You are on page 1of 6

‫مقياس‬

‫النظرية السوسيولوجية احلديثة‬

‫لطلبة السنة الثانية علم االجتماع‬


‫أستاذة املقياس‬
‫أد‪/‬نادية سعيد عيشور‬

‫المحور األول‬
‫املدخل إىل النظرية السوسيولوجية‬

‫‪ )1‬تعريف النظرية السوسيولوجية‬

‫تعريف جود وهات ‪" :‬تشير إلى العالقات القائمة بين الوقائع أو لتنظيمها بطريقة دالة وذات معنى"‪.‬‬
‫املختلفة"‪.‬‬ ‫الجوانب‬ ‫تفسر‬ ‫املعممة‬ ‫املعرفة‬ ‫من‬ ‫سمير نعيم‪" :‬نسق‬
‫تعريف روبرت ميرتون‪" :‬مجموعة من التصورات املترابطة منطقيا‪ ،‬تلك التصورات املحددة‬
‫واملتواضعة‪ ،‬وليست الشاملة لكل ش يء‪ ،‬وتبدأ في الظهورحينما تترابط املفاهيم في شكل قضايا بحيث‬
‫تصبح هذه القضايا تجريدا للعالقات بين متغيرات واقعية‪ ،‬وحينما تترابط القضايا فإن النظرية‬
‫تتكون"‪.‬‬
‫تعريف برايثوايت‪" :‬النسق النظري مجموعة من القضايا التي تتخذ تركيبا خاصا في هذا النسق‪،‬‬
‫بحيث تكون مترابطة منطقيا‪ ،‬ومتميزة بالتدرج املنظم غيراملتناقض‪ .‬وتشيرالقضايا العامة في النظرية‬
‫النتائج"‪.‬‬ ‫فتمثل‬ ‫املستنبطة‬ ‫القضايا‬ ‫أما‬ ‫املقدمات‬ ‫إلى‬
‫تعريف وارد توماس ‪ :‬مجموعة مفاهيم مترابطة بشكل متناسق‪ ،‬مكونة من قضايا نظرية تهتم بشرح‬
‫قوانين ظاهرة اجتماعية معينة تمت مالحظتها بشكل منتظم‪.‬‬

‫تعريف مصطفى خلف عبد الجواد‪:‬‬

‫محاوالت لتفسيراألحداث‪ ،‬والعوامل‪ ،‬واملاديات‪ ،‬واألفكار‪ ،‬أوالسلوك بمعناه الشامل‪ .‬ويقصد بالنظرية‬
‫في علم االجتماع مجموعة من املقوالت التي تسعى لتفسير املشكالت واألفعال والسلوك‪ ،‬والنظرية‬
‫املؤثرة هي التي لها قوة‪ :‬تفسيرية وتنبؤية‬
‫تعريف نادية سعيد عيشور‬

‫تعني النظرية السوسيولوجية االجتهاد في مجال التحليل والتفسير وإيجاد أجوبة تشغل البال تتعلق‬
‫باإلشكاالت البارزة في الساحة الفكرية‪ ،‬تخص ال واقع االجتماعي في حدود ارتباطاته الجدلية بعالم‬
‫املادة وعالم الفكر وعالم املمارسة‪ ،‬وفي ضوء ذلك يتعين على هذا االجتهاد املتخصص أن يروم تحقيق‬
‫أهداف إيجابية نبيلة تعنى بقيمة التوقع والتنبؤ‪ ،‬لغرض التحكم في الظواهر املجتمعية مستقبال‬
‫واملساهمة في بلوغ املجتمع غاية االستقراروالسعادة والرفاهية‪.‬‬

‫تعكس النظرية السوسيولوجية اتساقا في البناء املنطقي لفكراجتماعي يخوض غمارفهم وتفسير واقع‬
‫املمارسة لعديد الظواهر التي تشكل صورته الشمولية‪ ،‬كما تعكس اتساقا بين املنهج وأد واته من جهة‬
‫وخلفياته من مختلف املنطلقات التصورية (وضعية‪ ،‬ماركسية ووظيفية) من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪ )2‬أهمية النظرية وفقا لسالتيز‪:‬‬


‫تزيد النظرية من ثمرة البحث وخصوبته وذلك عن طريق إمداده باملسالك الهامة لالستقصاء وربط‬
‫النتائج الجزئية بالعمليات االضطرارية التي تكون ذات طبيعة مشابهة وتوفير الشرح والتفسير املقنع‬
‫موجها عن طريق نظرية متسقة كلما أسهمت نتائجه في نمو‬ ‫للعالقات املالحظة‪ .‬وكلما كان البحث ّ‬
‫املعرفة وتنظيمها‪.‬‬

‫‪ -‬يؤدي البحث االجتماعي إلى إعادة فحص النظرية واختبارمدى دقتها‪ ،‬كما أن استمرارالبحث قد يترتب‬
‫عليه ظهور نظريات جديدة‪.‬‬

