You are on page 1of 29

‫‪THE ARAB LEAGUE‬‬ ‫جامعة الدول العربية‬

‫‪ALECSO‬‬ ‫المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬


‫& ‪Institute of Arab Research‬‬ ‫معهد البحوث والدراسات العربية‬
‫& ‪Studies Department of Research‬‬ ‫قسم البحوث والدراسات التربوية‬
‫‪Educational Studies‬‬

‫نظام التعليم في سلطنة عُمان‬

‫مقدم من الباحث‬

‫محمد البسطويسي محمد الخوالني‬

‫‪2023 /1445‬م‬

‫‪1‬‬
‫تمتلك السلطنة رصيدا ً حافالً من اإلنجازات الحضارية في مختلف المجاالت السياسية والثقافية‬
‫واالجتماعية واالقتصادية فموقعها الجغرافي‪ ،‬وسواحلها الطويلة‪ ،‬وسهولها الخصبة الممتدة‪ ،‬أهلتها‬
‫لتكون من مناطق االستيطان الحضارية األولى‪ ،‬حيث وفدت إليها الجماعات البشرية منذ بداية حضارة‬
‫اإلنسان‪ ،‬كما جعلتها مركزا ً اقتصاديا ً مهما ً في مختلف العصور والحقب التاريخية‪ ،‬ومنطلقا ً‬
‫النتشار اإلسالم‪ ،‬وشجعت أهلها على التواصل مع حضارات عدة‪.‬‬
‫ومن هذه األرض الحضارية تكون الفكر العماني المتزن‪ ،‬وانطلقت مسيرة النهضة العمانية الحديثة بما‬
‫تتمتع به من مقومات فريدة‪ ،‬أسهمت في بناء حاضر مزدهر يربط بين الماضي العريق والمستقبل‬
‫المشرق‪ ،‬وفي ضوء هذه المقومات تعمل فلسفة التعليم بالسلطنة على بناء جيل واع بمنجزات وطنه‬
‫الحضارية وتطلعاته المستقبلية ليكمل مسيرة البناء والتطوير المجتمع العماني خصائصه‪ ،‬واحتياجاته‪،‬‬
‫وطموحاته)‬
‫المجتمع العماني مجتمع عربي مسلم لغته الرسمية هي اللغة العربية‪ ،‬يستمد هويته من الدين اإلسالمي‬
‫والثقافة العربية‪ ،‬ويتسم بالعدل والمساواة وتكافؤ الفرص‪ ،‬والتآخي والتعاون والمحبة والمشاركة والسالم‬
‫واألمن االجتماعي والواقعية في تنفيذ الخطط وتطويرها لتلبية احتياجات المجتمع وأماله المتجددة‪ ،‬كما‬
‫يتميز المجتمع العماني بعالقات الترابط واالحترام المتبادل والصداقة مع الشعوب والمجتمعات األخرى‪ ،‬لذا‬
‫فإن من أهداف فلسفة التعليم بالسلطنة تعزيز هذه الخصائص والمحافظة عليها‪ ،‬وترسيخ قيم االنتماء‬
‫والوحدة الوطنية لتحقيق البناء المستمر والتنمية الشاملة في ضوء احتياجاته وطموحاته‪.‬‬
‫والمجتمع العماني كغيره من المجتمعات المعاصرة يواجه مجموعة من التحديات االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والسياسية والتربوية المختلفة بفعل تأثير التطور التكنولوجي‪ ،‬وشيوع العولمة والثقافات‬
‫المرتبطة بها ‪ ،‬مما ينتج عنه ‪ -‬أحيانا ً ‪ -‬ظهور أنماط معينة من القيم والعالقات‪ .‬لذا كان من أهداف فلسفة‬
‫التعليم بالسلطنة النظر في األساليب المناسبة للتصدي لهذه التحديات والتغلب عليها‪ ،‬وتزويد المتعلمين‬
‫بالقيم والمعارف والمهارات الالزمة للتعامل مع متغيرات العصر وتحدياته المختلفة‪.‬‬
‫عرفت أرض عمان الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية منذ القدم‪ ،‬وقامت عليها‬
‫حضارات عديدة في المراحل التاريخية المختلفة كانت نتيجة لتفاعل مستمر ومتواصل بين اإلنسان الذي‬
‫عاش على هذه األرض ومواردها الطبيعية‪ ،‬وهيأ لها الموقع االستراتيجي البحري عالقات خاصة مع‬
‫البحر‪ ،‬وقد عرفت عمان خالل مراحل تاريخها الطويل بأسماء مختلفة أبرزها مجان و مزون وعمان كل‬
‫اسم من هذه األسماء ارتبط ببعد‪ .‬حضاري أو تاريخي محدد‪ .‬قاسم مجان ارتبط بما اشتهرت به من صناعة‬
‫السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صالت تجارية وبحرية عديدة‪،‬‬
‫وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم أرض مجان‪ .‬أما اسم مزون فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية‬
‫في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها‪ .‬وكلمة مزون مشتقة‬
‫من كلمة (المزن) وهي السحاب الداكن ذو الماء النزير المتدفق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا‪ .‬وبالنسبة السم‬
‫عمان فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في أرض اليمن‪ .‬كما قيل أنها سميت‬
‫بعمان نسبة إلى عمان بن إبراهيم الخليل عليه السالم‪ ،‬وقيل كذلك أنها سميت بهذا االسم نسبة إلى عمان‬
‫بن سبأ بن يفشان ابن إبراهيم‪ .‬وكانت عمان منذ القدم موطنا للقبائل العربية التي جاءت اليها من جنوب‬
‫شبه الجزيرة العربية‪ .‬ووسطها‪ .‬كما جاءت إلى عمان جماعات من الفرس غازية أو مستقرة‪ ،‬ومن شبه‬
‫القارة الهندية‪ ،‬ومن شرق أفريقيا‪ .‬ليكونوا سكان عمان الذي كان للموقع أثر بالغ في تشكيله‪ .‬استقرت‬
‫بعض هذه القبائل في السهول واشتغلت بالزراعة والصيد‪ ،‬واستقر البعض اآلخر في المناطق الداخلية‬
‫والصحراوية واشتغلت بالرعي وتربية الماشية *سالم الحتروشى (‪)2014‬‬
‫ونظرا للموقع االستراتيجي الذي تتمتع به عمان وبحكم إطاللتها على مضيق هرمز االستراتيجي‪ ،‬فإنها‬
‫أصبحت عبر الزمن قبله ألنظار الدول القوية التي سعت بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ للسيطرة عليها‬
‫واستعمارها أو الدخول بتحالفات ومعاهدات معها‪ .‬وقد برزت أهمية مضيق هرمز منذ القرن السادس عشر‬
‫مع تدخل القوى األجنبية المتمثلة في البرتغاليين الذين استولوا على المدن العمانية الساحلية من جهات في‬
‫الشرق حتى جلفار (رأس الخيمة اليوم) في الشمال‪ ،‬وسيطروا على التجارة في المحيط الهندي‪ .‬وفي مطلع‬
‫القرن السابع عشر حكمت أسرة اليعاربة عمان‪ ،‬وأعادوا حكم اإلمامة بعد انقطاع دام فترة طويلة‪ ،‬فتم‬
‫توحيد عمان تحت سيادة هذه األسرة‪ ،‬وكان اإلمام هو محور النظام السياسي والديني في الدولة‪ ،‬وكانت‬
‫القبيلة تمثل النظام االجتماعي والوحدة السياسية‪ .‬كما كان العلماء الدين دور أساسي في البناء الحكومي‪.‬‬
‫هذه الوضعية أضفت على الدولة هيبة وقوة مكنت دولة اليعاربة من طرد الغزاة البرتغاليين وتعقبهم في‬
‫المحيط الهندي وشرق أفريقيا‪ .‬وأصبح شمال المحيط الهندي‬
‫وبحر عمان وبحر العرب والخليج العربي فضال عن السواحل الشرقية ألفريقيا تحت السيادة العمانية‪.‬‬
‫انتشرت الحروب القبلية في النصف األول من القرن الثامن عشر بعد تفكك دولة اليعاربة‪ ،‬حتى أن بعضهم‬
‫استعان بالفرس‪ .‬إال أنه في النصف الثاني من نفس القرن‪ ،‬تمكن اإلمام أحمد بن سعيد البوسعيدي من‬
‫توحيد‪ .‬القبائل العمانية تحت رايته‪ ،‬وحمل لواء التحرير من هيمنة الفرس‪ ،‬ونجح في ذلك وأسس دولة آل‬
‫بوسعيد في عام ‪1٧44‬م‪ .‬وقد ارتبطت عمان في العقد األخير من القرن الثامن عشر بعالقات قوية مع‬
‫االنجليز والفرنسيين‪ .‬المواجهة التهديدات التي تحدق بها من عدة جهات عدائية من جهة البر والبحر‪.‬‬
‫وكانت بريطانيا في تلك الفترة‬
‫تتمتع بهيمنة واضحة على منطقة الخليج العربي متذرعة بمكافحة القرصنة وتجارة الرقيق‪ ،‬لكنها في‬
‫الحقيقة تريد تأمين طرقها البحرية‪ ،‬كما أن فرنسا سعت في نفس الفترة إلى إيجاد عالقة خاصة مع عمان‪،‬‬
‫فوقعت مع السيد سعيد بن سلطان في عام ‪1٨0٧‬م اتفاقية تهدف إلى ضمان سالمة سفتها وانسياب‬
‫تجارتها من والى الموانئ العمانية‪ .‬كما أبرمت الواليات المتحدة األمريكية في عام ‪1٨33‬م اتفاقية مع‬
‫السيد سعيد بن سلطان لنفس المرض‪ .‬لذا فمثلما أضفى الموقع الجغرافي المتميز على عمان قوة ووزن‬
‫سياسي كبير في المحيط الهندي‪ ،‬فقد جر هذا الموقع المتميز على عمان متاعب كثيرة في تاريخها‬
‫السياسي واالقتصادي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كانت عمان حتى عام ‪1۹٧0‬م تفتقر إلى المكونات الرئيسة لبناء الدولة الحديثة‪ ،‬فلم تكن هناك وزارات‬
‫بالمعنى المتعارف عليه اليوم‪ .‬كما لم تكن خدمات البنية التحتية معروفة لدى معظم مناطق الدولة‪ ،‬حيث ال‬
‫وجود الطرق مرصوفة‪ ،‬وال للمدارس‪ ،‬وال للمستشفيات والمراكز الصحية والكهرباء والمياه وغيرها من‬
‫المرافق العامة إال يشكل محدود في العاصمة مسقط‪ ،‬ومدينة صاللة ومع وتولي حضرة صاحب الجاللة‬
‫السلطان قابوس بن سعيد‪ .‬مقاليد الحكم في البالد في عام ‪ 1۹٧0‬م بدأت مرحلة جديدة تحولت فيها عمان‪،‬‬
‫وفي فترة وجيزة جدا‪ ،‬إلى دولة عصرية بكل المقاييس مرحلة السمت بالنمو االقتصادي واالجتماعي‬
‫والتخطيط التنموي المبرمج مرحلة هذا الكتاب مقدمة في الجغرافيا الطبيعية لسلطنة عمان يتناول بالتحليل‬
‫إطارها الطبيعي من حيث خصائص الموقع الجغرافية‪ ،‬والخصائص الجيولوجية التي ترسم اإلطار العام‬
‫للتضاريس وأشكال سطح األرض والثروات المعدنية‪ ،‬ومن حيث خصائص المناخ والغطاء النباتي والتنوع‬
‫البيئي‪ ،‬والموارد الطبيعية المتاحة وكيفية أصبح لعمان فيها وزنا مرموقا بين دول العالم‪.‬‬
‫تعامل اإلنسان معها‪ ،‬والسياسات البيئية في سلطنة عمان‪ ،‬وحيث أن الدولة هي أرض وسكان‪ ،‬وأن األرض‬
‫تمثل الخصائص والمقومات الطبيعية‪ ،‬فإن دراستها تمثل الركيزة األساسية الدراسة المقومات البشرية التي‬
‫بتفاعلها معها تتبلور شخصية الدولة وكيانها‪.‬‬
‫أما كتاب أبو العال (‪ )1۹٨٨‬جغرافية إقليم عمان سلطنة عمان‪ ،‬ودولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬فقد تناول‬
‫بالسرد التغير في مظاهر الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الذي شهدته كل من الدولتين في سبعينيات القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وبعد كتاب حسنين (‪ )2010‬في الصحاري العمانية أحدث ما كتب في مواضيع الجغرافيا‬
‫الطبيعية لسلطنة عمان‬

