You are on page 1of 17

‫تفسري آايت األحكام‬

‫)‪(QQT 2103‬‬

‫‪KQD‬‬

‫املوضوع‪ :‬أحكام الصوم يف القران الكري‬

‫اسم احملاضرة‪ :‬سييت مرضية كمال أزهر‬

‫رقم الطالب‬ ‫اسم الطالب‬ ‫رقم‬

‫‪١٢٢٣١٤٣‬‬ ‫حممد عبد هللا بن مصطفى‬ ‫‪١‬‬

‫‪١٢٢٣١٤٥‬‬ ‫سييت خدجية بنت أمحد خضري‬ ‫‪٢‬‬

‫‪١٢٢٣١٤٨‬‬ ‫حممد أمين حكيم بن حممد يزيد‬ ‫‪٣‬‬

‫‪١٢٢٣٢٣٨‬‬ ‫حممد نوفل بن عزمان‬ ‫‪٤‬‬

‫‪١٢٢٣٢٣٩‬‬ ‫حممد مفزال دانيال بن وان منصور‬ ‫‪٥‬‬

‫‪1‬‬
‫الفهرس‬

‫املقدمة ‪3 ................................................................................‬‬
‫آايت األحكام ‪4 .........................................................................‬‬
‫معاين الكلمات ‪5 .........................................................................‬‬
‫تفسري اإلمجال ‪6-7 ......................................................................‬‬
‫أسباب النزول ‪8 ..........................................................................‬‬
‫األحكام الصوم عند املريض ‪9-11 .........................................................‬‬
‫األحكام الصوم عند املسافر ‪12.............................................................‬‬
‫اخلامتة ‪15................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫املقدمة‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم احلمد هلل الذي بيده كل اخلري وبه تتم كل الصاحلات‪ ،‬سبحانه ال إله إال هو‪،‬‬
‫حنمده كثريا‪ ،‬ونشكر فضله يف كل وقت وحني‪ ،‬ونشهد أن خامت الرسل سيدان حممد عليه أفضل‬
‫الصلوات وامت التسليم‪.‬‬

‫هذا البحث تناولت عن األحكام الصوم يف سورة البقرة آايت ‪ .184-183‬ومث هناك العديد‬
‫من املناظرات الكتابية املستخدمة يف هذا البحث‪ .‬يف آايت القرآن الكرمي‪ ،‬يشري قانون الصيام إىل‬
‫املسؤوليات واألوامر اليت أعطاها هللا سبحانه وتعاىل يف كتاب اإلسالم املقدس‪ .‬يصوم املسلمون‪ ،‬أحد‬
‫أركان اإلسالم اخلمسة‪ ،‬طوال شهر رمضان‪ .‬يف القرآن‪ ،‬مت حتديد قانون الصيام ليس فقط كواجب‪،‬‬
‫أيضا كوسيلة لتحقيق التقوى والشكر واحلصول على العون من هللا سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫ولكن ً‬

‫واحلمد هلل‪ ،‬متنا كلهم متاما انجحا‪ .‬وألف شكرا ألستاذة احملرتمة اجملتهدة دكتور سييت مرضية‬
‫بنت كمال أزهر على اجتهادها ومساعدهتا لنا يف فهم التعليم احلفظ املتون ومث اكمال هذا البحث‪.‬‬
‫وهي دلت علينا الكيفية يف حتصيل هذا البحث تعميقا وواضحا‪.‬‬

‫ابإلضافة‪ ،‬بفضل أسرتنا احملبوبة على تشجعاهم أموران يف البحث‪ .‬كما نشكر زمالئتنا على‬
‫عملهم اجلاد وأيضا االلتزام مث تقدميه جيدا مبا يكفي من احلماس إلجناح هذا البحث‪ .‬وأخرا‪ ،‬أنمل أن‬
‫أيضا لزمالئتنا الذين يعملون وال يكلون‪.‬‬
‫مرجعا ألنفسنا و ً‬
‫يكون هذا البحث ً‬

‫‪3‬‬
‫آايت األحكام‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫۟‬ ‫ِ‬


‫ون (‪)١٨٣‬‬ ‫ق‬‫ـ‬‫ت‬ ‫ـ‬
‫َّ‬‫ت‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬
‫َ َْ ْ َ ْ َ ُ َ‬‫ل‬‫َّ‬
‫ع‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ٱل‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ‬ ‫﴿يـَأُّيـَها َّٱلذ َين َءَامُن ُ َ َ ْ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ‬
‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ٱلص‬ ‫م‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫َ‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫وا‬ ‫َٰٓ‬
‫يضا َأْو َعَلى َسَفٍر َفِعَّدٌة ِم ْن َأَّ ٍايم ُأ َخَر ۚ َوَعَلى َّٱلِذ َين ُيِط ُيق َونُهۥ ِفْدَيٌة‬ ‫ٍ‬
‫َأَّايًما َّمْعُد َودت ۚ َفَمن َك َان ِم ُنكم َّمِر ً‬
‫۟‬
‫َطَع ُام ِم ْس ِك ٍني ۖ َفَمن َت َطَّو َع َخًْريا َفـُهَو َخٌْري َّلُهۥ ۚ َوَأن َت ُص ُوموا َخٌْري َّل ُكْم ۖ ِإن ُكُنتْم َتـْعَلُم َ‬
‫‪1‬‬
‫ون (‪﴾)١٨٤‬‬