‫‪ )3‬أهداف النظرية‬
‫اآلتي‪:‬‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫الجتماعية‬ ‫النظرية‬ ‫أهداف‬ ‫ترنر‬ ‫جانثان‬ ‫حدد‬
‫تصنيف وتنظيم األحداث االجتماعية بأسلوب متسلسل بحيث تقترب من تكوين رؤية واضحة املعالم؛‬
‫تفسير أسباب األحداث االجتماعية لكي تمنح قدرة على التنبؤ باألحداث املستقبلية وكيفية وقوعها؛‬
‫تستطيع أن تقدم معنى دقيقا حول وقوع األحداث وبالذات حول كيفية وقوعها وأسباب حدوثها‪.‬‬

‫‪ )4‬شروط النظرية السوسيولوجية‪:‬‬


‫النظرية هي مجموعة من القضايا التي تتوفر فيها الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ينبغي أن تكون املفهومات التي تعبرعن القضايا محددة بدقة‪.‬‬


‫‪ -‬يجب أن تتسق القضايا الواحدة مع األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬أن توضع في شكل يجعل من املمكن اشتقاق التعميمات القائمة اشتقاقا استنباطيا‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون هذه القضايا خصبة ومتميزة تستكشف الطريق ملالحظات أبعد مدى وتعميمات تنمي مجال‬
‫املعرفة‪.‬‬

‫‪ )5‬عناصرالنظرية السوسيولوجية‪( :‬تم شرحها خالل املحاضرة الحضورية)‬

‫المصطلحات‬

‫القضايا‬ ‫المفاهيم‬

‫العناصر‬

‫الفرضيات‬ ‫التعريفات‬

‫‪ )6‬وظائف النظرية السوسيولوجية‪:‬‬

‫يحدد علي شتا‪ :‬في كتابه «نظرية علم االجتماع» هذه الوظائف‪:‬‬

‫الوظيفة األولى‪ :‬تحديد أطر توجيهية عامة يسترشد بها في تفسير الواقع وتناوله بالدراسة والتحليل في‬
‫صورة كلية‪.‬‬

‫الوظيفة الثانية‪ :‬تطوير مفاهيم علم االجتماع والتي تعد أساسية له كعلم‪.‬‬

‫الوظيفة الثالثة‪ :‬تسهم في عملية صياغة التعميمات والوصول إلى القوانين العلمية‪.‬‬

‫الوظيفة الرابعة‪ :‬تساعد على عملية التوقع‪.‬‬


‫المحور الثاني‪:‬‬
‫مراحل تطور النظرية السوسيولوجية‪:‬‬

‫أوال‪ -‬ظروف النشأة عرض فيديو تعليمي خالل احملاضرة األوىل والثانية‪:‬‬

‫النهضة اإلسالمية في مطلع القرن الخامس عشر‪ ،‬االكتشافات الجغ رافية في القرن الخامس والسادس‬
‫عشر‪ ،‬الثورة الصناعية عام ‪ ،1668‬فلسفة التنوير‪ ،‬الثورة الفرنسية عام ‪.1879‬‬

‫تم شرحها خالل املحاضرة الحضورية‪.‬‬


‫ثانيا‪ -‬مراحل التطور ‪:‬‬
‫ّ‬
‫املرحلة األولى‪ :‬االتجاه الوضعي السوسيولوجي‪،‬‬
‫ّ‬
‫بدأ منذ حوالي الربع األول من القرن التاسع عشر في فرنسا‪ ،‬والذي يعتبر كل من سان سيمون‬
‫وأوغست كونت ‪August Compte‬من أهم أسهموا فيه‪..‬‬

‫يقول أوغست كونت‪" :‬علم االجتماع إذا هو وليد الفلسفة الوضعية‪ ،‬التي سعت إلى تحريراملعرفة‬
‫من العقيدة الدينية والتأمل امليتافيزيفي وااللتزام الشديد بالوقائع‪ ،‬التي تقوم على أساس منهج البحث‬
‫املتبع في العلوم الرياضية من جهة‪ ،‬والعلوم الطبيعية االمبيريقية من جهة أخرى"‬

‫ويقول نوراثاوتو‪" : Otto Neurath‬أن علم االجتماع الوضعي حين يؤكد على إمكانية أن يكون علما‬
‫نافعا للمجتمع اإلنساني‪ ،‬فإنه يشترط أوال أن تتكون له نظرية عامة للمجتمع‪...‬فحينما تجمع املعلومات‬
‫والحقائق مرة‪ ،‬يمكن صياغة نظرية شاملة وملزمة‪ ،‬ولكن حينما يتكلم املرء عن الكل‪ ،‬فإن ذلك يعني‬
‫أيضا "تشكيل العالم من العناصر"‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬هي املاركسية‪،‬‬