‫‪ - 1‬يتبع الباحث في التوثيق نظام توثيق الجمعية األمريكية السيكولوجية اإلصدار السابع ‪ APA.1.٧‬وفي‬
‫المراجع العربية يبدأ باالسم األول فاللقب أو اسم الشهرة كما هو سائد في البيئة العربية‪.‬‬
‫*سالم الحتروشى (‪)2014‬‬

‫‪4‬‬
‫ومدته ‪ 10‬أعوام دراسية وينتقل الناجحون في نهايته إلى مرحلة ما بعد األساسي التي تغطي عامين‬
‫دراسيين‪ .‬وتنقسم سنوات التعليم األساسي العشر إلى حلقتين وهما الحلقة األولى من الصف األول حتى‬
‫الرابع‪ ،‬والثانية من الصف الخامس وحتى العاشر‪.‬‬

‫أطلق مصطلح ( التعليم األساسي ) على نظم تعليمية بديلة غير تقليدية تضم سنوات المرحلتين االبتدائية‬
‫واإلعدادية ‪ ,‬وفق أسلوب مصمم خصيصا ً ليالئم ظروف المنطقة التي يطبق بها وحسب ظروف كل إقليم أو‬
‫كل دولة تتبنى هذا النمط من أنماط التعليم‪.‬‬

‫في إطار مشروع تطوير التعليم في سلطنة عمان تم تعريف التعليم األساسي بأنه ‪ :‬تعليم موحد توفره‬
‫الدولة لجميع أطفال السلطنة ممن هم سن المدرسة ‪ ,‬مدته عشر سنوات يقوم على توفير االحتياجات‬
‫التعليمية األساسية من المعلومات والمعارف والمهارات ‪ ,‬وتنمية االتجاهات والقيم التي تمكن المتعلمين‬
‫من االستمرار في التعليم والتدريب وفقا ً لميولهم واستعدادهم وقدراتهم التي يهدف هذا التعليم إلى تنميتها‬
‫لمواجهة تحديات وظروف الحاضر وتطلعات المستقبل ‪ ,‬في إطار التنمية المجتمعية الشاملة ‪.‬‬

‫تعليم موحد للجميع ‪ ,‬على أساس أنهم أعضاء في مجتمع واحد تجمعهم أهداف وطموحات مشتركة تتطلب‬
‫قدرا ً مشتركا ً من التعليم والثقافة بما يضمن تماسك المجتمع وفق هويته الثقافية العربية واإلسالمية ‪.‬‬
‫تعليم مدته عشر سنوات يتواءم مع التوجهات التربوية الحديثة ومتطلبات الحياة المعاصرة واحتياجات‬
‫التنمية العمانية ‪ ,‬ساعيا ً نحو توسيع قاعدة التعليم األساسي وسد منابع األمية وتزويد المتعلمين بالمعارف‬
‫والمهارات واالتجاهات والقيم األساسية الضرورية ‪ ,‬ومراعاة لخصائصهم ومطالب نموهم في كل مرحلة‬
‫عمريه تم تقسيم مرحلة التعليم األساسي إلى حلقتين ‪ :‬الحلقة األولى من الصف األول إلى الرابع والحلقة‬
‫الثانية من الصف الخامس إلى العاشر ‪.‬‬
‫تعليم يتصف بالشمولية من حيث تنمية جميع جوانب شخصية المتعلم في إطار متوازن ومتكامل ‪.‬‬
‫تعليم يهتم بالربط بين النظرية والتطبيق والفكر والعمل والتعليم والحياة وفق مبدأ تكامل الخبرة ‪.‬‬
‫تعليم يسعى نحو إكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي في إطار مفهوم التربية المستمرة وغرس القيم‬
‫والممارسات الالزمة لتحقيق اإلتقان في التعلم والتعليم ‪.‬‬
‫تعليم يتصف بالمرونة في توجيه مخرجاته حيث يعد المتعلم لمواصلة التعليم بالمراحل الالحقة أو يهيئه‬
‫للتدريب من أجل االلتحاق بسوق العمل ‪ ,‬وفق استعداداته وإمكاناته وكفاياته‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫يشهد المجتمع العماني كغيره من المجتمعات المعاصرة تطورات متسارعة ومستمرة في مختلف مناحي‬
‫الحياة ‪ ,‬مما يقتضي أن يكون التطوير التربوي ممارسة دائمة تتأثر بتلك التطورات وتساهم بشكل أساسي‬
‫في صنعها ‪ .‬في هذا اإلطار تأخذ سلطنة عمان بمفهوم التعليم األساسي لعدد من المبررات أهمها ‪:‬‬

‫‪-‬الحاجة إلى تطوير التعليم ورفع كفاءته في ضوء تحديات العصر ومتطلباته وتطلعات المستقبل ‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة الجمع بين المراحل األولى من التعليم في مرحلة موحدة لتقليل الهدر والفاقد التربوي ‪.‬‬
‫‪-‬غلبة الجانب النظري على التعليم العام بشكله الحالي في مراحله األولى وافتقاره إلى ربط ذلك الجانب‬
‫العملي ‪.‬‬
‫‪-‬استجابة لتوصيات المؤتمرات التربوية التي دعت إلى تبني مفهوم التعليم األساسي خالل السنوات‬
‫األخيرة‬
‫‪-‬تأكيدا استراتيجية تطوير التربية العربية على السعي نحو تعميم التعليم األساسي وتطوير محتواه وبنيته‬
‫بما يتيح له المرونة والتنوع المناسبين ‪.‬‬
‫‪-‬دعوة مؤتمر الرؤية المستقبلية لالقتصاد العماني (عمان ‪ )2002‬إلى إعداد موارد بشرية عمانية متطورة‬
‫ذات قدرات ومهارات تستطيع مواكبة التطور التكنولوجي وإدارة التغيرات التي تحدث فيه بكفاءة عالية‬
‫وكذلك مواجهة الظروف المحلية والعالمية المتغيرة باستمرار وبما يضمن المحافظة على القيم اإلسالمية‬
‫والعادات والتقاليد العمانية الحميدة ‪.‬‬
‫‪-‬يهدف التعليم األساسي إجماال إلى تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلم تنمية شاملة متكاملة في إطار‬
‫مبادئ العقيدة اإلسالمية ومقومات الهوية الثقافية العمانية ‪ ,‬وغرس االنتماء الوطني والعربي واإلسالمي‬
‫واإلنساني لدي المتعلم وتنمية قدرته على التفاعل مع العالم المحيط به‪.‬‬
‫كما يسعى التعليم األساسي إلى إكساب المتعلم المهارات الالزمة للحياة وذلك بتنمية كفايات االتصال والتعلم‬
‫الذاتي والقدرة على استخدام أسلوب التفكير العلمي الناقد والتعامل مع العلوم والتقانات المعاصرة ‪ .‬إضافة‬
‫إلى ذلك يهدف هذا التعليم إلى إكساب المتعلم قيم العمل واإلنتاج واإلتقان والمشاركة في الحياة العامة‬
‫والقدرة على التكيف مع مستجدات العصر والتعامل مع مشكالته بوعي ودراية والمحافظة على البيئة‬
‫واستثمار مواردها وحسن استغالل وقت الفراغ‪.‬‬

‫يتوقع من المتعلم بعد إكماله مرحلة التعليم األساسي – بمفهومه وأبعاده التي سبق بيانها – أن يكون‬
‫مستواه العلمي متمشيا مع مستوى أقرانه في معظم الدول المتقدمة ‪ ,‬حيث يكتسب المعارف والكفايات‬
‫والمهارات واالتجاهات والقيم اآلتية‪:‬‬

‫أساسيات العلوم اإلسالمية الضرورية لحياته كمسلم‪.‬‬


‫أساسيات فنون اللغة العربية‪.‬‬
‫تقدير التراث العماني والعربي واإلسالمي‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫القدرة على التعاون والتواصل والبحث واالستقصاء‪.‬‬
‫مهارات التعلم الذاتي والتوصل إلى المعلومات بأشكالها المختلفة‪.‬‬
‫كفايات التفكير العلمي الناقد واالبتكار واإلبداع والتذوق الجمالي‪.‬‬
‫معرفة جيدة بالرياضيات والعلوم ومهارات استخدام الحاسوب‪.‬‬
‫إلمام مناسب باللغة اإلنجليزية‪.‬‬
‫مهارات إتقان العمل وحسن توظيف الوقت‪.‬‬
‫المحافظة على الموارد الطبيعية وحسن استخدامها‬
‫مهارات فنية ورياضية وموسيقية مناسبة‪.‬‬
‫مهارات حياتية بيئية من الواقع‪.‬‬
‫تكوين اتجاه إيجابي نحو ممارسة األعمال اليدوية في الحياة اليومية واحترام العمل اليدوي‬

‫‪:‬‬
‫تعتمد فلسفة التعليم في سلطنة عمان على تعزيز قيم التسامح واالحترام المتبادل والتعلم المستمر‪ .‬تهدف‬
‫إلى تنمية الشخصية الكاملة للطالب وتعزيز قدراتهم الفكرية والمعرفية واالجتماعية والمهنية‪ .‬تعتبر‬
‫التربية اإلسالمية أساسية في النظام التعليمي‪ ،‬حيث تحث على القيم اإلسالمية وتعزز األخالق والقدرات‬
‫الروحية للطالب‪.‬‬

