Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
ومن أجل توطيد هذا المبدأ ،صدر الظهير الشريف في 17يوليوز 1914بشأن تنظيم
تقويت العقارات التي ال يكمن ألحد أن ينفرد يتملكها وال تفويتها من بينها الغابات مع إبقاء
حق االستغالل الذي أعطي للقبائل المجاورة لها سواء بالرعي أو الحطب.
كما منع على العمال والقياد إعطاء الرخص التي بواسطتها يمكن إثبات ملكية أراضي
غابوية وإقرار البيع والهبة والقسمة والمقايضة.
ومن أجل تكريس مفهوم العقارات المخزنية صدر ظهير 3يناير 1916الذي أشار إلى
كيفية تأسيس تنظيمات خصوصية لتحديد األمالك المخزنية وأوجب وضع حدود واضحة
لهذه األمالك حتى ال يقع نزاع مع األمالك المجاورة لها بهدف حفظ حقوق الدولة في شأن
مادة العقار ورسم حدود نهائية للملك الغابوي.
بعد ذلك صدر أول نص خاص بتنظيم الملك الغابوي في المغرب يوم 10أكتوبر ،1917
الذي عدل عدة مرات .ثم جاء بعد ذلك ظهير 20شتنبر 1976المتعلق بتنظيم مساهمة
السكان في تنمية االقتصاد الغابوي.
يطرح هذا الموضوع إشكالية رئيسية أال وهي كيف نظم المشرع المغربي األمالك الغابوية
وماهي أهم خصوصياته؟
يعتبر هذا الظهير من الناحية القانونية أول نص خاص ينظم الملك الغابوي في المغرب،
وقد تضمن 84فصال.
و خضع إلى عدة تعديالت بلغت حولي 20تعديال وهمت ضبط المخالفات الغابوية وإقرار
عقوبات الحبسية أو التشديد فيها أو الرفع من قيمة العقوبات المالية .أهم ما جاء به كونه
صنف المخالفات التي ترتكب في حق الملك الغابوي في 9أصناف جمعها بعض الباحثين
في خمس مجموعات: 1
-المجموعة األولى :بعض التصرفات الماسة بالملك الغابوي كتدمير عالمات الغابة
و إتالف سياجها.
أما فيما يتعلق بالعقوبات التي نص عليها الظهير المذكور بعد التعديالت المدخلة عليه
فارتكزت باألساس على "الغرامات" ،وفرض أيضا عقوبات حبسية على بعض الجنح
الغابوية .وأناط مسؤولية مباشرة حماية الغابة ومنتوجاتها من كل استغالل عشوائي ومفرط
إلى رجال المياه والغابات وضباط الشرطة القضائية ومنحهم مسؤولية إنجاز المحاضر
وإجراء المعاينات.
- 1عمر دومو ( )1989؛ الغابة والعدالة ،أشغال األيام الدراسية المنظمة بتاريخ 15و 16ابريل 1988من طرف الجمعية المغربية لقانون البيئة
بتعاون مع كلية الحقوق بالدار البيضاء ،ص .36
ويتراوح عدد الجنح والمخالفات السنوية التي يتم التبليغ عنها ما بين 25.000و 30.000
محضرا ،تتوزع نوعيتها كالتالي:2
-إعطاء الجماعات المحلية سلطات في ميدان تسيير تنمية الغابات التي تتواجد بمناطق
نفوذها.
فالقانون سعى إلى تنظيم جديد للملك الغابوي ينبني على مقاربة تتوخى التنمية المستدامة،
أي استفادة السكان المجاورين منها دون المساهمة في تدميرها.
وتم التأكيد على هذا في الميثاق الجماعي األخير إذ جاء في الفقرة الثالثة من المادة 36على
أن المجلس
"يحدد شروط المحافظة على الملك الغابوي واستغالله واستثماره في حدود االختصاصات
المخولة له بموجب القانون".4
هذه االختصاصات هي التي نص عليها ظهير 20شتنبر 1976في الجزء الرابع منه في
فصوله ،13 ،11،12 ،10وهي :5
- 2بيان اليوم عدد 10غشت ،2010الجنح الغابوية والشرطة اإلدارية داخل المجال.
