Professional Documents
Culture Documents
مكونات نظام التعليم في سلطنة عمان
مكونات نظام التعليم في سلطنة عمان
مقدم من الباحث
2023 /1445م
1
تمتلك السلطنة رصيدا ً حافالً من اإلنجازات الحضارية في مختلف المجاالت السياسية والثقافية
واالجتماعية واالقتصادية فموقعها الجغرافي ،وسواحلها الطويلة ،وسهولها الخصبة الممتدة ،أهلتها
لتكون من مناطق االستيطان الحضارية األولى ،حيث وفدت إليها الجماعات البشرية منذ بداية حضارة
اإلنسان ،كما جعلتها مركزا ً اقتصاديا ً مهما ً في مختلف العصور والحقب التاريخية ،ومنطلقا ً
النتشار اإلسالم ،وشجعت أهلها على التواصل مع حضارات عدة.
ومن هذه األرض الحضارية تكون الفكر العماني المتزن ،وانطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بما
تتمتع به من مقومات فريدة ،أسهمت في بناء حاضر مزدهر يربط بين الماضي العريق والمستقبل
المشرق ،وفي ضوء هذه المقومات تعمل فلسفة التعليم بالسلطنة على بناء جيل واع بمنجزات وطنه
الحضارية وتطلعاته المستقبلية ليكمل مسيرة البناء والتطوير المجتمع العماني خصائصه ،واحتياجاته،
وطموحاته)
المجتمع العماني مجتمع عربي مسلم لغته الرسمية هي اللغة العربية ،يستمد هويته من الدين اإلسالمي
والثقافة العربية ،ويتسم بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص ،والتآخي والتعاون والمحبة والمشاركة والسالم
واألمن االجتماعي والواقعية في تنفيذ الخطط وتطويرها لتلبية احتياجات المجتمع وأماله المتجددة ،كما
يتميز المجتمع العماني بعالقات الترابط واالحترام المتبادل والصداقة مع الشعوب والمجتمعات األخرى ،لذا
فإن من أهداف فلسفة التعليم بالسلطنة تعزيز هذه الخصائص والمحافظة عليها ،وترسيخ قيم االنتماء
والوحدة الوطنية لتحقيق البناء المستمر والتنمية الشاملة في ضوء احتياجاته وطموحاته.
والمجتمع العماني كغيره من المجتمعات المعاصرة يواجه مجموعة من التحديات االقتصادية واالجتماعية
والثقافية والسياسية والتربوية المختلفة بفعل تأثير التطور التكنولوجي ،وشيوع العولمة والثقافات
المرتبطة بها ،مما ينتج عنه -أحيانا ً -ظهور أنماط معينة من القيم والعالقات .لذا كان من أهداف فلسفة
التعليم بالسلطنة النظر في األساليب المناسبة للتصدي لهذه التحديات والتغلب عليها ،وتزويد المتعلمين
بالقيم والمعارف والمهارات الالزمة للتعامل مع متغيرات العصر وتحدياته المختلفة.
عرفت أرض عمان الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية منذ القدم ،وقامت عليها
حضارات عديدة في المراحل التاريخية المختلفة كانت نتيجة لتفاعل مستمر ومتواصل بين اإلنسان الذي
عاش على هذه األرض ومواردها الطبيعية ،وهيأ لها الموقع االستراتيجي البحري عالقات خاصة مع
البحر ،وقد عرفت عمان خالل مراحل تاريخها الطويل بأسماء مختلفة أبرزها مجان و مزون وعمان كل
اسم من هذه األسماء ارتبط ببعد .حضاري أو تاريخي محدد .قاسم مجان ارتبط بما اشتهرت به من صناعة
السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صالت تجارية وبحرية عديدة،
وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم أرض مجان .أما اسم مزون فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية
في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها .وكلمة مزون مشتقة
من كلمة (المزن) وهي السحاب الداكن ذو الماء النزير المتدفق.
2
ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا .وبالنسبة السم
عمان فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في أرض اليمن .كما قيل أنها سميت
بعمان نسبة إلى عمان بن إبراهيم الخليل عليه السالم ،وقيل كذلك أنها سميت بهذا االسم نسبة إلى عمان
بن سبأ بن يفشان ابن إبراهيم .وكانت عمان منذ القدم موطنا للقبائل العربية التي جاءت اليها من جنوب
شبه الجزيرة العربية .ووسطها .كما جاءت إلى عمان جماعات من الفرس غازية أو مستقرة ،ومن شبه
القارة الهندية ،ومن شرق أفريقيا .ليكونوا سكان عمان الذي كان للموقع أثر بالغ في تشكيله .استقرت
بعض هذه القبائل في السهول واشتغلت بالزراعة والصيد ،واستقر البعض اآلخر في المناطق الداخلية
والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية *سالم الحتروشى ()2014
ونظرا للموقع االستراتيجي الذي تتمتع به عمان وبحكم إطاللتها على مضيق هرمز االستراتيجي ،فإنها
أصبحت عبر الزمن قبله ألنظار الدول القوية التي سعت بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ للسيطرة عليها
واستعمارها أو الدخول بتحالفات ومعاهدات معها .وقد برزت أهمية مضيق هرمز منذ القرن السادس عشر
مع تدخل القوى األجنبية المتمثلة في البرتغاليين الذين استولوا على المدن العمانية الساحلية من جهات في
الشرق حتى جلفار (رأس الخيمة اليوم) في الشمال ،وسيطروا على التجارة في المحيط الهندي .وفي مطلع
القرن السابع عشر حكمت أسرة اليعاربة عمان ،وأعادوا حكم اإلمامة بعد انقطاع دام فترة طويلة ،فتم
توحيد عمان تحت سيادة هذه األسرة ،وكان اإلمام هو محور النظام السياسي والديني في الدولة ،وكانت
القبيلة تمثل النظام االجتماعي والوحدة السياسية .كما كان العلماء الدين دور أساسي في البناء الحكومي.
هذه الوضعية أضفت على الدولة هيبة وقوة مكنت دولة اليعاربة من طرد الغزاة البرتغاليين وتعقبهم في
المحيط الهندي وشرق أفريقيا .وأصبح شمال المحيط الهندي
وبحر عمان وبحر العرب والخليج العربي فضال عن السواحل الشرقية ألفريقيا تحت السيادة العمانية.
انتشرت الحروب القبلية في النصف األول من القرن الثامن عشر بعد تفكك دولة اليعاربة ،حتى أن بعضهم
استعان بالفرس .إال أنه في النصف الثاني من نفس القرن ،تمكن اإلمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من
توحيد .القبائل العمانية تحت رايته ،وحمل لواء التحرير من هيمنة الفرس ،ونجح في ذلك وأسس دولة آل
بوسعيد في عام 1٧44م .وقد ارتبطت عمان في العقد األخير من القرن الثامن عشر بعالقات قوية مع
االنجليز والفرنسيين .المواجهة التهديدات التي تحدق بها من عدة جهات عدائية من جهة البر والبحر.
وكانت بريطانيا في تلك الفترة
تتمتع بهيمنة واضحة على منطقة الخليج العربي متذرعة بمكافحة القرصنة وتجارة الرقيق ،لكنها في
الحقيقة تريد تأمين طرقها البحرية ،كما أن فرنسا سعت في نفس الفترة إلى إيجاد عالقة خاصة مع عمان،
فوقعت مع السيد سعيد بن سلطان في عام 1٨0٧م اتفاقية تهدف إلى ضمان سالمة سفتها وانسياب
تجارتها من والى الموانئ العمانية .كما أبرمت الواليات المتحدة األمريكية في عام 1٨33م اتفاقية مع
السيد سعيد بن سلطان لنفس المرض .لذا فمثلما أضفى الموقع الجغرافي المتميز على عمان قوة ووزن
سياسي كبير في المحيط الهندي ،فقد جر هذا الموقع المتميز على عمان متاعب كثيرة في تاريخها
السياسي واالقتصادي.
3
كانت عمان حتى عام 1۹٧0م تفتقر إلى المكونات الرئيسة لبناء الدولة الحديثة ،فلم تكن هناك وزارات
بالمعنى المتعارف عليه اليوم .كما لم تكن خدمات البنية التحتية معروفة لدى معظم مناطق الدولة ،حيث ال
وجود الطرق مرصوفة ،وال للمدارس ،وال للمستشفيات والمراكز الصحية والكهرباء والمياه وغيرها من
المرافق العامة إال يشكل محدود في العاصمة مسقط ،ومدينة صاللة ومع وتولي حضرة صاحب الجاللة
السلطان قابوس بن سعيد .مقاليد الحكم في البالد في عام 1۹٧0م بدأت مرحلة جديدة تحولت فيها عمان،
وفي فترة وجيزة جدا ،إلى دولة عصرية بكل المقاييس مرحلة السمت بالنمو االقتصادي واالجتماعي
والتخطيط التنموي المبرمج مرحلة هذا الكتاب مقدمة في الجغرافيا الطبيعية لسلطنة عمان يتناول بالتحليل
إطارها الطبيعي من حيث خصائص الموقع الجغرافية ،والخصائص الجيولوجية التي ترسم اإلطار العام
للتضاريس وأشكال سطح األرض والثروات المعدنية ،ومن حيث خصائص المناخ والغطاء النباتي والتنوع
البيئي ،والموارد الطبيعية المتاحة وكيفية أصبح لعمان فيها وزنا مرموقا بين دول العالم.
