Professional Documents
Culture Documents
٢٠٢٠
العنوان :دليل مناهج البحث العلمي
ّ
تنسيق :د .مهى جرجور
تـحريـر :د .جوزف ل ُّبس
الصفحات 168 :ص
القياس٢٩.٧ x ٢1 :
جميع الحقوق محفوظة
اإلنسانية
ّ لكل ّّية اآلداب والعلوم
اللبنانية
ّ الجامعة
الطبعة :األولى٢٠٢٠ ،
إخراج وطباعة:
بصاليم ٠4-8٠8٩٩٠ -
الفهرس
تقديم 4 ..........................................................................................................
مق ّد مة 6 ...........................................................................................................
األسلوبية 9 .....................................................................................................
ّ
البنيوية 17 .....................................................................................................
ّ
التأويل 23 ......................................................................................................
وسيميائية القراءة (ريكور وإيكو)24 .............................................
ّ -التأويل
ونظرية التل ّقي والقراءة (ياوس وإيزر) 34 ......................................
ّ -التأويل
األدبي 42 .........................................................................
ّ النفسي
ّ التحليل
التفكيكية (دريدا) 48 ..................................................................................
ّ
السرديات 56 ................................................................................................
ّ
البنيوية 57 ..................................................................................
ّ السردية
ّ -
السردية 65 ..............................................................................
ّ السيميائية
ّ -
السيميائي (لوتمان)72 ...................................................................
ّ -الفضاء
2
الفهرس
3
تقديم
5
مق ّد مة
اإلنسانية
ّ هذا الدليل هو ثمرة جهود مجموعة من أساتذة كل ّّية اآلداب والعلوم
اللبنانية ،كلّفهم عميد الكل ّّية البروفسور أحمد رباح بوضع دليل مناهج ّ في الجامعة
اإلجرائية (قرار رقم ،)141تاريخ ٢٠حزيران ،٢٠٢٠وهم: ّ وآلياتها
العلمي ّ البحث
ّ
(مقرر) ،األعضاء :د .سارة كنج، ّ (منسقة اللجنة) ،د .جوزف ل ُّبس ّ د .مهى جرجور
د .إبراهيم فضل اهلل ،د .هدى المعدراني ،د .ندى مرعشلي ،د .أكرم نبها ،د .علي ناصر
الدين ،د .علي نسر ،د .أيمن القادري ،د .حيدر إسماعيل ،د .كامل صالح ،د .عماد
غنّوم ،د .حسين عبد الحليم.
وهو ذو طابع تعليمي توجيهي ،يهدف إلى توفير مرجع مختصر وواضح في
ّ ّ
طالب ويلبي حاجة ّ ّ ة، ّي
ّ ل الك في العلمي البحث في المستخدمة النقدية
ّ المناهج
ّ
واألدبية،
ّ اللغوية
ّ المهتمين بالدراسات
ّ العربية وآدابها ،وك ّل
ّ الماستر في قسم اللغة
فيشكّل بالنسبة إليهم نقطة انطالق في بحوثهم.
يتضمن هذا الدليل مناهج البحث العلمي األكثر اعتما ًدا في بحوثنا الراهنة، ّ
ّ
ٍ
مبحث عرضناها بحسب تسلسل المناهج األلفبائي ،وليس َوفق تاريخ نشأتها؛ ك ّل ْ
ّ
ومولّفاتهم ،وبمصطلحاته ،وإجراءاته، ؤ وبأهم أعالمه
ّ فيعرف به
ّ يستق ّل بمنهج،
الخاصة به ،ويعرض عناوين دراسات ط َّب َق فيها ّ وبأهم مصادره والمراجع
ّ وميادينه،
بكيفية التطبيق.
ّ ليعمقوا معرفتهم
الطالب عليها ّ ّ أصحابها المنهج المعني ،ويُحيل
ّ
تلتقي أدوات المناهج ومنطلقاتها في ما بينها أحيا ًنا ،وتختلف أحيا ًنا أخرى،
النص األدبي على أنّه ظاهرة وتتناسل أحيا ًنا كثيرة وتتكامل .واألغلب أنّها تتعامل مع ّ
ّ
لغوية ،تختلف نسبة انفتاحها على العالم الخارجي ،باختالف تحديد ؤبورة االهتمام ّ
ّ
�
النص نفسه ،أو المرجع الذي يُحيل عليه ،أو القار ؤ ّ النص ،أو على
ّ على كاتب
6
مق ّد مة
النص ،من خالل التركيز مهمة الناقد في مقاربة ّ المسبقة .وتُح َّدد ّ ّ وثقافته وافتراضاته
على قوانينه وكشف ِبنياته وخصائصه ...وك ّل ذلك يدور في فلك المعنى وشكل
التعبير عنه.
هدفٍ وصوال إلىً ص ْدنا بـ «المنهج» طائف ًة من القواعد التي يسير عليها الفكر َق َ
حكم مرتجى (بدوي ،1٩٧٧ ،ص ،)4-3ومجموع ًة من اآلليات واإلجراءات ،يُ ِ
ّ
جوهرية ّ «نظرية» تطرح أسئلة ّ معينة .ولك ّل منهج نتائج ّ َ فتو ّدي إلى ضبطها ،ؤ الباحث َ
ُ
سفر عن اللغة واألدب وعالقتهما بالحياة والمجتمع والمبدع والمتل ّقي .وقد تُ ِ
ومدارس متع ّددة (فضل ،٢٠٠٢ ،ص.)14 ،11 ،٩ َ مناهج
َ النظرية الواحدة عن ّ
مدونة) اعتما ًدا على منهج علمي مح ّدد نص (أو ّ فع ْنينا بها معالجة ّ ّأما «المقاربة» َ
ّ
(المس ّدي ،ال ت ،.ص.)18٧
تقصت الوضوح في العرض ،والسهولة في الشرح، منهجي ًة ّ ّ اعتم ْدنا في الدليل
إليصال المعلومة بيُسر إلى الطالب الباحث ،بهدف مساعدته في حسن اختيار
يخدمه في معالجة َ لمدونته ،واإللمام بأدواته وإجراءاته ،كي ّ المنهج المناسب
المرجو من بحثه.
ّ إشكاليته ،ويساع َده على تحقيق الهدف ّ
َب ْي َد أ ّن هذا الدليل وح َده ال يكفي ،فعلى الطالب الباحث أن:
الخاصة بواضعي المناهج ،من فالسفة وعلماء ون ّقاد ودارسين مشهود ّ يقرأ الكتب
وكيفية
ّ اإلجرائية
ّ وآلياتها
لهم بالكفاءة والجدارة ،ويعمل على فهم مصطلحاتها ّ
مالمح المنهج ُ هيكلية مشروعه ،على أن تظهر ّ تطبيقها ،قبل الشروع في رسم
ٍ
مفردات المختار ومصطلحاتُه في بناء فصول الرسالة وعناوينها ،إلى جانب
المدونة .وقد يستند الباحث إلى غير منهج في ّ خصوصية
ّ ظهر ومصطلحات تُ ِ
تحليل ظاهرة من الظواهر وأبعادها ،بحسب طبيعة البحث ،شرط أن تتوافق المناهج
نسقية ،)...فتتجانس وال تتعارض. ّ سياقية أو
ّ داخلية،
ّ (خارجية أو
ّ المختارة
والخطة ،والمشروع... ّ والمنهجية ،والمقاربة،
ّ والنظرية،
ّ يُدرك الفوارق بين المنهج،
المجيد هو من يستطيع طرح األسئلة، يعرف أ ّن تَع ُّد َد القراءات ثراء ٌ له ،وأ ّن الباحث ُ
ويحاول أن يُجيب عنها.
أخالقيات البحث العلمي التي ال ب ّد منها لوسم ّ يُوقن أ ّن التوثيق عنصر أساسي في
ّ ّ
والموضوعية.
ّ عمله بالج ّد ّية
7
مق ّد مة
8
األسلوب ّية
األسلوبيّة
والم�لّفات
ؤ وأهم األعالم
ّ ّأو ًال -التعريف
علم
األسلوبية ٌ
ّ يرى ميشال ريفاتير ) )٢٠٠6-1٩٢4( (Michel Riffaterreأ ّن
موضوعية ،انطال ًقا من اعتبار األثر األدبي بنية
ّ األدبية دراس ًة
ّ يدرس أسلوب اآلثار
ّ
خاصا (المس ّدي ،1٩٧3 ،ص.)٢٧٧ ًّ تحاورا
ً ألسنية تتحاور مع السياق المضموني ّ
ّ
معين ،على مستويات: نص ّ � والكاتب ،من خالل ّ وهي حوار دائم بين القار ؤ
النص والجملة والمفردة والصوت (شريم ،1٩8٧ ،ص ،)٧وهي بذلك «وريث ّ
مقررا ِتها في
علم اللغة الحديث ّ
شرعي للبالغة» (فضل ،1٩٩8 ،ص ،)5التي اعتمد ُ ّ
إقامة علم األسلوب (أبو العدوس ،1٩٩٩ ،ص.)1٧٧
األسلوبية فعل ًّيا حين نشر شارل بالي )،)1٩4٧-1865( (Charles Bally
ّ بدأت
الفرنسي عام ( 1٩٠٢فضل ،صّ .)18
وينبه ّ األول بحث في علم األسلوب كتابه ّ
ثم استقلّت مع
األدبيّ ، بسام بركة إلى أ ّن دراسة األسلوب كانت تابعة عمل ًّيا النق َد
ّ
ّ
اللسانيات (مولينيه ،1٩٩٩ ،ص.)8 ُّ
تمكن
ّ
األسلوبية:
ّ أساسية في
ّ ثمة أربعة اتّجاهات
ّ
الفرنسي
ّ التعبيري
ّ -1االتّجاه
األسلوبية عند شارل بالي في لغة جميع الناس ،وال تدخل فيها
ّ تبحث الدراسة
اللغوي بمضامينها
ّ األدبية (فضل ،ص .)٢5-٢٢وهي تدرس وقائع التعبير ّ دراسة اللغة
(اللغوية) الكامنة في الكالم
ّ التعبيرية
ّ (العاطفية) ،وتهدف إلى دراسة القيم
ّ الوجدانية
ّ
(الكواز ،14٢6 ،ص.)٩8ّ
9
األسلوب ّية
األلماني
ّ المثالي
ّ -2االتّجاه
نشر بنديتو كروتشيه ) )1٩5٢ 1866( (Benedetto Croceكتاب علم الجمال
اإليطاليين ،ومنهم
ّ باعتباره ِعلْ ًما للتعبير واللغة ّ
العامة .وكان له تأثيره في علماء اللغة
األلمانية،
ّ المثالية
ّ كارل فوسلير ) )1٩4٩ 18٧٢( (Karl Vosslerزعيم المدرسة
سية على البحث التاريخي الموضوعي بشكل صحيح، الذي يرى تطبيق قوانا الح ْد ّ
ّ ّ
التاريخية ،وأ ّن اللغة معادلة للتعبير الروحي
ّ مع اعتباره أ ّن علم اللغة من فروع الموا ّد
ّ
(فضل ،ص .)46-44وكان خلفه ليو سبتزر ) )1٩6٠-188٧( (Leo Spitzerقد
الداللية ،وتاريخ الكلمات ،ودراسةّ تفصيلية كالمجموعاتّ أسلوبية
ّ عالج مشكالت
الفردي( ...ص.)٧1-55 ّ األسلوب
واإلسباني
ّ اإليطالي
ّ النقدي
ّ -3االتّجاه
نشر الباحث اإليطالي جياكومو ديفوتو ))1٩٧4-18٩٧( (Giacomo Difoto
تماما للنقد
ً مختلفا
ً توزيعا
ً دراسة لعلم األسلوب اإليطالي عام ،1٩3٠اقترح فيه
ّ
ثم دعا الباحث ّ اللغة. ة د
ّ ما في قة ق
ّ المتح ة الفردي
ّ األسلوبي ،يُعنى باالختيارات
ّ
نقدي
ّ منهج إقامة إلى ()1٩5٢-18٩6 اإلسباني أمادو ألونسو )(Amado Alonso
أسلوبي ،يعيد بناء عناصر العمل األدبي من الداخل ال من الخارج (ص .)٧5-٧4وقد
ّ ّ
حلّل ألونسو عيون الشعر اإلسباني في مختلف عصوره (ص.)8٩-8٢
ّ
البنيوية
ّ األسلوبية
ّ -4
ونمطيته ،ومفرداته،
ّ اللغوي،
ّ النص األدبي :جهازه
البنيوية في بنية ّ
ّ األسلوبية
ّ تبحث
ّ
الوظيفية» (الحربي ،٢٠٠3 ،ص،)16 ّ «األسلوبية
ّ أيضا بـ
وس ّميت ً وتراكيبه ،ودالالتهُ ،
وهي نقطة االنطالق في تطبيق مناهج التحليل اللساني على األدب (مولينيه ،ص.)84
ّ
العربية،
ّ إلى م ترج
ُ َ ي ما خاص
ّ نحو شيوعا اآلن ،وعلى
ً األسلوبية
ّ وهي أكثر المذاهب
(التعبيرية) وامتدا ًدا آلراء
ّ الوصفية
ّ ألسلوبية شارل بالي في ّ متطو ًرا
ّ وتُ َع ّد امتدا ًدا
فرديناند دو سوسير ) )1٩13-185٧( (Ferdinand de Saussureالتي قامت على
(الكواز ،ص.)٩٩ ّ التفرقة بين اللغة والكالم
أيضا متع ّددة:
البنيوية اتّجاهات ً
ّ ولألسلوبية
ّ
سيما
الروسية ومدرسة براغ ،وال ّ
ّ الشكالنية
ّ البنيوية في
ّ األسلوبية
ّ اإلرهاصات
10
األسلوب ّية
ثانيا -مصطلحات
ً
ولكن
ّ الخاصة،
ّ األسلوبية ،فكان لك ّل اتّجاه مصطلحاته
ّ تشعبت االتّجاهات
ّ
واستقر عليه ،ولذلك سنقتصر على مصطلحاته
ّ المناخ األسلوبي ارتضى نتاج ريفاتير
ّ
األساسية التي نجدها في مجموعة دراسات (فضل ،ص٢٢8-18٧؛ مكرسي، ّ
،٢٠1٠ص٩4-٧٠؛ البكري.)٢٠٠3 ،
األول منهما يبدع
قطبين ال يفترقانّ ، ثنائية َ
ّ األسلوبية ):(Stylistic Unity
ّ الوحدة
َ
البنيوي
ّ االحتمال ،والثاني يلغيه .واألثر األسلوبي ) (Stylistic Effectينتج عن التضاد
ّ
) (Structural Contrastالحاصل بينهما.
نص (مثل كثرةاألسلوبية ) :(The Stylistic Methodالمظهر المنتظم في ّ ّ الطريقة
التركيبية المحتملة لهذه
ّ األسلوبية ،مع العالقات
ّ النعوت) ،ومجموع الطرائق
النص.
يكون أسلوب ّ الطرائقّ ،
اللغوية الموسومة والعالمات
ّ السياق األصغر ) :(Micro Contextالعالقة بين العالمات
غير الموسومة .في قولنا «الغموض الواضح» ،السياق هو «الغموض» ،و«الوضوح»
11
األسلوب ّية
وقعا مفاج ًئا ،فالغموض كلمة غير موسومة ،والوضوح عالمة موسومة. نش� ً يُ ؤ
النص الكامل. السياق األكبر ) :(Macro Contextهو ّ
شخصية المتكلّم في سعيه إلى لفت نظر ّ التواصل ) :(Communicateيحمل طابع
يفك الشيفرة
الذاتية ،والمخاطب ّ ّ المخاطب ،فالمتكلّم يش ّفر ) (Encodeتجربته َ
).(Decode
عنصر المفاجأة ) :(The Element of Surpriseعنصر غير متو ّقع في اإلجراءات
� ووعيه. وهزة في إدراك القار ؤ األسلوبية يُحدث خلخلة ّ
ّ
�.
االنحراف أو االنزياح ) :(Deviationحيلة مقصودة لجذب انتباه القار ؤ
� الماهر الخبير الذي يستطيع تعيين � العمدة ) :(Architecteurالقار ؤ القار ؤ
القراء.
االنحراف ضمن مجموع ّ
النص، باطراد وتُ ِ
شب َع ّ األسلوبية (كالسجع) ّ
ّ تتكرر السمةّ التشبع ) :(Saturationأن ّ
مميزة.
يصح إبرازها عالم ًة ّ
ّ حتى ال ّ
األسلوبية وتراكمها.
ّ االنصباب ) :(Convergenceتج ُّمع العناصر الناجمة عن اإلجراءات
12
األسلوب ّية
13
األسلوب ّية
والنص ال يمكن أن يوجد بذاته ،وإنّما هناك عالقة يجب أن تنشأ بينه وبين والمخاطب،
ّ
يفك الشيفرات التي وضعها المتكلّم ،وعلى هذه العالقة يقوم األسلوب. فهو ّ
أسلوبية) جزءًا من بنية أكبر تمثّل
ّ أسلوبية /طريقة
ّ ويكون ك ّل إجراء أسلوبي (سمة
ّ
تصب فيها جميع اإلجراءات المستخدمة. ّ التعبيرية التي
ّ القوة
ّ
رابعا -ميادين
ً
اللغويةّ بعض ما يليق بالدراسة َ األسلوبية الكثيرة ،نجد ّ خضم االتّجاهات ّ في
أي لغة في مناسبةٌ لدراسة خصائص ّ البحثية ،ومن ذلك األسلوبية التعبيرية ،ألنّها ِ
ّ ّ ّ
ألي دراسة تتناول مفردات جيل التواصلية ،فيمكن أن تكون مظلّة ّ ّ استخداماتها
االجتماعية .ويمكن أن ّ والمنصات ّ الحرب ،أو تراكيب جيل الشابكة (اإلنترنت)
سيما في إطارها الصوتي. تحتضن دراسات اللهجات كذلك ،وال ّ
ّ
للتعمق في فهم معايير الذوق، مناسبةِ المثالية سية أو
ّ ّ األسلوبية الح ْد ّ ّ وتبدو
صارما في وضع ً موقفا
سيما أنّها ال تقف ً األدبي ،وال ّ العبقرية ،في اإلنتاج ّ وأصول
ّ
النظريات المعلّبة ،وتتيح للباحث أن يظهر رأيه وانطباعه في ّ النص تحت ِمجهر ّ
حسه الفنّي وروح ثقافته. األدبية مستن ًدا إلى ِّ ّ أساليب النصوص
ّ
األدبية
ّ منهجا ثابت األركان على األعمال ً نطبق
النقدية فتمكّننا أن ّ ّ األسلوبية
ّ ّأما
أسلوبية بين ّ معا ،من دون تمييز .وبذلك نستطيع إقامة مقارنات المعاصرة والقديمة ً
النقدية
ّ األسلوبية
ّ موحدة .وترى قصائد من التراث ،وقصائد معاصرةَ ،وفق إجراءات ّ
نفسية ،وهي ،من جانب آخر، ّ خاصية
ّ لغوية في األسلوب تطابق خاصية ّ ّ أيضا أ ّن ك ّل ً
اللغوية .وهذا يعني أنّنا لسنا ّ جانبا ،وتركّز على تحليل القيم ً المنطقية
ّ تطرح الداللة
صرف ّيتسم بالجفاف. علمي ْ منطقية أو ذات منحى ّ رياضية أو ّ أسلوبية
ّ أمام
ّ
البنيوية ،ألنّها امتداد طبيعي للبالغة ّ األسلوبية
ّ وأفضل ما ينبغي أن نركّز عليه
ّ
العربية في أوج تألّقها .يقول في ذلك روالن بارت« :إ ّن العالم مليء بالبالغة القديمة ّ
وربما تنطبق هذه المقولة على واقعنا األسلوبي العربي ،بيد أنّنا
ّ ّ بشكل ال يُص َّدق»ّ ،
عربية تستند إلى الموروث البالغي أسلوبي ًة محاولة جا ّدة وجديدة ؤتو ّسس ٍ نفتقر إلى
ّ ّ ّ
توجه البحث العربي إلى التنقيب عن يعزز ّ العربي (ناظم ،٢٠٠٢ ،ص .)16 ،13وهذا ّ
ّ ّ
منهجية واضحة.ّ أطر في وبلورتها وتظهيرها ، البالغي نقدنا في ة تراثي
ّ ة أسلوبي
ّ أصول
ّ
14
األسلوب ّية
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
قباني( .رسالةمرثية بلقيس لنزار ّ األسلوبية في ّ
ّ بديدة ،رشيد ( .)٢٠11البنيات
ماجستير بإشراف د .بلقاسم ليبارير) .جامعة الحاج لخضر باتنة ،الجزائر.
أسلوبية .تونس :دار الجنوب للنشر.
ّ محمد الهادي ( .)1٩٩٢تحاليل ّ الطرابلسي،
ّ
الشعرية المعاصرة (ط .)1بيروت :دار اآلداب. ّ فضل ،صالح ( .)1٩٩5أساليب
األسلوبية في شعر الحماسة بين
ّ محمد ( .)٢٠13الخصائص ّ النهمي ،أحمد صالح
أنموذجا( .أطروحة دكتوراه بإشراف د. ً تمام والبحتري :شعر الحرب والفخر أبي ّ
السعودية.
ّ محمد إبراهيم شادي) .جامعة أمّ القرى،
ّ
وبخاص ٍة ما انتهى منها بعالمة *.
ّ أيضا قائمة مصادر المبحث ومراجعه، راجع ً
15
األسلوب ّية
16
البنيو ّية
ِ
والم�لّفات
ؤ ّأو ًال -التعريف وأبرز األعالم
نيوية من ِبنية .جاء في المعجم الوسيط« :بنى الشيء :أقام جداره ...وقد استُعملت ِ
الب ّ
العربية،٢٠٠4 ، ّ معان كثيرة ،تدور حول التأسيس والتنمية» (مجمع اللغة ٍ مجازا في
ً
ما ّدة َبنى ،ص.)٧٢
نيانية
الب ّ نائية أو ِ نيويةِ ،
الب ّ األدبيِ :
«الب ّ ّ االصطالحي ،جاء في المعجم في المعنى
ّ
بشرية
ّ نزعة مشتركة بين ع ّدة علوم كعلم النفس وعلم السالالت لتحديد واقعة
(جبور رياضية» ّّ منظم وللتعريف بهذا المجموع بواسطة نماذج بالنسبة إلى مجموع ّ
«نظرية قائمة على تحديد ّ البنيوية لغو ًّيا:
ّ عبدالنور ،1٩84 ،ص .)5٢ويضيف أ ّن
ومبينة أ ّن هذه الوظائف المح ّددة بمجموعة من ّ وظائف العنصر في تركيب اللغة،
البنيوية
ّ األلسنية
ّ الموازنات والمقابالت ،هي مندرجة في منظومات واضحة»ّ .أما
األساسية التي تربط مختلف األجزاء ّ فهي التي« :تح ّدد ِبنى لغات العالم ،أي العالئق
معين» (ص.)34 لغوي ّّ في نظام
اللغوية،
ّ نيوية ،القائمة على استقالل ِ
البنية الب ّ النظرية ِ
ّ يجمع الباحثون اليوم على أ ّن
نيوية
الب ّ بحق رائد ِ ّ ترجع في أصولها إلى فردينان دو سوسير ) ،(Saussureولذا ُدعي
َ
التاريخية التي أ ّدت إلى اعتبار اللغة ّ اللغوية
ّ النظرية
ّ الحديثة؛ فقد ناهض سوسير
تطورها عبر الزمن من دون دراسة العالقات مجموعة من عناصر منعزلة يمكن متابعة ّ
ويوثّر اللغوية تدخل في تنظيم شامل يحتويها ؤ ّ القائمة في ما بينها ،وأكّد أ ّن العناصر
االعتباطية ) (Système de signes arbitrairesال ّ فيها ،ورأى أ ّن اللغة نظام من الرموز
الخاص به ،ولذا فمن الضرورة أن تُدرس جميع أجزائه باالستناد ّ يعرف ّإال ترتيبه
17
البنيو ّية
ِ
18
البنيو ّية
ِ
ثانيا -مصطلحات
ً
تتكون بمجموع ّ العنصر ) :(Élémentمك ِّون من مك ِّونات البنية ،على أ ّن البنية ال
العناصر ،بل بالعالقة القائمة بينها.
النص ،أو ؤيو ّديه بهذا
معنى يحمله ّ وترابطها َوفق ً
ُ السياق ) :(Contexteتتابع األجزاء
الخاص به.
ّ التتابع
تكون البنية.النسق أو النظام ) :(Systèmeما يتولّد عن حركة العالقة بين العناصر التي ّ
19
البنيو ّية
ِ
20
البنيو ّية
ِ
رابعا -ميادين
ً
ونثرا ،واللغة في بنياتها ووظائفها،
شعرا ً
البنيوية هو األدب ً
ّ إ ّن ميدان الدراسات
أيضا وجو ًدا في العديد من الميادين األخرى كالفلسفة (ألتوسير)،ّإال أ ّن للبنيوية ً
وعلم النفس (بياجيه) ،والتحليل النفسي (الكان) ،واألنثروبولوجيا (ستروس)،
ّ
واإلبستمولوجيا (فوكو)...
21
البنيو ّية
ِ
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
بنيوية في الشعر
ّ جدلية الخفاء والتجلّي :دراسات
ّ أبو ديب ،كمال (.)1٩84
(ط .)3بيروت :دار العلم للماليين.
النص (ط .)3بيروت :دار اآلفاق الجديدة.العيد ،يمنى ( .)1٩85في معرفة ّ
األدبية (ط .)٢الدار البيضاء :منشورات
ّ الواد ،حسين ( .)1٩85في مناهج الدراسات
الجامعة.
وبخاص ٍة ما انتهى منها بعالمة*.
ّ أيضا قائمة مصادر المبحث ومراجعه،راجع ً
22
التأويل
23
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
وم�لّفات
ّأو ًال -تعريفات وأعالم ؤ
الفكرية
ّ التيارات
التطورات التي حصلت في ّ ّ انبثق مفهوم التأويل من سلسلة
المعرفية باعتباره جه ًدا عقل ًّيا يحاول الوقوف على النصوص ّ تطوراتها
مسايرا ّ
ً والنقدية
ّ
ثم أصبحت العالقة بين القراءة والتأويل الالنهائي الستكشاف الداللةّ ، في انفتاحها
ّ
آليات � الذي يح ّدد ّ والموثّر فيه /القار ؤ
ؤ النص
جدلية تقوم على التفاعل المتبادل بين ّ ّ
فن أو علم المنهجية .وتعني الكلمة (الهرمينوطيقا) في األصل ّ ّ القراءة وإجراءاتها
باليونانيين في العصر الكالسيكي بوصفها إجراءً أو طريق ًة ّ التأويل .واقترن ظهورها
ّ
األدبية وفهمها.
ّ في قراءة النصوص
فكري يتو ّخى تفسير النصوص وإنتاج ّ التأويلية ) (Herméneutiqueهي نشاط ّ إ ًذا،
مصدرا ً المولّف
الباطني ،انطال ًقا من اعتبار ؤ الظاهري من المعنى ّ فهمها ،وتمييز المعنى
ّ
التأويلية إلى منهج لقراءة
ّ تحولتواإلنسانيةّ ،
ّ االجتماعية
ّ تطور العلومللمعنى؛ لكن ،مع ّ
ثم تداخلها بالسيميائية ومفاهيمهاّ ،
ّ والسيما بعد تأثّرهاّ األدب ،واختلفت منطلقاتها
األلمانية في
ّ مع نظرية «القراءة والتل ّقي» التي جاءت بها مدرسة كونستانز )(Konstanz
ّ
� في مكانة تتيح له المشاركة في إنتاج المعنى، القرن العشرين ،والتي وضعت القار ؤ
� ملء فجوات مهمات القار ؤالنص المقروء ،وجعلت من ّ موكّدة عدم الفصل بينه وبين ّ ؤ
مجسدة في طروحاتها ّ النص ،والقيام ببناء المعنى المتع ّدد من خالل التفاعل معه، ّ
إستراتيجيات التأويل (البريكي ،٢٠٠6 ،ص.)153 ،14٩ ّ إستراتيجيات جديدة منها
ّ
24
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
للنص
ّ شيوعا ،هي قبول تع ّدد المعنى
ً والتأويلية ،في أبسط تعريف لها وأكثره
ّ
األول ،يهدف إلى كشف تصو َرين للتأويل عبر التاريخّ :
ّ الواحد .ويشير إيكو إلى
النصّ المولّف وكشف طابعها الموضوعي .والثاني ،يرى أ ّن ؤ الداللة التي أرادها
ّ
النص
نص العالم أو تفاعل مع عالم ّ يحتمل ك ّل تأويل ممكن ،وأ ّن التأويل تفاع ٌل مع ّ
عبر إنتاج نصوص أخرى (إيكو ،٢٠٠4 ،ص.)11٧
سيميائية جديدة ،أفادت من دراسة
ّ تأويلية
ّ مدارس
َ أسهم ك ّل ما سبق في إيجاد
اللسانية ،وربطتها بحموالتها
ّ العالمات والرموز واإلشارات واأليقونات والدوا ّل
والواقعية ،رابطة التحليل بالتأويلُ ،مقصية بذلك عن التأويل
ّ والمقصدية
ّ المرجعية
ّ
السيميائية المفرطة .ومنها سيمياء
ّ موضوعية
ّ الذاتية المفرطة ،ومخ ّففة من
ّ صفة
بالكيفية التي يتسنّى لعمل
ّ القراءة والتأويل التي يمثّلها إيكو الذي شغله «اإللمام
فنّي عبرها أن يفترض تد ّخ ًال تأويل ًّيا ح ًّرا ،من جهة ،وأن يمثّل من جهة أخرى،
تحرك نظام تأويالته (النتاج) الممكنة ،وتسعى إلى بنيوية قابلة للوصفّ ،
ّ خصائص
َ
ونظرية غريماس في علمّ ضبطه ،مستفي ًدا من أعمال بيرس وجاكبسون وبارت
الداللة (إيكو ،1٩٩6 ،ص.)8-٧
التأويلية:
ّ أهم أعالم
من ّ
فريدريك شاليرماخر ) :)1834-1٧68( (Friedrich Schleiermacherالهوتي
ّ
فن
عامة بوصفها ّ ألماني .تجلّى هدفه في تأسيس هرمينوطيقا ّ وفيلسوف مثالي
ّ ّ
لغوي بين
ّ النص عبارة عن وسيط تأويليته على أساس أ ّن ّ
ّ الفهم .بنى شاليرماخر
الجدلية التي تحكمها،
ّ � ،وعمل على رصد العالقة المولّف وفكر القار ؤ فكر ؤ
جانبا موضوع ًّيا يشير إلى اللغة ،وهو المشترك الذي ً جانبين:
َ وح ّدد في النص
الجانبين
َ المولّف ،وكال وجانبا ذات ًّيا يشير إلى فكر ؤ
ً عملية الفهم ممكنة؛ ّ يجعل
المولّف
� إلى إعادة بنائها بغية فهم ؤ المولّف التي يسعى القار ؤ يشيران إلى تجربة ؤ
أو فهم تجربته ،وهكذا يتجلّى هدف التأويل كما يراه شاليرماخر ،في إعادة بناء
النص (مصطفى ،٢٠1٧ ،ص.)64-55 لمولّف ّ الذهنية ؤ
ّ الخبرة
مارتن هيدغر ) :)1٩٧6 188٩( (Martin Heideggerتتلمذ على يد هوسرل
وع َّد الفهم أساس الفلسفة وجوهر ) ،(Husserlعمد إلى دمج الفلسفة بالتأويلَ ،
الفن ،وأ ّن الفنّان هو أصل
الفني ،ورأى أ ّن أصله هو ّ الوجود ،وبحث عن حقيقة العمل
ّ
25
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
26
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
27
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
النص من أعمق جذورهّ ،أما السيميائيات تتناول ّ ّ يرى إيكو ( ،1٩٩6ص )1٠أ ّن
المهم أن يدرس المرء ّ هو فيسعى إلى «مبادأ ِته» من على سطح فعل القراءة ،وأنّه من
النص ،وكيف ينبغي أن تكون ك ّل قراءة له إبانة محضة عن مسار تكوين كيف يُصنع ّ
وصف حركات القراءة التي َ النص ينبغي أن يكون ّ بنيته ،وأ ّن ك ّل وصف لبنية
النص أن تأخذهما كليهما في االعتبار. سيميائية ّ ّ معا .لذا ،على تقتضيها ،في آن ً
يتكهن بأنّها ثغرات سوف ّ وم ْن يبثّه
ملوهاَ ، نسيج فضاءات بيضاء ،ينبغي ؤ ُ والنص
ّ
آلية كسولة تحيا من قيمة النص يمثّل ّ ّ األول أ ّن
لسببينّ : َ تُمأل ،فيتركها بيضاء
النص من وظيفته النص .وبقدر ما يمضي ّ المعنى الزائدة التي يُدخلها المتل ّقي إلى ّ
والنص يحتاج ّ التأويلية.
ّ � المبادرة الجمالية ،يترك للقار ؤ ّ التعليمية إلى وظيفته ّ
نصا يعني يكون المرء ًّ دائما إلى مساعدة أحدهم ليتح ّقق عمله (ص .)64-63وأن ّ ً
إستراتيجية ناجزة تأخذ في اعتبارها تو ّقعات حركة اآلخر؛ ّ حي َز الفعل أن يضع ّ
غالبا ما ينصرف إلى رسم صورة خصم نموذجي، مثالً ، العسكريً ،
ّ فإ ّن القائد
ّ
جيد يتو ّقع الحقا .وك ّل محارب ّ ً ومع ذلك فإ ّن خفايا كثيرة يمكن أن تظهر له
وتاليا ،ينبغي أن يضع ً �.