3- Fay, G. (1984): Un projet agro-sylvo-pastoral pour le Rif Occidental. R.G.M, nº 8 nouvelle série. p 6.
-4المديرية العامة للجماعات المحلية ()2003؛ الميثاق الجماعي ،2002منشورات مركز التوثيق اللجماعات المحلية ،ص .18
- 5أسعد عبد المجيد ()1989؛ الغابة ومالية الجماعات المحلية القروية بالمغرب ،أشغال األيام الدراسية المنظمة بتاريخ 15و 16ابريل 1998
من طرف الجمعية المغربية لقانون البيئة بتعاون مع كلية الحقوق بالدار البيضاء ،ص .8
-الطلبات المتعلقة باالحتالل المؤقت للملك الغابوي .
-الطلبات المتعلقة بما تنتجه الغابة من مواد مختلفة و المقدمة من طرف المستعملين.
-تحديد البرامج الخاصة بقطع األخشاب و تقويت محصولها وفقا للمقتضيات التي
يقررها وزير الفالحة.
كما يلزم الظهير المذكور الجماعات بنفقات إجبارية اتجاه صيانة الغابة تقتطع من الموارد
التي تحصل عليها الجماعة المعنية من استغالل المنتوج الغابوي .وفي هذا الصدد أجبر
المشرع الجماعة في نفق %20على األقل مما تذره عليها الغابة ،وحددت النفقات
اإلجبارية في الفصل 15من الظهير في سنة أنواع:
-تشجير األراضي.
في حين مكن الجماعات القروية التي توجد بتراب نفوذها غابات الدولة من االستفادة من
%80من الموارد المالية وهي موارد تعتبر جد مهمة في ميزانياتها.
لكن بالرغم من هذه الصالحيات ،فإنها تبقى جد محدودة نظرا لخضوعها لسلطة الوصاية
التي تمارسها وزارة الفالحة ،حيث ان مقررات المجلس الجماعي ال تصبح قابلة للتنفيذ إال
بعد تأشيرها من طرف وزير الفالحة (الفصل 12من ظهير 20شتنبر )1976
إن التطبيق الفعلي والسليم لمختلف التشريعات الغابوية يتطلب بالضرورة تحديد الملك
الغابوي.
المطلب الثاني :مفهوم الملك الغابوي و طبيعته
أول سؤال يطرح هنا هو ماهي األمالك التي تدخل ضمن خانة األمالك الغابوية للدولة ،ثم
ماهي طبيعة هذه األمالك؟ أو بتعبير آخر هل هذه األمالك تدخل ضمن األمالك العامة أم
ال؟
إن فلسفة هذا التساؤل ترمي باألساس إلى التأكيد على مبدأ أساسي وهو أن األمالك الغابوية
ال تدخل كلها في ملكية الدولة بل هناك غابات مملوكة للخواص ،والسند التشريعي في ذلك
هو الفصل األول من ظهير 10أكتوبر 1917كما عدل بظهير أبريل 1949الذي جاء فيه:
" يجري النظام الخاص بالغابات على الغابات واألحراش المبينة أسفله وتدار شؤونها طبق
مقتضيات ظهيرنا الشريف هذا وهي :
أوال :األحراش والغابات التي هي ملك للمخزن الشريف أو للمؤسسات العمومية أو
لجماعات القبائل التي هي ملك مشاع بين الدولة أو مؤسسات عمومية أو جماعات من ملك
القبائل من جهة وبعض أفراد الناس من جهة أخرى.
ثانيا :األحراش والغابات المتنازع فيها بين دولتنا الشريفة وبين بعض المؤسسات العمومية
أو بعض جماعات القبائل ،وكذا األحراش والغابات الواقع النزاع فيها بين أحد ممن ذكر
وبين أفراد الناس.
تالثا :األراضي المحدد غرس أشجارها أو التي ينبغي إعادة غرسها وعند االقتضاء
األراضي المعدة لرعي المواشي التي ستقوم بتحسينها إدارة المياه والغابات بعد الموافقة مع
المجلس المكلف بشؤونها والتي هي على ملك جماعات القبائل.