تعامل اإلنسان معها ،والسياسات البيئية في سلطنة عمان ،وحيث أن الدولة هي أرض وسكان ،وأن األرض
تمثل الخصائص والمقومات الطبيعية ،فإن دراستها تمثل الركيزة األساسية الدراسة المقومات البشرية التي
بتفاعلها معها تتبلور شخصية الدولة وكيانها.
أما كتاب أبو العال ( )1۹٨٨جغرافية إقليم عمان سلطنة عمان ،ودولة اإلمارات العربية المتحدة ،فقد تناول
بالسرد التغير في مظاهر الحياة االقتصادية واالجتماعية ،الذي شهدته كل من الدولتين في سبعينيات القرن
العشرين ،وبعد كتاب حسنين ( )2010في الصحاري العمانية أحدث ما كتب في مواضيع الجغرافيا
الطبيعية لسلطنة عمان
- 1يتبع الباحث في التوثيق نظام توثيق الجمعية األمريكية السيكولوجية اإلصدار السابع APA.1.٧وفي
المراجع العربية يبدأ باالسم األول فاللقب أو اسم الشهرة كما هو سائد في البيئة العربية.
*سالم الحتروشى ()2014
4
ومدته 10أعوام دراسية وينتقل الناجحون في نهايته إلى مرحلة ما بعد األساسي التي تغطي عامين
دراسيين .وتنقسم سنوات التعليم األساسي العشر إلى حلقتين وهما الحلقة األولى من الصف األول حتى
الرابع ،والثانية من الصف الخامس وحتى العاشر.
أطلق مصطلح ( التعليم األساسي ) على نظم تعليمية بديلة غير تقليدية تضم سنوات المرحلتين االبتدائية
واإلعدادية ,وفق أسلوب مصمم خصيصا ً ليالئم ظروف المنطقة التي يطبق بها وحسب ظروف كل إقليم أو
كل دولة تتبنى هذا النمط من أنماط التعليم.
في إطار مشروع تطوير التعليم في سلطنة عمان تم تعريف التعليم األساسي بأنه :تعليم موحد توفره
الدولة لجميع أطفال السلطنة ممن هم سن المدرسة ,مدته عشر سنوات يقوم على توفير االحتياجات
التعليمية األساسية من المعلومات والمعارف والمهارات ,وتنمية االتجاهات والقيم التي تمكن المتعلمين
من االستمرار في التعليم والتدريب وفقا ً لميولهم واستعدادهم وقدراتهم التي يهدف هذا التعليم إلى تنميتها
لمواجهة تحديات وظروف الحاضر وتطلعات المستقبل ,في إطار التنمية المجتمعية الشاملة .
تعليم موحد للجميع ,على أساس أنهم أعضاء في مجتمع واحد تجمعهم أهداف وطموحات مشتركة تتطلب
قدرا ً مشتركا ً من التعليم والثقافة بما يضمن تماسك المجتمع وفق هويته الثقافية العربية واإلسالمية .
تعليم مدته عشر سنوات يتواءم مع التوجهات التربوية الحديثة ومتطلبات الحياة المعاصرة واحتياجات
التنمية العمانية ,ساعيا ً نحو توسيع قاعدة التعليم األساسي وسد منابع األمية وتزويد المتعلمين بالمعارف
والمهارات واالتجاهات والقيم األساسية الضرورية ,ومراعاة لخصائصهم ومطالب نموهم في كل مرحلة
عمريه تم تقسيم مرحلة التعليم األساسي إلى حلقتين :الحلقة األولى من الصف األول إلى الرابع والحلقة
الثانية من الصف الخامس إلى العاشر .
تعليم يتصف بالشمولية من حيث تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم في إطار متوازن ومتكامل .
تعليم يهتم بالربط بين النظرية والتطبيق والفكر والعمل والتعليم والحياة وفق مبدأ تكامل الخبرة .
تعليم يسعى نحو إكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي في إطار مفهوم التربية المستمرة وغرس القيم
والممارسات الالزمة لتحقيق اإلتقان في التعلم والتعليم .
تعليم يتصف بالمرونة في توجيه مخرجاته حيث يعد المتعلم لمواصلة التعليم بالمراحل الالحقة أو يهيئه
للتدريب من أجل االلتحاق بسوق العمل ,وفق استعداداته وإمكاناته وكفاياته.
5
يشهد المجتمع العماني كغيره من المجتمعات المعاصرة تطورات متسارعة ومستمرة في مختلف مناحي
الحياة ,مما يقتضي أن يكون التطوير التربوي ممارسة دائمة تتأثر بتلك التطورات وتساهم بشكل أساسي
في صنعها .في هذا اإلطار تأخذ سلطنة عمان بمفهوم التعليم األساسي لعدد من المبررات أهمها :
-الحاجة إلى تطوير التعليم ورفع كفاءته في ضوء تحديات العصر ومتطلباته وتطلعات المستقبل .
-ضرورة الجمع بين المراحل األولى من التعليم في مرحلة موحدة لتقليل الهدر والفاقد التربوي .
-غلبة الجانب النظري على التعليم العام بشكله الحالي في مراحله األولى وافتقاره إلى ربط ذلك الجانب
العملي .
-استجابة لتوصيات المؤتمرات التربوية التي دعت إلى تبني مفهوم التعليم األساسي خالل السنوات
األخيرة
-تأكيدا استراتيجية تطوير التربية العربية على السعي نحو تعميم التعليم األساسي وتطوير محتواه وبنيته
بما يتيح له المرونة والتنوع المناسبين .
-دعوة مؤتمر الرؤية المستقبلية لالقتصاد العماني (عمان )2002إلى إعداد موارد بشرية عمانية متطورة
ذات قدرات ومهارات تستطيع مواكبة التطور التكنولوجي وإدارة التغيرات التي تحدث فيه بكفاءة عالية
وكذلك مواجهة الظروف المحلية والعالمية المتغيرة باستمرار وبما يضمن المحافظة على القيم اإلسالمية
والعادات والتقاليد العمانية الحميدة .
-يهدف التعليم األساسي إجماال إلى تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلم تنمية شاملة متكاملة في إطار
مبادئ العقيدة اإلسالمية ومقومات الهوية الثقافية العمانية ,وغرس االنتماء الوطني والعربي واإلسالمي
واإلنساني لدي المتعلم وتنمية قدرته على التفاعل مع العالم المحيط به.
كما يسعى التعليم األساسي إلى إكساب المتعلم المهارات الالزمة للحياة وذلك بتنمية كفايات االتصال والتعلم
الذاتي والقدرة على استخدام أسلوب التفكير العلمي الناقد والتعامل مع العلوم والتقانات المعاصرة .إضافة
إلى ذلك يهدف هذا التعليم إلى إكساب المتعلم قيم العمل واإلنتاج واإلتقان والمشاركة في الحياة العامة
والقدرة على التكيف مع مستجدات العصر والتعامل مع مشكالته بوعي ودراية والمحافظة على البيئة
واستثمار مواردها وحسن استغالل وقت الفراغ.
يتوقع من المتعلم بعد إكماله مرحلة التعليم األساسي – بمفهومه وأبعاده التي سبق بيانها – أن يكون
مستواه العلمي متمشيا مع مستوى أقرانه في معظم الدول المتقدمة ,حيث يكتسب المعارف والكفايات
والمهارات واالتجاهات والقيم اآلتية:
:
تعتمد فلسفة التعليم في سلطنة عمان على تعزيز قيم التسامح واالحترام المتبادل والتعلم المستمر .تهدف
إلى تنمية الشخصية الكاملة للطالب وتعزيز قدراتهم الفكرية والمعرفية واالجتماعية والمهنية .تعتبر
التربية اإلسالمية أساسية في النظام التعليمي ،حيث تحث على القيم اإلسالمية وتعزز األخالق والقدرات
الروحية للطالب.
تعتمد فلسفة التعليم في سلطنة عُمان على مجموعة من المصادر واألسس الرئيسة التي امتزجت لتكون
بناءها المترابط ،الذي تنطلق منه عمليات التطوير المستمرة لعناصر العملية التعليمية التعلمية
كافة ،وهذه المصادر هي:
. 1الدين اإلسالمي:
المجتمع العماني مجتمع مسلم ،يستمد عقيدته وفكره وسلوكه من الدين اإلسالمي ،الذي يتضمن جوانب
العقيدة والعبادة والسلوك المنظمة لعالقة اإلنسان بربه ،ونفسه ،وأسرته ،ومجتمعه ،وبالكون والحياة من
حوله ،ويدعو إلى العلم ،والعمل ،وعمارة األرض؛ لذا فإن مبادئ الدين اإلسالمي وأسسه
وقيمه تمثل مصدرا ً أساسيا ً لفلسفة التعليم في السلطنة.
7
. 2الفكر السامي:
يمثل الفكر السامي لحضرة صاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه هللا ورعاه -أحد
المصادر األساسية لجوانب البناء والتطوير ،التي تشهدها السلطنة في مختلف المجاالت ،بما في
ذلك التوجيهات المتعلقة بالتعليم وتجويده ،وتنمية الموارد البشرية.
كما يؤكد الفكر السامي لجاللته -أبقاه هللا -على أهمية تطوير التعليم ،وتحسينه ،ورفع مستواه بمختلف
جوانبه ،وربطه بجوانب التنمية الشاملة ،من أجل تكوين أجيال مؤهلة ،تشارك في عملية التنمية ،وتتعامل
مع المتغيرات والمستجدات المحلية والعالمية بكل كفاءة واقتدار ،وللفكر السامي أثره الكبير في تطوير
المسيرة التعليمية بالسلطنة كما ونوعاً ،وتجويد عناصر المنظومة التعليمية كافة بالمراجعة والتقييم
المستمر.
