‬
‫الشعرية وتوضيحها‬ ‫اإللقاء تُؤ ِّثر في ُ‬
‫كما تُجسدِّ ُه معاني القصيدة‪.‬‬

‫علم العروض‬
‫‪ُ .7‬‬
‫يعتمدُ اإللقاء الج ّيد على إجادتك علم العروض‪ .‬ال تعتمد‬
‫تعرف وزن القصيدة ا ّلتي‬
‫َ‬ ‫يجب أن‬
‫ُ‬ ‫على أذنك الموسيق ّية فحسب‪،‬‬
‫تُلقيها‪ ،‬وتُدرك معانيها وصورها؛ لتستطيع نقلها إلى اآلخرين كما‬
‫تُريد‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .8‬مخارج الحروف‬

‫يجب ُمراعاة مخارج الحروف في أثناء إلقاء الشعر‪ ،‬ومعرفة‬


‫ُ‬
‫صحيحا؛ من أجل أن يكون‬
‫ً‬ ‫ص ّفة ّ‬
‫كل حرف‪ ،‬وطريقة نطقها نط ًقا‬
‫ضحا‪.‬‬
‫كالمك وا ً‬

‫‪ .9‬التَّنفس‬

‫شترط اإللقاء أن تكون صاحب نفس طويل؛ ل ُيمكنك إلقاء‬ ‫ُ‬ ‫َي‬
‫َ‬
‫أنفاسك على الغطس!‬
‫ٍ‬
‫واحد‪َ .‬د ِّر ْب‬ ‫شطر ٍ‬
‫بزفير‬ ‫أكثر من ٍ‬

‫‪ .11‬االستماع‬

‫استمع إلى إلقاء كبار ُّ‬


‫الشعراء‪ ،‬وراقب كيف َيقرؤون‬ ‫ْ‬
‫سر‬
‫ف إلى ّ‬
‫ستتعر ُ‬
‫ّ‬ ‫الشعرية‪ .‬ق ِّلدهم ْ‬
‫إن أردت‪ ،‬ففي النِّهاية‬ ‫نصوصهم ِّ‬
‫تأ ّلق إلقائهم‪.‬‬

‫الصرف‬
‫‪ .11‬النّحو و ّ‬

‫سليما من الجانب النّحوي‪،‬‬


‫ً‬ ‫يجب أن يكون النَّص ِّ‬
‫الشعري‬ ‫ُ‬
‫دارسا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ضعف القصيدة‪ .‬إن لم تكن‬‫يكسر الوزن‪ ،‬و ُي‬
‫ُ‬ ‫السيئ‬
‫فالنّحو ّ‬

‫‪12‬‬
‫فن إلقاء ِّ‬
‫الشعر‬ ‫ُّ‬

‫نصوصك على ُمد ِّق ٍق ُل ٍّ‬


‫غوي ونحوي‬ ‫َ‬ ‫تعرض‬
‫َ‬ ‫بأس في أن‬
‫للنَّحو‪ ،‬ال َ‬
‫لمراعاة القواعد العرب ّية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫للمبتدئين‬
‫‪ 5‬نصائح ُ‬

‫‪7‬‬
‫خمس نصائح للمبتدئين‬
‫ُ‬

‫ّاس‬
‫تكتب قصيدةً؟ ال تقلق‪ ،‬أنت لست وحدك‪ .‬الن ُ‬
‫َ‬ ‫تُريدُ أن‬
‫الشعر؛‬ ‫ٍ‬
‫برغبة في كتابة ِّ‬ ‫ٍ‬
‫لحظة ما من حياتهم‬ ‫جميعهم شعروا في‬
‫تحتاج إلى أن‬
‫ُ‬ ‫تتصورها‪،‬‬
‫َّ‬ ‫بالسهولة ا ّلتي‬
‫الشعر ليست ُّ‬ ‫ولكن كتابة ِّ‬
‫ٍ‬
‫الحظ‪ .‬وعندئذ ستعرف أسرار نجاحك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ور َّبما ُيحالفك‬ ‫َ‬
‫تعمل بجد‪ُ ،‬‬

‫دونك خمس نصائح للمبتدئين‪ ،‬قد تُساعد على إعطائك‬


‫وص ًفا للكتابة ِّ‬
‫الشعرية‪:‬‬

‫اختيار الموضوع‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬

‫ُ‬
‫يشمل جميع‬ ‫ٍ‬
‫قصيدة –بالتَّأكيد‪ -‬لها موضوع ما‪ .‬وهذا‬ ‫ُّ‬
‫كل‬
‫قصة قصيرة‪ُ ،‬مذكَّرات… إلخ)‪.‬‬
‫األنواع األدب ّية األخرى (رواية‪َّ ،‬‬

‫‪13‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫تتحم ُس له‪ ،‬أي‪ :‬اختيار‬


‫َّ‬ ‫ُيمكنك اختيار الموضوع ا ّلذي‬
‫إقناعا‪ .‬بعكس‬
‫الموضوعات التي تُحبها؛ ألنَّك ستكون أفضل وأكثر ً‬
‫ٍ‬
‫ناسبة‬ ‫ٍ‬
‫قصيدة في ُم‬ ‫تفرض نفسها عليك‪ ،‬ككتابة‬
‫ُ‬ ‫الموضوعات ا ّلتي‬
‫ما (احتفالية‪ ،‬استقالل‪ ،‬مولد‪ ،‬نجاح‪ ،‬إلخ‪ )...‬وعديد من‬
‫تخرج من الدَّ اخل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الموضوعات ا ّلتي تأتيك من الخارج‪ ،‬ال ا ّلتي‬

‫بعض الموضوعات صعبة الكتابة‪ ،‬وستكتشف صعوبتها‬


‫ُ‬
‫بنفسك عند ُمحاولتك الكتابة عنها‪ .‬في اعتقادي‪ ،‬الحب هو أكثر‬
‫السبب‪:‬‬
‫انتشارا‪ ،‬وقد يكون هذا َّ‬
‫ً‬ ‫الموضوعات صعوبة مع أ َّن ُه األكثر‬
‫انتشار قصائد الغزل ا ّلتي ال تترك الفرصة الستلها ٍم موضوعات‬
‫لحب في‬ ‫ٍ‬
‫شاعر أسلوب ُه الخاص في تناول ا ِّ‬ ‫أن ِّ‬
‫لكل‬ ‫جديدة؛ مع َّ‬

‫قصائده َّإال أ َّن ُه من الصعوبة ُ‬


‫المحافظة على االستقالل ّية التَّامة بعيدً ا‬
‫الحب‬
‫ِّ‬ ‫تكتب عن‬
‫َ‬ ‫والسطح ّية؛ لذلك إذا اخترت أن‬
‫َّ‬ ‫عن التكرار‬
‫المبتدئين‪ُّ ،‬‬
‫يظل‬ ‫صعب على ُ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫وألن هذا‬ ‫عليك إيجاد َم َل َكتُك الفريدة؛‬
‫الموضوع من أهم األساس ّيات لنجاح القصيدة‪.‬‬

‫ال تكتب عن شيء َّإال وأنت ُمهتم به حتَّى ولو كتبت عن‬
‫الموت‪ ،‬فمن دون شغفك ال تحصل على قصيدة قو َّية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫للمبتدئين‬
‫‪ 5‬نصائح ُ‬

‫‪ .2‬تجاهل أنواع ّ‬
‫الشعر‬

‫أنواع كثيرة‪( :‬القصيدة العمود ّية‪ ،‬وقصيد ُة التَّفعيلة‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫للشعر‬
‫عر المنثور… إلخ)‪ ،‬األنواع الثّالثة األولى هي األكثر‬ ‫والنَّثر‪ ،‬و ِّ‬
‫الش ُ‬
‫أن ِّ‬
‫لكل نو ٍع قواعده‪ ،‬فإذا أردت كتابة‬ ‫هم َّ‬
‫الم ُّ‬ ‫نتشارا ُ‬
‫وشهرة‪ُ ،‬‬ ‫ا ً‬
‫القصيدة العمود ّية‪ ،‬عليك تع ُّلم بحور ِّ‬
‫الشعر‪ ،‬ومعرفة التَّقطي ُع‬
‫تمتاز بها القصيدة العمود ّية عن‬
‫ُ‬ ‫العروضي‪ ،‬والخصائص العا ّمة ا ّلتي‬
‫غيرها‪.‬‬

‫صبح‬ ‫الشعر في َّ‬


‫أن اتِّباع قواعدها ُي ُ‬ ‫تتمثّل مشكلة تُعدُّ د أنواع ِّ‬
‫ٍ‬
‫ووقت و ُمذاكرة؛ لذا َّ‬
‫فإن‬ ‫عب ًئا على الكاتب؛ لما تحتاج إليه من ج ٍ‬
‫هد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اكتب‬
‫تهتم بقواعدها‪ْ ،‬‬
‫نصيحتي تقتضي أن تتجاهل أنواع الشعر‪ ،‬وال َّ‬
‫بال َّطريقة ا ّلتي تُريدها‪ ،‬فما ُد َ‬
‫مت ُمبتدئًا لن ُيحاسبك أحد‪.‬‬

‫‪ .3‬إيجا ُد األفكار‬

‫هي ال تُشب ُه اختيار موضوع القصيدة؛ ولكن في بعض‬


‫األحيان تُوحي األفكار بكيف ّية كتابة القصيدة‪ ،‬أو تُعطيك األسلوب‬
‫المناسب لصياغة نصك ّ‬
‫الشعري‪.‬‬ ‫ُ‬

‫يحتاج إلى األفكار‪ ،‬وعاد ًة ُ‬


‫يترك ال ُكتَّاب المبتدؤون‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫كاتب‬ ‫ُّ‬
‫كل‬

‫‪15‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫أفكارا تُساعدهم على االستمرار‪.‬‬


‫ً‬ ‫كتابة القصيدة ألنَّهم ال يحملون‬

‫ُ‬
‫الوصف الفريد‬ ‫‪.4‬‬

‫أفكارا‬
‫ً‬ ‫يسق ُط عد ٌد من القصائد في منطقة ال ُقبح ألنَّها تُعطي‬
‫ُمتداولة وعا ّمة جدًّ ا‪ .‬حاول ال ّلجوء إلى التَّعابير غير َّ‬
‫الشائعة في‬
‫الصغير‪:‬‬
‫راقب هذا المقطع ّ‬
‫ْ‬ ‫المميز‪.‬‬
‫الشعر‪ ،‬والوصف ُ‬

‫ض األمَاني‬
‫تَمُـرِّينَ على بيا ِ‬
‫ك‬
‫فيَستـقي ُم النُّو ُر على مِدَا ِد خُطا ِ‬
‫ني عينيهَا‬
‫ت ألدُسَّ ب َ‬
‫ب الغيمـا ِ‬
‫سَأركـ ُ‬
‫ك‬
‫َق َم ُر ِ‬
‫شُكـرًا‪..‬‬
‫َمر َغ منـِّي بنورِك‪.‬‬
‫ِب ُكـلِّ ما ت َّ‬

‫ماذا تُالحظ؟ تعابير فريدة‪ ،‬وجديدة‪ ،‬وغير شائعة‪.‬‬

‫‪ .5‬االنضما ُم إلى ُمجتمعات ّ‬


‫الشعر‬

‫والصالونات األدبيّة‬
‫َّ‬ ‫كالمنتديات‬
‫ُ‬ ‫جتمعات ِّ‬
‫الشعرية‬ ‫ُ‬ ‫الم‬
‫ُ‬
‫وغيرها‪ ،‬من شأنها أن تُعينك على كتابة قصائد جيدة‪ُ .‬يمكنك أن‬

‫‪11‬‬
‫للمبتدئين‬
‫‪ 5‬نصائح ُ‬
‫ٍ‬
‫بوجه عام‪،‬‬ ‫تُناقش ما تكتب من نصوص‪ ،‬أو أن تتحدّ ث حول ِّ‬
‫الشعر‬
‫يجب عليه‬
‫ُ‬ ‫الشاعر‪ ،‬والتِّقنيات ا ّلتي‬
‫الصعوبات ا ّلتي ُيواجهها َّ‬ ‫ً‬
‫مثال‪ُّ :‬‬
‫الواجب عليه معرفتها‪ ،‬وكيفيّة زيادة‬
‫ُ‬ ‫استخدامها‪ ،‬واألساس ّيات‬
‫الشعر ا ّلتي تزيدك ثرا ًء وثق ًة و ُقدر ًة‬
‫مهاراته الكتاب ّية‪ ،‬وكثير من قضايا ِّ‬
‫أكبر على التَّعبير‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫المبتدؤون؟‬
‫جب أن ُيفكّر به ُ‬
‫ماذا ي ُ‬

‫‪8‬‬
‫ماذا يجب أن يفكر به المبتدؤون؟‬

‫اآلن‪ ،‬ما ا ّلذي يجب عليك التَّفكير به حين تكتب؟ ما ا ّلذي‬


‫يجب عليك َّ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫الشعر؟ ما ا ّلذي‬ ‫يجب عليك َّ‬
‫أن تُفكِّر به حول أنواع ِّ‬ ‫ُ‬
‫تُفكِّر به حول القصيدة العمود ّية‪ ،‬والتَّفعيلة‪ ،‬والنَّثر‪ ،‬والخاطرة؟ أو‬
‫ماذا ستكتب عن نفسك؟ أو ماذا ستكتب من أجل ال ُّق َّراء؟‬

‫خيارات ُمتعدّ دة وأسئلة ُمختلفة تطالنا عند كتابة القصيدة‪،‬‬


‫ُخاصم‬
‫َ‬ ‫فيبدأ الخلط واالرتباك؛ لتصبح في النِّهاية ذرائع نتَّخذها لن‬
‫ترغب في ال َّتعبير عن شعورك الخاص‬
‫ُ‬ ‫الكتابة؛ ولكنَّك ما زلت‬
‫َّ‬
‫تتخل عن أهدافك‬ ‫تستسلم‪ ،‬وال‬
‫ْ‬ ‫بوساطة ّ‬
‫الشعر‪ ،‬أليس كذلك؟ ال‬
‫بدوامة من األفكار ا ّلتي ال‬
‫وطموحك‪ ،‬فأنت تُزعج عقلك بنفسك ّ‬
‫عوامل كثيرة تتط َّلب أن تُفك َِّر بها وهذا‬
‫َ‬ ‫تنتهي‪ .‬لماذا؟ َّ‬
‫ألن هناك‬

‫‪19‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫شعرا أبدً ا‪ ،‬ولن تستطيع أن تبدأ َّ‬


‫ألن‬ ‫تكتب ً‬
‫َ‬ ‫ُيجهدُ عقلك؛ ولذلك لن‬
‫ٌ‬
‫مشغول جدًّ ا‪.‬‬ ‫عقلك‬

‫دونك ما قد ُيساعدك على معرفة ما يجب عليك َّ‬


‫أن تُفكَّر فيه‬
‫حين تكتب قصيدة‪.‬‬

‫كل أنواع الشعر جيدة‬

‫أن َّ‬
‫كل أنواع الشعر جيدة‪ .‬إن‬ ‫ووصلت إلى نتيجة َّ‬
‫ُ‬ ‫كثيرا‬
‫كتبت ً‬
‫ُ‬
‫أن َّ‬
‫كل نوع يصلح‬ ‫كُنت ال تعرف النَّوع ا ّلذي ستكتبه؛ فاعلم َّ‬
‫للموضوعات ِّ‬
‫الشعرية التي تُريد الحديث عنها نفسها؛ ولكن هناك‬
‫أنواع أقوى من أخرى في موضوعات ُمع َّينة‪ ،‬كالتَّفعيلة ا ّلتي قد‬
‫مثال‪ ،‬وموضوعات مثل ال َّطبيعة‬
‫الحب ً‬
‫ّ‬ ‫تكون أفضل في موضوعات‬
‫قد يكون من األفضل استخدام الشعر العمودي في كتابتها‪َّ .‬أما‬

‫العامة التي ال تتط َّل ُ‬


‫ب ُجهدً ا في إيصالها أو تقن َّيات ُمع َّينة‪،‬‬ ‫المشاعر َّ‬
‫ُيمكن أن تكون الخاطرة أو النَّثر أنسب لها‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫أن ّ‬
‫كل نوع من الشعر ُيشب ُه‬ ‫النُّقطة التي أو ُّد أن ُأ َ‬
‫شير إليها هنا‪َّ :‬‬
‫المختلفة؟! فقط‬ ‫اآلخر‪ ،‬فلماذا يجب علينا التَّفكير ِّ‬
‫بكل األنواع ُ‬
‫ترتاح إليه‪ ،‬دون أن تُق ّيد‬
‫ُ‬ ‫اكتب على الوجه ا ّلذي تُريد‪ ،‬وبالنَّوع ا ّلذي‬

‫‪72‬‬
‫المبتدؤون؟‬
‫يجب أن ُيفكّر به ُ‬
‫ُ‬ ‫ماذا‬

‫ٍ‬
‫بإطار ُمع َّين لقول ما تُريد؛ فالنَّوع يفرض نفسه بنفسه دون أن‬ ‫نفسك‬
‫َّ‬
‫تتدخل في األمر‪.‬‬

‫تحصل هذه المشكلة لمن لديه موهبة الكتابة في كل األنواع‪،‬‬


‫واحد فقط‪ :‬كالكتابة على شكل القصيدة‬ ‫ٍ‬ ‫في حين من التزم بنو ٍع‬

‫العمود ّية‪ ،‬لن يجد مشكل ًة في معرفة ِّ‬


‫أي نو ٍع ُيناسب شعره؛ ولكن‬
‫الكتابة على كل األنواع تحتاج إلى التَّمرس ا ّلذي ينشأ من خبرة‬
‫المبتدئين‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫ُخاطب ُ‬
‫ُ‬ ‫ونحن ن‬
‫ُ‬ ‫ستمرة‪،‬‬
‫الم ّ‬‫الكتابة ُ‬

‫ماذا يجب أن تفعل؟‬

‫انس ّ‬
‫كل شيء! شكل ِّ‬
‫الشعر ونوعه‪ ،‬ومن سيقرؤك‪ ،‬ونفسك‪.‬‬
‫فكر في القصيدة ا ّلتي ستكتبها فحسب؛ ألنَّك عندما تُفكِّر فيها‬
‫ُ‬
‫ستحصل على‬ ‫جرد التَّفكير في كيف ّية كتابتها‪،‬‬
‫وبم َّ‬
‫سوف تكتب‪ُ ،‬‬
‫ال َّطاقة واإلبداع؛ ألنَّك تُركِّز عقلك في ات ٍ‬
‫ِّجاه واحد‪ ،‬وهذا ُيضفي‬
‫سهولة على تجربتك ِّ‬
‫الشعرية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫درسان حول ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪9‬‬
‫درسان حول الشعر‬

‫شاعرا؟‬
‫ً‬ ‫ُصبح‬ ‫تُريد معرفة المزيد عن كتابة ِّ‬
‫الشعر؟ تُريد أن ت َ‬

‫السؤال سخي ًفا ً‬


‫نوعا ما‪ ،‬وال فائدة من‬ ‫حسنًا‪ ،‬قد يكون هذا ُّ‬
‫اإلجابة عنه؛ ألنّك –بالتّأكيد‪ -‬تو ّد ذلك ما ُدمت هنا‪.‬‬

‫إذا ما زلت تتع َّلم كيف ّية كتابة قصيدة ج ِّيدة ُأوصيك بقراءة‬
‫حياة الشعراء وإدراك كيف يكتبون‪ .‬فعدد ال بأس به من القصائد‬
‫تملك خاص َّية شاعرها‪ُ .‬يفيدك هذا في معرفة التِّقن َّيات أو األسلوب‬
‫الذي يتَّبع ُه شاعر ما في كتابة قصيدته‪.‬‬

‫أعرف عد ًدا من ال ّطرائق لمعرفة المزيد عن كتابة ِّ‬


‫الشعر‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الشعر ومجموعات‬‫دورات واشترك في ورش تعليم ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫انضم إلى‬
‫والممارسة‪ ،‬هو‪ :‬األكثر‬ ‫ال ِّشعر؛ ولكن تع ُّلم ِّ‬
‫الشعر من طريق الكتابة ُ‬

‫‪73‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫فائدة‪.‬‬

‫توهجة‪ ،‬وأن‬
‫األول‪ :‬يجب أن تكون كلماتك ُم َّ‬
‫الدَّ رس َّ‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫قوتها الشعرية‬
‫تمتلك َّ‬

‫يجب‬
‫ُ‬ ‫عر هو وسيلة التَّعبير عن شعورك الخاص‪ ،‬وبالتَّأكيد‬
‫الش ُ‬
‫عليك اختيار أفضل الكلمات ا ّلتي تنقل مشاعرك كما تُريد‪ ،‬وتصلح‬
‫والصحيحة‪.‬‬
‫المناسبة َّ‬ ‫لإللقاء؛ لذلك اتعب ً‬
‫قليال الكتشاف الكلمة ُ‬

‫يجب أن يكون للكلمة وهج‪ ،‬أن يكون لها ُسلطة شعر ّية‪ ،‬أن‬
‫ُ‬
‫كثيرا من النَّاس بقراءتها‪ ،‬ولتستطيع‬ ‫تُشع بال َّطاقة؛ لتستطيع أن ت َ‬
‫ُقنع ً‬
‫تلمس قلوبهم‪.‬‬
‫َ‬ ‫أن‬

‫أي‬
‫همة لتكوين عبارة فحسب‪ّ ،‬‬
‫لذلك ال تجعل الكلمات ُم َّ‬
‫عبارة‪ ،‬بل أعطها مزيدً ا من االهتمام َ‬
‫لتنقل المعنى‪.‬‬