‫تعريف الصيام‪:‬‬
‫طعاما‪.‬‬
‫كالما كان أو ً‬
‫الصيام لغة‪ :‬اإلمساك عن الشيء‪ً ،‬‬
‫﴿إين َنَذْر ُت ِلَّلر َْمحن َصْو ًما ‪ /2‬مرمي‪ :/ ٢٦ :‬أي‬
‫ودليل ذلك قوله تعاىل حكاية عن مرمي عليها السالم‪ِِ :‬‬
‫شرعا‪ :‬إمساك عن املفطرات من طلوع الفجر إىل غروب الشمس‬ ‫وسكوات عن الكالم‪ .‬والصيام ً‬
‫ً‬ ‫إمساكا‬
‫ً‬
‫مع النية‪.3‬‬

‫حكم صيام رمضان‪:‬‬


‫(َيُّيـها َّالِذين ءامُنوا ُكِتب عَلي ُكم ِ‬
‫الصَي ُام َكَما‬ ‫َ‬ ‫تعاىل‪:‬‬ ‫هللا‬ ‫قال‬ ‫‪4‬‬
‫صيام رمضان واجب إبمجاع املسلمني‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُكِت َب َعَلى َّالِذ َين ِمن َقـْبِل ُكْم َلَعَّل ُكْم َتـَّتـُق َ‬
‫ون)‬

‫اتريخ تشريع الصيام‪:‬‬


‫معروفا عند‬
‫فرض صيام شهر رمضان يف شعبان من السنة الثانية للهجرة‪ .‬وقد كان الصيام قبل ذلك ً‬
‫األمم السابقة‪ ،‬وعند أهل الكتاب الذين عاصروا النيب ﷺ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سورة البقرة ‪183-184 :2‬‬
‫‪2‬‬
‫سورة مريم ‪26:18‬‬
‫‪3‬‬
‫الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬ج‪ ،2‬صفحة ‪73‬‬
‫‪4‬‬
‫مختصر في أحكام الصيام‪ ،‬صفحة ‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫إال أن وجوب صيام شهر رمضان مل يكن قد شرع بعد‪ .‬والتشابه بينهم وبني األمم السابقة إمنا هو من‬
‫مطلواب من قوم النيب حممد صلى هللا عليه وسلم خاصة صيام شهر‪.‬‬
‫ً‬ ‫حيث وجوب الصيام‪ .‬مث كان‬

‫معاين الكلمات‬

‫املعىن‬ ‫الكلمة‬
‫فرض وأثبت‪" ،‬الفرض" يعين جعل شخص ما يفعل‬ ‫ُكِت َب‬
‫شيئا ما أو يتبع قاعدة‪ .‬إثبات يعين إظهار أو تقدمي‬
‫ً‬
‫دليل على أن شيئا ما صحيح‪.‬‬
‫واملعىن هنا‪ :‬عدم القدرة على األكل والشرب أو قضاء‬ ‫ٱ ِلصَي ُام‬
‫وقت خاص مع النساء من طلوع الشمس إىل غروهبا‪.‬‬
‫يستمر شهر رمضان إما تسعة وعشرون أو ثالثون‬ ‫َأَّايًما َّمْعُد َود ٍت‬
‫يوما‪ ،‬حسب الشهر‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا كان الشخص ال يستطيع الصيام بسبب مرضه أو‬ ‫َفِعَّدٌة ِم ْن َأَّ ٍايم ُأ َخَر‬
‫سفره‪ ،‬فيجب عليه تعويض األايم اليت فاتته ابلصيام‬
‫الحقا‪ .‬وعليهم أن يصوموا نفس عدد األايم اليت‬ ‫ً‬
‫أفطروها‪.‬‬
‫وهذا يعين أهنم جيدون صعوبة يف التعامل معهم ألهنم‬ ‫ُيِط ُيق َونُهۥ‬
‫كبار السن أو مرضى وال توجد فرصة للتحسن‪.‬‬
‫إذا كان الشخص ال يستطيع االستمرار يف الصيام‬ ‫ِفْدَيٌة َطَع ُام ِم ْس ِك ٍني‬
‫طعاما لشخص فقري كل‬
‫لسبب وجيه‪ ،‬فعليه أن يطعم ً‬
‫يوم‪ .‬وليس عليهم أن يصوموا فيما بعد للتعويض‪.‬‬
‫من األفضل أن يعطي شخص ما املزيد من األشياء أو‬ ‫َفَمن َت َطَّو َع َخًْريا‬
‫يساعد املزيد من األشخاص الذين يدينون له أو فقراء‬
‫للغاية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫۟‬
‫واألفضل ملن يستطيع التحمل‪ ،‬ولو كان األمر صعبا‪،‬‬ ‫َوَأن َت ُص ُوموا َخٌْري‬
‫أال َيكل شيئا أثناء الصيام‪ ،‬بدال من أن يفطر‬
‫‪5‬‬
‫ابلطعام‪.‬‬

