You are on page 1of 42

‫وزارة الـتـعـليـم الـعــالـي والبحـث العـلمي‬

‫الــمدرسة الـعـلـيـا لـألســاتـذة بــوزريـعـــة‪.‬‬

‫بــحــث فـي مـقـيـــاس المـغــرب الســالمـي‪:‬‬


‫عــصـــر الـــوالة فــــي الـــمــغــرب {‪96‬هـ_‪184‬هـ ‪715/‬م_‪800‬م}‬

‫يــاسـيــا عـلـي إلـيــاس‬ ‫مـن إعــداد الـطــالــب‪:‬‬

‫السـنــة الـجـامـعـية‬
‫‪2022‬م‪2023/‬م‬
‫‪1‬‬
‫الفـــصـــل األول‪:‬‬
‫العالقة بين الخلفاء األمويين والوالة ببالد المغرب وآثارهم‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نمط تعيين الوالة في العهد األموي‬


‫المبحث الثاني‪ :‬أهم الوالة في زمن الخالفة األموية‬
‫المبحث الثالث‪ :‬فترة االنتقال من األمويين إلى العباسيين‬

‫الـفـــصــل الــثــانــي‪:‬‬
‫العالقة بين الخالفة العباسية و الوالة ببالد المغرب اإلسالمي وآثارهم‬
‫إلى ظهور الدولة األغـلبية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طريقة تعيين الوالة في العهد العباسي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أبـرز الوالة في زمن الخالفة العباسية‪.‬‬

‫‪2‬‬
3
‫ما أن يضيء نور اإلس ـالم على ب ـلـ ـد من ب ـ ـل ـدان ال ـع ـالم ح ـتى ت ـجـ ـد مـالمح ذلك ال ـب ـل ـد قد‬
‫تغيرت واتخذت وجـها صح ـيحا‪ .‬وذلك ما حـ ـدث فع ـال في بالد ال ـمغرب ف ـبـع ـد اس ـت ـق ـرار الـ ـفتح‬
‫اإلسالمي هناك واعتـنـاق سكانه لإلس ـالم ن ـع ـم ال ـمغرب ب ـف ـت ـرة هـ ـدوء واسـت ـقـ ـرار ونـ ـشاط في‬
‫ن ـشر ال ـدعـ ـوة اإلسالمية وتع ـري ـب ألهـ ـلها‪ .‬ب ـدأ تاريخ ح ـروب اإلس ـالم وال ـمسـلمين في ع ـه ـد‬
‫الـخـل ـيف ـة عـ ـ ـمـ ـر ب ـن الخ ـ ـطـ ـاب رضــي هللا عــنه وأرضــاه‪ .‬إل أن ال ـف ـ ـت ـح الحق ـيـقي لـ ـوليـ ـة‬
‫إفـري ـقـ ـية كـ ـان ف ـ ـي الـعـهـ ـد األم ـ ـ ـ ـوي والـذي ي ـعـت ـب ـر ه ـ ـ ـذا األخيـ ـر العصر الزاهد للفتوحات‬
‫اإلسالمية في بالد المغرب خاصة في عهد الخلفاء األمويين األوائل‪،‬حيث استغرقت الفتوحات‬
‫قرابة ستين عاما‪ .‬وهذا إن دل على شيئ إنما يـ ـدل عـ ـ ـلى مدى الصعوبات التي واجهت‬
‫الصحابة وال ـتابعـ ـون و الدعاة الـذين أق ـبلـ ـوا مع حمالت الفتوحات واستقرارهم في بالد المغرب‬
‫بعد الفـ ـتح وعـ ـملهم عـلى تعليم أهله مبادئ اإلسالم واللغة العربية وبذلهم لجهود كبيرة الذي‬
‫أضفى في األخير من تحرير كامل بالد المغرب وطرد الروم البيزنطيين منه‪.‬‬

‫ولشك أن الهدف األساسي للفتح اإلسالمي لبالد المغرب هو نشر اإلسالم‪ ،‬أي إتاحة‬
‫الفرصة لسكانه للتعرف على اإلسالم ومبادئه‪ .‬وحين أقبل العرب على المنطقة وجدوا تعددا في‬
‫المعتقدات الدينية‪ .‬كما يقول ابن خلدون‪":‬كان دينهم دين المجوسية شأن األعاجم كلهم‬
‫بالمشرق والمغرب‪ّ ،‬إل في بعض األحايين يدينون بدين من غلب عليهم في األمم"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫شهد عصر الولة توطيدا ألركان الدّين اإلسالمي في المغرب‪ ،‬فلم ينته القرن الثاني‬
‫الهجري وهو يمثل في معظمه عصر الولة‪ ،‬إل وقد أسلم البربر وأصبح المغرب بلدا إسالميا‬
‫يشارك غيره من أقطار العالم اإلسالمي في بناء الحضارة اإلسالمية‪.‬‬

‫وألهمية تلك الفترة وهي فترة الستقرار كان علينا أن تكون ضمن دراستنا في هذا البحث‬
‫الذي سنتطرق فيه إلى سياسة التي اتبعها الولة والخلفاء في بالد المغرب‬

‫وقد حاولنا تسليط الضوء على هذا الموضوع من خالل معالجة اإلشكاليات التالية‪:‬‬

‫_ ما مستوى إسهام الولة في تغيير مسار حكم هذه البالد؟‬

‫_ كيف كان تعيين الولة في بالد المغرب؟‬

‫_ كيف كانت تتعامـل الخـالف ـة ال ـمـركـزيـة مع الولة في بـالد الـمغرب؟‬

‫عوامل اختيار الموضوع‪:‬‬

‫_ الرغبة الشخصية في مواصلة دراسة التاريخ السياسي للمنطقة هذا التاريخ الذي يعتبر‬
‫شاق ومشوق في آن واحد‪.‬‬

‫_ تسليط الضـوء على ت ـلـك الـفـتـ ـرة وتـحدي ــد مــشاكــلها وت ـق ـيمها؟‬

‫الصعوبات التي واجهت البحث‪:‬‬

‫_ تضارب المصادر في ن ـقـ ـل المعلومات خاصة فيما يتعلق بسلوكيات الولة التي‬
‫ارتبطت ببعض األساطير والخرافات‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفـــصـــل األول‪:‬‬

‫العالقة بين الخلفاء‬


‫األمويين والوالة ببالد‬
‫المغرب وآثارهم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نمط تعيين الولة في العهد األموي‬
‫قبل الحديث على نمط تعيين الولة في العهد األموي يستوجب أول استيعاب مفهوم عصر الولة‪ ،‬ونقصد به‬
‫الفترة الزمنية التي أعقبت استدعاء الخليفة األموي الوليد بن عبد الملك(‪96_86‬هـ‪715_725 /‬م) لموسى بن‬
‫نصير من بالد المغرب واألندلس سنة (‪96‬هـ‪ 715/‬م) حتى قيام أول دولة مستقلة عن السلطة المركزية في هذه‬
‫المنطقة‪ ، 1‬أي تلك الفترة الزمنية الواقعة بين انتهاء زمن الفتح وقيام الدولة األغلبية‪.2‬‬

‫وكانت ولية افريقية من نوع الوليات العامة في األحكام السلطانية‪ ،‬فكان الوالي يتمتع بسلطات واسعة ينظر‬
‫في تدابير الجيوش وفي األحكام‪ ،‬ويقلد القضاة والعمال‪ ،‬ويرعى شؤون الخراج والصدقات‪ ،‬ويقلد عمالها ويقيم‬
‫الحدود ويحمي الدين ويرعى شؤون المجتمع ويؤم الناس في الصالة‪.3‬‬

‫ولي أهمية افريقية كان الولة يستفردون في الحكم ويعينون أقاربهم في تسيير شؤون المنطقة حيث استغلوا‬
‫انشغال الخالفة األموية في المشاكل الداخلية‪.4‬‬

‫لقد اهتموا األمويين بتعيين الولة الذين يرسلونهم إلى بالد المغرب‪ ،5‬لهذا فقد كانت هناك شروط صارمة حيث‬
‫تقوم من خاللها الخالفة األموية بتعيين الوالي نذكر منها‪:‬‬

‫_ كانوا الخلفاء األمويين يأخذون رأي العديد من الشخصيات الموثوقة في تعيين الوالي‪.6‬‬

‫_ أن يكون ذو سيرة حسنة‪ ،‬وحافظ للقرآن‪.‬‬

‫_ كما حرص خلفاء بني أمية في دمشق على طابع الدولة اإلسالمية في تعيين الولة شكال ومضمونا بحيث قلدوا‬
‫الوظائف السامية والمراتب العالية والمناصب الهامة وقيادة الجيوش لعشيرتهم والقبائل المتحالفة معهم‪ ،‬واشترطوا أن‬

‫_ عبد العزيز فياللي‪ ،‬المظاهر الكبرى في عصر الولة ببالد المغرب واألندلس‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008،‬ص‪.13:‬‬ ‫‪1‬‬

‫_ علي محمد الصالبي‪ ،‬صفحات مشرقة من التاريخ اإلسالمي في الشمال اإلفريقي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2007 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬ص‪.357:‬‬ ‫‪2‬‬

‫_ المارودي‪،‬األحكام السلطانية‪ ،‬تح أحمد المبارك البغدادي‪ ،‬دار قنيبية‪ ،‬الكويت‪ ،‬سنة ‪1989‬م‪ ،‬ط‪ ،1‬ص_ص‪.35/34 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫_ موسى لقبال‪ ،‬المغرب اإلسالمي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1981،‬ط‪ ،2‬ص‪.118:‬‬ ‫‪4‬‬

‫_ عبد الحميد حسن حمودة‪ ،‬تاريخ المغرب في العصر اإلسالمي من الفتح اإلسالمي حتى قيام الدولة اإلسالمية‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫القاهرة‪،‬مصر‪ ،2002 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.183:‬‬


‫_ رحيم كاظم محمد الهاشمي وآخرون‪ ،‬الحضارة اإلسالمية العربية دراسة في تاريخ النظم‪ ،‬دار النشر المحبة الجامعية غربان‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪،2002‬ص_ص‪.36-35 :‬‬

‫‪7‬‬
‫يكون الوالي عربيا‪ ،‬وذلك لعتبارات خا صة وهي قرب الديار المصرية من بالد المغرب ومحاذاتها له ولما تمتاز به‬
‫في األنظمة البيزنطية الموروثة عن الروم في هذين البلدين ولوجود تشابه في األقليات الدينية‪.1‬‬

‫ولقد كان الوالي ببالد المغرب يتمتع بصالحيات واسعة بحيث يجمع في يديه مختلف السلطات‪ ،‬ألنه الممثل‬
‫الشرعي للخليفة في الولية‪ ،‬كما كان يمتاز بثقة واسعة ونفوذ كبيرة إذ يقوم بتسيير اإلدارة المدنية والعسكرية والدينية‬
‫والمالية أحيانا‪.‬‬

‫وكان له مجموعة من المستشارين األعوان والمساعدين لتسيير اإلدارة وشؤون الولية مثل عامل الخراج‬
‫والصدقات وكاتب الولية وغيرها من المهام األخرى‪.2‬‬