رابعا :األراضي التي أعيد غرس أشجارها أو التي ينبغي تجديد غرسها فيها واألراضي
المعدة لرعي المواشي والتي هي لبعض أفراد الناس الراغبين أربابها في تكليف إدارة المياه
والغابات إما بحراستها فقط وإما بحراستها وتدبير شؤونها معا".
وقد أكد القانون رقم 11.03المتعلق بحماية واستصالح البيئة الصادر بالظهير الشريف
بتاريخ 12ماي 2003نفس المبدأ بإقراره وجود غابات مملوكة للدولة وأخرى لألفراد فقد
نص الفصل 23منه على مايلي:
"تعتبر الغابات سواء العمومية أو الخاصة بمثابة ممتلكات ذات منفعة مشتركة من واجب
اإلدارة والخواص المحافظة عليها بشكل يضمن توازنها واحترام األنظمة البيئية".
بل أكثر من هذا وذلك ،فالمشرع قد رخص في بيع الملك الغابوي ،وإن كان قد قيد عملية
البيع بضابطين أولهما أن يتم البيع لفائدة المصلحة العامة ،ويتم ذلك بمرسوم يصدر بعد
استشارة لجنة يحدد تركيبتها وكيفية ممارستها ،6وثانيهما أن ثمن البيع يدفع الستعماله في
شراء أراضي جديدة وغرسها.
وعلى الرغم من أن الملك الغابوي يعد في جزئه األكبر مملوكا للدولة ،فإنه مع ذلك ال يعد
ملكا عاما ،فالمشرع حدد ما يدخل ضمن هذه الفئة من األمالك ،والتي ليس ضمنها الملك
الغابوي للدولة وذلك طبقا للفصل األول من ظهير فاتح يويلوز 1914كما وقع تعديله
بظهير 29أكتوبر ،19197وإن كان هذا التعداد اليكفي في نظر البعض الستبعاد صفة
الملك العام عن مال معين ،ألن النص أعاله لم يحدد على سبيل الحصر األموال المعتبرة
أمواال عمومية بل ذكرها على سبيل المثال فقط ،8وبذلك ترك الحرية للقاضي في تحديد ما
يعد أمواال عامة وما يعد أمواال خاصة حسب الحاالت ،الشيء الذي أدى إلى ظهور عدة
معايير فقهية لتمييز األموال العامة عن األموال الخاصة.
إال أنه بتطبيق هذه المعايير على الملك الغابوي يتبين أنها ال تفيد في إضفاء صفة الملك
العام عليه ،فالملك الغابوي للدولة يقبل التصرف عن طريق البيع أو المعاوضة ،كما أنه
غير مخصص الستعمال الجمهور وال لخدمة مرفق عمومي أو منفعة عامة.
يقصد بمسطرة التحديد اإلداري للملك الغابوي مجموعة من اإلجراءات التي تقوم بها
اإلدارة بهدف ضبط حدود ومساحة عقار معين وإدراجه بشكل نهائي وغير قابل للنزاع في
دائرة األمالك الغابوية ،وهو إجراء أولي لتحفيظه.
وتجد مسطرة التحديد اإلداري للملك الغابوي مرجعيتها التشريعية ضمن ظهيرين أولهما
ظهير 3يناير 1916المتعلق بتحديد األمالك المخزنية ،وثانيهما ظهير 10أكتوبر 1917
المشار إليه أعاله ،والذي أحال بشأن تحديد الملك الغابوي على ظهير 3يناير 1916
طبقا للفصل األول من ظهير 3يناير 1916السابق اإلشارة إليه فإنه يشرع في إجراءات
التحديد اإلداري للملك الغابوي بطلب يقدم إلى الحكومة من طرف اإلدارة الوصية على
القطاع الغابوي في شخص رئيسها وهو المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر.
ويذكر في الطلب العقار المقصود تحديده واإلسم الذي يشتهر به وحدوده وما يدخل فيه من
حقوق ومرافق ،وبعد دراسة هذا الطلب والموافقة عليه من طرف الحكومة تصدر مرسوما
بالشروع 9في عمليات التحديد.