ويتحسب للمفاجآت والطوار ؤ ّ االحتماالت ويع ّددها
وينظمها من خالل اللجوء إلى سلسلة من الكفايات ّ نصية،
ّ إستراتيجية
ّ المولّف ؤ
التي من شأنها أن تجعل لكالمه مضمو ًنا ،وأن يسلّم أ ّن هذه الكفايات التي يرجع
� يستشف وجود «قار ؤ ّ مكتسبة عند قارئه .لذا ،تراه َ إليها هو ،يجب أن تكون
� نموذجي يكون المولّف صورة قار ؤ نموذجي» ) .(Lecteur modèleوعليه ،يرسم ؤ
ّ ّ
النصي ،بالطريقة التي يراها مالئمة وقادرة على التأويل أجل من بالتعاضد جديرا
ّ ّ ً
� المولّف تكوين ًّيا .على أن يكون لهذا القار ؤ أن ؤتوثّر تأويل ًّيا بمقدار ما يكون َف َع َل ؤ
تصرفه :خيار لغة ،وخيار نموذج من الموسوعة ،وخيار تراث ّ ع ّدة وسائط في
معجمي وأسلوبي معطى (ص.)68-6٧
ّ ّ
النص ،ويرفع عنه ما يواريه ّ أيضا أ ّن التأويل يكشف الالمقول في ويرى إيكو ً
ويغطيه ،ويزرع فيه روح التجديد إلى الالمتناهي .وبذلك يدعو إلى االهتمام ّ
النص تكتسي داللية ،وك ّل عالمة من عالمات ّ ّ بالنص في كل ّّيته ،أي بما هو َوحدة ّ
وتاليا،ً النص (إيكو ،٢٠٠5 ،ص.)455 داللتها من خالل عالقاتها بمثيالتها داخل ّ
وإال فإ ّن النص نفسهّ ، نصية ما يجب أن يثبته جزء آخر من ّ لجزئية ّ
ّ «ك ّل تأويل يُعطى
هذا التأويل ال قيمة له» (إيكو ،٢٠٠4 ،ص.)٧٩
28
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
ثانيا -مصطلحات
ً
المرئية لعبارة وبطريقة ما الغائبة أو غير ٍ اإلرجاع ) :(Renvoiالعالقة المتبادلة
ّ
دائما على نح ٍو ما في موضع آخر في اآلونة التي يقع موجودة ما ّد ًّيا .اإلرجاع هو ً
فيها إنتاج العبارة (إيكو ،٢٠٠5 ،ص.)453
االستعارة ) :(Métaphoreهي ،بالنسبة إلى أرسطو ،أداة معرفة ،وأفضلُها تلك التي
ديناميكيات توليد الداللة نفسها .ويتو ّقف نجاحها ّ تحرك ،أي ّ تُظهر الثقافة في
وتتميز ،كك ّل ّ المو ّولين.
ؤ على الحجم االجتماعي الثقافي لموسوعة األشخاص
ّ ّ
دائما أن نقول ً علينا تفرض التي الكيف قاعدة تنتهك البالغية ،بأنّهاّ الوجوه
الحقيقة ،لذلك ال يمكن أن تُ ؤو َّول حرف ًّيا (ص.)454
السنَن ) :(Codesبحسب إيكو ،تستلزم السنن مفهوم المواضعة من ناحية ،ومفهوم ُّ
اآللية التي تتحكّم فيها القواعد التي تمكّن من اكتساب العالمة معنى من ناحية ّ
ثانية .ويقول إيكو بافتراض وجود سنن مشتركة بين المرسل والمتل ّقي ،لتتمكّن
معينة أو تعيين معنى (ص.)458 العالمة من نقل معلومة ّ
� (معرفة الكون الذي أهلية القار ؤفعل القراءة ) :(L’acte de lectureتفاعل مركّب بين ّ
تأويلية،
ّ � قراءة النص .ولكي يقرأ القار ؤ وأهلية يستدعيها ّ ّ �) يتحرك داخله القار ؤ ّ
واللسانية (إيكو ،٢٠٠4 ،ص.)8٧-86 ّ الثقافية
ّ النص
خلفية ّ ّ عليه أن يحترم
نهائية تُ َع ّد
ّ � النموذجي ) :(Le lecteur modèleليس َمن يقوم بتخمينات القار ؤ
ّ
�نهائية ،والقار ؤ ّ وحدها الصحيحة ،وإنّما هو القادر على اإلتيان بتخمينات ال
� النموذجي الذي نوعية القار ؤ
ّ تخص
ّ مجرد ممثّل يقوم بتخمينات ّ المحسوس هو
ّ
المولّف (إيكو ،٢٠٠4 ،ص ٧8؛ ،1٩٩6ص.)6٩ النص ،أي ؤيو ّسسه ؤ يفترضه ّ
ليصح الكالم على تو ّقعات ّ ضروري
ّ العالم الممكن ) :(Le monde possibleمفهومٌ
لقصة أخرى كان يمكن أن تحدث .وهو بناء ٌ مسودة ّ ّ � يظ ّل� .وتو ّقع القار ؤ القار ؤ
رهنا
مفهومي ال يعود إلى أحدهم ،ويكون ً ثقافي ،يشكّل جزءًا أساس ًّيا من نسق
ّ ّ
ويتجسد العالم الممكن ّ المفهومية (إيكو ،1٩٩6 ،ص.)1٧٠ ،161 ّ بترسيماته
القراء كمرجع إلى حالة من األشياء ٍ
اللسانية ،ؤيو ّولها ّ
ّ بسلسلة من التعبيرات السردي
ّ
وإما خطأ وهما ّ صحيحا أو واقع ًّيا ،فإ ّن ال (أ) يُ َع ّد ّإما ً ً الممكنة ،بحيث إذ كان (أ)
(بوعزيز ،٢٠٠8 ،ص.)٢16
29
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
30
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
-2بحسب إيكو:
محاوال إبراز النشاط ً �، النص والقار ؤ ّ ج ّل كتاباته العالقة بين يعالج إيكو في ُ
أنموذجا تخطيط ًّيا ً النص في ك ّل نشاط قرائي .وهو ال يق ّدم ّ التأويلي الذي يتطلّبه
ّ ّ
النص ومساءلته إلنتاج الدالالت المتوارية. كيفية مخاطبة ّ لتطبيق منهجه ،وإنّما يقترح ّ
قوالبَ نظرية شاملة قادرة على تشريح النصوص وتصنيفها في ّ وتاليا ،لم يضع إيكو ً
آليات وثمة ّ
الخاصةّ . ّ نواميسه
َ نصالنسبية أل ّن لك ّل ّ ّ جاهزة ،بل أضفى عليها طابع
نص ما ،ال يمكن حصرها في منظومة شاملة أو في � إزاء ّ يجسدها القار ؤ ّ تعاضد
الخاصة ّ آليتها
نص ،بل إ ّن ك ّل قراءة تخلق ّ يتم إسقاطها على ك ّل ّ تحليلية ثابتةّ ، ّ أدوات
التفسيرية المرهونة بها (بوعزيز ،ص.)133 ّ وإجراءاتها
ودينامية التعاضد ال يمكن تسييجهما في مستوى دون ّ وأل ّن سيرورة القراءة
المهتم بمعرفة التو ّقعات الناشئة أثناء تفعيالت المعنى النصي ّ تحتم على الناقد آخرّ ،
ّ
مرورا ً صارماَ ،بدءًا من المستوى الصوتي، ً متابعة ك ّل البياض وااللتباسات تت ُّب ًعا
ّ
وصوال إلى ً والسردي،
ّ والنصي والتداولي بك ٍّل من المستويات المعجمي والتركيبي
ّ ّ ّ ّ ّ
والثقافية (ص .)134ولهذا فقد جاء منهج إيكو على ّ والتناصية
ّ اإليحائية
ّ المستويات
نلخصها في اإلجراءات التالية: شكل مفاهيمّ ،
النص لي للمعنى ،استنا ًدا إلى عالمات ّ فرضية ،ومن تصور أو � من ينطلق القار ؤ
ّ ّ ّ ّ
� الى اختيار مسار تأويلي النص ،)...ما يقود القار ؤ ّ أسلوبية ،موضوع ّ (عالمات
ّ
للنص يتبنّاه من جملة مسارات ممكنة (إيكو ،٢٠٠4 ،ص.)٧8 واحد ّ
ويوظف ثقافته ،ويختار منها ما يُعينه على َملء فراغات ّ النص، � مع ّ يتفاعل القار ؤ
النص ،بعد أن النص ،الكتشاف ك ّل ما يريد أن يقوله األخير من خالل شبكات ّ ّ
أعم وأشمل ،عبر العودة إلى وقائع لها عالقة يقوم بتفسيرها وإرجاعها إلى ما هو ّ
بموقف اإلنسان من العالم واهلل والحقيقة والمعرفة وبناء الحضارات.
يوظف ،في تحليل النصوص السردية ،إلى جانب ما سبق ،نظرية جينيت )(Genette ّ
ّ ّ
في دراسة الزمن القصصي ،وحركة السرد ،ونظام الفصول ،والجمل المشكّلة
ّ
السردية.
ّ البرامج دراسة في عتباتها ،وما أتى به غريماس )(Greimas
يدرس العوالم الممكنة والتعاضد التأويلي (بوعزيز ،ص.)٢15
ّ
خصوصيته ،ويبحث في مدى نجاح ّ التعرف إلى ّ � َ النموذجي ويحاول يدرس القار ؤ
ّ
31
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
32
التأويل وسيميائ ّية القراءة (ريكور وإيكو)
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
وآليات التأويل (ط .)٧الدار إشكاليات القراءة ّ
ّ أبو زيد ،نصر حامد (.)٢٠٠5
البيضاء :المركز الثقافي العربي.
ّ ّ
اإلدريسي ،رشيد ( .)٢٠1٠سيمياء التأويل :الحريري بين العبارة واإلشارة (ط.)1
ر�ية للنشر والتوزيع.
القاهرة :ؤ
التأويلي في النصوصّ � في الحكاية :التعاضد إيكو ،أمبرتو ( .)1٩٩6القار ؤ
الحكائية (ط ،)1تر .أنطوان أبو زيد .بيروت :المركز الثقافي العربي (نُشر العمل ّ
ّ ّ
األصلي .)1٩٧٩
ّ
الكولونيالية
ّ الشعرية إلى ما بعد
ّ النص :من
ّ محمد ( .)٢٠18تأويل ّ عزة،بو ّ
(ط .)1بيروت :المركز العربي لألبحاث.
ّ
النقدي
ّ بوعزيز ،وحيد ( .)٢٠٠8حدود التأويل :قراءة في مشروع أمبرتو إيكو
العربية للعلوم.
ّ (ط .)1بيروت :الدار
هيرمينوطيقية (ط ،)1تر .منذر
ّ ريكور ،بول ( .)٢٠٠5صراع التأويالت :دراسات
المتحدة (نُشر العمل األصلي .)1٩6٩ عياشي .بيروت :دار الكتاب الجديد ّ ّ
ّ
القص ّ شعرية
ّ سيميولوجية في
ّ النص :دراسة ّ فضل ،صالح ( .)1٩٩5شفرات
واالجتماعية.
ّ اإلنسانية
ّ والقصيد (ط .)٢الجيزة :عين للدراسات والبحوث
إعداد :د .مهى جرجور ود .سارة كنج
33
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
وم�لّفات
ّأو ًال -تعريفات وأعالم ؤ
)(Wolfgang Iser وضع هانس روبرت ياوس ) (Hans Robert Jaussوفولفغانغ إيزر
نظرية «القراءة والتل ّقي» التي سعت
ّ األلمانية
ّ التابعان لمدرسة كونستانز )(Konstanz
المقيدة ،ووضعت
ّ النص من القيود التي تحاصر معانيه بسبب القراءات إلى تحرير ّ
� في مكانة تتيح له المشاركة في إنتاج المعنى .وقد َد َع َم ياوس وإيزر ركائزها
القار ؤ
جمالية التل ّقي ( ،)1٩6٧وكتاب إيزر فعل ّ مولّفاتهما ،منها كتاب ياوس
بعدد من ؤ
القراءة (.)1٩٧6
المهتمة ّ األدبية الحديثة
ّ فرعا من الدراسات نظرية «القراءة والتل ّقي» ًّ تُشكّل
جمالية
ّ األدبية ،وتنظر إلى األدب من زاوية ّ القراء األعمال
بالطرائق التي يستقبل بها ّ
جمالية التعاقب الزمني، ّ بالنص ،وليس من زاوية ّ �
التل ّقي ،أي من خالل تأثّر القار ؤ
ّ
جمالية التصوير التي ينبني عليها النقد ّ التقليدي لألدب ،أو
ّ المفترضة في التأريخ
جمالية اإلنتاج التي يقوم عليها النقد المحايث؛ ونتيجة لذلك ،تصبح ّ الواقعي ،أو
ّ
النص والمتل ّقي (ياوس ،٢٠16 ،ص.)13 الحوارية بين ّ
ّ تاريخية األدب مرتهنة بالعالقة
ّ
النصية
ّ � طر ًفا في إنتاج المعنى ،بعدما كانت المناهج النظرية القار ؤ
ّ وتجعل هذه
بديال جدلية اإلنتاج والتل ّقي األدب َّيين ،مق ّدم ًة ً
ّ تأسست على قد أقصته ،وتحمل أسئل ًة ّ
النص ،بل في نقطة التفاعل مفا ُده أ ّن المعنى لم يعد في حوزة الكاتب وال في حوزة ّ
النص بنسبية الفهم ،وانفتاح ّ
ّ � (عمري ،٢٠٠٩ ،ص ،)8وتنادي النص والقار ؤ
بين ّ
34
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
فتغيرت معها النظرة إلى العالقة األدبي ،وفهم الماضي انطال ًقا من الحاضر (ص)13؛ ّ ّ
� من عالقة منتج ومستهلك إلى عالقة تفاعل ومشاركة القائمة بين المبدع والقار ؤ
� الذي يح ّدد المعنى مرتبطا بالقار ؤ ً النص
(إيزر ،1٩٩5 ،ص ،)56وأصبح معنى ّ
النص ومنظوراته ،فاستطاعت بذلك أن تفتح آفا ًقا بإستراتيجيات ّ
ّ من خالل عالقته
النقدية.
ّ جديدة في ميدان الدراسات
يوظف ثالثة عناصر األدبي ،باعتباره إجراءً ّ ينحصر موضوع أبحاثها في التأريخ
ّ
عملية
ّ النظرية إلى
ّ تحولت هذه ّ المولّف ،والعمل األدبي ،والجمهور؛ أي ؤ فاعلة:
ّ
معنى األدبي .ويحمل مفهوم التل ّقي ً جدلية بين اإلنتاج والتل ّقي بوساطة التواصل ّ
ّ
مزدوجا يشمل معنى االستقبال والتبادل .وهو ،بمفهومه الجمالي ،ينطوي على بع َدين: ً
ّ
كيفية� ،والثاني ّ معا؛ أحدهما األثر الذي ينتجه العمل في القار ؤ منفعل وفاعل في ٍ
آن ً
ض
نقد وإعجاب ،أو رف ٍ � لهذا العمل .وتختلف هذه الكيفية بين ٍ استقبال القار ؤ
ّ
وتأويل وتفسير ،أو استجابة وإنتاج عم ٍل جديد ...ما يسمح بتشكّل معنى العمل
الجمالية فال
ّ بغض النظر عن طريقة االستجابةّ .أما مفهوم ّ على نحو جديد باستمرار
التمرس بالدراسة ّ الفن من خالل ّ بكيفية فهم
ّ عالقة له بعلم الجمال ،وإنّما يرتبط
الفن ،بتجلّياته كلّها ،ضمن ّ تأس َس عليها هذا الجمالية التي ّ
ّ التاريخية للممارسة
ّ
سيرورة اإلنتاج التل ّقي التواصل (ياوس ،ص.)11٠-1٠٩
النص ال ينبثق من فراغ وال َي ؤوول فرضية أ ّن ّ
ّ ينطلق ياوس ( )1٩٩٧-1٩٢1من
الخاص
ّ تصوره
يتكون من ّ ّ فكري وجمالي ّ إلى فراغ ،وأ ّن ك ّل كاتب ينطلق من أفق
ّ
تمرسه بالنوع األدبي الذي يُبدع فيه .وبالمقابل، للكتابة ،ومن ذخيرة قراءاته ،ومن ّ
ّ
كيفية تل ّقيه
ّ وبخاص ٍة إذا كان ناق ًدا ،يمتلك ً
أفقا فكر ًّيا وجمال ًّيا يح ّدد ّ �،
فإ ّن ك ّل قار ؤ
للنص األدبي وتأويله (ص.)13 ّ
ّ
السياسية المحيطة بالمتل ّقيّ ويختلف التل ّقي من زمن إلى آخر بحسب الظروف
� إلى آخر بحسب ميول ك ّل واحد منهم ،ورغباته من جهة ،كما يختلف من قار ؤ
� ومن والثقافية ،فالمعنى يولد بذلك في ذهن القار ؤ ّ والتاريخية
ّ االجتماعية
ّ وخبراته
يتكون المعنى بشكل ّ وتاليا ،ال
ً النص.
ّ خالل تجربته في أثناء القراءة ،متأثّ ًرا بلغة
� به.
مستق ّل من دون عالقة القار ؤ
نوعية
الجمالية ،من خالل تحديد ّ ّ مهمة النقد الجديدة في تقدير قيمة األدب وتكمن ّ
35
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
النقدية؛ فكلّما كان أثره ّ القراء وش ّدتها ،وهذا ما يمكن استنباطه من خطاباتهم آثاره في ّ
فنية
النص ذا قيمة ّ � وتعديله ألفق تو ّقعه ،كان ّ النص عن معايير القار ؤ قو ًّيا ،أي بقدر انزياح ّ
للنص األدبي، جمالية التل ّقي ،بحسب ياوس ،دعوة إلى تأويل جديد ّ ّ عالية .وعليه ،تُمثّ ُل
ّ
نقيض ْيهما (االتّباع واالبتذال) ال باستنطاق َ التفرد واإلبداع أو ّ يروم استجالء سمات
الفكري في ح ّد ذاته ،أو وصف سيرورة تشكّله الخارجي كما هي في ذاتها ،وإنّما ّ عمقه
ّ
القراء والن ّقاد من خالل فحص ردود أفعالهم والنظر بتحديد طبيعة َو ْقعه وش ّدة أثره في ّ
للنص من خالل تل ّقيه (ص.)1٧ ،14 جمالية التل ّقي إ ًذا هي نق ٌد ّ ّ في خطاباتهم.
النظرية ،منها: ّ أثّرت ع ّدة عوامل في ظهور هذه
وسعت مفهوم الشكل الذي يندرج فيه الجمال الروسية التي ّ ّ الشكالنية
ّ المدرسة
للتصورات في العمل ّ الفنية وما تحدثه من تغريب ّ اهتمت باألداة ّ والجذب ،كما
بالنص.
ّ �األدبي ،وبما يشير هذا التغريب إلى عالقة القار ؤ ّ
الظواهرية ) ،(Phénoménologieوبخاصة ظواهرية رومان إنجاردن )(Roman Ingarden
ّ ّ ّ
البولوني ،التي ركّزت على دور المتل ّقي في تحديد المعنى من خالل إعماله خيالَه
ّ
النص وفراغاته. في ملء فجوات ّ
هرمنوطيقا غادامير ) (Gadamerالتي ركّزت على عالقة المتل ّقي بالعمل ،على اعتبار
التفسيري للعمل،
ّ التوج َهين االجتماعي والنفسي للمتل ّقي ؤيوثّران في وعيه ّ أ ّن
ّ ّ
تنصب على تفسير ّ النظرية من حيث الهدف بوظيفة التأويل التي ّ وتاليا ،تلتقي هذه ً
النصوص واستنطاقها.
سوسيولوجيا األدب التي تركّز على اآلثار التي يحدثها العمل األدبي في نفوس
ّ
معينَين،
ويقررونها في زمان ومكان ّ ّ المتل ّقين الذين يدركون قيمة األعمال
نظريةَ التل ّقي على فهم العالقة التي تجمع بين ّ وساعدت سوسيولوجيا األدب
تم فيها التل ّقي ،من خالل التركيز على فحص االجتماعية التي ّ ّ المتل ّقي والظروف
االجتماعية في تل ّقيها العمل األدبي (عمري ،ص.)٢٧-13 ّ المنظومة
ّ
طورها النقد األدبي البنيوية التي ّ
ّ نظريات ما بعد ّ جمالية التل ّقي مع ّ وتشترك
ّ
عدد من القضايا ،منها :مفهوم «العمل المفتوح» (بتعبير في فرنسا منذ 1٩68في ٍ
النص األدبي من مركزية العلم ،ور ّد االعتبار للذات ،وإعادة تقييم ّ ّ إيكو) ،ورفْض
ّ
تتمير بكونها األلمانية ّّ األدبية
ّ النظرية
ّ خالل وظيفته كعامل تغيير اجتماعي؛ ّإال أ ّن
ّ
36
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
نشاطي اإلنتاج والتل ّقي األدب َّيين ،في حين َ تفسر التشكّل الدائم للمعنى بالتفاعل بين ّ
اإلنتاجية
ّ يتم ّإال من خاللنظريات الكتابة في فرنسا بأ ّن تك ُّون المعنى ال ّ ّ توحي
العاكسة التي تمثّلها الكتابة (ياوس ،ص.)115
وفي اإلطار نفسه ،رأى إيزر ( )٢٠٠٧-1٩٢6أ ّن دراسة العمل األدبي يجب
ّ
مظاهر
َ فالنص ذاته ال يق ّدم ّإال ّ بالنص وباألفعال المرتبطة بالتجاوب معه، ّ تهتم
ّ أن
للنص بينما يحدث اإلنتاج الجمالي ّ طاطية يمكن من خاللها أن َينتج الموضوعُ ُخ ّ
ّ
�
الفعلي من خالل فعل التح ّقق (إيزر ،ص ،)1٢والتح ّقق يحدث عندما َيقبل القار ؤ ّ
فالنص األدبي ال يمكن أن يُقرأ دفعة واحدة ّ القراءة؛ ة عملي
ّ أثناء به المنوط الدور تأدية
ّ
التدريجية ،لذلك ،يندمج في بنيات ّ � مرغم على القراءة آن واحد ،فإ ّن القار ؤ وفي ٍ
النص ،ويع ّدل ك ّل لحظة مخزون ذاكرته في ضوء المعطيات الجديدة لك ّل لحظة ّ
جوالة» تهدف إلى بلوغ التأويل من لحظات القراءة ،وغايته تحديد «وجهة نظر ّ
� في موقع تقاطع بين التذكّر الج ْشطالت) .وجهة النظر هذه تجعل القار ؤ المتسق (أي ِ ّ
النص ،بينما يشير المرتقب � في ّ وال عن اندماج القار ؤ مسو ً
والتر ّقب ،ويكون التذكّر ؤ
ات ع ّدة، العملية تتكرر أثناء فعل القراءة مر ٍ النص .وهذه � من ّ تحرر القار ؤ
ّ ّ ّ إلى لحظة ّ
كحدث حي (ص.)6-5 ٍ النص
� ُ َّ يجرب القار ؤ
ّ تبين كيف ّ وهي الصورة التي ّ
للمولّفين
ؤ تاريخا
ً واتّجه إيزر إلى وضع أسس جديدة للتاريخ األدبي باعتباره
ّ
نص ّ وهو فني قطب 1 : األدبي قطبي العمل والسيما لجهة تحديد َ ّ والمولّفات،ؤ
ّ ّ
القصدي)؛ ٢قطب جمالي وهو التح ّقق الذي يُنجزه المتل ّقي ّ المولّف (الموضوع ؤ
ّ
القطبين يُنتج المعنى (الموضوع الجمالي) .وقد َ القصدي) .والتفاعل بين ّ (النشاط
ّ
رأى أ ّن أساس التفاعل يُبنى بالدرجة األولى من خالل مواقع الالتحديد التي فرضها
نسيجا من الفجوات التي تسمح للمتل ّقي بإنجاز ً يتميز بكونه األدب الحديث الذي ّ
تح ّققات مختلفة (ص.)1٢
النص ،ويجب المو ّول يجب أن تكون توضيح المعاني الكامنة في ّ ورأى أ ّن مهام ؤ
معنى واحد فقط ،وأ ّن المعنى الكلّي ال يمكن إنجازه من خالل ّأال تقتصر على ً
ّ
تخيل المعنى كشيء َيح ُدث (ص.)14 يتم ّ القراءة فقط ،بل ّ
خ أدبي جديد لألدب كحدث «جمالية التل ّقي» إلى تأري ٍ ّ نظرية
ّ وعليه ،تسعى
ّ
للنص األدبي ،من خالل مشاركة المتل ّقي ّ االجتماعية
ّ حي ،وإلى تحديد الوظيفة
ّ ّ
37
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
ثانيا -مصطلحات
ً
أفق التو ّقع /االنتظار ) :(Horizon d’attenteإ ّن العمل األدبي ،لحظةَ صدوره ،ال
ّ ٍ
فضاء يباب؛ فبوساطة مجموعة من اإلشارات يكون ذا ِج ّدة مطلقة تظهر فجأة في
الضمنية التي أصبحت مألوفة، ّ والقرائن ،المعلنة أو المضمرة ،ومن اإلحاالت
� بأعمال معين .ك ّل عمل يذكّر القار ؤ سلفا لتل ّقيه على نحو ّ مهيأً ً يكون جمهوره ّ
ويخلق عنده منذ بدايته تو ّق ًعا / العاطفية لهَ ،
ّ فيكيف استجابته ّ سبق له أن قرأها،
عات ما ،يُمكن ،كلّما تق ّدمت القراءة ،أن يمت ّد أو يُع َّدل أو يُوجَّه وجهة أخرى... تو ّق ٍ
المسبقة التي اكتسبها ّ (ياوس .)56 ،ويتشكّل من ثالثة عوامل رئيسة هي :التجربة
النص ،شكل األعمال السابقة وموضوعاته الجمهور عن النوع الذي ينتمي إليه ّ
العملية ،أي التعارض بين ّ الشعرية واللغة
ّ التي يفترض معرفتها ،التعارض بين اللغة
التخيلي والواقع اليومي (عمري ،ص.)31 العالم
ّ ّ ّ
نص أدبي ينتمي إلى اندماج اآلفاق ) :(Fusion des horizonsيرى ياوس أ ّن فهم ّ
ّ
بقرائه المتعاقبين انطال ًقا من الحاضر .من هنا، يتم عبر إعادة بناء عالقاته ّ الماضي ّ
التوسطي الذي ؤتو ّديه في م ّد جسور نظرا إلى الدور أهمية تاريخ القراءات ً ّ تأتي
ّ ّ
المو ّرخ األدبي من االرتحال التواصل والحوار بين الماضي والحاضر ،وتمكين ؤ
ّ
إلى اآلخرين ،بقصد االسترشاد بتجاربهم وشهاداتهم واالحتكاك بتجاربهم
الخاص (ص.)35 ّ واستعادتها ودمجها في أفقه
السوال والجواب ) :(Logique des questions et réponsesاستقى ياوس ؤ منطق
السوال الذي ؤ المفهوم من غادامير الذي ذهب إلى أ ّن فهم عمل فني يعني فهم
ّ
النص عندما يكون بين ي َدي جوابا ،أل ّن ّ ً � باعتباره يق ّدمه هذا العمل إلى القار ؤ
سواله .ويمكن أن تنقلب العالقة جوابا عن ؤ ً منتظرا
ً موضوعا للتأويل
ً � ،يصبح القار ؤ
حوارية
ّ جواباَ ،وفق لعبة
ً النص
ّ سوال ينتظر من صاحب ؤ
َ � ُ بدوره
فيصبح القار ؤ
38
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
الهرمينوطيقية ) .(Cercle herméneutiqueوأثار غادامير العالقة ّ دائرية تُدعى الدائرة ّ
خاصة في ما يتعلّق بإعادة تشكيل األسئلة التي أجاب عنها ّ �،النص والقار ؤ بين ّ
�،سوال القار ؤ النص هو جواب عن ؤ وتبين له أ ّن ّ تاريخية مختلفةّ ، ّ النص في آفا ٍ
ق ّ
السوال الذي ق ّدم ؤ نص ينتمي إلى الماضي يقتضي اكتشاف أيضا أ ّن فهم ّ وتبين ً ّ
القراء األوائل ،وال جوابا في األصل ،أي إعادة بناء أفق األسئلة أو أفق انتظار ّ ً له
المو ّرخ األدبي في هذا الجانب فقط ،بل تمت ّد لتشمل مسألة تت ُّبع مهمة ؤ تنحصر ّ
ّ
النص ليجيب عن يتم فيها استنطاق ّ وصوال إلى مرحلة ّ ً التاريخية المتعاقبة، ّ األسئلة
سوال ينتمي إلى أفق الحاضر (ص.)35-34 ؤ
ومظهر من ٌ ضرب من التنافر، ٌ مواقع الالتحديد ) :(Lieux d’indéterminationهي
مفهوما
ً وشرط من شروط األدب الحديث .وبصفتها ٌ القصدي،
ّ مظاهر الموضوع
الجمالية .من هذه المواقع :األفكار ّ مسوولة عن تحريف القيمة للتل ّقي ،فإنّها تبدو ؤ
الغامضة ،الرموز ،األلغاز ،اإليحاءات ،المفارقات ،التناقضات ،البياضات مثل
الحذف واالنقطاع والوقف ...التي تترك الروابط مفتوحة بين المنظورات في
� على التنسيق بينها ،ويكمن دوره في ملئها بحسب قدراته وتحث القار ؤ ّ النص،ّ
أي عمل تواصلي مع أساسي في ّ شرط
الموسوعية .وإ ّن مواقع الالتحديد هذه هي ٌ ّ
ّ ّ
الجمالية ،ومدى انفتاح بنيته التي تسمح ّ النص األدبي فاعلية ّ ّ � ،ومقياس القار ؤ
ّ
بإنجاز تأويالت متع ّددة (إيزر ،ص11٠-1٠1؛ عمري ،ص.)36-35
�
الضمني ) :(Lecteur impliciteإ ّن القار ؤ �
الحقيقي ) (Lecteur réelوالقار ؤ �القار ؤ
ّ ّ
خاص يقوم به ،وهذا ّ دور
الحقيقي ،أ ًّيا كان ،وكيفما يمكن أن يكون ،يُسند إليه ٌ ّ
بمظهرين أساس َّيين :دور َ يتميز
الضمني الذي ّ �
يكون مفهوم القار ؤ الدور هو الذي ّ
ّ
� الضمني ليس ؤ � كفع ٍل ذي بنية .وهذا القار ؤ نصية ،ودور القار ٍ
كبنية � القار ؤ
ّ ّ
خاصّ القوة الشارطة الكامنة وراء نوع الحقيقي ،بل هو ّ ّ تجري ًدا مستم ًّدا من القار ؤ
�
� الحقيقي عندما يقبل الدور (إيزر ،ص.)33-3٢ ،3٠ من التوتّر الذي ينتجه القار ؤ
ّ
ثال ًثا -إجراءات
مرحلتين:
َ تتمثّل إجراءات هذا المنهج التأويلي في
ّ
(القراء األوائل /ردود الفعل واألسئلة؛
ّ المرحلة األولى :قراءة العمل األدبي عبر التاريخ
ّ
39
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
القراء الالحقون /استيعاب األفق الجديد واستحداث أسئلة مغايرة) ،وذلك بهدف:
ّ
ري عبر تطو ّ
تم فهمها على نحو ّ بالكيفية التي ّ
ّ إدراك معنى العمل األدبي وشكله
ّ
حتى ّ إليها، ينتمي التي ة» األدبي
ّ «السلسلة ضمن عمل التاريخ ،وأن يُصنَّف ك ُّل
وأهميته في السياق العامّ للتجربة ّ يُتمكَّن من تحديد وضعه التاريخي ودوره
ّ
األدبية (ياوس ،ص.)٧٢ ّ
والتسا�ل
ؤ التطور األدبي من خالل دراسة التل ّقي ،عبر عصور مختلفة، ّ كيفية
ّ معرفة
ّ
ًّ ِ
أدبية ما ،ومدى التاريخية التي تجعل المتل ّقي حقا يُق ّر ِبج ّدة ظاهرة ّ ّ عن العوامل
وماهية تب ّدالت الفهم ّ التاريخية التي ظهرت فيها، ّ الج ّدة في اللحظة إدراكه هذه ِ
التصورات السائدة ّ استيعاب مضمونها ،ومدى إسهامها في تعديل ُ التي تَطلَّ َبها
حتى تاريخ صدورها (ص.)٧6 المكرسة ّ ّ األدبية
ّ والقيم
االجتماعية ،من خالل محاولتها ّ محاولة تقديم جواب عن مسألة وظيفة األدب
التوسط على نحو جديد بين التأريخ األدبي والبحث السوسيولوجي بوساطة «أفق ّ
ّ ّ
كيفية إسهام التاريخي لألدب ،ومحاولة فهم ّ التو ّقع» الذي لجأ إليه ياوس في تأويله
ّ
االجتماعية ،في صنع التاريخ (ص.)143 ،84 ّ الفن ،بما هو أحد وسائط الممارسة ّ
أنفسهم، وارية بين النص ومتل ّقيه ،وبين المتل ّقين ِ ِ
ّ يتم عبر إنشاء عالقة ح ّ وهذا ّ
الجمالية ضمن النشاط التواصلي ّ الخاص الذي تضطلع به التجربة ّ وتحديد الدور
ّ
للمجتمع (إيزر ،ص.)115
� المعاصر على:
الخاصة بالقار ؤ
ّ التأويلية
ّ المرحلة الثانية :تقوم القراءة
تحديد بنية الفراغات والبياضات الستكمال النقص ،وتحويلها من عالمات فصل
إلى عالمات وصل.