‫تعتمد فلسفة التعليم في سلطنة عُمان على مجموعة من المصادر واألسس الرئيسة التي امتزجت لتكون‬
‫بناءها المترابط‪ ،‬الذي تنطلق منه عمليات التطوير المستمرة لعناصر العملية التعليمية التعلمية‬
‫كافة‪ ،‬وهذه المصادر هي‪:‬‬
‫‪. 1‬الدين اإلسالمي‪:‬‬
‫المجتمع العماني مجتمع مسلم‪ ،‬يستمد عقيدته وفكره وسلوكه من الدين اإلسالمي‪ ،‬الذي يتضمن جوانب‬
‫العقيدة والعبادة والسلوك المنظمة لعالقة اإلنسان بربه‪ ،‬ونفسه‪ ،‬وأسرته‪ ،‬ومجتمعه‪ ،‬وبالكون والحياة من‬
‫حوله‪ ،‬ويدعو إلى العلم‪ ،‬والعمل‪ ،‬وعمارة األرض؛ لذا فإن مبادئ الدين اإلسالمي وأسسه‬
‫وقيمه تمثل مصدرا ً أساسيا ً لفلسفة التعليم في السلطنة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪. 2‬الفكر السامي‪:‬‬
‫يمثل الفكر السامي لحضرة صاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ‪ -‬حفظه هللا ورعاه ‪ -‬أحد‬
‫المصادر األساسية لجوانب البناء والتطوير‪ ،‬التي تشهدها السلطنة في مختلف المجاالت‪ ،‬بما في‬
‫ذلك التوجيهات المتعلقة بالتعليم وتجويده‪ ،‬وتنمية الموارد البشرية‪.‬‬
‫كما يؤكد الفكر السامي لجاللته ‪ -‬أبقاه هللا ‪ -‬على أهمية تطوير التعليم‪ ،‬وتحسينه‪ ،‬ورفع مستواه بمختلف‬
‫جوانبه‪ ،‬وربطه بجوانب التنمية الشاملة‪ ،‬من أجل تكوين أجيال مؤهلة‪ ،‬تشارك في عملية التنمية‪ ،‬وتتعامل‬
‫مع المتغيرات والمستجدات المحلية والعالمية بكل كفاءة واقتدار‪ ،‬وللفكر السامي أثره الكبير في تطوير‬
‫المسيرة التعليمية بالسلطنة كما ونوعاً‪ ،‬وتجويد عناصر المنظومة التعليمية كافة بالمراجعة والتقييم‬
‫المستمر‪.‬‬
‫النظام األساسي للدولة‪:‬‬
‫يُمثل النظام األساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني السامي رقم (‪ )101/۹٦‬بتاريخ ‪ 24‬من شهر‬
‫جمادى اآلخرة ‪ 141٧‬هجرية‪ ،‬الموافق له ‪ ٦‬من شهر نوفمبر ‪ 1۹۹٦‬ميالدية مصدرا ً أساسيا ً للتشريع في‬
‫الدولة‪ ،‬ويستمد مصادره من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وفقًا لما جاء في المادة رقم (‪ )2‬والتي نصت على اآلتي‪:‬‬
‫«دين الدولة اإلسالم والشريعة اإلسالمية هي أساس التشريع»‪ ،‬وتنضوي في نطاقه المؤسسات كافة‬
‫باعتبار أن الدولة هي دولة مؤسسات‪ ،‬كما أكد عليها جاللة السلطان المعظم ‪ -‬أعزه هللا وأبقاه‪.‬‬
‫وقد أشار النظام األساسي للدولة في المادة رقم (‪ )13‬تحت بند المبادئ الثقافية‪ ،‬إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪-‬التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع‪ ،‬ترعاه الدولة وتسعى لنشره وتعميمه‪.‬‬
‫‪ -‬يهدف التعليم إلى رفع المستوى الثقافي العام وتطويره وتنمية التفكير العلمي‪ ،‬وإذكاء روح البحث‪،‬‬
‫وتلبية متطلبات الخطط االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وإيجاد جيل قوي في بنيته وأخالقه‬
‫يعتز بأمته ووطنه وتراثه‪ ،‬ويحافظ على منجزاته‪.‬‬
‫‪ -‬توفر الدولة التعليم العام وتعمل على مكافحة األمية‪ ،‬وتشجع على إنشاء المدارس والمعاهد‬
‫الخاصة بإشراف من الدولة ووفقا ً ألحكام القانون ‪.‬‬
‫‪-‬وبما أن اإلنسان هو صانع التنمية ومطورها كان المؤسسات التعليم دورها الريادي في إيجاد جيل‬
‫من المتعلمين‪ ،‬قادر على البناء والعطاء والمشاركة الفاعلة من خالل مبادئ وأهداف هذه الفلسفة‪.‬‬

‫ترتكز فلسفة التعليم في سلطنة عُمان على المبادئ الفكرية والمنطلقات األساسية التي تحكم العمل‬
‫التربوي المعاصر‪ ،‬وتحدد طبيعته ومساراته في البيئات االجتماعية‪ ،‬ويعبر عن هذه المبادئ والمنطلقات‬
‫من خالل المفاهيم األساسية للتنشئة والتربية والتعليم والتدريب والتثقيف والتوعية‪ ،‬في ضوء معايير‬
‫‪8‬‬
‫الجودة‪ ،‬وربطها بالتعليم المستمر‪ ،‬والتنمية البشرية‪ ،‬وسوق العمل‪ .‬ويستند الفكر التربوي المعاصر‬
‫كمصدر من مصادر فلسفة التعليم في السلطنة على القيم واالتجاهات والمعارف‪ ،‬وعلى نتائج البحوث‬
‫والدراسات المعاصرة المرتبطة بمجال التربية والتعليم بما يتوافق مع المجتمع العماني‪.‬‬

‫تتميز مراحل نمو األفراد في أي مجتمع بمجموعة من الخصائص العقلية والفكرية والجسمانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وتتضمن عددا ً من المهارات والمسؤوليات والحاجات‪ .‬ويأتي دور الجهات المشرفة على‬
‫التعليم ومؤسساته عند بناء مناهجها وتطوير عناصر منظومتها التعليمية ‪ -‬في مراعاة هذه الخصائص‬
‫ومتطلباتها‪ ،‬وتقديم المساعدة لكل فرد لينمو وفقا ً لقدراته واستعداداته‪ ،‬نموا ً موجها ً نحو ما يحتاجه‬
‫المجتمع وما يهدف إليه‪.‬‬

‫تؤكد فلسفة التعليم في السلطنة على المبادئ والمواثيق الدولية التي من شأنها تعزيز الوعي بالقضايا‬
‫اإلنسانية‪ ،‬وتنمية االتجاهات اإليجابية نحو رخاء اإلنسان وسعادته وترسيخ مبادئ المساواة والعدالة‪،‬‬
‫وتقبل اآلخر‪ ،‬وتنمية الوعي بحقوق الطفل والمرأة‪ ،‬وغيرها من المبادئ والقواعد والقوانين‬
‫التي تضمنتها تلك المواثيق والمعاهدات‪.‬‬
‫‪ .10‬القضايا العالمية المعاصرة‪:‬‬
‫يعيش العالم اليوم في خضم العديد من القضايا السياسية والفكرية واالجتماعية واالقتصادية المتنوعة التي‬
‫شغلت المفكرين والسياسيين كحوار الحضارات وحقوق اإلنسان‪ ،‬والديمقراطية‪ .‬والعدالة الدولية‪،‬‬
‫والعولمة‪ ،‬والتجارة العالمية‪ ،‬والبيئة وأمن المعلومات‪ ،‬واألمن المائي والغذائي‪ ،‬والطفرة المعرفية‪ ،‬وشيوع‬
‫التكنولوجيا‪ ،‬والتطور اإلعالمي السريع‪ ،‬وظهور وسائل التواصل االجتماعي كمحرك لإلعالم المساعد‪،‬‬
‫وغيرها ‪.‬‬
‫ويأتي دور فلسفة التعليم في توجيه النظام التعليمي إلى بناء التوجهات اإليجابية نحو هذه القضايا ‪ .‬وفقا‬
‫لمنظومة المجتمع العماني وعقيدته اإلسالمية وهويته الوطنية‪.‬‬

‫تتضمن فلسفة التعليم في سلطنة عمان مجموعة من المبادئ التي تنبثق منها األهداف التعليمية العامة‪،‬‬
‫وتعد هذه المبادئ واألهداف موجها لعملية بناء عناصر المنظومة التعليمية كافة وتطويرها في جميع‬
‫مراحل التعليم وأنواعه‪ ،‬وتشمل اآلتي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫يهدف التعليم إلى تهيئة الفرص المناسبة المساعدة المتعلمين على النمو المتكامل روحيا ً ونفسيا ً‪ ،‬وفكريا ً ‪،‬‬
‫وخلقياً‪ ،‬وجسمانياً‪ ،‬واجتماعيا ً وفقا ً الستعداداتهم وإمكاناتهم‪ ،‬وفي ضوء فلسفة المجتمع العماني وثقافته‬
‫وهويته وتطلعاته‪ ،‬وبما يكفل التوازن بين تحقيق األفراد لذواتهم من ناحية‪ ،‬وإعدادهم للمشاركة في بناء‬
‫مجتمعهم من ناحية أخرى‪ .‬ويتم تحقيق النمو المتكامل للمتعلم بواسطة األهداف اآلتية‪:‬‬
‫تنمية الشخصية المتكاملة للمتعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫تلبية متطلبات مراحل النمو المختلفة وخصائصها‪.‬‬ ‫•‬
‫إكساب المتعلم المعارف والمهارات الالزمة للتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية قدرات المتعلم وميوله ومواهبه واالرتقاء بمهاراته‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الحس الجمالي لدى المتعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫تعزيز التربية البدنية والصحية لدى المتعلم‪.‬‬ ‫•‬
‫تعزيز الجانب األخالقي والتربية االجتماعية لدى المتعلم‪.‬‬ ‫•‬

‫تمثل المواطنة تعبيرا ً عن االنتماء للوطن ولهويته العربية اإلسالمية‪ ،‬بما يترتب عليها من حقوق وواجبات‬
‫ومسؤولية مجتمعية مشتركة‪ ،‬ويتم تعزيز المواطنة والهوية العُمانية انطالقا ً من األهداف اآلتية‪:‬‬
‫ترسيخ العقيدة الصحيحة‪ ،‬وتأصيل منهج الوسطية في الدين بسلوك الطلبة‪.‬‬ ‫•‬
‫إتقان اللغة العربية واالعتزاز بها‪.‬‬ ‫•‬
‫االعتزاز بالهوية والتاريخ العمانيين‪.‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ االنتماء لألمة العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫•‬
‫الحفاظ على التراث الحضاري العماني وتنميته‪.‬‬ ‫•‬
‫تعزيز قيم المواطنة‪ ،‬والحفاظ على التراث الحضاري العماني‬ ‫•‬
‫تنمية حس المسؤولية وقيم المشاركة المجتمعية والوطنية‪.‬‬ ‫•‬
‫تحقيق التوازن بين األصالة والمعاصرة في عملية التطور االجتماعي‪.‬‬ ‫•‬
‫االهتمام باألسرة باعتبارها مكونا ً أساسيا ً للمجتمع‪.‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ الحقوق والواجبات تجاه الوطن والمجتمع‪.‬‬ ‫•‬

‫من المبادئ المهمة في أي نظام تعليمي أن يربى النشء على حب الوطن والوالء لقيادته‪ ،‬وتقدير رموزه‬
‫والمحافظة على منجزاته لتحقيق العزة والمنعة الوطنية‪ ،‬وذلك من خالل األهداف اآلتية‪:‬‬
‫• تعزيز االنتماء للوطن والوالء لجاللة السلطان‪.‬‬
‫• تعزيز هيبة الدولة وسيادة القانون فيها‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫تعزيز الوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع العماني‪.‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ احترام علم السلطنة و النشيد الوطني‪ ،‬وإبراز داللتهما الرمزية والوطنية‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الوعي بأهمية الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته‪.‬‬ ‫•‬
‫إعالء شأن المصلحة الوطنية فوق االعتبارات الشخصية‪.‬‬ ‫•‬

‫يقوم المجتمع العماني على منظومة من القيم والسلوكيات التي تكون كيانه وترسم مالمح هويته‬
‫العربية اإلسالمية‪ ،‬وتتكامل مؤسسات التعليم في بناء هذه القيم والسلوكيات‪ ،‬ويتم من هذا المبدأ‬
‫تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫ترسيخ القيم اإلسالمية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعزيز االلتزام بالعادات والتقاليد الحسنة للمجتمع العماني‪.‬‬ ‫•‬
‫تقدير القيم اإلنسانية المشتركة‪.‬‬ ‫•‬
‫غرس السلوكيات الحميدة في نفوس المتعلمين‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الشعور بمكانة المعلم العلمية واالجتماعية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعميق احترام اآلداب والذوق العام‪.‬‬ ‫•‬

‫تعد التربية على حقوق اإلنسان من الجوانب التي ركز عليها الدين اإلسالمي‪ ،‬وهي تعريف األفراد بحقوقهم‬
‫وواجباتهم على المستوى الوطني والعالمي في سبيل إقامة مجتمع يحظى فيه جميع األفراد‬
‫بالتقدير واالحترام‪ ،‬ويتم ذلك بتحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان وواجباته‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الوعي بالقضايا اإلنسانية‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية االتجاهات اإليجابية نحو الذات واآلخر‪.‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ الحق في التعليم‪.‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ مبادئ المساواة والعدالة وفقا للنظام والقانون‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الوعي بحقوق المرأة والطفل‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الوعي باحتياجات ذوي اإلعاقة واحترامهم والتفاعل اإليجابي معهم‪.‬‬ ‫•‬
‫تعزيز حق الفرد في المشاركة السياسية والمجتمعية‪.‬‬ ‫•‬