‫لقد حرص الخليفة األموي على مراقبة الولة في بالد المغرب وهذا عن طريق‪:‬‬

‫_ التحقيق مع العمال المشبه فيهم ومقاسمة أموالهم‪.‬‬

‫_ اتخاذ ق اررات الفصل في حالة اتخاذ الوالي أي أوامر دون العودة إليه‪.3‬‬

‫ال ـمــب ـح ــث الـ ـ ــث ــانـ ــي‪ :‬أهم الولة في في زمن الخالفة األمويـة‬

‫‪ _)1‬م ـح ـمـ ــد ب ــن ي ـ ــزيـ ــد الـق ــرش ـي‪100_97{ :‬هـ‪718_716/‬م}‬

‫لما ت ـولى الخليفة سليمان بن عبد الملك بن مروان شؤون الخالفة األموية‪ ،‬اختار لولية افريقية محمد بن يـزيـد‬
‫القرشي بمشورة رجاء بن ح ـي ــوة سنة {‪97‬هـ‪716/‬م} ‪ ،4‬يقول الواقدي‪" :‬ثم أن أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك‬
‫قال لرجاء بن حـ ـي ـوة‪ {:‬أريد رجال له فضل في نفسه أوليه أفريقية}‪ ،‬فقال له‪{:‬نعم} فمكث أياما ثم قال‪ {:‬قد وجدت‬
‫رجال له فضل} قال‪{:‬أدخله علي} فأدخله عليه فقال سليمان‪ {:‬يا محمد بن يزيد اتق هللا وحده ل شريك له وقم فيما‬

‫‪ _1‬عبد العزيز فاللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.20:‬‬


‫‪ _ 2‬موسى لقبال‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪192 :‬‬
‫‪ _ 3‬علي محمد الصالبي‪ ،‬عصر الدولتين األموية والعباسية وظهور فكر الخوارج‪ ،‬دار البيارق‪ ،‬سنة ‪ ،1998‬ص‪56:‬‬
‫ابن عبد الحكم‪ ،‬فتوح مصر والمغرب‪ ،‬تحقيق عبد المنعم عامر‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪،‬الجزء‪،1‬القاهرة‪1415 ،‬هـ‪ ،‬ص‪213:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫وليتك بالحق والعدل وقد وليتك افريقية والمغرب كله}‪،‬قال فودعه وانصرف وهو يقول‪ {:‬ما لي عذر عند هللا ما لم‬
‫أعدل}"‪.1‬‬

‫و لما جاء محمد بن يزيد إلى افريقية اس ـت ـق ـر بـع ـدل بـي ـن ال ـناس وسوى ب ـيـن ف ـقيرهم وغنيهم وسار أحسن سيرة‬
‫وأعدلها‪ ،‬ففي عهده ساد العدل واألمن وتجلت هذه السياسة في دخول الكثير من البربر في اإلسالم‪.2‬‬

‫أخـذ محمد بـن ي ـزيـد موقــفا عــدائ ـيــا من أسرة موسى بن نصير وانزل بهم أض ار ار بالغة ي ـقــول ابـن عذارى‪{:3‬‬
‫وصله األمر بأخذ عبد هللا بن م ـوسى ب ـن ن ـصيـر‪ ،‬وتـعـ ـذيـبه واسـتـئـصال أم ـوال بني موسى فسجنه محمد وعذبه‪ ،‬ثم‬
‫قتله بعد ذلك وكان سليمان قد أمره بأخذ أهل موســى وولده وكل من تلبس به‪ ،‬واستئصال أموالهم وتعذيبهم‪ ،‬ح ـتى‬
‫ي ـؤدوا ث ـالث ـمائ ـة ألف دينار‪ ،‬وتولى ق ـتـل عبد هللا بن موسى‪ :‬خالد بن أبي حبيب القرشي‪.‬‬

‫ولما قتل أهل األندلس أميرهم عبد العزيز بن موسى‪ ،‬وجه محمد بن ي ـزيـد ال ـحـر بن ع ـبد الرحمان بن عثمان‬
‫‪4‬‬
‫الثقفي واليا من قبله على األندلس فقدمها واستقر أمي ار بها‬

‫أبرز أعمال محمد بــن ي ـ ـزيد‪:‬‬

‫أ_ عـي ـن على األندلس الحر عبد الرحمان الثقفي‪ ،‬ألن األندلس كانت تابعة إداريا لولية أفريقية‪.‬‬

‫ب_ أرسل بعض السرايا إلى مناطق الثغور في المغرب لقتال الخارجين عن طاعته‪.5‬‬

‫جـ_ كان ينقسم ما يصيبه من غنائم على جنوده دون أن يحجز لنفسه شيئا منها‪ ،‬وقد كان لهذه السياسة الحكيمة‬
‫أثرها العميق في كسب أفواج جديدة من البربر إلى اإلسالم‪.6‬‬

‫‪ _)2‬إسماعيل بن عبد هللا بن أبي المهاجر دينار‪101_100{ :‬هـ‪719_718/‬م}‬

‫عم العدل في دار اإلسالم في خالفة عمر بن عبد العزيز{‪101_99‬هـ‪719_717/‬م}‬

‫الرقيق القيرواني‪ ،‬تاريخ إفريقيا والمغرب‪ ،‬دار الفرجاني‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،1994،‬ص‪93:‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر مقالتي‪ ،‬الدولة اإلسالمية في األندلس من الميالد إلى السقوط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار األصالة‪ ،‬الجزائر‪،2010،‬ص‪18:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن عذارى المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار المغرب‪ ،‬دار الثقافة بيروت‪ ،‬لبنان‪،1984 ،‬ص‪473 :‬‬
‫السالوي أحمد بن الناصري‪ ،‬الستقصا لدول المغرب األقصى‪ ،‬تحقيق جعفر الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،1954‬ص‪44 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ ،‬المرجع السابق ذكره‪ ،‬ص‪96:‬‬ ‫‪5‬‬

‫السيد عبد العزيز سالم‪ .‬تاريخ المسلمين وآثارهم في األندلس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األنجلو مصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1982.‬ص‪.203:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪9‬‬
‫‪1‬‬
‫وعاد باإلسالم بسيرته األولى زمن الراشدين‬

‫واختار الخليفة عمر بن عبد العزيز لولية افريقية إسماعيل بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم سنة‬
‫{‪100‬هـ‪718/‬م} "على حربها وخراجها وصداقها"‪،2‬وكان إسماعيل حسن السيرة‪ ،‬فقد وصفه الرقيق‪ ":‬وكان خير وال‬
‫‪3‬‬
‫وخير أمير"‬

‫وقد امتاز عهده بنشر اإلسالم بين البربر مما حدا ببعض المؤرخين كابن عبد الحكم إلى القول‪":‬ولم يبق‬
‫في وليته يومئذ من البربر أحد إلى أسلم"‪ ،4‬كما أكد الخليفة ابن خياط على نفس المعنى بقول‪ ":‬فأسلم عامة البربر‬
‫على وليته"‪.5‬‬

‫وقد استقدم لهذه الغاية الشريفة طائفة من فقهاء التابعين انتهت إليهم اإلمامة والرئاسة في العلم وحفظ السنة‬
‫واللغة أمده الخليفة عمر بن عبد العزيز بعشرة من العلماء هم‪{:‬أبو عبد الرحمن عبد هللا بن يزيد المعافرى وأبو‬
‫مسعود سعيد بن مسعود التجيبي‪ ،‬اسماعيل بن عبيد األنصاري المعروف بتاجر هللا‪ ،‬أبو الجهم عبد الرحمن بن‬
‫رافع التنوخي‪ ،‬حيان بن أبي جبلة القرشي‪ ،‬موهب بن جني المعافرى‪ ،‬طلق بن حابان الفارسي‪ ،‬بكر بن سوادة‬
‫الجذامي‪ ،‬إسماعيل بن عبيد هللا األعور} ‪ .‬وقد تولى اسماعيل بن أبي المهاجر توزيع هؤلء التابعين في ربوع‬
‫المغرب وقد تحول البربر بفضل هؤلء وبفضل الفقهاء الذين قد وزعهم حسان بن النعمان وموسى بن نصير من‬
‫قبل في بالد المغرب إلى امة إسالمية‪ .‬ولم يبق على غير اإلسالم في المغرب سوى جماعة من الروم‪ ،‬وطائفة من‬
‫اليهود‪.6‬‬

‫تكمن هؤلء الفقهاء التابعين من تعليم البربر حدود اإلسالم من الحالل والحرام فقد كانت الخمر" بأفريقية‬
‫حالل حتى وصل هؤلء التابعين فبينوا تحريمها"‪.7‬‬

‫سعد زغلول عبد الحميد‪ ،‬تاريخ المغرب العربي‪ ،‬الجزء األول‪،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،1979،‬ص‪203:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪213:‬‬ ‫‪2‬‬

‫تاريخ إفريقيا والمغرب‪ ،‬ص‪97:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬ص‪213:‬‬ ‫‪4‬‬

‫تاريخ الخليفة ابن الخياط‪ ،‬تحقيق أكرم ضياء العمري‪،‬مطبعة اآلداب في النجف األشرف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪1372،‬هـ‪1967/‬م‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫ص‪323:‬‬
‫السيد عبد العزيز سالم‪،‬ص‪204:‬‬ ‫‪6‬‬

‫أبو العرب محمد بن أحمد‪ ،‬طبقات علماء افريقيا وتونس‪ ،‬تحقيق علي الشابي وآخرون‪ ،‬تونس‪,1968 ،‬ص‪108 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪10‬‬
‫وكانت سياسة الخليفة عمر بن عبد العزيز المالية ناجحة إلى حد كبير فعزل الولة الذين أساءوا السيرة في‬
‫أقاليم الدولة اإلسالمية المختلفة سواء في المشرق أو المغرب‪.‬‬

‫ولما شكا إليه بعض الولة من كثرة الدخول في اإلسالم ونقص إيرادات المال واستأذنوه في فرض الجزية‬
‫عمن اعتنق اإلسالم وبخهم بشدة بقوله المشهور‪ {:‬أن هللا بعث محمدا هاديا ولم يبعثه جابيا} وأدت سياسة عمر‬
‫الناجحة إلى إقبال الشعوب المفتوحة على الدخول في اإلسالم‪.1‬‬

‫ونسوق دليل على نجاح سياسة الخليفة عمر بن عبد العزيز في افريقية من خالل ما ذكره ابن عبد الحكم‪": 2‬‬
‫قال يحيى ابن سعيد‪ :‬بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية فاقتضتها وطلبت فقراء فلم نجد بها فقيرا‪،‬‬
‫ولم نجد من يأخذها منى‪ ،‬قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناش فاشتريت بها رقابا فأعتقتهم وولؤهم للمسلمين"‪.‬‬