المستويين التركيبي واالستبدالي، َ دراسة المنظورات المختلفة في النصوص على
ّ ّ
النص والمتل ّقي.الجمالي أي المعنى الناتج من التفاعل بين ّ لتشكيل الموضوع
ّ
مهمة من مراحل متسق .وهي مرحلة ّ اعتماد تقنية االنتقاء من أجل إجراء تأويل ّ
النصية ،كونها مرحلة اتّخاذ القرار بإغالق ّ مسيرة الفعل القرائي ،داخل المنظورات
ّ
وي يقتنع َح َظ ّ
النص ،ما ؤيو ّدي إلى إقامة تص ُّور ل ْ
ّ ك ّل االحتماالت التي يق ّدمها
منظورية
ّ «ر�ية
فالنص يق ّدم ؤّ للنص؛
ّ � ،باعتباره المعنى الوحيد الممكن به القار ؤ
المولّف (ص.)31 ر�ية ؤ للعالم» ،أي ؤ
40
ّ
التلقي والقراءة (ياوس وإيزر) التأويل ونظر ّية
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
التأويلي في النصوص
ّ � في الحكاية :التعاضد إيكو ،أمبرتو ( .)1٩٩6القار ؤ
الحكائية (ط ،)1تر .أنطوان أبو زيد .بيروت :المركز الثقافي العربي (نُشر العمل
ّ
ّ ّ
األصلي .)1٩٧٩
ّ
تحليلي حول
ّ نظرية التل ّقي مع نموذج
ّ عمري ،سعيد ( .)٢٠٠٩الرواية من منظور
النقدي
ّ رواية أوالد حارتنا لنجيب محفوظ .فاس :منشورات مشروع البحث
ونظرية الترجمة.
ّ
إعداد :د .مهى جرجور
41
التحليل النفس ّي األدب ّي
األدبي
ّ النفسي
ّ التحليل
وأهم األعالم
ّ ّأو ًال -التعريف
البشرية
ّ الداخلية للنفس
ّ األوروبية يعتقد أ ّن الذات
ّ بدأ اإلنسان منذ عصر النهضة
الداخلية
ّ الميتافيزيقية ،وأصبحت القوى
ّ بدال من القوى
هي التي تح ّدد مصير الفرد ً
النفسية هي العامل األساس في حركة اإلنسان ،ومع فرويد ( )1٩3٩-1856أصبح ّ
الالشعور هو الدافع األساس في إنتاج األدب.
النفسي:
ّ أ -مدرسة فرويد في التحليل
النفسية
ّ الع َقد
األدبي عند فرويد على البحث عن ُ يرتكز التحليل النفسي
ّ ّ
األدبي؛ نصه
ّ في تنعكس والتي طفولته، ام أي
ّ منذ ّف ل المو
المكبوتة التي يحملها ؤ
ّ
الجهاز يقسم
مولّفه ،وهذا ما جعله ّفاألدب في نظر فرويد هو نتاج ال شعور ؤ
النفسي إلى ثالثة أقسام هي:
ّ
وض ُع الفرد في حال االنتباه واإلدراك .أطلق عليها فرويد في ما بعد
.1الشعورْ :
اسم الوعي؛
وض ُع الفرد عندما يكون في حال من نسيان بعض القضايا التي .٢ما قبل الشعورْ :
يستطيع تذكّرها بعد مثير بسيط .أطلق عليها اسم ما قبل الوعي؛
نفسية تبقى منذ الطفولة قابعة في
ّ .3الالشعور :حال الفرد الذي يكبت ُع َق ًدا
الطفولية .أطلق عليها في ما بعد الالوعي.
ّ أعماق النفس ،هي المكبوتات
تحرك
ّ النفسية التي
ّ الع َقد
نظرية فرويد على الالشعور ،وفيه تقبع ُ
ّ وترتكز
الع َقد واستخراجها من الالشعور ،علينا
المتنوعة ،ولمعرفة هذه ُ
ّ الفرد في نشاطاته
42
التحليل النفس ّي األدب ّي
43
التحليل النفس ّي األدب ّي
ثانيا -مصطلحات
ً
اله َو ،واألنا ،واألنا األعلى ) :(Le Ça, le Moi, le Surmoiيتألّف الجهاز النفسي ُ
ّ
ويضم الغرائز ّ من هذه القوى أو الطبقات الثالث .يحوي الهو ك ّل ما هو موروث،
والمكبوتات؛ ويجهد األنا للتوفيق بين أوامر األنا األعلى ومطالب الهو ومتطلّبات
فيو ّدي دور الوسيط بين الهو والعالم الخارجي؛ ّأما األنا األعلى معا ،ؤ آن ً الواقع في ٍ
ّ
سمى الضمير. عما يُ ّ المثاليات والروادع ،ويصدر في أحكامه ّ ّ فتتجسد فيه
ّ
ولكن
ّ ضية تصيب الشخص في سنوات الطفولة، العصاب ) :(Névroseحالة َم َر ّ ُ
وقت طويل ،ويظهر فيها اضطراب وظيفة الجهاز النفسي. ٍ أعراضها ال تبدو ّإال بعد
ّ
النفسية ،ألنّه قاب ٌل للعالج بالتحليل النفسي. ّ موضوعا لبحوثه ً العصاب اختار فرويد ُ
ّ
القوية، ّ العاطفية
ّ التصورات والذكريات ذات القيمة ّ العقدة ) :(Complexeمنظومة من ُ
الشخصية في تاريخ الطفل، ّ تتكون انطال ًقا من العالقات ّ والالواعية جزئ ًّيا أو كلّ ًّيا،
والتصرفات.)... ّ النفسية (االنفعاالت ،والمواقف، ّ وتتد ّخل في ك ّل المستويات
الخصاء... والع َقد أنواع :عقدة أوديب ،وعقدة ألكترا ،وعقدة ِ ُ
معينة عن اإلفالت من النظام ج ُز نزعة ّ الكبت )َ :(Répression, Refoulementع ْ
الشعورية ّ الشعوري ،وبذلك تظ ّل النزعة ّ الالشعوري والدخول في النظام قبل ّ
ت أو مكبوتة. وتوصف بأنّها كُ ِب َت ْ
الهوام ،سيناريو خيالي يهدف إلى تحقيق رغبة ال واعية، االستيهام ) :(Fantasmeأو ُ
ّ
قريب من الحلم أو أحالم اليقظة ،وهو منطلق اإلبداع الفني واألدبي واألساطير
ّ ّ
والجماعية.
ّ الفردية
ّ
التكثيف ) :(Condensationسيرورة ترتبط بوساطتها صورتان أو أكثر لتكوين صورة
غنى وغرابة. مركّبة لها داللتها .تظهر في الحلم ،وتمنحه ً
الالشعور الجمعي ) :(Inconscient Collectifإ ّن األساطير تنتقل بالوراثة ،وتقيم في
ّ
المعبرون عن رغبات هم ّ ن أل منهم، الشعراء ة ٍ وبخاص ةالبشري الجماعات الشعور
ّ َ ّ ّ
اإلنسانية .وإ ّن علم النفس التحليلي ّ البشري الغامضة ،والمترجمون وجدا َن ّ النوع
ّ
أسسه يونغ (أو علم نفس األعماق) كفي ٌل بالوصول إلى الالشعور الجمعي. الذي ّ
ّ
االنطواء واالنبساط ) :(Introversion et Extraversionاالنطواءَ ،وفق يونغ ،هو انسحاب
شخصية يركّز فيه األشخاص على ّ ونمط ِمزاج أو ُ من االهتمام بالعالم الخارجي،
ّ
44
التحليل النفس ّي األدب ّي
45
التحليل النفس ّي األدب ّي
46
التحليل النفس ّي األدب ّي
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
الشعبية ،تر .طالل حرب. ّ النفسي للحكايات
ّ بتلهايم ،برونو ( .)1٩85التحليل
بيروت :دار المروج للطباعة والنشر والتوزيع.
النفسية في دراسة األدب ونقده .القاهرة:
ّ محمد ( .)1٩4٧من الوجهة ّ خلف اهلل،
مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر.
العربية (طُ .)1د َبي :دار
ّ طرابيشي ،جورج ( .)٢٠13عقدة أوديب في الرواية
مدارك للنشر.
هان� .القاهرة :ؤ
مو ّسسة ؤ عباس محمود ( .)٢٠13أبو نواس الحسن بن الع ّقادّ ،
هنداوي للتعليم والثقافة.
تطبيقية (ط .)1بيروت:
ّ األدبي مع نصوص
ّ فضل اهلل ،إبراهيم ( .)٢٠11علم النفس
دار الفارابي.
قباني (ط .)1بيروت :دار الرائد النرجسية في أدب نزار ّ
ّ نجم ،خريستو (.)1٩83
العربي.
ّ
إعداد :د .إبراهيم فضل اهلل
47
التفكيك ّية (دريدا)
التفكيكيّة
(دريدا)
م�لّفاتهم
ّأو ًال -تعريفها ،أعالمها ،ؤ
البنيوية
ّ التفكيكية مع جاك دريدا ) (Jacques Derridaكر ّد فعل على ّ ظهرت
التفكيكية
ّ اللسانية ،وهيمنة السيميوطيقا على الحقل الثقافي الغربي ،وهذا يعني أ ّن ّ
ّ ّ
فلسفة التقويض الهادف ،والبناء اإليجابي ،جاءت لتعيد النظر في فلسفات البنيات
ّ
وية ،واألصل ،والصوت ،وغيرها من المفاهيم التي واله ّ
والثوابت ،كالعقل ،واللغةُ ،
المركزية التي
ّ هيمنت على التفكير الفلسفي الغربي ،أو جاءت لتنتقد المقوالت
ّ ّ
الستينيات من القرن العشرين.
ّ إلى أفالطون ورثها الفكر الغربي من عهد
ّ
منحى فلسف ًّيا في الغرب مع دريدا ومجموعة التفكيكية قد اتّخذت ً
ّ وإن كانت
منحى أدب ًّيا في القراءة والتأويل في الثقافة
األوروب ّيين ،فإنّها اتّخذت ً
ّ من الفالسفة
سخرت ك ّل أدواتها من أجل تفكيك النقد الجديد ّ األنجلوسكسونية ،حيث
ّ
).(New Criticism
مرة في كتابه علم
أو َل ّ
ّ )(Déconstruction استعمل دريدا مصطلح التفكيك
الكتابة /الغراماتولوجيا ) ،(De la Grammatologieمتأثّ ًرا بمصطلح التفكيك لدى
مارتن هايدجر ) (Heideggerفي كتابه الكينونة والزمان .وليس التفكيك عند دريدا
الفرنسية بمعنى الهدم والتخريب؛ إذ
ّ مفهوما سلب ًّيا ،حيث ترد الكلمة في القواميس
ً
الهايدجري .أي ترد كلمة التفكيك
ّ معنى إيجاب ًّيا بالمفهوم
تحمل في كتابات دريدا ً
المركزية،
ّ من أجل إعادة البناء والتركيب ،وتصحيح المفاهيم ،وتقويض المقوالت
48
التفكيك ّية (دريدا)
49
التفكيك ّية (دريدا)
النص ،من
الحرة التي تستخلص المعاني من ّ
ّ الر�يا
التفكيكية قائمة على ؤ
ّ أل ّن
مركزية مهما كان شأنها.
ّ دون اإلحالة على
المبنية على المنطق،
ّ الغربية
ّ ب .تقويض الميتافيزيقا :يطعن دريدا في الميتافيزيقا
واللغة ،والحضور ،والتمركز العقالني الذي يشكّل معيار الحقيقة والبداهة
ّ
مستعينا بمقولة التمركز
ً الحوارية العالية،
ّ وظف دريدا قدرته واليقين ...لقد ّ
نظريته الشاملة ،بمواجهة التراكم الهائل ّ العقلي للعمل على إنشاء هيكل
ّ
الغربية.
ّ للميتافيزيقا
األصلية :يرفض دريدا التمركز العقلي،
ّ والخصوصية والجذور
ّ وية
اله ّ
ج .ن ْقد فكرة ُ
ّ
المركزية ،أو بالخصوصية ويمقت ك ّل انطواء على تسييد ِ
العرق ،أو التبجُّح
ّ ّ
اإليمان بهيمنة عنصر على آخر ،أو جنس على آخر.
أيضا التاريخ المبني على التمركز العقلي،
د .تفكيك مفهوم التاريخ :يرفض دريدا ً
ّ ّ
مثال ،ترفض التاريخ ،أل ّن
وهيمنة الصوت الواحد؛ فالمرأة المث ّقفة المعاصرةً ،
سطره الرجل ،كما يرفض الرجل األسود تاريخه ،ألنّه ِمن صنع ذلك التاريخ ّ
الرجل األبيض.
أسبقية الكتابة على الصوت :يرى جاك دريدا أ ّن الكتابة هي أصل النشاط ّ هـ.
أسبقية الثقافة
ّ الثقافي اإلنساني ،وليس الصوت أو الدا ّل الصوتي .وهذا يعني
ّ ّ ّ
أهمية كبرى ّ (الكتابة) على الطبيعة (الصوت) .لقد أعطى دريدا الكتابة
باعتبارها تعني التع ُّدد واالختالف.
النص أو
ّ محو ًال
ّ قوض دريدا فكرة االنسجام، و .تقويض الكل ّّية واالنسجامّ :
النص
الذاتي ،إذ يجعل ّ الخطاب إلى عالم من الال انسجام والصراع الداخلي
ّ ّ
آليات التفكيك والتقويض والتشتيت ،وكشف يتصارع مع نفسه من طريق ّ
مواطن التضا ّد ،واالختالف ،والتناقض.
آلية التفكيك في تقويض ز .تفكيك النصوص والخطابات :يعتمد دريدا على ّ
يهمه
أدبية ،وما ّ ّ فلسفية أم
ّ النصوص ،وتشريح الخطابات ،سواء أكانت
في القراءات التي يحاول إقامتها ليس النقد من الخارج ،وإنّما االستقرار
للنص ،والعثور على توتّرات ،أو ّ أو التموضع في البنية غير المتجانسة
داخلية.
ّ تناقضات
50
التفكيك ّية (دريدا)
ح .االختالف :يرى دريدا أ ّن المعنى في النصوص يتح ّدد نتيجة تع ّدد المدلوالت
يتأسس انطال ًقا من األثر الذي تتركه
ّ بين الكلمات المختلفة .ك ّل عنصر
فيه العناصر األخرى في السلسلة ،فعبر لعبة اآلثار واالختالفات واإلحاالت
المتبادلة ،تنشأ فراغات ومسافات داخل عناصر اللغة المتكلّمة (الكالم)؛
ِ
«الك ْتبة» فاالختالف في اللغة عند دريدا يعني اإلرجاء واإلزاحة ،ويدعوه
) (Le Grammeأو َوحدة الكتابة وعناصرها ،وهي كتابة ال تحيل على أصل،
ولكن على ما يسبق تقسيم الكلمة إلى دا ّل ومدلول .العلم الذي يُعنى بهذه
الكتابة هو ما أسماه دريدا الغراماتولوجيا ).(Grammatologie
ط .الحضور والغياب :ينبني االختالف على فلسفة الحضور والغياب ،بمعنى أ ّن
الدوا ّل تحمل مدلوالت تتع ّدد باالختالف ،فيحضر هذا المعنى ،ويغيب
وتالشيا
ً ذاك .وبهذا ،تتناسل االختالفات ،وتتع ّدد المدلوالت توال ًدا
وتأجيال.
ً وتفكيكًا
البنيوية :تنبني فلسفة التفكيك على نقد جميع الثوابت التي ّ ي .نقد الثوابت
البنيوية ،كاللغة ،والصوت ،والدا ّل وغير ذلك من المفاهيمّ انبنت عليها
البنيوية (حمداوي ،٢٠13 ،ص.)44-38 ّ والثنائيات
ّ العقلية
ّ والمقوالت
والعربي:
ّ الغربي
ّ العالمين
َ التفكيكية في
ّ من أعالم
تم ذكرهم في سياق المبحث ،نذكر :روالن بارت (س/ز)، غرب ًّيا إضاف ًة إلى ما ّ
الشكلية)...
ّ (حفريات المعرفة) ،وجيفري هارتمان (ما وراء
ّ وميشيل فوكو
والمتحول)،
ّ عرب ًّيا يمكن ذكر :إدوارد سعيد (االستشراق) ،أدونيس (الثابت
الغذامي (الخطيئة والتكفير:
العربي الجريح) ،عبد اهلل ّ
ّ عبد الكبير الخطيبي (االسم
محمد
ّ صوتية)،
ّ التشريحية) ،عبد اهلل القصيمي (العرب ظاهرة
ّ البنيوية إلى
ّ من
مفتاح (مجهول البيان) ،عبد اهلل إبراهيم (التفكيك :األصول والمقوالت) ،علي
حرب (هكذا أقرأ ما بعد التفكيك) ،سعد البازعي (استقبال اآلخر :الغرب في
الغربي) ،نصر حامد أبو زيد
ّ العربي الحديث) ،مطاع صفدي (نقد العقل
ّ النقد
الديني)...
ّ (نقد الخطاب
51
التفكيك ّية (دريدا)
التفكيكية
ّ ثانيا -من مصطلحات
ً
التفكيكية ﻣﺸﺮوع ﻟﻘﺮاءة اﻟﻨﺺّ ،ؤيو ّدي
ّ � ):(L’autorité du lecteur
أ .ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎر ؤ
دورا ﻣﻬﻤًّﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻳﻘﺮأ اﻟﻨﺺّ وﻳﻔﻜّﻜﻪ ،وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى � ً ﻓﻴﻪ اﻟﻘﺎر ؤ
يحاول إﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻪ َوﻓﻖ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ وآﻟﻴّﺎت تفكيره وﺛﻘﺎﻓﺘﻪ ،الﺳﺘﻜﺸﺎف دالﻟﺘﻪ
اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ.
ب .االﺧﺘالف ) (La différenceواإلرجاء ) :(La différanceيُ َع ّد االﺧﺘالف أﺣﺪ
التفكيكية ،ﻓﻜﻞّ ﻧﺺّ يقوم ﻋﻠﻰ اﺧﺘالف اﻟﺪوا ّل ،ما
ّ المهمة في
ّ المرﺗﻜﺰات
ﻳَﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ اﺧﺘالف المدﻟﻮالت ،وﺗﻌﺪّد التفسيرات /القراءات ،وإرجاء المعنى
المح ّدد والنهائي.
ّ
ج .اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ) :(L’écritureاﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أو الغراماتولوجيا ﻣﻦ المصطلحات المبتكرة
في الحقل اﻟﺘﻔﻜﻴﻜﻲّ وﻫﻲ ﻣﺸﺘﻘّﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ » «Grammaاﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴّﺔ التي يمكن
التفكيكية الكتابة
ّ المسجل .لقد جعلت
ّ أن تعني المكتوب أو المنقوش أو
بدال من الكالم المتسلّط على أهم من الصوت؛ فالتفكيك يمارس الكتابة ً ّ
� السيادة بتغييب ِ
الخطاب من ق َبل المتكلّم ،في حين تمنح الكتابة القار ؤ
المولّف ،وه ْدمها ميتافيزيقا الحضور ّأو ًال ،وتحرير المعنى من خالل نشر ؤ
ثانيا.
االختالف والتع ّدد ً
تميزها ﻋﻦ اﻟﻜالم المنطوق ،وﻣﻦ إ ّن ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﺪ أﻧﺼﺎر اﻟﺘﻔﻜﻴﻚ ﺧﺼﺎﺋﺺَ ّ
ﻫﺬﻩ الخصائص:
الكتابة ﻋالﻣﺔ يمكن أن ﺗﺘﻜﺮّر رﻏﻢ ﻏﻴﺎب ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ،ويمكن أن ﺗُﻘﺮأ ﺿﻤﻦ
ﺳﻴﺎﻗﺎت ﺟﺪﻳﺪة.
اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺧﻄﺎب ال يمكن ﻣﻌﺎرﺿﺘﻪ ،لها ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ االﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺮﺟﻊ إلى
آﺧﺮ ،وﺗﺮﻛّﺰ ﻋﻠﻰ اإلﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﺗﺰﻳﺪ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ بين األﺷﺨﺎص.
اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ تجعل اﻟﻜﺎﺗﺐ أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﻨﻘﺪ ،ﺑﻞ تحاول ﻛﺸﻒ ﻣﻜﺒﻮﺗﺎﺗﻪ
وأﺳﺮارﻩ.
النص بأﻧّﻪ ﻧﺴﻴﺞ وﺷﺒﻜﺔ ﻣﻦ روا ُد اﻟﺘﻔﻜﻴﻚ َّ ف ّ اﻟﺘﻨﺎص )ّ :(Intertextualité
عر َ ّ د.
اﻟﻌﻮاﻃﻒ واألﺣﺎﺳﻴﺲ واﻟﺼﻮر المتع ّددة األﺑﻌﺎد ،المستم ّدة من ﻣﺮاﻛﺰ ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔ
52
التفكيك ّية (دريدا)
وتاريخية
ّ ﻣﺘﻌﺪّدة؛ إﻧّﻪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ال نهاﺋﻲّ للمعاني ألﻧّﻪ يحمل آﺛﺎر ﻧﺼﻮص ﺛﻘﺎﻓﻴّﺔ
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ (خينوش ،٢٠18 ،ص.)٩-6
محفوظا في الباقي
ً معا إلى ّامحاء الشيء وبقائه
آن ً هـ .األثر ) :(Traceيشير في ٍ
من عالماته.
و .الزيادة ) :(Supplémentأو الملحقات والهوامش .تشير إلى اإلضافات ،فهي
فعالية ،إذ من شأنه
ّ نقصا .للملحق
تلتصق بالشيء ،أي تتط ّفل عليه ،أو تس ّد فيه ً
أن يقلب نظام ما يُضاف إليه ،وأن يح ّل محلّه أحيا ًنا؛ فكم من ترجمة تتجاوز
كزالت اللسان ،تكشف لنا عن تناقضات أو النص األصلي ،وكم من حاشيةّ ، ّ
ّ
«الرج» (دريدا ،٢٠٠٠ ،ص.)٢8-٢٧ ّ مغالطات! وهذا ما أسماه دريدا
تعليمية. � التفكيكية عن مصطلحاتها ،وإن تم ذلك فألسبا ٍ
ب ومن العسير ُّ
فك مباد ؤ
ّ ّ ّ
التفكيكية
ّ ثال ًثا -إجراءات
ِ
اإلجراءات التالية: التفكيكية ،بين ما تعتمد،
ّ تعتمد
النص وما يُخفيه؛ أي ّ يصرح به
ّ األو ّلية :نحو إيجاد شرخ بين ما أ .القراءة ّ
الميتافيزيقية.
ّ مركزيته
ّ النص ،وتُفقده نهائية تستبيح ّّ ممارسة قراءات ال
فيتم
ّ المستقرة،
ّ البنى غيرتقنية القلب (الهدم والبناء) :تبدأ بالبحث عن ِ بّ .
حتى ينهار البنيان من أساسه ويُعاد تركيبه مج ّد ًدا ،ليس في ثوابت تحريكها ّ
البنيوية
ّ رية ،أو ِبنيات ثابتة كما تفعل مقوالتية ،أو في شكل قواعد ُص َو ّ ّ
تتم إعادة البناء بتقويض الدالالت كلّها، واللسانيات ،بل ّ
ّ والسيميائيات
ّ
وتأجيال (حمداوي ،ص.)35 ً وتشتيت المعاني تفكيكًا
النص :من خالل التموضع داخل الظاهرة ،وتوجيه ضربات متوالية ج .استنطاق ّ
لها من الداخل.
معرفية إلى أخرى ،ومن َم ْع َلم إلى َم ْع َلم
ّ (الرج) :االنتقال من طبقة
ّ د .تصديع الك ّل
حتى يتص ّدع الك ّل (دريدا ،ص.)4٧ ّ
53
التفكيك ّية (دريدا)
التفكيكية
ّ رابعا -ميادين
ً
التراثية ،والخطب
ّ الشعرية ،والنصوص
ّ التفكيكية على :الدواوين
ّ يمكن تطبيق
عموما.
ً والدينية
ّ القرآنية
ّ السياسية ،واإلعالنات ،والروايات ،وعلى الدراسات
ّ
54
التفكيك ّية (دريدا)
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
النقدي (ط.)1
ّ وسيميائية الخطاب
ّ � المختلف نص القار ؤّأيوب ،نبيل (ّ .)٢٠11
بيروت :مكتبة لبنان ناشرون.
التفكيكية في تحليل الخطاب
ّ المنهجية
ّ محمد عبد الرحيم (.)٢٠1٧ ّ طحان،
ّ
نقدية( .رسالة ماجستير بإشراف أ .د .يوسف الصديقي). ّ تحليلية
ّ القرآني :دراسة
ّ
جامعة قطر.
النقدي .إربد:
ّ إستراتيجيات القراءة :التأصيل واإلجراء
ّ بسام (.)1٩٩8 قطوسّ ، ّ
ندي. ِ
دار الك ّ
تفكيكية لقصيدة «أين ليالي»
ّ سيميائية
ّ مرتاض ،عبد الملك ( .)1٩٩٢دراسة
الجامعية.
ّ لمحمد العيد .الجزائر :ديوان المطبوعات ّ
مصادر المبحث ومراجعه
والنسقية (ط.)1
ّ السياقية
ّ األدبي
ّ حمد ،عبد اهلل خضر ( .)٢٠1٧مناهج النقد
بيروت :دار القلم.
األدبي والبالغة في مرحلة ما بعد ّ نظريات النقدّ حمداوي ،جميل (.)٢٠13
تم االسترجاع من ،www.alukah.net :شبكة األلوكة. إلكترونية]ّ .
ّ الحداثة [طبعة
«التفكيكية وتحليل الخطاب :قصيدة تميم البرغوثي في
ّ خينوش ،سهام (.)٢٠18
أنموذجا»( .مداخلة) .جامعة المسيلة ،الجزائر.
ً القدس
دريدا ،جاك ( .)٢٠٠٠الكتابة واالختالف (ط ،)٢تر .كاظم جهاد .الدار البيضاء:
دار توبقال للنشر.
عمان :دار فضاءات.النقدية المعاصرة (طّ .)1
ّ النظرية
ّ بسام ( .)٢٠16دليل قطوسّ ،ّ
إعداد :د .حيدر إسماعيل ود .ندى مرعشلي
55
السرديّات
56
السرد ّية البنيو ّية
السرديّة البنيويّة
والم�لّفات
ؤ وأهم األعالم
ّ ّأو ًال -التعريف
السردي
ّ النقدي الذي يُعنى بمظاهر الخطابّ السردية ) (Narratologieهي العلم ّ
األدبية ،واستخراج
ّ الداخلية لألجناس
ّ ويهتم باستنباط القواعد ّ أسلوبا وبناءً وداللة،
ً
السردية في
ّ وجه أبنيتها وتح ّدد خصائصها وسماتها .وتبحث النُّ ُظم التي تحكمها وتُ ّ
روي له.
وم ّ روي َ
وم ّ راو َ
السردية للخطاب من ٍ ّ مكونات البنية
ّ
الداللية التي تُعنى بمضمون األفعال
ّ السردية
ّ السردية ّتياران رئيسانّ ،أولهما: ّ وفي
السردية وبالمنطق الذي يحكم تعاقب األفعال ،دونما اهتمام بخصائص السرد الذي ّ
التي َار :بروب ) ،(Proppوبريمون ) ،(Bremondوغريماس يكونها وشكله .ويمثّل هذا ّ ّ
سيميائية العمل والفعل
ّ ليتم االنتقال من دراسةالحقاّ ،ً تطورت ) ،(Greimasوقد ّ
الذاتية ،والبحث في
ّ سيميائية األهواء واالنفعاالت ،والمشاعر ّ إلى العناية بدراسة
آليات اشتغال المعنى داخل النصوص مع غريماس وجاك فونتني دورها في تشكيل ّ
سيميائية األهواء :من حاالت األشياء إلى حاالت النفس ّ ) (Fontanilleفي كتابهما
اللغوية للخطاب ،وما ّ اللسانية التي تُعنى بالمظاهر
ّ السردية
ّ ()1٩٩1؛ وثانيهما:
بالمروي وأساليب السرد.ّ ينطوي عليه من أنظمة الرواة ،وعالقات تربط الراوي
التي َار عد ٌد من الباحثين ،من بينهم :جينيت ) ،(Genetteوبارت )،(Barthes ويمثّل هذا ّ
وتودوروف ) ،(Todorovوأوسبنسكي ) ،(Ouspenskiوتوماشفسكي ).(Tomachevski
البنيوي ،جيرار جينيت
ّ أهم ممثّلي التحليل
الفرنسي ،وأحد ّ قسم الناقد والباحث
ّ
ّ
( ،)٢٠18-1٩3٠تحليله للمحكي إلى ثالث مقوالت رئيسة ،هي على التوالي:
ّ
السردي بالحكاية) ،ومقولة الصيغة (ضبط المعلومة
ّ مقولة الزمن (عالقات الخطاب
57
السرد ّية البنيو ّية
58
السرد ّية البنيو ّية
داخلي (حيث تنحصر ّ مسبقة)؛ موضوعي لألحداث من دون اتّخاذ آراء ّ أو تقديم
ّ
الشخصية أو تلك ،من دون توافر ّ الشخصيات بما تق ّدمه هذه ّ معرفة الراوي عن
تمر عبرها المعلومات شخصية واحدة ّ ّ أي مصدر آخر .وهو ثالثة أنواعُ :مثبت على ّ
شخصية إلى أخرى؛ ومتع ّدد تروي ّ ومتب ّدل ينقل مصدر المعلومات من كلّها؛ ُ
شخصيات ،ك ٌّل من وجهة نظره)؛ ال تبئير (أو تبئير الصفر، ّ نفسه ع ّد ُةالحدث َ َ
الشخصية غير محدودة ،يعرف ّ أي غياب التبئير ،حيث تكون معرفة الراوي عن
(أيوب ،ص.)68-6٧ ماضيها وحاضرها ومستقبلهاّ .)... َ أفكارها ومشاعرها،
مرات سرد الحادثة .وهو ثالثة أنماط :السرد األ ُ ّ
حادي التواتر ) :(Fréquenceعدد ّ
كراري (حين يرويّ مر ًة واحدة)؛ السرد التَّ مر ًة واحدة ما حدث ّ (حين يروي السر ُد ّ
التأليفي (حين يروي السر ُد ّ
مرة ّ مرات)؛ السرد مر ًة واحدة ع ّد َة ّ السر ُد ما حدث ّ
مرات)( .ص.)٧٩ واحدة ما حدث ع ّدة ّ
يتم اختزال ما حدث في التلخيص ) :(Sommaireحركة تسريع للزمن ،بحيث ّ
سنوات وأشهر في بضعة أسطر.
الشخصيات واألمكنةّ الوقفة ( :)Pauseحركة تبطيء للزمن ،بحيث يطول وصف
عرض تفاصيل كنّا نجهلها. واألزمنة ...وتُ َ
الشخصية ،وإسقاط ما ّ زمنية كاملة من حياة ّ الحذف ) :(Éllipseإغفال مرحلة
تنطوي عليها من تفاصيل.
الخارجية ،األ ُ ّ
حادية ّ الداخلية أو
ّ المشهد ) :(Scèneأسلوب عرض ينقل الحوارات
أو المتع ّددة (ص.)٧8-٧٧
الراوي ) :(Narrateurيختلف عن الروائي الكاتب ،وهو شخص يعيش في الحياة،
ّ
نصي يبتدعه الروائي ،ويتكلّم عن فمعطى التخييلي؛ ّأما الراوي ُ ويخلق العالم
ّ ّ ّ ّ
والشخصية ،ويروي الحكاية ،ويدعو المستمع إلى سماعها بالشكل الذي ّ الحادثة
(أيوب ،ص61؛ زيتوني ،ص.)٩5 يرويها به ّ
شخصية من
ّ � ،ويشبه الراوي ،ألنّه المروي له ) :(Narrataireيختلف عن القار ؤ ّ
يتوجه الراوي إليه بالكالم ،وله حاالت ّ النص ،ومن مستوى السرد نفسه، داخل ّ
متع ّددة (زيتوني ،ص.)151
59
السرد ّية البنيو ّية
الروائي
ّ -4دراسة الفضاء
ومضمونية) ،وبأربعة فضاءات قائمة في
ّ (تكوينية
ّ بعالقتين
َ يرتبط األدب والفضاء
ُصلب التكوين األدبي ،ح ّددها جينيت ،ويمكن دراستها:
ّ
تكوينية ،وتتجلّى في فضاء اللغة (اللغة نظام من العالقات
ّ العالقة األولى:
المميزة يكتسب فيه ك ّل عنصر صفته من موقعه داخل النظام ،ومن العالقاتّ
62
السرد ّية البنيو ّية
العمودية التي يقيمها بالعناصر القريبة والمجاورة)؛ وفضاء الكتابة (تعتمد ّ
للخط والتبويب ،وتفرض النظر إلى الكتاب ّ البصرية
ّ الكتابة على التأثيرات
تامة ،حيث يظهر االنتظار والتو ّقع والتذكير والمنظور .وهذا ما كأنّه وحدة ّ
ويحوله إلى ِعمارة كاملة)؛ ّ � يجول في الكتاب في ك ّل اتّجاه يجعل القار ؤ
ظاهرا
ً معنيين :حقيق ًّيا ومجاز ًّيا،
َ (تو ّدي الكلمة في األدب وفضاء التعبير ؤ
خط ّية الخطاب (أي َسيره في مباشرا ورمز ًّيا .وهذا ما ؤيو ّدي إلى إبطال ّ
ً وباطنا،
ً
معينة تمثّل بدورها الشكل الذي ّيتخذه أدبية ّ
خط متواصل) ،وتشكيل صور ّ ّ
فضاء ُ التعبير)؛ وفضاء األدب (يتجلّى حين ننظر إلى النتاج األدبي كأنّه نتاج
ّ
ضخم يتجاوز حدود العصور والجغرافيا).