‫الدَّ رس ال َّثاني‪ :‬يجب أن ترى وتسمع وتعرف ّ‬


‫عما تكتب‬
‫عنه‪.‬‬

‫الشاعر كتب من دون‬ ‫روحا؛ َّ‬


‫ألن َّ‬ ‫كثير من القصائد ال تملك ً‬
‫ٌ‬
‫معرفة الموضوع‪ ،‬وهذا يعني ّ‬
‫أن َّ‬
‫الشاعر ال يملك ذاكرة‪ .‬لم يذهب‬

‫‪74‬‬
‫درسان حول ِّ‬
‫الشعر‬

‫السابقة وما يكفيه ليصنع‬


‫ليتعرف الخبرات َّ‬
‫َّ‬ ‫في اتجاه التَّاريخ‬
‫تجربته‪ ،‬فبسبب ما َحف ْ‬
‫ظ َت ُه في ذاكرتك ستُنت ُج الخبرة موضوعات‪.‬‬

‫ُصبح‬
‫عندما نكتب باالستعانة بذاكرتنا ومشاعرنا وأفكارنا ن ُ‬
‫الشعر‬ ‫ٍ‬
‫وعندئذ ُيمكن أن تساعدك على جعل ِّ‬ ‫شديدي اإلحساس؛‬
‫ٍ‬
‫بحاجة إلى أن نشحن شعرنا بكثير من ذاتنا‪ ،‬وإحساسنا‪،‬‬ ‫نحن‬
‫ج ِّيدً ا‪ُ .‬‬
‫وعاطفتنا؛ لنستطيع أن نُؤ ّث َـر في النَّاس‪ ،‬وك َّلما كان شعرنا أقرب إلى‬
‫ذاتنا وناب ًعا من قلبنا‪ ،‬لمس قلوبهم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ُ‬
‫األلفاظ والكلمات‬

‫‪01‬‬
‫ُ‬
‫األلفاظ والكلمات‬

‫الكلمات الحقيق َّية‬


‫ُ‬ ‫نص شعري‪ .‬هي‬ ‫مدخل ّ‬
‫كل ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫األلفاظ‬
‫األلفاظ بالمعنى‪ ،‬وك َّلما قويت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ترتبط‬ ‫الدَّ الة على تجربتك ِّ‬
‫الشعر َّية‪.‬‬
‫ألفاظك قويت معانيك؛ لذا عليك اختيار ال ّلفظ المناسب والكلمة‬

‫المناسبة ا ّلتي تُح ِّقق المعنى ُ‬


‫المراد‪ ،‬وتوحي بجودة العمل األدبي‪.‬‬ ‫ُ‬

‫عند اختيارك لأللفاظ‪ ،‬ينبغي لك ُمراعاة اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬سهول ُة األلفاظ ور ّقتها‬

‫تنساب ر َّق ًة وعذوب ًة‪.‬‬


‫ُ‬ ‫أتجربتك غزل َّية؟ إ ًذا استخدم ألفا ًظا‬
‫السخيف‪ .‬كُن ً‬
‫سهال حتَّى‬ ‫العامي َّ‬
‫ّ‬ ‫والوحشي أو‬
‫ّ‬ ‫ابتعد عن الغريب‬
‫وإن اقتربت من النَّثر‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫تدل على التَّعجب‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫شيء‪ ،‬استخدم ألفا ًظا ُّ‬ ‫تتعجب من‬ ‫عندما‬
‫ّ‬
‫تصف بيئ ًة صحراو َّي ًة‪ ،‬استخدم األلفاظ الدَّ الة على ذلك…‬
‫ُ‬ ‫عندما‬
‫كل موضوع ل ُه ما ُيناسب ُه من األلفاظ‪ .‬هذا ال يعني َّأال‬ ‫وهكذا‪ّ .‬‬
‫زلة؛ ولكن استخدم‬ ‫ألفاظ ج ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تستعرض ُقدرتك ال ّلغو ّية الستخدام‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫الرنانة دون تك ّلف أو إسفاف ِّ‬
‫وطوعها لمعانيك‪.‬‬ ‫األلفاظ القو َّية َّ‬

‫ُ‬
‫الميل إلى الغريب‬ ‫‪.2‬‬

‫برز قدرتك على التَّالعب‬ ‫استخدام األلفاظ الغريبة ُي ُ‬


‫مقدرة لغو َّي ٍة وأدب َّي ٍة فائقة‪ .‬عديد ٌة هي األلفاظ‬
‫ٍ‬ ‫بالكلمات‪ُّ ،‬‬
‫وتدل على‬

‫ألفاظ غريبة كلفظ (القرضاب) وهو َّ‬


‫السيف القاطع‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الغريبة‪ ،‬هناك‬
‫والقوة َّ‬
‫والشجاعة‪ ،‬وألفاظ ‪(:‬الصَّاب‪ ،‬خريت‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الهمة‬
‫علو ّ‬ ‫ّ‬
‫لتدل على ّ‬
‫غوارب‪ ،‬دريس الصّوى … إخل) من األلفاظ ا َّلتي من شدَّ ة غرابتها‬
‫قصر استعمالك لها‪،‬‬
‫استُغلقت على الفهم؛ ولكن ال تُكثر منها‪ِّ ،‬‬
‫وحدِّ د المواقف ا ّلتي ينبغي لك فيها ال ّلجوء إليها‪.‬‬

‫غُ رب ُة ال ّلفظ تقو ُد إلى غُ ربة المعنى أحيانًا‪ ،‬و ُغربة المعنى ُّ‬
‫تدل‬
‫هم َّأال يكون المعنى جل ًفا فتكره ُه النّفس‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫الم ُّ‬
‫على بديه َّية عالية‪ُ .‬‬
‫تطيب له‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ُ‬
‫األلفاظ والكلمات‬

‫‪ .3‬التَّرادف‬

‫ال ّلغ ُة العرب َّي ُة لغ ٌة ثر َّية‪ ،‬واسعة التَّعبير‪ ،‬والتَّرادف أحد سماتها‪،‬‬
‫والتَّرادف هو‪ :‬أن تُعطي الكلمة الواحدة عدَّ ة معان ودالالت بقدر ما‬
‫ُيتاح لها من االستعماالت‪ .‬أي‪ :‬اختالف ال ّلفظ مع اتّفاق المعنى‪.‬‬
‫ُ‬
‫تشترك‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ‬ ‫كقولك )السّيف‪ ،‬املهند‪ ،‬القرضاب‪ ،‬الباتر‪ )... ،‬وهي‬
‫السيف القاطع‪( ،‬الصّل‪ ،‬احليّة‪ ،‬الرقشاء)‬ ‫ٍ‬
‫معنى واحد وهو َّ‬ ‫ً‬ ‫في‬
‫ٍ‬
‫براعة‬ ‫أيضا؛ للدَّ اللة على نو ٍع من أنواع الح ّيات‪ُّ .‬‬
‫يدل التَّرادف على‬ ‫ً‬
‫تقنص‬‫َ‬ ‫تعرف متى‬
‫َ‬ ‫هم أن‬‫الم ّ‬ ‫لغو َّي ٍة و ُيوحي بالثَّراء المعجمي ً‬
‫أيضا‪ُ ،‬‬
‫األلفاظ ذات الدّ الالت الواحدة ومتى تستخدمها ومدى ُمناسبتها‬
‫عما تُريد‪.‬‬
‫للتّعبير ّ‬

‫المتشابهات‬
‫‪ .4‬توالي ُ‬
‫يجمع بينهما تشابه في بعض‬
‫ُ‬ ‫هي عبار ٌة عن لفظتين ُمتتاليتين‬
‫األحرف مع اختالف المعنى‪ .‬األمثلة عديدة مثل‪:‬‬

‫الصدر‪.‬‬
‫(اللّب)‪ :‬العقل‪ ،‬و(اللّبب)‪ :‬موضع القالدة من ّ‬

‫الوقوع في األسر‪ ،‬و(سبسب)‪ :‬القفر والمفازة‪.‬‬


‫ُ‬ ‫(سيب)‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬
‫ٍ‬
‫شيء أعاله‪.‬‬ ‫الشرق‪ ،‬و(غارب)‪ّ :‬‬
‫كل‬ ‫خالف ّ‬
‫ُ‬ ‫(الغرب)‪:‬‬

‫(بيان)‪ :‬خطاب‪ ،‬و(بَنان)‪ :‬أطراف األصابع‪.‬‬

‫والرجوع‪ ،‬و(ثوِّب)‪:‬‬ ‫ُ‬


‫حيث (ثُب)‪ :‬العودة ّ‬ ‫بين (ثُب وثوِّب)‪،‬‬
‫الصالة والعبادة‪.‬‬
‫إقامة ّ‬

‫المهم عدم ال َّتك ّلف في‬


‫ّ‬ ‫المتشابهات‪،‬‬
‫كثير ٌة هي المتواليات ُ‬
‫مواضع ال تليق بها‪.‬‬
‫َ‬ ‫استحضارها أو إقحامها في‬

‫ُ‬
‫شترك ال ّلفظي‬ ‫الم‬
‫‪ُ .5‬‬
‫ُ‬
‫تشترك فيه عدَّ ة معاني ُمختلفة‪ .‬مثل كلمة‬ ‫هو ٌ‬
‫لفظ واحدٌ‬
‫ُطلق على‪ :‬العين الباصرة‪ ،‬والجاسوس‪ ،‬وعين الماء‪.‬‬ ‫(عني) ُ‬
‫حيث ت ُ‬
‫السن‬
‫ُطلق على‪ :‬العيش النَّاعم‪ ،‬وعلى حداثة ِّ‬ ‫كلمة (غرير) ُ‬
‫حيث ت ُ‬
‫المشترك‬
‫يدل استخدام ُ‬ ‫ٍ‬
‫لشاب لم تمحصه التَّجارب… وغير ذلك‪ُّ .‬‬
‫ال ّلفظي على تمك ٍ‬
‫ّن لغوي‪.‬‬

‫إيثار ألفاظ ُمع َّينة‬


‫‪ُ .6‬‬
‫الشاعر عن غيرها‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ألفاظ يكثر انتشارها في تجربة َّ‬ ‫توجدُ‬
‫ُناسب تجربت ُه ِّ‬
‫الشعر َّية ال غرابة‬ ‫ٍ‬
‫بكلمات ت‬ ‫اصطبا ُغ معجم َّ‬
‫الشاعر‬
‫ُ‬

‫‪82‬‬
‫ُ‬
‫األلفاظ والكلمات‬

‫فيه‪ً .‬‬
‫مثال كلمة (نهد) من أكثر األلفاظ استخدا ًما في شعر نزار‬
‫ٍ‬
‫عشق‬ ‫ق َّباني‪ .‬هذه الكلمة تؤ ِّكدُ ما يسري في نفس َّ‬
‫الشاعر من‬
‫لتفاصيل المرأة‪ ،‬وعفويته‪ ،‬وميله إلى ال ّطفولة… إلخ‪ .‬استخدم‬
‫كثيرا من تجربتك‪ ،‬واجعلها رمزًا‬
‫تختصر ً‬
‫ُ‬ ‫الكلمة ا ّلتي تشعر أنَّها‬
‫لك‪.‬‬

‫‪ .7‬خلو األلفاظ من ال َّلحن‬

‫ال ّلحن‪ :‬هو الكال ُم بوجه ُيخالف قواعد ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬وباتّباع‬
‫والصواب‪( :‬قلنسوة)‬
‫ّ‬ ‫العوام في أقوالهم‪ ،‬كأن تقول‪( :‬قلسوة)‬
‫حرْشُف) للنّبت كثير ّ‬
‫الشوك‬ ‫أيضا‪ُ ( :‬‬
‫وجمعها قالنس‪ .‬تقول العا ّمة ً‬
‫والصواب‪( :‬حَرْشَف)‪ .‬من األلفاظ ا ّلتي لحنت‬
‫ّ‬ ‫المنبسط باألرض‪،‬‬
‫ُ‬
‫أيضا (رمد) إذ تقول العا ّمة أصاب ُفالنًا ( َرمْ ٌد) إذا‬
‫فيها العا ّمة ً‬
‫والصواب‪َ ( :‬رمَ ُد) بالفتح‪ ،‬وحين تُستبدل كلمة‬
‫ّ‬ ‫رمدت عينيه‪،‬‬
‫(قنفذ) بكلمة (قنفط) للدّ اللة على الدّ ويبة الملبسة ال ّظهر‬
‫ّ‬
‫بالشوك‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪80‬‬
‫تقنيات الشعر‬

‫‪83‬‬
‫حول ال ّتقن ّيات األدب ّية‬

‫‪0‬‬
‫حول التقن ّيات األدب ّية‬

‫أن الشعر موهبة منحها الله لبعض خلقه‪،‬‬


‫هناك اعتقا ٌد سائدٌ ّ‬
‫شك فيه َّ‬
‫أن الشعر‬ ‫مما ال َّ‬ ‫كثير من الحقيقة؛ ولكن َّ‬
‫وفي هذا الكالم ٌ‬
‫فإن أي‬ ‫ٍ‬
‫تقنيات أدب ّية ُمع ّينة‪َّ ،‬‬ ‫هو (فن) كغيره من الفنون‪ .‬مع بعض‬

‫شخص لديه موهبة في الكتابة التّعبير ّية‪ُ ،‬يمكن أن يتع َّلم هذا ّ‬
‫الفن‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫والكتابة في أنواع الشعر ُ‬

‫كثير ٌة هي التِّقنيات األدب ّية التي ُيمكن استخدامها؛ ولكنَّنا‬


‫نستخدم بعضها أكثر من غيرها‪ .‬التِّقنية هي‪ :‬مجموعة من األدوات‬
‫المستخدمة في كتابة قصيدة أو أي عمل أدبي‪ .‬استُخدمت هذه‬
‫ُ‬
‫الصور‬
‫مر العصور ألنّها تساعد على جلب ُّ‬
‫التِّقنيات على ِّ‬
‫واالنفعاالت ِّ‬
‫للشعر والقصص والمسرحيات؛ لذلك عندما أكتب‬

‫‪85‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫قصيدة ُأفكِّر حول التِّقنيات ا ّلتي سأستخدمها‪.‬‬

‫فهل تُريد أن تعرف ما تقن ّيات ِّ‬


‫الشعر تلك؟‬

‫ات الشعر األساس ّية وأنماطه‪:‬‬


‫تقن ّي ُ‬

‫المفردات والكلمات قدرتك‬


‫ال يعني امتالكك موسوعة من ُ‬
‫على لمس روح القارئ‪ ،‬أو تقديم المعنى على النَّحو المنشود‪،‬‬
‫أدناه بعض التِّقنيات األدبية واألمثلة ا ّلتي ستُساعدك على فهم ف ّن‬
‫الشعر وتع ّلمه‪ .‬كُن على عل ٍم أنَّها أفضل التِّقنيات األدب ّية المعروفة‬
‫ِّ‬
‫ولكن ليست جميعها‪ُ .‬يمكنك استخدام ما تُريد منها‪ ،‬فال يوجد‬
‫شاعران ُمتشابهان تما ًما في استخدامهما التِّقنيات في أثناء كتابتهم‬
‫أن إجادة هذا‬ ‫ِّ‬
‫فلكل شاعر أسلوبه وطريقته‪ .‬إضاف ًة إلى َّ‬ ‫القصيدة‪،‬‬
‫ستمرة‪ ،‬فال تظنّه ً‬
‫سهال‪.‬‬ ‫الم َّ‬ ‫الفن يتط َّلب االلتزام ُ‬
‫والممارسة ُ‬ ‫ّ‬

‫‪ .1‬الغلو‬

‫سمى «غير معقول»‪ .‬في ِّ‬


‫الشعر‬ ‫في ِّ‬
‫الشعر ليس هناك شيء ُي َّ‬
‫تعابير أو تصريحات ُمبالغ فيها بحيث‬
‫ُ‬ ‫أي شيء‪ .‬الغلو‪:‬‬
‫ُيمكنك قول ِّ‬
‫ٍ‬
‫فكرة أو‬ ‫تكون عجيب ًة وصادمة‪ .‬يلجأ إليها كثيرون لل ّتركيز على‬

‫‪81‬‬
‫حول التّقن ّيات األدب ّية‬

‫المشار إليه‪.‬‬ ‫موضو ٍع ُمع ّين‪ ،‬أو إظهار كثافة عاطف ّية من َّ‬
‫الشيء ُ‬
‫الغلو بوساطة االستعارة والتَّشبيه لجلب‬
‫ّ‬ ‫ُيمكن الحصول على‬
‫الرشيد‪:‬‬
‫القوى البصر ّية وال ّتخيل ّية المرغوبة‪ .‬كقول أبي نواس في َّ‬
‫خلَ ِق‪.‬‬
‫ك ال ُّنطَفُ ا ّليت ملْ ُت ْ‬
‫ك حتَّى إ َّنهُ‪/‬لتخاف َ‬
‫وَأخَفْتَ أَه َل الشِّرْ ِ‬

‫‪ .2‬التَّهوين‬

‫الغلو أو التَّهويل‪ .‬كلمات قليلة لنقل عاطفتك‬


‫ّ‬ ‫عكس‬
‫ُ‬
‫وشعورك الحقيقي‪ .‬المهم ّأال تكون بسي ًطا بساطة َّ‬
‫الساذج‪ ،‬أو أن‬
‫وضوحا أحم ًقا‪ .‬كقول نزار ق َّباني‪« :‬أنا هاربٌ من‬
‫ً‬ ‫واضحا‬
‫ً‬ ‫تكون‬
‫ويسير‬
‫ٌ‬ ‫واضح‬
‫ٌ‬ ‫معنى‬
‫ً‬ ‫ب يُمارس ُه جدودكِ أو جدودي»‪.‬‬
‫ك ِّل إرها ٍ‬
‫جميل ٍ‬
‫وراق في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫و ٌ‬

‫‪ .3‬التَّجسيم أو التَّجسيد‬

‫تقنية في ِّ‬
‫الشعر تُستخد ُم لتجسيد أو تصوير كائن غير حي كما‬
‫ٍ‬
‫عنصر أو‬ ‫بمعنى آخر‪ ،‬استخدام جسم اإلنسان أو‬
‫ً‬ ‫لو كان كائنًا ح ًّيا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شيء غير بشري‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬عندما تتف ّتَ ُ‬
‫ح‬ ‫صفة بشر ّي ٍة مع‬
‫ٍ‬

‫أصاب ُع األزهار‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .4‬التَّشبيه‬

‫المستخدمة بكثرة‪ ،‬وال تكاد تخلو‬


‫التَّشبيه هو أحد التّقنيات ُ‬
‫قصيدة من التَّشبيه‪ .‬وهو عاد ًة ُي ُ‬
‫قابل بين شيئين –أو أكثر‪ -‬مختلفين‬
‫باستخدام‪« :‬مثل» أو «كـ» أو «كما» وما شابههم‪ .‬في معظم األحيان‬
‫ت كاحلصان‪ .‬استُخدمت‬
‫ُيستخد ُم التَّشبي ُه دون وعي‪ .‬مثال‪ :‬ركض ُ‬
‫أداة التّشبيه (كـ) لتشبيه ركض اإلنسان بركض الحصان‪.‬‬

‫‪ .5‬االستعارة‬

‫مهمة تعطي ال ُكتَّاب مزيدً ا من ّ‬


‫القوة لل ّتعبير عن أفكارهم‬ ‫تقنية َّ‬
‫حول وض ٍع ُمع ّين‪ُ .‬يشب ُه ال َّتشبيه؛ ولكنَّها ُمقابلة مباشرة بين شيئين‬
‫مختلفين دون استعمال أداة أو كلمة ُمقابلة كاستخدام «مثل» أو‬
‫المقابلة‪ .‬على سبيل‬
‫قادرا على إدراك ُ‬
‫«كـ»‪ .‬على القارئ أن يكون ً‬
‫المثال‪« :‬أجت َوّ ُل وحيدًا مثل سحاب ٍة»‪ ،‬هذا تشبي ٌه‪ ،‬أ َّما االستعارة‬
‫فهي مثل أنا سحاب ٌة جتو ُل يف الوحد ِة‪ .‬لذا على القارئ إدراك‬
‫للمقابلة؛ ولكن يجب الحذر عند استخدام هذه‬
‫الصحيح ُ‬
‫المعنى َّ‬
‫التّقنية؛ أل َّن ُه ال يجوز استخدام استعارة ميِّتة‪ .‬إضاف ًة إلى ّ‬
‫أن‬
‫االستعارة ال ُيمكن عدّ ها مجازً ا‪ ،‬فالمجاز ال ُيقصد به التَّشبيه‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫حول التّقن ّيات األدب ّية‬

‫الصوتية‬
‫المحاكاة َّ‬
‫‪ُ .6‬‬
‫تُستخدم هذه التّقنية لمن يريد أن يكتب قصيدة موزونة لكنَّ ُه‬
‫لم يدرس العروض وأوزان ِّ‬
‫الشعر العربي‪ .‬وهي تقنية سهلة تعتمد‬
‫الصوت ا ّلذي تسمعه ( ُمحاكاة اإليقاع)‪ .‬لها‬
‫على التَّهجئة أو تقليد َّ‬
‫المباشرة على إيقاع الكلمة نفسها‪،‬‬
‫طريقتان‪ :‬مباشرة وغير مباشرة‪ُ ،‬‬
‫أي‪ :‬تكتب على نغمة الكلمة ال ُمختارة نفسها‪ ،‬على سبيل المثال‪:‬‬
‫(فضاء‪ ،‬سماء‪ ،‬بالء‪... ،‬إلخ)‪ .‬ال َّطريق ُة غير المباشرة هي‪ :‬ال َّطريق‬
‫الشاعر استخدام الكلمات أو أجزاء منها‬ ‫وضوحا ُ‬
‫حيث على َّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫األقل‬
‫الشعر «إذا ال َ‬
‫شّعبُ يومًا أرا َد‬ ‫الجو الموسيقي نفسه‪ً .‬‬
‫مثال بيت ِّ‬ ‫إلبداع ّ‬
‫مرة يجعل إيقاع ُه يرسخ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫احليا َة»‪ ،‬قراءة َّ‬
‫الشطر بصوت عال أكثر من َّ‬
‫في َّ‬
‫الذاكرة ما ُيتيح لنا الكتابة على اإليقاع نفسه بسهولة‪ ،‬مع‬
‫الحسي‬
‫ّ‬ ‫اكتشاف مواضع اختالل الوزن من طريق اإلدراك‬
‫والسمعي‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪ .7‬الموسيقى الدّ اخل ّية‬