‫إن تعريف المتعلمين بالتزاماتهم الدينية‪ ،‬ومسؤولياتهم الوطنية واالجتماعية‪ ،‬والقانونية في بيئة‬

‫‪11‬‬
‫الدراسة والعمل والمجتمع وفي عالقتهم المتنوعة مع أنفسهم‪ ،‬ومع اآلخرين يعد مبدأ مهما‪ ،‬ويتحقق‬
‫باألهداف اآلتية‪:‬‬
‫تعزيز الشعور بالمسؤولية نحو الذات واآلخرين‪.‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ مبدأ سيادة القانون وااللتزام به‪.‬‬ ‫•‬
‫تعميق فهم المتعلم لحقوقه وواجباته وتعزيز مشاركته الفاعلة في مجتمعه‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية الوعي بأهمية الضوابط االجتماعية والنظام العام واحترامهما‪.‬‬ ‫•‬
‫تنمية القدوة اإليجابية كمفهوم وممارسة مجتمعية‪.‬‬ ‫•‬
‫تعميق دالالت وأبعاد مفهوم دولة القانون والمؤسسات‪.‬‬ ‫•‬

‫تقدم سلطنة عمان مجموعة متنوعة من خيارات التعليم‪ ،‬من المدارس الحكومية التقليدية إلى المدارس‬
‫الدولية الخاصة إلى التعلم االلكتروني في سلطنة عمان وهناك أيضًا عدد من المدارس المتخصصة‪ ،‬مثل‬
‫مدارس األطفال ذوي االحتياجات الخاصة أو للمهتمين بمتابعة التعليم الديني‪.‬‬
‫هناك أنواع متعددة من المدارس في عمان تتشكل بها فلسفة التعليم فى سلطنة عمان‪:‬‬
‫المدارس الحكومية ‪:‬التي تديرها وزارة التربية والتعليم ويمكن االلتحاق بها مجانًا‪ ،‬أنها توفر‬ ‫•‬
‫المناهج الوطنية‪ ،‬ومفتوحة لجميع العمانيين‪.‬‬
‫المدارس الخاصة ‪:‬هذه مؤسسات مدفوعة األجر وال تخضع للتنظيم الحكومي‪ ،‬قد يقدمون المناهج‬ ‫•‬
‫الدراسية الوطنية أو المناهج الدراسية الدولية مثل البكالوريا الدولية)‪ ، (IB‬وعادة ما يكون لها‬
‫تركيز أكاديمي أكبر‪.‬‬
‫المدارس الدولية ‪:‬التي تتبع منه ًجا أجنبيًا وغالبًا ما تقدم خدماتها ألبناء الوافدين العاملين في عمان‪.‬‬ ‫•‬
‫المدارس المتخصصة ‪:‬التي تلبي احتياجات األطفال ذوي االحتياجات وتقدم خدماتها لألطفال ذوي‬ ‫•‬
‫اإلعاقات الجسدية أو العقلية أو االجتماعية مثل أطفال التوحد أو متالزمة داون‪.‬‬
‫المدارس الدينية ‪:‬التي ترتبط عادة بمسجد أو مدرسة معينة وتقدم تعاليم في اإلسالم‪ ،‬والتربية‬ ‫•‬
‫اإلسالمية باإلضافة إلى المناهج الدراسية الوطنية أو الدولية‪.‬‬

‫تتض َّمن وثيقة فلسفة التعليم في سلطنة عُمان ‪ 1٦‬مبدأ تنبثق منها األهداف التعليمية العامة‪ ،‬والتي تُعد‬
‫موجها ً لعملية بناء عناصر المنظومة التعليمية كافة وتطويرها في جميع مراحل التعليم وأنواعه‪ ،‬والتي‬
‫تتضمن النمو المتكامل للمتعلم؛ حيث يهدف التعليم إلى تهيئة الفرص المناسبة من أجل مساعدة المتعلمين‬
‫‪12‬‬
‫وفقا ً الستعداداتهم وإمكاناتهم‪ ،‬وفي ضوء فلسفة المجتمع العُماني وثقافته وهويته وتطلعاته‪ ،‬وبما يكفل‬
‫التوازن بين تحقيق األفراد لذواتهم من ناحية‪ ،‬وإعدادهم للمشاركة في بناء مجتمعهم من ناحية أخرى‪ .‬إذ‬
‫يتم تحقيق النمو المتكامل للمتعلم من خالل عدة أهداف من بينها‪ :‬تنمية الشخصية المتكاملة للمتعلم‪،‬‬
‫وإكسابه المعارف والمهارات الالزمة للتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته‪ ،‬وتنمية قدراته وميوله‬
‫ومواهبه‪ ،‬وكذلك تعزيز التربية البدنية والصحية‪ ،‬والجانب األخالقي والتربية االجتماعية لدى المتعلم‪.‬‬
‫كما تمثل المواطنة تعبيرا ً عن االنتماء للوطن‪ ،‬ولهويته العربية اإلسالمية‪ ،‬بما يترتب عليها من حقوق‬
‫وواجبات ومسؤولية مجتمعية مشتركة‪ ،‬إذ يتم تعزيز المواطنة والهوية العُمانية انطالقا ً من عدة أهداف من‬
‫بينها‪ :‬ترسيخ العقيدة الصحيحة‪ ،‬وتأصيل منهج الوسطية في الدين بسلوك الطالب‪ ،‬وإتقان اللغة العربية‬
‫واالعتزاز بها‪ ،‬والحفاظ على التراث العُماني وتنميته‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز قيم المواطنة‪ ،‬واالهتمام باألسرة‬
‫باعتبارها مكونا ً أساسيا ً للمجتمع‪ ،‬فضالً عن ترسيخ الحقوق والواجبات تجاه الوطن والمجتمع‪.‬‬
‫وتأتي العزة والمنعة الوطنية من أهم المبادئ التي تتضمنها وثيقة فلسفة التعليم ألهمية تربية النشء على‬
‫حب الوطن والوالء لقيادته‪ ،‬وتقدير رموزه‪ ،‬والمحافظة على منجزاته؛ لتحقيق العزة والمنعة الوطنية‪ ،‬من‬
‫خالل عدة أهداف من بينها‪ :‬تعزيز االنتماء للوطن والوالء لجاللة السلطان‪ ،‬وتعزيز الوحدة الوطنية بين‬
‫أفراد المجتمع العُماني‪ ،‬إضافة إلى تنمية الوعي بأهمية الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته‪ ،‬وكذلك إعالء‬
‫شأن المصلحة الوطنية فوق االعتبارات الشخصية‪.‬‬
‫تكون كيانه وترسم مالمح هويته‬‫كذلك يقوم المجتمع العُماني على منظومة من القيم والسلوكيات التي ّ‬
‫العربية اإلسالمية‪ ،‬وتتكامل مؤسسات التعليم في بناء هذه القيم والسلوكيات‪ ،‬ويتم من هذا المبدأ تحقيق‬
‫عدة أهداف؛ من بينها‪ :‬ترسيخ القيم اإلسالمية‪ ،‬وتعزيز االلتزام بالعادات والتقاليد الحسنة للمجتمع‬
‫العُماني‪ ،‬وكذلك غرس السلوكيات الحميدة في نفوس المتعلمين‪ ،‬وتحقيق احترام اآلداب والذوق العام‪.‬‬
‫وتُع ُّد التربية على حقوق اإلنسان من الجوانب التي ركّز عليها الدين اإلسالمي‪ ،‬وهي تعريف األفراد‬
‫بحقوقهم وواجباتهم على المستوى الوطني والعالمي في سبيل إقامة مجتمع يحظى فيه جميع األفراد‬
‫بالتقدير واالحترام‪ ،‬ويتم ذلك بتحقيق عدة أهداف؛ من بينها‪ :‬تعزيز ثقافة حقوق اإلنسان وواجباته‪،‬‬
‫وترسيخ الحق في التعليم‪ ،‬وكذلك ترسيخ مبادئ المساواة والعدالة وفقا ً للنظام والقانون‪ ،‬وتعزيز حق الفرد‬
‫في المشاركة السياسية والمجتمعية‪ .‬كذلك فإن تعريف المتعلمين بالتزاماتهم الدينية‪ ،‬ومسؤولياتهم‬
‫الوطنية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والقانونية في بيئة الدراسة والعمل والمجتمع وفي عالقتهم المتنوعة مع أنفسهم‪،‬‬
‫ومع اآلخرين يع ُّد مبدا ً مهماً‪ ،‬ويتحقق بعدة أهداف من بينها‪ :‬تعزيز الشعور بالمسؤولية نحو الذات‬
‫واآلخرين‪ ،‬وترسيخ مبدأ سيادة القانون وااللتزام به‪ ،‬باإلضافة إلى تنمية الوعي بأهمية الضوابط‬
‫االجتماعية والنظام العام واحترامهما‪ ،‬وتعميق دالالت وأبعاد مفهوم دولة القانون والمؤسسات‪.‬‬
‫كما تهدف أخالقية التعليم إلى تنشئة المتعلم تنشئة اجتماعية سليمة‪ ،‬من أجل تكوين مواطن صالح قادر‬
‫على التعبير والمشاركة الفاعلة‪ ،‬في ظل مجتمع يكف ُل له العدالة االجتماعية والمساواة‪ ،‬ويتم تحقيق مبدأ‬
‫الشورى من خالل عدة أهداف من بينها‪ :‬تنمية القدرة على المشاركة بالرأي والنقد البنّاء‪ ،‬وتشجيع التنوع‬
‫في أشكال التعبير المتوازن وفق الضوابط األخالقية والقانونية‪ ،‬إضافة إلى تعزيز األساليب الحضارية‬
‫للتعبير الهادف عن اآلراء‪ ،‬وتعزيز الممارسات المتعلقة بالشورى‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫صبَح تحقيق التنمية المستدامة من أولويات دول العالم المختلفة‪ ،‬ومن ضمنها سلطنة‬ ‫وفي السياق ذاته‪ ،‬أ ْ‬
‫عُمان؛ وعليه فإن فلسفة التعليم في السلطنة تقوم على تربية األجيال تربية متكاملة من أجل تحقيق هذه‬
‫الغاية‪ ،‬وذلك من خالل تهيئة المتعلمين وإكسابهم المعارف والقيم والمهارات التي تمكنهم من االستفادة من‬
‫المعطيات الحضارية المتنوعة‪ ،‬والتطور التكنولوجي المتسارع‪ ،‬وذلك لإلسهام بدور فاعل في تلبية‬
‫احتياجات الحاضر والعمل على توفير متطلبات المستقبل‪ .‬وعلى ذلك فإن فلسفة التعليم في السلطنة تعمل‬
‫على تحقيق مبدأ التعليم من أجل التنمية المستدامة من خالل عدد من األهداف من بينها‪ :‬تزويد المتعلمين‬
‫بالمعارف والمهارات والقيم المتعلقة بقضايا التنمية المستدامة‪ ،‬واإلسهام في حماية البيئة وصون مكوناتها‬
‫الطبيعية‪ ،‬إضافة إلى تعزيز أنماط الحياة الصحية المستدامة لدى المتعلمين‪ ،‬وتعزيز ثقافة السلوك‬
‫االستهالكي الرشيد‪.‬‬
‫ويع ُّد التعليم مسؤولية مجتمعية‪ ،‬تشترك فيها األسرة‪ ،‬والمدرسة‪ ،‬والمسجد‪ ،‬ووسائل اإلعالم‪ ،‬والقطاع‬
‫الخاص‪ ،‬ومؤسسات المجتمع المعنية األخرى‪ ،‬وتحقيق هذه الشراكة كفيل بنجاح أهداف التعليم‪ ،‬ويتأتى‬
‫ذلك بالتركيز على عدة أهداف؛ من بينها‪ :‬تأكيد دور األسرة في تربية النشء وتعليمه‪ ،‬تنمية المسؤولية‬
‫المجتمعية تجاه التعليم‪ ،‬وكذلك تكريس ثقافة العمل التطوعي‪ ،‬وتأصيل دور القطاع الخاص في تنمية قطاع‬
‫التعليم‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تُؤ ِّ ّكد السلطنة على أهمية تزويد المتعلم بخبرات تعلم نوعية‪ ،‬وتوفير معايير الجودة‬
‫الالزمة لعناصر العملية التعليمية كافة‪ ،‬وترسيخ ثقافة العمل بها وتعزيز دور المؤسسات المعنية تحقيقا ً‬
‫لألهداف والغايات التربوية المنشودة‪ ،‬ويتمثل ذلك في التأكيد على عدة أهداف من بينها‪ :‬تقدير العلم‬
‫ومؤسساته‪ ،‬وإكساب المتعلمين المعارف الضرورية والمهارات األساسية‪ ،‬وكذلك العمل على تحقيق تعليم‬
‫عالي الجودة‪ ،‬واالرتقاء بكفاءة المعلم وجودة إعداده وتأهيله‪ .‬وتع ُّد المواءمة بين رسالة التعليم وغاياته‬
‫الكبرى مع متطلبات تنمية المجتمع واحتياجات سوق العمل يُع ُّد من اهم ركائز التعليم في السلطنة‪ ،‬من أجل‬
‫إيجاد أجيال تمتلك القيم واألخالق والعلوم والثقافة والمهارات التي تؤهلها للرقي بالدولة وتنمية المجتمع‬
‫وتطوره‪ ،‬وتحقيق هذا المبدأ الذي يربط بين رسالة العلم وغاياته بمتطلبات التنمية الشاملة واحتياجات‬
‫سوق العمل‪ ،‬يتحقق من خالل عدة اهداف من بينها‪ :‬التطبيق العملي للمعرفة النظرية‪ ،‬وتنمية المهارات‬
‫األساسية للعمل‪ ،‬فضالً عن تنمية مهارات العمل من أجل المنافسة المحلية والعالمية‪.‬‬
‫وتُم ِّث ّل المعرفة المدعومة بالتقانة أهم مكونات المجتمعات الحديثة‪ ،‬إذ تُع ُّد متطلبا ً أساسيا ً في جميع جوانب‬
‫التطوير‪ ،‬خاصة فيما يتصل بالتعليم والثقافة واالقتصاد‪ ،‬والمجاالت األخرى‪ ،‬التي أصبحت معتمدة على‬
‫توفير كم كبير من المعرفة والمعلومات‪ .‬ويتحقق هذا المبدأ من خالل عدة أهداف؛ من بينها‪ :‬تعزيز القدرة‬
‫على التعامل مع معطيات العصر والتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬والوعي بأهمية األمن المعلوماتي وقضايا التقانة‬
‫والشبكات‪ ،‬إضافة إلى تشجيع إنتاج المعرفة المحلية وتقديرها وتطويرها‪ ،‬وإكساب الكفايات والمهارات‬
‫الالزمة لمجتمع المعرفة‪.‬‬
‫كما تع ُّد مهارات البحث العلمي من المبادئ المهمة في فلسفات التعليم الحديثة‪ ،‬وتهدف إلى تدريب‬
‫المتعلمين على المالحظة والتحليل والتجريب واالستكشاف في المواقف التعليمية المتنوعة‪ ،‬وتنبثق من هذا‬