مضمونية ،إذ يُبنى هذا الفضاء بالوصف ،ولكنّه ال يقتصر عليه.
ّ العالقة الثانية:
ويمكن مقاربة الفضاء الروائي من خالل دراسة وسائل التصوير ،والمواقع التي
ّ
يحتلّها الوصف ،أي دوره في رسم بنية الرواية (زيتوني ،ص.)1٢8-1٢٧
رابعا -ميادين
ً
السردية األخرى عبر األزمنة
ّ القصة والرواية وك ّل األنواع
ّ السردية
ّ البنيوية
ّ تَدرس
األدبية ،ورصد
ّ الثقافية في األعمال
ّ واألمكنة المختلفة .وتساعد على كشف األبعاد
تتلون بألوان هذه األبعاد.
السردية التي ّ
ّ الحبكات
ْ
لوتمان ،يوري ( .)٢٠11سيمياء الكون (ط ،)1تر .عبد المجيد نوسي .بيروت:
المركز الثقافي العربي( .نُشر العمل األصلي .)1٩٩٩
ّ ّ ّ
العربية (ط .)1بيروت:
ّ جماليات المكان في الرواية
ّ النابلسي ،شاكر (.)1٩٩4
العربية للدراسات والنشر.
ّ المو ّسسة
ؤ
الروائي :الزمن -السرد -التبئير (ط.)4
ّ يقطين ،سعيد ( .)٢٠٠5تحليل الخطاب
بيروت :المركز الثقافي العربي.
ّ ّ
السردي :الشكل والداللة (ط .)1بيروت:
ّ السرديات والتحليل
ّ ______ (.)٢٠1٢
المركز الثقافي العربي.
ّ ّ
- Genette, Gérard (1972). Figures III. Paris: Seuil.
- Mitterand, Henri (1980). Le discours du roman. Paris: PUF.
- Ricardou, Jean (1978). Nouveaux problèmes du roman. Paris: Seuil.
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
ابن مبروك ،األمين (« .)٢٠1٠بيروت في روايات إلياس خوري :قراءة في خصائص
م�تمر «بيروت في الرواية -الرواية في بيروت» ،تح .سامي الروائي» .ؤ الفضاء
ّ
اللبنانية.3٧٩ 386 ،ّ سويدان .بيروت :الجامعة
اللبنانية ( ٢ ،)1992-1972ج.
ّ زراقط ،عبد المجيد ( .)1٩٩٩في بناء الرواية
اللبنانية.
ّ بيروت :منشورات الجامعة
ثالثية نجيب محفوظ (ط.)1
ّ قاسم ،سيزا ( .)1٩85بناء الرواية :دراسة مقارنة في
بيروت :دار التنوير للطباعة والنشر.
64
السيميائ ّية السرد ّية
السيميائيّة السرديّة
والم�لّفات
ؤ وأهم األعالم
ّ ّأو ًال -التعريف
نظرية في
ّ وضع غريماس ) (Algirdas Greimasالمولود في ليتوانيا ()1٩1٧ َ
البنيوية )،(Sémantique structurale
ّ السيميائية
ّ السردية ( ،)1٩6٠في كتابهّ الدراسة
تمثيال لحادثة ،أي انتقال الحدث من وضع ً القصة بوصفها
ّ مولّفات
تختص بتحليل ؤ ّ
النص ،وبتشكيالته العميقة ،وبالقواسموتهتم بمضمون الحكاية بما يرويه ّ ّ إلى آخر.
مسرحية،
ّ قصة،
الحكائية من دون النظر إلى نوعها :روايةّ ،
ّ المشتركة بين النصوص
متحركة...
ّ صور
نظريات بروب ) ،(Proppوبريمون ّ النظرية انطال ًقا من
ّ طو َر غريماس هذه ّ
للسيميائية ،ويمثّل
ّ موضوعا
ً ) .(Bremondويُ َع ّد غريماس من أوائل الذين جعلوا األدب
بسردية الخطاب بهد َفين:
ّ السيميائية الذي يُعنى
ّ السردية
ّ ّتيار
البنى العمقية التي تتحكّم في السرد. الوقوف على ِ
وظيفية السرد.
ّ تقديم قواعد
ثانيا -مصطلحات
ً
السردية ) :(Programmes narratifsيُطلق هذا المصطلح على التغيير الذي
ّ البرامج
تبعا لشكل التمثيل ،وقد
يُحدثه عامل في عامل آخر .وتختلف صورة هذه البرامج ً
وتبعا للعالقة بموضوع
منفصلتين؛ ً
َ بشخصي َتين
ّ بشخصية واحدة أو
ّ يتمثّل العامالن
مزدوجا إذا أعقب
ً السردي أن يكون
ّ الرغبة (امتالك ،حرمان .)...يمكن للبرنامج
األول نجاح العامل الثاني.
فشل العامل ّ
65
السيميائ ّية السرد ّية
66
السيميائ ّية السرد ّية
بالقوة ) .(Sujet virtuelوالعمل اإلقناعي الذي ّ هذه اللحظة ،يكون في وضع الذات
ّ
يتم عبر ثالثة أشكال:
المستقبلي ّ يمارسه المرسل على عامل الذات
ّ
عقد اإلغواء ) :(Séductionوهو في الغالب ضمني وكثير التواتر .يقوم فيه المرسل
ّ
مبي ًنا له قيمته.
المستقبلي ّ بإيصال المعرفة بالموضوع إلى عامل الذات
ّ
عقد اإليعاز ) :(Injonctifيبلغ فيه المرس ُل عام َل الذات ضرورة الفعل؛ فإذا أخذها
على عاتقه اكتسب اإلرادة/الفعل.
نوعا من اإلرادة/الفعل، عقد اإلباحة ) :(Permissifيستطيع عامل الذات أن يمتلك ً
تثبتت عند الذات اإلرادة/الفعل. فإذا ما حصل من المرسل على القدرة/اإلباحة ّ
٢مرحلة األداء أو االختبار ) :(La performance ou l’épreuve principaleيروي
سمى األداء ،أو تصرف الذات وهي تسعى إلى تحقيق االتّصال ،وهذا ما يُ ّ ّ السرد
االختبار األساس ،أي عمل الذات .وبإنجاز هذا األداء تكون الذات قد اكتسبت
وتاليا قانون الذات بالفعل .والجدير بالذكر أ ّن ً موضوع القيمة )،(L’objet de valeur
المهم.
ّ موضوع السعي ال قيمة له بذاته ،إنّما السعي نفسه هو
األهلية :ك ّل أداء
ّ 3مرحلة اكتساب الكفاية ) (Compétenceأو اختبار
ضرورية
ّ ) (Performanceيفترض امتالك الكفاية المناسبة ،أي امتالك الذات صفات
مالئمة للفعل .والرغبة في الموضوع ،كما وجوب امتالكه ،ال يكفيان إلنجاز األداء،
فضال تستحق الموضوع ،أي أن تمتلك المهارة ،أو إتقان العملً ، ّ إنّما على الذات أن
الموجهات
ّ األو ّلية إلنجاز الفعل تتالءم مع أفعال
عن القدرة الفعل .وهذه الشروط ّ
) :(Des verbes modauxأراد ،وجب ،عرف ،قدر.
4مرحلة الجزاء ) (Sanctionأو اختبار التمجيد ) :(Epreuve glorifianteبعد أن
حرضيتم العامل الذات أداءه ،يعرض إنجازاته على المرسل الذي كان قد أغوى أو ّ ّ
المقوم ) ،(Judicateurفيحكم
ّ أو أباح .هذا المرسل في المرحلة األخيرة ؤيو ّدي دور
المقوم
ّ بجل المرسل
على أداء الذات .إذا ما كانت األفعال المنجزة مطابقة للقيم ّ
العامل الذات .وهنا ،يقتصر الموقف على المستوى المعرفي :الذات يُقنع المرسل
ّ
سلبا أو ٍ
المقوم بأدائه ،والمرسل يشرح هذا األداء .حينئذ ،يُجازى العامل الذات ً ّ
إيجابا (ص.)4٢-41
ً
67
السيميائ ّية السرد ّية
السردي من الوضع ّ السردي ) :(Parcours narratifيتح ّقق المجرى ّ المجرى
األساس إلى الوضع األخير من خالل سعي العامل الذات إلى العامل الموضوع.
انتقاال ما ّد ًّيا ،وهو يقوم على المستوى البراغماتي .ولكن إذا
ً وهذا السعي يتطلّب
ّ
كان قوام العامل الموضوع قيمة غير ما ّد ّية ،كطلب المعرفة ،فإنّه يقوم على مستوى
إدراكي خالص (زيتوني ،ص.)16٧
ّ
المربع السيميائي ) :(Carré sémiotiqueيستخدم غريماس هذا المصطلح للتعبير ّ
ّ
بأنها عالقة ّأو ّلية بين
األو ّلية .تتح ّدد هذه البنية ّ
المرئي لبنية الداللة ّ عن التمثيل
ّ
يميز المحور لفظين على األق ّل ،ومعنى ذلك أنّها تقوم فقط على التضاد الذي ّ َ
االستبدالي في اللغة.
ّ
ن جاكوبسون )(Jakobson الثنائية ،فإ ّ اللغوية فرضت مفهوم ومع أ ّن التقاليد
ّ ّ
الثنائية :التضاد والتناقض .وقد استند غريماسّ نوعين من العالقات اعترف بوجود َ
المربع السيميائيّ سماها
مربعة األطراف ّ معا ليرسم بنية ّ النوعين ً َ هذينإلى َ
ّ
).(Everaert – Desmedt, 2000, p. 74
الوظائف ) :(Fonctionsح ّدد بروب ) (Proppمفهوم الوظيفة ،في كتابه مورفولوجيا
شخصية من جهة داللته على
ّ الحكاية ) ،(La morphologie du conteبأنّها فعل
الشخصيات هي العناصر الثابتة والدائمة ّ مجرى الحبكة .ورأى أ ّن وظائف
الروسية إحدى
ّ الخرافية
ّ في الحكاية ،وأ ّن عددها محدود ،وهو في الحكاية
وثالثون وظيفة.
فعرف الوظيفة بأنّها َوحدة من وحدات المضمون ّأما روالن بارت )ّ (Barthes
حينا بما يتع ّدى الجملة (مجموعة اللغوية ،ألنّها تتمثّل ً
ّ مستقلّة عن الوحدات
وحينا بما هو أق ّل من الجملة (عبارة ،كلمة). ً جمل قد تشمل الكتاب بكامله)،
وتوزيعية
ّ (يسميها القرائن)،
ّ اندماجية
ّ ويقسم بارت الوظائف بحسب طبيعتها إلى
أساسية
ّ أهميتها إلى
ّ القصة بحسب ّ (يترك لها اسم الوظائف) .ويقسم الوظائف في
فاألساسية هي التي تفتح وتقفل أو تحافظ على احتمال أو ّ (أو نَواة) ومساعدة؛
وظيفية ّإال إذا ارتبطت بالنواة ،ووظيفتها
ّ شك ...وهذه الوحدات الفاصلة ال تكون
ّ
معا (زيتوني،ومنطقية ً
ّ زمنية
األساسية ّ
ّ زمنية فقط ،بينما الوحدات
)ّ (Fonctionnalité
ص1٧5-1٧4؛ ّأيوب ،ص.)116-11٢
68
السيميائ ّية السرد ّية
69
السيميائ ّية السرد ّية
رابعا -ميادين
ً
السردية القديمة
ّ السردي على ك ّل النصوص
ّ يمكن تطبيق المنهج السيميائي
ّ
شكال من أشكال السرد.
ً تتضمن
ّ والشعرية ،التي
ّ النثرية منها
ّ والحديثة،
70
السيميائ ّية السرد ّية
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
نظريات ومقاربات (ط .)1بيروت :دار ّ النص ّي:
ّ ّأيوب ،نبيل ( .)٢٠٠4النقد
األهلية.
ّ المكتبة
اللبناني :قراءة
ّ القصصي
ّ جرجور ،مهى ( .)٢٠٠6العنف وتدجينه في المنتج
اللبنانية،
ّ اجتماعية( .أطروحة دكتوراه بإشراف أ.د .نبيل ّأيوب) .الجامعةّ سيميائية
ّ
بيروت.
سيميائيات السرد (ط ،)1تر .عبد المجيد نوسي .الدار ّ غريماس ،أ .ج.)٢٠18( .
البيضاء :المركز الثقافي العربي.
ّ ّ
الروائي :من السرد إلى األهواء
ّ سيميائيات السرد
ّ وازيدي ،حليمة (.)٢٠1٧
(ط .)1الدار البيضاء :منشورات القلم المغربي.
ّ
السيميائية .الجزائر :دار الحكمة.
ّ النظرية
ّ السردية في
ّ ابن مالك ،رشيد ( .)٢٠٠1البنية
71
الفضاء السيميائ ّي (لوتمان)
السيميائي
ّ الفضاء
(لوتمان)
بسيميائية لوتمان
ّ ّأو ًال -التعريف
سابقا علىً ينظر لوتمان إلى سيمياء الكون ) (La Sémiosphèreبصفتها فضاءً
ضرورية لوجود هذه اللغات ّ اللغات وعلى ك ّل فعل إلنتاج الخطاب ،غير أنّها تُ َع ّد
أي لغة أو تواصل والشتغالها ،وفي حالة تفاعل دائم معها ،وال يمكن أن يكون هناك ّ
سيميائية الثقافة ،عند يوري لوتمان، ّ خارجها (لوتمان ،٢٠11 ،ص .)15 ،٧وترتبط
الخاص والعامّ ،وقد
ّ بالفضاء الكوني الذي تندرج فيه ،فلك ّل ثقافة كونها السيميائي
ّ ّ
ممكنا .ولهاً أو ا مفترض
ً أو ال ً محتم
َ أو ا د
ًّمجر أو ا ي
ًّ واقع ل ي
َّ المتخ الفضاء يكون هذا
الخاص بثقافة معينّة (ص.)81 ّ وربما حاسمة في تمثيل العالم استثنائيةّ ،
ّ أهمية
ّ
ويعرفها بأنّها ذلك الفضاء الذي تتداخل فيه الثقافات واللغات والحضارات، ّ
فضاء سيميائي للحوار والتعارض واالختالف والتقابل .إنّه فضاء التهجين والتواصل
ّ
نظريته على أ ّن سيمياء ّ ويبني (ص.)18 الثقافة ر لتطو
ّ وشرط ، والتناص
ّ دية
والتع ّد ّ
تتكون من مركز وهامش ،تفصل بينهما حدود ،وهي حدود تفصل األحياء عن ّ الكون
عقائدية ،والدليل على ذلك أ ّن ك ّل ّ اجتماعية أو
ّ األموات أو حدود الدولة ،أو حدود
الحضارات ،وعلى الرغم من وجود اتّصاالت بينها ،تستعمل التعابير نفسها والصيغ
مرآوي العالقة بين «عالمنا» و«عالمهم». ّ نفسها لوصف العالم ،فهي تستعمل بشكل
أنموذجا يح ّدد شروط إنتاج األخبار وتبادلها وتل ّقيها، ً وهي من هذا المنظور تمثّل
وسياسية وغيرها .هذه الشروط ّ ساتية
ومو ّس ّوجمالية ؤ ّ أدبية
تتمظهر في شكل خطابات ّ
72
الفضاء السيميائ ّي (لوتمان)
73
الفضاء السيميائ ّي (لوتمان)
ثانيا -مصطلحات
ً
الفضاء السيميائي ) :(L’espace sémiotiqueإنّه َوفق لوتمان (ص« )1٧مجموعة
ّ
من األشياء المتجانسة (من الظواهر ،أو الحاالت ،أو الوظائف ،أو األشكال
العادية (مثل
ّ المكانية المألوفة
ّ المتغيرة )...تقوم بينها عالقات شبيهة بالعالقات
ّ
االتّصال ،المسافة .»)...ويرى أنّه فضاء المعنى ،وأنّه نظام عامّ وكبير تتفاعل فيه
فضا�ها السيميائي
ؤ الثقافية كلّها ،ومن بينها أنظمة اللغات ،فك ّل لغة لها
ّ األنظمة
ّ
(الفضاء الداخلي) ،وهي محاطة بفضاء سيميائي أكبر منها (الفضاء الخارجي)..
ّ ّ ّ
وبين الداخل والخارج أو المركز والهامش تفصل الحدودّ ،إال أنّها في الوقت
يتم التفاعل والتهجيننفسه تُ َع ّد حلقة الوصل بين ك ّل منهما؛ من طريق هذه الحدود ّ
الداللية الجديدة.
ّ وبناء األنظمة
أي مكان ،ال
ويعرف هنري لوفيفر ) (Henri Lebfevreالفضاء بأنّه «ال يوجد في ّ ّ
مكان له ،ذلك ألنّه يجمع ك ّل األمكنة وال يملك ّإال وجو ًدا رمز ًّيا» (ابن مبروك،
،٢٠1٠ص. )3٧٩
النص الفنّ ّي
المكانية ) :(Polarités spatialesيقترح لوتمان في كتابه بنية ّ
ّ التقاطبات
المكانية لمقاربة الفضاء الروائي
ّ ) (La structure du texte artistiqueمبدأ التقاطبات
ّ
74
الفضاء السيميائ ّي (لوتمان)
ثنائيات ض ّد ّية تجمع بين قوى أو عناصر «وتأتي هذه التقاطبات عاد ًة في شكل ّ
تعبر عن العالقات والتوتّرات التي تحدث عند اتّصال الراوي متعارضة بحيث ّ
والشخصيات بأماكن األحداث» (ص .)38٠وليست قيمتها في تحديدها ،وإنّما ّ
النص واكتنازه الداللي سردية ّ ّ الخاص على تحقيق ّ من قدرة هذا البناء الفضائي
ّ ّ
مختلفا
ً نسيجا
ً الفنية ،إذ ؤيولّف بين مختلف العناصر ليبني معماره وتع ّدد خصائصه ّ
َ
السردي .وبناءً عليه ،يصبح ّ ومسرحا لصراع األضداد الذي ينهض عليه العالم ً
النص بوساطة الح ّد الفاصل بين األضداد ّ من الممكن أن يقسم الباحث فضاء
نوعا من اللعب بأشكال الفضاء إلى فضاءَين على األقل ،ويصبح اختراق الحدود ً
الفضائيات» (ص.)381-38٠ ّ «بوليفانية
ّ وأجزائه ،وهو ما أسماه لوتمان بـ
المكانية إلنجاز هدفها ،كونه يمتلك ّ «المكانية» على مفهوم التقاطبات
ّ ك�
ّتت ؤ
أهميته من كون المكان الثقافي ّ إجرائية عالية على التوليد والتفريع ،وتنبثق
ّ قدرة
ّ
وثانوية ،األمر الذي يُمكّن ّ رئيسية
ّ خصوصا ،ينتظم َوفق تقاطباتً عموما ،والروائي ً
ّ
النص الروائي ،ومعرفة ّ كيفية اشتغال المك ِّون المكاني في ّ � من استكناه القار ؤ
ّ ّ
طبيعة الصراعات بين القوى التي تتحكّم بالمكان؛ فالتقاطبات :أعلى #أسفل،
يمين #يسار ،فوق #تحت ...تكشف طبيعة الفرز الطبقي االجتماعي ،وعالقات
ّ ّ
واقعا له
ً بوصفه النص
ّ الهيمنة واإلرادة والسلطة التي َيخضع لها المكان في
استقالليته.
ّ
يتم من خاللها إدراك بنية العالقات المكاني وسيلة ّ ولهذا يُ َع ّد مفهوم التقاطب
ّ
الثنائية التي تنشأ بين
ّ فضال عن استجالء العالقة ً النص،
ّ السطحية والعميقة في
ّ
النص لتسهم فيصالت تربط بين وحدات ّ ٍ مكان وآخر وما يتولّد عن ذلك من ٍ
إنتاج مختلف الدالالت.
وداللية سيميائية ٍ
بحمولة الثنائية مشحونة والجدير ذكره أ ّن هذه التقاطبات
ّ ّ ّ
تعبر عن العالقات
بحيث ُّ وإيديولوجية ،ومن هنا قدرتها على إنتاج الدالالت المتضا ّدة،
ّ
الشخصيات بأماكن األحداث .ويرتبط ّ والتوتّرات التي تحدث عند اتّصال الراوي أو
المكانية بشكل وثيق بمفهوم الح ّد (حسين.)٢٠11 ، ّ مفهوم التقاطبات
«الخط األحمر» الذيّ الح ّد ) :(La frontièreهو ،بحسب لوتمان (ص،)5٧-35
مخترق المكان أو َمن في مكان وآخر ،ويشكّل اإلنذار الذي ي َّ
حذر به ٍ يفص ُل بين
ُ ُ
75
الفضاء السيميائ ّي (لوتمان)
76
الفضاء السيميائ ّي (لوتمان)
لوتمان ،يوري ( .)٢٠11سيمياء الكون (ط ،)1تر .عبد المجيد نوسي .بيروت:
المركز الثقافي العربي( .نُشر العمل األصلي .)1٩٩٩
ّ ّ ّ
النص األدبي :مدخل
«المكانية وتفكيك ّ
ّ تموز .)٢٠11
حسين ،خالد حسين (ّ 4
ّ
تم االسترجاع في ( ٢3تشرين الثاني 11 ٢٠٢٠مساءً) من: نظري»ّ .
ّ
https://www.startimes.com/?t=28514468
نموذجا».
ً تموز « .)٢٠14سيميوطيقا الثقافة :يوري لوتمان
حمداوي ،جميل (ّ 4
تم االسترجاع في ( 3٠آب 1٠ ٢٠٢٠ق .ظ ).من: صحيفة المث ّقف (ّ .)٢85٩
http://www.almothaqaf.com/b/c3/202-derasat/881804.
وسيميائيات
ّ «النص بين النقد الثقافي
ّ الملجمي ،علوي أحمد ( ٢٢شباط .)٢٠٢٠
ّ
تم االسترجاع ( 18أيلول 1٠ ٢٠٢٠ق .ظ ).من: وآليات المقاربة»ّ .
الثقافة :المفهوم ّ
https://islamanar.com/text-between-criticism-semiotics-mechanisms-approach,
منار اإلسالم.
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
ابن مبروك ،األمين (« .)٢٠1٠بيروت في روايات إلياس خوري :قراءة في خصائص
م�تمر «بيروت في الرواية -الرواية في بيروت» ،تح .سامي
الروائي» .ؤ الفضاء
ّ
اللبنانية.3٧٩ 386 ،
ّ سويدان .بيروت :الجامعة
إعداد :د .مهى جرجور
77
السيميائيّات
78
السيميائ ّيات العا ّمة
األول لساني النشأة ،يمثّله فردينان دو سوسير ع السيمياء منذ بدايتها ّتيارانّ : تَناز َ
ّ
عرف سوسير فلسفي ،يمثّله تشارلز ساندرز بيرس )ّ .(Peirce )(Saussure؛ والثاني
ّ
االجتماعية»،
ّ ( )1٩13-185٧السيمياء بأنّها «علم يدرس حياة العالمات في الحياة
تسيرها .وفي الوقت عينهَ ،ع ّد بيرس (-183٩ ويبين قوام العالمة والقوانين التي ّ ّ
ضروري وشكلي ّ اسما آخر للسيمياء ،وأنّها مذهب شبه )1٩14المنطق ،بمعناه العامًّ ،
ّ
اللسانية وعني بالعالمات الرموزية )،(Semiotic األول علم الرموز أو للعالمات .أطلق ّ
ّ ُ َ ّ
السيميائية )،(Sémiologie ّ اللسانية ،وأطلق الثاني علم اإلشارات والعالمات أو ّ وغير
(أيوب ،٢٠٠4 ،ص.)13٢-131 وجعل اللغة جزءًا من هذه العالمات الدالّة ّ
تطور علم السيمياء في اتّجاهات فلسفية) إلى ّ
ّ (لسانية /
ّ أ ّدت النشأة المزدوجة
السيميائيين من يستخدم ّ فالسيميائيون اليوم غير متوافقين على اسمه .من
ّ متباينة؛
المصطلحين بمعنى واحد ،ومنهم َ أحدهما دون اآلخر ،ومنهم من يستخدمون
فرعا من الثاني أو األول ً بمعنيين مختل َفين ،فيجعلون ّ َ المصطلحين
َ من يستخدمون
األول ،وهذا موضوع آخر للخالف (األحمر ،٢٠1٠ ،ص.)13 فرعا من ّ الثاني ً
السيميائيين كروالن بارت )َ (Barthesمن تجاوز بعي ًدا هذا األمر ،فاقترح جعل ّ ومن
اللسانيات فرعّ نص على أ ّن اللسانيات ،بعد أن كان سوسير قد ّ ّ فرعا من
السيميائية ً
ّ
السيميائية (ص.)٩٢-٩1 ّ من
قر
األول ،وهي بذلك تُ ّ السيميائية ّ
ّ وتُشك ِّ ُل العالمة وأشكال وجودها موضوع
النص مهما تكن طبيعته ،بل ألنّها تتولّد بانفتاح المعاني ،ليس باعتبارها قائمة في ّ
إمكانيات ّ نص من من طرق تل ّقيها ،ومعاودة إنتاجها مج ّد ًدا من خالل ما ينتجه ك ّل ّ
فالسيميائية
ّ وتاليا،
ً نهائية (العرباوي ،٢٠18 ،ص.)5٢ ّ ورمزية متج ّددة وغير
ّ إيحائية
ّ
79
السيميائ ّيات العا ّمة
وكيفية صناعة
ّ هي علم دراسة اإلشارات /العالمات ،وك ّل ما ينوب عن شيء،
والمرئيات واإلشارات،
ّ المعنى ،وتمثيل الواقع باألصوات والحركات ولغة الجسد
إرادية كعوارض المرض ،أم غير ذلك
ّ إرادية واعية كإشارات السير ،أم ال
ّ سواء أكانت
(أيوب ،ص .)131وهي ذلك العلم الذي يبحث في أنظمة العالمات ،سواء أكانت ّ
حركية ،التي تنشأ في حضن المجتمع.
ّ أيقونية أم
ّ لغوية أم
ّ
تعبر
السيميائيون تحديدات مختلفة ومتكاملة للعالمة ّ ّ وفي هذا اإلطار ،وضع
عن مظاهر مختلفة من عمل العالمة :فالتشديد على استخدام المجتمع للعالمة ولّد
سيميائية االتّصال مع جورج مونان ) ،(Mouninوالتشديد على عالقة العالمة بمرجعها ّ
سيميائية المرجع مع بول ريكور ) ،(Ricœurوالتشديد على ما تمثّله ّ خارج اللغة ولّد
سيميائية الداللة (مدرسة باريس) ،والتشديد على ّ العالمة لدى مستخدميها ولّد
سيميائية القراءة مع أمبرتو إيكو ).(Eco
ّ أخيرا
ً تفسير متل ّقي العالمات ولّد
تفرعتواإليطاليينّ ،
ّ والفرنسيين والروس ّ األميركيين
ّ ومع جهود عدد من العلماء
ومتنوعة .االتّجاه األميركي يمثّلهّ مدارس واتّجاهات متع ّددة ومختلفة َ السيميائية إلى
ّ
ّ
بيرس ،واالتّجاه الفرنسي يمثّله سوسير وبارت وغيرهما ،واالتّجاه الروسي تمثّله
ّ ّ
أهم أعالمها يوري لوتمان ) ،(Lotmanواالتّجاه اإليطالي يمثّله مدرسة تارتو ،ومن ّ
ّ
مهم ،متع ّدد الفروع واالتّجاهات، نقدي ّ ّ السيميائية إلى منهج
ّ تحولتإيكو .وهكذاّ ،
النصية ،ويقوم برصدها بالتفكيك والتركيب ،والتحليل ّ يقارب جميع الخطابات
وكيفية إفراز الداللة عبر مساءلة ّ آليات إنتاج المعنى، والتأويل ،بغية البحث عن ّ
ومنطقا ،من أجل فهم ً النصية ،مع سبر أغوار البنيات العميقة دالل ًة أشكال المضامين ّ
تتضمنها الخطابات ّ الداللية التي
ّ النصية ،وتفسيرها واكتشاف البنيات ّ تع ّدد البنى
النص ،وال َمن قاله ،بل ما يهمها ما يقول ّ «السيميائية ال ّ
ّ ومقصدية؛ فـ
ّ بني ًة ودالل ًة
النص ما قاله» (حمداوي ،ال ت ،.ص.)11 يهمها هو كيف قال ّ ّ
تحولت إلى منهج في دراسة األدب السيميائية ّ
ّ بناءً على ما سبق ،يمكن القول إ ّن
األدبية
ّ البنيوي اللساني ،ويستفيد من العلوم ّ يستم ّد مبادئه وعناصره من المنهج
ّ
لتهتم بالخطابات وبنائها وإنتاجها، ّ البنيويةَ
ّ السيميائيةُ
ّ ثم تجاوزت واإلنسانية كلّهاّ .
ّ
وعنيت بمقاربة النصوص على واالجتماعيةُ ،
ّ والفنية
ّ الثقافية
ّ فارتبطت بالدراسات
مبنية ،وهذا ما أسهم في: أنّها كتلة مركّبة أو كل ّّية ّ
80
السيميائ ّيات العا ّمة
البنيوية قد أغلقته ،أي فتحت للمستوى اللساني ّ النص الذي كانت إعادة فتح ّ
ّ
نصية.التداولي؛ لذاُ ،وصفت بأنّها ّ ثغرة نحو المستوى
ّ
النقدي من خالل النظر في طريقة التعاطي مع قضايا المعنى ّ تجديد الوعي
(بنكراد ،٢٠1٢ ،ص.)1٠
من هنا ،يسعى المنهج السيميائي في مجال األدب إلى:
ّ
التدرج في التحليل ّ البحث عن إنتاج المعنى انطال ًقا من مبدأ تحليلي يُبنى على
ّ
ويوكّد تطابق المستوى تجريدية ،ؤ
ّ حس ّية إلى المستوى األكثر من المستوى األكثر ّ
التجريدي ،ويُعنى بالبحث عن ّ الحسي والمستوى الموضوعاتي التصويري
ّ
ّ ّ ّ
اللغوية ،ويركّز في ّ والسيما تلك غير المق ّدمة من البنية ّ التضمينية،
ّ الدالالت
القطبية (المحاور) التي يمكن أن تكون في مستوى الدا ّل ،وفي ّ التقابالت
مستوى المدلول.
الداللية
ّ النص الداخلي وأبعاده ّ تبين منطقتطوير طرائق منفتحة للقراءة ّ
ّ
النص � أن يبحث في عالمات ّ (العرباوي ،ص)5٢؛ فهي ترى أنّه على القار ؤ
السيميائية
ّ النص األدبي بمقتضى ّ ليقبض على معانيه ودالالته ،أل ّن َ وشيفراته
ّ
مو ّولين)، قراء أو ؤ التأويلية لألدب يتكلّمنا عندما نقرأه .وهكذا ،فنحن (بوصفنا ّ ّ
العامة لألدب ّ تأويال) فعاليتان ذواتا معنى ضمن الدراسة ً والنص (بوصفه قراءة أو ّ
(سيلفرمان ،٢٠٠٢ ،ص.)1٢3
متنوعة مناهج ّ
َ السيميائية استطاعت أن تبتكر ّ األدبية أنواع ،فإ ّنّ وأل ّن النصوص
أدبي على حدة؛ فتو ّغلت في مختلف مجاالت األدب والثقافة «بحكم لتحليل ك ّل نوع ّ
النص األدبي والسينمائي والمسرحي والتشكيلي أنّها مجاالت ّتتخذ من عالمات ّ
ّ ّ ّ ّ
متميزة ،وتصلح كما ّدة متع ّددة األبعاد واألعماق للدراسة هيكال يمكن أن يشمل ثقافة ّ ً
سيميائيات تتعلّق بالشعر، ّ السيميائية
ّ والتحليل» (األحمر ،ص .)5٩وهكذا ،أضحت
والسرد ،والصورة ،والمسرح ،والسينما ،واإلشهار ،واألهواء ،والقراءة...