النظام األساسي للدولة:
يُمثل النظام األساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم ( )101/۹٦بتاريخ 24من شهر
جمادى اآلخرة 141٧هجرية ،الموافق له ٦من شهر نوفمبر 1۹۹٦ميالدية مصدرا ً أساسيا ً للتشريع في
الدولة ،ويستمد مصادره من الشريعة اإلسالمية ،وفقًا لما جاء في المادة رقم ( )2والتي نصت على اآلتي:
«دين الدولة اإلسالم والشريعة اإلسالمية هي أساس التشريع» ،وتنضوي في نطاقه المؤسسات كافة
باعتبار أن الدولة هي دولة مؤسسات ،كما أكد عليها جاللة السلطان المعظم -أعزه هللا وأبقاه.
وقد أشار النظام األساسي للدولة في المادة رقم ( )13تحت بند المبادئ الثقافية ،إلى اآلتي:
-التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع ،ترعاه الدولة وتسعى لنشره وتعميمه.
-يهدف التعليم إلى رفع المستوى الثقافي العام وتطويره وتنمية التفكير العلمي ،وإذكاء روح البحث،
وتلبية متطلبات الخطط االقتصادية واالجتماعية ،وإيجاد جيل قوي في بنيته وأخالقه
يعتز بأمته ووطنه وتراثه ،ويحافظ على منجزاته.
-توفر الدولة التعليم العام وتعمل على مكافحة األمية ،وتشجع على إنشاء المدارس والمعاهد
الخاصة بإشراف من الدولة ووفقا ً ألحكام القانون .
-وبما أن اإلنسان هو صانع التنمية ومطورها كان المؤسسات التعليم دورها الريادي في إيجاد جيل
من المتعلمين ،قادر على البناء والعطاء والمشاركة الفاعلة من خالل مبادئ وأهداف هذه الفلسفة.
ترتكز فلسفة التعليم في سلطنة عُمان على المبادئ الفكرية والمنطلقات األساسية التي تحكم العمل
التربوي المعاصر ،وتحدد طبيعته ومساراته في البيئات االجتماعية ،ويعبر عن هذه المبادئ والمنطلقات
من خالل المفاهيم األساسية للتنشئة والتربية والتعليم والتدريب والتثقيف والتوعية ،في ضوء معايير
8
الجودة ،وربطها بالتعليم المستمر ،والتنمية البشرية ،وسوق العمل .ويستند الفكر التربوي المعاصر
كمصدر من مصادر فلسفة التعليم في السلطنة على القيم واالتجاهات والمعارف ،وعلى نتائج البحوث
والدراسات المعاصرة المرتبطة بمجال التربية والتعليم بما يتوافق مع المجتمع العماني.
تتميز مراحل نمو األفراد في أي مجتمع بمجموعة من الخصائص العقلية والفكرية والجسمانية
واالجتماعية ،وتتضمن عددا ً من المهارات والمسؤوليات والحاجات .ويأتي دور الجهات المشرفة على
التعليم ومؤسساته عند بناء مناهجها وتطوير عناصر منظومتها التعليمية -في مراعاة هذه الخصائص
ومتطلباتها ،وتقديم المساعدة لكل فرد لينمو وفقا ً لقدراته واستعداداته ،نموا ً موجها ً نحو ما يحتاجه
المجتمع وما يهدف إليه.
تؤكد فلسفة التعليم في السلطنة على المبادئ والمواثيق الدولية التي من شأنها تعزيز الوعي بالقضايا
اإلنسانية ،وتنمية االتجاهات اإليجابية نحو رخاء اإلنسان وسعادته وترسيخ مبادئ المساواة والعدالة،
وتقبل اآلخر ،وتنمية الوعي بحقوق الطفل والمرأة ،وغيرها من المبادئ والقواعد والقوانين
التي تضمنتها تلك المواثيق والمعاهدات.
.10القضايا العالمية المعاصرة:
يعيش العالم اليوم في خضم العديد من القضايا السياسية والفكرية واالجتماعية واالقتصادية المتنوعة التي
شغلت المفكرين والسياسيين كحوار الحضارات وحقوق اإلنسان ،والديمقراطية .والعدالة الدولية،
والعولمة ،والتجارة العالمية ،والبيئة وأمن المعلومات ،واألمن المائي والغذائي ،والطفرة المعرفية ،وشيوع
التكنولوجيا ،والتطور اإلعالمي السريع ،وظهور وسائل التواصل االجتماعي كمحرك لإلعالم المساعد،
وغيرها .
ويأتي دور فلسفة التعليم في توجيه النظام التعليمي إلى بناء التوجهات اإليجابية نحو هذه القضايا .وفقا
لمنظومة المجتمع العماني وعقيدته اإلسالمية وهويته الوطنية.
تتضمن فلسفة التعليم في سلطنة عمان مجموعة من المبادئ التي تنبثق منها األهداف التعليمية العامة،
وتعد هذه المبادئ واألهداف موجها لعملية بناء عناصر المنظومة التعليمية كافة وتطويرها في جميع
مراحل التعليم وأنواعه ،وتشمل اآلتي:
9
يهدف التعليم إلى تهيئة الفرص المناسبة المساعدة المتعلمين على النمو المتكامل روحيا ً ونفسيا ً ،وفكريا ً ،
وخلقياً ،وجسمانياً ،واجتماعيا ً وفقا ً الستعداداتهم وإمكاناتهم ،وفي ضوء فلسفة المجتمع العماني وثقافته
وهويته وتطلعاته ،وبما يكفل التوازن بين تحقيق األفراد لذواتهم من ناحية ،وإعدادهم للمشاركة في بناء
مجتمعهم من ناحية أخرى .ويتم تحقيق النمو المتكامل للمتعلم بواسطة األهداف اآلتية:
تنمية الشخصية المتكاملة للمتعلم. •
تلبية متطلبات مراحل النمو المختلفة وخصائصها. •
إكساب المتعلم المعارف والمهارات الالزمة للتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته. •
تنمية قدرات المتعلم وميوله ومواهبه واالرتقاء بمهاراته. •
تنمية الحس الجمالي لدى المتعلم. •
تعزيز التربية البدنية والصحية لدى المتعلم. •
تعزيز الجانب األخالقي والتربية االجتماعية لدى المتعلم. •
تمثل المواطنة تعبيرا ً عن االنتماء للوطن ولهويته العربية اإلسالمية ،بما يترتب عليها من حقوق وواجبات
ومسؤولية مجتمعية مشتركة ،ويتم تعزيز المواطنة والهوية العُمانية انطالقا ً من األهداف اآلتية:
ترسيخ العقيدة الصحيحة ،وتأصيل منهج الوسطية في الدين بسلوك الطلبة. •
إتقان اللغة العربية واالعتزاز بها. •
االعتزاز بالهوية والتاريخ العمانيين. •
ترسيخ االنتماء لألمة العربية واإلسالمية. •
الحفاظ على التراث الحضاري العماني وتنميته. •
تعزيز قيم المواطنة ،والحفاظ على التراث الحضاري العماني •
تنمية حس المسؤولية وقيم المشاركة المجتمعية والوطنية. •
تحقيق التوازن بين األصالة والمعاصرة في عملية التطور االجتماعي. •
االهتمام باألسرة باعتبارها مكونا ً أساسيا ً للمجتمع. •
ترسيخ الحقوق والواجبات تجاه الوطن والمجتمع. •
من المبادئ المهمة في أي نظام تعليمي أن يربى النشء على حب الوطن والوالء لقيادته ،وتقدير رموزه
والمحافظة على منجزاته لتحقيق العزة والمنعة الوطنية ،وذلك من خالل األهداف اآلتية:
• تعزيز االنتماء للوطن والوالء لجاللة السلطان.
• تعزيز هيبة الدولة وسيادة القانون فيها.