مرسوم التحديد اإلداري فإنه بمجرد صدوره يتم الشروع في إجراءات التحديد ،وتبدأ عملية
التحديد بإشهار مرسوم التحديد وطلب اإلدارة المقدم بخصوصه واإلعالن عنها خالل الشهر
السابق على عملية التحديد وذلك بهدف كفالة علم الجيران والكافة بجريان المسطرة
ويتعرضوا عليها حالة ادعائهم بحقوق عينية على العقار موضوع التحديد ،وقد نص على
هذا اإلجراء الفصل 4من ظهير 03يناير 1916كما وقع تعديله بظهير .1949-08-17
- 9العربي محمد مياد( ،)2012الدليل العملي لتدبير الملك الغابوي ،سلسلة إعالم وتبخير المستهلك رقم ،9مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،ص
.6
أما بخصوص وسائل إشهار عملية التحديد فقد أشار إليها نفس الفصل المذكور والذي ينص
على أنه:
"إن إشهار مرسوم التحديد وملخص الطلب يتم من خالل طريقتين أولهما النشر في
الجرائد ،وثانيهما التعليق في أماكن محددة".
يعد النشر بالجريدة الرسمية أقوى وسيلة لإلشهار ،ألن المشرع أقام قرينة على علم الكافة
بمضمون عملية النشر ،بحيث ال يعذر أحد بجهله لما نشر بالجريدة الرسمية ،وهذا األمر
طبيعي من وجهة نظر التشريع طالما أننا بصدد إعالن غير موجه لشخص بذاته ،بل موجه
إلى الكافة ،ومن ثم فإنه ال يتصور عمليا أن يتم تبليغ خاص لكل فرد .واشترط إلى جانب
النشر في الجريدة الرسمية النشر بجرائد أخرى لم يبين عددها.
إن المشرع حاول كفالة علم األفراد بعملية التحديد من خالل تقنية التعليق لدى مجموعة من
الجهات اإلدارية والقضائية ،وهذه الجهات هي المحكمة والقيادة ومقر المندوبية السامية
للمياه والغابات ومحاربة التصحر وبالمحافظة على األمالك العقارية والرهون ،ويتم إثبات
القيام بالتعليق بواسطة شهادات صادرة عن الجهات المذكورة .
وإذا حل التاريخ المعلن فيه عن إجراء التحديد ،فإننا نكون أمام فرضيتين ،فإما أن تكون
إجراءات اإلعالن عن التحديد المذكور لم تحترم ،فهنا يتم تأجيل إجراءات التحديد إلى
موعد الحق تزيد مدته عن شهر لكي يتم احترام مسطرة اإلشهار واحترام أجلها وهو الشهر
السابق على عملية التحديد ،وإما أن تكون مسطرة اإلعالن عن التحديد قد احترمت وهنا يتم
المرور إلى المرحلة الموالية وهي إجراء التحديد الخاص بالعقار.
المطلب الثاني :إجراءات التحديد الخاصة بالعقار والمصادقة النهائية على
الطلب
-1إجراءات التحديد
وقد حدد المشرع تشيكلة اللجنة التي تقوم بعملية التحديد ،وهي حسب الفصل الثاني من
ظهير 9يناير ،1916موظف يمثل إدارة المراقبة ،وأحد موظفي المندوبية السامية للمياه
والغابات ومحاربة التصحر ،ومن قائد القبيلة معضدا بأشياخها ومن عدلين عند االقتضاء.
وتشرع اللجنة المذكورة بتشكيلتها أعاله في مباشرة أعمال التحديد في اليوم والساعة
والمحل المعينة في اإلعالنات ،وتتخذ الوسائل التي من شأنها إعالم الناس بوصول اللجنة
حتى يمكن لها وضع الحدود ومحضر أولي للتعرضات ،وبعد ذلك يتم إعالم عموم الناس
بوضع الخريطة والتقرير وذلك من خالل نشر ذلك في الجريدة الرسمية.