‫تبلورت في حوالي منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬وعبرت عن جهد معين لالرتقاء بتراث املثالية األملانية‪،‬‬
‫وإدماجه بنماذج أخرى من التراث‪ ،‬كاالشتراكية الفرنسية‪ ،‬وعلم االقتصاد‪.‬‬
‫تضم مدارس من دون اتجاه علمي تجسده كاملدرسة املاركسية واملدرسة الجدلية في علم االجتماع‪.‬‬
‫حيث يقوم الفكر املاركس ي على "أن التكامل والتفاعل الذي أقرته بين الوعي والوجود كان منصبا على‬
‫طبيعة املعرفة وليس على املستوى امليتودولودجي الذي يحدد العالقة بين الباحث وموضوع البحث‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬علم االجتماع الكالسيكي‪،‬‬
‫تطور قبل الحرب العاملية األولى يمكن النظر إلى هذه املرحلة بوصفها مرحلة توفيق‪ ،‬حيث حاول‬
‫علم االجتماع فيها أن يوفق بين التطورات التي حدثت في املرحلتين‪ :‬األولى والثانية‪ ،‬عن طريق تحقيق‬
‫نوع من التكامل بين الوضعية‪ ،‬واملاركسية‪ ،‬أو البحث عن طريق ثالث‪ ،‬وقد اعتبرت هذه املرحلة‬
‫كالسيكية ألن معظم روادها ينظر إليهم اآلن على أنهم كالسيكيون‪ ،‬ومن أمثلتهم‪ ،‬ماكس فيبر‪ ،‬أيميل‬
‫دوركايم‪ ،‬وباريتو‪ .‬هذا دون اغفال املحاوالت التوفيقية بين بعض النماذج املختلفة ومنها التوليف بين‬
‫مثال‪.‬‬ ‫وضعية‬ ‫واخرى‬ ‫ماركسية‬ ‫تصورات‬
‫وقد تضمن املدرسة الشيئية في علم االجتماع ألبرزممثليها ايميل دوركايم‪ ،‬ومدرسة املعنى والفهم‬
‫في علم االجتماع لرائدها ماكس فيبر‪ ،‬وكذلك املدرسة التجريبية أو السوسيومترية (االمبريقية) ملورينو‬
‫والزار سفيلد‪ ،‬وكلها عكست النظريات التقليدية في علم االجتماع‪ ،‬تلك التي تنهض على اإليمان بقدرة‬
‫العلوم االجتماعية على محاكاة العلوم الطبيعية ‪ -‬منطقا ومنهجا‪ ،-‬وتتبنى الوحدات الكبرى‪.‬‬

‫املرحلة الرابعة‪ :‬فهي االتجاه الوظيفي –البنائي؛‬


‫يمكن القول أن الوظيفية كمنهج ونظرية قد ظهرت في العلوم االجتماعية‪ ،‬من خالل املحاوالت التي‬
‫بذلها علماء االنثروبولوجيا خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬من أجل املحاوالت فهم ّ‬
‫الرواسب الثقافية "غير‬
‫البدائية‪.‬‬ ‫املجتمعات‬ ‫في‬ ‫بذلها‬ ‫التي‬ ‫البقايا)‬ ‫(أو‬ ‫املنطقية"‬
‫تبلورتصورأو االتجاه الوظيفي في الثالثينات في الواليات املتحدة‪ ،‬وأضيفت إليه تطورات أخرى عن‬
‫ّ‬
‫طريق جماعة املدرسين الشبان‪ ،‬الذين قاموا بدراساتهم مع تالكوت بارسونز ‪ Talcott Parsons‬في وقت‬
‫مبكر‪ ،‬وكان تم ذلك في جامعة هارفارد‪ ،‬ومن أمثلتهم‪ :‬روبرت ميرتون‪ ،‬وكنجزليدافيز‪ ،‬وويلبرت مور‪ ،‬وروبين‬
‫ويليامز‪ ...‬تعتبرالوظيفية من النظريات الكبرى املهتمة بدراسة الوحدات الكبرى‪ ،‬تعنى تحديدا بدراسة‬
‫األنساق االجتماعية واألبنية العامة‪ ،‬عبرتحليل مستفيض للظواهراالجتماعية والثقافية وتفسيرها في‬
‫ضوء مجمل الوظائف املتكاملة التي تؤديها واألدوار املتسقة التي تشغلها داخل نسق املجتمع‪ ،‬تتبنى‬
‫عددا من املقوالت الفكرية كالتوازن والتساند الوظيفي‪ ،‬والتكامل املؤسساتي‪ ،‬والتقدم اإلنساني‪ ،‬من‬
‫أبرز روادها األوائل ممثليها املعاصرين نجد أيميل دوركايم(البداية) وتالكوت بارسونز (النظرية‬
‫الوظيفية الكبرى)‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬هناك من علماء االجتماع املسلمين من قام باعتماد تصنيف يشمل خمسة مراحل؛ يدرج من‬
‫خالله اسهامات العالمة العربي ابن خلدون كمرحلة أولى سابقة عن جهود الغربيين في هذا املجال‪.‬‬

You might also like