‫‪14‬‬
‫المبدأ عدة أهداف؛ من بينها‪ :‬تنمية مهارات التفكير العليا‪ ،‬وتنمية مهارات البحث العلمي واالستنتاج‬
‫واالستقصاء‪ ،‬إضافة إلى تقدير الموهوبين والباحثين والمبتكرين من الشباب ودعمهم‪.‬‬
‫كذلك تُع ُّد ريادة األعمال أحد محركات النمو االقتصادي التي تدعم الجهود الرامية لتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬كما تعمل على تشجيع الشباب على المبادرة‪ ،‬واإلسهام في إيجاد فرص العمل‪ ،‬ويتأتى ذلك من‬
‫خالل عدة أهداف من بينها‪ :‬غرس قيم ومبادئ ريادة األعمال‪ ،‬وتقدير مبادرات وإبداعات الشباب ودعمها‪،‬‬
‫وكذلك تعزيز قيمة المبادرة لدى المتعلمين‪.‬‬
‫ويتحقَّق التعليم من أجل السالم بتعزيز قيم التسامح‪ ،‬والتفاهم‪ ،‬وقبول اآلخرين‪ ،‬والحوار والتقارب معهم‪،‬‬
‫وفقا ً لمبدأ التقدير واالحترام المتبادل‪ ،‬ويتم ذلك بتحقيق عدة أهداف من بينها‪ :‬تنمية احترام االختالف‬
‫الفكري المتوازن والتعددية الثقافية‪ ،‬وترسيخ أنماط السلوك اإليجابية؛ لتعزيز قيم السالم والتعايش‬
‫المشترك‪ ،‬إضافة إلى تعزيز الوعي بقضايا التفاهم والتعاون الدولي واالحترام المتبادل ونشره‪.‬‬
‫ويع ُّد التعلي ُم عملية مستمرة‪ ،‬تشمل جميع المراحل العمرية لإلنسان‪ ،‬وال تنتهي عند مرحلة معينة‪ِّ ،‬م َّما‬
‫يُ ْو ِّجب على كل فرد في المجتمع أن يجدد من معارفه ومهاراته بصفة دائمة من خالل التعلم المستمر‪،‬‬
‫ويتسنى الوصول لهذا المبدأ بتحقيق عدة أهداف؛ من بينها‪ :‬تعزيز فرص التعلم مدى الحياة‪ ،‬وتعزيز‬
‫مهارات التعلم المنظم ذاتيا ً والتعلم مدى الحياة‪ ،‬وكذلك تعزيز دور المراكز الثقافية والمكتبات العامة في‬
‫المجتمع‪ ،‬وتنمية فاعليتها في حياة المتعلمين‪.‬‬
‫إنَّ فلسفة التعليم في سلطنة عُمان هي المرتكز األساسي لرسم السياسات التربوية والتعليمية‪ ،‬وموجها ً‬
‫لبناء الخطط اإلستراتيجية‪ ،‬والمشاريع التطويرية للتعليم في السلطنة‪ ،‬بما يكفل االرتقاء بعناصر المنظومة‬
‫التعليمية كافة‪ ،‬وتوجيه مؤسساته نحو تحقيق رسالة التعليم السامية وغايته الكبرى‪ ،‬وإنجاز األهداف‬
‫الوطنية لتقدم المجتمع ورقيه على مختلف الصعد‪ ،‬مما يتطلب من جميع المؤسسات المعنية بالتعليم اعتماد‬
‫هذه الوثيقة كمرجع أساسي‪ ،‬والعمل وفق ما حوته من مبادئ ومنطلقات عامة وأهداف ومضامين متنوعة‪،‬‬
‫وذلك بوصفها إطار عمل وطني لتوجيه مسيرة التنمية والتطوير في قطاع التعليم بمراحله وأنواعه كافة‪.‬‬

‫_________________________________________________________‬
‫‪https://sskh1.blogspot.com/p/blog-page_825.html‬‬
‫‪ .)201٨( .Elsayed, Abdelkader‬التعليم في سلطنة عمان وتطلعاته المستقبلية‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫أما عن السياسة التعليمية في سلطنة عمان فهي تعتمد على فلسفة تتسم بأنها فلسفة عربية إسالمية تجمع‬
‫بين األصالة والمعاصرة‪ ،‬وترمي إلى تكوين المواطن المؤمن باهلل تعالى والمخلص لوطنه وسلطانه‪،‬‬
‫والقادر على التعامل مع مجريات العصر‪ ،‬والمساهم في التنمية المستدامة بكل قطاعاتها المختلفة في‬
‫المجتمع العماني‪ ،‬والممتلك المهارات التفكير العلمي ومبادئ وقيم الدين اإلسالمي‪ .‬وترتكز تلك السياسة‬
‫على ثالثة أركان أساسية‪ ،‬حددها السيابي (‪ )2013‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬العقيدة اإلسالمية السمحة‪.‬‬
‫‪ 2‬عادات وتقاليد وموروثات المجتمع العماني‪.‬‬
‫‪ .3‬خطط التنمية الشاملة لدولة سلطنة عمان‪.‬‬
‫كما تعتمد في رؤيتها وفلسفتها على عدة مصادر‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .2‬الفكر السامي لصاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد المعظم‪.‬‬
‫‪ .3‬النظام األساسي للدولة‪.‬‬
‫‪ .4‬السياسات والخطط االستراتيجية للدولة‪.‬‬
‫‪ .5‬الدور الحضاري العماني‪.‬‬
‫‪ .٦‬المجتمع العماني (خصائصه‪ ،‬واحتياجاته‪ ،‬وطموحاته)‪.‬‬
‫‪ .٧‬التحديات المعاصرة للمجتمع العماني‪.‬‬
‫‪ -٨‬الفكر التربوي المعاصر‪.‬‬
‫‪ -۹‬و العهود والمواثيق الدولية‪.‬‬
‫‪ . 10‬القضايا العالمية المعاصرة‪.‬‬
‫‪ - 11‬خصائص المتعلم‪.‬‬
‫‪ .1‬النمو المتكامل للمتعلم‪.‬‬
‫وتنطلق تلك السياسة من ستة عشر مبدأ حددها الحارثي (‪ )2014‬فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .2‬الهوية والمواطنة‪.‬‬
‫‪ .3‬العزة والمنعة الوطنية‪.‬‬
‫‪ .4‬القيم والسلوكيات الحميدة‬
‫‪16‬‬
‫‪- 5‬التربية من أجل التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .٦‬المسؤولية والمحاسبة‪.‬‬
‫‪ .٧‬التعليم مسؤولية وشراكة وطنية ‪..‬‬
‫‪ -٨‬التربية على حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ .۹‬التعلم مدى الحياة‪.‬‬
‫‪ .10‬التربية من أجل السالم والتسامح ‪.‬‬
‫‪ .11‬التربية على مبدأ الشورى‪.‬‬
‫‪ .12‬العلم والعمل‪.‬‬
‫‪ .13‬تعليم عالي الجودة للجميع‪.‬‬
‫‪ .14‬التفكير والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ .15‬الريادة واالبتكار‪.‬‬
‫‪ .1٦‬مجتمع المعرفة والتكنولوجيا‪.‬‬
‫وقد مر التعليم في سلطنة عمان بناء على رؤى وفلسفات مختلفة بسلسلة متعاقبة من المراحل‪ ،‬شهدت‬
‫خاللها انكماشات عدة ساهم فيها العديد من العوامل االقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والعالمية‬
‫المختلفة‪ ،‬كما شهدت تطورات عدة أيضا ً انبثقت من منطلقات فكرية مختلفة ارتكزت على أن التعليم حق‬
‫ثابت لبناء مجتمع المعرفة‪ ،‬وأنه استثمار لتحقيق التنمية في شتى المجاالت‪ .‬وبتحليل العديد من المراجع‬
‫والدراسات‪ :‬الشيزاوى (‪ ،)1۹۹1‬اليافعي (‪ )2002‬عيسان (‪ )2010‬السيابي (‪ ،)2013‬الحارثي‬
‫(‪)2014‬‬