وقد أعطى المشرع لكل من يدعي حقا على العقار موضوع التحديد اإلداري أن يتعرض
عليه وذلك إما أمام اللجنة التي تقوم بعملية التحديد نفسها بعين المكان ،وإما أمام اإلدارة
المعنية ،وفي الحالتين تكون الجهة المقدم إليها التعرض ملزمة بتضمين التعرض صفة
المتعرض وماهية الحق المتعرض عليه في تقريرها وعليه فالتعرض هو مطالبة أو دعوى
الستحقاق العقار موضوع التحديد بشكل كلي أو جزئي أو استحقاق حق عيني عليه.
وعموما فإن أجل التعرض يظل مفتوحا خالل األشهر الثالثة الموالية لعملية نشر التحديد
اإلداري بالجريدة الرسمية ،وبعد انصرام هذا األجل يسقط حق كل من يدعي حقا على
العقار موضوع التحديد اإلداري ،وال يقبل منه أي تعرض أو دعوى في العقار.
والتعرض في مسطرة التحديد اإلداري حسب الفصل 6من ظهير 03 10يناير ،1916
يعرف خصوصية إجرائية لقبوله ،فال يكفي مجرد التعرض على أعمال التحديد داخل أجل
الثالثة أشهر الموالية لعملية نشرة في الجريدة الرسمية ،بل يلزم المتعرض آن يؤيد تعرضه
بتقديم مطلب لتحفيظ العقار موضوع التحديد وذلك داخل أجمل الثالثة اشهر الموالية
االنصرام أجل تقديم التعرض ،فإن هو اغفل القيام بهذا اإلجراء فإن تعرضه يلغى ،وعليه
فشكل المسطرة هذا يجعلنا أمام حالة من حاالت التحفيظ اإلجباري ،وهو ما يشكل خروجا
عن المبدأ العام المقرر في قواعد التحفيظ من أن له طابع اختياري.
وعموما فإذا قدم التعرض على التحديد اإلداري بطريقة نظامية ،فإن ذلك يفتح المجال
الخيارين ،أولهما أن تقبل اإلدارة التعرض كليا أو جزئيا ،وهنا فإن التحديد اإلداري يصبح
غير ذي أساس في حالة قبول التعرض الكلي ،وهذا الخيار يبقى جد مستبعد في الواقع إذ
- 10انظر لنص الظهير منشور في :العربي محمد مياد( ،)2012الدليل العملي لتدبير الملك الغابوي ،سلسلة إعالم وتبخير المستهلك رقم ،9
مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،ص .17
يصعب عمليا أن تعترف اإلدارة بذلك وتلغي عملية التحديد ،ليبقى الخيار األقرب إلى الواقع
هو إمكانية اعتراف اإلدارة بالتعرض الجزئي وهما يتم إخراج الجزء المتعرض عليه من
عملية التحديد اإلداري.
و ثاني الخيارين هو أن ترفض المندوبية السامية للمياه والتصحر التعرض المقدم ضد
عملية التحديد اإلداري ،وهنا يقوم المحافظ على األمالك العقارية بإحالة مطلب التحلفيظ
المقدم من طرف المتعرض على المحكمة اإلبتدائية التابع لها موقع العقار للبت في مدى
صحة التعرض.
-2المصادقة
المرحلة األخيرة في إجراءات التحديد اإلداري هي المصادقة عليه بمرسوم ،وذلك حسبما
يستفاد من ملتقيات الفصل 7من ظهير 03يناير 1916الذي ينص بعد اإلنتهاء من
اإلجراءات المسطرية السابقة يحال التقرير على الحكومة للمصادقة عليه بواسطة مرسوم
وذلك بعد أن تتأكد من الشروط التالية:
-2أنه ً لم يقع أي تحفيظ قبل عملية التحديد للعقار موضوع التحديد ولم
يقدم أي مطلب بخصوصه تأييدا للتعرض المقدم وبتبث ذلك في شهادة
يسلمها للمحافظ العقاري.
فإذا احترمت هذه الشروط أصدرت الحكومة مرسوما بالمصادقة على التحديد اإلداري،
بحيث يصنف الملك موضوع التحديد نهائيا ضمن الملك الغابوي للدولة ،كما يحدد المرسوم
نفسه الحقوق التي تعترف بها اإلدارة لألفراد على الملك الغابوي ،وبعد ذلك ينشر مرسوم
المصادقة على التحديد في الجريدة الرسمية.11