‫‪ _)3‬يـ ـ ـزي ـ ــد ب ــن أب ـ ــي مـ ـسـ ـلـ ــم‪102{ :‬هـ‪720/‬مـ}‬

‫بعد وفاة الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز سنة ‪101‬هـ‪ ،‬تولى الخالفة بعده يزيد بن عبد‬
‫الملك{‪ 105/101‬هـ}‪ ،‬وقام بتغيير عام في سياسة الدولة فلم يسير على سياسة التسامح واللين والحكمة التي اتصف‬
‫بهما الخليفة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬وفي نفس الوقت لم يعمل بنصيحته‪ ،‬وإنما كان يرى سياسة العنف أجدى بالدولة‪،‬‬
‫ولق د أظهر موقفه من إصالحات عمر بن عبد العزيز صراحة في كتاب بعث به إلى عماله جاء فيه‪ ":‬أما بعد فإن‬
‫عمر كان مغرو ار غررتموه أنتم وأصحابكم وقد رأيت كتب إليه في انكساد الضريبة والخوارج إذا أتاكم كتابي هذا‬
‫‪3‬‬
‫فدعوا ما كنتم تعرفون من عهد وأعيدوا الناس إلى طبقتهم األولى أخصبوا أم كرهوا حيوا أم ماتوا والسالم"‪.‬‬

‫وكان يرى أن دخول الموالي في اإلسالم قد أ ضر بدخل بيت مال المسلمين فأعاد الجزية على من اسلم من أهل‬
‫الذمة‪ 4‬باإلضافة إلى ذلك تشدد في معاملة المسيحيين في مصر فأعاد الخراج الذي كان عمر ابن عبد العزيز قد‬
‫رفعه عن كنائس واألسقفة وضاق المسيحيون ذرعا بسياسته تلك قالوا‪ ":‬انه سلك طريق الشيطان وحاد عن طريق‬
‫‪5‬‬
‫هللا‪".‬‬

‫عبد الحميد حسن حمودة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص_ص‪24 23:‬‬ ‫‪1‬‬

‫سيرة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬دار الفكر الحديث‪ ،‬بيروت‪ ،1978،‬ص‪49:‬‬ ‫‪2‬‬

‫فرج محمد الهوني‪ .‬النظم اإلدارية والمالية في الدولة العربية اإلسالمية‪ ،‬الشركة العامة للنشر والتوزيع واإلعالن‪،1978 ،‬ط‪،2‬ص‪257:‬‬ ‫‪3‬‬

‫فرج محمد الهواني‪ ،‬مرجع نفسه‪،‬ص‪258:‬‬ ‫‪4‬‬

‫سيد إسماعيل كاشف‪ ،‬مصر في فجر اإلسالم من الفتح العربي إلى قيام الدولة الطولونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،1970،‬‬ ‫‪5‬‬

‫ط‪،2‬ص‪.‬ص‪2.7:‬‬

‫‪11‬‬
‫ومن الناحية اإلدارية قام الخليفة يزيد بن عبد الملك بعزل الولة الذين عينهم عمر بن عبد العزيز وعين‬
‫آخرين مكانهم‪ ،‬كما عزل اسماعيل بن عبيد هللا بن أبي المهاجر عن ولية بالد المغرب وعين يزيد بن أبي مسلم‬
‫إلى غير ذلك من التغيرات األخرى التي قام بها‪ ،‬والتي استهدف من ورائها إحكام قبضته على جميع نواحي الدولة‬
‫اإلسالمية بشدة وعنف‪ .1‬وعادت الدولة إلى سيرتها األولى من الستبداد بأهل األمصار وبدأت األزمة في المغرب‬
‫بعد أن عرفت حالة استقرار وهدوء‪.‬‬

‫أبرز األحداث في ولية يزيد بن أبي مسلمة‪:‬‬

‫أ_ ف ـ ــرض الج ـ ـزي ـ ــة عـ ـ ــلى الــمسـل ـمـي ــن الجـ ــدد‪:‬‬

‫عـ ـزم يـ ـزيد أن يسير في أهل افريقية سيرة الحجاج في أهل اإلسالم الذين سكنوا األمصار‪ ،‬ممن كان أصله من‬
‫السواد من أهل الذمة ودخل في اإلسالم بالعراق‪ ،‬قام بردهم إلى قراهم ووضع الجزية على رقابهم على نحو ما كانت‬
‫تأخذ منهم قبل اعتناقهم اإلسالم‪ .‬ولما أقدم يزيد على تطبيق نفس المنهج في افريقية اجمعوا على قتله‪.2‬‬

‫ب_ ت ـ ـعـ ـ ــذيـ ــب مـ ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ــد بـ ـ ــن ي ـ ـ ـ ـ ـزي ـ ـ ــد‪:‬‬

‫لما تولى يزيد بن مسلم مقاليد الحكم في افريقية اخذ محمد بن يزيد قد ولى عذاب يزيد بالمشرق في زمن‬
‫الحجاج‪ ،‬وكان قد بنى له في السجن بيتا ضيقا مثل الحبس النفرادي وكساه جبة صوف غليظة وطبع عليها بخاتم‬
‫‪3‬‬
‫من الرصاص‬

‫ج_ ال ـ ـت ـ ـعـ ـ ـس ــف مـ ـ ـ ــع ح ـ ـ ـ ـراسه‪.‬‬

‫د_ ت ـ ـعـ ـيـ ـي ــن قـ ـ ــائـ ــد األسـ ـط ــول وال ـ ـي ــا‪:‬‬

‫ولما قتل يزيد اجتمع رأي أهل افريقية على تعيين محمد بن أوس األنصاري الذي عاد من غزو صقلية‪ ،‬إلدارة‬
‫شؤون البالد وكتب أهل افريقية إلى يزيد بن عبد الملك‪ ":‬إنا لم نخلع أيدينا من طاعة محمد بن يزيد سأمنا ما ل‬
‫يرضاه هللا والمسلمون فقتلناه فكتب إليهم ‪":‬إني لم ارض ما صنع محمد بن يزيد بن مسلم"‪ .‬ولما عاد محمد بن أوس‬
‫من صقلية قلده أهل افريقية مقاليد الحكم ثم كتب إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك بخبره ما حدث ورضا الناس به‪،‬‬

‫‪ 1‬ابن األثير‪ ،‬الكامل في التاريخ‪.‬ج‪ ،5‬دار الفكر‪ .‬بيروت‪1987 .‬م‪.‬ص‪97:‬‬


‫ابن األثير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪182:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪214 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫وقد تنبه الخليفة يزيد بن عبد الملك إلى سلبيات الشدة والعنف وحاول إصالح األمور‪ ،‬فأنتدب لولية المغرب‬
‫شخصية ذات كفاءة وقدرات عالية في الشؤون اإلدارية ‪ ،‬حيث اختار للمغرب بشر بن صفوان الكلبي والي مصر‬
‫في سنة{‪102‬هـ‪721/‬م} واستخلف على مصر أخاه حنظله‪.1‬‬

‫‪ _)4‬بـ ـش ــر ب ـ ــن صـ ـفـ ـوان الك ـ ـل ــبي‪109_102{:‬هـ‪727_721/‬م}‬

‫حرص بشر بن صفوان على إزالة أسباب النقبة على السلطة المركزية فلما قدم إلى القيروان سلك مع البربر‬
‫‪2‬‬
‫سياسة تقوم على المساواة بينهم وبين العرب وحسن المعاملة فعاد األمن والسكينة لربوع البالد‪.‬‬

‫وتتبع بشر قتلة يزيد بن أبي مسلم الوالي السابق وبلغه أن عبد هللا بن موسى هو الذي دس لقتله بتأليب‬
‫الناس عليه‪ .‬فقبض بشر على عبد هللا بن موسى وجماعة من أنصاره فأودعهم السجن وصادر أموالهم ثم أمر‬
‫بإعدام عبد هللا بن موسى‪ .‬ويبدوا أن الخليفة يزيد بن عبد الملك استدعى بشر بن صفوان إلى دار الخالفة بدمشق‬
‫فوفد على الخليفة يزيد بأموال طائلة وفي أثناء الطريق علم بوفاته‪ ،‬فدخل بها دمشق في خالفة هشام بن عبد الملك‬
‫فقدم له تلك الهدايا فرده على افريقية مرة ثانية‪.3‬‬

‫النشاط البحري لبشر بن صفوان‪:‬‬

‫كان لبشر بن صفوان نشاطا بحريا ملموسا في جزر البحر المتوسط في سنوات حكمه فقد أرسل عدة حمالت‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ _1‬بعث في سنة ‪103‬هـ يزيد بن مسروق على رأس حملة بحرية‪.‬‬

‫‪ _2‬أرسل في سنة ‪ 104‬هـ عمرو بن فاتك الكلبي على رأس حملة حربية فعادت بغنائم كثيرة‪.4‬‬

‫‪ _3‬بعث في سنة ‪106‬هـ محمد بن أبي بكر مولى بن حديج الى جزر كوريسكا وسردانية‪.5‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪215 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫السيد عبد العزيز سالم‪،‬ص‪509 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪215:‬‬ ‫‪3‬‬

‫خليفة بن خياط‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪330:‬‬ ‫‪4‬‬

‫نفسه‪ .‬ص‪332:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ _4‬أرسل في سنة ‪109‬هـ حسان بن محمد بن إبي بكير إلى جزيرة سردانية فجني منهم غنائم وعاد سالما إلى‬
‫القيروان‪.‬‬

‫وقاد بشر بن صفوان حملة بحرية الى جزيرة صقلية فأصاب منها خي ار كثي ار وعاد إلى القيروان‪ ،1‬ولم يلبث أن توفي‬
‫عقب عودته سنة{‪109‬هـ‪727/‬م} ‪ ،2‬واستخلف القيروان نعاش بن قرط الكلبي‪.3‬‬

‫‪ _)5‬عبيدة بن عبد الرحمن السلمي‪115_110{:‬هـ‪733_727/‬م}‬

‫لما توفي بشير بن صفوان ولى الخليفة هشام بن عبد الملك عبيدة بن عبد الرحمن السلمي وهو ابن خابي‬
‫‪4‬‬
‫األعور السلمي‪ ،‬قدم القيروان سنة ‪110‬هـ‪.‬‬

‫أبرز أعمال عبيدة بن عبد الرحمن‪:‬‬

‫‪ _1‬تعيين ولة األندلس‪:‬‬

‫بعث عبيدة من قبله على األندلس أربعة ولة هم‪ :‬عثمان بن أبي نسعة سنة ‪110‬هـ‪ ،‬والهيثم بن عبيد الكناني‬
‫سنة ‪ 113‬هـ‪ ،‬ثم حذيفة بن األحوص القيسي‪ ،‬وكان آخرهم عبد الرحمن بن عبد هللا الغافقي الذي غ از فرنسا حتى‬
‫استشهد مع جماعة من جنده سنة ‪115‬ه بالموضع المعروف ببالط الشهداء‪5‬ـ‬

‫‪ _2‬عودة العصبية القبلية بين القيسية واليمنية‪:‬‬

‫كان لموقعة مرج راهط التي دارت رحاها على مقربة من دمشق في خالفة مروان بن الحكم‬
‫{‪65_64‬هـ‪275_273/‬مـ} بين القيسية من ناحية واألمويين والكلبين(اليمانية) من ناحية أخرى نتائج سلبية حيث‬
‫أشعلت نار العصبية من جديد في بعض مناطق العالم اإلسالمي في الشام وخراسان والمغرب واألندلس في بعض‬
‫األحيان وعادت الفتنة تطل برأسها من جديد في ولية عبيدة فمنذ أن وطأ قدمه إلى القيروان وجدت اليمانية لذلك‬

‫ابن عذارى‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪49:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪210 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪216:‬‬ ‫‪3‬‬