10
تعزيز الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع العماني. •
ترسيخ احترام علم السلطنة و النشيد الوطني ،وإبراز داللتهما الرمزية والوطنية. •
تنمية الوعي بأهمية الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته. •
إعالء شأن المصلحة الوطنية فوق االعتبارات الشخصية. •
يقوم المجتمع العماني على منظومة من القيم والسلوكيات التي تكون كيانه وترسم مالمح هويته
العربية اإلسالمية ،وتتكامل مؤسسات التعليم في بناء هذه القيم والسلوكيات ،ويتم من هذا المبدأ
تحقيق األهداف اآلتية:
ترسيخ القيم اإلسالمية. •
تعزيز االلتزام بالعادات والتقاليد الحسنة للمجتمع العماني. •
تقدير القيم اإلنسانية المشتركة. •
غرس السلوكيات الحميدة في نفوس المتعلمين. •
تنمية الشعور بمكانة المعلم العلمية واالجتماعية. •
تعميق احترام اآلداب والذوق العام. •
تعد التربية على حقوق اإلنسان من الجوانب التي ركز عليها الدين اإلسالمي ،وهي تعريف األفراد بحقوقهم
وواجباتهم على المستوى الوطني والعالمي في سبيل إقامة مجتمع يحظى فيه جميع األفراد
بالتقدير واالحترام ،ويتم ذلك بتحقيق األهداف اآلتية:
تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان وواجباته. •
تنمية الوعي بالقضايا اإلنسانية. •
تنمية االتجاهات اإليجابية نحو الذات واآلخر. •
ترسيخ الحق في التعليم. •
ترسيخ مبادئ المساواة والعدالة وفقا للنظام والقانون. •
تنمية الوعي بحقوق المرأة والطفل. •
تنمية الوعي باحتياجات ذوي اإلعاقة واحترامهم والتفاعل اإليجابي معهم. •
تعزيز حق الفرد في المشاركة السياسية والمجتمعية. •
إن تعريف المتعلمين بالتزاماتهم الدينية ،ومسؤولياتهم الوطنية واالجتماعية ،والقانونية في بيئة
11
الدراسة والعمل والمجتمع وفي عالقتهم المتنوعة مع أنفسهم ،ومع اآلخرين يعد مبدأ مهما ،ويتحقق
باألهداف اآلتية:
تعزيز الشعور بالمسؤولية نحو الذات واآلخرين. •
ترسيخ مبدأ سيادة القانون وااللتزام به. •
تعميق فهم المتعلم لحقوقه وواجباته وتعزيز مشاركته الفاعلة في مجتمعه. •
تنمية الوعي بأهمية الضوابط االجتماعية والنظام العام واحترامهما. •
تنمية القدوة اإليجابية كمفهوم وممارسة مجتمعية. •
تعميق دالالت وأبعاد مفهوم دولة القانون والمؤسسات. •
تقدم سلطنة عمان مجموعة متنوعة من خيارات التعليم ،من المدارس الحكومية التقليدية إلى المدارس
الدولية الخاصة إلى التعلم االلكتروني في سلطنة عمان وهناك أيضًا عدد من المدارس المتخصصة ،مثل
مدارس األطفال ذوي االحتياجات الخاصة أو للمهتمين بمتابعة التعليم الديني.
هناك أنواع متعددة من المدارس في عمان تتشكل بها فلسفة التعليم فى سلطنة عمان:
المدارس الحكومية :التي تديرها وزارة التربية والتعليم ويمكن االلتحاق بها مجانًا ،أنها توفر •
المناهج الوطنية ،ومفتوحة لجميع العمانيين.
المدارس الخاصة :هذه مؤسسات مدفوعة األجر وال تخضع للتنظيم الحكومي ،قد يقدمون المناهج •
الدراسية الوطنية أو المناهج الدراسية الدولية مثل البكالوريا الدولية) ، (IBوعادة ما يكون لها
تركيز أكاديمي أكبر.
المدارس الدولية :التي تتبع منه ًجا أجنبيًا وغالبًا ما تقدم خدماتها ألبناء الوافدين العاملين في عمان. •
المدارس المتخصصة :التي تلبي احتياجات األطفال ذوي االحتياجات وتقدم خدماتها لألطفال ذوي •
اإلعاقات الجسدية أو العقلية أو االجتماعية مثل أطفال التوحد أو متالزمة داون.
المدارس الدينية :التي ترتبط عادة بمسجد أو مدرسة معينة وتقدم تعاليم في اإلسالم ،والتربية •
اإلسالمية باإلضافة إلى المناهج الدراسية الوطنية أو الدولية.
تتض َّمن وثيقة فلسفة التعليم في سلطنة عُمان 1٦مبدأ تنبثق منها األهداف التعليمية العامة ،والتي تُعد
موجها ً لعملية بناء عناصر المنظومة التعليمية كافة وتطويرها في جميع مراحل التعليم وأنواعه ،والتي
تتضمن النمو المتكامل للمتعلم؛ حيث يهدف التعليم إلى تهيئة الفرص المناسبة من أجل مساعدة المتعلمين
12
وفقا ً الستعداداتهم وإمكاناتهم ،وفي ضوء فلسفة المجتمع العُماني وثقافته وهويته وتطلعاته ،وبما يكفل
التوازن بين تحقيق األفراد لذواتهم من ناحية ،وإعدادهم للمشاركة في بناء مجتمعهم من ناحية أخرى .إذ
يتم تحقيق النمو المتكامل للمتعلم من خالل عدة أهداف من بينها :تنمية الشخصية المتكاملة للمتعلم،
وإكسابه المعارف والمهارات الالزمة للتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته ،وتنمية قدراته وميوله
ومواهبه ،وكذلك تعزيز التربية البدنية والصحية ،والجانب األخالقي والتربية االجتماعية لدى المتعلم.
كما تمثل المواطنة تعبيرا ً عن االنتماء للوطن ،ولهويته العربية اإلسالمية ،بما يترتب عليها من حقوق
وواجبات ومسؤولية مجتمعية مشتركة ،إذ يتم تعزيز المواطنة والهوية العُمانية انطالقا ً من عدة أهداف من
بينها :ترسيخ العقيدة الصحيحة ،وتأصيل منهج الوسطية في الدين بسلوك الطالب ،وإتقان اللغة العربية
واالعتزاز بها ،والحفاظ على التراث العُماني وتنميته ،باإلضافة إلى تعزيز قيم المواطنة ،واالهتمام باألسرة
باعتبارها مكونا ً أساسيا ً للمجتمع ،فضالً عن ترسيخ الحقوق والواجبات تجاه الوطن والمجتمع.
وتأتي العزة والمنعة الوطنية من أهم المبادئ التي تتضمنها وثيقة فلسفة التعليم ألهمية تربية النشء على
حب الوطن والوالء لقيادته ،وتقدير رموزه ،والمحافظة على منجزاته؛ لتحقيق العزة والمنعة الوطنية ،من
خالل عدة أهداف من بينها :تعزيز االنتماء للوطن والوالء لجاللة السلطان ،وتعزيز الوحدة الوطنية بين
أفراد المجتمع العُماني ،إضافة إلى تنمية الوعي بأهمية الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته ،وكذلك إعالء
شأن المصلحة الوطنية فوق االعتبارات الشخصية.
تكون كيانه وترسم مالمح هويتهكذلك يقوم المجتمع العُماني على منظومة من القيم والسلوكيات التي ّ
العربية اإلسالمية ،وتتكامل مؤسسات التعليم في بناء هذه القيم والسلوكيات ،ويتم من هذا المبدأ تحقيق
عدة أهداف؛ من بينها :ترسيخ القيم اإلسالمية ،وتعزيز االلتزام بالعادات والتقاليد الحسنة للمجتمع
العُماني ،وكذلك غرس السلوكيات الحميدة في نفوس المتعلمين ،وتحقيق احترام اآلداب والذوق العام.
وتُع ُّد التربية على حقوق اإلنسان من الجوانب التي ركّز عليها الدين اإلسالمي ،وهي تعريف األفراد
بحقوقهم وواجباتهم على المستوى الوطني والعالمي في سبيل إقامة مجتمع يحظى فيه جميع األفراد
بالتقدير واالحترام ،ويتم ذلك بتحقيق عدة أهداف؛ من بينها :تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان وواجباته،
وترسيخ الحق في التعليم ،وكذلك ترسيخ مبادئ المساواة والعدالة وفقا ً للنظام والقانون ،وتعزيز حق الفرد
في المشاركة السياسية والمجتمعية .كذلك فإن تعريف المتعلمين بالتزاماتهم الدينية ،ومسؤولياتهم
الوطنية ،واالجتماعية ،والقانونية في بيئة الدراسة والعمل والمجتمع وفي عالقتهم المتنوعة مع أنفسهم،
ومع اآلخرين يع ُّد مبدا ً مهماً ،ويتحقق بعدة أهداف من بينها :تعزيز الشعور بالمسؤولية نحو الذات
واآلخرين ،وترسيخ مبدأ سيادة القانون وااللتزام به ،باإلضافة إلى تنمية الوعي بأهمية الضوابط
االجتماعية والنظام العام واحترامهما ،وتعميق دالالت وأبعاد مفهوم دولة القانون والمؤسسات.
كما تهدف أخالقية التعليم إلى تنشئة المتعلم تنشئة اجتماعية سليمة ،من أجل تكوين مواطن صالح قادر
على التعبير والمشاركة الفاعلة ،في ظل مجتمع يكف ُل له العدالة االجتماعية والمساواة ،ويتم تحقيق مبدأ
الشورى من خالل عدة أهداف من بينها :تنمية القدرة على المشاركة بالرأي والنقد البنّاء ،وتشجيع التنوع
في أشكال التعبير المتوازن وفق الضوابط األخالقية والقانونية ،إضافة إلى تعزيز األساليب الحضارية
للتعبير الهادف عن اآلراء ،وتعزيز الممارسات المتعلقة بالشورى.
13
صبَح تحقيق التنمية المستدامة من أولويات دول العالم المختلفة ،ومن ضمنها سلطنة وفي السياق ذاته ،أ ْ
عُمان؛ وعليه فإن فلسفة التعليم في السلطنة تقوم على تربية األجيال تربية متكاملة من أجل تحقيق هذه
الغاية ،وذلك من خالل تهيئة المتعلمين وإكسابهم المعارف والقيم والمهارات التي تمكنهم من االستفادة من
المعطيات الحضارية المتنوعة ،والتطور التكنولوجي المتسارع ،وذلك لإلسهام بدور فاعل في تلبية
احتياجات الحاضر والعمل على توفير متطلبات المستقبل .وعلى ذلك فإن فلسفة التعليم في السلطنة تعمل
على تحقيق مبدأ التعليم من أجل التنمية المستدامة من خالل عدد من األهداف من بينها :تزويد المتعلمين
بالمعارف والمهارات والقيم المتعلقة بقضايا التنمية المستدامة ،واإلسهام في حماية البيئة وصون مكوناتها
الطبيعية ،إضافة إلى تعزيز أنماط الحياة الصحية المستدامة لدى المتعلمين ،وتعزيز ثقافة السلوك
االستهالكي الرشيد.