‫تكوين موسيقي ينسجم مع المعاني‪ ،‬و ُيؤ ِّثر في نفس‬


‫ٌ‬
‫المتلقي‪ .‬مثال لهذا األمر‪« :‬وشرَع َ‬
‫ت تصع ُد مثلَ وحشٍ شار ٍد‬ ‫ُ‬

‫‪89‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ت عرشي كي تدو َر بشوك ِتكْ»‪ .‬الموسيقى الدَّ اخلية‬


‫شرُفا ِ‬
‫ُ‬
‫المتم ّثلة بتكرار صوت (الشين) في األلفاظ‪ :‬شرعت‪ ،‬وحش‪،‬‬
‫ُ‬
‫نغما‬
‫شارد‪ ،‬شرفات‪ ،‬عرشي‪ ،‬شوكتك‪ .‬أحدث تكرار هذا الحرف ً‬
‫يستقر في نفس القارئ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫موسيق ًيا ُمح َّب ًبا‬

‫‪ .8‬الجناس‬

‫وتي نفسه‪ .‬تشاركهما‬


‫الص ّ‬
‫تشارك أكثر من كلمة في المقطع َّ‬
‫في النطق مع اختالف المعنى‪ .‬مثل قوله تعالى‪َ ﴿:‬ويَوْمَ تَقُو ُم‬
‫س ُم الْ ُمجْ ِرمُونَ مَا لَبِثُوا َغيْ َر سَاعَةٍ ﴾ فنرى تشابه‬
‫(‪)1‬‬
‫سّا َع ُة يُقْ ِ‬
‫ال َ‬
‫الكلمتين (ساعة) مع اختالف معنى ً‬
‫كال منهما‪ .‬وكقول أبي ّنواس‬
‫ضلِ ِع ْلمِكَ أع َترفْ‪ .‬وفي‬
‫ك أغْتَ ِرفْ‪/‬و ِبفَ ْ‬ ‫يعترف‪ِ :‬منْ َبحْ ِر ِ‬
‫شعْرِ َ‬
‫س األردان»‪.‬‬ ‫النَّثر‪ُ « :‬‬
‫ك ْن طيّب األردان وإنْ مل تلب ِ‬

‫السجع‬
‫‪َّ .9‬‬
‫تكرار األصوات ال ّلينة داخل المقاطع‪ ،‬أي‪ :‬تشابه األحرف‬
‫ُ‬ ‫هو‬

‫الروم‪ ،‬اآلية‪.55 :‬‬


‫) ( سورة ّ‬
‫‪1‬‬

‫‪92‬‬
‫حول التّقن ّيات األدب ّية‬

‫ٍ‬
‫عدد من األوضاع‬ ‫األخيرة بين كلمتين أو أكثر‪ُ .‬يستخدم هذا في‬
‫ص ٍم‬ ‫تمام‪ :‬تَدْب ُ‬
‫ري ُمعْ َت ِ‬ ‫السجع في ِّ‬
‫الشعر كقول أبي َّ‬ ‫المختلفة‪ .‬ونجد َّ‬
‫جعل ّ‬
‫كل من‬ ‫ب يف اهلل مُرتغبِ‪ ،‬نجدُ هنا أ َّن ُه َ‬
‫هلل مرتق ٍ‬
‫بِاللَّهِ ُمنْتَ ِقمِ‪ِ /‬‬
‫للسجعة ا ّلتي في َّ‬
‫الشطر‬ ‫مسجوعا سجع ًة ُمخالف ًة َّ‬
‫ً‬ ‫شطري البيت‬
‫والشطر ال َّثاني سجعت ُه الباء‪.‬‬
‫فالشطر األ ّول سجعته الميم‪َّ ،‬‬
‫اآلخر‪َّ .‬‬
‫أيضا‪ ،‬وهو مكانه ال َّطبيعي‪ ،‬ففي ِّ‬
‫الشعر ُيصبح (قافية)‪.‬‬ ‫نجده في النَّثر ً‬
‫السجع ّ‬
‫الشهيرة في النَّثر خطبة قس بن ساعدة اإليادي‬ ‫من أمثلة ّ‬
‫ت‬
‫ش مَات‪َ ،‬و َمنْ مَا َ‬ ‫حين قال‪« :‬أ ُّ‬
‫َيهَا النَّاسُ‪ ،‬اسْ َمعُوا َوعُوا‪ ،‬إنَّ ُه مَنْ عَا َ‬
‫السجع‬ ‫ت آت‪َ ،‬ليْ ٌل دَاج‪... ،‬إخل»‪ .‬كما قرأنا ّ‬
‫فإن َّ‬ ‫فَات‪َ ،‬وكُلُّ مَا ُه َو آ ٍ‬
‫جميل الستمالة األذن‪.‬‬

‫‪ .11‬التكرار‬

‫وتكرارا في مقاطع ُمتفرقة‬


‫ً‬ ‫مرارا‬
‫تكرار كلمة أو عبارة أو جملة ً‬
‫ُ‬
‫من القصيدة‪ .‬للفت انتباه القارئ إليها‪ ،‬وللتَّركيز على االنفعال أو‬
‫الحدث‪ ،‬وهو وسيل ٌة فنيّ ٌة الستحضار اإليقاع‪ ،‬وطريق ٌة جميل ٌة‬
‫كثيرا‬
‫نفسي خاص‪ُ .‬يستخدم ال ّتكرار ً‬
‫ٍّ‬ ‫جو‬
‫داخلي لتنمية ٍّ‬
‫ٍّ‬ ‫إلبداع نغ ٍم‬
‫في شعر األطفال‪ .‬مثال هذا النَّوع تكرار نزار لعبارة‪ :‬فأ َنا ال أمل ُ‬
‫ك‬

‫‪91‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ثالث مر ٍ‬
‫ات لتأكيد حزنه‪.‬‬ ‫َ َّ‬ ‫كررها‬
‫يف الدّنيـا إلّا عينيـكِ وأحـزاني‪َّ .‬‬

‫‪ .11‬التَّضاد أو الطباق‬

‫استخدام كلمة وعكسها‪ .‬مثل‪( :‬مَ ّكَ َن)‪ ،‬وعكسها‪َ ( :‬‬


‫ص َّعبَ‪،‬‬
‫سرَ‪َ ،‬أعْضَ َل)‪.‬‬
‫َأ ْغلَقَ‪َ ،‬ع َّ‬

‫ُت َع ِّز ُز هذه التِّقنيات األساس ّية ُّ‬


‫الشعور‪ ،‬وتُمكِّن القارئ من فهم‬
‫الشاعر التَّعبير بها‪ ،‬فتُق ِّلل مجاالت‬
‫الشعر بال َّطريقة نفسها ا ّلتي أراد َّ‬
‫ِّ‬
‫همة على‬
‫الم َّ‬
‫سوء التَّفسير‪ .‬هذه التِّقنيات موجودة في جميع القصائد ُ‬
‫الغربي‪ ،‬وضمن‬
‫ّ‬ ‫العربي أو األدب‬
‫ّ‬ ‫مر التَّاريخ‪ ،‬سواء في األدب‬
‫ِّ‬
‫المحترفين والهواة على حدِّ سواء‪ .‬وهي ليست ّ‬
‫كل شيء‪.‬‬ ‫قصائد ُ‬

‫‪90‬‬
‫عند كتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪2‬‬
‫عند كتابة الشعر‬

‫الصعوبة‪ .‬أنت تُحاول أن‬ ‫عند كتابة ِّ‬


‫الشعر ر َّبما تجد بعض ُّ‬
‫تشعر به وما تُريد قوله‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عما‬
‫تعبيرا تا ًّما َّ‬
‫الجمل؛ ولكنَّها ال تُع ِّبر ً‬
‫تصنع ُ‬
‫َ‬
‫وتكرارا‪ ،‬لكنَّك لم تصل بعد إلى القصيدة ا ّلتي‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫أنت تُحاول ً‬
‫تُريدها‪ .‬هل لديك هذه المشكلة؟‬

‫أفكار ج ِّيدة للقصائد؛ ولكنَّهم عندما ُيحاولون‬


‫ٌ‬ ‫كثيرون لديهم‬
‫ٍ‬
‫بحاجز ما! قد يكون الخوف‪ ،‬أو القلق‪ ،‬أو‬ ‫الكتابة يصطدمون‬
‫ضعف ال ِّثقة‪ ،‬أو ق َّلة ال َّثقافة‪ ،‬أو عدم المعرفة‪ ،‬وغيرها من األسباب‬
‫ا ّلتي تدفعهم بعيدً ا‪.‬‬

‫إليك بعض الخبرات التي قد تُساعدك عند كتابة ِّ‬


‫الشعر‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ال تخلط عند استخدامك قالب القصيدة‬

‫للشعر‪ ،‬وعادةً‪ ،‬عدم معرفتك النَّوع ا ّلذي‬


‫هناك عدَّ ة أنواع ِّ‬
‫أنواع مختلف ٌة‪ ،‬على‬
‫ٌ‬ ‫ب أن تستخدمه ُيسبب تلك المشكلة‪ .‬هناك‬
‫يج ُ‬
‫سبيل المثال‪ :‬العمودي‪ ،‬والتَّفعيلي‪ ،‬والنَّثر‪ ،‬وهي األشهر‪ .‬فال‬
‫قادرا على اإلمساك ببداية الخيط!‬ ‫ْ‬
‫تخلط‪ ،‬فالخلط ُيربكك فال تعود ً‬

‫كثيرا برأي اآلخرين‬


‫ال تُفكر ً‬
‫كيف ُيفكِّر ُق َّرائي‪ ،‬أو كيف يشعرون بعد انتهائهم من قراءة‬
‫كتب لنُقرأ! ال تُفكِّر‬
‫مع أنَّنا َن ُ‬
‫السؤال ُيزعج رؤوسنا؛ َ‬
‫قصيدتي؟ هذا ُّ‬
‫ُحرك حياتنا‪ ،‬وال يجب‬
‫ونحن من ن ّ‬
‫ُ‬ ‫كثيرا فهذا هو عالمنا الخاص‪،‬‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫تعقيد وعدم فه ٍم‬ ‫أن تُحركنا أسئل ٌة لن تُفيدنا معرفة إجاباتها غير‬
‫أكثر‪.‬‬

‫انس ّ‬
‫كل شيء ما عدا أنت والقصيدة‬

‫يجب أن نُركِّز عند كتابة ِّ‬


‫الشعر؛ ألنَّنا نُع ّب ُر عن‬ ‫ُ‬ ‫أعني التَّركيز‪.‬‬
‫شيء عداك وعدى القصيدة‪ .‬هذا‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬ ‫انس ّ‬‫ونصب أفكارنا‪َ .‬‬
‫ُّ‬ ‫مشاعرنا‬
‫مبد ٌأ من مبادئ الكتابة ِّ‬
‫الشعر ّية‪ :‬حين تكتب يجب أن تُركِّز‪ ،‬ابتعدْ‬

‫‪94‬‬
‫عند كتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫ٍ‬
‫قصيدة عظيمة‬ ‫عن ِّ‬
‫كل ما قد ُيلهيك ل ُيمكنك الحصول على‬
‫وإبداع ّية‪.‬‬

‫أخلص لقصيدتك‬

‫ستتحدّ ُ‬
‫ث القصيد ُة عن حياتك وذكرياتك ور َّبما عن يأسك‬
‫أخلصت لها‪ .‬تُريد قصيد ًة جميلة؟‬
‫َ‬ ‫ُخلص القصيد ُة لك إذا‬
‫أيضا! ست ُ‬
‫ً‬
‫الجمال ا ّلذي تستح ّقه‪ .‬ال تُم ِّث ْل؛ ولكن ُيمكنك أن‬
‫َ‬ ‫إ ًذا أعطها‬
‫تكذب!‬

‫اكتب‪ ...‬واكتب‪ُ ...‬ث َّم اكتب‬

‫كثيرا في أثناء‬ ‫اكتب ّ‬


‫كل ما تُريد على الورق‪ ،‬ال تُراقب نفسك ً‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫بعدئذ ُيمكنك التَّعديل والتَّنقيح كما‬ ‫الكتابة؛ فاالسترسال مهم‪،‬‬
‫لت ّ‬
‫كل ما تكتب في أثناء الكتابة‪.‬‬ ‫كثيرا إن ح َّل َ‬
‫تخسر ً‬
‫ُ‬ ‫تشاء‪ .‬أنت‬

‫‪95‬‬
‫االستعار ُة وطريقة استخدامها‬

‫‪3‬‬
‫االستعار ُة وطريقة استخدامها‬

‫ما االستعارة؟‬

‫االستعارة هي‪ُ :‬مقابلة بين اثنين أو أكثر دون استخدام أدوات‬


‫ٍ‬
‫صور‬ ‫همة إلنتاج‬
‫التّشبيه‪( :‬مثل‪ ،‬كـ‪ ،‬نظير‪ ،‬مثيل‪ ...‬وغيرها)‪ ،‬وهي ُم ّ‬
‫قو ّية وفريدة‪.‬‬

‫عندما نقرأ‪« :‬ك ُّل جر ٍح فيها حديقة ور ٍد» ‪ .‬هذا تشبيه ال‬
‫(‪)1‬‬

‫المشبَّه‪( :‬ك ُّل جر ٍح)‪ ،‬المش َّبه به‪( :‬حديق ُة ور ٍد)‪.‬‬ ‫استعارة؛ ّ‬
‫ألن ُ‬

‫ب طف ًلا» ‪ ،‬فهي‬
‫(‪)2‬‬
‫لكن عندما نقرأ‪« :‬ك ُّل ليمون ٍة ستُنج ُ‬

‫) ( قصيدة ميسون‪ -‬نزار ق ّباني‪1974 -‬م‪.‬‬


‫‪1‬‬

‫) ( قصيدة ميسون‪ -‬نزار ق ّباني‪1974 -‬م‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫‪97‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫المش َّبه‬
‫ذف ُ‬‫حيث ُش ِّبهت ال ّليمونة بالمرأة ا ّلتي تلدُ ‪ُ ،‬ث َّم ُح َ‬
‫ُ‬ ‫استعارة‪،‬‬
‫ب) على سبيل‬
‫به وهو (املرأة)‪ ،‬وتُرك شي ٌء من لوازمها‪ ،‬فهي (ستُنج ُ‬
‫االستعارة‪.‬‬

‫ُ‬
‫حيث ُش ِّبهت‬ ‫مثال آخر‪« :‬البسي دموعي سوارًا» ‪ ،‬استعارة‪،‬‬
‫(‪)3‬‬

‫الدُّ موع بال َّثوب ا ّلذي ُيلبس‪ُ ،‬ث َّم ُحذف ُ‬


‫المش َّبه به وهو (ال َّثوب)‪،‬‬
‫وتُرك شي ٌء من لوازمه وهو (البسي)‪.‬‬

‫كيف تُستخد ُم االستعارات في الشعر؟‬

‫هنا بعض النّصائح‪:‬‬

‫إعداد قائمة بالكلمات الجميلة‬

‫من ميزات لغتنا العرب ّية ال َّطريقة ا ّلتي ت ُ‬


‫ُربط بها الكلمات‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬وتُسهم في النَّظر إلى أبعدَ من معناها ال َّظاهر‬
‫والواضح والمعروف‪ .‬في هذا إثراء ِّ‬
‫للشعر والنَّثر من طريق تطبيق‬
‫وتستحضر االستجابات العاطف ّية‬
‫ُ‬ ‫الكلمات ا ّلتي تُعطي دالل ًة دقيق ًة‬

‫) ( قصيدة ميسون‪ -‬نزار ق ّباني‪1974 -‬م‪.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪98‬‬
‫االستعار ُة وطريقة استخدامها‬

‫أيضا‪ .‬سوف تُساعدك هذه القائمة في أثناء صياغة شعرك على إبداع‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫شاعر‬ ‫لكل‬ ‫ٍ‬
‫جميلة وقو َّية‪ِّ .‬‬ ‫ٍ‬
‫كلمات‬ ‫الخاصة باستخدام‬ ‫استعارتك‬
‫َّ‬
‫والمفردات ا ّلتي‬
‫ُ‬ ‫الكلمات‬
‫ُ‬ ‫عجم ُلغوي‪ :‬وهو مجموع ُة‬
‫قاموس أو ُم ٌ‬
‫ٌ‬
‫يتحص ُل عليها ‪-‬عاد ًة‪ -‬انطال ًقا من‬
‫َّ‬ ‫يستخدمها َّ‬
‫الشاعر في نصوصه‪،‬‬
‫ثقافته وتجاربه وبيئته‪.‬‬

‫ما شعورك؟‬

‫تعرف موضوعه؛‬
‫َ‬ ‫أي شيء َ‬
‫دون أن‬ ‫تكتب ّ‬
‫َ‬ ‫أنت ال تستطيع أن‬
‫تنس‬
‫يجب أن تعرفه‪ .‬وال َ‬
‫ُ‬ ‫ث عن إحساسك ا ّلذي‬
‫الشعر يتحدَّ ُ‬ ‫َّ‬
‫ألن ِّ‬
‫أن الكتاب َة تُم ِّثل حياتك؛ لذا حاول أن تص َ‬
‫ف مشاعرك وستكتشف‬ ‫َّ‬
‫الخاصة‪ ،‬وسهولة كتابة ِّ‬
‫الشعر‬ ‫َّ‬ ‫سهولة الحصول على استعارتك‬
‫عمو ًما‪.‬‬

‫الجمع بين الكلمات الجميلة ا ّلتي لديك‬


‫ُ‬

‫المقابلة‬
‫االستعارة هي ُمقابلة أو ُموازنة؛ لذلك أنت تستطيع ُ‬
‫بعدئذ اسأل نفسك عن االستعارة‪َ ،‬أ ُ‬
‫كتبت استعار ًة‬ ‫ٍ‬ ‫بين كلمتين‪،‬‬
‫ج ِّيدة أم قبيحة؟ أهي ُمم ّيزة أم عاد ّية؟ أهي استعارة ميتة استُهلكت‬
‫كثيرا‪ ،‬أم استعارة حيّة وغير مألوفة؟‬
‫ً‬

‫‪99‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫تشبيها ُث َّم حول ُه إلى استعارة‬


‫ً‬ ‫اكتب‬

‫لمعظم النَّاس؛ كتابة استعارة مباشرة أمر صعب جدًّ ا‪ ،‬وهذا‬


‫ُ‬
‫مكنك أن تبدأ بتشبيه ُث َّم‬
‫َ‬ ‫بسبب أنَّهم ما زالوا يتع َّلمون؛ ولكن ُي‬
‫تحول ُه إلى استعارة‪ ،‬وهذه طريق ٌة سهل ٌة ً‬
‫بدال من كتابة االستعارة‬
‫مباشر ًة‪ .‬كيف ُيمكنك أن تفعل ذلك؟ ُيمكنك أن تقرأ‪ :‬الع ُ‬
‫ني مث ُل‬
‫س قُزح‪.‬‬
‫ني قو ِ‬ ‫ٍ‬
‫بعدئذ غ ّيرها إلى‪ :‬ع ُ‬ ‫س قُزح‪،‬‬
‫قو ِ‬

‫قراء ُة قصائد كثيرة‬

‫تقتبس‬
‫ْ‬ ‫اقرأ وتع َّلم كيف ُينشئ ُّ‬
‫الشعراء استعاراتهم؛ ولكن ال‬
‫أو تنتحل‪ ،‬فقط انظر وتأ َّمل منهجهم وطريقتهم‪ُّ ،‬‬
‫فكل شاعر لديه‬
‫أسلوبه وصوته الخاص‪ ،‬وأنت كذلك‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫كيف أكتب قصيدة ج ّيدة‬

‫‪4‬‬
‫كيف أكتب قصيدة ج ّيدة؟‬

‫الشاعر نفسه‪ :‬كيف أكتب قصيدة ج ّيدة؟ ّ‬


‫ألن جميعنا‬ ‫ُ‬
‫يسأل ّ‬
‫يحلم بكتابة قصيدة‪ ،‬وجميعنا قادرون على تحقيق ذلك؛ ولكن ق ّلة‬
‫لدي خمس نصائح‬
‫يكتب قصيدته الج ّيدة‪ ،‬لذلك ّ‬
‫َ‬ ‫منّا من يستطيع أن‬
‫َ‬
‫ُساعدك على اإلجابة عن سؤال كيف تكتب قصيدة ج ّيدة؟‬
‫ت‬
‫شخص ًّيا أستخدمها عندما أكتب‪.‬‬

‫الرواية‬
‫ف عن ِّ‬
‫عر فن يختل ُ‬
‫الش َ‬ ‫تعرف ّ‬
‫أن ِّ‬ ‫َ‬ ‫لكن يجب أن‬
‫تحتاج إلى مزيد من‬
‫ُ‬ ‫والقصة القصيرة‪ّ ،‬‬
‫فالشعر أكثر صعوبة؛ لذا أنت‬ ‫َّ‬
‫االلتزام والعمل َّ‬
‫الشاق‪.‬‬