‫خليفة بن الخياط‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪345 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن عذارى‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪51 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪14‬‬
‫وشعروا بعدم الرتياح وصدق ظنهم فقام عبيدة بصرف بشر بن حنظله الكلبي الذي قد تهيأ إلمامة صالة‬
‫‪1‬‬
‫الجمعة‪.‬‬

‫كما قام عبيدة باضطهاد عمال بشر بن صفوان وضيق عليهم الخناق بالحبس والتعذيب‪ ،‬فأرسل أبو المختار‬
‫حسام إلى الخليفة هشام يخبره بما حل ببني بلدته على يد عبيدة في أبيات شعرية‪ ،‬ولما وصلت تلك األبيات إلى‬
‫هشام أمر بعزل عبيدة‪ ، 2‬ولكن ابن عبد الحكم يذكر أن عبيدة قدم على الخليفة حامال الهدايا والعبيد وطلب منه أن‬
‫يستعفيه عن ولية افريقية فوافق على طلبه‪.3‬‬

‫النشاط البحري لعبيدة بن عبد الرحمن‪:‬‬

‫أعد حملة سنة ‪110‬هـ قادها عثمان بن أبي عبيدة الفهري نزلت جزيرة صقلية‪ ،‬وزحفت على عاصمتها سرقوسة‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫وتمكن الفهري بعد معركة شديدة من تدمير معظم القوات الرومية‪ ،‬واقتياد قائدهم أسيرا‪.‬‬

‫‪ _)6‬عبيد هللا بن الحبحاب‪123_116{:‬هـ‪740_734/‬م}‬

‫ثورة البربر الكبرى‪:‬‬

‫أسند الخليفة هشام بن عبد الملك ولية افريقية الى عبيد هللا بن الحبحاب مولى بني سلول الذي كان يلي‬
‫مصر في ربيع األول سنة{‪ 116‬هـ} وكان عبيد هللا قد تدرج في مناصب الدولة اإلدارية فبدأ عهده كاتبا‪ ،‬ثم عامل‬
‫خراج بمصر سنة{‪109‬هـ} ثم واليا عليها‪ ،‬وكان عبيد هللا على دراية بفنون الكتابة وحفاظا أليام العرب وأشعارهم‪.5‬‬
‫وعين عبيد هللا على مصر ابنه القاسم‪،‬وعلى السوس ابنه اسماعيل وعلى األندلس عقبة بن الحجاج‪.6‬‬

‫النشاط البحري‪:‬‬

‫ابن األبار‪ ،‬الحلة السيراء‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬تحقيق حسين مؤنس‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬دار المعارف‪1975 .‬م‪ ،‬ص‪65:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرقيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪105:‬‬ ‫‪2‬‬

‫السيد عبد العزيز سالم‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪211:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ناطق صالح أيوب مطلوب وآخرون‪،‬تاريخ المغرب العربي‪ ،‬جامعة الموصل‪،1977 ،‬ص‪111:‬‬ ‫‪4‬‬

‫الرقيق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪107:‬‬ ‫‪5‬‬

‫ابن عبد الحكم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪217:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪15‬‬
‫اهتم عبيد هللا الحبحاب بالنشاط البحري وأخرج المنستير بن الحارث من السجن ووله تونس‪ ،‬وربما يكون أسند‬
‫إليه قيادة األسطول أيضا‪ ،‬أو اإلشراف عليه‪ ،‬كما قام بتجديد دار الصناعة في تونس وزيادة تحصينها‪ ،‬واهتم عبيد‬
‫هللا بزيادة عمران مدينة تونس‪ .‬فبنى مسجدها الجامع الذي عرف فيما بعد بمسجد الزيتونة‪.1‬‬

‫ثورة البربر‪:‬‬

‫أسباب الثورة‪:‬‬

‫‪ _1‬سوء سياسة عمر بن عبد هللا المرادي عامل طنجة الذي أراد تخميس البربر‪ ،‬وهذا األمر لم يفعله أحد من‬
‫المسلمين السابق ـي ــن‪ ،2‬وإنما كان الولة قبله يخمسون من لم يجب إلى اإلسالم ووصف تصرفه ابن عذارى‪ 3‬بقوله‪":‬‬
‫فكان فعله الذميم هذا سببا لنقض البالد ووقوع الفتن العظيمة المؤدية إلى كثير القتل في العباد" ويضيف السالوي‪":‬‬
‫فنفرت قلوب البربر عنه وأحسوا بأنهم طعمة للعرب"‪.‬‬

‫‪ _2‬تلبية رغبة الخلفاء في الجلود العسلية حيث كانت تذبح أعداد كبيرة من األغنام‪ .‬فلم يوجد فيها سوى جلد واحد‬
‫األمر الذي بث الحقد والكراهية في نفوس أصحابها على هؤلء العمال‪ .‬يقول صاحب أخبار‪ ":‬وإن الخليفة وولده‬
‫‪4‬‬
‫كانوا يكتبون إلى عمال طنجة في جلود الخرفان العسلية‪ ،‬فتذبح مائة شاة‪ ،‬فربما لم يوجد فيها جلد واحد‪".‬‬

‫موقعة األشراف‪:‬‬

‫أراد عبيد هللا بن الحبحاب أن يستأصل ثورة مسيرة زعيم البربر‪ ،‬فسير خالد بن الحبيب الفهري‪ ،‬بجيش وغبر‬
‫واد الشلف على ساحل تيهرت‪ ،‬والتقى مع مسيرة على مقربة من طنجة‪ ،‬على أية حال‪ ،‬دار قتال عنيف بين خالد‬
‫بن حبيب ومسيرة ثم تحجزوا وانصرف مسيرة عائدا إلى طنجة فأنكر عليه البربر سوء سيرته مما أوغر صدور‬
‫البربر فتخلصوا منه وولوا أمرهم خالد بن حميد الزناتي والتقى مع خالد بن حبيب قائد جيش العرب في معركة‬
‫عنيفة‪ ،‬وهب البرب من كل مكان لمؤازرة بني جلدتهم حتى كثر جمعهم‪ ،‬وصمد خالد بمن معه حتى دارت الدائرة‬

‫سعد زغلول عبد الحميد‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪280:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع يبق ذكره‪ .‬ص‪109:‬‬ ‫‪2‬‬

‫البيان المغرب‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪53:‬‬ ‫‪3‬‬

‫سعد زغلول عبد الحميد‪ .‬ص‪ .283:‬السيد عبد العزيز سالم‪.‬ص‪213:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪16‬‬
‫عليهم فقتل خالد بن الحبيب الفهري وجمع من معه من وجوه العرب وفرسانهم وعرفت تلك الموقعة "موقعة‬
‫‪1‬‬
‫األشراف"‬

‫أهم أعمال عبيد هللا بن الحبحاب في افريقية‪:‬‬

‫اهتم بديوان العطاء فذكر الرقيق القيرواني‪ ":‬قال عبد هللا بن أبي حسان اليحصبي عن أبيه قال‪ :‬رأيت عبيد هللا‬
‫بن الحبحاب يوما ينظر في دفتر العطاء"‪.‬‬

‫‪ _)7‬كلثوم بن عياض القشيري‪123{:‬هـ_‪124‬هـ‪743_741/‬م}‬

‫كلثوم بن عياض بن وحوح بن قيس بن األعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن‬
‫معاوية بن بكر بن هوازان‪ ،‬كان كلثوم أحد ولة إفريقيا لعدة أشهر فقط‪ ،‬قام الخليفة هشام بن عبد الملك بتعيين‬
‫كلثوم بن عياض وهو أرستقراطي عربي على افريقية‪ ،‬مع السلطة على كل المغرب( شمال إفريقيا) واألندلس( شبه‬
‫الجزيرة اإليبيرية)‬

‫كان من المقرر أن يحل محل عبيد هللا الحبحاب الذي أثار سوء حكمه ثورة البربر الكبرى في المغرب‪ ،‬كما‬
‫أدى إلى هزيمة الجيش العربي في معركة النبالء في نهاية عام ‪740‬م‪ ،‬أعطي كلثوم جيش جديد من العرب في‬
‫‪30‬ألف جندي لالنتقام من قبائل البربر التي أوقعت بجيوشه في هزيمة اإلشراف بالقرب من طنجة سنة ‪123‬هـ‪،‬‬
‫كما أعطيت القيادة العسكرية لجيش النخبة السوري لبن أخ كلثوم وخليفته المعين بلج بن بشر القشيري‪ .‬وصل‬
‫كلثوم بن عياض إلى ضواحي القيروان في عام ‪741‬م ولم يدخل المدينة إل انه أوفد رسول‪ .‬عينت حكومة المدينة‬
‫عبد الرحمن بن عقبة الغفاري القاضي على إفريقيا‪ ،‬ثم سارع كلثوم على طول الساحل ليتقاطع مع القوات اإلفريقية‬
‫المتبقية للحبيب بن أبي عبيدة‪ ،‬ثم صمد ضد التمرد األمازيغي حول تلمسان‪ .‬لكن كلثوم منى هو اآلخر بهزيمة‬
‫مماثلة أمام البربر وانتهى األمر باستشهاده هو وأصحابه في مع ـركة بـ ـقـدورة بالقرب من تاهرت في أواخر عام‬
‫‪2‬‬
‫‪123‬هـ‪741 /‬م‪.‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع يبق ذكره‪ .‬ص‪109:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪65:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ _)8‬حنظلة بن صفوان الكلبي‪127_124{:‬هـ‪744_741/‬م}‬

‫لما علم الخليفة هشام بن عبد الملك بقتل كلثوم بن عياض والي افريقية في وقعة بقدورة عين على افريقية‬
‫والمغرب{‪123‬ه‪740/‬م} حنظلة بن صفوان الكلبي الذي كان واليا على مـصــر‪.1‬‬

‫موقعة القرن‪:‬‬

‫عندما وصل حنظلة إلى القيروان لم يمكث بها وقتا طويال وزحف لمالقاة عكاشة الصفري في جمع عظيم من‬
‫البربر‪ ،‬وزحف أيضا إلى حنظلة عبد الواحد بن يزيد الهواري في حشد عظيم‪ ،‬وكانا افترقا من الزاب فأخذ عكاشة‬
‫عن طريق مجانة فنزل بالقيروان‪ ،‬وأخذ عبد الواحد على طريق الجبال‪ ،‬ورأى حنظلة أن يعجل قتال عكاشة قبل أن‬
‫يجتمعا عليه‪ .‬فزحف إليه بجماعة أهل القيروان‪ ،‬ودار القتال بين حنظلة وعكاشة عند القرن هزم فيها عكاشة ‪":‬وقتل‬
‫من البربر مال يحصى كثرة" وفر عكاشة من ميدان القتال‪.2‬‬