ويع ُّد التعليم مسؤولية مجتمعية ،تشترك فيها األسرة ،والمدرسة ،والمسجد ،ووسائل اإلعالم ،والقطاع
الخاص ،ومؤسسات المجتمع المعنية األخرى ،وتحقيق هذه الشراكة كفيل بنجاح أهداف التعليم ،ويتأتى
ذلك بالتركيز على عدة أهداف؛ من بينها :تأكيد دور األسرة في تربية النشء وتعليمه ،تنمية المسؤولية
المجتمعية تجاه التعليم ،وكذلك تكريس ثقافة العمل التطوعي ،وتأصيل دور القطاع الخاص في تنمية قطاع
التعليم.
وفي هذا الصدد ،تُؤ ِّ ّكد السلطنة على أهمية تزويد المتعلم بخبرات تعلم نوعية ،وتوفير معايير الجودة
الالزمة لعناصر العملية التعليمية كافة ،وترسيخ ثقافة العمل بها وتعزيز دور المؤسسات المعنية تحقيقا ً
لألهداف والغايات التربوية المنشودة ،ويتمثل ذلك في التأكيد على عدة أهداف من بينها :تقدير العلم
ومؤسساته ،وإكساب المتعلمين المعارف الضرورية والمهارات األساسية ،وكذلك العمل على تحقيق تعليم
عالي الجودة ،واالرتقاء بكفاءة المعلم وجودة إعداده وتأهيله .وتع ُّد المواءمة بين رسالة التعليم وغاياته
الكبرى مع متطلبات تنمية المجتمع واحتياجات سوق العمل يُع ُّد من اهم ركائز التعليم في السلطنة ،من أجل
إيجاد أجيال تمتلك القيم واألخالق والعلوم والثقافة والمهارات التي تؤهلها للرقي بالدولة وتنمية المجتمع
وتطوره ،وتحقيق هذا المبدأ الذي يربط بين رسالة العلم وغاياته بمتطلبات التنمية الشاملة واحتياجات
سوق العمل ،يتحقق من خالل عدة اهداف من بينها :التطبيق العملي للمعرفة النظرية ،وتنمية المهارات
األساسية للعمل ،فضالً عن تنمية مهارات العمل من أجل المنافسة المحلية والعالمية.
وتُم ِّث ّل المعرفة المدعومة بالتقانة أهم مكونات المجتمعات الحديثة ،إذ تُع ُّد متطلبا ً أساسيا ً في جميع جوانب
التطوير ،خاصة فيما يتصل بالتعليم والثقافة واالقتصاد ،والمجاالت األخرى ،التي أصبحت معتمدة على
توفير كم كبير من المعرفة والمعلومات .ويتحقق هذا المبدأ من خالل عدة أهداف؛ من بينها :تعزيز القدرة
على التعامل مع معطيات العصر والتكنولوجيا الحديثة ،والوعي بأهمية األمن المعلوماتي وقضايا التقانة
والشبكات ،إضافة إلى تشجيع إنتاج المعرفة المحلية وتقديرها وتطويرها ،وإكساب الكفايات والمهارات
الالزمة لمجتمع المعرفة.
كما تع ُّد مهارات البحث العلمي من المبادئ المهمة في فلسفات التعليم الحديثة ،وتهدف إلى تدريب
المتعلمين على المالحظة والتحليل والتجريب واالستكشاف في المواقف التعليمية المتنوعة ،وتنبثق من هذا
14
المبدأ عدة أهداف؛ من بينها :تنمية مهارات التفكير العليا ،وتنمية مهارات البحث العلمي واالستنتاج
واالستقصاء ،إضافة إلى تقدير الموهوبين والباحثين والمبتكرين من الشباب ودعمهم.
كذلك تُع ُّد ريادة األعمال أحد محركات النمو االقتصادي التي تدعم الجهود الرامية لتحقيق التنمية
المستدامة ،كما تعمل على تشجيع الشباب على المبادرة ،واإلسهام في إيجاد فرص العمل ،ويتأتى ذلك من
خالل عدة أهداف من بينها :غرس قيم ومبادئ ريادة األعمال ،وتقدير مبادرات وإبداعات الشباب ودعمها،
وكذلك تعزيز قيمة المبادرة لدى المتعلمين.
ويتحقَّق التعليم من أجل السالم بتعزيز قيم التسامح ،والتفاهم ،وقبول اآلخرين ،والحوار والتقارب معهم،
وفقا ً لمبدأ التقدير واالحترام المتبادل ،ويتم ذلك بتحقيق عدة أهداف من بينها :تنمية احترام االختالف
الفكري المتوازن والتعددية الثقافية ،وترسيخ أنماط السلوك اإليجابية؛ لتعزيز قيم السالم والتعايش
المشترك ،إضافة إلى تعزيز الوعي بقضايا التفاهم والتعاون الدولي واالحترام المتبادل ونشره.
ويع ُّد التعلي ُم عملية مستمرة ،تشمل جميع المراحل العمرية لإلنسان ،وال تنتهي عند مرحلة معينةِّ ،م َّما
يُ ْو ِّجب على كل فرد في المجتمع أن يجدد من معارفه ومهاراته بصفة دائمة من خالل التعلم المستمر،
ويتسنى الوصول لهذا المبدأ بتحقيق عدة أهداف؛ من بينها :تعزيز فرص التعلم مدى الحياة ،وتعزيز
مهارات التعلم المنظم ذاتيا ً والتعلم مدى الحياة ،وكذلك تعزيز دور المراكز الثقافية والمكتبات العامة في
المجتمع ،وتنمية فاعليتها في حياة المتعلمين.
إنَّ فلسفة التعليم في سلطنة عُمان هي المرتكز األساسي لرسم السياسات التربوية والتعليمية ،وموجها ً
لبناء الخطط اإلستراتيجية ،والمشاريع التطويرية للتعليم في السلطنة ،بما يكفل االرتقاء بعناصر المنظومة
التعليمية كافة ،وتوجيه مؤسساته نحو تحقيق رسالة التعليم السامية وغايته الكبرى ،وإنجاز األهداف
الوطنية لتقدم المجتمع ورقيه على مختلف الصعد ،مما يتطلب من جميع المؤسسات المعنية بالتعليم اعتماد
هذه الوثيقة كمرجع أساسي ،والعمل وفق ما حوته من مبادئ ومنطلقات عامة وأهداف ومضامين متنوعة،
وذلك بوصفها إطار عمل وطني لتوجيه مسيرة التنمية والتطوير في قطاع التعليم بمراحله وأنواعه كافة.
_________________________________________________________
https://sskh1.blogspot.com/p/blog-page_825.html
.)201٨( .Elsayed, Abdelkaderالتعليم في سلطنة عمان وتطلعاته المستقبلية.
15
أما عن السياسة التعليمية في سلطنة عمان فهي تعتمد على فلسفة تتسم بأنها فلسفة عربية إسالمية تجمع
بين األصالة والمعاصرة ،وترمي إلى تكوين المواطن المؤمن باهلل تعالى والمخلص لوطنه وسلطانه،
والقادر على التعامل مع مجريات العصر ،والمساهم في التنمية المستدامة بكل قطاعاتها المختلفة في
المجتمع العماني ،والممتلك المهارات التفكير العلمي ومبادئ وقيم الدين اإلسالمي .وترتكز تلك السياسة
على ثالثة أركان أساسية ،حددها السيابي ( )2013فيما يلي:
.1العقيدة اإلسالمية السمحة.
2عادات وتقاليد وموروثات المجتمع العماني.
.3خطط التنمية الشاملة لدولة سلطنة عمان.
كما تعتمد في رؤيتها وفلسفتها على عدة مصادر ،هي:
.1الدين اإلسالمي.
.2الفكر السامي لصاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.
.3النظام األساسي للدولة.
.4السياسات والخطط االستراتيجية للدولة.
.5الدور الحضاري العماني.
.٦المجتمع العماني (خصائصه ،واحتياجاته ،وطموحاته).
.٧التحديات المعاصرة للمجتمع العماني.
-٨الفكر التربوي المعاصر.
-۹و العهود والمواثيق الدولية.
. 10القضايا العالمية المعاصرة.
- 11خصائص المتعلم.
.1النمو المتكامل للمتعلم.
وتنطلق تلك السياسة من ستة عشر مبدأ حددها الحارثي ( )2014فيما يلي:
.2الهوية والمواطنة.
.3العزة والمنعة الوطنية.
.4القيم والسلوكيات الحميدة
16
- 5التربية من أجل التنمية المستدامة.
.٦المسؤولية والمحاسبة.
.٧التعليم مسؤولية وشراكة وطنية ..
-٨التربية على حقوق اإلنسان.
.۹التعلم مدى الحياة.
.10التربية من أجل السالم والتسامح .
.11التربية على مبدأ الشورى.
.12العلم والعمل.
.13تعليم عالي الجودة للجميع.
.14التفكير والبحث العلمي.
.15الريادة واالبتكار.
.1٦مجتمع المعرفة والتكنولوجيا.