‫هذه النَّصائح سوف تُساعدك ُمساعد ًة كبير ًة لإلجابة عن كيف‬


‫هم َة ِّ‬
‫الشعر أسهل‪.‬‬ ‫َ‬
‫تجعل ُم َّ‬ ‫أكتب قصيدة ج ّيدة؟ وآ ُم ُل أن‬

‫‪121‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .1‬استخدام أفضل عنوان‬

‫تتالعب بالكلمات‬
‫َ‬ ‫مكن أن‬
‫دائما‪ُ .‬ي ُ‬
‫مهم ً‬ ‫ُ‬
‫عنوان القصيدة ُّ‬ ‫نعم‪،‬‬
‫لصنع عنوان القصيدة ا ّلذي ُيعطي المعنى صور ًة قو َّية أو حديثة‪.‬‬

‫ناسب ا ّلذي ُيع ّبر عن ُمحتوى القصيدة يزيدُ ها ّ‬


‫قوةً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الم‬ ‫ُ‬
‫العنوان ُ‬
‫كثيرا من ّ‬
‫الشعراء‬ ‫أن ً‬ ‫صحيح ّ‬
‫ٌ‬ ‫ضعف بنية النّص‪.‬‬
‫ُ‬ ‫السيء ُي‬ ‫ُ‬
‫والعنوان ّ‬
‫رتكز عليه القصيدة؛ ولكنّنا في‬
‫نظرا ألنّه ما ت ُ‬
‫المحتوى ً‬
‫ُيرك ُّز على ُ‬
‫ُسهم في‬ ‫ٍ‬
‫ُنكر ما للعنوان من أهم ّية ت ُ‬
‫الوقت نفسه ال نستطيع أن ن َ‬
‫بالمحتوى‪،‬‬
‫جذب الجمهور‪ُ .‬ر َّبما قرأت قصائدَ ال عالقة لعنوانها ُ‬
‫ٍ‬
‫ناسب‬ ‫ٍ‬
‫عنوان ُم‬ ‫نفشل في الحصول على‬ ‫ُ‬ ‫كثيرا عندما‬ ‫ُ‬
‫يحدث ً‬ ‫وهذا‬
‫و ُمع ِّبر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تقنيات للحصول على‬ ‫في ٍ‬
‫كثير من األحيان‪ ،‬يستخد ُم ُّ‬
‫الشعرا ُء‬
‫طريقة هي ُ‬
‫أخذ كلمة أو جملة من‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫وأسهل‬ ‫المناسب‪،‬‬‫العنوان ُ‬
‫المهم أن يكون َّ‬
‫جذا ًبا‪.‬‬ ‫القصيدة وجعلها عنوانًا للنَّص‪ُ ،‬‬

‫الروح في وعاء)‪،‬‬ ‫مثال‪ُ :‬يمكن أن يكون عنوان قصيدتك ( ُّ‬ ‫ً‬


‫أي شي ٍء آخر ال‬
‫الحب أو ّ‬
‫ّ‬ ‫المحتوى يتحدَّ ث عن ال ّليل أو‬
‫أن ُ‬ ‫فتجد َّ‬
‫يشمل الكَلمتَين (روح) أو (وعاء)‪ ،‬في النّهاية هو قرارك في اختيار‬

‫‪120‬‬
‫كيف أكتب قصيدة ج ّيدة‬

‫بالرمز‪ -‬فكر ًة عن‬ ‫ٍ‬


‫ثير انتباه القارئ‪ ،‬و ُيعطي ‪-‬ولو ّ‬
‫عنوان ُي ُ‬
‫المضمون‪.‬‬

‫‪ .2‬استخدام ال ّتقن ّيات األدب ّية‬

‫صورا قو َّية وجميلة‪،‬‬


‫ً‬ ‫إيقاعا أو‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫يكون لجملتك‬ ‫إذا أردت أن‬
‫وأظن ُّ‬
‫الشعرا َء لديهم‬ ‫مكن للتّقنيات األدب ّية ُمساعدتك‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫عندئذ ُي ُ‬
‫الذكاء الكافي الستخدامها‪ .‬لديك عد ٌد من التِّقنيات األدب ّية ا ّلتي‬
‫َّ‬
‫تحتاج إلى معرفة كيف ّية استخدام‬
‫ُ‬ ‫ُيمكن استخدامها‪ .‬ر َّبما‬
‫االستعارة‪ ،‬أو استخدام الموسيقى الدّ اخل ّية ‪ ...‬وغيرهما‪.‬‬

‫‪ .3‬كلماتك هي األكثر أهمية‬

‫فضل؛ ولكن ال تجعل ُه سب ًبا في‬


‫الم َّ‬
‫كل منَّا لديه شاعر ُه ُ‬
‫الخاصة وانشئ‬
‫َّ‬ ‫خسارتك صوتك‪ .‬حافظ على استخدام كلماتك‬
‫قائمتك ا ّلتي تُعب ُر عن شخص َّيتك األدب ّية‪ ،‬وال تُحاول استعار َة أصابع‬

‫اآلخرين‪ .‬أنا ُأ ُّ‬


‫حب قصائد نزار ق َّباني وأمل دنقل وأحمد مطر‬
‫وأدونيس ومحمود درويش؛ ولكنَّني أقر ُأ قصائدهم ألتع ّلم‪ ،‬ال‬
‫لتمثيلهم‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ستمرة‬
‫الم ّ‬‫‪ .4‬التَّجرب ُة ُ‬
‫ستمرة؛ ألنَّنا عند‬ ‫ن ََشأت القصائدُ جميعها نتيجة التَّجربة ُ‬
‫الم َّ‬
‫المناسبـة ا ّلتي‬
‫الشعر ّيـ َة ُ‬
‫الجمل َة ِّ‬
‫ُبدع ُ‬ ‫كتابة ِّ‬
‫الشعر نُحاول أن ن َ‬
‫يجب أن‬
‫ُ‬ ‫والجمل؛ لذا‬
‫ُ‬ ‫والكلمات‬
‫ُ‬ ‫األحرف‬
‫ُ‬ ‫تُرضيـنا‪ُ .‬مختبرك هو‬
‫ُجر َب العثور على أسلوبك الخاص وتعابيرك كما تُريدها‪ .‬التّجرب ُة‬
‫ت ِّ‬
‫الممكنة حتَّى تصل في النِّهاية إلى صنع‬
‫تهبك جميع االحتماالت ُ‬
‫لغتك‪.‬‬

‫كثيرا‬
‫‪ .5‬اقرأ ً‬
‫َ‬
‫نتجاهل‬ ‫شعرا ج ِّيدً ا‪ ،‬ل َم ينبغي لنا أن‬
‫ً‬ ‫نكتب‬
‫َ‬ ‫إذا أردنا ْ‬
‫أن‬
‫َأن واقرأ عد ًدا ً‬
‫قليال من القصائد يوم ًّيا من‬ ‫األشعار الج ِّيدة القديمة؟ ت َّ‬
‫َ‬
‫دونات‪ ،‬وفي‬
‫الم ّ‬
‫المكتبة‪ ،‬و ُ‬
‫الشعر في َ‬ ‫‪ً 6-0‬‬
‫مثال‪ُ .‬يمكنك أن تقرأ ِّ‬
‫حاول أن َ‬
‫تفعل ذلك لمدَّ ة‬ ‫ْ‬ ‫الصحف‪ ،‬وحتّى في هاتفك الخ َل ّ‬
‫وي‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الشعر تضاعفت‪.‬‬ ‫تشعر َّ‬
‫أن مهارتك في كتابة ِّ‬ ‫ُ‬ ‫شهرين؛ وسوف‬

‫‪124‬‬
‫فن سرقة األفكار‬
‫ُّ‬

‫‪5‬‬
‫فن سرقة األفكار‬

‫نعم‪ ،‬ال توجد أشياء جديدة على هذا العالم‪.‬‬

‫نظمة‪ ،‬فهي‬
‫وألي ُم َّ‬
‫ّ‬ ‫ألي فرد‬ ‫مع َّ‬
‫أن األفكار هي‪ :‬شريان الحياة ّ‬ ‫َ‬
‫ا ّلتي ستأخذنا نحو المستقبل؛ ولكن في ال ّلحظة ا ّلتي تُحرر نفسك‬
‫أن األفكار األصل ّية ال تأتي من الدَّ اخل‪:‬‬ ‫من عبادة َّ‬
‫الذات‪ ،‬ستُدرك ّ‬
‫األفكار من الخارج!‬
‫ُ‬ ‫تأتي‬

‫ينظر إلى‬ ‫يجب على الكاتب ّأال َ‬


‫ينظر إلى داخله‪ ،‬عليه أن َ‬ ‫ُ‬
‫المصادر الخارج ّية‪ :‬القصص‪ ،‬واألحداث‪ ،‬والعواطف‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫سأقترح عليك (سرقة األفكار)‪ .‬أنت‬


‫ُ‬ ‫إذا أزعجك ذلك‪،‬‬
‫بالفعل لص؛ ولكنَّك ال تُدرك ذلك حتَّى اآلن!‬

‫همة على وجه األرض‪:‬‬


‫الم ّ‬
‫هنا اثنان من مستودعات األفكار ُ‬

‫‪125‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .1‬وسائل اإلعالم الحديثة‬

‫المعلومات ا ّلتي ُيتيحها هذا‬


‫ُ‬ ‫سيال جار ًفا من األفكار‪.‬‬
‫ُتقدِّ م ً‬
‫الصفحة بيضاء!‬
‫العصر‪ ،‬ال ُيعطيك سب ًبا ‪-‬على اإلطالق‪ -‬في ترك َّ‬

‫وأسابيع في البحث‬
‫َ‬ ‫كان ُكتَّابنا ال ُقدامى وأسالفنا يقضون أ َّيا ًما‬
‫لحظات فحسب‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والتَّع ُّلم؛ ولكنَّ ُه يأخذ منَّا ‪-‬اآلن‪-‬‬

‫المشكلة الوحيدة ا ّلتي لدينا اآلن‪ ،‬هي‪ :‬الحصول‬


‫في الواقع‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫بحاجة إلى التَّمييز في‬ ‫نحن‬ ‫على الحقائق القيَّمة الموثوق بها‪.‬‬
‫ُ‬
‫مصادر موثوقة‪.‬‬
‫َ‬ ‫الصحيحة من‬
‫البحث عن المعلومات َّ‬

‫تحتاج إلى‬ ‫ٍ‬


‫معلومات حول ال َقمر‪ .‬هل‬ ‫ً‬
‫مثال‪ :‬للحصول على‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫الذهاب إلى القمر؟ بالتَّأكيد ال‪.‬‬

‫السرقة!)‪.‬‬
‫تحتاج إليه هو‪( :‬البحث‪ ،‬والقراءة‪ ... ،‬و َّ‬
‫ُ‬ ‫ما‬

‫هذه نقط ٌة كبيرةٌ‪ .‬ليس هناك ما هو أكثر من المعلومات على‬

‫(اإلنترنت) ا ّلتي ُيمكنها أن تستهلك عمرك‪ .‬آالف ِّ‬


‫السنين من‬
‫المعرفة اإلنسان ّية في ُمتناول يديك‪ .‬تحتاج إلى فرز ّ‬
‫كل ذلك لتجد‬
‫ضالتك فحسب‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫فن سرقة األفكار‬
‫ُّ‬

‫لمحتوى أصيل‪.‬‬
‫األفكار عبارة عن‪ :‬تراكم تجارب شخص ّية ُ‬
‫ُ‬

‫كثير من‬
‫تهافت على كتاباته ٌ‬
‫َ‬ ‫الشعراء ا ّلذين‬
‫نزار ق َّباني أكثر ُّ‬
‫نكتب عن الغزل ونُريد أن تكون لنا عالمتنا‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الشعراء‪ .‬جميعنا‬
‫السياق‬ ‫اإلبداع ّية األصلية؛ ولكن هناك ‪ً -‬‬
‫دائما‪ -‬وسيلة لتقديمها في ِّ‬
‫أن األشعار‪ ،‬والقصص‪ ،‬وا ِّلروايات‪ ،‬حتَّى‬ ‫المعاصر‪ ،‬وستجد َّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫أعمال ذات‬ ‫بكل أنواعه‪ ،‬غال ًبا ما تؤ ِّدي إلى‬‫العمارة والتَّصميم ِّ‬
‫إبداعي أفضل‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ستوى‬
‫ً‬ ‫ُم‬

‫كل ُمتفن ٍِّن منذ فجر‬


‫المستعارة‪ :‬هو ما ن ّفذ ُه ّ‬
‫إعادة المواد ُ‬
‫صحيح أ َّن ُه ‪-‬بين الحين‬
‫ٌ‬ ‫نحن نبني على بناء اآلخرين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الخليقة‪.‬‬
‫واآلخر‪ -‬هناك موج ٌة من التَّغيير أو األفكار األصيلة؛ ولكن عمو ًما؛‬
‫السابقون‪ُ .‬ر َّبما ال تُعدُّ سرقة إن ُكنَّا نبني‬
‫نحن نبني على ما فعله َّ‬
‫ُ‬
‫باالعتماد على خبرتنا ومواهبنا وثقافتنا‪ ،‬وهذا ما يفعل ُه الكاتب‬
‫المبدع‪ :‬يأخ ُذ كوم ًة من المعلومات واألفكار و ُيقد ُم شيئًا جديدً ا؛‬
‫ُ‬
‫أل َّن جميع ما قيل ساب ًقا ليس كاف ًيا!‬

‫لذا؛ استخدم التكنولوجيا والتَّطور وال تسمح لها‬


‫باستخدامك!‬

‫‪127‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .2‬النَّاس‬

‫تتجول في كل مكان حولنا‪.‬‬


‫األفكار ال تنضب‪َّ ،‬‬
‫ُ‬

‫كالمات الهاتف ّية مع األصدقاء‪ ،‬وزوجتك‪ ،‬وطفلك‪،‬‬


‫ُ‬ ‫الم‬
‫ُ‬
‫ورئيسك‪ ،‬وعميلك‪ ،‬وجارك‪ ،‬إلخ‪ ...‬إنَّهم باستمرار قادرون على‬
‫تزويدك باألفكار‪ُّ .‬‬
‫كل ما عليك فعله‪ ،‬هو‪ :‬االستماع؛ ولكن تح ّقق‬
‫كرا عظيمة‪ ،‬فليس ّ‬
‫كل‬ ‫ٍ‬
‫أفكار عظيمة ل ُيصبح لديك ف ً‬ ‫أنَّك تستمع إلى‬
‫ٍ‬
‫فكرة إبداع ّية؛ فالمسألة ليست في‬ ‫يتحول إلى‬ ‫ما تسمع ُه ُيمكن أن‬
‫َّ‬
‫أي منها صالحة للعمل‪ .‬يجب أن‬
‫البحث عن األفكار‪ ،‬بل في معرفة ّ‬
‫ستظهر‬
‫ُ‬ ‫بالذكاء الكافي لتُدرك ذلك‪ .‬وثق تما ًما‪َّ ،‬‬
‫أن األفكار‬ ‫تتمتَّع َّ‬
‫ٍ‬
‫مرحلة ما‪ .‬لذا؛ ال شيء يدعوك للقلق‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مكان ما‪ ،‬وفي‬ ‫في‬

‫فاألفكار تتناسل فيما بينها‪.‬‬


‫ُ‬ ‫حاضرا؛‬
‫ً‬ ‫يجب أن يكون عقلك‬
‫ُ‬
‫الحظ ما يحدث حولك وسوف تكتشف الفكرة‪ ،‬وحين تجدها‪،‬‬
‫ُيمكنك جعلها ُمثيرة لالهتمام‪.‬‬

‫االبتكار‪ :‬هو أخذ األفكار الحال ّية وجعلها أفضل‪ .‬سواء‬


‫نادرا ما نحتاج إلى‬
‫نحن ً‬‫بالحذف منها وتشذيبها أو اإلضافة إليها‪ُ .‬‬
‫إعادة اختراع العجلة بأكملها‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫‪128‬‬
‫فن سرقة األفكار‬
‫ُّ‬

‫باختصار؛ ليس هناك ما هو أصلي‪ُ .‬يمكنك سرقة األفكار‬

‫ا ّلتي يتر َّدد صداها من ِّ‬


‫أي مكان‪ ،‬ومع بعض اإللهام والخيال‬
‫ُيمكنك صقلها‪ .‬التهم األفالم القديمة واألفالم الجديدة‪،‬‬

‫والموسيقى‪ ،‬والكتب‪ ،‬وال ّلوحات‪ ،‬و ُّ‬


‫الصور‪ ،‬والقصائد‪ ،‬واألحالم‪،‬‬
‫واألحاديث‪ ،‬والهندسة المعمار ّية‪ ،‬والدِّ يكور‪ ،‬واألشجار‪ ،‬والغيوم‪،‬‬
‫المس َّطحات المائ ّية‪ ،‬وال ِّظالل‪ ... ،‬حدِّ د األشياء ا ّلتي تُريد سرقتها‬
‫و ُ‬
‫المباشر مع روحك‪ .‬إذا فعلت ذلك سوف يكون عملك‬
‫مع الحوار ُ‬
‫ً‬
‫أصيال‪.‬‬ ‫(سرقتك)‬

‫األصالة ال تُقدر بثمن؛ ولكنَّها غير موجودة! ال تهتم بإخفاء‬


‫المهم ليس‬ ‫ْ‬
‫احتفل بها إن كُنت سعيدً ا بذلك‪ .‬ففي النِّهاية‪ُ ،‬‬ ‫سرقتك‪،‬‬
‫المكان الذي ستأخذ منه األفكار‪ ،‬المهم؛ إلى أين ستأخذها؟‬

‫إ ًذا؛ استمع أكثر‪ ،‬وتك َّلم أقل‪.‬‬

‫اقرأ أكثر‪ ،‬اقرأ أفضل‪.‬‬

‫اسرق‪.‬‬

‫ولكن المهارة في سرقة األفكار‪ ،‬هي‪:‬‬


‫ّ‬ ‫سرقة األفكار مهارة؛‬
‫خاصة بك بعد ذلك‪.‬‬
‫أن تجعلها َّ‬

‫‪129‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ر َّبما تسأل‪« :‬أين صوتي الخاص؟»‪.‬‬

‫يتطور‬
‫ال تقلق‪ .‬ستأتي األفكار من صوتك الخاص‪ ،‬وصوتك َّ‬
‫ستمرة لما تُبدع به‪ .‬وعلى‬ ‫ٍ‬
‫الم َّ‬
‫الممارسة ُ‬
‫من شيء واحد فقط‪ُ :‬‬
‫وكثيرا… و ‪ ...‬كفيلة‬
‫ً‬ ‫وكثيرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫كثيرا‪،‬‬ ‫الشعر‪َّ ،‬‬
‫فإن الكتابة ً‬ ‫مستوى ِّ‬
‫بوالدة صوتك‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنّب تأثيرها‬

‫‪6‬‬
‫اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنّب تأثيرها‬

‫نمط خاص به ا ّلذي يختلف به‬ ‫ٍ‬


‫شاعر ٌ‬ ‫أن ِّ‬
‫لكل‬ ‫يجب أن تفهم َّ‬
‫عن اآلخرين‪ .‬أنت يجب أن يكون لك نمطك الخاص؛ ولكن هل‬
‫تسير على‬ ‫ٍ‬ ‫قرأت قصائد كثيرة لشا ٍ‬
‫عر ما‪ ،‬وبدأت تشعر بعدئذ بأنَّك ُ‬
‫نمط ذلك َّ‬
‫الشاعر؟‬
‫ٍ‬
‫بعدد من القصائد‪ ،‬كيف ُيمكنك تجنُّب‬ ‫إن كُنت مغر ًما‬
‫تأثيرها فيك؟ ُر َّبما تُفكِّر أ َّن ُه من األفضل أن تتو َّقف تما ًما عن قراءة‬
‫تلك القصائد‪ ،‬أو االهتمام بذلك َّ‬
‫الشاعر‪ .‬إن كُنت تُفكِّر بذلك‪،‬‬
‫أرجوك ال تفعل‪.‬‬

‫تبحث ح ًّقا عن نمطك الخاص في الكتابة ‪-‬وأنا‬


‫ُ‬ ‫إذا كنت‬

‫ُأقدِّ ُر رغبتك‪ -‬فعليك التَّحلي بالمثابرة َّ‬


‫والصبر َّ‬
‫والذكاء‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ّأو ًال ابحث عن ُمصطلحك الخاص‬

‫ُّ‬
‫سيظل هناك‬ ‫ٍ‬
‫لعدد من القصائد‪،‬‬ ‫ستمرة‬
‫الم ّ‬‫نعم‪ ،‬مع قراءاتنا ُ‬
‫الشعر لدينا‪.‬‬ ‫جانب أو عد ٌد ٌ‬
‫قليل من الكلمات‪ ،‬أو لغة ثانية من ِّ‬ ‫ٌ‬
‫المصطلح ا ّلذي‬
‫المبتدئين يستخدمون ُ‬
‫كثيرا من ُ‬
‫أن ً‬ ‫الحالة هنا‪َّ :‬‬
‫يقرؤونه نفسه؛ لذلك ال تُدهش عندما ال تجد قصائدهم فريدة من‬
‫نوعها‪ ،‬وعندما ال تكون فريدة‪ ،‬ال تكون شعر ّية‪ ،‬وفي النِّهاية ال‬
‫تكون جميلة!‬

‫تح ّقق من أن يكون مصطلحك فريدً ا ولم يتأ َّثر بعدد القصائد‬
‫ا ّلتي قرأتها‪ُ .‬يمكن أن تُساعدك قراءة قصائد عديدة في تكوين‬
‫بوجه ٍ‬
‫كاف ُمهم لجعلك ال تُكثر‬ ‫ٍ‬ ‫نمطك الخاص؛ ّ‬
‫ألن قراءة القصائد‬
‫الزائد‪ ،‬بعكس‬
‫الضرورية‪ ،‬أي‪ :‬الحشو َّ‬
‫من الحديث في األشياء غير َّ‬
‫لو لم تقرأ قصائد عديدة‪.‬‬