‫تفسري اإلمجايل‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫۟‬ ‫ِ‬


‫ون‬ ‫ق‬‫ـ‬‫ت‬ ‫ـ‬
‫َّ‬‫ت‬ ‫م‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ل‬‫َّ‬
‫ع‬
‫َ َْ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ين‬ ‫ذ‬ ‫ل‬‫ٱ‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ‬ ‫اآلية َٰٓيـَأُّيـَها ٱَّلذ َين َءَامُن ُ َ َ ْ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ‬
‫ب‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫لص‬ ‫ٱ‬ ‫م‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ‬ ‫ب‬‫ت‬ ‫ك‬ ‫وا‬
‫املعىن خيرب تعاىل مبا َّمن به على عباده‪ ،‬أبنه فرض عليهم الصيام‪ ،‬كما فرضه على األمم السابقة‪،‬‬
‫اإلمجايل ألنه من الشرائع واألوامر اليت هي مصلحة للخلق يف كل زمان‪ .‬وفيه تنشيط هلذه األمة‪،‬‬
‫أبنه ينبغي لكم أن تنافسوا غريكم يف تكميل األعمال‪ ،‬واملسارعة إىل صاحل اخلصال‪ ،‬وأنه‬
‫ليس من األمور الثقيلة‪ ،‬اليت اختصيتم هبا‪ .‬مث ذكر تعاىل حكمته يف مشروعية الصيام‬
‫ون} فإن الصيام من أكرب أسباب التقوى‪ ،‬ألن فيه امتثال أمر هللا‬ ‫فقال‪{َ :‬لَعَّل ُكْم َتـَّتـُق َ‬
‫واجتناب هنيه‪ .‬فمما اشتمل عليه من التقوى‪ :‬أن الصائم يرتك ما حرم هللا عليه من‬
‫األكل والشرب واجلماع وحنوها‪ ،‬اليت متيل إليها نفسه‪ ،‬متقراب بذلك إىل هللا‪ ،‬راجيا برتكها‪،‬‬
‫ثوابه‪ ،‬فهذا من التقوى‪ .‬ومنها‪ :‬أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة هللا تعاىل‪ ،‬فيرتك ما‬
‫هتوى نفسه‪ ،‬مع قدرته عليه‪ ،‬لعلمه ابطالع هللا عليه‪ ،‬ومنها‪ :‬أن الصيام يضيق جماري‬
‫الشيطان‪ ،‬فإنه جيري من ابن آدم جمرى الدم‪ ،‬فبالصيام‪ ،‬يضعف نفوذه‪ ،‬وتقل منه‬
‫املعاصي‪ ،‬ومنها‪ :‬أن الصائم يف الغالب‪ ،‬تكثر طاعته‪ ،‬والطاعات من خصال التقوى‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬أن الغين إذا ذاق أمل اجلوع‪ ،‬أوجب له ذلك‪ ،‬مواساة الفقراء املعدمني‪ ،‬وهذا من‬
‫خصال التقوى‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫أيسري التفاسري لكالم العلي الكبري‪ ،‬أيب بكر جابر اجلزري‪ ،‬ج‪ ،١‬صفحة ‪160-159‬‬

