Professional Documents
Culture Documents
ملخص كتاب التفكير الناقد
ملخص كتاب التفكير الناقد
ومن هنا تكون المقدمة قد انتهت وننتقل -على بركة هللا -الى قواعد الحس النقدي
القاعدة األولى
ما ُيقال بال دليل ُيَر ُّد بال دليل
يجب على المسلم عدم قبول األفكار يتيمة المصادر ،مقطوعة البراهين ،المبنَّية على آراٍّء شخصَّيٍة ُّم ْع َد َم ِة الحَّجة.
فإن أَّو ل خطوٍة في الحكم على فكرة ،هي الَّنظر فيما إن كانت مقرونًة ِبَبِّيَنة ،أم أنها مجَّرد اِّدعاٍء َّيعكس تصورات
صاحبه ،فليس له ما يثبته .فإن كانت الفكرة مبنَّيًة على دليلَ ،ح َّلْلنا دليلها ،وعرضناه على طاولة الِّنقاش ،وإن كانت
خاليًة ِّم ن األدَّلة ،رددناها دون مناقشتها ،أو التعُّم ق فيها ،ألَّنها مجَّرد اِّدعاء.
إذًا فأَّو ل سؤاٍل ُّيطرح عند مناقشة أِّي فكرة هو :أين الدليل على ما تقول؟ هات دليلك كي أناقشك.
.القاعدة الثانية
تحليل الفكرة إلى (دليل – استنتاج – نتيجة) وتوجيه األسئلة النقدية لكل قسم
يجب علينا قبل مناقشة الفكرة ،أن نمِّيز بين دليل الفكرة ،واالستدالل المستنبط منه والدليل والنتيجة معلوم معناهما ،أما
االستدالل فالمقصود به عملية االنتقال من الدليل إلى النتيجة ،وسيأتي بيانها بالتطبيقات.
وأحياًنا ما تكون األفكار مبهمة وقد يتعمد أصحابها خلط الحق بالباطل وتلميع الخطأ برقعة الصواب لذلك حتى يسهل
علينا انتقاد الفكرة يجب فرز محتوياتها إلى( :دليل-استدالل-نتيجة) ونقد كٍّل منها على حدة بتوجيه أسئلة نقدية لكل
منها كما في الجدول التالي:
يوضح الجدول أعاله الخريطة النقدية العامة وسنسرد في تفصيل نقد الدليل واالستدالل والنتيجة في القواعد القادمة
وسنأتي بتطبيقات عملية لنقد األفكار في آخر الملخص...
القاعدة الثالثة
نقد ما تستند عليه الفكرة من حجج
عند نقد أي فكرة يمكننا إحالة عدد من األسئلة لما تستند عليه من أدلة فإن لم يسقط الدليل انتقلنا لما يليه من أقسام
الفكرة -كما سيأتي بيانه بالقواعد القادمة -فإن تجاوزت الفكرة جميع محاور النقد تبين لنا صحتها.
ما هي األسئلة التي نوجهها للدليل؟؟؟
هناك ثالث أسئلة نوجهها لما تقوم عليه الفكرة من حجج وبيانها فيما يلي:
السؤال األول:
(هل الدليل صحيح في نفسه؟)
وهل هو قطعي يقيني؟ أم ظني قابل للطعن يمكن أن يعارض بما هو أصح منه؟
تلك األسئلة أعاله تبين لنا ما ال يصلح لالستدالل من األدلة ألنها غير صحيحة في نفسها حتى يحتج بها على صحة
الفكرة وتبين ما يمكن رده من األدلة حين تجانب -أي تعارض -ما هو أقوى منها من البراهين.
السؤال الثاني:
(هل ُفِهَم الدليل بشكل صائب؟)
وهل يحتمل أكثر من معنى؟ ولو كان يحتمل أكثر من معنى فعلى أي أساٍس اختار صاحب الفكرة معنى الدليل؟
كثيرًا ما يعتمد أصحاب األفكار الخاطئة على تفاسير وتأويالت تناسب أهواءهم ،ووجه الخطأ فيها إما بمخالفتها للغة
أو السياق أو لمجموع األدلة الواردة في نفس الموضوع ،فيكون للدليل أكثر من معنى ولكن يتم اختيار معنى من
المعاني دون معيار صحيح.