‫أن طريقتك مختلفة ح ًّقا عن‬


‫كيف ُيمكن أن تتح ّقق تما ًما من َّ‬
‫ُشعراء آخرين؟ وفي الوقت نفسه‪ ،‬كيف ُيمكنك أن تُصدِّ ق أنَّك ال‬
‫ٍ‬
‫شاعر آخر؟‬ ‫تتبع نمط‬
‫ُ‬

‫كثير من النَّاس يستطيعون قول ِّ‬


‫الشعر وكتابته دون قراءة‬ ‫ٌ‬

‫‪110‬‬
‫اقرأ قصائد كثيرة ولكن تجنّب تأثيرها‬

‫قصائد سابقة؛ ولكن بصدق‪ ،‬إذا لم تقرأ قصيد ًة كيف ُيمكنك كتابة‬
‫هذا النّوع من األدب؟ بالتَّأكيد ُيمكنك ذلك‪ ،‬ولكن هل تعتقد أن‬
‫ٍ‬
‫عندئذ؟!‬ ‫يكون شعرك ج ِّيدً ا‬

‫ُّب التَّأثير هو تحدٍّ وإبداع‪ .‬لماذا يجب أن تخاف؟ كُن‬


‫تجن ُ‬
‫بدعا واقبل التَّحدي واستمر على قراءة ٍ‬
‫كثير من القصائد بقدر ما‬ ‫ُم ً‬
‫تستطيع‪.‬‬

‫ثم‬
‫القراءة الكثيرة تُساعدك على معرفة مكان اإلبداع ومن ّ‬
‫استيعابه‬

‫لشعر ّ‬
‫فإن قراءة قصائد ُشعراء آخرين ُيمكن أن ُيعدّ‬ ‫لك ّتابة ا ِّ‬
‫سر تأ ّلقهم‬
‫لتتعرف ّ‬
‫ّ‬ ‫طريق ًة لتطوير قدراتهم وإبداعهم‪ .‬أنت تقرأ‬
‫وشهرتهم‪ .‬ال تخف‪ ،‬اقرأ واكتب لتصل إلى النّضج الكافي ّ‬
‫والالزم‬
‫لتطوير تجربتك‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ 4‬مهارات أساس ّية للكتابة ِّ‬
‫الشعر ّية‬

‫‪7‬‬
‫أربع مهارات أساس ّية للكتابة الشعر ّية‬
‫ُ‬

‫يجب عليك معرفتها‬


‫ُ‬ ‫هناك عد ٌد من المهارات األساس ّية ا ّلتي‬
‫للكتابة ِّ‬
‫الشعر ّية؛ ولكن هناك أربع مهارات أساسية للكتابة الشعرية‬
‫تحتاج إلى تع ُّلمها لتُح ِّلق في عالم الكتابة ِّ‬
‫الشعر ّية‪ .‬آمل أن تُسهم‬ ‫ُ‬
‫في تطوير تجربتك ّ‬
‫الشعر ّية‪.‬‬

‫المهارة األولى‪ :‬التقنيات األدب ّية‬

‫كثير من التِّقنيات األدب ّية مثل‪ :‬الجناس وما إلى ذلك‬


‫يوجد ٌ‬
‫من علم البالغة؛ ولكن يجب عليك تحديدً ا معرفة االستعارة‬
‫والتّشبيه‪ .‬التَّشبيه واالستعارة هما أكثر التَّقنيات األدبيّة ا ّلتي‬
‫ٍ‬
‫ومعان قو َّية‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫صور‬ ‫يستخدمها ُّ‬
‫الشعراء؛ فبهما ُيمكنك إنشاء‬

‫‪115‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫المهار ُة ال ّثانية‪ :‬القدر ُة على اإللقاء‬

‫قوة شعر ّية كبيرة‪ ،‬فاألولى أن‬


‫إذا كنت ترغب في قصيدة لديها ّ‬
‫تكشف عن مشاعرك وأحاسيسك‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المناسبة ا ّلتي‬
‫تختار الكلمات ُ‬
‫كثير من المرادفات للكلمة الواحدة‪ .‬على سبيل المثال‪:‬‬
‫في لغتنا ٌ‬
‫ط» مرادفاتها «احرتق‪ ،‬التهب»‪ .‬وكلمة « ِرجْس» مرادفاتها‬
‫كلمة «شا َ‬
‫«خطيئة‪ ،‬ذنب‪ ،‬إثم‪ ،‬وزر‪ ،‬معصية‪ ،‬سَ ِيّئة»‪ .‬أرأيتم غنى لغتنا العرب ّية؟‬
‫ٍ‬
‫بصوت‬ ‫ما فائدة اإللقاء هنا؟ إلقاؤك لقصيدتك أو قراءتها‬
‫المتل ِّقين‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تأثيرا في ُ‬
‫المناسبة واألكثر ً‬
‫عال يجعلك تستشعر الكلمات ُ‬

‫إليك ٌ‬
‫مثال على ذلك‪:‬‬

‫ث عَ َّمنْ‬
‫ال أ ْبحَ ُ‬
‫ُتحْصي ال ِرجَا َل بنهْ َد ْيهَا‬
‫حجْرَ َتها‪...‬‬
‫وتَمْأل ُ‬
‫خرْسَاءْ‬
‫ت َ‬
‫بلِقَاءَا ٍ‬
‫و ُتضَاجِ ُع كُ َّل اخلطا َيـا‬

‫ماذا يحدث لو استعضنا عن كلمة «تُضاج ُع» بكلمة‬


‫«تُعاش ُر»؟‬

‫‪111‬‬
‫‪ 4‬مهارات أساس ّية للكتابة ِّ‬
‫الشعر ّية‬

‫المهار ُة ال ّثالثة‪ :‬مهارة إيجاد األفكار‬


‫ٍ‬
‫فكرة‪ .‬الفكر ٌة هي‪ :‬د ُم الشعر‪،‬‬ ‫ال ُيمكنك كتابة قصيدة من دون‬
‫تموت القصيدة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ومن دونها‬

‫ُضيف شيئين كبيرين لك‪:‬‬


‫َ‬ ‫مهارات إيجاد األفكار ُيمكنها أن ت‬
‫ُ‬

‫نتجا‪ .‬أي‪ :‬كثير الكتابة‪.‬‬


‫شاعرا ُم ً‬
‫ً‬ ‫‪ .1‬تجعلك‬

‫‪ .0‬تجعلك تحصل على قصائد إبداع ّية‪.‬‬

‫والصبر‬
‫المثابر ُة َّ‬
‫الرابعة‪ُ :‬‬
‫المهار ُة ّ‬
‫مهمان يجب استخدامهما عندما‬
‫َّ‬ ‫والصبر شيئان‬
‫َّ‬ ‫المثابر ُة‬
‫ُ‬
‫همان َّ‬
‫للشاعر؟ أل َّن ُه في الغالب ال ُيمكن‬ ‫تكتب قصيدة‪ .‬لماذا هما ُم َّ‬
‫يحتاج إلى‬ ‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫جلسة واحدة‪ُّ .‬‬
‫كل‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫للشاعر االنتهاء من القصيدة في‬
‫ُ‬
‫تحتاج إليه األعمال العظيمة‪ .‬فأنت ال ُيمكنك –‬
‫ُ‬ ‫وقت‪ ،‬وهذا ما‬
‫ٍ‬
‫قصير‪ .‬نح ُن نُريد الحصول‬ ‫مثال‪ -‬أن تكتب رواي ًة عظيم ًة في ٍ‬
‫وقت‬ ‫ً‬
‫َ‬
‫يحتاج إلى الوقت‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أعماال متواضعة‪ ،‬وهذا‬ ‫ٍ‬
‫أعمال إبداع ّية ال‬ ‫على‬
‫والجهد‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫الحرة ج ّيدة؟‬
‫كيف تجعل قصيدتك ّ‬

‫‪8‬‬
‫الحرة ج ّيدة؟‬
‫كيف تجعل قصيدتك ّ‬

‫الحرة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫المبتدؤون حول كيف تجعل قصيدتك‬ ‫عندما يتع ّل ُم‬
‫َّمسك بشكل ِّ‬
‫الشعر‪ .‬أي‪ :‬القالب فحسب‪ .‬عدم‬ ‫ج ّيدة؟ ُيحاولون الت ُّ‬
‫َ‬
‫يكتبون‬ ‫معرفة القالب الخاص ِّ‬
‫بكل نو ٍع من أنواع ّ‬
‫الشعر يجعلهم‬
‫الخاطرة كقصيدة التَّفعيلة مو َّزعة على أسطر؛ ما ُيسبِّب إرباكًا‬
‫للقارئ غير الدَّ ارس‪ ،‬لصعوبة تمييزه بين نو ٍع وآخر‪ .‬إضاف ًة إلى أنَّها‬
‫الشعر ا ّلذي يكتبه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫إعالن عن جهل الكاتب بنوع ِّ‬

‫شعرا ُح ًّرا‪ ،‬فهم غير ُمطالبي َن‬ ‫َ‬


‫يكتبون ً‬ ‫َ‬
‫المبتدؤون ألنَّهم‬ ‫يظن‬
‫ُّ‬
‫الحر ّية تعني ُحر ّية الكتابة بأي شكل‬ ‫ٍ‬
‫التزامات‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫وأن ُ‬ ‫قيود أو‬ ‫بأي‬
‫ّ‬
‫(شعر‬
‫ُ‬ ‫الحر (قصيدة التَّفعيلة) أو‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بالشعر‬ ‫وأي طريقة‪ .‬أعني‬
‫ّ‬
‫اعتمدت في كتابتها على بحور‬
‫ْ‬ ‫التَّفعيلة)‪ ،‬وهي‪ :‬القصائد ا ّلتي‬

‫‪119‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫الخليل ولكنَّها لم تتق َّيد بشكل القصيدة ال َّتقليد ّية‪ .‬هذا النَّوع من‬
‫ُ‬
‫يجعل كتابته سهلة؛ حتّى وإن‬ ‫ِّ‬
‫الشعر مع بعض التَّدريب والمهارات‬
‫عدّ ه بعضهم أصعب من القصيدة التَّقليدية ذات َّ‬
‫الشطرين‬
‫المتساويين في ال ُّطول‪.‬‬
‫ُ‬

‫الشعر الحر‪ .‬عد ٌد ٌ‬


‫قليل من‬ ‫قصائدُ كثير ٌة ُيمكن عدّ ها من نوع ِّ‬
‫كثير منها قصائد‬
‫الح َّرة المكتوبة هي قصائدُ ج ِّيدة‪ ،‬و ٌ‬
‫تلك القصائد ُ‬
‫ُتبت كقصائد ُح ّرة!‬
‫س ِّيئة؛ مع أ َّنها ك ْ‬

‫نعم‪ ،‬ال ُيمكن أن تُقاس القصيدة الجيدة والجميلة باالعتماد‬


‫ٍ‬
‫عدد من‬ ‫على أنّها مكتوبة كشعر ُحر؛ لذلك ينبغي لنا النَّظر إلى‬
‫العوامل عند كتابة ِّ‬
‫الشعر الحر‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬االستعارة‬
‫والتّشبيه‪ .‬ليس ذلك فحسب‪ُ ،‬يمكنك أن تتالعب بطريقة التَّعبير‪،‬‬
‫الجمل‪ ،‬ومواقع الكلمات‪ ... ،‬إلخ‪.‬‬
‫وتركيب ُ‬

‫الح َّرة جيدة؟‬


‫كيف تُبقي قصيدتك ُ‬
‫مع َّ‬
‫أن قصيدتك مكتوبة َّ‬
‫بالشكل الحر؛ فإ َّن ُه ال تزال لديك‬
‫ال ُفرصة لجعلها أفضل‪ .‬التِّقن ّيات األدب ّية ُيمكنها جعل قصيدتك‬
‫أقوى وأفضل وأجمل‪ ،‬وتُعطيك ال ُقدرة للتأثير في القارئ‪ ،‬وتجعل‬

‫‪102‬‬
‫الحرة ج ّيدة؟‬
‫كيف تجعل قصيدتك ّ‬

‫صورك ف ّعالة‪.‬‬

‫شعرا‬
‫الح ّر القافية‪ .‬لذا؛ عندما تكتب ً‬ ‫غال ًبا ما يحتوي ِّ‬
‫الشعر ُ‬
‫إيقاعا‬
‫ً‬ ‫نص ُت إليه باستمتا ٍع أل َّن ُه يحوي‬ ‫حرا ُمق َّفى‪َّ ،‬‬
‫فإن شعرك س ُي َ‬ ‫ًّ‬
‫ٍ‬
‫قصيدة مكتوبة‬ ‫ُمح َّب ًبا؛ لذلك ال ُمشكلة إذا أردت إضافة القافية إلى‬
‫نص‬ ‫على هيئة ّ‬
‫الشعر الحر‪ ،‬إنّما المشكلة أن تُضيف القوافي إلى ٍّ‬
‫أن القافية ال تأتي َّإال مع النصوص‬
‫السبب‪ّ :‬‬
‫نثري وغير موزون‪ّ .‬‬
‫ٍّ‬
‫المبتدؤون ا ّلذين يلصقون القافية في‬
‫َ‬ ‫الموزونة‪ ،‬وليس كما ُ‬
‫يفعل‬
‫ثم يصيحون في آذاننا أنّهم ُشعراء!‬ ‫كل ٍ‬
‫سطر شعري‪ّ ،‬‬ ‫نهاية ِّ‬

‫متى يجب عليك التَّوقف؟‬

‫تكتب قصيد ًة‬


‫َ‬ ‫الحر‪ ،‬هي أ َّن ُه ُيمكنك أن‬ ‫الفائد ُة من كتابة ِّ‬
‫الشعر ُ‬
‫طويلة؛ ولكن القصيدة ال َّطويلة إذا لم تكن احترافية ِّ‬
‫الصياغة فسوف‬
‫تسقط‪ ،‬أو ستُصبح قصيد ًة س ِّيئة‪ ،‬وللحفاظ على طاقة ِّ‬
‫الشعر لديك‬
‫تع َّلم متى يجب أن تتو َّقف عن الكتابة‪ .‬يعتمدُ هذا على إحساسك‬
‫يجب فيها إنهاء القصيدة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المناسبة ا ّلتي‬
‫بال ّلحظة ُ‬

‫‪101‬‬
‫الموسيقى الدّ اخل ّية‬

‫‪9‬‬
‫الداخل ّية‬
‫الموسيقى ّ‬

‫أي قصيدة‪:‬‬
‫هناك نوعان من الموسيقى في ّ‬

‫موسيقى خارج ّية‪ :‬تعتمدُ على القالب أو البحر ّ‬


‫الشعري‬
‫الشكل ّية من ّ‬
‫الشعر‪.‬‬ ‫يمس النّاح ّية ّ‬
‫المستخدم‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ُ‬

‫موسيقى داخل ّية‪ :‬تتو َّلد بفضل انسجام الحروف والكلمات‬


‫يمس جوهره ومضمونه‪.‬‬
‫والجمل والعبارات‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ُ‬

‫تتفاعل الموسيقى الدّ اخل ّية مع الموسيقى الخارج ّية إلحداث‬


‫أصعب من‬
‫ُ‬ ‫النّغم الموسيقى وإيجاد البنية اإليقاع َّية للقصيدة‪ .‬هي‬
‫الموسيقى الخارج ّية‪ ،‬ففي الخارج ّية هناك بحر يحكمك بتفعيالته‬
‫ووزنه‪ ،‬أي يكفي أن تكتب على هذه التّفعيالت لتُح ِّقق الموسيقى‬
‫الخارج ّية فحسب‪ ،‬أ َّما الموسيقى الدّ اخل ّية فتتّسع لتشمل اختيار‬

‫‪103‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫َّ‬
‫الشاعر لحروفه وألفاظه وإبداع صوره وأخيلته إليجاد التَّناغم بين‬
‫الشعر َّية وتحقيق ال ّثراء الموسيقي‪ .‬تتج َّلى الموسيقى‬
‫الجملة ِّ‬
‫أجزاء ُ‬
‫ُكون اإليقاع الدَّ اخلي وتُساعد على‬
‫الداخلية من طريق عدَّ ة وسائل ت ّ‬
‫الموسيقي‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫إبراز النَّغم‬

‫‪ .1‬الجناس أو التَّجنيس‬

‫واحد من أبرز الوسائل ال ّلغو ّية لتكثيف النّغم الدّ اخلي‪،‬‬


‫وإحداث نغمات موسيق ّية ُمتصاعدة‪.‬‬

‫تجانسا‬
‫ً‬ ‫الجناس‪ :‬تشابه كلمتين مع اختالف المعنى‪ .‬قد يكون‬
‫ُ‬
‫تاما‪ ،‬أي‪ :‬ما اتّفق في نوع الحروف وعددها وهيأتها وترتيبها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ًّ‬
‫(سِباع) ال ُّطيور الجارحة‪( .‬سِباع) ّ‬
‫الرجال ّ‬
‫الشجعان‪.‬‬

‫َن كُمَا َت ُه‬


‫وتَدْرِي سِبا ُع الطَّيْ ِر أ َّ‬
‫إِذا لَ ِقيَتْ صِي َد الكُما ِة سِبا ُع‬

‫جناسا مستوفى –نوع من الجناس التّام‪ -‬أي‪ :‬ما‬


‫ً‬ ‫وقد يكون‬
‫اتّفق في نوع الحروف وعددها وهيأتها وترتيبها واختلفتا في نوع‬
‫اسما أو حر ًفا أو‬
‫ً‬ ‫الكلمة بأن تكون إحداهما ً‬
‫فعال واألخرى‬
‫ج ُد) بمعنى الوجود‪،‬‬ ‫ُ‬
‫الفعل ( َت ِ‬ ‫اسما واألخرى حر ًفا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫إحداهما ً‬

‫‪104‬‬
‫الموسيقى الدّ اخل ّية‬

‫السرعة‪.‬‬
‫واالسم ( َتجِدُّ) بمعنى ّ‬
‫ُ‬

‫مبغَانِها‬
‫ف َ‬‫ك دا ُر ُه ُم فقِ ْ‬
‫هاتِي َ‬
‫ِد يف َهمَالنِها‬
‫الدمُو َع َتج ُّ‬
‫َتجِ ِد ُّ‬

‫ناقصا‪ ،‬وهو ما اختلف فيه‬


‫ً‬ ‫جناسا غير تام أو‬
‫ً‬ ‫وقد يكون‬
‫ال ّلفظان في واحد أو أكثر من نوع األحرف وعددها وهيأتها‬
‫وترتيبها‪( .‬شحمًا و حلمًا) جناس غير تام اختلفت فيه الكلمتان في‬
‫أول حرف فيها‪ .‬كذلك مثل‪( :‬غضّة و بضّة)‪( ،‬األشيب و األطيب)‪.‬‬
‫ومثل‪( :‬بطش و بطيش) اختلفتا في عدد الحروف‪.‬‬

‫شحْمًا و َلحْمًا وما‬


‫تَمَلَّ َأ َ‬
‫َيلِي ُق تَمَلُّؤ ُه بالكِتا َبهْ‬

‫ضارعا‪ ،‬وهو‪ :‬اختالف ال ّلفظين في حرفين‬


‫ً‬ ‫جناسا ُم‬
‫ً‬ ‫وقد يكون‬

‫جناسا الح ًقا –عكس ُ‬


‫المضارع‪ -‬وهو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫مع قرب مخرجهما‪ .‬أو‬
‫اختالف ال ّلفظين في حرفين مع ُبعد مخرجهما‪ .‬ولكي تعرف قرب‬
‫المخرج من ُبعده‪ ،‬قف عليه ساكنًا‪.‬‬

‫حلَمائِها)‪ .‬مثل ال ّالحق‪( :‬أُدبائِها‬


‫المضارع‪( :‬عُلمائِها و ُ‬
‫مثل ُ‬
‫ظرَفائِها)‪.‬‬
‫و ُ‬

‫‪105‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫حلَمائِها‬
‫كَبِدي على ُعلّمائِها ُ‬
‫ط ُر‬
‫أُدَبائِها ظُرَفائِها َتتَفَ ّ‬

‫السجع‬
‫‪َّ .2‬‬
‫السجع وسيلة ُأخرى من الوسائل ال ّلغو ّية ا ّلتي تو ّلد ّ‬
‫هزات‬ ‫ّ‬
‫وذبذبات بسبب ترديد صوت الحرف‪ ،‬ف ُيحدث موسيقى رنّانة‬
‫وإيقاع منغمي ّ‬
‫جذاب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫واحد‪ ،‬وفي‬ ‫روي‬ ‫الكالم المق ّفى أو مواالة الكالم على‬
‫ٍّ‬
‫اصطالح البالغ ّيين‪ :‬تواطؤ الفاصلتين أو الفواصل على حرف‬
‫واحد أو على حرفين ُمتقاربين أو حروف متقاربة ويقع في ِّ‬
‫الشعر‬
‫فالسجع أو اتّفاق‬
‫كما يقع في النّثر‪ .‬وللتّفريق بينه وبين الجناس‪ّ ،‬‬
‫الفواصل يقع في أواخر الجمل فقط أو موضع الوقف‪.‬‬

‫كال ّلفظتين (أهوا َءها و ِمرا َءها) ا ّلتي جاءت في آخر البيت‬
‫ُمتناغمة مع قافية أبيات القصيدة‪.‬‬