81
سيميائ ّية الشعر
سيميائيّة الشعر
82
سيميائ ّية الشعر
األول والمعنى الثاني .لذلك ،رأى تودوروف وغيره من الذي يكون بين المعنى ّ
رواد البالغة الحديثة ،من أمثال روالن بارت وجان كوهين وغيرهما ،ضرورة اإلفادة ّ
آن واحد لكشف الداللة الثانية في الشعر ،من واللسانيات في ٍ
ّ من البالغة القديمة
ثانيا مركّ ًبا على نظام َعالمي تصريحي ّأول ،يخرج من نظاما َعالم ًّيا ً
ً جهة كونها
ّ ّ
ثان خارج دائرة اللغة ،فتنفتح البالغة اللغوية ،ويتح ّدد بأنّه مدلول ٍ ّ نطاق الدراسات
الحديثة بذلك على مجاالت الخطاب ،وتخرج من حدود البعد الجمالي الذي
ّ
كانت محصورة فيه ،لتصبح مبح ًثا علم ًّيا عصر ًّيا للمجتمع (ص.)1٠-٩
سيميائية الشعر مفهومه للغة الشعر التي ّ وقد ق ّدم ريفاتير ) (Riffaterreفي كتابه
� ،وتثير دهشته ،وتترك ظن القار ؤ لتخيب ّ ّ افترض أن تكون بعيدة من المتداول،
أساسه
ُ نتاجا خطاب ًّيا
ً النص األدبي باعتباره ّ در َس
له مساحة واسعة للتو ّقع .وح ّد َد ْ
ّ
جمالية التل ّقي ،كما هو جلي بنظرية ِ
المرسل والمتل ّقي ،متأثّ ًرا العالقة الجامعة بين
ّ ّ ّ
الشعرية ومفرداتها ّ عند إيزر ) (Iserوياوس ) ،(Jaussإضاف ًة إلى دراسة خصائص اللغة
وأسلوبيتها وموضوعاتها (حمداوي ،ص.)31٠-3٠٩ ّ
ثانيا -مصطلحات
ً
مركزي
ّ نصعملية تحويل ع ّدة نصوص يقوم بها ّ ّ التناص ) :(Intertextualitéهو
ّ
النصالمولّف ،أل ّن ّ
يحتفظ بزيادة المعنى .وهذا ما دفع بارت إلى أن يقول بموت ؤ
مجرد ناسخ.ّ المولّف عبرها إلى
يتحول ؤ
ّ في رأيه مجموعة من النصوص المتداخلة،
النص وحصره في ّف ما يعني إيقاف ّ مول ٍالنص إلى ؤ
أيضا بأ ّن نسبة ّ
ودفعه إلى القول ً
مدلول نهائي ،أي إغالق للكتابة ).(Genette,1992, p. 205, 257
ّ
نظامين للداللة والمعنى :الداللةَ يميز بارت بين الداللة الثانية )ّ :(Connotation
األول الذي اشتغل عليه سوسير ،وهو يصف اللغوي ّ
ّ التصريحية التي ترتبط بالنظام
ّ
عالقة الدا ّل بالمدلول داخل العالمة أو اإلشارة من جهة ،وعالقة العالمة بمرجعها
اإليحائية ،ترتبط
ّ الخارجي ،من جهة أخرى .والداللة الثانية ،وهي المصاحبة أو
ّ
بالنظام الثاني وطريقة اشتغال العالمة في هذا النظام الثاني ،حيث يصبح دا ّل النظام
وتاليا ،تمثّل الدالالت الثانية عند بارت
ً األول هنا العالمة في المعنى المصاحب. ّ
التصريحية وتح ّددها (جرجور ،ص.)13
ّ المتغيرة التي تقابل ثبات المعاني
ّ المعاني
83
سيميائ ّية الشعر
عنصرا
ً الرمز ) :(Symboleهو نظام مسترسل من األلفاظ يمثّل ك ّل واحد منها
يعرفه بيرس بأنّه ك ّل عالمة ترتبط من نظام آخر .واختلفت تحديدات الرمز ،إذ ّ
رابطا بموضوعها بمقتضى مواضعة (إيكو ،٢٠٠5 ،ص .)456ويرى تودوروف أ ّن ً
مصطلحي الرمز والتأويل ،فهما وجهان لظاهرة واحدة ،هي ظاهرة َ متينا يجمع بين ً
عملية التواصل (تودوروف ،٢٠1٧ ،ص.)8 ّ اإلنتاج والتل ّقي في
السيميوزيس ) :(Sémiosisيقابله المصطلح العربي «السيرورة المنتجة للداللة»؛
ّ
فالسميوز هو «السيرورة التي يشتغل من خاللها شيء ٌ ما كعالمة وتتحكّم في
الكونية تدخل ضمن هذه السيرورة» .ويمثّل ّ إنتاج الدالالت وتأويلها .وك ّل الوقائع
تراجعية غير منتهية، ّ نسيجا من األدلّة التي تحيل على أدلّة أخرى ،بطريقة ً السميوز
محوري تنبني عليه العالمة .والسميوز ّ المو ّول ) (Interpretantكأساس وتقوم على ؤ
األول الذي يحيل عليه التمثيل من خالل إحالته ال يقف عند حدود رصد المعنى ّ
األولى ،بل يشير إلى إمكان استمرار هذه اإلحاالت من دون انقطاع إلى ما ال
نهاية (بنكراد ،٢٠٠5 ،ص.)1٧4-1٧3
والتصور .واالرتباط بين ّ العالمة ) :(Signeتوليفة من الدا ّل والمدلول ،من الكلمة
معين هو ارتباط اعتباطي .ومع ذلك ،ليس صوتية ما) ومفهوم ّّ معينة (أو صورة كلمة ّ
ّ
للعالمة داللة بمعزل عن العالمات األخرى في نظام اللغة نفسه ،فهي تكتسب
يتوسع أفق ًّياّ داللتها من مكانتها في نظام االختالفات .ونظام االختالفات هذا
خصوصية هي قدرتها ّ مكو ًنا سلسلة دالّة .وتمتلك العالمة ليضع سلسلة من الدوا ّل ّ
على استثارة التأويل (سيلفرمان ،ص.)3٩
ميز بيرس بين أنواع العالمة الثالثة َوفق عالقة الدا ّل بالمدلول 1 :عالقة تشابُه وقد ّ
والسببية في اإلشارة )(Index؛ 3 ّ في األيقونة )(Icon؛ ٢عالقة التجاور المكاني
ّ
تشابهية
ّ ال أي اعتباطية، عالقة وهي عرفية غدت حتمية في الرمز )(Symbol
ّ عالقة ُ ّ
تصور بيرس يمثل أمامنا باعتباره تجاورية؛ وهكذا فإ ّن الكون في ّ ّ سببية وال
ّ وال
شبكة غير محدودة من العالمات ،فك ّل شيء يشتغل كعالمة ،ويد ّل باعتباره عالمة
(أيوب ،ص.)٧٠ أيضا ّ
ويُدرك بصفته عالمة ً
الداللية أو «إيزوتوبي» ّ الداللية ) :(Isotopiesتتألّف كلمة المتشاكالت ّ المتشاكالت
من أصل يوناني إيزو (= نفسه) وتوبي (= المكان) .ويتألّف ك ّل متشاكل من وحدات
ّ
84
سيميائ ّية الشعر
85
سيميائ ّية الشعر
رابعا -ميادين
ً
ِ
ودراسته بك ّل أشكاله عبر األزمنة المختلفة. خاصة بالشعر ميادينُه
ّ
وسيميائية
ّ «سيميائية الصورة» و«التأويل
ّ أيضا المصادر والمراجع في مبحثَي
راجع ً
القراءة».
- Courtés, J. (1991). Analyse sémiotique du discours: De l’énoncé à l’énonciation.
Paris : Hachette.
- Eco, U. (1988). Sémiotique et philosophie du langage. Paris: PUF.
- Fontanille, J. (1999). Sémiotique et littérature: Essais de méthode. Paris: PUF.
86
سيميائ ّية الشعر
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
نظريات ومقاربات (ط .)1بيروت :دار ّ النص ّي:
ّ ّأيوب ،نبيل ( .)٢٠٠4النقد
األهلية.
ّ المكتبة
جرجور ،مهى ( .)٢٠11الداللة الثانية :قراءة في شعر محمود درويش (ط.)1
بيروت :دار العودة.
الشعري في النقد العربي
ّ عالق ،فاتح (« .)٢٠٠٩التحليل السيميائي للخطاب ّ
ّ ّ
المعاصر :مستوياته وإجراءاته» .مجلّة جامعة دمشق (مج ،٢5ع .3٢5-31٠ ،)٢-1
تم االسترجاع في ( 4أيلول 6:3٠ ٢٠٢٠مساءً) من: ّ
www.damascusuniversity.edu.sy
87
سيميائ ّية الصورة
سيميائيّة الصورة
88
سيميائ ّية الصورة
خاصة .وبذلك ،تتح ّدد الوظيفة ّ وتكون لها أبعا ًدا
ّ التقريري
ّ االنزياح عن مضمونها
التواصلية بداي ًة في عين المشاهد وفي استجابة ك ّل متلقٍّ ،بناءً على فهمه العالمة
ّ
مسبقة.
وتل ّقيه لها ،من دون أحكام ّ
درس ترابط الشريط المتحركة ،أي َ وعني كريستيان ميتز ) (Metzبدراسة الصورة
ّ ُ َ
قسمها إلى ثالثة مستويات :مستوى السينمائية التي ّ
ّ السينمائي وأحداثه والخدع
ّ
الكاميرا (الصورة) ،مستوى المشهد (أداء الممثّلين) ،مستوى المونتاج (األحمر،
موضوعا لعلم جديد هو ً موكّ ًدا أ ّن السينما يمكن أن تكون ،٢٠1٠ص ،)1٠٩ؤ
تماثلية
ّ ونفسية ...أبعاد
ّ اجتماعية
ّ ورمزا وذات أبعادً سيميائية السينما ،واعتبرها لغ ًة ّ
تتمتع بها أال وهي الحركة .ورأى أ ّن الهدف األساسي األساسية التي ّ ّ الخاصية
ّ بسبب
ّ
للتحليل الفلمي هو دراسة فضاء الخطاب الفلمي ).(Metz, 1971, p. 13
ّ ّ
البصرية ،ورأى أ ّن األولى تظ ّل حبيسة ّ اللسانية والرسالة
ّ ق ميتز بين الرسالة وفر َ
ّ
خطية ،ويقوم المتل ّقي بإعادة تركيبها ليحصل ّ قواعد النحو والتداول أي هي رسالة
تركيبية صارمة،
ّ البصرية فال تخضع لقواع َدّ باالعتباطية؛ ّأما الرسالة
ّ وتتصف المعنىّ ،
عناصر صغرى مستقلّة ألنّها َ عناصرها بشكل متزامن ،وال تقبل التقطيع إلى ُ دركوت ُ َ
تتجزأ ،وهي قائمة على المماثلة والمشابهة ّ ٍ
دالالت ال ترابطية ،تختزن في بنائها ّ
(صيد ،٢٠18 ،ص.)36٢
ثانيا -مصطلحات
ً
األسطورة ) :(Mytheهيَ ،وفق بارت ،النسق اإليديولوجي المتحكّم في عالمات
ّ
تجاوزا لمعنى األسطورة القاموسي الذي يربطها
ً الصورة (األحمر ،ص .)1٢٠وتُ َع ّد
ّ
والالعقالنية .تصنعها المجتمعات المعاصرة التي تستهلكها عن وعي ّ بعالم الخرافة
تحول المعاني التي تحملها مختلفأو من دون وعي .ومن خصائصها التشويه ،فهي ّ
األسطوري
ّ ويسمي بارت المدلول الناتج منها في المستوى ّ اللغات إلى أشكال،
«المفهوم» ،والعالقة القائمة بينهما «الداللة» (مبرك ،٢٠11 ،ص.)٧8-٧٧
مجردة كانت
ّ التمثيل ) :(Représentationهو «ك ّل بنية (مثال أو صورة أو أنموذج)
أو ملموسة ،تهدف سماتها إلى ترميز أو إقامة توافق ،بمعنى من المعاني ،مع بنية
أخرى» (إيكو ،٢٠٠5 ،ص.)456
89
سيميائ ّية الصورة
كالمو ّشر،
ؤ العالمة ) :(Signeيتداخل مفهوم العالمة عند بارت مع مصطلحات أخرى
ثنائية تركيبها من الدا ّل والمدلول،ّ ويتفق مع سوسير على واأليقونة ،والرمزّ .
االعتباطية
ّ ويختلف معه على طبيعة العالقة بينهما التي يرى أنّها تتأرجح بين
السيميولوجية.
ّ اللغوية والعالمات
ّ نوعين :العالمات
وتتفرع عنده إلى َ
ّ والتعليل.
الثقافية المختلفة،
ّ السيميائية
ّ وتوسس الثانية لألنساق
ّ اللغوي،
ّ تُشكّل األولى النسق
مسمى العالمات الوظائف .والعالمات ،بشكل عامّ ،تتموضع عنده ّ ويق ّدمها تحت
التقريري القاموسي ،والمستوى اإليحائي ّ مستويين من القراءة :المستوى
َ على
ّ ّ
الثقافي (مبرك ،ص.)66-65
ّ
ثال ًثا -إجراءات
اإلجرائية:
ّ اآلليات
المرئية اتّباع عدد من ّ
ّ تستلزم دراسة الصورة
المرسل إليه، ِ
(المرسل، المستويين التقني
َ تحديد عناصر الصورة ،ووصفها على
َ ّ
ثم
واألسلوبي (األلوان ،األحجامّ ،)... تاريخ الصورة ،نوعها ،شكلها ،موقعها)...؛
ّ
على مستوى اإلطار والمنظور والعتبات.
بالنص المجاور ،في حال ُوجد .وتحديد ّ النظر في تنظيم الصورة ،وعنوانها وعالقتها
المدرسة التي تنتمي إليها هذه الصورة /وعالقتها بمنتجها ،وبتاريخه الشخصي،
ّ
والدافع إلى وضعها ،والعالقة التي تربطها بتاريخ المجتمع لحظة القراءة.
الصوتية،
ّ دراسة المستوي اللساني الذي يتمثّل في دراسة مجموعة من البنيات:
ّ
والبالغية.
ّ والتركيبية،
ّ والصرفية،
ّ واإليقاعية،
ّ
البحث في تل ّقي هذه الصورة ،ومعرفة المتل ّقين بها ور ّد فعلهم تجاهها.
أيضا من
آليات التأويل ،واالنتقال من التعيين إلى التضمين ،واالنتقال ً تشغيل ّ
اإليديولوجية بالمفهوم السيميائي ،واالنتهاء
ّ المجردة المحايدة إلى القيم ّ القيم
ّ
يهتم بدراسة المقاصد المباشرة وغير المباشرة لرسائل ّ بالمستوى التداولي الذي
ّ
الصورة ،إذ ال يمكن فهم الصورة وتفسير معطياتها وتأويلها ّإال إذا وردت في
معين.
ذهني ّ نصي ،أو سياق تداولي ،أو
ّ ّ ّ ّ
90
سيميائ ّية الصورة
رابعا -ميادين
ً
والفن التشكيلي
ّ الفوتوغرافية،
ّ سيميائية الصورة في ميادين عديدة :الصور
ّ تُط َّبق
ّ
المدرسية ،والتلفزيون،
ّ المصورة ،والكتب
ّ والقصة
ّ ونحتا)،
ً تلوينا
ً وتصويرا /
ً (رسما
ً
المتحركة ،والسينما ،والفيديو...
ّ والرسوم
91
سيميائ ّية الصورة
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
ابن مبروك ،األمين (« .)٢٠1٠بيروت في روايات إلياس خوري :قراءة في خصائص
م�تمر «بيروت في الرواية -الرواية في بيروت» ،تح .سامي الروائي» .ؤ الفضاء
ّ
اللبنانية.3٧٩ 386 ،
ّ سويدان .بيروت :الجامعة
بارت ،روالن ( .)٢٠1٧غرفة التظهير :حاشية على التصوير (ط ،)1تر .منذر
عياشي .دمشق :دار نينوى.
ّ
أسطوريات (ط ،)1تر .توفيق قريرة .بيروت بغداد :منشورات
ّ ______ (.)٢٠18
الجمل.
- Barthes, R. (1967). Système de la mode. Paris: Seuil.
92
اللسانيّات
93
اللسان ّيات التطبيق ّية
اللسانيّات التطبيقيّة
94
اللسان ّيات التطبيق ّية
ثانيا -مصطلحات
ً
اللغوي ) :(Language policy and planningعندما ترصد ّأمةّ سياسة اللغة والتخطيط
والطبية،
ّ التجارية
ّ لغوية مشكلة ما (في اإلعالم ،واالتّصاالت
مو ّسسة أو جماعة ّ أو ؤ
ثم تضع تطبيقيةّ ،
ّ لغوية
الشفهية ،وصناعة المعجم ،)...تتح ّفز ألبحاث ّ
ّ والترجمة
والتنظيمية ،وتضعها في موضع ّ والتشريعية
ّ الرسمية
ّ اإلجرائية ،واألطر
ّ لها الخطط
التطبيقية.
ّ اللسانية
ّ يتم ّإال تحت مظلّة الدراسات
التنفيذ والتقويم ،وهذا ال ّ
العصبية ) :(Neurolinguisticsعلم اللغة العصبي ،يدرس اللغة دراسة متعلّقة
ّ اللغويات
ّ
ّ
بالدماغ ،ويشتمل على علم األعصاب ،وعلم النفس ،وعلم أمراض النطق ،وعلم
األحياء .ينطوي على استخدام البحث التجريبي ،والتصوير العصبي ،ومحاكاة
ّ ّ
عمليات الدماغ ،وتسجيل الفيديو للتفاعل المنطوق(Simpson, 2010, p. 460) ... ّ
95
اللسان ّيات التطبيق ّية
96
اللسان ّيات التطبيق ّية
رابعا -ميادين
ً
الموتمرات الكثيرة التي ُعقدت تحت مصطلح «علم اللغة ؤ يبدو من خالل
وميادين وافرة تنضوي تحته ،مثل :تعلّم اللغة األولى وتعليمها
َ ٍ
مجاالت التطبيقي» أ ّن
ّ
اللغوي علم اللغة االجتماعي
ّ اللغوي التخطيط
ّ األجنبية التع ّدد
ّ تعليم اللغة
ّ
علم اللغة النفسي عالج أمراض الكالم الترجمة المعجم علم اللغة التقابلي
ّ ّ
علم اللغة الحاسوبي أنظمة الكتابة ...وإ ّن عد ًدا من هذه المجاالت أصبح اليوم
ّ
وبخاصة علم اللغة االجتماعي ) ،(Sociolinguisticsوعلم اللغة النفسي ّ علوما مستقلّة،
ً
ّ ّ
)( (Psycholinguisticsالراجحي ،ص.)٩
التخصصات في حقل علم اللغة ،تشمل فروعه
ّ وإ ّن علم اللغة التطبيقي متع ّدد
ّ
الرئيسة ما يلي:
التجارية
ّ اللغوي ) :(Language Policy and Planningاالتّصاالت
ّ سياسة اللغة والتخطيط
المو ّسسي )،(Institutional Discourse
ؤ ) ،(Business Communicationوالخطاب
ّ
السريرية )...(Clinical Linguistics
ّ واللغويات
ّ
والهوية ) :(Language, Culture and Identityتع ُّدد اللغات المستخدمة
ّ اللغة والثقافة
97
اللسان ّيات التطبيق ّية
العصبية
ّ اللغويات
ّ ) ،(Multilingualismتحليل الخطاب )،(Discourse Analysis
) ،(Neurolinguisticsعلم اللغة االجتماعي ) ،(Sociolinguisticsعلم األسلوب )...(Stylistics
ّ
مفاهيم أساسية في تعلّم اللغة وتعليمها (Key Concepts in Language Learning and
ّ
منهجية تدريس اللغة ) ،(Language Teachingوتعليم ثنائي ّ ):Language Education
ّ
اللغة )...(Bilingual Education
توصيف اللغة في علم اللغة التطبيقي (Descriptions of Language for Applied
ّ
،علم اللغة الوظيفي النظامي (Cognitive )Linguistics المعرفية
ّ اللغويات
ّ ):Linguistics
ّ ّ
) ،(Systemic Functional Linguisticsالقواعد التوليدية )...(Generative Grammar
ّ
)(Davies & Elder, 2004, p. V
98
اللسان ّيات التطبيق ّية
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
جاسم ،جاسم علي (« .)٢٠13علم اللغة التطبيقي في التراث العربي :الجاحظ
ّ ّ
نموذجا» .مجلّة دراسات (المجلّد ،4٠العدد .314-٢٩5 ،)٢ ً
التواصلي في تعليم اللغات:
ّ محمد سعيد حسين ( .)٢٠1٧المنهج ّ الحالق ،إيمان
ّ
أنموذجا( .رسالة ماجستير بإشراف أ .د .رشيد ّ
بوزيان) .جامعة قطر. ً العربية
ّ اللغة
العربي بين األصالة والتحديث.ّ عبد الحليم ،حسين ( .)٢٠11صناعة المعجم
اللبنانية ،بيروت.
ّ محمد أسعد النادري) .الجامعة
ّ (رسالة ماجستير بإشراف أ .د.
إعداد :د .حسين عبد الحليم
99
التحليل التقابل ّي
التقابلي
ّ التحليل
والم�لّفات
ؤ وأهم األعالم
ّ ّأو ًال -التعريف
والنفسية
ّ اللغوية
ّ النظريات
ّ يتبنّى «علم اللغة التطبيقي» )(Applied Linguistics
ّ
ويطبقها ،لح ّل مشكلة تعليم اللغة (العصيلي ،٢٠٠6 ،ص ،)14ويعتمد ّ واالجتماعية،
ّ
أيضا في بعض مباحثه المقارنةَ بين اللغات (الراجحي ،ال ت ،.ص.)3٠-٧ ً
ويندرج في علم اللغة التطبيقي ما يُطلَق عليه «علم اللغة التقابلي» أو «التحليل
ّ ّ
التقاربي» (ص ،)٩وهو قريب من علم اللغة المقارن (ياقوت ،1٩85 ،ص.)٧
ّ
ويظهر بعض االضطراب في علم اللغة التقابلي ،ومثله في علم اللغة المقارن :أهو
ّ
معا؟ (ص.)1٠ علم أم منهج؟ أهو موضوع أم طريقة للبحث؟ أم هو االثنان ً
العالمية الثانية ()1٩45-1٩3٩ ّ علمية خالل الحرب ّ نشأ المنهج التقابلي بصورة
ّ
الخمسينيات
ّ في سور
ُ ّ ُ ِ وم ر و ط وقد .)٢٠٠8 (الدهش، ة األميركي
ّ المتحدة
في الواليات ّ
البنيوي في تعليم اللغة ،وتطبيق ّ ينيات من القرن العشرين َوفق تطبيق لعلم اللغة والست ّ
ّ
والسلوكية في
ّ البنيوية
ّ � األمر على السلوكي .وهكذا اعتمد في باد ؤ لعلم النفس
ّ
األجنبية.
ّ سيما اللغة النظرة إلى طبائع اللغات وأساليب اكتسابها وتعليمها ،وال ّ
وكان نعوم تشومسكي ) )1٩٢8( (Noam Chomskyقد أصدر كتابه األبنية
التوليدي والتحويلي» ،بعد أن سيطر على
ّ ّ النحوية عام ً ،1٩5٧
معلنا والدة «النحو ّ
علم اللغة المنهج الوصفي المحض ،وهكذا ظهرت محاوالت الستخدام هذا النحو
ّ
في «التحليل التقابلي» (إسماعيل ،1٩٩4 ،ص.)8
ّ
ومن أبرز أقطاب المنهج التقابلي األميركيان روبرت الدو )(Robert Lado
ّ ّ
(-188٧ (Charles Carpenter )Fries ( ،)1٩٩5 1٩15وتشارلز كاربنتر فرايز
100
التحليل التقابل ّي
101
التحليل التقابل ّي
ثانيا -مصطلحات
ً
مسميات ع ّدة ،أبر ُزها: ّ لغتين أو أكثر
طلقت على الدراسات التي تُعنى بمقارنة َ ْ أُ
الدراسات التقابلية ) (Contrastive Studiesدراسات اللغة التقابلية (Contrastive
ّ ّ
التقابلية ) (Contrastive Linguisticsالدراسات ّ اللسانيات
ّ )Language Studies
التقابلية التطبيقية ) (Applied Contrastive Studiesالوصف التقابلي (Contrastive
ّ ّ ّ
معان عديدة ومختلفة ،ولك ّل باحث ٍ ) .Descriptionوهذه المصطلحات تد ّل على
الخاصة في استعمالها (الدهش٢٠٠8 ،؛ ياقوت ،ص.)1٠ ّ طريقته
ميز المنهج التقابلي في االصطالح ،كما سنرى ،بين اللغة المنقول منها وقد ّ
ّ
) (Source Languageواللغة المنقول إليها ).(Target Language
عما ينجم عن اللغوية )ّ (Linguistics Error Analysis
ّ وعبر بمصطلح تحليل األخطاء ّ
تعلّم لغة ما ،أو الترجمة منها وإليها (الدهش.)٢٠٠8 ،
بمصطلحي النقل ) (Transferوالتد ّخل َ وعبر كذلك عن تأثير اللغة األولى في الثانية ّ
) .(Johansson, 2008, p. 9) (Interferenceويكون التد ّخل إيجاب ًّيا حين تفيد المعرفة
السابقة عمل التعلّم ،وسلب ًّيا حين تتد ّخل ما ّدة سابقة بما ّدة الحقة بأ ْن تنقل إليها
ربطا خاط ًئا (محمود ،٢٠٠٩ ،ص.)3٠ أو ترتبط بها ً
102
التحليل التقابل ّي
ما تكون المقارنة بين اللغة األمّ للمتعلّم ،واللغة الهدف التي يتعلّمها أو ينوي تعلّمها
(العصيلي ،٢٠1٠ ،ص.)٢1
التنب ؤو بالصعوبات التي يتو ّقع أن يواجهها الدارسون لدى تعلّمهم
وهدف المقارنة ّ
تعليمية أفضل لهم ).(Johansson, p. 9
ّ أجنبية (العسكري ،)٢٠٠8 ،وتقديم موا ّد
ّ لغة
وينص علم اللغة التقابلي على تأثير اللغة األمّ في تعلّم اللغة الثانية ،ولهذا ينقل ّ
ّ
اللغوية من لغته األمّ إلى اللغة الثانية التي يتعلّمها .وعندما يقوم هذا ّ المتعلّم عاداته
اللغتينأي مستوى من مستويات اللغة ،يبدأ بوصف نظام ك ّل واحدة من َ العلم بدراسة ّ ُ
نظاميَ ثم يقابل بينهما ،ويقوم بحصر أوجه التشابه واالختالف بين على حدةّ ،
مثال :توجد هذه األصوات في ثم ينتهي بنتائج البحث ،فيقول ً المدروستينّ ،
َ اللغتين
َ
اللغتين ،وال توجد تلك األصوات في إحداهما؛ فاألصوات التي ال توجد في اللغة َ
تسبب اللغتين ال ّ
َ تسبب صعوبة في أثناء تعلّمها ،واألصوات الموجودة في الثانية ّ
صعوبة في أثناء تعلّمها ،ومن ثَ ّم ال ب ّد من اقتراح الطريقة المناسبة للعالج ،ومن ذلك
نطقية (جاسم ،ص.)٢8-٢6 ّ كثرة التدريب على األصوات التي توجد فيها صعوبة
ذكرنا، ويُشار إلى تأثير اللغة األمّ في اللغة الهدف باسم النقل أو التد ّخل ،كما ْ
ويكون التد ّخل إيجاب ًّيا حين تفيد المعرفة السابقة عمل التعلّم ،بأن تكون اللغة
األمّ واللغة الهدف تشتركان في القاعدة نفسها ،وهذا يجعل التعلّم أسهل (جاسم،
السويدية ميزة كبيرة في تعلّم اللغة
ّ للفنلنديين المتح ّدثين باللغة
ّ ص .)18ومن ذلك أ ّن
بالفنلندية ) .(Johansson, p. 9ويكون التد ّخل
ّ بالفنلنديين الناطقين
ّ اإلنجليزية مقارن ًة
ّ
ربطا خاط ًئاسلب ًّيا حين تتد ّخل ما ّدة سابقة بما ّدة الحقة بأ ْن تنقل إليها أو ترتبط بها ً
(محمود ،ص ،)3٠عبر استخدام قاعدة في اللغة األمّ ؤتو ّدي إلى خطأ أو شكل غير
يتنبأ بها التحليل التقابلي ،ويمكن مالئم في اللغة الهدف .وهذه الصعوبات يمكن أن ّ
ّ
التعليمية في التحليل التقابلي لتقليل آثار التد ّخل (جاسم ،ص.)18ّ استعمال الموا ّد
ّ
رابعا -ميادين
ً
األجنبية ،وقواميس
ّ مدرسية لمتعلّمي اللغات
ّ المتخصصون بكتابة كتب
ّ عندما يقوم
األجنبية المراد تعلّمها .وإ ّن
ّ عنصر للمقارنة بين اللغة األمّ واللغة
ٌ ثنائية اللغة ،يبرز بانتظام
ّ
ضروري من أجل معرفة االستخدام الصحيح والمصطلح ّ إدراك هذه االختالفات أمر
103
التحليل التقابل ّي
ر�ية األشياء وسماعها بطرق مألوفة، األجنبية .بدون هذا الوعي ،نميل إلى ؤ
ّ عليه للّغة
َو ًفقا للمعايير التي نعرفها في لغتنا األمّ .وهذا ليس مفاج ًئا ).(Johansson, p. 9-10
استفاد دارسو علم الترجمة من منهج التحليل التقابلي فائدة كبيرة ،ولهذا َع ّد
ّ
أحمد مختار عمر مشكالت الداللة في الترجمة من الدرس التقابلي (عمر،٢٠٠6 ،
ّ
وتبين أ ّن اإللمام بأوجه التشابه واالختالف بين اللغة المنقول منها ّ ص.)٢51
) (Source Languageواللغة المنقول إليها ) (Target Languageيجعل المترجم ً
قادرا
الحرفية للتراكيب والصيغ والدالالت. ّ على تجنّب الوقوع في أخطاء كثيرة كالترجمة
النص ،الذي تُرا ُد ترجمته، ّ قادرا على اإلحاطة بجوانبً وكذلك يجعل المترجم
النحوي أو المعجمي فحسب، ّ علمية شاملة ودقيقة ،ال تستوعب المستوى ّ إحاط ًة
ّ
الموضوعية .واستفاد ن ّقاد الترجمة
ّ بل تتع ّداهما إلى مستوى الخطاب ونوعه وظروفه
عملية نقد النصوص المنقولةّ والخطي من منهج التحليل التقابلي في
ّ بش َّقيها الشفهي
ّ ّ ّ
من لغات أخرى وتحليلها وتقييمها ،وتمكّنوا من اكتشاف مواطن ضعف النصوص
قوتها ،واستطاعوا بلورة نماذج أو أنماط أو أقيسة لتقييم المترجمة واكتشاف مواطن ّ
تلك النصوص ،والحكم على ترجمتها بالجودة أو الرداءة ،وعلى مترجميها بالكفاءة
أو بعدمها (الدهش.)٢٠٠8 ،
104
التحليل التقابل ّي
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
واإلندونيسية على
ّ العربية
ّ تقابلية بين اللغة
ّ كولي ،روستام ( .)1434دراسة
الطلبية( .رسالة ماجستير بإشراف جاسم علي جاسم) .الجامعة
ّ مستوى الجملة
السعودية.
ّ اإلسالمية،
ّ
وبخاص ٍة ما انتهى منها بعالمة*.
ّ أيضا قائمة مصادر المبحث ومراجعه،
راجع ً
105
التحليل التقابل ّي
المرحلية
ّ العصيلي ،عبد العزيز بن إبراهيم ( .)٢٠1٠مناهج البحث في اللغة
اإلسالمية.
ّ محمد بن سعود
ّ األجنبية .الرياض :جامعة اإلمام
ّ لمتعلّمي اللغات
محمد بن
ّ النفسي (ط .)1الرياض :جامعة اإلمام
ّ ______ ( .)٢٠٠6علم اللغة
اإلسالمية.
ّ سعود
عمر ،أحمد مختار ( .)٢٠٠6علم الداللة (ط .)6القاهرة :عالم الكتب.
والماليوية .القاهرة :مطبعة
ّ العربية
ّ النحوي في
ّ محمد ( .)٢٠٠٩النظام ّ محمود،
محمد زين بن الحاج*. ّ الحاج
العربية
ّ تقابلية :االستفهام بين
ّ لسانيات
ّ المومني ،أسماء أحمد (.)٢٠٠٧
ِ
ندي*.
عمان :دار الك ّواإلنجليزيةّ .
ّ
تطبيقية.
ّ التقابلي :دراسة
ّ ياقوت ،أحمد سليمان ( .)1٩85في علم اللغة
الجامعية*.
ّ اإلسكندرية :دار المعرفة
ّ
- Johansson, Stig (2008). Contrastive Analysis and Learner Language:
A Corpus-Based Approach. Oslo: University of Oslo.
