Professional Documents
Culture Documents
ذلك ما يخص حجم الموارد الزراعية الكامنة والفرص المتاحة للنهوض بها ،أما ما يخص الثروة
الغابية ،فإن النقاط التالية تسلط الضوء حصريا ً على محصول الصمغ العربي وما يكتنفه من
إشكاالت وفرص النهوض بتجارته:
ظل السودان إلى وقت قريب يحوز على نسبة % 80من إنتاج الصمغ العربي بالعالم ،ما ▪
يفوق 96,000طنا ً سنويا ً ،وهنالك إمكانية الستعادة تلك الحصة ،بل وزيادتها.
خام الصمغ السوداني هو األجود عالميا ً ،إ ْذ حينما كان سعر الطن منه في العام 2013قد بلغ ▪
3,200دوالرا ً ،ظل منافسه ،خام الصمغ النيجيري ،يباع بقيمة 1491دوالرا ً للطن في
السوق العالمي (.)19
خام الصمغ العربي السوداني ،الذي يصدر بواقع 2600إلى 3200دوالر للطن ،يتم إعادة ▪
بيعه بواقع 17000إلى 25000دوالر للطن ،بعد أن تحوله شركات فرنسية مسيطرة على
تجارته لمكونات صناعية بسيطة (.)20
يُباع مسحوق طن بودرة الصمغ (البروبايوتك) ،والذي يُعد منتجا ً مرخصا ً من وزارة الصحة ▪
االتحادية ،بما ال يقل عن 25ألف دوالر للطن( ،إفادة الدكتور عصام صديق مالك ومدير
شركة السافانا لألصماغ الطبيعية التي تعمل على سحن الصمغ وتصديره).
نصيب السودان من تجارة الصمغ في العالم يتراوح بين %8و )21( %10فقط ،على الرغم ▪
من أنه يحوز على %80من اإلنتاج العالمي ،ما يعني أن أكثر من %70من كمية الصمغ
الذي تتحصل عليه الشركات العالمية سنويا ً مهرب من السودان.
قد باع ال ُمنتج خام الصمغ خالل العام 2023بواقع 700إلى 910دوالر للطن ،بينما المصدر ▪
قد باعه خاما ً بواقع 2600دوالر للطن ( ،)22ما يفسر عزوف المنتج في بعض المناطق
ولجوءه إلى التخلص من غابات الهشاب لضعف عائدها ،وتحويل مساحتها إلى زراعة مطرية
(استنتاج ومشاهد من الواقع).
إن عائد الصمغ ،بمعدل اإلنتاج الراهن ،حال ضبط تجارته لمنع تهريبه ،وتشجيع تصنيعه ▪
محليا ً ،من الممكن أن يدر للخزينة العامة أكثر من 2مليار دوالر من دون التدخل بفرض
سعر جديد له في السوق العالمي( ،استنتاج).
باعتبار أن السودان هو المنتج الرئيسي للصمغ في العالم ،بإمكانه التحكم في أسعاره عالميا ً ▪
من خالل إنشاء بورصة ،في كردفان على سبيل المثال.
تنشط تجارة الصمغ العربي بكل من أثيوبيا ،أفريقيا الوسطى ،وتشاد أكثر من بالسودان بسبب ▪
التهريب الذي تقف خلفه السياسات الحكومية العقيمة (.)23
أخيراً ،هنالك مساحات شاسعة بمنطقة حزام الصمغ العربي ،تشغلها غابات أشجار متنوعة ليست
ذات قيمة اقتصادية مباشرة مثل أشجار الهشاب .وجود هذه الغابات خارج أُطر الملكية الخاصة
قد شجع نشاط القطع الجائر بغرض صناعة الفحم كوسيلة كسب عيش ،مما يعتبر تعديا ً على
البيئة وإضرارا ً بتوازنها الطبيعي .بالرغم من أن قانون الهيئة القومية للغابات يجرم التعدي على
الغابات بالقطع واإلزالة إال وفق تصديق مبرر ،يظل التعدي على تلك الغابات ممارسا ً بواسطة
قطاع واسع من المواطنين خاصة خالل فترة الجفاف ،وذلك لضعف أجهزة الرقابة على تنفيذ
قانون الهيئة القومية للغابات ،ولحاجة أولئك المواطنين لمصادر دخل.
إزالة تلك الغابات واستبدالها بغابات هشاب مملوكة لألفراد يحقق فائدة مزدوجة ،خاصة أن شجر
الهشاب سريع النمو ويبدأ في اإلنتاج بعد إكمال العام الثالث (تجربة شخصية) .تتمثل تلك الفائدة
في اآلتي:
أوالً ،يزيد من نسبة حصة السودان في اإلنتاج العالمي للصمغ ،وبالتالي يرفع من إسهام الصمغ
في دعم االقتصاد الوطني ،كما يعمل على تحسين دخل الفرد بالريف في المناطق المستهدفة.
ثانياً ،يساعد على استدامة الثروة الغابية ،ومن ثم المحافظة على البيئة ،وذلك ألن الملكية الخاصة
لجنائن الهشاب توفر رقابة شعبية خاصة مجانية ،وبالتالي تتحقق رقابة أفضل على الثروة الغابية
السيما أن قانون الهيئة القومية للغابات متشدد جدا ً تجاه قطع شجر الهشاب .ال أحد يقاضي أحدا ً
في قطع شجرة عراء عامة ،لكن بالطبع كل شخص يقاضي من يتعدى على ممتلكاته من شجر
الهشاب.
الجدير بالذكر أن موسم جني الصمغ يكون خالل فصل الجفاف ،الفصل الذي تنشط فيه عمليات
التكسب من صناعة الفحم ،ما يؤكد الجدوى االقتصادية والبيئية من استبدال الغابات الموجودة
بغابات هشاب.