‫ك َفيْصَ ٍل‬
‫ص ِ‬
‫ومِن خُطْبَة يف كَ ّب ِة ال ّ‬
‫ت بِهاه أهْواءَها ومِرا َءهَا‬
‫حَسَمْ ُ‬

‫‪101‬‬
‫الموسيقى الدّ اخل ّية‬

‫الصوتي‬
‫‪ .3‬التَّقطيع َّ‬

‫من أساليب تقوية الجرس الموسيقى وتكثيف النّغم‪.‬‬

‫«جتزئة الوزن إىل مواقف‪ ،‬أو مواضع يسكت فيها اللّسان أو‬
‫يسرتيح يف أثناء األداء اإللقائي» ‪ .‬وهو وقفان‪َ :‬عروضي‬
‫(‪)1‬‬

‫ينقطع عنده‬
‫ُ‬ ‫والصوتي‪ :‬ا َّلذي‬
‫ّ‬ ‫وصوتي‪ .‬ال َعروضي‪ :‬نهاية التّفعيلة‪.‬‬
‫الصوت‪.‬‬
‫ّ‬

‫الصوتي عند الياء‬


‫والوقف ّ‬
‫ُ‬ ‫الوقف ال َعروضي عند (النّون)‪،‬‬
‫ُ‬
‫الساكنة في (يَبكي)؛ لتستريح النّفس ُث ّم تُكمل‪.‬‬
‫ّ‬

‫يقل بُكا ُء مَن‬


‫فلِمث ِل ُقرْطُب ٍة ُّ‬
‫َج ُر‬
‫يَبْكِي ب َع ْي ٍن َد ْمعُها ُمتَف ِّ‬

‫األول إلى ثالثة أجزاء‬ ‫قسم َّ‬


‫الشاعر البيت َّ‬ ‫في البيت اآلتي ّ‬
‫يتو ّقف ّ‬
‫الصوت عند الهاء المكسورة (مُتلفعٌ حبريرهِ‪ ،‬مُتض ّم ٌخ‬
‫بعبريهِ‪ ،‬مُرت ّنحٌ بفتور ِه)‪ .‬مع ما فيه من سجع وترصيع‪.‬‬

‫ُم َتلَفِّ ٌع حبَرير ِه‪ُ ،‬م َتضَمِّخٌ‬

‫المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها‪.323/0 -‬‬


‫)( ُ‬‫‪1‬‬

‫‪107‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ح ب ُفتُو ِر ِه‬
‫بعَبري ِه‪ُ ،‬م َتر َِّن ٌ‬

‫‪ .4‬التّكرار‬

‫أحد ركائز اإليقاع الدّ اخلي‪ ،‬وأحد لبنات البناء ال ّفني‬


‫للقصيدة‪.‬‬

‫يقترب من الجناس‬
‫ُ‬ ‫ُيستخد ُم التِّكرار لخدمة المعنى وتقويته‪.‬‬
‫يتأرجح‬
‫ُ‬ ‫تتكر ُر فيه األلفاظ لكن مع اختالف معناها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التّام ا ّلذي‬
‫التِّكرار بين تكرار الحروف وتكرار الكلمات‪ .‬كتكرار كلمة (جنى)‬
‫وتلميحا ببراءة ّ‬
‫الشاعر‪.‬‬ ‫ً‬ ‫لتأكيد فاجعة الوشاية‬

‫جنَى يف قُبَّة امللكِ غَيْ ُر ُه‬


‫جنَى ما َ‬
‫َ‬
‫وطُوِّقَ منه بالعَظِيمةِ جي ُد‬

‫كر ُر حروف القافية‪ ،‬فتكرار حرف روي القافية في‬


‫عاد ًة ُت َّ‬
‫ُ‬
‫يعمل على زيادة وحدة النّغم الموسيقي في القصيدة‪،‬‬ ‫الحشو‬
‫و ُيكثف الجانب اإليقاعي فيها‪.‬‬

‫المهم َّأال يكون التِّكرار بال هدف‪ ،‬كأن يكون من أجل إثبات‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫لغاية تخد ُم‬ ‫يجب أن يكون‬ ‫الوزن‪ .‬أي‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫براعة شعر َّية أو لسدِّ فراغ َ‬
‫المعنى ا ّلذي ُيريد ّ‬
‫الشاعر إيصاله وتُعطي التّأثير المطلوب‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الموسيقى الدّ اخل ّية‬

‫‪ .5‬التَّصريع‬

‫كالضابط اإليقاعي‪ .‬يقع‬


‫ّ‬ ‫حسنات ال ّلفظ ّية ا ّلتي تعمل‬
‫الم ّ‬
‫من ُ‬
‫في الشعر فحسب‪ ،‬دون النّثر‪ُ .‬يستخدم عند افتتاح القصيدة‪ ،‬أو‬
‫ُيستخدم كتصريع داخلي عند االنتقال من غرض إلى آخر‪ .‬وهو‪ :‬أن‬
‫الضرب نفسها‪ .‬وعندما ال يكون‬
‫تكون تقفية العروض هي تقفية ّ‬
‫سمى ُمصمتًا‪.‬‬
‫صرعا ُي ّ‬
‫البيت ُم ً‬

‫خلَلتَين بِمَحلَّ ِة اجلَوزا ِء‬


‫أ ْ‬
‫ت عِندَكَ مِن َد ِم األَعدَا ِء‬
‫ورَوي ُ‬

‫الصدور‬
‫‪ .6‬ر ّد األعجاز على ّ‬
‫الشطر ال ّثاني‪ ،‬وصدر البيت هو‬
‫عجز البيت هو آخر كلمة في ّ‬
‫ُ‬
‫ألول‪ .‬وهو من أحد فنون البديع الخمسة‬ ‫آخر كلمة في ّ‬
‫الشطر ا ّ‬
‫ً‬
‫ظالال موسيق ّية جميلة تُقارب بين‬ ‫الرئيسة ا َّلتي تُضفي على األبيات‬
‫ّ‬
‫المتباعدة‪ .‬هنا وافقت قافية البيت (سِبا ُع) إحدى كلمات‬
‫األطراف ُ‬
‫الصدر (سِبا ُع)‪ .‬و ُيمكن تسميته «تصدير الحشو»‪.‬‬
‫ّ‬

‫وتَدْرِي سِبا ُع الطَّيْ ِر أَنَّ كُمَا َت ُه‬


‫إِذا لَقِيَتْ صِي َد الكُما ِة سِبا ُع‬

‫‪109‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ّفق آخر كلمة في‬


‫سمى «تصدير التّقفية» حيث تت ُ‬
‫و ُيمكن أن ُي ّ‬
‫الصدر‪.‬‬
‫البيت مع آخر كلمة في ّ‬

‫ال‬
‫َوكَيف ارتضائي دارة ا ْلجَهْل من ِز ً‬
‫ض منازلي‬
‫إِذا كَانَت اجلوزا ُء بع َ‬

‫إ ًذا؛ تجانس الكلمات‪ ،‬وذبذبة ّ‬


‫السجعات‪ ،‬ورنين األصوات‬
‫وسائل يستخدمها‬ ‫َ‬ ‫المقطعيّة‪ ،‬وتكرار األلفاظ والحروف؛ تُعدّ‬
‫ثروة لغو ّي ٍة هائلة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫تدل على‬‫الشاعر لتوليد اإليقاع الدّ اخلي‪ ،‬وهي ُّ‬
‫ّ‬
‫وقوة شعر ّية‪ ،‬ومهارة بيان ّية‪ ،‬وقدرة على اختيار الموضوعات‬
‫ّ‬
‫الحسنة لما يختار ُه من بدي ٍع ّ‬
‫كالسجع وغيره‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫التّناص‬

‫‪01‬‬
‫ال ّتناص‬

‫الشعراء ألفا َظهم ومعانيهم من َمصاد َر‬


‫كثير من ّ‬
‫ٌ‬ ‫يستمدّ‬
‫السابقين وأدبهم؛ ما‬ ‫كالقرآن الكريم‪ ،‬والحديث ّ‬
‫الشريف‪ ،‬وشعر ّ‬
‫ُيسهم في تجميل ألفاظهم و َمعانيهم‪ ،‬و ُيساعدهم على بلورتها في‬
‫تقترب أو تبتعدُ عن َ‬
‫تلك‬ ‫قوالب من ال ّتناص‬ ‫ٍ‬
‫جميلة في‬ ‫ٍ‬
‫صورة‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المصادر‪.‬‬

‫ُ‬
‫تداخل العبارات‬ ‫يسلم أحدٌ من ّ‬
‫الشعراء من ال ّتناص‪ ،‬وهو‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫لم‬
‫اعر كتابة المعنى أو ال ّلفظ القديم أو‬ ‫ُ‬
‫حيث ُيعيدُ ّ‬
‫الش ُ‬ ‫وتقا ُطعها‪،‬‬
‫ُ‬
‫تتداخل‬ ‫الموروث بطريقة تخد ُم الغرض ا ّلذي من أجله اعتمده‪.‬‬
‫عري في بعض َ‬
‫المشاهد؛ ما‬ ‫ّسيج ّ‬
‫الش ِّ‬ ‫ويتكر ُر الن ُ‬
‫ّ‬ ‫المعاني في أبياتهم‬
‫َعمد‬ ‫ُيوحي ب َق ُبول فكرة ال ّتناص وابتعاده عن قض ّية ّ‬
‫السرقة لعدم ت ّ‬

‫‪131‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫بمعنى آخر‪ ،‬لعدم وعيه ‪-‬في الغالب‪ -‬بهذه‬


‫ً‬ ‫ّ‬
‫الشاعر ذلك‪ ،‬أو‬
‫العمل ّية‪.‬‬

‫يستطيع االستفادة من النّص األصلي‬


‫ُ‬ ‫اعر المجيدُ من‬ ‫ّ‬
‫الش ُ‬
‫َ‬
‫حاول‬ ‫نصه الجديد؛ ألنّه َمهما‬
‫وإيجاد نوع من االنسجام بين ُه وبين ّ‬
‫فإن محاولته تحتاج إلى ُق ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫درة‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫بنصوص سابقة ّ ُ‬ ‫اعر إخفا َء تأ ّثره‬ ‫ّ‬
‫الش ُ‬
‫فريدة‪ ،‬وإلى ال ّلجوء إلى بعض مهارات التّلميح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وموهبة‬ ‫ٍ‬
‫هائلة‬
‫حضور‬ ‫ُ‬
‫يكون للنّص األصلي‬ ‫ٍ‬
‫جديد ال‬ ‫نص‬
‫ٌ‬ ‫والرمز إلنتاج ٍّ‬
‫والمجاز ّ‬
‫ٌ‬
‫فاعل وقوي فيه‪.‬‬

‫أنواع ال ّتناص‪:‬‬
‫ُ‬

‫المستمدَّ ُة من الموروث ال ّثقافي‬


‫جذور ُه ُ‬
‫َ‬ ‫كل تناص له‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫فريدة‬ ‫ٍ‬
‫صياغة‬ ‫اعر إبداع‬ ‫َ‬
‫حاول ّ‬
‫الش ُ‬ ‫التّاريخي والتّراث؛ لذلك مهما‬
‫السياق‬ ‫مكن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عزل صياغته الجديدة عن ّ‬ ‫من ُمعطيات قديمة‪ ،‬ال ُي ُ‬
‫األدبي أو‬
‫ِّ‬ ‫يني أو‬ ‫واالجتماعي والثّ ِّ‬
‫قافي للموروث الدّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّاريخي‬
‫ِّ‬ ‫الت‬
‫المعطيات‪.‬‬
‫األسطوري لتلك ُ‬
‫ِّ‬ ‫ّاريخي أو‬
‫ِّ‬ ‫الت‬

‫والسنة‬
‫‪ .1‬ال ّتناص الدّ يني من القرآن ّ‬

‫‪130‬‬
‫التّناص‬

‫همة وأكثرها‬ ‫والسن ُة من َمصاد َر ال ّتناص واالقتباس ُ‬


‫الم ّ‬ ‫ُ‬
‫القرآن ّ‬
‫كثير من ّ‬
‫الشعراء على القرآن في استقطاب األلفاظ‪،‬‬ ‫ثرا ًء‪ ،‬فاعتمدَ ٌ‬
‫كثيرا من َمعانيهم‪ُ .‬يمكن أخذ األلفاظ‬
‫واستوحوا من معاني اآليات ً‬
‫كما هي لتكون إشار ًة واضح ًة إلى اآلية القرآنية‪ ،‬أو ُي ُ‬
‫مكن استلهام‬

‫األفكار والمعاني من النّص القرآني ا ّلتي ت ُ‬


‫ُنشئ عالق ًة َما بينها وبين‬
‫ُ‬
‫حيث يستوحي‬ ‫األمر نفسه مع الحديث ّ‬
‫الشريف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بعض اآليات‪.‬‬
‫الشاعر معنى الحديث ّ‬
‫الشريف ويجعل ُه في سياق شعري يخد ُم‬ ‫ّ‬
‫أشير إلى إمكان ّية تناص ّ‬
‫الشاعر مع بعض‬ ‫فكرت ُه وغايت ُه وغرضه‪ُ .‬‬
‫العربي‬
‫ِّ‬ ‫مثال؛ ليد ّلنا ذلك على أ ّن ُه في ّ‬
‫الشعر‬ ‫الرموز الدّ ين ّية المسيح ّية ً‬
‫ّ‬
‫ُيمكنك ال ّتناص مع الفكر اإلسالمي والدّ يانات األخرى‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قول ّ‬
‫الشاعر ع ّز الدّ ين المناصرة‪:‬‬

‫ش‬
‫سأرتِّبُ عادتي يف هذا الرب ُد املُوح ُ‬
‫وتكو ُن يف الصّحراءِ مالذًا‬
‫ك‬
‫حنيَ عواصمهم تلقا َ‬
‫س خنّاس‬
‫بوج ٍه وسوا ٍ‬
‫ُ‬
‫حيث تناص ّ‬
‫الشاعر مع قوله تعالى‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫س اخلنّاس ﴾ ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫﴿ من ش ّر الوسوا ِ‬

‫ُ‬
‫اإلنسان الفلسطيني‬ ‫صو ُر الوحشة والوحدة ا ّلتي يعيشها‬
‫ف ُي ّ‬
‫ّ‬
‫لتظل آالم الغربة وقسوتها‬ ‫تشيح بوجهها العواصم؛‬
‫ُ‬ ‫حين‬
‫تحفر ذاته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وصعوباتها‬

‫الشاعر ابن ُشهيد‪:‬‬


‫أيضا قول ّ‬
‫ً‬

‫ك أقبَلتْ‬
‫ف للمال ِئ ِ‬
‫عَليهِ حَفي ٌ‬
‫هلل تائِبًا‬
‫ح شَيخًا ذاكِر ا ِ‬
‫تُصا ِف ُ‬

‫تناص مع معنى الحديث ّ‬


‫الشريف‪:‬‬

‫«ال يقعد قوم يذكرو َن اهلل عزّ وجلّ إلّا حّفتهم املالئكة‪،‬‬
‫وغشيتهم الرّمحة‪ ،‬ونزلت عليهم السّكينة‪ ،‬وذكرهم اهلل فيمن‬
‫عنده» ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫) ( سورة النّاس‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬


‫‪1‬‬

‫محمـد فـؤاد عبـد‬


‫الصحيح المختصر – مسلم بن الحجاج النّيسابوري – تحقيق ‪ّ /‬‬
‫) ( المسلم ّ‬ ‫‪2‬‬

‫العربي – بيروت ‪.0274/4-‬‬


‫ّ‬ ‫الباقي ‪ -‬دار إحياء ال ّتراث‬

‫‪134‬‬
‫التّناص‬

‫ومكانته‬ ‫(‪)3‬‬
‫وذلك للدّ اللة على فضل القاضي ابن ذكوان‬
‫الدّ ين ّية بين علماء أهل األندلس‪.‬‬

‫‪ .2‬ال ّتناص األدبي‪:‬‬

‫ُ‬
‫يقول أبو نواس‪:‬‬

‫ب‪،‬‬
‫ت لستنيَ من شواع ِر العر ِ‬ ‫«ما نطق ُ‬
‫ت الشّعرَ حتّى حفِظ ُ‬
‫فما بالك بالشّعرا ِء»‪.‬‬

‫ختلف في طريقة التّعبير عنها‬


‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ألن المعاني واحد ٌة إنّما ت‬
‫ٍ‬
‫والسير‬
‫المعارضة والتّقليد ّ‬‫قبول ال ّلجوء إلى ُ‬
‫حينئذ َ‬ ‫مكن‬
‫فحسب؛ ُي ُ‬
‫لبيت‪ ،‬أو ٍ‬
‫بيت بأكمله‪،‬‬ ‫شطر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الشعراء ال ُقدامى‪ ،‬بتضمين‬
‫على منوال ّ‬
‫أبيات شعر َّي ٍة ُأخرى‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الجمل والكلمات إلى‬
‫أو اإلحالة ببعض ُ‬

‫ال ّتناص األدبي نوعان‪:‬‬

‫أ‪ّ -‬‬
‫الشعر‬

‫األمـوي قاضـي‬
‫ّ‬ ‫) ( أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبيدوس بن ذكوان‪ .‬أبو الع ّبـاس‬
‫‪3‬‬

‫الجماعة بقرطبة وخطيبه‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫من أمثلته ل ّ‬
‫لشاعرة فدوى طوقان‪:‬‬

‫ب يافا يا أحبّائي‬
‫على أبوا ِ‬
‫ويف فوضى حطام الدّور‬
‫ك‬
‫بني الرّد ِم والشّو ِ‬
‫ني‬
‫ت للعيننيِ‪ :‬يا عين ِ‬
‫ت وقل ُ‬
‫وقف ُ‬
‫ك‬
‫قفا نب ِ‬
‫على أطال ِل من رحلوا وفاتوها‬

‫حين وقوفه على‬


‫َ‬ ‫تناص ْت ّ‬
‫الشاعر ُة مع امرئ القيس‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬
‫َ‬
‫أطالل الحبيبة‬ ‫ستبدلت‬
‫ْ‬ ‫أن ّ‬
‫الشاعر َة ا‬ ‫الراحلة؛ ّإال ّ‬
‫أطالل حبيبته ّ‬
‫بأطالل الوطن ا ّلذي ُش ّر َد أهله‪.‬‬

‫المعاصرة للتّناص‪ ،‬جدار ّية محمود‬


‫من أشهر األمثلة ُ‬
‫درويش‪ً ،‬‬
‫فمثال حي َن ُ‬
‫يبلغ اليأس ‪-‬في نفس درويش‪ -‬مداه‪ ،‬يقول‪:‬‬

‫باطلٌ‪ ...‬باط ُل األباطي ِل باطلْ‬


‫ك ّل شيءٍ على البسيط ِة زائلْ‬

‫تناص دوريش مع بيت لبيد بن أبي ربيعة‪:‬‬


‫حيث َ‬‫ُ‬

‫هلل باط ُل‬


‫أال ك ّل شي ٍء ما خال ا ُ‬

‫‪131‬‬
‫التّناص‬

‫وكلّ نعي ٍم ال حمال َة زائ ُل‬

‫ب‪-‬األقوال واألمثال‬

‫العرب من أقوال وأمثال خ ّلدتها‬


‫ُ‬ ‫وهو ال ّل ُ‬
‫جوء إلى ما تداولت ُه‬
‫في موروثها ال ّثقافي‪.‬‬

‫ُ‬
‫حيث استحضر ُه‬ ‫ً‬
‫مثال كهذا المثل‪( :‬بكلّ وا ٍد بنو سعد)‪.‬‬
‫الشاعر ابن ُش َه ْيد في قوله‪:‬‬
‫ّ‬

‫يَودُّ الفَتى منْهلًا خا ِليًا‬


‫كل وا ِد‬
‫ٍّ‬ ‫سعْ ُد املنيَّ ِة يف‬
‫وَ‬

‫للشاعر ال ّلجوء إلى األمثال العام ّية ً‬


‫أيضا‪.‬‬ ‫و ُيمكن ّ‬

‫‪ .3‬ال ّتناص التّاريخي‬

‫اعر ّ‬
‫الشخص ّيات‬ ‫ّوع من ال ّتناص‪ ،‬يستدعي ّ‬
‫الش ُ‬ ‫في هذا الن ُ‬
‫ٍ‬
‫حاولة لربط هذا‬ ‫واألحداث التّاريخ ّية واألماكن األثر َّية في ُم‬
‫ّوع ُيضفي على النّصوص‬ ‫الموروث ال ّث ِّ‬
‫قافي بواقعه‪ ،‬وهذا الن ُ‬
‫الجديدة شيئًا من الجالل والعراقة ويجعلها قابل ًة لل ّتأويل بعيدً ا عن‬
‫الغموض والتّعقيد‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫مثال‪:‬‬

‫يستلهم ّ‬
‫الشاعر راشد ُحسين من انتصارات صالح الدّ ين‬ ‫ُ‬
‫الصليبين في معركة ح ّطين الج َلدَ وال ّ‬
‫قوة واإلباء‪،‬‬ ‫األ ّيوبي على ّ‬
‫السادس من تشرين‬
‫ويربطها بانتصار العرب في حرب أكتوبر في ّ‬
‫‪1973‬م على إسرائيل‪.‬‬

‫يف اليوم السّادس من تشرين‬


‫ب دمشق‬
‫يف قل ِ‬
‫ت ثانية حطّني‬
‫وُلد ْ‬
‫يف اليوم السّابع من تشرين‬
‫قصفوا أطفال دمشق‬
‫لكن؛ كرب األطفال سنني‬
‫كربت ‪ ...‬حتّى األشجار‬

‫اعر بين أحداث الماضي وأحداث‬ ‫وبذلك يمزج ّ‬


‫الش ُ‬
‫الحاضر‪ ،‬ويعيدُ تركيب أحداث التّاريخ بوعي حضاري يقرن بين‬
‫انتصار (تشرين) ومجد (حطين)‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫التّناص‬

‫الشاعر ابن ُشهيد‪:‬‬


‫وقول ّ‬

‫صبَ مَن خالَفَ ُكمْ‬


‫ك نا َ‬
‫َم ِل ٌ‬
‫ب‬
‫عا ِمرِيُّ ا ُملنْتَمَى واملَنْصِ ِ‬

‫اعر في سياق مدح الملك عبد العزيز‬ ‫حيث استدعى ّ‬


‫الش ُ‬
‫تنحدر من الدّ ولة‬ ‫ٍ‬
‫عريقة‬ ‫ٍ‬
‫ساللة‬ ‫المنتمي إلى‬
‫ُ‬ ‫المؤتمن ذكر أصله ُ‬
‫العامر ّية‪.‬‬

‫أيضا قول محمود درويش‪:‬‬


‫من أمثلته ً‬

‫هزمتُك يا موت الفنون مجيعها‬


‫هزمتك يا موت األغاني يف بالد‬
‫الرّافدين‪ ،‬مسلّة املصري‪ ،‬مقربة الفراعنة‪،‬‬
‫النّقوش على حجارةِ معبدٍ‪ ،‬هزمتك‬
‫ت من كمائنك‬
‫وانتصرتُ‪ ،‬وأفل ُ‬
‫اخللود‬
‫ّ‬
‫والمسالت‬ ‫الرافدين‬
‫اعر تاريخ ًّيا مع بالد ّ‬ ‫تناص ّ‬
‫الش ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬

‫تلك الحضار ُة ا ّلتي تشهدُ على ّ‬


‫قوتها وبسالتها‬ ‫الفرعون ّية ومقابرها‪َ ،‬‬
‫في مواجهة الموت وعجزه عن قهر تلك الحضارة واإلنجازات‬

‫‪139‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫اإلنسان ّية الخالدة‪ ،‬تما ًما كقدرة ّ‬


‫الشاعر في تحدّ يه وهزيمته للموت؛‬
‫يعجز الموت عن التهام ال ّلغة‬
‫ُ‬ ‫ثم التّغني بانتصاره حين‬
‫ومن ّ‬
‫وحضارة ّ‬
‫الشاعر وثقافته‪.‬‬

‫ّماذج القديم َة‬ ‫ُ‬


‫استغالل تقنية ال ّتناص في دراسة الن َ‬ ‫مكن‬
‫ُي ُ‬
‫عناصر دين ّي ٍة وأدب َّي ٍة‬
‫َ‬ ‫يتضمن ُه من‬
‫ّ‬ ‫مكونات التّراث بما‬
‫وتحويل سياق ّ‬
‫سياق جديد؛ حتّى ُيمك ُن االستفاد َة منها في إبداع‬ ‫ٍ‬ ‫وتاريخ َّي ٍة إلى‬
‫ً‬
‫أصيال‬ ‫ُ‬
‫يكون‬ ‫عري ّ‬
‫للشاعر ال‬ ‫اإلبداع ّ‬
‫الش ِّ‬ ‫َ‬ ‫صحيح ّ‬
‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫العمل ّ‬
‫الشعري‪.‬‬
‫كان بعيدً ا عن المعاني ا ّلتي سبق ُه‬
‫إن َ‬‫وجديرا بالتّقدير واإلعجاب ّإال ْ‬
‫ً‬
‫المبدع والموهوب ‪-‬إن أحس َن‬ ‫للشاعر ُ‬ ‫إليه غيره؛ ّإال أ َّن ُه ُي ُ‬
‫مكن ّ‬
‫ٍ‬
‫جديد‪ -‬أن ُيح ِّق َق النّاحية الجمال ّية‬ ‫السابقة في ٍ‬
‫قالب‬ ‫تركيب المعاني ّ‬ ‫َ‬
‫واإلبداع ّية لقصيدته‪ ،‬وذلك بالتّجديد في صياغتها وأسلوبها بما‬
‫يص ّب ُه فيها من قوالب المجاز واالستعارة والتّشبيه؛ ما يجعها تبدو‬
‫ُ‬
‫ينفصل عن نسيج البناء الفنّي‬ ‫كأنّها جديد ٌة و ُمبتكَر ٌة‪ ،‬وجز ٌء ال‬
‫لقصيدته‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫التّناص‬

‫‪ 69‬نصيحة‬
‫لكتابة الشعر‬

‫‪141‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫(‪ )66‬نصيحة لكتابة الشعر‬

‫وابتكارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫عر هو من أكثر أشكال الكتابة األدب ّية فن َّي ًة‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬
‫وتحتاج الموهب ُة إلى صقلها بالتَّعلم والتَّجربة‬
‫ُ‬ ‫ب موهبة‪،‬‬‫يتط َّل ُ‬
‫ٍ‬
‫بصورة‬ ‫َ‬
‫مكنك كتابة ما تشعر به‬ ‫لإللمام بأدوات الشعر كاملة‪ُ .‬ي‬
‫الرمز ا ّلذي ُيلج ُأ إليه حين‬
‫واضحة‪ ،‬أو غامضة بالتَّورية أو استخدام َّ‬
‫تكون الحقيقة عاجزة عن كشف نفسها‪.‬‬

‫والصور ِّ‬
‫الشعر ّية ال مدى لها‪ .‬وهناك مئات‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الشعر ُصور‪،‬‬
‫كبير في المعنى‪ُ .‬يمكنها‬
‫تأثير ُ‬
‫للصورة ٌ‬
‫الصور الجاهزة (كليشهات)‪ُّ .‬‬
‫ُّ‬
‫أن تكون صورة سخيفة‪ ،‬ومم ّلة‪ ،‬وتافهة؛ و ُيمكنها أن تكون صورة‬
‫ُمح َّببة‪ ،‬وغامضة‪ ،‬وغير مسبوقة‪.‬‬

‫َ‬
‫مكنك أن تقول أي‬ ‫بح ِّرية‪ُ ،‬ي‬ ‫الشعر أ َّن ُه ُيتيح َ‬
‫لك الكتابة ُ‬ ‫ميزة ِّ‬
‫تكتب أي شيء‪ ،‬وفي الوقت نفسه؛ عليك احترام‬
‫َ‬ ‫شيء‪ ،‬وأن‬
‫والح ِّرية ُهنا‪،‬‬
‫عر الحر» أو «قصيدة التَّفعيلة»‪ُ .‬‬
‫قواعده‪ .‬لهذا ظهر «الش ُ‬
‫ُح ِّرية االسترسال في المعنى والحالة العاطف ّية‪ ،‬وحر ّية تكرار‬

‫‪143‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫ٍ‬
‫بعدد ُمحدَّ د‪،‬‬ ‫السطر ِّ‬
‫الشعري الواحد دون التَّق ّيد‬ ‫التَّفعيالت في َّ‬
‫السفر في‬ ‫بعكس «البيت» في القصيدة العمود ّية؛ إ ًذا َ‬
‫أنت ُح ّر في َّ‬
‫ِّجاهات مختلفة‪ ،‬والتَّحليق في فضاء الكتابة بال ٍ‬
‫قيد في التَّعبير؛‬ ‫ٍ‬ ‫ات‬
‫ُ‬
‫يختلف‬
‫ُ‬ ‫ولكن بشرو ٍ‬
‫ط تُحدِّ د األسلوب وال َّطريقة ا ّلتي ستستخدمها‪.‬‬
‫قيد‪ ،‬بال ٍ‬
‫وزن وال‬ ‫عنها ما يسمى «قصيدة النَّثر»‪ ،‬فهي بال شروط وال ٍ‬
‫ُ َّ‬
‫تحتاج إلى إبدا ٍع من نو ٍع‬
‫ُ‬ ‫قافية‪ .‬وهي مع أنَّها تبدو سهلة؛ َّإال أنَّها‬
‫خاص‪ ،‬إلنتاج شاعر حقيقي لهذا النَّوع من ِّ‬
‫الشعر‬

‫دونك (‪ )66‬نصيحة تشمل بعض التّقن ّيات واألدوات‬


‫كل شيء‪ ،‬بالتَّأكيد‬‫الشاعر‪ .‬هي ليست ّ‬
‫واألفكار ا ّلتي يستخدمها َّ‬
‫الشعر بمخ ّط ٍ‬
‫ط ما‪ ،‬إضاف ًة إلى‬ ‫هناك المزيد؛ ألنّه يصعب ُمحاصرة ِّ‬
‫ُ‬
‫أنَّها ليست ُّ‬
‫للشعراء فحسب‪ُ ،‬يمكن االستفادة منها في أنواع الكتابة‬
‫األخرى‪.‬‬

‫نصائح كتابة الشعر‪:‬‬

‫‪ .1‬اقرأ أطنانًا من ِّ‬


‫الشعر‪ .‬القراءة اليوم ّية كفيلة بأن تُلهمك‪،‬‬
‫وأن تجعلك أفضل‪.‬‬

‫ٍ‬
‫باستمرار ويوم ًّيا‪.‬‬ ‫كتب‬
‫‪ .0‬ا ْ‬

‫‪144‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫كثيرا من القصائد‪ ،‬وأنصح بحفظ َّأول ديوانين لنزار‬ ‫ْ‬


‫احفظ ً‬ ‫‪.3‬‬
‫السمراء» و «طفولة نهد»‪.‬‬
‫ق ّباني «قالت لي َّ‬

‫دائما؛‬
‫للمالحظات بجانبك ً‬ ‫‪ .4‬استخدا ُم هاتفك أو تعيين ٍ‬
‫دفتر ُ‬
‫كل ما يخطر في فكرك من كلمات‪ ،‬و ٍ‬
‫معان‪،‬‬ ‫لكتابة ّ‬
‫وموضوعات‪.‬‬

‫ٍ‬
‫باستمرار لتربية األذن الموسيق ّية‬ ‫‪ .5‬االستماع إلى ِّ‬
‫الشعر‬
‫َّدرب على اإللقاء‪.‬‬
‫والت ّ‬

‫المدهشة‪ ،‬واالستعارات األنيقة‪ .‬ابتعدْ‬


‫بالصور ُ‬ ‫‪ .1‬يتم ّي ُز ّ‬
‫الشعر ّ‬
‫والسهلة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫كررة والجاهزة‬
‫الم َّ‬
‫الصور واالستعارات ُ‬
‫عن ُّ‬
‫وأبدع جديدك‪.‬‬

‫‪ .7‬االنضما ُم إلى المنتديات األدب ّية في االنترنت ُيساعدك‬


‫على صقل تجربتك‪.‬‬

‫الصالونات األدب ّية‪ ،‬وفي المهرجانات‬


‫‪ .8‬المشاركة في َّ‬
‫ِّ‬
‫الشعر ّية؛ للنِّقاش ورفع ثقتك‪.‬‬

‫والصحف؛ لالنتشار‬
‫ُّ‬ ‫والشعرية‬ ‫َّ‬
‫المجالت األدب ّية ِّ‬ ‫‪ُ .9‬مراسل ُة‬
‫وتعريف النَّاس بك‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫‪ .12‬اعرض ما تكتب ُه على ُشعراء أكثر خبرة ودراية منك‪،‬‬


‫لمناقشتهم واالستفادة من ملحوظاتهم‪.‬‬
‫ُ‬

‫مدون ًة لتكون بمنزلة فضائك َّ‬


‫الشخصي؛ لتبادل‬ ‫‪ .11‬أنشئ ّ‬
‫األفكار ونشر إبداعك‪.‬‬

‫ستحترف ِّ‬
‫الشعر العمودي أو شعر التّفعيلة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُنت‬
‫‪ .10‬إن ك َ‬
‫ستحتاج إلى تع ُّلم (علم العروض)‪ ،‬وهو علم موسيقى‬
‫ِّ‬
‫الشعر‪.‬‬

‫القمة‪ ،‬وال‬
‫‪ .13‬اقرأ قصائد الكبار واعرف سبب احتكارهم َّ‬
‫بأس أن تق ِّلد ‪-‬في البداية‪ -‬وتقتبس منهم حتَّى تصنع‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫بعدئذ‪.‬‬ ‫الخاصة‬ ‫شخص ّيتك األدب ّية‬
‫ّ‬

‫‪ .14‬اقرأ في النَّقد األدبي‪ .‬اقرأ نماذج تحليل ّية لقصائد عظيمة‬


‫سر عظمتها‪.‬‬
‫لتعرف ّ‬

‫‪ .15‬اقرأ سير ُّ‬


‫الشعراء‪ ،‬فتاريخهم وتجاربهم تُسهم في صنع‬
‫حاضرك‪.‬‬

‫الزائد‬
‫لمراجعة ما تكتب بتنقيحه من الحشو َّ‬
‫‪ .11‬اعط وقتًا ُ‬
‫والضعيفة‪.‬‬
‫كررة َّ‬
‫الم َّ‬
‫والمعاني ُ‬

‫‪141‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫والمرادفات البديلة‪.‬‬ ‫ْ‬


‫ابحث في القاموس عن الكلمات ُ‬ ‫‪.17‬‬

‫المثير‬
‫كررة وابحث عن ُ‬
‫الم َّ‬
‫‪ .18‬اترك الموضوعات ُ‬
‫تهرب وتبتعدْ عن الموضوعات التي تُخيفك‪،‬‬
‫ْ‬ ‫والجديد‪ .‬ال‬

‫أو ا ّلتي ال تُشعرك َّ‬


‫بالراحة‪.‬‬

‫جماهير‬ ‫قنع‬ ‫ٍ‬


‫َ‬ ‫اكتب بلغة يفهمها اآلخر‪ ،‬وأسلوب ُي ُ‬
‫ْ‬ ‫‪.19‬‬
‫عديدة‪.‬‬

‫تهجم القصيد ُة فجأة! لكن ُيمكن تهيئة النَّفس لكتابتها‪،‬‬


‫ُ‬ ‫‪.02‬‬
‫المناسب بالمشي أو التَّأمل أو االستماع إلى‬
‫بتهيئة الجو ُ‬
‫الموسيقى ً‬
‫مثال‪.‬‬

‫ٍ‬
‫شخص إلى‬ ‫الحافز من‬
‫ُ‬ ‫يختلف‬
‫ُ‬ ‫حافزا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ .01‬ابتكر لنفسك‬
‫آخر‪.‬‬

‫سجل صوتك في أثناء قراءتك شعرك؛‬


‫عر نصف ُه إلقاء‪ِّ ،‬‬ ‫‪ِّ .00‬‬
‫الش ُ‬
‫وقوته‪.‬‬
‫لتدريب صوتك ومعرفة مواطن ضعفه ّ‬

‫أن تتع َّلم‪ ،‬فالمديح‬


‫‪.03‬النَّقدُ لن ُيميتك‪ ،‬فاستمع ل ُه وحاول ْ‬
‫ٍ‬
‫لقارئ واحد!‬ ‫َّ‬
‫والشتيمة وجهان‬

‫بيت أو‬
‫تخف وال تتر َّدد في كتابة قصيدة سيئة‪ ،‬فر َّبما ٌ‬
‫ْ‬ ‫‪.04‬ال‬

‫‪147‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫سطر منها ٌ‬
‫كفيل بإعطائها قيمة ما‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫عر ال دور‬
‫الش ُ‬ ‫كتب في ِّ‬
‫كل شيء‪ ،‬الحسن والقبيح‪َّ .‬‬ ‫‪ .05‬ا ْ‬
‫وظيفي ل ُه‪ ،‬وال دور اجتماعي‪.‬‬

‫‪.01‬الكتاب ُة ُمتعة‪ ،‬فال تكتب حين ال تكون مض َّ‬


‫ط ًرا إلى الكتابة‪.‬‬

‫َ‬
‫مكنك قول ما تُريد‬ ‫تفرض على نفسك قال ًبا ُمع ِّينًا‪ُ .‬ي‬
‫ْ‬ ‫‪.07‬ال‬
‫تفهم ‪-‬ج ِّيدً ا‪-‬‬
‫المتاحة‪ ،‬المهم أن َ‬ ‫بجميع األشكال ِّ‬
‫الشعر ّية ُ‬
‫ٍ‬
‫شكل وآخر‪.‬‬ ‫الفرق بين‬

‫اكتب ما تُريد على الورق‪ ،‬وفي ‪ 05‬دقيقة‬


‫ْ‬ ‫‪ .08‬في ‪ 05‬دقائق‬
‫ٍ‬
‫حولها إلى قصيدة‪ ،‬وفي ‪ 05‬دقيقة ن ّقحها‪.‬‬
‫ِّ‬

‫مهم بقدر أهم َّية القصيدة نفسها‪ .‬به ُيمكنك‬


‫‪.09‬عنوان القصيدة ّ‬
‫معرفة اآلتي‪ ،‬فهو يؤ ِّثر في ِّ‬
‫كل ما يأتي بعده‪.‬‬

‫فورا‪ .‬ال تنشرها َّإال‬ ‫‪ّ .32‬‬


‫كل من يكتب قصيدة يرغب في نشرها ً‬
‫بعد أن تُعطيها وقتًا من التَّأمل‪ .‬فمتى نُشرت لم تعد ملكك‪.‬‬

‫‪ .31‬كن ُمستعدًّ ا للتَّقدّ م إلى األمام‪ ،‬فبعضهم ال يقبل برمي‬


‫كتاباته القديمة على أمل العودة إليها‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫‪.30‬تع َّلم بعض قواعد النَّحو‪ ،‬وبعض أساليب البالغة‪ ،‬وطريقة‬


‫مهمة عند كتابة ِّ‬
‫الشعر‪.‬‬ ‫تشكيل الكلمات؛ جميعها َّ‬

‫‪.33‬في كتابة ِّ‬


‫الشعر يجب ُمراعاة اإلمالء والتَّشكيل‪ ،‬ال تعتمد‬
‫على البرامج ا ّلتي ُ‬
‫تفعل ذلك‪ .‬حتَّى برامج وزن ِّ‬
‫الشعر‪،‬‬
‫جميعها س ِّيئة‪.‬‬

‫َ‬
‫مكنك مراجعتهما فيما‬ ‫ْ‬
‫تشغل بالك بالوزن والقافية‪ُ ،‬ي‬ ‫‪.34‬ال‬
‫بعد‪.‬‬

‫قارئ نفسه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اعر‬ ‫َّ‬
‫الش ُ‬ ‫‪.35‬‬

‫رأسا على‬ ‫ْ‬


‫حاول قلب العادات ً‬ ‫‪«.31‬الكتابة عمل انقالبي»‪.‬‬
‫وواضحا‪ .‬أجبر القارئ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سهال‬ ‫َعقب‪ .‬ال تكن تقليد ًّيا أو‬
‫ٍ‬
‫على بذل ُجهد ما‪.‬‬

‫َ‬
‫طريقك‬ ‫تظن َّ‬
‫أن‬ ‫المعاناة‪ ،‬فال ّ‬
‫يخرج من َرحم ُ‬
‫ُ‬ ‫عر الج ِّيد‬ ‫‪ِّ .37‬‬
‫الش ُ‬
‫في إيجاد ُمعاناتك‪.‬‬ ‫دائما‪ .‬اجتهدْ‬ ‫ً‬
‫سهال ً‬

‫عر كالعمارة! عندما ُأفك ُِّر أين سأض ُع األعمدة أفقدُ‬ ‫‪ِّ .38‬‬
‫الش ُ‬
‫َ‬
‫وحش الكتابة‬ ‫ودع‬
‫القدرة على التَّصميم الج ِّيد‪ .‬ال تُفكِّر‪ْ ،‬‬
‫يلتهمك دفع ًة واحدة‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫األول‪،‬‬
‫جواز مرورك َّ‬
‫َ‬ ‫بالحب‪ .‬اجعله‬
‫ِّ‬ ‫شاعر َّإال وبدأ‬
‫َ‬ ‫‪.39‬ال‬
‫َ‬
‫يكتبون عن الغزل‪ .‬المهم‪:‬‬ ‫ولكن تذكَّر )‪ (90%‬من ُّ‬
‫الشعراء‬
‫كيف ستكتب ُه أنت؟‬

‫طور لغتك بمتط ّلبات‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪.42‬ال ّلغة في‬


‫دائمين‪ّ .‬‬
‫وتطور َ‬ ‫حركة‬
‫عصرك‪ .‬استفد من الموروث ال ّلغوي‪َّ ،‬‬
‫فالشاعر هو حامي‬
‫ال ّلغة ومرآة واقعه‪.‬‬

‫دليال على ال َّثقافة وأهم َّية‬


‫ً‬ ‫والغموض ليسا‬
‫ُ‬ ‫‪ .41‬البالغ ُة‬
‫ٍ‬
‫بوضوح وسذاجة‬ ‫تكتب‬
‫َ‬ ‫القصيدة‪ .‬اكتب بيُسر‪ ،‬المهم ّأال‬
‫ُقر َ‬
‫بك من الحماقة‪.‬‬ ‫ت ِّ‬

‫كل شاعر‪ُّ .‬‬


‫وكل شاعر يجتهدُ‬ ‫هاجس ّ‬
‫ُ‬ ‫‪.40‬تجديدُ ِّ‬
‫الشعر هو‬

‫والزمن وال ُّظروف ُ‬


‫المحيطة كفيلة‬ ‫َّ‬ ‫البتكار شخص ّيته‪،‬‬
‫بذلك‪ ،‬فال تستعجل‪.‬‬

‫َّعرف إلى‬
‫تحتاج إلى الت ُّ‬
‫ُ‬ ‫العربي‪ ،‬قد‬
‫ّ‬ ‫‪.43‬إذا لم تدرس األدب‬
‫ولغوي لتنقيح نصوصك قبل عرضها‪ .‬ابحث‬
‫ّ‬ ‫نحوي‬
‫ّ‬ ‫ُمد ِّق ٍق‬
‫عنه‪.‬‬