‫‪6‬‬
‫يضا َأْو َعَلى َسَفٍر َفِعَّدٌة ِم ْن َأَّ ٍايم ُأ َخَر ۚ َوَعَلى ٱَّلِذ َين‬ ‫ٍ‬
‫َأَّايًما َّمْعُد َودت ۚ َفَمن َك َان ِم ُنكم َّمِر ً‬ ‫اآلية‬
‫۟‬
‫ُيِط ُيق َونُهۥ ِفْدَيٌة َطَع ُام ِم ْس ِك ٍني ۖ َفَمن َت َطَّو َع َخًْريا َفـُهَو َخٌْري َّلُهۥ ۚ َوَأن َت ُص ُوموا َخٌْري َّل ُكْم ۖ ِإن‬
‫ون‬‫ُكُنتْم َتـْعَلُم َ‬
‫املعىن وملا ذكر أنه فرض عليهم الصيام‪ ،‬أخرب أنه أايم معدودات‪ ،‬أي‪ :‬قليلة يف غاية السهولة‪.‬‬
‫يضا َأْو َعَلى َسَفٍر َفِعَّدٌة ِم ْن َأَّ ٍايم ُأ َخَر}‬
‫{فَم ْن َك َان ِمْن ُكْم َمِر ً‬
‫اإلمجايل مث سهل تسهيال آخر‪ .‬فقال‪َ :‬‬
‫وذلك للمشقة‪ ،‬يف الغالب‪ ،‬رخص هللا هلما‪ ،‬يف الفطر‪ .‬وملا كان ال بد من حصول‬
‫مصلحة الصيام لكل مؤمن‪ ،‬أمرمها أن يقضياه يف أايم أخر إذا زال املرض‪ ،‬وانقضى‬
‫{فِعَّدٌة ِم ْن َأَّ ٍايم} فيه دليل على أنه يقضي عدد أايم‬ ‫السفر‪ ،‬وحصلت الراحة‪ .‬ويف قوله‪َ :‬‬
‫رمضان‪ ،‬كامال كان‪ ،‬أو انقصا‪ ،‬وعلى أنه جيوز أن يقضي أايما قصرية ابردة‪ ،‬عن أايم‬
‫طويلة حارة كالعكس‪ .‬وقوله‪{ :‬وعَلى َّالِذين يِط ُيق َونه} أي‪ :‬يطيقون الصيام ِ‬
‫{فْدَيٌة}‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫{طَع ُام ِم ْس ِك ٍني} وهذا يف ابتداء فرض الصيام‪ ،‬ملا كانوا غري‬ ‫عن كل يوم يفطرونه َ‬
‫معتادين للصيام‪ ،‬وكان فرضه حتما‪ ،‬فيه مشقة عليهم‪ ،‬درجهم الرب احلكيم‪ ،‬أبسهل‬
‫{وَأْن‬
‫وخري املطيق للصوم بني أن يصوم‪ ،‬وهو أفضل‪ ،‬أو يطعم‪ ،‬وهلذا قال‪َ :‬‬ ‫طريق‪َّ ،‬‬
‫َت ُص ُوموا َخٌْري َل ُكْم}‪ .‬مث بعد ذلك‪ ،‬جعل الصيام حتما على املطيق وغري املطيق‪ ،‬يفطر‬
‫{وَعَلى َّالِذ َين ُيِط ُيق َونُه} أي‪ :‬يتكلفونه‪ ،‬ويشق عليهم مشقة‬ ‫ويقضيه يف أايم أخر [وقيل‪َ :‬‬
‫‪6‬‬
‫غري حمتملة‪ ،‬كالشيخ الكبري‪ ،‬فدية عن كل يوم مسكني‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان‪ ،‬ج‪ ،2‬صفحة ‪84-83‬‬

‫‪7‬‬
‫أسباب النزول‬

‫نزلت آايت الصيام السابقة ألسباب معينة‪ ،‬ذكرها املفسرون يف كتبهم‪ ،‬وهي كما َييت‪:‬‬

‫يضا َأو ِبِهۦ َأً ًۭذى ِمن َّرأِسِهۦ َفِفدَي ًۭة ِمن ِصَيام َأو َصَدَقة‬
‫قال تعاىل يف القرآن الكرمي‪َ :‬فَمن َك َان ِم ُنكم َّمِر ً‬
‫‪7‬‬
‫َأو ُن ُسك‪( .‬سورة البقرة آية‪)١٩٦ :‬‬

‫وسبب نزوهلا جمئ صحايب إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يف وقت احلديبية‪ ،‬وقد امتأل رأسه ابلقمل‪،‬‬
‫فأمره رسول هللا أبن حيلق شعره‪ ،‬ودفع الفدية جراء ذلك‪ ،‬ويكون بصيام ثالثة أايم أو ذبح شاة‪ ،‬أو‬
‫‪8‬‬
‫الصدقة لستة مساكني ‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫قال تعاىل يف القرآن الكرمي‪ُ :‬أِح َّل َل ُكم َليَلَة ٱ ِ‬


‫لصَيِام ٱ َّلرَف ُث ِإَ ىل ِن َساِئ ُكم ۚ (سورة البقرة آية‪)١٨٧ :‬‬

‫فقد كان حيرم على املسلمني أن َيتو زوجاهتم إذا انموا بعد اإلفطار‪ ،‬فإذا مل يناموا فال أبس يف ذلك‪،‬‬
‫وكان عمر بن اخلطاب أراد أن َييت زوجه وقد انمت‪ ،‬فال جيوز ذلك‪ ،‬فذكر ذلك لرسول هللا فنزلت‬
‫اآلية الكرمية حبل األكل والشرب واجلماع إىل الفجر‪ ،‬حىت لو ختلل ذلك النوم االستيقاظ‪ ،‬ففرح‬
‫‪10‬‬
‫املسلمون بذلك ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫سورة البقرة آية ‪١٩٦‬‬
‫كتاب أسباب النزول القرآن ‪8‬‬