‫موقعة األصنام‪:‬‬

‫كان اللقاء الثاني لحنظلة بالثائر عبد الواحد بن يزيد الهواري على ثالثة أميال من القيروان بموضع يعرف‬
‫باألصنام وقد اجتمع معه ثالثمائة مقاتل‪ .‬وتهيأ حنظلة للقتال وحشد كل من بالقيروان وفرق عليهم السالح والمال‬
‫فكثر جمعه‪ .‬ولما اصطفوا للقتال قام العلماء بدور كبير ف ي حث أهل القيروان على القتال على الجهاد وقتال‬
‫الخوارج وذكروهم بما يفعلونه بالنساء السبي وباألبناء من السترقاق‪ ،‬وبالرجال من القتل فكسر الرجال أجفان‬
‫سيوفهم‪ .‬وخرجت النساء تحت الرجال على الصمود في ميدان القتال وبعد صراع مرير بين الطرفين انهزم البربر‬
‫وطاردهم ا لعرب إلى جلولء وقتل من البربر إعداد كبيرة‪ .‬ولكثرة القتلى أمر حنظلة بإحصاء القتلى فعجز الناس عن‬
‫ذلك حتى عدوهم بالقصب فكانت عدد القتلى مائة وثمانين ألفا وقتل عبد الواحد وأسر عكاشة وحمل إلى حنظلة‬
‫فقتله‪ .‬وكتب حنظلة إلى الخليفة هشام بالفتح‪ ،‬وكان الليث بن سعد يقول‪ ":‬ما غزوة إلى اآلن اشد بعد غزوة بدر من‬
‫غزوة العرب باألصنام"‪.3‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪223:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪224:‬‬ ‫‪2‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص_ص‪125_122:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫واهتم حنظلة بتنظيم إدارة البالد وبعث إليه الخليفة هشام بتعيين أبو الخطار حسام ابن ضرار الكلبي على‬
‫األندلس فوله وسيره إليها‪ .‬وأحسن أبو الخطار السيرة وأعاد النظام والستقرار إلى األندلس فعفا عن األسرى من‬
‫البربر الذين أثاروا الفتنة كما اهتم بتوطين أهل الشام في أقاليم األندلس المختلفة‪.1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فترة النتقال من األمويين إلى العباسيين‪:‬‬

‫استيالء عبد الرحمن بن حبيب الفهري على افريقية‪132_127{:‬هـ‪749_740/‬م}‬

‫انتزع عبد الرحمن بن حبيب الفهري ولية افريقية من حنظلة بالقوة وكان عبد الرحمن أول ثائر يتغلب على‬
‫افريقية‪ .2‬وكان عبد الرحمن قد فر إلى األندلس عقب هزيمة الجيش اإلسالمي في بقدوره على يد الخوارج ثم عاد‬
‫إلى تونس في جمادى األولى سنة{‪127‬ه‪744/‬م} بعد أن فشل في تحقيق أهدافه هناك‪.3‬‬

‫ولما قتل أصحاب بلج عبد الملك بن قطن الفهري وصلبوه فارقهم عبد الرحمن بن حبيب لما صنعوا بابن عمه‬
‫وأصر على الطلب بدمه فاجتمع إليه نحو مائة ألف من عرب األندلس وبربرها وعمد إلى بلج فقتله‪ .‬وحاول عبد‬
‫الرحمن التغلب على األندلس‪ ،‬ولكن لما قدم أبو الخطار واليا عليها من قبل حنظلة بن صفوان ترك األندلس وأبحر‬
‫إلى تونس في جمادى األولى سنة{‪126‬هـ‪743/‬م}‪.4‬‬

‫وكان عبد الرحمن يتمتع بشعبية كبيرة في بالد المغرب‪ ،‬بسبب السمعة الطيبة التي تركها جده عقبة بن نافع‪،5‬‬
‫الذي قام بفتوح وجهاد العدو واختطاطه بناء مدينة القيروان‪ .6‬ورغب أصحاب حنظلة الزحف لقتال عبد الرحمن‬
‫ولكن حنظلة اثر السالمة وكره القتال لما فيه إرهاق لدما ء المسلمين‪ ،‬وكان حنظلة رجال تقيا ورعا ول يحبذ القتال‬
‫بين المسلمين وضحى بمنصبه من اجل حقن دماء المسلمين‪ ،‬وأرسل حنظلة جماعة من أعيان افريقية يدعونه إلى‬
‫مراجعة الطاعة وعدم الخروج عن وحدة الصف اإلسالمي‪ ،‬ولكن عبد الرحمن بن حبيب رفض نصائح حنظلة في‬
‫الحديد‪ .‬ودخل بهم القيروان وهدد أهلها قائال‪ ":‬إن رماني أحد من أوليائهم بحجر قتلتهم"‪ .‬وغضب أهل القيروان وعم‬
‫السخط بينهم لما نزل بأعيانهم من هذه المهانة‪ .‬وفضل حنظلة ترك المسرح اإلفريقي ودعا القاضي وجماعة من‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪26:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن عذاري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪68:‬‬ ‫‪2‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪123:‬‬ ‫‪3‬‬

‫السالوي أحمد بن الناصري‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪52:‬‬ ‫‪4‬‬

‫البالذري‪ .‬فتوح البلدان‪.‬الجزء الثالث‪.‬تحقيق صالح الدين المنجد‪ .‬النهضة المصرية‪ .‬القاهرة‪ .‬د‪.‬ت‪.‬ص‪274:‬‬ ‫‪5‬‬

‫السالوي أحمد بن الناصري‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪52:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪19‬‬
‫أهل الفضل وبحضورهم فتح بيت المال واخذ منه ألف دينار وترك الباقي وغادر افريقية عائدا إلى الشرق‬
‫سنة{‪129‬ه‪746/‬م} ‪ ، 1‬واقبل عبد الرحمن حتى دخل القيروان ونادى مناديه‪ ":‬ل يخرجن احد مع حنظلة‪ ،‬ول يشيعه‬
‫احد" فرجع عنه الناس خوفا من عبد الرحمن‪.2‬‬

‫ولم يكن بوسع الخليفة مروان بن محمد آخر خلفاء األمويين أن يفعل شيء سوى العتراف بولبة عبد الرحمن‬
‫الذي اظهر الطاعة للخليفة مروان بن محمد وبعث إليه الهدايا‪.3‬‬

‫وتعد ولية عبد الرحمن بن حبيب هي إمارة استيالء التي يضطر الخليفة إلى العتراف به عن اضطرار حيث‬
‫‪4‬‬
‫يستولي األمير بالقوة على بالد يقلده الخليفة إمارتها ويفوض إليه تدبيرها وسياستها‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص_ص‪124_123:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن عذاري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪65:‬‬ ‫‪2‬‬

‫البالذري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪274:‬‬ ‫‪3‬‬

‫المارودي‪ .‬األحكام السلطانية والوليات الدينية‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بيروت‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬ص‪39:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪20‬‬
‫الـفـــصــل الــثــانــي‪:‬‬

‫العــالقـة بيـن الخـــالفـــة‬


‫العـباسـيـة و الــوالة ببالد‬
‫الــمغـرب اإلســالمـي‪،‬‬
‫وآثــارهم إلى ظهور‬
‫الدولة األغــلـبـيــة‪.‬‬

‫‪21‬‬
22
23
‫المبحث الثاني‪ :‬أبرز الولة في زمن الخالفة العباسية‪.‬‬

‫‪ _)1‬عبد الرحمن بن حبيب الفهري‪137_132{:‬هـ‪754_745/‬م}‬

‫لما قامت الدولة العباسية اقر الخليفة أبو العباس على افريقية عبد الرحمن بن حبيب‪ .1‬الذي‬
‫بعث بطاعته إلى أبي العباس ثم إلى جعفر المنصور بعده‪ .2‬ولم تلبث أن توترت العالقات بين عبد‬
‫الرحمن وأبو جعفر المنصور‪ ،‬لن عبد الرحمن أرسل إليه هدية وكتب إليه‪ ":‬إن افريقية اليوم إسالمية‬
‫كلها وقد انقطع السبي منها" ‪.3‬‬

‫وغضب أبو جعفر المنصور وكتب إليه يتوعده‪ .‬ولم يرضخ عبد الرحمن للتهديد فخلع طاعة العباسيين من‬
‫افريقية‪ .‬وأمر بتمزيق السواد شعارهم‪ .4‬وكان عبد الرحمن أول ثائر تغلب على بالد افريقية‪ ،‬ويبدوا أن خلع‬
‫المنصور اغضب أهل القيروان وأوغروا صدر أخوه إلياس على ولية افريقية مقابل التخلص من عبد الرحمن‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وعودة الدعاء للمنصور على منابر افريقية‪ .‬ووجد هذا األمر هوى في نفس إلياس بمعاونة أخوه عبد الوارث‬

‫وكانت نهاية عبد الرحمن بن حبيب على يد أخيه إلياس الذي شعر بإنكار عبد الرحمن لجهوده الحربية التي‬
‫ظفر بها في قتال منافسيه‪ ،‬ويبدو كذلك أن عبد الرحمن كان يؤهل ابنه حبيب ليخلفه‪ ،‬وكان ينسب هذا الظفر إلى‬
‫ابنه حبيب ثم حول ولية العهد لبنه حبيب وكان يظن إلياس أن العهد له من بعده‪ .‬ففسدت نيته عليه‪.‬‬

‫كما كانت زوجة إلياس األموية تغريه وتحرضه عليه مما أوغر صدر إلياس وعبد الوارث على قتل أخيهما‬
‫‪6‬‬
‫عبد الرحمن‬

‫ابن عذراي‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪64:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن خلدون‪ .‬العبر وديوان المبتدأ والخبر‪.‬الجزء الرابع‪ .‬بيروت‪ .1979.‬ص‪190:‬‬ ‫‪2‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سابق ذكره‪.‬ص_ص‪134_133 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫السالوي‪ .‬مرجع سابق ذكره‪.‬ص‪54:‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪285:‬‬ ‫‪5‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سابق ذكره‪.‬ص‪134:‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ _)2‬إلياس بن حبيب{‪754/137‬م}‬

‫ويبدو أن للعباسيين يد في تدبير تلك المؤامرة ثم تولى إلياس حكم افريقية‪ .‬ولم يلبث أن ثار عليه حبيب بن عبد‬
‫الرحمن الذي فر إلى تونس فاجتمع مع عمه عمران بن حبيب‪ .‬ولحق بهما موالى عبد الرحمن من كل ناحية‪ .‬وخرج‬
‫إلى سمنجة فوافاه حبيب و عمران ومن معهما فهموا بالقت ال ثم اصطلحوا على تقسيم ولية افريقية بينهم على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ _1‬تونس وصطفورة والجزيرة لعمران بن حبيب‬

‫‪ _2‬قفصه قسطيلية و نفزاوة لحبيب بن عبد الرحمن‬

‫‪1‬‬
‫‪ _3‬سائر البالد بافريقية والمغرب إضافة إلى احتفاظه بمنصب الولية‬

‫ولم يلتزم إلياس طويال بهذا التفاق‪ ،‬ويبدوا انه قصد من ورائه فض قوات منافسيه أول‪ .‬ثم النقالب عليهم‪.‬‬
‫ودخل إلياس مدينة تونس مع أخيه عمران ثم قبض عليه و على اآلخرين من الفهريين فأخرجهم إلى األندلس‪.‬‬