106
اللسان ّيات المقارنة
اللسانيّات المقارنة
107
اللسان ّيات المقارنة
سابقا بمنهج النحو المقارن .وكان جونز ) (Jonesم َّه َد للمنهج المقارن بدراسات ً
واليونانية
ّ الالتينية
ّ والفارسية القديمة ،وبين
ّ السنسكريتية
ّ القوية بين
ّ لغوية عن العالقة ّ
وبين لودولف ) (Ludolfالتقارب بين اللغة والجرمانية (باي ،1٩٩8 ،صّ .)٢3٢ ّ
التطور
ّ نظرية
ّ ووظف راسك )(Rask واالستمرارية القائمة بينهماّ ،
ّ واألمهرية،
ّ اإلثيوبية
ّ
اإلسكندنافية .ومن العلماء األلمان
ّ اإلسلندية التي انبثقت عنها اللغة
ّ كي ؤيو ّصل اللغة
أرسوا أصول النحو المقارن ومناهجه :شليغل ) ،(Schlegelوغريم )،(Grimm الذين َ
وشاليخر ) ،(Shleisherوهمبولت )...(Humboldt
طالب جامعة اليبزغ ) :(Leipzigأ .أسكولي ،أ .ليسكين، وقد وقف النُّحاة الجددّ ،
والماورائية،
ّ الفلسفية
ّ «التاريخانية» المغرقة في االفتراضات
ّ دو سوسور ،...ض ّد
� المذهب الوضعي والمنهج الصوتية ،ومنادين بمباد ؤ
ّ مش ّددين على ّاطراد القوانين
ّ
التجريبي (بافو وسرفاتي ،٢٠1٢ ،ص.)4٢-16
ّ
ثانيا -مصطلحات
ً
تتغير،
متصرفة ،فبنية الكلمات فيها ال ّ ّ اللغات العازلة ) :(Isolantesلغات غير
وأصولها ال تُلصق بها حروف زائدة ،ال قبلها وال بعدها ،وليس بين أجزاء تراكيبها
ِصالت (الصالح ،1٩86 ،ص.)45
وصلية تمتاز بالسوابق ) (Préfixesأو اللواحقّ اإللصاقية ) :(Affixantesلغات
ّ اللغات
فتغير معناه وعالقته بما عداه من أجزاء التركيب ) (Suffixesالتي تربط األصلّ ،
(ص.)46
تتغير أبنيتها بتغ ُّير المعاني ،وتُحلَّل
ّ التصريفية ) :(Flexionnellesلغات
ّ اللغات
أجزا�ها المترابطة في ما بينها بروابط تد ّل على عالقاتها (ص.)46 ؤ
� التي تعكس المنهجية للقواعد والمباد ؤ
ّ القانون الصوتي ) :(Phonetic Lawالصياغة
ّ
الصوتية ال
ّ والقوانين ص.)88 ،٢٠18 (النوري، ّ عام بشكل ة الصوتي
ّ التغيرات
ّ
معينة من اللغات (السعران ،ال ت ،.ص.)٢55 تصدق ّإال على تاريخ مجموعة ّ
اللغوي ) :(Language Shiftالتب ّدالت التي خضعت لها الصوامت ،كاالنتقال ّ التحول
ّ
(كريدية ،٢٠1٠ ،ص.)3٧ ّ الجرمانية
ّ من Pإلى Fفي
اللغوي مقاربة بين كلمات
ّ الصوتية ) :(Phonetic Relationshipعندما يُجري ّ القرابة
108
اللسان ّيات المقارنة
رابعا -ميادين
ً
المقارنة ،أو بين اللغة الواحدة ولهجاتها (مخارج
َ الصوتية بين اللغات
ّ دراسة الظواهر
الصوتية ،)...والخروج بنتائج وتوصيات.
ّ الحروف الصوامت الصوائت المقاطع
المقارنة ،أو بين اللغة الواحدة ولهجاتها (طريقة
َ الصرفية بين اللغات
ّ دراسة الظواهر
االشتقاق تصريف الفعل أزمنة األفعال تأنيث االسم أشكال الجمع،)...
والخروج بنتائج وتوصيات.
109
اللسان ّيات المقارنة
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
العربي .بيروت :دار
ّ عقال :من خالل اللسان حاطوم ،أحمد ( .)1٩٩1اللغة ليست ً
الفكر اللبناني.
ّ
العربية واللغة
ّ لغوية مقارنة بين اللغة ّ الراهب ،سميرة ( .)1٩٩3دراسات
السامية (أطروحة دكتوراه بإشراف د .إلياس ّ الفينيقية في ضوء اللغات
ّ الكنعانية:
ّ
بيطار) .جامعة دمشق.
العربية
ّ والتحويلية وقواعد اللغة
ّ التوليدية
ّ األلسنية
ّ زكريا ،ميشال (.)1٩86 ّ
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.
ّ المو ّسسة
(ط .)٢بيروت :ؤ
العربية.
ّ صرفية في اللغة
ّ وصوتية
ّ صوتية
ّ محمد جواد ( .)٢٠18دراسة ّ النوري،
العلمية.
ّ بيروت :دار الكتب
إعداد :د .علي ناصر الدين
111
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
النصيّة التداوليّة
ّ اللسانيّات
الم�لّفات
ّأو ًال -التعريف ،األعالم ،ؤ
النص ،حق ٌل معرفي جديد، النص ّية ) ،(Linguistique textuelleأو علم ّ اللسانيات ّّ
ّ
اللسانية المعاصرة ّ سبعينيات القرن العشرين ،أفا َد من الدراسات ّ تكو َن بالتدريج في ّ
مقوالت جديدة تقوم على أساس ٍ وأسس عليها واألسلوبيةّ ، ّ والبنيوية
ّ كلسانيات الجملة
ّ
النص أنّها متداخلة االختصاصات، لسانيات ّ ّ أهم خصائص التداولي .ومن ّ التحليل
ّ
ترتكز على ع ّدة علوم ،وتتأثّر بالمناهج واألدوات والمقوالت التي تقوم هذه العلوم
ضرورية ومتكاملة ّ مكونات
أيضا أ ّن «اللغة ترتكز على ثالثة ّ عليها .ومن خصائصها ً
هي :التركيب ،والداللة ،والوظيفة .أضف إلى ذلك ،أ ّن للّغة ثالثة مظاهر :مظهر
خطابي ،ومظهر تواصلي ،ومظهر اجتماعي» (حمداوي ،٢٠15 ،ص.)٧
ّ ّ ّ
اللغوي المعاصر،
ّ والتحليل التداولي للخطاب مجا ٌل معرفي من مجاالت البحث
ّ ّ
«يُعنى بدراسة التواصل بين المتكلّم والمتل ّقي ،أو بمعنى آخر يُعنى بدراسة الرموز التي
معينة دون
رموز ّ ٍ الموثّرة في اختيار
عملية التواصل ،والعوامل ؤ ّ يستخدمها المتكلّم في
والمخاطب في
َ أخرى ،والعالقة بين الكالم وسياق حاله ،وأثر العالقة بين المتكلّم
البراغماتية» (بعلبكي ،1٩٩٠ ،ص .)3٩٠وأوسع ّ بالتداولية أو
ّ الكالم ،وهذا يُعرف
القصدي .وعليه ،فإنّها تنطوي على تفسير ّ للتداولية «أنّها دراسة الفعل اإلنساني ّ تفسي ٍر
ّ
المركزية
ّ معين .وبناءً على هذا ،ينبغي على المفاهيم أفعال يُفترض القيام بها إلنجاز غرض ّ
وفعال .وإذا افترضنا أ ّن الوسائل و /أو ً وخط ًة ّ تتضمن اعتقا ًدا وقص ًدا ّ التداولية أن
ّ في
ِ
جميعها، التداولية تستأثر لتشتمل على وسائل التواصل الغايات تنطوي على تواصل ،فإ ّن
ّ
الرمزية» (يول ،٢٠1٠ ،ص.)13٧ ّ الشفاهية وغير ّ التقليدية وغير
ّ بما فيها الوسائل غير
112
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
التحليلية مع األميركي
ّ التداولية إلى اتّجاه الفلسفة
ّ وترجع جذور مصطلح
ّ
موريس ) ،)1٩٧٩-1٩٠1( (Ch. W. Morrisعنى به عالقة العالمات بمستعمليها
اإلنكليزي أوستن ))1٩6٠-1٩11( (J. L. Austin
ّ أسس(أرمينكو ،1٩8٧ ،ص)6؛ ثم ّ
تداولية «أفعال الكالم» ،في كتابه كيف نصنع األشياء بالكلمات؟ (-1٩55
ّ بعده
أهم بحوثه «المنطق
)1٩6٢؛ وكرايس ) ،)1٩88-1٩13( (H. P. Griceومن ّ
القصدية:
ّ مولّف كتاب
ثم جاء سيرل ) ،)1٩3٢( (J. R. Searleؤ والحوار» (ّ .)1٩6٧
النظرية.
ّ بحث في فلسفة العقل (ّ ،)1٩83
فطور هذه
العربية هو د .طه عبد الرحمن ،في كتابه
ّ التداولية في
ّ ّأو ُل َم ِن استعمل مصطلح
في أصول الحوار وتجديد علم الكالم ( ،٢٠٠٠ص ،)٢8حيث قال« :وقد َ
وقع
مقابال للمصطلح «براغماتيقا» ألنّه
ً التداوليات،
ّ اختيارنا منذ 1٩٧٠على مصطلح ُ
معا».
معنيين« :االستعمال» ،و«التفاعل» ً
يوفي المطلوب ح ّقه ،باعتبار داللته على َ
التداولية والثورة التي جاءت بها في تعاملها مع
ّ النص من مفاهيم
علم ّلقد أفاد ُ
للتطور ،إضاف ًة إلى قدرته على استيعاب علوم
ّ متحركة وقابلة
ّ نظرية
ّ اللغة ،ما جعله
التداولية ،وأعداد أعالمها ،ابتداءً
ّ تنوع مفاهيم
متع ّددة ومختلفة ،وأ ّدى ذلك إلى ّ
البراغماتية؟» (عبد
ّ من بيرس ) (Peirceفي مقال نشره عام ،1٩٠5بعنوان «ما هي
السالم ،٢٠14 ،ص.)1٠6
التداولية ،إلى أ ّن العديد من األلفاظ لن تجد تفسيرها في
ّ عراب
وذهب كرايسّ ،
يميز هذا المنهج تداولي .ورأى أ ّن ما ّ المنهج الداللي ،ولكن في منهج تحادثي أو
ّ ّ ّ
للتوصل إلى مجموعة من االستدالالت عن ّ السامع ينبري أن ة،االستداللي
ّ هو طبيعته
المعنى الذي قص َده المتكلّم ،اعتما ًدا على معنى ما قاله المتكلّم ،وعلى االفتراضات
العامة التي يحرص المتكلّم عاد ًة على اتّباعها
التواصلية ّ
ّ �
السياقية والمباد ؤ
ّ المسبقة أو
ّ
في أثناء المحادثة ،وبهذا يصل السامع إلى «تضمينات» ما قاله المتكلّم (يول ،ص.)13
وهدف أوستن ،في «محاضرات وليم جيمس» في جامعة هارفرد ( ،)1٩55إلى َ
وتحولت هذه المحاضرات إلى ّ تأسيس اختصاص فلسفي جديد هو فلسفة اللغة،
ّ
اللسانية (عبد السالم ،ص .)1٠6وتمحورت جهود أوستن في الدرس ّ التداولية
ّ نواة
التداولية
ّ آليات المقاربةآلي ًة من ّ
الكالمية» التي أصبحت ّ
ّ نظرية «األفعال
التداولي على ّ
ّ
النظرية من «أ ّن ك ّل ملفوظٍ
ّ مركزية في كثير من أعمالها .وتنطلق هذه
ّ للنصوص ،ونوا ًة
113
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
نشاطا ما ّد ًّيا
ً وفضال عن ذلك ،يُ َع ّد ً تأثيري،
ّ إنجازي
ّ شكلي داللي ٍّ ينهض على نظامٍ
ّ
إنجازية (كالطلب واألمر والوعد والوعيد،)... ّ ض
قولية لتحقيق أغرا ٍ أفعاال ّ يتوسل ً نحو ًّيا ّ
تخص ردو َد فعل المتل ّقي (كالرفض والقبول)؛ ومن ثَ ّم فهو فع ٌل يطمح ّ تأثيرية
ّ ٍ
وغايات
شيء ما» موسسات ًّيا ،ومن ثَم إنجاز ٍ
ّ خاطب ،اجتماع ًّيا أو ؤ ّ الم َ إلى أن يكون ذا تأثي ٍر في ُ
الكالمية :أفعال ّ نوعين من األفعال ميز أوستن بين َ (صحراوي ،٢٠٠5 ،ص .)4٠وقد ّ
إخبارية ،وهي أفعال تصف وقائع العالم الخارجي ،وتكون صادقة أو كاذبة؛ وأفعال ّ
ّ
ق أو كذب ،بل توصف بصد ٍ نج ُز بها ،في ظروف مالئمة ،أفعا ٌل أو تُ ؤو ّدى ،وال َ أدائية ،تُ َ ّ
والوصية ،واالعتذار ،والرهان، ّ تكون «موفّقة» أو «غير موفّقة» ،ويدخل فيها التسمية،
اإلنجازية
ّ قوتها س من ّ الكالمية على أسا ٍ ّ ف أوستن األفعال والنُّصح ،والوعد .وصنّ َ
التعهد ،وأفعال السلوك، خمسةَ أصناف وهي :أفعال األحكام ،وأفعال القرارات ،وأفعال ّ
وأفعال اإليضاح (نحلة ،٢٠٠٢ ،ص .)46 ،44-43وانطال ًقا من ذلك ،رأى أ ّن أفعا َل
األساسية ليست إيصال ّ الوظيفية ،وأ ّن وظيفة اللغة ّ التداولية
ّ آلياتآليةٌ من ّ الكالم ّ
مو ّسسة تتك ّفل بتحويل األقوال التي تصدر المعلومات والتعبير عن األفكار ،إنّما هي ؤ
اجتماعية (بلخير ،٢٠٠3 ،ص.)155 ّ سياقية إلى أفعال ذات صبغة ّ ضمن معطيات
اللغوية ومراعاة مقاصد المتكلّمين، ّ ليوكّد الربط بين العبارة وجاء جون سيرل ؤ
فعمل على متابعة المشروع الفلسفي الذي بدأه أستاذه أوستن (صحراوي ،ص،)44
ّ
المنهجية التي تقوم عليها نظرية ّ وقد أحكم سيرل ما صنّفه أوستن ،فوضع األسس
أساسية تالية .وقد صنّف سيرل أفعال الكالم ّ الكالمية» ،فكان عمله مرحلة ّ «األفعال
اإلنجازي فيها هو نق ُل المتكلّ ِم ّ اإلخباريات ) ،(Asseritivesوالغرض ّ خمسة أصناف:
أمينا ،وهو يحتمل الصدق والكذب ،فإذا تح ّققت أمانةُ وصفا ً ً الواقع أو وص ُفه َ
ناجحا ،واتّجاه ً إنجازا تا ًّما أو ً المتكلّم في النقل أو الوصف فقد أُنجزت األفعال
تعبر عنها هي النفسية التي ّ ّ المطابقة فيها يكون من القول إلى العالم ،والحالة
واإلعالنيات
ّ (الصراف ،٢٠1٠ ،ص)٢٠5؛ ّ «االعتقاد» ،أي اعتقاد المتكلّم بما يقول
تغييرا في الوضع ً ح ِدث مجرد التصريح بها يُ ْ ّ ) ،(Déclarationsوهذا النوع من األفعال
«أنت مطرو ٌد من الوظيفة» يترتّب عليه طر ٌد َ للمر�وس
ؤ فمجرد قول الرئيس ّ القائم،
اإلعالنيات وجود ُعرف ّ شترط لنجاح إنجاز أفعال للموظف من وظيفته ،ويُ َ ّ فعلي
ّ
التنظيمية
ّ مو ّسسة خارج اللغة ،أي إلى نسق من القواعد لغوي» ،فهي تحتاج إلى ؤ ّ «غير
والسمة المم ِّيزة لهذا الصنف من ِّ اللسانية (ص،)٢٠8 ّ يُضاف إلى نسق القواعد
114
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
القضوي للعالم الخارجي؛ ّ األفعال أ ّن أداءها الناجح يتمثّل في مطابقة محتواها
ٍّ
اإلنجازي فيها هو التزام المتكلّم بفعل شيء ّ واإللتزاميات ) ،(Commissivesوالغرض ّ
الضروري إلنجاز هذه األفعال يتأتّى من خالل ّ ما في المستقبل ،وشرط اإلخالص
تحقيق وجود القصد بصورة حا ّدة لدى المتكلّم ،واتّجاه المطابقة فيها من العالم
يعبر والتعبيريات ) ،(Expressivesوهي األفعال التي ّ ّ إلى الكلمات (ص)٢1٢-٢11؛
ع مح ّدد شيء بعينه ،أو موضو ٍ ص ما ،أو ٍ النفسية تجاه شخ ٍ فيها المتكلّم عن حالته
ّ
التعبيريات ّ المو ّيدين لسيرل ؤيوكّدون عدم وجود اتّجاه مطابقة في أو فكرة ...وإ ّن ؤ
التعبيريات هو التعبير عن الموقف النفسي ّ اإلنجازي في
ّ (ص .)٢13إ ّن الغرض
ّ
تعبيرا يتوافر فيه شرط اإلخالص ،ويدخل في هذا الصنف أفعال الشكر ،واالعتذار، ً
والتوجيهيات ) ،(Directivesوالغرض ّ والتهنئة ،والتعزية ،والتمنّي( ...نحلة ،ص)1٠4؛
المخاطب إلى أداء عم ٍل ما ،ويدخل في َ اإلنجازي فيها محاولة المتكلّم توجيه ّ
هذا الصنف األمر ،والرجاء ،واالستعطاف ،والتشجيع ،والدعوة والنصح ،واإلذن...
اإلنجازية غير المباشرة .وعليه، ّ اإلنجازية المباشرة ،واألفعال ّ ميز بين األفعال وقد ّ
نظرية أفعال الكالم ،فأوضح لك ّل فعل شروط إنجازه ،ووضع مجموعة ّ وسع سيرل ّ
الكالمية المباشرة إلى أفعال غير مباشرة .وعليه، ّ تتحول بها األفعال ّ من القواعد
واإلشاريات ّ المسبق
ّ أهمها :االفتراض آلياتّ ، تداولية أوستن وسيرل تقوم على ّ ّ فإ ّن
إخبارية ّ اللغوية ال تمتلك وظيفة واحدة ّ الكالمية .وهي ترى أ ّن الملفوظات ّ واألفعال
إنجاز ألفعال ُمس َّيرة َوفق مجموعة من القواعد من شأنها تغيير ٌ فحسب ،بل هي
وضعية المتل ّقي ،وتغيير منظومة معتقداته و/أو وضعه السلوكي ،ويتأتّى عن ذلك أ ّن ّ
ّ
اإلخباري ،وتحدي َد غرضه التداولي، ّ تشخيص مضمونه َ فهم الكالم وإدراكَه يعنيان َ
ّ
(الصراف ،ص.)٢14 ّ اإلنجازية
ّ وقوته
أي قيمته ّ
لنظريةّ ٍ
تطبيقات عديدة الهولندي،
ّ ثم ق ّدم فان ديك ( ،(Van Dijk) ) 1٩43اللساني
ّ ّ
نصية مختلفة ،وعالج الفعل الكالمي من حيث الموقع نماذج ّ َ «الفعل الكالمي» على
ّ ّ
نص ما (بصل وسعيد ،٢٠18 ،ص ،)٢3٩ووضع نظرية ّ في واإلنجاز والبنية واألثر
النص :مدخل متداخل االختصاصات (،)1٩8٠ «التفاعل واالتّصال» في كتابه علم ّ
الكالمية التي يمكن أن ّ وركّز في دراسته على التفاعل االتّصالي ،وعلى األفعال
ّ
نصية مح ّددة وتأثيراتها مو ّسسة ،ودرس العالقات بين بنية ّ ينجزها فرد أو مجموعة أو ؤ
المو ّسسات في المعرفة وتشكيل الرأي والمواقف ،ور ّد فعل األفراد أو الجماعات أو ؤ
115
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
اللغويّ كيفية دراسة االستعمال ّ أفكارا حول ً (فان ديك ،٢٠٠1 ،ص ،)٢6وعرض
والنصوص من خالل السياق االجتماعي على أنّه شك ٌل أساسي لالتّصال والتفاعل
ّ ّ
النص ضمن سياق االتّصال تتأثّر بمعرفة ّ بنية االجتماعي (ص ،)411وأشار إلى أ ّن
ّ
ويتم عبر ّ وسلوكهم، اآلخرين مواقف في وتأثيره النص
ّ بوظائف أو مقاصده الفرد أو
النص ّ مهمة علم ومو ّسسات (ص .)٢٧وح ّدد فان ديك ّ إنتاجها تواصل جماعات ؤ
اللغوي وأشكال االتّصال ،وأعاد ّ في وصف الجوانب المختلفة ألشكال االستعمال
اللغوي واالتّصال دراسة متداخلة االختصاصات» ّ سبب نشوئه إلى «دراسة االستعمال
اللغوي ّ نصية مختلفة لالستعمال نصية وأبنية ّ (ص ،)15وعمل على إيجاد أشكال ّ
واالتّصال والتفاعل ،وبحث في شروطها وتأثيراتها ووظائفها (ص .)11وقصد
الصحفية والحكايات ّ العالجية والموا ّد ّ اليومية واألحاديث ّ بالنصوص المحادثات
والقصص والقصائد ونصوص الدعاية والخطب وإرشادات االستعمال والكتب
المدرسية والنقوش ونصوص القانون ومقاالت الصحف ونتاجات وسائل اتّصال ّ
معينة االجتماعية في لغة أو في ثقافة ّ ّ والمو ّسسات ؤ أخرى والمحادثات والمواقف
النص أل ّن الناس المركزي في علم ّّ (ص .)1٩ويشكّل علم النفس االجتماعي الحقل
ّ
ويسعون الى إيجاد اتّصال ما َ أنفسهم، عن يعبروا
اجتماعيون يتح ّدثون لكي ّ ّ أفراد
من خالل تفاعل اجتماعي ،حيث ينبغي أن ؤيوثّر المتح ّدث في السامع من خالل
ّ
نص فإنّنا نعبر عن ذلك في ّ النص؛ فنحن نطلب ونأمر ونوصي ،وحين ّ المنطوق ّ /
الكالمية» ّ سمى «األفعال اللغوية ،التي تُ ّ ّ ووصف تلك األحداث ُ نقيم حد ًثا اجتماع ًّيا.
البراغماتية التي تنتمي إلى ّ بخاصية المنطوق ،هو مجال ّ المميزة المرتبطة ّ وأبنيتها
علم اللغة كانتمائها إلى علم النفس االجتماعي والفلسفة (ص.)٢6-٢5
ّ
يضم في الغالب شي ًئا آخر غير نصوص ّ النص بعلم التاريخ الذي ال ويرتبط علم ّ
مو ّرخين ،ومصادر ،ومذكّرات ،وأخبار ،)...ومن هذا ذات طبيعة متباينة (وثائق ؤ
وضوحا ً النص التاريخي ،ألنّه يمكن أن يح ّقق المنظور ليس علم التاريخ سوى علم ّ
ّ
أي ظروف النص المتباينة على امتداد الزمان ،وتحت ّ ّ كيفية تغيير أشكال ّ حول
وثقافية يحدث هذا التغيير (ص .)3٢-31ويرى فان ديك أ ّن ّ واجتماعية
ّ سياسية
ّ
المستويين الداللي َ بالتداولية ،وهو يربط بذلك بين ّ يتحصل ّإال ّ تفسير الخطاب ال
ّ
اللغوي
ّ الضروري أن يُح َّدد االتّصال ّ والتداولي (بصل وسعيد ،ص ،)٢4٠وأنّه من
ّ
من خالل مفاهيم التفاعل (فان ديك ،ص.)361
116
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
ثانيا -مصطلحات
ً
تحليل الخطاب ) :(Analyse de discoursدراسة استعمال اللغة مع اإلشارة إلى
الموثّرة في التواصل (يول ،ص .)188ويكون ؤ والنفسية
ّ االجتماعية
ّ العوامل
تخص ًصا ،حيث يميل إلى التركيز
ّ المنظور التداولي ضمن دراسة الخطاب أكثر
ّ
كتب ،على الرغم من إيصاله ،ضمن الخطاب مميزات ما لم يُ َقل وما لم يُ َ
على ّ
المراد تحليله (ص.)1٢8
الكم ،ومبدأ الكيف ،ومبدأ المناسبة،
ّ مبدأ التعاون ) :(Principe de coopérationمبدأ
ومبدأ الطريقة.
117
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
اللغوي وسياق الحال أو الموقف. ّ السياق أو المقام ) ،(Contexteوهو نوعان :السياق
أهمها :االفتراض التداولية ) ،(Les implicitesومن ّ ّ متض َّمنات القول أو المقتضيات
المس َّبق واألقوال المضمرة.
االجتماعية.
ّ الخطابية،
ّ الزمانية،
ّ المكانية،
ّ الشخصية،
ّ اإلشاريات ) ،(Deixisوهي أنواع: ّ
فرعية :فعل القول (أو ّ أفعال الكالم ) ،(Actes illocutoiresوتنقسم إلى ثالثة أفعال
اإلنجازي ،أو الفعل الغرضي)، ّ المتضمن في القول (أو الفعلّ فعل التل ّفظ) ،الفعل
ّ
التأثيري).
ّ والفعل الناتج عن القول (أو الفعل
الحجاجي التداولي يحتوي على ثالثة الحجاج ) ،(Argumentationوالخطاب ِ ِ
ّ ِ ّ
مستويات :مستوى أفعال الكالم المتداولة في الحجاج ،مستوى السياق ،مستوى
الحوارية.
ّ
الحوارية ) ،(Dialogismeولها مراتب :الحوار ،المحاورة ،التحاور. ّ
الموازاة )(Parallélisme التكافو )(Equivalence
ؤ اإلبراز )(Foregrounding
القصدية ) (Intentionnalitéاالستلزام الحواري )(L’implication conversationnelle
ّ ّ
المرجعية )...(Référence
ّ نظرية المالءمة ) (Théorie de la pertinenceاإلحالة أو ّ
نحيل الطالب على معاجم :ديكرو وسشايفر ()٢٠٠٧؛ شارودو ومنغنو ()٢٠٠8؛
موشلر وريبول (.)٢٠1٠
التداولي للخطاب
ّ ثال ًثا -إجراءات التحليل
يهتم التحليل التداولي للخطاب بما يلي: ّ
ّ
تحليل اللغة على مستويات ثالثة :المستوى التركيبي ،والمستوى الداللي،
ّ ّ
والمستوى التداولي ،من دون عزل أحدها عن اآلخر.
ّ
المس َّبق (أو اإلضماراتالتداولية) :االفتراض ُ
ّ دراسة متض َّمنات القول (أو المقتضيات
التداولية) واألقوال المضمرة.
ّ
واالجتماعية.
ّ والخطابية،
ّ والمكانية،
ّ والزمنية،
ّ الشخصية،
ّ اإلشاريات:
ّ دراسات
واإلعالنيات،
ّ (اإلخباريات،
ّ وموقفيتها :مجاالت أفعال الكالم
ّ الكالمية
ّ دراسة األفعال
التأكيدي ،وأصناف
ّ والتوجيهيات) ،والفعل الكالمي
ّ والتعبيريات،
ّ وااللتزاميات،
ّ
ّ
118
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
رابعا -ميادين
ً
الشفوية والمكتوبة في مجاالت :األدب ،والتربية ،وعلم النفس،
ّ تحليل الخطابات
جدلية
ّ نفسية،
ّ تعليمية،
ّ أدبية،
واإلعالم ،والسياسة ،واالجتماع ،والقانون( ...خطابات ّ
علمية ،خطابات المحادثة.)...
ّ جاجية،
ّ ِ /ح
119
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
120
النص ّية التداول ّية
ّ اللسان ّيات
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
التداولية.
ّ النظرية
ّ المسرحي في ضوء
ّ بلخير ،عمر ( .)٢٠٠3تحليل الخطاب
الجزائر :منشورات االختالف.
المسرحي« :أوديب» لتوفيق الحكيم ّ تداولية الحوارّ حجيلي ،نجاة (.)٢٠1٧
محمد بوضياف ،الجزائر. ّ أنموذجا( .رسالة ماستر بإشراف د .خليفة عوشاش) .جامعة ً
زغير ،هادي سدخ (« .)٢٠1٧قصيدة أحمد الزعتر للشاعر محمود درويش :دراسة
تداولية» .مجلّة األستاذ (المجلّد ،1العدد .61-13 ،)٢٢1 ّ
نموذجا.
ً الشعري :جمهرة أشعار العرب ّ النص
ّ تداولية
ّ شيتر ،رحيمة (.)٢٠٠8
(أطروحة دكتوراه بإشراف د .عبد القادر دامخي) ،جامعة باتنة ،الجزائر.
النص ومجاالت تطبيقه. ّ محمد األخضر ( .)٢٠٠8مدخل إلى علم ّ الصبيحي،
العربية للعلوم ناشرون. ّ بيروت :الدار
الحجاج :دراسات وتطبيقات (ط .)1تونس: نظرية ِ ّ صوله ،عبد اهلل ( .)٢٠11في
مسكيلياني للنشر.
األكاديمية
ّ النص والخطاب واالتّصال (ط .)1القاهرة: ّ محمد (.)٢٠14 ّ العبد،
الحديثة للكتاب الجامعي.
ّ
التداولية في تحليل الخطاب :الخطاب ّ «آليات عواد ،عبد القادر (مايو ّ .)٢٠11 ّ
الكويتية (العدد .4٢-٢5 ،)4٩٠ ّ أنموذجا» .مجلّة البيان
ً األدبي
ّ
التداولية في مقاربة نصوص التراث :خطبة الجهاد ّ «آليات (تموز ّ .)٢٠٢٠ نبها ،أكرم ّ
اإلنسانية (العدد .61-٢3 ،)4ّ جامعية في اآلداب والعلوم ّ أنموذجا» .مجلّة دراسات
ً
إعداد :د .أكرم نبها ود .علي ناصر الدين
121
علم التش ّ
كل الصوت ّي (الفونولوجيا)
الصوتي
ّ ّ
التشكل علم
(الفونولوجيا)
الم�لّفات
وأهم ؤ
ّ ّأو ًال -التعريف وأبرز األعالم
المقطعية
ّ تنتمي الفونولوجيا إلى علم الفونيمات ) ،(Phonematicأو دراسة الظواهر
وخصوصا النغمات ،والنبرة (مونان،
ً المقطعية،
ّ والعروض ،أو دراسة الظواهر فوقَ
فرق تروبتسكوي علم األصوات ) (Phoneticsعن علم الفونولوجيا ،٢٠1٢صّ .)31٢
)(Phonology؛ ففي علم األصوات تنتمي دراسة الصوت إلى الحدث الكالمي ،وفي
ّ
علم الفونولوجيا تنتمي دراسة الصوت إلى نظام اللغة ).(Trubetzkoy, 1962, p. 11
الفونتيكا ) :(Phoneticsتدرس الصوت اإلنساني ،وكيف يختلف ك ّل صوت عن
ّ
.وتدرس الطريقة التي (Acoustic اآلخر؛ كما تدرس الخصائص الصوتية )phonetics
ّ
كيفية إنتاج أصوات
ّ يتل ّقى فيها المستمعون األصوات ) .(Auditory phoneticsوتدرس
الصوتية ).(Fromkin, 2003, p. 235) (Articulatory phonetics
ّ اللغة في المسالك
الفونولوجيا )« :(Phonologyهو العلم الذي يدرس أصوات اللغة من وجهة نظر
اللغوي» ) .(Dubois, 2002, p. 362تعود الفونولوجيا إلىّ وظيفتها في نظام االتّصال
الصوتية
ّ الذهنية للمتكلّم ،أو األنماط
ّ الصوتية وأنماط الصوت في القواعد
ّ التمثّالت
خاص يتمثّل في مجموعة األصوات التي ّ اإلنسانية؛ فلك ّل لغة نمط صوتي
ّ للّغة
ّ
وعمليات الحذفّ تكونها ،وتراكيب األصوات المسموح بإدخالها إلى هذه اللغة ّ
سمىالكالمية وأنظمتها وأنماطها تُ ّ
ّ والتغيير .إ ًذا ،دراسة الطرائق التي ؤتولّف األصوات
فونولوجيا ) ،(Fromkin, p. 273ومن فروع هذا العلم:
122
علم التش ّ
كل الصوت ّي (الفونولوجيا)
فاعلية القطع
ّ الصوتية» ،وتتمثّل الوظيفة المنشودة في اكتشاف مدىّ «علم الوظائف
يتغير
المهم في التمييز بين المعاني ،إذ ّّ الصوتية في تأدية وظيفة التبليغ ،ودورها
ّ
يتوجه إلى كسر توازن النظام القائمّ .أما الهدف
ّ بتغير اللفظ .والهدف الثاني
المعنى ّ
التعبيرية وقدرتها على
ّ الصوتية الكتشاف الطاقة
ّ الثالث فيتجلّى في استغالل الفوارق
السياقية.
ّ مهمة في الكلمات واألنظمة إدخال تعديالت ّ
م�لّفاتهم :الخليل بن أحمد الفراهيدي،
من أعالمه العرب ،قدماء ومحدثين ،ومن ؤ
العين؛ سيبويه ،الكتاب؛ ابن ِجنّي ،الخصائص و ّ
سر صناعة اإلعراب؛ إبراهيم أنيس،
حسان ،مناهج البحث في اللغة؛ أحمد مختار عمر ،دراسة اللغوية؛ ّ
تمام ّ ّ األصوات
اللغوي؛ كمال بشر ،علم األصوات...
ّ الصوت
ثانيا -مصطلحات
ً
وظيفية،
ّ التمييزية األولى من التمفصل الثاني .إنّه َوحدة
ّ الوحدة
.1الفونيم )َ :(Phoneme
معينة في التفريق بين الدالالت«القابلية في أن يُستخ َدم داخل لغة ّ
ّ وله وح َده
العقلية.
ّ شبهه تروبتسكوي بصورة الصوت الفكرية» (مونان ،صّ .)331
ّ
معجمية تنتمي إلى قوائم غير محدودة أو مفتوحة
ّ .٢المونيم )َ :(Monemeوحدة
(ص.)453
األميركيون المورفيم بمعنى
ّ اللسانيون
ّ .3المورفيم ) :(Morphemeيستخدم
المونيم (ص.)453
المجردة في بيئات مختلفة
ّ حقيقية للوحدات
ّ .4األلوفون ) :(Allophoneمنطوقات
).(Fromkin, p. 283
.5المماثلة ) :(Assimilationأن يتماثل فونيم مع فونيم آخر أي أن ّيتحد معه،
أو يقربه في الصفة والمخرج ،نتيجة التفاعل الذي يحدث بين األصوات
المتجاورة في السياق الكالمي ).(Jones, 1922, p. 101-102
ّ
.6الحذف ) :(Effacementإسقاط حرف أو أكثر من الكلمة الواحدة ،أو بين
معين يتطلّبه نطقها ،وبهدف تقصير ِص َيغ
كلمتين متجاورتَين ،لتدارك جهد ّ َ
الكلمات ).(Jespersen, p. 330
124
علم التش ّ
كل الصوت ّي (الفونولوجيا)
رابعا -ميادين
ً
أ .في األدب واللغة:
والشعرية ،والخطب
ّ األدبية،
ّ الصوتية على أشكالها في األعمال
ّ دراسة ِ
البنى
على أنواعها.