‫سورة البقرة آية ‪9 ١٨٧‬‬

‫كتاب أسباب النزول القرآن ‪10‬‬

‫‪8‬‬
‫األحكام الصوم عند املريض‬

‫يف اإلسالم‪ ،‬تكون الرخصة للمرضى يف الصيام‪ .‬واملراد ابملريض هو من أصيب مبرض جيعله ال يتمتع‬
‫بصحة جيدة‪ .‬وقد اتفق العلماء على جواز الفطر للمريض على اإلطالق ‪11.‬وجوب الفطر ملن ترك‬
‫الصيام بسبب املرض يتوقف على حالني‪:‬‬

‫‪ )1‬املرض له أمل يف الشفاء‪.‬‬


‫جيب على املريض الذي جيب عليه اإلفطار ويرجو شفاءه أن يقضي ما أفطره عندما يتمكن‬
‫من الصيام ‪12.‬قال هللا تعاىل يف كتابه العزيز‪:‬‬
‫يضا َأو َعَل ىى َسَفر َفِعَّدة ِمن َأَّايم ُأَخَر‬
‫‪13‬‬
‫َفَمن َك َان ِم ُنكم َّمِر ً‬
‫(سورة البقرة‪)184:‬‬
‫وجيب على املريض قضاء صيامه مبقدار ما بقي من صيام يف شهر الصيام‪ .‬ويقضي الصيام يف غري شهر‬
‫رمضان بشرط أن يكون قبل دخول رمضان التال‪.‬‬

‫‪ )2‬املرض الذي ليس له أمل يف الشفاء‪.‬‬


‫املريض الذي ال يرجى شفاؤه وهو ابلفعل غري قادر على الصيام‪ ،‬القاعدة أنه ال جيب عليه‬
‫الصيام وال جيب عليه القضاء‪ ،‬ولكن جتب الفدية عما بقي من أايم الصيام‪ .‬وهذا مستند‬
‫على قول هللا سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫َوَعَلى َّالِذ َين ُيِط ُيق َونُه ِفدَية َطَع ُام ِمس ِكي‬
‫(سورة البقرة‪)184:‬‬

‫‪11‬‬
‫نخبة العلوم‪ :‬مجلة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،4‬العدد‪)2018( 2 .‬‬
‫‪12‬‬
‫أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي‪ ،‬تحفة المحتاج في سيرة المنهاج‬
‫‪13‬‬
‫سورة البقرة‪184:2:‬‬
‫‪14‬‬
‫سورة البقرة‪184:2:‬‬

‫‪9‬‬
‫طريقة دفع الفدية هي طريقة للمرضى الذين ال يستطيعون قضاء صيامهم‪ .‬وجيب عليهم دفع الفدية‬
‫عن طريق إطعام الفقراء مبعدل حمدد سلفا‪.‬‬

‫واخلالصة أن املريض الذي أتكد أن مرضه ال ُيشفى‪ ،‬ال يستطيع الصيام وعليه الفدية‪ ،‬ولكن قدر هللا‬
‫سبحانه وتعاىل أن ُيشفى مرضه ويستطيع أن يصوم مرة أخرى‪ ،‬فهو كذلك‪ .‬وال جيب عليه القضاء‪،‬‬
‫ولكن جتب عليه الفدية‪.‬‬

‫وإضافة إىل ذلك‪ ،‬هناك ثالثة حدود للمرض جيب على املريض أن يفطر هبا‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ )1‬األمراض اليت تتفاقم يف حالة الصيام‪.‬‬


‫مصااب مبرض يزيد أمله إذا صام‪،‬وكان الصوم يشق عليه ولكن ال يعرض‬
‫إذا كان املريض ً‬
‫حياته للخطر‪ ،‬فعليه الفطر‪ .‬وهذا رأي مجهور العلماء من احلنفي واملالكي والشافعي‬
‫واحلنابلة‪ .‬صرح بذلك اإلمام النووي‪:‬‬
‫وان مل يقدر على الصوم ملرض خياف زايدته ويرجي الربء مل جيب عليه الصوم‬
‫‪15‬‬

‫لكن القلق بشأن حالة املرض اليت ستتفاقم ليس جمرد شك أو ختمني‪ .‬واحلقيقة أن رأي‬
‫الطبيب وأتكيده جيب أن يستخدم كوزن فيما إذا كان جيب الصيام أم ال‪.‬‬

‫‪ )2‬املرض مهدد للحياة‪.‬‬


‫إذا كان املرض شديدا حبيث خيشى أن يؤدي إىل اهلالك واملصائب كخطر فقدان احلياة أو‬
‫األعضاء أو وظائف األعضاء‪ ،‬وجب عليه الفطر عند مجهور العلماء من احلنفي واملالكي‬
‫والشافعي وبعض علماء مذهب احلنابلة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫"النووي‪" ،‬المجموع سيرة المهذب‬