وقد مر التعليم في سلطنة عمان بناء على رؤى وفلسفات مختلفة بسلسلة متعاقبة من المراحل ،شهدت
خاللها انكماشات عدة ساهم فيها العديد من العوامل االقتصادية ،والسياسية ،واالجتماعية ،والعالمية
المختلفة ،كما شهدت تطورات عدة أيضا ً انبثقت من منطلقات فكرية مختلفة ارتكزت على أن التعليم حق
ثابت لبناء مجتمع المعرفة ،وأنه استثمار لتحقيق التنمية في شتى المجاالت .وبتحليل العديد من المراجع
والدراسات :الشيزاوى ( ،)1۹۹1اليافعي ( )2002عيسان ( )2010السيابي ( ،)2013الحارثي
()2014
تتميز السياسات التعليمية بخصائص عدة ،وقد أورد عدد من الكتاب والباحثين تلك الخصائص ؛ حيث أشار
كل من غانم ( ،)201٨ولهلوب ( ،)2012وعتيقي (،)200٦
أصبح التعليم في سلطنة عمان يساير أفضل األنظمة التعليمية العالمية ،وما زالت السلطنة تحرص على
تنمية هذا النظام وتطويره ليصبح واحدا ً من األنظمة التي يحتذى بها على مستوى دول العالم ،وليساهم من
خالل تطويره في حركة التنمية العثمان ( )2013داخل السلطنة .ولقد أنشأت السلطنة بنية أساسية سليمة
لقطاع التعليم ،وهذا يتعلق بجميع مستويات الدراسة بدءا ً من المدرسة إلى التعليم العالي ،وتعد القدرة
17
الكافية االستيعاب الطلبة من مختلف الفئات العمرية ،وضمان حصول الجميع على التعليم من أهم اإلنجازات
العظيمة لقطاع التعليم ،هذا التطور اإليجابي جاء نتاجا ً للجهود المتواصلة والسعي الحثيث للحكومة
الرشيدة (عبد الخضر .)2014( ،وقد اهتمت السلطنة ومع بدء النهضة فيها بالتعليم ،واعتبرته أهم
وسائلها لبناء وتطوير المجتمع العماني ،وظهر ذلك االهتمام في وثائق الدولة وقوانينها وتوجهاتها
السياسية نحو التعليم؛ حيث اعتبر النظام األساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني ( )101/۹٦التعليم
ركنا ً أساسيا ً لتقدم المجتمع ،وحددت المادة ( ) 13من الباب الثاني (المبادئ الموجهة لسياسة الدولة)
في الجزء الخاص بالمبادئ الثقافية:
-التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع ،ترعاه الدولة وتسعى لنشره وتعميمه - .يهدف التعليم إلى رفع
المستوى الثقافي العام وتطويره وتنمية التفكير العلمي ،وإذكاء روح البحث ،وتلبية متطلبات الخطط
االقتصادية واالجتماعية ،وإيجاد جيل قوي في بنيته
وأخالقه ،يعتز بأمته ووطنه وتراثه ،ويحافظ على منجزاته .توفر الدولة التعليم العام ،وتعمل على مكافحة
األمية ،وتشجع على إنشاء المدارس والمعاهد الخاصة بإشراف من الدولة ووفقا ً ألحكام القانون.
-ترعى الدولة التراث الوطني وتحافظ عليه ،وتشجع العلوم والفنون واآلداب والبحوث
العلمية وتساعد على نشرها .واعتبر قانون الطفل الصادر بالمرسوم السلطاني ( )22/2014التعليم حقا
من حقوق الطفل واحتوى الفصل الخامس منه على عدد من الحقوق التعليمية تمثلت في المادة (:)3٦
-للطفل الحق في التعليم المجاني في المدارس الحكومية حتى إتمام مرحلة التعليم ما بعد األساسي ،ويكون
تعليم الطفل إلزاميا ً حتى إتمام مرحلة التعليم األساسي ،ويقع على ولي األمر مسؤولية تسجيل الطفل،
وانتظامه في المدرسة ،والحيلولة دون تسربه منها ،والمادة ( )3٧دون اإلخالل بأحكام هذا القانون ،يكون
تنظيم مرحلة التعليم ما قبل األساسي وفقا ً للقوانين واللوائح المنظمة للتعليم والمادة ( :)3٨يهدف تعليم
الطفل في مختلف المراحل إلى تحقيق اآلتي :تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى
أقصى إمكاناتها ،مع مراعاة اتفاق برامج التعليم مع كرامة الطفل وتعزيز شعوره بقيمته الشخصية،
وتهيئته للمشاركة وتحمل المسؤولية.
-تنمية احترام الحقوق والحريات العامة لدى الطفل.
-تنمية احترام الطفل لذويه ولهويته الثقافية ولغته وللقيم الدينية والوطنية .تنشئة الطفل على االنتماء
لوطنه والوفاء له ،وعلى اإلخاء والتسامح بين البشر ،وعلى احترام اآلخر .ترسيخ قيم المساواة بين
األفراد وعدم التمييز بينهم بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو العنصر أو األصل االجتماعي أو اإلعاقة أو
أي سبب آخر من أسباب التمييز.
-تنمية احترام البيئة الطبيعية والمحافظة عليها.
-إعداد الطفل لحياة مسؤولة في مجتمع مدني متضامن قائم على التالزم بين التمتع بالحقوق وااللتزام
بالواجبات.
18
-كحال الكثير من الدول -إلى ثالثة مستويات :ما
قبل المدرسة والمدرسة ،والتعليم العالي وتقوم وزارة التربية والتعليم باإلشراف على التعليم ما قبل
المدرسي ،أما التعليم المدرسي فيتكون من اثني عشر عاما من الدراسة
النظامية حيث تقوم وزارة التربية والتعليم بإدارة المدارس الحكومية ،ويحظى النظام
التعليمي في سلطنة عمان بتطوير مستمر .فقد شهدت العقود الخمسة الماضية عدة مراحل من التطوير،
وإعادة التنظيم شملت التعليم المدرسي والتعليم العالي على حد سواء (الغساني.)2010 ،
-وتمر السياسات التعليمية في السلطنة بمراحل عدة ،وعلى جهات متعددة؛ حيث تنبثق السياسات التعليمية
كموجهات وقوانين ومراسيم من قبل القيادة العليا في السلطنة ،ويشير العبري ( )AlAbri )2015إلى أن
الحكومة في سلطنة عمان مسؤولة عن وضع السياسات العليا للتعليم وتمويله ،وتنظيم وتخطيط وتقييم
ومراقبة جميع مؤسسات التعليم الحكومية ،وهذا ما أكدته دراسة المهدي وآخرين ( )2014من أن سياسة
التعليم تبنى على أساس التوجيهات العليا لجاللة السلطان ،وقرارات المجالس كمجلس الوزراء والدولة
والشورى.
-ومع إصدار المرسوم السلطاني رقم ( )1٨/2012بشأن إنشاء مجلس التعليم وإصدار نظامه أنيطت
بمجلس التعليم عدد من االختصاصات في مجال السياسة التعليمية تتمثل في :رسم السياسة العامة للتعليم
بمختلف أنواعه ومراحله ،والعمل على توجيه التعليم بما يتفق والسياسة العامة للدولة ومتطلبات التنمية
الشاملة ،وبما يؤدي إلى تحقيق األهداف الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والعلمية للسلطنة ،وذلك
بالتنسيق مع المجالس المتخصصة ،والعمل على متابعة تنفيذها .وضع استراتيجية للتعليم في إطار
السياسة العامة للدولة بالتنسيق مع الجهات المختصة ،والعمل على متابعة تنفيذها .مراجعة سياسات
وخطط وبرامج التعليم وتطويرها بما يواكب مختلف المتغيرات ،ويتفق والسياسة العامة للدولة .وضع
اآلليات المناسبة لتحقيق الربط والتكامل بين مخرجات التعليم بمختلف أنواعه ومراحله.
-وتتولى وزارة التربية والتعليم مسؤولية إعداد بعض السياسات التعليمية ،وتنفيذ ما يوصي به مجلس
التعليم والجهات العليا من سياسات تعليمية ،وإدارة النظام التعليمي على
المستوى الوطني.
_______________________________________________________
.)2021( .Alhadi, Baderia & Al’Abri, Khalaf & Al-Kiyumi, Amal
سياسات التعليم قبل الجامعي في سلطنة عمان بين الواقع والمأمول :دراسة تحليلية.1۹3-14۹ .15 .
19
إدارة التعليم وتمويله هما عنصران أساسيان في نظام التعليم في سلطنة عمان .تهدف إدارة التعليم إلى
توفير بيئة تعليمية متميزة وتحقيق أهداف نظام التعليم ،بينما يهدف التمويل إلى توفير الموارد المالية
الالزمة لتنفيذ السياسات والبرامج التعليمية .يتطلب تحقيق الجودة والتميز في التعليم وتحقيق األهداف
التعليمية الرئيسية تخطي ً
طا وتنظي ًما ً
فعاال وتخصيص موارد مالية كافية.
تعتمد إدارة التعليم في سلطنة عمان على نظام إداري متكامل يضم مجموعة من الهياكل واإلجراءات التي
تهدف إلى تسيير وتنظيم العملية التعليمية بصورة فعالة .تتولى وزارة التربية والتعليم المسؤولية الرئيسية
عن إدارة التعليم في البالد .وتشمل مهامها التخطيط والتنظيم والتنسيق والمتابعة والتقييم لألنشطة
التعليمية في السلطنة.
تتمثل بعض مهام إدارة التعليم في سلطنة عمان فيما يلي:
-تطوير و تحديث المناهج الدراسية وضمان توافقها مع المعايير الدولية واحتياجات الطالب وسوق العمل.
-توفير التدريب والتطوير المستمر للمعلمين والمعلمات لتحسين مهاراتهم التعليمية والتربوية.
-تنظيم االختبارات والتقييمات لقياس تحصيل الطالب وتقييم جودة التعليم.