السؤال الثالث:
هو السؤال الذي يؤدي إلى معرفة نزاهة صاحب الفكرة من حيث اتساقه ومنهجيته في استعمال األدلة( ،هل هو مستقيم
مع نفسه أم هو متناقض مضطرب؟)
والصيغة الكاشفة لذلك هي :هل نوع الدليل الذي ُيرشد صاحبه إلى فكرة ُيعتبر عنده؟ مستعمل في أبواب استدالل
أخرى؟ أم أنه غير معتبر عنده وإنما يحتج به علينا فقط فإذا أنهى نقاشه معنا تبرأ من الدليل؟!
فإذا كان الُم ناَقش ينكر شيئًا من هذه األنواع من األدلة أو بعض أجزائها فال يحق له االستدالل بما ينكر؛ ألنه بذلك
يعتبر متشهيًا متبعًا هواه مارقًا غير مستقيم في أقواله.
القاعدة الرابعة
النظر في الجوانب المفقودة التي يؤثر وجودها على تصور الدليل أو الفكرة
هناك جوانب نقٍص مؤثرٌة في تصور الحقيقة وطبيعة المسألة وطريقة نقاشها قد يسقطها -أي جوانب النقص تلك-
أصحاب الهوى علًم ا أو جهاًل لذلك فمن الواجب علينا التيقظ لجوانب النقص المغفلة.
مثال:
من يقول إن هللا تعالى غير موجود ألنه لم يجب دعائي!
نقول له :إن هناك جوانب غير مذكورة يؤثر إغفالها ،منها:
-أن الدعاء يستجاب بأكثر من طريقة
-وجود شروط وموانع لالستجابة
-أن االستجابة مرهونة باإللحاح دون استعجال
وغير ذلك...
القاعدة الخامسة
نقد االستدالل بتحقيق مبدأ التالزم
سبق تعريف االستدالل بأنه( :عملية االنتقال من الدليل إلى النتيجة) وأهم عنصر يكون في االستدالل هو (التالزم)
والتالزم هو تعلق الشيء باآلخر تعلًقا ال انفكاك منه؛ أي :أن هذا الدليل يستلزم ويؤدي بالضرورة إلى هذه النتيجة.
وإذا تأملنا في واقع ناشري المغالطات واألفكار الخاطئة سنجد أنهم كثيرًا ما يأتون بأدلة ال توصل إلى النتائج التي
يريدون الوصول إليها؛ أي أننا نالحظ وجود فراغ وفجوة بين الدليل والنتيجة فيقوم المشككون والمغالطون بالقفز من
الدليل إلى النتيجة دون أي تدقيق أو تأكد من أن الدليل يوصل بالفعل إلى النتيجة أم ال.
مثال:
يقول بعض الملحدين :إن هللا غير موجود ألننا ال نراه
وهذا مثال يدل على وجود الفجوة الكبيرة بين الدليل والنتيجة؛ ألن عدم رؤية الشيء ال تستلزم عدم وجوده فالوجود
شيء ،والرؤية شيء آخر ،فالملحد مثًال يؤمن بوجود االلكترون وهو لم يره! ولم يره أحد إلى اآلن! فال تؤول عدم
رؤيته بالضرورة إلى عدم وجوده.
القاعدة السادسة
معارضة النتيجة بنتيجة مناقضة أقوى منها
يمكننا تعريف النقاش بأنه عملية تواصل تنافسية بطبعها قائمة على مقارعة الحجة بالحجة وضرب البرهان بالبرهان
ومن هنا نستنبط أن من أهم القواعد النقدية على اإلطالق :معارضة النتيجة الخاطئة بما يناقضها من النتائج الصحيحة
وتقوم هذه القاعدة على مبدأ عقلي مهم وهو (النقيضان ال يجتمعان) والنقيضان مثل الوجود والعدم فال يمكن الحكم
على شيء بأنه موجود ومعدوم في نفس الوقت إذ أن الوجود نقيض العدم فإن إثبات أحد النقيضين يعني بالضرورة
بطالن أخيه.