‫كما أجبر حبيب على مغادرة البالد إلى األندلس‪ .‬وتظاهر الحبيب بتنفيذ األمر وفي ذهنه خطة لستعادة الولية‬
‫من عمه إلياس‪ .‬فأرست مراكبه في طبرقة وقيل أن الرياح أجبرته على ذلك‪ ..‬وتكمن حبيب من تطويق عامل‬
‫المدينة والقبض عليه وإيداعه بالسجن‪ .‬وزحف حبيب بمن تجمع حوله من األنصار والمؤيدين فدخل مدينة األربس‬
‫وحاول إلياس إيقاف زحفه‪ .‬ولكن حبيب زحف إلى جلولء و سيطر عليها ومنها نفذ الى القيروان فدخلها بعض‬
‫القضاء على حاميتها‪ .‬وشعر إلياس بخطورة موقفه على األخص بعد استيالء حبيب على القيروان‪.‬‬

‫وبدأت عوامل التخاذل على قوة إلياس فتخلى عنه قواد جيشه وانقض معظم مؤيدوه وذاد الموقف اضطرابا عندما‬
‫طلب حبيب من عمه إلي اس المبارزة كوسيلة إلنهاء النزاع بينهما‪ .‬ووافق إلياس‪ .‬وتبارز فقتل حبيب عمه إلياس في‬
‫‪2‬‬
‫رجب سنة{‪138‬ه‪758/‬م}‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪270:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪139:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ _)3‬حبيب بن عبد الرحمن ودخول ورفجومة‪140_138{:‬هـ‪757_755/‬م}‬

‫تمكن حبيب بن عبد الرحمن من قتل عمه إلياس و دخل القيروان و تولى مقاليد الحكم‪ .‬و هرب عبد الوارث‬
‫بن حبيب و أتباعه إلى قبيلة ورفجومة البربرية‪ .‬وهي بطن من قبيلة نفزة‪ .‬وكان أميرهم عاصم بن جميل و أرسل‬
‫إليه حبيب بن عبد الرحمن يطلب منه ردهم إليه‪ .‬فلم يفعل فزحف إليه حبيب و دار بينهما قتال هزم حبيب‪ .‬و‬
‫اعتاد حبيب عند خروجه لقتال ورفجومة ترك على ولية القيروان أبا كريب القاضي‪ .‬و ظن أهل القيروان خي ار في‬
‫ورفجومة فأرسلوا إليها يدعوها لدخول القيروان‪ .‬و حاول أبو كريب التصدي بمن معه لمنع دخول ورفجومة‪ .‬و لكنه‬
‫فشل و دخلت ورفجومة القيروان‪ ":‬فاستحلوا المحارم و ارتكبوا الكبائر"‪ .‬و لم يلبث أن رحل عاصم عن القيروان‪.‬‬

‫‪ _)5‬األغلب بن سالم التميمي‪150_148{:‬هـ‪768_765/‬م}‬

‫أرسل أبو جعفر المنصور بدل من محمد بن األشعث األغلب بن سالم التميمي‪ ،1‬واليا عليها في أواخر جمادى‬
‫اآلخرة سنة{‪137‬هـ‪ 765/‬م} الذي وصله كتاب المنصور بعد كتاب التولية يأمره بالعدل في الرعية وحسن السيرة في‬
‫الجند وتحصين مدينة القيروان وخندقها وترتيب حرسها ومن يترك إذا رحل عدوه‪.2‬‬

‫كان األغلب بن سالم من الذين سعوا في القيام بدعوة بني العباس مع أبي مسلم وحارب معه عبد هللا بن علي وكان مع أبي جعفر المنصور في‬ ‫‪1‬‬

‫حصار أبي هبيرة وفي قتل أبي مسلم‪.‬‬


‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪26:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫وعاد الخوارج الصفرية إلى الظهور في وليته حين أعلن أبو قرة بن دوناس اليفرني الثورة وأتلف حوله زناته‬
‫بنواحي تلمسان وبايعوه بالخالفة‪ .‬وأراد األغلب استئصال شأفته فزحف إليه‪ ،‬ولكن أبو قرة فر إلى المغرب‬
‫األقصى‪.1‬‬

‫وأراد األغلب مالحقة أبو قرة ولكن كره الجند المسيرة معه وتسللوا عنه الى القيروان‪ ،‬ولم يبق معه إل نفر‬
‫يسير وانتهز تلك الفرصة ال حسن بن حرب الكندي ثار بتونس ودع الجند لنفسه واتلف حوله وزحف إلى القيروان‬
‫ودخلها بدون عناء وقدم األغلب لحربه في معركة شديدة فانهزم الحسن و انسحب عائدا الى تونس في جمادى‬
‫الثانية سنة{‪150‬هـ‪767/‬م} ودخل األغلب القيروان ثم عاد الحسن بعد أن حشد عدد هائل من الجند للقاء األغلب‬
‫في القيروان فخرج إليه األغلب من القيروان فالتقوا وأصيب األغلب بسهم فقتل و ثبت أصحابه فتقدم عليهم الخارق‬
‫بن غفار ونظم صفوفه وفرق جند الحسن فمضى منهزما إلى تونس في شعبان سنة{‪150‬هـ‪767/‬م}‪.‬‬

‫وولى الخارق افريقية ووجه الخيل في طلب الحسن فهرب من تونس الى كتامة ثم رجع إلى تونس وخر إليه من‬
‫بها من الجند فقتلوه‪.2‬‬

‫‪ _)6‬عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة المهلبي‪154_151{:‬ه‪771_768/‬م}‬

‫لما قتل األغلب بن سالم اختار الخليفة المنصور لولية افريقية عمر بن حفص المهلبي‪ ،3‬ولقب بهزاز مراد‬
‫ومعناه ألف رجل لقبه الفرس بذلك ألنه كان يقوم مقام ألف فارس في الحرب‪ .‬وكان بطال شجاعا‪ .‬وكان من‬
‫المقربين إلى المنصور وله السند‪ ،‬وهمدان فارس‪.4‬‬

‫والمهالبة من األسر التي نالت مكانة مرموقة في التاريخ اإلسالمي في عصري األمويين والعباسيين‪ ،‬وقد‬
‫أرسى دعائم شهرتهم زعيمهم المهلب بن أبي صفرة الذي عرف بالحكمة والمهارة الفائقة في كبح جماح الخوارج في‬
‫المشرق‪.5‬‬

‫ابن عذارى‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪74:‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪26:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن عذارى‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪77:‬‬ ‫‪3‬‬

‫ابن وادران‪ .‬تاريخ العباسيين‪ .‬تحقيق المنجي الكعبي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار الغرب اإلسالمي‪ .‬بيروت‪1993.‬م‪.‬ص‪37 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد بركات البيلي‪ .‬المالبة من المشرق إلى المغرب‪ .‬مجلة المؤرخ المصري‪ .‬العدد الثالث عشر‪1994 .‬م‪ .‬ص‪159 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪27‬‬
‫واستقام األمر لعمر بن حفص لمدة ثالث سنوات وأستخلف على القيروان حبيب بن حبيب المهبلي‪ ،1‬وسار‬
‫إلى الزاب وبني سور طبنة قاعدة إلى إقليم الزاب‪ ،‬وكان يهدف من ذلك تحصينها وجعلها مرك از لالنطالق باتجاه‬
‫مجاور للمتمردين في المغرب األوسط حيث يتواجد عبد الرحمن بن رستم وأتباعه اإلباضية في منطقة تاهرت‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫والخوارج الصفرية في إقليم تلمسان والمغرب األقصى‬

‫وانتهز الخوارج اإلباضية تلك الفرصة وأعلنوا الثورة وزحفوا إلى القيروان وقتلوا حبيب ابن حبيب المهبلي وشهد‬
‫المغرب انتفاضة عارمة‪.‬‬

‫وكان عمر بن حفص في موقف ل يحسد عليه فهو إمام قوة من الخوارج الصفرية واإلباضية ل يستهان بها فها‬
‫هو أبو قرة اليعقوبي في أربعين ألفا من الصفرية ومن اإلباضية المسور الزناتي في عشر ألف وعبد الرحمن بن‬
‫رستم في خمسة عشر ألفا وعاصم السدراتي اإلباضي في ستة ألف فضال عن فرق أخرى من صنهاجة وزناته‬
‫وهوارة‪.‬‬

‫وفكر عمر بن حفص في حيلة لتفريق شملهم فبذل األموال ألصحاب أبي قرة فانصرف جمعهم ثم أرسل جيشا‬
‫تمكن من هزيمة عبد الرحمن بن رستم عند تهودة‪.‬‬

‫وزحف عمر إلى القيروان لفك الحصار المفروض عليها من قبل أبو حاتم ولما علم الخليفة المنصور بالمأزق‬
‫الخطير لوليه عمر في القيروان أرسل نجدة بقيادة يزيد بن حاتم المهبلي لمعاونة عمر بن حفص ولكن األخير بذل‬
‫قصارى جهده حتى لقي حتفه سنة {‪154‬هـ‪770/‬م} فولى الجند عليهم أخوه حميد بن صخر الذي خطب ود أبا‬
‫حاتم على الصلح مقابل إقامة الدعوة للعباسيين في القيروان وخرج معظم الجند إلى طنجة واحرق أبو حاتم أبواب‬
‫‪3‬‬
‫القيروان وثلم سورها‬

‫ابن خلدون‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪196:‬‬ ‫‪1‬‬

‫السيد عبد العزيز سالم‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪367:‬‬ ‫‪2‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪147:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ )8‬داوود بن يزيد بن حاتم‪171{:‬هـ‪788/‬م}‬

‫خلف يزيد ابنه داود الذي ثار عليه الخوارج اإلباضية بزعامة صالح بن نصير النقر بجبال باجة وخرج لقتالهم‬
‫فهزموهم و قتلوا نف ار من أصحابه وعزم داود على القضاء عليهم فأرسل له جيشا بقيادة سليمان بن الصمة تكمن من‬
‫هزيمتهم‪ .‬وقتل منهم إعداد كثيرة وعين داود على شرطته خالد بن بشير‪.1‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪169:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫وكانت ولية داود على افريقية حوالي تسعة شهور و نصف ‪ ،1‬ثم تنازل لعمه روح بن حاتم‪ .2‬وعاد داود إلى‬
‫‪3‬‬
‫المشرق ورحب إلى قدومه الخليفة هارون الرشيد ثم وله على مصر ثم السند‬

‫‪ )9‬روح بن حاتم‪174_171{:‬ه‪790_787/‬م}‬

‫عين الخليفة هارون الرشيد على افريقية روح لن حاتم‪ .‬وكان من الكرماء األجواد‪ ،‬وولى للخلفاء العباسيين بدءا‬
‫من أبا العباس إلى هارون الرشيد‪ .4‬وقد تقلد روح بن حاتم عدة وليات هي السند‪ ،‬وطبرستان‪ ،‬وفلسطين ووليات‬
‫أخرى قيل مجيئه إلى المغرب‪ .5‬ومال روح بن حاتم الى مهادنة الخوارج فهدئت ثورتهم في وليته‪ .‬وذكر الرقيق‬
‫حال البالد يوم ذاك‪ ":‬ولم تزل البالد معه هادئة والسبل آمنة ورغب في موادعت عبد الوهاب بن رستم اإلباضي‬
‫صاحب تيهرت"‪ ،‬واستعان روح بن حاتم في بعض الولة هم‪ :‬عالء بن سعيد على طرابلس_ الفضل بن روح على‬
‫طبنه_ الجنيد بن سيار ثم إسحاق بن يزيد بن حاتم على تونس_ العالء بن عقبة على خطة القضاء‪ .‬وانفصلت‬
‫برقة عن افريقية في وليته‪.6‬‬