اللغوي اإلنساني (التعليم ،اإلدراك ،اكتساب اللغة.)...
ّ النفسية للسلوك
ّ الدراسة
ّ
125
علم التش ّ
كل الصوت ّي (الفونولوجيا)
126
ّ علم التش
)كل الصوت ّي (الفونولوجيا
تطبيقية
ّ سادسا– قراءات
ً
.المصرية
ّ مكتبة األنجلو: مصر.)5اللغوية (ط
ّ األصوات.)1٩٧5( إبراهيم،أنيس
. عالم الكتب: القاهرة.اللغوي
ّ دراسة الصوت.)1٩٩٧( أحمد مختار،عمر
: بيروت.)3� والمصطلحات (ط الفروع والمباد ؤ:األلسنية
ّ .)٢٠1٢( هيام،كريدية
ّ
.ال دار نشر
دار النهضة: بيروت.)1 الواضح في تصوير الحروف (ط.)٢٠14( ندى،مرعشلي
.العربية
ّ
- Jakobson, Roman (1976). Six leçons sur le son et le sens. Paris: Minuit.
- Martinet, André (1960). Eléments de linguistique générale. Paris: Armand Colin.
127
اللسان ّيات الحاسوب ّية
اللسانيّات الحاسوبيّة
128
اللسان ّيات الحاسوب ّية
األول من القرن العشرين (،)1٩48 ت َّم اختراع جهاز الحاسوب في أواخر النصف ّ
اللغويةّ .أما َبدء استخدام الحاسوب ّ تقنية استخدامه في الدراسات تطورت ّ ومن ثَ ّم ّ
زمنية مختلفة ،وفي دو ٍل متع ّددة من العالم. فتم على مراح َل ّ في دراسة اللغة ّ
كانت بداية هذا العلم الحقيقية في الغرب مع وارين ويفر )(Wareen Weaver
ّ
التحويلية ،حيث قامت بتطبيق األسس ّ التوليدية
ّ النظرية
ّ ( ،)1٩٧8-18٩4بعد ظهور
رياضية من
ّ اللغوي ،ومن ثَ ّم صياغة اللغة صياغ ًة ّ الرياضية على التحليل
ّ والمعادالت
أجل برمجتها في الحاسوب ،وذلك بغرض استقراء قواعد مقنّنة ودقيقة.
العربية
ّ محرك لخدمة اللغة ّ الشرعية ّأول ّ ّأما في العالم العربي فكانت العلوم
ّ
وتطور االهتمام
ّ سبعينيات القرن العشرين. ّ حاسوب ًّيا ،إذ بدأت أولى التجارب في
األول مناللغوي ،وبدأ بالتخطيط لها وتنفيذها في النصف ّ ّ باتّجاه خدمة اإلحصاء
الثالثية
ّ الثالثية وغير
ّ اإلحصائية للجذورّ عام ،1٩٧1وكان الثمرة صدور الدراسة
للجوهري (3٢4هـ) .ومن جهود العلماء العرب أ ّن التجارب ّ الصحاح
لمعجم ِّ
ثم على للعربية والحاسوبّ ، ّ صصت مولّفات ُخ ِّ األولى في هذا المجال تمثّلت في ؤ
العلمية ،أو ضمن أعمال ّ والدوريات
ّ المجالت ّ هيئة مقاالت وبحوث نُشرت في
لع ْوربة الحاسوب، العربية ،أو َ
ّ خاصة لحوسبة ّ ووضعت برامج ونُظم الموتمراتُ ،
ؤ
خاصا لعلم اللغة الحاسوبي ،كما في جامعة ًّ قسما
الجامعية ً
ّ الكليات
ّ وأنشأت بعض
ّ
األهلية بالرياض.ّ األمير سلطان
رواد هذا العلم عرب ًّيا :نبيل علي ،وعبد ذياب العجيلي ،ونهاد الموسى، من ّ
وإبراهيم أنيس( ...العارف ،٢٠٠٧ ،ص.)55-53 ،5٠-48
الحاسوبية
ّ اللسانيات
ّ .2تعريفات
(Natural الطبيعية
ّ التكنولوجية للّغة
ّ مسميات؛ منها الهندسة ّ لهذا العلم ع ّدة
) ،Languageوعلم اللغة الحاسوبي ) ،(Computational Linguistics = CLوسواهما .إنّه
ّ
كأداة ط ِّيعة لمعالجتها في اآللة ،وتتألّف مبادئه ٍ البشرية
ّ العلم الذي يبحث في اللغة
والداللية،
ّ والنحوية،
ّ الصوتية،
ّ التحليلية:
ّ العامة بجميع مستوياتها
ّ اللسانيات
ّ من
اإللكترونية (الكمبيوتر) ،ومن علم الذكاء االصطناعي ،وعلم ّ ومن علم الحاسبات
ّ
الحاسوبية علم
ّ اللسانيات
ّ الرياضيات (ص .)5٢ويمكن القول إ ّن ّ ثم علم
المنطقّ ،
اللسانيات ) (Linguisticsوعلوم الحاسوب ) ،(Computer Scienceوهو مجال ّ يربط بين
129
اللسان ّيات الحاسوب ّية
البشرية
ّ الطبيعية
ّ ينتمي إلى مجاالت الذكاء االصطناعي ،ويسعى إلى محاكاة اللغة
ّ
باآللة ،وبذلك يسعى المبرمجون جاهدين إلى توضيح العالقة بين الشكل في الجملة
آلية.
أو الكلمة والمعنى الذي يحمله هذا الشكل وتكوين تلك العالقة بصورة ّ
اللغوية في الحاسوبّ الحاسوبية هي العلم األلسني الذي يتناول الموا ّد
ّ األلسنية
ّ إ ّن
ّ
البشري
ّ اللغوية التي يقوم بها عادة الذهن ّ العمليات
ّ اإللكتروني ،فيستخدمه لمعالجة
ّ
رئيسين هما:
َ جانبين
َ الحاسوبية على
ّ اللسانيات
ّ (زكريا ،٢٠٠٢ ،ص .)٩6وتقوم
النظري العميق الذي يفترض كيف يعمل ّ النظري الذي يبحث في اإلطار
ّ الجانب
اللغوية؛ والجانب التطبيقي الذي يُعنى بالناتج ّ الدماغ اإللكتروني لح ّل المشكالت
ّ ّ
اإلنسانية
ّ العملي لنمذجة االستعمال اإلنساني للّغة ،وإنتاج برامج ذات معرفة باللغة
ّ ّ
(العارف ،ص.)53-5٢
الطبيعية:
ّ الحاسوبية ومعالجة اللغات
ّ وفي هذا السياق يمكن التمييز بين اللغة
واللغويات من منظار حاسوبي
ّ الحاسوبية هي تنظيم علمي يدرس معالجة اللغة
ّ اللغة
ّ ّ
الطبيعية فهي هندسة النظام
ّ فهم اللغة ،وتأليفها ،واكتسابهاّ .أما معالجة اللغة
وآليُ :
ّ
الذي يستعمل الحاسوب للقيام بأعمال هادفة باستخدام اللغة :استرجاع المعلومات،
التحقيق في المواضيع ،وجمع المستندات وتلخيصها ،تحليل المشاعر ووجهات
اآللية ،تحليل الخطاب ).(Johnson, 2012, p. 2 النظر ،الترجمة ّ
الطبيعية
ّ باختصار :علم اللغة الحاسوبي هو العلم الذي يسعى إلى معالجة اللغة
ّ
وإنتاجا.
ً وتحليال،
ً تخزينا،
ً آل ًّيا،
ثانيا -مصطلحات
ً
نصي يشبه في ترتيبه الكتاب الورقي المطبوع، الكتاب اإللكتروني ) :(e-bookملف
ّ ّ ّ ّ ّ
قابل للتص ّفح وللطباعة على ورق ،وللنسخ واالقتباس...
حادي اللغة أو ثنائي اللغة أو
ّ المعجم اإللكتروني ) :(Electronic Dictionaryمعجم أ ُ
ّ ّ
تضمه أقراص مدمجة ،أو مواقع على الشابكة ،أو جهاز مستق ّل لهذه الغاية. ّ أكثر،
اللغوية المرفقة بمعلومات وشروح وأمثلة وشواهد. ّ وهو مخزون مبرمج من المفردات
عمليات الترجمة بوساطة اآللة ،من ّ اآللية ) :(Machine Translationإجراء
ّ الترجمة
بشري الحق.
ّ بشري ،أو بتد ّخل
ّ دون تد ّخل
130
اللسان ّيات الحاسوب ّية
قاعدة البيانات ) :(Data Baseمصدر البيانات التي تُع َّرف وتُخزَّن لغرض االستعمال
في المستقبل .ويُطلق أحيا ًنا على قاعدة البيانات هذه اسم «قاعدة المعلومات».
المعلوماتية هو أ ّن البيانات عناصر تتشكّلّ والفرق بين البيانات والمعلومات في
منها المعلومات (القاسمي ،٢٠1٩ ،ص.)664
يتخصص في خزن النصوص ّ بنك الكلمات ) :(Word Bankنوع من قواعد البيانات
سمى النصوص المخزونة في الحاسوب بالمد َّونة ،أو المتن ،أو المد َّونة اللغوية .وتُ ّ
ّ
الحاسوبية.
ّ النص ّية
النص ّية ،أو المد َّونة ّ
ّ
تقنية المعلومات واالتّصاالت اإللكترونية ) :(E-governmentاستعمال ّ ّ الحكومة
المختصة ،وهذه الخدمةّ الحكومية
ّ الرسمية ،لدى الدوائر
ّ بإجراء المعامالت
العربية.
ّ تحظى باهتمام كبير في بعض الدول
البشرية:
ّ تقنيات لحوسبة المستوى الصوتي للّغات
ّ
توليد الكالم آل ًّيا ).(Speech Synthesis, Text-to-speech
التعرف اآللي على الكالم ).(Automatic Speech Recognition ّ
ّ
التعرف على المتح ّدث ).(Speaker Recognition, Speaker Identificationّ
قطعية ).(Algorithmic & Deterministic
ّ خوارزميات
ّ
الفهم األتوماتي ).(Automatic Understands
ّ
تمييز الكالم آل ًّيا ).(Automatic Speech Recognition
131
اللسان ّيات الحاسوب ّية
برمجيات
ّ التوصيفية المناسبة للفهم اآللي للعالقات على شكل
ّ 3تقديم الدراسة
ّ
(اإلحصاء والتجربة)؛
العملية على المبرمجين لتحويل الخدمة إلى معالجة بالعقل االصطناعي
ّ 4عرض
ّ
(المنهج التجريبي).
ّ
وأما المنحى التطبيقي فيعتمد على الخطوات األربع السابقة ،ويكمل:ّ
ّ
الخوارزميات واألكواد المناسبة؛
ّ البرمجية المستهدفة باعتماد
ّ 5يُنتج
لتتم محاكاته؛
اللغوي المناسب ّ
ّ 6يُنتج األنموذج
يجرب األنموذج وينقده؛
ّ ٧
8ينشر الخدمة للمستخدمين.
رابعا -ميادين
ً
الحاسوبية اليوم هي:
ّ اللسانيات
ّ أهم الميادين التي تُستخ َدم فيها
ّ
اللغوية واألسماء واألفعال والمشت ّقات ّ اللغوي :يمكن أن يطال الجذورّ اإلحصاء
وغير ذلك.
التخزينية وسرعة ّ والتقابلية :تستفيد من قدرة الحواسيبّ الدراسات المقارنة
المعالجة.
نفعا
العمليات ً ّ العملية أكثر
ّ نص :تُ َع ّد هذه
النص إلى كالم والكالم إلى ّ ّ تحويل
في هذا المجال ،ألنّها ستكون متوافرة لجميع الناس ،في حين قد ينتفع بعضهم
بالعمليات األخرى. ّ
واللغوي ،والمعجمي ،واألدبي ،والمحتوى ّ خزن التراث الديني، حفظ التراثْ :
ّ ّ ّ
التداولي.
ّ
حاسوبية تدعم السليقة :إ ّن ما يخدم التخزين والتداول اللغو َّيين ،صو ًتا أو كتابة،
ّ تطبيقات
اللغوية ،شرط أن تكون النصوص صحيحة مضبوطة .وبعض التطبيقات ّ يخدم السليقة
والتعليمية، التجريبية، كال من السليقة والتقعيد على ح ّد سواء ،وهي التطبيقات تخدم ًّ
ّ ّ
اإللكترونية،
ّ والتدريبية ،مثل :الكتاب اإللكتروني ،والبريد اإللكتروني ،والحكومة ّ
ّ ّ
تعليمية متع ّددة...
ّ التعليمية للشروح ،والعروض ،والمحاكاة ،ووسائط
ّ والبرمجيات
ّ
132
اللسان ّيات الحاسوب ّية
،وية
ّ والنح
ْ ،والصرفية
ّ ،اإلمالئية
ّ المعالجات:حاسوبية في خدمة التقعيد
ّ تطبيقات
... اإلعراب اآللي،اآلليان
ّ الضبط والتشكيل،ونماذج من المعجم اإللكتروني
ّ ّ
)11-1٠ ص،٢٠1٧ ،(أمهان
مصادر ومراجع-خامسا
ً
. جامعة اليرموك: إربد.)1العربية (ط
ّ الحاسوب واللغة.)1٩٩6( عبد ذياب،العجيلي
. دار تعريب: الرياض.)1العربية والحاسوب (ط ّ اللغة.)1٩88( نبيل،علي
مركز: الرياض.)1الحاسوبية (ط
ّ اللسانيات
ّ مدخل إلى.)٢٠1٧( مجموعة باحثين
.العربية
ّ الملك عبداهلل بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة
ّ
اللسانيات
ّ نحو توصيف جديد في ضوء:العربية ّ .)٢٠٠٠( نهاد،الموسى
.العربية للدراسات والنشر
ّ ؤ: بيروت.)1الحاسوبية (ط
المو ّسسة ّ
- Bolshakov, Igor and Alexander Gelbukh (2004). Computational Linguistics:
Models, Resources, Applications. Mexico: Instituto Politécnico Nacional.
- Clark, Alexander, Chris Fox and Shalom Lappin (2010). The Handbook of
Computational Linguistics and Natural Language Processing. Hoboken: Wiley-
Blackwell.
- Farghaly, Ali (2010). Arabic Computational Linguistics. Stanford: Center for
the Study of Language and Information.
- Johansson, Stig (2008). Contrastive analysis and learner language:
A corpus-based approach. University of Oslo.
- Johnson, Mark (October 2012). Natural Language Processing and Computational
Linguistics: from Theory to Application. Sidney: Macquarie University.
- Mitkov, Ruslan (2009). The Oxford Handbook of Computational Linguistics.
New York: Oxford University Press.
- Rosner, Michael and Roderick Johnson (1992). Computational Linguistics and
Formal Semantics. UK: Cambridge University Press.
133
اللسان ّيات الحاسوب ّية
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
العربية :المشاكل والحلول .القاهرة: ّ اآللية للّغة
َحمادة ،سلوى ( .)٢٠٠٩المعالجة ّ
دار غريب.
العربية
ّ اللغوية ودورها في معالجة النصوص
ّ المدونات
َّ الدكروري ،أيمن (.)٢٠18
العربية.
ّ (ط .)1الرياض :مركز الملك عبداهلل بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة
ّ
العربية
ّ العربي والتقنية :أبحاث في حوسبةّ مجموعة باحثين ( .)٢٠15الحرف
العربية.
ّ (ط .)1الرياض :مركز الملك عبداهلل بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة
ّ
وبخاص ٍة ما انتهى منها بعالمة*.
ّ أيضا قائمة مصادر المبحث ومراجعه، راجع ً
134
الموضوعات ّية
الموضوعاتيّة
م�لّفاتهم
ّأو ًال -تعريفها ،أعالمها ،ؤ
قصدالذاتية؛ بل يُ َّ الموضوعية ،نقيض
ّ ال يُقصد بـ «الموضوعاتية» )(Thématique
ّ َ
النص ّية التي تعالج الموضوعات /التيمات ) ،(Thèmesوالتي نمط من المقاربة ّ بها ٌ
النقدي خالل النصف ّ اجتمع أقطابها تحت لواء «مدرسة جنيف» ،وامت ّد نشاطها
ستي ّنيات ذلك القرن، جها في ّ وبلغت ْأو َ
ْ الثاني من القرن العشرين (،)1٩٩٠-1٩5٠
النقدية .وهي َمدينة لرواف َد كثيرة، مرحلة كانت تسيطر فيها مجموعة من المناهج ٍ في
ّ
والبنيوية...
ّ واألسلوبية،
ّ والوجودية،
ّ والنفسانية،
ّ والظاهراتية،
ّ الرومنسية،
ّ لع ّل أه َّمها:
النقدي المتراكم خالل عقود. ّ حتى لَيمكن ع ُّدها ابنة أو وريثة المجهود ّ
موضوعاتية الكاتب ،وهي مساره ّ موضوعاتيتان:
ّ والموضوعاتية ،في النقد األدبي، ّ
ّ
وموضوعاتية الناقد ،وهي ّ التخيلي؛ الحسي اإلبداعي في سبيل الوعي وتشكيل عالمه
ّ ّ ّ ّ ّ
موضوعاتية المبدع .ولك ّل ناقد موضوعاتي من ّ اكتشاف إلى سعيه في النقدي
ّ مساره
ّ
العامة.
ّ الر�ية
ومشروعه وأدواتُه ،وإن الت َقوا في ؤ ُ مساره
ُ الموضوعاتية
ّ أقطاب
بالفرنسية ،نذكر منهم: ّ وسويسريون وبلجيكي كتبوا ّ فرنسيون
ّ الموضوعاتية
ّ أبر ُز أعالم
ّ
غاستون باشالر ) :)1٩6٢-1884( (Bachelardفيلسوف فرنسي في العلوم وفي
ّ
يضم
ّ اهتم بالخيال اإلنساني الذي ّ الشعر ،كان األب الروحي للنقد الموضوعاتي.
ّ ّ ّ
مكونات الخيال الما ّد ّي كامنة في العناصر ّ النفسية ،ورأى أ ّن ّ جميع الوظائف
األربعة (النار ،والتراب ،والماء ،والهواء) ،وأ ّن أحالم اليقظة تخضع لعنص ٍر مسيطر
كتابا أو أكثر (-1٩3٧ من هذه العناصر الما ّد ّية األربعة .وقد أفرد لك ّل عنصر ً
وشاعرية أحالم اليقظة (.)1٩6٠ ّ شاعرية المكان (،)1٩5٧ ّ وبحث في َ ،)1٩48
135
الموضوعات ّية
النقدي الوعيّ جورج بوله ) :)1٩٩1-1٩٠٢( (Pouletناقد بلجيكيَ ،ف َرسا رها ِنه
ُ ّ
نسج العمل األدبي ويُقرأ .الكتابة، والوعي بالزمن /المكان ،وعلى نَولهما يُ َ بالذات
ّ ُ
المتأملة ،ما يُلزم الناقد اختراق وعي ّ كما القراءة /النقد ،معناها اكتشاف الذات
اإلنساني ( 4أجزاء، ّ أهم أعماله :دراسات في الزمن المولّف ،وأن يتماثل وعالَمهّ . ؤ
البروستي ( ،)1٩63الوعي ّ تحوالت الدائرة ( ،)1٩61الفضاء ّ ،)1٩68-1٩4٩
النقدي (.)1٩٧1 ّ
سويسري ،يكاد يكون وح َده ِمن ّ جان روسه ) :)٢٠٠٢-1٩1٠( (Roussetناقد
البالغية الملحاحة والجوانب ّ الموضوعاتيين َمن يولي الشكل والبنية والوجوه ّ بين
التقنية عناي ًة فائقة ،لالنتقال من الغياب إلى الحضور ،ومن الشكل إلى المعنى، ّ
الخالقة .من أعماله: ّ ومن الخارج إلى الداخل ،ومن العمل الفنّي إلى الذات
ّ
والخارجي ( ،)1٩68أسطورة دون جوان ّ الداخلي
ّ الشكل والداللة (،)1٩6٢
� الحميم (.)1٩86 ( ،)1٩٧8القار ؤ
سويسري ،تنتظم قراءته ّ جان ستاروبنسكي ) :)٢٠1٩-1٩٢٠( (Starobinskiناقد
ضمن موضوع حقل النظرة (كورناي راسين البرويير روسو ستندال).
ثالثية المراحل :القراءة ّ النقدية
ّ ر�يته النقدية ( )1٩٧٠ؤ ّ وصف في كتابه العالقة َ
تقنيات التحليل النفسي الموضوعية المستندة إلى ّ ّ العفوية المتعاطفة؛ الدراسة ّ
ّ
الحر والتفكير ّ والبنيوية وتاريخ األفكار؛ التفسير ّ واألسلوبية (ليو سبيتزر)
ّ (فرويد)
الحية ّ الشفافية والعائق ( ،)1٩5٧العين ّ روسو: ّ الطليق .من أعماله :جان جاك
متحر ًكا (.)1٩8٢ ّ ( ،)1٩61مونتاني
جان بيار ريشار ) :)٢٠1٩-1٩٢٢( (Richardناقد فرنسي من ألمع ورثة باشالر،
ّ
والحس ّ ل
ُ الخيا كان ا. شعرا وسر ًد ً للموضوعاتية وبالتطبيق عليهاّ اهتم بالتنظير ّ
تحو َل النقد الموضوعاتي إلى منهج متكامل .من أعماله: ِ
ّ النقدي ،ومعه ّّ َف َر َسي رهانه
لي
التخي ّ ّ والحس ّية ( ،)1٩54الشعر واألعماق ( ،)1٩55عالم ماالرمه ّ األدب
عشرة دراسة في الشعر الحديث ( ،)1٩64بروست والعالم ( ،)1٩61إحدى ْ
جهرية (جزآن...)1٩84-1٩٧٩ ، ّ المحسوس ( ،)1٩٧4قراءات ِم
جان بول فيبير )( (Weber؟) :هو ّأول من استعمل «الموضوع» بمعنى ذكرى
عشرة أعوام) ،وحولها تتمحور عامين إلى َ صدمة تعود إلى طفولة الكاتب (من َ
136
الموضوعات ّية
األنا المبدع ) :(Le moi créateurاألنا الحالم والواعي ذاتَه هو أشغولة النقد الموضوعاتي
ّ
ح ْسب ،بل هو يبتدعها الواقعي؛ فالكاتب ال يقول ذاته َف َ المولّف أو
ال األنا الكاتب أو ؤ
ّ
ويغير العالقة بين
الواقعيّ ، بديال من العالم عالما لغو ًّيا ً باستخدام الكلمات ،ويخلق ً
ّ
والسوريالية .قال جان روسه ):(1996, p. 14
ّ الصوفية
ّ الكلمات واألشياء ،كما تفعل
والخلق يصبح الفنّان ما هو عليه ،ال قبل وال َ سر العامل كامن في عمله .بالتأليف «إن ّ
شكال وداللة». ً بعد ...وبصنيعه يكتشف ذاته ...إذ يهب س َّره
يهتم النقد الموضوعاتي بعالقات األنا ّ العالقة بالعالم ):(La relation au monde
ّ
الحواس وأشياء العالم،
ّ دركات وم َ
النص ّي وما يحيط به من ظواهر المكان والزمان ُ ّ
عناصر تبدو متباعدة ومتناثرة في نتاج سرية بين ٍ
َ في محاولة للكشف عن قُربى ّ
ويبين كيف يخلق العم ُل اإلبداعي سعاد ًة وتواز ًنا نفس ًّيا عند صاحبه ّ األديب كلِّه،
ّ
ُّ
وإشكاليات الواقع ،ويُعيد اللحمة بين األنا الحالم واألنا وحال لمشكالته ومتناقضاته ًّ
ّ
المنجز .قال
َ المولّف ،في وبالعمل األدبي اإلبداعي واألنا ؤ الكاتب ،أو بين األنا
ّ ّ
تتصور الزمان والمكان ،وكيف تدرك ّ جورج بوله )« :(1976, p. 273ق ْل لي كيف
أيضا كيف تَعقد العالئق بالعالم الخارجي، تفاعل األسباب واألعداد ،وقل لي ً
ّ
«الفن محاولةٌ
ّ أق ْل لك من أنت» .وقال جان ستاروبنسكي ( ،1٩٧6ص:)٢58
وثأر ُمرجأ». إلصالح عالقة فاشلة بالناس واألشياءٌ ،
139
الموضوعات ّية
الموضوعاتية)؛
ّ نيوية (البنية
الب ّ الموضوعاتية ّتتجه ِتلقائ ًّيا نحو ِ
ّ فكأ ّن
الحسي والخيالي ،بما توافر للناقد الخاص،
ّ .3البناء /التأويل :بناء عالم المبدع
ّ ّ ّ
من موا ّد ،والكشف عن عالقة الذات بالموضوع ،والعالم بالوعي ،والمبدع
بعمله ،أي نقد الوعي.
الموضوعاتية في مراحل أو إجراءات ال يعني فصلها بعضها عن
ّ وتفصيل المقاربة
تماسك البناء الواحد.
َ بعض ،بل يعني تسلسلها وتماسكها
رابعا -ميادين
ً
ال ب ّد ،للوقوف على موضوعات الكاتب ،من أن يقرأ الناقد الموضوعاتي ك ّل ما
ّ
طويال من دون االهتمام
ً نصا عضو ًّيا واح ًدا أو اعترا ًفاب من أعما ٍل كاملة بوصفها ًّ كَ َت َ
الموضوعاتية (أو النقد الموضوعاتي)
ّ بالنوع أو الجنس األدبي ،ما يعني أ ّن ميادين
ّ ّ
المهم أ ّن على الناقد الموضوعاتي
ّ ومسرحا...
ً ونثرا ،سر ًدا
شعرا ً
األدبيةً ،
ّ هي النصوص
ّ
الصالت بين عناصرها األدبية وإظهار ِّ
ّ أن يسعى إلى الكشف عن تماسك األعمال
ِ
المبدع. المبعثرة وعالم
موضوعاتية ترصد
ّ وقد دعا الناقد الموضوعاتي جان بول فيبير إلى تأليف موسوعة
ّ
الحس ّية) في مختلف اآلداب ،واللغات،
ّ موضوعات األدباء وتعديالتهم (أو تشكّالتهم
منطلقا إلى رصد موضوعات حضارة ما ،أو عصر ،أو مدرسة ،أو ً والعصور ،وتكون
وتاليا تستضيء العلومُ
ً والحضارية،
ّ التاريخية
ّ األدبية إلى
ّ الموضوعاتيةَ
ّ طراز؛ فتتجاوز
وبخاص ٍة
ّ بديال من التحليل النفسي
ً واالجتماعية بالتحليل الموضوعاتي
ّ اإلنسانية
ّ
ّ ّ
الفرويدي ).(Weber, 1966, p. 66-71
ّ
العربية.
ّ كتب غاستون باشالر المترجمة إلى
وبخاص ٍة ما انتهى منها بعالمة *.
ّ أيضا قائمة مصادر هذا المبحث ومراجعه،راجع ً
- Poulet, G. (1971). La conscience critique. Paris: José Corti.
- ______ (1949-1968). Etudes sur le temps humain, 4 tomes. Paris: Plon.
- Richard, J. P. (1961). L’univers imaginaire de Mallarmé. Paris: Seuil.
- ______ (1964). Onze études sur la poésie moderne. Paris: Seuil.
- ______ (1979). Microlectures. Paris: Seuil.
- Starobinski J. (1961). L’œil vivant. Paris: Gallimard.
- ______ (1971). Jean-Jacques Rousseau: la transparence et l’obstacle. Paris:
Gallimard.
- Weber, J. P. (1960). La genèse de l’œuvre poétique. Paris: Gallimard.
- ______ (1963). Domaines thématiques. Paris: Gallimard.
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
السياب (ط.)1
البنيوية :دراسة في شعر ّ
ّ الموضوعية
ّ حسن ،عبد الكريم (.)1٩83
الجامعية للدراسات.
ّ المو ّسسة
بيروت :ؤ
عبد الحي ،أحمد ( .)٢٠٠6مفاتيح كبار الشعراء (ط .)1القاهرة :بلنسية للنشر
والتوزيع.
الشعري في شيخ الغيم وعكّازه الريح
ّ قسطنطين ،رزق اهلل ( .)٢٠11تشكُّل األنا
موضوعاتية (ط .)1بيروت :بيسان للنشر والتوزيع واإلعالم.
ّ لجوزف حرب :دراسة
الذاتية بين مصر
ّ الحب والموت من منظور السيرة ّ ل ُّبس ،جوزف (.)٢٠٠٩
ولبنان في أدب طه حسين وتوفيق الحكيم وعائشة عبد الرحمن وميخائيل نعيمة
عواد وليلى عسيران (ط .)1بيروت :دار المشرق. يوسف ّ
وتوفيق ُ
أسلوبية في
ّ موضوعاتية
ّ الروح والرائحة :دراسة سر ُّمرعشلي ،ندى (ّ .)٢٠1٩
العربية.
ّ َضوع الياسمين (ط .)1بيروت :دار النهضة
141
الموضوعات ّية
143
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
البنيويّة التكوينيّة
(غولدمان)
الم�لّفات
ّأو ًال -التعريف واألعالم وأبرز ؤ
التكوينية على يد الناقد الفرنسي ،الروماني األصل لوسيان ّ البنيوية
ّ بلور منهجتَ َ
ّ ّ
فالسفة سابقين كهيغل )(Hegel ٍ غولدمان ) (Lucien Goldmannبعد أن استأنف جهو َد
وماركس ) (Marxولوكاتش ) ...(Lukacsخالصة ما يجمع بين غولدمان وأساتذته من
دورا أساس ًّيا في فهم«الر�ية إلى العالم» التي أ ّدت ً ؤ مو ّسسي المنهج الجدلي مقولة ؤ
ّ
واألدبية الكبرى (بحري ،٢٠15 ،ص.)1٩ ّ الثقافية
ّ اإلبداعية
ّ األعمال
التاريخية ،ما يجعله ،من الناحية
ّ المادية
ّ مغمسة بأتربة الفلسفة أصول هذا المنهج ّ
والفكري
ّ االجتماعية التي اجتاحت العالم األدبي
ّ النقدية
ّ النقدية ،ثورة على األسس ّ
ّ
النص اإلبداعي ،والمسار الجدلية التي تح ّدد العالقة بين ّ ّ العملية
ّ نظرا إلى آنذاكً ،
ّ
األدبية ،انطال ًقا من
ّ العملية
ّ الفكري الذي إليه وح َده تُنسب ّ التاريخي االجتماعي
ّ ّ
الماركسية :الفكر يح ّدده الوجود ،وليس العكس ،وهذا انقالب واضح على ّ شعار
الهيغيلية.
ّ المثالية
ّ
التكوينية ،نقد ًّيا ،المرحلة الرابعة من مراحل
ّ البنيوية
ّ انسجاما مع ذلك ،تُشكّل ً
األيديولوجية
ّ النقد االجتماعي الماركسي ،بعد مرحلة االنعكاس ،ومرحلة الدراسة
ّ ّ
الر�ية إلى العالم. ؤ ومرحلة ، الطبقي والصراع
ّ
المجري
ّ التكوينية على المرحلة الثالثة التي وسمها الفيلسوف ّ البنيوية
ّ قامت
أدبية كبرى
جورج لوكاتش .يش ّدد أصحاب هذا المنهج على ّأال وجود ألعمال ّ
144
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
الر�ية ،ال يعود إلى رصد ر�ية إلى العالم .والبحث عن هذه ؤ ما لم يكن لها ؤ
أفكار الكاتب الواعية والمباشرة ،إذ «إ ّن الجوهر األساسي في العمل اإلبداعي،
ّ ّ
والفنية فحسب ،بل ّ ة العقلي
ّ ال يرجع إلى إمكانات ذلك الفرد المبدع ،وقدرته
فكرية وقدراتّ يرتبط بشكل حاسم بما يطلق المجموع االجتماعي من مقوالت
ّ
بالر�ية إلى
ؤ ضامة ،اتُّفق على تسميتها ّ جماعية واعية ،في شكل بنية شاملة أو ّ
الكونية» (أبو جهجه ،٢٠٠4 ،ص ،)11وذلك أل ّن األفراد ال ّ الر�يةالعالم أو ؤ
الفردية إلى ما هو أبعد، ّ ر�ى ،بل إ ّن العمل األدبي يتجاوز حدود تصدر عنهم ؤ
ّ
اللذين يُسهمان في خلق االقتصادي واالجتماعي َ ّ المحيطينَ أي إلى ما يرجع إلى
ّ
معينة ،ومن هذه الحركات تولد أفكار الجماعة التي يعود إليها الكاتب حركات ّ
اجتماعية« ،وال يُفهم سلوكه ،وال نتاجه ّ أو المبدع الذي يُ َع ّد جزءًا من مجموعة
اجتماعية ما (قد ال ينتسب ّ الفكريّ ،إال عبر فهم سلوك مجموعة ّ األدبي أو
ّ
اجتماعية مح ّددة حين يتعلّق األمر بأعمال وبخاصة سلوك طبقة ٍ الكاتب إليها)،
ّ ّ
مهمة» ).(Goldmann, 1959, p. 16-17 ّ
فردية الكاتب والجماعة المباشرة التي ينتمي إليها، التكوينية على ّ ّ البنيوية
ّ تعول
ال ّ
النص األدبي يقتصر على كشف العالقة بين مضمونه ومضمون وال ترى أ ّن دراسة ّ
ّ
االجتماعية ،أل ّن ذلك ير ّدنا إلى مرحلة االنعكاس التي كانت ترى ضرورة ترائي ّ الحياة
التكوينية إلى رصد
ّ البنيوية
ّ النص الذي يعكسها؛ بل تسعى االجتماعية في مرآة ّ ّ الحياة
الذهنية التي
ّ النص الدالّة ،والبنية البنياتِ ،بنية ّ البنيات ،وعلى رأس هذه ِ العالقة بين ِ
نظرا إلى الجانب الجدلي الذي يربط بينهما. وفكريةً ،ّ إبداعية
ّ عملية ّ أي تعود إليها ّ
ّ
الر�ية إلى العالم ،متأثّ ًرا بهيغل وماركس. وهذا األمر يعود إلى لوكاتش ،صاحب مقولة ؤ
األدبية والمجتمع ،ويربط ّ الجدلية بين األجناس ّ نظرية لوكاتش على «العالقة ّ وتقوم
تاريخية ،ويتراءى له
ّ األدبية بلحظة جدل ّ بالتطور االجتماعي ،والبنية ّ التطور األدبي ّ
ّ ّ
شكال أدب ًّيا يوافق ك ّل مرحلة من مراحل التاريخ االجتماعي .وهو يرفض ربط ً ثمة أ ّن ّ
ّ
جدلية العالقة بين
ّ االجتماعية ،ويبحث في ّ مضمون األثر الفني بمصالح الطبقات
ّ
(أيوب ،1٩٩٧ ،ص.)15٠ االجتماعية» ّ
ّ الشكلية والبنية ّ البنية
التكوينية تسعى إلى إعادة االعتبار للعمل األدبي ّ «البنيوية
ّ يمكننا القول :إ ّن
ّ
جدلية
ّ خصوصيته بدون أن تفصله عن عالئقه بالمجتمع والتاريخ ،وعن ّ والفكري في
ّ
التفاعل الكامنة وراء استمرار الحياة وتج ّددها»( .غولدمان وآخرون ،1٩86 ،ص.)٧
145
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
حضورا في ساحة هذا المنهج هما :جورج لوكاتش (التاريخ ً العلَمان األكثرَ
نظرية
ّ التاريخية،
ّ األوروبية ،الرواية
ّ الواقعية
ّ الطبقي ،دراسات فيّ والوعي
اإلنسانية
ّ سوسيولوجية الرواية ،العلوم
ّ الرواية ،)...ولوسيان غولدمان (مق ّدمات في
الخفي.)...