-توفير الكادر االداري والمهني للمدارس والمعلمين والطالب.
-متابعة وتقييم أداء المدارس وضمان تطبيق السياسات واالجراءات التعليمية بشكل فعال.
20
الشراكات مع القطاع الخاص :تعمل الحكومة على تعزيز الشراكات مع الشركات والمؤسسات الخاصة
لدعم التعليم وتوفير الموارد المالية والتقنية.
يتم توجيه التمويل في سلطنة عمان لتلبية احتياجات التعليم المتنوعة ،بما في ذلك تحسين البنية التحتية
للمدارس ،تطوير المناهج والتكنولوجيا في التعليم ،توفير التدريب والتطوير المستمر للمعلمين ،وتحسين
جودة التعليم بشكل عام.
_______________________________________________________
Ministry of Education. (2021). National Education Strategy 2040. Retrieved
from https://www.moe.gov.om/ar/education/strategy/
21
تعتبر المناهج الدراسية أحد العناصر الرئيسية في نظام التعليم في سلطنة عمان .تهدف المناهج الدراسية
إلى تحديد المعرفة والمهارات التي يتعين على الطالب اكتسابها في مختلف المراحل التعليمية .تتطور
المناهج الدراسية بشكل مستمر لمواكبة التغيرات في المجتمع ومتطلبات سوق العمل.
تعتمد سلطنة عمان على عملية متكاملة لتطوير وتحديث المناهج الدراسية .يتم تنفيذ هذه العملية بالتعاون
بين وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية األخرى .يشتمل تطوير المناهج الدراسية على الخطوات
التالية:
تحليل االحتياجات :يتم تحليل احتياجات المجتمع وسوق العمل وتوقعات المستقبل لتحديد المواضيع
والمهارات األساسية التي يجب تدريسها.
وضع المنهج :يتم تحديد المحتوى الدراسي والمفاهيم والمهارات التي يجب تغطيتها في كل مرحلة
تعليمية.
تصميم الوحدات الدراسية :يتم تحويل المحتوى الدراسي إلى وحدات دراسية تفصيلية تشمل األهداف
والمواضيع واألنشطة وطرق التقويم.
تطوير المواد التعليمية :يتم تطوير المواد الدراسية والكتب المدرسية والموارد التعليمية األخرى التي
تدعم تنفيذ المناهج الدراسية.
تدريب المعلمين :يتم توفير التدريب والتطوير المستمر للمعلمين لتمكينهم من تنفيذ المناهج الدراسية
بفعالية.
محتوى المناهج الدراسية
تشمل المناهج الدراسية في سلطنة عمان مجموعة واسعة من المواضيع والمجاالت الدراسية .وتشمل
بعض هذه المجاالت:
اللغة العربية واللغة اإلنجليزية. •
الرياضيات والعلوم. •
الدراسات االجتماعية والتاريخ والجغرافيا. •
العلوم الطبيعية والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا. •
االقتصاد واألعمال والتكنولوجيا. •
الفنون والموسيقى والرسم والتصميم. •
22
• التربية البدنية والصحة.
تهدف هذه المواضيع إلى تطوير المهارات األساسية لدى الطالب مثل المهارات اللغوية والرياضية
والعلمية ،وتعزيز المعرفة والفهم في مختلف المجاالت.
تحديث المناهج الدراسية
تتم عملية تحديث المناهج الدراسية بشكل دوري لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية واحتياجات
المجتمع وسوق العمل .يتم تشكيل فرق عمل متخصصة لتحديث وتطوير المناهج الدراسية ،ويتم إجراء
عمليات تقييم ومراجعة للتأكد من جودة المناهج وتلبية احتياجات الطالب والمجتمع.
__________________________________________________________
Ministry of Education. (2021). National Education Strategy 2040. Retrieved
from https://www.moe.gov.om/ar/education/strategy/
Ministry of Education. (2021). Curriculum Framework. Retrieved
from https://www.moe.gov.om/ar/education/curriculum
23
أما بالنظر إلى نظام القبول في سلطنة عمان فال يوجد نظام موحد يجمع جميع مؤسسات التعليم العالي
الخاص بقبول الطالب في كليات التربية كما هو موجود في المثال السابق إنما هناك نظام القبول الموحد
الذي يعتمد نظام الدرجات كمعيار أساسي للقبول فقط ومن ثم تنتهج كل مؤسسة مجموعة من الخطوات
اإلجرائية وتختلف هذه الخطوات من مؤسسة إلى أخرى وفيما يلي نستعرضها:
:
في بداية نهضة التعليم اتجهت الحكومة لفتح معاهد لتخريج المعلمين تشرف عليها وزارة التربية والتعليم
والشباب ،وكانت تقبل الطلبة بعد الشهادة اإلعدادية العامة ،ويدرس الطالب فيها ثالث سنوات وبعدها يتجه
للتدريس في المدارس االبتدائية العامة.
كان هذا النهج في تلك المرحلة ناتجا عن شح الموارد البشرية ،وكانت الحاجة للتأهيل أبناء الوطن وجعلهم
يشغلون الوظائف التعليمية ،ولم يكن ثمة اشتراطات معقدة لقبول الطلبة وإنما كانت الحاجة ألن يكون
العماني معلما.
:
هي مرحلة أخرى من مراحل تطور قبول وإعداد المعلمين في السلطنة ،حيث تغير مستوى القبول فأصبحت
تقبل الطالب من خريجي الشهادة الثانوية العامة ممن يحققون نسيا مئوية محددة وإن كانت منخفضة نسبيا
لكنهم يخضعون المقابالت شخصية ،وكانت تشرف على هذه الكليات وزارة التربية والتعليم من خالل
المديرية العامة للكليات المتوسطة البرنامج الدراسي اإلعداد المعلمين في هذه الكليات العامين متضمنة
الجانبين النظري والعملي يتخرج بعدها بدبلوم التربية وينطلق معلما في الحقل التربوي.
:
بعد صدور مرسوم سلطاني في عام 1۹۹٨م بإنشاء وزارة التعليم العالي بدأت السلطنة مرحلة جديدة في
إعداد المعلمين حيث قامت بتحويل الكليات المتوسطة للمعلمين إلى كليات للتربية تمنح شهادة البكالوريوس
في مختلف التخصصات التربوية ،وتقبل الطالب وفق معدالت معينة في الشهادة الثانوية العامة.
أما البرنامج المعتمد فيها فهو لمدة أربع سنوات تشتمل على الجانبين النظري والعملي ،ويتخرج بعدها
الطالب معلما لجميع مراحل التعليم المدرسي االبتدائية واإلعدادية والثانوية ،واستمرت هذه الكليات حتى
صدور قرار عام 2005م بتحويلها إلى كليات العلوم التطبيقية.
قام مجلس الشورى ممثل بلجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بزيارة كلية التربية والتقت اللجنة
بالدكتورة عميدة الكلية والطاقم اإلداري والفني بالكلية حيث تمت مناقشة آليات قبول وبرامج اعداد
24
المعلمين في الكلية وتم الوقوف على جميع الجوانب التي يشملها اعداد معلم المستقبل وقد خلص اللقاء
إلى اآلتي :يعتمد نظام القبول للدراسة في برامج إعداد المعلم على درجات المرشح في اختبارات دبلوم
التعليم العام في مقررات محددة حسب التخصص ،أما بالنسبة لتخصصي التربية الرياضية والتربية الفنية
فيخضع المرشح الختبار القدرات إضافة لنتائج اختبارات دبلوم التعليم العام ،ويخضع المرشحون بعد
قبولهم للكلية المقابالت الشخصية لتحديد مدى مناسبة المرشح لمهنة التدريس وتعد هذه المقابالت غير
محددة لقبول ورفض الطالب فقبوله يتم عن طريق مركز القبول الموحد بناء على معدل درجاته فيما عدا
مادتي الرياضة والفنون.
تحدد الكلية شروط القبول في التخصصات بحيث تشترط الحصول معدل (ج) في المادة األساسية للتخصص
والمواد المرتبطة بها فيما عدا مادة اللغة اإلنجليزية حيث تشترط معدل (أ) في المادة ،ويخضع الطالب
الختبارات تحديد المستوى واختبارات االجتياز لتحديد مدى حاجتهم المقررات البرنامج التأسيسي
والمستوى الذي يتطلب البدء به لكل طالب ،ويختلف البرنامج التأسيسي حسب التخصص.
يدرس الطالب خالل دراسته %40من الساعات المعتمدة كمواد تربوية وتربية عملية وعلم النفس فيما
يكون عدد الساعات المتبقي هي مواد أكاديمية تخصصية في المادة التي تخصص فيها ،كما يقوم الطالب
بالتدريب العملي خالل السنة الثالثة داخل الكلية التدريس المصغر) ثم يقوم بذلك في المدارس خالل السنة
الرابعة ،وكون جامعة السلطان قابوس هي الجامعة الحكومية الوحيدة فأن اإلقبال عليها يكون كبيرا مما
يترتب عليه قبول الطالب أصحاب المعدالت المرتفعة وهو ما يساهم في تحقيق عامل الكفاءة العلمية..