‫تتميز السياسات التعليمية بخصائص عدة‪ ،‬وقد أورد عدد من الكتاب والباحثين تلك الخصائص ؛ حيث أشار‬
‫كل من غانم (‪ ،)201٨‬ولهلوب (‪ ،)2012‬وعتيقي (‪،)200٦‬‬

‫أصبح التعليم في سلطنة عمان يساير أفضل األنظمة التعليمية العالمية‪ ،‬وما زالت السلطنة تحرص على‬
‫تنمية هذا النظام وتطويره ليصبح واحدا ً من األنظمة التي يحتذى بها على مستوى دول العالم‪ ،‬وليساهم من‬
‫خالل تطويره في حركة التنمية العثمان (‪ )2013‬داخل السلطنة‪ .‬ولقد أنشأت السلطنة بنية أساسية سليمة‬
‫لقطاع التعليم‪ ،‬وهذا يتعلق بجميع مستويات الدراسة بدءا ً من المدرسة إلى التعليم العالي‪ ،‬وتعد القدرة‬
‫‪17‬‬
‫الكافية االستيعاب الطلبة من مختلف الفئات العمرية‪ ،‬وضمان حصول الجميع على التعليم من أهم اإلنجازات‬
‫العظيمة لقطاع التعليم‪ ،‬هذا التطور اإليجابي جاء نتاجا ً للجهود المتواصلة والسعي الحثيث للحكومة‬
‫الرشيدة (عبد الخضر‪ .)2014( ،‬وقد اهتمت السلطنة ومع بدء النهضة فيها بالتعليم‪ ،‬واعتبرته أهم‬
‫وسائلها لبناء وتطوير المجتمع العماني‪ ،‬وظهر ذلك االهتمام في وثائق الدولة وقوانينها وتوجهاتها‬
‫السياسية نحو التعليم؛ حيث اعتبر النظام األساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني ( ‪ )101/۹٦‬التعليم‬
‫ركنا ً أساسيا ً لتقدم المجتمع‪ ،‬وحددت المادة ( ‪ ) 13‬من الباب الثاني (المبادئ الموجهة لسياسة الدولة)‬
‫في الجزء الخاص بالمبادئ الثقافية‪:‬‬
‫‪ -‬التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع‪ ،‬ترعاه الدولة وتسعى لنشره وتعميمه‪ - .‬يهدف التعليم إلى رفع‬
‫المستوى الثقافي العام وتطويره وتنمية التفكير العلمي‪ ،‬وإذكاء روح البحث‪ ،‬وتلبية متطلبات الخطط‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وإيجاد جيل قوي في بنيته‬
‫وأخالقه‪ ،‬يعتز بأمته ووطنه وتراثه‪ ،‬ويحافظ على منجزاته‪ .‬توفر الدولة التعليم العام‪ ،‬وتعمل على مكافحة‬
‫األمية‪ ،‬وتشجع على إنشاء المدارس والمعاهد الخاصة بإشراف من الدولة ووفقا ً ألحكام القانون‪.‬‬

‫‪ -‬ترعى الدولة التراث الوطني وتحافظ عليه‪ ،‬وتشجع العلوم والفنون واآلداب والبحوث‬
‫العلمية وتساعد على نشرها‪ .‬واعتبر قانون الطفل الصادر بالمرسوم السلطاني (‪ )22/2014‬التعليم حقا‬
‫من حقوق الطفل واحتوى الفصل الخامس منه على عدد من الحقوق التعليمية تمثلت في المادة (‪:)3٦‬‬
‫‪ -‬للطفل الحق في التعليم المجاني في المدارس الحكومية حتى إتمام مرحلة التعليم ما بعد األساسي‪ ،‬ويكون‬
‫تعليم الطفل إلزاميا ً حتى إتمام مرحلة التعليم األساسي‪ ،‬ويقع على ولي األمر مسؤولية تسجيل الطفل‪،‬‬
‫وانتظامه في المدرسة‪ ،‬والحيلولة دون تسربه منها‪ ،‬والمادة (‪ )3٧‬دون اإلخالل بأحكام هذا القانون‪ ،‬يكون‬
‫تنظيم مرحلة التعليم ما قبل األساسي وفقا ً للقوانين واللوائح المنظمة للتعليم والمادة (‪ :)3٨‬يهدف تعليم‬
‫الطفل في مختلف المراحل إلى تحقيق اآلتي‪ :‬تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى‬
‫أقصى إمكاناتها‪ ،‬مع مراعاة اتفاق برامج التعليم مع كرامة الطفل وتعزيز شعوره بقيمته الشخصية‪،‬‬
‫وتهيئته للمشاركة وتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية احترام الحقوق والحريات العامة لدى الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية احترام الطفل لذويه ولهويته الثقافية ولغته وللقيم الدينية والوطنية‪ .‬تنشئة الطفل على االنتماء‬
‫لوطنه والوفاء له‪ ،‬وعلى اإلخاء والتسامح بين البشر‪ ،‬وعلى احترام اآلخر‪ .‬ترسيخ قيم المساواة بين‬
‫األفراد وعدم التمييز بينهم بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو العنصر أو األصل االجتماعي أو اإلعاقة أو‬
‫أي سبب آخر من أسباب التمييز‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية احترام البيئة الطبيعية والمحافظة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد الطفل لحياة مسؤولة في مجتمع مدني متضامن قائم على التالزم بين التمتع بالحقوق وااللتزام‬
‫بالواجبات‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬كحال الكثير من الدول ‪ -‬إلى ثالثة مستويات‪ :‬ما‬
‫قبل المدرسة والمدرسة‪ ،‬والتعليم العالي وتقوم وزارة التربية والتعليم باإلشراف على التعليم ما قبل‬
‫المدرسي‪ ،‬أما التعليم المدرسي فيتكون من اثني عشر عاما من الدراسة‬
‫النظامية حيث تقوم وزارة التربية والتعليم بإدارة المدارس الحكومية‪ ،‬ويحظى النظام‬
‫التعليمي في سلطنة عمان بتطوير مستمر‪ .‬فقد شهدت العقود الخمسة الماضية عدة مراحل من التطوير‪،‬‬
‫وإعادة التنظيم شملت التعليم المدرسي والتعليم العالي على حد سواء (الغساني‪.)2010 ،‬‬
‫‪ -‬وتمر السياسات التعليمية في السلطنة بمراحل عدة‪ ،‬وعلى جهات متعددة؛ حيث تنبثق السياسات التعليمية‬
‫كموجهات وقوانين ومراسيم من قبل القيادة العليا في السلطنة‪ ،‬ويشير العبري (‪ )AlAbri )2015‬إلى أن‬
‫الحكومة في سلطنة عمان مسؤولة عن وضع السياسات العليا للتعليم وتمويله‪ ،‬وتنظيم وتخطيط وتقييم‬
‫ومراقبة جميع مؤسسات التعليم الحكومية‪ ،‬وهذا ما أكدته دراسة المهدي وآخرين (‪ )2014‬من أن سياسة‬
‫التعليم تبنى على أساس التوجيهات العليا لجاللة السلطان‪ ،‬وقرارات المجالس كمجلس الوزراء والدولة‬
‫والشورى‪.‬‬
‫‪ -‬ومع إصدار المرسوم السلطاني رقم (‪ )1٨/2012‬بشأن إنشاء مجلس التعليم وإصدار نظامه أنيطت‬
‫بمجلس التعليم عدد من االختصاصات في مجال السياسة التعليمية تتمثل في‪ :‬رسم السياسة العامة للتعليم‬
‫بمختلف أنواعه ومراحله‪ ،‬والعمل على توجيه التعليم بما يتفق والسياسة العامة للدولة ومتطلبات التنمية‬
‫الشاملة‪ ،‬وبما يؤدي إلى تحقيق األهداف الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والعلمية للسلطنة‪ ،‬وذلك‬
‫بالتنسيق مع المجالس المتخصصة‪ ،‬والعمل على متابعة تنفيذها ‪ .‬وضع استراتيجية للتعليم في إطار‬
‫السياسة العامة للدولة بالتنسيق مع الجهات المختصة‪ ،‬والعمل على متابعة تنفيذها‪ .‬مراجعة سياسات‬
‫وخطط وبرامج التعليم وتطويرها بما يواكب مختلف المتغيرات‪ ،‬ويتفق والسياسة العامة للدولة‪ .‬وضع‬
‫اآلليات المناسبة لتحقيق الربط والتكامل بين مخرجات التعليم بمختلف أنواعه ومراحله‪.‬‬
‫‪ -‬وتتولى وزارة التربية والتعليم مسؤولية إعداد بعض السياسات التعليمية‪ ،‬وتنفيذ ما يوصي به مجلس‬
‫التعليم والجهات العليا من سياسات تعليمية‪ ،‬وإدارة النظام التعليمي على‬
‫المستوى الوطني‪.‬‬

‫_______________________________________________________‬
‫‪.)2021( .Alhadi, Baderia & Al’Abri, Khalaf & Al-Kiyumi, Amal‬‬
‫سياسات التعليم قبل الجامعي في سلطنة عمان بين الواقع والمأمول ‪ :‬دراسة تحليلية‪.1۹3-14۹ .15 .‬‬

‫‪19‬‬
‫إدارة التعليم وتمويله هما عنصران أساسيان في نظام التعليم في سلطنة عمان‪ .‬تهدف إدارة التعليم إلى‬
‫توفير بيئة تعليمية متميزة وتحقيق أهداف نظام التعليم‪ ،‬بينما يهدف التمويل إلى توفير الموارد المالية‬
‫الالزمة لتنفيذ السياسات والبرامج التعليمية‪ .‬يتطلب تحقيق الجودة والتميز في التعليم وتحقيق األهداف‬
‫التعليمية الرئيسية تخطي ً‬
‫طا وتنظي ًما ً‬
‫فعاال وتخصيص موارد مالية كافية‪.‬‬

‫تعتمد إدارة التعليم في سلطنة عمان على نظام إداري متكامل يضم مجموعة من الهياكل واإلجراءات التي‬
‫تهدف إلى تسيير وتنظيم العملية التعليمية بصورة فعالة‪ .‬تتولى وزارة التربية والتعليم المسؤولية الرئيسية‬
‫عن إدارة التعليم في البالد‪ .‬وتشمل مهامها التخطيط والتنظيم والتنسيق والمتابعة والتقييم لألنشطة‬
‫التعليمية في السلطنة‪.‬‬
‫تتمثل بعض مهام إدارة التعليم في سلطنة عمان فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تطوير و تحديث المناهج الدراسية وضمان توافقها مع المعايير الدولية واحتياجات الطالب وسوق العمل‪.‬‬
‫‪-‬توفير التدريب والتطوير المستمر للمعلمين والمعلمات لتحسين مهاراتهم التعليمية والتربوية‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم االختبارات والتقييمات لقياس تحصيل الطالب وتقييم جودة التعليم‪.‬‬
‫‪-‬توفير الكادر االداري والمهني للمدارس والمعلمين والطالب‪.‬‬
‫‪-‬متابعة وتقييم أداء المدارس وضمان تطبيق السياسات واالجراءات التعليمية بشكل فعال‪.‬‬