‫‪10‬‬
‫‪ )3‬املرض خفيف‪.‬‬
‫إذا أصيب املريض مبرض ال يؤثر على الصيام وال يضره‪ ،‬كالربد والصداع اخلفيف وأمل‬
‫األسنان وحنو ذلك‪ ،‬فإنه حيرم الفطر عند أهل العلم من املذاهب األربعة‪.‬‬
‫قال ابن قدامة‪ :‬إذا كان صيام املريض ال يؤثر على األمل الذي يعاين منه‪ ،‬فإنه يعاقب مثل‬
‫أيضا‪.‬‬
‫الصحيح وجيب عليه الصيام‪ .‬وذلك ألن هناك فئات من األمراض ضارة وغري ضارة ً‬
‫‪16‬‬
‫ولذلك فإن املرض الذي يقتضي اإلفطار هو مرض ضار ‪.‬‬

‫مصااب مبرض يتفاقم إذا صام‪ .‬وإذا‬


‫واخلالصة أن حد األمل الذي جيوز اإلفطار به هو أن يكون املريض ً‬
‫خفيفا فقط‪،‬‬
‫ضررا للمريض أو يؤدي إىل املوت‪ ،‬وجب عليه اإلفطار‪ .‬إذا كان األمل ً‬
‫كان الصيام يسبب ً‬
‫وليس له أتثري كبري على املريض إذا صام‪ ،‬فيجب عليه الصيام وال جيب عليه الفطر‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫عبد هللا بن أحمد بن قدامة‪ ،‬المغني‪( ،‬الرياض‪ :‬دار علم الكتب ط‪1997 ،3‬م)‬

‫‪11‬‬
‫األحكام الصوم عند املسافر‬

‫خيتلف العلماء حول هذه املسألة على عدة آراء‪:‬‬


‫الرأي األول‪ :‬من املذهب الشافعي واحلنفي واملالكي‪ ،‬فإن الصيام أفضل من الكسر إذا كان الصيام ال‬
‫يضعفه‪ ،‬أما إذا كان الصيام يضعفه‪ ،‬فإن الكسر أفضل‪ .‬هذا مبين على كلمة هللا سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫وموا َخري لَّ ُكم إِن ُكنتُم تَعلَ ُمون (سورة البقرة ‪)2:184‬‬
‫صُ‬ ‫َوأَن تَ ُ‬
‫قال اإلمام النووي‪" :‬إذا كان اإلنسان صائما وأضر به‪ ،‬فإن الكسر يكون أكثر‪ ،‬ولكن إذا مل يكن‬
‫(جلب األذى)‪ ،‬فإن الصيام يكون أكثر من األفضل ألنه ابلصيام ميكن للمرء أن حيرر نفسه من‬
‫‪17‬‬
‫املعالني‪.‬‬
‫قال الشيخ حممد أبو زهرة‪" :‬أما من يسافر‪ ،‬إذا كان اإلنسان قادرا على الصيام دون أي مسقاة‪،‬‬
‫فاألحرى له أن يصوم‪ ،‬وابلتال ال يكون إال برفض الرخسة املعطاة للمسافر‪ ،‬وأثناء السفر يف هذا اليوم‬
‫ال يوجد عادة مشقة شديدة‪ ،‬دعين أرى أن الصيام أفضل‪ ،‬دون أن نذكر وجوب الصيام (عند السفر)‬
‫حىت ال يصل إىل رفض الرخسة اليت أعطاها هللا‪ ،‬ألن هللا حيب أن يعطي الرخسة كما هو مثل إعطاء‬
‫‪18‬‬
‫"عظيمة"‪.‬‬
‫الرأي الثاين‪ :‬قال مذهب حنبلي إن اإلفطار خري من الصيام‪ .‬دليله مبين على قول النيب حممد صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫‪19‬‬
‫ليس من الرب الصيام يف السفر‬
‫قال اإلمام أمحد عند وصف احلديث أعاله‪" :‬هذا ألنه (مفتوح) مدرج يف الرخسة املعطاة للمسافر‬
‫(حسب اجتهاد العلماء) مث أخذ الرخسة أكثر من ذلك حيث جيوز أخذ الرخسة ألداء الصالة أثناء‬
‫‪20‬‬
‫املسافر"‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫"المجموعة سيار المذهب" (‪(261 / 6‬‬
‫‪18‬‬
‫"المجموعة سيار المذهب" (‪(261 / 6‬‬
‫‪19‬‬
‫أخرجه البخاري (‪ ،)1946‬ومسلم )‪(1115‬‬
‫‪20‬‬
‫الكافي في فقه اإلمام أحمد (‪(435/1‬‬