المعلم هو أهم العناصر في العملية التربوية ،وهو حجر الزاوية فيها ولهذا كان من الواجب العناية بإعداده
إعدادا ً سليماً ،وإمداده بما يجد في ميدان عمله من معلومات وثقافات مختلفة وتجارب مفيدة ،وإيمانا ً
بأهمية التأثير الذي يحدثه المعلم على نوعية التعليم ومستواه فقد أولت الدول المتقدمة مهنة التعليم بشكل
عام جل اهتمامها وعنايتها ،واالرتقاء بالمعلم بشكل خاص .إن المعلم الجيد في نظام تعليمي ضعيف أفضل
من المعلم غير الصالح في نظام تعليمي قوي ،وذلك كون المعلم المعد إعدادا ً جيدا ً قادر على سد الثغرات
الضعيفة في النظام التعليمي.
إن المعلم الناجح هو الذي يستجيب لتطورات الحياة من حوله ،وما يحدث في المجتمع اإلنساني من تغيرات
وما يستجد فيه من اتجاهات معاصرة وهذا يتطلب منه المرونة وعدم الجمود والقدرة على التجديد
واالبتكار في محيط عمله ،فال يستكين للعمل الرتيب الذي يقدم به عاما ً بعد عام ،ولكن ينبغي إدراكه
الظروف كل عام ومتطلباته ومقتضيات العمل به.
إن إعداد المعلم قبل الخدمة ال يوفر له سوى األساس الذي يساعده على البدء في ممارسة عملية التعليم،
وعليه فإن برنامج اإلعداد أثناء الخدمة هو امتداد طبيعي لإلعداد قبل الخدمة ،ويعني هذا أن التعليم
المستمر بالنسبة للمعلم جزء ال يتجزأ من عملية إعداده ،وأن يستمر هذا اإلعداد طيلة عمله في التدريس
بهدف الحصول على معرفة جديدة ليلحق بركب النمو والتطور ،وليعوض ما فاته أثناء إعداده قبل الخدمة.
25
ومن هذا المنطلق أصبح من الواجب إعداد المعلم ومن ثم تدريبه ،فالتدريب هو إعداد األفراد وتأهيلهم تقنيا ً
ومهنيا ً وإكسابهم إمكانات ومهارات ترفع من قدراتهم اإلنتاجية ،والتدريب بمفهومه العلمي يستهدف أساسا ً
تحقيق النمو الذاتي المستمر للقائمين بعملية التعليم في كافة المستويات لرفع مستوى األفراد ،واالرتقاء
بالمستوى العلمي والمهني والثقافي للمعلمين أنفسهم بما يحقق طموحهم واستقرارهم
النفسي ورضاءهم المهني تجاه عملهم .وتأتي أهمية التدريب أثناء الخدمة استجابة للظروف المتغيرة التي
فرضتها عليهم التطورات العلمية والمعرفية السريعة والمتضاعفة واالنفجار المعرفي المتسارع والتطور
التكنولوجي في كل ميادين الحياة والصراعات التي تتجاذب العالم ،إضافة إلى الدور التربوي الذي يتوقعه
المجتمع من المعلمين ،ومن هنا يمكن القول إن تدريب المعلمين أثناء الخدمة له مبررات عامة تفرضها
طبيعة العصر ومبررات خاصة تفرضها مهنة التعليم .ومن الدوافع التي دفعت المسؤولين عن التربية إلى
االهتمام بتدريب المعلمين أثناء الخدمة ،ضعف مستويات المعلمين من الناحية العلمية والمهنية ،إلى جانب
االنفجار المعرفي الذي يشهده القرن الحادي والعشرين ،باإلضافة إلى ضعف برامج اإلعداد وتقاوتها وعدم
االهتمام بتطويرها لتناسب متطلبات العصر ،لكل ذلك جاءت أهمية التدريب في محاولة للتغلب على هذه
الصعوبات والسلبيات ومسايرة التطور والتقدم من ناحية أخرى ،مما يعني ازدياد الحاجة إلى برامج
التدريب واستمراريتها .
وينال التدريب اهتماما ً بالغا ً في معظم دول العالم ،ففي الواليات المتحدة األمريكية تجد اهتماما ً كبيرا ً ببرامج
التدريب وتطورها ،وأن ما ينفق من أموال على هذه البرامج ،يفوق بدرجة كبيرة ما ينفق على مثل هذه
البرامج في أية دولة أخرى كما بعد التدريب في الواليات المتحدة إجباريا ً وأحيانا ً تتوقف عليه زيادة الراتب
إن تخصيص وقت محدد أثناء يوم العمل الرسمي للمعلمين ،للمشاركة في التعليم المهني ،بعد واحدا ً من
أهم الدعائم الهيكلية بالنسبة لهم ،لذا نجد أن أكثر من %15من المدارس في بلجيكا ،والدنمارك وفنلندا
والمجر ،وإيرلندا والترويج ،والسويد وسويسرا ،توفر وقتا ً كافيا ً للتطوير المهني أثناء ساعات العمل
للمعلمين ،بينما يكون هذا الوقت عادة غير موجود في الواليات المتحدة .عالوة على ذلك فإننا نجد في
معظم البلدان األوربية واألسيوية أن أقل من نصف وقت العمل بالنسبة للمعلم ينقل في تعليم وتوجيه
الطالب ،أما باقي الوقت وهو حوالي 20-15ساعة في األسبوع ،فينفق في واجبات ومهام ذات صلة
بالتدريس مثل مشاركة بقية المعلمين في تحضير وتحليل الدروس ،أو في تطوير أساليب تقويم الطالب ،أو
مراقبة حجرات الدراسة األخرى ،أو في مقابلة الطالب وأولياء أمورهم ،ويقوم المعلمون بتحضير دروسهم
في جلسات جماعية في أقسام المواد ،أو في مجموعات ذات مستوى واحد ،أو في حجرات واسعة ،صممت
خصيصاً ،بحيث تكون األدراج فيها مهيأة لتسهيل العمل الجماعي .ونجد في كوريا الجنوبية -مثلما في
اليابان وسنغافورا -أن % 35فقط من ساعات العمل يقضيها المعلمون في تدريس طالبهم ،ثم يبقون في
مكتب مشترك اثناء وجودهم خارج حجرات الدراسة
26
ال يعمد المعلمون إلى البحث واالنخراط في أية دورة تقام إال ما ندر وإن وجدت
فأنها تكون في جوانب غير مرتبطة بشكل وثيق بمهنة التعليم .ولو نظرنا إلى البرامج التي نفذتها وزارة
التربية والتعليم خالل العام 2021م.
والتي استهدفت المعلمين كانت كالتالي:
أوال :البرامج المركزية:
تالحظ من المخطط أن المعلمين هم النسبة األكبر المستفيدة من البرامج التدريبية الالمركزية حيث بلغ
عددهم ( )3٧۹42معلم ومعلمة وتنوعت البرامج التدريبية ما بين إثرائي وتطويري وعالجي).
27
ولكن هل هذا كاف لو قسمنا عدد البرامج على المعلمين خالل العام وكذلك ما يخص كل مادة على حدة
سنجد أن البرامج أو الساعات التدريبية ال تتقارب مع ما ينفذ في الدول الرائدة في التعليم ،إن الجزء المهم
من هذه العملية ما يزال مفقودا ً فالمعلم يجب أن يقوم بدور ريادي في سعيه للحصول على التدريب كما
يجب على الوزارة أن تضع معايير للمعلم الذي يخضع للتدريب سواء الذاتي أم المنهج من قبلها بحيث
ترتبط الترقيات والعالوات بمعدل التدريب على سبيل المثال.
أن ما يحدث في الدول المتقدمة من مؤتمرات خاصة بالمعلمين واتجاه المعلمين لإلنماء المهني الذاتي يعد
نموذجا لما يجب أن يكون عليه المعلم كما أنه يقدم تفسيرا ً واضحا ً للفرق بين المعلم لدينا والمعلم لديهم
وانعكاس ذلك على التحصيل الدراسي لدينا ولديهم.
تعد برامج التدريب بعد التعيين بالنسبة للمعلمين الجدد إلزامية في كثير من الدول مثل أستراليا فرنسا
اليونان إيطاليا ،اليابان كوريا ،نيوزيلندا وسويسرا .وتتضمن معظم تلك البرامج وقت للراحة بالنسبة
للمعلمين الجدد والمشرفين التربويين الذين يشاركون في أنشطة التعبين .والنموذج الذي يتم تطبيقه في
نيوزيلندا مطابق لما هو موجود في عدد من الدول اآلسيوية ،حيث تقوم وزارة التربية في نيوزيلندا بتمويل
%20من وقت الفراغ بالنسبة للمعلمين الجدد و %10بالنسبة للمعلمين الذين أكملوا عامهم الثاني يتطلب
هذا األمر من المدارس أن تقوم بابتكار برامج محلية لتطوير مهارات معلميها الجدد ،ويستغل المعلمون
الجدد معظم وقت فراغهم في حضور أنشطة للتطوير المهني ،أو في االجتماع بالموجهين التربويين ،أو في
القيام ببعض الواجبات مثل تحضير الدروس ،وتدعم برامج التعيين هذه بعض األنشطة كمراقبة معلمين
آخرين في نفس المدرسة ،أو في مدرسة أخرى ،أو العمل في حجرات الدراسة بمعية المشرف التربوي ،أو
حضور اجتماعات المعلمين الجدد ،أو االنخراط في دورات مختلفة ،وهناك عدد من الدول تشترط تدريبا
رسميا للمشرفين .في سنغافورا مثال نجد أن المعلمين من الدرجات العليا يتم تعيينهم للقيام بتدريب
وتحسين أداء المعلمين في كل مدرسة .أما المديرون في الترويج ،فيخصصون موجها ً تربويا ً على درجة
عالية من الكفاءة لكل معلم جديد ،وتقوم مؤسسة تعليم
29