‫تمويل التعليم في سلطنة عمان‬


‫يعتبر التمويل من جوانب حيوية لضمان جودة وتطوير نظام التعليم في سلطنة عمان‪ .‬يتم تمويل التعليم في‬
‫البالد بشكل رئيسي من قبل الحكومة‪ ،‬وتخصص ميزانية كبيرة لتلبية احتياجات القطاع التعليمي‪.‬‬
‫من أهم مصادر تمويل التعليم في سلطنة عمان‪:‬‬
‫الميزانية العامة‪ :‬يتم تخصيص مبالغ مالية من الميزانية العامة لتمويل األنشطة والبرامج التعليمية‬
‫وتحسين البنية التحتية للتعليم‪.‬‬
‫التبرعات والمنح الخارجية‪ :‬تتلقى سلطنة عمان تبرعات ومن ًحا من الجهات الخارجية والمؤسسات‬
‫الدولية لدعم التعليم وتطويره‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الشراكات مع القطاع الخاص‪ :‬تعمل الحكومة على تعزيز الشراكات مع الشركات والمؤسسات الخاصة‬
‫لدعم التعليم وتوفير الموارد المالية والتقنية‪.‬‬
‫يتم توجيه التمويل في سلطنة عمان لتلبية احتياجات التعليم المتنوعة‪ ،‬بما في ذلك تحسين البنية التحتية‬
‫للمدارس‪ ،‬تطوير المناهج والتكنولوجيا في التعليم‪ ،‬توفير التدريب والتطوير المستمر للمعلمين‪ ،‬وتحسين‬
‫جودة التعليم بشكل عام‪.‬‬

‫_______________________________________________________‬
‫‪Ministry of Education. (2021). National Education Strategy 2040. Retrieved‬‬
‫‪from https://www.moe.gov.om/ar/education/strategy/‬‬
‫‪21‬‬
‫تعتبر المناهج الدراسية أحد العناصر الرئيسية في نظام التعليم في سلطنة عمان‪ .‬تهدف المناهج الدراسية‬
‫إلى تحديد المعرفة والمهارات التي يتعين على الطالب اكتسابها في مختلف المراحل التعليمية‪ .‬تتطور‬
‫المناهج الدراسية بشكل مستمر لمواكبة التغيرات في المجتمع ومتطلبات سوق العمل‪.‬‬

‫تعتمد سلطنة عمان على عملية متكاملة لتطوير وتحديث المناهج الدراسية‪ .‬يتم تنفيذ هذه العملية بالتعاون‬
‫بين وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية األخرى‪ .‬يشتمل تطوير المناهج الدراسية على الخطوات‬
‫التالية‪:‬‬
‫تحليل االحتياجات‪ :‬يتم تحليل احتياجات المجتمع وسوق العمل وتوقعات المستقبل لتحديد المواضيع‬
‫والمهارات األساسية التي يجب تدريسها‪.‬‬
‫وضع المنهج‪ :‬يتم تحديد المحتوى الدراسي والمفاهيم والمهارات التي يجب تغطيتها في كل مرحلة‬
‫تعليمية‪.‬‬
‫تصميم الوحدات الدراسية‪ :‬يتم تحويل المحتوى الدراسي إلى وحدات دراسية تفصيلية تشمل األهداف‬
‫والمواضيع واألنشطة وطرق التقويم‪.‬‬
‫تطوير المواد التعليمية‪ :‬يتم تطوير المواد الدراسية والكتب المدرسية والموارد التعليمية األخرى التي‬
‫تدعم تنفيذ المناهج الدراسية‪.‬‬
‫تدريب المعلمين‪ :‬يتم توفير التدريب والتطوير المستمر للمعلمين لتمكينهم من تنفيذ المناهج الدراسية‬
‫بفعالية‪.‬‬
‫محتوى المناهج الدراسية‬
‫تشمل المناهج الدراسية في سلطنة عمان مجموعة واسعة من المواضيع والمجاالت الدراسية‪ .‬وتشمل‬
‫بعض هذه المجاالت‪:‬‬
‫اللغة العربية واللغة اإلنجليزية‪.‬‬ ‫•‬
‫الرياضيات والعلوم‪.‬‬ ‫•‬
‫الدراسات االجتماعية والتاريخ والجغرافيا‪.‬‬ ‫•‬
‫العلوم الطبيعية والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا‪.‬‬ ‫•‬
‫االقتصاد واألعمال والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫•‬
‫الفنون والموسيقى والرسم والتصميم‪.‬‬ ‫•‬

‫‪22‬‬
‫• التربية البدنية والصحة‪.‬‬
‫تهدف هذه المواضيع إلى تطوير المهارات األساسية لدى الطالب مثل المهارات اللغوية والرياضية‬
‫والعلمية‪ ،‬وتعزيز المعرفة والفهم في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫تحديث المناهج الدراسية‬
‫تتم عملية تحديث المناهج الدراسية بشكل دوري لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية واحتياجات‬
‫المجتمع وسوق العمل‪ .‬يتم تشكيل فرق عمل متخصصة لتحديث وتطوير المناهج الدراسية‪ ،‬ويتم إجراء‬
‫عمليات تقييم ومراجعة للتأكد من جودة المناهج وتلبية احتياجات الطالب والمجتمع‪.‬‬

‫__________________________________________________________‬
‫‪Ministry of Education. (2021). National Education Strategy 2040. Retrieved‬‬
‫‪from https://www.moe.gov.om/ar/education/strategy/‬‬
‫‪Ministry of Education. (2021). Curriculum Framework. Retrieved‬‬
‫‪from https://www.moe.gov.om/ar/education/curriculum‬‬

‫‪23‬‬
‫أما بالنظر إلى نظام القبول في سلطنة عمان فال يوجد نظام موحد يجمع جميع مؤسسات التعليم العالي‬
‫الخاص بقبول الطالب في كليات التربية كما هو موجود في المثال السابق إنما هناك نظام القبول الموحد‬
‫الذي يعتمد نظام الدرجات كمعيار أساسي للقبول فقط ومن ثم تنتهج كل مؤسسة مجموعة من الخطوات‬
‫اإلجرائية وتختلف هذه الخطوات من مؤسسة إلى أخرى وفيما يلي نستعرضها‪:‬‬

‫‪:‬‬
‫في بداية نهضة التعليم اتجهت الحكومة لفتح معاهد لتخريج المعلمين تشرف عليها وزارة التربية والتعليم‬
‫والشباب‪ ،‬وكانت تقبل الطلبة بعد الشهادة اإلعدادية العامة‪ ،‬ويدرس الطالب فيها ثالث سنوات وبعدها يتجه‬
‫للتدريس في المدارس االبتدائية العامة‪.‬‬
‫كان هذا النهج في تلك المرحلة ناتجا عن شح الموارد البشرية‪ ،‬وكانت الحاجة للتأهيل أبناء الوطن وجعلهم‬
‫يشغلون الوظائف التعليمية‪ ،‬ولم يكن ثمة اشتراطات معقدة لقبول الطلبة وإنما كانت الحاجة ألن يكون‬
‫العماني معلما‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫هي مرحلة أخرى من مراحل تطور قبول وإعداد المعلمين في السلطنة‪ ،‬حيث تغير مستوى القبول فأصبحت‬
‫تقبل الطالب من خريجي الشهادة الثانوية العامة ممن يحققون نسيا مئوية محددة وإن كانت منخفضة نسبيا‬
‫لكنهم يخضعون المقابالت شخصية‪ ،‬وكانت تشرف على هذه الكليات وزارة التربية والتعليم من خالل‬
‫المديرية العامة للكليات المتوسطة البرنامج الدراسي اإلعداد المعلمين في هذه الكليات العامين متضمنة‬
‫الجانبين النظري والعملي يتخرج بعدها بدبلوم التربية وينطلق معلما في الحقل التربوي‪.‬‬

‫‪:‬‬
‫بعد صدور مرسوم سلطاني في عام ‪1۹۹٨‬م بإنشاء وزارة التعليم العالي بدأت السلطنة مرحلة جديدة في‬
‫إعداد المعلمين حيث قامت بتحويل الكليات المتوسطة للمعلمين إلى كليات للتربية تمنح شهادة البكالوريوس‬
‫في مختلف التخصصات التربوية‪ ،‬وتقبل الطالب وفق معدالت معينة في الشهادة الثانوية العامة‪.‬‬
‫أما البرنامج المعتمد فيها فهو لمدة أربع سنوات تشتمل على الجانبين النظري والعملي‪ ،‬ويتخرج بعدها‬
‫الطالب معلما لجميع مراحل التعليم المدرسي االبتدائية واإلعدادية والثانوية‪ ،‬واستمرت هذه الكليات حتى‬
‫صدور قرار عام ‪2005‬م بتحويلها إلى كليات العلوم التطبيقية‪.‬‬

‫قام مجلس الشورى ممثل بلجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بزيارة كلية التربية والتقت اللجنة‬
‫بالدكتورة عميدة الكلية والطاقم اإلداري والفني بالكلية حيث تمت مناقشة آليات قبول وبرامج اعداد‬
‫‪24‬‬
‫المعلمين في الكلية وتم الوقوف على جميع الجوانب التي يشملها اعداد معلم المستقبل وقد خلص اللقاء‬
‫إلى اآلتي‪ :‬يعتمد نظام القبول للدراسة في برامج إعداد المعلم على درجات المرشح في اختبارات دبلوم‬
‫التعليم العام في مقررات محددة حسب التخصص‪ ،‬أما بالنسبة لتخصصي التربية الرياضية والتربية الفنية‬
‫فيخضع المرشح الختبار القدرات إضافة لنتائج اختبارات دبلوم التعليم العام‪ ،‬ويخضع المرشحون بعد‬
‫قبولهم للكلية المقابالت الشخصية لتحديد مدى مناسبة المرشح لمهنة التدريس وتعد هذه المقابالت غير‬
‫محددة لقبول ورفض الطالب فقبوله يتم عن طريق مركز القبول الموحد بناء على معدل درجاته فيما عدا‬
‫مادتي الرياضة والفنون‪.‬‬
‫تحدد الكلية شروط القبول في التخصصات بحيث تشترط الحصول معدل (ج) في المادة األساسية للتخصص‬
‫والمواد المرتبطة بها فيما عدا مادة اللغة اإلنجليزية حيث تشترط معدل (أ) في المادة‪ ،‬ويخضع الطالب‬
‫الختبارات تحديد المستوى واختبارات االجتياز لتحديد مدى حاجتهم المقررات البرنامج التأسيسي‬
‫والمستوى الذي يتطلب البدء به لكل طالب‪ ،‬ويختلف البرنامج التأسيسي حسب التخصص‪.‬‬
‫يدرس الطالب خالل دراسته ‪ %40‬من الساعات المعتمدة كمواد تربوية وتربية عملية وعلم النفس فيما‬
‫يكون عدد الساعات المتبقي هي مواد أكاديمية تخصصية في المادة التي تخصص فيها‪ ،‬كما يقوم الطالب‬
‫بالتدريب العملي خالل السنة الثالثة داخل الكلية التدريس المصغر) ثم يقوم بذلك في المدارس خالل السنة‬
‫الرابعة‪ ،‬وكون جامعة السلطان قابوس هي الجامعة الحكومية الوحيدة فأن اإلقبال عليها يكون كبيرا مما‬
‫يترتب عليه قبول الطالب أصحاب المعدالت المرتفعة وهو ما يساهم في تحقيق عامل الكفاءة العلمية‪..‬‬