‫‪12‬‬
‫الرأي الثالث‪ :‬هو األسهل من االثنني‪ .‬هذا هو رأي عمر عبد العزيز ابن نظري‪ .‬هذا وفقا لبيان هللا‬
‫سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫اَّللُ بِ ُك ُم اليُس َر َوال يُ ِري ُد بِ ُك ُم العُس َر (سورة البقرة ‪)184:2‬‬
‫يُ ِري ُد َّ‬
‫وبذلك‪ ،‬إذا كان الصيام أسهل عليه‪ ،‬فهو أكثر فظال ابلنسبة له‪ ،‬فإذا كان الكسر أسهل عليه‪ ،‬فهو‬
‫أكثر فظال ابلنسبة له‪ ،‬فإذا كان الكسر أسهل عليه يف ذلك الوقت‪ ،‬ولكن ميكن أن يسبب له مشقة‬
‫‪21‬‬
‫يف يوم آخر‪ ،‬فإن الصيام أكثر فظال ابلنسبة له‪.‬‬
‫ترجيه آراء العلماء‪:‬‬
‫بعد فحص النقاش أعاله‪ ،‬منيل إىل التعبري عن رأي مجهور العلماء الذين يقولون‪ ،‬إنه أكثر صيام أفضل‬
‫ملن ليس لديه مسقاة‪ ،‬والصيام ال يضره‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا كان خيشى أن يسبب الصيام ضررا له‪ ،‬فإن‬
‫الكسر يكون أكثر مالءمة له‪.‬‬

‫ويرجع ذلك إىل بعض األمور اليت جتعل الصيام يف شهر رمضان أكثر من الكسر عند املسافرين‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫• من األسرع أن حترر نفسك من املعالني‪.22‬‬
‫• تسهيل اخلالف على الصيام واالنكسار مع املسلمني اآلخرين‪ .‬أما الشخص الذي يفطر (يف‬
‫السفر) وجييب عليه أن يفطر يف األايم األخرى‪ ،‬فإنه غري مريح له (لعدم وجود جو) وقد‬
‫يتسبب يف أتجيل قذاع صيامه حىت َييت رمضان القادم‪.‬‬
‫• والواقع أن مميزات شهر رمضان نفسه كبرية‪ ،‬فهو شهر يضاعف كل خري وشهر أفضل من بقية‬
‫الشهور‪ .‬وابلتال‪ ،‬فإن الفضل أكثر ألداء الصيام يف شهر رمضان ألن األجر الذي حيصل يف‬
‫‪23‬‬
‫شهر رمضان أكرب وال يساوي األجر الذي حيصل عليه (من صيام القذا) يف األايم األخرى‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫)فتح الباري (‪(183/4‬‬
‫‪22‬‬
‫االصل براءة الذمة‬
‫‪23‬‬
‫)‪ " (1/116‬صحيح البخاري‬

‫‪13‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬نلخص هذه املشكلة إىل عدة نقاط‪:‬‬
‫▪ أولئك الذين يسافرون يف رحالت‪ ،‬يُسمح هلم أبخذ اسرتاحة من الصيام‪ .‬وذلك ألن هللا قال‬
‫إذا كنت مريضاً أو مسافراً فال جيب عليك الصيام‪ .‬وذلك ألن السفر قد يكون صعبًا ومن‬
‫املهم تسهيل األمور على األشخاص الذين ميرون أبوقات عصيبة‪..‬‬

‫▪ ومن األفضل أن يصوم املسافر إذا مل يتحمل أي مشقة بسبب الصيام والصيام ال يسبب له‬
‫أي ضرر‪ .‬وذلك ألنه ميكن أن يعجل ابإلنسان لتحرير نفسه من املعالني (حب الربكة الزماح)‬
‫وعدم اهلروب من مزااي شهر رمضان ألداء العبادة فيه‪ .‬خاصة يف يومنا هذا والعصر مع وسائل‬
‫النقل والتكنولوجيا اجليدة جتعل الشخص ال يعاين من صعوابت شديدة يف عدم الصيام‪.‬‬

‫▪ ومع ذلك‪ ،‬ومن كان خيشى أن ميرضه الصيام أو يضعفه فاألفضل له أن يفطر‪ .‬على سبيل‬
‫جدا‪ ،‬فال أبس‬
‫املثال‪ ،‬إذا احتاج شخص ما إىل القتال‪ ،‬أو فتح مدينة‪ ،‬أو السفر لفرتة طويلة ً‬
‫أن يفطر‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اخلامتة‬