مثال:
إذا وجدت فكرة تفيض إلى نتيجة مفادها أن هللا غير موجود فحتى لو لم تستطع الرد على الفكرة نفسها -لغياب الجواب
عنك ألي سبب -فإنه يكفيك أن تعارض النتيجة بنتيجة أقوى منها
فإذا أثبت أن هللا موجود باألدلة القطعية كان ذلك كافًيا لتهدم فكرته دون أن ترد على الفكرة بحد ذاتها ألنك طعنت في
النتيجة التي يريد المخالف الوصول لها على أساس أن النقيضين ال يجتمعان
مثال تطبيقي
على قواعد التفكير الناقد واألسئلة النقدية
الفكرة المنتقدة( :المسلمون منهزمون متأخرون ماديًا فدينهم إذا غير صحيح)
النتيجة: االستدالل: الدليل:
اإلسالم دين غير صحيح ينبغي على الدين الصحيح المسلمون منهزمون
أن يكون منتصرًا ومتأخرون ماديًا
-هل توجد نتيجة معارضة مبنية -هل يوجد تالزم بين الدليل -هل الدليل صحيح في نفسه؟
على حجج أقوى؟ والنتيجة؟ الجواب :نعم
الجواب :نعم ،فلدينا عشرات األدلة الجواب :ال،
القطعية العقلية والنقلية على صحة وذلك ألن للنصر أسباب متعددة ال هل هناك جوانب أخرى مؤثرة في
اإلسالم تنحصر في مجرد صحة الدين كما تصور الدليل لم يذكرها المخالف؟
ويمكن مراجعة الكتب المختصة أن للهزيمة أسباب متعددة ال تنحصر الجواب :نعم ،أمران:
بذلك مثل كتاب براهين النبوة لسامي في فساد الدين. -هناك أمم أخرى من مختلف
عامري وغيره. التيارات واالتجاهات منهزمة
-هل هناك احتماالت أخرى ناتجة ومتأخرة مادّيًا أيضًا.
عن الدليل غير النتيجة التي ذكرها -في األزمنة الماضية كان اإلسالم
المعترض؟ منتصرًا فهل يعتبر ذلك المخالف
الجواب نعم: دليال على صحة االسالم؟
-1الهزيمة يمكن أن تدل على تفريط
المنهزم باألخذ باألسباب.
-2الهزيمة قد تكون من جملة
االبتالءات وليست بالضرورة دالة
على غضب هللا سبحانه وتعالى.
-3كل األمم بمختلف الديانات
والتيارات تتقلب في القوة والضعف
حسب أخذها باألسباب فليس التقلب
دليًال على صخة وال بطالن.
المغالطات المنطقية
بعد ضبط القواعد أعاله فإنه من المفيد االطالع على شيء مما كتب في المغالطات المنطقية وهو مجال يهتم بوصف
األخطاء في التفكير واالستدالل والحجج للتنبه إليها وأهم ما يطلع عليه مما كتب في هذا المجال هو أربع أنواع من
المغالطات وهي:
مغالطة رجل القش -1
مغالطة الشخصنة -2
مغالطة الرنجة الحمراء -3
مغالطة المنحدر الزلق -4
مغالطة الشخصنة
وصورة هذه المغالطة تتمثل في الشخص الذي ال يرد على حجج مخالفه وإنما يحاول إسقاطه بذكر مثالبه وعيوبه
والتشهير بماضيه وسيئاته مع اإلعراض عن الرد على حجته التي أتى بها.
مثال :قول فرعون لموسى حين بلغه رسالة هللا} :ألم نربك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي
فعلت وأنت من الكافرين{.