‫‪ _)10‬نصر بن حبيب المهبلي‪177_174{:‬ه‪793_791/‬م}‬

‫كان روح بن حاتم قد أسن وكبر‪ .‬وإذا جلس إلى الناس يغلب عليه النوم من الضعف‪ ،‬وكتبا صاحب البريد وأبو‬
‫العنبر القائد إلى الرشيد في جملة من كتب إليه من القواد يخبرونه بضعف روح بن حاتم وتقدم سنه‪ .‬وان افريقية‬
‫ثغر كبير ل يستقيم أمره بدون حاكم قوي‪ .‬وكان نصر بن حبيب على شرطة يزيد بن حاتم بمصر وافريقية‪ .‬وكان‬
‫‪7‬‬
‫محمود السيرة فكتب الرشيد عهده وبعث به س ار إليه‪ .‬وكان ذلك في أواخر رمضان سنة {‪174‬ه‪791/‬م}‬

‫استجاب هارون الرشيد لهذه الرغبة التي تدل على وعي كبير بدرجات األمور على الساحة اإلفريقية وحرصه‬
‫‪8‬‬
‫على استقرار المنطقة وحمايتها من الخلل والضطراب‬

‫ذكر الرقيق ص‪ 170:‬أن ولية داود كانت ‪ 7‬أشهر و نصف‬ ‫‪1‬‬

‫ابن عذارى‪.‬مرجع سبق ذكره‪ .‬الجزء األول‪.‬ص‪722 :‬‬


‫النويري‪ .‬نهاية األرب في فنهن األدب‪ .‬الجزء الرابع والعشرين‪ .‬تحقيق حسين نصار‪ .‬ومراجعة عبد العزيز األهواني‪ .‬الهيئة المصرية العامة‬ ‫‪3‬‬

‫للكتاب‪ .‬القاهرة‪..1983 .‬ص_ص‪88_74:‬‬


‫ابن خلكان‪ :‬وفيات األعيان‪ .‬المجلد الثاني‪ .‬حققه إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ .1977 ،‬ص‪305 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابن اآلبار‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬الجزء الثاني‪ .‬ص‪358:‬‬ ‫‪5‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص_ص‪174_173:‬‬ ‫‪6‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪182:‬‬ ‫‪7‬‬

‫حسن علي حسن‪ .‬تاريخ المغرب العربي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬مكتبة الشباب القاهرة‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬ص‪179:‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪30‬‬
‫ولما مات روح بن حاتم بويع ابنه قبيصة في المسجد الجامع‪ .‬ونال البيعة من جميع الناس‪ .‬وتوجه أبو العنبر‬
‫وصاحب البريد بعهد أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى نصر بن حبيب‪ ،‬وأعطوه إليه‪ ،‬وسلما عليه باإلمارة‪ ،‬وأخذوه‬
‫إلى المسجد فيمن معهما‪ ،‬حتى أتيا قبيصة‪ ،‬وهو جالس على الفراش فأقاماه واقعدا نصر بن حبيب‪ ،‬وأعلما الناس‬
‫‪1‬‬
‫بأمره‪ ،‬وقرءوا الكتاب الواصل من الخليفة هارون إلى نصر بن حبيب على الناس‪ ،‬فسمعوا وأطاعوا‬

‫وفسر الباحثين مبايعة نصر بأنها محاولة من الخالفة وكبار موظفيها للحيلولة‪ ،‬لكي ل تصبح افريقية مملكة‬
‫للمهلبين يتوارثها األبناء عن اآلباء‪ .2‬واستمرت ولية نصر بن حبيب إلى محرم الموافق ألبريل من سنة‬
‫{‪177‬ه‪ 793/‬م} بعد ولية دامت سنتين وثالثة وأشهر وفيها‪ ":‬حسنت سيرته وعدل في‬

‫أحكامه"‪.3‬‬

‫ومن أعمال نصر بن حبيب تعيين بعض الولة‪ ،‬فعزل العالء بن سعيد عن طرابلس بعد ولية دامت عشر سنين‬
‫وتسعة أشهر‪ ،‬وعينه على الزاب‪ ،‬واستعمل على طرابلس النصر بن سدوس المرادي‪.4‬‬

‫‪ _)11‬الفضل بن روح بن حاتم‪179_177{:‬ه‪795_793/‬م}‬

‫كان الفضل يلي إمارة الزاب إبان ولية روح بن حاتم‪ .‬ولما ظهر كتاب الرشيد بولية نصر بن سيار إلى الرشيد‬
‫ولزم بابه حتى وله المغرب‪ 5‬سنة {‪177‬ه‪793/‬م} وكتب بعزل نصر بن حبيب‪.‬‬

‫ولما قد الفضل ولى ابن أخيه المغيرة بن بشر‪ .‬وكان أهوج ولم تكن له خبرة بشئون اإلدارة فاستخف الجند‪،6‬‬
‫بسبب ميلهم إلى نصر‪ .7‬وسار بهم سيرة قبيحة فاجتمعوا وكتبوا إلى عمه الفضل يخبرونه بسوء سيرة المغيرة فيهم‪.‬‬
‫فتثاقل الفضل عن جوابهم‪ .‬مما أثار حفيظة الجند فولوا عليهم عبد هللا بن الجارود في تونس‪.‬‬

‫وطردوا المغيرة من دار اإلمارة وكتبوا إلى الفضل بطاعتهم وان يرسل إليهم واليا من قبله‪ .‬فعين عليهم عبد هللا‬
‫بن محمد‪ .‬ولما وصل إلى تونس خشي أولئك الجند على أنفسهم حتى ل يكونوا فريسة يقعون في المصيدة واحدا‬

‫ابن عذاري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪85:‬‬ ‫‪1‬‬

‫سعد زغلول عبد الحميد‪ .‬مرجع سابق ذكره‪ .‬ص‪386:‬‬ ‫‪2‬‬

‫النويري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪90:‬‬ ‫‪3‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪183 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫النويري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪90:‬‬ ‫‪5‬‬

‫ابن عذاري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪86:‬‬ ‫‪6‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪90:‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪31‬‬
‫تلو األخر‪ .‬وتصدوا لعبد هللا بن محمد ووقعت الحرب بين ابن الجارود والوالي الجديد عبد هللا بن محمد ابن‬
‫الجارود وطاردهم إلى القيروان‪ .‬واضطرب أمر الفضل بن روح ودخل ابن القيروان وحاصر الفضل في دار اإلمارة‬
‫وتمكن عبد هللا بن الجارود من وضع نهاية لحكم الفضل الذي قتل في شعبان سنة {‪178‬ه‪794/‬م} بعد ولية‬
‫دامت سنة وخمسة أشهر ألسرة المهالبة التي حكمت مدة ثالث وعشرين سنة‪.1‬‬

‫‪ _)12‬هرثمة بن أعين‪180_179{:‬هــ‪796_795/‬م}‬

‫غضب الرشيد لمقتل الفضل وأرسل هرثمة بن أعين واليا على افريقية ليقوم بإصالح أمرها فدخل القيروان في‬
‫ربيع الثاني سنة {‪179‬ه‪ 795/‬م} وتكمن من القضاء على الفتنة حيث سار إلى عبد هللا بن الجارود بتاهرت وهزمه‬
‫ثم دان له البربر بالولء والطاعة" فأنس الناس‪ ،‬وسكنهم وأحسن إليهم"‪.‬‬

‫وانصرف عائدا إلى القيروان ومن أهم أعماله‪:‬‬

‫‪ _1‬أعطى جند طرابلس أرزاقهم المتأخرة‪.‬‬

‫‪ _2‬بناء سور طرابلس من ناحية البحر‬

‫‪ _3‬بناء القصر الكبير المعروف بالمنستيرة سنة {‪180‬هـ‪796/‬م} ‪ 2‬والمستنيرة بمثابة رباطا كبي ار يرابط فيه المسلمون‬
‫لحماية الثغور المغربي ة من غارات البيزنطيين البحرية‪ .‬وشرع الناس في البناء حول هذا القصر حتى أصبح مدينة‬
‫آهلة بالسكان أواخر السادس الهجري‪ .‬ويشمل المنستير على البيوت و الطواحين ومواجل الماء وهو حصن عالي‬
‫البناء متقن العمل وفي الطبقة الثانية منه مسجد‪ .‬وفي داخل المنستير ربض واسع في وسط الربض حصن ثان‬

‫ابن عذاري‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪/‬ص‪87/86:‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرقيق القيرواني‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪204 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪32‬‬
‫كبير كثير المساكن والمساجد‪ .‬وفي القبلة (الجنوب) صحن فسيح فيه قباب عالية متقنة ينزل حولها النساء‬
‫المرابطات‪.1‬‬

‫وفي ولية هرثمة توطدت العالقة بينه وبين إبراهيم ابن األغلب والي الزاب " فأكثر الهدايا إلى هرثمة ولطفه فوله‬
‫‪2‬‬
‫هرثمة من ناحية الزاب فحسن أثره فيها"‬

‫وعادت الفوضى على المسرح السياسي في افريقية مرة أخرى حيث خرج عياض بن وهب الهوى‪ .‬وكليب بن‬
‫جميع الكلبي وجمع جموعا وتوجها لقتال هرثمة فأرسل إليهما يحيى بن موسى على رأس جيش كبير ففرق‬
‫جموعهما‪ .‬وعاد إلى القيروان‪ .‬ولما رأى هرثمة أن الخالف عم بافريقية طلب الستعفاء من الرشيد فوافق وأمره‬
‫بالرحيل إلى العراق في رمضان سنة {‪181‬هـ‪797/‬م} ‪.3‬‬

‫البكري‪ .‬المغرب في ذكر بالد المغرب و افريقية‪ .‬مكتبة المثنى ‪.‬بغداد‪ .‬د‪.‬ت‪ .‬ص‪36 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪96:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ابن األثير‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪96 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫‪1‬‬

‫خاتمة‬
‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
35
36
37
38
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫أول ال ـمـص ـادر الع ـ ـ ـ ـربية‪:‬‬

‫‪ .1‬ابن األبار‪ ،‬الحلة السيراء‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬تحقيق حسين مؤنس‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬دار المعارف‪1975 .‬م‬

‫‪ .2‬ابن األثير‪ ،‬الكامل في التاريخ‪.‬ج‪ ،5‬دار الفكر‪ .‬بيروت‪1987 .‬م‬

‫‪ .3‬ابن خلدون‪ .‬العبر وديوان المبتدأ والخبر‪.‬الجزء الرابع‪ .‬بيروت‪.1979.‬‬

‫‪ .4‬ابن خلكان‪ :‬وفيات األعيان‪ .‬المجلد الثاني‪ .‬حققه إحسان عباس‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪1977 ،‬‬

‫‪ .5‬ابن عبد الحكم‪ ،‬فتوح مصر والمغرب‪ ،‬تحقيق عبد المنعم عامر‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪،‬الجزء‪،1‬القاهرة‪1415 ،‬هـ‪،‬‬