‫مما ال شك فيه أن الصوم له فوائد جليلة‪ ،‬غفل عنها اجلاهلون فرأوا فيه جتويعاً للنفس‪ ،‬وإرهاقاً‬
‫للجسد‪ ،‬وكبتاً للحرية‪ ،‬ال دايع له وال مربر‪ ،‬ألنه تعذيب للبدن دون فائدة أو جدوى‪ .‬وعرف سر‬
‫حكمته العقالء والعلماء فأدركوا بعض فوائد وأسراره‪ ،‬وأيدهم يف ذلك األطباء‪ ،‬فرأوا يف الصيام أعظم‬
‫عالج‪ ،‬وخري وقاية‪ ،‬وأجنح دواء لكثري من األمراض اجلسدية‪ ،‬اليت ال ينفع فيها إال احلمية الكاملة‪،‬‬
‫واالنقطاع عن الطعام والشراب مدة من الزمان‪ .‬ولسنا اآلن بصدد معرفة (الفوائد الصحية) للصيام‪،‬‬
‫فإن ذلك مرجعه ألهل االختصاص من األطباء‪ ،‬ولكننا بصدد التعرف على بعض احلكم الروحية اليت‬
‫هي األساس لتشريع الصيام‪ -‬فإن هللا عز وجل ما شرع العبادات إال لرييب يف اإلنسان (ملكة التقوى)‬
‫وليعوده على اخلضوع‪ ،‬والعبودية‪ ،‬واإلذعان ألوامر هللا العلي القدير‪ .‬واخلالصة‪ ،‬فالصيام عبودية هلل‪،‬‬
‫وامتثال ألوامره‪ ،‬واتقاء حلرماته‪ ،‬من حكمة مشروعية الصيام‪ ،‬هي تربية النفس‪ ،‬وتعويدها على الصرب‬
‫وحتمل املشاق يف سبيل هللا‪ ،‬فالصيام يريب قوة العزمية وقوة اإلرادة‪ ،‬وجيعل اإلنسان متحكماً يف أهوائه‬
‫أخريا‪ ،‬أن الصوم يريب يف اإلنسان‪ ،‬ملكة احلب والعطف واحلنان‪ ،‬وجيعل منه إنساانً رقيق‬ ‫ورغباته‪ .‬و ً‬
‫القلب‪ ،‬طيب النفس‪ ،‬وحيرك فيه كامن اإلميان‪ ،‬فليس الصيام حرماانً لإلنسان عن الطعام والشراب‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املراجع‬

‫‪ .1‬الفقه املنهجي على مذهب اإلمام الشافعي لدكتور مصطفى سعيد اخلن والدكتور مصطفى البغا‬
‫وعلي الشرجبي‪.‬‬

‫‪ .2‬أسباب نزول القرآن‪ ،‬أبو احلسن علي بن أمحد بن حممد بن علي الواحدي‪ ،‬النيسابوري‪ ،‬الشافعي‬
‫(ت ‪٤٦٨‬هـ)‪.‬‬

‫‪ .3‬الكايف يف الفقه اإلمام أمحد (‪.)1/435‬‬

‫‪ .4‬النووي‪" ،‬اجملموع سرية املهذب" (‪.)258/6‬‬

‫‪ .5‬حتفة احملتاج يف سرية املنهاج‪ ،‬أمحد بن حممد بن علي بن حجر اهليتمي‪( ،‬القاهرة‪ :‬املكتبة التجارية‬
‫الكربى‪١٩٨٣ ،‬م) ‪.٤٣٢ /٣‬‬

‫‪ .6‬أيسري التفاسري لكالم العلي الكبري‪ ،‬أيب بكر جابر اجلزري‪ ،‬ج‪ ،١‬صفحة ‪.160-159‬‬

‫‪ .7‬تيسري الكرمي الرمحن يف تفسري كالم املنان لشيخ العالمة عبد الرمحن بن انصر السعدي‪.‬‬

‫‪ .8‬خنبة العلوم‪ :‬جملة الدراسات اإلسالمية اجمللد‪ ،4 .‬ال‪ :)2018( 2 .‬ص‪.219 -204 .‬‬

‫‪ .9‬خمتصر يف أحكام الصيام لشيخ عبد الرمحن بن فهد الودعان الدوسري‪.‬‬

‫‪ .10‬عبد هللا بن أمحد بن قدامة‪ ،‬املغين‪( ،‬الرايض‪ :‬دار علم الكتب ط‪1997 ،3‬م) ‪.404/4‬‬

‫‪ .11‬أيهما أكثر أمهية ابلنسبة ألولئك الذين يسافرون‪ :‬كسر أو صيام ‪.‬إرشاد الفتوى سلسلة رمضان‬
‫‪https://muftiwp.gov.my/ms/artikel/irsyad-fatwa/edisi-ramadhan/4447-irsyad-al-159‬‬ ‫اخلاصة‬
‫‪fatwa-khas-ramadhan-siri-ke-159-mana-lebih-utama-bagi-orang-bermusafir-berpuasa-atau-‬‬
‫‪berbuka‬‬

‫‪ .12‬فضل‪ ،‬ن‪ .‬ف ‪. (2023, April 26).‬الكايف ‪ :1931#‬هل جيب على املريض الذي يظن‬
‫‪https://muftiwp.gov.my/ms/artikel/al-kafi-li-al-‬‬ ‫أنه ال يُشفى مث يُربأ أن يقضي ما بقي؟‬
‫‪16‬‬
fatawi/5619-al-kafi-1931-adakah-pesakit-yang-disangkakan-tidak-akan-sembuh-dan-
kemudiannya-sembuh-wajib-ganti-puasa-yang-ditinggalkan#_ftn1

17

You might also like