ّ والفلسفة ،اإلله
ثانيا -مصطلحات
ً
أي ظاهرة باعتبارها الشمولي في تفسير ّ الكل ّّية ) :(La totalitéهي تح ُّقق االكتمال
ّ
ثرة والمتأثّرة بها المو ّ
أخذا بعين االعتبار ك ّل األنظمة ،ؤ نسقا متكامل العناصرً ، ً
(بحري ،ص.)4٩-48
الداللية ) :(La structure significativeهي موضوع دراسة الباحث ،ذات ّ البنية
ر�ية ُمصاغة بشكل جدلي ،وهي المقصودة النص باعتبارها ؤ ّ امتداد في كامل
ّ
لخلفية
ّ فهما أعمقالشمولي ً بالتحليل والتفكيك والبناء ،تمنح الباحث بطابعها
ّ
والفكرية (ص.)14٧
ّ األيديولوجية
ّ المجتمع
نظر فيها إلى واقع ح ّس ويُ َ الكيفية التي يُ َ ّ ر�ية العالم ) :(La vision du mondeهي ؤ
عملية تح ّقق النتاج ،ناتجة عن ضغط ّ الفكري الذي يسبق
ّ معين ،أو هي النسق ّ
اجتماعية
ّ ر�ية العالم هي واقعة وتاليا فإ ّن ؤ ً التحتية بالمفهوم الماركسي، ّ البنية
ّ
فردية (غولدمان وآخرون ،ص.)48 تنتمي إلى مجموعة أو طبقة ،وليست واقعة ّ
والتقيد
ّ المكونة للبنية الدالّة،
ّ الفهم ) :(La compréhensionهو دراسة العالقات
بالنص من دون الخروج عليه أو تجاوزه .ومن مقتضياته أن يركّز التحليل ّ الكامل
يتوجه إلى ّ الداخلية ،فالفهم إ ًذا مرحلة سابقة على التفسير الذي ّ على ِبنى ّ
النص
النص (ص ّدار ،٢٠٠٩ ،ص.)٧6-٧5 خارج ّ
داللية في بنية أوسع تكون فيها ّ التفسير ) :(L’explicationينهض على إدخال بنية
خارجية بغية الوصول إلى ّ بعناصر
َ النص
مقوماتها ،ويقتضي إنارة ّ األولى جزءًا من ّ
يمت إلى بنية بالشمولية والكل ّّية ،ما يجعله ّ ّ مقوماته .من هنا اتّصف التفسير إدراك ّ
«شاملة» ،في حين يتعلّق الفهم ببنية «مشمولة» (ص.)٧6
الوعي القائم ) :(La conscience réelleهو الواقع الفعلي المحسوس لدى الجماعة،
ّ
وعامة ،وهو أقرب إلى المتوارث من الماضي الممت ّد إلى الحاضر عبر ّ نخب ًة
146
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
النص إحدى أبرز وسائل الثورة عليه والعمل التنميط والقوالب الجاهزة ،ويشكّل ّ
الجمعية من طري ٍق
ّ ر�ية الكاتبعلى تغييره ،عبر تصويره والتأليب عليه بما ترسمه ؤ
للخالص يُعرف بالوعي الممكن.
الخاص بالنخبة من مفكّرين ّ الوعي الممكن ) :(La conscience possibleهو الوعي
ارتباطا
ً انقالبا على الوعي القائم الفعلي ،وهو األكثر
ً وأدباء ومث ّقفين ...إذ يشكّل
ّ
مو َّسس على وعي قائم، تصور لوعي جديد ،ؤبالر�ية إلى العالم« .الوعي الممكن هو ّ ؤ
سببا في تبلوره ،فهو السبيل لفهم الوعي الواقع ،فاإلبداع األدبي وعي وتطلّع كان ً
ّ
إلى مستقبل» (ص.)1٠1
التكوينية عن المنهج االجتماعي ،فيح ّل
ّ البنيوية
ّ يميز
التماثل ) :(Homologieهو ما ّ
ّ
مح ّل االنعكاس اآللي .إ ّن الصلة بين اإلبداع األدبي والواقع االجتماعي والتاريخي
ّ ّ ّ ّ
قائمة على أساس جدلي ينهض عليه المنهج التكويني (ص.)8٧
ّ ّ
ثال ًثا -إجراءات
النص كبنية دالّة ببنيات أوسع يعتمد هذا المنهج مجموعة من اإلجراءات تربط ّ
وأول ما يدعو إليه ،وعبر مصطلح مرحلة الفهم ،هو التركيز على شموليةّ .ّ وأكثر
لكن إجراء هذا التحليل الشكلي ّ وفنيته،
جمالية النص ّ
ّ شكال وأنسا ًقا لكشف ً النص
ّ
ّ
البنيوي
ّ واضحا لدى أصحاب المنهج أنفسهم ،ما يجعلنا نرى التحليل ً لم يكن
األول من اسم المنهج .وهذا الشكلي هو أساس المرحلة األولى ،انطال ًقا من الجزء ّ ّ
الشكلية التي يتألّف منها ،ورصد العالقات بين ّ النص من حيث البنىيقتضي دراسة ّ
السردية التي
ّ مثال ،يجعلنا ملزمين بدراسة العناصر النص وأنساقه؛ فالسردً ، عناصر ّ
ثم العالقة بالشخصياتّ ،
ّ الكاتب عالمه القصصي ،حيث عالقة الراوي ُ شيد بها ّ
ّ
معا .وكذلك ثم الحوار بأنواعه ،كبنى مستقلّة ومترابطة في آن ً بين الزمن والمكانّ ،
النص الشعرية وما يجعل من ّ ّ اللغوية ،وعناصر اللغة
ّ رصد البنى
الشعري حيث ْ
ّ النصّ
بنائية قائمة بذاتها من حيث الشكل .وكذلك بالنسبة إلى فنون األدب األخرى كتلة ّ
كالمسرح والمقالة والخطبة والرسالة ،ك ّل نوع وما تفرضه البنية التي يقوم عليها.
ّأما المرحلة الثانية الرئيسة في إجراء تطبيق المنهج ،فهي ما يتعلّق بمرحلة
الفقري.
ّ التكوينية
ّ البنيوية
ّ الر�ية إلى العالم التي تُ َع ّد عمود
المو ّدية إلى ؤ
ؤ التفسير
147
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
رابعا -ميادين
ً
األدبية مجا ٌل للدراسة بنيو ًّيا تكوين ًّيا ،وأكثر ما تجلّى ذلك في
ّ جميع أنواع الفنون
واسعا من دراسات لوكاتش وغولدمان ،باإلضافة إلى دراسة ً حي ًزا
الرواية التي شغلت ّ
المأسوية
ّ الر�ية
مستخرجا منها ؤ
ً مسرحيات راسين وخواطر باسكال، ّ هذا األخير
المتمردةّ .أما الشعر ،فكان أق ّل
ّ بالجانسينية
ّ الدينية المعروفة
ّ العائدة إلى الحركة
بفن الرواية،
التكوينية مقارن ًة ّ
ّ البنيوية
ّ حضورا في الدراسات التي اعتمدت منهج ً
ولكن هذا ال يعني انعدام ذلك ،بل هناك نماذج كثيرة نعرض بعضها ضمن «قراءات ّ
تطبيقية».
ّ
148
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
الفلسفية إلى
ّ التكوينية من األصول
ّ البنيوية
ّ محمد األمين (.)٢٠15
ّ بحري،
المنهجية (ط .)1بيروت :منشورات ضفاف.
ّ الفصول
العربية (ط .)1بيروت :المركز
ّ نظرية الرواية والرواية
ّ دراج ،فيصل (.)1٩٩٩
ّ
الثقافي العربي.
ّ ّ
التكوينية :دراسة في منهج لوسيان غولدمان ّ البنيوية
ّ شحيد ،جمال .)1٩8٢( ،في ّ
(ط .)1بيروت :دار ابن رشد.
األدبي (ط ،)٢تر.
ّ التكوينية والنقد
ّ البنيوية
ّ غولدمان ،لوسيان وآخرون (.)1٩86
العربية.
ّ مو ّسسة األبحاث محمد سبيال .بيروت :ؤ ّ
الديالكتيكية وتاريخ األدب والفلسفة (ط ،)1تر .نادر ّ المادية
ّ ______ (،)1٩81
ذكرى .بيروت :دار الحداثة.
______( ،)1٩٩3مق ّدمات في سوسيولوجية الرواية( ،ط ،)1تر .بدر الدين
الالذقية :دار الحوار للنشر والتوزيع. ّ عرودكي.
النقدية
ّ التكوينية في القراءات
ّ البنيوية
ّ ص ّدار ،نور الدين (يوليو « .)٢٠٠٩مدخل إلى
العربية المعاصرة» .عالم الفكر (العدد .15٢-5٩ ،)1 ّ
ونظريات
ّ األدبي المعاصر :مناهج النقدي
ّ َحمداني ،حميد ( .)٢٠14الفكر ل ِ
ّ
ومواقف (ط .)3فاس :مطبعة آنفو برانت.
الطبقي (ط ،)٢تر .حنّا الشاعر .بيروت:ّ لوكاتش ،جورج ( .)1٩8٢التاريخ والوعي
دار األندلس.
التاريخية (ط ،)٢تر .صالح جواد الكاظم .بغداد :دار ّ ______ ( .)1٩86الرواية
العامة.
ّ الثقافية
ّ الشوون ؤ
محمد علي اليوسفي.ّ الفرنسية (ط ،)1تر. ّ ______ ( ،)1٩85بلزاك والواقعية
المتحدين. العربية للناشرين ّ ّ المو ّسسة صفاقس :ؤ
- Goldmann, Lucien (1959). Le dieu caché: étude sur la vision tragique dans les
Pensées de Pascal et dans le théâtre de Racine. Paris: Gallimard.
- Lukács, Georg (1989). La Théorie du roman, trad. de l’allemand par Jean
Clairevoye. Paris: Gallimard.
149
البنيو ّية التكوين ّية (غولدمان)
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
الكونية في أدب ميخائيل نعيمة (ط .)1بيروت:ّ الر�ية
أبو جهجه ،خليل ( .)٢٠٠4ؤ
اللبنانيين.
ّ الكتاب
ّ منشورات اتّحاد
تكوينية
ّ بنيوية
ّ محمد ( .)1٩85ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب :مقاربة ّ بنيس،
(ط .)٢بيروت والدار البيضاء :دار التنوير والمركز الثقافي العربي.
ّ ّ
نموذجا
ً العذري
ّ العربي :الشعر
ّ لبيب ،الطاهر ( .)٢٠٠٩سوسيولوجيا الغزل
العربية للترجمة.
ّ المنظمة
ّ المولّف .بيروت:
(ط ،)1تر .ؤ
النص (ط .)3بيروت :دار اآلفاق الجديدة. العيد ،يمنى ( .)1٩85في معرفة ّ
الر�ية إلى العالم :قراءة في روايات جبرا إبراهيم جبرا نسر ،علي ( .)٢٠1٩ؤ
وحيدر حيدر (ط .)1بيروت :دار ؤ
المولّف.
إعداد :د .علي نسر
150
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
االجتماعي
ّ الروائي
ّ الخطاب
(باختين)
وم�لّفات
ّأو ًال -تعريفات ؤ
ومنظر أدبي روسي (.)1٩٧5-18٩5 ّ لغوي ومفكّر
ّ ميخائيل باختين )(Bakhtine
ّ ّ
شعرية دوستويفسكي ( ،)1٩٢٩أعمال فرانسوا رابليه والثقافة ّ مولّفاته :مشكالت من ؤ
ونظريتها
ّ جمالية الرواية
ّ وإبان عصر النهضة (،)1٩65 الشعبية في العصر الوسيط ّ ّ
( ...)1٩٧8ونشر عد ًدا آخر من الكتب بأسماء مستعارة.
نظرية الخطاب بوجوهه المختلفة؛ والخطاب ،في ّ باختين هو ّأول من أطلق
اجتماعية ّيتحد فيه الشكل والمضمون ضمن سياق تاريخي. ّ مفهومه ،ظاهرة
ّ
التعبيرية
ّ يفرقها عن سائر األجناس جدلي مفتوح ّ والرواية ،في مفهومه ،ذات طابع
ّ
التاريخية
ّ األدبية (باختين ،1٩8٧ ،ص ،)1٧وتقوم على التع ّدد في مختلف مستوياته ّ
والصوتية ،ويدخل التع ّدد اللساني والتع ّدد الصوتي في بنيتها، ّ واللغوية
ّ واالجتماعية
ّ
ّ ّ
جنسا أدب ًّياّ .أما
ً تفرد الرواية
أدبي منسجم ،وهنا يكمن ّ وينتظمان فيها ضمن نسق
ّ
ويوظف االجتماعي ،بك ّل تناقضاته واختالفاتهّ ، الروائي فيشكّل لغة روايته من الوسط
ّ ّ
مستخدما خطابات مأهولة بنوايا اآلخرين ،ويرغمها على خدمةٍ ً التنوع في عمله،
هذا ّ
نواياه (ص ،)68في سبيل تنسيق موضوعاته ،وتخفيف ح ّدة التعبير غير المباشر عن
القيمية (ص.)6٢ ّ نواياه وأحكامه
ويشير باختين إلى أ ّن المتكلّم في الرواية وكالمه يشكّالن الموضوع الرئيس
وتاليا ،يشكّالن موضوع ً األسلوبية؛
ّ يخصص جنس الرواية ويخلق أصالته ّ الذي
151
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
152
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
اجتماعية مختلفة في وقت واحد ،فتكون ك ّل لغة في ك ّل فترة من فترات وجودها ّ
تماما (ص.)6٢-61 التاريخي من َّوعة ً
ّ
التنوع الكالمي ّ االجتماعيةَ ،وفق باختين ،إلى إظهار ّ وعليه ،تسعى القراءة
ّ
الكالمية المنظم فن ًّيا ،والمتباين األصوات ،من خالل دراسة الظواهر َّ واالجتماعي
ّ ّ
الشخصيات ،وطرائق ّ المتكررة على ألسنة ّ واألسلوبية والموضوعات المختلفة ّ
معين، أدبي ّ اجتماعية مح ّددة ،لها عالقة بمهنة ما أو جنس ّ الخاصة بمجموعةّ تعبيرها
ّ
وفكرية عديدة .وتسعى هذه القراءة إلى ّ فلسفية
ّ سن مح ّددة ،أو ترتبط بمذاهب أو ّ
تشخيصا لغو ًّيا ،على أنّه ً تحليل سيرورة تشخيص الخطاب داخل الخطاب الروائي
ّ
أساس تشخيص لخطاب اآلخر ،اعتما ًدا على المحاكاة الساخرة والمحكي المباشر
ّ
التعبيرية المتخلّلة ،كونها ،جميعها، ّ والشخصيات ،واألجناس ّ وخطابات الكاتب
بقوة ،وتفيد في امتصاص تعبير الكاتب عن نواياه حاضرا ّ ً تجعل خطاب اآلخرين
غالبا ما يكون ثنائي الصوتً ، وتحول الرواية إلى خطاب ّ تعبيرا غير مباشر،
ً وجعله
ّ
الخصوصية (ص.)1٧
ّ ذا صيغة حوار داخلي يُضفي عليها
ّ
أسلوبية الروايةّ ويميز
ّ أسلوبية،
ّ من هنا ،يقول باختين بضرورة مقاربة الرواية مقاربة
الشعري من الخطاب الروائي، ّ ويميز الخطابّ التقليدية،
ّ األسلوبية
ّ التي ؤيو ّسس لها من
ّ
الروائية.
ّ األسلوبية
ّ أساسا في مقاربته األدبي للّغات وصورة اللغة ً ويجعل التشخيص
ّ
ثانيا -مصطلحات
ً
متنوعة (أشعار، ّ تعبيرية
ّ األجناس المتخلّلة ) :(Genres intercalairesأشكال
أدبية كالخطابات شعبية ،خطابات غير ّّ ٍ
أغان موشحات ،اعترافات ،أقوال مأثورة، ّ
والقانونية )...تتخلّل السياق الروائي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،يدرجها
ّ الطبية
ّ
ّ
معينة.
شخصيات الرواية لتحقيق أهداف ّ ّ المولّف بوساطة الراوي ،أو إحدى ؤ
االنكسار ) :(Réfractionتح ُّدث الكاتب الروائي عن نفسه في لغة اآلخرين،
ّ
الخاصة به .ومن ثَ ّم ،فإ ّن الروائي يلجأ إلى
ّ والتح ُّدث عن اآلخرين من خالل لغته
ّ
وتاليا ،فإ ّن
ً حتى ال تبدو أ ُ ّ
حادية أو مباشرة، حرفها ّ
ع ّدة وسائل لتكسير لغته أو ْ
ثنائية الصوتّ اللغوي والشكلي يح ّقق انكسار نوايا الروائي ،كما يضمن ّ التع ّدد
ّ ّ
للنص الروائي (ص.)٢٩
ّ
ّ
153
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
154
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
155
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
156
الخطاب الروائ ّي االجتماع ّي (باختين)
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
شعرية دوستويفسكي (ط ،)1تر .جميل نصيف ّ باختين ،ميخائيل (.)1٩86
التكريتي .الدار البيضاء :دار توبقال للنشر.
وإبان
الشعبية في العصر الوسيط ّ
ّ ______ ( .)٢٠15أعمال فرنسوا رابليه والثقافة
عصر النهضة (ط ،)1تر .شكير نصر الدين .بغداد :منشورات الجمل.
الجمالي (ط،)1
ّ الم�لّف والبطل في الفعل
الجمالية :ؤ
ّ النظرية
ّ ______ (.)٢٠1٧
تر .عقبة زيدان .دمشق :دار نينوى.
إعداد :د .علي ناصر الدين ود .مهى جرجور
157
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
األدبي
ّ النص
ّ علم اجتماع
(زيما)
الم�لّفات
وأهم ؤ
ّ ّأو ًال -التعريف
بيار زيما ) (Pierre Zimaناق ٌد تشيكيُ ،ولد في براغ ( )1٩46ودرس في باريس.
ّ
سيميائية ٍ
نظرية أسس (Manuel de )Sociocritique االجتماعي وضع في دليل النقد
ّ ّ َ ّ
التقليدية
ّ النفسية
ّ والتحليلية
ّ االجتماعية
ّ للنص األدبي .وفيها ينقد المناهج اجتماعية ّ ّ
ّ
منهجية مشتركة تتمثّل في كونها ّتتجه إلى المحتوى، ّ التي يرى أنّها ّتتسم بمشكلة
عما ق ّدمه غولدمان اللغوية للنصوص .ال يتخلّى زيما ّ ّ وتميل إلى إهمال البنى
وداللية.
ّ سردية
ّ ) ،(Goldmannبل يق ّدم مشكلة على مستوى اللغة ،ذات مظاهر
ويوضح زيما أنّه يمكن الجمع بين المدخل االجتماعي ومدخل التحليل النفسي
ّ ّ
الرمزي الخفي لألبطال والبحث ّ تخص المعنى ّ فبدال من طرح أسئلة نظريته؛ ً ّ في إطار
ّ
وبدال من عقد عالقات تشابُه بين ً أبوية،
أمومية أو ّ ّ جنسية
ّ النص عن رموز ّ في
النفسية مثل الكبت والنكوص أو ّ التحليلية
ّ الشخصيات واألشياء ،وبعض المفاهيم ّ
اللغوية التي يستوعبها ّ االجتماعية للبنى
ّ النفسية
ّ ُعقدة أوديب ،يطرح مشكلة الوظيفة
جماعية
ّ معين للّغة (لهجة منظورا ّيتخذ فيه شك ٌل ّ ً النص األدبي .يو ّد زيما أن يفتح ّ
ّ
نفسية الكاتب وبعض أعضاء جماعته .والمقصود هنا ّ خاصا بالنسبة إلى ًّ معنى ما) ً
الرمزي المحكوم ّ بدال من المدخل اللغوية ً
ّ العمليات
ّ إحالل مدخل وظيفي يستهدف
ّ
عما ترمز إليه ّ البحث من بدال
ً الكاتب؟ كتابة يها د تو
ّ ؤ ّ ةنفسي أي وظيفة بالتشابهّ .
الشخصية (زيما ،1٩٩1 ،ص.)٢٧4-٢٧3 ّ
158
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
159
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
ثانيا -مصطلحات
ً
االجتماعية وعلى
ّ تناصي على اللهجات نص متخ َّيل ،ر ّد فعل األدب )ّ :(Littérature
ّ ّ
فيتكونان بوصفهما ذا ًتا ّ لغويةّ ،أما الكاتب أو الكاتبة اجتماعية ّ
ّ وضعية
ّ خطاب
خاصا حيال الخطابات التي تحيط بها والتي تنطق باسم مصالح ًّ موقفا
ً تعتمد
جماعية.
ّ
والثقافية
ّ االجتماعية
ّ لغوية .إ ّن وجود القيم أزمة القيم ) :(La crise des valeursظاهرة ّ
اللغوي لمسألة القيم يسمح وح َده ّ اللغوية ،والتحليل ّ ال يستق ّل عن التغييرات
تسببها ماهية هذه المشكالت التي ّ ّ والتسا�ل حول ؤ نظري
ّ نص أدبي أو بدراسة ّ
ّ
والتركيبية (زيما ،ص.)35 ّ الداللية
ّ هذه األزمة على المستويات
التشي ؤو واالستالب ) :(Aliénation et Réificationفي مجتمع تحكمه قيمة التبادل، ّ
طمس في نظر االستعمالية ّتتجه إلى أن تُ َ
ّ الداخلية لألشياء وقيمتها ّ فإ ّن القيمة
وتتخذ طبيعة ثانية مستقلّة عن العمل اإلنساني ومتطلّبات األفراد الما ّد ّية، األفرادّ ،
ّ
التجارية التي ال تكتسبها من الحاجات التي من المفترض أن ّ وتتمثّل في القيمة
مثال ال يُشترى الخفية للعرض والطلب؛ فإ ّن الرداء ً ّ تشبعها ،ولكن من القوانين
جيدة ،أو ألنّه جميل ،بل ألنّه مطلوب من عدد كبير من المستهلكين نوعيته ّ ّ أل ّن
(ص.)36-35
التحليل العاملي ) :(Analyse actantielleيستخدم زيما التحليل العاملي نقطةَ ارتكاز
ّ ّ
ٍ ِ
خطابية .وينطلق في تعريف الخطاب من لغة جماعة ما اإليديولوجية كبنية لتعريف
ّ ّ
(سردي).ّ ) (Sociolecteيمكن لمسارها التركيبي أن يُق َّدم بمساعدة أنموذج عاملي
ّ ّ
داللية لذات التل ّفظ ّ اختيارات نتاج هو للخطاب التطور التركيبي
ّ وتاليا ،يرى أ ّن ً
ّ
).(Zima, p. 186) (Sujet d’énonciation
مفهوما اجتماع ًّيا، ً النص
التناص في علم اجتماع ّ ّ التناص )َ :(Intertextualitéي ّتخذ ّ
النص األدبي ّ عملية امتصاص من جانب ّ ويظهر عالم التخييل في منظوره أنّه
ّ
والسياسية
ّ والنظرية
ّ التخييلية
ّ الشفهية أو المكتوبة: ّ الجماعية والخطابات ّ للّغات
النص األدبي في سياق التناصي يجب أن يُلقي الضوء على ّ والدينية ...والتحليل ّ
ّ ّ
الخطابية التي يتفاعل معها عن طريق استيعابها ّ حواري ،أي بالمقارنة مع األشكال ّ
وتحويلها ومحاكاتها الساخرة( ...زيما ،ص.)٢٠4-٢٠3
160
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
الداللية جزءًا من شفرة تنطلق ّ ملية تُشك ّ ُل بنيتُها ج ّ الخطاب ) :(Discoursهو َوحدة ُ
(سردي).ّ جماعية يمكن لمسارها التركيبي أن يُق َّدم بمساعدة أنموذج عاملي ّ من لغة
ّ ّ
الداللية لذات التل ّفظ ،وهذه ّ العاملية للخطاب في ضوء االختيارات ّ يتم شرح البنية ّ
جماعية ما .وقد نجد ّ االختيارات ال تكون ممكنة ّإال في إطار شفرة تنتمي إلى لغة
خطابية ،أو خطابات تتعارض في بعض النقاط ّ ٍ
تباينات جماعية واحدة ّ في إطار لغة
داللية متجانسة (ص.)1٩٩ ّ رغم أنّها تنطلق من شفرة
تتغير بسرعة في الالمعيارية ) :(Anomieإ ّن القيم والنظم والمعايير يمكن أن ّ ّ
مثال، وتخصص متزاي َدين؛ فزوال مهنة من المهنً ، ّ مجتمع ّيتسم بتقسيم العمل
ونظاما بأكمله ً معينةتخص مهن ًة ّ ّ أخالقيات بكاملها ّ يتسبب في اختفاء ّ يمكن أن
التحول االجتماعي أن يثير توتّرات وإحباطات ّ من المعايير ...ويمكن لمثل هذا
ّ
الالمعيارية على
ّ عند بعض الجماعات ...ويطلق دوركهايم ) (Durkheimمصطلح
تتغير فيه ساللم القيم والمعايير وتصبح غير قابلة للتعريف، ذلك الوضع الذي ّ
حادي وثابت ّ وهذا ال يعني اختفاء ك ّل المعايير ،بل استحالة الوصول الى تعريف أ ُ
لها (ص.)٢6-٢5
لغة الجماعة )ِ :(Sociolecteف ْه ِرست معجمي له شفرة أي مبني بحسب أنظمة
ّ ّ
معينة .متى قُرئت لغة الجماعة هذه أو بشرية ّ ّ خاصة ،أي بحسب جماعة ّ مرجعية
ّ
الفكري واالجتماعي ّ مختصة ،تلفت المتل ّقي إلى انتماء قائلها ّ ُسمعت ملفوظة
ّ
األبدية» فإ ّن كلماته لها معنى ّ مثال عن «الحياة والثقافي؛ فحين يتح ّدث مسيحي ً
ّ ّ
األساسية بين الجسد والروح ،وبين الفاني وغير ّ ألنّها ترجع إلى التعارضات
يعرف نفسه بأنّه مجتمعا حدي ًثا متع ّدد األصواتّ ، ً خاصة ،فإ ّن ّ الفاني ...وبصفة
جماعية بشكل ضمني أو ظاهر ،على شفرات ّ دي» ،تحيل ك ّل شفرة ،ك ّل لغة «تع ّد ّ
ّ
تتحرك في فراغ ،بل ّ و«عدوة» ،كون هذه اللغات ال ّ جماعية منافسة بل ّ ولغات
رهن
َ اجتماعية تصبح في كثير من األحيان ّ مو ّسسات مو ّسسات ومن خالل ؤ داخل ؤ
صراعات محمومة.
لغوية مغلقة وإنّما ِكيا ًنا ح ًّيا النص بنية ّ األدبي ) :(Texte littéraireال َي ُع ّد زيما ّ النص
ّ
ّ
االجتماعية التي يحيا في إطارها، ّ الخاصة التي تحمل قوانين الحياة ّ يحيا عبر قوانينه
المعبر
ّ نصا محاي ًدا وإنما له وظيفة ضمن الصراع اإليديولوجي وتاليا فهو ليس ًّ ً
ّ
االجتماعية تُق َّدم فيه على أنّها قضايا ّ (عباسي ،٢٠1٢ ،ص)55؛ فالمشاكل عنه فيه ّ
161
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
162
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
يعبر
ر�ية الكاتب إلى العالم؟ أو ما هي اإليديولوجيا التي ّ
السوال ما هي ؤ
ولم يعد ؤ
النص؟ وإنّما ،ما هو الخطاب السياسي أو اإليديولوجي الذي استوعبته الرواية،
عنها ّ
ّ ّ
التناص؟
ّ ونقدته على مستوى
النص األدبي بسياقه االجتماعي على مستوى اللغة، من هنا ،تكمن ضرورة ربط ّ
ّ ّ
خاص ،كما عايشهّ لغوي اجتماعي ّ النص األدبي في وضع وذلك انطال ًقا من وضع ّ
ّ ّ
الجماعية والخطابات
ّ كاتبه وعايشته جماعته .وفي ظ ّل هذا الوضع ،فإ ّن بعض اللغات
مسرحية أو قصيدة ...ومن
ّ أهمية من غيرها بالنسبة إلى بنية رواية ما ،أو ّ تكون أكثر
التسا�ل عن الموقف الذي ّتتخذه الذات تجاه ؤ المهم بالنسبة إلى نقد الخطاب ّ
وجماعية.
ّ فردية
يجسد مصالح ّ ّ خطابها بوصفه بناءً دالل ًّيا تركيب ًّيا،
رابعا -ميادين
ً
وبخاص ٍة الرواية ،ولم يُط َّبق
ّ النص األدبي
األدبي على ّ النص
يُط َّبق علم اجتماع ّ
ّ ّ
النصعلى الشعر بعد ،وبحسب زيما ال يمكن أن يكتفي التحليل َوفق علم اجتماع ّ
نص لألديب نفسه. نص أو اثنَين ،بل ينبغي على الباحث أن يختار أكثر من ّ بدراسة ّ
فالنص المعزول وح َده ال يمكن ّ نص يمثّل معنى في عالقته بالنصوص األخرى،
ك ّل ّ
اجتماعية
ّ إيديولوجية أو أنظمة قيم
ّ جماعية أو خطابات
ّ وصفه بالمقارنة مع مصالح
ر�ى للعالم (ص .)1٠٠وعلى الباحث أن ّيتجه نحو دراسة كل ّّية النصوص لكي أو ؤ
أي
التاريخي .ويرى أ ّن ّ يُدرج نقاط التقائها وتناقضاتها ضمن السياق االجتماعي
ّ ّ
� علم االجتماع بشكل عامّ تبعا لمباد ؤ
محاولة لدراسة قصيدة أو صفحة من رواية ً
هي محاولة فاشلة على الرغم من ّاطالعه على ما أتى به ك ّل من كريستيفا وأدورنو
في هذا السياق (ص.)1٠1
163
النص األدب ّي (زيما)
ّ علم اجتماع
تطبيقية
ّ سادسا -قراءات
ً
سوسيونقديةّ .
عمان :دار ّ دهوان ،عبد المغني ( .)٢٠18الرواية والمجتمع :قراءة
أمجد للنشر والتوزيع.
العربي
ّ األدبي وتطبيقاتها في النقد
ّ النص
عباسي ،صالحة ( .)٢٠1٢سوسيولوجيا ّ ّ
العربي بن مهيدي أمّ المعاصر( .رسالة ماستر بإشراف د .صالح خديش) .جامعة
ّ
البواقي ،الجزائر.
إعداد :د .مهى جرجور
164
��ا ا����� �� ���� ���د ������ �� أ�����
ا��������،
ّ ا������� �� ا������
ّ �� ّّ�� اﻵداب وا�����
����� ����� ا���� ّ و�� ذو ���� ������ ������،
ّ ّ
ا����ا�� �� ������ ا��ا��� .ا��ُ���
ً ا����� ا����
ّ
���� ا����� �� ا���� ،وا������ �� ������ٌ ّ
ّ ���
ا�����
ّ ا���� ������� ،ا����� ��� ����� ا����
�� ����.