‫المعلم هو أهم العناصر في العملية التربوية‪ ،‬وهو حجر الزاوية فيها ولهذا كان من الواجب العناية بإعداده‬
‫إعدادا ً سليماً‪ ،‬وإمداده بما يجد في ميدان عمله من معلومات وثقافات مختلفة وتجارب مفيدة‪ ،‬وإيمانا ً‬
‫بأهمية التأثير الذي يحدثه المعلم على نوعية التعليم ومستواه فقد أولت الدول المتقدمة مهنة التعليم بشكل‬
‫عام جل اهتمامها وعنايتها‪ ،‬واالرتقاء بالمعلم بشكل خاص‪ .‬إن المعلم الجيد في نظام تعليمي ضعيف أفضل‬
‫من المعلم غير الصالح في نظام تعليمي قوي‪ ،‬وذلك كون المعلم المعد إعدادا ً جيدا ً قادر على سد الثغرات‬
‫الضعيفة في النظام التعليمي‪.‬‬
‫إن المعلم الناجح هو الذي يستجيب لتطورات الحياة من حوله‪ ،‬وما يحدث في المجتمع اإلنساني من تغيرات‬
‫وما يستجد فيه من اتجاهات معاصرة وهذا يتطلب منه المرونة وعدم الجمود والقدرة على التجديد‬
‫واالبتكار في محيط عمله‪ ،‬فال يستكين للعمل الرتيب الذي يقدم به عاما ً بعد عام‪ ،‬ولكن ينبغي إدراكه‬
‫الظروف كل عام ومتطلباته ومقتضيات العمل به‪.‬‬
‫إن إعداد المعلم قبل الخدمة ال يوفر له سوى األساس الذي يساعده على البدء في ممارسة عملية التعليم‪،‬‬
‫وعليه فإن برنامج اإلعداد أثناء الخدمة هو امتداد طبيعي لإلعداد قبل الخدمة‪ ،‬ويعني هذا أن التعليم‬
‫المستمر بالنسبة للمعلم جزء ال يتجزأ من عملية إعداده‪ ،‬وأن يستمر هذا اإلعداد طيلة عمله في التدريس‬
‫بهدف الحصول على معرفة جديدة ليلحق بركب النمو والتطور‪ ،‬وليعوض ما فاته أثناء إعداده قبل الخدمة‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ومن هذا المنطلق أصبح من الواجب إعداد المعلم ومن ثم تدريبه‪ ،‬فالتدريب هو إعداد األفراد وتأهيلهم تقنيا ً‬
‫ومهنيا ً وإكسابهم إمكانات ومهارات ترفع من قدراتهم اإلنتاجية‪ ،‬والتدريب بمفهومه العلمي يستهدف أساسا ً‬
‫تحقيق النمو الذاتي المستمر للقائمين بعملية التعليم في كافة المستويات لرفع مستوى األفراد‪ ،‬واالرتقاء‬
‫بالمستوى العلمي والمهني والثقافي للمعلمين أنفسهم بما يحقق طموحهم واستقرارهم‬
‫النفسي ورضاءهم المهني تجاه عملهم‪ .‬وتأتي أهمية التدريب أثناء الخدمة استجابة للظروف المتغيرة التي‬
‫فرضتها عليهم التطورات العلمية والمعرفية السريعة والمتضاعفة واالنفجار المعرفي المتسارع والتطور‬
‫التكنولوجي في كل ميادين الحياة والصراعات التي تتجاذب العالم‪ ،‬إضافة إلى الدور التربوي الذي يتوقعه‬
‫المجتمع من المعلمين‪ ،‬ومن هنا يمكن القول إن تدريب المعلمين أثناء الخدمة له مبررات عامة تفرضها‬
‫طبيعة العصر ومبررات خاصة تفرضها مهنة التعليم‪ .‬ومن الدوافع التي دفعت المسؤولين عن التربية إلى‬
‫االهتمام بتدريب المعلمين أثناء الخدمة‪ ،‬ضعف مستويات المعلمين من الناحية العلمية والمهنية‪ ،‬إلى جانب‬
‫االنفجار المعرفي الذي يشهده القرن الحادي والعشرين‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف برامج اإلعداد وتقاوتها وعدم‬
‫االهتمام بتطويرها لتناسب متطلبات العصر‪ ،‬لكل ذلك جاءت أهمية التدريب في محاولة للتغلب على هذه‬
‫الصعوبات والسلبيات ومسايرة التطور والتقدم من ناحية أخرى‪ ،‬مما يعني ازدياد الحاجة إلى برامج‬
‫التدريب واستمراريتها ‪.‬‬
‫وينال التدريب اهتماما ً بالغا ً في معظم دول العالم‪ ،‬ففي الواليات المتحدة األمريكية تجد اهتماما ً كبيرا ً ببرامج‬
‫التدريب وتطورها‪ ،‬وأن ما ينفق من أموال على هذه البرامج‪ ،‬يفوق بدرجة كبيرة ما ينفق على مثل هذه‬
‫البرامج في أية دولة أخرى كما بعد التدريب في الواليات المتحدة إجباريا ً وأحيانا ً تتوقف عليه زيادة الراتب‬

‫إن تخصيص وقت محدد أثناء يوم العمل الرسمي للمعلمين‪ ،‬للمشاركة في التعليم المهني‪ ،‬بعد واحدا ً من‬
‫أهم الدعائم الهيكلية بالنسبة لهم‪ ،‬لذا نجد أن أكثر من ‪ %15‬من المدارس في بلجيكا‪ ،‬والدنمارك وفنلندا‬
‫والمجر‪ ،‬وإيرلندا والترويج‪ ،‬والسويد وسويسرا‪ ،‬توفر وقتا ً كافيا ً للتطوير المهني أثناء ساعات العمل‬
‫للمعلمين‪ ،‬بينما يكون هذا الوقت عادة غير موجود في الواليات المتحدة‪ .‬عالوة على ذلك فإننا نجد في‬
‫معظم البلدان األوربية واألسيوية أن أقل من نصف وقت العمل بالنسبة للمعلم ينقل في تعليم وتوجيه‬
‫الطالب‪ ،‬أما باقي الوقت وهو حوالي ‪ 20-15‬ساعة في األسبوع‪ ،‬فينفق في واجبات ومهام ذات صلة‬
‫بالتدريس مثل مشاركة بقية المعلمين في تحضير وتحليل الدروس‪ ،‬أو في تطوير أساليب تقويم الطالب‪ ،‬أو‬
‫مراقبة حجرات الدراسة األخرى‪ ،‬أو في مقابلة الطالب وأولياء أمورهم‪ ،‬ويقوم المعلمون بتحضير دروسهم‬
‫في جلسات جماعية في أقسام المواد‪ ،‬أو في مجموعات ذات مستوى واحد‪ ،‬أو في حجرات واسعة‪ ،‬صممت‬
‫خصيصاً‪ ،‬بحيث تكون األدراج فيها مهيأة لتسهيل العمل الجماعي ‪ .‬ونجد في كوريا الجنوبية ‪ -‬مثلما في‬
‫اليابان وسنغافورا ‪ -‬أن ‪ % 35‬فقط من ساعات العمل يقضيها المعلمون في تدريس طالبهم‪ ،‬ثم يبقون في‬
‫مكتب مشترك اثناء وجودهم خارج حجرات الدراسة‬

‫‪26‬‬
‫ال يعمد المعلمون إلى البحث واالنخراط في أية دورة تقام إال ما ندر وإن وجدت‬
‫فأنها تكون في جوانب غير مرتبطة بشكل وثيق بمهنة التعليم‪ .‬ولو نظرنا إلى البرامج التي نفذتها وزارة‬
‫التربية والتعليم خالل العام ‪ 2021‬م‪.‬‬
‫والتي استهدفت المعلمين كانت كالتالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البرامج المركزية‪:‬‬

‫بعد التدريب الالمركزي (المديريات) هو التدريب الموجه للمعلم بشكل‬


‫أكبر في وزارة التربية والتعليم كما يوضح المخطط اآلتي‪:‬‬

‫تالحظ من المخطط أن المعلمين هم النسبة األكبر المستفيدة من البرامج التدريبية الالمركزية حيث بلغ‬
‫عددهم (‪ )3٧۹42‬معلم ومعلمة وتنوعت البرامج التدريبية ما بين إثرائي وتطويري وعالجي)‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫ولكن هل هذا كاف لو قسمنا عدد البرامج على المعلمين خالل العام وكذلك ما يخص كل مادة على حدة‬
‫سنجد أن البرامج أو الساعات التدريبية ال تتقارب مع ما ينفذ في الدول الرائدة في التعليم‪ ،‬إن الجزء المهم‬
‫من هذه العملية ما يزال مفقودا ً فالمعلم يجب أن يقوم بدور ريادي في سعيه للحصول على التدريب كما‬
‫يجب على الوزارة أن تضع معايير للمعلم الذي يخضع للتدريب سواء الذاتي أم المنهج من قبلها بحيث‬
‫ترتبط الترقيات والعالوات بمعدل التدريب على سبيل المثال‪.‬‬
‫أن ما يحدث في الدول المتقدمة من مؤتمرات خاصة بالمعلمين واتجاه المعلمين لإلنماء المهني الذاتي يعد‬
‫نموذجا لما يجب أن يكون عليه المعلم كما أنه يقدم تفسيرا ً واضحا ً للفرق بين المعلم لدينا والمعلم لديهم‬
‫وانعكاس ذلك على التحصيل الدراسي لدينا ولديهم‪.‬‬

‫تعد برامج التدريب بعد التعيين بالنسبة للمعلمين الجدد إلزامية في كثير من الدول مثل أستراليا فرنسا‬
‫اليونان إيطاليا‪ ،‬اليابان كوريا‪ ،‬نيوزيلندا وسويسرا‪ .‬وتتضمن معظم تلك البرامج وقت للراحة بالنسبة‬
‫للمعلمين الجدد والمشرفين التربويين الذين يشاركون في أنشطة التعبين‪ .‬والنموذج الذي يتم تطبيقه في‬
‫نيوزيلندا مطابق لما هو موجود في عدد من الدول اآلسيوية‪ ،‬حيث تقوم وزارة التربية في نيوزيلندا بتمويل‬
‫‪ %20‬من وقت الفراغ بالنسبة للمعلمين الجدد و ‪ %10‬بالنسبة للمعلمين الذين أكملوا عامهم الثاني يتطلب‬
‫هذا األمر من المدارس أن تقوم بابتكار برامج محلية لتطوير مهارات معلميها الجدد‪ ،‬ويستغل المعلمون‬
‫الجدد معظم وقت فراغهم في حضور أنشطة للتطوير المهني‪ ،‬أو في االجتماع بالموجهين التربويين‪ ،‬أو في‬
‫القيام ببعض الواجبات مثل تحضير الدروس‪ ،‬وتدعم برامج التعيين هذه بعض األنشطة كمراقبة معلمين‬
‫آخرين في نفس المدرسة‪ ،‬أو في مدرسة أخرى‪ ،‬أو العمل في حجرات الدراسة بمعية المشرف التربوي‪ ،‬أو‬
‫حضور اجتماعات المعلمين الجدد‪ ،‬أو االنخراط في دورات مختلفة‪ ،‬وهناك عدد من الدول تشترط تدريبا‬
‫رسميا للمشرفين‪ .‬في سنغافورا مثال نجد أن المعلمين من الدرجات العليا يتم تعيينهم للقيام بتدريب‬
‫وتحسين أداء المعلمين في كل مدرسة‪ .‬أما المديرون في الترويج‪ ،‬فيخصصون موجها ً تربويا ً على درجة‬
‫عالية من الكفاءة لكل معلم جديد‪ ،‬وتقوم مؤسسة تعليم‬

‫‪ .)201٨( .Elsayed, Abdelkader‬التعليم في سلطنة عمان وتطلعاته المستقبلية‪.‬‬


‫‪28‬‬
‫المراجع‬
‫) الجغرافيا الطبيعية لسلطنة عُمان‬2014( ‫ سالم الحتروشى‬-1
.‫ التعليم في سلطنة عمان وتطلعاته المستقبلية‬.)201٨( .Elsayed, Abdelkader - 2
Ministry of Education. (2021). National Education Strategy 2040. Retrieved -3
from https://www.moe.gov.om/ar/education/strategy/
Ministry of Education. (2021). Curriculum Framework. Retrieved
from https://www.moe.gov.om/ar/education/curriculum
https://sskh1.blogspot.com/p/blog-page_825.html -4
.)2021( .Alhadi, Baderia & Al’Abri, Khalaf & Al-Kiyumi, Amal -5
.1۹3-14۹ .15 .‫ دراسة تحليلية‬: ‫سياسات التعليم قبل الجامعي في سلطنة عمان بين الواقع والمأمول‬
Ministry of Education. (2021). National Education Strategy 2040. Retrieved -٦
from https://www.moe.gov.om/ar/education/strategy/

29

You might also like