‫‪ .6‬ابن عذارى المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار المغرب‪ ،‬دار الثقافة بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫‪ .7‬ابن وادران‪ .‬تاريخ العباسيين‪ .‬تحقيق المنجي الكعبي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬دار الغرب اإلسالمي‪ .‬بيروت‪1993.‬م‪.‬‬

‫‪ .8‬أبو العرب محمد بن أحمد‪ ،‬طبقات علماء افريقيا وتونس‪ ،‬تحقيق علي الشابي وآخرون‪ ،‬تونس‪,1968 ،‬‬

‫‪ .9‬البكري‪ .‬المغرب في ذكر بالد المغرب و افريقية‪ .‬مكتبة المثنى ‪.‬بغداد‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ .10‬البالذري‪ .‬فتوح البلدان‪.‬الجزء الثالث‪.‬تحقيق صالح الدين المنجد‪ .‬النهضة المصرية‪ .‬القاهرة‪ .‬د‪.‬ت‬

‫‪ .11‬تاريخ الخليفة ابن الخياط‪ ،‬تحقيق أكرم ضياء العمري‪،‬مطبعة اآلداب في النجف األشرف‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪1372،‬هـ‪1967/‬م‪،‬‬

‫‪ .12‬الرقيق القيرواني‪ ،‬تاريخ إفريقيا والمغرب‪ ،‬دار الفرجاني‪ ،‬الطبعة األولى ‪1994،‬‬

‫‪ .13‬السالوي أحمد بن الناصري‪ ،‬الستقصا لدول المغرب األقصى‪ ،‬تحقيق جعفر الناصري‪ ،‬دار الكتاب‪ ،‬الدار البيضاء ‪1954‬‬

‫‪ .14‬سيد إسماعيل كاشف‪ ،‬مصر في فجر اإلسالم من الفتح العربي إلى قيام الدولة الطولونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1970،‬ط‪2‬‬

‫‪ .15‬علي محمد الصالبي‪ ،‬صفحات مشرقة من التاريخ اإلسالمي في الشمال اإلفريقي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2007 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪،2‬‬

‫‪ .16‬فرج محمد الهوني‪ .‬النظم اإلدارية والمالية في الدولة العربية اإل سالمية‪ ،‬الشركة العامة للنشر والتوزيع واإلعالن‪،1978 ،‬ط‪2‬‬

‫‪ .17‬المارودي‪ .‬األحكام السلطانية والوليات الدينية‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بيروت‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ .18‬المارودي‪،‬األحكام السلطانية‪ ،‬تح أحمد المبارك البغدادي‪ ،‬دار قنيبية‪ ،‬الكويت‪ ،‬سنة ‪1989‬م‪ ،‬ط‪1‬‬

‫‪ .19‬ناطق صالح أيوب مطلوب وآخرون‪،‬تاريخ المغرب العربي‪ ،‬جامعة الموصل‪1977 ،‬‬

‫‪39‬‬
‫ثـ ـ ـان ـ ـ ـيـ ـ ـا‪ :‬الم ـ ـراجـ ـ ـ ـع العـ ـ ـ ـ ـربـ ـ ـيـ ـ ـة‬

‫‪ .1‬حسن علي حسن‪ .‬تاريخ المغرب العربي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬مكتبة الشباب القاهرة‪ .‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ .2‬رحيم كاظم محمد الهاشمي وآخرون‪ ،‬الحضارة اإلسالمية العربية دراسة في تاريخ النظم‪ ،‬دار النشر المحبة الجامعية غربان‪،‬مصر‪،‬‬
‫‪2002‬‬

‫‪ .3‬سعد زغلول عبد الحميد‪ ،‬تاريخ المغرب العربي‪ ،‬الجزء األول‪،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪،1979،‬‬

‫‪ .4‬سيد إسماعيل كاشف‪ ،‬مصر في فجر اإلسالم من الفتح العربي إلى قيام الدولة الطولونية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1970،‬ط‪2‬‬

‫‪ .5‬السيد عبد العزيز سالم‪ .‬تاريخ المسلمين وآثارهم في األندلس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األنجلو مصرية‪ ،‬القاهرة‪1982.‬‬

‫‪ .6‬سيرة عمر بن عبد العزيز‪ ،‬دار الفكر الحديث‪ ،‬بيروت‪1978،‬‬

‫‪ .7‬عبد الحميد حسن حمودة‪ ،‬تاريخ المغرب في العصر اإلسالمي من الفتح اإلسالمي حتى قيام الدولة اإلسالمية‪ ،‬دار الثقافة للنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬مصر‪ ،2002 ،‬ط‪1‬‬

‫‪ .8‬عبد العزيز فياللي‪ ،‬المظاهر الكبرى في عصر الولة ببالد المغرب واألندلس‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪2008،‬‬

‫‪ .9‬عبد القادر مقالتي‪ ،‬الدولة اإلسالمية في األندلس من الميالد إلى السقوط‪ ،‬ط‪ ،1‬دار األصالة‪ ،‬الجزائر‪2010،‬‬

‫‪ .10‬علي محمد الصالبي‪ ،‬صفحات مشرقة من التاريخ اإلسالمي في الشمال اإلفريقي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪2007 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪2‬‬

‫‪ .11‬محمد بركات البيلي‪ .‬المالبة من المشرق إلى المغرب‪ .‬مجلة المؤرخ المصري‪ .‬العدد الثالث عشر‪1994 .‬م‪.‬‬

‫‪ .12‬موسى لقبال‪ ،‬المغرب اإلسالمي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1981،‬ط‪2‬‬

‫‪ .13‬ابن خطيب لسان الدين محمد‪ .‬أعالم األعالم في من بويع قبل اإلسالم من ملوك اإلسالم‪ .‬تحقيق أحمد العباد‪ .‬دار الكتاب للنشر‪.‬‬
‫الدار البيضاء‪ .‬ج‪ .1‬ص_ص‪.13_12:‬‬

‫‪ .14‬العبيدوس محمد حسن‪ .‬المغرب العربي في العصر اإلسالمي‪ .‬دار الكتاب الحديث للنشر‪ .‬القاهرة‪2009 .‬م‪ .‬ط‪ .1‬ص‪.56:‬‬

‫‪ .15‬محمد عبد هللا عودة وآخرون‪ .‬مختصر التاريخ اإلسالمي‪ .‬الصلية للنشر والتوزيع‪ .‬عمان األردن‪ .1984 .‬ص_ص‪.103_102:‬‬

‫‪ .16‬عبد الحميد حسن حمودة‪ .‬تاريخ المغرب اإلسالمي منذ الفتح اإلسالمي وحتى قيام الدولة الفاطمية‪ .‬دار الثقافة للنشر‪ .‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .2002‬ط‪ .1‬ص‪.183:‬‬

‫‪ .17‬إبراهيم حركات‪ .‬المغرب عبر التاريخ‪ .‬دار الرشاد الحديثة للنشر‪ .‬الدار البيضاء‪ .‬ج‪ .1‬ص‪91:‬‬

‫‪ .18‬نهلة شهاب أحمد‪ .‬تاريخ المغرب العربي‪ .‬دار الفكر لنشر‪ .‬عمان ‪1433‬هـ ‪2012‬م‪ .‬ط‪ .2‬ص‪.126:‬‬

‫‪40‬‬
‫الفـــهـــــرس‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫الـــــعــــــــنــــــاويـــن‬

‫‪2‬‬ ‫خـــــــــــطــــــــــــة الــــبحـــــث‬

‫مــــــقدمـــــــة‬

‫‪4‬‬

‫‪6‬‬ ‫الفـــصـــل األول‪ :‬العالقة بين الخلفاء األمويين والولة ببالد المغرب وآثارهم‬

‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬نمط تعيين الولة في العهد األموي‬

‫‪8‬‬ ‫الــمــبــحـــث الــــــثـــانــــي‪ :‬أهم الولة في في زمن الخالفة األمويـة‬

‫مــحــمــــد بـــن يـــــزيــــد الـقـــرشــي‪100_97{ :‬هـ‪718_716/‬م}‬

‫‪8‬‬

‫‪9‬‬ ‫إسماعيل بن عبد هللا بن أبي المهاجر دينار‪101_100{ :‬هـ‪719_718/‬م}‬

‫‪11‬‬ ‫يـــــزيـــــد بـــن أبـــــي مـــســـلــــم‪102{ :‬هـ‪720/‬مـ‬

‫‪13‬‬ ‫بشر بـــــن صـــفـــوان الكــــلـــبي‪109_102{:‬هـ‪727_721/‬م}‬

‫‪14‬‬ ‫عبيدة بن عبد الرحمن السلمي‪115_110{:‬هـ‪733_727/‬م}‬

‫‪15‬‬ ‫عبيد هللا بن الحبحاب‪123_116{:‬هـ‪740_734/‬م}‬

‫‪17‬‬ ‫كلثوم بن عياض القشيري‪123{:‬هـ_‪124‬هـ‪743_741/‬م}‬

‫‪18‬‬ ‫حنظلة بن صفوان الكلبي‪127_124{:‬هـ‪744_741/‬م}‬

‫‪19‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬فترة ال نتقال من األمويين إلى العباسيين‬

‫‪21‬‬ ‫الـفـــصــل الــثــانــي‪ :‬العــالقـة بيـن الخـــالفـــة العـباسـيـة و الــولة ببالد الــمغـرب اإلســالمـي‪ ،‬وآثــارهم إلى ظهور الدولة األغــلـبـيــة‬

‫‪41‬‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬طريقة تعيين الولة في العهد العباسي‬

‫‪24‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أبرز الولة في زمن الخالفة العباسية‬

‫‪24‬‬ ‫عبد الرحمن بن حبيب الفهري‪137_132{:‬هـ‪754_745/‬م}‬

‫‪25‬‬ ‫إلياس بن حبيب{‪754/137‬م}‬

‫حبيب بن عبد الرحمن ودخول ورفجومة‪140_138{:‬هـ‪757_755/‬م}‬

‫‪26‬‬

‫‪26‬‬ ‫ولية محمد بن األشعث ‪141‬هــ‬

‫‪26‬‬ ‫األغلب بن سالم التميمي‪150_148{:‬هـ‪768_765/‬م}‬

‫‪27‬‬ ‫عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة المهلبي‪154_151{:‬ه‪771_768/‬م}‬

‫‪28‬‬ ‫ولية يزيد بن حاتم ‪155‬هــ‬

‫‪29‬‬ ‫داوود بن يزيد بن حاتم‪171{:‬هـ‪788/‬م}‬

‫‪29‬‬ ‫روح بن حاتم‪174_171{:‬ه‪790_787/‬م}‬

‫‪30‬‬ ‫نصر بن حبيب المهبلي‪177_174{:‬ه‪793_791/‬م}‬

‫‪31‬‬ ‫الفضل بن روح بن حاتم‪179_177{:‬ه‪795_793/‬م}‬

‫‪32‬‬ ‫هرثمة بن أعين‪180_179{:‬هــ‪796_795/‬م}‬

‫‪33‬‬ ‫ولية محمد بن المقاتل العكي ‪181‬هـ‬

‫‪34‬‬ ‫خـــــــــــــــــــــــاتــــــــمـــــة‬

‫‪37‬‬ ‫المــــالحــــــــــــق‬

‫‪38‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪42‬‬

You might also like