‫تكتب للنَّاس ما‬


‫ْ‬ ‫‪.44‬قيم ُة ِّ‬
‫الشعر في إعادة اكتشاف األشياء‪ ،‬فال‬

‫‪152‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫استفز عقولهم وأفكارهم‬


‫ّ‬ ‫يعرفو َنه‪ .‬فاجئهم‪ ،‬وباغتهم‪ ،‬و‬
‫التَّقليد ّية‪.‬‬

‫عر رحل ٌة في ذوات اآلخرين‪ .‬فاتَّجه ً‬


‫دائما نحوهم‪،‬‬ ‫‪ِّ .45‬‬
‫الش ُ‬
‫تدور حول ذاتك‪.‬‬
‫تبق ُ‬‫وال َ‬
‫الشاعر والجمهور طرفا م ٍ‬
‫عادلة واحدة فتع َّلم قواعدها‪ .‬ال‬ ‫‪َّ .41‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫تتعال عليه فتفقد ثقته‪ ،‬وال تتنازل فتخسره‪.‬‬

‫الضغط‬ ‫عر تُهم ًة! ُي َّ‬


‫عر ُض إلى ّ‬ ‫يتدخ ُل الدِّ ين ُي ُ‬
‫صبح ِّ‬
‫الش ُ‬ ‫‪.47‬حين َّ‬

‫والمساءلة‪ .‬فإ َّما أن تض َّطر للتَّحايل وال ّلجوء إلى َّ‬


‫الرمز‪،‬‬ ‫ُ‬
‫وإ َّما أن ّ‬
‫تظل صامتًا!‬

‫بأي قوانين‬ ‫عر الج ِّيد هو ِّ‬


‫الشعر الذي ال يلتزم ّ‬ ‫‪ّ .48‬‬
‫الش ُ‬
‫عر‬ ‫وضعتها ال َّطبيعة البشر ّية واألعراف االجتماع ّية‪ِّ .‬‬
‫الش ُ‬
‫ناقض عصره‪.‬‬
‫عر الذي ُي ُ‬ ‫الج ّيد هو ِّ‬
‫الش ُ‬

‫كررة‪ .‬فإ َّما أن تدف َن نفسك‬


‫الزمن هي نماذج ُم َّ‬
‫‪.49‬القصائدُ عبر َّ‬
‫تثور على َّ‬
‫الذاكرة وتُبدع زمنك‬ ‫َ‬ ‫في التَّاريخ‪ ،‬وإ َّما أن‬
‫الخاص‪.‬‬

‫‪ .52‬موسيقى ِّ‬
‫الشعر ليست في الوزن والبحور الخليل ّية‬

‫‪151‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫أيضا‪ .‬المهم أن‬


‫فحسب‪ .‬اإليقاع ُيمكن أن يوجد في النَّثر ً‬
‫قادرا على العزف‪.‬‬
‫تكون ً‬

‫َ‬
‫مكان يحكمها‪،‬‬ ‫َ‬
‫زمان وال‬ ‫الشعر ّية بغت ًة‪ ،‬ال‬ ‫ُ‬
‫الجمل ِّ‬ ‫‪ .51‬تأتي‬
‫ُنشئ القصيدة‪ .‬فال تُحاول‬
‫الجمل ت ُ‬
‫ومن تواتر هذه ُ‬
‫اغتصابها بالكلمات!‬

‫ب ً‬
‫مثال‪ ،‬يجب‬ ‫الح ِّ‬ ‫دق أزم ُة َّ‬
‫الشاعر‪ .‬لكي تكتب عن ُ‬ ‫الص ُ‬
‫ِّ‬ ‫‪.50‬‬
‫الحب‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أن تكون واق ًعا في‬

‫عارضا)‪.‬‬
‫‪ .53‬لديك خياران‪ :‬إ َّما أن تُصبح ( ُمهاد ًنا) وإ َّما ( ُم ً‬
‫دجن) وفي ال َّثانية‬
‫ستتحول إلى شاعر ( ُم َّ‬
‫َّ‬ ‫في األولى‬
‫بدعا حقيق ًّيا‪.‬‬
‫ستكون ُم ً‬

‫والشاعر بدعة‪ ،‬والكتاب ُة تحت تأثير‬


‫َّ‬ ‫الكأس‬
‫ُ‬ ‫‪ُ .54‬خرافة‬
‫الروليت)‬ ‫ٍ‬
‫السكر أو العقاقير أو إدمان شيء ما‪ ،‬كلعبة ( ُّ‬
‫ُّ‬
‫ضربة من ضربات الحظ‪.‬‬

‫فالشعر ُم ّ‬
‫مل حين يبقى على‬ ‫‪ .55‬اكسر تمثالك وال تُضجرنا‪ِّ ،‬‬
‫تتدرب على تغيير عاداتك واكتساب‬
‫الوجه نفسه‪ .‬الحل‪َّ :‬‬
‫ٍ‬
‫عادات جديدة‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫عر ال يحتمل الثَّرثرة‪ .‬فال تُلبسه زوائد البالغة وال‬ ‫‪ِّ .51‬‬
‫الش ُ‬
‫الشرح‬ ‫ٍ‬
‫بمزيد من َّ‬ ‫حشو الكالم‪ ،‬وال تقتل القصيدة‬
‫واإليضاح‪.‬‬

‫رف صاحبه متى يحتفظ بأوراقه ومتى‬


‫عر كالقمار‪ ،‬يع ُ‬ ‫‪ِّ .57‬‬
‫الش ُ‬
‫ُيلقيها‪.‬‬

‫الصور ا ّلتي‬
‫تعكس ُّ‬
‫َ‬ ‫‪َّ .58‬‬
‫الشاعر مرآة ُمجتمعه‪ ،‬حاول أن‬
‫تلتقطها في تفصيالت حياتك وواقعك االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .59‬ليس ِّ‬
‫للشعر جنس ّية‪ ،‬وال أحد يستطيع تعريفه‪ ،‬فال تُض ِّيع‬
‫وقتك في محاولة تنظيره والتَّفتيش عن جذوره‪.‬‬

‫عما ُيعجبهم فيك‪ ،‬أو ما‬ ‫‪ .12‬ال تُق ِّلل َق َ‬


‫در جمهورك‪ .‬ابحث َّ‬
‫وتوجه به إليهم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يبحثون عنه‪،‬‬

‫لست ُمطال ًبا‬


‫‪ .11‬ال تدع أحدهم ُيجبرك على تفسير شعرك‪َ .‬‬
‫فسر‪.‬‬ ‫كثيرا من بريقه بل و ُي ُ‬
‫غتال حين ُي َّ‬ ‫بشيء؛ ِّ‬
‫فالشعر يفقد ً‬

‫ْ‬
‫تخجل من‬ ‫المجتمع كذب ٌة كبير ٌة‪ ،‬فال تُصدِّ قها‪ ،‬وال‬
‫‪.10‬حيا ُء ُ‬
‫خدش قناعاته الوثن ّية‪.‬‬

‫حسك اإليقاعي‪.‬‬
‫‪.13‬استمع إلى الموسيقى أو ادرسها لتربية ّ‬

‫‪153‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫المستهلكة‪ ،‬وتط َّلع إلى‬


‫‪.14‬حاول أن تبتعد عن القوافي ُ‬
‫الذكيّة غير المتو َّقعة‪.‬‬
‫استخدام القوافي َّ‬

‫تناقض ُيم ِّثـ ُل عدَّ ة شخص ّيات؛ لذا‬


‫شخص ُم ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اعر‬ ‫‪َّ .15‬‬
‫الش ُ‬
‫تخش من ّأال‬ ‫كتب في ِّ‬
‫كل حاالتك النَّفس ّية والحيات ّية‪ .‬وال َ‬ ‫ا ْ‬
‫يتعرفوا إليك!‬
‫َّ‬

‫‪ .11‬ابتعدْ عن النُّكوص والكسل وإضاعة وقتك‪ ،‬وتشتيت‬


‫نفسك‪ .‬باختصار‪ :‬أغلق (الفيس بوك)‪ ،‬وركِّز!‬

‫دائما اجعل‬ ‫ٍ‬


‫شيء َّإال في الكتابة‪،‬‬ ‫أعذار ِّ‬
‫لكل‬ ‫‪ .17‬هناك‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫الكتاب ُة هي العذر لعدم تنفيذ أشياء أخرى‪.‬‬

‫تكون رغب ًة‪ .‬إن ك َ‬


‫ُنت ال تملكها‪ ،‬ال‬ ‫َ‬ ‫‪ .18‬الكتاب ُة موهب ٌة َ‬
‫قبل أن‬
‫تخسر وقتك فيما ال ينفعك‪.‬‬

‫ٍ‬
‫وصفات جاهزة لكتابة‬ ‫‪ .19‬ال أحد يملك خلط ًة سحر ّي ًة أو‬
‫عمن‬
‫قصيدة‪ .‬هناك نصائح ومقترحات فحسب‪ ،‬فال تبحث َّ‬
‫وهما‪.‬‬
‫يبيعك ً‬

‫الملهمة ِّ‬
‫لكل من يريدُ‬ ‫كثير من األفكار ُ‬
‫النَّصائح مفيدة وفيها ٌ‬
‫َّركيز‬ ‫ٍ‬
‫خطوة ليست سهلة‪ .‬الت ُ‬ ‫شاعرا؛ ولكن ُمتابعة كل‬ ‫أن يصبح‬
‫ً‬

‫‪154‬‬
‫‪ 19‬نصيحة لكتابة ِّ‬
‫الشعر‬

‫ُ‬
‫والعمل الجاد ضرور ّيان للوصول إلى ما ترمي إليه وتستهدفه‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪157‬‬
‫المصـــــادر والمراجــــع‬

‫المصادر العرب َّية‬

‫أسرار البالغة – عبد القاهر الجرجاني‪-‬تحقيق محمود شاكر‪-‬‬


‫ُ‬ ‫‪.1‬‬
‫مطبعة المدني في القاهرة –دار المدني في جدّ ة‪.‬‬

‫للشيخ عبد القاهر الجرجاني‪ -‬قرأه وع ّلق عليه‬


‫‪ .0‬دالئل اإلعجاز – ّ‬
‫‪/‬محمود شاكر‪ -‬النّاشر مطبعة المدني في القاهرة‪ -‬دار مدني في‬
‫جدّ ة – ط‪1413-3‬هـ‪.‬‬

‫‪ .3‬البيان وال ّتبيين – للجاحظ‪-‬دار ومكتبة الهالل – بيروت –‬


‫‪1403‬هـ‪.‬‬

‫‪ .4‬التهذيب بمحكم الترتيب – البن شهيد األندلسي – تحقيق د‪ /‬حاتم‬


‫الضامن – دار البشائر اإلسالم ّية‪.‬‬
‫صالح َّ‬

‫‪ِّ .5‬‬
‫الشعر والشعراء –البن قتيبة – تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر‪-‬‬
‫دار المعارف بمصر – ‪1911‬م‪.‬‬

‫‪ .1‬ال ُعمدة في محاسن ِّ‬


‫الشعر وآدابه – البن رشيق القيرواني – تحقيق ‪/‬‬

‫‪159‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫محمد محيي الدّ ين عبد الحميد –ط‪-5‬دار الجيل – ‪1421‬هـ‪.‬‬

‫‪ .7‬لسان العرب – البن منظور ‪-‬دار صادر – بيروت –ط‪1414-3‬هـ‪.‬‬

‫الرازي – تحقيق يوسف ّ‬


‫الشيخ‬ ‫الصحاح –ألبي عبد الله َّ‬
‫‪ .8‬مختار ّ‬
‫محمد ‪-‬المكتبة العصرية‪-‬الد ّار النّموذج ّية‪ ،‬بيروت – صيدا‪-‬ط‪-5‬‬
‫‪1402‬هـ‪1999/‬م‪.‬‬

‫‪ .6‬مقدّ مة ابن خلدون‪ -‬عبد ّ‬


‫الرحمن بن خلدون‪ -‬دار الفكر لل ّطباعة‬
‫والنّشر والتّوزيع‪0221 -‬م‪.‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬المراجع العرب َّية‬

‫المعاصر– نازك المالئكة‪ -‬دار العلم للمال ّيين– ط‪-5‬‬ ‫‪ .1‬قضايا ِّ‬
‫الشعر ُ‬
‫‪1978‬م‪.‬‬

‫‪ .0‬ديوان البارودي – محمود سامي البارودي‪ -‬ح ّققه وضبطه وشرح ُه‬
‫على الجارم ومحمد شفيق معروف‪ -‬دار العودة‪ -‬بيروت‪-‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬

‫‪ّ .3‬‬
‫الشوق ّيات‪ -‬أحمد شوقي‪ -‬دار العودة‪ -‬بيروت‪1988 -‬م‪.‬‬

‫ُ‬
‫ديوان الزّ هاوي‪ -‬جميل صدقي الزّ هاوي‪ -‬المطبعة العرب ّية في‬ ‫‪.4‬‬
‫مصر‪1904 -‬م‪.‬‬

‫محمد‬
‫ّ‬ ‫الشابي‪ -‬أبو القاسم ّ‬
‫الشابي‪ -‬منشورات‬ ‫‪ .5‬ديوان أبي القاسم ّ‬

‫‪112‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫علي بيضون‪ -‬دار الكتب العلم ّية‪ -‬بيروت‪ -‬لبنان‪ -‬ط‪0225 -4‬م‪.‬‬

‫‪ .1‬ديوان إيليا أبو ماضي‪ -‬إيليا أبو ماضي‪ -‬دار العودة‪ -‬بيروت‪.‬‬

‫وصححه مصطفى‬
‫ّ‬ ‫تم شرحه‬
‫الرصافي‪ -‬أ ّ‬
‫الرصافي‪ -‬معروف ّ‬
‫‪ .7‬ديوان ّ‬
‫السقا‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬مصر‪ -‬ط‪1953 -4‬م‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ .8‬نقد ِّ‬
‫الشعر – قدامة بن جعفر‪-‬مطبعة الجوانب – قسطنطين ّية – ط‪.1‬‬

‫السيوفي –‬ ‫‪ .9‬اإلبداع ّ‬
‫الشعري بين النّظرية وال ّتطبيق – أ‪.‬د‪-‬مصطفى ّ‬
‫الدّ ار الدّ ول ّية لالستثمارات ال ّثقاف ّية – القاهرة – مصر‪-‬ط‪-1‬‬
‫‪0211-0212‬م‪.‬‬

‫المحيط‪ -‬أبو ح ّيان الغرناطي‪ -‬دار إحياء التّراث العربي‪-‬‬


‫‪ .12‬البحر ُ‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .11‬جوامع علم الموسيقى‪ -‬ابن سينا‪ -‬تحقيق زكريا يوسف‪ -‬وزارة‬


‫التربية‪ -‬القاهرة‪1951 -‬م‪.‬‬

‫حصة‬
‫نموذجا – ّ‬
‫ً‬ ‫‪ .10‬التَّناص في ِّ‬
‫الشعر العربي الحديث –البرغوثي‬
‫البادي –دار كنوز المعرفة‪-‬عمان ‪-‬ط‪1432-1‬هـ‪0229/‬م‪.‬‬

‫‪ .13‬جماليات التَّناص – أ‪.‬د‪ /‬أحمد جبر شعث ‪-‬دار مجدالوي للنّشر‬


‫وال ّتوزيع – عمان‪-‬األردن‪-‬ط‪0213-1‬م‪0214-‬م‪.‬‬

‫‪ .14‬ديوان ابن شهيد األندلسي – جمعه وحققه يعقوب زكي – راجعه د‬


‫‪ /‬محمود علي مكي – دار الكاتب العربي للطباعة والنشر –‬

‫‪111‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ .15‬ديوان أبي نواس – نقحه وصححه األستاذ محمد علوة – المركز‬


‫الثقافي اللبناني – ‪1404‬هـ ‪-‬ط‪.1‬‬

‫مؤسسة جائزة سعود البابطين‬


‫‪ .11‬ديوان أمين نخلة المجموعة الكاملة‪ّ -‬‬
‫لإلبداع ّ‬
‫الشعري‪0221 -‬م‪.‬‬

‫‪ .17‬شرح كتاب أهدى سبيل إلى علمي الخليل العروض والقافية – أ‪/‬‬
‫محمود مصطفى – شرحه وضبطه وكتب هوامشه نعيم زرزور –دار‬
‫الكتب العلمية – بيروت‪.‬‬

‫‪ .18‬كتاب العروض – البن جني –تحقيق د أحمد فوزي الهيب ‪-‬دار‬


‫القلم – الكويت –ط‪1427-1‬هـ ‪1987‬م‪.‬‬

‫‪ .19‬نقد ِّ‬
‫الشعر – قدامة بن جعفر‪-‬مطبعة الجوانب – قسطنطين ّية – ط‪.1‬‬

‫عيار ّ‬
‫الشعر‪ -‬ابن طباطبا‪ -‬تحقيق وتعليق عبد العزيز ناصر المانع‪-‬‬ ‫‪ُ .02‬‬
‫السعود ّية‪1958 -‬م‪.‬‬ ‫دار العلوم لل ّطباعة والنّشر‪ّ -‬‬
‫الرياض‪ّ -‬‬

‫‪ .01‬البنية اإليقاعية في شعر أبي تمام – بحث في تجليات اإليقاع تركيبا‬


‫وداللة وجماال –د‪ /‬رشيد شعالل‪-‬عالم الكتب الحديث‪-‬إربد‪-‬‬
‫األردن‪-‬ط‪0211 -1‬م‪.‬‬

‫‪ .00‬حبيبتي تفتح بستانها‪ -‬محمود قحطان‪ -‬سندباد للنّشر والتّوزيع‪-‬‬


‫مصر‪ -‬ط‪0229 -3‬م‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫فاض عنهم وما تب ّقى منّي‪ -‬محمود قحطان‪ -‬دار فضاءات للنّشر‬
‫‪ .03‬ما َ‬
‫والتّوزيع‪ -‬األردن‪0212 -‬م‪.‬‬

‫‪ .04‬سوناتات‪ -‬محمود قحطان‪ -‬الدّ ار العرب ّية للعلوم ناشرون‪-‬‬


‫‪0213‬م‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬الدّ ور ّيات‬

‫‪ .1‬التَّناص الدّ يني في ِّ‬


‫الشعر الفلسطيني المعاصر عند محمود درويش‬
‫وسميح القاسم – د نظمي محمود بركة – فكر وإبداع‪-‬مصر‪-‬ج‪03‬‬
‫– فبراير ‪0224-‬م‪.‬‬

‫‪ .0‬أمن البوادي فاح مسك ينشر‪ -‬أحمد فارس ّ‬


‫الشدياق‪ -‬أدب‪-‬‬
‫الموسوعة العالم ّية ّ‬
‫للشعر‪.‬‬

‫أزهار النّرجس البر ّية‪ّ -‬‬


‫للشاعر اإلنجليزي ويليام وردزورث‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫ترجمة نزار سرطاوي‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الكاتب في سطور‬
‫شاعر وكاتب يمني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بكالوريوس هندسة معمار ّية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حاز الجائزة األولى في مسابقة ّ‬


‫الشعر على مستوى جامعة‬ ‫‪‬‬

‫صنعاء ‪.0221‬‬

‫للشعر في أدبي ّ‬
‫الشرقية‪ -‬الدّ مام‪،‬‬ ‫شارك في اليوم العالمي ِّ‬ ‫‪‬‬

‫‪.0227‬‬

‫م َّثل اليمن في مسابقة «أمير الشعراء» في دورتها األولى في‬ ‫‪‬‬

‫أبو ظبي‪.0227 ،‬‬

‫عاصرا ُمجدِّ ًدا‬


‫ً‬ ‫شاعرا عرب ًّيا ُم‬
‫ً‬ ‫اختير ضم َن قائمة أفضل ‪32‬‬ ‫‪‬‬

‫إبداع ًّيا خالل الخمسين عا ًما األخيرة‪ -‬سنة ‪.0212‬‬

‫عضو حركة شعراء العالم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دونين العرب‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫عضو اتّحاد ُ‬ ‫‪‬‬

‫تُرجمت بعض قصائده إلى ال ّلغتين اإلنجليز ّية والفرنس ّية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ٍ‬
‫عدد من‬ ‫نُش َر له عد ٌد من القصائد والدّ راسات النّقد ّية في‬ ‫‪‬‬

‫ّ‬
‫والمجالت‪.‬‬ ‫الصحف المحل ّية والعرب ّية والدّ ور ّيات‬
‫ّ‬

‫‪115‬‬
‫ات ِّ‬
‫الشعر وتقن ّياته‬ ‫أساس ّي ُ‬

‫صدر للكاتب‪:‬‬

‫حبيبتي تفتح بستانها‪ -‬شعر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فاض عنهم‪ ...‬وما تب َّقى منِّي‪ -‬شعر‪.‬‬


‫ما َ‬ ‫‪‬‬

‫سوناتات‪ -‬نثر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تحت ال ّطبع‪:‬‬

‫تيس َر من بكاء‪ -‬شعر‪.‬‬


‫ما َّ‬ ‫‪‬‬

‫يجب أن أموت‪ -‬شعر‪.‬‬


‫ُ‬ ‫أنا‬ ‫‪‬‬

‫يشيخ ال ّليل النّبي‪ -‬شعر‪.‬‬


‫َ‬ ‫قبل أن‬ ‫‪‬‬

‫لعن ٌة ال شفاء منها وال موت‪ -‬رواية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫لل ّتواصل مع الكاتب‪:‬‬

‫‪www.MahmoudQahtan.com‬‬
‫‪MahmoudQahtan@hotmail.com‬‬

‫‪111‬‬

You might also like